Professional Documents
Culture Documents
الموسوعة الحديثية
الرئيسة
/الموسوعة الحديثية
/شروح األحاديث
-إَّن العلماَء ورثُة الأنبياِء وإَّن الأنبياَء لم ُيوِّرثوا ديناًرا إنما َوَّر ثوا علًما
الراوي |
-
:المحدث
:ابن العربي
| المصدر
:عارضة الأحوذي
| الصفحة أو الرقم |
4/106
:خلاصة حكم المحدث
:لا يصح
من سلك طر يًقا يطلُب فيه علًما ،سلك اللُه به طر يًقا من طرِق الجنِة ،وإَّن الملائكَة لتضُع أجنحَتها رًضا لطالِب الِعلِم ،وإَّن العاِلَم ليستغفُر له من في
السماواِت ومن في الأرِض ،والحيتاُن في جوِف الماِء ،وإَّن فضَل العالِم على العابِد كفضِل القمِر ليلَة البدِر على سائِر الكواكِب ،وإَّن العلما ورثُة الأنبياِء
َء
،وإَّن الأنبياَء لم ُيوِّرُثوا ديناًرا ولا درهًما ،وَّر ُثوا الِعلَم فمن أخَذه أخذ بحٍّظ وافٍر
الراوي :أبو الدرداء | المحدث :الألباني
| المصدر :صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم | 3641 :خلاصة حكم المحدث :صحيح
التخريج :أخرجه أبو داود ( )3641واللفظ له ،والترمذي ( ،)2682وابن ماجه ( ،)223وأحمد ()21715
الِعْلُم نوٌر للُعقوِل وِضياٌء للَحضاراِت ،وقد َحَّث الإْس لام َعلى َطلِب الِعْلم الَّن اِفِع ِبُكِّل ُفروِعه؛ ِلَما فيه من إْعماٍر للَأ ْرِض وإقامِة الِّديِن الَحِّق على الُهدى والُّن وِر
والَبِّيناِت ،وَجَعَل ِلُطلاِب الِعْلِم وِللُعَلماِء َمنِزلًة َرفيعًة بين الَّن اِس
.
وفي هذا الحديث ِقَّص ٌة ،حيُث يقوُل ُك َثيُر ْبُن َقْيس -و ُيقاُلَ :قيُس بُن َكثيٍر كما في ِروايِة الِّترمذِّي ُ« :-كْنُت جاِلًسا عند أبي الَّد ْرَداِء في َمْسِجِد ِدَمشَق ،فأتاه
َرُجٌل ،فقال :يا أبا الَّد ْرداَء ،أَتيُتَك من الَمدينِةَ -مدينِة َرسوِل اللِه صَّلى اللُه عليه وسَّل َم-؛ ِل حديٍث َبَلَغني أَّن َك ُتحِّدُث به عن الَّن بِّي صَّلى اللُه عليه وسَّل َم ،فقال أبو
الَّد رداِء َرِضي الل عنهَ« :فما جا ِبَك ِت جارٌة؟» ،قال الَّر ُجُل« :لا» ،فقال أبو الَّد رداِء« :ولا جا ِبَك َغيُره؟» ،قال الَّر ُجُل« :لا» ،وهذا الاْس ِتْفهاُم للإيَضاِح
َء َء ُه
عن َسبِب المجيِء ،وأَّن ه لم َيأِت ِلطَلِب ِت جارٍة أو َعَرٍض من أعراض ال نيا ،وأَّن ه ما جاء به غيُر َطلِب ذلك الَحديِث ،فقال أبو الَّد ردا رِضَي اللُه عنه ِعنَدما
ِء ُّد
َعَرَف َّيِنَة الَّر ُجِل ،وأَّن َسفَره إَّن ما كان لَطَلِب الِعْلمَ« :فإِّني َسِمْعُت َرسوَل اللِه صَّلى اللُه عليه وسَّل َم يقولَ« :مْن َسَلَك َطِر يًقا» ،وَدَخَل فيه أو َمشىَ« ،يطُلب فيه
الَجِة» ،وذلك بالَّت وفيِق إلى َعمِل الَّط اعاِت والَخيراِت في الُّد نيا ،أو إْدخاِله َّن
الَجَة بلا ِعْلًما» ،أيَ :يطُلب فيه ِعلًما َنافًعا َخالًص ا لله َتعالى« ،سَلك اللُه به َطر يًقا إلى َّن
َتعٍب في الآِخَرِة« ،وإَّن الَملاِئكَة َلتَضُع َأ ْج ِنَح َتها ِرًضا ِلطاِلِب الِعْلِم» ،وهذا َيحَتِمُل أن َيُكون َمعناه على َحقيَقِته ،أيَ :تضُع أْج ِنحَتها وإْن لم ُيَشاَهدَ ،فتَضُعها
لَتكوَن ِوطاًء له إذا َمشى ،أو َتكُّف أْج ِنَح َتها عن الَّط يراِن َوتْنِزُل ِلسماِع الِعلِم
.
قال« :وإَّن العاِلَم لَيسَتْغِفُر له َمن في الَّس مواِت وَمن في الَأ رِض ،والحيتاُن في َجوِف الماِء» ،أيَ :تطُلُب له الَمغِفرَة من اللِه إذا َلِحقُه َذنٌب ،أو َتسَتْغِفُر له ُمجازاًة
على ُحسِن َصنيِعِه؛ وذلك ِلعُموم َنفِع الِعلِم؛ فإَّن َمصاِل َح ُكِّل َشيٍء َومناِفَعه َمنوطٌة به
.
ثم قال ُمبِّيًنا فْض َل العاِلِم على العاِبِد« :وِإ َّن َفْض َل العاِلِم» ،وهو الُمْشَتغُل بالِعلِم الَّن اِفِع بأصوِلِه وَقواِعِده الَّص حيحِة« ،على العاِبِد» ،وهو من َغلَب َعليِه الِعبادُة مع
اِّطلاِعه على الِعْلِم الَّض رورِّي َ« ،كَفْض ِل الَقَمِر ليلَة الَبدِر على ساِئِر الَكواِكِب »؛ لأَّن ه َيُعُّم ِبنوِره الأْرَض ،على َعْك ِس الَكواِكب التي لا ُتنير مع
وجوِدها في
الَكون ،وفيه َتنبيٌه على أَّن َكمال الِعلِم ليس للعاِلِم من َذاِته ،بل بما لَتَّق اه عن الَّن بِّي صَّلى اللُه عليه وسَّل َم ،كنوِر الَقمر؛ فإَّن ه ُمستَفاٌد من ُنوِر الَّش مِس « ،وِإ َّن
َأ َّر َّن
الُعَلماَء هم َوَرثُة الأْنبياِء ،وإَّن الأْنبياَء لم ُيوِّرثوا ِديناًرا ولا ِدرَهًما»؛ فليس من َشأنهم َتوريُث الماِلَ« ،وَّر ثوا الِعلَم؛ َفمْن َأ َخَذه» أي :بحِّقِه ،وحاَفَظ عليه ،وَعِمَل
به ،وعَّل َمُه للَّن اِسَ« ،أ َخَذ ِب حٍّظ واِفٍر» ،أيَ :بَنصيٍب تاٍم وكاِمٍل .والُعلماُء َمنوٌط بهم َتعليُم ُطلاِب الِعلِم؛ َفينَبغي عليهم أن ُيراعوا ُحقوَقهم في الَّت عُّل م والَّت عليِم ،وَنقِل
أمانِة الِعلِم إليهم ،وهذا َيسَتلِزُم من الُّط لاِب إْكراَم الُعلماِء أْيًضا وَتبجيَلهم
.
وفي الحديث :الَحُّث على الَّس ْعِي في َطلِب الِعلِم
.
وفيه :أَّن اللَه سبَحاَنه َجعَل الُعلماَء حاِمليَن ِلعْلم الأْنبياِءِ ،لتكَتِمُل الَمسيرُة إلى أْن يشاَء اللُه رْفَع الِعلِم( ).
تابعنا
Facebook Telegram
Twitter Instagram
Youtube Whatsapp
بريدك اإللكتروين
أرسل