Professional Documents
Culture Documents
مقاالت متعلقة
الزيارات
82103 :
اْلِك َت اَب َو ِم ْث َلُه َم َع ُه َ ،أ اَل َع ِن اْلِم ْق َد اِم ْب ِن َم ْع ِد ي َكِر َب اْلِك ْن ِد ِّي َرِض َي اُهلل َع ْن ُه َ ،ق اَل َ :ق اَل َر ُس وُل اِهَّلل َص َّلى اُهلل َع َلْي ِه َو َس َّلَم َ(( :أ اَل ِإ ِّن ي ُأ وِت يُت
ِم ْن َح اَل ٍل َف َأ ِح ُّلوُهَ ،و َم ا ِإ ِّن ي ُأ وِت يُت اْلُق ْر آَن َو ِم ْث َلُه َم َع ُه َ ،أ اَل ُي وِش ُك َرُج ٌل َي ْنَث ِن ي َش ْب َع اًن ا َع َلى َأ ِريَكِت ِه َي ُق وُل َ :ع َلْي ُكْم ِب اْلُق ْر آِن َ ،ف َم ا َو َج ْد ُت ْم ِف يِه
ِم ْن َم اِل ُم َع اَه ٍد ِإ اَّل َأ ْن َو َج ْد ُت ْم ِف يِه ِم ْن َح َر اٍم َف َح ِّر ُم وُهَ ،أ اَل اَل َي ِح ُّل َلُكْم َلْح ُم اْلِح َم اِر اَأْلْه ِل ِّي َ ،و اَل ُكُّل ِذ ي َن اٍب ِم َن الِّس َب ا َ ،أ اَل َو اَل ُلَق َط ٌة
ِع
َي ْس َت ْغ ِن َي َع ْنَه ا َص اِح ُب َه اَ ،و َم ْن َنَز َل ِب َق ْو ٍم َ ،ف َع َلْي ِه ْم َأ ْن َي ْق ُر وُه ْم َ ،ف ِإ ْن َلْم َي ْق ُر وُه ْم َ ،ف َلُه ْم َأ ْن ُي ْع ِق ُب وُه ْم ِب ِم ْث ِل ِق َر اُه ْم ))[.]1
وَع ْن ُع َبْي ِد اِهَّلل ْب ِن َأ ِب ي َر اِف ٍع َ ،ع ْن َأ ِب يِه َرِض َي اُهلل َع ْن ُه َ ،ع ِن الَّن ِب ِّي َص َّلى اُهلل َع َلْي ِه َو َس َّلَم َق اَل (( :اَل ُأ ْلِف َي َّن َأ َح َد ُكْم ُم َّت ِك ًئ ا َع َلى َأ ِريَكِت ِه َي ْأ ِت يِه
اَأْلْم ُر ِم ْن َأ ْم ِر ي ِم َّم ا َأ َم ْر ُت ِب ِه َأ ْو َن َه ْي ُت َع ْن ُه َف َي ُق وُل :اَل َن ْد ِري َم ا َو َج ْد َن ا ِف ي ِك َت اِب اِهَّلل اَّت َب ْع َناُه))[.]2
♦ ((أريكته)) :السرير في الَح َج َلة ،وال يسمى منفرًد ا أريكة ،وقيل :هو كل ما اُّت ِك ئ عليه.
♦ ((لقطة)) :الُّلقطة :ما وجدته مرمًّي ا في األرض ،ال تعرف له صاحًب ا.
وقد وصفهم الَّنبُّي صلى اهلل عليه وسلم بالشبع واالتكاء على األريكة ،واالتكاء يدل على المعاني التالية :التكبر والتجبر والبطر، ♦
والقعود عن طلب العلم وتحصيله والسعي وراءه؛ قال العاَّل مة القاري (1014هـ) رحمه اهلل( :وفيه إيماء إلى أَّن من َكُث َر أكله ال يقدر
على استمساك نفسه ،ويمكن أن يكون قوله (شبعان) كناية عن غروره بكثرة علمه ،وادعائه أن ال مزيد على فضله.
وفيه إشارة إلى أَّن السالك ينبغي أن يكون دائًم ا حريًص ا في طلب العلم كالجيعان في طلب الرزق؛ قال اهلل تعالىَ ﴿ :و ُق ْل َر ِّب ♦
ْد ِن ي ِع ْلًم ا ﴾ [طه.]3[)]114 : ِز
ويدل الحديثان على أَّن ه ال يجوز اإلعراض عن حديثه عليه الصالة والسالم؛ ألَّن المعرض عنه معرض عن القرآن أصاًل ؛ ألَّن اهلل ♦
اَّل ْل َف ُل َف
يقولَ ﴿ :و َم ا آَت اُكُم الَّر ُس و ُخ ُذ وُه َو َم ا َن َه اُكْم َع ْن ُه اْن َت ُه وا ﴾ [الحشر ،]7 :وقال تعالىَ ﴿ :و َم ا َي ْن ِط ُق َع ِن ا َه َو ى * ِإ ْن ُه َو ِإ َو ْح ٌي
ُي وَح ى ﴾ [النجم ،]4 ،3 :ويقول تعالىَ ﴿ :ف اَل َو َر ِّب َك اَل ُي ْؤ ِم ُنوَن َح َّت ى ُي َح ِّكُم وَك ِف يَم ا َش َج َر َب ْي َنُه ْم ُث َّم اَل َي ِج ُد وا ِف ي َأ ْنُف ِس ِه ْم َح َر ًج ا ِم َّم ا
َق َض ْي َت َو ُي َس ِّلُم وا َت ْس ِل يًم ا ﴾ [النساء]65 :؛ قال حسان بن عطية الدمشقي (بعد120هـ)( :كان جبريل ينِز ُل على الَّنبِّي صَّلى اهلل عليه
وسَّلم بالُّس َّنة كما ينزُل عليه بالقرآن)[.]4
قال شيخ اإلسالم ابن تيمية (728هـ) رحمه اهلل( :فهذه النصوص توجب اتباع الرسول وإن لم نجد ما قاله منصوًص ا بعينه في
الكتاب ،كما أَّن تلك اآليات توجب اتباع الكتاب وإن لم نجد ما في الكتاب منصوًص ا بعينه في حديث عن الرسول غير الكتاب ،فعلينا
أن نَّت بع الكتاب وعلينا أن نَّت بع الرسول ،واتباع أحدهما هو اتباع اآلخر؛ فإَّن الرسول بَّلغ الكتاب ،والكتاب أمر بطاعة الرسول ،وال
يختلف الكتاب والرسول البتة ،كما ال يخالف الكتاب بعضه بعًض ا؛ قال تعالىَ ﴿ :و َلْو َكاَن ِم ْن ِع ْن ِد َغ ْي ِر اِهَّلل َلَو َج ُد وا ِف يِه اْخ ِت اَل ًف ا َكِث يًر ا ﴾
[النساء ،]82 :واألحاديث كثيرة عن الَّنبِّي صلى اهلل عليه وسلم في وجوب اتباع الكتاب ،وفي وجوب اتباع سنته صلى اهلل عليه
وسلم ،وسنة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم تفسر القرآن كما فسرت أعداد الصلوات وقدر القراءة فيها ،والجهر والمخافتة ،وكما
فسرت فرائض الزكاة ونصبها ،وكما فسرت المناسك وقدر الطواف بالبيت ،والسعي ورمي الجمار ونحو ذلك ،وهذه السنة إذا ثبتت،
فإن المسلمين كلهم متفقون على وجوب اتباعها)[.]5
وفيها دليل صريٌح على حجية السنة ،وقد ُن قل اإلجماع على حجية السنة كثير من العلماء ،منهم اإلمام الشافعي (204هـ) رحمه ♦
اهلل إْذ قال( :وال أعلم من الَّص حابة وال الَّت ابعين أحدا أخبر َع ن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ِإ اَّل قبل َخ بره وانتهى ِإ ليه ،وأثبت ذلك
سنة)[.]6
♦
وفيها دليل على أَّن السنة وحٌي من اهلل جَّل وعال ،وأَّن ه ال سبيل إلى َف هم القرآن إال بها ،فهي المفسرة والشارحة والمقيدة له،
وهي تزيد عليه في األحكام ،إًذ ا لن يصل أحٌد إلى اهلل إال عن طريق سنة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم.
لذلك ما نراه من المبتدعة القرآنيين وأضرابهم من الفرق الضالة والمشككين في رد السنة تارة ،وتشكيك بها تارة أخرى إنَّم ا هي
محاوالت إلبطال دين اهلل جَّل وعال ،ولكن اهلل متم لنوره ولو كره المشككون.
وما هذا التشكيك الذي يشُّن على الحديث الشريف من ِق بل من ال خالق لهم في الدين والعلم إال تشكيك في السنة وصاحبها؛ لكي
يسعوا لمحاربة وإبطال الدين ،فالناس إذا فقدت الثقة بالسنة تركت العمل بها ،وإذا تركت العمل بها تركت الدين.
[ ]1أخرجه :ابن أبي شيبة ( ،)24330وأحمد ( ،)17174واللفظ له ،والدارمي ( ،)606وابن ماجه (
،)12
وأبو داود ( ،)4604والترمذي ( ،)2664والمروزي في السنة ( ،)244والطحاوي في شرح معاني اآلثار( ،)6410واآلجري في
الشريعة( ،)97والطبراني في الكبير( ،)650وفي مسند الشاميين؛ له ( ،)1061والدارقطني في السنن( ،)4667وابن عبد البر في
جامع بيان العلم وفضله ( ،)2343والبيهقي في الكبرى( ،)13442وفي دالئل النبوة؛ له 549/ 6وابن بطه في اإلبانة (،)63
والخطيب في الفقيه والمتفقه ،262/ 1والحديث حَّس نه الترمذي ( ،)2663و( ،)2664وصححه ابن حبان ( ،)12والحاكم (،)371
وله شواهٌد عَّد ة.
[ ]2أخرجه :أحمد ( ،)23861والبخاري في التأريخ الكبير ،288/ 7وابن ماجه ( ،)13وأبو داود ( ،)4605واللفظ له ،والترمذي
( ،)2663والروياني ( ،)716والطحاوي في شرح معاني اآلثار ( ،)6412واآلجري في الشريعة ( ،)94والطبراني في األوسط
( ،)8844وفي الكبير؛ له ( ،)934والاللكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة ( ،)98وابن عبدالبر في جامع بيان العلم وفضله
( ،)2342والبيهقي في معرفة السنن واآلثار ( ،)50وفي الكبرى؛ له ( ،)13441وابن بطة في اإلبانة ( ،)60وحسنه الترمذي (،)2663
وصححه ابن حبان ( ،)13والحاكم ( ،)368قلت :وقد اختلف في إسناده وصاًل وإرسااًل ،ورَّج ح الحافظ الدارقطني في العلل
( )1172رواية الوصل.
[ ]4أخرجه :الدارمي ( ،)608وأبو داود في المراسيل ( ،)536والمروزي في السنة ( ،)102والاللكائي في شرح أصول اعتقاد أهل
السنة ( ،)99وابن بطة في اإلبانة ( ،)90والخطيب في الفقيه والمتفقة .266/ 1