Professional Documents
Culture Documents
سنارة؛ ماجد
قواعــد الشــقط األربعــون :روايــة /ماجــد ســنارة - .القاهــرة :دارالرســم بالكلمــات للنشــر
والتوزيــع /القاهــرة2018 :
176ص؛ 20×14
تدمك978-977-6502-81-9 :
رقم اإليداع2017/28774 :
elrasm.blkalemaat
elrsmblklemat@yahoo.com
01061419555
قواعد
الشقط األربعون
ماجد �سنارة
�إىل �أبي و�أمي:
جد� و�أمتنى �إنكم تفخرو� بيا يف يوم من �لأيام.
بحبكم ً
�إىل ر�دوبي�س:
بع�شقك ،و�أمتنى �أكون قد �لوعد.
(تنويه)
$
كنت قاعدة مع أصحايب قدام الكلية ومنسجمني يف الكالم،
القيت حد مرة واحدة بيقويل «انتي عجباين» فاستغربت وقولتله
«أنت عبيط؟!» ..قايل إنه من أول ما شافين وأنا داخله دماغه وملا
حس إنه عاوز يقويل كدة عمل ده ،برصاحة عىل الرغم من إين مثلت
إين اترنفزت إال إين أعجبت بترصفه ،اجلرأة حلوة مفيش كالم..
كلمته بشكل هيينه ،ضحك بسخرية وقايل بالش تقويل كالم
انتى مش مقتنعة بيه ،عىل فكرة أنا بفهم أوي يف لغة اجلسد ..صدمين
9
+
كالمه وحسيت إنه اقتحمين من الداخل ،وسابين وميش وعىل وشه
ضحكة كلها سخرية.
جيت أنام لقيت طيفه بيحارصين بنفس االبتسامة اللزجة اليل
اقتحمين بيها ،حسيت إين يف حالة حرية ،الواد عجبين للدرجة دي
وال جمرد حاجة عابرة هتتالىش برسعة؟! إال إنه مسابش ليا الوقت
إين أعرف ده ،القيته تاين يوم بيطاردين ،واأليام اليل بعدها عىل هذا
املنوال ،ويف يوم الفالنتني املرصي كنت واقفة مع صديقة ليا،
فالقيته شدين من إيدي ،فأنا اندهشت وحسيت بالغضب بيغيل يف
صدري واترنفزت عليه وقولتله ..ايه اهلبل ده؟! مسك ايدي وباسها
قدام الناس وطلع ليا من الشنطة بوكيه ورد وقايل «بحبك” ،عيين
دمعت وحسيت إن قلبي بيزقطط فارمتيت يف صدره فحضين أوي،
وحسيت يف حضنه بالدفا اليل كنت مفتقداه.
ميكن أول حاجة لفتت نظري ناحيته هي جرأته ،كنت
بستغرب أوي من األوالد اليل بيحبوا حد بغباء وميكونش عندهم
الشجاعة الكافية إهنم يصارحوا اليل بيحبوه حلد ما يضيع منهم،
ويبكوا بعدها عىل اللنب املهراق ،ويسمعوا كتاب حيايت يا عني،
ويقولوا ياريت اليل جرى ما كان ويعيشوا يف دور العاشق اليل لسه
أصال ،وحبك يف قلبي يا
عايش عىل الذكرى اليل مكنتش موجودة ً
هبية زي حب األقرع للكوفية.
وبعد ما ارتبطنا انقلبت جرأته لوقاحة ،بدأ ميد إيده يف أماكن
معينة من جسمي واحنا ماشيني أو قاعدين ،بقيت بحسه بيتعمد
حيتك بجسمي ،كالمه كله بقى يف املواضيع اجلنسية البحتة ،ولألسف
10
+
حسيته حيوان بيجري ورا رغباته بدون النظر لليشء املقدس اليل
كان بريبطين بيه ،ورغم كدة مكنتش قادرة أختىل عنه ألن حبه
استقر جوايا ،حلد ما يف يوم القيته قاعد بيهزر مع زميلة بشكل وقح
استفزين لدرجة بشعة ،فقربت منهم واترنفزت عليه قدامها ،قولتله
ايه القرف اليل انت بتعمله ده ..قايل «انتي مني علشان تكلميين
كدا» ..قولتله «نعم؟! واحلب اليل بينا» ..قايل «اتبخر» ..تفيت يف
وشه وحمستش بنفيس إال وإيدي نازلة عىل خده ..ولدهشتي الكبرية
..معملش ليا حاجة إال إين شوفت نفس ابتسامته اللزجة بتظهر تاين
وكأنه بيسخر مين ومن حبي ..سابين ابن الكلب وخىل عفاريت
الشوق تركبين ..وبقيت بقول ياريت اليل جرا ما كان.
i
عىل مدى تاريخ التطور البرشي كنا بنالحظ إن األنثى بتنجذب
بشكل كبري للشخص الجريء اليل بيملك الشجاعة الكافية يف مواجهة
أي يشء ،وألنها كانت شايفة إن فيه عالقات كتري دمرتها ريح الجنب
وحالت دون بدايتها فكان طبيعي إنها تكون محتاجة شخص جريء
لديه القدرة عىل اقتحامها ،غري هياب ليشء يف سبيل الوصول إليها،
وألنه اختار التوقيت املناسب اليل يصارحها فيه بحبه وطب ًعا ترصف
بجرأة وكأنه بيعلن قدام الناس إنه فخور بحبه ليها وده وصل بطريقة
غري مبارشة ملا باس ايديها قدام الناس ..
وبدأت بعد ارتباطهم تدرك مدى التغري اليل طرأ عليه ،ألن اليل
بيحب ،جرأته هتفضل يف اإلطار الصحيح اليل نابع من القلب ،وألن
الغريزة كانت هي اليل بتقوده فده أدى إىل تغري جرأته لوقاحة ظ ًنا
11
+
منه إنها هتستجيب فلام شبشبتله فحب بزهو الذكر ينفش ريشه
زي الديك الرومي إنه يجرحها وده اليل خاله يستفزها قدام زميلة
ليهم ألنه كان متأكد إنه هيتخلص منها ويهينها يف نفس الوقت أو
إنها تتغري معاه وتديله اليل يعوزه تحت داعي خوفها من بعده عنها
فتقوم تجذب السمكة لشباكها بكل الطرق خشية ترسبها لشبكة
جديدة ،لكنها ترصفت بشكل صائب وهذا يحسب لها ،ألن فعلها ده
هيخليها مرتاحة إىل حد ما ،ألن حينام يذهب الحب فال بد أن تبقى
الكرامة ألن الثانية إن ذهبت مع األوىل فقد ذهب كل يشء ..
(
12
+
()2
$
كان معايا يف نفس السنة ،أرسار الكلية كلها يف عبه وهو حمدش
يعرف عنه حاجة ،لغز غامض يستعيص عىل احلل ،طلسم غريب
مش مفهوم ،يبتسم يف أكرت األوقات اليل مش مطلوب فيها االبتسام،
ويتضايق يف أكرت األوقات اليل املفروض يفرح فيها ،حاولت بكل
الطرق أعرف عنه أي حاجة عن حياته ،منني وعايش فني ،حب قبل
13
+
كدا وال ال ،ارتبط وال عمره ما شغل باله بده ،مفيش إجابة ،حميط
مملوء باألرسار ،وأنا حاولت أنبش يف الصخر علشان أعرفه بجد
وأوصل ألعمق حتة فيه لكين فشلت ،مش قادرة أفرس سبب منطقي
خيليين أجري وراه ،هل ده إعجاب وال حب وال فضول ملعرفته مش
أكرت ..
وجت فرتة عرفنا فيها بعض وقربنا ،حكيت ليه عن كل حاجة
عين تقري ًبا ،ميكن علشان أطمنه وأخليه يثق إين مش هفيش رسه
بس يتكلم ،لكن مفيش فايدة وكأين بجري ورا رساب ومن رساب
ملتاهة حلد ما القيت نفيس بحبه ،وقولت الزم أخليه ينجذب ليا
وحيبين ،علشان وقتها هقدر أعرف كل حاجة عنه ،ألن مفيش حد
بيحب حد بجد وخيبي عنه أي حاجة.
ميكن هو حس إين حبيته ألنه بدأ يسويين عىل نار هادية حلد ما
استويت عىل اآلخر والقيته بيقويل إنه بيحبين بس برشط مسألوش
عن أي حاجة عن حياته فأخدت وشه بني راحتي يدي وقولتله
اتطمن ،أنا بحبك وعمري ما هأذيك وال حتى هعمل حاجة تبعدك
عين ،فقايل ملا ييجي الوقت املناسب هقولك عىل كل حاجة.
اديته كل اليل يتمناه أي عاشق وكل شوية كنت بزود اجلرعة
علشان أخليه حتت رمحتي وساعتها بقى يضعف وملا يضعف هيكون
حتت سيطريت ومش هيقدر خيبي عين حاجة ،بس مكنتش أعرف
إن احلفرة اليل بحفرها علشان يقع فيها كنت بحفرها ليا أنا والقيته
عامل يبعد وأنا أجري وراه علشان أحلقه حلد ما يف اآلخر قايل
«مبحبكيش»« ،اومال اليل كان بينا ده تسميه ايه؟» قايل «كنتي
14
+
شقطة وراحت حلاهلا» ،فقولتله «*****» ومشيت ،وكل حاجة من
ساعتها بقت سودا.
i
األنثى ملا بتعرف كل حاجة عن الذكر ده مبيكونش يف صالحه ،ألنها
من خالل ده هتعرف نقاط ضعفه وقوته فهتزود ضعفه وتقيض عىل
نقاط قوته علشان تسيطر عليه متا ًما وتخليه زي الخاتم يف إصبعها،
وكامن الذكر ملا يكون كتاب مفتوح يسهل قراءته ده بيخيل األنثى
معندهاش شغف إنها تعرفه ،وطول ما الراجل قادر يخيل الست يف
حالة من التيه وإنها مهام اكتشفته إال إنه كل يوم بيظهر إنه فيه حاجة
لسه مقدرتش تعرفها طول ما هو ضامن السيطرة عليها ووجودها يف
حياته ،لكن يف الغالب لو ده محصلش فاألنثى متل وتهجر فتاها.
وعلشان كدا كان الشاب عنده القدرة إنه يلفت نظرها بغموضه،
وألنه القاها عاملة تنجذب ليه زي ما بتنجذب برادة الحديد
للمغناطيس فهو كان يف حالة اتزان ألنه مدرك إنها جاية جاية ،وده
اليل خاله يقدر يسيطر عليها وخالها طول الوقت بتجري وراه ألنها
مش قادرة تتحرر منه لحد ما دفعها بقوة الطرد املركزية خارج مداره
فسقطت من مجال جاذبيته فحست إن كل حاجة بقت ضلمة لكنها
بعدين هتعرف إن الظالم مهام طال فال بد أن ينقشع عىل نور الفجر.
(
15
+
16
+
()3
$
كنت قاعدة يف كافيه عىل النيل يف يوم عيد ميالدي ،كنت حابة
أقعد مع نفيس شوية ،تقري ًبا الساعة كانت 6املغرب ،ويف عز ما أنا
رسحانة القيت تورتة قدامي وباللني فلام استفرست مني اليل عمل
كدا ،القيت زميل ليا ورايا وجايب ليا ورد وقايل «كل سنة وانتى
جدا من املفاجأة ،إحساس حلو إنك تالقي حد مهتم طيبة» فرحت ً
17
+
بيك ،وملا سألته عرفت منني إين هنا قايل «كنت مراقبك» فضحكت
وملعت عيين بالفرحة ،قولتله إين مبسوطة أوي باليل عمله وهفضل
مقدرة ده فقايل إن كل سعادته إنه يشوفين مبسوطة وده اليل هيمه
فحسيت إين عاوزة أحضنه بس متالكت نفيس.
بعد كدا قربنا من بعض وبدأت أثق فيه وأحكيله حاجات كتري
عين وهو كامن بدأ يعمل كدا ،كنا عاملني زي التوأم امللتصق اليل
مفيش حياة لواحد من غري التاين ،وعىل الرغم من إنه مقالش ليا
إنه بيحبين بس حرف ًيا كنت متأكدة إنه بيعشقين ففضلت مستنية
اللحظة اليل يقوهلايل فيها حلد ما جت.
كنا قاعدين يف نفس الكافيه فاملهم قايل غميض عينك فلام عملت
كدا القيت حط حاجة عىل رايس فلام فتحت عيين شوفت فستان
فرعوين ونزلت احلاجة اليل حطها عىل رأيس القيته تاج وبعدين
طلعيل خاتم دهب ولبسه ليا وباس ايدي وملا اتالقت عنينا قايل
«بحبك» فكنت هتجنن من الفرحة وقولتله «مبوت فيك».
حتديدا قايل ألن سنة فاتت عىل أول
ً ملا سألته اشمعىن اليوم ده
مرة شافين فيها واليوم ده كانت بداية عهد جديد حس فيه إن قلبه
اتولد من خماضه وخالص القى روحه ،ابن الكلب كان معلم وكان
بيعرف يثبتين يف كل األوقات.
بقينا بنتكلم كتري ،طول اليوم مع بعض ،وكل حاجة كانت
حلوة حلد ما فجأة القيته بيتغري ويتهرب مين كل شوية لدرجة إنه
نيس عيد ميالدي ومعربنيش يف الفالنتني فأكلين القلق وحسيت إن
18
+
روحي بتتنهش فلام واجهته بعد ما زهقت قايل بعد لف ودوران
«برصاحة ،أنا حاولت أحبك ،منكرش إين كنت منجذب لييك ،بس
خالص بقيت حاسس بامللل والعالقة بقت بتمثل عامل ضغط عليا،
فاألفضل نتفارق واحنا بنحرتم بعض» ..وكل حاجة انتهت ومن
ساعتها وأنا مش قادرة أحرتمه ،ألن مفيش قلب بيقدر يسامح أول
حد رسق عذريته وهرب.
i
اللعبة الحلوة داميًا تستاهل التصفيق ،وهو لعبها صح وبإتقان
منقطع النظري ،ولد حريف ً
فعال ،أما بُعده عنها فده راجع إنه انجذب
ليها يف البداية وميكن علشان كدا طاردها وحاول يفاجأها علشان تنبهر
وتحس إنه يف حد مهتم بيها بالطريقة دي وبالتايل تثق فيه وتحسه إنه
إنسان يقدر يحب بجد ،وألنه كان يف مرحلة احتياج وعاوز حاجات
معينة ففضل يقرب منها لحد ما علقها ،ويف الغالب هو يف البداية كان
موهوم إنه بيحبها ألن الفاصل بني االحتياج والحب ال يكتشفه إال
الخبري الذي مر بتجارب كثرية ،وألن كل حاجة كانت كويسة لحد ما
حصل التقلب فده ألن االحتياج مرتبط بفرتة معينة ما تلبث أن تزول
وملا زالت حس إنها بقت عبء عليه وإنه مل منها علشان كدا حاول
يبعد وكان مستني الفرصة إنها تدفعه ملصارحتها بعد ما تطق وتنفجر
يف وشه وحصل طب ًعا اليل كان مستنيه.
19
+
أما الفتاة فاإلنسان اليل بيحب مش بيبان من اهتاممه أو مفاجآته،
أينعم الحاجات دى رضورية ،بس علشان تعريف إنه بيحبك وال ال،
شويف نظرة عينيه وهي بتتعبد يف محراب عينيك ،شويف اللهفة اليل
بتنتاب روحه أول ما يشوفك ،ركزي يف توتره ولعثمته يف وجودك،
شويف مالمحه بتنور بحبك وال ال ،لو القيتي وشه مراية بتعكس عشقك
ساعتها ممكن تتطمني ..بس كدا.
(
20
+
()4
$
كنت يف فرح بنت صاحبتي ،البسة فستان سواريه قصري
أتكسف يتجاوز ركبتي ،بدراعني مكشوفني ،وشعري الناعم
الفاحم عىل اخلدود هيفهف فحسيت من النظرات الظأمى إن
أفروديت قد بعثت من جديد من خاليل ،ممكن أكون مغرورة،
بس ده راجع إين من ساعة ما بقيت أنثى ونظرات االنبهار بتالحقين
21
+
ككلب يتبع سيده وده حسسين بالفرحة ألنه خالين واثقة يف أنوثتي
ومجايل وميكن ده أحيانًا كان بيحسسين باالنتشاء.
القيت نفيس بدخل عالقة ورا التانية لكين مكنتش بقدر أكمل،
ميكن أكون كنت شبه بطلة من أبطال لورانس اليل قالت عىل
عشاقها «لكنين أكره الشباب الذين يعشقونين ،إهنم يضجرونين،
وهم ثقيلو الظل كالرصاص» اإلنسان ملا احلاجة بتزيد عن حدها
بيجيله زهد منها ،زي األكل لو أرسفت فيه هيحصلك ختمة تنتهي
بالتقيؤ ويتبع ده اخلواء.
وده اليل استغله شاب كان قاعد قريب مين ،اتقابلت نظراتنا،
اتضايقت وحسيت إن طعنة اتسددت لقلبي ألين مالقتش يف عينه
نظرة االنبهار ،بل عىل العكس ،القيت سخرية واستهزاء ،واترسم
أصال ،وال حاجة ! ...
عىل وشه ضحكة كأنه بيقويل انتي مني ً
مش عارفة النظرت دي عملت فيا ايه ،حسستين إن فيه نار من
الرغبة توقدت جوايا ،فبصيت ليه تاين حلد ما عينه جت يف عيين
ولسه نظرة السخرية بتلمع عىل شفايفه وبعدها جتاهلين متا ًما،
حاولت لفت نظره ومفيش فايدة ،وده اليل كان بيزود جنوين حلد
ما الفرح انتهى وعرفت بعدين من خالل واحد جمنون بيا هو مني
ورقمه كام.
كلمته واتقابلنا وكنت أنا اليل مرصة عىل ده رغم حماوالته
للهروب من مقابلتي ،اتعمدت ألبس قصري ومفرق صدري يبان
علشان أجذبه وأخليه ينبهر ويركع قدامي ،بس كان زي قطعة
22
+
التلج ،ال قطعة تلج كانت ممكن تدوب مين ولو صخرة كانت ممكن
تتفتت من هليب نظرايت املليانة بالرغبة ،بس لألسف مفيش فايدة،
ولسه النظرة الفوقية اليل بريميين بيها مطبوعة عىل عينه ،اتعلقت بيه
أكرت حلد ما حبيته ،صارحته بده.
ختيل أنا أصارح حد بحبي ؟! ارتبط بيا وعيشين أحىل فرتة يف
حيايت ،كنت بغفر ليه كل أخطائه ،وكنت بكتم جوايا كل احلزن
بسبب بعض أفعاله ،حلد ما يف يوم القيت الولد اليل كان مديين رقمه
وبيحبين بجنون جاي وكل خلجة يف وشه بتنطق بالغم ،قايل «انتي
ازاي تقبيل إنك ترتبطي بواحد بيحب واحدة غريك لدرجة العبادة».
انبهرت وحسيت إنه بيهزر ،بقى معقول أنا أختان! بقى معقول
الشخص اليل كان بيحسسين إين عادية من نظراته يكون بيحب
وفعال عمل كده والقيت أكونت ً واحدة تانية ،طلبت منه يثبتيل،
بنت باعتة ليا رسايله بعد ما عرفت إنه بيخوهنا برضه ،رسايل قذرة
قد ايه بتبني دونية اإلنسان ،وأكرت حاجة حرقتين ،إن األسد اليل
كان معايا كان كلب مع غريي ،طيب ما كنت أنا أوىل!
i
فيه مثل دارج يف مجتمعنا «إن املمنوع مرغوب» وإن اإلنسان
داميًا بيدور عىل الحاجة اليل ناقصاه ،أو عاوز حد يكتشف الجزء
املخفي جواه ،مبعنى إن األنثى دي طول الوقت كانت بتعامل وكأنها
إمرباطورة مرفوعة فوق رؤوس الجميع ،وإن الرجال يركعون لجاملها،
فالبتايل حصل لها نوع من الغرور يصل إىل الجربوت واالستمتاع بذل
اآلخرين.
23
+
وبعد ما وصلت ملرحلة الذروة يف هذا املضامر بدأت يف مرحلة
الهبوط والتدين حتى وصلت للسفح فاصطادها الفتى الذي كان له
خلفية مسبقة عنها و َعلِم قد يكون بطريقة غري مبارشة أنها تبحث
عن شخص مبواصفات اصطنعها هو يف شخصيته ليك يوقعها يف براثنه،
فكانت النظرة الساخرة هي السهم النافذ اليل اخرتق صدرها واستقر
يف قلبها ،لذلك انجذبت مشاعرها نحوه كلام أمعن يف إذاللها.
وميكن ده أثار عندها رغبة خفية كانت متوارية خلف قناع
الكربياء اليل البسها طول الوقت ..والنوع ده من البنات غال ًبا بيكون
ضحية مجتمع ،ألنهم بينفخوا يف البالونة لحد ما تطق ،وساعة ما
تروح ليل مساهمش يف نفخها هتالقيهم يقولوا عنها «يا لها من امرأة
حمقاء تنفر من النعيم لرتمتي يف أحضان الشقاء!»
(
24
+
()5
$
عرفته عن طريق الكلية ،كنا دفعة واحدة وفيه بينا ميول
مشرتكة ،هو عازف عود وأنا كان صويت حلو ،قربنا لبعض من
خالل احلاجتني دول ،أي جاب بني املحارضات غال ًبا كنا بنقعد فيه
مع بعض ،هو يعزف وأنا أغين وأصحابنا يتلموا علينا ويصقفوا لينا
ويشيدوا باحلاجات اليل بنقدمها سوا.
25
+
كان داميًا معايا ،أقوله نروح األوبرا نحرض حفلة يقويل إشطة،
أقوله نروح الساقية نسمع شعر يقويل فل ،مىل حيايت وخمالش مكان
لغريه ،بقيت مستنية إنه يقوهلا بعد ما عينه اعرتفت بعشقه ليا ،ما هو
مستحيل النظرة اليل بيسيل منها هنر من الشوق متكونش حب ،ومش
ممكن الرعشة اليل بتمس جسمه وهو ماسك إيدي متكنش عشق،
برصاحة ،كل حاجة كانت هتبقى مببي لو قلهايل ،بس هانت.
بعد فجأة وبقى بيتجاهلين ،حسيت بفراغ رهيب خاصة بعد ما
التساؤالت اهنالت عليا عنه وإننا ليه مبقناش نقعد سوا ونغين ألن
دي حاجة كان بتخلق طابع خاص ومميز للمكان ،حسيت مبرارة يف
صدري وإن قلبي بيتأمل وحمتاج رجوعه واهتاممه علشان يتداوى.
قررت أكلمه ،لكن كل ملا أشوفه وأميش خطوتني ناحيته أرجع،
حاسه إن فيه حاجز بينا وهو جرحين أوي باليل عمله ده ،وخاصة
إنه بدون مربرات ،حلد ما يف مرة اتالقت عنينا فابتسم ،فالقيت
نفيس روحتله وحدفته بإزازة ميه كانت معايا ،فاصطنع الغضب
وقام مييش فجريت وراه ونديتله حلد ما التفت ليا ،مسكت إيده
وضغطت عليها وأنا مبيل رأىس عىل صدره وقولتله «بحبك».
أخد وضعه من البداية وبقى هو اآلمر الناهي يف العالقة،
ومكنش عندي غري إين أقدم التنازالت ألنه مصارحنيش بحاجة غري
ملا بدأت أنا األول ،فظهرت يف دور املدلوقة عليه وهو ملا صدق،
ويف مرة بكاين ألنه اتغري وملا ملته مالقتش غري بروده فصعبت عليا
نفيس أوي ،وملا زهقت وكنت عرفت بنت معانا يف الدفعة من فرتة
وفضفضت ليها.
26
+
فضحكت وقالتيل «ده مراجيح يابنتي» وملا استغربت الكلمة
رشحت ليا إنه مقضيها ومعشم نص بنات الدفعة ،وطريقته الوسخة
اليل بيقرب بيها وحيسس البنت إنه هيموت عليها خلت بنات كتري
حيبوه وملا حد ييجي يلومه يقول «مليش فيه ،هو أنا قولت حاجة
حلد؟!» فاجتننت واتعصبت أوي وكلمته ،وملا واجهته وحس إنه
متحارص ،قفل السكة يف ويش بعدما قايل «انتي اليل كنتي عاوزة،
مليش فيه!»
i
اسرتاتيجية بيتبعها رجالة كتري يف مجتمعنا ،إن أي حاجة متاحة
مينفعش تتساب ،وإن الشاطر بس هو اليل ميسبش فراغ يف حياته
ويحاول يف نفس الوقت مع كتري علشان لو راحت األوىل فالتانية
موجودة ولو رفضت التالتة فالرابعة وهكذا ،واالسرتاتيجية دي نابعة
من أنانية مطلقة ورغبة يف إشباع «الهو” دون النظر للطرف اآلخر وما
قد يلحقه به من أرضار ومصائب ،والنوعية دي ماشية مببدأ «شوق وال
تدوق” ألنه شوقها ألقىص حد ومدوقهاش كلمة الحب غري ملا رفعت
الراية البيضا وسلمت مفاتيح قلبها ليه ..واليل بيملك مفاتيح القلب
بيملك كل حاجة.
والبنت بعد ما كانت من املفرتض إنها تتوخى الحذر وتؤثر السالمة
ومتيش باملثل «الباب اليل يجيلك منه الريح سده واسرتيح” وما دام
هو بعد بدون ذكر أسباب فالباب يفوت جمل ،وجدناها بتتوحل بعد
ما راحت صالحته وقدمت ليه قلبها عىل طبق من محيش ،وألنه كان
بيعز املحيش أوي فطبيعي كان يحيل بالقلب!
27
+
وبعد ده ما حصل فكان الزم توقظ عقلها من سباته العميق وتدلق
عليه شوية ميه متلجني علشان يفوق القيناها بتديله أقراص منومة
علشان ميصحاش ،وتقوم تقدم تنازالت وتتغاىض عن التغري الجذري
اليل طرأ عليه ،ويف النهاية كان الزم يجيب اللوم عليها ألنه شخص غري
مسئول وميكن بيخاف إن ضمريه يوجعه ،علشان كده مع أول مواجهة
طار وعىل رأي صديق عزيز «دلع عيني دلع ،الواد عملها وخلع»
(
28
+
()6
$
عملت نسكافيه وقعدت عىل الرسير ،قهويت يف إيدي واليب عىل
حجري ومستكنيصة عىل اآلخر ،فتحت الفيس فالقيت رسالة من
، othersالفضول خالين افتحها ألن الرسايل دي يف أحيان كتري
بتفصلين من الضحك ،فتحت رسالة فالقيت واحد بيكلمين وعاوز
يتعرف عليا فالقيت نفيس بكلمه وبدأ بقى يكلمين يف حاجات
كتري وحيسسين مبشاعر غريبة.
29
+
كان بيقويل معلومات غريبة عن حضارات قدمية وكان بيخليين
أختيل كل حاجة ،بدأ يدخل معايا يف كالم عن اجلنس بس بطريقة
علمية ،كلمين عن الكاماسوترا ورجوع الشيخ إىل صباه وكل اليل
فيهم ورشحيل كل حاجة تقري ًبا فيهم ،وحكايل عن املغامرات
الغريبة اليل يف ألف ليلة وليلة فخيايل شط أوي.
اتقابلنا بعد كده ،قايل إنه هيخليين أحس بحاجات عمري ما
حسيتها ،سافرنا إسكندرية وكنا عىل الشط بالليل ،قايل «غميض
عينك» نفذت «ارسحي بخيالك ومتفتحيش عينك مهام حصل»،
وافقت فالقيت أنفاسه عند ودين وعامل يتكلم بصوت هامس
بكالم غزل فحسيت إن فيه حرارة مولعة جسمي.
وبعدين القيته باسين بطريقة خطف ففتحت عيين برسعة،
قايل «غميض» ،القيت نفيس تدرجي ًيا بسمع كالمه ،وبعدين
مىش صوابعه عىل خدودي وعىل شفايفي فحسيت كأين متخدرة
ومشاعري كلها يف حالة تأهب ،شال صوابعه من عىل ويش ونزل
بشفايفه عىل شفايفي وفضل يبوسين بشدة وهنم وحسيت إن قلبي
بيدق برسعة وحمدش قادر يوقفه عند حده ورسح عىل حل شعره.
حبيته بجنون وحسيت إنه املكتشف األول ألحاسييس وأنه
ولد غرائزي من خماضها فكان كمن منح هلا احلياة ،اتعلقت بيه
وحسيت إين مبقتش أقدر أعيش من غريه ،ومع كل حلظة بتعدي
كان بيزود اجلرعة ليا حلد ما بقى بعده الطوفان أو اجلنون.
30
+
سافرنا أماكن كترية وكل مكان كان بيتشكل فيه بطريقة خمتلفة
عن غريه ،كان متجدد وده اليل خالين مهووسة ومنبهرة بيه ،حلد ما
القيته يف يوم قفل األكونت بتاعه وكلمته عىل الفون بس مغلق
ومبقتش عارفة ليه طريق كأنه حلم مجيل فوقت منه ،ومن ساعتها
حلد دلوقتي مش عارفة حصل ايه وال راح فني ،مشاعر متناقضة،
فعال ده حقيقي حسيت يف البداية إنه حصل ليه حاجة لكن لو ً
مكنش هيلحق يقفل األكونت وكنت هعرف وكامن ده تزامن مع
قفله لفونه ،فعرفت متأخر إين مكنتش غري دمية لعب بيها شوية
ورماها ،فبقيت زي الوردة الدبالنة اليل مش هتزهر تاين إال ملا
يرجع اليل سقاها من البداية علشان تفتح!
i
النمط ده من الشباب بيكون بيتمتع بذكاء نادر ألنه بيخاطب
غرائز إنسانية عامة زي الفضول وحب االستطالع ،وغري كده إنه
بيلعب عىل وتر حساس يف األنثى ،وده بيتلخص إن األغلبية من
الشباب منطيني وتقليديني ،فهو بيكون مختلف ألنه مغامر وبيكشف
ليها عن عامل جديد ،غري كده إن البنت ملا تحب تقوم مبغامرة بتحب
يف الغالب يكون معاها راجل عىل أساس إنه ضل راجل وال ضل حيط،
وإنها ممكن تاخد راحتها أكرت يف اإلقدام عىل املخاطر ما دام هناك
رجل يف ظهرها.
علشان كده كالمه صادف هوى يف نفسها وألنه شخص غري معروف
بالنسبة ليها فليه متجربش كل اليل تحبه معاه طاملا إنهم ميعرفوش
بعض ،وده الفخ اليل اتنصب ليها برباعة ،ألن الشاب اليل من النوع ده
31
+
ممكن يكون باعت نفس الرسالة أللف واحدة واليل يستجيب ً
أهال
ً
وسهال واليل ميهتمش عادي كأنك يا أبو زيد ما غزيت.
وألنها استجابت وخاضت معاه يف الجنس وده معناه عند أغلبية
الشباب إنها خالص ممكن تعمل أي حاجة ،فكان التايل لده إنهم
خرجوا ،واتحولوا من النظرية للتطبيق ،وبعد ما أخد منها اليل هو
عاوزه كان طبيعي ميل ألن الرغبة رسي ًعا ما تذهب بعكس الحب.
وبدل ما تستناه و تعيش عىل ذكراه تفكر يف اليل حصل كويس
وتنساه ،وتعرف إن الرضبة اليل مبتموتش بتقوي ،وهو أكيد سارح يف
ملكوته بيعيش تجربة جديدة ،ويف النهاية أختم مبقولة أديسون اليل
الزم البنت تدرك مغزاها كويس «لن أقول أنني فشلت 1000مرة بل
سأقول أنني تعلمت 1000طريقة تؤدي إىل الفشل»
(
32
+
()7
$
واحد كان ضاحك عىل صاحبتي ومفهمها إنه بيحبها ،بس احلوار
إنه كان بيقيض وقت ،دخل عليا وكنت قاعدة يف الكلية ،أعصايب
كانت منهكة وويش متجهم ،مستنية حد يفتحين علشان أنفجر يف
وشه ،املهم القيته قرب مين وحاول يواسيين ويزيل اهلم عن نفيس،
قايل إن حمدش يستاهل دمعة مين ،وإن احلياة اتوجدت علشان نتمتع
33
+
بيها مش علشان نحجبها بنقاب أسود حيجب عنها الضوء ،سحرين
منطقه وفرحين اهتاممه بيا ،يوصلين كل يوم لبيتي علشان مفيش
حد يقعد جنبي فأتعصب عليه أو أفرقع يف وشه ،يقعد معايا لبليل
ومسخر نفسه ليا مع العلم إنه شخصية ملهاش تعامل مع حد ،فهمين
إين حالة استثنائية عنده ،وإنه مش عارف بقى كده ازاي وبيعمل
معايا أنا بالذات كده ليه.
برصاحة أنا أعجبت بيه يف األول وبشخصيته وطريقة تعامله
معايا ،كالمه املتلخبط اليل كان بيشتم بيه نفسه ،إنه ملوش يف
احلب ،فقررت أغريه ،ألنه خالين شخصية استثنائية حلد ما حبيته
من كرت كالمه معايا وحكاياته ،عشقت تفاصيله حتى كذبه ،وأنا
عارفة إنه بيكذب بس عشقتها ،ورغم إين أحيانًا بحس إين جمرد
«شقطة» إال إين كنت حاسة إين خمتلفة وإين هقدر أوصل ،قولتله
إين بعشقه وإنه كل حاجة ليا ،قايل أنا رجل له تاريخ ،فقررت إين
اقدر أخيل بداية تارخيه من جديد تبقى ليا أنا بس ..فرحل وترك يل
ما أردته ..تارخيه فقط!
i
عارف إحساس إنك بتتغفل وأنت عارف ده وفرحان بيه هي
كانت كده ،والغريب يف األمر إنها أقرت يف البداية إنه كان معشم
صاحبتها بحبه ليها وبعد كده خد ديله يف سنانه وفلسع «يعني شقيط
بالفطرة” ،تقوم بقى بدل ما تطنشه ملا يحاول معاها نالقي إنها بتفتح
الباب ليه علشان يدخل يرحرح يف قلبها ،تقولش قلبها ده قطونيل!
34
+
وعلشان نكون منصفني الزم نبحث يف الدوافع اليل ممكن خلتها
تواصل يف طريق عارفة إن نهايته حيطة سد ،ونبدأ بالحالة النفسية
السيئة اليل كانت عيشاها يف الفرتة دي اليل خلتها وهي قاعدة يبان
عىل وشها الحزن والهم ،طب ًعا الراجل الشهم بسالمته قال دي فرصة
مينفعش تضيع ،الحاجة التانية اليل ممكن نالحظها إنها كانت مفتقدة
للسند الحقيقي يف الفرتة دي ألن محدش يوصل ملرحلة إنه يعري
ضعفه وحزنه قدام الناس إال لو كان مفتقد لحد جنبه ،سوا ًء بقى أخ،
صديق ،صاحب ... ،إلخ.
الحاجة التالتة شعور الفراغ العاطفي اليل خىل عندها عاطفة
متوهجة مستعدة لإلشتعال إلنارة طريق من يود االقرتاب ..أنا بأفور،
صح؟! ...ما علينا ..املهم بقى إن السيد املحرتم قدر ميىل الفراغ ألنه
حسسها إنها استثناء ..بحس معايك إين مسيح ..براءتك عاملة زي
الريح ..ريح! ..أف اليل يقرفك ..طب ًعا انبهار تام بالكالم اليل بيقوله
حتى لو كان من قبيل «طب شحط محط ..خد فوق وتحت»
ألنها كانت مهيأة نفس ًيا ووجدان ًيا إنه يكون فتاها ..إحساس إنها
كانت غرقانة وكان طوق النجاة ليها علشان كدة امتسكت بيه ،وميكن
ده يربر بعد كده تحملها ليه بعد ما اتحول من حمل وديع لثور
هائج ،وبعد ما حبته واتهوست بيه ،اضطرت تعرص عىل نفسها ليمونة
وتكون عارفة إنه بيكذب عليها وتضطر تعمل نفسها من بنها.
35
+
املهم اآلنسة تعرف متأخر إنها «شقطة» والغريب إنها مرصة إنها
تكمل ،عارف انت إحساس إنك وقعت يف بالوعة مجاري وبدل ما
تخرج منها وتاخد دش محرتم علشان تنضف الوساخة اليل علقت
بجسمك ،نالقي إنها عاوزة تكون بداية تاريخه من جديد ،وكأن أنفها
قد استطاب رائحة الخراء!
(
36
+
()8
$
الوسط حلو يف كل يشء وغال ًبا ده اليل بيتناسب مع كل أنثى،
ألن األفوردة يف املشاعر بيالزمها أفورة يف الترصفات واألفعال ،زي
مثال ممكن تكون يف شدة معينة وقتها هتكون حمتاج اليل بيحبك يف ً
ضهرك وسند ليك مش عامل يقولك بحبك ووحشاين ،يعين ببساطة
لكل مقام مقال ،وحتى ما أحبش إن كلمة «بحبك» تكون عاملة
زي اللبانة يف البق ،بتتقال عىل الفايض وعىل املليان ألن ده بيفقدها
37
+
قدسيتها وهدفها السامي ،علشان كده أول ما القيت الشخص ده
اتعلقت بيه وحبيته بشكل هستريي.
عرفته من خالل واحدة صاحبتي قالتيل إنه عاوز يتعرف عليا
وورتين صوره فعجبين الرصاحة فوافقت ،كنت لسه منفضة لواحد
كان بيعشقين ،اديته فرصة يقربيل بس أنا حمبتش دلقته عليا بالشكل
الفظيع ده ومليت من عشقه الزيادة اليل كان بينعكس عىل أفعاله
وترصفاته اليل حسيتها إهنا صبيانية تفتقر للنضج ،رغم إين قبل ما
يرتبط بيا كنت بسمع عنه إنه رزين ومثقف وناضج ،بس طلع بلح.
أخدت انطباع كويس عنه بعد املقابلة بس كنت خايفة يطلع
زي اليل قبله ،بقينا نتقابل كتري وهو بريمي كالم من حتت لتحت،
أحيا ًنا أحس إنه بيموت فيا وأحيا ًنا وال كأين موجودة ،وده خالين
قاعدة منتظرة عىل مجر احلرية إنه يتكلم ،حلد ما صارحين فقومت
بوسته من خده ألن الشوق كان فاض بيا ،وقولتله إين موافقة ،فرح
جدا وحسيت إن عينه ملعت من السعادة وأنا حسيت إين طايرة فوق ً
السحاب.
جدا وبيدي لكل موقف حقه ،وقت ما أكون حمتاجة كان ذيك ً
حب يديين وساعة ملا أكون مش مهيأة ميلحش يف ده ،كان زي
البوصلة اليل بتظبط اجتاه سفينتي من االنحراف ،بس احلاجة
الغريبة اليل كنت بحسها فيه ،إنه بيحب بعقله ،ألن كل فعل صادر
جدا ومرتكبش أي هفوة أو فعل أمحق نابع من عنه كان متزن ً
املشاعر.
38
+
جدا بس أنا كنت مبحرة يف بحر عينيه وأرفض وده كان قالقين ً
التحرر ،حلد ما بعت ليا رسالة يف يوم «أنا عارف إنك حبتيين أوي،
عارفة ليه؟! ألين عامل زي اإلدمان تسللت لييك ببطء حلد ما وصلت
ليل أنا عاوزه ،إنك متقدريش تعييش من غريي ،وبعد ده ما حصل
أنا بعلن انسحايب ،عارفة ليه؟! علشان جتريب إحساس صديقي اليل
جرحتيه ألنه حبك بجد وادايك مشاعره بصدق ،ودلوقتي أنا أخدت
حقه ،عرفتي معىن األمل واجلرح ،ارشيب الكأس لنهايته يا حلوة!»
ضحكت ،ضحكت بشكل جنوين ،وبعد ما بدأت أدرك الواقع
بكيت ،وقررت أسمع بنصيحته ورشبت الكاس حلد هنايته!
i
ال يوجد ما يسمى بحب نابع من العقل ،ألن الحب فعل من أفعال
القلب وصادر عنه علشان كده مبنقدرش نتحكم فيه أو نغري دفته،
كل اليل بيكون يف إيدينا االستجابة ليه واالنسياق وراء ما يصدر عنه
من أوامر متمثلة يف مشاعر وأحاسيس تجاه املعشوق ،علشان كده يف
بداية أي قصة حب حقيقة يتالزم معاها نوع من األفورة يف املشاعر
وحالة من عدم االتزان والتشتت وغري ذلك من األمور.
لكنها مل تدرك ده ألن ببساطة لو نظرت بعني عقلها لقارنت بني
من أحبها ومن أحبته ،فمن أحبها شهدت يف حقه أنه كان ناض ًجا
ومثقفًا ويتسم بالرزانة ،لكنه ملا نبع من قلبه شعور الحب ناحيتها
حصل عكس كده ،وده نقيض الشخص التاين اليل كان عنده دافعية
لالنتقام لصديقه.
39
+
والحقيقة إن اإلنسان ده مكنش بينتقم لصديقه بل كان بيعوض
نقص عنده أو لعقدة ما ،ألن مفيش حد بيعشق هيسمح لصديقه
إنه يعمل كده يف معشوقته ،واألكيد إن املوضوع ده كان بغري علمه،
وطب ًعا لو قارنت بني مشاعرها ملا حبته وحالة األفورة اليل انتابت
أحاسيسها والتغري اليل طرأ عىل شخصيتها مع اليل حصل قبل كده
للشخص اليل حبها كانت أدركت ما ستؤول إليه األمور ،ألن العشق
إن مل ميازجه شطح يف املشاعر واألقوال واألفعال يف بداية العالقة ال
يكون عشقًا من األساس.
(
40
+
()9
$
أول مطلب ألي ست علشان تدخل عالقة توافر رشط األمان،
فاألنثى لو اطأمنت للراجل منحته ماال خيطر له عىل بال وهتخيل
حياته قطعة من اجلنة ،ألن اخلوف بيخيل عندها حالة من عدم
االتزان وبيخليها تترصف ترصفات كلها طيش وغباء ،وميكن ده
اليل حصيل يف أول عالقة حب دخلتها ،كان تافه وال ُيعتمد عليه يف
يشء لدرجة إين ملا كنت مبيش معاه يف الشارع ،كنت بحس إن أنا
اليل هحميه مش هو ،غري كده مكنش ليه غري يف الكالم واملحن
والذي منه ،علشان كده افرتقنا.
41
+
لكن اإلنسان اليل عرفته ده غري ،يكفي إنه وقف جنبي يف أكرت
فرتات حيايت ظلمة ،والدي ملا توىف جه وقف جنبي ومهموش كالم
الناس أو استغراب أهيل من وجوده ألن كل مهه إنه يبقى معايا
فاتطمنت وحسيت باألمان ،ملا أهيل سألوين عنه قولتلهم إنه بيحبين
رغم إنه مكانش لسه قايل حاجة ،قربت منه وبقى ليا كل حاجة
يف حيايت.
كنا راكبني عربيته والقيته وقف قدام بيته يف الشيخ زايد وقايل
تعايل نطلع فوق علشان عاملك مفاجأة ،فسمعت كالمه ألين
متطمنة ليه وقايل ،غميض عينك ..فسمعت كالمه وملا فتحت القيت
مائدة مليانة مبا لذ وطاب من األكل ،وفيه شموع حمطوطة وعاملة
جو شاعري ،غري كده القيت فيه بوتريه ليا متعلق عىل احليطة
فاندهشت وقولتله ،إيه ده؟ فقام راكع عىل ركبه ومسك إيدي
وفضل يبوس فيهم وقايل «بحبك».
أكلنا ورشبنا شمبانيا وبعدين القيته بيقلعين هدومي وأنا كنت
منتشية ودماغي هربانة مين من مفعول الشامبانيا ،وكامن حاسة
باألمان معاه ،والست ملا بتحس بده مع الراجل مفيش حاجة بتغىل
عليه ،عملنا كل حاجة يف اليوم ده ونزلت من عنده وأنا مدام.
كلمته تاين يوم مردش ،مسين خوف معرفش جايل منني
وانقبضت نفيس وحسيت بغربان الشؤم بتنعق جوايا فالقيت
نفيس منساقة لبيته ،والغريب إين القيت بواب واقف ،فقايل «أقدر
أخدمك يف حاجة يا آنسة» فجاوبته إين عاوزة كذا كذا ..فقايل ..
42
+
ده كان مأجر البيت ده وسابه وسافر الصبح ..قولتله عىل فني ..قايل
«الله أعلم» ..وحسيت إين يف كابوس ومقدرتش بعدها أرجع البيت
تاين وبقيت ال مؤاخذة ...شوفت الكارثة!
i
من وجهة نظر شخصية شايف إن البنت مينفعش تربط الحب
بحاجة معينة وهو اإلحساس باألمان ،أينعم ده رضوري ليها لكن
يكون يف سياق العشق مش من أجل األمان ذاته ،واألنثى مينفعش
متنح أي حاجة إال لو شافت يف عني فتاها العشق ،ألن العني هي رسول
القلب من العاشق للمعشوق وأصدق معرب عن املشاعر ألن اإلنسان
لو كذاب فعينه بتفضحه.
أما التسلسل العجيب اليل عندها وخالها تسلمه جسدها فده
غريب ومثري للدهشة ،ألنه مكنش صارحها بحبه فتطلع معاه شقته
تحت أي مسمى ،وإحساس األمان ازاي تشبعت بيه بالطريقة دي
وهو ماعرتفش بحاجة ،وكان طبيعي ملا الحظ رميتها عليه بالطريقة
دي إنه يتأكد إنها ملا تخش بيته هتسلمه نفسها ألنه كان عامل حسابه
كويس.
واإلنسان اليل من النوعية دي غال ًبا بيكون عنده نظرة دونية للست
وده بيكون راجع إما ملروره بتجارب كتري أو حد عزيز عليه خانه أو
قد يكون إنه كان منجذب ليها وكان عامل ليها اختبار إنها لو جت
معاه البيت وسلمته جسمها هيبعد عنها ولو العكس هيتمسك بيها
43
+
ويتجوزها ،وده اليل يربر هروبه الرسيع بعد ما فشلت يف االختبار
وكأنه اتصدم وخاف يتدبس.
وكانت النتيجة املأساوية للبنت إنها فقدت عذريتها وفقدت أرستها
وفقدت نفسها ألن اإلنسان اليل بيجري ورا حاجة داخلية أو رغبة ما،
بيكون يف الغالب بعد انقضائها ال يجني سوى الشوك ،وعلشان تخرج
من اليل هي فيه الزم تسرتد نفسها ألن الحب ال يأيت سوى للقلوب
الطاهرة فإن أردتم أن يطرق بابكم فنظفوه ..وهي اآلن أبعد ما
تكون عن ذلك.
(
44
+
()10
$
كان عندي يف الفريندز عىل الفيس بوك ومكناش اتكلمنا،
كنت واقفة قدام الكلية فالقيته مركز معايا أوي ،فاملهم عملت
فيها من بنها وطنشته وال كأين دريانه بيه ،بس الغريب بعد كدة
القيت نفيس مركزة معاه من بعيد وبقيت وأنا واقفة أبص خلسة ليه
45
+
وأشوفه مركز معايا وال ال ،فلام القيته مبقاش مهتم كنت هتجنن،
كان هاين عليا أروح أظرفه كفني حلوين وأقوله بصيل يا حيوان،
أنت منفض ليا ليه ،وفضلت ألوم نفيس إين اتنكت عليه ملا عينه
كانت هتاكلين أكل ،وبعد كام يوم ملا حس إين بقيت مهوت عليه،
رجع يبصيل تاين وعينه تقول كالم كتري.
اتكلمنا يف حاجات كتري ،وعرفته عن قرب ،بقينا بنقعد قدام
الكلية سوا ،نخرج مع بعض ،نساعد بعض يف واجبات الكلية،
اليوم كله تقري ًبا بقينا بنتشارك فيه ،وقايل إنه بيحبين فدوبتين
الكلمة وحسيت إن روحي بتزغرد بني ضلوعي.
ارتبطنا بقى وعشنا قصة حب شبه روميو وجوليت ،عطيل
وديدمونة ،كل حاجة كانت فل ،وألن احلياة ملا بتدي بسخاء بتاخد
بغباء وده اليل حصل ملا بقلشين ابن النكدية ،وراح زي ما كل
حاجة برتوح وملا سألته ليه ،قايل «خلينا أصحاب ،وخلينا نتعامل
برقي ،كده هيكون أفضل» ..ومعرفتش منه سبب واحد مقنع للبعد
غري إنه عمل كده علشاين وحلد دلوقتي مستنية سبب واحد لقراره
ميكن أرتاح.
i
الفرق ما بني العاشق والشقيط ،إن األول طول ما هو شايف
معشوقته مش هينزل عينه من عليها ألن الرنو لوجه املعشوق ميازجه
انتشاء روحي يستعيص عىل الرشح ،وكان بكل الطرق هيحاول يوصلها
حتى لو أخد يف سبيل كده 100خطوة وهي منفضاله ،لكن اليل
46
+
بيشقط يف الغالب بيمل برسعة وملا بيحس إن الفريسة اليل بيطاردها
مش هيعرف يصطادها بيخلع علشان ميتظرفش املهموز املتني،
وعلشان كده لو فكرت بينها وبني نفسها ملا القته طنشها ومبقاش
يهتم بيها كانت هتعرف إنها مش فارقة معاه من األساس ،وملا قربت
أدرك طب ًعا إنها وقعت ،سابها تقرب وهو ثابت مكانه لحد ما لزقت
فيه فصارحها بحبه علشان عارف إنها استوت.
والغريب بعد ما قرر الرحيل ألنه غال ًبا إما مل أو عنده شعور
بالذنب منبثق من األنا األعىل ،أو فيه شقطة جديدة استحوذت عىل
شغفه وعلشان كده الزم تنساه ومتحيه من حياتها ،ألن االنتظار اليل
عايشة فيه هيحرق قلبها ،ألنه لو عنده سبب منطقي من البداية كان
قاله وفنيخ ،بس ميكن هو حابب يعلقها لعل وعىس يف يوم من األيام
يحتاجها ،فإن كنتي عندك االستعداد إنك تريض بكل هذا الهوان ..
يبقى فل ..انتي حرة!
(
47
+
48
+
()11
$
لفت نظري باحرتامه ،العيبة مبتطلعش من لسانه ،ومهام حاول
أي حد يضايقه أو يعصبه ،كان بريد برزانة وهدوء وبكل أدب حلد
ما جيرب غريه إنه حيرتمه ويقدره ،اإلنسان املؤدب نعمة من عند ربنا
زي نسمة يف وقت قيظ ،وأنا كنت خارجة من قصة حب فاشلة،
فام صدقت القيت إنسان زي ده ،يصوين وحيافظ عليا ألنه مرتيب
وابن ناس.
جدا ،خاصة بعد ما كنا بنخرج كتري مع بعض شدين ليه ً
وحماولش حتى يلمس إيدي ،وملا كنا برنغي يف الفون عمره ما فتح
49
+
معايا موضوع شامل علشان يستدرجين حلاجة قذرة فوثقت فيه
جدا وحبيته أوي ،وده اليل خالين أصارحه بحبي ألين كنت وصلت ً
لقناعة إنه مش هيبادر بده ألن احرتامه هيمنعه ،فرح أول ما قولتله
وملعة سعادة شعت من عينه وكأنه كان منتظر عىل نار كلمتي دي
علشان أطفي بيها هليب الشوق اليل جواه.
وبعد ما ارتبطنا فضل عىل هذا املنوال ،عنده حتفظ يف الكالم
وحتى ملا كنت بحاول أختربه بإين أجذبه لكالم معني كان بيتهرب
فعال اإلنسان اليل جدير بيا ،فرميت نفيس يف مين فحسيت إنه ً
أعامقه وأنا متطمنة إن إنسان باألدب ده عمره ما هيأذيين.
بدأت أمل شوية منه ،خاصة إنه حماولش يغري أسلوبه ،الزم
يبقى فيه فرق ما بني عالقة األصحاب وعالقة العشاق وده ميكن
ملمستوش ،حلد ما اتعصبت عليه يف مرة علشان أحس إن طريقته
ممكن تتغري فالقيته بيقويل «جرى ايه يا شامل ،هو أنا علشان عامل
فيها حمرتم هتسوقي فيها؟!»
فلساين أجلمته الدهشة الرصاحة «نعم!» فقايل «كلكم خاينني
وتستاهلوا احلرق! وبرصاحة أنا مبحبكيش وعملت نفيس حمرتم
علشان عارف إن شخصيتك مش هتنجذب ليا إال من خالل ده،
ودلوقتي ملا وقعتي عاوز أقولك سالم وابقي خيل االحرتام ينفعك!»
ومن يومها قررت أنساه ولألسف رغم كل اليل حصل إال إن روحي
لسه معاه ،مستنياه يرجع أو يربر اليل حصل علشان أساحمه ألن اليل
كرسه حمدش هيصلحه غريه.
i 50
+
انتي مش باب مخلع وهو مش نجار شاطر علشان اليل انكرس
ميصلحوش غريه ،هو شخص يبدو إنه نشأ يف أرسة فيها مشاكل سببت
ليه مشاكل نفسية ونظرة سيئة للجنس اآلخر وده ميكن مستمد من
ثقافة متدنية ،وميكن يكون حب أوي واتخان وامتسح بكرامته البالط
وده اليل خاله حريص إنه يدمر غريه بأريحية ضمري ألنه شايف من
خالل اليل اتزرع جواه إن ده الصح ،ورغم إن التعميم أحد أكرب
األشياء اليل بتوقع يف الغلط إال إنه مايش مببدأ شهريار إىل أن تأيت
شهر زاد لتهديه سبل الرشاد ،والغريب يف األمر اليل ممكن أخمنه إنه
عايش بشخصيتني ،والشخصيتني دول متناقضتني وده ميكن راجع إنه
بال شخصية ومحتاج حد يكتشف شخصيته الحقيقية وينقب فيها عن
الحلو اليل فيه.
أما األنثى اليل اتعرضت لصدمة كبرية يف مشاعرها فالزم تدرك إن
تخل من املحرتمني إن كان
الحياة ال تقف عىل أحد ،وإن األرض مل ُ
ذلك ما يلفت انتباهها ونظرها ،ومع األيام ستدرك إنها مكنتش بتحبه
ألن الحب مش مرتبط بصفة ،الحب مرتبط بيشء أعمق من كده،
مرتبط بالروح ،وزي ما قال الرسول الكريم «األرواح جنود مجندة،
من تعارف منها ائتلف ومن تنافر منها اختلف»
(
51
+
52
+
()12
(لو كنت ذ� ترف ما كنتِ ر�ف�شة حبي ،لكن ع�رس �حلال ،فقر
�ملال ماأ�شاتي ،كن فيي� ًشا تنفق �ملال ببذخ ،و�شتطاردك �لن�شاء
لأنك �ش�شيد ثمني)
$
عشت مع والدي ومراته بعد ما ماتت أمي ،كانت عيشة ضنك،
مفيش طلب ب ُيلبى ليا ،مفيش غري املعاملة السيئة اليل بتمتهن
مرات أبويا بيها كرامتي ،كنت عايشة يف جو من احلاجة والفاقة
وطول الوقت مستنية شعاع نور يقيد حيايت املظلمة حلد ما جايل،
كنت قاعدة يف وسط البلد وبشيش وكنت يف حالة من الرسحان،
جدا بيستأذن إنه يقعد جنبي فأنا استغربتالقيت واد وسيم وشيك ً
الرصاحة ،بس القيت نفيس بقوله اتفضل.
53
+
قعد واتكلمنا حلد ما حسيت إين اتأخرت فطلبت احلساب،
فالقيته طلع الفلوس وحاسب فاعرتضت لكنه أرص ،وابتسامة
تسحر ملعت عىل شفايفه فوافقت ،ميش معايا شوية وسألين راحية
فني فقولتله فالقيته طلب أوبر ،فاتعجبت من ترصفاته الغريبة
خاصة إن مفيش سابق معرفة بينا ،املهم األوبر جت وركبنا جنب
بعض ودفع األجرة وبعدين ودعين عىل أمل للقاء ،وساعتها فرحت
ألين حسيت إن الزهر شكله بدأ يلعب!
جايل بعدها بيومني قدام شغيل فاستغربت ملا القيته خارج
من عربيته وباين عليها فخمة فلام سألته بتاعت مني فجاوبين
«بتاعتي» ،روحنا قعدنا يف كافيه يف املعادي ،أكلنا ورشبنا طب ًعا
جدا ،إحساس إين وكالعادة دفع ،فحسيت إين فرحانة وفخورة بيه ً
مستمتعة لكوين وجدت شخص يعوضين عن احلرمان اليل يف حيايت.
بعد كده سافرنا رشم أسبوع بعد ما قولت لوالدي إين مسافرة تبع
شغيل فوافق ،حسيته إنه عاوز خيلص مين علشان يستفرد مبراته ،ما
علينا ،سافرنا وقعدنا يف شاليه بيملكه ،قضيت أحىل أيام حيايت ،جنة
ربنا عىل األرض مقارنة مع بالوعة املجاري اليل كنت عايشه فيها،
جدا ملا فات أول يومني من غري ما حياول يلمسين أو ياخد
احرتمته ً
بوسة مين فارتفع يف نظري أوي.
حلد ما يف تالت يوم وكان بيعلمين السباحة فأخدين يف حضنه مرة
واحدة وقايل إنه «بيحبين» ،فحضنته أوي وحسيت إن كل حوايس
برتقص من الفرحة ،وعدين باجلواز وحصل بينا اليل حصل وعشنا
اليومني الباقيني كأهنم من ليايل ألف ليلة وليلة ،كان غطاس بيقدر
54
+
يوصل ألعامقي بأقرص الطرق وأنا أول مرة أحس إن فيه لذة يف
احلياة بالشكل ده.
وبعدين صحيت يف يوم سفرنا بس مكنش موجود ،فحسيت إين
وأخريا جايل صاحب
ً كنت هتجنن ،فاتعصبت وحاولت أوصل حلد
الشاليه األصيل وملا سألته أومال مني اليل كان معايا جاوبين بشكل
قتلين «هو قايل سلفين الشاليه والعربية كام يوم كده علشان عنده
طلعة هيخلصها ويرجعهم ،بس شكلها كانت طلعة حلوة أوي»
طلعة ابن ،.....ومن ساعتها وأنا بكرهه وجوايا نار مش هتنطفي
إال ملا تشوفه بيتعذب ألنه قىض عىل حيايت بعد ما رسق أعز ما أملك.
i
هي بصت ألعز ما ميلك سوا ًء مال أو عربية أو شاليه ،فلذلك كان
متوقع إن اليل يلفت نظره أعز ما متلك ،والتطور الفظيع اليل حصل
يف العالقة من بدايتها يبني إن فيه حاجة غلط ،أصل املشاعر املزروطة
دي مبتجيش مرة واحده كده ،وطب ًعا هي فتحتله الباب من البداية
ألنه ملا قعد معاها معرتضتش ،دفعلها الحساب ومرفضتش ،فكان ده
ترصيح بشكل غري مبارش الستعدادها لتقديم أي يشء يف سبيل املال.
وده اليل فهمه كويس وقدر يوصله لغايته ،والشخص اليل بيكون
بالصفات دي بيكون عنده نظرة نقص ما فبيحاول يعمل تعويض من
خالل الحاجة اليل مفتقدها وميكن كان ندرة املال ده يف فرتة من
فرتات حياته حالت بينه وبني معشوقه علشان كده حاول يستغل
55
+
املال اليل دمره يف تدمري غريه ،ألن ده بيحسسه باالتزان والسالم املالزم
لالنتقام ،والدرس اليل ممكن نطلع منه يف اليل حصل رغم إن كتري
مبقوش مقتنعني باليل هقوله «إن من ينظر إىل اإلنسان من خالل ماله
إمنا ينظر إىل الفضالت ألنه لن ينال سوى الرائحة العطنة!»
(
56
+
()13
$
احلياة دي قاسية أوي ،داميًا بتطلعلنا لساهنا وتسخر من سذاجتنا
وعبطنا بعد كل انكسار وسقوط ،بنتعلم بعدها حاجات كتري،
منها إننا نكون أقوى ولينا خربة أكرب لكن لألسف بنعيش إما بقلب
منتهك حمطم أو قلب زي الصخرة الصلبة اليل مهام تواترت عليها
أبدا ،يعين ببساطة بعد كل عالقة حب إما أمواج الشوق مبتسلمش ً
إنك هتموت من األمل أو هتعيش بس قلبك ميت.
عرفته وأنا يف أوىل كلية ،كنا زمايل دراسة وكده ،مجع بينا
املحارضات والكالم عن املنهج وبعض احلاجات البسيطة عن
57
+
حياته ،اتكلمنا يف مرة عن احلب واالرتباط ،قايل إن بنات الناس
مش لعبة يف إيدينا وإن يوم ما قلبه يدق لبنت هيخبط عىل الباب
علطول ألنه ميحبش الغلط وألنه ميقبلش إن حد يعلق حد من
إخواته فميحبش يعمل كده مع بنات الناس.
عجبتين شخصيته وحسيته راجل مش زي العيال املراهقني بتوع
اليومني دول اليل كل يوم مع واحدة ،وبدأ يقرب أكرت ،حلد ما يف
يوم القيته بيقويل إنه بيحبين وقرر يقابل مامتي وأنا معاها يف أي
كافيه حمرتم ،املهم نسقت كل حاجة واتقابلنا يف أولدش يف حممد
حممود ،كلمها مبنطق سحرنا وحسيت وقتها إنه صادق يف كل حاجة
ألنه وعد ووىف ،ودق عىل البيت من بابه.
قال ألمي إنه بيحبين وحمبش يعمل حاجة من غري ما يكونوا
عارفني ،وإنه قال لوالديه إنه بيحب بنت قده يف الكلية أول ما
يتخرج هيخطبها ،فطب ًعا أمي وافقت إننا نرتبط وبدأ خيلينا نتكلم
مع أرسته عن طريق فونه وجاب والدته يف يوم وقرأنا الفاحتة
وارتبطنا ،بقى بيجي البيت ويقعد معايا كتري ،وأحيانًا كنا بنختيل
ببعض وممكن خيتلس بوسة أو ملسة ،وبعد ما قربنا نتخرج ووالدي
أرص عىل اخلطوبة القيته بيتهرب مين حلد ما اختفى ،اتصلت بيه فرد
عليا وقايل «أنا مش بتاع جواز والفاحتة اليل قرأناها بلوها وارشبوا
ميتها!» ،فقررت أسمع لنصيحته ميكن تنطفي النار اليل اتقادت
جوايا من وقت ما قرر هيرب ويسيب املغفلة تلملم بقايا قلبها اليل
بعرته ابن ال ............
i
58
+
من الحاجات املثرية للسخرية مع تطور الزمن هي ربط الحب
بالخطوبة ،عالقة الحب املفروض تكون هي األساس وغري مرتبطة
بسواها ،والنظرة للحب إن مل يتبعه خطوبة إنه لعب عيال وتسلية
هي إهانة للحب ،ألن املحب قد يعشق لكنه من الناحية املادية غري
قادر عىل الخطبة ومن ثم الزواج وده ميخليش الطرف اآلخر يطعن يف
حبه ألننا زي ما احنا شايفني األخ قشطنا ومل شوية الفكة اليل حليتنا.
واليل بيتسىل وعاوز يلعب ببنات الناس مش صعب عليه يخيل
لعبه يف إطار رسمي ،ده حتى هيكون أفيد ليه ألنه هيقدر يخرج
معاها براحته ويدخل بيتها زي ما هو عاوز ويوفر فلوس الخروجات
دي وهو ملا هيصدق ،وهيكون من السهل عليه بعد كده اختالق أي
سبب لالبتعاد ،واحنا يف مجتمعنا داميًا بنحمل البنت الذنب وهنلقي
باللوم عليها ،يعني يف اآلخر خازوق مغري.
اليل أنا عاوز أقوله ،حاريب علشان حبك ما دام شايفة ملعة الشوق
بتربق من عني حبيبك ألنه يف أول فرصة متاحة ليه إنه يتقدملك
هيجري عىل بيتك علشان يطلب إيدك ،بدل ما متسيك الهوا يف إيدك
وتكتشفي يف اآلخر إنك كنتي موهومة ألن الهوا مبيتمسكش إال عند
العندليب األسمر.
(
59
+
60
+
()14
$
اتربيت يف بيئة متشددة ،كل حاجة حرام ،صوتك عورة،
جسمك عورة ،صوابع رجلك عورة ،املرأة تقبل يف صورة شيطان
وتدبر يف صورة شيطان ،املرأة هي سبب الغواية وينسب إليها كل
املصائب ،املرأة هي سبب اخلطيئة األوىل ومنبع الرشور.
يف املحيط ده اتربيت ،اخلروج من البيت بحساب والرجوع
بحساب ،وأي خروج عن النطاق ده بيتقابل بعقاب صارم ،قلم بقى،
شلوت ،أنا وحظي.
61
+
مفيش خروج بعد العشاء حتى لو فيه حد بيموت ،هدومي
واسعة وميكن ده اليل كان بيخيل األوالد يف مرحلة مراهقتي يزهدوا
يف نظراهتم ليا ألن كل حاجة حمجوبة ،ممكن تتهموين بقلة األدب
والتبجح وإين عاوزة األوالد يبصوا عىل جسمي وشكيل ،بس
صدقوين كون إنك تشويف نفسك مرغوبة يف عني راجل إحساس
تاين ،إحساس إنك أنثى بجد ولييك مفاتن بتأثر العني وتلفت النظر.
ظهرت نتيجة الثانوية العامة وكان ده بالنسبايل أول خطوة يف
سلم التحرر ألين جبت جمموع عايل وبعد إحلاح طويل عليهم وافقوا
إين أخش كلية من كليات القمة يف جامعة القاهرة ،محل تقيل أوي
أخريا هعيش بعيد عن أهيل وهكون يفً انزاح من عىل صدري ألن
مكان عىل األقل هحصل فيه عىل قدر من احلرية ،وهعمل اليل أنا
عاوزاه واحترمت منه من غري رقيب.
دخلت الكلية وكنت حمافظة عىل أسلوب لبيس ألن البيت لسه
فارض عليا النوع ده من اللبس ،اتعرفت عىل ولد متحرر وقتها،
عجبتين دماغه أوي وبدأت أفهم منه حاجات كتري ،كنت عاملة
زي العميا وهو دلييل لعامل جديد ،عارفني إحساس إنك تكون عاوز
تعمل حاجة بس ضمريك بيتعبك ألنك شايف إهنا غلط وييجي حد
غريك يغري ليك معيار الصواب واخلطأ وتبدأ تعمل احلاجة وأنت
مستمتع بيها بالكلية ..
املهم إين بدأت ألبس ضيق بعد ما اشرتيت هدوم من ورا أهيل،
وبدأت أحط روج وأعمل ميكاب ،حسيت وقتها إن عندي مرسات
ومثار طازجة يتمىن الكثري قطفها ،هو الحظ وقتها التغري اليل طرأ
62
+
عليا فشجعين وبدأ يتغزل فيا وميتدح جسمي ،املرة األوىل اليل حد
يكون عنده اجلرأة إنه يعاكسين بكالم ميكن كنت بشوفه قبل كده
إنه سافل ،بس معاه حسيت حاجة تانية ،إحساس إين فرحانة بكل
كلمة بيقوهلا ومش عاوزاه يبطل ،حلد ما ارتبطنا بعدها وبرصاحة
أنا عىل آخري ألنه دوبين ،ألين اتولدت عىل إيده إنسانة جديدة غري
اإلنسانة القدمية املقيدة املنبوذة امللعونة ،سبب كل الرشور.
اديته كل حاجة عدا املنطقة اليل ضاربة عليها سياج كثيف،
ميكن ألين طول الوقت كان أهيل يف ويش ،حماوطين يف كل حتة
ومقيدين حركتي ،كنت بدوب عىل ملساته وبنصهر عىل أنفاسه
امللتهبة اليل كانت بتدغدغ مشاعري بس فضلت متامسكة حلد ما
زهق مين ،توسلت ليه إنه يفضل معايا ولو عاوزين نتجوز ولو حتى
عريف ،فضحك وقايل «انتي عبيطة يا بنتي ،هو فيه ملحد بيتجوز!»
i
الرتبية هي اللبنة األوىل يف تأسيس بيت قوي األركان متني القواعد،
وأي خلل يف الرتبية يسبب رشخ يف هذا البناء ويؤدي إىل تداعيه
وسقوطه ،ده بالظبط اليل حصل مع البنت اليل طول الوقت حاسة
إنها إنسانة من الدرجة التانية ،وبسبب بعض األفكار املتشددة
اليل مبتخضعش لسلطان العقل تعاين البنت طول الوقت من لعنها
وتصويرها أنها عورة يجب أن تسرت ،شيطانة يجب أن تحجب عن
الناظرين ،ومع الكبت الشديد ليها وقمع حريتها كان الزم يحصلها
نوع من االنفجار علشان تحطم القيود اليل مكبالها مع أول فرصة
تلوح ليها.
63
+
زي بركان أول ما يالقي تراخي يف قرشة األرض أو فرصة للتحرر
بيطلق حممه الربكانية من قرشة األرض علشان يحرق كل اليل يقابله،
لكن لألسف هي الوحيدة اليل اتحرقت بحريتها ،ألنها حرية غري مهذبة
بفكر وثقافة ومعرفة ووعي فكان طبيعي إنها تنقلب لفوىض مريعة
ألنها مفتقرة للمسئولية اللهم إال يف املراحل األخرية ملا حست إنها
ممكن تفقد يشء عزيز عليها وألنها افتكرت رغم البالوي مسئوليتها
نحو أرستها.
أما النوع اليل منه الشاب ففيه منه كتري ،منه الحقيقي ومنه
املصطنع ،وألننا يف مجتمع غالبية أفراده عندهم كبت وبيعانوا من
قمع رهيب للحريات سوا ًء عىل املستوى الخاص أو العام فبيكون
عندهم قابلية رهيبة لكرس األغالل واألصفاد اليل مقيداهم ،ويف
النهاية فالولد يبدو إنه مصطنع ألنه مكنش رصيح من البداية بل
اتخذ من الخداع والغش ذريعة للوصول للبنت وبعد ما حس إنه
بيتدبس قام فلسع بشياكة تحت حجة إنه ملحد ،علشان كده بقول
«أعطوا لألنثى ً
مجاال للتنفس حتى ال تختنق ،أو تحملوا انفجار رئتيها
إذا اندفع إليها الهواء بشدة!»
(
64
+
()15
$
مش عارفة رس انجذايب الدائم للرجال اليل بيكربوين يف العمر
وسبب نظريت ليل يف سين إهنم عيال مينفعش الواحدة مننا تبص ليهم
عىل إهنم رجال صاحلني لالرتباط ،حتى أفعاهلم غري الرزينة وصعوبة
االعتامد عليهم يف املواقف صعبة ،جمرد مهرجني وأراجوزات غري
صاحلني إال للهلس والضحك ،وميكن سبب حبي ليل أكرب مين بكذا
سنة موت والدي اليل رحل عين يف سن مبكر وساعتها افتقدت
65
+
إحساس األبوة يف حيايت رغم حماوالت أمي الدؤوبة لتعويض دوره،
لكن تفضل الست ست والراجل راجل.
كان دكتور يف الكلية ،يف عمر األربعني ،عنده بعض الشعر
األبيض يف رأسه مما أكسبه وسامة فوق وسامته وأضاف ليها وقار
وهيبة خلتين اتشدله ،بقيت براقب مالحمه وكأين عاوزة أحفرها
يف ذاكريت علشان أعيش عليها بالليل وأنا حاضنة وساديت ،بركز
يف حركة شفايفه وترصفاته وأحيا ًنا بيكون نفيس أبوسه واترمي يف
حضنه.
اندهشت ملا القيته بيطلب مين إننا نتقابل بره الكلية وفاجأين
أكرت ملا قايل إنه مالحظ اهتاممي بيه وملا شاف خجيل وتوتري مسك
إيدي ورفعها لشفايفه وطبع عليها قبلة حانية خلت قلبي يغرد جوا
صدري كبلبل مرتنم يبتهج بأهازيج احلب ،وبعدين بص يف عيين،
وقايل «بحبك».
أقنعين مش عارفة ازاي إننا نتجوز عريف ألنه متجوز وعنده
نظرا
ولدين ومينفعش حد يعرف بجوازنا حتى أمي ،وافقت ً
الحتياجي ليه وألين حبيته أوي ،عملنا كل حاجة حلوة وغريبة،
اخلربة حلوة مفيش كالم ،حلد ما اكتشفت إين حامل وملا صارحته
بده غضب أوي وشوفت منه وش فظيع مليان رش ووعيد.
أمرين إين انزل اجلنني لكين رفضت وأرصيت عىل ده ،ميكن
ألين رغم كل ده كنت عاوزة أجربه إنه يعرتف بجوزانا قدام كل
الناس ،وبعدها بيومني القيت 3ستات رشاشيح داخلني عليا الشقة
66
+
ورضبوين وطردوين من البيت اتنقلت يف سيارة إسعاف واجلنني
مات ،وبعد ما فوقت القيته باعتيل قرشني وإنه قطع ورقة جوازنا ..
كل حاجة فيا ماتت ،بس لألسف هو لسه جوايا عايش!
i
الحياة بتكون قاسية أحيانًا عىل بعض الناس ،فلقدر البنت السيئ
تويف والدها وهي يف مرحلة الطفولة وده بينعكس عىل احتياجاتها مع
مرور األيام وبيخليها داميًا بتبحث عن األب املفقود اليل اتحرمت منه
يف حياتها يف شخص تاين ،شخص يكون عىل صورة األب املرسومة يف
خيالها ،وبالتايل إمدادها باألمان وشعورها بالسند ،وغري كده القدرة
عىل االحتواء النفيس.
وفوق كده إن الراجل يف السن ده بيكون يف نظر األنثى إنه
إنسان متزن ميتلك الكثري من الهدوء ويزن األمور بدقة مام يجعل
الحياة مستقرة هادئة ،غري ذلك استطاعته عىل التعرف عىل خبايا
املرأة وكيفية التعامل معها والعزف عىل أوتار مشاعرها نظ ًرا لخربته
اليل اكتسبها من خالل تجاربه الكترية عىل مر السنني ،باإلضافة إن
البنت يف الغالب ملا تبص عىل راجل من النوعية دي فبيكون ليه مركز
كويس ومكانة مرموقة وبالتايل يقدر يلبي احتياجات األنثى من فسح
وخروجات وهدايا ،وبإمكانه إفساح املجال لها للتعبري عن حريتها
ولكنها محاطة بحاميته حتى ال تستخدم بشكل خاطئ.
وده بالظبط اليل حصل من الدكتور والطالبة بتاعته ،معنى إنه
أخد باله من نظراتها وقبل عىل نفسه إنه يغرر ببنت يف السن ده
67
+
ويستدرجها مبعسول الكالم ملامرسة الجنس معاه تحت رشعية واهية
وهي الزواج العريف لهو يشء ممجوج ال يخرج إال من وغد حقري ألنه
استغل حاجة البنت واحتياجاتها لشعور معني من أجل نزواته وهذه
بهيمية جديرة بالتقزز.
ويرجع لنقص معني يف شخصيته بيحاول يعوضها من خالل إنه
يشوف نفسه مرغوب يف عيون الفتيات الشابات ،وبدل ما البنت
كانت رصخت يف وشه ورفضت الزواج املهني ده منه علشان يعرف
مقامه نالقيها بتكرس املنطق وبتنيم عقلها يف زريبة وتوافق عىل
عرضه ،وما دام قبلت من البداية إنها تكون بديلة فالنهاية املنطقية
عىل الرغم من تراجيديتها هي اليل حصلت ألن ببساطة.
«ال خري يف عالقة حب تنبت يف الظالم»
(
68
+
()16
$
كان فارشيل األرض بالورد ومايل حيايت باالهتامم ،ميعرفش غري
«نعم – حارض» ألي كلمة بقوهلا ،ملا أتعصب يتحملين وحياول
هيديين ،وملا أهينه يكتم يف نفسه ويغتصب من أساه بسمة رضا
وكأنه بيقويل رغم كل اليل بتعمليه فيا أنا رايض ،وده لسبب واحد
بس ،إين «بحبك».
عرفنا بعض يف الشغل ،القيته بريمي نظرات من حتت لتحت وأنا
كنت مطنشة وعاملة نفيس مش واخدة بايل ،حلد ما يف يوم صارحين
69
+
بحبه فرفضت بطريقة ذوق ،القيته ألح عليا إين أديله فرصة يثبتيل
حبه ،وإين آخد وقت إنه يقرب مين ميكن أحس بحاجة ناحيته
وبعدها هو هيتقبل قراري أ ًيا كان ،مش عارفة ساعتها القيت
نفيس هبز رأيس عالمة املوافقة ازاي ،لكن ده اليل حصل.
بعدها بكام يوم خرجنا سوا والقيته جايب ليا هدية ففرحت
أوي عىل الرغم إين رفضتها يف البداية لكنه أرص إين آخدها بعد ما
أبدا عىل أساس إن اهلدية ممكن تأثر عىل قراري
وعدين إنه مفكرش ً
أو ختيل أمله يزيد يف االرتباط بيا ،ومع األيام اتعودت عليه وعىل
اهتاممه بيا ،بيتحملين يف كل الظروف وجنبي يف أي أزمة بتحصل
ليا ،مهام عملت فيه بيتحمل ،لو كان مجل كان نخ من كرت إهانايت
وحماواليت إنه يكرهين ويبعد.
وفجأة غاب عين 3أيام وملا سألته كان خمتفي فني قايل إن والده
كان عامل عملية جراحية ،ووقتها بس حسيت إين وقعت وحبيته
جدا وأثر فيا غيابه وحسيت بفراغألن األيام التالتة افتقدته فيهم ً
رهيب يف حيايت ،وبعدين قولتله أنا هقولك قراري فأخد نفس عميق
وغمض عينه قلتله ليه بتعمل كده فجاوبين إنه بيحاول يتحاىش
عيين يف املوقف ده ،فأرصيت إنه يفتح عينه فابتسم ،وقولتله وعينه
بتحضن عيين»بحبك».
ارتبطنا وفضل عىل احلال ده فرتة ،عاملين كأين ملكة متوجة عىل
عرش قلبه وإنه عمره ما يفكر للحظة خيلعين من عىل العرش ،كنت
موكوسة وصدقت ،حلد ما يف مرة باسين فبعرتين ويف حضنه مللمين،
ومن ساعتها وأنا اهتوست بيه ،أول مرة اجرب إحساس ومذاق
70
+
القبلة ،أول مرة يعرتيين شعور ساحر غمرين باالنتشاء قبل كده،
حسيت إين طايرة عىل أجنحة النسيم ،أتيه بني السحاب وأحلق يف
اآلفاق كطري تطربه السعادة.
ومن اللحظة دي وأنا بقيت ملكه وانعكس ده عىل أفعايل
ومعاملتي معاه اليل اتغريت ،بقيت حساسة أوي معاه وأمطرته بسيل
من احلنان بعد فرتة عجاف مداقش فيها حاجة مين تبل ريقه وبعد
ما ارتوى مين زهدين ،وبعد بدون إبداء أسباب ،ومن وقتها وحبه
متخمر يف قلبي وبجرت ذكرياته ليل وهنار كأنه بقى روحي اليل ملا
هتخرج من جسمي ،هيكون معىن ده ..إين ميتة!
i
تقول كريشنباوم «املرأة تقدر القبلة أكرث من الرجل وإن مل تكن
مرضية كام تأمل ،يف حني أن الرجل يعتربها وسيلة لبلوغ غاية» ،والقبلة
األوىل غال ًبا ما تستقر يف وجدان املرأة وتُنحت يف ذاكرتها مهام بلغت
من العمر ألنها تشهد بسببها تفتح أحاسيسها ومشاعرها وتحولها من
شعور الطفلة لشعور األنثى لذلك فالقبلة األوىل متثل للمرأة الكثري.
وهذا ما استغله زميلها بالعمل حيث يبدو أنه مضطلع يف هذه
الحقيقة ،فلبس دور الحمل الوديع يف البداية وقدم لها تنازالت كترية
علشان يخليها تثق يف حبه ومتنحه قلبها ،وحينام تحقق له ما أراد
انقلب إىل نرس كارس ليلتهم فريسته وحينام شبع زهد فابتعد ،وهذا
النوع من الرجال ليك تستطيع املرأة معرفة خباياه وأالعيبه فالبد
عليها أال متنحه شي ًئا.
71
+
تأخذ وال تعطي ألنه إن أخذ لن مينح وإن ارتوى تأفف ،لحد ما
هييجي الوقت اليل الشخص ده هينكشف ألنه لو بيحب هيتحمل ملا
ال نهاية ،لكن لو شقطاية وحس بامللل هريكب الناقة ويرشخ ومش
هتعريف تالقيه تاين ،وده اليل يربر تغري معاملته ليها بعد القبلة ملا
حس بضعفها ألنه لو كان بيحبها بجد كان هيقويها ،مش هيسيبها
تغرق ومعاه طوق نجاتها ومينقذهاش ،ألن ببساطة كل ملا تغرق
أكرت كل ما متنح أكرت ،وبالتايل ياخد كل اليل عاوزه وبعد كده يختفي
ويروح للست الوالدة يالقيها عاملة محيش فياكل ويقول «املحيش
خري وأبقى!»
(
72
+
()17
$
احلب كلمة سخيفة زي القناع اليل بيخفي خلفه مالمح مشوهة،
كل واحد منهم بيستغل الكلمة علشان حيقق غرض دينء ،كل
الرجال أوساخ مهام حاولوا يتظاهروا باألخالق والفضيلة ،وده
بيتناىف مع مثالية احلب ،احنا بنحب علشان بنعيش بيه وبيكمل
الناقص فينا ،لكنهم ملا بيقولوا إهنم بيحبوا بيبقى كل غرضهم
الرسير ،ألهنم كائنات هبيمية مبتفكرش غري يف ال . .....
عرفته يف حفلة لعمر خريت كانت يف قبة جامعة القاهرة ،كان
قاعد عىل الكريس اليل جنبي ،وأنا املوسيقا بتأرسين وبتخطف قلبي
73
+
وبتحسسين مبتعة روحية قلام حتدث ،فكنت هيامنة مع األحلان
ومش حاسة بنفيس ،فجأة القيت حد بيمسك إيدي وبيضغط عليها
أوي ،أنا قلبي نط بني ضلوعي مع احلركة املباغتة دي ،وألين كنت
يف حالة من رهافة احلس وانتشاء الوجدان فحسيت إن احلركة دي
كهربتين والشعور ده كان أول مره يف حيايت أحسه.
بصتله بغضب وكنت لسه هزعق لوال إين افتكرت إننا يف حفلة
وده كفيل بلفت األنظار ناحيتنا وبالتايل ممكن يأثر عىل احلفل،
واألسوأ من كده إن فيه صحف ،فخرب زي ده ممكن ينترش كانتشار
النار يف اهلشيم ،فقولتله بصوت كله غيظ عىل الرغم من ضعفه إنه
ازاي يعمل كده ،فرد إنه من أول ما عينه وقعت عليا اتشد ليا وكان
عاوز يتكلم معايا لكنه خاف ،بس ألن املوسيقا بتحرره وبتخليه
يكرس كل القيود فال إراد ًيا مسك إيدي ألنه حس إنه طري بجناح
وكان حمتاج التاين علشان يستمر يف التحليق.
فلام بصتله باستنكار مسك إيدي وباسها مع اعتذار شيك ،ومع
ملسة شفايفه قشعرت وحسيت إن قلبي عامل زي البندول بيتحرك
ميني وشامل ومش عاوز يثبت يف مكانه ،فضل بعدها مركز مع
املوسيقا وجتاهلين متا ًما بعد اعتذاره وأنا يف اللحظة دي كنت حسيت
إنه ملسين من جوايا فانتهزت الفرصة ملا عيونه دمعت فمسحتها من
عىل جفونه فبصيل وابتسم وكانت البداية.
امتشينا بعد احلفلة عىل الكورنيش ،فضل يقويل إنه مبيحبش
يكذب وإنه عمره ما يوعد وخيلف ،علشان كده حكايل عن البنت
74
+
اليل حبها وازاي ماتت يف حادثة ومن ساعتها حمدش مس قلبه
غريي ،حسيت إنه بيزيط بس مش عارفة صدقته بعد ما قايل إنه
مش معىن ده إنه بيحبين ،هو حاسس بس إن فيه حاجة احتركت
جواه ناحيتي وممكن ده يكون إعجاب حلظي ليس إال ،فاحرتمت
أوي رصاحته ألنه لو قال غري كده كنت عرفت إنه كذاب ،وبعد
ما انتهينا طلب رقمي فاديتهوله وقلبي بيزغرد من الفرحة.
جدا ،حكايل عن حاجات كتري بقينا نتكلم كتري وعرفنا بعض ً
وحسيت إنه قد ايه إنسان نضيف ،ورغم كل املشاكل اليل حصلتله
إال إنه لسه خملص حلبيبته اليل ماتت واليل رفعه أوي يف نظري ملا
سألته ليه مرتبطش بغريها عىل األقل علشان ينىس فجاوبين «يعين
علشان أنىس اليل ذكراها بيحييين أقوم أسبب آالم لغريي وبرضه
مش هنساها ،ده ايه األنانية دي ،أنا مش هعمل كده إال لو حبيت
بجد ألن أي حب جديد بيطمس اليل قبله ،رغم إهنا هيفضل ليها
مكانة ،بس مكانة رشفية ليس إال» ،برصاحة منطقه عجبين فقولت
«قُيض األمر الذي فيه تستفتيان»
ارتبطنا بعدها علطول ألنه حس إين استويت ولو الطبخة فضلت
عىل النار أكرت من كده هتشيط ،علشان كده أكل طبخته احللوة
وبعد كده نزهلا يف املجاري ،الغريب بقى إنه وعدين إنه هيفضل
حيبين ومهام حصل مش هيبعد عين فاتطمنت ألنه قايل إن وعد احلر
دين عليه ،أخد مين حاجات كتري ،أخد قلبي وروحي وملا جيت
سألته يوم ما أخدين حلم ورماين عضم ليه كذب عليا وأخلف وعده
75
+
ليا جاوبين «الغاية تربر الوسيلة ،وبعدين علشان أوصل لرهوان
زيك متوقعة أعمل ايه ،أكيد هكذب وهنافق وهخلف وعدي
علشان اشقطك ،مش كده وال ايييه؟!»
i
املوضوع من البداية باين فيه إنه متثييل بحت ،مفيش حد بيفقد
إدراكه الكيل علشان حاجة ،لكنه حس من البداية إن احلوار
هيتفهم واحتامل ياخد عىل قفاه ،انتهز الفرصة العظيمة اليل قدامه
ملا شافها منسجمة أوي مع األوركسرتا ،وألن املوسيقا بتسمو بروح
اإلنسان وبتخيل القلب يثمل بنخب السكينة فعمل اليل عمله ألنه
مدرك إن يف أسوأ احلاالت هياخد كلمتني يف جنابه وهيعدي احلوار
بعد ما خدله ملسة من إيدهيا.
وحب يعمل جنتل فطور اللمسة لبوسة وعمل فيها كأنه وال هنا
وال كأن حاجة حصلت فاستجابت هي وبادرته وده كان متوقعه،
بعد اجلو الفانتازي اليل خلقه ده كان ألي حد بيفكر إنه يفهمه
ألنه لو إعجاب حلظى زي ما قال مكنش حرص عىل اخلروج معاها
واحلصول عىل رقمها وطب ًعا هي ادهتوله مع إهنا املفروض كانت
تديه حاجة تانية خالص!
وكان طبيعي حيكيلها عىل حبه املايض علشان يبني قد ايه هو
خملص ومضحي ومبيخطوش خطوة إال لو قلبه حركه وقاده نحوها
..يا حنني.
76
+
إضافة لده إن الوعود الدامئة املطلقة غال ًبا مبتكونش صادقة
خاصة فيام يتعلق بالقلب ،ألن مفيش حد يستطيع اجلزم بثبات
مشاعره نحو الطرف اآلخر ،ألن اإلنسان ال يستطيع التحكم
بقلبه ومشاعره ،وقد نسب للرسول يف حديث له أنه قال «إن
يشاء» كيف ّبها القلوب بني إصبعني من أصابع الرمحن ،يقلِ
ُ ُ َ
وألن وعد احلر دين عليه ،فالبتايل هو حكم عىل نفسه كويس،
جمرد عبد وكام يقول املتنبي واص ًفا إياهم:
ِ
تشرت العبد إال والعصا معه .....إن العبيد ألنجاس مناكيد ال
(
77
+
78
+
()18
$
عرفته يف عيد ميالده ،أصحايب قالويل تعال معانا وأهو أغري جو
فوافقت ،احتفلوا بيه ورسموا الضحكة عىل شفايفه ،اتعرفنا عىل
بعض وكان واضح من طريقته إنه ذوق ومرتيب كويس.
اتقابلنا بعدها يف كافيه يف أكتوبر ،أكلنا ورشبنا وبعدين القيته
بيكلمين عن املرأة املقهورة ،وإن أول عدو للمرأة هي املرأة اجلاهلة
وليس الرجل ،ألن ببساطة الراجل مرتاح بالوضع ألنه يف موضع
79
+
أعىل فايه اليل هيخليه يتنازل عن املكانة دي مبزاجه ومينحها عىل
طبق من دهب للمرأة بحجة املساواة علشان كده هو يف الطناش
وده يف حد ذاته املفروض الست تستغله ويتكاتفوا مع بعض يف
سبيل احلصول عىل حقوقهم لكن بنالقي قطاع كبري يقولك عيب
واستحي ويادي الكسوف ودول اليل بيضيعوا كل حاجة ألهنم
عدو من الداخل والعدو اليل من الداخل بيكون أخطر عدو.
قليل أوي اليل قدروا يتجاوزا النقطة دي ويتعاملوا مع املرأة
عىل إهنا روح وكيان وعقل قبل ما يكون جسم ومظهر ،وملا سألته
اشمعىن بيدافع عن املرأة رغم كونه ذكر ،مش ده بيناقض الفكرة
اليل انطرحت من شوية ،جاوبين هبدوء وثقة ،إنه حط نفسه مكاهنا
وحاول جيرب يعيش حياهتا عن طريق أخته ومتحملش يومني ،كان
هو اليل بيعمل األكل والرشب ،وميسح ويكنس وبعد كل العك ده
طلب منها خيرج فقالتله ،معندناش رجالة خترج من بيتهم بعد آذان
العشاء.
برصاحة صدقته بعد ما أخربين إن احلياة علشان تبقى مستقيمة
الزم الكفتني يتعادلوا علشان حيصل التوازن وإن رجحان كفة عن
الثانية بتهدد بسقوط األخرى.
وقايل إنه ملا يرتبط هيدي حبيبته نفس احلقوق اليل هياخدها
ألنه مؤمن بقاعدة كونفشيوس الذهبية «افعل وكأنك ترشع قاعدة
للناس» وإنه هيمنحها احلرية ألن الثقة اليل ما بينهم مش هتخليه
يبص ليها نظرة رجعية.
80
+
سحرين كالمه وميكن حسيت يف الوقت ده إنه امتلكين ،كان
عامل زي الدكتور الشاطر اليل قادر حيط إيده عىل مكان اجلرح
فحسيت إنه الوحيد اليل ممكن يداويين ،ومن اللحظة دي فتحتله
الباب علشان خيش قلبي ،وارتبطنا بعدها بفرتة بسيطة.
إداين كل حاجة ومنحين أحاسيس كتري كنت مفتقداها ،ميكن
كان زي عازف البيانو املاهر ،لعب بحرفية عىل مفاتيحي وأخرج
جدا
حلنه اخلاص حلد ما جت فرتة اتغري فيها واحتول لشخص غيور ً
وكل شوية ينهق زي احلامر عىل أقل غلطة حلد ما كنت هركبه ألنه
أفور والقيت نفيس بقوله وكان كل اليل يف بايل هتديده «مش هينفع
نكمل مع بعض» ..وزي ما يكون اجلملة دي جت عىل البلف فطار
زي البالونة واختفى ..ومن ساعتها مظهرش ..ولألسف لسه متعلقة
بيه ومستنية اليوم اليل يرجع فيه علشان أقوله إن حقيقي مكنتش
أقصد.
i
اإلنسان ملا بيمل ويحب يبعد بيحصل ال إراديًا إن شخصيته الرباقة
بتتحول للنقيض وبتنطفي علشان الطرف اآلخر يفهم وتنتهي العالقة
من غري مواجهة ،أو يضغط عليه من خالل الشخصية الجديدة غري
املربرة اليل بيظهر فيها بالوي لحد ما يقرر الطرف اآلخر ينهي العالقة
فياخدها حجة ويخلع.
وميكن اإلنسان ده بطبيعته يف األصل مؤمن بقضايا املرأة وبكل
كلمة قالها ،بس ملا حس مبلل حاول يغري شخصيته اليل أبهرت البنت
81
+
وخلتها تقع فيه ظ ًنا منه إن ده كايف إنه يكرهها فيه ويبعدها عنه،
ميعرفش إن الطوبة وقعت يف املعطوبة وحبته ً
فعال.
أو يكون هو من البداية بيستعمل الطريقة دي علشان يوقع أي
بنت تعجبه وخاصة زي ما وصفته البنت إنه كان عامل زي الدكتور
الشاطر اليل ملس بإيده عىل مكان الجرح وملا زهق من الحوار قرر
يبعد بعد أن نكأ الجراح القدمية التي مل تندمل.
وزي ما املقدمات اترتب عليها نتيجة كارثية ،فالزم األنثى تفهم
وتدرك إنه من ذهب لن يعود ،وبالش تتعلق باآلمال الزائفة وتفضل
منتظراه ألنها لو فضلت كده كتري ،يوم ما تفوق ،هتفوق عىل واقع
مرير ،ألن الشخص اليل بيعلق نفسه بيفضل واقف عند نقطة محددة
مش قادر يتجاوزها زي ما بيكون الزمن وقف عند لحظة معينة ،فال
هو قدر يتأمل شوية لحد ما الجرح يندمل وال قدر يواصل حياته وكأن
شي ًئا مل يكن.
(
82
+
()19
$
كنت يف السجل بجدد البطاقة وطب ًعا زي ما الكل عارف الروتني
والزمحة والقرف ،مشهد مكرر زي اليل حصل مع حلمي يف فيلم
عسل أسود ،حلد ما اتعصبت واتضايقت وكنت هعمل مشكلة
لوال تدخل الظابط اليل كان معدي بالصدفة فلام شافين أخدين عىل
مكتبه وطلب ليا ليمون ،وخلص ليا كل حاجة ،وكنت حاسة إن
عينه مفارقتش ويش من ساعة ما قعدنا يف مكتبه.
83
+
بعد كام يوم القيت رقم غريب برين فأنا يف العادة مربدش عىل
أرقام معرفهاش ،بس ملا فضل يرن رديت فالقيت صوت راجل،
فاملهم فضل يروش ويعميل فيها الكائن الغامض بسالمته حلد ما
قفشت وكنت هقفل السكة لوال إنه بدأ يتكلم عن حاجات عين،
مني وساكنة فني وكليه ايه وبعمل ايه وبروح فني ،استفز فضويل
جدا حلد ما عرفين إنه الظابط بتاع القسم.
ً
قال إنه من وقت ما شافين وهو مش عارف ينام ألن طيفي حمارصه
وضحكتي بتلمع يف صدره فتنوره ،فقرر يبحث عين ويراقبين علشان
يعرف بعمل ايه يف حيايت وفيه حد شاغلين ومقضياها معاه وال ،حلد
ما اتأكد إين مرتبية كويس وده طمنه وخاله يكلمين وإنه عاوزنا
نعرف بعض أكرت فوافقت الرصاحة ومش عارفة ده حصل ازاي.
حصل موقف بعد كده يف الكلية ،شديت مع واحد صاحبي
واتعصبنا عىل بعض فقايل لفظ خارج فأنا بكيت وحسيت إين
مقهورة ،وطب ًعا كلمته وفضفضت ليه عادي ،فقايل حقك هريجعلك
فخوفت يعمل فيه حاجة فقولتله أنا متام متقلقش.
تاين يوم القيت زمييل ده بيعتذريل وباس إيدي قدام الكلية
وعينه كانت جواها نظرة مكسورة أوي ،فاستغربت وعىل الرغم
جدا ألن حقي رجعيل،
من كوين أشفقت عليه إال إين فرحت ً
وحسيت إن بجد عندي راجل أحتمي بيه وحيفظين بني ضلوعه من
كل العواصف واألزمات.
بعدها عىل طول ارتبطنا وفضلنا نحب يف بعض ،تليفونات
وخروجات والذي منه ،حبيته بغباء ميكن ألهنا املرة األوىل اليل
84
+
أحب فيها بجد ،وميكن علشان القيت فيه احلاجة اليل ببحث عنها
حلد ما املفروض كان هيتقدميل ،فاتح والده سيادة اللواء يف املوضوع
فقاله بعدها بكام يوم «دي متناسبكش» واحنا رافضني ده.
وبدل من اليل كنت فاكراه راجل وقادر حيميين ويرد عليه
بسبب إهانته ليا ولوضع أرسيت والطبقة اليل احنا منها ،القيته بيقويل
مش هينفع نكمل ،وملا سألته ليه ،قايل «أهيل مش موافقني ومش
نافع معاهم أي حيلة إلقناعهم ،وهم أهم الرصاحة»
فعال وال ال ،بس اليل متأكدة
مش عارفة إن كان أهله قالوا كده ً
منه إن متامه يكون ظابط إيقاع مش ظابط رشطة.
i
يف ظل طبيعة مجتمع عايشني فيه تبقى الحامية يف 3مؤسسات
كام أشري لهم يف فيلم فرباير األسود باإلضافة ألصحاب املال ..وألن
األنثى يف طبيعتها بتبحث عن الحامية فعقلها بيصورلها إن مفيش
أنسب من الضابط أو وكيل النيابة لتحقيق الحامية نظ ًرا ملا يتمتع
املنصب من سلطة ومال وضامن للحامية ،علشان كده تهافتت عليه
أول ما قرب منها.
وده يربر إغفالها للتجسس عليها ومراقبتها وقال ايه علشان يتحقق
من سلوكها ،ومن املفرتض من اللحظة دي كانت مرمطته وعرفته
مقامه ألنه انتهاك لخصوصيتها ،وفعل ال يأيت إال من شخص ناقص
نالقيها تغاضت عن ده ،ومتادت يف غبائها ملا الشخص ده استعمل
85
+
سلطته بشكل بدايئ متخلف يف سبيل إظهار نفسه يف شكل «عنرت
شايف سيفه» لقطع رقاب من متتد أعينهم إليها ..
وبدل ما كانت فارقته واجتثته من حياتها ألنه نبتة خبيثة فرحت
بده وكأن ضمريها تم تخديره ببنج الرغبة فمكنتش حاسة بنفسها،
ألن الطبيعي إنها كانت تعرف اليل حصل وتعتذر لزميلها اليل من
املمكن إنه يكون اتعرض العتداء جسدي ،لكن ده محصلش ،وكانت
املحصلة النهائية إنه يبعد عنها ويهد الرصح الضخم من الحامية اليل
بنته ليه جواها من الوهم ملا اتخىل عنها علشان أهله ،ده بفرض إنه
أصال وإنها مكنتش شقطة ،ألنه لو حب بجد كان واجه فاتح أهله ً
العامل كله علشانها لكن ده محصلش ،علشان ندرك يف النهاية إن
املتغطي بغري الحب عريان.
(
86
+
()20
$
كانت شخصيتي قوية ،تقري ًبا مدخلتش عالقة إال وكنت أنا
املسيطرة ،أنا اآلمرة الناهية ،كنت بتعجب من كل اليل قربوا مين،
كلهم شخصيتهم ضعفت وبقوا حتت سيطريت متا ًما ،متحكمة يف
كل مشاعرهم ،ومينفعش أقول كلمة وتنزل مهام حصل.
87
+
أنا بطبيعتي شخصيتي تتسم بالقيادة لكين مليت من كرت الرجالة
اليل حبوين وشخصيتهم ضعفت وكنت أنا اليل بقودهم ،وأنا كنت
حمتاجة شخصية تكون أقوى مين بس متأثرش عىل قوة شخصيتي
ألين حبيت قبل كده وكان شخصيته ضعيفة فحاولت أضعف معاه
علشان ندوب يف بعض ويتحط ضعفي عىل ضعفه ونبقى قوة متحدة
لكنه مطلعش قد احلب ده.
اتعرفت عليه من خالل العمل ،كان مديري يف الرشكة وكان
أكرب مين بكذا سنة ،شخصيته قائدة وقادرة تواجه كل الظروف،
لفت نظري ألنه كان بيدي األوامر وهو مبتسم ،وكل اليل عاوزه
بيحصل بس بدماغ ،القيت يف مرة جه وفضل مبحلقيل وأنا قاعدة
فاتوترت واتلغبطت ومقدرتش أقوله ..فيه حاجة يا عامد؟
بعدها كرر ده لكنه قايل إنه بيحبين ومش حمتاج ردي ألنه
عارف إين بحبه ولو مش بحبه فمفيش قدامي حل غري إين أحبه
وهو هيخليين أعشقه ،استغربت من ثقته وجرأته وقوة شخصيته
فضحكت فالقيته شدين من إيدي وخرجنا بره الرشكة وعزمين عىل
الغداء فأكلنا ورشبنا وفضلنا نتكلم ونرغي يف كل حاجة.
اجتوزنا بعدها بقرتة قليلة ،كان مايل حيايت باألمان وأنا كنت
ملياها باحلنان ،كنا اتنني بنكمل بعض ،كنا زي روحني احتدوا وأي
فصل بينهم معناه هالك االتنني ،بس واضح إين كنت عبيطة ألين
أنا بس اليل كنت متيمة بيه وهو كان مسيطر عىل كل تفصيلة يف
حيايت بس بالعقل واملنطق ،كان بيقدر يقنعين بأي حاجة وحمستش
يف حلظة إن شخصيته ضعفت قدامي ،بل العكس اليل حصل حلد
88
+
ما القيته يف يوم بيقويل بعد ما كنا حلوين مع بعض «كل اليل بينا
خالص والزم نفرتق» ،افتكرته بيهزر وسألته يف ايه وايه العبط اليل
بيقوله ده ،فقال «كنتي عجباين وحبيت اليل بينا يكون يف احلالل،
ودلوقتي خالص شبعت منك فزهدتك»
والقيته بريمي عليا ميني الطالق بالتالتة ومن ساعتها سبت الشغل
وحسيت إين انتهيت.
i
الشخص اليل بيحاول يسيطر عىل العالقة اعرف إنه شخص مريض،
ألن عالقة الحب مفيش فيها مني مسيطر عىل مني قد ما فيها اتنني
بيعشقوا بعض فيدوبوا يف بوتقة الحب وبتنصهر روحهم فيها وتطلع
روح واحدة ،بس لألسف بنالقي اتنني ممكن يكونوا فاكرين نفسهم
بيحبوا بعض وملا طرف منهم يعشق بجنون والتاين يسيطر فالعالقة
تنتهي ألن الطرف التاين بقى شايف ضعفه ده خنوع واستكانة ،مع
إن أي شعور بالحب الزم يالزمه ضعف تجاه املحبوب.
أما الحاجة التانية اليل أنا متأكد منها إنه كان مرحلة معينة يف
عاجال أو ً
آجال ،ألن ارتباطها بيه كان لحاجة داخلية حياتها وهتنتهي إن ً
جواها وليس شعور عشق علشان كده الزم تعترب نهاية العالقة دي
بداية لحياة أفضل وزي ما بيقول اإلمام الشافعي:
ضاقت فلام استحكمت حلقاتها ...فرجت وكنت أظنها ال تفرج
89
(
+
90
+
()21
$
كنت قاعدة عىل الفيس بوك ،بقلب يف البوستات بتاعتي ،القيت
فجأة سيل من اإلشعارات ،اليكات وكومنتات ،برصاحة لفت
جدا وأنا استغربت من طريقته بس يف نفس الوقت حسيت نظري ً
إن مش كل حاجة بيعلق عليها أو هيتم بيها ،فالقيته باعتيل آد فقبلته
علطول ألين كنت حابة أتعرف عليه ألن الفضول استفزين إن حد
معرفوش يدخل عىل حسايب ويتجول بالشكل ده فمعىن كده إنه
91
+
عارفين شخص ًيا ،بدأ الكالم واتعرفنا ،ففهمت منه إنه من كلية غري
كليتي لكنه شافين صدفة ومن ساعتها برياقبين من بعيد حلد ما عرف
األكونت بتاعي فبعت ليا إضافة وكان خايف إين أجتاهله.
سألته عن سبب الاليكات والكومنتات الكتري فقايل إنه مكنش
يتوقع إين أكون ناضجة وتفكريي مستنري بالشكل ده ،هو اعتقد
من شدة مجايل إين مش هكون بالعقل ده ألن مجال املظهر مع سحر
اجلوهر قلام جيتمعان يف أنثى ،وإن مجال الباطن عندي أروع من
مجال الظاهر ،فحسيت إنه بيثبتي لكنه ناقشين يف حاجات كتري
جدا ،وكنت كل ملا أكتب حاجة أبعتهاله وحسيت دماغه عالية ً
وكان بيشجعين ويدعمين وميدح موهبتي الشعرية املتوهجة.
وبدأنا نتقابل ونتشارك يف حاجات كتري ،خروج وفسح وندوات
وأمسيات شعرية ،حلد ما قال إنه «بيحبين» ،فرحت أوي وحسيت
أخريا فردت ذراعيهاً بربيق نور بيلمع يف أفق صدري ،وإن احلياة
كثريا ،بقينا بنعمل
عيل من النعم واملتع ما ُحرمت منه ً
ليا ،وستغدق ّ
كل حاجة حتت مسمى احلب وبرصاحة كانت أحىل أيام يف حيايت
حلد ما يف يوم كنا متخاصمني وروحت الكافيه اليل كنا بنقعد عليه
وعيين وقعت عىل أبشع منظر ممكن أشوفه يف حيايت.
القيته واخد واحدة يف حضنه بشكل قذر كدر صفو حيايت
وخىل جراد األمل ميرح يف حوايس ،فقربت منه وملا شافين القيته
بيقابلين ،شدين من إيدي وأنا هتجنن وبسأله «مني دي؟!» ،خرج بيا
بره وقايل «عاوزه ايه؟»
92
+
طلبت منه جياوبين وأنا يف قمة الغضب فرد عليا مبنتهى الربود
«حبيبتي» ،خرجت مين كلمة من أحرف ثالث لالعرتاض فقايل
«عيب!» ،فرضبته يف كتفه «وكل كالمك عين وعن فكري
وأشعاري؟” ،فجاوب وصدمين كأنه لطمين يف قلبي بعنف «انتي
فاكره السح الدح امبوه اليل بتكتبيه ده شعر ،شوية ممحونني بيطلعوا
لساهنم عىل أي عضمة وميدحوا فييك علشان يوصلوا لييك ،وعلشان
انتي متخلفة بتصدقي!» ،وسابين ورجع ما كان ما هو قاعد ،وأنا
مشيت وكل حاجة يف حيايت اسودت وكأن نور الشمس رفض يظهر
تاين.
i
أوال :قدر يصنف نفسه كويس ،ممحون وبيطلع لسانه عىل أي ً
عضمة ألن بالظبط ده اليل بدر منه ،امتدحها ليس ألجل موهبتها
أو ثقافتها بل ألجل لفت نظرها واالقرتاب منها وبالتايل إقامة عالقة
معاها ،وده اليل منتبهتش ليه كويس.
ثان ًيا :الغلو يف وصف باطنها وجوهرها من البداية بيبني كذبه ،ألنه
ببساطة من أول مرة اتكلم معاها فيها مدح يف مضمونها الداخيل
وروحها الجميلة عىل الرغم إنه متعاملش معاها قبل كده ،ولو كانت
ركزت كويس كانت فهمت إنه راسم عليها مش بيحبها.
ثالثًا :بالنسة لدماغه العالية فده ألنها كانت مهيأة داخل ًيا ووجدان ًيا
إنها تشوفه كده ألن عقلها الباطن صورلها من خالل املدح املزيف
إنه عقالين ومنصف وده خالها تشوفه عقالين وناضج ،أو ميكن ألنها
93
+
ضحلة الثقافة ومفتقرة للمعرفة فحينام صادفت شخص حتى وإن كان
لديه قدر ضئيل من املعرفة فهذا القدر كان ً
كفيال بإبهارها.
راب ًعا :شقط الفيس بقى منترش ومش كل اليل بيقولك كلمة حلوة
يبقى بيحبك ،ببساطة هو قاعد فايض وعنده قامئة أصدقاء كتري
فبيجرب مع الكل واليل تقع يبقى خري وبركة ،ولو كانت انتبهت بس
إنه علق ليها وأعجب ببوستات كتري يف ظرف زمني محدود كانت
هتعرف إنه ملحقش يقرأ ً
أصال ،لكن العيش يف الوهم هو أسوأ من
مواجهة الواقع عند البعض.
(
94
+
()22
(�إياك �أن ت�شع بينك وبني �مل�شقوطة و�شي ًطا لأن �لت�شال
بامل�شقوطة ل بد و�أن يتم بطريقة مبا�رسة و�إل كان بال جدوى)
$
أكرت حاجة ممكن تدمر أي عالقة بني ولد وبنت إن يكون بينهم
وسيط ،ألن أي كلمة بتتنقل ناقصة حتة أو انضاف ليها تاتش معني
بتؤدي إلفشال العالقة ،وميكن ده اليل خالين مدخلش يف جتربة تاين
تيجي عن طريق بنت صاحبتي ألهنا حصلت قبل كده وحسيت
إين اليل ارتبطت بيه ده مش راجل وال يعتمد عليه ،غري كده إرشاك
الوسيط من البداية بيخليه بعد كده حيرش مناخريه يف كل كبرية
وصغرية وأنا مش ناقصة وجع دماغ.
95
+
القيته بيقتحمين ،دخل عليا وأنا قاعدة مع أصحايب وقايل قدامهم
إنه بيحبين وهيستىن ردي عليه خالل يومني ،فاجأين بدخلته وإقدامه
عىل الفعل ده ،ألنه مهموش رد فعيل ورد فعل أصحايب البنات عىل اليل
عمله ،ومهموش منظره لو أنا رفضته أو قللت منه ،وده خاله يكرب يف
نظري وأحس إنه الشخص املناسب اليل ممكن أديله حيز يف حيايت.
بعدها بيومني قابلته واتكلمنا وعرفته إين هديله مساحة يف حيايت
لو أثبت إنه يستاهل هرنتبط فضحك وقايل أنا متأكد إننا هرنتبط
ألين هعمل كل حاجة تفرحك وتسعدك ،وما دام انتي ادتيين الفرصة
فصدقيين هكتشفك وهقرايك زي ما تكوين كتاب مفتوح وهقدر
أخلييك حتيس بكل حاجة مميزة ومتخطرش عىل بالك ...الثقة حلوة
مفيش كالم.
ارتبطنا بعدها بفرتة قصرية ،حسسين زي ما وعد بحاجات حلوة
كتري ،مفاجآت وفسح وهدايا ،غري كده إنه كان شاطر أوي يف
التعامل معايا والقيته فامهين بشكل خيض ،لو متضايقة يعرف من
أول كلمة ولو فرحانة حيس من غري ما أتكلم ،اقتحمين بشكل مبهر
وده حببين فيه أوي.
ويف يوم كنا ماشيني يف الشارع والقيته بيحضين وعاوز يبوسين
وكنت حاسه إنه مش طبيعي فدفعته بإيدي وزعقتله وقولتله إين
مبحبش السلوك اهلمجي ده ،وإنه عيب ميصحش كده ،سحب
ليا ....وقايل «انتي هتعميل فيها رشيفة ،إذا كان أنا مكلمك علشان
كده» فزعقت ومليت عليه الناس وعملتله حمرض حترش ومن
ساعتها وأنا مش طايقة نفيس وال طايقة حد وحاسة بفراغ رهيب،
96
+
وكل حاجة انتهت ..بس اليل فضل إين اتعقدت من صنف الرجالة
ومبقتش قادرة أدي الفرصة حلد من تاين ألن الثقة إن ولت فمن
الصعب اسرتجاعها ..بس كده.
i
العشق غاية يف ذاته لذلك فهو أعىل أما الشقط فهو وسيلة ألجل
الجنس لذلك فهو أدىن ،والعشق إن وجد به وسيط فسد ألن عالقة
العشق كعالقة العبد بربه ،عالقه بها خصوصية وأي وسيط يبدد تلك
الخصوصية ويجعلها كالهباء الذي يذروه الرياح.
أما عن كون الشاب ده دخل علييك انتي وأصحابك فيبدو إنه
مذاكرك كويس ومتيقن إن رد فعلك تجاه ده مش هيكون سلبي ،ألنه
لو بيحبك كان هيقولك يف البداية بينك وبينه ألنه بالطريقة دي حط
وسيط بينكم قبل العالقة ما تبدأ بطريقة غري مبارشة.
أما عن طريقته السوقية فده ممكن يكون نابع من بيئة منحطة
اترىب فيها ألنه ينظر لألنثى عىل إنها جسد لتفريغ الشهوة ليس إال،
وده يوضح إن عنده خلل يف ثقافته ويف تربيته ،أما عن كون إنها
اتعقدت من الرجالة ،فصوابعك مش زي بعض ،وأخىش إنها بسبب
املوقف السلبي ده تسد الباب يف وجه من يستحقها وجدير بها ،لذلك
كنت ِ
سيأتيك ولو ِ واجهي الحياة بشجاعة وكوين عىل ثقة بأن الحب
يف برج مشيد.
97
(
+
98
+
()23
$
كان تلقايئ أوي واليل عىل قلبه عىل لسانه ،متحسوش خبيث
كده أو وشه أزرق ،إنسان بكل معىن الكلمة ،كل حاجة بتطلع منه
نقية وبريئة من غري لف أو دوران أو حتى من غري ما يفكر هي
هتؤدي اليه ،داميًا كان بيقول ..أنا أفعل ما حيلو يل فمن يتقبلين عىل
فأهال به ومن ال حيبين هكذا فليذهب للجحيم ،فأنا رجل هذا النحو ً
ال حيب النفاق وال حيب الكذب ..
كان مجيل ،طريقته مجيله ،كالمه مجيل ،كل حاجة فيه مجيلة
وفاتنة ألنه ال يأبه إىل يشء وال خياف من أحد فقط ما يود قوله
99
+
يقوله ..شكيل اتعديت من فصاحته ،املهم إين كنت معجبة بيه حلد
ما جه صارحين بحبه كده خبط لزق ومن غري لف ودوران وتنميق
للكالم فأنا ابتسمت ووافقت عىل الفور ألين كنت عارفه إن اليل
زيه ميكذبش.
فرحت أوي طب ًعا وبقينا نتكلم كتري ،وخاصة املكاملات الليلية
يف عز الشتاء اليل بتكون كلها دفا وإحساس ،قدر يوصيل كل
األحاسيس اجلميلة ومكنش عاوز مين حاجة غري حبي ،وبدأت
أحس إين بتنفسه ومتيمة بيه ألنه كل يوم كان بريتفع يف نظري،
لدرجة إين ملا قولتله احضين يف الشارع رفض وقايل إنه نفسه يعمل ده
لكن بسبب املجتمع اليل عايشني فيه مينفعش علشان هو ميحبش
حد ينظر ليا نظرة سوقية أو يظن بيا ظن السوء ..
كان مجيل أوي وإنسان بجد وكل يوم كان بيعىل يف نظري بشكل
مش متخيل ،حلد ما يف يوم جه وكان باين عليه إنه متوتر ومهموم
فلام سألته مالك ،قايل «أنا آسف!» قولتله بتتأسف ليه فجاوبين
وهو ماسك إيدي وبيبوسها ونازلة عليها دموعه «ألننا مش هينفع
نكمل مع بعض ،صدقيين حاولت بس القيت نفيس مش قادر أكمل
فمحبتش أخدعك .مينفعش أكذب علييك ملا مشاعري اتغريت
وميكن ألين عشقت بجد ومينفعش أبدأ حيايت مع معشوقتي بكذبة،
أنا آسف» وكالعادة كرب يف نظري أكرت ألنه كان صادق معايا وعىل
الرغم إننا افرتقنا إال إنه لسه عايش جوايا ألنه مجيل.
i
100
+
هو ً
فعال إنسان جميل! بس ممثل عظيم ألنه قدر ميثل علييك دور
الحب ويقنعك بيه تحت مسمى التلقائية ،آه ً
فعال اإلنسان التلقايئ
نعمة بس ملا تكون طبيعته كده مش بيتصنع ده ،وعلشان تدرك
فظاعة مصابها الزم تعرف إنه محبهاش ألن الحب مبيتغريش يف فرتة
قصرية كده وخاصة إنهم كانوا سمنة عىل عسل ،والنقطة األبرز إنه
قالها إنه بيعشق بنت تانية طب ازاي؟! ..
ده معناه إن قلبه كان فايض ،ألن العشق ال يأيت إال للقلوب
الخالية التي ليس بها ذرة واحدة لحب ٍ
ماض ،وعلشان كده بقولها إن
صورته الناصعة اليل رسامها ليه دي الزم تتغري علشان تقدر تنساه
وإال هيفضل يتغذى عىل روحها لحد ما يستنزفها وده إحساس خانق
ومؤمل ..علشان كده الزم تنظر للموضوع بعني العقل ألنه ببساطة
إنسان سيئ.
(
101
+
102
+
()24
$
مفيش ست متحبش الرجل الغيور ،طب ًعا الغرية الطبيعية مش
املرضية ،والست لو مالقتش يف الراجل احلمية والغرية مش هتحس
بحبه ألن الغرية مالزمة للحب ومقرتنة بيه ،وميكن كنت ارتبطت
بشخص ما وبعدت عنه ألنه مكنش بيغري عليا كنت بحس أعصابه
يف تالجة وميكن ملا حاولت أستفرس منه عن كده ادعى إنه مديين
مساحة من احلرية للترصف ومش عاوز يقيدين وقايل إنه غيور بس
ألنه بيحبين فمحبش يضايقين أو يقيدين وطب ًعا مقتنعتش وسبته
وافرتقنا.
103
+
كنت ماشية أنا وصديق ليا كان اعرتف ليا إنه معجب بيا،
وبعدين واحنا منسجمني يف الطريق القيت اتنني بيعاكسوين فطب ًعا
القيت وشه امحر من الغضب وهجم عليهم ونفخهم رضب باملعىن
احلريف لكلمة نفخ ،وبعدين شدين من إيدي ومشينا ،فالقيت نفيس
بقارن بينه وبني اليل كان بيدعي حبه ،اليل معجب بيا يعمل ده كله
واليل كان من املفرتض بيحبين أينعم متعرضناش ملوقف زي ده مع
بعض وكان كل حوار جمرد حد من أصحايب بيتغزل بس مكنش
بيعمل حاجة فكانت كفة الشخص اجلديد دي راجحة بشكل
كاسح.
القيته بعدها علطول بيقويل إنه بيحبين ومش قادر يعيش من
غريي وإين مبثل ليه كل حاجة يف حياته ففرحت ألين حسيته راجل
وملست فيه الغرية اليل كنت مفتقداها يف اليل قبله ،نظرة الغرية دي
ممكن حتيي الست ألهنا بتحسسها بأحاسيس أنثوية كتري منها إهنا
مرغوبة ومنها إهنا حمبوبة من حبيبها ومنها إهنا بتستفز محية الراجل
وهذا لو تعلمون عظيم.
الدنيا مشيت حلوة واألمور كلها كانت زي الفل وكانت غريته
داميًا يف حملها ،لو حاول حد ينال مين بكلمة أو نظرة كانت غريته
بتدفعه إنه يترصف بشجاعة وقوة منقطعة النظري ،حلد ما كنا يف
يوم قاعدين يف كافيه ونىس فونه وراح احلامم ،فمعرفش الفضول
104
+
استفزين ليه إين أفتحه ويارتين ما عملت كده ..ألين مغفلة ..القيته
مبهوقها مع بنات كتري وراسم فيها دور األسد اليل بيغري عىل إناثه
فلام جه تفيت يف وشه ومشيت ومن ساعتها مورانيش وشه ..بس
كل اليل قاهرين وحازز يف نفسيتي إين كنت مغفلة ..مغفلة أوي.
i
أوال مش مرتبطة بالعشق قد ما مرتبطة بحب االمتالك ألنها الغرية ً
بتخاطب نزعة فردية أنانية لدى اإلنسان وهي رغبته يف االستئثار
مبعشوقه ،وطب ًعا يشء طبيعي يف أي إنسان إنه يغري عىل محبوبه ألن
الحب قائم عىل األنانية والفردية عند اإلنسان.
أما كونها إنها هجرت حد بيحبها علشان مكنش بيغري عليها فده
مش مقياس للحب ألنه قد يكون صادق يف كالمه وإنه بيقدس الحرية
الفردية وبيفسحلها املجال للترصف وهي أكدت إنها ترصفات من
أصدقاء ليها فكان من املفرتض إنها تصدهم قبل ما تطلب منه إنه
يغري عليها ألن الفعل ده ممكن يكون كان بيأمله لكن ألن حبه أعظم
فكان بيحاول يتجاوز ده علشان ميحسسهاش إنه بيسلب منها حريتها.
أما الغضنفر اليل ظنته أشجع الرجال ويتمتع بغرية منقطعة النظري
خانها وطلع بيخونها مع غريها وميكن يكون الشخص ده كان مأجر
الشخصني اليل رضبهم دول علشان يظهر مبظهر الغيور الشجاع علشان
يقدر ميلك قلبها من خالل حاجتها لده يف حياتها.
105
+
واليل عاوز أختم بيه ،إن الغرية من عالئم الحب لكن اختزال الحب
يف الغرية ده يشء مثري لالستغراب ولو كانت بحثت عن العاشق بدل
الغيور ميكن كان كل حاجة اختلفت ..لكن يال ..معلش.
(
106
+
()25
(�قرتبت مني لأنني زير ن�شاء ،تلك �لهالة �لتي يجذب �شووؤها
�لكثري�ت� ،أر�دت خو�س �لتحدي ،يقودها �لوهم بجعلي
�أعتزل �لن�شاء لأجلها هي وكاأن �لأر�س قد خلت من �إناثها!)
$
سمعت عنه من صحبايت ومها عاملني يتمرقعوا يف سريته ،حسيت
من كالمهم إنه كازانوفا من كرت مغامراته النسائية اليل مرجحوين
بيها ،قولتلهم عاوزة أعرف عنرت اليل قرفوين بكالمهم عنه ،وبعدها
القيت نفيس منساقة معاهم يف الكالم ،حلد ما يف يوم بنت منهم
عرفتين عليه ألهنا كانت صاحبته ،مسلوع وحالته بالبال ومفيش فيه
حاجة واو يعين.
107
+
بس الغريب أنه كان واثق من نفسه أوي ونظراته فيها زهو
عجيب ،سلمنا عىل بعض واتعرفنا وبقينا نقعد مع بعض كتري،
عرفت عنه حكايات كتري كانت بتاخدين لدنيا تانية ،وعرفت
مغامرات ليه مع بنات ،مش عارفة انجذبت ليه ازاي وامتى ،ميكن
ألين حبيت شخصيته ودماغه العالية ،وال ميكن علشان نفيس أعيش
جتربة معاه وأشوف فيه ايه بيخليهم جيروا وراه ،ميكن يقدر يولد
يف أحاسيس جديدة تبهجين ،ميكن يركبين املرجيحة رباين ،أو ميكن ّ
ألين حبيت أكون البنت اليل ختليه يقفل الباب عىل نفسه ويرتهنب
عىل حبي أنا بس.
قربنا من بعض أوي لدرجة إين وصلت ملرحلة إنه بقى زي اهلو
اليل بتنفسه وبقيت هتجنن علشان يقويل بحبك ،ويف مرة كنا يف
إسكندرية عىل البحر وكنت فلة شمعة منورة حلد ما فجأة القيته
بيحضين ،فحسيت إين كنت عاملة زي لوح تلج وبني ذراعيه بدأت
أسيح ببطء عىل عناقه وحرارة أنفاسه ،ومهس ليا «بحبك».
صارحته بحبي وإين كنت هتجنن عليه طول الفرتة اليل فاتت
علشان أسمع منه الكلمة اليل قلبي امتناها ،عشنا مع بعض أيام وردية
وبعد كدة بدأت اكتشف إنه بدأ يبعد ،بقى عامل زي الشمس وهي
عاملة متيل ناحية الغروب ،ميكن علشان غرييت عليه وكامن فرضت
نفيس أوي عليه وبدأت أتدخل يف حياته ،بس هو يف اآلخر مل،
وقايل إين كنت جمرد واحدة من كتري ،ارتشف رحيقي وسابين أدبل،
ووقتها بس الشمس اختفت وحل الظالم!
i 108
+
اإلنسان العاقل داميًا هو اليل بيشوف فني هيحط رجله فام بالك
بقلبه اليل لو اتجرح فبيكون صعب يتداوى ،وزي ما كان الفضول هو
سبب الخطيئة األوىل فكان هو أول خطوة يف طريق شقائها ،إحساس
إنها عاوزة تحس إنها مميزة ،إنها الوحيدة من وسط بنات كتري قدرت
تخطف قلبه وتستحوذ عىل مشاعره وده يف حد ذاته هتعتربه إنجاز
يحسب لها ،وطب ًعا بعد ما كانت املفروض تاخد ديلها يف سنانها وتهرب
ملا معجبهاش شكله وكفي املؤمنون رش القتال.
إال إن اإلرصار املدفوع بفضول طاغي كان استحوذ عليها ،طول
الوقت بتقنع نفسها إن أكيد فيه حاجة هي مش شايفاها عجبتهم
فيه ،متعرفش إن يف بنات بينجذبوا زيها بالظبط للولد بناء عىل
سمعته وشهرته يف هذا املضامر ،واملدهش إنها مرصة عىل إنها تقرب
منه وتكتشف مميزاته مدفوعة بالفضول الرهيب اليل شكله من
مكونات شخصيتها لحد ما حبته ويكون لها كالهواء الذي تعبق به
رئتاها ،وفجأة اإلنسان ده يتبخر من حياتها ألن ببساطة اعتاد يف
حياته إن «أنثى واحدة ال تكفي».
(
109
+
110
+
()26
(��شتفزها يف �لبد�ية حتى تلفت نظرها ،ثم �عتذر لها بلباقة و�شتك�شب
ودها ،فهن �شاذجات تنطلي عليهن حيلنا مهما كانت رديئة ،وبعدها
�شتعرف عنها �لكثري و�شتعرف �أق�رس طريق موؤدي لقلبها)
$
يف األول اتعرفنا عىل بعض بالصدفة ،كنت مع حد من أصحايب
وخد منه دقيقة من فونه وراح يتكلم بعيد ففضلنا واقفني سوا
لوحدنا ،فجأة اتعرف عليا وبعدها بدقيقة اتكلم بطريقة قليلة
الذوق وسخيفة ،وبعدها متفهمش ازاي اتكلم كويس وخد
األكونت بتاعي ،أول ما روحت كلمته علشان كنت متضايقة من
استفزازه ،اعتذر وقال إنه ميقصدش ،وإنه مش شخصية اجتامعية
111
+
فبيعك الدنيا فتقبلت اعتذاره وبقينا أصحاب ،بنتكلم كل يوم
وخدنا عىل بعض أوي ،مبنعرفش نعدي يوم من غري بعض ،وهو من
كالمه عاوزين معاه يف كل حاجة ،مبريوحش يف حتة من غريي
فكنت حابة ده.
حلد يف يوم خروجة قرر أنه جيمع فيها أصحابه اليل عىل حسب
كالمه بيحبهم ،واجتمعنا وفضلوا حيفلوا عليا من أول اخلروجة
آلخرها وأنا ساكتة وعمالله احرتام ،يف اآلخر اتكلمنا قبل ما نروح
وسألته هل فيه حاجة من ناحيتهم أو بيكرهوين أو إين بيتهيأيل قايل
ال ،مفيش حاجة وأقنعين إنه عادي مبجرد ما نزلت معاهم علشان
أروح القيت عيوين بتدمع من غري ما أقصد ومش عارفة أسكتها،
القيته بيكلمين يف نفس اللحظة وبيقويل «انتى فني؟» وصمم إننا
نرجع نتقابل تاين وجه واتقابلنا وصاحلين ووعدين إنه هيجيبيل حقي.
تاين يوم القيت كل أصحابه بيعتذروا ليا وبيتأسفوا عىل
سخافتهم ،وهو بيقويل حمدش يف الدنيا هيزعلك وأنا موجود ،ويف
نفس الوقت اعرتفيل إنه بيحبين وأنا مش فامهة ايه اليل بيحصل لكل
ده وكامن وأصحابه بيعتذروا ليا قعدوا يقولوا أنتم شكلكم بتحبوا
بعض وانتى شكلك بتحبيه ،بطريقة ما أقنعوين إين بحبه وإنه
بيحبين ،غبية صدقت وكنت اتعودت عليه واتعلقت بيه.
قعدنا سوا تقري ًبا شهر ،كنا أكرت من رائعني يف كل حاجة،
كان ذوق وشياكة وآخر احرتام وكل حاجة حلوة حلد ما فجأة
112
+
وبدون مقدمات حصل مشكلة معرفش حتى سببها واختفى يومني
كاملني منمتش فيهم دقيقة ،مع إن قبلها كان بيعرفين عىل والدته،
رجع شخص تاين معرفوش ،حاولنا أسبوعني إننا نرجع زي ما كنا
معرفناش ،فجأة اكتشفت إن كل ده كان كذب ،مفيش كلمة
واحدة قاهلا طلعت صح ،لسانه ميعرفش غري الكذب.
اتفقنا نتقابل يف آخر يوليو ،كان عاوز خيرج مع أصحابه ،القيته
عمل فيلم هندي عليا وإنه يف القسم تبع الشغل وكنت لسه بصدقه،
غبية تاين! وفوجئت بإنه خارج مع أصحابه طول اليوم وأنا مستنياه
6ساعات وهروح لسه للبيت يف 4ساعات علشان جاية من سفر.
اتعصبت حد الغليان طب ًعا وكلمته هزأته وقطعت معاه وقولتله
متتكلمش معايا علشان هغلط فيك وإن أي كالم هيقولوا هيكون
ردي عليه شتيمة ،مش قادرة أسيطر عىل لساين من العصبية ،وقعدت
3أيام يف القاهرة ،حطيته حتت رجيل حرف ًيا ،مفكرتش فيه ربع
ساعة عىل بعض وبدأت أبقى كويسة تاين وأهدى ،وخرجت مع
أصحايب اليل احتملوا عصبيتي ،املهم فوقتله بقى وخدت كل أصحابه
بكلمتني حلوين ،عرفتهم احلقيقة وكلهم خدوا صفي ،كلهم شتموا
عليه وغلطوا فيه وملا وريتهم قدام بعض إن كلهم رخاص ،رميتهم
حتت رجيل تاين ويشبعوا ببعض بقى ،واملوضوع اتقفل ،وملا عينه
بقت تيجي يف عيين بقى بيوطي رأسه وبكدا حقي رجعيل وبقيت
مرتاحة.
i
113
+
ال تعليق ،ألن كل ما ميكن أن يقال عملته بإستثناء إين نصحتها
والعالقة كانت يف مرحلة االحتضار «متشهريش سيفك يف حرب انتي
عارفة إنها خرسانة ،ومتعلنيش الحرب علشان حد مش عاوزك»
وبعدها بوقت وجيز قدرت تتجاوز آالمها وترجع تاين أقوى من األول
فشابوه ل. .................
(
114
+
()27
$
جدا
كان من أوائل الدفعة ومن الناس الدحيحة ،كنت مزنوقة ً
يف فرتة االمتحانات واضطريت إين أتكلم معاه علشان أطلب منه
امللزمة اليل ملخص فيها املنهج ،وبرصاحة كان إنسان حمرتم وخدوم
ومتأخرش عين يف حاجة وعرض عليا املساعدة ،وأنا ملا صدقت ألين
طول الرتم كنت غايبة ومكنتش بذاكر فاعتمدت عليه يف رشح اليل
استعىص عليا فهمه ،وأخد مساحة كبرية من حيايت يف الفرتة دي وأنا
مكنتش خايفة ألين عارفه إنه مش مصدر خطورة عليا.
115
+
الغريب إين بدأت أحسه خاصة إنه كان جدع وحمرتم ووقف
جدا
جنبي يف موقف شدة ومتخالش عين وده خاله يكرب يف نظري ً
وميكن ألين حسيت إنه مضمون ،يعين لو ارتبطت بيه هتطمن إنه
هيفضل يف إيدي.
وانتهيت من االمتحانات وبدأنا نتكلم يف حياة كل واحد فينا،
اتعرفت عليه أكرت وحبيت شخصيته ودماغه أوي حلد ما صارحين
إنه بيحبين وده أول مرة حيسه جتاه حد وهو اخترب نفسه كتري حلد
ما اتأكد إن عاطفته نحوي عاطفة حب ال يشوبه أي شائبة وسابيل
وفعال حسيته إنه
فرصة أفكر ،وافقت وقولت أديله فرصة يثبتيلً ،
جدا واتطمنت ليه فصارحته أنا كامن بحبي وارتبطنا وياصادق ً
ريت اليل جرا ما كان.
بعد ما ارتبطنا احتول إلنسان عصبي وشكاك ،معندوش ثقة يف
نفسه وده خالين عىل آخري ،بس ألين حبيته احتملت وقولت ميكن
يتغري ،كان أقل حاجة بعملها أو أي كلمة مع ولد كان بيطربق
جدا من أفعاله ،حلد ما اتفاجئت إنه بيعمل كده مع
الدنيا فاتضايقت ً
بنات تانية ،بس بيتشبشبله وبياخد عىل قفاه وحمدش بيعربه علشان
كدة بيطلع عقده عليا ،وقررت أبعد رغم إين بحبه ،بس اإلهانة اليل
وجهها ليا كانت كبرية ومن وقتها وهو بيرتجاين ويتوسل ليا ليل هنار
إين أرجع وأنا رافضة ده ،ألن اليل خيون مرة خيون 100مرة.
i
116
+
النظرة التقليدية للمتفوق إنه شخص ال يهتم إال بالدراسة أو
بالعمل وده مش صحيح ،ألن كل إنسان ليه احتياجاته ورغباته ،أينعم
اإلنسان ملا يكون شاغل وقته بهدف أو عمل ده بيخيل الفراغ عنده
يكون قليل لكن ده ال ينفيه بالكلية ،والشخص املتفوق اليل كان بطل
قصة البنت يبدو إنه بيبحث عن أي عالقة ارتباط والسالم وده ألنه
عاوز يحس برجولته وإنه شخص مرغوب يف عني امرأة لذلك كان
حريص كل الحرص إنه يصطاد أي بنت.
وألنه خايف من إحساس الوحشة املالزمة للوحدة فإنه عىل الرغم
من ارتباطه كان بيحاول يعلق ناس تانية ألنه مش واثق يف نفسه
بشكل كايف ومش واثق يف العالقة إنها هتكمل وده ألن االهتامم يكاد
يكون عملة نادرة يف حياته ،علشان كدا كانت ترصفاته نابعة من
مخاوفه وشعوره بالنقص.
أما األنثى فأفضل قرار اتخذته إنها أنهت العالقة ،ألن الخيانة فعل
قذر باإلضافة إىل إنه عاوز ميتلكها زي أي تحفة مثينة ليس إال وبالتايل
ملا بعدت عنه بدأ يتوسل ألنه حس إن حاجة بتاعته راحت منه ،وغري
كدة إنه مش قادر يتحمل الوحدة وشعور النقص اليل بياكلوا روحه،
ولو هي استمرت يف الحوار كانت روحها هي اليل هتتاكل «وعىس أن
تكرهوا شي ًئا وهو خري لكم».
(
117
+
118
+
( ) 28
$
قبل ما أي حد يقرأ قصتي الزم أحذره إين هكون جريئة أوي
يف كالمي ،مبحبش اللف والدوران ،ومبحبش أدعي املثالية حتت
مسمى احلياء ،وإن عيب وميصحش ،أنا واحدة زي بنات كتري
بيلفت نظرها الولد اليل جسمه متناسق وعنده عضالت قوية ،بحسه
راجل ،وبشكل ممكن تشوفوا إنه وقاحة مين بس بحسه إنه قادر
عليا عىل الرسير وهيحقق ليا املتعة.
119
+
غري كدا إين ميالة للعنف والقوة ،مبعىن أدق إين عاوزاه يفرهدين،
ولكل األسباب دي ،ملا شوفته لفت نظري ،كان شغال يف معرض
الكتاب ،كنت نازلة أجيب روايتني ،فاملهم ملا عيين وقعت عليه
دخلت املكان حلد ما جه سألين لو بدور عىل حاجة معينة ممكن
يساعدين ،فجاب ليا روايتني ورشحيل رواية ما ،أنا اشرتيت
احلاجات دي وبعدين قبل ما أميش علشان يكون فيه جمال تاين
للكالم بينا ،قولتله إين هقرأ الرواية اليل مرشحها ليا وهنزل املعرض
تاين علشان أناقشه فيها وأقوله رأيي.
أخدت الرواية وأول ما وصلت البيت رشعت يف قراءهتا،
كانت رواية إيروتيكية مثرية للغرائز وحمفزة للشهوات ألبعد حد،
وحسيت إهنا كانت طريقة غري مبارشة منه علشان يلفت نظري،
وأنا برصاحة ما صدقت ،وبدأت أختيله يف كل مشهد جريء يف
الرواية وده كان بيثريين ألبعد حد.
وبعدها بيومني القاين قدامه ،ناقشته يف الرواية وبدأ يرشحيل
إنه كان متأكد إهنا هتعجبين ،املهم كنا راحيني نجيب حاجة وكان
الوقت ليل واملعرض تقري ًبا بدأ يفىض فالقيته ومن غري مقدمات
شالين فحسيت بقوته وإين حاجة هشة بالنسبة ليه وده خالين
أقشعر من اللذة وأول ما نزلين قام حاضين أوي وارتبطنا يف نفس
اليوم!
120
+
كنت بروح كل يوم ليه وحاسة بفرحة كبرية ملا بشوفه وبكون
جنبه ،احلياة كانت غازلة ليا توب الفرحة وأنا لبسته وقررت
مقلعوش ،وعشت أفضل أيامي معاه حلد ما املعرض انتهى ،اتصلت
بيه علشان نتقابل لكن فونه كان مقفول ،كل اليل أعرفه عنه إنه
منويف فقولت بيين وبني نفيس بعد ما يأست من العثور عليه «املنويف
بخيل حتى يف مشاعره ،خيربيت كده بجد!»
i
الحكاية كلها تتلخص يف نقطة واحدة ،يف النظرة التي نظرت بها
إليه هي نفسها النظرة التي أبرصها بها ،فكالهام قد نظر لآلخر من
خالل الرغبة وامليل الداخيل لكل منهام ،فهي نظرت له بشكل جنيس
بحت وتعلقت به من خالل غرائزها وميولها ،وهو حب غرائزي تكون
الشهوة املحرك األول له ،وهذا ال يصنف ح ًبا مهام ادعى اإلنسان أنه
ميثل له الكثري.
والفتى وجدها أنثى ذات جسد فتاك فكان من الرضوري أنه
يسيل وقته أثناء عمله ،وهذا يربر الرواية التي رشحها لها ،فهو رمى
الطعم فإن غمزت السنارة وأتت لتناقشه كان بها وإن مل تغمز فلن
يخرس شي ًئا ،لذلك حينام أتت إليه بعدها بيومني ،أدرك بغرور الذكر
أن تسديدته قد أصابت الهدف وهذا ما يجعل أمر حملها بيديه
متأكدا إنها ستعانقه بعدها ،والبد لهذه األنثى
ً مستساغًا ،ألنه كان
أن تفرح ألنه انسحب رسي ًعا ألنه لو استمر كان سيكبدها خسائر
121
+
فادحة ،ويف يوم من األيام ملا توصل ملرحلة النضج العقيل وتنفض
عن نفسها نزوات املراهقة ،ستتغري تلك النظرة البهيمية التي عندها،
وحينها سرتى اإلنسان بعني القلب ،لكنني أخىش سقوطها يف الوحل
قبل حدوث ذلك!
(
122
+
()29
$
كنت كاتبة بوست عن احلجاب وإنه اتفرض للتفريق بني األمة
واحلرة وإن مفيش نص رصيح عىل فرضية احلجاب عىل املرأة،
القيت هجوم كاسح عليا ،وفيه اليل اهتمين بالسفالة ،واليل قايل إين
شامل وناس تانية قالتيل إين داخلة يف سكة غلط واليل وصفين إين
زنديقة!
الكالم ده فصلين وخالين إحس إين عايشة مع قوم من النعاج،
جمموعة مهج مينفعش تتناقش معاهم ،وفجأة القيت رسالة من حد
123
+
بيقويل فيها إين معايا حق وإن سيدنا عمر رضب بعض اإلماء ملا
حاولوا يلبسوا احلجاب ،وقايل «ليرضبن بخمرهن عىل جيوهبن»
مقصود بيها مفرق النهدين يعين يغطي فيام فوق الصدر واليل فاجأين
بيه أكرت إن اإلمام حممد عبده أفتى إن احلجاب مش فرض ومفيش
نص رصيح عليه.
وبعدين أخدين لسكة تانية خالص ،فقايل إن احلجاب ال يثري
غرائز الرجال ،ألن مفيش راجل بييجي يقولك شعرك أثارين بعكس
جدا علشان
أعضاء تانية بتكون مصدر إثارة للذكر ،حبيت كالمه ً
صادف ميل عندي ودعمه فالقينا نفسنا بنتكلم يف مواضيع كتري
وبدأت أنجذب ليه ..رشحيل نظرية التطور وبعدين وداين لالنفجار
الكوين العظيم ،والنسبية األخالقية ،وفيزياء الكم ،حاجات كتري
مع بعض خلتين أتشد ليه ألين كنت شايفة إنه مثقف أوي ،حلد ما
قايل إنه بيحبين.
ارتبطنا وجربنا حاجات كتري مع بعض وأغلبيتها كانت حاجات
شاذة وغري مألوفة ،مكنتش أتوقع إين أعملها أو امتتع بيها ،كانت
ثقتي فيه عمياء ،كل ما يعرفين عىل حاجة غريبة فأندهش ،كان
يقويل إن مينفعش نحكم عىل احلاجة من بعيد من غري ما نجرهبا،
والقيت نفيس مسحوبة ناحيته ،كل حاجة معاه كانت حلوة
وغريبة وهلا طعم خمتلف ،كل حاجة ممكن تتبادر لذهنك سواء
طبيعية أو شاذة عملناها.
124
+
حلد ما يف يوم قايل كفاية كده قولتله ليه ،فقايل «حمبش أكون
منافق أو كذاب ،مشاعري اتغريت من ناحيتك ومبقتش بحس
بالشغف جتاهك ،خلينا نبعد فرتة لو الشغف رجع نرجع ،لو راح
يبقى خالص» سمعت كالمه ألنه أقنعين بطريقة ما ومن ساعتها
وأنا مستنية شغفه يرجع رغم إن فات سنني ولسه مرجعش.
i
العالقة دي نشأت نتيجة الغوغائية اليل عند ناس كتري ،من املفرتض
أن أي حجة بيتم إبطالها بحجة أقوى منها ،لكن ثقافة الصوت العايل
والنهيق ال تتناسب سوى مع الحمري ،وميكن ده اليل خالها تنجذب
للشخص ده ألنه تقري ًبا الوحيد اليل كلمها مبنطق حتى لو صادف
هوى يف نفسها ،وألنها حسته مختلف من البداية فده خالها تتشد
ليه عىل عكس كتري معندهمش ثقافة الحوار وبينعروا ضد أي حد
مختلف معاهم ألن معندهمش معرفة يردوا بيها عليه.
أما عن الشاب فيبدو إن لديه مخزون معريف وثقايف ،ويف الغالب
بيستغل ده للفت نظر األنثى ،وملا صادف يف طريقه حد مهيأ إنه
يلفت نظره مل يتوانَ يف طرق بابه ألنه عارف إن الباب هيتفتح بأرسع
وقت ممكن ،علشان كده ملا حس إنها انجذبت ليه بدأ يف مرحلة فرد
العضالت علشان يبهرها أكرت ويثبت لها إن معاها كنز مثني مينفعش
تضيعه من إيديها نظ ًرا لندرته وده اليل خالها تديله مساحة كبرية من
البداية لحد ما ارتبطوا.
125
+
وحصلت النتيجة الحتمية لالرتباط اليل هو «الجنس” ،ألن من
البداية الفئة املستهدفة اليل بيحاول النوعية دي اصطيادها اليل
عندهم استعداد ملامرسة الجنس دون ضابط رشعي تحت مسمى
الحب ،بس الغريب إنه كان واضح إنه عاوز عالقة وده اليل يظهر
الشغف اليل عنده يف تجربة كل يشء منذ البداية وألن إنسانة كانت
بتامرس عليها كل الضغوط دي فكان من الطبيعي إنها تتمنى تشم
هواء الحرية حتى وإن كان بشكل خاطئ ،وعلشان كده صفحته الزم
تنطوي ألنه حتى لو رجع هريجع علشان عنده احتياج ليها والفرق بني
الحب واالحتياج جد كبري.
(
126
+
()30
$
مكنش وسيم ومفيش فيه حاجة تشد ،مدملج كده وجسمه
ملوش مالمح ،حتى ستايله دقة قدمية ،كان كل اليل معانا يف الكلية
مبيحبوش يتعاملوا معاه ألنه كان عنيف معاهم وقليل الذوق يف
أوقات كتري ،لكن اليل لفت نظري فيه شخصيته العنيفة املسيطرة،
كان بيشخط وينطر يف أي حد قدامه ،ولد بقى أو بنت مكنش
بيهزه ،مش عارفة ليه حسيت ناحيته بانجذاب.
ميكن ألن كان ليه ظروفه اخلاصة وكان يف السن أكرب مننا بكام
سنة واألهم عندي شخصيته ،هبقى كذابة لو أنكرت إين كنت
127
+
متعلقة بشخصية «يس السيد» ،وكنت بفتش عنها طول الوقت،
جدا ،ومن
شخصيته املسيطرة وكاريزمته اخلارقة اليل كانت بتثريين ً
ساعتها وأنا نفيس يف راجل زي ده ،وميكن جايل إحباط يف فرتات
كتري إين أحصل عليه ،خاصة إين بقيت بحس إن الرجالة عملة
نادرة ،أو خليين أكون منصفة وأقول إن شخصية «يس السيد» بقت
نادرة أوي وشاحة يف السوق.
عرفنا بعض من خالل التكاليف اجلامعية وكنا بنتمىش مع بعض،
بس اليل عجبين أوي فيه إن ملا ولد كان يبصيل كان بيديله نظرة
تكهربه ،قربنا من بعض أكرت وكان الشغل اليل بينطلب مننا بيطلع
عىل أعىل جودة وبينال بعدها إطراء الدكاترة ،يف مرة كنا قاعدين
يف كافيه مع اتنني صحابنا ،املهم يف ولد أفور معايا يف اهلزار فالقيته
جدا.
اتعصب ورضب بإيده عىل الطرابيزة فأنا اختضيت ً
القيته بيهزأ صاحبنا وبعدين شدين من إيدي وسبناهم ومشينا،
أنا كنت منبهرة ،وبالرغم من إين عملت نفيس زعالنة إال إن
السعادة كانت بتتمىش يف جوارحي ألين حسيته راجل بجد مش
عيل فرفور أو مرقع من بتوع اليومني دول ،فجأة وقف ومن غري
حتى ما يعتذريل ،القيته بيحضين أوي وقايل «بحبك أوي ،ومش
هسمح ألي كلب يقربلك».
أخريا القيت اإلنسان اليل بدور
ً حسيت إين طايرة من الفرح،
عليه وعلشان كده هتبت فيه بإيدي وأسناين.
كل حاجة كانت ماشية كويس ،كان فارض شخصيته أوي
عليا ،البيس كذه ،راحية فني ..متتأخريش ..مش عاوز ولد عندك
128
+
عىل الفيس ..إيايك هتزري مع حد من زمايلك الذكور ..كنت
مستمتعة بخضوعي ليه ،وأحيانًا كنت بتعمد أضايقه علشان
يشكمين ويديين عىل دماغي ،حلد ما يف مرة بكلمه القيته يف حالة
نفسية سيئة ،سألته مالك قايل مفيش ..فقلت ألح عليه حلد ما قايل
«مش هينفع نكمل» ..
فحسيت إن روحي بتتسحب مين وإن دبابيس بتنغرز يف حلمي
فلام استفرست عن السبب القيته غضب وانفعل عليا وزعقيل
«قولتلك مش عاوزك ،حيس عىل دمك بقى ،انتي تفرقي إيه عن
غريك ،كلكم خاينني ،ويف اآلخر هتكوين واطية زي الواطية اليل
خانتين وسابتين امبارح» حسيت إن مطرقة رضبت قلبي فهشمته،
اندهشت أوي ولسه برصخ يف وشه بسبب االعرتاف الفظيع اليل
لسه قايله قفل السكة يف ويش ومن ساعتها اتقفل قلبي يف وش
الصنف املقيت ده ..صنف الرجالة.
i
يف رحلة البحث عن الخازوق يبقى كل يشء متاح ،بيتهيأيل لو فيه
حد مرص إنه ياخد عىل قفاه مش هيعمل كده ،بس لو هنبص يف البعد
النفيس فمن املمكن إن البنت تكون بتاعني من حالة «مازوخية”
وتعني ببساطة ،االستمتاع والتلذذ حينام يلحق بها األذى واإلهانة،
سواء نفسية أو جسدية أو غري ذلك ،وتكون مرتبطة إىل حد كبري
بالعالقة الجنسية ،وتكون املازوخية محبة لشعور الخضوع للطرف
اآلخر وال يحدث لها النشوة الجنسية إال بإذالل املسيطر ومعاملته
املازوخية كجارية أو عبدة مام يحقق لها اإلشباع.
129
+
وإذا نظرنا للبعد االجتامعي ففي الغالب أن هذه األنثى تربت
يف أرسة ويف بيئة يسيطر فيها الرجل وميلك الشخصية القائدة التي
تتحكم يف مقاليد األمور مام رسخ يف ذهنها ويف ال وعيها أن هذا هو
الطبيعي وأن هذا لهو املثال الذي يحتذى به ،وحينام كربت ونضجت
حدث لها نوع من االنفصام بني ما اعتادت عليه يف طفولتها وما بني
ملموسا من زمالئها الذكور ،فظلت طوال الوقت تبحثً ما رأته واق ًعا
عن املثل والقدوة اللذين غُذيا بداخلها.
وكلام يأست من الحصول عليه كلام ازدادت رغبتها يف إيجاده،
وطب ًعا استغل اإلنسان اليل ارتبطت بيه ده من خالل نظراتها ولغة
جسدها ومن خالل إنها الوحيدة اليل قربت منه يف حني كان منبوذ
من الجميع ،وإنها اتحملت عصبيته وقرفه لحد ما اتأكد إنها ليه وإن
الشقطة يف طريقها للوقوع يف املصيدة وده اليل يربر ترصفه عىل
الكافيه وبعد كده ملا حضنها ألن ببساطة كل يشء كان بان بالنسباله
إنها وقعت ،وملا وقعت مارس بقى ُعقده الكتري وكراهيته للمرأة
ألنه غال ًبا يف خوازيق يف حياته جت من خاللها فبدأ يسقط ده عليها
ويفتكر كل حاجة حصلتله ،ويطلع ده عىل جتتها اليل نحست من
إهاناته ،ويف اآلخر ملا اتخزوق اتهمها بالخيانة عىل أساس أنه كان
بيصيل ومكانش بيخون!
(
130
+
()31
$
أصعب حاجة يف الدنيا ملا حتسن حلد وييسء ليك ،ملا تقدم
املعروف وحتصد اجلحود والنكران ،ملا ختلص حلد وتديله كل
حاجة ،ويكون نتيجة التضحيات اليل بتقدمها اإلنكار واخليانة،
ده بالظبط اليل حصل مع الكائن ده اليل مينفعش يتوصف بكلمة
أصال.
راجل ً
كنا أصحاب عادي وبعدين القيته بيقرب من خالل الكالم يف
خصوصياته ألين كنت برد عليه الكلمة بكلمة ،وبعدين حكايل عىل
131
+
مآسيه ،أمه اليل ماتت وهو صغري ،أبوه اليل اجتوز ومبقاش يرصف
عليه ،حياته اليل مش قادر يتمتع بيها ألنه من اجلامعة للشغل ومن
الشغل للنوم ..حياة مفتقدة للطعم واملذاق.
قايل قد ايه زوجة أبيه ست سيئة وبتعامله وحش ،وازاي أبوه بقى
عامل زي اخلاتم يف صباعها وإنه دلدول وانعكس ده عىل طريقته
الفظة معاه وإنه كل شوية يشتمه ويرضبه عىل أقل شكوى من
الست هانم.
بقينا بنتكلم كتري وأخد مع الوقت مساحة يف حيايت بقت بتكرب
كل يوم عن التاين ،وبقيت بحس ناحيته بحاجات خمتلفة ،شفقة
أو عطف أو ميكن حاجة تالتة ،بس اليل أنا أقدر أحدده إين مبقتش
بحب أشوفه زعالن ألن ده بيضايقين ،وبقيت بفرح ملا أزيح عنه
وأرسم الضحكة عىل وشه.
ويف خالل الفرتة دي كان كل شوية يشكرين وميدح جدعنتي
وإين أحسن حاجة يف حياته ،ثبتين ابن ،........حلد ما اتقابلنا يف يوم
يف حديقة يف القاهرة ،جايل وكان احلزن ماليه ،صعب عليا أوي
وحبيت أسمعه ،حكايل إن زوجة أبيه رضبته بالقلم علشان رفع
صوته عليها ملا األكل اتأخر فاشتىك لوالده فطرده من البيت وقاله
إنه مش عاوز يشوف وشه.
وبعدين القيته بيدمع وساعتها مقدرتش أمتالك أعصايب وقمت
حضنته أوي وهو بيجهش يف البكاء عىل الرغم إين حسيت إنه
كان عامل يرمي دماغه عىل صدري متعمد ،بس طرحت اهلاجس
132
+
ده جان ًبا الرصاحة ألين متوقعتش إنه يكون أوسخ من ال ُ
كهنة اليل
بيمسحوا بيها احللل ،وملا هدي شوية قايل إنه «بيحبين» وألين كنت
خايفة عليه ،وبرصاحة كنت بدأت أحس بحاجات حلوة ناحيته،
فقلتله إين كامن بحبه.
ارتبطنا ،والغريب إنه بقى بيتصنع احلزن واهلم كل شوية،
وبقى عامل زي الطفل يعيط ويرصخ علشان حتقق ليه رغبته ،بس
أنا كنت مغفلة وحمتاجة خازوق يفوقين ،ألين أنا اليل عودته كل ما
يزعل أفرفشه وأديله حاجات تفرحه ...بوسة عىل خده ..حضن ..
أي حاجة املهم هيدى ويفرح.
حلد ما جيت يف فرتة حسيت إنه أفور أوي فصممت آخد قرار
صارم ،إين مش هديله حاجة تاين غري إين هسمعه بس ،وفجأة القيته
بيبعد وبيتبخر ،وبعدها بكام يوم ظهر ليا عىل األكونت بتاعه
صوره ليه مع ست كبرية ،وكاتب عليها «أمي وأغىل حاجة عندي،
ربنا خيلهايل» ،فاستغربت أوي وحسيت إين هتجنن ،دخلت كلمته
وأنا بلعن سلسفيل اليل جابه وسألته «مني دي؟!» ،فجاوبين مبنتهى
السخافة «أمي ،أصل نسيت أقولك إنك فرسة وحبيت آخد لفة مش
أكرت!”
ابن ال ،.....بس أنا الغلطانة ألن اإلنسان اليل بيكون البس
لبس الضحية لو منفختوش وقربت منه هيحزمك ويرقصك عىل
الشناكل!
133
i
+
الحياة أكرب مدرسة بنتعلم منها دروس كل يوم ،شاب ذيك اتعرف
عىل بنت ومكنش عارف ياخد مساحة يف حياتها ،ففكر واهتدى إن
أفضل مفتاح يلعب عليه هو العزف عىل غريزة األمومة عند كل بنت
واليل بتثري عندها أحاسيس الشفقة والعطف والحنان وقدر من خالل
ده يتكلم معاها ويعرف عنها تفاصيل كتري واتخلت بعض اليشء عن
تحفظها معاه.
فيقوم يختلق مشاكل كتري علشان يحسسها إن همومه لو عىل
جبل كان انهدم ،تتحول الشفقة لعطف ويبتدي يقابلها لحد ما يحس
إنها وصلت لذروة العطف وبدأت أحاسيس تختص بنقطة الحنان
تداهمها وده اليل خاله يصعد وترية همومه حد طرده من البيت،
فتكون النتيجة الطبيعية إنها تحضنه بإيعاز من غريزة األمومة اليل
اتفجرت جواها من وقت ما عرفته ،لكنها اكتشفت بغريزة األنثى
حركة دماغه عىل صدرها لكنها اندهشت إن يكون يف إنسان يوصل
ملرحلة متقدمة من القذارة بالشكل ده ..معلش.
ويف النهاية فاإلنسان اليل بيحب بجد مهام حاوطته الهموم أول
ما يسمع صوت حبيبته هتتالىش ،مش هو اليل هيحرص إنه يولد
املشاكل يف حياته علشان يغمها ويستنزف مشاعرها ،أو يكون مستني
إنها تهشتكه علشان يفرفش ،بغض النظر إن الهشتكة حلوة مفيش
كالم!
(
134
+
()32
$
كنت مضغوطة أوي وحاسة إن مهوم الدنيا فوق رأيس،
واملصايب بتتكالب عليا كل شوية وده خالين يف حالة احتياج حلد
يقف جنبي ،ياخدين يف حضنه وحيتويين ،خاصة إين يتيمة ووحيدة
كامن ،وطب ًعا أمي مهام حاولت تصدر ليا أحاسيس كتري إال إهنا
تظل منقوصة.
ألن حضن الراجل داميًا فيه األمان واالحتواء واحلامية ،بيوصل
معاين كتري يف الغالب مبنقدرش نوصفها ،ألن مش كل اليل بيتحس
135
+
ممكن نعرب عنه ،ويف الفرتة دي كنت مهيأة لالرتباط ،كنت جربت
حظي قبل كدا وحبيت من سنتني إال إين اتصدمت ألنه لألسف
مات ،وزي ما يكون اتكتب عليا إن كل اليل أحبهم ميوتوا ،واضح
إين بومة وفيا حاجة بتجلب الشؤم لكل اليل يقربوا مين.
ابن عمي كان ساكن جنبنا ،شغال حماسب يف بنك ،أكرب مين
نظرا
ب 3سنني ،كنا أصحاب وإخوات وبحكيله عىل أي حاجة و ً
لصلة القرابة اليل بينا فكان بيدخل البيت يف أي وقت حيبه ،وألنه
داميًا كان جنبنا ومبيتأخرش عننا يف حاجة فكنت برتاح ليه.
املهم كنا يف البيت أنا وهو لوحدنا وفجأة دمعت فمسح دموعي
وقام حاضين أوي ،فحسيت بروحي بتدوب وقايل بصوت حمموم
إنه بيحبين بقاله كتري وكاتم يف نفسه كل السنني اليل فاتت علشان
جدا برصاحة ،وحسيت بحاسة كان خايف من رفيض ،فاندهشت ً
األنثى إن فيه حاجة غلط ومش مفهومة ،بس علشان االحتياج اليل
عندي وألين عاوزة حد يوقظ فيا أحاسيس نامية بقاهلا فرتة كبرية
وافقت إننا نرتبط ،بس اليل خالين أشك إنه طلب مين إن والديت
متعرفش حتت حجة إنه هيتكسف يدخل البيت زي األول وإنه
مش هينفع ماما تعرف غري ملا ييجي يتقدميل وده هيكون يف حد
أقىص 3شهور فوافقت رغم إين حسيت إن فيه حاجة مش طبيعية.
بدأ ييجي البيت كتري وانتهز الفرص اليل بنبقى فيها لوحدنا أو
بعيد عن نظر أمي وكان بيخطف بوسة أو ملسة وأحيانًا كنت بحس
إنه عاوز أكرت من كدة وإن رغبته بتغيل جواه كأزيز املرجل إال إين
136
+
أبدا لكن
كنت برفض ده برصامة ،فيقويل ليه مش واثقة فيه ،أقوله ً
كلها كام شهر وهنبقى مع بعض وهيبقى كل اليل عاوزه حتت أمره.
نادرا ملا
حلد ما يف يوم القيت والدته جاية لينا البيت ،وده كان ً
بيحصل ،فحسيت إهنا جاية تطلب إيدي البنها ،فأرشقت شمس
السعادة يف صدري وحسيت بغبطة تنداح يف أعامقي حلد ما اتفاجئت
ملا القيتها جاية تدعينا يف حفل خطوبة ابنها لواحدة تانية ،فجريت
عىل أوضتي وأخدت وساديت يف حضين وفضلت أبيك ،وملا أمي
سألتين ليه عملت كدة ،جاوبتها «أصل افتكرت حبيبي اليل مات،
لو القدر مأخدوش كان زماين خمطوبة ليه» فأخدتين يف حضنها وأنا
بندب حظي ،فعمرك شوفت سفالة أكرت من كدا؟!
i
الحياة يف بعض األحيان بتبهرنا ببعض األشياء الالمتوقعة علشان
تعلمنا درس مهم ،إن مفيش حاجة مستحيلة ،والسفالة مش بس إنه
ضحك عىل بنت عمه اليتيمة وعشمها واستغل احتياجها ليه علشان
يوصل ألغراض دنيئة ،بل األكرث سفالة ،إنه حتى مكانش عنده الجرأة
يعرفها الحقيقة قبل ما تتصدم بيها ،بس يف الغالب اإلنسان السافل
ال يفرق بني أحد ،ال يهمه صلة قرابة أو صداقة أو أي يشء ،فمعبوده
الدائم وصنمه الذي يجثو له هو الشهوة ،والنوع اليل زي ده ال ميكن
ألي إنسانة عاقلة االرتباط بيه ألنه شخص غري أمني وليس لديه أي
مبادئ عىل اإلطالق.
137
+
أما األنثى ،فأسوأ يشء ممكن تقع فيه هو االحتياج ،ألنه مقارب
للحب وال يفصل بينه وبني الحب سوى شعرة ال يدركها إال من عاش
التجربتني ،فاالحتياج مرتبط بفرتة معينة وحتى يف هذه الفرتة ال يفكر
يف من يحتاجه طوال اليوم بل يف دقائق معدودات أما الحب فليس
مقيد بفرتة ،واإلنسان دو ًما ما يتذكر معشوقه يف الصحو وحتى يف
النوم ،وعلشان كدة هتدرك بعدين إن مشيئة الله كانت أفضل ليها،
وده هيحصل ملا تحب بجد وتعرف إن اليل كان مع ابن عمها ما هي
إال حاجة مؤقتة ما لبثت أن تبددت وتوارت تحت ثرى النسيان.
(
138
+
()33
$
كنا بناكل عىل عربية فول 3 ،بنات غريي وهو الشاب الوحيد
اليل معانا ،دفع احلساب فأنا بطلع الفلوس فاتضايق وقايل ..عيب
ميصحش وكدة أنا بشتمه ..فاعتذرت ليه وقولتله إين مكنتش أقصد
أي إهانة فقبل اعتذاري عىل مضض.
بعد كدة قولتله عىل مطعم يس فود وإين عزماه فيه فرفض وقايل
إنه مش علشان حاسب يف مكان أردله ده فحصل بينا خالف بسيط،
وبعدها بكام يوم صاحلين وأخدين عزمين هناك ودفع احلساب وملا
139
+
حاولت أطلع فلوس اتعصب عليا فسألته ايه السبب يف عصبيته
وإنه ليه جماش معايا ملا عرضت عليه ،فرشحيل إن وقتها مكنش معاه
فلوس ،ومفيش راجل يقبل عىل نفسه إن ست حتاسب ليه ،وأول ما
بقى معاه فلوس قرر يوديين املطعم علشان دي كانت رغبتي من
جدا ،وحسيت إنه راجل بكل ما حتمل البداية ،فكرب يف نظري ً
الكلمة من معاين.
وبعدها بشهرين تقري ًبا ارتبطنا ،وحمصلش تغيري منه يف املعاملة
فاتطمنت ليه وحبيته من كل قلبي وحسيت إنه الشخص الوحيد
اليل ممكن أحارب الدنيا كلها علشانه ،وعىل الرغم من إن مستواه
املادي مش قد كدا ومقارنة بواحدة والدها مالتي مليونري ،فالفرق
بينا زي الفرق بني السام واألرض ،لكن عىل الرغم من كدا حسيت
إنه الوحيد اليل هيحافظ عليا ويستحق حبي ألنه الوحيد اليل
مبصش لفلويس.
يف الفرتة دي حصل خالف بيين وبني بابا فحسيت إين حمتاجاه
أوي ،كلمته فطلب مين أجيله الشقة اليل ساكن فيها علشان نكون
عىل راحتنا ،روحتله ألين واثقة فيه وألين بحبه فممكن أديله أي
حاجة مادام احنا مرتبطني ،وصلت الشقة وأخدين يف حضنه،
وحاول هيديين.
وبعد كدا عملنا عالقة شبه كاملة بس اخلالف إنه أتاين من
املنطقة املحظورة دين ًيا ،فخالين أحس باللذة املحرمة وأقطف
مثارها ،وبقينا بنعمل كدة لفرتة معينة ،حلد ما طلب مين فلوس حتت
حجج خمتلفة ،يف األول كان بيطلب وهو مكسوف ،بعد كدا بقى
140
+
بيطلب ببجاحة ،فلام قولتله مبقاش معايا فلوس فقايل «ارسقي”
ففتحت بوقي يف ذهول وحدقت فيه بشدة وأنا مش مصدقة نفيس.
وملا رفضت وراين فيديوهات وأنا عريانة واحنا بنامرس جنس
مع بعض فحسيت إين صاعقة نزلت من السام عىل دماغي ومبقتش
قادرة أستوعب ،كابوس فظيع مريت بيه ،مكنتش أعرف إن فيه حد
بالقذارة دي ،بدأت أرسق وأديله حلد ما بعد فرتة بابا عرف واعرتفتله
بكل حاجة وألن ليه عالقات قوية قدر خيلص احلوار ،بس لألسف
كانت صوريت اهتزت قدامهم وبقيت حرامية يف نظرهم ،عمرك
جربت إحساس إنك عاهرة ،ممكن تسأل أي بنت مرت بحاجة زي
كدا وهي هتعرفك ،قد ايه اإلحساس ده مرعب وبياكل يف روحك
كل حلظة حلد ما تبقى حطام ،بس أنا اليل أستاهل.
i
بالنسبة للشاب اليل الصفات دي فيه أساسية ومن تكوين
أبدا
شخصيته ومش مصطنعة عمره ما هييجي يطلب منها فلوس ً
حتى لو هيموت ألن أخالقه وكربياءه هيمنعوه من ده ألنه إنسان
ميلك الكرامة وعزة النفس لكن ده متحققش وكان ال بد إنها تفهم من
أول مرة طلب منها فلوس إن الحكاية فيها إنّ .
وكون بقى إنها تروح ليه الشقة ومتنحه عالقة غري كاملة فده يدل
إن كل إنسان فيهم عنده خلل ما ،لو بيحبها وقبل إن ده يحصل كان
هيامرس عالقة كاملة لكنه عاوز يحصل عىل اللذة الحرام دون أن
تتوحل أقدامه ويتدبس فيها مبعنى أدق ،وما دام ده محصلش يبقى
كان الزم يسعفها عقلها إنه إنسان غري مسئول.
141
+
أما إنه صورها علشان يبتزها ،فده أحقر سلوك إنساين ممكن يحصل
وجرمية يعاقب عليها القانون وكان من املفرتض من البداية تصارح
أهلها باليل حصل ،عىل األقل مكنتش صورتها هتتهز بالطريقة دي
لكنها متادت يف غبائها ،وخوفها صور لها إنها الزم تضحي بكل حاجة
يف سبيل إن أهلها ميعرفوش ،لكن حصل اليل حصل وعلشان تقدر
تخرج من ده ،الزم تتعلم من التجربة وتنىس املايض بكل تفاصيله
وتقرر تغري حياتها وتعمل حاجات مفيدة علشان تغري الصورة الذهنية
اليل اتكونت عنها ،وساعتها كل يشء هريجع لسابق عهده ألن األرسة
ممثلة يف والديها أكيد هيغفروا ليها طاملا إنها سعت يف تغيري نفسها،
ألن كل هدفهم رؤيتها سعيدة ..بس كدا.
(
142
+
()34
(�ل�شاعر كاملو�شيقار،
فاإن كان �لثاين يعزف على �لآلت ليخرج حلنه �لبديع،
فاإنني �أعزف بالكلمات فاأ�شقطهن ب�شطر و�أحتل قلوبهن ببيت)
$
كنت نازلة معرض الكتاب ،جاية من البحر األمحر ،وألين كنت
مبتدئة يف كتابة الشعر ،وبحب القراءة ومهتمة أوي بالوسط األديب
فكان ليا أصحاب فيه ،قعدت معاهم وكان فيهم شاعر كويس
سمعت عنه ،اتعرفنا عىل بعض وانجذبت ليه علشان كان وسيم
وحتسه كدا برنس يف نفسه وعىل وضعه أوي.
خرجنا سوا وروحنا كافيه يف األوبرا ،القيته بدأ يتغزل فيا
ويقول شعر يف مجايل ،سحرين شعره وسحرتين كلامته خاصة إنه
143
+
قايل إن الشعر ده من وحي اللحظة وإنه أول مرة يقول شعر نابع
من قلبه ألين حركت فيه مشاعر عمره ما حس بيها وقايل أبص يف
عينه وأنا اتأكد فبصيت فحسيت إن عينه بتقول كل حاجة ،كانت
بتلمع بربيق احلب ،وملا اتعانقت العيون بدأ لسانه يف نظم الشعر من
جديد ،والقيت صوته وكالمه بيزدادا رهافة وشاعرية حلد ما مسك
إيدي وطبع عىل بطن كفي قبلة كلها حب وحنان.
قولتله إين اتأخرت والزم أسافر فعرض عليا حجز غرفة يف فندق
هو ساكن فيه اليومني دول ألنه من األقرص ومعندوش سكن هنا،
فحسيت إين حمرجة منه ألين خوفت إن الفلوس اليل معايا متكفيش
وميكن هو الحظ ده ألنه فاجأين ملا قايل إنه هيدفع فلوس احلجز
فلام القاين بعرتض قايل إنه عازمين وهو صاحب االقرتاح وهيزعل
جدا لو رفضت فوافقت وأنا حاسة بالفرحة ألنه اهتم بيا للدرجةً
دي.
روحنا الفندق وحجز ليا فقعدنا نتكلم حلد الفجر ،وبعدين
القيته بدأ حيسس عىل خدي وبعدين أخد مين بوسة فحسيت إين
متكهربة وكل حتة فيا مشتتة فالقيته بيزودها شويتني فسبت ليه
بعض احلاجات ألن الفندق مكنش خملينا ناخد راحتنا.
جدا
بعدها خرجنا وبدأنا نعرف بعض أكرت بس القيته غيور ً
وبيحاول يبعدين عن أصحايب وده ضايقين ألين بطبيعتي مبحبش
الغرية األوفر ألهنا بتقيد حريتي ،املهم حصل تاتش بنا فشتمين
وقلل مين ووصفين إين مفرقش عن أي مومس ،حز الكالم يف نفيس
أول وقولتله «اومال كنت بتتمسح فيا ليه زي الكلب وعامل تقويل
144
+
بحبك» فقايل «هي واحدة مغفلة زيك كانت هتديين اليل أنا عاوزه
إال لو ضحكت عليها بكلمتني» ..وبعدين عرفت إن الفلوس اليل
أصال!
كان دافعها ليا يف الفندق كان واخدها من واحد صاحبي ً
i
متصدقيش كالم أي شاعر أو أديب ما دام كالمهم ده مقرتنش
بأفعال بينة توضح الحب ،ألن صنعتهم الكلمة فأسهل حاجة عندهم
الكالم والتغزل يف األنثى وإشعارها بأنها استثنائية وجعل روحها تهيم
يف وديان الخيال من حالوة الكالم.
بس ألنها يبدو لحبها الشعر والنبهارها بكلامته ووسامته طب ًعا
حست إنها منبهرة بيه ،واالنبهار بتكون مرحلة أولية من الحب وده
اليل استغله ملا بدأ يكذب عليها ،وإن شعره ده من وحي اللحظة
ونابع من قلبه ،لكن أفعاله يف الليلة األوىل متبينش إنه حد صادق
وبيحب ،دي بتوضح إنه بوهيمي ال يبحث إال عن اللذة ،وألن القدر
كان رحيم بيها وإنها كانت يف فندق ميكن كان حاطط سياج معينة ال
يجوز تخطيها فأمخدش كل اليل هو عاوزه وإال الكارثة كانت تبقى
أكرب ،وكويس إن الحكاية انتهت بالرسعة دي قبل ما الحب يتمكن
منها ،إما كونه مدفعش الحساب ،فإنسان بالكذب والدناءة دي
جدا إنه يطلع ندل.
طبيعي ً
(
145
+
146
+
()35
$
كنت قاعدة قدام الكلية ال بيا وال عليا وإذ فجأة يظهر قدامي
ولد من دفعتنا ،القيته قاعد قدامي فأنا مهتمتش ألين غال ًبا بستتقل دم
األوالد اليل من سين ،بحسهم أطفال ،لكن ده برصاحة كان خمتلف
من البداية ،القيته بيتكلم ويقول اسمي ومش باصص ليا فالتفت
ليه وقولتله أنت تعرفين ،فبص ملالحمي احلادة ،وقايل داميًا بتدعي
147
+
القوة وانتي ضعيفة لدرجة اهلشاشة من جوايك ،بتدعي العقالنية
والربود وانتي رومانسية وحساسة أوي ،فقولتله «نعم! عرفت ازاي
ال مؤاخذة» ،فرد «من مالحمك ،ونظرة عينك ،بفهم أوي يف لغة
اجلسد” ،فقولتله بسخرية «آه ،وايه كامن؟!» ،فجاوبين بحاجات
صدمتين.
«واضح إنك خارجة من قصة حب فاشلة وميكن كان حمطوط
علييك فيها ألنك قرريت بعدها إنك حتطي عىل وشك قناع القوة
والرصامة اليل بيتنافوا مع طبيعتك ،معندكيش ثقة يف نفسك وده
اليل بيخلييك تبعدي عن أي مواجهة حمتملة مع أي حد من اجلنس
اآلخر ،وميكن ده راجع إن احلب اليل كان يف حياتك امتهن أنوثتك
وأثر فييك » ،برصاحة أنا تنحت وفتحت بوقي عىل اآلخر وبلمت
كأين نزل عليا سهم الله ،فابتسم يف ثقة استفزتين فقولتله «أنت مني
بالظبط؟!» فقايل «أنا واحد بيحبك»
ميش وسابين وأنا هتجنن ،ميكونش عفريت أو شبح ،الظاهر إن
عقيل هوى ،وفضلت عىل احلالة دي حلد ما شوفته تاين يوم فخوفت
يف البداية لكن ابتسامته طمنتين ،قربت وقولتله «أنت إنس وال جان
وال ايه حكايتك» مسك إيدي وابتسم «هو فيه جن بيمسك إيد
حبيبته؟» ،وعىل الرغم من إين كنت شوفته قبل كده وعارفة إنه من
دفعتنا إال إن كالمه امبارح هز ثقتي كلها يف نفيس وحسسين إنه
ممكن ميكونش ليه وجود لكين بدأت أحس إين مرتاحة ليه ،وبدأت
أقرب منه ألنه الشخص اليل يقدر يفهمين بالطريقة دي أكيد هو
أكرت شخص ممكن يسعدين.
148
+
بقينا بنقيض اليوم كله مع بعض ،أحيانًا بحس إنه بيخرف ،وإن
حاجات يف شخصيتي بيخمنها عين بتطلع غلط ،فده قلل الشغف
جوايا ،إال إنه يف النهاية قدر يكسب قلبي وياخد اليل هو عاوزه
مين ،وبقى اليوم ناقصه كتري لو مش فيه.
حلد ما عن طريق الصدفة عرفت إنه عامل كدة مع بنت أصغر
مننا بسنة وملا سألته ليه عمل كده وكالمه عين جابه منني ،قايل
«عادي ،ادينا بنتسىل بدل ما الفراغ مالينا كده ،وبعدين أعرف
ايه عنك ،اسأيل صديقتك ...عرفت احلاجات دي كلها عنك ازاي
وهتجاوبك» فحسيت إن خنجر مسموم انغرز يف قلبي ،وملا سألت
صديقتي ليه عملت كده قالتيل إهنا حست إنه بيحبين وإن دي
الطريقة الوحيدة اليل كان ممكن يقرب مين بيها ومن ساعتها قررت
أقطع عالقتي باالتنني ورجعت لعقدي القدمية.
i
ال يعلم الغيب إال الله ،واإلنسان اليل بيحاول يلعب علييك ويعمل
نفسه منجم بيطلع عىل الغيب ده إنسان كذاب ،غري كده الثقة اليل
اتعامل بيها مع البنت يخيل أي حد يتيقن إنه مذاكر كويس وعارف
كل كلمة بتخرج منه برتوح فني وبتأثر ازاي ،لكن ده خال عليها وده
راجع لذكائه ألنه لعب عىل وتر حساس جواها وعىل جرح مل يندمل.
باإلضافه لعزفة عىل نقط الضعف فيها وده اليل خىل عقلها يف
حالة من الغيبوبة املؤقتة وبالتايل كان من الطبيعي إنها تستجيب
ليه يف النهاية ألنها شافت فيه الكائن الخارق اليل هيقدر يداوي
149
+
جرحها ويزرع جواها الفرح علشان ينمو ويرتعرع فرتتاح من همومها،
وألن مفيش جرمية كاملة ،هو ساب وراه دليل وده بان ملا بدأ يخمن
حاجات غلط ويف اللحظة دي كان أفضل ليها إنها تراجع نفسها وتفكر
بهدوء يف كالمه من األول واألرسار اليل عرفها وكانت فتشت يف ذاكرتها
عن أي شخص باحت بأرسارها ليه وكانت هتعرث عىل اإلجابة بدون
عناء.
لكن ده محصلش وفضلت مكملة لحد ما كانت صدمتها بإنه
يعرف غريها ،وطبيعة الشاب اليل من النوعية دي إنه بيكون ليه
عالقات كتري وبري أرسار علشان كده بيكون من السهل عليه تجميع
معلومات عن أي شخص ألنه مصدر ثقة لناس كتري وبالتايل بيعرف
يدخل لكل بنت عىل حسب شخصيتها ،وطب ًعا ملا حس بامللل قرر
يصدمها بالحقيقة ،والقرار الصح اليل أخدته عىل الرغم من تأخره إنها
أخرجت صديقتها من حياتها ألن «الصديق الذي يفيش رس صديقه
ال خري فيه»
(
150
+
()36
$
عرفته عن طريق الفيس بوك يف البداية ،كان زميل ليا يف الكلية
بس أكرب مين بسنتني ،القيته من أول تعارفنا جريء وبيتكلم يف كل
حاجة فاستغربت يف البداية وحاولت أقمع اندفاعه يف الكالم إال
إنه كان بريد عليا مبنطق بيخليين أقتنع ،خاصة إنه داميًا كان بيقويل
إن اجلسد زي أي حاجة ،فليه البنت مبتزعلش ملا حد يقوهلا مالحمك
151
+
حلوة أو وشك مبهج وبتضايق وتغضب ملا حد يتغزل يف جسمها،
وإن النظرة ملا بتكون للجسد فيها انبهار ده بيخيل البنت يكون
عندها رضا عن جسمها وواثقة يف أنوثتها ،وده بيجعلها تعيش يف
حالة سالم وألفة مع جسدها ،لفين زي صوباع املحيش ابن اهلرمة.
كان جديد عليا احلوار وكنت برصاحة زهقت من نوعية األوالد
اليل غرقانني يف املحن حتى النخاع ...بحبك ...أبوس إيدك ..أبوس
رجلك ..حاجة هم ،فكنت حمتاجة لشخص حيسسين بأنوثتي،
أحيا ًنا البنت بتكون حمتاجة الولد اليل يبص ملفاتنها ولألسف كل
اليل حبوين كان كل اهتاممهم بالوش واملالمح واحلب واملحن
والكالم اليل ميأكلش عيش ده وحاجة نيلة.
اتقابلنا يف أول يوم يف الكلية وملا سلمت عليه ضغط عىل إيدي
بقوة فحسسين بشدته وإنه ناشف مش عيل طري زي اليل كانوا
قبله ،فحسيت إن اللمسة دي قادت جوا صدري النار ،وبعدين
واحنا قاعدين بصاته كانت جريئة لدرجة الوقاحة ،حسيت إنه
عراين من هدومي بنظرة منه كانت بتنفد ألعمق حتة مين ..
بعدها القيته باعت ليا قصيدة شعر كلها غزل رصيح بتمدح
يف جسمي ومفاتين أو بصيغة أوضح ،عالقة جنسية كاملة منظومة
بصيغة شعرية فحسيت بانتشاء رهيب ،واختيلت كل عبارة،
ورشبتها زي األرض ما بترشب ضوء الشمس وحتيا به ،وكان
اخلازوق.
152
+
منكرش إين كنت يف حالة استعداد إين أرتبط ب bad boyميكن
علشان كده اتعلقت بيه وحبيت أعيش التجربة ،بيقنا بنتكلم كأننا
اتنني متجوزين وملا كنا بنخرج كانت إيده بتتجول يف أماكن معينة
كنت بقشعر عند مالمستها ،حلد ما روحنا شقة كان مأجرها حوايل
الساعة 6الصبح علشان البواب ،وعملنا عالقة شبه كاملة االستثناء
الوحيد منها إين خرجت عذراء ،وبدأت اتعود عىل ده حلد اإلدمان.
حلد ما القيته بيعمل كده مع بنتني من دفعتي فاترنفزت أوي
وحسيت مبهانة ألن ده طعن يف أنوثتي وإين مش مالية عينه مع إنه
جدا وكان يف شقتهمكحكح ونفسه مقطوع ،قابلته وأنا غضبانة ً
برضه يف نفس امليعاد ،وملا سألتهه مأنكرش وقايل «انتي ليه عاوزة
ختتزيل املتعة لييك بس ،بطيل أنانية!» ،فاستغربت أوي من اليل قاله
فقولتله إين بكرهه وبكره اليوم اليل عرفته فيه ،وشتمته وقليت منه
فقام واخدين يف حضنه فاستسلمت ليه.
جدا خاصة ملا حاول إنهحتديدا حاول يقلل مين ًً واملرة دي
يقرب من أريض املحظورة اليل بتفرق ما بني آنسة ومدام لكين فوقت
وانتفضت كأن عقرب لدغين ،فضحك وقايل «يال بره ،مش عاوز
أعرفك تاين ألنك رخيصة وأنا مبحبش الرخاص!» صعبت عليا
نفيس أوي ومن ساعتها كل ما عيين تيجي يف عينه بوطي رايس ألنه
كرسين بجد وطعين يف أنوثتي ،وهذا لو تعلمون عظيم.
i
153
+
املوضوع يف البداية كان متحدد ليه أساس «املتعة املتبادلة»،
والطبيعي إن الرغبة ملا بيحصلها فتور بيمل اإلنسان ويبعد ،وده
الفرق ما بني الحب وغريه ،والشباب اليل أهانتهم بكالمها ووصفتهم
إنهم عيال «طرية» ..غال ًبا كانوا بيحبوها ألن اليل بيحب مبيهتمش
مبفاتن الجسد قد ما بيهتم مبرسات الروح.
وده اشأمزت منه قد يكون إلعوجاج يف فطرتها أو لحاجة غرائزية
مرتبطة بالفضول للدخول يف عالقة تشعر فيها بأنوثتها ،وألجل ده
بالذات سلمت نفسها للشاب اليل دخلها من نقطة ضعفها ،والنقطة
اليل املفروض البنت تاخد بالها منها إن الغالبية العظمى من الذكور
ينطبق عليهم مسمى ال ،bad boysلكن الغالبية دي ملا بتحب فمن
الصعب إنها تكون كده مع اليل بتحبه ،ألن الحب تجاذب أرواح
وتالقي قلوب قبل ما يكون تالحم أجساد ألن األخرية مكملة ملا
سبقاها وتابعة لهام وليس العكس ،بس لسذاجتها وحرصها عىل قطف
مثار اللذة املحرمة قبل أوانها كان رضوري إن النهاية تكون مريرة
ومهينة ليها بالشكل ده ..ألن الجزاء من جنس العمل.
(
154
+
()37
$
األنثى ملا بتخرج من قصة حب فاشلة بتميش يف طريق من
اتنني ،إما إهنا تزهد الرجالة لفرتة كبرية ويكون عندها عقدة منهم
وإما إهنا ترمي نفسها يف حضن أول راجل يفتحلها ذراعيه ،وده اليل
حصل معايا بالظبط ،خارجة من عالقة مدمراين نفس ًيا وخملياين
يف حالة يرىث هلا وده ميكن ألين وحيدة بعد وفاة والدي ووالديت،
وأخويا مسافر أسرتاليا ومبقاش بينزل بعد ما اتطمن إين اجتوزت
وخلص مين.
155
+
إحساس سيئ إنك حتس إنك قشة يف مهب الريح بتجرفك من
مكان للتاين بدون رمحة ومفيش حد ينجدك أو تتسند عليه ،حلد ما
القيت ابن عمي اليل بيدرس لسه يف اجلامعة بدأ هيتم بيا ويسأل عليا
وجيييل البيت يتطمن عليا كل شوية ،وبالتليفون مبيسبنيش ،وقف
جدا يف املرحلة دي وحسيت إن ربنا بعته ليا من السام علشانجنبي ً
أتسند عليه ألين حسيته وقتها إنه راجل رغم صغر سنه ،طب ًعا هو كان
وحيد وعمي كان مدلعه حلد ما مات من سنتني تقري ًبا ،والغريب
إن ابنه مكنش بيسأل عليا فلام افتكرين وحس بيا ،حسيت إن طاقة
نور دخلت حيايت من جديد بعد أن طال الظالم.
أصال فمكانش حد نظرا ألنه ابن عمي وكنت عايشة يف بيتنا ً
و ً
مهتم بينا ،ومع األيام القيته يف مرة بيتصل بيا حوايل الساعة 9
وكلمين وكان صوته متضايق أوي ،قايل إنه ساب الشقة اليل ساكن
فيها مع اتنني أصحابه علشان مشكلة بينهم ولألسف الفيزا بتاعته
ضايعة بقاهلا كام يوم وكسل يطلع غريها ،والفلوس اليل معاه مش
هتكفيه إنه ياخد أوضة يف فندق ،فعرضت عليه إنه ييجي يبات
معايا وكان رافض حلد ما أحليت ،جايل الشقة وقعدنا اتكلمنا شوية،
وبعدين القيته جه قعد جنبي ومسك إيدي وقايل بصوت متوتر «أنا
بحبك ،بحبك حتى من قبل ما تتجوزي ،بس علشان فرق السن
كنت شايفك مستحيلة علشان كده مكنتش بسأل ،وملا اتطلقتي
حسيت إن روحي رجعتيل»
وبعدها بىك فملست عىل شعره وعىل خدوده حلد ما حسيت
بسخونة أنفاسه وبشفايفه نازلة عىل ويش وشفايفي فتفاعلت معاه
وحصل اليل حصل.
156
+
فضل قاعد معايا يف الشقة كذا شهر ،اتعلقت بيه أوي وعشنا
جدا
عيشة األزواج بكل تفاصيلها ،حبيته بجنون وبقيت أغري عليه ً
بعد ما وعدين باجلواز بعد التخرج ،وفضلنا نقيض شهور من املتعة
الالحمدودة حلد ما اخترج ،وألنه كان وحيد فملوش جيش فمكنش
بيجييل إال عىل فرتات ،وملا أحليت يف موضوع اجلواز باسين من خدي
وفعال
وسافر بعد ما وعدين إنه هيخلص املوضوع ده يف أقرب فرصة ً
عمل كده ،بس بأقذر طريقة ممكنة ،القيته باعتيل دعوة حلفل زفافه!
كلمته وسحبتهاله يف التليفون وأنا مستعده أ .........لو قدامي ،فقال
«اهدي يا ماما مش كده ..كنتي مهمومة وحمدش معربك فقولت
أكسب فييك ثواب وأدلعك شوية ،احلق عليا يعين!»
i
الوحدة داميًا من الحاجات اليل بتجربنا إننا ناخد قرارات رسيعة
وغبية ،سلكت الطريق األسهل علشان تنىس ،ميكن إلحساسها إنها
محتاجة ضهر تتسند عليه أو ألنها حاسة باالحتياج لفقدانها للجنس
اآلخر يف حياتها ،أو إنها خايفة من الوحدة اليل برتعبها وبتاكل يف
روحها ،لذلك فتحت الباب ألول طارق عىل بابها ،وصدقت حججه
الساذجة حد السخرية ،وسلمتله نفسها الحتياجها لنظرة تخاطب
غرائزها ،إنها مرغوبة يف عني حد.
وده اليل يربر تساهلها مع ابن عمها ،نايم ،وببالش ،مفيش أحسن
من كده ،النقطة البارزة إنها لو حللت كالمه كانت هتكتشف كذبه،
ألنه حبها امتى وازاي ،ألن روايته العبيطة اليل قالها ميصدقهاش إال
157
+
حد عمته الرغبة واستبد بيه االحتياج ألقىص حد ،وفضلت عايشة يف
الوهم علشان خايفة تواجه نفسها ،ألنها لو واجهت نفسها هتطرده
رش طردة غري آسفة عليه ،لكن االحتياج إدمان ،ومن يدمن يصعب
عليه الخالص ،فلذلك ليس أمامها طريق سوى الرتيث وإشغال النفس
بهدف وعمل حتى تقلل من فرتة وحدتها ،وتدفن أحزانها يف مقربة
النسيان وسيأيت الحب ال محالة ..فقط عليها االنتظار.
(
158
+
()38
(�خلجول يلفت نظر �لأنثى �ملحافظة ،ظ ًنا منها �أنه �شيكون لها
وحدها ،و�شيمنعه خجله من �لنظر ل�شو�ها ..لكم هي و�همة!)
$
أمي قالتيل إن الولد اليل عينه مبترتفعش من عىل األرض حمرتم،
وإن الشخص اخلجول نعمة من نعم ربنا ألن اإلميان ال يكتمل إال
ح اإلنسان فليفعل ما يشاء ،قالت إن اإلنسان
باحلياء ،وإن مل يست ِ
اليل زي ده بيكون زي اجلوهرة النادرة الوجود ألن الرجالة بطبيعتهم
بجحني وعينهم زايغة وتندب فيها رصاصة ،فاليل زي ده ملا يتالقى
يتمسك فيه باأليد والسنان علشان ميفلسعش.
159
+
ويف مرة تانية عرفتين إن اليل عينه مشافتش كتري بيكون من
السهل عىل الست إهنا تبهره ومتلك قلبه بسهولة ألنه هيكون رايض
بأقل القليل زي الفقري اليل ملا بيشوف اللحمة بيكون هيغمى عليه
من الفرح عكس اليل عايش عليها ،املهم من وقتها وأنا جوايا
اتغرست بذرة حب الولد اخلجول ،ومنت البذرة ومدت جذورها
جوايا حلد ما شوفت موظف جديد يف رشكة االتصاالت اليل شغالة
فيها ،خمتلف عن كل اليل اشتغلوا معايا قبل كده
كلهم كانوا من الصنف اليل عاوز أي حلمة والسالم ،كالب
بتجرهم سالسل شهوهتم إال إن ده كان خمتلف ،أول ما دخل كانت
عينه يف األرض وبيميش بخطوات متوترة افتكرهتا خوف ،لكن ملا
عرفين عليه مديري يف الشغل ،وعيين جت يف عينه وشه امحر ..يا
خاليث عىل العسل ..عامل زي الطفل اجلميل ملا يتكسف ،فاملهم
سلمت عليه فحسيت إن جسمه اقشعر شوية وميكن مكونش
بأفور لو قولت إنه عرق ،ففرحت أوي وحسيت بإعجاب رهيب
ناحيته ،وقولت بس ..شكل ماما هتفرح أوي.
كنا بنقعد يف الشغل لوحدنا فالقيت نفيس وأنا البنت املحافظة
بقرب منه وبقتحمه وكل ملا أقرب هو يبعد يف خجل ،وكل ما أكون
جدا وحسيت إن كالم ماما كلهأجرأ كل ما يتكسف فسحرين ده ً
صح.
فأطلقت العنان ملشاعري اليل كنت مقيداها بأصفاد فوالذية
فطارت برشاقة ناحيته ،وصارحته بحبي ألين كنت عارفة إن خجله
هيمنعه من البوح بخبيئة نفسه ،اتكسف كالعادة وسكت ،فاعتربت
160
+
السكوت عالمة الرضا واتعاملت معاه من بعدها من منطلق إنه
بتاعي وبيحبين ،وخجله ده كان هيجنين حلد ما بوسته ،ومش عارفة
ليه حسيت إهنا مش املرة األوىل ليه!
قربت أكرت واكتشفت قبل ما الفأس تقع يف الرأس من خالل
واحدة صاحبتي ،بس كانت من النوع اليل مقطع السمكة وديلها،
وريتها صورته بعد ما حكيت ليها عليه ،الدهشة اكتنفت مالحمها
حلظات ،وبعدها ضحكت بشكل هستريي ،وقالت «اخللبوص ده
خجول ..ده انتي غلبانة أوي» حكت ليا بالوي عنه فأنا مصدقتش
حلد ما قررت تثبتيل.
كلمته ووقعته وأنا مش مصدقة ،كان زميلها الواطي يف الكلية،
خجال ومها
ً جابته شقتها وسمعت منه كالم وقح يندى له اجلبني
قاعدين سوا يف الصالون ..وبعدين دخلت عليهم فاجتمد يف مكانه
كأن صاعقة من السام نزلت عليه ،واخلجل خضب وشه لدرجة إين
حسيت من كمية خداعه إهنا هي اليل خطفاه وعاوزة تغتصبه ،وهو
يعيين مكسوف ومش عارف يعمل ايه ،تفيت يف وشه وخرجت وأنا
لسه حلد دلوقتي مش مصدقة إن الشخص اليل حبيته عمل كده.
i
أمك ..أمك ..أمك ..اوعى تزعل أمك ..ميكن ده بالظبط اليل
ينطبق عىل البنت ،إنها طول الوقت ماشية يف املسار اليل محدداه األم
ليها ،كل إنسان ليه حياته وميوله الخاصة اليل بتختلف ما بني شخص
والتاين ،ميكن األم كان عندها حق يف اليل قالته لحد بعيد وده بيعرب
161
+
عن خربة مجتمعية متأملة لطبائع البرش لكن لألسف زرعت بدون
قصد يف وجدان بنتها إن الشاب الخجول هو الوحيد القادر عىل صونها
والحفاظ عليها وزي ما بيقولوا الزن عىل الودان أمر من السحر.
فمن كرت ما األم كانت بتكرر نصيحتها وتعدد مزايا الشاب الخجول،
كانت رغبة البنت بتزيد ناحية هذا النوع من الرجال وبيتبلور فتى
أحالمها بنا ًء عىل هذه املواصفات اليل زُرعت يف سنواتها األوىل ويف
مراحل تربيتها يف الالوعي ويف وجدانها ،وكأنها بترصخ طول الوقت
خجوال!» ،تفتش عنه يف كل مكان ،تسأل عنه موج البحر ً «أريده
وفريوز الشطآن.
وحتى ملا شكت يف سلوكه مقررتش تراجع نفسها بل متادت يف
حبها والولد طب ًعا فرحان بده ،ألنه من خالل الكاريكاتري اليل راسمه
بياخد حاجات مكنش يحلم بيها وهي كامن اليل بتقرب ،مفضلش بس
غري إنه ميثل دور الفتاة العذراء يف ليلة دخلتها وكل حاجة هتميش
زي ما رسم ،ورغم إن كان ليه هفوات تقدر تكشف عن شخصيته
الحقيقة إال إن الرغبة كانت عامية البنت ومش مخلياها تشوف ،ويف
اآلخر خرجت من املولد من غري حمص علشان كده هي حزينة .أصلها
بتموت يف الحمص أوي!
(
162
+
()39
$
جدا
اتعودت أشوفه يف بوكلت ،كان برنس يف نفسه وشيك ً
باإلضافة لوسامته وستايله احللو ،شبه نجوم هوليود ،عيين وقعت
عليه من أول حلظة شوفته فيها وبقيت برتدد عىل املكان ساعتها يف
نفس الوقت ،والغريب إين غال ًبا كنت بالقيه قاعد يف نفس مكانه،
ماسك كتابه والسيجارة يف إيده ،حسيت إن فيه جاذبية رهيبة
بتشدين ليه وبقيت مركزه معاه أوي ،بس اليل كنت مستغربة منه
إنه ازاي مبيجيش معاه حد وإنه بيكون لوحده ،أصل مستحيل
163
+
يكون مش مرتبط ،أصل املوز ده ملا يبقى مفيش حد يف حياته
اومال يبقى مني عنده؟!
غاب عن املكان فرتة وكنت كل ملا أروح جيييل حالة من اليأس
ألن األمل عندي كان بيبقى كبري ويتبدد ملا عيين تفتش عليه
ومتالقيهوش ،حلد ما قررت إنه يكون آخر يوم أروح فيه هناك،
وكانت املفاجأة بقى إين القيته فحسيت إين القيت روحي بعد ما
كنت تاهية مين ومش عارفة جاتيل الشجاعة منني إين أقوم وأروح
جدا وقايل إنه مركز معايا من فرتة ،بس
أكلمه ،والغريب إنه رحب ً
حمبش يكون شخص متطفل وييجي يتكلم معايا ،ففرحت أوي
جدا».
وقولتله وده معناه ايه فجاوبين «معجب ً
عرفت منه إنه كان بيحب واحدة بس لألسف اختلت عنه
وسافرت مع جوزها لباريس وألهنم كانوا متعودين يتقابلوا هنا،
فكل يوم بييجي علشان روحها لسه مالية املكان ،وملا سألته هو
ليه غاب األيام اليل فاتت ،جاوبين «كنت هبرب منك» ،استغربت
وقولتله «ازاي؟!» ،فرشحيل إنه بدأ حيس بيا ،حاول هيرب من
اإلحساس وخيتربها ألنه يف الفرتة األخري مكنش عارف هل هو
بييجي هنا علشان روح حبيبته وال علشاين أنا ،حلد ما اتأكد إنه
بييجي علشان يشوفين ،وده اليل خاله ييجي النهاردة وكله أمل إنه
يشوفين وكل اليل امتناه حصل ،ومسك إيدي وطبع عليها قبلة فيها
حنية ورقة فحسيت إن نور فجر احلب شقشق بني ضلوعي والقيته
بيقويل «بحبك».
164
+
ارتبطنا وقررت نغري املكان واستجاب ليا الرصاحة ،عشنا أحىل
أيام عمرنا ،إنسان ذوق وبيعرف يترصف بأخالق أرستقراطية يف
فعال احلب اليل يرشف ،وملا حاولت أستفرس منه
كل املناسبات ،ده ً
عن حياته وعن عنوانه ،قايل ملا ييجي الوقت املناسب ،فمبقتش
أسأله علشان متأكدة إنه هيعرفين كل حاجة يف وقتها ،وكنت غبية
وأستاهل رضب اجلزمة ألنه اختفى فجأة ومن ساعتها وأنا كل يوم
بروح بوكلت ميكن أالقيه هناك ،بس لألسف ،ليس كل ما يتمناه
املرء يدركه.
i
املظاهر عاملة زي الخواتم الفالصو ،يف ناس كتري بتنخدع بربيقها،
بس الذيك هو اليل بيعرف ينفذ للمعدن األصيل أو الجوهر الداخيل
لإلنسان ،والحاجة التانية اليل لفتت نظرها إنه مبيجيش مع حد
وبالتايل برق األمل يف صدرها وحست إنه ممكن يكون مش مرتبط.
والغلطة التالتة إنها كلمته وطب ًعا ملا قالها إنه مهتم بيها صدقت
وده يشء مثري للريبة ،ألنه لو كان مهتم كانت هتالحظ ده ،خاصة
إنها كانت مركزة معاه أوي وبالتايل أي لفتة منه كانت هتلفت نظرها
وهتشجعها إنها تقرب منه لكن الوهم ضخم لها األمل وخالها تصدق.
والحاجة الرابعة اليل كان من املفرتض تاخد فيها قرار حاسم وتبعد
بكرامة ملا سألته عن حياته وأهله ورفض اإلفصاح لها عنهم فطب ًعا
طنشت والوهم صور لها إنه ال بد إنه يصارحها يف يوم من األيام ،مع
إن إنسان بالصورة اليل رسمتهاله يف خيالها من البديهي إنه يصارحها
165
+
بكل حاجة وخاصة إنه صارحها بالجزء األهم وهو حبه املايض فكان
من الطبيعي يعرفها حياته وعنوانه وأهله ده لو كان بيحبها ،والحب
لو مفيش فيه ثقة ومكاشفة من األول يبقى مش حب لكنها مرصة
عىل الخازوق علشان كده فاقت يف يوم مالقتش غري رساب ،فحبيب
قلبك يا بنتي ليس له عنوان ..ما أصعب أن تهوى ً
رجال يا بنتي ليس
له عنوان!
(
166
+
()40
$
عارفني إحساس إن حد يكون جنبك ومهتم بيك ،يف وقت الشده
تالقيه أول حد بيسندك وحامي ضهرك ،ويف وقت الفرح يكون أول
حد بريسم الضحكة عىل شفايفك ،ويف وقت احلزن تالقيه أول حد
جدا يف
يفرج كربك ،شعور ممتع إنك حتس إنك غايل أوي وعايل ً
نظر حد ،عرفته من الطفولة ،ومن واحنا يف ابتدايئ ،ذكريات حلوة
167
+
كتري بينا ،عارف أنت إحساس إنك أول ما وعيت عىل الدنيا القيت
اإلنسان ده يف وشك ،شوفته بكل تفاصيله ويف كافة أطوار منوه ،زي
الزهرة ملا تبذرها حلد ما توصل ملرحلة النضج ويفوح منها الشذا.
مش عارفة امتى اتغري وال حتى ازاي ،بس اليل حصل بعد ما دخل
هو جامعة وأنا بقيت يف جامعة تانية إنه كلمين وقايل وحشتيين،
وفضل يتمحن عليا ويعميل من احلبة قبة مع شوية سهوكة وحنية،
مش عارف ليه حسيته مصطنع ،بس الغريب إنه ملا فاجأين وقايل
«بحبك» حسيت إن قلبي بيدق برسعة غبية ،كأنه فرياري فرامله
سابت فمحدش بقى عارف يوقفه أو هيديه.
شعور غريب أوي مكنتش اتوقع إنه يتولد فيا بسبب كلمة منه،
ميكن هاتف داخيل دامهين يف اللحظة دي كأنه بيحذرين من القرب
بس أنا أخرسته ألين خوفت أرفضه فيبعد عين وأخرس بالتايل صديق
طفولتي ،قولتله إنه فاجأين والزم يديين فرصة أفكر ،القيته بعدها
بيلح عليا إنه يشوفين وبقى بيكلمين فون كتري.
فبرصاحة بسبب إنه كان جنبي يف كل األوقات وألن فيه إحساس
حلو بدأت أحسه وافقت وارتبطنا ،يف البداية كل حاجة كانت
كويسة ،كان بيعميل كل حاجة بحلم بيها وطول الوقت عاوز
يفرحين ،امتسكن حلد ما امتكن ،وفجأة القيته اتغري ،بقى بيتغزل
يف جسمي وده كان أول مرة حيصل ،احتملت وقولت ميكن بيهزر.
وبعدين خدين يف حضنه فحسيت إين بدوب بس يف نفس
الوقت وبغريزة األنثى حسيت إن قلبه متحركش ،حاجة تانية اليل
168
+
احتركت ،حلد ما طلب مين عالقة غري رشعية وده بالنسبة ليا كانت
القشة اليل قصمت ظهر البعري.
اتعصبت عليه أوي وهزأته فمتحملش وقايل «انتي فاكرة أنا
مثال؟!» ..حسيت بدونيته
قولتلك بحبك ليه ،علشان جمنون بييك ً
أوي ،وإنه شخص واطي خسارة احلزن عليه ،لكن لألسف قلبي
مقدرش ينساه لدرجة إين أحيانًا بقول لنفيس «لو كنت اديته اليل
نفسه فيه ميكن كان تبت فيا ومبعدش!»
i
الحب يولد يف القلب مع النظرة األوىل وما عدا ذلك مجرد هراء،
داميًا ملا بنحب حد بتكون نظرتنا األوىل ليه مختلفة ،هزة معينة
بتمس القلب بتخليه يف حالة عجيبة كأن الزمن وقف بيه يف لحظة
تالقي األعني ومبيكونش عاوز اللحظة دي تنتهي ،وبعدين مع الوقت
إما اإلحساس ده يتنامى ويكون حب متكامل األركان أو ينزوي
فيموت ،وعلشان يكتمل ليه مراحل زي ما بيقول أمري الشعراء “نَظ َرة
َفاب ِتسا َم ٌة َف َسال ٌم َفكَال ٌم َف َمو ِع ٌد َفلِقا ُء “
لكن إن صداقة تتحول لحب ده أول البالء ،ألن اليل عاوز يعرفك
وقرب منك كصديق فده مكانه الطبيعي وألن الصديق الحقيقي
بيكون عارف مسئولياته فبيكون داميًا مدرك إن صديقته ليست ً
مجاال
للحب ،أما اليل كان صديق وإذ فجأة يقولك إنه بيحبك ده كداب
169
+
..ألن ببساطة شعور الحب لو متوجدش من البداية مبيتولدش مع
األيام واملعرفة ،فاحذرن من األصدقاء إذا أرادوا االرتباط ألنهم ..
السم يف العسل!
(
170
+
171
+
172
+
لوال هؤالء ما تم الكتاب فأتقدم بجزيل الشكر لهم :
– 2محمد املرصي – 1رشيف سنارة
– 4عبري جامل – 3غادة موىس
– 6عمرو النجار – 5إرساء شوقي
– 8ستيف – 7آية عزت
– 10إلهام فايد – 9عمر يوسف
– 12رشوق محمد – 11مصطفى رشف
– 14يرسا أبو طالب – 13مي عامد
– 16إبراهيم بسيوين – 15عبد الرحمن يادم
– 18مصطفى وليد – 17إرساء الديبة
– 20كريم ماهر – 19محمد حاتم
– 22سايل سامح – 21صفا صالح
– 24رانيا صالح عمران – 23نجوان البيشاوي
– 26محمد عامد – 25آية جامل
– 27شلتوت
173
+
174
+
للتواصل مع املؤلف :
,FB/duke.maged
175
+
176
+