You are on page 1of 15

‫جامعة باجي مختار ‪/‬عنابة‬

‫كلية اآلداب و العلوم اإلنسانية و االجتماعية‬


‫قسم علم االجتماع‬

‫محاضرات الجرائم المستحدثة‬


‫لطلبة السنة الثانية ماستير‬
‫تخصص انحراف و جريمة‬
‫‪2020/2021‬‬

‫‪-‬من اعداد ‪:‬د‪.‬زيتوني عائشة بية‪/‬أستاذة محاضرة قسم –أ‬

‫‪1‬‬
‫‪:‬برنامج المقياس‬

‫الصفحة‬ ‫العناصر‬
‫‪:‬المحاضرة األولى‬
‫‪- 1‬التعريف بالجرائم المستحدثة و حجمها ‪.‬‬
‫‪.‬العالقة بين الجرائم التقليدية و المستحدثة ‪2-‬‬
‫‪.‬أبعاد الجرائم المستحدثة و نشاطاتها‪3-‬‬
‫‪ :‬أنماط الجرائم المستحدثة‪4-‬‬
‫‪:‬المحاضرة الثانية‬
‫‪ :‬الجرائم المعلوماتية ‪4-1-‬‬
‫‪ .‬التعريف بالجرائم المعلوماتية‪4-1-1-‬‬
‫‪ .‬التطور التاريخي للجرائم المعلوماتية‪4-1-2-‬‬
‫‪.‬خصائص الجرائم المعلوماتية‪4-1-3-‬‬
‫الفئات المتضررة من الجرائم المعلوماتية‪ :‬أ‪ -‬المؤسسات المالية و‪4-1-4-‬‬
‫المصرفية ‪ ،‬ب‪ -‬الشركات و االعمال التجارية ‪ ،‬ج‪ -‬المؤسسات العسكرية‪ ،‬د‪-‬االفراد‬
‫مخاطر الجرائم المعلوماتية و سبل مواجهتها‪4-1-5-‬‬
‫المحاضرة الثالثة‪:‬‬
‫‪.‬جرائم المتاجرة باألشخاص و األعضاء‪4-2-‬‬
‫‪:‬المحاضرة الرابعة‬
‫جريمة اختطاف األطفال و االتجار بهم‪4-3-‬‬
‫‪:‬المحاضرة الخامسة‬
‫‪-4-4‬جرائم غسيل االموال‬
‫المحاضرة السادسة‪:‬‬
‫الجرائم المنظمة‪4-5-‬‬
‫‪:‬المحاضرة السابعة‬
‫جرائم ذوي الياقات البيضاء‪4-6-‬‬
‫‪:‬المحاضرة الثامنة‬
‫جرائم الفساد و الرشوة‪4-7-‬‬

‫‪2‬‬
‫المحاضرة األولى‪:‬‬

‫التعريف بالجرائم المستحدثة و حجمها ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫العالقة بين الجرائم التقليدية و المستحدثة‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫أبعاد الجرائم المستحدثة و نشاطاتها‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫أنماط الجرائم المستحدثة ‪:‬‬ ‫‪-4‬‬

‫‪3‬‬
‫‪:‬مقدمة‬

‫في أواخر تسعينيات القرن الماضي و أوائل القرن الحادي و العشرين‪ ،‬و مع بداية ظاهرة العولمة؛ حدثت تغيرات‬
‫كث يرة منه ا التق دم العلمي و الص ناعي و التكنول وجي‪ ،‬و ظه ور مف اهيم دولي ة جدي دة في مج ال العالق ات الدولي ة‬
‫القائمة على تحرير التجارة العالمية و التحرر االقتصادي‪ ،‬و أيضا تدويل األنماط السلوكية الثقافية عالمي ا من خالل‬
‫غزو السلوكيات و الثقافات الخاصة بالدول األقوى اقتصاديا و علميا و تكنولوجيا و التي تملك المفاتيح السحرية‬
‫للتحكم في مجري ات األم ور ‪ ،‬من خالل س يطرتها على وس ائل االعالم من فض ائيات و خالف ه؛ و أيض ا التقني ات‬
‫المستخدمة في كافة مناحي الحياة‪.‬‬

‫ك ل ه ذا أدى إلى إيج اد نم ط متس ارع من التق دم و النم و في بعض البل دان ص احبته آث ار س لبية على الج انب‬
‫االقتصادي و االجتماعي و البيئي و األمني‪ ،‬مما أدى إلى ابراز أنماط مستجدة من الجرائم غير التقليدية؛ و ظهور‬
‫طوائف جديدة من التركيبات االجرامية تختلف تماما عن تلك النمطية المعتادة سابقا‪ .‬فعلى مستوى الجريمة ظه رت‬
‫أن واع منه ا غ ير مألوف ة ال تعتم د على اس تخدام األس اليب التقليدي ة؛ ب ل أص بحت تس تعين بأح دث التقني ات و نت ائج‬
‫الدراسات العلمية و الطبية و االلكترونية‪ ،‬و ال تركن الى استخدام العنف في كافة جوانبها‪ ،‬بل أصبحت تعتمد على‬
‫وسائل ذكية عبر أجهزة الحاسب االلي التي صارت في متناول يد الجميع‪ ،‬و باتت أداة هامة تشكل درجة كبيرة‬
‫من الخط ورة في أي دي مرتك بي مث ل ه ذه الص ور من الجريم ة‪ .‬كم ا يتم يز مرتكب و ه ذه الج رائم بال ذكاء و الثقاف ة‬
‫العلمية و االلكترونية التي تساعدهم على اتقان وضع الخطط و آليات تنفيذها مع البراعة في إخفاء األدلة لسرعة‬
‫اإلفالت من ي د أجه زة العدال ة و الش رطة‪ .‬إذ و نحن على مش ارف االلفي ة الثالث ة يواج ه الع الم ارتك اب العدي د من‬
‫الجرائم المستحدثة‪ ،‬و هذه األخيرة انما هي جرائم تقليدية لكنها ارتدت ثوبا جديدا باستخدام التقنيات المتقدمة‪ ،‬و‬
‫اصبحنا نواجه االن عولمة الجريمة و التي تشكل في عصرنا الحديث تحديا و بات هذا التحدي اكثر عنادا و أشد‬
‫‪1‬‬
‫استعصاء على المكافحة التقليدية حتى صار العمل الشرطي و كأنه عمل في حقل األلغام‪.‬‬

‫و عليه و في ضوء المتغيرات الدولية و العلمية و التقنية‪ ،‬بدأت هذه الطائفة من الجرائم المستحدثة في االنتشار‪ ،‬و‬
‫بص فة خاص ة في الوالي ات المتح دة االمريكي ة و دول أوروب ا الغربي ة في ب ادئ االم ر‪ ،‬و ال تي انطلقت منه ا ه ذه‬
‫المتغيرات‪ ،‬و وقعت فيها العديد من هذه الجرائم بصورها غير النمطية‪ .‬حيث كثفت األجهزة الشرطية من جهودها‬
‫بهدف التعرف على هذه الجرائم و وضع خطط الوقاية و المكافحة لها و تعديل هياكلها التنظيمية إلنشاء وحدات‬
‫أمني ة ق ادرة على التعام ل م ع ك ل نم ط من أنماطه ا ‪.‬إض افة الى اع داد الدراس ات و البح وث األمني ة ح ول أس اليب‬
‫‪2‬‬
‫ارتكابها و خصائص مرتكبيها و صفاتهم و دوافعهم الى ارتكابها و أوجه الخالف بينها و بين الجرائم التقليدية‪.‬‬

‫‪- 1‬حسين إبراهيم‪ ": ‬عولمة الجريمة"‪ ،‬مقال نشر بمجلة الفكر الشرطي ‪ ،‬مركز بحوث الشرطة‪،‬باإلدارة العامة لشرطة الشارقة‪،‬االمارات العربية‬
‫المتحدة‪،‬العدد ‪،2001 ،02‬ص‪06‬‬
‫‪- 2‬عبد الكريم درويش‪ " : ‬الجريمة المنظمة عبر الحدود و القارات"‪،‬دراسة امنية بمجلة االمن و القانون ‪ ،‬كلية شرطة دبي‪ ،‬الس‪99‬نة الثالث‪99‬ة‪،‬ع‪،2‬دبي‪،‬‬
‫‪ ،1995‬ص ‪97‬‬
‫‪4‬‬
‫و في اآلونة األخيرة اتضح بان الجريمة المستحدثة مازالت لها اليد الطولي في السباق الدائر بينها و بين األجهزة‬
‫الش رطية‪ ،‬اذ لحقت به ا مظ اهر التط ور المختلف ة س واء في الفك ر(طريق ة التخطي ط له ا) أو في األداء (أس لوب‬
‫تنفيذها)او في األدوات المستخدمة في ارتكابها‪ .‬بل و إضافة الى ذلك فقد جاء عصر العولمة و بما حمله من ثورة‬
‫في نظم المعلوم ات و االتص االت و االنتق االت و التط ور التكنول وجي؛ ليض يف ابع ادا جدي دة على مظ اهر التط ور‬
‫االجرامي الذي أدى الى ظهور أنماط مستجدة منها لم تكن مألوفة من قبل ؛ بل و اشد خطورة على المجتمع من‬
‫الجرائم التقليدية و هذا راجع لتسلحها بسالح العلم و المعرفة و التقدم التقني ؛االمر الذي أدى الى حدوث أضرار‬
‫‪1‬‬
‫جسيمة من جراء ارتكابها‪.‬‬

‫ض ف الى ذل ك‪ ،‬فث ورة تكنولوجي ا االتص االت و المعلوم ات ‪،‬أو م ا يس مى الث ورة المعلوماتي ة أو الرقمي ة‪ ،‬و ال تي‬
‫واكبها تطور مطرد في مجال وسائل االتصال و تقنياتها المختلفة‪ ،‬أحدثت زخما فكريا و معنويا غير مسبوق‪ .‬و‬
‫لعل ابرز سمات هذه الثورة في مجال المعامالت قدرتها الفائقة على خلق فرص متنامية للمعامالت اإلنسانية عن‬
‫بع د‪ ،‬االم ر ال ذي اوج د في الواق ع المنظ ور طائف ة من المع امالت تتم عن طري ق أجه زة الحاس ب االلي و تج رى‬
‫وقائعها عبر شبكة االنترنيت‪ .‬تلك الشبكة العمالقة التي بدأت مسيرة العمل كوسيلة اتصال و تبادل للمعلومات ثم‬
‫أض حت بواب ة المعرف ة و فض اء اتص الي مفت وح على مص راعيه يزي ل الح دود الجغرافي ة و يجع ل من الع الم اش به‬
‫بقرية الكترونية صغيرة‪.‬‬

‫كما أن الظروف الراهنة التي يمر بها العالم في اطار التنظيم الدولي الجديد و انتشار ظاهرة العولمة و الذي تسعى‬
‫في ه ال دول الغني ة و النامي ة على ح د س واء الى اللج وء للتكتالت االقتص ادية باعتباره ا م دخال أمني ا لأللفي ة الثالث ة‬
‫كبديل عن التجمعات السياسية‪ ،‬إضافة الى تزايد الصراعات اإلقليمية و العرقية و ضعف السلطات المركزية في‬
‫العديد من مناطق العالم الى جانب تعاظم عائدات األنشطة غير المشروعة و بصفة خاصة المستحدث و المستجد‬
‫منه ا‪،‬في ظ ل تع اظم و تن امي ظ اهرة الفس اد و م ا أظهرت ه من أش كال جدي دة س اهمت في وج ود أنم اط جدي دة من‬
‫الضغوط على الهيئات الحكومية و أجهزة اإلدارة العامة في شتى انحاء العالم –كل هذا و غيره‪-‬أدى الى توحش‬
‫عصابات االجرام المنظم و تزايد سطوتها و نفوذها و انتشار أنشطتها في مجال الجريمة و بصفة خاصة في مجال‬
‫الجرائم المستجدة او المستحدثة منها‪،‬و ه و م ا يتطلب تك اثف أجه زة االمن بكاف ة مس توياتها الدولي ة و اإلقليمي ة و‬
‫الوطنية لمواجهة هذا الخطر الداهم الذي يزداد انتشارا يوما بعد يوم‪.‬‬

‫‪ -- 1‬التعريف بالجرائم المستحدثة و حجمها ‪:‬‬

‫‪- 1‬ذياب البداينة‪ " : ‬الجرائم المستحدثة و البحث العلمي في المجتمع العربي "‪ ،‬بحث مقدم الى اكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية في اطار‪ :‬الندوة‬
‫العلمية حول‪ " :‬دور البحث العلمي في معالجة مشكالت الجريمة و االنحراف في الدول العربية" ‪،‬الرياض‪ 25-23،‬نوفمبر ‪ ،1998‬ص‪.36‬‬
‫‪5‬‬
‫‪1‬‬
‫لغة‪ :‬وصفها بالمستحدثة أو المستجدة اشتقت من الفعل العربي‪:‬استحدث بمعنى أوجد شيئا قديما بصيغة أو شكل‬
‫حديث‪ .‬أو من الفعل استجد بمعنى مضى عليه الزمن فأصبح قديما ثم تجدد‪.‬‬

‫هي تل ك النوعي ة من األفع ال أو الس لوكات ال تي تش كل نمط ا اجرامي ا جدي دا لم يكن مألوف ا من قب ل‪ ،‬أو هي تل ك‬
‫األساليب االجرامية الحديثة المستخدمة الرتكاب جرائم معروفة من قبل‪ .‬كما عرفت بأنها ظواهر إجرامية أفرزتها‬
‫تي ارات انحرافي ة ب رزت على الس احة االجرامي ة في العص ر الح ديث‪ ،‬وهي ولي دة التح والت ال تي ش هدتها الحي اة‬
‫المعاص رة في ك ل م ا ل ه ص لة بالمس ائل االجتماعي ة و االقتص ادية و الثقافي ة و السياس ية و غيره ا‪ .‬و تع رف في‬
‫‪2‬‬
‫مواطن أخرى بأنها الجريمة التقليدية و قد تغيرت بفعل التقنية المتطورة و ارتكبت بوسائل مستحدثة‪.‬‬

‫و تع رف الج رائم المس تحدثة و المس تجدة بأنه ا ش كل من األش كال الحديث ة للجريم ة المنظم ة و ه ذا يرج ع الى‬
‫األس لوب المنظم و المتطور الذي تعول عليه هذه المؤسس ات االجرامي ة لهذا النوع من االج رام و الذي تأخ ذ في ه‬
‫بالنهج العلمي في إدارة االعمال و الذي تنتهجه المؤسسات المشروعة‪.‬كما انها تتبع أنماطا من السلوك االجرامي‬
‫المس تحدث و تس تخدم العدي د من الوس ائل التقني ة المتط ورة ‪،‬و تظه ر في الس وق و كأنه ا مؤسس ة مش روعة‪.‬و ق د‬
‫يقتصر نشاط المؤسس ة االجرامية على المجال الوط ني‪.‬و قد تزدهر و يتعدى نش اطها حدود إقليم الدول ة الى إقليم‬
‫دولة او دول أخرى‪ ،‬و في هذه الحالة تكون الجريمة عابرة لحدود الدولة او عابرة للقارات و قد تتآزر مؤسسات‬
‫‪3‬‬
‫إجرامية و تتكامل من حيث أنشطتها و تظهر في شكل اتحاد على هيئة نظام الكارتل االقتصادي‪.‬‬

‫و الج رائم المس تحدثة هي ولي دة الحض ارة و الثقاف ة وال تي جعلت المج رمين فيه ا ق ادرين على دراس ة القواع د‬
‫القانوني ة و اكتش اف التغ يرات ال تي يمكن أن يس تظلون به ا لحماي ة انفس هم من قبض ة الق انون‪،‬و له ذا وج دت في‬
‫المجتمعات األكبر حضارة‪ ،‬فهذه األخيرة قد زودت االنسان المجرم بإمكانات متفوقة يوظفها في ارتكاب جريمته‪،‬‬
‫و مكنت ه من االس تخدام الجي د لتقني ات الحض ارة لكي تك ون جريمت ه أك ثر خط را و أدق تنظيم ا و أبع د عن مراقب ة‬
‫رجال االمن‪.‬‬

‫كما انها تلك النوعية من األفعال أو السلوكات التي تشكل نمطا اجراميا جديدا لم يكن مألوفا من قبل‪،‬أو هي تلك‬
‫األساليب االجرامية الحديثة المستخدمة الرتكاب جرائم معروفة من قبل‪.‬و الجريمة المستحدثة تعرف أيضا بانها‬
‫‪4‬‬
‫تلك الجريمة التقليدية و قد تغيرت بفعل التقنية المتطورة و ارتكبت بوسائل مستحدثة‪.‬‬

‫‪ - 1‬أحمد المزعنن‪" :‬الجريمة المستحدثة ‪...‬معالمها و أبعادها و آثارها"‪ ،‬مقال نشر بموقع الحياة‪ ،‬صفحة القانون رقم‪،09‬العدد‪،15868‬الس‪99‬عودية‪،‬‬
‫‪،2006‬تاريخ تصفح الموقع‪.26/09/2017:‬الساعة‪15.30‬‬
‫‪ - 2‬ص‪99‬الح ال‪99‬دين عب‪99‬د الحمي‪99‬د عب‪99‬د المطلب‪ :‬مفه‪77‬وم الج‪77‬رائم المس‪77‬تحدثة‪ ،‬اإلدارة العام‪99‬ة لش‪99‬رطة الش‪99‬ارقة‪،9،‬مرك‪99‬ز بح‪99‬وث الش‪99‬رطة‪ ،‬من الموق‪99‬ع‪:‬‬
‫‪ ،www.google.com‬تاريخ الدخول للموقع‪،25/09/2017:‬الساعة ‪.14.00‬‬
‫‪3‬‬
‫محمد محي الدين عوض‪" :‬الجريمة المنظمة"‪ ،‬مقال بالمجلة العربية للدراسات األمنية و التدريب ‪،‬المركز العربي للدراسات األمنية و التدريب‪- ،‬‬
‫‪.‬المجلد ‪ ،10‬العدد‪ ،19‬الرياض‪1995،‬‬
‫‪- 4‬ص‪999‬الح ال‪999‬دين عب‪999‬د الحمي‪999‬د عب‪999‬د المطلب‪:‬مفه‪777‬وم الج‪777‬رائم المس‪777‬تحدثة‪،‬اإلدارة العام‪999‬ة لش‪999‬رطة الش‪999‬ارقة‪،‬مرك‪999‬ز بح‪999‬وث الش‪999‬رطة‪ ،‬موق‪999‬ع‪:‬‬
‫‪www.google.com‬فيفري ‪،2008‬تاريح التصفح‪،25/09/2017:‬الساعة‪.14.00‬‬
‫‪6‬‬
‫لكن المختصين في علم االجرام يؤكدون على أنه من الصعوبة بما كان وضع تعريف دقيق للجرائم المستحدثة او‬
‫المستجدة نظرا لحداثة هذه النوعية من الجرائم و عدم التعرف الكامل على كل صورها‪.‬إضافة الى ندرة الدراسات‬
‫البحثية سواء العلمية منها أو األمنية التي تناولت موضوع الجرائم المستحدثة و تحديد مفهومها و تعريفها تعريفا‬
‫شامال‪.‬اضافة الى االختالف في التعريفات التي قام بوضعها الخبراء و الباحثون الذين تناولوا بالدراسة موضوع‬
‫الجرائم المستحدثة او المستجدة في ضوء تعدد صورها و اختالف أنماطها التشابك و التعقد في أساليب ارتكابها و‬
‫ه و االم ر ال ذي أدى في نهاي ة المط اف الى ع دم التوص ل ح تى األن إلى وض ع تعري ف دقي ق و مح دد لج رائم‬
‫‪1‬‬
‫المستحدثة‪.‬‬

‫و في ض وء م ا س بق س نقوم باس تعراض التعريف ات و المف اهيم ال تي أورده ا الب احثون في الدراس ات ال تي تن اولت‬
‫الجرائم المستجدة أو المستحدثة بصورها المختلفة‪ ،‬مع محاولة القاء الضوء على نقاط االختالف فيما بينها و بين‬
‫الج رائم المنظم ة‪ .‬و في ه ذا الص دد عرفه ا الب احثون من خالل التفرق ة بين الج رائم التقليدي ة من ج انب و الج رائم‬
‫المستجدة من جانب اخر‪ :‬حيث أفادوا بأن "االجرام التقليدي يتمثل في تلك الجرائم المتعارف عليها قانونا بالعقاب‬
‫نتيجة مساسها بالمصلحة االجدر بالرعاية و الحماية لتصل الى درجة العقوبة لمخالفتها قواعد السلوك المطلوبة في‬
‫المجتمع"‪ .‬أما االجرام المستحدث فهو "تلك الجرائم التي تفرزها التطورات و المتغيرات الحادثة في اطار المجتمع‬
‫الذي ترتكب فيه‪ ،‬و أن الفقه الجنائي حددها بالجرائم االقتصادية و الجرائم التنظيمية و المخالفات التي ال تندرج‬
‫تحت نص عق ابي "و أوض ح تعري ف الج رائم المس تجدة بانه ا ص ورة من ص ور الج رائم التقليدي ة و لكن بص ورتها‬
‫‪2‬‬
‫المتقدمة زمنيا على التشريعات العقابية نتيجة التطورات الهائلة و المتسارعة في الميادين العلمية"‪.‬‬

‫والمالحظ أن التعريف السابق وضع معيارا للتمييز بين الجرائم المستحدثة و المستجدة يتمثل في استخدام التقنيات‬
‫الحديثة و المتطورة في ارتكاب الجرائم المستجدة‪،‬أما الجرائم المستحدثة فيدخل في اطارها هذا النمط من الجرائم‬
‫و أيضا األنماط األخرى التي تفرزها التطورات العلمية في المجاالت االقتصادية و التنظيمية و جوانب المعرفة‬
‫اإلنسانية التي ال تقوم على تقنيات آلية متطورة و حديثة تطرح في ميادين العمل‪.‬‬

‫و ق د ع رف ب احث اخ ر الج رائم المس تحدثة بمفه وم يك اد ينطب ق م ع مفه وم الج رائم المس تجدة ‪،‬فق د عرفه ا بأنه ا"‬
‫ظواهر إجرامية افرزتها تيارات انحرافية برزت على الساحة االجرامية في الوقت الحالي و هي وليدة التحوالت‬
‫التي شهدتها الحياة المعاصرة في كل ما له صلة بالمسائل االجتماعية و االقتصادية و الثقافية و غيرها‪،‬و تتصف‬

‫‪- 1‬محمد سامي الشوا‪ :‬ثورة المعلومات و انعكاساتها على قانون العقوبات‪،‬دار النهضة العربية‪،‬القاهرة ‪،1994،‬ص‪.123‬‬
‫‪ - 2‬طارق عبد الجلي‪99‬ل جي‪99‬وش‪ ":‬الوقاي‪77‬ة و التاهي‪77‬ل و المكافح‪77‬ة للج‪77‬رائم المس‪77‬تحدثة" ‪ ،‬مداخل‪99‬ة ق‪99‬دمت‪ 9‬في اط‪99‬ار ن‪99‬دوة ح‪99‬ول‪ :‬الظ‪77‬واهر االجرامي‪77‬ة‬
‫المستحدثة وسبل مواجهتها ‪ ،‬أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية ‪ ،‬الرياض ‪،1999،‬ص‪.249‬‬
‫‪7‬‬
‫بدهاء و مكر فاعليها و قدرتهم على التخفي‪ ،‬كما تتسم بدقة التمييز و خطورته على المواطنين و االمن العام‪،‬و هي‬
‫‪1‬‬
‫تختلف بذلك عن الجرائم التقليدية و عن بعض أنماط و صور الجرائم المستجدة أو المستحدثة من خالل مايلي‪:‬‬

‫‪-‬االحتيال المعلوماتي‪-‬تزييف العملة باستخدام الماسحات الضوئية‪-‬تقليد و تزييف الوثائق و المستندات الكترونيا‪-‬‬
‫غس ل األم وال ع بر القن وات االلكتروني ة‪-‬االتج ار باألعض اء البش رية و س رقتها‪-‬ج رائم االن ترنيت‪-‬ج رائم ذوي‬
‫الياقات البيضاء‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫كما يالحظ ان هناك أوجه تطابق بين الجريمة المستحدثة و االجرام المنظم من خالل ما يلي‪:‬‬

‫*قيام مرتكبيها باستخدام وسائل تعتمد على التقدم العلمي و التكنولوجي‬

‫*التحول عن استخدام القوة البدنية في ارتكاب الجرائم‬

‫*التمتع بالمهارة في التعامل مع التقنيات المعاصرة مع توظيف هذه التقنيات في مجال ارتكاب الجرائم‬

‫*اتساع النطاق الزماني و المكاني لهذه الجرائم من المحلية الى العالمية مع امتداد أثرها لفترة زمنية طويلة‬

‫*ارتفاع في اعداد ضحاياها‬

‫*تعاظم مخاطرها مقارنة باإلجرام التقليدي‬

‫و في هذا الصدد ذهب أحد الباحثين لمحاولة تحديد ذلك من خالل استعراض خصائص الجرائم المستحدثة بقوله‪:‬‬
‫"انه ا نت اج االنفج ار التكنول وجي الح ديث و التح رر من الخصوص ية الزماني ة و المكاني ة لألبني ة االجتماعي ة ال تي‬
‫نش أت فيه ا ‪،‬مم ا أدى الى ت دويلها و تع دد جنس يات مرتكبيه ا‪ ،‬و اختف اء التواف ق الزم ني و المك اني بين الج اني و‬
‫المج ني عليهم و ارتف اع تكلفته ا كث يرا عن الج رائم التقليدي ة‪ ،‬و غي اب األبني ة القانوني ة و آلي ات الض بط االجتم اعي‬
‫‪3‬‬
‫الرسمي الخاصة بمكافحة هذه الجرائم على الصعيدين المحلي و الدولي‪.‬‬

‫كما ذهب راي اخر الى تعريف الجرائم المستحدثة" بأنها تلك الجرائم التي تكون وليدة التقدم الحضاري و تطور‬
‫المدين ة و انتش ار العل وم و الفن ون و التخطي ط االج رامي ال ذي يتخ ذ من األس اليب العلمي ة و التقني ة وس يلة لتحدي د‬
‫أهدافه و تنفيذ أغراضه‪ ،‬كما أنها ثمرة اجرام متبصر و متمكن و على دراية كاملة بالنواحي القانونية و االقتصادية‬
‫و االجتماعي ة ال تي يس تطيع أن ينف ذ منه ا‪ ،‬كم ا أنه ا اج رام متع دد متش ابك و أخ يرا فإنه ا اج رام دولي ال يع ترف‬
‫بحدود‪".‬‬

‫‪ -- 1‬رفيق الشلبي‪ " : ‬مدى كفاءة األجهزة األمنية العربية في التصدي للظواهر االجرامية"‪ ،‬بحث ضمن كتاب الظواهر االجرامية المس‪99‬تحدثة و س‪99‬بل‬
‫مواجهتها‪ ،‬منشورات اكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية ‪،‬الرياض‪،1999،‬ص‪.72‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬صالح عبد الحميد عبد المطلب‪ :‬أسس استرتيجيات التعامل األمني مع الجرائم المستجدة‪ ،‬اكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية‪،1999،‬ص‪- 15‬‬
‫‪ - 3‬عب د هللا حس ين الخليفة‪ ":‬البن اء االجتم اعي و الج رائم المس تحدثة"‪،‬بحث منش ور ض من كت اب الظ واهر االجرامي ة المس تحدثة و س بل‬
‫مواجهتها‪،‬أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية‪،‬الرياض‪،1999،‬صص‪135-134‬‬
‫‪8‬‬
‫و يالحظ من خالل التعريف السابق شموله على الكثير من الخصائص المتعلقة بالجرائم المستجدة و المستحدثة و‬
‫‪1‬‬
‫التي اشتملت على مايلي‪:‬‬

‫*هذه الجرائم نتاج االفرازات التي صاحبت الثورة الفكرية و المدنية التي شملت الكثير من دول العالم‪.‬‬

‫*تم يز ه ذه الج رائم باالعتم اد على األس اليب العلمي ة و االبتك ار الف ني في التخطي ط و االع داد في كاف ة مراح ل‬
‫التنفيذ‪،‬و كيفية إخفاء كافة االثار الدالة على ارتكابها‪.‬‬

‫*براعة العناصر االجرامية القائمة بالتحضير و التنفيذ لهذه الجرائم‪،‬و معرفتها التامة باالمور و الثغرات و وسائل‬
‫االخفاء القانونية و المادية التي تمكنها من ارتكاب جرائمها بدقة متناهية‪.‬‬

‫*تميزه ا بوج ود ش بكة من العالق ات المعق دة و المتش ابكة بين كاف ة الق ائمين على امره ا؛نتيج ة وج ود كم كب ير من‬
‫المصالح و الوسائل و الغايات المرتبطة بالجريمة‪.‬‬

‫*كونها عابرة للوطنية و ال تعترف بفواصل أو حدود جغرافية أو زمنية أو مكانية‪.‬‬

‫و منه اجتهد أحد الباحثين في تحديد مفهوم الجرائم المستجدة و المستحدثة فأشار إلى أنها" تلك الجرائم التي تكون‬
‫وليدة تخطيط دقيق و متأن‪،‬و على درجة من التعقيد و التشعب‪ ،‬و أن يتم تنفيذها على نطاق واسع‪ ،‬وأن يكون من‬
‫ش أنها تولي د خط ر ع ام اقتص ادي أو اجتم اعي أو سياس ي"‪ 2.‬في حين أش ار أخ ر إلى انه ا "أج رام يرتكب ه أش خاص‬
‫محترفون‪ ،‬و وليدة خطط مدروسة و غير مرتجلة و جرائم متبصرة و قادرة و متمكنة و متشابكة و معقدة و ذات‬
‫‪3‬‬
‫طابع دولي"‪.‬‬

‫و عليه يمكن استنتاج خصائص الجرائم المستحدثة من خالل مايلي‪:‬‬

‫‪-‬أنها عابرة للدول أي انها ال تقتصر على بلد من دون االخر‪.‬‬

‫‪-‬انه ا ج رائم اس تفادت من ث ورة المعلوم ات الحالي ة و من إنج ازات عص ر التقني ة الح الي في مج ال االتص االت و‬
‫المواصالت‪.‬‬

‫‪-‬أنها غالبا ما تكون جزءا من الجريمة المنظمة التي تعتمد على بناء هرمي و لها أنظمة صارمة‪.‬‬

‫‪-‬أنها جرائم تعتمد على السرية و الخفاء و المكر و الخداع و االحترافية‪.‬‬

‫‪- 1‬صالح عبد الحميد عبد المطلب‪ ،‬مرجع سابق ذكره‪،‬ص‪.16‬‬


‫‪ - 2‬عبد الفتاح الصيفي‪ " :‬التعريف بالجريمة المنظم‪77‬ة"‪ ،‬ورقة عمل غير منشورة مقدم‪99‬ة للمرك‪99‬ز الع‪99‬ربي للدراس‪99‬ات األمني‪99‬ة و الت‪99‬دريب ‪،‬الري‪99‬اض‪،‬‬
‫‪،1993‬ص‪.15‬‬
‫‪3‬‬
‫‪.‬وثائق لجنة مكافحة الجرائم المنظمة‪،‬األمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب‪،‬تونس ‪- 1988،‬‬

‫‪9‬‬
‫‪-‬انه ا ج رائم تح دث فس ادا واس عا اذا انتش رت و ض ارة ب األمن الع ام و الوط ني بش كل لم يكن معه ودا في الج رائم‬
‫التقليدية‪.‬‬

‫‪-‬تركيزها على الهدف المادي و تكريسه بقوة‪.‬‬

‫حجمها‪ :‬و تتعاظم المخاطر الناتجة عن الجرائم المستحدثة بكافة اشكالها و صورها‪ ،‬ويعود ذلك الى قدرتها الفائقة‬
‫على التطور و االتساع و تخطيها للحدود اإلقليمية و كذا انتقالها الى المراحل العابرة للحدود‪ ،‬مستغلة في ذلك ما‬
‫اتاحه االنفتاح الكوني في ظل عصر العولمة من ثورة في مجال المعلومات و التقنيات و الفضائيات التي وفرت‬
‫له ا كاف ة الس بل الس تغالل كاف ة اإلمكاني ات المتاح ة للقي ام بالعملي ات االجرامي ة في أي بقع ة من بق اع األرض دون‬
‫ع ائق‪ .‬و مم ا يزي د من تع اظم ه ذه المخ اطر أن أجه زة الش رطة على مس توى دول الع الم م ازالت تتعام ل م ع ه ذه‬
‫الجرائم بنمط و قدرات و إمكانات التعامل مع االجرام التقليدي‪ ،‬االمر الذي افقد هذه األجهزة الفعالية في التعامل‬
‫مع هذه األنماط من الجرائم‪ ،‬و أسبغ عليها سمات العجز و عدم القدرة على فهم و تحليل هذه األنماط و أسبابها و‬
‫‪1‬‬
‫سبل الوقاية منها و مكافحتها‪.‬‬

‫ولع ل م ا يزي د من مشكلة دراس ة هذه الجرائم وتحدي د حجمه ا الحقيقي‪ ،‬أن ه و ب الرغم من وض ع و تحديد مسميات‬
‫مختلف ة ألنماطه ا ‪ ،‬إال أن الكث ير منه ا أو كله ا لم يتم إحص اءه جنائي ا االم ر ال ذي ك ان عائق ا ألجه زة الش رطة على‬
‫تحليل هذه النوعية من الجرائم و التعرف على أسباب ارتكابها و دوافع مرتكبيها‪ .‬اضافة الى كونها جرائم عابرة‬
‫لح دود ال دول‪ ،‬حيث تتطلب مواجهته ا ض رورة وض ع اس تراتيجية ذات ط ابع دولي تتض من ع ددا من السياس ات‬
‫األمني ة تس مح بتحقيق التع اون و التكام ل بين العدي د من األجهزة الشرطية بمختل ف دول الع الم‪ ،‬و ك ذلك أيض ا م ع‬
‫‪2‬‬
‫المنظمات و الهيئات المتعاملة في مجال منع الجريمة و مكافحتها‪.‬‬

‫و نظرا لما تتمتع به هذه الجرائم المستجدة من سمات و خصائص فقد مثلت درجات متصاعدة فمن الصعوبة بما‬
‫كان ضبط أدلة ارتكابها بما يخرجها من دائرة االثبات الجنائي‪ ،‬و بالتالي اللحاق بها و بمرتكبيها و تقديمهم الى‬
‫محاكمة عادلة؛ االمر الذي تتبلور معه ضرورة تناول الباحث ألنماط هذه الجرائم‪ ،‬و تحليل أحد نماذجها بهدف‬
‫كشف اية نواقص امنية و تشريعية تحد من ضبطها و مرتكبيها الستجالء األمور و منح الجهات المختصة عنصر‬
‫المبادرة في سد هذه النواقص‪.‬‬

‫‪ - -2‬العالقة بين الجرائم التقليدية و المستحدثة‪:‬‬

‫يش مل مفه وم الجريم ة المس تحدثة بمعن اه الواس ع الج رائم التقليدي ة ب ذاتها و ال تي أطالته ا ي د التغي ير بفع ل التقني ة‬
‫المتط ورة و ارتكبت بوس ائل مس تحدثة ‪.‬كم ا يش مل الج رائم المس تحدثة ال تي لم تكن موج ودة من قب ل‪ .‬ف اإلجرام‬

‫‪- 1‬محمد سيد شعراوي‪ " : ‬الجريمة المنظمة و المخدرات"‪ ،‬مقال بمجلة مركز بحوث الشرطة ‪،‬أكاديمية الشرطة ‪،‬القاهرة ‪،‬عدد‪ ،10،1996‬ص ‪.36‬‬
‫‪- 2‬أحمد جالل عز الدين‪ : ‬المالمح العامة للجريمة المنظمة‪ ،‬مركز البحوث و الدراسات بشرطة دبي‪،1994،‬ص‪.13‬‬
‫‪10‬‬
‫التقلي دي يتمث ل في الج رائم المتع ارف عليه ا قانون ا نتيج ة مساس ها بالمص لحة العام ة لتص ل الى درج ة العقوب ة‬
‫لمخالفتها قواعد السلوك المطلوبة في المجتمع‪ .‬أما الجرائم المستحدثة فهي تلك الجرائم التي تفرزها التطورات و‬
‫المتغيرات التي تحدث في اطار المجتمع الذي ترتكب فيه ‪،‬و قد حددها الفقه الجنائي بأنها‪ :‬الجرائم االقتصادية و‬
‫الجرائم المنظمة و المخالفات التي ال تندرج تحت نص عقابي محدد‪ ،‬و هي كل فعل يشكل خطرا على المصالح‬
‫‪1‬‬
‫األساسية للجماعة‪ ،‬و التي يجب على المشرع حمايتها بنصوص عقابية‪.‬‬

‫و الج رائم المس تحدثة هي مجموع ة من األس اليب االجرامي ة تت وافر فيه ا نفس ارك ان الجريم ة التقليدي ة‪ :‬المج رم و‬
‫‪2‬‬
‫الضحية و الفعل االجرامي‪ ،‬و لكن فيها من الخصائص ما يجعلها جديدة على البشرية و تتضمن االتي‪:‬‬

‫‪-‬أس اليب إجرامي ة جدي دة في القي ام بج رائم تقليدي ة‪ :‬فالقت ل مثال مع روف من ذ ب دء الخليق ة و نتيجت ه معروف ة وهي‬
‫التص فية الجس دية بإزه اق ال روح من دون وج ه ح ق‪ ،‬و لكن كث يرا من األس اليب المس تحدثة في ج رائم القت ل و‬
‫العنف حاليا لم تكن معروفة في الماضي‪.‬‬

‫‪-‬أس اليب إجرامي ة لم تكن معروف ة في الماض ي‪:‬فق د س اعد على ظهوره ا التق دم التق ني الهائ ل وظ روف تتعل ق‬
‫بالعولم ة‪،‬و اقتص اد الس وق و النظ ام ال دولي الجدي د و خص ائص عص ر المعلوم ات و التكنولوجي ا المتط ورة‬
‫مث ل‪:‬الج رائم االحتيالي ة في مج ال حق وق الملكي ة االلكتروني ة و ص ور االحتي ال الجدي د في األنش طة االجتماعي ة‬
‫المختلفة‪.‬‬

‫‪-‬جرائم حديثة ليس في نظم العدالة الجنائية و النصوص القانونية التفصيلية الصريحة ما تواجه به‪:‬على رغم توافر‬
‫القواعد الشرعية العامة لتجريمها و أوضح مثال على ذلك اإلرهاب‪.‬‬

‫كما ان عالم االنحراف و االجرام يتخلله أشكال من االنحرافات التي ‪ :‬لم تكن معروفة في الماضي على األقل من‬
‫حيث ‪:‬الحجم و الش كل و أس اليب التنفي ذ‪.‬كم ا أن الص بغة التجديدي ة االس تحداثية هي ال تي جعلت علم اء االج رام‬
‫يقولون ‪ :‬ان الجريمة تسبق القانون‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫وكال‪9999‬ة أنب‪9999‬اء البح‪9999‬رين‪:‬الج‪7777‬رائم المس‪7777‬تحدثة‪.28/10/2016،‬المنام‪9999‬ة‪،‬من الموق‪9999‬ع ت‪9999‬اريخ الدخل‪9999‬ة للموق‪9999‬ع‪.06/02/2017:‬الس‪9999‬اعة ‪-‬‬
‫‪11.00www.google.com‬‬
‫‪ - 2‬أحمد المزعنن‪" :‬الجريمة المستحدثة ‪...‬معالمها و ابعادها و آثارها"‪ ،‬مقال نشر بموقع الحياة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫‪-3‬أبعاد الجرائم المستحدثة و نشاطاتها‪:‬‬

‫أول من اس تخدم ه ذا المفه وم ه و ه ول ‪ HOLL‬للتعب ير عن متغ يرات البن اء التنظيمي و البع د يش ير‬
‫إلى مك ون مح دد من مكون ات الظ اهرة‪.‬و إذا قلن ا البع د السوس يوثقافي و الق انوني للج رائم المس تحدثة‬
‫فهذا يعني أننا نتناول المتغيرات السوسيولوجية و الثقافية و القانونية للجريمة و التي يتطلب حص رها‬
‫و تحديدها في حيز حتى تتشكل ما نسميه بالبعد‪.‬و عند تحليلنا للمظاهر السلوكية للظواهر االجرامية‬
‫المستحدثة في ابعادها الثالث تتجلى هذه األخيرة في‪:‬‬

‫أ‪-‬البع د السوس يولوجي‪:‬و يتجلى في التغ ير االجتم اعي المتس ارع في المجتمع ات األك ثر تحض را‪ ،‬و‬
‫كي ف ي ؤثر ه ذا التغ ير االجتم اعي في كاف ة المج االت السياس ية االقتص ادية و العلمي ة و الطبي ة و‬
‫المج ال االتص االت و تكنولوجي ا المعلوم ات‪،‬على ب روز طائف ة من الظ واهر االجرامي ة المس تحدثة‪.‬إذ‬
‫يت بين ب أن ه ذا التغ ير االجتم اعي و آث اره كانهي ار ش بكة القيم و المع ايير االجتماعي ة و التهميش و‬
‫االقصاء االجتماعي‪ ،‬قد أحدث تغيرات شديدة المفعول على الوظائف االجتماعية و الثقافية التقليدية‬
‫مم ا نجم عن ذل ك مجموع ة من االض طرابات أض عفت و بش كل م زمن و في بعض المي ادين ق درات‬
‫االدماج االجتماعي للفرد‪ ،‬و يتجسد التأثير الميكانيكي لهذه االضطرابات أوال على فئة هشة تستحق‬
‫ال دعم و العناي ة لكونه ا تمث ل األغلبي ة في المجتم ع و م ا تعاني ه ه ذه الش ريحة الك برى من عملي ة‬
‫التهميش االجتماعي و الثقافي(سواء اكان المجرم او الضحية)‪.‬‬

‫ب‪ -‬البعد الثقافي‪ :‬و يتجه فهم هذا البعد في ضوء ما يسمى بالثقافة الفرعية و الذي يتحدد من خالل الصراع‬
‫الثقافي الذي يشير للتفاوت بين الفعل و األهداف الخاصة نتيجة التجاه الفعل مباشرة لما هو عام ‪،‬وب ذلك يكون‬
‫التفاوت مصدرا للصراعات قد تدفع الشخص الرتكاب الجرائم و أن هذا التفاوت ناتج عن ثقافة الفقر الذي يعني‬
‫ع دم الكفاي ة بالنس بة لمس توى معين من العيش و عدم المس اواة في توزي ع ال دخل ‪،‬ال ثروات‪ ،‬المناص ب؛ إض افة الى‬
‫ع دم الق درة على تحقي ق بعض الطموح ات‪،...‬لتجتم ع ه ذه العوام ل الثقافي ة فتش كل ابع ادا تتس بب في انت اج ظ واهر‬
‫إجرامي ة جدي دة(مس تحدثة) ت دفع به ذه الفئ ة ال تي عايش ت الالعدال ة في توزي ع ال ثروة أو ال دخل أو المناص ب؛ الى‬
‫استحداث أنماط إجرامية جديدة مردها عدم التكيف و االندماج من قبل هذه الفئة مع ما يطمحون اليه و ما سطره‬
‫المجتم ع من ق وانين و قواع د تكبح جم اح ه ذا الطم وح‪.‬لكن دون ان ننس ى ان ه ذه الظ روف ترتب ط ارتباط ا وثيق ا‬
‫بآثار عملية التغير االجتماعي و التمدن و التحضر و التطور التكنولوجي في المجتمعات التي تعاني من معدالت‬
‫عالية في الجرائم عامة و المستحدثة خاصة‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫ضف الى ذلك ظهور العولمة و التي بفعلها حدثت تغيرات كثيرة منها التقدم العلمي و الصناعي و التكنولوجي‪ ،‬ما‬
‫أدى الى ظه ور مف اهيم دولي ة جدي دة في مج ال العالق ات الدولي ة ارتك زت على تحري ر التج ارة العالمي ة و التح رر‬
‫االقتصادي و أيضا تدويل األنماط السلوكية و الثقافية عالميا من خالل غزو السلوكيات و الثقافات الخاصة بالدول‬
‫األقوى اقتصاديا و علميا و تكنولوجيا ‪،‬التي أصبحت تملك مفاتيح التحكم في مجريات األمور من خالل سيطرتها‬
‫على وس ائل االعالم و ك ذا التقني ات المس تخدمة في كاف ة من احي الحي اة دف ع به ذا الن وع من الج رائم المس تحدثة الى‬
‫الظهور بشتى مظاهرها و أشكالها‪ :‬الجرائم االلكترونية‪-‬جرائم التزوير االلكتروني‪...‬الخ‪ .‬فبالرغم من أن التطور‬
‫الحضاري قد حقق مكاسب كبيرة إال انه لم يفلح في المقابل في منع ظهور مظاهر سلبية تعكر رفاه االنسان‪ ،‬كما‬
‫أصبحت مثال الكثير من المنتجات التقنية ‪،‬ال سيما في نطاق االعالم و االتصاالت مصدرا هاما للجرائم الحديثة‪.‬‬

‫ج‪-‬البعد القانوني‪:‬‬

‫و يقصد بالبعد القانوني تضمين المظاهر السلوكية للظواهر االجرامية المستحدثة في ضوء التعريف القانوني و‬
‫ارتباطها بظروف المجتمع و أوضاعه المختلفة‪،‬بمعنى أن الجريمة ال تتحقق لمجرد وجود عالقة تناقض بين الفعل‬
‫و القاعدة الجنائية(عدم الشرعية القانونية)‪.‬‬

‫و كم ا أس لفنا ال ذكر في العنص ر رقم ‪(2‬عالق ة الج رائم التقليدي ة ب الجرائم المس تحدثة) ؛ ف الجرائم المس تحدثة هي‬
‫مجموع ة من األس اليب االجرامي ة تتوافر فيه ا نفس ارك ان الجريمة التقليدية‪ :‬المجرم و الضحية و الفعل االجرامي‬
‫لكن بخص ائص و أس اليب جدي دة‪ ،‬و ق د ح ددها الفق ه الجن ائي بأنه ا‪ :‬الج رائم االقتص ادية و الج رائم المنظم ة و‬
‫المخالفات التي ال تندرج تحت نص عقابي محدد ‪ ،‬و هي كل فعل يشكل خطرا على المصالح األساسية للجماعة ‪ ،‬و‬
‫ال تي يجب على المش رع حمايته ا بنص وص عقابي ة‪ .‬و نظ را لح داثتها فق د جعلت علم اء االج رام يقول ون‪ :‬ان‬
‫الجريمة تسبق القانون‪.‬‬

‫إض افة الى م ا س بق ف الجرائم المس تحدثة تمتل ك بع دا قانوني ا جدي دا يميزه ا عن تل ك التقليدي ة و يتجلى في حداث ة‬
‫القوانين المنظمة لها‪ ،‬إضافة الى عدم وجود مظهر مادي خارجي ملموس لبعض أشكال لجرائم المستحدثة مما‬
‫يتطلب تغيير مفهوم الركن المادي للجريمة ( كالجرائم المعلوماتية مثال) و هو ما يخلق صعوبة أخرى تتجلى في‬
‫ع دم التمكن من الوص ول الى ش هود للجريم ة في ظ ل ع دم ع دم وج ود مظه ر م ادي خ ارجي له ا‪.‬و ك ذلك صعوبة‬
‫المالحق ة األمني ة لمرتكبيه ا في ح ال اش تراك عناص ر إجرامي ة من داخ ل الدول ة و خارجه ا في ارتك اب الجريم ة‬
‫المستحدثة‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫أم ا بالنس بة لنش اطات الج رائم المس تحدثة فتتجلى من خالل بعض أنم اط و ص ور الج رائم المس تحدثة أو المس تجدة‬
‫‪1‬‬
‫من خالل مايلي‪:‬‬

‫‪-‬اإلرهاب‬

‫‪-‬المخدرات‬

‫‪-‬االحتيال المعلوماتي‬

‫‪-‬تزييف العملة باستخدام الماسحات الضوئية‬

‫‪-‬تقليد و تزييف الوثائق و المستندات الكترونيا‬

‫‪-‬غسل األموال عبر القنوات االلكترونية‬

‫‪-‬االتجار باألعضاء البشرية و سرقتها‬

‫‪-‬جرائم االنترنيت‬

‫‪-‬جرائم ذوي الياقات البيضاء‬

‫‪-‬جرائم تزوير بطاقات االئتمان‬

‫‪-‬خطف الطائرات‬

‫‪-‬الج رائم االقتص ادية المس تجدة مث ل المض اربة و االحتي ال باألس واق المالي ة و التجس س الص ناعي و التج اري و‬
‫جرائم البيئة ‪.‬‬

‫‪- 1‬رفيق الشلبي‪ " : ‬مدى كفاءة األجهزة األمنية العربية في التصدي للظواهر االجرامية"‪ ،‬بحث قدم ضمن كتاب الظواهر االجرامية المستحدثة و‬
‫سبل مواجهتها ‪،‬منشورات أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية‪،‬الرياض‪،1999،‬ص‪.72‬‬
‫‪14‬‬
15

You might also like