‫بطالن تػسر سؿرين لطبقعة الوطي طـد شقخ اإلسالم‬

‫مؼدمة‬
‫بسم اهلل افرمحن افرحقم ‪ ,‬واحلؿد هلل رب افعادغ ‪ ,‬وصذ اهلل وشؾم ظذ كبقـا حمؿد ‪ ,‬وظىلذ‬
‫آفه وصحبه أمجعغ ‪ ,‬أما بعد ‪:‬‬
‫ٌ‬
‫أوراق أخىلرى ‪ :‬إ‬ ‫ؾفذه ورؿ ٌة إضاؾق ٌة ُمؾحؼ ٌة بام ـتبته يف (افتعؾقق افىلوووو) ‪ ,‬وربىلام حلؼتفىلا‬
‫متػرظ ٌة ظن افغؾط يف مسلفته األشاشقة ‪.‬‬
‫يف افؽتاب مما يستوجب افـؼد مسائل ـثر ٌة ‪ِّ ,‬‬
‫‪ -‬ـىلام بقـتىله شىلاب ًؼا وأظقىلد افتـبقىله ظؾقىله ‪ -‬هىلو يف ظىلدم حتريىلر‬ ‫وجذر اإلصؽال ظـد ادمفىل‬
‫ادصطؾحات افعؾؿقىلة ‪ ,‬وظىلدم فػريؼىله بىلغ اإلثبىلات افػطىلري فؾواؿىلخل اخلىلارجي ‪ ,‬وبىلغ االجتىلاه‬
‫ظؾؿقة يف فػسر هذا افواؿخل اخلارجي ‪.‬‬‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ؾؾسػقة‬ ‫ٍ‬
‫كظرية‬ ‫اداوي افؼائم ظذ‬
‫اداويىلة ‪ ,‬ـىللن ظىلوا َّم‬ ‫جمرو فؼرير ادػفوم افػؾسػي فؾاموة هو من خصىلائ‬
‫يظ ُّن أن َّ‬ ‫ؾادمف‬
‫يػرق بىلغ مىلا ؿىل َّررت‬
‫األمقغ ال ُيثبتون اشتؼالل افوجوو اخلارجي ظن أ هاهنم ‪ ,‬ؾؾم ِّ‬
‫ِّ‬ ‫افـاس من‬
‫شؿته اداوية افسا جة ‪ ,‬وبغ رؤيتفا افػؾسػقة ‪.‬‬ ‫اداوية اجلدفقة كػسفا افتػريق ؾقه ‪ :‬بغ ما َّ‬
‫ٍ‬
‫ىلحقحة يف كػسىلفا‬ ‫فؽن ادمف افتىلزم مىلا ال يؾزمىله ‪ ,‬خضىلو ًظا مـىله فتؼسىلق ٍم فائىل ٍ فثـائق ٍىلة ص‬
‫رة يف فػسىلر آرا صىلقا اإلشىلالم ‪ :‬ألكىله ـىلان‬ ‫وجر ظؾقه فك االفتزام افوؿوع يف أؽىلال مسىلتـ َؽ ٍ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫حريصا جدًّ ا أن ُيظفره بصورة ادواؾق أو ادؼارب فؾاموية اجلدفقة ‪ ,‬وهقفات ‪.‬‬
‫ً‬
‫جديرا بادمف أن يعؾم أن األؾؽار ال فوفد يف اهلوا ‪ ,‬ثم فسؼط ظىلذ أصىلحا ا ‪ ,‬بىلل‬ ‫ً‬ ‫وـان‬
‫فارخيي حمدَّ ٍو ‪ ,‬وهذا افسقاق افتارخيي ال بد مىلن اشتحضىلاره ظـىلد وراشىلة ؾؽىلر ٍة‬
‫ٍّ‬
‫هي وفقدة ٍ‬
‫شقاق‬
‫معغ ‪ ,‬بحقث ُيرجعفا افباحث إػ أصوهلا افتارخيقة األوػ ‪ ,‬ثىلم يىلدرس مىلا م َّىلرت‬ ‫فمن َّ ٍ‬‫مع َّق ٍـة يف ٍ‬

‫فك ؾقام خي ُّ (اداوية) ‪.‬‬ ‫ا = ومل يػعل ادمف‬ ‫فطو ٍر ظز افسقاق افتارخيي ادخت ِّ‬
‫به من ُّ‬
‫وما ـرفه من رضورة اشتحضىلار افسىلقاق افتىلارخيي = بدهقىل ٌة معروؾىل ٌة بـػسىلفا يف افبحىلث‬
‫افعؾؿي ‪ ,‬ال حاجة فتؽرير افتـويه ظؾقفا ‪ ,‬بل جيب اظتبارها من ادس َّؾامت ادػروغ مـفا ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ؾقىله‬ ‫ىلار ٍن ‪ ,‬يسىلتعر‬ ‫وهي مس َّؾؿ ٌة مػرو ٌغ مـفىلا يف أصىلغر افبحىلوث ‪ ,‬ؾىلام طـُّىلك ببح ٍ‬
‫ىلث مؼ ِ‬
‫ٍ‬
‫صاحب ادؼاركة ما يراه فؼار ًبا بغ مـفج ظاملٍ من ظؾام اإلشالم ‪ ,‬وبغ اجتاه ؾؾسػ ٍي ؽر ٍّ‬
‫يب كبغىلت‬
‫حارضا إػ اآلن ؟ أمل يؽن اشتحضار افسقاق افتىلارخيي هـىلا أوجىلب‬
‫ً‬ ‫أوائؾه يف افقوكان ‪ ,‬وال يزال‬
‫أهم مفامت بحثه ‪.‬‬
‫ظن ِّ‬ ‫أظر‬ ‫وآـد ؟ ؾام طـُّك إن ـان هذا االجتاه إحلاو ًّيا ؟ فؽن ادمف‬
‫ضػق يف ـتابه يرؾخل احلىص فـؼق ًبا ظىلن ادثىلافقغ ‪ ,‬فقـؼىلل كصوصىلفم ويب ِّىلغ‬ ‫ومخل ـون ادمف‬
‫ؾساوها ‪ -‬حتى ـر ـتاب (هم بطـي ظبطـي) ! ‪ -‬ؾنكك جتده ال يىلذـر ـؾؿىل ًة ظىلن شىلقاق اداويىلة‬
‫افتارخيي يف افعامل افغريب ‪ ,‬مـذ افقوكان وإػ اآلن ‪.‬‬

‫وؿد يؼول ٌ‬
‫ؿائل ‪ :‬دا ا ال كحؽم بؽون اخلالف فػظ ًّقا ‪ ,‬ويـتفي افـزاع ؟‬
‫مل‬ ‫وأؿول ‪ :‬إكك بعد ؿرا ة هذه افورؿات شتعؾم أكه ال جمال فطرح هذا افسىلمال ‪ :‬إ ادمفىل‬
‫بحدِّ ادؼاربة بغ صقا اإلشالم واداوية اجلدفقة إػ مستوى االفػاق ظىلذ ادػفىلوم افػؾسىلػي‬ ‫يؼ‬
‫فؾاموة ‪ ,‬بىلل جىلاوفه إػ بعىلرب ـزيىلات ادسىلائل ‪ ,‬ممىلا يعـىلي َّ‬
‫أن افبحىلث معىله يف احلؼقؼىلة يتجىلاوف‬
‫بـا ظذ فلثره افشديد بؿؼوالت االجتاه اداوي ‪ ,‬ـىلام شىلقظفر جؾ ًّقىلا‬ ‫افدوران ظذ األفػا ‪ ,‬ويؼ‬
‫من ضبقعة افوظي ‪ ,‬افتي هي موضوع هذه افورؿات ‪.‬‬ ‫يف معاجلة مسلفة ادوؿ‬
‫‪ ,‬أن يؼىلرأو‬ ‫ويف ختام هذه ادؼدمة ‪ ,‬ؾنين أخاضىلب ادتىللثرين بافؽتىلاب أو اهلىلافػغ فؾؿمفىل‬
‫فعص ٍ‬
‫ب ‪ ,‬ثم فقـظروا يف صحة موؿػفم من ظدمه ‪ ,‬واهلل ادوؾق ‪.‬‬ ‫افصػحات افتافقة بدون ُّ‬

‫‪2‬‬
 ‫بطالن تػسر سؿرين لطبقعة الوطي طـد شقخ اإلسالم‬

‫بقان فػسر صقا اإلشالم فطبقعة افىلوظي ‪ ,‬ؾؾىلم‬ ‫يف ؾصل(يف افعؼل وافروح) حاول ادمف‬
‫ُُي ِسن حترير فك ‪ ,‬بل اضطرب يف بقاكه اضطرا ًبا صديدً ا ‪.‬‬
‫اكتفرب يف افػصل ـ ِّؾه فـصىلرة ادؼوفة اداويىلة يف فػسىلر ضبقعىلة افىلوظي بلكىله‬ ‫فك أن ادمف‬
‫افىلدماغ ‪ ,‬واكعؽىلاس فؾعىلامل‬ ‫ال ظن اجلسم ‪ ,‬وأكه ثىلاكوي ‪ ,‬ووطقػىل ٌة مىلن وطىلائ‬
‫( ال يوجد مستؼ ً‬
‫اخلارجي ) (ص‪َّ . )393‬‬
‫وأن ( افعؼل طاهر ٌة من طواهر فػاظل اداوة ) (ص‪. )408‬‬
‫( )‬
‫ويواؾىلىلق اداويىلىلة اجلدفقىلىلة َّ‬
‫أن ( مىلىلاوة افىلىلدماغ كوظفىلىلا يرفؼىلىلي جلعؾفىلىلا ظضىلىلو افتػؽىلىلر )‬
‫أن ( افوظي يـبثق من خصىلائ‬ ‫(ص‪ . )407‬ويرى أكه من أجل فك ال ؽضاضة من اؾسا‬
‫ٍ‬
‫ظصبقة فؾدماغ ) (ص‪. )422‬‬
‫صديد احلىلرص ظىلذ كصىلىلرة مؼوفىلة اداويىلة اجلدفقىلة يف هىلذه ادسىللفة ‪ ,‬وفىلذفك‬ ‫ؾؽان ادمف‬
‫حؽى ظن صقا اإلشالم من افـصوص مىلا يىلراه واالًّ ظىلذ ادعـىلى افسىلابق ‪ ,‬ف ُقصىلدر يف إثىلر فىلك‬
‫األحؽىلىلام ادواؾؼىلىلة بقـىلىله وبىلىلغ اداويىلىلة اجلدفقىلىلة ‪ ,‬أمثىلىلال ؿوفىلىله ( ؾىلىلرؾرب ابىلىلن فقؿقىلىلة افتعامىلىلل مىلىلخل‬
‫مـػصؾة ظن اداوة ) (ص‪. )409‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫مستؼؾة‬ ‫افعؼل‪/‬افوظي ـعغ‬
‫وشاوى بىلغ ؿىلول فقـىلغ (افػؽىلر هىلو وطقػىلة افىلدماغ) وؿىلول صىلقا اإلشىلالم (مبىلدأ افػؽىلر‬
‫وافـظر يف افدماغ) (ص‪ . )410‬وؿال ( إن أشاس افوظي ظـد ابن فقؿقة من ماوة هي افىلدماغ ‪..‬‬
‫يستؼقم هذا مخل ؿول من فظم بلن ادعرؾة ظـد ابن فقؿقة فـىلزل مىلن اهلل ظىلن ضريىلق افىلـػس‬ ‫ؾؽق‬
‫اإلكساكقة ‪ ..‬؟ )(ص‪ . )414‬إػ ؽر فك من افعبارات ‪.‬‬
‫اإلجابىلة ظـفىلا ‪ :‬وهىلي االؾىلساق بىلغ صىلقا‬ ‫فؽىلن ـاكىلت هـىلاك مشىلؽؾ ٌة يـبغىلي ظىلذ ادمفىل‬
‫مىلىلن افىلىلروح ادسىلتؼؾة افؼابؾىلىلة فؾحىلىلس ‪ ,‬ؾفىلىلو ُيثبتفىلىلا ‪ ,‬وهىلىلم‬ ‫اإلشىلالم واداويىلىلة اجلدفقىلىلة يف ادوؿىل‬
‫فلثر يف فػسر ضبقعة افوظي ظـد افطرؾغ ‪ ,‬ـام ال خيػى ‪.‬‬
‫يـػوهنا ‪ ,‬و فك ال بد أن يؽون فه ٌ‬

‫هـا ظن والفة ارفؼا افـىلوع هىلذا ‪ ,‬ومىلا يىلدل ظؾقىله مىلن ؿىلول اداويىلة اجلدفقىلة بـظريىلة افتطىلور ‪ ,‬وإن ـاكىلت‬ ‫(‪ )1‬ويصؿت ادمف‬
‫حتول افؼرو إػ إكسان) ‪.‬‬
‫فـتؼدها يف مواضخل ‪ ,‬وفرجخل افؼارئ إػ ـتقب إكجؾز (وور افعؿل يف ُّ‬

‫‪3‬‬
 ‫بنفا فك ؟‬ ‫ؾام افذي صـعه ادمف‬
‫إكه مل ُيـؽر أن اداويغ ( مل يتؼدموا كحو إثبات افروح افؼابؾىلة فؾحىلس ) (ص‪ . )424‬وكؼىلل‬
‫ظن فقـغ َّ‬
‫أن (افعؾوم افطبقعقة فبحث افـػسىلي ـوطقػة فؾدماغ اإلكساين ) (ص‪. )419‬‬
‫ىلم ‪ ,‬أي موجىلوو ٌة يف اخلىلارج وجىلو ًوا‬ ‫ـام أكه مل يغب ظـه َّ‬
‫أن افروح ظـىلد صىلقا اإلشىلالم جس ٌ‬
‫دل ظذ فك ‪ ,‬وهو يميده ظذ هذا ‪.‬‬ ‫ظقـ ًّقا ‪ ,‬وكؼل من افـصوص ما ي ُّ‬
‫ؾاداوية اجلدفقة جتعل افوظي وطقػة افدماغ مىلن وج ٍىله ‪ ,‬و ُفـؽىلر افىلروح افؼابؾىلة فؾحىلس مىلن‬
‫وجه آخر = وادمف يواؾؼفم يف األوػ وون افثاكقة ‪.‬‬‫ٍ‬

‫لؽن خمالػته هلم يف إثبات جسؿقة الروح مل يظفر أثرها يف كالمه يف الػصل كؾه ‪ ,‬بل خضعع‬
‫جر كالم شقخ اإلسالم إىل هعذا التؼريعر ‪ ,‬رغعم إثبعات شعقخ‬
‫لتؼريرهم ادادي ادحض ‪ ,‬وحاول َّ‬
‫اإلسالم جلسؿقة الروح ‪ ,‬وتلثر هذا اإلثبات طـده طذ صبقعة ادوقف من الوطي ‪ ,‬وهعو معا كعان‬
‫جيب طذ ادملف أن يعقه ‪ ,‬لوال محاسته ادتعجؾة يف تصوير شقخ اإلسالم ماد ًّيا ‪.‬‬
‫فزبدة غؾطه ‪ :‬أكه مل ُُيسن بقان امتقاف مؼوفة صقا اإلشالم يف هذه ادسلفة ‪ ,‬خلضوظه دؼوفىلة‬
‫يؼرب بغ فؼرير صىلقا اإلشىلالم وفؼريرهىلا ‪ ,‬رؽىلم فباظىلد ا‬
‫اداوية اجلدفقة ؾقفا ‪ ,‬مما حداه إػ أن ِّ‬
‫افشديد ظن بعضفام ‪ ,‬فؽن هذا التؼريعب بعا ادتباطعدات هعو فعرل التؼريعب بعا ادتباطعدات يف‬
‫أصل ادسللة األساسقة يف الػؾسػة الغربقة ‪ ,‬وثـائقتفا الزائػة ‪ ,‬ـام شبق بقاكه ‪.‬‬
‫وؿد يسلل افؼارئ ‪ :‬ما مظفر االؾساق ادمثر بغ صقا اإلشىلالم واداويىلة اجلدفقىلة يف فػسىلر‬
‫مىلن وجىلوو افىلروح افؼابؾىلة فؾحىلس ؟ وأؿىلول ‪َّ :‬‬
‫إن مىلا‬ ‫ضبقعة افوظي ‪ ,‬بحؽم اؾساؿفم يف ادوؿ‬
‫من ظدم متققز مؼوفة صقا اإلشالم هـا ‪ ,‬طفر أثره يف موضـغ ‪ ,‬ا ‪:‬‬ ‫وؿخل ؾقه ادمف‬
‫األول ‪ :‬افغؾط يف ؾفم ـقػقة حصول افوظي ‪.‬‬
‫والثاين ‪ :‬افغؾط يف حرص اإلحساشات يف اإلحساشات اجلسدية وون افروحقة ‪.‬‬
‫وشلبغ ـل ٍ‬
‫ؽؾط مـفام ؾقام يع ‪ُ ,‬مؼاركًىلا ـىلالم ادمفىل بؽىلالم صىلقا اإلشىلالم ‪ ,‬ممىلا مل يـؼؾىله‬ ‫ِّ‬
‫حمر ًؾا ‪.‬‬
‫مبتورا َّ‬
‫ً‬ ‫‪ ,‬أو كؼؾه‬ ‫ادمف‬

‫‪4‬‬
 ‫الغؾط يف ففم كقػقة حصول الوطي‬
‫صقا اإلشالم من ـقػقة افوظي اإلكساين ؟‬ ‫حؼقؼة موؿ‬ ‫ؿرر ادمف‬
‫َّ‬ ‫ـق‬
‫إكه بعىلد أن ؿىلارن ادؼاركىلة افسىلابؼة بىلغ ظبىلارة صىلقا اإلشىلالم وظبىلارة فقـىلغ ؿىلال ( ؾىلافػؽر‬
‫وافـظىلىلر يبىلىلدآن يف افىلىلدماغ ‪ ,‬وفؽىلىلن افىلىلدماغ فىلىلقس مسىلىلتؼ ً‬
‫ال ظىلىلن بىلىلاؿي اجلسىلىلد ) وكؼىلىلل ظىلىلن صىلىلقا‬
‫اإلشالم ما يػقىلد ارفبىلا افىلدماغ ببىلاؿي اجلسىلد ‪ ,‬ثىلم ؿىلال ( إن هىلذا االصىلساك هىلو افىلذي جيعىلل‬
‫افدماغ يـتج افوظي ‪ ..‬ومن هـا يػرس ابن فقؿقة (افؼؾب) يف موضخل احلىلديث ظىلن افعؼىلل بؼوفىله‬
‫( ؿد ُيراو بافؼؾب باضن اإلكسان مطؾ ًؼا ‪ ..‬ؾنن ُأريد بافؼؾب هذا ‪ ,‬ؾافعؼل متع ِّؾ ٌق بدماؽىله ً‬
‫أيضىلا )‬
‫(وُيدو ابن فقؿقة كظرفه ظن فشىل ُّؽل افػؽىلر وافـظىلر ؾقؼىلول ( يبتىلدئ‬ ‫(ص‪ )410‬ثم ؿال ادمف‬
‫فك يف افدماغ ‪ ,‬وآثاره صاظد ٌة إػ افدماغ ‪ ,‬ؾؿـه ادبتدأ وإفقه االكتفا ) (ص‪. )411‬‬
‫فقحؽم بعد فك بام ؾفم أكه فؼرير صقا اإلشالم بؼوفه ( هذا افوظي صػ ٌة ؿائؿىل ٌة باإلكسىلان‬
‫وحتديدً ا مبدؤها افدماغ ‪ ,‬وفقس افوظي مستؼ ً‬
‫ال يف افوجوو ) (ص‪. )412‬‬
‫أمغ فتػسر صقا اإلشالم فطبقعة افوظي ؟‬
‫فصوير ٌ‬
‫ٌ‬ ‫وافسمال اآلن ‪ :‬هل هذا‬
‫احلؼقؼة أكك ال حتتاج أهيا افؼارئ افؽريم أن فـ ِّؼب يف كصوص صقا اإلشىلالم فتعىلرف هىلل‬
‫افعبىلارات‬ ‫افىلذي كؼىلل مـىله ادمفىل‬ ‫ظىلذ افىلـ‬ ‫ىلغ أم ال ‪ ,‬يؽػقىلك ؾؼىلط أن فؼىل‬
‫فصوير أم ٌ‬
‫ٌ‬ ‫هذا‬
‫وحرف ‪ ,‬وأخذ من ـالم صقا اإلشالم مىلا‬
‫بس ؾقه َّ‬ ‫أن ادمف‬ ‫افسابؼة ‪ ,‬وفؼرأه ـام ً‬
‫ال ‪ ,‬فتؽتش‬
‫ادتؼب فتؼرير اداوية اجلدفقة يف هذه ادسلفة ‪ ,‬وفرك ما شواه ‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ُيعجب وماؽه‬
‫وشلكؼل ك َّ صقا اإلشالم ‪ ,‬ثىلم أظ ِّؾىلق ظؾقىله ‪ ,‬وهىلذا افىلـ ُّ ـىلان إجابىل ًة ظىلذ ش ٍ‬
‫ىلمال ظىلن‬
‫ئم‬
‫مسؽن افعؼل يف اإلكسان ‪ ,‬ؾؼىلال اإلمىلام ( وأمىلا ؿوفىله ‪ :‬أيىلن مسىلؽن افعؼىلل ؾقىله ؟ فالعؼعل قعا ٌ‬
‫بـػس اإلكسان التي تعؼل ‪ ,‬وأما من البدن ففو متعؾ ٌق بؼؾبه ‪.‬‬
‫لؽن لػظ (الؼؾب) قد ُيراد به ادضغة الصـوبرية الشؽل التي يف اجلاكب األي ر من البدن ‪ ..‬وقد‬
‫ُيراد بالؼؾب باصن اإلكسان مطؾ ًؼا ‪ ..‬وظذ هىلذا ؾىلن ا ُأريىلد بافؼؾىلب هىلذا ؾافعؼىلل متع ِّؾ ٌىلق بدماؽىله‬
‫أيضا ‪..‬‬
‫ً‬

‫‪5‬‬
‫والتحؼقق أن الروح التي هي الـػس هلا تع ُّؾ ٌق هبذا وهذا ‪ ,‬وما يتَّصف معن العؼعل بعه يتع َّؾعق هبعذا‬
‫وهذا ‪ ,‬فؽن مبدأ افػؽر وافـظر يف افدماغ ‪ ,‬ومبدأ اإلراوة يف افؼؾب ‪.‬‬
‫وافعؼىلل ُيىلراو بىلىله افعؾىلم ويىلراو بىلىله افعؿىلل ‪ ,‬فعالعؾم والعؿععل االختقعاري أصعؾه اإلرادة ‪ ,‬وأصععل‬
‫تصور ادراد ‪ ,‬فال بد أن يؽون الؼؾب متصعو ًرا‬
‫اإلرادة يف الؼؾب ‪ ,‬وادريد ال يؽون مريدً ا إال بعد ُّ‬
‫فقؽون مـه هذا وهذا ‪ ,‬ويبتدئ فك من افدماغ ‪ ,‬وآثاره صاظد ٌة إػ افدماغ ‪ ,‬ؾؿـىله ادبتىلدأ وإفقىله‬
‫( )‬
‫االكتفا ‪ .‬وكال الؼولا له وج ٌه صحقح ) ‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫ؾفـا ظد ٌو من افتـبقفات جيب ـرها ‪ ,‬فبقان مدى افتؾبقس افذي ؿام به ادمف‬
‫قعائم بعـػس اإلكسعان التعي تعؼعل) أي أن‬ ‫يؼرر أصىل ً‬
‫ال ‪ ,‬وهىلو أن العؼعل ( ٌ‬ ‫‪ .1‬صقا اإلشالم ِّ‬
‫أساس طؿؾقة التع ُّؼل إكام تديرها الروح ‪ -‬وهعذه العروح جسعؿق ٌة ‪ -‬ال أن طؿؾقعة التع ُّؼعل ارتؼعا ٌ‬
‫كوطي يف طضو الدماغ البرشي كام تؼول ادادية اجلدلقة ‪ ,‬ففذه االفرتاقة األوىل ‪.‬‬
‫ٌّ‬
‫ومن ادعؾوم أن افروح فدير ظؿؾقة افتع ُّؼىلل وافىلوظي بوشىلاضة اجلسىلد ال بدوكىله ‪ :‬إ مػفىلوم‬
‫َّب من افروح وافبدن م ًعا ‪ ,‬ـام شقليت ‪.‬‬
‫اإلكسان ظـد صقا اإلشالم مػفو ٌم مرـ ٌ‬
‫‪ .2‬فؽن حتى يف ظؿؾقة اإلوارة بافوشاضة هذه ‪ ,‬هىلل جعىلل صىلقا اإلشىلالم افىلوظي وطقػىلة‬
‫فؼرره اداوية اجلدفقة ؟ مل يػعل ‪.‬‬
‫حرصا ـام ِّ‬
‫ً‬ ‫افدماغ‬
‫فطرؿه دوضخل افعؾم يف بدن اإلكسان ُيؽىلي يف افعىلاوة ؿىلوفغ ‪ ,‬األول افؼ ُ‬
‫ىلول إن‬ ‫بل هو ظـد ُّ‬
‫موضخل افعؾم يف افؼؾب افذي هو ادضغة افصىلـوبرية اشىلتـا ًوا مىلن صىلقا اإلشىلالم إػ افـصىلوص‬
‫ُ‬
‫افؼول بافسابط بغ افدماغ وافؼؾىلب يف ظؿؾقىلة افتع ُّؼىلل‬ ‫افتي جعؾت افعؼل ظؿل افؼؾب ‪ ,‬وافثاين‬
‫ىلائم بافؼؾىلىلب ‪ ,‬وأن افؼؾىلىلب ُيتىلىلاج يف إراوفىلىله افعؾؿقىلىلة‬
‫هىلىلذه ‪ ,‬بحقىلىلث يؼىل ِّىلرر أن افعؾىلىلم وافعؿىلىلل ؿىل ٌ‬
‫مستؼر افعؾم وافعؿل يف افؼؾب ‪.‬‬
‫َّ‬ ‫فصور ادراو ‪ ,‬وهو ما يؼوم به افدماغ ‪ ,‬فؽن‬
‫وافعؿؾقة إػ ُّ‬

‫(‪ )1‬جمؿوع افػتاوى (‪303/9‬و‪. )304‬‬

‫‪6‬‬
‫خيتص الدماغ بوضقػة العوطي‬ ‫ففو ال يـػي أن يؽون مبدأ الوطي من الدماغ ‪ ,‬لؽـه يـػي أن َّ‬
‫ٍ‬
‫جزئقة يف طؿؾقة التع ُّؼل ‪ ,‬ال أكعه هعو الؼعائم هبعا‬ ‫ٍ‬
‫بوضقػة‬ ‫فالدماغ طـد شقخ اإلسالم كام ترى يؼوم‬
‫ٍ‬
‫أطوان له ‪ ,‬ؾفذه االؾساؿة افثاكقة ‪.‬‬ ‫رأسا ‪ ,‬وبؼقة األطضا جمرد‬
‫ً‬
‫ؾسقوفوجي يف ضبقعىلة افىلوظي‬
‫ٍّ‬ ‫ماوي‬
‫ٍّ‬ ‫إػ فؼرير‬ ‫ملشورا إشار ادمف‬
‫ً‬ ‫ؾؾم يؽن صقا اإلشالم‬
‫بحقث يؾتزم ما ال يؾزمه يف ؾفم وطقػة افدماغ ‪ ,‬وهلذا جتده يف مواضن أخىلرى ُيؽىلي افؼىلوفغ يف‬
‫ٍ‬
‫وباصعل فنكعه يؼعوم‬ ‫يعرج بذـر افدماغ أص ً‬
‫ال ‪ ,‬ـؼوفه ( ما يعؾؿعه اإلكسعان معن حعق‬ ‫ادسلفة ‪ ,‬وال ِّ‬
‫بؼؾبه ‪ُّ ,‬‬
‫وحيل بروحه ادـػوخة فقه ‪ ,‬ادتصؾة بالؼؾب الذي هو ادضغة الصـوبرية الشؽل ‪.‬‬
‫ٍ‬
‫مؽان آخعر‬ ‫مؽان من اجلسد يتؿقز به طن‬
‫ٌ‬ ‫وقد ققل ‪ :‬إكه يؼوم بجؿقع اجلسد ‪ ,‬ولقس لبعض ذلك‬
‫باتػاق الـاس‪ :‬وإكام افروح هي افتي يعىلز ظىلن حمؾفىلا األول بافؼؾىلب فىلارة ‪ ,‬وفسىلؿقفا افػالشىلػة‬
‫( )‬
‫افـػس افـاضؼة ‪ ,‬وهي احلامؾة جلؿقع االطتؼادات ) ‪ .‬وهذا ـال ٌم يف ؽاية افوضوح وافرصاحة‬
‫وأكت فراه ُيؽي افؼول األول ‪ ,‬ثم يسوق افثاين بعبارة (وؿىلد ؿقىلل) ‪ ,‬ؾؾقسىلت ادسىللفة ظـىلده ـىلام‬
‫أبدً ا ‪ ,‬بل ك َّ ـام فرى هـا أن افروح هىلي احلامؾىلة جلؿقىلخل االظتؼىلاوات‬ ‫يصورها ادمف‬
‫يريد أن ِّ‬
‫يف ـالمه افسابق أن افروح متعؾؼ ٌة بافؼؾب وافدماغ يف إوارهتا ظؿؾقة افتع ُّؼل ‪.‬‬ ‫ـام َّك‬
‫ففو جيعل العؾم حي ُّل يف روح اإلكسان حال كوهنا خمتؾط ًة ببدكه ‪ ,‬متصؾ ًة بالؼؾب والدماغ يف‬
‫جمرد ٌة طن البدن ‪ ,‬وال أهنا فارغ ٌة من العؿل ‪.‬‬
‫إدارة طؿؾقة الوطي هذه ‪ ,‬ال أهنا َّ‬
‫مخل افتـويه إػ ـون شقخ اإلسالم يؼرر أن موضعع العؾعم يف الؼؾعب ‪ ,‬واشتحضىلار فػصىلقؾه‬
‫افذي ـر ؾقه افدماغ من ؿبقل مزيد افبقان حلؼقؼة حصول افعؾم يف افؼؾب ال ؽر ‪ ,‬وفذفك ـىلر‬
‫أن هذه وطقػة افؼؾب ‪ ,‬ؾؼال ( إن اهلل سعبحاكه وتععاىل خؾعق الؼؾعب لنكسعان لعقعؾم بعه األشعقا‬
‫( )‬
‫ـام خؾق افعغ يرى ا األصقا ‪ ,‬واأل ن يسؿخل ا األصقا ) ‪.‬‬

‫(‪ )1‬ادستدرك ظذ افػتاوى (‪. )190/1‬‬

‫(‪ )2‬رشافة يف افؼؾب (ص‪. )13‬‬

‫‪7‬‬
‫عؾم به ‪ ,‬فتوجفه كحو األشقا ابتغا العؾم هبعا هعو الػؽعر‬ ‫ِ‬
‫وؿال ( وإذ قد ُخؾ َق الؼؾب ألن ُي َ‬
‫( )‬
‫والـظر ‪ ..‬فالػؽر لؾؼؾب ‪ ,‬كاإلصغا لألذن ‪. ) ..‬‬
‫مل يـؼل ـالم صقا اإلشالم ـام هو ‪ ,‬بل فرك كؼل أوفه افذي ؾقىله بقىلان‬ ‫ؾلكت فرى أن ادمف‬
‫ؿائم بـػس اإلكسان ‪ ,‬ثم فرك كؼل افؼول األول فشقا اإلشالم ظن موضخل هذا افعؼىلل‬
‫أن افعؼل ٌ‬
‫يف بدن اإلكسىلان ‪ :‬إ ال خيدمىله فتؼريىلب صىلقا اإلشىلالم مىلن اداويىلة افؼىلول إن موضىلخل افعؼىلل يف‬
‫عغ فؾؼؾب يف ظؼؾه األصقا ؾؼط = ؾسك ـره ‪.‬‬
‫افؼؾب ‪ ,‬وأن افدماغ ُم ٌ‬
‫فادملف ط َؽ َس اآلي َة ‪ ,‬وجععل العدماغ هعو موضعع العؾعم ‪ ,‬وبؼقعة األطضعا مشعرتك ٌة مععه‬
‫وجعل ذلك قول شقخ اإلسالم ‪ ,‬والصعحقح أن موضعع العؾعم طـعد شعقخ اإلسعالم هعو الؼؾعب‬
‫معا لؾؼؾب يف ذلك ‪ ,‬وشتان با الؼولا ‪.‬‬
‫وأن الدماغ ٌ‬
‫إػ اصساك افدماغ مىلخل بؼقىلة األظضىلا يف ظؿؾقىلة افىلوظي ‪ ,‬ؾنكىله مل يسىللل‬ ‫ومخل إصارة ادمف‬
‫هىلي ظـىلد صىلقا اإلشىلالم افىلروح‬ ‫كػسه ‪ :‬من الذي يدير هعذه العؿؾقعة ادشعرتكة بعا األطضعا‬
‫اجلسؿقة ‪ ,‬وهو ما ال فؼره اداوية اجلدفقة ‪.‬‬
‫ؾؼول صقا اإلشالم ـام فرى ‪ :‬فقس هو ؿول ادثافقة ‪ ,‬وفقس هو ؿول اداوية ـذفك ‪.‬‬

‫(‪ )1‬رشافة يف افؼؾب (ص‪. )16‬‬

‫‪8‬‬
 ‫الغؾط يف حرص اإلحساسات يف اإلحساسات اجلسدية دون الروحقة‬
‫صقا اإلشالم من ضبقعة افوظي ظـد حدِّ فصوير‬ ‫فصور موؿ‬
‫يف ُّ‬ ‫ؽؾط ادمف‬ ‫مل يؼ‬
‫يتم ا ‪ ,‬من اددير هلا ؟ وأين موضعه يف افبدن ؟ وما وور افدماغ يف ظؿؾقة افوظي ؟‬
‫ـقػقته افتي ُّ‬
‫يتم‬
‫بل جاوف إ افه فدور افروح يف ظؿؾقة افوظي ‪ ,‬إػ إ افه كصقبفا من اإلحساشات افتي ُّ‬
‫يتم افوظي بنحساشات اجلسد ‪ ,‬شوا ً بسوا ‪.‬‬
‫افوظي ا ‪ ,‬ـام ُّ‬
‫أقر ادملف بنثبات جسؿقة الروح طـد شقخ اإلسالم ‪ ,‬فام الذي مـعه من اإلقرار‬‫وحا َّ‬
‫ٍ‬
‫بنحساسات تبدأ مـفا ‪ ,‬يعقفا الدماغ والؼؾب بعد ذلك ‪ ,‬كام‬ ‫باختصاص هذه الروح اجلسؿقة‬
‫يعقان اإلحساسات اجلسدية‬
‫أؿر به فؾبدن‬ ‫ٍ‬
‫فؼرير ـام فرى خال من ادثافقة متا ًما ‪ ,‬ؾام افذي مـعه من اإلؿرار فؾروح بام َّ‬
‫ٌ‬ ‫هذا‬
‫مخل ظدم وجوو افػارق ادمثر بقـفام ؟‬
‫مسطورا يف ـتب اداوية اجلدفقة ‪.‬‬
‫ً‬ ‫ال أجد ظذ فك جواب ًا إال أكه مل جيد هذا‬
‫ومل يؼف األمر طـد حد الغػؾة طن هذا ‪ ,‬بل تعدَّ ى ذلك إىل حد االستبسال األطؿى يف رده‬
‫ورفضه ‪ ,‬ووصؿه بلكه قول ادثالقة ؛ إذ ادملف مل يع دماغه بعدُ زيف الثـائقة الغربقة ‪.‬‬
‫ؾؼد كؼل ادمف ؿول افشقا افػاضل مىلاهر أمىلر ( مىلن ال يعىلرف مىلن افغضىلب واحلىلب إال‬
‫حرـات اجلسم افػسقوفوجقة وفػاظالفه افؽقؿقائقىلة ؾؾىلقس بنكس ٍ‬
‫ىلان واهلل ‪ ,‬بىلل إن روح اإلكسىلان‬
‫افتي هي مـشل هذه افصػات حؼقؼ ًة ‪ ,‬ال ظالؿة هلا بؽل هذه ادعاين اداوية ادذـورة ) ثم ـر أهنىلا‬
‫ٍ‬
‫حرة مىلن ــفىله‬ ‫( مشاظر كػسقة يف اإلكسان ‪ ,‬راجع ٌة يف أصؾفا إػ افوظي افذي ما فال افعؾام يف‬
‫ٍ‬
‫ؽؾقان ‪ ..‬إال ماوي مل يػفىلم بعىلد فـ ُّىلزه‬ ‫وال جيعؾه هو هو هذا اجلسد اداوي ‪ ,‬وما يؼوم بافؼؾب من‬
‫مواؾق فتؼرير صقا اإلشالم ‪ -‬ـىلام شىلقليت ‪-‬‬
‫ٌ‬ ‫فؼرير ال ؽبار ظؾقه ‪,‬‬
‫ٌ‬ ‫روحه ظن هذه افؾوافم ) وهذا‬
‫ختتص ببعض اإلحساسات التي تبدأ مـفا ‪ ,‬كاحلب والغضب ‪ ,‬كام أن‬
‫من ـون الروح اجلسؿقة ُّ‬
‫خيعتص بعبعض اإلحساسعات التعي تبعدأ مـعه ‪ ,‬كعاجلول والظؿعل ‪ ,‬معع كعون كعل كعو ٍل معن‬
‫ُّ‬ ‫البدن‬
‫اإلحساسات يؿتدُّ أثره ‪ -‬بعد الوطي به ‪ -‬إىل البدن إن كان روح ًّقا ‪ ,‬أو الروح إن كان بدك ًّقا ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫يصح فػسر اجلوع بلكه ظائدٌ يف مبدأه إػ افىلروح ‪ ,‬ؾؽىلذفك ال يصىلح فػسىلر احلىلب‬
‫وـام ال ُّ‬
‫بلكه ظائدٌ يف مبدأه إػ (حرـات اجلسم افػسقوفوجقة وفػاظالفه افؽقؿقائقة) ‪.‬‬
‫ادحرر لؾؿسللة ‪ ,‬ؾام ا ؿال ؟‬
‫فؽن ادملف مل يستوطب هذا التػصقل َّ‬
‫ؿال ( ؾادشاظر مثل افغضب وافرضا فتم إحافتفا وؾق هذه افـظرة إػ افروح‪/‬افىلوظي ‪ ..‬يف‬
‫( )‬
‫ىلاج دىلا ؿافىله أؾالضىلون يف مثافقتىله ‪ ,‬أو ويؽىلارت ‪ -‬يف أحسىلن األحىلوال ‪ -‬يف ثـائقتىله )‬ ‫إظاوة إكت ٍ‬
‫ىلور معقـىل ٍىلة‬
‫(ص‪ )418‬ثىلىلم كؼىلىلل ظىلىلن صىلىلقا اإلشىلىلالم مىلىلا يػقىلىلد أن هىلىلذه ادشىلىلاظر فؼىلىلخل بحصىلىلول أمىل ٍ‬

‫ىلس يف اإلكسىلان ‪ ,‬هىلذا احلىلس فىلابخل (ألمىلور‬ ‫ٍ‬

‫موجووة ‪ ,‬ثم ؿال ( ؾافغضب وافرضا يـشآن ظن ح ٍّ‬
‫مـفىلا افىلوظي‬ ‫معقـة موجووة) يـؼؾفا اإلحساس إػ افدماغ افذي هو مبىلدأ افىلوظي ‪ ,‬ويسىلتخؾ‬
‫أدا ورضا ‪ ,‬ال أن افوظي هو شبب األمل وافرضا ) (ص‪. )418‬‬
‫أمعورا معقـع ًة موجعود ًة) ! ألعقس حعب العروح‬
‫لؽن ألقست إحساسات العروح اجلسعؿقة ( ً‬
‫أمورا معقـ ًة موجودة) !‬
‫وبغضفا ‪ ,‬وصرهبا وغضبفا ‪ ,‬وغر ذلك من إحساساهتا ( ً‬
‫واشتؿر يؼول ( أما افؼول بلكه ال يؼول هىلذا ( إال مىلاوي مل يػفىلم‬
‫َّ‬ ‫مل يستوطب ادملف ذلك ‪,‬‬
‫فـز ٌه ظن أي يش ٍ ؟ ظن افؼابؾقة فؾحس ‪ ,‬ظن ادعىلغ ؟ )‬ ‫بعد فـزه روحه ظن هذه افؾوافم) ؾقؼال ُّ‬
‫(ص‪ . )423‬وافروح اجلسؿقة فـطبق ظؾقفا فؾك األوصاف ـام هو معؾوم ‪.‬‬
‫ثم ختم ذه افباؿعة ( إن الروحقة كؿؼابل لؾامدية ال تعـي أكثر من ادثالقة ) (ص‪. )423‬‬
‫أي أن ادملف رغم ترصحيه بلن شقخ اإلسعالم يثبعت جسعؿقة العروح ‪ ,‬مل يؼبعل أبعدً ا تػسعر‬
‫تػسرا موضوط ًّقا ‪ ,‬كام يصـع مع إحساسات البدن ‪ ,‬وحؽم بلن ذلك ال‬
‫ً‬ ‫إحساسات هذه الروح‬
‫يعـي أكثر من ادثالقة ! ففـا اخلضول لؾثـائقة الزائػة يف أقبح صوره ‪.‬‬

‫ؿرر صقا اإلشالم هذه ادسلفة ؟‬

‫َّ‬ ‫فؽن ـق‬

‫تصوٍر فاسد ! والعجيب أن املؤلف يعرف أن الشيخ الفاضل‬ ‫صادرا عن ُّ‬

‫( ) ما أقبح التربُّع بتلطيف احلكم حال كونه ً‬
‫يقوله ما مل يقل ‪.‬‬
‫ماهر أمري ال يفسر الروح تفسريا مثاليا ‪ ,‬فكان ينبغي عليه أن يتقي اهلل ‪ ,‬وال ِّ‬
‫‪11‬‬
‫ىلم‬
‫حؽى صقا اإلشالم اخلالف يف مسؿى اإلكسان ‪ :‬هل هو اجلسد ؟ أو افروح ؟ أو هو اش ٌ‬
‫ىلواب افىلذي َّ‬
‫ول ظؾقىله افؽتىلاب‬ ‫فؾؿجؿوع مـفام ؟ ثم ؿال ( ظذ ثالثىلة أؿ ٍ‬
‫ىلوال ‪ ,‬وافثافىلث هىلو افص ُ‬
‫ٍ‬
‫وروح م ًعا ‪.‬‬ ‫وافسـة ومجفور افـاس )(‪ )1‬وظؾقه ؾاإلكسان ظـده مػفوم مرـَّب من ٍ‬
‫بدن‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ؿىلىلال صىلىلقا اإلشىلىلالم يف مىل ٍ‬
‫ىلوضن آخىلىلر (واإلكسىلىلان اش ىل ٌم دجؿىلىلو ٍع ‪ ,‬فىلىلقس اإلكسىلىلان ً‬
‫روحىلىلا‬
‫واإلكسان بدكًا )(‪. )2‬‬
‫ثم ُيؼال ‪ :‬إن البدن يـػعل بام حيصل لؾروح ‪ ,‬كام أن العروح تـػععل بعام حيصعل لؾبعدن ‪ ,‬دون‬
‫استؼالل أحدمها طن اآلخر ‪ ,‬بل اإلكسان طـده هو اجتامطفام م ًعا ‪.‬‬
‫‪ -‬ال‬ ‫ىلدة ظا َّم ٍىلة يف ادوجىلووات ‪ -‬مل يىلذـرها ادمفىل‬
‫وهذا يرجخل ظـد صقا اإلشىلالم إػ ؿاظ ٍ‬

‫ختت ُّ باختال افروح بافبدن ‪ ,‬بل فشؿل ـل صقئغ إ ا اختؾطا ‪ ,‬ؾال بد ( أن ُيصل فؽل مىلـفام‬
‫من افتغر واالشتحافة ما يوجب االحتاو ‪ ,‬وأن يؽىلون ادتحىلد ادخىلتؾط ادرـَّىلب مىلـفام صىلق ًئا ثاف ًثىلا‬
‫لقس هو أحدمها فؼط ‪ ,‬وال هو جمؿول كل مـفام طذ حاله )(‪. )3‬‬
‫وؿد ض َّبق صقا اإلشالم هذه افؼاظدة ظذ مثال افروح وافبدن ؾؼال ( وهلذا تتعلمل العـػس بعام‬
‫الصـوبري) بام حيدث يف الـػس معن‬
‫ُّ‬ ‫حيدث يف اجلسد من اآلالم ‪ ,‬ويتلمل اجلسم (الذي هو الؼؾب‬
‫تتغر صػاته وأحؽامه ‪ ,‬وختتؾف أحواله باجتامطفعا‬
‫وأيضا فالبدن إذا كاكت فقه الـػس َّ‬
‫اآلالم ‪ً ..‬‬
‫وافرتاقفا ‪ ,‬والـػس إذا كاكت يف البدن ختتؾف صػاهتا وأحؽامفا )(‪. )4‬‬
‫وؿال ( ؾنن افـػس وافبدن دا احتدا ‪ ,‬ـاكت مجقخل األؾعال االختقارية فؾىلـػس وافبىلدن ‪ ,‬ؾىلن ا‬
‫أخعص بعذلك ‪..‬‬
‫ُّ‬ ‫صذ اإلكسان وصام ووظا ‪ ,‬فالـػس والبدن يوصػان بذلك مجق ًعا ‪ ,‬بل العـػس‬
‫( )‬
‫وـذفك إ ا ُرضب ‪ ,‬ؾلمل افرضب يصل إفقفام ـام فصل إفقفام فذة األـل واجلامع ) ‪.‬‬

‫(‪ )1‬ادستدرك ظذ افػتاوى (‪. )97/1‬‬

‫(‪ )2‬اجلواب افصحقح (‪. )273/3‬‬
‫(‪ )3‬ادرجخل افسابق (‪)280/3‬‬
‫(‪ )4‬ادرجخل افسابق (‪300/3‬و‪)301‬‬
‫(‪ )5‬ادرجخل افسابق (‪. )276/3‬‬

‫‪11‬‬
 ‫ٍ‬
‫بنحساسات تبدأ مـفا ‪ ,‬وال يعقعد مجقعع‬ ‫خيص الروح‬
‫أن شقخ اإلسالم ُّ‬
‫وادؼصود ممَّا سبق ‪َّ :‬‬
‫ٍ‬
‫فسقولوجقة كاداديا ‪ ,‬ومن فك ؿوفه ظن إحساشىلات افؼؾىلب ( وفىلذة‬ ‫ٍ‬
‫أصول‬ ‫اإلحساسات إىل‬
‫افؼؾب وأده أظظم من فذة اجلسم وأده ‪ ,‬أطـي أده ولذته الـػسعاكقتان ‪ ,‬وإن ـىلان ؿىلد ُيصىلل ؾقىله‬
‫( )‬
‫اجلسم ‪ ,‬فذلك يش ٌ آخر ) ‪.‬‬ ‫من األمل من جـس ما ُيصل يف شائر افبدن بسبب مر‬
‫عص مععن البععدن يف كسععبة الػعععل إىل اإلكسععان ‪ ,‬أكععه صععام ‪ ,‬أو دطععا‬
‫بععل هععو جيعععل الععروح أخع َّ‬
‫أو غر ذلك من أفعاله ‪ ,‬فلين هذا باهلل من هرا ادادية اجلدلقة‬
‫أمل يؼف ادملف طذ هذه الـصوص وهو يؽتب كتا ًبا دطواه طريض ٌة جدًّ ا يف حق اإلمام‬
‫هذه مصقب ٌة !‬
‫هل وقف طؾقفا وكتؿفا أو مل يػفؿفا‬
‫فادصقبة أطظم !‬
‫افسابق ‪ ,‬ال فؽاو فصدِّ ق إ ا ظؾؿىلت أكىله يؼىلول يف كػىلس‬ ‫وأكت إ ا وؿػت ظذ فؼرير ادمف‬
‫افػصل ( ابن فقؿقة ؿد الحق ادثافقغ يف مػفومفم ظىلن افىلروح ‪ ,‬وصىلاوم كظىلرهتم ؾقفىلا بؿػفىلوم‬
‫ماوي ظن افروح ‪ ,‬وؿد أورك ابن فقؿقة أن افىلروح ظـىلد هىلمال افالهىلوفقغ ادثىلافقغ إكىلام فىلراوف‬
‫افوظي ‪ ,‬ال أهنم يتحدثون ظن ظغ ؿائؿة بـػسفا ) (ص‪. )417‬‬
‫ؿرره صقا اإلشالم من ـون مبدأ افػؽر مىلن افىلدماغ‬
‫رؽم معرؾته بام َّ‬ ‫وادؼصود ‪ :‬أن ادمف‬
‫جسام = ؾنكه مل ُيسن افربط بغ افؼضقتغ ‪ ,‬بل مل يىلربط بقىلـفام أصىل ً‬
‫ال ‪ ,‬وجعىلل‬ ‫ومن ـون افروح ً‬
‫ٍ‬
‫إحساشات مصدرها افروح من ؿبقل افؼول بافوظي ادثايل ‪.‬‬ ‫إثبات‬
‫لثر يف‬
‫ومن ادعؾوم أن شقخ اإلسالم يؼول بنثبات الروح الؼابؾة لؾحعس ‪ ,‬إثباتًعا لعه طـعده تع ٌ‬
‫ادوقف من صبقعة الوطي وتػسره ‪ ,‬ومن صبقعة اإلحساسات التي يتؾؼاها ‪ ,‬وهعو معا كعان جيعب‬
‫جير شقخ اإلسالم إىل مستـؼع ادادية اجلدلقة ‪.‬‬
‫طذ ادملف أن يعقه ‪ ,‬لوال حرصه ادحؿوم أن َّ‬

‫( ) جمؿوع افػتاوى (‪. )140/10‬‬

‫‪12‬‬
‫ظىلن آرا صىلقا اإلشىلالم ال ختىلرج يف اجلؿؾىلة ظىلن هىلذا‬ ‫وختاما ‪ :‬ؾجؿقخل فؼريىلرات ادمفىل‬
‫ً‬
‫افتصور ‪ ,‬ومحل ـالم اإلمام ظذ ؽر حمامؾه ‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫افـؿط من افتؾػقق وافتدفقس ‪ ,‬وضع‬
‫وؾصؾه هذا (يف افعؼل وافروح) من أشوأ ؾصول افؽتاب ‪ ,‬ومخل فك ؾىلال فؼىلل ظـىله شىلو ً ا‬
‫ٌ‬
‫ؾصول أخرى ‪ ,‬إن وجدت وؿتًا ـشػت ظن هتاؾتفا بن ن اهلل ‪ ,‬واهلل ادوؾق ‪.‬‬

‫وـتبه‬
‫حمؿد أبو ؾارس‬

‫‪13‬‬