You are on page 1of 417

‫رقم اإليداع يف املكتبة الوطنية ‪ -‬عدن (‪ )١١٤٦‬لعام ‪٢٠١٩‬م‬

‫الطبعة األوىل‬
‫‪ 1441‬ـه‪ 2019 /‬م‬

‫توزيــع‪ :‬دار الوفــاق للنشــر والتوزيــع‬


‫اململكــة العربيــة الســعودية‪-‬الرياض‬
‫هاتف‪00966535307788:‬‬
‫بريــد إلكرتوني‪dar@wefaq.net :‬‬
‫المقدمة‬
‫الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على أشرف األنبياء والمرسلين‬
‫سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪ ، ، ،‬أما بعد‪:‬‬
‫إن مسألة تحقيق الرتاث اإلسالمي عامة‪ ،‬والرتاث اليمني خاصة بما جاء‬
‫فيه من مخطوطات تنوعت مواضيعها بين العلوم الشرعية والدينية والتطبيقية‬
‫والتاريخية والجغرافية والفلكية والطبيعية من المسائل المهمة التي البد على‬
‫شبابنا اليوم القيام هبا؛ لما لها من أهمية وحاجة لنشر ما يف خزائننا من كنوز‬
‫تركها لنا األولون‪ ،‬وثروة البد أن نتفاخر هبا ونتباهى بما جاء فيها عن تاريخنا‬
‫ً‬
‫فضل عن معرفة ما مدتنا به تلك المخطوطات من معلومات‬ ‫بين الشعوب‪،‬‬
‫جديدة وقيمة قد نعيد بسببها عملية تدوين التاريخ مرة أخرى بحسب الجديد‬
‫الذي نجده يف مثل هذه المخطوطات لندرة بعضها‪ ،‬ودقة ما فيها من أخبار‬
‫نحن يف أمس الحاجة إليها اليوم‪.‬‬
‫وتمتلئ خزائن المخطوطات اليمنية بالعديد من هذه الثروات التي لم‬
‫نعرف قيمتها حتى اليوم كما عرفها من سبقنا من المستشرقين األجانب الذين‬
‫تحملوا عناء السفر ومشاقة للوصول إليها‪ ،‬ونقل ما فيها‪ ،‬واغتناء ما أمكنهم‬
‫منها إلى بلداهنم لدراستها‪ ،‬والحفاظ عليها كثروة قومية يتفاخرون هبا يف‬
‫متاحفهم وخزائن كتبهم الخاصة والعامة‪.‬‬
‫لذلك‪ ،‬لفت نظري يف مرحلة إعدادي للدكتوراه يف ‪2007‬م مخطوط‬
‫كثيرا ما رجعت إليه يف مرحلة جمعي للمادة العلمية يف قسم المخطوطات يف‬
‫ً‬
‫مكتبة جامعة صنعاء‪ ،‬وشدين ما فيه من معلومات لم أجد العديد منها يف كتب‬

‫‪5‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫التاريخ اإلسالمي التي أرخت لليمن يف المدة من القرن السابع وحتى التاسع‬
‫الهجريين‪ /‬الثالث عشر وحتى الخامس عشر الميالديين‪ ،‬كما شدين عنوان‬
‫هذا المخطوط الذي كتب عليه معلومات الكتاب‪ ،‬مما يدل على أن من دونه‬
‫جديد على مسألة توثيق المعلومات أو أنه ما زال متدرب‪ ،‬أو ُمد بمعلومات‬
‫دون التأكد من صحتها‪ ،‬السيما أنه قد خلط يف اسم المؤلف دون التدقيق فيه‪،‬‬
‫ولجهله بمؤلف المخطوط الحقيقي‪ ،‬وهذا المخطوط هو‪« :‬تاريخ وطيوط»‪،‬‬
‫كما جاء على صفحة العنوان التي كتبت حدي ًثا يف صفحة التعريف المطبوعة‬
‫بالكمبيوتر على رأس المخطوط‪ ،‬وأن اسم مؤلفه هو‪ :‬عبد اهلل هادي الحكمي‪،‬‬
‫وأنه تويف سنة ‪950‬هـ‪1543 /‬م‪.‬‬
‫كان مخطوط «تاريخ وطيوط» من بين أهم المصادر التاريخية التي اعتمدت‬
‫عليها يف دراستي للدكتوراه لما جاء فيه من معلومات غزيرة‪ ،‬وأحداث تاريخية‬
‫مشيرا إلى‬
‫ً‬ ‫مهمة‪ ،‬وأخبار عاصرها المؤلف الذي سجل مالحظاته حولها‪،‬‬
‫أهنا حصلت يف حياته‪ ،‬مع إشارته إلى بعض الجوانب االجتماعية المهمة‪،‬‬
‫وأنساب العديد من القبائل التهامية واألسر التي عاشت يف عصره؛ ألستفيد‬
‫منها يف موضوع رسالتي الذي يتناول‪ :‬الحياة االجتماعية يف اليمن يف عصر‬
‫الدولة الرسولية (‪858 - 626‬ﻫ‪1454 - 1229 /‬م)‪ ،‬وهي المدة الزمنية‬
‫نفسها التي دون لها صاحب مخطوط‪« :‬تاريخ وطيوط»‪.‬‬
‫ويف سنة ‪2013‬م من خالل تواصلي مع إحدى طالبايت المجتهدات يف‬
‫جمهورية مصر العربية وهي الباحثة النجيبة‪ :‬شيرين شحته ألماظ التي كانت‬
‫تعمل على إعداد رسالة ماجستير ويف المجال نفسه (التاريخ اإلسالمي)‪،‬‬

‫‪6‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫خاصة تاريخ اليمن بدأت فكرة تحقيق هذا المخطوط‪ ،‬السيما وأنه قد‬
‫توافرت لدينا نسختان فقط عنه‪ ،‬وعلى الرغم من الجهد الذي بذلناه يف البحث‬
‫والمراسلة للحصول على نسخ أخرى ممكن االستفادة منها إال أن جميع‬
‫محاوالتنا باءت بالفشل‪ً ،‬‬
‫فضل عن تعرقلي يف البحث عن نسخ أخرى نتيجة‬
‫للظروف السياسية الصعبة التي كانت تمر هبا اليمن حيث إهنا لم تمكني من‬
‫الخروج ع ّلي أجد غير تلك النسخ‪.‬‬
‫ونتيجة ألهمية هذا المخطوط ومحتواه بالنسبة لتاريخ اليمن اإلسالمي‬
‫قررت العمل على دراسته وتحقيقه على الرغم من كل المصاعب التي‬
‫واجهتني‪ ،‬من مشاغل العمل‪ ،‬والتزامي بالمحاضرات لطالبي يف البكالوريوس‬
‫والماجستير والدكتوراه‪ً ،‬‬
‫فضل عن عدم االستقرار السياسي يف اليمن عامة‪ ،‬ويف‬
‫عدن خاصة منذ عام ‪2011‬م الذي انتهى بإعالن الحرب الغاشمة على مدينتي‬
‫التاريخية الصابرة عدن يف مارس ‪2015‬م‪ ،‬مما دفعني إلى تأجيل التحقيق‬
‫بسبب مشاكل النزوح‪ ،‬وما إلى ذلك من مشكالت االنقطاعات المتواصلة‬
‫للتيار الكهربائي لعدن إثر عودتنا‪ ،‬والتزامايت البحثية والتعليمية وغيرها‪ ،‬كل‬
‫ذلك كان سب ًبا يف أن يطول عملي على هذا المخطوط المهم‪.‬‬
‫ومع هذا وذاك‪ ،‬واصلت العمل عليه كلما حانت لي الفرصة‪ ،‬وتم ذلك‬
‫على مراحل متباعدة‪ ،‬مع تصميمي على ضرورة إنجازه وتجهيزه ونشره لوجه‬
‫اهلل تعالى‪ ،‬ليستفيد منه عامة أهل العلم وطالبه الباحثون عن المعرفة‪،‬فإن‬
‫أصبت فمن اهلل وإن أخطأت فمن نفسي‪ ،‬والكمال هلل تعالى‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫يف األخير ال يسعني إال أن أتوجه بالشكر الجزيل لكل من ساعدين وشجعني‬
‫وشد على يدي‪ ،‬إلنجاز هذا العمل الذي يعد إضافة إلى المكتبة اليمنية وتراثها‬
‫الحضاري‪ ،‬وأخص بالشكر شريكتي يف هذا العمل الباحثة‪ /‬شيرين ألماظ‪،‬‬
‫و‪ ‬د‪ .‬أحمد صالح رابضة الذي تكرم بمراجعة جزء من هذا العمل بحكم عمله‬
‫يف التحقيق وإخراجه لعدد من كتب الرتاث المحلي‪.‬‬

‫ُ‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬طه حسني عوض هديل‬
‫‪ 1‬حمرم ‪1439‬ـه‪ 21/‬سبتمرب ‪2017‬م‬

‫‪8‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫دراسة المؤلف والمخطوط‬


‫المؤلف ونشأته‬

‫‪ -1‬اسم المؤلف‪:‬‬
‫من الصعوبات التي واجهتني عند البحث عن مؤلف هذا المخطوط ونسبه‬
‫أنني لم أجد أي إشارة واضحة يف غالفه أو يف متنه تؤكد أن الحسين بن إسماعيل‬
‫البجلي‪ ،‬الشهير بالمعلم وطيوط هو مؤلفه‪ ،‬إال ما جاء عند المؤرخ والمحقق‬
‫عبد اهلل بن محمد الحبشي(‪ ،)1‬وعند المؤرخ أيمن فؤاد سيد(‪ ،)2‬الذي ‪ -‬على‬
‫ما يبدو ‪ -‬أهنم اعتمدوا يف ذلك على أول ترجمه يف المخطوط لحياة اإلمام‬
‫الصالح العالمة الحسين بن إسماعيل البجلي الذي عاش يف مدة قريبة من‬
‫زوال دولة الحبشة (دولة بني نجاح التي زالت يف سنة ‪554‬ﻫ‪1159 /‬م)‪ ،‬كما‬
‫يشير مؤلف المخطوط(‪ ،)3‬دون أن ينسب هذا المخطوط له‪ ،‬وعند البحث عن‬
‫مصادر المؤرخ أيمن فؤاد سيد(‪ )4‬يف ذلك وجدت أنه اعتمد يف هذه المعلومة‬
‫على كتاب‪« :‬تاريخ ثغر عدن»(‪ ،)5‬كمصدر رئيس يف معلوماته‪ ،‬مما دفعني إلى‬
‫ضرورة العودة إلى هذا الكتاب الذي ترجم فيه للحسين بن إسماعيل البجلي‬

‫((( مصادر الفكر اإلسالمي يف اليمن‪ ،‬المجمع الثقايف‪ ،‬أبو ظبي‪2004 ،‬م‪ ،‬ص‪.498‬‬
‫((( مصادر تاريخ اليمن يف العصر اإلسالمي‪ ،‬المعهد العلمي الفرنسي لآلثار الشرقية‪،‬‬
‫القاهرة‪1974 ،‬م‪ ،‬ص‪.187‬‬
‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق‪ 1‬أ‪ ،‬ب‪.‬‬
‫((( مصادر تاريخ اليمن يف العصر اإلسالمي‪ ،‬ص‪.187‬‬
‫((( بامخرمة‪ ،‬عفيف الدين أبو محمد الطيب بن عبد اهلل (ت‪947 :‬ﻫ‪1540 /‬م)‪ ،‬ج‪،2‬‬
‫مطبعة‪ :‬بريل‪ ،‬ليدن‪1936 ،‬م‪ ،‬ص‪.59 - 58‬‬
‫‪9‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫الشهير بالمعلم الذي يشير إلى أنه زار مدينة عدن‪ ،‬وهناك التقى بالعالمة‬
‫إسماعيل بن علي الحضرمي‪ ،‬وسافرا م ًعا إلى لحج يف طريقهم إلى هتامة‪.‬‬
‫أيضا صاحب المخطوط‬ ‫ومن المالحظ أن هذه الرتجمة هي نفسها ما جاء هبا ً‬
‫كأول ترجمة‪ ،‬دون أن يشير بامخرمة إلى أي مؤلفات تنسب للمعلم حسين‪،‬‬
‫مما دفعني مرة أخرى إلى البحث عن مصادر بامخرمة التي اعتمد عليها يف‬
‫هذه المعلومة‪ ،‬فتبين لي اعتماده على كتاب األهدل(‪ ،)1‬وهي من المؤلفات‬
‫أيضا وبعض أفراد أسرته دون أن تشير إلى مؤلفه‬
‫التي ترجمت للمعلم حسين ً‬
‫علما بأن األهدل اعتمد يف بعض الرتجمات‬ ‫معاصرا له ‪ً ،-‬‬
‫ً‬ ‫هذا ‪ -‬مع أنه كان‬
‫عن أسرة البجلي على ما جاء به المؤرخ الجندي(‪ )2‬من معلومات للعديد من‬
‫أفراد هذه األسرة‪ ،‬على الرغم من أن الجندي تويف يف مدة زمنية سابقة لوفاة‬
‫مؤلف هذا المخطوط الذي عاش حتى مطلع القرن التاسع الهجري‪ /‬الخامس‬
‫عشر الميالدي‪.‬‬
‫ومما ال شك فيه‪ ،‬أن مؤلف هذا الكتاب هو الحسين بن إسماعيل‪ ،‬ولكنه‬
‫ليس الحسين بن إسماعيل البجلي الذي ورد يف أول ترجمة مخطوط المعلم‬
‫كل من بامخرمة وقبله الجندي وبعده األهدل؛‬ ‫وطيوط‪ ،‬أو الذي أشار إليه ٌ‬
‫ومن اعتمد عليهم مثل عبد اهلل الحبشي وأيمن فؤاد سيد‪ ،‬والمشار إليه أنه‬

‫((( الحسين بن عبد الرحمن (ت‪855 :‬هـ‪1451 /‬م)‪ ،‬تحفة الزمن يف تاريخ سادات‬
‫اليمن‪ ،‬ج‪ ،1‬تحقيق‪ :‬عبد اهلل محمد الحبشي‪ ،‬المجتمع الثقايف‪ ،‬أبو ظبي‪2004 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪.280 - 274‬‬
‫((( أبو عبداهلل هباء الدين محمد بن يوسف بن يعقوب‪ ،‬السلوك يف طبقات العلماء‬
‫والملوك‪ ،‬ج‪ ،2‬تحقيق‪ :‬محمد بن علي األكوع‪ ،‬ط‪ ،2‬مكتبة اإلرشاد‪ ،‬صنعاء‪،‬‬
‫‪1416‬ﻫ‪1995/‬م‪ ،‬ص‪.265 - 264‬‬
‫‪10‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫عاش حتى زوال دولة الحبشة يف منتصف القرن السادس الهجري‪ /‬الثاين‬
‫عشر الميالدي مثلما يذكر المعلم وطيوط‪ ،‬السيما وأن هذا المعلم عاش‬
‫إلى مدة زمنية الحقة‪ ،‬ومما يؤكد ذلك أن آخر ترجمة أشار إليها مؤلفه هذا‬
‫كانت سنة ‪821‬هـ‪1418 /‬م(‪ ،)1‬لذلك قد يكون اسم الحسين بن إسماعيل‬
‫المشهور بالمعلم وطيوط مشابه السم العالمة حسين بن إسماعيل البجلي‬
‫أيضا ألنه مات يف مدة زمنية سابقة لتأليف‬
‫صاحب عواجة الذي اشتهر بالمعلم ً‬
‫أيضا‪ ،‬ويورد‬
‫هذا المخطوط‪ ،‬بينما اشتهر مؤلف المخطوط بوطيوط وبالمعلم ً‬
‫ذلك يف الرواية التي ذكرها الح ًقا(‪ ،)2‬السيما وأن كل منهم مختلف يف النسب‪.‬‬
‫‪ -2‬أسرته ونسبه‪:‬‬
‫أما عن أسرة المؤلف وهو ما لم نجده يف المصادر التاريخية التي بين أيدينا؛‬
‫فيورد المعلم وطيوط يف سياق ترجمته للقبائل واألسر التي وجدت وعاشت‬
‫واستقرت يف مناطق هتامة المختلفة معلومات عن بيت بني المعلم التي يذكر‬
‫أنه تربطهم عالقات أسرية وقرابة مع أسرة بني المكدش‪ ،‬ثم يذكر أن بني‬
‫وطيوط بيت من بيوت بني سملقة‪ ،‬ويقول يف ذلك‪« :‬ثم بنو المعلم قرابة لبني‬
‫المكدش‪ ،‬مصاهرة وأهلية‪ ،‬ثم بنو وطيوط‪ ،‬وب ُيوت يف بني سملقة»(‪ ،)3‬وهو ما‬
‫يوحي لنا أن تسميتي معلم ووطيوط ألقاب ألسرته وليس لقب شخصي له‪،‬‬
‫ولكن عرف هبا أكثر من اسمه الحقيقي الحسين بن إسماعيل‪ ،‬وبحسب هذا‬
‫النسب يتأكد لنا أن الحسين بن إسماعيل البجلي ليس الحسين بن إسماعيل‬
‫وطيوط‪ ،‬لما بينهما من تباعد يف المدة الزمنية والنسب األسري والقبلي‪.‬‬

‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪93‬ب‪.‬‬


‫((( تاريخ المعلم وطيوط ق ‪25‬أ‪.‬‬
‫((( تاريخ المعلم وطيوط ق ‪123‬أ‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫‪ -3‬مولده ونشأته‪:‬‬
‫ولد المعلم وطيوط يف عهد السلطان الرسولي األفضل العباس بن علي‬
‫بن داود بن يوسف (‪778 - 764‬ﻫ‪1376 - 1362/‬م)‪ ،‬دون تحديد العام‪،‬‬
‫وهو ما يؤكده المؤلف نفسه بقوله‪« :‬وقام الملك األفضل‪ ،‬ودانت له العرب‬
‫واستقام يف األمر‪ ،‬ورخصت األسعار‪ ،‬وهبا ‪ -‬أعني دولته ‪ -‬ولد المؤلف‬
‫رحمه اهلل»(‪ .)1‬وإذا توقعنا والدته بعد ست سنوات ‪ً -‬‬
‫مثل ‪ -‬من حياة األفضل‪،‬‬
‫وربطناها بآخر ترجمة ذكرها سنة ‪821‬هـ‪1418 /‬م(‪ ،)2‬يمكن أن نستنتج أن‬
‫المعلم وطيوط تويف يف سن مبكر‪ ،‬بين ‪ 50 – 45‬عا ًما‪ ،‬قد تزيد وقد تنقص‪.‬‬
‫ويقدم لنا المعلم وطيوط معلومات يسيرة عن حياته الشخصية ونشأته‪،‬‬
‫مشيرا إلى بعض مراحل طفولته وتربيته التي قضاها برفقة أخته يف مدينة زبيد‪،‬‬
‫ً‬
‫بعد أن انتقلت هبم والدهتم إليها يف عهد السلطان األفضل‪ ،‬وما عانوه من وحدة‬
‫يتيما وتربى هو وأخته على يد‬ ‫وفقد وحاجة بعد وفاة والدهتم هناك‪ ،‬فعاش ً‬
‫امرأة من نساء زبيد ذات ثقة‪ ،‬قد تكون قريبة أو صديقة لوالدهتم‪ ،‬لما ذكر من‬
‫أن والدهتم قد تركت عندها دراهم لتعينها على تربية أبنائها بعدما شعرت بقرب‬
‫أجلها‪ ،‬واص ًفا ما كانت تقدمه لهم من طعام مفتوت‪ ،‬كان يشاركه به بعض‬
‫أيضا يتصدقون عليهم ببعض الدراهم التي تساعدهم‬ ‫الصالحين‪ ،‬الذين كانوا ً‬
‫على العيش‪ ،‬فيتحدث عن نفسه ويقول‪« :‬وقد حكى لي بعض الثقات‪ :‬أهنا‬
‫سكنت به أمه زبيد أيام دولة الملك األفضل‪ ،‬قال‪ :‬وكانت له أخت فماتت أمه‬
‫وهما أطفال ال ندري ما نعمل‪ ،‬وكنا عند امرأة قد جعلت أمي عندها دراهم‪،‬‬

‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪64‬أ‪.‬‬


‫((( تاريخ المعلم وطيوط ق ‪93‬ب‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫ليل من ذلك الطعام‪ ،‬فجاء إنسان‬ ‫فوقع لنا طعام مفتوت‪ ،‬فأكلت أنا وأختي ً‬
‫عليه ثياب بيض حسنة‪ ،‬وجلس معنا ليأكل ثم جعل يده يف اإلناء‪ ،‬وقام فوجدنا‬
‫دراهم يف اإلناء»(‪.)1‬‬
‫‪ -4‬مكانته العلمية‪:‬‬
‫من المالحظ أن المعلم وطيوط قد نشأ على العلم والمعرفة بالعلوم‬
‫المختلفة‪ ،‬السيما وأنه – على ما يبدو ‪ -‬كان كثير االطالع على كتب العلم‪،‬‬
‫مثل كتب األنساب وغيرها‪ ،‬ومن أبرز ما اطلع عليه من هذه الكتب؛ كتاب‬
‫األنساب الذي ألفه السلطان األفضل العباس بن علي(‪ ،)2‬فيقول عن هذا‬
‫الكتاب‪« :‬قد وقفت عليه بزبيد ببيت الوزير ابن معيبد»(‪.)3‬‬
‫رجل بسي ًطا‪ ،‬ال‬
‫ومع كل ذلك يمكن أن نستنتج؛ أن المعلم وطيوط كان ً‬
‫يعرفه الكثير من الناس‪ ،‬واكتسب لقب (المعلم) عن أسرته‪ ،‬أو قد يكون‬
‫لتدريسه يف إحدى كتاتيب منطقته أو قريته‪ ،‬واشتهر يف إطار تلك المنطقة التي‬
‫كان يعيش فيها‪ ،‬مع عدم ذكره لذلك‪ ،‬أو ألي مجلس من مجالسه العلمية مع‬
‫طالبه يف كتابه المذكور‪ ،‬كما أنه لم يكن من كبار علماء عصره رغم علمه‬
‫واطالعه وقراءته‪ ،‬ويعد كتابه المذكور‪« :‬تاريخ وطيوط»هو الكتاب اليتيم‬
‫له‪ ،‬وأورد فيه ما أورد من معلومات مهمة‪ ،‬ومما يؤكد عدم شهرة المعلم‬
‫وطيوط أو كتابه هذا؛ أن المصادر التاريخية التي ُأو ِّل َفت يف حياته‪ ،‬وكُتب‬

‫((( تاريخ المعلم وطيوط ق ‪64‬أ‪ .‬ب‪.‬‬


‫(‪ )2‬يذكره أيمن فؤاد سيد تحت اسم‪« :‬رساله يف األنساب»‪ .‬مصادر تاريخ اليمن‪،‬‬
‫ص‪.149 - 148‬‬
‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪65‬أ‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫الرتاجم والطبقات التي ترجمت لمن جاء بعده أمثال‪ :‬أبو العباس أحمد بن‬
‫عبد اللطيف الشرجي (ت‪893 :‬ﻫ‪1487 /‬م)‪ ،‬وعبد الوهاب بن عبد الرحمن‬
‫الربيهي (ت‪904 :‬ﻫ‪1498 /‬م) وغيرهم‪ ،‬لم تورد أي ذكر له أو معلومات عن‬
‫حياته أو كتابه‪ ،‬إال ما جاء به الحسين بن عبد الرحمن األهدل (ت‪855 :‬هـ‪/‬‬
‫‪1451‬م) من معلومات أوردناها سل ًفا‪ ،‬دون إشارة إلى هذا الكتاب‪ً ،‬‬
‫علما بأن‬
‫معاصرا له‪ ،‬مع أنه تويف يف مدة زمنية تزيد عنه‬
‫ً‬ ‫األهدل ‪ -‬على ما يبدو ‪ -‬كان‬
‫بما يقارب خمسة وعشرين عا ًما‪ ،‬وقد يكون نقل عن كتابه بعض المعلومات‬
‫والرتاجم مع عدم اإلشارة إليه لما وجدنا من تقارب يف المعلومات بين‬
‫الكتابين مع توسع األهدل يف المعلومات‪ ،‬وشحة بعضها عند المعلم وطيوط‬
‫أيضا نقل عن األهدل دون أن يورد أي ذكر لكتاب األهدل‪:‬‬ ‫الذي قد يكون ً‬
‫«تحفة الزمن»‪.‬‬
‫ومما ال شك فيه‪ ،‬أن عدم ذكر المصادر التاريخية وكتب الرتاجم لهذا‬
‫المخطوط قد يكون بسبب وجود نسخة واحدة يتيمة له‪ ،‬وهي التي قد كتبها‬
‫المؤلف‪ ،‬ثم اختفائها لمدة زمنية طويلة‪ ،‬وعدم ظهورها إال يف وقت متأخر‬
‫ألسباب نجهلها‪ ،‬قد يكون منها وجودها لدى بعض األسر اليمنية التي لم تقدر‬
‫قيمتها التاريخية‪ً ،‬‬
‫فضل عن عدم شهرة مؤلفه وجهلهم به‪ ،‬ومما يؤكد ما ذهبنا‬
‫إليه هو النسخ التي وجدناها واعتمدنا عليها يف تحقيقنا هذا وبعدها عن مدة‬
‫حياة المؤلف‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫عصر المؤلف‬
‫ولد المعلم وطيوط يف عهد السلطان األفضل العباس بن علي بن داود بن‬
‫يوسف الرسولي‪ ،‬دون تحديد العام(‪ ،)1‬وخالل حياته عاصر عد ًدا من سالطين‬
‫األسرة الرسولية الذين أشار إليهم يف كتابه هذا‪ ،‬أمثال‪ :‬السلطان األشرف‬
‫(الثاين) إسماعيل بن األفضل عباس بن علي الرسولي (‪803 - 778‬ﻫ‪/‬‬
‫‪1400 - 1376‬م)‪ ،‬والسلطان الناصر أحمد بن األشرف (الثاين) إسماعيل‬
‫ابن رسول (‪827 - 803‬ﻫ‪1423 - 1400 /‬م)‪ ،‬وقد شهدت اليمن بصورة‬
‫عامة خالل حياته‪ ،‬ومنطقة هتامة وواديي سهام وذؤال بصورة خاصة العديد من‬
‫المتغيرات يف مختلف نواحي الحياة العامة‪ ،‬وهو ما أشار إليه يف سياق حديثة‬
‫عن حياة علماء منطقة هتامة‪ ،‬وشكلت المعلومات التي قدمها هذا المؤرخ عن‬
‫بعض هذه الجوانب مادة تاريخية مهمة لتاريخ اليمن‪ ،‬وألي مؤرخ أو مهتم‬
‫بتاريخ قبائل المنطقة التهامية‪.‬‬
‫علما أن منطقة هتامة خالل تلك المدة الزمنية تعرضت للكثير من الصراعات‬ ‫ً‬
‫القبلية التي كانت سب ًبا يف عدم استقرار األوضاع هناك‪ ،‬وأ َّدت القبائل التهامية‬
‫كبيرا‬
‫دورا ً‬‫السيما قبائل المعازبة بفروعها المختلفة وقبائل األشاعر وغيرها ً‬
‫يف عدم االستقرار هذا‪ ،‬نتيجة لخالفاهتا المتواصلة فيما بينها‪ ،‬أو لصراعاهتا‬
‫مع حكام الدولة الرسولية ووالهتا يف المنطقة‪ ،‬مما انعكس على حياة الناس‬
‫وأوضاعهم المعيشية والمادية‪ ،‬وعلى ما يبدو أن ما فرض على هذه القبائل‬
‫وغيرها من سكان هتامة من أعباء وضرائب وجبايات‪ ،‬وعجزهم عن دفعها‬
‫لوالة الدولة وعمالها من األمور التي أجربت أهالي هتامة على الخروج عن‬
‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪64‬أ‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫طاعة الدولة خالل عصر سالطين بني رسول سالفي الذكر الذين عاصرهم‬
‫المعلم وطيوط‪.‬‬
‫ومع كل ذلك‪ ،‬حاول وطيوط يف كتابه هذا أن يعطي صورة توضيحية‬
‫من خالل تراجم علماء هتامة وفقهائها وصالحيها للحياة العامة السياسية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية والعلمية والفكرية‪ ،‬معتمدً ا على مشاهداته أو ما‬
‫وصله من أخبار‪ ،‬متطر ًقا إلى من حكم اليمن قبل ذلك من سالطين الدولة‬
‫الرسولية ومؤسسيها ومن سبقهم‪ ،‬يف محاولة لعمل مقارنة بين حكامها ومن‬
‫خارجا بنتيجة أن عصر الدولة الرسولية من أحسن‬ ‫ً‬ ‫حكم اليمن قبل ذلك‪،‬‬
‫العصور‪ ،‬وسالطينها من أحسن من حكم اليمن من السالطين والملوك‪،‬‬
‫وعلى ما يبدو أنه خرج بتلك النتيجة التي ذكرها يف هناية كتابه هذا؛ لما شاهده‬
‫خالل مدة حياته التي عاشها يف عصر سالطين بني رسول األفضل العباس‬
‫واألشرف إسماعيل والناصر أحمد ومن سبقهم من سالطين هذه الدولة‬
‫من نشر للعدل والمساواة‪ ،‬وتطور يف الحياة العلمية والفكرية‪ ،‬والعلوم‬
‫المختلفة‪ ،‬وتعمير المساجد بكافة مرافقها‪ ،‬والمدارس بكل مبانيها‪ ،‬واألربطة‬
‫والخانقاوات وغيرها من المظاهر الحضارية التي جعلت عصر المؤلف عصر‬
‫متميز بكل‪ ‬المقاييس‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫موضوع المخطوط‬
‫تناول مخطوط تاريخ المعلم وطيوط مرحلة زمنية مهمة من تاريخ اليمن‬
‫وتحديدً ا لجزء مهم من منطقة هتامة متمثلة بكل من واديي سهام وذؤال(‪ )1‬التي‬
‫اشتهرت يف التاريخ بعلمائها وفقهائها وصلحائها‪ ،‬مع تحديد المؤلف مدة زمنية‬
‫معينة خصصها لكتابه هذا‪ ،‬تنقل فيها بين القرون الزمنية من السادس وحتى‬
‫مطلع القرن التاسع الهجريين‪ /‬الثاين عشر وحتى الخامس عشر الميالديين‪،‬‬
‫وقد ركز المؤلف على سير علماء منطقة سهام وذؤال التهامية وتراجمهم‪،‬‬
‫وما كان لهم من مكانة ودور يف نواحي الحياة العلمية واالجتماعية والفكرية‪،‬‬
‫وما قدموه من خدمات مجتمعية أعطت لهم مكانه خاصة بلغت اآلفاق‪ ،‬مع‬
‫تركيزه على كبار العلماء‪ ،‬السيما علماء الصوفية يف هذه المنطقة ممن ذاع‬
‫صيتهم‪ ،‬وارتفعت مكانتهم وشهرهتم‪ ،‬بعدما ظهرت عليهم كرامات وقدرات‪،‬‬
‫علما أن أكثر تلك األعمال‬
‫وصلت إلى درجة المبالغة يف وصف المؤلف لها‪ً ،‬‬
‫التي أطلق عليها المؤلف بالكرامات قد ال تدخل العقل لمن يتفكر فيها‪،‬‬
‫وكأهنا نسج من الخيال البعيد عن الواقع‪ ،‬على الرغم من اإليمان الكامل هبا‬
‫من قبل المؤلف واالعتقاد بأصحاهبا من هؤالء المشايخ الذين أعطوا يف هذا‬
‫المخطوط فوق حد العقل البشري‪.‬‬
‫لهذا‪- ،‬ومن وجهة نظرنا– أن من األمور التي تؤخذ على مؤلف كتاب تاريخ‬
‫كثيرا يف الرتكيز على مشايخ الصوفية‪ ،‬وزيادة االعتقاد‬
‫المعلم وطيوط أنه أوغل ً‬
‫كبيرا‪ ،‬مما‬
‫هبم وبشطحاهتم التي تجاوزت الواقع‪ ،‬والتي كان يعتقد هبا اعتقا ًدا ً‬
‫دفع بأهل العلم والتحقيق –على ما يبدو‪ -‬يف وقتنا الحاضر إلى تجنب تحقيق‬

‫((( سوف يتم الحديث عن هذه المناطق وترجمتها الح ًقا يف متن الكتاب‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫هذا المخطوط لما فيه من قصص وحكايات تخرج عن حدود المعقول‪ ،‬ومع‬
‫ذلك خضت يف أمر تحقيقه ودراسته لما وجدت فيه من معلومات حاد عنها‬
‫العديد من المؤرخين الذي رأوا يف تحقيقه مضيعة للوقت‪ ،‬وتبذير للجهد‪،‬‬
‫ورأيت فيه عكس ذلك بعدما تعمقت فيه ويف محتواه من معلومات لم أجدها‬
‫يف دراستي للدكتوراه يف بقية المصادر التاريخية التي أرخت للمدة المذكورة‪.‬‬
‫ومن شطحات مؤلف الكتاب وقصصه الخيالية المستمرة التي أوردها يف‬
‫كتابه هذا؛ هو تواصل أبي العباس أو سيدنا الخضر (عليه السالم) ‪ -‬كما كان‬
‫يكنى ‪ -‬بكبار علماء الصوفية وفقهائهم يف ذلك الزمن‪ ،‬ولقاؤه هبم بشكل دائم‪،‬‬
‫ومصاحبتهم له‪ ،‬حتى إنه كان سب ًبا يف حل العديد من المشكالت التي كانت‬
‫تواجههم‪ ،‬وقد بلغ من اعتقاده به وبفكرة وجوده إلى أن يكرر قصصه التي‬
‫بلغت الخيال بين صفحات المخطوط(‪ ،)1‬إضافة إلى روايات لقاء النبي ﷺ‬
‫والجلوس معه(‪ ،)2‬والحديث مع الصالحين يف قبورهم والموتى‪ ،‬ومناشدهتم‬
‫لحل بعض المسائل والمشكالت التي تقف أمامهم(‪ ،)3‬وإحياء الموتى أو‬
‫تأخير أجلهم إلى مدة زمنية أطول(‪ ،)4‬وهو ما يأخذه العديد من المؤرخين‬
‫اليوم على صاحب المخطوط‪.‬‬
‫ومن القصص الواردة لدى هذا المؤرخ قصة الرجل الذي جاء إلى الفقيه‬
‫محمد بن أبي بكر الحكمي ثم مات وتولى الفقيه محمد تغسيله وإدخاله القرب‪،‬‬
‫ونسيانه جبته هناك قبل الدفن‪ ،‬ونزول أحد طالبه الستعادهتا‪ ،‬حتى إنه شاهد‬

‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪ 1‬ب‪14 ،‬أ‪28 ،‬ب‪39 ،‬أ‪.‬‬


‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪ 11‬أ‪ .‬ب‪.‬‬
‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪ 11‬ب‪ 12 ،‬أ‪13 ،‬ب‪22 ،‬أ‪.‬‬
‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪ 16‬ب‪ 17 ،‬أ‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫رجال يحملون الميت لرفعه إلى السماء‪ ،‬مما‬ ‫ً‬ ‫هناك ‪ -‬كما يصف المؤلف‪-‬‬
‫دفع هبذا الطالب إلى اإلسراع بالخروج ليخرب سيده الذي يطلب منه السكوت‬
‫وعدم إخبار الناس بما شاهده‪ ،‬على اعتبار أهنا نوع من الكرامات لرجال ذلك‬
‫فضل عن قصة الكلب الذي عوى فحلل الفقيه محمد بن أبي‪ ‬بكر‬ ‫الزمن(‪ً ،)1‬‬
‫عواه بأنه بكاء وفقد ألهله‪ ،‬وغير ذلك من القصص التي تخرج عن إطار‬
‫الواقع(‪ ،)2‬وصراع الجن والمعارك التي كانت تدور بينهم حول ما يسمى (كنز)‬
‫مطلب سليمان‪ ،‬وغيرها من الخرافات التي انتشرت يف ذلك الزمان واعتقد هبا‬
‫عدد من الناس كنوع من الكرامات(‪.)3‬‬
‫إال أن من أفضل ما قدمه لنا المعلم وطيوط هو وصفه لحالة الصراع التي‬
‫ظهرت بين صوفية ذلك الوقت والفقهاء المعارضين لهم‪ ،‬بعدما أوغل الكثير‬
‫منهم يف مذهب محي الدين ابن عربي‪ ،‬وما تبع ذلك من شطحات مختلفة‬
‫مخالفة لمذهب أهل السنة‪ ،‬وعلى الرغم من أن المعلم وطيوط كان ممن‬
‫يميلون إلى التصوف والصوفية‪ ،‬وهو ما يظهره موقفه من كراماهتم وشطحاهتم‬
‫التي تخرج عن المعقول‪ ،‬إال أننا نتعجب من موقفه من هذا الصراع عندما ظهر‬
‫بين الفقهاء والصوفية يف مدينة زبيد خاصة‪ ،‬ومنطقة هتامة عامة‪ ،‬حتى إنه يصف‬
‫العالمة إسماعيل المقرئ (‪ 837 - 755‬هـ‪1433 - 1354 /‬م) الذي تصدر‬
‫ذلك الصراع ضد رجال الصوفية بأنه ناصر السنة وقامع البدعة(‪ ،)4‬وهو ما يؤكد‬
‫لنا أن المعلم وطيوط مع إيمانه هبؤالء الصوفية ولكنه كان يف بعض المرات‬

‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪ 4‬ب‪.‬‬


‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪ 5‬أ‪.‬‬
‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪77‬ب‪.‬‬
‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق‪65‬ب‪66 ،‬أ ‪ -‬ب‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫ينكر عليهم بعض تصرفاهتم التي خرجت عن إطار المعقول بمخالفتها للشرع‬
‫وسنة النبي ﷺ يف كثير من المواقف والبدع التي كانوا يخدعون هبا البسطاء‬
‫من الناس‪.‬‬
‫كما يورد لنا المؤرخ وطيوط بعض الحوادث السياسية التي شهدها بنفسه‪،‬‬
‫موضحا أنه كان من بين الحاضرين فيها‪ ،‬مثل حادثة مهاجمة العبد منصور‬
‫ً‬
‫مقدم عسكر اإلمام محمد بن علي لمدينة الكدراء وقرى وادي سهام(‪،)1‬‬
‫ودخوله يف العديد من المعارك مع قادة الدولة الرسولية‪ ،‬وقتله على يد األمير‬
‫هباء الدين الشمسي أمير بني رسول يف منطقة المحالب يف إحدى تلك المعارك‬
‫سنة ‪791‬هـ‪1388 /‬م وغيرها من الحوادث التي سيتناولها المخطوط‪.‬‬
‫أسباب التأليف‪:‬‬
‫من األمور التي تميزت هبا معظم المؤلفات التاريخية السيما كتب الرتاجم‬
‫والطبقات أن مؤلفيها عادة ما يشرحون يف المقدمة األسباب التي دفعتهم‬
‫أيضا موجودة بين‬
‫لكتابة هذا المؤلف‪ ،‬يف حين قد نجد بعض تلك األسباب ً‬
‫سطور المخطوط دون أن يشير إليها المؤلف بصورة واضحة وصريحة‪.‬‬
‫وإذا ما نظرنا إلى مخطوط تاريخ وطيوط لوجدنا أن المؤلف أشار يف‬
‫المقدمة إلى السبب الرئيس يف تأليفه‪ ،‬بينما جمعنا بقية األسباب من محتويات‬
‫باقي المخطوط‪ ،‬ومن أهم هذه األسباب‪:‬‬
‫‪ -1‬تكليفه من قبل بعض أهالي منطقته لالجتهاد وعمل كتاب كامل شامل‬
‫مختصر لطيف لكل من سكن مناطق ذؤال وسهام(‪ ،)2‬من المشايخ‬

‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪14‬أ‪.‬‬


‫((( سوف يتم الحديث عن هذه المناطق وترجمتها الح ًقا يف متن الكتاب‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫والعلماء والصالحين‪ ،‬حتى إنه يقول يف مقدمة مخطوطه هذا‪« :‬فقد سألني‬
‫مختصرا لطي ًفا يف مناقب الصالحين مشايخ‬
‫ً‬ ‫بعض اإلخوان أن أجمع كتا ًبا‬
‫سهام‪ ،‬وما جرى بـه القلم واللسان من أعيـان فضالء جهة ذؤال»(‪.)1‬‬
‫‪ -2‬البحث يف أنساب أهالي تلك المناطق وقبائلها التي تعيش فيها‪ ،‬بما يحفظ‬
‫سالالهتا من الضياع‪ ،‬السيما يف ذكـر شيء من نسب ذؤال وسهام‪ ،‬ومن‬
‫سكنها من أعيان ومشايخ‪ ،‬مع تجنبه التوسع يف ذلك خو ًفا من أن يطول‬
‫الموضوع عليه‪ ،‬والرتكيز على من حضر وخطر بباله‪.‬‬
‫‪ -3‬إبراز مكانة بعض الشخصيات التهامية التي كان لها دور كبير يف مختلف‬
‫نواحي الحياة السياسية أو االجتماعية أو العلمية والفكرية‪ ،‬مع الثناء على‬
‫تلك الشخصيات وإظهار ما اشتهرت به من كرامات وشطحات غلبت‬
‫عليها الصفة الصوفية التي كان لها رواج يف ذلك الزمان‪.‬‬
‫‪ -4‬الرغبة يف إظهار دور بعض األسر‪ ،‬ومن ينسب إليهم من الصالحين‪ ،‬أمثال‪:‬‬
‫آل البجلي وغيرهم‪ ،‬ودورهم يف المنطقة‪ ،‬وما قدموه من أعمال خيرية‬
‫وعلمية واجتماعية‪ ،‬حتى إنه يقول يف ذلك‪« :‬وهـا أنـا أذكـر يف بدء كتـابـي‬
‫هـذا قـدوم اإلمام الصالح العالمـة الحسين بن إسماعيـل البجلـي الشهيـر‬
‫بالـمعلم»‪ ،‬وهو خير دليل على رغبته يف إبراز أهمية دور بعض األفراد‬
‫واألسر يف هذه المنطقة(‪.)2‬‬
‫‪ -5‬التأكيد على عربية نسب األسرة الحاكمة يف عصره‪ ،‬وهي األسرة الرسولية‬
‫التي كانت مسألة نسبها مسألة خالفية قديمة مع القبائل اليمنية‪ ،‬مما جعله‬

‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪ 1‬أ‪.‬‬


‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪ 1‬أ‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫كثيرا ما يذكر بأهنم عرب‪ ،‬دون تربير واضح لذلك الذكر‪ ،‬مما يوحي لنا‬
‫ً‬
‫أن عصره شهد خال ًفا مبطنًا حول النسب الرسولي‪ ،‬ومدى أحقية هذه‬
‫األسرة يف حكم اليمن من عدمه‪ ،‬وهو ما يبين مدى محبة هذا المؤرخ‬
‫لهذه األسرة‪ ،‬وما حققته من منجزات أشار إليها بكل وضوح وجدية على‬
‫اعتبار أن عصرهم أحسن العصور‪.‬‬
‫‪ -6‬إثبات النسب لعدد من األسر التهامية التي تعود جذورها إلى بعض‬
‫السالالت القادمة من خارج اليمن‪ ،‬السيما من األشراف من آل بيت‬
‫رسول اهلل ﷺ وبني أمية وغيرهم‪.‬‬
‫‪ -7‬الرتجمة لعدد من المناطق والقرى التي كان على معرفة جيدة هبا‪،‬‬
‫وحدودها الجغرافية‪ ،‬وأقدم من سكنها من القبائل وأهمها‪ ،‬مما يعطي لنا‬
‫فكرة عن موقع تلك المناطق التهامية وقراها وودياهنا وجبالها وتركيبتها‬
‫السكانية والقبلية ومنتجاهتا وغير ذلك من بالد هتامة‪.‬‬
‫‪ -8‬توثيق بعض الحوادث والكوارث الطبيعية والبيئية التي تعرضت لها منطقة‬
‫هتامة يف سهام وذؤال خالل ذلك العصر‪ ،‬من أمطار وسيول وفيضانات‬
‫وجفاف وقحط‪ ،‬ومدى تأثير ذلك على حياة الناس‪ ،‬مع اإلشارة إلى‬
‫موقف بعض أهل الخير من األغنياء والحكام وغيرهم‪ ،‬ممن سعوا إلى‬
‫التخفيف من وقع تلك الكوارث وآثارها على عامة الناس‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫أهمية المخطوط‬
‫من األمور التي تظهر لنا أهمية مخطوط تاريخ وطيوط أن مؤلفه تطرق‬
‫للعديد من األحداث التي شهدها عصره‪ ،‬أو عاش بعضها‪ ،‬أو سمع عنها مِ َّمن‬
‫يكربه سنًا‪ ،‬أو مما وجده يف كتب من سلف من المؤلفين والعلماء الذين سبقوه‬
‫يف الكتابة‪ ،‬فكان للتنوع الذي صاحب تراجم علماء سهام وذؤال وغيرهم دوره‬
‫يف كشف الغطاء عن العديد من الوقائع التي شهدها ذلك العصر السيما من‬
‫القرن السادس وحتى مطلع التاسع الهجريين‪ /‬الثاين عشر حتى الخامس عشر‬
‫الميالديين‪ ،‬لذلك كان لإلشارات إلى بعض الجوانب السياسية واالجتماعية‬
‫والعلمية والفكرية أثرها يف كل ذلك‪.‬‬
‫فمن الناحية السياسية يتطرق المعلم وطيوط إلى مرحلة زوال الدولة‬
‫األيوبية (‪626 - 569‬هـ‪1229 - 1173 /‬م) يف اليمن‪ ،‬وآخر سالطينها‬
‫المسعود صالح الدين يوسف بن الكامل األيوبي (ت‪626 :‬هـ‪1229 /‬م)‪،‬‬
‫وقيام الدولة الرسولية ً‬
‫بدل عنها (‪858 - 626‬هـ‪1462 - 1229 /‬م)‪ ،‬والدور‬
‫الذي أ َّداه الشيخان البجلي والحكمي(‪ )1‬يف تقديم البشارة للسلطان المنصور‬
‫نور الدين عمر بن علي بن رسول (‪647 - 626‬ﻫ‪1250 – 1229/‬م) من‬
‫وصوله إلى الحكم‪ ،‬وقيام دولته‪ ،‬والمساحة التي من الممكن أن تصلها‪ ،‬وهي‬
‫بشارة نالت استحسان المنصور الذي كافأهم بمجرد استقامة األمر له(‪.)2‬‬
‫كما يقدم لنا المؤلف تفاصيل مختلفة عن تاريخ الدولة الرسولية خالل‬
‫عصر بعض سالطينها مثل المنصور نور الدين عمر‪ ،‬والمظفر يوسف‬

‫((( سوف يتم الحديث عنهم بالتفصيل الح ًقا‪.‬‬


‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪38‬أ‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫داود (‪721 - 696‬ﻫ‪/‬‬ ‫(‪694 - 647‬ﻫ‪1294 - 1249 /‬م)‪ ،‬والمؤيد ُ‬


‫داود (‪764 - 721‬ﻫ‪/‬‬ ‫‪1321 - 1296‬م)‪ ،‬والمجاهد علي بن المؤيد ُ‬
‫‪1362 - 1321‬م)‪ ،‬واألفضل عباس‪ ،‬مع التوسع لمن عاصره من هؤالء‬
‫السالطين‪ ،‬ويتطرق هنا لكل دولة من دول هؤالء السالطين على حدة‪،‬‬
‫وما عرفت به من عدل وظلم‪ ،‬وعالقتها السياسية بقبائل هتامة‪ ،‬مع اإلشارة‬
‫للعالقات الخارجية التي ارتبطت هبا‪ ،‬مثل عالقة السلطان المظفر بملك‬
‫الصين‪ ،‬ودور المظفر يف مناصرة المسلمين هناك‪ ،‬وما قدمه لهم(‪ً ،)1‬‬
‫فضل عن‬
‫معلومات قيمة ونادرة عن حياة بعض هؤالء السالطين الشخصية‪ ،‬وبطوالهتم‬
‫مشيرا إلى بعض الحوادث التي أثارت الناس‬ ‫ً‬ ‫التي أهبروا هبا بسطاء رعيتهم‪،‬‬
‫وجعلتهم ينظرون إلى سالطين البيت الرسولي بفخر واعتزاز(‪ ،)2‬وبعض‬
‫المواقف التي ناصروا فيها المظلوم‪ ،‬كما ذكر المعلم وطيوط من قصة الفقيه‬
‫الذي كان يرتدد على بيته أحد مماليك المؤيد للجلوس مع زوجته‪ ،‬وموقف‬
‫الملك المؤيد من هذا التصرف‪ ،‬ونصرته للفقيه‪ ،‬ومعاقبته للجاين دون أي‬
‫رحمة أو رأفة(‪.)3‬‬
‫ويف الوقت نفسه‪ ،‬يشير المؤلف إلى بعض والة منطقة هتامة وأمرائها وما‬
‫مشيرا إلى عدد من‬‫ً‬ ‫تميز به هؤالء من أخالق اختلفت بين الف َّظة والطيبة‪،‬‬
‫ظالما‪،‬‬
‫ً‬ ‫هؤالء الوالة أمثال‪ :‬والي منطقة الكدراء الذي وصفه بأنه كان ف ًظا‬
‫فرض على الناس الضرائب‪ ،‬وجباها منهم بالقوة‪ ،‬وسجن وعذب من عجز‬
‫عن دفعها أو وتقديمها يف وقتها‪ ،‬و ُتعد هذه المعلومات من بين أهم ما جاء‬

‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪57‬ب‪.‬‬


‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪58‬أ‪ .‬ب‪.‬‬
‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪58‬ب‪59 ،‬أ‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫يف هذا المخطوط الذي عكس لنا الواقع السياسي لتلك المناطق التي كانت‬
‫تحكم من غير أبنائها‪ ،‬وإنما من قبل المماليك والعجم أو ال ُغز كما وصفهم‪ ،‬يف‬
‫حين يقدم لنا المؤلف العديد من القصص يف أثناء سرده لبعض الرتاجم يظهر‬
‫من خاللها الظلم التي كان يعانيه الناس من بعض المتنفذين سوا ًء من والة أو‬
‫حكام أو عسكر من أصحاب المناصب يف بعض المناطق التهامية(‪.)1‬‬
‫إضافة إلى ما قدمه لنا المعلم وطيوط من معلومات قيمة عن بعض أصحاب‬
‫الوظائف العسكرية واألمنية والمدنية يف العصر الرسولي‪ ،‬وما كان لهم من دور‬
‫فاعل ومهم يف تسيير شؤون الحكم‪ ،‬وأمور السلطان وآل بيته ونسائه‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫الوزير‪ ،‬والزمام‪ ،‬والجنادرة‪ ،‬والمهتار‪ ،‬والدويدار‪ ،‬وسند الباب‪ ،‬واألستادار‪،‬‬
‫والحاجب‪ ،‬وأمير جندار‪ ،‬ومشد المشدين‪ ،‬والطواشية وغيرهم(‪.)2‬‬
‫أما النواحي االجتماعية فيورد لنا المعلم وطيوط العديد منها‪ ،‬ومن ذلك‬
‫بعض العادات االجتماعية الطيبة التي يذكرها يف مؤلفه هذا‪ ،‬كسعي بعض‬
‫علماء ذلك العصر وأغنيائه إلى خدمة الناس والتخفيف عنهم‪ ،‬ودعمهم يف‬
‫لحظات الشدة والمحن‪ ،‬كجانب من جوانب التكافل االجتماعي الذي تميز‬
‫به المجتمع اليمني يف ذلك الحين(‪ ،)3‬وما إلى ذلك من صفات الكرم والجود‬
‫للغريب والمسكين والمنقطع واليتيم‪ ،‬على الرغم من الوضع االقتصادي‬
‫والمعيشي الصعب الذي كان يعيشه أهالي هذه المناطق التي اشتهر أهلها‬
‫بجودهم وكرمهم(‪.)4‬‬

‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪50‬ب‪76 ،‬أ‪ .‬ب‪.‬‬


‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪27‬ب‪56 ،‬ب‪58 ،‬ب‪59 ،‬أ‪62 ،‬أ‪73 ،‬ب‪.‬‬
‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق‪10‬ب‪20 ،‬ب‪21 ،‬أ‪ 21 ،‬ب‪22 ،‬أ‪30 ،‬أ‪68 ،‬أ‪.‬‬
‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪10‬ب‪68 ،‬أ‪73 ،‬أ‪ .‬ب‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫ويحاول المؤلف يف هذه المخطوطة أن يصور لنا روح المحبة والتآخي‬


‫التي كانت سائدة يف ذلك العصر بين أفراد المجتمع الواحد يف هتامة السيما‬
‫بين علمائها‪ ،‬وذلك من خالل وصفه للعالقة التي كانت قائمة بين العالمة‬
‫الحسين بن إسماعيل البجلي وبين الشيخ محمد بن أبي بكر الحكمي‬
‫وغيرهم‪ ،‬مما يعطي لنا صورة لواقع ذلك الزمن وما جسد فيها من عالقات‬
‫أخوية متينة يف اهلل والعلم‪ ،‬حتى إنه وصفهم بأهنم روحان يف جسد‪ ،‬سيفان‬
‫يف غمد(‪ ،)1‬إضافة إلى ما يحظى به العلماء والمشايخ من احرتام وتقدير بين‬
‫الناس بلغ درجة تقبيل أيديهم عند السالم عليهم والتحية كدليل على المكانة‬
‫الرفيعة التي حظوا هبا(‪.)2‬‬
‫ومن ناحية اجتماعية أخرى‪ ،‬يمدنا المؤلف بمعلومات قيمة لبعض المالبس‬
‫التي كان يرتديها الناس يف ذلك العصر مثل الشملة(‪ ،)3‬وهي كساء من صوف‬
‫كان يلبسه البدو‪ ،‬ومعلومات قيمة عن بعض األدوات التي كان يستعملها‬
‫الناس يف معامالهتم اليومية يف بيوهتم ومطابخهم مثل المخالة‪ ،‬والبطة – إناء‬
‫للزيت ‪ ،-‬والمشعل وهو أدم من جلد يتوضأ منه الناس(‪ ،)4‬وما كان يقدم فيها‬
‫لهم‪ ،‬والحصير(‪ ،)5‬واألدوات التي كان يقدم فيها الطعام لمواشيهم ومركوباهتم‬
‫من الخيول والحمير مثل إناء المخالة‪ ،‬وهي التي يجعل فيها حسيك الفرس‬
‫والحمار وغيرها(‪.)6‬‬

‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪2‬ب‪.‬‬


‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪ 10‬ب‪.‬‬
‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪ 10‬ب‪.‬‬
‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪ 1‬ب‪11 ،‬ب‪67 ،‬أ‪.‬‬
‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪68‬أ‪.‬‬
‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ا ب‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫ويف الوقت نفسه‪ ،‬يقدم المؤلف لنا بعض مظاهر الحياة االجتماعية من‬
‫عادات وتقاليد مرتبطة بحياة الناس يف قرى وادي سهام وذؤال يف هتامة‪،‬‬
‫مثل عادات الزواج‪ ،‬وما يشهده من احتفاالت ووالئم وأفراح تعم المنطقة‬
‫التي يحدث فيها‪ ،‬السيما أفراح كبار المشايخ من أصحاب األموال والتجار‬
‫فضل عن عادات الوالدة والسبوع‪ ،‬وما يصاحبها من احتفاالت‬ ‫وغيرهم(‪ً ،)1‬‬
‫وأناشيد يتغنى هبا الناس يف مثل هذه المناسبات االجتماعية(‪.)2‬‬
‫إضافة إلى ذكره لبعض العادات االجتماعية السيئة التي كانت منتشرة يف‬
‫المجتمع اليمني التهامي‪ ،‬منها عادة ارتفاع المهور‪ ،‬وذلك يف الحكاية التي‬
‫أوردها عن الحسين بن إسماعيل البجلي وخطبته لشجينة‪ ،‬ومقدار ما طلب‬
‫منه والدها من مهر عجز عن دفعه الرتفاعه(‪ ،)3‬وعادة شرب الخمور التي‬
‫انتشرت بين فئة واسعة من الشباب بما فيهم بعض أبناء كبار الفقهاء الذين‬
‫عجزوا عن صد أبنائهم عن شربه‪ ،‬لما كان له من مضرة على المجتمع وأهالي‬
‫المناطق التي كانوا يعيشون فيها‪ ،‬ومحاوالت بعض الفقهاء للتصدي لهذه‬
‫الظاهرة السيئة رغم انتشارها الواسع(‪.)4‬‬
‫ومن التفاصيل القيمة التي قد ال نجدها يف العديد من المصادر التاريخية‬
‫األخرى التي أرخت لهذه الحقبة المهمة؛ المعلومات التي يقدمها لنا المعلم‬
‫وطيوط عن أنساب بعض األسر والقبائل التي سكنت منطقة هتامة وغيرها‪،‬‬
‫مع تدقيقه يف الحديث عنها وعن جذورها القبلية وفروعها‪ ،‬وأحيانًا يعود هبا‬
‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق‪70‬أ‪.‬‬
‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق‪71‬أ‪ .‬ب‪.‬‬
‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ا ب‪.‬‬
‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪ 6‬أ‪ .‬ب‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫إلى الفرع الرئيس يف األسرة أو القبيلة‪ ،‬وعلى ما يبدو أن مؤلف المخطوط‬


‫كثيرا على بعض المصادر اليمنية‪ ،‬مثل كتاب‪« :‬طرفة األصحاب يف‬
‫اعتمد ً‬
‫معرفة األنساب»‪ ،‬للملك األشرف عمر بن يوسف بن عمر بن رسول (ت‪:‬‬
‫‪696‬ﻫ‪1296/‬م) وغيره‪ ،‬يف تحديد أنساب تلك القبائل وما تفرع عنها من‬
‫ُأسر وأفراد تناولها بشكل دقيق‪ ،‬واستطعنا من خاللها التعرف على األصول‬
‫القبلية للعديد من األسر التي سكنت المنطقة‪ .‬إال أن ما أعطى أهمية أكرب لما‬
‫جاء به المعلم وطيوط هو تناوله ألنساب القبائل واألسر التي كانت معاصرة‬
‫له بما فيها أسرة وطيوط‪ ،‬وهي األسرة التي ينتمي إليها هذا المؤرخ(‪ً ،)1‬‬
‫فضل‬
‫موضحا نسبها‪ ،‬والبالد‬
‫ً‬ ‫عن تركيزة على أسر هتامية معينة مثل أسرة الناشري‪،‬‬
‫التي قدموا منها‪ ،‬وأهم من أشتهر منهم ومن غيرهم من األسر التهامية السيما‬
‫العلماء والفقهاء والمدرسين والقضاة والوالة وغيرهم(‪ ،)2‬يف حين يقدم لنا‬
‫المعلم وطيوط معلومات قيمة عن نسب األسرة الرسولية على الرغم من أنه‬
‫مشيرا يف عباراته إلى عربيتهم التي حاول‬
‫ما زال موضوع خالف بين الباحثين‪ً ،‬‬
‫إثباهتا بأي طريقة كما جاء يف قوله‪« :‬وكان الملك المنصور عرب ًيا»‪ ،‬ويف موضع‬
‫آخر يقول‪« :‬فأتاهم الملك المنصور وهو عربي»(‪.)3‬‬
‫ومن األمور ذات األهمية التي يوردها لنا مؤلف كتاب‪« :‬تاريخ وطيوط»‬
‫هو رصده للعديد من المشكالت والضغوطات االجتماعية التي تعرض لها‬
‫أهالي منطقة هتامة‪ ،‬منها ما فرض عليهم من أنواع الضرائب غير الشرعية‪،‬‬

‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪83‬أ‪ .‬ب‪.‬‬


‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪100‬أ‪ .‬ب‪.‬‬
‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪38‬أ‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫مثل‪ :‬المساحة والمعونة وغيرها(‪ ،)1‬وما ترتب عليها من أضرار بمصالح‬


‫األهالي هناك‪ ،‬كما يقدم لنا معلومات قيمة عن ضرائب غير شرعية أخرى‬
‫فرضت يف المنطقة مثل ضريبة المكتب التي كانت سب ًبا يف شقاء الناس هناك‪،‬‬
‫وتدهور وضعهم المعيشي‪ ،‬لما فيها من ثقل عليهم‪ ،‬السيما وأن هذه الضريبة‬
‫كانت ال تراعي الوضع الذي كان يعيشه المزارع وما تنتجه األرض من غلة‬
‫علما أن ذلك‬
‫قد ال تويف بالغرض وتعجز الفالح عن اإليفاء بما عليه للحاكم‪ً ،‬‬
‫ينعكس سل ًبا على المزارع الذي يتعرض للسجن والتعذيب يف حالة عدم إيفائه‬
‫هبا ودفعها للعمال(‪.)2‬‬
‫إضافة إلى ذلك‪ ،‬يرصد لنا هذا المؤرخ بعض الظواهر الطبيعية والبيئية‬
‫التي أضرت بحياة الناس يف ذلك الوقت‪ ،‬وأثرها على استقرارهم المعيشي‪،‬‬
‫السيما بعض حاالت القحط والجفاف والعواصف والرياح واألمطار الشديدة‬
‫والفيضانات والسيول الجارفة والزالزل والحرائق والحشرات المضرة بالزرع‬
‫واألرض التي كانت سب ًبا يف شقاء األهالي‪ ،‬وتدهور وضعهم المعيشي‪ ،‬مع‬
‫إشارته إلى العديد من الحاالت التي تضررت بسبب هذه الظواهر الطبيعية‬
‫والبيئية المذكورة‪ ،‬وكيف تم معالجتها والتخفيف منها من قبل رجال الخير‪،‬‬
‫وأصحاب األموال‪ ،‬الذين خلقوا حالة من التكافل االجتماعي للتخفيف عن‬
‫فضل عن دور الدولة‬ ‫ً‬ ‫الفقراء واأليتام والمساكين والبسطاء والمنقطعين‪،‬‬
‫وبعض حكام ذلك الزمن‪ ،‬وما قدموه من مال ودعم وإعفاء من الضرائب التي‬
‫كانت مفروضة على المتضررين من كل هذه الظواهر(‪.)3‬‬

‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪57‬أ‪ .‬ب‪ .‬وسوف يتم التعريف بكل هذه المصطلحات يف‬
‫سياق التحقيق‪.‬‬
‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪ 3‬أ‪.‬‬
‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪ 3‬أ‪ .‬ب‪ 10 ،‬ب‪28 ،‬ب‪29 ،‬أ‪30 ،‬أ‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫وكان لحياة المرأة التهامية نصيب يف هذا المخطوط‪ ،‬إذ يقدم لنا المؤرخ‬
‫وطيوط معلومات عن طبيعة حياة هذه المرأة وزواجها وحملها وما تلقاه من‬
‫اهتمام وعناية طيلة مدة الحمل‪ ،‬وما يعم البيت التهامي من فرحة وسرور‬
‫بوالدهتا‪ ،‬وعادات ما يعرف بالسبوع التي يحتفل هبا بعد أسبوع من الوالدة‪ ،‬مع‬
‫ما يصاحب ذلك من أناشيد وأغاين كانت معروفة بين أهالي تلك المناطق(‪،)1‬‬
‫فضل عن بعض قصص الحياة الزوجية وما كان بين األزواج من حب وخالف‬ ‫ً‬
‫ناتج عن أمور حياتية يقدمها لنا المؤلف بطريقة سلسة وسهلة‪.‬‬
‫ويف إشارة بسيطة يورد لنا المعلم وطيوط معلومات عن النشاط التجاري‬
‫الذي كانت تشهده منطقة سهام وقراها وذؤال وما جاورها مثل منطقة األنفة‬
‫وغيرها السيما عالقاهتا التجارية مع بعض المناطق اليمنية مثل تعز‪ ،‬الذي‬
‫كان يرد تجارها إلى هذه المناطق للمتاجرة بالعطب (القطن)(‪ ،)2‬كما أشار‬
‫إلى مدينة الخرقاء يف هتامة‪ ،‬وعرفها أهنا كانت مدينة عظيمة يأتيها التجار‬
‫وصعده‪ ،‬وصنعاء‪ ،‬ومشارف تعز‪ ،‬وأهنا كانت تسمى‬ ‫من طقشة‪ ،‬والدردية‪َ ،‬‬
‫عدن‪ ‬الصغير(‪.)3‬‬
‫ومن ناحية جغرافية؛ ُيعد مخطوط تاريخ وطيوط معجم جغرايف تاريخي‬
‫لما احتواه من ذكر لمناطق تنوعت بين مدن والقرى وأودية وجبال زادت من‬
‫أهميته‪ ،‬حتى إن المؤلف لم يورد تلك المناطق والمدن وقرى وغيرها من باب‬
‫الذكر فقط وإنما راح يف شرح مواقع بعضها وحدودها التاريخية والجغرافية‪،‬‬

‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪ 7‬أ‪ .‬ب‪.‬‬


‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪14‬ب‪.‬‬
‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪24‬أ‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫وأهم منتجاهتا الزراعية من عنب وتين وموز(‪ ،)1‬وقصب السكر وأرز وبر‬
‫(حبوب)(‪ ،)2‬وحبحب (بطيخ)(‪ ،)3‬وعطب (قطن)(‪ ،)4‬والزيت المستخرج‬
‫من الجلجل(‪ ،)5‬ومنتجاهتا الصناعية وغيرها‪ ،‬وهو ما قد نفتقده يف العديد‬
‫من المؤلفات التي تناولت السير والرتاجم التاريخية يف اليمن وغيرها من‬
‫البالد‪ ‬اإلسالمية‪.‬‬
‫كما شكلت النواحي العلمية والفكرية من أهم ما تطرق له المعلم وطيوط‬
‫صورا جميلة وواضحة‬ ‫ً‬ ‫عند ترجمته للعديد من علماء عصره؛ مما أعطى لنا‬
‫لسير العملية التعليمية‪ ،‬وطرق التدريس‪ ،‬واللقاءات التي كانت تتم بين العلماء‬
‫أنفسهم‪ ،‬وبين العلماء وسالطين ذلك الزمن من بني رسول وغيرهم من حكام‬
‫فضل عن ذكره‬‫ً‬ ‫عصرهم‪ ،‬وحلقات العلم والشعر التي كانت تقوم بينهم(‪،)6‬‬
‫للعديد من المدارس يف سياق ترجمته لبعض علماء هتامة وتعز وغيرها‬
‫السيما المدارس التي اشتهرت يف ذلك الحين بتدريسها ومدرسيها ومناهجها‬
‫وطالهبا‪ ،‬مما يعطي لنا صورة ولو بسيطة عن دور تلك المدارس يف نشر العلم‬
‫بين سكان المناطق التي وجدت فيها‪ ،‬لشهرة من درسوا فيها(‪.)7‬‬

‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪ 8‬أ‪.‬‬


‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪13‬ب‪.‬‬
‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪17‬ب‪68 ،‬أ‪.‬‬
‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪14‬ب‪.‬‬
‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪ 67‬أ‪.‬‬
‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪33‬ب‪.‬‬
‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪91‬أ‪ .‬ب‪92 ،‬أ‪ .‬ب‪.‬‬
‫‪31‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫مما يؤخذ على مؤلف كتاب «تاريخ وطيوط»‬


‫من خالل دراستنا لما جاء به المعلم وطيوط يف كتابه المذكور‪ ،‬الذي ُيعد‬
‫واحدً ا من أهم مصادر تاريخ اليمن يف العصر اإلسالمي نالحظ؛ أن هناك بعض‬
‫فضل عما يؤخذ على المؤلف‬ ‫النقص فيما جاء به من معلومات وخلط فيها‪ً ،‬‬
‫علما أهنا ال تقلل‬
‫من أخبار متنوعة ورد بعضها السيما يف بعض الرتجمات‪ً ،‬‬
‫من أهميته التاريخية والعلمية‪ ،‬ومكانته بين الكتب التاريخية المصدرية لتاريخ‬
‫هتامة واليمن‪ ،‬مما دفعنا إلى مقارنتها ببعض المصادر التي اعتمد عليها‪ ،‬لتكملة‬
‫ذلك النقص البسيط‪ ،‬ومن بين أهم ما يمكن أن يؤخذ على المعلم وطيوط‪:‬‬
‫‪ -1‬أنه كان مؤمنًا بما كان يورده من شطحات وخزعبالت سمعها أو نقلها له‬
‫المقربون منه عن بعض الشخصيات التي ترجم لها‪ ،‬مع أهنا أمور وردت‬
‫لدى معظم مؤرخي عصره أو من سبقوه‪ ،‬أمثال‪ :‬ابن سمرة الجعدي‪،‬‬
‫والجندي‪ ،‬والخزرجي‪ ،‬واألهدل وغيرهم‪ ،‬ورغم إيمانه بكل ذلك إال‬
‫أنه كان يشيد ببعض الشخصيات التي كانت تحارب البدع وغيرها من‬
‫الخزعبالت التي ظهرت يف زمنه‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم دقته يف نقل األحاديث النبوية الشريفة‪ ،‬وما جاء من أحداث عن حياة‬
‫الرسول ﷺ التي كان يستشهد هبا‪ ،‬بل وعجزنا عن الحصول على بعض‬
‫تلك األحاديث بعد عودتنا إلى كتب الصحاح والسنن وغيرها‪ ،‬إال ما كان‬
‫مقار ًبا لها أو يحمل المعنى نفسه‪ ،‬مما دفعنا إلى ضرورة العودة مرة أخرى‬
‫إلى تلك الكتب من الصحاح وغيرها والبحث فيها عن نص الحديث‪ ،‬أو‬
‫ما هو قري ًبا منه‪ ،‬وعلقنا على ذلك يف حواشي الكتاب‪.‬‬
‫‪ -3‬ذكر المؤلف للعديد من األحداث والوقائع التاريخية المهمة يف تاريخ‬
‫‪32‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫اليمن وهتامة التي لم يرد حتى بعضها يف المصادر التي أرخت للحقبة‬
‫الرسولية وما قبلها‪ ،‬مع عدم تزمين بعض تلك األحداث بسنتها التي‬
‫وقعت فيها‪ ،‬لتكون أكثر دقة وأهمية‪ ،‬واكتفاؤه فقط بذكر الحادثة واسم‬
‫السلطان الذي وقعت يف عهده أو الوالي أو غيره‪.‬‬
‫‪ -4‬على الرغم من اعتماد المعلم وطيوط على مصادر تاريخية مهمة لنقل‬
‫بعض المعلومات إال أنه ‪ -‬على ما يبدو ‪ -‬لم يعد إليها مباشرة‪ ،‬واعتمد‬
‫على مصدر السماع من غيره عنها‪ ،‬لعدم إيراده لتواريخ تلك األحداث التي‬
‫كانت واردة يف المصادر التي عاد إليها‪ ،‬السيما أننا قد عدنا إلى المصادر‬
‫التي اعتمد عليها وذكرها‪ ،‬ووجدنا تفصيل أكثر بالشهر والسنة يف بعضها‪،‬‬
‫مما جعلنا نعتقد أنه قرأ بعضها فقط‪ ،‬ونقل الباقي عن أناس قرأوا فيها‪.‬‬
‫‪ -5‬عند نقله لبعض القصائد الشعرية ال يتحرى الدقة يف كتابتها‪ ،‬وقد يخلط يف‬
‫األبيات‪ ،‬ويقدم ويؤخر بعضها على بعض‪ ،‬السيما قصائد الشعر الجاهلي‬
‫مع عدم ذكره السم الشاعر وزمانه‪ ،‬حتى إن بعضها لم نجده يف كتب األدب‬
‫والشعر الجاهلي أو غيره‪ ،‬إال ما جاء على لسان بعض شعراء عصره كابن‬
‫حمير الذي نقل عنه مع عدم تحري الدقة يف ذلك‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫مصادر المؤلف‬
‫اعتمد مؤلف مخطوط‪« :‬تاريخ وطيوط» على العديد من المصادر التاريخية‬
‫المكتوبة‪ ،‬والمصادر الشفهية التي كانت يتلقى منها األخبار لثقته بناقليها وبما‬
‫يقدمونه‪ ،‬وقد أشار المؤلف إلى تلك المصادر يف أثناء حديثة عن تلك الرتاجم‪،‬‬
‫مبينًا أهميتها التاريخية ومدى ثقته فيها‪ ،‬ومن أبرز هذه المصادر المكتوبة التي‬
‫استقى منها معلوماته‪:‬‬
‫‪ -1‬كتاب‪« :‬طبقات فقهاء اليمن»‪ ،‬للمؤرخ عمر بن علي بن الحسن بن سمرة‬
‫الجعدي المتوىف سنة ‪586‬ﻫ‪1190/‬م(‪.)1‬‬
‫‪ -2‬كتاب‪« :‬وفيات األعيان البن خلكان»‪ ،‬للمؤرخ شمس الدين أبو العباس‬
‫أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر بن خلكان المتوىف سنة ‪681‬هـ‪/‬‬
‫‪1282‬م(‪.)2‬‬
‫‪ -3‬كتاب‪« :‬السلوك يف طبقات العلماء والملوك»‪ ،‬للمؤرخ أبي عبداهلل هباء‬
‫الدين محمد بن يوسف بن يعقوب الجندي المتوىف سنة ‪732‬ﻫ‪1331/‬م‪،‬‬
‫ويعد من بين أهم المصادر التي اعتمد عليها يف معلوماته(‪.)3‬‬
‫‪ -4‬كتابي‪« :‬روض الرياحين يف مناقب الصالحين»‪َ ،‬و«مرآة الجنان وعربة‬
‫اليقظان يف معرفة ما يعترب من حوادث الزمان» للمؤرخ أبي محمد عفيف‬
‫الدين عبد اهلل بن أسعد بن علي بن سليمان اليافعي المتوىف سنة ‪768‬هـ‪/‬‬

‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪46‬أ‪70 ،‬ب‪.‬‬


‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪41‬أ‪.‬‬
‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪42‬ب‪60 ،‬ب‪89 ،‬أ‪90 ،‬ب‪108 ،‬أ‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫‪1366‬م‪ ،‬الذي اعتمد عليهن المعلم وطيوط يف كثير من الروايات المتعددة‬


‫لعلماء ذلك الزمان‪.‬‬
‫‪ -5‬كتب وروايات أبي عبد اهلل وهب بن منبه األبناوي الصنعاين الذماري‬
‫(‪114 - 34‬هـ‪732 - 654 /‬م) الذي اعتمد عليه يف إيراد بعض القصص‬
‫والروايات التي يبدو أهنا امتزجت باإلسرائيليات‪ ،‬وما جاء فيها من‬
‫خرافات نسبت إلى النبي ﷺ(‪.)1‬‬
‫‪ -6‬كتاب‪« :‬جمهرة أنساب العرب»‪ ،‬ألبي محمد علي بن أحمد بن سعيد بن‬
‫حزم األندلسي القرطبي الظاهري (ت‪456 :‬هـ‪1063 /‬م)‪ ،‬الذي يشير‬
‫إلى أنه استقى منه بعض المعلومات المتعلقة باألنساب للقبائل التهامية(‪.)2‬‬
‫‪ -7‬كتب المؤرخ‪ :‬أبي محمد عبد اهلل بن مسلم بن قتيبة الدينوري (ت‪276 :‬هـ‪/‬‬
‫‪889‬م) التي استقى منها بعض المعلومات التاريخية المتعلقة ببعض‬
‫الشخصيات التي وفدت إلى مناطق هتامة المختلفة من الحجاز‪ ‬وغيرها(‪.)3‬‬
‫‪ -8‬كتاب‪« :‬المغازي»لإلمام‪ ‬أبي بكر محمد بن إسحاق بن يسار بن خيار‬
‫المدين (ت‪151 :‬هـ‪768 /‬م)‪ ،‬و ُيعد من أهم المصادر التي اعتمد عليها‬
‫المعلم وطيوط‪ ،‬عند ترجمته لبعض الشخصيات التاريخية يف السيرة‬
‫النبوية‪ ،‬ووجد لها ذرية يف منطقة هتامة(‪.)4‬‬
‫كما اعتمد على مؤلفات قال إنه ا َّطلع عليها فقط دون أن يذكر اسمها ودون‬
‫أن يبين السبب‪ ،‬مثلما قال عن كتاب حضرمي‪« :‬وقد رأيت كتا ًبا صنفه رجل‬

‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪67‬أ‪ .‬ب‪.‬‬


‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪84‬أ‪.‬‬
‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪131‬ب‪.‬‬
‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪132‬ب‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫حضرمي ذكر فيه كرامات للفقيه محمد ابن يعقوب‪ ،‬وكرامات ولده أبي بكر‬
‫بن محمد نفع اهلل هبما»(‪.)1‬‬
‫أيضا على المعلومات التي كانت‬
‫ويف الوقت نفسه‪ ،‬اعتمد المؤرخ وطيوط ً‬
‫مخزونه لديه يف ذاكرته أو التي سمعها من بعض األسر‪ ،‬أو من غيره من الناس‬
‫كعلماء زبيد وغيرهم ممن كانوا يحفظون التواريخ‪ ،‬فيقول يف ذلك‪:‬‬
‫«وقد حكى لي بعض األصحاب»(‪.)2‬‬
‫«وقد ُحكي لي بعض القضاة الثقات»(‪.)3‬‬
‫«هكذا سمعت بعض علماء التواريخ بزبيد»(‪.)4‬‬
‫«وأخبرين بعض رؤوسا بني قاسم أهل المغارب»‪.‬‬
‫«فأخبرين من أثق به أوائل بني قاسم أهل المنصورية»(‪.)5‬‬
‫وتشكل معلوماته من بين أهم المعلومات السيما أهنا جاءت عنه كمعاصر‬
‫للحدث‪ ،‬وهذا ما أعطى كتابه هذا أهمية خاصة‪ ،‬كما اعتمد على معلومات‬
‫معاصريه أمثال‪:‬‬
‫الفقيه عمر بن محمد بن إسماعيل المكدش‪ ،‬الذي يبدو أنه سمع منه الكثير‬
‫من المعلومات‪ ،‬لقوله عنه‪« :‬على ما سمعته منه»(‪.)6‬‬

‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪41‬ب‪.‬‬


‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪ 14‬ب‪.‬‬
‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪ 52‬ب‪82 ،‬أ‪.‬‬
‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪57‬ب‪.‬‬
‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪106‬ب‪.‬‬
‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪ 9‬ب‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫والقاضي عبد اهلل بن محمد بن عبد اهلل الناشري(‪.)1‬‬


‫والشريف أحمد الرديني(‪.)2‬‬
‫والفقيه محمد بن علي األشخر(‪.)3‬‬
‫والفقيه إبراهيم الحكمي الذي يقول عنه كمصدر للحدث‪« :‬وقد حكى لي‬
‫الفقيه الصالح برهان الدين إبراهيم بن محمد الحكمي»(‪.)4‬‬
‫وقد حاول المعلم وطيوط أن يستقي معلوماته من شخصيات ال غبار عليها‪،‬‬
‫ومن أصحاب الثقة والمكانة‪ ،‬حتى إنه أورد ذلك يف مؤلفه بقوله‪« :‬وقد روى‬
‫لي من ال يتهم بالكذب»(‪ .)5‬ويقول يف موضع أخر‪« :‬ذكر لي بعض الثقات ممن‬
‫يقرأ كتاب اهلل تعالى»(‪.)6‬‬

‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪13‬أ‪.‬‬


‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪14‬ب‪.‬‬
‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪32‬أ‪.‬‬
‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪75‬ب‬
‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪74‬أ‪.‬‬
‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪74‬ب‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫منهج المؤلف‬
‫خاصا تنوع بين الرتجمة لبعض‬ ‫ً‬ ‫منهجا‬
‫ً‬ ‫اتبع المعلم وطيوط يف كتابه هذا‬
‫الشخصيات المشهورة من العلماء والصالحين من رجال زمنه‪ ،‬ومن سبقهم من‬
‫أيضا لبعض األسر التهامية الشهيرة يف منطقتي‬
‫أصحاب الكرامات‪ ،‬والرتجمة ً‬
‫سهام وذؤال‪ً ،‬‬
‫فضل عن ترجمته لبعض قبائل هذه المناطق وأنساهبا وتفرعاهتا‬
‫متناول أدق األمور يف ذلك‪ ،‬حيث استهل حديثة ً‬
‫أول بالرتجمة‬ ‫ً‬ ‫المختلفة‪،‬‬
‫لشخصية الرجل الصالح الحسين بن إسماعيل البجلي وأبنائه ومن عاصرهم‬
‫من الصالحين‪ ،‬مع التوسع يف الحديث عنه‪ ،‬وعن كراماته‪ ،‬ورحالته‪ ،‬وعالقاته‬
‫وغير ذلك‪ ،‬ثم ذكر من تبعه وعاصره من علماء عصره وزمانه والرتجمة لهم‪،‬‬
‫مع التطرق لبعض األسر التهامية‪ ،‬ووضع عناوين جانبية لكل أسرة‪ ،‬وتميز‬
‫المؤلف بأسلوب الخلط عند الحديث عن تلك األسر والشخصيات مع‬
‫ربطها بغيرها من األسر والشخصيات األخرى التي سكنت المنطقة‪.‬‬
‫ومما ال شك فيه‪ ،‬أن المعلم وطيوط خصص لنفسه منهجية متميزة فيما‬
‫يتعلق بكتابه هذا‪ ،‬حتى إنه بدأه ً‬
‫أول برتاجم بعض الشخصيات المهمة من‬
‫منطقتي سهام وذؤال وبعض مناطق هتامة‪ ،‬ثم تطرق إلى بعض األسر المهمة‬
‫ً‬
‫تفصيل قد ال نجده‬ ‫من هنا وهناك‪ ،‬ومنها عرج على قبائل المنطقة‪ ،‬وفصل فيها‬
‫عند العديد من معاصريه من المؤرخين والنسابة‪ ،‬وأهنى كتابه هذا بالتطرق إلى‬
‫بعض األسر اليمنية المشهورة يف هتامة‪ ،‬ثم األسر التهامية األخرى القادمة من‬
‫خارج اليمن‪ ،‬خاصة من الحجاز والعراق وغيرها‪ ،‬السيما من ذوي الشرف‬
‫أمثال‪ :‬آل الرديني‪ ،‬وآل الناشري‪ ،‬وآل النهاري‪ ،‬وآل األهدل وآل القليصي‬
‫وغيرهم‪ ،‬مع الخلط يف المعلومات التي يقدمها عن هذه األسر‪ ،‬والتقديم‬

‫‪38‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫والتأخير فيما يخص سرد األخبار المتعلقة هبا نتيجة لتداخل أحداثها‪ ،‬مما‬
‫أعطى لهذا المخطوط أهمية كبيرة بين مؤلفات تاريخ اليمن‪ ،‬يف حين أن‬
‫كثيرا ما يتطرق ألحداث مختلفة حشرها يف سياق الرتاجم التي‬
‫المؤلف كان ً‬
‫تناول سيرها‪ ،‬إال أنه لم يحاول أن يذكر أعوام تلك الحوادث إال فيما ندر‪،‬‬
‫وهي ميزة عجيبة يف منهج المعلم وطيوط‪.‬‬
‫وكغيره من مؤرخي العصر اإلسالمي يف اليمن‪ ،‬فقد اتبع المؤرخ المذكور‬
‫طريقة تكاد تكون واحدة أو مشاهبة لغيره؛ حيث كان يذكر يف مدخل عباراته‬
‫ً‬
‫أصل من كالمه‪،‬‬ ‫جمل قد يعتقد من يقرأها أهنا من صنع الناسخ‪ ،‬وهي‬
‫ً‬
‫كقوله‪ ‬مثل‪:‬‬
‫«ولما ذكر المؤلف ‪ -‬رحمه اهلل تعالى‪ -‬أنه طال االتساع يف ذكر أهل‬
‫هذا‪ ‬البيت»(‪.)1‬‬
‫وقوله يف موضع أخر‪« :‬ومما نظمه المؤلف ‪ -‬رحمه اهلل تعالى‪.)2(»-‬‬
‫وقوله‪« :‬قال المؤلف‪ :‬وأخبرين غير واحد عن الفقيه محمد‪.)3(»...‬‬
‫وقوله‪« :‬قال المؤلف رحمه اهلل تعالى»(‪.)4‬‬
‫وهو ما وجدناه عند العديد من المؤرخين الذين سبقوه‪ ،‬والمعاصرين‬
‫له‪ ،‬كإشارة إلى أهنا منهجية سار عليها هؤالء المؤرخون وغيرهم من مؤلفي‬
‫ذلك‪ ‬الزمن‪.‬‬

‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪100‬ب‪.‬‬


‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪101‬أ‪.‬‬
‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪106‬أ‪.‬‬
‫((( تاريخ المعلم وطيوط‪ ،‬ق ‪124‬أ‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫وصف نسخ المخطوطات‬


‫من األمور والصعوبات التي واجهتنا عند عملية التحقيق هي عدم قدرتنا‬
‫على الحصول على النسخة األصلية األم التي اعتمد عليها النساخ عند إعادة‬
‫كتابة هذا المخطوط‪ ،‬وقد حاولنا البحث والمراسلة علنا نجد ما يرشدنا أو‬
‫يوجهنا للحصول عليها إال أننا فشلنا يف الوصول إليها‪ ،‬مما دفعنا إلى االعتماد‬
‫على ما بين أيدينا من هذه المخطوطات ألجل إخراجه يف أكمل صورة‪ ،‬على‬
‫الرغم من أن المؤرخ والمحقق عبد اهلل محمد الحبشي يشير إلى أن هناك نسخ‬
‫مصورة من هذا المخطوط موجودة يف دار الكتب المصرية برقم (‪161‬خ)‪،‬‬
‫وأخرى بحوزة السيد محمد أحمد العقيلي‪ ،‬وبحسب إشارته إلى أهنا طبعت‬
‫بتحقيق المؤلف(‪ ،)1‬مع أننا لم نجد لها وجود رغم بحثنا وتواصلنا مع بعض‬
‫الزمالء السيما التي طبعت‪.‬‬
‫ولهذا‪ ،‬اعتمدنا يف تحقيقنا هذا على نسختين مهمتين ‪ -‬قد تكون نسخ‬
‫مقاربة للتي ذكرها الحبشي‪ ،‬أو هي نفسها ‪:-‬‬
‫‪ -1‬النسخة األولى‪ :‬حصلنا عليها من مكتبة جامعة الملك سعود ‪ -‬قسم‬
‫المخطوطات‪ ،‬برقم (‪7709‬ف)‪ ،‬تحت عنوان تاريخ وطيوط‪ ،‬وتم‬
‫نسخها يف ذي القعدة ‪1327‬هـ‪/‬نوفمرب ‪1909‬م‪ ،‬وتحتوي على‬
‫(‪ )265‬صفحة‪ ،‬وهي مأخوذة عن‪ :‬الجامع الكبير بصنعاء ‪ -‬المكتبة‬
‫الشرقية (‪ ،)4 :1745‬واعتمدناها النسخة األصل (أ)‪.‬‬
‫‪ -2‬النسخة الثانية‪ :‬مصورة حصلنا عليها من جامعة صنعاء ‪ -‬قسم‬
‫المخطوطات‪ ،‬وكما هو مدون عليها‪ ،‬أن االكتمال من نسخها كان يف‬

‫((( مصادر الفكر اإلسالمي يف اليمن‪ ،‬ص‪.498‬‬


‫‪40‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫‪ 17‬رجب ‪1333‬هـ‪ 30/‬مايو ‪1915‬م‪ ،‬وتحتوي على (‪ )160‬صفحة‪،‬‬


‫وهي نسخة مأخوذة من الخزانة المتوكلية التابعة لإلمام المتوكل‬
‫على اهلل يحيى بن المنصور باهلل محمد بن يحيى حميد الدين‪ ،‬وكان‬
‫قد أوقفها يف خزانة جامع صنعاء الكبير المقدس كما هو مدون على‬
‫الصفحات األولى‪ ،‬وبعض الصفحات الداخلية للمخطوط‪ ،‬واعتمدنا‬
‫على هذه النسخة‪ ،‬تحت مسمى النسخة (ب)‪.‬‬
‫وخالل دراستنا للنسخ المتوافرة لدينا وجدنا أن جميعها غير مرقم‪ ،‬واتبع‬
‫النساخ طريقة الرتقيم بوضع الكلمة األولى من أي ورقة يف هناية الصفحة‬
‫التي تسبقها‪ ،‬وهي الطريقة المتبعة يف أكثر المخطوطات التي نسخت يف ذلك‬
‫الحين‪ ،‬مما دفعنا إلى تقسم الورقة‪ ،‬إلى واجهة (أ) وخلفها (ب)‪ ،‬أي الورقة‬
‫وجهين‪ :‬أ و ب‪ ،‬للحفاظ على تسلسل أوراق المخطوط‪.‬‬
‫وعلى أية حال‪ ،‬فقد كُتبت النسختان التي اعتمدنا عليها بخط واضح‬
‫وجميل‪ ،‬وبحرب أسود‪ ،‬مع تلوين بعض الكلمات والعبارات بحرب أحمر‬
‫للتمييز ‪ -‬تقري ًبا ‪ ،-‬مع عدم وضوح بعض الكلمات‪ ،‬وكتابة بعضها باللهجة‬
‫المحلية الدارجة‪ ،‬ووضع بعض العناوين الجانبية يف حاشية الصفحة‪ ،‬مما‬
‫كثيرا عند عمل المقارنة فيما بينها‪.‬‬
‫سهل ً‬

‫‪41‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫منهج التحقيق‬
‫حاولنا يف إطار تحقيقنا لمخطوط المعلم وطيوط العمل على ضبط النص‬
‫صحيحا‪ ،‬يف محاولة إلخراجه بالصورة التي تركها عليه المؤلف‪،‬‬
‫ً‬ ‫ضب ًطا‬
‫وألجل ذلك عملنا على‪:‬‬
‫‪ -1‬مقابلة نصوص النسختين وضبطها‪ ،‬وإكمال النقص‪ ،‬وتصحيح األخطاء‬
‫التي وقع فيها النساخ من تحريف وتصحيف‪ ،‬وأشرنا إلى ذلك يف الحاشية‪.‬‬
‫‪ -2‬تقطيع النص إلى فقرات‪ ،‬وجمل حسب الرتجمة أو الحدث‪ ،‬وإدخال‬
‫عالمات الرتقيم المختلفة عليها من نقاط وفواصل‪ ،‬وفواصل منقوطة‪،‬‬
‫وعالمات استفهام وتعجب‪ ،‬وشرطات‪ ،‬وأقواس معقوفة وهاللية‬
‫ومشجرة وغيرها حسب الحاجة لها‪ ،‬وبما هو معمول به‪.‬‬
‫‪ -3‬إدخال بعض الكلمات والعبارات الساقطة من النسخ بعد مقارنتها‪،‬‬
‫ووضعها بين قوسين معقوفين‪ ،‬مع اإلشارة إلى ذلك يف الحواشي السفلية‪.‬‬
‫‪ -4‬تصحيح اآليات القرآنية‪ ،‬وضبط مكاهنا كما وردت يف القرآن الكريم بعد‬
‫التأكد منها‪ ،‬ووضعها بين قوسين مزهرين‪ ،‬مع اإلشارة يف الحاشية إلى‬
‫اسم تلك اآلية‪ ،‬ورقمها‪.‬‬
‫‪ -5‬تخريج األحاديث النبوية الشريفة‪ ،‬ووضعها بين قوسين معقوفين‪،‬‬
‫والتأكد من مدى صحتها‪ ،‬وتحديد مصدرها من كتب الصحاح‪ ،‬مع‬
‫اإلشارة إلى مدى صحة الحديث‪ ،‬وتصحيحه يف الحاشية السفلية‪،‬‬
‫وتحديد المصدرية‪ ‬واإلسناد‪.‬‬
‫‪ -6‬البحث عن األبيات الشعرية والرسائل والعبارات النصية الواردة يف متن‬

‫‪42‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫المخطوط يف المصادر التاريخية ودواوين الشعر واألدب التي وردت‬


‫فيها ساب ًقا‪ ،‬ومقابلتها للتأكد من صحتها‪ ،‬وإصالح ما يمكن إصالحه‬
‫منها‪ ‬بالحاشية‪.‬‬
‫‪ -7‬ترجمة حياة األفراد الوارد ذكرهم من العلماء والفقهاء والسالطين‬
‫والملوك والوالة وغيرهم للتعرف على زمن وجودهم‪ ،‬وسنة وفاهتم‬
‫السيما أن المعلم وطيوط غفل عن ذكر مثل هذه المعلومات ألكثر هؤالء‬
‫السالطين والعلماء والفقهاء والصوفية وغيرهم‪.‬‬
‫‪ -8‬التعريف بمعظم المناطق والمواضع التي ورد ذكرها يف المخطوط‪،‬‬
‫والتنويه إلى وضعها الحالي‪ ،‬وهل مازالت تعرف بنفس االسم أم تغيرت‪،‬‬
‫وهل مازالت عامرة أو اندثرت وهكذا‪.‬‬
‫‪ -9‬وردت بعض األلفاظ والمصطلحات والعبارات غير المعروفة يف متن‬
‫النص‪ ،‬ولتوضيحها تم شرحها عن طريق االستعانة بالمعاجم اللغوية‪،‬‬
‫أما الكلمات ذات الطابع المحلي فقد شرحت معانيها واستخداماهتا عند‬
‫ورودها ألول مرة يف الحاشية‪.‬‬
‫‪-10‬سعينا قدر المستطاع إلى عدم إثقال حواشي الكتاب السفلية بكثرة‬
‫التعليقات إال للضرورة التوضيحية التي تحتم علينا ذلك ألجل إكمال‬
‫ما وقع فيه المؤلف من نقص واضح‪.‬‬
‫‪ -11‬قمنا بعمل فهارس لألعالم الوارد ذكرهم يف المخطوط‪ ،‬وفهارس‬
‫ألسماء البلدان والمواضع والمواقع‪ ,‬وفهارس للقبائل والجماعات والفرق‬
‫والمذاهب‪ ،‬وختمنا بفهرس تفصيلي لموضوعات الكتاب‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫نماذج من النسختين المخطوطتين‬

‫النسخة (أ) – اللوحة ‪1‬‬

‫‪44‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫النسخة (أ) – اللوحة األخيرة‬

‫‪45‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫النسخة (ب) – اللوحة (‪)1‬‬

‫‪46‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫النسخة (ب) – نموذج إلحدى لوحاتها‬

‫‪47‬‬
‫التحقيق‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم وبه نستعين‬


‫الحمد هلل خالق الخلق أجمعين‪ ،‬ومالك يوم الدين‪ ،‬وأثبت الدين بالنبي‬
‫واألولياء والعلماء والرباهين‪ ،‬أحمده على جزيل فضله وإحسانه‪ ،‬وأشكره‬
‫على ما أوالنا من منه وامتنانه‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال اهلل وحدة ال شريك له‬
‫شهادة عبد مخلص متحقق بالعبودية طال ًبا رضوانه‪ ،‬وأشهد أن محمدً ا عبده‬
‫ورسوله وصفيه وأمينه وأعرف خلقه به‪ ،‬القائم بما أمر يف كل أحيانه‪ ،‬صلي اهلل‬
‫كثيرا‪ ،‬ال حدَّ له وال انقضاء‪ ،‬وعلى‬
‫تسليما ً‬
‫ً‬ ‫عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم‬
‫أمته الصالحين وأعوانه أما بعد‪، ، ،‬‬
‫مختصرا لطي ًفا يف مناقب‬
‫ً‬ ‫فقد سألني بعض اإلخوان أن أجمع كتا ًبا‬
‫[الصالحين](‪ )1‬مشايخ سهام(‪ ،)2‬وما جرى بـه القلم واللسان من أعيـان فضالء‬
‫جهة ذؤال(‪ ،)3‬وذكـر شيء فـي نسب ذؤال‪ ،‬وما أمكـن من ذكـر األعيان‪،‬‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫ل ووادي ِر َمع‬‫واد مشهور يقع يف شمالي زبيد‪ ،‬يتوسط وادي ُسر ُدد شما ً‬ ‫((( سهام‪ٍ :‬‬
‫جنو ًبا‪ .‬انظر‪ :‬الحموي‪ ،‬أبو عبد اهلل ياقوت بن عبد اهلل‪ ،‬معجم البلدان‪ ،‬ج‪ ،3‬دار‬
‫الفكر‪ ،‬بيروت‪ ،‬د‪ .‬ت‪ ،‬ص‪389‬؛ األكوع‪ ،‬إسماعيل بن علي‪ ،‬البلدان اليمانية عند‬
‫ياقوت الحموي‪ ،‬ط‪ ،2‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬مكتبة الجيل الجديد‪ ،‬صنعاء‪،‬‬
‫‪1408‬ﻫ‪1988/‬م‪ ،‬ص‪( .156‬وسوف يذكر فيما بعد إسماعيل األكوع)‪ .‬ويعد‬
‫من أشهر أودية اليمن التي تصب يف البحر األحمر‪ ،‬ومأتاه من جبال حضور بالقرب‬
‫من صنعاء‪ .‬الحجري‪ ،‬محمد بن أحمد‪ ،‬مجموع بلدان اليمن وقبائلها‪ ،‬تحقيق‬
‫وتصحيح ومراجعة‪ :‬إسماعيل بن علي األكوع‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الحكمة اليمانية‪ ،‬صنعاء‪،‬‬
‫‪1416‬ﻫ‪1996/‬م‪ ،‬ص‪.436 - 435‬‬
‫ِ‬
‫ل ووادي ر َمع‬‫واد يف هتامة يأتِي من بالد ريمة‪ ،‬ويقع ما بين وادى سهام شما ً‬
‫ِ‬ ‫((( ُذؤال‪ٍ :‬‬
‫جنو ًبا‪ ،‬ويمر بجوار بيت الفقيه والمنصورة‪ .‬إسماعيل األكوع‪ ،‬البلدان اليمانية‪،‬‬
‫ص‪.124‬‬
‫‪51‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫ولم أكن قاصدً ا يف كتابي جميع فضالء اليمن؛ بل ما حضرين تثبيته(‪ ،)1‬وما خطر‬
‫أرقم‬
‫ببالي رقمته‪ ،‬غير مستوع لما شرحت‪ ،‬وال موس ًعا فيما شرطت‪ ،‬بل مرادي ُ‬
‫يف ديوان محبي الصالحين‪ ،‬وأنظم يف شكل المحشر نـفـع اهلل بمـن سأذكـرهم‬
‫وبـجميـع الصالـحـين أينما كـانـوا‪ ،‬وكـان الكائـن منـهم آمين‪.‬‬
‫وهـا أنـا أذكـر يف بدء كتـابـي هـذا قـدوم اإلمام الصالح العالمـة الحسين بن‬
‫إسماعيـل البجلـي الشهيـر بالـمعلم‪ ،‬خـرج من بلـد قومه بجبلـة(‪ )2‬إلى تـهامـة‬
‫(‪)3‬‬

‫((( كتبت يف (أ) خطرين بشئنه‪ .‬التصحيح من (ب)‪.‬‬


‫بجبلة‪ :‬حي من اليمن‪ ،‬ينسب إلى بجيلة بنت صعب بن سعد العشيرة‪ ،‬من مذحج‪،‬‬ ‫((( ِ‬
‫والنسبة إليهم بجلي‪ .‬للمزيد انظر‪ :‬الحميري‪ ،‬نشوان بن سعيد‪ ،‬منتخبات يف أخبار‬
‫اليمن‪ ،‬اعتنى بنسخها وتصحيحها‪ :‬عظيم الدين أحمد‪ ،‬ط‪ ،3‬دار التنوير‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪1407‬ﻫ‪1986/‬م‪ ،‬ص‪6 - 5‬؛ با مطرف‪ ،‬محمد عبد القادر‪ ،‬الجامع‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪ ،2‬دار‬
‫الهمداين‪ ،‬عدن‪1984 ،‬م‪ ،‬ص‪ .222‬ويحدد الملك األشرف نسب بجيلة يف عبس بن‬
‫عبد اهلل بن عك بن عدنان من سعد العشيرة من مذحج من كهالن‪ ،‬ويقول أن بجيلة‬
‫قبيلة سكنت سهام‪ ،‬وهي قبيلة الرجل الصالح محمد بن ُحسين البجلي‪ .‬انظر‪ :‬طرفة‬
‫األصحاب يف معرفة األنساب‪ ،‬حققه‪ :‬ك‪ .‬و‪ .‬سرت ستين‪ ،‬ط‪ ،2‬دار التنوير‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪1406‬ﻫ‪1985/‬م‪ ،‬ص‪.83 ،65 - 64‬‬
‫((( تِهامة‪ :‬هوالسهل الساحلى الغربى‪ ،‬يمتد غربى اليمن‪ ،‬مشر ًفا على البحر األحمر‪،‬‬
‫من أقصى شمالها إلى أقصى جنوهبا‪ ،‬وقد ُسميت تِ َهامة لشدة َح ِّرها‪ ،‬وركود ريحها‪،‬‬
‫الح ِّر‪ ،‬وركود الريح‪ ،‬ويقال‪ُ :‬سميت بذلك لتغير هوائها‪،‬‬ ‫وهو من الت ََّهم‪ ،‬أي شدة َ‬
‫والت ََّهمة‪ :‬األرض المنصوبة إلى البحر‪ .‬الحموي‪ ،‬أبو عبد اهلل ياقوت بن عبد اهلل (ت‪:‬‬
‫‪626‬ﻫ‪1228/‬م)‪ ،‬معجم البلدان‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت د‪ .‬ت‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪64 ،63‬؛‬
‫البغدادى‪ ،‬صفى الدين عبد المؤمن‪ ،‬مراصد االطالع على أسماء األمكنة والبقاع‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬على البجاوى‪ ،‬دار الجيل‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1992 ،2‬م‪ ،‬ص‪283‬؛ الحميري‪،‬‬
‫محمد عبد المنعم‪ ،‬الروض المعطــار يف خرب األقطار‪ ،‬تحقيق‪ :‬إحسان عباس‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫مؤسسة ناصر للثقافة‪ ،‬بيروت‪1980 ،‬م‪ ،‬ص‪.141‬‬
‫‪52‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫اليمن على قدم السياحة والتجرد والعبادة وصحبة الصالحين‪ ،‬وقيل خرج من‬
‫الش ِعر(‪ )1‬مختف ًيا‪ ،‬فعلم [به](‪ )2‬أوالد عمر بن عدنان الصريفي(‪ ،)3‬وعلم به أخوه‬
‫َّ‬
‫وهم بـزواج ابنة الفقيه‬
‫الصليحي فوصل إليه وعزم به‪ ،‬ثم رجع إلى ذؤال‪ّ ،‬‬
‫[‪ /1‬أ](‪ )4‬محمد [بن](‪ )5‬فـالح‪[ ،‬وكان](‪ )6‬بقرية يف شرقـي عواجة(‪ )7‬يقال‬
‫لـها الذنبة‪ ،‬وكـان ذلـك العصـر قـري ًبا مـن زوال دولـة الـحبشـة(‪ ،)8‬وكـان كبيـر‬

‫الش ِعر‪ :‬منطقة مشهورة وواسعة من ناحية النادرة‪ ،‬شرقي إب‪ ،‬كثير الخيرات‪،‬‬ ‫((( َّ‬
‫وفيه حصون حميرية قديمة‪ .‬الجعدي‪ ،‬عمر بن علي بن الحسن بن سمرة‬
‫(ت‪586 :‬ﻫ‪1190/‬م)‪ ،‬طبقات فقهاء اليمن‪ ،‬تحقيق‪ :‬فواد سيد‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بيروت‪1401 ،‬ﻫ‪1981 /‬م‪ ،‬ص‪318‬؛ الحجري‪ ،‬مجموع بلدان اليمن‪،‬‬
‫مج‪ ،2‬ج‪ ،1‬ص‪ ،454‬ج‪ ،2‬ص‪.727‬‬
‫(((الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الصيرفيون‪ :‬قبيلة يف هتامة‪ ،‬وهي من قبائل ذؤال‪ .‬انظر‪ :‬الجندي‪ ،‬السلوك‪ ،‬ص‪.373‬‬
‫وتنسب إلى صريف بن ذؤال بن شبوة بن ثوبان بن عبس بن سحارة بن غالب بن‬
‫عبد اهلل بن عك‪ .‬انظر‪ :‬الخزرجي‪ ،‬علي بن الحسن (ت‪812 :‬هـ)‪ ،‬العقد الفاخر‬
‫الحسن يف طبقات أكابر أهل اليمن وهو طراز أعالم الزمن يف طبقات أعيان اليمن‪،‬‬
‫مج‪ ،4‬تحقيق‪ :‬عبد اهلل بن قائد العبادي وآخرون‪ ،‬الجيل الجديد‪ ،‬صنعاء‪1430 ،‬هـ‪/‬‬
‫‪2009‬م‪ ،‬ص‪.1943‬‬
‫((( كتب الناسخ يف الهامش‪( :‬الحظ من هنا تبدأ ترجمة البجلي)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( ُع َ‬
‫واجة‪ :‬قرية يف هتامة من بالد الرامية على مقربة من المراوعة‪ ،‬فيها قرب الشيخين‪:‬‬
‫أبي عبد اهلل محمد بن أبي بكر الحكمي المتوىف سنة ‪617‬ﻫ‪1220 /‬م‪ ،‬وأبي عبد‬
‫اهلل محمد بن حسين البجلي المتوىف سنة ‪621‬ﻫ‪1224 /‬م رحمهم اهلل جمي ًعا‪ .‬انظر‪:‬‬
‫الحجري‪ ،‬مجموع بلدان اليمن‪ ،‬مج‪ ،2‬ج‪ ،3‬ص‪.615‬‬
‫((( يبدو أن المقصود بدولة الحبشة يف اليمن هي الدولة النجاحية التي سقطت على‬
‫يد علي بن مهدي سنة ‪554‬ﻫ‪1159 /‬م‪ .‬انظر‪ :‬عمارة اليمني‪ ،‬نجم الدين عمارة‬
‫‪53‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫القــريـة المذكـورة مـحمد بـن فـــالح‪ ،‬ولـه بنـت تسمـى شجينـــة(‪ ،)1‬وكانت‬
‫موصوفـة بالجمال والعقل والكمال‪ ،‬وكان مـحمد بن فالح وقومه لهم معرفـة‬
‫بـكتب الـرمل(‪ ،)2‬وكان قد صح عندهم أنه البد ألولياء ثالثة يكونون يف قرية‬
‫بالقرب من محلهم‪ ،‬وهي عواجة(‪ ،)3‬ويكون أكثر هؤالء من ذريتهم‪ ،‬ويكون‬
‫الحل والربط‪ ،‬وربما أن المملكة‬ ‫للناس عليهم إقبال ومزار‪ ،‬ويكون لهم َ‬
‫تثبت(‪ )4‬يف اليمن بعقدهم ودعائهم‪ ،‬فذكر أبو العباس(‪ )5‬للمعلم شجين َة وأمره‬
‫أن يخطبها إلى أبيها‪ ،‬فلقي أباها(‪ )6‬خاط ًبا إليه شجينة‪ ،‬فقال أبوها(‪ )7‬وقد نظر‬
‫يف يده مخالة‪ ،‬وهي إناء يجعل فيه حسيك الفرس والحمار‪ :‬ال ُأزوجك(‪،)8‬‬
‫إياها إال إذا مألت لي هذه المخالة دراهم‪.‬‬

‫= ابن علي الحكمي (ت‪569 :‬ﻫ‪1173/‬م)‪ ،‬تاريخ اليمن‪ ،‬حقق نصه وضبط أعالمه‬
‫وعلق عليه وقدم له باإلضافة إلى مقدمة وتعليقات الناشر األول (كاي) سنة ‪1892‬م‬
‫المرتجمة ترجمة دقيقة‪ :‬حسن سليمان محمود‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة اإلرشاد‪ ،‬صنعاء‪،‬‬
‫‪1425‬ﻫ‪2004/‬م‪ ،‬ص‪153 - 152‬؛ الحريري‪ ،‬محمد عيسى‪ ،‬معالم التطور‬
‫السياسي يف دولة بني نجاح باليمن وعالقاهتم بالصليحين (‪412‬ﻫ‪1021 /‬م)‬
‫(‪554‬ﻫ‪1559 /‬م)‪ ،‬دار القلم‪ ،‬الكويت‪1404 ،‬ﻫ‪1984 /‬م‪ ،‬ص‪.85‬‬
‫((( ترجم لها‪ :‬الجندي‪ ،‬السلوك‪.366 /2 ،‬‬
‫قديما‪ ،‬يبحث فيه عن المجهوالت‪ ،‬وهو خرافة‪ .‬انظر‪ :‬إبراهيم‬ ‫ِ‬
‫((( وهو علم عرف ُه العرب ً‬
‫مصطفى وآخرين‪ ،‬المعجم الوسيط‪ ،‬ج‪ ،1‬تحقيق‪ :‬مجمع اللغة العربية‪ ،‬دار الدعوة‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬د‪ .‬ت‪ ،‬ص‪.374‬‬
‫((( وردت يف (ب) يكون بالقرب يف قرية من محلهم وهي عواجة‪.‬‬
‫((( كُتبت يف (أ) مملكة تثب‪ ،‬والتصحيح يف المتن من (ب)‪.‬‬
‫((( ويبدو أنه يقصد به سيدنا الخضر (عليه السالم) الذي كان يكنى أبا العباس‪ ،‬وتعد‬
‫هذه المعلومة من شطحات الصوفية‪.‬‬
‫((( وردت يف (ب) فأتى أباها‪.‬‬
‫((( وردت يف (أ) أبيها والتصحيح من (ب)‪.‬‬
‫((( وردت يف (أ) ألزوجك‪ ،‬والتصحيح من (ب)‪.‬‬
‫‪54‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫فرد عنه(‪ ،)1‬فمكث أيا ًما‪ ،‬وحثه أبو العباس على ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬قال لي محمد‬
‫ابن فالح ال أزوجك إال بملء(‪ )2‬المخالة دراهم‪ .‬فيقال إن أبا العباس أعطاه‬
‫ِ‬
‫أمض إليه هبذه الدراهم؛ فإهنا تمأل المخالة‪.‬‬ ‫قبضة دراهم‪ ،‬وقال له‪:‬‬
‫فأتاه بالمخالة وهي مآلنة دراهم‪ ،‬فعقد هبا من ساعته‪ ،‬وبنى لها شجينة(‪،)3‬‬
‫فوهبت له‪ :‬محمد بن الحسين(‪ ،)4‬وعلي بن الحسين(‪ ،)5‬وعبد الرحمن‬
‫ابن‪ ‬الحسين‪ ،‬وإسماعيل بن الحسين وغير هؤالء‪ ،‬فكان يف ذلك الزمان‬
‫الشيخ األسدي(‪ ،)6‬وكان له الشهرة التي ال مزيد عليها‪ ،‬وكانت فقراؤه تزيد‬
‫على ثالثمائة(‪ )7‬فقير(‪ ،)8‬وكان يمر يف البالد‪ .‬وكان الشيخ محمد بن أبي بكر‬

‫((( وردت يف (أ) فردعه‪ ،‬والتصحيح من (ب)‪.‬‬


‫((( وردت يف النسختين (بمأل)‪.‬‬
‫الس َخنة وأعمال الحديدة‪ ،‬وتقع‬ ‫((( ُش َجينة‪ :‬قرية يف بالد َّ‬
‫الرامية العليا من مديرية ُ‬
‫على كثيب يمني عواجة‪ ،‬تنسب إلى زوجة الفقيه الحسين بن إسماعيل البجلي‪.‬‬
‫انظر‪ :‬الجندي‪ ،‬السلوك‪366 /2 ،‬؛ المقحفي‪ ،‬إبراهيم بن أحمد‪ ،‬معجم البلدان‬
‫والقبائل اليمنية‪ ،‬دار الكلمة‪ ،‬صنعاء‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪1422‬هـ‪2002/‬م‪.851/2 ،‬‬
‫((( هو أبو عبد اهلل محمد بن حسين البجلي‪ ،‬ترجم له‪ :‬الجندي‪ ،‬السلوك‪ ،‬ج‪،2‬‬
‫ص‪365 -363‬؛ الشرجي‪ ،‬أبو العباس أحمد ابن عبد اللطيف‪ ،‬طبقات الخواص أهل‬
‫الصدق واإلخالص‪ ،‬دار المناهل‪ ،‬بيروت‪1406 ،‬ﻫ‪1986/‬م‪ ،‬ص‪.270- 267‬‬
‫((( هو أبو الحسين علي بن حسين البجلي‪ .‬ترجم له‪ :‬الجندي‪ ،‬السلوك‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.365 - 364‬‬
‫((( يقصد بذلك‪ :‬محمد بن حسين البجلي‪.‬‬
‫((( التصحيح من (ب)‪.‬‬
‫((( ويقصد هنا بفقرائه هم طالبه‪ ،‬وعادة ما يقال لطالب الصوفية بالفقراء‪ ،‬وهي تسمية‬
‫انتشرت يف ذلك العصر‪ ،‬ونجدها يف كثير من المصادر التاريخية التي أرخت لهذه‬
‫الحقبة التاريخية وما قبلها‪.‬‬
‫‪55‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫نجارا بمحل عيسي؛ قرية شرقي الجبل الصغير الذى شرقي‬ ‫ً‬
‫(‪)1‬‬
‫الحكمي‬
‫القحمة(‪[ ،)2‬وكان](‪ )3‬يتجر بذي األغرب‪ ،‬موضع يف الهيجة(‪ ،)4‬مكانه يعرف إلى‬
‫الساعة‪ ،‬وكان إذا مر األسدي ‪-‬نفع اهلل به‪ -‬على الشيخ محمد بن أبي‪ ‬بكر‬
‫[‪/1‬ب] [الحكمي](‪ )5‬يخرج منه قبيح إلى الشيخ محمد‪ ،‬فيحتمل الشيخ‬
‫محمد‪ ،‬وكان يشكو على المعلم حسين ‪ -‬نفع اهلل هبم أجمعين‪ ،-‬فيأمره‬
‫من بني فالح‪ ،‬أن‬ ‫(‪)6‬‬
‫باالحتمال‪ ،‬وربما أن المعلم حسين أعلمه بما علم‬
‫البد من واليـة تامة وإقبال عليه‪ ،‬وقد سمعنا أهنا كُتب كانت عند بني فالح‪،‬‬

‫((( ترجم له‪ :‬الجندي‪ ،‬السلوك‪364 /2 ،‬؛ الشرجي‪ ،‬طبقات الخواص‪ ،‬ص‪- 264‬‬
‫‪267‬؛ اليافعي‪ ،‬أبو محمد عفيف الدين عبد اهلل بن أسعد بن علي بن سليمان (ت‪:‬‬
‫‪768‬هـ)‪ ،‬مرآة الجنان وعربة اليقظان يف معرفة ما يعترب من حوادث الزمان‪ ،‬وضع‬
‫حواشيه‪ :‬خليل المنصور‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪1417 ،‬هـ‪1997 /‬م‪/4 ،‬‬
‫‪267 - 266‬؛ ابن العماد‪ ،‬أبو فالح عبد الحي بن أحمد بن محمد (ت‪1089 :‬هـ)‪،‬‬
‫شذرات الذهب يف أخبار من ذهب‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمود األرناؤوط‪ ،‬خرج أحاديثه‪ :‬عبد‬
‫القادر األرناؤوط‪ ،‬ط‪ ،1‬دار ابن كثير‪ ،‬دمشق ‪ -‬بيروت‪1406 ،‬هـ‪1986 /‬م‪/7 ،‬‬
‫‪.138 - 137‬‬
‫((( القحمة‪ :‬بلدة عامرة يف بالد الرجود من أعمال زبيد‪ ،‬وتقع شرقي الطريق المعبد‬
‫ً‬
‫شمال‪ .‬إسماعيل األكوع‪،‬‬ ‫بالقرب من الركب بين وادي زبيد جنو ًبا ووادي رمع‬
‫البلدان اليمانية‪ ،‬ص‪.226‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫اله ْيجة‪ :‬أسماء لعدد من المناطق والقرى اليمنية‪ ،‬فمنها قرية يف بني مديخة من مديرية‬
‫((( َ‬
‫أيضا قرية يف نواحي الزهرة بتهامة‪،‬‬
‫الشاهل الشرفين‪ ،‬وأعمال محافظة حجة‪ ،‬وهي ً‬
‫وتعرف بدير الهيجة‪ ،‬ويبدو أهنا هي المقصودة‪ .‬انظر‪ :‬المقحفي‪ ،‬معجم البلدان‪/2 ،‬‬
‫‪.1838 - 1837‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( كتبت يف (أ) فعلم بما إليه‪.‬‬
‫‪56‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫ولكنها أودعت يف الجبال لنفاستها مخافة النار يف هتامة(‪ ،)1‬وأتى عليهم الزمان‬
‫وعلى الكتب‪ ،‬وسبحان(‪ )2‬الدائم بعد فناء الخلق(‪ ،)3‬حتى كان من المقدور‬
‫السماوي ما كان‪ ،‬وفنيت بنو فالح‪ ،‬وكانوا أهل مآثر‪ ،‬مآثرهم مسجد هو يف‬
‫قرية تسمى عارضة ابن األعرج يف برع الجبل(‪.)4‬‬
‫ثم ظهر الفقيه محمد بن الحسين البجلي‪ ،‬وكان صاحب أحوال مشهورة‪،‬‬
‫وكرامات مذكورة‪ ،‬وكان صاحب علم لدُ ين(‪ ،)5‬وكرم جم‪ ،‬وقد صنف كت ًبا أجاد‬
‫«لب اللباب»‪ ،‬ذكر فيه ما أستجاده أهل العلم‪ ،‬وكان من طبعه القيام‬
‫فيها‪ ،‬منها‪ُ :‬‬
‫مرتفها يف الملبس والمركب‪ ،‬وكان فيه‬
‫ً‬ ‫بحوائج الناس‪ ،‬وبأمر الواردين‪ ،‬وكان‬
‫من الصرب الجميل والنيل الجزيل‪ ،‬ما يكل عن الوصف‪ ،‬ويدل(‪ )6‬على ما فيه‪.‬‬

‫((( يبدو أنه تم أرسال هذه الكتب إلى الجبال‪ ،‬وهي مناطق باردة بعكس هتامة التي تتميز‬
‫بحرارة جوها الذي شبهه المؤلف بالنار الحارقة التي قد تتلف هذه الكتب‪.‬‬
‫((( يف (ب) فسبحان‪.‬‬
‫((( يف (ب) خلقه‪.‬‬
‫((( ُب َرع‪ :‬جبل كبير بناحية زبيد‪ ،‬يسكنه الصنابر من حمير‪ ،‬تنتشر فيه الكثير من المزارع‪،‬‬
‫السيما مزارع البن‪ .‬الهمداين‪ ،‬أبو محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب‪ ،‬صفة جزيرة‬
‫العرب‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد بن علي األكوع‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة اإلرشاد‪ ،‬صنعاء‪1410 ،‬ﻫ‪/‬‬
‫‪1990‬م‪205 ،‬؛ إسماعيل األكوع‪ ،‬البلدان اليمانية‪ ،‬ص‪.41‬‬
‫((( العلم اللدُ نِّي‪ :‬هو العلم الجامع للحقائق كلها الواردة يف القرآن الكريم‪ .‬ويقول‬
‫الجرجاين‪« :‬القرآن هو المنزل على الرسول المكتوب يف المصاحف المنقول عنه‬
‫متواترا بال شبهة والقرآن عند أهل الحق هو العلم اللدين اإلجمالي الجامع‬‫ً‬ ‫ً‬
‫نقل‬
‫للحقائق كلها»‪ .‬علي بن محمد بن علي‪ ،‬التعريفات‪ ،‬تحقيق‪ :‬إبراهيم األبياري‪ ،‬دار‬
‫الكتاب العربي‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت‪1405 ،‬هـ‪ ،‬ص‪.223‬‬
‫((( يف (أ) ويولوا‪ ،‬والتصحيح من (ب)‪.‬‬
‫‪57‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫كثير الــتــواين يف الــذي أنــا طالبـه‬ ‫ولو أنني أسعى لنفسي وجدتني‬
‫عـار إذا جاع صاحبه‬
‫وشبـع الفتى ٌ‬ ‫ولكنني أســعــى النــفــع صاحبي‬
‫ويحمي شجاع القوم من ال يناسبـه‬ ‫يــفـ َـر جــبــان الــقــوم عــن أم نفسه‬
‫ويحرم من مال البخيل أقاربـــه‬ ‫ويــأكــل مــن زاد الــكــريــم عـدوه‬

‫‪234‬‬
‫وقال(‪ )1‬غيره‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫فام أعوج عىل يشء من الصغر‬ ‫(‪)2‬‬
‫ألفـت من نائبات الدهر أكثرها‬
‫كأنني املسـك بني الصخر واحلجر‬ ‫تــزيــد يف قــســوة األيــــام طــيــب ثنـا‬

‫غيره‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫والــعــود يف ك ــورة ويف قتبــــه‬ ‫تــلــك ب ــن ــات الــمــخــاض رائــعـــــة‬
‫م ــن راحــــة الــخــلــق يف تعبــــه‬ ‫ال يستريح مــن الــدنــيــا وحسرتها‬

‫وكان ربما غاب من منزله الشهر والشهرين يف حوائج المسلمين [‪/2‬أ]‪،‬‬


‫يحب الشيخ محمد بن أبي بكر الحكمي ح ًبا‬‫َ‬ ‫وإعازة(‪ )5‬المظلومين‪ ،‬وكان‬
‫عظيما‪ ،‬ويعتقده عقيدة تخرج عن الحد‪ ،‬وكانا كما قيل [فيهما](‪ )6‬روحان‬
‫ً‬
‫أرضا‬‫يف جسد‪ ،‬سيفان يف غمد‪ ،‬وكان صاحب دنيا واسعة‪ ،‬وقد وهب للشيخ ً‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( يف (ب) أكربها‪.‬‬
‫((( العجز مضطرب عروض ًيا‪.‬‬
‫أيضا العجز مضطرب عروض ًيا‪.‬‬
‫((( وهنا ً‬
‫((( وردت يف (ب) إعانة‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪58‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫عادها إلى وقتنا هذا عند ذريته‪ ،‬وكان الشاعر ابن حمير(‪ )1‬يمتدحهما جمي ًعا‪،‬‬
‫وربما قدم ذكر الفقيه قبل الشيخ‪ ،‬فقيل(‪ )2‬ذلك ألجل حرمة العلم‪ ،‬وقيل إن‬
‫الشيخ أمره بذلك‪ ،‬وكان أخوه علي بن الحسين صاحب دنيا واسعة‪ ،‬وأحوال‬
‫القرة [يف](‪ )3‬شرقي رمان(‪ ،)4‬وكان‬‫مشهورة‪ ،‬وكان له حرث‪ ،‬وقرية تسمى َ‬
‫ربما أنكر على الشيخ يف أمور كثيرة‪ ،‬وكان إذا أذن الشيخ يرى الفقيه علي بن‬
‫الحسين أن الوقت لم يدخل؛ فينكر على الشيخ‪ ،‬حتى إن الشيخ أمر المؤذن‬
‫يو ًما أن يؤذن الظهر يف ساعة يرى أهل الشرع [أن](‪ )5‬األذان فيها غير جائز‪،‬‬
‫فأنكر ذلك الفقيه علي بن الحسين‪ ،‬وشتم المؤذن‪ ،‬فأتى الشيخ إلى الفقيه علي‬
‫(‪)6‬‬
‫‪ -‬نفع اهلل هبما‪ ،-‬وقال له‪ :‬انظر إلى المؤذن تحت سدرة المنتهى‪ .‬فرأى‬
‫الفقيه ذلك‪ ،‬فكان ذلك سبب عدم األنكار منه‪.‬‬

‫((( هو أبو عبد اهلل جمال الدين محمد بن حمير بن عمر الوصابي الهمداين‪ ،‬وكان‬
‫يلقب بشاعر الملك المنصور‪ ،‬أو شاعر الدولة المنصورية‪ ،‬تويف يف مدينة زبيد‬
‫سنة‪651 ‬ﻫ‪1253/‬م‪ ،‬وقرب بمقربة باب سهام‪ .‬للمزيد عنه‪ ،‬انظر‪ :‬ابن حمير‪،‬‬
‫أبو عبداهلل جمال الدين محمد بن حمير الهمداين‪ ،‬ديوان ابن حمير‪ ،‬حققه‬
‫وعلق عليه‪ :‬محمد بن علي األكوع‪ ،‬ط‪ ،1‬دار العودة‪ ،‬بيروت‪1985 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪ 21‬وما بعدها‪.‬‬
‫((( التصحيح من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( رمان‪ٍ :‬‬
‫واد وبلدة يف منطقة الحجبة السفلى من مديرية الدُ ريهمي وأعمال الحديدة‪،‬‬
‫وتقع على ساحل البحر األحمر أمام خليج غليفقة‪ .‬المقحفي‪ ،‬معجم البلدان‪،‬‬
‫‪.703/1‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( كتبت يف (أ) فرئى‪ ،‬والتصحيح من (ب)‪.‬‬
‫‪59‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫وكان قراءة محمد بن الحسين وأخيه؛ على الفقيه برهان الدين إبراهيم‬
‫أيضا الفقيه‬
‫بن محمد بن زكريا(‪ )1‬بالشويرى(‪ )2‬وكانا يأتيان الشويرى‪ ،‬وكان ً‬
‫موسى بن علي أبو الفقيه أحمد بن موسى بن عجيل(‪ -)3‬نفع اهلل هبم‪،-‬‬
‫(‪)5‬‬
‫وعبداهلل بن محمد بن عبد اهلل جمعان(‪ )4‬وعلي بن قاسم الحكمي‬

‫((( ترجم له الخزرجي بقوله‪ :‬بلغني أن الفقيه إبراهيم بن عبد اهلل بن محمد بن زكريا كان‬
‫من الصالحين الكبار‪ ،‬العلماء المشهورين‪ ،‬وأنه تويف سنة ‪607‬ﻫ‪1253 /‬م‪ .‬يف حين‬
‫عرفه الشرجي بقوله‪ :‬أبو إسحاق إبراهيم بن عبد اهلل بن زكريا الفقيه اإلمام الكبير‪،‬‬
‫وقد تويف سنة ‪609‬ﻫ‪1253 /‬م‪ .‬للمزيد عن الفقيه المذكور‪ ،‬انظر‪ :‬الجعدي‪ ،‬طبقات‬
‫فقهاء اليمن‪ ،‬ص‪246 - 245‬؛ الخزرجي‪ ،‬العقد الفاخر الحسن‪203 - 202 /1 ،‬؛‬
‫‪1480 /3‬؛ الشرجي‪ ،‬طبقات الخواص‪ ،‬ص‪.47 - 46‬‬
‫الش َو ْيرى‪ :‬قرية قديمة خاربة من بالد نعيمة يف مخالف جعفر على وادي سهام‪ .‬ابن‬ ‫((( ُ‬
‫سمرة الجعدي‪ ،‬طبقات فقهاء اليمن‪ ،‬ص‪319‬؛ الخزرجي‪ ،‬العقد الفاخر الحسن‪،‬‬
‫‪.547 /1‬‬
‫((( هو الفقيه المشهور أبو أحمد موسى بن علي بن عمر بن عجيل‪ ،‬كان من أكرب وأشهر‬
‫فقراء عصره‪ ،‬ترجم له بعض المؤرخين‪ .‬انظر‪ :‬الجندي‪ ،‬السلوك‪416 - 415 /1 ،‬؛‬
‫الخزرجي‪ ،‬العقد الفاخر الحسن‪2154 - 2153 /4 ،‬؛ الملك األفضل‪ ،‬العباس بن‬
‫علي بن المؤيد الرسولي (ت‪778 :‬ﻫ‪1376/‬م)‪ ،‬العطايا السنية والمواهب الهنية‬
‫يف المناقب اليمنية‪ ،‬دراسة وتحقيق‪ :‬عبد الواحد عبداهلل الخامري‪ ،‬إصدارات وزارة‬
‫الثقافة والسياحة‪ ،‬صنعاء‪1425 ،‬ﻫ‪2005 /‬م‪ ،‬ص‪.642 - 641‬‬
‫أيضا جعمان‪ .‬انظر‪ :‬األهدل‪ ،‬تحفة الزمن‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .288‬وهو أبو عبد اهلل‬ ‫((( وتكتب ً‬
‫فقيها كبير القدر سامي الذكر‪ ،‬عنه أخذ‬ ‫محمد بن عبد اهلل بن جمعان الصريفي‪ ،‬كان ً‬
‫موسى بن عجيل الفرائض‪ ،‬وكانا زميلين يف القراءة على إبراهيم بن زكريا‪ .‬السلوك‪،‬‬
‫‪373 /2‬؛ الخزرجي‪ ،‬العقد الفاخر الحسن‪.1943 /4 ،‬‬
‫((( هو الفقيه اإلمام الشافعي أبو الحسن علي بن قاسم بن هيس بن سليمان بن عمرو بن‬
‫نافع الحكمي الشراحيلي‪ ،‬المتوىف سنة ‪640‬ﻫ‪1242 /‬م‪ .‬للمزيد عنه انظر‪ :‬الجندي‪،‬‬
‫السلوك‪474 – 473 /1 ،‬؛ الخزرجي‪ ،‬العقد الفاخر الحسن‪1481 - 1480/3 ،‬؛‬
‫الملك األفضل‪ ،‬العطايا السنية‪ ،‬ص‪.456 - 455‬‬
‫‪60‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫أيضا على الفقيه إبراهيم يف الشويرى‪ ،‬فخرج يو ًما الفقيه محمد بن‬ ‫يقرأون(‪ً )1‬‬
‫الحسين وأخوه علي بن الحسين كجاري العادة إلى الشويرى‪ ،‬وكان ذلك يف‬
‫أيام الصيف‪ ،‬فماال إلى شجرة يف الطريق من شدة الهاجرة‪ ،‬فنام الفقيه محمد‬
‫فصب يف فم الفقيه شيء‬
‫َ‬ ‫بن الحسين فجاء طائر من السماء‪ ،‬والفقيه ناظر إليه‪،‬‬
‫مثل الزبد‪ ،‬وله رائحة [طيبة](‪ )2‬عبقت ذلك المكان عر ًفا حسنًا‪ ،‬فلما استيقظ‬
‫الفقيه من ذلك النوم قال ألخيه‪ :‬نرجع إلى منزلنا‪ .‬فقال له أخوه‪ :‬أال نتقدم إلى‬
‫الشويرى‪ .‬فقال‪ :‬ال‪ .‬فرجعا‪ ،‬واتفق [‪ /2‬ب] أن الفقيه ‪ -‬نفع اهلل به‪ -‬مرض‬
‫عقب ذلك فسمع به الفقيه إبراهيم فزاره فيمن كان معه من أهل القرية‪ ،‬فأكرمهم‬
‫الفقيه‪ ،‬وخرج مشي ًعا له وألصحابه والفقيه إبراهيم يلقي عليه(‪ )3‬مسائل غامضة‬
‫ويجيبه‪ ‬عليها(‪.)4‬‬
‫ٍ‬
‫ماش بعد أن‬ ‫ثم إن الفقيه إبراهيم نزل فقال‪ :‬مثلي ال يكون راك ًبا‪ ،‬وأنت‬
‫فارقتنا يا محمد بن الحسين‪ ،‬وأنت على غير هذه الصفة عندي‪ ،‬أن هذا علم‬
‫أعطيته دوننا هذا‪ .‬وعلي بن الحسين ‪ -‬نفع اهلل به‪ -‬يسكن شجينة يف القرة‪،‬‬
‫والفقيه محمد بن الحسين هو والشيخ ‪ -‬نفع اهلل هبما‪ -‬مسكنهما عواجة‪،‬‬
‫وقيل إن عواجة يف ذلك الزمان كان فيها ثالثمائة دهليز‪ ،‬وكان الفقيه محمد‬
‫أرضا جليلة قبلي عواجة‪ ،‬وهي‬
‫بن الحسين وأخوه علي بن الحسين قد اكتسبا ً‬
‫أرضا شرقي رمان وما‬
‫أيضا ً‬
‫واد يقال له شرياف‪ ،‬والفقيه علي بن الحسين ملك ً‬ ‫ٍ‬
‫قبلهما قرية يقال(‪ )5‬لها القرة‪.‬‬
‫((( التصحيح من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) يلقي إليه‪.‬‬
‫((( يف (ب) فيجيبه عنها‪.‬‬
‫((( أضاف بالهامش كلمة»يقال»‪ ،‬وهي كلمة ناقصة بالمتن‪.‬‬
‫‪61‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫ومن بعض مكارمه؛ أنه وقعت أزمة شديدة أفنت المواشي‪ ،‬وحصل عقبها‬
‫حريق(‪ )1‬قوي‪ ،‬فمر الفقيه شرقي القحمة‪ ،‬وأهلها عرب(‪ )2‬أصلهم(‪ )3‬بط ٌن من‬
‫الالميين من أوالد ساعدة بن عك(‪ ،)4‬وأرضهم تفيض بالماء عقب(‪ )5‬المطر‪،‬‬
‫فهناهم الفقيه علي بن الحسين بسقي أرضهم‪ ،‬فقالوا له‪ :‬واهلل يا سيدي‪ ،‬ما‬
‫معنى فرح بالمطر(‪ .)6‬فقال لهم الفقيه‪ :‬ل ِ َم [ذاك](‪)7‬؟! قالوا‪ :‬لعجزنا عن‬
‫القيام بعمارهتا‪ .‬فقال الفقيه‪ :‬من أراد منكم السلف إلى الخير‪ ،‬طعام بطعام‬
‫القرة‪ .‬وكان متوجها إليها‪ ،‬فوصلوا إليه؛ فأسلفهم‪ ،‬وأقاموا أرضهم‬ ‫فليأت إلى ّ‬
‫فلما أحرزوا غلتهم؛‬ ‫قيا ًما كل ًيا وأعاضهم اهلل [سبحانه] يف ذلك الزرع‪َّ ،‬‬
‫(‪)8‬‬

‫حملوا إلى الفقيه ما كان أقرضهم إياه وفا ًء له‪ ،‬فلما وصلوه قال لهم‪ :‬أنتم‬
‫يف حل مما كان لي يف ذمتكم‪ ،‬واهلل ما أصرفته عليكم(‪ )9‬إال صدقة لوجه اهلل‬
‫تعالى‪ ،‬رضي اهلل عنه ونفعنا [‪/ 3‬أ] به وبأمثاله من أهل الوالية يف الدارين‪.‬‬
‫وكان الفقيه محمد بن الحسين البجلي ‪ -‬رضي اهلل عنه‪ -‬ذو علم وعمل‪،‬‬
‫وكان مستجاب الدعوة‪ ،‬قيل إن وال ًيا يف زمانه تولى ال َكدْ َراء(‪ ،)10‬وكان ف ًظا‬

‫((( يف (ب) خريف‪.‬‬


‫((( يف (أ) غريب‪ ،‬والتصحيح من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (أ) أجلتهم‪ ،‬والتصحيح من (ب)‪.‬‬
‫((( انظر‪ :‬الملك األشرف‪ ،‬طرفة األصحاب‪ ،‬ص‪.83‬‬
‫((( التصحيح من (ب)‪.‬‬
‫((( كتبت يف (أ)‪ ،‬ما معنى فرج المطر‪ ،‬التصحيح من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) إليهم‪.‬‬
‫(‪ ((1‬كُتبت يف النسختين الكدرى‪ ،‬والصحيح الكدراء‪ :‬وهي مدينة عظيمة على شط‪ ‬وادي‪ ‬سهام‪،‬‬
‫‪62‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫ظالما‪ ،‬فطالب الفقيه بالمكتب(‪ ،)1‬والوقت متعذر عليه(‪ ،)2‬ورسم عليه مملوكًا‬
‫ً‬
‫عجم ًيا يف ساعة لم يشعر به أحد‪ ،‬وبعد ربط الفقيه بمربط الفرس‪ ،‬ونال الفقيه‬
‫النجاسة من البول والروث‪ ،‬ثم أن الفقيه رفع بصره إلى السماء‪ ،‬وقال‪ :‬اللهم إن‬
‫حلمك على الظالمين‪ ،‬فثبت قلوب المظلومين‪ ،‬وأنت حليم ذو أناة‪ ،‬وال صرب‬
‫لي عن أناتك واغوثاه‪ .‬فظهر شخص من تحت الفرس يف يده سيف‪ ،‬فضرب‬
‫ً‬
‫صارخا‪ ،‬فقال له الناس‪ :‬ما‬ ‫به المملوك‪ ،‬فقده نصفين‪ ،‬وخرج غالم المملوك‬
‫دهاك !! فأخربهم بما جرى على مواله‪ ،‬وعلم بذلك الملك‪ ‬المنصور(‪.)3‬‬

‫= يسكنها خليط من عك واألشاعر‪ ،‬وتقع يف الجنوب الشرقي من المراوعة‪ .‬انظر‪:‬‬


‫الهمداين‪ ،‬الصفة‪ ،‬ص‪ ،97‬حاشية (‪ .)2‬وسوف يتم تصحيحها يف باقي المتن‬
‫من‪ ‬الكتاب‪.‬‬
‫((( المكتب واحدة من الضرائب المتعددة والمتنوعة التي فرضها سالطين الدولة‬
‫الرسولية ووالهتا على عامة الناس‪ ،‬فأرهقتهم ماد ًيا ومعنو ًيا لما كان عليهم من تشديد‬
‫كبير لدفعها يف موعدها‪ .‬لمعرفة المزيد عن هذه الضرائب وآثارها االجتماعية على‬
‫الناس يف العصر الرسولي‪ ،‬انظر‪ُ :‬هديل‪ ،‬طه حسين عوض‪ ،‬الحياة االجتماعية يف‬
‫اليمن يف عصر الدولة الرسولية (‪858 – 626‬ﻫ‪1454 – 1229 /‬م)‪ ،‬ط‪ ،1‬دار‬
‫جامعة عدن للطباعة والنشر‪ ،‬عدن‪2010 ،‬م‪ ،‬ص‪.290 – 287‬‬
‫((( كُتبت يف (ب)‪ :‬فطالب الفقيه بالمكتب‪ ،‬يعني المسلوم الفرق والوقت متعذر عليه‬
‫(عبارة غير مركبة)‪.‬‬
‫((( ويقصد به السلطان المنصور نور الدين عمر بن علي بن رسول‪ ،‬مؤسس الدولة‬
‫الرسولية يف اليمن‪ ،‬وأول سالطينها‪ ،‬حكم يف المدة (‪647 - 626‬ﻫ‪- 1229/‬‬
‫‪1250‬م)‪ .‬للمزيد عنه انظر‪ :‬الخزرجي‪ ،‬أبو الحسن علي ابن الحسن (ت‪812 :‬ﻫ‪/‬‬
‫‪1409‬م)‪ ،‬العقود اللؤلؤية يف تاريخ الدولة الرسولية‪ ،‬عني بتصحيحه‪ :‬محمد بسيوين‬
‫عسل‪ ،‬مطبعة‪ :‬الهالل‪ ،‬القاهرة‪1329 ،‬ﻫ‪1911/‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪87 - 45‬؛ العسيري‪،‬‬
‫إبراهيم بن عبد اهلل بن إبراهيم‪ ،‬الدولة الرسولية يف عهد المنصور نور الدين عمر بن‬
‫علي بن رسول (‪647 - 626‬ﻫ‪1250 - 1229/‬م) دراسة سياسية‪ ،‬رسالة ماجستير‬
‫غير منشورة‪ ،‬جامعة الملك خالد‪ ،‬الرياض‪2011 - 2010 ،‬م‪ ،‬ص‪ 77‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪63‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫وقيل إن الفقيه انكسر عليه وعلى أهل جهاته عشرة آالف دينار مكت ًبا(‪،)1‬‬
‫وكانت سنة جديبة(‪ ،)2‬فعزم هو والشيخ محمد بن أبي بكر الحكمي ‪ -‬نفع اهلل‬
‫هبما‪ -‬إلى الملك المنصور‪ ،‬طالبين له أن يصفح عنهم ما عليهم أو بعضه‪ ،‬فبينما‬
‫هم يف ُذ َؤال إذ نظروا إلى رجل من بني معزب أو من بني الشغادر(‪ )3‬كانوا أهل‬
‫يسار(‪ )4‬وجاه‪ ،‬وذلك الرجل يقال له العجل‪ ،‬وهو يف محمل وتحته غلمان له‪،‬‬
‫وهم متوجهون إلى بلدهم‪ ،‬وغلمان ذلك الرجل يقولون‪ :‬جبلي نزل من جباله‪،‬‬
‫وينال الرمض والرمض ما يناله‪ .‬فسأل عن الشيخ والفقيه‪ ،‬ف ُعرف هبما‪ ،‬فجاء‬
‫وسلم عليهما‪ ،‬وسألهما‪ :‬ما سبب مجيئهما‪ ،‬فأعلماه أهنما متوجهان إلى الملك‬
‫وجها‪ ،‬فرفع عنهم‬ ‫المنصور‪ ،‬وأن عليهم عشرة آالف دينار مكت ًبا‪ ،‬ما وجدا لها ً‬
‫العشرة‪ ،‬فقال أنا أحق هبا من هؤالء‪ .‬وسمع الملك المنصور بذلك فشكره على‬
‫فعله‪ ،‬وهذا الرجل البد أن أذكر أهله(‪ )5‬يف غير هذا المكان إن شاء اهلل تعالى‪.‬‬
‫بدو سيدي الشيخ [‪/3‬ب] محمد بن أبي بكر [الحكمي](‪ )6‬كان‬‫وقيل إن ّ‬
‫الم ْصبِر(‪ )7‬بناحيه حرض(‪ ،)8‬وكان يف تلك القرية رجل‬
‫والده أبو بكر يسكن َ‬

‫((( يف (ب) مكتو ًبا‪ .‬أي ضريبة فرضة عليهم للدولة دفعها‪.‬‬
‫((( كتبت يف (أ) جديدة‪ ،‬والتصحيح من (ب)‪.‬‬
‫((( يبدو أن المؤلف يقصد ببني معزب‪ ،‬المعازبة أشهر قبائل عك يف ذلك الحين‪ .‬انظر‪:‬‬
‫الملك األشرف‪ ،‬طرفة األصحاب‪ ،‬ص‪.53‬‬
‫((( كتبت يف (أ) سيارة‪ ،‬والتصحيح من (ب)‪.‬‬
‫((( كتبت يف (ب)‪ :‬البد أن أذكره‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫الم ْصبِرا‪ :‬هي قرية من نواحي مدينة حرض‪ ،‬و ُتعد مكان‬ ‫الم ْصبِرى أو َ‬
‫الم ْصبِر أو َ‬
‫((( َ‬
‫إقامة وسكن آل الحكمي‪ ،‬الجعدي‪ ،‬طبقات فقهاء اليمن‪ ،‬ص‪.324‬‬
‫((( وحرض‪ :‬بلدة عامرة يف هتامة شرق ميناء مِيدي‪ .‬إسماعيل األكوع‪ ،‬البلدان اليمانية‪،‬‬
‫ص‪.94‬‬
‫‪64‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫نورا من السماء يضيئ إلى منزل الشيخ‪،‬‬ ‫متعبد رأى ليلة وضع الشيخ محمد ً‬
‫فأتى فرأى البيت‪ ،‬ورأى النور يخرج‪ ،‬وسمع الطفل يبكي يف البيت‪ ،‬فوقف‬
‫ساعة‪ ،‬فمر به رجل فسأله عن صاحب هذا البيت‪ ،‬فقيل له(‪ :)1‬هو رجل يسمى‬
‫أبو بكر الحكمي‪ ،‬وولد له هذه الليلة ولد‪ .‬فأتى إلى والد الشيخ؛ فقال له‪:‬‬
‫يا سيدي أريد أن أخدم أم هذا المولود تربكًا هبذا المولود‪ .‬فقال أبو الشيخ‪:‬‬
‫افعل‪ .‬فكان يخدم المرأة بالماء والنار يف البيت‪ ،‬وما عجزوا عنه(‪ )2‬خدمهم‬
‫كثيرا ما يكون يف البادية‪ ،‬وأول أمره أنه سمع امرأة بدوية‬ ‫فيه‪ ،‬وكان هذا الرجل ً‬
‫يف ذؤال وهي تقول‪:‬‬
‫لِـــمـــ ْل َ‬
‫ـــت إلـــيـــه بــالــكــل أدنــــاك‬ ‫أال يــاســعــد لــو ســاعــدت مــوالك‬

‫فكان هذا سبب دخوله يف الطريق إلى اهلل تعالى‪ ،‬وكان الشيخ والفقيه محمد‬
‫بن الحسين ‪ -‬نفع اهلل هبما يف الدارين‪ -‬لهما يف زماهنما شهرة عظيمة‪ ،‬وقيل إن‬
‫أولياء زماهنما كانوا يحضرون يف كل عام ليلة معهما يف عواجة‪ ،‬ويتذاكرون‬
‫ما أبرم يف السماء‪ ،‬وما جرى به القلم من المقدور السماوي‪ ،‬وما سيكون من‬
‫خير وشر يف ذلك العام‪ ،‬ويسألون اهلل دفع الشر عن المسلمين‪ ،‬وقيل إن الفقيه‬
‫محمد بن إسماعيل الحضرمي(‪ )3‬كان يحضر مع جملة من حضر على بغلة‪،‬‬
‫وقيل تذاكر الشيخ محمد بن أبي بكر الحكمي والفقيه محمد بن الحسين يف‬

‫((( مكتوبه (فقال بالمتن) ومصححه بالهامش «فقيل له»‬


‫((( كتبت يف (أ)‪ :‬فكان يخدم المرأة والبيت للماء والنار وما عجزوا عنه‪.‬‬
‫((( هو الفقيه الكبير أبو عبد اهلل محمد بن إسماعيل بن علي بن عبد اهلل بن أحمد ميمون‬
‫كامل‪ ،‬صاحب كرامات وإفادات ومصنفات‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫فاضل‬ ‫عالما‬
‫فقيها ً‬
‫الحضرمي‪ ،‬كان ً‬
‫تويف سنة ‪651‬ﻫ‪1253 /‬م‪ .‬ترجم له‪ :‬الجندي‪ ،‬السلوك‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪334 - 333‬؛‬
‫الشرجي‪ ،‬طبقات الخواص‪ ،‬ص‪.280 – 278‬‬
‫‪65‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫أهل العلم وأهل التصوف‪ .‬فقال الفقيه‪ :‬أهل العلم أسلك‪ .‬فقال الشيخ‪ :‬أهل‬
‫وفقيها حتى أميز لك‬
‫ً‬ ‫فقيرا‬
‫التصوف أسلك‪ .‬فقال الشيخ للفقيه‪ :‬اطلب لي ً‬
‫حالهما‪ .‬فطلبهما‪ ،‬فقال الشيخ للفقيه‪ :‬يا فقيه يف نفسي منك [‪/4‬أ] شيء‪ .‬فقال‬
‫الفقيه‪ :‬وأنا يف نفسي منك شيئان‪ .‬وجاء الفقير‪ ،‬فقال له الشيخ‪ :‬يا فقير‪ ،‬تعلم يف‬
‫نفسي منك شيء‪ .‬فقال الفقير‪ :‬أنا استغفر اهلل‪ .‬وقام يف الصف‪ ،‬فشهد يف ذلك‬
‫المقام للفقير مع هذا أن ال ينكر حرمة العلم‪ ،‬وال [ينكر](‪ )1‬حرمة العلماء‪ ،‬فإذا‬
‫وفعل فال أحد يدانيه‪ ،‬ألن الواجب من‬‫ً‬ ‫ً‬
‫وقول‬ ‫وظاهرا‬
‫ً‬ ‫عمل العالم بعلمه باطنًا‬
‫العلم العمل‪ ،‬وإذا كان العالم يزل بعمله فباطنه خالف ظاهره‪ ،‬وليس بعامل‪،‬‬
‫فقد قيل إن زلة العالم كزلة الظالم(‪ ،)2‬نسأل اهلل الرحمن الرحيم أن يتغمدنا‬
‫برحمته الواسعة‪ ،‬وأن يرضى علينا وأن يتوفانا مسلمين‪.‬‬
‫ومن كرامات الشيخ محمد بن أبي بكر الحكمي منذ(‪ )3‬خلقه اهلل تعالى‬
‫ما كتب على مسلم زلة‪ ،‬وكان رجل قدم على الشيخ والفقيه صاحبي عواجة‬
‫‪ -‬نفع اهلل هبما‪ ،-‬فأعطاهما شي ًئا كان عنده‪ ،‬وشرط عليهما أنه متى دعاهما‬
‫أجاباه‪ ،‬وإنه ال يموت إال وهما عنده‪ ،‬وإنه يقرب بين السماء واألرض‪ ،‬فقاال له‬
‫اكتب ورقة فيها‪ :‬محمد يا محمد‪ ،‬فمتى أحسست بالموت فاطرحها‪ ،‬فإهنا تقع‬
‫عندنا‪ ،‬وتكون طل ًبا لنا إليك‪ .‬فكان متى دعا هبما أجاباه‪ ،‬وعند وفاته(‪ )4‬كتب‬
‫ورقة وطرحها‪ ،‬فأقبال عليه وهو يف مسجد يعالج سكرات الموت‪ ،‬فلما مات‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( كتبت يف (أ)‪ :‬فقد قالوا أن العالم كزلة‪ ،‬التصحيح يف المتن من (ب)‪.‬‬
‫((( كتبت يف (أ) من‪ ،‬التصحيح من (ب)‪.‬‬
‫((( كُتبت العبارة يف (أ)‪ :‬وعند وفاته بالموت‪ ،‬ما دفعنا لحذف بالموت من أجل أن‬
‫يستقيم المعنى يف المتن‪.‬‬
‫‪66‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫حفرا له وقرباه‪ ،‬وأدخله الشيخ القرب ونسي جبته‪ ،‬فقال لبعض الفقراء ادخل‬
‫هبا القرب واطرحها عليه‪ ،‬فدخل القرب فوجد منربًا من نور‪ ،‬وعليه ذلك الرجل‪،‬‬
‫وقوم طالعون به إلى السماء‪ ،‬فقال الشيخ للفقير‪ :‬أكتم ما رأيت‪ .‬فقال‪ :‬مثل‬
‫هذه الكرامة ال تكتم(‪.)1‬‬
‫وقيل وقعت يف زمان الشيخ والفقيه سنة جدبة‪ ،‬وحصل مطر [يف](‪ )2‬الصيف‬
‫بالقرب من عواجة‪ ،‬فانتجعت(‪ )3‬له أهل المواشي من كل مكان‪ ،‬وجاء عرب‬
‫من عرب سهام معهم غنم وكلب‪ ،‬فكان الكلب [‪/4‬ب] يدخل عواجة إلى‬
‫بعض من هو ساكن فيها فيربه‪ ،‬فاستمال الكلب إلى أهل ذلك البيت‪ ،‬وبقي‬
‫قليل ما تأيت أهله‪ ،‬وهي عامرة بأهلها‪ ،‬وهي كانت مساكن قوم من الحبشة(‪،)4‬‬
‫فيها أهل يسار وجاه‪ ،‬ثم أن الكلب تردد يف أن يتبع أهله األصل‪ ،‬ويف أن يعود‬
‫إلى قومه إلى أهل البيت الذى أبروه‪ ،‬فرفع رأسه وعوى والشيخ محمد بن أبي‬
‫عظيما‪ ،‬فلما هدى من البكاء‪،‬‬
‫ً‬ ‫مارا إلى مدينة الكدراء‪ ،‬فبكى الشيخ بكا ًء‬
‫بكر ً‬
‫مم تبكي(‪ .)5‬فقال‪ :‬إن الكلب الذي رأيتموه‬
‫قال له الجماعة الذي معه‪ :‬يا سيدى ّ‬

‫((( هذه القصة من شطحات الصوفية‪ ،‬وهي كثيرة يف هذا الكتاب‪ ،‬مما يبين لنا جز ًءا من‬
‫ثقافة ذلك العصر الفكرية‪ ،‬ومدى اعتقاد الناس هبذه الفئة‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يبدو أنه يقصد فتجمعت‪.‬‬
‫((( شهدت اليمن خالل المدة المذكور تواجد الكثير من العناصر الوافدة إليها من‬
‫األحباش والرتكمان واألكراد والفرس والعرب وغيرهم‪ ،‬نتيجة لما تعرضت له‬
‫اليمن من أحداث سياسية أدت إلى قدومهم خالل مراحل مختلفة‪ .‬للمزيد انظر‪:‬‬
‫ُهديل‪ ،‬الحياة االجتماعية يف اليمن‪ ،‬ص‪.80 – 54‬‬
‫((( كتبت يف (ب)‪ :‬بكيت‪.‬‬
‫‪67‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫شعرا‪:‬‬
‫‪2‬‬

‫ً‬
‫(‪)1‬‬
‫يعوي قال يف عوائه‬
‫وأهــــل أقـــامـــوا أي أهـــل أتــبـ ُـع‬ ‫أال أن لــي أهــلــيــن أه ــل ترحلـوا‬
‫(‪)2‬‬
‫وســار الــذي قلبي بهم متولع‬ ‫أقــــام الــــذي ال أســتــطــيــع فــراقــهــم‬

‫قلت‪ :‬وقد ذكر اليافعي(‪- )3‬نفع اهلل به [يف الدارين](‪ )4‬يف روض الرياحين‪-‬‬
‫إن الشيخ أبو الغيث بن جميل(‪ -)5‬نفع اهلل به [يف الدارين](‪ -)6‬ذكر أنه رأى يف‬
‫اليقظة أن الشيخ والفقيه خوطبا من غير واسطة‪ ،‬وقيل لهما ً‬
‫قول ما شئتما‪،‬‬
‫ذل السؤال يف‬ ‫واقطعا بما شئتما‪ ،‬وال تطلباين حاجة‪ ،‬فإين أكره أن أرى َّ‬
‫علما بأحوال عباده(‪.)7‬‬
‫وجوهكما‪ ،‬نفع اهلل هبما‪ ،‬سبحان من أحاط ً‬

‫شعرا‪ ،‬التصحيح من (ب)‪.‬‬


‫((( كتبت يف (أ)‪ :‬قال تمويه ً‬
‫أيضا من الخرافات والخزعبالت التي انتشرت يف ذلك العصر‪.‬‬
‫((( وهذه ً‬
‫((( هو المؤرخ أبو محمد عفيف الدين عبد اهلل بن أسعد بن علي بن سليمان اليافعي‬
‫المتوىف سنة ‪768‬هـ‪1366 /‬م‪ ،‬صاحب كتاب‪« :‬مرآة الجنان»‪ .‬انظر‪ :‬الزركلي‪ ،‬خير‬
‫الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس (ت‪1396 :‬هـ)‪ ،‬األعالم‪ ،‬دار العلم‬
‫للماليين‪ ،‬ط‪ ،15‬بيروت‪2002 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.73 - 72‬‬
‫(((الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( هو الشيخ الصالح أبو الغيث بن جميل الملقب بشمس الشموس‪ ،‬وكان من كبار‬
‫علماء عصره‪ ،‬لما تميز به من علم وتدين وصالح وكرامات‪ ،‬تويف سنة ‪650‬ﻫ‪/‬‬
‫‪1252‬م‪ .‬للمزيد انظر عنه‪ :‬الجندي‪ ،‬السلوك‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪،395 ،335 - 333 ،332‬‬
‫ج‪ ،2‬ص‪30‬؛ الخزرجي‪ ،‬العقود اللؤلؤية‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪109 - 107‬؛ العقد الفاخر‬
‫الحسن‪2459 - 2456 /4 ،‬؛ الملك األفضل‪ ،‬العطايا السنية‪ ،‬ص‪،277 - 274‬‬
‫الشرجي‪ ،‬طبقات الخواص‪ ،‬ص‪410 - 406‬؛ اليافعي‪ ،‬مرآة الجنان‪،134/4 ،‬‬
‫‪.267‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( عبارة مضطربة وغير واضحة‪.‬‬
‫‪68‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫في ذكر إبراهيم بن محمد بن الحسين(‪:)1‬‬


‫ومن ولد الفقيه محمد بن الحسين البجلي ‪ -‬نفع اهلل به‪ -‬الفقيه إبراهيم بن‬
‫محمد‪ ،‬كان صاحب أحوال عظيمة‪ ،‬ومكارم جسيمة‪ ،‬ثم كان ولده علي بن‬
‫إبراهيم ‪ -‬نفع اهلل هبم أجمعين‪ -‬صاحب علم واسع‪ ،‬يقال إن الذين خرجوا‬
‫من عنده مائة مدرس‪ ،‬وكانت قراءته فيما يذكرون على الفقيه أحمد بن موسي‬
‫جيِل(‪ -)2‬نفع اهلل هبم‪ ،-‬وكانت تنسب شجينة إليه‪ ،‬وكان كثير اإلطعام الطعام‪،‬‬ ‫ُع ِ‬
‫ويدرس العلم الشريف‪ ،‬وكثير الحج [‪/5‬أ] إلى بيت اهلل الحرام‪ ،‬وكان يحج‬
‫راك ًبا‪ ،‬وكان متى ما أراد العزم إلى بيت اهلل الحرام برز عشية فيمسي يف عواجة‪،‬‬
‫ويعزم إلى الحج‪ ،‬ومتى ما قدم أمسى يف عواجة‪ ،‬وصبح بشجينة منها‪ .‬وقيل‬
‫إن السادة بني عجيل(‪ )3‬كانوا إذا أرادوا الحج معه؛ راعاهم(‪ )4‬حتى يقدموا‬

‫((( كتب هذا العنوان على جانب المخطوط (أ)‪.‬‬


‫((( كان الفقيه أحمد بن موسى بن عجيل من كبار علماء عصره وفقهائهم‪ ،‬وممن‬
‫يعتقد به الناس لعلمه وصالحه وورعه وزهده‪ ،‬حيث كان ممن يحبون عمل الخير‬
‫ويخلصون فيه‪ ،‬وقد تويف سنة ‪690‬ﻫ‪1291 /‬م‪ .‬ترجم له‪ :‬الجندي‪ ،‬السلوك‪ ،‬ج‪،1‬‬
‫ص‪422 - 416‬؛ الملك األفضل‪ ،‬العطايا السنية‪ ،‬ص‪227 - 226‬؛ الخزرجي‪،‬‬
‫العقد الفاخر الحسن‪ ،‬مج‪ ،1‬ص‪462 - 454 ،440‬؛ السبكي‪ ،‬تاج الدين بن علي‬
‫بن عبد الكايف (ت‪771 :‬هـ‪1370 /‬م)‪ ،‬طبقات الشافعية الكربى‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬محمود‬
‫محمد الطناحي‪ ،‬د‪.‬عبد الفتاح محمد الحلو‪ ،‬ط‪ ،2‬هجر للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫(د‪ .‬ب)‪1413 ،‬هـ‪ ،‬ج‪ ،8‬ص‪40‬؛ اليافعي‪ ،‬مرآة الجنان‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪158‬؛ الفاسي‪،‬‬
‫تقي الدين محمد بن أحمد الحسني‪ ،‬العقد الثمين يف تاريخ البلد األمين‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫محمد حامد الفقي‪ ،‬فواد سيد‪ ،‬محمود الطناحي‪ ،‬ط‪ ،2‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪1406‬هـ‪1946 /‬م‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.97‬‬
‫((( بنو عجيل‪ :‬بيت علم وصالح ورئاسة‪ ،‬يعود نسبهم إلى المعازبة من عك‪ .‬الشرجي‪،‬‬
‫طبقات الخواص‪ ،‬ص‪.46 – 45‬‬
‫((( التصحيح من (ب)‪.‬‬
‫‪69‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫عليه‪ ،‬فأتوا يو ًما وقد برز كجاري عادته إلى عواجة وعزم يوم ربوع(‪ )1‬ال يدور‪،‬‬
‫فقال له بنو عجيل‪ :‬ويف مثل هذا اليوم تعزم‪ ،‬فقال‪ :‬اليوم يوم اهلل والعبد عبد‬
‫اهلل‪ .‬وكان زمانه طيب كثير الخصب والسعة‪ ،‬وقيل إنه حج سنة وولده إبراهيم‬
‫(‪)2‬‬
‫معه وجماعة‪ ،‬فزاروا المدينة [المنورة على صاحبها الصالة والسالم]‬
‫فمر عليهم كلب عقور فهز عليه الفقيه إبراهيم بن‬ ‫فخرجوا خارج المدينة‪ّ ،‬‬
‫علي عصا(‪ ،)3‬فمات الكلب من ساعته‪ ،‬فكان أهل الكلب أناس رافضية(‪ ،)4‬لهم‬
‫سطوة وبغض ألهل المذهب السني‪ ،‬فحملوا على الفقيه إبراهيم وأصحابه‪،‬‬
‫فهربوا إلى منزل الفقيه علي بن إبراهيم‪ ،‬وجرى منهم توعد للفقيه وأصحابه‪،‬‬
‫فقالت أهل المدينة العقالء منهم‪ً :‬‬
‫مهل هذا الفقيه رجل(‪ )5‬صالح‪ .‬فقالوا‪ :‬واهلل‬
‫ما نعذرهم عن دم الكلب؛ إال إذا أعلمنا بكنز مدفون يف نخلنا لعجوز منا‪.‬‬
‫فأتوا الفقيه وأعلموه بذلك‪ ،‬فأمهلهم الفقيه إلى يوم الجمعة‪ ،‬فدخل فيها‬
‫على النبي ﷺ فأعلمه أن الكنز تحت نخلة َجد ًبا‪ ،‬فلما أصبح الفقيه مضى‬
‫هو وأصحابه‪ ،‬وأتوا إلى القوم وإلى [نخل](‪ )6‬تلك المرأة؛ فرأى الفقيه نخلة‬
‫جدبا بين النخل فأتاها‪ ،‬ووقف تحتها‪ ،‬وقال‪ :‬هو ها هنا فحفروا له‪ .‬فوجدوه‬
‫((( ويقصد بيوم الربوع يوم األربعاء‪ ،‬باللهجة العامية‪ ،‬وعادة ما يتشاءم أهالي بعض‬
‫المناطق اليمنية من الخروج أو العمل يف مثل هذا اليوم‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( التصحيح من (ب)‪.‬‬
‫((( الرافضة‪ :‬فرقة من الشيعة تجيز الطعن يف الصحابة‪ ،‬قال األصمعي‪ :‬سموا بذلك ألهنم‬
‫تركوا زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رحمهم اهلل تعالى‪ ،‬بعد أن كانوا‬
‫الرزاق الحسيني‬
‫محمد بن عبد ّ‬ ‫محمد بن ّ‬ ‫الزبيدي‪ ،‬مرتضى ّ‬ ‫بايعوه‪ ،‬ثم قالوا له‪ :‬تربأ‪َّ .‬‬
‫(ت‪1205 :‬هـ)‪ ،‬تاج العروس‪ ،‬تحقيق‪ :‬مجموعة من المحققين‪ ،‬دار الهداية‪،‬‬
‫(د‪ .‬ن)‪( ،‬د‪ .‬ت)‪.350 /18 ،‬‬
‫((( يف (ب) عبد‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪70‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫‪-‬نفع اهلل به‪ ،-‬وكان أخوه [عمر بن إبراهيم](‪ - )1‬نفع اهلل به‪ -‬صاحب كرامات‬
‫واسعة‪ ،‬وبنى مسجدً ا يف غيبة أخيه علي إلى الحج بالجص واآلجر‪ ،‬وقل ما‬
‫بني [‪/5‬ب] يف اليمن مثله‪ ،‬وقيل إنه على ذراع الكعبة‪.‬‬
‫وللفقيه علي بن إبراهيم [نفع اهلل به األمة](‪ )2‬مسجد خوص(‪ )3‬غربي مسجد‬
‫[الفقيه](‪ )4‬أخيه بالقرب منه‪ ،‬وقيل إن الفقيه عمر بن إبراهيم منذ أسس المسجد‬
‫أكل‪ ،‬ويف ذلك المسجد ما ترى تدريس العلم‬ ‫ما فرق البنائين اللحم كل ليلة ً‬
‫الشريف‪ ،‬وتالوة كتاب اهلل عز وجل(‪ ،)5‬وقيل كان من درسة الفقيه علي بن‬
‫إبراهيم الفقيه أبو بكر بن يوسف شيخ(‪ ،)6‬ثم قرأ بعد ذلك على والده إبراهيم‪،‬‬
‫وكان الذي يقرأون على الفقيه علي بن إبراهيم محمولين النفقة‪ ،‬فلما مات‬
‫رحمه اهلل تعالى وانقطع الطلبة من جاري العادة اجتمعوا‪ ،‬وقالوا لولده‪ :‬إن‬
‫أباك (رحمه اهلل تعالى) كان يحمل نفقة الطلبة‪ ،‬فهل لك أن تجريهم على ما‬
‫كانوا يعتادونه من والدك‪ .‬فقال‪ :‬أمهلوين‪ .‬فأمهلوه(‪ )7‬حتى رآه يف النوم‪ ،‬وقال‬
‫له‪ :‬يا ِ‬
‫أبت إن الطلبة لم يقع لهم من يقوم هبم‪ ،‬أبطلوا القراءة‪ .‬فقال أبوه‪ :‬يا‬
‫ولدي قم هبم‪ ،‬وال تضيع لهم جنا ًبا‪ ،‬وأعلمهم أهنم من أهل الجنة‪ .‬فأجراهم‬
‫الفقيه إبراهيم على [جاري](‪ )8‬عادهتم مدة حياته‪.‬‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( كلمة خوص غير موجودة يف (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) تعالى‪.‬‬
‫((( يبدو أنه الفقيه أبوبكر بن يوسف بن الفقيه عمر بن إبراهيم‪ .‬انظر عنه‪ :‬الجندي‪،‬‬
‫السلوك‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.368‬‬
‫((( غير موجودة يف (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪71‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫وكان للفقيه علي بن إبراهيم ولد يتهم بصحبة ال ُغز(‪ ،)1‬يقال له أحمد‪ ،‬وقيل‬
‫إنه كان يروح الكدراء‪ ،‬ويهب الختمة من خروجه من شجينة حتى يدخل‬
‫الكدراء‪ ،‬وكان من رآه يف شجينة يف غير الطريق أخذه بالغزو والجنيه(‪ ،)2‬وكان‬
‫يذب بذلك‪ ،‬فمن هنا كان متهو ًما‪ ،‬وباطنه خالف ذلك‪ ،‬وكان اختالفه على‬
‫الغز [‪/6‬أ]‪ ،‬وإلى الكدراء يعاقب من فعل ماال يليق عرضه بذكر نزهة مآثر‬
‫آلل الطاهرة‪ .‬وقيل كان ولد الفقيه علي بن عمر ‪ -‬نفع اهلل به‪ -‬قد خرج عن‬
‫الطريق يف شرب الخمر وغيره‪ ،‬مما ال يليق بمنصبه الكريم‪ ،‬وكان رجل آخر‬
‫جارا للفقيه علي بن إبراهيم‪ ،‬وكان له زوجة(‪ )3‬إذا شرب‬ ‫يقال له شراب‪ ،‬كان ً‬
‫الخمر هذا الولد يأتيها‪ ،‬فأتاها ليلة وهو سكران هو وندماؤه معه؛ وزوجة هذا‬
‫حمل هو وأصحابه‪ ،‬فاستيقظ شراب‪ ،‬فأخذ‬ ‫الرجل نائمة بين عيالها‪ ،‬فأخذها ً‬
‫الولدين الطفلين‪ ،‬وحملهما وصاح‪ :‬يا إسالماه(‪ )4‬ياغوثاه‪ .‬فسمعه الفقيه‪،‬‬
‫فقال‪ :‬من هذا‪ .‬فقالوا له‪ :‬شراب من ما ناله‪ .‬فقال‪ :‬ما ناله(‪ .)5‬قالوا‪ :‬ما ندرى‪.‬‬

‫((( مكتوبة يف (أ) الغزاة‪ ،‬والتصحيح من (ب)‪ .‬وال ُغز‪ :‬جنس من الرتك‪ .‬ابن منظور‪ ،‬محمد‬
‫بن مكرم بن على‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬ط‪ ،3‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪1414 ،‬ه‪ .65 /10 ،‬وقد‬
‫كان وجودهم يف اليمن منذ مدة سابقة لعصر المؤلف‪ ،‬ونتيجة لتداخلهم مع السكان‬
‫األصلين وتزاوجهم هبم ظهر جيل جديد جمع بين المالمح اليمنية والرتكمانية‪ ،‬وقد‬
‫زاد من مكانة هذا الجنس دخول األيوبيين اليمن سنة ‪569‬ﻫ‪1173 /‬م‪ ،‬وتوليهم‬
‫لمقاليد الحكم فيها‪ ،‬ثم تولي األسرة الرسولية التي جاء أفرادها مع األيوبيين‪ ،‬حتى‬
‫أن مؤرخي ذلك العصر أطلقوا على األيوبيين والرسوليين اسم ال ُغز مع أن األيوبيين‬
‫جنس من الكرد‪ .‬للمزيد عن ال ُغز يف اليمن انظر‪ُ :‬هديل‪ ،‬الحياة االجتماعية يف اليمن‪،‬‬
‫ص‪.77 - 55‬‬
‫((( عبارة غير مفهومة‪.‬‬
‫((( كتبت يف (أ) وكانت زوجة كان‪ ،‬والتصحيح من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) يا سالمة‪.‬‬
‫((( كتبت يف (أ)‪ :‬فقال ما نابه‪ ،‬والتصحيح من (ب)‪.‬‬
‫‪72‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫هيبة للفقيه أن يذكروا ولده بمثل هذه الحكاية‪ ،‬فصاح شراب‪ :‬يا إسالماه‬
‫ياغوثاه‪ .‬فضاق قلب الفقيه علي‪ ،‬وقال‪ :‬ما لشراب‪ .‬قالوا له‪ :‬ال ندرى‪ .‬قال‪:‬‬
‫اطلبوه لي‪ ،‬فطلبوه‪ ،‬فقال له‪ :‬ما معك؟ فقال‪ :‬ولدك أحمد فعل وفعل‪ .‬فأطرق‬
‫الفقيه ساعة‪ ،‬وقال‪ :‬يا ولدي اجتنب هذه المرأة‪ ،‬فليست تصلح لك‪ .‬وأعطاه‬
‫دينارا‪ ،‬وقال‪ :‬تزوج أو اشرتِ [لنفسك](‪ )1‬جارية‪ .‬وبقي ذلك الولد‬
‫خمسمائة ً‬
‫مصرا على المعاصي(‪ ،)2‬حتى مات الفقيه‪ ،‬فلما حصل الفقيه بالنزع أتى الولد‬
‫ً‬
‫إلى أبيه‪ ،‬وقال‪ :‬يا أبت أوالدك متولون‪ ،‬وأنا رجل فقير‪ .‬فقال له‪ :‬يا ولدي‬
‫أمض إلى جليدة؛ قرية يمنا شجينة‪ ،‬وأت إلى‬ ‫ِ‬ ‫أنت [رجل](‪ )3‬جاهل‪ ،‬ولكن‬
‫القطان(‪ )4‬فالن‪ ،‬قل له‪ :‬قال أبي أعطني الخمسمائة التي عندك‪ .‬فقال‪ :‬هي‬
‫عطب‪/6[ ،‬ب] فإن أمهلتني جلبتها(‪ )5‬إلى الجبل‪ ،‬وتأخذ نصف الفائدة‪ ،‬وأنا‬
‫كذلك‪ ،‬وأعطيك ما كان لك‪ .‬فتغيب عنه ثالث سنين‪ ،‬فأتاه هبا(‪ )6‬وهي ثالثة‬
‫أالف‪ ،‬فأعطاه ما كان له‪ ،‬وجلس ذلك الولد إلى أن مات يو ًما عمه‪ ،‬ونظر يف‬
‫قرب عمه‪ ،‬فداخله الخوف من ساعته‪ ،‬والخوف والرعب [م ًعا](‪ )7‬من اهلل تعالى‬
‫والحيا‪ ،‬فأتى إلى منزله وقد أورد شي ًئا من الخمر‪ ،‬فكسر آنية الخمر‪ ،‬وتاب‬
‫(‪)8‬‬
‫توبة حسنة‪ ،‬فنسأل اهلل تعالى حسن التوبة‪ ،‬وحسن الخاتمة نحن [ووالدينا]‬
‫وأوالدنا والمسلمين آمين‪.‬‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( يف (ب) المعصية‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الذي يعمل يف مهنة القطن (العطب)‪.‬‬
‫((( يف (أ) جبلتها والتصحيح من (ب)‪.‬‬
‫((( كتبت يف (أ) هنار‪ ،‬والتصحيح من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪73‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫قلت‪ ،‬وقد ذكرت الفقيه محمد بن الحسين البجلي وولده إبراهيم وولديه‬
‫علي بن إبراهيم وولده إبراهيم بن علي ‪ -‬نفع اهلل هبم أجمعين‪ ،-‬وسأذكر من‬
‫ذرية الشيخ محمد بن أبي بكر [الحكمي](‪ ،)1‬عمر بن عثمان زخم الدارين(‪،)2‬‬
‫صاحب الكرامات التامة‪ ،‬والعطايا العامة‪ ،‬وأنه كان يسكن يف الربية(‪ )3‬ستة‬
‫أشهر‪ ،‬ويف الروضة(‪ )4‬أو نواحيها ستة أشهر على ما حكى الحاكي‪ ،‬وكان‬
‫قد جرى بينه وبين محمد بن يعقوب أبو حربة(‪ )5‬مشاجرة سببها؛ أن صاح ًبا‬
‫سمى به ولدً ا‪ ،‬وكان هذا‬
‫لمحمد بن يعقوب صاحب الفقيه عمر ابن عثمان ّ‬
‫المذكور يسكن بيت األحنف‪ ،‬قرية يمنا المحالب(‪ ،)6‬قري ًبا منه‪ ،‬فجعل ليلة‬
‫حاضرا بغير‬
‫ً‬ ‫السابع لولد(‪ )7‬هذا الرجل سما ًعا فيه الفقيه محمد بن يعقوب‬
‫علم الرجل‪ ،‬وأ َّما السماع والمستمع فما عقده إال الفقيه عمر بن عثمان‪،‬‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( هو الفقيه أبو حفص عمر بن عثمان الحكمي المعروف بزخم الدارين‪ ،‬كان من أجل‬
‫المشائخ وأكربهم قدر‪ .‬انظر عنه‪ :‬الشرجي‪ ،‬طبقات الخواص‪ ،‬ص‪.238 - 237‬‬
‫((( يف (ب) الربزة‪.‬‬
‫((( يطلق اسم الروضة على كثير من المناطق والقرى اليمنية‪ ،‬إال أن ما يقصده المؤلف‬
‫الركب‪ ،‬شرقي مدينة زبيد‪ ،‬وهي من‬ ‫هنا ‪-‬على ما يبدو‪ -‬القرية الواقعة يف جبل َّ‬
‫مساكن قبائل األشاعر‪ .‬المقحفي‪ ،‬معجم البلدان‪.712 /1 ،‬‬
‫((( كتبت يف (أ و ب) حوبة‪ ،‬والتصحيح من‪ :‬الشرجي‪ .‬وأبو حربة هو‪ :‬أبو عبد اهلل محمد‬
‫بن يعقوب بن الكميت ابن سود بن الكميت المعروف بأبي حربة‪ .‬انظر عنه‪ :‬طبقات‬
‫الخواص‪ ،‬ص‪.274‬‬
‫((( المحالب‪ :‬بلدة خاربة جنوب وادي مور على مقربة من سوق بجيلة يف بالد الزعلية‪،‬‬
‫ً‬
‫شمال بنحو مائتي‬ ‫لها ذكر يف التاريخ‪ ،‬والسيما يف عصر بني رسول‪ ،‬وتبعد عن زبيد‬
‫كيلو مرت تقري ًبا‪ .‬إسماعيل األكوع‪ ،‬البلدان اليمانية‪ ،‬ص‪.256‬‬
‫((( ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫‪74‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫ٍ‬
‫مختف يف الناس أو معتزل ساعة‪ ،‬فقال الفقيه‬ ‫وكان الفقيه محمد بن يعقوب‬
‫عمر بن عثمان‪ :‬ياحادي قم‪ ،‬ويامشي امشي‪ .‬فلم يقدر [‪/7‬أ] يصوت يف‬
‫الرباعة‪ ،‬وال يسمع لها صوت‪ ،‬هذا بعد أمر عظيم‪ ،‬وقال عمر بن عثمان‪:‬‬
‫وانظروا من معنا‪ .‬فنظروا‪ ،‬فإذا الفقيه محمد بن يعقوب منفرد عنهم بعيد‪،‬‬
‫فجاء الفقيه عمر بن عثمان إلى الفقيه محمد ابن يعقوب‪ ،‬وجرى بينهما كالم‪،‬‬
‫فغشي على هذا‪ ،‬وعلى هذا‪ ،‬فاستيقظ الفقيه محمد بن يعقوب‪ ،‬وقال لفقيره‪:‬‬
‫ارتحل (بنا‪ .‬فارتحلوا)(‪ )1‬إلى موزع(‪ ،)2‬فأقام فيها‪ ،‬ويف لحج(‪ )3‬زمانًا حتى مات‬
‫[الفقيه](‪ )4‬عمر بن عثمان ‪ -‬نفع اهلل به آمين‪ ،-‬ويقال إن الفقيه أبا بكر (بن‬
‫محمد)(‪ )5‬لقي امرأة من الصالحات(‪ )6‬يف الدردية(‪ ،)7‬فقال لها‪ :‬إلى متى هذا‬
‫األمر؟ قالت‪ :‬إلى أن يموت عمر بن عثمان ‪ -‬نفع اهلل هبم‪.-‬‬
‫وكان الفقيه عمر بن عثمان مستجاب الدعوة‪ ،‬وقيل إن الشيخ والفقيه‬
‫اجتمعا يو ًما‪ ،‬فقال الفقيه محمد بن الحسين‪ :‬أن ربي وعدين أن يجعل من‬
‫فقيها‪ .‬وانتشر‬ ‫ولدي ً‬
‫شيخا‪ .‬وقال الشيخ‪ :‬إن ربي وعدين أن يجعل من ولدي ً‬

‫((( ساقطة من (ب)‪.‬‬


‫((( موزع‪ :‬مدينة قديمة ال زالت عامرة آهلة بالسكان‪ ،‬وتقع وسط هتامة يف الشرق‬
‫الشمالي من ميناء المخا بمسافة (‪ 30‬كم)‪ ،‬وبالغرب الجنوبي من تعز‪ .‬الهمداين‪،‬‬
‫الصفة‪ ،‬ص‪ ،95‬حاشية رقم (‪.)4‬‬
‫((( لحج‪ :‬مدينة مشهورة على مقربة من عدن‪ ،‬تشتهر بقراها ومزارعها الكثيرة‪ .‬الحجري‪،‬‬
‫مجموع بلدان اليمن‪ ،‬مج‪ ،2‬ج‪ ،4‬ص‪.679 – 667‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫((( التصحيح من (ب)‪.‬‬
‫((( الدردية‪ :‬لم أحصل لها على ترجمة‪.‬‬
‫‪75‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫مالمسا إلى‬
‫ً‬ ‫ذكر الفقيه عمر بن عثمان يف الشام(‪ ،)1‬وتحكم به من تحكم‪ ،‬وكان‬
‫تعشر(‪ )2‬وإلى جازان(‪ ،)3‬وانتشرت كلمته إلى ذلك [اليوم](‪ )4‬وإلى يو ًما هذا‪،‬‬
‫فقيرا له عاش إلى قريب‪،‬‬
‫يواصلون ذريته‪ ،‬وينقادون طاعة لهم ‪ ،‬وقيل إن ً‬
‫(‪)5‬‬

‫وكان يحكي للناس عن كرامات الفقيه‪ ،‬قال‪ :‬ولقد ذكراين‪ ،‬كنت معه يو ًما‬
‫فمر الفقيه عنه يف‬
‫واصلين من الربزة مررنا على جبل هيطف يمنا واقر ‪ّ ،‬‬
‫(‪)8‬‬ ‫(‪)7‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫اليمن ساعة‪ ،‬والتفت إليه‪ ،‬وقال‪ :‬شايخرج(‪ )9‬اهلل ما فيك ياهيطف‪ .‬قلت وهذا‬
‫الجبل كان لملك من األذوا يقال له سالمة ذو أفايش‪ ،‬واألذوا من كان له اسم‬
‫يف أوله ذو‪ ،‬مثل ذو أفايش [‪/7‬ب] (وذا األكناف)(‪ )10‬وذو الجناح وذو رعين‪،‬‬
‫وهذا الملك سالمة من ملوك حمير‪ ،‬وكانت له وللعكوي وقعات كثيرة‪،‬‬

‫ل بالشام‪ ،‬لذلك‬ ‫((( الشام‪ :‬يطلق معظم مؤرخي ذلك العصر يف اليمن على ما جاء شما ً‬
‫كثيرا ما يقال مناطق الشام وقبائل الشام‪ ،‬أي الواقعة شمال اليمن‪ .‬الخزرجي‪ ،‬العقود‬
‫ً‬
‫اللؤلؤية‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.99‬‬
‫((( تعشر‪ :‬لم أحصل لها على ترجمة‪.‬‬
‫((( جازان‪ :‬بلدة على ساحل البحر األحمر من جهة صبيا‪ ،‬وهي فرضة تلك الجهة‪.‬‬
‫الحجري‪ ،‬مجموع بلدان اليمن‪ ،‬مج‪ ،1‬ج‪ ،1‬ص‪.171‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) طاعتهم‪.‬‬
‫((( الربزة‪ :‬موضع بتهامة أورده الشرجي‪ .‬انظر‪ :‬طبقات الخواص‪ ،‬ص‪.309‬‬
‫((( هيطف‪ :‬حصن باليمن بجبل واقرة‪ .‬إسماعيل األكوع‪ ،‬البلدان اليمانية‪ ،‬ص‪.304‬‬
‫الم َراوعة بمسافة ‪ 20‬كم‪ ،‬وهي من ديار قبيلة‬ ‫ِ‬
‫((( َواقر‪ :‬بلدة يف وادي َس َهام جنوب شرق َ‬
‫القطاملة‪ ،‬أحد قبائل العبسية من عك‪ .‬المقحفي‪ ،‬معجم البلدان‪.1851 /2 ،‬‬
‫((( لهجة يمنية دارجة يقصد هبا سوف يخرج‪.‬‬
‫(‪ ((1‬ساقطة من (ب)‪:‬‬
‫‪76‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫وقد قصد العكوك(‪ ،)1‬وهم يف جبل القمة(‪ ،)2‬والقمة قمتان؛ قمة غربي مور(‪،)3‬‬
‫وقمة غربي وادي بنى عمران الزيديين‪ ،‬والجبل الذى قصدهم فيه سالمة هو‬
‫جبل قمة بني جامع المنسكيين‪ ،‬ولكنه أسفل بالد بنى عمران(‪ ،)4‬وقيل هذا‬
‫ملك العكوك يف داره بعد طردوه‪ ،‬ويف ذلك شاهد قول سملقه بن الحباب(‪،)5‬‬
‫حيث يقول‪:‬‬
‫أال بلغا مني على النائي(‪ )6‬وبيننا‬
‫‪7‬‬
‫حتى يقول‪:‬‬
‫تــــأمــــر يف طـــغـــيـــانـــه وتــغــلــبــا‬ ‫ولـــمـــا أتــــى عــلــى ســـامـــة أنــه‬
‫إلــى الملك حتى هم أن يتحجبا‬ ‫(‪)7‬‬
‫ودانــت له أعــداء تهامة وانتهى‬

‫((( يبدو أن المؤلف قصد بالعكوك قبائل عك‪ .‬انظر‪ :‬الملك األشرف‪ ،‬طرفة األصحاب‪،‬‬
‫ص‪.54 - 53‬‬
‫((( جبل القمة‪ :‬يقول الهمداين القمة من هتامة بناحية مور والمهجم‪ ،‬وجبلها يستخرج‬
‫منه الملح‪ .‬الصفة‪ ،‬ص‪.269‬‬
‫واد مشهور يف هتامة مآتيه من بالد حجة واألهنوم والسودة وأكثر بالد حاشد‪،‬‬ ‫((( مور‪ٍ :‬‬
‫وينتهي إلى البحر بجوار ال ُّلحية‪ .‬إسماعيل األكوع‪ ،‬البلدان اليمانية‪ ،‬ص‪.275‬‬
‫((( بنو عمران والزيديين والمنسكيين‪ :‬كلهم من قبائل عك بن عدنان التي سكنت هتامة‪.‬‬
‫للمزيد من التفاصيل عنهم انظر‪ :‬الملك األشرف‪ ،‬طرفة األصحاب‪ ،‬ص‪.84 - 83‬‬
‫((( هو سملقة بن حباب العكي سيد قومه من عك يف زمن هتدم سد مارب‪ .‬للمزيد عنه‬
‫انظر‪ :‬الحميري‪ ،‬أبو محمد جمال الدين عبد الملك بن هشام بن أيوب المعافري‬
‫التيجان يف ُملوك ِح ْم َي ْر‪ ،‬تحقيق‪ :‬مركز الدراسات واألبحاث اليمنية‪،‬‬
‫(ت‪213 :‬هـ)‪َ ،‬‬
‫ط‪ ،1‬مركز الدراسات واألبحاث اليمنية‪ ،‬صنعاء‪1347 ،‬هـ‪ ،‬ص‪283 - 281‬؛‬
‫الزركلي‪ ،‬األعالم‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.140 - 139‬‬
‫((( كتبت يف (أ) النادي والتصحيح من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) كتبت‪ :‬ودانت له أعالهتا وأنتها‪.‬‬
‫‪77‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫وقال‪:‬‬
‫وكــان مكان التاج أو كــان أقربا‬ ‫ون ــام هيطف والــفــتــا تحت أذنــه‬

‫وما منعني أن أذكر الشعر [إال](‪ )1‬خشية اإلكثار‪ .‬ويقال إن سالمة ذو أفايش‬
‫ابن برع‪ ،‬صاحب جبل برع‪ ،‬وكان هذا الملك إذا خرج يخرج قبله العبيد‬
‫النوبة(‪ ،)2‬عشرة آالف سيف(‪ ،)3‬وكان يجر الوادي إلى الهيطف‪ ،‬ويسقي به‬
‫بساتين كانت له من عنب وقف(‪ )4‬وتين وموز‪ ،‬فإذا قضى حاجته(‪ )5‬سرح الماء‪،‬‬
‫فمن حوى ألما حله الهرم‪.‬‬
‫ثم نعود إلى ذكر من كنا عليه من الصالحين‪ ،‬ثم أبو بكر بن عثمان أخو‬
‫الفقيه عمر بن عثمان‪ ،‬وكان يقال [إنه](‪ )6‬يحفظ االسم األعظم‪ ،‬وكان له‬
‫(‪)7‬‬

‫وسامة عظيمة‪ ،‬وكان هو وأخوه [‪/8‬أ] يسكنان الروضة‪ ،‬وقد ذكرنا أنه يسكن‬
‫عواجة على ما ُذكر لنا‪ ،‬وسبب تسمية الروضة أن الفقيه علي ابن إبراهيم‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( وهم نوع من العبيد الذين يتم استجالهبم من بالد النوبة يف السودان‪ .‬للمزيد من‬
‫التفاصيل انظر‪ُ :‬هديل‪ ،‬طه حسين عوض‪ ،‬الرق يف اليمن من القرن الثالث إلى القرن‬
‫السادس الهجريين‪ /‬القرن التاسع إلى القرن الثاين عشر الميالديين‪ ،‬مجلة كلية‬
‫اآلداب – جامعة عدن‪ ،‬العدد (‪ ،)8‬نوفمرب ‪2011‬م‪ ،‬ص ‪ 258‬وما بعدها‪.‬‬
‫((( يف (ب) سالل السيوف‪.‬‬
‫((( التصحيح من (ب)‪ ،‬إذ كتبت يف (أ) قت‪ ،‬وقد يكون يقصد هبا المؤلف قات‪ ،‬وهو ما‬
‫نستبعده ألن شجرة القات ال تزرع يف المناطق الحارة مثل هتامة‪.‬‬
‫((( يف (ب) حاجة البساتين‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) كتبت‪ :‬ذا‪.‬‬
‫‪78‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫‪ -‬نفع اهلل به‪ -‬قد [صنف](‪ )1‬كتاب‪« :‬الروضة»(‪ ،)2‬وهي السنة التي دخل [فيها]‬
‫(‪ )3‬كتاب الروضة اليمن‪ ،‬فأخذة الفقيه علي بن إبراهيم وحمله معه‪ ،‬ووصل إلى‬
‫الفقيه عمر بن عثمان وهو مبتدئًا يف بناء الروضة‪ ،‬فسأل الفقيه عمر عنه‪ ،‬فقال‬
‫فسمى الفقيه عمر بن عثمان قريته بالروضة‪،‬‬ ‫هذا كتاب‪« :‬الروضة»للنووي ‪ّ ،‬‬
‫(‪)4‬‬

‫زوجها بابن أخيه محمد بن أبي بكر ابن‬ ‫وكانت للفقيه عمر بن عثمان بنت َّ‬
‫عثمان‪ ،‬وكانا متحابين‪ ،‬فقالت له على وجه المجون كل أهل قريتنا يتطالقون‪،‬‬
‫وأنت ال تطلق‪ .‬فقال لها هات فكرهت‪ ،‬فخرجا يتمشيا يف القرية‪ ،‬وقال لها‪ :‬كل‬
‫حافة فيها الطالق‪ ،‬وأنا وأنتي ال نذوق الطالق‪ .‬فقال لها‪ :‬أبذلي‪ .‬فبذلت عليه‬
‫وهما ولدين جاهلين‪ ،‬فطلقها‪ ،‬فمن ساعتها ردت الخنة(‪ )5‬على وجهها عنه‪،‬‬
‫فقام ليحدثها فلم تحدثه‪ ،‬وكان يسمى كبيش الجنة ‪ ،‬فذهب بيت [أبيها]‪ ‬‬
‫(‪)7‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( يبدو أن هناك عبارة ساقطة هنا لم نجدها يف النسختين‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( هو العالمة أبو زكريا يحيى بن شرف بن مري بن حسن بن حسين بن محمد بن جمعة‬
‫المؤرخ الفقيه‪ ،‬صاحب كتاب‪ « :‬روضة‬ ‫ّ‬ ‫بن حزام النووي الدمشقي‪ ،‬اإلمام الحافظ‬
‫الطالبين »‪ ،‬و « هتذيب األسماء واللغات »‪ ،‬و « األذكار »‪ ،‬و « األربعين »‪ ،‬وغير ذلك‬
‫من المصنفات المفيدة النافعة‪ ،‬ولد يف نوى من أرض حوران يف الجنوب الغربي من‬
‫سوريا‪ ،‬وذلك يف العشر األوسط من شهر اهلل المحرم سنة ‪631‬ه‪ ،‬وتويف سنة ‪676‬ه‪.‬‬
‫للمزيد انظر‪ :‬ابن العماد‪ ،‬شذرات الذهب‪.55/1 ،‬‬
‫الخنة بلهجة أهل اليمن هي الربقع أو النقاب الذي تضعه المرأة على وجهها وتظهر‬ ‫((( ُ‬
‫من خالله عيوهنا‪.‬‬
‫((( كبيش الجنة تعبير عن الرجل المسكين الطيب لدرجة السذاجة‪ ،‬وهي من العبارات‬
‫قديما يف بعض المناطق اليمنية الوسطى والجنوبية‪ ،‬السيما الريفية أن‬
‫التي انتشرت ً‬
‫يوصف الرجل الذي على نياته بكبيش الجنة‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪79‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫الفقيه عمر‪ ،‬فأخذ الولد من ساعته الحب لها القوي‪ ،‬وهجر النوم والطعام‬
‫والشراب‪ ،‬وبعد انقضاء عدهتا وصل ابن ٍ‬
‫عم لها يسكن الغانمية(‪ ،)1‬قرية تسمى‬
‫سرا وحملها من ساعتها إلى الغانمية‪،‬‬
‫بيت علي قبلي بيت المدور ‪ ،‬فعقد هبا ً‬
‫(‪)2‬‬

‫ولم يعلم ابن عمها إال الصبح‪ ،‬فأخذه من [‪/8‬ب] ذلك الفقد العظيم والتربيح‬
‫األليم‪ ،‬وله أقوال رقيقة‪ ،‬وقصائد أنيقة فيها رقة عظيمة وال يمل سماعها‪ ،‬وكان‬
‫يأت إلى زوجها‪ ،‬ويضيفه ويقول له‪ :‬ال تضيفني إال بما طحنته فالنة‪ ،‬ومما‬ ‫ِ‬
‫خبزته فالنة‪ ،‬وما كان آثار أصابعها عليه‪ ،‬وكان زوجها يتحمل منه ما قاله‪ ،‬وقد‬
‫كان قصد الغانمية مسخر مضحك يسمى خماس‪ ،‬ويغني بقصائده‪ ،‬ويسمعها‬
‫[سيدي](‪ )3‬الفقيه محمد بن إسماعيل المكدش(‪ ،)4‬ويحب الفقيه سماعها‪.‬‬
‫وكان للفقيه عمر بن عثمان ولد يسمى أحمد‪ ،‬وهو جد أهل الرد(‪ )5‬ومنشئ‬
‫الرد‪ ،‬خرج أرض شرياف قبلي عواجة‪ ،‬وهي أرض جيدة‪ ،‬وقيل إن الفقيه أحمد‬
‫أخذ شوكة من سدر كأهنا إبرة‪ ،‬ووضعها بين أسنانه؛ فوقعت يف حلقه‪ ،‬ونزلت‬
‫إلى قلبه‪ ،‬فلقي منها ماال يعلمه إال اهلل من األلم‪ ،‬فلم ينم وال قدر يتحرك مما‬
‫وجده من الوجع‪ ،‬فجلس وهو يتألم منها‪ ،‬وضاق أبوه من [الوجع](‪ )6‬ذلك‪،‬‬
‫((( ال َغانِمية‪ :‬قرية فيما بين مدينتي بيت الفقيه وزبيد‪ .‬المقحفي‪ ،‬معجم البلدان‪،‬‬
‫‪.1165/2‬‬
‫((( بيت المدور‪ :‬من قرى هتامة‪ ،‬القريبة من الزيدية‪ .‬الخزرجي‪ ،‬العقود اللؤلؤية‪.117/2 ،‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫َان من كبار‬ ‫وسف المكدش‪َ ،‬وك َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫((( هو الفقيه ُم َح َّمد بن إ ْس َماعيل بن أبي بكر بن ُي ُ‬
‫الصالِحين‪ ،‬وأصحاب الكرامات يف زمانه حسب ما تورده المصادر‪َ ،‬وكَانَت َو َفاته‬ ‫َّ‬
‫سنة ‪798‬هـ‪1395 /‬م‪ .‬ترجم له‪ :‬ال َع ْيدَ ُروس‪ ،‬محي الدين عبد القادر ابن شيخ بن‬
‫عبد اهلل (ت‪1038 :‬هـ)‪ ،‬النور السافر عن أخبار القرن العاشر‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بيروت‪1405 ،‬هـ‪ ،‬ص‪.36‬‬
‫((( الرد‪ :‬منطقة من بالد الواعظات‪ .‬انظر‪ :‬األهدل‪ ،‬تحفة الزمن‪ ،‬ص‪.59‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪80‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫قليل‪ ،‬فصرب عنها حتى‬‫قليل ً‬


‫وأمسى يتألم‪ ،‬فلما كان الفجر وجدها تخرج ً‬
‫خرجت إلى أسنانه‪ ،‬فأخذها وجعلها عنده‪ ،‬وقام وصلى [وقضى](‪ )1‬ما فاته‬
‫من الصالة(‪ ،)2‬فلما دخل عليه أبوه الفقيه عمر بن عثمان وإخوته وأصحابه‬
‫يسألونه عن حاله‪ ،‬فأخرج لهم الشوكة وعلى رأسها حبة قيح‪ ،‬فعلموا أن ذلك‬
‫بربكة والده‪ .‬وقيل إن الفقيه(‪ )3‬محمد بن أبي [‪ /9‬أ] بكر الحكمي‪ -‬نفع اهلل به‪-‬‬
‫كان وضع له ولد‪ ،‬فسماه عبد الواحد‪ ،‬وعندي أنه وجد أهل بيت عفي وأهل‬
‫حملة الشيخ عيسى‪ ،‬قالوا عند وقوعه يف األرض‪ :‬حرقت عواجة كلها(‪ .)4‬فجاء‬
‫الشيخ ولزم بإهبامه وقال‪ :‬هذا قدومك علينا يا عبد الواحد‪ .‬فقال الولد‪ :‬يا‬
‫أبه(‪ )5‬يف البنيان وال يف األديان‪ ،‬ثم كذلك‪.‬‬

‫نذكر السادة بني المكدش(‪:)6‬‬


‫ابن المنبت(‪ )7‬بن سملقة‪ ،‬على ما سمعته من الفقيه عمر بن محمد ابن‬
‫إسماعيل المكدش أنه أدرك كتا ًبا مع والده فيه صفة الفقيه شمس الدين يوسف‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( كتبة يف (أ) الصوات‪ ،‬والتصحيح من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) الشيخ‪.‬‬
‫((( يف (ب) جميعها‪.‬‬
‫((( يف (ب) أبت‪.‬‬
‫((( يقول العيدروس‪ :‬وبنو المكدش هؤالء أخيار صالحون‪ ،‬شهر منهم جماعة‬
‫بالوالية التامة‪ ،‬وظهور الكرامات‪ ،‬وقريتهم يقال لها األنفة بجهة وادي سهام‪ ،‬وهي‬
‫مجللة مقصودة الزيارة والتربك‪ ،‬ونسبهم يف الغنميين‪ ،‬وهم قبيلة من قبائل عك بن‬
‫عدنان‪ ،‬ومسكنهم فيما بين الوادي سهام والوادي ُسردود‪ .‬النور السافر‪ ،‬ص‪.36‬‬
‫وانظر‪ :‬ابن العماد‪ ،‬شذرات الذهب‪.31 /10 ،‬‬
‫((( يف (ب) المنيب‪.‬‬
‫‪81‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫ابن أبي بكر بن يوسف بن محمد بن المكدش (ابن المنبت)(‪ )1‬بن سملقة‪ ،‬وهو‬
‫أصح ما يكون‪ .‬وقد ذكر آخرون أهنم سمعوا الفقيه محمد بن إسماعيل ‪ -‬نفع‬
‫اهلل به‪ -‬يقول‪ :‬لسنا من أهل هذه البلدة‪ .‬نعم الصالحون [أهل](‪ )2‬نسك ونور‬
‫رباين له ليس بعد من أهل الغفلة وال من أهل الحيل‪ .‬ثم نذكر جده أبو‪ ‬بكر‪:‬‬
‫له يف العلم مشاركة‪ ،‬وكان يصحب الشيخ والفقيه ‪ -‬نفع اهلل هبما‪ ،-‬وقيل‬
‫إهنما قاال للفقيه أبي بكر‪ :‬يافقيه أبو بكر تقدم إلى جبل برع وإلى الظاهر(‪،)3‬‬
‫وع ِّلم أهلها شرائع اإلسالم‪ ،‬وكن أملك بمن ال ولي لها‪ .‬فاستمرت هذه‬
‫الصحبة يف ذريته إلى وقتنا هذا‪ ،‬وكان الفقيه أبو بكر هذا يسكن المجبلة(‪،)4‬‬
‫وهو مزوج صبية عادها صغيرة‪ ،‬وهو كبير‪ ،‬وكان تقع أزمات وغالء أسعار(‪،)5‬‬
‫وكان ولداه الفقيه يوسف وموسى‪ ،‬وكان الفقيه يوسف يبوك(‪/9[ )6‬ب] إليه‬
‫من األنفة(‪ )7‬عن ثاين يوم‪ ،‬يسلم عليه ويأخذ علف البقرة‪ ،‬ويأخذ عذقة دخن‬
‫إلخوته‪ ،‬ويجعلها لهم‪ ،‬ويوم يبوك موسى وأخوه‪ ،‬وربما يتغدى عنده من جاءه‬
‫منهما‪ ،‬فلما كان اليوم الذى جاء فيه ولده يوسف سمع زوجة أبيه يخرج منها‬
‫كالم غير موافق‪ ،‬فقال له وقد جاءه الغداء‪ :‬اتغدى عندي‪ .‬فقال له الولد‪ :‬ليس‬
‫لي حاجة‪ .‬والوقت وقت مجاعة عظيمة‪ ،‬فعلم أبوه أنه من سماع كالم زوجته‪،‬‬

‫((( غير موجودة يف (أ)‪.‬‬


‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( كتبت يف النسختين بالضاد‪ ،‬والصحيح بالظاد‪ ،‬والظاهر‪ :‬اسم للعديد من المناطق‬
‫باليمن‪ .‬انظر‪ :‬المقحفي‪ ،‬معجم البلدان‪.972 - 971 /1 ،‬‬
‫((( المجبلة‪ :‬لم أجد لها ترجمة‪.‬‬
‫((( يف (أ) سعر والتصحيح من (ب)‪.‬‬
‫((( أي (يذهب) بلغة أهل هتامة‪ ،‬يقولون‪( :‬باك يبوك) بمعنى ذهب ويذهب‪.‬‬
‫((( األنفة‪ :‬قرية بجهة وادي سهام‪ .‬العيدروس‪ ،‬النور السافر‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫‪82‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫ووهب له أبوه عذقة [دخن](‪ )1‬ألخواته‪ ،‬فرتك أباه حتى غفل ورمى بالعذقة‪،‬‬
‫فرآها أبوه العصر‪ ،‬وانتظر يف اليوم الثاين وصول يوسف وأخوه فلم يصلوا فأتى‬
‫إليهم‪ ،‬وقال [لهم](‪ :)2‬يا أوالدي ما قطعكم عني؟‪ .‬فقال له ولده يوسف يا‬
‫أبت(‪ :)3‬تقول زوجتك وتقول‪ ،‬ما نأتيك إال محبة لك‪ ،‬ولما يلزمنا من حقك‪.‬‬
‫فبكى الفقيه أبوبكر‪ ،‬فقال‪ :‬اهلل يغنيكما‪.‬‬
‫وكان سبب غناهما‪ ،‬وملكا أمالكًا كثيرة منها إلى الجرف شرقي الكدراء‪،‬‬
‫أرض جليلة قد بسط فيها كثير من الناس‪ ،‬وكان الحال منهم‪ ،‬وهو ولد المكدش‪،‬‬
‫ولم يكن له إال بنات‪ ،‬وكان ذو حال عظيم‪ ،‬وكل بناته تزوجوا إلى الدهينة(‪،)4‬‬
‫قيل ولما دنت وفاته جاء إلى بناته مود ًعا لهم‪ .‬قلت‪ :‬ولما مات الفقيه أبو بكر‬
‫بن يوسف [بن](‪ )5‬المكدش يف المجبلة‪ ،‬جاء أهل األنفة ليحملوه ويقربوه‬
‫عند سلفه برتبتهم المعروفة بالمضيضاء‪ ،‬فمنهم أهل المجبلة‪ ،‬وعزموا على‬
‫القتال [‪ /10‬أ]‪ ،‬فجاء بعض الصالحين ونكس على أذنه‪ ،‬وقال يا فقيه‪ :‬أين‬
‫نقربك؟ قال‪ :‬بالمضيضاء بين آبائي‪ .‬فعند ذلك تركوا أهله فحملوه‪ ،‬ثم كان‬
‫من بعده ولده يوسف بن أبي بكر بن يوسف‪ ،‬ذو أحوال مشهورة وكرامات‬
‫مذكورة‪ ،‬قلت‪ :‬وقد لحقت من لحقه قيل أصابه العمى يف آخر عمره‪،‬‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (أ) كتبت‪ :‬أبة‪ ،‬التصحيح من (ب)‪.‬‬
‫((( يبدو أهنا الدهنة‪ ،‬وهي سلسلة جبال شمال مدينة باجل‪ ،‬تطل من الشمال على وادي‬
‫ُسردود‪ ،‬سميت باسم قبيلة دهنة من فروع غافق ثم من األزد‪ ،‬وهم من ولد عك‬
‫ابن عدنان بن عبد اهلل بن األزد‪ .‬المقحفي‪ ،‬معجم البلدان‪.628 /1 ، ،‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪83‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫فكان متواض ًعا هلل [تعالى](‪ )1‬غاية التواضع‪ ،‬وكان أكثر ما يلبس شملة(‪ ،)2‬وكان‬
‫األيتام واألرامل يدخلون عليه يف أزمة وقعت فيشكون عليه ما حل هبم من‬
‫الجوع والفاقة‪ ،‬فيدخل يده [ما](‪ )3‬بين ثوبيه وبطنه‪ ،‬فيعطي هذا درهم وهذا‬
‫أمر وجاءه أحد‬
‫درهمين‪ ،‬وكان الفقيه محمد بن إسماعيل [المكدش] متى نابه ٌ‬
‫مالزمين له ال ينزل هبم إال على قرب الفقيه يوسف‪ ،‬ولقد ذكر يو ًما أن إبراهيم‬
‫بن محمد الحكمي صاحب الرد ‪ -‬نفع اهلل به‪ ،-‬قال‪ :‬كنا مع رجل يقال له‬
‫أبو القاسم المدين‪ ،‬قال جئت يو ًما إلى الفقيه محمد بن إسماعيل المكدش‬
‫‪-‬نفع اهلل به‪ -‬من الرد‪ ،‬فوصلت إلى السائل فخرج السائل على أناس أخذوا‬
‫زائرا فلقيت مسجدً ا يف القرية‪ ،‬فدخلته ٍ‬
‫عار‪،‬‬ ‫ثوبي ودارهم فيه‪ ،‬فدخلت األنفة ً‬
‫فاسترتت ببعض فرشه‪ ،‬فجاء إنسان طويل سمين قمري بدري الوجه‪ ،‬أبلج‬
‫عليه آثار الصالح‪ ،‬فقال لي‪ :‬هل لك حاجة بالغداء(‪ .)4‬قلت‪ :‬نعم‪ ،‬ولكنني‬
‫ٍ‬
‫عار‪ .‬فرجع إلى منزله وأتى بثوب فطرحه علي‪ ،‬وتقدم بي إلى منزله‪ ،‬ولم أعلم‬
‫بأنه الفقيه‪ ،‬إال أين(‪ )5‬رأيت كل من لقيه قبل يف كفه‪ ،‬فقلت وأنا وراءه لرجل‪:‬‬
‫من هذا‪ .‬فقال‪ :‬الفقيه محمد بن إسماعيل المكدش [‪/10‬ب]‪ .‬فأدخلني منزله‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( الشملة كساء من صوف يلبسها األعراب‪ .‬أحمد مختار عبد الحميد عمر‪ ،‬معجم‬
‫اللغة العربية المعاصرة‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬ط‪1429 ،1‬هـ‪2008 /‬م‪.1237 /2 ،‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫(((يف(ب) كتبت‪ :‬يا هذا هل لك حاجة‪.‬‬
‫(((كتبت يف (ب)‪ :‬غير أين‪.‬‬
‫‪84‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫وأجلسني‪ ‬عنده(‪ )1‬وغدا عني‪ .‬فلما كان وقت العشاء طلبني‪ ،‬فقلت له‪ :‬ياسيدي‬
‫زائرا فسلبت‪ ،‬وراح لي‬‫أنا رجل من مدينه النبي صلي اهلل عليه وسلم‪ ،‬وجئتك ً‬
‫دراهم‪ ،‬وما يدخلني لك طعام حتى تقضي حاجتي‪ .‬فقال لي‪ :‬تعش وحاجتك‬
‫تنقضي‪ .‬فلما كان الليل تقدم بي إلى قرب الفقيه يوسف وكانت لديه مظلمة‪،‬‬
‫وجلس على قرب الفقيه يوسف وتال ما شاء اهلل‪ ،‬ثم قال‪ :‬ياجد يوسف هذا أبو‬
‫زائرا لنا‪ ،‬وأخذ له كذا وكذا‪ .‬وإذا به يقول‪ :‬يا فالن ما هذا‬
‫القاسم المدين جاء ً‬
‫على يمين القرب‪ .‬فقلت‪ :‬روث بقر‪ ،‬ظننته روث بقر‪ ،‬فقال لي‪ :‬قم فانظر‪ .‬فدنوت‬
‫منه‪ ،‬فإذا هو ثوبي والدراهم واهلل ما نقص منها درهم واحد‪ ،‬ففرحت‪ ،‬وقلت‪:‬‬
‫ياسيدي بقي من قضاء حاجتي االتصال إلى أوالدي بيت حسين(‪ .)2‬فقال‪:‬‬
‫مر علينا‪ .‬قلت‪ :‬ال أعرف إال األوالد‪،‬‬‫تمسي معنا حتى نجعلك تروح مع من ّ‬
‫وها أنا سائر الساعة‪ .‬فودعته بعد أن غلبته‪ ،‬فسرت يف الليل فأصبحت يف قرية‬
‫يقال لها القريسا(‪ ،)3‬وكل من لقيته تعجب من سالمتي‪ ،‬لكوين منفر ًدا‪ ،‬فتقدمت‬
‫سالما‪ ،‬وكان ذلك يف أشد ما يكون من الخوف نفع اهلل‬‫حتى بلغت بيت حسين ً‬
‫هبما وبالصالحين يف الدارين(‪.)4‬‬
‫ومما حكاه سيدي الشيخ الصالح المدين شيخ الحقيقة‪ ،‬وهبجة الطريقة أبو‬‫ّ‬
‫العباس أحمد بن الحسين ‪ -‬نفع اهلل به [‪/11‬أ] وبجملة األولياء يف الدارين‪،-‬‬
‫قال‪ :‬حججت أنا والفقيه عمر بن محمد ولد سيدي الفقيه محمد بن إسماعيل‬

‫(((كتبت يف (ب)‪ :‬وجلس عندي‪.‬‬


‫مركزا للعلماء والفقهاء يف تلك المدة‪ .‬الجندي‪ ،‬السلوك‪،‬‬
‫((( بيت أو أبيات حسين‪ :‬كانت ً‬
‫‪ .136 ،34 ،32 /2‬وهـي قرية جنوب وادي مور بالقرب من جبل الملح‪ ،‬من مديرية‬
‫ال ُلحية‪ .‬المقحفي‪ ،‬معجم البلدان‪.20 /1 ،‬‬
‫((( من خالل وصف أبي القاسم المدين يتبين لنا أن القريسا قرية قريبة من أبيات حسين‪.‬‬
‫((( يف (ب) كتبت‪ :‬نفع اهلل به وبجملة األولياء يف الدارين‪.‬‬
‫‪85‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫‪-‬نفع اهلل به‪ ،-‬فمرض علي يف مكة [المشرفة](‪- )1‬حرسها اهلل تعالى‪،-‬‬
‫(‪)2‬‬
‫فخرجت من منزلي ألصلي المغرب مع الناس يف الحرم‪ ،‬فرأيت سيدي‬
‫الفقيه محمد بن إسماعيل ومعه مشعل(‪ )3‬من أدم وهو يتوضأ منه‪ ،‬فسلمت‬
‫عليه‪ ،‬فسألني عن الفقيه عمر‪ ،‬فقلت‪ :‬نرجو له العافية إن شاء اهلل تعالى‪ .‬فقلت‬
‫له يا سيدي‪ :‬من أين لك هذا الماء يف مشعلك‪ .‬فقال لي‪ :‬من ب ْير أبي بكر(‪،)4‬‬
‫بير لهم على باب دارهتم‪ .‬وأمرين بكتمان ما عاينته من كراماته مدة حياته‪-‬‬
‫(‪)6‬‬
‫نفع اهلل به وبالصالحين يف الدارين‪ ،-‬وكانت جماعة(‪ )5‬من أهل المراوعة‬
‫يزورونه ويكثرون زيارته‪ ،‬ومهما سألوه من سؤال [منهم](‪ )7‬أجاهبم بالجواب‬
‫الشايف‪ ،‬وسمعته يو ًما يحكي ألهل المراوعة والزائرين له بعد [أن](‪ )8‬قالوا‬
‫نرى رسول اهلل ﷺ يف اليقظة‪ ،‬فذكر أن الشيخ صاحب حلي(‪ )9‬دخل عليه تلميذ‬
‫وعرف المنزل يتضوع‬ ‫له يو ًما وعنده رجل عليه غاية الوسامة واألنوار الباهرة‪ْ ،‬‬
‫مس ًكا(‪ ،)10‬فقال التلميذ‪ :‬ياسيدي إن فالنًا بالباب يستأذن عليك‪ .‬فقال الفقيه‪:‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ا) كيدي والتصحيح من (ب)‪.‬‬
‫المشعل‪ :‬إنا من جلد لحفظ الماء أو النبيذ‪ .‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪.791 /1 ،‬‬ ‫((( ِ‬
‫((( يقصد تقري ًبا أبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين‪.‬‬
‫((( نسيها الكاتب يف المتن وأشار لها بالهامش‬
‫الحدَ ْيدة ‪َ -‬ب ِ‬
‫اجل‪ ،‬وتبعد شر ًقا عن مدينة الحديدة‬ ‫الم َر ِ‬
‫او َعة‪ :‬مدينة واقعة على طريق ُ‬ ‫((( َ‬
‫بمسافة ‪ 30‬كم‪ ،‬وتتبعها العديدة من المراكز‪ .‬انظر‪ :‬المقحفي‪ ،‬معجم البلدان‪،‬‬
‫‪.1482/2‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( َح ْلي‪ :‬مدينة على ساحل البحر األحمر‪ ،‬وتنسب إلى حلي بن يعقوب‪ .‬انظر‪ :‬إسماعيل‬
‫األكوع‪ ،‬البلدان اليمانية‪ ،‬ص‪.103‬‬
‫(‪ ((1‬لعله يقصد أن عرف المنزل كان يفوح مس ًكا‪.‬‬
‫‪86‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم أخرج إليه‪ ،‬فخرج التلميذ إليه‪ ،‬وقال له ياسيدي‪:‬‬
‫هذا الفقيه خارج إليك‪ .‬فما زال التلميذ يكثر الدخول‪ ،‬ويطلب الفقيه حتى‬
‫ضيق عليهما‪ ،‬فرجع وليس عند الفقيه أحد فقال للفقيه‪ :‬ياسيدي عند دخولي‬
‫عليك رأيت عندك [‪/11‬ب] ً‬
‫رجل من صفته كذا [كذا](‪ .)1‬فقال الفقيه(‪:)2‬‬
‫ذلك رجل يصل إلينا من بعد‪ .‬فألح عليه التلميذ(‪ )3‬وأقسم عليه‪ ،‬فأعلمه أنه‬
‫رسول اهلل ﷺ‪.‬‬
‫وكان الفقيه محمد بن إسماعيل المكدش ‪ -‬نفع اهلل به‪ -‬ج ّيد النقل عن‬
‫الصالحين‪ ،‬وعن العلماء المتقدمين وعن أكابر العرب المشهورين‪ ،‬وكان‬
‫ظاهره فيه ول ُه‪ ،‬وربما نسي الوقت للصالة(‪ )4‬ال يعلمه بذلك إال أهل بيته‪ ،‬وكان‬
‫يوضع يف كفه الدراهم ويؤخذ من كفه وال يشعر بذلك‪ ،‬وكان يقول‪ :‬إذا أنابكم‬
‫خطب فأعلموين به‪ .‬وكان من الزمه يف الدعاء أمر ُه بمالزمة قرب جده يوسف‪،‬‬
‫وقيل إن الفقيه المذكور باألحوال المشهورة والكرامات المذكورة إسماعيل‬
‫بن محمد الحضرمي‪ -‬نفع اهلل به‪ -‬كان متى ما يأيت من الشام واليمن(‪ )5‬ال يرتك‬
‫زيارة الشويرى من سيدي الفقيه(‪ )6‬برهان الدين إبراهيم بن محمد ومن حوله‬
‫فمر مرة ولم يزر الفقيه يوسف(‪ )7‬وال أباه(‪ ،)8‬فجاء مرة ثانية فزار‬
‫أهل الصالح‪ّ ،‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) الشيخ‪.‬‬
‫((( يف (ب) فألح على الفقيه‪.‬‬
‫((( يف (أ) للصلوة والتصحيح من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) كتبت‪ :‬متى وصل من الشام أو اليمن‪.‬‬
‫((( كلمة الفقيه لم ترد يف (ب)‪.‬‬
‫((( مكتوب بالهامش * وال أباه فجاء مرة ثانية فزار الفقيه يوسف‪ ...‬وأشار لها بـ ‪.12‬‬
‫((( يف (ب) كتبت‪ :‬وال أتاه يف المضيضا‪.‬‬
‫‪87‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫الفقيه يوسف‪ ،‬ووقف على قربه‪ ،‬وقال‪ :‬السالم عليك يافقيه يوسف‪ .‬قال له‪:‬‬
‫مرح ًبا بك ياجايف‪ ،‬وعليك السالم ورحمة اهلل وبركاته‪ .‬فقال‪ :‬ما أنا بجايف‪.‬‬
‫فقال الفقيه أبو بكر‪ :‬نعم جايف ‪ -‬نفع اهلل هبم يف الدارين وحشرنا يف زمرهتم‪،‬‬
‫وأعاد علينا من بركاهتم يف الدارين‪ .-‬وكان من زار قرب الفقيه يوسف ‪ -‬نفع اهلل‬
‫به‪ -‬طال ًبا قضاء حاجته‪ ،‬فعالمة قضاء حاجته أن يخرج من القرب شعرة‪ ،‬وقد‬
‫سمعت من أثق به أنه سمع الفقيه محمد بن إسماعيل ‪ -‬نفع اهلل به‪ُ -‬يحدث‬
‫الفقيه يوسف وهو يحدثه من قربه ‪ -‬نفعنا اهلل به وبالصالحين‪ .-‬وأبو بكر بن‬
‫يوسف ولد [‪/12‬أ] الفقيه يوسف بن أبي بكر ُعرف بالحاج‪ ،‬وكان صاحب‬
‫عقل(‪ )1‬رصين(‪ ،)2‬وعلي بن يوسف‪ ،‬والفقيه عيسى ولد أبي بكر الحاج‪ ،‬قربه‬
‫غربي قرب الفقيه يوسف‪.‬‬
‫ولقد حكى الفقيه محمد بن إسماعيل [المكدش](‪ -)3‬نفع اهلل به‪ -‬أن‬
‫من زار قرب الفقيه عيسى يوم السبت قبل شروق الشمس قضيت حاجته‬
‫البته‪ ،‬وكان الفقيه إسماعيل بن أبي بكر والد الفقيه محمد بن إسماعيل‬
‫صاحب تكتم بالصالح‪ ،‬وكانت أحواله مشهورة(‪ )4‬أشهر من نار على علم‪،‬‬
‫وكان يصحبه أمير [يف](‪ )5‬الغانمية‪ ،‬يقال له الموفق الطربي(‪ ،)6‬وكان نائ ًبا‬
‫(‪)7‬‬

‫((( أشار لها بموقعها فوق الكالم هكذا ‪/‬‬


‫((( كتبت يف (ب) رزين‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( مشهورة غير موجودة (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( كتبت يف (أ) الظيري والتصحيح من (ب)‪.‬‬
‫((( كتبت يف (أ) ناي ًبا والتصحيح من (ب)‪.‬‬
‫‪88‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫البن النقاش(‪ )1‬خال الملك المجاهد(‪ ،)2‬وكان كثير المالزمة للفقيه إسماعيل‬
‫بن أبي بكر المكدش ‪ -‬نفع اهلل به‪[ ،-‬وهو](‪ )3‬خاش(‪ )4‬عقوبة الملك المجاهد‪،‬‬
‫فعقد الفقيه أنك إذا لم تظلم أحدً ا ال تخش أحدً ا‪ ،‬فأقام وال ًيا أربعين سنة‪،‬‬
‫ً‬
‫محمل‪ ،‬ودفن عند قرب الفقيه إسماعيل‪ ،‬وكان فيها عرفنا له(‪ )5‬الفقيه‬ ‫ومات‬
‫[يوسف]‪ )6( ‬أبو بكر ابن إسماعيل كانت أحواله مشهورة‪ ،‬ولكنه خرج إلى‬
‫بيت المقدس ومات هبا واهلل أعلم‪ ،‬وكان يقال للفقيه محمد بن إسماعيل‪ :‬هل‬
‫مات‪ .‬فيقول‪ :‬لو مات عرض‪ ‬علي‪.‬‬
‫عنه وعن‬ ‫(‪)7‬‬
‫وأما الفقيه فكان فيما يذكرون أنه يبحث عن األحاديث‬
‫[كثيرا](‪ )8‬ال‬
‫ً‬ ‫غيره‪ ،‬وكان كثير الذهول‪ ،‬وربما أصبح بعيدً ا عن منزله‪ ،‬وكان‬
‫يطعم حتى يعرض عليه‪ ،‬وكان يعرض عليه الشراب أهل بيته والطعام من‬
‫غفلته وشغله باهلل تعالى‪ ،‬وقد حكى عنه سيدي الشيخ المدين‪ ،‬سيد الطائفة‬

‫((( هو القاضي منتخب الدين إسماعيل بن عبد اهلل بن علي الحلبي بلدً ا‪ ،‬المعروف‬
‫ً‬
‫كامل‪ ،‬قدم إلى اليمن من مكة‪ ،‬فقربه السلطان‬ ‫ً‬
‫عاقل‬ ‫ً‬
‫فاضل‬ ‫بالنقاش‪ ،‬كان ً‬
‫رجل‬
‫المظفر يوسف بن عمر منه لما سمع عنه من صالح وخير‪ ،‬فكان يعظمه ويعززه‬
‫ويكرمه‪ ،‬ويوصي به الوالة‪ ،‬وقد تزوج المؤيد داود ابنته فولدت له المجاهد‪ ،‬وقد‬
‫تويف يف مدينة زبيد سنة ‪711‬ه‪1311 /‬م‪ .‬انظر‪ :‬الخزرجي‪ ،‬العقود اللؤلؤية‪.399/1 ،‬‬
‫داود بن يوسف‬ ‫ُ‬ ‫((( هو السلطان الرسولي المجاهـد علي بن المؤيد‬
‫(‪764  -721‬ﻫ‪1362 -  1321/‬م)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( كتبت هكذا وقد يكون المقصود هبا يخشى‪.‬‬
‫((( كتبت يف (ب) فيها عم قناله‪ ،‬وهي عبارة غير مفهومة‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( كتبت يف (ب) أبيحت له األحاديث‪ ،‬والتصحيح من (أ)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪89‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫أبو العباس أحمد‪ ‬بن الحسين الصويف(‪ ،)1‬قال‪ :‬سمرت ليلة أنا وسيدي الفقيه‬
‫محمد بن إسماعيل [المكدش](‪ ،)2‬نفع اهلل به‪ ،‬بالقرب من منزله‪ ،‬بموضع‬
‫يسمى الزاري [‪/12‬ب]‪ ،‬والزاري عند العرب ما أحاط بالقرية‪ ،‬والفقيه‬ ‫ّ‬
‫يحدث بأحوال الصالحين‪ ،‬فقلت له‪ :‬ياسيدي هل تختص عند الصالحين من‬
‫حالة القدم‪ .‬فقال لي‪ :‬نعم يا أحمد التحيز‪ .‬فقلت له‪ :‬فما التحيز‪ .‬فقال لي‪:‬‬
‫هكذا وتحرك ‪ -‬نفع اهلل به‪ -‬فإذا نحن بأرض ال نعرفها‪ ،‬فقال لي‪ :‬يا أحمد‬
‫تعرف كم بينك وبين ما كنا‪ .‬فقلت‪ :‬ال‪ .‬فقال [لي](‪ :)3‬مسير سنتين(‪ .)4‬وتحرك‬
‫ثانيةً‪ ،‬فإذا بنا مكاننا‪ .‬وكان هذا محمد بن إسماعيل ‪ -‬نفع اهلل به‪ -‬طلق الوجه‪،‬‬
‫أشم األنف‪ ،‬عليه عنوان الصالح‪ ،‬وكان إذا ُطلب‬ ‫أدعج العينين‪ ،‬طويل القامة‪ّ ،‬‬
‫ومما حكاه‬
‫ولح عليه أمر بزيارة قرب [جده] الفقيه يوسف‪ّ ،‬‬
‫(‪)6‬‬
‫منه [الدعاء](‪ّ ،)5‬‬
‫القاضي عبد اهلل بن محمد ابن عبد اهلل الناشري(‪- )7‬نفع اهلل [به](‪ )8‬وبسلفه‪-‬‬

‫((( قد يكون هو الفقيه أبو العباس أحمد بن حسين بن أبي السعود بن مسلم بن علي‬
‫الهمداين المتوىف سنة ‪696‬هـ‪1294/‬م‪ .‬انظر‪ :‬الخزرجي‪ ،‬العقد الفاخر الحسن‪،‬‬
‫‪.280 – 279/1‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب)‪ :‬سنين‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( هو القاضي عفيف الدين عبد اهلل بن محمد بن عبد اهلل الناشري‪ ،‬كان من قضاة الشرع‬
‫يف عصر السلطان األشرف إسماعيل بن العباس الرسولي‪ ،‬وقد وصفه الخزرجي‬
‫بأنه أكمل أهل زمانه‪ ،‬وال يوجد له نظير يف أبناء جنسه‪ ،‬كان يف سنة ‪796‬ه‪1393 /‬م‬
‫قاضي للشرع الشريف يف هتامة‪ .‬العقود اللؤلؤية‪.264 /2 ،‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪90‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫وهو‬
‫زائرا له‪ ،‬فتقدم هو َ‬ ‫أنه وصل إلى الفقيه محمد بن إسماعيل المكدش ً‬
‫ليل فقرأوا من القرآن الكريم ما قرأوا‪ ،‬ثم بعد القراءة‬‫إلى قرب الفقيه يوسف ً‬
‫أخذ الفقيه محمد بن إسماعيل يخاطب الفقيه وهو يقول‪ :‬يا جد يوسف‪ ،‬هذا‬
‫زائرا‪ .‬وكان قد نام بعض العلماء والفقيه محمد ‪ -‬نفع‬ ‫القاضي عبد اهلل وصل ً‬
‫عظيما‪ ،‬فانتبه‬
‫ً‬ ‫اهلل به‪ -‬والقاضي [عبد‪ ‬اهلل](‪ )1‬عنده‪ ،‬إذ سمعوا من القرب صو ًتا‬
‫النيام الذين معهما على القرب من سماع ذلك الصوت‪ .‬وقد حكى سيدي‬
‫الشيخ شهاب الدين أحمد بن الحسين الصويف ‪ -‬نفع اهلل به وبالصالحين يف‬
‫الدارين‪ -‬أن [سيدي] (‪ )2‬الفقيه المشهور صاحب الكرامات الظاهرة واألحوال‬
‫‪ ‬‬

‫زائرا للمضيضاء ولقرب الفقيه‬‫الباهرة عبد الرحمن بن محمد بن زكريا وصل ً‬


‫(‪)3‬‬

‫يوسف‪ ،‬ولقرب والده وأجداده فأرسل إلى لفقيه محمد بن إسماعيل المكدش‬
‫[‪13‬أ]‪ -‬نفع اهلل به‪ -‬أن يلقاه فتواجها على قرب الفقيه يوسف‪ ،‬وتحدثا بكرامات‬
‫الصالحين‪ ،‬فقال الفقيه عبد الرحمن على وجه المجون‪ :‬يافقيه محمد‪ ،‬جدك‬
‫الفقيه يوسف يسمعنا‪ .‬وإذا هبم يسمعون كال ًما من القرب يقول لهم‪ :‬نعم الولي‬
‫يسمع كالم‪ ‬زائره‪.‬‬
‫وقد سمعت الفقيه محمد بن إسماعيل يقول‪ :‬الفقيه يوسف جالس يف قربه‪،‬‬
‫زائرا‪ .‬وكان إذا حصل بين أهل برع أمر فيرجعون فيه إلى‬
‫يسمع كالم من يأتيه ً‬
‫الفقيه [يوسف بن](‪ )4‬محمد بن إسماعيل [المكدش](‪ - )5‬نفع اهلل به‪ ،-‬وكذلك‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( هو الفقيه الفاضل عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن عبد اهلل بن محمد بن زكريا‬
‫(ت‪641 :‬ه‪1243 /‬م)‪ .‬انظر عنه‪ :‬الخزرجي‪ ،‬العقود اللؤلؤية‪.72 - 71 /1 ،‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪91‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫(‪)2‬‬
‫من زمان الفقيه أبو بكر بن يوسف بن المكدش وأهل جبل الضامر(‪ ،)1‬و [إلى]‬
‫هذا التاريخ أمرهم إلى الفقيه عمر بن محمد(‪ )3‬بن إسماعيل ‪ -‬نفع اهلل هبم‪ ،-‬ويف‬
‫جبل برع حصن يقال له «الكرش»(‪ ،)4‬أهله أهل محبة تامة لبنى المكدش‪ ،‬خالف‬
‫محبة(‪ )5‬أهل جبل برع‪ ،‬وهذا الكرش حصن قديم مشهور كانت الوالة تعرفه(‪،)6‬‬
‫(‪)7‬‬
‫أيضا أهل محبة تامة خالف محبه‬
‫ويف الضامر حصن يسمى بيت الذائب‪ ،‬أهله ً‬
‫أهل الضامرين لبنى المكدش‪ ،‬وكان مفلح البغل قد هرب إليه أيام دولة الحبشة‪،‬‬
‫وقد جرى بينه وبين سرور الفاتكى(‪ )8‬شيء فخرج إلى الكرش ومرابط خيله‬
‫‪،‬‬
‫إلى هذا التاريخ ترى‪ ،‬وكان له شط [يف](‪ )9‬الحلفا(‪ )10‬وهو وادي رأسه سهام‬

‫((( الضامر‪ :‬سلسلة جبلية بالشرق من مدينة َب ِ‬


‫اجل يف هتامة‪ ،‬فيها مساكن قبيلة الضوامرة‪،‬‬
‫إحدى قبائل ال ُقحرا من بطون عك‪ .‬المقحفي‪ ،‬معجم البلدان‪.950 /1 ،‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب)‪ :‬عمر بن إسماعيل‪.‬‬
‫((( كِ ْرش‪ :‬قرية وحصن يف جبل ُبرع من أعمال الحديدة‪ .‬إسماعيل األكوع‪ ،‬البلدان‬
‫اليمانية‪ ،‬ص‪.241‬‬
‫((( بالهامش مشار لها ومكتوبة «أهل جبل برع»‪.‬‬
‫أيضا أهل‬
‫((( بالهامش مشار لها ومكتوبة «ويف الضامر حصن يسمى بيت الذائب أهله ً‬
‫محبة تامة خالف محبة أهل الضامرين لبنى‪.‬‬
‫أيضا لهم محبة‪.‬‬
‫((( كتبت يف (ب)‪ :‬أهله ً‬
‫((( عن الدولة النجاحية التي يسميها المؤلف دولة الحبشة‪ ،‬ومفلح الفاتكي الشهير‬
‫بمفلح البغل‪ ،‬وسرور الفاتكي‪ ،‬يمكن العودة إلى‪ :‬عمارة اليمني‪ ،‬تاريخ اليمن‪،‬‬
‫ص‪146 - 113‬؛ ُهديل‪ ،‬الرق يف اليمن‪ ،‬ص‪.254 - 249‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫(‪ ((1‬عبارة غير مفهومة‪.‬‬
‫‪92‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫وكان يزرع [يف](‪ )1‬هذا الشط قصب السكر واألرز والرب والموز‪ ،‬ومات يف‬
‫منصورا عبد اإلمام محمد‬
‫ً‬ ‫الكرش بعد غارات له على الكدراء‪ ،‬ولقد ذكر أن‬
‫عظيما‪،‬‬
‫ً‬ ‫أمرا‬
‫بن علي نزل هتامة‪ ،‬وهنب المراوعة‪ ،‬وحرقها والقى أهلها منه ً‬
‫(‪)2‬‬

‫أضر بالمراوعة‬
‫فكان قد نزل يف جيش عظيم معه الشريف بن الباقر والذهبي فلما ّ‬
‫سر ألهل المراوعة‪ ،‬وقال‬‫تكلم [‪ /13‬ب] رجل من العسكر ممن فيه الخير َّ‬
‫منصورا أن يرتفع عنكم فيمن معه‪ ،‬فاذبحوا له رأسين‪ ،‬فهذا دأب‬ ‫ً‬ ‫إذا أردتم‬
‫أضرهم العسكر ذبحوا لصاحب العسكر رأسين‪ .‬فذبحوا من‬ ‫البلد معنا‪ ،‬إذا ّ‬
‫ساعتهم له‪ ،‬فارتفع عنهم‪ ،‬وقد لزم رجلين من السادة األشراف(‪ )3‬وتقدم هبم‬
‫إلى الغانمية‪ ،‬وخرج يف ذلك اليوم سيدي(‪ )4‬الفقيه أحمد بن عمر األهدل(‪،)5‬‬
‫والفقيه محمد بن عمر الدبر(‪ )6‬إلى واقر(‪ )7‬مختفيان‪ ،‬فيقال إن الفقيه محمد ابن‬
‫عمر الدبر‪ ،‬قال للفقيه أحمد بن عمر األهدل‪ :‬ما أشبه خروجنا هذا بخروج‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( هو العبد منصور مقدم عسكر اإلمام محمد بن علي‪ ،‬كان قائدً ا قو ًيا وشجا ًعا‪ ،‬دخل يف‬
‫الكثير من المعارك مع قادة الدولة الرسولية‪ ،‬وقتل هو ومن معه مثل الشريف يحيى‬
‫بن الباقر وقاسم بن المهدي ‪ -‬وليس الذهبي كما ورد يف متن المخطوط‪ -‬على يد‬
‫األمير هباء الدين الشمسي أمير بني رسول يف منطقة المحالب يف إحدى تلك المعارك‬
‫سنة ‪791‬هـ‪1388 /‬م‪ .‬انظر‪ :‬الخزرجي‪ ،‬العقود اللؤلؤية‪.211 - 210 /2 ،‬‬
‫((( األشراف غير موجودة يف (ب)‪.‬‬
‫((( سيدي ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫((( التصحيح من (ب)‪ ،‬وكتبت يف (أ) عمران األهدل‪.‬‬
‫((( عن الفقيه أحمد بن عمر األهدل والفقيه محمد بن عمر الدبر‪ .‬انظر عنه‪ :‬األهدل‪،‬‬
‫تحفة الزمن‪.543 - 542 /1 ،‬‬
‫((( َواقِر‪ :‬من قرى القطاملة‪ ،‬أحد المراكز اإلدارية لمديرية المراوعة التابعة للحديدة‪.‬‬
‫انظر‪ :‬المقحفي‪ ،‬معجم البلدان‪.1482 /2 ،‬‬
‫‪93‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫النبي ﷺ هو وأبو بكر [الصديق](‪ )1‬بن أبي قحافة [رضي اهلل عنه]‪ ،)2( ‬فأقاما‬
‫[به](‪ )3‬أيا ًما قالئل ثم تقدم منصور إلى األنفة بعد أن حرق الكدراء وقرى‬
‫سهام‪ ،‬وتمادت خيل من عسكره إلى القحمة وحرقوها‪ ،‬فلما وصل من‬
‫الغانمية إلى األنفة حرق الجبل المعروف بجبل الموسم(‪ )4‬فنظرت أهل األنفة‬
‫الحريق يف الجبل‪ ،‬وحصل هراب قوي إلى دارة(‪ )5‬سيدي الفقيه محمد بن‬
‫إسماعيل المكدش‪ ،‬وبقي أهل األنفة يحرضون(‪ )6‬الفقيه محمد‪ ،‬وكنت يومئذ‬
‫فيمن حضر معهم‪ ،‬فقال الفقيه للمحرضين(‪ :)7‬أليس اهلل بكاف عبده‪ّ .‬ثم إن اهلل‬
‫تعالى حماه حماية اشتهرت عند جميع الناس‪ ،‬وحصل على جميع العسكر‬
‫شعرا يف قصيدة‬
‫عمى أعين‪ ،‬وعلى جميع من كان معه‪ ،‬وقد قلت يف ذلك ً‬
‫(‪)8‬‬

‫‪9‬‬
‫امتدحته هبا‪:‬‬
‫(‪)9‬‬
‫منهس ًفا ملا التفت له‬
‫ور ّد َ‬ ‫وجند منصور أعمى اهلل أعينهم‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( من العبارة يتضح أنه من الجبال القريبة من منطقة األنفة‪.‬‬
‫((( الدارة يف لهجة أهل اليمن السيما يف الجنوب والمناطق التهامية الحارة هي موضع يف‬
‫وسط الدار يكون غير مسقوف‪ ،‬وعرضة للشمس‪ ،‬وعادة ما يكون منطقة هتوية للدار‪،‬‬
‫وللسمر عند الليل وعند اشتداد الحر‪.‬‬
‫((( يف (ب) كتبت‪ :‬يحرسون‪.‬‬
‫((( يف (ب) كتبت‪ :‬للمحرسون‪.‬‬
‫((( العبارة األخيرة ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫((( لما التفت له‪ ،‬ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫‪94‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫(‪)1‬‬
‫فارسا على فرس‪ ،‬لـم يكن فـي الخيل شبهـه‬
‫وكـان قد أبصر أهـل األنفـة ً‬
‫طـول وحسنًا‪ ،‬وكـان يـذب عــن الـدارة‪ ،‬دارة سيـدي الفقيه مـحمد بن‬ ‫ً‬
‫إسماعيل [الـمكـدش](‪- )2‬نفع اهلل به‪ ،-‬فيقال إنه أبو العباس (رضـي [‪/14‬أ]‬
‫(‪)5‬‬
‫اهلل‪ ‬عنه) (‪ ،)3‬وكان يف األنفة تجار من تعز(‪ )4‬معهم عطب‪ ،‬ودخل شفلوت‬ ‫‪ ‬‬

‫((( يف (ب) كتبت‪ :‬يشبهه‪.‬‬


‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يقصد بذلك نبي اهلل سيدنا الخضر أبو العباس‪ ،‬وهذه من شطحات الصوفية يف‬
‫ذلك‪ ‬العصر‪.‬‬
‫((( تعز‪ :‬مدينة مشهورة يف السفح الشمالي لجبل صرب‪ ،‬كانت عاصمة الدولة الرسولية‬
‫(‪858 - 626‬هـ‪1462 - 1229 /‬م)‪ ،‬ويتوسط بينها وبين جبل صرب قلعة تعز التي‬
‫تعرف اليوم بقلعة القاهرة‪ .‬إسماعيل األكوع‪ ،‬البلدان اليمانية‪ ،‬ص‪.61 - 60‬‬
‫((( الشفلوت‪ :‬كلمة فرنسية تعني الفارس‪ ،‬وقد عرفوا يف أوروبا بمقدرهتم على مهاجمة‬
‫الحصون والمدن وحفر وتسلق أسوارها لفتح أبواهبا للجيوش‪ ،‬وعرف الشفلوت‬
‫بشهامته وإقدامه ومدافعته عن الضعيف واحرتامه للمرأة‪ ،‬وقد انتقلت هذه الكلمة‬
‫إلى شمال بالد العرب مع فرسان الصليبيين الذين قاتلهم صالح الدين األيوبي‪،‬‬
‫ثم نقلها فرسان األيوبيين إلى اليمن عند غزوهم لها‪ ،‬وبقيت صفة لسـالح الفرسان‬
‫يف جيش األيوبيين ومن بعدهم الرسولييـن‪ ،‬ويف أواخر عصر بني رسول تحولت‬
‫الفروسية والشهامة إلى قسوة متناهية فكان فرسان المماليك قساة غالظ القلوب‬
‫هنابين ينشرون الرعب بين الناس حيثما ذهبوا‪ ،‬وحـرفت الكلمة إلى شلفـوت‪ ،‬وما‬
‫زالت تستعمل يف اليمن حتى اليوم صفة لإلنسان رديء األخالق‪ .‬ابن الديبع‪ ،‬وجيه‬
‫الدين أبو الضياء عبد الرحمن بن علي (ت‪944 :‬ﻫ‪1537/‬م)‪ ،‬الفضل المزيد على‬
‫بغية المستفيد يف أخبار مدينة زبيد‪ ،‬تحقيق‪ :‬يوسف شلحد‪ ،‬دار العودة‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪1983‬م‪ ،‬ص‪389‬؛ لقمان‪ ،‬محمد علي‪ ،‬معارك حاسمة من تاريخ اليمن‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫مركز الدراسات والبحوث اليمنية‪ ،‬صنعاء‪1978 ،‬م‪ ،‬ص‪ .101‬يف حين يرى بعضهم‬
‫أن الشفاليت طائفـة من العرب مجتمعين من كل قبيلـة يأكلون العلوفة والصدقات‬
‫وحضرا‪ ،‬وكانوا يربون شعورهم‪ .‬النهروالي‪،‬‬
‫ً‬ ‫سفرا‬
‫السلطانية‪ ،‬ويخدمون العسكر ً‬
‫قطب الدين محمد بن أحمد (ت‪990 :‬هـ)‪ ،‬الربق اليماين يف الفتح العثماين‪،‬‬
‫‪95‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫تسورا(‪ )3‬من غير باب‪ ،‬فانقطع‬


‫ً‬ ‫دارة سيــدي(‪ )1‬الفقيه [محمد بن إسماعيل](‪،)2‬‬
‫بطنه على ما حكوا‪ ،‬ثم تقدم منصور وعسكره إلى المهجم(‪ )4‬والمحالب‪،‬‬
‫فوقعت بينهم وبين (البهاء) الشمس(‪ )5‬حروب كان للشمس فيها الغلبة‪ ،‬و ٌقتِل‬
‫منصور وابن الباقر‪ ،‬واحتمى يف ذلك اليوم أبو هنشل على العسكر حماية‪ ،‬شكر‬
‫فيها غاية الشكر‪ ،‬وكان أبو هنشل هذا رجل من رجال الشرف‪ ،‬عظيم الخلق‪،‬‬
‫قيل إن يده أجل من رجل [رجل](‪ )6‬من أهل هتامة‪ ،‬قالوا حمل عليه رجل‬

‫= أشرف على طبعه‪ :‬أحمد الجاسر‪ ،‬دار اليمامة للبحث والرتجمة والنشر‪ ،‬الرياض‪،‬‬
‫‪1378‬هـ‪1967 /‬م‪ ،‬ص‪ .297‬ويقول عنـهم محمد بن علي األكـوع محقق‬
‫كتاب»السلوك» إهنم‪ :‬لصوص وقطـاع طرق ال عمل لهم‪ ،‬وكانـوا يرتقبون الفرص‬
‫دورا‬
‫والغفالت للقيام بالسرقة‪ .‬الجندي‪ ،406 /2 ،‬للمحقق‪ .‬وقد أدى الشفاليت ً‬
‫كبيرا يف الحياة السياسية واالجتماعية يف عصر بني رسول‪ .‬انظر‪ :‬ابن حاتم‪ ،‬بدر الدين‬
‫ً‬
‫محمد بن حاتم اليامي الهمداين (ت‪ .‬د‪702 :‬ﻫ‪1302/‬م)‪ ،‬السمط الغالي الثمن يف‬
‫أخبار الملوك من الغز باليمن‪ ،‬تحقيق‪ :‬ركس سميث‪ ،‬لندن‪1974 ،‬م‪ ،‬ص‪495‬؛‬
‫الجندي‪ ،‬المصدر نفسه والجزء‪ ،‬ص‪509 ،607 ،580 - 579 ،406 ،256‬؛‬
‫الخزرجي‪ ،‬العقود اللؤلؤيـة‪335 ،334 /1 ،‬؛ ‪200 ،48 – 47 ،40 ،35 ،14 /2‬؛‬
‫مجهول (ت‪ .‬د‪840 :‬ﻫ‪1436/‬م)‪ ،‬تاريخ الدولة الرسولية يف اليمن‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبداهلل‬
‫محمد الحبشي‪ ،‬مطبعة الكاتب العربي‪ ،‬دمشق‪1405 ،‬ﻫ‪1984/‬م‪ ،‬ص‪،170‬‬
‫‪.193 ،178‬‬
‫((( سيدي غير موجودة يف (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) كتبت‪ :‬تصور تعصور‪.‬‬
‫ِ‬
‫الـم ْه َجم‪ :‬مدينة هتامية مشهورة قديمة االختطاط‪ ،‬عدَ ادها اليوم يف ُقرى بني محمد‬
‫((( َ‬
‫ِ‬
‫من مديرية الم ْغالَف شرقي الزيدية‪ .‬المقحفي‪ ،‬معجم البلدان‪.1671 /2 ،‬‬
‫((( هو هباء الدين الشمسي أمير المحالب يف ذلك الوقت‪ ،‬وقد أورد الخزرجي بعض من‬
‫تلك المعارك التي كان أشهرها سنة ‪791‬هـ‪ ،‬وقتل فيها العبد منصور‪ .‬انظر‪ :‬العقود‬
‫اللؤلؤية‪.211 - 210 /2 ،‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪96‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫من مشايخ الزيديين بني عمران الذين يسكنون غربي سر ُدد‪ ،‬والرجل يسمى‬
‫يوسف بن إبراهيم‪ ،‬وهو يحتمي على العسكر فضايقه‪ ،‬وأبو هنشل ال رمح‬
‫معه(‪ )1‬من شدة الطعن‪ ،‬فلما رآه الرجل الحقيقي ال سالح معه‪ ،‬طمع به فقاربه‬
‫ليلوي عليه‪ ،‬فنزع أبو هنشل رجله اليمنى من الركاب‪ ،‬وخص هبا الحقيقي‪،‬‬
‫فوقع يف األرض هو وفرسه‪ ،‬وتكسرت عظامه‪ ،‬هذه الحكاية سمعتها من‬
‫سيدي الشريف أحمد الرديني‪ -‬نفع اهلل به‪.)2(-‬‬
‫قلت‪ ،‬وقد حكى لي بعض األصحاب‪ ،‬قال‪ :‬بلغت الجوف(‪ )3‬بلد هذا أبو‬
‫‪4‬‬
‫شعرا‪:‬‬
‫هنشل‪ ،‬ودخلت عليه ومعه سيف بين يديه مسلول‪ ،‬وفيه مكتوب ً‬
‫جسورا على األعـــــداء شلت أنامله‬
‫(‪)4‬‬
‫ً‬ ‫إذا كنت يف كف القناء ولم يكن‬
‫إذا لـم يكن أمضـى من السيـف حاملـه‬ ‫فما السيـف إال آلـه مثــل غيــــره‬

‫وحكى الشيخ الصالح إسماعيل بن مكيمن‪ ،‬وكان من أهل التحيتا(‪ )5‬وهو‬


‫من خواص أصحاب الفقيه محمد بن إسماعيل‪ ،‬ومن أهل الخير والصالح‬

‫((( يف (ب) كتبت‪ :‬عنده‪.‬‬


‫((( هو الشيخ العالم السني الصالح الشريف أحمد بن محمد الرديني (ت‪827 :‬هـ‪/‬‬
‫‪1423‬م)‪ .‬ترجم له األهدل‪ ،‬انظر‪ :‬تحفة الزمن‪60 - 59 /2 ،‬؛ الشرجي‪ ،‬طبقات‬
‫الخواص‪ ،‬ص‪.85 - 84‬‬
‫((( الجوف‪ٍ :‬‬
‫واد ومنطقة شمال شرق صنعاء بمسافة ‪145‬كم‪ ،‬على أطراف الربع الخالي‪،‬‬
‫ويف الحدود الغربية الشمالية لمحافظة مأرب‪ .‬المقحفي‪ ،‬معجم البلدان‪.373 /1 ،‬‬
‫((( هذا البيت ساقط من (ب)‪.‬‬
‫((( التحيتا‪ :‬قرية من هتامة قرب زبيد‪ ،‬وهي قرية الشيخ أبي بكر بن محمد بن حسان‬
‫المتوىف سنة ‪802‬هـ‪1399 /‬م‪ .‬الحجري‪ ،‬مجموع بلدان اليمن‪ ،‬مج‪ ،1‬ج‪،1‬‬
‫ص‪.140‬‬
‫‪97‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫حاضرا مع الفقيه محمد ابن إسماعيل يوم وصول‬ ‫ً‬ ‫[‪/14‬ب] قال‪ :‬كنت‬
‫منصور المذكور إلى المراوعة‪ ،‬وذلك يف تسعين وسبعمائة(‪ )1‬من الهجرة(‪،)2‬‬
‫فلما أشرف عسكر األمير [منصور](‪ )3‬على قرية األنفة‪ ،‬وكان الفقيه محمد‬
‫بن إسماعيل يدعو ويقول‪ :‬اللهم أنت ربنا ورهبم ورب الخلق كلهم‪ ،‬إن أتونا‬
‫فردهم‪ ،‬وإن قهرونا فاهدهم‪ .‬فحمى اهلل بربكته أهل القرية‪ ،‬وكان يوم سالمة‬
‫‪ -‬نفــع اهلل بالصالحيـن‪.-‬‬
‫قلت‪ ،‬وقد حكى الشيخ الصالح عبد الرحمن بن علي حندب من أهل‬
‫األنفة‪ ،‬أنه رأى جملة من السادة بني األهدل(‪ ،)4‬أعرف منهم اثنين يف النوم‬
‫عقب فعله منصور بالمراوعة‪ ،‬ورأى سفينة أرضية [عظيمة على األرض‪،‬‬
‫قال‪ ،‬قلت‪ :‬ما هذه‪ .‬فقيل لي هذه سفينة](‪ )5‬تسير إلى الشام وحواليها فارسان‬
‫فأسأل(‪ )6‬عنهما‪ ،‬فقيل له هذا الشيخ علي بن عمر األهدل(‪ ،)7‬والشيخ‬
‫محمد بن أبي بكر الحكمي ‪-‬نفع اهلل هبما وبجميع الصالحين يف الدارين‪،-‬‬

‫((( يف (ب) كتبت سبعين وسبعمائة والصحيح ما جاء يف (أ) ‪790‬هـ‪.‬‬


‫((( ‪790‬هـ‪1388/‬م‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( بنو األهدل‪ :‬أسرة شريفة النسب‪ ،‬يقال إهنم من ولد الحسين بن علي بن أبي طالب‬
‫(رضي اهلل عنهم أجمعين)‪ ،‬قدم جدهم محمد بن األهدل جد أبو الحسن علي‬
‫بن عمر‪ ،‬وسكن أجواف السوداء من وادي سهام‪ .‬انظر‪ :‬الخزرجي‪ ،‬العقد الفاخر‬
‫الحسن‪.1466 /3 ،‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) فسأل‪.‬‬
‫((( هو الشريف أبو الحسن علي بن عمر بن محمد األهدل (ت تقري ًبا‪690 :‬هـ‪/‬‬
‫‪1291‬م)‪ .‬ترجم له‪ :‬الجندي السلوك‪361 - 360 /2 ،‬؛ الخزرجي‪ ،‬العقد الفاخر‬
‫الحسن‪ .1467 - 1466 /3 ،‬وسوف يتم الحديث عنه الح ًقا‪.‬‬
‫‪98‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫وهما يتمثالن أو يمثل الشيخ محمد بن أبي بكر الحكمي بأبيات حفظت منها‪:‬‬
‫إىل كل من آذى املناصـــــب باملكر‬ ‫أال يا رسول اهلل هل مـــــنك غارة‬
‫والغالب أن منصور نزل نزلة يف األثر بعد هنبه المراوعة‪ ،‬وقتل يف النزلة الثانية‪.‬‬
‫أول من ذكر كرامات سيدي الفقيه جمال الدين‬ ‫ثم نعود إلى ما كنا عليه ً‬
‫ّ‬
‫محمد بن إسماعيل المكدش ‪ -‬نفع اهلل به وبالصالحين يف الدارين‪ ،-‬وقد‬
‫حكى سيدي الشيخ األجل أبو العباس أحمد بن الحسين الصويف‪ ،‬قال نزل‬
‫اإلمام محمد بن علي صاحب صنعاء قبل نزلة المنصور‪ ،‬فوقع يف البالد‬
‫خوف وهرب‪ ،‬وكان ألوالد سيدي الفقيه محمد بن إسماعيل أرض يف مكان‬
‫يسمى العرش‪ ،‬شرقي الكدراء‪ ،‬وكانت قري ًبا‪ ،‬فتقدم سيدي الفقيه محمد‬ ‫ّ‬
‫بن إسماعيل العرش‪ ،‬وكنت قبله [‪/15‬أ] خاد ًما له‪ ،‬فوصلنا هناك قري ًبا من‬
‫الليل‪ ،‬فلما جن علينا الليل وقمنا لنصلي صالة العشاء‪ ،‬إذ جاء األسد فربك‬
‫قري ًبا منا‪ ،‬وكنا يف غير قرية‪ ،‬فنفرت منه حمارة سيدي [الفقيه](‪ ،)1‬وتخوفت أنا‬
‫أيضا منه‪ ،‬فأعلمت الفقيه‪ ،‬وقلت األسد ياسيدي أتانا(‪ .)2‬فقال لي‪ :‬ال تخشى‬
‫(‪)3‬‬
‫ً‬
‫حارسا لنا‪ .‬ثم استمر الفقيه على صالته‪ ،‬وسكنت الحمارة‬
‫ً‬ ‫منه‪ ،‬فما أتانا إال‬
‫ولم تنفر‪ ،‬وأمسى عندنا إلى صالة الصبح‪ ،‬وتوال عنا‪ ،‬فأمرين الفقيه أن أطمس‬
‫آثار األسد‪ ،‬وقد سمعت أبو القاسم ابن معيبد(‪ ،)4‬وقد كنت قرأت عليه كتاب‪:‬‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( يف (ب) جانا‪.‬‬
‫((( يف (ب) ال تخف‪.‬‬
‫((( هو القاضي الفقيه شرف الدين أبو القاسم بن عمر بن أبي القاسم بن معيبد‪ ،‬االبن‬
‫الثالث للوزير عمر بن معيبد اشتغل بالعلم الشريف‪ ،‬وتفقه على يد عدد من كبار‬
‫علماء اليمن‪ ،‬ومنهم المؤرخ الخزرجي‪ ،‬وتولى ديوان النظر يف الثغر المحروس عدن‬
‫‪99‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫(‪)2‬‬
‫‪ ‬‬‫«العروض» البن القطاع(‪ )1‬سنه تسع وتسعين وسبعمائة من الهجرة (‪799‬هـ)‬
‫يف زبيد‪ ،‬ذكر أن أخاه أحمد بن عمر معيبد(‪ )3‬نزل مستمر إلى المحالب بعياله‬
‫وخدمه وحاشيته‪ ،‬فحال وصل إلى المحالب أتاه طلب من السلطان الملك‬
‫األشرف(‪ ،)4‬فشق عليه ذلك أي المشقة‪ ،‬وكان عبد الرحمن العلوي(‪ )5‬بينه‬
‫= سنة ‪790‬هـ‪1388 /‬م يف عهد السلطان األشرف الثاين إسماعيل بن األفضل عباس‬
‫(‪803 - 778‬ﻫ‪1400 – 1376/‬م)‪ .‬انظر‪ :‬الخزرجي‪ ،‬العقود اللؤلؤية‪166 /2 ،‬؛‬
‫العقد الفاخر الحسن‪.1619 /3 ،‬‬
‫((( هو علي بن جعفر بن علي السعدي‪ ،‬ويعرف بابن الق ّطاع الصقلي‪ ،‬ولد سنة ‪433‬هـ‪،‬‬
‫وكان إمام وقته ببلده وبمصر يف علم العربية وفنون األدب‪ ،‬وقد أقام بالقاهرة يع ّلم‬
‫ولد األفضل ابن أمير الجيوش بدر الجمالي وزير اآلمر باهلل الذي كان بمصر متغ ّلبا‪،‬‬
‫حتى تويف يف مصر سنة ‪514‬هـ‪ ،‬وقد ترك الكثير من المؤلفات‪ ،‬منها كتابه العروض‪.‬‬
‫للمزيد عنه انظر‪ :‬ياقوت الحموي‪ ،‬شهاب الدين أبو عبد اهلل ياقوت بن عبد اهلل‬
‫الرومي الحموي (ت‪626 :‬هـ)‪ ،‬معجم األدباء‪ ،‬إرشاد األريب إلى معرفة األديب‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬إحسان عباس‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪1414 ،‬هـ‪1993 /‬م‪،‬‬
‫‪.1669 /4‬‬
‫((( ‪799‬هـ‪1396/‬م‪.‬‬
‫((( هو الوزير أبو الفرج شهاب الدين أحمد بن عمر بن أبي القاسم بن معيبد‪ ،‬أحد‬
‫وزراء دولة السلطان األشرف الثاين إسماعيل بن األفضل العباس الرسولي‪ .‬ترجم‬
‫له‪ :‬الخزرجي‪ ،‬العقد الفاخر الحسن‪388 - 387 /1 ،‬؛ بامخرمة‪ ،‬تاريخ ثغر عدن‪،‬‬
‫‪.43/1‬‬
‫((( ويقصد السلطان األشرف الثاين إسماعيل بن األفضل عباس بن رسول (‪- 778‬‬
‫‪803‬ﻫ‪1400 – 1376/‬م)‪.‬‬
‫((( هو الفقيه أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن يوسف بن عمر بن علي علوي‪ .‬ترجم‬
‫له‪ :‬الخزرجي‪ ،‬العقد الفاخر الحسن‪ ،1165 - 1161 /3 ،‬مجهول‪ ،‬تاريخ الدولة‬
‫الرسولية‪ ،‬ص‪250 - 105‬؛ ابن الديبع‪ ،‬قرة العيون بأخبار اليمن الميمون‪ ،‬حققه‬
‫وعلق علية‪ :‬محمد بن علي األكوع‪ ،‬ط‪ ،2‬دار بساط‪ ،‬بيروت‪1409 ،‬ﻫ‪1988/‬م‪،‬‬
‫ص‪.378‬‬
‫‪100‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫وبينه عداوة كلية‪ ،‬قال فقال لي‪ :‬يا أبا القاسم‪ :‬مالها إال الفقيه محمد بن‬
‫إسماعيل‪ ،‬والفقيه محمد بن أبي بكر شبيح(‪ .)1‬قال‪ :‬فتقدمت من المحالب‬
‫حتى وصلت األنفة‪ ،‬فأتيت الفقيه محمد بن إسماعيل‪ ،‬فأرسلوا من ساعتهم‬
‫إلى الفقيه محمد بن أبي بكر شبيح‪ ،‬فوصل فسمرنا نحن وهم بعد أن وقفوا‬
‫على كتاب‪« :‬المصنف»(‪ )2‬وما شرحه لهم‪ ،‬وما شكى فيه عليهم‪ ،‬فأمسى الفقيه‬
‫محمد بن أبى بكر شبيح يحرض الفقيه محمد بن إسماعيل‪ ،‬ويقول له‪ :‬أعلم‬
‫عذرا‪ ،‬وأخشى أن يهسفه‪ ،‬ويسمع فيه كالم‬‫أن السلطان ما هو قابل من الوزير ً‬
‫الغرماء‪ ،‬ونشتهي أن تدعو لنا أن السلطان يقره على والية المحالب‪ .‬فما زال‬
‫[به](‪ )3‬حتى قال لنا‪ :‬الحاجة قضيت‪ ،‬وليلة ٍ‬
‫غد يف الوقت الفالين يصل كتاب‬
‫السلطان إليك بما تقر به عين الوزير‪ ،‬وكتب(‪/15[ )4‬ب] بذلك إلى الوزير‬
‫قط ًعا جمي ًعا‪ ،‬فرجعت المحالب‪ ،‬فلما كان يف الساعة المعينة؛ وصل الكتاب‬
‫من السلطان يقول فيه‪ :‬الشاكر هلل على نعمائه [يا أحمد](‪ )5‬إسماعيل يا أحمد‬
‫صدر بعد أن استخرت اهلل تعالى على قدومك إلينا‪ ،‬فاستقر على عملك‪،‬‬
‫وهلل درك(‪ .)6‬وكان الفقيه محمد بن أبى بكر شبيخ يقدم الفقيه [محمد ابن‬
‫إسماعيل]‪ )7( ‬يف المجالس ويتأدب له األدب‪.‬‬

‫((( هو الفقيه محمد بن أبي بكر بن يوسف بن شبيح (ت‪798 :‬هـ‪1395 /‬م)‪ .‬ترجم له‪:‬‬
‫األهدل‪ ،‬تحفة الزمن‪.229 - 228 /2 ،‬‬
‫((( كثيرة هي الكتب التي تحمل اسم المصنف‪ ،‬ولم يحدد المؤلف من هو صاحب‬
‫الكتاب الذي ذكره لنتعرف عليه‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (أ) كتبت‪ :‬وكتبالي‪ ،‬والتصحيح من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( كتبت يف (أ) سودك‪ ،‬والتصحيح من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪101‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫وكان سيدي الفقيه عمر بن محمد بن إسماعيل المكدش وقد بنى يف وقت‬
‫راض عنه(‪ ،)1‬ولكن كان له شفقة على أوالده‪ ،‬لم‬ ‫ٍ‬ ‫أبيه مرابيع‪ ،‬وكان والده غير‬
‫تكن يف والد‪ ،‬فرآه يو ًما يبني مرب ًعا‪ ،‬والعمار(‪ )2‬لعله قد وصل إليه من جبل برع‪،‬‬
‫بعد طلب عظيم‪ ،‬فتعذر عليهم سرو(‪ ،)3‬فقال العمار إن هذا السرو غير موافق‪،‬‬
‫لسرو غيره‪ ،‬وأنا أعود إلى بلدي وأرجع إليك إذا حصل‬ ‫ٍ‬ ‫فامتهل يف أمرك وانظر‬
‫سرو‪ ،‬فشق [ذلك](‪ )4‬على الفقيه عمر‪ ،‬وكان ذلك عند الغداء؛ فدخل العمار‬
‫للغداء‪ ،‬ومضى الفقيه عمر إلى والده يشتكي عليه‪ ،‬وقال‪ :‬يا أبت أنت غير‬
‫راض بالبناء‪ ،‬وإال ما كان تعذر علينا هذا السرو‪ ،‬وقال العمار إنه غير موافق‬
‫وهو راجع إلى بلده‪ ،‬ولئن رجع بلده ما يأتينا يف هذه الساعة‪ .‬وشكى على‬
‫والده‪ ،‬وأظهر االكتئاب‪ ،‬فشق على [الفقيه](‪ )5‬شكية ولده عمر‪ ،‬قال فقام الفقيه‬
‫السرو‪ .‬قال قلت له‪ :‬لو حصل فيه‬ ‫َ‬ ‫يقلب السرو‪ ،‬وقال لي‪ :‬ما يشكيه العمار من‬
‫قليل حدب(‪ .)6‬فقال الفقيه هو ال يعدم الحدب‪ ،‬ولكنه ما تأمله بشيء‪ .‬قال‪:‬‬
‫فلما تغدى العمار وخرج‪ ،‬قلت له‪ :‬تأمل سيدي السرو‪ .‬قال فتأمله‪ ،‬فإذا به واهلل‬
‫يضحك‪ ،‬فقلت مِ ّم ضحكت [‪/16‬أ]‪ .‬فقال لي‪ :‬واهلل العظيم حصل فيه الذى‬

‫((( كتبت يف (ب) هبا‪.‬‬


‫((( العمار تقري ًبا الباين أو ما يعرف اليوم يف اليمن بـ األسطة‪.‬‬
‫((( السرو‪ :‬نوع من الشجر الجبلي العظيم يبدو أنه كان يستخدم يف البناء‪ .‬ابن سيده‪،‬‬
‫أبو الحسن علي بن إسماعيل (ت‪458 :‬هـ)‪ ،‬المحكم والمحيط األعظم‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫عبدالحميد هنداوي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت‪1421 ،‬هـ‪2000 /‬م‪.91/1 ،‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الحدب‪ :‬الشقوق أو العروق التي تأيت عادة يف الخشب‪ .‬الزبيدي‪ ،‬تاج العروس‪،‬‬
‫‪.255/2‬‬
‫‪102‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫هو فوق الغاية‪ .‬ذكر أنه لما استشار الفقيه عمر والده ببناء المرابيع‪ ،‬كرهها‬
‫الفقيه محمد بن إسماعيل‪ ،‬وقال له‪ :‬ابن مربعة يكون أساسها الحطب‪ ،‬فلما‬
‫بنى ولده أول مربعة بناها حتى صاروا شايضعون(‪ )1‬عليها األسري‪ ،‬ثم إهنا‬
‫تنقضت‪ ،‬وكان لها هدة عظيمة(‪ ،)2‬ثم إهنا وقعت على رجل جبلي من الذين‬
‫كانوا يعمروهنا‪ ،‬فأنكسر رأسه نصفين‪ ،‬وخر الجبلي مغش ًيا عليه ال ندرى أحي‬
‫هو أم ميت‪ .‬ففزعوا إلى الفقيه ‪ -‬نفع اهلل به‪ ،-‬وقال له ولده كل هذا كما بنيتها‬
‫على غير رضاك‪ ،‬وهذا الجبلي قد مات‪ .‬فقام إليه الفقيه ولف(‪ )3‬بيديه رأس‬
‫الجبلي‪ ،‬فشفاه اهلل تعالى بالعافية‪ ،‬وكان يتعجب على رأسه من رآه يف حياته‬
‫‪-‬نفع اهلل به‪.-‬‬
‫وكان سيدي الفقيه ‪ -‬نفع اهلل به‪ -‬قد حضي بكرامات لم توجد يف صالحي‬
‫وقته‪ ،‬وكانت بنت له كادت تموت على والدة ولدهتا‪ ،‬فيقال إنه طلب المهلة‪،‬‬
‫ويف هذا التاريخ هي باقية‪ ،‬قالوا ومات يو ًما بعض أرحامه وهو غائب‪ ،‬فقال لو‬
‫حضرت ما يمت علي(‪ ،)4‬قال ولده إسماعيل إن والده كان يوم تويف هذا الرجل‬
‫كان قد عزم يف شفاعة لبعض األصحاب إلى بعض األمراء‪ ،‬فما وصل الفقيه‬
‫إال وقد تويف الرجل(‪ )5‬وكانت ليلة عيد‪ ،‬فتكلم الفقيه هبذا الكالم واهلل أعلم‪،‬‬
‫وقد كان يف المراوعة ولد من بيت حسين يسمى أبو بكر بن المنور‪ ،‬وكنت‬
‫أعلمه‪ ،‬وكان قد ظهرت عليه أعالم الوالية‪ ،‬وكان كثير الكشف وربما صرخ‬

‫((( لهجة يمنية دارجة معناها‪ :‬سيضعون‪.‬‬


‫((( يف (ب) كتبت‪ :‬عصيمة‪.‬‬
‫((( يف (ب) ولوا‪.‬‬
‫((( وهذه من خرافات وشطحات الصوفية‪.‬‬
‫((( يف (ب) إال وقد مات ذلك الرجل‪.‬‬
‫‪103‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫معلم نساخ يسمى ابن شكيل‪ .‬فقال‬ ‫ٌ‬ ‫وقال‪ :‬النار النار‪ .‬وكان من أهل المراوعة‬
‫له ابن المنور‪ :‬لم يبق [‪/16‬ب] من عمرك أال نصف شهر‪ ،‬فأدخل الرعب يف‬
‫قلبه‪ ،‬وأظهر الخوف العظيم‪ ،‬وامتنع من المنام‪ ،‬والطعام‪ ،‬وبكى ليله وهناره‪،‬‬
‫فلما عاين ما حل به أشفق عليه‪ ،‬فقال له إذا أحببت من يستوهب كل من اهلل‬
‫وأجل ثان ًيا‪ ،‬فعليك بالفقيه محمد بن إسماعيل ‪ -‬نفع اهلل به‪ ،-‬وقل له‬‫ً‬ ‫مهلة‬
‫أجل ثان ًيا‪ ،‬فاطلب لي من اهلل ً‬
‫أجل ثان ًيا‪.‬‬ ‫بعالمة(‪ )1‬ما استوهبت لبنتك جميلة ً‬
‫فذهب ذلك النساخ من ساعته إلى الفقيه محمد بن إسماعيل ‪ -‬نفع اهلل به‪،-‬‬
‫عظيما‪ ،‬وال ترك الفقيه‬
‫ً‬ ‫فلما وصل إليه وسلم وانكب على قدميه‪ ،‬وبكى بكا ًء‬
‫يمضي موض ًعا‪ ،‬وال طعم الفقيه طعا ًما‪ ،‬فسأله الفقيه ما حاجتك‪ .‬فأجابه بعد‬
‫بكاء عظيم‪ :‬أن ابن المنور(‪ )2‬قال له وقال وأعلمه بالعالمة‪ ،‬فلم يجد الفقيه‬
‫بدً ا من قضاء حاجته‪ ،‬فدعا له‪ ،‬وأعلمه بما له من السنين‪ ،‬ومتى يأتيه األجل‪.‬‬
‫فقال الفقيه محمد بن إسماعيل‪ :‬هذا معه مصباح يحتاج من يطفئه عليه‪ .‬ولقيته‬
‫بموزع سنة ‪801‬هـ إحدى وثمان مائة من الهجرة(‪ ،)3‬واستشارين يف سكني‬
‫جبال موزع‪ ،‬فعلمت أنه مات هبا مقعدً ا‪ ،‬هذا بعد ما كان عبد الرحمن العلوي‬
‫مختف ًيا َبزبيدْ مدة قليلة‪ ،‬وقد سمعت جماعة من أهل القحمة‪ ،‬وهم ثقات‬
‫أهنم خرجوا به يف سنة مجدبة يستمطرون‪ ،‬وقد يبس زرعهم‪ ،‬وكانوا يدعون‬
‫وهو يلحن يف دعائه‪ ،‬وأكثر الذين خرجوا به نحاة‪ ،‬وبقوا يتعجبون من لحنه‪،‬‬
‫قال الجماعة‪ :‬فحصل لنا مطر يف ساعتنا(‪ ،)4‬ومما قلته يف سيدي الفقيه محمد‬

‫((( يف (ب) عالمة‪.‬‬


‫((( التصحيح من (ب)‪.‬‬
‫((( ‪801‬هـ‪1398 /‬م‪.‬‬
‫((( يف (ب) فحصل لنا يف ساعتنا غيث‪.‬‬
‫‪104‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫ابن إسماعيل ‪ -‬نفع اهلل به‪ -‬يف االمتهال يف قصيدة‪:‬‬


‫لما رأى الموت عن علم فأمهله‬ ‫يوما وهو ممتـهل‬
‫فكم دعا اهلل ً‬
‫[‪/17‬أ]‬
‫أميرا(‪ )1‬كان ببيت المدور يسمى يوسف‬
‫ومما رواه كثير من أهل األنفة أن ً‬
‫ّ‬
‫متبصرا يف العلم‪ ،‬وكان يخدم معه عبد من‬
‫ً‬ ‫المصري(‪ ،)2‬ويقال إن الفقيه كان‬
‫عبيد أرحام الفقيه محمد بن إسماعيل‪ ،‬فقتل جند ًيا على باب األمير وهرب‬
‫من بيت المدور هو وأخ له‪ ،‬فتتبعه األمير فأتى وقد استجار بالفقيه محمد بن‬
‫وهم أن يحرق منزل الفقيه‪ ،‬وكلما جاءوا بنار‪ُ ،‬ط ِفئت‪.‬‬
‫إسماعيل المكدَ ش‪ّ ،‬‬
‫وقال‪[ :‬أريد](‪ )3‬إن يخرجوا إلي هذا العبد‪ ،‬فمنع اهلل الفقيه من األمير بعد أن‬
‫جاءوا بالنار مرة بعد أخرى‪.‬‬
‫ومن أوالد المكدش [محمد](‪ - )4‬نفع اهلل به‪ ،-‬وقيل كان رجل يقال له‬
‫عمر الشريف خرج لحج‪ ،‬وكان الفقيه ‪ -‬نفع اهلل به‪ -‬يحدث أوالدة‪ ،‬فأتى‬
‫يف أول ثمان مائة أو على ست سنين خلت منه(‪ )5‬ولد لهذا المذكور‪ ،‬ولد‬
‫يسمى الشيخ أبو بكر بن أحمد من أهل الكشف العظيم‪ ،‬وله حاالت مشهورة‪،‬‬
‫ّ‬
‫وكثير ما يحدث الناس بالشيء [يف األرض](‪ )6‬قبل وقوعه‪ ،‬وكان متواض ًعا‪،‬‬

‫((( يف (ب) أسير‪.‬‬


‫((( يف (ب) المطري‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( ‪806‬هـ‪1403 /‬م‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪105‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫وسطرت هذه الحكاية وهو يف البلدة‪ ،‬بعد أن أقام ما يقارب يف ثماين عشرة سنة‪،‬‬
‫وهو خارج إلى السياحة‪ ،‬ويروه الناس من الحاالت مالم يكن يف غيره‪ ،‬وكان‬
‫يف بدء أمره كثير العكف ورديعا(‪ )1‬يف البيع والشراء إلى برع الجبل‪ ،‬قلت وقد‬
‫سمعته يحكي أنه قال له أبو العباس أو النبي ﷺ اتبع البيع والشراء حتى هتون‬
‫أخبارك‪ .‬وكثير ما يمسي يف بيت غيره وعليه صاحب المنزل(‪ )2‬متحف ًظا‪ ،‬فال‬
‫يجده فيه‪ ،‬أي البيت من غير خروج من الباب‪ ،‬وسألته هل تمسي يف الغانمية أم‬
‫يف غيرها‪ ،‬بعد أن أقسمت عليه قسامة عظيمة باهلل تعالى‪ ،‬فقال لي‪ :‬حين أمسي‬
‫باألبطح(‪ ،)3‬وحين يف جزيرة خلف عدن‪ ،‬وحين عند أوالدي يف موضع يسمى‬
‫الحجف(‪ ،)4‬وليس حجف النخل بوادي [‪/17‬ب] زبيد‪.‬‬
‫وكان بدء أمره يف الصغر يف لحج يخدم المساجد بالماء‪ ،‬ففتح عليه‬
‫وأحبه السلطان الملك األشرف‪ ،‬وجهة(‪ )5‬كانت معه‪ ،‬وحطوا له مسامحة‬

‫((( كلمة غير مفهومة ولعلها ور ًعا‪.‬‬


‫((( يف (ب) البيت‪.‬‬
‫((( َاأل ْب َط ُح‪ :‬أو البطحاء من مكة المكرمة‪ .‬انظر‪ :‬ياقوت الحموي‪ ،‬معجم البلدان‪،‬‬
‫‪.446 ،74/1‬‬
‫ف هي األرض الزراعية التي تقع يف غرب‬ ‫((( ينكر صاحب الرواية أن تكون ُ‬
‫الح َج ْ‬
‫مدينة زبيد بالقرب من الساحل حيث كانت المتنزهات التي يخرج إليها الناس يومي‬
‫السبوت أو نضوج النخل‪ ،‬لهذا قد تكون الحجف يف مكان‬ ‫السبت واالثنين يف موسم ُ‬
‫آخر داخل اليمن أو خارجه‪ .‬انظر‪ :‬المقحفي‪ ،‬معجم البلدان‪.422 /1 ،‬‬
‫((( يبدو أهنا إحدى نساء السلطان األشرف‪ ،‬ألن الجهة من األلقاب التشريفية التي كانت‬
‫تطلق على نساء سالطين بني رسول وبناهتم‪ .‬الخزرجي‪ ،‬العقود اللؤلؤية‪.252 /2 ،‬‬
‫وهو لفظ سلجوقي تركي‪ ،‬ويقصد به المرأة الجليلة القدر‪ .‬دهمان‪ ،‬محمد أحمد‪،‬‬
‫معجم األلفاظ التاريخية يف العصر المملوكي‪ ،‬دمشق‪1410 ،‬ﻫ‪1990 /‬م‪ ،‬ص‪55‬؛‬
‫ُهديل‪ ،‬الحياة االجتماعية يف اليمن‪ ،‬ص‪.315‬‬
‫‪106‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫وأرضا يف لحج جليلة‪ ،‬على ما حكى قيمتها أربعين أل ًفا‪ ،‬وكان يختلف إلى‬
‫ً‬
‫عدن‪ ،‬وأعلم الناس بموت الملك األشرف‪ ،‬واستقامة ولده الناصر(‪ ،)1‬فنم‬
‫به بعض المناصب الذين يبغضونه‪ ،‬وكتبوا به إلى الملك األشرف‪ ،‬فلما‬
‫أيضا سبب إقبال الملك الناصر عليه‪،‬‬
‫وصل كتابه إلى الملك الناصر‪ ،‬كان ً‬
‫أكابر‬ ‫[وبعد جري بينه وبين جهة ذلك الزمان مكاثرة‪ ،‬وأرسلت عليه]‬
‫(‪)2‬‬

‫يرض‪ ،‬وأثر يف هذه الجهة ونقص حالها بالبتة‪ ،‬وإلى هذا‬


‫المناصب ترضيه فلم َ‬
‫وكثيرا ما يحدث عن َد ْو َع ُن‬
‫(‪)4‬‬
‫ً‬ ‫التاريخ سمعت من يقول‪ :‬شايخرج(‪ ،)3‬فقلت‬
‫[ناحية](‪ )5‬من حضرموت(‪ ،)6‬عن جماعة [فيه](‪ )7‬من الصالحين أنه يجتمع‬
‫وكثيرا ما يتمثلون‬
‫ً‬ ‫هبم‪ .‬وذكر أن كل ليلة لهم اجتماع على ذكر اهلل تعالى‪،‬‬

‫((( هو السلطان الملك الناصر أحمد بن األشرف الثاين إسماعيل الرسولي‬


‫(‪827 -803‬ﻫ‪1423 - 1400/‬م)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( لهجة يمنية دارجة‪ ،‬المقصود هبا‪ ،‬سوف يخرج‪.‬‬
‫((( كُتبت يف جميع النسخ دوعان‪ ،‬والصحيح َد ْو َع ُن‪ ،‬وهو من أودية حضرموت الرئيسة‬
‫والعريقة التي تتميز بجمالها‪ ،‬ويعد من أكرب مديريات حضرموت‪ ،‬لمساحته الواسعة‪،‬‬
‫ويقع يف أعلى وادي حضرموت‪ ،‬ويحتوي على العديد من القرى‪ ،‬ومزارع النخيل‬
‫وحقول القمح والذرة وأشجار السدر‪ .‬للمزيد انظر‪ :‬السقاف‪ ،‬عبد الرحمن بن عبيد‬
‫اهلل‪ ،‬إدام القوت يف ذكر بلدان حضرموت‪ ،‬عني به تاريخ ًيا‪ :‬محمد أبو بكر عبد اهلل‬
‫باذيب‪ ،‬وعني به أدب ًيا‪ :‬محمد مصطفى الخطيب‪ ،‬دار المناهج‪ ،‬بيروت‪1425 ،‬ﻫ‪/‬‬
‫‪2005‬م‪ ،‬ص‪.311 - 305‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( َح ْض َر ُموت‪ :‬منطقة واسعة يف شرقي عدن على بحر العرب‪ .‬انظر‪ :‬السقاف‪ ،‬إدام‬
‫القوت‪ ،‬ص‪.51 - 41‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪107‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫بقول أويس القرين ‪ -‬نفع اهلل به‪:)1(-‬‬


‫وليتك ترضى واألنــام غضاب‬ ‫فليتك تحلو والــحــيــاة مريرة‬

‫ويتواجدون على هذا نفع اهلل هبم‪.‬‬


‫وقد شهد كثير من الناس أنه يقف مع الحجيج كل سنة‪ ،‬وسمعته يصرخ‬
‫حجرا‪،‬‬
‫ً‬ ‫بذلك‪ ،‬وبات ليلة يف منزل رجل يف قرية يف جبل برع ِح ْرز‪ ،‬وأغلق ً‬
‫منزل‬
‫ففتحت امرأه الباب يوم الوقفة(‪ ،)2‬فلم َتر أحدً ا‪ ،‬فصرخت‪ ،‬وأعلمت أهل‬
‫القرية بذلك‪ ،‬فرجع اليوم الثاين هو وجماعة إلى المنزل الذى بات فيه‪ ،‬والمرأة‬
‫التي صرخت أصاهبا حجر يف اليوم الثاين فماتت‪ ،‬وقيل إهنم جاءوا بحب من‬
‫طعام له هبجة‪ ،‬إذا أكل الرجل منه عشر حبات أشبعه [‪/18‬أ]‪ ،‬وس ُئل عن هذا‬

‫اهد سيد التَّابِعين‪ ،‬قتل َي ْوم‬ ‫ادي ا ْل َقرنِي َّ‬


‫الز ِ‬ ‫((( هو أويس بن َعامر بن ج ْزء بن مالك ا ْلمر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫لي بن أبي طالب َرضي اهلل َعن ُه سنة سبع َو َث َلثي َن للهجرة‪ ،‬أسلم على‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫صفين َم َع َع ّ‬
‫أخرب َر ُسول اهلل ﷺ َوأمر من‬ ‫عهد َر ُسول اهلل ﷺ‪َ ،‬ومنعه من ا ْلقدوم َع َل ْيه بره بِ ُأ ِّمه‪َ ،‬و ْ‬
‫االستِ ْغ َفار َل ُهم‪َ ،‬و َق َال ُه َو خير التَّابِعين َو َق َال لعمر‬ ‫ِ‬
‫الص َحا َبة َأن يطلبوا منْ ُه ْ‬ ‫أ ْدرك ُه من َّ‬
‫ِ‬
‫َان عمر َرضي‬ ‫الس َلم‪َ .‬و َق َال َلو أقسم على اهلل َلَ َبره‪َ .‬وك َ‬ ‫رضي اهلل َعن ُه‪ :‬أقرئه مني َّ‬
‫يس َأل َعن أويس عشر‬ ‫يس َأل َعن ُه ُو ُفود أهل ا ْليمن‪َ ،‬ق َال ا ْبن َع َّباس مكث عمر ْ‬ ‫اهلل َعن ُه ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الس َل ِم والقدوم َع َل ْيه‪َ ،‬فقدم َع َل ْيه َو َس َأ َل ُه عمر‬ ‫سنين َفأ ْعلم َأنه بِا ْل ُكو َفة‪َ ،‬ف ْأرسل إِ َل ْيه بِ َّ‬
‫البِل‬ ‫اجتم َعا بِ ِه فِي َعر َفات َو ُه َو ير َعى ْ ِ‬ ‫االست ْغ َفار َل ُه‪َ ،‬ففعل‪ .‬وقيل إن عمر وعل ًيا ْ‬
‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫اس َت ْغفر َلهما َوعرض َع َل ْيه عمر َش ْي ًئا من ا ْل َعطاء‪ ،‬فأبى‪ .‬انظر‪ :‬ابن سعد‪ ،‬أبو عبد‬ ‫ِ‬
‫َف ْ‬
‫اهلل محمد بن سعد بن منيع الهاشمي البصري البغدادي (ت‪230 :‬هـ)‪ ،‬الطبقات‬
‫الكربى‪ ،‬ج‪ ،6‬تحقيق‪ :‬محمد عبد القادر عطا‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪1410‬هـ‪1990 /‬م‪ ،‬ص‪204‬؛ الصفدي‪ ،‬صالح الدين خليل بن أيبك بن عبد اهلل‬
‫(ت‪764 :‬هـ)‪ ،‬الوايف بالوفيات‪ ،‬ج‪ ،9‬تحقيق‪ :‬أحمد األرناؤوط وتركي مصطفى‪،‬‬
‫دار إحياء الرتاث‪ ،‬بيروت‪1420 ،‬هـ‪2000 /‬م‪ ،‬ص‪.257‬‬
‫((( يف (ب) الوقوف‪.‬‬
‫‪108‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫الحب‪ ،‬فقال هذا حب(‪ )1‬من جبل قاف(‪ ،)2‬وقد أتى يف أيام الصيف بحبة من دبا‬
‫حبحب(‪ )3‬يف غير وقتها‪ ،‬فقيل له يف ذلك‪ ،‬فقال هذه من مصر ‪ -‬نفع اهلل‪ ‬به‪.-‬‬
‫وكثيرا ما ينكرون‬
‫ً‬ ‫وله أحوال وأخبار غير محصاة‪ ،‬وكأنه واهلل قد أبيح له ذلك‪،‬‬
‫عليه‪ ،‬وقد ُسئل‪ ،‬فقال‪ :‬أنا أعرف من ينكر علي‪[ ،‬ومن ال ينكر علي](‪ )4‬وما ينكر‬
‫علي إال شقي‪ ،‬وما يعتقدين إال رجل مبارك ‪ -‬نفع اهلل به وبجميع الصالحين‪،-‬‬
‫كثيرا من الناس أنه يصلي بأناس عليهم ثياب بيض‪ ،‬فإذا نظر إليهم‬ ‫وقد رأى ً‬
‫يعلم‬
‫الغانمية قتل مرة بعد أخرى‪ ،‬وهو ُ‬
‫ّ‬ ‫الناظر احتجبوا عنه‪ ،‬وقد جرى يف حد‬
‫الناس قبل وقوعه ‪ -‬نفع اهلل به‪.-‬‬
‫(‪)5‬‬
‫أميرا كان يضمن‬
‫ثم نعود إلى ذكر الفقيه محمد بن إسماعيل المكدش أن ً‬
‫الغانم ّية من الملك األشرف(‪ )6‬بمال معين‪ ،‬فانكسر عليه أربعة عشر أل ًفا‪،‬‬
‫يهم به فلم ينله‬
‫فهرب إلى الفقيه محمد بن إسماعيل المكدش‪ ،‬وكان السلطان ُّ‬
‫سوء‪ .‬وحكى الفقيه الصالح أبو القاسم بن أبي بكر األهدل ‪-‬نفع اهلل به وسلفه‬

‫((( يقصد بالحب هي الحبوب‪ ،‬واليمن مشهورة بزراعة أنواع الحبوب من ذرة وبر‬
‫وشعير ودخن وسمسم وغيرها‪.‬‬
‫((( جبل قاف‪ :‬من الجبال التي اختلفت كتب الجغرافيا يف تحديد موقعه‪ ،‬وقامت حوله‬
‫األساطير‪ .‬انظر‪ :‬ياقوت الحموي‪ ،‬معجم البلدان‪.298 /4 ،‬‬
‫((( الحبحب هو البطيخ يف لهجة أهل اليمن‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الضامن‪ :‬مسؤول يتولى جباية األموال يف مناطق معينة أو أسواقها ويلتزم بتسليمها‬
‫للدولة‪ .‬انظر‪ :‬ابن المجاور‪ ،‬جمال الدين أبو الفتح يوسف بن يعقوب بن محمد (ت‪:‬‬
‫‪690‬ﻫ‪1291/‬م)‪ ،‬صفة بالد اليمن ومكة وبعض الحجاز المسماة تاريخ المستنصر‪،‬‬
‫اعتنى بتصحيحها‪ :‬أوسكر لو فقرين‪ ،‬ط‪ ،2‬دار التنوير‪ ،‬بيروت‪1407 ،‬ﻫ‪1986/‬م‪،‬‬
‫ص‪.89‬‬
‫((( يقصد الملك األشرف الثاين إسماعيل‪.‬‬
‫‪109‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫يف‪ ‬الدارين‪ ،)1(-‬قال جئنا زائرين الفقيه محمد بن إسماعيل المكدش ‪ -‬نفع اهلل‬
‫به‪ ،-‬وجئنا الشيخ الصالح أحمد بن حسين الصويف‪ ،‬فقلنا له نشتهي هذه الليلة‬
‫تبحث(‪ )2‬لنا الفقيه محمد بن إسماعيل بحث اإلشارة على ذلك‪ ،‬فلما سمرنا‬
‫(‪)4‬‬
‫نحن وأياه أعني الفقيه محمد(‪ )3‬جاء شيخان من مشايخ أهل البلد العبوس‬
‫فجعال يذكران الحرب والحرب‪ ،‬فحصل لنا(‪ )5‬انكسار وراح أكثر ليلتنا يف‬
‫ذكر الحرب‪ ،‬فحصل لنا بذلك فتور وعدم نشاط‪ ،‬ونالنا ما يعلم اهلل من هسف‬
‫القلوب‪ ،‬والفقيه معنا‪ .‬فقال‪ :‬يافقيه‪ .‬فقلت‪ :‬لبيك‪ .‬قال‪ :‬أخربين [‪/18‬ب] برواية‬
‫والدك عن الفقيه محمد [بن أبي بكر بن يعقوب ‪ -‬نفع اهلل به يف الدارين‪.)6(]-‬‬
‫قلت‪ :‬قال والدي عن الفقيه محمد بن أبي بكر بن محمد بن يعقوب – نفع‬
‫اهلل هبم يف الدارين‪ ،-‬قال‪ :‬إن الولي يسعد بمجالسة أهل السموات واألرضين‬
‫السبع ‪ -‬نفع اهلل هبم‪ .-‬قال‪ :‬فذهب عنا ما وجدناه من االنكسار‪.‬‬
‫وحدث سيدي الشيخ الصالح أحمد بن حسين‪ -‬نفع اهلل به يف الدارين‪-‬‬
‫أنه سمر ليلة هو والفقيه جمال الدين محمد بن إسماعيل المكدش ‪ -‬نفع‬
‫فخر بين يدي الفقيه طائر فقال‪:‬‬‫ّ‬
‫(‪)7‬‬
‫اهلل به وبالصالحين [يف الدارين]‪-‬‬

‫((( من كبار مشائخ آل األهدل يف ذلك الوقت‪ .‬انظر‪ :‬األهدل‪ ،‬تحفة الزمن‪258 /1 ،‬؛‬
‫‪.85/2‬‬
‫((( يف (ب) كتبت‪ :‬يتحدث‪.‬‬
‫((( العبارة‪( :‬نحن وأياه أعني الفقيه محمد)‪ ،‬غير موجودة يف (ب)‪.‬‬
‫((( العبوس‪ :‬نسبة إلى العبسية من عك بن عدنان التي تسكن مدينة المراوعة الواقعة يف‬
‫شرقي مدينة الحديدة‪ .‬المقحفي‪ ،‬معجم البلدان‪.1010 /2 ،‬‬
‫((( كتبت يف (ب) فينا‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪110‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫السالم عليكم يافقيه محمد ورحمة اهلل وبركاته‪ .‬فرد عليه السالم‪ ،‬فقال‪ :‬يا سيدي‬
‫أشتهي الوصل إلى جالة والدي‪ .‬فقال له الفقيه‪ :‬بينك وبين ذلك ليال‪ ،‬وأين‬
‫لك ذلك(‪ .)1‬فقبل كف الفقيه وطار من بين يديه‪ .‬قلت يا سيدي‪ :‬من أين هذا‪.‬‬
‫فقال [لي](‪ :)2‬هذا من العراق ‪-‬نفع اهلل به وبالصالحين‪.-‬‬
‫ونذكر حديث سيدي الفقيه محمد [أبي بكر](‪ )3‬بن شبيح ‪ -‬نفع اهلل به‪ ،-‬هو‬
‫اإلحيمر(‪ ،)4‬واإلحيمر أخو زكريا‪ ،‬صاحب دنيا واسعة‪ ،‬وكسب الخيل‪،‬‬ ‫وبني َ‬
‫ونسبته إلى سبأ‪ ،‬من بيوت قحطان‪ ،‬فخرج لزكريا هذا(‪ )5‬الفقيه إبراهيم‪،‬‬
‫صاحب علم وسأذكره(‪ )6‬يف غير هذا المكان إن شاء اهلل تعالى‪ ،‬وكان الفقيه‬
‫محمد بن أبى بكر بن شبيح يصحب الفقيه أبا بكر بن محمد بن يعقوب‬
‫‪-‬نفع اهلل به‪ ،-‬وكان إذا حضر هو وهؤالء ال يصلي إال الفقيه محمد‬
‫[أبي‪ ‬بكر] (‪ )7‬بن شبيح‪ .‬وكان كثير التواضع‪ ،‬وكان ال يزال يف قضاء حوائج‬
‫‪ ‬‬

‫المسلمين إلى الوالة وإلى [المأمير](‪ )8‬العامرية(‪ )9‬يف رد ما هنب فيها‪ ،‬وكان‬
‫كثير التواضع لكل أحد ‪-‬رضي اهلل عنه‪ -‬لين الجانب‪ ،‬عليه ثوبان إذا قوما‬

‫((( كتبت يف (أ)‪ :‬وعينى له ذلك‪ ،‬والتصحيح من (ب)‪.‬‬


‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) األحمر‪.‬‬
‫((( كتبت يف (ب) هو‪.‬‬
‫((( كتبت يف (ب)‪ :‬وسأذكر بنيه يف غير هذا المكان‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( من الصعب تحديد أي العامرية يقصد المؤلف السيما وأن هناك كثير ممن يحملون‬
‫اسم العامرية يف اليمن من أسر ومناطق‪ .‬انظر‪ :‬الحجري‪ ،‬بلدان اليمن‪ ،‬مج‪ ،3‬ج‪،3‬‬
‫‪.572‬‬
‫‪111‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫سو ًيا أربعة دنانير [‪/19‬أ] دراهم اليمن‪ ،‬ال دنانير الشام‪ ،‬وكان له عند األمراء‬
‫الحظ الذي ال مزيد عليه‪ ،‬ولزمت مشايخ أهل الغانم ّية‪ ،‬فتقدم أربعة‪ ،‬هو وولد‬
‫الفقيه محمد بن إسماعيل المكدش بعد أن عول عليهما أهل الغانمية إلى‬
‫السلطان الملك األشرف ووزيره أحمد بن عمر معيبد(‪ ،)1‬فحط الفقيهان يف‬
‫الممالح(‪ )2‬يف منزل للوزير ومعهما خلق كثير(‪ ،)3‬فأقاموا أيا ًما وكرامتهم تخرج‬
‫إليهم من الوزير‪ ،‬وأما الفقيه محمد ابن أبى بكر شبيح والفقيه إسماعيل بن‬
‫حل يرسل‬ ‫محمد فكانا ال يأكالن من ما جاء من بيت الوزير‪ ،‬وكان رجل م ِ‬
‫ُ‬
‫إليهم بما يتقوتون(‪ )4‬منه‪ ،‬وأقاما أيا ًما‪ ،‬فرجعا بغير قضاء حاجة‪ ،‬وكان قد‬
‫حدث المشايخ الملزومين [رجل](‪ )5‬رملي(‪ )6‬أن ال فكاك لهم يف هذا الوقت‬
‫أيضا ال فكاك لهم يف هذا الوقت](‪ ،)7‬ثم‬ ‫[فكان كما قال‪ ،‬وكان قد قال الفقيه ً‬
‫أيضا عمر بن خليل معهم‪ ،‬ثم ّ‬
‫إن الوزير‬ ‫رجع الفقيهان والذين معهما والشيخ ً‬
‫راجع فيهم من المهجم‪ ،‬ففكهم اهلل تعالى‪ ،‬فدخلوا الغانم ّيه ليلة عيد‪ ،‬وأرادوا‬
‫نائب للوزير كان عليهم‪ ،‬فجرى بينه وبين الفقيه‬‫يمسون عند أوالدهم‪ ،‬فمنعهم ٌ‬
‫هريج‪ ،‬وأمسوا مع أوالدهم ليلة العيد بعد [أن](‪ )8‬ضمن فيهم الفقيه‪ ،‬وتقدموا‬
‫إلى المهجم وافتكوا‪.‬‬

‫((( هو الوزير أحمد بن عمر بن معيبد سالف الذكر‪.‬‬


‫((( ِ‬
‫الم ْملَح‪ :‬قرية بظاهر مدينة زبيد‪ ،‬هبا جامع يعود تاريخ عمارته إلى سنة ‪709‬هـ‪/‬‬
‫‪1309‬م‪ ،‬وهو من مآثر الشرف الرسولي‪ .‬المقحفي‪ ،‬معجم البلدان‪.1642 /2 ،‬‬
‫((( كتبت يف (أ) ناشر‪ ،‬والتصحيح من (ب)‪.‬‬
‫((( كتبت يف (أ) يتوقتان‪ ،‬والتصحيح من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يبدو أنه رجل كان يتعامل بالرمل والشعوذة‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪112‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫أميرا بالكدراء‪ ،‬وعلي‬


‫وحكى أخ للوزير أحمد بن عمر معيبد‪ ،‬قال‪ :‬كنت ً‬
‫ٍ‬
‫بجمال معه منتقاة للسلطان‪ ،‬وكان أخو الوزير له يف ذمه هذا‬ ‫أمير ثاين‪ ،‬فتقدم‬
‫األمير القادم دي ٌن‪ ،‬فأخذ عليه(‪ )1‬جملين من الجمال المنتقاة‪ ،‬فشق ذلك عليه‬
‫[‪/19‬ب]‪ ،‬فلقي الفقيه محمد بن أبي بكر بن شبيح‪ ،‬وشكى عليه من أخي‬
‫الوزير‪ ،‬فتقدم الفقيه شاف ًعا يف أن يطلق عليه الجملين حتى يقابل السلطان‬
‫ويقبضه ماله عليه‪ ،‬فلم يقبل شفاعة الفقيه‪ ،‬فقام الفقيه من عنده‪ ،‬وقال له‪:‬‬
‫ياولدي للقلوب إقبال وإدبار‪ ،‬وقد قيل راجعوا القلوب‪ .‬وقام الفقيه لصالة‬
‫المغرب‪ ،‬وقال له بعدما نصلي المغرب نرجع إليه‪ ،‬ولم يظهر من الفقيه‬
‫خر فرس أخي الوزير ساق ًطا‪ ،‬والفرس الثاين‬
‫غضب‪ ،‬فبينما هم كذلك إذ ّ‬
‫مثله‪ ،‬فقال أخو الوزير لغلمانه‪ :‬علي بالفقيه‪ ،‬فأتوا به سري ًعا‪ ،‬فر ّد األمير الثاين‬
‫ما عصبه عليه من الجمال ‪ -‬نفع اهلل به‪ ،-‬وكان الفقيه طريقته كطريقة الفقيه‬
‫محمد بن الحسين البجلي‪ -‬نفع اهلل به‪ ،-‬ربما صرب عن بيته الشهر والشهرين‪،‬‬
‫وكان يتحمل غرامات عن الناس‪ ،‬ولقد وفد عليه رجل من أهل وادى زبيد‬
‫انكسر عليه أربعون أوقية(‪ )2‬يف أرض كانوا يعمروهنا للسلطان‪ ،‬فتقدم إلى‬
‫الفقيه جمال الدين محمد بن أبي بكر شبيح فلم يجده يف بيته‪ ،‬وسمع أنه يف‬
‫العامرية‪ ،‬فوصل إليه وسلم عليه‪ ،‬وكان من جملة الناس‪،‬‬
‫ّ‬ ‫القفيري بلد شرقي‬
‫فسأله بعد أيام من أين هو؟ وما حاجته؟‬

‫((( كتبت يف (أ) عنده‪ ،‬والتصحيح من (ب)‪..‬‬


‫درهما‪ .‬محمود عبد الرحمن عبد‬
‫ً‬ ‫((( األوقية‪ :‬وجمعها أواق وأواقي‪ ،‬ووزهنا أربعون‬
‫المنعم‪ ،‬معجم المصطلحات واأللفاظ الفقهية‪ ،‬دار الفضيلة‪ ،‬القاهرة‪( ،‬د‪ .‬ت)‪،‬‬
‫‪.172/2‬‬
‫‪113‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫فقال‪ :‬بلدي الشبارق‪ ،‬قرية شرقي َزبيدْ المدينة‪ ،‬وجئتك طال ًبا منك الدعاء‪،‬‬
‫وعلي أربعون أوقية فضحك عليه الفقيه‪ ،‬وكان هذا‬ ‫ّ‬ ‫فإين هارب عن عيالي‪،‬‬
‫طبعه‪ ،‬وقال أنا ال أسوي أربعين أوقية [‪ /20‬أ] على وجه المجون والمزح‪،‬‬
‫فلم يزل عنده حتى نزل الوزير(‪ ،)1‬وكان ينزل كل سنة إلى وادي سهام‪ ،‬وسردد‬
‫ستخلصا‪ ،‬فلما جاء الوزير إلى الكدراء طلب الفقيه فأتاه‪ ،‬ودخل عليه‪ ،‬ورجع‬ ‫ً‬ ‫ُم‬
‫بذلك الرجل إلى الوزير وأعلمه بما كان‪ ،‬فوهب له على الفور أربعين أوقية‪،‬‬
‫فرجع الرجل منجرب إلى عياله نسأل اهلل الكريم العلى العظيم الرحمن الرحيم‬
‫أن يجرب كسرنا وكسر أوالدنا والمسلمين بحرمة عباده الصالحين‪ ،‬وكان كما‬
‫قال ابن ِح ْم َير‪:‬‬
‫إال أقام مقام العارض اهلطل‬ ‫مبارك الوجه ما أن حل يف بلد‬

‫وهذا قاله سيدي الشريف أحمد بن محمد الرديني‪ ،‬قال مثل الفقيه محمد‬
‫بن أبي بكر شبيح ‪ -‬نفع اهلل به‪[ ،-‬كما قال ابن حمير يف الفقيه محمد بن حسين‬
‫البجلي ‪ -‬نفع اهلل به‪ ،)2(]-‬وكان من طبعه أنه ال يلزم ما يف يده‪ ،‬وال يطلب‬
‫شي ًئا يقدر عليه يلزمه عن الطالب‪ ،‬وكان من الصرب الجميل‪ ،‬وجرب كل منكسر‪،‬‬
‫حكى عنه أنه وقعت أزمة عظيمة [أي شديدة](‪ ،)3‬وكان يف بيت‬
‫َ‬ ‫ومن أعجب ما‬
‫حصل [له](‪ )4‬درهم عن نصف درهم يف الوزن‪ ،‬وكان‬ ‫المدور فقير ذو عيال ّ‬
‫رجل يبيع الطعام يف قرية تسمي بيت عفي‪ ،‬قبلي بيت المدور‪ ،‬فأتى هذا الرجل‬
‫الفقير بالدرهم وأعطاه صاحب الطعام طام ًعا‪ ،‬يف أن يعطيه بدرهم وايف‪ ،‬فحال‬

‫((( يف (ب) األمير‪.‬‬


‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪114‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫وقع الدرهم يف كف صاحب الطعام قال له‪ :‬عليك من أيام درهم‪ ،‬وقد قبلت‬
‫هذا وفا ًء لي‪ .‬فقال واهلل عيالي ما ذائقهم طعام منذ يومين‪ .‬فقال‪ :‬صاحب الطعام‬
‫لغلمانه‪ :‬أخرجوه‪ ،‬فأخرجوا ذلك الرجل مهسوف الحال‪ ،‬فرجع يف الليل ولم‬
‫يقدر يدخل على [‪/20‬ب] عياله‪ ،‬لما يعهد هبم من الفاقة‪ ،‬وأكثرهم أطفال ال‬
‫يعرفون(‪ )1‬العذر‪ ،‬فأمسى يف المسجد يفكر‪ ،‬ولم يرقد(‪ )2‬له جفن‪ ،‬فعزم على‬
‫أنه يأيت بعلف ويبيعه لهم ببعض ما يكون‪ ،‬قال وكانت ليلة مقمرة‪ ،‬فتقدمت‬
‫إلى الهيجة‪ ،‬فعرض لي أن آيت الفقيه محمد بن أبي بكر شبيح‪ ،‬قال فوصلت‬
‫جالسا يذكر اهلل تعالى‪ ،‬فدعوته‬
‫ً‬ ‫إليه‪ ،‬وطلعت الجبل والناس نيام‪ ،‬وسمعته‬
‫(‪)3‬‬
‫فخرج إلي‪ ،‬وأعلمته بما كان من حديثي‪ ،‬وحديث صاحب الطعام‪[ ،‬فرجع]‬
‫سريعا إلى بيته‪ ،‬وخرج إلي ٍ‬
‫بإناء فيه ذرة‪ ،‬وقال لي‪ :‬افتح ثوبك‪ ،‬ففتحت ثوبي‬ ‫ً‬
‫وصب عليه الذرة‪ ،‬ورجع سري ًعا‪ ،‬وخرج إلي بدخن‪ ،‬فقال‪ :‬ا ُمر أوالدك يأكلون‬ ‫ّ‬
‫هذا حتى يفرغ الطعام ‪ -‬نفع اهلل به وبأمثاله يف الدارين‪ ،-‬وكشف ما بي من‬
‫االنكسار‪ ،‬وكان‪ ،‬نفع اهلل به‪ ،‬صاحب عقد وحل‪ ،‬وقطع وحزم‪ ،‬وكان قد أقام‬
‫يف الناس قيا ًما كل ًيا‪ ،‬وقيل إنه قام بإشارة نبوية‪ ،‬وكان له جاه واسع عند الوالة‪،‬‬
‫وكان إذا حضر هو والفقيه محمد بن إسماعيل [المكدش نفع اهلل به](‪ )4‬يتأدب‬
‫له ويبجله‪ ،‬ويتحدث بحوائج الفقيه‪ ،‬والفقيه محمد بن إسماعيل صامت‪،‬‬
‫وكان والده‪ ،‬أعني محمد ابن أبي بكر شبيح وأبو بكر بن يوسف األحمر(‪ )5‬قرآ‬
‫على الفقيه علي بن إبراهيم البجلي‪ ،‬وعلى ولده إبراهيم بن علي بعده‪.‬‬
‫((( كتبت يف (ب) ال يقبلون‪.‬‬
‫((( كتبت يف (ب) ينم‪.‬‬
‫((( كتبت يف (أ) فخرج‪ ،‬والتصحيح من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) كُتبت األحيمر يف النسخة كلها‪ .‬ويقول الجندي عن أبي بكر األحمر إنه كان‬
‫فقه ًيا تق ًيا‪ ،‬ونسبه يف المعازبة‪ .‬انظر‪ :‬السلوك‪.380 /2 ،‬‬
‫‪115‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫وكان بنو األحـمر بيت علم وصالح‪ ،‬ومنهم فقهاء كثيرون مذكـورون‬
‫بسعة العلم والشهرة بالصالح‪ ،‬وكـان مسكنهم بيت ميقا‪ ،‬قريـة كانت على‬
‫مـحجة السلطان الـذى كان يف زمن الملوك القديمين‪ ،‬شرقـي الشويــرى‪،‬‬
‫وهــذا السلطان كان يف زمن بـنـى رسول‪ ،‬وأما [‪/21‬أ] السلطان يف‬
‫زمـن ُملك بنـى زيـاد(‪ ،)1‬وعبيدهم(‪ ،)2‬وعلي بن مهدي(‪ )3‬وتوران شاه(‪ )4‬وأخوه‬

‫((( ويقصد ملوك الدولة الزيادية الذين حكموا اليمن يف المدة من ‪407 - 204‬هـ‪/‬‬
‫‪1016 -819‬م‪ ،‬وكانت عاصمتهم زبيد‪ .‬انظر‪ :‬عمارة اليمني‪ ،‬تاريخ اليمن‪،‬‬
‫ص‪.58 -41‬‬
‫((( ويقصد بعبيدهم آل نجاح‪.‬‬
‫((( أبو الحسن علي بن مهدي بن محمد بن علي بن داود الحميري الرعيني (ت‪:‬‬
‫‪554‬هـ‪1159 /‬م)‪ ،‬مؤسس دولة بني مهدي بزبيد‪ ،‬التي استمرت حتى قضي عليها‬
‫من قبل األيوبيين عند دخولهم اليمن سنة ‪569‬هـ‪1173 /‬م‪ ،‬وقد أسس علي بن‬
‫مهدي مذهبه سنة ‪536‬هـ‪1141 /‬م‪ ،‬وكان يف بدايته حنفي المذهب‪ ،‬ثم أضاف‬
‫لعقيدته التكفير يف المعاصي‪ ،‬وكان على مذهب الخوارج يف قتل مخالفيه‪ ،‬واستباح‬
‫نساءهم وأوالدهم‪ ،‬ويقتل شارب الخمر والزاين ومن تأخر عن صالة الجماعة‪،‬‬
‫وسامع الغناء‪ ،‬والمنهزم من عسكره‪ ،‬ويقتل من يتأخر عن مجالس وعظه يومي‬
‫الخميس واالثنين‪ .‬انظر‪ :‬ابن الديبع‪ ،‬قرة العيون‪ ،‬ص‪267 - 255‬؛ الخزرجي‪،‬‬
‫العقد الفاخر الحسن‪1533 - 1523 /3 ،‬؛ الشمري‪ ،‬محمد كريم إبراهيم‪ ،‬عدن‬
‫دراسة يف أحوالها السياسية واالقتصادية (‪627 – 476‬ﻫ‪1229 – 1083/‬م)‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫جامعة عدن‪ ،‬عدن‪2004 ،‬م‪ ،‬ص‪ ،159‬حاشية (‪.)4‬‬
‫((( شمس الدولة توران شاه بن أيوب بن شادي بن مروان الملقب فخر الدين‪ ،‬أخو‬
‫صالح الدين األيوبي‪ ،‬وأكرب منه سنًا‪ ،‬قدم إلى اليمن على رأس حملة يف سنة ‪569‬هـ‪/‬‬
‫‪1173‬م‪ ،‬وأخضع اليمن لحكم األسرة األيوبية يف مصر‪ ،‬تويف يف اإلسكندرية سنة‬
‫‪576‬هـ‪1180 /‬م‪ .‬انظر‪ :‬ابن خلكان‪ ،‬أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد‪،‬‬
‫وفيات األعيان وأنباء أبناء الزمان‪ ،‬حققه وعلق عليه ووضع فهارسه‪ :‬محمد محي‬
‫الدين عبد الحميد‪ ،‬ط‪1367 ،1‬هـ‪1946 /‬م‪.276 - 273 /1 ،‬‬
‫‪116‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫طغتكين(‪ )1‬فأنه كان شرقي المصفاة يف سفح الضامر‪ ،‬وسفح جبل الدهنة‪ ،‬قرية‬
‫يف شعب الشيم(‪ ،)2‬كانت مدينة عظيمة عاد هبا مسجد إلى هذا التاريخ منه بقية‪،‬‬
‫ومدينة شعب الشيم موض ًعا بناه حسين بن سالمة(‪ )3‬العابد(‪ -)4‬نفع اهلل به‪،-‬‬
‫(‪)5‬‬
‫وكان من الصالحين‪ ،‬وليس هذا موضع ذكره وطري ًقا وسطى‪ ،‬وهي [على]‬
‫مأثرا للعلم الشريف‪ ،‬وكان يقرأ‬ ‫الخرقاء ‪ ،‬وعلى مسجد المزحف ‪ ،‬وكان ً‬
‫(‪)7‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫فيه الحديث النبوي‪ ،‬وكان ينزله الشيخ عمران القرابلي(‪ )8‬للسماع‪ ،‬وهو أول‬
‫ما قرأ فيه الحديث‪.‬‬
‫((( أبو الفوارس السلطان الملك العزيز سيف اإلسالم طغتكين بن أيوب أخو صالح‬
‫الدين‪ ،‬تولى حكم اليمن بعد أخيه توران شاه‪ ،‬وبقي فيها حتى تويف يف سنة ‪593‬هـ‪/‬‬
‫‪1197‬م‪ ،‬يف المنصورة بمدينة تعز‪ .‬انظر‪ :‬ابن تغري بردي‪ ،‬جمال الدين أبو المحاسن‬
‫يوسف (ت‪874 :‬ﻫ‪1469/‬م)‪ ،‬النجوم الزاهرة يف ملوك مصر والقاهرة‪ ،‬قدم له‬
‫وعلق عليه‪ :‬محمد حسين شمس الدين‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪1992 ،‬م‪/6 ،‬‬
‫‪127‬؛ بامخرمة‪ ،‬تاريخ ثغر عدن‪.102 /2 ،‬‬
‫((( يف (ب) البشم‪.‬‬
‫((( من بالد النوبة‪ ،‬وعرف بابن سالمة نسبة إلى أمه‪ ،‬وكان يف بدايته وصي ًفا لرشيد أحد‬
‫عبيد طفل بني زياد وعمته هند‪ ،‬وقد اتصف بالذكاء والحذق‪ ،‬وتمكن من أن يعيد‬
‫للدولة الزيادية هيبتها بعد ضعفها‪ ،‬ويخضع زعماء القبائل الذين تمردوا عليها‪،‬‬
‫وكانت له العديد من اآلثار العمرانية‪ ،‬يف مجال التعليم والطرق وحفر اآلبار‪ ،‬وهو‬
‫من اختط مدينة الكدراء ومدينة المعقر‪ ،‬واشتهر بعدله يف الرعية‪ ،‬وشجاعته‪ .‬انظر‪:‬‬
‫عمارة اليمني‪ ،‬تاريخ اليمن‪ ،‬ص‪54 - 49‬؛ بامخرمة‪ ،‬تاريخ ثغر عدن‪.102 /2 ،‬‬
‫((( كتبت يف (أ) القاحد والتصحيح من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الخرقاء‪ :‬من أعمال المهجم‪ ،‬وسكاهنا من ناج ومنسك من عك‪ .‬الملك األشرف‪،‬‬
‫طرفة األصحاب‪ ،‬ص‪.83‬‬
‫((( يف (ب) المزحوف‪.‬‬
‫((( كتبت القابلي والتصحيح من الخزرجي‪ ،‬وهو الشيخ عمران بن قبيع القرابلي‪ .‬انظر‪:‬‬
‫العقود اللؤلؤية‪.166/1 ،‬‬
‫‪117‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫وكان المجامشة من المقاصرة(‪ ،)1‬أهل علم واسع‪ ،‬وبنو الدليل كانوا بقرية‬
‫تسمى العنربة(‪ ،)2‬عنربة وادي سهام قبلي المراوعة‪ ،‬خروج بني الدليل منها‪،‬‬
‫ونسبهم تغلبي(‪ )3‬على ما سمعنا‪.‬‬
‫ثم نعود إلى ذكر الفقيه محمد بن أبي بكر شبيح [نفع اهلل به](‪ ،)4‬وحكى عن‬
‫رجل من أهل العامرية كان ذا عيال سرقت عليه بقرة فجاء إلى الفقيه محمد بن‬
‫أبي بكر شبيح ‪ -‬نفع اهلل به‪ -‬وقعد يف منزله بعياله‪ ،‬وكان يطالب الفقيه بالبقرة‬
‫[وكلما ذكر الفقيه بالبقرة](‪ ،)5‬قال له ليس هذا أوان خروجها ورجوعها إليك‪،‬‬
‫فبينما الفقيه يو ًما يعظه ويعده‪ ،‬ويقول له يا ولدي أنت وعيالك عندنا‪ ،‬فاتفق‬
‫يو ًما أن زوجة الفقيه غفلت عنهم‪ ،‬فبكى طفله لفقد اللبن الذى كانت تجرعه‬
‫زوجة الفقيه ألطفال ذلك الرجل‪ ،‬فغضب الرجل على زوجته وعياله‪ ،‬فضرب‬
‫عياله‪ ،‬فعلم الفقيه بذلك فضاق صدره‪ ،‬فعندها [‪/21‬ب] قال الفقيه للرجل‪:‬‬
‫ما اسم بقرتك؟ قال‪ :‬سعيدة‪ .‬قال‪ :‬ها تلك فادعها فدعاها‪ ،‬فأقبلت إلى بيت‬
‫الفقيه جارية‪.‬‬

‫((( المقاصرة‪ :‬قبيلة من غافق من عك بن عدنان‪ ،‬ويقال لبلدهم المقصرية‪ ،‬وسمي‬


‫جدهم مقصر ألنه ولد لستة أشهر‪ .‬الملك األشرف‪ ،‬طرفة األصحاب‪ ،‬ص‪.83‬‬
‫((( هناك عنربة أخرى يف وادي زبيد‪ ،‬منها خرج علي بن مهدي الرعيني الحميري الذي‬
‫استولى على نواحي هتامة‪ .‬إسماعيل األكوع‪ ،‬البلدان اليمانية‪ ،‬ص‪.212‬‬
‫((( بنو تغلب بن وائل‪ ‬قبيلة من ربيعة عدنانية‪ .‬ابن الكلبي‪ ،‬أبو المنذر هشام بن محمد‬
‫بن السائب الكلبي (ت‪204 :‬هـ)‪ ،‬نسب معد واليمن الكبير‪ ،‬تحقيق‪ :‬الدكتور ناجي‬
‫حسن‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬مكتبة النهضة العربية‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت‪1408 ،‬هـ‪1988 /‬م‪/1 ،‬‬
‫‪.84 - 83‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪118‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫عالما مكاش ًفا‪ ،‬وكان ينقل تفسير‬


‫رجل ً‬ ‫ومنهم عبد الرحمن بن محمد كان ً‬
‫الواحدي(‪ ،)1‬وكان يدخل َزبيد فيسمونه النقاد‪ ،‬وكان مجو ًدا سر ًعا وحقيقة(‪،)2‬‬
‫وقد سمع عنه الثقات أنه يحدث الموتى(‪ ،)3‬ويأيت األنفة‪ ،‬ويجتمع هو والفقيه‬
‫محمد بن إسماعيل المكدش ‪ -‬نفع اهلل هبما‪ ،-‬ويتذاكرون يف العلم‪ ،‬ويف‬
‫الحديث للصالحين والعلماء المتقدمين‪ ،‬وكان إذا زار الشويرى يوم الجمعة‬
‫يأيت القبور‪ ،‬ويقول‪ :‬ذا قرب فالن كان من حاله كذا وكذا‪ .‬وكان يقول‪ :‬دفنوا‬
‫معلما كان يعلم الشويرى‪ ،‬وكان فيه من الصالح ما ال مزيد عليه‪ ،‬وكان األوالد‬
‫ً‬
‫إذا خرجوا معه لزيارة القرب‪ ،‬يقولون‪ :‬يا معلم‪ ،‬نشتهي الك ْين‪ ،‬وهو النبق ثمر‬
‫السدر‪ .‬فيقوم لهم ويقول‪ :‬هزوين‪ .‬فيهزونه فيسقط [منه](‪ )4‬النبق ويكفيهم‬
‫‪-‬نفع اهلل هبم‪.-‬‬
‫وكان الفقيه عبد الرحمن [رحمه اهلل تعالى](‪ )5‬ونفع اهلل به يدل الناس يف‬
‫مقابر الشويرى على سبعة أخوة مقبورين‪ ،‬بجنبهم سبع أخوات مقبورات‪،‬‬
‫تزوج األخوة بالسبع األخوات‪ ،‬وكان كل واحد من هؤالء يموت يوم‬
‫الخميس‪ ،‬ويسمى يف قربه ليلة الجمعة‪ ،‬وتموت زوجته يوم الخميس الثاين‪،‬‬
‫فمات الجميع على هذه الصفة إلى آخرهم ‪ -‬نفع اهلل هبم‪.-‬‬
‫وكان يف مقابر َزبيد قربان ال أحد يعرفهما‪ ،‬فسأل صالحو َزبيد الفقيه‬

‫((( مؤلفه علي بن أحمد بن محمد بن علي بن أبي الحسن الواحدي (ت‪468 :‬هـ‪/‬‬
‫‪1075‬م)‪..‬‬
‫((( عبارة غير واضحة‪.‬‬
‫((( وهذه شطحة أخرى من شطحات الصوفية‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪119‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫عبد‪ ‬الرحمن عنهما‪ ،‬فوقف على قرب أحدهما ساعة‪ ،‬فقال‪ :‬سألت صاحب هذا‬
‫القرب عنه وعن صاحبه [‪/22‬أ] فذكر أنه تابعي‪ ،‬وأن صاحبه تابع التابعين‪.‬‬
‫ونزل بعض أهل الجبل إلى الفقيه عبد الرحمن ‪ -‬نفع اهلل به‪ -‬مطال ًبا بعافية‬
‫ادع اهلل لها بالعافية‪،‬‬
‫زوجته‪ ،‬وكانت مريضة‪ ،‬فقال يا سيدي‪ :‬زوجتي مريضة‪ُ ،‬‬
‫جرة ماء يف جرب قرية هذا الرجل‪،‬‬ ‫فقال الفقيه له انظر إلى زوجتك تحمل ّ‬
‫جاهرا أنه نظرها حاملة جرة ماء(‪.)1‬‬
‫ً‬ ‫فحلف باهلل‬
‫وكان هذا الفقيه عبد الرحمن ‪ -‬نفع اهلل به‪ -‬يسكن آخر عمره قرية من‬
‫قرى الغانمية‪ ،‬تسمى المحايقة‪ ،‬وكان دأبه أنه يتوضأ قبل طلوع الفجر‪ ،‬ويأخذ‬
‫من الدرس والذكر ما أخذ حتى إذا طلع الفجر أتى مؤذن مسجده‪ ،‬فيقول‪:‬‬
‫الصالة‪ .‬فتأيت الجماعة ينتظرونه‪ ،‬فيصلي هبم‪ .‬فلما كان ليلة موته‪ ،‬قال ألهل‬
‫القرية عصر تلك الليلة‪ :‬يأهل القرية‪ ،‬خذوا حذركم أنتم مهجومون فظنوا أهنم‬
‫من الحراميين أو من عدو‪ ،‬وأمسوا يحرسون‪ ،‬فلما كان الفجر توضأ للصالة‪،‬‬
‫جالسا يف قارعة منزله‪ ،‬وقيل قبض عقيب فراغه‬‫ً‬ ‫ونزل يف قارعة منزله‪ ،‬فقبض‬
‫من الوضوء‪ ،‬فأتاه المؤذن كجاري عادته‪ ،‬فوجده ميتًا رحمه اهلل ونفعنا به‪،‬‬
‫وكذلك الفقيه محمد بن إسماعيل المكدش ذكر أوالده أن قبل موته بيومين‬
‫دخل عليه [رجل](‪ )2‬هندي‪ ،‬فذكر له فالن مات بنيسابور(‪ ،)3‬وفالن مات‬

‫((( وهذه شطحات أخرى من شطحات الصوفية‪.‬‬


‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( نيسابور‪ :‬أكرب مدينة يف خراسان‪ ،‬وهبا البضائع الكثيرة‪ ،‬وطولها فرسخ وعرضها‬
‫فرسخ‪ ،‬وهي مزدحمة بالناس ومحط رحال التجار‪ ،‬ومقر قادة الجيوش‪ ،‬ويؤتى منها‬
‫بالثياب المختلفة الصوفية والقطنية‪ .‬مجهول (تويف‪ :‬بعد ‪372‬هـ)‪ ،‬حدود العالم من‬
‫المشرق إلى المغرب‪ ،‬محقق ومرتجم الكتاب عن الفارسية‪ :‬السيد يوسف الهادي‪،‬‬
‫الدار الثقافية للنشر‪ ،‬القاهرة‪1423 ،‬هـ‪ ،‬ص‪.114‬‬
‫‪120‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫بالهند‪ ،‬وفالن مات بالعراق‪[ ،‬وفالن مات يف السند](‪ ،)1‬وفالن مات بدمشق‪،‬‬
‫وعدد له موت جماعة ماتوا يف عامه ذلك‪ ،‬فدخل الفقيه محمد بن إسماعيل‬
‫المكدش [نفع اهلل به](‪ ،)2‬وهو يقول مالنا عن األصحاب تأخر‪ ،‬فحمل عليه‬
‫زكام؛ فمات رحمه اهلل تعالى [‪/22‬ب]‪ ،‬وهو يف عشر التسعين على رأس‬
‫القرن من ختم ثمان مائه من الهجرة (‪800‬هـ)(‪ ،)3‬وغسله الشريف الحسيب‬
‫النسيب أحمد بن محمد الرديني‪ ،‬وكانت وفاته ليلة عشر مضت من شهر ذي‬
‫الحجة‪ ،‬ليلة عيد األضحى‪.‬‬
‫الشريف أحمد بن محمد الرديني(‪:)4‬‬
‫صغيرا‪ ،‬فرتبي برتبية سيدي الشيخ‬
‫ً‬ ‫قلت هذا الشريف أحمد الرديني أتى‬
‫المدين الصالح العارف باهلل تعالى أحمد بن الحسين ‪-‬نفع اهلل به وبالصالحين‪،-‬‬
‫وكان يمتحنه الشيخ ‪ -‬نفع اهلل به‪ -‬بورود الماء‪ ،‬وقد تخيل [فيه](‪ )5‬خياالت‬
‫الصالح‪ ،‬وكان لسيدي الشريف عمر زوج ألمه ينكر على الشيخ‪ ،‬ويقول‪:‬‬
‫شريف من ذرية رسول اهلل ﷺ يرد الماء لبيتك يا أحمد بن حسين‪ .‬فيجيبه‬
‫الشيخ يقول له‪ :‬ثالثة محرومو الربكة‪ ،‬ولد الشريف يقول أبي شريف‪ ،‬فيحول‬
‫ذلك بينه وبين الفضل‪ ،‬وولد الفقيه يقول‪ :‬أبي فقيه‪ ،‬وولد الشيخ يقول‪:‬‬
‫أبي شيخ‪ .‬وطريق القوم ‪ -‬نفع اهلل هبم‪ -‬التواضع والتذلل كما قال سيدي‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( ‪ 800‬هـ‪1397 /‬م‪.‬‬
‫((( كتبت يف الهامش‪ :‬قف هنا على الشريف أحمد الرديني‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪121‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫إبراهيم بن أدهم(‪ )1‬لتلميذه ‪ -‬نفعنا اهلل هبم‪ :-‬ال تنال درجة الصالحين حتى‬
‫تفتح باب الذل‪ ،‬وتغلق باب العز‪ ،‬وتفتح باب الجهد‪ ،‬وتغلق باب الراحة‪،‬‬
‫وتفتح باب السهر‪ ،‬وتغلق باب النوم‪ ،‬وتفتح باب التواضع‪ ،‬وتغلق باب الكرب‪.‬‬
‫فلزم خدمة سيدي الشيخ حتى الحت عليه أعالم الوالية‪ ،‬وانتشرت من‬
‫كراماته الرواية‪ ،‬وسكن شرقي وادي مور‪ ،‬وكانت له الهيبة يف صدور الوالة‬
‫والعرب‪ ،‬والسهل والجبل‪ ،‬وكان [‪/23‬أ] له تعلق بالعلم‪ ،‬وكان ً‬
‫عامل بالعلم‪،‬‬
‫ومتأد ًبا بأدب العلم‪ ،‬وكان يغلب عليه الخوف من اهلل تعالى‪ ،‬وانتقل إليه شيخه‬
‫أحمد بن الحسين‪ ،‬وسكن هو وهو يف بالد واحد‪ ،‬ويقال إن ذلك بإشارة من‬
‫الفقيه محمد بن إسماعيل المكدش رآه يف النوم يقول له‪ :‬انتقل إلى حيث‬
‫فسر الشريف بقدومه‬ ‫سكن الشريف أحمد بن محمد الرديني [نفع اهلل به] ‪ّ ،‬‬
‫(‪)2‬‬

‫عظيما‪ ،‬وكان الشريف ‪ -‬نفع اهلل به‪ -‬له معرفة تامة يف الشرع والحقيقة‪،‬‬
‫ً‬ ‫سرورا‬
‫ً‬
‫ويف النحو‪ ،‬وكان قريب الجانب‪ ،‬عربي السجايا‪ ،‬طلق الوجه مقبول عند ال ُغز‬
‫والعرب ُمهاب هيبة عظيمة ‪ -‬نفع اهلل به‪.-‬‬
‫قلت‪ :‬ولما مات سيدي الفقيه محمد بن إسماعيل المكدش وكان يوم معزا‬
‫الناس به‪ ،‬حضرت الناس من السهل والجبل‪ ،‬والمناصيب(‪ ،)3‬ووهبت على‬
‫كثيرا‪ ،‬وكان ذكر‬ ‫قربه ديون كثيرة‪ ،‬كان أهلها عجزوا عن الوفاء‪ ،‬ووهب ً‬
‫قتل ً‬

‫((( هو أبو إسحاق إبراهيم بن أدهم بن منصور بن يزيد بن جابر العجلي التميمي البلخي‬
‫الزاهد (ت‪161 :‬هـ‪777 /‬م)‪ .‬انظر عنه‪ :‬الذهبي‪ ،‬شمس الدين أبو عبد اهلل محمد‬
‫بن أحمد بن عثمان بن َقا ْيماز (ت‪748 :‬هـ)‪ ،‬تاريخ اإلسالم ووفيات المشاهير‬
‫واألعالم‪ ،‬تحقيق‪ :‬عمر عبد السالم التدمري‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬ط‪ ،2‬بيروت‪،‬‬
‫‪1413‬هـ‪1993 /‬م‪.58 - 44 /10 ،‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) المناصب‪.‬‬
‫‪122‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫أنه كان على قربه ذلك اليوم جرة [ماء](‪ )1‬والناس يشربون منها إلى عصر ذلك‬
‫اليوم‪ ،‬وتعجب من حضر ذلك اليوم‪ ،‬ولم ينقص منها شيء‪.‬‬
‫إبراهيم بن زكريا(‪:)2‬‬
‫قلت‪ ،‬وسأذكر عندها من حديث الفقيه إبراهيم بن زكريا‪ ،‬هو من سبأ‪،‬‬
‫وكان أبوه صاحب دنيا واسعة‪ ،‬وأما الفقيه فسلك طريق الشرع‪ ،‬كانت قراءته‬
‫على الفقيه الطويري(‪ ،)3‬وهو من قرية تسمى الطوير بالقرب من حيس(‪ ،)4‬قرأ‬
‫عليه الفقيه إبراهيم بن جمعان العلم ورجع إلى الشويرى‪ ،‬وكان يقرأ على‬
‫الفقيه إبراهيم بن محمد بن الحسين وأخيه على بن الحسين ‪ -‬نفع اهلل هبما‪-‬‬
‫أيضا موسى بن علي‬ ‫[‪/23‬ب]‪ ،‬وكان قد ذكرنا ذلك يف كتابنا هذا وقرأ عليه ً‬
‫عجيل والد الفقيه أحمد بن موسي‪ ،‬وعلي بن قاسم‪ ،‬وعبد اهلل بن جعمان‪،‬‬
‫ومحمد بن إسماعيل الحضرمي ‪ -‬نفع اهلل هبم أجمعين‪ ،-‬فأما علي بن قاسم‪،‬‬
‫وموسي بن علي‪ ،‬وعبد اهلل بن جعمان فكانوا يحملون النفقة إلى الشويرى‪،‬‬
‫وكان أهل الشويرى أهل دنيا واسعة‪ ،‬ثم حدثت أن موسى بن علي وصاحبيه‬
‫انقطع أحدهم من النفقة‪ ،‬وكانوا أهل عفة وورع خارج عن الحد‪ ،‬فعزموا إلى‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( تم وضعه يف عنوان جديد ألن المؤلف يف النسخة (ب) يكتب يف الهامش‪ :‬ذكر‬
‫الفقيه إبراهيم بن زكريا رحمه اهلل‪ .‬وهو إبراهيم بن محمد بن زكريا‪ .‬انظر‪ :‬ابن سمرة‬
‫الجعدي‪ ،‬طبقات فقهاء اليمن‪ ،‬ص‪.246 - 245‬‬
‫((( هو الفقيه أبو عمران موسى بن محمد الطويري‪ ،‬نسبة إلى قرية من قرى حيس تعرف‬
‫بالطوير على تصغير طير‪ ،‬وهي اليوم قرية آهلة بالسكان جنوب حيس‪ ،‬ولها ٍ‬
‫واد‬
‫يصب إليه من الجبال القريبة منها‪ .‬الجندي‪ ،‬السلوك‪ ،332 - 331 /1 ،‬حاشية (‪.)5‬‬
‫((( َح ْيس‪ :‬بلدة عامرة يف هتامة من أعمال زبيد‪ ،‬اشتهرت بصناعة األواين الخزفية‬
‫المعروفة بالحيسي‪ ،‬نسبة إلى حيس‪ .‬إسماعيل األكوع‪ ،‬البلدان اليمانية‪ ،‬ص‪.107‬‬
‫‪123‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫الخرقاء يتسلفون نفقة لذلك المنقطع من بعض تجار الخرقاء‪ ،‬وكانت مدينة‬
‫وصعدة(‪ ،)3‬وصنعاء‪ ،‬ومشارف‬
‫عظيمة يأتيها التجار من طقشة(‪ ،)1‬والدردية(‪َ ،)2‬‬
‫تعز‪ ،‬وكانت تسمى عدن الصغيرة‪ ،‬فتقدم الفقهاء الفقيه موسى بن عجيل هو‬
‫وأصحابه إلى الشيخ الصالح محمد بن عبد اهلل الدهني(‪ ،)4‬فلما قدموا عليه‬
‫وأعلموه‪ ،‬قال لهم‪ :‬اعلموا أنه أصابنا من أيام مجاعة عظيمة‪ ،‬وحصل على‬
‫درهما‪.‬‬
‫ً‬ ‫أوالدي انقطاع عظيم‪ ،‬فجئت بعض التجار فقلت له‪ :‬أقرضني خمسين‬
‫الئما نفسي‪ ،‬وقلت‪:‬‬
‫درهما‪ .‬فكره‪ ،‬فرجعت إلى أوالدي ً‬
‫ً‬ ‫فكره فقلت‪ :‬عشرين‬
‫هذا هو الخلل‪ ،‬حيث يطلب الخلق‪ ،‬وينسى الخالق‪ .‬فقلت ألوالدي وأمهم‪:‬‬
‫يا أوالدي‪ ،‬يف الحديث النبوي‪ :‬أن من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ساعة‬
‫الدعاء فيها مستجاب‪ ،‬والرزق فيها مبسوط‪ .‬فأخذنا ال نغفل بعد صالة الفجر‬
‫إال على الذكر القوي حتى تطلع [‪/24‬أ] الشمس‪ ،‬فلما كان يف اليوم السابع‬
‫خرجت جنب الدارة التي أنا هبا‪ ،‬فرأيت مثاقيل كثيرة قد ظهرت من حفرة‬
‫واسعة‪ ،‬فلزمت بكفي على عيني‪ ،‬وقلت‪ :‬يارب ال أسألك إال القوت‪ .‬فتوارت‬
‫عيني تلك المثاقيل‪ ،‬فلما وصلت إلى منزلي‪ ،‬وصلني ذلك التاجر الذى كنت‬
‫جئته متسل ًفا منه‪ ،‬فقال لي‪ :‬يا سيدي إين رأيت النبي ﷺ‪ ،‬يقول‪ :‬يأتيك محمد‬
‫بن عبد اهلل طال ًبا منك سل ًفا‪ ،‬فكرهت ألن لم تقض حاجته‪ ،‬ليكون كذا‪ ،‬قلت‪:‬‬

‫((( يف (ب) كتبت طفشة‪.‬‬


‫((( وطقشة والدردية كلمات غير مفهومة‪.‬‬
‫((( صعدة‪ :‬مدينة تاريخية مشهورة عامرة شمال صنعاء على مسافة (‪ 220‬كم)‪ .‬إسماعيل‬
‫األكوع‪ ،‬البلدان اليمانية‪ ،‬ص‪.175‬‬
‫((( هو الشيخ الزاهد أبو عبد اهلل محمد بن عبد اهلل الصويف الدهني‪ .‬انظر ترجمته‪:‬‬
‫الشرجي‪ ،‬طبقات الخواص‪ ،‬ص‪.294 - 293‬‬
‫‪124‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫قد أغناه اهلل سبحانه وتعالى‪ .‬فلما وعى(‪ )1‬الفقهاء حديثه طلبوا الدعاء‪ ،‬وتقدموا‬
‫إلى الشويرى ‪-‬نفع اهلل هبم‪.-‬‬
‫ويقال إن الفقيه إبراهيم كان يو ًما يدرس فجاءه شخص وحدثه‪ ،‬ولم يفرغ‬
‫لتدريس العلم الشريف‪ ،‬فشق ذلك على طلبة العلم‪ ،‬وانقطع عنهم الفقيه‪ ،‬فجاء‬
‫أحد الصوفية الناظرين بنور اهلل تعالى‪ ،‬فاستأذن على الفقيه‪ ،‬فلم يأذن له وهو‬
‫مختل هو وذلك الشخص‪ ،‬فدخل عليهم وهز بالعصا على ذلك الشخص‪،‬‬
‫فخرج هار ًبا‪ ،‬فيقال إنه الشيطان لعنه اهلل‪ ،‬وإن الصويف محمد بن عبد اهلل ‪ -‬نفع‬
‫اهلل به‪ ،-‬وكان الفقيه المشهور أبو الذبيح إسماعيل بن محمد بن إسماعيل‬
‫ِ‬
‫الحضرمي متى ما نزل من الكثيب الحاجز بين الغانمية وال َع ْس َلق َّية(‪ّ ،)2‬‬
‫رجل عن‬
‫‪ ‬‬ ‫ً‬
‫إجالل للفقيه إبراهيم‪ ،‬ثم يأيت قربه‪ ،‬ويدخل المسجد ويتمرغ [فيه] (‪،)3‬‬ ‫دابته‬
‫شعرا [‪/24‬ب]‬
‫‪4‬‬

‫ويتمثل بقول كثير عزة ً‬


‫حيثح َّل ِ‬
‫ت‬ ‫قلوصيكماثماح ُلال ُ‬ ‫خليلي هــذا ربــع عــزة فاعقال‬
‫ت‬‫حيث باتت وظ َّل ِ‬
‫ُ‬ ‫وظل‬
‫وبيتًا ً‬ ‫وم َّسا ترا ًبا طال ما مس بردها‬
‫(‪)4‬‬
‫ُ‬
‫حيث ص َّل ِ‬
‫ت‬ ‫ُ‬ ‫إذا أنتما صليتما‬ ‫وال تيأسا أن يغفر اهلل ما مضى‬
‫وكان جد الفقيه إسماعيل بن محمد بن إسماعيل المعلم كان صاحب‬
‫بدو إسماعيل المعلم‬
‫المعلم حسين ‪ -‬نفع اهلل هبما‪ ،-‬اصطحبا من عدن‪ ،‬وكان ّ‬

‫((( كتبت دعت يف (أ) والتصحيح من (ب)‪.‬‬


‫((( من خالل الوصف يتبين أن العسلقية قرية قريبة من الغانمية‪ ،‬ويبدو أهنا سميت‬
‫بالعسالق من عك‪ .‬الملك األشرف‪ ،‬طرفة األصحاب‪ ،‬ص‪.83‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) كتبت جلدها‪.‬‬
‫‪125‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫مزوجا على أخت الضالعية‪ ،‬وهى التي ذكرها‬


‫ً‬ ‫الحضرمي قدم وأقر‪ ،‬وكان‬
‫ابن جعفر يف قصيدته التي توسل هبا‪ ،‬حيث يقول‪:‬‬
‫ورابعة يف ذلك السلك فانظم‬ ‫وهي التي يف العامرية قربها‬
‫وانتقل إلى الضحى(‪ )1‬إلى بني كنانة(‪ )2‬أهل الضحى(‪ ،)3‬قبيله من الجرابح(‪.)4‬‬
‫ونعود إلى ذكر الفقيه إبراهيم بن محمد زكريا‪ ،‬كان صاحب علم‪ ،‬ويقال ما‬
‫عالم يف اليمن إال وللفقيه إبراهيم بن زكريا عليه منه‪ ،‬وليلة مات الفقيه إبراهيم‬
‫بن زكريا سمع طائر على البيت الذي مات فيه يقول‪:‬‬
‫ومن سامر إىل الراحة إىل واهر‬ ‫من اخلرقاء إىل املصفاة إىل واقر‬
‫وجـار حمـدود وجـار حقـه وافـر‬ ‫إلبـراهيـم بـن حممــد ود كثـيـر‬

‫ثم كان بعد ذلك أهل الشويرى من كثرة العلماء فيها ال يصلون الجمعة‬
‫حتى يعدون أربعين مفت ًيا‪ ،‬وكان سبب خراهبا بسكنى المنسكيين(‪[ )5‬هبا] (‪)6‬؛‬
‫‪ ‬‬

‫((( الضحى‪ :‬قرية من نواحي سردد‪ .‬الخزرجي‪ ،‬العقود اللؤلؤية‪.261 /1 ،‬‬


‫((( يف (أ) كتبت كبانة‪ ،‬والتصحيح من (ب)‪.‬‬
‫((( يقول الجندي يف ذلك‪« :‬ومن سكن بادية المهجم‪ ،‬واشتهر ذكر الفقه فيهم جماعة‬
‫أبيات ثالثة هم‪ :‬بنو كنانة‪ ،‬ثم بنو الخل‪ ،‬ثم بنو الحضرمي‪ ،‬فبنو كنانة هم أهل قرية‬
‫الضحى‪ ،‬كانوا بيت علم وصالح أول من تحققته منهم عبد الرحمن بن محمد بن‬
‫كنانة العكي‪ .‬السلوك‪.332 /2 ،‬‬
‫((( الجرابح‪ :‬قبيلة من بوالن من عبد اهلل بن عك بن عدنان‪ .‬الملك األشرف‪ ،‬طرفة‬
‫األصحاب‪ ،‬ص‪.53‬‬
‫((( المنسكيون‪ :‬قبيلة من عك سكنت المهجم‪ .‬الملك األشرف‪ ،‬طرفة األصحاب‪،‬‬
‫ص‪.83‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪126‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫انتقلوا هبا من السلف(‪ ،)1‬وقد تخلوا من القحرا(‪ ،)2‬فأكثروا فيها السرقة والنهب‪،‬‬
‫نائما فيها فرأى‬
‫أمير من الكدراء وخرهبا‪ ،‬وقيل كان رجل ً‬ ‫حتى غار عليهم ٌ‬
‫[‪ /25‬أ] أن مل ًكا نزل من السماء ومعه نار‪ ،‬ومل ًكا ثان ًيا معه‪ ،‬فقال شهاب أو‬
‫شهابان‪ ،‬فوقعت النار يف الشويرى‪ ،‬فما نبه الرجل الرائي إال صراخ الناس على‬
‫النار ‪ -‬نفع اهلل بالصالحين‪ ،-‬وذكر أن أول وصول الشيخ محمد بن عبد اهلل‬
‫الصويف(‪ )3‬أن سيدي الشيخ الصالح علي ابن عمر األهدل ‪ -‬نفع اهلل به‪ -‬رأى‬
‫رجل اسمه‬‫النبي ﷺ يقول له‪ :‬يا علي تقدم إلى جبل [أنف](‪ )4‬دهنة تجد به ً‬
‫باسمي‪ ،‬واسم أبيه باسم أبي‪ ،‬وأمره يسكن يف المنسكية(‪ ،)5‬فجاء به‪ ،‬وأخذ‬
‫منه الصحبة‪ ،‬وكان جيد الطريق المرضية‪ ،‬صادق النية‪ ،‬قيل إنه اجتمع هو‬
‫والشيخ علي األهدل‪ ،‬ومحمد بن الحسين البجلي‪ ،‬والشيخ محمد بن أبي بكر‬
‫الحكمي‪ ،‬نفع اهلل هبم‪ ،‬فقال الشيخ محمد بن عبد اهلل للشيخ علي األهدل باهلل‬
‫عليك ياسيدي من يموت قبلنا‪ ،‬فقال له الشيخ علي األهدل‪ً :‬‬
‫مهل ما تشاء هبذا‬
‫الكالم‪ .‬فقال‪ :‬يا سيدي باهلل عليك الكتمن علي ما سألتك عنه‪ .‬فقال الشيخ‪:‬‬
‫أنا أموت قبلكم‪ ،‬ثم الشيخ محمد بن أبي بكر الحكمي‪ .‬رجع الناس من قربه‬
‫والناس تابعة للفقيه محمد بن الحسين فمضى هبم إلى غير منزله‪ ،‬فلما تمادى‬

‫((( يف (ب) السفل‪.‬‬


‫((( قحر‪ :‬قبلية من عك‪ ،‬وسكنوا يف بلدة القحرية التي سميت باسم القبيلة‪ .‬الملك‬
‫األشرف‪ ،‬طرفة األصحاب‪ ،‬ص‪.83‬‬
‫((( هو الشيخ محمد بن عبد اهلل الدهني الصويف‪ ،‬ودهنة قبيلة من عك بن عدنان‪.‬‬
‫الشرجي‪ ،‬طبقات الخواص‪ ،‬ص‪.293‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( المنسكية‪ :‬قرية يف وادي سهام فيما بين المنصورية والمراوعة‪ .‬المقحفي‪ ،‬معجم‬
‫البلدان‪.1652 /2 ،‬‬
‫‪127‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫قال له من معه‪ :‬إلى أين تريد بنا ياسيدي‪ .‬فقال‪ :‬منزلي‪ .‬ثم استيقظ الفقيه‪،‬‬
‫وقال‪ :‬واهلل يا أوالدي ما معي ذهن‪ ،‬واهلل يا ولدي خذ أنت ومن معك وجميع‬
‫الناس خذوكم(‪ ،)1‬واتقوا فمنذ خلق اهلل محمد بن أبي بكر الحكمي ما كتَب‬
‫على مسلم زلة‪.‬‬
‫[ثم ذكر سيدي الشيخ](‪ )2‬علي بن عمر األهدل ‪ -‬نفع اهلل به‪:-‬‬
‫هو رجل شريف حسيني‪ ،‬أبوه عمر مدفون أجواف السوداء(‪ ،)3‬يعلم قربه‬
‫كثير من أهل المراوعة [‪/25‬ب]‪ ،‬ومات وهو شاب فلهذا حكاياته قليلة‪،‬‬
‫وفضله أشهر من نار على علم‪ ،‬قيل إنه أخذ الصحبة من الشيخ األجل محي‬
‫(‪)6‬‬
‫الدين عبد القادر الجيالين(‪[ )4‬نفع اهلل به](‪ )5‬وجميع مناصب [اليمن]‬
‫((( يف (ب) كتبت جذركم‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪ .‬ترجم له‪ :‬الجندي‪ ،‬السلوك‪361 - 360 /2 ،‬؛ الخزرجي العقد‬
‫الفاخر الحسن‪.1467 - 1466 /3 ،‬‬
‫((( وردت يف النسخ (كدف السوداء)‪ ،‬والتصحيح من الخزرجي‪ ،‬الذي يضيف أهنا من‬
‫وادي سهام‪ ،‬يف حين يسميها الجندي أجوال السوداء‪ ،‬ويعلق عليها محمد األكوع أنه‬
‫ال يعرف عنها شيء‪ .‬السلوك‪360 /2 ،‬؛ العقد الفاخر الحسن‪.1466 /3 ،‬‬
‫((( هو الشيخ أبو محمد محيي الدين عبد القادر بن موسى بن عبد اهلل بن جنكي دوست‬
‫الحسني الجيالين أو الكيالين أو الجيلي‪ ،‬مؤسس الطريقة القادرية‪ ،‬ويعد من كبار‬
‫الزهاد والمتصوفين‪ ،‬ولد يف جيالن (وراء طربستان) سنة ‪471‬هـ‪1078 /‬م‪ ،‬وانتقل‬
‫إلى بغداد شا ًبا يف ‪488‬هـ‪1095 /‬م‪ ،‬فاتصل بشيوخ العلم والتصوف‪ ،‬وبرع يف أساليب‬
‫الوعظ‪ ،‬وتفقه‪ ،‬وسمع الحديث‪ ،‬وقرأ األدب واشتهر‪ ،‬وتصدر للتدريس واإلفتاء يف‬
‫بغداد سنة ‪528‬هـ‪1133 /‬م‪ ،‬وتويف هبا سنة ‪561‬هـ‪1166/‬م‪ ،‬له العديد من الكتب‬
‫منها‪« :‬الغنية لطالب طريق الحق»و»الفتح الرباين»و»فتوح الغيب»و»بالفيوضات‬
‫الربانية»‪ .‬الزركلي‪ ،‬األعالم‪.47 /4 ،‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪128‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫له مثل‪ :‬أحمد بن الجعد(‪ ،)1‬والشيخ أبي الغيث بن جميل‪ ،‬ولكن كان الشيخ‬
‫أبو الغيث بن جميل عند ابن أفلح‪ ،‬وخرج إلى الشيخ علي بن عمر األهدل‪،‬‬
‫فعلى يد الشيخ علي بن عمر األهدل فتح عليه‪ ،‬وكان يقول خرجت من عند‬
‫ابن أفلح(‪ )2‬لؤلؤة هبما؛ فثقبني الشيخ األهدل‪ ،‬فيقال إن اللؤلؤة إليهما ال قيمة‬
‫لها‪ ،‬حتى تثقب ألن الثاقب غال يف الناس‪ ،‬ال يوجد إال يف القليل من الناس‪.‬‬
‫وكان الشيخ علي األهدل يقول ‪ -‬نفع اهلل به‪ :-‬أدخلني ربي يف بطن الحية‬
‫المحيطة بالعرش‪ ،‬فرأيت فيها ماال يكفيه إال اهلل تعالى(‪ .)3‬ومات شا ًبا ‪ -‬نفع‬
‫اهلل به‪ ،-‬وحضر وفاته‪ ،‬ويوم ثالثة كثير من صالحي وقته كالشيخ محمد بن‬
‫أبي بكر الحكمي‪ ،‬والفقيه محمد بن الحسين [البجلي](‪ ،)4‬وموسى بن علي‬
‫عجيل‪ ،‬والشيخ لعله أبو الغيث بن جميل‪ .‬وكان أحد أوالد الشيخ علي‬
‫طفل‪ ،‬وحصل من الشيخ أبي الغيث بن جميل مالم يوافق‬ ‫األهدل ذلك اليوم ً‬
‫عليه الشيخ محمد بن أبي بكر الحكمي‪ ،‬وجرى منازعة قوية‪ ،‬فقال الشيخ‬
‫محمد بن أبي‪ ‬بكر [الحكمي](‪ )5‬لبعض الفقراء‪ :‬أصح(‪ )6‬أن من جلس بعد هذه‬
‫الساعة إلى صالة الظهر مات‪ .‬فتفرق جميع من حضر‪ ،‬فذلك بنظر نظر فيه‬
‫الشيخ ‪-‬نفع اهلل به وبالصالحين‪.-‬‬
‫((( هو الشيخ الصالح أبو العباس أحمد بن الجعد‪ .‬ترجم له‪ :‬الجندي‪ ،‬السلوك‪،‬‬
‫‪446/2‬؛ الخزرجي‪ ،‬العقد الفاخر الحسن‪267 - 265 /1 ،‬؛ الشرجي‪ ،‬طبقات‬
‫الخواص‪ ،‬ص‪72‬؛ اليافعي‪ ،‬مرآة الجنان‪.263 /4 ،‬‬
‫((( الشيخ الصالح أبو الحسن علي بن عبد الملك بن أفلح‪ .‬انظر‪ :‬الجندي‪ ،‬السلوك‪،‬‬
‫‪.332 /1‬‬
‫((( من شطحات مشايخ ذلك الزمن من رجال الصوفية‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( كتبت يف (أ) فقراء صيح‪ ،‬والتصحيح من (ب)‪.‬‬
‫‪129‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫وكان [لسيدي](‪ )1‬الشيخ عبد يقال له فرج‪ ،‬وكان يخدم [سيدي](‪ )2‬الشيخ‪،‬‬
‫ويستمع منه نفحات وال يسمعها غيره‪ ،‬قيل إن الفقيه أحمد بن موسى بن عجيل‬
‫فرجا عبد الشيخ علي بن عمر األهدل ‪ -‬نفع اهلل به‪ ،-‬فقال له‪ :‬أعلمني ما‬
‫لقي ً‬
‫سمعته من الشيخ‪/26[ .‬أ] قال سمعته يو ًما يقول‪ :‬ما خرجت نطفة من فرج‬
‫إلى فرج إال وقد وضعت يف كفي هذا(‪ .)3‬فقال الفقيه أحمد بن موسى عجيل ‪-‬‬
‫نفع اهلل به‪ -‬كف الشيخ منزه عن ذلك‪ .‬ولهذا تأويل لم يخف عن الفقيه أحمد‬
‫بن موسى عجيل‪ ،‬ولكن العلم يقيد أهله‪ ،‬وكان الشيخ قد نزل بالمراوعة‪،‬‬
‫وساكنوها بني المجدلي عرب من الرقابة(‪ ،)4‬كانوا أهل ثروة وخيل ورياسة‬
‫حسنة‪ ،‬وكانت الشعراء تمتدحهم‪ ،‬فمن هذا قول ابن حمير يف بنى المجدلي‪:‬‬
‫كان [جئت](‪ )9‬حمل الغادة العيطيل‬ ‫جــئــت مــن ربـــع ومـــن منزلي‬

‫حتى قال يف بيت المدح‪:‬‬


‫ِ‬
‫المجدلى‬ ‫كالجود طبع يف بني‬ ‫وطــبــعــك الــهــجــر لــنــا يف الــهــوى‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( أمور تحتاج إلى وقفات وتأمل لما فيها من خزعبالت الصوفية‪.‬‬
‫الم ْجدَ لِي‪ :‬من قبائل الرقابا من عك‪ ،‬كان مسكنهم مدينة المراوعة يف هتامة‪.‬‬
‫((( بنو َ‬
‫المقحفي‪ ،‬معجم البلدان‪.1405 /2 ،‬‬
‫‪130‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫ثم أن الشيخ كثرت ذريته‪ ،‬وكان له ولدان [سيدي](‪ )1‬الشيخ أبو بكر‬
‫ابن علي(‪ ،)2‬و[سيدي](‪ )3‬الفقيه عمر بن علي‪ ،‬وكان الشيخ أبو بكر صويف‬
‫مر على الفقيه الهرملي(‪ )5‬وهو‬
‫[أمي] مكاشف‪ ،‬له بالكشف نور تام‪ ،‬قيل إنه ّ‬
‫(‪)4‬‬

‫ومر‬
‫يدرس يف العطفة‪ ،‬قرية من قرى الالمية ‪ ،‬فقام إليه الدرسة‪ ،‬فصافحوه‪ّ ،‬‬
‫(‪)6‬‬

‫الشيخ أبو بكر بن علي ذاه ًبا فقال الفقيه الهرملي للدرسة‪ :‬كيف تقومون يف‬
‫وجه رجل أمي‪ ،‬واهلل لو سئل عن مسألة يف الوجيز أو البسيط(‪ )7‬ما عرفها‪.‬‬
‫فرجع الشيخ أبو بكر من الطريق‪ ،‬فقال‪ :‬يا فقيه قلت للدرسة كذا وكذا‪ ،‬واهلل‬
‫إهنا كذا وكذا‪ ،‬وإهنا يف الكتاب من جهت كذا وكذا‪ ،‬وعلى كذا وكذا ورقه‬
‫فيها‪ .‬فتعجب الفقيه من ذلك‪ ،‬وعد ورق الكتاب فكان كما عده الشيخ (رضي‬
‫اهلل عنهم أجمعين)‪ ،‬وابن الهرملي هذا من ذريته علي بن إبراهيم‪ ،‬وهو نسبة‬
‫معاصرا للشيخ‬
‫ً‬ ‫إلى الشعريين القحرا‪/26[ ،‬ب] ولكن(‪ )8‬ابن الهرملي كان‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( هو الفقيه الشيخ أبو بكر بن علي بن عمر األهدل (ت‪700 :‬هـ‪1300 /‬م)‪.‬‬
‫انظر عنه‪ :‬الخزرجي‪ ،‬اللعقود اللؤلؤية‪274 /1 ،‬؛ الشرجي‪ ،‬طبقات الخواص‪،‬‬
‫ص‪.383 - 381‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫((( هو اإلمام الصالح أبو عبد اهلل محمد بن عبد اهلل بن علي الهرمل (ت‪668 :‬هـ‪/‬‬
‫‪1269‬م)‪ ،‬من قبائل القحرا من عك بن عدنان‪ .‬الجندي‪ ،‬السلوك‪370 - 369 /2 ،‬؛‬
‫الخزرجي‪ ،‬العقود اللؤلؤية‪.178 - 177 /2 ،‬‬
‫((( الالمية‪ :‬عزلة بوادي سهام‪ .‬الجندي‪ ،‬السلوك‪ .332 /1 ،‬ويقول الخزرجي عن‬
‫العطفة قرية بين كدرا سهام والعجمة‪ .‬العقود اللؤلؤية‪.177 /1 ،‬‬
‫((( كتاب‪« :‬الوسيط» و «الوجيز» لإلمام أبو حامد الغزالي‪.‬‬
‫((( العبارة‪« :‬وهو نسبة إلى الشعريين القحرا ولكن»‪ ،‬ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫‪131‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫والفقيه‪ ،‬وعندي أن هذا المعاصر للشيخ والفقيه‪ ،‬جد لهذا المذكور المقدم‬
‫ذكره‪ ،‬فإن ابن الهرملي المعاصر للشيخين ‪ -‬نفع اهلل هبم‪ )1(-‬وهب للفقيه‬
‫أرضا شرقي [مقبلة‪ ،‬قبلي](‪ )2‬القحمة‪ ،‬يف حد سهام محيا‪،‬‬ ‫محمد بن الحسين ً‬
‫وكان عمر ولد [سيدي](‪ )3‬الشيخ علي بن عمر األهدل أصغر من الشيخ‬
‫أبى بكر‪ ،‬وكان له مطالعة يف الشرع‪ ،‬وكان له ورع وزهد تام‪ ،‬وولده الفقيه‬
‫أبو القاسم بن عمر كان من الصوفية الزاهدين العارفين باهلل تعالى [شر ًعا‬
‫أيضا يف العلم الشريف‪ ،‬ثم كان بعده أبو بكر ولده‬
‫وحقيقةً](‪ ،)4‬وكان له مطالعة ً‬
‫أحد أكابر الصوفية السالكين العارفين شر ًعا وحقيقة‪ ،‬كان أبوه أبو القاسم‬
‫قد نصبه‪ ،‬وكان يختلف إلى الشيخ الصالح المشهور قمر الصالحين جمال‬
‫الدين محمد بن عمر النهاري(‪ ،)5‬وكان يكره ال يتحكم عليه‪ ،‬وكان الشيخ‬
‫يحكم‪ ،‬فإذا أتاه الفقيه أبو بكر يكره ال يحكم أحدً ا لما يعلم(‪ )6‬يف باطنه من‬
‫كراهته التحكيم‪ ،‬قال‪ :‬رأيت الشيخ [علي بن عمر](‪ )7‬األهدل جدي يقول‬
‫لي‪ :‬يا أبا بكر تحكم على الشيخ محمد‪ ،‬وخذ الربكة منه‪ .‬قال‪ :‬وكنت أقول‬

‫((( العبارة‪« :‬للشيخين نفع اهلل هبم»‪ .‬ساقطة من (ب)‪.‬‬


‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( هو الشيخ الصالح أبو عبد اهلل جمال الدين محمد بن عمر بن موسى بن محمد بن‬
‫علي بن يوسف النهاري (ت‪747 :‬هـ‪1346 /‬م)‪ .‬الخزرجي‪ ،‬العقود اللؤلؤية‪،‬‬
‫‪80/2‬؛ العقد الفاخر الحسن‪2017 - 2015 /4 ،‬؛ الشرجي‪ ،‬طبقات الخواص‪،‬‬
‫ص‪.287 - 283‬‬
‫((( يف (أ) كتبت‪ :‬عمله‪ ،‬والتصحيح من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪132‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫واهلل ال أتحكم على هذا الجبلي‪ .‬فلما أشار علي جدي‪ ،‬جئت إليه فقلت له‪:‬‬
‫يا سيدي أريدُ التحكم‪ .‬قال‪ :‬فقال الشيخ ردوا يا شباب عذب الما ُء وطاب‪.‬‬
‫وكان يقول هبذا الكالم إذا حكم أحدً ا هكذا يحكي‪ .‬وكان كثير االختالف‬
‫إلى الشيخ محمد بن عمر النهاري‪ ،‬والزيارة له‪ ،‬كان كثير الثناء عليه‪ ،‬وكان‬
‫عظيما‪ ،‬وكان أبوه‬
‫ً‬ ‫ظهورا‬
‫ً‬ ‫الشيخ محمد بن عمر [النهاري](‪ )1‬ظهرت كراماته‬
‫عمر بن موسى قبله‪ ،‬وقيل هذا محمد بن عمر ظهرت أخباره يف كل ناحية‪،‬‬
‫الزوار من [‪/27‬أ] كل مكان‪ ،‬قيل إن أول كراماته أنه اعتكف على بداية‬
‫وجاءه ّ‬
‫الهداية للشيخ محمد بن محمد الغزالي(‪[ )2‬نفع اهلل به](‪ ،)3‬هكذا حكاه القاضي‬
‫األجل الصالح محمد بن عبد اهلل الناشري(‪ ،)4‬ولقد سمعت الفقيه الصالح أبو‬
‫زائرا إلى الشيخ محمد بن عمر‬ ‫بكر بن أبى القاسم األهدل ‪ ،‬قال‪ :‬قدمت ً‬
‫(‪)5‬‬

‫النهاري‪ ،‬وقدم أناس زائرون معهم رجل ٍ‬


‫عار ال ثوب عليه(‪ ،)6‬فقال‪ :‬يا سيدي‬
‫اكسني(‪ ،)7‬فإين عار‪ .‬فقال له‪ :‬الساعة يا بني يأخذوه المحطبات‪ ،‬فهو يف موضع‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( هو الشيخ حجة اإلسالم أبو حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالي‪ ،‬الفقيه‬
‫الشافعي‪ ،‬صاحب كتاب إحياء علوم الدين‪ ،‬وغيره من الكتب المصنفة يف الفقه‬
‫والتصوف والفلسفة‪ ،‬ولد سنة ‪450‬هـ‪1058 /‬م‪ ،‬وتويف سنة ‪505‬هـ‪1111 /‬م‪ .‬ابن‬
‫خلكان‪ ،‬وفيات األعيان‪.219 - 216 /4 ،‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( هو الشيخ الصالح القاضي جمال الدين محمد بن عبد اهلل الناشري‪ ،‬تولى قضاء زبيد‬
‫يف سنة ‪790‬هـ‪1388 /‬م‪ .‬الخزرجي‪ ،‬العقود اللؤلؤية‪.194 /2 ،‬‬
‫((( ذكر الفقيه الصالح أبو بكر بن أبي القاسم األهدل المؤرخ الخزرجي‪ ،‬دون أن يرتجم‬
‫له‪ .‬انظر‪ :‬العقد الفاخر الحسن‪.263 /1 ،‬‬
‫((( كتبت يف (أ) معه‪ ،‬والتصحيح من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) ألبسني‪.‬‬
‫‪133‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫مشهورا بالكشف‬
‫ً‬ ‫كذا وكذا‪ ‬جعلته‪ .‬فرجع الرجل مسر ًعا وأخذ ثوبه‪ .‬وكان‬
‫الذي ما عليه مزيد‪ ،‬وكان يأتيه الناس من اليمن األقصى‪ ،‬والشام األقصى(‪،)1‬‬
‫وينبئ الناس بأسمائهم‪ ،‬وأين بلدهم‪ ،‬وما معهم يف بلدهم من الصالحين‪ .‬قيل‬
‫إن الفقيه عمر بن عثمان الحكمي طلع ليسلبه عقيب ما جرى بينه وبين محمد‬
‫بن يعقوب‪ ،‬فجعل الشيخ محمد بن عمر النهاري يصفق بيديه‪ ،‬ويقول‪ :‬عمر‬
‫مما‬
‫بن عثمان أتانا ليأخذ ما أعطاه الرحمن‪ .‬فزاره الفقيه ولم يقدر على شيء ّ‬
‫كثيرا ما يروي عن الشيخ‬
‫عزم عليه‪ ،‬وكان الفقيه أبو بكر بن أبى القاسم األهدل ً‬
‫المشهور بالصالح جمال الدين محمد بن عمر النهاري نفع اهلل به‪ ،‬ومما روي‬
‫عنه أنه وصل إليه ابن سهيل الزين(‪ ،)2‬وكان ملتز ًما(‪ )3‬لوادي سهام وضاحية‪،‬‬
‫فانكسر عليه جملة مال‪ ،‬فهرب إلى ريمة(‪ )4‬إلى الشيخ المذكور محمد بن‬
‫عمر النهاري [نفع اهلل به](‪ )5‬فقال له‪ :‬تقيم عندنا‪ ،‬فكلما بعد الكبش كان أقوى‬
‫للنطاح(‪ .)6‬وكتب إليه الملك المجاهد‪« :‬يا هناري‪ ،‬قلت غلماننا‪ ،‬فليس لهم‬

‫((( تم التعريف ساب ًقا بما يقصده أهل اليمن بالشام‪ .‬انظر فيما سبق‪ :‬ص‪.18‬‬
‫((( هو الشيخ سهيل الزين‪ ،‬وجاء يف الشرجي اليزين‪ ،‬ضامن خراج وادي سهام لدولة‬
‫السلطان المجاهد علي بن داود الرسولي‪ .‬طبقات الخواص‪ ،‬ص‪.284‬‬
‫أرضا من أراضي الدَّ ولة أو‬
‫يتعهد بأداء قدر من المال لقاء استغالله ً‬
‫((( الملتزم‪ :‬هو َم ْن َّ‬
‫منطقة معينة‪.‬أحمد مختار عبد الحميد‪ ،‬معجم اللغة العربية المعاصرة‪.2008 /3 ،‬‬
‫((( يطلق اسم َر ْي َمة على مناطق كثيرة ومختلفة يف اليمن‪ ،‬ويبدو أن المؤلف يقصد هبا‬
‫ريمة األشابط التي تتكون من منطقة جبلية واسعة متصلة ببالد وصاب وأطراف جبل‬
‫برع‪ ،‬وتشرف من جهة الشرق على المنصورية وبيت الفقيه من هتامة‪ ،‬وكانت تسمى‬
‫أيضا ريمة جبالن‪ .‬المقحفي‪ ،‬معجم البلدان‪.724 - 723 /1 ،‬‬ ‫ً‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( عبارة غير مفهومة‪ .‬ولكنه يبدو أنه مثل يطلق على مثل حالة ابن سهيل‪.‬‬
‫‪134‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫شفقة إال أبوابنا»‪/27[ .‬ب] فكتب النهاري‪« :‬من الفقير إلى اهلل العزيز الباري‬
‫محمد بن عمر النهاري إلى السلطان؛ خل لنا قدحنا‪ ،‬نخلي لك طاستك‪ ،‬ومن‬
‫كفأ شعير الناس كفأ الناس بره‪ ،‬والذليل من يغلب صاحبه يا أبا عريدان‪ ،‬هذا‬
‫الفرس والميدان ياصاحب الطرفين ال يفوتك الوسط‪ .‬ضمناك يا ابن سهيل‬
‫ح ًيا وميتًا‪ ،‬ضمان عنب يف كرمه ال ينتقص وال يفهمس»‪ .‬فلما وصل الكتاب‬
‫إلى الملك المجاهد قال لوزيره‪« :‬ما تقول يف هذا»‪ .‬قال‪ :‬القول قول الملك‪.‬‬
‫فقال الملك المجاهد‪« :‬لوال أنه فاعله ما كان قائله‪ ،‬جوب له على لساين‪ ،‬فلم‬
‫عما كان انكسر عليه‪ ،‬فالتفت الشيخ‬
‫تجر أقالم كاتبه‪ .‬فكتب الملك بالصفح َّ‬ ‫ِ‬
‫جوب لك الساعة‪ ،‬خرج‬
‫محمد بن عمر النهاري إلى ابن سهيل‪ ،‬الذى تخشاه ّ‬
‫كتابك من بعد ذا الحين‪ ،‬ويأتيك غدً ا مثل ذا الحين‪ .‬وله كالم غير هذا؛ سمعت‬
‫الناس يف رنة يقولوا باكر العيد‪ ،‬وعيد الناس دنياهم‪ ،‬وعيدي أنت ياسيدي‪.‬‬
‫زائرا من أرض بعيدة‪ ،‬فالتقى يف طريقه بامرأة‬
‫معلما وصل إليه ً‬
‫ً‬ ‫ويقال إن‬
‫حسناء فقبلها‪ ،‬فحين قابل الشيخ‪ ،‬قال الشيخ‪« :‬قبلة المعلم يف الخدود تعلم»‪.‬‬
‫وكان إذا وصله(‪ )1‬أهل هتامة مستمطرين يقول لهم‪ :‬مروا البنات األبكار أن‬
‫يعاعوا‪ .‬وهو كالم مثل الغناء يقلن به‪ ،‬ويقال إن امرأة من تجار الهند ُسرق لها‬
‫مال عظيم‪ ،‬فجاءت إليه من الهند‪ ،‬فانكبت على قدميه‪ ،‬ولم ترتكه يصلي وال‬
‫يمشي‪ ،‬فسألها عن حالها‪ ،‬فأظهرت البكاء العظيم‪ ،‬وأعلمته بما سرق لها‪ ،‬فمد‬
‫ثو ًبا يف المنزل وربط أطرافه األربعة‪ ،‬وجلس عندها وإذا بالثوب قد وقع يف‬
‫وسطه دراهم كثيرة مألته‪ ،‬وكان الثوب ثوبا كبيرا‪/28[ ،‬أ] وقال لها‪ :‬تعرفين‬

‫((( يف (ب)‪ :‬وصل إليه‪.‬‬


‫‪135‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫كم عدد دراهمك‪ .‬قالت‪ :‬نعم‪ .‬فقامت فعدت الدراهم فلم يتخلف لها شيء‬
‫‪-‬نفع اهلل به‪[ -‬آمين](‪ .)1‬ويقال إن بعض [العلماء](‪ )2‬الصالحين لقي أبا العباس‬
‫الخضر‪ ،‬فسأله عن الشيخ محمد بن عمر النهاري‪ ،‬فقال‪ :‬هو قمر‪ ‬الصالحين(‪.)3‬‬
‫وقد صح أنه شريف حسيني نفع اهلل به‪ ،‬وقربه إلى هذا التاريخ مشهور يزوره‬
‫الوالة من هتامة الجبل والسهل‪ ،‬وله نذور تأتيه من كل ناحية‪ ،‬وشهرته وأحواله‬
‫مشهورة يف كل مكان‪.‬‬
‫ثم نعود إلى ذكر الفقيه أبي بكر بن القاسم األهدل ‪ -‬نفع اهلل به وبسلفه‪،-‬‬
‫علما وحقيقة‪ ،‬وكان قد ذكر عنه بعض الثقات أنه وصله‪،‬‬ ‫قد ذكرنا أنه مجود ً‬
‫﴿أ َل ْم ت ََر َأ َّن اهَّللَ َي ْس ُجدُ َل ُه‬
‫فأتى وهو بأرض له يدرس يف سورة الحج‪ ،‬حتى أتى‪َ :‬‬
‫ات﴾ حتى أتى‪﴿ :‬إِ َّن اهَّللَ َي ْف َع ُل َما َي َشا ُء﴾(‪ ،)4‬قال الراوي‪ :‬فرأيت‬‫من فِي السماو ِ‬
‫َّ َ َ‬ ‫َ ْ‬
‫كل شيء سجد لسجوده‪ ،‬قلت‪ :‬هذا الراوي له نظر تام(‪.)5‬‬
‫قلت‪ :‬وكنت ُأعلم عنده يف قرية تسمى العذبة قبلي المراوعة‪ ،‬وكنا يف أيام‬
‫حزيران(‪ )6‬يف شدة الرياح‪ ،‬فجئت ليلة عند صالة العصر وهو تحت عريش‬
‫يدرس‪ ،‬ورأسه مغطاة بثوبه‪ ،‬فسمعته وقد ترك الدرس وهو يقول‪ :‬أين تغدي‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( من خزعبالت الصوفية‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض َو َّ‬
‫الش ْم ُس‬ ‫﴿أ َل ْم ت ََر َأ َّن اهَّللَ َي ْس ُجدُ َل ُه َم ْن في َّ‬
‫الس َم َاوات َو َم ْن في ا َلْ ْر ِ‬ ‫((( تقول اآلية‪َ :‬‬
‫ِ‬ ‫الشجر والدَّ واب وكَثِير ِمن الن ِ ِ‬ ‫َوا ْل َق َم ُر َوالن ُُّجو ُم َوا ْل ِ‬
‫َّاس َوكَث ٌير َح َّق َع َل ْيه ا ْل َع َذ ُ‬
‫اب‬ ‫ج َب ُال َو َّ َ ُ َ َ ُّ َ ٌ َ‬
‫َو َم ْن ُي ِه ِن اهَّللُ َف َما َل ُه ِم ْن ُم ْكرِ ٍم إِ َّن اهَّللَ َي ْف َع ُل َما َي َشا ُء﴾ [الحج‪ :‬آية ‪.]18‬‬
‫((( طغت الخرافة على كثير من روايات كتاب المعلم وطيوط وقصصه‪.‬‬
‫(((ح ِز َيران‪ ‬هو الشهر السادس (‪ )6‬من شهور‪ ‬السنة الميالدية‪ ‬حسب‪ ‬األسماء‪ ‬السريانية‪ ‬‬ ‫َ‬
‫المستعملة يف‪ ‬المشرق العربي‪ ،‬يقابله يف التسمية الغربية شهر‪ ‬يونيو‪ ‬أو جوان‪.‬‬
‫‪136‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫غدً ا بالثيرة الوادي‪ ،‬شا يصبح غدً ا فيه سيل العبار‪ ،‬والخبت(‪ )1‬فيه الغيث‪ ،‬ولم‬
‫يكن غيث إال قوة ريح قد دفنت خيم البالد‪ .‬فقلت يف نفسي حين سمعته‪ :‬هذا‬
‫رجل تغير عقله‪ ،‬ينبغي ألهله(‪ )2‬أن يحجبوه‪ ،‬فواهلل العظيم ما كان آخر الليل‬
‫إال والمطر العظيم‪ ،‬والسيل قد أطبق الوادي والخبت ‪-‬نفع اهلل به‪ ،-‬وكان‬
‫متعاصرا هو والشيخ عبد اهلل بن يعقوب بن عمر الحكمي(‪ ،)3‬وكان هذا إليه‬ ‫ً‬
‫نصب بنى الحكمي‪/28[ ،‬ب] وهذا إليه نصب بنى األهدل‪ ،‬وكان أحدهما‬
‫ال ينصب أحدً ا حتى يحضر اآلخر‪ ،‬وقيل إهنم يو ًما كان معهم يف بيت العقار(‪،)4‬‬
‫قرية سيدي الشيخ عبد اهلل بن يعقوب الحكمي ختان لولد الشيخ محمد(‪ )5‬بن‬
‫يعقوب‪ ،‬فحضر الفقيه أبو بكر بن أبي القاسم األهدل وصلى بالناس المغرب‪،‬‬
‫فيقال إن الفقيه أبو بكر بن أبي القاسم األهدل قال‪ :‬واهلل ما صليت بالناس‬
‫المغرب إال ورسول اهلل ﷺ إما ًما لي ولهم(‪ .)6‬وكان هذا الشيخ عبد اهلل بن‬
‫الجم الذي ال مزيد عليه‪ ،‬وكانت له أرض‬ ‫ّ‬ ‫يعقوب من أهل الصالح والكرم‬
‫يف موضع من الجبل يسمى المرتفق(‪ )7‬تأيت صي ًفا‪ ،‬وكان يوصل الناس منهما‬
‫غاية‪ ‬اإليصال‪.‬‬

‫((( الخبت‪ :‬المفازة‪ ،‬ويطلق يف هتامة على األماكن الخالية من السكان أو القليلة السكان‪.‬‬
‫إسماعيل األكوع‪ ،‬البلدان اليمانية‪ ،‬ص‪.110‬‬
‫((( يف (ب) كتبت‪ :‬ألوالده‪.‬‬
‫(((لم أجد له على ترجمة‪.‬‬
‫((( بيت ال ُع َقار‪ :‬قرية يف وادي زبيد‪ ،‬فيها طائفة من آل الحكمي وآل الجربيت‪ ،‬وبعض‬
‫قبائل الواعظات‪ .‬المقحفي‪ ،‬معجم البلدان‪.1091 /2 ،‬‬
‫((( يف (ب) عبد اهلل بن يعقوب‪.‬‬
‫((( من خرافات الصوفية‪.‬‬
‫(((لم أحصل على ترجمة لموقع المرتفق‪.‬‬
‫‪137‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫حكي أنه وقعت(‪ )1‬مجاعة عظيمة وكان الشيخ عبد اهلل ‪-‬نفع اهلل به‪ -‬يف‬
‫المرتفق يخبط زرعه‪ ،‬فوصله كثير من الناس من بني الحكمي وغيرهم‪ ،‬فأتاهم‬
‫العيد‪ ،‬ويقال إن الشيخ قضى [حوائجهم أي](‪ )2‬حوائج جميع الناس الذين‬
‫ولحما وسمنًا‪ ،‬حتى الحطب حمله من أرضه ‪ -‬نفع اهلل‪ ‬به‪،-‬‬ ‫ً‬ ‫وصلوه طعا ًما‬
‫كرماء العصر‪ ،‬وكانت له أوصاف‬ ‫ِ‬ ‫أيضا من‬
‫وكان أخوه عيسى بن يعقوب ً‬
‫مشهورة‪ ،‬ومكارم مذكورة‪ ،‬وكان بعده ولد له ُيسمى زياد بن عيسى‪ ،‬أحيا‬
‫وصالحا‪ ،‬وكانت الشعراء تفد إليه؛ ويكرمهم غاية اإلكرام‪،‬‬
‫ً‬ ‫مآثر آبائه كر ًما‬
‫وكان جيد النقل عن الصالحين‪ ،‬وكان يقال أبوه عيسى من(‪ )3‬األبدال‪ ،‬سمعت‬
‫أن سيدي الفقيه محمد بن إسماعيل [المكدش](‪ -)4‬نفع اهلل به‪ ،-‬وفد إلى‬
‫الجحمة(‪ )5‬وقد سرق له ثور‪ ،‬فعول عليه أوالده أن يسأل عنه‪ ،‬فوصل الجحمة‬
‫فلقيه الشيخ عيسى بن يعقوب الحكمي‪ ،‬ولم [‪/29‬أ] يكن راه قبل‪ ،‬وال‬
‫يعرفه‪ ،‬فدخل به منزله‪ ،‬وقال له‪ :‬أعلمني من أنت‪ .‬فقال له الفقيه‪ :‬عبد من عباد‬
‫(‪)6‬‬
‫‪ ‬‬ ‫نجارا معه ساكنًا‪ ،‬قال له‪ :‬معي رجل [صالح]‬
‫ً‬ ‫اهلل‪ .‬فجعله يف منزله‪ ،‬ودعا‬
‫يف بيتي(‪ )7‬لم يعلمني من هو‪ ،‬األت معي البيت لعلك تعرفه‪ ،‬فلما دخل عليه‬
‫النجار عرفه‪ ،‬قال‪ :‬هذا محمد بن إسماعيل المكدش‪ .‬فقال الشيخ‪ :‬مرح ًبا بك‬

‫((( يف (ب) كتبت‪ :‬حصلت‪.‬‬


‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫وصالحا‪ ،‬وكانت الشعراء تفد إليه؛ ويكرمهم غاية‬
‫ً‬ ‫((( العبارة‪« :‬أحيا مآثر آبائه كر ًما‬
‫اإلكرام‪ ،‬وكان جيد النقل عن الصالحين‪ ،‬وكان يقال أبوه عيسى من»ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الجحمة‪ :‬محلة‪ ‬تابعة‪ ‬لقرية العالية‪ ،‬التابعة‪ ‬لعزلة شباع‪ ‬بمديرية‪ ‬حبيش‪ ‬إحدى‬
‫مديريات‪ ‬محافظة إب‪ .‬ويكيبديا الموسوعة الحرة‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) كتبت‪ :‬منزلي‪.‬‬
‫‪138‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫ً‬
‫وسهل‪ ،‬واهلل ما منعني الموت إال مواجهتك‪ .‬فأقام عنده الفقيه‬ ‫ً‬
‫وأهل‬ ‫يافقيه‬
‫تلك الليلة‪ ،‬وتقدم بلده‪ ،‬فما وصل الفقيه محمد األنفة إال وخرب موته معه‬
‫‪-‬نفع اهلل هبما وبالصالحين‪.-‬‬
‫ونعود إلى ذكر الفقيه أبي بكر بن أبي القاسم األهدل ‪ -‬نفع اهلل به‪ ،-‬وكان‬
‫له المعرفة التامة يف علم التصوف‪ ،‬ويقال إن يو ًما دخل المنصور(‪ )1‬المرواعة‪،‬‬
‫وأضر بالناس‪ ،‬جاءه [بعض](‪ )2‬بني الشيخ‪ ،‬وعنفه‪ ،‬وقال‪ :‬يا فقيه‪ :‬هنسف‪،‬‬
‫ّ‬
‫وأنت بين أظهرنا‪ ،‬وهتسف المراوعة‪ .‬فقال [له](‪ :)3‬انظر إلى الرتبة‪ ،‬فنظر إلى‬
‫وفارسا يمنعه‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫ً‬ ‫فارسا يريد أن يحمل على العسكر‪،‬‬
‫الرتبة‪ ،‬فرأى فارسين‪ً ،‬‬
‫يا سيدي من هذان الفارسان‪ .‬فقال له‪ :‬هذا الشيخ أبو بكر الذي يغزي(‪ )4‬على‬
‫العسكر‪ ،‬وهذاك [الشيخ](‪ )5‬الذي يمنعه أبوه‪ .‬وكان قد نصب الفقيه أحمد‬
‫ابن عمر ‪-‬نفع اهلل به‪ -‬يف ليلة شهد فيها الفضل‪ ،‬وشهد فيها بالربكة [الكلية](‪.)6‬‬
‫ويقال إهنم خجلوا من شدة السرور‪ ،‬سبب ذلك بيت قاله ابن زنقل(‪ )7‬يف الفقيه‬
‫ليلة النصب‪ ،‬وهذا البيت هو‪:‬‬

‫(((ويقصد السلطان المنصور نور الدين عمر بن علي بن رسول‪.‬‬


‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫(((كتبت يف (أ) يفرتي‪ ،‬والتصحيح من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( هو الفقيه والشاعر أبو عبد اهلل محمد بن إبراهيم بن زنقل‪ ،‬عاش يف عهد السلطان‬
‫المجاهد علي بن المؤيد داود الرسولي‪ ،‬وحظي عنده بمكانة رفيعة‪ ،‬وكان يغار إذا‬
‫مدح أحدً ا غيره‪ ،‬تويف بعد سنة ‪750‬هـ‪1349 /‬م‪ .‬انظر‪ :‬الخزرجي‪ ،‬العقد الفاخر‬
‫الحسن‪.1773 - 1770 /4 ،‬‬
‫‪139‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫كـــذا وح ــس ــان ب ــن ثــابــت يسجع‬ ‫خجلوا كما خجل الصحابة يوم فتح‬
‫وهذا [البيت](‪ )1‬يف قصيدة له أولها‪ :‬صب بكاظمة أشحبت ُه أربعة‪.‬‬
‫وهذا فيها إجادة قوية‪ ،‬ذكر فيها جملة من علماء الزمان المتقدمين‬
‫[‪/29‬ب] وشيوخ الطائفة المشهورين‪ ،‬قلت وقد حكى الفقيه إبراهيم بن‬
‫محمد بن أحمد األهدل(‪ ،)2‬قال‪ :‬جئت جدي الفقيه أبي بكر بن أبي القاسم‬
‫زائرا‪ ،‬فقال‪ :‬يا إبراهيم اكتب‪ .‬قلت‪ :‬ما أكتب‪ .‬قال‪ :‬اكتب بسم اهلل‬
‫األهدل ً‬
‫أسرة اهلل يف بقعة من بقع اهلل إال كانت‬
‫سر من ّ‬ ‫الرحمن الرحيم‪ ،‬ما سكن ٌّ‬
‫مقدسة‪ ،‬أي مطهرة إلى يوم القيامة‪ .‬قلت‪ :‬وأذكر ليلة(‪ )3‬أن جماعة زاروه إلى‬
‫محلته التي كنا فيها معه‪ ،‬ومدح أحدهم بقصيدة الشيخ عبد القادر الجيالين‬
‫‪-‬نفع اهلل به‪ ‬وبالصالحين‪ -‬بقوله‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫رق النسيم وراقت األسحار‬
‫فحصل الفقيه يف حالة عظيمة‪ ،‬فقالت الجماعة للفقيه عقيب صحى من‬
‫البكاء‪ :‬يا سيدي نشتهي لمجلسنا كرامة تكون مذكورة‪ .‬فقال‪ :‬من حضر معنا‪،‬‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( ورد ذكر الفقيه إبراهيم بن محمد بن أحمد األهدل لدى صاحب كتاب تحفة الزمن‪،‬‬
‫واعتمد عليه المؤلف يف بعض الحكايات‪ .‬انظر‪ :‬األهدل‪.261 /2 ،‬‬
‫((( يف (ب) كتبت‪ :‬وقد ذكر‪.‬‬
‫(((هي قصيدة للشاعر محمد بن علي بن عباس الهيثمي‪ ،‬المولود يف القاهرة سنة‬
‫‪770‬هـ‪1368 /‬م‪ ،‬وكانت يف مدح النبي ﷺ‪ ،‬ويقول يف مطلعها‪:‬‬
‫وهمى الغمام بوابل األمطار‬ ‫وهب يف األسحار‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫رق النسيم‬
‫بالصبا‪ ...‬وتراقصت طر ًبا على األشجار‬
‫واهتزت األغصان تيها ّ‬
‫ّ‬
‫انظر‪ :‬السخاوي‪ ،‬محمد بن عبد الرحمن بن محمد‪ ،‬الضوء الالمع ألهل القرن‬
‫التاسع‪ ،‬بيروت‪ ،‬منشورات دار مكتبة الحياة‪( ،‬د‪ .‬ت)‪.186 /8 ،‬‬
‫‪140‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫غفر له هذه الليلة ‪ -‬نفع اهلل به [آمين](‪ )1‬وبالصالحين‪ .-‬قلت‪ :‬وهم أهل بيت‬
‫عفة وصالح‪ ،‬وفقر ‪ -‬نفع اهلل هبم‪ ،-‬وولده الفقيه أبو القاسم بن أبي بكر حاله‬
‫حال مبارك وعليه عنوان الصالح والخير ‪ -‬نفعنا اهلل هبم وبأمثالهم‪.-‬‬
‫ثم الفقيه أحمد بن عمر األهدل كان له الورع الكلي والصالح‪ ،‬وكان صاحب‬
‫شارة(‪ ،)2‬وكان عليه من النور واألدب ما ال يوجد(‪ )3‬يف ذريته؛ الوسامة واألدب‬
‫الذي لم يكن يف غيرهم من الناس‪ ،‬بحيث إنك إذا رأيت ً‬
‫طفل منهم يف المعالمة‬
‫(‪)4‬‬

‫رأيت عليه عنوان الجمال‪ ،‬ورأيت الكمال‪ ،‬كما قال صاحب‪ ‬الربدة(‪:)5‬‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( كتبت يف (أ) يسارة والتصحيح من (ب)‪.‬‬
‫((( كتبت يف (أ) يجدو‪ ،‬والتصحيح من (ب)‪.‬‬
‫كثيرا يف المصادر‬
‫((( المعالمة أو الكتّاب وهي مشهورة عند أهل اليمن‪ ،‬وقد ورد ذكرها ً‬
‫اليمنية‪ ،‬ويف الغالب هي عبارة عن حجرة أو مكان يتسع لمجموعـة من األطفال يلحق‬
‫يف أكثر األحيان بالمساجد أو بالمدارس يف المدن‪ ،‬أما يف األرياف فتكون يف المسجد‬
‫أو الشارع أو قرب شجرة‪ ،‬وهي تعد بمثابة مدارس التعليم األولى أو األساسي أو‬
‫االبتدائي‪ .‬انظر‪ :‬الجندي‪ ،‬السلوك‪239 /2 ،‬؛ الشجاع‪ ،‬عبد الرحمن عبد الواحد‪،‬‬
‫الحياة العلمية يف اليمن يف القرنين الثالث والرابع للهجرة‪ ،‬إصدارات وزارة الثقافة‬
‫والسياحة‪ ،‬صنعاء‪1425 ،‬ﻫ‪2004/‬م‪ ،‬ص‪.63‬‬
‫((( صاحب الربدة هو أبو عبد اهلل شرف الدين محمد بن سعيد بن حماد بن عبد اهلل‬
‫الصنهاجي البوصيري المصري (‪696 - 608‬هـ‪1296 - 1212/‬م)‪ ،‬شاعر‪،‬‬
‫حسن الديباجة‪ ،‬مليح المعاين‪ ،‬ينسب إلى بوصير (من أعمال بني سويف‪ ،‬بمصر)‪،‬‬
‫أمه منها‪ ،‬وأصله من المغرب من قلعة حماد‪ ،‬من قبيلة يعرفون ببني حبنون‪ ،‬ولد‬
‫يف هبشيم من أعمال البهنساوية‪ ،‬وتويف باإلسكندرية‪ ،‬له (ديوان شعر طبع)‪ ،‬وأشهر‬
‫شعره الربدة‪ ،‬ومطلعها‪( :‬أمن تذكر جيران بذي سلم)‪ ،‬شرحها وعارضها كثيرون‪،‬‬
‫والهمزية‪ ،‬ومطلعها‪( :‬كيف ترقى رقيك األنبياء)‪ ،‬وعارض (بانت سعاد) بقصيدة‪،‬‬
‫مطلعها‪( :‬إلى متى أنت باللذات مشغول)‪ .‬انظر‪ :‬الزركلي‪ ،‬األعالم‪.139/6 ،‬‬
‫‪141‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫(‪)1‬‬
‫والورد يمتاز بالسماء من السلم‬
‫ومن ولده‪ :‬محمد‪ ،‬وعمرو‪ ،‬وعثمان‪ ،‬ويحيى‪ ،‬فيحيى أمه بنت الفقيه محمد‬
‫بن عمر الدبر(‪- )2‬نفع اهلل به‪ ،-‬وكان الفقيه محمد [بن عمر](‪ )3‬سعيد الصورة‪،‬‬
‫مآثرا لم‬
‫عظيما‪ ،‬وبنى ً‬
‫ً‬ ‫ميمون [‪/30‬أ] المشورة(‪ ،)4‬أقبلت عليه الدنيا ً‬
‫إقبال‬
‫خوصا(‪ ،)5‬ثم‬
‫ً‬ ‫أثرا‪ ،‬وبنى جامع المراوعة‪ ،‬وهو كان للشيخ‬ ‫يبني غيره مثلها ً‬
‫وآجرا‪ ،‬وهو مسجد أنور من مسجد عمر بن إبراهيم‬ ‫ً‬ ‫جصا‬
‫بناه الفقيه محمد ً‬
‫عظيما‪ ،‬وهو مأثر‬
‫ً‬ ‫انشراحا‬
‫ً‬ ‫البجلي بشجينة‪ ،‬وفيه نور عظيم‪ ،‬وينشرح داخله‬
‫للربكات‪ ،‬وفيه منرب ساج‪ ،‬وطاقات حديد‪ ،‬وللفقيه أحمد بن عمر والده‬
‫مسجد بالقرب منه‪ ،‬ولكن هذا المسجد الذى بناه الفقيه فيه تألق عظيم وزينة‬
‫لم يكن [عندي](‪ )6‬يف ِ‬
‫بالد العرب ما يشبهه من المساجد‪ ،‬وهو الجامع اليوم‪،‬‬
‫ولما مات الفقيه محمد بن أحمد ‪-‬رحمه اهلل تعالى‪ -‬وصل الفقيه محمد بن‬
‫زائرا للشيخ ومعزيه‪ ،‬فاجتمع إليه بنو الشيخ يف المسجد‪ ،‬فقال لهم‬
‫إسماعيل ً‬
‫الفقيه محمد بن إسماعيل المكدش‪ :‬اعلموا يا بني الشيخ أن الفقيه أحمد‬
‫((( يقول البيت‪:‬‬
‫تميزهم‬
‫ْ‬ ‫السالحِ لهم سيمى‬
‫شاكي ِّ‬
‫والور ُد يمتا ُز بالسيمى عن السل ِم‬
‫نشرهم‬
‫ُ‬ ‫رياح النصرِ‬
‫ُ‬ ‫تُهدى َ‬
‫إليك‬
‫من ديوان البوصيري‪ ،‬ص‪.250‬‬
‫((( كتب المؤلف يف الهامش‪ :‬قف على الفقيه محمد الدبر‪ .‬والفقيه محمد بن عمر‬
‫الدبر‪ :‬هو‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) الشهرة‪.‬‬
‫خصوصا‪.‬‬
‫ً‬ ‫((( يف (ب)‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪142‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫ابن عمر بركتكم وولده محمد سعدكم‪ .‬وقد كان يقال يف أيام حياته هو أسعد‬
‫أهل زمانه‪ ،‬فلما مات تغيرت الحاالت من كل شيء‪ ،‬وعرف الناس سعده‪،‬‬
‫ثم ولده أحمد بن محمد األهدل ‪ -‬نفع اهلل به‪ ،-‬صاحب كرم واسع مشهور‪،‬‬
‫وإطعام مذكور‪ ،‬لم يكن أحد يشبهه بالكرم الجم‪ ،‬والصرب الجميل‪ ،‬والنيل‬
‫الجزيل‪ ،‬وفيه حرية‪ ،‬ولم يكن يلزم ما يف يده لو يحصل له يف ساعته(‪ )1‬ألف‬
‫فقيرا‪ ،‬كما قال‬
‫يمس عنده منها شيء من كرم نفسه‪ ،‬ولكرمه ال يزال ً‬ ‫ِ‬ ‫دينار‪ ،‬ولم‬
‫المتنبي رحمه اهلل‪ ‬تعالى‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الجود يفقر واألقدام قتال‬

‫وال يزال يحث بنى الشيخ على مكارم األخالق ‪ -‬نفع اهلل به‪ ،‬وحفظ على‬
‫المسلمين بقاه‪ ،‬وأعال يف جنة الفردوس مرتقاه‪/30[ .-‬ب]‬
‫ومن جملة ما فيه أهنا وقعت مجاعة عظيمة‪ ،‬وحصل له من السلطان ألف‬
‫دينار قرضه يف وقت أشد ما يكون‪ ،‬فما خرج من زبيد إال وقد ذهب أكثره‪،‬‬
‫وكذلك يف الطريق‪ ،‬كان حيث ما أمسى صرف شيء لم يصرفه غيره‪ ،‬نفع‬
‫اهلل به‪ ،‬ثم [كان](‪ )3‬كذلك الفقيه محمد الدبر والفقيه علي بن آدم الزيلعي‬
‫(‪)4‬‬

‫((( يف (ب) ساعة واحدة‪.‬‬


‫(((يقول المتنبي يف هذه القصيدة‪:‬‬
‫لوال المشقة ساد الناس كلهم * الــجــود يفقر واإلقــــدام قتال‬
‫انظر‪ :‬اليافعي‪ ،‬مرآة الجنان‪.94 - 93 /4 ،‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( آل الزيلعي أو العقيلي أسرة تنسب إلى عقيل بن أبي طالب‪ ،‬سكنوا قرية السالمة‬
‫من وادي نخلة‪ ،‬وكان أصل بلدهم بطة‪ ،‬قرية من قرى الحبشة‪ ،‬ولذلك يقال لهم بنو‬
‫الزيلعى‪ ،‬وكان أول من قدم منهم قرية السالمة جدهم لهم كان يسمى محمد‪ .‬انظر‪:‬‬
‫الجندي‪ ،‬السلوك‪.383 /2 ،‬‬
‫‪143‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫علما‪ ،‬فيقال إهنما ٌ‬


‫كل منهما قرأ على اآلخر‪،‬‬ ‫كانا عالمي وقتهما‪ ،‬وكانا مجودين ً‬
‫وأحدهما قرأ على ابن عشيقه رجل مقبور قبلي محل الدارية(‪.)1‬‬
‫وكان الفقيه علي بن آدم الزيلعي يوضح المشكالت ويربهن الغامضات‪،‬‬
‫وكان الفقيه محمد بن عمر الدبر عالم عامل يغلب عليه الخوف من اهلل تعالى‪،‬‬
‫ً‬
‫نحول(‪ ،)2‬وقد قيل إن بعضهم لقي أبا العباس الخضر‪ ،‬فقال‬ ‫وكان كأنه الخيط‬
‫له‪ :‬يا سيدي ما تقول يف الفقيه محمد بن عمر الدبر‪ .‬فقال‪ :‬ما أظلت الخضراء‪،‬‬
‫وال أقلت الغرباء على شيء أفضل منه‪ .‬وقيل إنه كان يحيض كما تحيض المرأة‬
‫(‪)3‬‬
‫من جملة ما احتوى عليه من خوف اهلل تعالى‪ .‬ويقال إن عبد الرحمن اليافعي‬
‫زائرا إلى المراوعة‪ ،‬فأرسل إليه الفقيه محمد بن عمر الدبر؛ ما تقول‬
‫ً‬
‫(‪)4‬‬
‫وصل‬
‫شيوخ الطريقة‪ ،‬وعلماء الحقيقة يف رجل يحيض كما تحيض المرأة؟‪ .‬فأجاب‬
‫عبد الرحمن بن عبد اهلل اليافعي أن هذا الرجل عليه خوف اهلل تعالى‪ ،‬فدواه‬
‫الرجاء هلل تعالى‪ .‬فحين قدم عليه الجواب بكى‪ ،‬وقال‪ :‬رجوته رجوته‪ .‬وله‬
‫قصائد ربانية‪ ،‬ومدائح [‪/31‬أ] نبوية‪ ،‬يتضرع فيها غاية التضرع‪ ،‬ويقال‪ :‬إنه عند‬
‫أن مات‪ ،‬كان يقول السبع السبع‪ .‬وال أدري يعني السبع المثاين يف كتاب اهلل(‪،)5‬‬

‫((( محل الدارية‪ :‬من قرى وادي سهام‪ .‬انظر‪ :‬الجندي‪ ،‬السلوك‪.382/1 ،‬‬
‫((( عبارة غير مفهومة‪.‬‬
‫((( هو الولي الشيخ اإلمام عبد الرحمن عبد اهلل اليافعي‪ ،‬وكان من كبار شيوخ عصر‪،‬‬
‫ذكره الربيهي يف ترجمة المقرئ الصالح جمال الدين محمد بن الفضل الشهيلي‬
‫المتوىف سنة ‪850‬هـ‪1446 /‬م‪ .‬طبقات صلحاء اليمن‪ ،‬ص ‪.61‬‬
‫((( يف (ب) قدم‪.‬‬
‫((( السبع المثاين‪ :‬وقيل هي فاتحة الكتاب‪ ،‬وهي سبع آيات‪ ،‬قيل لها مثان ألهنا يثنى‬
‫هبا يف كل ركعة من ركعات الصالة وتعاد يف كل ركعة‪ .‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪،‬‬
‫‪.119/14‬‬
‫‪144‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫أو السبع كالجرز(‪ ،)1‬وياسين‪ ،‬والسجدة‪ ،‬والدخان(‪ ،)2‬والواقعة‪ ،‬والحشر‪،‬‬


‫وتبارك المشهورات‪ ،‬وكان نسبه من الرقابة(‪ ،)3‬نفع اهلل به وبأمثاله يف الدارين‪،‬‬
‫وكذلك حكاية حكى القاضي األجل الصالح محمد بن عبد اهلل الناشري‬
‫رجل كان يف حد ذؤال‪ ،‬قد عتى على اهلل تعالى‪ ،‬وتمرد‬ ‫رحمه اهلل تعالى أن ً‬
‫وتمادى إلى هنب المسلمين‪ ،‬ثم إنه وفد على بدوي يرعى أبله فاستسقاه لبنًا‪،‬‬
‫ً‬
‫وشمال فلم َير عنده أحدً ا‪ ،‬فأخذه‬ ‫فسقاه وأحسن إليه‪ ،‬ثم التفت السارق يمينًا‬
‫وأوثقه كتا ًفا‪ ،‬وساق أبله‪ ،‬فلما كان ببعض الطريق(‪ )4‬وقع يف كردوس خيل‪،‬‬
‫فأخذوه وساقوا اإلبل‪ ،‬وأتوا به إلى خادم مضروب(‪ )5‬وفيه رجل‪ ،‬فأوقفوه بين‬
‫يديه وهتدده‪ ،‬وقال له‪ :‬يا فاعل‪ ،‬فعل لك هذا الرجل البدوي من الخير ما فعل‪،‬‬
‫وسقاك لبنًا فأخذته وكتفته‪ ،‬وأخذت أِبله‪ ،‬واهلل لئن لم ترجعها إليه‪ ،‬وتتوب‬
‫عما أنت عليه‪ ،‬آلخذنك ثانية‪ ،‬وأضرب عنقك‪ .‬فقال‪ :‬يا سيدي التوبة‪ .‬فأخذوه‬
‫وردوه إلى موضع ما أخذه اإلبل‪ ،‬وفكوا عن الرجل الوثاق‪ ،‬ورجعوا به إلى‬
‫عظيما(‪ ،)6‬فقام من شدة التعب نام‪ ،‬فما أنبهه إال‬ ‫ً‬ ‫الخادم‪ ،‬فرجع وقد تعب تع ًبا‬
‫حرارة الشمس(‪ ،)7‬فانتبه فلم َير أحدً ا وال خاد ًما‪.‬‬

‫((( لعل مقصوده بالجرز سورة السجدة‪ ،‬ألهنا السورة الوحيدة التي وردت فيها الكلمة‬
‫ض ا ْل ُج ُر ِز‪.﴾...‬‬
‫﴿أ َو َل ْم َي َر ْوا َأنَّا ن َُس ْو ُق ا ْل َما َء إِ َلى ْالَ ْر ِ‬
‫يف قوله تعالى‪َ :‬‬
‫((( (ب) الرحمن‪.‬‬
‫((( الرقابة‪ :‬من قبائل العبسية‪ ،‬أحد فروع قبائل عك‪ ،‬ومنطقتهم المراوعة‪ .‬المقحفي‪،‬‬
‫معجم البلدان‪.699 /1 ،‬‬
‫((( يف (ب) كتبت يف بعض األسفار يف الطريق‪.‬‬
‫((( عبارة غير مفهومة‪.‬‬
‫((( يف (ب) شديدً ا‪.‬‬
‫((( يف (ب) فما انتبه إال أخر الشمس‪.‬‬
‫‪145‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫ثم نذكر أوالد عبد اهلل الناشري نفع اهلل هبم(‪ )1‬منهم‪ :‬إسماعيل بن عبد‬
‫اهلل الناشري‪ ،‬كان قاض ًيا ال تأخذه [‪/31‬ب] يف اهلل لومة الئم‪ ،‬وكان أكرم‬
‫القضاة(‪ ،)2‬وتولى مد ًة القضاء يف المهجم‪ ،‬وكان ربما يفطر يف بيته ما ينيف‬
‫على المائتين‪ ،‬وكان ربما يعزل نفسه من القضاء‪ ،‬وسمعت الفقيه محمد ابن‬
‫علي األشخر(‪ )3‬رحمه اهلل تعالى‪ ،‬قال‪ :‬كنت أقرأ على الفقيه إسماعيل بن عبد‬
‫اهلل الناشري رحمه اهلل‪ ،‬فمرضت وتحملت من المهجم إلى بيت األشخر(‪،)4‬‬
‫(‪)6‬‬
‫عظيما قاربت(‪ )5‬فيه الموت‪ ،‬فسمع بي وجاءين وقعد [معي]‪ ‬‬
‫ً‬ ‫مرضا‬
‫ومرضت ً‬
‫يف المنزل‪ ،‬ولم أشعر به من شدة المرض‪ ،‬فرأيت ملكين نزال علي وأنا مستيقظ‪،‬‬
‫وقال أحدهما‪ :‬أقبضه‪ .‬وقال الثاين‪ :‬سل عنه ربك‪ .‬قال‪ :‬فرجع(‪ )7‬أحدهما وأنا‬
‫ناظر إليه حتى غاب عن عيني‪ ،‬وجاء ضاح ًكا‪ ،‬فقال له صاحبه‪ :‬هل حصلت‬
‫مهلة‪ .‬قال‪[ :‬نعم](‪ .)8‬فأصبحت قد أفقت ً‬
‫قليل‪ ،‬ورأيت الفقيه فعرفته‪ ،‬وسمعته‬
‫يقول لغالمه‪ :‬شد الحمار‪ .‬فقلت‪ :‬يا سيدي إلى أين؟ قال‪ :‬إلى المهجم‪.‬‬
‫قلت‪ :‬يا سيدي إين لم أشعر بك إال اليوم قف عندي حتى أتمأل بك‪ .‬فقال لي‪:‬‬
‫كريما عزل نفسه يف آخر عمره من‬
‫صالحا ً‬
‫ً‬ ‫قد حصلت المهلة نفع اهلل به‪ .‬وكان‬

‫((( يف الهامش كتبت عبارة‪ :‬أوالد عبد اهلل الناشري يف النسخة (ب)‪.‬‬
‫((( كتبت يف (ب) الناس‪.‬‬
‫((( هو الفقيه أبو عبد اهلل محمد بن علي األشخر (ت‪818 :‬هـ‪1415 /‬م)‪ .‬ترجم له‪:‬‬
‫الشرجي‪ ،‬طبقات الخواص‪ ،‬ص‪.300 - 299‬‬
‫األش َخر‪ :‬وتعرف باسم محل األشخر من مديرية الزيدية‪ .‬المقحفي‪ ،‬معجم‬ ‫((( بيت ْ‬
‫البلدان‪.69 /1 ،‬‬
‫((( كتبت يف (ب) فرأيت‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( كتبت يف (ب) فعرج‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪146‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫القضاء‪ ،‬وأخوه محمد بن عبد اهلل بن يعقوب(‪[ )1‬الناشري] (‪ ،)2‬نفع اهلل به‪[ ،‬أحد‬
‫‪ ‬‬

‫الكرماء روى الشيخ الصالح عبد اهلل بن يعقوب نفع اهلل به](‪ )3‬أنه رأى النبي‪ ‬ﷺ‬
‫يقول‪ :‬من ق ّبل بين عيني القاضي محمد بن عبد اهلل الناشري دخل‪ ‬الجنة‪.‬‬
‫وكان إذا حضر عنده خصمان يف الحكومة؛ عرف صاحب الباطل فراسة‬
‫فيه‪ ،‬وقيل إن الشيخ أبا بكر بن يوسف الكحالين قدم بعدما حج إلى الكدراء‬
‫إلى الراوي‪ ،‬وكان ال يأمن األمراء‪ ،‬فأرسل إلى القاضي محمد فواجهه‪ ،‬وقبل‬
‫عينيه‪ ،‬ورجع [‪/32‬أ] إلى منزله‪ ،‬فما عاش إال ً‬
‫قليل حتى(‪ )4‬مات رحمه اهلل‬
‫تعالى‪ ،‬وكان كثير إطعام الطعام‪ ،‬قيل إنه اعتكف على أذكار النووي(‪ )5‬أيا ًما‪،‬‬
‫علي‪،‬‬
‫إلي‪ ،‬وتغضب ّ‬
‫كلب آخر عن حاله‪ ،‬فقال‪ :‬كالب تأيت ّ‬
‫فسمع كل ًبا يسأله ٌ‬
‫وأنا فرد ال ثاين معي‪ ،‬فعينني عليهم‪ .‬قال فسمعت الكلب الذي يسأله يقول(‪:)6‬‬
‫علي فلن أتركك لهم‪.‬‬
‫أما بعدما شكوت ّ‬
‫ومما حكاه القاضي األجل جمال الدين محمد بن عبد اهلل الناشري‪ ،‬كان‬
‫رجل يف حد ذؤال‪ ،‬وكان يف أزمة شديدة‪ ،‬فحصل على أوالده انقطاع من الطعام‬
‫ثالثة أيام‪ ،‬فحصل لهم شيء‪ ،‬فحال عزموا على األكل هو وعياله(‪ )7‬وفد عليهم‬
‫ثالثة أقوام سراق‪ ،‬فقالوا له‪ :‬هات ما عندك‪ .‬فقدم إليهم ذلك الطعام مخافة‬

‫((( ابن يعقوب ساقطة من (ب)‪.‬‬


‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( كتبت يف (ب) إلى أن‪.‬‬
‫((( كتبت يف (أ) البوين والتصحيح من (ب)‪.‬‬
‫((( يقول‪ ،‬ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫((( هو وعياله‪ ،‬ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫‪147‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫شرهم‪ ،‬فبقيت أم عياله(‪ )1‬تلومه على فعله‪ ،‬فقال لها صاحب البيت‪ :‬إنما‬
‫ً‬
‫جمل على بابه‬ ‫فعلت(‪ )2‬ذلك خيفة منهم‪ .‬فلما أكلوا خرجوا من منزله رأوا‬
‫أيضا نبيعه بكذا وكذا‪ .‬فركبه واحد منهم فطار به يف الهوى‪،‬‬ ‫ً‬
‫مناخا‪ ،‬فقالوا‪ :‬هذا ً‬
‫فبقوا أصحابه حائرين مما جرى على صاحبهم‪ ،‬فجلسوا ساعة فسمعوا دو ًيا‬
‫شديدً ا فوقع صاحبهم بين أيديهم ميتًا‪ ،‬ومضوا(‪ )3‬هاربين‪.‬‬
‫ويف نواحي سهام غبيش(‪ ،)4‬وهو الشيخ محمد بنا كان فيه الخير العظيم(‪،)5‬‬
‫وكان يهب كل يوم ختمة‪ ،‬وكان مشهور الحال‪ ،‬قربه شرقي قرب سيدي الشيخ‬
‫علي األهدل نفع اهلل هبما‪ ،‬قيل من رقد على قربه وتمرشح دخل الجنة‪ ،‬وهذا‬
‫مروي عن الثقات ممن رأى [‪/32‬ب] النبي ﷺ‪.‬‬
‫والقطقطي كان رعوي مشهور بالصالح العظيم‪ ،‬قيل إنه كان بعد عصر‬
‫[سيدي](‪ )6‬الشيخ على األهدل نفع اهلل هبما‪ ،‬قيل إنه جاء إليه جندي يف‬
‫المكتب وراعه(‪ ،)7‬وهز عليه بالسيف‪ ،‬فنظر إلى السماء‪ ،‬وقال‪ :‬يا رب العبد‬
‫يقتلني‪ .‬فمات الجندي من ساعته‪ ،‬وهو مقبور قبلي محل الدارية بنصف ميل‪.‬‬
‫ثم نذكر بنو المقرصة‪ :‬هم أناس صالحون‪ ،‬يف قرية بجنب المراوعة‪ ،‬يقال‬
‫[لها](‪ )8‬بيت بن أحمد‪ ،‬شرقي المراوعة‪ ،‬يقال إن صوابه أن أمهم بنت الشيخ‬
‫((( كتبت يف (ب) أم العيال‪.‬‬
‫((( كتبت يف (أ) فعلنا والتصحيح من (ب)‪.‬‬
‫((( كتبت يف (ب) وولوا‪.‬‬
‫((( سهام غبيش ويف الهامش كتبت بيت غبيش منطقة غير معروفة‪ ،‬ويبدو أهنا من قرى‬
‫وادي سهام‪.‬‬
‫((( عبارة غير مفهومة‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( أخافه‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪148‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫علي األهدل واهلل أعلم‪ ،‬كان يقول الشيخ محمد بن عمر النهاري نفع اهلل به‪:‬‬
‫بنوا المقرصة فراقيص مذفنة‪ .‬الفرقوص ثمر الدبا حبحب‪ ،‬حبته(‪ )1‬تزكو فتأكله‬
‫العرب(‪ ،)2‬وتدفن منه‪ .‬وهو يف شجرة ما يدفن فتكون مني ًفا‪ ،‬فيقال فرقوص‬
‫مدفونًا‪ ،‬عرف منهم الفقيه الصالح عمر بن أحمد‪ ،‬جاوز عمره المائة السنة‪،‬‬
‫وكان ال يعرف النساء‪ ،‬وكان من أهل الصالح والخير نفع اهلل به‪.‬‬
‫ثم بنو خطاب بمحل الدارية‪ ،‬كانوا يف قديم الزمان أهل علم مشهور‪ ،‬ثم بعد‬
‫ذلك دخلوا يف الكتابة‪ ،‬ويقال إن الفقيه أبا بكر بن خطاب كان من علماء الزمان‪،‬‬
‫معاصرا للشيخ والفقيه أهل عواجة نفع اهلل هبما‪ ،‬وكان قد قتل الملك‬‫ً‬ ‫وكان‬
‫المنصور(‪ )3‬ووقعت فرتة‪ ،‬فقال الشيخ والفقيه للفقيه أبي بكر بن خطاب‪ :‬خذ‬
‫القضاء واحكم‪ .‬فقال الفقيه أبو بكر‪ :‬من غير دستور من(‪ )4‬الوالة‪ .‬فقال له‪ :‬قم‬
‫وال ُتعزل حتى تموت‪ .‬فكان كذلك‪ ،‬ووصل يحيى بن العمك الرامي(‪ )5‬خاط ًبا‬

‫((( كتبت يف (أ) حرية‪ ،‬والتصحيح من (ب)‪.‬‬


‫((( كتبت يف (ب) الغراب‪.‬‬
‫((( قتل الملك المنصور‪ ،‬عبارة ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫((( خذ القضاء واحكم‪ ،‬فقال الفقيه أبو بكر من غير دستور من غير‪ ،‬عبارة ساقطة‬
‫من‪( ‬ب)‪.‬‬
‫((( هو أبو علي يحي بن إبراهيم بن العمك كان من أعيان المشايخ يف العلم والنسب‪،‬‬
‫وكان يف أوله منقط ًعا على رآسة قومه يركب الخيل‪ ،‬ويطيعه قومه‪ ،‬فكان سبب‬
‫اشتغاله بالعلم أنه خطب من الفقيه أبي بكر بن خطاب ابنته فامتنع‪ ،‬فلما الزمه قال‬
‫ال أزوجك أنت رجل جاهل‪ ،‬فحملته األنفة على قراءة العلم ومصاحبة أهله حتى‬
‫صار إما ًما باألدب يقول الشعر ويشارك بالفقه‪ ،‬ولما تحقق منه ابن خطاب كونه قد‬
‫صار معدو ًدا يف أهل الفضل زوجة بابنته‪ ،‬وأتت له بأوالد وذرية إلى آمنهم كما يذكر‬
‫الجندي‪ ،‬وكان يضرب به المثل يف حسن الجوار والوفاء بالذمام‪ ،‬وله يف ذلك أخبار‬
‫يطول شرحها‪ .‬السلوك‪.361/2 ،‬‬
‫‪149‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫كفؤا‪ .‬فغضب من‬


‫إليه بنته‪ ،‬فقال‪ :‬إن بنتي عالمة منصفة‪ ،‬ولست لها [‪/33‬أ] ً‬
‫ذلك وكسر سالحه‪ ،‬ودخل تعز‪ ،‬فتعلم كتاب اهلل [تعالى]‪ ،)1( ‬وقرأ يف العربية‪،‬‬
‫وصنف كتا ًبا يف عروض الشعراء‪ ،‬أجاد فيه غاية اإلجادة‪ ،‬فجاء به إلى الفقيه‬
‫أبي بكر بن خطاب‪ ،‬فأدخله على بنته‪ ،‬فاستجادت الكتاب‪ ،‬وتزوج هبا يحيى‬
‫بن العمك‪ ،‬وله أحاديث كثيرة‪ ،‬وكان سكنه(‪ )2‬البسيط قبلي وادى رمان(‪،)3‬‬
‫أيضا‪ ،‬كانوا يتذاكرون يف‬
‫عالما ً‬
‫وكان ابن عمه يسمى إبراهيم بن إدريس‪ ،‬كان ً‬
‫العلم جمي ًعا‪ ،‬وكان يقرأ عليه الملك المظفر رحمهما اهلل تعالى‪ ،‬وله أشعار‬
‫‪56‬‬
‫أنيقة‪[ ،‬وسطرها](‪ )4‬يف سودا صاحبة أجواف السودا‪:‬‬
‫يسارقني لخطها مــن قريب‬ ‫عــشــيــة ســـــودا قـــد أقــبــلــت‬
‫كمثل الغزال الفريد الغريب‬ ‫مــولــده مــن بــنــات الموالي‬
‫وسمع الوشاة وعين الرقيب‬ ‫وقد عميت أعين(‪ )5‬الكاشحين‬
‫فــيــا(‪ )6‬الئمي أبــدً ا بالمصيب‬ ‫فــإن المني الــنــاس يف حبها‬
‫وما ذاك لو أنصفوا بالمغيب‬ ‫يقولون ســودا ومــا أنصفوا‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( يف (ب) مسكنه‪.‬‬
‫((( البسيط‪ :‬من ضواحي وادي سهام‪ ،‬شرقي مدينة الحديدة‪ .‬الشميري‪ ،‬عبد الولي‪،‬‬
‫موسوعة األعالم‪.www.al-aalam.com/personinfo.asp ،‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( كتبت يف (ب) أمنت أمين‪.‬‬
‫((( كتبت يف (ب) فما‪.‬‬
‫‪150‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫أيضا رحمه اهلل تعالى [آمين](‪:)1‬‬


‫كثيرا مخافة اإلطالة‪ ،‬وله ً‬
‫وتركت منها ً‬
‫والنجم يف الجانب الغربي منشور‬ ‫هبت لنا وقميص الليل مزرور‬
‫ونحن بالحزن أن الغور ممطور‬ ‫صبا ُيخبر تــاريــخ الــخــزام بها‬
‫كما تعانق مهجور ومهجور‬ ‫أمسى يعانق أغصان األراك بها‬

‫تركت منها شيء‪.‬‬


‫وكان له سوق يف البسيط يغدو إليه الناس من كل ناحية‪ ،‬وكان له ابن عم‬
‫تاجرا وقتله‪ ،‬فدخل بابن عمه السوق وقتله على رؤوس المأل‪ ،‬وكان‬ ‫ً‬ ‫هنب‬
‫َ‬
‫سكنه البسيط‪ ،‬وسكن الرمان األسفل‪/33[ ،‬ب] وخبته األشم‪ ،‬ثم انتقلوا‬
‫منه إلى العثمان ّية(‪ ،)2‬وكانت العثمانية مدينه عظيمة أيام دولة العرب(‪ ،)3‬يف‬
‫دولة [الملك](‪ )4‬المجاهد‪ ،‬وقد حمل الملك المجاهد‪ ،‬ويف هذا نزلوا أسفل‬
‫سهام‪ ،‬وخبته األيمن للزنيين(‪ )5‬أوالد زن‪ ،‬ذكره الفقيه أبو بكر بن أبي القاسم‬
‫(‪)7‬‬
‫[األهدل](‪ )6‬نفع اهلل به‪ ،‬قال‪ :‬قدم علينا مرة الفقيه عبد اهلل بن أسعد اليافعي‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( مكتوب بالهامش‪ :‬قف على العثمانية كانت مدينة عظيمة‪ ،‬اليافعي‪ .‬والعثمانية‪ :‬أو‬
‫جبل عثمان قرية أسفل قاع جهران‪ ،‬بالقرب من قرية أفق‪ .‬المقحفي‪ ،‬معجم البلدان‪،‬‬
‫ج‪ ،2‬ص‪.1018‬‬
‫((( من األمور التي ميزت المعلم وطيوط أنه وصف دولة بني رسول بدولة العرب‪ ،‬ليس‬
‫كغيره من مؤرخي عصره وغيرهم الذين اختلفوا حول نسبهم وجذورهم القبلية‪،‬‬
‫التي يعيدها الكثير إلى الرتكمان وليس العرب‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يبدو أهنا أسرة أو قبيلة سكنت خبت سهام األسفل‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( هو المؤرخ أبو محمد عفيف الدين عبد اهلل بن أسعد بن علي بن سليمان اليافعي‬
‫المتوىف سنة ‪768‬هـ‪1366 /‬م‪ ،‬ومن أهم مؤلفاته‪ :‬كتاب‪« :‬روض الرياحين يف مناقب‬
‫الصالحين»‪ ،‬وكتاب‪« :‬مرآة الجنان وعربة اليقظان يف معرفة ما يعترب من حوادث‪ ‬الزمان»‪.‬‬
‫‪151‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫والفقيه أبو بكر بن محمد بن يعقوب أبو حربة زائرين‪ ،‬قال‪ :‬وسمرنا على‬
‫تربة سيدي الشيخ األجل علي بن عمر األهدل نفع اهلل به‪ ،‬قال‪ :‬فجاءتنا الحرة‬
‫حفصة(‪ )1‬ونحن نذكر حكايات الصالحين‪ ،‬فانكبت على قدم اليافعي‪ ،‬وقالت‬
‫له‪ :‬يا سيدي‪ ،‬الملك المجاهد قطعني عاديت ومسامحتي‪ ،‬ادع لي برجوعها‪.‬‬
‫قال وسمرنا إلى آخر الليل‪ ،‬وكان معنا جماعة‪ ،‬فقال أحدهم‪ :‬ياسيدي‪ ،‬ادع‬
‫لنا قد أضر بنا النعاس‪ .‬فقال اليافعي‪ :‬سبحان اهلل العظيم تنعسون من ذكر‬
‫[عظيما](‪ ،)2‬وأخذ يذم نفسه‪ ،‬ويقول‪ :‬أنا‬
‫ً‬ ‫األحباب‪ .‬ثم حصل عليه حالة وبكاء‬
‫الكلب األجرب‪ .‬حتى أضاء الفجر‪ ،‬وصلينا الصبح‪ ،‬وظل عندنا حتى(‪ )3‬كان‬
‫صالة العصر عقدنا زيارة الفقيه عمر بن حميد(‪ )4‬صاحب الحصامة(‪ )5‬فتقدمنا‬
‫إليه‪ ،‬فدخلنا الحصامة مع صالة المغرب‪ ،‬ومعنا الفقيه أبو بكر بن محمد ابن‬
‫يعقوب يوصينا ويقول‪ :‬يا ولدي ال يساير إال من كان يخمد على حشر الموز‪،‬‬
‫واحذرونا من يقول‪ :‬وحق رأس جدى وحق رأس أبي‪ .‬فسمعنا يف طرف قرية‬
‫[‪/34‬أ] الحصامة امرأة تمدح على ولدها وهى تقول‪:‬‬
‫مـــا لــنــا الـــذئـــب الـــمـــعـــوي مـــا لــه‬
‫لــــيــــا وال ل ــي ــل ــى لــه‬
‫ً‬ ‫يــــعــــوي يـــشـــا‬
‫لـــيـــلـــى تـــــوالهـــــا رجـــــــــال غ ــي ــره‬

‫((( يبدو أهنا من سيدات البيت الرسولي المقرب من السلطان المجاهد‪.‬‬


‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( كتبت يف (أ) ف ّلما‪ ،‬والتصحيح من (ب)‪.‬‬
‫((( من كبار مشايخ منطقة الحصامة‪ ،‬وينسب إلى قبيلة قحر من عك‪ .‬سوف يتم الحديث‬
‫عنه الح ًقا‪.‬‬
‫((( الحصامة‪ :‬وهم من قبائل ذي رعين‪ ،‬وعرف سكاهنا بالحصاميين‪ ،‬ويذكر أن منهم ما‬
‫زال بيت يف صنعاء‪ .‬المقحفي‪ ،‬معجم البلدان‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.468‬‬
‫‪152‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫فخر الفقيه أبو بكر بن محمد بن يعقوب(‪ )1‬مغش ًيا عليه إلى قريب الفجر‪،‬‬
‫وخرج إلينا الفقيه عمر بن حميد نفع اهلل هبم أجمعين‪ ،‬قلت‪ :‬وهذا عمر بن‬
‫حميد أحد شيوخ الطريقة العارفين شريعة وحقيقة‪ ،‬نسبه حمادي من القحرا(‪،)2‬‬
‫[له](‪ )3‬بداية(‪ )4‬جيدة‪ ،‬صنف كتا ًبا أجاد فيه غاية اإلجادة‪ ،‬وهذبه غاية التهذيب‪،‬‬
‫وأمر فيه بأحسن التأديب‪ ،‬هنى فيه عن األمور التي يف كثير من أهل وقتنا‪ ،‬ومن‬
‫كثير ما أجاد حصله القاضي األجل شرف الدين إسماعيل بن عبد اهلل الناشري‬
‫بخطه‪ ،‬وحذر فيه من الشيطان ومدارجته التي غفل عنها الناس‪ ،‬وأمر فيه‬
‫ً‬
‫أهوال يطيش عقل سامعها‪،‬‬ ‫بالتواضع هلل‪ ،‬وذكر أنه رأى القيامة(‪ )5‬قامت‪ ،‬وذكر‬
‫ويذوب لبه‪ ،‬وأنه رأى اجتماع الناس بعرفة من الصالحين‪ ،‬يقول خراج بر‬
‫خراج بر بلغة أهل البلد‪ ،‬ورأى مجتمع األنبياء‪ ،‬وسمع هذه وقال‪ :‬واهلل لو رأى‬
‫ً‬
‫رجال [ممن‬ ‫أنسان(‪ )6‬ما رأيت(‪ ،)7‬ما أكل طعا ًما‪ ،‬وال عرف منا ًما‪ ،‬قال‪ :‬ورأيت‬
‫لست‬
‫ُ‬ ‫يقرأ كتاب اهلل تعالى](‪ )8‬ممن أعرف قد جيء به‪ ،‬وقيل له‪ :‬اقرأ‪ .‬قال‪:‬‬
‫ُأحسن أقرأ حر ًفا واحدً ا‪ .‬وقد كان ممن يقرأ كتاب اهلل تعالى‪ ،‬ورأيت النساء‬

‫((( أبو بكر بن محمد بن يعقوب‪ ،‬عبارة ساقطة من (ب)‪.‬‬


‫((( القحر‪ :‬قبيلة تنسب ساعدة بن الشاهد بن عك بن عدنان‪ .‬انظر‪ :‬الملك األشرف‪،‬‬
‫طرفة األصحاب‪ ،‬ص‪.53‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( مكتوب بالهامش ية (تكلمه كلمه بدايه)‬
‫((( مكتوب بالهامش»‪ ،/‬قامت‬
‫((( يف (ب) كتبت‪ :‬أحد‪.‬‬
‫((( يف النسخة (أ) كررت كلمه‪ :‬ما رأيت مرتين‪ ،‬وتبعها الناس بكلمة‪ :‬أحد‪ ،‬وقمنا بحذفها‬
‫لعدم الحاجة لها‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪153‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫والصبيان ينادون‪ :‬وا محمداه‪ ،‬وا محمداه‪ ،‬وا فضيحتاه‪ ،‬وا كرباه‪ ،‬ورأيت أكثر‬
‫الناس جثاة على الركب قد أغرقتهم [‪/34‬ب] مدامعهم‪ ،‬وذكر ما ال يحصى‬
‫يف الساعة عشرة عشرة‪ ،‬ثم ذكر أن وال ًيا أغار سنة من السنين يف أسفل وادى‬
‫وغنما‪ ،‬ثم قفل راج ًعا إلى الكدرا‪،‬‬
‫ً‬
‫(‪)1‬‬
‫كثيرا من العرب منعوه‬
‫مال ً‬ ‫سهام‪ ،‬فأخذ ً‬
‫فشفعت إليه‪ ،‬فلم ينظر إلي‪ ،‬وكان جليسه رجل من عسكر الكدراء حرضه‬
‫أدعو عليه‪ ،‬فلما أصبحت أتاين أهل ذلك‬ ‫َ‬ ‫على أن يردين خائ ًبا‪ ،‬فهممت أن‬
‫البقر والغنم‪ ،‬وقالوا‪ :‬يافقيه‪ ،‬اشفع لنا إلى هذا الرجل‪ ،‬وأفد لنا منه‪ .‬وإذا بفقير‬
‫(‪)3‬‬
‫ينادي‪ ،‬يقول لي‪ :‬مالي أدعوك(‪ )2‬وأنت ال تجيبني‪ .‬انظر‪ ،‬ال يكون [لك]‬
‫تعرض يف هؤالء إلى األمير‪ ،‬أيكون هؤالء ال صالة لهم‪ ،‬وال زكاة‪ ،‬وال صيام‪،‬‬
‫وال مصيبة‪ .‬فقلت لهم‪ :‬يف اهلل تعالى الخير‪ .‬ارجعوا(‪ )4‬منازلكم‪ ،‬واستخلفوا‬
‫عظيما‪ ،‬ومما ذكره أنه قال‪ :‬من‬
‫ً‬ ‫اهلل تعالى‪ .‬فالموين على قولي لهم‪ ،‬وبكوا بكاء‬
‫تبجيل األجل‪ ،‬مقته اهلل(‪ ،)5‬وسقط من عين‬ ‫ً‬ ‫كتب إلى ٍ‬
‫وال من الوالة‪ ،‬يقول له‬
‫اهلل‪ .‬نسأل اهلل السالمة من كل إثم‪ ،‬والغنيمة من كل بر‪.‬‬
‫وقد حكى كثير من أهل البلد معنا أن الفقيه عمر بن حميد سكن معنا‬
‫بالغانمية‪ ،‬وتزوج هبا‪ ،‬وذكر للفقيه محمد بن إسماعيل المكدش‪ ،‬نفع اهلل به‪،‬‬
‫أنه كان يرى كل ليلة الموتى تأيت األنفة‪ ،‬ليرى كل والد ولده‪ ،‬واألخ أخاه‪،‬‬
‫واألم ولدها‪ ،‬قال‪ :‬فيسمعون نباح الكالب‪ ،‬فيرجعون هاربين‪.‬‬

‫كثيرا لعرب ضعوف‪.‬‬


‫ل ً‬ ‫((( يف (ب) كتبت‪ :‬ما ً‬
‫((( يف (ب) أناديك‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) ارفعوا‪.‬‬
‫((( يف (ب) إال مقته اهلل‪.‬‬
‫‪154‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫وقد حكى بعض العرب‪ ،‬قال‪ :‬خرجت ليلة إلى زائري األنفة‪ ،‬فلقيت ً‬
‫رجل‬
‫عريانًا‪ ،‬فقلت له‪/35[ :‬أ] من أنت؟ قال لي‪ :‬فالن من بني المكدش‪ ،‬أريد‬
‫أوالدي‪ .‬فسمع كل ًبا ينبح‪ ،‬فهرب إلى الرتبة‪ .‬قلت‪ :‬ومما سمعته من بعض‬
‫أناسا‬
‫أناسا كثيرة‪ ،‬وذكر أهنم قصار‪ ،‬قال‪ :‬فعرفت منهم ً‬ ‫العرب أنه رأى ليلة ً‬
‫(‪)1‬‬

‫قد ماتوا واهلل أعلم هم أنس أم جن تصورت له‪ .‬وذكر هذا الرجل‪ ،‬قال‪ :‬خرجنا‬
‫مرة إلى أرض الزعلية‪ ،‬فكنا يف المرعى‪ ،‬وكان رجل منا ساعة‪ ،‬فناداه منا واحد‪،‬‬
‫فكان كلما ناداه خرجت عقرب من جحرها غير مرة‪ ،‬فلما وصله ذلك المنا َدى‬
‫قال له المنادي‪ :‬عجبت‪ ،‬كلما دعوتك خرجت عقرب‪ .‬فقال له‪ :‬نادي حتى‬
‫أنظر‪ .‬فدعا به‪ ،‬فخرجت العقرب‪ ،‬فأخذ ذلك الرجل ً‬
‫حبل وثناه وضرهبا به‪،‬‬
‫فعلقت بالحبل ووقعت يف هامته وضربته فيها‪ ،‬فمات من ساعته‪.‬‬
‫ذكر بني حربة‪:‬‬
‫ثم كذلك نعود إلى حديث(‪ )2‬بني حربة‪ ،‬ذكر بني أبي حربة‪ :‬هم أناس نفع‬
‫اهلل هبم أهل أحوال خارقة‪ ،‬وأقوال صادقة‪ ،‬كان منهم محمد بن يعقوب له‬
‫دعاء للقرآن قد فشا يف اليمن‪ ،‬ونقله أكثر الناس تربكًا به‪ ،‬وقيل إنه وفد على‬
‫بعض رعايا سهام وهو ساكن يف أرضه عند حصادها‪ ،‬فأضافه‪ ،‬فلما أصبح‬
‫الصبح(‪ )3‬عزم على المسير‪ ،‬فقال له ذلك الرعوي‪ :‬تغدوا عندنا وسافروا‪ .‬فلم‬
‫يخالفه الفقيه؛ فتغدوا(‪ )4‬عنده‪ ،‬فجاءه المساح(‪ )5‬وقد هتيأ الفقيه‪ ،‬نفع اهلل به‪،‬‬

‫((( مكتوب كلمه ومشطوبه يف (أ)‪0‬‬


‫((( يف (ب) ذكر‪.‬‬
‫((( الصبح ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) قعدوا‪.‬‬
‫((( موظف حكومي يقوم بمسح األراضي الزراعية لتحديد ما عليها من خراج‪ .‬انظر‪:‬‬
‫ُهديل‪ ،‬الحياة االجتماعية‪ ،‬ص‪.126‬‬
‫‪155‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫للركوب‪ ،‬فمروا على زهب ذلك الرجل‪ ،‬وكان طبع الفقيه‪ ،‬نفع اهلل به‪ ،‬حسن‬
‫الشيم والسجايا والقيام بالصاحب‪ ،‬فلم يمكنه إال وقف [‪/35‬ب] وجاء إلى‬
‫المساح(‪ )1‬وسأله أن(‪ )2‬يحط للرعوي ما أمكن‪ ،‬فلم يفعل وربما خرج من‬
‫المساح كالم؛ علم الفقيه باطنه فتغير الفقيه‪ ،‬وجاء إعصار فحمل المساح يف‬
‫الهوى‪ ،‬وهنقت حميرهم يف الهوى‪ ،‬وكان المساح يستغيث‪ ،‬فدعا لهم الفقيه‬
‫فعادوا‪ ،‬وأبلغني أنه حج سنة من السنين مع ركب‪ ،‬فحصل على الركب عطش‬
‫عظيم‪ ،‬وأشرف أهل الركب على الهالك‪ ،‬فلما عاين ما حل هبم أخذ تلميذه‬
‫ومشى إلى شرقي الوادي الذى هم فيه‪ ،‬فصلى هلل ركعتين ودعا‪ ،‬وإذا بالماء‬
‫ً‬
‫سائل والفقيه قبله وهو بعده‪ ،‬فجاء الفقيه إلى الناس والماء بعده‪،‬‬ ‫قد أقبل‬
‫فشربوا(‪ ،)3‬فارتوى الناس والدواب‪ ،‬نفع اهلل به‪.‬‬
‫ثم أبو الفقيه محمد بن يعقوب بن الكميت كان [له](‪ )4‬صحبة بالفقيه أحمد‬
‫مر به للحج وجاء‪ ،‬يقول الفقيه يعقوب بن‬ ‫بن موسى عجيل‪ ،‬قيل كان إذا ّ‬
‫ً‬
‫وسهل بالخليفة‪ .‬فيقول‪:‬‬ ‫الكميت للفقيه أحمد بن موسى [عجيل](‪ً :)5‬‬
‫أهل‬
‫الفقيه أحمد بن موسى‪ :‬سلمك اهلل ياسلطان‪ .‬وهم الملوك على التحقيق‪ ،‬وقد‬
‫شعرا‪:‬‬
‫ً‬
‫(‪)6‬‬
‫قال اإلمام عبد اهلل بن أسعد اليافعي‪ ،‬نفع اهلل به‪[ ،‬آمين]‬
‫مــن الملك إال اســمــه وعقابه‬ ‫ملوك على التحقيق ليس لغيرهم‬

‫((( يف (أ) كتبت يف كل الفقرات الماسح‪ ،‬والتصحيح من (ب)‪.‬‬


‫((( يف (أ) وسأل منه‪ ،‬والتصحيح من (ب)‪.‬‬
‫((( ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪156‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫وهذا البيت يف أبيات له ذكرها يف اإلرشاد يقول فيها‪:‬‬


‫يكون على حد السيوف ذهابه‬ ‫طريق كحد السيف هلل در من‬

‫ويقول فيها‪:‬‬
‫‪12‬‬

‫ومــا الظفر مــن نمر الــفــاة ونابه‬ ‫(‪)2‬‬


‫هم األسد ما أسد األسود(‪ )1‬تهابهم‬

‫[‪/36‬أ]‬
‫ومن أوالد الفقيه محمد بن يعقوب‪ ،‬أبو بكر بن محمد‪ ،‬نفع اهلل به‪ ،‬وقد‬
‫ذكرته قبل هذا المكان‪ ،‬وله الحاالت التي ال مزيد عليها‪ ،‬فقيل إنه سمر ليلة‬
‫على قرب الشيخ عيسى بن حجاج(‪ ،)3‬نفع اهلل به‪ ،‬فغشي عليه‪ ،‬فحمل إلى‬
‫[منزله](‪ ،)4‬فلما أفاق‪ ،‬قال ألصحابه‪ :‬سألني بعض الصالحين‪ ،‬قال يافقيه‬
‫(‪)5‬‬
‫‪ ‬‬ ‫أبا بكر‪ :‬ما دين الناس اليوم‪ .‬فقلت‪ :‬الدين الحنيفي الرسولي‪ .‬فقال [ما]‬
‫أكثر الناس إال محولين الوجوه‪ ،‬يموتون على غير اإلسالم‪.‬‬ ‫لي أرى‬
‫(‪)6‬‬

‫ل عن األسود‪ :‬الفالة‪.‬‬ ‫((( يف (ب) كتبت بد ً‬


‫((( مكتوب فوق كلمه هتاهبم (ويقول فيها)‪.‬‬
‫((( هو الشيخ الصالح أبو محمد عيسى بن حجاج العامري الغيثي نسبة إلى الشيخ‬
‫أول‪ ،‬وهو أحد أصحابه‪ ،‬وأصله من عرب يقال لهم بنو عامر يسكنون‬ ‫أبي الغيث ً‬
‫جبل تحت حصن الشرف المذكور يف بلد وصاب‪ ،‬وهو قرب من سوق المجمع‪،‬‬ ‫ً‬
‫وكان الشيخ عيسى صاحب كرامات‪ ،‬وحال ومقال‪ ،‬وصاحب تربية وعلم من علوم‬
‫الصوفية‪ .‬انظر‪ :‬الجندي‪ :‬السلوك‪.343 /2 ،‬‬
‫((( يف (ب) قعدوا‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (أ) كتبت‪ :‬فقال لي ما نرا‪.‬‬
‫‪157‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫نسأل اهلل الكريم الرحمن الرحيم أن يتغمدنا برحمته التي وسعت كل شيء‬
‫نحن وأوالدنا وأصحابنا ووالدينا(‪ )1‬والمسلمين‪.‬‬
‫قلت‪ ،‬وقد وجدت(‪[ )2‬بعض](‪ )3‬الناس من أهل سردد أن يوسف المقامي‬
‫كان من أهل األنفة(‪ )4‬بالغانمية‪ ،‬كان يصحب الفقيه أبا بكر بن محمد بن‬
‫يعقوب والفقيه محمد بن حشيرب(‪ ،)5‬نفع اهلل هبما‪ ،‬وكان كثير االختالف‬
‫إليهما‪ ،‬قال يو ًما زرهتما وقلت سأزورهما(‪ )6‬هلل تعالى‪ ،‬ولم أطلبهما إال أن يهبا‬
‫لي من أنفسهما ما وهبا‪ ،‬فإن غرضي قناع لصاحبة البيت‪ ،‬فلما جئت محمد‬
‫بن حشيرب‪ ،‬رحب بي وكنت يف نفسي قصدي أربعة وعشرون دينار يهبا لي‬
‫من أنفسهما‪ ،‬فوقفت عند الفقيه محمد بن حشيرب ثالثة أيام‪ ،‬وودعته‪ ،‬فقال‬
‫لي‪ :‬مالك هذه المرة حاجة‪ .‬فقلت‪ :‬ال‪ .‬فقال‪ :‬وال قناع لصاحبة البيت‪ .‬فخرج‬
‫دينارا دينار‪ .‬حتى بلغ اثني عشر دينار‪ ،‬وقال‪:‬‬‫ً‬ ‫معي‪ ،‬وقال مد يدك وعد لي‬
‫هذا نصف ما ذكرت‪ .‬فضحكت ثم تبعت الفقيه أبا بكر بن محمد‪ ،‬فوقفت‬
‫معه ثالثة أيام وودعته‪ ،‬فقال لي‪ :‬مالك حاجة‪ .‬فقلت‪ :‬ال‪/36[ .‬ب] فقال‪ :‬ال‬
‫قناع لصاحبة البيت‪ .‬فعد لي ثالثة عشر أربعة عشر حتى بلغ أربعة وعشرين‪،‬‬
‫نفع اهلل هبما وبالصالحين‪.‬‬
‫((( ووالدينا ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) كتبت حدث بعض‪.‬‬
‫((( يف (ب) قعدوا‪.‬‬
‫((( مكتوبه يف المتن األ ويف الهامش نفه‪.‬‬
‫((( هو الفقيه الصالح محمد بن عمر بن حشيرب‪ ،‬ونسبه يف قوم يقال لهم الهليلويون‪ ،‬كان‬
‫فقيها زاهدً ا ور ًعا صاحب كرامات وكالم بالحكمة‪ ،‬تويف سنة ‪720‬هـ‪1320 /‬م‪،‬‬ ‫ً‬
‫خيرا صحب الشيخ أبي الغيث بن جميل‪ .‬انظر‪ :‬الجندي‪ ،‬السلوك‪،‬‬ ‫وكان والده فقيها ً‬
‫‪.348/ 2‬‬
‫((( مكتوبة‪ :‬شاأزورهما‪ ،‬وهي لهجة يمنية دارجة تعني سأزورهما‪.‬‬
‫‪158‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫قلت‪ :‬سأذكر حكاية عن الفقيه أبي بكر بن أبي القاسم األهدل‪ ،‬نفع اهلل به‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫قال بعض أهل َزبِيد وكان يسمى صالح البزار أنا [كنت](‪ )1‬أعرفه‪ ،‬حججنا‬
‫نحن والفقيه أبو بكر بن أبي القاسم األهدل‪ ،‬نفع اهلل به‪ ،‬وركبنا يف البحر‪،‬‬
‫فاشتهى علينا السمك‪ ،‬فسألناه المالحين‪ ،‬فذكروا أهنم ليس معهم ما يجنون‬
‫به السمك‪ ،‬فقال الفقيه‪ :‬هبوا لهم ولو خيو ًطا‪ ،‬فإهنم ال عقول لهم‪ .‬فبينما‬
‫نحن كذلك إذ بالسمك يدخل يف سفينتنا من كل جانب‪ ،‬وأخذنا منه حاجتنا‪،‬‬
‫ولم نره بعدها‪.‬‬
‫ثم نذكر الفقيه محمد بن يعقوب‪:‬‬
‫قيل‪ ،‬كان شهرته ال هناية لها(‪ ،)3‬فرأى النبي ﷺ يقول [له](‪ :)4‬قم يا محمد‬
‫ً‬
‫جمل‬ ‫يف الناس‪ ،‬وعلينا لك الوفاء والكفاية والدفا‪ .‬فأخذ أمير المحالب‬
‫لصاحب له فجاءه شاك ًيا عليه‪ ،‬وسأل أن يشفع له إلى األمير‪ ،‬فبلغ معه إلى‬
‫األمير‪ ،‬فاستأذن عليه‪ ،‬فأذن له فدخل عليه‪ ،‬فقال له‪ :‬رد جمل صاحبي هذا‪،‬‬
‫فهو ضعيف الحال‪ ،‬وصاحب عيال‪ ،‬وما أقامه عياله إال على ظهر جمله‪ .‬فلم‬
‫يلتفت إليه األمير وال عبا به‪ ،‬فخرج من عنده‪ ،‬فطعن األمير‪ ،‬وطعن داره بأصبعه‪،‬‬
‫وإذا يد قد خرجت ولزمت بأصبعه‪ ،‬وطعن ثانية وثالثة‪ ،‬وقال يارسول اهلل ﷺ‬
‫قلت لي‪ :‬لك علينا الوفاء والكفاية والدفا(‪ .)5‬فإذا بصاحب اليد قد ظهرت‪،‬‬
‫وإذا به محمد بن المؤذن‪ ،‬نفع اهلل به‪/37[ ،‬أ]‪ ،‬فقال له‪ :‬يامحمد بن‪ ‬يعقوب‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( يف (ب) كتبت‪ :‬حج معنا‪.‬‬
‫((( كتبت يف (أ) قيل كان شهرته ألبويه له‪ ،‬والتصحيح من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الكفاية والدفا ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫‪159‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫هذا صاحبي ملتزمي‪ .‬فقال له‪ :‬إنه أخذ جمل صاحبي هذا‪ .‬فدخل ابن المؤذن‬
‫على األمير‪ ،‬وقال له‪ :‬هذا محمد بن يعقوب‪ ،‬وحذره من الصالحين‪ .‬فندم‬
‫األمير ورد جمل صاحبه‪ ،‬نفع اهلل بالصالحين‪.‬‬
‫قيل‪ ،‬أن أهل مريخه قرية شرقي المحالب‪ ،‬جعلوا الرجل جعال على أن‬
‫يسب الشيخ(‪ )1‬أبا بكر بن محمد بن يعقوب‪ ،‬نفع اهلل به وبسلفه‪ ،‬وأرادوا‬
‫ّ‬
‫اختبار أمره‪ ،‬هل له حالة أم ال‪ ،‬وكان ذلك عقيب صالة الجمعة‪ ،‬فقعد الرجل‬
‫عظيما‪ ،‬فقال له الفقيه‪ :‬هل نصبوك‬
‫ً‬ ‫وسب الفقيه أبا بكر س ًبا‬
‫ّ‬ ‫يف المحراب‪،‬‬
‫غرضا للبالء‪ .‬فقال له‪ :‬نعم‪ .‬فلزم الفقيه باصبع يده اليمنى يف أصبع يده‬
‫هؤالء ً‬
‫اليسرى‪ ،‬ورماه ثالث رميات‪ ،‬فراحت عينه ويده ورجله‪.‬‬
‫وقيل دخل الفقيه أبو بكر بن محمد المهجم‪ ،‬فسمعت امرأة قريبة من منزله‪،‬‬
‫فقالت يف نفسها‪ :‬يافقيه أبا بكر أفرغ بيني وبين فالن‪ ،‬فأنا لست أشاء زواجة‪.‬‬
‫فقال الفقيه بين الناس‪ :‬فرغ فرغ‪ .‬فمات ذلك الرجل من ساعته‪ ،‬قيل لما نزل‬
‫ابن ميكائيل نزل قاصدً ا زبيد‪ ،‬نزل معه الفقيه أبو بكر ووعده بفتحها‪ ،‬فلما جاء‬
‫خرجت إليهم امرأة من زبيد وقالت‪ :‬يافقيه أبا بكر عقد عقدة محمد بن أبي‬
‫بكر الحكمي‪ ،‬ومحمد بن الحسين [البجلي](‪ )2‬شيخي عواجة‪ ،‬نفع اهلل هبم‬
‫تريد تفتحه‪ ،‬فولى الفقيه وهو يقول‪ :‬ذكرتنا مانسينا‪ .‬وقيل رأى يف طريقه الشيخ‬
‫والفقيه وهما يقوالن له يافقيه أبا بكر ال تفتح ما عقدناه [‪/37‬ب] إال [من‬
‫(‪)4‬‬
‫مكان](‪ )3‬أعلى رتبه منا‪ .‬قلت‪ :‬وسبب هذا العقد أن اليمن كان لبني أيوب‬
‫((( يف (ب) الفقيه‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) لبني رسول‪.‬‬
‫‪160‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫(‪)3‬‬
‫وكان آخرهم المسعود(‪ ،)1‬وكان الملك المنصور عربي(‪ ،)2‬قيل كانت [له]‬
‫والية الليل‪ ،‬فحصل له حوالة من الملك المسعود فوصل هبا إلى الكدراء إلى‬
‫أميره‪ ،‬والحوالة إليه فحصلها(‪ )4‬األمير على الفقيه محمد بن الحسين البجلي‪،‬‬
‫وكان كثير الحرث‪ ،‬وقد قيل إن الحوالة ألف دينار‪ ،‬فأتاهم الملك المنصور‬
‫وهو عربي [فجاء](‪ )5‬إلى الشيخ والفقيه وطالبهما بالمبلغ‪ ،‬فعجز الفقيه محمد‬
‫بن الحسين البجلي عنه‪ ،‬وشكى على الشيخ محمد بن أبي بكر الحكمي‪ ،‬فشق‬
‫عليهما‪[ ،‬فطلبا](‪ )6‬الغزي‪ ،‬وقال له الشيخ وكان ذلك يف أيام الخريف‪ :‬ياغزي‬
‫درهما واحدً ا‪ .‬فقال‪ :‬ال عذر من‬
‫ً‬ ‫هذه األيام نقرتض واهلل‪ ،‬ما يجد الفقيه لك‬
‫ذلك‪ .‬وبعد أن الشيخ‪ ،‬نفع اهلل به‪ ،‬بشره بملك اليمن على أنه يعذر الفقيه‪،‬‬
‫علي‪ .‬فقال له‪ :‬واهلل ما نقطع لك إال ح ًقا‪.‬‬
‫فقال ياسيدي‪ :‬أنا طفل تضحكون ّ‬
‫ووعداه بأن الملك يكون له يف صفر أو ربيع األول‪ ،‬فكتبا له بذلك كتا ًبا‪ ،‬فرجع‬
‫فرسا‪،‬‬‫فرسا‪ ،‬وأمير فشال ً‬ ‫وقد عمته بركة الشيخين‪ ،‬فوهب له أمير الكدراء ً‬
‫والقحمة كذلك‪ ،‬وزبيد وحيس كذلك‪ ،‬فلما وصل(‪ )7‬تعز لقيه بالليل رجل‬
‫معه ركوة وعكازة‪ ،‬وقال له‪ :‬أبشر بما هتوى يا أبا الخطاب بالملك من عدن‬

‫((( هو الملك المسعود صالح الدين يوسف بن الكامل األيوبي آخر ملوك بني أيوب‬
‫يف اليمن تويف يف مكة سنة ‪626‬هـ‪1229 /‬م‪ .‬ابن حاتم‪ ،‬السمط الغالي الثمن‪،‬‬
‫ص‪.41 - 40‬‬
‫((( وهنا يكرر المعلم وطيوط عربية بني رسول‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) فجعلها‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) دخل‪.‬‬
‫‪161‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫إلى عيذاب(‪ .)1‬ثم أن الملك المسعود حج إلى بيت اهلل الحرام‪ ،‬واستناب عمر‬
‫بن علي على الملك‪ ،‬فلما وصل الملك المسعود مكة حرسها اهلل تعالى لقية‬
‫فدا(‪ ،)2‬وقد دخل عليه داره الذي نزل به فضرب بقطعة(‪ )3‬سم‪ ،‬فمات هو ومات‬
‫الملك يف ذريته‬
‫جميع [‪/38‬أ] من يف الدار‪ ،‬واستقام الملك المنصور‪ ،‬فاستمر ُ‬
‫إلى هذا التاريخ‪.‬‬
‫بدو أمره عند ابن أفلح‪،‬‬
‫ثم أن الشيخ أبا الغيث بن جميل‪ ،‬نفع اهلل به‪ ،‬كان يف ّ‬
‫ثم خرج إلى الشيخ علي األهدل‪ ،‬فخدمه خدمة خالصة ففتح اهلل عليه‪ .‬وكان‬
‫يقول خرجت من عند ابن أفلح لؤلؤة هبما؛ فثقبني الشيخ علي األهدل‪ .‬وكان‪،‬‬
‫ً‬
‫مقبول عند الوالة‪ ،‬نفع اهلل به‪ ،‬وكان‬ ‫نفع اهلل به‪ ،‬شامخ المقام‪ ،‬عالي الهيبة‪،‬‬
‫يقال إنه مولى‪ ،‬ولكنه رقا رتبة تقاصر عنها األحرار من الصالحين‪ ،‬وقيل كان‬
‫(‪)5‬‬
‫الملك المظفر كان يغمزه هو وزوجته‪ ،‬وكان كما قال اليافعي(‪ )4‬سبا ًغا يسبغ‬

‫((( يقع ميناء عيذاب يف أقصى الساحل الجنوبي لمصر المطل على البحر األحمر على‬
‫مقربة من الحدود المصرية السودانية حال ًيا‪ ،‬ويعد من أهم موانئ الحج يف القارة‬
‫األفريقية التي ارتبطت بشكل كبير ببعض الموانئ التاريخية المهمة يف الجزيرة‬
‫العربية مثل ميناء ينبع والجار وجدة المقابالت له على سواحل بالد الحجاز الغربية‬
‫المطلة على البحر األحمر‪ ،‬أو ميناء عدن يف خليج عدن‪ .‬انظر‪ُ :‬هديل‪ ،‬طه حسين‪،‬‬
‫أثر الموانئ األفريقية يف تسهيل الحج خالل القرن السابع الهجري‪ /‬الثالث عشر‬
‫أنموذجا‪ ،‬بحث تمت المشاركة به يف المؤتمر الدولي‪ :‬طرق‬
‫ً‬ ‫الميالدي عيذاب وزيلع‬
‫الحج يف أفريقيا‪ :‬مركز البحوث والدراسات األفريقية‪ ،‬جامعة أفريقيا العالمية –‬
‫السودان (الخرطوم)‪ ،‬يف المدة من ‪ 30-28‬نوفمرب ‪2016‬م‪ ،‬ص‪.7 - 6‬‬
‫((( كلمة غير مفهومة وهي محذوفة من (ب)‪.‬‬
‫((( كتبت يف (أ) بقط‪ ،‬والتصحيح من (ب)‪.‬‬
‫((( اليافعي صاحب كتاب‪ :‬مرآة الجنان‪.‬‬
‫((( يف (ب) كتبت صبا ًغا يصبغ‪.‬‬
‫‪162‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫الناس من الصفة الدنية إلى الصفة العالية(‪ )1‬يف ذلك المقام‪ .‬وقيل وفد عليه‬
‫جماعة من الفقهاء زائرين له‪ ،‬واتفق أنه مر عليه يف ذلك المقام أناس معهم‬
‫ثور‪ ،‬فأمر الفقيه(‪ )2‬أن يأخذوه ويذبحوه‪ ،‬وتعجب الفقهاء من ذلك‪ ،‬فلما حضر‬
‫قال للفقراء‪ :‬كلوا فإن الفقهاء ال يأكلون الحرام‪ .‬فبينما هم كذلك إذ جاء رجل‬
‫علي ناس‪ .‬فقال الشيخ‪ :‬قد‬
‫إليه‪ ،‬فقال ياسيدي‪ :‬كنت نذرت لك بثور فأخذه ّ‬
‫جاء حق الفقراء إليهم‪ .‬فبقي الفقهاء يضربون بيد على يد‪.‬‬
‫ويقال إن أحمد بن عمر الزيلعي(‪ )3‬سأله ولده عن الصالحين‪ ،‬أي رجل‬
‫أرفع [درجة](‪ )4‬حالة فيهم‪ .‬فقال‪ :‬يا ولدي‪ ،‬يف اليمن فقيهان وشيخان‪،‬‬
‫فالشيخان أبو الغيث بن جميل‪ ،‬والشيخ محمد بن أبي بكر الحكمي‪ ،‬نفع اهلل‬
‫هبما‪ ،‬والفقيهان أحمد بن موسى عجيل‪ ،‬وإسماعيل بن محمد الحضرمي‪،‬‬
‫ثم قال له‪/38[ :‬ب] خصص يا أباه‪ .‬فقال‪ :‬شيخ وفقيه‪ ،‬فالشيخ أبو الغيث بن‬
‫الص ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ور‬ ‫جميل‪ ،‬والفقيه أحمد ابن موسى [عجيل](‪ .)5‬ثم قال‪َ ﴿ :‬فإِ َذا نُف َخ في ُّ‬
‫اب َب ْين َُه ْم َي ْو َمئِ ٍذ َو َل َيت ََسا َء ُل َ‬
‫ون﴾(‪.)6‬‬ ‫َف َل َأن َْس َ‬

‫((( يف (أ) العلية‪ ،‬والتصحيح من (ب)‪.‬‬


‫((( يف (أ) الفقرا‪ ،‬والتصحيح من (ب)‪.‬‬
‫((( هو الفقيه الصالح أحمد بن عمر الزيلعي الجربيت‪ ،‬وكان يعرف بصاحب المحمول‬
‫فقيها كبير القدر مشهور الذكر‬
‫نسبة إلى مسجد على ساحل المحالب‪ ،‬اشتهر بأنه كان ً‬
‫معرو ًفا بالعلم والعمل صاحب كرامات ومكاشفات‪ ،‬تويف سنة ‪704‬هـ‪1304 /‬م‪.‬‬
‫الجندي‪ ،‬السلوك‪.317 /2 ،‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( سورة المؤمنون‪ ،‬آية (‪.)101‬‬
‫‪163‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫وكان أحمد بن عمر الزيلعي صاحب حال عظيم‪ ،‬قيل إنه كان يصحب‬
‫أبا العباس الخضر‪ ،‬فقال له‪ :‬هل صحبت محمد بن الحسين البجلي‪.‬‬
‫قال‪ :‬عرضت عليه الصحابة فكرهني‪ ،‬إال أين اجتمعت به ليلة يف الحضرة‬
‫القدسية بين يدي اهلل [سبحانه و](‪ )1‬تعالى‪ ،‬فألقيت عليه ما ينيف على مائة‬
‫مسألة‪ ،‬وأجابني على الكل‪ ،‬وألقى علي مسألة واحدة عجزت عنها‪ .‬فقال‬
‫لي‪ :‬واهلل ما كنت بأعلم من موسى‪ ،‬ولكن امتحنه اهلل بك‪ .‬وقال أبو العباس‪:‬‬
‫وأنا امتحنني اهلل بك‪.‬‬
‫ومن الفقهاء الصالحين إبراهيم الحضرمي كان بسردد‪ ،‬وله حالة عظيمة يف‬
‫الشرع وغيره‪ ،‬قيل كان يو ًما يدرس وعنده الفقيه محمد بن إسماعيل يقرأ عليه‪،‬‬
‫مزوجا على بنت‬
‫ً‬ ‫وأبو جمال الدين شارح‪« :‬التنبيه»‪ ،‬وكان [أبو](‪ )2‬جمال الدين‬
‫الفقيه محمد بن إسماعيل الحضرمي‪ ،‬نفع اهلل هبم‪ ،‬ورجل من أهل الكدراء‬
‫سهام‪ ،‬ورجل من أهل بيت عطا(‪ )3‬من أهل الغصن‪ ،‬فأطبق الفقيه برهان الدين‬
‫الحضرمي الكتاب‪ ،‬وقال يسأل كل رجل حاجته‪ ،‬فأبواب السماء قد فتحت‪،‬‬
‫مشهورا‬
‫ً‬ ‫فقال أبو جمال الدين‪ :‬يارب أسالك ولدً ا من بيت الفقيه‪ ،‬يكون‬
‫يف العلماء‪ .‬وقال الذى من كدراء سهام‪ :‬يارب أسالك رد ذهبي من األمير‬
‫فالن‪ .‬وقال الذى من الغصن‪ :‬يارب [‪/39‬أ] بنت عمي ليلة غدً ا زفافها إلى‬
‫التاجر فالن‪ ،‬أسالك أن ال تجعلها زوجه لغيري(‪ .)4‬وقال الذى من بيت عطا‪:‬‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( بيت عطا‪ :‬بلدة شمال مدينة الزيدية بنحو ‪ 10‬كم‪ ،‬سكنها أبو الغيث بن جميل‬
‫يف القرن السابع الهجري‪ /‬الثالث عشر الميالدي‪ .‬المقحفي‪ ،‬معجم البلدان‪،‬‬
‫ج‪ ،2‬ص‪.1079 ‬‬
‫زوجا سواي‪.‬‬
‫((( كتبت يف (ب) ال تجعل لها ً‬
‫‪164‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫يارب أسالك االتصال‪ ،‬بال انفصال منك‪ .‬فشكره الحضرمي على هذا الدعاء‪،‬‬
‫فكل قضيت حاجته‪ ،‬والرجل الذى من الغصن جاء إلى الغصن وجاء زفاف‬
‫بنت عمه تلك الليلة‪ ،‬فدخل المسجد لوعة وكآبة‪ ،‬فجاء التاجر ليجتليها‪،‬‬
‫فطالبته ق ِّيمة العروس شي ًئا فكره‪ ،‬فحلف فتغير أهلها وحصل بينهم خصام‪،‬‬
‫فطلقها على المنصة‪ ،‬ودعوا من ساعتهم ابن عمها فعقد هبا‪ .‬وأما الرجل الذى‬
‫من الكدراء فإن أمير الكدراء رأى النبي ﷺ يقول له‪ :‬أرجع ذهب فالن‪ ،‬ابعث‬
‫مشهورا‬
‫ً‬ ‫له مجانًا‪ ،‬فبعث‪ .‬ورزق أبو جمال الدين ولدً ا من بيت الفقيه‪ ،‬كان‬
‫يف العلم‪ ،‬ودرس ثالثين سنة يف مسجد المهجم‪ ،‬قيل من ورعة ما بزق يف‬
‫المسجد‪ ،‬وال تكلم فيه كلمة‪ ،‬وكان إذا أراد الحديث أخرج رأسه من طاقة‬
‫المسجد وتحدث‪ .‬وقيل للفقيه محمد بن إسماعيل‪ :‬أفرتزق ولدً ا محد ًثا(‪،)1‬‬
‫فرزق ولدً ا محد ًثا محبو ًبا‪ ،‬له حالة عظيمة‪ ،‬أعطاه الملك المظفر القضاء من‬
‫عدن إلى حلي(‪ ،)2‬وقيل إنه استناب قاض ًيا يف زبيد‪ ،‬ورجع إلى بلده فدخل عليه‬
‫بعد مدة فرأى ثيا ًبا كثيرة معلقة على حبل يف بيته‪ ،‬فقال‪ :‬ما هذه؟ فقال‪ :‬بربكتك‬
‫يا أبا الذبيح‪ .‬فقال له‪ :‬ذبحني اهلل إن لم أعزلك‪ .‬وقيل كان يقعد يف الضحى‬
‫ستة أشهر‪ ،‬ويف زبيد كذلك‪ ،‬وكان كثير التزوج يف ربع الجامع(‪/39[ ،)3‬ب]‬
‫وأمر أوالده يف اجتناب التزوج يف ربع الجامع‪ .‬وحدث ابن جمال الدين شارح‬
‫ً‬
‫عامل‪ ،‬قيل إنه ليلة مات رأى بعض أهل الضحى جم ًعا‬ ‫عالما‬
‫التنبيه‪ ،‬وكان ً‬
‫((( كتبت يف (ب) أختار ولدً ا محد ًثا‪.‬‬
‫((( حلي‪ :‬مدينة على ساحل البحر األحمر عرفت باسم حلى بن يعقوب‪ .‬إسماعيل‬
‫األكوع‪ ،‬البلدان اليمانية‪ ،‬ص‪.103‬‬
‫((( ربع الجامع‪ :‬يبدو أهنا من نواحي مدينة زبيد‪.‬‬
‫‪165‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫عظيما جاءوا ورآهم‪ ،‬محدقين برسول اهلل ﷺ‪ ،‬ورأى العشرة ‪ ‬وكانوا جاءوا‬
‫ً‬
‫ألبي جمال الدين‪ ،‬فحال ذهاهبم [به](‪ )1‬سمع [الرائي عليه]‪ )2( ‬صراخ‪ ‬المراي(‪.)3‬‬
‫وابن جمال الدين أصله من واقر(‪ )4‬كان الفقيه المعلم إسماعيل الحضرمي‬
‫نزل واقر ساكنًا هبا‪ ،‬وقيل كان يصحب المعلم حسين(‪ )5‬يف ّ‬
‫بدو أمره‪ ،‬وأصلهم‬
‫من ذرية سيف ذي يزن‪ ،‬وهو الذى نزل يف الضحى على بنى كبانة قبيلة من‬
‫الجرابح(‪ ،)6‬وكان يرى ابنه إسماعيل موقف الشمس‪ ،‬يحضر الحديث النبوي‬
‫كثيرا ما يأمر الملك المظفر برتك عمل‬
‫بزبيد ويحضر الملك المظفر معه‪ ،‬وكان ً‬
‫الخمر‪ ،‬وكان الملك المظفر ال يخالفه يف ذلك‪ ،‬وكان حينًا يستغلط(‪ )7‬ويقال‬
‫له إن ترك الخمر يخل بالديوان وفيه قانون‪ ،‬وفيه الزيادة والمعونة لكم‪ ،‬فيأمر‬
‫بإيراد الخمر‪ ،‬و [كان](‪ )8‬يعلم الفقيه بذلك فيأمر الملك بذلك‪ ،‬فيقول الملك‪:‬‬
‫اتركوا الخمر‪ .‬وكان هذا من الفقيه إسماعيل‪ ،‬رضي اهلل عنه ونفع به [دأ ًبا ينهي‬
‫عن الخمر‪ ،‬وكان الفقيه إسماعيل‪ ،‬نفع اهلل به]‪ )9( ،‬ال يرتك زيارة الشيخ الصالح‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( كلمة غير مفهومة‪ ،‬وهي ساقطة من النسخة (ب)‪.‬‬
‫((( َواقِر‪ :‬بلد يف وادي سهام جنوب شرق المراوعة بمسافة ‪ 20‬كم‪ ،‬وهي من ديار قبيلة‬
‫القطاملة إحدى قبائل العبسية من عك‪ .‬المقحفي‪ ،‬معجم البلدان‪.1851 /2 ،‬‬
‫((( يف النسخة (أ) مكتوب بالهامش بخط المالك إسماعيل بن محمد الحضرمي‪.‬‬
‫((( الجرابح‪ :‬بطن من قبائل بوالن من عبد اهلل بن عك بن عدنان‪ .‬الملك األشرف‪،‬‬
‫طرفة األصحاب‪ ،‬ص‪.53‬‬
‫((( يف (ب) يستغيظ‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪166‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫أبي العباس أحمد بن أبي الخير الصياد(‪ ،)1‬نفع اهلل به‪ ،‬وقيل كان ابن صفيح قبل‬
‫دخوله يف الطريق صاحب حرث ودنيا واسعة‪ ،‬وكان يصحب الفقيه إسماعيل‬
‫بن محمد الحضرمي‪ ،‬نفع اهلل به‪ ،‬فقال له يو ًما‪ :‬يافقيه إسماعيل مالذة الدنيا‪.‬‬
‫فقال له الفقيه إسماعيل‪ ،‬نفع اهلل به‪/40[ :‬أ] طاعة اهلل على تمام العافية‪ ،‬وزوجة‬
‫أديبة‪ ،‬ومركوب نجيبة‪ ،‬وجربة قريبة‪ .‬وكانت البن صفيح زوجة من أحسن أهل‬
‫زماهنا(‪ ،)2‬فقال له‪ :‬أشهدك أن زوجتي فالنة طالق‪ ،‬ومعه جربة جليلة كانت‬
‫حمارا أنجب مركوب‪ ،‬فالمه الفقيه‬ ‫ً‬ ‫بالقرب من الضحي وهبها له‪ ،‬ووهب له‬
‫على ذلك‪ ،‬وقيل كتب رجل إلى الفقيه إسماعيل(‪ )3‬بن محمد الحضرمي نفع‬
‫اهلل به‪ ،‬هل يجوز قراءة كتب الغزالي؟ فكتب إليه الفقيه إسماعيل نفع اهلل به‪:‬‬
‫إنا هلل وأنا إليه راجعون محمد ابن عبد اهلل ﷺ سيد األنبياء‪ ،‬ومحمد بن إدريس‬
‫الشافعي سيد األمة‪ ،‬ومحمد بن محمد الغزالي سيد المصنفين‪.‬‬
‫وقيل رأى بعض العلماء رضي اهلل عنه النبي ﷺ هو وموسى وعيسى عليهما‬
‫[الصالة و](‪ )4‬السالم‪ ،‬والنبي [ﷺ](‪ )5‬قابض على يد محمد بن محمد الغزالي‬
‫رضي اهلل عنه‪ ،‬والنبي ﷺ يقول لهما‪ :‬أيف أمتكما حرب كهذا‪ .‬فقاال‪ :‬ال‪ .‬وقيل‬
‫(‪)6‬‬

‫((( هو الشيخ الصالح قطب الدين أبو العباس أحمد بن أبي الخير الصياد (ت‪579 :‬هـ‪/‬‬
‫‪1183‬م)‪ ،‬من أكابر الصالحين يف ذلك الوقت وله الكثير من الكرامات والمعتقدات‬
‫عند الصوفية‪ ،‬وقربه مشهور يف شرقي باب سهام يتبارك به الناس ويزوروه‪ .‬للمزيد‬
‫عنه انظر‪ :‬الخزوجي‪ ،‬العقد الفاخر الحس‪ ،‬مج‪.300 - 286 ،1‬‬
‫((( مكتوب بالمتن زما وبالهامش هنا‪.‬‬
‫((( كتب يف (ب) محمد‪ ،‬والصح ما جاء يف (أ)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( كتبت يف (ب) ويقال‪.‬‬
‫‪167‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫إنه رضي اهلل عنه(‪ )1‬بعد تدريس العلم ببغداد دخل البادية وعبد اهلل تعالى‪،‬‬
‫وتصوف فلقيه بعض السائحين‪ ،‬فقال له‪ :‬أليس تدريس العلم [ببغداد](‪ )2‬خير‬ ‫ّ‬
‫أم هذا‪ .‬فقال‪ :‬ال‪ .‬ثم تمثل هبذه األبيات‪:‬‬
‫‪3‬‬

‫(‪)3‬‬
‫وعدت إلى محبوب أول منزل‬ ‫تركت هوى ليلى وسعدى بمعزل‬
‫منازل من تهوى رويــدك فأنزل‬ ‫مهل فهـذه‬
‫ونادتني األش ــواق ً‬
‫وقد قيل كان يحضر مجلس اإلمام محمد بن محمد الغزالي [‪/40‬ب] من‬
‫أوالد األمراء والكتاب ما ينيف على مأيت محربة‪ ،‬قلت وزار مرة الشيخ أبو بكر‬
‫ابن حسان صاحب التحتيا(‪[ )4‬سيدي](‪ )5‬الفقيه محمد بن إسماعيل المكدش‪،‬‬
‫نفع اهلل هبما‪ ،‬فقال له وقد عزم على الوداع‪ :‬ياسيدي‪ ،‬كل شيخ علمت شيخه‬
‫الذى أخذ منه الخرقة إال سهل بن عبد اهلل التسرتى(‪ )6‬ما علمت له ً‬
‫شيخا‪ .‬فنظر‬
‫الفقيه محمد بن إسماعيل يف راحة كفه اليمنى ساعة‪ ،‬وقال‪ :‬شيخه خاله محمد‬
‫ابن سوار‪ ،‬نفع اهلل هبما وبالصالحين‪ .‬قلت ونظرت يو ًما يف تاريخ ابن خلكان‬

‫((( رضي اهلل عنه ساقطة من (ب)‪.‬‬


‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) كتبت أول أول‪.‬‬
‫((( التحيتا‪ :‬قرية كبيرة غربي مدينة زبيد‪ ،‬بمسافة ‪ 9‬كم‪ ،‬وهي ذات مساجد وأبنية جميلة‪،‬‬
‫وواحات خضراء‪ .‬المقحفي‪ ،‬معجم البلدان‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪223‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( هو أبو محمد سهل بن عبد اهلل بن يونس التسرتي (‪ 283 - 200‬هـ‪ 896 - 815 /‬م)‪،‬‬
‫أحد علماء أهل السنة والجماعة‪ ،‬ومن كبار األئمة الصوفية وعلمائهم والمتكلمين يف‬
‫علوم اإلخالص والرياضيات وعيوب األفعال‪ ،‬له كتاب يف (تفسير القرآن مختصر)‪،‬‬
‫وكتاب (رقائق المحبين) وغير ذلك‪ .‬انظر‪ :‬السلمي‪ ،‬أبو عبد الرحمن محمد بن‬
‫الحسين بن محمد بن موسى (ت‪412 :‬هـ‪1021 /‬م)‪ ،‬طبقات الصوفية‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بيروت‪2003 ،‬م‪ ،‬ص‪171 - 166‬؛ الزركلي‪ ،‬األعالم‪.143/3 ،‬‬
‫‪168‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫وأثنى عليه‪ ،‬وقال‪ :‬شيخه خاله محمد بن سوار‪ ،‬وقال إنه حكمة‪ ،‬وقال له‪ ،‬قل‬
‫ياسهل‪ :‬اهلل حاضري‪ ،‬اهلل شاهدي‪ ،‬اهلل ناظري‪ .‬فقالها أيا ًما‪ ،‬فجاءه خاله فقال‪:‬‬
‫ياسهل قال لبيك‪ .‬فقال(‪ :)1‬من كان اهلل حاضره وناظره وشاهده هل يعصيه؟‬
‫عظيما‪ ،‬وكان سب ًبا لطاعته‪.‬‬
‫ً‬ ‫تأثيرا‬
‫فأثرت هذه الكلمات يف قلبه ً‬
‫كثيرا‬
‫قلت‪ :‬وكذلك الفقيه أبو بكر بن أبي القاسم األهدل‪ ،‬نفع اهلل به‪ ،‬كان ً‬
‫ما ينظر يف كفه اليمنى عند الحديث‪ ،‬وعندما ُيسأل‪ ،‬قلت وسأذكر ما حضرين‬
‫كثيرا ما يتحمل المغارم عن الناس‪،‬‬ ‫من ذكر الفقيه محمد بن أبي يعقوب‪ ،‬كان ً‬
‫ويحمل المكتب عن أكثر أهل ناحيته‪ ،‬حتى كان يجتمع عليه أيام المساحة‬
‫الحمية الجميلة والمكارم الجليلة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫نحو ثالثين ألف معاد‪ ،‬لما كان فيه من‬
‫واشتهر إلى الملك المؤيد ما يمتسح به محمد بن يعقوب‪ ،‬فولى المحالب‬
‫[‪/41‬أ] مملوكًا عجم ًيا ال يعرف شي ًئا‪ ،‬فجاء عراف البالد‪ ،‬وكثروا عليه‪،‬‬
‫وقالوا ال يصير إليك وال إلى السلطان شيء من الفقيه محمد وما يتمسح به‪،‬‬
‫فعزم المملوك على مفاتحة الفقيه محمد بن يعقوب‪ ،‬وأرسل للفقيه جندً ا‪،‬‬
‫ورسم عليه‪ ،‬وجاءه بنفسه وحمل عليه [بالسيف](‪ ،)2‬فلما عاين الفقيه أنه غير‬
‫شعرا‪:‬‬
‫متأخر عنه‪ ،‬أومأ إليه الفقيه ً‬
‫فــلــن تــعــد جــبــا ًنــا بــعــدهــا أب ــدً ا‬ ‫افتك ولو بالورى يف الدهر واحدة‬

‫وليس هذا البيت للفقيه‪ ،‬ولكن تمثل به عندما يوجب ذلك‪ ،‬نفع اهلل به‬
‫وبالصالحين‪ ،‬فخر المملوك ساق ًطا‪ ،‬فقال السلطان حين جاءه الخرب‪ :‬جنبونا‬
‫أولياء اهلل تعالى‪ .‬وقد رأيت كتا ًبا صنفه رجل حضرمي ذكر فيه كرامات للفقيه‬
‫محمد بن يعقوب‪ ،‬وكرامات ولده أبي بكر بن محمد نفع اهلل هبما‪.‬‬
‫((( قال لبيك فقال‪ ،‬ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪169‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫ويف بيت الفقيه الحسين الفقهاء الصلحاء بنو مطير(‪ )1‬أهل علم وعمل‪ ،‬لهم‬
‫يف رمضان مجلس يقرأ فيه الحديث النبوي‪ ،‬يأتيه المستمعون من أماكن بعيدة‪،‬‬
‫أيضا‪ ،‬ولكن [قد](‪ )2‬اجتمع األخبار أن مجلس بني‬ ‫والحديث يقرأ يف زبيد ً‬
‫خالصا هلل تعالى‪ ،‬سالم العوارض المبعدة عن اهلل تعالى‪،‬‬
‫ً‬ ‫مطير له تأثير‪ ،‬كأنه‬
‫نسأل اهلل السالمة يف الدارين‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وقد سمعت من جدهم الفقيه عيسى بن مطير‪ ،‬نفع اهلل به‪ ،‬أنه طلبه‬
‫الملك المظفر إلى تعز‪ ،‬وقرأ هبا العلم الشريف‪ ،‬وعند دخوله على السلطان‪،‬‬
‫[‪/41‬ب] قال [له السلطان]‪ )3(:‬إذا أتاكم [رجل](‪ )4‬خارجي بمن تقاتلوه‪ .‬فقال‬
‫له الفقيه‪ :‬بسيفك المسلول‪ .‬فقال له‪ :‬أحسنت‪ .‬ثم قال له‪ :‬إنه ال يوافقني الحرام‪.‬‬
‫عدل‪ ،‬حتى إنه غاب يو ًما فحصل يف البيت عذر‪ ،‬فأخذ‬ ‫فجعل قوته عند رجل ٍ‬
‫غداه من السوق‪ ،‬فحال أدخله [يف](‪ )5‬بطنه لم يستقر يف بطنه‪ ،‬فجاء صاحب‬
‫المنزل وهرج على أهل بيته‪ ،‬وكان الحرام ال يستقر يف بطن الفقيه عيسى‪ ،‬ثم‬
‫كان بعده [ولده](‪ )6‬إبراهيم‪ ،‬كانت أوصافه مشهورة‪ ،‬وحالته مذكورة‪ ،‬قيل لما‬
‫عزى به الفقيه أبو بكر بن محمد أبو حربة‪ ،‬ونشر راج ًعا إلى بلده‪ ،‬فقال‬
‫مات ّ‬
‫ألصحابه‪ :‬ما الحكاية التي تروى عن الفقيه إبراهيم بن زكريا حين قال الطائر‬

‫((( بنو مطير‪ :‬أصلهم من حكماء حرض وأعياهنم‪ ،‬وهم بيت علم وصالح‪ ،‬وقد برز‬
‫منهم العديد من العلماء والفقهاء الذين ترجم لهم الخزرجي وغيره‪ ،‬أمثال‪ :‬عيسى‬
‫بن مطير‪ .‬انظر عنه‪ :‬العقد الفاخر الحسن‪ ،‬مج‪ ،3‬ص‪.1673 - 1670‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪170‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫وسمعوه ما قال‪ ،‬فقال الفقيه‬


‫الذي سمع على بيته؟‪ .‬قالوا‪ :‬كذا وكذا أصحابه‪ّ ،‬‬
‫أبا بكر بن محمد‪ :‬وكذلك من شاهد إلى جابر‪ ،‬ومن سردد إلى أماكن ذكرها‪،‬‬
‫هكذا سمعت الفقيه أبا بكر السهامي نفع اهلل به‪ ،‬قلت‪ :‬وكان الفقيه علي بن‬
‫أبي بكر بن محمد بن يعقوب‪ ،‬نفع اهلل به‪ ،‬يحضر الحديث بمسجد بني مطير‪،‬‬
‫وكان كثير البكاء حتى يبل رداءه‪ ،‬وكان الفقيه أبو بكر بن محمد [ال](‪ )1‬يحضر‬
‫سما ًعا‪ ،‬وكان ال يحب إال سماع كتاب اهلل [تعالى](‪ ،)2‬وكذلك ولده علي بن‬
‫أبي بكر‪ ،‬نفع اهلل هبما وبالصالحين يف الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وقد ذكر الجندي(‪ )3‬أن الفقيه محمد بن يعقوب يخرج منه كالم‬
‫ينايف الشرع‪ ،‬ثم قال يف تاريخه‪ :‬ولقيته بموزع(‪/42[ ،)4‬أ] فرأيته كذلك‪.‬‬
‫قلت‪ :‬حاشا وكال ما كان إال على الطريق الرضية‪ ،‬والسير المرضية‪ .‬ولقيت‬
‫معلما يسمى المعلم أحمد‪ ،‬قال لي‬
‫ً‬ ‫سنة إحدى وثمانمائة (‪801‬هـ)(‪ )5‬بموزع‬
‫سنة أتى الفقيه محمد بن يعقوب موزع وأنا شاب‪ .‬قلت ورأى بعض رعايا‬
‫عظيما‪ ،‬ورأى النبي ﷺ يف وسطهم‪ ،‬ورأى أن النبي ﷺ‬
‫ً‬ ‫سهام ليلة جمعة جم ًعا‬
‫أمر بإقامة الصالة‪ ،‬وأقيمت‪ ،‬وأمر الفقيه إبراهيم بن زكريا أن يصلي بالناس‪،‬‬
‫فصلى الفقيه إبراهيم بالناس‪ ،‬وقرأ يف الركعة األولى فاتحة الكتاب ومريم‪،‬‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( هو المؤرخ والعالمة أبي عبداهلل هباء الدين محمد بن يوسف بن يعقوب الجندي‬
‫(ت‪732 :‬ﻫ‪1331/‬م)‪ ،‬صاحب كتاب‪ :‬السلوك يف طبقات العلماء والملوك‪.‬‬
‫((( موزع‪ :‬بلدة عامرة من ناحية المخا وأعمال تعز‪ ،‬كانت من مراكز العلم القديمة‪.‬‬
‫إسماعيل األكوع‪ ،‬البلدان اليمانية‪ ،‬ص‪.276‬‬
‫((( يوافق ‪1398‬م‪.‬‬
‫‪171‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫فكأن تلك الصالة صالة الصبح‪ ،‬فأعلن الفقيه بالقراءة حتى أتى‬ ‫ّ‬ ‫قال الراوي‪:‬‬
‫ك َحت ًْما َّم ْق ِض ًّيا﴾(‪ ،)1‬فلما فرغ‬ ‫﴿وإِن ِّمنك ُْم إِالَّ َو ِار ُد َها ك َ‬
‫َان َع َلى َر ِّب َ‬ ‫قوله تعالى‪َ :‬‬
‫الفقيه من القراءة‪ ،‬قال النبي ﷺ‪ّ :‬إل من المحالب إلى حيس‪ .‬فقيل‪ :‬يارسول‬
‫اهلل بم ذلك‪ .‬فقال‪ :‬يجور والهتم عليهم‪ .‬قلت‪ :‬والجور يف حد اليمن‪ ،‬وغالبها‬
‫من حرض إلى أبين‪.‬‬
‫وقيل كان رجل عاص عفا اهلل عنا وعنه بأرض المغرب‪ ،‬وله أخ عالم‪،‬‬
‫وكان ينهاه عن ارتكاب المعاصي‪ ،‬فلم ينته‪ ،‬فمات فانشجن عليه أخوه‪ ،‬وقعد‬
‫يسأل اهلل تعالى رؤيته يف النوم‪ ،‬فرأه يف حالة طيبة‪ ،‬وبأرض أنيقة‪ ،‬فقال له‪ :‬ما‬
‫فعل اهلل بك يا أخي‪ .‬فقال‪ :‬غفر لي‪ .‬فقلت‪ :‬وما السبب؟ وقد كان منك ما‬
‫كان‪ .‬قال‪ :‬يا أخي ليلة مت نودي يف السماء أن اهلل قد غفر هذه الليلة لكل من‬
‫مات فيها‪ ،‬ألن عيسى بن حجاج [‪/42‬ب] مات فيها‪ ،‬إكرا ًما له‪ ،‬نفع اهلل به‬
‫وبالصالحين‪ .‬قيل إن أخا الرجل الذى غفر اهلل له بموته ليلة مات الشيخ عيسى‬
‫بن حجاج حج مكة [المشرفة](‪ ،)2‬وسأل عن الشيخ عيسى بن حجاج‪ ،‬وعن‬
‫بلده‪ ،‬فقيل له بلده مدينة باليمن [تسمى](‪ )3‬بيت حسين‪[ ،‬فقدم ذلك الرجل إلى‬
‫أن وصل بيت حسين]‪ ،)4( ‬وخدم تربة [سيدي](‪ )5‬الشيخ إلى أن تويف‪ ،‬رحمه‬
‫(‪)6‬‬
‫اهلل تعالى‪ ،‬وأعاد علينا من بركات الصالحين‪ ،‬ثم الفقيه أحمد الحضرمي‬
‫((( سورة مريم (آية رقم ‪)71‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( كتبت يف متن المخطوط (أ) الحضرمي‪ ،‬وكتب الناسخ يف الهامش (لعله الحرضي)‪،‬‬
‫وعند العودة إلى النسخة (ب) كتبت الحرضي‪ ،‬وكأهنا مراجعة عن الحضرمي‪.‬‬
‫‪172‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫كان له األحوال الخارقة‪ ،‬واألفعال الصادقة‪ ،‬قيل إن هند ًيا أقام ببابه قرب‬
‫السنة حتى مل فقراءه‪ ،‬فلما كان ذات يوم أمر على الفقيه باألذان‪ ،‬فأذن‪ .‬فقال‬
‫له‪ :‬ياسيدي أريد أعلمك الكيمياء‪ .‬فكره الفقيه من ذلك‪ ،‬ثم أقام مقدار أربعة‬
‫أشهر‪ ،‬فاستأذن عليه‪ ،‬فأذن له‪ ،‬فطلب منه الخلوة فاختلى به‪ ،‬فقال ياسيدي‪:‬‬
‫أريد أعلمك صناعة الذهب يف علم الكاف‪ .‬فكره الفقيه ذلك(‪ ،)1‬ثم [أقام مقدار‬
‫األربعة أشهر](‪ )2‬كان بعد ذلك طلب االجتماع به فأذن له‪ ،‬فقال له‪ :‬ياسيدي‬
‫أريد الخلوة بك‪ .‬فخلى به الفقيه‪ ،‬فقال‪ :‬ياسيدي أريد أعلمك الطيران‪ .‬فكره‬
‫الفقيه ذلك منه‪ ،‬فقال له الفقيه أحمد‪ :‬أرين الطيران إن كنت صاد ًقا‪ .‬وكان يف‬
‫عريش واسع فطار الهندي من حد العريش إلى حده‪ ،‬ثم أقام عند الفقيه أيا ًما‪،‬‬
‫خيرا(‪ )3‬من الطيران منك‪ .‬فأخذه الفقيه ورمى به إلى‬ ‫فقال‪ :‬ياسيدي أعلمك ً‬
‫ناحية الهند‪ ،‬قال الفقيه‪ :‬فما وقع إال يف منزله بالهند‪ .‬وكان هذا الفقيه أحمد‬
‫كثيرا‪.‬‬
‫له حاالت ال تحصى‪ ،‬وأهل بيت حسين وأهل مور [‪/43‬أ] يرون منها ً‬
‫حكاية‪ ،‬قيل إن محمد السنبلي األمير(‪ )4‬كان يصحبه صحبة شافية‪ ،‬فسأل‬
‫منه أن يريه [مصر](‪ )5‬فاعتذر [إليه](‪ ،)6‬فلم يقبل [منه](‪ )7‬فأراه مصر‪ ،‬ومشى يف‬

‫((( عبارة‪ :‬الفقيه ذلك‪ ،‬ساقطة من (ب)‪.‬‬


‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( كتبت يف (أ) ياسيدي أريد أجيز‪ ،‬والتصحيح من (ب)‪.‬‬
‫((( هو األمير بدر الدين محمد بن هبادر السنبلي‪ ،‬من أكرب أمراء الدولة األشرفية الذين‬
‫واجهوا الكثير من قبائل هتامة السيما سنة ‪802‬هـ‪1399 /‬م‪ .‬الخزرجي‪ ،‬العقود‬
‫اللؤلؤية‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.313 - 312‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪173‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫(‪)1‬‬
‫شوارعها‪ ،‬ورأى مساجدها هذا واهلل معه‪ ،‬نفع اهلل به‪ ،‬وقيل إنه طلبه الملك‬
‫األشرف‪ ،‬رحمه اهلل تعالى‪ ،‬وهو بالممالح‪ ،‬وكان يف مجلس السلطان فيه بركة‬
‫ماء‪ ،‬فقال لي السلطان‪ :‬يا فقيه أحمد ادخل هذه الربكة‪ .‬فقال للسلطان‪ :‬يشق‬
‫عذرا‪ ،‬فدخل الربكة‬
‫علي الربد ‪ .‬وأراد السلطان اختباره فلم يجد من السلطان ً‬
‫(‪)2‬‬

‫وقعد هبا ساعة كثيرة‪ ،‬فقال السلطان والجلساء‪ :‬إنه [قد](‪ )3‬مات يف الربكة‪ ،‬ثم‬
‫خرج بعد ساعة كبيرة‪ .‬وكان يف عصره ابن الفخر(‪ )4‬أحد الصوفية‪ ،‬جرى بينه‬
‫وبين الفقيه أحمد مخاصمة يف زواج‪ ،‬وكان الفقيه أحمد [قد](‪ )5‬تزوج ربيبة‬
‫الفقيه محمد بن الفخر‪ ،‬فطال بينهما الخصام‪ ،‬فقال ابن الفخر‪ :‬رسمت عليك‬
‫الحمى‪ .‬وقال الفقيه أحمد الحضرمي(‪ :)6‬رسمت عليك القيء‪ ،‬وجريان البطن‪،‬‬ ‫ّ‬
‫نعوذ باهلل العظيم الكايف الكريم من البالء‪ ،‬فحصل على ابن الفخز القيء من‬
‫ساعته والجريان‪ ،‬فمات بعد أيام قالئل نسأل اهلل السالمة يف‪ ‬الدارين‪.‬‬
‫تلميذا كان يخدم الشيخ السالك أمام شيوخ الصوفية ابن الشموس‬‫ً‬ ‫وقيل إن‬
‫أبو الغيث بن جميل‪ ،‬نفع اهلل به وبالصالحين‪ ،‬فقال له التلميذ‪ :‬ياسيدي أريد‬
‫كرامة منك‪ ،‬فمنذ خدمتك ما رأيت لك شي ًئا من الكرامات‪ .‬وإذا به يرى بلدً ا‬
‫غير البالد التي هو فيها‪ ،‬وخرج [على راعي](‪ )7‬يرعى ضانًا شعرها يسحب‬

‫((( يف (ب) السلطان‪.‬‬


‫((( كتبت يف (أ) شيقا على الرد‪ ،‬والتصحيح من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( وهو األمير بدر الدين محمد بن الفخر‪ ،‬وقد عاش يف عهد السلطان المجاهد‪.‬‬
‫انظر‪ :‬الخزرجي‪ ،‬العقود اللؤلؤية‪ ،‬ج‪.76 ،2‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( كتبت يف (ب) الحرضي‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪174‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫يف‪ ‬األرض‪ ،‬والراعي علج عجمي‪ ،‬فكلمه فلم يعرف كالمه‪/43[ .‬ب] فقال‬
‫يف نفسه‪ :‬ياسيدي الشيخ الغوث الغارة‪ .‬فما أتم كالمه إال وهو يف طرف(‪ )1‬بيت‬
‫عطا‪ ،‬هذه سكنها الشيخ بعد خروجه من المراوعة‪ ،‬وخدمه [سيدي](‪ )2‬الشيخ‬
‫علي بن عمر األهدل نفع اهلل به‪ ،‬وهي لرجل من العبديين يقال له عطا‪ ،‬وفيها‬
‫الج َب ْيلي مقبور‪ ،‬كانت له أيام حسنه‪ ،‬وكان صاد ًقا يف اهلل تعالى فتح اهلل عليه‪،‬‬
‫ُ‬
‫ولكن بني فيروز(‪ )3‬قتلوه ً‬
‫جهل منهم‪ ،‬وفيهم حسن ظن بالصالحين‪ ،‬ومنهم يف‬
‫وقتنا هذا من يدرس العلم‪ ،‬وهو على الفقر‪ ،‬قيل إنه انقطع هو وعياله انقطا ًعا‬
‫عظيما‪ ،‬وقد حصلت أزمة فبكى أطفاله‪ ،‬والمته صاحبة بيته‪ ،‬وبكت لبكاء‬
‫ً‬
‫أطفالها‪ ،‬فعند ذلك ضاق ذرعه‪ ،‬وكان لهم من الطعام ثالثة أيام حتى قاربت‬
‫وقرطاسا وكتب‪ :‬بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ،‬رب‬
‫ً‬ ‫أطفاله الموت‪ ،‬فأخذ دواة‬
‫الضر وأنت أرحم الراحمين(‪ .)5‬وأخرجها وجعلها على ظهر‬
‫ّ‬ ‫[أين](‪ )4‬مسني‬
‫داره‪ ،‬فجاء على الفور رجل يقود ً‬
‫جمل عليه دون الحمل الرب والسمن وعسل‪،‬‬
‫وقال‪ :‬خذوا هذا من بني فالن‪ .‬قلت وكان عرب ًيا يصحب الفقيه محمد بن‬
‫يعقوب صحبة خاصة‪ ،‬وذلك العربي صاحب سالح وهو على الفراغ والفقر‬
‫((( مكتوبه بالهامش وعالمه ‪v‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( بنو فيروز‪ :‬من أشهر األسر الكردية التي ذاع صيتها يف عصر الدولة الرسولية يف اليمن‪،‬‬
‫لمواقفهم السياسية‪ ،‬ولمكانتهم االجتماعية المرموقة‪ ،‬وقد سكنت هذه األسرة يف‬
‫مدينة إب وجبل حبيش‪ ،‬واستوطن بعضهم منطقة بعدان‪ .‬انظر‪ :‬الجندي‪ ،‬السلوك‪،‬‬
‫ج‪ ،2‬ص‪.165 - 164‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين﴾‬ ‫نت َأ ْر َح ُم َّ‬
‫الراحم َ‬ ‫وب إِ ْذ نَا َدى َر َّب ُه َأنِّي َم َّسن َي ُّ‬
‫الض ُّر َو َأ َ‬ ‫﴿و َأ ُّي َ‬
‫((( قال تعالى‪َ :‬‬
‫سورة‪ ‬األنبياء‪ ،‬آية (‪.)83‬‬
‫‪175‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫فقدر اهلل تعالى أنه تزوج بامرأة من القواد‪ ،‬كانت قد تربت يف نعمة وزالت‪،‬‬
‫فحال زفافها(‪ )1‬إلى بيته‪ ،‬أصبح هو وهي على الفراغ‪ ،‬لم يكن عندهم شيء‪،‬‬
‫وأمسوا الطوى‪ ،‬فلما أضر ذلك بالمرأة أتى الرجل إلى الفقيه أبي بكر بن‬
‫محمد بن يعقوب‪ ،‬وكان هو وهو يف قرية‪ ،‬فقال له‪ :‬ياسيدي تزوجت فالنة ولنا‬
‫من الطعام منذ جئت هبا ما ذاقها عندي شيء‪ ،‬ولنا ثالثة أوقات‪ .‬فبكى الفقيه‬
‫عندما حكى عليه‪ ،‬ودخل منزله وأخرج له إناء عليه غطاء وإناء فيه [‪/44‬أ]‬
‫خبز وموز‪ ،‬وخرج إليه وهو ٍ‬
‫باك‪ ،‬وقال‪ :‬خذ [هذا](‪ )2‬واهلل العظيم ما بعدها‬
‫ترى سوء‪ .‬قال الرجل‪ :‬فمن ذلك الوقت جاءين رجل بحمل يحمل عليه بر‪،‬‬
‫وقال‪ :‬هذا من فالن نفع اهلل بالصالحين أينما كانوا‪.‬‬
‫ومما حكاه بعض أصحاب الفقيه أحمد الحضرمي(‪ ،)3‬نفع اهلل به‪ ،‬قال‪:‬‬
‫خرج علينا(‪ )4‬مرة يف سفر سفرنا نحن والفقيه أحمد قوم حراميون‪ ،‬فاقبلوا إلينا‬
‫ليأخذونا‪ ،‬فقلنا [للفقيه أحمد](‪ :)5‬ياسيدي هؤالء قوم [حراميون](‪ )6‬يريدون بنا‬
‫النهب‪ .‬فقال الفقيه‪ :‬ال تطالعون لهم‪ .‬فغفلنا عنهم‪ ،‬فلم نرهم‪ ،‬ثم مررنا بعد ذلك‬
‫بسنة حيث خرجوا علينا هنا‪ ،‬فقلنا للفقيه‪[ :‬ياسيدي](‪ )7‬تذكر القوم الذين خرجوا‬
‫علينا هنا‪ .‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬هم يتجلجلون يف األرض من تلك الساعة‪ ،‬نفع اهلل به‪.‬‬

‫((( يف (أ) كتبت زفها‪ ،‬والتصحيح من (ب)‪.‬‬


‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) كتبت‪ :‬الحرضي‪.‬‬
‫((( علينا‪ ،‬ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪176‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫قلت‪ ،‬وحكى لي بعض الفقراء [الصالحين](‪ )1‬الصادقين يف اهلل قال‪ :‬كنت‬


‫أصحب الشيخ أحمد بن جعيش صحبة شافية‪ ،‬فلما مات رحمه اهلل [تعالى]‪ ‬‬
‫(‪)2‬‬

‫مزوجا يف الزيدية(‪ )3‬على صبية حسناء‪ ،‬وكانت‬‫ً‬ ‫صحبت أخاه محمد‪ ،‬وكنت‬
‫عند خالة لها أخت ألمها‪ ،‬وكان يحط عند خالتها رجل من المشايخ بنى‬
‫حفيص(‪ ،)4‬فرآها يو ًما فراودها عن نفسها‪ ،‬فقالت لي‪ :‬أعلمك أن هذا الرجل‬
‫الذى تراه يأتينا يراودين‪ ،‬أشير عليك(‪ )5‬تخرجني من هذا المكان‪ .‬فحصل يف‬
‫نفسي شيء عظيم‪ ،‬فجئت إلى الشيخ محمد بن جعيش‪ ،‬وحكيت عليه‪ ،‬فقال‬
‫لي‪ :‬قم بنا‪ .‬فجئنا إلى قرب أخيه أحمد بن جعيش وبكى‪ ،‬بقي يقول ألخيه‪:‬‬
‫ياسيدي هذا أبو بكر بن فالن يصحبنا‪ ،‬وفالن جرى [‪/44‬ب] منه وجرى‪.‬‬
‫فأخذته بعد ذلك سنة‪ ،‬فلما استيقظ‪ ،‬قال‪ :‬أخربين ما يجر هذا العربي إلى‬
‫المنزل الذى فيه زوجتك‪ .‬قلت‪ :‬له أرض بالقرب من منزلها‪ ،‬فهو يأيت بسبب‬
‫هذه األرض‪[ .‬فلما](‪ )6‬كان اليوم [الذي](‪ )7‬وصل‪[ ،‬وصل](‪ )8‬رجل بفرس‬
‫يعرضها(‪ ،)9‬فاشرتاها هذا الرجل وملكها‪ ،‬فعند قبضها وقع صارخ‪ ،‬وأغار‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيدية‪ :‬من مدن هتامة القريبة من وادي سردد‪ ،‬وشرق وشمال الحديدة بمسافة ‪ 65‬كم‪.‬‬
‫المقحفي‪ ،‬معجم البلدان‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.755‬‬
‫((( بنو حفيص‪ :‬قبيلة كبيرة تعود إلى عك‪ .‬انظر‪ :‬الملك األشرف‪ ،‬طرفة األصحاب‪،‬‬
‫ص‪.84‬‬
‫((( كتبت (ب) إليها‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (أ) كتبت يعرفها (ب)‪.‬‬
‫‪177‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫على الفرس‪ ،‬فأتى الزيديين والجرابح صافين للحرب‪ ،‬فحمل بين الصفين‪،‬‬
‫فسقطت به فرسه بين الجرابح‪ ،‬فأخذوه بعد جرح عظيم قارب فيه الموت‪،‬‬
‫فجاء صاحب الفرس يطالبه بالفرس أو قيمته‪ ،‬فما أمكنه إال أن باع األرض‬
‫التي تجره إلى بيت زوجته نفع اهلل بالصالحين‪ ،‬ومما سمعت الفقيه العالمة‬
‫المشهور [عمر](‪ )1‬بن الجزار(‪ )2‬الحميري قال‪ :‬كان معنا يف الدولة المجاهدية‬
‫شريف مقدم يف المهجم‪ ،‬وكان قد دامت تقدمه فيها‪ ،‬فخرج ليلة يسير فرأى‬
‫خادمة من النساء الذين يأكلون الميتة‪ ،‬وهم أناس ال قدر لهم عند الناس‪،‬‬
‫يدفون(‪ )3‬الطبول‪ ،‬وتولغ الكالب يف آنيتهم فأعجبته‪ ،‬فطلب أبويها فخطب‬
‫إليهما‪ ،‬فقاال‪ :‬سبحان اهلل ياسيدي‪ ،‬كيف أنت [رجل](‪ )4‬شريف‪ .‬فضرب أباها‪،‬‬
‫فلم يجد بدا أن عقد هبا‪ ،‬فتعجب الناس من ذلك غاية التعجب‪ ،‬فزفها إلى بيته‪،‬‬
‫فكانت معه شريفة‪ ،‬فشغف هبذه الخادمة‪ ،‬ولم يقدر يخرج منها؛ ألن الدخل‬
‫والخرج يف بيتها‪ ،‬فقعد(‪ )5‬زمانًا فوقع له علم أن أرضه سقيت بالشام‪ ،‬فسافر‬
‫[‪/45‬أ] هبا على جمل‪ ،‬فلما قارب المنزل وقع عليها‪ ،‬وطعنها على فرجها‬
‫مؤلما‪ ،‬وذهب وطرح هبا وذهب عنها‪ ،‬وكانت صورة وقد تنعمت معه‪،‬‬
‫ً‬ ‫طعنًا‬
‫فخرج عليها راع فحملها إلى منزله‪ ،‬وبقي يهب لها شي ًئا من اللبن ومن السمن‬
‫حتى عوفيت‪ ،‬وخرجت سر إلى اليمن‪ ،‬فجاءت(‪ )6‬أهلها وقد رجع الشريف‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( يف (ب) الحرار‪.‬‬
‫((( يف (أ) يولون‪ ،‬والتصحيح من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) فتعذر‪.‬‬
‫((( كتبت يف (أ) فحاق‪ ،‬والتصحيح من (ب)‪.‬‬
‫‪178‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫ولم يعبأ هبا وال بقومها لحقارهتم وخساستهم‪ ،‬فتسير ليلة فرأها يف منزل أبيها‪،‬‬
‫فبقي متعج ًبا حينًا يقول هذه أخت لها‪ ،‬وحينا يقول هي‪ ،‬ولم يعتقد هبا حية(‪،)1‬‬
‫وال جسر يسأل عنها لسوء فعله [هبا](‪ ،)2‬فجاءت أمها وقد أنست به‪ ،‬وقالت‪:‬‬
‫ياسيدي‪ ،‬فالنة تبلغكم السالم‪ .‬فقال‪ :‬كم لها عندكم؟ قالت‪ :‬كذا وكذا‪ .‬فقال‪:‬‬
‫هل حكت لكم شي ًئا؟ قالت‪ :‬ال‪ .‬فالم نفسه‪ ،‬وأمر عليها من أخذها‪ ،‬وأتى هبا‬
‫وبأمها إلى المهجم فخلى هبما‪ ،‬وقال‪ :‬أقسم باهلل تعالى لئن لم تصدقيني من‬
‫أبو بنتك [ألضربن عنقك](‪ .)3‬قالت‪ :‬واهلل ياسيدي كنت شابة‪ ،‬وعلى طراوة‬
‫الشبة‪ ،‬وأنا أجني يف زهب‪ ،‬فجاء فارس زعم أنه شريف‪ ،‬فواقعني‪ ،‬فحملت هبا‬
‫[واهلل ما أكذب](‪ .)4‬ثم أتى الشريف إلى أمه‪ ،‬وقال لها‪ :‬يا أماه‪ ،‬أخربيني من‬
‫أبي‪ .‬قالت‪ :‬أبوك الشريف‪ .‬قال‪ :‬أصدقيني قبل أن أفضحك‪ .‬فقالت‪ :‬أشتهي‬
‫األمان‪ .‬قال لها‪ :‬أنت آمنه‪ .‬قالت‪ :‬كنت مزوجة على أبيك‪ ،‬فلم أحمل منه‬
‫الـم ْش ِعل‪ ،‬مشعل الضوء على الباب‬ ‫بشيء‪ ،‬فخشيت أن يتزوج علي‪ ،‬وكان ُ‬
‫وهو جلد‪ ،‬فطلبته فوقع علي‪ ،‬فحملت بك‪ ،‬واهلل ما كذبت [‪/45‬ب] عليك‪،‬‬
‫وهذا ما كان‪.‬‬
‫وكان أبو بكر بن محمد بن يعقوب أبو حربة نفع اهلل هبما يصحبه شريف يخدم‬
‫مع أمير المحالب‪ ،‬فأرسله األمير إلى رعوي‪ ،‬فقبض منه مكت ًبا للفقيه مقدار‬
‫ثالثمائة دينار‪ ،‬فق ّبضه [الشريف](‪ )5‬عامل الديوان‪[ ،‬فطالب األمير‪ ‬الشريف‪،‬‬

‫((( يف (ب) كتبت‪ :‬ولم يعتقد حياهتا‪.‬‬


‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪179‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫فقال‪ :‬ق ّبضتُه عامل الديوان](‪ )1‬فسأل األمير العامل‪ ،‬فأنكر ذلك‪ ،‬فأتى الشريف‬
‫بالفقيه أبي بكر إلى العامل‪ ،‬فصلى الفقيه عندهما ركعتين يف منزل العامل‪،‬‬
‫وقال‪ :‬يارسول اهلل ﷺ هذا العامل عمل مع ولدك كذا وكذا‪ .‬فوقع ولد العامل‬
‫ميتًا وزوجته وجميع دوابه‪ ،‬فجاء العامل وارتبط برجل الفقيه‪ ،‬نفع اهلل به‪ ،‬وفتح‬
‫اهلل على ولد العامل وزوجته بالعافية والفوز‪ ،‬نفع اهلل به‪.‬‬
‫بنو عجيل(‪-:)2‬‬
‫ثم كذلك عجيل‪ ،‬كان من ذريته ابن الصريدح(‪ ،)3‬ذكره ابن سمرة يف طبقات‬
‫عالما‪ ،‬ثم كان والده موسى وإبراهيم‪ ،‬نفع‬
‫متبصرا ً‬
‫ً‬ ‫الفقهاء(‪ ،)4‬ثم علي ولده كان‬
‫اهلل هبما‪ ،‬فأما موسى فقد ذكرته أنه قرأ هو وعبد اهلل بن جعمان‪ ،‬وعلي بن قاسم‬
‫بالشويري على الفقيه برهان الدين إبراهيم بن زكريا‪ ،‬نفع اهلل به‪ ،‬ثم كان بعد‬
‫ذلك موسى يقرأ يف الجبال‪ ،‬وأخوه إبراهيم يقوم مكانه على العيال واألرض‪،‬‬
‫وبعده تزوج إبراهيم‪ ،‬وكان [‪/46‬ا] موسى يقرأ قبله يف الجبال‪ ،‬وكان أخوه‬
‫يرسل إليه بالورق فال يقرأه(‪ )5‬خشية أن يسجنه(‪ )6‬فيجعله يف زنبيل‪ ،‬فلما قضى‬
‫نحبه من القرآن‪ ،‬أخذ الورق وقرأ جميعه‪.‬‬
‫وكان الفقيه موسى صاحب علم وعمل وورع كلي‪ ،‬وكان فيه يكتب‬
‫الشفاعات لكل من يشفع به‪ ،‬فمات وهو على فنه يكتب الشفاعات‪ ،‬وقيل‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( كتبت يف هامش النسخة (أ)‪.‬‬
‫((( يقصد به الفقيه عبد اهلل بن أحمد الصريدح‪ :‬انظر ترجمته‪ :‬الجعدي‪ ،‬طبقات فقهاء‬
‫اليمن‪ ،‬ص‪.245‬‬
‫((( كتاب‪ :‬طبقات فقهاء اليمن‪.‬‬
‫((( يف (ب) كتبت‪ :‬فال يفتحها‪.‬‬
‫((( كتبت يف (ب) يشجنه‪.‬‬
‫‪180‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫كان كثير الحج إلى بيت اهلل الحرام‪ ،‬فكتب اهلل أنه صحب ً‬
‫رجل قاض ًيا من‬
‫قضاة مكة‪ ،‬وكان غير مجود يف الشرع‪ ،‬وكان له حسدً ا يحسدونه على القضاء‪،‬‬
‫فكتبوا فيه إلى والي البيت وكان يأمر إلى العراق؛ بأنه غير مجود وغير مستحق‬
‫للقضاء‪ ،‬ولو يسأل عن مسألة فقهية ما أجاب عليها‪ ،‬فأمر الخليفة بمن يجمع‬
‫مسائل غامضة‪ ،‬ويدخل هبا مكة‪ ،‬ويسأل عنها يف الحرم على رؤوس المال‪،‬‬
‫فإن عجز عنها ُعزل‪ ،‬فكتب الفقهاء بذلك عند جهاز الركب العراقي إلى مكة‪،‬‬
‫حرسها اهلل تعالى‪ ،‬فكتب إليه صاحب له يف العراق يعلمه بذلك‪ ،‬فضاق ذرعه‬
‫وتعب‪ ،‬وقال‪ :‬إن الفقيه موسى بن علي الذؤالي يحج هذه السنة‪ ،‬فال أبالي‬
‫هبم‪ .‬فلما قرب الحج أمر القاضي جاريته أن تكتمه عن كل من سأل عنه‪ ،‬فقدر‬
‫اهلل تعالى أن موسى بن علي الذؤالي [حج](‪ ،)1‬وكان يعرف بالذؤالي‪ ،‬وبنو‬
‫أيضا قضاة فشال‪ ،‬وهم صوفيون‪ ،‬ثم أن الفقيه موسى أتى إلى بابه‪،‬‬ ‫الذؤالي ً‬
‫وسأل عنه‪ ،‬وقالت جاريته‪ :‬ليس هو هنا‪ .‬فقال لها الفقيه موسى‪« :‬قولي له أنا‬
‫موسى بن علي الذؤالي»‪ .‬فأعلمته به‪[ ،‬ففرح بذلك](‪ )2‬وخرج إليه وأدخله‬
‫منزله وأكرمه وأعلمه بما كان من فقهاء العراق‪ ،‬وأهنم قد [‪/46‬ب] صاروا‬
‫نفسا‪ ،‬وقر عينًا‪ ،‬غير أين‬
‫يف مكة‪ ،‬وما هم عازمون عليه‪ .‬فقال له الفقيه‪ :‬طب ً‬
‫أريد منك أن ال تخالفني فيما أشير به عليك‪ .‬فقال‪ :‬كيف؟ قال‪ :‬أريد أن أكون‬
‫يف صورة التلميذ‪ ،‬وال تخالفني فيما آمرك به‪ .‬فوافقته على ذلك‪ ،‬فاجتمع‬
‫الفقهاء يف الحرم وطلبوه‪ ،‬فخرج من منزله والفقيه موسى معه على هيئه‬
‫جالسا عنده‪،‬‬
‫ً‬ ‫التلميذ‪ ،‬فلما دخل الحرم وجلسوا أخذ الفقيه موسى عليه‪ ،‬وكان‬
‫وأخرج الفقهاء المسائل وألقوها عليه‪ ،‬فقال للفقيه موسى‪ :‬جبهم يا تلميذ‪.‬‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪181‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫فأجاهبم الفقيه موسى جوا ًبا شاف ًيا استجاده كل من سمعه‪ ،‬فقيل لهم‪ :‬هذا‬
‫تلميذه‪ ،‬كيف هو؟ واهلل ما صدقتم فيما قلتم‪ ،‬رضي اهلل عنه‪ .‬وقيل كان الفقيه‬
‫إبراهيم بن علي له نور تام يف زمان ابن أخيه أحمد بن موسى‪ ،‬فقعد ال يصلي‬
‫الجمعة‪ ،‬فقال ابن أخيه أحمد بن موسى [عجيل](‪ :)1‬يا عم أال تصلي [معنا]‪.)2( ‬‬
‫فقال يا ولدي‪ :‬ما أرى إال كل رجل له ذنب‪ ،‬فذلك الذي منعني الصالة‪.‬‬
‫عصار يبيع السليط‪ ،‬وأخذ [منه](‪ )3‬من مجمعه ما يسقط‬ ‫ثم أن الفقيه مضى إلى ّ‬
‫من السليط من فيض المكيال‪ ،‬وذلك ألناس يشرتون منه السليط‪ ،‬فأخذه الفقيه‬
‫وشرى خفوشة(‪ )4‬من السوق وعركها بذلك السليط‪ ،‬وقال لعمه‪ :‬يا عم تبارك‬
‫معنا باألكل‪ ،‬أو كل معنا لعلنا نأخذ الربكة‪ .‬فأكل‪ ،‬فقال له ابن أخيه أحمد بن‬
‫موسى‪ :‬ياعم اخرج معنا اليوم للصالة‪ ،‬صالة الجمعة‪ .‬فخرج‪ ،‬فلم َير شي ًئا‪،‬‬
‫وكان الفقيه أحمد بن موسى أتقى الناس‪ ،‬وأورع الناس‪ ،‬وأعف الناس‪ ،‬وقيل‬
‫إن مثله يف العلماء [‪/47‬أ] كمثل يحيى بن زكريا يف األنبياء‪ ،‬وقيل كان والده‬
‫يصحب شيخي عواجة نفع اهلل هبما‪ ،‬وكان قد أخذ عليه أنه يعلمهم بالسابع(‪،)5‬‬
‫وكان الفقيه موسى يرتقب ذلك حتى ظهر الفقيه أحمد وأعلمهم‪ ،‬فانتظرهما‬
‫فوصال مع صالة المغرب‪ ،‬فصلوا المغرب وقرأوا عليه‪ ،‬فألجل ذلك بنو‬
‫عجيل ال يقرأون على مولودهم إال بعد صالة المغرب‪ ،‬ثم أن الفقيه أو الشيخ‬
‫نكس على أذن الفقيه‪ ،‬فسأل عن ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬أوصاين بذريتهما‪.‬‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الخفوشة‪ :‬هو نفسه ما يعرف باللحوح‪ ،‬وهي وجبة تصنع من الدقيق المضاف لها‬
‫الخميرة أو الحقين‪ .‬انظر‪ُ :‬هديل‪ ،‬الحياة االجتماعية يف اليمن‪ ،‬ص‪.411‬‬
‫((( عبارة غير مفهومة‪ ،‬وهي ساقطة إلى آخرها من النسخة (ب)‪.‬‬
‫‪182‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫زائرا بزوجته إلى الشيخين‪ ،‬فأمسى عندهما‪،‬‬ ‫وقيل إن الفقيه موسى وصل ً‬
‫فقال الشيخ ألوالده‪ :‬زينوا زوجة الفقيه وعطروها له‪ ،‬فلعلها تحمل يف هذه‬
‫الليلة برجل فرد يف العلماء‪ ،‬فواقعها الفقيه موسى فحملت به(‪ ،)1‬وكان الفقيه‬
‫زائرا له‪ ،‬نفع اهلل هبما‪ ،‬فيقول‪:‬‬
‫أحمد بن موسى يأيت إلى المعلم ابن األكسع ً‬
‫ليت شعري يامعلم من يسير بالقافلة إلى بيت اهلل وزيارة نبيه بعدك‪ .‬فقال‪ :‬هذه‬
‫الربعة بعينه(‪ .)2‬وقيل كان الفقيه أحمد يحج بالقافلة [كل سنة](‪ )3‬إلى بيت اهلل‬
‫الحرام‪ ،‬فإذا دخل الحرم يرتك الناس الطواف‪ ،‬ويرمون بأنفسهم عليه‪ ،‬فيقول‪:‬‬
‫اتقوا اهلل تعالى هذا بيت اهلل‪ .‬فال يزيدهم إال ترام عليه‪ ،‬ثم يأيت القرب النبوي‬
‫والناس عليه فيرتكون القرب‪ ،‬ويسلمون عليه‪ ،‬فيقول لهم‪ :‬اتقوا اهلل‪ ،‬هذا قرب‬
‫سيد المرسلين‪ .‬فما يزيدهم إال ترا ٍم عليه‪ ،‬فيقال‪ :‬هذا عالمة القطبية‪.‬‬
‫وقيل حج سنة من السنين فلما رجع من المدينة بمقدار مرحلة خرجت‬
‫عليهم عرب‪ ،‬فأوقفوه [‪/47‬ب] هو والركب ثالثة أيام‪ ،‬فلقي الركب من‬
‫ذلك مشقة عظيمة‪ ،‬فقال علي بن نعيم‪ ،‬وكان يف الحاضرين‪ :‬يافقيه أحمد‬
‫إلى كم هذا‪ .‬فقال له الفقيه أحمد بن موسى‪ :‬تأدب ياعلي هذا ربك‪ .‬فأومأ‬
‫إلى السماء‪ ،‬وقال‪ :‬هذا نبيك‪ .‬وأوما إلى الشام‪ ،‬أقبل شريف المدينة المتولي‬
‫هبا‪ ،‬فهرب العرب المتعرضون للفقيه وأصحابه‪ ،‬فلما جاء الشريف سلم على‬
‫نائما فرأيت النبي ﷺ يقول لي‪ :‬الحق الفقيه أحمد‬
‫الفقيه‪ ،‬وقال‪ :‬ياسيدي كنت ً‬
‫ابن موسى [عجيل](‪ )4‬والركب الذين معه‪ .‬قيل هي الساعة التي قال فيها هذا‬

‫((( العبارة التي سقطت ساب ًقا يف النسخة (ب)‪ ،‬ورد ذكرها هنا يف النسخة (أ)‪.‬‬
‫((( عبارة غير مفهومة‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪183‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫ربك وهذا نبيك‪ ،‬قيل وكان على جبل قاف(‪ )1‬رجل متعبد فسمع الجراد يدوي‬
‫وبحرا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وشمال‬ ‫وقائل يقول له‪ :‬يا جند اهلل كلي من البالد شر ًقا وغر ًبا ويمينًا‬
‫وبرا إال زهب أبي القاسم األكسع‪ .‬فقال ذلك الرجل‪ :‬ليت شعري من هذا‬ ‫ً‬
‫الذي حماه اهلل هبذه الحماية‪ ،‬فحج وزار واجتمع بالناس بالموقف‪ .‬وسأل‬
‫كل جنس عن ابن األكسع‪ ،‬فقيل له‪ :‬هو رجل من بلد يقال لها ذؤال‪ .‬فتقدم‬
‫مع أهل اليمن [فجاء إلى أهله](‪ )2‬فسأل عنه‪ ،‬قيل له‪ :‬هو يف الزهب‪ .‬فتقدم إليه‬
‫فأتى وهو عربي حازبا يف سالح‪ ،‬فبكى وتوهم أنه ليس هو‪ ،‬وبكى على طول‬
‫فرضا‬ ‫التعب والمسافة‪ ،‬فقال‪ :‬أنا هو‪ .‬فقال‪ :‬بم ذلك‪ .‬فقال‪ :‬منذ كنت‪ ،‬ما تركت ً‬
‫افرتضه اهلل علي‪ ،‬وقيل قدم أناس فقهاء من فقهاء الجبل على الفقيه إبراهيم‬
‫بن علي‪ ،‬نفع اهلل به‪ ،‬بمسائل فقهية‪ ،‬فلم يجبهم لورع كان فيه‪ ،‬فقال أحمد بن‬
‫موسى ابن أخيه‪ :‬ياعم أنا أجيبهم‪ .‬وكان لم يقرأ سوى التنبيه‪/48[ ،‬أ] فقال له‪:‬‬
‫ياولدي أنت لم تقرأ غير التنبيه‪ .‬فأجاهبم الفقيه أحمد بن موسى جوا ًبا شاف ًيا‬
‫أفحمهم به‪ .‬قيل وكان يف [بلد](‪ )3‬شرق وادي زبيد صبي قد اشتهر بالصالح‪،‬‬
‫وكان مقبول الدعاء‪ ،‬وكان بزبيد تاجران قد ماتا يف عام واحد‪ ،‬فخلفا بنتًا وابنًا‪،‬‬
‫فتزوج االبن البنت‪ ،‬وجلسا زمانًا(‪ )4‬ما حبلت(‪ )5‬زوجته‪ ،‬فتقدما إلى هذا الصبي‪،‬‬

‫((( يقول ياقوت الحموي عن هذا الجبل‪« :‬وقاف مذكور يف القرآن ذهب المفسرون‬
‫إلى أنه الجبل المحيط باألرض قالوا وهو من زبرجدة خضراء وإن خضرة السماء‬
‫من خضرته‪ ،‬قالوا وأصله من الخضرة التي فوقه‪ ،‬وإن جبل قاف عرق منها»‪.‬‬
‫معجم البلدان‪.298/4 ،‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) أيا ًما‪.‬‬
‫((( يف (ب) ما حملت‪.‬‬
‫‪184‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫فدخلت عليه زوجة ولد التاجر‪ ،‬فلم تجد أحدً ا [عنده](‪ ،)1‬فافتتن هبا وراودها‬
‫عن نفسها‪ ،‬فعصمها اهلل تعالى ولم تطعه‪ ،‬فقال لها‪ :‬إن لم تمكنيني من نفسك‬
‫ليظهرن يف فرجك كذا وكذا [يمنعك البول](‪ .)2‬فخرجت لوقتها ولم يعلم‬
‫ألم هبا يف فرجها وجع منعها البول(‪ ،)3‬فعزمت هي‬ ‫زوجها‪ ،‬فرجعا زبيد وقد ّ‬
‫وزوجها إلى الفقيه أحمد بن موسى [نفع اهلل به](‪ ،)4‬وشكت عليه وقالت [له‪:‬‬
‫ياسيدي](‪ )5‬أريد أن تخلي لي المنزل حتى أحدثك بسر لست آمن عليه غيرك‪.‬‬
‫فقال‪ :‬ياولدي البد لثالث عندنا‪ .‬فقالت‪ :‬لست آمن على سري غيرك‪ .‬فاتفقنا‬
‫أن يكون زيلعي عجمي عندهما‪ ،‬فقالت له‪ :‬ياسيدي‪ ،‬جئت هذا الصبي شرقي‬
‫وادى زبيد طالب ًة منه الدعاء‪ ،‬فكان منه ما كان‪ ،‬فلم أطعه‪ ،‬فقال ال بد يحصل‬
‫لك يف فرجك كذا وكذا‪ ،‬فالساعة لست أقدر أن أبول‪ .‬فقال لها‪ :‬أما البول فمن‬
‫(‪)6‬‬
‫ساعتك تبولين وتشفين‪ ،‬وأما الولد فما يصح إال بدعاء الصبي‪ ،‬ارجعي [إليه]‬
‫فإن الشيطان عارضه‪ .‬فرجعت هي وزوجها إليه فدخلت عليه وقالت [له](‪:)7‬‬
‫ادع لي ياسيدي بولد‪ .‬فقال‪ :‬سيكون لك ولد وثان وثالث ورابع وخامس قوي‪.‬‬ ‫ُ‬
‫فقامت فحصل لها ما قال لها‪ ،‬نفع اهلل بكل ولي يف الدنيا واآلخرة‪/48[ .‬ب]‬
‫قيل كان راع ًيا يرعى بفشال فمات‪ ،‬فرأته أمه وهو يشكو عليها من منكر‬
‫ونكير‪ ،‬فجاءت إلى الفقيه أحمد بن موسى فأعلمته بشكية ولدها وبكت‪ ،‬فدعا‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( العبارة األخيرة ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪185‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫الفقيه بدواة وقرطاس وكتب‪ :‬بسم اهلل الرحمن الرحيم إلى الملكين الكريمين‬
‫منكر ونكير أما بعد‪ ،‬فقد شكت [علي](‪ )1‬أم الراعي فالن أنكما آذيتما ولدها‪،‬‬
‫وقد سألتكما باهلل تعالى ال تتعرضا له‪ .‬فرأته يف النوم وهو يضحك‪ ،‬ويقول‪ :‬يا‬
‫ونكيرا‪ .‬فجز اهلل الخير عنا الفقيه أحمد بن موسى‪.‬‬
‫ً‬ ‫منكرا‬
‫أماه لم َأر ً‬
‫حكاية [أخرى](‪ )2‬قيل‪ ،‬كان يف اليمن بعض الفقهاء الكبار(‪ )3‬المشهورين‬
‫بالعلم والعمل والصالح والورع والكرم الذي ما عليه مزيد‪ ،‬واألخالق الرضية‬
‫واألوصاف المرض ّية‪ ،‬وكانت له زوجة عديمة النظر يف الحسن والعفة‪ ،‬وكانت‬
‫[أول](‪ )4‬ال يتزوج اآلخر بعد‬‫قد تعاهدت هي وهو على أن من مات منهما ً‬
‫صاحبه‪ ،‬فمات الفقيه‪ ،‬فنالها عليه الحزن العظيم منعها النوم واألكل والشرب‪،‬‬
‫فطمع الناس يف تزويجها من كل ناحية‪ ،‬فلم تجب إلى ذلك‪ ،‬فقال لها أبوها‬
‫وأخوها‪ :‬الزواج سنّة نبوية والبد كل منه‪ .‬وكان للفقيه تلميذ جمع أوصاف‬
‫الفقيه فيه‪ ،‬وال شبه الناس به(‪ ،)5‬فلما علمت عزم أبيها وأخوهتا‪ ،‬قالت‪ :‬إن كان‬
‫فرحا هبا‬
‫جزيل ً‬‫ً‬ ‫والبد فتلميذ الفقيه‪ .‬فاتفق األمر على ذلك‪ ،‬ودفع لها شي ًئا‬
‫لكوهنا كرهت أكثر الناس‪ ،‬وعينوا ليلة يكون فيها العقد‪ ،‬فقالوا ليلة الجمعة‪،‬‬
‫فلما نامت ليلة الخميس رأت الفقيه يف النوم‪ ،‬وطرح عليها كرمان(‪/49[ )6‬أ]‬
‫كان له قيمة‪ ،‬وكان [قد](‪ )7‬كفن فيه الفقيه‪ ،‬ورأت الفقيه وهو يقول لها‪ :‬يا ناقضة‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( كلمة الكبار ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( العبارة األخيرة ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫((( يبدو أن الكرمان نوع من الثياب أو القماش‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪186‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫العهد‪ ،‬أكان هذا بيننا‪ .‬فأصبح الكر عندها‪ ،‬وكان جميع الناس أهل البلد يعرفه‬
‫ويعرفون(‪ )1‬أنه كفن فيه‪ ،‬فأصبحت باكية‪ ،‬فقال لها أبوها‪ :‬ما يبكيك‪ .‬فأعطتهم‬
‫الكر‪ ،‬وتعجبوا من هذا المنام‪ .‬وقيل هرب عامل إلى بيت الفقيه أحمد بن‬
‫موسى‪ ،‬وكان معه يف حد الدارة‪ ،‬وكانت للعامل بنتًا لها حسن باهر‪ ،‬فرآها ولد‬
‫الفقيه فهم بزواجها‪ ،‬فشاور أباه يف ذلك‪ ،‬فنظر إليه أبوه نظرة غضب‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫ياولدي هذه نظرة عاقبة نظرت معك‪ ،‬فمات الولد من ساعته‪.‬‬
‫بيت بن جعفر(‪:)2‬‬
‫قلت ونذكر الفقيه الفصيح [الفذ](‪ )3‬عفيف الدين عبد اهلل بن جعفر‬
‫الشاعر(‪ ،)4‬كان أصله من أهل الزيدية من بني عمران‪ ،‬أسفل سردد‪ ،‬وسكنه‬
‫[بيت](‪ )5‬المؤيد أكرم بني رسول‪ ،‬وكان يكرمه حتى كان يأتيه كل عيد ينزل‬
‫كاتب‬
‫ٌ‬ ‫وج ِعل يف الدولة المؤيدة‬
‫ضرب يف منزله صنفان(‪ُ ،)6‬‬
‫إليه ألف دينار‪ ،‬و ُي َ‬
‫ألنشاء شفاعة(‪ )7‬بني محمد‪ ،‬كان لهم عليه إقبال‪ ،‬وله جاه عندهم وقبول‪.‬‬
‫((( كتبت يف (ب) ويعلمون‪.‬‬
‫((( كتب هذا العنوان يف هامش النسختين‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( هو األديب الفاضل أبو محمد عفيف الدين عبد اهلل بن علي بن جعفر (ت‪713 :‬هـ‪/‬‬
‫ً‬
‫فاضل‬ ‫فصيحا بار ًعا‬
‫ً‬ ‫شاعرا‬
‫ً‬ ‫‪1313‬م)‪ ،‬شاعر الدولتين المظفرية والمؤيدية‪ ،‬كان‬
‫ظري ًفا بلي ًغا‪ ،‬وقد اشتهر أنه كان ذا دين رصين‪ ،‬كثير العبادة محاف ًظا على الصلوات‬
‫المفروضة والمسنونة‪ ،‬نظيف األدب‪ ،‬صائن العرض‪ ،‬واستمر كاتب إنشاء يف الدولة‬
‫مداحا للملوك واألمراء يف عصره‪ ،‬وله مدائح كثيرة يف رسول اهلل ﷺ‬
‫ً‬ ‫المؤيدية‪ ،‬وكان‬ ‫َ‬
‫وله مدائح ربانية‪ .‬انظر‪ :‬الجندي‪ ،‬السلوك‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.352‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) ضيفان‪.‬‬
‫((( كتبت يف (ب) كاتب شفاعة‪.‬‬
‫‪187‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫قيل كان يعول أربعين بيتًا‪ ،‬وقيل ما صلى صالة فائتة من أدبه ودينه‪ ،‬وله مدائح‬
‫نبوية وربانية‪ ،‬وقيل كان أول زمانه عند بن زكريا‪ ،‬وكان لم يعبه بجرب كان به‪،‬‬
‫وكان يتيما جر ًبا‪ ،‬وكان لم يعبأ به حقارة‪ ،‬وكان حينًا يعطونه زو ًما(‪ ،)1‬فقال‪:‬‬
‫قد لي ثالثة أيام‪ ،‬وأمس واليوم ال الزوم يفرقني وال أفارق الزوم‪ .‬فنظر الشيخ‬
‫كتابه‪ ،‬فقال‪ :‬لمن هذا؟ فقيل‪/49[ :‬ب] لفالن‪ .‬فدخل به على زوجته‪ ،‬وقال‬
‫لها‪ :‬إياك تغفلين عن هذا‪ .‬وأضاف له الكرامة‪ ،‬وأجرى له بقرة يأخذ لبنها‬
‫حتى شفي من الجرب‪ ،‬وقرأ يف علم األدب حتى صار إما ًما يف الفضل‪ ،‬قيل‬
‫إنه ُرئي بعد موته‪ ،‬فقيل له‪ :‬ما فعل اهلل بك؟ قال‪ :‬أوقفني بين يديه‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫ضرا وال مو ًتا وال حياة وال‬
‫قلت يف عربي ال يملك لنفسه نف ًعا وال ً‬
‫أنت الذي َ‬
‫‪234‬‬
‫ا‪ ،‬شعرا‪:‬‬
‫ً‬ ‫نشور‬
‫ً‬
‫(‪)4‬‬
‫بــوعــيــده(‪ )3‬وبــوعــده مــا أخلفا‬ ‫ترك الجبال الشم(‪ )2‬قا ًعا صفص ًفا‬

‫فقال‪ :‬يارب أنت أعلم من عنيت‪ .‬وله وسيلة حسنة جعلها يف ولده‪،‬‬

‫((( الزوم‪ :‬هو أدام للطعام يتخذ من اللبن – الحقين – المغلي المبتل ببعض البهارات‪.‬‬
‫ُهديل‪ ،‬الحياة االجتماعية‪ ،‬ص‪.411‬‬
‫((( يف (ب) الشمخ‪.‬‬
‫((( كتبت يف (أ) توعيده‪ ،‬والتصحيح من (ب)‬
‫((( وهي قصيدة طويلة قالها الشاعر عفيف الدين عبد اهلل بن جعفر سنة ‪706‬هـ‪1306 /‬م‬
‫بعد االنتصارات التي حققها السلطان يف هتامة واستقر يف زبيد‪ ،‬ويقول يف مطلعها‪:‬‬
‫ترك الجبال الشم قا ًعا صفص ًفا * من وعــده ووعــيــده ما أخلفا‬
‫متقاض ًيــا ميــراثـــه مســتشهدً ا * سمر العوالي والصفيح المرهفا‬
‫انظر‪ :‬الخزرجي‪ ،‬العقود اللؤلؤية‪.372 - 370 /1 ،‬‬ ‫ ‬
‫‪188‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫وقد تقرحت(‪ )1‬رجله بقرحة‪ ،‬سمعت من يروي عن أبيه عن جده‪ ،‬أنه كان بين‬
‫المعالمة‪ ،‬وكان ال يستطيع أحد يجلس عنده من شدة الجيفة‪ ،‬فشكى الولد‬
‫على أبيه‪ ،‬فوهب وسيلة أولها‪:‬‬
‫أراكبها وجنا(‪ )2‬كالسهم ترتمى(‪ .)3‬ذكر فيها من األنبياء من [ذكر و]‬
‫(‪)4‬‬

‫شعرا(‪:)5‬‬
‫الصالحين من ذكر‪ ،‬وقال ً‬
‫‪6‬‬

‫(‪)6‬‬
‫إلي كشكوى معدم حول معدم‬
‫َّ‬ ‫تعبت من الطفل الذى هو يشكي‬

‫وقال‪:‬‬
‫فداويتها منكم بأحسن مرهم‬ ‫تعذر عنها كل صاحب مرهم‬

‫قالوا‪ ،‬وكان بعض أوزاع أهل الزيدية أسفل وادى سردد يف زهبة‪ ،‬وقد‬
‫سدل الليل ليله‪ ،‬أنشأ هذه القصيدة‪ ،‬فرأى يف الهوى سجادة رايحة جهة‬
‫اليمن‪ ،‬فقال‪ :‬هذا الوازع بحق معبودك يا هذا إلى أين؟ فقال له‪ :‬استغاث بنا‬
‫(‪)7‬‬

‫((( كتبت يف (أ) تعرجت‪ ،‬والتصحيح من (ب)‪.‬‬


‫((( كلمة وجنا ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫((( وهي قصيدة طويلة قالها بعدما فشل األطباء يف عالج ولده‪ ،‬وقال يف مطلعها‪:‬‬
‫أمعملها وجنا كالسهم ترتمي * مضمرة تهوى بها رأس قشعم‬
‫أقم صدرها نحو الشآم وجز بها * على مسجد فوق الحبيل مهدم‬
‫وال تهملنها يف الفالة وحــثــها * إلى أن ترى من يثرب خير معلم‬
‫ انظر‪ :‬الجندي‪ ،‬السلوك‪.353/2 ،‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫شعرا ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫((( كلمة ً‬
‫((( كتبت يف (ب)‪ :‬تعبت من الطفل الذى هو يشتكي * إلى كشكوى حول معدم‪.‬‬
‫((( كتبت يف (أ) استغفار‪ ،‬والتصحيح من (ب)‪.‬‬
‫‪189‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫ابن‪ ‬جعفر‪ ‬الشاعر‪ ،‬وجئت [‪/50‬أ] أنا من العراق‪ .‬فعويف الولد يف يومين عافية‬


‫شافية تعجب منها كل أهل البلد(‪.)1‬‬
‫عمر بن عدنان(‪:)2‬‬
‫والمعلم عمر بن عدنان قد ذكرته من ذؤال‪ ،‬كانت [له](‪ )3‬مكارم تامة‪ ،‬وكان‬
‫له أخ يسمى الحنش‪ ،‬لهما عبيد يف الوصف شرقي رمان‪ ،‬عبيد عمر وعبيد‬
‫أيضا‪ ،‬ثم أن عمر بن عدنان كانت‬ ‫الحنش‪[ ،‬وبنو الحنش](‪ )4‬قبيلة من الجبل ً‬
‫بينه وبين الشوكي(‪ )5‬عداوة [كلية](‪ )6‬وأصلها حسد‪ ،‬وكان قد خطب الشوكي‬
‫امرأة إلى قومها‪ ،‬وخطبها ولد عمر بن عدنان‪ ،‬واستخاروا عمر بن عدنان‬
‫شي بعمر بن عدنان إلى علي بن‬‫وولده بشهرته بالمكارم واألخالق ‪ ،‬ثم إنه ُو َ‬
‫(‪)7‬‬

‫مهدي(‪[ )8‬يف النخل](‪ )9‬فاستغلطه‪ ،‬فقبض عمر بن عدنان عند مطلع غربي باب‬
‫النخل بقليل‪ ،‬وعلي بن مهدي يف النخل قاعد‪ ،‬فجاء رجل وقال للذين عمر‪ ‬بن‬
‫عدنان يف أيديهم‪ :‬اشنقوا عمر بن عدنان‪ ،‬فقد أمر بذلك علي‪ ‬بن‪ ‬مهدي‪.‬‬

‫((( كتبت يف هامش النسخة (ب)‪ :‬عمر بن عدنان‪.‬‬


‫((( كتبت اسم عمر بن عدنان يف الهامش (أ)‪ ،‬ويبدو أن المؤلف أراد بذلك عنوان جديد‬
‫عن هذه الشخصية‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الشوكي‪ :‬مصطلح كان يطلق إلى مدة قريبة يف مدينة عدن على قسم الشرطة‪ ،‬ويبدو‬
‫أن المؤلف يقصد به العسكري أو الجندي صاحب الشرطة يف ذلك العصر‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( كتبت يف (ب) بشهرته من المكارم لألخالق‪.‬‬
‫((( تكتبت يف بعض صفحات النسخة (ب)‪ :‬علي بن المهدي‪ ،‬بزيادة األلف والالم‪،‬‬
‫وأحيانًا بحذفها‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪190‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫فشنقوه‪ ،‬وتعب عليه علي بن مهدي‪ ،‬وتوعد الشوكي‪ ،‬ثم إهنا لم تدم والية‬
‫علي بن مهدي(‪.)1‬‬
‫وكان أهل جراجر‪ ،‬قرية شرقي ذؤال من السعادف؛ بطن من قحطان‪،‬‬
‫لهم شهرة بمكارم األخالق‪ ،‬قد عاينوا عمر بن عدنان‪ ،‬فحسدوه على ذلك‪،‬‬
‫[وفدوا عليه](‪ )2‬ليلة بعد صالة العشاء بمائة فرس مالها لجم وال شبح وال‬
‫استعجازا منهم‪ ،‬فطلبوه‪ ،‬فأخرج لهم فيما رووا مائة قعادة‬
‫(‪)3‬‬
‫ً‬ ‫مخال‪ ،‬وكان هذا‬
‫جديدة‪ ،‬ومائتي(‪ )4‬شبحة(‪ /50[ ،)5‬ب] ومائة مخلة(‪ ،)6‬وقال لهم على الفور‪:‬‬
‫ليتم ّن كل رجل منكم ما يشتهي من الطعام‪ ،‬من أراد القميط المسمن‪ ،‬والعسل‪،‬‬
‫ولبن البقر‪ ،‬ومن أراد الخبز والسمن ولحم الكبش‪ ،‬ومن أراد الهريس(‪ ،)7‬ومن‬
‫أراد منكم شي ًئا فال يكتمه‪ ،‬فمن تمنى منكم شي ًئا صح له منه على الفور‪ .‬ثم‬
‫قال‪ :‬تشهون تسقوا الخيل لبن األبل‪ ،‬أو لبن البقر(‪ ،)8‬أو لبن الغنم‪ ،‬فأفحمهم‬
‫تحميضا‬
‫ً‬ ‫[ذلك]‪ )9( ‬غاية اإلفحام‪ ،‬فرجعوا‪ .‬وروى أهنم أخذوا يجعلون اللبن‬

‫((( انتهت دولته على يد األيوبيين يف سنة ‪579‬هـ‪1183 /‬م‪.‬‬


‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( القعادة سرير النوم‪ ،‬أو الذي يسخدم للجلوس أمام البيوت‪ ،‬وهي عادة مازالت إلى‬
‫يومنا هذا يف كثير من مناطق هتامة‪.‬‬
‫((( ويف (ب) مائة‪.‬‬
‫((( يبدو أنه شيء متعلق بالخيل أو يرتبط به‪.‬‬
‫((( كتبت يف (ب)‪ :‬مخالة‪ .‬والمخالة هي‪ :‬وعاء مشبك يجمع فيها الزارع الحشائش‪.‬‬
‫إبراهيم مصطفى وآخرون‪ ،‬المعجم الوسيط‪.490 ،100 /1 ،‬‬
‫((( كتبت يف (ب) الهريسة‪.‬‬
‫((( لبن البقر ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪191‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫منهم يف اليوم ثالثة أوقات‪ ،‬ويف الليلة ثالثة أوقات ليطهوه القطيب(‪ )1‬الذى بين‬
‫الحلو والحامض‪ ،‬فوفد عليهم فأفحموه كذلك‪ ،‬وكان يف هذه القرية جراجر‬
‫رجالن أخوان؛ الشيخ خلف السعدين وحسين أخوه‪ ،‬فحرقت القرية جميعها‪،‬‬
‫فعدت البيوت [جمي ًعا](‪ )2‬جاءت ألف وثالثمائة بيت‪ .‬فقال خلف ألخيه‬
‫حسين‪ :‬أما احتملت نفقة جميع أهل القرية‪ ،‬وأنا احتمل بيوت أهل القرية‪،‬‬
‫وإال احتمل النفقة‪ ،‬فاحتمال ذلك(‪ .)3‬وكان يف القرية ثالثة شعراء بنو أبي‬
‫‪4‬‬
‫الحسين‪ ،‬فأحدهم كان أعرج مداح كداح‪ ،‬واالثنان فصيحان‪ ،‬فقال أحدهما‪:‬‬
‫ق ــل ــت الـــحـــريـــق لــــه خــلــف‬ ‫ــــرقــــت‬
‫قــــالــــوا جــــراجــــر ُح ِّ‬
‫إذ [هــــــي](‪ )4‬نـــار ل ــم ُت ـ َطــف‬ ‫قــلــنــا فــمــا خــلــف الــحــريــق‬
‫يف عــــلــــي وفـــــــــــي خــلــف‬ ‫فــأجــبــتــهــم أن الــخــلــوفــة‬

‫[‪/51‬أ]‬
‫وكان أحدهم له زوجتان زوجة بجراجر‪ ،‬وزوجة بصمع(‪ ،)5‬فوقع بصمع‬
‫قميصا‬
‫ً‬ ‫عروس‪ ،‬فطلبت من زوجها حلية تتزين هبا يف العرس‪ ،‬فاستعار لها‬
‫مزينًا‪ ،‬فوضعه على القعادة وخرج إلى بيت زوجته التي بجراجر‪ ،‬وقد أعلمها‬
‫أن زوجته التي بصمع طلبته منه‪ ،‬فأخذت القميص وكسرت أكرب لؤلؤة‪،‬‬
‫فدخل وقد فعلت ما فعلت فهرب‪ ،‬ففقدوه المشايخ‪ ،‬فعلموا أن سبب هرابه‬

‫((( القطيب‪ :‬وهو ما يعرف اليوم بالزبادي‪.‬‬


‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( تم ترتيب الجملة بحسب ما جاء يف (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( صمع‪ :‬قرية من ناحية وادي رمع‪ .‬الخزرجي‪ ،‬العقود اللؤلؤية‪.193 /2 ،‬‬
‫‪192‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫من زوجته‪ ،‬فعلت وفعلت فركبوا له‪ ،‬وقالوا‪ :‬مما هربت؟‪ .‬وأرجعوه‪ ،‬وطلبوا‬
‫قميصا ثان ًيا ليغرمه عن ذلك‪ ،‬فلما حمله الشيخ لصاحبه قال‪ :‬قد جعلته له‪.‬‬
‫ً‬ ‫له‬
‫يعني الشاعر رحم اهلل أهل المكارم واألخالق‪ ،‬وبرد مضجعهم‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ومن ذريته صريف بني الذؤالي القضاة بفشال‪ ،‬وبنو األحنف‪،‬‬
‫وبنو الهتار بالرتبية(‪ )1‬وبزبيد‪ ،‬منهم ذرية الشيخ نجم الدين طلحة بن عيسى‬
‫الهتار له تقدم‪ ،‬وبنو أجعمان‪ ،‬وابن أبي الباطل بعدن(‪ )2‬من المشهورين بالعلم‬
‫والتصوف والورع والصالح‪.‬‬
‫حكاية‪ ،‬قيل كان اإلمام محمد بن محمد [بن محمد](‪ )3‬الغزالي‪ ،‬نفع اهلل‬
‫به‪ ،‬له أخ يسمى أحمد كان صوف ًيا‪ ،‬وكان الغزالي‪ ،‬نفع اهلل به‪ ،‬قد رأى كراماته‪،‬‬
‫فقال له‪ :‬يا أخي أشتهي أين إذا وقعت يف ملمة [‪/51‬ب] يكون خاطري معي‪.‬‬
‫ألم بك أمر‪ .‬فخطب يو ًما بالناس‪ ،‬فأحدث وهو على المنرب‪،‬‬
‫فقال‪ :‬نادين إذا ّ‬
‫فقال يف نفسه‪ :‬يا أحمد‪ .‬ولم يقدر ينزل من على المنرب‪ ،‬فوقع من ساعته على‬
‫بركة ٍ‬
‫ماء‪ ،‬فتوضاء وأتم الخطبة‪ ،‬فلما نزل قال ألصحابه‪ :‬هل رأيتم أين نزلت‬
‫أو قطعت خطبتي‪ ،‬أو غبت عن أعينكم‪ .‬فقالوا له‪ :‬ال‪ .‬فعلم أن ذلك من بركة‬
‫أخيه‪ ،‬فدخل يف الطريق؛ فأول دخوله دخل مسجدً ا ليختلي فيه‪ ،‬فلقي(‪ً )4‬‬
‫رجل‬
‫مبطونًا‪ ،‬فكان كلما أخرج شي ًئا أخرجه من المسجد‪ ،‬حتى أضاء الفجر على‬
‫((( الرتيبة‪ :‬قرية كبير بالقرن من مدينة زبيد من الجهة الشرقية الجنوبية‪ ،‬وهي من بالد‬
‫األشاعر‪ .‬المقحفي‪ ،‬معجم البلدان‪.227 /1 ،‬‬
‫((( انظر‪ :‬بامخرمة‪ ،‬تاريخ ثغر عدن‪ .201 - 200 /2 ،‬وسوف يتم الرتجمة له الح ًقا‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) كتبت‪ :‬فوجد‪.‬‬
‫‪193‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫تلك الحالة‪ ،‬فقال اإلمام‪ :‬فنظرت‪ ،‬فرأيت(‪ )1‬ما تحت األرضين السبع‪ ،‬وما‬
‫فوق السموات السبع‪ .‬فقال لي ذلك المبطون‪ :‬ما رأيته بربكة خدمتي‪ ،‬وشفيت‬
‫أنا بربكة خدمتك لي‪ .‬وقد كانت جاءت مسائل إلى اإلمام الغزالي من أناس‬
‫من أجاب عليها كفر‪ ،‬فأتى اإلمام إلى أخيه أحمد فأعلمه بالمسائل‪ ،‬فحال‬
‫قدمت عليه‪ ،‬قال‪ :‬أرين من أجاهبا‪ .‬فأراه القوم‪ .‬فقال لهم أخوه أحمد‪ :‬موتوا‪.‬‬
‫فماتوا من ساعتهم نفع اهلل بالصالحين يف الدارين‪.‬‬
‫وقيل كان يف المدالهة قرية من قرى ذؤال‪ ،‬هي لبني الصريدح‪ ،‬رجل ذو‬
‫يحصل كل يوم على عياله ثالثة(‪ )2‬الدرهم سكة اليمن‬
‫عيال‪ ،‬وكان فقير الحال‪ّ ،‬‬
‫الرسولية‪ ،‬فضاق حاله من ذلك [‪ /52‬أ]‪ ،‬فقال يف نفسه(‪ :)3‬مالي ال أخرج‬
‫يف عبادة اهلل تعالى‪ ،‬ولعيالي الذي تكفل باألرزاق‪ .‬فخرج شرقي رمان‪ ،‬فعبد‬
‫عظيما عجز منه‬ ‫ً‬ ‫اهلل تعالى اليوم األول والثاين [والثالث](‪ ،)4‬حتى جاع جو ًعا‬
‫منتظرا‬
‫ً‬ ‫جالسا‪ ،‬فربح به الجوع‪ ،‬فبقي مضطج ًعا‬
‫ً‬ ‫عن الصالة وهو قائم‪ ،‬فصلى‬
‫للموت‪ ،‬وكان على طرف سائلة [الماء من أمره](‪ ،)5‬فجلس من نومه(‪ )6‬تكل ًفا‬
‫فمر به رغيف‬ ‫متفكرا يف أمره‪ ،‬وطلب اهلل تعالى التقوى والمعونة على أمره‪ّ ،‬‬
‫ً‬
‫يسيل يف الماء حتى دنى منه‪ ،‬فوقع على رجله فأكله‪ ،‬فذهب عنه الجوع‪ ،‬وظهر‬
‫منه نشا ًطا للعبادة‪ ،‬وكان لم يؤم إلى شيء من األشجار إال وجده حال ًيا‪.‬‬

‫((( كلمة‪ :‬فرأيت ساقطة من (ب)‪.‬‬


‫((( كتبت يف (أ) ثلث‪ ،‬والتصحيح من (ب)‪.‬‬
‫((( عبارة [يف نفسه] ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( عبارة [فجلس من نومه] ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫‪194‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫حكاية(‪ ،)1‬قلت وقد حكى لي بعض القضاة الثقات أن أصبهان ًيا(‪ )2‬كان‬
‫جند ًيا يخدم مع الملك(‪ )3‬المجاهد‪ ،‬فتفكر يو ًما يف عمره كيف ذهب سدى‪،‬‬
‫فأضر به الجوع يف أول أمره‪ ،‬فأتاه‬
‫َّ‬ ‫وكيف يكون عذره إلى اهلل تعالى؟ فخرج‬
‫حنش فابتلع رجله جمي ًعا وهو مسلم للقضاء‪ ،‬ثم أخرجها‪ ،‬فجاءه أسد بعد‬
‫عظيما فلم يفر منه وسلم اهلل أمره‪ ،‬ثم جاءه بعد ذلك رجل شاب فضحك‬ ‫ً‬ ‫ذلك‬
‫يف وجهه‪ ،‬وقال‪ :‬أبشر أنا ملك أرسلني اهلل إليك [ألمتحنك](‪ )4‬مختربًا ألمرك‪،‬‬
‫حنشا‪ ،‬ثم بعد ذلك أسدً ا‪ ،‬وقد ثبتك اهلل تعالى‪ ،‬فما بقيت‬ ‫فأنا الذي جئتك ً‬
‫بعد هذا يسو ُءك وال يضرك(‪ ،)5‬ثم إنه عري‪ ،‬وكان يف وقت الشيخ [‪ /52‬ب]‬
‫محمد بن عمر النهاري نفع اهلل به‪ ،‬فجاءه طال ًبا منه ثو ًبا يسرت [به](‪ )6‬عورته‪،‬‬
‫وطلبه وهو جالس بين الناس بعدما سلم عليه‪ ،‬فشتمه الشيخ محمد [بن عمر‬
‫النهاري نفع اهلل به](‪ ،)7‬وجلس عنده ساعة‪ ،‬وجاءه يضحك يف وجهه بعدما‬
‫خلي به(‪ ،)8‬فاعتذر إليه وسأله عن حاله‪ ،‬وحضه على طاعة اهلل تعالى‪ ،‬ثم إنه‬

‫((( يورد المعلم وطيوط هنا عد ًدا من الحكايات إال أن أكثرها مبالغ فيه بشكل ملفت‬
‫للنظر‪ ،‬وهي تعرب عن وجهة نظر المجتمع ومعتقداته يف ذلك الحين لما فيها من‬
‫شطحات لكبار علماء الصوفية يف ذلك الزمن‪.‬‬
‫((( أصبهان‪ :‬مدينة عظيمة مشهورة من أعالم المدن يف بالد فارس‪ ،‬خرج منها العديد من‬
‫العلماء المسلمين‪ ،‬فكانت لها مكانة يف التاريخ‪ .‬الحموي‪ ،‬معجم البلدان‪.206 /1 ،‬‬
‫((( [الملك] ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) كتبت‪ :‬فما بقيت ترى شي ًئا يسؤك وال يضرك‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) كتبت‪ :‬فشتمه الشيخ محمد بن عمر النهاري نفع اهلل به وهو جالس عنده‬
‫ساعة وهو يضحك بعدما خال به‪ ،‬فاعتذر إليه‪.‬‬
‫‪195‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫سأله ثو ًبا‪ ،‬فقال له‪ :‬ثوبك ما يحصل لك إال غدً ا‪ُ ،‬يقتل رجل يف الهيجة‪ ،‬وال‬
‫يدري(‪ )1‬من قتله غير ربه‪ ،‬وثوبه هو لك‪ .‬فلما أصبح اليوم الثاين إذ(‪ )2‬سمعوا‬
‫صارخا من جانب الهيجة‪ ،‬فنزل جماعة منهم ذلك [الرجل](‪ )3‬األصبهاين‪،‬‬ ‫ً‬
‫فوجدوا المقتول فواروه‪ ،‬وأعطوه ثوبه‪ ،‬نفع اهلل بالصالحين‪.‬‬
‫حكاية‪ ،‬قيل ظهرت حية بالديار الشامية كانت من نظرت إليه مات لوقته‪،‬‬
‫فتخوف منها أهل ذلك اإلقليم الذي ظهرت به‪ ،‬فجمع ملك المكان حكماء‬
‫ناعما حتى يصير كالمرآة‪ ،‬يرى‬
‫جدارا‪ ،‬ويدلك ً‬‫ً‬ ‫بلده‪ ،‬فأشاروا إليه أن يبني‬
‫الرائي شخصه فيه‪ ،‬ويجعل قبلها‪ ،‬فلما بني على طريقها‪ ،‬ودنت منه‪ ،‬رأت‬
‫شخصها فماتت لوقتها‪.‬‬
‫أيضا يف نواحي خراسان(‪ )5‬حية طولها ثالثة‬
‫حكاية [أخرى](‪ ،)4‬وظهرت ً‬
‫فراسخ(‪ ،)6‬فهاب منها الناس هيبة عظيمة‪ ،‬وقطعت الركب والطرق خيفة منها‪،‬‬
‫فجمع ملك ذلك الزمان أهل دولته واستشارهم يف أمرها‪ ،‬وطلب الحكماء‪،‬‬
‫فقال رئيسهم [تذبح](‪ )7‬ثالث نياق [‪/53‬أ] [ويسلخ لحمها](‪ )8‬وتحشى نورة‬

‫((( كلمه غير يدرى (مصححه»و»)‬


‫((( كتبت يف (أ) فلما أصبح اليوم ذلك سمعوا‪ ،‬والتصحيح من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( خراسان‪ :‬بالد واسعة أول حدودها مما يلي العراق‪ ،‬وتشتمل على أمهات من البالد‬
‫منها‪ :‬نيسابور وهراة ومرو وهي كانت قصبتها‪ ،‬وبلخ وغيرها من بالد ما وراء النهر‪.‬‬
‫ياقوت الحموي‪ ،‬معجم البلدان‪.350 /2 ،‬‬
‫((( الفرسخ‪ :‬مقياس قديم من مقاييس الطول يقدر بثالثة أميال‪ .‬إبراهيم مصطفى‬
‫وآخرون‪ ،‬المعجم الوسيط‪.681 /2 ،‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪196‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫غير مطفاة‪ ،‬وتكون النياق كأهنا مناخة وتحمل الجلود وتجعل على طريقها‬
‫حيث سعت‪ ،‬ففعلوا ذلك فجاءت إلى النياق فابتلعتهم وشربت عليهم من‬
‫الماء الذى بالقرب منهم‪ ،‬فتفطرت لوقتها وحرقت‪ ،‬ومات من شمها الناس‪،‬‬
‫نارا‬
‫مر بالشجر العظيم أشعله ً‬
‫ويقال إن صديدها سال مسيرة يومين‪ ،‬وكان إذا ّ‬
‫نسال اهلل السالمة يف الدارين‪.‬‬
‫أيضا يف دولة الملك المظفر تزوج رجل من عرب ذؤال‬ ‫حكاية‪ ،‬وقيل ً‬
‫بابنه عمه‪ ،‬فلما نصت اختطفت وهي على المنصة‪ ،‬فلحق أهلها وزوجها من‬
‫الحزن والفقد عليها ما ال حد له‪ ،‬فتقدم ابن عمها إلى الملك المظفر فاشتكى‬
‫عليه‪ ،‬فقربه وسأله كيف القضية‪ .‬فأعلمه فقال له‪ :‬خذ هذا الشقف‪ ،‬والشقف‬
‫طلسما‪ ،‬وقال له امض به إلى مجزرة عدن إذا جن الليل‪،‬‬‫ً‬ ‫إناء‪ ،‬وكتب له فيه‬
‫فإذا جاءت الكالب فتنح عنها غير بعيد‪ ،‬ثم يأيت كلب كأنه الفيل فال يهولنك‬
‫فادن منه‪ ،‬وناوله هذا الشقف‪ ،‬وقل له هذا من الملك المظفر‪ .‬فتقدم الرجل‬
‫ليل‪ ،‬فلما جاء هذا الشخص رمى‬ ‫كما أمره الملك إلى عدن‪ ،‬ودخل المجزرة ً‬
‫إليه بالشقف‪[ ،‬فقال‪ :‬هذا من الملك المظفر](‪ )1‬فأخذه وقبله وأركبه على‬
‫ظهره‪ ،‬وقال له‪ :‬ال تفزع(‪ )2‬وال تحزن‪ ،‬فما شعر إال وهو بين أناس لهم خلق‬
‫[‪/53‬ب] قبيحة‪ ،‬ولهم ملك على سرير من حديد‪ ،‬فكلمه ذلك الشخص‬
‫بعد أعطاه الطلسم‪ ،‬فقبله‪ ،‬ثم إنه جمع العتاة وسألهم عن زوجته‪ ،‬فقالوا(‪:)3‬‬
‫بانسية‪ .‬وهو بجزيرة من جزائر الهند‪ ،‬فأتى به‬
‫غاب من العفاريت العتاة عفريت ّ‬
‫يف ساعة‪ ،‬فقال له الملك‪ :‬أرجع زوجة هذا اإلنسي‪ .‬فكره‪ ،‬فقال له‪ :‬هذا الملك‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( كتبت يف (ب) ال تخف‪.‬‬
‫((( كتبت يف (ب)‪ :‬فقال عات من العفاريت العتاة‪.‬‬
‫‪197‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫المظفر ذو أسماء شريفة عظيمة‪ ،‬واهلل يقتلك‪ .‬فشتم يف مجلسه الملك المظفر‪،‬‬
‫كرها‪ ،‬فحال نظرت إلى ابن عمها عرفها وعرفته‪ ،‬بكت وبكى‪ ،‬فقال‬ ‫فأرجعها ً‬
‫لهما ملك الجن‪ :‬ال [حرج](‪ )1‬عليكما‪ ،‬وال تخافا‪ .‬فأمر الذي دخل بابن عمها‬
‫أن يطلع هبما إلى عدن‪ ،‬فأوصلهما عدن يف ساعة‪ ،‬فتعجبت والة عدن من‬
‫ذلك‪ .‬ثم إنه رجع على الملك المظفر فدخل عليه‪ ،‬وحكى له بما كان‪ ،‬وشتم‬
‫العفريت للملك المظفر‪ .‬فقال الملك المظفر‪ :‬أزل من ذلك الغطا‪ .‬فأزاله فإذا‬
‫تحته رأس ذلك العفريت العايت‪.‬‬
‫حكاية‪ ،‬وكان رجل يف دولة الملك المجاهد يف الجند(‪ ،)2‬وكان يحرث له‬
‫صغيرا فقتله‪ ،‬وإذا هو بين‬
‫ً‬ ‫حارث يف زرعه‪ ،‬فجاء الحارث بغداه‪ ،‬فرأى ً‬
‫حنشا‬
‫أقوام شتى‪ ،‬خلقتهم قبيحة‪ ،‬هذا يقول‪ :‬قتلت ابن عمي‪ .‬وهذا يقول‪ :‬قتلت‬
‫سرا‪:‬‬
‫أخي‪ .‬وهذا يقول‪ :‬قتلت ابن أخي‪ .‬فارتاب منهم‪ ،‬فقال له رجل منهم ً‬
‫إهنم سيتقدمون بك إلى ملكهم‪ ،‬ويقولون إنك قتلت منهم واحدً ا‪ ،‬فقل حاشا‬
‫[‪/54‬أ] هلل‪ ،‬إنما قتلت ً‬
‫حنشا‪ .‬فأتوا به إلى الملك كأنه الرحمة‪ ،‬عليه أثر الكرب‪،‬‬
‫فقالوا [له](‪ )3‬ياسيدي‪ :‬هذا قتل منا واحدً ا‪ .‬فقال له‪ :‬ما تقول؟ فقال‪ :‬حاشا اهلل‪،‬‬
‫حنشا‪ .‬فقال لهم ملكهم‪ :‬أنا سمعت عن رسول اهلل ﷺ يقول‪ :‬من‬ ‫إنما قتلت ً‬
‫تشبه باألحناش فاقتلوه‪ .‬ثم هتددهم وعاقبهم‪ ،‬وأمرهم بإخراجه‪ ،‬وإن تعرض‬
‫له منكم متعرض ألفعلن فيه وال فعلن‪.‬‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( الجند‪ :‬مدينة تبعد عن تعز شر ًقا بنحو ‪ 25‬كم‪ ،‬كانت حاضرة اليمن األسفل حتى‬
‫مقتل السلطان المنصور نور الدين عمر بن رسول سنة ‪647‬هـ‪1249 /‬م‪ ،‬واليوم‬
‫لم يبق منها غير جامعها الشهير الذي أسسه معاذ بن جبل (رضي اهلل عنه)‪.‬‬
‫إسماعيل األكوع‪ ،‬البلدان اليمانية‪ ،‬ص‪.81‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪198‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫ثم نذكر ما كان مبتدأ بني جابر‪[ ،‬عرب الحبشة](‪ )1‬هم من أوالد مهدي‬
‫بن فخر‪ ،‬وهم من بني خلف‪ ،‬فهم بينهم وزكريا وجدهم الحدقي‪ ،‬وجد بني‬
‫إسماعيل الوارش لعسان‪ ،‬والحدقي هؤالء ذريته‪ ،‬وقد مدح ابن حمير بني‬
‫شعرا‪:‬‬
‫الحدقي ً‬
‫وأيــن منه مكان الــعــود والــورق‬ ‫إين سألت الندا باألمس أين تشا‬
‫أو حاتم أو عطا مما مضي وبقي‬ ‫فقلت هل أنت منسوب إلى هرم‬
‫وذاك أصلي وفرعي من بني الحدقي‬ ‫فقال لي لست من هذا وذاك وذا‬

‫وكان زكريا له من المرياح إلى بلد بني خلف إلى الساحل إلى قريب‬
‫العامرية‪ ،‬مما يقارب الضامر‪ ،‬وكان يف هذا الموضع المحدد قرى وإقليم‬
‫عظيم‪ ،‬ونعمة تامة‪ ،‬وكان زكريا يجباها إلى نفسه‪ ،‬ويعطي ملك البالد شي ًئا‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ ‬‬ ‫فجعله على نفسه‪ ،‬وكان تزوج بالشيخة بنت جابر‪ ،‬فطنة(‪ )2‬وأوالد [أخيه]‬
‫فأرسا‬
‫ً‬ ‫فصيحا‬
‫ً‬ ‫شاعرا‬
‫ً‬ ‫جابر [‪/54‬ب] وسليمان وعبد اهلل‪ ،‬وكان سليمان‬
‫شجا ًعا‪ ،‬وكان عبد اهلل أخوه كذلك له خلق عظيم‪ ،‬قيل كان إهبام يده شربًا‪ ،‬ثم‬
‫إهنما وصال إلى زكريا يسلمان عليه يوم العيد(‪ )4‬فأكرمهما‪ ،‬فلما أراد الرجوع‬
‫فرسا‪ ،‬وسليمان وولده محمد على راحلة‪ ،‬وأبوه على دابة‪،‬‬
‫ركب الشيخ زكريا ً‬
‫فتواصيا عليه وعلى الولد أن يقتالهما‪ ،‬فقال أحدهما‪ :‬أ ّما الولد فال سبيل إلى‬
‫قتله‪ .‬فقتاله وجعال ثوبه عليه‪ ،‬وأخذ البالد والولد محمد بن زكريا يرضع‪،‬‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( كلمة غير مفهومة‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( كتبت يف (ب)‪ :‬مسلمان ليلة عيد‪.‬‬
‫‪199‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫فرسا‪ ،‬وبقى األمر إليها وتعتبا على أهل الوعرة‬


‫(‪)1‬‬
‫ثم إنه كرب ونشدت عليه أمه ً‬
‫التي فيها محمد وعبيده‪ ،‬فجعال يو ًما على أهل الوعرة خمسمائة دينار‪ ،‬فجاء‬
‫غرماه مطالبين هبا‪ ،‬فاستشار أهل القرية الولد‪ ،‬وأمهلهم هبا ثمانية أيام‪ ،‬ثم إن‬
‫الولد خرج يف جمال له إلى المرياح‪ ،‬فلقيه خاله سليمان وهو على فرسه‪ ،‬فقال‬
‫سليمان‪ :‬من هذا؟ فقال‪ :‬ابن أختك‪ .‬فحمل عليه ابن أخته‪ ،‬فكسر رمح خاله‪،‬‬
‫فرجع ورجع الولد [إلى أمه](‪ )2‬على مارووا‪ ،‬فأتى إلى أمه‪ ،‬فقال لها‪ :‬سمعت‬
‫مريضا‪ ،‬فتجهزي لزيارته‪ .‬وأعطاها شي ًئا كالهدية ولم يعلمها‬
‫أن بعض أخوالي ً‬
‫بما فعل خاله‪ ،‬ثم إهنا جاءت إليهما فقاال لها وقد أعلم [‪/55‬أ] سليمان أخاه أنه‬
‫حمل على ابن أخته فلم يقدر يصنع فيه شي ًئا‪ ،‬فقاال‪ :‬هل حدثك محمد بشيء‪.‬‬
‫قالت‪ :‬ال‪ .‬ثم إهنما جمعا بني خلف الشعراء عليهم بالغارة‪ ،‬فلما وقع لمحمد‬
‫بن زكريا الخرب أرسل [الخرب](‪ )3‬لكربائهم‪ ،‬ووهب لهم خمسمائة دينار‪ ،‬وقال‬
‫لهم‪ :‬إهنم وهم عندكم يف النسب سواء‪ ،‬فال تعصوا معهم على أحد‪ ،‬وأعقلهم‬
‫هبا‪ ،‬وقال لهم‪ :‬إذا تساوى الصفان فاهنزموا‪ .‬فلما وصلوا إلى الوعرة‪ ،‬وكانت‬
‫بني خلف‪ ،‬فروا بني جابر يف عسكرهم يد‪ ،‬فحمل محمد بن زكريا‪ ،‬هو وأهل‬
‫قريته على العسكر‪ ،‬فاهنزمت بنو خلف‪ ،‬واهنزم أخواله‪ ،‬فتبع أخواله وقتل خاله‬
‫عبد اهلل‪ ،‬فسمعت أمه‪ ،‬فخرجت وهى تقول‪ :‬وياله عليه الدّ ين مني والوفاء‬

‫((( الوعرة‪ :‬اسم للعديد من المناطق والمدن اليمنية يف لحج والضالع وإب والمحويت‪.‬‬
‫انظر عنها‪ :‬المقحفي‪ ،‬معجم البلدان‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.1880 - 1879‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪200‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫عليه‪ .‬وخرج سليمان إلى بلد الزنيين(‪ ،)1‬وكانوا أهل ثروة عظيمة ورياسة‬
‫وكرم‪ ،‬فاستقام محمد بن زكريا استقامة حسنة‪ ،‬ورجعت إليه البالد‪ ،‬وكان‬
‫ممتدحا يمدحه الشعراء من كل ناحية‪ ،‬والبن جعفر فيه قصيدة‪ ‬أولها‪:‬‬
‫ً‬
‫فرحا بسيف الدين لما حلها‬
‫ً‬ ‫طــرق النسيم بشيحه وبرندة‬
‫كشف الكروب بنيله وبسعده‬

‫قيل‪ ،‬وصله يف يوم واحد ابن حمير‪ ،‬وبنت السوددي‪ ،‬وابن األصمع‪،‬‬
‫فلما قدموا عليه أكرمهم‪ ،‬وأخرج كت ًبا وجاء بمسخرة(‪ )2‬معه‪ ،‬فقابل بينه وبين‬
‫[‪/55‬ب] مسخرة معهم‪ ،‬وظل يومهم ذلك على التمني‪ ،‬فلما عشى(‪ )3‬القوم‬
‫خرج إليهم بحمالة(‪ )4‬سيفه‪ ،‬وقام ابن حمير بما معه‪ ،‬وقامت رواة ابن األصمع‪،‬‬
‫وقامت بنت السوددي بما معها‪ ،‬وكانت قصيدة ابن األصمع غير العربية‬
‫حمينية(‪ )5‬دون العربية‪ ،‬وهي حسن من الشعر‪ ،‬وقصيدة بنت السوددي‪ ‬هذه‪:‬‬
‫قــــد غــــيــــروا عـــهـــد الــــــوداد‬ ‫مــــا بـــــال أهـــلـــك يــــا ســعــاد‬
‫والـــســـمـــهـــريـــات الــــحــــداد‬ ‫تــحــمــيــهــم جـــــرد ال ــج ــه ــاد‬

‫((( الزنيون‪ :‬بطن من قبيلة عك‪ .‬ابن حمير‪ ،‬الديوان‪ ،‬ص‪ ،110‬حاشية رقم (‪.)1‬‬
‫((( المسخرة أو المسحرة شنطة تصنع من حديد أو خشب بشكل صندوق‪.‬‬
‫((( كتب يف هامش النسخة (ب)‪ ،‬لعله عشى القوم‪ ،‬من العشاء وهو الطعام بالعشي‪.‬‬
‫((( يف (ب) كتبت‪ :‬بحمائل‪.‬‬
‫((( الحميني‪ :‬وهو الشعر العامي الملحون‪ ،‬وقد برز يف ذلك العصر العديد من الشعراء‬
‫الذين تعاملوا به مثل الشاعر ابن محمد بن أحمد فليته (ت‪731 :‬هـ‪1331/‬م)‪.‬‬
‫انظر‪ :‬الزركلي‪ ،‬األعالم‪223 /1 ،‬؛ ‪.249 /2‬‬
‫‪201‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫فيقال إنه [أعطاها](‪ )1‬خمسمائة وثالثمائة ومائتين‪ ،‬وقال‪ :‬يابنت‪ ‬السوددي‬


‫احكمي بحكمك‪ .‬فقالت‪ :‬الخمسمائة للفقيه‪ ،‬والثالثمائة للفقير‪،‬‬
‫ومائتان‪ ‬للناقة‪ .‬فاستحسن الجماعة قولها‪ ،‬وكانت لسنة‪ ،‬لها جراءة على‬
‫الكالم‪ ،‬فكانت يف محمل‪ ،‬ورأوهتا يف محمل‪ ،‬وكان لها زمان طيب‪ .‬ثم‬
‫إهنم انتقلوا إلى ابن القرابلي‪ ،‬وكانوا أهل رياسة عظيمة‪ ،‬فقدموا خمسة مائة‬
‫عليه‪ ،‬فلم يلقوا كرامة منه‪ ،‬وال بشاشة‪ ،‬فقال ابن حمير‪ :‬يابنت السوددي ما‬
‫هذا الحال من هذا الرجل؟ قومي إليه‪ .‬فلبست ثياهبا وقد هتيأت للكالم‪ ،‬فلما‬
‫دخلت عليه قالت له‪ :‬حوملت ياشيخ أحمد يف هذا المنزل الذي يعلق فيه‬
‫العسل‪ .‬أما محمد [‪/56‬أ] بن زكريا ما هو إال ذباب‪ ،‬هذا مديح كبش وهذا‬
‫إناء رز‪ ،‬وهذا عسل مصفى‪ .‬ففهم كالمها أن باطنها ذم‪ ،‬فقال لها‪ :‬يكفي يابنت‬
‫السوددي‪ .‬ثم جهزهم منه بما أمكن‪.‬‬
‫حكاية‪ ،‬قلت وقد سمعت أن الملك المظفر قال يو ًما البن حمير‪ :‬يابن‬
‫حمير سمعت قصائدك فينا‪ ،‬وقصائدك يف ابن سهيل الزين‪ ،‬ويف َد ْجم‪ ،‬فرأيت‬
‫لها رقة ومالحة‪ .‬فقال ابن حمير‪ :‬طمعنا(‪ .)2‬وكان الملك راقدً ا؛ فاستوى‬
‫جالسا وقال‪ :‬واهلل لئن لم تعلمني هبذا المعنى ألفعلن وألفعلن‪ .‬فقال ابن‬
‫ً‬
‫حمير‪ :‬إن أمني الملك تكلمت‪ .‬قال له‪ :‬أنت آمن‪ .‬قال‪ :‬ياسيدي جائزيت‬
‫منك ألف دينار‪ ،‬والذي أسير به إليكم قريب عشرين [دينار](‪ ،)3‬نفس‬
‫األوالد يف البيت يحتاجون أربعمائة دينار‪ ،‬والرواة مثلها‪ ،‬وكسر يف الطريق‬
‫مثلها‪ ،‬ثم نجي عندكم فنقيم على الباب الشريف أيا ًما‪ ،‬فيقسى المدح فيكم‪،‬‬

‫((( الزيادة من (ب)‪ ،‬كتبت يف (أ) وهب‪.‬‬


‫((( كتبت يف (ب)‪ :‬لمعنا‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪202‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫والوزير يحتاج قصيدة‪ ،‬والزمام(‪ )1‬يحتاج قصيدة‪ ،‬وسند(‪ )2‬الباب(‪ )3‬قصيدة‪،‬‬


‫وأستاذ الدار(‪ )4‬قصيدة‪ ،‬كل ذلك تزف إلى صدقاتكم الشريفة‪ ،‬فأحصل ألف‬
‫دينار‪ ،‬وابن دجم والزين قالوا لو تجي كل يوم بقصيدة لك عليها أربعمائة‬
‫دينار بال [تعب وال](‪ )5‬سفر‪ ،‬واهلل ياموالنا السلطان [‪ /56‬ب] يصنع عبدكم‬
‫القصيدة‪ ،‬وأتقدم هبا وأهل البيت يطحنون الغدا‪ ،‬يقولون اجلس للغدا فأتقدم‬
‫هبا‪ ،‬وآيت أنادي نعم نعم‪ ،‬فيخرج إلى الشيخ بجمل غالمه بعدّ ة القعادة‪ ،‬فسمع‬

‫((( الزمام‪ :‬وهو أرفع خدم السلطان محلً وأمثلهم وجاهة‪ ،‬وهو المخاطب أمامه عن‬
‫متعلقات الحريم وأوالد الملوك واألطفال ومعتقاته‪ ،‬ويشرتط يف متولي هذه الوظيفة‬
‫أن يكون من الخصيان المعروفين بالطواشية‪ .‬ابن كنان‪ ،‬محمد بن عيسى (ت‪:‬‬
‫‪1153‬ﻫ‪1740/‬م)‪ ،‬حدائق الياسمين يف ذكر قوانين الخلفاء والسالطين‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫عباس صباغ‪ ،‬ط‪ ،1‬دار النفائس‪ ،‬بيروت‪1412 ،‬ﻫ‪1991/‬م‪ ،‬ص‪.127‬‬
‫((( كتبت يف (ب)‪ :‬أستاذ‪.‬‬
‫((( سند الباب‪ :‬ويبدو أنه يقصد به صاحب الباب أو القائم بالباب هو من يقف بباب‬
‫السلطان يبلغه أخبار الرعية ويأخذ لهم اإلذن منه‪ ،‬ويطلق عليه اسم الحاجب‪،‬‬
‫والحجب هو المنع من الدخول‪ .‬الباشا‪ ،‬حسن‪ ،‬األلقاب اإلسالمية يف التاريخ‬
‫والوثائق واآلثار‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪1978 ،‬م‪ ،‬ص‪.251‬‬
‫((( األستاذ دار‪ :‬من أكرب موظفي البالط السلطاين وهو المسؤول عن بيوت السلطان‬
‫كلها من المطابخ والشراب خاناه والحاشية والغلمـان وال يمشي إال بأمـر السلطان‪،‬‬
‫ويحكم يف غلمانه وباب داره وله الحديث المطلق والتصرف التام يف استدعاء ما‬
‫يحتاج إليه بـيت السلـطان من النفقات والكسوات وغيرها‪ .‬القلقشندي‪ ،‬أبي العباس‬
‫أحمد بن علي (ت‪821:‬ﻫ‪1418/‬م)‪ ،‬صبح األعشى يف صناعة اإلنشا‪ ،‬شرحه‬
‫وعلق عليه وقابل نصوصه‪ :‬نبيل خالد الخطيب‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪1407‬ﻫ‪1987/‬م‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪21‬؛ دهمان‪ ،‬معجم األلفاظ التاريخية‪ ،‬ص‪15 - 14‬؛‬
‫ﭪ‪ ‬نسنك‪ ،‬أ‪ .‬ج‪ ،‬مقال أستاذ‪ ،‬دائرة المعارف اإلسالمية‪ ،‬ج‪ ،3‬ط‪ ،1‬مركز الشارقة‬
‫لإلبداع الفكري‪ ،‬الشارقة‪1418 ،‬هـ‪1998 /‬م‪ ،‬ص‪.700‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪203‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫مني القصيدة وأقوم‪ ،‬فما يفرغ الغدا إال وعبدك عند عياله‪ ،‬وال أتغدا إال بلبن‬
‫من عند الممدوح‪ ،‬وأربعمائة دينار‪ .‬فضحك الملك من ذلك‪.‬‬
‫وكان يف الزنيين ابن سهيل له مشيخة عظيمة ورياسة ومقابلة‪ ،‬قد سمع‬
‫به الملك المظفر وبما عنده من الدنيا الواسعة‪ ،‬فاهتمه بالكيمياء أو باالسم‬
‫األعظم(‪ ،)1‬وأرسل الملك المظفر طواش ًيا(‪ )2‬حاذ ًقا‪ ،‬له فهم وذكاء إلى ابن‬
‫سهيل الزين‪ ،‬وقال له‪ :‬اخترب أمر ابن سهيل‪ .‬وكان الطواشي يساير ابن سهيل‪،‬‬
‫ويروح معه أرضه يوم جنى العطب‪ ،‬وكانت أرضه مسكن بني سهيل الرماة‬
‫اليوم‪ ،‬وكان عند جنى العطب يأيت المشرتي يتعطب من خرق المنسكية‬
‫والالمية والقينية(‪ )3‬فيبيع كل يوم من العطب بعشرة آالف دينار‪ ،‬فتعجب‬
‫(‪)4‬‬
‫خارجا عن ما وهب وما شري به النبيق والربعي‬
‫ً‬ ‫الطواشي من ذلك‪ ،‬هذا‬
‫واللحوح(‪ ،)5‬وماسرق‪ .‬فرجع الطواشي إلى الملك بتحقيق ذلك‪ ،‬فزال توهمه‬

‫((( يبدو أنه كان ينظر لمن يتعامل بعلم الكيمياء نظرة الساحر أو التعامل بالسحر‪ ،‬حتى‬
‫إن اهتامه له بالكيمياء دليل على أهنا جريمة كان ال يتعامل هبا العرب يف ذلك الوقت‪،‬‬
‫ومن يتعامل هبا يحاسب على ذلك‪.‬‬
‫((( التطويش‪ :‬معناها جب الذكر‪ ،‬والطواشي هم الخصي من الغلمان‪ .‬انظر‪ :‬الزبيدي‪،‬‬
‫تاج العروس‪ ،‬ج‪ ،4‬مادة (طوش)‪.‬‬
‫((( المنسكيون من قبائل عك من أعمال الهجم وعمران‪ ،‬والالمية وقين بطون من‬
‫ساعدة بن نبت بن هنشل بن الشاهد بن عك‪ ،‬وأرضهم من حيس إلى األوشج‪.‬‬
‫الملك األشرف‪ ،‬طرفة األصحاب‪ ،‬ص‪.83 ،78 ،51‬‬
‫((( كتبت يف (ب)‪ :‬وما شرا به السق والربي‪.‬‬
‫((( النبيق‪ :‬هي ثمرة شجر السدر تقري ًبا المعروفة يف اليمن بالدوم‪ ،‬أما اللحوح فهي نفسها‬
‫وجبة الخفوش التي تكلمنا عنها ساب ًقا‪ .‬إبراهيم مصطفى وآخرون‪ ،‬المعجم الوسيط‪،‬‬
‫‪ .898 ،817 /2‬أما الربعي فنوع من أنواع البقوليات تقري ًبا هو العرت المعروف يف‬
‫اليمن‪ ،‬وكان يطبخ ويأكل‪ ،‬وما زال يؤكل حتى اليوم يف العديد من المدن اليمنية‪.‬‬
‫‪204‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫فيه‪ ،‬وكان [‪/57‬أ] يف ذلك [الوقت](‪ )1‬العدل الكلي‪ ،‬ولم تظهر المساحة‬
‫(‪)2‬‬

‫إال من يوم دولة المجاهد‪ ،‬ولظهور المساحة‪ ،‬حيث كانوا يأخذون العاشرة‪،‬‬
‫وبعده ما زالت المساحة تزيد حتى تضاعف الجور على الرعية‪ ،‬وارتفعت‬
‫الربكة لذلك‪ ،‬ولم تكن المساحة إال يف زمن دولة بني رسول فقط‪ ،‬وسائر‬
‫ملوك اآلفاق ال يعرفون ذلك‪.‬‬
‫وكان يف دولة الملك المؤيد والملك المجاهد عدل كلي وبركة‪ ،‬وكان‬
‫الملك المنصور قد جعل شي ًئا يسمى المعونة(‪ ،)3‬وهو ما يؤخذ من الرعية ماله‬
‫وجه‪ ،‬فأزاله الملك المظفر‪ ،‬وعلم الملك المظفر بأن ملك الصين على دين‬
‫المجوسية إال من عصمه اهلل تعالى منهم‪ ،‬ثم إن الملك نظر يف هدية توافق‬
‫غرض ملك الصين‪ ،‬فأرسلها إليه‪ ،‬وسأله أن يجري المسلمين الذين يف جواره‬
‫على ما يقتضيه [دينهم](‪ ،)4‬ففعل ذلك ورد جوابه بذلك‪ ،‬وكان الملك المظفر‬
‫قد أقطعه والده الملك المنصور المهجم‪َ ،‬ف ُقتل الملك المنصور‪ ،‬قيل مملوكًا‬
‫يسمى الدباهي‪ ،‬وخرج ولم يعرف أين أخذ‪ ،‬وقيل إهنم دخلوا عليه‬
‫صغيرا ّ‬
‫ً‬
‫عقيب قتله فوجدوا عنده قر ًدا‪ ،‬هكذا سمعت بعض علماء التواريخ بزبيد‪ .‬ثم‬
‫إن الملك المظفر تحول إلى بني القرابلي‪ ،‬وكانوا أهل رياسة عظيمة يف‪ ‬العرب‪،‬‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( المساحة‪ :‬تقري ًبا نوع من الضرائب التي كانت تؤخذ من قبل سالطين بني رسول‬
‫السيما منذ عهد السلطان المجاهد‪.‬‬
‫((( المعونة‪ :‬مال معلوم غير الخراج يفرض سنو ًيا على الناس السيما المشائخ يف جميع‬
‫جهات اليمن يطلبه السلطان عند خروجه يف الحروب أو عند إعداد الجيوش أو عند‬
‫عودته من الحروب وانتصاره فيها‪ُ .‬هديل‪ ،‬الحياة االجتماعية‪ ،‬ص‪.287‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪205‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫وجعلت المقاصرة تدخل عليه وتناديه‪ :‬يايوسف بغير نداء المملكة‪/57[ ،‬ب]‬
‫وكانت زوجة ابن القرابلي الشيخة بنت جابر صاحب الجثة‪ ،‬فخرجت على‬
‫المقاصرة فأمرت بكفافهم من الدخول‪ ،‬وجعلت بوا ًبا ال يدخل عليه إال بإذنه‪،‬‬
‫حتى جاءه الشيخ أبو الغيث بن جميل‪ ،‬نفع اهلل به‪ ،‬فقال له‪ :‬قم فقد وقعت‬
‫إشارة نبوية‪ .‬فقام‪ ،‬وكانت المماليك قد اعتزلت يف فشال(‪ )1‬مقدار ألف مملوك‬
‫قدم عليهم‪ ،‬وأقام يف الملك أربعين سنة‪ ،‬رحمه اهلل تعالى‪.‬‬
‫ثم ولي بعده ولده الملك األشرف سنين(‪ ،)2‬وكان المؤيد مقيدً ا يف طرف‬
‫الدار‪ ،‬فيقال إن جارية مرت بعشاء المؤيد‪ ،‬ويف يدها إناء فيه نوع من الطبايخ‪،‬‬
‫وله رائحة شديدة يتوق إليها كل من شمها‪ ،‬فقال الملك األشرف‪ :‬ياجارية‪ ،‬ما‬
‫هذا اإلناء؟ قالت‪ :‬عشاء سيدي داود‪ .‬فقال‪ :‬دعي اإلناء‪ .‬فكان ذلك عند عشاء‬
‫الملك‪ ،‬فوضعته يف مجلس الملك األشرف على السفرة وفيه السم‪ ،‬فأكل منه‬
‫فمات لساعته‪ ،‬وكان الملك األشرف بن المظفر فيه حياء من اهلل تعالى‪ ،‬وله‬
‫صالحا جيد الوصف‪.‬‬
‫ً‬ ‫معرفة تامة بالعلم‪ ،‬وكان ناس ًكا‬
‫كريما ذا قوة‪ ،‬لم تكن يف ملوك عصره‬
‫ثم ولي األمر داود بن المظفر‪ ،‬وكان ً‬
‫مثله‪ ،‬قيل من قوته أنه أمر صاحب األسد أن يدخله عليه مجلسه‪ ،‬وقد جعل‬
‫جلساءة يف موضع ثان‪ ،‬فأدخل [‪/58‬أ] عليه األسد‪ ،‬فجعل يرميه بحب‬
‫ترسا فلما‬
‫السفرجل حتى أغضبه‪ ،‬وقد جعل يف يده شفرة دون السيف‪ ،‬وأخذ ً‬
‫حمل عليه األسد تلقاه بالرتس‪ ،‬وضربه بالشفرة‪ ،‬فوقع نصفين‪ .‬قالوا وعاد‬
‫هذا الدار إلى وقتنا هذا‪ ،‬حكى الشريف مهدى بن محمد بن سليمان بن‬

‫((( يف (ب) كتبت قتال‪.‬‬


‫((( كلمة سنين ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫‪206‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫مدرك الخزاين(‪ )1‬أن السلطان الملك الناصر أدخله إياه‪ ،‬وكان على أخره قد‬
‫هتدم‪ ‬شيء‪ ‬منه‪.‬‬
‫حكاية‪ ،‬قلت وقد سمعت أن ً‬
‫شيخا كان يف الشرجة ربع من أرباع مدينة زبيد‪،‬‬
‫معلما كان يعلم يف ربع الشرجة‪ ،‬وكانت له زوجة‪ ،‬وكان مملوكًا من‬
‫ً‬ ‫حكى أن‬
‫مماليك الملك المؤيد يدخل عليها‪ ،‬ويظل يشرب يف بيتها وهى معه‪ ،‬وال يقدر‬
‫زوجها المعلم يرده عن ذلك‪ ،‬فطال به األمر‪ ،‬فشكى إلى ٍ‬
‫جار له‪ ،‬فقال له‪:‬‬
‫واهلل لو علم الملك المؤيد ما سلم منه(‪ .)2‬فقال المعلم‪ :‬من أين اتصل بالملك‬
‫المؤيد‪ .‬فما زال الرجل يحث المعلم حتى اشتكى إليه‪ ،‬وكان يف حايط البيت‪،‬‬
‫مشطرا‪ ،‬أصلها من أهل بيت الذهيب‪ ،‬قرية للصوفية بني‬
‫ً‬ ‫وكانت زوجته تسمى‬
‫الذهيب شرقي القحرية‪ ،‬قرية من شرقي بلد الذهيب‪ ،‬وكانت قد جاءت وهي‬
‫صغيرة مع قوم يضربون الدفوف على األبواب‪ ،‬فعلق هبا الملك المؤيد ح ًبا‪،‬‬
‫فأمر بحجبها وتزوجها‪ ،‬وكانت عنده لها حظ [‪/58‬ب] يجل عن الوصف‪ ،‬ثم‬
‫أن المعلم أتى نصف النهار والملك المؤيد يف الشباك‪ ،‬فرفع صوته‪ ،‬فابتدرت‬
‫إليه الجنادرة(‪ )3‬ليضربوه‪ ،‬فأمر به الملك المؤيد‪ ،‬فدخل عليه وشكى عليه من‬
‫المملوك‪ ،‬فقال له الملك‪ :‬أي وقت يأتيك فالن؟ فقال‪ :‬بعد ثالثة أيام‪ .‬فقال‪:‬‬
‫متى دخل منزلك؛ فأسرع إلي‪ .‬هذا بعدما طلب الزمام‪ ،‬وقال له الملك‪ :‬أي‬
‫علي خربه‪ .‬ثم أن المعلم تقدم إلى بيته(‪،)4‬‬
‫ساعة جاءك هذا الفقيه فال تكتم ّ‬
‫((( والده هو الشريف جمال الدين محمد بن سليمان بن مدرك الذي قتل بحرض سنة‬
‫‪778‬هـ‪1376 /‬م‪ .‬انظر عنه‪ :‬األهدل‪ ،‬تحفة الزمن‪.525 /2 ،‬‬
‫((( العبارة األخيرة ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫((( الجنادرة‪ :‬هم من يقومون مقام الشرطة التي تحيط بمقام السلطان لحمايته يف قصر‪.‬‬
‫للمزيد انظر‪ُ :‬هديل‪ ،‬الحياة االجتماعية‪ ،‬ص‪.116‬‬
‫((( العبارة األخيرة ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫‪207‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫فما شعرا إال والمملوك داخل عليه‪ ،‬تقدم المعلم إلى الزمام‪ ،‬والزمام أمر‬
‫دويداره(‪ )1‬إلى الملك‪ ،‬فأخذ الملك شفرة دون الذراع‪ ،‬وحل قميصه‪ ،‬وأخذ‬
‫حول خادم وجعله على رأسه‪ ،‬وقال للزمام‪ :‬ال يتبعني غير عبد واحد‪ .‬فتقدم‬
‫(‪)2‬‬
‫الملك والمعلم دليله حتى دخل به على المملوك‪ ،‬فأخذ المملوك الدبوس‬
‫وخرج عليهما ليضرب األول منهما بعد أن خرج منه كالم سكر‪ ،‬فأزال الملك‬
‫أيضا ساق ًطا‪ ،‬فارتاب‬
‫وخر الملك ً‬
‫الثوب عن رأسه وضربه ضربة قده نصفين‪ّ ،‬‬
‫المعلم‪ ،‬فقال الملك للمعلم‪ :‬يافقيه غثني بقليل قطيب‪[ .‬وقال الملك‪ :‬ال اله‬
‫إال اهلل محمد رسول اهلل صل اهلل عليه وسلم‪ ،‬يافقيه](‪ )3‬منذ شكوت علي ما‬
‫ذقت طعا ًما‪ ،‬وال سقطت إال من شدة الجوع‪ ،‬ال خو ًفا من الدم‪.‬‬
‫قيل كانت أم الملك المؤيد رومية‪ ،‬وقد أهديت للملك المظفر‪/59[ ،‬أ]‬
‫فحملت بالمؤيد‪ ،‬فعندما قارهبا الوالدة‪ ،‬قالت للملك‪ :‬مر صاحب الخيل أنه‬
‫ال يخالفني فيما أمرته به‪ .‬فطلب الملك المظفر مهتار(‪ )4‬الخيل‪ ،‬فأمره بذلك‪.‬‬

‫((( الدويدار‪ :‬وهم من يقومون بحمل دواة السلطان أو األمير‪ ،‬ويتولون أمرها‪ ،‬كما يقمون‬
‫بتبليغ الرسائل عن السلطان‪ ،‬وإبالغه عامة األمور‪ ،‬وتقديم الربيد‪ ،‬ومن يفد إليه إلى‬
‫بابه‪ ،‬وعادة ما يكون من األمراء‪ .‬القلقشندي‪ ،‬صبح األعشى‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪20 -19‬؛‬
‫‪ ‬‬

‫ج‪ ،5‬ص‪.434‬‬
‫((( الدبوس‪ :‬عبارة عن عصا من الحديد أو القصب لها رأس كروية‪ ،‬أو مضلعة‪ ،‬أو شكل‬
‫سطحها على هيئة نتوءات مثلثة الشكل‪ .‬انظر‪ :‬العراشي‪ ،‬عبد الحكيم محمد ثابت‪،‬‬
‫الجيش يف اليمن يف عصر الدولة الرسولية (‪858 – 626‬هـ‪1454 – 1228 /‬م)‪،‬‬
‫ط‪ ،1‬دار الوفاق‪ ،‬عدن‪1435 ،‬هـ‪2014 /‬م‪ ،‬ص‪.351‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( المهتار‪ :‬وهو كبير موظفي الركاب خاناه أو الركبخاناه‪ ،‬وعادة ما يكون متسلم لجميع‬
‫عدة روكبة السلطان‪ .‬انظر‪ :‬ابن كنان‪ ،‬حدائق الياسمين‪ ،‬ص‪.183 - 182‬‬
‫‪208‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫(‪)1‬‬
‫[عظيما]‬
‫ً‬ ‫فرسا‬
‫فعندما قارهبا الوالدة‪ ،‬قالت‪ :‬علي بمركوب الملك‪ .‬وكان ً‬
‫له قيمة عظيمة‪ُ ،‬فأيت به فقالت‪ :‬انحروه‪ .‬فنحروه‪ ،‬وعند سقوط الولد يف األرض‪،‬‬
‫تلقوا به دم الفرس حتى ابتل جميع الولد من دم الفرس‪ ،‬وقعد الدم على الولد‬
‫عضوا‬
‫ً‬ ‫مقدار شهر‪ ،‬وسلخت الفرس فأخذ لحمها وجعلته أعضاء‪ ،‬فأكلته‬
‫عضوا حتى أتت على آخره‪ ،‬فكان الملك المؤيد يف غاية القوة والشجاعة‬ ‫ً‬
‫والكرم‪ ،‬وكان الملك المظفر‪ ،‬رحمه اهلل [تعالى](‪ )2‬قد زوجه بنت النقاش(‪،)3‬‬
‫فقيها يف كل علم‪ ،‬وأصوله من حلب‪ ،‬وكان يف دولة ابن‬ ‫وكان ابن النقاش ً‬
‫مقبول عند الملك المظفر‪ ،‬وكان ينسب عنه الحسد عند كل‬ ‫ً‬ ‫فقيها‬
‫دعاس(‪ً )4‬‬
‫ذي فن‪ ،‬حتى إن الملك المظفر أراد أن يقرأ على ابن النقاش يف المنطق‪ ،‬فأشار‬
‫عليه ابن دعاس‪ ،‬فقال‪ :‬ياسيدي البالء موكل بالمنطق‪ .‬فتشاءم الملك بقوله‪،‬‬
‫وقال له‪ :‬أين هذا من هذا؟‬
‫وكان ابن النقاش مع ما فيه من سعة العلوم؛ إذا قيل له صل بالناس كره‪،‬‬
‫ألنه ذكروا أنه كان ال يحفظ غير الفاتحة‪ ،‬فأنكر كثير من الناس‪ ،‬وقالوا البد أن‬
‫[يكون](‪ )5‬يحفظ قل هو اهلل أحد وأخواهتا‪/59[ ،‬ب] وأما الفاتحة فال يكون‪.‬‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( هو القاضي منتخب الدين إسماعيل بن عبد اهلل بن علي الحلبي‪ ،‬وقد تم الحديث‬
‫عنه ساب ًقا‪.‬‬
‫فقيها‬
‫((( هو الفقيه أبو بكر بن عمر بن إبراهيم بن دعاس الفارسي‪ ،‬كان أدي ًبا فاضلً ً‬
‫بالمذهب الحنفي‪ ،‬نال حظوة من السلطان المظفر‪ ،‬وابتنى مدرسة بزبيد خص هبا‬
‫أهل مذهبه‪ ،‬لم تكد تخلو من مدرس ذي دين له‪ ،‬وله ديوان شعر‪ ،‬وكانت وفاته بزبيد‬
‫مهجورا من السلطان المظفر سنة ‪667‬هـ‪1268 /‬م‪ .‬الجندي‪ ،‬السلوك‪.53/2 ،‬‬ ‫ً‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪209‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫وبنت النقاش أم الملك المجاهد كانت ممن تحب فعل الخير‪ ،‬ولها‬
‫وقوف ومسجد يف زبيد‪ ،‬ومساجد يف آخر مملكة ولدها‪ ،‬وكانت تعتقد يف‬
‫الفقيه دعسين(‪ ،)1‬وكان سكنه المتينة‪ ،‬غربي وادي زبيد‪ ،‬والفقيه دعسين قرشي‬
‫النسب‪ ،‬قيل إنه رآها يف النوم بعد موهتا‪ ،‬وهى عريانة‪ ،‬فقال لها‪ :‬ما هذا؟ قالت‪:‬‬
‫ما كان معنا رد إلى أهله‪ .‬ورأى خادمها وعليه ثياب را ّيقة وأنوار مشرقة‪ ،‬فقال‬
‫لها‪ :‬مالي أرى خادمك عليه هذه الهيئة الحسنة‪ .‬قالت‪ :‬أما كان يدخل علينا‬
‫ورق ذوي الحاجات‪ ،‬فأثابه اهلل على ذلك ما رأيت‪ .‬وكان الملك المؤيد عدل‬
‫كلي‪ ،‬وكرم جسيم‪ ،‬وكانت [مقدار](‪ )2‬مملكته ثمانية عشر سنة أو أحدى‬
‫وعشرين [سنة](‪.)3‬‬
‫ثم ولي بعده ولده الملك المجاهد‪ ،‬فاستطالت مدته‪ ،‬وكانت دولته مقدار‬
‫إحدى وأربعين سنة‪ ،‬ولكن وقع يف آخرها ضعف‪ ،‬وعارضه الملك الظاهر‬
‫(‪)4‬‬

‫معارضة كلية‪ ،‬وكان له ‪ -‬أعني الملك الظاهر ‪ -‬الدملوة إلى عدن وأبين‬

‫فقيها بار ًعا متفننًا‬


‫((( هو الفقيه الصالح المشهور أبو بكر بن أحمد دعسين القرشي‪ ،‬كان ً‬
‫زاهدً ا ور ًعا ً‬
‫باذل نفسه لطلبة العلم‪ ،‬تفقه به كثير من الناس من أهل الجبال والتهائم‪،‬‬
‫مشهورا بالعلم والصالح والتواضع‪ ،‬يسعى من موضع إلى موضع يف ثوب‬ ‫ً‬ ‫وكان‬
‫ٍ‬
‫واحد إذا لم يجد لحا ًفا‪ ،‬ولم يشتغل بكسب شيء من الدنيا‪ ،‬تويف سنة ‪752‬هـ‪/‬‬
‫‪1351‬م‪ .‬انظر‪ :‬الخزرجي‪ ،‬العقود اللؤلؤية‪.91 /2 ،‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) وعارضه الملك المجاهد‪ .‬والملك الظاهر هو أبو محمد بن المنصور أيوب‬
‫بن المظفر يوسف بن عمر بن علي بن رسول‪ ،‬كان من أشد المعارضين للسلطان‬
‫المجاهد‪ ،‬فحبسه يف سجن تعز حتى تويف فيه سنة ‪734‬هـ‪1333 /‬م‪ .‬انظر‪ :‬الملك‬
‫األفضل‪ ،‬العطايا السنية‪ ،‬ص‪.404 - 403‬‬
‫‪210‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫أيضا تغلبوا ولزم القلعة‪ ،‬وبعد وصلوا المصارية(‪ )1‬بإشارة من ملك‬ ‫والعرب ً‬
‫مصر‪ ،‬ولقيهم المجاهد بالممالح‪ ،‬وتوجوه بتاج جاءوا به من عند ملك مصر‪،‬‬
‫وقد وصف غير ذلك أنه تشدد بمشدة(‪ )2‬جعلوا [‪/60‬أ] لها أطرا ًفا مرخاه‪.‬‬
‫ثم أن الملك المجاهد ارتفع تعز وخافهم على نفسه‪ ،‬وبعد ساءت سيرهتم يف‬
‫اليمن [وباعوا](‪ )3‬أوالد العرب رقي ًقا‪ ،‬وأضروا بالناس مضرة عظيمة‪ ،‬وقد ذكر‬
‫الجندي‪ ،‬رحمه اهلل [تعالى](‪ ،)4‬يف تاريخه أهل اليمن كانوا يقولون ربما ينصلح‬
‫اليمن بقدومهم‪ ،‬ففسد اليمن‪ ،‬وقتلوا يو ًما يف أهل الجبل بناحية جبلة مقتلة‬
‫عظيمة‪ ،‬سبب ذلك أهنم أغاروا والناس قد انحازوا منهم‪ ،‬فنهق حمار فدلهم‬
‫عليهم فقتلوهم‪ ،‬وكانوا أهل مصر خل ًقا ناشر‪ ،‬وقيل كانت جمال الماء ثالثون‬
‫أل ًفا‪ ،‬ويوم مروا بسهام كان أحدهم يف المغرب األبيات‪ ،‬ويف الشرق الراحتين‬
‫بلد الزنيين‪ ،‬ثم اجتمع العلماء والصالحون وابتهلوا إلى اهلل تعالى يف رفعهم‪،‬‬
‫فارتفعوا بعد ياس ومضرة بالمسلمين‪ ،‬وخرج الملك المفضل(‪ )5‬على الكدراء‬
‫أيضا ألنه كان مخال ًفا على الملك المجاهد‪ ،‬وكان عند عرب يسمون المساودة(‪،)6‬‬
‫ً‬
‫((( كان قدوم القوات المصرية إلى اليمن يف سنة ‪725‬هـ‪1324 /‬م‪ .‬للمزيد عن هذه‬
‫القوات وما ارتكبته من بشاعات يف بالد اليمن‪ ،‬انظر‪ :‬الجندي‪ ،‬السلوك‪/2 ،‬‬
‫‪.595 -593‬‬
‫‪ ‬‬

‫((( المشدة بلغة أهل اليمن هي شبيه بالشال الذي حول الكتف‪ ،‬ومن الناس من كان‬
‫يربطها بطريقة معينة على رأسه‪ ،‬ال سيما كبار شخصيات المجتمع لتميزهم‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) المظفر‪.‬‬
‫((( يذكر المقحفي أن المساودة قبيلة من ذي أصبح‪ .‬معجم البلدان‪.1509 /2 ،‬‬
‫يف حين يذكر الملك األشرف المساودة بحرف الراء (المساورة) وهي من قبائل‬
‫حمير‪ ،‬ويبدو أهنا األقرب للصح‪ .‬طرفة األصحاب‪ ،‬ص‪.50‬‬
‫‪211‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫وكان لهم ذلك الوقت شوكة‪ ،‬وكانوا يعرفون بالغارة على المدائن‪ ،‬وكان أطنبا‬
‫المحمودي مملوك مشهور بالشجاعة والفتك يف العرب‪ ،‬قيل إنه قتل ليلة يف‬
‫غارة على المعازبة(‪ )1‬ثالثمائة رجل‪ ،‬وكان أطنبا المحمودي هو والمماليك‬
‫بالكدراء‪ ،‬ووصلهم علم الملك األفضل أنه متصدر لهم هم والعرب‪ ،‬وكان‬
‫الشيخ عيسى [الحكمي](‪ )2‬صاحب المفاوزة(‪ )3‬وساكنها يف ذلك الزمان‪،‬‬
‫فجعل له العلم وحوط على القرية ‪ -‬قرية المفاوزة ‪/60[-‬ب] بعد أدار‬
‫على القرية هو وفقيه يسمى ابن دبيق‪ ،‬نسبه صريفي(‪ ،)4‬قالوا إن امرأة قالت‬
‫بحرا حائ ًطا بالقرية‪ ،‬فصبحت‬
‫عقب ذلك رأت الشيخ عيسى‪ :‬إنما أراين أرى ً‬
‫[العرب](‪ )5‬الكدراء‪ ،‬وفروا بالمفاوزة والمماليك فيها‪ ،‬فقهرت المماليك‬
‫العرب‪ ،‬وكُسرت العرب‪ ،‬وحصلت مقتلة عظيمة يف العرب حتى إن الشيخ‬
‫عيسى الحكمي‪ ،‬نفع اهلل به‪ ،‬عجز أن يقرب قتاله لكثرهتم‪ ،‬فما دفنوا عليهم إال‬
‫بالثيرة‪ ،‬وكان أكثر القتلى يف أهل المشرق‪ ،‬قرية من ُقرى المساودة‪ ،‬ووصل‬
‫أيضا [الشريف](‪ )6‬علي بن موسى(‪ )7‬مالقي أشراف‪ ،‬وحصل بينه وبين‬ ‫ً‬
‫((( يف (ب) العرب‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪ .‬هو الفقيه الصالح أبو محمد عيسى بن مطير ‪ -‬تصغير مطر ‪ -‬بن‬
‫علي بن عثمان الحكمي‪ ،‬أصله من حكماء حرض‪ .‬انظر ترجمته‪ :‬الجندي‪ ،‬السلوك‪،‬‬
‫‪.344/2‬‬
‫((( قد يكون المقصود هبا المفازة‪ ،‬وقد تفرد المعلم وطيوط بتفاصيل هذه الحادثة التي‬
‫وقعت يف سنة ‪724‬هـ‪1323 /‬م‪ ،‬وذكر هذه المناطق والقرى‪ ،‬وهو مالم نجده عند‬
‫أكثر المؤرخين الذين دونوا لهذه الحقبة التاريخية‪.‬‬
‫((( يف (ب) وفقيه يسمى صريف‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) علي بن يوسف‪.‬‬
‫‪212‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫المماليك حرب عظيم وهو يوم جاحف‪ ،‬وكان مع المماليك اإلقبال‪ ،‬وكان إذا‬
‫صرخت [خيلهم]‪ )1( ‬نفرت منها خيل األشراف‪ ،‬وهمت األشراف بالهزيمة‪،‬‬
‫فقال لهم علي بن موسى‪ :‬أين منكم‪ ،‬فال تستقبلوا الشمس بوجوهكم‪ ،‬واهلل‬
‫عظيما‪،‬‬
‫ً‬ ‫ما يصل منكم إلى المهجم إال من كرهوا قتله‪ .‬فصرب األشراف صربًا‬
‫وكانت كبار المماليك أطنبا المحمودي والسفري والقصري‪ ،‬فاستشاروا‬
‫السفري‪ ،‬وكان علي بن موسى الشريف قد رأى شجاعته وصربه يف الحرب‪،‬‬
‫فلم يقتله‪ ،‬وطرح أطنبا المحمودي(‪ ،)2‬وكان [من](‪ )3‬الثالثمائة الذين قتلهم‬
‫أطنبا المحمودي رجالن أخوان قتال‪ ،‬فدخل ولد المقتول [‪/61‬أ] من المعازبة‬
‫عروسا‪ ،‬فلما زفت إليه قالت‪ :‬ال تقربني وال أقبلك‪ ،‬وال‬
‫ً‬ ‫على بنت عمه المقتول‬
‫أمكنك من نفسي إال إذا أتيتني برأس أطنبا المحمودي‪ .‬وقد وقع يف ذؤال علم‬
‫كسرته‪ ،‬فخرج ذلك الرجل المتزوج بنت عمه‪ ،‬فأوقفه القضاء السماوي على‬
‫أطنبا المحمودي يف الخزيمي(‪ ،)4‬وهو مجروح وفرسه مربوطة عنده‪ ،‬فقال له‬
‫أطنبا المحمودي‪ :‬هل لك أن توصلني زبيد وأعطيك ألف مثقال؟ فقال له‪ :‬إذا‬
‫أعلمتني من اسمك(‪ .)5‬فقال له‪ :‬أنا أطنبا المحمودي‪ .‬فدنى إليه‪ ،‬فحز رأسه‪،‬‬
‫وجاء إلى بنت عمه‪ ،‬فبتن نساء الحي يقلن‪:‬‬
‫واصبيه قومي انقري يف امدف * أطنبا المحمودي وقع يف الكف‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( الفقرة األخيرة غير مفهومة‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الخزيمي‪ :‬يبدو أهنا من قرى هتامة‪.‬‬
‫((( يف (ب) من أنت‪.‬‬
‫‪213‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫قيل إن الشيخ عيسى الحكمي‪ ،‬نفع اهلل به وبالصالحين‪ ،‬قال ذلك اليوم‬
‫لولده‪ :‬اركب المربعة وانظر إلى العرب أين هم‪ .‬فقال‪ :‬هم هؤالء أقبلوا‪،‬‬
‫ولكنهم يمشوا على رؤوس‪ .‬فقال له والده‪ :‬انزل واسكت‪ .‬وتمادت دولة‬
‫المجاهد قريب أربعين سنة‪ ،‬وكان آخرها ضعف ومنازعة من الملك الظاهر‪،‬‬
‫ونزل الزعيم واستخدم ورد األمر قليل‪ ،‬وكان الزعيم أصله كان ملتزم وادي‬
‫مور‪ ،‬وبعد طلع أمره حتى كان له الناموس األعظم والشهرة بالكرم والشوكة‬
‫التي ال توجد يف أهل عصره إال فيه‪ ،‬حتى قيل كان مناخة جماله خمسمائة جمل‪،‬‬
‫وكان يعرف بزعيم المحالب لكثرة واليته هبا‪ ،‬وتغير منه الملك [‪/61‬ب]‬
‫المجاهد‪ ،‬فأرصد له من قتله بالدملوة‪ ،‬ومات الملك المجاهد بعده‪ ،‬قيل إن‬
‫مر بمجزرة زبيد بعد العشاء‪ ،‬فسمع كل ًبا يقول لكلب‪ :‬الملك المجاهد‬ ‫ً‬
‫رجل ّ‬
‫مات الساعة(‪ )1‬بعدن‪.‬‬
‫وحديث الزعيم وموته أنه كان قد خلد والية المحالب‪ ،‬وكان قد حقد‬
‫وحسن ثناء الناس عليه قاطبة‪ ،‬فدخل‬
‫ْ‬ ‫عظيما سببه الكرم‬
‫ً‬ ‫عليه الملك حقدً ا‬
‫الزعيم يو ًما على الملك المجاهد وعنده رجل محظوظ عنده وله جاه عند‬
‫الملك‪ ،‬وإذا دخل الزعيم على الملك البد للملك أن يومئ برأسه إيما ًء‬
‫ضعي ًفا‪ ،‬فجلس عنده ما شاء اهلل ثم قام‪ ،‬فيقال إن الملك المجاهد قال عند قيام‬
‫الزعيم‪ :‬قتلني اهلل إن لم أقتلك يا هرير‪ .‬فكأن الزعيم سمع الكالم‪ ،‬فجلس إلى‬
‫أن دخل الليل وأتى إلى ذلك الرجل الذي كان محظو ًظا عند الملك‪ ،‬فاستأذن‬
‫عليه‪ ،‬فقال [للحاجب](‪ :)2‬قل لفالن‪ :‬الزعيم على الباب‪ .‬فدخل الحاجب إلى‬
‫((( يف (ب) الليلة‪.‬‬
‫أيضا بصاحب الباب الذي يحجب الناس‬ ‫((( الزيادة من (ب)‪ .‬والحاجب‪ :‬ويعرف ً‬
‫أو يمنعهم من الدخول على السلطان إال بعد إذنه‪ .‬للمزيد انظر‪ُ :‬هديل‪ ،‬الحياة‬
‫االجتماعية‪ ،‬ص‪.103‬‬
‫‪214‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫مواله‪ ،‬فقال له‪ :‬الزعيم على الباب‪ .‬فقال يف نفسه‪ :‬إن الزعيم لجاللة قدره أجل‬
‫أن يأتيني‪ .‬فقال‪ :‬ارجع‪ ،‬وقل‪ :‬أي الزعيم؟‪ .‬فقال له الزعيم‪ :‬زعيم المحالب‪.‬‬
‫وكانت شهرته‪ ،‬فلما دخل الحاجب وأعلمه خرج حاف ًيا حاسر الرأس فقبل‬
‫يديه‪ ،‬وطلع به إلى البيت‪ ،‬فقال له الزعيم‪ :‬أعلمني ما قال الملك عند قيامي من‬
‫عنده؟‪ .‬فقال‪ :‬لم يقل شي ًئا‪ .‬فقال له الزعيم‪/62[ :‬أ] واهلل العظيم لئن تصدقني‬
‫ما قال ألخذت رأسك الساعة‪ .‬فلما علم جده؛ قال له‪ .‬قال‪ :‬فدخل الزعيم‬
‫ثانية على الملك المجاهد فرحب به‪ ،‬وقال‪ :‬أرحب ياعمر‪ .‬فقال له الزعيم‪:‬‬
‫بل قال ياهرير‪ .‬فقال الملك‪ :‬سبحان اهلل ياعمر ما هذا؟ فقال‪ :‬هكذا سمعتها‬
‫منكم‪ .‬ثم تضاحك الملك وأعطاه قتا ًء(‪ )1‬وعشرة آالف‪ ،‬وفرسين‪ ،‬وقال له‪:‬‬
‫تقدم المحالب‪ ،‬وإن أحببت تزور معنا الدَّ ْم ُل َوة‪ .‬ثم تقدم إلى المحالب عقيب‬
‫ذلك‪ .‬فعزم الملك المجاهد إلى الدملوة والزعيم صحبته‪ ،‬فلما دخلوا الدملوة‬
‫أجلس له الملك المجاهد أربعة عبيد أهل جالدة عظيمة‪ ،‬وأمرهم أن يجلسوا‬
‫يف موضع‪ ،‬فإذا مر عليهم الزعيم ضربوه بسيوفهم ضربة رجل واحد‪ ،‬فلما‬
‫دخل الملك هو والزعيم‪ ،‬كل مكان من الدملوة فيه ذخائر‪ ،‬فقال له‪ :‬ياعمر‪.‬‬
‫قال‪ :‬لبيك‪ .‬قال‪ :‬ادخل ذلك المكان ترى فيه أعجب [ما رأيت وما يكون](‪.)2‬‬
‫وهو المكان الذى أمر الملك فيه العبيد [يدخلوه](‪ )3‬فدخله(‪ ،)4‬فحمل عليه‬
‫(‪)5‬‬
‫العبيد‪ ،‬فقطعوه بأسيافهم‪ ،‬وجاءوا برأسه إلى الملك‪ ،‬فوضعه يف طست‬

‫((( كلمة غير مفهومة‪ ،‬وكتبت يف (ب) قبأ‪.‬‬


‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫((( الطست‪ :‬وعاء كبير من المعدن‪ ،‬يستعمل للطبيخ‪.‬‬
‫‪215‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫وغطى عليه بثوب‪ ،‬فلما أصبح الملك ودخل عليه السنبلي وزياد والوزير ابن‬
‫حسان والخراساين‪ ،‬قال لهم‪ :‬من عرف ما يف هذا اإلناء أقطعته مور‪ٌ .‬‬
‫وكل قال‬
‫بشيء [‪ /62‬ب]‪ ،‬فلما لم يعرفوا ذاك أمر الملك المجاهد بإزالة الغطاء؛ فرأوا‬
‫مجلسا‬
‫(‪)1‬‬
‫ً‬ ‫رأس الزعيم‪ ،‬فتحيروا وطاشت عقولهم‪ .‬وأمر الملك بإدخالهم‬
‫وأغلق عليهم الباب ساعة‪ ،‬ثم فتح عنهم ووهب لكل واحد منهم ألف مثقال‪،‬‬
‫والرجل الذي أعلم الزعيم كان ذلك اليوم يف زبيد‪ ،‬فأرسل الملك المجاهد‬
‫إلى أمير زبيد أن أسمل(‪ )2‬عيني فالن‪ .‬فلما قرأ األمير الكتاب أوقف عليه ذلك‬
‫الرجل ووسم عينيه‪ ،‬وكان الملك المجاهد سفاكًا للدماء‪ ،‬قاسي القلب‪ ،‬وقيل‬
‫فرسا على وجه‬
‫سبب قتل الزعيم أن الملك المجاهد زاره ليلة فطلب منه ً‬
‫المجون‪ ،‬فقال الزعيم للملك المجاهد‪ :‬ندوة‪ .‬وهى كلمة عجمية معناها رح‪.‬‬
‫فحقد عليه لذلك‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬
‫حكاية بدر المشاعلي‪ ،‬وكان ً‬
‫رجل قري ًبا إلى القصير‪ ،‬لونه أحمر لون رومي‪،‬‬
‫وارم العينين‪ ،‬وكان له مشاعلي يسمى بدر‪ ،‬قيل إنه غضب الملك المجاهد ليلة‬
‫ِ‬
‫الجوار‪ ،‬فذبح‬ ‫على جواري الدار‪ ،‬فدعاء ببدر‪ ،‬فعصب على عينيه وأمره بذبح‬
‫يف ساعة ثالثمائة جارية‪ ،‬حتى بلغ الدم سرته‪ ،‬وكان الملك المجاهد أفصح‬
‫بني رسول‪ ،‬ويقال إنه فقيه بني رسول‪ ،‬وله أشعار رائقة(‪ ،)3‬منها‪:‬‬
‫بــنــزع الــجــوا والــنــوا شجني * مــنــعــا عــيــنــي مــــن ال ــوس ــن‬

‫((( يف (ب) مكانًا‪.‬‬


‫((( سمل العين‪ :‬فقأها‪.‬‬
‫((( كتبت يف (أ) أنيقة والتصحيح من (ب)‪.‬‬
‫‪216‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫قصيدة كبيرة قالها وعاد صنعاء له‪ ،‬أيام علي بن محمد [‪/63‬أ] اإلمام‪ ،‬وهو‬
‫شعرا‪:‬‬
‫ببعض األماكن ً‬ ‫‪1‬‬

‫ونحن بأطراف البالد شحاح‬ ‫بالورق الطلحي يأخذ ملكنا‬


‫(‪)1‬‬
‫تشبتك تحت العجاج رماح‬ ‫أتاخذ صنعا وهى كرسي ملكنا‬

‫ثم أخذت عليه صنعاء بعد ذلك‪ ،‬وكان الملك المجاهد له صنعة يف‬
‫الوسائل‪ ،‬وفصاحة عجيبة؛ فمنها ما كتبها إلى بعض الصوفية‪ ،‬وقد كتب إليه‬
‫يجوب للملك‪ ،‬فكتب الملك المجاهد الشاكر هلل على نعمائه‪ :‬ياهذا‪،‬‬
‫وكره أن ّ‬
‫ونتقرب إلى خاطرك الشريف وأنت‬ ‫ُ‬ ‫أن نستصلحك وأنت مسيئ بنا الظن‪،‬‬
‫وآمرا‬
‫جل وعال حاك ًيا‪ً ،‬‬ ‫عنا تنفر‪ ،‬هب أنك موسى‪ ،‬وأين فرعون‪ ،‬أليس أن اهلل َّ‬
‫ول َل ُه َق ْو ًل َّل ِّينًا َّل َع َّل ُه َيت ََذ َّك ُر َأ ْو َي ْخ َش ٰى﴾(‪،)2‬‬
‫لموسى وأخيه عليهما السالم‪َ ﴿ :‬ف ُق َ‬
‫قطعت لنفسك بالغفران ولغيرك بغير ذلك‪ ،‬ال واهلل ال واهلل‪ ،‬حتى نجتمع بين‬
‫يدي صاحب الرحمة‪ ،‬فينفذ فينا أمره والسالم‪.‬‬
‫اللهم إن كل صانع يحب‬
‫َّ‬ ‫ومما كتبه بمسجد معاذ الذي شرقي وادى زبيد‪:‬‬
‫إصالح صناعتك‪ ،‬وأنا صناعتك فأصلحني‪ .‬ومما قاله‪ :‬عنَّيتني ربي وشقيتني‬
‫وسقيتني(‪ )3‬بحب يحيى بن الجرد(‪ ،)4‬ثم قبله عنيتني ربي‪ ،‬وسقيتني بحب‬
‫تغيرا القول من الغانيات‪ .‬وكان فيما يقولون إن دولته‬
‫حب الغانيات الجرد ‪ً ،‬‬
‫(‪)5‬‬

‫((( هناك تداخل يف األبيات يف (أ)‪ ،‬والبيت األخير ساقط من (ب)‪.‬‬


‫((( سورة طه‪ :‬آية (‪.)44‬‬
‫((( يف (ب) عنايتي ربي وسقايتي‪.‬‬
‫((( لم نجد له ترجمة يف المصادر التي بين أيدينا‪.‬‬
‫((( العبارة األخيرة ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫‪217‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫أحسن‪ ‬الدول‪ ،‬ورعية عصره [‪/63‬ب] أحسن الرعية‪ ،‬ولقد ُشكي إليه بابن‬
‫ّ‬
‫فمر عليه الطيور البيض‪،‬‬
‫الغرنوق‪ ،‬شيخ من مشايخ سر ُدد‪ ،‬ثم نسي سنين ّ‬
‫فقال‪ :‬ما اسم هذه الطيور؟ فقال جلساؤه‪ :‬الغرانيق(‪ .)1‬فذكر أمر ابن الغرنوق‪،‬‬
‫فأرسل من قبضه وشنقه‪ ،‬وكان فيما يقولون أنجل الملوك ثم ضعف آخر‬
‫دولته‪ ،‬وكانت دولته عرب شيس(‪.)2‬‬
‫وقام الملك األفضل(‪ ،)3‬ودانت له العرب واستقام يف األمر‪ ،‬ورخصت‬
‫األسعار‪ ،‬وهبا أعني دولته‪ ،‬ولد المؤلف رحمه اهلل(‪ ،)4‬وكانت واليته أربع‬
‫عشرة سنة‪ ،‬وكانت له العطايا السنية(‪ ،)5‬وكثر يف دولته الدراهم مع [جميع]‬
‫(‪)6‬‬

‫أهل الفنون‪ ،‬حتى كان الدرهم ال مقدار له‪ ،‬وقد حكى لي بعض الثقات‪ :‬أهنا‬
‫سكنت به أمة زبيد أيام دولة الملك األفضل‪ ،‬قال‪ :‬وكانت له أخت فماتت أمه‬
‫وهما أطفال ال ندري ما نعمل‪ ،‬وكنا عند امرأة قد جعلت أمي عندها دراهم‪،‬‬
‫فوقع لنا طعام مفتوت‪ ،‬فأكلت أنا وأختي ً‬
‫ليل من ذلك الطعام‪ ،‬فجاء إنسان‬
‫عليه ثياب بيض حسنة‪ ،‬وجلس معنا ليأكل ثم جعل يده يف اإلناء‪ ،‬وقام فوجدنا‬

‫((( ال ُغرنوق‪ :‬هو طير من طيور الماء‪ .‬السيوطي‪ ،‬جالل الدين عبدالرحمن بن أبي بكر‪،‬‬
‫المزهر يف علوم اللغة وأنواعها‪ ،‬تحقيق‪ :‬فؤاد علي منصور‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتب العلمية‬
‫‪ -‬بيروت‪1998 ،‬م‪.116/2 ،‬‬
‫((( يف (ب) سنس‪ ،‬وهي كلمة غير مفهومة‪.‬‬
‫((( هو الملك األفضل العباس بن علي بن داود بن يوسف الرسولي‬
‫(‪778- 764‬ﻫ‪1376 – 1362/‬م)‪ ،‬ومن المالحظ أن المعلم وطيوط قد ولد‬
‫خالل حكم األفضل كما يشير‪ ،‬دون أن يحدد العام‪.‬‬
‫((( تعد هذه من المعلومات المهمة التي يقدمها لنا المؤلف عن حياته ووالدته‪.‬‬
‫((( اسم الكتاب‪ :‬العطايا السنية والمواهب الهنية يف المناقب اليمنية‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪218‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫دراهم يف األناء‪ ،‬وكانت زوجته جهة طي(‪ )1‬قيل كانت يو ًما [‪/64‬أ] يف شباك‬
‫دار الملك شرموزيان(‪ )2‬قيل إهنما شرامير بنت جوزا(‪ ،)3‬وكانا بخراج عدن‪،‬‬
‫ألن فيها جواهر ال قيمة لها‪ ،‬وقيل إهنما شرموزيت الحميري التي كانت تزوجها‬
‫أول ثم ولد الصليحي(‪ ،)4‬ثم تزوجها بعده سبأ بن أحمد الداعي‪ ،‬ثم‬ ‫المكرم ً‬
‫أن جهة طي وضعت رجلها يف بعض الشراميز‪ ،‬وهى النعل‪ ،‬فقالت امرأة يف‬
‫عظيما‬
‫ً‬ ‫الدار كانت لها معرفة بالرمل‪« :‬البد ياسيديت أن تلقي من الدملوة ً‬
‫مال‬

‫((( ساقطة من (ب)‪ .‬وجهة طي‪ :‬هي جهة الطواشي جمال الدين طي بن عبد اهلل األفضلي‬
‫األشريف‪ ،‬ابنة الشيخ جمال الدين محمد بن عبد اهلل الربكاين اللحجي من ناحية لحج‬
‫وأبين‪ ،‬كانت امرأة لبيبة حازمة‪ ،‬غاية يف الجمال والكمال‪ ،‬تزوجها الملك األفضل‬
‫عباس‪ ،‬وأنجبت له عد ًدا من األوالد منهم‪ :‬السلطان األشرف إسماعيل وعبد اهلل‬
‫والمنصور والمفضل وأبوبكر المؤيد وعمر المظفر وعلي المجاهد‪ .‬الخزرجي‪،‬‬
‫العقد الفاخر الحسن‪.2502 /5 ،‬‬
‫((( الشرموزة‪ :‬من خالل الوصف يتبين أهنا نعال أو أحذية فاخرة الصنع لنساء الملوك‬
‫والسالطين‪ ،‬لما كانت ترصع به من جواهر ال قيمة لها‪.‬‬
‫((( وهي ابنة األتابك سنقر‪ ،‬واشتهرت بالملكة بنت جوزة‪ ،‬وكانت تكنى بأم قطب الدين‪،‬‬
‫تزوجها السلطان المنصور نور الدين عمر بن علي بن رسول على زوجته األولى أم‬
‫ولديه الملك المظفر وابنته الدار الشمسي‪ ،‬وقد كانت تمتاز بالذكاء والحنكة‪ ،‬ولها‬
‫مواقف سياسية كثيرة بعد موت زوجها المنصور‪ ،‬منها سعيها ألن تتحول والية العهد‬
‫بدل عن الوريث الشرعي الملك المظفر‪ .‬للمزيد انظر‪ :‬ابن حاتم‪ ،‬السمط‬ ‫لولديها ً‬
‫الغالي الثمن‪ ،‬ص‪224 - 223 ،202‬؛ الحمزي‪ ،‬عماد الدين إدريس بن علي‬
‫(ت‪714 :‬هـ‪1314 /‬م)‪ ،‬كنز األخيار يف معرفة السير واألخبار‪ ،‬دراسة وتحقيق‪:‬‬
‫عبد المحسن مدعج المدعج‪ ،‬ط‪ ،1‬مؤسسة الشراع العربي‪ ،‬الكويت‪1992 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪.100‬‬
‫((( على ما يبدو أنه يقصد هبا الحرة الملكة سيدة بنت أحمد الصليحي (ت‪532 :‬هـ‪/‬‬
‫‪1137‬م)‪ ،‬زوجة المكرم أحمد بن علي الصليحي (ت‪484 :‬هـ‪1091 /‬م)‪ .‬للمزيد‬
‫عنها انظر‪ :‬الخزرجي‪ ،‬العقد الفاخر الحسن‪.2497 – 2488 /5 ،‬‬
‫‪219‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫ال يحصى له عدد»‪ .‬قالت لها‪« :‬كيف ذلك؟» قالت‪« :‬ال يدخل رجل يف هذه‬
‫الشرموز إال الذي يفعل ذلك»‪.‬‬
‫ثم إن الملك األفضل فيما يذكرون ظلم الرعية والتجار يف مدته‪ ،‬واستجاروا‬
‫بالشيخ طلحة بن عيسى الهتار منه‪ ،‬وشفع إليه فلم يقبل األفضل الشفاعة‪،‬‬
‫وضج الناس من ظلمه واستهالكه ألموالهم وخوفهم منه‪ ،‬فجرى بينه وبين‬
‫الشيخ طلحة ابن عيسى الهتار‪ ،‬نفع اهلل به وبالصالحين‪ ،‬مكابرة‪ ،‬فقال الملك‬
‫األفضل للشيخ طلحة‪« :‬لك من بالدي ثالثة أيام»‪ .‬وقال الشيخ طلحة‪« :‬وأنت‬
‫لك من بالد اهلل ثالثة أيام»‪.‬‬
‫وقد حكى بعض الثقات عن رجل كان صحب الخضر أنه سمع أبا العباس‬
‫الخضر يقول‪« :‬مات الملك األفضل بدعاء الشيخ طلحة»[‪/64‬ب]‪ ،‬نفع اهلل‬
‫به وبالصالحين‪ ،‬فمات الملك األفضل دون انقضاء ثالثة أيام‪ ،‬واستقام الملك‬
‫األشرف(‪ )1‬وهو طفل ال يعقل‪ ،‬ودخلت به أمه على الشيخ طلحة بزبيد ليلة مات‬
‫أبوه األفضل‪ ،‬وأخذ كمال دولة أبيه‪ ،‬والزموا الشيخ طلحة على أقامته والدعاء‬
‫له‪ ،‬ففعل ذلك الشيخ طلحة لهم‪ ،‬ودعاء له‪ ،‬وقال‪« :‬استقم على المسلمين‬
‫بإذن اهلل تعالى»‪ .‬أو كما قال‪ ،‬ويقال إن أمه هي والطواشي فرحان أخذا من‬
‫نسا ًبا‪ ،‬له مصنف يف أنساب العرب(‪،)2‬‬
‫الدملوة ما أخذا‪ ،‬وكان الملك األفضل ّ‬
‫أجاد فيه غير أنه مختصر‪ ،‬قد وقفت عليه بزبيد ببيت الوزير ابن معيبد‪ ،‬وكان‬

‫((( وهو السلطان األشرف (الثاين) إسماعيل بن العباس بن األفضل عباس بن علي‬
‫الرسولي (‪803 - 778‬ﻫ‪1400 – 1376/‬م)‪ .‬انظر عنه‪ :‬الخزرجي العقود‬
‫اللؤلؤية‪.320 - 163 /2 ،‬‬
‫((( اسمه‪« :‬رساله يف األنساب»‪ .‬أيمن فواد سيد‪ ،‬مصادر تاريخ اليمن‪ ،‬ص‪.149 - 148‬‬
‫‪220‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫خصوصا للشعراء‪ ،‬والملك األشرف كذلك‪،‬‬


‫ً‬ ‫للملك األفضل العطايا السنية‬
‫فيقال إن أكرم ملوك بني رسول المؤيد واألشرف ابن األفضل‪ ،‬ولقد حكى‬
‫اإلمام العالمة ناصر السنة وقامع البدعة إسماعيل بن المقري(‪ )1‬أن الملك‬
‫األشرف وهب له أربعة وعشرين أل ًفا وهبة واحدة على قصيدة‪ ،‬وكان سكران‪،‬‬
‫فمنعه إياها الطواشي يقال له جميل‪ ،‬وقال له السلطان سكران‪ ،‬ثم إنه طلبه‬
‫صبيحة ذلك الليل‪ ،‬وقد جعل نمشه(‪ )2‬مسلولة على رجله‪ ،‬وقال إسماعيل‪:‬‬
‫«كأنك ما نظمتني يف سلك الكرما»‪ .‬قال‪ :‬فكتب مستعط ًفا له ً‬
‫شعرا‪:‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫(‪)4‬‬

‫ما كنت ياقمر الخليفة(‪ )4‬أحسب * أن الملوك من العطية تغضب‬


‫[‪/65‬أ]‬
‫ولهذا العالمة أعني العالمة إسماعيل بن المقري‪ ،‬كان له فصاحة لم تكن‬
‫يف أحد يف هذا الزمان‪ ،‬وال يف شعار الديار الشامية‪ ،‬وله مصنف أجاد فيه غاية‬
‫وعروضا(‪ ،)6‬إنه [يضل](‪ )7‬يتعجب من‬
‫ً‬ ‫وعلما‬
‫ً‬ ‫نحوا‬
‫الجودة وهناية(‪ ،)5‬جعله ً‬

‫((( هو الشاعر والمؤرخ الفقيه إسماعيل بن أبي بكر بن عبد اهلل بن إبراهيم الشرجي‬
‫الحسني الشاوري اليمني (‪ 837 - 755‬هـ‪ 1433 - 1354 /‬م)‪ .‬الزركلي‪،‬‬
‫األعالم‪.310/1 ،‬‬
‫((( على ما يبدو أنه يقصد هبا خنجر أو شفرة حادة‪.‬‬
‫((( يف (ب) مستغل ًطا‪.‬‬
‫((( يف (ب) الجاللة‪.‬‬
‫((( يف (ب) غاية االحاجة والنهاية‪.‬‬
‫((( يبدو أنه يقصد به كتاب‪« :‬الشرف الوايف يف الفقه والنحو والتاريخ والعروض‬
‫والقوايف»‪ .‬أيمن فواد سيد‪ ،‬مصادر تاريخ اليمن‪ ،‬ص‪.173‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪221‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫نظر فيه غاية التعجب‪ ،‬ويقطع أن ال أحد يأيت بما أتى‪ ،‬ولقد نظرت فيما قاله‬
‫عززا بثالث وهما‪:‬‬
‫‪2‬‬

‫عزا أن ُي َّ‬
‫الحريري(‪ )1‬من البيتين اللذين قال َّ‬
‫واشكر لمن أعطى ولو سمسمة‬ ‫ســـم ســمــة تــحــمــد آثـــارهـــا‬
‫(‪)2‬‬
‫واكتسب السؤدد والمكرمة‬ ‫والمكر مهما اسطعت ال تأته‬
‫ثم إنه أتم ذكر بأكثر من اثني عشر‪ ،‬وسطرت هذه وهو بيت الفقيه أحمد‬
‫ابن موسى بن عجيل وبينه وبين السلطان الملك الناصر(‪ )3‬مكاثرة‪ ،‬سبب ذلك‬
‫شاعر يسمى ابن روبك من نواحي جبلة‪ ،‬ورجل [أعجمي](‪ )4‬يسمى عمر‬
‫الكرماين جاء إليه الشيخ أحمد الرداد‪ ،‬أحد أصحاب الشيخ إسماعيل‪ ‬الجربيت‪،‬‬

‫((( هو أبو محمد القاسم بن علي بن محمد بن عثمان الحريري البصري‬


‫(‪516 - 446‬هـ‪ 1122 - 1054 /‬م)‪ ،‬األديب الكبير‪ ،‬صاحب‪ :‬المقامات الحريرية‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬الزركلي‪ ،‬األعالم‪.177/5 ،‬‬
‫((( تعد هذه األبيات من نوادر الحريري‪ ،‬وقد جاء فيها‪:‬‬
‫ســــم س ــم ــة تــحــســن آثـــارهـــا * وأشكر لمن أعطى ولو سمسمه‬
‫لتبتغي الـــســـؤدد والــمــكــرمــة‬ ‫والمكر مهما اسطعت ال تأته *‬
‫ النويري‪ ،‬شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب‪ ،‬هناية األرب يف فنون األدب‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫مفيد قمحية وجماعة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪1424 ،‬هـ‪2004 /‬م‪،‬‬
‫‪.94/7‬‬
‫((( ويقصد به السلطان الناصر أحمد بن األشرف الثاين إسماعيل بن رسول (‪- 803‬‬
‫‪827‬ﻫ‪1423 - 1400/‬م)‪ .‬للمزيد عنه انظر‪ :‬الفيفي‪ ،‬محمد بن يحيى‪ ،‬الدولة‬
‫الرسولية يف اليمن‪ :‬دراسة يف أوضاعها السياسية والحضارية (‪827 – 803‬هـ‪/‬‬
‫‪1424 – 1400‬م)‪ ،‬الدار العربية للموسوعات‪ ،‬بيروت‪1425 ،‬هـ‪2005 /‬م‪،‬‬
‫ص‪ 30‬وما بعدها‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪222‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫وأمثاله‪،‬‬ ‫ً‬
‫شيخا على أتباعه وأهل معتقده يف ابن عربي‬
‫(‪)1‬‬
‫ونصبه‬
‫الحضا عند السلطان‪ ،‬ولكنه هو هذا‬
‫ثم إن الرداد علم به السلطان‪ ،‬فرزق َ‬
‫الشاعر وشى إلى الملك الناصر بابن المقري حتى مال السلطان مثلهما‪،‬‬
‫ولذلك حديث‪ ،‬كانت فقهاء زبيد وصوفيتها أهل حم ّية قد جرى بينهم قبيح‪،‬‬
‫وأخرج ابن المقري قصيدتين أنكر فيهما على الصوفية أتباعه [‪/65‬ب]‪ ،‬ونال‬
‫فيها من الشيخ أحمد الرداد‪ ،‬وسر األمير ونسابين الفقهاء والصوفية‪ ،‬وذلك كله‬
‫حسدً ا على السلطان وعدم ثقة باهلل تعالى‪ ،‬ومال السلطان ميل الصوفية‪ ،‬وفيه‬
‫ابن الرداد وأتباعه‪ ،‬وذاك فيما يذكرون كان ابن المقري له مسامحة وسبب من‬
‫جهة عطايا السلطان‪ ،‬فتحول إلى ابن الرداد وإلى من يميل ميل الرداد‪ ،‬فدخل‬
‫يف قلب إسماعيل المقري ذلك‪ ،‬والتحقيق أنه منزه عن المطامع‪ ،‬بل ذب عن‬
‫الدين‪ ،‬وقمع غالة الملحدين ممن ينسب إلى الصوفية وليس بصويف‪ ،‬فجزاه‬
‫خيرا‪ ،‬وجمع أهل زمانه النصوص الصحيحين‬
‫اهلل عن اإلسالم والمسلمين ً‬
‫وأخرجهم عن ملة اإلسالم باعتقادهم ماال يجوز شر ًعا‪ ،‬كالرداد وأصحابه(‪.)2‬‬

‫((( هو الفقيه الصويف محي الدين محمد بن علي بن محمد بن عربي الحاتمي الطائي‬
‫األندلسي (ت‪638 :‬هـ‪1240 /‬م)‪ ،‬أحد أشهر المتصوفين‪  ،‬لقبه أتباعه وغيرهم‬
‫من‪ ‬الصوفيين‪« :‬بالشيخ األكرب»‪ ،‬ولذا ُتنسب إليه‪ ‬الطريقة األكربية الصوفية‪ ،‬ولد‬
‫يف‪ ‬مرسية‪ ‬يف‪ ‬األندلس‪ ‬يف سنة‪ 560‬هـ‪1164 /‬م‪ ‬قبل عامين من وفاة الشيخ‪ ‬عبد القادر‬
‫الجيالين‪ ،‬ودفن يف سفح‪ ‬جبل قاسيون بدمشق‪ .‬الزركلي‪ ،‬األعالم‪.281 /6 ،‬‬
‫دائرا بين الصوفية والفقهاء يف ذلك‬
‫((( ناقش عبد اهلل الحبشي قضية الصراع الذي كان ً‬
‫الوقت‪ ،‬محد ًدا أسبابه‪ ،‬وموقف سالطين بني رسول منه‪ .‬للمزيد انظر‪ :‬الصوفية‬
‫والفقهاء يف اليمن‪ ،‬مكتبة الجيل الجديد‪ ،‬صنعاء‪1396 ،‬هـ‪1976 /‬م‪ ،‬ص‪20‬‬
‫وما‪ ‬بعدها‪.‬‬
‫‪223‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫قلت‪ ،‬وقد رأيت فقهاء زبيد وصوفيتها بخالف فقهاء الرب وصوفيتها‪،‬‬
‫وطبعهم طبع األمراء‪ ،‬ويتفاخرون بالمالبس والمراكب والمساكن‪ ،‬ومالوا‬
‫عما كان عليه السلف من سالمة الصدر والثقة باهلل تعالى‪ ،‬وعدم الحقد‪ ،‬وعدم‬
‫ّ‬
‫المباهات يف زينة الدنيا‪ ،‬فقد بلغنا أن بعض الصوفية عزم من سمرقند(‪ )1‬حتى‬
‫قدم بغداد على بعض الصوفية‪ ،‬فقال له الصويف الذى ببغداد‪ :‬ياسيدي إين أريد‬
‫عيادة الفقهاء وهو مريض‪ ،‬فعزم معه ذلك [‪/66‬أ] الصويف وهو من مشهوري‬
‫الصوفية‪ ،‬فلما دخال على الفقيه وجداه على سرير مزين غاية الزينة‪ ،‬وعليه‬
‫الفرش اللينة من الديباج(‪ ،)2‬ونظر إلى آنية الذهب والفضة وإلى دار مزخرف‬
‫من الذهب المموه‪ ،‬فتغير ذلك الصويف الذي من سمرقند‪ ،‬فقال للفقيه‪ :‬ممن‬
‫أخذت هذا العلم‪ .‬قال له‪ :‬من الثقات‪ .‬قال‪ :‬فممن أخذته الثقات‪ .‬قال‪ :‬أخذوه‬
‫أكابر عن أكابر عن رسول ﷺ عن جربيل عن اهلل ‪ .۵‬قال‪ :‬فهل أمر اهلل بذلك‪،‬‬
‫أو أمر جربيل محمدً ا بذلك‪ ،‬أو أمر محمد هبذا الذي أخذته يف منزلك من هذه‬
‫الزينة التي ال يفعلها مؤمن‪ ،‬وال من يف قلبه من اإلسالم ما يزن حبة خردل‪ ،‬أين‬
‫الحياء من اهلل تعالى؟ أين هني العلم لكم؟‪ .‬ثم قال له‪ :‬أما علمت أن النبي‪ ‬ﷺ‬
‫كان يشد على بطنه الحجر من شدة الجوع؟‪ ،‬وطال ما جلس بيته من النار‬

‫((( سمرقند‪ :‬مدينة يف‪ ‬أوزبكستان‪ ‬يبلغ عدد سكاهنا (‪ )400,000‬نسمة‪ ،‬وهي ثاين‬


‫أكرب مدن أوزباكستان‪ ،‬معظم الشعب يف سمرقند هم طاجيكيون ويتكلمون‬
‫اللغة‪ ‬الطاجيكية‪ .‬النسفي‪ ،‬نجم الدين عمر بن محمد بن أحمد (ت‪437 :‬هـ)‪،‬‬
‫القند يف ذكر علماء سمرقند‪ ،‬تحقيق‪ :‬يوسف الهادي‪ ،‬مركز نشر الرتاث المخطوط‪،‬‬
‫طهران‪1999 ،‬م‪ ،‬ص‪.38 - 32‬‬
‫((( الديباج‪ :‬ثياب من الحرير‪ ،‬وهي كلمة فارسية معربة‪ .‬إبراهيم مصطفى وآخرون‪،‬‬
‫المعجم الوسيط‪.268 /1 ،‬‬
‫‪224‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫ثمرا أو شرب الماء بعدما يناله الجوع‬


‫ال توقد فيه الشهر‪ ،‬اللهم إال أن يكون أكل ً‬
‫اليوم واليومين‪ .‬وخرج ذلك الصويف من عند ذلك الفقيه‪ ،‬نفع اهلل به‪ ‬وبأمثاله‪.‬‬
‫ثم نعود إلى حكايات الصالحين نفع اهلل هبم‪ ،‬ولقد حكى بعض الطلبة‬
‫للعلم من جازان‪ ،‬قال‪ :‬كنت [‪/66‬ب] أقرأ بالمهجم‪ ،‬فجاء يوم عيد فخرجت‬
‫مريضا‪،‬‬
‫زائرا للفقيه علي بن أحمد بن حشيرب(‪ ،)1‬نفع اهلل به‪ ،‬فجئته فوجدته ً‬
‫فيه ً‬
‫فجلست عنده ساعة‪ ،‬ثم قلت‪« :‬ياسيدي أشتهي هبذا الدرهم سلي ًطا»‪ .‬قال‪،‬‬
‫درهما من نفسه وأخذه من سجادته‪ ،‬فحلفت وقلت‪« :‬ال‬
‫ً‬ ‫فدعا ً‬
‫رجل فأعطاه‬
‫نشرتي إال بدرهمي»‪ .‬وأخذ الرجل يف إناء جئت به وجاء به إلى الفقيه‪ ،‬وعند‬
‫الفقيه بطة(‪ )2‬فيها سليط‪ ،‬فأمر أن يمأل إناي من بطة الفقيه‪ ،‬فمأل إناي من تلك‪،‬‬
‫وتقدمت به إلى المهجم‪ ،‬وكنت أسرج منه كل ليلة‪ ،‬وأدهن منه كل جمعة‪،‬‬
‫وأجعل منه بعض األوقات على غداء وعشاء سنة كاملة وهو على حاله‪ ،‬ثم‬
‫تقدمت حراز(‪ )3‬للقراءة‪ ،‬وأوصيت الرجل الذي أنا عنده يف منزله أن يتصرف‬
‫على السليط‪ ،‬فجلست سنة ورجعت وسألته عن السليط‪ ،‬فقال‪ :‬ياسيدي قضينا‬
‫منه حاجتنا زمان‪ ،‬فما أصبح إال والكوز على رأسه‪ ،‬نفع اهلل بالصالحين‪.‬‬

‫((( هو الفقيه الصالح أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حشيرب (ت‪822 :‬هـ‪/‬‬
‫‪1419‬م)‪ .‬ترجم له‪ :‬الشرجي‪ ،‬طبقات الخواص‪ ،‬ص‪.233 - 232‬‬
‫ورة‪ .‬ابن سيده‪ ،‬المحكم والمحيط‬ ‫((( ال َب َّطةُ‪ :‬الدَّ َّب ُة ( َم ِّك َّيةٌ)‪ ،‬وقِ َيل‪ :‬هي إنا ٌء كال َق ُار ِ‬
‫األعظم‪.137 /9 ،‬‬
‫((( حراز‪ :‬ناحية كبيرة إلى الغرب من صنعاء‪ ،‬مركزها مناخة‪ .‬إسماعيل األكوع‪ ،‬البلدان‬
‫اليمانية‪ ،‬ص‪.90‬‬
‫‪225‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫حكاية(‪ ،)1‬روى وهب بن منبه(‪ )2‬أن عبد اهلل بن قالبة خرج يف طلب إبل له‬
‫شردت‪ ،‬فبينما هو يف صحاري عدن أذ وقع على مدينة عظيمة وحولها قصور‪،‬‬
‫فدخل الحصن فإذا ببابين عظيمين مرصعين بالدر والياقوت األحمر‪ ،‬فدخل‬
‫فإذا مدينة عظيمة وفيها قصور [‪/67‬أ]‪ ،‬ويف كل قصر غرفة وفوقها غرف مبنية‬
‫بالذهب والفضة واللؤلؤ والياقوت‪ ،‬غرفها مفروشة باللؤلؤ وبنادق المسك‬
‫والزعفران‪ ،‬يف كل زقاق شجر قد أثمر‪ ،‬وتحت األشجار أهنار منظرة يجري‬
‫ماؤها يف قنوان الفضة‪ ،‬فقال الرجل‪ :‬هذه الجنة‪ .‬فحمل معه من لؤلؤها ومسكها‬
‫(‪)3‬‬
‫ورجع إلى اليمن‪ ،‬وأظهر ما معه‪ ،‬فبلغ الحديث إلى معاوية [رضي‪ ‬اهلل عنه]‬
‫أيام دولته‪ ،‬فأرسل له يقص عليه ما رأى‪ ،‬فأرسل معاوية إلى كعب‪ ،‬فلما قدم‬
‫[كعب](‪ )4‬عليه؛ قال له معاوية‪ :‬يا كعب‪ ،‬هل سمعت أن يف الدنيا مدينة من‬
‫ذهب وفضة‪ .‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬إرم ذات العماد‪ .‬قال له معاوية‪ :‬حدثني بحدثيها‪.‬‬
‫قال‪ :‬كان إرم بن عاد مول ًعا بقراءة الكتب‪ ،‬فرأى أن هلل جنة فيها القصور من‬

‫((( وردت هذه الرواية عند عدد من المؤرخين‪ ،‬منهم‪ :‬األصبهاين‪ ،‬أبو محمد عبد اهلل‬
‫بن محمد بن جعفر بن حيان (ت‪369 :‬هـ‪979 /‬م)‪ ،‬العظمة‪ ،‬تحقيق‪ :‬رضاء اهلل بن‬
‫محمد إدريس المباركفوري‪ ،‬ط‪ ،1‬دار العاصمة‪ ،‬الرياض‪1408 ،‬هـ‪1493 /4 ،‬؛‬
‫ابن حجر العسقالين‪ ،‬أبو الفضل أحمد بن علي الشافعي‪ ،‬فتح الباري شرح صحيح‬
‫البخاري‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪1379 ،‬هـ‪.702 /8 ،‬‬
‫((( أبو عبد اهلل وهب بن منبه األبناوي الصنعاين الذماري (‪114 - 34‬هـ‪- 654 /‬‬
‫‪732‬م)‪ ،‬مؤرخ كثير األخبار عن الكتب القديمة‪ ،‬عالم بأساطير األولين وال سيما‬
‫اإلسرائيليات‪ ،‬يعد يف التابعين‪ ،‬أصله من أبناء الفرس الذين بعث هبم كسرى إلى‬
‫اليمن‪ ،‬وأمه من حمير‪ ،‬ولد ومات بصنعاء‪ ،‬وواله عمر بن عبد العزيز قضاءها‪.‬‬
‫الزركلي‪ ،‬األعالم‪.125 /8 ،‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪226‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫الذهب والفضة‪ ،‬وبنادقها المسك‪ ،‬حشيشها الزعفران‪ ،‬وتراهبا المسك‪ ،‬وأهنار‬


‫عتوا على اهلل تعالى‪ ،‬فأمر ببناء إرم‪،‬‬
‫من ماء ورد‪ ،‬فدعته نفسه إلى بناء مثلها ً‬
‫وأمر على عملها مائة قهرمان(‪ ،)1‬مع كل قهرمان [مائة](‪ )2‬ألف من األعوان‪،‬‬
‫وكتب إلى ملوك األرض أن يمدوه‪ ،‬فأمدوه بكل ما يف بالدهم من الجواهر‪،‬‬
‫وخرج القهارمة فسعوا يف األرض‪ ،‬فوقعوا على صحاري بقية من القلل‬
‫والقالل‪ ،‬فقالوا‪ :‬هذا صفة األرض التي أمر الملك أن يبني فيها هذه [‪/67‬ب]‬
‫المدينة‪ .‬فرفعوا أساسها من الجزع اليماين‪ ،‬وأقاموا يف بنائها ثالثمائة سنة‪ ،‬فلما‬
‫بشروه بتمامها‪ ،‬قال‪ :‬اجعلوا حولها حصنًا‪ ،‬وحول الحصن ألف قصر‪ ،‬عند‬
‫كل قصر ألف علم يكون يف كل قصر وزير من الوزراء‪ ،‬فلما تمت إرم ذات‬
‫العماد أقام [أهموا هم أن هتيؤا للنقلة‪ ،‬فأقام](‪ )3‬الملك وأهلة يف جهازها عشر‬
‫سنين‪ ،‬فساروا إليها‪ ،‬فلما قربوا منها على قدر يوم وليلة بعث اهلل عليه وعليهم‬
‫صيحة من السماء فهلكوا جميعا‪[ ،‬فقال معاوية‪ :‬فهل يدخلها أحد‪ .‬قال‪ :‬نعم‪.‬‬
‫حدثنا رسول اهلل ﷺ قال‪ :‬إنه يدخلها رجل تشردت عليه إبل يقال له عبد اهلل‬
‫بن قالبة‪ ،‬فإنه يدخلها واهلل أعلم](‪.)4‬‬
‫حكوا أن امرأة جاءت إلى عمر بن عدنان الصريفي‪ ،‬رحمه اهلل تعالى يف‬
‫سنة مجاعة‪ ،‬وكان لها عيال أيتام فأهدت إليه عشر(‪[ )5‬حبات حبحب](‪،)6‬‬

‫الحافِ ُظ على ما َت ْح َت َيدَ ْيه‪ ،‬وهو ً‬


‫أيضا‬ ‫ِ‬
‫للمس ْيط ُر َ‬
‫ان‪ :‬لفظ ِ ِ‬
‫فارس ٌّي ُم َع َّرب‪ ،‬وهو ُ‬ ‫((( ال َق ْه َر َم ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الملِك َ‬ ‫ِ‬
‫اصته‪ .‬الزبيدي‪ ،‬تاج العروس‪.322/33 ،‬‬ ‫وخ َّ‬ ‫من ُأ َمناء َ‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪ .‬لم نجد لهذا الحديث وجود بين كتب الحديث التي عدنا إليها‪.‬‬
‫((( يف (أ) أحد عشر‪ ،‬والتصحيح من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪ .‬والحبحب بلهجة أهل اليمن هو البطيخ‪.‬‬
‫‪227‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫وجاءت هبا إليه ووضعتها بين يديه‪ ،‬فأظهر الفرح هبا والمحبة لذلك‪ ،‬وأمر‬
‫خواصه أن يلعبوا هبا ويظهروا الفرح هبا والمحبة لذلك‪ ،‬ثم إنه أجازها على‬
‫ذلك جائزة أقر هبا عينها‪ ،‬وكان يسكن بعض األوقات جزعة على المحجة‬
‫شاعر من‬
‫ٌ‬ ‫السلطاين يف زماننا هذا‪ ،‬وهي قبلي رمان بالقرب منه‪ ،‬وكان ينتجعه‬
‫الشام ويكرمه غاية اإلكرام‪ ،‬ثم إن الشاعر جاء وبجزعه مر على حسن الجندبي‬
‫فلم يكرمه‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫عجبت مــن جــزعــة إذ بدلت * بعد الصريفي حسن الجندب‬
‫[‪/68‬أ]‬
‫وجاء رجل من حيس بحصير مزين قد تأنق فيه وزينه‪ ،‬فجاء به إلى الشيخ‬
‫ابن الجندب فلم يكرمه وال عبأ به‪ ،‬فشكا إلى معلم عند بني الجندب‪ ،‬فقاله‬
‫له المعلم‪ :‬لو أنك تقدمت هبذا الحصير إلى سيف الدين(‪ )1‬محمد بن زكريا ما‬
‫عدمت منه جائزة‪ .‬فتقدم به الرجل إلى الوعرة‪ ،‬فسأل عن الشيخ‪ ،‬فجاء وهو‬
‫قد أغار بعض األماكن‪ ،‬فقعد يف منزلة الشيخ‪ ،‬فلما عاد الشيخ رجع والموكب‬
‫يوكب قبله‪ ،‬فخرجت الناس يتعجبون على الشيخ‪ ،‬والرجل قاعد يف المنزل‪،‬‬
‫فقالت له زوجة الشيخ‪ :‬اخرج تعجب مع الناس‪ .‬فقال‪ :‬ليس معي ثوب أتعجب‬
‫فيه(‪ .)2‬فأخذت ثوهبا وأعطته إياه‪ ،‬فخرج مع الناس‪ ،‬ثم دخل الشيخ ورمق‬
‫الثوب وهو على الرجل فعرفه‪ ،‬فلما وصل حدث زوجته بما رأى‪ ،‬فقالت له‪:‬‬
‫نعم‪ .‬وأعلمته بما قال لها الرجل‪ ،‬وبما دل عليه المعلم‪ ،‬ثم إن الشيخ أعطاه‬
‫ثوبا آخر‪ ،‬ومائة دينار‪ ،‬وأرسل به إلى المعلم بدابة نجيبة‪.‬‬

‫((( يف (ب) يوسف الدين‪.‬‬


‫((( يف (ب) ليس معي ثوب العجب‪.‬‬
‫‪228‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫وكان بنو الجندب أهل رياسة متأصلة‪ ،‬وثروة ويسار‪ ،‬ولكن كان ُيشكي‬
‫منهم البخل وما ال يليق من القبيح إلى الناس‪ ،‬وهم من ذرية زيد بن ذؤال‪،‬‬
‫وجرى بينهم وبين األمير عداوة [كلية](‪ ،)1‬وأكثر ما كانت بين بني عاقل وبني‬
‫أيضا‬
‫محمد [‪/68‬ب]‪ ،‬فخذان من الالميين‪ ،‬ثم إن بني عاقل وبني محمد ً‬
‫وقع بينهم عداوة كلية حتى تفانوا‪ ،‬ومن مآثر بني الجندب‪ :‬الزنات(‪ )2‬والمنيفة‬
‫والسليطينية [يمنية](‪ ،)3‬وقيل غير ذلك(‪.)4‬‬
‫والقرة(‪ )5‬أصلها للفقيه علي بن الحسين ‪-‬نفع اهلل به‪ ،-‬قيل إن الفقيه علي‬
‫ابن الحسين ‪-‬نفع اهلل به‪ -‬مرض‪ ،‬فأرسل إليه ابن حمير بقصيدة أولها‪:‬‬
‫(‪)6‬‬
‫أعلمت عن حادي الركائب إذ حدى‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( يف (ب) والرتبان‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪ .‬والمناطق الوارد ذكرها يبدو أهنا قرى من هتامة (ذوال)‬
‫–لم نجد لها ترجمة ‪.-‬‬
‫((( العبارة الخيرة ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫((( القرة‪ :‬ويقصد هبا قرة العين‪ ،‬بلدة من وادي ذوال‪ .‬انظر‪ :‬ابن حمير‪ ،‬ديوان ابن حمير‪،‬‬
‫ص‪.64‬‬
‫((( وهي قصيدة طويلة أرسلها الشاعر محمد بن حمير يمدح فيها الفقيه اإلمام علي بن‬
‫الحسين البجلي (ت‪671 :‬هـ‪1272 /‬م)‪ ،‬الذي اشتهر بصالحه وعلمه‪ ،‬وكرم نفسه‪،‬‬
‫ومنفعته للناس‪ ،‬ويقول يف مطلعها‪:‬‬
‫ـجــرٍ أم أن َ‬
‫َـــجـــدَ ا‬ ‫ـح ـ ّ‬
‫أسمعت عن حادي الركائب إذ حدى * أأغـــــار يـــوم ُم ـ َ‬
‫ورأيـــت بــرق القبلتين وقــد َســرى * وسمعت ُو ْر َق البانتين وقــد شدا‬
‫هـــم ب ـ ّـش ــروين ّ‬
‫أن لــيــلــى عـــاودت * أوطــانــهــا واألنــــس ع ــاد كــمــا َبــدا‬
‫بــــــوروده فــفــدَ يــت ذاك ال ــم ــوردا‬
‫ُ‬ ‫سلسل *‬
‫ً‬ ‫الشعب عــاود‬
‫َ‬ ‫وحــكــوا بــأن‬
‫للمزيد انظر‪ :‬ديوان ابن حمير‪ ،‬ص‪.65 - 64‬‬ ‫ ‬
‫‪229‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫فأنشدت بين يديه‪ ،‬فأرسل إليه بمائة دينار واعتذر منه‪ .‬وقد روى سيدي‬
‫[الشيخ](‪ )1‬الفقيه الصالح برهان الدين إبراهيم بن محمد الحكمي ‪ -‬نفع اهلل‬
‫به‪ -‬أنه كانت عندهم مسرة حضرها أعيان الناس‪ ،‬وكان ذلك بالرد‪ ،‬قال‪ :‬فجاء‬
‫األمير أبو القاسم بن محمد البجلي وأخوه الجواب‪ ،‬والشيخ محمد بن أبي‬
‫أيضا من ذؤال‪ ،‬وكان من‬ ‫بكر أمقمة وحضر المسمع ابن الحباب‪ ،‬والمستمع ً‬
‫الحضور الفقيه عبد الرحمن بن عمر بن عثمان الحكمي ‪ -‬نفع اهلل هبم‪ ،-‬فقال‬
‫للمستمعين‪ :‬أنشدوا لنا بقصيدة ابن حمير يف علي بن الحسين ‪ -‬نفع اهلل هبما‪:-‬‬
‫أعلمت عن حادي الركائب إذ حدى‬
‫عواجي‪ ،‬وهذا العواجي له حلة حسنة‪ ،‬فأنشدوا هبا‪ ،‬ثم قال لهما‪/69[ :‬أ]‬
‫أيضا حلة أكثر ما نشد هبا مع ملوك اليمن‪ ،‬فأنشدوا هبا‬
‫أنشدوا هبا حاتمي‪ ،‬وهي ً‬
‫عظيما‪.‬‬
‫ً‬ ‫حاتمي‪ ،‬فقال الفقيه إبراهيم‪ :‬فما بقي أحد إال بكى بكا ًء‬
‫وكانت بنو أمقمة(‪ )2‬لهم رياسة ما بلغها أحد من العرب‪ ،‬فأولهم علي بن‬
‫يعقوب‪ ،‬ثم ولده أبو بكر‪ ،‬ثم ولده محمد بن أبي بكر‪ ،‬وأبو القاسم بن أبي‬
‫أميرا بالغانم ّية‬
‫أيضا‪ ،‬فأما محمد بن أبي بكر فكان ً‬‫بكر وأخوهتما جماعة ً‬
‫زمانًا‪ ،‬وسنة دولة العرب ارتفعت أحكام الغز عن البالد‪ ،‬وبقت دولة العرب‪،‬‬
‫وتواصلت العرب‪ ،‬فرتاضت العرب بمحمد بن أبي بكر ابن أمقمة أن يكون‬
‫حاكما فيهم؛ يرد المظالم عن المظلوم‪ ،‬وكانت له رياسة وألخيه أبي القاسم بن‬
‫ً‬
‫أبي بكر‪ ،‬وكانا إذا حضرا بين العرب يلبسان ما يلبسان الملوك‪ ،‬حتى سمعت‬
‫بذلك ملوك بني رسول‪ ،‬وقد حكى بعض الثقات قال‪ :‬دخلنا تعز فأضافنا ولد‬

‫((( الزيادة من (ب)‪ .‬ل‬


‫((( أحيانًا ُتكتب أمقمة‪ ،‬وأحيانًا أخرى مقمة‪.‬‬
‫‪230‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫من أوالد الملوك بعدما سألنا وقلنا له‪ :‬نحن بالغانمية‪ .‬ثم فتح لنا أربع خزائن‪،‬‬
‫وخزانة مملوءة براشما من ذهب‪ِ ،‬‬
‫وخزانة فيها‬ ‫ِخزانة مملوءة سيو ًفا حمائلية‪ِ ،‬‬
‫وخزانة فيها [‪/69‬ب] تجافيف تلمع ذه ًبا(‪ ،)1‬فقال‬ ‫رماح مجوزات ذهبا‪ِ ،‬‬
‫ً‬
‫لنا‪ :‬من أحسن هذه اآللة أم آلة بني أمقمة‪ .‬قلنا له‪ :‬سبحان اهلل العظيم أنتم‬
‫أهل مملكة‪ ،‬وبنو أمقمة رعيتكم‪ .‬فقال‪ :‬أناس تخرب أن ملك بني أمقمة يجل‬
‫عن‪ ‬الوصف‪.‬‬
‫وقد َح َكي لي بعض الثقات أنه كان بالغانمية قرية للرماة‪ ،‬كانوا هبا أيام دولة‬
‫عرسا البن الجريح من المعازبة‪ ،‬ولكنه سكن مع الرماة‪،‬‬
‫العرب‪ ،‬وكان هبا ً‬
‫ووهب وليمة لعرسه حضرهتا من العرب من حرض إلى زبيد‪ ،‬و ُعدت خيل‬
‫العرب أنافت على ألف‪ ،‬وحضرت بنو أمقمة والغانميون‪ ،‬وجاءوا يف زينة‬
‫حسنة عليهم وعلى خيولهم‪ ،‬ولم يحضر من العرب من يشاهبهم يف الزينة‪ ،‬ثم‬
‫عند الطرح(‪ )2‬جاءت بنو أمقمة بألف دينار يف كيس فصبوه والناس [حاضرة]‬
‫(‪)3‬‬

‫وناظرة إليهم‪ ،‬ونثروا الدراهم فالتقطها العرب‪ ،‬وصاح صايح المعازبة وكانوا‬
‫أكثر الحاضرين ً‬
‫خيل‪ :‬إال أن بني أمقمة ملوك‪ ،‬فأخذ الرماة والقحرا الغيرة‬
‫القوية حتى نظروا إلى خيل عليها الرباشم المحلية‪ ،‬والتجافيف الحسينة(‪،)4‬‬

‫((( يبدو أن كلها من عدة الحرب إال أن ما يميزها هو نوعية الخامة التي صنعت منها‬
‫من الذهب وغيرها‪ ،‬مما أعطى لهم نوع من الجاه والعظمة لعظمة هذه الممتلكات‪.‬‬
‫((( الطرح‪ :‬وتعرف بالنقوط‪ ،‬وانتشرت يف األفراح والمناسبات‪ ،‬وتقوم على مساهمة‬
‫المدعوين من األهل واألصدقاء والجيران بمبالغ مالية للعريس‪ .‬ابن المجاور‪،‬‬
‫تاريخ المستبصر‪ ،‬ص‪7‬؛ ُهديل‪ ،‬الحياة االجتماعية‪ ،‬ص‪.217‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) الحبشية‪.‬‬
‫‪231‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫والرماح والبيارق المزينة(‪ )1‬التي ما قد ركب هبا أحد إال الملوك‪ ،‬فأما محمد‬
‫بن أبي بكر بن أمقمة [‪/70‬أ] فعرف به السلطان الملك األفضل غيرة منه‪،‬‬
‫وبما نما إليه من رياسة‪ ،‬وأخوه أبو بكر [بن علي](‪ )2‬حبس يف حصن تعز زمانًا‪،‬‬
‫وفكه اهلل تعالى كما يشاء‪ ،‬قيل إنه كان يو ًما يسير الملك المؤيد‪ ،‬فقال صاحب‬
‫مسيرا فهلل‪ ،‬ربما تحصل من اهلل نفحة‬‫ً‬ ‫السجن‪ :‬يا شيخ أبو بكر إذا مر الملك‬
‫بفكاك‪ ،‬فلما قرب الملك قال الشيخ وهو ولد ال إله إال اهلل محمد رسول اهلل‬
‫صل اهلل عليه وسلم‪ ،‬فقال له‪ :‬يا ولد‪ ،‬هل تعرف العطافية؟ فرد الولد رأسه‬
‫قبلي الفقيدي جفار بني مديهن وهم جبالية‪ ،‬وأكثر‬
‫خيفة من الملك‪ ،‬والعطافية ّ‬
‫العطافية لهم‪ .‬وهي بلد العامريين‪ ،‬كان أبو بكر بن علي يهرب به أبوه عندهم‪،‬‬
‫ثم افتك بعد ذلك‪ ،‬وكان له زمان حسن تجنب بعده خمس جنائب‪ ،‬وكان له‬
‫كرم عظيم‪.‬‬
‫ثم نذكر حديث عجيل ‪-‬نفع اهلل به‪ :-‬هو عجيل بن حامد من الزرانيق(‪،)3‬‬
‫وقيل عجيل بن عمر(‪ )4‬ابن محمد [حامد](‪ )5‬بن معزب بن عبيد بن محمد‬
‫الفارسي ابن زيد بن ذؤال بن نشرة‪ .‬كان بدو أمره يقرأ على الفقيه علي‬
‫الصريدح ‪ -‬نفع اهلل به – ذكره ابن سمرة(‪– )6‬رحمه اهلل‪ ،-‬ثم كان علي ولده‬

‫((( البيارق المزينة يقصد هبا األعالم المزينة المزركشة‪ .‬إبراهيم مصطفى وآخرون‪،‬‬
‫المعجم الوسيط‪.78 ،51 /1 ،‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزرانيق‪ :‬من أشهر وأكرب قبائل هتامة‪ ،‬وأكثرها بأس وقوة وصالبة‪ ،‬وهم يف األصل‬
‫قبائل المعازبة‪ .‬انظر‪ :‬الحجري‪ ،‬مجموع بلدان اليمن‪ ،‬مج‪ ،2‬ج‪ ،4‬ص‪.636‬‬
‫((( ابن عمر ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يقصد المؤرخ ابن سمرة الجعدي صاحب كتاب‪« :‬طبقات فقهاء اليمن»‪.‬‬
‫‪232‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫متبصرا‪ ،‬وأخوه عثمان هو أبو بني العجيل‪ ،‬قيل كان فيه جهل؛ من جهله أنه‬ ‫ً‬
‫عدا على زرعة ثور ألخيه علي‪ ،‬فطرده حتى وقع يف جرف‪ ،‬فاندق [‪/70‬ب]‬
‫عنقه‪ ،‬فدفن عليه ولم يعلم أخوه علي بذلك‪ ،‬فطلبه أوالد علي فما وجدوه‪،‬‬
‫فخرج علي ومعه مشعل فيه ماء‪ ،‬فقال‪ :‬الماء من المشعل يا فقيه علي‪ ،‬إن‬
‫ثورك يف جرف بموضع كذا وكذا قد قتله أخوك عثمان‪ .‬فأعلم علي أوالده‬
‫بذلك فطلبوه‪ ،‬فوجدوه بالمكان المذكور‪ ،‬وأوالد علي‪ :‬موسى وإبراهيم‬
‫ومحمد جد العراجشة‪ ،‬وقد ذكرنا أن موسى قرأ على إبراهيم بن زكريا‪،‬‬
‫ً‬
‫سؤال قبل‬ ‫قيل جاء معزبي فألقى على موسى [بن علي](‪ )1‬وأخيه إبراهيم‬
‫قرأهتما‪ ،‬فما عرفا له جوا ًبا‪ ،‬فقال‪ :‬اهلل المستعان‪ ،‬واهلل لقد ضيع الفقيه علي‪.‬‬
‫أيضا يف‬
‫ثم أن أحدهما أقام على العيال‪ ،‬وأحدهما قرأ‪ ،‬وقرأ [إبراهيم](‪ً )2‬‬
‫وصاب(‪ )3‬بعد قراءة أخيه موسى‪ ،‬وقد علمنا أن موسى بن علي أناب الفقيه‬
‫إبراهيم بن زكريا يف تدريس العلم بالشويري‪ ،‬وقد حج الفقيه إبراهيم‪ ،‬قال‬
‫الفقيه موسى ‪-‬نفع اهلل به‪ :-‬لم أرى أحكم من الفقيه عمر بن إبراهيم‪ ،‬يرى أبا‬
‫العباس الخضر ‪ ‬يدخل علينا كل مرة‪ ،‬فما يسأل عنه‪ ،‬وكان الفقيه موسى بن‬
‫علي يصحب الشيخ والفقيه ويزورهما هو وزوجته‪ ،‬فحملت بمحمد قبل‬
‫أحمد‪ ،‬فجاءت مع الفقيه [‪/71‬أ] موسى زائرة‪ ،‬وقد كان قال الشيخ محمد‬
‫ابن‪ ‬أبي بكر الحكمي‪ :‬ستحمل زوجتك يا فقيه موسى بولد يكون صاحب فنة(‪.)4‬‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( ُوصاب‪ :‬ناحية كبيرة كانت تعرف بجبالن العركبة‪ ،‬وهي تتكون يف عصرنا الراهن‬
‫من وصاب العالي ومركزها الدّ ن‪ ،‬ووصاب السافل ومركزها المصباح‪ .‬إسماعيل‬
‫األكوع‪ ،‬البلدان اليمانية‪ ،‬ص‪.300‬‬
‫((( يف (ب) وقته‪.‬‬
‫‪233‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫فقال له الفقيه محمد بن الحسين‪ :‬ها هو هذا الذي زوجة الفقيه [موسى]‬
‫(‪)1‬‬

‫حاملة به‪ .‬فقال الشيخ محمد‪ :‬ليس‪ .‬ثم إهنا وضعت محمدً ا ولدها وجاءت به‬
‫إلى عواجة وهي طامث‪ ،‬فلما زال الطمث قال الشيخ للفقيه محمد بن الحسين‪:‬‬
‫مر أهل بيتك أن يزينوا زوجة الفقيه موسى‪ ،‬ويخلون لهم ً‬
‫منزل‪ ،‬وإهنا ستحمل‬
‫بالولد المذكور‪ .‬فحملت به‪ ،‬فلما قارهبا الوالدة قال الشيخ والفقيه‪ :‬يا موسى‬
‫ال تحقرنا‪ ،‬أعلمنا بالسابع(‪ ،)2‬وال تقروا عليه حتى نصل‪ .‬فلما ولد الفقيه أحمد‬
‫[بن موسى](‪ ،)3‬وكان السابع‪ ،‬قالوا له أهل القرية‪ :‬اقرأ قبل الغروب‪ .‬فقال‪:‬‬
‫معنا أصحاب‪ .‬فوصل الشيخ والفقيه – نفع اهلل هبما – وصلوا المغرب‪ ،‬وقرأوا‬
‫على الفقيه‪ ،‬فلهذا بنو عجيل ال يقرأون على المولود إال بعد صالة المغرب‬
‫اقتداء بذلك‪.‬‬
‫ً‬
‫طويل‪ ،‬سمينًا‪ ،‬وكان يصحب الشيخ يعقوب‬ ‫قيل‪ :‬كان الفقيه أحمد بن موسى‬
‫ابن الكميت(‪ ،)4‬أبو الفقيه محمد بن يعقوب(‪ ،)5‬وكان يعقوب بن الكميت من‬
‫الرجال‪ ،‬فقدم يو ًما من مريخه(‪ ،)6‬وقد وفد الفقيه المحالب للحج‪ ،‬فواجهه‬
‫الفقيه [‪/71‬ب] أحمد وأنزله بيده من على حماره‪ ،‬وقال الفقيه أحمد‪ :‬مرح ًبا‬
‫بك يا سلطان‪ .‬فقال له يعقوب بن الكميت‪ :‬سلمك اهلل يا خليفة‪ .‬والخليفة‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( السابع والمعروف بالسبوع‪ ،‬وهي عادة يتم فيها االحتفال بالمولود الجديد يف سابع‬
‫يوم والدته‪ ،‬وقد عرفت عند أهل اليمن وعند كثير من الشعوب اإلسالمية‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( ترجم له األهدل‪ .‬تحفة الزمن‪.87 /2 ،‬‬
‫((( العبارة األخيرة ساقطة (ب)‪.‬‬
‫((( مريخة‪ :‬يبدو أهنا من قرى هتامة وسهام‪.‬‬
‫‪234‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫مقدارا من السلطان‪ .‬ثم كان محمد بن موسى بن أحمد صاحب وقته‪،‬‬


‫ً‬ ‫أكرب‬
‫وكان يرى النبي ﷺ كل ليلة جمعة‪ ،‬وكان كثير االحتجاب‪ ،‬فقدم عليه شريف‬
‫من حد المخالف السليماين(‪ )1‬هنبه بنو عمه‪ ،‬وهجموا بيته‪ ،‬وأخذوا له ً‬
‫إبل‪،‬‬
‫تكثرا منهم‪ ،‬فسأل عن أكرم الناس يف اليمن‪ُ ،‬فأثني له‬
‫وسلبوا نساءه‪ ،‬فخرج ً‬
‫على الفقيه محمد بن موسى‪ ،‬فقدم عليه فلم يتفق له به اجتما ًعا عند مجيئه‪،‬‬
‫فصرب حتى خرج يوم جمعة لزيارة جده أحمد بن موسى ‪ -‬نفع اهلل به‪ ،-‬فلزم‬
‫برأس حماره‪ ،‬وقال‪ :‬يا فقيه محمد لي يف منزلك ثالثة أيام‪ ،‬ما دخلني طعام‪،‬‬
‫وال وجدت موض ًعا أرقد فيه‪ ،‬أما للضيف عندكم مقدار‪ .‬فاعتذر إليه الفقيه‬
‫والم وكالئه على ذلك‪ ،‬ثم إنه شكى على الفقيه ما فعل معه بنو عمه‪ ،‬وذكر‬
‫للفقيه أنه شريف‪ ،‬فقال له الفقيه‪ :‬اقعد حتى أسمع كالم جدي‪ ،‬وأوصى أن‬
‫يجعل له خيمة وأن يكرموه‪ ،‬فما زال عند الفقيه حتى رأى الفقيه [‪/72‬أ]‬
‫النبي ﷺ وذكره له‪ ،‬فقال النبي ﷺ‪ :‬هو شريف من ذريتي‪ ،‬والذي شكى لم‬
‫يكذب فيه‪ ،‬ولكن يا فقيه محمد ما رفده إال عليك‪ .‬فلما كان طلعة الجمعة‬
‫وباك الفقيه لزيارة جده ذاكره الشريف يف ذلك‪ ،‬فقال له الفقيه‪ :‬رأيت جدك‬
‫فقال ما رفده إال عليك‪ .‬ثم أن الفقيه كتب إلى راعي إبله‪ ،‬وكان بالقاهرة‪ :‬أن‬
‫م ّكن الشريف اإلبل التي تحت يدك‪ ،‬وإياك تراجعني‪ .‬فأخذ اإلبل وأمسى هبا‬

‫((( المخالف السليماين‪ :‬من مناطق األطراف يف شمال اليمن‪ ،‬تمتد حدوده من وادي‬
‫حرض يف الجنوب إلى وادي عتود يف الشمال‪ ،‬ومن البحر األحمر يف الغرب إلى شرق‬
‫مرتفعات فيفا‪ ،‬وتعد مدينة جازان من أشهر مدنه‪ .‬انظر‪ :‬تاريخ المخالف السليماين يف‬
‫ظل أسرة آل خيرات (‪1264 - 1141‬هـ‪1848 - 1727 /‬م)‪ ،‬مع تحقيق مخطوط‬
‫(نفح العود يف أيام الشريف حمود)‪ ،‬دراسة وتحقيق‪ :‬فواد بن عبد‪ ‬الوهاب الشامي‪،‬‬
‫إصدارات وزارة الثقافة والسياحة‪ ،‬صنعاء‪2004 ،‬م‪.30 - 17 ،‬‬
‫‪235‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫يف الالمية‪ ،‬فعلم أوالد الفقيه إبراهيم وإخوته‪ ،‬فلحقوا الشريف باألحدبية(‪،)1‬‬
‫وكان هبا رجل له رياسة فقصده الشريف وبات عنده‪ ،‬ثم إن إبراهيم ولد الفقيه‬
‫محمد بن موسى وإخوته قالوا له‪ :‬يا شريف هب أنك أخ لنا‪ ،‬ما يقع لك إال‬
‫نصفها‪ .‬فأعطاهم نصفها‪ ،‬وكان األصل فيها ثالثمائة‪ ،‬فأخذوا مائة وخمسين‪،‬‬
‫ومضى بمثلها‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ثم أن الفقيه إبراهيم كانت له شهرة بالصالح‪ ،‬فقيل لما أتى ابن ميكائيل‬
‫ومعه الفقيه أبو بكر بن محمد بن يعقوب‪ ،‬وكان فيما ضمن البن ميكائيل‬
‫فتح زبيد‪ ،‬فلقيه الفقيه إبراهيم بن محمد بن موسى عجيل وهرج عليه‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫يا فقيه أبو بكر تقول إنك تريد تميت دولة بني رسول [‪/72‬ب] وتقيم فالن‪،‬‬
‫فلما كان من حديث ابن ميكائيل ما كان ورجع الفقيه أبو بكر؛ كان صيت‬
‫يف الناس أن الفقيه إبراهيم بن محمد بن موسى عجيل [نفع اهلل به](‪ )3‬سلب‬
‫الفقيه أبو بكر بن محمد بن يعقوب‪ ،‬وحصل بينهم – أعني بني حربة وبني‬
‫عجيل قليل يف النفوس‪ ،‬وقد سمعت أن الفقيه يوسف بن إبراهيم بن محمد‬
‫(‪)5‬‬
‫‪ ‬‬ ‫زائرا [للسيد]‬
‫ابن موسى بن أحمد بن موسى عجيل ‪ -‬نفع اهلل به‪ -‬وصل ً‬
‫(‪)4‬‬

‫((( األحدبية‪ :‬يبدو أهنا من قرى هتامة‪.‬‬


‫((( هو األمير نور الدين أبو الفضل محمد بن ميكائيل المجاهدي (ت‪779 :‬هـ‪/‬‬
‫‪1377‬م)‪ ،‬من أشهر أمراء الدولة الرسولية يف عهد السلطان المجاهد‪ ،‬أقطع مدينة‬
‫حرض‪ ،‬إال أنه ادعى السلطنة‪ ،‬وتسمى بالملك‪ ،‬ودخل يف صراع مع سالطين‬
‫بني رسول حتى تويف يف العام المذكور‪ .‬انظر‪ :‬الخزرجي‪ ،‬العقد الفاخر الحسن‪،‬‬
‫‪.2065 – 2064/4‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الفقرتين األخيرتين ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪236‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫الفقيه محمد بن إسماعيل المكدش ‪ -‬نفع اهلل به‪ ،-‬ومعه الفقيه إسماعيل‬
‫صغيرا‪ ،‬فتحدث الفقيه يوسف والفقيه محمد بن إسماعيل ساعة‬
‫ً‬ ‫ابن إبراهيم‬
‫وافرتقا‪ ،‬بعد الدعاء سأل الفقيه محمد بن إسماعيل مكدش عن الفقيه يوسف‬
‫فأثنى عليه‪ ،‬وقال‪ :‬هو مجاب الدعوة(‪ .)1‬ثم سأل عن الفقيه إسماعيل‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫ليس له اليوم حديث‪ ،‬حديثه غير اليوم‪.‬‬
‫وحكى لي من أثق به أن الفقيه عبد الرحمن بن محمد بن زكريا ‪ -‬نفع‬
‫(‪)2‬‬
‫اهلل به‪ -‬كان له شهرة بالصالح وبالعلم والحقيقة‪ ،‬وكان مكاش ًفا [ور ًعا]‬
‫غاية وهناية‪ ،‬وكانت الناس يعتقدونه غاية االعتقاد‪ ،‬فبات ليلة بالمفاوزة عند‬
‫رجل‪ ،‬فذكر له أن بيت الفقيه(‪ )3‬هبا ولد للفقيه إبراهيم بن محمد عجيل ‪ -‬نفع‬
‫اهلل هبم‪ -‬يف المهد له أحاديث يف الصالح [‪/73‬أ] مشهورة‪ ،‬ثم أقام الفقيه‬
‫إسماعيل وساد سيادة عظيمة‪ ،‬وكسب دنيا واسعة ما كسبها أحد قبله وال‬
‫بعده‪ ،‬وال وهب أحدٌ ما وهبه‪ ،‬وال اتسع أحد يف الحرث متسعه‪ ،‬فمن متسعه‬
‫يف الحرث أنه حرث وادي زبيد ورماع وسردد وذؤال كافة شر ًقا وغر ًبا ويمينًا‬
‫ً‬
‫وشمال‪ ،‬ويف الالمية وسهام وسردد‪ ،‬حتى قيل إن غلته التي من ذؤال وما قارهبا‬
‫عما بعد‪ .‬وكان إذا نزل به السلطان يقدم إليه عشرة‬
‫خارجا ّ‬
‫ً‬ ‫عشرون ألف عدل‬
‫مصارا‪ ،‬وأربع رؤوس خيل‪ ،‬وعشرة أحمال برعم(‪،)4‬‬
‫ً‬ ‫أجمال‪ ،‬وعشرة حمر‬
‫((( الفقرة األخيرة ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( بيت الفقيه‪ :‬من مدن هتامة‪ ،‬وتنسب إلى الفقيه ابن عجيل‪ ،‬تقع بين زبيد والحديدة‪،‬‬
‫وهي يف وسط بالد الزرانيق‪ .‬الحجري‪ ،‬مجموع بلدان اليمن‪ ،‬مج‪ ،2‬ج‪ ،4‬ص‪.636‬‬
‫((( الربعم‪ :‬هو ثمرة تستخرج من األشجار يبدو أن لها فوائد طبية‪ .‬الزبيدي‪ ،‬تاج‬
‫العروس‪.279 /31 ،‬‬
‫‪237‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫ومثلها عصارة‪ ،‬وثالثة أحمال عسل‪ ،‬ومثلها سمن‪ ،‬ومثلها بر‪ ،‬وعشرون حمل‬
‫طعام للحسيك‪ ،‬وعشرون رأس رقيق‪ ،‬ثم يحمل للسلطان ضيافة تجل عن‬
‫الوصف‪ ،‬وللوزير ومشد المشدين(‪ )1‬وللزمام وأمير جندار(‪ )2‬ولألمراء على‬
‫مراتبهم‪ ،‬بحيث ال أحد يفعل ما فعل وال يقدم ما قدمه‪ .‬قيل إنه كان يف كل يوم‬
‫يف منزله يحتاج إلى عشرة آالف‪ ،‬ومن مشهور ما فعله‪ ،‬وقد حصلت مجاعة‬
‫كان كل ليلة يدخل الفقراء المنقطعين بعد ذبح رأسين من البقر‪ ،‬ويأكلون قبله‪،‬‬
‫ثم يفرغ ذلك فيهب تمر‪ ،‬ويهب بعد التمر حب الدخن والجلجالن‪ .‬وحكوا‬
‫[أن حالة ما بقي معه من الطعام إال الذري‪ ،‬فأنفقه](‪ ،)3‬وليلة عدُّ وا [‪/73‬ب]‬
‫الذين أكلوا يف بيته ثالثة آالف وسبعمائة‪ ،‬وأنفق جميع ما معه من الطعام حتى‬
‫ما بقى معه من الطعام إال الذري‪ ،‬فأنفقه هلل تعالى‪ ،‬تقبل اهلل ذلك منه‪ ،‬وأجزل‬
‫أجرنا جميعا آمين(‪ ،)4‬وكانت الناس تتهمه بحب الدنيا‪ ،‬فلما أنفق فيها ما أنفق‪،‬‬
‫وأنفق الذري تحقق الناس محض كرمه هلل تعالى‪.‬‬
‫وقد روى لي من ال يتهم بالكذب أن المحجوب(‪ )5‬قال‪ :‬ما أعطينا ُعشر ما‬

‫((( مشد المشدين‪ :‬موظف كبير يف الدواوين السلطانية كالديوان الكبير والخاص‬
‫والحالل والوقف وغيره‪ ،‬مهمته عملية إبالغ أوامر السلطان فيما يخص الخراج‬
‫الذي يفرض على الرعية وغير ذلك من الوظائف اإلدارية والمالية‪ُ .‬هديل‪ ،‬الحياة‬
‫االجتماعية‪ ،‬ص‪.125 - 124‬‬
‫((( األمير جندار‪ :‬من كبار األمراء يف الدولة‪ ،‬ويكون تحت يده جماعة من الحرس‬
‫يعرفون بالشاوشية‪ ،‬يتولون حماية السلطان‪ ،‬والجلوس يف مجلس للرتحيب به‪.‬‬
‫انظر‪ُ :‬هديل‪ ،‬الحياة االجتماعية‪ ،‬ص‪.116‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( العبارات األخيرة يف تقديم وتأخير بين النسختين (أ) و (ب)‪.‬‬
‫((( هو الفقيه الصالح أبو بكر بن محمد المحجوب بن أبي بكر بن محمد بن أبي حربة‪.‬‬
‫وسوف يتم الحديث عنه الح ًقا‪.‬‬
‫‪238‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫أعطي الفقيه إسماعيل‪ ،‬وقد ذكر أن المحجوب لم يمت إال من ُجرح حصل به‬
‫يف معركة كانت بين سعد الدين الجربيت‪ ،‬والكافر حطي‪ ،‬وشهد بذلك األخيار‬
‫أن المحجوب شهد الحرب الذي بين سعد الدين وبين حطي‪ ،‬وأنه ُجرح ذلك‬
‫اليوم‪ ،‬وسأل الفقيه إسماعيل‪ ،‬فقال‪ :‬نعم‪.‬‬
‫ثم حديث الفقيه يوسف بن إبراهيم كان يدخل على الوالة‪ ،‬فإذا لم‬
‫يقضوا حاجته شتمهم‪ ،‬ويقول‪ :‬أنت فالن تعزل غدً ا‪ .‬فيكون ذلك‪ ،‬وكان قد‬
‫قرأ‪« :‬اللمع النورانية» للبوين(‪ ،)1‬فدخل يو ًما على ميت من السادة بني عجيل‬
‫‪ -‬نفع اهلل هبم‪ -‬فرأى دم ذلك الميت‪ ،‬وبقي يقول أحذروا الدم‪ ،‬ولم يروا‬
‫د ًما‪ ،‬وكانت حاالته مشهورة‪ ،‬ومات بالبزوا(‪ - )2‬رحمه اهلل تعالى ‪ ،-‬وكان‬
‫ولده محمدً ا مبارك الوصف على طريقة‪ ،‬وولده محمد بن محمد له [‪/74‬أ]‬
‫سيرة حسنة وأخالق رضية ومكارم مرضية وسالمة قلب كلي‪ ،‬وصلة رحم‬
‫لم تكن يف غيره‪ ،‬وقرب جناب‪ ،‬وحمية يف اهلل تعالى‪ ،‬لم تكن يف أحد غيره‬
‫–نفع اهلل به‪ ‬وبالصالحين‪.-‬‬
‫ذكر لي بعض الثقات ممن يقرأ كتاب اهلل تعالى‪ ،‬قال‪ :‬غبت عن عيالي‬
‫يف سنة مجاعة إلى بيت الفقيه ابن حشيرب‪ ،‬وكنا يف مسجد على ما فتح اهلل‬
‫به‪ ،‬يأتينا من العصر إلى العصر حب دخن‪ ،‬وحب جلجالن نسد به حرارة‬

‫((( هو أبو العباس أحمد بن علي بن يوسف البوين (ت‪ 622 :‬هـ‪1225 /‬م)‪ ،‬متصوف‬
‫مغربي األصل‪ ،‬نسبته إلى بونة (بأفريقية‪ ،‬على الساحل)‪ ،‬صاحب المصنفات يف علم‬
‫(الحروف)‪ ،‬له‪« :‬شمس المعارف الكربى» ويسمى «شمس المعارف‪ ،‬ولطائف‬
‫العوارف‪ ،‬يف علم الحروف والخواص» أربعة أجزاء‪ ،‬وله‪« :‬اللمعة النورانية»‪،‬‬
‫تويف بالقاهرة يف السنة المذكورة‪ .‬الزركلي‪ ،‬األعالم‪.174/1 ،‬‬
‫((( كلمة غير مفهومة‪ ،‬لم نتمكن تمييز معناها‪.‬‬
‫‪239‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫الجوع(‪ ،)1‬وكان يف المسجد صبي راقد مدىف على رأسه‪ ،‬كلما أقيم الفرض‬
‫(‪)2‬‬

‫قام [إلى الصالة]‪ )3( ‬من غير وضوء‪ ،‬ويصلي مع الجماعة‪ ،‬ونحن ناظرون‬
‫إليه‪ ،‬قد أنكر عليه منا من أنكر‪ ،‬فجاءنا يوم حب دخن وجلجالن‪ ،‬فأكلنا منه‬
‫وجعلت لذلك الصبي المذكور مقدار مالء السبع‪ ،‬وقلت له‪ :‬يا سيدي كل‪.‬‬
‫فكره‪ ،‬فأقسمت عليه بمعبوده‪ :‬مالك ال تأكل؟ فقال‪ :‬أنا من أهل األربعين‪،‬‬
‫ال آكل إال يف األربعين يوم يو ًما‪ .‬قال‪ :‬فانكببت على قدميه باك ًيا‪ ،‬وقلت له‪:‬‬
‫أحوال وكرامات‪ ،‬ولكم الحظ الوافر‪ ،‬مالكم‬‫ً‬ ‫يا سيدي [قد](‪ )4‬أعطاكم اهلل‬
‫ال تدعون للمسلمين لعل اهلل يفرج عنهم ما هم فيه‪ .‬وشكوت عليه حالي‪،‬‬
‫وقلت له‪[ :‬واهلل](‪ )5‬ما خرجت عن أطفال معي يف البيت إال وهم يعوون عوي‬
‫الذئاب [‪/74‬ب] يا سيدي من شدة الجوع‪ ،‬ادع اهلل لهم ولي أن يفتح علي‬
‫وعلى عيالي‪ .‬فقال‪ :‬حاجتك مقضية‪ ،‬انشر(‪ )6‬بيت حسين حاجتك تقضى‪.‬‬
‫قال‪ :‬فنشرت بيت حسين‪ ،‬فدخلت مسجدً ا‪ ،‬فدخل رجل فصلى صالة العصر‬
‫ومعه مفاتيح(‪ ،)7‬فقال لي‪ :‬أين بلدك‪ .‬فقلت‪ :‬سهام‪ .‬فقال‪ :‬ألك عيال؟ قلت‪:‬‬
‫نعم‪ .‬قال‪ :‬نزلهم‪ ،‬فنزلتهم‪ ،‬فوهب لي ثو ًبا‪ ،‬وأعطاين مئة دينار‪ ،‬ودخلت‬
‫مسجدً ا ثان ًيا‪ ،‬فلقيني به رجل‪ ،‬فسألني عن عيالي‪ ،‬ووهب لكل واحد منهم‬
‫ثو ًبا‪ ،‬والمرأة ثوبين‪ ،‬وأعطاين مئة دينار‪ .‬فرجعت إلى أوالدي بعد أن كان‬
‫((( يف (ب) فاقة الجوع‪.‬‬
‫((( يف (ب) الصالة‪.‬‬
‫((( يف (ب) فاقة الجوع‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) فاقة الجوع‪.‬‬
‫((( انشر بالعامية معناها‪ :‬اذهب أو نسري يف المساء‪.‬‬
‫((( يف (ب) مفتاح‪.‬‬
‫‪240‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫الرجل الصالح قد ذكر لي أنه من أهل زبيد‪ ،‬وقال لي‪ :‬إذا لك حاجة فالقني‬
‫علي دين‪ ،‬فرجعت إلى أوالدي فقالوا‪ :‬فالن وفالن‬ ‫على باب‪ ‬سهام‪ .‬فكان َّ‬
‫علي‪ ،‬ثم تقدمت‬‫لهما يرسالن لك يومين‪ .‬فجئتهما فجعالين يف حل مما لهما َّ‬
‫إلى زبيد فلقيني على باب سهام‪ ،‬ودخل بي بيتًا [فنظرته وإذا](‪ )1‬أمه تشتمه‪:‬‬
‫يا فاسق‪ .‬وهو يبتسم يف وجهها‪ ،‬فأخذ لي غداء‪ ،‬وغداين وقال لي‪ :‬إين ميت‬
‫الساعة‪ .‬فخرجت ورجعت إليه‪ ،‬فإذا هم يصرخون عليه ميتًا‪ .‬قلت‪ :‬مات‬
‫يوم ولد من أوالد السلطان الملك األشرف‪ ،‬فدفن عند والدته جهة [‪/75‬أ]‬
‫معتب(‪ ،)2‬بجوار سيدي الشيخ طلحة بن عيسى الهتار – نفع اهلل به‪ ،-‬وقرأ عليه‬
‫جماعة من الدرسة‪ ،‬وكنت من جملتهم‪ ،‬وكانوا وجوه الدولة يطلعون عليه‬
‫بالصبح والعصر سبعة أيام‪ ،‬فحضر ليلة الشيخ إسماعيل بن إبراهيم الجربيت‬
‫سري‪ ،‬وقلت‪ :‬اللهم إن‬ ‫– نفع اهلل به – مع الذين حضروا‪ ،‬فأنكرت عليه يف ّ‬
‫كان له والية تامة فأرين منه كرامة‪ ،‬وهو أن يسقط من ثوبه شيء‪ .‬فجعل من‬
‫ذلك الوقت ينظر إلي وما مال طرفة عين عني‪ ،‬ونظرته وهو ناظر إلي ال يغفل‬
‫عني ساعة‪ ،‬فلما انقضى مجلس الناس‪ ،‬ودعا من دعا‪ ،‬قال بأعلى صوته‪ :‬إليك‬
‫يا هذا‪ .‬ونفض ثوبه فسقطت حبة‪ ،‬فأخذهتا والناس ينظرون(‪ )3‬متعجبون من‬
‫ذلك‪ ،‬ورآها معي ناقوسي‪ ،‬فقال‪ :‬هذه سكر نبات‪ .‬فجعلت يف اآلنية‪ ،‬ولم‬
‫أحفل هبا وضاعت – نفع اهلل بأولياء اهلل الصالحين‪.-‬‬

‫((( يف (ب) فاقة الجوع‪.‬‬


‫((( هي جهة الطواشي جمال الدين معتب بن عبد اهلل األشريف‪ ،‬والدة السلطان الناصر‬
‫أحمد بن السلطان األشرف إسماعيل بن العباس الرسولي‪ ،‬كانت امرأة حليمة‪،‬‬
‫عفيفة‪ ،‬كريمة‪ ،‬تفعل الخير‪ ،‬ولها العديد من المآثر يف تعز‪ ،‬توفيت يف زبيد سنة‬
‫‪799‬هـ‪1396 /‬م‪ .‬انظر‪ :‬الخزرجي‪ ،‬العقد الفاخر الحسن‪.2507 - 2504 /5 ،‬‬
‫((( يف (ب) ناظرون‪.‬‬
‫‪241‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫وماتت عدنية يف دولة الملك األشرف‪ ،‬وقربت بالغرب من النويدرة‬


‫(‪)1‬‬

‫قبل ًيا‪ ،‬وجعل على رأس [قربها](‪ )2‬دعامة‪ ،‬وكانت تميل ً‬


‫ميل يشاهده من تأمله‪،‬‬
‫فكثرت الناس عليها‪ ،‬وعلم السلطان وقاضي األقضية‪ ،‬والشيخ إسماعيل‬
‫الجربيت ‪-‬نفع اهلل به وبالصالحين‪ ،-‬فقالوا‪ :‬هذه تفتن الناس‪ .‬فهدمت‬
‫وجعلت‪ ‬تربة‪.‬‬
‫قلت‪ ،‬وقد حكى لي الفقيه الصالح برهان الدين إبراهيم بن محمد الحكمي‬
‫(‪)4‬‬
‫[نفع اهلل به](‪ )3‬عن [‪/75‬ب] الشيخ الهبة بن أبي بكر سجاف‪ ،‬قال‪ :‬رسم‬
‫ابن سالم مشد زبيد بأمر الملك األشرف على أخ الهبة سجاف‪ ،‬وكان‬
‫عصارا(‪ ،)5‬فجاءت زوجة الملزوم إلى هبة سجاف وهو أخ الملزوم‪ ،‬وكان هذا‬ ‫ً‬
‫هبة على باب اهلل تعالى‪ ،‬الزم طريقة الصوفية‪ ،‬وكان الشيخ طلحة بن عيسى‬
‫الهتار – نفع اهلل هبما – خاله‪ ،‬شكت عليه زوجة أخيه حاله‪ ،‬وأن السلطان‬
‫أمر ابن أبي سالم أن يأخذ منه ألف دينار‪ ،‬وكان شفلوت يسمى محمد قد‬
‫تاب من خدمة ال ُغز‪ ،‬وخدم هبة سجاف‪ ،‬قال الشفلوت‪ :‬فطلبني الهبة سجاف‪،‬‬
‫وقد انتصف الليل ونحن بالرتيبة‪ ،‬قال‪ :‬فخرجنا حتى أتينا باب الشبارق(‪،)6‬‬
‫فأومأ إليه فانفتح الباب ودخلنا‪ ،‬وكان السلطان يف الدار الكبير الذي بالسوق‪،‬‬

‫((( النويدرة‪ :‬قرية خارج مدينة زبيد من الشمال الغربي‪ ،‬ال تزال آثارها العمرانية ظاهرة‬
‫على سطح األرض‪ .‬المقحفي‪ ،‬معجم البلدان‪.1779 /2 ،‬‬
‫((( يف (ب) فاقة الجوع‪.‬‬
‫((( يف (ب) فاقة الجوع‪.‬‬
‫((( الرتسيم‪ :‬ويقصد به المصادرة لألموال‪ ،‬وهو نوع العقاب الذي اتبعه سالطين بني‬
‫رسول يف ذلك الوقت ضد المخالفين لهم من رعيتهم‪ .‬الجندي‪ ،‬السلوك‪.441 /2 ،‬‬
‫((( العصار من يعمل يف عصر سليط أو زيت الجلجل‪.‬‬
‫((( أحد أبواب زبيد‪.‬‬
‫‪242‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫قال‪ :‬فجئنا والناقوس يضرب‪ ،‬فمر بنا حتى دخلنا باب الدار‪ ،‬وطلع يف الدرجة‬
‫وأنا بعده‪ ،‬وقلبي يخفق خو ًفا‪ ،‬فجئنا ويف الدرجة أربعة مماليك سيوفهم على‬
‫أرجلهم وهم يتحدثون‪ ،‬فمررنا هبم‪ ،‬فما حدثونا بشيء‪ ،‬وأتينا إلى مجلس‬
‫مجلسا وفيه شمعدان يوقد‬
‫ً‬ ‫ٍ‬
‫وجوار وبين أيديهم طبق‪ ،‬وهم يأكلون منه‪ ،‬ثم طلعنا‬
‫نائما‪ ،‬ويف يده اليمنى خاتم فيه فص يلمع كأنه الكوكب‬‫والسلطان على سرير ً‬
‫[الدري](‪ ،)1‬فأومأ الشيخ بيده إلى الفص‪ ،‬وإذا صوت من جدار المجلس‬
‫مهل‪ .‬فرد [‪/76‬أ] الشيخ يده‪ ،‬ثم تناول شفرة من تحت رأس السلطان‬ ‫يقول‪ً :‬‬
‫مزينة بالذهب والجوهر ال قيمة لها‪ ،‬ثم نزلنا وقصدنا بيت أخيه‪ ،‬فلما أصبح‬
‫الصباح كتب لي الشيخ ورقة إلى ابن سالم‪ ،‬وحكى فيها له‪ ،‬وحملني الشفرة‬
‫فرددهتا له إلى ابن سالم‪ ،‬فكتب ابن سالم ورقة على الشفرة مراجعة‪ ،‬وأرسل‬
‫هبا إلى السلطان [وهو مدفون بخارج مدينة زبيد المشرفة بالعلماء والحكماء]‬
‫(‪ ،)2‬فطلبني السلطان وقال‪ :‬هل لهذا العصار ملزم؟ قلت‪ :‬نعم‪ ،‬لهم رحامة‬
‫من الشيخ طلحة بن عيسى الهتار‪ .‬فكتب السلطان إلى ابن سالم يفك له‪ ،‬وال‬
‫يتعرض له أحد بشر‪ .‬قلت‪ :‬وقد سمعت عن بعض الثقات أن الهبة سجاف هذا‬
‫كان من أكابر العلماء‪ ،‬إذا مر عليهم تواضعوا له غاية التواضع‪ ،‬ويبجلوه غاية‬
‫التبجيل‪ ،‬وقد سمعت بعض أمراء زبيد كان إذا نزلت به فاقة يطلبنا الدرهم‬
‫والدرهمين‪ ،‬وقال لنا‪ :‬نحن نطلبكم إذا حصلنا يف حاجة ضرورية‪ .‬ثم قال‬
‫تلبيسا عليكم‪ .‬ثم أومأ بكفه إلى الهوى‪ ،‬فإذا فيه‬
‫ً‬ ‫لنا يوم‪ :‬واهلل ما نطلبكم إال‬
‫درهما وردها‪ ،‬وقال‪ :‬هذه علي دين وهذا قضاؤه‪.‬‬‫ً‬ ‫دراهم‪ ،‬فأخذ منها اثني عشر‬
‫((( يف (ب) فاقة الجوع‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪ .‬وهو مدفون يقصد هبا ‪ -‬على ما يبدو ‪ -‬محاط بالعلماء والحكماء‪،‬‬
‫وال تكاد تراه من كثرهتم‪ ،‬أي مدفون بينهم‪.‬‬
‫‪243‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫قلت‪ ،‬وقد سمعت عن بعض الثقات‪ :‬أن الشيخ علي بن عمر األهدل‬
‫‪-‬نفع اهلل به‪ -‬رأى النبي ﷺ يف المنام يقول له‪ :‬يا علي تقدم إلى جبل الدهنين(‪،)1‬‬
‫فثم به رجل اسمه باسمي‪ ،‬واسم أبيه باسم أبي وانصبه‪ .‬ففعل ما أمره به‪ ،‬وكان‬
‫محمد بن عبد اهلل على الطريق الرضية والسير المرضية [‪/76‬ب]‪ ،‬وكان له‬
‫بداية لم تكن يف غيره من الصالحين ‪-‬نفع اهلل به وبالصالحين‪.-‬‬
‫ومما حكى سيدي الفقيه برهان الدين إبراهيم بن محمد الحكمي‬
‫‪-‬نفع اهلل به‪ -‬قال‪ :‬حججت سنة من السنين يف الدولة األشرفية‪ ،‬فلقيني يف‬
‫الحرم بمكة(‪ )2‬رجل عليه قميص من صوف‪ ،‬جميل الوجه‪ ،‬فقال لي‪ :‬أنت‬
‫من عمال هذا الملك اليماين؟ قلت له‪ :‬نعم‪ .‬قال لي‪ :‬أقطع الحج عن بيت اهلل‬
‫الحرام قطعه اهلل؟‪ .‬فقلت له‪ :‬أهل اليمن يحجون‪ .‬قال‪ :‬أركبهم أهوال البحر‪.‬‬
‫ثم أخذ يسألني عن القحمة‪ ،‬قلت له‪ :‬القحمة؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬كم بينك وبينها‪.‬‬
‫قلت له‪ :‬قليل‪ ،‬ربع يوم أو أقل‪ .‬ثم قلت له‪ :‬أين بلدك؟ قال شرقي سمرقند‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فما سؤالك عن القحمة؟ وهي بعيدة عن بلدك‪ ،‬ولم تذكر غيرها‪ .‬قال‪:‬‬
‫يا فقيه معنا يف كتاب نجد فيه تسمية األماكن التي فيها المطالب السليمانية(‪،)3‬‬
‫من جملتها القحمة مسماة عندنا‪ ،‬وهي قرية يف حصبا‪ ،‬شرقيها جبل صغير‬
‫بالقرب‪ ،‬وقبلي ذلك الجبل مما يأخذ على أسفله سدر ملتف‪ ،‬وإن بالقرب من‬
‫الجبل مطلب سليماين‪ ،‬لو اجتمع عليه األولون واآلخرون ما أخذوا نصفه‪.‬‬

‫((( ِد ْهن قبيلة من عك يف هتامة‪ ،‬ويبدو أن الجبل ينسب إليهم‪ .‬انظر‪ :‬الملك األشرف‪،‬‬
‫طرفة األصحاب‪ ،‬ص‪.63‬‬
‫((( بمكة ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫((( يبدو أهنا نسبة إلى النبي سليمان (عليه السالم)‪ ،‬على اعتبار أهنا مواقع يوجد فيها‬
‫كنوز دفنت من قديم الزمان‪ ،‬وما يورده المؤلف من قصص الجن وصراعها على‬
‫هذه الكنوز خير دليل على ذلك‪ ،‬وهي من شطحات المؤلف‪.‬‬
‫‪244‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫ثم ذكر لي‪ :‬هل يف القرية وحولها أهليلج(‪)1‬؟ حتى ذكر لي أنه يف دوائرها‪ .‬قلت‬
‫له‪ :‬كذلك‪ .‬قال‪ :‬إنا نجد يف كتبنا أن اليوم ظ ّلها فيه نفاعة عظيمة [‪/77‬أ]‪ .‬قلت‪:‬‬
‫وبالقرب من هذا الجبل كدحة(‪ ،)2‬يسموهنا أهل القحمة كدحة العافية‪ ،‬فيها‬
‫يقولون‪ :‬كنز‪ ،‬وهذا تأييد لهذا الكالم [واهلل أعلم](‪ ،)3‬وقد سمعت سيدي الشيخ‬
‫أحمد بن حسين الصويف ‪-‬نفع اهلل به‪ ،-‬يذكر أنه يف بدايته كان يتعبد بواقر‪ ،‬وبه‬
‫مسجد مشهور الفضل‪ ،‬وكانت القرية ال ساكن فيها‪ ،‬قال فسمعت ليلة تحت‬
‫عظيما‪ ،‬وكانت ليلة مقمرة‪ ،‬فدخل الشخص‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وقتال‬ ‫المسجد أصوا ًتا عظا ًما‪،‬‬
‫وقال‪ :‬السالم عليك‪ .‬فقلت‪ :‬وعليك السالم‪ .‬وسألته عن األصوات‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫ياسيدي مسلمي الجن وكفارهم يقتتلون على كنز سليماين‪ .‬فقلت له‪ :‬ألهم‬
‫سالح؟‪ .‬قال‪ :‬ال(‪ )4‬يرمون إال بشرر النار من أدبارهم‪ ،‬فمن أصيب يف عينه مات‬
‫عظيما يتوقد‬
‫ً‬ ‫كنزا‬
‫الساعة‪ .‬ثم أزال صخرة عظيمة يف جنب المسجد‪ ،‬فأبصرت ً‬
‫(‪)5‬‬
‫رحى ذه ًبا‪ ،‬فرددهتا عليه‪ ،‬فأرجعها مكاهنا‪ ،‬ورأيت جملون‬ ‫ذه ًبا‪ ،‬ثم أعطاين منه َ‬

‫((( اإلهليلج أو الهلج‪ :‬جنس أشجار تنبت يف الهند والصين وغيرهما‪ ،‬وأنواعها كثيرة‪،‬‬
‫الصنوبر الكبار‪ .‬أحمد مختار عبد الحميد‪ ،‬معجم اللغة العربية‬
‫حب َّ‬‫ثمرها على هيئة ّ‬
‫المعاصرة‪.136 /1 ،‬‬
‫((( اختلفت التفاسير يف كتب ومعاجم اللغة حول المقصود بالكدح أو الكتح‪ ،‬وعلى‬
‫ما يبدو أن المقصود هبا هو األرض التي أكل ما عليها‪ .‬انظر‪ :‬ابن سيده‪ ،‬المحكم‬
‫والمحيط األعظم‪.37 /3 ،‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) (بل)‪.‬‬
‫مستديرا فهو قبة‪ ،‬وهو من اصطالح‬‫ً‬ ‫((( الجملون‪ :‬سقف محدب مستطيل‪ ،‬فإن كان‬
‫ِ‬
‫أيضا‪ُ .‬دوزي‪ ،‬رينهارت بيرت آن‪ ،‬تكملة‬ ‫العامة‪ ،‬ويطلقونه على بيت من الخشب ً‬
‫محمد َسليم الن َعيمي‪ ،‬ط‪ ،1‬وزارة‬ ‫َّ‬ ‫المعاجم العربية‪ ،‬نقله إلى العربية وعلق عليه‪:‬‬
‫الثقافة واإلعالم‪ ،‬بغداد‪ ،‬من ‪2000 -1979‬م‪.290 /2 ،‬‬
‫‪245‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫ذهب‪ .‬ويقال إن بالهيطف(‪ )1‬كنز ذهب‪ ،‬رواية تروى عن الفقيه عمر بن عثمان‬
‫الحكمي ‪-‬نفع اهلل به‪ ،-‬وقد ذكرت ذلك يف كتابي هذا‪ ،‬ومما يروى أن بالكدراء‬
‫بجانب المسجد الجامع منها مطلب سليماين‪.‬‬
‫ونعود إلى ذكر الصالحين؛ كان بالمهجم أمير أيام سيدي الفقيه الصالح‬
‫العالم المشهور أبي الذبيح إسماعيل بن محمد الحضرمي(‪- )2‬نفع اهلل‬
‫به‪ ‬وبالصالحين‪/77[ -‬ب] وحضر معه وليمة‪ ،‬فطلب عليها الفقيه إسماعيل‬
‫ابن محمد الحضرمي ‪ -‬نفع اهلل به‪ ،-‬والشيخ أبو الغيث بن جميل‬
‫‪-‬نفع اهلل به‪ ،-‬فحضر الفقيه [إسماعيل](‪ )3‬بن محمد قبله فدخل السماط(‪،)4‬‬
‫فرآه د ًما غبي ًطا‪ ،‬فقال ألصحابه‪ :‬ال تقربوا حتى يأيت الشيخ أبو الغيث بن‬
‫جميل‪ .‬فلما جاء الشيخ أبو الغيث [بن جميل](‪ )5‬أخذ سواكه وشجه على‬
‫السماط من أوله إلى آخره‪ ،‬فزال ذلك الدم‪ ،‬فأكل الجميع‪ ،‬وكان بعض‬
‫ذرية الفقيه إسماعيل بن محمد الحضرمي يدخل بيت عطا‪ ،‬وال يزور الشيخ‬
‫أبو‪ ‬الغيث‪ ،‬فرأى الشيخ أبو الغيث يقول له يف النوم‪ :‬يافالن‪ ،‬تدخل يف بيت‬
‫عطاء وال تزورين‪ .‬فقال‪ :‬لم أعلم قربك‪ .‬فقال الشيخ‪ :‬إين لم أرض بذلك مرتين‬
‫‪-‬نفع اهلل به وبالصالحين‪ ،-‬وحكى الفقيه أحمد بن موسى عجبل ‪-‬نفع اهلل‪ ‬به‪،-‬‬
‫((( ا ُلهيطف‪ :‬حصن بجبل واقرة‪ .‬الحموي‪ ،‬معجم البلدان‪.408 /5 ،‬‬
‫((( هو اإلمام العالمة الفقيه إسماعيل بن محمد الحضرمي الحميري اليزين‪ ،‬من علماء‬
‫الشافعية يف اليمن‪ ،‬عرف بعلمه وصالحه وسعيه يف مساعدة الناس وخدمتهم‪ ،‬تويف‬
‫يف قرية الضحى سنة ‪676‬هـ‪1277 /‬م‪ .‬انظر عنه‪ :‬الخزرجي‪ ،‬العقد الفاخر الحس‪،‬‬
‫‪.550 - 541 /1‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( السماط‪ :‬ما يمد ليوضع عليه الطعام يف المآدب ونحوها‪ .‬الزبيدي‪ ،‬تاج العروس‪،‬‬
‫‪.386 /19‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪246‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫قال‪ :‬بلغني أن الفقيه برهان الدين إبراهيم بن زكريا‪ ،‬وكان من الصالحين الكبار‬
‫والعلماء المشهورين‪ ،‬أنه رأى النبي ﷺ [يف المنام](‪ ،)1‬وقد سأل عن مسألة‪،‬‬
‫فاستدعى بالثاين من المهذب‪[ ،‬وفتحه ووضعه بين يديه‪ ،‬فأخذ ورقة ووضعها‬
‫على ركبته‪ ،‬وكان يستملي الجواب من المهذب](‪ )2‬وينقله يف الورقة‪ ‬ﷺ‪.‬‬
‫أيضا الفقيه األجل أحمد بن موسى عجيل‪ :‬حكى لي الفقيه األجل‬ ‫وقال ً‬
‫عبد‪ ‬اهلل بن جعمان‪ ،‬قال‪ :‬كنت وأنا ووالدك الفقيه موسى[‪/ 78‬أ] وعلي‬
‫بن‪ ‬قاسم ‪-‬رحمهم اهلل تعالى‪ ،-‬فقرأ على الفقيه إبراهيم بن زكريا‪ ،‬وكان كل‬
‫منا يأيت بنفقته‪ ،‬ونفدت نفقة الفقيه علي بن قاسم‪ ،‬فسأل مني أنا والفقيه موسى‬
‫أن نتقدم صحبته إلى الشيخ محمد بن عبد اهلل المنسكي(‪ ،)3‬وكان من مشايخ‬
‫الصوفية(‪ ،)4‬وكان مشهور بالصالح وبالبداية الجيدة لنزوره ونسأل منه أن‬
‫يتكلم لبعض التجار الذين هم بالخرقاء(‪ )5‬يف نفقة الفقيه علي بن قاسم‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فوردنا عليه وسلمنا عليه‪ ،‬وسألناه ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬أخربكم أنه وقعت علينا أزمة‬
‫شديدة يف وقت‪ ،‬إلى أن كادوا األوالد يهلكون من الجوع‪ ،‬فذهبنا إلى تاجر‬
‫فسألناه شي ًئا‪ ،‬وامتنع‪ ،‬فسألنا منه قرضة دراهم؛ لنسد فاقة ذلك اليوم‪ ،‬فامتنع‪،‬‬
‫فذكرت حدي ًثا عن رسول اهلل ﷺ أنه قال‪« :‬ما بين طلوع الفجر إلى طلوع‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( هو الشيخ الصالح أبو عبد اهلل محمد بن عبد اهلل الصويف الدهني من عك‪ ،‬سكن بقرية‬
‫جهة المنسكية فعرف بالمنسكي‪ .‬انظر‪ :‬طبقات الخواص‪ ،‬ص‪ .294 293‬ومنسك‪:‬‬
‫بطن من قبيلة عك‪ ،‬من أعمال المهجم وعمران‪ .‬الملك األشرف‪ ،‬طرفة األصحاب‪،‬‬
‫ص‪ .83‬مع أن المؤلف يرد بعد قليل أنه دهني من الدهنيين‪.‬‬
‫((( الفقرة األخيرة ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫((( الخرقاء‪ :‬مدينة هتامية سكاهنا بطون من قبيلة عك‪ ،‬مثل‪ :‬ناج ومنسك‪ .‬الملك‬
‫األشرف‪ ،‬طرفة األصحاب‪ ،‬ص‪.83‬‬
‫‪247‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫الشمس ساعة تشبه ساعات الجنة‪ ،‬ال يرد فيها الدعاء»‪ .‬ويف رواية‪« :‬الدعاء فيها‬
‫مسموع والعمل فيها مقبول والرزق فيها مبسوط»(‪ .)1‬فقلت ألوالدي‪ :‬أقبلوا‬
‫بنا على الدعاء يف هذه الساعة‪ ،‬عسى أن يكشف اهلل عنا هذه الحالة‪ .‬فدعونا‬
‫سبعة أيام‪ ،‬ففي اليوم السابع [‪/78‬ب] ذهبت ألغتسل يف جنب حائط قد بنيناه‬
‫قري ًبا‪ ،‬وإذا سقف الحائط(‪ )2‬قد اهتدم عن مثاقيل كثيرة‪ ،‬قال الشيخ فلففت‬
‫وجهي وقلت‪ :‬يارب [ال أسالك](‪ ،)3‬ال أريد هذا‪ ،‬أريد سد فاقة [الجوع](‪.)4‬‬
‫فكشفت وجهي وقد زالت المثاقيل‪ ،‬ووصل إلينا التاجر يحمل ألف درهم(‪،)5‬‬
‫فقلنا له‪ :‬باألمس طلبنا منك قرضة درهم واحد فامتنعت‪ ،‬واليوم تحمل إلينا‬
‫ألف درهم ما السبب؟! قال‪ :‬رأيت النبي ﷺ يف المنام‪ ،‬يقول‪ :‬أقرض الشيخ‬
‫محمد ألف‪ ‬درهم‪ ،‬والضمين أنا يف تيسير قضائها‪ ،‬وإال فأنتم الربيئون منها‪.‬‬
‫يسيرا‪ ،‬ورددنا بقيتها‪ ،‬وكنا إذا انقطعنا‪ ،‬أخذنا منها‬‫ً‬ ‫قال‪ :‬فأخذنا منها شي ًئا‬
‫قدر‪ ‬حاجتنا‪.‬‬
‫((( نص الحديث كما جاء عن السيدة فاطمة بنت الرسول ﷺ أهنا قالت‪« :‬مر بي‬
‫رسول‪ ‬اهلل ﷺ وأنا مضطجعة متصبحة‪ ،‬فحركني برجله‪ ،‬ثم قال‪« :‬يا بنية قومي‬
‫اشهدي رزق ربك‪ ،‬وال تكوين من الغافلين‪ ،‬فإن اهلل يقسم أرزاق الناس ما بين طلوع‬
‫الفجر إلى طلوع الشمس»‪ .‬ويقول البيهقي أن إسناده ضعيف‪ .‬انظر‪ :‬أبو بكر أحمد‬
‫الخ ْس َر ْو ِجردي الخراساين (ت‪458 :‬هـ‪1065 /‬م)‪،‬‬‫بن الحسين بن علي بن موسى ُ‬
‫شعب اإليمان‪ ،‬حققه وراجع نصوصه وخرج أحاديثه‪ :‬الدكتور عبد العلي عبد‬
‫الحميد حامد‪ ،‬أشرف على تحقيقه وتخريج أحاديثه‪ :‬مختار أحمد الندوي‪ ،‬مكتبة‬
‫الرشد للنشر والتوزيع بالرياض بالتعاون مع الدار السلفية‪ ،‬بومباي‪1423 ،‬هـ‪/‬‬
‫‪2003‬م‪.404/6 ،‬‬
‫((( الفقرة السابقة ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) كف دراهم‪.‬‬
‫‪248‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫قال الفقيه أحمد بن موسى‪ :‬فكنت منذ سمعت هذه الحكاية أفتش لها‬
‫الحديث‪ ،‬حتى وجدهتا يف الثمانين األخيرة‪ ،‬كله لفظ الفقيه أحمد بن موسى عجيل‬
‫‪-‬نفع اهلل به‪ -‬وصل اهلل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫قلت‪ ،‬وقول عبد اهلل بن جعمان يف الشيخ محمد بن عبد اهلل المنسكي‬
‫هو دهني من الدهنيين(‪[ ،)1‬من](‪ )2‬أوالد دهنه [‪/79‬أ] بن غافق بن الشاهد‬
‫ابن عك بن عدنان‪ ،‬وقد ذكرنا حكايته يف كتابنا هذا‪.‬‬
‫قيل إن مبتدأ الشيخ األجل الصالح سليمان بن أحمد بن يوسف الحفار‬
‫(‪)3‬‬

‫جد بني الهجاري‪ ،‬كان الشيخ أبو الغيث بن جميل ‪-‬نفع اهلل به‪ -‬يسمر هو‬
‫وفقراؤه ومريديه‪ ،‬فينظر بنور قلبه نور العلم‪ ،‬فقال لمريديه‪ :‬ترون ما أرى‪.‬‬
‫فقالوا‪ :‬ال‪ .‬ثم رأوا بعد ذلك ما رأى‪ ،‬فقال‪ :‬من يروح يباشر هذا النور‪ .‬فقال‬
‫الشيخ الذهيب‪ :‬أنا‪ .‬فركب على دابته وسرا‪ ،‬فوصل إلى مسجد الجر‪ ،‬فدخل‬
‫المسجد‪ ،‬فإذا الشيخ سليمان نائم والنور يخرج من فمه‪ ،‬فأنبهه‪ ،‬وتسالما‬
‫جمي ًعا‪ ،‬وقص عليه الخرب‪ ،‬ثم تقدم الذهيب إلى الشيخ‬ ‫وصليا الفجر‬
‫(‪)4‬‬

‫أبو‪ ‬الغيث بن جميل ‪-‬نفع اهلل به‪ ،-‬فقال له‪ :‬ياسيدي هذا رجل من أصحابنا‬
‫حراث يفعل الخير‪ ،‬واسمه سليمان بن أحمد بن يوسف الحفار‪ .‬فقال الشيخ‬

‫((( من الدهنيين ساقطة من (ب)‪.‬‬


‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( بنو الجفار أو الحفار كما ورد لدى المعلم وطيوط ‪-‬أو قد يكون من عمل الناسخ‪-‬‬
‫أسرة نسبهم يف الزعليين من بني ساعدة‪ ،‬قدم جدهم من وادي زبيد إلى قرية تعرف‬
‫بالمناورة من هتامة وسكنها‪ ،‬ولهم فيها ذرية صالحة منهم الشيخ الصالح سليمان‬
‫ابن أحمد بن يوسف الحفار الهجاري‪ .‬انظر‪ :‬األهدل‪ ،‬تحفة الزمن‪.217 /2 ،‬‬
‫((( الفجر ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫‪249‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫شيخا على نيابتي‪ ،‬فوصل‬‫أبو الغيث بن جميل ‪-‬نفع اهلل به‪ :)1(-‬تقدم‪ .‬وأنصبه ً‬
‫الذهيب ونصبه ً‬
‫شيخا‪ ،‬وأقبل عليهما أهل البلد تربكًا‪ ،‬ثم قصد الشيخ منصور‬
‫بن حربة‪ ،‬والشيخ إبراهيم األعمى فنصبهما الذهيب‪ ،‬ثم تقدم الجميع لزيارة‬
‫الشيخ] ‪/79‬ب [أبو الغيث بن جميل ‪-‬نفع اهلل به‪ ،-‬فقال الشيخ أبو الغيث‪:‬‬
‫جر الوعرة‪ .‬فقال الشيخ‪ :‬اسمها المناورة‪.‬‬ ‫ياسليمان‪ ،‬ما اسم قريتك؟ قال َّ‬
‫فثبتت المناورة(‪ ،)2‬فسألهم الشيخ عن حالهم واحدً ا بعد واحد‪ ،‬فبدأ بالشيخ‬
‫إبراهيم األعمى سأله عن حاله‪ ،‬فقال‪ :‬جرابي مآلن ال يفرغ‪ .‬وسأل الشيخ‬
‫منصور عن حاله‪ ،‬فقال‪ :‬ال يغرين من وهب الدنيا خطوة‪ ،‬وال البحر جرعة‪ ،‬بل‬
‫الشيخ الذهيب مطعمه من شقاء ثيرته وحرثه‪ .‬ثم التفت إلى الشيخ سليمان‪،‬‬
‫فقال له‪ :‬كيف حالك؟ وكيف المناورة؟ فإن المناورة اليوم طلعت أنوارها‪،‬‬
‫وعلت يف اآلفاق أطوارها‪ ،‬وعزت بعز اهلل أوطاهنا ودارها‪ ،‬وأمتع اهلل جارها‪،‬‬
‫ومن زارها أمن بإذن اهلل تعالى من لهيب جهنم ونارها‪.‬‬
‫وقلت‪ :‬ومما سمعته من الفقيه الصالح أبي بكر بن محمد المحجوب‬
‫ابن أبي بكر ابن محمد بن أبي حربة ‪ -‬نفع اهلل هبم ‪ ،-‬قال‪ :‬كان األمير ابن شكيل‬
‫(‪)4‬‬
‫أميرا على المحالب‪ ،‬فأضر بأهل واسط(‪ ،)3‬وحرق البالد‪ ،‬بعد ثم [جرى]‬ ‫ً‬
‫بينه وبين الصميين فتنة عظيمة‪ ،‬وكانت الصميون أخوال أبي‪ ،‬قال‪ :‬فشهد علي‬
‫أناديهم وشكيتهم على والدي من ابن [‪/80‬أ ] شكيل‪ ،‬فأخذت ورقة وكتبت‬
‫ً‬
‫منقول عن لسان السلطان الملك الناصر‪ :‬الشاكر هلل [تعالى](‪ )5‬على نعمائه‬ ‫هبا‬

‫((( الفقرة السابقة ساقطة من (ب)‪.‬‬


‫((( العبارة األخيرة ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫((( واسط‪ :‬قرية بسواحل زبيد قرب العنربة‪ .‬ياقوت الحموي‪ ،‬معجم البلدان‪.353/5 ،‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪250‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫أحمده يا عبد الرحمن العلوي(‪ ،)1‬حاسب ابن شكيل على أموالنا وخذها منه‪،‬‬
‫فإن أطاع وإال فأوجعه ضر ًبا‪ .‬وكان عبد الرحمن العلوي إليه الشد الكبير(‪،)2‬‬
‫فنزل يف أثر ذلك قري ًبا‪ ،‬فطلب ابن شكيل فلقيه بالكدراء‪ ،‬فطلبه بالمال فتغلب‪،‬‬
‫فضربه حتى هلك ومات‪ ،‬وكانت الورقة التي كتبتها يف وسادة سرير والدي‪،‬‬
‫فجاءت امرأة فطلبت من والدي شيء فأخذ الورقة من الوسادة؛ ليكتب لها‬
‫فيها‪ ،‬فنظر يف الورقة فعرف كتابي وما قلت فيه‪ ،‬فطلبني وهرج علي‪ ،‬ثم قدم‬
‫علينا ابن العلوي‪ ،‬فاجتمع هو ووالدي‪ ،‬وسأله والدي عن ابن شكيل وضربه‪،‬‬
‫فأخرج كتا ًبا فيه ابتداء‪ :‬من السلطان واهلل مثلما قلت ما زاد وال نقص ‪-‬نفع‪ ‬اهلل‬
‫بالصالحين يف الدنيا واآلخرة‪ ،-‬قيل‪ :‬كان عند موت الفقيه الصالح محمد‬
‫تلميذا له يبكي ويقول‪ :‬ياسيدي كيف يكون‬‫ً‬ ‫ابن الحسين البجلي ‪-‬نفع اهلل به‪-‬‬
‫شعرا‪:‬‬
‫حالنا بعدكم يف الدنيا ويوم القيامة‪ .‬فتمثل الفقيه يقول ً‬
‫(‪)4()3‬‬

‫(‪)5‬‬
‫* ال ينظر اآلدب منا ينتقر‬ ‫(‪)4‬‬
‫نحن يف األزمة ندعو للعال‬
‫[‪/80‬ب]‬

‫((( هو الوجيه عبد الرحمن بن محمد بن عمر بن علي العلوي‪ ،‬تولى منصب مشد‬
‫المشدين يف دولة السلطان األشرف بن األفضل‪ ،‬وتويف يف أول دولة السلطان الناصر‬
‫سنة ‪806‬هـ‪1403 /‬م‪ .‬األهدل‪ ،‬تحفة الزمن‪.412 /1 ،‬‬
‫((( كتبت يف (ب) السعيد الكثير‪ .‬والشدود هي الدواوين‪ ،‬والديوان الكبير هو ديوان‬
‫الخراج أو ديوان السعيد‪ .‬انظر‪ُ :‬هديل‪ ،‬الحياة االجتماعية‪ ،‬ص‪.125 - 124‬‬
‫((( يف (أ) الجعال‪ ،‬والتصحيح من (ب)‪.‬‬
‫اآلد َب فِينَا َينْت َِق ْر‬
‫َاة َندْ عو ا ْلج َف َلى‪َ ...‬ال تَرى ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫((( أخذه من قول طرفة‪ :‬نَحن فِي الم ْشت ِ‬
‫َ‬ ‫ْ ُ‬
‫ِ‬
‫بن ُق َت ْي َب َة الدِّ ْين ََور ُّي‪ :‬أدب الكاتب‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد‬ ‫ ينظر‪َ :‬أ ُبو ُم َح َّم ٍد َع ْبدُ اهللِ ب ُن ُم ْسل ِم ِ‬
‫ِ‬
‫محيى الدين عبدالحميد‪ ،‬المكتبة التجارية‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪ ،1963 ،4:‬ص‪.136‬‬
‫‪251‬‬
‫تاريخ وطيوط‬
‫ِ‬
‫اآلد ُب‪ :‬صاحب المأدبة‪ ،‬وهي المائدة‪ ،‬واالنتقار دعاء الضيف إلى الضيافة‬
‫أناسا دون أناس‪ ،‬وللعال جملة الناس‪ ،‬ومما تمثل به ابن مهنا الشريف‬ ‫ً‬
‫‪-‬نفع اهلل به‪ ،-‬وكان من الكرماء األماجد‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫ُ‬
‫نـــازل‬ ‫ملم‬
‫ٌّ‬ ‫يف جنحه ضيـــفٌ‬ ‫ال مرح ًبا بالليل إن لــم يأتنا‬
‫ُ (‪)1‬‬
‫إن كان فيه الضيفُ عنا راحل‬ ‫والصبح ال أه ـ ًـا بــه مــن قــادم‬
‫ومما روى لي بعض الثقات أن الملك المظفر رحمه اهلل تعالى لقي يف ورقة‬
‫كتاب‪[« :‬ليت](‪ )2‬من كان هنا‪ ،‬كان هنا»‪ .‬فقال‪ :‬ال يخلو هذا من أبيات قبله‪،‬‬
‫فجعل يسأل عن من له معرفة بأشعار العرب‪ ،‬فقيل له‪ :‬إن فالنًا أعرف أهل‬
‫العصر بأشعار العرب(‪ .)3‬فطلبه‪ ،‬فلما مثل بين يديه قال له‪ :‬وجدت كذا وكذا‪.‬‬
‫[شعرا](‪:)5‬‬
‫ً‬ ‫قال له‪ :‬نعم هذا لفالن [بن فالن](‪ )4‬من الجاهلية‬
‫وبــذي الشطين مــن وادي منا‬ ‫أنـــتـــم ج ــي ــران ــن ــا بــالــمــنــحــنــا‬
‫فبكم ن ُْحمى وت ُْحمـــون بنا‬ ‫مــطــر الــــــوادي فــقــدنــا جــيــرة‬

‫((( يورد ابن البيطار هذه األبيات بقوله‪:‬‬


‫مـــلـــم نـــازل‬
‫ٌ‬ ‫يف طــيــه ضــيــف‬ ‫ال مــرحـ ًبــا بالليل إن لــم يأتني *‬
‫أهـــا به * إن كــان عندي فيه ضيف راحل‬
‫ً‬ ‫والــصــبــح إن واىف فــا‬
‫ينظر‪ :‬عبد الرزاق بن حسن بن إبراهيم (ت‪1335 :‬هـ‪1916 /‬م)‪ ،‬حلية البشر يف‬ ‫ ‬
‫تاريخ القرن الثالث عشر‪ ،‬طبع بتحقيق‪ :‬محمد هبجة البيطار يف المجتمع العلمي‬
‫العربي‪ ،‬دمشق‪1382 ،‬هـ‪1962 /‬م‪ ،‬ص‪.539‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( العبارة األخيرة ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪252‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫دونـــــه تــنــصــب أعـــــواد الــقــنــا‬ ‫ولقد جزت على الخدر الذي‬


‫ِ‬
‫وب ــل ــي ــاه ــم ُأق َّ‬
‫ــــــــر األعــيــنــا‬ ‫ثم جزت [بــي](‪ )1‬على ليالهم‬
‫وأنال السؤال منها والمنا [‪/ 18‬أ]‬ ‫وقــرعــت الــبــاب كــي أوقفها‬
‫قــالــت الــطــارق مــن قــلــت أنــا‬ ‫فـــبـــدت ك ــال ــب ــدر يف طلعته‬
‫(‪)2‬‬
‫ليت مــن كــان هنا كــان هنا‬ ‫قــبــلــت كــفــي ف ــن ــاداه ــا فمي‬
‫‪12‬‬

‫جزى اهلل أهل الخير وكثرهم‪.‬‬


‫قيل‪ :‬قدم الملك المظفر على الفقيه الصالح أحمد بن موسى عجيل‬
‫خبزا ولبنًا‪،‬‬
‫زائرا له‪ ،‬فأوطأه هو وخواصه يف المسجد‪ ،‬وأضافهم ً‬
‫‪-‬نفع اهلل به‪ً -‬‬
‫فقال له بعض خواصه أو وزيره‪ :‬يا موالنا إن الفقيه جهل حرمة الملك‪ ،‬حيث‬
‫لم يوطئه إال يف المسجد‪ ،‬وال قرب له إال عيش ضعوف الناس‪ .‬فكأن الفقيه‬
‫تنور عليهم‪ ،‬فجاء عقيب فراغهم من الطعام‪ ،‬وقال‪ :‬يا يوسف بن عمر‪ .‬قال له‪:‬‬
‫قرى‬ ‫يرض بالمسجد ً‬
‫منزل‪ ،‬واللبن ً‬ ‫لبيك‪ .‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ﷺ‪« :‬من لم َ‬
‫فليس منا»(‪ .)3‬فدخل الملك يف االستغفار‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬إن المعازبة يف دولة الملك المظفر أضروا برماع وبوادي زبيد هن ًبا(‪،)4‬‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( حاولت أبحث عن الشاعر الجاهلي إال أين لم أحصل على أي معلومات عنه‪.‬‬
‫((( لم نجد يف كتب الحديث والسنن وغيرها ما يؤكد صحة الحديث المنسوب إلى النبي‪ ‬ﷺ‪.‬‬
‫((( كانت قبائل المعازبة بكافة فروعها من أكثر القبائل التي عانت منها منطقة هتامة‬
‫وسكاهنا‪ ،‬كما كانت أداة إزعاج بالنسبة للدولة الرسولية وسالطينها وأمرائها‪ .‬للمزيد‬
‫عن هذه القبائل انظر‪ُ :‬هديل‪ ،‬طه حسين عوض‪ ،‬التمردات القبلية يف عصر الدولة‬
‫الرسولية وأثرها يف الحياة العامة يف اليمن (‪858 – 626‬هـ)‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الوفاق‪ ،‬عدن‪،‬‬
‫‪1433‬هـ‪2012 /‬م‪ ،‬ص‪.225 - 193‬‬
‫‪253‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫والملك المظفر بتعز‪ ،‬فتقدمت رعية وادي زبيد ورعية وادي رماع إلى تعز‪،‬‬
‫وشكوا إلى قاضي القضاة بالملك المظفر‪ ،‬فطلب القاضي الملك المظفر‪،‬‬
‫فلما جاء‪ ،‬قال له القاضي‪ :‬هؤالء الرعية جاؤوا مشتكين بك‪ .‬ثم إن الرعية قاموا‬
‫وقالوا للقاضي‪ :‬انصفنا من الملك [‪/81‬ب]‪ .‬قال القاضي‪ :‬ما تشتكون منه؟‬
‫قالوا‪ :‬إنه جبانًا وما حمانا‪ .‬فقال القاضي للملك‪ :‬ما تقول فيما ذكره الرعية؟‬
‫شهرا‪ .‬فأمهلوه‪ ،‬وكانت له صنعاء وما قارهبا كنجران‬
‫(‪)1‬‬
‫قال‪ :‬أشتهي المهلة ً‬
‫وصعدة(‪ ،)2‬فصاح‪ :‬من أراد الجامكية فليتقدم إلى تعز‪ ،‬فما كان عشرين يو ًما إال‬
‫وخيله أربع عشرة أل ًفا‪ ،‬ورجله كذلك‪ ،‬ثم إنه أعطاهم الجامكية واألنعام‪ ،‬ونزل‬
‫هبم إلى حائط المنصورة‪ ،‬وهو الحائط الذي قبلي القرتب(‪ ،)3‬وأعطاهم أنعا ًما‪،‬‬
‫فاجتمع أكابر العسكر‪ ،‬وقالوا‪ :‬يا موالنا ما المراد؟ قال‪ :‬المعازبة‪ .‬فاقتسم‬
‫العسكر الخيل والرجل نصفين‪ :‬نصف الخيل والرجل أغاروا للمدبي‬
‫(‪)4‬‬

‫والصفارية(‪ ،)5‬ونصفهم قامرة(‪ ،)6‬فكان من هرب من المدبي إلى ناحية قامرة‪،‬‬

‫((( نجران‪ :‬منطقة شمال بالد صعدة‪ ،‬حتى إنه يقال للباب الشمالي لها باب نجران‪.‬‬
‫إسماعيل األكوع‪ ،‬البلدان اليمانية‪ ،‬ص‪ .280‬وتدخل نجران اليوم يف حدود المملكة‬
‫العربية السعودية‪.‬‬
‫((( صعدة‪ :‬مدينة مشهورة شمالي صنعاء‪ .‬انظر‪ :‬الحجري‪ ،‬مجموع بلدان اليمن‪ ،‬مج‪،2‬‬
‫ج‪ ،3‬ص‪.480 - 467‬‬
‫((( ال ُقر ُتب‪ :‬قرية يف الضاحية الجنوبية لمدينة زبيد‪ ،‬وقد سمي أحد أبواب زبيد هبا‪.‬‬
‫المقحفي‪ ،‬معجم البلدان‪.1261 /2 ،‬‬
‫((( المدبي‪ :‬نخل قبائل المعازبة‪ .‬الخزرجي‪ ،‬العقود اللؤلؤية‪.69 /2 ،‬‬
‫((( الصفارية‪ :‬قلعة على مقربة من ساحل مدينة (الجاح) الواقعة يف غربي الحسينية‪ ،‬من‬
‫بلدان مديرية بيت الفقيه‪ .‬المقحفي‪ ،‬معجم البلدان‪.911 /1 ،‬‬
‫((( قامرة‪ :‬لم نجد لها ترجمة‪ ،‬ويبدو أهنا من قرى هتامة المحيطة بزبيد‪.‬‬
‫‪254‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫وقع يف يدي العسكر‪ ،‬فوقع قتل عظيم يف المعازبة‪ ،‬وتقدم السلطان إلى فشال‬
‫فجمعت الرؤوس‪ ،‬فعدّ ت قري ًبا من ستمائة رأس‪ ،‬وبعث الملك المظفر يف‬
‫الخيل متقد ًما يف الميدان‪ ،‬وهذا ما رواه الثقات‪.‬‬
‫عظيما‪ ،‬وطالبه‬
‫ً‬ ‫تاجرا أسلف بعض ملوك اليمن بناحية جبلة ً‬
‫مال‬ ‫وقيل‪ :‬إن ً‬
‫التاجر بالمال فساخطه‪ ،‬ثم تقدم [‪/82‬أ] التاجر إلى قاض كان بذي أشرق‬
‫(‪)1‬‬

‫وشكى عليه من الملك‪ ،‬فكتب القاضي [إلى الملك](‪( :)2‬بسم اهلل الرحمن‬
‫الرحيم‪ :‬إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى اهلل ورسوله ليحكم بينهم أن‬
‫يقولوا سمعنا وأطعنا‪ ،‬فإن كان الملك ممن يسمع ويطيع فليتقدم إلى المحاكمة‬
‫للتاجر فالن بذي أشرق‪ ،‬والسالم) فوصل الملك فأمره أن يتقدم مع خصمه‬
‫التاجر‪ ،‬فادعى عليه المبلغ‪ ،‬فقال القاضي للملك‪ :‬ما تقول؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪:‬‬
‫فاحمل إليه الساعة ماله‪ .‬قال‪ :‬يعذرين حتى أصل البيت‪ .‬قال له القاضي‪:‬‬
‫[أرسل للمال وأنت قائم مكانك‪ .‬فأرسل للمبلغ وأعطاه ماكان له‪ ،‬فعند قبض‬
‫التاجر المال‪ ،‬قال له القاضي‪ )3(]:‬ألك على الملك غير هذا؟ قال‪ :‬ال‪ .‬فوثب‬
‫القاضي وعانق الملك وأجلسه معه بمجلسه‪.‬‬
‫ومما عنى به العبد الفقير إلى اهلل تعالى محمد بن [عمر](‪ )4‬النهاري‪ ،‬لطف‬
‫اهلل به يف الدارين‪ ،‬ما وجد بخط الفقيه العالمة محمد بن موسى بن أحمد‬

‫((( ذي أشرق‪ :‬قرية كبيرة بوادي نخالن على نصف مرحلة من الجند‪ ،‬و ُتعد من القرى‬
‫المباركة‪ ،‬لكثرة ما خرج منها من العلماء‪ .‬الجندي‪ ،‬السلوك‪.242 /1 ،‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪255‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫ابن موسى عجيل ‪ -‬نفع اهلل هبم‪ -‬أن ذؤال بن شنوة أوالده أربعة‪ :‬مالك‬
‫وصريف وكثير وزيد‪ ،‬فمالك جد المالكيين‪ ،‬وصريف جد الصريفيين‪،‬‬
‫فمنه عمر بن عدنان‪ ،‬والفقهاء الجعامنة‪ ،‬وبنو الذؤالي قضاة فشال‪ ،‬واألحنف‬
‫وذريته‪ ،‬والعجمي وذريته‪ ،‬والمشايخ بنو الهتار‪ ،‬وابن [‪/82‬ب] أبي‪ ‬الباطل‬
‫بعدن ‪-‬نفع اهلل به‪ ،-‬وبنو عطيف‪ ،‬وبنو سهالة‪ ،‬وكثير جد المجاملة‪،‬‬
‫والزقاربة(‪ ،)1‬وبنو حميد‪ ،‬وزيد ولده محمد الفارسي‪ ،‬وعبد اهلل الطحان‪ ،‬فعبد‬
‫اهلل جد المجاملة‪ ،‬وبني عياش(‪ ،)2‬ومحمد الفارسي أوالده كعب‪ ،‬ومغيث‪،‬‬
‫وعبيد‪ ،‬وعبادة‪ .‬فكعب جد الكعبيين ما خال بني الغنمي فإهنم من أوالد سملقة‬
‫بن جد بن غنيم‪ ،‬وخروج جدهم من األنفة والمكاينة‪ ،‬تزعم أنه من أوالد‬
‫مكن‪ ،‬ولم يكن صحيح‪ ،‬ومغيث جد المفالحة‪ ،‬والمخاشفة‪ ،‬والجرادية‪ ،‬وبني‬
‫الرايس‪ ،‬وعبادة جد الكواكرة‪ ،‬والمرامحة‪ ،‬والخرارة‪ ،‬والمعانسة‪ ،‬وعبيد ولده‬
‫معزب‪ ،‬فأوالد معزب أربعة‪ :‬نبيت‪ ،‬وعكير‪ ،‬وحامد‪ ،‬وحميد جد بني يعقوب‪،‬‬
‫وهم بني المشرق‪ ،‬وبني دبيق‪ ،‬وبنو الخارق‪ ،‬وبنو الدشيش‪[ ،‬وبنو الحديد‪،‬‬
‫والمعاجلة من بني الحديد‪ ،‬وبنو الدشيش](‪ )3‬هم بنو الشجيفي‪ ،‬وبنو القعود‪،‬‬
‫وبنو محمد‪ ،‬وبنو زهير‪ ،‬والمزاهرة وهم أهل بيت شجاف‪ ،‬والمداية من بيت‬
‫شجاف‪ ،‬وحامد أوالد حيسي‪ ،‬ومحمد أوالده الزرانيق‪ ،‬فمنهم بنو غانم أهل‬
‫الزيدية‪ ،‬وبنو عجيل‪ ،‬وبنو األكسع‪ ،‬وبنو جميل‪ ،‬وبنو يحيى‪ ،‬والمساحرة‪،‬‬

‫((( يف (ب) الحجابة والرقاقة‪.‬‬


‫((( ما بعد محمد الفارسي كتب يف هامش (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪256‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫وبنو حرمي‪ ،‬وبنو كوير(‪ ،)1‬وعجيل‪ ،‬وهو عمر بن محمد بن حامد [‪/83‬أ]‬
‫بن زرنوق بن وليد بن زكريا بن محمد بن حامد بن معزب بن عبيد بن محمد‬
‫الفارس بن زيد بن ذؤال بن شنوه‪ .‬هذا وجد بخط الفقيه محمد بن موسى‪.‬‬
‫العقيل ّيون أهل جراجر أشراف‪ ،‬وهم أموال عبيد السعادف‪ ،‬عبيد اللوا‪ ،‬وبنو‬
‫قاسم أهل المنصورية أشراف حسينين‪ ،‬ومنهم أناس يف المغارب بصعفان(‪،)2‬‬
‫مشايخ أهل رياسة متأثلة‪ ،‬ومكابرة تامة‪ ،‬وذكر عريض‪ ،‬وكرم مستفيض‪،‬‬
‫وأجدادهم كانوا فقهاء‪ ،‬أهل علم وعمل‪.‬‬
‫قلت‪ ،‬وأنا أعرف منهم الشيخ الفاضل الكامل الشاجع الكريم عفيف الدين‬
‫عبد اهلل بن راشد‪ ،‬وولده الشيخ الفصيح‪ ،‬ذو النسب الصريح أحمد بن عبد‬
‫اهلل‪ ،‬له المعرفة التامة واإلقدام يف الحرب‪ ،‬مثل إقدام والده‪ ،‬ولهم الهيبة يف‬
‫صدور األعادي‪ ،‬ولهم اإلكرام للوافدين الذي ما عليه مزيد‪ ،‬وكان الشيخ‬
‫عيسى الهتار ‪ -‬نفع اهلل به‪ -‬وقومه من سكنة سطيح‪.‬‬
‫ذكر الشيخ عيسى الهتار ‪ -‬نفع اهلل به‪ -‬من ذؤال‪ ،‬ثم انتقل منه إلى قرية‬
‫مهاجرا لقومه‪ ،‬وقدم معه أماثل قومه [‪/83‬ب] من الصريفيين وغيرهم‬
‫ً‬ ‫الرتيبة‬
‫من أهل المصفا وزهد يف بلده‪ ،‬وسكن الرتيبة وتديرها‪ ،‬وابتنى فيها مسكنًا‬
‫له ولمن معه ورباط(‪ ،)3‬وتأهل هبا‪ ،‬وكان ذلك كله بعد قريته‪ ،‬ولزم السياحة‬
‫المشهورة التي لم يعلم مثلها‪ ،‬وإقامته ببيت المقدس ‪ -‬نفع اهلل به‪.-‬‬

‫((( يف (ب) بنو كوثر‪.‬‬


‫((( َص ْع َفان‪ :‬جبل مشهور بالقرب من بالد مناخة بحراز يف غربي صنعاء‪ ،‬وهو جبل غني‬
‫بالزراعة‪ .‬المقحفي‪ ،‬معجم البلدان‪.910 /1 ،‬‬
‫((( الرباط‪ :‬وهو مكان تعبد وتعلم الصوفية‪ .‬إبراهيم مصطفى وآخرون‪ ،‬المعجم‬
‫الوسيط‪.323 ،86 /1 ،‬‬
‫‪257‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫وبنو الذؤالي من الجفالية‪ ،‬قرية شامي(‪ )1‬المدالهة‪ ،‬وبنو العواجي الذين هم‬
‫بلحج من بني عمر أهل الحجبة(‪ ،)2‬من ذرية مالك(‪ )3‬بن ذؤال‪ ،‬ويسموا بنو‬
‫العواجي؛ ألن جدهم تحكم على الشيخ محمد بن أبي بكر الحكمي ‪-‬نفع اهلل‬
‫به وبالصالحين‪ ،-‬كان مسكنه جبل ابن السميل بالالمية‪ ،‬ونسبوا إلى موضع‬
‫غربي بيت الفقيه اسمه األكيد‪ ،‬وبيت األكيد وبيت الحول إلى موضع يسمى‬
‫الحول غربي المدالهة‪ ،‬وبيت سجاف إلى موضع غربي بيت الفقيه يسمى‬
‫سجاف‪ ،‬ومجامشة إلى موضع يسمى مجيمش غربي المحفور‪ ،‬والمجاملة‬
‫إلى موضع اسمه جميل‪ ،‬غربي المحفور‪ ،‬والمضاربة إلى رجل اسمه ضريبة‪.‬‬
‫أناسا من ذرية غافق بن الشاهد بن‬
‫ومما ذكره ابن حازم المغربي أن ً‬
‫(‪)4‬‬

‫علقمة بن عك‪ ،‬دارهم معروفة باألندلس يف الجوف باسمهم شمال قرطبة‪،‬‬


‫منهم بنو أسلم ‪ -‬بضم الالم ‪ -‬بن [‪/84‬أ] القيافة(‪ )5‬بن غافق‪ .‬ومنهم أمير‬
‫األندلس عبد الرحمن بن عبد اهلل محيشر بن زيد بن جبلة بن ظهير بن العابد‬
‫ابن غافق بن الشاهد بن علقمة بن عك بن عدنان‪ ،‬وله عقب‪ ،‬تمر بابه الغافقين‬

‫((( يف (ب) بتهامي‪.‬‬


‫((( الحجبة‪ :‬وادي من مديرية الدريهمي‪ ،‬وأعمال محافظة الحديدة‪ ،‬وتنسب إلى فخذ‬
‫من قبائل المعازبة‪ .‬المقحفي‪ ،‬معجم البلدان‪.418 /1 ،‬‬
‫((( يف (ب) فاتك‪.‬‬
‫((( يبدو أن المؤلف يقصد ابن حزم‪ ،‬صاحب كتاب‪ :‬جمهرة أنساب العرب»‪ .‬وقد‬
‫وردت هذه المعلومة منه حرف ًيا‪ .‬للمزيد انظر‪ :‬أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن‬
‫حزم األندلسي القرطبي الظاهري (ت‪456 :‬هـ‪1063 /‬م)‪ ،‬جمهرة أنساب العرب‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬لجنة من العلماء‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪1403 ،‬هـ‪1983 /‬م‪،‬‬
‫ص‪.328‬‬
‫((( يف (ب) القينانة‪.‬‬
‫‪258‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫بقرب أشبيلية على النهر األكرب‪ .‬وهذا ذكر من ال عقب له من األشراف‪:‬‬


‫خالد‪ ‬بن الوليد‪ ،‬أبو جهل ابن هشام‪ ،‬حسان بن ثابت‪ ،‬معاذ بن جبل‪،‬‬
‫عدي بن‪ ‬حاتم الطائي‪ ،‬أبو ذر الغفاري‪ ،‬أبو عبيدة بن الجراح‪.‬‬
‫[قلت](‪ ،)1‬ويف جبل بالقرب من حماطة الجبل المحاذي [جبل](‪ )2‬لعسان‬
‫فقهاء يسكنون يف قرية من جبل يسمى الخال‪ ،‬وأصولهم الخال من سارع‪ ،‬فهم‬
‫ينسبون إلى سملقة‪.‬‬
‫[فصل](‪ )3‬والذي انتهى إلينا من معرفة نسبه من ذرية سملقة بن الحباب‪،‬‬
‫فهم من ولد تيم بن سملقة‪ ،‬فمن ذرية تيم بن سملقة‪ ،‬ناشر بن تيم بن سملقة‬
‫بن الحباب(‪ ،)4‬ولهم حصن يعرف [بحصن](‪ )5‬الشرف [وأصله بالنسوب‬
‫أيضا يعرف بسرق](‪ )6‬ناشر‪ ،‬وكانوا قبل ذلك‬ ‫إلى ناشر األكرب‪ ،‬ولهم حصن ً‬
‫يسكنون ببكيل أو سارع‪ ،‬وكان ناشر األصغر قد نزل يف جماعة من أهل بيته‬
‫طويل يف حازة مور المعروفة بحازة القائد [‪/84‬ب]‪،‬‬ ‫ً‬ ‫إلى هتامة‪ ،‬وأقام هبا زمنًا‬
‫وملك هبا أمالكًا كثيرة‪ ،‬وله هبا مآثر وأمالك تعرف هبم اآلن‪ ،‬ويقال إنه سكن‬
‫طويل‪ ،‬ويزعم من يقول ذلك‬ ‫ً‬ ‫من هتامة‪ ،‬بأسفل بلد المقاصرة من الزنيين زمانًا‬
‫وآبارا ومآثر‪ ،‬ويدعي كثير من المقاصرة وغيرهم أن بني ناشر‬ ‫ً‬ ‫أن لهم أمالكًا‬
‫منهم بذلك ما قدمناه‪ ،‬ثم انتقل عنها إلى أسفل مور‪ ،‬وابتنى هبا القرية المعروفة‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الفقرات األخيرة ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪259‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫المسماة بالناشرية‪ ،‬وأظن ذلك يف أول المائة الخامسة أو قبلها‪ ،‬وجرى إليها‬
‫رجل من صلحاء زمانه يسمى الشيخ مسعود من قريه تسمى زرعة‪ ،‬وكان‬
‫يغلب عليه النسك والعبادة‪ ،‬وكان أسود اللون‪ ،‬فمن قال إنه مولى‪ ،‬ومن قال‬
‫إنه زيلعي(‪ ،)1‬وله يف الناشرية ذرية يعرفون بالفقه‪ ،‬وينسبون إلى غافق‪ ،‬وال‬
‫يعرف ذلك من غيرهم‪ ،‬ولم تزل الناشرية دار علم وديانة مذ يومه إلى أن خرج‬
‫عنها من خرج من الفقهاء الناشريين الذين يأيت ذكرهم‪ ،‬إن شاء اهلل تعالى‪ ،‬وقد‬
‫(‪)2‬‬
‫كان لهذا الرجل أعني ناشر وذريته سؤدد وشرف وذكر معرفته [أهل زمانه]‬
‫وناحيته‪ ،‬وكان غيرهم من أهل وقته وفضالء زمانه يعرفون ذلك له ويكرمون‪،‬‬
‫وله حكايات [‪/85‬أ] وأخبار يطول ذكرها‪.‬‬
‫فصل‪ ،‬وقد شارك ناشر يف التسمية هبذا االسم‪ ،‬جمع من أعيان الناس‬
‫هو أشهرهم به‪ ،‬فكثير ما تلتبس أنساهبم‪ ،‬منهم ناشر [بن عريد](‪ )3‬بن عمر‬
‫بن فهد ابن راشد بن جوالن‪ ،‬ومنهم قوم يعرفون(‪ )4‬ببني ناشر بالحرسة قري ًبا‬
‫من الشريج‪ ،‬بناحية المهجم من السفل(‪ ،)5‬وهم من ذرية الفقيه األجل الجليل‬
‫فاضل من الحربيين‪ ،‬وحرب بن سعد‬ ‫ً‬ ‫فقيها ناس ًكا‬
‫الحيل‪ .‬وكان الحيل ً‬
‫بن راشد بن بوالن‪ ،‬وسنذكر له قضية مع اإلمام أبي حامد الغزالي ‪-‬رضى‬
‫اهلل عنه‪ -‬عند ذكرنا قومه حرب بن سعد‪ ،‬ومنهم ناشر بن حامد بن معزب‬

‫((( زيلع‪ :‬مدينة ساحلية جنوب حيبويت بنحو (‪40‬كم) تقري ًبا‪ ،‬وكانت تعد من جزائر‬
‫اليمن‪ .‬انظر‪ :‬إسماعيل األكوع‪ ،‬البلدان اليمانية‪ ،‬ص‪.142 – 141‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) يعودون‪.‬‬
‫((( يف (ب) بالحربية بناحية من الشرج‪ ،‬قري ًبا من المهجم من السفلي‪.‬‬
‫‪260‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫ابن عبيد بن محمد الفارس بن زيد بن ذؤال‪ ،‬ومن ذريته الفقهاء المكاسعة‪،‬‬
‫أهل بيت األكسع من ذؤال‪ ،‬ولم يشتهروا هبذا االسم‪ ،‬وسيأيت ذكرهم‪ ،‬إن شاء‬
‫اهلل تعالى‪ ،‬وكان بالقمحة رجل يسمى الفقيه أبوبكر بن ناشر‪ ،‬نسبه يف األزد‪،‬‬
‫وقد انقطع‪ ‬عقبه‪.‬‬
‫فصل‪ ،‬والذى اشتهر من أوالد ناشر(‪ )1‬بن عامر بن ناشر بن تيم بن سملقة ابن‬
‫أيضا‪،‬‬
‫الحباب خمسة أفخاذ‪ ،‬األول‪/85[ :‬ب] المثارمة‪ ،‬ويعرفون بالعرابدة ً‬
‫ومنهم بنو عمر و َعربد ‪ -‬بالعين المهملة المفتوحة‪ ،‬والراء والباء الموحدة‪،‬‬
‫والدال المهملة‪ -‬بن عبد الرحمن بن عبد اهلل بن يعقوب بن جابر بن سعد بن‬
‫ُج َري ‪ -‬بضم الجيم وفتح الراء‪ -‬بن ناشر‪ ،‬وكان لعربد هذا سبعة من الولد‪،‬‬
‫أعقب منهم ثمانية‪ ،‬ومن ذريته الفقهاء بنو الناشري بزبيد وغيرها‪.‬‬
‫وأخربين الفقيه الصالح محمد شبيل الذي من ريمة األشابط(‪ ،)2‬قدم علينا‬
‫كبيرا‪ ،‬قال لي‪ :‬إن جدكم كان يصحبه تاجر من تجار بيت حسين‪،‬‬ ‫شيخا ً‬‫زبيد ً‬
‫كبيرا فخطبها إلى أبيها فأنكحه هبا‪،‬‬
‫فوصفت له ابنة للتاجر شابة ‪ ،‬وقد كان ً‬
‫(‪)3‬‬

‫فرزق منها أوال ًدا منهم هؤالء الذين خرجوا يطلبون العلم باليمن‪ ،‬وكان أصل‬
‫بلدهم من هتامة الناشرية [بمور](‪ ،)4‬وكان تاريخ خروجهم من خرج منهم يف‬
‫أواخر عشر واألربعين والستمائة(‪ )5‬تقري ًبا‪ ،‬وكان هبذا التاريخ عمر بن أبي‪ ‬بكر‬

‫((( ناشر ساقطة من (ب)‪.‬‬


‫((( يف (ب) ذريته األشابل‪ .‬وريمة األشابط‪ :‬أحد جبال ا ْليمن المعدودة‪َ ،‬ش ْرقي َوادي‬
‫ثم المعازبة‪َ ،‬وضبط ريمه بِ َفتْح َّ‬
‫الراء ا ْل ُم ْهم َلة َو ُس ُكون ا ْل َياء‬ ‫ذؤال ا ْل َم ْع ُروف بِ َب َلد عك َّ‬
‫ا ْل ُم َثنَّاة من َتحت‪َ ،‬وفتح ا ْل ِميم‪ ،‬وهاء َساكنة‪ .‬الجندي‪ ،‬السلوك‪.344 /1 ،‬‬
‫ِ‬
‫((( يف (ب) ثابتا‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (أ) التسعمائة‪ ،‬والتصحيح من (ب)‪.‬‬
‫‪261‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫ابن عمر عربد‪ ،‬وتبعه لذلك أخوه عثمان بن أبي بكر‪ ،‬وابن عمه أبو بكر‬
‫ابن عبد اهلل [‪/86‬أ] كثير بن عمر بن عربد‪ ،‬فقدموا زبيد أيام هبجتها وزهرهتا‬
‫بما اشتملت عليه من سادات الفقهاء المربزين الصلحاء الورعين‪ ،‬اآلمرين‬
‫بالمعروف والناهين عن المنكر‪ ،‬منهم الفقيه [الصالح](‪ )1‬القاضي محمد بن‬
‫علي بن إسماعيل الحضرمي‪ ،‬الملقب بالشافعي الصغير‪ ،‬لغزارة علمه وجودة‬
‫فهمه‪ ،‬وأخوه صالح بن علي‪ ،‬وابن عمهما قطب الدين إسماعيل بن محمد‬
‫بن الحضرمي‪ ،‬وكان من سكنة الضحى‪ ،‬فإذا قدم زبيد طالت إقامته هبا لكثرة‬
‫انتفاع الطلبة به‪ ،‬واألخذ عنه‪ ،‬والفقيه [عمر](‪ )2‬بن عاصم الكناين‪ ،‬والفقيه علي‬
‫بن قاسم الحكمي‪ ،‬والفقيه أبو الخير بن منصور الشماخي‪ ،‬ومحمد بن إبراهيم‬
‫الفشلي‪ ،‬وولده النجيب إبراهيم‪ ،‬وكانا محدثي زبيد‪ ،‬وبنو ثمامة‪ ،‬وراشد بن‬
‫حسين بن راشد السكوين الحضرمي‪ ،‬والفقيه عمر بن راشد الكناين‪ ،‬وأخوه‬
‫أبو بكر وغيرهم ممن يكثرن تعدادهم ‪ -‬رحمهم اهلل تعالى جمي ًعا‪ ،-‬وكان‬
‫أسن الخارجين عمر بن أبي بكر‪ ،‬فطلبوا [‪/86‬ب] واجتهدوا وانتشر لهم ذكر‬
‫جميل وصيت حسين‪ ،‬وبرع عمر وبرز‪ ،‬وتقدم على أقرانه يف أقرب(‪ )3‬مدة‪،‬‬
‫(‪)4‬‬
‫وزامل أبو الخير يف سماع الحديث‪ ،‬وكان إذا تفرد يف سماع من الحديث‬
‫يكون هو القاري دون غيره من جملة الحاضرين‪ ،‬وتزوج عند قدومه زبيد‬
‫آخرا‪ ،‬إن شاء اهلل تعالى‪ ،‬وزوج ابنته جميلة‬
‫امرأة تنسب إلى الناشري اآليت ذكره ً‬
‫بابن عمه أبي بكر‪ ،‬فأولد منها أوالد ثالثة‪ ،‬ويأيت ذكرهم إن شاء اهلل‪ ‬تعالى‪،‬‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) أقدم‪.‬‬
‫((( العبارة ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫‪262‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫ثم إن أهل هذا البيت يعرفون بالديانة والصيانة واألمانة‪ ،‬ولهم شمائل مشهورة‪،‬‬
‫وقديما‪.‬‬
‫ً‬ ‫ومحاسن مأثورة‪ ،‬ولم يزالوا على ذلك حدي ًثا‬
‫وكان ّأول من ولي القضاء منهم‪ ،‬وتحقق بجودة الفقه‪ ،‬واستمر بالورع‬
‫المرضي مما تحققناه القاضي الصالح نجم الدين عمر بن أبي بكر بن عمر‬
‫عربد‪ ،‬وذريتة بزبيد وغيرها يعرفون عند [أكثر](‪ )1‬أهل بني عمر‪ ،‬وولي‬
‫القضاء القحمة من قبل الفقيه إسماعيل بن محمد الحضرمى [‪/87‬أ]‬
‫‪-‬رحمهما اهلل‪ ‬تعالى‪ ،-‬ولما قدم الفقيه الصالح شمس الدين عبد السالم‬
‫بن عبد المحسن بن أبي الحسن الدمياطي(‪ )2‬زبيد عقد سادات الفقهاء هبا‪،‬‬
‫فأغناهم(‪ )3‬بسماع صحيح البخاري عليه الفقيه قطب الدين إسماعيل بن محمد‬
‫مجالسا‪ ،‬وكان القاري هبا عمر ابن أبي بكر المذكور‪ ،‬والفقيه أبي‬
‫ً‬ ‫الحضرمي‬
‫الخير منصور الشماخي(‪ ،)4‬كانا يقرؤون تارة هذا وتارة هذا‪ ،‬وكان قبل ذلك‬
‫قد قرأ على الفقيه القاضي فخر الدين إسحاق بن الشيخ صالح بن أبي بكر بن‬
‫أيضا كتاب‪:‬‬
‫محمد بن أبي بكر بن محمد بن إبراهيم الطربي المكي(‪ )5‬بزبيد ً‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( وينسب إلى منطقة دمياط يف مصر التي كانت تعد من أهم الثغور اإلسالمية منذ الفتح‬
‫بالد مصر‪ .‬الحموي‪ ،‬معجم البلدان‪.474 - 472 /2 ،‬‬
‫((( يف (ب) فأعياهم‪.‬‬
‫((( هو الفقيه أبو الخير منصور بن أبي الخير الشماخي السعدي‪ ،‬أصل بلده حضرموت‪،‬‬
‫وقدم زبيد شا ًبا لطلب العلم‪ ،‬وبرز يف الكثير من العلوم وذاع صيته‪ ،‬وتويف فيها سنة‬
‫‪680‬هـ‪1281 /‬م‪ .‬انظر ترجمته‪ :‬الخزرجي‪ ،‬العقد الفاخر الحسن‪.2448 2447 /5 ،‬‬
‫((( الطربيون‪ :‬من األسر الشهيرة يف مكة المكرمة يف ذلك الزمن‪ .‬الجندي‪ ،‬السلوك‪،‬‬
‫‪ .469 /1‬وانظر‪ُ :‬هديل‪ ،‬طه حسين‪ ،‬مكة يف المصادر اليمنية يف القرن السابع‬
‫الهجري‪ ،‬مجلة حوليات كلية اآلداب (علمية محكمة)‪ ،‬جامعة تعز‪ ،‬العدد (‪،)5‬‬
‫مايو ‪2015‬م‪ ،‬ص‪.82‬‬
‫‪263‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫«األربعين الطوال»(‪ ،)1‬وحضره أخوه عثمان‪ ،‬وجمع من سادات الفقهاء منهم‪:‬‬


‫[الفقيه](‪ )2‬محمد بن علي الحضرمي‪ ،‬والفقيه عمر بن عاصم‪ ،‬والفقيه محمد‬
‫بن إبراهيم الفشلي وولده إبراهيم وغيرهم يف شهر شوال الكريم من سنة أربع‬
‫وخمسين وستمائة(‪/87[ )3‬ب] يف أيام قضائه‪ ،‬وقال القاضي البهاء الجندي‪:‬‬
‫ولي القضاء من قبل قاضي األقضية هباء الدين العمراين(‪ ،)4‬قال‪ :‬وكان يعني‬
‫صالحا عابدً ا متعف ًفا متواض ًعا‪ ،‬وكان أشبه الناس بالفقيه‬
‫ً‬ ‫فقيها‬
‫القاضي غير هذا ً‬
‫إسماعيل الحضرمي بزبيد‪ ،‬وبلغني أن الفقيه إسماعيل الحضرمي ‪ -‬رحمه‬
‫اهلل تعالى‪ -‬أوصاه‪ ،‬وقد عرضت له غيبه بركعتين يف جوف الليل‪ ،‬ولما قدم‬
‫من غيبته سأله عنها‪ ،‬فقال‪ :‬واهلل ما تركتها وال ليلة عرسي‪ .‬ف ّقبل الفقيه بين‬
‫عينيه‪ ،‬وكانت وفاته بزبيد ‪ -‬رحمه اهلل تعالى‪ ،-‬وله ولدان أحدهما‪ :‬أحمد‪،‬‬

‫((( وهو ثالثة أجزاء‪ ،‬ألبي القاسم علي بن الحسن بن هبة اهلل بن عساكر الحافظ الدمشقي‬
‫(ت‪571 :‬ه‪1175 /‬م)‪ .‬انظر عنه‪ :‬الحموي‪ ،‬معجم األدباء‪1699 -1697 /4 ،‬؛‬
‫ابن نقطة‪ ،‬أبو بكر معين الدين محمد بن عبد الغني بن أبي بكر بن شجاع الحنبلي‬
‫البغدادي (ت‪629 :‬هـ‪1231 /‬م)‪ ،‬التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد‪،‬‬
‫التحقيق‪ :‬كمال يوسف الحوت‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتب العلمية‪1408 ،‬هـ‪1988 /‬م‪،‬‬
‫ص‪.406 - 405‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( كتب الناسخ يف (ب) السنة كتابة وزاد عليها باألرقام‪ .‬شوال ‪654‬هـ‪1256 /‬م‪.‬‬
‫((( هو الفقيه القاضي أبو عبد اهلل هباء الدين محمد بن أسعد بن محمد بن الحسين‬
‫العمراين (ت‪695 :‬هـ‪1295 /‬م)‪ ،‬وزير الدولة المظفرية‪ ،‬وجمع بين الوزارة‬
‫وقضاء األقضية‪ ،‬اشتهر بأنه كان خطي ًبا مصق ًعا‪ ،‬لبي ًبا ذا دهاء وسياسة‪ .‬انظر ترجمته‪:‬‬
‫الخزرجي‪ ،‬العقد الفاخر الحسن‪.1821 – 1820 /4 ،‬‬
‫‪264‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫فاضل عار ًفا‪ ،‬وأعاد بالمدرسة التاجية(‪ ،)1‬تعرف بتاج الدين‬


‫ً‬ ‫وهو األكرب‪ ،‬وكان‬
‫بزبيد المشهور اآلن بالموضعين‪ ،‬وكانت اإلعادة هبا قبله البن أخيه محمد بن‬
‫أبي بكر اآليت ذكره‪ ،‬إلى أن نقل إلى قضاء القحمة‪ ،‬وكانت له شهرة بمعرفة‬
‫الوسيط‪ ،‬وعمى يف آخر عمره‪ ،‬وكان مع ذلك ال يرتك الخروج لمدرسته‬
‫[‪/88‬أ]‪ ،‬وكان إذا خاض عنده أعيان الفقهاء يف شيء من مسائل [الفقه](‪،)2‬‬
‫فأشكل عليهم الجواب‪ ،‬قال‪ :‬الجواب كذا(‪ .)3‬فافتشوا له يف الصفح الفالين من‬
‫الوسيط(‪ ،)4‬فيوجد كما قال [رحمه اهلل تعالى](‪ ،)5‬فما زال كذلك إلى أن تويف‬
‫بزبيد ‪ -‬رحمه اهلل تعالى‪ -‬وال عقب له‪.‬‬
‫والثاين منهما هو‪ :‬عبد اهلل بن عمر‪ ،‬وأمه فاطمة بنت عبد اهلل كثير بن‬
‫عمر عربد‪ ،‬تعرف بأم عبد اهلل‪ ،‬تفقه من أهل بيته بابن أخيه القاضي محمد‬
‫بن أبي بكر ابن عبد اهلل اآليت ذكره‪ ،‬وتفقه بشجينة بالفقيه علي بن إبراهيم‬
‫البجلي‪ ،‬وبعبد اهلل ابن محمد األحمر(‪ ،)6‬وكان يربكه يف األخذ عنه عن‬

‫((( الزيادة من (ب)‪ .‬تقع المدرسة الت ِ‬


‫َّاجية يف مدينة زبيد‪ ،‬وتنسب إلى مؤسسها تاج الدين‬
‫بدر بن عبد اهلل المظفري (ت‪654 :‬هـ‪1256 /‬م)‪ .‬للمزيد انظر عنها‪ :‬السنيدي‪،‬‬
‫عبد العزيز بن راشد‪ ،‬المدارس اليمنية يف عصر الدولة الرسولية ‪858 - 626‬هـ‪/‬‬
‫‪1454 -1229‬م‪ ،‬ط‪ ،1‬مطبعة سفير‪ ،‬الرياض‪1424 ،‬هـ‪2003 /‬م‪ ،‬ص‪.88‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( العبارة األخيرة ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫((( كتبت يف (ب) فافتحوا عليه يف الصفح الفالين من الوسيط‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( هو الفقيه عبد اهلل بن محمد األحمر أبرز مدرسي مدارس مدينة زبيد‪ ،‬وقد ورد ذكره‬
‫لدى الجندي‪ .‬السلوك‪.366 /2 ،‬‬
‫‪265‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫علي بن إبراهيم‪ ،‬ولكنه كان أسن منه‪ ،‬فلما تويف الفقيه علي بن إبراهيم تفقه‬
‫فقيها مجو ًدا كثير النسك والعبادة‪ ،‬وأخربين‬
‫بعلي بن محمد الحكمي‪ ،‬وكان ً‬
‫ولده إسماعيل بن عبد اهلل‪ ،‬قال‪ :‬وكان إذا وجدين والدي أيام الطلب‪ ،‬وقد فرتت‬
‫لح(‪ )1‬علي‪ ،‬وقال‪ :‬يا ولدي‪ ،‬وزع أوقاتك‪ ،‬وفرق عليها أورادك‪ ،‬فمن لم يكن‬
‫ّ‬
‫ورد فهو مرد‪ .‬وقال‪ :‬بركة األوقات بتوزيع األعمال عليها [‪/88‬ب]‪ .‬وكان‬
‫كثيرا ما يرى النبي ﷺ يف منامه‪ ،‬ويبشره عليه السالم ببشارات عظيمة َسن ِ ّية‪،‬‬
‫ً‬
‫وكان كثير المالزمة للمساجد المهجورة‪ ،‬ال يثار الخلوة والفرار من الناس‬
‫لسالمة األوقات‪ ،‬قال القاضي هباء الدين الجندي‪ :‬وكان يتعانى المعاملة‬
‫حرصا منه وتعف ًفا‪ .‬قلت وإنه‪ ،‬امتحن يف آخر عمره بفقر الجاه إلى‬
‫ً‬ ‫والتجارة‬
‫قبول القضاء‪ ،‬فولي القضاء ببيت حسين‪ ،‬وبيت عطا(‪ ،)2‬حيث كانا وكانتا‬
‫ٍ‬
‫بقاض(‪ ،)3‬ثم ولي قضاء القحمة بعد القاضي علي بن محمد اآليت‬ ‫يفردان‬
‫ذكره‪ ،‬وأقام على ذلك إلى أن تويف هبا قبيل الظهر التاسع من شهر ربيع اآلخر‬
‫سنة ثمان وثالثين وسبعمائة(‪ ،)4‬وقد غلط عليها الجندي يف تاريخ وفاته‬
‫[وكان](‪ - )5‬رحمه اهلل‪ -‬يف قرب أجله يقول‪ :‬ما أظن األجل إال قد قرب‪.‬‬
‫فقيل له(‪ :)6‬يف ذلك‪ .‬فقال‪ :‬أنا يف العشر الدّ قاقة التي هي ما بين الستين إلى‬
‫السبعين‪ ،‬وإنما سميت بذلك ألنه أقل من يخرج منها من المسلمين‪ ،‬ألنه ورد‬

‫((( يف (ب) كلح‪.‬‬


‫((( يف (ب) اختصرت العبارة إلى‪ :‬قبول القضاء ببيت حسين وبيت عطا‪.‬‬
‫((( يف (ب) حيث كانا وكانا يفردان بالقضاء‪.‬‬
‫((( ‪738‬هـ‪1337 /‬م‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) فيقولون له‪.‬‬
‫‪266‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫[‪/89‬أ] يف الحديث عن النبي ﷺ‪« :‬أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين»(‪.)1‬‬
‫ثم تويف بعد ذلك‪ ،‬ومن [هذا](‪ )2‬يؤخذ تاريخ مولده تقري ًبا‪ ،‬ومن هذا يؤخذ‬
‫وفاة أبيه ‪-‬رحمهما اهلل تعالى‪ ،-‬بالتخمين فإن والده تويف وهو ابن شهر أو‬
‫قري ًبا منه‪ ،‬وكان وفاة أبيه(‪ )3‬قري ًبا من وفاة شيخه الفقيه قطب الدين إسماعيل‬
‫بن محمد الحضرمي‪ ،‬فإنه تويف يوم التاسع من ذي الحجة سنه ست وسبعين‬
‫وستمائة(‪ ،)4‬وكانت وفاته قريبة وزميلة يف قراءة الحديث عن الفقيه إسماعيل‬
‫وغيره [الفقيه](‪ )5‬نجم الدين أبو الخير بن منصور الشماحي ‪ -‬رحمه اهلل‬
‫تعالى‪ -‬يف ليلة الثالثاء لسبع بقين من شهر جمادى اآلخر من سنة ثمانين‬
‫وستمائة(‪ ،)6‬وله ولدان‪ :‬محمد وإسماعيل وهو األكرب‪ ،‬وتفقه إسماعيل بأبيه‪،‬‬
‫وكان إلسماعيل عبادة حسنة‪ ،‬وسيرة مرضية‪ ،‬وطريقه طريق السلف الصالح‬
‫يف إيثار الزهد والتبتل والتواضع‪ ،‬ومجانبة أهل الدولة‪ ،‬وترك الدخول‪ ،‬ولم‬
‫ينفع منه مدة طويلة يف المهجم [‪/89‬ب] ونواحيها إال بإفتائه واألخذ عنه‪،‬‬
‫اختيارا وتعف ًفا ً‬
‫أيضا‪ ،‬وكان‬ ‫ً‬ ‫وكان قد ولي القضاء بالمهجم مرتين‪ ،‬ثم تركه‬
‫قد ولي قضاء القحمة والكدراء قبل ذلك‪ ،‬ثم لزم طريق التواضع والخمول‬
‫((( جاء عن أبي هريرة أن رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين‪،‬‬
‫وأقلهم من يجوز ذلك»‪ .‬أخرجه ابن ماجه‪ ،‬وقال عنه األلباين‪« :‬حسن صحيح»‪.‬‬
‫انظر‪ :‬أبو عبد اهلل محمد بن يزيد بن ماجه القزويني (ت‪273 :‬هـ)‪ ،‬سنن ابن ماجه‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪( ،‬د‪ .‬ت)‪.1415 /2 ،‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( العبارة السابقة ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) إحدى وستمائة‪676 ،‬هـ‪1277 /‬م‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( ‪680‬هـ‪1281 /‬م‪.‬‬
‫‪267‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫‪-‬كما ذكرنا‪ -‬إلى أن تويف بالمهجم آخر يوم من شعبان سنة أربع وثمانين‬
‫محصل سليم القلب‪،‬‬‫ً‬ ‫فقيها‬
‫وسبعمائة(‪ ،)1‬وله أربعة من الولد‪ ،‬محمد وكان ً‬
‫مباركًا له يف معيشته‪ ،‬وتويف ‪ -‬رحمه اهلل تعالى‪ -‬عند عمه بالكدراء ضحوة هنار‬
‫الخميس الخامس أو السادس من شهر صفر سنة تسع وثمانمائة(‪ ،)2‬وله ولدان‬
‫يعقوب‪ ،‬وقد تويف بالمهجم وال عقب له‪ ،‬وبرهان وعبد اهلل‪ .‬وأما أخوه محمد‬
‫بن عبد اهلل فسيأيت ذكره‪ ،‬وأما القاضي ‪ -‬رضى اهلل عنه‪ ،-‬رضي الدين أبو بكر‬
‫بن عبد اهلل ك َُشره ‪ -‬بضم الكاف وفتح الشين المعجمة‪ -‬ثم ولي قضاء القحمة‬
‫صالحا دينًا‪ ،‬وكان تفقه بالفقيه علي بن محمد‬
‫ً‬ ‫بعد عمه القاضي عمر‪ ،‬وكان‬
‫ابن‪ ‬الحاج المعروف بابن ثمامة(‪ )3‬بزبيد‪ ،‬بأخذه عن الفقيه [‪/90‬أ] إسماعيل‬
‫بن محمد الحضرمي‪.‬‬
‫وبنو ثمامة قوم من أهل الضحى لم نذكرهم‪ ،‬يعرفون عند أهلهم(‪ )4‬ببني‬
‫أبي بكر‪ ،‬وكان ألبي بكر هذا أربعة من الولد‪ ،‬كلهم سادة فضالء‪ ،‬وهم‬
‫محمد‪ ،‬وإبراهيم‪ ،‬وإسماعيل‪ ،‬وأحمد أصغرهم‪ ،‬هذا أحمد وأمه من الفقهاء‬
‫الحكميين أهل زبيد‪ ،‬لم يشتهر بفقه بل بعبادة‪ ،‬وال عقب له‪ ،‬وأما محمد‬
‫وإبراهيم وإسماعيل فأمهم جميلة بنت القاضي عمر بن أبي بكر المقدم ذكره‪،‬‬

‫((( ‪784‬هـ‪1382 /‬م‪.‬‬


‫((( ‪809‬هـ‪.1406 /‬‬
‫((( هو الفقيه الصالح أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن نجاح عرف بابن ثمامة‪،‬‬
‫تدريسا‪ ،‬عظيم الخشية هلل كثير‬
‫ً‬ ‫نسبته يف بني كنانة أهل الضحي‪ ،‬من أبرك المدرسين‬
‫الخشوع‪ ،‬سريع العربة عند ذكره اهلل تعالى‪ ،‬ويسمى البكا بسبب ذلك‪ ،‬وكان ممن‬
‫يزار ويتربك به‪ ،‬تويف سنة ‪692‬هـ‪1292 /‬م‪ .‬الجندي‪ ،‬السلوك‪43 - 42/2 ،‬؛‬
‫الخزرجي‪ ،‬العقد الفاخر الحسن‪.1488 /3 ،‬‬
‫((( كتبت يف (ب) ال يعرفون إال عند أهلهم‪.‬‬
‫‪268‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫وتفقه محمد بفقهاء زبيد‪ ،‬منهم‪ :‬ابن نجاح(‪ )1‬الذي تفقه به‪ ،‬وإليه مسند فيما‬
‫ذكره القاضي الجندي‪ ،‬وأعاد بالمدرسة التاجية‪ ،‬وكان إليه نيابة القضاء بزبيد‬
‫مرة‪ ،‬وإلى أحمد إسماعيل نيابة الخطابة هبا‪ ،‬وكان قضاء(‪ )2‬القحمة يعانية‬
‫حصل إلى القاضي عيسى بن محمد‪ ،‬وهو رجل من الناشريين‪ ،‬قال القاضي‬
‫الجندي وهو الذي أدركته سنة تسعين وستمائة(‪ )3‬تقري ًبا‪ ،‬وتويف سنة خمس‬
‫وتسعين وستمائة(‪ )4‬وال عقب له‪ ،‬فحينئذ نقل القاضي المذكور إلى قضاء‬
‫صالحا‪ ،‬وصالته وبره ومكارمه يف‬ ‫ً‬ ‫فقيها أدي ًبا مجو ًدا ور ًعا‬
‫القحمة‪ ،‬وكان ً‬
‫(‪)5‬‬
‫أهل بيته [‪/90‬ب] وعشيرته وغيرهم مشهورة مأثورة‪ ،‬بلغني عن [بعض]‬
‫أهل بيته أنه قال يف سنة المجاعة الواقعة يف عقب السبعمائة(‪ )6‬هو وأخت له‬
‫تسمى زينب‪ ،‬وكانت زوجة القاضي عيسى‪ ،‬وعمته أم عبد اهلل‪ ،‬وولدها عبد‬
‫كثيرا من‬
‫غفيرا‪ ،‬وجم ًعا ً‬
‫حامل جم ًعا ً‬‫ً‬ ‫اهلل بن‪ ‬عمر بالقحمة‪ ،‬وكان يومئذ شا ًبا‬
‫الناشرين أهل الناشرية قدموا عليه مع ما تعلق هبم من أتباعهم مدة طويلة إلى‬
‫أن أخصبت بلدهم‪ ،‬وتويف بالقحمة سنة ثماين عشر وسبعمائة(‪ ،)7‬وله ولد‬
‫اسمه علي‪ ،‬ولد سنة ثماين وثمانين وستمائة(‪ ،)8‬وأمه الحرة الصالحة فاطمة‬
‫بن‪ ‬ر َش ْيد ‪ -‬بضم الراء‪ -‬الكناين‪ ،‬من فقهاء زبيد المشهورين‬ ‫بنت الفقيه عمر ُ‬

‫((( يف (ب) بن مخاج‪.‬‬


‫((( يف (ب) نيابة‪.‬‬
‫((( يف (ب) سبعين وستمائة ‪670‬هـ‪1271 /‬م‪ .‬ويف (أ) ‪690‬هـ‪1291 /‬م‪.‬‬
‫((( ‪695‬هـ‪1295 /‬م‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) التسعمائة ‪900‬هـ‪1494 /‬م‪ .‬ويف (أ) ‪700‬هـ‪1300 /‬م‪ ،‬وهو الصحيح‪.‬‬
‫((( ‪718‬هـ‪1318 /‬م‪.‬‬
‫((( ‪688‬هـ‪1289 /‬م‪.‬‬
‫‪269‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫بالصالح والكرامات ‪ -‬رحمهم اهلل تعالى ونفع هبم‪ ،-‬تفقه بأبيه‪ ،‬ورثى أباه‬
‫مرثيات طويلة‪ ،‬ذكر فيها ما استطاع من محاسنه‪ ،‬وهي أحق أن تسمى أم‬
‫‪123‬‬
‫المراثي‪ ،‬وأولها‪:‬‬
‫حين واىف [خَ ْط ُب] الخطوب الجليل‬ ‫(‪)1‬‬
‫طــاشــت حــلــومــنــا والـــ ُعـــقـــول‬
‫مهيل مهول‬ ‫(‪)3‬‬
‫كـــادت [هـــائـــل]‬ ‫(‪)2‬‬
‫ودهــانــا مــن الــحــوادث خــطــب‬

‫ثم ولي قضاء القحمة بعد أبيه‪ ،‬وكان حاف ًظا لعلم المذهب [‪/91‬أ]‪ ،‬مشهور‬
‫بجودة الفقه‪ ،‬وشرف النفس‪ ،‬وهو أشهر أهل زمانه بالفقه‪ ،‬وكان ً‬
‫نقال‬
‫مختصرات الفقه وغيره‪ ،‬له تصنيفة يف الفقه فائقة سماها‪ُ « :‬غنية ذوي التمييز‬
‫فيما شذ عن الوسيط وعن الوجيز»‪.‬‬
‫حاكما بالقحمة إلى أن نقل عنها إلى قضاء زبيد يف سنة ثالث‬
‫ً‬ ‫ولم يزل‬
‫وثالثين وسبعمائة(‪ ،)4‬وشهر عنه من الذكر الجميل ما أغنت شهرته عن إيراده‪،‬‬
‫ومن جملة ذلك أنه جرت معه حكومة لملك زمانه المعروف بالملك المجاهد‪،‬‬
‫فبارزه فيها بالحق بعد أن أظهر فيها الحق عليه‪ ،‬ولم يهابه وال خاف يف اهلل لومة‬
‫الئم‪ ،‬ولما أحس بتوحش قلب الملك عليه؛ عزل نفسه من القضاء‪ ،‬ثم لم يعد‬
‫إليه إلى أن مات ‪ -‬رحمه اهلل تعالى‪ -‬مع شدة حرص السلطان على ارتجاعه‬

‫((( هذا الشطر مختل الوزن‪.‬‬


‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫صوابه‪[:‬حادث ٌ‬
‫هائل‬ ‫ٌ‬ ‫أيضا خلل يف الوزن‪ ،‬ولعل‬
‫((( الزيادة من (ب)‪ ،‬ويف هذا الشطر ً‬
‫مهول ُ‬
‫مهيل]‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫((( ‪733‬هـ‪1332 /‬م‪.‬‬
‫‪270‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫يف القضاء‪ ،‬وقنع بتدريس العلم بسيفية زبيد(‪ ،)1‬وكان السلطان المذكور ينقله‬
‫إلى تدريس تعز‪ ،‬ومرة إلى المدرسة المجاهدية(‪ )2‬ومرة إلى تدريس المدرسة‬
‫المويدية(‪ ،)3‬وتويف بتعز سنة تسع وثالثين وسبعمائة(‪ - )4‬رحمه اهلل تعالى‪،-‬‬
‫وله ثالثة من الولد‪ :‬محمد [‪/91‬ب] وأبو بكر وعمر‪ ،‬وكان محمد أصغرهم‬
‫قد رجح شبا ًبا قبل أن ينكح بعد تفقه وبصيرة حسنة يف الفقه وغيره‪ ،‬وال عقب‬
‫أخيارا‪ ،‬أهل ديانة وصيانة‪ ،‬وأخالق مرضية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫له‪ ،‬وكانوا ثالثة صلحاء فضالء‬
‫اختيارا وتعف ًفا‪ ،‬وأقام يف تدريس السيفية‬
‫ً‬ ‫وسيرة رضية‪ ،‬ولي قضاء القحمة‪ ،‬تركه‬
‫بزبيد إلى أن تويف هبا يف آخر أيام التشريق سنة إحدى وخمسين وسبعمائة(‪،)5‬‬
‫حاجا بمنى‪ ،‬وقدم به مصر‪ ،‬ورجع إلى‬
‫ويف هذا التاريخ قبض الملك المجاهد ً‬
‫اليمن يف ذي الحجة من السنة المقابلة(‪.)6‬‬

‫أيضا مدرسة أم السلطان‪ ،‬أنشأهتا‬


‫الس ْيف َّية الكربى يف زبيد‪ ،‬وتسمى ً‬
‫((( ويقصد المدرسة َّ‬
‫أم السلطان المظفر‪ ،‬وكان علي بن محمد بن أبي بكر الناشري (ت‪739 :‬هـ‪/‬‬
‫‪1338‬م)‪ ،‬وابنه القاضي أبو بكر (ت‪772 :‬هـ‪1370 /‬م)‪ ،‬وأبو بكر بن أبي المعالي‬
‫الناشري (ت‪821 :‬هـ‪1408 /‬م) من أشهر من درس فيها‪ .‬السنيدي‪ ،‬المدارس‬
‫اليمنية‪ ،‬ص‪.81‬‬
‫((( تنسب المدرسة المجاهدية إلى السلطان المجاهد علي بن المؤيد داود بن رسول‪،‬‬
‫وهي من المدارس التي أنشأها يف تعز‪ ،‬وأوقف عليها األوقاف الجليلة‪ .‬انظر‪ :‬الملك‬
‫األفضل‪ ،‬العطايا السنية‪ ،‬ص‪.481 - 480‬‬
‫((( تنسب إلى السلطان المؤيد داود بن المظفر يوسف بن نور الدين عمر بن علي بن‬
‫رسول‪ ،‬وتقع يف غربي مغربة تعز‪ ،‬وخصصت لتدريس المذهب الشافعي‪ .‬السنيدي‪،‬‬
‫المدارس اليمنية‪ ،‬ص‪.92 - 91‬‬
‫((( ‪739‬هـ‪1338 /‬م‪.‬‬
‫((( ‪751‬هـ‪1350 /‬م‪.‬‬
‫((( يقصد سنة ‪752‬هـ‪1351 /‬م‪.‬‬
‫‪271‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫وأعقب القاضي المذكور ولدين ماتا طفلين‪ ،‬وانقطع [منهما العقب‪ ،‬وأما‬
‫أبو بكر فكان أكرب الثالثة تفقه](‪ )1‬بأبيه وغيره‪ ،‬وبرز يف العلوم‪ ،‬وكان صاحب‬
‫صيانة وقناعة [وديانه](‪ ،)2‬واجتهاد يف العبادة‪ ،‬ومحاسبة األعمال حتى ال‬
‫ً‬
‫عامل‪ ،‬ورزق شهرة يف التدريس والفتوى‪ ،‬وكان حسن الرب‬ ‫يكاد يرى إال‬
‫واإلنصاف بكافة أهله وبمن يقصده يف القراءة‪ ،‬وتخرج به وتفقه عليه خلق‬
‫كثير‪ ،‬وكان [‪/92‬أ] حاف ًظا للوجيز عن ظهر غيب‪ ،‬وولي قضاء حيس ثم تركه‬
‫اختيارا‪ ،‬وكان درس بالسيفية بزبيد قبل أخيه‪ ،‬ثم نقل عنهما إلى شمسية‬
‫(‪)3‬‬
‫ً‬
‫تعز‪ ،‬ثم انتقل إلى المدرسة الصالحية(‪ )4‬بالسالمة لتدريس الفقه(‪ )5‬والحديث‬
‫والخطابة‪ ،‬واختيار تنف ًعا بما فيه على قلبه‪ ،‬ولم يزل على ذلك إلى أن تويف هبا‬
‫يف آخر شهر ربيع سنة اثنين وتسعين وسبعمائة(‪ - )6‬رحمه اهلل تعالى‪ ،-‬وكان‬
‫قبل وفاته قد انتقل إلى تعز الختالل بسبب السالمة‪ ،‬وأخذ عنه هبا جماعة‬
‫من أعيان الطلبة‪ ،‬منهم‪ :‬الفقيه أبو بكر بن محمد بن صالح الجبلي المعروف‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( ويقصد المدرسة الشمسية التي تنسب إلى الدار الشمسي ابنة الملك المنصور عمر‬
‫بن علي بن رسول (ت‪695 :‬هـ‪1296 /‬م)‪ ،‬وتقع يف ذي عدينة بتعز‪ ،‬وكانت من‬
‫أفضل المدارس لما أوقف عليها‪ .‬الخزرجي‪ ،‬العقد الفاخر الحسن‪- 2497 /5 ،‬‬
‫‪.2498‬‬
‫((( ويبدو أنه يقصد الصالحية‪ ،‬وهي مدرسة تقع يف زبيد‪ ،‬وعرفت بمدرسة أم السلطان‪،‬‬
‫نسبة إلى مؤسسها جهة صالح أم السلطان المجاهد‪ ،‬آمنة بنت الشيخ إسماعيل‬
‫الحلبي (ت‪762 :‬هـ‪1361 /‬م)‪ .‬السنيدي‪ ،‬المدارس اليمنية‪ ،‬ص‪.93 - 92‬‬
‫((( يف (ب) العلم‪.‬‬
‫((( يف (ب) اثنتين وستين وسبعمائة ‪762‬هـ‪1360 /‬مم‪ .‬ويف (أ) ‪792‬هـ‪1389 /‬م‪.‬‬
‫‪272‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫بابن الخياط(‪ ،)1‬ولما علم أعيان أهل تعز اختالل معيشته‪ ،‬أكثروا بره وصلته‪،‬‬
‫ولما استكثر ما حصل له من ذلك تورع‪ ،‬وكان يقول لمن يأتيه بشيء‪ :‬إن‬
‫تعطيني من زكاة مالك‪ ،‬فال يحل لي‪ ،‬وال تربأ منه‪ ،‬و[إن](‪ )2‬كان صدقة تطوع‬
‫قبله ‪ -‬فرحمه اهلل ورضي عنه‪ ،-‬وأعاد قبل موته يف المدرسة األفضلية(‪ )3‬بتعز‪،‬‬
‫وله خمسة من الولد‪ :‬أحمد ومحمد وعمر وعلي وعثمان‪ ،‬أما أحمد تفقه بأبيه‬
‫تفقها معج ًبا [‪/92‬ب]‪ ،‬وبرع يف الحاوي(‪ ،)4‬وسائر كتب [أهل](‪ )5‬المذهب‪،‬‬
‫ً‬
‫در َس بالمدرسة الصالحية بزبيد‬
‫ورزق شهرة حسنة يف التدريس واإلفتاء‪ّ ،‬‬
‫آمرا بالمعروف‬
‫مرتين‪ ،‬وحمل الناس على طريقة حسنة من الحق ُمثلى‪ ،‬وكان ً‬
‫ناه ًيا عن المنكر‪ ،‬ال يأخذه يف اهلل لومة الئم‪ ،‬وكرهه كثير من الناس لما يغلب‬

‫((( هو الفقيه أبو بكر بن محمد بن صالح الجبلي المعروف بابن الخياط‬
‫(ت‪811 :‬هـ‪1408/‬م)‪ ،‬وكان من كبار علماء عصره‪ ،‬فقد ذاع صيته بعد تنقله بين‬
‫العديد من المناطق اليمنية للتدريس فيها‪ ،‬وللقاء علمائها‪ .‬ترجم له‪ :‬األهدل‪ ،‬تحفة‬
‫الزمن‪.401/2 ،‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( وتنسب إلى السلطان األفضل العباس بن علي بن داود بن بوسف بن علي بن رسول‪،‬‬
‫وتقع يف َحبيل المجلية شرق مدينة تعز‪ ،‬بجوار المدرسة المجاهدية‪ ،‬وأنشأها يف سنة‬
‫‪765‬هـ‪1364 /‬م وكانت من أجمل المدارس‪ .‬الملك األفضل‪ ،‬العطايا السنية‪،‬‬
‫ص‪.79‬‬
‫((( ويقصد كتاب‪« :‬الحاوي» لمؤلفه أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري‪،‬‬
‫المعروف بالماوردي‪ ،‬الفقيه الشافعي (ت‪450 :‬هـ‪1058 /‬م)‪ .‬انظر‪ :‬ابن خلكان‪،‬‬
‫وفيات األعيان‪282 /3 ،‬؛ الذهبي‪ ،‬شمس الدين أبو عبد اهلل محمد بن أحمد بن‬
‫عثمان بن َقا ْيماز‪ ،‬سير أعالم النبالء‪ ،‬دار الحديث‪ ،‬القاهرة‪1427 ،‬هـ‪2006 /‬م‪،‬‬
‫‪.311 /13‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪273‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫عليه من كراهية الحق‪ ،‬فرتك القضاء وأقبل على التدريس والفتوى‪ ،‬وانتهت‬
‫إليه رئاسة العلم بزبيد يف زمانه‪ ،‬وتويف يوم الجمعة الرابع والعشرين من شهر‬
‫محرم سنة خمس عشرة وثمانمائة(‪ - )1‬رحمة اهلل عليه‪ ،-‬ويف الجمعة التي‬
‫قبلها كان ابتداء مرضه‪ ،‬وحضر للصالة عليه‪ ،‬وشيع جنازته بالجامع ما ال عهد‬
‫عليه من الناس كثرة‪ ،‬وله ولدان‪ ،‬أحدهما ولده الطيب محمد‪ ،‬تفقه بأبيه وهو‬
‫موجود ‪-‬بارك اهلل يف عمره‪ ،-‬ومن كرمه قل ما رد طال ًبا مخي ًبا‪ ،‬وله تواضع‬
‫حسن‪ ،‬ونفس جيدة‪ ،‬والثاين محمد الصامت‪.‬‬
‫أيضا‪ ،‬وكان تال ًيا آليات اهلل تعالى‬
‫وأما محمد ابن أبي بكر فتفقه بأبيه ً‬
‫آمرا بالمعروف‪ ،‬ناه ًيا عن المنكر‪ ،‬ال تأخذه يف اهلل لومة الئم‪ ،‬وكرهه‬
‫[‪/93‬أ]‪ً ،‬‬
‫من أصحاب أهل الدولة لذلك‪ ،‬واستشهد لسبب ذلك بيد محمد بن طلحة‬
‫الدميلي(‪ ،)2‬وقد انصف اهلل منه ببعض [من](‪ )3‬ظلمة‪ ،‬استدعى به من منزلة‬
‫ليل وقتله‪ ،‬وله ثالثة من الولد أبو بكر وعبد اهلل وسليمان‪ .‬وأما‬ ‫بحيس(‪ً )4‬‬
‫صالحا‪ ،‬كثير التالوة لكتاب اهلل تعالى‪ ،‬تويف عن ثالثة‬
‫ً‬ ‫أخوهم عمر فكان عبدً ا‬
‫من الولد‪ ،‬تويف أحدهم وال عقب له‪ ،‬وأما علي فهو القاضي [األكرب](‪ )5‬الحاكم‬
‫بزبيد منذ زمان طويل‪ ،‬وليها بعد أخيه‪ ،‬وهو فقيه بارع صالح فاضل‪ ،‬له يد‬
‫طويلة يف العلم‪ ،‬ووجاهة‪ ،‬ورئاسة‪ ،‬وحسن سمة‪ ،‬وصلة رحم‪ ،‬وذكر جميل‪،‬‬
‫وهو الحاكم يف وقتنا بزبيد‪ ،‬وله ثمانية من الولد أخيار‪ ،‬برع منهم يف الفقه‬

‫((( ‪815‬هـ‪1412 /‬م‪.‬‬


‫((( يذكره األهدل بالرميلي‪ ،‬ويقدم تفصيل لهذه القصة‪ .‬انظر‪ :‬تحفة الزمن‪.73 /2 ،‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) أشد عليه يف منزله بحيس‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪274‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫المسمى أبو بكر‪ ،‬وتو ّفي يف حياة أبيه ألول سنة إحدى وعشرين‬ ‫ّ‬ ‫أكربهم وهو‬
‫وثمانمائة(‪ ،)1‬وأما عثمان فكان قد برع يف األدب والشعر الفائق‪ ،‬ومات وهو‬
‫شاب وال عقب له‪ ،‬وأما إبراهيم بن أبي بكر بن عبد اهلل كشر [‪/93‬ب] بن عمر‬
‫صالحا ناس ًكا [أدي ًبا](‪ )2‬د ِّينًا‪ ،‬مات بالقحمة ‪ -‬رحمه اهلل تعالى‪،-‬‬
‫ً‬ ‫عربد فإنه كان‬
‫وله ولد اسمه عيسى‪ ،‬سلك طريق أبيه يف جميع ما ذكرنا حتى شاخ‪ ،‬وتويف‬
‫بزبيد سنة أربع وثمانين وسبعمائة(‪ ،)3‬وكان له ولدان أكربهم إسماعيل(‪،)4‬‬
‫وتويف يف حياة أبيه‪ ،‬وانقطع عقبه‪ ،‬والثاين إبراهيم‪ ،‬تويف اليوم الثالث من أيام‬
‫التشريق سنة سبع عشرة وثمانمائة(‪ - )5‬رحمه اهلل تعالى‪ ،-‬وكان على طريقة‬
‫أبيه يف التعفف والزهد‪ ،‬ومحاسن األخالق‪ ،‬ومشاركة يف العلوم‪ ،‬وله خمسة‬
‫ً‬
‫فاضل دينًا‬ ‫من الولد‪ .‬وأما إسماعيل بن أبى بكر بن عبد اهلل ك َُش ْر فكان ً‬
‫فقيها‬
‫قديما‪ ،‬ثم فصل عنه إلى عادة‬ ‫ً‬ ‫مقد ًما‪ ،‬وهو أصغر الثالثة‪ ،‬ولي قضاء حيس‬
‫المدرسة التاجية بزبيد(‪ )6‬بعد خاله وابن عمه أحمد بن عمر‪ ،‬ومات وله ابن‬
‫اسمه محمد‪ ،‬أمه جميلة بنت الخطيب الشامي من فقهاء حيس والخطباء هبا‪،‬‬
‫ً‬
‫عاقل لبي ًبا متأد ًبا‪ ،‬له مشاركة يف العلم‪ ،‬وأعقبه ولدً ا‬ ‫ً‬
‫فاضل‬ ‫ونشأ هبا‪ ،‬وكان‬
‫اسمه علي‪ ،‬تفقه بالقاضي أبى بكر بن علي بن محمد(‪ ،)7‬وله مشاركة يف سائر‬
‫العلوم [‪/94‬أ]‪ ،‬وفضل عزيز‪ ،‬وغلب عليه الشعر الرائق‪ ،‬واألدب الفائق حتى‬
‫((( ‪821‬هـ‪1418 /‬م‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( ‪784‬هـ‪1382 /‬م‪.‬‬
‫((( الفقرتين األخيرتين ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) سنة عشر وثمان مائة ‪810‬هـ‪1407 /‬م‪ .‬ويف (ب) سنة ‪817‬هـ‪1414 /‬م‪.‬‬
‫((( يف (ب) ثم نقل إلى أعالة المدرسة التاجية‪.‬‬
‫((( العبارة السابقة ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫‪275‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫شهر به‪ ،‬ولزم باب السلطان‪ ،‬وله سخا وكرم نفس وحسن خلق‪ ،‬تويف ً‬
‫قافل من‬
‫الحج بمدينة حرض يف أوائل سنة اثني عشرة وثمانمائة(‪ ،)1‬وله ولدان‪ ،‬وكان‬
‫ألبي بكر بن عبد اهلل أربع أخوات‪ ،‬إحداهن أم القاضي عيسى‪ ،‬وكان عيسى‬
‫يألفه ويتبعه إلى زبيد‪ ،‬وقرأ العلم‪.‬‬
‫وقد ذكروا الثانية أم المعاين‪ ،‬واثنتان صغيرتان لحقتا بأختهما إلى زبيد‪،‬‬
‫إحداهما أم عبد اهلل‪ ،‬نكحها القاضي عمر بن عثمان بن أبي بكر‪ ،‬فرزق منها‬
‫ولده أبا بكر الذي ولي قضاء الجند‪ ،‬فلحق به أبوه عبد اهلل كشر‪ ،‬وأدركته‬
‫الوفاة عند دخوله زبيد‪ ،‬وكان قد بلغ عمره مائة سنة‪ ،‬وهو ممن دفن من‬
‫الناشرين بمقربة باب الشباريق(‪ ،)2‬وأما عثمان بن أبي بكر بن عمر عربد‬
‫فكان صاحب فقه‪ ،‬ومشاركة يف كثير من فنون العلم‪ ،‬وشارك أخاه عمر يف‬
‫قديما بزبيد‪ ،‬وله ولدان محمد وعمر‪،‬‬
‫ً‬ ‫كثير من سماعات الحديث‪ ،‬وتويف‬
‫وسع اهلل عليهما يف الرزق‪ ،‬ولم يشتهر بسعة الفقه‪ ،‬وتويف عمر بالقحمة‪،‬‬
‫وأعقب ولدً ا [‪/94‬ب] اسمه أبو بكر‪ ،‬شهر بالذكاء وجودة الفهم‪ ،‬وتفقه‬
‫بعمه عبد اهلل بن عمر‪ ،‬وكرر عليه قراءة الفرائض‪ ،‬حتى كان من أشهر أهل‬
‫زمانه بالفرائض والحساب والدور والجرب والمقابلة‪[ ،‬وله يف هذا الفن‬
‫مصنفات حسنة منها‪« :‬شرح الكايف»‪ ،‬و»مختصر الخوارزمي» يف الجرب‬
‫وكتب(‪ )5‬بديعة‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫والمقابلة](‪ٌ )3‬‬
‫وكل شرح منهما أربعة أجزاء‪ ،‬أودعه غرائب(‪،)4‬‬

‫((( ‪812‬هـ‪1409 /‬م‪.‬‬


‫((( ويقصد باب الشبارق‪ ،‬وهو الباب الشرقي لزبيد‪ .‬انظر‪ :‬الخزرجي‪ ،‬العقود اللؤلؤية‪،‬‬
‫‪.128/2‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) ودعه عرب ًيا‪ ،‬وهي عبارة غير مفهومة‪.‬‬
‫((( كتبت يف (أ) ونكت‪ ،‬والتصحيح من (ب)‪.‬‬
‫‪276‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫وله مختصر كتاب‪« :‬المعين»(‪ )1‬وغير ذلك‪ ،‬وله نظر يف علم الفلك‪ ،‬وأراجيز‬
‫فيه‪ ،‬ويف علم المنطق‪ ،‬ويف الحساب والفرائض والجرب والمقابلة وأصول‬
‫اختيارا ورجع إلى زبيد‪،‬‬
‫ً‬ ‫الفقه‪ .‬ولي القضاء بالجند والتدريس هبا ثم تركه‬
‫وكان مسكنه الممالح‪ ،‬وكانت وفاته يف ذي القعدة سنة ستين وسبعمائة(‪،)2‬‬
‫وله عقب منهم البدر‪ ،‬تويف بعد الخمس والثمانمائة(‪ ،)3‬وله ولدان‪ .‬وأما محمد‬
‫بن عثمان بن أبي بكر بن عمر عربد فأولد ولدً ا اسمه عثمان‪ ،‬تويف بالمهجم‪،‬‬
‫وأولد عثمان محمد تويف بزبيد سنة ثالث وخمسين وسبعمائة(‪ ،)4‬وله عقب يف‬
‫ولد عثمان‪.‬‬
‫فصل‪ ،‬والذي خرج من الناشرية لطلب العلم بعد [‪/95‬أ] المائة السابعة‬
‫إسماعيل بن علي بن إسماعيل بن عمر عربد‪ ،‬فأولد ولدً ا اسمه عثمان تويف‬
‫بالمهجم‪ ،‬وأولد عثمان محمد‪ ،‬تويف بزبيد سنة ثالث وخمسين وسبعمائة(‪،)5‬‬
‫وف ّقه يف بعض أسفاره‪ ،‬وانقطع منه العقب‪.‬‬
‫فصل‪ ،‬وأما محمد بن عبد اهلل بن عمر بن أبى بكر فهو أفقه(‪ )6‬أهله‪ ،‬ومولده‬
‫يف آخر عمر أبيه يف االثني عشر األخيرة من شهر ذي الحجة الحرام سنة ثالث‬

‫((( يف (ب) كتاب‪« :‬المغني»‪ .‬وكتاب‪« :‬المعين»الذي ورد يف (أ) هم للفقيه اليمني‬
‫أبو‪ ‬الحسن علي بن أحمد األصبحي (ت‪703 :‬هـ‪1303 /‬م)‪ .‬انظر‪ :‬السبكي‪،‬‬
‫طبقات الشافعية الكربى‪129 /10 ،‬؛ الجندي‪ ،‬السلوك‪.72 /2 ،‬‬
‫((( ‪760‬هـ‪1358 /‬م‪.‬‬
‫((( يف (ب) الخمس والثمانين‪805 ،‬هـ‪1402 /‬م‪.‬‬
‫((( ‪753‬هـ‪1352 /‬م‪.‬‬
‫((( هناك تشابه وتكرار بين الفقرتين السابقتين فقد تكون مكررة على الرغم من تكرارها‬
‫على مستوى النسختين‪.‬‬
‫((( يف (أ) أقعد أهله‪ ،‬والتصحيح من (ب)‪.‬‬
‫‪277‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫وثالثين وسبعمائة(‪ ،)1‬ونشأ بالقحمة يف حجر أبيه إلى أن تويف بالتاريخ السابق‪،‬‬
‫ثم كفلته أمه عائشة بنت علي بن إسماعيل الذي ذكرنا أنه ُيعرف عند قومه‬
‫بالفقيه‪ ،‬وكان ولدها وأبوه إسماعيل الفقيه صالحين ‪ -‬رحمهما اهلل تعالى‪ ،-‬ثم‬
‫نقل سنة أحد وأربعين وسبعمائة(‪ )2‬إلى زبيد ليتعلم باقي القرآن العزيز والعلم‪،‬‬
‫وأقام هبا يف كفالة أمه إلى سنة إحدى وخمسين(‪ ،)3‬ثم انتقل إلى أخيه إسماعيل‬
‫بالكدراء‪ ،‬فاستدعى منه وقدم عليه يف أول يوم من رمضان من السنة المذكورة‪،‬‬
‫وهبا توفيت [‪/ 95‬ب] والدته ليلة الفطر من رمضان بزبيد‪ ،‬وأقام عنده إلى أن‬
‫قرأ عليه التنبيه‪ ،‬والمهذب‪ ،‬ووسيط التفسير للواحدي‪ ،‬وربع وسيط الغزالي‬
‫وغير ذلك‪ ،‬ثم انتقل إلى قومه قرية السالمة إلى القاضي أبي بكر‪ ،‬فاستدعى‬
‫أيضا‪ ،‬وأخذ عليه التنبيه والوجيز(‪ ،)4‬ومعظم كتاب الصرديف(‪ ،)5‬وأكمل‬ ‫منه ً‬
‫عليه وسيط(‪ )6‬الغزالي‪ ،‬ثم سمعه عليه مرة ثانية من أوله إلى كتاب الجراح‪،‬‬
‫ثم بعض كتاب المهذب‪ ،‬والبيان‪ ،‬واللمع‪ ،‬وبعض البخاري ومسلم وغير‬
‫ذلك من الكتب الفقهية وغيرها‪ ،‬وأعاد منها بالمدرسة الصالحية‪ ،‬ثم نقل‬
‫إلى قضاء القحمة عند اختالل سبب معيشته بصالحية السالمة‪ ،‬ثم ولي قضاء‬
‫الكدراء‪ ،‬وله من الولد خمسة‪ ،‬أكربهم عبد اهلل‪ ،‬ثم أبو القاسم‪ ،‬ثم عثمان‪،‬‬

‫((( ‪733‬هـ‪1332 /‬م‪.‬‬


‫((( ‪741‬هـ‪1340 /‬م‪.‬‬
‫((( ‪751‬هـ‪1350 /‬م‪.‬‬
‫((( من مؤلفات أبو حامد الغزالي‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الز ْر َقان ّي‬ ‫وسف بن َي ْع ُقوب بن إِ ْب َراهيم بن عبد َّ‬
‫الصمد ّ‬ ‫((( وهو َأ ُبو َي ْع ُقوب إِ ْس َحاق بن ُي ُ‬
‫الصرديف‪ ،‬تويف على رأس خمسمائة هجرية‪ ،‬ويعد كتاب‪« :‬الكايف»‪ ،‬من أشهر‬
‫مؤلفاته‪ ،‬وقد ترجم له‪ .‬الجندي‪ ،‬السلوك‪.245 /1 ،‬‬
‫((( وسيط ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫‪278‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫ثم عبد الرحمن‪ ،‬ثم علي‪ ،‬وتويف عبد اهلل‪ -‬رحمه اهلل تعالى‪ -‬يف حياة أبيه يف‬
‫الثلث األخير من ليلة الجمعة لخمس بقين من شهر صفر من سنة أربع عشرة‬
‫وثمانمائة(‪ ،)1‬وعمره يومئذ ثماين وخمسين [‪/96‬أ]‪ ،‬وله من الولد أربعة‪:‬‬
‫أحمد ومحمد وعبد القادر وعبد اللطيف‪ ،‬أنشأهم اهلل نش ًءا حسنًا [وأعاذهم‬
‫وذريتهم من الشيطان الرجيم](‪ )2‬آمين آمين‪.‬‬
‫وكان عبد اهلل هذا يكنى أبا الفتوح‪ ،‬وكان قد برع يف العلم والدين واألمانة‬
‫والصيانة‪ ،‬وكان ذا جاه عريض‪ ،‬وكرم(‪ )3‬مستفيض‪ ،‬أتاه اهلل من محاسن‬
‫األخالق‪ ،‬والشيم والرجاحة والسماحة‪ ،‬وسعة الصدر‪ ،‬وكثرة الكرم‪ ،‬واتساع‬
‫الحكم‪ ،‬مالم يشاهبه فيه أحد من أهل زمانه فيما علمناه‪ ،‬وكان أخذه بالعلم عن‬
‫والده‪ ،‬ثم استدعاه الفقيه جمال الدين محمد بن عبد اهلل الريمي(‪ )4‬فأخذ عنه‬
‫درس بجامع السلطان الملك األشرف‬ ‫فوائد جمة‪ ،‬وعلق كتبه على كتبه‪ ،‬ثم ّ‬
‫المنشأ بالممالح‪ ،‬وأضاف إليه قضاء شيء من وادي زبيد‪ ،‬ثم نقله إلى قضاء‬
‫تعز‪ ،‬وخطبة جامع عدينة(‪ )5‬وتدريسه يف األتابكية(‪ ،)6‬واستقام له هنالك‬

‫((( تقري ًبا ‪ 25‬صفر ‪814‬هـ‪1411 /‬م‪.‬‬


‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( كتبت يف (أ) جاه‪ ،‬والتصحيح من (ب)‪.‬‬
‫((( هو الفقيه اإلمام العالمة القاضي جمال الدين محمد بن عبد اهلل الريمي (ت‪792 :‬هـ‪/‬‬
‫‪1389‬م)‪ ،‬صاحب كتاب‪« :‬التفقيه يف شرح التنبيه» يف أربعة وعشرين مجلدً ا‪ ،‬اشتهر‬
‫بكثرة مكارمه‪ ،‬وسعة علمه‪ .‬للمزيد انظر ترجمته‪ :‬الخزرجي‪ ،‬العقود اللؤلؤية‪.218/2 ،‬‬
‫((( ُعدينة‪ :‬أحد أحياء مدينة تعز يف القديم‪ ،‬ويقع فيه جامع المظفر‪ ،‬الذي كان يسمى‬
‫جامع ذي ُعدينة‪ .‬إسماعيل األكوع‪ ،‬البلدان اليمانية‪ ،‬ص‪.204‬‬
‫((( مدرسة تقع يف ذي ُهزيم غربي حصن تعز‪ ،‬يف الجنوب الغربي منها‪ ،‬مؤسسها األمير‬
‫سيف الدين سنقر األتابك األيوبي (ت‪608 :‬هـ‪1211 /‬م)‪ ،‬وأوقف عليها أوقا ًفا‬
‫جيدة‪ .‬انظر‪ :‬السنيدي‪ ،‬المدارس اليمنية‪ ،‬ص‪.73‬‬
‫‪279‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫صيت‪ ‬عظيم‪ ،‬وجاه متسع مستقيم عند الملك األشرف وغيره‪ ،‬وكرم عزيز‬
‫ونصرة الشريعة المطهرة‪ ،‬وأمضى حكمها على القوي والضعيف [‪/96‬ب]‪،‬‬
‫وبسط يده يف عقوبة من استحق العقوبة من أولي المراتب العليا‪ ،‬وال يزيده‬
‫ذلك عند الملك إال رفعة‪ ،‬ولما اشتدت هيبتهم له‪ ،‬وحسدوه أبناء جنسه تمالوا‬
‫عليه عند الملك‪ ،‬وعملوا عليه المكيدة عند الملك‪ ،‬فحفظه اهلل تعالى وحماه‬
‫وكفاه‪ ،‬فألقى يف قلب الملك الشفقة عليه والخوف من أن يصالوه‪ ،‬فنقله إلى‬
‫قضاء المهجم‪ ،‬ولم يزل ما يف قلبه له‪ ،‬بل زاده رفعة وإكرا ًما‪ ،‬وأجرى له من‬
‫الحظ والجاه وقبول الكلمة أضعاف ما فعله له بتعز‪ ،‬شهر هنالك بشهرة تؤتى‬
‫على ما كان له من مكارم األخالق‪ ،‬وحسن الشيم‪ ،‬وبذل المعروف‪ ،‬وإطعام‬
‫الطعام‪ ،‬ولم يزل هبا إلى أن تويف بالتاريخ الذي ذكره مبطونًا شهيدً ا‪ ،‬ودفن بتعز‬
‫بجنب عمه إسماعيل ‪-‬رحمة اهلل عليهما‪ ،-‬وما أحقه بقول األول‪:‬‬
‫لنا ســيــدٌ أرب ــى على كــل ٍ‬
‫سيد * جـــوا ٌد حثا يف وجــه كــل جــواد‬
‫ولقد واهلل أظلمت الدنيا بعده‪ ،‬وتغير حال أهله وولده وعياله‪ ،‬ومن كان قد‬
‫اعتاد بره ومعروفه [‪/97‬أ]‪ ،‬حتى إهنم لينكرهم من كان يعرفهم يف حياته‪ ،‬وما‬
‫لف‪:‬‬‫أحقه بقول من قال‪ ،‬يف أبي د ٍ‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫(‪)1‬‬

‫(‪)2‬‬
‫لــــــــف(‪ * )1‬و َّلــــت الــدنــيــا عــلــى أثـــــره‬‫فــــــإذا و َّلــــــى أبـــــو ُد‬
‫(‪.)2‬‬

‫((( الشطر األول من البيت ساقط من (ب)‪.‬‬


‫((( يقول يف مطلع القصيدة‪:‬‬
‫إنــــمــــا الـــدنـــيـــا أبـــــو دلـــف * بـــيـــن بــــاديــــة ومــحــتــضــرة‬
‫فـــــــــإذا ولـــــــى أبـــــــو دلــــف * ولـــــت الـــدنـــيـــا ع ــل ــى أثــــره‬
‫انظر‪ :‬الصفدي‪ ،‬صالح الدين خليل بن أيبك (ت‪764 :‬هـ)‪ ،‬نكث الهميان‬ ‫ ‬
‫يف نكت العميان‪ ،‬علق عليه ووضع حواشيه‪ :‬مصطفى عبد القادر عطا‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪280‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫وبقول األعرابي الوافد على الفضل بن يحيى(‪ )1‬حين امتدحه‪ ،‬فأجزل(‪ )2‬له‬
‫الصلة‪ ،‬فلما هم أن ينصرف بكى‪ ،‬فقال له الفضل‪ :‬لعلنا قصرنا يف حقك‪ .‬فقال‪:‬‬
‫[شعرا](‪:)3‬‬
‫ً‬ ‫ال واهلل‪ ،‬ولكني علمت بيتين‪ .‬فقال له الفضل‪ :‬ما هما؟ فأنشأ يقول‬
‫لــعــمــرك مــا ال ــرزي ــة هـــدم دار * وال فـــرس يــمــوت وال بعير‬
‫(‪)5‬‬
‫* يــمــوت لــمــوتــه بــشــر كــثــيــر‬ ‫(‪)4‬‬
‫ولــكــن ال ــرزي ــة مـــوت حـــر‬
‫(‪)5( )4‬‬

‫= دار الكتب‪ ‬العلمية‪ ،‬بيروت‪1428 ،‬هـ‪2007 /‬م‪ ،‬ص‪ .193‬وأبو دلف العجلي هو‬
‫القائد القاسم بن عيسى بن إدريس بن معقل‪ ،‬شاعر وأديب فاضل وشجاع‪ ،‬قلده‬
‫الرشيد وهو حديث السن أعمال الجبل‪ ،‬فلم يزل عليها إلى أن تويف سنة ‪225‬هـ‪/‬‬
‫‪839‬م‪ .‬انظر‪ :‬المرزباين‪ ،‬أبي عبيد اهلل محمد بن عمران (ت‪384 :‬هـ)‪ ،‬معجم‬
‫الشعراء‪ ،‬تصحيح وتعليق‪ :‬الدكتور ف‪ .‬كرنكو‪ ،‬ط‪ ،2‬مكتبة القدسي‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بيروت‪1402 ،‬هـ‪1982 /‬م‪ ،‬ص‪.334‬‬
‫((( هو أبو العباس الفضل بن يحيى بن خالد بن برمك‪ ،‬اشتهر بالكرم والجود‪ ،‬وقد‬
‫واله هارون الرشيد الوزارة‪ ،‬وكانت أم الفضل قد أرضعت الرشيد‪ ،‬واسمها زبيدة‬
‫من مولدات المدينة‪ ،‬والخيزران أم الرشيد أرضعت الفضل‪ ،‬فكانا أخوين من‬
‫الرضاع‪ ،‬وقد تويف يف السجن سنة ‪192‬هـ‪807 /‬م‪ .‬للمزيد عنه انظر‪ :‬ابن خلكان‪،‬‬
‫وفيات‪ ‬األعيان‪.36 -27 /4 ،‬‬
‫((( يف (ب) فأجرى‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) ولكن الذرية هدم دار‪ ،‬ويبدو أنه سهو وتكرار من الناسخ‪.‬‬
‫((( ورد ذكر البيتين يف كتاب‪ :‬اإلصابة يف تمييز الصحابة‪ ،‬دون أن يحدد صاحبها‪ ،‬وهما‪:‬‬
‫زي ــة هــدم دار * وال شــــاة تــمــوت وال بعير‬‫لعمرك مــا ال ـ ّـر ّ‬
‫زيــة مــوت شخص * ي ــم ــوت بــمــوتــه عــلــم كبير‬ ‫ولكن الـ ّـر ّ‬
‫ّ‬
‫انظر‪ :‬ابن حجر العسقالين‪ ،‬أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد‬ ‫ ‬
‫(ت‪852 :‬هـ‪1448 /‬م)‪ ،‬اإلصابة يف تمييز الصحابة‪ ،‬تحقيق‪ :‬عادل أحمد عبد الموجود‬
‫وعلي محمد معوض‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪1415 ،‬هـ‪.123/1 ،‬‬
‫‪281‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫وأجرى هذا األعرابي هذا المعنى من قوله األول يف معنى ما عز فيه من قول‬
‫شعرا‪:‬‬
‫الربيع بن زياد‪ ،‬وقيس بن زهير العبسي ً‬
‫(‪)1‬‬

‫(‪)1‬‬
‫وما كان قيس هلكه هلك واحد * ولــكــنــه ُب ـنْ ـ َيــان ق ــوم تــهــدمــا‬
‫واهلل المستعان وعليه التكالن‪.‬‬
‫ولما حجب بصر ولده يف سنة تسع وثمانمائة(‪ )2‬نقل إلى قضاء الكدراء إلى‬
‫ولده أبي القاسم الطيب(‪ ،)3‬والخطابة هبا إلى ولده عبد الرحمن [‪/97‬ب]‪،‬‬
‫ٍ‬
‫قاض بالمهجم بعد أخيه المذكور يف سنة‬ ‫وسطرت هذه األحرف وولده عثمان‬
‫خمس عشرة وثمانمائة(‪ ،)4‬والحمد هلل الذي بنعمته تتم الصالحات‪.‬‬
‫قديما وحدي ًثا‪،‬‬
‫ً‬ ‫فصل‪ ،‬ويف هذا الفخذ؛ أعني بني عربد الشرف والسؤدد‬
‫والذي رأس العلم منهم يف برع‪ ،‬وولي القضاء إلى وقتنا قريب من عشرين‬
‫رجل أو يزيدون‪ً ،‬‬
‫فضل عن غيرهم ممن اشتهر بالتدريس والفتيا والخطابة‪،‬‬ ‫ً‬
‫وولوا قضاء عدة من مدائن اليمن‪ ،‬منها‪ :‬الجند وزبيد وتعز والمهجم‬

‫((( صاحب هذه المرثية هو عبده بن يزيد (الطبيب) بن عمرو بن علي بن التميمي (ت‪:‬‬
‫‪25‬هـ‪645 /‬م)‪ ،‬وكان من أشهر شعراء الجاهلية واإلسالم‪ ،‬وقالها يف أبي علي‬
‫قيس بن عاصم بن سنان المقريزي السعدي التميمي‪ ،‬أحد أمراء العرب وعقالئهم‬
‫شاعرا اشتهر وساد يف الجاهلية‪ ،‬وهو‬
‫ً‬ ‫الموصوفين بالحلم والشجاعة فيهم‪ ،‬وكان‬
‫ممن حرم على نفسه الخمر فيها‪ ،‬ووفد على النبي ﷺ يف وفد تميم سنة ‪9‬هـ‪/‬‬
‫‪630‬م فأسلم‪ ،‬وقال النبي ﷺ لما رآه‪ :‬هذا سيد أهل الوبر! واستعمله على صدقات‬
‫قومه‪ ،‬ثم نزل البصرة يف أواخر أيامه‪ ،‬وروى أحاديث‪ ،‬وتويف هبا سنة ‪20‬هـ‪640 /‬م‪.‬‬
‫انظر‪ :‬الزركلي‪ ،‬األعالم‪.206 /5 ،172 /4 ،‬‬
‫((( ‪809‬هـ‪1406 /‬م‪ .‬ويف (ب) سبع وثمان مائة ‪807‬هـ‪1404 /‬م‪.‬‬
‫((( يف (ب) خطيب‪.‬‬
‫((( ‪815‬هـ‪1412 /‬م‪.‬‬
‫‪282‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫والمحالب وحيس [ومور](‪ )1‬وموزع والقحمة والكدراء وبيت حسين‪ ،‬وكان‬


‫قديما يف الدولة المؤيدة‪ ،‬ولم يزل منهم يف كل وقت منذ خرج‬ ‫ً‬ ‫ينفرد بقاض‬
‫أسالفهم لطلب العلم قضاة وخطباء ومدرسون ومفتون يف عدة من الفنون إلى‬
‫وقتنا هذا‪ ،‬وهبم ينتفع يف أكثر بالد اليمن‪ ،‬والحمد هلل‪ ،‬واهلل تعالى يحفظ عليهم‬
‫مجدهم وشرفهم وفضلهم الذي لم يزالوا له ً‬
‫أهل‪.‬‬
‫قديما‪،‬‬
‫ً‬ ‫ومن الفقهاء الناشريين [‪/98‬أ] رجل اسمه محمد‪ ،‬شهر بالفقيه‬
‫وأخربين بعض أهل الفقه أن الفقيه الناشري‪ ،‬وأظنه أول من قدم اليمن منهم‬
‫لطلب العلم‪ ،‬وأنه كان يقرأ العلم بمكة المشرفة على الفقيه إسماعيل ابن‬
‫أبي‪ ‬الضيف(‪ - )2‬رحمه اهلل تعالى‪ ،-‬فقال له يو ًما‪« :‬إنك لو طلبت العلم بزبيد‬
‫كان أنفع لك»‪ .‬وكال ًما من هذا معناه‪ ،‬وبلغني أنه قدم زبيد لطلب(‪ )3‬العلم‪،‬‬
‫وساد فيها ورأس واهلل أعلم‪ ،‬وأنه كان كثير التنقل يف اليمن‪ ،‬وكان له بنتان؛‬
‫نكحت إحداهما بواسط زبيد‪ ،‬ورزقت هبا ذرية كثيرة‪ ،‬كان منهم قوم يعرفون‬
‫كثيرا هبذا النسب‪.‬‬
‫ببني المسيح‪ ،‬وكانوا يصلون الفقهاء الناشريين ً‬
‫وأن األخرى إحدى جدات القضاة والوزراء بنو محمد بن عمر‪ ،‬وكان‬
‫هؤالء الوزراء يواصلون الفقهاء الناشريين‪ ،‬ويكثرون الصلة لهم لهذا النسب‪،‬‬
‫وال يزالون يذكرون لهم هذه الصلة‪ ،‬ورأيت اسم الفقيه محمد الناشري الذي‬
‫يف طبقة سماع السنن [‪/98‬ب]‪ ،‬ألبي داود على الشيخ برهان الدين نصر‬
‫الحصرمي ‪ -‬بضم الحاء المهملة والصاد المهملة‪ ،-‬وكان الحصرمي‬ ‫ابن علي ُ‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( كان من أعيان مشايخ مكة والمدينة وعلمائهما يف ذلك الحين‪ ،‬وقد قرأ على يديه‬
‫العديد من علماء اليمن وفقهائه‪ .‬انظر‪ :‬الخزرجي‪ ،‬العقود اللؤلؤية‪.142 /1 ،‬‬
‫((( يف (ب) لتعلم‪.‬‬
‫‪283‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫هذا ممن أدرك الشيخ الصالح القطب [سيدي وشيخي](‪ )1‬محي الدين بن عبد‬
‫القادر الجيالين ‪ -‬رضي اهلل عنه ونفع به وانتفع به ورزق بربكته‪ ،-‬ثم انتقل‬
‫[من بغداد إلى مكة المشرفة](‪ ،)2‬وولي إمامة المقام الشريف هبا‪ ،‬ثم انتقل إلى‬
‫المهجم لنشر العلم الشريف وتويف هبا‪ ،‬وقربه مزار معروف بقرب الشيخ برهان‬
‫الدين‪ ،‬والذي أخذ عنه العلم محمد بن إسماعيل الحضرمي وغيره‪ .‬وحكي‬
‫أن القاضي عمر بن أبي بكر تزوج أبنة لهذا المذكور‪ ،‬وأتت بابن له ‪ -‬واهلل‬
‫أعلم‪ ،-‬وتويف [يف](‪ )3‬موضع قبلي تعز‪ ،‬بينهما نصف يوم بمعشار شيبة‪ ،‬بعزلة‬
‫إذا مات قوم يعرفون باألشوار(‪ ،)4‬أصلهم من عك بن عدنان‪ ،‬ويذكرون أهنم‬
‫من ناشر بن عامر بن ناشر بن تيم(‪ )5‬بن سملقه بن الحباب‪ ،‬على ما أخرب به‬
‫رجل صالح متفقه‪ ،‬طالب علم‪ ،‬محصل ضابط حسن الشيمة‪ ،‬عظيم الرغبة‬
‫)(‪ )6‬حسن بن مسعود بن معوضة بن علي بن مسعود بن‬ ‫[‪/99‬أ]‪ ،‬اسمه (‬
‫علي بن يحيى الناشري على اصطالحاهتم يف النسبة‪.‬‬
‫قال‪ ،‬ومن المستفيض بينهم أهنم من الفقهاء الناشريين‪ ،‬وأن سبب افرتاقهم‬
‫دعوة صالح عليهم‪ ،‬ولعله من ذرية هذا المذكور‪ ،‬وإال فإنه بلغني أنه لزم الجبال‬
‫يف آخر عمره واهلل أعلم‪ ،‬ولما ولي القضاء رضي الدين أبو بكر بن عمر‬
‫(‪)7‬‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫أيضا‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪ ،‬والتصحيح ً‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) بالعشور‪.‬‬
‫((( ابن تيم ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫((( كلمة مطموسة يف (أ)‪ ،‬ويف (ب) لم يوجد ذلك الطمس فكتب االسم مباشرة حسن‬
‫ابن مسعود بن معوضة‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫((( عمر ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫‪284‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫ابن عثمان بن أبي بكر بالجند دعا هبم األمير نائبه وتكثر هبم‪ ،‬فأجابوه ولم‬
‫ينكروا عليه دعوته‪.‬‬
‫من قرى‬ ‫فصل‪ ،‬ومنهم قوم يشهرون بالعرابدة‪ ،‬يسكنون النعميسة‬
‫(‪)1‬‬

‫العبيدية(‪ )2‬بسر ُدد‪ ،‬ومنهم الشيخ عثمان بن عمر بن علي بن عربد وأخوه علي‪،‬‬
‫ولهما هناك عقب‪ ،‬وكان لعثمان شهرة بكرم النفس والسخاء‪ ،‬وحسن الخلق‪،‬‬
‫ومن ذريته أحمد خزيمة بن أحمد بن عثمان بن يوسف بن عثمان‪ .‬ولخزيمة‬
‫خمسة من الولد‪ ،‬وابن أخٍ لخزيمة ّ‬
‫يسمى أحمد بن مالك بن أحمد ابن عثمان‪،‬‬
‫أيضا [‪/99‬ب] وغيرهم‪ .‬ومن ولد أخيه‬ ‫ومنهم محمد بن يوسف بن عثمان ً‬
‫علي‪ ،‬الفقيه الفاضل محمد بن علي بن عمر بن علي بن عمر عربد‪ ،‬وكان‬
‫يسكن قرية(‪ )3‬من حارة سر ُدد‪ ،‬وقد انقطع منه العقب‪.‬‬
‫ومن العرابدة‪ :‬أبو بكر بن عبدل من سكنة بيت المفحق بالعيدية من سر ُدد‪،‬‬
‫قديما إلى‬
‫ومنهم بنو الدشيش‪ ،‬واسمه أبو بكر بن علي‪ ،‬وكان [قد] انتقل ً‬
‫(‪)5‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫المنيفة من أرض عبس وسكن هبا‪ ،‬وله ذرية هبا‪ ،‬وكان يشهر بالصالح والعبادة‬
‫والنسك‪ ،‬وإطعام الطعام‪ ،‬وذريته على ذلك‪ ،‬حيث كانوا إلى اآلن‪ ،‬وكان من‬
‫أرباب األحوال‪ ،‬وبلغني أنه انقطع منه العقب‪.‬‬
‫مح ّرق ‪ -‬بفتح الحاء والراء المشددة‪ -‬الذين منهم‪:‬‬
‫ومنهم بالناشرية بنو َ‬
‫أبو بكر سويد بن عمر بن أحمد محرز اللين ‪ -‬بالحاء المهملة والزاي‪-‬‬

‫((( يف (ب) التعميمة‪.‬‬


‫((( يف (ب) المعيدية‪.‬‬
‫((( يف (ب) قري ًبا‪.‬‬
‫((( العبارات الثالث األخيرة ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪285‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫ابن عمر بن الحجب بن علي المحرق بن أحمد بن عمر عربد‪ ،‬وكان‬


‫يسمى حسن‪ ،‬ومن ذرية الحجب علي بن أبى بكر بن عثمان‪.‬‬ ‫للحجب ولد ّ‬
‫ومن بني المحرق أحمد العبيدي [‪/100‬أ]‪ ،‬بتصغير عبد‪ ،‬وال عقب له‪ .‬وبنو‬
‫العليكي‪ ،‬وقد انقطع منهم العقب‪ ،‬وبنو المغاوي‪ .‬ومن بني المغاوي‪ :‬محمد‬
‫يسمى مغاوية‪،‬‬
‫ابن علي بن أبي بكر بن حسن بن المغاوي‪ ،‬وأظن المغاوي ّ‬
‫وهو ابن أحمد عربد‪ ،‬ويقال‪ :‬بل هم ولد حسن بن الحجب‪ .‬ولمحمد هذا‬
‫ثالثة من الولد‪.‬‬
‫والفخذ الثاين من بني ناشر‪ ،‬قلت‪ :‬ولما ذكر المولف ‪-‬رحمه اهلل تعالى‪-‬‬
‫أنه طال االتساع يف ذكر أهل هذا البيت‪ ،‬تركنا [منهم](‪ )1‬فخو ًذا إلى قوم من‬
‫بني ناشر يسكنون ببيت حجر من الزيدية بسر ُدد‪ ،‬أهل ديانة وصيانة‪ ،‬يعرفون‬
‫ببني األشكل‪ ،‬لهم خوال ٌة من الفقهاء الحضارم‪ ،‬وقد تركت أربعة فخوذ من‬
‫الناشريين حتى طال [الذكر](‪ )2‬قوم يعرفون ببني البوازي‪ .‬والفخذ الثاين‪:‬‬
‫بنو الياحوم‪ .‬والفخذ الثالث‪ :‬بنو طبيق بتصغير طبق‪ ،‬والرابع‪ :‬بنو الوقاع‪،‬‬
‫ويسموا الكرامشه‪ ،‬وكان أحد شيوخ المصنفين قد أدخل نسب الناشريين إلى‬
‫بني مدركة [‪/100‬ب]‪ ،‬وأدخلها إلى مضر‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ومما نظمه المؤلف ‪ -‬رحمه اهلل تعالى‪:-‬‬
‫فـــمـــنـــيـــتـــي إلــــــــى غـــافـــق * ومـــن غــافــق يف بــنــي سملقة‬
‫ومـــــــــــن(‪ )3‬عــــــدت تــيــمــهــا * ومـــن تــيــم يف نــاشــر المتقى‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( مطموسة يف (أ)‪ ،‬التكملة من (ب)‪.‬‬
‫‪286‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫وأ َّما القيانة‪ :‬فهم نافر أبو المنافرة‪ ،‬القبيلة المشهورة غربي سهام‪ ،‬وأخوهم‬
‫مقصر أبو المقاصرة‪ ،‬يسمى هبذا االسم ألنه ولد لستة أشهر‪ ،‬وأمهم القيانة من‬
‫(‪)1‬‬
‫سعد العشيرة المذحجية نسبوا إليها‪ ،‬وقال شاعرهم‪:‬‬
‫ِ (‪)1‬‬
‫وأســلــم وأحــــدب الــخــيــار‬ ‫أنــا مــن ثــار حين يدعى ثــاري‬
‫والمقصريون‪ :‬لهم شطاري‪ ،‬ودار المقاصرة التي يسكنوها‪ ،‬البلد التي‬
‫تنسب إليهم وتعرف هبم‪ ،‬ويليها الدهنة‪ ،‬بلد الدهنيين والرئاسة التي للمقاصرة‬
‫يف قبيلتين‪ ،‬وهما‪ :‬بنو عمير‪ ،‬وبنو غربين‪ .‬فمن بني عمير‪ :‬بنو القرابلي لهم‬
‫رئاسة وشرف وشهرة‪ ،‬ولم يكن أمراء يف عك إال سملقة‪ ،‬وبعده شرحبيل‪.‬‬
‫ومن أوالد عبد اهلل‪ ،‬وبنو المجعش من فخوذ المقاصرة‪ :‬بنو أحدابة‪ ،‬وبنو‬
‫غريب(‪[ ،)2‬منهم‪ :‬بنو الربنقش] (‪ )3‬وبنو عمران‪ ،‬وبنو [‪/101‬أ] زقين‪ .‬والقبيلة‬
‫األخرى الذين هم بنو غربي(‪ ،)4‬منهم بنو الربنقش‪ ،‬وهم أربعة فخوذ منهم‪:‬‬
‫الكرابقة‪ ،‬والطماطقة‪ .‬ومن بني غربي‪ :‬المجامشة(‪ ،)5‬والدهامش‪ ،‬وبنو‬
‫راحل‪ ،‬ومن أعيان المقاصرة المشهورون بالديانة(‪ ،)6‬الفقهاء‬ ‫البطيحة‪ ،‬وبنو َ‬
‫بني أبو الفوارس‪ ،‬لهم قرية بالمقصرية‪ ،‬تنسب إليهم‪ ،‬وكان من المشهورين‬
‫بالصالح وبقريته جماعة يشهرون بالخير والصالح‪ ،‬منهم‪ :‬الفقيه علي‬
‫المعروف بالخطيب‪ ،‬وكان كثير الحج على قدميه إلى بيت اهلل الحرام‪.‬‬

‫((( الشطر الثاين من البيت ساقط من (ب)‪.‬‬


‫((( يف (ب) بنو عربي‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( كتبت يف (أ) بالغين‪ ،‬ويف (ب) بالعين‪.‬‬
‫((( يف (ب) المجاشمة‪.‬‬
‫((( يف (ب) بالرئاسة‪.‬‬
‫‪287‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫ومن المقاصرة المشايخ بني كيدح(‪ ،)1‬ولهم قرية تعرف هبم‪ ،‬وهم أهل‬
‫تصوف‪ ،‬ومنهم‪ :‬الشيخ أبو بكر بن كيدح‪ ،‬تويف سنة أحد وثمانين وسبعمائة(‪،)2‬‬
‫وكان له ذكر وصيت بالسخاء وحسن الخلق ‪ -‬رحمه اهلل تعالى‪ ،-‬ويقال إن‬
‫بني كيدح‪ ،‬وبنو أبي الفوارس من أوالد خد بن غنم وآخرين من القيانة‪ ،‬وذلك‬
‫أن القيانة خرجوا من قريتهم المعروفة هبذا االسم من قرى [‪/101‬ب] الحازة‬
‫بالمقصرية‪ ،‬وسكنوا أسفل البلد‪ ،‬فدخلوا يف المقاصرة‪ ،‬فالتبسن هبم واهلل‪ ‬أعلم‪.‬‬
‫ومن المقاصرة فخذ يسكنون بين رماع وذؤال‪ ،‬ولهم كثيب المقاصرة‪،‬‬
‫ومنهم الفقهاء المعروفون ببني زياد‪ ،‬أهل حلة زياد‪ ،‬وهم أهل فقه وصالح‬
‫وديانة وصيانة ظاهرة‪ ،‬ولهم تصوف ينسبون فيه إلى الشيخ أبو الغيث بن جميل‪،‬‬
‫مشهورا بالعلم والورع ‪ -‬رحمه اهلل‪ ‬تعالى‪.-‬‬
‫ً‬ ‫منهم الفقيه زياد بن علي‪ ،‬كان‬
‫ومن أهل رئاستهم بني القرابلي‪ ،‬منهم أمراء مشاهير من قبل بني رسول‪،‬‬
‫وكان اآلخر منهم بالرئاسة عبد الباقي بن أحمد‪ ،‬وله أخبار يطول ذكرها‪،‬‬
‫ووقائع وحكايات مشهورة‪ ،‬منها‪ :‬أنه كان أزعج بكثرة خروجه من سلطان‬
‫عصره‪ ،‬فنزل لقتاله وحاصره يف حازة سر ُدد حتى تفرقت‪ ،‬وأكل هو وأهل بيته‬
‫ما يأكله المضطر من العدم‪ ،‬ولم يدخل يف طاعته [‪/102‬أ]‪ ،‬ثم مل السلطان‬
‫من اإلقامة والمحاصرة‪ ،‬وارتفع إلى المهجم من غير أن يظفر به بشيء‪،‬‬
‫فأخذ أعقاب العسكر ولم يحرم منهم سوى السلطان ومن كان بين يديه‪،‬‬
‫فزاد ذلك [يف](‪ )3‬غيظ الملك حتى مضت مدة؛ فرضي فيها عنه‪ ،‬ثم جاء إلى‬

‫((( يف (ب) كديح‪.‬‬


‫((( ‪781‬هـ‪1379 /‬م‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪288‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫السلطان على أمان منه فقتله‪ ،‬ويقال إن الملك هو الذي ن َّبه ولي المقتول على‬
‫كثيرا ما [كان](‪ )2‬يتمثل هبذا البيت بعد [أن]‬
‫(‪)3‬‬
‫ذلك ‪ ،‬وقيل إن الملك كان ً‬
‫(‪)1‬‬

‫شعرا‪:‬‬
‫قتله‪ ،‬وهو من نظمه ً‬
‫ال ــغ ــدر يف الـــغـــدار عــيــن وفــا * مـــا خــــاب ذو غــــدر بــغــدار‬
‫وكان عبد الباقي ممن برع يف الجمال‪ ،‬وضربت فيه األمثال‪ .‬وأما لعسان بن‬
‫عامر بن غافق؛ فقبيلته مشهورة‪ ،‬وهبا سميت البلد المعروفة شرقي القحرية‪،‬‬
‫أولد لعسان أوال ًدا‪ ،‬منهم‪ :‬سعد‪ ،‬وتيم‪ ،‬وحرب‪ ،‬ووالب‪ ،‬ولؤي‪ ،‬وركب‪،‬‬
‫ووهب‪ ،‬والربيل‪ ،‬والرباب‪ ،‬وعمر‪ ،‬و ُفيِن‪ ،‬وربيعة‪ .‬ويقال إن‪ :‬الرباب بن حرب‬
‫بن لعسان‪ ،‬ويقال‪ :‬إن ركيب أبو الركب‪ ،‬ويف األشعريين قبيلة تعرف بالركب‬
‫[‪/102‬ب]‪ ،‬منهم المشهورين هبذا االسم‪ ،‬وقيل‪ :‬هم من قضاعة‪ ،‬ويف المثل‪:‬‬
‫«أجلب بالركب بيت شرف لعسان»‪ ،‬وبني مجيد‪ ،‬وتيم بن لعسان‪ ،‬وسرددهم‪.‬‬
‫ذرحا ‪ -‬بالذال المعجمة‪ ،‬والراء‬
‫فصل‪ ،‬وأما كارع بن عامر بن غافق‪ ،‬فأولد ً‬
‫يسمى حماطة‪ ،‬وهم‬
‫والحاء المهملتين‪ -‬قبيلة مسكنهم فوق لعسان‪ ،‬حصن ّ‬
‫أوالد أذروح‪ .‬فأولد األذروح‪ :‬وحش ًيا‪ ،‬وعبد اهلل‪ ،‬فأولد وحشي‪ :‬رضالة‪،‬‬
‫وغريب‪ .‬فبنو غريب هم بيت األذروح‪ .‬وأما أكروع بن عامر بن غافق فأولد‪:‬‬
‫جيعان‪ ،‬والحارث‪ ،‬وشاكر‪ ،‬وعل ًيا‪ ،‬وعو ًفا‪ .‬فمن شاكر‪ :‬بنو شاكر بالقطيع من‬
‫مساوى‪[ .‬ومن](‪ )4‬بني عوف بنو عدنان بن الشعرا‪ ،‬والعدد من أكرع يف‪ ‬الجميع‪.‬‬

‫قصاصا بطلب ولي المقتول قتله‪ ،‬ويقال إنه الملك‪.‬‬


‫ً‬ ‫((( كتب يف هامش (ب)‪ :‬إنما قتله‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪289‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫فصل‪ ،‬وأما مالك بن غافق [فأولد](‪ :)1‬ضحار ودهنة وسلمى‪ ،‬وكانت‬


‫سلمى عند مالك بن عبس‪ ،‬فأولد منها‪ :‬منس ًكا‪ ،‬ومنبه(‪ ،)2‬وهي ً‬
‫أيضا أم عمر‪ ‬‬
‫ابن عمران(‪ )3‬بن ربيعة بن عبس‪ ،‬فإنه أخو منس ًكا ومنب ًه ألمهما‪ ،‬وابن [‪/103‬أ]‬
‫عمهما‪ .‬فأما ضحار بن مالك بن غافق‪ ،‬فأولد‪ :‬آمنة والسمين‪ .‬واسمه عبد‪ ‬اهلل‪،‬‬
‫وأولد السمين‪ :‬عبادة‪ ،‬وشهر‪ ،‬وخجل‪ .‬وبيت سؤدودة وفخارة يف عبادة‪ ،‬منهم‪:‬‬
‫بنو أبي الروم بن عبيد بن عبد‪ ‬اهلل بن محمد بن عبد الرحمن بن خلف ابن عبادة‬
‫ابن السمين‪.‬‬
‫وأ ّما ِدهنة‪ - :‬فهو بكسر الدال المهملة‪ ،-‬وهو بطن مشهور‪ ،‬ولهم بلد تعرف‬
‫هبم وتنسب إليهم‪ ،‬واسمه زكي بن مالك بن غافق‪ ،‬ومن أوالده‪ :‬الرامي‪ ،‬والزين‪،‬‬
‫أبناء أو أبنين بن جميلة من الوداع بن كشب بن عبد اهلل بن وحران بن ِدهنة‪،‬‬
‫وقد انقرض أوالد الزين‪ ،‬ودخلوا يف إخواهنم‪ ،‬ولم يبق لهم ذكر‪ ،‬فأما الرامي‬
‫أبو الرماة‪ ،‬القبيلة المشهورة‪ .‬فكان لدهينة من الولد‪ :‬المقحل‪ ،‬وزنة األصيد‪،‬‬
‫وصهيب البسالط‪ .‬ويقال إنما ولد زنة‪ ،‬وزجران‪ ،‬ومذهبة‪ .‬فأولد مذهبة‪:‬‬
‫البسالط‪ ،‬والمرقب‪ ،‬والحارث‪ ،‬وشقي‪ .‬فمن شقي‪ :‬الرقيم [‪/103‬ب]‪،‬‬
‫وأباسقة أبنا مشقي‪ ،‬وحسن بن هوش بيت سؤددهم‪ .‬وأولد زجران‪ :‬عبد اهلل‪،‬‬
‫والدَ َارم‪ .‬وأولد عبد اهلل‪ :‬المقحل‪ ،‬وكثي ًبا‪ .‬وأولد كثي ًبا‪ :‬الوداع‪ ،‬والجابر‪ .‬وأولد‬
‫الوداع‪ :‬حملة‪[ .‬وأولد حملة‪ )4(]:‬أوينا‪ ،‬والرامي‪ ،‬والزاكي‪ .‬وأولد حملة‬
‫(‪)5‬‬

‫((( زيادة يتطلبها النص لتستقيم الجملة‪.‬‬


‫((( يف (ب) ومشية‪.‬‬
‫((( ابن عمران ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( وأولد حملة ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫‪290‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫ً‬
‫عكاشا‪ .‬فمن عكاش‪ :‬بنو عب‪ .‬ومن‬ ‫أبناء وأبنين أبو جميلة‪ .‬وأولد الرامي‪:‬‬
‫الرماة‪ :‬بنو السهيل وهو أكثرهم عد ًدا‪ ،‬وبنو إبراهيم‪ :‬وهم بيت سؤددهم‬
‫ورئاستهم‪ ،‬وبنو الربزة(‪ ،)1‬وبنو الحاج‪ ،‬وبنو شكى(‪ِ ،)2‬‬
‫والحوارقة‪ ،‬وبنو محمد‪،‬‬
‫والكعادل‪ ،‬وبنو قتيبة‪ ،‬وميسر‪ ،‬وبنو ال َعمك‪.‬‬
‫وقد دخل يف الرماة قوم يعرفون بالمساودة‪ ،‬أو المشابطة‪ ،‬وأوالد الرماة‪:‬‬
‫البسيط غربي الالمية من ضاحي سهام‪ ،‬وقد انتقلوا إلى غربي سهام‪ ،‬ومنهم‬
‫قوم متفرقون يف البالد يف الرماة عدد وجلد‪ ،‬وفيهم جفوة وصلب‪ ،‬ومنهم من‬
‫شهر بالعلم واألدب‪ ،‬كالشيخ األديب [‪/104‬أ] الفاضل يحيى بن إبراهيم‬
‫ومما حكاه فيه‬
‫العمك‪ ،‬وله يف األدب علم القوايف‪ ،‬أودعه محاسن هذا الفن‪ّ ،‬‬
‫‪3‬‬
‫من محاسن الجناس قول ابن جياش الحبشي مالك زبيد‪:‬‬
‫تلك المعاهد مــن صبا وتصابي‬ ‫هلل أيـــــام الــحــصــيــب وال خلت‬
‫(‪)3‬‬
‫الهويب وشاطئ األهواب‬
‫بعض َ‬ ‫ال عــيــش إال م ــا أحــــاط بسوحه‬
‫وللشيخ يحيى يصف فيه نفسه وفرسه ورمحه‪ ،‬وكان أصم ‪ -‬رحمه اهلل‬
‫شعرا‪:‬‬
‫تعالى‪ -‬وهو قوله ً‬
‫أصم بحملة أصم حافورا‬

‫((( يف (ب) بنو الربة‪.‬‬


‫((( يف (ب) بنو أسكر‪.‬‬
‫((( يذكر الزبيدي تلك األبيات المنسوبة إلى الفاضل بن جياش الحبشي صاحب زبيد‪،‬‬
‫التي يقول فيها‪:‬‬
‫تلك المعاهد من صبا وتصابي‬ ‫هلل أيــــام الــحــصــيــب وال خلت‬
‫الهويب وساحل األهــواب‬
‫شط َ‬ ‫ال عيش إال مــا أحـــاط بسوحه‬
‫ويعرف شط الهويب بأهنا قرية من قرى وادي زبيد‪ .‬انظر‪ :‬تاج العروس‪.408 /4 ،‬‬ ‫ ‬
‫‪291‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫وله ديوان مدائح يف أوائل بني رسول الملك‪ ،‬واتصل إليه منهم بسبب ذلك‬
‫إكرام كثير‪ ،‬وكان ذا أدب غزير‪ ،‬وفضل كثير‪ ،‬وقد ذكرنا قصته مع بني خطاب‬
‫وتزويجهم له بنتهم‪ ،‬وكان ينسب الربعي‪ ،‬ولم أتحقق هذه النسبة‪ ،‬وبرع أدنى‬
‫الجبال إلى وادي سهام‪.‬‬
‫ومن الدهنيين الشيخ الصالح أبو عبد اهلل محمد بن عبد اهلل‪ ،‬وله قرية تنسب‬
‫إليه‪ ،‬وله هبا وبغيرها ذرية كثير يعرفون [‪/104‬ب] ببني عبد اهلل‪ ،‬ولهم تصوف‪،‬‬
‫وكان للشيخ المذكور قدم راسخ يف المعاملة‪ ،‬وله شهرة بالصالح والكرامات‪،‬‬
‫وله حكايات هو والفقيه موسى بن علي‪ ،‬وعبد اهلل بن جعمان عجيبة‪ ،‬وقد‬
‫ذكرناها يف كتابنا هذا يف موضعين ‪ -‬رضي اهلل عنه ونفع به [آمين](‪.-)1‬‬
‫فصل‪ ،‬وأما وحشي بن غافق فأولد‪ :‬شيام(‪ ،)2‬قبيلة غير مشهورة‪ ،‬منهم‪:‬‬
‫محمد ابن إبراهيم الشامي‪ ،‬والشاعر نسب ساعدة بن نبت بن هنشل بن‬
‫الشاهد بن عك ابن عدنان‪ ،‬وأولد ساعدة ثالثة من الولد‪ :‬الحرب‪ ،‬وبجيلة‪،‬‬
‫وجليلة‪ .‬وهو خشم األكرب‪ ،‬وكانت عند الحرب عند أخت غنم وتاج‪ ،‬وكانت‬
‫وصخرا‪ .‬أمهات بطون الحرب‬‫ً‬ ‫تسمى السيدة بنت عيد‪ ،‬فأولد منها‪ :‬ال ًما‪،‬‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫الم وصخر‪ ،‬ودعج‪ ،‬وتعج‪ ،‬قد انقرضوا ودخلوا إلى إخواهنم‪ ،‬وال ذكر‬
‫لهم‪ .‬والم بن حارث بن ساعدة(‪ )3‬قبيلة عظيمة‪ ،‬ودارهم بتهامة عظيمة(‪،)4‬‬
‫وفيها يقول شاعرهم‪:‬‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( يف (ب) سام‪.‬‬
‫((( العبارة األخيرة ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫((( عبارة ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫‪292‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫(‪)2‬‬
‫يدعون نبت العشب[من رنطال]‬ ‫ريحا يف المصيف(‪)1‬ويف الشتاء‬
‫يدعون ً‬

‫[‪/105‬أ]‬
‫(‪)2()1‬‬

‫وهما موضعان يعرفان بكنيفان(‪ )3‬بالدهم شر ًقا وغر ًبا‪ ،‬وفيهم عدد ومدد‪،‬‬
‫ولهم رئاسة وذكر جميل‪ ،‬وفيهم ديانة ظاهرة‪.‬‬
‫وأوالد الم بن الحارث بن ساعدة أوالدهم‪ :‬مالك‪ ،‬وجشم(‪ ،)4‬ومقبل‪،‬‬
‫واألهل‪ .‬وهم‪ :‬األهالية بنو الم بن الحارث‪ ،‬ومنهم‪ :‬األهالية بنو سلم سكنة‬
‫الروحا من سردد‪ ،‬وأخربين من له إطالع من العصرين أن الم بن الحارث‬
‫أولد ثمانية من الولد منهم من امرأته المذكورة أربعة‪ ،‬فعدّ من ذكرنا إال مال ًكا‪،‬‬
‫ومنهم من أمه له أربعة‪ :‬قهود‪ ،‬وجرش‪ ،‬ومجاعن‪ ،‬واألعرج‪ .‬قال‪ :‬وأوالد‬
‫جشم هم المعروفون اآلن بنو عاقل‪ ،‬وبنو محمد‪ .‬وأوالد عافر ‪ -‬بعين مهملة‬
‫ثم ألف قبل الفاء‪ -‬ثم دارهم أهل المجدي‪ ،‬وأهل المنصورية‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وأهل المجد فخذان‪ :‬المحارشة(‪ ،)5‬وأهل المنصورية بنو قاسم بن‬
‫حسن ابن قاسم‪ ،‬وهم أهل بيت رئاستهم وسؤددهم‪ ،‬منهم‪ :‬الشيخ [‪/105‬ب]‬
‫إبراهيم ابن محمد بن قاسم‪ ،‬كان ذا حسب ومروءة‪ ،‬وله خؤولة يف الفقهاء‬
‫الهرامل‪ ،‬ومنهم‪ :‬الفقيه علي بن قاسم أبي بكر بن قاسم من أهل المنصورية‪،‬‬
‫فخذ يعرفون ببني ريحان‪ ،‬أهل المسجد الجامع‪ ،‬لهم ديانة وأمانة‪ ،‬منهم‪:‬‬
‫إسماعيل بن أحمد ريحان‪.‬‬

‫((( يف المصيف ساقطة من (ب)‪.‬‬


‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) بكنيفيا‪.‬‬
‫((( يف (ب) خشيم‪.‬‬
‫((( العبارة السابقة ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫‪293‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫ومن أهل المنصورية فخذ وهم‪ :‬بنو ِ‬


‫الجحبي(‪ .)1‬قالوا‪ :‬وكان خرج من‬
‫المنصورية جماعة‪ ،‬أيام فتنة علي بن المهدي‪ ،‬سكنوا الجبال بموضعهم‬
‫المعروف بالمغارب‪ ،‬مغارب بني قاسم‪ ،‬سكنها منهم أوالد حسن بن قاسم‪،‬‬
‫ثم رجع منهم المنصورية‪ ،‬وهم الذين يعرفون ببني قاسم‪ ،‬وهم أهل رئاسة‪.‬‬
‫قال المؤلف‪ :‬وأخربين غير واحد عن الفقيه محمد بن موسى بن أحمد بن‬
‫موسى عجيل ‪ -‬رحمه اهلل تعالى‪ ،-‬وكان من أعرف الناس بمعرفة نسب عك‬
‫خصوصا أنه قال‪ :‬بنو قاسم سكنة [‪/106‬أ] المنصورية بالالمية‪،‬‬
‫ً‬ ‫بن عدنان(‪،)2‬‬
‫نسب‬
‫أشراف النسب واهلل أعلم‪ .‬ولهذا النسب يقول الناس إهنم جبالية‪ ،‬وقد َ‬
‫أوائلهم بمذهب الزيدية‪ ،‬وأخربين بعض رؤساء بني قاسم أهل المغارب‪ :‬أهنم‬
‫يرجعون إلى نسب الحارث بن عبد المطلب بن هاشم‪ ،‬أهل المنصورية فخذ‬
‫منا‪ .‬فأخربين من أثق به أوائل بني قاسم أهل المنصورية‪ ،‬كانوا يمتنعون من‬
‫قبول الزكاة‪ ،‬ويوصون أوالدهم بذلك‪ ،‬وهذا إن صح يؤيد الرواية المسموعة‬
‫من الفقيه‪.‬‬
‫ومن بني عاقل الفقيه العالمة سعد(‪ )3‬بن محمد بن معاوية العافري الالمي‪،‬‬
‫كثيرا يف سند الكايف الصرديف(‪ ،)4‬وال يسكن زبيد(‪ ،)5‬وال عقب له‪ ،‬وله‬
‫وهو يقع ً‬
‫أرض بنواحي المجدي تعرف بالمغاوية‪.‬‬

‫((( يف (ب) بنو الجحمي‪.‬‬


‫((( العبارة السابقة ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫((( ورد ذكره لدى الخزرجي أنه من العلماء الذين وجدوا يف مدينة زبيد‪ ،‬وأخذ على يده‬
‫علم الفرائض العديد من طلبة العلم‪ .‬انظر‪ :‬العقود اللؤلؤية‪.287 /1 ،‬‬
‫((( يف (ب) السرديف‪.‬‬
‫((( يف (ب) وكان يسكن زبيدا‪.‬‬
‫‪294‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫قال المخرب األول‪ :‬وأوالد مهل المحاولة‪ ،‬وهم أهل األنفة المعروفون‬
‫اآلن ببني وتيد‪ ،‬وبني زكري [‪/106‬ب]‪ ،‬وبنو السمين أهل الجبل‪،‬‬
‫والقواصرة‪ ،‬ومن القواصرة جماعة يسكنون الخوهة(‪ ،)1‬واالقافيس هم بنو‬
‫أدحم‪ ،‬والمقابسة‪ ،‬وأهل محل قيس‪ ،‬وأهل الحديدة(‪ ،)2‬والمكاورة‪ ،‬ومن بني‬
‫زكري أدحم المشهور بالكرم الجم‪ ،‬الذي امتدحه ابن حمير وغيره من شعراء‬
‫زمانه(‪ ،)3‬ومن ذريته‪ :‬قمهود‪ ،‬كان ذا كرم وفضل وصيت حسن‪ ،‬قال‪ :‬وأوالد‬
‫)(‪ ،)4‬وقد خربت قريتهم‪ ،‬ودخلوا يف‬ ‫قمهود‪ :‬القاهدة‪ ،‬وسكنه محل (‬
‫أخوهتم‪ .‬والجرابش يسكنون يف حد رماع‪ .‬والمحاوسة بنواحي النوري(‪.)5‬‬
‫والمعاوجة بالتحتيا غربي مدينة زبيد(‪.)6‬‬
‫صخرا‬
‫ً‬ ‫أما صخر فأولد‪ :‬بعج‪ ،‬ومال ًكا تؤمين‪ ،‬وصخر األصغر‪ ،‬وقيل إن‬
‫مات وامرأته حامل‪ ،‬فولدت ولدً ا فسمته باسم أبيه صخر‪ ،‬فهو صخر األصغر‬

‫((( الخوهة أو الخوخة‪ :‬من قرى هتامة على ساحل البحر األحمر‪ ،‬شمالي المخا‪ ،‬قريبة‬
‫من حيس‪ .‬الربيهي‪ ،‬طبقات صلحاء اليمن‪ ،‬ص‪277‬؛ الحجري‪ ،‬مجموع بلدان‬
‫اليمن‪ ،‬مج‪ ،1‬ج‪ ،2‬ص‪.312‬‬
‫((( يف (ب) الجدرية‪ .‬والحديدة‪ :‬مدينة يف هتامة‪ ،‬وساحل من سواحل الوادي سهام‪.‬‬
‫الخزرجي‪ ،‬العقود اللؤلؤية‪.225 /2 ،‬‬
‫((( العبارة األخيرة ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (أ) بياض يف وسطه عالمة ‪ ،X‬ويف (ب) كتبت الجملة‪ :‬وأوالد قمهود‪ :‬القاهرة‬
‫محل‪ ،‬وقد خربت‪...‬‬
‫((( النوري‪ :‬قرية جيدة بين حيس وزبيد‪ ،‬كانت عبارة عن مفازة خطيرة يهلك فيها المارة‬
‫من الناس‪ ،‬عمرها السلطان المنصور نور الدين عمر بن علي بن رسول مؤسس الدولة‬
‫الرسولية‪ ،‬وبنى فيها مسجد‪ ،‬وأمر بمسامحة من يسكنها ويزرع أرضها فصارت قرية‬
‫عامرة بالسكان‪ .‬الخزرجي‪ ،‬العقود اللؤلؤية‪.83 - 82 /1 ،‬‬
‫((( يبدو أنه يقصد هبا قرية التحيتا القريبة من زبيد‪ ،‬وقد تم الرتجمة لها ساب ًقا‪.‬‬
‫‪295‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫ابن صخر األكرب(‪ ،)1‬وأولد بعج بن صخر األكرب عداوة بينهما كلية على‬
‫أترنجة(‪ )2‬قسمتها بينهما أمهما [‪/107‬أ] بحديدة‪ ،‬فيقال عداوهتم مشهورة‬
‫ألجل ذلك‪.‬‬
‫ومن ولد مالك بن صخر الهشايم والمواسمة(‪ .)3‬ومن ولد جبل بن ساعدة‪:‬‬
‫زعل‪ ،‬وهو بطن كبير‪ ،‬ودارهم بين سردد ومور‪ ،‬وفيما بين حيس وزبيد‪ .‬وقد‬
‫نسب بني مقمة أهل بيت المدور(‪ )4‬إلى الزعليين‪ ،‬ولم يكن ذلك‪ ،‬وسبب‬
‫ذلك أنه خرج بقتل وقع عليه‪ ،‬فخرج الزعلية وأطال فيها اإلقامة‪ ،‬وعمر هبا‬
‫اآلبار‪ ،‬وهي إلى اآلن‪ ،‬فرجع بعد فقده قومه بتوخذ(‪ ،)5‬وسادوا سيادة عظيمة‬
‫البد‪ ‬من‪ ‬ذكرها‪.‬‬
‫وجبل بن ساعدة له أربعة من الولد‪ :‬نضير‪ ،‬والحرث‪ ،‬ومالك‪ ،‬وفقي‪.‬‬
‫أمهات بطون‪ :‬زن‪ ،‬وقحر‪ ،‬والربصة‪ ،‬والرقابة‪ ،‬والحماديون‪ .‬فزن‪ ،‬هو زن‬
‫بن مالك ابن جبل بن يخلد بن ساعدة‪ .‬وقحر‪ ،‬قبيلة ُع ْظ َما فيها بطون كثيرة‬
‫وأفخاذ‪ ،‬منهم‪ :‬بنو إسماعيل سكنة لعسان‪ ،‬ويقال إهنم من ولد راقب‪ ،‬وبنو‬
‫جابر‪ .‬فبنو إسماعيل وبنو جابر من بني خلف‪ .‬والشعريون [‪/107‬ب]‪،‬‬

‫((( الفقرتين األخيرتين ساقطة من (ب)‪.‬‬


‫((( ُأترنجة أو ُأ ْت ُرج‪ :‬نبات من الحمضيات‪ ،‬له العديد من الفوائد الصحية‪ .‬انظر‪:‬‬
‫الملك المظفر‪ ،‬يوسف بن عمر ابن علي بن رسول الغساين الرتكماين‪ ،‬المعتمد‬
‫يف األدوية المفردة‪ ،‬صححه وفهرسه األستاذ مصطفى السقا‪ ،‬دار القلم‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪1421‬هـ‪2000/‬م‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫((( يف (ب) الهائم والمواشمة‪.‬‬
‫((( بيت المدور‪ :‬يبدو أهنا حسب وصف المؤلف قرية للزعليين بني مقمة بين‬
‫سردد‪ ‬ومور‪.‬‬
‫((( كلمة غير مفهومة‪.‬‬
‫‪296‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫والربصة بنو الرابص بن عبادة بن صالح األكرب بن قحر‪ ،‬ومن ذريته فقي‬
‫الحمادين‪[ ،‬وقد دخل يف الحمادين بنو](‪ )1‬المؤذن‪ .‬وهم من أوالد سبأ الذي‬
‫هو منتسب إلى قحطان‪ ،‬والشرف والسؤدد لهم يف عصرنا هذا‪.‬‬
‫أيضا من سبأ‪ ،‬وقال‬‫أيضا يسمون بنو براق‪ ،‬وهم ً‬ ‫ويف المنسكيين قبيلة ً‬
‫بعضهم‪ :‬أولد جبل أوال ًدا هم‪ :‬مالك‪ ،‬ونصر‪ ،‬والحارث‪ ،‬وفقي‪ ،‬والفاقي‪،‬‬
‫وعزا‪ .‬والعز يف لغتهم الرئيس‪.‬‬
‫والناقص‪ ،‬والقلقل‪ .‬وأولد مالك‪ :‬كع ًبا‪ ،‬وزنًا‪ً ،‬‬
‫وأوالد نصر بن جبل‪ :‬جرب‪ ،‬ومحارب‪ .‬وخرج ممن خرج العرجيون‪ ،‬ومن‬
‫محارب القالقلة‪ ،‬وأظنهم أهل محل القلقل(‪ ،)2‬هذا منسوب إليه هذه القرية‬
‫بالقرب من زبيد‪.‬‬
‫فقها ذكره الجندي يف تاريخه(‪ :)3‬ولقحر(‪ )4‬أربعة من الولد‪ :‬صالح األكرب‪،‬‬
‫ً‬
‫وذي الرجلين‪ ،‬وحمير‪ .‬فصالح ولده عبد اهلل‪ ،‬والشعرا أبو الشعريين أبناء‬
‫صالح [‪/108‬أ] األكرب‪ .‬وأولد‪ :‬الشعرا‪ ،‬وهنا‪ ،‬وعليا‪ ،‬وأبا الوفا‪ ،‬وأولد‬
‫عبد اهلل‪[ :‬عبد](‪ )5‬القاهر‪ ،‬والمجدح‪ .‬وأولد المجدح ثالثة من الولد‪ :‬صالح‬
‫األصغر‪ ،‬ويحيى‪ .‬وإلى يحيى بنو يحيى المعروفون‪ ،‬ومن صالح األصغر‬
‫بنو الهرمل الفقهاء سكنة الالمية‪ ،‬ومن عبادة بن المجدح ثالثة هم‪ :‬مهدي‪،‬‬
‫وكميل‪ ،‬وأربظا أبو الربظة(‪ .)6‬وأولد بني حماد أبو الحماديين‪ ،‬والمصايدة من‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( يف (ب) الفقلة‪.‬‬
‫((( يف (ب) يف تأريخه‪ ،‬ويقصد كتاب‪ :‬السلوك يف طبقات العلماء والملوك‪ ،‬المعروف‬
‫بتاريخ الجندي‪.‬‬
‫((( يف (ب) ولصخر‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) ورابص أبو الربصة‪.‬‬
‫‪297‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫أوالد حماد(‪ ،)1‬ومن القحرا من سكن بزبيد ورماع‪ ،‬وله هبما شهرة يف الحرف‬
‫نحرا‪ ،‬وكع ًبا‪ ،‬والجايف‪،‬‬
‫من رماع‪ ،‬ومن أوالد الحارث‪ :‬الرقابة‪ .‬وأولد الراقب‪ً :‬‬
‫والمعتب‪ .‬وبيت سؤددهم يف بني نحر بن الراقب‪ .‬وبنو الجايف بن الراقب‬
‫ويسمى الحارث بن أوس‪ ،‬وهو أخو الراقب‪،‬‬
‫ّ‬ ‫يعرفون بالجفوة‪ .‬وأما الغوث‬
‫فأولد له الشاهد األصغر‪ ،‬وساعدً ا‪ ،‬واسمه وداعة بن الحارث‪ ،‬وهو الغوث‬
‫ابن األوس‪ ،‬وهو [هومة بن](‪ )2‬الحارث بن يخلد ابن ساعدة‪ ،‬ومن بني عبد اهلل‬
‫[‪/108‬ب] بن وداعة‪ :‬بشر‪.‬‬
‫ومن مشاهير زعل‪ :‬األديب الفاضل عبد اهلل بن جعفر(‪ ،)3‬وكان عفي ًفا‬
‫كاسمه‪ ،‬وله ديوان كبير فيه أبيات ومدائح‪ ،‬وله قصيدة مشهورة سأل فيها شفاء‬
‫ولده أحمد من ع ّلة أعيت األطباء‪ ،‬وهي نقطة تقرحت يف رجله‪ ،‬فنظمها ً‬
‫ليل‬
‫وأصبح ولده معا ًفا‪ ،‬وكان الملك المؤيد له عنده مكانة‪ ،‬ويمدح وزيره علي بن‬
‫محمد بن عمر العتوي(‪ ،)4‬وكان إذا قصدهما يمتحنانه بطول المكث عندهما‬
‫شعرا‬
‫بتعز‪ ،‬وال يزال يتوصل إليهما يف الفسح‪ ،‬وال يكاد أن يساعدانه‪ ،‬ومما قاله ً‬
‫((( العبارة األخيرة ساقطة (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( هو أبو محمد عبد اهلل بن علي بن جعفر (ت‪713 :‬هـ‪1313 /‬م)‪ ،‬أديب اليمن‪،‬‬
‫ً‬
‫فاضل ذا دين رصين‪ ،‬لم يحك‬ ‫شاعرا‬
‫ً‬ ‫وشاعر الدولتين المظفرية والمؤيدية‪ ،‬كان‬
‫عنه ما يشين يف دينه‪ ،‬كان كثير العبادة محاف ًظا على الصلوات المفروضة والمسنونة‪،‬‬
‫نظيف األدب‪ ،‬صار يف الدولة المؤيدية كاتب إنشاء‪ ،‬له العديد من المدائح للملوك‬
‫واألمراء يف عصره‪ ،‬ومدائح يف النبي ﷺ‪ ،‬وأشعار ربانية‪ .‬انظر ترجمته‪ :‬الجندي‪،‬‬
‫السلوك‪.352 /2 ،‬‬
‫((( هو الصاحب الوزير علي بن محمد بن عمر (ت‪713 :‬هـ‪1313 /‬م)‪ ،‬احتل مكانة يف‬
‫عهد السلطان المؤيد‪ ،‬وترك العديد من المآثر‪ .‬انظر‪ :‬األهدل‪ ،‬تحفة الزمن‪.503/2 ،‬‬
‫‪298‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫(‪)2‬‬
‫يف طلب الفسح(‪ )1‬مخاط ًبا للملك المؤيد ومداع ًبا له‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫يـــا مــلــيــكًــا لـــو وزنـــــا نعله * بجميع الخلق َطر َّا [و َز َنـ ْ‬
‫ـت]‬
‫وكنت بعد طول المكث عنها وزنت‬
‫ولم يكتب قافية البيت الثاين‪ ،‬فكتب الملك المؤيد‪ :‬وزنت روح العمري‪،‬‬
‫لقد أبدع يف التجنيس‪ ،‬وذل ذلك منهم ومن الملك [‪/109‬أ]‪[ ،‬فكتب‬
‫الملك](‪ )3‬على جودة الفهم والفطنة(‪ )4‬والتيقظ(‪ ،)5‬والصحيح أنه من الزيديين‬ ‫‪ ‬‬

‫كثيرا ما ينسب إلى‬


‫بني عمران بسردد‪ ،‬وال له هنالك أثر‪ ،‬والدليل على ذلك أنه ً‬
‫عبس بن صحارة‪ ،‬فمن ذلك ما قاله يف قصيدته‪:‬‬
‫(‪)6‬‬

‫(‪)6‬‬
‫أعربي بنيات الجديل وشدقم * دال اكاورا الزاجر [المترنم]‬
‫(‪)7‬‬
‫وقال فيها‪:‬‬
‫(‪)7‬‬
‫خليلي من عبس بن عك وإنما * خليليواالمضاءيفالبيدترتمي‬
‫ومن القحرى بن الهرملي‪ ،‬وأشهرهم الفقيه الصالح محمد بن عبد اهلل‪،‬‬
‫كان ذا ذكر عريض‪ ،‬وكرم مستفيض‪ ،‬وهو من الفقهاء الصلحاء السمحاء‪،‬‬

‫((( العبارتان األخيرتان ساقطتان من (ب)‪.‬‬


‫((( الزيادة والمراجعة للبيت من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) الفضلة‪.‬‬
‫((( يف (أ) السقط‪ ،‬والتصحيح من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪ ،‬التي جاء فيها البيت على النحو اآليت‪:‬‬
‫يعري بنيات الحديد وشدقم * دال داراكــا والداحر المترنم‬
‫((( جاء البيت يف (ب) على النحو اآليت‪:‬‬
‫خليلي خليلي واألمضاء * يف الــــبــــيــــد تـــرتـــمـــي‬

‫‪299‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫مسكنه العطفة(‪ ،)1‬وقرب فيها مكان مدرسته‪ ،‬وكان له نظر لطيف يف الورع‪،‬‬
‫وحكى أن الفقيه الصالح إسماعيل بن محمد الحضرمي نزل عنده يف بعض‬
‫(‪)2‬‬
‫أسفاره‪ ،‬وكان كثير االختالف إليه من الضحى إلى زبيد‪ ،‬وكانت قد اتسخت‬
‫ثيابه‪ ،‬فسأل من الفقيه شي ًئا من الصابون ليغسل [‪/109‬ب] به ثيابه‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫واهلل منذ بلغنا أن السالطين يطرحون السمسم على العصارة(‪ ،)3‬ما استعملنا‬
‫الصابون‪ .‬فاستعظم الفقيه إسماعيل ذلك منه‪ ،‬وقال‪ :‬هذا نظر ما اهتدينا إليه‪.‬‬
‫فقيها مجو ًدا‪ ،‬وأهله المجادلة من‬
‫ومن الرقابة‪ :‬يحيى [بن](‪ )4‬قبيع‪ ،‬وكان ً‬
‫الرقابة‪ ،‬كان مسكنه بالمرواعة‪ ،‬فقيه فاضل قرأ على الفقيه أحمد بن موسى‬
‫عجيل ‪ -‬نفع اهلل به‪ ،-‬ومن جليلة وهو جشم بن ساعدة بن نبت بن هنشل بن‬
‫الشاهد‪ ،‬فمشاهير بطوهنا‪ :‬قين‪ ،‬وهامل‪ ،‬وواليه أبناء جشم األصغر‪.‬‬
‫أما مالك فأولد توأمين هما‪ :‬غفر‪ ،‬ومعاوية‪ .‬ومن ذريته القعاميس‪ ،‬وبني ابن‬
‫عبد اهلل‪ ،‬سكنة العلف من سهام‪ ،‬وقاضية من أوالده‪ ،‬وإليه تنسب قاضية تجارة‬
‫ذؤال مما يلي بلد الالميين‪ ،‬ويقال قد انقرضت قاضية‪ ،‬ولم يبق منهم إال رجل‬
‫أو رجالن‪ ،‬وبنو البطيل‪ ،‬وبنو يحيى‪ ،‬ومن بني [زيد](‪ )5‬ابن خيثم [‪/110‬أ]‪:‬‬
‫بنو خلف بن قين‪ .‬فأما هاملة بن خيثم بن قين فهم األهمول‪ ،‬ودارهم بين‬
‫حيس والجدون‪ ،‬ولهم ثم عدد وجلد‪ ،‬وفيهم عدة أفخاذ‪ ،‬منهم‪ :‬الفقهاء أهل‬
‫الحمرانية‪ ،‬لهم شهرة بعلم األدب‪ ،‬وجودة الشعر‪ ،‬كان منهم الفقيه سراج‬

‫((( العطفة‪ :‬قرية من قرى الالمية‪ .‬انظر فيما سبق‪.‬‬


‫((( يف (ب) توسخت‪.‬‬
‫((( يف (ب) قصارة‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪300‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫الدين الهاملي‪ ،‬وهو أبو بكر بن علي بن موسى الحمراين‪ ،‬له فضل وهو دون‬
‫فضل أبيه‪ ،‬مات أبوه يف سجن الملك المجاهد بتعز ‪ -‬رحمه اهلل تعالى‪ ،-‬كان‬
‫له كلمة مسموعة عند قبيلته‪ ،‬ولعله أخذ بذلك أنساب عبد اهلل بن عك [بن‬
‫عدنان](‪ ،)1‬وهم‪ :‬عبس‪ ،‬وبوالن أبناء سخارة(‪ )2‬بن غالب بن عبد اهلل بن عك‬
‫بن عدنان‪ ،‬أمهما ليلى بنت هنشل بن الشاهد‪ ،‬أخت بنت بن هنشل‪ ،‬عمة غافق‬
‫وساعدة‪[ .‬فعبس أولد بوالن‪ ،‬ومال ًكا‪ .‬وأمهما هند بنت سهل‪ ،‬أخت غافق‬
‫أيضا‪ ،‬فأولد‬‫وساعدة](‪ ،)3‬ثم ماتت عنده‪ ،‬فخلف على أختها صفية بنت هنشل ً‬
‫وعسيرا‪ .‬فهم أربعة‪ ،‬فكان ثوبان أكرب أوالد عبس‪ ،‬وكان شري ًفا يف‬
‫ً‬ ‫منها‪ :‬ربيعة‬
‫والسودد والرئاسة يف ولده وفيه‪ ،‬ويف ولده‬
‫قومه‪ ،‬مطا ًعا يف عشيرته‪ ،‬والشرف ّ‬
‫[شعرا](‪/110[ :)4‬ب]‬
‫‪567‬‬

‫ً‬ ‫يقول‬
‫وكأفلح المفضال(‪ )5‬يف تفضيلها‬ ‫مــن ذا كثوبان الهمام وغنمه‬
‫وأبــو المشية فرعها وأصيلها‬ ‫وكنشوة(‪ )6‬المفضال أوكروا له‬
‫(‪)7‬‬
‫فتيان إلــى مالذها ووكيلها‬ ‫وأبي شرحبيل الذي افتخرت به‬
‫وأراد مالذ أبو التاجي وكيلة بن قين بن التاجي‪ ،‬وهو جد أبي شرحبيل‬
‫ابن الفاتك التاجي‪ ،‬وسيايت ذكره‪ ،‬إن شاء اهلل تعالى‪.‬‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( يف (ب) محارة‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) المعطل‪.‬‬
‫((( يف (ب) وكشوكة‪.‬‬
‫((( يف (ب) كتب الشطر الثاين من البيت‪ :‬به أمألها وبكيلها‪ .‬وهو يف كليهما غير مستقيم‪ ‬الوزن‪.‬‬
‫‪301‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫نسب ثوبان بن عبس‪ :‬فأولد ثوبان شبوة‪ ،‬وعبيد‪ .‬أ ّما شبوة فأولد‪ :‬ذؤال‪.‬‬
‫وتسمى السيدة‪ .‬وكانت عند الحارث‬
‫ّ‬ ‫غنما‪ ،‬وناج ًيا‪ ،‬وعبيدة‪،‬‬
‫وأولد عبيد‪ً :‬‬
‫ابن ساعدة أبو الم‪ .‬والغنميون أخوال الالميين‪ ،‬فلهذا هم أنسب الناس‬
‫هبم‪ ،‬فالم أخوه صخر‪ .‬فمشاهير أوالد ذؤال‪ :‬مالك‪ ،‬وصريف‪[ ،‬وكبير](‪،)1‬‬
‫وزيد‪ ،‬وزهير‪ ،‬ومعزب(‪ .)2‬أما مالك جد المالكيين‪ ،‬وصريف‪ ،‬وزيد‪ ،‬وأخوه‬
‫بنو ذؤال بن ش ْبوة‪ ،‬وزهير بن محمد بن ذؤال‪ ،‬وهو الزهريين إليه يرجع كل‬
‫زهيري‪ ‬باليمن(‪.)3‬‬
‫ومعزب‪ ،‬أبو المعازبة القبيلة المشهورة‪ ،‬وهو معزب بن عبيد [‪/111‬أ]‬
‫وكبيرا‪،‬‬
‫ً‬ ‫بن محمد بن زيد بن ذؤال‪ .‬قال الراوي‪ :‬أولد ذؤال‪ :‬مال ًكا‪ ،‬وصري ًفا‪،‬‬
‫وأنه عاش حتى كرب وهرم وكفله ولده كبير‪ ،‬وكان كثير الشفقة عليه‪ ،‬قالوا‪:‬‬
‫كبيرا أن ينكحه‪ ،‬وكان‬
‫وكان لولده صريف معرفة بعلم الحدثان ‪ .‬وكان ينهى ً‬
‫(‪)4‬‬

‫يقول‪ :‬البد لكل واحد من ولد ذؤال من رئاسة عامة يف ولده وعشيرته‪ .‬ويقول‪:‬‬
‫سيولد له ولد يكون هالك ذريتنا على يديه‪ .‬فيقال إنه نكح صبية من عند قومه‪،‬‬
‫فحملت منه بولد فسمي زيد‪ ،‬كأهنم حاولوا استقامة من الزيادة‪ ،‬وقد رأس‬
‫(‪)5‬‬

‫مالك وصريف‪ ،‬والذكر اآلن والصيت ألوالد زيد مع العرب‪.‬‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( حدث هنا نوع من التقديم والتأخير يف األسماء والعبارات بين النسختين‪.‬‬
‫((( من عبارة‪ :‬أما مالك جد المالكيين إلى كل زهير باليمن ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫((( علم الحدثان هو علم التنجيم ومعرفة الغيبيات‪ .‬انظر‪ :‬الرافعي‪ ،‬مصطفى صادق ابن‬
‫عبد الرزاق‪ ،‬تاريخ آداب العرب‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬د‪ .‬ت‪.182 /3 ،‬‬
‫((( يف (ب) ساد‪.‬‬
‫‪302‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫أما كبير بن ذؤال‪ ،‬فأولد‪ :‬عل ًيا وأبا كدر‪ ،‬وسكنه الدومة(‪ ،)1‬ومن كبير الساحبة(‪،)2‬‬
‫وهم بنو المخارقة‪ ،‬وهم الذين ينسب إليهم محل الخارق غربي‪ ‬القحمة‪.‬‬
‫ولمالك أربعة من الولد‪ :‬محمد‪ ،‬وعلي ويعرف بالعرب‪ ،‬ولعله صاحب‬
‫والسؤدد‪ ،‬فأولد‪ :‬أبا مشبه‬
‫المنيفة‪ ،‬ومري‪ ،‬وسحام األكرب‪ .‬كان يف ولده الشرف ّ‬
‫زهيرا‪ .‬فيما [قالوا و](‪ )3‬قاله إسحاق الهمداين(‪.)4‬‬
‫[‪/111‬ب]‪ .‬وأولد أبو مشبه‪ً :‬‬
‫وكان ابن األشعري سهيل بن محمد بن ذؤال‪ ،‬وأولد محمد‪ :‬أبا السباع‪،‬‬
‫والباهل(‪ .)5‬فمن أبي السباع‪ :‬بنو عجيل‪ ،‬وبنو األعلى‪ ،‬ومنه بنو مطعم‪ ،‬وبنو‪ ‬قريط‪.‬‬
‫ومن الباهل‪ :‬درارة‪ ،‬وبنو رباح‪ ،‬وبنو الدليل‪ ،‬وبنو جعين‪ ،‬وبنو الخطاب‪ ،‬وهم‪:‬‬
‫بنو الحنفي‪ .‬وما علي العربي‪ ،‬وقيل العرب من ولده‪ :‬بنو المكرول‪ ،‬وبنو‪ ‬حاحا‪،‬‬
‫وبنو ُجويب‪ ،‬وبنو الكرش‪ ،‬وبنو األسود‪ ،‬وبنو األبرع‪ ،‬وبنو‪ ‬الصربة‪ ،‬وبنو العاين‬
‫سكنة التهامة‪ ،‬ومنهم سكنة جبير(‪ ،)6‬ومنهم بنو العامل سكنة‪ ‬الزهرية(‪.)7‬‬

‫((( الدومة أو دومة تسمية لعدد من القرى يف اليمن‪ .‬انظر عنها‪ :‬المقحفي‪ ،‬معج البلدان‪،‬‬
‫‪.634/1‬‬
‫((( يف (ب) المساخنة‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( قد يكون يقصد به لسان اليمن أبو محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداين‪،‬‬
‫صاحب كتاب‪« :‬صفة جزيرة العرب»‪ ،‬وكتاب‪« :‬اإلكليل»‪ ،‬لكتابته يف أنساب‬
‫القبائل‪ ‬اليمنية‪.‬‬
‫((( الباهل ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫الج َب ْي ِرية‪ :‬من قرى الزعلية يف جنوب وادي مور بمسافة (‪ 12‬كم)‪ ،‬هبا قبور أوالد‬
‫((( جبير أو ُ‬
‫الفقيه محمد ابن يعقوب بن الكميت المعروف بأبي حربة (ت‪724 :‬هـ‪1323/‬م)‪،‬‬
‫وهي اليوم تابعة لمحافظة الحديدة‪ .‬المقحفي‪ ،‬معجم البلدان‪.289 /1 ،‬‬
‫((( الزهرية أو الزهرة‪ :‬بلدة بوادي مور من أعمال ال ُّلحية بتهامة‪ .‬الحجري‪ ،‬مجموع‬
‫بلدان اليمن‪ ،‬مج‪ ،1‬ج‪ ،2‬ص‪.396‬‬
‫‪303‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫وأما مري فلعله الذي ينسب إليه ش َعبة المري‪ ،‬وهي الشعبة المعروفة‬
‫بالخزيمي‪ .‬فأولد خمسة من الولد‪ :‬عيسى األصم‪ ،‬وبنو عمران‪ .‬وهم‪ :‬بنو‬
‫موسى‪ ،‬وبنو محكين‪ ،‬وبنو يوسف‪ ،‬وبنو البادل‪ .‬ومنه بنو األعرج‪ ،‬وبنو‬
‫الحامية‪ ،‬فعيسى [‪/112‬أ] النوق جد بني ماسن‪ ،‬وجد الهجين‪ ،‬وبنو األصم‬
‫من كان وهم‪ :‬بنو عقيقر‪ .‬ومنهم‪ :‬بنو زيد‪ ،‬وبنو األحجف أهل المحاجنة‪،‬‬
‫وإليهم تنسب اإلبل الحجن‪ ،‬ومن الحرب معيط‪ ،‬وبنو عبد اهلل‪ .‬فبنو عبد اهلل‬
‫معروفين بغسيقنة‪ ،‬وهم‪ :‬بالع‪ ،‬وبنو المعلم‪ .‬ومنهم‪ :‬حنيف‪ ،‬والربر‪ ،‬والضيف‪،‬‬
‫والربتات منسوبين إليهما‪ ،‬وقعط بنو حمزة‪ ،‬وبنو حاتم‪ ،‬وبنو قعاس‪ ،‬وموسى‪،‬‬
‫وعيسى‪ .‬فموسى أهل الجهلية‪ .‬وعيسى أهل كب والنادرة‪ .‬ومن ولد سحام‬
‫األكرب سكنة المحراق والمحرتق واهلل أعلم‪ ،‬أي بنين هذا قوم يعرفون‬
‫بالمفاخرة‪ ،‬مسكنهم الرتبات‪ ،‬وهم‪ :‬بنو زياد‪.‬‬
‫وصريف له ثالثة أوالد‪ :‬الذاكر‪ ،‬وجرف(‪ ،)1‬وعلي‪ .‬فذاكر له تسعة من الولد‬
‫وهم‪ :‬األبيض‪ ،‬وناعم‪ ،‬ومدب ويقال وهب‪ ،‬والخروج‪ ،‬ونجارة ويقال نحرة‪،‬‬
‫وعالمة‪ ،‬ومكحول‪ .‬وولد األبيض‪ :‬عبد الحميد [‪/112‬ب]‪ ،‬ورهط سكنة‬
‫جميل‪ ،‬ومن عبد الحميد ورهط سكنة البطيحى(‪ ،)2‬وهم من ولد الناعم بن‬
‫الذاكر بنو أدعم سكنة األبيات‪ ،‬ومن ذريته‪ :‬علي بن صريف العكابر هارة‪ ،‬منه‬
‫بنو جريمش وسكنة الحديد بنو المسافرة‪ ،‬وأبو الغارات‪ ،‬والجارة‪ ،‬والهدالة‪،‬‬
‫والشوش‪ ،‬وبنو هجيم‪ ،‬وبنو زكري‪.‬‬

‫((( يف (ب) الجر‪.‬‬


‫((( يف (ب) البطحاء‪.‬‬
‫‪304‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫ومن صريف اشتهر جمع كثير بالعلم والديانة والرئاسة‪ ،‬فمن أرباب الديانة‪:‬‬
‫الفقيه األحنف صاحب الثمرة‪ ،‬واسمه محمد بن إسماعيل بن عمر بن محمد‬
‫بن أحمد ابن علي [بن](‪ )1‬الشوش بن علي بن وهب بن علي بن صريف‪،‬‬
‫وله ذرية شهروا بالعلم والديانة‪ ،‬منهم‪ :‬الفقيه محمد العجمي‪ ،‬وهو محمد بن‬
‫عمر بن إسماعيل بن محمد األحنف بن إسماعيل‪ ،‬وكان أخذ األحنف العلم‬
‫عن الفقيه الصالح عبد اهلل بن أيمن الهرملي‪ ،‬كان الفقيه عبد اهلل الهرملي أحد‬
‫الفقهاء‪ ،‬هرب من ابن مهدي حتى [أتى](‪ )2‬إلى قبلي التي يف زماننا هذا‪ ،‬ويقال‬
‫إنه أموي [‪/113‬أ] النسب‪ ،‬فكان يصحب الفقيه أبا زكري يحيى العمراين‬
‫ً‬
‫طويل وور ًعا‬ ‫علما‬
‫طويل‪ ،‬وسكن معه بالجبل‪ ،‬وحمل عنه ً‬ ‫ً‬ ‫صاحب البيان زمنًا‬
‫تا ًما‪ ،‬ثم رجع إلى بلده‪ ،‬وقتله ابن مهدي‪ ،‬جرد بعض أناس من جنده‪ ،‬فلحقوه‬
‫بحد بلد القحري فقتلوه‪ ،‬هناك يسكنها بنو األهدل‪ ،‬وقربه قبلي الزاوية‪ ،‬ويقال‬
‫إنه صاحب النور الذي يرى ً‬
‫ليل ‪-‬واهلل أعلم رحمه اهلل تعالى‪.-‬‬
‫ومن صريف الفقهاء‪ :‬بنو الذؤالي سكنة فشال‪ ،‬والفقيه المشهور المعروف‬
‫بابن أبي الباطل(‪ ،)3‬وكان ابن أبي الباطل قد حمله الملك المسعودي(‪ )4‬إلى‬
‫عدن‪ ،‬وسجنه هبا‪ ،‬سببه أن الملك المسعودي كان ملك اليمن من بني أيوب‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( الزيادة والمراجعة للبيت من (ب)‪.‬‬
‫((( هو الشيخ الصالح أبو عبد اهلل محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان بن أبي الباطل‬
‫أو بطال الصويف‪ ،‬المشهور باإلمام بطال الركبي (ت بعد‪630 :‬هـ‪1232 /‬م)‪،‬‬
‫ونسبه كما يذكر بامخرمة إلى قبيلة الركب التي تسكن الجبال المطلة على زبيد‪،‬‬
‫والجبال المطلة على حيس‪ ،‬وعلى حدود الدملوة‪ .‬انظر ترجمته‪ :‬تاريخ ثغر عدن‪،‬‬
‫‪.201–200/2‬‬ ‫‪ ‬‬

‫((( يقصد به الملك المسعود صالح الدين يوسف بن الكامل األيوبي‪.‬‬


‫‪305‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫عزم على زيارة أبيه‪ ،‬فأحدث نوابه الجور من بعده‪ ،‬فظهر هو ورجل من الجبال‬
‫يسمى مرغم الصويف(‪ )1‬له عسكر عظيم‪ ،‬فقاتل نواب الملك المسعودي‪ ،‬وقتل‬
‫كثيرا‪ ،‬فأصبح وقد فقد مرغم‪ ،‬وكان يجعل كفه يف القدر وهو‬
‫من عسكره جم ًعا ً‬
‫نارا‪ ،‬ويقلب اللحم فيه وال تضره النار [‪/113‬ب] شي ًئا‪ ،‬فرجع الملك‬ ‫يفور ً‬
‫المسعودي فتخوف من ابن الباطل‪ ،‬فعجل مرغم الصويف فحبسه بعدن‪،‬‬
‫فمات هبا‪ ،‬فرثاه الفقيه محمد بن الحسين البجلي يف ذلك بيتين‪:‬‬
‫‪2‬‬

‫فــســقــاهــا اهلل مـــن بــعــد عجف‬ ‫ليت(‪ )2‬شعري أي أرض أجدبت‬


‫ورحـــمـــنـــاك بـــذنـــب قـــد سلف‬ ‫ســـاقـــك اهلل ألرض رحــمــة‬
‫وبنو جعمان أخوال الفقيه أحمد بن موسى عجيل ‪ -‬نفع اهلل به‪ ،-‬وأخوال‬
‫[أيضا](‪ )3‬المشايخ بنو الهتار أهل الرتبية وزبيد‪ ،‬ذرية‬
‫أوالده‪ ،‬ومن صريف ً‬
‫الشيخ طلحة بن عيسى الهتار‪.‬‬
‫أيضا عمر بن عدنان‪ ،‬كانت له رئاسة قديمة‪ ،‬ومكارم أخالق‪،‬‬
‫ومن صريف ً‬
‫وسخاء تناقله الخلق عن السلف‪ ،‬وله حكاية مع قتلة الشوكي هبا على وجه‬
‫االحتيال والخديعة‪ ،‬سبب حقد قديم له عليه‪ ،‬وكان ذلك يف أيام علي ابن‬
‫المهدي طاغية اليمن‪.‬‬

‫((( وهو أبو غالب مرغم الصويف‪ ،‬كان رجلً ناس ًكا‪ ،‬صاحب كرامات كما يذكر الخزرجي‪،‬‬
‫خرج على بني أيوب يف هناية دولتهم يف اليمن بعدما اشتد الظلم والجور‪ ،‬وكان قيامه‬
‫يف الحقل وبالد زبيد‪ ،‬واستجاب له كثير من الناس‪ ،‬وكانت ثورته يف سنة ‪622‬هـ‪/‬‬
‫‪1225‬م‪ .‬انظر ترجمته‪ :‬الخزرجي‪ ،‬العقد الفاخر الحسن‪ 2107 -2106/4 ،‬؛‬
‫الشعيبي‪ ،‬عبد الفتاح قاسم ناصر‪ ،‬الحياة االجتماعية واالقتصادية يف اليمن‬
‫يف عصر الدولة األيوبية (‪626 – 569‬هـ)‪ ،‬ط‪ ،1‬دار جامعة عدن‪ ،‬عدن‪،‬‬
‫‪2013‬م‪ ،‬ص‪.55‬‬
‫((( يف األصل يبدو أنه يقصد هبا ليت شعري‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪306‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫ومن صريف بنو عطيف سكنة بيت الكمل(‪ )1‬من ضاحي سهام‪ ،‬وممن‬
‫شهر بالديانة والعلم من [‪/114‬أ] المالكيين بني الصريدح‪[ ،‬منهم‪ :‬الفقيه‬
‫الصالح علي بن محمد الصريدح](‪ ،)2‬ومن أحد تالمذة الفقيه الصالح أحمد‬
‫جما ‪ -‬رحمهما اهلل تعالى‪ ،-‬وقوم‬
‫علما ً‬
‫ابن موسى عجيل‪ ،‬وممن نشر عنه ً‬
‫يعرفون ببني العواجي‪ .‬وأما زيد بن ذؤال فأولد‪ :‬محمد الفارسي‪ ،‬وعبد اهلل‬
‫(‪)3‬‬
‫ابني زيد‪ .‬فمحمد أولد أربعة من الولد هم‪ :‬عبيد‪ ،‬وعبادة‪ ،‬وكعب‪ ،‬ومغيث‬
‫بنو محمد الفارسي‪ .‬وعبد اهلل [بن زيد](‪ )4‬أولد‪ :‬الطاحن‪ ،‬وماطر‪ ،‬وصما ًما‬
‫بني عبد اهلل بن زيد‪ ،‬ومن ولده عباس‪ ،‬أبو بني عباس‪ ،‬وجميل‪ ،‬أبو المجاملة‬
‫ينسب محمد الفارس‪ .‬أما محمد عبيد فأولد‪ :‬معزب وحده‪ .‬فأولد معزب‬
‫خمسة من الولد‪ :‬حامد‪ ،‬وحميد‪ ،‬وعكير‪ ،‬والبد‪ ،‬وعباس‪ .‬فمات عباس وال‬
‫عقب له‪ ،‬وحامد بن معزب له أربعة من الولد وهم‪ :‬محمد الكبير‪ ،‬وناشر‪،‬‬
‫وعجمي‪ ،‬وعمران‪ .‬ومحمد ولده زكريا‪ ،‬وحامد‪ .‬وأولد زكريا‪ :‬وليدً ا‪.‬‬
‫وأولد وليد‪ :‬زرنق أبو الزرانيق‪ ،‬ووقيان‪ .‬وأولد زرنق‪ :‬حامدً ا‪ ،‬والزرنوق‪.‬‬
‫فالزرنوق [‪/114‬ب] أولد‪ :‬علي بن إبراهيم بن الوليد بن خلف بن شجيب‬
‫ابن أحمد ابن الزرنوق‪ .‬وحامد بن زرنوق أولد‪ :‬محمد‪ .‬ومحمد أولد‪ :‬عمر‪،‬‬
‫وهو المسمى عجيل‪ ،‬ومنه الفقهاء بنو عجيل‪ .‬وأولد حامد(‪ )5‬بن محمد‬
‫ابن‪ ‬حامد بن معزب‪ :‬حسين وعمر‪ .‬فعمر أولد‪ :‬بني المقص(‪ .)6‬ومن حسين‪:‬‬

‫((( يف (ب) الكبد‪.‬‬


‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) ومعتب‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) جابر‪.‬‬
‫((( يف (ب) المغرض‪.‬‬
‫‪307‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫كويز الذي ينسب إليه بيت كويز‪ .‬واسمه محمد بن علي بن حسين بن حامد‬
‫ابن محمد بن حامد بن معزب‪ ،‬وإليه تنسب المكارة(‪.)1‬‬
‫الخليف بن وقيان بن الوليد‪ .‬ومن أوالده‪ :‬محمد الكبير‪،‬‬
‫ُ‬ ‫وأما وقيان فأولد‪:‬‬
‫وبنو المسحر‪ ،‬وبنو خوالن‪ .‬ومن الزرانيق‪ :‬بنو عيسى‪ ،‬وقرابتهم صوفية‬
‫الزيدية بذؤال‪ ،‬ووجد بخط الفقيه أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن موسى‬
‫عجيل ‪ -‬رحمهم اهلل تعالى‪ ،-‬قال‪ :‬سمعت والدي ‪ -‬رحمه اهلل‪ -‬يتحدث مع‬
‫بعض الناس وقد ذكروا أهل الزيدية الصوفية‪ ،‬فقال‪ :‬هم أقرب بيت من بيوت‬
‫المعازبة إلينا‪ ،‬وهم من الزرانيق‪.‬‬
‫وأما [‪/115‬أ] ناشر فمن أوالده‪ :‬المكاسعة ومن تبعهم‪ .‬ويقال إن النشرة‬
‫الذي بين األهواب والسحارى من أوالد ناشر‪ ،‬وهو أخو بشير‪ ،‬ومن الخليف‬
‫ابن وقيان بن الوليد بن يحيى بن محمد بن عمر بن الخليف‪ ،‬وله ولدان‪:‬‬
‫محمد وعمران أبناء يحيى بن محمد بن عمر‪ .‬فلمحمد ثالثة‪ :‬عمر‪ ،‬وعمران‪،‬‬
‫وعبد الرحمن‪ .‬فمن عمر ابن محمد بن عمران وزكري وعلي ومسمرة‪،‬‬
‫ومن عمران‪ :‬محمد بن يحيى األحمر‪ ،‬وعلي‪ ،‬وإبراهيم‪ .‬ومن عبد الرحمن‬
‫ابن محمد‪ :‬عمر‪ ،‬وعبد اهلل‪ ،‬وأبو القاسم‪ .‬وأما عمر ابن يحيى بن محمد بن‬
‫عمر ابن خليف فأولد‪ :‬الفقيه يحيى‪ ،‬وعلي‪ ،‬والمحبة(‪ .)2‬وعلي ال عقب‬
‫له‪ ،‬وأولد الفقيه يحيى‪ :‬محمد األجرد‪ ،‬وإليه ينسب محل جردي من ذؤال‪.‬‬
‫ومن عمران بن عمر بن محمد بن يحيى‪ :‬أبو بكر حدر‪ ،‬وعبد الرحمن‪،‬‬

‫((( يف (ب) المكاونة‪.‬‬


‫((( يف (ب) المخية‪.‬‬
‫‪308‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫ومحمد‪ ،‬وعمر‪ .‬ومن أبي القاسم بن عبد الرحمن‪ :‬محمد‪ ،‬وعبد الرحمن‬
‫عسعن(‪ )1‬والجميل‪.‬‬
‫فصل‪ ،‬بنو حامد [‪/115‬ب] بن معزب‪:‬‬
‫هؤالء يعرفون ببيت األكيد‪ ،‬ومنهم الفقهاء بنو عجيل‪ ،‬وعجيل هو‪ :‬عمر‬
‫بن محمد بن حامد بن زرنوق(‪ )2‬وليد بن زكريا بن حامد بن محمد الكبير بن‬
‫حامد بن معزب بن عبيد بن محمد الفارس بن زيد بن ذؤال‪ .‬وعمر عجيل‬
‫علي أول من ذكرنا بالفقه من أهل هذا‬
‫ولده‪ :‬محمد‪ ،‬وعلي‪ ،‬وعثمان‪ .‬وكان ٌّ‬
‫البيت‪ ،‬وله من الولد‪ :‬إبراهيم‪ ،‬وموسى‪ ،‬ومحمد‪ .‬فإبراهيم الذي شهر بالفقه‪،‬‬
‫وطلبه بالجبال‪ ،‬ويقال أقام بجبال اليمن اثني عشر سنة طال ًبا للعلم الشريف‪،‬‬
‫ثم رجع إلى بلده فقرأ عليه ولده الذين سنذكرهم‪ ،‬منهم من راق ذكره‪ ،‬فأخذ‬
‫عنه ابن أخيه الفقيه الشهير بالصالح والعلم الكبير أحمد بن موسى بن علي‬
‫عجيل‪ ،‬وكان يقول‪ :‬أنا قرأت وحصلت يف اثني عشر سنة‪ ،‬وما قد لقيتم الشيخ‬
‫والتعليق فأحرز‪ ،‬وما [‪/116‬أ] قرأت ونسخت وقابلت وعلقت من المدة‬
‫المذكورة قرأت ال غير يف أربعة وعشرين سنة‪ ،‬وكان ‪ -‬رحمه اهلل تعالى‪-‬‬
‫صاحب صالح وأحوال وكرامات ظاهرة‪ ،‬وورع حاجز‪ .‬أما موسى فله من‬
‫الولد‪ :‬محمد‪ ،‬وأحمد‪ .‬وكان للفقيه أحمد من األحوال [الكبار](‪ )3‬والكرامات‬
‫ما يغني تعريفها عن اإلكثار بإيرادها‪ ،‬وكان له من الولد سبعة‪ ،‬مات محمد‬
‫يف حياة أبيه وله عقب غليظ‪ ،‬وهم‪ :‬المشارعة‪ ،‬وإبراهيم‪ ،‬وموسى‪ ،‬وعيسى‪،‬‬
‫وإسماعيل‪ ،‬ويحيى‪ ،‬وأبو بكر‪ .‬وال عقب له إلسماعيل وعيسى ويحيى‪ .‬وأولد‬

‫((( يف (ب) عنيعن‪.‬‬


‫((( زرنيق ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪309‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫إبراهيم بن محمد خمسة‪ :‬محمد‪ ،‬وعبد اهلل‪ ،‬وموسى‪ ،‬وعيسى‪ ،‬ويوسف وهو‬
‫أصغرهم سنًا‪ ،‬وساد يف أيامه سيادة عظيمة‪ ،‬وقد أعقبوا كلهم‪ ،‬وليوسف من‬
‫الولد‪ :‬محمد‪ ،‬وأبو بكر‪ ،‬وإبراهيم‪ .‬وأما محمد بن موسى(‪ )1‬أولد أوالد العقب‬
‫منهم يف محمد وإبراهيم وعيسى [‪/116‬ب] ويحيى‪ ،‬فمن محمد بن أحمد‬
‫ولدان‪ :‬موسى وهو األكرب‪ ،‬وال عقب له‪ ،‬وإبراهيم ومنه العقب‪ ،‬شهر بالرئاسة‬
‫والسيادة‪[ ،‬وأبو بكر](‪ )2‬وله شهرة بالعلم‪ ،‬وإسماعيل‪ ،‬وله جاه عريض‪ ،‬وذكر‬
‫ودنيا واسعة يعمل فيها من اإلحسان والخير ما يليق به‪ ،‬حفظ اهلل له وعليه‪ ،‬وله‬
‫أبو بكر [بن محمد](‪ )3‬بن أحمد بن موسى‪ ،‬وهو أصغرهم ثالثة‪ ،‬هم‪ :‬محمد‪،‬‬
‫وأحمد‪ ،‬ويحيى‪ .‬فمن أبي بكر وأحمد‪ ،‬ومن أحمد بن أبي بكر‪ :‬أبو بكر‪،‬‬
‫ومحمد‪ .‬ومن يحيى أبي بكر‪ :‬أبو بكر ابن يحيى ولي القضاء األكرب باليمن‪.‬‬
‫فصل‪ ،‬فأما حميد بن معزب فأولد‪ :‬يعقوب‪ ،‬وشنجاف(‪ ،)4‬وجهين(‪.)5‬‬
‫فمن وجهين‪ :‬بنو موسى‪ ،‬والصحابة‪ ،‬ويعقوب األكرب‪ ،‬وأولد أحمد‪ ،‬وزنباع‪.‬‬
‫وأولد محمد بن يعقوب األصغر‪ ،‬والحديد‪ .‬ومحمد بن يعقوب األصغر‬
‫ابن محمد بن يعقوب األكرب‪ ،‬فأولد‪ :‬الشرف‪ ،‬ودبيق‪ ،‬والدنشيش(‪ ،)6‬والمشبه‪.‬‬
‫فمن الدنشيش‪ :‬حسن ابن محمد بن حسن [‪/117‬أ] بن الدنشيش بن معزب‬
‫األصغر‪ .‬ومن المشب‪ :‬فخذ بني الجالل‪ ،‬وبني زنيقط(‪.)7‬‬

‫((( أسماء أبناء يوسف ساقطة من (ب)‪.‬‬


‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) سجاف‪.‬‬
‫((( يف (ب) حمين‪.‬‬
‫((( يف (ب) فأولد‪ :‬المسرف‪ ،‬ورقيق‪ ،‬والرشيش‪.‬‬
‫((( يف (ب) فخد‪ :‬بني جالل‪ ،‬وبني رقبغط‪.‬‬
‫‪310‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫وأما الحديد والمسحر ويعقوب‪ ،‬فأولد يعقوب بن الحديد‪ :‬عبد الرحمن‪،‬‬


‫ويحيى‪ ،‬ومجبلية‪ ،‬وليس له عقب‪ .‬ومن أوالد يحيى الحنفي جماعة قليلون‪.‬‬
‫وأما عبد الرحمن فأولد‪ :‬قرير(‪ .)1‬ومن قرير‪ :‬إبراهيم بن عمر بن زنباع بن كريز‬
‫ابن قرير ابن عبد الرحمن بن يعقوب بن الحديد‪ ،‬ومن معزب األصغر‪.‬‬
‫وأما شنجاف فأوالده‪ :‬المزاهرة‪ ،‬والمهاملة بنو أبي علي‪ ،‬وبنو [عكين](‪،)2‬‬
‫‪ ‬‬

‫الحربي يف آخرين‪ .‬وعكين من ذريته‪ :‬بنو عكين‬ ‫(‪)3‬‬


‫منهم قليل‪[ ،‬منهم]‬
‫قديما‪ .‬وأما المشب‬
‫(‪)5‬‬
‫ً‬ ‫الجنادبة(‪ ،)4‬أرباب رئاسة وشهرة بالشرف والسؤدد‬
‫فلم يذكروا‪.‬‬
‫وأما عبادة بن محمد الفارس(‪ )6‬فأولد‪ :‬عبد اهلل األحول‪ .‬وأولد عبد اهلل‪:‬‬
‫دخين‪ ،‬ونسكين‪ ،‬والعكم‪ .‬ولعل [‪/117‬ب] المعاكمة من ذؤال منسوبة إليه‪.‬‬
‫والخوارج فأوالد‪ :‬نسكين بن بخيم(‪ ،)7‬بيت سؤدد ودين كلها يف ما مضى‪ ،‬وهم‬
‫المعروفون‪ ،‬فمن أوالده‪ :‬بنو علي‪ ،‬وبنو جعفر‪ ،‬وأهل محل رويدة‪ .‬ودخين‬
‫أولد‪ :‬بني العسلق سكنة جبل الموسم بالعسلقية من سهام‪ ،‬وقضاعة‪ ،‬وقطيع‪.‬‬
‫ومن قضاعة أوالد المرامحة‪ .‬وقطيع أوالده‪ :‬الحواشب‪ .‬ومغيث بنو محمد‬
‫مسلما‪ ،‬والمروح‪ .‬فمن مسلم‪َّ :‬قر‪ ،‬وسجام‪.‬‬
‫ً‬ ‫الفارس بن زيد بن ذؤال أولد‪:‬‬

‫((( يف (ب) فريز‪.‬‬


‫((( بياض مكان الكلمة عليه عالمة ‪ x‬يف (أ) والزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) الجناصة‪.‬‬
‫((( يف (ب)‪ .‬البيت‬
‫((( يف (ب) الفارض‪.‬‬
‫((( ما بعد المعاكمة كلها ساقطة من (ب) وكتبت بخيم‪ ،‬يخم‪.‬‬
‫‪311‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫ومن َّقر‪ :‬بنو حسين‪ .‬ومن سجام‪ :‬القرامط‪ ،‬وهم بنو الحشف المعروفون‬
‫باإلسماعلية‪ ،‬وليسو بالفرقة المذمومة اإلسماعلية(‪ )1‬الذين منهم علي بن‬
‫الفضل الجدلي(‪ ،)2‬أوالده‪ :‬سليمان األكدل‪ ،‬ومنه الهجيش‪ .‬وأولد الهجيش‪:‬‬
‫البطيح(‪[ .)3‬وأولد](‪ )4‬األكدل‪ :‬أفلح‪ ،‬ويقال ابن الفالح‪ ،‬وهو أبو المفالحة‪،‬‬
‫وموهب [‪/118‬أ]‪ ،‬وعسيب‪ ،‬بنو األكدل‪ .‬ومن عسيب‪ :‬سليمان‪ ،‬والماكر‪،‬‬
‫والخطاب‪ .‬فمن الماكر‪ :‬المعيبد‪ .‬ومن الخطاب‪ :‬الحكيم‪ ،‬وبنو حروب‪،‬‬
‫وبنو بكير‪ ،‬وبنو الرايش‪.‬‬

‫((( ويقول الجرجاين عن هذه الفرقة أهنم من ينسبون إلى اإلمامة إسماعيل بن جعفر‬
‫الصادق‪ ،‬ومن مذهبهم أن اهلل تعالى ال موجود وال معدوم‪ ،‬وال عالم وال جاهل‪،‬‬
‫وال قادر وال عاجز‪ ،‬وكذلك يف جميع الصفات‪ ،‬وذلك ألن اإلثبات الحقيقي‬
‫يقتضي المشاركة بينه وبين الموجودات وهو تشبيه‪ ،‬والنفي المطلق يقتضي‬
‫مشاركته للمعدومات وهو تعطيل‪ ،‬بل هو واهب هذه الصفات ورب المتضادات‪.‬‬
‫انظر‪ :‬التعريفات‪.42/1 ،‬‬
‫((( هو علي بن الفضل بن أحمد الحميري القرمطي (ت‪ 303 :‬هـ‪ 915/‬م)‪ ،‬من قرية يف‬
‫سواحل زبيد تعرف بالعنربة‪ ،‬كان أول ظهوره يف منطقة مسور (يف كوكبان)‪ ،‬وأظهر‬
‫الدعوة للمهدي المنتظر سنة ‪290‬هـ‪902 /‬م‪ ،‬فتبعته كثير من القبائل‪ ،‬وملك مل ًكا‬
‫ضخما‪ ،‬وقتل خل ًقا ً‬
‫كثيرا‪ ،‬واستولى على الجبال والتهائم‪ ،‬ثم دخل زبيدً ا وصنعاء‪،‬‬ ‫ً‬
‫وادعى النبوة وأباح المحرمات‪ ،‬وكان المؤذن يؤذن يف مجلسه فيقول‪« :‬وأشهد أن‬
‫علي بن الفضل رسول اهلل»‪ ،‬ثم امتد به عتوه‪ ،‬فجعل يكتب إلى عماله‪« :‬من باسط‬
‫األرض وداحيها‪ ،‬ومزلزل الجبال ومرسيها علي بن الفضل‪ ،‬إلى عبده فالن»‪ ،‬واتخذ‬
‫دارا لملكه‪ .‬ومات مسمو ًما‪ ،‬قيل‪ :‬سمه طبيب من‬ ‫«المذيخرة» من أعمال صنعاء ً‬
‫أهل بغداد‪ ،‬اسمه شريف‪ ،‬وكانت مدة حكمه نحو ‪ 13‬سنة‪ .‬عمارة‪ ،‬تاريخ اليمن‪،‬‬
‫ص‪157 - 148‬؛ الزركلي‪ ،‬األعالم‪.319/4 ،‬‬
‫((( يف (ب) اللطيح‪.‬‬
‫((( يف (أ) بياض عليه عالمة ‪ ،x‬والزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪312‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫وأما كعب بن [محمد](‪ )1‬الفارس أبو الكعبين ولهم ذكر‪ ،‬وقيل بحيث‬
‫يكتفي باألنساب إليهم‪ ،‬وال من المعازبة‪ ،‬فمن ولده‪ :‬برهام‪ ،‬والمشقر‪،‬‬
‫وهو أبو بني مسعود‪ ،‬ومن كعب‪ :‬المجامشة‪ ،‬والمصاربة(‪ ،)2‬وبنو برهان‬
‫وهم بيت رئاستهم‪ ،‬وبنو دجانة‪ ،‬وبنو جنة‪ ،‬وبنو أحمد‪ ،‬وبنو حفيص منهم‪:‬‬
‫المدكين وغيرهم‪ ،‬وقد دخل فيهم من ليس منهم‪ ،‬وهم‪ :‬بنو الغنمي‪ ،‬وهم من‬
‫أهل األنفة‪ ،‬من ذرية‪ :‬سلمقة بن غنم‪.‬‬
‫سمعت سيدي الفقيه محمد بن إسماعيل المكدش ‪ -‬نفع اهلل به‪ -‬قال‬
‫هكذا‪ ،‬وأهل المجراعة‪ ،‬وهم من [‪/118‬ب] ربيعة [بن](‪ )3‬نزار‪ ،‬والصعيد‬
‫(‪)4‬‬

‫من حازة المعازبة‪ ،‬يكون هبا زرع الصيف أيام الصيف يأتيها الناس‪ .‬وقد قيل‬
‫بئرا واحدة‪.‬‬
‫إن ليس هبا إال ً‬
‫وقد روى الفقيه عبد اهلل المشهور بالقحري‪ ،‬قال‪ :‬أخربين جدي ألمي‬
‫الفقيه محمد بن عيسى بن األحنف‪ ،‬أحد تالمذة الفقيه أحمد بن موسى‬
‫مر جندي‬‫عجيل‪ ،‬وكان لهذا الفقيه معرفة تامة بكايف الفرائض للصرديف‪ ،‬قال‪َّ :‬‬
‫من أجناد القحمة يسير الصعيد ذات يوم عيد الفطر‪ ،‬فمر على بئر عليها‬
‫جمع عظيم من الناس‪ ،‬فنزل واحد وأخذ الدلو وقرهبا لفرسه‪ ،‬فصاحت به‬
‫امرأة فقالت‪ :‬يا هذا أتق اهلل‪ ،‬واهلل إين هنا من السحر‪ ،‬ولم يحصل لي غير هذا‬
‫السجل وحده‪ ،‬وخلفي عيال وضيعة [‪/119‬أ]‪ ،‬فاتركني‪ .‬فلم يلتفت إليها‪،‬‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( يف (ب) المسايرة‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الصعيد‪ :‬قرية يف شرقي مدينة بيت الفقيه‪ ،‬بمسافة (‪ 15‬كم)‪ ،‬وهي من مساكن‬
‫الزرانيق‪ .‬المقحفي‪ ،‬معجم البلدان‪.911 /1 ،‬‬
‫‪313‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫وسقاها فرسه [وركب](‪ ،)1‬فرفعت طرفها [وكفيها](‪ )2‬إلى السماء‪ ،‬وقالت‪:‬‬


‫اللهم أنك حليم ذو أناة‪ ،‬وال طاقة لي على أفاتك يا اهلل‪ .‬فكان الفرس ال يمر‬
‫بشجر إال دحن(‪ )3‬هبا صاحبه‪ ،‬حتى لم يصل القحمة إال وقد تمزقت ثيابه‪،‬‬
‫وتجرح بدنه‪ ،‬ثم مات‪ ‬سري ًعا‪.‬‬
‫فصل‪ ،‬وأما هل بن شبوة بن ثوبان بن عبس فأولد‪ :‬كل ًبا‪ .‬وأولد وراء كلب‪:‬‬
‫الحارث األكرب‪ .‬وأولد الحارث األكرب أربعة‪ ،‬هم بطون هل‪ ،‬ومنهم تفرق‬
‫أوالده وهم‪ :‬عسلق‪ ،‬واحجب ويقال الحاجب‪ ،‬والضاجع األكرب‪ ،‬والحارث‬
‫األصغر بنو الحارث األكرب بن كلب [بن هل](‪ )4‬بن شبوة‪ .‬ويف الحارث يقول‬
‫جده هل‪ :‬وكان قد شاخ وكرب سنه [‪/119‬ب]‪:‬‬
‫ِ‬
‫الـــحـــارث‬ ‫هذا أتى الشيخ هل من وارثي * إذا مـــا قـــل أبــــو‬
‫والشرف والسؤدد منهم يف الحارث األصغر‪.‬‬
‫أما عسلق فأولد رجلين‪ ،‬تفرع منهم بيوت كثيرة‪ .‬وأحجب أخوه أولد‬
‫رجلين‪ ،‬ويقال‪ :‬الحاجب بن الحارث األكرب بن كلب بن هل‪ ،‬ومسكنهم‬
‫غربي وادي ذؤال‪ ،‬وقد دخل فيهم من ليس منهم‪ ،‬وهم الوعارية‪ ،‬وهم فرقتان‬
‫من ولد بوالن‪ .‬والمشاكلة من الوعارية‪ ،‬وهم بنو كحيل‪ ،‬وبنو أبي السعد‪،‬‬
‫وبنو‪ ‬جعيرة(‪.)5‬‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يقال باللهجة اليمنية العامية لمن تعثر بالشيء أو صدم به‪ ،‬دحن‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( ويف (ب) وبنو سعيد‪ ،‬وبنو جعفر‪.‬‬
‫‪314‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫والفرقة الثانية من الوعارية‪ :‬بنو جمع من الجرابح‪ ،‬وهم الذين منهم‪ :‬بنو‬
‫سلمان(‪ ،)1‬ومن بني سلمان‪ :‬بنو عبد الرحيم‪ ،‬بيت ديانة وأمانة‪ .‬والضاجع بن‬
‫الحارث األكرب فمن ولده‪ :‬عمر‪ ،‬وعبد اهلل أبناء وهب [‪/120‬أ] بن خلف‪،‬‬
‫ومنه ابن مساك‪ .‬ومنه أبو شوكة وبطون كثيرة مجهولة‪ ،‬ومنهم‪ :‬فطنة الشاعر‪،‬‬
‫وكعب ابن الحارث األصغر‪ .‬فمنه‪ :‬بنو مسروق بن جبلة‪ ،‬بيت سؤدد يف صدر‬
‫اإلسالم وفتوح الشام‪ ،‬ومهاجرة أهل اليمن إلى األردن‪ ،‬وأبنه عبد الرحمن بن‬
‫مسروق بن جبلة(‪ )2‬رئيس عك بصفين(‪ ،)3‬وهو صاحب ليلة الهدير(‪.)4‬‬
‫تسمى‬
‫غنما‪ ،‬وناج ًيا‪ ،‬وعبده‪ ،‬وكانت ّ‬
‫فصل‪ ،‬وأما عبيد بن ثوبان فأولد‪ً :‬‬
‫سيدة‪ ،‬وقد ُذكرت‪ .‬وأما غنم فأولد‪ً :‬‬
‫عامرا‪ .‬وأولد عامر‪ :‬كثير ثم مات وزوجته‬
‫حامل‪ ،‬فحملت بولد سمته‪ :‬عامر بأبيه‪ .‬فهو‪ :‬عامر األصغر بن عامر األكرب(‪،)5‬‬
‫وكان كثير بن عامر بن غنم بن عبيد بن ثوبان الرئيس يف زمانه‪ ،‬فتزوج امرأة‬
‫((( يف (ب) سليمان‪.‬‬
‫((( ويقصد المؤلف وطيوط ‪ -‬على ما يبدو ‪ :-‬مسروق بن األجدع بن مالك الهمداين‬
‫الوادعي (ت‪63 :‬هـ‪683/‬م)‪ ،‬الشهير بـ‪( :‬أبو عائشة)‪ ،‬وهو تابعي ثقة‪ ،‬من أهل‬
‫اليمن‪ ،‬قدم المدينة يف أيام أبى بكر‪ ،‬وسكن الكوفة‪ ،‬وشهد حرو ًبا عدة‪ ،‬منها معركة‬
‫صفين‪ ،‬الذي كان أحد المصلحين فيها والواعظين للقوى المتقاتلة المؤيدة للخليفة‬
‫علي بن أبي طالب (رضي اهلل عنه)‪ ،‬ووالي الشام معاوية بن أبي سفيان‪ ،‬وكان أعلم‬
‫بالفتيا‪ .‬الزركلي‪ ،‬األعالم‪.215/7 ،‬‬
‫((( يف (ب) كتبت نصفين‪.‬‬
‫((( يبدو أنه يقصد ليلة القدير‪.‬‬
‫((( يف (ب) جاءت هذه العبارة‪[ :‬وكان كثير بن عامر‪ ،‬ثم مات وهي حامل فجأت بولد‬
‫فسماه بأبيه‪ ،‬وهم فرقتين من ولد ولدان والمشاكلة من الوعارية]‪ ،‬وهي عبارة عرضية‬
‫ال أساس لها‪.‬‬
‫‪315‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫من أهل الجاه والمقدار من غير أهله‪ ،‬قالوا‪ :‬وكانت طويلة أدماء يقال لها‬
‫سلمى بنت سلمان الواقدي؛ طل ًبا لنجابة الولد‪ .‬والعرب [‪/120‬ب] يقولون‬
‫يف العربيات أهنن أنجب للولد‪ .‬وقد جاءت الشريعة بذلك‪ ،‬فورد عنه عليه‬
‫الصالة والسالم أنه قال‪« :‬غربوا أوالدكم تضوو»(‪ .)1‬أي ال تخلوا لولد ضاو ًيا‬
‫نحي ًفا‪ .‬فأنجبت له أربعة من الولد كلهم وجوه‪ ،‬وهم‪ :‬حد‪ ،‬ومكن‪ ،‬وثابت‪.‬‬
‫فمن حد‪ :‬المجابلة‪ ،‬وهم أهل بيت المدور‪ ،‬وبنو أمقمة‪ ،‬وهم كانت لهم رئاسة‬
‫قديمة ومكارم‪ ،‬وكثير من الناس من يقول إهنم زعليين‪ ،‬ولكن كانوا خرجوا‬
‫وأرضا‪ ،‬فهي إلى وقتنا هذا معروفة‪،‬‬
‫ً‬ ‫آبارا‬
‫قديما وأقاموا يف الزعلية‪ ،‬وملكوا هبا ً‬
‫ً‬
‫وكانت لهم شهرة عظيمة بالرئاسة‪ ،‬فادعتهم بنو زعل لذلك‪ ،‬وكانوا فيما قبل‬
‫ذلك يف بيت المدور من الحد بين حسين بن اليوعا كان وزير األحباش‪ ،‬وكان‬
‫(‪)2‬‬
‫فصيحا فمن شعره‪:‬‬
‫ً‬ ‫شاعرا‬
‫ً‬
‫(‪)2‬‬
‫يا طاوي الفلوات طي المدرج * ِّ‬
‫عر ْج بمنعرج العقيق وعـ ِّـرجِ‬
‫[‪/121‬أ]‬

‫((( لم نجد نص الحديث هذا؛ ولكن ذكر ابن قتيبة الدينوري أنه روي عن النبي ﷺ‬
‫قوله‪« :‬ا ْغتَربوا ال ت ُْض ُووا»‪ .‬أي انكحوا الغرائب ‪ -‬أي غير القريبات‪ -‬كيال تضعف‬
‫أوالدكم‪ .‬انظر‪ :‬أبو محمد عبد اهلل بن مسلم (ت‪276 :‬هـ)‪ ،‬غريب الحديث‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫د‪ .‬عبد اهلل الجبوري‪ ،‬ط‪ ،1‬مطبعة العاين‪ ،‬بغداد‪1397 ،‬هـ‪.737 /3 ،‬‬
‫((( جاء هذا البيت عند الصفدي‪ ،‬وفيه‪:‬‬
‫* ُع ْج ن َْحو منُعرج ا ْلكَثِيب و َع ِّرجِ‬ ‫المدرجِ‬
‫ـي َ‬ ‫ِ‬
‫َيا طــاو َي الفلوات َطـ ّ‬
‫انظر‪ :‬الوايف بالوفيات‪.127 /9 ،‬‬ ‫ ‬
‫‪316‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫ثم كان بعده ولده وزير السرور الفاتكي(‪ ،)1‬ومن الحد بين بني أبي عمارة‪،‬‬
‫وبنو محرقي المحيلة‪ ،‬وأهل المحانقة بنو باجل‪ ،‬وكان منهم‪ :‬باجل بن أبي‬
‫القاسم‪ ،‬كان فارس العرب وشجاعها‪ ،‬وكان كريم النفس‪ ،‬جيد الوصف‪،‬‬
‫معروف بالديانة والصيانة‪ ،‬وكان متى شهد حر ًبا هزمه‪ ،‬وكانت له أوصاف‬
‫ال‪ ‬تحصى‪.‬‬
‫أمقمة‪ :‬أبو بكر بن علي‪ ،‬كان أحد الشيوخ‪ ،‬كانت له رئاسة قديمة‪،‬‬
‫ومن بني ّ‬
‫ونفس كريمة‪ ،‬وكان قليل ما يأمن الدولة من غيرهتم عليه‪ ،‬وكان له مكارم‬
‫جمة للشعراء وللوافدين‪ ،‬ثم أخوه محمد بن علي‪ ،‬كان يغلب عليه الدين‬
‫فصيحا‪ ،‬ثم ظهر بعد وقيش‪ ،‬وهو‪ :‬أبو‬
‫ً‬ ‫شاعرا‬
‫ً‬ ‫والنسك‪ ،‬والتعلق بالعلم‪ ،‬وكان‬
‫بكر بن محمد بن علي‪ ،‬له يف حرب القحرا ما شابه حرب مهلهل(‪ ،)2‬وذلك‬
‫أن ولده وابن أخيه قتلهما القحرا بحيلة [‪/121‬ب] من المنسكيين‪ ،‬حتى‬
‫يقوم وقيش‪ ،‬وضاقت المنسكيون ما يقوم وقيش وبنو أمقمة لحرب [العدو]‬
‫(‪ )3‬إذ أقبل منهم واحد واحد‪ ،‬واهنزموا تعمدً ا‪ ،‬فقتل ولد وقيش وابن أخيه‪،‬‬

‫((( هو الوزير أبو محمد سرور بن عبد اهلل الفاتكي (ت‪551 :‬هـ‪1156 /‬م)‪ ،‬من أبرز‬
‫قادة الدولة النجاحية يف مدينة زبيد‪ ،‬وأصله من الحبشة‪ ،‬ونشأ يف زبيد‪ ،‬اشتهر بتدينه‪،‬‬
‫وفضله‪ ،‬وكرمه‪ ،‬ومعرفته ببعض العلوم‪ ،‬ومن مآثره المسجد الذي بناه يف زبيد‪ ،‬وقتل‬
‫فيه‪ .‬انظر‪ :‬عمارة‪ ،‬تاريخ اليمن‪ ،‬ص‪.147 ،146 ،144 - 139 ،131‬‬
‫عدي بن ربيعة بن مرة بن هبيرة من بني بجشم‪ ،‬اشتهر بالمهلهل‪:‬‬
‫((( هو الشاعر الجاهلي ّ‬
‫وعرف عنه أنه هو ا ّلذي ه ّيج الحرب بين‪ :‬بكر وتغلب‪ ،‬أربعين سنة‪ .‬انظر‪ :‬ابن قيبة‬
‫الدينوري‪ :‬أبو محمد عبد اهلل بن مسلم‪ ،‬المعارف‪ ،‬تحقيق‪ :‬ثروت عكاشة‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة‪1992 ،‬م‪96 /1 ،‬؛ الزركلي‪ ،‬األعالم‪،‬‬
‫‪.220/4‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪317‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫فقام وقيش قيا ًما شهر يف الشام واليمن‪ ،‬حتى إن أهل الزيدية بنو عمران سفل‬
‫سر ُدد جعلوا إليه سيرة يف حربه للقحرا‪ ،‬وله مالحم مشهورة‪ ،‬وأخبار مذكورة‬
‫يوم خر وقر‪ ،‬ويوم الدير‪ ،‬ويوم األقطعية‪ ،‬ويوم العظام‪ ،‬كل مرة وقعات عظام‪،‬‬
‫كان فيها الغلب على القحرا‪ ،‬وكان كريم السيرة‪ ،‬ميمون الصورة‪ ،‬صاحب كرم‬
‫للشعراء‪ ،‬وصاحب أوصاف جميلة‪ ،‬وكان صاحب سماط ال يفعله أحد من‬
‫العرب‪ ،‬وله من األذكار واألوصاف يف مكارم األخالق ما ال يحصى كثرة‪.‬‬
‫ثم كذلك محمد بن أبي بكر وأخوه أبو القاسم بن أبي بكر‪ُ ،‬عرف بن ربع‬
‫[‪/122‬أ] الخيل‪ ،‬وكان إلى محمد كل أمر الغانمية‪ ،‬وقيل إنه يف دولة العرب‬
‫أميرا على العرب بإشارة عك‪ ،‬وكان علي‬ ‫عند حمول الملك المجاهد جعل ً‬
‫أميرا‪ ،‬وكان إليهما التحاكم‬
‫أميرا‪ ،‬ومحمد بن أبي بكر أمقمة ً‬
‫بن سهيل المعزبي ً‬
‫للعكوك‪ ،‬وكان أبو القاسم أخوه له [سيرة](‪ )1‬حسنة‪ ،‬والشجاعة التي لم تكن‬
‫يف غيره‪ ،‬قيل إنه احتما الخيل يوم [علي](‪ )2‬بن عالء الدين من الصنادلة إلى‬
‫نايغة‪ ،‬والخيل التي بعده تنيف على األلف واحتماها‪ ،‬ولزم آخر العبوس لزمة‬
‫ساعة يف جميع العرب‪ ،‬وكان إذا حضر يف يوم زينة‪ ،‬أو يوم عرس‪ ،‬أو يوم عيد‪،‬‬
‫ال يلبس إال لباس الملوك‪ ،‬وكان إذا امتدحه الشعراء ال يعجبه من األشعار إال‬
‫العرب ّية‪ ،‬وأما الطبول وغيرها ال يميل إلى سماعها‪ ،‬وكان [‪/122‬ب] له معرفة‬
‫تامة بالشعر‪ ،‬وبأيام الجاهلية‪.‬‬
‫ومن ولد حد‪ :‬سملقة‪ .‬فمن ولد سملقة‪ :‬الفقهاء الصلحاء بنو المكدش‪ ،‬وقد‬
‫أكثر الناس فيهم أنه ليسوا من الغنميين‪ ،‬وذلك غير صحيح‪ ،‬فقد حكى سيدي‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪318‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫الفقيه عمر بن محمد المكدش‪ ،‬قال‪ :‬لحقت كتا ًبا عند والدي لجدي يوسف بن‬
‫محمد ابن المكدش بن المنيب بن سملقة بن حد الغنمي‪ ،‬وهذا أصح ما حكى‬
‫عنهم‪ .‬ثم بنو المعلم قرابة لبني المكدش‪ ،‬مصاهرة وأهلية‪ .‬ثم بنو وطيوط‪،‬‬
‫وب ُيوت يف بني سملقة منهم‪ :‬الغالفلة‪ ،‬وبنو األمور الصالحة‪ :‬وهي من آداب‬
‫الصالحين‪ ،‬ومنهم بيوت كثيرة متقدمة‪ ،‬ومنهم‪ :‬بنو أبي‪ ‬الرعارع(‪ )1‬بلحج‪.‬‬
‫فصل‪ ،‬وأما قهب فهو أبو القهبيين‪ ،‬وله أوالد قديمون ال يعرفون [إال](‪ )2‬يف‬
‫هذا الوقت‪ .‬وبنو هليعة(‪ ،)3‬هم من قهب‪ ،‬فيهم [‪/123‬أ] الرئاسة والسيادة‪،‬‬
‫ومن قهب الفقهاء [بنو](‪ )4‬سودة‪ ،‬ومن بني سودة‪ :‬محمد بن يعقوب المعروف‬
‫بأبي حربة‪ ،‬يقال إنه نال القطبية يف وقته‪ ،‬وولده الفقيه أبو بكر بن محمد بن أبي‬
‫بكر المعروف بالمحجوب‪ ،‬لما ك ّثر االحتجاب‪ ،‬ثم علي بن أبي بكر‪ ،‬أوصافه‬
‫جيدة‪ ،‬وأخالقه مرضية‪ ،‬قيل‪ :‬وسعد بن راشد أولد‪ :‬حر ًبا‪ ،‬وهو أبو الحربيين‪.‬‬
‫فصل‪ ،‬وأما أشهب بن بوالن‪ ،‬فأولد‪ :‬الواعظ‪ ،‬وهل بني أشهب‪ .‬فأولد‬
‫الواعظ رجلين‪ ،‬ومنه بيوت قديمة ال يعرفها أهل الوقت(‪ )5‬تركناها كذلك(‪.)6‬‬
‫ومن الفقهاء المعروفون بالفقه والصالح‪ :‬بنو حشيرب‪ ،‬واشتهر بالعلم‬
‫والصالح الفقيه الصالح علي بن أحمد بن عمر‪ ،‬واشتهر قبله [‪/123‬ب]‬

‫((( الرعارع‪ :‬قرية مشهورة يف وادي ُتبن (لحج)‪ ،‬كانت عاصمة لحج يف أيام الزريعيين‬
‫واألتراك‪ .‬المقحفي‪ ،‬معجم البلدان‪.694 /1 ،‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) هبيعة‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( تكررت العبارة السابقة يف (أ)‪.‬‬
‫((( ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫‪319‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫بالمعرفة والصالح والرتسل والفصاحة محمد بن عمر بن علي بن محمد بن‬


‫أخيه‪ ،‬فلعلي بن أحمد الدعوات المجابة‪ ،‬والشفاعات إلى والة األمر‪.‬‬
‫فصل‪ ،‬وأما وداعة فمن أوالده‪ :‬جد ًعا‪ ،‬واألصم أبو الصميين‪ ،‬ومن أوالده‪:‬‬
‫عاتك‪ .‬والعاتك كان سيد بني األصم يف زمانه‪ .‬وثم بيوت مجهولة عند أهل‬
‫العصر لم نذكرها‪.‬‬
‫وهذه قبائل عك بن عدنان‪ ،‬وهي‪ :‬غافق‪ ،‬وساعدة‪ ،‬وعبس‪ ،‬وبوالن‪.‬‬
‫بطون غافق‪ ،‬القيانة‪ ،‬والمقاصرة‪ ،‬ولعسان‪ ،‬ودهنة‪ ،‬والرامي‪ ،‬والزاين‪،‬‬
‫وسام‪ ،‬والمحالب‪.‬‬
‫وبطون ساعدة‪ :‬الم‪ ،‬وصخر‪ ،‬وبعج‪ ،‬ودعج‪ ،‬وزعل‪ ،‬وقين‪ ،‬وقاضية‪،‬‬
‫وعالقة‪ ،‬وهامل‪ ،‬ووالبة‪ ،‬وقحر‪ ،‬والرابصة‪ ،‬وزن‪ ،‬والرقابة‪.‬‬
‫وبطون عبس‪ ،‬أحجب‪ ،‬وتاج‪ ،‬وغنم‪ ،‬ومنسك‪ ،‬وعمران‪ ،‬وبجيلة‪ ،‬والجشا‪،‬‬
‫والحرابة‪ ،‬والهرمة‪ ،‬وهليلة [‪/124‬أ]‪ ،‬والصيمين‪.‬‬
‫قال المؤلف ‪ -‬رحمه اهلل تعالى‪ :-‬انتهت إلى هذا المكان‪ ،‬وحال حائل‪،‬‬
‫وظاهرا وباطنًا‪ ،‬أضعاف ما حمده‬ ‫ً‬ ‫وآخرا‬
‫ً‬ ‫والحمد هلل رب العالمين ً‬
‫أول‬
‫الحامدون يف السموات السبع‪ ،‬ويف األرضين السبع أبدً ا سرمدً ا وصل اهلل على‬
‫سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫فصل‪ ،‬وكان أحسن الدول يف اليمن دولة بني رسول التي أولها المنصور‪،‬‬
‫وكان فيهم من الكمال‪ ،‬وحسن السياسة‪ ،‬والعدل واإلنصاف‪ ،‬وقلة سفك‬
‫الدماء‪ ،‬مالم يكن يف غيرهم‪ ،‬وكان آخر من كمل منهم الملك المجاهد علي‬
‫بن داود المؤيد بن يوسف‪ ،‬وكان لهم سيرة والتفات إلى الشريعة المطهرة‬

‫‪320‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫[والعمل](‪ )1‬مقتضاها والبحث عن أحكامها‪ ،‬وإكرام أهلها‪ ،‬وإنصاف المشايخ‬


‫الصوفية‪ ،‬ومسامحات العريفين‪/124[ ،‬ب] ويف أيامهم كثرت المساجد‬ ‫ّ‬
‫(‪)3‬‬
‫والجوامع وغيرها‪ ،‬والمدارس والخانقات(‪ ،)2‬منهم ومن نسلهم وسرائرهم‬
‫ومواليهم‪ ،‬ووقف وقوف حاملة ‪ -‬فرحمهم اهلل تعالى‪ ،‬وتقبل منهم‪.-‬‬
‫ومن العجب أنه حدث يف أيام المظفر يوسف بن عمر بن علي بن‬
‫رسول جدب عظيم لم يعرف مثله‪ ،‬وال قبله‪ ،‬وال بعده‪ ،‬وذلك أهنا وجدت‬
‫رسالة بالخزانة السلطانية من أهل ظفار(‪ )4‬يتشاركون بأمره‪ ،‬ويتعرضون‬
‫للمراحم‪ ‬السلطانية‪:‬‬
‫وذلك بعد البسملة والحمدله والثناء [عليه](‪ )5‬على الملك الجليل‬
‫(‪)6‬‬

‫الذكر‪ ،‬ما صورته وبعده الرعية الداعون المثنون الشاكرون‪ ،‬وينهون إلى المقام‬
‫األعظم أعلى اهلل شأنه ووقاه‪ ،‬ما شأنه أنه طرق البالد طارق البالء‪ ،‬وقصدها‬
‫قاصد هالك‪ ،‬لم يسمع بمثله األولون‪ ،‬وال نقله اآلخرون‪ ،‬وذلك لما كان‬
‫[‪/125‬أ] ليلة الثالثاء الثاين من شهر ربيع اآلخر سنة خمس وثمانين وستمائة‬
‫(‪)7‬‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( الخانقاة‪ :‬كلمة فارسية و تعني محلً للتعبد و التزهد و البعد عن الناس‪ ،‬و بمعنى‬
‫أيضا‪ ،‬دخلت هذه الكلمة العربية منذ انتشر التصوف فهي كالدير يف النصرانية‪.‬‬ ‫بيت ً‬
‫دهمان‪ ،‬معجم األلفاظ التاريخية‪ ،‬ص‪.66‬‬
‫((( يف (ب) وبر أموالهم‪.‬‬
‫((( ظفار‪ :‬ويقصد هبا ظفار الواقعة يف صاللة ببالد ُعمان اليوم‪ ،‬وكانت تعرف بظفار‬
‫الحبوضي‪ ،‬وتحكم يف ذلك الوقت من قبل سالطين بني رسول‪ .‬إسماعيل األكوع‪،‬‬
‫البلدان اليمانية‪ ،‬ص‪.193 - 192‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) بجميل‪.‬‬
‫((( ‪ 2‬ربيع آخر ‪685‬هـ‪ 28 /‬مايو ‪1286‬م‪.‬‬
‫‪321‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫ضربت ريح شديدة من القطر الشمالي‪ ،‬وكانت يف غاية الشدة‪ ،‬ودامت على‬
‫ذلك إلى الصباح‪ ،‬ودام يومه إلى العصر‪ ،‬وكان يأيت ألوانًا‪ ،‬فتارة يأيت أسود‪،‬‬
‫وتارة يأيت أحمر شديد الحمرة‪ ،‬حتى تظن أن النار تخرج منه‪ ،‬حتى أن اإلنسان‬
‫يف بعض أحيانه يظلم عليه‪ ،‬حتى ال يبصر جليسه من شدة الظلمة‪ ،‬فلما كان‬
‫النسر الواقع‪ ،‬وأتت بالمطر‪،‬‬
‫ّ‬ ‫وقت العصر اختلفت الريح‪ ،‬فضربت من طلوع‬
‫فبقي المطر طول الليل يف مطر عظيم لم نشاهد مثله‪ ،‬ويضرب بِضرب الريح‪،‬‬
‫وبقي من طلوع العقرب‪ ،‬فما أتى الفجر [الصباح](‪ )1‬إال والسيول قد أتت من‬
‫كل مكان‪ ،‬حتى ضربت درب قريب [‪/125‬ب] من ثمانين ذرا ًعا‪ ،‬فلم تلق‬
‫دارا إال هدته‪ ،‬ولوال أن م ّن اهلل بفتح من جانب البالد إلى البحر لغرق الناس‪.‬‬
‫ً‬
‫وطلع البحر [يف](‪ )2‬ليلة األربعاء طلو ًعا يعجز عنه الوصف‪ ،‬حتى كسر الدرب‬
‫الجديد [القديمة](‪ ،)3‬وكسر الدور التي تتصل به‪ ،‬ووصل يف البالد إلى نحو‬
‫من ثمانين ذرا ًعا‪ ،‬وكسر غالب البيوت‪ ،‬حتى سكن الناس يف المساجد‪ ،‬وأما‬
‫[ما](‪ )4‬كان حول البالد من األعمال والبساتين‪ ،‬فإن الريح كسرت أكثر نخلها‬
‫لما أتت األمطار والسيول‪ ،‬حتى كأن‬ ‫من الفوافل والرانجيل ‪ ،‬وأتلف الموز ّ‬
‫(‪)5‬‬

‫لم يكن قد كان الناس أصابوا من البحر عيدً ا(‪ )6‬كثيرة‪ ،‬وشغلهم عن تحصيل‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( يف (ب) من الفلفل والزنجبيل‪ .‬وال َف ْو َفل‪ :‬نخلة مثل نخلة النارجيل‪ ،‬تحمل كبائس‬
‫فيها الفوفل‪ ،‬وليس من نبات أرض العرب‪ .‬والرانجيل هي نخلة النارجيل نفسها‪،‬‬
‫جوز الهند‪ .‬الملك المظفر‪ ،‬المعتمد‪ ،‬ص‪.397 ،293‬‬
‫((( يف (ب) عبيدً ا‪ ،‬ويبدو أنه نوع من السمك المعروف بـ‪ :‬عيدة‪.‬‬
‫‪322‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫المشي‪ ،‬وأتى السيل أذهب ما كان من الطعام على األخر‪ ،‬وطلع البحر فأذهب‬
‫جميع العيد‪ ،‬ووصل يف اآلثار إلى موضع مقدار [‪/126‬أ] المدينة مرتين‬
‫أو‪ ‬ثال ًثا‪.‬‬
‫وقد عم البالء‪ ،‬وعظم األمر‪ ،‬ومن أعظم ما جرى على الناس أن الدور‬
‫هتدمت على أصحاهبا‪ ،‬فقتلت الرقيق‪ ،‬والمواشي‪ ،‬والدواب‪ ،‬وأصبح أكثر‬
‫الناس فقراء من أموالهم ال يجدون ما يأكلون‪ ،‬وأنزلت السيول من الجبال‬
‫جميع الدواب‪ ،‬ومن الناس خل ًقا ً‬
‫كثيرا‪ ،‬تركتهم مصرعين يف كل جانب‪ ،‬وقد‬
‫صارت البلد بغير درب وال مانع‪ ،‬إال اهلل تعالى وعمارهتا‪ ،‬ومن أوجب ما يكون‬
‫والقيام فيه بالعدل والمال(‪ ،)1‬واجب المسؤول من تفضل موالنا وصدقاته‬
‫وشفقته‪ ،‬وحسن رعايته النظر يف أحوالنا بعين شفقته ويرعانا برعايته‪ ،‬ويرفع‬
‫عنا الديون سنة كاملة‪ ،‬فقد عجزنا عن كل شيء‪ ،‬وصرنا أضعف خلق اهلل‬
‫تعالى [‪/126‬ب]‪ ،‬والمسؤول أن ترفعوا عنا [الهوى](‪ )2‬فأنا منه يف أضيق‬
‫حال‪ ،‬وأكسف بال‪ ،‬فال يقدر أحد يخاطب أحدً ا‪ ،‬وال يضرب عمدً ا‪ ،‬وقد صرنا‬
‫ال نقدر على شيء‪ ،‬وصدقات موالنا عميمة‪ ،‬ومواهبة جسيمة‪ ،‬ونحن أحق‬
‫من تصدق عليه‪ ،‬ووصل [بره إليه و](‪ )3‬إحسانه لديه‪ ،‬فليس لنا مالذ نلوذ به‪،‬‬
‫علو‬
‫وال ملجأ نلجأ إليه إال اهلل تعالى‪ ،‬ثم صدقات موالنا وإحسانه‪ ،‬ولموالنا ّ‬
‫الرأي والسالم‪.‬‬

‫((( يف (ب) فيه ببذل المال‪.‬‬


‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪323‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫ترجمة السادة بني النهاري(‪:)1‬‬


‫قال المؤلف ‪ -‬رحمه اهلل تعالى‪ :-‬وهذا فيمن ينسب إلى الشرف من سكنة‬
‫سردد‪ ،‬وقد ذكروا منهم‪ :‬الشيخ المشهور محمد بن عمر بن موسى بن محمد‬
‫ابن علي بن يوسف المعروف بالنهاري‪ ،‬ووالده عمر كان من أهل األحوال‬
‫الظاهرة‪ ،‬والكرامات الباهرة‪ ،‬ولم يكونا ينسبان [‪/127‬أ] إلى الشرف يف‬
‫وقتهما‪ ،‬فشاع ذلك بعده وانتشر‪ ،‬وقيل كانا يخفيان ذلك تواض ًعا‪ ،‬ولم يكن‬
‫تسمى حفصة‪ ،‬وكانت من الصالحات‪ ،‬وله عم‬
‫للشيخ محمد بن عمر إال ابنة ّ‬
‫اسمه أبو بكر بن موسى بن محمد‪ ،‬ومنه الذرية‪ ،‬وكان لعمه أربعة من الولد‪،‬‬
‫وهم‪ :‬موسى‪ ،‬وعمر‪ ،‬وعلي‪ ،‬ومحمد‪ .‬منهم‪ :‬أبو بكر وعمر أبناء الحرة حفصة‪،‬‬
‫وكان عمر يلقب بصياح الخير‪ ،‬وال عقب له‪ ،‬وأبوهما محمد‪ ‬بن علي ابن‬
‫أبي‪ ‬بكر بن موسى‪ ،‬وهم حسينيون‪ ،‬يقال إن أصل بلدهم ينبع(‪ ،)2‬وأن الخارج‬
‫يسمى هنار‪.‬‬
‫منها جد لهم ّ‬
‫األهدل أوالده(‪:)3‬‬
‫ومن المنتسبين إلى الشرف أوالد الشيخ علي بن عمر األهدل‪ ،‬وأصل‬
‫خروجهم من العراق‪ ،‬وهم حسينيون‪ ،‬القادم منهم إلى اليمن عمر أبو الشيخ‬
‫[‪/127‬ب] علي األهدل‪ ،‬وعلي ولد باليمن‪ ،‬وكان من أصحاب األحوال‬
‫والكرامات‪ ،‬وله أحوال سن ّية‪ ،‬وتربية للمريدين‪ ،‬وتخرج به وانتسب جم‬

‫((( عنوان جانبي يف هامش النسخة (ب)‪.‬‬


‫((( ينبع‪ :‬إحدى مدن سواحل الحجاز على البحر األحمر‪ ،‬مقابل المدينة‪ ،‬وهي ميناء‬
‫مهم‪ .‬ياقوت الحموي‪ ،‬معجم البلدان‪.450 /5 ،‬‬
‫((( عنوان جانبي يف هامش النسخة (ب)‪.‬‬
‫‪324‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫غفير وعدد كثير‪ ،‬وتفرقوا يف البالد‪ ،‬وسموا بالشيوخ‪ ،‬وظهرت لهم األحوال‬
‫الحسنة‪ ،‬منهم‪ :‬الشيخ الشهير أبو الغيث بن جميل‪ .‬ويذكر أن الشيخ أبا الغيث‬
‫[بن جميل](‪ -)1‬نفع اهلل به‪ -‬نال القطبية‪ ،‬وله كالم جيد يدل على تمكنه‬
‫‪-‬رحمهم اهلل تعالى‪ ،-‬واسم أبي الغيث بن جميل‪ :‬سعيد بن سلم‪.‬‬
‫وكان للشيخ علي األهدل ولدان‪ :‬أبو بكر بن علي‪ ،‬وعمر [بن علي](‪.)2‬‬
‫فأبو بكر يلقب بالشيخ‪ ،‬وله أحوال [ظاهرة](‪ )3‬وكرامات خارقة‪ .‬وأما عمر‬
‫بالفقيه‬ ‫فكان ينسب إلى الفقيه‪ ،‬وله مشاركة يف العلم‪ ،‬والذي [ينسب]‬
‫(‪)4‬‬

‫[‪/128‬أ] من ذريته‪ :‬أبو القاسم بن عمر‪ ،‬وذريته أحمد بن عمر [األهدل]‬


‫(‪)5‬‬

‫هؤالء ينسبون ويدعون بالفقيه‪ ،‬ومن ذريته عمر‪ ،‬يدعون بالشيخ واحدهم‪،‬‬
‫وكان عمر بن علي األهدل ‪ -‬نفع اهلل هبما‪ -‬من الصالحين‪ ،‬وكان يفتي ويقرأ‬
‫العلم‪ ،‬ومنهما انتشرت الذرية حتى صاروا يف وقتنا [هذا](‪ )6‬وما قبله أكثر‬
‫سكنة قريتهم المراوعة‪ .‬فمن ولد الفقيه الصالح رضي الدين أبو بكر بن أبي‬
‫القاسم بن عمر‪ ،‬وكان أعرف شيوخ الطريقة‪[ ،‬وكان له يف العلم مشاركة‪ ،‬وكان‬
‫أكمل أهل الطريقة](‪ )7‬وأتمهم معرفة ‪ -‬نفع اهلل به وبسلفه‪ ،-‬ومنهم‪ :‬الفقيه‬
‫عظيما‪،‬‬
‫ً‬ ‫الصالح شهاب الدين أحمد بن عمر بن أحمد ابن عمر‪ ،‬نال ح ًظا‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪325‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫وكثيرا من الدنيا والدين والعلم والعمل المرضي‪ ،‬وله ذرية أخيار عليهم نور‬ ‫ً‬
‫الطاعة واألدب والعقل الراجح‪/128[ ،‬ب] والهيبة الحسنة التي لم تكن يف‬
‫غيرهم‪ ،‬حتى إن الطفل منهم يعرف يف المكتب(‪ )1‬من غيره‪ ،‬ومن ذريته‪ :‬محمد‬
‫بن أحمد الذي بنى جامع المراوعة‪ ،‬وهو مسجد الشيخ ‪ -‬نفع اهلل به‪ ،-‬فبناه‬
‫جص وآجور‪ ،‬وله مؤخر‪ ،‬وعليه حائط‪ ،‬وله جبانة حسنة‪ ،‬نور ُه [حسن](‪،)2‬‬
‫وللمسجد ضياء حسن بحيث [ال يماثله مسجد](‪ ،)3‬وال يمله من يجلس فيه‪،‬‬
‫وقل ما يوجد يف المساجد‬ ‫وأنه يختار فيه الجلوس بخالف غيره من المساجد‪َّ ،‬‬
‫مثله‪ ،‬وبنى المآثر الحسنة التي ما يبنى مثلها‪ ،‬وكانت له أيام حسنة وفعل فيها‬
‫الخير الكثير‪ ،‬وساد سيادة عظيمة قصر عنها كل س ّيد‪ .‬ثم كان بعده ولده أحمد‪،‬‬
‫فيه من الكرم [‪/129‬أ] ما ال زيد عليه‪ ،‬وله أخالق رضية‪ ،‬وسيرة رض ّية‪ ،‬وقليل‬
‫والفتوة‪ ،‬وهذا الدليل‬
‫ّ‬ ‫ما يف اليمن مثله يف [الخير و](‪ )4‬الحياء والسخاء والمروة‬
‫على أنه من أهل بيت النبوة‪ .‬وأخوه عمر له العقل الراجح‪ ،‬والدين القوي‪،‬‬
‫والصرب يف اهلل تعالى‪ ،‬وكلهم أحرار أخيار ‪ -‬نفع اهلل هبم‪.-‬‬

‫قف على بني القليصي(‪:)5‬‬


‫أيضا قوم يسكنون جوار وادي زبيد‪ ،‬يعرفون‬‫وممن ينسب إلى الشرف ً‬
‫ببني القليصي‪ ،‬ويذكر أن أصل تربيتهم‪ ،‬وأخذهم التصوف‪ ،‬وما ينتسبون إليه‬
‫من الخير من رجل غريب يسمى القليصي‪ ،‬نزل مسجد يعرف بمسجد الثمة‪،‬‬

‫((( المكتب ما يعرف اليوم بال ُكتاب أو المعالمة‪.‬‬


‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( كتبت هذا العنوان يف هامش النسخة (ب)‪.‬‬
‫‪326‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫فالتجأ إليها من برع‪ ،‬وكان صاحب أحوال ظاهرة وعلوم‪/129[ ،‬ب] فتخرج‬
‫به أوائلهم‪ ،‬واستحبوا باسمه وتسموا به‪ ،‬وجدهم األكرب علي بن يوسف‪،‬‬
‫صاحب [محل](‪ )1‬عقبى يف رأس وادي زبيد‪ ،‬وهو أحد تالمذة سيدي الشيخ‬
‫عيسى الهتاري‪ ،‬وقرأ على يد الشيخ المذكور‪ ،‬ونصبه ً‬
‫شيخا قبل أن يعرفوا ببني‬
‫القليصي‪ ،‬وهو شيخ والد القاضي هباء الدين الجندي‪ ،‬هكذا قاله يف تاريخه ‪-‬‬
‫رحمه اهلل تعالى‪ ،-‬وظهور اسم القليصي من بعد ذلك‪ ،‬وسموا به المتأخرين‬
‫منهم‪ ،‬وتخرج به أوائلهم بني نعيم‪ ،‬ويقال إهنم حسنيون‪ ،‬وأصل خروجهم من‬
‫قرية بين المديني [واهلل أعلم](‪.)2‬‬
‫فصل‪ :‬ومن بني أم ّية طوائف يف اليمن‪ ،‬منهم‪[ :‬ابن](‪ )3‬زياد‪ ،‬بعثه المأمون‬
‫أيضا من ولد‬‫رجل من بني أم ّية ً‬‫ً‬ ‫أميرا على اليمن‪ ،‬وبعث معه [‪/130‬أ]‬ ‫ً‬
‫وزيرا وكات ًبا‪ ،‬وبعث معهم محمد‬
‫سليمان ابن هشام بن عبد الملك بن مروان ً‬
‫بن هارون الثعلبي‪ ،‬جد بني أبي عقامة قاض ًيا‪ ،‬وكان خروجهم إلى اليمن سنة‬
‫ستين ومائة(‪ ،)4‬وهي السنة التي مات فيها الشافعي ‪ -‬رضي اهلل تعالى عنه‪،-‬‬
‫فابن زياد هو الذي اختط مدينة زبيد أيام المأمون‪ ،‬واستقرت والية الحبشة على‬
‫(‪)5‬‬
‫اليمن يف بني نجاح‪ ،‬وكان والية نجاح يف ذي القعدة سنة اثني عشر وأربعمائة‬
‫إلى أن أزالهم عنها ابن مهدي يف سنة أربع وخمسين وخمسمائة(‪.)6‬‬

‫((( يف (ب) أبوها‪.‬‬


‫((( يف (ب) أبوها‪.‬‬
‫((( يف (ب) أبوها‪.‬‬
‫((( ‪160‬هـ‪776 /‬م‪.‬‬
‫((( ذو القعدة ‪412‬هـ‪ /‬فرباير ‪1022‬م‪.‬‬
‫((( ‪554‬هـ‪1159 /‬م‪ .‬وكتبت يف (ب) سنة أربع وخمسين وأربع مئة‪ ،‬وهو خطأ وقع فيه‬
‫الناسخ ‪ -‬على ما يبدو ‪.-‬‬
‫‪327‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫وكان نجاح وال ًيا بالكدراء من سهام يف سنة اثنين وخمسين وأربعمائة(‪،)1‬‬
‫وكان له من الولد خمسة‪ :‬سعيد األحول ‪ -‬وسعيد [‪/130‬ب] الذي قتل علي‬
‫بن [محمد](‪ )2‬الصليحي‪ ،-‬وجياش(‪ ،)3‬ومعارك‪ ،‬والذخيرة‪ ،‬ومنصور‪ .‬ومدينة‬
‫صالحا دينًا ً‬
‫عاقل‪،‬‬ ‫ً‬ ‫الكدراء مما اختطها القائد حسين بن سالمة‪ ،‬وكان ً‬
‫رجل‬
‫ويقال إنه ابتنى الجوامع باليمن من مدينة عدن إلى مكة‪ ،‬وكان كثير الصدقات‬
‫والصالة يف ذات اهلل‪ ،‬مقتد ًيا يف أكثر أحواله بعمر بن عبد العزيز‪ ،‬ويقال إن له‬
‫أحوال سنية‪ ،‬وكانت أيامه أحسن أيام الحبشة‪ ،‬وهي دولة آل نجاح‪ ،‬وهو مولى‬
‫رشيد‪ ،‬ورشيد مولى بني زياد‪ ،‬ونجاح مولى مرجان‪ ،‬ومرجان مولى حسين بن‬
‫سالمة‪ ،‬والمدائن التي يف الطريق الثالث البحرية والساحلية والوسطى‪ ،‬وأنه‬
‫ً‬
‫وأميال‪ ،‬وشيء‬ ‫أبيارا‬
‫اتخذ ما بين كل مدينتين على [‪/131‬أ] رأس كل ميل ً‬
‫من جوامعه موجودة إلى اآلن‪.‬‬
‫ومن بني أمية قوم يسكنون القرشية بأسفل رماع‪ ،‬ينتمون إلى خالد بن أسيد‬
‫بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس(‪ ،)4‬ويحكى عن الفقيه أخي عتاب ابن‬
‫أسيد دعسين ‪ -‬رحمه اهلل تعالى‪ -‬أنه سكن القرش ّية من ولد عتاب بن أسيد‪،‬‬
‫وكان خالد صاحب راية مشركي قريش يوم بدر‪ُ ،‬فأسر وفدا نفسه‪ ،‬وأسلم‬

‫((( ‪452‬هـ‪1060 /‬م‪.‬‬


‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( كرر اسم جياش مرتين يف النسختين مما دفعنا إلى حذف واحد منهم‪.‬‬
‫((( هو خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أم َّية بن عبد شمس األموي‪ ،‬أخو عتَّاب بن أسيد‪،‬‬
‫أسلم عام الفتح‪ ،‬وقيل مات قبل الفتح ولم يسلم‪ ،‬وقيل فقد يوم اليمامة‪ .‬الصفدي‪،‬‬
‫الوايف بالوفيات‪.343/4 ،‬‬
‫‪328‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫يوم فتح مكة‪ ،‬ويقال إنه من المؤلفة‪ .‬قال ابن قتيبة(‪« :)1‬وكان فيه تيه عظيم»‪.‬‬
‫أميرا لرسول اهلل ﷺ على مكة بعد الفتح‪ ،‬ومن ولده عبد‬
‫وأما عتاب فكان ً‬
‫الرحمن بن عتاب‪/131[ ،‬ب] قتل يوم الجمل مع علي ‪ -‬كرم اهلل وجهه‪،-‬‬
‫وال عقب له‪ .‬وأما خالد فمن ولده يف القرشية بطن كلهم ينتمون إلى يحيى بن‬
‫عبد اهلل بن زكريا ابن خالد [بن عبد اهلل](‪ )2‬بن عبد العزيز بن عبد اهلل بن خالد‬
‫بن أسيد‪ ،‬منهم‪ :‬بنو غراب بيت رئاستهم‪ ،‬وهو غراب بن سلمة(‪ )3‬بن علي بن‬
‫مريخ [بن علي](‪ )4‬ابن رزام بن يحيى بن عبد اهلل بن زكريا بن خالد األصغر‪،‬‬
‫ومنهم‪ :‬الفقيه العالمة أبو بكر دعسين بن أحمد بن علي بن عبد اهلل بن محمد‬
‫دعسين بن هبيين‪ ،‬وهو من ولد‪ :‬علي بن أحمد بن شكر بن رزام بن يحيى بن‬
‫عبد اهلل بن زكريا بن خالد األصغر‪/132[ ،‬أ] وللعدد يف ولد شكر بن رزام‪،‬‬
‫وفيهم عدة بطون‪ ،‬نوفل بن عبد مناف‪ ،‬منه أربعة أفخاذ‪ :‬عبد عمر‪ ،‬وعامر‪،‬‬
‫وعمر‪ ،‬وعدي بن نوفل هو الذي من ولده جبير بن مطعم النسابة بن أبي عدي‬
‫الصحيفة‪ ،‬وكان النبي ﷺ يشكر له‪ .‬زيد ذلك‬
‫بن نوفل‪ ،‬وكان ممن قام يف أمر ّ‬
‫يسمى قص ًيا ألن أمه انقصت به إلى‬
‫قصي بن كالب‪ ،‬واسم قصي زيد‪ ،‬وإنما ّ‬
‫يسمى مجم ًعا به‪ ،‬ألنه جمع أوالد(‪ )5‬فهر بعد تفرقهم‪،‬‬
‫بالد بني عذرة‪ ،‬وكان ّ‬

‫((( ويقصد به المؤرخ‪ :‬أبو محمد عبد اهلل بن مسلم بن قتيبة الدينوري‬
‫(ت‪276 :‬هـ‪889/‬م)‪.‬‬
‫((( يف (ب) أبوها‪.‬‬
‫((( يف (ب) بشامة‪.‬‬
‫((( يف (ب) أبوها‪.‬‬
‫((( يف (ب) القبائل من‪.‬‬
‫‪329‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫(‪)2‬‬
‫وفيه يقول الشاعر(‪:)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫قصي لعمري كان يدعى مجم ًعا * به جمع اهلل القبائل من فهر‬
‫وقال ابن إسحاق(‪ :)3‬ولد قصي أربعة نفر‪/132[ ،‬ب] وامرأتين‪ :‬عبد مناف‬
‫بن قصي‪ ،‬وعبد الدار‪ ،‬وعبد العزي‪ ،‬وعبد قصي(‪ ،)4‬ولحم بنت قصي‪ ،‬وبرة‬
‫بنت قصي‪ .‬وأمهم‪ :‬ح ّفى بنت خليل بن حسنة بن سلول بن كعب بن عمر‬
‫الحرامي(‪ ،)5‬وقوم قصي عبد مناف‪ ،‬وأما عبد الدار‪ ،‬هم‪ :‬العذريون‪ ،‬رهط حج‬
‫بيت اهلل الحرام‪ ،‬وهم من الفخذ األول من بني عبد الدار بني شيبة بن‪ ‬عثمان‬

‫((( بيت الشعر ساقط يف (ب)‪.‬‬


‫((( يقال إن صاحب هذا البيت هو حذافة بن غانم العدوي‪ ،‬ويقول يف مطلعه‪:‬‬
‫مجمعا * بــه جـ ّـمــع اهلل الــقــبــائــل مــن فهر‬
‫ّ‬ ‫أبوكم قصي كان يدعى‬
‫ انظر‪ :‬البغدادي‪ ،‬أبو جعفر محمد بن حبيب بن أمية بن عمرو الهاشمي (ت‪245 :‬هـ)‪،‬‬
‫المنمق يف أخبار قريش‪ ،‬تحقيق‪ :‬خورشيد أحمد فاروق‪ ،‬ط‪ ،1‬عالم الكتب‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪1405‬هـ‪1985 /‬م‪ ،‬ص‪.83‬‬
‫((( ويقصد المؤرخ‪ :‬اإلمام‪ ‬أبو بكر محمد بن إسحاق بن يسار بن خيار المدين‬
‫(ت‪151 :‬هـ‪768 /‬م)‪ ،‬صاحب كتاب‪« :‬المغازي»‪.‬‬
‫((( كتبت يف (أ) عبد‪ ،‬وبعده بياض وعليه عالمة ‪ ،x‬ولم يكتب شيء يف (ب)‪،‬‬
‫أيضا‪ :‬عبد قصي بن قصي‪ .‬انظر‪ :‬ال َب َل ُذري‪ ،‬أحمد بن‬ ‫وعبد‪ ‬بن‪ ‬قصي كان يسمى ً‬
‫يحيى بن جابر بن داود (ت‪279 :‬هـ)‪ ،‬جمل من أنساب األشراف‪ ،‬تحقيق‪ :‬سهيل‬
‫زكار ورياض الزركلي‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الفكر‪ /‬بيروت‪1417 ،‬هـ‪1996 /‬م‪.53 /1 ،‬‬
‫واإلضافة من البالذري‪.‬‬
‫((( يف (ب) الحربي‪ .‬وقد جاء اسمها يف كتاب‪ :‬الثقات كاآليت‪ :‬حجنى بنت حليل‬
‫ا ْبن حبشية ْبن سلول ْبن َك ْعب ْبن َع ْمرو ْبن ُخ َزا َعة‪ .‬انظر‪ :‬ابن حبان‪ ،‬أبو حاتم‬
‫محمد بن حبان بن أحمد ال ُبستي (ت‪354 :‬هـ)‪ ،‬مراقبة‪ :‬محمد عبد المعيد‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫دائرة المعارف العثمانية‪ ،‬حيدر آباد‪1393 ،‬ه‍‪1973 /‬م‪.28 /1 ،‬‬
‫‪330‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫ابن أبي طلحة بن عبد العزي بن عثمان بن عبد الدار‪ .‬ومن بني شيبة قوم‬
‫[يعرفون](‪ )1‬بذلك يسكنون مور‪ ،‬ومن بني عبد الدار قوم يعرفون ببني‬
‫الم ْعرتض من صوفة‪ ،‬يسكنون بأسفل مور(‪ ،)2‬ومن بني عبد العزي بنو أسيد‪ ‬‬
‫ابن عبد العزي‪ ،‬بطن واهلل أعلم‪.‬‬
‫نقل اإلمام [‪/133‬أ] الشيخ محمد بن أبي بكر الحكمي إلى رحمة اهلل سنة‬
‫تسع وستمائة(‪.)3‬‬
‫ونقل الفقيه اإلمام العالمة قطب اليمن‪ ،‬جمال الدين واإلسالم‪ ،‬حجة اهلل‬
‫على األنام محمد بن الحسين البجلي سنة إحدى وعشرين وستمائة(‪ )4‬قدس‬
‫اهلل روحهما‪ ،‬ونور ضريحهما‪ ،‬ونفع هبما يف الدارين(‪.)5‬‬
‫نقل إلى رحمة اهلل تعالى موالنا وسيدنا اإلمام األجل موفق الدين علي بن‬
‫محمد بن حسين البجلي‪ ،‬عشية الخميس ليلة الجمعة‪ ،‬ودفن يوم الجمعة ثاين‬
‫عشر من شهر المحرم أول سنة خمس عشرة وسبعمائة(‪.)6‬‬
‫نقل إلى رحمة اهلل تعالى موالنا وسيدنا اإلمام قطب الزمان برهان الدين‬
‫إبراهيم بن علي [‪/133‬ب] بن إبراهيم البجلي ليلة الجمعة بعد‪ ‬العشاء‪ ‬األخيرة‪،‬‬

‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬


‫((( العبارتين السابقتين ساقطة من (ب)‪.‬‬
‫((( ‪609‬هـ‪1212 /‬م‪ .‬ويذكر الجندي أن وفاة الفقيه محمد بن أبي بكر الحكمي كان‬
‫سنة ‪617‬هـ‪1220 /‬م‪ .‬انظر السلوك‪.364 - 363 /2 ،‬‬
‫((( ‪621‬هـ‪1224 /‬م‪.‬‬
‫((( يبدو أن الناسخ اختلطت عليه معلومات الوفاة يف النسخة (ب) بالنسبة لمحمد‬
‫علما بأن معلومات النسخة‬
‫ابن‪ ‬حسين البجلي‪ ،‬ولعلي ابن محمد بن حسين البجلي‪ً ،‬‬
‫(أ) هي الصحيحة‪.‬‬
‫((( ‪ 12‬محرم ‪715‬هـ‪ 7 /‬إبريل ‪1315‬م‪.‬‬
‫‪331‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫ودفن يوم الجمعة السادس عشر من شهر ذي الحجة آخر سنة عشرين‬
‫وسبعمائة(‪ ،)1‬وحج مع حياة والده سنتين أو ثالثة‪ ،‬وأدرك من العلم الباطن‬
‫مرضا شديدً ا‪ ،‬وكان‬
‫والظاهر ما ال يحضر حاضر‪ ،‬واشتهر وعال شأنه‪ ،‬ومرض ً‬
‫مرضه مرض أبي بكر الصديق‪ ،‬أو بعض الصحابة ‪ -‬رضي اهلل تعالى عنهم‪.-‬‬
‫نقل إلى رحمة اهلل تعالى موالنا وسيدنا الفقيه األجل األوحد‪ ،‬فريد دهره‪،‬‬
‫ووحيد عصره فاعل المعروف إلى أهله‪ ،‬وإلى غير أهله نجم الدين مطعم‬
‫المساكين عمر بن إبراهيم بن محمد بن حسين البجلي [‪/134‬أ] ‪ -‬قدس اهلل‬
‫روحه ونور ضريحه‪ -‬ليلة الثالثاء أول شهر ربيع اآلخر سنة اثنين وعشرين‬
‫وسبعمائة(‪ ،)2‬حج هو وأخوه علي ثالثين حجة م ًعا ‪ -‬نفع اهلل هبما‪.-‬‬
‫ونقل الشيخ الصالح محمد بن أبى القاسم الذهيب يف شهر جمادى األول‬
‫(‪)3‬‬

‫سنة اثنين وعشرين وسبعمائة(‪.)4‬‬


‫ونقل الفقيه الصالح عبد اهلل بن علي الهرملي [‪ -‬نفع اهلل به‪ )5(]-‬بعد الشيخ‬
‫والفقيه‪ ،‬سنة اثنين وثالثين وستمائة(‪ ،)6‬وهو الذي جمع كتاب‪« :‬لب األلباب»‪،‬‬
‫عن الشيخ والفقيه‪.‬‬

‫((( ‪ 16‬ذي الحجة ‪720‬هـ‪ 17 /‬يناير ‪1321‬م‪.‬‬


‫((( ربيع األخر ‪722‬هـ‪ /‬إبريل ‪1322‬م‪.‬‬
‫((( يف (ب) اآلخر‪.‬‬
‫((( جمادى األول ‪722‬هـ‪ /‬مايو ‪1322‬م‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( ‪632‬هـ‪1234 /‬م‪.‬‬
‫‪332‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫نقل اإلمام العالم(‪ )1‬العارف [القطب](‪ )2‬الرباين أبو الغيث [بن جميل]‬
‫(‪)3‬‬

‫سنة إحدى وخمسين وستمائة(‪.)4‬‬


‫وتويف الفقيه الشهير الصالح أحمد بن موسى بن علي بن عجيل لخمس‬
‫ليال بقين من شهر ربيع األول من سنة تسعين وستمائة(‪.)5‬‬
‫نقل الشيخ األجل شمس الدين علي بن عمر األهدل [‪/134‬ب] سنة اثنين‬
‫وستمائة(‪ - )6‬نفع اهلل به‪.-‬‬
‫ونقل [إلى رحمة اهلل](‪ )7‬سيدي الفقيه األجل العالم الرباين العالمة إبراهيم‬
‫ابن زكريا تمام رجب سنة تسع وستمائة(‪ - )8‬نفع اهلل به‪.)9(-‬‬
‫نقل إلى رحمة اهلل تعالى الفقيه األجل األوحد شرف الدين أبو القاسم بن‬
‫محمد بن عثمان بن عمر بن عثمان بن أبي بكر الحكمي يوم السابع عشر شهر‬
‫ذي الحجة سنة عشر وثمان(‪ ،)10‬رحمه اهلل تعالى رحمة األبرار‪ ،‬وسكنه جنات‬
‫تجري تحتها األهنار‪.‬‬

‫((( العالم ساقطة من (ب)‪.‬‬


‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( ‪651‬هــ‪1253 /‬م‪.‬‬
‫((( ‪ 25‬ربيع األول ‪690‬هـ‪ 28 /‬مارس ‪1291‬م‪.‬‬
‫((( ‪602‬هـ‪1205 /‬م‪.‬‬
‫((( الزيادة من (ب)‪.‬‬
‫((( ربيع األخر ‪722‬هـ‪ /‬إبريل ‪1322‬م‪.‬‬
‫((( رجب ‪609‬هـ‪ /‬يوليو ‪1212‬م‪.‬‬
‫(‪ 17 ((1‬ذي الحجة ‪810‬ه‪ 13 /‬مايو ‪1408‬م‪.‬‬
‫‪333‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫وظاهرا‬
‫ً‬ ‫وآخرا‪،‬‬
‫ً‬ ‫تم الكتاب بعون اهلل الملك الوهاب‪ ،‬والحمد هلل ً‬
‫أول‬
‫وباطنًا‪ ،‬وكان الفراغ من رقمه ليلة الجمعة من شهر ذي القعدة الحرام سنة‬
‫‪.)1(1327‬‬
‫وهلل احلمد‬
‫نـــجـــز الـــنـــســـخ وانـــقـــضـــا * وفـــعـــلـــنـــا الــــــــذي وجـــب‬
‫غــــفــــر اهلل لــــمــــن قــــرى * ودعــــــــــا لـــــلـــــذي كــتــب‬
‫اللهم اغفر لكاتبه ولوالديه وكافة المنتسبين إليه وإليهم وجميع المسلمين‬
‫آمين اللهم آمين آمين‪.‬‬
‫جــل مــن ال عيب فيه وعال‬ ‫إن تــجــد عــيـ ًبــا فــســد الخلال *‬
‫وصلى اهلل على خير خلقه ومظهر لطفه وزنة عرشه محمد وآله وصحبه‬
‫وسلم [‪/135‬أ]‬

‫((( ذي القعدة ‪1327‬هـ‪ /‬نوفمرب ‪1909‬م‪ ،‬ويورد يف معلومات النسخة (ب) أنه تم‬
‫االنتهاء من نسخ المخطوطة يف ‪ 17‬رجب ‪1333‬هـ‪ 30/‬مايو ‪1915‬م‪.‬‬
‫‪334‬‬
‫المصادر والمراجع‬
‫والفهارس‬
‫المصادر والمراجع‬
‫ً‬
‫أول‪ -‬المصادر‪:‬‬

‫األصبهاين‪ ،‬أبو محمد عبد اهلل بن محمد بن جعفر بن حيان‬


‫(ت‪369 :‬هـ‪979/‬م)‪:‬‬
‫♦ ♦العظمة‪ ،‬تحقيق‪ :‬رضاء اهلل بن محمد إدريس المبارك فوري‪ ،‬ط‪ ،1‬دار‬
‫العاصمة‪ ،‬الرياض‪1408 ،‬هـ‪.‬‬
‫األهدل‪ ،‬الحسين بن عبد الرحمن (ت‪855 :‬هـ‪1451 /‬م)‪:‬‬

‫♦ ♦تحفة الزمن يف تاريخ سادات اليمن‪ ،‬ج‪ ،1‬تحقيق‪ :‬عبد اهلل محمد‬
‫الحبشي‪ ،‬المجتمع الثقايف‪ ،‬أبو ظبي‪2004 ،‬م‪.‬‬

‫بامخرمة‪ ،‬عفيف الدين أبو محمد الطيب بن عبد اهلل (ت‪947 :‬ﻫ‪1540 /‬م)‪:‬‬
‫♦ ♦تاريخ ثغر عدن‪ ،‬مطبعة‪ :‬بريل‪ ،‬ليدن‪1936 ،‬م‪.‬‬

‫البغدادي‪ ،‬أبو جعفر محمد بن حبيب بن أمية بن عمرو الهاشمي‬


‫(ت‪245 :‬هـ‪859 /‬م)‪:‬‬
‫♦ ♦المنمق يف أخبار قريش‪ ،‬تحقيق‪ :‬خورشيد أحمد فاروق‪ ،‬ط‪ ،1‬عالم‬
‫الكتب‪ ،‬بيروت‪1405 ،‬هـ‪1985 /‬م‪.‬‬

‫البغدادي‪ ،‬صفى الدين عبد المؤمن بن عبد الحق(ت‪ 739 :‬هـ‪1338/‬م)‪:‬‬


‫♦ ♦مراصد االطالع على أسماء األمكنة والبقاع‪ ،‬تحقيق‪ :‬على البجاوى‪،‬‬
‫ط‪ ،2‬دار الجيل‪ ،‬بيروت‪1992 ،‬م‪.‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫ال َب َل ُذري‪ ،‬أحمد بن يحيى بن جابر بن داود (ت‪279 :‬هـ‪892 /‬م)‪:‬‬


‫♦ ♦جمل من أنساب األشراف‪ ،‬تحقيق‪ :‬سهيل زكار ورياض الزركلي‪،‬‬
‫ط‪ ،1‬دار الفكر‪ /‬بيروت‪1417 ،‬هـ‪1996 /‬م‪.‬‬
‫البيهقي‪ ،‬أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخراساين‬
‫(ت‪458 :‬هـ‪1065 /‬م)‪:‬‬
‫♦ ♦شعب اإليمان‪ ،‬حققه وراجع نصوصه وخرج أحاديثه‪ :‬الدكتور عبد‬
‫العلي عبد الحميد حامد‪ ،‬أشرف على تحقيقه وتخريج أحاديثه‪:‬‬
‫مختار أحمد الندوي‪ ،‬مكتبة الرشد للنشر والتوزيع بالرياض بالتعاون‬
‫مع الدار السلفية‪ ،‬بومباي‪1423 ،‬هـ‪2003 /‬م‪.‬‬
‫ابن تغري بردي‪ ،‬جمال الدين أبو المحاسن يوسف (ت‪874 :‬ﻫ‪1469/‬م)‪:‬‬
‫♦ ♦النجوم الزاهرة يف ملوك مصر والقاهرة‪ ،‬قدم له وعلق عليه‪ :‬محمد‬
‫حسين شمس الدين‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪1992 ،‬م‪.‬‬
‫الجرجاين‪ ،‬علي بن محمد بن علي (ت‪816 :‬هـ‪1413 /‬م)‪:‬‬
‫♦ ♦التعريفات‪ ،‬تحقيق‪ :‬إبراهيم األبياري‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫بيروت‪1405 ،‬هـ‪.‬‬
‫الجعدي‪ ،‬عمر بن علي بن الحسن بن سمرة (ت‪586 :‬ﻫ‪1190/‬م)‪:‬‬
‫♦ ♦طبقات فقهاء اليمن‪ ،‬تحقيق‪ :‬فواد سيد‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫بيروت‪1401 ،‬ﻫ‪1981 /‬م‪.‬‬
‫الجندي‪ ،‬أبو عبداهلل بهاء الدين محمد بن يوسف بن يعقوب‬
‫(ت‪732:‬ﻫ‪1331/‬م)‪:‬‬

‫‪338‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫♦ ♦السلوك يف طبقات العلماء والملوك‪ ،‬ج‪ ،2‬تحقيق‪ :‬محمد بن علي‬


‫األكوع‪ ،‬ط‪ ،2‬مكتبة اإلرشاد‪ ،‬صنعاء‪1416 ،‬ﻫ‪1995/‬م‪.‬‬
‫ابن حاتم‪ ،‬بدر الدين محمد بن حاتم اليامي الهمداين (ت‪ .‬د‪702 :‬ﻫ‪1302/‬م)‪:‬‬
‫♦ ♦السمط الغالي الثمن يف أخبار الملوك من الغز باليمن‪ ،‬تحقيق‪ :‬ركس‬
‫سميث‪ ،‬لندن‪1974 ،‬م‪.‬‬
‫ابن حبان‪ ،‬أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد ال ُبستي (ت‪354 :‬هـ‪965 /‬م)‪:‬‬
‫♦ ♦الثقات‪ ،‬مراقبة‪ :‬محمد عبد المعيد‪ ،‬ط‪ ،1‬دائرة المعارف العثمانية‪،‬‬
‫حيدر آباد‪1393 ،‬ه‍‪1973 /‬م‪.‬‬
‫ابن حجر العسقالين‪ ،‬أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد الشافعي (ت‪:‬‬
‫‪852‬هـ‪1448 /‬م)‪:‬‬
‫♦ ♦اإلصابة يف تمييز الصحابة‪ ،‬تحقيق‪ :‬عادل أحمد عبد الموجود وعلي‬
‫محمد معوض‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪1415 ،‬هـ‪.‬‬
‫♦ ♦فتح الباري شرح صحيح البخاري‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪1379 ،‬هـ‪.‬‬
‫ابن حزم‪ ،‬أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم األندلسي القرطبي‬
‫الظاهري (ت‪456 :‬هـ‪1063 /‬م)‪:‬‬
‫♦ ♦جمهرة أنساب العرب‪ ،‬تحقيق‪ :‬لجنة من العلماء‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بيروت‪1403 ،‬هـ‪1983/‬م‪.‬‬
‫الحمزي‪ ،‬عماد الدين إدريس بن علي (ت‪714 :‬هـ‪1314 /‬م)‪:‬‬
‫♦ ♦كنز األخيار يف معرفة السير واألخبار‪ ،‬دراسة وتحقيق‪ :‬عبد المحسن‬
‫مدعج المدعج‪ ،‬ط‪ ،1‬مؤسسة الشراع العربي‪ ،‬الكويت‪1992 ،‬م‪.‬‬

‫‪339‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫الحموي‪ ،‬شهاب الدين أبو عبد اهلل ياقوت بن عبد اهلل (ت‪626 :‬ﻫ‪1228/‬م)‪:‬‬
‫♦ ♦معجم األدباء‪ ،‬إرشاد األريب إلى معرفة األديب‪ ،‬تحقيق‪ :‬إحسان‬
‫عباس‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪1414 ،‬هـ‪1993 /‬م‪.‬‬
‫♦ ♦معجم البلدان‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت د‪ .‬ت‪.‬‬
‫ابن حمير‪ ،‬أبو عبد اهلل جمال الدين محمد بن حمير الهمداين‬
‫(ت‪651 :‬هـ‪1253 /‬م)‪:‬‬
‫♦ ♦ديوان ابن حمير‪ ،‬حققه وعلق عليه‪ :‬محمد بن علي األكوع‪ ،‬ط‪ ،1‬دار‬
‫العودة‪ ،‬بيروت‪1985 ،‬م‪.‬‬
‫الحميري‪ ،‬أبو محمد جمال الدين عبد الملك بن هشام بن أيوب المعافري‬
‫(ت‪213 :‬هـ‪828 /‬م)‪:‬‬
‫التيجان يف ُملوك ِح ْم َي ْر‪ ،‬تحقيق‪ :‬مركز الدراسات واألبحاث اليمنية‪،‬‬
‫♦♦ َ‬
‫ط‪ ،1‬مركز الدراسات واألبحاث اليمنية‪ ،‬صنعاء‪1347 ،‬هـ‪.‬‬
‫الحميري‪ ،‬محمد عبد المنعم (ت أواخر القرن ‪9‬ﻫ‪/‬أواخر القرن‪15‬م)‪:‬‬
‫♦ ♦الروض المعطــار يف خرب األقطار‪ ،‬تحقيق‪ :‬إحسان عباس‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫مؤسسة ناصر للثقافة‪ ،‬بيروت‪1980 ،‬م‪.‬‬
‫الحميري‪ ،‬نشوان بن سعيد (ت‪573 :‬ﻫ‪1177/‬م)‪:‬‬
‫♦ ♦منتخبات يف أخبار اليمن‪ ،‬اعتنى بنسخها وتصحيحها‪ :‬عظيم الدين‬
‫أحمد‪ ،‬ط‪ ،3‬دار التنوير‪ ،‬بيروت‪1407 ،‬ﻫ‪1986/‬م‪.‬‬
‫الخزرجي‪ ،‬علي بن الحسن (ت‪812 :‬ﻫ‪1409 /‬م)‪:‬‬
‫♦ ♦العقد الفاخر الحسن يف طبقات أكابر أهل اليمن وهو طراز أعالم‬
‫الزمن يف طبقات أعيان اليمن‪ ،‬مج‪ ،4‬تحقيق‪ :‬عبد اهلل بن قائد العبادي‬
‫وآخرون‪ ،‬الجيل الجديد‪ ،‬صنعاء‪1430 ،‬هـ‪2009 /‬م‪.‬‬

‫‪340‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫♦ ♦العقود اللؤلؤية يف تاريخ الدولة الرسولية‪ ،‬عنى بتصحيحه‪ :‬محمد‬


‫بسيوين عسل‪ ،‬مطبعة‪ :‬الهالل‪ ،‬القاهرة‪1329 ،‬ﻫ‪1911/‬م‪.‬‬
‫ابن خلكان‪ ،‬أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد (ت‪681 :‬هـ‪1282 /‬م)‪:‬‬
‫♦ ♦وفيات األعيان وأنباء أبناء الزمان‪ ،‬حققه وعلق عليه ووضع فهارسه‪:‬‬
‫محمد محي الدين عبد الحميد‪ ،‬ط‪1367 ،1‬هـ‪1946 /‬م‪.‬‬
‫ابن الديبع‪ ،‬وجيه الدين أبو الضياء عبد الرحمن بن علي (ت‪944 :‬ﻫ‪1537/‬م)‪:‬‬
‫♦ ♦الفضل المزيد على بغية المستفيد يف أخبار مدينة زبيد‪ ،‬تحقيق‪ :‬يوسف‬
‫شلحد‪ ،‬دار العودة‪ ،‬بيروت‪1983 ،‬م‪.‬‬
‫♦ ♦قرة العيون بأخبار اليمن الميمون‪ ،‬حققه وعلق علية‪ :‬محمد بن علي‬
‫األكوع‪ ،‬ط‪ ،2‬دار بساط‪ ،‬بيروت‪1409 ،‬ﻫ‪1988/‬م‪.‬‬
‫الذهبي‪ ،‬شمس الدين أبو عبد اهلل محمد بن أحمد بن عثمان بن َق ْايماز (ت‪:‬‬
‫‪748‬هـ‪1347 /‬م)‪:‬‬
‫♦ ♦تاريخ اإلسالم ووفيات المشاهير واألعالم‪ ،‬تحقيق‪ :‬عمر عبد السالم‬
‫التدمري‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬ط‪ ،2‬بيروت‪1413 ،‬هـ‪1993 /‬م‪.‬‬
‫♦ ♦سير أعالم النبالء‪ ،‬دار الحديث‪ ،‬القاهرة‪1427 ،‬هـ‪2006 /‬م‪.‬‬
‫محمد بن عبد الرزّاق الحسيني‬
‫ّ‬ ‫محمد بن‬
‫ّ‬ ‫الزَّبيدي‪ ،‬مرتضى‬
‫(ت‪1205 :‬هـ‪1790 /‬م)‪:‬‬
‫♦ ♦تاج العروس‪ ،‬تحقيق‪ :‬مجموعة من المحققين‪ ،‬دار الهداية‪( ،‬د‪ .‬ن)‪،‬‬
‫(د‪ .‬ت)‪.‬‬
‫السبكي‪ ،‬تاج الدين بن علي بن عبد الكايف (ت‪771 :‬هـ‪1370 /‬م)‪:‬‬
‫♦ ♦طبقات الشافعية الكربى‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬محمود محمد الطناحي‪ ،‬د‪.‬عبد‬

‫‪341‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫الفتاح محمد الحلو‪ ،‬ط‪ ،2‬هجر للطباعة والنشر والتوزيع‪( ،‬د‪ .‬ب)‪،‬‬
‫‪1413‬هـ‪.‬‬
‫السخاوي‪ ،‬محمد بن عبد الرحمن بن محمد (ت‪902 :‬ﻫ‪1496/‬م)‪:‬‬
‫♦ ♦الضوء الالمع ألهل القرن التاسع‪ ،‬بيروت‪ ،‬منشورات دار مكتبة‬
‫الحياة‪( ،‬د‪ .‬ت)‪.‬‬
‫ابن سعد‪ ،‬أبو عبد اهلل محمد بن سعد بن منيع الهاشمي البصري البغدادي‬
‫(ت‪230 :‬هـ‪844 /‬م)‪:‬‬
‫♦ ♦الطبقات الكربى‪ ،‬ج‪ ،6‬تحقيق‪ :‬محمد عبد القادر عطا‪ ،‬ط‪ ،1‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪1410 ،‬هـ‪1990 /‬م‪.‬‬
‫السلمي‪ ،‬أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين بن محمد بن موسى‬
‫(ت‪412 :‬هـ‪1021 /‬م)‪:‬‬
‫♦ ♦طبقات الصوفية‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪2003 ،‬م‪.‬‬
‫ابن سيده‪ ،‬أبو الحسن علي بن إسماعيل (ت‪458 :‬هـ‪1066 /‬م)‪:‬‬
‫♦ ♦المحكم والمحيط األعظم‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبدالحميد هنداوي‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت‪1421 ،‬هـ‪2000 /‬م‪.‬‬
‫السيوطي‪ ،‬الحافظ جالل الدين عبدالرحمن بن أبي بكر (ت‪911 :‬ﻫ‪1505/‬م)‪:‬‬
‫♦ ♦المزهر يف علوم اللغة وأنواعها‪ ،‬تحقيق‪ :‬فؤاد علي منصور‪ ،‬ط‪ ،1‬دار‬
‫الكتب العلمية ‪ -‬بيروت‪1998 ،‬م‪.‬‬
‫الشرجي‪ ،‬أبو العباس أحمد بن عبد اللطيف (ت‪893:‬ﻫ‪1487/‬م)‪:‬‬
‫♦ ♦طبقات الخواص أهل الصدق واإلخالص‪ ،‬دار المناهل‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪1406‬ﻫ‪1986/‬م‪.‬‬

‫‪342‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫الصفدي‪ ،‬صالح الدين خليل بن أيبك بن عبد اهلل (ت‪764 :‬هـ‪1362 /‬م)‪:‬‬
‫♦ ♦الوايف بالوفيات‪ ،‬ج‪ ،9‬تحقيق‪ :‬أحمد األرناؤوط وتركي مصطفى‪ ،‬دار‬
‫إحياء الرتاث‪ ،‬بيروت‪1420 ،‬هـ‪2000 /‬م‪.‬‬
‫♦ ♦نكث الهميان يف نكت العميان‪ ،‬علق عليه ووضع حواشيه‪ :‬مصطفى‬
‫عبد القادر عطا‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪1428 ،‬هـ‪2007 /‬م‪.‬‬
‫ابن العماد‪ ،‬أبو فالح عبد الحي بن أحمد بن محمد (ت‪1089 :‬هـ‪1678 /‬م)‪:‬‬
‫♦ ♦شذرات الذهب يف أخبار من ذهب‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمود األرناؤوط‪ ،‬خرج‬
‫أحاديثه‪ :‬عبد القادر األرناؤوط‪ ،‬ط‪ ،1‬دار ابن كثير‪ ،‬دمشق ‪ -‬بيروت‪،‬‬
‫‪1406‬هـ‪1986 /‬م‪.‬‬
‫عمارة اليمني‪ ،‬نجم الدين عمارة بن علي الحكمي (ت‪569 :‬ﻫ‪1173/‬م)‪:‬‬
‫♦ ♦تاريخ اليمن‪ ،‬حقق نصه وضبط أعالمه وعلق عليه وقدم له باإلضافة‬
‫إلى مقدمة وتعليقات الناشر األول (كاي) سنة ‪1892‬م المرتجمة‬
‫ترجمة دقيقة‪ :‬حسن سليمان محمود‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة الرشاد‪ ،‬صنعاء‪،‬‬
‫‪1425‬ﻫ‪2004/‬م‪.‬‬
‫ال َع ْيدَ ُروس‪ ،‬محي الدين عبد القادر بن شيخ بن عبد اهلل (ت‪1038 :‬هـ‪1628/‬م)‪:‬‬
‫♦ ♦النور السافر عن أخبار القرن العاشر‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪1405‬هـ‪.‬‬
‫الفاسي‪ ،‬تقي الدين محمد بن أحمد الحسني (ت‪832 :‬ﻫ‪1429/‬م)‪:‬‬
‫♦ ♦العقد الثمين يف تاريخ البلد األمين‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد حامد الفقي‪،‬‬
‫فواد سيد‪ ،‬محمود الطناحي‪ ،‬ط‪ ،2‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪1406‬هـ‪1946/‬م‪.‬‬
‫‪343‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫ابن قتيبة الدينوري‪ ،‬أبو محمد عبد اهلل بن مسلم (ت‪276 :‬هـ‪889 /‬م)‪:‬‬
‫♦ ♦غريب الحديث‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬عبد اهلل الجبوري‪ ،‬ط‪ ،1‬مطبعة العاين‪،‬‬
‫بغداد‪1397 ،‬هـ‪.‬‬
‫♦ ♦المعارف‪ ،‬تحقيق‪ :‬ثروت عكاشة‪ ،‬ط‪ ،2‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪،‬‬
‫القاهرة‪1992 ،‬م‪.‬‬
‫القلقشندي‪ ،‬أبي العباس أحمد بن علي (ت‪821:‬ﻫ‪1418/‬م)‪:‬‬
‫♦ ♦صبح األعشى يف صناعة اإلنشا‪ ،‬شرحه وعلق عليه وقابل نصوصه‪ :‬نبيل‬
‫خالد الخطيب‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪1407 ،‬ﻫ‪1987/‬م‪.‬‬
‫ابن الكلبي‪ ،‬أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي‬
‫(ت‪204 :‬هـ‪819 /‬م)‪:‬‬
‫♦ ♦نسب معد واليمن الكبير‪ ،‬تحقيق‪ :‬الدكتور ناجي حسن‪ ،‬عالم الكتب‪،‬‬
‫مكتبة النهضة العربية‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت‪1408 ،‬هـ‪1988 /‬م‪.‬‬
‫ابن كنان‪ ،‬محمد بن عيسى (ت‪1153 :‬ﻫ‪1740/‬م)‪:‬‬
‫♦ ♦حدائق الياسمين يف ذكر قوانين الخلفاء والسالطين‪ ،‬تحقيق‪ :‬عباس‬
‫صباغ‪ ،‬ط‪ ،1‬دار النفائس‪ ،‬بيروت‪1412 ،‬ﻫ‪1991/‬م‪.‬‬
‫ابن ماجه‪ ،‬أبو عبد اهلل محمد بن يزيد بن ماجه القزويني (ت‪273 :‬هـ‪886 /‬م)‪:‬‬
‫♦ ♦سنن ابن ماجه‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫(د‪ .‬ت)‪.‬‬
‫ابن المجاور‪ ،‬جمال الدين أبو الفتح يوسف بن يعقوب بن محمد‬
‫(ت‪690 :‬ﻫ‪1291/‬م)‪:‬‬
‫♦ ♦صفة بالد اليمن ومكة وبعض الحجاز المسماة تاريخ المستبصر‪،‬‬

‫‪344‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫اعتنى بتصحيحها‪ :‬أوسكر لو فقرين‪ ،‬ط‪ ،2‬دار التنوير‪ ،‬بيروت‪،‬‬


‫‪1407‬ﻫ‪1986/‬م‪.‬‬
‫مجهول (ت‪ .‬بعد‪840 :‬ﻫ‪1436/‬م)‪:‬‬
‫♦ ♦تاريخ الدولة الرسولية يف اليمن‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبداهلل محمد الحبشي‪،‬‬
‫مطبعة الكاتب العربي‪ ،‬دمشق‪1405 ،‬ﻫ‪1984/‬م‪.‬‬
‫مجهول (ت‪ :‬بعد‪372 :‬هـ‪982 /‬م)‪:‬‬
‫♦ ♦حدود العالم من المشرق إلى المغرب‪ ،‬محقق ومرتجم الكتاب‬
‫عن الفارسية‪ :‬السيد يوسف الهادي‪ ،‬الدار الثقافية للنشر‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪1423‬هـ‪.‬‬
‫المرزباين‪ ،‬أبو عبيد اهلل محمد بن عمران (ت‪384 :‬هـ‪994 /‬م)‪:‬‬
‫♦ ♦معجم الشعراء‪ ،‬تصحيح وتعليق‪ :‬الدكتور ف‪ .‬كرنكو‪ ،‬ط‪ ،2‬مكتبة‬
‫القدسي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪1402 ،‬هـ‪1982 /‬م‪.‬‬
‫الملك األشرف‪ ،‬عمر بن يوسف بن رسول (ت‪696 :‬ﻫ‪1296/‬م)‪:‬‬
‫♦ ♦طرفة األصحاب يف معرفة األنساب‪ ،‬حققه‪ :‬ك‪ .‬و‪ .‬سرت ستين‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫دار التنوير‪ ،‬بيروت‪1406 ،‬ﻫ‪1985/‬م‪.‬‬
‫الملك األفضل‪ ،‬العباس بن علي بن المؤيد الرسولي (ت‪778 :‬ﻫ‪1376 /‬م)‪:‬‬
‫♦ ♦العطايا السنية والمواهب الهنية يف المناقب اليمنية‪ ،‬دراسة وتحقيق‪:‬‬
‫عبد الواحد عبداهلل الخامري‪ ،‬إصدارات وزارة الثقافة والسياحة‪،‬‬
‫صنعاء‪1425 ،‬ﻫ‪2005 /‬م‪.‬‬
‫الملك المظفر‪ ،‬يوسف بن عمر بن علي بن رسول الغساين التركماين (ت‪:‬‬
‫‪694‬ﻫ‪1294/‬م)‪:‬‬
‫♦ ♦المعتمد يف األدوية المفردة‪ ،‬صححه وفهرسه األستاذ مصطفى السقا‪،‬‬

‫‪345‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫دار القلم‪ ،‬بيروت‪1421 ،‬هـ‪2000 /‬م‪.‬‬


‫ابن منظور‪ ،‬جمال الدين أبو الفضل محمد بن مكرم بن علي (ت‪:‬‬
‫‪711‬ﻫ‪1311/‬م)‪:‬‬
‫♦ ♦لسان العرب‪ ،‬ط‪ ،3‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪1414 ،‬هـ‪.‬‬
‫النسفي‪ ،‬نجم الدين عمر بن محمد بن أحمد (ت‪437 :‬هـ‪1045 /‬م)‪:‬‬
‫♦ ♦القند يف ذكر علماء سمرقند‪ ،‬تحقيق‪ :‬يوسف الهادي‪ ،‬مركز نشر الرتاث‬
‫المخطوط‪ ،‬طهران‪1999 ،‬م‪.‬‬
‫ابن نقطة‪ ،‬أبو بكر معين الدين محمد بن عبد الغني بن أبي بكر بن شجاع‬
‫الحنبلي البغدادي (ت‪629 :‬هـ‪1231 /‬م)‪:‬‬
‫♦ ♦التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد‪ ،‬التحقيق‪ :‬كمال يوسف الحوت‪،‬‬
‫ط‪ ،1‬دار الكتب العلمية‪1408 ،‬هـ‪1988 /‬م‪.‬‬
‫النهروالي‪ ،‬قطب الدين محمد بن أحمد (ت‪990 :‬هـ‪1582 /‬م)‪:‬‬
‫♦ ♦الربق اليماين يف الفتح العثماين‪ ،‬أشرف على طبعه‪ :‬أحمد الجاسر‪ ،‬دار‬
‫اليمامة للبحث والرتجمة والنشر‪ ،‬الرياض‪1378 ،‬هـ‪1967 /‬م‪.‬‬
‫النويري‪ ،‬شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب (ت‪733 :‬ﻫ‪1332/‬م)‪:‬‬
‫♦ ♦هناية األرب يف فنون األدب‪ ،‬تحقيق‪ :‬مفيد قمحية وجماعة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪1424 ،‬هـ‪2004 /‬م‪.‬‬
‫الهمداين‪ ،‬أبو محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب (ت‪360 :‬ﻫ‪970/‬م)‪:‬‬
‫♦ ♦صفة جزيرة العرب‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد بن علي األكوع‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة‬
‫اإلرشاد‪ ،‬صنعاء‪1410 ،‬ﻫ‪1990 /‬م‪.‬‬

‫‪346‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫اليافعي‪ ،‬أبو محمد عفيف الدين عبد اهلل بن أسعد بن علي بن سليمان (ت‪:‬‬
‫‪768‬هـ‪1366 /‬م)‪:‬‬
‫♦ ♦مرآة الجنان وعربة اليقظان يف معرفة ما يعترب من حوادث الزمان‪،‬‬
‫وضع حواشيه‪ :‬خليل المنصور‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪1417‬هـ‪1997 /‬م‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ -‬المراجع‪:‬‬

‫إبراهيم مصطفى وآخرين‪:‬‬


‫♦ ♦المعجم الوسيط‪ ،‬ج‪ ،1‬تحقيق‪ :‬مجمع اللغة العربية‪ ،‬دار الدعوة‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬د‪ .‬ت‪.‬‬
‫أحمد مختار عبد الحميد عمر‪:‬‬
‫♦ ♦معجم اللغة العربية المعاصرة‪ ،‬ط‪ ،1‬عالم الكتب‪1429 ،‬هـ‪2008 /‬م‪.‬‬
‫األكوع‪ ،‬إسماعيل بن علي‪:‬‬
‫♦ ♦البلدان اليمانية عند ياقوت الحموي‪ ،‬ط‪ ،2‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫مكتبة الجيل الجديد‪ ،‬صنعاء‪1408 ،‬ﻫ‪1988/‬م‪.‬‬
‫أيمن فؤاد سيد‪:‬‬
‫♦ ♦مصادر تاريخ اليمن يف العصر اإلسالمي‪ ،‬المعهد العلمي الفرنسي‬
‫لآلثار الشرقية‪ ،‬القاهرة‪1974 ،‬م‪.‬‬
‫الباشا‪ ،‬حسن‪:‬‬
‫♦ ♦األلقاب اإلسالمية يف التاريخ والوثائق واآلثار‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫القاهرة‪1978 ،‬م‪.‬‬

‫‪347‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫با مطرف‪ ،‬محمد عبد القادر‪:‬‬


‫♦ ♦الجامع‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪ ،2‬دار الهمداين‪ ،‬عدن‪1984 ،‬م‪.‬‬
‫البهكلي‪ ،‬عبد الرحمن بن أحمد (ت‪1245 :‬هـ‪1829 /‬م)‪:‬‬

‫♦ ♦تاريخ المخالف السليماين يف ظل أسرة آل خيرات (‪- 1141‬‬


‫‪1264‬هـ‪1848 - 1727 /‬م)‪ ،‬مع تحقيق مخطوط (نفح العود يف‬
‫أيام الشريف حمود)‪ ،‬دراسة وتحقيق‪ :‬فواد بن عبد الوهاب الشامي‪،‬‬
‫إصدارات وزارة الثقافة والسياحة‪ ،‬صنعاء‪2004 ،‬م‪.‬‬
‫ابن البيطار‪ ،‬عبد الرزاق بن حسن بن إبراهيم (ت‪1335 :‬هـ‪1916 /‬م)‪:‬‬
‫♦ ♦حلية البشر يف تاريخ القرن الثالث عشر‪ ،‬طبع بتحقيق‪ :‬محمد هبجة‬
‫البيطار يف المجتمع العلمي العربي‪ ،‬دمشق‪1382 ،‬هـ‪1962 /‬م‪.‬‬
‫الحبشي‪ ،‬محمد عبد اهلل‪:‬‬
‫♦ ♦الصوفية والفقهاء يف اليمن‪ ،‬مكتبة الجيل الجديد‪ ،‬صنعاء‪1396 ،‬هـ‪/‬‬
‫‪1976‬م‪.‬‬
‫♦ ♦مصادر الفكر اإلسالمي يف اليمن‪ ،‬المجمع الثقايف‪ ،‬أبو ظبي‪2004 ،‬م‪.‬‬
‫الحجري‪ ،‬محمد بن أحمد‪:‬‬

‫♦ ♦مجموع بلدان اليمن وقبائلها‪ ،‬تحقيق وتصحيح ومراجعة‪ :‬إسماعيل بن‬


‫علي األكوع‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الحكمة اليمانية‪ ،‬صنعاء‪1416 ،‬ﻫ‪1996/‬م‪.‬‬
‫الحريري‪ ،‬محمد عيسى‪:‬‬
‫♦ ♦معالم التطور السياسي يف دولة بني نجاح باليمن وعالقاهتم بالصليحين‬
‫(‪412‬ﻫ‪1021 /‬م) (‪554‬ﻫ‪1559 /‬م)‪ ،‬دار القلم‪ ،‬الكويت‪،‬‬

‫‪348‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫‪1404‬ﻫ‪1984 /‬م‪.‬‬
‫دهمان‪ ،‬محمد أحمد‪:‬‬
‫♦ ♦معجم األلفاظ التاريخية يف العصر المملوكي‪ ،‬دمشق‪1410 ،‬ﻫ‪/‬‬
‫‪1990‬م‪.‬‬
‫ُد ِ‬
‫وزي‪ ،‬رينهارت بيتر آن‪:‬‬
‫محمد َسليم‬
‫َّ‬ ‫♦ ♦تكملة المعاجم العربية‪ ،‬نقله إلى العربية وعلق عليه‪:‬‬
‫الن َعيمي‪ ،‬ط‪ ،1‬وزارة الثقافة واإلعالم‪ ،‬بغداد‪ ،‬من ‪2000 -1979‬م‪.‬‬
‫الرافعي‪ ،‬مصطفى صادق بن عبد الرزاق‪:‬‬
‫♦ ♦تاريخ آداب العرب‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬د‪ .‬ت‪.‬‬
‫الزركلي‪ ،‬خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس (ت‪:‬‬
‫‪1396‬هـ‪1976 /‬م)‪:‬‬
‫♦ ♦األعالم‪ ،‬دار العلم للماليين‪ ،‬ط‪ ،15‬بيروت‪2002 ،‬م‪.‬‬
‫السقاف‪ ،‬عبد الرحمن بن عبيد اهلل‪:‬‬

‫♦ ♦إدام القوت يف ذكر بلدان حضرموت‪ ،‬عني به تاريخ ًيا‪ :‬محمد أبو بكر‬
‫عبد اهلل باذيب‪ ،‬وعني به أدب ًيا‪ :‬محمد مصطفى الخطيب‪ ،‬دار المناهج‪،‬‬
‫بيروت‪1425 ،‬ﻫ‪2005 /‬م‪.‬‬
‫السنيدي‪ ،‬عبد العزيز بن راشد‪:‬‬

‫♦ ♦المدارس اليمنية يف عصر الدولة الرسولية ‪858 - 626‬هـ‪- 1229 /‬‬


‫‪1454‬م‪ ،‬ط‪ ،1‬مطبعة سفير‪ ،‬الرياض‪1424 ،‬هـ‪2003 /‬م‪.‬‬

‫‪349‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫الشجاع‪ ،‬عبد الرحمن عبد الواحد‪:‬‬


‫♦ ♦الحياة العلمية يف اليمن يف القرنين الثالث والرابع للهجرة‪ ،‬إصدارات‬
‫وزارة الثقافة والسياحة‪ ،‬صنعاء‪1425 ،‬ﻫ‪2004/‬م‪.‬‬
‫الشعيبي‪ ،‬عبد الفتاح قاسم ناصر‪:‬‬
‫♦ ♦الحياة االجتماعية واالقتصادية يف اليمن يف عصر الدولة األيوبية‬
‫(‪626 - 569‬هـ)‪ ،‬ط‪ ،1‬دار جامعة عدن‪ ،‬عدن‪2013 ،‬م‪.‬‬
‫الشمري‪ ،‬محمد كريم إبراهيم‪:‬‬
‫♦ ♦عدن دراسة يف أحوالها السياسية واالقتصادية (‪627 - 476‬ﻫ‪1083/‬‬
‫‪1229 -‬م)‪ ،‬ط‪ ،2‬جامعة عدن‪ ،‬عدن‪2004 ،‬م‪.‬‬
‫الشميري‪ ،‬عبد الولي‪:‬‬
‫♦ ♦موسوعة األعالم‪.www.al-aalam.com/personinfo.asp،‬‬
‫العراشي‪ ،‬عبد الحكيم محمد ثابت‪:‬‬
‫♦ ♦الجيش يف اليمن يف عصر الدولة الرسولية (‪858 - 626‬هـ‪- 1228 /‬‬
‫‪1454‬م)‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الوفاق‪ ،‬عدن‪1435 ،‬هـ‪2014 /‬م‪.‬‬
‫العسيري‪ ،‬إبراهيم بن عبد اهلل بن إبراهيم‪:‬‬
‫♦ ♦الدولة الرسولية يف عهد المنصور نور الدين عمر بن علي بن رسول‬
‫(‪647 - 626‬ﻫ‪1250 - 1229/‬م) دراسة سياسية (رسالة ماجستير‬
‫غير منشورة) جامعة الملك خالد‪ ،‬الرياض‪2011 - 2010 ،‬م‪.‬‬
‫ﭪ نسنك‪ ،‬أ‪ .‬ج‪:‬‬
‫♦ ♦مقال أستاذ‪ ،‬دائرة المعارف اإلسالمية‪ ،‬ج‪ ،3‬ط‪ ،1‬مركز الشارقة‬
‫لإلبداع الفكري‪ ،‬الشارقة‪1418 ،‬هـ‪1998 /‬م‪.‬‬

‫‪350‬‬
‫الحسين بن إسماعيل و ْ‬
‫َط ُيوط‬

‫الفيفي‪ ،‬محمد بن يحيى‪:‬‬


‫♦ ♦الدولة الرسولية يف اليمن‪ :‬دراسة يف أوضاعها السياسية والحضارية‬
‫(‪827 - 803‬هـ‪1424 - 1400 /‬م)‪ ،‬الدار العربية للموسوعات‪،‬‬
‫بيروت‪1425 ،‬هـ‪2005 /‬م‪.‬‬
‫لقمان‪ ،‬محمد علي‪:‬‬
‫♦ ♦معارك حاسمة من تاريخ اليمن‪ ،‬ط‪ ،1‬مركز الدراسات والبحوث‬
‫اليمنية‪ ،‬صنعاء‪1978 ،‬م‪.‬‬
‫محمود عبد الرحمن عبد المنعم‪:‬‬
‫♦ ♦معجم المصطلحات واأللفاظ الفقهية‪ ،‬دار الفضيلة‪ ،‬القاهرة‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫المقحفي‪ ،‬إبراهيم بن أحمد‪:‬‬
‫♦ ♦معجم البلدان والقبائل اليمنية‪ ،‬دار الكلمة‪ ،‬صنعاء‪ ،‬المؤسسة الجامعية‬
‫للدراسات‪ ،‬بيروت‪1422 ،‬هـ‪2002 /‬م‪.‬‬
‫ُهديل‪ ،‬طه حسين عوض‪:‬‬
‫♦ ♦أثر الموانئ األفريقية يف تسهيل الحج خالل القرن السابع الهجري‪/‬‬
‫أنموذجا‪ ،‬بحث تمت المشاركة به‬
‫ً‬ ‫الثالث عشر الميالدي عيذاب وزيلع‬
‫يف المؤتمر الدولي‪ :‬طرق الحج يف أفريقيا‪ :‬مركز البحوث والدراسات‬
‫األفريقية‪ ،‬جامعة أفريقيا العالمية ‪ -‬السودان (الخرطوم)‪ ،‬يف المدة من‬
‫‪ 30 - 28‬نوفمرب ‪2016‬م‪.‬‬
‫♦ ♦التمردات القبلية يف عصر الدولة الرسولية وأثرها يف الحياة العامة يف‬
‫اليمن (‪858 - 626‬هـ)‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الوفاق‪ ،‬عدن‪1433 ،‬هـ‪2012 /‬م‬
‫♦ ♦الحياة االجتماعية يف اليمن يف عصر الدولة الرسولية (‪858 -626‬ﻫ‪/‬‬

‫‪351‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫‪1454-1229‬م)‪ ،‬ط‪ ،1‬دار جامعة عدن للطباعة والنشر‪،‬‬


‫عدن‪2010 ،‬م‪.‬‬
‫♦ ♦الرق يف اليمن من القرن الثالث إلى القرن السادس الهجريين‪ /‬القرن‬
‫التاسع إلى القرن الثاين عشر الميالديين‪ ،‬مجلة كلية اآلداب ‪ -‬جامعة‬
‫عدن‪ ،‬العدد (‪ ،)8‬نوفمرب ‪2011‬م‪.‬‬
‫♦ ♦مكة يف المصادر اليمنية يف القرن السابع الهجري‪ ،‬مجلة حوليات كلية‬
‫اآلداب (علمية محكمة)‪ ،‬جامعة تعز‪ ،‬العدد (‪ ،)5‬مايو ‪2015‬م‪.‬‬

‫‪352‬‬
‫الفهارس‬
‫الفهارس‬

‫فهرس األعالم‬

‫إبراهيم بن علي بن عمر بن محمد بن‬ ‫(أ)‬


‫حامد بن زرنوق (عجيل)‪.309 :‬‬
‫أباسقة بن شقي بن مذهبة بن‬
‫إبراهيم بن عمر بن زنباع بن كريز بن‬
‫دهينة‪.290 :‬‬
‫فريز بن عبد الرحمن بن يعقوب‬
‫إبراهيم بن أبي بكر بن ثمامة‪.268 :‬‬
‫ابن الحديد‪.311 :‬‬
‫إبراهيم بن أبي بكر بن عبد اهلل كُشر بن‬
‫إبراهيم بن عمران بن عمر بن محمد‬
‫عمر بن عربد‪.275 :‬‬
‫بن يحيى بن محمد بن عمر‬ ‫إبراهيم بن أحمد بن موسى بن علي‬
‫بن الخليف‪.308 :‬‬ ‫بن عجيل‪.309 :‬‬
‫إبراهيم بن عيسى بن إبراهيم بن‬ ‫إبراهيم بن إدريس بن العمك‪.150 :‬‬
‫أبو‪ ‬بكر بن عبد اهلل كُشر بن عمر بن‬ ‫إبراهيم بن أدهم‪.122 :‬‬
‫عربد‪.275 :‬‬ ‫إبراهيم األعمى‪.250 :‬‬
‫إبراهيم بن عيسى بن مطير‪.170 :‬‬ ‫إبراهيم بن جمعان‪.123 :‬‬
‫إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الفشلي‪:‬‬ ‫إبراهيم الحضرمي‪.164 :‬‬
‫‪.264 ،262‬‬ ‫إبراهيم بن زكريا‪،180 ،171 ،170 :‬‬
‫إبراهيم بن محمد بن أحمد‬ ‫‪.333 ،247 ،233 ،188‬‬
‫األهدل‪.140 :‬‬ ‫إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن محمد‬
‫إبراهيم بن محمد بن أحمد بن‬ ‫الحسين البجلي‪،74 ،72 ،70 :‬‬
‫بن ُ‬
‫عجيل‪.310 :‬‬ ‫‪.331 ،115‬‬
‫الحسين البجلي‪:‬‬
‫إبراهيم بن محمد بن ُ‬ ‫إبراهيم بن علي بن عجيل‪،180 :‬‬
‫‪.125 ،123 ،74 ،69‬‬ ‫‪.233 ،184 ،182‬‬

‫‪355‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫أبو بكر السهامي‪.171 :‬‬ ‫إبراهيم بن محمد الحكمي‪،84 ،37 :‬‬


‫أبو بكر سويد بن عمر بن أحمد محرز‬ ‫‪.244 ،242 ،230‬‬
‫اللين بن عمر بن الحجب بن علي‬ ‫إبراهيم بن محمد بن زكريا‪،61 ،60 :‬‬
‫المحرق بن أحمد بن عمر عربد‪:‬‬ ‫‪.126 ،123‬‬
‫‪.286 ،285‬‬ ‫إبراهيم بن محمد بن قاسم‪.293 :‬‬
‫أبو بكر الصديق‪.332 ،94 :‬‬ ‫إبراهيم بن محمد بن موسى بن‬
‫أبو بكر بن عبد اهلل بن كثير بن عمر بن‬ ‫عجيل‪.310 ،237 ،236 :‬‬
‫عربد‪.262 :‬‬ ‫أبراهيم بن يوسف بن إبراهيم بن أحمد‬
‫أبــو بكــر بــن عبــد اهلل كُشــر‬ ‫بن موسى بن علي بن عجيل‪.310 :‬‬
‫(القاضي)‪.268 :‬‬ ‫أبو بكر بن أحمد‪.105 :‬‬
‫أبو بكر بن عبدل‪.285 :‬‬ ‫أبو بكر بن أحمد دعسين‪.210 :‬‬
‫أبو بكر بن عثمان الحكمي‪.78 :‬‬ ‫أبو بكر بن أحمد بن موسى بن علي‬
‫أبو بكر بن علي أمقمة‪.317 :‬‬ ‫بن عجيل‪.309 :‬‬
‫أبو بكر بن علي الدشيش‪.285 :‬‬ ‫أبو بكر حدر بن عمران بن عمر بن‬
‫أبو بكر بن علي بن عمر األهدل‪:‬‬ ‫محمد بن يحيى‪.308 :‬‬
‫‪.325 ،132 ،131‬‬ ‫أبو بكر بن حسان‪.168 :‬‬
‫أبو بكر بن علي بن محمد‪.275 :‬‬ ‫أبو بكر بن خطاب‪.150 ،149 :‬‬
‫أبو بكر بن علي بن موسى الحمراين‬ ‫أبو بكر دعسين بن أحمد بن علي‬
‫(سراج الدين الهاملي)‪.301 ،300 :‬‬ ‫بن عبد اهلل بن محمد دعسين بن‬
‫أبو بكر بن علي بن يعقوب أمقمة‪:‬‬ ‫هبيين‪.329 ..‬‬
‫‪.232 ،230‬‬ ‫أبو بكر بن راشد الكناين‪.262 :‬‬

‫‪356‬‬
‫الفهارس‬

‫أبو بكر بن المنور‪.104 ،103 :‬‬ ‫أبو بكر بن عمر بن إبراهيم بن‬
‫أبو بكر بن موسى بن محمد‬ ‫دعاس‪.209 :‬‬
‫النهاري‪.324 :‬‬ ‫أبو بكر بن عمر بن عثمان بن أبو بكر‬
‫أبو بكر بن ناشر (الفقيه)‪.261 :‬‬ ‫بن عمر عربد‪.285 ،284 ،276 :‬‬
‫أبو بكر بن يحيى بن أبي بكر بن محمد‬ ‫أبو بكر بن أبي القاسم بن عمر األهدل‪:‬‬
‫بن أحمد بن موسى بن عجيل‪.310 :‬‬ ‫‪،139 ،137 ،136 ،134 ،133‬‬
‫أبو بكر بن يوسف بن إبراهيم بن أحمد‬ ‫‪.325 ،169 ،159 ،151 ،140‬‬
‫بن موسى بن علي بن عجيل‪.310 :‬‬ ‫أبو بكر بن كيدح‪.288 :‬‬
‫أبو بكر بن يوسف األحمر‪.115 :‬‬ ‫أبو بكر بن محمد بن أحمد بن موسى‬
‫أبو بكر بن يوسف شيخ‪.71 :‬‬ ‫بن عجيل‪.310 :‬‬
‫أبو بكر بن يوسف الكحالين‪.147 :‬‬ ‫أبو بكر بن محمد بن صالح الجبلي‬
‫أبو بكر بن يوسف بن محمد بن‬ ‫ابن الخياط‪.273 ،272 :‬‬
‫المكدش‪.92 ،88 ،83 ،82 :‬‬ ‫أبو بكر بن محمد بن علي بن أبي بكر‬
‫األبيض بن الذاكر بن صريف بن‬ ‫بن موسى النهار‪.324 :‬‬
‫ذؤال‪.304 :‬‬ ‫أبو بكر بن محمد بن علي أمقمة‬
‫أحجب (الحاجب) بن الحارث‬ ‫(وقيش)‪.317 :‬‬
‫األكرب بن هل بن شبوة بن ثوبان بن‬ ‫أبو بكر بن محمد بن يعقوب أبو‬
‫عبس‪.314 :‬‬ ‫حربة (المحجوب)‪،111 ،75 ،36 :‬‬
‫إحسان عباس‪.52 :‬‬ ‫‪،171 ،170 ،160 ،153 ،152‬‬
‫أحمد بن إبراهيم بن علي بن إبراهيم‬ ‫‪،238 ،236 ،180 ،179 ،176‬‬
‫الحسين البجلي‪:‬‬‫ُ‬ ‫بن محمد بن‬ ‫‪.319 ،239‬‬
‫‪.73 ،72‬‬ ‫أبو بكر بن محمد بن يعقوب بن‬
‫أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن موسى‬ ‫الكميت‪.158 ،157 :‬‬

‫‪357‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫أحمد بن عبد اهلل بن راشد‪.257 :‬‬ ‫عجيل‪.308 :‬‬


‫أحمد العبيدي بن المحرق‪.286 :‬‬ ‫أحمد بن أبي بكر بن ثمامة‪:‬‬
‫أحمد بن علي بن محمد بن عبد اهلل بن‬ ‫‪.269 ،268‬‬
‫عمر بن أبي بكر بن عربد‪.279 :‬‬ ‫أحمد بن أبي بكر بن محمد بن أحمد‬
‫أحمد بن علي بن يوسف البوين‪.239 :‬‬ ‫بن موسى بن عجيل‪.310 :‬‬
‫أحمد بن عمر األهدل‪،139 ،93 :‬‬ ‫أحمد بن الجعد‪.128 :‬‬
‫‪.325 ،143 ،142 ،141‬‬ ‫أحمد بن جعيش‪.177 :‬‬
‫أحمد بن عمر بن أبي بكر بن عمر‬ ‫أحمد بن جهين بن حميد بن‬
‫عربد‪.275 ،265 :‬‬ ‫معزب‪.310 :‬‬
‫أحمد بن عمر بن أحمد بن عمر‬ ‫الصويف‬ ‫الحسين‬ ‫بن‬ ‫أحمد‬
‫األهدل‪.325 :‬‬ ‫(أبو‪ ‬العباس)‪،99 ،91 ،90 ،85 :‬‬
‫أحمد بن عمر الزيلعي‪.164 ،163 :‬‬ ‫‪.245 ،122 ،121 ،110‬‬
‫أحمد بن عمر بن عثمان الحكمي‪.80 :‬‬ ‫أحمد الحضرمي‪،173 ،172 :‬‬
‫أحمد بن عمر بن معيبد‪،100 :‬‬ ‫‪.176 ،174‬‬
‫‪.113 ،112‬‬ ‫أحمد خزيمة بن أحمد بن عثمان بن‬
‫أحمد بن مالك بن أحمد بن عثمان بن‬ ‫يوسف بن عثمان بن عربد‪.285 :‬‬
‫عربد‪.285 :‬‬ ‫أحمد بن أبي الخير الصياد‪.167 :‬‬
‫أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر‬ ‫أحمد الرداد‪.223 ،222 :‬‬
‫األهدل‪.326 ،143 :‬‬ ‫أحمد صالح رابضة‪.8 :‬‬
‫أحمد بن محمد بن إبراهيم بن‬ ‫أحمد بن عبد اللطيف الشرجي‪.14 :‬‬
‫خلكان‪.168 ،34 :‬‬ ‫أحمد بن عبد اهلل بن جعفر‬
‫أحمد بن محمد الرديني‪،97 ،37 :‬‬ ‫(الشاعر)‪.298 :‬‬

‫‪358‬‬
‫الفهارس‬

‫‪.269 ،268‬‬ ‫‪.122 ،121 ،114‬‬


‫إسماعيل بن أبي بكر بن عبد اهلل‬ ‫أحمد بن موسى بن علي بن عجيل‪:‬‬
‫كُشر‪.275 :‬‬ ‫‪،163 ،156 ،130 ،123 ،69 ،60‬‬
‫إسماعيل بن أبي بكر المكدش‪.89 :‬‬ ‫‪،187 ،186 ،185 ،184 ،182‬‬
‫إسماعيل بن أحمد بن موسى بن علي‬ ‫‪،247 ،246 ،235 ،234 ،222‬‬
‫بن عجيل‪.309 :‬‬ ‫‪،307 ،306 ،300 ،253 ،249‬‬
‫إسماعيل الجربيت‪.222 :‬‬ ‫‪.333 ،313 ،309‬‬
‫إسماعيل بن أحمد ريحان‪.293 :‬‬ ‫األحيمر‪.111 :‬‬
‫إسماعيل بن الحسين البجلي‪.55 :‬‬ ‫أربظا (أبو الربظة) بن بن عبادة بن‬
‫إسماعيل بن أبي الضيف‪.283 :‬‬ ‫المجدح بن عبد اهلل بن صالح األكرب‬
‫إسماعيل بن عبد اهلل بن علي الحلبي‬ ‫بن قحر‪.297 :‬‬
‫(النقاش)‪.209 ،89 :‬‬ ‫إرم ابن عاد‪.226 :‬‬
‫إسماعيل بن عبد اهلل بن عمر بن أبي‬ ‫ابن إسحاق‪.330 :‬‬
‫بكر بن عمر عربد‪.266 :‬‬ ‫إسحاق بن صالح بن أبي بكر بن‬
‫إسماعيل بن عبد اهلل الناشري‪:‬‬ ‫محمد بن أبي بكر بن محمد بن‬
‫‪.153 ،146‬‬ ‫إبراهيم الطربي المكي‪.263 :‬‬
‫إسماعيل بن علي بن إسماعيل بن‬ ‫إسحاق الهمداين‪.303 :‬‬
‫عمر عربد‪.277 :‬‬ ‫إسماعيل بن إبراهيم الجربيت‪:‬‬
‫إسماعيل بن علي األكوع‪.51 :‬‬ ‫‪.242 ،241‬‬
‫إسماعيل بن علي الحضرمي‪.10 :‬‬ ‫إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن‬
‫إسماعيل بن عيسى بن إبراهيم بن‬ ‫موسى بن عجيل‪.237 :‬‬
‫أبي بكر بن عبد اهلل كُشر بن عمر بن‬ ‫إسماعيل بن أبي بكر بن ثمامة‪:‬‬

‫‪359‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫األعرج بن الم بن حارث بن ساعدة‪:‬‬ ‫عربد‪.275 :‬‬


‫‪.293‬‬ ‫إسماعيل بن محمد بن أحمد بن‬
‫األفضل العباس بن علي بن الرسولي‪:‬‬ ‫عجيل‪.310 :‬‬
‫‪،218 ،212 ،24 ،17 ،15 ،13 ،12‬‬ ‫إسماعيل بن محمد بن إسماعيل‬
‫‪.232 ،221 ،220‬‬ ‫الحضرمي‪،163 ،126 ،125 ،87 :‬‬
‫ابن أفلح‪.129 :‬‬ ‫‪،264 ،263 ،262 ،246 ،167‬‬
‫أفلح (ابن الفالح) بن سليمان‬ ‫‪.268 ،267‬‬
‫األكدل‪.312 :‬‬ ‫إسماعيل المقري‪.223 ،221 ،19 :‬‬
‫أكروع بن عامر بن غافق‪.289 :‬‬ ‫إسماعيل بن مكيمن‪.97 :‬‬
‫ابن األكسع‪.184 ،183 :‬‬ ‫إسماعيل الوارش لعسان‪.199 :‬‬
‫آمنة بنت ضحار بن مالك بن‬ ‫األشرف ( الثاين ) إسماعيل بن‬
‫غافق‪.290 :‬‬ ‫األفضل عباس بن علي الرسولي‪:‬‬
‫األهل بن الم بن حارث بن‬ ‫‪،112 ،109 ،106 ،100 ،17 ،15‬‬
‫ساعدة‪.293 :‬‬ ‫‪،242 ،241 ،221 ،220 ،174‬‬
‫أويس بن عامر القرين‪.108 :‬‬ ‫‪.281 ،280 ،279‬‬
‫أوين بن حملة بن الوداع بن كثيب بن‬ ‫األشرف (األول) عمر بن يوسف بن‬
‫عبد اهلل بن زجران بن دهينة‪.290 :‬‬ ‫عمر بن الرسولي‪.206 ،52 ،28 :‬‬
‫أيمن فؤاد سيد‪.13 ،10 ،9 ،‬‬ ‫أشهب بن بوالن‪.319 :‬‬
‫(ب)‬ ‫أصبهاين‪.196 ،195 :‬‬
‫باجل بن أبي القاسم‪.317 :‬‬ ‫األصم بن وداعة‪.320 :‬‬
‫ابن أبي الباطل‪،256 ،193 :‬‬ ‫ابن األصمع‪.201 :‬‬
‫‪.306 ،305‬‬ ‫أطنبا المحمودي‪.213 ،212 :‬‬

‫‪360‬‬
‫الفهارس‬

‫هباء الدين الشمسي‪.96 ،20 :‬‬ ‫بامخرمة = أبو محمد الطيب بن عبد اهلل‬
‫بوالن‪.314 :‬‬ ‫الباهل بن محمد بن ذؤال‪.303 :‬‬
‫بوالن بن سخارة بن غالب بن عبد اهلل‬ ‫بجيلة بنت ساعدة بن نبت بن هنشل‬
‫بن عك بن عدنان‪.301 :‬‬ ‫بن الشاهد بن عك بن عدنان‪.292 :‬‬
‫بوالن بن عبس بن سخارة بن غالب‬ ‫بجيلة بنت صعب بن سعد العشيرة‪:‬‬
‫بن عبد اهلل بن عك بن عدنان‪.301 :‬‬ ‫‪.52‬‬
‫(ت)‬ ‫البخاري‪.263 :‬‬
‫تعج بن الحرب بن ساعدة بن نبت بن‬ ‫البد بن معزب بن عبيد‪.307 :‬‬
‫هنشل بن الشاهد بن عك بن عدنان‪:‬‬ ‫بدر المشاعلي‪.216 :‬‬
‫‪.292‬‬ ‫برهام بن كعب بن محمد الفارسي‪:‬‬
‫توران شاه بن أيوب‪.116 :‬‬ ‫‪.313‬‬
‫تيم بن سملقه بن الحباب‪.259 :‬‬ ‫البسالط بن مذهبة بنت دهينة‪.290 :‬‬
‫تيم بن لعسان بن عامر بن غافق‪:‬‬
‫بشر بن عبد اهلل بن وداعة بن الراقب‪:‬‬
‫‪.289‬‬
‫‪.298‬‬
‫(ث)‬
‫بشير بن حامد بن معزب‪.308 :‬‬
‫ثابت بن كثير بن عامر بن غنم بن عبيد‬
‫البطيح بن الهجيش بن سليمان‬
‫بن ثوبان‪.316 :‬‬
‫األكدل‪.312 :‬‬
‫ثوبان بن عبس بن سخارة بن غالب‬
‫بعج بن صخر‪.295 ،295 :‬‬
‫بن عبد اهلل بن عك بن عدنان‪،301 :‬‬
‫بنت جابر (الشيخة)‪.206 ،199 :‬‬
‫‪.302‬‬
‫بنت جوزا‪.219 :‬‬
‫(ج)‬
‫بنت السوودي‪.202 ،201 :‬‬
‫الجابر بن كثيب بن عبد اهلل بن زجران‬
‫بن دهينة‪.290 :‬‬ ‫بنت النقاش‪.210 ،209 :‬‬

‫‪361‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫الرحمن بن محمد بن يحيى بن محمد‬ ‫الجايف بن بن راقب (الرقابة) بن‬


‫بن عمر بن الخليف‪.309 :‬‬ ‫الحارث‪.298 :‬‬
‫جميلة بنت الخطيب الشامي‪.275 :‬‬ ‫جرب بن نصر بن جبل بن ساعدة‪:‬‬
‫جميلة بنت عمر بن أبي بكر بن عمر‬ ‫‪.297‬‬
‫عربد‪.268 ،262 :‬‬ ‫جربيل‪.224 :‬‬
‫جهة طي‪.219 :‬‬ ‫جبل بن ساعدة‪.296 :‬‬
‫جهة معتب‪.241 :‬‬ ‫جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن‬
‫ابن الجندب‪.228 :‬‬ ‫عبد مناف‪.329 :‬‬
‫أبو جهل بن هشام‪.259 :‬‬ ‫الج َب ْيلي‪.175 :‬‬
‫ُ‬
‫جهين بن حميد بن معزب‪.310 :‬‬ ‫جدع بن وداعة‪.320 :‬‬
‫ابن جياش الحبشي‪.291 :‬‬ ‫جرش بن الم بن حارث بن ساعدة‪:‬‬
‫جياش بن بن نجاح‪.328 :‬‬ ‫‪.293‬‬
‫جيعان بن أكروع بن عامر بن غافق‪:‬‬ ‫جرف بن صريف بن ذؤال‪.304 :‬‬
‫‪.289‬‬ ‫ابن الجريح‪.231 :‬‬
‫(ح)‬ ‫جشم بن الم بن حارث بن ساعدة‪:‬‬
‫الحاجب بن الحارث األكرب بن كلب‬ ‫‪.293‬‬
‫بن هل‪.313 :‬‬ ‫جليلة (جشم) بن ساعدة بن نبت بن‬
‫الحارث األصغر بن الحارث األكرب‬ ‫هنشل بن الشاهد بن عك بن عدنان‪:‬‬
‫بن هل بن شبوة بن ثوبان بن عبس‪:‬‬ ‫‪.300 ،292‬‬
‫‪.314‬‬ ‫جمال الدين (شارح التنبية)‪،165 :‬‬
‫الحارث األكرب بن هل بن شبوة بن‬ ‫‪.166‬‬
‫ثوبان بن عبس‪.314 :‬‬ ‫الجميل بن أبي القاسم بن عبد‬

‫‪362‬‬
‫الفهارس‬

‫‪.319 ،260‬‬ ‫الحارث بن أكروع بن عامر بن غافق‪:‬‬


‫حرب بن لعسان بن عامر بن غافق‪:‬‬ ‫‪.289‬‬
‫‪.289‬‬ ‫الحارث بن أوس (الغوث)‪.298 :‬‬
‫الحرث بن جبل بن ساعدة‪.296 :‬‬ ‫الحارث بن جبل بن ساعدة‪.297 :‬‬
‫ابن حسان (الوزير)‪.216 :‬‬ ‫الحارث بن ساعدة أبو الم‪.302 :‬‬
‫حسان بن ثابت‪.259 ،140 :‬‬ ‫الحارث بن عبد المطلب بن هاشم‪:‬‬
‫حسن الجندبي‪.228 :‬‬ ‫‪.294‬‬
‫حسن بن الحجب بن عربد‪.286 :‬‬ ‫الحارث بن مذهبة بنت دهينة‪.290 :‬‬
‫حسن بن قاسم‪.294 :‬‬ ‫ابن حازم المغربي‪.258 :‬‬
‫حسن بن محمد بن حسن بن الدنشيش‬ ‫حامد بن زرنق بن وليد بن زكريا بن‬
‫بن معزب األصغر‪.310 :‬‬ ‫محمد الكبير بن حامد بن معزب بن‬
‫حسن بن مسعود بن معوضة بن علي‬ ‫عبيد‪.307 :‬‬
‫بن مسعود بن علي بن يحيى الناشري‪:‬‬ ‫حامد بن محمد الكبير بن حامد بن‬
‫‪.284‬‬ ‫معزب بن عبيد‪.307 :‬‬
‫حسن بن وهش‪.290 :‬‬ ‫حامد بن معزب بن عبيد‪،256 :‬‬
‫الحسين بن إسماعيل البجلي‪،9 :‬‬ ‫‪.309 ،307‬‬
‫‪،38 ،27 ،26 ،23 ،21 ،11 ،10‬‬ ‫حد بن كثير بن عامر بن غنم بن عبيد‬
‫‪.183 ،125 ،56 ،52‬‬ ‫بن ثوبان‪.316 :‬‬
‫الحسين بن إسماعيل وطيوط‬ ‫الحديد بن جهين بن حميد بن معزب‪:‬‬
‫(المعلم)‪،13 ،12 ،11 ،10 ،9 :‬‬ ‫‪.310‬‬
‫‪،30 ،27 ،23 ،19 ،16 ،15 ،14‬‬ ‫الحرب بن ساعدة بن نبت بن هنشل‬
‫بن الشاهد بن عك بن عدنان‪.292 :‬‬
‫‪،42 ،38 ،37 ،36 ،35 ،33 ،31‬‬
‫حرب بن سعد بن راشد بن بوالن‪:‬‬

‫‪363‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫حميد بن معزب بن عبيد‪،307 :‬‬ ‫‪.218 ،166 ،125 ،43‬‬


‫‪.310‬‬ ‫حسين بن حامد بن محمد الكبير بن‬
‫حمير بن قحر‪.297 :‬‬ ‫حامد بن معزب بن عبيد‪.307 :‬‬
‫الحميري‪.219 :‬‬ ‫حسين السعدين‪.192 :‬‬
‫حيسي بن حامد‪.256 :‬‬ ‫الحسين بن سالمة‪.328 ،117 :‬‬
‫الحيل (الفقيه)‪.260 :‬‬ ‫الحسين بن عبد الرحمن األهدل‪:‬‬
‫(خ)‬ ‫‪.32 ،14 ،10‬‬
‫خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية‬ ‫حسين بن اليوعا‪.316 :‬‬
‫بن عبد شمس‪.329 ،328 :‬‬ ‫ابن حشيرب (الفقية)‪.239 :‬‬
‫خالد بن الوليد‪.259 :‬‬ ‫الحضرمي‪.169 ،36 ،35 :‬‬
‫خجل بن السمين (عبد اهلل) بن ضحار‬ ‫حفصة (الحرة)‪.152 :‬‬
‫بن مالك بن غافق‪.290 :‬‬ ‫حفصة بنت محمد بن عمر النهاري‪:‬‬
‫خد بن غنم‪.288 :‬‬ ‫‪.324‬‬
‫الخراساين‪.216 :‬‬ ‫ح ّفى بنت خليل بن حسنة بن سلول‬
‫الخروج بن الذاكر بن صريف بن‬ ‫بن كعب بن عمر الحرامي‪.330 :‬‬
‫ذؤال‪.304 :‬‬ ‫الحكيم بن الخطاب بن عسيب بن‬
‫خشم األكرب‪.292 :‬‬ ‫سليمان األكدل‪.312 :‬‬
‫الخضر (عليه السالم) = أبو العباس‬ ‫حماد‪.298 :‬‬
‫الخطاب بن عسيب بن سليمان‬
‫الحمادين بن قحر‪.296 :‬‬
‫األكدل‪.312 :‬‬
‫حملة بن الوداع بن كثيب بن عبد اهلل‬
‫خلف السعدين‪.192 :‬‬
‫بن زجران بن دهينة‪.290 :‬‬
‫الخليف بن وقيان بن الوليد‪.308 :‬‬
‫حميد (جد بنب يعقوب)‪.256 :‬‬
‫الخليف بن وقيان بن الوليد بن يحيى‬

‫‪364‬‬
‫الفهارس‬

‫(ذ)‬ ‫بن محمد بن عمر بن الخليف‪.308 :‬‬


‫ذا األكناف‪.76 :‬‬ ‫خماس‪.80 :‬‬
‫الذاكر بن صريف بن ذؤال‪.304 :‬‬ ‫أبو الخير بن منصور الشماخي‪،262 :‬‬
‫الذخيرة بن نجاح‪.328 :‬‬ ‫‪.267 ،263‬‬
‫ذرح بن كارع بن عامر بن غافق‪.289 :‬‬ ‫(د)‬
‫أبو ذر الغفاري‪.259 :‬‬ ‫الدارم بن زجران بن دهينة‪.290 :‬‬
‫الذهبي‪.93 :‬‬ ‫أبو داؤد‪.283 :‬‬
‫الذهيب (الشيخ)‪.250 ،249 :‬‬ ‫الدباهي‪.205 :‬‬
‫ذؤال بن شبوة بن ثوبان بن عبس بن‬ ‫ابن دبيق‪.212 :‬‬
‫سخارة بن غالب بن عبد اهلل بن عك‬ ‫دبيق بن محمد بن يعقوب األصغر بن‬
‫بن عدنان‪.302 :‬‬ ‫محمد بن يعقوب األكرب‪.310 :‬‬
‫ذؤال بن شنوة‪.256 :‬‬ ‫ابن دجم‪.203 :‬‬
‫ذو الجناح‪.76 :‬‬ ‫دخين بن عبد اهلل األحول بن عبادة بن‬
‫ذو الرجلين بن قحر‪.297 :‬‬ ‫محمد الفارسي‪.311 :‬‬
‫ذو رعين‪.76 :‬‬ ‫دعج بن الحرب بن ساعدة بن نبت بن‬
‫(ر)‬ ‫هنشل بن الشاهد بن عك بن عدنان‪:‬‬
‫بنو الرابص بن عبادة بن صالح األكرب‬ ‫‪.292‬‬
‫بن قحر‪.297 :‬‬ ‫أبو ُدلف‪.280 :‬‬
‫رابعة‪.126 :‬‬ ‫دهنة بن غافق بن الشاهد بن عد بن‬
‫راشد بن حسين بن راشد السكوين‬ ‫عدنان‪.249 :‬‬
‫الحضرمي‪.262 :‬‬ ‫دهنة بن مالك بن غافق‪.290 :‬‬
‫راقب (الرقابة) بن الحارث‪،296 :‬‬ ‫الدنشيش بن محمد بن يعقوب األصغر‬
‫‪.298‬‬ ‫بن محمد بن يعقوب األكرب‪.310 :‬‬

‫‪365‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫رهط بن األبيض بن الذاكر بن صريف‬ ‫الرامي بن حملة بن الوداع بن كثيب‬


‫بن ذؤال‪.304 :‬‬ ‫بن عبد اهلل بن زجران بن دهينة‪.290 :‬‬
‫ابن روبك‪.222 :‬‬ ‫الرامي بن زكي بن مالك بن غافق‪:‬‬
‫أبو الروم بن عبيد بن عبد اهلل بن محمد‬ ‫‪.290‬‬
‫بن عبد الرحمن بن خلف بن عبادة بن‬ ‫الرباب بن حرب بن لعسان‪.289 :‬‬
‫السمين‪.290 :‬‬ ‫الرباب بن لعسان بن عامر بن غافق‪:‬‬
‫(ز)‬ ‫‪.289‬‬
‫الزاكي بن حملة بن الوداع بن كثيب‬ ‫الربيع بن زياد‪.282 :‬‬
‫بن عبد اهلل بن زجران بن دهينة‪.290 :‬‬ ‫ربيعة بن عبس بن سخارة بن غالب بن‬
‫زجران بن دهينة‪.290 :‬‬ ‫عبد اهلل بن عك بن عدنان‪.301 :‬‬
‫زرنق بن وليد بن زكريا بن محمد‬ ‫ربيعة بن لعسان بن عامر بن غافق‪:‬‬
‫الكبير بن حامد بن معزب بن عبيد‪:‬‬ ‫‪.289‬‬
‫‪.307‬‬ ‫ربيعة بن نزار‪.13 :‬‬
‫الزرنوق بن زرنق بن وليد بن زكريا بن‬ ‫الربيل بن لعسان بن عامر بن غافق‪:‬‬
‫محمد الكبير بن حامد بن معزب بن‬ ‫‪.289‬‬
‫عبيد‪.307 :‬‬ ‫رشيد الحبشي‪.328 :‬‬
‫زعل‪.296 :‬‬ ‫رضالة بن وحشي بن األذروح‪.289 :‬‬
‫الزعيم (عمر)‪.215 ،214 :‬‬ ‫الرقيم بن شقي بن مذهبة بنت دهينة‪:‬‬
‫زكري بن عمر بن محمد بن يحيى بن‬ ‫‪.290‬‬
‫محمد بن عمر بن الخليف‪.308 :‬‬ ‫ركب بن لعسان بن عامر بن غافق‪:‬‬
‫زكريا‪.111 :‬‬ ‫‪.289‬‬
‫زكريا بن محمد الكبير بن حامد بن‬ ‫ركيب‪.289 :‬‬

‫‪366‬‬
‫الفهارس‬

‫اهلل بن عك بن عدنان‪،302 ،229 :‬‬ ‫معزب بن عبيد‪.307 :‬‬


‫‪.307‬‬ ‫زكي بن مالك بن غافق‪.290 :‬‬
‫زيد بن شنوة‪.256 :‬‬ ‫زن بن مالك بن جبل بن يخلد بن‬
‫زيد بن صريف‪.302 :‬‬ ‫ساعدة‪.297 ،296 ،151 :‬‬
‫زيلعي‪.185 :‬‬ ‫زنباع بن جهين بن حميد بن معزب‪:‬‬
‫زينب بنت محمد الناشري‪.269 :‬‬ ‫‪.310‬‬
‫(س)‬ ‫زنة بن دهينة‪.290 :‬‬
‫ساعد (وداعة) بن الحارث بن أوس‬ ‫الزين بن زكي بن مالك بن غافق‪:‬‬
‫(الغوث)‪.298 :‬‬ ‫‪.290‬‬
‫ساعدة بن عك‪.62 :‬‬ ‫زهير بن ذؤال بن شبوة بن ثوبان بن‬
‫ساعدة بن نبت بن هنشل بن الشاهد بن‬ ‫عبس بن سخارة بن غالب بن عبد اهلل‬
‫عك بن عدنان‪.301 ،292 :‬‬ ‫بن عك بن عدنان‪.302 :‬‬
‫ابن سالم‪.243 ،242 :‬‬ ‫زهير بن أبو مشبه بن مالك بن ذؤال‬
‫سبأ بن أحمد الداعي‪.219 :‬‬ ‫بن شبوة‪.303 :‬‬
‫سبأ (قحر)‪.297 :‬‬ ‫زهير بن محمد بن ذؤال‪.302 :‬‬
‫أبو السباع بن محمد بن ذؤال‪.303 :‬‬ ‫ابن زياد‪.327 :‬‬
‫سجام بن مسلم بن مغيث بن محمد‬ ‫زياد‪.216 :‬‬
‫الفارسي بن زيد بن ذؤال‪،311 :‬‬ ‫زياد بن علي‪.288 :‬‬
‫‪.312‬‬ ‫زياد بن عيسى بن يعقوب بن عمر‬
‫سحام األكرب بن مالك بن ذؤال بن‬ ‫الحكمي‪.138 :‬‬
‫شبوة بن ثوبان بن عبس بن سخارة بن‬ ‫زيد بن ذؤال بن شبوة بن ثوبان بن‬
‫غالب بن عبد اهلل بن عك بن عدنان‪:‬‬ ‫عبس بن سخارة بن غالب بن عبد‬

‫‪367‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫سملقة بن جد بن غنيم‪.256 :‬‬ ‫‪.304 ،303‬‬


‫سملقه بن الحباب‪.259 ،77 :‬‬ ‫سراج الدين الهاملي‪.301 ،300 :‬‬
‫سملقة بن حد بن كثير بن عامر بن غنم‬ ‫سرور الفاتكي‪.316 ،92 :‬‬
‫بن عبيد بن ثوبان‪.318 :‬‬ ‫سعد الدين الجربيت‪.239 :‬‬
‫سملقة بن غنم‪.313 :‬‬ ‫سعد بن راشد‪.319 :‬‬
‫السمين (عبد اهلل) بن ضحار بن مالك‬ ‫سعد بن لعسان بن عامر بن غافق‪:‬‬
‫بن غافق‪.290 :‬‬ ‫‪.289‬‬
‫سهل بن عبد اهلل التسرتي‪،168 :‬‬ ‫سعد بن محمد بن معاوية العافري‬
‫‪.169‬‬ ‫الالمي‪.294 :‬‬
‫ابن سهيل الزين‪،202 ،135 ،134 :‬‬ ‫سعيد األحول بن نجاح‪.328 :‬‬
‫‪.204 ،203‬‬ ‫سعيدة‪.118 :‬‬
‫سهيل بن محمد بن ذؤال‪.303 :‬‬ ‫السفري‪.213 :‬‬
‫السيدة بنت عيد‪.292 :‬‬ ‫سالمة ذو أفايش‪.78 ،77 ،76 :‬‬
‫سيف بن ذي يزن‪.166 :‬‬ ‫سلمى بنت سلمان الواقدي‪.316 :‬‬
‫(ش)‬ ‫سلمى بن مالك بن غافق‪.290 :‬‬
‫شاكر بن أكروع بن عامر بن غافق‪:‬‬ ‫سليمان بن أحمد بن يوسف الحفار‪:‬‬
‫‪.289‬‬ ‫‪.250 ،249‬‬
‫الشاهد األصغر بن الحارث بن أوس‬ ‫سليمان األكدل‪.312 :‬‬
‫(الغوث)‪.298 :‬‬ ‫سليمان بن عسيب بن سليمان‬
‫شبوة بن ثوبان بن عبس بن سخارة بن‬ ‫األكدل‪.312 :‬‬
‫غالب بن عبد اهلل بن عك بن عدنان‪:‬‬ ‫سليمان بن هشام بن عبد الملك بن‬
‫‪.302‬‬ ‫مروان‪.327 :‬‬

‫‪368‬‬
‫الفهارس‬

‫(ص)‬ ‫شجينة‪.54 ،27 :‬‬


‫صالح األكرب بن قحر‪.297 :‬‬ ‫شراب‪.72 :‬‬
‫صالح البزار‪.159 :‬‬ ‫أبو شرحبيل بن الفاتك التاجي‪.301 :‬‬
‫صالح بن علي بن إسماعيل الحضرمي‬ ‫الشرف بن محمد بن يعقوب األصغر‬
‫الشافعي الصغير‪.262 :‬‬ ‫بن محمد بن يعقوب األكرب‪.310 :‬‬
‫صالح األصغر بن المجدح بن عبد اهلل‬ ‫الشريف بن الباقر‪.96 ،93 :‬‬
‫بن صالح األكرب بن قحر‪.297 :‬‬ ‫الشعرا بن صالح األكرب بن قحر‪:‬‬
‫الصحابة بن جهين بن حميد بن‬ ‫‪.297‬‬
‫معزب‪.310 :‬‬ ‫شقي بن مذهبة بنت دهينة‪.290 :‬‬
‫صخر األصغر بن صخر‪.296 ،295 :‬‬ ‫شكر بن رزام‪.329 :‬‬
‫صخر بن الحرب بن ساعدة بن‬ ‫ابن شكيل‪.251 ،250 ،104 :‬‬
‫نبت بن هنشل بن الشاهد بن عك بن‬ ‫شنجاف بن حميد بن معزب‪.310 :‬‬
‫عدنان‪.292 :‬‬ ‫شهر بن السمين (عبد اهلل) بن ضحار‬
‫الصرديف‪.313 ،294 ،278 :‬‬ ‫بن مالك بن غافق‪.290 :‬‬
‫ابن الصريدح‪.180 :‬‬ ‫أبو شوكة‪.315 :‬‬
‫صريف الذؤالي بن ذؤال بن شبوة بن‬ ‫الشوكي‪.306 ،191 ،190 ،‬‬
‫ثوبان بن عبس بن سخارة بن غالب‬ ‫شيام بن وحشي بن غافق‪.292 :‬‬
‫بن عبد اهلل بن عك بن عدنان‪،193 :‬‬ ‫شيبة بن عثمان بن أبي طلحة بن عبد‬
‫‪.307 ،306 ،305 ،304 ،302‬‬ ‫العزي بن عثمان بن عبد الدار‪،330 :‬‬
‫صريف بن شنوة‪.256 :‬‬ ‫‪.331‬‬
‫صفي الدين عبد المؤمن البغدادي‪:‬‬ ‫الشيخ مسعود الزيلعي‪.260 :‬‬
‫‪.52‬‬ ‫شيرين شحته ألماظ‪.8 ،6 :‬‬

‫‪369‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫الطيب بن عبد اهلل بامخرمة‪.10 ،9 :‬‬ ‫ابن صفيح‪.167 :‬‬


‫(ظ)‬ ‫صفية بنت هنشل بن الشاهد‪.301 :‬‬
‫الظاهر الرسولي‪.214 ،210 :‬‬ ‫الصليحي‪.219 ،53 :‬‬
‫(ع)‬ ‫صمام بن عبد اهلل بن زيد بن ذؤال‪:‬‬
‫عائشة بنت علي بن إسماعيل‪.278 :‬‬ ‫‪.307‬‬
‫عاتك بن وداعة‪.320 :‬‬ ‫صهيب بن دهينة‪.290 :‬‬
‫عاكش بن الرامي بن حملة بن الوداع‬ ‫(ض)‬
‫بن كثيب بن عبد اهلل بن زجران بن‬ ‫الضاجع األكرب بن الحارث األكرب‬
‫دهينة‪.291 :‬‬ ‫بن هل بن شبوة بن ثوبان بن عبس‪:‬‬
‫عامر األصغر بن عامر األكرب بن غنم‬ ‫‪.315 ،314‬‬
‫بن عبيد بن ثوبان‪.315 :‬‬ ‫الضالعية‪.126 :‬‬
‫عامر بن غنم بن عبيد بن ثوبان‪.315 :‬‬ ‫ضحار بن مالك بن غافق‪.290 :‬‬
‫عامر بن نوفل بن عبد مناف‪.329 :‬‬ ‫ضريبة (رجل)‪.258 :‬‬
‫عبادة بن السمين (عبد اهلل) بن ضحار‬ ‫(ط)‬
‫بن مالك بن غافق‪.290 :‬‬ ‫الطاحن بن عبد اهلل بن زيد بن ذؤال‪:‬‬
‫عبادة بن المجدح بن عبد اهلل بن صالح‬ ‫‪.307‬‬
‫األكرب بن قحر‪.297 :‬‬ ‫طغتكين بن أيوب‪.117 :‬‬
‫عبادة بن محمد الفارسي بن زيد‪:‬‬ ‫طلحة بن عيسى الهتار‪،220 ،193 :‬‬
‫‪.311 ،307 ،256‬‬ ‫‪.306 ،243 ،242 ،241‬‬
‫أبو العباس = سيدنا الخضر‬ ‫الطواشي‪.204 :‬‬
‫(عليه‪ ‬السالم)‪،95 ،55 ،54 ،18 :‬‬ ‫الطواشي جميل‪.221 :‬‬
‫‪،164 ،144 ،136 ،107 ،106‬‬ ‫الطواشي فرحان‪.220 :‬‬

‫‪370‬‬
‫الفهارس‬

‫الحكمي‪.230 :‬‬ ‫‪.233 ،220‬‬


‫عبد الرحمن بن عمران بن عمر بن‬ ‫عباس بن عبد اهلل بن زيد بن ذؤال‪:‬‬
‫محمد بن يحيى‪.308 :‬‬ ‫‪.307‬‬
‫عبد الرحمن بن أبي القاسم بن عبد‬ ‫عباس بن معزب بن عبيد‪.307 :‬‬
‫الرحمن بن محمد بن يحيى بن محمد‬ ‫عبد الباقي بن أحمد القرابلي‪،288 :‬‬
‫بن عمر بن الخليف‪.309 :‬‬
‫‪.289‬‬
‫عبد الرحمن بن محمد بن زكريا‪،91 :‬‬
‫عبد الحميد بن األبيض بن الذاكر بن‬
‫‪.237‬‬
‫صريف بن ذؤال‪.304 :‬‬
‫عبد الرحمن بن محمد بن عبد اهلل بن‬
‫عبد الرحمن بن الحسين البجلي‪.55 :‬‬
‫عمر بن أبي بكر بن عربد‪.279 :‬‬
‫عبد الرحمن بن عبد اهلل محيشر بن‬
‫عبد الرحمن بن محمد بن العلوي‪:‬‬
‫‪.251 ،104 ،100‬‬ ‫زيد بن جبلة بن ظهير بن العابد بن‬
‫عبد الرحمن بن محمد (النقاد)‪:‬‬ ‫غافق بن الشاهد بن علقمة بن عك بن‬
‫‪.120 ،119‬‬ ‫عدنان‪.258 :‬‬
‫عبد الرحمن بن محمد بن يحيى بن‬ ‫عبد الدار بن قصي (زيد) بن كالب‪:‬‬
‫محمد بن عمر بن الخليف‪.308 :‬‬ ‫‪.330‬‬
‫عبد الرحمن بن مسروق بن جبلة‪:‬‬ ‫عبد الرحمن بن عبد اهلل اليافعي‪:‬‬
‫‪.315‬‬ ‫‪.144‬‬
‫عبد الرحمن بن يعقوب بن الحديد‪:‬‬ ‫عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد بن أبي‬
‫‪.311‬‬ ‫العيص بن أمية بن عبد شمس‪.329 :‬‬
‫عبد السالم بن عبد المحسن بن أبي‬ ‫عبد الرحمن بن عربد‪.282 :‬‬
‫الحسن الدمياطي‪.263 :‬‬
‫عبد الرحمن بن علي حندب‪.98 :‬‬
‫عبد العزي بن قصي (زيد) بن‬
‫عبد الرحمن بن عمر بن عثمان‬
‫كالب‪.330 :‬‬

‫‪371‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫عبد اهلل بن جعمان‪،180 ،123 :‬‬ ‫عبد عمر بن نوفل بن عبد مناف‪:‬‬
‫‪.292 ،249 ،247‬‬ ‫‪.329‬‬
‫عبد اهلل بن راشد‪.257 :‬‬ ‫عبد القادر الجيالين‪،140 ،128 :‬‬
‫عبد اهلل بن زجران بن دهينة‪.290 :‬‬ ‫‪.284‬‬
‫عبد اهلل بن زيد بن ذؤال‪.307 :‬‬ ‫عبد القادر بن علي بن محمد بن عبد‬
‫عبد اهلل بن صالح األكرب بن قحر‪:‬‬ ‫اهلل بن عمر بن أبي بكر بن عربد‪:‬‬
‫‪.297‬‬ ‫‪.279‬‬
‫عبد اهلل بن الضاجع بن الحارث‬ ‫عبد القاهر عبد اهلل بن صالح األكرب بن‬
‫األكرب‪.315 :‬‬ ‫قحر‪.297 :‬‬
‫عبد اهلل الطحان‪.256 :‬‬ ‫عبد قصي (زيد) بن كالب‪.330 :‬‬
‫عبد اهلل بن عبد الرحمن بن محمد بن‬ ‫عبد اللطيف بن علي بن محمد بن‬
‫يحيى بن محمد بن عمر بن الخليف‪:‬‬ ‫عبد اهلل بن عمر بن أبي بكر بن عربد‪:‬‬
‫‪.308‬‬ ‫‪.279‬‬
‫عبد اهلل بن عك بن عدنان‪.301 :‬‬ ‫عبد اهلل بن إبراهيم بن أحمد بن موسى‬
‫عبد اهلل بن علي بن جعفر (الشاعر) =‬ ‫بن علي بن عجيل‪.310 :‬‬
‫ابن جعفر‪،201 ،190 ،187 ،126 :‬‬ ‫عبد اهلل األحول بن عبادة بن محمد‬
‫‪.298‬‬ ‫الفارسي‪.311 :‬‬
‫عبد اهلل بن علي الهرملي‪.332 :‬‬ ‫عبد اهلل بن األذروح‪،289 :‬‬
‫عبد اهلل بن عمر بن أبي بكر بن عمر‬ ‫عبد اهلل بن أسعد بن علي بن سليمان‬
‫عربد‪.265 :‬‬ ‫اليافعي‪،152 ،151 ،68 ،34 :‬‬
‫عبد اهلل بن قائد العبادي‪.53 :‬‬ ‫‪.162 ،156‬‬
‫عبد اهلل القحري‪.313 :‬‬ ‫عبد اهلل بن أيمن الهرملي‪.305 :‬‬

‫‪372‬‬
‫الفهارس‬

‫عبس بن سخارة بن غالب بن عبد اهلل‬ ‫عبد اهلل بن قالب‪.227 ،226 :‬‬
‫بن عك بن عدنان‪.301 :‬‬ ‫عبد اهلل كُشر‪.276 :‬‬
‫عبس بن صحارة‪.299 :‬‬ ‫عبد اهلل بن محمد األحمر‪.265 :‬‬
‫عبس بن عبد اهلل بن عك بن عدنان‪:‬‬ ‫عبد اهلل محمد الحبشي‪.40 ،10 ،9 :‬‬
‫‪.299 ،52‬‬ ‫عبد اهلل بن محمد بن عبد اهلل جمعان‪:‬‬
‫عبيد بن ثوبان بن عبس بن سخارة بن‬ ‫‪.60‬‬
‫غالب بن عبد اهلل بن عك بن عدنان‪:‬‬ ‫عبد اهلل بن محمد بن عبد اهلل بن عمر‬
‫‪.315 ،302‬‬ ‫بن أبي بكر بن عربد‪.279 ،278 :‬‬
‫عبيد بن محمد الفارسي بن زيد‪:‬‬ ‫عبد اهلل بن محمد بن عبد اهلل الناشري‪:‬‬
‫‪.307 ،256‬‬ ‫‪.91 ،90 ،37‬‬
‫عبيدة (السيدة) بنت عبيد بن ثوبان بن‬ ‫عبد اهلل بن مسلم بن قتيبة الدينوري‪:‬‬
‫عبس بن سخارة بن غالب بن عبد اهلل‬ ‫‪.329 ،35‬‬
‫بن عك بن عدنان‪.315 ،302 :‬‬ ‫عبد اهلل هادي الحكمي‪.6 :‬‬
‫أبو عبيدة بن الجراح‪.259 :‬‬ ‫عبد اهلل الناشري‪.146 :‬‬
‫عتاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية‬ ‫عبد اهلل بن يعقوب بن عمر الحكمي‪:‬‬
‫بن عبد شمس‪.329 ،328 :‬‬ ‫‪.147 ،138 ،137‬‬
‫عثمان بن أبي بكر بن عمر عربد‪:‬‬ ‫عبد مناف بن قصي (زيد) بن كالب‪:‬‬
‫‪.276 ،264 ،262‬‬ ‫‪.330‬‬
‫عثمان بن أحمد بن عمر األهدل‪:‬‬ ‫عبد الواحد بن محمد بن أبي بكر بن‬
‫‪.142‬‬ ‫عثمان الحكمي‪.81 ،79 :‬‬
‫عثمان بن إسماعيل بن علي بن‬ ‫عبد الوهاب بن عبد الرحمن الربيهي‪:‬‬
‫إسماعيل بن عمر عربد‪.277 :‬‬ ‫‪.14‬‬

‫‪373‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫عجيل بن عمر بن محمد بن حامد بن‬ ‫عثمان بن عجيل‪.233 :‬‬


‫معزب بن عبيد بن بن محمد الفارسي‬ ‫عثمان بن عربد‪.282 :‬‬
‫بن زيد بن ذؤال بن نشرة‪،232 :‬‬ ‫عثمان بن عمر بن علي بن عربد‪:‬‬
‫‪.257‬‬ ‫‪.285‬‬
‫عدي بن حاتم الطائي‪.259 :‬‬ ‫عثمان بن عمر بن محمد بن حامد‬
‫عدي بن نوفل بن عبد مناف‪.329 :‬‬ ‫بن زرنوق وليد بن زكريا بن حامد‬
‫عربد بن عبد الرحمن بن عبد اهلل بن‬ ‫بن محمد الكبير بن حامد بن معزب‬
‫يعقوب بن جابر بن سعد بن ُج َري بن‬ ‫بن عبيد بن محمد الفارس بن زيد بن‬
‫ناشر‪.261 :‬‬ ‫ذؤال (عجيل)‪.309 :‬‬
‫ابن عربي‪.223 ،19 :‬‬ ‫عثمان بن محمد بن عبد اهلل بن عمر‬
‫عزا بن مالك بن جبل بن ساعدة‪:‬‬ ‫بن أبي بكر بن عربد‪.278 :‬‬
‫‪.297‬‬ ‫عثمان بن محمد بن عثمان بن أبي بكر‬
‫عسعن بن أبي القاسم بن عبد الرحمن‬ ‫بن عمر عربد‪.277 :‬‬
‫بن محمد بن يحيى بن محمد بن عمر‬ ‫العجل‪.64 :‬‬
‫بن الخليف‪.309 :‬‬ ‫عجمي بن حامد بن معزب بن عبيد‪:‬‬
‫عسلق بن الحارث األكرب بن هل بن‬ ‫‪.307‬‬
‫شبوة بن ثوبان بن عبس‪.314 :‬‬ ‫عجيل بن حامد‪.232 :‬‬
‫عسيب بن سليمان األكدل‪.312 :‬‬ ‫عجيل = عمر بن محمد بن حامد‬
‫عسير بن عبس بن سخارة بن غالب‬ ‫بن زرنوق وليد بن زكريا بن حامد‬
‫بن عبد اهلل بن عك بن عدنان‪.301 :‬‬ ‫بن محمد الكبير بن حامد بن معزب‬
‫ابن عشيقة‪.144 :‬‬ ‫بن عبيد بن محمد الفارسي بن زيد‬
‫عطا‪.175 :‬‬ ‫ابن‪ ‬ذؤال‪.‬‬

‫‪374‬‬
‫الفهارس‬

‫علي بن أحمد بن شكر بن رزام بن‬ ‫عك بن عدنان‪.320 ،294 :‬‬


‫يحيى بن عبد اهلل بن زكريا بن خالد‬ ‫العكم بن عبد اهلل األحول بن عبادة بن‬
‫األصغر‪.329 :‬‬ ‫محمد الفارسي‪.311 :‬‬
‫علي بن أحمد بن عمر بن حشيرب‪:‬‬ ‫العكوي‪.76 :‬‬
‫‪.320 ،319 ،225‬‬ ‫عكير بن معزب بن عبيد‪.307 ،256 :‬‬
‫علي بن أحمد الواحدي‪.119 :‬‬ ‫عالمة بن الذاكر بن صريف بن ذؤال‪:‬‬
‫علي بن آدم الزيلعي‪.144 ،143 :‬‬ ‫‪.304‬‬
‫علي بن أكروع بن عامر بن غافق‪:‬‬ ‫الحسين‬
‫علي بن إبراهيم بن محمد بن ُ‬
‫‪.289‬‬ ‫البجلي‪،73 ،72 ،71 ،70 ،69 :‬‬
‫علي بن الحسن الخزرجي‪53 ،32 :‬‬ ‫‪.266 ،265 ،115 ،79 ،78 ،74‬‬
‫علي بن الحسين البجلي‪،59 ،55 :‬‬ ‫علي بن إبراهيم الهرملي‪،131 :‬‬
‫‪.230 ،229 ،123 ،62 ،61 ،60‬‬ ‫‪.132‬‬
‫علي الخطيب‪.287 :‬‬ ‫علي بن إبراهيم بن الوليد بن خلف بن‬
‫علي بن سهيل المعزبي‪.318 :‬‬ ‫شجيب بن أحمد بن الزرنوق‪.307 :‬‬
‫علي بن صالح األكرب بن قحر‪.297 :‬‬ ‫علي بن أبي بكر بن عثمان بن عربد‪:‬‬
‫علي بن الصريدح‪.232 ،180 :‬‬ ‫‪.286‬‬
‫علي بن صريف بن ذؤال‪.304 :‬‬ ‫علي بن أبي بكر بن محمد بن يعقوب‬
‫علي بن أبي طالب‪.329 :‬‬ ‫أبو حربة (المحجوب)‪.319 ،171 :‬‬
‫علي بن عجيل‪.233 :‬‬ ‫علي بن أبي بكر بن موسى بن محمد‬
‫علي بن عال الدين‪.318 :‬‬ ‫النهاري‪.324 :‬‬
‫علي بن عمر األهدل‪،127 ،98 :‬‬ ‫علي بن أحمد بن سعيد بن حزم‬
‫‪،148 ،132 ،130 ،129 ،128‬‬ ‫األندلسي القرطبي الظاهري‪.35 :‬‬

‫‪375‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫ثوبان بن عبس بن سخارة بن غالب‬ ‫‪،244 ،175 ،162 ،152 ،149‬‬


‫بن عبد اهلل بن عك بن عدنان‪.303 :‬‬ ‫‪.333 ،325 ،324‬‬
‫علي بن مالك بن ذؤال بن شبوة بن‬ ‫علي بن عمر بن علي بن عربد‪.285 :‬‬
‫ثوبان بن عبس بن سخارة بن غالب‬ ‫علي بن عمر بن محمد بن حامد بن‬
‫بن عبد اهلل بن عك بن عدنان‪.303 :‬‬ ‫زرنوق وليد بن زكريا بن حامد بن‬
‫علي بن محمد بن إسماعيل بن أبي‬ ‫محمد الكبير بن حامد بن معزب بن‬
‫بكر بن عبد اهلل كُشر‪.275 :‬‬ ‫عبيد بن محمد الفارس بن زيد بن‬
‫علي بن محمد (اإلمام)‪.217 :‬‬ ‫ذؤال (عجيل)‪.309 :‬‬
‫علي بن محمد بن الحاج بن ثمامة‪:‬‬ ‫علي بن عمر بن محمد بن يحيى بن‬
‫‪.268‬‬ ‫محمد بن عمر بن الخليف‪.308 :‬‬
‫علي بن محمد بن حسين البجلي‪:‬‬ ‫علي بن عمر بن يحيى بن محمد بن‬
‫‪.331‬‬ ‫عمر بن خليف‪.308 :‬‬
‫علي بن محمد الحكمي‪.266 :‬‬ ‫علي بن عمران بن عمر بن محمد بن‬
‫علي بن محمد الصريدح‪.307 :‬‬ ‫يحيى بن محمد بن عمر بن الخليف‪:‬‬
‫علي بن محمد الصليحي‪.328 :‬‬ ‫‪.308‬‬
‫علي بن محمد بن عبد اهلل بن عمر بن‬ ‫علي بن الفضل الجدلي القرمطي‪:‬‬
‫أبي بكر بن عربد‪.279 :‬‬ ‫‪.312‬‬
‫علي بن محمد بن عمر العتوي‪،298 :‬‬ ‫علي بن قاسم أبي بكر بن قاسم‪:‬‬
‫علي بن المهدي‪،190 ،116 ،53 :‬‬ ‫‪.293‬‬
‫‪.327 ،306 ،305 ،294 ،191‬‬ ‫علي بن قاسم الحكمي‪،123 ،60 :‬‬
‫علي بن موسى (الشريف)‪،212 :‬‬ ‫‪.262 ،247 ،180‬‬
‫‪.213‬‬ ‫علي بن كبير بن ذؤال بن شبوة بن‬

‫‪376‬‬
‫الفهارس‬

‫األكرب‪.315 :‬‬ ‫علي بن موسى بن عجيل‪.60 :‬‬


‫عمر بن عاصم‪.264 :‬‬ ‫علي بن نعيم‪.183 :‬‬
‫عمر بن بن عاصم الكناين‪.262 :‬‬ ‫علي بن يعقوب أمقمة‪.230 :‬‬
‫عمر بن عبد الرحمن بن محمد بن‬ ‫علي بن يوسف‪.88 :‬‬
‫يحيى بن محمد بن عمر بن الخليف‪:‬‬ ‫علي بن يوسف القليصي‪.327 :‬‬
‫‪.308‬‬ ‫عمارة بن علي الحكمي‪.53 :‬‬
‫عمر بن عبد العزيز‪.328 :‬‬ ‫الحسين‬
‫عمر بن إبراهيم بن محمد بن ُ‬
‫عمر بن عثمان بن أبي بكر بن عمر‬ ‫البجلي‪.332 ،142 ،71 :‬‬
‫عربد‪.276 :‬‬ ‫عمر بن أبي بكر بن عمر عربد‪،261 :‬‬
‫عمر بن عثمان الحكمي‪،75 ،74 :‬‬ ‫‪.284 ،276 ،263 ،262‬‬
‫‪.246 ،134 ،81 ،80 ،79 ،78‬‬ ‫عمر بن أبي بكر بن موسى بن محمد‬
‫عمر بن عدنان الصريفي‪،227 ،53 :‬‬ ‫النهاري‪.324 :‬‬
‫‪.306 ،256 ،228‬‬ ‫عمر بن أحمد بن عمر األهدل‪،142 :‬‬
‫عمر بن عدنان (المعلم)‪،190 :‬‬ ‫‪.149‬‬
‫‪.191‬‬ ‫عمر بن الجزار الحميري‪.178 :‬‬
‫عمر بن علي بن الحسن بن سمرة‬
‫عمر بن حامد بن محمد الكبير بن‬
‫الجعدي‪.232 ،180 ،53 ،34 ،32 :‬‬
‫حامد بن معزب بن عبيد‪.307 :‬‬
‫عمر بن علي بن عمر األهدل‪،131 :‬‬
‫عمر بن حميد‪.154 ،153 ،152 :‬‬
‫‪.325 ،162 ،132‬‬
‫عمر بن خليل‪.112 :‬‬
‫عمر بن عمران بن ربيعة بن عبس‪:‬‬
‫عمر بن راشد الكناين‪.262 :‬‬
‫‪.290‬‬
‫عمر الشريف‪.105 :‬‬
‫عمر بن عمران بن عمر بن محمد بن‬
‫عمر بن الضاجع بن الحارث‬
‫يحيى‪.309 :‬‬

‫‪377‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫عمران بن عمر بن محمد بن يحيى بن‬ ‫عمر الكرماين (األعجمي)‪.222 :‬‬


‫محمد بن عمر بن الخليف‪.308 :‬‬ ‫عمر بن لعسان بن عامر بن غافق‪:‬‬
‫عمران القرابلي‪،205 ،202 ،117 :‬‬ ‫‪.289‬‬
‫‪.206‬‬ ‫عمر بن محمد بن أحمد بن عمر‬
‫عمران بن محمد بن يحيى بن محمد‬ ‫األهدل‪.326 :‬‬
‫بن عمر بن الخليف‪.308 :‬‬ ‫عمر بن محمد بن إسماعيل المكدش‪:‬‬
‫عمران بن يحيى بن محمد بن عمر بن‬ ‫‪،102 ،101 ،92 ،86 ،85 ،81 ،36‬‬
‫الخليف‪.308 :‬‬ ‫‪.319‬‬
‫عوف بن أكروع بن عامر بن غافق‪:‬‬ ‫عمر بن محمد بن حامد بن زرنوق‬
‫‪.289‬‬ ‫وليد بن زكريا بن حامد بن محمد‬
‫عيسى بن إبراهيم بن أبي بكر بن عبد‬ ‫الكبير بن حامد بن معزب بن عبيد‬
‫اهلل كُشر بن عمر بن عربد‪.275 :‬‬ ‫بن محمد الفارس بن زيد بن ذؤال‬
‫عيسى بن إبراهيم بن أحمد بن موسى‬ ‫(عجيل)‪.309 ،307 :‬‬
‫بن علي بن عجيل‪.310 :‬‬ ‫عمر بن محمد بن علي بن أبي بكر بن‬
‫عيسى بن أبو بكر‪.88 :‬‬ ‫موسى النهار‪.324 :‬‬
‫عيسى بن أحمد بن موسى بن علي بن‬ ‫عمر بن محمد بن عمر النهاري‪:‬‬
‫عجيل‪.309 :‬‬ ‫‪.324‬‬
‫عيسى األصم بن مري بن مالك بن‬ ‫عمر بن محمد بن يحيى بن محمد بن‬
‫ذؤال بن شبوة‪.304 :‬‬ ‫عمر بن الخليف‪.308 :‬‬
‫عيسى بن حجاج العامري‪،157 :‬‬ ‫عمر بن نوفل بن عبد مناف‪.329 :‬‬
‫‪.172‬‬ ‫عمران بن حامد بن معزب بن عبيد‪:‬‬
‫عيسى بن محمد بن موسى بن أحمد‬ ‫‪.307‬‬

‫‪378‬‬
‫الفهارس‬

‫بن عدنان‪.315 ،302 :‬‬ ‫بن موسى بن علي بن عجيل‪.310 :‬‬


‫أبو الغيث بن جميل (سعيد بن سلم)‪:‬‬ ‫عيسى بن محمد الناشري‪.269 :‬‬
‫‪،174 ،163 ،162 ،129 ،68‬‬ ‫عيسى بن مريم‪.167 :‬‬
‫‪،250 ،249 ،246 ،206 ،175‬‬ ‫عيسى بن مطير بن علي بن عثمان‬
‫‪.333 ،325 ،288‬‬ ‫الحكمي‪.214 ،212 ،170 :‬‬
‫(ف)‬ ‫عيسى الهتار‪.327 ،257 :‬‬
‫فاطمة بنت عبد اهلل كثير بن عمر عربد‪:‬‬ ‫عيسى بن يعقوب بن عمر الحكمي‪:‬‬
‫‪.265‬‬ ‫‪.138‬‬
‫فاطمة بنت عمر بن ُر َشيد الكناين‪:‬‬ ‫(غ)‬
‫‪.269‬‬ ‫أبو الغاراتبن بن علي بن الصريف‪:‬‬
‫الفاقي بن جبل بن ساعدة‪.297 :‬‬ ‫‪.304‬‬
‫ابن الفخر‪.174 :‬‬ ‫غافق بن الشاهد بن علقمة بن عك‪:‬‬
‫فرج (عبد)‪.130 :‬‬ ‫‪.301 ،260 ،258‬‬
‫الفضل بن يحيى بن خالد بن برمك‪:‬‬ ‫غراب بن سلمة بن علي بن مريخ بن‬
‫‪.281‬‬ ‫علي بن رزام بن يحيى بن عبد اهلل بن‬
‫فطنة الشاعر‪.315 :‬‬ ‫زكريا بن خالد األصغر‪.329 :‬‬
‫فقي بن جبل بن ساعدة‪.297 ،296 :‬‬
‫ابن الغرنوق‪.218 :‬‬
‫فقي بن قحر‪.297 :‬‬
‫غريب بن وحشي بن األذروح‪.289 :‬‬
‫ابن أفلح‪.162 :‬‬
‫الغزي‪.161 :‬‬
‫ُفين بن لعسان بن عامر بن غافق‪:‬‬
‫غفر بن مالك‪.300 :‬‬
‫‪.289‬‬
‫غنم بن عبيد بن ثوبان بن عبس بن‬
‫(ق)‬ ‫سخارة بن غالب بن عبد اهلل بن عك‬
‫أبو القاسم بن أبي بكر األهدل‪،109 :‬‬
‫‪379‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫القاهدة بن قمهود‪.295 :‬‬ ‫‪.141‬‬


‫القحرى بن الهرملي‪.299 :‬‬ ‫أبو القاسم بن أبي بكر بن علي بن‬
‫قحطان‪.111 :‬‬ ‫يعقوب أمقمة‪.230 :‬‬
‫قحطان (قحر)‪.297 :‬‬ ‫أبو القاسم الطيب عربد‪.282 :‬‬
‫قر بن مسلم بن مغيث بن محمد‬ ‫أبو القاسم بن عبد الرحمن بن محمد‬
‫الفارسي بن زيد بن ذؤال‪،311 :‬‬ ‫بن يحيى بن محمد بن عمر بن‬
‫‪.312‬‬ ‫الخليف‪.308 :‬‬
‫قرير بن عبد الرحمن بن يعقوب بن‬ ‫أبو القاسم بن أبي بكر بن محمد بن‬
‫الحديد‪.311 :‬‬ ‫علي أمقمة (وقيش)‪.318 :‬‬
‫القصري‪.213 :‬‬ ‫القاسم بن علي الحريري البصري‪:‬‬
‫قصي (زيد) بن كالب‪.330 ،329 :‬‬ ‫‪.222‬‬
‫ابن القطاع‪.100 :‬‬ ‫أبو القاسم بن عمر بن علي بن عمر‬
‫القطقطي‪.148 :‬‬ ‫األهدل‪.325 ،132 :‬‬
‫القلقل بن جبل بن ساعدة‪.297 :‬‬ ‫أبو القاسم بن عمر بن معيبد‪،99 :‬‬
‫القليصي‪.326 :‬‬ ‫‪.101‬‬
‫قمهود‪.295 :‬‬ ‫أو القاسم بن محمد البجلي‪.230 :‬‬
‫قهب‪.319 :‬‬ ‫أبو القاسم بن محمد بن عبد اهلل بن‬
‫قهود بن الم بن حارث بن ساعدة‪:‬‬ ‫عمر بن أبي بكر بن عربد‪.278 :‬‬
‫‪.293‬‬ ‫أبو القاسم بن محمد بن عثمان بن‬
‫قيس بن زهير العبسي‪.282 :‬‬ ‫عمر بن عثمان بن أبي بكر الحكمي‪:‬‬
‫(ك)‬ ‫‪.333‬‬
‫كارع بن عامر بن غافق‪.289 :‬‬ ‫أبو القاسم المدين‪.85 ،84 :‬‬

‫‪380‬‬
‫الفهارس‬

‫(ل)‬ ‫الكافر حطي‪.239 :‬‬


‫لحم بنت قصي (زيد) بن كالب‪:‬‬ ‫كبير بن ذؤال بن شبوة بن ثوبان بن‬
‫‪.330‬‬ ‫عبس بن سخارة بن غالب بن عبد اهلل‬
‫لعسان بن عامر بن غافق‪.289 :‬‬ ‫بن عك بن عدنان‪.302 :‬‬
‫الم بن حارث بن ساعدة‪.292 :‬‬ ‫كثيب بن عبد اهلل بن زجران بن دهينة‪:‬‬
‫الم بن الحرب بن ساعدة بن نبت بن‬ ‫‪.290‬‬
‫هنشل بن الشاهد بن عك بن عدنان‪:‬‬ ‫كثير بن شنوة‪.256 :‬‬
‫‪.292‬‬ ‫كثير بن عامر بن غنم بن عبيد بن‬
‫لؤي بن لعسان بن عامر بن غافق‪:‬‬ ‫ثوبان‪.315 :‬‬
‫‪.289‬‬ ‫كثير عزة‪.125 :‬‬
‫ليلى بنت هنشل بن الشاهد‪.301 :‬‬ ‫أبو كدر بن كبير بن ذؤال بن شبوة بن‬
‫(م)‬ ‫ثوبان بن عبس بن سخارة بن غالب بن‬
‫ماطر بن عبد اهلل بن زيد بن ذؤال‪:‬‬ ‫عبد اهلل بن عك بن عدنان‪.303 :‬‬
‫‪.307‬‬ ‫كعب‪.226 :‬‬
‫الماكر بن عسيب بن سليمان األكدل‪:‬‬ ‫كعب بن الحارث األصغر‪.315 :‬‬
‫‪.312‬‬ ‫كعب بن راقب (الرقابة) بن الحارث‪:‬‬
‫مالك بن جبل بن ساعدة‪،296 :‬‬ ‫‪.298‬‬
‫‪.297‬‬ ‫كعب بن مالك بن جبل بن ساعدة‪.297 :‬‬
‫مالك بن ذؤال بن شبوة بن ثوبان بن‬ ‫كعب بن محمد الفارسي بن زيد‪:‬‬
‫عبس بن سخارة بن غالب بن عبد‬ ‫‪.313 ،307 ،256‬‬
‫اهلل بن عك بن عدنان‪،302 ،258 :‬‬ ‫كميل بن عبادة بن المجدح بن عبد‬
‫‪.303‬‬ ‫اهلل بن صالح األكرب بن قحر‪.297 :‬‬

‫‪381‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫بن قحر‪.297 :‬‬ ‫مالك بن شنوة‪.256 :‬‬


‫محارب بن نصر بن جبل بن ساعدة‪.297 :‬‬ ‫مالك بن صخر‪.296 ،295 :‬‬
‫المحبة بن عمر بن يحيى بن محمد بن‬ ‫مالك بن عبس بن سخارة بن غالب‬
‫عمر بن خليف‪.308 :‬‬ ‫بن عبد اهلل بن عك بن عدنان‪،290 :‬‬
‫محمد بن إبراهيم بن أحمد بن موسى‬ ‫‪.301‬‬
‫بن علي بن عجيل‪.310 :‬‬ ‫مالك بن غافق‪.290 :‬‬
‫محمد بن إبراهيم بن زنقل‪.139 :‬‬ ‫مالك بن الم بن حارث بن ساعدة‪:‬‬
‫محمد بن إبراهيم الشامي‪.292 :‬‬ ‫‪.293‬‬
‫محمد بن إبراهيم الفشلي‪،262 :‬‬ ‫المأمون (الخليفة)‪.327 :‬‬
‫‪.264‬‬ ‫متعب بن راقب (الرقابة) بن الحارث‪:‬‬
‫محمد بن أبي بكر‪.265 :‬‬ ‫‪.298‬‬
‫محمد بن أبي بكر بن ثمامة‪.268 :‬‬ ‫المتنبي‪.143 :‬‬
‫محمد بن أبي بكر بن شبيح‪،101 :‬‬ ‫مجاعن بن الم بن حارث بن ساعدة‪:‬‬
‫‪،115 ،114 ،113 ،112 ،111‬‬ ‫‪.293‬‬
‫‪.118‬‬ ‫داود بن‬
‫المجاهد علي بن المؤيد ُ‬
‫محمد بن أبي بكر بن عبد اهلل‪.265 :‬‬ ‫يوسف بن عمر بن علي بن رسول‪:‬‬
‫محمد بن أبي بكر بن عثمان الحكمي‪:‬‬ ‫‪،152 ،151 ،135 ،134 ،89 ،24‬‬
‫‪،56 ،55 ،53 ،26 ،23 ،19 ،18‬‬ ‫‪،210 ،205 ،198 ،195 ،178‬‬
‫‪،75 ،74 ،67 ،66 ،65 ،64 ،58‬‬ ‫‪،217 ،216 ،215 ،214 ،211‬‬
‫‪،128 ،127 ،99 ،98 ،81 ،79‬‬ ‫‪.320 ،318 ،301 ،271 ،270‬‬
‫‪،233 ،163 ،161 ،160 ،129‬‬ ‫مجبلية بن يعقوب بن الحديد‪.311 :‬‬
‫‪.331 ،258‬‬ ‫المجدح بن عبد اهلل بن صالح األكرب‬

‫‪382‬‬
‫الفهارس‬

‫محمد بن أسعد العمراين‪.264 :‬‬ ‫محمد بن أبي بكر بن علي بن يعقوب‬


‫محمد بن إسماعيل بن أبي بكر بن‬ ‫أمقمة‪.232 ،230 :‬‬
‫عبد اهلل كُشر‪.275 :‬‬ ‫محمد بن أبي بكر بن محمد بن أحمد‬
‫محمد بن إسماعيل الحضرمي‪،65 :‬‬ ‫بن موسى بن عجيل‪.310 :‬‬
‫‪،284 ،166 ،165 ،164 ،123‬‬ ‫محمد بن أبي بكر بن محمد بن علي‬
‫‪.300‬‬ ‫أمقمة (وقيش)‪.318 :‬‬
‫محمد بن إسماعيل بن عمر بن محمد‬ ‫محمد بن أبي بكر بن موسى بن محمد‬
‫بن أحمد بن علي بن الشوش بن‬ ‫النهاري‪،324 :‬‬
‫علي بن وهب بن علي بن صريف‬ ‫محمد بن أبي بكر بن يعقوب‪.110 :‬‬
‫(األحنف)‪.305 :‬‬ ‫محمد األجر بن يحيى بن عمر بن‬
‫محمد بن إسماعيل المكدش‪،80 :‬‬ ‫يحيى بن محمد بن عمر بن خليف‪:‬‬
‫‪،90 ،89 ،88 ،87 ،86 ،84 ،82‬‬ ‫‪.308‬‬
‫‪،99 ،98 ،97 ،96 ،95 ،94 ،91‬‬ ‫محمد بن أحمد الحجري‪.53 ،52 :‬‬
‫‪،109 ،105 ،104 ،102 ،101‬‬ ‫محمد أحمد العقيلي‪.40 :‬‬
‫‪،119 ،115 ،112 ،111 ،110‬‬ ‫محمد بن أحمد بن عمر األهدل‪:‬‬
‫‪،139 ،138 ،122 ،121 ،120‬‬ ‫‪.326 ،142‬‬
‫‪.313 ،237 ،168 ،154 ،142‬‬ ‫محمد بن أحمد فليتة‪.201 :‬‬
‫محمد بن هبادر السنبلي‪.216 ،173 :‬‬ ‫محمد بن أحمد بن موسى بن علي بن‬
‫محمد بن جعيش‪.177 :‬‬ ‫عجيل‪.309 :‬‬
‫محمد بن حامد بن زرنق بن وليد بن‬ ‫محمد بن إدريس الشافعي‪.327 ،167 :‬‬
‫زكريا بن محمد الكبير بن حامد بن‬ ‫محمد بن إسحاق بن يسار بن خيار‬
‫معزب بن عبيد‪.307 :‬‬ ‫المدين‪.35 :‬‬

‫‪383‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫محمد بن عبد اهلل بن عمر بن أبي بكر‬ ‫الحسين البجلي‪،53 ،52 :‬‬
‫محمد بن ُ‬
‫بن عربد‪.277 :‬‬ ‫‪،66 ،65 ،62 ،61 ،60 ،57 ،55‬‬
‫محمد بن عبد اهلل المنسكي‪،247 :‬‬ ‫‪،114 ،113 ،75 ،74 ،69 ،67‬‬
‫‪.249‬‬ ‫‪،161 ،160 ،132 ،129 ،127‬‬
‫محمد بن عبد اهلل الناشري‪،133 :‬‬ ‫‪.331 ،306 ،251 ،234 ،164‬‬
‫‪.148 ،145‬‬ ‫محمد بن حمير الهمداين‪،59 ،33 :‬‬
‫محمد بن عبد اهلل بن يعقوب الناشري‪:‬‬ ‫‪،202 ،200 ،199 ،130 ،114‬‬
‫‪.147‬‬ ‫‪.295 ،230 ،229‬‬
‫محمد عبد المنعم الحميري‪.52 :‬‬ ‫محمد بن زكريا‪،201 ،200 ،199 :‬‬
‫محمد بن عثمان بن أبي بكر بن عمر‬ ‫‪.228 ،202‬‬
‫عربد‪.276 :‬‬ ‫محمد بن سوار‪.169 ،168 :‬‬
‫محمد بن عثمان بن إسماعيل بن علي‬ ‫محمد شبيل‪.261 :‬‬
‫بن إسماعيل بن عمر عربد‪.277 :‬‬ ‫محمد الشفلوت‪.242 :‬‬
‫محمد بن عثمان بن محمد بن عثمان‬ ‫محمد بن طلحة الدميلي‪.274 :‬‬
‫بن أبي بكر بن عمر عربد‪.277 :‬‬ ‫محمد عبد القادر بامطرف‪.52 :‬‬
‫محمد بن علي بن أبي بكر بن موسى‬ ‫محمد بن عبد اهلل‪.244 :‬‬
‫النهار‪.324 :‬‬ ‫محمد بن عبد اهلل الدهني‪.292 :‬‬
‫محمد بن علي بن إسماعيل الحضرمي‬ ‫محمد بن عبد اهلل الريمي‪.279 :‬‬
‫الشافعي الصغير‪.264 ،262 :‬‬ ‫محمد بن عبد اهلل الصويف الدهني‪:‬‬
‫محمد بن علي األشخر‪.146 ،37 :‬‬ ‫‪.127 ،125 ،124‬‬
‫محمد بن علي (اإلمام)‪،93 ،20 :‬‬ ‫محمد بن عبد اهلل بن علي الهرملي‪:‬‬
‫‪.99‬‬ ‫‪.299 ،131‬‬

‫‪384‬‬
‫الفهارس‬

‫محمد بن عمران بن عمر بن محمد بن‬ ‫محمد بن علي أمقمة‪.317 :‬‬


‫يحيى‪.309 :‬‬ ‫محمد بن علي (كويز) بن حسين بن‬
‫محمد بن عمر النهاري‪،133 ،132 :‬‬ ‫حامد بن محمد الكبير بن حامد بن‬
‫‪،195 ،149 ،136 ،135 ،134‬‬ ‫معزب بن عبيد‪.308 :‬‬
‫‪.324 ،255‬‬ ‫محمد بن علي بن عجيل‪.233 :‬‬
‫محمد بن عيسى بن األحنف‪.313 :‬‬ ‫محمد بن علي بن عمر بن علي بن‬
‫محمد الفارسي بن زيد بن ذؤال‪:‬‬ ‫عمر عربد‪.285 :‬‬
‫‪.307 ،256‬‬ ‫محمد بن علي بن عمر بن محمد بن‬
‫محمد بن فالح‪.55 ،54 ،53 :‬‬ ‫حامد بن زرنوق (عجيل)‪.309 :‬‬
‫محمد بن أبو القاسم الذهيب‪.332 :‬‬ ‫محمد بن علي بن محمد بن عبد اهلل‬
‫محمد بن أبي القاسم بن عبد الرحمن‬ ‫بن عمر بن أبي بكر بن عربد‪.279 :‬‬
‫بن محمد بن يحيى بن محمد بن عمر‬ ‫محمد بن عمر بن إسماعيل بن محمد‬
‫بن الخليف‪.309 :‬‬ ‫األحنف بن إسماعيل العجمي‪،305 :‬‬
‫محمد الكبير بن حامد بن معزب بن‬ ‫محمد بن عمر بن علي بن محمد بن‬
‫عبيد‪.307 :‬‬ ‫حشيرب‪.320 ،158 :‬‬
‫محمد الكبير بن الخليف بن وقيان بن‬ ‫محمد بن عمر الدبر‪،142 ،93 :‬‬
‫الوليد‪.308 :‬‬ ‫‪.144 ،143‬‬
‫محمد بن مالك بن ذؤال بن شبوة بن‬ ‫محمد بن عمر بن محمد بن حامد‬
‫ثوبان بن عبس بن سخارة بن غالب بن‬ ‫بن زرنوق وليد بن زكريا بن حامد‬
‫عبد اهلل بن عك بن عدنان‪.303 :‬‬ ‫بن محمد الكبير بن حامد بن معزب‬
‫محمد بن محمد الغزالي‪،167 ،133 :‬‬ ‫بن عبيد بن محمد الفارس بن زيد بن‬
‫‪.278 ،260 ،194 ،193 ،168‬‬ ‫ذؤال (عجيل)‪.309 :‬‬

‫‪385‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫بن موسى بن علي بن عجيل‪.310 :‬‬ ‫محمد بن المؤذن‪.160 ،159 :‬‬


‫محمد بن يوسف بن يعقوب الجندي‪:‬‬ ‫محمد بن موسى بن أحمد بن عجيل‪:‬‬
‫‪،211 ،171 ،53 ،34 ،32 ،10‬‬ ‫‪.294 ،257 ،256 ،255 ،235‬‬
‫‪.327 ،297 ،269 ،266 ،264‬‬ ‫محمد بن موسى بن علي بن عمر بن‬
‫محمد بن يوسف بن عثمان بن عربد‪:‬‬ ‫محمد بن حامد بن زرنوق (عجيل)‪:‬‬
‫‪.285‬‬ ‫‪.309‬‬
‫مدب (وهب) بن الذاكر بن صريف‬ ‫محمد الناشري‪.283 :‬‬
‫بن ذؤال‪.304 :‬‬ ‫محمد بن هارون الثعلبي‪.327 :‬‬
‫مذهبة بنت دهينة‪.290 :‬‬ ‫محمد بن يحيى األحمر‪.308 :‬‬
‫مرجان الحبشي‪.328 :‬‬ ‫محمد بن يحيى بن محمد بن عمر بن‬
‫مرغم الصويف‪.306 :‬‬ ‫الخليف‪.308 :‬‬
‫المرقب بن مذهبة بنت دهينة‪.290 :‬‬ ‫محمد بن يعقوب األصغر‪.310 :‬‬
‫المروح بن مغيث بن محمد الفارسي‬ ‫محمد بن يعقوب األصغر بن محمد‬
‫بن زيد بن ذؤال‪.311 :‬‬ ‫بن يعقوب األكرب‪.310 :‬‬
‫مري بن مالك بن ذؤال بن شبوة بن‬ ‫محمد بن يعقوب أبو حربة‪،75 ،74 :‬‬
‫ثوبان بن عبس بن سخارة بن غالب‬ ‫‪،171 ،169 ،160 ،159 ،155‬‬
‫بن عبد اهلل بن عك بن عدنان‪،303 :‬‬ ‫‪.319 ،175‬‬
‫‪.304‬‬ ‫محمد بن يعقوب الحكمي‪،36 :‬‬
‫ابن مساك‪.315 :‬‬ ‫‪.137 ،134‬‬
‫المسعود صالح الدين يوسف بن‬ ‫محمد بن يعقوب بن الكميت‪،156 :‬‬
‫الكامل األيوبي‪،162 ،161 ،23 :‬‬ ‫‪.234 ،157‬‬
‫‪.306 ،305‬‬ ‫محمد بن يوسف بن إبراهيم بن أحمد‬

‫‪386‬‬
‫الفهارس‬

‫معاوية بن أبي سفيان‪.226 :‬‬ ‫مسلم بن مغيث بن محمد الفارسي بن‬


‫معاوية بن مالك‪.300 :‬‬ ‫زيد بن ذؤال‪.311 :‬‬
‫معزب بن ذؤال بن شبوة بن ثوبان بن‬ ‫مسمرة بن عمر بن محمد بن يحيى بن‬
‫عبس بن سخارة بن غالب بن عبد اهلل‬ ‫محمد بن عمر بن الخليف‪.308 :‬‬
‫بن عك بن عدنان‪.302 :‬‬ ‫المسمع بن الحباب‪.230 :‬‬
‫معزب بن عبيد بن محمد بن زيد بن‬ ‫المشارعة بن أحمد بن موسى بن علي‬
‫ذؤال‪.307 ،302 ،256 :‬‬ ‫بن عجيل‪.309 :‬‬
‫المعلم أحمد‪.171 :‬‬ ‫المشب‪.311 ،310 :‬‬
‫ابن معيبد‪.13 :‬‬ ‫أبو مشبه بن مالك بن ذؤال بن شبوة‪:‬‬
‫المعيبد بن الماكر بن عسيب بن‬ ‫‪.303‬‬
‫سليمان األكدل‪.312 :‬‬ ‫مشطر‪.207 :‬‬
‫مغاوية بن أحمد عربد‪.286 :‬‬ ‫المشقر بن كعب بن محمد الفارسي‪:‬‬
‫مغيث بن محمد الفارسي بن زيد بن‬ ‫‪.313‬‬
‫ذؤال‪.311 ،307 ،256 :‬‬ ‫المظفر يوسف بن نور الدين عمر‬
‫مفلح البغل‪.92 :‬‬ ‫بن علي بن رسول‪،150 ،24 ،23 :‬‬
‫المقحل بن دهينة‪.290 :‬‬ ‫‪،197 ،170 ،166 ،165 ،162‬‬
‫المقحل بن عبد اهلل بن زجران بن‬ ‫‪،205 ،204 ،203 ،202 ،198‬‬
‫دهينة‪.290 :‬‬ ‫‪،252 ،211 ،209 ،208 ،206‬‬
‫مكحول بن الذاكر بن صريف بن‬ ‫‪.321 ،255 ،254 ،253‬‬
‫ذؤال‪.304 :‬‬ ‫معاذ بن جبل‪.259 :‬‬
‫المكرم‪.219 :‬‬ ‫معارك بن نجاح‪.328 :‬‬
‫مكن بن كثير بن عامر بن غنم بن عبيد‬ ‫أم المعاين‪.276 :‬‬

‫‪387‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫بن علي بن عجيل‪.310 :‬‬ ‫بن ثوبان‪.316 :‬‬


‫موسى أبي بكر بن يوسف بن محمد‬ ‫الملك سعود‪.30 :‬‬
‫بن المكدش‪.82 :‬‬ ‫الملك المفضل‪.211 :‬‬
‫موسى بن أحمد بن موسى بن علي بن‬ ‫المنبت بن سملقة‪.82 ،81 :‬‬
‫عجيل‪.309 :‬‬ ‫منبه بن مالك بن عبس‪.290 :‬‬
‫بنو موسى بن جهين بن حميد بن‬ ‫منسك بن مالك بن عبس‪.290 :‬‬
‫معزب‪.310 :‬‬ ‫منصور بن حربة‪.250 :‬‬
‫موسى بن علي الذوالي‪،182 ،181 :‬‬ ‫منصور (العبد)‪،96 ،94 ،93 ،20 :‬‬
‫‪.292‬‬
‫‪.99 ،98‬‬
‫موسى بن علي بن عمر بن محمد‬
‫منصور بن نجاح‪.328 :‬‬
‫بن حامد بن زرنوق (عجيل)‪،123 :‬‬
‫المنصور نور الدين عمر بن علي بن‬
‫‪،183 ،182 ،180 ،129 ،124‬‬
‫رسول‪،139 ،64 ،63 ،28 ،23 :‬‬
‫‪.309 ،234 ،233‬‬
‫‪.320 ،205 ،162 ،161 ،149‬‬
‫موسى بن محمد بن أحمد بن‬
‫مهدي بن عبادة بن المجدح بن عبد‬
‫عجيل‪.310 :‬‬
‫اهلل بن صالح األكرب بن قحر‪.297 :‬‬
‫موسى بن محمد الطويري‪.123 :‬‬
‫مهدي بن فخر‪.199 :‬‬
‫الموفق الطربي‪.88 :‬‬
‫مهدي بن محمد بن سليمان مدرك‬
‫موهب بن سليمان األكدل‪.312 :‬‬
‫الخزاين (الشريف)‪.207 ،206 :‬‬
‫داود بن يوسف بن عمر بن‬
‫المؤيد ُ‬
‫مهل‪.295 :‬‬
‫علي بن رسول‪،187 ،169 ،24 :‬‬
‫المهلهل‪.317 :‬‬
‫‪،209 ،208 ،207 ،206 ،205‬‬
‫ابن مهنا الشريف‪.252 :‬‬
‫‪.299 ،298 ،283 ،231 ،210‬‬ ‫موسى‪.217 ،167 ،164 :‬‬
‫ابن ميكائيل‪.236 ،160 :‬‬ ‫موسى بن إبراهيم بن أحمد بن موسى‬
‫‪388‬‬
‫الفهارس‬

‫نجاح‪.328 ،269 :‬‬ ‫(ن)‬


‫نجارة (نحرة) بن الذاكر بن صريف‬ ‫ناجي بن عبيد بن ثوبان بن عبس بن‬
‫بن ذؤال‪.304 :‬‬ ‫سخارة بن غالب بن عبد اهلل بن عك‬
‫نحر بن راقب (الرقابة) بن الحارث‪:‬‬ ‫بن عدنان‪.315 ،302 :‬‬
‫‪.298‬‬ ‫ناشر األصغر‪.259 :‬‬
‫نسكين بن بخيم‪.311 :‬‬ ‫ناشر األكرب‪.259 :‬‬
‫نسكين بن عبد اهلل األحول بن عبادة‬ ‫ناشر بن تيم بن سملقه بن الحباب‪:‬‬
‫بن محمد الفارسي‪.311 :‬‬ ‫‪.259‬‬
‫نشوان بن سعيد الحمير‪.52 :‬‬ ‫ناشر بن حامد بن معزب بن عبيد‬
‫نصر بن جبل بن ساعدة‪.297 :‬‬ ‫بن محمد الفارس بن زيد بن ذوال‪:‬‬
‫نصر بن علي الحصرمي‪.283 :‬‬ ‫‪.308 ،307 ،261 ،260‬‬
‫نضير بن جبل بن ساعدة‪.296 :‬‬ ‫ناشر بن عامر بن ناشر بن تيم بن‬
‫هنار (جد آل النهاري)‪.324 :‬‬ ‫سملقة بن الحباب‪.284 ،261 :‬‬
‫أبو هنشل‪.96 :‬‬ ‫ناشر بن عريد بن عمر بن فهد بن راشد‬
‫نوفل بن عبد مناف‪.329 :‬‬ ‫بن جوالن‪.260 :‬‬
‫النووي = يحيى بن شرف بن مري بن‬ ‫الناصر أحمد بن األشرف الثاين‬
‫حسن النووي الدمشقي‪.147 ،79 :‬‬ ‫إسماعيل بن رسول‪،107 ،17 ،15 :‬‬
‫(هـ)‬ ‫‪.250 ،223 ،222 ،207‬‬
‫هاملة بن خيثم بن قين‪.300 :‬‬ ‫ناعم بن الذاكر بن صريف بن ذؤال‪.304 :‬‬
‫الهبة بن أبي بكر سجاف‪،242 :‬‬ ‫الناقص بن جبل بن ساعدة‪.297 :‬‬
‫‪.243‬‬ ‫نبت بن هنشل بن الشاهد‪.301 :‬‬
‫الهجيش بن سليمان األكدل‪.312 :‬‬ ‫نبيت بن معزب بن عبيد‪.256 :‬‬

‫‪389‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫‪.308 ،307‬‬ ‫هل بن أشهب بن بوالن‪.319 :‬‬


‫وكيلة بن قين بن التاجي‪.301 :‬‬ ‫هناء بن صالح األكرب بن قحر‪.297 :‬‬
‫أبو الوفاء بن صالح األكرب بن قحر‪:‬‬ ‫هند بنت سهل‪.301 :‬‬
‫‪.297‬‬ ‫الهندي‪.173 ،120 :‬‬
‫وليد بن زكريا بن محمد الكبير بن‬ ‫هومة بن الحارث بن يخلد بن ساعدة‪:‬‬
‫حامد بن معزب بن عبيد‪.307 :‬‬ ‫‪.298‬‬
‫وهب بن خلف‪.315 :‬‬ ‫(و)‬
‫وهب بن لعسان بن عامر بن غافق‪:‬‬ ‫الواعظ بن أشهب بن بوالن‪.319 :‬‬

‫‪.289‬‬ ‫والب بن لعسان بن عامر بن غافق‪:‬‬


‫‪.289‬‬
‫وهب بن منبه االبناوي الصنعاين‬
‫وبرة بنت قصي (زيد) بن كالب‪:‬‬
‫الذماري‪.226 ،35 :‬‬
‫‪.330‬‬
‫(ي)‬
‫وحشي بن األذروح‪.289 :‬‬
‫ياقوت بن عبد اهلل الحموي‪.51 :‬‬
‫وحشي بن غافق‪.292 :‬‬
‫يحيى بن إبراهيم العمك الرامي‪:‬‬
‫‪.291 ،150 ،149‬‬ ‫الوداع بن كثيب بن عبد اهلل بن زجران‬
‫يحيى بن أبي بكر بن محمد بن أحمد‬ ‫بن دهينة‪.290 :‬‬
‫بن موسى بن عجيل‪.310 :‬‬ ‫الوداع بن كشب بن عبد اهلل بن وحران‬
‫يحيى بن أحمد بن موسى بن علي بن‬ ‫بن ِدهنة‪.290 :‬‬
‫عجيل‪.309 :‬‬ ‫وداعة‪.320 :‬‬
‫يحيى الجرد‪.217 :‬‬ ‫وطيوط = المعلم الحسين بن‪ ‬إسماعيل‬
‫يحيى بن زكريا‪.182 :‬‬ ‫وقيان بن وليد بن زكريا بن محمد‬
‫يحيى بن شرف بن مري بن حسن‬
‫الكبير بن حامد بن معزب بن عبيد‪:‬‬

‫‪390‬‬
‫الفهارس‬

‫يوسف بن إبراهيم بن أحمد بن موسى‬ ‫النووي الدمشقي‪.79 :‬‬


‫بن علي بن عجيل‪.310 :‬‬ ‫يحيى بن عبد اهلل بن زكريا بن خالد بن‬
‫يوسف بن إبراهيم بن محمد بن‬ ‫عبد اهلل بن عبد العزيز بن عبد اهلل بن‬
‫موسى بن أحمد بن موسى بن عجيل‪:‬‬ ‫خالد بن أسيد‪.329 :‬‬
‫‪.239 ،236‬‬ ‫يحيى بن عمر بن يحيى بن محمد بن‬
‫يوسف بن أبو بكر بن يوسف بن‬ ‫عمر بن خليف‪.308 :‬‬
‫محمد بن المكدش‪،83 ،82 ،81 :‬‬ ‫يحيى العمراين‪.305 :‬‬
‫‪.91 ،89 ،88 ،87 ،85‬‬ ‫يحيى بن قبيع‪.300 :‬‬
‫يوسف بن محمد بن المكدش بن‬ ‫يحيى بن المجدح بن عبد اهلل بن‬
‫المنيب بن سملقة بن حد الغنمي‪.319 :‬‬ ‫صالح األكرب بن قحر‪.297 :‬‬
‫يوسف الغثامي‪.158 :‬‬ ‫يحيى بن محمد بن عمر بن‬
‫يوسف المصري‪.105 :‬‬ ‫الخليف‪.308 :‬‬
‫يحيى بن محمد بن موسى بن أحمد‬
‫بن موسى بن علي بن عجيل‪.310 :‬‬
‫يحيى بن المنصور باهلل محمد بن‬
‫يحيى حميد الدين‪.41 :‬‬
‫يحيى بن يعقوب بن الحديد‪.311 :‬‬
‫يعقوب األكرب بن جهين بن حميد بن‬
‫معزب‪.310 :‬‬
‫يعقوب بن الحديد‪.311 :‬‬
‫يعقوب بن حميد بن معزب‪.310 :‬‬
‫يعقوب بن الكميت‪.234 ،156 :‬‬
‫يوسف بن إبراهيم‪.97 :‬‬

‫‪391‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫فهرس البلدان والمواضع‬

‫بدر‪.328 :‬‬ ‫(أ)‬


‫الربزة‪.76 ،74 :‬‬ ‫إب‪.53 :‬‬
‫برع‪،106 ،101 ،92 ،91 ،82 ،57 :‬‬ ‫األبطح‪.106 :‬‬
‫‪.327 ،292 ،108‬‬ ‫أبوظبي‪.10 ،9 :‬‬
‫البسيط‪.151 ،150 :‬‬ ‫أبيات حسين‪،172 ،103 ،85 :‬‬
‫البطيحي‪.304 :‬‬ ‫‪،283 ،266 ،261 ،240 ،173‬‬
‫بغداد‪.284 ،224 ،168 :‬‬ ‫‪.304‬‬
‫بكيل‪.259 :‬‬ ‫أبين‪.210 ،172 :‬‬
‫بالد بني عذرة‪.329 :‬‬ ‫األحدبية‪.236 :‬‬
‫بيت أحمد‪.148 :‬‬ ‫األردن‪.315 :‬‬
‫بيت األحنف‪.74 :‬‬ ‫إرم ذات العماد‪.227 ،226 :‬‬
‫بيت األشخر‪.146 :‬‬ ‫أشبيلية‪.259 :‬‬
‫بيت األكسع‪.261 :‬‬ ‫أصبهان‪.195 :‬‬
‫األندلس‪.258 :‬‬
‫بيت األكيد‪.309 ،258 :‬‬
‫أنف (جبل)‪.127 :‬‬
‫بيت حجر‪.286 :‬‬
‫األنفة‪،98 ،95 ،94 ،84 ،82 :‬‬
‫بيت حسين = أبيات حسين‪.‬‬
‫‪.158 ،155 ،139 ،119 ،105‬‬
‫بيت الحول‪.258 :‬‬
‫‪.313 ،256‬‬
‫بيت الذائب (حصن)‪.92 :‬‬
‫األهواب‪.308 ،291 :‬‬
‫بيت الذهيب‪.207 :‬‬
‫(ب)‬
‫بيت شجاف‪.256 :‬‬
‫باب النخل‪.190 :‬‬
‫بيت سجاف‪.258 :‬‬
‫‪392‬‬
‫الفهارس‬

‫‪،279 ،273 ،272 ،271 ،254‬‬ ‫بيت عطا‪.266 ،246 ،175 ،164 :‬‬
‫‪.301 ،298 ،284 ،282 ،280‬‬ ‫بيت عفي‪.114 :‬‬
‫هتامة‪،17 ،16 ،15 ،11 ،10 ،6 :‬‬ ‫بيت عقار‪.137 :‬‬
‫‪،28 ،27 ،26 ،24 ،22 ،21 ،19‬‬ ‫بيت علي‪.80 :‬‬
‫‪،51 ،38 ،35 ،33 ،32 ،31 ،30‬‬ ‫بيت الفقيه‪.258 ،237 ،170 ،51 :‬‬
‫‪،136 ،135 ،96 ،93 ،77 ،57 ،52‬‬ ‫بيت الكمل‪.307 :‬‬
‫‪.303 ،292 ،261 ،259‬‬ ‫بيت كويز‪.308 :‬‬
‫(ج)‬ ‫بيت المدور‪،114 ،105 ،80 :‬‬
‫جازان‪.225 ،76 :‬‬ ‫‪.316 ،296‬‬
‫جامع عدينة‪.279 :‬‬ ‫بيت المفحق‪.285 :‬‬
‫جامع المراوعة‪.326 ،142 :‬‬ ‫بيت المقدس‪.257 ،89 :‬‬
‫الجبل‪.190 :‬‬ ‫بيت المؤيد‪.187 :‬‬
‫جبل ابن السميل‪:‬‬ ‫بيت ميقا‪.116 :‬‬
‫جبل الموسم‪.311 :‬‬ ‫بير أبو بكر‪.86 :‬‬
‫جبلة‪.255 ،222 ،211 :‬‬ ‫بيروت‪.52 ،51 :‬‬
‫جبير‪.303 :‬‬ ‫(ت)‬
‫الجثة‪.206 :‬‬ ‫التحتيا‪.295 :‬‬
‫الجحمة‪.138 :‬‬ ‫التحياتا‪.168 ،97 :‬‬
‫الجدون‪.300 :‬‬ ‫الرتبات‪.304 :‬‬
‫جر الوعرة‪.250 :‬‬ ‫الرتيبة‪.306 ،257 ،242 ،193 :‬‬
‫جراجر‪.257 ،192 ،191 :‬‬ ‫تعز‪،150 ،124 ،95 ،31 ،30 :‬‬
‫الجرف‪.83 :‬‬ ‫‪،232 ،230 ،211 ،170 ،161‬‬

‫‪393‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫الحصامة‪.152 :‬‬ ‫جزعة‪.228 :‬‬


‫حضرموت‪.107 :‬‬ ‫الجفالية‪.258 :‬‬
‫حلب‪.209 :‬‬ ‫جليدة‪.73 :‬‬
‫حلة زيادة‪.288 :‬‬ ‫الجمل (موقعة)‪.329 :‬‬
‫حلي‪.165 ،86 :‬‬ ‫جميل (منطقة)‪.304 ،258 :‬‬
‫حماطة (جبل وحصن)‪.289 ،259 :‬‬ ‫الجند‪،282 ،277 ،276 ،198 :‬‬
‫الحمرانية‪.300 :‬‬ ‫‪.285‬‬
‫حيس‪،272 ،228 ،172 ،123 :‬‬ ‫الجهلية‪.304 :‬‬
‫‪.300 ،296 ،283 ،275 ،274‬‬ ‫الجوف‪.258 ،97 :‬‬
‫(خ)‬ ‫(ح)‬
‫الخارق‪.303 :‬‬ ‫الحازة‪.288 :‬‬
‫خراسان‪.196 :‬‬ ‫حازة سردد‪.288 :‬‬
‫الخرقاء‪،126 ،124 ،117 ،30 :‬‬ ‫حازة القائد‪.259 :‬‬
‫‪.247‬‬ ‫حازة مور‪.259 :‬‬
‫الخزيمي‪.304 ،213 :‬‬ ‫الحبشة‪.199 ،67 :‬‬
‫الخال (جبل)‪.259 :‬‬ ‫الحجاز‪.38 ،35 :‬‬
‫الخوهة (الخوخة)‪.295 :‬‬ ‫الحجبة‪.258 :‬‬
‫(د)‬ ‫الحجف‪.106 :‬‬
‫الدارية‪.149 ،148 ،144 :‬‬ ‫الحديدة‪.304 ،295 :‬‬
‫الدردية‪.124 ،75 ،30 :‬‬ ‫الحرسة‪.260 :‬‬
‫دمشق‪.121 :‬‬ ‫حرض‪.276 ،231 ،172 ،64 :‬‬
‫الدملوة‪.220 ،219 ،215 ،214 ،210 :‬‬ ‫حراز‪.225 :‬‬

‫‪394‬‬
‫الفهارس‬

‫رمع (رماع)‪،254 ،253 ،237 ،51 :‬‬ ‫الدهنة (جبل)‪.287 ،127 ،117 :‬‬
‫‪.328 ،298 ،295 ،288‬‬ ‫الدهنين (جبل)‪.244 :‬‬
‫الروحا‪.293 :‬‬ ‫الدهينة‪.292 ،83 :‬‬
‫الروضة‪.79 ،78 ،74 :‬‬ ‫دوعن‪.107 :‬‬
‫ريمة‪.134 ،51 :‬‬ ‫الدومة‪.303 :‬‬
‫ريمة األشباط‪.261 :‬‬ ‫الديار الشامية‪.221 :‬‬
‫(ز)‬ ‫(ذ)‬
‫الزاري‪.90 :‬‬ ‫ذؤال‪،23 ،22 ،21 ،20 ،17 ،15 :‬‬
‫الزاوية‪.305 :‬‬ ‫‪،65 ،64 ،51 ،38 ،30 ،27 ،24‬‬
‫زبيد‪،100 ،51 ،36 ،19 ،13 ،12 :‬‬ ‫‪،190 ،184 ،181 ،147 ،145‬‬
‫‪،119 ،114 ،113 ،106 ،104‬‬ ‫‪،230 ،213 ،197 ،194 ،191‬‬
‫‪،166 ،165 ،161 ،160 ،143‬‬ ‫‪،300 ،288 ،261 ،257 ،237‬‬
‫‪،205 ،193 ،185 ،184 ،170‬‬ ‫‪.314 ،311 ،308‬‬
‫‪،216 ،214 ،213 ،210 ،207‬‬ ‫ذي أشرق‪.255 :‬‬
‫‪،224 ،223 ،220 ،218 ،217‬‬ ‫ذي األغرب‪.56 :‬‬
‫‪،253 ،243 ،241 ،236 ،231‬‬ ‫(ر)‬
‫‪،264 ،263 ،262 ،261 ،254‬‬ ‫الراحة‪.126 :‬‬
‫‪،271 ،270 ،269 ،268 ،265‬‬ ‫الرامية‪.53 :‬‬
‫‪،276 ،275 ،274 ،273 ،272‬‬ ‫ربع الجامع‪.165 :‬‬
‫‪،283 ،282 ،279 ،278 ،277‬‬ ‫الرد‪.230 ،84 ،80 :‬‬
‫‪،297 ،296 ،295 ،294 ،291‬‬ ‫رمان‪،190 ،151 ،150 ،61 ،59 :‬‬
‫‪.327 ،326 ،306 ،300 ،298‬‬ ‫‪.228 ،194‬‬

‫‪395‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫سمرقند‪.244 ،224 :‬‬ ‫زرعة (قرية)‪.260 :‬‬


‫السند‪.121 :‬‬ ‫الزعلية‪.316 ،155 :‬‬
‫سهام‪،23 ،22 ،21 ،20 ،17 ،15 :‬‬ ‫الزنات‪.229 :‬‬
‫‪،114 ،92 ،67 ،51 ،38 ،30 ،27‬‬ ‫الزهرية‪.303 :‬‬
‫‪،151 ،148 ،134 ،132 ،118‬‬ ‫الزيدية‪،256 ،189 ،187 ،177 :‬‬
‫‪،211 ،171 ،164 ،155 ،154‬‬ ‫‪.318 ،308 ،286‬‬
‫‪،291 ،287 ،241 ،240 ،237‬‬ ‫زيلع‪.260 :‬‬
‫‪.328 ،311 ،307 ،300 ،292‬‬ ‫(س)‬
‫السوداء‪.128 :‬‬ ‫سارع‪.259 :‬‬
‫(ش)‬ ‫سامر‪.126 :‬‬
‫الشام = الشامية‪،98 ،87 ،76 :‬‬ ‫سجاف‪.258 :‬‬
‫‪،228 ،196 ،178 ،134 ،112‬‬ ‫السحارى‪.308 :‬‬
‫‪.318 ،315‬‬ ‫سدرة المنتهى‪.59 :‬‬
‫الشبارق‪.276 ،242 ،114 :‬‬ ‫سر ُدد (سردود)‪،114 ،97 ،51 :‬‬
‫شجينة‪،73 ،72 ،69 ،61 ،55 :‬‬ ‫‪،189 ،187 ،171 ،164 ،158‬‬
‫‪.265 ،142‬‬ ‫‪،288 ،286 ،285 ،237 ،218‬‬
‫الشرجة‪.207 :‬‬ ‫‪،318 ،299 ،296 ،293 ،289‬‬
‫الشرف (حصن)‪.259 :‬‬ ‫‪.324‬‬
‫الشرياف‪.80 ،61 :‬‬ ‫سرق ناشر (حصن)‪.259 :‬‬
‫الشريج‪.260 :‬‬ ‫سطيح‪.257 :‬‬
‫شعب الشيم‪.117 :‬‬ ‫السالمة‪.278 ،272 :‬‬
‫شعبة المري‪.304 :‬‬ ‫السليطينية‪.229 :‬‬

‫‪396‬‬
‫الفهارس‬

‫ظفار‪.321 :‬‬ ‫الشعر‪.53 :‬‬


‫(ع)‬ ‫الشويرى‪،116 ،87 ،61 ،60 :‬‬
‫عارضة ابن االعرج‪.57 :‬‬ ‫‪،127 ،126 ،125 ،123 ،119‬‬
‫العاطفية‪.232 :‬‬ ‫‪.233 ،180‬‬
‫بنو عاقل‪.294 :‬‬ ‫(ص)‬
‫العامرية‪،126 ،118 ،113 ،111 :‬‬ ‫صعدة‪.254 ،124 ،30 :‬‬
‫‪.199‬‬ ‫صعفان‪.257 :‬‬
‫الصعيد‪.313 :‬‬
‫العبوس‪.110 :‬‬
‫الصفارية‪.254 :‬‬
‫العبيدية‪.285 :‬‬
‫صفين‪.315 :‬‬
‫العثمانية‪.151 :‬‬
‫صمع‪.192 :‬‬
‫عدن‪،107 ،106 ،52 ،30 ،10 ،7 :‬‬
‫صنعاء‪،51 ،41 ،40 ،30 ،10 ،5 :‬‬
‫‪،193 ،165 ،161 ،125 ،124‬‬
‫‪.254 ،217 ،124 ،99 ،53‬‬
‫‪،219 ،214 ،210 ،198 ،197‬‬
‫الصين‪.205 ،24 :‬‬
‫‪.328 ،306 ،305 ،256 ،226‬‬
‫(ض)‬
‫العذبة‪.136 :‬‬ ‫الضامر (جبل)‪.199 ،117 ،92 :‬‬
‫العراق‪،181 ،121 ،111 ،38 :‬‬ ‫الضحى‪،167 ،166 ،165 ،126 :‬‬
‫‪.324 ،190‬‬ ‫‪.300 ،268 ،262‬‬
‫العرش‪.99 :‬‬ ‫(ط)‬
‫العسلقية‪.311 ،125 :‬‬ ‫طقشة‪.124 ،30 :‬‬
‫العطفة‪.300 ،131 :‬‬ ‫الطوير‪.123 :‬‬
‫العلف‪.300 :‬‬ ‫(ظ)‬
‫العنربة‪.118 :‬‬ ‫الظاهر‪.82 :‬‬

‫‪397‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫القحمة‪،132 ،104 ،94 ،62 ،56 :‬‬ ‫عواجة‪،66 ،65 ،61 ،54 ،53 ،11 :‬‬
‫‪،263 ،261 ،245 ،244 ،161‬‬ ‫‪،149 ،81 ،80 ،78 ،70 ،69 ،67‬‬
‫‪،270 ،269 ،267 ،266 ،265‬‬ ‫‪.234 ،230 ،182 ،160‬‬
‫‪،303 ،283 ،278 ،276 ،271‬‬ ‫العيدية‪.285 :‬‬
‫‪.314 ،313‬‬ ‫عيذاب‪.162 :‬‬
‫القدير‪.315 :‬‬ ‫(غ)‬
‫القرتب‪.254 :‬‬ ‫الغانمية‪،106 ،94 ،93 ،88 ،80 :‬‬
‫القرشية‪.329 ،328 :‬‬ ‫‪،154 ،125 ،120 ،112 ،109‬‬
‫قرطبة‪.258 :‬‬ ‫‪.318 ،231 ،230 ،158‬‬
‫القرة‪.229 ،62 ،61 ،59 :‬‬ ‫غبيش‪.148 :‬‬
‫القريسا‪.85 :‬‬ ‫غسيقنة‪.304 :‬‬
‫القطر الشمالي‪.322 :‬‬ ‫الغصن‪.165 ،164 :‬‬
‫القطيع‪.289 :‬‬ ‫(ف)‬
‫القفيري‪.113 :‬‬ ‫فشال‪،193 ،185 ،181 ،161 :‬‬
‫القمة‪.77 :‬‬ ‫‪.305 ،256 ،255 ،206‬‬
‫القيانة‪.288 :‬‬ ‫(ق)‬
‫(ك)‬ ‫قاضية‪.300 :‬‬
‫كب‪.304 :‬‬ ‫قاف (جبل)‪.184 ،109 :‬‬
‫الكثيب‪.125 :‬‬ ‫قامرة‪.254 :‬‬
‫كثيب المقاصرة‪.288 :‬‬ ‫القاهرة‪.235 :‬‬
‫الكدراء‪،83 ،72 ،67 ،62 ،24 :‬‬ ‫القحراء (القحرية)‪،207 ،127 :‬‬
‫‪،127 ،114 ،113 ،99 ،94 ،93‬‬ ‫‪.289‬‬

‫‪398‬‬
‫الفهارس‬

‫المحالب‪،100 ،96 ،74 ،20 :‬‬ ‫‪،165 ،164 ،161 ،154 ،147‬‬
‫‪،172 ،169 ،160 ،159 ،101‬‬ ‫‪،267 ،251 ،246 ،212 ،211‬‬
‫‪،250 ،234 ،215 ،214 ،179‬‬ ‫‪.328 ،283 ،282 ،278 ،268‬‬
‫‪.283‬‬ ‫الكرش (حصن)‪.93 ،92 :‬‬
‫المحانقة‪.317 :‬‬ ‫كلب بن هل بن شبوة بن ثوبان بن‬
‫المحايقة‪.120 :‬‬ ‫عبس‪.314 :‬‬
‫المحرتق‪.304 :‬‬ ‫بنو كيدح (قرية)‪.288 :‬‬
‫المحراق‪.304 :‬‬ ‫(ل)‬
‫المحفور‪.258 :‬‬ ‫لحج‪،107 ،106 ،105 ،75 ،10 :‬‬
‫محل جردي‪.308 :‬‬ ‫‪.319 ،258‬‬
‫محل رويدة‪.311 :‬‬ ‫لعسان (جبل)‪.296 ،289 ،259 :‬‬
‫محل عقبى‪.327 :‬‬ ‫الالمية‪،258 ،237 ،136 ،131 :‬‬
‫محل عيسى‪.56 :‬‬ ‫‪.297 ،294 ،291‬‬
‫محل القلقل‪.297 :‬‬ ‫(م)‬
‫محل قيس‪.295 :‬‬ ‫المتينة‪.210 :‬‬
‫المحيلة‪.317 :‬‬ ‫مجامشة‪.258 :‬‬
‫المخالف السليماين‪.235 :‬‬ ‫المجاملة‪258 :‬‬
‫المدالهة‪.258 ،194 :‬‬ ‫المجبلة‪.83 ،82 :‬‬
‫المدبي‪.254 :‬‬ ‫المجدي‪.294 ،293 :‬‬
‫المدرسة األتابكية‪.279 :‬‬ ‫المجراعة‪.313 :‬‬
‫المدرسة األفضلية‪.273 :‬‬ ‫مجيمش‪.258 :‬‬
‫المدرسة التاجية‪.275 ،269 ،265 :‬‬ ‫المحاجنة‪.304 :‬‬

‫‪399‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫مسجد المزحف‪.117 :‬‬ ‫المدرسة السيفية‪.272 ،271 :‬‬


‫مسجد بنت النقاش (زبيد)‪.210 :‬‬ ‫المدرسة الشمسية‪.272 :‬‬
‫مسجد بني مطير‪.171 :‬‬ ‫المدرسة الصالحية‪.272 :‬‬
‫مسجد معاذ‪.217 :‬‬ ‫المدرسة الصالحية‪.278 ،273 :‬‬
‫مسجد المهجم‪.165 :‬‬ ‫مدرسة العطفة‪.300 :‬‬
‫المشرق (قرية)‪.212 :‬‬ ‫المدرسة المجاهدية‪.271 :‬‬
‫المصرب‪.64 :‬‬ ‫المدرسة المؤيدية‪.271 :‬‬
‫مصر‪.271 ،211 ،173 ،109 ،6 :‬‬ ‫المدينة المنورة‪.183 ،85 ،70 :‬‬
‫المصفاة (المصفا)‪،126 ،117 :‬‬ ‫المراوعة‪،98 ،93 ،86 ،53 :‬‬
‫‪.257‬‬ ‫‪،128 ،118 ،104 ،103 ،99‬‬
‫المضاربة‪.258 :‬‬ ‫‪،148 ،144 ،139 ،136 ،130‬‬
‫المضيضاء‪.91 ،83 :‬‬ ‫‪.326 ،325 ،175،300‬‬
‫معشار شيبة‪.284 :‬‬ ‫المرتفق‪.138 ،137 :‬‬
‫المغارب‪.294 ،257 ،36 :‬‬ ‫المرياح‪.200 ،199 :‬‬
‫المغاوية‪.294 :‬‬ ‫مريخة‪.234 ،160 :‬‬
‫المغرب‪.172 :‬‬ ‫المزحف‪.117 :‬‬
‫المفاوزة‪.237 ،212 :‬‬ ‫مسجد األنفة‪.84 :‬‬
‫المقاصرة‪.287 :‬‬ ‫مسجد الثمة‪.326 :‬‬
‫مقبل بن الم بن حارث بن ساعدة‪:‬‬ ‫مسجد الجر‪.249 :‬‬
‫‪.293‬‬ ‫مسجد شعب الشيم‪.117 :‬‬
‫المقصرية‪.288 ،287 :‬‬ ‫مسجد علي بن إبراهيم البجلي‪.71 :‬‬
‫مسجد بني فالح‪.57 :‬‬
‫مقبلة‪.132 :‬‬

‫‪400‬‬
‫الفهارس‬

‫الموسم (جبل)‪.311 ،94 ،‬‬ ‫المكارة‪.308 :‬‬


‫(ن)‬ ‫مكة = (بيت اهلل الحرام)‪،86 ،69 :‬‬
‫النادرة‪.304 ،53 :‬‬ ‫‪،244 ،183 ،181 ،172 ،162‬‬
‫الناشرية‪،277 ،269 ،261 ،260 :‬‬ ‫‪،329 ،328 ،287 ،284 ،283‬‬
‫‪.285‬‬ ‫‪.332 ،330‬‬
‫نجران‪.254 :‬‬ ‫الممالح‪،277 ،211 ،174 ،112 :‬‬
‫النخل‪.190 :‬‬ ‫‪.279‬‬
‫النعميسة‪.285 :‬‬ ‫منى‪.271 :‬‬
‫النوبة‪.78 :‬‬ ‫المناورة‪.250 :‬‬
‫النوري‪.295 :‬‬ ‫المنسكية‪.127 :‬‬
‫النويدرة‪.242 :‬‬ ‫المنصورية‪،257 ،254 ،51 ،36 :‬‬
‫نيسابور‪.120 :‬‬ ‫‪.294 ،293‬‬
‫الهند‪.135 ،121 ،120 :‬‬ ‫المنيفة‪.303 ،285 ،229 :‬‬
‫(هـ)‬ ‫المهجم‪،160 ،146 ،112 ،96 :‬‬
‫هارة‪.304 :‬‬ ‫‪،213 ،205 ،179 ،178 ،165‬‬
‫الهطيف‪.246 ،78 ،76 :‬‬ ‫‪،268 ،267 ،260 ،246 ،225‬‬
‫هل بن شبوة بن ثوبان بن عبس‪.314 :‬‬ ‫‪.288 ،284 ،282 ،280 ،277‬‬
‫الهند‪.197 ،173 :‬‬ ‫مور (وادي)‪،173 ،122 ،77 :‬‬
‫الهيجة‪.196 ،115 ،56 :‬‬ ‫‪،296 ،283 ،261 ،259 ،214‬‬
‫(و)‬ ‫‪.331‬‬
‫وادي بني عمران‪.77 :‬‬ ‫موزع‪.283 ،171 ،104 ،75 :‬‬

‫‪401‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫واسط‪.283 ،250 :‬‬


‫واقر‪.245 ،166 ،126 ،93 ،76 :‬‬
‫واهر‪.126 :‬‬
‫وصاب‪.233 :‬‬
‫الوعرة‪.228 ،200 :‬‬
‫(ي)‬
‫اليمن‪،16 ،15 ،14 ،9 ،7 ،6 ،5 :‬‬
‫‪،39 ،38 ،33 ،32 ،31 ،21 ،17‬‬
‫‪،87 ،79 ،54 ،53 ،52 ،51 ،40‬‬
‫‪،155 ،134 ،128 ،126 ،112‬‬
‫‪،184 ،178 ،172 ،163 ،161‬‬
‫‪،229 ،211 ،194 ،189 ،186‬‬
‫‪،261 ،255 ،244 ،235 ،230‬‬
‫‪،305 ،302 ،283 ،282 ،271‬‬
‫‪،320 ،318 ،315 ،309 ،306‬‬
‫‪.327 ،326 ،324‬‬
‫ينبع‪.324 :‬‬

‫‪402‬‬
‫الفهارس‬

‫فهرس القبائل والجماعات والفرق والمذهب‬

‫بنو األسود‪.303 :‬‬ ‫(أ)‬


‫بنو أسيد‪.331 :‬‬ ‫بنو إبراهيم‪.291 :‬‬
‫األشاعر (األشعريون)‪.289 ،15 :‬‬ ‫بنو األبرع‪.303 :‬‬
‫األشراف‪.259 ،257 ،213 ،212 :‬‬ ‫بنو أبو بكر‪.268 :‬‬
‫بنو األشكل‪.286 :‬‬
‫بنو أجعمان‪.193 :‬‬
‫األشوار‪.284 :‬‬
‫األحباش (الحبشة)‪،53 ،11 ،9 :‬‬
‫بنو األصم‪.304 :‬‬
‫‪.328 ،327 ،316‬‬
‫بنو األعرج‪.304 :‬‬
‫أحجب‪.320 :‬‬
‫بنو األعلى‪.303 :‬‬
‫األقافيس‪.295 :‬‬ ‫بنو األحجف‪.304 :‬‬
‫بنو األكدل‪.312 :‬‬ ‫بنو أحدابة‪.287 :‬‬
‫بنو األكسع‪.256 :‬‬ ‫بنو أحمد‪.313 :‬‬
‫بنو أمقمة‪،316 ،296 ،231 ،230 :‬‬ ‫بنو األحنف‪.256 ،193 :‬‬
‫‪.317‬‬ ‫بنو األحيمر (بنو األحمر)‪،111 :‬‬
‫بنو أمية‪.328 ،327 ،305 ،21 :‬‬ ‫‪.116‬‬
‫بنو األهدل‪.305 ،137 ،98 ،38 :‬‬ ‫بنو أدحم‪.295 :‬‬
‫األهلية‪.293 :‬‬ ‫بنو أدعم‪.304 :‬‬
‫األهمول‪.300 :‬‬ ‫األزد‪.261 :‬‬
‫بنو أيوب‪.305 ،160 ،23 :‬‬ ‫بنو أسلم بن القيافة بن غافق‪.258 :‬‬
‫(ب)‬ ‫بنو إسماعيل (قحر)‪.296 :‬‬
‫بنو باجل‪.317 :‬‬ ‫اإلسماعيلية‪.312 :‬‬

‫‪403‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫(ج)‬ ‫بنو البادل‪.304 :‬‬


‫بنو جابر‪.200 ،199 :‬‬ ‫آل بالع‪.304 :‬‬
‫بنو جابر (قحر)‪.296 :‬‬ ‫آل البجلي‪.21 :‬‬
‫الجارة‪.304 :‬‬ ‫بجيلة‪.320 ،52 :‬‬
‫بنو جامع المنسكيين‪.77 :‬‬ ‫بنو براق‪.297 :‬‬
‫بنو الجحبي‪.294 :‬‬ ‫الربتات‪.304 :‬‬
‫الجرابح‪.315 ،178 ،166 ،126 :‬‬ ‫آل الربر‪.304 :‬‬
‫الجرابش‪.295 :‬‬ ‫بنو الربزة‪.291 :‬‬
‫الجرادية‪.256 :‬‬ ‫بنو الربنقش‪.287 :‬‬
‫بنو جريمش‪.304 :‬‬ ‫بنو برهان‪.313 :‬‬
‫الجشا‪.320 :‬‬ ‫البسيط (الرماة)‪.291 :‬‬
‫الجعامنة‪.256 :‬‬ ‫بنو البطيحة‪.287 :‬‬
‫بنو جعفر‪.311 :‬‬ ‫بنو البطيل‪.300 :‬‬
‫بنو جعمان‪.306 :‬‬ ‫بعج‪.320 :‬‬
‫بنو جعيرة‪.314 :‬‬ ‫بنو بكير‪.312 :‬‬
‫بنو جعين‪.303 :‬‬ ‫بنو البوازي‪.286 :‬‬
‫الجفوة‪.298 :‬‬ ‫بوالن (عك)‪.320 :‬‬
‫بنو الجالل‪.310 :‬‬ ‫(ت)‬
‫بنو جمع‪.315 :‬‬ ‫تاج‪.320 :‬‬
‫بنو جميل‪.256 :‬‬ ‫تغلب (تغلبي)‪.118 :‬‬
‫الجنادبة‪.311 :‬‬ ‫(ث)‬
‫الجنادرة‪207 :‬‬ ‫بنو ثمامة‪268 ،262 :‬‬

‫‪404‬‬
‫الفهارس‬

‫بنو حفيص‪.313 ،177 :‬‬ ‫بنو الجندب‪.229 ،228 :‬‬


‫بنو الحكمي (الحكميون)‪،137 :‬‬ ‫بنو جنة‪.313 :‬‬
‫‪.268 ،138‬‬ ‫بنو ُجويب‪.303 :‬‬
‫حمادي‪.153 :‬‬ ‫(ح)‬
‫الحماديون (حماد)‪،297 ،296 :‬‬ ‫بنو حاتم‪.304 :‬‬
‫‪.298‬‬ ‫بنو الحاج‪.291 :‬‬
‫بنو حميد‪.256 :‬‬ ‫بنو حاحا‪.303 :‬‬
‫بنو حنش‪.190 :‬‬ ‫بنو الحامية‪.304 :‬‬
‫بنو الحنفي‪.303 :‬‬ ‫بنو الحدقي‪.199 :‬‬
‫الحنيف‪.304 :‬‬ ‫بنو الحديد‪.311 ،256 :‬‬
‫الحوارقة‪.291 :‬‬ ‫الحرابة‪.320 :‬‬
‫الحواشب‪.311 :‬‬ ‫بنو حربة‪.236 ،155 :‬‬
‫(خ)‬ ‫الحربيون‪.311 ،260 :‬‬
‫بنو الخارق‪.256 :‬‬ ‫بنو الحرمي‪.257 :‬‬
‫الخرارة‪.256 :‬‬
‫بنو حروب‪.312 :‬‬
‫بنو خطاب‪.292 ،149 :‬‬
‫الحسنيون‪.327 ،257 :‬‬
‫بنو الخطاب‪.303 :‬‬
‫بنو حسين‪.312 :‬‬
‫بنو خلف‪.296 ،200 ،199 :‬‬
‫بنو أبي الحسين‪.192 :‬‬
‫بنو خلف بن قين‪.300 :‬‬
‫الحسينيون‪.324 :‬‬
‫الخوارج‪.311 :‬‬
‫بنو الحشف‪.312 :‬‬
‫بنو خوالن‪.308 :‬‬
‫بنو حشيرب‪.319 :‬‬
‫(د)‬
‫الحضارم‪.286 :‬‬
‫بنو دبيق‪.256 :‬‬

‫‪405‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫‪.320 ،292 ،288 ،236 ،230‬‬ ‫بنو دجانة‪.313 :‬‬


‫بنو أبو الرعارع‪.319 :‬‬ ‫بنو درارة‪.303 :‬‬
‫الرقابة‪،300 ،296 ،145 ،130 :‬‬ ‫بنو الدشيش‪.285 ،256 :‬‬
‫‪.320‬‬ ‫دعج‪.320 :‬‬
‫الركب‪.289 :‬‬ ‫بنو الدليل‪.303 ،118 :‬‬
‫الرماة (الرامي)‪،290 ،231 ،204 :‬‬ ‫الدهامش‪.287 :‬‬
‫‪.320 ،291‬‬ ‫الدهنيون (دهنة)‪،290 ،287 ،249 :‬‬
‫الروافض‪.70 :‬‬ ‫‪.320 ،292‬‬
‫بنو ريحان‪.293 :‬‬
‫(ذ)‬
‫(ز)‬
‫بنو الذهيب‪.207 :‬‬
‫الزاين (غافق)‪.320 :‬‬
‫بنو الذؤالي‪،256 ،193 ،181 :‬‬
‫الزرانيق‪.308 ،307 ،256 ،232 :‬‬
‫‪.305 ،258‬‬
‫الزعليون (زعل)‪.320 ،316 ،296 :‬‬
‫(ر)‬
‫الزقاربة‪.256 :‬‬
‫بنو زقين‪.287 :‬‬ ‫الرابصة‪.320 :‬‬
‫بنو زنيقط‪.310 :‬‬ ‫بنو راحل‪.287 :‬‬
‫بنو زكري‪.304 ،295 :‬‬ ‫بنو الرايس‪.256 :‬‬
‫الزنيون (زن)‪،204 ،201 ،151 :‬‬ ‫بنو الرايش‪.312 :‬‬
‫‪.320 ،296 ،259 ،211‬‬ ‫بنو رباح‪.303 :‬‬
‫الزهريون‪.302 :‬‬ ‫الربصة‪.297 ،296 :‬‬
‫بنو زهير‪.256 :‬‬ ‫آل الرديني‪.38 :‬‬
‫بنو زياد‪،327 ،304 ،288 ،116 :‬‬ ‫بنو رسول‪،24 ،23 ،22 ،20 ،16 :‬‬
‫‪.328‬‬ ‫‪،216 ،205 ،187 ،160 ،116 ،31‬‬

‫‪406‬‬
‫الفهارس‬

‫بنو الشجيفي‪.256 :‬‬ ‫بنو زيد‪.304 :‬‬


‫شرحبيل‪.287 :‬‬ ‫بنو زيد بن خثيم‪.300 :‬‬
‫الشعريون‪.297 ،296 ،131 :‬‬ ‫الزيديون‪.308 ،299 ،178 ،97 :‬‬
‫بنو الشغادر‪.64 :‬‬ ‫(س)‬
‫الشفاليت‪.95 :‬‬ ‫الساحبة‪.303 :‬‬
‫بنو شكى‪.291 :‬‬ ‫سارع‪.259 :‬‬
‫الشوش‪.304 :‬‬ ‫ساعدة (عك)‪.320 :‬‬
‫بنو شيبة بن عثمان بن أبي طلحة بن‬ ‫سبأ‪.123 ،111 :‬‬
‫عبد العزي بن عثمان بن عبد الدار‪:‬‬ ‫السعادف‪.191 :‬‬
‫‪.331 ،330‬‬ ‫بنو أبو السعد‪.314 :‬‬
‫بنو الشيخ‪.143 ،142 :‬‬ ‫سعد العشيرة‪.287 ،52 :‬‬
‫(ص)‬ ‫بنو سلمان‪.315 :‬‬
‫بنو الصربة‪.303 :‬‬ ‫بنو سليم‪.293 :‬‬
‫صخر‪.320 :‬‬
‫بنو سملقة‪.319 ،287 ،286 ،11 :‬‬
‫بنو الصريدح‪.307 ،194 :‬‬
‫بنو السمين‪.295 :‬‬
‫الصميون‪.320 ،20 :‬‬
‫السنة‪.70 :‬‬
‫الصنادلة‪.318 :‬‬
‫بنو سهالة‪.256 :‬‬
‫الصوفية‪،125 ،21 ،19 ،18 ،17 :‬‬
‫بنو السهيل‪.291 :‬‬
‫‪،207 ،193 ،181 ،174 ،132‬‬
‫بنو سودة‪.319 :‬‬
‫‪،247 ،242 ،224 ،223 ،217‬‬
‫آل سؤدودة‪.290 :‬‬
‫‪.331 ،326 ،321 ،308 ،288‬‬
‫(ش)‬
‫الصيرفيون‪،256 ،212 ،193 ،53 :‬‬
‫بنو شاكر‪.289 :‬‬
‫‪.257‬‬

‫‪407‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫عبس (عك)‪.320 ،285 :‬‬ ‫(ض)‬


‫العبوس‪.318 :‬‬ ‫الضامريون‪.92 :‬‬
‫عبيد حنش‪.190 :‬‬ ‫الضيف‪.304 :‬‬
‫عبيد السعادف‪.257 :‬‬ ‫(ط)‬
‫عبيد عدنان‪.190 :‬‬ ‫بنو طبيق‪.286 :‬‬
‫عبيد اللوا‪.257 :‬‬ ‫الطماطقة‪.287 :‬‬
‫عبيد النوبة‪.78 :‬‬ ‫(ع)‬
‫العجم‪.25 :‬‬ ‫بنو عافر‪.293 :‬‬
‫بنو العجمي‪.256 :‬‬ ‫بنو عاقل (الالميون)‪.293 ،229 :‬‬
‫بنو عجيل‪،182 ،180 ،70 ،69 :‬‬ ‫العامريون‪.232 ،111 :‬‬
‫‪،303 ،256 ،239 ،236 ،234‬‬ ‫بنو العامل‪.303 :‬‬
‫‪.309 ،307‬‬ ‫بنو العاين‪.303 :‬‬
‫بنو عدنان بن الشعرا‪.289 :‬‬ ‫بنو عب‪.291 :‬‬
‫العذريون‪.330 :‬‬ ‫عبادة‪.256 :‬‬
‫العرابدة‪.285 ،261 :‬‬ ‫بنو العباس‪.307 :‬‬
‫العراجشة‪.233 :‬‬ ‫بنو عبد الدار‪.331 :‬‬
‫عرب الحبشة‪.199 :‬‬ ‫بنو عبد الرحيم‪.315 :‬‬
‫عرب ذؤال‪.197 :‬‬ ‫بنو عبد العزي‪.331 :‬‬
‫بنو عربد (العرابد)‪،282 ،261 :‬‬ ‫بنو عبد اهلل‪.304 :‬‬
‫‪.285‬‬ ‫بنو عبد اهلل (دهنة)‪.292 :‬‬
‫العرجيون‪.297 :‬‬ ‫بنو بن عبد اهلل‪.300 :‬‬
‫بنو العسلق‪.311 :‬‬ ‫العبديون‪.175 :‬‬

‫‪408‬‬
‫الفهارس‬

‫بنو عوف‪.289 :‬‬ ‫بنو عطيف‪.307 ،256 :‬‬


‫بنو عياش‪.256 :‬‬ ‫بنو عقيقر‪.304 :‬‬
‫بنو عيسى‪.308 ،304 :‬‬ ‫العقيليون‪.257 :‬‬
‫(غ)‬ ‫عك بن عدنان = العكوك‪،77 ،76 :‬‬
‫الغافقيون (غافق) (عك)‪،258 :‬‬ ‫‪.318 ،315 ،287 ،284‬‬
‫‪.320 ،286‬‬ ‫العكابر‪.304 :‬‬
‫بنو غانم‪.256 :‬‬ ‫بنو عكين‪.311 :‬‬
‫الغانميون‪.231 :‬‬ ‫عالقة‪.320 :‬‬
‫بنو غراب‪.329 :‬‬
‫بنو علي‪.311 :‬‬
‫بنو غربي‪.287 :‬‬
‫بنو أبي علي‪.311 :‬‬
‫بنو غربين‪.287 :‬‬
‫بنو عقامة‪.327 :‬‬
‫بنو غريب‪.289 ،287 :‬‬
‫بنو العليكي‪.286 :‬‬
‫ال ُغز‪.242 ،230 ،122 ،72 ،25 :‬‬
‫بنو أبي عمارة‪.317 :‬‬
‫الغالفلة‪.319 :‬‬
‫بنو عمر‪.263 ،261 ،258 :‬‬
‫بنو الغنمي‪.313 ،256 :‬‬
‫بنو عمران‪.304 :‬‬
‫الغنميون (غنم)‪.320 ،318 ،302 :‬‬
‫(ف)‬ ‫بنو عمران الزيديين‪،187 ،97 ،77 :‬‬

‫آل فخار‪.290 :‬‬ ‫‪.318 ،299‬‬

‫بنو فالح‪.57 ،56 :‬‬ ‫عمران (عبس)‪.320 :‬‬

‫بنو أبو الفوارس‪.288 ،287 :‬‬ ‫بنو عمران (المقاصرة)‪.287 :‬‬


‫بنو العمك‪.291 :‬‬
‫بنو فيروز‪.175 :‬‬
‫بنو عمير‪.287 :‬‬
‫(ق)‬
‫بنو العواجي‪.307 ،258 :‬‬
‫بنو قاسم‪.294 ،257 ،36 :‬‬

‫‪409‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫القواصرة‪.295 :‬‬ ‫بنو قاسم بن حسن بن قاسم‪.293 :‬‬


‫قين (القيانة)‪،288 ،287 ،204 :‬‬ ‫قاضية‪.320 ،300 :‬‬
‫‪.320 ،300‬‬ ‫بنو قتيبة‪.291 :‬‬
‫(ك)‬ ‫القحرا (قحر)‪،153 ،131 ،127 :‬‬
‫بنو كحيل‪.314 :‬‬ ‫‪،305 ،298 ،297 ،296 ،231‬‬
‫الكرابقة‪.287 :‬‬ ‫‪.320 ،318 ،317‬‬
‫الكرامشة‪.286 :‬‬ ‫قحطان‪.191 ،111 :‬‬
‫بنو الكرش‪.303 :‬‬ ‫القرابليون (بنو القرابلي)‪،287 :‬‬
‫الكعادل‪.291 :‬‬ ‫‪.288‬‬
‫الكعبيون‪.256 :‬‬ ‫القرامط‪.312 :‬‬
‫بنو كنانة‪.166 ،126 :‬‬ ‫قريش‪.328 :‬‬
‫الكواكرة‪.256 :‬‬ ‫بنو قريط‪.303 :‬‬
‫بنو كوير‪.257 :‬‬ ‫قضاعة‪.311 ،289 :‬‬
‫بنو كيدح‪.287 :‬‬ ‫قطيع‪.311 :‬‬
‫(ل)‬ ‫بنو قعاس‪.304 :‬‬
‫لعسان‪.320 :‬‬ ‫القعاميس‪.300 :‬‬
‫الالميون (الم)‪،229 ،204 ،62 :‬‬ ‫قعط بنو حمزة‪.304 :‬‬
‫‪.320 ،302 ،300‬‬ ‫بنو القعود‪.256 :‬‬
‫(م)‬ ‫القالقلة‪.297 :‬‬
‫بنو ماسن‪.304 :‬‬ ‫بنو القليصي‪.327 ،326 ،38 :‬‬
‫القهبيون‪.319 :‬‬
‫‪410‬‬
‫الفهارس‬

‫المخاشفة‪.256 :‬‬ ‫المالكيون‪.307 ،302 ،256 :‬‬


‫المداية‪.256 :‬‬ ‫المثارمة‪.261 :‬‬
‫بنو مدركة‪.286 :‬‬ ‫المجابلة‪.316 :‬‬
‫المدكين‪.313 :‬‬ ‫المجادلة‪.300 :‬‬
‫بنو مديهن‪.232 :‬‬ ‫المجامشة‪.313 ،287 ،118 :‬‬
‫مذحج‪.287 ،52 :‬‬ ‫المجاملة‪.307 ،256 :‬‬
‫المرامحة‪.311 ،256 :‬‬ ‫بنو المجدلي‪.130 :‬‬
‫المزاهرة‪.311 ،256 :‬‬ ‫بنو المجعش‪.287 :‬‬
‫المساحرة‪.256 :‬‬ ‫المجوسية‪.205 :‬‬
‫بنو المسافر‪.304 :‬‬ ‫بنو مجيد‪.289 :‬‬
‫المساودة‪.291 ،212 ،211 :‬‬ ‫المحارشة‪.293 :‬‬
‫بنو المسحر‪.308 :‬‬ ‫المحالب (غافق)‪.320 :‬‬
‫بنو مسروق بن جبلة‪.315 :‬‬ ‫المحاوشة‪.295 :‬‬
‫بنو مسعود‪.313 :‬‬ ‫المحاولة‪.295 :‬‬
‫بنو المسيح‪.283 :‬‬ ‫بنو محرق‪.285 :‬‬
‫المشابطة‪.291 :‬‬ ‫بنو محرقي‪.317 :‬‬
‫المشارعة‪.309 :‬‬ ‫بنو محمد‪.291 ،256 ،187 :‬‬
‫المشاكلة‪.314 :‬‬ ‫بنو محمد بن عمر‪.283 :‬‬
‫بنو المشرق‪.256 :‬‬ ‫بنو محمد (الالميون)‪.293 ،229 :‬‬
‫المصاربة‪.313 :‬‬ ‫بنو محكين‪.304 :‬‬
‫المصايدة‪.297 :‬‬ ‫المخارقة‪.303 :‬‬
‫‪411‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫بنو المقرصة‪.149 ،148 :‬‬ ‫المصريون = المصارية‪.211 :‬‬


‫بنو المقص‪.307 :‬‬ ‫مضر‪.286 :‬‬
‫المكارة‪.308 :‬‬ ‫بنو مطعم‪.303 :‬‬
‫المكاسعة‪.308 ،261 :‬‬ ‫بنو مطير‪.170 :‬‬
‫المكاورة‪.295 :‬‬ ‫المعازبة‪،231 ،213 ،212 ،15 :‬‬
‫المكاينة (مكن)‪.256 :‬‬ ‫‪،308 ،302 ،255 ،254 ،253‬‬
‫بنو المكدش‪،155 ،92 ،81 ،11 :‬‬ ‫‪.313‬‬
‫‪.319 ،318‬‬ ‫المعاكمة‪.311 :‬‬
‫بنو المكرول‪.303 :‬‬ ‫المعانسة‪.256 :‬‬
‫المماليك‪،207 ،206 ،25 ،24 :‬‬ ‫المعاوجة‪.295 :‬‬
‫‪.213 ،212‬‬ ‫بنو المعتْرض‪.331 :‬‬
‫المنافرة (نافر)‪.287 :‬‬ ‫بنو معزب‪.64 :‬‬
‫المنسكيون (منسك)‪،126 ،77 :‬‬ ‫بنو المعلم‪.319 ،304 ،11 :‬‬
‫‪.320 ،317 ،297 ،204‬‬
‫آل معيط‪.304 :‬‬
‫المهاملة‪.310 :‬‬
‫المغاوي‪.286 :‬‬
‫المواسمة‪.296 :‬‬
‫المفاخرة‪.304 :‬‬
‫بنو المؤذن (قحر)‪.297 :‬‬
‫المفالحة‪.312 ،256 :‬‬
‫بنو موسى‪.304 :‬‬
‫المقابسة‪.295 :‬‬
‫ميسر‪.291 :‬‬
‫المقاصرة (مقصر)‪،259 ،206 :‬‬
‫(ن)‬
‫‪.320 ،288 ،287‬‬
‫بنو ناشر (الناشريون)‪،38 ،28 :‬‬
‫المقاطرة‪.118 :‬‬
‫‪412‬‬
‫الفهارس‬

‫وسام (غافق)‪.320 :‬‬ ‫‪،269 ،262 ،261 ،260 ،259‬‬


‫بنو وطيوط‪.319 ،28 ،11 :‬‬ ‫‪.286 ،284 ،283 ،276‬‬
‫الوعارية‪.315 ،314 :‬‬ ‫بنو نجاح‪.328 ،327 ،116 ،9 :‬‬
‫بنو الوقاع‪.286 :‬‬ ‫بنو نعيم‪.327 :‬‬
‫(ي)‬ ‫بنو النهاري‪.324 ،38 :‬‬
‫بنو الياحوم‪.286 :‬‬ ‫(هـ)‬
‫بنو يحيى‪.300 ،297 ،256 :‬‬ ‫هامل‪.320 ،300 :‬‬
‫بنو يعقوب‪.256 :‬‬ ‫بنو الهتار‪.324 ،306 ،256 ،193 :‬‬
‫بنو يوسف‪.304 :‬‬ ‫بنو الهجاري‪.249 :‬‬
‫بنو هجيم‪.304 :‬‬
‫الهجين‪.304 :‬‬
‫الهدالة‪.304 :‬‬
‫الهرامل‪.293 :‬‬
‫الهرمة‪.320 :‬‬
‫بنو الهرمل‪.297 :‬‬
‫الهشايم‪.296 :‬‬
‫بنو هليعة‪.319 :‬‬
‫هليلة‪.320 :‬‬
‫(و)‬
‫والبة‪.320 ،300 :‬‬
‫بنو وتيد‪.295 :‬‬

‫‪413‬‬
‫تاريخ وطيوط‬

‫فهرس الموضوعات‬
‫المقدمة ‪5...................................................................‬‬
‫دراسة المؤلف والمخطوط‪9................................................‬‬
‫المؤلف ونشأته‪9............................................................‬‬
‫‪ -1‬اسم المؤلف ‪9....................................................‬‬
‫‪ -2‬أسرته ونسبه‪11...................................................‬‬
‫‪ -3‬مولده ونشأته‪12..................................................‬‬
‫‪ -4‬مكانته العلمية ‪13.................................................‬‬
‫عصر المؤلف ‪15...........................................................‬‬
‫موضوع المخطوط‪17......................................................‬‬
‫أسباب التأليف ‪20..........................................................‬‬
‫أهمية المخطوط ‪23........................................................‬‬
‫مما يؤخذ على مؤلف كتاب «تاريخ وطيوط» ‪32............................‬‬
‫مصادر المؤلف ‪34.........................................................‬‬
‫منهج المؤلف ‪38...........................................................‬‬
‫وصف نسخ المخطوطات‪40...............................................‬‬
‫منهج التحقيق ‪42...........................................................‬‬
‫نماذج من النسختين المخطوطتين ‪44.......................................‬‬

‫‪414‬‬
‫الفهارس‬

‫التحقيق‪49.................................................................‬‬
‫يف ذكر إبراهيم بن محمد بن الحسين‪69.....................................‬‬
‫نذكر السادة بني المكدش ‪81...............................................‬‬
‫الشريف أحمد بن محمد الرديني ‪121......................................‬‬
‫إبراهيم بن زكريا ‪123......................................................‬‬
‫ذكر بني حربة ‪155.........................................................‬‬
‫ثم نذكر الفقيه محمد بن يعقوب ‪159......................................‬‬
‫بنو عجيل ‪180.............................................................‬‬
‫بيت بن جعفر ‪187.........................................................‬‬
‫عمر بن عدنان‪190.........................................................‬‬
‫ترجمة السادة بني النهاري ‪324.............................................‬‬
‫األهدل أوالده ‪324.........................................................‬‬
‫قف على بني ‪326.........................................................‬‬
‫المالحق ‪335..............................................................‬‬
‫المصادر والمراجع‪337....................................................‬‬
‫ً‬
‫أول‪ -‬المصادر ‪337.................................................‬‬
‫ثانيًا‪ -‬المراجع ‪348.................................................‬‬
‫الفهارس‪355..............................................................‬‬

‫‪415‬‬

You might also like