You are on page 1of 179

‫قواعد الشقط األربعون‬

‫سنارة؛ ماجد‬
‫قواعــد الشــقط األربعــون‪ :‬روايــة‪ /‬ماجــد ســنارة‪ - .‬القاهــرة‪ :‬دارالرســم بالكلمــات للنشــر‬
‫والتوزيــع ‪ /‬القاهــرة‪2018 :‬‬
‫‪176‬ص؛ ‪20×14‬‬
‫تدمك‪978-977-6502-81-9 :‬‬
‫رقم اإليداع‪2017/28774 :‬‬

‫دارالرسم بالكلمات للنشروالتوزيع‬ ‫دارالنش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر‪:‬‬


‫قواعد الشقط األربعون‬ ‫عنوان الكت ـ ـ ـ ــاب‪:‬‬
‫ماجد سنارة‬ ‫الكاتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب‪:‬‬
‫عمرجوبا‬ ‫تصحيح لغ ـ ـ ـ ــوي‪:‬‬
‫سمرمحمد‬ ‫تنسيق داخلـ ـ ـ ـ ــي‪:‬‬
‫عبيروارث‬ ‫تصميم الغ ــالف‪:‬‬
‫محمد املصري‬ ‫إشراف ع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــام‪:‬‬

‫جميع حقوق امللكية الأدبية والفنية حمفوظة للنا�شر‬

‫‪elrasm.blkalemaat‬‬
‫‪elrsmblklemat@yahoo.com‬‬
‫‪01061419555‬‬
‫قواعد‬
‫الشقط األربعون‬
‫ماجد �سنارة‬
‫�إىل �أبي و�أمي‪:‬‬
‫جد� و�أمتنى �إنكم تفخرو� بيا يف يوم من �لأيام‪.‬‬
‫بحبكم ً‬

‫�إىل ر�دوبي�س‪:‬‬
‫بع�شقك‪ ،‬و�أمتنى �أكون قد �لوعد‪.‬‬
‫(تنويه)‬

‫�لقاعدة يكتبها‪� :‬ل�شقيط‪.‬‬


‫�لق�شة تكتبها‪� :‬مل�شقوطة‪.‬‬
‫�لتحليل يكتبه‪� :‬ملوؤلف‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫(كن جري ًئا‪ ،‬فاجلنب لن يجعلك تقتحم قلب �أنثى‪ ،‬و�علم‬


‫�أن �خلوف هو �أكرب عائق يف �شبيل هدفك �ل�شامي «�ل�شقط»‪،‬‬
‫أبد� لن ت�شلم مفتاح قلبها لإن�شان مرتعد)‬
‫فالأنثى � ً‬

‫‪$‬‬
‫كنت قاعدة مع أصحايب قدام الكلية ومنسجمني يف الكالم‪،‬‬
‫القيت حد مرة واحدة بيقويل «انتي عجباين» فاستغربت وقولتله‬
‫«أنت عبيط؟!» ‪ ..‬قايل إنه من أول ما شافين وأنا داخله دماغه وملا‬
‫حس إنه عاوز يقويل كدة عمل ده‪ ،‬برصاحة عىل الرغم من إين مثلت‬
‫إين اترنفزت إال إين أعجبت بترصفه‪ ،‬اجلرأة حلوة مفيش كالم‪..‬‬
‫كلمته بشكل هيينه‪ ،‬ضحك بسخرية وقايل بالش تقويل كالم‬
‫انتى مش مقتنعة بيه‪ ،‬عىل فكرة أنا بفهم أوي يف لغة اجلسد ‪ ..‬صدمين‬
‫‪9‬‬
‫‪+‬‬
‫كالمه وحسيت إنه اقتحمين من الداخل‪ ،‬وسابين وميش وعىل وشه‬
‫ضحكة كلها سخرية‪.‬‬
‫جيت أنام لقيت طيفه بيحارصين بنفس االبتسامة اللزجة اليل‬
‫اقتحمين بيها‪ ،‬حسيت إين يف حالة حرية‪ ،‬الواد عجبين للدرجة دي‬
‫وال جمرد حاجة عابرة هتتالىش برسعة؟! إال إنه مسابش ليا الوقت‬
‫إين أعرف ده‪ ،‬القيته تاين يوم بيطاردين‪ ،‬واأليام اليل بعدها عىل هذا‬
‫املنوال‪ ،‬ويف يوم الفالنتني املرصي كنت واقفة مع صديقة ليا‪،‬‬
‫فالقيته شدين من إيدي‪ ،‬فأنا اندهشت وحسيت بالغضب بيغيل يف‬
‫صدري واترنفزت عليه وقولتله ‪ ..‬ايه اهلبل ده؟! مسك ايدي وباسها‬
‫قدام الناس وطلع ليا من الشنطة بوكيه ورد وقايل «بحبك”‪ ،‬عيين‬
‫دمعت وحسيت إن قلبي بيزقطط فارمتيت يف صدره فحضين أوي‪،‬‬
‫وحسيت يف حضنه بالدفا اليل كنت مفتقداه‪.‬‬
‫ميكن أول حاجة لفتت نظري ناحيته هي جرأته‪ ،‬كنت‬
‫بستغرب أوي من األوالد اليل بيحبوا حد بغباء وميكونش عندهم‬
‫الشجاعة الكافية إهنم يصارحوا اليل بيحبوه حلد ما يضيع منهم‪،‬‬
‫ويبكوا بعدها عىل اللنب املهراق‪ ،‬ويسمعوا كتاب حيايت يا عني‪،‬‬
‫ويقولوا ياريت اليل جرى ما كان ويعيشوا يف دور العاشق اليل لسه‬
‫أصال‪ ،‬وحبك يف قلبي يا‬
‫عايش عىل الذكرى اليل مكنتش موجودة ً‬
‫هبية زي حب األقرع للكوفية‪.‬‬
‫وبعد ما ارتبطنا انقلبت جرأته لوقاحة‪ ،‬بدأ ميد إيده يف أماكن‬
‫معينة من جسمي واحنا ماشيني أو قاعدين‪ ،‬بقيت بحسه بيتعمد‬
‫حيتك بجسمي‪ ،‬كالمه كله بقى يف املواضيع اجلنسية البحتة‪ ،‬ولألسف‬
‫‪10‬‬
‫‪+‬‬
‫حسيته حيوان بيجري ورا رغباته بدون النظر لليشء املقدس اليل‬
‫كان بريبطين بيه‪ ،‬ورغم كدة مكنتش قادرة أختىل عنه ألن حبه‬
‫استقر جوايا‪ ،‬حلد ما يف يوم القيته قاعد بيهزر مع زميلة بشكل وقح‬
‫استفزين لدرجة بشعة‪ ،‬فقربت منهم واترنفزت عليه قدامها‪ ،‬قولتله‬
‫ايه القرف اليل انت بتعمله ده ‪ ..‬قايل «انتي مني علشان تكلميين‬
‫كدا» ‪ ..‬قولتله «نعم؟! واحلب اليل بينا» ‪ ..‬قايل «اتبخر» ‪ ..‬تفيت يف‬
‫وشه وحمستش بنفيس إال وإيدي نازلة عىل خده ‪ ..‬ولدهشتي الكبرية‬
‫‪ ..‬معملش ليا حاجة إال إين شوفت نفس ابتسامته اللزجة بتظهر تاين‬
‫وكأنه بيسخر مين ومن حبي ‪ ..‬سابين ابن الكلب وخىل عفاريت‬
‫الشوق تركبين ‪ ..‬وبقيت بقول ياريت اليل جرا ما كان‪.‬‬

‫‪i‬‬
‫عىل مدى تاريخ التطور البرشي كنا بنالحظ إن األنثى بتنجذب‬
‫بشكل كبري للشخص الجريء اليل بيملك الشجاعة الكافية يف مواجهة‬
‫أي يشء‪ ،‬وألنها كانت شايفة إن فيه عالقات كتري دمرتها ريح الجنب‬
‫وحالت دون بدايتها فكان طبيعي إنها تكون محتاجة شخص جريء‬
‫لديه القدرة عىل اقتحامها‪ ،‬غري هياب ليشء يف سبيل الوصول إليها‪،‬‬
‫وألنه اختار التوقيت املناسب اليل يصارحها فيه بحبه وطب ًعا ترصف‬
‫بجرأة وكأنه بيعلن قدام الناس إنه فخور بحبه ليها وده وصل بطريقة‬
‫غري مبارشة ملا باس ايديها قدام الناس ‪..‬‬
‫وبدأت بعد ارتباطهم تدرك مدى التغري اليل طرأ عليه‪ ،‬ألن اليل‬
‫بيحب‪ ،‬جرأته هتفضل يف اإلطار الصحيح اليل نابع من القلب‪ ،‬وألن‬
‫الغريزة كانت هي اليل بتقوده فده أدى إىل تغري جرأته لوقاحة ظ ًنا‬
‫‪11‬‬
‫‪+‬‬
‫منه إنها هتستجيب فلام شبشبتله فحب بزهو الذكر ينفش ريشه‬
‫زي الديك الرومي إنه يجرحها وده اليل خاله يستفزها قدام زميلة‬
‫ليهم ألنه كان متأكد إنه هيتخلص منها ويهينها يف نفس الوقت أو‬
‫إنها تتغري معاه وتديله اليل يعوزه تحت داعي خوفها من بعده عنها‬
‫فتقوم تجذب السمكة لشباكها بكل الطرق خشية ترسبها لشبكة‬
‫جديدة‪ ،‬لكنها ترصفت بشكل صائب وهذا يحسب لها‪ ،‬ألن فعلها ده‬
‫هيخليها مرتاحة إىل حد ما‪ ،‬ألن حينام يذهب الحب فال بد أن تبقى‬
‫الكرامة ألن الثانية إن ذهبت مع األوىل فقد ذهب كل يشء ‪..‬‬

‫(‬

‫‪12‬‬
‫‪+‬‬
‫(‪)2‬‬

‫(�لغمو�س من �أكرث �لطرق فاعلية جلذب �نتباه �لأنثى‪،‬‬


‫مفتوحا فقل على نف�شك �ل�شالم‪ ،‬و�إن كنت‬
‫ً‬ ‫فاإن كنت كتا ًبا‬
‫كاملحيط �ململوء بالغمو�س و�لأ�رس�ر �لتي ل قر�ر لها �شتغرق يف‬
‫�أمو�جك لحمالة ووقتها يكون �لن�رس حليفك)‬

‫‪$‬‬
‫كان معايا يف نفس السنة‪ ،‬أرسار الكلية كلها يف عبه وهو حمدش‬
‫يعرف عنه حاجة‪ ،‬لغز غامض يستعيص عىل احلل‪ ،‬طلسم غريب‬
‫مش مفهوم‪ ،‬يبتسم يف أكرت األوقات اليل مش مطلوب فيها االبتسام‪،‬‬
‫ويتضايق يف أكرت األوقات اليل املفروض يفرح فيها‪ ،‬حاولت بكل‬
‫الطرق أعرف عنه أي حاجة عن حياته‪ ،‬منني وعايش فني‪ ،‬حب قبل‬
‫‪13‬‬
‫‪+‬‬
‫كدا وال ال‪ ،‬ارتبط وال عمره ما شغل باله بده‪ ،‬مفيش إجابة‪ ،‬حميط‬
‫مملوء باألرسار‪ ،‬وأنا حاولت أنبش يف الصخر علشان أعرفه بجد‬
‫وأوصل ألعمق حتة فيه لكين فشلت‪ ،‬مش قادرة أفرس سبب منطقي‬
‫خيليين أجري وراه‪ ،‬هل ده إعجاب وال حب وال فضول ملعرفته مش‬
‫أكرت ‪..‬‬
‫وجت فرتة عرفنا فيها بعض وقربنا‪ ،‬حكيت ليه عن كل حاجة‬
‫عين تقري ًبا‪ ،‬ميكن علشان أطمنه وأخليه يثق إين مش هفيش رسه‬
‫بس يتكلم‪ ،‬لكن مفيش فايدة وكأين بجري ورا رساب ومن رساب‬
‫ملتاهة حلد ما القيت نفيس بحبه‪ ،‬وقولت الزم أخليه ينجذب ليا‬
‫وحيبين‪ ،‬علشان وقتها هقدر أعرف كل حاجة عنه‪ ،‬ألن مفيش حد‬
‫بيحب حد بجد وخيبي عنه أي حاجة‪.‬‬
‫ميكن هو حس إين حبيته ألنه بدأ يسويين عىل نار هادية حلد ما‬
‫استويت عىل اآلخر والقيته بيقويل إنه بيحبين بس برشط مسألوش‬
‫عن أي حاجة عن حياته فأخدت وشه بني راحتي يدي وقولتله‬
‫اتطمن‪ ،‬أنا بحبك وعمري ما هأذيك وال حتى هعمل حاجة تبعدك‬
‫عين‪ ،‬فقايل ملا ييجي الوقت املناسب هقولك عىل كل حاجة‪.‬‬
‫اديته كل اليل يتمناه أي عاشق وكل شوية كنت بزود اجلرعة‬
‫علشان أخليه حتت رمحتي وساعتها بقى يضعف وملا يضعف هيكون‬
‫حتت سيطريت ومش هيقدر خيبي عين حاجة‪ ،‬بس مكنتش أعرف‬
‫إن احلفرة اليل بحفرها علشان يقع فيها كنت بحفرها ليا أنا والقيته‬
‫عامل يبعد وأنا أجري وراه علشان أحلقه حلد ما يف اآلخر قايل‬
‫«مبحبكيش»‪« ،‬اومال اليل كان بينا ده تسميه ايه؟» قايل «كنتي‬
‫‪14‬‬
‫‪+‬‬
‫شقطة وراحت حلاهلا»‪ ،‬فقولتله «*****» ومشيت‪ ،‬وكل حاجة من‬
‫ساعتها بقت سودا‪.‬‬

‫‪i‬‬
‫األنثى ملا بتعرف كل حاجة عن الذكر ده مبيكونش يف صالحه‪ ،‬ألنها‬
‫من خالل ده هتعرف نقاط ضعفه وقوته فهتزود ضعفه وتقيض عىل‬
‫نقاط قوته علشان تسيطر عليه متا ًما وتخليه زي الخاتم يف إصبعها‪،‬‬
‫وكامن الذكر ملا يكون كتاب مفتوح يسهل قراءته ده بيخيل األنثى‬
‫معندهاش شغف إنها تعرفه‪ ،‬وطول ما الراجل قادر يخيل الست يف‬
‫حالة من التيه وإنها مهام اكتشفته إال إنه كل يوم بيظهر إنه فيه حاجة‬
‫لسه مقدرتش تعرفها طول ما هو ضامن السيطرة عليها ووجودها يف‬
‫حياته‪ ،‬لكن يف الغالب لو ده محصلش فاألنثى متل وتهجر فتاها‪.‬‬
‫وعلشان كدا كان الشاب عنده القدرة إنه يلفت نظرها بغموضه‪،‬‬
‫وألنه القاها عاملة تنجذب ليه زي ما بتنجذب برادة الحديد‬
‫للمغناطيس فهو كان يف حالة اتزان ألنه مدرك إنها جاية جاية‪ ،‬وده‬
‫اليل خاله يقدر يسيطر عليها وخالها طول الوقت بتجري وراه ألنها‬
‫مش قادرة تتحرر منه لحد ما دفعها بقوة الطرد املركزية خارج مداره‬
‫فسقطت من مجال جاذبيته فحست إن كل حاجة بقت ضلمة لكنها‬
‫بعدين هتعرف إن الظالم مهام طال فال بد أن ينقشع عىل نور الفجر‪.‬‬

‫(‬
‫‪15‬‬
‫‪+‬‬
16
+
‫(‪)3‬‬

‫(�ملفاجاآت من �أجنح �لطرق لك�شب قلب �لأنثى‪ ،‬فكلما �ده�شتها‬


‫مبنا�شبة وبدون منا�شبة كان ذلك �أثبت يف ذ�كرتها ووجد�نها‪،‬‬
‫�أما �لرجل �ملتدثر بالوقار �لذي ي�شري �لعالقة على وترية‬
‫و�حدة فهو يحكم عليها وعلى نف�شه بالإعد�م)‬

‫‪$‬‬
‫كنت قاعدة يف كافيه عىل النيل يف يوم عيد ميالدي‪ ،‬كنت حابة‬
‫أقعد مع نفيس شوية‪ ،‬تقري ًبا الساعة كانت ‪ 6‬املغرب‪ ،‬ويف عز ما أنا‬
‫رسحانة القيت تورتة قدامي وباللني فلام استفرست مني اليل عمل‬
‫كدا‪ ،‬القيت زميل ليا ورايا وجايب ليا ورد وقايل «كل سنة وانتى‬
‫جدا من املفاجأة‪ ،‬إحساس حلو إنك تالقي حد مهتم‬ ‫طيبة» فرحت ً‬
‫‪17‬‬
‫‪+‬‬
‫بيك‪ ،‬وملا سألته عرفت منني إين هنا قايل «كنت مراقبك» فضحكت‬
‫وملعت عيين بالفرحة‪ ،‬قولتله إين مبسوطة أوي باليل عمله وهفضل‬
‫مقدرة ده فقايل إن كل سعادته إنه يشوفين مبسوطة وده اليل هيمه‬
‫فحسيت إين عاوزة أحضنه بس متالكت نفيس‪.‬‬
‫بعد كدا قربنا من بعض وبدأت أثق فيه وأحكيله حاجات كتري‬
‫عين وهو كامن بدأ يعمل كدا‪ ،‬كنا عاملني زي التوأم امللتصق اليل‬
‫مفيش حياة لواحد من غري التاين‪ ،‬وعىل الرغم من إنه مقالش ليا‬
‫إنه بيحبين بس حرف ًيا كنت متأكدة إنه بيعشقين ففضلت مستنية‬
‫اللحظة اليل يقوهلايل فيها حلد ما جت‪.‬‬
‫كنا قاعدين يف نفس الكافيه فاملهم قايل غميض عينك فلام عملت‬
‫كدا القيت حط حاجة عىل رايس فلام فتحت عيين شوفت فستان‬
‫فرعوين ونزلت احلاجة اليل حطها عىل رأيس القيته تاج وبعدين‬
‫طلعيل خاتم دهب ولبسه ليا وباس ايدي وملا اتالقت عنينا قايل‬
‫«بحبك» فكنت هتجنن من الفرحة وقولتله «مبوت فيك»‪.‬‬
‫حتديدا قايل ألن سنة فاتت عىل أول‬
‫ً‬ ‫ملا سألته اشمعىن اليوم ده‬
‫مرة شافين فيها واليوم ده كانت بداية عهد جديد حس فيه إن قلبه‬
‫اتولد من خماضه وخالص القى روحه‪ ،‬ابن الكلب كان معلم وكان‬
‫بيعرف يثبتين يف كل األوقات‪.‬‬
‫بقينا بنتكلم كتري‪ ،‬طول اليوم مع بعض‪ ،‬وكل حاجة كانت‬
‫حلوة حلد ما فجأة القيته بيتغري ويتهرب مين كل شوية لدرجة إنه‬
‫نيس عيد ميالدي ومعربنيش يف الفالنتني فأكلين القلق وحسيت إن‬

‫‪18‬‬
‫‪+‬‬
‫روحي بتتنهش فلام واجهته بعد ما زهقت قايل بعد لف ودوران‬
‫«برصاحة‪ ،‬أنا حاولت أحبك‪ ،‬منكرش إين كنت منجذب لييك‪ ،‬بس‬
‫خالص بقيت حاسس بامللل والعالقة بقت بتمثل عامل ضغط عليا‪،‬‬
‫فاألفضل نتفارق واحنا بنحرتم بعض» ‪ ..‬وكل حاجة انتهت ومن‬
‫ساعتها وأنا مش قادرة أحرتمه‪ ،‬ألن مفيش قلب بيقدر يسامح أول‬
‫حد رسق عذريته وهرب‪.‬‬

‫‪i‬‬
‫اللعبة الحلوة داميًا تستاهل التصفيق‪ ،‬وهو لعبها صح وبإتقان‬
‫منقطع النظري‪ ،‬ولد حريف ً‬
‫فعال‪ ،‬أما بُعده عنها فده راجع إنه انجذب‬
‫ليها يف البداية وميكن علشان كدا طاردها وحاول يفاجأها علشان تنبهر‬
‫وتحس إنه يف حد مهتم بيها بالطريقة دي وبالتايل تثق فيه وتحسه إنه‬
‫إنسان يقدر يحب بجد‪ ،‬وألنه كان يف مرحلة احتياج وعاوز حاجات‬
‫معينة ففضل يقرب منها لحد ما علقها‪ ،‬ويف الغالب هو يف البداية كان‬
‫موهوم إنه بيحبها ألن الفاصل بني االحتياج والحب ال يكتشفه إال‬
‫الخبري الذي مر بتجارب كثرية‪ ،‬وألن كل حاجة كانت كويسة لحد ما‬
‫حصل التقلب فده ألن االحتياج مرتبط بفرتة معينة ما تلبث أن تزول‬
‫وملا زالت حس إنها بقت عبء عليه وإنه مل منها علشان كدا حاول‬
‫يبعد وكان مستني الفرصة إنها تدفعه ملصارحتها بعد ما تطق وتنفجر‬
‫يف وشه وحصل طب ًعا اليل كان مستنيه‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫‪+‬‬
‫أما الفتاة فاإلنسان اليل بيحب مش بيبان من اهتاممه أو مفاجآته‪،‬‬
‫أينعم الحاجات دى رضورية‪ ،‬بس علشان تعريف إنه بيحبك وال ال‪،‬‬
‫شويف نظرة عينيه وهي بتتعبد يف محراب عينيك‪ ،‬شويف اللهفة اليل‬
‫بتنتاب روحه أول ما يشوفك‪ ،‬ركزي يف توتره ولعثمته يف وجودك‪،‬‬
‫شويف مالمحه بتنور بحبك وال ال‪ ،‬لو القيتي وشه مراية بتعكس عشقك‬
‫ساعتها ممكن تتطمني ‪ ..‬بس كدا‪.‬‬

‫(‬

‫‪20‬‬
‫‪+‬‬
‫(‪)4‬‬

‫(�إن كانو� يهيمون بجمالك ويجثون يف حمر�ب غر�مك‪،‬‬


‫فاإنني لن �أعريك �هتما ًما و�شاأنظر �إليكِ من علٍ كاأنكِ نكرة‬
‫�أو دون ذلك‪ ،‬وبعدها �شتاأتني �إيل ر�كعة‪ ،‬تقدمني قر�بني‬
‫�ملودة لعلني �أقبلها منك!)‬

‫‪$‬‬
‫كنت يف فرح بنت صاحبتي‪ ،‬البسة فستان سواريه قصري‬
‫أتكسف يتجاوز ركبتي‪ ،‬بدراعني مكشوفني‪ ،‬وشعري الناعم‬
‫الفاحم عىل اخلدود هيفهف فحسيت من النظرات الظأمى إن‬
‫أفروديت قد بعثت من جديد من خاليل‪ ،‬ممكن أكون مغرورة‪،‬‬
‫بس ده راجع إين من ساعة ما بقيت أنثى ونظرات االنبهار بتالحقين‬
‫‪21‬‬
‫‪+‬‬
‫ككلب يتبع سيده وده حسسين بالفرحة ألنه خالين واثقة يف أنوثتي‬
‫ومجايل وميكن ده أحيانًا كان بيحسسين باالنتشاء‪.‬‬
‫القيت نفيس بدخل عالقة ورا التانية لكين مكنتش بقدر أكمل‪،‬‬
‫ميكن أكون كنت شبه بطلة من أبطال لورانس اليل قالت عىل‬
‫عشاقها «لكنين أكره الشباب الذين يعشقونين‪ ،‬إهنم يضجرونين‪،‬‬
‫وهم ثقيلو الظل كالرصاص» اإلنسان ملا احلاجة بتزيد عن حدها‬
‫بيجيله زهد منها‪ ،‬زي األكل لو أرسفت فيه هيحصلك ختمة تنتهي‬
‫بالتقيؤ ويتبع ده اخلواء‪.‬‬
‫وده اليل استغله شاب كان قاعد قريب مين‪ ،‬اتقابلت نظراتنا‪،‬‬
‫اتضايقت وحسيت إن طعنة اتسددت لقلبي ألين مالقتش يف عينه‬
‫نظرة االنبهار‪ ،‬بل عىل العكس‪ ،‬القيت سخرية واستهزاء‪ ،‬واترسم‬
‫أصال‪ ،‬وال حاجة ! ‪...‬‬
‫عىل وشه ضحكة كأنه بيقويل انتي مني ً‬
‫مش عارفة النظرت دي عملت فيا ايه‪ ،‬حسستين إن فيه نار من‬
‫الرغبة توقدت جوايا‪ ،‬فبصيت ليه تاين حلد ما عينه جت يف عيين‬
‫ولسه نظرة السخرية بتلمع عىل شفايفه وبعدها جتاهلين متا ًما‪،‬‬
‫حاولت لفت نظره ومفيش فايدة‪ ،‬وده اليل كان بيزود جنوين حلد‬
‫ما الفرح انتهى وعرفت بعدين من خالل واحد جمنون بيا هو مني‬
‫ورقمه كام‪.‬‬
‫كلمته واتقابلنا وكنت أنا اليل مرصة عىل ده رغم حماوالته‬
‫للهروب من مقابلتي‪ ،‬اتعمدت ألبس قصري ومفرق صدري يبان‬
‫علشان أجذبه وأخليه ينبهر ويركع قدامي‪ ،‬بس كان زي قطعة‬

‫‪22‬‬
‫‪+‬‬
‫التلج‪ ،‬ال قطعة تلج كانت ممكن تدوب مين ولو صخرة كانت ممكن‬
‫تتفتت من هليب نظرايت املليانة بالرغبة‪ ،‬بس لألسف مفيش فايدة‪،‬‬
‫ولسه النظرة الفوقية اليل بريميين بيها مطبوعة عىل عينه‪ ،‬اتعلقت بيه‬
‫أكرت حلد ما حبيته‪ ،‬صارحته بده‪.‬‬
‫ختيل أنا أصارح حد بحبي ؟! ارتبط بيا وعيشين أحىل فرتة يف‬
‫حيايت‪ ،‬كنت بغفر ليه كل أخطائه‪ ،‬وكنت بكتم جوايا كل احلزن‬
‫بسبب بعض أفعاله‪ ،‬حلد ما يف يوم القيت الولد اليل كان مديين رقمه‬
‫وبيحبين بجنون جاي وكل خلجة يف وشه بتنطق بالغم‪ ،‬قايل «انتي‬
‫ازاي تقبيل إنك ترتبطي بواحد بيحب واحدة غريك لدرجة العبادة»‪.‬‬
‫انبهرت وحسيت إنه بيهزر‪ ،‬بقى معقول أنا أختان! بقى معقول‬
‫الشخص اليل كان بيحسسين إين عادية من نظراته يكون بيحب‬
‫وفعال عمل كده والقيت أكونت‬ ‫ً‬ ‫واحدة تانية‪ ،‬طلبت منه يثبتيل‪،‬‬
‫بنت باعتة ليا رسايله بعد ما عرفت إنه بيخوهنا برضه‪ ،‬رسايل قذرة‬
‫قد ايه بتبني دونية اإلنسان‪ ،‬وأكرت حاجة حرقتين‪ ،‬إن األسد اليل‬
‫كان معايا كان كلب مع غريي‪ ،‬طيب ما كنت أنا أوىل!‬

‫‪i‬‬
‫فيه مثل دارج يف مجتمعنا «إن املمنوع مرغوب» وإن اإلنسان‬
‫داميًا بيدور عىل الحاجة اليل ناقصاه‪ ،‬أو عاوز حد يكتشف الجزء‬
‫املخفي جواه‪ ،‬مبعنى إن األنثى دي طول الوقت كانت بتعامل وكأنها‬
‫إمرباطورة مرفوعة فوق رؤوس الجميع‪ ،‬وإن الرجال يركعون لجاملها‪،‬‬
‫فالبتايل حصل لها نوع من الغرور يصل إىل الجربوت واالستمتاع بذل‬
‫اآلخرين‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫‪+‬‬
‫وبعد ما وصلت ملرحلة الذروة يف هذا املضامر بدأت يف مرحلة‬
‫الهبوط والتدين حتى وصلت للسفح فاصطادها الفتى الذي كان له‬
‫خلفية مسبقة عنها و َعلِم قد يكون بطريقة غري مبارشة أنها تبحث‬
‫عن شخص مبواصفات اصطنعها هو يف شخصيته ليك يوقعها يف براثنه‪،‬‬
‫فكانت النظرة الساخرة هي السهم النافذ اليل اخرتق صدرها واستقر‬
‫يف قلبها‪ ،‬لذلك انجذبت مشاعرها نحوه كلام أمعن يف إذاللها‪.‬‬
‫وميكن ده أثار عندها رغبة خفية كانت متوارية خلف قناع‬
‫الكربياء اليل البسها طول الوقت ‪ ..‬والنوع ده من البنات غال ًبا بيكون‬
‫ضحية مجتمع‪ ،‬ألنهم بينفخوا يف البالونة لحد ما تطق‪ ،‬وساعة ما‬
‫تروح ليل مساهمش يف نفخها هتالقيهم يقولوا عنها «يا لها من امرأة‬
‫حمقاء تنفر من النعيم لرتمتي يف أحضان الشقاء!»‬

‫(‬

‫‪24‬‬
‫‪+‬‬
‫(‪)5‬‬

‫(�جعل كل �لدلئل ت�شري حلبك لها‪� ،‬قرتب منها ب�شدة ثم‬


‫�بتعد‪ ،‬وهي �لتي �شتطاردك وتلهث خلفك حتى تعود‬
‫ل�شابق عهدك‪� ،‬للهم قد بلغت‪� ،‬للهم فا�شهد)‬

‫‪$‬‬
‫عرفته عن طريق الكلية‪ ،‬كنا دفعة واحدة وفيه بينا ميول‬
‫مشرتكة‪ ،‬هو عازف عود وأنا كان صويت حلو‪ ،‬قربنا لبعض من‬
‫خالل احلاجتني دول‪ ،‬أي جاب بني املحارضات غال ًبا كنا بنقعد فيه‬
‫مع بعض‪ ،‬هو يعزف وأنا أغين وأصحابنا يتلموا علينا ويصقفوا لينا‬
‫ويشيدوا باحلاجات اليل بنقدمها سوا‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫‪+‬‬
‫كان داميًا معايا‪ ،‬أقوله نروح األوبرا نحرض حفلة يقويل إشطة‪،‬‬
‫أقوله نروح الساقية نسمع شعر يقويل فل‪ ،‬مىل حيايت وخمالش مكان‬
‫لغريه‪ ،‬بقيت مستنية إنه يقوهلا بعد ما عينه اعرتفت بعشقه ليا‪ ،‬ما هو‬
‫مستحيل النظرة اليل بيسيل منها هنر من الشوق متكونش حب‪ ،‬ومش‬
‫ممكن الرعشة اليل بتمس جسمه وهو ماسك إيدي متكنش عشق‪،‬‬
‫برصاحة‪ ،‬كل حاجة كانت هتبقى مببي لو قلهايل‪ ،‬بس هانت‪.‬‬
‫بعد فجأة وبقى بيتجاهلين‪ ،‬حسيت بفراغ رهيب خاصة بعد ما‬
‫التساؤالت اهنالت عليا عنه وإننا ليه مبقناش نقعد سوا ونغين ألن‬
‫دي حاجة كان بتخلق طابع خاص ومميز للمكان‪ ،‬حسيت مبرارة يف‬
‫صدري وإن قلبي بيتأمل وحمتاج رجوعه واهتاممه علشان يتداوى‪.‬‬
‫قررت أكلمه‪ ،‬لكن كل ملا أشوفه وأميش خطوتني ناحيته أرجع‪،‬‬
‫حاسه إن فيه حاجز بينا وهو جرحين أوي باليل عمله ده‪ ،‬وخاصة‬
‫إنه بدون مربرات‪ ،‬حلد ما يف مرة اتالقت عنينا فابتسم‪ ،‬فالقيت‬
‫نفيس روحتله وحدفته بإزازة ميه كانت معايا‪ ،‬فاصطنع الغضب‬
‫وقام مييش فجريت وراه ونديتله حلد ما التفت ليا‪ ،‬مسكت إيده‬
‫وضغطت عليها وأنا مبيل رأىس عىل صدره وقولتله «بحبك»‪.‬‬
‫أخد وضعه من البداية وبقى هو اآلمر الناهي يف العالقة‪،‬‬
‫ومكنش عندي غري إين أقدم التنازالت ألنه مصارحنيش بحاجة غري‬
‫ملا بدأت أنا األول‪ ،‬فظهرت يف دور املدلوقة عليه وهو ملا صدق‪،‬‬
‫ويف مرة بكاين ألنه اتغري وملا ملته مالقتش غري بروده فصعبت عليا‬
‫نفيس أوي‪ ،‬وملا زهقت وكنت عرفت بنت معانا يف الدفعة من فرتة‬
‫وفضفضت ليها‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫‪+‬‬
‫فضحكت وقالتيل «ده مراجيح يابنتي» وملا استغربت الكلمة‬
‫رشحت ليا إنه مقضيها ومعشم نص بنات الدفعة‪ ،‬وطريقته الوسخة‬
‫اليل بيقرب بيها وحيسس البنت إنه هيموت عليها خلت بنات كتري‬
‫حيبوه وملا حد ييجي يلومه يقول «مليش فيه‪ ،‬هو أنا قولت حاجة‬
‫حلد؟!» فاجتننت واتعصبت أوي وكلمته‪ ،‬وملا واجهته وحس إنه‬
‫متحارص‪ ،‬قفل السكة يف ويش بعدما قايل «انتي اليل كنتي عاوزة‪،‬‬
‫مليش فيه!»‬

‫‪i‬‬
‫اسرتاتيجية بيتبعها رجالة كتري يف مجتمعنا‪ ،‬إن أي حاجة متاحة‬
‫مينفعش تتساب‪ ،‬وإن الشاطر بس هو اليل ميسبش فراغ يف حياته‬
‫ويحاول يف نفس الوقت مع كتري علشان لو راحت األوىل فالتانية‬
‫موجودة ولو رفضت التالتة فالرابعة وهكذا‪ ،‬واالسرتاتيجية دي نابعة‬
‫من أنانية مطلقة ورغبة يف إشباع «الهو” دون النظر للطرف اآلخر وما‬
‫قد يلحقه به من أرضار ومصائب‪ ،‬والنوعية دي ماشية مببدأ «شوق وال‬
‫تدوق” ألنه شوقها ألقىص حد ومدوقهاش كلمة الحب غري ملا رفعت‬
‫الراية البيضا وسلمت مفاتيح قلبها ليه ‪ ..‬واليل بيملك مفاتيح القلب‬
‫بيملك كل حاجة‪.‬‬
‫والبنت بعد ما كانت من املفرتض إنها تتوخى الحذر وتؤثر السالمة‬
‫ومتيش باملثل «الباب اليل يجيلك منه الريح سده واسرتيح” وما دام‬
‫هو بعد بدون ذكر أسباب فالباب يفوت جمل‪ ،‬وجدناها بتتوحل بعد‬
‫ما راحت صالحته وقدمت ليه قلبها عىل طبق من محيش‪ ،‬وألنه كان‬
‫بيعز املحيش أوي فطبيعي كان يحيل بالقلب!‬
‫‪27‬‬
‫‪+‬‬
‫وبعد ده ما حصل فكان الزم توقظ عقلها من سباته العميق وتدلق‬
‫عليه شوية ميه متلجني علشان يفوق القيناها بتديله أقراص منومة‬
‫علشان ميصحاش‪ ،‬وتقوم تقدم تنازالت وتتغاىض عن التغري الجذري‬
‫اليل طرأ عليه‪ ،‬ويف النهاية كان الزم يجيب اللوم عليها ألنه شخص غري‬
‫مسئول وميكن بيخاف إن ضمريه يوجعه‪ ،‬علشان كده مع أول مواجهة‬
‫طار وعىل رأي صديق عزيز «دلع عيني دلع‪ ،‬الواد عملها وخلع»‬

‫(‬

‫‪28‬‬
‫‪+‬‬
‫(‪)6‬‬

‫(�جعل عقلها يهيم يف وديان �خليال وخاطب غريزة �لف�شول‬


‫بها‪� ،‬أ�شعل فيها حب �ملغامرة‪ ،‬و�شت�شلمك نف�شها لأنك �لوحيد‬
‫�لذي �شيحقق لها هذه �للذة ويكون مكت�شفها �لأول)‬

‫‪$‬‬
‫عملت نسكافيه وقعدت عىل الرسير‪ ،‬قهويت يف إيدي واليب عىل‬
‫حجري ومستكنيصة عىل اآلخر‪ ،‬فتحت الفيس فالقيت رسالة من‬
‫‪ ، others‬الفضول خالين افتحها ألن الرسايل دي يف أحيان كتري‬
‫بتفصلين من الضحك‪ ،‬فتحت رسالة فالقيت واحد بيكلمين وعاوز‬
‫يتعرف عليا فالقيت نفيس بكلمه وبدأ بقى يكلمين يف حاجات‬
‫كتري وحيسسين مبشاعر غريبة‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫‪+‬‬
‫كان بيقويل معلومات غريبة عن حضارات قدمية وكان بيخليين‬
‫أختيل كل حاجة‪ ،‬بدأ يدخل معايا يف كالم عن اجلنس بس بطريقة‬
‫علمية‪ ،‬كلمين عن الكاماسوترا ورجوع الشيخ إىل صباه وكل اليل‬
‫فيهم ورشحيل كل حاجة تقري ًبا فيهم‪ ،‬وحكايل عن املغامرات‬
‫الغريبة اليل يف ألف ليلة وليلة فخيايل شط أوي‪.‬‬
‫اتقابلنا بعد كده‪ ،‬قايل إنه هيخليين أحس بحاجات عمري ما‬
‫حسيتها‪ ،‬سافرنا إسكندرية وكنا عىل الشط بالليل‪ ،‬قايل «غميض‬
‫عينك» نفذت «ارسحي بخيالك ومتفتحيش عينك مهام حصل»‪،‬‬
‫وافقت فالقيت أنفاسه عند ودين وعامل يتكلم بصوت هامس‬
‫بكالم غزل فحسيت إن فيه حرارة مولعة جسمي‪.‬‬
‫وبعدين القيته باسين بطريقة خطف ففتحت عيين برسعة‪،‬‬
‫قايل «غميض»‪ ،‬القيت نفيس تدرجي ًيا بسمع كالمه‪ ،‬وبعدين‬
‫مىش صوابعه عىل خدودي وعىل شفايفي فحسيت كأين متخدرة‬
‫ومشاعري كلها يف حالة تأهب‪ ،‬شال صوابعه من عىل ويش ونزل‬
‫بشفايفه عىل شفايفي وفضل يبوسين بشدة وهنم وحسيت إن قلبي‬
‫بيدق برسعة وحمدش قادر يوقفه عند حده ورسح عىل حل شعره‪.‬‬
‫حبيته بجنون وحسيت إنه املكتشف األول ألحاسييس وأنه‬
‫ولد غرائزي من خماضها فكان كمن منح هلا احلياة‪ ،‬اتعلقت بيه‬
‫وحسيت إين مبقتش أقدر أعيش من غريه‪ ،‬ومع كل حلظة بتعدي‬
‫كان بيزود اجلرعة ليا حلد ما بقى بعده الطوفان أو اجلنون‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫‪+‬‬
‫سافرنا أماكن كترية وكل مكان كان بيتشكل فيه بطريقة خمتلفة‬
‫عن غريه‪ ،‬كان متجدد وده اليل خالين مهووسة ومنبهرة بيه‪ ،‬حلد ما‬
‫القيته يف يوم قفل األكونت بتاعه وكلمته عىل الفون بس مغلق‬
‫ومبقتش عارفة ليه طريق كأنه حلم مجيل فوقت منه‪ ،‬ومن ساعتها‬
‫حلد دلوقتي مش عارفة حصل ايه وال راح فني‪ ،‬مشاعر متناقضة‪،‬‬
‫فعال ده حقيقي‬ ‫حسيت يف البداية إنه حصل ليه حاجة لكن لو ً‬
‫مكنش هيلحق يقفل األكونت وكنت هعرف وكامن ده تزامن مع‬
‫قفله لفونه‪ ،‬فعرفت متأخر إين مكنتش غري دمية لعب بيها شوية‬
‫ورماها‪ ،‬فبقيت زي الوردة الدبالنة اليل مش هتزهر تاين إال ملا‬
‫يرجع اليل سقاها من البداية علشان تفتح!‬

‫‪i‬‬
‫النمط ده من الشباب بيكون بيتمتع بذكاء نادر ألنه بيخاطب‬
‫غرائز إنسانية عامة زي الفضول وحب االستطالع‪ ،‬وغري كده إنه‬
‫بيلعب عىل وتر حساس يف األنثى‪ ،‬وده بيتلخص إن األغلبية من‬
‫الشباب منطيني وتقليديني‪ ،‬فهو بيكون مختلف ألنه مغامر وبيكشف‬
‫ليها عن عامل جديد‪ ،‬غري كده إن البنت ملا تحب تقوم مبغامرة بتحب‬
‫يف الغالب يكون معاها راجل عىل أساس إنه ضل راجل وال ضل حيط‪،‬‬
‫وإنها ممكن تاخد راحتها أكرت يف اإلقدام عىل املخاطر ما دام هناك‬
‫رجل يف ظهرها‪.‬‬
‫علشان كده كالمه صادف هوى يف نفسها وألنه شخص غري معروف‬
‫بالنسبة ليها فليه متجربش كل اليل تحبه معاه طاملا إنهم ميعرفوش‬
‫بعض‪ ،‬وده الفخ اليل اتنصب ليها برباعة‪ ،‬ألن الشاب اليل من النوع ده‬
‫‪31‬‬
‫‪+‬‬
‫ممكن يكون باعت نفس الرسالة أللف واحدة واليل يستجيب ً‬
‫أهال‬
‫ً‬
‫وسهال واليل ميهتمش عادي كأنك يا أبو زيد ما غزيت‪.‬‬
‫وألنها استجابت وخاضت معاه يف الجنس وده معناه عند أغلبية‬
‫الشباب إنها خالص ممكن تعمل أي حاجة‪ ،‬فكان التايل لده إنهم‬
‫خرجوا‪ ،‬واتحولوا من النظرية للتطبيق‪ ،‬وبعد ما أخد منها اليل هو‬
‫عاوزه كان طبيعي ميل ألن الرغبة رسي ًعا ما تذهب بعكس الحب‪.‬‬
‫وبدل ما تستناه و تعيش عىل ذكراه تفكر يف اليل حصل كويس‬
‫وتنساه‪ ،‬وتعرف إن الرضبة اليل مبتموتش بتقوي‪ ،‬وهو أكيد سارح يف‬
‫ملكوته بيعيش تجربة جديدة‪ ،‬ويف النهاية أختم مبقولة أديسون اليل‬
‫الزم البنت تدرك مغزاها كويس «لن أقول أنني فشلت ‪ 1000‬مرة بل‬
‫سأقول أنني تعلمت ‪ 1000‬طريقة تؤدي إىل الفشل»‬

‫(‬

‫‪32‬‬
‫‪+‬‬
‫(‪)7‬‬

‫(عاملتها كاأنها �أنثى ��شتثنائية‪� ،‬ملر�أة �لتي ل تتكرر‪ ،‬حتى ي�شل‬


‫قاربي للمرفاأ �لآمن‪ ،‬وحينها �شاأكون �أنا �ل�شتثناء و�شتكون هي‬
‫�لغارقة يف �لأعماق‪ ،‬ووقتها فقط �شرت�شى بكونها من �لنجمات‬
‫�ل�شابحات يف مد�ري‪ ،‬لأنها �شتهلك �إن حلقت خارج �ل�رسب)‬

‫‪$‬‬
‫واحد كان ضاحك عىل صاحبتي ومفهمها إنه بيحبها‪ ،‬بس احلوار‬
‫إنه كان بيقيض وقت‪ ،‬دخل عليا وكنت قاعدة يف الكلية‪ ،‬أعصايب‬
‫كانت منهكة وويش متجهم‪ ،‬مستنية حد يفتحين علشان أنفجر يف‬
‫وشه‪ ،‬املهم القيته قرب مين وحاول يواسيين ويزيل اهلم عن نفيس‪،‬‬
‫قايل إن حمدش يستاهل دمعة مين‪ ،‬وإن احلياة اتوجدت علشان نتمتع‬
‫‪33‬‬
‫‪+‬‬
‫بيها مش علشان نحجبها بنقاب أسود حيجب عنها الضوء‪ ،‬سحرين‬
‫منطقه وفرحين اهتاممه بيا‪ ،‬يوصلين كل يوم لبيتي علشان مفيش‬
‫حد يقعد جنبي فأتعصب عليه أو أفرقع يف وشه‪ ،‬يقعد معايا لبليل‬
‫ومسخر نفسه ليا مع العلم إنه شخصية ملهاش تعامل مع حد‪ ،‬فهمين‬
‫إين حالة استثنائية عنده‪ ،‬وإنه مش عارف بقى كده ازاي وبيعمل‬
‫معايا أنا بالذات كده ليه‪.‬‬
‫برصاحة أنا أعجبت بيه يف األول وبشخصيته وطريقة تعامله‬
‫معايا‪ ،‬كالمه املتلخبط اليل كان بيشتم بيه نفسه‪ ،‬إنه ملوش يف‬
‫احلب‪ ،‬فقررت أغريه‪ ،‬ألنه خالين شخصية استثنائية حلد ما حبيته‬
‫من كرت كالمه معايا وحكاياته‪ ،‬عشقت تفاصيله حتى كذبه‪ ،‬وأنا‬
‫عارفة إنه بيكذب بس عشقتها‪ ،‬ورغم إين أحيانًا بحس إين جمرد‬
‫«شقطة» إال إين كنت حاسة إين خمتلفة وإين هقدر أوصل‪ ،‬قولتله‬
‫إين بعشقه وإنه كل حاجة ليا‪ ،‬قايل أنا رجل له تاريخ‪ ،‬فقررت إين‬
‫اقدر أخيل بداية تارخيه من جديد تبقى ليا أنا بس ‪ ..‬فرحل وترك يل‬
‫ما أردته ‪ ..‬تارخيه فقط!‬

‫‪i‬‬
‫عارف إحساس إنك بتتغفل وأنت عارف ده وفرحان بيه هي‬
‫كانت كده‪ ،‬والغريب يف األمر إنها أقرت يف البداية إنه كان معشم‬
‫صاحبتها بحبه ليها وبعد كده خد ديله يف سنانه وفلسع «يعني شقيط‬
‫بالفطرة”‪ ،‬تقوم بقى بدل ما تطنشه ملا يحاول معاها نالقي إنها بتفتح‬
‫الباب ليه علشان يدخل يرحرح يف قلبها‪ ،‬تقولش قلبها ده قطونيل!‬

‫‪34‬‬
‫‪+‬‬
‫وعلشان نكون منصفني الزم نبحث يف الدوافع اليل ممكن خلتها‬
‫تواصل يف طريق عارفة إن نهايته حيطة سد‪ ،‬ونبدأ بالحالة النفسية‬
‫السيئة اليل كانت عيشاها يف الفرتة دي اليل خلتها وهي قاعدة يبان‬
‫عىل وشها الحزن والهم‪ ،‬طب ًعا الراجل الشهم بسالمته قال دي فرصة‬
‫مينفعش تضيع‪ ،‬الحاجة التانية اليل ممكن نالحظها إنها كانت مفتقدة‬
‫للسند الحقيقي يف الفرتة دي ألن محدش يوصل ملرحلة إنه يعري‬
‫ضعفه وحزنه قدام الناس إال لو كان مفتقد لحد جنبه‪ ،‬سوا ًء بقى أخ‪،‬‬
‫صديق‪ ،‬صاحب‪ ... ،‬إلخ‪.‬‬
‫الحاجة التالتة شعور الفراغ العاطفي اليل خىل عندها عاطفة‬
‫متوهجة مستعدة لإلشتعال إلنارة طريق من يود االقرتاب ‪ ..‬أنا بأفور‪،‬‬
‫صح؟! ‪ ...‬ما علينا ‪ ..‬املهم بقى إن السيد املحرتم قدر ميىل الفراغ ألنه‬
‫حسسها إنها استثناء ‪ ..‬بحس معايك إين مسيح ‪ ..‬براءتك عاملة زي‬
‫الريح ‪ ..‬ريح! ‪ ..‬أف اليل يقرفك ‪ ..‬طب ًعا انبهار تام بالكالم اليل بيقوله‬
‫حتى لو كان من قبيل «طب شحط محط ‪ ..‬خد فوق وتحت»‬
‫ألنها كانت مهيأة نفس ًيا ووجدان ًيا إنه يكون فتاها ‪ ..‬إحساس إنها‬
‫كانت غرقانة وكان طوق النجاة ليها علشان كدة امتسكت بيه‪ ،‬وميكن‬
‫ده يربر بعد كده تحملها ليه بعد ما اتحول من حمل وديع لثور‬
‫هائج‪ ،‬وبعد ما حبته واتهوست بيه‪ ،‬اضطرت تعرص عىل نفسها ليمونة‬
‫وتكون عارفة إنه بيكذب عليها وتضطر تعمل نفسها من بنها‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫‪+‬‬
‫املهم اآلنسة تعرف متأخر إنها «شقطة» والغريب إنها مرصة إنها‬
‫تكمل‪ ،‬عارف انت إحساس إنك وقعت يف بالوعة مجاري وبدل ما‬
‫تخرج منها وتاخد دش محرتم علشان تنضف الوساخة اليل علقت‬
‫بجسمك‪ ،‬نالقي إنها عاوزة تكون بداية تاريخه من جديد‪ ،‬وكأن أنفها‬
‫قد استطاب رائحة الخراء!‬

‫(‬

‫‪36‬‬
‫‪+‬‬
‫(‪)8‬‬

‫(�لكالم �ملع�شول لالأنثى كاملطر لالأر�س‪ ،‬فاإن ز�د عن حده‬


‫لفظته من جوفها يف ��شمئز�ز و�إن قل عن مقد�ره مل يروها‬
‫و�أ�شابها �جلفاف‪ ،‬لذلك كن بني هذ� وذ�ك قو� ًما)‬

‫‪$‬‬
‫الوسط حلو يف كل يشء وغال ًبا ده اليل بيتناسب مع كل أنثى‪،‬‬
‫ألن األفوردة يف املشاعر بيالزمها أفورة يف الترصفات واألفعال‪ ،‬زي‬
‫مثال ممكن تكون يف شدة معينة وقتها هتكون حمتاج اليل بيحبك يف‬ ‫ً‬
‫ضهرك وسند ليك مش عامل يقولك بحبك ووحشاين‪ ،‬يعين ببساطة‬
‫لكل مقام مقال‪ ،‬وحتى ما أحبش إن كلمة «بحبك» تكون عاملة‬
‫زي اللبانة يف البق‪ ،‬بتتقال عىل الفايض وعىل املليان ألن ده بيفقدها‬

‫‪37‬‬
‫‪+‬‬
‫قدسيتها وهدفها السامي‪ ،‬علشان كده أول ما القيت الشخص ده‬
‫اتعلقت بيه وحبيته بشكل هستريي‪.‬‬
‫عرفته من خالل واحدة صاحبتي قالتيل إنه عاوز يتعرف عليا‬
‫وورتين صوره فعجبين الرصاحة فوافقت‪ ،‬كنت لسه منفضة لواحد‬
‫كان بيعشقين‪ ،‬اديته فرصة يقربيل بس أنا حمبتش دلقته عليا بالشكل‬
‫الفظيع ده ومليت من عشقه الزيادة اليل كان بينعكس عىل أفعاله‬
‫وترصفاته اليل حسيتها إهنا صبيانية تفتقر للنضج‪ ،‬رغم إين قبل ما‬
‫يرتبط بيا كنت بسمع عنه إنه رزين ومثقف وناضج‪ ،‬بس طلع بلح‪.‬‬
‫أخدت انطباع كويس عنه بعد املقابلة بس كنت خايفة يطلع‬
‫زي اليل قبله‪ ،‬بقينا نتقابل كتري وهو بريمي كالم من حتت لتحت‪،‬‬
‫أحيا ًنا أحس إنه بيموت فيا وأحيا ًنا وال كأين موجودة‪ ،‬وده خالين‬
‫قاعدة منتظرة عىل مجر احلرية إنه يتكلم‪ ،‬حلد ما صارحين فقومت‬
‫بوسته من خده ألن الشوق كان فاض بيا‪ ،‬وقولتله إين موافقة‪ ،‬فرح‬
‫جدا وحسيت إن عينه ملعت من السعادة وأنا حسيت إين طايرة فوق‬ ‫ً‬
‫السحاب‪.‬‬
‫جدا وبيدي لكل موقف حقه‪ ،‬وقت ما أكون حمتاجة‬ ‫كان ذيك ً‬
‫حب يديين وساعة ملا أكون مش مهيأة ميلحش يف ده‪ ،‬كان زي‬
‫البوصلة اليل بتظبط اجتاه سفينتي من االنحراف‪ ،‬بس احلاجة‬
‫الغريبة اليل كنت بحسها فيه‪ ،‬إنه بيحب بعقله‪ ،‬ألن كل فعل صادر‬
‫جدا ومرتكبش أي هفوة أو فعل أمحق نابع من‬ ‫عنه كان متزن ً‬
‫املشاعر‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫‪+‬‬
‫جدا بس أنا كنت مبحرة يف بحر عينيه وأرفض‬ ‫وده كان قالقين ً‬
‫التحرر‪ ،‬حلد ما بعت ليا رسالة يف يوم «أنا عارف إنك حبتيين أوي‪،‬‬
‫عارفة ليه؟! ألين عامل زي اإلدمان تسللت لييك ببطء حلد ما وصلت‬
‫ليل أنا عاوزه‪ ،‬إنك متقدريش تعييش من غريي‪ ،‬وبعد ده ما حصل‬
‫أنا بعلن انسحايب‪ ،‬عارفة ليه؟! علشان جتريب إحساس صديقي اليل‬
‫جرحتيه ألنه حبك بجد وادايك مشاعره بصدق‪ ،‬ودلوقتي أنا أخدت‬
‫حقه‪ ،‬عرفتي معىن األمل واجلرح‪ ،‬ارشيب الكأس لنهايته يا حلوة!»‬
‫ضحكت‪ ،‬ضحكت بشكل جنوين‪ ،‬وبعد ما بدأت أدرك الواقع‬
‫بكيت‪ ،‬وقررت أسمع بنصيحته ورشبت الكاس حلد هنايته!‬

‫‪i‬‬
‫ال يوجد ما يسمى بحب نابع من العقل‪ ،‬ألن الحب فعل من أفعال‬
‫القلب وصادر عنه علشان كده مبنقدرش نتحكم فيه أو نغري دفته‪،‬‬
‫كل اليل بيكون يف إيدينا االستجابة ليه واالنسياق وراء ما يصدر عنه‬
‫من أوامر متمثلة يف مشاعر وأحاسيس تجاه املعشوق‪ ،‬علشان كده يف‬
‫بداية أي قصة حب حقيقة يتالزم معاها نوع من األفورة يف املشاعر‬
‫وحالة من عدم االتزان والتشتت وغري ذلك من األمور‪.‬‬
‫لكنها مل تدرك ده ألن ببساطة لو نظرت بعني عقلها لقارنت بني‬
‫من أحبها ومن أحبته‪ ،‬فمن أحبها شهدت يف حقه أنه كان ناض ًجا‬
‫ومثقفًا ويتسم بالرزانة‪ ،‬لكنه ملا نبع من قلبه شعور الحب ناحيتها‬
‫حصل عكس كده‪ ،‬وده نقيض الشخص التاين اليل كان عنده دافعية‬
‫لالنتقام لصديقه‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫‪+‬‬
‫والحقيقة إن اإلنسان ده مكنش بينتقم لصديقه بل كان بيعوض‬
‫نقص عنده أو لعقدة ما‪ ،‬ألن مفيش حد بيعشق هيسمح لصديقه‬
‫إنه يعمل كده يف معشوقته‪ ،‬واألكيد إن املوضوع ده كان بغري علمه‪،‬‬
‫وطب ًعا لو قارنت بني مشاعرها ملا حبته وحالة األفورة اليل انتابت‬
‫أحاسيسها والتغري اليل طرأ عىل شخصيتها مع اليل حصل قبل كده‬
‫للشخص اليل حبها كانت أدركت ما ستؤول إليه األمور‪ ،‬ألن العشق‬
‫إن مل ميازجه شطح يف املشاعر واألقوال واألفعال يف بداية العالقة ال‬
‫يكون عشقًا من األساس‪.‬‬

‫(‬

‫‪40‬‬
‫‪+‬‬
‫(‪)9‬‬

‫(�إن �طماأنت �لأنثى للفتى ف�شتمنحه ما ل يخطر على باله‪،‬‬


‫لذلك طماأنوهن و�شتجنون �لثمار)‬

‫‪$‬‬
‫أول مطلب ألي ست علشان تدخل عالقة توافر رشط األمان‪،‬‬
‫فاألنثى لو اطأمنت للراجل منحته ماال خيطر له عىل بال وهتخيل‬
‫حياته قطعة من اجلنة‪ ،‬ألن اخلوف بيخيل عندها حالة من عدم‬
‫االتزان وبيخليها تترصف ترصفات كلها طيش وغباء‪ ،‬وميكن ده‬
‫اليل حصيل يف أول عالقة حب دخلتها‪ ،‬كان تافه وال ُيعتمد عليه يف‬
‫يشء لدرجة إين ملا كنت مبيش معاه يف الشارع‪ ،‬كنت بحس إن أنا‬
‫اليل هحميه مش هو‪ ،‬غري كده مكنش ليه غري يف الكالم واملحن‬
‫والذي منه‪ ،‬علشان كده افرتقنا‪.‬‬
‫‪41‬‬
‫‪+‬‬
‫لكن اإلنسان اليل عرفته ده غري‪ ،‬يكفي إنه وقف جنبي يف أكرت‬
‫فرتات حيايت ظلمة‪ ،‬والدي ملا توىف جه وقف جنبي ومهموش كالم‬
‫الناس أو استغراب أهيل من وجوده ألن كل مهه إنه يبقى معايا‬
‫فاتطمنت وحسيت باألمان‪ ،‬ملا أهيل سألوين عنه قولتلهم إنه بيحبين‬
‫رغم إنه مكانش لسه قايل حاجة‪ ،‬قربت منه وبقى ليا كل حاجة‬
‫يف حيايت‪.‬‬
‫كنا راكبني عربيته والقيته وقف قدام بيته يف الشيخ زايد وقايل‬
‫تعايل نطلع فوق علشان عاملك مفاجأة‪ ،‬فسمعت كالمه ألين‬
‫متطمنة ليه وقايل‪ ،‬غميض عينك ‪ ..‬فسمعت كالمه وملا فتحت القيت‬
‫مائدة مليانة مبا لذ وطاب من األكل‪ ،‬وفيه شموع حمطوطة وعاملة‬
‫جو شاعري‪ ،‬غري كده القيت فيه بوتريه ليا متعلق عىل احليطة‬
‫فاندهشت وقولتله‪ ،‬إيه ده؟ فقام راكع عىل ركبه ومسك إيدي‬
‫وفضل يبوس فيهم وقايل «بحبك»‪.‬‬
‫أكلنا ورشبنا شمبانيا وبعدين القيته بيقلعين هدومي وأنا كنت‬
‫منتشية ودماغي هربانة مين من مفعول الشامبانيا‪ ،‬وكامن حاسة‬
‫باألمان معاه‪ ،‬والست ملا بتحس بده مع الراجل مفيش حاجة بتغىل‬
‫عليه‪ ،‬عملنا كل حاجة يف اليوم ده ونزلت من عنده وأنا مدام‪.‬‬
‫كلمته تاين يوم مردش‪ ،‬مسين خوف معرفش جايل منني‬
‫وانقبضت نفيس وحسيت بغربان الشؤم بتنعق جوايا فالقيت‬
‫نفيس منساقة لبيته‪ ،‬والغريب إين القيت بواب واقف‪ ،‬فقايل «أقدر‬
‫أخدمك يف حاجة يا آنسة» فجاوبته إين عاوزة كذا كذا ‪ ..‬فقايل ‪..‬‬
‫‪42‬‬
‫‪+‬‬
‫ده كان مأجر البيت ده وسابه وسافر الصبح ‪ ..‬قولتله عىل فني ‪ ..‬قايل‬
‫«الله أعلم» ‪ ..‬وحسيت إين يف كابوس ومقدرتش بعدها أرجع البيت‬
‫تاين وبقيت ال مؤاخذة ‪ ...‬شوفت الكارثة!‬

‫‪i‬‬
‫من وجهة نظر شخصية شايف إن البنت مينفعش تربط الحب‬
‫بحاجة معينة وهو اإلحساس باألمان‪ ،‬أينعم ده رضوري ليها لكن‬
‫يكون يف سياق العشق مش من أجل األمان ذاته‪ ،‬واألنثى مينفعش‬
‫متنح أي حاجة إال لو شافت يف عني فتاها العشق‪ ،‬ألن العني هي رسول‬
‫القلب من العاشق للمعشوق وأصدق معرب عن املشاعر ألن اإلنسان‬
‫لو كذاب فعينه بتفضحه‪.‬‬
‫أما التسلسل العجيب اليل عندها وخالها تسلمه جسدها فده‬
‫غريب ومثري للدهشة‪ ،‬ألنه مكنش صارحها بحبه فتطلع معاه شقته‬
‫تحت أي مسمى‪ ،‬وإحساس األمان ازاي تشبعت بيه بالطريقة دي‬
‫وهو ماعرتفش بحاجة‪ ،‬وكان طبيعي ملا الحظ رميتها عليه بالطريقة‬
‫دي إنه يتأكد إنها ملا تخش بيته هتسلمه نفسها ألنه كان عامل حسابه‬
‫كويس‪.‬‬
‫واإلنسان اليل من النوعية دي غال ًبا بيكون عنده نظرة دونية للست‬
‫وده بيكون راجع إما ملروره بتجارب كتري أو حد عزيز عليه خانه أو‬
‫قد يكون إنه كان منجذب ليها وكان عامل ليها اختبار إنها لو جت‬
‫معاه البيت وسلمته جسمها هيبعد عنها ولو العكس هيتمسك بيها‬
‫‪43‬‬
‫‪+‬‬
‫ويتجوزها‪ ،‬وده اليل يربر هروبه الرسيع بعد ما فشلت يف االختبار‬
‫وكأنه اتصدم وخاف يتدبس‪.‬‬
‫وكانت النتيجة املأساوية للبنت إنها فقدت عذريتها وفقدت أرستها‬
‫وفقدت نفسها ألن اإلنسان اليل بيجري ورا حاجة داخلية أو رغبة ما‪،‬‬
‫بيكون يف الغالب بعد انقضائها ال يجني سوى الشوك‪ ،‬وعلشان تخرج‬
‫من اليل هي فيه الزم تسرتد نفسها ألن الحب ال يأيت سوى للقلوب‬
‫الطاهرة فإن أردتم أن يطرق بابكم فنظفوه ‪ ..‬وهي اآلن أبعد ما‬
‫تكون عن ذلك‪.‬‬

‫(‬

‫‪44‬‬
‫‪+‬‬
‫(‪)10‬‬

‫(ل تقرتب من �لأنثى خطوتني متتاليتني‪ ،‬فقط خذ �خلطوة �لأوىل‬


‫و�ر ِم نظر�تك �إليها فاإن ��شتجابت و�أخذت هي �لأخرى نف�س‬
‫�خلطوة فيبدو �أنك تروق لها‪ ،‬فدعها تاأخذ �خلطوة �لثانية و�نتظر‬
‫لتجني �لثمار‪� ،‬أما �إن �أخذت عدة خطو�ت دون �أن ت�شتجيب‬
‫فا�شتعد يا عزيزي للخازوق فاإنه م�شيبك ل حمالة!)‬

‫‪$‬‬
‫كان عندي يف الفريندز عىل الفيس بوك ومكناش اتكلمنا‪،‬‬
‫كنت واقفة قدام الكلية فالقيته مركز معايا أوي‪ ،‬فاملهم عملت‬
‫فيها من بنها وطنشته وال كأين دريانه بيه‪ ،‬بس الغريب بعد كدة‬
‫القيت نفيس مركزة معاه من بعيد وبقيت وأنا واقفة أبص خلسة ليه‬
‫‪45‬‬
‫‪+‬‬
‫وأشوفه مركز معايا وال ال‪ ،‬فلام القيته مبقاش مهتم كنت هتجنن‪،‬‬
‫كان هاين عليا أروح أظرفه كفني حلوين وأقوله بصيل يا حيوان‪،‬‬
‫أنت منفض ليا ليه‪ ،‬وفضلت ألوم نفيس إين اتنكت عليه ملا عينه‬
‫كانت هتاكلين أكل‪ ،‬وبعد كام يوم ملا حس إين بقيت مهوت عليه‪،‬‬
‫رجع يبصيل تاين وعينه تقول كالم كتري‪.‬‬
‫اتكلمنا يف حاجات كتري‪ ،‬وعرفته عن قرب‪ ،‬بقينا بنقعد قدام‬
‫الكلية سوا‪ ،‬نخرج مع بعض‪ ،‬نساعد بعض يف واجبات الكلية‪،‬‬
‫اليوم كله تقري ًبا بقينا بنتشارك فيه‪ ،‬وقايل إنه بيحبين فدوبتين‬
‫الكلمة وحسيت إن روحي بتزغرد بني ضلوعي‪.‬‬
‫ارتبطنا بقى وعشنا قصة حب شبه روميو وجوليت‪ ،‬عطيل‬
‫وديدمونة‪ ،‬كل حاجة كانت فل‪ ،‬وألن احلياة ملا بتدي بسخاء بتاخد‬
‫بغباء وده اليل حصل ملا بقلشين ابن النكدية‪ ،‬وراح زي ما كل‬
‫حاجة برتوح وملا سألته ليه‪ ،‬قايل «خلينا أصحاب‪ ،‬وخلينا نتعامل‬
‫برقي‪ ،‬كده هيكون أفضل» ‪ ..‬ومعرفتش منه سبب واحد مقنع للبعد‬
‫غري إنه عمل كده علشاين وحلد دلوقتي مستنية سبب واحد لقراره‬
‫ميكن أرتاح‪.‬‬

‫‪i‬‬
‫الفرق ما بني العاشق والشقيط‪ ،‬إن األول طول ما هو شايف‬
‫معشوقته مش هينزل عينه من عليها ألن الرنو لوجه املعشوق ميازجه‬
‫انتشاء روحي يستعيص عىل الرشح‪ ،‬وكان بكل الطرق هيحاول يوصلها‬
‫حتى لو أخد يف سبيل كده ‪ 100‬خطوة وهي منفضاله‪ ،‬لكن اليل‬
‫‪46‬‬
‫‪+‬‬
‫بيشقط يف الغالب بيمل برسعة وملا بيحس إن الفريسة اليل بيطاردها‬
‫مش هيعرف يصطادها بيخلع علشان ميتظرفش املهموز املتني‪،‬‬
‫وعلشان كده لو فكرت بينها وبني نفسها ملا القته طنشها ومبقاش‬
‫يهتم بيها كانت هتعرف إنها مش فارقة معاه من األساس‪ ،‬وملا قربت‬
‫أدرك طب ًعا إنها وقعت‪ ،‬سابها تقرب وهو ثابت مكانه لحد ما لزقت‬
‫فيه فصارحها بحبه علشان عارف إنها استوت‪.‬‬
‫والغريب بعد ما قرر الرحيل ألنه غال ًبا إما مل أو عنده شعور‬
‫بالذنب منبثق من األنا األعىل‪ ،‬أو فيه شقطة جديدة استحوذت عىل‬
‫شغفه وعلشان كده الزم تنساه ومتحيه من حياتها‪ ،‬ألن االنتظار اليل‬
‫عايشة فيه هيحرق قلبها‪ ،‬ألنه لو عنده سبب منطقي من البداية كان‬
‫قاله وفنيخ‪ ،‬بس ميكن هو حابب يعلقها لعل وعىس يف يوم من األيام‬
‫يحتاجها‪ ،‬فإن كنتي عندك االستعداد إنك تريض بكل هذا الهوان ‪..‬‬
‫يبقى فل ‪ ..‬انتي حرة!‬

‫(‬

‫‪47‬‬
‫‪+‬‬
48
+
‫(‪)11‬‬

‫(يايل من �شقيط �رسير م�شترت بثوب �لحرت�م‪ ،‬لكن يالل�شعادة‬


‫�لتي تكمن يف �ل�شقط)‬

‫‪$‬‬
‫لفت نظري باحرتامه‪ ،‬العيبة مبتطلعش من لسانه‪ ،‬ومهام حاول‬
‫أي حد يضايقه أو يعصبه‪ ،‬كان بريد برزانة وهدوء وبكل أدب حلد‬
‫ما جيرب غريه إنه حيرتمه ويقدره‪ ،‬اإلنسان املؤدب نعمة من عند ربنا‬
‫زي نسمة يف وقت قيظ‪ ،‬وأنا كنت خارجة من قصة حب فاشلة‪،‬‬
‫فام صدقت القيت إنسان زي ده‪ ،‬يصوين وحيافظ عليا ألنه مرتيب‬
‫وابن ناس‪.‬‬
‫جدا‪ ،‬خاصة بعد ما كنا بنخرج كتري مع بعض‬ ‫شدين ليه ً‬
‫وحماولش حتى يلمس إيدي‪ ،‬وملا كنا برنغي يف الفون عمره ما فتح‬
‫‪49‬‬
‫‪+‬‬
‫معايا موضوع شامل علشان يستدرجين حلاجة قذرة فوثقت فيه‬
‫جدا وحبيته أوي‪ ،‬وده اليل خالين أصارحه بحبي ألين كنت وصلت‬ ‫ً‬
‫لقناعة إنه مش هيبادر بده ألن احرتامه هيمنعه‪ ،‬فرح أول ما قولتله‬
‫وملعة سعادة شعت من عينه وكأنه كان منتظر عىل نار كلمتي دي‬
‫علشان أطفي بيها هليب الشوق اليل جواه‪.‬‬
‫وبعد ما ارتبطنا فضل عىل هذا املنوال‪ ،‬عنده حتفظ يف الكالم‬
‫وحتى ملا كنت بحاول أختربه بإين أجذبه لكالم معني كان بيتهرب‬
‫فعال اإلنسان اليل جدير بيا‪ ،‬فرميت نفيس يف‬ ‫مين فحسيت إنه ً‬
‫أعامقه وأنا متطمنة إن إنسان باألدب ده عمره ما هيأذيين‪.‬‬
‫بدأت أمل شوية منه‪ ،‬خاصة إنه حماولش يغري أسلوبه‪ ،‬الزم‬
‫يبقى فيه فرق ما بني عالقة األصحاب وعالقة العشاق وده ميكن‬
‫ملمستوش‪ ،‬حلد ما اتعصبت عليه يف مرة علشان أحس إن طريقته‬
‫ممكن تتغري فالقيته بيقويل «جرى ايه يا شامل‪ ،‬هو أنا علشان عامل‬
‫فيها حمرتم هتسوقي فيها؟!»‬
‫فلساين أجلمته الدهشة الرصاحة «نعم!» فقايل «كلكم خاينني‬
‫وتستاهلوا احلرق! وبرصاحة أنا مبحبكيش وعملت نفيس حمرتم‬
‫علشان عارف إن شخصيتك مش هتنجذب ليا إال من خالل ده‪،‬‬
‫ودلوقتي ملا وقعتي عاوز أقولك سالم وابقي خيل االحرتام ينفعك!»‬
‫ومن يومها قررت أنساه ولألسف رغم كل اليل حصل إال إن روحي‬
‫لسه معاه‪ ،‬مستنياه يرجع أو يربر اليل حصل علشان أساحمه ألن اليل‬
‫كرسه حمدش هيصلحه غريه‪.‬‬

‫‪i‬‬ ‫‪50‬‬
‫‪+‬‬
‫انتي مش باب مخلع وهو مش نجار شاطر علشان اليل انكرس‬
‫ميصلحوش غريه‪ ،‬هو شخص يبدو إنه نشأ يف أرسة فيها مشاكل سببت‬
‫ليه مشاكل نفسية ونظرة سيئة للجنس اآلخر وده ميكن مستمد من‬
‫ثقافة متدنية‪ ،‬وميكن يكون حب أوي واتخان وامتسح بكرامته البالط‬
‫وده اليل خاله حريص إنه يدمر غريه بأريحية ضمري ألنه شايف من‬
‫خالل اليل اتزرع جواه إن ده الصح‪ ،‬ورغم إن التعميم أحد أكرب‬
‫األشياء اليل بتوقع يف الغلط إال إنه مايش مببدأ شهريار إىل أن تأيت‬
‫شهر زاد لتهديه سبل الرشاد‪ ،‬والغريب يف األمر اليل ممكن أخمنه إنه‬
‫عايش بشخصيتني‪ ،‬والشخصيتني دول متناقضتني وده ميكن راجع إنه‬
‫بال شخصية ومحتاج حد يكتشف شخصيته الحقيقية وينقب فيها عن‬
‫الحلو اليل فيه‪.‬‬
‫أما األنثى اليل اتعرضت لصدمة كبرية يف مشاعرها فالزم تدرك إن‬
‫تخل من املحرتمني إن كان‬
‫الحياة ال تقف عىل أحد‪ ،‬وإن األرض مل ُ‬
‫ذلك ما يلفت انتباهها ونظرها‪ ،‬ومع األيام ستدرك إنها مكنتش بتحبه‬
‫ألن الحب مش مرتبط بصفة‪ ،‬الحب مرتبط بيشء أعمق من كده‪،‬‬
‫مرتبط بالروح‪ ،‬وزي ما قال الرسول الكريم «األرواح جنود مجندة‪،‬‬
‫من تعارف منها ائتلف ومن تنافر منها اختلف»‬

‫(‬
‫‪51‬‬
‫‪+‬‬
52
+
‫(‪)12‬‬

‫(لو كنت ذ� ترف ما كنتِ ر�ف�شة حبي‪ ،‬لكن ع�رس �حلال‪ ،‬فقر‬
‫�ملال ماأ�شاتي‪ ،‬كن فيي� ًشا تنفق �ملال ببذخ‪ ،‬و�شتطاردك �لن�شاء‬
‫لأنك �ش�شيد ثمني)‬

‫‪$‬‬
‫عشت مع والدي ومراته بعد ما ماتت أمي‪ ،‬كانت عيشة ضنك‪،‬‬
‫مفيش طلب ب ُيلبى ليا‪ ،‬مفيش غري املعاملة السيئة اليل بتمتهن‬
‫مرات أبويا بيها كرامتي‪ ،‬كنت عايشة يف جو من احلاجة والفاقة‬
‫وطول الوقت مستنية شعاع نور يقيد حيايت املظلمة حلد ما جايل‪،‬‬
‫كنت قاعدة يف وسط البلد وبشيش وكنت يف حالة من الرسحان‪،‬‬
‫جدا بيستأذن إنه يقعد جنبي فأنا استغربت‬‫القيت واد وسيم وشيك ً‬
‫الرصاحة‪ ،‬بس القيت نفيس بقوله اتفضل‪.‬‬
‫‪53‬‬
‫‪+‬‬
‫قعد واتكلمنا حلد ما حسيت إين اتأخرت فطلبت احلساب‪،‬‬
‫فالقيته طلع الفلوس وحاسب فاعرتضت لكنه أرص‪ ،‬وابتسامة‬
‫تسحر ملعت عىل شفايفه فوافقت‪ ،‬ميش معايا شوية وسألين راحية‬
‫فني فقولتله فالقيته طلب أوبر‪ ،‬فاتعجبت من ترصفاته الغريبة‬
‫خاصة إن مفيش سابق معرفة بينا‪ ،‬املهم األوبر جت وركبنا جنب‬
‫بعض ودفع األجرة وبعدين ودعين عىل أمل للقاء‪ ،‬وساعتها فرحت‬
‫ألين حسيت إن الزهر شكله بدأ يلعب!‬
‫جايل بعدها بيومني قدام شغيل فاستغربت ملا القيته خارج‬
‫من عربيته وباين عليها فخمة فلام سألته بتاعت مني فجاوبين‬
‫«بتاعتي»‪ ،‬روحنا قعدنا يف كافيه يف املعادي‪ ،‬أكلنا ورشبنا طب ًعا‬
‫جدا‪ ،‬إحساس إين‬ ‫وكالعادة دفع‪ ،‬فحسيت إين فرحانة وفخورة بيه ً‬
‫مستمتعة لكوين وجدت شخص يعوضين عن احلرمان اليل يف حيايت‪.‬‬
‫بعد كده سافرنا رشم أسبوع بعد ما قولت لوالدي إين مسافرة تبع‬
‫شغيل فوافق‪ ،‬حسيته إنه عاوز خيلص مين علشان يستفرد مبراته‪ ،‬ما‬
‫علينا‪ ،‬سافرنا وقعدنا يف شاليه بيملكه‪ ،‬قضيت أحىل أيام حيايت‪ ،‬جنة‬
‫ربنا عىل األرض مقارنة مع بالوعة املجاري اليل كنت عايشه فيها‪،‬‬
‫جدا ملا فات أول يومني من غري ما حياول يلمسين أو ياخد‬
‫احرتمته ً‬
‫بوسة مين فارتفع يف نظري أوي‪.‬‬
‫حلد ما يف تالت يوم وكان بيعلمين السباحة فأخدين يف حضنه مرة‬
‫واحدة وقايل إنه «بيحبين»‪ ،‬فحضنته أوي وحسيت إن كل حوايس‬
‫برتقص من الفرحة‪ ،‬وعدين باجلواز وحصل بينا اليل حصل وعشنا‬
‫اليومني الباقيني كأهنم من ليايل ألف ليلة وليلة‪ ،‬كان غطاس بيقدر‬
‫‪54‬‬
‫‪+‬‬
‫يوصل ألعامقي بأقرص الطرق وأنا أول مرة أحس إن فيه لذة يف‬
‫احلياة بالشكل ده‪.‬‬
‫وبعدين صحيت يف يوم سفرنا بس مكنش موجود‪ ،‬فحسيت إين‬
‫وأخريا جايل صاحب‬
‫ً‬ ‫كنت هتجنن‪ ،‬فاتعصبت وحاولت أوصل حلد‬
‫الشاليه األصيل وملا سألته أومال مني اليل كان معايا جاوبين بشكل‬
‫قتلين «هو قايل سلفين الشاليه والعربية كام يوم كده علشان عنده‬
‫طلعة هيخلصها ويرجعهم‪ ،‬بس شكلها كانت طلعة حلوة أوي»‬
‫طلعة ابن ‪ ،.....‬ومن ساعتها وأنا بكرهه وجوايا نار مش هتنطفي‬
‫إال ملا تشوفه بيتعذب ألنه قىض عىل حيايت بعد ما رسق أعز ما أملك‪.‬‬

‫‪i‬‬
‫هي بصت ألعز ما ميلك سوا ًء مال أو عربية أو شاليه‪ ،‬فلذلك كان‬
‫متوقع إن اليل يلفت نظره أعز ما متلك‪ ،‬والتطور الفظيع اليل حصل‬
‫يف العالقة من بدايتها يبني إن فيه حاجة غلط‪ ،‬أصل املشاعر املزروطة‬
‫دي مبتجيش مرة واحده كده‪ ،‬وطب ًعا هي فتحتله الباب من البداية‬
‫ألنه ملا قعد معاها معرتضتش‪ ،‬دفعلها الحساب ومرفضتش‪ ،‬فكان ده‬
‫ترصيح بشكل غري مبارش الستعدادها لتقديم أي يشء يف سبيل املال‪.‬‬
‫وده اليل فهمه كويس وقدر يوصله لغايته‪ ،‬والشخص اليل بيكون‬
‫بالصفات دي بيكون عنده نظرة نقص ما فبيحاول يعمل تعويض من‬
‫خالل الحاجة اليل مفتقدها وميكن كان ندرة املال ده يف فرتة من‬
‫فرتات حياته حالت بينه وبني معشوقه علشان كده حاول يستغل‬
‫‪55‬‬
‫‪+‬‬
‫املال اليل دمره يف تدمري غريه‪ ،‬ألن ده بيحسسه باالتزان والسالم املالزم‬
‫لالنتقام‪ ،‬والدرس اليل ممكن نطلع منه يف اليل حصل رغم إن كتري‬
‫مبقوش مقتنعني باليل هقوله «إن من ينظر إىل اإلنسان من خالل ماله‬
‫إمنا ينظر إىل الفضالت ألنه لن ينال سوى الرائحة العطنة!»‬

‫(‬

‫‪56‬‬
‫‪+‬‬
‫(‪)13‬‬

‫(�أدخل �لبيوت من �أبو�بها لأح�شل على غر�شي‬


‫ثم �أفر من �شباكها)‬

‫‪$‬‬
‫احلياة دي قاسية أوي‪ ،‬داميًا بتطلعلنا لساهنا وتسخر من سذاجتنا‬
‫وعبطنا بعد كل انكسار وسقوط‪ ،‬بنتعلم بعدها حاجات كتري‪،‬‬
‫منها إننا نكون أقوى ولينا خربة أكرب لكن لألسف بنعيش إما بقلب‬
‫منتهك حمطم أو قلب زي الصخرة الصلبة اليل مهام تواترت عليها‬
‫أبدا‪ ،‬يعين ببساطة بعد كل عالقة حب إما‬ ‫أمواج الشوق مبتسلمش ً‬
‫إنك هتموت من األمل أو هتعيش بس قلبك ميت‪.‬‬
‫عرفته وأنا يف أوىل كلية‪ ،‬كنا زمايل دراسة وكده‪ ،‬مجع بينا‬
‫املحارضات والكالم عن املنهج وبعض احلاجات البسيطة عن‬
‫‪57‬‬
‫‪+‬‬
‫حياته‪ ،‬اتكلمنا يف مرة عن احلب واالرتباط‪ ،‬قايل إن بنات الناس‬
‫مش لعبة يف إيدينا وإن يوم ما قلبه يدق لبنت هيخبط عىل الباب‬
‫علطول ألنه ميحبش الغلط وألنه ميقبلش إن حد يعلق حد من‬
‫إخواته فميحبش يعمل كده مع بنات الناس‪.‬‬
‫عجبتين شخصيته وحسيته راجل مش زي العيال املراهقني بتوع‬
‫اليومني دول اليل كل يوم مع واحدة‪ ،‬وبدأ يقرب أكرت‪ ،‬حلد ما يف‬
‫يوم القيته بيقويل إنه بيحبين وقرر يقابل مامتي وأنا معاها يف أي‬
‫كافيه حمرتم‪ ،‬املهم نسقت كل حاجة واتقابلنا يف أولدش يف حممد‬
‫حممود‪ ،‬كلمها مبنطق سحرنا وحسيت وقتها إنه صادق يف كل حاجة‬
‫ألنه وعد ووىف‪ ،‬ودق عىل البيت من بابه‪.‬‬
‫قال ألمي إنه بيحبين وحمبش يعمل حاجة من غري ما يكونوا‬
‫عارفني‪ ،‬وإنه قال لوالديه إنه بيحب بنت قده يف الكلية أول ما‬
‫يتخرج هيخطبها‪ ،‬فطب ًعا أمي وافقت إننا نرتبط وبدأ خيلينا نتكلم‬
‫مع أرسته عن طريق فونه وجاب والدته يف يوم وقرأنا الفاحتة‬
‫وارتبطنا‪ ،‬بقى بيجي البيت ويقعد معايا كتري‪ ،‬وأحيانًا كنا بنختيل‬
‫ببعض وممكن خيتلس بوسة أو ملسة‪ ،‬وبعد ما قربنا نتخرج ووالدي‬
‫أرص عىل اخلطوبة القيته بيتهرب مين حلد ما اختفى‪ ،‬اتصلت بيه فرد‬
‫عليا وقايل «أنا مش بتاع جواز والفاحتة اليل قرأناها بلوها وارشبوا‬
‫ميتها!» ‪ ،‬فقررت أسمع لنصيحته ميكن تنطفي النار اليل اتقادت‬
‫جوايا من وقت ما قرر هيرب ويسيب املغفلة تلملم بقايا قلبها اليل‬
‫بعرته ابن ال ‪............‬‬

‫‪i‬‬
‫‪58‬‬
‫‪+‬‬
‫من الحاجات املثرية للسخرية مع تطور الزمن هي ربط الحب‬
‫بالخطوبة‪ ،‬عالقة الحب املفروض تكون هي األساس وغري مرتبطة‬
‫بسواها‪ ،‬والنظرة للحب إن مل يتبعه خطوبة إنه لعب عيال وتسلية‬
‫هي إهانة للحب‪ ،‬ألن املحب قد يعشق لكنه من الناحية املادية غري‬
‫قادر عىل الخطبة ومن ثم الزواج وده ميخليش الطرف اآلخر يطعن يف‬
‫حبه ألننا زي ما احنا شايفني األخ قشطنا ومل شوية الفكة اليل حليتنا‪.‬‬
‫واليل بيتسىل وعاوز يلعب ببنات الناس مش صعب عليه يخيل‬
‫لعبه يف إطار رسمي‪ ،‬ده حتى هيكون أفيد ليه ألنه هيقدر يخرج‬
‫معاها براحته ويدخل بيتها زي ما هو عاوز ويوفر فلوس الخروجات‬
‫دي وهو ملا هيصدق‪ ،‬وهيكون من السهل عليه بعد كده اختالق أي‬
‫سبب لالبتعاد‪ ،‬واحنا يف مجتمعنا داميًا بنحمل البنت الذنب وهنلقي‬
‫باللوم عليها‪ ،‬يعني يف اآلخر خازوق مغري‪.‬‬
‫اليل أنا عاوز أقوله‪ ،‬حاريب علشان حبك ما دام شايفة ملعة الشوق‬
‫بتربق من عني حبيبك ألنه يف أول فرصة متاحة ليه إنه يتقدملك‬
‫هيجري عىل بيتك علشان يطلب إيدك‪ ،‬بدل ما متسيك الهوا يف إيدك‬
‫وتكتشفي يف اآلخر إنك كنتي موهومة ألن الهوا مبيتمسكش إال عند‬
‫العندليب األسمر‪.‬‬

‫(‬
‫‪59‬‬
‫‪+‬‬
60
+
‫(‪)14‬‬

‫(كثري�ت هن �للو�تي يردن ك�رس �لقيود �لتي تكبلهن‬


‫وتطبق على �أنفا�شهن لالنطالق نحو �لتحرر‪ ،‬وهنا ياأتي‬
‫دوري لأمنحهم �لتجربة �لتي لن ين�شينها �أبد �لدهر)‬

‫‪$‬‬
‫اتربيت يف بيئة متشددة‪ ،‬كل حاجة حرام‪ ،‬صوتك عورة‪،‬‬
‫جسمك عورة‪ ،‬صوابع رجلك عورة‪ ،‬املرأة تقبل يف صورة شيطان‬
‫وتدبر يف صورة شيطان‪ ،‬املرأة هي سبب الغواية وينسب إليها كل‬
‫املصائب‪ ،‬املرأة هي سبب اخلطيئة األوىل ومنبع الرشور‪.‬‬
‫يف املحيط ده اتربيت‪ ،‬اخلروج من البيت بحساب والرجوع‬
‫بحساب‪ ،‬وأي خروج عن النطاق ده بيتقابل بعقاب صارم‪ ،‬قلم بقى‪،‬‬
‫شلوت‪ ،‬أنا وحظي‪.‬‬
‫‪61‬‬
‫‪+‬‬
‫مفيش خروج بعد العشاء حتى لو فيه حد بيموت‪ ،‬هدومي‬
‫واسعة وميكن ده اليل كان بيخيل األوالد يف مرحلة مراهقتي يزهدوا‬
‫يف نظراهتم ليا ألن كل حاجة حمجوبة‪ ،‬ممكن تتهموين بقلة األدب‬
‫والتبجح وإين عاوزة األوالد يبصوا عىل جسمي وشكيل‪ ،‬بس‬
‫صدقوين كون إنك تشويف نفسك مرغوبة يف عني راجل إحساس‬
‫تاين‪ ،‬إحساس إنك أنثى بجد ولييك مفاتن بتأثر العني وتلفت النظر‪.‬‬
‫ظهرت نتيجة الثانوية العامة وكان ده بالنسبايل أول خطوة يف‬
‫سلم التحرر ألين جبت جمموع عايل وبعد إحلاح طويل عليهم وافقوا‬
‫إين أخش كلية من كليات القمة يف جامعة القاهرة‪ ،‬محل تقيل أوي‬
‫أخريا هعيش بعيد عن أهيل وهكون يف‬‫ً‬ ‫انزاح من عىل صدري ألن‬
‫مكان عىل األقل هحصل فيه عىل قدر من احلرية‪ ،‬وهعمل اليل أنا‬
‫عاوزاه واحترمت منه من غري رقيب‪.‬‬
‫دخلت الكلية وكنت حمافظة عىل أسلوب لبيس ألن البيت لسه‬
‫فارض عليا النوع ده من اللبس‪ ،‬اتعرفت عىل ولد متحرر وقتها‪،‬‬
‫عجبتين دماغه أوي وبدأت أفهم منه حاجات كتري‪ ،‬كنت عاملة‬
‫زي العميا وهو دلييل لعامل جديد‪ ،‬عارفني إحساس إنك تكون عاوز‬
‫تعمل حاجة بس ضمريك بيتعبك ألنك شايف إهنا غلط وييجي حد‬
‫غريك يغري ليك معيار الصواب واخلطأ وتبدأ تعمل احلاجة وأنت‬
‫مستمتع بيها بالكلية ‪..‬‬
‫املهم إين بدأت ألبس ضيق بعد ما اشرتيت هدوم من ورا أهيل‪،‬‬
‫وبدأت أحط روج وأعمل ميكاب‪ ،‬حسيت وقتها إن عندي مرسات‬
‫ومثار طازجة يتمىن الكثري قطفها‪ ،‬هو الحظ وقتها التغري اليل طرأ‬
‫‪62‬‬
‫‪+‬‬
‫عليا فشجعين وبدأ يتغزل فيا وميتدح جسمي‪ ،‬املرة األوىل اليل حد‬
‫يكون عنده اجلرأة إنه يعاكسين بكالم ميكن كنت بشوفه قبل كده‬
‫إنه سافل‪ ،‬بس معاه حسيت حاجة تانية‪ ،‬إحساس إين فرحانة بكل‬
‫كلمة بيقوهلا ومش عاوزاه يبطل‪ ،‬حلد ما ارتبطنا بعدها وبرصاحة‬
‫أنا عىل آخري ألنه دوبين‪ ،‬ألين اتولدت عىل إيده إنسانة جديدة غري‬
‫اإلنسانة القدمية املقيدة املنبوذة امللعونة‪ ،‬سبب كل الرشور‪.‬‬
‫اديته كل حاجة عدا املنطقة اليل ضاربة عليها سياج كثيف‪،‬‬
‫ميكن ألين طول الوقت كان أهيل يف ويش‪ ،‬حماوطين يف كل حتة‬
‫ومقيدين حركتي‪ ،‬كنت بدوب عىل ملساته وبنصهر عىل أنفاسه‬
‫امللتهبة اليل كانت بتدغدغ مشاعري بس فضلت متامسكة حلد ما‬
‫زهق مين‪ ،‬توسلت ليه إنه يفضل معايا ولو عاوزين نتجوز ولو حتى‬
‫عريف‪ ،‬فضحك وقايل «انتي عبيطة يا بنتي‪ ،‬هو فيه ملحد بيتجوز!»‬

‫‪i‬‬
‫الرتبية هي اللبنة األوىل يف تأسيس بيت قوي األركان متني القواعد‪،‬‬
‫وأي خلل يف الرتبية يسبب رشخ يف هذا البناء ويؤدي إىل تداعيه‬
‫وسقوطه‪ ،‬ده بالظبط اليل حصل مع البنت اليل طول الوقت حاسة‬
‫إنها إنسانة من الدرجة التانية‪ ،‬وبسبب بعض األفكار املتشددة‬
‫اليل مبتخضعش لسلطان العقل تعاين البنت طول الوقت من لعنها‬
‫وتصويرها أنها عورة يجب أن تسرت‪ ،‬شيطانة يجب أن تحجب عن‬
‫الناظرين‪ ،‬ومع الكبت الشديد ليها وقمع حريتها كان الزم يحصلها‬
‫نوع من االنفجار علشان تحطم القيود اليل مكبالها مع أول فرصة‬
‫تلوح ليها‪.‬‬
‫‪63‬‬
‫‪+‬‬
‫زي بركان أول ما يالقي تراخي يف قرشة األرض أو فرصة للتحرر‬
‫بيطلق حممه الربكانية من قرشة األرض علشان يحرق كل اليل يقابله‪،‬‬
‫لكن لألسف هي الوحيدة اليل اتحرقت بحريتها‪ ،‬ألنها حرية غري مهذبة‬
‫بفكر وثقافة ومعرفة ووعي فكان طبيعي إنها تنقلب لفوىض مريعة‬
‫ألنها مفتقرة للمسئولية اللهم إال يف املراحل األخرية ملا حست إنها‬
‫ممكن تفقد يشء عزيز عليها وألنها افتكرت رغم البالوي مسئوليتها‬
‫نحو أرستها‪.‬‬
‫أما النوع اليل منه الشاب ففيه منه كتري‪ ،‬منه الحقيقي ومنه‬
‫املصطنع‪ ،‬وألننا يف مجتمع غالبية أفراده عندهم كبت وبيعانوا من‬
‫قمع رهيب للحريات سوا ًء عىل املستوى الخاص أو العام فبيكون‬
‫عندهم قابلية رهيبة لكرس األغالل واألصفاد اليل مقيداهم‪ ،‬ويف‬
‫النهاية فالولد يبدو إنه مصطنع ألنه مكنش رصيح من البداية بل‬
‫اتخذ من الخداع والغش ذريعة للوصول للبنت وبعد ما حس إنه‬
‫بيتدبس قام فلسع بشياكة تحت حجة إنه ملحد‪ ،‬علشان كده بقول‬
‫«أعطوا لألنثى ً‬
‫مجاال للتنفس حتى ال تختنق‪ ،‬أو تحملوا انفجار رئتيها‬
‫إذا اندفع إليها الهواء بشدة!»‬

‫(‬
‫‪64‬‬
‫‪+‬‬
‫(‪)15‬‬

‫(�ر ِم �شنارتك يف بحر �شغري�ت �ل�شن‪ ،‬و�شتنجذب للطعم‬


‫فتيات على كل لون‪ ،‬ولك �حلرية يف �ختيار �ل�شمكة �لتي‬
‫تهفو �إليها نف�شك لأكلها)‬

‫‪$‬‬
‫مش عارفة رس انجذايب الدائم للرجال اليل بيكربوين يف العمر‬
‫وسبب نظريت ليل يف سين إهنم عيال مينفعش الواحدة مننا تبص ليهم‬
‫عىل إهنم رجال صاحلني لالرتباط‪ ،‬حتى أفعاهلم غري الرزينة وصعوبة‬
‫االعتامد عليهم يف املواقف صعبة‪ ،‬جمرد مهرجني وأراجوزات غري‬
‫صاحلني إال للهلس والضحك‪ ،‬وميكن سبب حبي ليل أكرب مين بكذا‬
‫سنة موت والدي اليل رحل عين يف سن مبكر وساعتها افتقدت‬

‫‪65‬‬
‫‪+‬‬
‫إحساس األبوة يف حيايت رغم حماوالت أمي الدؤوبة لتعويض دوره‪،‬‬
‫لكن تفضل الست ست والراجل راجل‪.‬‬
‫كان دكتور يف الكلية‪ ،‬يف عمر األربعني‪ ،‬عنده بعض الشعر‬
‫األبيض يف رأسه مما أكسبه وسامة فوق وسامته وأضاف ليها وقار‬
‫وهيبة خلتين اتشدله‪ ،‬بقيت براقب مالحمه وكأين عاوزة أحفرها‬
‫يف ذاكريت علشان أعيش عليها بالليل وأنا حاضنة وساديت‪ ،‬بركز‬
‫يف حركة شفايفه وترصفاته وأحيا ًنا بيكون نفيس أبوسه واترمي يف‬
‫حضنه‪.‬‬
‫اندهشت ملا القيته بيطلب مين إننا نتقابل بره الكلية وفاجأين‬
‫أكرت ملا قايل إنه مالحظ اهتاممي بيه وملا شاف خجيل وتوتري مسك‬
‫إيدي ورفعها لشفايفه وطبع عليها قبلة حانية خلت قلبي يغرد جوا‬
‫صدري كبلبل مرتنم يبتهج بأهازيج احلب‪ ،‬وبعدين بص يف عيين‪،‬‬
‫وقايل «بحبك»‪.‬‬
‫أقنعين مش عارفة ازاي إننا نتجوز عريف ألنه متجوز وعنده‬
‫نظرا‬
‫ولدين ومينفعش حد يعرف بجوازنا حتى أمي‪ ،‬وافقت ً‬
‫الحتياجي ليه وألين حبيته أوي‪ ،‬عملنا كل حاجة حلوة وغريبة‪،‬‬
‫اخلربة حلوة مفيش كالم‪ ،‬حلد ما اكتشفت إين حامل وملا صارحته‬
‫بده غضب أوي وشوفت منه وش فظيع مليان رش ووعيد‪.‬‬
‫أمرين إين انزل اجلنني لكين رفضت وأرصيت عىل ده‪ ،‬ميكن‬
‫ألين رغم كل ده كنت عاوزة أجربه إنه يعرتف بجوزانا قدام كل‬
‫الناس‪ ،‬وبعدها بيومني القيت ‪ 3‬ستات رشاشيح داخلني عليا الشقة‬

‫‪66‬‬
‫‪+‬‬
‫ورضبوين وطردوين من البيت اتنقلت يف سيارة إسعاف واجلنني‬
‫مات‪ ،‬وبعد ما فوقت القيته باعتيل قرشني وإنه قطع ورقة جوازنا ‪..‬‬
‫كل حاجة فيا ماتت‪ ،‬بس لألسف هو لسه جوايا عايش!‬

‫‪i‬‬
‫الحياة بتكون قاسية أحيانًا عىل بعض الناس‪ ،‬فلقدر البنت السيئ‬
‫تويف والدها وهي يف مرحلة الطفولة وده بينعكس عىل احتياجاتها مع‬
‫مرور األيام وبيخليها داميًا بتبحث عن األب املفقود اليل اتحرمت منه‬
‫يف حياتها يف شخص تاين‪ ،‬شخص يكون عىل صورة األب املرسومة يف‬
‫خيالها‪ ،‬وبالتايل إمدادها باألمان وشعورها بالسند‪ ،‬وغري كده القدرة‬
‫عىل االحتواء النفيس‪.‬‬
‫وفوق كده إن الراجل يف السن ده بيكون يف نظر األنثى إنه‬
‫إنسان متزن ميتلك الكثري من الهدوء ويزن األمور بدقة مام يجعل‬
‫الحياة مستقرة هادئة‪ ،‬غري ذلك استطاعته عىل التعرف عىل خبايا‬
‫املرأة وكيفية التعامل معها والعزف عىل أوتار مشاعرها نظ ًرا لخربته‬
‫اليل اكتسبها من خالل تجاربه الكترية عىل مر السنني‪ ،‬باإلضافة إن‬
‫البنت يف الغالب ملا تبص عىل راجل من النوعية دي فبيكون ليه مركز‬
‫كويس ومكانة مرموقة وبالتايل يقدر يلبي احتياجات األنثى من فسح‬
‫وخروجات وهدايا‪ ،‬وبإمكانه إفساح املجال لها للتعبري عن حريتها‬
‫ولكنها محاطة بحاميته حتى ال تستخدم بشكل خاطئ‪.‬‬
‫وده بالظبط اليل حصل من الدكتور والطالبة بتاعته‪ ،‬معنى إنه‬
‫أخد باله من نظراتها وقبل عىل نفسه إنه يغرر ببنت يف السن ده‬
‫‪67‬‬
‫‪+‬‬
‫ويستدرجها مبعسول الكالم ملامرسة الجنس معاه تحت رشعية واهية‬
‫وهي الزواج العريف لهو يشء ممجوج ال يخرج إال من وغد حقري ألنه‬
‫استغل حاجة البنت واحتياجاتها لشعور معني من أجل نزواته وهذه‬
‫بهيمية جديرة بالتقزز‪.‬‬
‫ويرجع لنقص معني يف شخصيته بيحاول يعوضها من خالل إنه‬
‫يشوف نفسه مرغوب يف عيون الفتيات الشابات‪ ،‬وبدل ما البنت‬
‫كانت رصخت يف وشه ورفضت الزواج املهني ده منه علشان يعرف‬
‫مقامه نالقيها بتكرس املنطق وبتنيم عقلها يف زريبة وتوافق عىل‬
‫عرضه‪ ،‬وما دام قبلت من البداية إنها تكون بديلة فالنهاية املنطقية‬
‫عىل الرغم من تراجيديتها هي اليل حصلت ألن ببساطة‪.‬‬
‫«ال خري يف عالقة حب تنبت يف الظالم»‬

‫(‬

‫‪68‬‬
‫‪+‬‬
‫(‪)16‬‬

‫(�أمت�شكن حتى �أمتكن‪ ،‬ومتى متكنت‬


‫ل �أفارق �لقلب حتى �أهلكه)‬

‫‪$‬‬
‫كان فارشيل األرض بالورد ومايل حيايت باالهتامم‪ ،‬ميعرفش غري‬
‫«نعم – حارض» ألي كلمة بقوهلا‪ ،‬ملا أتعصب يتحملين وحياول‬
‫هيديين‪ ،‬وملا أهينه يكتم يف نفسه ويغتصب من أساه بسمة رضا‬
‫وكأنه بيقويل رغم كل اليل بتعمليه فيا أنا رايض‪ ،‬وده لسبب واحد‬
‫بس‪ ،‬إين «بحبك»‪.‬‬
‫عرفنا بعض يف الشغل‪ ،‬القيته بريمي نظرات من حتت لتحت وأنا‬
‫كنت مطنشة وعاملة نفيس مش واخدة بايل‪ ،‬حلد ما يف يوم صارحين‬

‫‪69‬‬
‫‪+‬‬
‫بحبه فرفضت بطريقة ذوق‪ ،‬القيته ألح عليا إين أديله فرصة يثبتيل‬
‫حبه‪ ،‬وإين آخد وقت إنه يقرب مين ميكن أحس بحاجة ناحيته‬
‫وبعدها هو هيتقبل قراري أ ًيا كان‪ ،‬مش عارفة ساعتها القيت‬
‫نفيس هبز رأيس عالمة املوافقة ازاي‪ ،‬لكن ده اليل حصل‪.‬‬
‫بعدها بكام يوم خرجنا سوا والقيته جايب ليا هدية ففرحت‬
‫أوي عىل الرغم إين رفضتها يف البداية لكنه أرص إين آخدها بعد ما‬
‫أبدا عىل أساس إن اهلدية ممكن تأثر عىل قراري‬
‫وعدين إنه مفكرش ً‬
‫أو ختيل أمله يزيد يف االرتباط بيا‪ ،‬ومع األيام اتعودت عليه وعىل‬
‫اهتاممه بيا‪ ،‬بيتحملين يف كل الظروف وجنبي يف أي أزمة بتحصل‬
‫ليا‪ ،‬مهام عملت فيه بيتحمل‪ ،‬لو كان مجل كان نخ من كرت إهانايت‬
‫وحماواليت إنه يكرهين ويبعد‪.‬‬
‫وفجأة غاب عين ‪ 3‬أيام وملا سألته كان خمتفي فني قايل إن والده‬
‫كان عامل عملية جراحية‪ ،‬ووقتها بس حسيت إين وقعت وحبيته‬
‫جدا وأثر فيا غيابه وحسيت بفراغ‬‫ألن األيام التالتة افتقدته فيهم ً‬
‫رهيب يف حيايت‪ ،‬وبعدين قولتله أنا هقولك قراري فأخد نفس عميق‬
‫وغمض عينه قلتله ليه بتعمل كده فجاوبين إنه بيحاول يتحاىش‬
‫عيين يف املوقف ده‪ ،‬فأرصيت إنه يفتح عينه فابتسم‪ ،‬وقولتله وعينه‬
‫بتحضن عيين»بحبك»‪.‬‬
‫ارتبطنا وفضل عىل احلال ده فرتة‪ ،‬عاملين كأين ملكة متوجة عىل‬
‫عرش قلبه وإنه عمره ما يفكر للحظة خيلعين من عىل العرش‪ ،‬كنت‬
‫موكوسة وصدقت‪ ،‬حلد ما يف مرة باسين فبعرتين ويف حضنه مللمين‪،‬‬
‫ومن ساعتها وأنا اهتوست بيه‪ ،‬أول مرة اجرب إحساس ومذاق‬
‫‪70‬‬
‫‪+‬‬
‫القبلة‪ ،‬أول مرة يعرتيين شعور ساحر غمرين باالنتشاء قبل كده‪،‬‬
‫حسيت إين طايرة عىل أجنحة النسيم‪ ،‬أتيه بني السحاب وأحلق يف‬
‫اآلفاق كطري تطربه السعادة‪.‬‬
‫ومن اللحظة دي وأنا بقيت ملكه وانعكس ده عىل أفعايل‬
‫ومعاملتي معاه اليل اتغريت‪ ،‬بقيت حساسة أوي معاه وأمطرته بسيل‬
‫من احلنان بعد فرتة عجاف مداقش فيها حاجة مين تبل ريقه وبعد‬
‫ما ارتوى مين زهدين‪ ،‬وبعد بدون إبداء أسباب‪ ،‬ومن وقتها وحبه‬
‫متخمر يف قلبي وبجرت ذكرياته ليل وهنار كأنه بقى روحي اليل ملا‬
‫هتخرج من جسمي‪ ،‬هيكون معىن ده ‪ ..‬إين ميتة!‬

‫‪i‬‬
‫تقول كريشنباوم «املرأة تقدر القبلة أكرث من الرجل وإن مل تكن‬
‫مرضية كام تأمل‪ ،‬يف حني أن الرجل يعتربها وسيلة لبلوغ غاية»‪ ،‬والقبلة‬
‫األوىل غال ًبا ما تستقر يف وجدان املرأة وتُنحت يف ذاكرتها مهام بلغت‬
‫من العمر ألنها تشهد بسببها تفتح أحاسيسها ومشاعرها وتحولها من‬
‫شعور الطفلة لشعور األنثى لذلك فالقبلة األوىل متثل للمرأة الكثري‪.‬‬
‫وهذا ما استغله زميلها بالعمل حيث يبدو أنه مضطلع يف هذه‬
‫الحقيقة‪ ،‬فلبس دور الحمل الوديع يف البداية وقدم لها تنازالت كترية‬
‫علشان يخليها تثق يف حبه ومتنحه قلبها‪ ،‬وحينام تحقق له ما أراد‬
‫انقلب إىل نرس كارس ليلتهم فريسته وحينام شبع زهد فابتعد‪ ،‬وهذا‬
‫النوع من الرجال ليك تستطيع املرأة معرفة خباياه وأالعيبه فالبد‬
‫عليها أال متنحه شي ًئا‪.‬‬
‫‪71‬‬
‫‪+‬‬
‫تأخذ وال تعطي ألنه إن أخذ لن مينح وإن ارتوى تأفف‪ ،‬لحد ما‬
‫هييجي الوقت اليل الشخص ده هينكشف ألنه لو بيحب هيتحمل ملا‬
‫ال نهاية‪ ،‬لكن لو شقطاية وحس بامللل هريكب الناقة ويرشخ ومش‬
‫هتعريف تالقيه تاين‪ ،‬وده اليل يربر تغري معاملته ليها بعد القبلة ملا‬
‫حس بضعفها ألنه لو كان بيحبها بجد كان هيقويها‪ ،‬مش هيسيبها‬
‫تغرق ومعاه طوق نجاتها ومينقذهاش‪ ،‬ألن ببساطة كل ملا تغرق‬
‫أكرت كل ما متنح أكرت‪ ،‬وبالتايل ياخد كل اليل عاوزه وبعد كده يختفي‬
‫ويروح للست الوالدة يالقيها عاملة محيش فياكل ويقول «املحيش‬
‫خري وأبقى!»‬

‫(‬

‫‪72‬‬
‫‪+‬‬
‫(‪)17‬‬

‫(�لغاية ل تربر �لو�شيلة �شوى يف حالة و�حد فقط «�ل�شقط»)‬

‫‪$‬‬
‫احلب كلمة سخيفة زي القناع اليل بيخفي خلفه مالمح مشوهة‪،‬‬
‫كل واحد منهم بيستغل الكلمة علشان حيقق غرض دينء‪ ،‬كل‬
‫الرجال أوساخ مهام حاولوا يتظاهروا باألخالق والفضيلة‪ ،‬وده‬
‫بيتناىف مع مثالية احلب‪ ،‬احنا بنحب علشان بنعيش بيه وبيكمل‬
‫الناقص فينا‪ ،‬لكنهم ملا بيقولوا إهنم بيحبوا بيبقى كل غرضهم‬
‫الرسير‪ ،‬ألهنم كائنات هبيمية مبتفكرش غري يف ال ‪. .....‬‬
‫عرفته يف حفلة لعمر خريت كانت يف قبة جامعة القاهرة‪ ،‬كان‬
‫قاعد عىل الكريس اليل جنبي‪ ،‬وأنا املوسيقا بتأرسين وبتخطف قلبي‬
‫‪73‬‬
‫‪+‬‬
‫وبتحسسين مبتعة روحية قلام حتدث‪ ،‬فكنت هيامنة مع األحلان‬
‫ومش حاسة بنفيس‪ ،‬فجأة القيت حد بيمسك إيدي وبيضغط عليها‬
‫أوي‪ ،‬أنا قلبي نط بني ضلوعي مع احلركة املباغتة دي‪ ،‬وألين كنت‬
‫يف حالة من رهافة احلس وانتشاء الوجدان فحسيت إن احلركة دي‬
‫كهربتين والشعور ده كان أول مره يف حيايت أحسه‪.‬‬
‫بصتله بغضب وكنت لسه هزعق لوال إين افتكرت إننا يف حفلة‬
‫وده كفيل بلفت األنظار ناحيتنا وبالتايل ممكن يأثر عىل احلفل‪،‬‬
‫واألسوأ من كده إن فيه صحف‪ ،‬فخرب زي ده ممكن ينترش كانتشار‬
‫النار يف اهلشيم‪ ،‬فقولتله بصوت كله غيظ عىل الرغم من ضعفه إنه‬
‫ازاي يعمل كده‪ ،‬فرد إنه من أول ما عينه وقعت عليا اتشد ليا وكان‬
‫عاوز يتكلم معايا لكنه خاف‪ ،‬بس ألن املوسيقا بتحرره وبتخليه‬
‫يكرس كل القيود فال إراد ًيا مسك إيدي ألنه حس إنه طري بجناح‬
‫وكان حمتاج التاين علشان يستمر يف التحليق‪.‬‬
‫فلام بصتله باستنكار مسك إيدي وباسها مع اعتذار شيك‪ ،‬ومع‬
‫ملسة شفايفه قشعرت وحسيت إن قلبي عامل زي البندول بيتحرك‬
‫ميني وشامل ومش عاوز يثبت يف مكانه‪ ،‬فضل بعدها مركز مع‬
‫املوسيقا وجتاهلين متا ًما بعد اعتذاره وأنا يف اللحظة دي كنت حسيت‬
‫إنه ملسين من جوايا فانتهزت الفرصة ملا عيونه دمعت فمسحتها من‬
‫عىل جفونه فبصيل وابتسم وكانت البداية‪.‬‬
‫امتشينا بعد احلفلة عىل الكورنيش‪ ،‬فضل يقويل إنه مبيحبش‬
‫يكذب وإنه عمره ما يوعد وخيلف‪ ،‬علشان كده حكايل عن البنت‬
‫‪74‬‬
‫‪+‬‬
‫اليل حبها وازاي ماتت يف حادثة ومن ساعتها حمدش مس قلبه‬
‫غريي‪ ،‬حسيت إنه بيزيط بس مش عارفة صدقته بعد ما قايل إنه‬
‫مش معىن ده إنه بيحبين‪ ،‬هو حاسس بس إن فيه حاجة احتركت‬
‫جواه ناحيتي وممكن ده يكون إعجاب حلظي ليس إال‪ ،‬فاحرتمت‬
‫أوي رصاحته ألنه لو قال غري كده كنت عرفت إنه كذاب‪ ،‬وبعد‬
‫ما انتهينا طلب رقمي فاديتهوله وقلبي بيزغرد من الفرحة‪.‬‬
‫جدا‪ ،‬حكايل عن حاجات كتري‬ ‫بقينا نتكلم كتري وعرفنا بعض ً‬
‫وحسيت إنه قد ايه إنسان نضيف‪ ،‬ورغم كل املشاكل اليل حصلتله‬
‫إال إنه لسه خملص حلبيبته اليل ماتت واليل رفعه أوي يف نظري ملا‬
‫سألته ليه مرتبطش بغريها عىل األقل علشان ينىس فجاوبين «يعين‬
‫علشان أنىس اليل ذكراها بيحييين أقوم أسبب آالم لغريي وبرضه‬
‫مش هنساها‪ ،‬ده ايه األنانية دي‪ ،‬أنا مش هعمل كده إال لو حبيت‬
‫بجد ألن أي حب جديد بيطمس اليل قبله‪ ،‬رغم إهنا هيفضل ليها‬
‫مكانة‪ ،‬بس مكانة رشفية ليس إال»‪ ،‬برصاحة منطقه عجبين فقولت‬
‫«قُيض األمر الذي فيه تستفتيان»‬
‫ارتبطنا بعدها علطول ألنه حس إين استويت ولو الطبخة فضلت‬
‫عىل النار أكرت من كده هتشيط‪ ،‬علشان كده أكل طبخته احللوة‬
‫وبعد كده نزهلا يف املجاري‪ ،‬الغريب بقى إنه وعدين إنه هيفضل‬
‫حيبين ومهام حصل مش هيبعد عين فاتطمنت ألنه قايل إن وعد احلر‬
‫دين عليه‪ ،‬أخد مين حاجات كتري‪ ،‬أخد قلبي وروحي وملا جيت‬
‫سألته يوم ما أخدين حلم ورماين عضم ليه كذب عليا وأخلف وعده‬

‫‪75‬‬
‫‪+‬‬
‫ليا جاوبين «الغاية تربر الوسيلة‪ ،‬وبعدين علشان أوصل لرهوان‬
‫زيك متوقعة أعمل ايه‪ ،‬أكيد هكذب وهنافق وهخلف وعدي‬
‫علشان اشقطك‪ ،‬مش كده وال ايييه؟!»‬

‫‪i‬‬
‫املوضوع من البداية باين فيه إنه متثييل بحت‪ ،‬مفيش حد بيفقد‬
‫إدراكه الكيل علشان حاجة‪ ،‬لكنه حس من البداية إن احلوار‬
‫هيتفهم واحتامل ياخد عىل قفاه‪ ،‬انتهز الفرصة العظيمة اليل قدامه‬
‫ملا شافها منسجمة أوي مع األوركسرتا‪ ،‬وألن املوسيقا بتسمو بروح‬
‫اإلنسان وبتخيل القلب يثمل بنخب السكينة فعمل اليل عمله ألنه‬
‫مدرك إن يف أسوأ احلاالت هياخد كلمتني يف جنابه وهيعدي احلوار‬
‫بعد ما خدله ملسة من إيدهيا‪.‬‬
‫وحب يعمل جنتل فطور اللمسة لبوسة وعمل فيها كأنه وال هنا‬
‫وال كأن حاجة حصلت فاستجابت هي وبادرته وده كان متوقعه‪،‬‬
‫بعد اجلو الفانتازي اليل خلقه ده كان ألي حد بيفكر إنه يفهمه‬
‫ألنه لو إعجاب حلظى زي ما قال مكنش حرص عىل اخلروج معاها‬
‫واحلصول عىل رقمها وطب ًعا هي ادهتوله مع إهنا املفروض كانت‬
‫تديه حاجة تانية خالص!‬
‫وكان طبيعي حيكيلها عىل حبه املايض علشان يبني قد ايه هو‬
‫خملص ومضحي ومبيخطوش خطوة إال لو قلبه حركه وقاده نحوها‬
‫‪ ..‬يا حنني‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫‪+‬‬
‫إضافة لده إن الوعود الدامئة املطلقة غال ًبا مبتكونش صادقة‬
‫خاصة فيام يتعلق بالقلب‪ ،‬ألن مفيش حد يستطيع اجلزم بثبات‬
‫مشاعره نحو الطرف اآلخر‪ ،‬ألن اإلنسان ال يستطيع التحكم‬
‫بقلبه ومشاعره‪ ،‬وقد نسب للرسول يف حديث له أنه قال «إن‬
‫يشاء»‬ ‫كيف‬ ‫ّبها‬ ‫القلوب بني إصبعني من أصابع الرمحن‪ ،‬يقلِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫وألن وعد احلر دين عليه‪ ،‬فالبتايل هو حكم عىل نفسه كويس‪،‬‬
‫جمرد عبد وكام يقول املتنبي واص ًفا إياهم‪:‬‬
‫ِ‬
‫تشرت العبد إال والعصا معه ‪ .....‬إن العبيد ألنجاس مناكيد‬ ‫ال‬

‫(‬

‫‪77‬‬
‫‪+‬‬
78
+
‫(‪)18‬‬

‫(لكم هي م�شطهدة �ملر�أة يف جمتمعنا‪ ،‬تعامل كاإن�شانة من �لدرجة‬


‫�لثانية‪ ،‬جمردة من غالبية حقوقها‪ ،‬ينظر �إليها على �أنها �شهوة �أو �شلعة‬
‫دون �لنفاذ لروحها‪ ،‬هكذ� حدثتها‪ ،‬وهكذ� �شدقت �أين خمتلف!)‬

‫‪$‬‬
‫عرفته يف عيد ميالده‪ ،‬أصحايب قالويل تعال معانا وأهو أغري جو‬
‫فوافقت‪ ،‬احتفلوا بيه ورسموا الضحكة عىل شفايفه‪ ،‬اتعرفنا عىل‬
‫بعض وكان واضح من طريقته إنه ذوق ومرتيب كويس‪.‬‬
‫اتقابلنا بعدها يف كافيه يف أكتوبر‪ ،‬أكلنا ورشبنا وبعدين القيته‬
‫بيكلمين عن املرأة املقهورة‪ ،‬وإن أول عدو للمرأة هي املرأة اجلاهلة‬
‫وليس الرجل‪ ،‬ألن ببساطة الراجل مرتاح بالوضع ألنه يف موضع‬
‫‪79‬‬
‫‪+‬‬
‫أعىل فايه اليل هيخليه يتنازل عن املكانة دي مبزاجه ومينحها عىل‬
‫طبق من دهب للمرأة بحجة املساواة علشان كده هو يف الطناش‬
‫وده يف حد ذاته املفروض الست تستغله ويتكاتفوا مع بعض يف‬
‫سبيل احلصول عىل حقوقهم لكن بنالقي قطاع كبري يقولك عيب‬
‫واستحي ويادي الكسوف ودول اليل بيضيعوا كل حاجة ألهنم‬
‫عدو من الداخل والعدو اليل من الداخل بيكون أخطر عدو‪.‬‬
‫قليل أوي اليل قدروا يتجاوزا النقطة دي ويتعاملوا مع املرأة‬
‫عىل إهنا روح وكيان وعقل قبل ما يكون جسم ومظهر‪ ،‬وملا سألته‬
‫اشمعىن بيدافع عن املرأة رغم كونه ذكر‪ ،‬مش ده بيناقض الفكرة‬
‫اليل انطرحت من شوية‪ ،‬جاوبين هبدوء وثقة‪ ،‬إنه حط نفسه مكاهنا‬
‫وحاول جيرب يعيش حياهتا عن طريق أخته ومتحملش يومني‪ ،‬كان‬
‫هو اليل بيعمل األكل والرشب‪ ،‬وميسح ويكنس وبعد كل العك ده‬
‫طلب منها خيرج فقالتله‪ ،‬معندناش رجالة خترج من بيتهم بعد آذان‬
‫العشاء‪.‬‬
‫برصاحة صدقته بعد ما أخربين إن احلياة علشان تبقى مستقيمة‬
‫الزم الكفتني يتعادلوا علشان حيصل التوازن وإن رجحان كفة عن‬
‫الثانية بتهدد بسقوط األخرى‪.‬‬
‫وقايل إنه ملا يرتبط هيدي حبيبته نفس احلقوق اليل هياخدها‬
‫ألنه مؤمن بقاعدة كونفشيوس الذهبية «افعل وكأنك ترشع قاعدة‬
‫للناس» وإنه هيمنحها احلرية ألن الثقة اليل ما بينهم مش هتخليه‬
‫يبص ليها نظرة رجعية‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫‪+‬‬
‫سحرين كالمه وميكن حسيت يف الوقت ده إنه امتلكين‪ ،‬كان‬
‫عامل زي الدكتور الشاطر اليل قادر حيط إيده عىل مكان اجلرح‬
‫فحسيت إنه الوحيد اليل ممكن يداويين‪ ،‬ومن اللحظة دي فتحتله‬
‫الباب علشان خيش قلبي‪ ،‬وارتبطنا بعدها بفرتة بسيطة‪.‬‬
‫إداين كل حاجة ومنحين أحاسيس كتري كنت مفتقداها‪ ،‬ميكن‬
‫كان زي عازف البيانو املاهر‪ ،‬لعب بحرفية عىل مفاتيحي وأخرج‬
‫جدا‬
‫حلنه اخلاص حلد ما جت فرتة اتغري فيها واحتول لشخص غيور ً‬
‫وكل شوية ينهق زي احلامر عىل أقل غلطة حلد ما كنت هركبه ألنه‬
‫أفور والقيت نفيس بقوله وكان كل اليل يف بايل هتديده «مش هينفع‬
‫نكمل مع بعض» ‪ ..‬وزي ما يكون اجلملة دي جت عىل البلف فطار‬
‫زي البالونة واختفى ‪ ..‬ومن ساعتها مظهرش ‪ ..‬ولألسف لسه متعلقة‬
‫بيه ومستنية اليوم اليل يرجع فيه علشان أقوله إن حقيقي مكنتش‬
‫أقصد‪.‬‬

‫‪i‬‬
‫اإلنسان ملا بيمل ويحب يبعد بيحصل ال إراديًا إن شخصيته الرباقة‬
‫بتتحول للنقيض وبتنطفي علشان الطرف اآلخر يفهم وتنتهي العالقة‬
‫من غري مواجهة‪ ،‬أو يضغط عليه من خالل الشخصية الجديدة غري‬
‫املربرة اليل بيظهر فيها بالوي لحد ما يقرر الطرف اآلخر ينهي العالقة‬
‫فياخدها حجة ويخلع‪.‬‬
‫وميكن اإلنسان ده بطبيعته يف األصل مؤمن بقضايا املرأة وبكل‬
‫كلمة قالها‪ ،‬بس ملا حس مبلل حاول يغري شخصيته اليل أبهرت البنت‬
‫‪81‬‬
‫‪+‬‬
‫وخلتها تقع فيه ظ ًنا منه إن ده كايف إنه يكرهها فيه ويبعدها عنه‪،‬‬
‫ميعرفش إن الطوبة وقعت يف املعطوبة وحبته ً‬
‫فعال‪.‬‬
‫أو يكون هو من البداية بيستعمل الطريقة دي علشان يوقع أي‬
‫بنت تعجبه وخاصة زي ما وصفته البنت إنه كان عامل زي الدكتور‬
‫الشاطر اليل ملس بإيده عىل مكان الجرح وملا زهق من الحوار قرر‬
‫يبعد بعد أن نكأ الجراح القدمية التي مل تندمل‪.‬‬
‫وزي ما املقدمات اترتب عليها نتيجة كارثية‪ ،‬فالزم األنثى تفهم‬
‫وتدرك إنه من ذهب لن يعود‪ ،‬وبالش تتعلق باآلمال الزائفة وتفضل‬
‫منتظراه ألنها لو فضلت كده كتري‪ ،‬يوم ما تفوق‪ ،‬هتفوق عىل واقع‬
‫مرير‪ ،‬ألن الشخص اليل بيعلق نفسه بيفضل واقف عند نقطة محددة‬
‫مش قادر يتجاوزها زي ما بيكون الزمن وقف عند لحظة معينة‪ ،‬فال‬
‫هو قدر يتأمل شوية لحد ما الجرح يندمل وال قدر يواصل حياته وكأن‬
‫شي ًئا مل يكن‪.‬‬

‫(‬

‫‪82‬‬
‫‪+‬‬
‫(‪)19‬‬

‫(�لأنثى دو ًما ما تبحث عن �حلماية‪� ،‬حل�شن �ملنيع �لذي‬


‫يقيها من غو�ئل �حلياة ومتقلبات �لدهر‪ ،‬لذلك فنحن‬
‫كاحللوى يتهافت عليها �لذباب متى �نك�شفت)‬

‫‪$‬‬
‫كنت يف السجل بجدد البطاقة وطب ًعا زي ما الكل عارف الروتني‬
‫والزمحة والقرف‪ ،‬مشهد مكرر زي اليل حصل مع حلمي يف فيلم‬
‫عسل أسود‪ ،‬حلد ما اتعصبت واتضايقت وكنت هعمل مشكلة‬
‫لوال تدخل الظابط اليل كان معدي بالصدفة فلام شافين أخدين عىل‬
‫مكتبه وطلب ليا ليمون‪ ،‬وخلص ليا كل حاجة‪ ،‬وكنت حاسة إن‬
‫عينه مفارقتش ويش من ساعة ما قعدنا يف مكتبه‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫‪+‬‬
‫بعد كام يوم القيت رقم غريب برين فأنا يف العادة مربدش عىل‬
‫أرقام معرفهاش‪ ،‬بس ملا فضل يرن رديت فالقيت صوت راجل‪،‬‬
‫فاملهم فضل يروش ويعميل فيها الكائن الغامض بسالمته حلد ما‬
‫قفشت وكنت هقفل السكة لوال إنه بدأ يتكلم عن حاجات عين‪،‬‬
‫مني وساكنة فني وكليه ايه وبعمل ايه وبروح فني‪ ،‬استفز فضويل‬
‫جدا حلد ما عرفين إنه الظابط بتاع القسم‪.‬‬
‫ً‬
‫قال إنه من وقت ما شافين وهو مش عارف ينام ألن طيفي حمارصه‬
‫وضحكتي بتلمع يف صدره فتنوره‪ ،‬فقرر يبحث عين ويراقبين علشان‬
‫يعرف بعمل ايه يف حيايت وفيه حد شاغلين ومقضياها معاه وال‪ ،‬حلد‬
‫ما اتأكد إين مرتبية كويس وده طمنه وخاله يكلمين وإنه عاوزنا‬
‫نعرف بعض أكرت فوافقت الرصاحة ومش عارفة ده حصل ازاي‪.‬‬
‫حصل موقف بعد كده يف الكلية‪ ،‬شديت مع واحد صاحبي‬
‫واتعصبنا عىل بعض فقايل لفظ خارج فأنا بكيت وحسيت إين‬
‫مقهورة‪ ،‬وطب ًعا كلمته وفضفضت ليه عادي‪ ،‬فقايل حقك هريجعلك‬
‫فخوفت يعمل فيه حاجة فقولتله أنا متام متقلقش‪.‬‬
‫تاين يوم القيت زمييل ده بيعتذريل وباس إيدي قدام الكلية‬
‫وعينه كانت جواها نظرة مكسورة أوي‪ ،‬فاستغربت وعىل الرغم‬
‫جدا ألن حقي رجعيل‪،‬‬
‫من كوين أشفقت عليه إال إين فرحت ً‬
‫وحسيت إن بجد عندي راجل أحتمي بيه وحيفظين بني ضلوعه من‬
‫كل العواصف واألزمات‪.‬‬
‫بعدها عىل طول ارتبطنا وفضلنا نحب يف بعض‪ ،‬تليفونات‬
‫وخروجات والذي منه‪ ،‬حبيته بغباء ميكن ألهنا املرة األوىل اليل‬
‫‪84‬‬
‫‪+‬‬
‫أحب فيها بجد‪ ،‬وميكن علشان القيت فيه احلاجة اليل ببحث عنها‬
‫حلد ما املفروض كان هيتقدميل‪ ،‬فاتح والده سيادة اللواء يف املوضوع‬
‫فقاله بعدها بكام يوم «دي متناسبكش» واحنا رافضني ده‪.‬‬
‫وبدل من اليل كنت فاكراه راجل وقادر حيميين ويرد عليه‬
‫بسبب إهانته ليا ولوضع أرسيت والطبقة اليل احنا منها‪ ،‬القيته بيقويل‬
‫مش هينفع نكمل‪ ،‬وملا سألته ليه‪ ،‬قايل «أهيل مش موافقني ومش‬
‫نافع معاهم أي حيلة إلقناعهم‪ ،‬وهم أهم الرصاحة»‬
‫فعال وال ال‪ ،‬بس اليل متأكدة‬
‫مش عارفة إن كان أهله قالوا كده ً‬
‫منه إن متامه يكون ظابط إيقاع مش ظابط رشطة‪.‬‬

‫‪i‬‬
‫يف ظل طبيعة مجتمع عايشني فيه تبقى الحامية يف ‪ 3‬مؤسسات‬
‫كام أشري لهم يف فيلم فرباير األسود باإلضافة ألصحاب املال ‪ ..‬وألن‬
‫األنثى يف طبيعتها بتبحث عن الحامية فعقلها بيصورلها إن مفيش‬
‫أنسب من الضابط أو وكيل النيابة لتحقيق الحامية نظ ًرا ملا يتمتع‬
‫املنصب من سلطة ومال وضامن للحامية‪ ،‬علشان كده تهافتت عليه‬
‫أول ما قرب منها‪.‬‬
‫وده يربر إغفالها للتجسس عليها ومراقبتها وقال ايه علشان يتحقق‬
‫من سلوكها‪ ،‬ومن املفرتض من اللحظة دي كانت مرمطته وعرفته‬
‫مقامه ألنه انتهاك لخصوصيتها‪ ،‬وفعل ال يأيت إال من شخص ناقص‬
‫نالقيها تغاضت عن ده‪ ،‬ومتادت يف غبائها ملا الشخص ده استعمل‬
‫‪85‬‬
‫‪+‬‬
‫سلطته بشكل بدايئ متخلف يف سبيل إظهار نفسه يف شكل «عنرت‬
‫شايف سيفه» لقطع رقاب من متتد أعينهم إليها ‪..‬‬
‫وبدل ما كانت فارقته واجتثته من حياتها ألنه نبتة خبيثة فرحت‬
‫بده وكأن ضمريها تم تخديره ببنج الرغبة فمكنتش حاسة بنفسها‪،‬‬
‫ألن الطبيعي إنها كانت تعرف اليل حصل وتعتذر لزميلها اليل من‬
‫املمكن إنه يكون اتعرض العتداء جسدي‪ ،‬لكن ده محصلش‪ ،‬وكانت‬
‫املحصلة النهائية إنه يبعد عنها ويهد الرصح الضخم من الحامية اليل‬
‫بنته ليه جواها من الوهم ملا اتخىل عنها علشان أهله‪ ،‬ده بفرض إنه‬
‫أصال وإنها مكنتش شقطة‪ ،‬ألنه لو حب بجد كان واجه‬ ‫فاتح أهله ً‬
‫العامل كله علشانها لكن ده محصلش‪ ،‬علشان ندرك يف النهاية إن‬
‫املتغطي بغري الحب عريان‪.‬‬

‫(‬

‫‪86‬‬
‫‪+‬‬
‫(‪)20‬‬

‫(يقال �أن �ملر�أة �لقوية تبحث عن من هو �أقوى منها‪ ،‬فاإن مل‬


‫جتد �شعفت بحبها مع �شخ�س �شعيف‪ ،‬فاملر�أة تريد رجال قويا‬
‫ترمتي يف �أح�شانه ليكون لها �حل�شن و�ملاأوى‪ ،‬ويكون لها‬
‫�لع�شا �لتي تتوكاأ عليها‪ ،‬وكما قيل للحب كفتان‪ ،‬كفة ميالأها‬
‫�لرجل بالأمان و�لآخرى متالأها حو�ء باحلنان)‬

‫‪$‬‬
‫كانت شخصيتي قوية‪ ،‬تقري ًبا مدخلتش عالقة إال وكنت أنا‬
‫املسيطرة‪ ،‬أنا اآلمرة الناهية‪ ،‬كنت بتعجب من كل اليل قربوا مين‪،‬‬
‫كلهم شخصيتهم ضعفت وبقوا حتت سيطريت متا ًما‪ ،‬متحكمة يف‬
‫كل مشاعرهم‪ ،‬ومينفعش أقول كلمة وتنزل مهام حصل‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫‪+‬‬
‫أنا بطبيعتي شخصيتي تتسم بالقيادة لكين مليت من كرت الرجالة‬
‫اليل حبوين وشخصيتهم ضعفت وكنت أنا اليل بقودهم‪ ،‬وأنا كنت‬
‫حمتاجة شخصية تكون أقوى مين بس متأثرش عىل قوة شخصيتي‬
‫ألين حبيت قبل كده وكان شخصيته ضعيفة فحاولت أضعف معاه‬
‫علشان ندوب يف بعض ويتحط ضعفي عىل ضعفه ونبقى قوة متحدة‬
‫لكنه مطلعش قد احلب ده‪.‬‬
‫اتعرفت عليه من خالل العمل‪ ،‬كان مديري يف الرشكة وكان‬
‫أكرب مين بكذا سنة‪ ،‬شخصيته قائدة وقادرة تواجه كل الظروف‪،‬‬
‫لفت نظري ألنه كان بيدي األوامر وهو مبتسم‪ ،‬وكل اليل عاوزه‬
‫بيحصل بس بدماغ‪ ،‬القيت يف مرة جه وفضل مبحلقيل وأنا قاعدة‬
‫فاتوترت واتلغبطت ومقدرتش أقوله ‪ ..‬فيه حاجة يا عامد؟‬
‫بعدها كرر ده لكنه قايل إنه بيحبين ومش حمتاج ردي ألنه‬
‫عارف إين بحبه ولو مش بحبه فمفيش قدامي حل غري إين أحبه‬
‫وهو هيخليين أعشقه‪ ،‬استغربت من ثقته وجرأته وقوة شخصيته‬
‫فضحكت فالقيته شدين من إيدي وخرجنا بره الرشكة وعزمين عىل‬
‫الغداء فأكلنا ورشبنا وفضلنا نتكلم ونرغي يف كل حاجة‪.‬‬
‫اجتوزنا بعدها بقرتة قليلة‪ ،‬كان مايل حيايت باألمان وأنا كنت‬
‫ملياها باحلنان‪ ،‬كنا اتنني بنكمل بعض‪ ،‬كنا زي روحني احتدوا وأي‬
‫فصل بينهم معناه هالك االتنني‪ ،‬بس واضح إين كنت عبيطة ألين‬
‫أنا بس اليل كنت متيمة بيه وهو كان مسيطر عىل كل تفصيلة يف‬
‫حيايت بس بالعقل واملنطق‪ ،‬كان بيقدر يقنعين بأي حاجة وحمستش‬
‫يف حلظة إن شخصيته ضعفت قدامي‪ ،‬بل العكس اليل حصل حلد‬
‫‪88‬‬
‫‪+‬‬
‫ما القيته يف يوم بيقويل بعد ما كنا حلوين مع بعض «كل اليل بينا‬
‫خالص والزم نفرتق»‪ ،‬افتكرته بيهزر وسألته يف ايه وايه العبط اليل‬
‫بيقوله ده‪ ،‬فقال «كنتي عجباين وحبيت اليل بينا يكون يف احلالل‪،‬‬
‫ودلوقتي خالص شبعت منك فزهدتك»‬
‫والقيته بريمي عليا ميني الطالق بالتالتة ومن ساعتها سبت الشغل‬
‫وحسيت إين انتهيت‪.‬‬

‫‪i‬‬
‫الشخص اليل بيحاول يسيطر عىل العالقة اعرف إنه شخص مريض‪،‬‬
‫ألن عالقة الحب مفيش فيها مني مسيطر عىل مني قد ما فيها اتنني‬
‫بيعشقوا بعض فيدوبوا يف بوتقة الحب وبتنصهر روحهم فيها وتطلع‬
‫روح واحدة‪ ،‬بس لألسف بنالقي اتنني ممكن يكونوا فاكرين نفسهم‬
‫بيحبوا بعض وملا طرف منهم يعشق بجنون والتاين يسيطر فالعالقة‬
‫تنتهي ألن الطرف التاين بقى شايف ضعفه ده خنوع واستكانة‪ ،‬مع‬
‫إن أي شعور بالحب الزم يالزمه ضعف تجاه املحبوب‪.‬‬
‫أما الحاجة التانية اليل أنا متأكد منها إنه كان مرحلة معينة يف‬
‫عاجال أو ً‬
‫آجال‪ ،‬ألن ارتباطها بيه كان لحاجة داخلية‬ ‫حياتها وهتنتهي إن ً‬
‫جواها وليس شعور عشق علشان كده الزم تعترب نهاية العالقة دي‬
‫بداية لحياة أفضل وزي ما بيقول اإلمام الشافعي‪:‬‬
‫ضاقت فلام استحكمت حلقاتها ‪ ...‬فرجت وكنت أظنها ال تفرج‬

‫‪89‬‬
‫(‬
‫‪+‬‬
90
+
‫(‪)21‬‬

‫(�أت�شفح ح�شابها و�أمطره ب�شيل من �لإعجابات و�لتعليقات‪،‬‬


‫�أجعلها ت�شعر �أن ما تكتبه ر�ئع حتى و�إن كان هر�ءً‪ ،‬فهن‬
‫تافهات و�إ�شعار �لأنثى باأنها عميقة �شتجعلها ت�شتجيب لك!)‬

‫‪$‬‬
‫كنت قاعدة عىل الفيس بوك‪ ،‬بقلب يف البوستات بتاعتي‪ ،‬القيت‬
‫فجأة سيل من اإلشعارات‪ ،‬اليكات وكومنتات‪ ،‬برصاحة لفت‬
‫جدا وأنا استغربت من طريقته بس يف نفس الوقت حسيت‬ ‫نظري ً‬
‫إن مش كل حاجة بيعلق عليها أو هيتم بيها‪ ،‬فالقيته باعتيل آد فقبلته‬
‫علطول ألين كنت حابة أتعرف عليه ألن الفضول استفزين إن حد‬
‫معرفوش يدخل عىل حسايب ويتجول بالشكل ده فمعىن كده إنه‬

‫‪91‬‬
‫‪+‬‬
‫عارفين شخص ًيا‪ ،‬بدأ الكالم واتعرفنا‪ ،‬ففهمت منه إنه من كلية غري‬
‫كليتي لكنه شافين صدفة ومن ساعتها برياقبين من بعيد حلد ما عرف‬
‫األكونت بتاعي فبعت ليا إضافة وكان خايف إين أجتاهله‪.‬‬
‫سألته عن سبب الاليكات والكومنتات الكتري فقايل إنه مكنش‬
‫يتوقع إين أكون ناضجة وتفكريي مستنري بالشكل ده‪ ،‬هو اعتقد‬
‫من شدة مجايل إين مش هكون بالعقل ده ألن مجال املظهر مع سحر‬
‫اجلوهر قلام جيتمعان يف أنثى‪ ،‬وإن مجال الباطن عندي أروع من‬
‫مجال الظاهر‪ ،‬فحسيت إنه بيثبتي لكنه ناقشين يف حاجات كتري‬
‫جدا‪ ،‬وكنت كل ملا أكتب حاجة أبعتهاله‬ ‫وحسيت دماغه عالية ً‬
‫وكان بيشجعين ويدعمين وميدح موهبتي الشعرية املتوهجة‪.‬‬
‫وبدأنا نتقابل ونتشارك يف حاجات كتري‪ ،‬خروج وفسح وندوات‬
‫وأمسيات شعرية‪ ،‬حلد ما قال إنه «بيحبين»‪ ،‬فرحت أوي وحسيت‬
‫أخريا فردت ذراعيها‬‫ً‬ ‫بربيق نور بيلمع يف أفق صدري‪ ،‬وإن احلياة‬
‫كثريا‪ ،‬بقينا بنعمل‬
‫عيل من النعم واملتع ما ُحرمت منه ً‬
‫ليا‪ ،‬وستغدق ّ‬
‫كل حاجة حتت مسمى احلب وبرصاحة كانت أحىل أيام يف حيايت‬
‫حلد ما يف يوم كنا متخاصمني وروحت الكافيه اليل كنا بنقعد عليه‬
‫وعيين وقعت عىل أبشع منظر ممكن أشوفه يف حيايت‪.‬‬
‫القيته واخد واحدة يف حضنه بشكل قذر كدر صفو حيايت‬
‫وخىل جراد األمل ميرح يف حوايس‪ ،‬فقربت منه وملا شافين القيته‬
‫بيقابلين‪ ،‬شدين من إيدي وأنا هتجنن وبسأله «مني دي؟!»‪ ،‬خرج بيا‬
‫بره وقايل «عاوزه ايه؟»‬

‫‪92‬‬
‫‪+‬‬
‫طلبت منه جياوبين وأنا يف قمة الغضب فرد عليا مبنتهى الربود‬
‫«حبيبتي»‪ ،‬خرجت مين كلمة من أحرف ثالث لالعرتاض فقايل‬
‫«عيب!»‪ ،‬فرضبته يف كتفه «وكل كالمك عين وعن فكري‬
‫وأشعاري؟”‪ ،‬فجاوب وصدمين كأنه لطمين يف قلبي بعنف «انتي‬
‫فاكره السح الدح امبوه اليل بتكتبيه ده شعر‪ ،‬شوية ممحونني بيطلعوا‬
‫لساهنم عىل أي عضمة وميدحوا فييك علشان يوصلوا لييك‪ ،‬وعلشان‬
‫انتي متخلفة بتصدقي!»‪ ،‬وسابين ورجع ما كان ما هو قاعد‪ ،‬وأنا‬
‫مشيت وكل حاجة يف حيايت اسودت وكأن نور الشمس رفض يظهر‬
‫تاين‪.‬‬

‫‪i‬‬
‫أوال‪ :‬قدر يصنف نفسه كويس‪ ،‬ممحون وبيطلع لسانه عىل أي‬ ‫ً‬
‫عضمة ألن بالظبط ده اليل بدر منه‪ ،‬امتدحها ليس ألجل موهبتها‬
‫أو ثقافتها بل ألجل لفت نظرها واالقرتاب منها وبالتايل إقامة عالقة‬
‫معاها‪ ،‬وده اليل منتبهتش ليه كويس‪.‬‬
‫ثان ًيا‪ :‬الغلو يف وصف باطنها وجوهرها من البداية بيبني كذبه‪ ،‬ألنه‬
‫ببساطة من أول مرة اتكلم معاها فيها مدح يف مضمونها الداخيل‬
‫وروحها الجميلة عىل الرغم إنه متعاملش معاها قبل كده‪ ،‬ولو كانت‬
‫ركزت كويس كانت فهمت إنه راسم عليها مش بيحبها‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬بالنسة لدماغه العالية فده ألنها كانت مهيأة داخل ًيا ووجدان ًيا‬
‫إنها تشوفه كده ألن عقلها الباطن صورلها من خالل املدح املزيف‬
‫إنه عقالين ومنصف وده خالها تشوفه عقالين وناضج‪ ،‬أو ميكن ألنها‬
‫‪93‬‬
‫‪+‬‬
‫ضحلة الثقافة ومفتقرة للمعرفة فحينام صادفت شخص حتى وإن كان‬
‫لديه قدر ضئيل من املعرفة فهذا القدر كان ً‬
‫كفيال بإبهارها‪.‬‬
‫راب ًعا‪ :‬شقط الفيس بقى منترش ومش كل اليل بيقولك كلمة حلوة‬
‫يبقى بيحبك‪ ،‬ببساطة هو قاعد فايض وعنده قامئة أصدقاء كتري‬
‫فبيجرب مع الكل واليل تقع يبقى خري وبركة‪ ،‬ولو كانت انتبهت بس‬
‫إنه علق ليها وأعجب ببوستات كتري يف ظرف زمني محدود كانت‬
‫هتعرف إنه ملحقش يقرأ ً‬
‫أصال‪ ،‬لكن العيش يف الوهم هو أسوأ من‬
‫مواجهة الواقع عند البعض‪.‬‬

‫(‬

‫‪94‬‬
‫‪+‬‬
‫(‪)22‬‬

‫(�إياك �أن ت�شع بينك وبني �مل�شقوطة و�شي ًطا لأن �لت�شال‬
‫بامل�شقوطة ل بد و�أن يتم بطريقة مبا�رسة و�إل كان بال جدوى)‬

‫‪$‬‬
‫أكرت حاجة ممكن تدمر أي عالقة بني ولد وبنت إن يكون بينهم‬
‫وسيط‪ ،‬ألن أي كلمة بتتنقل ناقصة حتة أو انضاف ليها تاتش معني‬
‫بتؤدي إلفشال العالقة‪ ،‬وميكن ده اليل خالين مدخلش يف جتربة تاين‬
‫تيجي عن طريق بنت صاحبتي ألهنا حصلت قبل كده وحسيت‬
‫إين اليل ارتبطت بيه ده مش راجل وال يعتمد عليه‪ ،‬غري كده إرشاك‬
‫الوسيط من البداية بيخليه بعد كده حيرش مناخريه يف كل كبرية‬
‫وصغرية وأنا مش ناقصة وجع دماغ‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫‪+‬‬
‫القيته بيقتحمين‪ ،‬دخل عليا وأنا قاعدة مع أصحايب وقايل قدامهم‬
‫إنه بيحبين وهيستىن ردي عليه خالل يومني‪ ،‬فاجأين بدخلته وإقدامه‬
‫عىل الفعل ده‪ ،‬ألنه مهموش رد فعيل ورد فعل أصحايب البنات عىل اليل‬
‫عمله‪ ،‬ومهموش منظره لو أنا رفضته أو قللت منه‪ ،‬وده خاله يكرب يف‬
‫نظري وأحس إنه الشخص املناسب اليل ممكن أديله حيز يف حيايت‪.‬‬
‫بعدها بيومني قابلته واتكلمنا وعرفته إين هديله مساحة يف حيايت‬
‫لو أثبت إنه يستاهل هرنتبط فضحك وقايل أنا متأكد إننا هرنتبط‬
‫ألين هعمل كل حاجة تفرحك وتسعدك‪ ،‬وما دام انتي ادتيين الفرصة‬
‫فصدقيين هكتشفك وهقرايك زي ما تكوين كتاب مفتوح وهقدر‬
‫أخلييك حتيس بكل حاجة مميزة ومتخطرش عىل بالك ‪ ...‬الثقة حلوة‬
‫مفيش كالم‪.‬‬
‫ارتبطنا بعدها بفرتة قصرية‪ ،‬حسسين زي ما وعد بحاجات حلوة‬
‫كتري‪ ،‬مفاجآت وفسح وهدايا‪ ،‬غري كده إنه كان شاطر أوي يف‬
‫التعامل معايا والقيته فامهين بشكل خيض‪ ،‬لو متضايقة يعرف من‬
‫أول كلمة ولو فرحانة حيس من غري ما أتكلم‪ ،‬اقتحمين بشكل مبهر‬
‫وده حببين فيه أوي‪.‬‬
‫ويف يوم كنا ماشيني يف الشارع والقيته بيحضين وعاوز يبوسين‬
‫وكنت حاسه إنه مش طبيعي فدفعته بإيدي وزعقتله وقولتله إين‬
‫مبحبش السلوك اهلمجي ده‪ ،‬وإنه عيب ميصحش كده‪ ،‬سحب‬
‫ليا ‪ ....‬وقايل «انتي هتعميل فيها رشيفة‪ ،‬إذا كان أنا مكلمك علشان‬
‫كده» فزعقت ومليت عليه الناس وعملتله حمرض حترش ومن‬
‫ساعتها وأنا مش طايقة نفيس وال طايقة حد وحاسة بفراغ رهيب‪،‬‬
‫‪96‬‬
‫‪+‬‬
‫وكل حاجة انتهت ‪ ..‬بس اليل فضل إين اتعقدت من صنف الرجالة‬
‫ومبقتش قادرة أدي الفرصة حلد من تاين ألن الثقة إن ولت فمن‬
‫الصعب اسرتجاعها ‪ ..‬بس كده‪.‬‬

‫‪i‬‬
‫العشق غاية يف ذاته لذلك فهو أعىل أما الشقط فهو وسيلة ألجل‬
‫الجنس لذلك فهو أدىن‪ ،‬والعشق إن وجد به وسيط فسد ألن عالقة‬
‫العشق كعالقة العبد بربه‪ ،‬عالقه بها خصوصية وأي وسيط يبدد تلك‬
‫الخصوصية ويجعلها كالهباء الذي يذروه الرياح‪.‬‬
‫أما عن كون الشاب ده دخل علييك انتي وأصحابك فيبدو إنه‬
‫مذاكرك كويس ومتيقن إن رد فعلك تجاه ده مش هيكون سلبي‪ ،‬ألنه‬
‫لو بيحبك كان هيقولك يف البداية بينك وبينه ألنه بالطريقة دي حط‬
‫وسيط بينكم قبل العالقة ما تبدأ بطريقة غري مبارشة‪.‬‬
‫أما عن طريقته السوقية فده ممكن يكون نابع من بيئة منحطة‬
‫اترىب فيها ألنه ينظر لألنثى عىل إنها جسد لتفريغ الشهوة ليس إال‪،‬‬
‫وده يوضح إن عنده خلل يف ثقافته ويف تربيته‪ ،‬أما عن كون إنها‬
‫اتعقدت من الرجالة‪ ،‬فصوابعك مش زي بعض‪ ،‬وأخىش إنها بسبب‬
‫املوقف السلبي ده تسد الباب يف وجه من يستحقها وجدير بها‪ ،‬لذلك‬
‫كنت‬ ‫ِ‬
‫سيأتيك ولو ِ‬ ‫واجهي الحياة بشجاعة وكوين عىل ثقة بأن الحب‬
‫يف برج مشيد‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫(‬
‫‪+‬‬
98
+
‫(‪)23‬‬

‫(ت�شنع �لتلقائية من �أق�رس �لطرق للو�شول لقلب �لأنثى‪،‬‬


‫لذلك حاول �لظهور بدور �لتلقائي و�شت�شل ملا تريد)‬

‫‪$‬‬
‫كان تلقايئ أوي واليل عىل قلبه عىل لسانه‪ ،‬متحسوش خبيث‬
‫كده أو وشه أزرق‪ ،‬إنسان بكل معىن الكلمة‪ ،‬كل حاجة بتطلع منه‬
‫نقية وبريئة من غري لف أو دوران أو حتى من غري ما يفكر هي‬
‫هتؤدي اليه‪ ،‬داميًا كان بيقول ‪ ..‬أنا أفعل ما حيلو يل فمن يتقبلين عىل‬
‫فأهال به ومن ال حيبين هكذا فليذهب للجحيم‪ ،‬فأنا رجل‬ ‫هذا النحو ً‬
‫ال حيب النفاق وال حيب الكذب ‪..‬‬
‫كان مجيل‪ ،‬طريقته مجيله‪ ،‬كالمه مجيل‪ ،‬كل حاجة فيه مجيلة‬
‫وفاتنة ألنه ال يأبه إىل يشء وال خياف من أحد فقط ما يود قوله‬
‫‪99‬‬
‫‪+‬‬
‫يقوله ‪ ..‬شكيل اتعديت من فصاحته‪ ،‬املهم إين كنت معجبة بيه حلد‬
‫ما جه صارحين بحبه كده خبط لزق ومن غري لف ودوران وتنميق‬
‫للكالم فأنا ابتسمت ووافقت عىل الفور ألين كنت عارفه إن اليل‬
‫زيه ميكذبش‪.‬‬
‫فرحت أوي طب ًعا وبقينا نتكلم كتري‪ ،‬وخاصة املكاملات الليلية‬
‫يف عز الشتاء اليل بتكون كلها دفا وإحساس‪ ،‬قدر يوصيل كل‬
‫األحاسيس اجلميلة ومكنش عاوز مين حاجة غري حبي‪ ،‬وبدأت‬
‫أحس إين بتنفسه ومتيمة بيه ألنه كل يوم كان بريتفع يف نظري‪،‬‬
‫لدرجة إين ملا قولتله احضين يف الشارع رفض وقايل إنه نفسه يعمل ده‬
‫لكن بسبب املجتمع اليل عايشني فيه مينفعش علشان هو ميحبش‬
‫حد ينظر ليا نظرة سوقية أو يظن بيا ظن السوء ‪..‬‬
‫كان مجيل أوي وإنسان بجد وكل يوم كان بيعىل يف نظري بشكل‬
‫مش متخيل‪ ،‬حلد ما يف يوم جه وكان باين عليه إنه متوتر ومهموم‬
‫فلام سألته مالك‪ ،‬قايل «أنا آسف!» قولتله بتتأسف ليه فجاوبين‬
‫وهو ماسك إيدي وبيبوسها ونازلة عليها دموعه «ألننا مش هينفع‬
‫نكمل مع بعض‪ ،‬صدقيين حاولت بس القيت نفيس مش قادر أكمل‬
‫فمحبتش أخدعك‪ .‬مينفعش أكذب علييك ملا مشاعري اتغريت‬
‫وميكن ألين عشقت بجد ومينفعش أبدأ حيايت مع معشوقتي بكذبة‪،‬‬
‫أنا آسف» وكالعادة كرب يف نظري أكرت ألنه كان صادق معايا وعىل‬
‫الرغم إننا افرتقنا إال إنه لسه عايش جوايا ألنه مجيل‪.‬‬

‫‪i‬‬
‫‪100‬‬
‫‪+‬‬
‫هو ً‬
‫فعال إنسان جميل! بس ممثل عظيم ألنه قدر ميثل علييك دور‬
‫الحب ويقنعك بيه تحت مسمى التلقائية‪ ،‬آه ً‬
‫فعال اإلنسان التلقايئ‬
‫نعمة بس ملا تكون طبيعته كده مش بيتصنع ده‪ ،‬وعلشان تدرك‬
‫فظاعة مصابها الزم تعرف إنه محبهاش ألن الحب مبيتغريش يف فرتة‬
‫قصرية كده وخاصة إنهم كانوا سمنة عىل عسل‪ ،‬والنقطة األبرز إنه‬
‫قالها إنه بيعشق بنت تانية طب ازاي؟! ‪..‬‬
‫ده معناه إن قلبه كان فايض‪ ،‬ألن العشق ال يأيت إال للقلوب‬
‫الخالية التي ليس بها ذرة واحدة لحب ٍ‬
‫ماض‪ ،‬وعلشان كده بقولها إن‬
‫صورته الناصعة اليل رسامها ليه دي الزم تتغري علشان تقدر تنساه‬
‫وإال هيفضل يتغذى عىل روحها لحد ما يستنزفها وده إحساس خانق‬
‫ومؤمل ‪ ..‬علشان كده الزم تنظر للموضوع بعني العقل ألنه ببساطة‬
‫إنسان سيئ‪.‬‬

‫(‬

‫‪101‬‬
‫‪+‬‬
102
+
‫(‪)24‬‬

‫(ل توجد �أنثى حتزن حينما جتد �أ�شدها يز�أر غرية‬


‫ليلتهم من حاول �لنيل من لبوؤته)‬

‫‪$‬‬
‫مفيش ست متحبش الرجل الغيور‪ ،‬طب ًعا الغرية الطبيعية مش‬
‫املرضية‪ ،‬والست لو مالقتش يف الراجل احلمية والغرية مش هتحس‬
‫بحبه ألن الغرية مالزمة للحب ومقرتنة بيه‪ ،‬وميكن كنت ارتبطت‬
‫بشخص ما وبعدت عنه ألنه مكنش بيغري عليا كنت بحس أعصابه‬
‫يف تالجة وميكن ملا حاولت أستفرس منه عن كده ادعى إنه مديين‬
‫مساحة من احلرية للترصف ومش عاوز يقيدين وقايل إنه غيور بس‬
‫ألنه بيحبين فمحبش يضايقين أو يقيدين وطب ًعا مقتنعتش وسبته‬
‫وافرتقنا‪.‬‬
‫‪103‬‬
‫‪+‬‬
‫كنت ماشية أنا وصديق ليا كان اعرتف ليا إنه معجب بيا‪،‬‬
‫وبعدين واحنا منسجمني يف الطريق القيت اتنني بيعاكسوين فطب ًعا‬
‫القيت وشه امحر من الغضب وهجم عليهم ونفخهم رضب باملعىن‬
‫احلريف لكلمة نفخ‪ ،‬وبعدين شدين من إيدي ومشينا‪ ،‬فالقيت نفيس‬
‫بقارن بينه وبني اليل كان بيدعي حبه‪ ،‬اليل معجب بيا يعمل ده كله‬
‫واليل كان من املفرتض بيحبين أينعم متعرضناش ملوقف زي ده مع‬
‫بعض وكان كل حوار جمرد حد من أصحايب بيتغزل بس مكنش‬
‫بيعمل حاجة فكانت كفة الشخص اجلديد دي راجحة بشكل‬
‫كاسح‪.‬‬
‫القيته بعدها علطول بيقويل إنه بيحبين ومش قادر يعيش من‬
‫غريي وإين مبثل ليه كل حاجة يف حياته ففرحت ألين حسيته راجل‬
‫وملست فيه الغرية اليل كنت مفتقداها يف اليل قبله‪ ،‬نظرة الغرية دي‬
‫ممكن حتيي الست ألهنا بتحسسها بأحاسيس أنثوية كتري منها إهنا‬
‫مرغوبة ومنها إهنا حمبوبة من حبيبها ومنها إهنا بتستفز محية الراجل‬
‫وهذا لو تعلمون عظيم‪.‬‬
‫الدنيا مشيت حلوة واألمور كلها كانت زي الفل وكانت غريته‬
‫داميًا يف حملها‪ ،‬لو حاول حد ينال مين بكلمة أو نظرة كانت غريته‬
‫بتدفعه إنه يترصف بشجاعة وقوة منقطعة النظري‪ ،‬حلد ما كنا يف‬
‫يوم قاعدين يف كافيه ونىس فونه وراح احلامم‪ ،‬فمعرفش الفضول‬
‫‪104‬‬
‫‪+‬‬
‫استفزين ليه إين أفتحه ويارتين ما عملت كده ‪ ..‬ألين مغفلة ‪ ..‬القيته‬
‫مبهوقها مع بنات كتري وراسم فيها دور األسد اليل بيغري عىل إناثه‬
‫فلام جه تفيت يف وشه ومشيت ومن ساعتها مورانيش وشه ‪ ..‬بس‬
‫كل اليل قاهرين وحازز يف نفسيتي إين كنت مغفلة ‪ ..‬مغفلة أوي‪.‬‬

‫‪i‬‬
‫أوال مش مرتبطة بالعشق قد ما مرتبطة بحب االمتالك ألنها‬ ‫الغرية ً‬
‫بتخاطب نزعة فردية أنانية لدى اإلنسان وهي رغبته يف االستئثار‬
‫مبعشوقه‪ ،‬وطب ًعا يشء طبيعي يف أي إنسان إنه يغري عىل محبوبه ألن‬
‫الحب قائم عىل األنانية والفردية عند اإلنسان‪.‬‬
‫أما كونها إنها هجرت حد بيحبها علشان مكنش بيغري عليها فده‬
‫مش مقياس للحب ألنه قد يكون صادق يف كالمه وإنه بيقدس الحرية‬
‫الفردية وبيفسحلها املجال للترصف وهي أكدت إنها ترصفات من‬
‫أصدقاء ليها فكان من املفرتض إنها تصدهم قبل ما تطلب منه إنه‬
‫يغري عليها ألن الفعل ده ممكن يكون كان بيأمله لكن ألن حبه أعظم‬
‫فكان بيحاول يتجاوز ده علشان ميحسسهاش إنه بيسلب منها حريتها‪.‬‬
‫أما الغضنفر اليل ظنته أشجع الرجال ويتمتع بغرية منقطعة النظري‬
‫خانها وطلع بيخونها مع غريها وميكن يكون الشخص ده كان مأجر‬
‫الشخصني اليل رضبهم دول علشان يظهر مبظهر الغيور الشجاع علشان‬
‫يقدر ميلك قلبها من خالل حاجتها لده يف حياتها‪.‬‬
‫‪105‬‬
‫‪+‬‬
‫واليل عاوز أختم بيه‪ ،‬إن الغرية من عالئم الحب لكن اختزال الحب‬
‫يف الغرية ده يشء مثري لالستغراب ولو كانت بحثت عن العاشق بدل‬
‫الغيور ميكن كان كل حاجة اختلفت ‪ ..‬لكن يال ‪ ..‬معلش‪.‬‬

‫(‬

‫‪106‬‬
‫‪+‬‬
‫(‪)25‬‬

‫(�قرتبت مني لأنني زير ن�شاء‪ ،‬تلك �لهالة �لتي يجذب �شووؤها‬
‫�لكثري�ت‪� ،‬أر�دت خو�س �لتحدي‪ ،‬يقودها �لوهم بجعلي‬
‫�أعتزل �لن�شاء لأجلها هي وكاأن �لأر�س قد خلت من �إناثها!)‬

‫‪$‬‬
‫سمعت عنه من صحبايت ومها عاملني يتمرقعوا يف سريته‪ ،‬حسيت‬
‫من كالمهم إنه كازانوفا من كرت مغامراته النسائية اليل مرجحوين‬
‫بيها‪ ،‬قولتلهم عاوزة أعرف عنرت اليل قرفوين بكالمهم عنه‪ ،‬وبعدها‬
‫القيت نفيس منساقة معاهم يف الكالم‪ ،‬حلد ما يف يوم بنت منهم‬
‫عرفتين عليه ألهنا كانت صاحبته‪ ،‬مسلوع وحالته بالبال ومفيش فيه‬
‫حاجة واو يعين‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫‪+‬‬
‫بس الغريب أنه كان واثق من نفسه أوي ونظراته فيها زهو‬
‫عجيب‪ ،‬سلمنا عىل بعض واتعرفنا وبقينا نقعد مع بعض كتري‪،‬‬
‫عرفت عنه حكايات كتري كانت بتاخدين لدنيا تانية‪ ،‬وعرفت‬
‫مغامرات ليه مع بنات‪ ،‬مش عارفة انجذبت ليه ازاي وامتى‪ ،‬ميكن‬
‫ألين حبيت شخصيته ودماغه العالية‪ ،‬وال ميكن علشان نفيس أعيش‬
‫جتربة معاه وأشوف فيه ايه بيخليهم جيروا وراه‪ ،‬ميكن يقدر يولد‬
‫يف أحاسيس جديدة تبهجين‪ ،‬ميكن يركبين املرجيحة رباين‪ ،‬أو ميكن‬ ‫ّ‬
‫ألين حبيت أكون البنت اليل ختليه يقفل الباب عىل نفسه ويرتهنب‬
‫عىل حبي أنا بس‪.‬‬
‫قربنا من بعض أوي لدرجة إين وصلت ملرحلة إنه بقى زي اهلو‬
‫اليل بتنفسه وبقيت هتجنن علشان يقويل بحبك‪ ،‬ويف مرة كنا يف‬
‫إسكندرية عىل البحر وكنت فلة شمعة منورة حلد ما فجأة القيته‬
‫بيحضين‪ ،‬فحسيت إين كنت عاملة زي لوح تلج وبني ذراعيه بدأت‬
‫أسيح ببطء عىل عناقه وحرارة أنفاسه‪ ،‬ومهس ليا «بحبك»‪.‬‬
‫صارحته بحبي وإين كنت هتجنن عليه طول الفرتة اليل فاتت‬
‫علشان أسمع منه الكلمة اليل قلبي امتناها‪ ،‬عشنا مع بعض أيام وردية‬
‫وبعد كدة بدأت اكتشف إنه بدأ يبعد‪ ،‬بقى عامل زي الشمس وهي‬
‫عاملة متيل ناحية الغروب‪ ،‬ميكن علشان غرييت عليه وكامن فرضت‬
‫نفيس أوي عليه وبدأت أتدخل يف حياته‪ ،‬بس هو يف اآلخر مل‪،‬‬
‫وقايل إين كنت جمرد واحدة من كتري‪ ،‬ارتشف رحيقي وسابين أدبل‪،‬‬
‫ووقتها بس الشمس اختفت وحل الظالم!‬

‫‪i‬‬ ‫‪108‬‬
‫‪+‬‬
‫اإلنسان العاقل داميًا هو اليل بيشوف فني هيحط رجله فام بالك‬
‫بقلبه اليل لو اتجرح فبيكون صعب يتداوى‪ ،‬وزي ما كان الفضول هو‬
‫سبب الخطيئة األوىل فكان هو أول خطوة يف طريق شقائها‪ ،‬إحساس‬
‫إنها عاوزة تحس إنها مميزة‪ ،‬إنها الوحيدة من وسط بنات كتري قدرت‬
‫تخطف قلبه وتستحوذ عىل مشاعره وده يف حد ذاته هتعتربه إنجاز‬
‫يحسب لها‪ ،‬وطب ًعا بعد ما كانت املفروض تاخد ديلها يف سنانها وتهرب‬
‫ملا معجبهاش شكله وكفي املؤمنون رش القتال‪.‬‬
‫إال إن اإلرصار املدفوع بفضول طاغي كان استحوذ عليها‪ ،‬طول‬
‫الوقت بتقنع نفسها إن أكيد فيه حاجة هي مش شايفاها عجبتهم‬
‫فيه‪ ،‬متعرفش إن يف بنات بينجذبوا زيها بالظبط للولد بناء عىل‬
‫سمعته وشهرته يف هذا املضامر‪ ،‬واملدهش إنها مرصة عىل إنها تقرب‬
‫منه وتكتشف مميزاته مدفوعة بالفضول الرهيب اليل شكله من‬
‫مكونات شخصيتها لحد ما حبته ويكون لها كالهواء الذي تعبق به‬
‫رئتاها‪ ،‬وفجأة اإلنسان ده يتبخر من حياتها ألن ببساطة اعتاد يف‬
‫حياته إن «أنثى واحدة ال تكفي»‪.‬‬

‫(‬

‫‪109‬‬
‫‪+‬‬
110
+
‫(‪)26‬‬

‫(��شتفزها يف �لبد�ية حتى تلفت نظرها‪ ،‬ثم �عتذر لها بلباقة و�شتك�شب‬
‫ودها‪ ،‬فهن �شاذجات تنطلي عليهن حيلنا مهما كانت رديئة‪ ،‬وبعدها‬
‫�شتعرف عنها �لكثري و�شتعرف �أق�رس طريق موؤدي لقلبها)‬

‫‪$‬‬
‫يف األول اتعرفنا عىل بعض بالصدفة‪ ،‬كنت مع حد من أصحايب‬
‫وخد منه دقيقة من فونه وراح يتكلم بعيد ففضلنا واقفني سوا‬
‫لوحدنا‪ ،‬فجأة اتعرف عليا وبعدها بدقيقة اتكلم بطريقة قليلة‬
‫الذوق وسخيفة‪ ،‬وبعدها متفهمش ازاي اتكلم كويس وخد‬
‫األكونت بتاعي‪ ،‬أول ما روحت كلمته علشان كنت متضايقة من‬
‫استفزازه‪ ،‬اعتذر وقال إنه ميقصدش‪ ،‬وإنه مش شخصية اجتامعية‬

‫‪111‬‬
‫‪+‬‬
‫فبيعك الدنيا فتقبلت اعتذاره وبقينا أصحاب‪ ،‬بنتكلم كل يوم‬
‫وخدنا عىل بعض أوي‪ ،‬مبنعرفش نعدي يوم من غري بعض‪ ،‬وهو من‬
‫كالمه عاوزين معاه يف كل حاجة‪ ،‬مبريوحش يف حتة من غريي‬
‫فكنت حابة ده‪.‬‬
‫حلد يف يوم خروجة قرر أنه جيمع فيها أصحابه اليل عىل حسب‬
‫كالمه بيحبهم‪ ،‬واجتمعنا وفضلوا حيفلوا عليا من أول اخلروجة‬
‫آلخرها وأنا ساكتة وعمالله احرتام‪ ،‬يف اآلخر اتكلمنا قبل ما نروح‬
‫وسألته هل فيه حاجة من ناحيتهم أو بيكرهوين أو إين بيتهيأيل قايل‬
‫ال‪ ،‬مفيش حاجة وأقنعين إنه عادي مبجرد ما نزلت معاهم علشان‬
‫أروح القيت عيوين بتدمع من غري ما أقصد ومش عارفة أسكتها‪،‬‬
‫القيته بيكلمين يف نفس اللحظة وبيقويل «انتى فني؟» وصمم إننا‬
‫نرجع نتقابل تاين وجه واتقابلنا وصاحلين ووعدين إنه هيجيبيل حقي‪.‬‬
‫تاين يوم القيت كل أصحابه بيعتذروا ليا وبيتأسفوا عىل‬
‫سخافتهم‪ ،‬وهو بيقويل حمدش يف الدنيا هيزعلك وأنا موجود‪ ،‬ويف‬
‫نفس الوقت اعرتفيل إنه بيحبين وأنا مش فامهة ايه اليل بيحصل لكل‬
‫ده وكامن وأصحابه بيعتذروا ليا قعدوا يقولوا أنتم شكلكم بتحبوا‬
‫بعض وانتى شكلك بتحبيه‪ ،‬بطريقة ما أقنعوين إين بحبه وإنه‬
‫بيحبين‪ ،‬غبية صدقت وكنت اتعودت عليه واتعلقت بيه‪.‬‬
‫قعدنا سوا تقري ًبا شهر‪ ،‬كنا أكرت من رائعني يف كل حاجة‪،‬‬
‫كان ذوق وشياكة وآخر احرتام وكل حاجة حلوة حلد ما فجأة‬
‫‪112‬‬
‫‪+‬‬
‫وبدون مقدمات حصل مشكلة معرفش حتى سببها واختفى يومني‬
‫كاملني منمتش فيهم دقيقة‪ ،‬مع إن قبلها كان بيعرفين عىل والدته‪،‬‬
‫رجع شخص تاين معرفوش‪ ،‬حاولنا أسبوعني إننا نرجع زي ما كنا‬
‫معرفناش‪ ،‬فجأة اكتشفت إن كل ده كان كذب‪ ،‬مفيش كلمة‬
‫واحدة قاهلا طلعت صح‪ ،‬لسانه ميعرفش غري الكذب‪.‬‬
‫اتفقنا نتقابل يف آخر يوليو‪ ،‬كان عاوز خيرج مع أصحابه‪ ،‬القيته‬
‫عمل فيلم هندي عليا وإنه يف القسم تبع الشغل وكنت لسه بصدقه‪،‬‬
‫غبية تاين! وفوجئت بإنه خارج مع أصحابه طول اليوم وأنا مستنياه‬
‫‪ 6‬ساعات وهروح لسه للبيت يف ‪ 4‬ساعات علشان جاية من سفر‪.‬‬
‫اتعصبت حد الغليان طب ًعا وكلمته هزأته وقطعت معاه وقولتله‬
‫متتكلمش معايا علشان هغلط فيك وإن أي كالم هيقولوا هيكون‬
‫ردي عليه شتيمة‪ ،‬مش قادرة أسيطر عىل لساين من العصبية‪ ،‬وقعدت‬
‫‪ 3‬أيام يف القاهرة‪ ،‬حطيته حتت رجيل حرف ًيا‪ ،‬مفكرتش فيه ربع‬
‫ساعة عىل بعض وبدأت أبقى كويسة تاين وأهدى‪ ،‬وخرجت مع‬
‫أصحايب اليل احتملوا عصبيتي‪ ،‬املهم فوقتله بقى وخدت كل أصحابه‬
‫بكلمتني حلوين‪ ،‬عرفتهم احلقيقة وكلهم خدوا صفي‪ ،‬كلهم شتموا‬
‫عليه وغلطوا فيه وملا وريتهم قدام بعض إن كلهم رخاص‪ ،‬رميتهم‬
‫حتت رجيل تاين ويشبعوا ببعض بقى‪ ،‬واملوضوع اتقفل‪ ،‬وملا عينه‬
‫بقت تيجي يف عيين بقى بيوطي رأسه وبكدا حقي رجعيل وبقيت‬
‫مرتاحة‪.‬‬

‫‪i‬‬
‫‪113‬‬
‫‪+‬‬
‫ال تعليق‪ ،‬ألن كل ما ميكن أن يقال عملته بإستثناء إين نصحتها‬
‫والعالقة كانت يف مرحلة االحتضار «متشهريش سيفك يف حرب انتي‬
‫عارفة إنها خرسانة‪ ،‬ومتعلنيش الحرب علشان حد مش عاوزك»‬
‫وبعدها بوقت وجيز قدرت تتجاوز آالمها وترجع تاين أقوى من األول‬
‫فشابوه ل‪. .................‬‬

‫(‬

‫‪114‬‬
‫‪+‬‬
‫(‪)27‬‬

‫(�ملتفوق كالزهرة �لتي يجذب �شذ�ها �لكثري�ت‪ ،‬فقط عليك‬


‫�أن تكون كالعنكبوت و�شيقع �لذباب يف خيوطك ل حمالة!)‬

‫‪$‬‬
‫جدا‬
‫كان من أوائل الدفعة ومن الناس الدحيحة‪ ،‬كنت مزنوقة ً‬
‫يف فرتة االمتحانات واضطريت إين أتكلم معاه علشان أطلب منه‬
‫امللزمة اليل ملخص فيها املنهج‪ ،‬وبرصاحة كان إنسان حمرتم وخدوم‬
‫ومتأخرش عين يف حاجة وعرض عليا املساعدة‪ ،‬وأنا ملا صدقت ألين‬
‫طول الرتم كنت غايبة ومكنتش بذاكر فاعتمدت عليه يف رشح اليل‬
‫استعىص عليا فهمه‪ ،‬وأخد مساحة كبرية من حيايت يف الفرتة دي وأنا‬
‫مكنتش خايفة ألين عارفه إنه مش مصدر خطورة عليا‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫‪+‬‬
‫الغريب إين بدأت أحسه خاصة إنه كان جدع وحمرتم ووقف‬
‫جدا‬
‫جنبي يف موقف شدة ومتخالش عين وده خاله يكرب يف نظري ً‬
‫وميكن ألين حسيت إنه مضمون‪ ،‬يعين لو ارتبطت بيه هتطمن إنه‬
‫هيفضل يف إيدي‪.‬‬
‫وانتهيت من االمتحانات وبدأنا نتكلم يف حياة كل واحد فينا‪،‬‬
‫اتعرفت عليه أكرت وحبيت شخصيته ودماغه أوي حلد ما صارحين‬
‫إنه بيحبين وده أول مرة حيسه جتاه حد وهو اخترب نفسه كتري حلد‬
‫ما اتأكد إن عاطفته نحوي عاطفة حب ال يشوبه أي شائبة وسابيل‬
‫وفعال حسيته إنه‬
‫فرصة أفكر‪ ،‬وافقت وقولت أديله فرصة يثبتيل‪ً ،‬‬
‫جدا واتطمنت ليه فصارحته أنا كامن بحبي وارتبطنا ويا‬‫صادق ً‬
‫ريت اليل جرا ما كان‪.‬‬
‫بعد ما ارتبطنا احتول إلنسان عصبي وشكاك‪ ،‬معندوش ثقة يف‬
‫نفسه وده خالين عىل آخري‪ ،‬بس ألين حبيته احتملت وقولت ميكن‬
‫يتغري‪ ،‬كان أقل حاجة بعملها أو أي كلمة مع ولد كان بيطربق‬
‫جدا من أفعاله‪ ،‬حلد ما اتفاجئت إنه بيعمل كده مع‬
‫الدنيا فاتضايقت ً‬
‫بنات تانية‪ ،‬بس بيتشبشبله وبياخد عىل قفاه وحمدش بيعربه علشان‬
‫كدة بيطلع عقده عليا‪ ،‬وقررت أبعد رغم إين بحبه‪ ،‬بس اإلهانة اليل‬
‫وجهها ليا كانت كبرية ومن وقتها وهو بيرتجاين ويتوسل ليا ليل هنار‬
‫إين أرجع وأنا رافضة ده‪ ،‬ألن اليل خيون مرة خيون ‪ 100‬مرة‪.‬‬

‫‪i‬‬
‫‪116‬‬
‫‪+‬‬
‫النظرة التقليدية للمتفوق إنه شخص ال يهتم إال بالدراسة أو‬
‫بالعمل وده مش صحيح‪ ،‬ألن كل إنسان ليه احتياجاته ورغباته‪ ،‬أينعم‬
‫اإلنسان ملا يكون شاغل وقته بهدف أو عمل ده بيخيل الفراغ عنده‬
‫يكون قليل لكن ده ال ينفيه بالكلية‪ ،‬والشخص املتفوق اليل كان بطل‬
‫قصة البنت يبدو إنه بيبحث عن أي عالقة ارتباط والسالم وده ألنه‬
‫عاوز يحس برجولته وإنه شخص مرغوب يف عني امرأة لذلك كان‬
‫حريص كل الحرص إنه يصطاد أي بنت‪.‬‬
‫وألنه خايف من إحساس الوحشة املالزمة للوحدة فإنه عىل الرغم‬
‫من ارتباطه كان بيحاول يعلق ناس تانية ألنه مش واثق يف نفسه‬
‫بشكل كايف ومش واثق يف العالقة إنها هتكمل وده ألن االهتامم يكاد‬
‫يكون عملة نادرة يف حياته‪ ،‬علشان كدا كانت ترصفاته نابعة من‬
‫مخاوفه وشعوره بالنقص‪.‬‬
‫أما األنثى فأفضل قرار اتخذته إنها أنهت العالقة‪ ،‬ألن الخيانة فعل‬
‫قذر باإلضافة إىل إنه عاوز ميتلكها زي أي تحفة مثينة ليس إال وبالتايل‬
‫ملا بعدت عنه بدأ يتوسل ألنه حس إن حاجة بتاعته راحت منه‪ ،‬وغري‬
‫كدة إنه مش قادر يتحمل الوحدة وشعور النقص اليل بياكلوا روحه‪،‬‬
‫ولو هي استمرت يف الحوار كانت روحها هي اليل هتتاكل «وعىس أن‬
‫تكرهوا شي ًئا وهو خري لكم»‪.‬‬

‫(‬
‫‪117‬‬
‫‪+‬‬
118
+
‫( ‪) 28‬‬

‫(�إن كنت تريدها « وتكة» فكن « ‪» body building‬‬


‫حتى تلفت نظرها وتغزو قالعها �حل�شينة)‬
‫(‪)18+‬‬

‫‪$‬‬
‫قبل ما أي حد يقرأ قصتي الزم أحذره إين هكون جريئة أوي‬
‫يف كالمي‪ ،‬مبحبش اللف والدوران‪ ،‬ومبحبش أدعي املثالية حتت‬
‫مسمى احلياء‪ ،‬وإن عيب وميصحش‪ ،‬أنا واحدة زي بنات كتري‬
‫بيلفت نظرها الولد اليل جسمه متناسق وعنده عضالت قوية‪ ،‬بحسه‬
‫راجل‪ ،‬وبشكل ممكن تشوفوا إنه وقاحة مين بس بحسه إنه قادر‬
‫عليا عىل الرسير وهيحقق ليا املتعة‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫‪+‬‬
‫غري كدا إين ميالة للعنف والقوة‪ ،‬مبعىن أدق إين عاوزاه يفرهدين‪،‬‬
‫ولكل األسباب دي‪ ،‬ملا شوفته لفت نظري‪ ،‬كان شغال يف معرض‬
‫الكتاب‪ ،‬كنت نازلة أجيب روايتني‪ ،‬فاملهم ملا عيين وقعت عليه‬
‫دخلت املكان حلد ما جه سألين لو بدور عىل حاجة معينة ممكن‬
‫يساعدين‪ ،‬فجاب ليا روايتني ورشحيل رواية ما‪ ،‬أنا اشرتيت‬
‫احلاجات دي وبعدين قبل ما أميش علشان يكون فيه جمال تاين‬
‫للكالم بينا‪ ،‬قولتله إين هقرأ الرواية اليل مرشحها ليا وهنزل املعرض‬
‫تاين علشان أناقشه فيها وأقوله رأيي‪.‬‬
‫أخدت الرواية وأول ما وصلت البيت رشعت يف قراءهتا‪،‬‬
‫كانت رواية إيروتيكية مثرية للغرائز وحمفزة للشهوات ألبعد حد‪،‬‬
‫وحسيت إهنا كانت طريقة غري مبارشة منه علشان يلفت نظري‪،‬‬
‫وأنا برصاحة ما صدقت‪ ،‬وبدأت أختيله يف كل مشهد جريء يف‬
‫الرواية وده كان بيثريين ألبعد حد‪.‬‬
‫وبعدها بيومني القاين قدامه‪ ،‬ناقشته يف الرواية وبدأ يرشحيل‬
‫إنه كان متأكد إهنا هتعجبين‪ ،‬املهم كنا راحيني نجيب حاجة وكان‬
‫الوقت ليل واملعرض تقري ًبا بدأ يفىض فالقيته ومن غري مقدمات‬
‫شالين فحسيت بقوته وإين حاجة هشة بالنسبة ليه وده خالين‬
‫أقشعر من اللذة وأول ما نزلين قام حاضين أوي وارتبطنا يف نفس‬
‫اليوم!‬
‫‪120‬‬
‫‪+‬‬
‫كنت بروح كل يوم ليه وحاسة بفرحة كبرية ملا بشوفه وبكون‬
‫جنبه‪ ،‬احلياة كانت غازلة ليا توب الفرحة وأنا لبسته وقررت‬
‫مقلعوش‪ ،‬وعشت أفضل أيامي معاه حلد ما املعرض انتهى‪ ،‬اتصلت‬
‫بيه علشان نتقابل لكن فونه كان مقفول‪ ،‬كل اليل أعرفه عنه إنه‬
‫منويف فقولت بيين وبني نفيس بعد ما يأست من العثور عليه «املنويف‬
‫بخيل حتى يف مشاعره‪ ،‬خيربيت كده بجد!»‬

‫‪i‬‬
‫الحكاية كلها تتلخص يف نقطة واحدة‪ ،‬يف النظرة التي نظرت بها‬
‫إليه هي نفسها النظرة التي أبرصها بها‪ ،‬فكالهام قد نظر لآلخر من‬
‫خالل الرغبة وامليل الداخيل لكل منهام‪ ،‬فهي نظرت له بشكل جنيس‬
‫بحت وتعلقت به من خالل غرائزها وميولها‪ ،‬وهو حب غرائزي تكون‬
‫الشهوة املحرك األول له‪ ،‬وهذا ال يصنف ح ًبا مهام ادعى اإلنسان أنه‬
‫ميثل له الكثري‪.‬‬
‫والفتى وجدها أنثى ذات جسد فتاك فكان من الرضوري أنه‬
‫يسيل وقته أثناء عمله‪ ،‬وهذا يربر الرواية التي رشحها لها‪ ،‬فهو رمى‬
‫الطعم فإن غمزت السنارة وأتت لتناقشه كان بها وإن مل تغمز فلن‬
‫يخرس شي ًئا‪ ،‬لذلك حينام أتت إليه بعدها بيومني‪ ،‬أدرك بغرور الذكر‬
‫أن تسديدته قد أصابت الهدف وهذا ما يجعل أمر حملها بيديه‬
‫متأكدا إنها ستعانقه بعدها‪ ،‬والبد لهذه األنثى‬
‫ً‬ ‫مستساغًا‪ ،‬ألنه كان‬
‫أن تفرح ألنه انسحب رسي ًعا ألنه لو استمر كان سيكبدها خسائر‬
‫‪121‬‬
‫‪+‬‬
‫فادحة‪ ،‬ويف يوم من األيام ملا توصل ملرحلة النضج العقيل وتنفض‬
‫عن نفسها نزوات املراهقة‪ ،‬ستتغري تلك النظرة البهيمية التي عندها‪،‬‬
‫وحينها سرتى اإلنسان بعني القلب‪ ،‬لكنني أخىش سقوطها يف الوحل‬
‫قبل حدوث ذلك!‬

‫(‬

‫‪122‬‬
‫‪+‬‬
‫(‪)29‬‬

‫(�إن كانت متحررة‪ ،‬حدثها عن نظرية د�روين و��رسح لها‬


‫نظرية �لنفجار �لكوين �لعظيم‪ ،‬وحينها فقط �شرتكب �ملرجيحة)‬

‫‪$‬‬
‫كنت كاتبة بوست عن احلجاب وإنه اتفرض للتفريق بني األمة‬
‫واحلرة وإن مفيش نص رصيح عىل فرضية احلجاب عىل املرأة‪،‬‬
‫القيت هجوم كاسح عليا‪ ،‬وفيه اليل اهتمين بالسفالة‪ ،‬واليل قايل إين‬
‫شامل وناس تانية قالتيل إين داخلة يف سكة غلط واليل وصفين إين‬
‫زنديقة!‬
‫الكالم ده فصلين وخالين إحس إين عايشة مع قوم من النعاج‪،‬‬
‫جمموعة مهج مينفعش تتناقش معاهم‪ ،‬وفجأة القيت رسالة من حد‬

‫‪123‬‬
‫‪+‬‬
‫بيقويل فيها إين معايا حق وإن سيدنا عمر رضب بعض اإلماء ملا‬
‫حاولوا يلبسوا احلجاب‪ ،‬وقايل «ليرضبن بخمرهن عىل جيوهبن»‬
‫مقصود بيها مفرق النهدين يعين يغطي فيام فوق الصدر واليل فاجأين‬
‫بيه أكرت إن اإلمام حممد عبده أفتى إن احلجاب مش فرض ومفيش‬
‫نص رصيح عليه‪.‬‬
‫وبعدين أخدين لسكة تانية خالص‪ ،‬فقايل إن احلجاب ال يثري‬
‫غرائز الرجال‪ ،‬ألن مفيش راجل بييجي يقولك شعرك أثارين بعكس‬
‫جدا علشان‬
‫أعضاء تانية بتكون مصدر إثارة للذكر‪ ،‬حبيت كالمه ً‬
‫صادف ميل عندي ودعمه فالقينا نفسنا بنتكلم يف مواضيع كتري‬
‫وبدأت أنجذب ليه ‪ ..‬رشحيل نظرية التطور وبعدين وداين لالنفجار‬
‫الكوين العظيم‪ ،‬والنسبية األخالقية‪ ،‬وفيزياء الكم‪ ،‬حاجات كتري‬
‫مع بعض خلتين أتشد ليه ألين كنت شايفة إنه مثقف أوي‪ ،‬حلد ما‬
‫قايل إنه بيحبين‪.‬‬
‫ارتبطنا وجربنا حاجات كتري مع بعض وأغلبيتها كانت حاجات‬
‫شاذة وغري مألوفة‪ ،‬مكنتش أتوقع إين أعملها أو امتتع بيها‪ ،‬كانت‬
‫ثقتي فيه عمياء‪ ،‬كل ما يعرفين عىل حاجة غريبة فأندهش‪ ،‬كان‬
‫يقويل إن مينفعش نحكم عىل احلاجة من بعيد من غري ما نجرهبا‪،‬‬
‫والقيت نفيس مسحوبة ناحيته‪ ،‬كل حاجة معاه كانت حلوة‬
‫وغريبة وهلا طعم خمتلف‪ ،‬كل حاجة ممكن تتبادر لذهنك سواء‬
‫طبيعية أو شاذة عملناها‪.‬‬
‫‪124‬‬
‫‪+‬‬
‫حلد ما يف يوم قايل كفاية كده قولتله ليه‪ ،‬فقايل «حمبش أكون‬
‫منافق أو كذاب‪ ،‬مشاعري اتغريت من ناحيتك ومبقتش بحس‬
‫بالشغف جتاهك‪ ،‬خلينا نبعد فرتة لو الشغف رجع نرجع‪ ،‬لو راح‬
‫يبقى خالص» سمعت كالمه ألنه أقنعين بطريقة ما ومن ساعتها‬
‫وأنا مستنية شغفه يرجع رغم إن فات سنني ولسه مرجعش‪.‬‬

‫‪i‬‬
‫العالقة دي نشأت نتيجة الغوغائية اليل عند ناس كتري‪ ،‬من املفرتض‬
‫أن أي حجة بيتم إبطالها بحجة أقوى منها‪ ،‬لكن ثقافة الصوت العايل‬
‫والنهيق ال تتناسب سوى مع الحمري‪ ،‬وميكن ده اليل خالها تنجذب‬
‫للشخص ده ألنه تقري ًبا الوحيد اليل كلمها مبنطق حتى لو صادف‬
‫هوى يف نفسها‪ ،‬وألنها حسته مختلف من البداية فده خالها تتشد‬
‫ليه عىل عكس كتري معندهمش ثقافة الحوار وبينعروا ضد أي حد‬
‫مختلف معاهم ألن معندهمش معرفة يردوا بيها عليه‪.‬‬
‫أما عن الشاب فيبدو إن لديه مخزون معريف وثقايف‪ ،‬ويف الغالب‬
‫بيستغل ده للفت نظر األنثى‪ ،‬وملا صادف يف طريقه حد مهيأ إنه‬
‫يلفت نظره مل يتوانَ يف طرق بابه ألنه عارف إن الباب هيتفتح بأرسع‬
‫وقت ممكن‪ ،‬علشان كده ملا حس إنها انجذبت ليه بدأ يف مرحلة فرد‬
‫العضالت علشان يبهرها أكرت ويثبت لها إن معاها كنز مثني مينفعش‬
‫تضيعه من إيديها نظ ًرا لندرته وده اليل خالها تديله مساحة كبرية من‬
‫البداية لحد ما ارتبطوا‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫‪+‬‬
‫وحصلت النتيجة الحتمية لالرتباط اليل هو «الجنس”‪ ،‬ألن من‬
‫البداية الفئة املستهدفة اليل بيحاول النوعية دي اصطيادها اليل‬
‫عندهم استعداد ملامرسة الجنس دون ضابط رشعي تحت مسمى‬
‫الحب‪ ،‬بس الغريب إنه كان واضح إنه عاوز عالقة وده اليل يظهر‬
‫الشغف اليل عنده يف تجربة كل يشء منذ البداية وألن إنسانة كانت‬
‫بتامرس عليها كل الضغوط دي فكان من الطبيعي إنها تتمنى تشم‬
‫هواء الحرية حتى وإن كان بشكل خاطئ‪ ،‬وعلشان كده صفحته الزم‬
‫تنطوي ألنه حتى لو رجع هريجع علشان عنده احتياج ليها والفرق بني‬
‫الحب واالحتياج جد كبري‪.‬‬

‫(‬

‫‪126‬‬
‫‪+‬‬
‫(‪)30‬‬

‫(كثري�ت هن «�أمينة» �لالئي يبحثن عن «�شي �ل�شيد»‬


‫لأنهن يردن من ي�شكمهن‪ ،‬وها �أنا لها!)‬

‫‪$‬‬
‫مكنش وسيم ومفيش فيه حاجة تشد‪ ،‬مدملج كده وجسمه‬
‫ملوش مالمح‪ ،‬حتى ستايله دقة قدمية‪ ،‬كان كل اليل معانا يف الكلية‬
‫مبيحبوش يتعاملوا معاه ألنه كان عنيف معاهم وقليل الذوق يف‬
‫أوقات كتري‪ ،‬لكن اليل لفت نظري فيه شخصيته العنيفة املسيطرة‪،‬‬
‫كان بيشخط وينطر يف أي حد قدامه‪ ،‬ولد بقى أو بنت مكنش‬
‫بيهزه‪ ،‬مش عارفة ليه حسيت ناحيته بانجذاب‪.‬‬
‫ميكن ألن كان ليه ظروفه اخلاصة وكان يف السن أكرب مننا بكام‬
‫سنة واألهم عندي شخصيته‪ ،‬هبقى كذابة لو أنكرت إين كنت‬
‫‪127‬‬
‫‪+‬‬
‫متعلقة بشخصية «يس السيد»‪ ،‬وكنت بفتش عنها طول الوقت‪،‬‬
‫جدا‪ ،‬ومن‬
‫شخصيته املسيطرة وكاريزمته اخلارقة اليل كانت بتثريين ً‬
‫ساعتها وأنا نفيس يف راجل زي ده‪ ،‬وميكن جايل إحباط يف فرتات‬
‫كتري إين أحصل عليه‪ ،‬خاصة إين بقيت بحس إن الرجالة عملة‬
‫نادرة‪ ،‬أو خليين أكون منصفة وأقول إن شخصية «يس السيد» بقت‬
‫نادرة أوي وشاحة يف السوق‪.‬‬
‫عرفنا بعض من خالل التكاليف اجلامعية وكنا بنتمىش مع بعض‪،‬‬
‫بس اليل عجبين أوي فيه إن ملا ولد كان يبصيل كان بيديله نظرة‬
‫تكهربه‪ ،‬قربنا من بعض أكرت وكان الشغل اليل بينطلب مننا بيطلع‬
‫عىل أعىل جودة وبينال بعدها إطراء الدكاترة‪ ،‬يف مرة كنا قاعدين‬
‫يف كافيه مع اتنني صحابنا‪ ،‬املهم يف ولد أفور معايا يف اهلزار فالقيته‬
‫جدا‪.‬‬
‫اتعصب ورضب بإيده عىل الطرابيزة فأنا اختضيت ً‬
‫القيته بيهزأ صاحبنا وبعدين شدين من إيدي وسبناهم ومشينا‪،‬‬
‫أنا كنت منبهرة‪ ،‬وبالرغم من إين عملت نفيس زعالنة إال إن‬
‫السعادة كانت بتتمىش يف جوارحي ألين حسيته راجل بجد مش‬
‫عيل فرفور أو مرقع من بتوع اليومني دول‪ ،‬فجأة وقف ومن غري‬
‫حتى ما يعتذريل‪ ،‬القيته بيحضين أوي وقايل «بحبك أوي‪ ،‬ومش‬
‫هسمح ألي كلب يقربلك»‪.‬‬
‫أخريا القيت اإلنسان اليل بدور‬
‫ً‬ ‫حسيت إين طايرة من الفرح‪،‬‬
‫عليه وعلشان كده هتبت فيه بإيدي وأسناين‪.‬‬
‫كل حاجة كانت ماشية كويس‪ ،‬كان فارض شخصيته أوي‬
‫عليا‪ ،‬البيس كذه‪ ،‬راحية فني ‪ ..‬متتأخريش ‪ ..‬مش عاوز ولد عندك‬
‫‪128‬‬
‫‪+‬‬
‫عىل الفيس ‪ ..‬إيايك هتزري مع حد من زمايلك الذكور ‪ ..‬كنت‬
‫مستمتعة بخضوعي ليه‪ ،‬وأحيانًا كنت بتعمد أضايقه علشان‬
‫يشكمين ويديين عىل دماغي‪ ،‬حلد ما يف مرة بكلمه القيته يف حالة‬
‫نفسية سيئة‪ ،‬سألته مالك قايل مفيش ‪ ..‬فقلت ألح عليه حلد ما قايل‬
‫«مش هينفع نكمل» ‪..‬‬
‫فحسيت إن روحي بتتسحب مين وإن دبابيس بتنغرز يف حلمي‬
‫فلام استفرست عن السبب القيته غضب وانفعل عليا وزعقيل‬
‫«قولتلك مش عاوزك‪ ،‬حيس عىل دمك بقى‪ ،‬انتي تفرقي إيه عن‬
‫غريك‪ ،‬كلكم خاينني‪ ،‬ويف اآلخر هتكوين واطية زي الواطية اليل‬
‫خانتين وسابتين امبارح» حسيت إن مطرقة رضبت قلبي فهشمته‪،‬‬
‫اندهشت أوي ولسه برصخ يف وشه بسبب االعرتاف الفظيع اليل‬
‫لسه قايله قفل السكة يف ويش ومن ساعتها اتقفل قلبي يف وش‬
‫الصنف املقيت ده ‪ ..‬صنف الرجالة‪.‬‬

‫‪i‬‬
‫يف رحلة البحث عن الخازوق يبقى كل يشء متاح‪ ،‬بيتهيأيل لو فيه‬
‫حد مرص إنه ياخد عىل قفاه مش هيعمل كده‪ ،‬بس لو هنبص يف البعد‬
‫النفيس فمن املمكن إن البنت تكون بتاعني من حالة «مازوخية”‬
‫وتعني ببساطة‪ ،‬االستمتاع والتلذذ حينام يلحق بها األذى واإلهانة‪،‬‬
‫سواء نفسية أو جسدية أو غري ذلك‪ ،‬وتكون مرتبطة إىل حد كبري‬
‫بالعالقة الجنسية‪ ،‬وتكون املازوخية محبة لشعور الخضوع للطرف‬
‫اآلخر وال يحدث لها النشوة الجنسية إال بإذالل املسيطر ومعاملته‬
‫املازوخية كجارية أو عبدة مام يحقق لها اإلشباع‪.‬‬
‫‪129‬‬
‫‪+‬‬
‫وإذا نظرنا للبعد االجتامعي ففي الغالب أن هذه األنثى تربت‬
‫يف أرسة ويف بيئة يسيطر فيها الرجل وميلك الشخصية القائدة التي‬
‫تتحكم يف مقاليد األمور مام رسخ يف ذهنها ويف ال وعيها أن هذا هو‬
‫الطبيعي وأن هذا لهو املثال الذي يحتذى به‪ ،‬وحينام كربت ونضجت‬
‫حدث لها نوع من االنفصام بني ما اعتادت عليه يف طفولتها وما بني‬
‫ملموسا من زمالئها الذكور‪ ،‬فظلت طوال الوقت تبحث‬‫ً‬ ‫ما رأته واق ًعا‬
‫عن املثل والقدوة اللذين غُذيا بداخلها‪.‬‬
‫وكلام يأست من الحصول عليه كلام ازدادت رغبتها يف إيجاده‪،‬‬
‫وطب ًعا استغل اإلنسان اليل ارتبطت بيه ده من خالل نظراتها ولغة‬
‫جسدها ومن خالل إنها الوحيدة اليل قربت منه يف حني كان منبوذ‬
‫من الجميع‪ ،‬وإنها اتحملت عصبيته وقرفه لحد ما اتأكد إنها ليه وإن‬
‫الشقطة يف طريقها للوقوع يف املصيدة وده اليل يربر ترصفه عىل‬
‫الكافيه وبعد كده ملا حضنها ألن ببساطة كل يشء كان بان بالنسباله‬
‫إنها وقعت‪ ،‬وملا وقعت مارس بقى ُعقده الكتري وكراهيته للمرأة‬
‫ألنه غال ًبا يف خوازيق يف حياته جت من خاللها فبدأ يسقط ده عليها‬
‫ويفتكر كل حاجة حصلتله‪ ،‬ويطلع ده عىل جتتها اليل نحست من‬
‫إهاناته‪ ،‬ويف اآلخر ملا اتخزوق اتهمها بالخيانة عىل أساس أنه كان‬
‫بيصيل ومكانش بيخون!‬

‫(‬
‫‪130‬‬
‫‪+‬‬
‫(‪)31‬‬

‫(��شتدر �شفقتها و�كت�شب عطفها‪ ،‬فالقلب �ملطعون �ملثقل بالهموم‬


‫غال ًبا ما يجد �لكثري من �لأح�شان‪ ،‬مفرجة ذر�عيها لحتو�ئه)‬

‫‪$‬‬
‫أصعب حاجة يف الدنيا ملا حتسن حلد وييسء ليك‪ ،‬ملا تقدم‬
‫املعروف وحتصد اجلحود والنكران‪ ،‬ملا ختلص حلد وتديله كل‬
‫حاجة‪ ،‬ويكون نتيجة التضحيات اليل بتقدمها اإلنكار واخليانة‪،‬‬
‫ده بالظبط اليل حصل مع الكائن ده اليل مينفعش يتوصف بكلمة‬
‫أصال‪.‬‬
‫راجل ً‬
‫كنا أصحاب عادي وبعدين القيته بيقرب من خالل الكالم يف‬
‫خصوصياته ألين كنت برد عليه الكلمة بكلمة‪ ،‬وبعدين حكايل عىل‬

‫‪131‬‬
‫‪+‬‬
‫مآسيه‪ ،‬أمه اليل ماتت وهو صغري‪ ،‬أبوه اليل اجتوز ومبقاش يرصف‬
‫عليه‪ ،‬حياته اليل مش قادر يتمتع بيها ألنه من اجلامعة للشغل ومن‬
‫الشغل للنوم ‪ ..‬حياة مفتقدة للطعم واملذاق‪.‬‬
‫قايل قد ايه زوجة أبيه ست سيئة وبتعامله وحش‪ ،‬وازاي أبوه بقى‬
‫عامل زي اخلاتم يف صباعها وإنه دلدول وانعكس ده عىل طريقته‬
‫الفظة معاه وإنه كل شوية يشتمه ويرضبه عىل أقل شكوى من‬
‫الست هانم‪.‬‬
‫بقينا بنتكلم كتري وأخد مع الوقت مساحة يف حيايت بقت بتكرب‬
‫كل يوم عن التاين‪ ،‬وبقيت بحس ناحيته بحاجات خمتلفة‪ ،‬شفقة‬
‫أو عطف أو ميكن حاجة تالتة‪ ،‬بس اليل أنا أقدر أحدده إين مبقتش‬
‫بحب أشوفه زعالن ألن ده بيضايقين‪ ،‬وبقيت بفرح ملا أزيح عنه‬
‫وأرسم الضحكة عىل وشه‪.‬‬
‫ويف خالل الفرتة دي كان كل شوية يشكرين وميدح جدعنتي‬
‫وإين أحسن حاجة يف حياته‪ ،‬ثبتين ابن ‪ ،........‬حلد ما اتقابلنا يف يوم‬
‫يف حديقة يف القاهرة‪ ،‬جايل وكان احلزن ماليه‪ ،‬صعب عليا أوي‬
‫وحبيت أسمعه‪ ،‬حكايل إن زوجة أبيه رضبته بالقلم علشان رفع‬
‫صوته عليها ملا األكل اتأخر فاشتىك لوالده فطرده من البيت وقاله‬
‫إنه مش عاوز يشوف وشه‪.‬‬
‫وبعدين القيته بيدمع وساعتها مقدرتش أمتالك أعصايب وقمت‬
‫حضنته أوي وهو بيجهش يف البكاء عىل الرغم إين حسيت إنه‬
‫كان عامل يرمي دماغه عىل صدري متعمد‪ ،‬بس طرحت اهلاجس‬

‫‪132‬‬
‫‪+‬‬
‫ده جان ًبا الرصاحة ألين متوقعتش إنه يكون أوسخ من ال ُ‬
‫كهنة اليل‬
‫بيمسحوا بيها احللل‪ ،‬وملا هدي شوية قايل إنه «بيحبين» وألين كنت‬
‫خايفة عليه‪ ،‬وبرصاحة كنت بدأت أحس بحاجات حلوة ناحيته‪،‬‬
‫فقلتله إين كامن بحبه‪.‬‬
‫ارتبطنا‪ ،‬والغريب إنه بقى بيتصنع احلزن واهلم كل شوية‪،‬‬
‫وبقى عامل زي الطفل يعيط ويرصخ علشان حتقق ليه رغبته‪ ،‬بس‬
‫أنا كنت مغفلة وحمتاجة خازوق يفوقين‪ ،‬ألين أنا اليل عودته كل ما‬
‫يزعل أفرفشه وأديله حاجات تفرحه ‪ ...‬بوسة عىل خده ‪ ..‬حضن ‪..‬‬
‫أي حاجة املهم هيدى ويفرح‪.‬‬
‫حلد ما جيت يف فرتة حسيت إنه أفور أوي فصممت آخد قرار‬
‫صارم‪ ،‬إين مش هديله حاجة تاين غري إين هسمعه بس‪ ،‬وفجأة القيته‬
‫بيبعد وبيتبخر‪ ،‬وبعدها بكام يوم ظهر ليا عىل األكونت بتاعه‬
‫صوره ليه مع ست كبرية‪ ،‬وكاتب عليها «أمي وأغىل حاجة عندي‪،‬‬
‫ربنا خيلهايل»‪ ،‬فاستغربت أوي وحسيت إين هتجنن‪ ،‬دخلت كلمته‬
‫وأنا بلعن سلسفيل اليل جابه وسألته «مني دي؟!»‪ ،‬فجاوبين مبنتهى‬
‫السخافة «أمي‪ ،‬أصل نسيت أقولك إنك فرسة وحبيت آخد لفة مش‬
‫أكرت!”‬
‫ابن ال ‪ ،.....‬بس أنا الغلطانة ألن اإلنسان اليل بيكون البس‬
‫لبس الضحية لو منفختوش وقربت منه هيحزمك ويرقصك عىل‬
‫الشناكل!‬

‫‪133‬‬
‫‪i‬‬
‫‪+‬‬
‫الحياة أكرب مدرسة بنتعلم منها دروس كل يوم‪ ،‬شاب ذيك اتعرف‬
‫عىل بنت ومكنش عارف ياخد مساحة يف حياتها‪ ،‬ففكر واهتدى إن‬
‫أفضل مفتاح يلعب عليه هو العزف عىل غريزة األمومة عند كل بنت‬
‫واليل بتثري عندها أحاسيس الشفقة والعطف والحنان وقدر من خالل‬
‫ده يتكلم معاها ويعرف عنها تفاصيل كتري واتخلت بعض اليشء عن‬
‫تحفظها معاه‪.‬‬
‫فيقوم يختلق مشاكل كتري علشان يحسسها إن همومه لو عىل‬
‫جبل كان انهدم‪ ،‬تتحول الشفقة لعطف ويبتدي يقابلها لحد ما يحس‬
‫إنها وصلت لذروة العطف وبدأت أحاسيس تختص بنقطة الحنان‬
‫تداهمها وده اليل خاله يصعد وترية همومه حد طرده من البيت‪،‬‬
‫فتكون النتيجة الطبيعية إنها تحضنه بإيعاز من غريزة األمومة اليل‬
‫اتفجرت جواها من وقت ما عرفته‪ ،‬لكنها اكتشفت بغريزة األنثى‬
‫حركة دماغه عىل صدرها لكنها اندهشت إن يكون يف إنسان يوصل‬
‫ملرحلة متقدمة من القذارة بالشكل ده ‪ ..‬معلش‪.‬‬
‫ويف النهاية فاإلنسان اليل بيحب بجد مهام حاوطته الهموم أول‬
‫ما يسمع صوت حبيبته هتتالىش‪ ،‬مش هو اليل هيحرص إنه يولد‬
‫املشاكل يف حياته علشان يغمها ويستنزف مشاعرها‪ ،‬أو يكون مستني‬
‫إنها تهشتكه علشان يفرفش‪ ،‬بغض النظر إن الهشتكة حلوة مفيش‬
‫كالم!‬

‫(‬
‫‪134‬‬
‫‪+‬‬
‫(‪)32‬‬

‫(�لأنثى ترمتي يف �أح�شان �لحتياج حينما تلفظها �أح�شان‬


‫�حلب‪ ،‬و�أح�شاين م�رسعة دو ًما لحتو�ئهن!)‬

‫‪$‬‬
‫كنت مضغوطة أوي وحاسة إن مهوم الدنيا فوق رأيس‪،‬‬
‫واملصايب بتتكالب عليا كل شوية وده خالين يف حالة احتياج حلد‬
‫يقف جنبي‪ ،‬ياخدين يف حضنه وحيتويين‪ ،‬خاصة إين يتيمة ووحيدة‬
‫كامن‪ ،‬وطب ًعا أمي مهام حاولت تصدر ليا أحاسيس كتري إال إهنا‬
‫تظل منقوصة‪.‬‬
‫ألن حضن الراجل داميًا فيه األمان واالحتواء واحلامية‪ ،‬بيوصل‬
‫معاين كتري يف الغالب مبنقدرش نوصفها‪ ،‬ألن مش كل اليل بيتحس‬

‫‪135‬‬
‫‪+‬‬
‫ممكن نعرب عنه‪ ،‬ويف الفرتة دي كنت مهيأة لالرتباط‪ ،‬كنت جربت‬
‫حظي قبل كدا وحبيت من سنتني إال إين اتصدمت ألنه لألسف‬
‫مات‪ ،‬وزي ما يكون اتكتب عليا إن كل اليل أحبهم ميوتوا‪ ،‬واضح‬
‫إين بومة وفيا حاجة بتجلب الشؤم لكل اليل يقربوا مين‪.‬‬
‫ابن عمي كان ساكن جنبنا‪ ،‬شغال حماسب يف بنك‪ ،‬أكرب مين‬
‫نظرا‬
‫ب ‪ 3‬سنني‪ ،‬كنا أصحاب وإخوات وبحكيله عىل أي حاجة و ً‬
‫لصلة القرابة اليل بينا فكان بيدخل البيت يف أي وقت حيبه‪ ،‬وألنه‬
‫داميًا كان جنبنا ومبيتأخرش عننا يف حاجة فكنت برتاح ليه‪.‬‬
‫املهم كنا يف البيت أنا وهو لوحدنا وفجأة دمعت فمسح دموعي‬
‫وقام حاضين أوي‪ ،‬فحسيت بروحي بتدوب وقايل بصوت حمموم‬
‫إنه بيحبين بقاله كتري وكاتم يف نفسه كل السنني اليل فاتت علشان‬
‫جدا برصاحة‪ ،‬وحسيت بحاسة‬ ‫كان خايف من رفيض‪ ،‬فاندهشت ً‬
‫األنثى إن فيه حاجة غلط ومش مفهومة‪ ،‬بس علشان االحتياج اليل‬
‫عندي وألين عاوزة حد يوقظ فيا أحاسيس نامية بقاهلا فرتة كبرية‬
‫وافقت إننا نرتبط‪ ،‬بس اليل خالين أشك إنه طلب مين إن والديت‬
‫متعرفش حتت حجة إنه هيتكسف يدخل البيت زي األول وإنه‬
‫مش هينفع ماما تعرف غري ملا ييجي يتقدميل وده هيكون يف حد‬
‫أقىص ‪ 3‬شهور فوافقت رغم إين حسيت إن فيه حاجة مش طبيعية‪.‬‬
‫بدأ ييجي البيت كتري وانتهز الفرص اليل بنبقى فيها لوحدنا أو‬
‫بعيد عن نظر أمي وكان بيخطف بوسة أو ملسة وأحيانًا كنت بحس‬
‫إنه عاوز أكرت من كدة وإن رغبته بتغيل جواه كأزيز املرجل إال إين‬

‫‪136‬‬
‫‪+‬‬
‫أبدا لكن‬
‫كنت برفض ده برصامة‪ ،‬فيقويل ليه مش واثقة فيه‪ ،‬أقوله ً‬
‫كلها كام شهر وهنبقى مع بعض وهيبقى كل اليل عاوزه حتت أمره‪.‬‬
‫نادرا ملا‬
‫حلد ما يف يوم القيت والدته جاية لينا البيت‪ ،‬وده كان ً‬
‫بيحصل‪ ،‬فحسيت إهنا جاية تطلب إيدي البنها‪ ،‬فأرشقت شمس‬
‫السعادة يف صدري وحسيت بغبطة تنداح يف أعامقي حلد ما اتفاجئت‬
‫ملا القيتها جاية تدعينا يف حفل خطوبة ابنها لواحدة تانية‪ ،‬فجريت‬
‫عىل أوضتي وأخدت وساديت يف حضين وفضلت أبيك‪ ،‬وملا أمي‬
‫سألتين ليه عملت كدة‪ ،‬جاوبتها «أصل افتكرت حبيبي اليل مات‪،‬‬
‫لو القدر مأخدوش كان زماين خمطوبة ليه» فأخدتين يف حضنها وأنا‬
‫بندب حظي‪ ،‬فعمرك شوفت سفالة أكرت من كدا؟!‬

‫‪i‬‬
‫الحياة يف بعض األحيان بتبهرنا ببعض األشياء الالمتوقعة علشان‬
‫تعلمنا درس مهم‪ ،‬إن مفيش حاجة مستحيلة‪ ،‬والسفالة مش بس إنه‬
‫ضحك عىل بنت عمه اليتيمة وعشمها واستغل احتياجها ليه علشان‬
‫يوصل ألغراض دنيئة‪ ،‬بل األكرث سفالة‪ ،‬إنه حتى مكانش عنده الجرأة‬
‫يعرفها الحقيقة قبل ما تتصدم بيها‪ ،‬بس يف الغالب اإلنسان السافل‬
‫ال يفرق بني أحد‪ ،‬ال يهمه صلة قرابة أو صداقة أو أي يشء‪ ،‬فمعبوده‬
‫الدائم وصنمه الذي يجثو له هو الشهوة‪ ،‬والنوع اليل زي ده ال ميكن‬
‫ألي إنسانة عاقلة االرتباط بيه ألنه شخص غري أمني وليس لديه أي‬
‫مبادئ عىل اإلطالق‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫‪+‬‬
‫أما األنثى‪ ،‬فأسوأ يشء ممكن تقع فيه هو االحتياج‪ ،‬ألنه مقارب‬
‫للحب وال يفصل بينه وبني الحب سوى شعرة ال يدركها إال من عاش‬
‫التجربتني‪ ،‬فاالحتياج مرتبط بفرتة معينة وحتى يف هذه الفرتة ال يفكر‬
‫يف من يحتاجه طوال اليوم بل يف دقائق معدودات أما الحب فليس‬
‫مقيد بفرتة‪ ،‬واإلنسان دو ًما ما يتذكر معشوقه يف الصحو وحتى يف‬
‫النوم‪ ،‬وعلشان كدة هتدرك بعدين إن مشيئة الله كانت أفضل ليها‪،‬‬
‫وده هيحصل ملا تحب بجد وتعرف إن اليل كان مع ابن عمها ما هي‬
‫إال حاجة مؤقتة ما لبثت أن تبددت وتوارت تحت ثرى النسيان‪.‬‬

‫(‬

‫‪138‬‬
‫‪+‬‬
‫(‪)33‬‬

‫(�إن كانت غنية فال تنظر ملالها يف �لبد�ية‪،‬‬


‫أول ومن ثم �شتح�شل على �ملال �إن �أردت)‬‫�حتل قلبها � ً‬

‫‪$‬‬
‫كنا بناكل عىل عربية فول‪ 3 ،‬بنات غريي وهو الشاب الوحيد‬
‫اليل معانا‪ ،‬دفع احلساب فأنا بطلع الفلوس فاتضايق وقايل ‪ ..‬عيب‬
‫ميصحش وكدة أنا بشتمه ‪ ..‬فاعتذرت ليه وقولتله إين مكنتش أقصد‬
‫أي إهانة فقبل اعتذاري عىل مضض‪.‬‬
‫بعد كدة قولتله عىل مطعم يس فود وإين عزماه فيه فرفض وقايل‬
‫إنه مش علشان حاسب يف مكان أردله ده فحصل بينا خالف بسيط‪،‬‬
‫وبعدها بكام يوم صاحلين وأخدين عزمين هناك ودفع احلساب وملا‬

‫‪139‬‬
‫‪+‬‬
‫حاولت أطلع فلوس اتعصب عليا فسألته ايه السبب يف عصبيته‬
‫وإنه ليه جماش معايا ملا عرضت عليه‪ ،‬فرشحيل إن وقتها مكنش معاه‬
‫فلوس‪ ،‬ومفيش راجل يقبل عىل نفسه إن ست حتاسب ليه‪ ،‬وأول ما‬
‫بقى معاه فلوس قرر يوديين املطعم علشان دي كانت رغبتي من‬
‫جدا‪ ،‬وحسيت إنه راجل بكل ما حتمل‬ ‫البداية‪ ،‬فكرب يف نظري ً‬
‫الكلمة من معاين‪.‬‬
‫وبعدها بشهرين تقري ًبا ارتبطنا‪ ،‬وحمصلش تغيري منه يف املعاملة‬
‫فاتطمنت ليه وحبيته من كل قلبي وحسيت إنه الشخص الوحيد‬
‫اليل ممكن أحارب الدنيا كلها علشانه‪ ،‬وعىل الرغم من إن مستواه‬
‫املادي مش قد كدا ومقارنة بواحدة والدها مالتي مليونري‪ ،‬فالفرق‬
‫بينا زي الفرق بني السام واألرض‪ ،‬لكن عىل الرغم من كدا حسيت‬
‫إنه الوحيد اليل هيحافظ عليا ويستحق حبي ألنه الوحيد اليل‬
‫مبصش لفلويس‪.‬‬
‫يف الفرتة دي حصل خالف بيين وبني بابا فحسيت إين حمتاجاه‬
‫أوي‪ ،‬كلمته فطلب مين أجيله الشقة اليل ساكن فيها علشان نكون‬
‫عىل راحتنا‪ ،‬روحتله ألين واثقة فيه وألين بحبه فممكن أديله أي‬
‫حاجة مادام احنا مرتبطني‪ ،‬وصلت الشقة وأخدين يف حضنه‪،‬‬
‫وحاول هيديين‪.‬‬
‫وبعد كدا عملنا عالقة شبه كاملة بس اخلالف إنه أتاين من‬
‫املنطقة املحظورة دين ًيا‪ ،‬فخالين أحس باللذة املحرمة وأقطف‬
‫مثارها‪ ،‬وبقينا بنعمل كدة لفرتة معينة‪ ،‬حلد ما طلب مين فلوس حتت‬
‫حجج خمتلفة‪ ،‬يف األول كان بيطلب وهو مكسوف‪ ،‬بعد كدا بقى‬
‫‪140‬‬
‫‪+‬‬
‫بيطلب ببجاحة‪ ،‬فلام قولتله مبقاش معايا فلوس فقايل «ارسقي”‬
‫ففتحت بوقي يف ذهول وحدقت فيه بشدة وأنا مش مصدقة نفيس‪.‬‬
‫وملا رفضت وراين فيديوهات وأنا عريانة واحنا بنامرس جنس‬
‫مع بعض فحسيت إين صاعقة نزلت من السام عىل دماغي ومبقتش‬
‫قادرة أستوعب‪ ،‬كابوس فظيع مريت بيه‪ ،‬مكنتش أعرف إن فيه حد‬
‫بالقذارة دي‪ ،‬بدأت أرسق وأديله حلد ما بعد فرتة بابا عرف واعرتفتله‬
‫بكل حاجة وألن ليه عالقات قوية قدر خيلص احلوار‪ ،‬بس لألسف‬
‫كانت صوريت اهتزت قدامهم وبقيت حرامية يف نظرهم‪ ،‬عمرك‬
‫جربت إحساس إنك عاهرة‪ ،‬ممكن تسأل أي بنت مرت بحاجة زي‬
‫كدا وهي هتعرفك‪ ،‬قد ايه اإلحساس ده مرعب وبياكل يف روحك‬
‫كل حلظة حلد ما تبقى حطام‪ ،‬بس أنا اليل أستاهل‪.‬‬

‫‪i‬‬
‫بالنسبة للشاب اليل الصفات دي فيه أساسية ومن تكوين‬
‫أبدا‬
‫شخصيته ومش مصطنعة عمره ما هييجي يطلب منها فلوس ً‬
‫حتى لو هيموت ألن أخالقه وكربياءه هيمنعوه من ده ألنه إنسان‬
‫ميلك الكرامة وعزة النفس لكن ده متحققش وكان ال بد إنها تفهم من‬
‫أول مرة طلب منها فلوس إن الحكاية فيها إنّ ‪.‬‬
‫وكون بقى إنها تروح ليه الشقة ومتنحه عالقة غري كاملة فده يدل‬
‫إن كل إنسان فيهم عنده خلل ما‪ ،‬لو بيحبها وقبل إن ده يحصل كان‬
‫هيامرس عالقة كاملة لكنه عاوز يحصل عىل اللذة الحرام دون أن‬
‫تتوحل أقدامه ويتدبس فيها مبعنى أدق‪ ،‬وما دام ده محصلش يبقى‬
‫كان الزم يسعفها عقلها إنه إنسان غري مسئول‪.‬‬
‫‪141‬‬
‫‪+‬‬
‫أما إنه صورها علشان يبتزها‪ ،‬فده أحقر سلوك إنساين ممكن يحصل‬
‫وجرمية يعاقب عليها القانون وكان من املفرتض من البداية تصارح‬
‫أهلها باليل حصل‪ ،‬عىل األقل مكنتش صورتها هتتهز بالطريقة دي‬
‫لكنها متادت يف غبائها‪ ،‬وخوفها صور لها إنها الزم تضحي بكل حاجة‬
‫يف سبيل إن أهلها ميعرفوش‪ ،‬لكن حصل اليل حصل وعلشان تقدر‬
‫تخرج من ده‪ ،‬الزم تتعلم من التجربة وتنىس املايض بكل تفاصيله‬
‫وتقرر تغري حياتها وتعمل حاجات مفيدة علشان تغري الصورة الذهنية‬
‫اليل اتكونت عنها‪ ،‬وساعتها كل يشء هريجع لسابق عهده ألن األرسة‬
‫ممثلة يف والديها أكيد هيغفروا ليها طاملا إنها سعت يف تغيري نفسها‪،‬‬
‫ألن كل هدفهم رؤيتها سعيدة ‪ ..‬بس كدا‪.‬‬

‫(‬

‫‪142‬‬
‫‪+‬‬
‫(‪)34‬‬

‫(�ل�شاعر كاملو�شيقار‪،‬‬
‫فاإن كان �لثاين يعزف على �لآلت ليخرج حلنه �لبديع‪،‬‬
‫فاإنني �أعزف بالكلمات فاأ�شقطهن ب�شطر و�أحتل قلوبهن ببيت)‬

‫‪$‬‬
‫كنت نازلة معرض الكتاب‪ ،‬جاية من البحر األمحر‪ ،‬وألين كنت‬
‫مبتدئة يف كتابة الشعر‪ ،‬وبحب القراءة ومهتمة أوي بالوسط األديب‬
‫فكان ليا أصحاب فيه‪ ،‬قعدت معاهم وكان فيهم شاعر كويس‬
‫سمعت عنه‪ ،‬اتعرفنا عىل بعض وانجذبت ليه علشان كان وسيم‬
‫وحتسه كدا برنس يف نفسه وعىل وضعه أوي‪.‬‬
‫خرجنا سوا وروحنا كافيه يف األوبرا‪ ،‬القيته بدأ يتغزل فيا‬
‫ويقول شعر يف مجايل‪ ،‬سحرين شعره وسحرتين كلامته خاصة إنه‬
‫‪143‬‬
‫‪+‬‬
‫قايل إن الشعر ده من وحي اللحظة وإنه أول مرة يقول شعر نابع‬
‫من قلبه ألين حركت فيه مشاعر عمره ما حس بيها وقايل أبص يف‬
‫عينه وأنا اتأكد فبصيت فحسيت إن عينه بتقول كل حاجة‪ ،‬كانت‬
‫بتلمع بربيق احلب‪ ،‬وملا اتعانقت العيون بدأ لسانه يف نظم الشعر من‬
‫جديد‪ ،‬والقيت صوته وكالمه بيزدادا رهافة وشاعرية حلد ما مسك‬
‫إيدي وطبع عىل بطن كفي قبلة كلها حب وحنان‪.‬‬
‫قولتله إين اتأخرت والزم أسافر فعرض عليا حجز غرفة يف فندق‬
‫هو ساكن فيه اليومني دول ألنه من األقرص ومعندوش سكن هنا‪،‬‬
‫فحسيت إين حمرجة منه ألين خوفت إن الفلوس اليل معايا متكفيش‬
‫وميكن هو الحظ ده ألنه فاجأين ملا قايل إنه هيدفع فلوس احلجز‬
‫فلام القاين بعرتض قايل إنه عازمين وهو صاحب االقرتاح وهيزعل‬
‫جدا لو رفضت فوافقت وأنا حاسة بالفرحة ألنه اهتم بيا للدرجة‬‫ً‬
‫دي‪.‬‬
‫روحنا الفندق وحجز ليا فقعدنا نتكلم حلد الفجر‪ ،‬وبعدين‬
‫القيته بدأ حيسس عىل خدي وبعدين أخد مين بوسة فحسيت إين‬
‫متكهربة وكل حتة فيا مشتتة فالقيته بيزودها شويتني فسبت ليه‬
‫بعض احلاجات ألن الفندق مكنش خملينا ناخد راحتنا‪.‬‬
‫جدا‬
‫بعدها خرجنا وبدأنا نعرف بعض أكرت بس القيته غيور ً‬
‫وبيحاول يبعدين عن أصحايب وده ضايقين ألين بطبيعتي مبحبش‬
‫الغرية األوفر ألهنا بتقيد حريتي‪ ،‬املهم حصل تاتش بنا فشتمين‬
‫وقلل مين ووصفين إين مفرقش عن أي مومس‪ ،‬حز الكالم يف نفيس‬
‫أول وقولتله «اومال كنت بتتمسح فيا ليه زي الكلب وعامل تقويل‬
‫‪144‬‬
‫‪+‬‬
‫بحبك» فقايل «هي واحدة مغفلة زيك كانت هتديين اليل أنا عاوزه‬
‫إال لو ضحكت عليها بكلمتني» ‪ ..‬وبعدين عرفت إن الفلوس اليل‬
‫أصال!‬
‫كان دافعها ليا يف الفندق كان واخدها من واحد صاحبي ً‬

‫‪i‬‬
‫متصدقيش كالم أي شاعر أو أديب ما دام كالمهم ده مقرتنش‬
‫بأفعال بينة توضح الحب‪ ،‬ألن صنعتهم الكلمة فأسهل حاجة عندهم‬
‫الكالم والتغزل يف األنثى وإشعارها بأنها استثنائية وجعل روحها تهيم‬
‫يف وديان الخيال من حالوة الكالم‪.‬‬
‫بس ألنها يبدو لحبها الشعر والنبهارها بكلامته ووسامته طب ًعا‬
‫حست إنها منبهرة بيه‪ ،‬واالنبهار بتكون مرحلة أولية من الحب وده‬
‫اليل استغله ملا بدأ يكذب عليها‪ ،‬وإن شعره ده من وحي اللحظة‬
‫ونابع من قلبه‪ ،‬لكن أفعاله يف الليلة األوىل متبينش إنه حد صادق‬
‫وبيحب‪ ،‬دي بتوضح إنه بوهيمي ال يبحث إال عن اللذة‪ ،‬وألن القدر‬
‫كان رحيم بيها وإنها كانت يف فندق ميكن كان حاطط سياج معينة ال‬
‫يجوز تخطيها فأمخدش كل اليل هو عاوزه وإال الكارثة كانت تبقى‬
‫أكرب‪ ،‬وكويس إن الحكاية انتهت بالرسعة دي قبل ما الحب يتمكن‬
‫منها‪ ،‬إما كونه مدفعش الحساب‪ ،‬فإنسان بالكذب والدناءة دي‬
‫جدا إنه يطلع ندل‪.‬‬
‫طبيعي ً‬

‫(‬
‫‪145‬‬
‫‪+‬‬
146
+
‫(‪)35‬‬

‫�عرف منها تفا�شيل عن حياتها‬


‫(تقرب �إىل �شديقة لها‪ْ ،‬‬
‫ونقاط �شعفها ومكامن قوتها‪ ،‬ثم �قتحمها بثقة ومثل دور‬
‫�شاربة �لودع لتك�شف لها عن ما�شيها وعن �شخ�شيتها لتظهر‬
‫لها وكاأنك �شخ�س خارق وبالتايل �شتكون حتت جناحك)‬

‫‪$‬‬
‫كنت قاعدة قدام الكلية ال بيا وال عليا وإذ فجأة يظهر قدامي‬
‫ولد من دفعتنا‪ ،‬القيته قاعد قدامي فأنا مهتمتش ألين غال ًبا بستتقل دم‬
‫األوالد اليل من سين‪ ،‬بحسهم أطفال‪ ،‬لكن ده برصاحة كان خمتلف‬
‫من البداية‪ ،‬القيته بيتكلم ويقول اسمي ومش باصص ليا فالتفت‬
‫ليه وقولتله أنت تعرفين‪ ،‬فبص ملالحمي احلادة‪ ،‬وقايل داميًا بتدعي‬
‫‪147‬‬
‫‪+‬‬
‫القوة وانتي ضعيفة لدرجة اهلشاشة من جوايك‪ ،‬بتدعي العقالنية‬
‫والربود وانتي رومانسية وحساسة أوي‪ ،‬فقولتله «نعم! عرفت ازاي‬
‫ال مؤاخذة»‪ ،‬فرد «من مالحمك‪ ،‬ونظرة عينك‪ ،‬بفهم أوي يف لغة‬
‫اجلسد”‪ ،‬فقولتله بسخرية «آه‪ ،‬وايه كامن؟!»‪ ،‬فجاوبين بحاجات‬
‫صدمتين‪.‬‬
‫«واضح إنك خارجة من قصة حب فاشلة وميكن كان حمطوط‬
‫علييك فيها ألنك قرريت بعدها إنك حتطي عىل وشك قناع القوة‬
‫والرصامة اليل بيتنافوا مع طبيعتك‪ ،‬معندكيش ثقة يف نفسك وده‬
‫اليل بيخلييك تبعدي عن أي مواجهة حمتملة مع أي حد من اجلنس‬
‫اآلخر‪ ،‬وميكن ده راجع إن احلب اليل كان يف حياتك امتهن أنوثتك‬
‫وأثر فييك »‪ ،‬برصاحة أنا تنحت وفتحت بوقي عىل اآلخر وبلمت‬
‫كأين نزل عليا سهم الله‪ ،‬فابتسم يف ثقة استفزتين فقولتله «أنت مني‬
‫بالظبط؟!» فقايل «أنا واحد بيحبك»‬
‫ميش وسابين وأنا هتجنن‪ ،‬ميكونش عفريت أو شبح‪ ،‬الظاهر إن‬
‫عقيل هوى‪ ،‬وفضلت عىل احلالة دي حلد ما شوفته تاين يوم فخوفت‬
‫يف البداية لكن ابتسامته طمنتين‪ ،‬قربت وقولتله «أنت إنس وال جان‬
‫وال ايه حكايتك» مسك إيدي وابتسم «هو فيه جن بيمسك إيد‬
‫حبيبته؟»‪ ،‬وعىل الرغم من إين كنت شوفته قبل كده وعارفة إنه من‬
‫دفعتنا إال إن كالمه امبارح هز ثقتي كلها يف نفيس وحسسين إنه‬
‫ممكن ميكونش ليه وجود لكين بدأت أحس إين مرتاحة ليه‪ ،‬وبدأت‬
‫أقرب منه ألنه الشخص اليل يقدر يفهمين بالطريقة دي أكيد هو‬
‫أكرت شخص ممكن يسعدين‪.‬‬
‫‪148‬‬
‫‪+‬‬
‫بقينا بنقيض اليوم كله مع بعض‪ ،‬أحيانًا بحس إنه بيخرف‪ ،‬وإن‬
‫حاجات يف شخصيتي بيخمنها عين بتطلع غلط‪ ،‬فده قلل الشغف‬
‫جوايا‪ ،‬إال إنه يف النهاية قدر يكسب قلبي وياخد اليل هو عاوزه‬
‫مين‪ ،‬وبقى اليوم ناقصه كتري لو مش فيه‪.‬‬
‫حلد ما عن طريق الصدفة عرفت إنه عامل كدة مع بنت أصغر‬
‫مننا بسنة وملا سألته ليه عمل كده وكالمه عين جابه منني‪ ،‬قايل‬
‫«عادي‪ ،‬ادينا بنتسىل بدل ما الفراغ مالينا كده‪ ،‬وبعدين أعرف‬
‫ايه عنك‪ ،‬اسأيل صديقتك ‪ ...‬عرفت احلاجات دي كلها عنك ازاي‬
‫وهتجاوبك» فحسيت إن خنجر مسموم انغرز يف قلبي‪ ،‬وملا سألت‬
‫صديقتي ليه عملت كده قالتيل إهنا حست إنه بيحبين وإن دي‬
‫الطريقة الوحيدة اليل كان ممكن يقرب مين بيها ومن ساعتها قررت‬
‫أقطع عالقتي باالتنني ورجعت لعقدي القدمية‪.‬‬

‫‪i‬‬
‫ال يعلم الغيب إال الله‪ ،‬واإلنسان اليل بيحاول يلعب علييك ويعمل‬
‫نفسه منجم بيطلع عىل الغيب ده إنسان كذاب‪ ،‬غري كده الثقة اليل‬
‫اتعامل بيها مع البنت يخيل أي حد يتيقن إنه مذاكر كويس وعارف‬
‫كل كلمة بتخرج منه برتوح فني وبتأثر ازاي‪ ،‬لكن ده خال عليها وده‬
‫راجع لذكائه ألنه لعب عىل وتر حساس جواها وعىل جرح مل يندمل‪.‬‬
‫باإلضافه لعزفة عىل نقط الضعف فيها وده اليل خىل عقلها يف‬
‫حالة من الغيبوبة املؤقتة وبالتايل كان من الطبيعي إنها تستجيب‬
‫ليه يف النهاية ألنها شافت فيه الكائن الخارق اليل هيقدر يداوي‬
‫‪149‬‬
‫‪+‬‬
‫جرحها ويزرع جواها الفرح علشان ينمو ويرتعرع فرتتاح من همومها‪،‬‬
‫وألن مفيش جرمية كاملة‪ ،‬هو ساب وراه دليل وده بان ملا بدأ يخمن‬
‫حاجات غلط ويف اللحظة دي كان أفضل ليها إنها تراجع نفسها وتفكر‬
‫بهدوء يف كالمه من األول واألرسار اليل عرفها وكانت فتشت يف ذاكرتها‬
‫عن أي شخص باحت بأرسارها ليه وكانت هتعرث عىل اإلجابة بدون‬
‫عناء‪.‬‬
‫لكن ده محصلش وفضلت مكملة لحد ما كانت صدمتها بإنه‬
‫يعرف غريها‪ ،‬وطبيعة الشاب اليل من النوعية دي إنه بيكون ليه‬
‫عالقات كتري وبري أرسار علشان كده بيكون من السهل عليه تجميع‬
‫معلومات عن أي شخص ألنه مصدر ثقة لناس كتري وبالتايل بيعرف‬
‫يدخل لكل بنت عىل حسب شخصيتها‪ ،‬وطب ًعا ملا حس بامللل قرر‬
‫يصدمها بالحقيقة‪ ،‬والقرار الصح اليل أخدته عىل الرغم من تأخره إنها‬
‫أخرجت صديقتها من حياتها ألن «الصديق الذي يفيش رس صديقه‬
‫ال خري فيه»‬

‫(‬

‫‪150‬‬
‫‪+‬‬
‫(‪)36‬‬

‫(�نظر مل�رس�تها ومبهجات ج�شدها با�شتهاء كاأن عينيك تعريها‪ ،‬حادثها‬


‫يف �أ�شياء يندى لها �جلبني ً‬
‫خجال‪� ،‬أثبت لها �أنك �شيئ‪ ،‬لأنها �إن ظنت‬
‫نف�شها مهرة فالبد �أن تب�رسك فار�شها �لذي ي�شتطيع �شد جلامها!)‬
‫(‪)18+‬‬

‫‪$‬‬
‫عرفته عن طريق الفيس بوك يف البداية‪ ،‬كان زميل ليا يف الكلية‬
‫بس أكرب مين بسنتني‪ ،‬القيته من أول تعارفنا جريء وبيتكلم يف كل‬
‫حاجة فاستغربت يف البداية وحاولت أقمع اندفاعه يف الكالم إال‬
‫إنه كان بريد عليا مبنطق بيخليين أقتنع‪ ،‬خاصة إنه داميًا كان بيقويل‬
‫إن اجلسد زي أي حاجة‪ ،‬فليه البنت مبتزعلش ملا حد يقوهلا مالحمك‬

‫‪151‬‬
‫‪+‬‬
‫حلوة أو وشك مبهج وبتضايق وتغضب ملا حد يتغزل يف جسمها‪،‬‬
‫وإن النظرة ملا بتكون للجسد فيها انبهار ده بيخيل البنت يكون‬
‫عندها رضا عن جسمها وواثقة يف أنوثتها‪ ،‬وده بيجعلها تعيش يف‬
‫حالة سالم وألفة مع جسدها‪ ،‬لفين زي صوباع املحيش ابن اهلرمة‪.‬‬
‫كان جديد عليا احلوار وكنت برصاحة زهقت من نوعية األوالد‬
‫اليل غرقانني يف املحن حتى النخاع ‪ ...‬بحبك ‪ ...‬أبوس إيدك ‪ ..‬أبوس‬
‫رجلك ‪ ..‬حاجة هم‪ ،‬فكنت حمتاجة لشخص حيسسين بأنوثتي‪،‬‬
‫أحيا ًنا البنت بتكون حمتاجة الولد اليل يبص ملفاتنها ولألسف كل‬
‫اليل حبوين كان كل اهتاممهم بالوش واملالمح واحلب واملحن‬
‫والكالم اليل ميأكلش عيش ده وحاجة نيلة‪.‬‬
‫اتقابلنا يف أول يوم يف الكلية وملا سلمت عليه ضغط عىل إيدي‬
‫بقوة فحسسين بشدته وإنه ناشف مش عيل طري زي اليل كانوا‬
‫قبله‪ ،‬فحسيت إن اللمسة دي قادت جوا صدري النار‪ ،‬وبعدين‬
‫واحنا قاعدين بصاته كانت جريئة لدرجة الوقاحة‪ ،‬حسيت إنه‬
‫عراين من هدومي بنظرة منه كانت بتنفد ألعمق حتة مين ‪..‬‬
‫بعدها القيته باعت ليا قصيدة شعر كلها غزل رصيح بتمدح‬
‫يف جسمي ومفاتين أو بصيغة أوضح‪ ،‬عالقة جنسية كاملة منظومة‬
‫بصيغة شعرية فحسيت بانتشاء رهيب‪ ،‬واختيلت كل عبارة‪،‬‬
‫ورشبتها زي األرض ما بترشب ضوء الشمس وحتيا به‪ ،‬وكان‬
‫اخلازوق‪.‬‬

‫‪152‬‬
‫‪+‬‬
‫منكرش إين كنت يف حالة استعداد إين أرتبط ب ‪ bad boy‬ميكن‬
‫علشان كده اتعلقت بيه وحبيت أعيش التجربة‪ ،‬بيقنا بنتكلم كأننا‬
‫اتنني متجوزين وملا كنا بنخرج كانت إيده بتتجول يف أماكن معينة‬
‫كنت بقشعر عند مالمستها‪ ،‬حلد ما روحنا شقة كان مأجرها حوايل‬
‫الساعة ‪ 6‬الصبح علشان البواب‪ ،‬وعملنا عالقة شبه كاملة االستثناء‬
‫الوحيد منها إين خرجت عذراء‪ ،‬وبدأت اتعود عىل ده حلد اإلدمان‪.‬‬
‫حلد ما القيته بيعمل كده مع بنتني من دفعتي فاترنفزت أوي‬
‫وحسيت مبهانة ألن ده طعن يف أنوثتي وإين مش مالية عينه مع إنه‬
‫جدا وكان يف شقته‬‫مكحكح ونفسه مقطوع‪ ،‬قابلته وأنا غضبانة ً‬
‫برضه يف نفس امليعاد‪ ،‬وملا سألتهه مأنكرش وقايل «انتي ليه عاوزة‬
‫ختتزيل املتعة لييك بس‪ ،‬بطيل أنانية!»‪ ،‬فاستغربت أوي من اليل قاله‬
‫فقولتله إين بكرهه وبكره اليوم اليل عرفته فيه‪ ،‬وشتمته وقليت منه‬
‫فقام واخدين يف حضنه فاستسلمت ليه‪.‬‬
‫جدا خاصة ملا حاول إنه‬‫حتديدا حاول يقلل مين ً‬‫ً‬ ‫واملرة دي‬
‫يقرب من أريض املحظورة اليل بتفرق ما بني آنسة ومدام لكين فوقت‬
‫وانتفضت كأن عقرب لدغين‪ ،‬فضحك وقايل «يال بره‪ ،‬مش عاوز‬
‫أعرفك تاين ألنك رخيصة وأنا مبحبش الرخاص!» صعبت عليا‬
‫نفيس أوي ومن ساعتها كل ما عيين تيجي يف عينه بوطي رايس ألنه‬
‫كرسين بجد وطعين يف أنوثتي‪ ،‬وهذا لو تعلمون عظيم‪.‬‬

‫‪i‬‬
‫‪153‬‬
‫‪+‬‬
‫املوضوع يف البداية كان متحدد ليه أساس «املتعة املتبادلة»‪،‬‬
‫والطبيعي إن الرغبة ملا بيحصلها فتور بيمل اإلنسان ويبعد‪ ،‬وده‬
‫الفرق ما بني الحب وغريه‪ ،‬والشباب اليل أهانتهم بكالمها ووصفتهم‬
‫إنهم عيال «طرية» ‪ ..‬غال ًبا كانوا بيحبوها ألن اليل بيحب مبيهتمش‬
‫مبفاتن الجسد قد ما بيهتم مبرسات الروح‪.‬‬
‫وده اشأمزت منه قد يكون إلعوجاج يف فطرتها أو لحاجة غرائزية‬
‫مرتبطة بالفضول للدخول يف عالقة تشعر فيها بأنوثتها‪ ،‬وألجل ده‬
‫بالذات سلمت نفسها للشاب اليل دخلها من نقطة ضعفها‪ ،‬والنقطة‬
‫اليل املفروض البنت تاخد بالها منها إن الغالبية العظمى من الذكور‬
‫ينطبق عليهم مسمى ال ‪ ،bad boys‬لكن الغالبية دي ملا بتحب فمن‬
‫الصعب إنها تكون كده مع اليل بتحبه‪ ،‬ألن الحب تجاذب أرواح‬
‫وتالقي قلوب قبل ما يكون تالحم أجساد ألن األخرية مكملة ملا‬
‫سبقاها وتابعة لهام وليس العكس‪ ،‬بس لسذاجتها وحرصها عىل قطف‬
‫مثار اللذة املحرمة قبل أوانها كان رضوري إن النهاية تكون مريرة‬
‫ومهينة ليها بالشكل ده ‪ ..‬ألن الجزاء من جنس العمل‪.‬‬

‫(‬
‫‪154‬‬
‫‪+‬‬
‫(‪)37‬‬

‫(كنت كال�شدر �حلنون‪� ،‬أم�شح �لدمع عن عيون �ملجروحات‪ ،‬ومن‬


‫ثم �أعانقهن حتى �أحمو �لهم عن قلوبهن‪ ،‬فيايل من �إن�شان نبيل!)‬

‫‪$‬‬
‫األنثى ملا بتخرج من قصة حب فاشلة بتميش يف طريق من‬
‫اتنني‪ ،‬إما إهنا تزهد الرجالة لفرتة كبرية ويكون عندها عقدة منهم‬
‫وإما إهنا ترمي نفسها يف حضن أول راجل يفتحلها ذراعيه‪ ،‬وده اليل‬
‫حصل معايا بالظبط‪ ،‬خارجة من عالقة مدمراين نفس ًيا وخملياين‬
‫يف حالة يرىث هلا وده ميكن ألين وحيدة بعد وفاة والدي ووالديت‪،‬‬
‫وأخويا مسافر أسرتاليا ومبقاش بينزل بعد ما اتطمن إين اجتوزت‬
‫وخلص مين‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫‪+‬‬
‫إحساس سيئ إنك حتس إنك قشة يف مهب الريح بتجرفك من‬
‫مكان للتاين بدون رمحة ومفيش حد ينجدك أو تتسند عليه‪ ،‬حلد ما‬
‫القيت ابن عمي اليل بيدرس لسه يف اجلامعة بدأ هيتم بيا ويسأل عليا‬
‫وجيييل البيت يتطمن عليا كل شوية‪ ،‬وبالتليفون مبيسبنيش‪ ،‬وقف‬
‫جدا يف املرحلة دي وحسيت إن ربنا بعته ليا من السام علشان‬‫جنبي ً‬
‫أتسند عليه ألين حسيته وقتها إنه راجل رغم صغر سنه‪ ،‬طب ًعا هو كان‬
‫وحيد وعمي كان مدلعه حلد ما مات من سنتني تقري ًبا‪ ،‬والغريب‬
‫إن ابنه مكنش بيسأل عليا فلام افتكرين وحس بيا‪ ،‬حسيت إن طاقة‬
‫نور دخلت حيايت من جديد بعد أن طال الظالم‪.‬‬
‫أصال فمكانش حد‬ ‫نظرا ألنه ابن عمي وكنت عايشة يف بيتنا ً‬
‫و ً‬
‫مهتم بينا‪ ،‬ومع األيام القيته يف مرة بيتصل بيا حوايل الساعة ‪9‬‬
‫وكلمين وكان صوته متضايق أوي‪ ،‬قايل إنه ساب الشقة اليل ساكن‬
‫فيها مع اتنني أصحابه علشان مشكلة بينهم ولألسف الفيزا بتاعته‬
‫ضايعة بقاهلا كام يوم وكسل يطلع غريها‪ ،‬والفلوس اليل معاه مش‬
‫هتكفيه إنه ياخد أوضة يف فندق‪ ،‬فعرضت عليه إنه ييجي يبات‬
‫معايا وكان رافض حلد ما أحليت‪ ،‬جايل الشقة وقعدنا اتكلمنا شوية‪،‬‬
‫وبعدين القيته جه قعد جنبي ومسك إيدي وقايل بصوت متوتر «أنا‬
‫بحبك‪ ،‬بحبك حتى من قبل ما تتجوزي‪ ،‬بس علشان فرق السن‬
‫كنت شايفك مستحيلة علشان كده مكنتش بسأل‪ ،‬وملا اتطلقتي‬
‫حسيت إن روحي رجعتيل»‬
‫وبعدها بىك فملست عىل شعره وعىل خدوده حلد ما حسيت‬
‫بسخونة أنفاسه وبشفايفه نازلة عىل ويش وشفايفي فتفاعلت معاه‬
‫وحصل اليل حصل‪.‬‬
‫‪156‬‬
‫‪+‬‬
‫فضل قاعد معايا يف الشقة كذا شهر‪ ،‬اتعلقت بيه أوي وعشنا‬
‫جدا‬
‫عيشة األزواج بكل تفاصيلها‪ ،‬حبيته بجنون وبقيت أغري عليه ً‬
‫بعد ما وعدين باجلواز بعد التخرج‪ ،‬وفضلنا نقيض شهور من املتعة‬
‫الالحمدودة حلد ما اخترج‪ ،‬وألنه كان وحيد فملوش جيش فمكنش‬
‫بيجييل إال عىل فرتات‪ ،‬وملا أحليت يف موضوع اجلواز باسين من خدي‬
‫وفعال‬
‫وسافر بعد ما وعدين إنه هيخلص املوضوع ده يف أقرب فرصة ً‬
‫عمل كده‪ ،‬بس بأقذر طريقة ممكنة‪ ،‬القيته باعتيل دعوة حلفل زفافه!‬
‫كلمته وسحبتهاله يف التليفون وأنا مستعده أ‪ .........‬لو قدامي‪ ،‬فقال‬
‫«اهدي يا ماما مش كده ‪ ..‬كنتي مهمومة وحمدش معربك فقولت‬
‫أكسب فييك ثواب وأدلعك شوية‪ ،‬احلق عليا يعين!»‬

‫‪i‬‬
‫الوحدة داميًا من الحاجات اليل بتجربنا إننا ناخد قرارات رسيعة‬
‫وغبية‪ ،‬سلكت الطريق األسهل علشان تنىس‪ ،‬ميكن إلحساسها إنها‬
‫محتاجة ضهر تتسند عليه أو ألنها حاسة باالحتياج لفقدانها للجنس‬
‫اآلخر يف حياتها‪ ،‬أو إنها خايفة من الوحدة اليل برتعبها وبتاكل يف‬
‫روحها‪ ،‬لذلك فتحت الباب ألول طارق عىل بابها‪ ،‬وصدقت حججه‬
‫الساذجة حد السخرية‪ ،‬وسلمتله نفسها الحتياجها لنظرة تخاطب‬
‫غرائزها‪ ،‬إنها مرغوبة يف عني حد‪.‬‬
‫وده اليل يربر تساهلها مع ابن عمها‪ ،‬نايم‪ ،‬وببالش‪ ،‬مفيش أحسن‬
‫من كده‪ ،‬النقطة البارزة إنها لو حللت كالمه كانت هتكتشف كذبه‪،‬‬
‫ألنه حبها امتى وازاي‪ ،‬ألن روايته العبيطة اليل قالها ميصدقهاش إال‬
‫‪157‬‬
‫‪+‬‬
‫حد عمته الرغبة واستبد بيه االحتياج ألقىص حد‪ ،‬وفضلت عايشة يف‬
‫الوهم علشان خايفة تواجه نفسها‪ ،‬ألنها لو واجهت نفسها هتطرده‬
‫رش طردة غري آسفة عليه‪ ،‬لكن االحتياج إدمان‪ ،‬ومن يدمن يصعب‬
‫عليه الخالص‪ ،‬فلذلك ليس أمامها طريق سوى الرتيث وإشغال النفس‬
‫بهدف وعمل حتى تقلل من فرتة وحدتها‪ ،‬وتدفن أحزانها يف مقربة‬
‫النسيان وسيأيت الحب ال محالة ‪ ..‬فقط عليها االنتظار‪.‬‬

‫(‬

‫‪158‬‬
‫‪+‬‬
‫(‪)38‬‬

‫(�خلجول يلفت نظر �لأنثى �ملحافظة‪ ،‬ظ ًنا منها �أنه �شيكون لها‬
‫وحدها‪ ،‬و�شيمنعه خجله من �لنظر ل�شو�ها ‪ ..‬لكم هي و�همة!)‬

‫‪$‬‬
‫أمي قالتيل إن الولد اليل عينه مبترتفعش من عىل األرض حمرتم‪،‬‬
‫وإن الشخص اخلجول نعمة من نعم ربنا ألن اإلميان ال يكتمل إال‬
‫ح اإلنسان فليفعل ما يشاء‪ ،‬قالت إن اإلنسان‬
‫باحلياء‪ ،‬وإن مل يست ِ‬
‫اليل زي ده بيكون زي اجلوهرة النادرة الوجود ألن الرجالة بطبيعتهم‬
‫بجحني وعينهم زايغة وتندب فيها رصاصة‪ ،‬فاليل زي ده ملا يتالقى‬
‫يتمسك فيه باأليد والسنان علشان ميفلسعش‪.‬‬

‫‪159‬‬
‫‪+‬‬
‫ويف مرة تانية عرفتين إن اليل عينه مشافتش كتري بيكون من‬
‫السهل عىل الست إهنا تبهره ومتلك قلبه بسهولة ألنه هيكون رايض‬
‫بأقل القليل زي الفقري اليل ملا بيشوف اللحمة بيكون هيغمى عليه‬
‫من الفرح عكس اليل عايش عليها‪ ،‬املهم من وقتها وأنا جوايا‬
‫اتغرست بذرة حب الولد اخلجول‪ ،‬ومنت البذرة ومدت جذورها‬
‫جوايا حلد ما شوفت موظف جديد يف رشكة االتصاالت اليل شغالة‬
‫فيها‪ ،‬خمتلف عن كل اليل اشتغلوا معايا قبل كده‬
‫كلهم كانوا من الصنف اليل عاوز أي حلمة والسالم‪ ،‬كالب‬
‫بتجرهم سالسل شهوهتم إال إن ده كان خمتلف‪ ،‬أول ما دخل كانت‬
‫عينه يف األرض وبيميش بخطوات متوترة افتكرهتا خوف‪ ،‬لكن ملا‬
‫عرفين عليه مديري يف الشغل‪ ،‬وعيين جت يف عينه وشه امحر ‪ ..‬يا‬
‫خاليث عىل العسل ‪ ..‬عامل زي الطفل اجلميل ملا يتكسف‪ ،‬فاملهم‬
‫سلمت عليه فحسيت إن جسمه اقشعر شوية وميكن مكونش‬
‫بأفور لو قولت إنه عرق‪ ،‬ففرحت أوي وحسيت بإعجاب رهيب‬
‫ناحيته‪ ،‬وقولت بس ‪ ..‬شكل ماما هتفرح أوي‪.‬‬
‫كنا بنقعد يف الشغل لوحدنا فالقيت نفيس وأنا البنت املحافظة‬
‫بقرب منه وبقتحمه وكل ملا أقرب هو يبعد يف خجل‪ ،‬وكل ما أكون‬
‫جدا وحسيت إن كالم ماما كله‬‫أجرأ كل ما يتكسف فسحرين ده ً‬
‫صح‪.‬‬
‫فأطلقت العنان ملشاعري اليل كنت مقيداها بأصفاد فوالذية‬
‫فطارت برشاقة ناحيته‪ ،‬وصارحته بحبي ألين كنت عارفة إن خجله‬
‫هيمنعه من البوح بخبيئة نفسه‪ ،‬اتكسف كالعادة وسكت‪ ،‬فاعتربت‬
‫‪160‬‬
‫‪+‬‬
‫السكوت عالمة الرضا واتعاملت معاه من بعدها من منطلق إنه‬
‫بتاعي وبيحبين‪ ،‬وخجله ده كان هيجنين حلد ما بوسته‪ ،‬ومش عارفة‬
‫ليه حسيت إهنا مش املرة األوىل ليه!‬
‫قربت أكرت واكتشفت قبل ما الفأس تقع يف الرأس من خالل‬
‫واحدة صاحبتي‪ ،‬بس كانت من النوع اليل مقطع السمكة وديلها‪،‬‬
‫وريتها صورته بعد ما حكيت ليها عليه‪ ،‬الدهشة اكتنفت مالحمها‬
‫حلظات‪ ،‬وبعدها ضحكت بشكل هستريي‪ ،‬وقالت «اخللبوص ده‬
‫خجول ‪ ..‬ده انتي غلبانة أوي» حكت ليا بالوي عنه فأنا مصدقتش‬
‫حلد ما قررت تثبتيل‪.‬‬
‫كلمته ووقعته وأنا مش مصدقة‪ ،‬كان زميلها الواطي يف الكلية‪،‬‬
‫خجال ومها‬
‫ً‬ ‫جابته شقتها وسمعت منه كالم وقح يندى له اجلبني‬
‫قاعدين سوا يف الصالون ‪ ..‬وبعدين دخلت عليهم فاجتمد يف مكانه‬
‫كأن صاعقة من السام نزلت عليه‪ ،‬واخلجل خضب وشه لدرجة إين‬
‫حسيت من كمية خداعه إهنا هي اليل خطفاه وعاوزة تغتصبه‪ ،‬وهو‬
‫يعيين مكسوف ومش عارف يعمل ايه‪ ،‬تفيت يف وشه وخرجت وأنا‬
‫لسه حلد دلوقتي مش مصدقة إن الشخص اليل حبيته عمل كده‪.‬‬

‫‪i‬‬
‫أمك ‪ ..‬أمك ‪ ..‬أمك ‪ ..‬اوعى تزعل أمك ‪ ..‬ميكن ده بالظبط اليل‬
‫ينطبق عىل البنت‪ ،‬إنها طول الوقت ماشية يف املسار اليل محدداه األم‬
‫ليها‪ ،‬كل إنسان ليه حياته وميوله الخاصة اليل بتختلف ما بني شخص‬
‫والتاين‪ ،‬ميكن األم كان عندها حق يف اليل قالته لحد بعيد وده بيعرب‬
‫‪161‬‬
‫‪+‬‬
‫عن خربة مجتمعية متأملة لطبائع البرش لكن لألسف زرعت بدون‬
‫قصد يف وجدان بنتها إن الشاب الخجول هو الوحيد القادر عىل صونها‬
‫والحفاظ عليها وزي ما بيقولوا الزن عىل الودان أمر من السحر‪.‬‬
‫فمن كرت ما األم كانت بتكرر نصيحتها وتعدد مزايا الشاب الخجول‪،‬‬
‫كانت رغبة البنت بتزيد ناحية هذا النوع من الرجال وبيتبلور فتى‬
‫أحالمها بنا ًء عىل هذه املواصفات اليل زُرعت يف سنواتها األوىل ويف‬
‫مراحل تربيتها يف الالوعي ويف وجدانها‪ ،‬وكأنها بترصخ طول الوقت‬
‫خجوال!»‪ ،‬تفتش عنه يف كل مكان‪ ،‬تسأل عنه موج البحر‬ ‫ً‬ ‫«أريده‬
‫وفريوز الشطآن‪.‬‬
‫وحتى ملا شكت يف سلوكه مقررتش تراجع نفسها بل متادت يف‬
‫حبها والولد طب ًعا فرحان بده‪ ،‬ألنه من خالل الكاريكاتري اليل راسمه‬
‫بياخد حاجات مكنش يحلم بيها وهي كامن اليل بتقرب‪ ،‬مفضلش بس‬
‫غري إنه ميثل دور الفتاة العذراء يف ليلة دخلتها وكل حاجة هتميش‬
‫زي ما رسم‪ ،‬ورغم إن كان ليه هفوات تقدر تكشف عن شخصيته‬
‫الحقيقة إال إن الرغبة كانت عامية البنت ومش مخلياها تشوف‪ ،‬ويف‬
‫اآلخر خرجت من املولد من غري حمص علشان كده هي حزينة‪ .‬أصلها‬
‫بتموت يف الحمص أوي!‬

‫(‬
‫‪162‬‬
‫‪+‬‬
‫(‪)39‬‬

‫(�لن�شاء ينخدعن باملظاهر �لرب�قة‪ ،‬فقط كن «جنتل مان»‬


‫و�شتجد �لكثري�ت يتوددن لك ومينني �لنف�س بالو�شول �إليك)‬

‫‪$‬‬
‫جدا‬
‫اتعودت أشوفه يف بوكلت‪ ،‬كان برنس يف نفسه وشيك ً‬
‫باإلضافة لوسامته وستايله احللو‪ ،‬شبه نجوم هوليود‪ ،‬عيين وقعت‬
‫عليه من أول حلظة شوفته فيها وبقيت برتدد عىل املكان ساعتها يف‬
‫نفس الوقت‪ ،‬والغريب إين غال ًبا كنت بالقيه قاعد يف نفس مكانه‪،‬‬
‫ماسك كتابه والسيجارة يف إيده‪ ،‬حسيت إن فيه جاذبية رهيبة‬
‫بتشدين ليه وبقيت مركزه معاه أوي‪ ،‬بس اليل كنت مستغربة منه‬
‫إنه ازاي مبيجيش معاه حد وإنه بيكون لوحده‪ ،‬أصل مستحيل‬
‫‪163‬‬
‫‪+‬‬
‫يكون مش مرتبط‪ ،‬أصل املوز ده ملا يبقى مفيش حد يف حياته‬
‫اومال يبقى مني عنده؟!‬
‫غاب عن املكان فرتة وكنت كل ملا أروح جيييل حالة من اليأس‬
‫ألن األمل عندي كان بيبقى كبري ويتبدد ملا عيين تفتش عليه‬
‫ومتالقيهوش‪ ،‬حلد ما قررت إنه يكون آخر يوم أروح فيه هناك‪،‬‬
‫وكانت املفاجأة بقى إين القيته فحسيت إين القيت روحي بعد ما‬
‫كنت تاهية مين ومش عارفة جاتيل الشجاعة منني إين أقوم وأروح‬
‫جدا وقايل إنه مركز معايا من فرتة‪ ،‬بس‬
‫أكلمه‪ ،‬والغريب إنه رحب ً‬
‫حمبش يكون شخص متطفل وييجي يتكلم معايا‪ ،‬ففرحت أوي‬
‫جدا»‪.‬‬
‫وقولتله وده معناه ايه فجاوبين «معجب ً‬
‫عرفت منه إنه كان بيحب واحدة بس لألسف اختلت عنه‬
‫وسافرت مع جوزها لباريس وألهنم كانوا متعودين يتقابلوا هنا‪،‬‬
‫فكل يوم بييجي علشان روحها لسه مالية املكان‪ ،‬وملا سألته هو‬
‫ليه غاب األيام اليل فاتت‪ ،‬جاوبين «كنت هبرب منك»‪ ،‬استغربت‬
‫وقولتله «ازاي؟!»‪ ،‬فرشحيل إنه بدأ حيس بيا‪ ،‬حاول هيرب من‬
‫اإلحساس وخيتربها ألنه يف الفرتة األخري مكنش عارف هل هو‬
‫بييجي هنا علشان روح حبيبته وال علشاين أنا‪ ،‬حلد ما اتأكد إنه‬
‫بييجي علشان يشوفين‪ ،‬وده اليل خاله ييجي النهاردة وكله أمل إنه‬
‫يشوفين وكل اليل امتناه حصل‪ ،‬ومسك إيدي وطبع عليها قبلة فيها‬
‫حنية ورقة فحسيت إن نور فجر احلب شقشق بني ضلوعي والقيته‬
‫بيقويل «بحبك»‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫‪+‬‬
‫ارتبطنا وقررت نغري املكان واستجاب ليا الرصاحة‪ ،‬عشنا أحىل‬
‫أيام عمرنا‪ ،‬إنسان ذوق وبيعرف يترصف بأخالق أرستقراطية يف‬
‫فعال احلب اليل يرشف‪ ،‬وملا حاولت أستفرس منه‬
‫كل املناسبات‪ ،‬ده ً‬
‫عن حياته وعن عنوانه‪ ،‬قايل ملا ييجي الوقت املناسب‪ ،‬فمبقتش‬
‫أسأله علشان متأكدة إنه هيعرفين كل حاجة يف وقتها‪ ،‬وكنت غبية‬
‫وأستاهل رضب اجلزمة ألنه اختفى فجأة ومن ساعتها وأنا كل يوم‬
‫بروح بوكلت ميكن أالقيه هناك‪ ،‬بس لألسف‪ ،‬ليس كل ما يتمناه‬
‫املرء يدركه‪.‬‬

‫‪i‬‬
‫املظاهر عاملة زي الخواتم الفالصو‪ ،‬يف ناس كتري بتنخدع بربيقها‪،‬‬
‫بس الذيك هو اليل بيعرف ينفذ للمعدن األصيل أو الجوهر الداخيل‬
‫لإلنسان‪ ،‬والحاجة التانية اليل لفتت نظرها إنه مبيجيش مع حد‬
‫وبالتايل برق األمل يف صدرها وحست إنه ممكن يكون مش مرتبط‪.‬‬
‫والغلطة التالتة إنها كلمته وطب ًعا ملا قالها إنه مهتم بيها صدقت‬
‫وده يشء مثري للريبة‪ ،‬ألنه لو كان مهتم كانت هتالحظ ده‪ ،‬خاصة‬
‫إنها كانت مركزة معاه أوي وبالتايل أي لفتة منه كانت هتلفت نظرها‬
‫وهتشجعها إنها تقرب منه لكن الوهم ضخم لها األمل وخالها تصدق‪.‬‬
‫والحاجة الرابعة اليل كان من املفرتض تاخد فيها قرار حاسم وتبعد‬
‫بكرامة ملا سألته عن حياته وأهله ورفض اإلفصاح لها عنهم فطب ًعا‬
‫طنشت والوهم صور لها إنه ال بد إنه يصارحها يف يوم من األيام‪ ،‬مع‬
‫إن إنسان بالصورة اليل رسمتهاله يف خيالها من البديهي إنه يصارحها‬
‫‪165‬‬
‫‪+‬‬
‫بكل حاجة وخاصة إنه صارحها بالجزء األهم وهو حبه املايض فكان‬
‫من الطبيعي يعرفها حياته وعنوانه وأهله ده لو كان بيحبها‪ ،‬والحب‬
‫لو مفيش فيه ثقة ومكاشفة من األول يبقى مش حب لكنها مرصة‬
‫عىل الخازوق علشان كده فاقت يف يوم مالقتش غري رساب‪ ،‬فحبيب‬
‫قلبك يا بنتي ليس له عنوان ‪ ..‬ما أصعب أن تهوى ً‬
‫رجال يا بنتي ليس‬
‫له عنوان!‬

‫(‬

‫‪166‬‬
‫‪+‬‬
‫(‪)40‬‬

‫(جميعهن غبيات ل ي�شتفدن من �لأخطاء‪ ،‬فالإن�شان ل ميكن‬


‫�أن تتغري م�شاعره ما بني ع�شية و�شحاها من �ل�شد�قة للحب‪،‬‬
‫لذلك فاخلازوق دو ًما ما يعرف طريقه �إليهن من خالل هذ�‬
‫�لقناع �لذي �أتو�رى خلفه لنيل ماآربي)‬

‫‪$‬‬
‫عارفني إحساس إن حد يكون جنبك ومهتم بيك‪ ،‬يف وقت الشده‬
‫تالقيه أول حد بيسندك وحامي ضهرك‪ ،‬ويف وقت الفرح يكون أول‬
‫حد بريسم الضحكة عىل شفايفك‪ ،‬ويف وقت احلزن تالقيه أول حد‬
‫جدا يف‬
‫يفرج كربك‪ ،‬شعور ممتع إنك حتس إنك غايل أوي وعايل ً‬
‫نظر حد‪ ،‬عرفته من الطفولة‪ ،‬ومن واحنا يف ابتدايئ‪ ،‬ذكريات حلوة‬
‫‪167‬‬
‫‪+‬‬
‫كتري بينا‪ ،‬عارف أنت إحساس إنك أول ما وعيت عىل الدنيا القيت‬
‫اإلنسان ده يف وشك‪ ،‬شوفته بكل تفاصيله ويف كافة أطوار منوه‪ ،‬زي‬
‫الزهرة ملا تبذرها حلد ما توصل ملرحلة النضج ويفوح منها الشذا‪.‬‬
‫مش عارفة امتى اتغري وال حتى ازاي‪ ،‬بس اليل حصل بعد ما دخل‬
‫هو جامعة وأنا بقيت يف جامعة تانية إنه كلمين وقايل وحشتيين‪،‬‬
‫وفضل يتمحن عليا ويعميل من احلبة قبة مع شوية سهوكة وحنية‪،‬‬
‫مش عارف ليه حسيته مصطنع‪ ،‬بس الغريب إنه ملا فاجأين وقايل‬
‫«بحبك» حسيت إن قلبي بيدق برسعة غبية‪ ،‬كأنه فرياري فرامله‬
‫سابت فمحدش بقى عارف يوقفه أو هيديه‪.‬‬
‫شعور غريب أوي مكنتش اتوقع إنه يتولد فيا بسبب كلمة منه‪،‬‬
‫ميكن هاتف داخيل دامهين يف اللحظة دي كأنه بيحذرين من القرب‬
‫بس أنا أخرسته ألين خوفت أرفضه فيبعد عين وأخرس بالتايل صديق‬
‫طفولتي‪ ،‬قولتله إنه فاجأين والزم يديين فرصة أفكر‪ ،‬القيته بعدها‬
‫بيلح عليا إنه يشوفين وبقى بيكلمين فون كتري‪.‬‬
‫فبرصاحة بسبب إنه كان جنبي يف كل األوقات وألن فيه إحساس‬
‫حلو بدأت أحسه وافقت وارتبطنا‪ ،‬يف البداية كل حاجة كانت‬
‫كويسة‪ ،‬كان بيعميل كل حاجة بحلم بيها وطول الوقت عاوز‬
‫يفرحين‪ ،‬امتسكن حلد ما امتكن‪ ،‬وفجأة القيته اتغري‪ ،‬بقى بيتغزل‬
‫يف جسمي وده كان أول مرة حيصل‪ ،‬احتملت وقولت ميكن بيهزر‪.‬‬
‫وبعدين خدين يف حضنه فحسيت إين بدوب بس يف نفس‬
‫الوقت وبغريزة األنثى حسيت إن قلبه متحركش‪ ،‬حاجة تانية اليل‬

‫‪168‬‬
‫‪+‬‬
‫احتركت‪ ،‬حلد ما طلب مين عالقة غري رشعية وده بالنسبة ليا كانت‬
‫القشة اليل قصمت ظهر البعري‪.‬‬
‫اتعصبت عليه أوي وهزأته فمتحملش وقايل «انتي فاكرة أنا‬
‫مثال؟!» ‪ ..‬حسيت بدونيته‬
‫قولتلك بحبك ليه‪ ،‬علشان جمنون بييك ً‬
‫أوي‪ ،‬وإنه شخص واطي خسارة احلزن عليه‪ ،‬لكن لألسف قلبي‬
‫مقدرش ينساه لدرجة إين أحيانًا بقول لنفيس «لو كنت اديته اليل‬
‫نفسه فيه ميكن كان تبت فيا ومبعدش!»‬

‫‪i‬‬
‫الحب يولد يف القلب مع النظرة األوىل وما عدا ذلك مجرد هراء‪،‬‬
‫داميًا ملا بنحب حد بتكون نظرتنا األوىل ليه مختلفة‪ ،‬هزة معينة‬
‫بتمس القلب بتخليه يف حالة عجيبة كأن الزمن وقف بيه يف لحظة‬
‫تالقي األعني ومبيكونش عاوز اللحظة دي تنتهي‪ ،‬وبعدين مع الوقت‬
‫إما اإلحساس ده يتنامى ويكون حب متكامل األركان أو ينزوي‬
‫فيموت‪ ،‬وعلشان يكتمل ليه مراحل زي ما بيقول أمري الشعراء “نَظ َرة‬
‫َفاب ِتسا َم ٌة َف َسال ٌم َفكَال ٌم َف َمو ِع ٌد َفلِقا ُء “‬
‫لكن إن صداقة تتحول لحب ده أول البالء‪ ،‬ألن اليل عاوز يعرفك‬
‫وقرب منك كصديق فده مكانه الطبيعي وألن الصديق الحقيقي‬
‫بيكون عارف مسئولياته فبيكون داميًا مدرك إن صديقته ليست ً‬
‫مجاال‬
‫للحب‪ ،‬أما اليل كان صديق وإذ فجأة يقولك إنه بيحبك ده كداب‬

‫‪169‬‬
‫‪+‬‬
‫‪ ..‬ألن ببساطة شعور الحب لو متوجدش من البداية مبيتولدش مع‬
‫األيام واملعرفة‪ ،‬فاحذرن من األصدقاء إذا أرادوا االرتباط ألنهم ‪..‬‬
‫السم يف العسل!‬

‫(‬

‫‪170‬‬
‫‪+‬‬
171
+
172
+
‫لوال هؤالء ما تم الكتاب فأتقدم بجزيل الشكر لهم ‪:‬‬
‫‪ – 2‬محمد املرصي‬ ‫‪ – 1‬رشيف سنارة‬
‫‪ – 4‬عبري جامل‬ ‫‪ – 3‬غادة موىس‬
‫‪ – 6‬عمرو النجار‬ ‫‪ – 5‬إرساء شوقي‬
‫‪ – 8‬ستيف‬ ‫‪ – 7‬آية عزت‬
‫‪ – 10‬إلهام فايد‬ ‫‪ – 9‬عمر يوسف‬
‫‪ – 12‬رشوق محمد‬ ‫‪ – 11‬مصطفى رشف‬
‫‪ – 14‬يرسا أبو طالب‬ ‫‪ – 13‬مي عامد‬
‫‪ – 16‬إبراهيم بسيوين‬ ‫‪ – 15‬عبد الرحمن يادم‬
‫‪ – 18‬مصطفى وليد‬ ‫‪ – 17‬إرساء الديبة‬
‫‪ – 20‬كريم ماهر‬ ‫‪ – 19‬محمد حاتم‬
‫‪ – 22‬سايل سامح‬ ‫‪ – 21‬صفا صالح‬
‫‪ – 24‬رانيا صالح عمران‬ ‫‪ – 23‬نجوان البيشاوي‬
‫‪ – 26‬محمد عامد‬ ‫‪ – 25‬آية جامل‬
‫‪ – 27‬شلتوت‬

‫‪173‬‬
‫‪+‬‬
174
+
‫للتواصل مع املؤلف ‪:‬‬

‫‪,FB/duke.maged‬‬

‫(انتهى) يف الثانية من فجر الثالث من ديسمرب لعام ‪2017‬‬

‫‪175‬‬
‫‪+‬‬
176
+

You might also like