الاسلاميون

‫ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻮﻥ‬
‫ﺑﺸﻴﺮ ﻧﺎﻓﻊ‬
‫ﺑﻴﺮﻭﺕ‪ :‬ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﻭﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ‪ 295 .2010 ،‬ﺻﻔﺤﺔ‪.‬‬
‫ﻭﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ‪.‬‬ ‫ﻳﻌﻮﺩ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺑﺸﻴﺮ ﻣﻮﺳﻰ ﻧﺎﻓﻊ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ‬
‫ﻭﻗﺪ ﻋﻤﺪ ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺃﻱ‬ ‫"ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻮﻥ" ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺬﻭﺭ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻻﻧﻄﻼﻗﺔ‬
‫ﺷﺮﺡ‪ ،‬ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎﺕ "ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻮﻥ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ‬
‫ﻣﺼﺮ ﻭﺑﺎﻛﺴﺘﺎﻥ" ﺃﻭ "ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻮﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻮﻥ" ﺃﻭ‬ ‫ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻔﻬﻢ ﺍﻷﺳﺲ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ‬
‫"ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻮﻥ ﺍﻷﺗﺮﺍﻙ"‪ ،‬ﻭﺍﻋﺘﺒﺮ "ﺃﻥ ﻗﻮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻡ‬ ‫ﻣﻨﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ‪ ،‬ﻭﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ‬
‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺒﺮﻭﺯ ﻗﻮﻯ ﺍﻹﺣﻴﺎء ﻭﺍﻟﺼﺤﻮﺓ‬ ‫ﺳﺎﻫﻤﺖ ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻨﻬﺎ ﻭﺗﻄﻮﺭﻫﺎ‪.‬‬
‫ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﺕ ﻣﺼﺮ ﻓﻲ ﻋﺸﺮﻳﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ‬ ‫ﻭﻳﺸﺮﺡ ﻧﺎﻓﻊ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﺼﺮﻡ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺟﻤﻌﻴﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺟﻤﻌﻴﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻫﻤﺎ‪:‬‬ ‫ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ "ﻧﺸﺎﻁ ﺇﺻﻼﺣﻲ" ﻗﺎﺩﻩ ﻋﻠﻤﺎء‬
‫))ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ(( ﻭ))ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ‬
‫‪P‬‬ ‫‪P‬‬ ‫‪P‬‬ ‫‪P‬‬ ‫‪P‬‬ ‫‪P‬‬ ‫ﻭﻣﻔﻜﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ﻭﺑﺪﺍﻳﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ(( )ﺹ ‪ .(11‬ﻭﺗﻮﺳﻊ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻻﺣﻘﺎً ﻟﻴﺸﻤﻞ‬
‫‪P‬‬ ‫‪P‬‬ ‫ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ‪ ،‬ﺇﻟﻰ ﺣﺮﻛﺔ ﺗﺘﺒﻨﻰ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﻌﺎﺑﺮ‬
‫ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻋﻦ "ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻴﻦ" "ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ‬ ‫ﻟﻠﻘﺎﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻭﺑﺪﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ‬
‫ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩﻳﺔ ﻭﺻﻮﻻً ﻟﻠﻘﺎﻋﺪﺓ‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ‪ .‬ﻭﻳﺴﻌﻰ ﻧﺎﻓﻊ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻫﺬﺍ )ﻭﻫﻮ‬
‫ﻭﻗﻮﻯ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻭﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ‪،‬‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻷﺻﻞ ﻣﺎﺩﺓ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ﺍﺳﺘُﺨﺪﻣﺖ ﻹﻧﺠﺎﺯ ﻓﻴﻠﻢ‬
‫ﺇﺿﺎﻓﺔ ﻟﻠﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻹﺻﻼﺣﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺎ‬ ‫ﻭﺛﺎﺋﻘﻲ ﻋﻦ ﻭﻻﺩﺓ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ( ﻹﻋﺎﺩﺓ‬
‫ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺍﻷﺭﺩﻥ ﻭﺍﻟﻤﻐﺮﺏ"‪ ،‬ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ‬ ‫ﻓﻬﻢ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺮﺍﺕ‬
‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺢ ﻳﺸﻤﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺮ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ‬
‫ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‪ .‬ﻭﻳﺨﺘﻢ ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ ﻣﻘﺪﻣﺘﻪ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ‪" :‬ﺳﻴﺤﺎﻭﻝ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣﻊ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ‬
‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺜﺎﺭ‬ ‫ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺑﺪء ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺻﻮﻻً ﺇﻟﻰ‬
‫ﺣﻮﻝ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ‪ :‬ﻣﻦ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﻮﻯ‬ ‫ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺎﺗﻲ ﺛﻢ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻷﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ‪ ،‬ﻭﻏﺰﻭ‬
‫ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻭﺍﻷﻛﺜﺮ ﺗﺄﺛﻴﺮﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ‪ ،‬ﻣﺮﻭﺭﺍً ﺑﻘﻴﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ؟ ﻛﻴﻒ ﻭﻟﺪﺕ ﻭﻓﻲ ﺃﻱ ﺳﻴﺎﻕ؟ ﺇﻟﻰ ﺃﻳﻦ ﺗﻤﺘﺪ‬ ‫ﺇﻳﺮﺍﻥ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ‪ ،‬ﻭﺑﺮﻭﺯ‬
‫ﺟﺬﻭﺭﻫﺎ ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﺳﺘﻠﻬﺎﻣﻬﺎ؟ ﻭﻫﻞ ﺗﻠﺘﻘﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﻓﻠﺴﻄﻴﻦ‪.‬‬
‫ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺎﺏ ﻭﺃﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺃﻡ ﺗﺘﻌﺪﺩ‬
‫ﻭﺗﻔﺘﺮﻕ؟‪ ...‬ﻭﻫﻞ ﻭﺻﻠﺖ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬ ‫ﻣﻦ ﻫﻢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻮﻥ؟‬
‫ﺇﻟﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺃﻡ ﺃﻥ ﺛﻤﺔ ﺩﻭﺭﺍً ﻻ ﻳﺰﺍﻝ‬ ‫ﻻ ﺑﺪ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺢ ﺍﻟﺬﻱ‬
‫ﻳﻨﺘﻈﺮﻫﺎ؟" )ﺹ ‪.(17‬‬ ‫ﺍﻋﺘﻤﺪﻩ ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ ﻟﺘﻮﺻﻴﻒ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‪،‬‬
‫ﺇﻥ ﻣﺼﻄﻠﺢ "ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻴﻦ"‪ ،‬ﺇﺫﺍً‪ ،‬ﻳﺸﻤﻞ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ‬ ‫ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺍﺧﺘﺎﺭﻩ ﻋﻨﻮﺍﻧﺎً ﻟﻜﺘﺎﺑﻪ‪ ،‬ﺃﻱ "ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻮﻥ"‪،‬‬
‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺩﻳﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻛﻠﻬﺎ‪ ،‬ﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ‬ ‫ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﺭﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺪﺓ ﺗﻮﺻﻴﻔﺎﺕ‬
‫ﻋﻦ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﺎ ﺃﻭ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﺃﻭ ﺗﻜﺘﻴﻜﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ‬ ‫ﻭﻣﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﺍﻋﺘﻤﺪﻫﺎ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻮﻥ ﻭﺍﻟﻜﺘّﺎﺏ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﻮﻥ‬
‫ﺳﻌﻰ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻟﻠﺘﻮﺳﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻨﻪ‪.‬‬ ‫ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‬
‫ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺍﺗﺠﺎﻫﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻣﻨﻬﺎ‪ :‬ﺍﻷﺻﻮﻟﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ؛‬
‫ﻣﻦ "ﺍﻵﺑﺎء ﺍﻹﺻﻼﺣﻴﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﻌﺎﺑﺮ‬ ‫ﺍﻹﺳﻼﻣﻮﻳﺔ؛ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ؛ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ‬
‫ﻟﻠﻘﺎﺭﺍﺕ"‬ ‫ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ؛ ﺍﻟﺼﺤﻮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ؛ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ‬
‫ﻓﻲ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ؛ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ؛ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﺮﻕ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ‪ ،‬ﺗﻀﻤﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎﺕ‪ .‬ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﻟﻢ ﻳﺸﺮﺡ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ‬
‫‪ 13‬ﻓﺼﻼً ﻭﺧﺎﺗﻤﺔ‪ ،‬ﻳﻨﻄﻠﻖ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ‬ ‫ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻩ ﻣﺼﻄﻠﺢ "ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻮﻥ" ﻟﻠﺘﻌﺮﻳﻒ‬
‫"ﺍﻵﺑﺎء ﺍﻹﺻﻼﺣﻴﻴﻦ"‪ ،‬ﺛﻢ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺟﺬﻭﺭ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ‬ ‫ﺑﺎﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ﺃﻭ ﺑﺎﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ‬
‫ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺩﻭﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎء ﻭﺍﻟﻤﺼﻠﺤﻴﻦ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻣﻨﺬ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ‪ ،‬ﻭﻟﻢ ﻳﺤﺪﺩ ﺍﻟﺨﻠﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﻄﻠﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ‬
‫ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﻭﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ‪ ،‬ﻛﻮﻟﻲ ﺍﷲ‬ ‫ﻣﻦ ﻫﻢ "ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻮﻥ"‪ ،‬ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻛﺮﺭ‪ ،‬ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ‬
‫ﺍﻟﺪﻫﻠﻮﻱ )‪ ،(1762 – 1703‬ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ‬ ‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ "ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ" ﻭﻋﻦ‬
‫ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ )‪ ،(1792 – 1703‬ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ‬ ‫"ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ" ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ‬
‫ﺍﻟﺸﻮﻛﺎﻧﻲ )‪ ،(1834 – 1760‬ﻭﺃﺑﻲ ﺍﻟﺜﻨﺎء ﺍﻷﻟﻮﺳﻲ‬ ‫ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﺷﺄﻥ ﻣﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ‬
‫)‪ ،(1854 – 1802‬ﻟﻴﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻋﺪﺩ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ‬
‫‪1‬‬
‫ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ‪ .‬ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﻋﻴﺎً ﻟﻠﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻻﻧﻘﻼﺑﻴﺔ‬ ‫ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎء ﺃﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪﻩ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺴﻴﺪ‬
‫ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺑﻬﺎ ﻋﺴﻜﺮﻱ ﻣﻐﻤﻮﺭ ﻫﻮ‬ ‫ﺟﻤﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻷﻓﻐﺎﻧﻲ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺭﺷﻴﺪ ﺭﺿﺎ‪،‬‬
‫ﺭﺿﺎ ﺧﺎﻥ ﺍﻻﺳﺘﻴﻼء ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ‪،1921‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪ ﺑﻦ ﺑﺎﺩﻳﺲ‪ ،‬ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﻴﻦ‬
‫ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﺭﺿﻴﻪ ﻭﺗﺄﺳﻴﺲ ﺣﻜﻢ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺋﻴﻨﻲ )ﺹ ‪.(21‬‬
‫ﺍﺳﺘﺒﺪﺍﺩﻱ ﺟﺪﻳﺪ" )ﺹ ‪ .(116‬ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻋﺮﺽ‬ ‫ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺗﺤﺪﺙ ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ ﻋﻦ‬
‫ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺮﺕ ﺑﻬﺎ ﺇﻳﺮﺍﻥ‬ ‫"ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ" ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻭﺩﻭﺭ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺣﺴﻦ‬
‫ﻭﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺨﻤﻴﻨﻲ‪ ،‬ﻭﺻﻮﻻً ﺇﻟﻰ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ‬ ‫ﺍﻟﺒﻨﺎ‪ ،‬ﻭﺗﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﻧﺸﻮء ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﻭﻧﺸﺎﻃﻬﻢ‬
‫ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻣﺎ ﺷﻬﺪﺗﻪ ﻣﻦ ﺃﺣﺪﺍﺙ‪ ،‬ﻳﺨﺘﻢ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ‪:‬‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺩﻱ ﻭﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ‬
‫"ﻓﻘﺪﺕ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﻭﻫﺠﻬﺎ‪،‬‬ ‫ﺟﻤﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ‪ ،‬ﻭﺍﻷﺧﻄﺎء ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺗﻜﺒﻬﺎ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻨﻔﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺣﻜﻤﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻘﻼﻝ‬ ‫ﻭﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻭﺗﻤﺘﻊ ﺷﻌﺒﻬﺎ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﻠﻤﻮﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ"‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻷﻣﻨﻲ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ‬
‫)ﺹ ‪.(132‬‬ ‫ﻭﺍﻹﺧﻮﺍﻥ )ﺹ ‪ ،(49‬ﻟﻴﻌﺮﺽ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ‬
‫ﻟﻜﻦ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﺍﻷﻫﻢ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬ ‫ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﻭﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺃﻧﻮﺭ ﺍﻟﺴﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻷﺯﻣﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺨﺼﺺ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ‪،‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﻼﺣﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺮﺕ ﺑﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ‪ .‬ﺛﻢ ﺃﻓﺮﺩ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ‬
‫ﻓﻴﺘﻨﺎﻭﻝ ﻓﻴﻪ ﻧﺸﻮء ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻧﻄﻼﻗﺎً‬ ‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻟﻨﺸﻮء ﺣﺰﺏ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ‬
‫ﻣﻦ ﺣﺮﻛﺔ ﺟﻬﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺳﻴﻒ ﺍﻟﻌﺘﻴﺒﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﺪﻟﻌﺖ‬ ‫ﺗﻘﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻨﺒﻬﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺩﺍﻩ ﻓﻲ ﺑﻠﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﻜﺮ‬
‫ﺃﺣﺪﺍﺛﻬﺎ ﻓﻲ ‪ 20‬ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪/‬ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ‪ 1979‬ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ‪ .‬ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻋﺮﺽ ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ ﺗﺎﺭﻳﺦ‬
‫ﺍﻟﺤﺮﻡ ﺍﻟﻤﻜﻲ‪ ،‬ﺛﻢ ﻳﻌﺮﺽ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻭﺗﻄﻮﺭﻩ ﻭﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺎﻟﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﺗﻨﻮﻉ ﺍﺗﺠﺎﻫﺎﺗﻬﺎ ﻭﻣﻮﺍﻗﻔﻬﺎ ﻭﻋﻼﻗﺔ‬ ‫ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‪ ،‬ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﻋﻮﺩﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬
‫ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑـ "ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﺍﻷﻓﻐﺎﻧﻲ" ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺳﺲ ﻻﺣﻘﺎً ﺗﻨﻈﻴﻢ‬ ‫ﻣﺠﺪﺩﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺃﻧﺤﺎء ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ )ﻣﺼﺮ؛ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ؛‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ‪ .‬ﺃﻣّﺎ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﻓﻴﺨﺼﺼﻪ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ‬ ‫ﺁﺳﻴﺎ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ(‪ ،‬ﻭﺭﺃﻯ "ﺃﻧﻪ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺠﻴﺞ‬
‫ﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﺎﻁ ﺑﺎﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﺭُﺑﻄﺖ ﺑﺤﺰﺏ‬
‫ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺧﺼﻮﺻﺎً ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺑﻴﻦ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ‬ ‫ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇﻧﻪ ﻳﺸﻜﻞ ﺗﻬﺪﻳﺪﺍً‬
‫ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﺍﻧﻄﻼﻗﺎً ﻣﻦ ﺃﺣﺪﺍﺙ‬ ‫ﻟﻸﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻧﺸﺎﻃﻪ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻦ‬
‫ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺣﻤﺎﻩ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ ‪ ،1982‬ﻭﻣﺎ ﺷﻬﺪﺗﻪ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻣﻦ‬ ‫ﺭﺑﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻣﺼﺪﺭ ﺇﺯﻋﺎﺝ‬
‫ﺻﺮﺍﻉ ﺃﻣﻨﻲ ﻭﻋﺴﻜﺮﻱ ﺍﺳﺘﻤﺮ ﺃﻋﻮﺍﻣﺎً ﻃﻮﻳﻠﺔ‪ ،‬ﺛﻢ‬ ‫ﻭﻗﻠﻖ ﻣﺤﺪﻭﺩﻳﻦ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ ﻭﺃﺟﻬﺰﺗﻬﺎ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻟﻴﺲ‬
‫ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺇﻟﻰ ﻣﺼﺮ ﻭﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﻷﺳﺒﺎﺏ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ‪.‬‬ ‫ﻟﻸﻧﻈﻤﺔ ﻭﺣﺴﺐ‪ ،‬ﺑﻞ ﻭﻟﻠﻘﻮﻯ ﻭﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ‬
‫ﻭﻓﻲ ﻣﻮﺍﺯﺍﺓ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎﺭﺳﻪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻮﻥ‬ ‫ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻷُﺧﺮﻯ" )ﺹ ‪.(63‬‬
‫ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻭﺳﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ‪ ،‬ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ ﺃﻣﺎﻡ‬ ‫ﻭﻳﺘﺤﺪﺙ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﻦ ﺩﻭﺭ‬
‫ﻇﺎﻫﺮﺓ "ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻮﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﻮﻥ" ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺤﺎﺩﻱ‬ ‫ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﺎﻛﺴﺘﺎﻥ ﻭﻣﺆﺳﺴﻬﺎ ﺃﺑﻲ‬
‫ﻋﺸﺮ‪ ،‬ﻛﻲ ﻳﻌﺮﺽ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩﻳﺔ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺩﻭﺩﻱ‪ .‬ﻭﻣﻊ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻧﺸﺄﺕ‬
‫ﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ ﻭﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﻓﻠﺴﻄﻴﻦ‪.‬‬ ‫ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻸﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺍﺟﻬﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﺷﺒﻪ‬
‫ﺃﻣّﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮ ﻓﻴﺘﻌﻘﺐ ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻟﻬﻨﺪﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺧﺼﻮﺻﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ‬
‫ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻴﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﻭﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﺘﻲ‬ ‫ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﻣﺆﺳﺴﻬﺎ‬
‫ﺗﻤﺖ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻧﻘﻼﺏ ﻋﺴﻜﺮﻱ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ ‪ ،1989‬ﺛﻢ‬ ‫ﺗﺮﻛﺖ ﺁﺛﺎﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ‪ ،‬ﻭﻻ ﺳﻴﻤﺎ‬
‫ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﻤﺘﺠﺪﺩ ﻭﺍﻟﻌﺎﺑﺮ‬ ‫ﻣﺼﻄﻠﺤﺎﺕ "ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﻴﺔ ﻭﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻔﺎﺻﻠﺔ" )ﺹ‬
‫ﻟﻠﻘﺎﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺑﺮﺯ ﻣﻦ‬ ‫‪ .(86‬ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ‬
‫ﺧﻼﻝ ﺍﻋﺘﺪﺍءﺍﺕ ‪ 11‬ﺃﻳﻠﻮﻝ‪/‬ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ‪ ،2001‬ﻓﻴﺮﺻﺪ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﻨﺎﻫﺎ ﺃﺣﺪ ﻗﻴﺎﺩﻳﻲ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ‪،‬‬
‫ﺃﺩﻭﺍﺭ ﺗﻨﻈﻴﻢ "ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ" ﻭﺃﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﻻﺩﻥ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ‬ ‫ﺃﻱ ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺨﺼﺺ ﻟﻪ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻓﺼﻼً ﺧﺎﺻﺎً‬
‫ﺍﷲ ﻋﺰﺍﻡ ﻭﺃﻳﻤﻦ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮﻱ‪.‬‬ ‫ﻫﻮ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻳﻌﺮّﻑ ﻓﻴﻪ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ ﻓﻲ‬
‫ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼﻠﻴﻦ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﻭﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ‪،‬‬ ‫ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺸﺪﺩﺓ‪ ،‬ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺃﺣﺪ ﺭﻣﻮﺯ‬
‫ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻇﻬﺮﺕ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﻄﻠﻖ‬
‫ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ﻭﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻭﺍﻷﺭﺩﻥ ﻭﻣﺼﺮ‪،‬‬ ‫ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮﻳﺔ‪ ،‬ﺛﻢ ﻟﺒﺮﻭﺯ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ‬
‫ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﻤﺪﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ‬ ‫ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ )ﺹ ‪.(113‬‬
‫ﺃﻭ ﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ‪ ،‬ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺍﺟﻬﺖ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﻣﺼﺮ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﺇﻟﻰ‬
‫ﺍﻟﻌﻘﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ‪ ،‬ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﺻﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺎﺋﻂ‬ ‫ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺮﺯﺕ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ‬
‫ﺍﻟﻤﺴﺪﻭﺩ‪ .‬ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻋﺸﺮ ﻳﺮﻛﺰ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ‬ ‫‪ ،1979‬ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺟﺬﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﻌﻮﺩ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﻧﺠﺎﺡ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺑﺪﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪ ﻗﺎﺋﺪﻫﺎ ﺍﻹﻣﺎﻡ‬
‫ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ‬ ‫ﺍﻟﺨﻤﻴﻨﻲ "ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﺎﺟﺎﺭﻳﺔ‬
‫ﺇﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﻣﻬﻤﺔ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻋﺘﻤﺎﺩ‬ ‫ﻭﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﺘﻬﺎ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﻃﻤﻊ‬
‫‪2‬‬
‫ﻭﺍﺟﻬﺘﻬﺎ‪ .‬ﻭﻗﺪ ﺍﻋﺘﻤﺪ ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ ﺃﺳﻠﻮﺑﺎً ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ‬ ‫ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻴﺎﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻫﺬﻩ‬
‫ﺍﻟﻌﺮﺽ ﻭﺍﻟﺴﺮﺩ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﻭﺍﻟﻤﻜﺜﻒ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ‪" :‬ﺭﺑﻤﺎ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇﻥ‬
‫ﻭﻟﻸﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍءﺓ‬ ‫ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﺼﺎﻟﺤﺖ ﺃﺧﻴﺮﺍً ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻬﺎ‪،‬‬
‫ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ‪ ،‬ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ‬ ‫ﻭﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﺷﻚ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻧﺠﺎﺡ ﺃﻭ ﻓﺸﻞ ﺗﺠﺮﺑﺔ‬
‫ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎﺕ ﻣﻬﻤﺔ ﻋﻠﻰ‬ ‫))ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ(( ﺳﻴﻄﺮﺡ ﺳﺆﺍﻻً ﺃﻛﺒﺮ ﺣﻮﻝ ﻣﺎ ﺇﻥ‬
‫‪P‬‬ ‫‪P‬‬ ‫‪P‬‬ ‫‪P‬‬
‫ﺻﻌﻴﺪ ﺍﻹﺷﻜﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺍﺟﻬﺘﻬﺎ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﺍﻟﺘﺮﻛﻲ ﺻﺎﻟﺤﺎً ﻟﻼﺳﺘﻌﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺧﺼﻮﺻﺎً ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ‬ ‫ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺃُﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ" )ﺹ ‪.(272‬‬
‫ﻭﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻤﺴﻴﻄﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ‪.‬‬ ‫ﺃﻣّﺎ ﺧﺎﺗﻤﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻓﺤﻤﻠﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ "ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻮﻥ‬
‫ﻭﻣﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺃﻏﻔﻞ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ"‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻳﺸﺮﺡ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ ﺍﻹﺷﻜﺎﻻﺕ‬
‫ﻛﺘﺠﺮﺑﺔ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻴﺎﺭﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺃَﻛﺎﻧﺖ‬
‫ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ‪ ،‬ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‬ ‫ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﺃﻡ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ ﻟﻴﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪" :‬ﻣﻦ‬
‫ﻓﻲ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﻖ‬
‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻳﺸﻜﻞ ﺩﻟﻴﻼً ﻋﻤﻠﻴﺎً ﻭﻣﻨﻬﺠﻴﺎً ﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ‬ ‫ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﺜﻴﺮﻩ ﻓﺴﺎﺩ ﻭﺍﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﺍﻟﻨﺨﺐ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﺔ‪ .‬ﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻟﻸﺳﺲ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﻤﺪﺗﻬﺎ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﻟﺘﺪﺍﻓﻊ ﻣﺘﻌﺪﺩ ﺍﻷﺑﻌﺎﺩ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻭﺍﻟﻨﺨﺐ‬
‫ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﻓﻲ ﺃﺩﺍﺋﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺩﻱ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺃﺣﺪ ﺃﻫﻢ ﺃﺳﺒﺎﺏ‬
‫ﺇﻥ ﺃﻱ ﻗﺮﺍءﺓ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻭﻫﺎﺩﺋﺔ ﻟﻜﺘﺎﺏ‬ ‫ﻋﺪﻡ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ‪،‬‬
‫"ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻮﻥ" ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻘﺪﻡ ﻟﻠﻤﻨﺘﻤﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭﺍﺕ‬ ‫ﻭﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﺘﺮﻙ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ‬
‫ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﻭﺍﻟﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻷُﺧﺮﻯ )ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ‬ ‫ﻭﺷﺄﻧﻪ‪ ،‬ﻭﺗﺪﺭﻙ ﺍﻟﻨﺨﺐ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ‬
‫ﻭﺍﻟﻤﺎﺭﻛﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ(‪ ،‬ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ‬ ‫ﻟﻠﺘﺪﺍﻭﻝ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ‪ ،‬ﻓﺴﻴﻜﻮﻥ ﻣﺨﺎﺽ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ‬
‫ﻭﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺣﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻮﺍﺟﻬﻬﺎ‬ ‫ﻃﻮﻳﻼً ﻭﺷﺎﻗﺎً‪".‬‬
‫ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ‪ .‬ﻭﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺔ ﺍﻷﻫﻢ ﺍﻟﺘﻲ‬
‫ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻫﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻭﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﻤﻀﺎﺩ‬ ‫ﻣﻼﺣﻈﺎﺕ ﻭﺍﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎﺕ‬
‫ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﺎ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺳﺒﻴﻼً ﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ‬ ‫ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﻷﻫﻢ ﻓﺼﻮﻝ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ‬
‫ﻭﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ‪ ،‬ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﺮﺍﻉ‬ ‫ﻭﻣﺎ ﺗﻀﻤﻨﻪ ﻣﻦ ﻣﺤﻄﺎﺕ ﻣﻬﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭﺍﺕ‬
‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺗﺪﺍﻭﻝ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻫﻮ‬ ‫ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺩﻳﺔ‪ ،‬ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺑﺸﻴﺮ‬
‫ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ‪.‬‬ ‫ﻧﺎﻓﻊ ﻧﺠﺢ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺭﺻﺪ ﻣﻜﺜﻒ ﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ‬
‫ﻗﺎﺳﻢ ﻗﺼﻴﺮ‬ ‫ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺗﻨﻮﻋﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ‬
‫ﻛﺎﺗﺐ ﻟﺒﻨﺎﻧﻲ‬ ‫ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻧﺠﺢ ﻓﻲ ﻭﺿﻊ ﺃﺻﺒﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺒﺎﺏ‬
‫ﻓﺸﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺃﻭ ﻧﺠﺎﺣﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻌﻘﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ‬
‫‪3‬‬

الاسلاميون

Uploaded by

Document Information

Copyright

Available Formats

Share this document

Share or Embed Document

Sharing Options

Did you find this document useful?

Is this content inappropriate?

Copyright:

Available Formats

الاسلاميون

Uploaded by

Copyright:

Available Formats

‫ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻮﻥ‬

You might also like