You are on page 1of 10

‫مبدأ الصدمة‪ :‬صعود رأسمالية‬

‫الكوارث‬
‫‪ ‬عرض‪ :‬د‪ .‬مازن النجار‬
‫آخر تحديث ‪ :‬األربعاء ‪ 15‬يناير ‪ 11:50   2014‬مكة المكرمة‬

‫(الجزي‬
‫رة)‬

‫ف‬ ‫في هذا الكتاب‪ ،‬تقوِّض نعومي كالين أسطورة انتصار اقتصاد السوق الحرة عالميًا بطريقة ديمقراطية‪ ،‬وتكش‬
‫أفكار ومسارات المال‪ ،‬وخيوط تحريك الدمى وراء أزمات وحروب غيّرت العالم في العقود األربعة األخيرة‪.‬‬

‫تفصّ ل المؤلف ة ‪-‬وهي ص حافية كندي ة مناهض ة للعولم ة‬


‫ألًعيبم بتكلا رثكأ ضعب تفّ ا‪ -‬كيف تمكنت سياسات "السوق الحرة"‬
‫األميركية من الهيمنة على العالم‪ ،‬باستغالل شعوب وبالد ص دمتها‬
‫الكوارث‪ .‬وتتعقب التط بيق العملي له ذه األفك ار خالل تاريخن ا‬
‫المعاصر مبينة أن أحداثًا معروفة كانت مس ارح متعم دة نشِ طة‬
‫لـ"مبدأ الصدمة"‪ ،‬منها‪ :‬انقالب بينوشيه في تشيلي (‪)1973‬؛ وحرب‬
‫جزر فوكالند (‪)1982‬؛ ومذبحة ميدان الس الم الس ماوي ببكين (‬
‫‪)1989‬؛ وانهيار االتح اد الس وفيتي (‪)1991‬؛ واألزم ة المالي ة‬
‫اآلسيوية (‪)1997‬؛ وإعص ار ميتش (‪)1998‬؛ وغ زو الع راق (‬
‫‪)2003‬؛ وكارثة تسونامي (‪)2004‬؛ وإعصار كاترينا (‪.)2005‬‬

‫"مبدأ الصدمة" هو رؤية طموحة للتاريخ االقتصادي في الخمس ين عامً ا الماض ية‪،‬‬
‫ولصعود أصولية السوق الحرة‪ .‬إن نظام "رأسمالية الكوارث" عنيف ويتطلب اإلرهاب‬
‫أحيانًا ليقوم بعمله؛ فقد مهدت األزمة المالية اآلسيوية (‪ )1997‬الطريق أمام صندوق‬
‫النقد الدولي لفرض برامج بالمنطقة وبيع شركات حكومية لبنوك أجنبي ة وش ركات‬
‫متعددة الجنسيات‪ .‬كما أتاحت كارثة تسونامي لحكومة سريالنكا طرد الص يادين من‬
‫قراهم الساحلية لبيعها لشركات االستثمار الفندقي‪ ،‬وأتاح دم ار ‪ 11‬س بتمبر‪/‬أيل ول‬
‫‪ 2001‬لجورج بوش شنّ حرب تهدف إلنتاج سوق حرة بالعراق‪.‬‬

‫يؤكد الكتاب أن السياسات االقتصادية النيوليبرالية‪ :‬الخصخصة‪ ،‬وتحري ر التج ارة‪،‬‬


‫وخفض اإلنفاق االجتماعي؛ التي فرضتها مدرس ة ش يكاغو ‪-‬ومنظّره ا ميلت ون‬
‫فريدمان(‪ -)1‬عالميًا كانت سياسات كارثية‪ .‬وألن نتائجها وخيمة وتؤدي للكساد وتفاقم‬
‫الفقر‪ ،‬ونهب الشركات الخاصة للمال العام‪ ،‬فإن وسائلها كارثية تعتمد االض طرابات‬
‫السياسية والكوارث الطبيعية والذرائع القسرية لتمرير "إص الحات" الس وق الح رة‬
‫المرفوضة شعبيًا‪ .‬تؤرخ كالين لهذه الكوارث‪ ،‬التي تتضمن برامج لمدرسة ش يكاغو‬
‫أطلقتها انقالبات عسكرية بأميركا الجنوبية؛ والبيع المعيب القتصاد الدولة في روس يا‬
‫لقلّة عقب انهيار االتحاد السوفيتي‪.‬‬

‫صدمات ثالث‬

‫يُظهر الكتاب أن رأسمالية الكوارث (هندسة س ريعة الطلق ات تجريه ا الش ركات‬
‫لمجتمعات تترنح من الصدمات) لم تبدأ بكارثة ‪ 11‬سبتمبر‪/‬أيلول‪ ،‬بل تعود أص ولها‬
‫إلى جامعة شيكاغو منذ ‪ 50‬عامًا بقيادة ميلت ون فري دمان؛ حيث تخ رّج مفك رون‬
‫محافظون جدد ونيوليبراليون‪ ،‬وال يزال تأثيرهم عميقًا في واشنطن‪ .‬اكتشفت المؤلف ة‬
‫عالقات جديدة مذهلة بين السياسة االقتص ادية‪ ،‬وح روب «الص دمة وال ترويع»‪،‬‬
‫وتجارب سرية مولتها االستخبارات المركزية تتعلق بالصدمات الكهربائية والحرمان‬
‫الحسي بالخمسينات‪ ،‬وهي أبحاث ساعدت في كتابة إرشادات التع ذيب المس تخدمة‬
‫بمعتقل خليج غوانتانامو‪ .‬هنا‪ ،‬ترسم كالين خطًا واضحًا يرب ط تع ذيب الس بعينات‬
‫بأميركا الالتينية بالتعذيب في أبوغريب وغوانتانامو‪.‬‬
‫تقارن نعومي كالين السياسة االقتصادية الرأسمالية المتطرفة بالعالج بالصدمة ال ذي‬
‫يستخدمه أطباء نفسيون‪ ،‬وعقدت المؤلفة مقابلة مع جيل كاستنر‪ ،‬أحد ضحايا تجارب‬
‫أساليب استجواب سرية أجراها العالم إي وين ك اميرون(‪ )2‬لص الح االس تخبارات‬
‫المركزية بالخمسينات‪ ،‬وكانت فكرته استخدام العالج بالصدمات الكهربائي ة لكس ر‬
‫إرادة المرضى؛ ثم تعاد برمجتهم‪ ،‬لكن بعد أن كسر كاميرون مرضاه لم يستطع أب دًا‬
‫إعادة بنائهم‪ .‬هذه المقارنة مبالغ فيها وغير مقنعة‪ ،‬لكن بالنسبة لكالين تبدو ال دروس‬
‫المستفادة واضحة‪ :‬تصاب البلدان بصدمات الحروب والهجمات اإلرهابية واالنقالبات‬
‫العسكرية والكوارث الطبيعية‪ ،‬ثم تصاب بصدمة ثانية بواسطة ش ركات وسياس يين‬
‫يستغلون الخوف واالرتباك الن اجم عن الص دمة األولى لتمري ر العالج بالص دمة‬
‫االقتصادية‪ .‬أحيانًا‪ ،‬عندما ال تنجح الصدمتان األوليان في القض اء على المقاوم ة‪،‬‬
‫تُستخدَم صدمة ثالثة‪ :‬الكهرباء في زنزانة السجن أو بندقية الصدمات الكهربية "تيزر"‬
‫في الشوارع لمن يجرؤ على المقاومة‪.‬‬

‫تُعرّف كالين بميلتون فريدمان (‪ )2006-1912‬المنظّر األكبر للرأسمالية المنفلت ة‪،‬‬


‫وتنسب له كتابة قواعد االقتصاد العالمي المعاصر المضطرب‪ .‬وكما كان ك اميرون‬
‫طبيب العالج بالصدمة‪ ،‬تعتبر كالين فريدمان طبيب الصدمة اآلخر في معركته لكسب‬
‫عقول وقلوب االقتصاديين والنظم االقتصادية بأميركا الالتينية‪ .‬في الخمسينات‪ ،‬بينما‬
‫يُجري كاميرون تجاربه‪ ،‬كانت مدرسة شيكاغو تطور أفكارها ال تي س تطغى على‬
‫نظريات راؤول بريبِش‪ )3(،‬داعية ما يمكن تسميته اليوم‪ :‬الطريق الثالث‪ ،‬واقتصاديين‬
‫آخرين كانت لهم شعبية بأميركا الالتينية آنذاك‪ .‬تنقل كالين تعبير االقتصادي التشيلي‬
‫أورالندو لتلييه(‪ )4‬عن "االنسجام الداخلي" بين إرهاب نظام بينوشيه وسياساته لتطبيق‬
‫نظام السوق الحر‪ ،‬ويرى لتلييه أن ميلتون فريدمان مشترك في المسؤولية عن جرائم‬
‫النظام‪ ،‬رافضًا حجة أنه كان يقدم مجرد مشورة "تقنية"‪ .‬لقي لتليي ه مص رعه ع ام‬
‫‪ 1976‬بانفجار سيارة مفخخة زرعتها استخبارات بينوشيه بواشنطن‪ ،‬واعتبرته كالين‬
‫ضحية أخرى لـ "صبيان شيكاغو" الذين أرادوا فرض رأسمالية الكوارث‪.‬‬

‫‪ %‬التغيير‬
‫الصدمات تنتج‬

‫في إحدى مقاالته األكثر تأثيرًا‪ ،‬صاغ فريدمان العقار السري التك تيكي للرأس مالية‬
‫المعاصرة؛ وهو ما فهمت كالين أنه "مبدأ الصدمة"‪ .‬يرى فريدمان أن "األزمات فقط‪،‬‬
‫حقيقية أو متصورة‪ ،‬تنتج تغيرًا حقيقيًا"؛ فعند وقوع كارثة تُعتمد اإلجراءات ال تي يتم‬
‫اتخاذها بناء على األفكار المتاحة؛ حيث يقوم بعض الناس بتخزين سلع معلبة ومي اه‬
‫استعدادًا لكوارث كبرى؛ بينما يخزّن أتباع فريدمان أفكار الس وق الح رة‪ .‬بوق وع‬
‫األزمة‪ ،‬نجد فريدمان مقتنعًا بضرورة التحرك سريعًا‪ ،‬لفرض تغيير دائم قبل ع ودة‬
‫المجتمع الذي اجتاحته األزمة إلى "شدة وطأة ظروف ما بعد الكارثة"؛ وه و تنوي ع‬
‫على نصيحة مكيافيلي بوجوب إيقاع "األضرار كلها مرة واحدة"‪.‬‬

‫تعلم فريدمان ألول مرة كيفية استغالل الصدمة بمنتصف سبعينات القرن العش رين‪،‬‬
‫عندما استشاره الديكتاتور الج نرال أوغس تو بينوش يه في السياس ات وال برامج‬
‫االقتصادية‪ .‬كان التشيليون حينها مصدومين بعد انقالب بينوشيه العنيف‪ ،‬كما ك انت‬
‫البالد أيضًا مصدومة بالتضخم الهائل‪ .‬أشار فريدمان على بينوشيه بف رض تح ول‬
‫اقتصادي سريع الطلقات‪ ،‬يتضمن‪ :‬خفض الضرائب‪ ،‬وتحرير التجارة‪ ،‬وخصخص ة‬
‫الخدمات‪ ،‬وخفض اإلنفاق االجتماعي‪ ،‬وتحرير االقتصاد من الرقابة‪ .‬كان ه ذا ه و‬
‫التحول الرأسمالي األكثر تطرفًا من أية محاولة سابقة‪ ،‬وأصبح يُعرف بثورة "مدرسة‬
‫شيكاغو"؛ حيث تتلمذ العديد من اقتصاديي بينوشيه على فريدمان‪ ،‬وصاغ هذا األخير‬
‫عبارة لهذا التكتيك المؤلم‪" :‬العالج بالصدمة"‪ .‬وهكذا دواليك‪ ،‬كلما فرضت الحكومات‬
‫برامج كاسحة لتحرير السوق‪ ،‬كانت الطريقة المختارة هي المعالجة بالصدمة الكامل ة‬
‫مرة واحدة‪ .‬كذلك‪ ،‬كان التعذيب والقتل ‪-‬بيد نظام بينوش يه في تش يلي وأثن اء حكم‬
‫الديكتاتورية العسكرية باألرجنتين‪ -‬وسيلة لكسر المقاومة للسوق الحرة‪.‬‬

‫بدأت كالين تدرس اعتماد السوق الحرة على قوة الصدمة منذ ب دء احتالل الع راق‪،‬‬
‫وكانت ترسل التقارير من بغداد عن محاوالت واشنطن الفاشلة تط بيق اس تراتيجية‬
‫«الصدمة والترويع» مع العالج بالصدمة‪ :‬خصخصة شاملة‪ ،‬وتحرير كامل للتج ارة‪،‬‬
‫وضريبة ثابتة بنسبة ‪ ،%15‬وتقليص كبير لحجم الحكومة‪ ،‬وتدمير الب نى التحتي ة‪،‬‬
‫والالمباالة حيال نهب ثقافة البالد وتاريخها‪ .‬وفي خضم الحرب األهلي ة ب العراق‪،‬‬
‫كُشِف مشروع قانون يتيح لشركتي شل وبري تيش ب تروليوم الس يطرة على معظم‬
‫احتياطيات البالد الهائلة من النفط‪.‬‬

‫سافرت كالين بعدئذ إلى سريالنكا‪ ،‬بعد أشهر من كارثة تسونامي‪ ،‬لتشهد نسخة أخرى‬
‫لنفس المناورة‪ :‬تواطأ مستثمرون أجانب ومقرضون دوليون الستخدام جو الهلع لتسليم‬
‫الساحل الجميل لرجال أعمال سارعوا ببناء منتجعات كبيرة‪ ،‬ومُن ع الص يادون من‬
‫العودة لقراهم‪ .‬وبعد أن ضرب إعصار كاترينا مدينة نيو أورليانز‪ ،‬اكتشف س كانها‬
‫الذين شتتهم اإلعصار أن مساكنهم ومستشفياتهم ومدارسهم العامة لن يُعاد فتحها‪ .‬كان‬
‫واضحًا أن هذه أفضل طريقة لتحقيق أهداف الشركات‪ :‬اس تخدام لحظ ات ص دمة‬
‫المجتمعات لبدء هندسة اجتماعية واقتصادية راديكالية‪ .‬كذلك‪ ،‬أت احت اض طرابات‬
‫بولندا وروسيا (بعد انهيار الشيوعية) وبوليفيا (بعد تضخم الثمانينات) للحكومات دس‬
‫«العالج بالصدمة» رغم مقاومة الجماهير‪.‬‬

‫صفحات بيضاء‬
‫لدى تغطيتها إلعصار كاترينا الذي ضرب والية لويزيان ا في ‪ ،2005‬زارت كالين‬
‫ملجأ كبيرًا تابعًا للصليب األحمر بباتون روج‪ ،‬واستمعت هن اك للن اس الغاض بين‬
‫المنهكين‪ ،‬يراقبهم جنود الحرس الوطني العصبيون العائدون لتوهم من العراق‪ .‬كانت‬
‫األخبار المتداولة في الملجأ يومها أن العضو الجمهوري بالكونغرس ريتشارد بيك ر‬
‫قال لبعض جماعات الضغط‪" :‬أخيرًا‪ ،‬تخلصنا من مساكن نيو أورلي انز الش عبية‪ .‬لم‬
‫يكن بإمكاننا فعلها‪ ،‬لكن اهلل فعلها"‪ .‬كان جوزيف كانيزارو(‪ )5‬أحد أغ نى مس تثمري‬
‫العقارات بنيو أورليانز صرّح بمعنى مشابه‪" :‬أعتقد أن لدينا صفحة بيض اء يمكنن ا‬
‫البدء عليها من جدي د‪ .‬م ع الص فحة البيض اء ت أتي ف رص كب يرة للغاي ة"‪.‬‬
‫عج‬
‫ّ‬
‫ت المدينة بمجموعات ضغط لصالح شركات تغتنم هذه الفرص‪ :‬ضرائب أقل‪ ،‬رقابة‬
‫أقل‪ ،‬عمالة أرخص‪ ،‬مدينة أصغر وأكثر أمنًا؛ وهذا يعني إزالة المساكن الشعبية‪ .‬مع‬
‫هذه "البدايات الجديدة" و"الصفحات البيضاء"‪ ،‬كاد يُنس ى الم زيج الس ام من رك ام‬
‫وكيماويات ورفات بشرية ال تزال على بُعد بضعة أميال من الطريق السريع‪.‬‬

‫في تناقض حاد مع البطء الشديد في إصالح السدود وإعادة الكهرباء‪ ،‬تم المزاد العلني‬
‫لنظام المدارس بنيو أورليانز بدقة وسرعة تشبه إجراءات عسكرية‪ .‬بعد ‪ 19‬ش هرًا‪،‬‬
‫كان معظم سكان المدينة الفقراء ال يزالون خارجها‪ ،‬بينما حلت م دارس مس تأجرة‬
‫يديرها القطاع الخاص محل مدارس نيو أورليانز العامة‪.‬‬

‫كان فريدمان أحد الذين رأوا فرصًا في طوفان نيو أورليانز‪ ،‬ورغم كونه مريضًا في‬
‫الثالثة والتسعين‪ ،‬وجد عافية لكتابة افتتاحية بوول ستريت بعد ثالثة أشهر من انهي ار‬
‫السدود‪ ،‬قال فيها‪" :‬أصبحت معظم مدارس نيو أورليانز ركامًا وكذلك منازل تالمذتها‪.‬‬
‫تفرق أولئك األطفال اآلن بأنحاء البالد‪ ،‬هذه مأساة وهي فرصة أيضًا"‪ .‬كانت فكرت ه‬
‫أنه بدالً من إنفاق أموال إعادة اإلعمار إلعادة بناء وتحسين نظام الم دارس العام ة‪،‬‬
‫ينبغي أن توفر الحكومة لألسر كوبونات (مالية) لتغطية تعليم أبنائها بمدارس خاصة‪.‬‬
‫الغارات على المجال العام عقب الكوارث واعتباره ا فرصً ا مثيرة للس وق هي‬
‫"رأسمالية الكوارث"‪.‬‬

‫مجمع رأسمالية الكوارث‬

‫ا‬ ‫عندما بدأت كالين دراستها اللتقاء األرباح الفاحشة بالكوارث الض خمة‪ ،‬ظنت أنه‬
‫ة‬ ‫تشهد تغييرًا جوهريًا في اطراد االندفاع لـ"تحرير" أسواق العالم‪ ،‬والنتمائها لحرك‬
‫ي‬ ‫عالمية انطلقت بسياتل ضد تغول الشركات في عام ‪ ،1999‬وألنه ا من مناهض‬
‫ة‬ ‫العولمة‪ ،‬اعتادت رؤية السياسات المالئمة لألعمال تُفرض قسرًا بم ؤتمرات منظم‬
‫التجارة العالمية‪ ،‬وشروطًا لقروض صندوق النقد الدولي‪ .‬تقدم كالين وص فًا دقيقً ا‬
‫للدسائس السياسية الالزمة لفرض سياسات اقتصادية بغيض ة على البالد المقاوم ة‪،‬‬
‫والخسائر البشرية الناجمة عنها‪ .‬الالفت أن نتذكر كيف أن كثيرين ممن ش اركوا في‬
‫غزو العراق‪ ،‬شاركوا سابقًا في حلقات مخزية أخرى من تاريخ السياس ة الخارجي ة‬
‫األميركية‪ .‬اكتشفت كالين أن فكرة استغالل األزمات والكوارث كانت طريقة عم ل‬
‫حركة فريدمان منذ البداية ‪-‬هذا الشكل األصولي للرأسمالية يحت اج دائمً ا ك وارث‬
‫ليتقدم‪.‬‬

‫عندما تُرى من عدسة مبدأ الصدمة‪ ،‬تبدو العقود األربعة الماضية مختلفة جدًا؛ بعض‬
‫انتهاكات حقوق اإلنسان المخزية ارتكبتها أنظم ة معادي ة للديموقراطي ة إلره اب‬
‫الجمهور أو تُسَخًديهمت ةيلاعفب رّ ا إلدخال "إصالحات" السوق الحرة‪ .‬في عام ‪،1989‬‬
‫أطلقت صدمة مذبحة ميدان تيانانمين ببكين واعتقال اآلالف ي د الح زب الش يوعي‬
‫الصيني في تحويل جزء كبير من البالد لمنطقة تص دير شاس عة يش غلها عم ال‬
‫مرعوبون ال يطالبون بحقوقهم‪ .‬كذلك حرب الفوكالند عام ‪ 1982‬خ دمت غرضً ا‬
‫مماثالً لمارغريت تاتشر؛ فاالضطراب الناجم عن الحرب أتاح له ا س حق عم ال‬
‫المناجم المضربين وإطالق أول موجة خصخصة في ديموقراطية غربية‪.‬‬

‫أي لتطبيق العالج بالصدمة االقتصادية بحرية‪ ،‬يتطلب األمر صدمة جمعية إض افية‪.‬‬
‫يمكن فرض نموذج فريدمان االقتصادي جزئيًا في ظل نظام ديموقراطي ‪-‬أميركا في‬
‫عهد ريغان أفضل مثال‪ -‬لكن ليتم تطبيق الرؤية بشكلها الكامل‪ ،‬يتطلب ذلك ظروفً ا‬
‫تسلطية‪.‬‬

‫لم توجد هذه الظروف بالواليات المتحدة سابقًا‪ ،‬ولكن األيديولوجية التي كانت تُف رّخ‬
‫في الجامعات األميركية وتخترق مؤسسات واشنطن وجدت أخيرًا فرصة الظهور في‬
‫‪ 11‬سبتمبر‪/‬أيلول‪ .‬استغلت إدارة بوش الحافلة بتالميذ فريدمان ‪-‬كص ديقه المق رب‬
‫دونالد رامسفيلد‪ -‬الخوف الناجم عن األح داث إلطالق "الح رب على اإلره اب"‪.‬‬
‫ولضمان أن تكون مشروعًا هادفًا للربح‪ ،‬أي صناعة جديدة مزدهرة تبث الحي اة في‬
‫االقتصاد األميركي المتعثر؛ يمكن فهمها بشكل أفضل كـ"مجمع رأسمالية الكوارث"‪.‬‬
‫إنها حرب كونية تخوضها ‪-‬على كل المستويات‪ -‬شركات خاصة تتقاضى المال العام‬
‫مقابل انخراطها‪ ،‬مع تفويض ال نهائي‪ ،‬في حماية األرض األميركية بينما يُستأصَ ل‬
‫"الشر" بالخارج‪.‬‬

‫في سنوات قليلة‪ ،‬وسع المُجَمّع بالفعل مجال سوقه من مكافحة اإلرهاب‪ ،‬لحفظ السالم‬
‫العالمي‪ ،‬للعمل الشُرطي المحلي‪ ،‬لالستجابة للك وارث الطبيعي ة‪ .‬اله دف النه ائي‬
‫للشركات بمركز المجمع تحقيق نموذج للحكومة الهادفة للربح‪ ،‬يتقدم سريعًا بظروف‬
‫استثنائية إلى األداء االعتيادي لوظائف الدولة‪ :‬خصخصة الحكومة‪ ،‬فعليًا‪.‬‬

‫يعادل مجمع رأسمالية الكوارث ازدهار "األسواق الناشئة" وتكنولوجي ا المعلوم ات‬
‫بالتسعينات‪ .‬تسيطر الشركات األميركية على المجمع‪ ،‬لكنه عالمي (ق دمت خ برات‬
‫شركات بريطانية في الكاميرات األمنية وشركات إسرائيلية في األسوار عالية التقنية)‪.‬‬
‫مقترنًا بارتفاع أرباح صناعة التأمين وأرباح صناعة النفط الفائقة‪ ،‬ربما أنقذ اقتص اد‬
‫الكوارث السوق العالمية من ركود واجهته عقب ‪ 11‬سبتمبر‪/‬أيلول‪.‬‬

‫تفكيك التسويات والضوابط‬

‫بالكاد يذكر وابل الكلمات المكتوبة ‪-‬في تأبين فريدمان‪ -‬دور الصدمات في دفع رؤيته‬
‫الكونية‪ ،‬بل كان رحيله في ‪ ،2006‬مناسبة لسرد القصة الرسمية لعالمته التجارية من‬
‫الرأسمالية المتطرفة وكيف أصبحت عقيدة ثابتة للحكومات بأنحاء العالم تقريبًا‪ .‬إن ه‬
‫تاريخ حكاية متخيلة‪ ،‬تم تنظيفها من عنف وثيق متضافر مع هذه الحملة‪.‬‬

‫تعتقد كالين أن الوقت حان ليتغير هذا؛ فمنذ انهيار االتحاد السوفيتي‪ ،‬ك انت هن اك‬
‫محاسبة جادة لجرائم ارتُكبت باسم الشيوعية‪ ،‬لكن ماذا عن ج رائم الحمل ة األش به‬
‫بالمقدسة لتحرير أسواق العالم؟‬

‫ال تدعي كالين أن جميع اقتصادات السوق تتطلب عنفًا واسعًا؛ فمن الوارد أن يوج د‬
‫اقتصاد السوق الذي ال يتطلب هذه الوحشية أو النقاء األيديولوجي‪ .‬يمكن لسوق ح رة‬
‫لمنتجات المستهلك التعايش مع رعاية صحية مجاني ة وم دارس عام ة وش ريحة‬
‫اقتصادية كبيرة ‪-‬كشركة النفط الوطنية‪ -‬بيد الدولة‪ .‬يمكن أيضًا إلزام الشركات بدفع‬
‫أجور الئقة واحترام حق العمال في تشكيل النقابات‪ ،‬وعلى الحكومات جمع الضرائب‬
‫وإعادة توزيع الثروة لخفض فروق الدخل الحادة المميزة للدول الخاضعة للشركات‪.‬‬

‫اقترح جون مينارد كينز(‪ )6‬هذا النوع من االقتصاد المختلط الخاضع للضوابط بع د‬
‫الكساد العظيم‪ .‬ثورة فريدمان المضادة أُطلقت لتفكيك نظ ام التس ويات والض وابط‬
‫والتوازنات في بالد تلو أخرى‪ .‬برؤيتها من هذا المنظور‪ ،‬نجد لدى رأسمالية مدرسة‬
‫شيكاغو شيئًا مشتركًا مع األيديولوجيات األصولية‪ :‬رغبة في نقاء متعذر‪.‬‬

‫وكما أعلن بول بوت(‪ )7‬أن كمبوديا تحت حكم الخمير الحمر كانت في السنة "صفر"‪،‬‬
‫تحب الرأسمالية المتطرفة البدايات الجديدة تمامًا‪ ،‬ويكون افتتاحها غالبًا بع د أزم ات‬
‫وصدمات‪ .‬هذه الرغبة في قوة الخلق شبه اإللهية هي سبب هوس م ؤدلجي الس وق‬
‫الحرة باألزمات والكوارث؛ فالواقع غير الكارثي ال يرحب بطموحاتهم‪ .‬ألربعة عقود‪،‬‬
‫كان محرك ثورة فريدمان المضادة االنجذاب لحرية تتاح بأوقات التغيير الكارثي فقط‬
‫‪-‬عندما تتنحى عادات الناس العنيدة ومطالبهم الملحة عن الطري ق‪-‬؛ وهي لحظ ات‬
‫تتعذر فيها الديموقراطية عمليًا‪ .‬المعتنقون لمبدأ الصدمة مقتنعون بأن ال شيء س وى‬
‫كارثة كبيرة يمكن أن ينتج القماشة البيضاء الشاسعة التي يشتهونها‪ .‬في هذه اللحظات‬
‫الطيعة‪ ،‬عندما نكون مشتتين نفسيًا ومقتلعين من ديارنا‪ ،‬يبدأ فن انو االنهي ار عملهم‬
‫إلعادة تشكيل العالم‪.‬‬

‫نعومي كالين ليست باحثة اقتصادية‪ ،‬ومن ثم ال يمكن الحكم عليها من هذا المنطل ق‪.‬‬
‫هناك أجزاء في الكتاب بالغت في تبسيط األمور‪ ،‬لكن فريدمان ودعاة آخ رين للعالج‬
‫بالصدمة هم أيضًا مدانون بالتبسيط البالغ فقد بنوا اعتقادهم بكمال نظم الس وق على‬
‫نماذج مثالية تفترض كمال المعلومات والمنافسة ومخاطر األسواق‪ .‬يمكن المحاجج ة‬
‫ضد هذه السياسات بأقوى من حجج كالين؛ فهذه السياسات لم تستند إلى أسس تجريبية‬
‫ونظرية صلبة‪ ،‬وحتى لدى الدفع بكثير من ه ذه السياس ات‪ ،‬ك ان االقتص اديون‬
‫األكاديميون يشرحون محدودية األسواق‪ ،‬خاصة عند نقص المعلومات‪ ،‬وهي ك ذلك‬
‫دائمًا‪.‬‬

‫تساؤالت معرفية‬

‫هناك فصول أقل إثارة في الكتاب لكنها ربما أكثر إقناعًا؛ في جنوب إفريقيا‪ ،‬أج رت‬
‫نعومي مقابالت مع ناشطين وخبراء حول السنوات التالية الستالم ح زب الم ؤتمر‬
‫الوطني اإلفريقي السلطة بجنوب إفريقيا؛ حيث فشل في إنفاذ سياسات إعادة التوزي ع‬
‫الموعودة بـ"ميثاق الحرية" (بيان مبادئ الدولة األساسية)‪ ،‬لتجد أنه ليست هناك إجابة‬
‫واحدة‪ :‬انشغل الحزب بمنع حرب أهلية في السنوات األولى بعد نهاية نظام الفص ل‬
‫العنصري‪ ،‬فلم يفهم جيدًا مدى أهمية السياسة االقتص ادية‪ .‬ك ان خائفً ا من تنف ير‬
‫المستثمرين األجانب‪ ،‬فأخذ بنصيحة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي‪ :‬خصخص ة‪،‬‬
‫وخفض النفقات‪ ،‬ومرونة العمالة‪ ،‬وهكذا‪ .‬لكن هذا لم يمنع اثنتين من كبرى الشركات‬
‫بجنوب إفريقيا‪ ،‬أنجلوأميريكان وساوث أفريكان بروَريز‪ ،‬من نقل مركزيهما إلى لندن‪.‬‬
‫وجاء متوسط معدل النمو ‪ %5‬مخيبًا لآلمال (أقل كثيرًا من بلدان شرق آس يا‪ ،‬ال تي‬
‫اتبعت طريقًا مختلفًا)؛ كانت البطالة بين األغلبية السوداء ‪%48‬؛ وتض اعف ال ذين‬
‫يعيشون بأقل من دوالر واحد يوميًا إلى أربعة ماليين بع د أن ك انوا ملي ونين في‬
‫‪ ،1994‬عند استالم حزب المؤتمر الوطني للسلطة‪.‬‬

‫قد تُرى هذه النتائج مؤشرًا على مؤامرة ضخمة‪ ،‬وهو استنتاج تنكره كالين صراحة؛‬
‫فالمؤامرة ال تدمر العالم‪ ،‬بل التحوالت الخاطئة والسياسات الفاشلة‪ ،‬مع مظالم صغيرة‬
‫وكبيرة‪ .‬لكن هذه القرارات تسترشد بعقليات أكبر‪ ،‬ولم يحدث أبدًا أن ق دم أص وليو‬
‫السوق تقديرًا مناسبًا للمؤسسات الالزمة لجعل االقتصاد يعمل جيدًا‪ ،‬ناهيك عن النسيج‬
‫االجتماعي األوسع الذي تتطلبه الحضارات كي تزدهر‪.‬‬

‫تحليالت كالين االقتصادية والسياسية ليست شديدة الدقة دائمًا‪ ،‬فتخل ط أحيانً ا آثام‬
‫الديكتاتوريات اليمينية ببرامجها االقتصادية‪ ،‬وترسم صورة بالغة التبسيط لغزو العراق‬
‫باعتباره صراعًا لفرض الليبرالية الجديدة هناك‪ .‬لكن نقدًا كثيرًا توجه ه كالين في‬
‫كتابها يصيب الهدف؛ حيث توضح كيف يرحب أنص ار حري ة األس واق بس قوط‬
‫اقتصادات الشعوب األخرى ويشجعون ذلك؛ وتكون النتيج ة إدان ة ش عبية قوي ة‬
‫لألرثوذكسية االقتصادية‪.‬‬

‫ترى كالين أن ال حاجة باألسواق ألن تكون أصولية متطرفة؛ في إش ارة إلمكاني ة‬
‫تعايش المطالب االجتماعية واقتصاد السوق الحرة األقل شراسة‪ .‬وهو ط رح يب دو‬
‫معقوالً ألول وهلة؛ فهناك تجارب ومذاهب اقتصادية غربية تبدي عقالني ة في إدارة‬
‫االجتماع البشري‪ ،‬أو تتبنى اقتصادًا تراحميًا‪ ،‬أو تطرح رؤى اشتراكية ال ص راعية؛‬
‫لكن لماذا ال تجد هذه االتجاهات طريقها للحكم في سياق المسار الت اريخي للتجرب ة‬
‫الغربية؟ لماذا لم تلتفت المؤلفة للعالقة الجدلية بين وحشية اقتصاد السوق الح ر وبين‬
‫الرؤية الكونية الغربية بمختلف روافدها وتعبيراتها (الحداثية‪ ،‬النيتشوية‪ ،‬الدارويني ة‪،‬‬
‫العنصرية‪ ،‬الفاشية‪ ،‬اإلمبريالية)؟ وإذا كان نشوء الرأسمالية أهم نتائج مشروع النهب‬
‫اإلمبريالي‪ ،‬فلماذا ال تكون رأسمالية الكوارث هي التطور الطبيعي للرأسمالية األولى‬
‫والرؤية الكونية الكامنة وراءها واألكثر تمثيالً لها؟‬

‫بعد تجربة مدرسة شيكاغو الكارثية‪ ،‬التي نظّرت ألس وأ الممارس ات والسياس ات‬
‫االقتصادية‪ ،‬هل ما زالت صفة "العلم" تنطبق على االقتصاد كمجال معرفي؟!‬

‫معلوم‪%%%%%%%%%%%%%%%%%%%‬ات الكت‪%%%%%%%%%%%%%%%%%%%‬اب‬
‫العنوان‪ :‬مبدأ الصدمة‪ :‬صعود رأسمالية الكوارث ‪The Shock Doctrine. The -‬‬
‫‪rise‬‬ ‫‪of‬‬ ‫‪Disaster‬‬ ‫‪Capitalism‬‬
‫‪Naomi‬‬ ‫ومي كالين ‪Klein -‬‬ ‫المؤلف‪ :‬نع‬
‫اد السياسي‬ ‫احث في االقتص‬ ‫ار – ب‬ ‫ازن النج‬ ‫ع‪%%%%‬رض‪ :‬د‪ .‬م‬
‫الناشر‪ :‬نيويورك‪ ،‬متروبوليتان بوكس‪New York, Metropolitan - 2007 ،‬‬
‫‪Books,‬‬ ‫‪2007‬‬
‫ع‪%%%%%%%%%%%%%%%%%‬دد الص‪%%%%%%%%%%%%%%%%%‬فحات‪500 :‬‬
‫______________________________‬
‫د‪ .‬مازن النجار – باحث في االقتصاد السياسي‬
‫ه‪%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%‬وامش‬
‫‪ -1‬ميلتون فريدمان (‪ :)2006-1912‬مفكر اقتصادي أميركي عُ رف بأعمال ه في‬
‫االقتصاد الكلي والجزئي والتاريخ االقتصادي واإلحصاء‪ .‬عُرف عنه تأييده القتص اد‬
‫السوق الحر والخصخصة والعالج بالصدمة وتقليص دور الحكومة في االقتصاد‪ .‬فاز‬
‫بجائزة نوبل في االقتصاد عام ‪ ،1976‬ومؤسس مدرسة شيكاغو القتصاد السوق الحر‬
‫النيوليبرالي‪ ،‬المسيطرة حاليًا على مواقع كثيرة بالنظام االقتصادي العالمي‪ ،‬وتتب نى‬
‫راء‪.‬‬ ‫أة على الفق‬ ‫ديدة الوط‬ ‫ادية ش‬ ‫رامج اقتص‬ ‫ب‬
‫‪ -2‬إيوين كاميرون (‪ :)1967-1901‬عالم نفس أميركي كندي عُرف بتعاون ه م ع‬
‫وكالة االستخبارات المركزية األميركية التي موّلت أبحاثه حول اس تخدام الص دمة‬
‫الكهربائية على أدمغة المرضى النفسيين بهدف تحويل أدمغتهم إلى ص فحة بيض اء‬
‫ا‪.‬‬ ‫ة عليه‬ ‫ات المالئم‬ ‫ة المعلوم‬ ‫ادة كتاب‬ ‫إلع‬
‫‪ -3‬راؤول بريبش (‪ :)1986-1901‬مفكر اقتصادي أرجنتيني وُلد ألبوين ألمانيين‪،‬‬
‫أحد دعاة الطريق الثالث خارج المسارين الرأسمالي واالشتراكي السوفيتي‪ ،‬وساهم في‬
‫صياغة أسس نظرية التبعية‪ ،‬وعُرف بمس اهماته القيم ة في االقتص اد الب نيوي‪.‬‬
‫‪ -4‬أورالندو لتلييه (‪ :)1976-1932‬اقتصادي وسياسي اشتراكي ودبلوماسي تشيلي‬
‫عُرف بمعارضته لنظام الجنرال أوغس تو بينوش يه‪ ،‬ولسياس ات العالج بالص دمة‬
‫االقتصادية التي اقترحها ميلتون فريدمان واعتبرها لتليي ه مكونً ا أساس يًا النقالب‬
‫بينوشيه‪ .‬قُتل لتلييه بواشنطن بمتفج رة زرعته ا بس يارته اس تخبارات بينوش يه‪.‬‬
‫‪ -5‬جوزيف كانيزارو‪ ،‬ملياردير أميركي‪ ،‬أس س وت رأس عش رات من ش ركات‬
‫االستثمار العقاري‪ .‬اشتُهر لدى سعيه لالستحواذ على العق ارات العام ة كالمس اكن‬
‫الشعبية والمدارس في نيو أورليانز‪ ،‬لويزيانا‪ ،‬عقب دمارها في إعص ار كاترين ا‪.‬‬
‫‪ -6‬جون مينارد كينز (‪ :)1946-1883‬اقتصادي بريطاني وص احب مدرس ة في‬
‫الفكر االقتصادي‪ ،‬أثّرت أفكاره بشكل أساسي في نظرية وممارسة االقتصاديات الكلية‬
‫ووجهت وعقلنت السياسات االقتصادية لحكومات كثيرة‪ ،‬ويمثل فك ره أنض ج م ا‬
‫وصلت إليه الرأسمالية‪ .‬وكان كتابه‪" :‬النظرية العامة للتوظيف والفائدة والمال" أح د‬
‫رين‪.‬‬ ‫رن العش‬ ‫اب في الق‬ ‫ة كت‬ ‫أهم مائ‬
‫‪ -7‬بول بوت (‪ :)1998-1925‬مؤسس ورئيس نظام حكم الخمير الحمر في كمبوديا‬
‫بعد نهاية االحتالل األميركي لها (‪ .)1979-1975‬تبنى حكم الخمير الحمر أفك ارًا‬
‫اشتراكية راديكالية بالغة العنف‪ ،‬وأجرى تغييرات اجتماعية اقتص ادية تص ل ح د‬
‫اإلبادة‪ ،‬راح ضحيتها أكثر من مليوني كمبودي (ربع السكان)‪.‬‬

You might also like