Professional Documents
Culture Documents
القول المفيد
في
شرح قاعدة
التوحيد
تأليف
وليد بن راشد السعيدان
القول المفيد في 1
شرح قاعدة التوحيدد
فصل
إذا علم هذا فاعلم -رعاك الله تعالى -أن الله
تعالى قد خآلق الخلق لحكمة عظيمة ،وغاية
نبيلة ،ومهمة جسيمة ،وهي عبادته جل وعل
وحده ل شريك له ،فالله تعالى لم يخلق الخلق
ليستكثر بهم من قلة ،ول ليستعز بهم من ذلة ،
ول ليتقوى بهم من ضعف ،وإنما خآلقهم لهذه
الغاية الكبيرة ،كما قال تعالى " وما خآلقت
الجن والنس أل ليعبدون " وقد سخر الله تعالى
لهم ما في السموات وما في الرض جميعا منه
ليتقووا بذلك التسخير على تحقيق هذا المقصد
العظيم ،ولن العقول ليس لها القدرة في
معرفة تفاصيل أمور هذه العبادة ،أرسل الله
تعالى الرسل وأنزل الكتب لتعرف الثقلين ما
يجب عليهم أن يتعبدوا لله به وما يجوز لهم وما
يحرما عليهم ،وإن أول ما خآاطب الرسل به
أممهم هو أنهم قالوا لهم " أعبدوا الله ما لكم
من إله غيره " فقد قالها نوح لقومه ،وقالها هود
لقومه ،وقالها صالح لقومه ،وكل الرسل قالوها
لقوامهم ،فالتوحيد أول دعوة المرسلين ،
وزبدة رسالتهم ،وأول أمر صدر منهم لمن بعثوا
إليهم ،فالتوحيد أول واجب وآخآر واجب ،
وأعظم ما أمر الله به ،وهو حق الله على عباده
القول المفيد في شرح قاعدة التوحيدد
6
فصل
إذا علمت هذا فاعلم أن الله تعالى قد استدل
على وحدانيته في العبادة بأدلة كثيرة جدا وهي
القول المفيد في 11
شرح قاعدة التوحيدد
فصل
إذا علمت هذا فاعلم أن إلهية غيره جل وعل
باطلة ،فل يصح أن يكون غير الله تعالى ربا ول
إلها ،وبراهين بطلن عبادة غيره كثيرة جدا ،
ونحن نذكر لك منها طرفا صالحا يغنيك إن شاء
القول المفيد في شرح قاعدة التوحيدد
40
فصل
واعلم رحمك الله تعالى أن من صرف
العبادة لغير الله تعالى فقد وقع قي الشرك
الكبر ،وهذا الشرك له آثار سيئة ،وعواقب
وخآيمة ،ومن باب الترهيب منه نذكر لك بعضها
:دد
فمنها :دد أن الشرك الكبر هو أظلم الظلم
وأعظم الفتراء وغاية الفساد ،ونهاية الخسارة
،وأكبر الذنوب على الطلقا ،قال تعالى " إن
الشرك لظلم عظيم "
ومنها :دد أن الشرك الكبر معناه مساواة
المخلوقا الضعيف من كل وجه بالخالق القوي
من كل وجه ،ففيه التنديد الكامل ،قال تعالى
عن أهل النار " تالله إن كنا لفي ضلل مبين إذ
نسويكم برب العالمين "
ومنها :دد أن الشرك الكبر موجب للخروج من
الملة بالكلية ،فل يبقى معه مطلق اليمان
والسلما ،فل حظ في السلما لمن وقع في
شيء من الشرك الكبر .
القول المفيد في 65
شرح قاعدة التوحيدد
فصل
أقول:دد وكما أن الشرك له آثاره الوخآيمة
وعواقبه السيئة فكذلك التوحيدد الخالص له آثاره
الطيبة ،وعواقبه الحميدة ،في الدنيا والخآرة ،
القول المفيد في 69
شرح قاعدة التوحيدد
وإن زنى وإن سرقا ؟ قال " وإن زنى وإن سرقا
" قلت :دد وإن زنى وإن سرقا ؟ قال " وإن زنى
وإن سرقا " قال :وإن زنى وإن سرقا؟ قال وإن
زنى وإن سرقا على رغم أنف أبي ذر "
ومنها :دد أن الموحد المخلص حراما عليه النار ،
فل تمسه أبدا ،قال صلى الله عليه وسلم " فإن
الله تعالى حرما على النار من قال ل إله إل الله
يبتغي بذلك وجه الله " وفي حديث عبادة
مرفوعا " من شهد إن ل إله إل الله وأن محمدا
رسول الله حرما الله عليه النار " وقال صلى
الله عليه وسلم " ما من أحد يشهد أن ل إله إل
الله وأن محمدا رسول الله صدقا من قلبه إل
حرمه على النار " وقال عليه الصلة والسلما "
من قال ل إله إل الله وأن محمدا رسول الله ،
فذل بها لسانه ،واطمأن بها قلبه لم تطأه النار "
ومنها :دد أن حسنة التوحيد عظيمة ل يقوما لها
شيء ،فقد تكون في بعض الخلق مكفرةد لكل
ذنوبه وخآطاياه ،ففي الحديث عن أبي سعيد
الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم :دد"
قال موسى :دد يارب علمني شيئا أذكرك
وأدعوك به ،قال :دد يا موسى قل ل إله إل الله ،
قال يارب كل عبادك يقولون هذا قال يا موسى
لو أن السموات السبع وعامرهن غيري
والرضين السبع في كفة ول إله إل الله في كفة
مالت بهن ل إله إل الله " ،وعن عبدا لله بن
عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال
القول المفيد في شرح قاعدة التوحيدد
72
فصل
وما مضى هو شرح القاعدة من باب التنظير
والتأصيل والتدليل ،وبقي علينا أن نشرحها من
باب لتفريع ،وفروع هذه القاعدة كثيرة جدا ،
ولكن نقتصر منها على أهمها ،ولعل ما يذكر
يدلك إن شاء الله تعالى على حكم ما لم يذكر ،
القول المفيد في 77
شرح قاعدة التوحيدد
أبي أوفى رضي الله عنه قال :دد لما قدما معاذ
بن جبل رضي الله عنه من الشاما سجد لرسول
الله صلى الله عليه وسلم ،فقال " ما هذا يا
معاذ ؟" قال :دد يا رسول الله قدمت الشاما
فرأيتهم يسجدون لبطارقتهم وأساقفتهم ،
فأردت أن أفعل ذلك بك ،قال " ل تفعل ،فإني
لو أمرت شيئا أن يسجد لشيء لمرتد المرأة أن
تسجد لزوجها " رواه أحمد والحاكم وابن حبان
،وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :دد قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم " ل يصلح
لبشر أن يسجد لبشر " رواه أحمد والبزار ،
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :دد قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم :دد" ما ينبغي
لحد أن يسجد لحد " رواه الترمذي وابن حبان ،
وعن عبداد لله بن وسعود رضي الله عنه أنه قال
في قصة البعث إلى النجاشي :دد بعثت قريش
عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد بهدية إلى
النجاشي ،قلما دخآل عليه سجدا له ،ثم ابتدراه
عن يمينه وعن شماله ،ثم قال له :دد إن نفرا من
بني عمنا نزلوا بأرضك ،ورغبوا عنا وعن ملتنا ،
قال :دد فأين هم ؟ قالوا :دد هم في أرضك فابعث
إليهم ،فبعث إليهم ،فقال جعفر ،فقال جعفر
:دد أنا خآطيبكم اليوما ،فاتبعوه ،فسلم ولم
يسجد ،فقالوا له :دد مالك ل تسجد للملك ؟ قال
:دد إنا ل نسجد إل لله عز وجل ،قال :دد وما ذاك
؟ فقال :دد إن الله عز وجل بعث إلينا رسوله
القول المفيد في شرح قاعدة التوحيدد
98