You are on page 1of 92

‫كشف التلبيس والمكر‬

‫في رسالة ما هو منهج الوادعي لعلي‬


‫بابكر‬
‫ونبذة مختصرة من ترجمة المام‬
‫الوادعي رحمه الله تعالى‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫تأليف‬
‫تركي بن عبد ال الوادعي‬

‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪2‬‬
‫المقدمة‬
‫المد ل رب العالي‪ ،‬والصلة والسلم على سيد النبياء والرسلي‪ ،‬وعلى آله الطيبي وعلى‬
‫صحابته أجعي‪ ،‬والناهجي لنهجه إل يوم الدين‪ ،‬ونن معهم بنك وكرمك يا أرحم الراحي‪.‬‬
‫أما بعد‪ :‬فقد اطلعت على رسالة مكتوبة ف وريقات بعنوان «ماهو منهج الوادعي» فألفيتها‬
‫ت مل ف طيات ا الزور والبهتان‪ ،‬ف قد تا مل في ها مؤلف ها على المام الواد عي رح ه ال ودعو ته‬
‫وطلبه تاملًا شديدًا‪ ،‬وتاوز الد ف قلة حياء وتعال‪ ،‬وبمد ال فقد رد عليه الشيخ يي بن علي‬
‫الجوري حف ظه ال وغيه‪ ،‬ولك ن ل أرَ لنف سي عذرًا ف ال سكوت فأحب بت أن أدل بدلوي ب ي‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫الدلء‪ ،‬و هم القوم ل يش قى ب م جلي سهم‪ ،‬فأخذت ب عض عبارات تلك الر سالة وناقشتُ ها لُيعْلم‬
‫لب سها‪ ،‬وأعرض تُ عن كث ٍي من ها لوضوح الواب علي ها ب ي الناس‪ ،‬على أن الكا تب يب تر الكلم‬
‫ويقط عه‪ ،‬وي كم بتعال وج هل مش ي غ ي مبالٍ بوا قف أ هل العلم‪ ،‬وهذا منذرٌ ب طر‪ ،‬فإن ال نب‬
‫‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬يقول‪" :‬قبل الساعة سنواتٌ خداعة‪ ،‬يصدق فيها الكاذب‪،‬‬
‫ويكذب فيها الصادق‪ ،‬ويون فيها المي‪ ،‬ويؤتن فيها الائن‪ ،‬وينطق فيها الرويبضة" قيل‪ :‬وما‬
‫الرويبضة يا رسول ال؟ قال‪" :‬السفيه يتكلم ف أمر العامة"‪.‬‬
‫فعزمت عزم ال ل على الرشد أن أبي تلبيسه ومكره بالدعوة السلفية وأهلها ف اليمن‪ ،‬تلك‬
‫الدعوة ال ت ن فع ال ب ا الناس‪ ،‬ود حر ال ب ا البد عة وأهل ها‪ ،‬تلك الدعوة ال ت بُن يت على اتّباع‬
‫الكتاب والسنة بفهم سلف المة الصال‪ ،‬ل على الراء والهواء‪.‬‬
‫للعلماء فيهها النلة العليّةه باه نصهحوا للديهن‪ ،‬وباه دافعوا عهن أعلمهه وشرائعهه‪ ،‬فههم البرة‬
‫التقياء‪ ،‬الداة النفاء‪ ،‬ول ندّ عي ل م الع صمة‪ ،‬ف هم ب شر ي صيبون ويطئون‪ ،‬ويعلمون ويهلون‪،‬‬
‫س وَمَا‬
‫ك ا َلمْثَا ُل َنضْ ِربُهَا لِلنّا ِ‬
‫ول كن ح سبهم أن م أ هل الع قل والف هم‪ ،‬ك ما قال سبحانه‪َ { :‬وتِلْ َ‬
‫َيعْقُِلهَا إل العَالِمُونَ}‪.1‬‬
‫وحسبهم أنم أهل الشية كما قال سبحانه‪ِ{ :‬إنّمَا َيخْشَى الَ مِ ْن ِعبَادِ ِه العُلَمَاءُ ِإنّ الَ عَزِيزٌ‬
‫َغفُورٌ}‪.2‬‬
‫وحسبهم أنم الشهداء‪ ،‬وشهادتم مقرونة بشهادة ال عز وجل وملئكته على خي مشهود‪،‬‬
‫أل وهو توحيده سبحانه‪ ،‬كما قال تعال‪َ { :‬شهِدَ الُ َأنّ هُ ل إِلَ َه إل هُ َو وَالَلِئكَ ُة َوأُولُو العِلْ مِ قَائِما‬
‫سورة العنكبوت‪ ،‬الية‪.43 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة فاطر‪ ،‬الية‪.28 :‬‬ ‫‪2‬‬


‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪3‬‬
‫لكِيمُ}‪.3‬‬
‫بِالقِسْطِ ل إِلَ َه إل ُهوَ العَزِي ُز ا َ‬
‫وحسبهم أن ال أراد بم خيًا‪ ،‬كما قال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪" :-‬من يرد ال به‬
‫خيًا يفقهه ف الدين" إل غي ذلك من فضائلهم العروفة الت قد أُفردت بالتأليف‪ ،‬وتناقلها العلماء‬
‫قرنًا بعد قرن‪ ،‬فهؤلء العلماء هم رحة وهداة للناس‪ ،‬وأعن بم علماء الكتاب والسنة‪ ،‬على فهم‬
‫سلف المة الصال‪ ،‬ول يعاديهم إل مذول جاهل‪.‬‬
‫وضد كل امرئ ما كان يهله والاهون لهل العلم أعداءُ‬
‫فأهل الديث العاملون به هم الطائفة النصورة‪ ،‬روى البخاري ومسلم من حديث الغية بن‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫شعبة رضي ال عنه قال‪ :‬قال‪ :‬رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪" :-‬ل تزال طائفة من‬
‫أم ت ظاهر ين ح ت يأ ت أ مر ال و هم ظاهرون" وجاء بنحوه فيه ما من حد يث معاو ية ر ضي ال‬
‫ع نه‪ ،‬وجاء من حد يث ثوبان ف « صحيح» م سلم بل فظ‪" :‬ل تزال طائ فة من أم ت ظاهر ين على‬
‫ال ق ل يضر هم من خذل م ح ت يأ ت أ مر ال و هم كذلك"‪ ،‬وجاء بنحوه عن جابر بن عبدال‪،‬‬
‫وجابر بن سرة‪ ،‬وكلها ف «صحيح مسلم» وجاء عن غيهم خارج «الصحيح»‪.‬‬
‫قال‪ :‬المام أحد‪ :‬إذا ل تكن هذه الطائفة النصورة هم أصحاب الديث فل أدري من هم‪.‬‬
‫وبنحوه قال غيه من أهل العلم‪.‬‬
‫وانظر ما كتبه العلمة اللبان رحه ال ف «الصحيحة» (‪ )1/478‬حول هذا الوضوع‪ ،‬فقد‬
‫أجاد وأفاد‪ ،‬و قد ا ستوفينا الكلم على هذا ف «شرح الا مع ال صحيح للمام الواد عي رح ه ال»‬
‫يسر ال إكماله‪ ،‬وما حصل أهل الديث والعمل به على هذه النلة الرفيعة إل بانقيادهم للكتاب‬
‫وال سنة‪ ،‬يفهمون ذلك بف هم سلف ال مة ال صال‪ ،‬ويعملون ب ا بلغ هم من العلم النا فع‪ ،‬فإمام هم‬
‫رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬وهو قدوتم‪ ،‬يتدارسون هَ ْديَه وأحاديثه من القوال‬
‫والفعال م ستفيدين وم ستعيني على ذلك بك تب الئ مة الثبات الرباني ي‪ ،‬ل يتعصبون لذه بٍ أو‬
‫عالٍ‪ ،‬فمدارهم على الدليل من كلم ال وكلم رسول ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬رافعي‬
‫أيديهم عن عصبية أصحاب الذاهب‪ ،‬والت بلغ ببعضهم الال إل أن أوّل الدلة لخالفتها لكلم‬
‫إمامه‪.‬‬
‫هذا إذا بقيَ ف وجهه مزعة حياء‪ ،‬وإل فما أسهل الرد عليه وربا قال‪ :‬لاذا ل يعمل به إمامنا‪.‬‬
‫يا هذا هل أحاط إمامك بالشريعة أم هل عُصم من الطأ والزلل‪ ،‬حسبه أنه من علماء السلم‬
‫سورة آل عمران‪ ،‬الية‪.18 :‬‬ ‫‪3‬‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪4‬‬
‫وهداة النام‪ ،‬وقهد حذرك وأنذرك مهن تقليده ومهن التعصهب له‪ ،‬وأمرك بخالفهة قوله إذا خالف‬
‫الدليل كما جاء عن المام مالك والشافعي وأحد رحهم ال وغيهم من الئمة‪ ،‬وهو مذكور ف‬
‫تراجهم‪ ،‬وارجع إل «صفة صلة النب ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ »-‬للعلمة اللبان رحه‬
‫ال‪ ،‬فقد ذكر ف أول الكتاب طرفًا صالًا من أقوالم ف النهي عن تقليدهم‪.‬‬
‫فأهل الديث والثر هم الوفقون ف السائل العلمية‪ ،‬لسيهم مع الدليل‪ ،‬فهم أعرف الناس با‬
‫صح من غيه‪ ،‬وبنسوخ الديث وناسخه‪ ،‬وبطلقه ومقيده‪ ،‬وبعامه ومصوصه‪ ،‬إل غي ذلك ما‬
‫يتاجه العال الحدث‪ ،‬ول در الافظ الصوري حيث يقول‪:‬‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫ههه‬ ‫ههن يدعيه‬ ‫عائبًهها أهله ومه‬ ‫قهل لنه عانهد الديهث وأضحهى‬
‫أم بهههل فالهههل خلق السههفيه‬ ‫ه تقول هذا ابههههن ل‬ ‫أبعلمههه ٍ‬
‫مههههن الترهات والتمويههههه‬ ‫هن‬ ‫هم حفظوا الديه‬ ‫هن هه‬ ‫أيُعاب الذيه‬
‫راجعههٌ كههل عالٍهه وفقيههه‬ ‫وإل قولمهه ومهها قههد رووه‬
‫فكم عان أهل الديث ف جعه وتدوينه‪ ،‬وف بيان صحيحه من سقيمه‪ ،‬ومعلوله من سليمه‪،‬‬
‫مع بيان حال روا ته‪ ،‬وإيضاح أحوال َنقَلَتِه‪ ،‬فقدموا أنف سهم وأعراض هم وأموال م ف سبيل ذلك‪،‬‬
‫وتشموا أهوال ذلك فتعرضوا لبطش أهل الغي والضلل‪ ،‬ومكر أهل البدع والتحزب والضلل‪،‬‬
‫فهذا يطرد من بلده‪ ،‬وهذا ي بس بإيعاز من مبتد عة ع صره‪ ،‬كش يخ ال سلم ا بن تيم ية رح ه ال‪،‬‬
‫وهذا يُرَكّب على المار مقلوبًا ليُ َمثّل به وليُهان ف السواق‪ ،‬لنه أفت بالدليل‪ ،‬وخالف الذهب‬
‫كالا فظ ا بن الق يم رح ه ال‪ ،‬وهذا ي كر به أهل السوء من علماء البدع فينج يه ال من مكرهم‬
‫كأب إساعيل الروي وهلم جرًا‪ ،‬ولو شرحنا هذا لطال القام‪ ،‬وما نشاهده من هذا الكاتب وغيه‬
‫من أهل القد والزيغ إل من ذاك‪ ،‬ليفع ال بذلك أهل العلم والبيان الدعاة إل السنة والقرآن‪ ،‬قال‬
‫ت وَالُ بِمَا َتعْمَلُو نَ‬
‫ال سبحانه وتعال‪{ :‬يَرْفَ عِ الُ الّذِي نَ آ َمنُوا ِمنْكُ ْم وَالّذِي نَ أُوتُوا العِ ْل مَ دَرَجَا ٍ‬
‫َخبِيٌ}‪.1‬‬
‫ت مَ ْن نَشَاءُ إِنّ َربّ كَ َحكِي مٌ‬
‫جتُنَا آَتيْنَاهَا ِإبْرَاهِي َم عَلَى َق ْومِ هِ نَرَْف عُ َدرَجَا ٍ‬
‫وقوله‪َ { :‬وتِلْ كَ حُ ّ‬
‫عَلِيمٌ}‪ .2‬قال زيد بن أسلم‪ :‬بالعلم‪.‬‬
‫ول در القائل‪:‬‬

‫سورة الجادلة‪ ،‬الية‪.11 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة النعام‪ ،‬الية‪.83 :‬‬ ‫‪2‬‬


‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪5‬‬
‫ونودههههم فههه ال ذي الل ِء‬ ‫أهلً وسهههلً بالذيههن نبهههم‬
‫غههر الوجوه زيههن كههل ملءِ‬ ‫ههى‬ ‫ههالي ذوي تقه‬ ‫أهلًا بقوم صه‬
‫وتوقههههر وسههههكينة وحياء‬ ‫هث بعفةٍ‬‫هعون ف ه طلب الديه‬ ‫يسه‬
‫ههاء‬‫ههن الحصه‬ ‫وفضائل جلت عه‬ ‫لمهه الهابههة والللة والنهههى‬
‫هن دم الشهداء‬‫هل مه‬‫هى وأفضه‬ ‫أزكه‬ ‫ومداد مهها تري بههه أقلمهههم‬
‫مهها أنتمههو وسههواكمو بسههواء‬ ‫ههد‬ ‫ههب ممه‬ ‫هه علم النه‬‫ياطالبه‬
‫فأين مثل أصحاب الديث أخرجوا الدين للناس صافيًا لينهلوا من منهله‪ ،‬ويشربوا من معينه‪،‬‬
‫فقبّح من رمامهم بفرية‪ ،‬على أن مكر هؤلء الهلة مفضوح‪ ،‬وليس لم قبول عند ولة المر‪ ،‬ول‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫عند الناس‪ ،‬فقد عُرفوا بالتذبذب والتمايل‪ ،‬وبالهل وعدم القبال على العلم‪ ،‬وإل فأين جهودهم‬
‫ودعوتم وطلبم‪.‬‬
‫وكون المام الحدث العلمة التقي اللعي الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحه ال ل يسلم‬
‫من هؤلء الاقدين فل ضي ف ذلك‪ ،‬لنا طريق الصالي وعلماء السلف كما أسلفنا‪ ،‬ليفع ال‬
‫درجاتم‪ ،‬وهذا النب ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬إمام التقي‪ ،‬ورسول رب العالي‪ ،‬ل يسلم‬
‫من لَمْز الشرك ي باللقاب النفرة ف صب و صابر‪ ،‬ح ت ث بت ال ق وخ سر البطلون‪ ،‬و من قرأ ف‬
‫سيته عرف ذلك جيدًا‪.‬‬
‫وهكذا أ صحابه ر ضي ال عن هم من بعده‪ ،‬ف من بعد هم إل يوم نا هذا‪ ،‬وأ هل العلم ف م ن‬
‫وخطوب مع من يدّعي العلم والفهم‪ ،‬وقد طُبِع الهل على قلبه‪ ،‬والغي والضلل ف نجه‪ ،‬من‬
‫يقِْلبُون القائق‪ ،‬فكانت العاقبة للمتقي‪ ،‬واقرؤوا ِسيَرَهم وتراجهم‪ ،‬وقد ذكرنا شيئًا من ذلك ف‬
‫«الفتح البي بذكر ابتلءات الصالي يسر ال طبعه‪.‬‬
‫و ُحقّ للشيخ أن يتمثل بقول الشاعر‪:‬‬
‫ول رسههول الدى فكيههف أنهها‬ ‫مهها سههلم ال مههن بريتههه‬
‫ولقهد عَلّم المام الوادعهي رحهه ال غالب هؤلء وأكرمههم وأحسهن إليههم وحرص على‬
‫هدايتهم‪ ،‬فكانوا بوصف اللؤم حقيقي‪.‬‬
‫وإن أنههت أكرمههت اللئيههم تردا‬ ‫فإن أنهت أكرمهت الكريه ملكتهه‬
‫إن هذا المام الذي نفع ال به وبعلمه وبلمه الناس وفتح على يديه الي الكثي فتفقه الناس‬
‫ف دين ال‪ ،‬ف وقت تلطمت فيه الفت‪ ،‬وثارت واستأسدت فيه الحن‪ ،‬وكثر الهل وقل العلم‪،‬‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪6‬‬
‫ه غريبهة‪ ،‬والبدعهة ظاهرة قريبهة‪ ،‬المهر الذي ل يفهى على مهن‬ ‫فأصهبحت آنذاك السهنة فه قُطْرن ا‬
‫أن صف‪ ،‬فد عا هذا المام إل ال تعال فريدًا وحيدًا‪ ،‬مع قلة ذات ال يد‪ ،‬فتجرد للدل يل‪ ،‬وحب به إل‬
‫القلوب وحذر من الشرك والبدع والتعصب والتقل يد‪ ،‬وقرر تكيم الكتاب وال سنة‪ ،‬والرجوع إل‬
‫فهم سلف المة‪ ،‬فكان ذلك حاله وديدنه وطريقته ومنهجه‪ ،‬وهو صابر على جهل الاهلي وعلى‬
‫قلة الال‪ ،‬ح ت حُ بس ف سبيل ن شر ال سنة ب كر من أ هل الر فض والعتزال‪ ،‬ف سلمه ال تعال‬
‫وعصمه بقبائله وإخوانه‪ ،‬ومب الي من بلد شت‪ ،‬حت عم الي البلد والعباد‪ ،‬وأقبل الناس على‬
‫الكتاب وال سنة‪ ،‬وتَرْك التش يع و سائر أنواع البد عة‪ ،‬وتف قه الناس ف الد ين‪ ،‬ور حل إل يه من أناء‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫البلد اليمنيهة ومهن خارجهها‪ ،‬فل أعلم بنه رحهل إليهه فه اليمهن مثله إل أن يكون عبهد الرزاق‬
‫الصنعان رحه ال‪ ،‬فذاع صيته وانتشرت كتبه وأشرطته‪ ،‬وطلبه ف كل سهل وجبل‪ ،‬وكل بلد‬
‫وقطر‪ ،‬يعرف ذلك أهل العدل والنصاف حت قال بعض أهل العلم‪ :‬إنه ل يعلم مثل هذه الدعوة‬
‫والنهضة العلمية ف هذا القطر إل ف القرون الفضلة‪.‬‬
‫كل ذلك ما أكرم ال به هذا المام البطل‪ ،‬ففتحه على يديه‪ ،‬والفضل ف هذا ل تعال‪ ،‬وال‬
‫ل َوعَمِلَ صَالِحا وَقَالَ ِإّننِي مِنَ الُسِْلمِيَ}‪.1‬‬
‫عز وجل يقول‪َ { :‬ومَنْ أَحْسَنُ َقوْ ًل مِمّنْ َدعَا إِلَى ا ِ‬
‫ويقول ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ " :-‬من د عا إل هدى كان له من ال جر م ثل أجور‬
‫من تبعه ل ينقص ذلك من أجورهم شيئًا" رواه مسلم من حديث أب هريرة رضي ل عنه‪.‬‬
‫ث يأت بعد هذا الفتح العظيم والنة الكبى من نزع ال من وجهه الياء‪ ،‬فجثم القد والبلء‬
‫على قلبه‪ ،‬والعناد والسد على صدره‪ ،‬ليتنقص ف هذه الدعوة الباركة الحمودة السية‪ ،‬ويتنقص‬
‫إمامها المام الداعي إل الي ونشر الفضيلة‪ ،‬ودحر البدعة والرذيلة‪ ،‬ويشكك ف منهجه وسيه‪،‬‬
‫دون خوف من ال ول وجل أو حياءٍ من الناس‪:‬‬
‫مهن اللوم أو سهدوا الكان الذي سهدوا‬ ‫أقلوا عليهههم ل أبهها لبيكههم‬
‫وهيهات أن يأت هؤلء العمي فيسدوا مسد العلماء الربانيي إل أن يشاء ال‪ ،‬وإنه لينبغي أن‬
‫يرشقك علماء السنة بسهام القالة‪ ،‬لتكون لن خلفك آية‪ ،‬فتقف عند حدك وتعرف قدر نفسك‬
‫وضعفك وجهلك‪ ،‬فأنت وال خطر على الجتمع لتصورك العكوس‪ ،‬ولفهمك اللبوس‪ ،‬فل تعرف‬
‫معروفًا ول تنكر منكرًا إل ما أشرب من هواك‪ ،‬ومع ذلك فأنت تظن أنك من أهل العلم جهل‬
‫منك فعسر عليك معرفة خطئك وتصويبه واتام نفسك‪ ،‬والنب ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪-‬‬

‫سورة فصلت‪ ،‬الية‪.33 :‬‬ ‫‪1‬‬


‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪7‬‬
‫سئِلوا فأفتوا بغ ي عل ٍم فضلوا وأضلوا"‪.‬‬
‫يقول‪" :‬ح ت إذا ل يب قَ عال ات ذ الناس رؤو سًا جُهال فَ ُ‬
‫متفق عليه من حديث عبدال بن عمرو رضي ال عنهما‪.‬‬
‫ت نفسك عالًا مرّحًا ومعدّلً‪ ،‬وأنت عاطلٌ عن العلم وعن سلمة الفهم‪،‬‬
‫فها نن نراك نصب َ‬
‫فأ ن لك ذلك‪ ،‬أَ سَِل َم م نك أ هل البدع والتحزب بل سلم م نك أ هل الشرك والنلل‪ ،‬ف ح ي‬
‫و ّجهْ تَ نقدك إل أ هل الف ضل والجلل م ن أف ن عمره ف العلم والتعل يم‪ ،‬والدعوة والرشاد‪،‬‬
‫والتحذير من سبل الغي والضلل‪.‬‬
‫هؤلء العلماء الذين ل يسلموا منك نشئوا على تلوة القرآن وتفسيه ودراسته وفهمه‪ ،‬وعلى‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫حفظ أحاديث رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬وذب الكذب والوضع عنها‪ ،‬وساروا‬
‫على سي ال نبياء وال صالي ف ع صر الف ت وال حن‪ ،‬ف هم غرباء ف و قت تشا غل الناس بالدن يا‪،‬‬
‫وبإقبالم عليها إل من رحم ال‪ ،‬ولو كانوا كما قلت لصاح بم أهل الغية على الدين من العلماء‬
‫الناصحي‪ ،‬والهابذة البارزين كالعلمة الربان ابن باز‪ ،‬والعلمة الحدث اللبان‪ ،‬والعلمة الفقيه‬
‫ابن عثيمي‪ ،‬والعلمة الناقد ربيع بن هادي الدخلي‪ ،‬والعلمة صال الفوزان‪ ،‬والعلمة عبدالحسن‬
‫العباد‪ ،‬والعلمة أحد النجمي‪ ،‬والعلمة ممد بن عبدالوهاب الوصاب وغيهم من علماء المصار‪،‬‬
‫من جاءت بعلومهم وفضلهم الخبار‪ ،‬أهل الزهد والورع وأهل التقى والتباع‪.‬‬
‫فل زال غضبانًهها علي لئامهههها‬ ‫ضيَتههْ عنهه كرام عشيتهه‬ ‫إذا رَ ِ‬
‫أنتاج إل السّهفَل منه أعمهى التحزب والبتداع بصهره وبصهيته ليزكهي هذا المام ودعوتهه‬
‫الباركة وطلبه النجباء‪ ،‬وقلوب هؤلء البتدعة تقطر عليه وعلى دعوته دمًا‪ ،‬فقد أذاقهم الر لا هم‬
‫عليهه مهن التحزب والنراف‪ ،‬فأمثال هؤلء ل يُنتظهر منههم إل القدح والطعهن والتهك واللمهز‬
‫والتنفيه والتحذيهر‪ ،‬فنقول لمه‪ :‬لئن مات هذا المام فقهد أبقهى لههل التحزب والبدع والضلل‬
‫غصصًا ل تُجاز‪ ،‬وعقبات ل تعب با تركه من طلبته النجباء‪ ،‬وكتبه وأشرطته وتوجيهاته للناس‪،‬‬
‫وتذيره لمه مهن سهبل الغهي والنراف‪ ،‬فيال دره مهن إمام أبان عوارههم‪ ،‬وكشهف تلبيسههم‬
‫ومكرهم‪ ،‬فأصبحوا عارًا وشنارًا على السلمي‪ ،‬وأصبحوا مقبوحي مفضوحي بي العالي‪َ ،‬أَبعْدَ‬
‫هذا يريد أهل السنة أن ل يُسمع لهل البدعة أنينًا‪ ،‬ول يوجه إل الشيخ رحه ال منهم لزًا ول‬
‫تنفيًا‪ ،‬فهم قتلى سهامه‪ ،‬وحطب ناره‪ ،‬وإنا هي حركة الوت ولظة الحتضار‪ ،‬فأمهلوهم كي‬
‫تمد أنفاسهم وتزيغ البصار‪ ،‬فمثلهم كما قال الشاعر‪:‬‬
‫أشفق على الرأس ل تشفق على البل‬ ‫يا ناطح البل العال ليوهنه‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪8‬‬
‫وكما قال الخر‪:‬‬
‫فلم َيضُرْها وأوهى قرنه ال َوعِل‬ ‫كناطح صخرةً يومًا ليو ِهنَها‬
‫هذا وكا تب هذه الورقات هو علي باب كر ك ما أكده ل الخوة بالقرائن والباه ي‪ ،‬زد على‬
‫ذلك أنن أرسلت له مع بعض الخوة أنصحه بالتراجع أو نفي هذه الورقات عن نفسه ف ورقة أو‬
‫فه النترنهت فلم أجده حرك سهاكنًا‪ ،‬ثه إنهه يقوم بتوزيعهها فه الملكهة إل غيه ذلك مهن هذه‬
‫صبُ العداء لدار‬
‫الفضائح‪ ،‬وك نت أر غب أن ي تبأ من ها أو يتوب إل ال‪ ،‬وإن كان يبلغ نا ع نه نَ ْ‬
‫الديث بدماج ولطلبة الشيخ رحه ال تعال‪ ،‬فل يضر إل نفسه‪ ،‬فإننا نشفق عليه وعلى أمثاله من‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫ضل عن الطريق‪ ،‬وغرّهم ظنهم وركونم إل أنفسهم ورأوا فيها القدرة على ذلك فأخطأ ظنهم‪،‬‬
‫وكان حال م ك ما ق يل‪( :‬طار ق بل أن ير يش) وعلي باب كر م ن ينت مي إل جع ية الح سان ك ما‬
‫أخبنا الخوة وهي الت تقوم على دعم سفر الوال وغيه من أهل الماس والتعال‪ ،‬فهو جدير‬
‫ف أشيا خه من ق بل وال‬ ‫بأن يو صف ببغ ضه للعلماء والتزه يد في هم و ف طل بة العلم‪ ،‬ك ما وُ صِ َ‬
‫الستعان‪.‬‬
‫وأنا ل أستبعد أن يكون ساعده ف تأليفها شيخه أحد العلم بل أكاد أجزم بذلك‪.‬‬
‫أسأل ال أن يدفع عن السلم وأهله وبلده وعلمائه كل سوء ومكروه‪.‬‬
‫هذا وما وقع فيه من حق وصواب فمن ال سبحانه وتعال فهو خي وهاب وما كان فيه من‬
‫خطأ وزلل فمن والشيطان‪.‬‬
‫وال ورسوله منه بريئان وأنا عنه راجع وتائب إل ال سبحانه وتعال‪.‬‬
‫سبحانك اللهم وبمدك ل إله إل أنت أستغفرك وأتوب إليك‪.‬‬
‫وكتبه‪ :‬أبوعبدالرحن تركي بن عبدال الوادعي‬
‫در الديث بدماج عمرها ال‬
‫ص‪.‬ب‪ ،)90070( :‬هاتف‪)519015( :‬‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪9‬‬
‫كلمة شكر ودعاء‬
‫أشكر لرب سبحانه وتعال إذ هدان ووفقن وأنعم علي بنعم ل تصى ظاهرة وباطنة فله المد‬
‫وله الشكر‪.‬‬
‫ث أشكر للمشايخ الكرام الذين اطلعوا على هذه الرسالة أو بعضها وأبدوا تنبيهاتم وتشجيعهم‬
‫وأثنوا على الر سالة كالش يخ الفا ضل ي ي بن علي الجوري والش يخ الفا ضل عبدالرح ن العد ن‬
‫والش يخ الفا ضل أح د بن عبدال الو صاب‪ ،‬والش يخ صال الب قي وغي هم ك ما أش كر للخوة‬
‫الفا ضل الذ ين اطلعوا على الر سالة و ساهوا ف ت صحيحها وتنقيح ها كالخ الفا ضل عبدالك يم‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫الريي والخ الفاضل عادل بن معوض الوادعي والخ الفاضل أب العباس الشحري والخ الفاضل‬
‫قايد بن علي الوادعي وغيهم‪.‬‬
‫كما ل أنسى أن أتوجه بالشكر للخ الفاضل حسي بن ممد مناع والخ الفاضل عبدالرحن‬
‫بن دعاس اليافعي على كتابة هذه الرسالة وتصحيحها وغيهم من ساعد على نشر هذه الرسالة‪.‬‬
‫فجزى ال الميع خيا وحفظهم ودفع عنهم كل سوء ومكروه ووفقنا وإياهم لكل خي‪.‬‬
‫والمد ل رب العالي‪.‬‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪10‬‬
‫نبذة من ترجمة المام الوادعي‬
‫هو المام العلمة‪ ،‬الحدث‪ ،‬الفهامة‪ ،‬الزاهد‪ ،‬الفقيه‪ ،‬التقي‪ ،‬الورع‪ ،‬الجدد‪ ،‬الربان‪ ،‬اللعي‪،‬‬
‫أبوعبدالرحن مقبل بن هادي الوادعي من قبيلة وادعة‪ ،‬والت يتصل نسبها إل هدان‪.‬‬
‫ولد فه قريهة دماج شرق جنوب مدينهة صهعدة تبعهد عنهها بوال ثانيهة كيلو مترات‪ ،‬وكان‬
‫مولده ف عام ‪1352‬هه تقريبًا فنشأ يتيمًا تكفله أمه رحها ال تعال‪ ،‬فلما كب وترعرع التحق‬
‫بالكتب وكان يب الق ويرص عليه من صغره‪ ،‬ث أٌدخل جامع الادي للدراسة فيه‪ ،‬ولكنه أخذ‬
‫ف النكار عليهم حت تنكر له بعض القلدة من أهل البدع‪ ،‬ث رحل إل مكة وهناك التحق بعهد‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫الرم إل آخر ما ذكره ف ترجته‪ ،‬وقد كان على صفات ممودة وخصال حسنة منها علمه الم‪.‬‬
‫فقد كان الشيخ رحه ال على علم جم نافع مفيد‪ ،‬وانظر إل «الامع الصحيح ما ليس ف‬
‫ال صحيحي» وانظر التراجم والبواب وال ستدلل ترى الع جب من حسن فه مه‪ ،‬ودقة اختياره‪،‬‬
‫وغزارة عل مه ف ج يع الفنون‪ ،‬ول يعرف ذلك إل أ هل الدرا ية والعر فة‪ ،‬م ن ترد لقول ال ق‪،‬‬
‫وهكذا ارجع إل باقي كتبه وفوائده ودروسه السجلة ترى عََلمًا مدثًا فقيهًا وأصوليًا تارييًا فطنًا‬
‫ألعيًا مربيًا شجاعًا قوالً بالق‪ ،‬ناهيًا عن النكر ل ياف ف ال لومة لئم‪ ،‬رفيقًا بإخوانه وطلبه‬
‫والسلمي‪ ،‬تعجبه النكت وتطربه‪ ,‬يب الشعر ويتفاعل معه‪ ،‬أريي الطبع‪ ،‬حسن الحادثة حسن‬
‫الوار‪ ،‬سلسل الخلق كري الطباع‪.‬‬
‫ومن ها‪ :‬شجاع ته‪ ،‬ف قد كان الش يخ رح ه ال على قدر من الشجا عة وا فر‪ ،‬وأذ كر ق صة تدل‬
‫القارئ على شجاعته وصرامته‪ ،‬فقد ذهب لا خرج من الملكة إل مقر الشيعة ووكرهم‪ ،‬وكانت‬
‫البلد آنذاك شيعية ل يُعرف للسنة قدرًا‪ ،‬والصولة آنذاك والولة إنا هي للشيعة‪ ،‬فذهب كما قلنا‬
‫إل وكرهم وقام ليل ِق فيه نصيحة وهو يعلم أن ف ذلك خطرًا عظيمًا عليه‪ ،‬بل قال‪ :‬إنه وطّن نفسه‬
‫على أن يُضرب‪ ،‬فلما قام ثاروا إليه من كل جانب بعصيهم‪ ،‬فأخذ عصا مكب الصوت فدافعهم با‬
‫ضرِب بعض أولئك العممي حت هرب كثي‬ ‫حت علم القبائل فدخلوا وأخرجوه من بينهم‪ ،‬بل وَ ُ‬
‫منهم‪ ،‬ث حبس الشيخ رحه ال وحبس معه جاعة من الشيعة‪ ،‬وتفجرت السنة من ذلك اليوم‪،‬‬
‫وأصبح الناس يسألون‪ :‬ما هو هذا الذي خالف الوادعي فيه الشيعة؟ وبمد ال عرف الناس الق‬
‫وأقبلوا عليه‪ ،‬ث خرج الشيخ رحه ال‪.‬‬
‫ووضِعَت بين هم مناظرة ت ت إشراف الدولة فح ضر الش يخ ف قرا بة الائة سيارة من قبائله‬
‫جزاهم ال خيًا‪ ،‬فما حضر أولئك الشيعة فكان نصرًا على نصر‪.‬‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪11‬‬
‫وهناك مواقف أخرى وحالت بطولية ف الرأة على إنكار النكر وقول الق‪ ،‬ل ياف ف ال‬
‫لومهة لئم‪ ،‬وهذا يعرفهه مهن عاشره أو مهن قرأ كتبهه أو اسهتمع أشرطتهه‪ ،‬ويقوم بذلك على علم‬
‫وبصية‪ ،‬ل على إثارة الفت‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬كرمه‪ ،‬فهو غاية ف الكرم‪ ،‬وربا آثر ضيفه على نفسه وأهله‪ ،‬وكان ل ينقطع يوميًا عن‬
‫الضيوف والزائرين‪ ،‬فكان هو الذي يدمهم ويأت بالكل بنفسه‪ ،‬بل وال لقد رأيته يمل الكل‬
‫وهو مريض وأن وجهه لتغي من الرض‪ ،‬فنقوم ونطلب منه أن يستريح فيفض معاونة أحد منا‪،‬‬
‫يعرف هذا من قد جاء إل يه من الضيوف الكرام‪ ،‬وكان إذا أ كل شيئًا وأعج به أخرج للطلب أو‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫غيهم منه‪ ،‬بل كان ل يسن ع ّد الموال‪ ،‬فمرة أعطى بعض الخوة أجرة السفر فأعطاه ول يعدّ‪،‬‬
‫فقال الخ للشيخ‪ :‬هذه كثية يا شيخ‪ .‬فقال الشيخ‪ :‬هي رزق ساقه ال إليك‪ ،‬ومرة كان الشيخ‬
‫ف الديدة وهو مريض فدعا أخًا وأعطاه عشرة آلف ينيًا وأبقى لنفسه خسة آلف ينيًا وقال‪:‬‬
‫هذه لك وهذه ل‪ ،‬فأب الخ فحلف الشيخ أن ل ترجع إليه تلك الموال‪.‬‬
‫وكم من مرة يكون الشيخ فيها منقطعًا فيصر على إكرام الضيوف والطلب ولو بال ّديْن حت‬
‫يسهل ال له با يقضيه‪.‬‬
‫فهو ف غاية الكرم والود‪.‬‬
‫ومنهها‪ :‬علو أخلقهه وسهجاياه‪ ،‬فقهد كان على خلق عظيهم‪ ،‬فههو ضحوك مهع جليسهه ومهن‬
‫يعاشره على كثرة هومه ومشاغله وأمراضه وأحزانه‪ ،‬وكان على قدر كبي من الفراسة والحساس‬
‫بشاعر الخرين‪ ،‬فهو ل يب أن يرج مشاعر جليسه ولو بأدن شيء‪ ،‬وربا أسدى إل جليسه‬
‫الن صيحة بر فق ول ي وحك مة بال غة‪ ،‬مع الداع بة والزاح الف يف‪ ،‬وكان يتأ ثر إذا رأى مظلومًا أو‬
‫مريضًا أو متاجًا أو نو ذلك فيظهر ذلك على وجهه‪ ،‬وربا ازدحم الناس عليه للسلم والصافحة‬
‫وههو فه غايهة الرض فيعتذر الخوة له فل يقتنهع الناس‪ ،‬ورباه جاء منههم مهن يههز الشيهخ هزًا‬
‫بصهافحته فينهاه الراس‪ ،‬فينكهر على الراس ويقول‪ :‬لقهد همهت أن أرمهي بنفسهي بيه الناس‬
‫ولي صنعوا ب ما أرادوا‪ ،‬وإن ا يتاط الخوة الراس على الش يخ لر ضه وخش ية أن يأ ت حاقدٌ من‬
‫الشتراكييه أو مهن غيههم بسهكي أو بسهلح آخهر‪ ،‬فأعداء الدعوة مروحون منهه رحهه ال‬
‫ويكرون به وبالدعوة فد فع ال مكر هم وكيد هم إل غ ي ذلك‪ ،‬وكث ي من الناس تأثروا بأخل قه‬
‫وسلستها وتواضعه للبعيد والقريب والصغي والكبي‪ ،‬وهذه إشارة إل ذلك وإل فالجال ل يتسع‬
‫لذ كر مشاهدات ذلك أو ل سرد الق صص الدالة على علو أخل قه وح سن طبا عه و سجاياه‪ ،‬وال‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪12‬‬
‫الستعان‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬زهده‪ ،‬فالذي يدخل بيته ويرى مسكنه يعلم زهده ف الدنيا الفانية‪ ،‬ولقد جاءت الدنيا‬
‫فداسها بقدمه وترفع عن زخارفها كما وصفه بذلك الشيخ العلمة الناقد البصي ربيع بن هادي‬
‫الدخلي حفظه ال وكما يعرف ذلك من عاشره‪.‬‬
‫وأذكر مثالً لذلك ل ا جاء ال سفي الندوني سي لزيارته وتف قد طلبة العلم من بلده د خل بيت‬
‫الش يخ فج عل يتع جب من منل الش يخ رح ه ال تعال فآثار ال طر ف الدران واض حة‪ ،‬وأعواد‬
‫ال سقف العو جة ظاهرة‪ ،‬فتأ ثر تأثرًا عظيمًا وتعاون مع الطل بة الندوني سيي ول يزال يأ ت ب عض‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫الزوار من هم ح ت ب عد موت الش يخ رح ه ال‪ ،‬وأذ كر مرة أن الش يخ طلب من ب عض الخوة أن‬
‫يُدْخِلوا إل بي ته صندوقًا حديديًا فل ما أدخلوه رأوا ب عض ط ي سقف حجر ته قد سقط‪ ،‬فقالوا‪:‬‬
‫ن صلحه لك‪ ،‬فقال ل‪ ،‬ن ن راضون بذا الال‪ ،‬بل قد عرض عل يه ب عض التجار أن يب ن له بيتًا‬
‫ومسكنًا فرفض ذلك‪:‬‬
‫قد حدثوك فما راءٍ كمن سعا‬ ‫يا ابن الكرام أل تدنو فتبصر ما‬
‫ولل سف فكا تب هذا الورقات يعرف تق شف الش يخ رح ه ال وزهده وعل مه ولك نه الع مى‬
‫والقد والنتقام للنفس‪.‬‬
‫ومن ها‪ :‬الرص على ال من وال ستقرار‪ ،‬فكان عل يه رح ة ال حري صًا على أن ي سود ف البلد‬
‫المن والستقرار والقبال على تعلم العلم النافع والتفقه ف الدين‪ ،‬وينهى ويذر من الفت والقلقل‬
‫والثورات والنفجارات‪ ،‬وكت به شاهدة على ذلك‪ ،‬ل قد ف ضح أ هل الماس والتكف ي وف ضح من‬
‫يد عي الهاد وقال‪ :‬إن م شؤم على ال مة ال سلمية‪ .‬و صدق رح ه ال وكان ين هى الشباب أ شد‬
‫النهي عن الفت والدخول مع أهل الشاكل‪ ،‬بل يصب هو نفسه إذا آذاه الشيعة والخوان السلمون‬
‫ويقول‪ :‬ننه ل نسهتحل دمائههم ول أموالمه‪ ،‬وكان يقول أيض ًا‪ :‬إذا تقدم الشيعهة والخوان‬
‫ال سلمون للفوضى والف ت تأخرنا‪ ،‬وكان يرى ن شر الدعوة إل جيع البلد ف العال وتبل يغ الد ين‬
‫إل الناس كافة‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬الرفق بطلبة العلم والرص عليهم‪ ،‬فقد كان رحه ال يرص على طالب العلم حر صًا‬
‫شديدًا ويقول‪ :‬الواحد منهم يساوي الدنيا‪ ،‬وبوّب ف جامعه الفذ ف كتاب العلم باب‪ :‬الصب على‬
‫التعلم‪ ,‬وباب‪ :‬الرفهق بالتعلم إل غيه ذلك‪ ,‬ول أدل على ذلك مهن وصهيته الته كتبهها فقال فه‬
‫معرض وصيته‪...( :‬وبقية الطلبة الغرباء فهم صابرون على أمور شديدة يعلمها ال من أجل طلب‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪13‬‬
‫العلم فأحسنوا إليهم فإن ال سبحانه وتعال يقول‪{ :‬فَبِمَا رَحْ َم ٍة مِ نَ الِ ِلنْ تَ َلهُ ْم وََلوْ ُكنْ تَ فَظّا‬
‫غَلِي ظَ القَلْ بِ لَاْنفَضّوا مِ نْ َحوْلِ كَ}‪ ،1‬والغريب يتأل من أي كلمة‪ ،‬ل سيما وبعضهم أتى من بلده‬
‫متنعمًا فأرفقوا بم حفظكم ال‪ .)...‬اهه‪.‬‬
‫سنَة والسنتي مع مناصحته‬ ‫فربا صب على الطالب وهو يعلم أنه متأثر بزبية أو بفكرة مالفة ال ّ‬
‫وتوجيهه ح ت ييأس م نه فيطرده‪ ،‬وكان يتنع عن الطرد إل ل ا ف يه م صلحة ظاهرة‪ ،‬وإل ف هو يقرأ‬
‫شيّ يُرِيدُو َن وَ ْجهَ هُ}‪ ،2‬وربا‬‫دائمًا قول ال عز وجل‪{ :‬وَل تَ ْطرُ ِد الّذِي َن يَ ْدعُو نَ َرّبهُ مْ بِالغَدَاةِ وَالعَ ِ‬
‫صب على من رأى فيه النجابة والذكاء‪ ،‬وإن َكثُر تْ مشاكله يترفق به لعله أن يصلح وينتهي عن‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫مشاكله وربا شكى إليه بعض الغرباء أحوالم فيبكي لالم وكان يتمثل بقول الشاعر‪:‬‬
‫ل خيل عندك تديها ول مال فليحسن النطق إن ل تسن الال‬
‫وكان غيورًا على طلبه وعلى أهل السنة جيعًا‪ ،‬بل وعلى السلمي أن يسهم سوء أو مكروه‬
‫فتراه يتأل لدن أذية تقع لم ولو ف مكان بعيد‪ ،‬المر الذي ل ينكره إل حاقد معاند‪ ،‬وهذا أمر‬
‫شائع معروف ع ند طل به ومال سيه‪ ،‬م سطر ف كت به وم سجل ف أشرط ته‪ ،‬وكا تب هذه الوراق‬
‫يعلم بذلك نسأل ال السلمة‪.‬‬
‫ومن ها‪ :‬الرص على العلم النا فع وتعلي مه ونشره ب ي الناس‪ ،‬ف قد كان ف ماضرا ته ودرو سه‬
‫ي ث ال ستمعي على العلم النا فع والتف قه ف الد ين‪ ،‬وان ظر إل ن صائحه ف كت به وا سع إلي ها ف‬
‫أشرطته‪ ،‬فهو يركز على ذلك بكثرة‪ ،‬وصدق رحه ال فإن العلم النافع هو الطريق إل معرفة الناس‬
‫لمور دينهم‪ ،‬وفيه إن عملوا ناتم ف الدنيا والخرة‪ ،‬ولقد رأينا من حرصه رحه ال على الوقت‬
‫واستغلله ف العلم وتعليمه والدعوة إليه ما يعجب النسان منه‪ ،‬وكان يكره الرجل أن يراه عاطلً‬
‫مضيعًا لوقته‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬حرصه على الدعوة إل ال وعلى تبليغ الشرع إل الناس جيعًا إنسهم وجنهم‪ ،‬عربم‬
‫وعجمهم‪ ،‬فكان كثي الروج إل الدعوة إل جيع البلد اليمنية مع ما ف ذلك من تعرضه للخطر‬
‫ومكر العداء؛ ولكنه كان يوطن نفسه على أن يقتل ف سبيل الدعوة‪ ،‬بل ويب ذلك كما قال‬
‫ف وصيته‪...( :‬فإن ل أستغرب أن يغدر بنا العداء فإن دعوة واجهت الباطل متوقع أن يغدر با‬
‫أصحاب الباطل‪ ،‬ولعله قد قدر ال أن أموت على فراشي وكنت أرغب أن يتم ل بالشهادة مع‬

‫سورة آل عمران‪ ،‬الية‪.159 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة النعام‪ ،‬الية‪.52 :‬‬ ‫‪2‬‬


‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪14‬‬
‫الدعوة‪ ،‬وال مد ل على ما قدر ال‪ ،‬على أ نه قد قال غ ي وا حد من العلماء‪ :‬إن الراد على أ هل‬
‫البدع بنلة الهاد ف سبيل ال‪ ،‬بل أفضل من الهاد‪ ،‬ولكن أسأل ال أن يرزقن الخلص فيما‬
‫بقي من العمر‪ ،)...‬وقد حاول العداء قتله والكر به فلم يفلحوا‪ ،‬ودفع ال عنه كيدهم وشرهم‪،‬‬
‫وما واقعة مسجد الرحن بعدن إل مثال لذلك الكر عندما حاول بعضهم تفجي الشيخ ولكن ال‬
‫رد كيد هم ف نور هم‪ ،‬فق يل‪ :‬إن الل غم انف جر ف صاحبه ول ي يق ال كر ال سيء إل بأهله‪ ،‬و مع‬
‫ذلك فقد حاضر عدة ماضرات ف عدن والناس يتزاحون لستماع ماضراته ول يزعزعه ذلك أو‬
‫يزعزع أهل السنة‪ ،‬ول زال داعيًا إل ال سبحانه أينما حل ونزل‪ ،‬فهو العلم والداعي إل ال‪ ،‬ف‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫الملكة العربية السعودية لا نزل با‪ ،‬وف أمريكا لا ذهب للعلج فيها‪ ،‬وهكذا ف ألانيا‪ ،‬ونصائحه‬
‫موجهة إل جيع الناس ف العال السلمي وغيه يدعوهم إل ال حت وافاه الوت فكتب وصيته‬
‫يث على الدعوة والحافظة عليها والسي ف مسارها مع الصدق مع ال والقبال على العلم النافع‪،‬‬
‫فقال رح ه ال‪...( :‬وأو صي إخوا ن ف ال أ هل ال سنة بالقبال على العلم النا فع وال صدق مع ال‬
‫والخلص)‪ ،‬فكانت وصيته دعوة ف حد ذاتا‪ ،‬وكانت سببًا ف القبال على هذه الدعوة الباركة‪،‬‬
‫الت نجها العمل بالعلم النافع علم الكتاب والسنة على فهم السلف الصال‪ ،‬وكفى بذا شرفًا لن‬
‫تسك بذا النهج الستقيم‪.‬‬
‫ومنهها‪ :‬إيضاح حال الاكريهن بالدعوة والديهن‪ ،‬والنحرفيه بالناس إل سهبل الغهي والضلل‪،‬‬
‫وبذل عرضه ونفسه ف سبيل ذلك ليحذر الناس من طرق الضلل والنراف‪ ،‬وكان يقول‪( :‬هذه‬
‫السئولية العظيمة هي ف أعناقكم يا أهل السنة)‪ ،‬وما ثار من ثار على الشيخ رحه ال إل عند أن‬
‫هَدَم بدعتهم وأبان عوارهم وأوضح فشل سيهم بعد أن نصحهم وبي لم مالفتهم للشرع‪ ،‬ولو‬
‫سكت أهل العلم عن البطل وعن البتدع وعن بدعته لختلط الابل بالنابل‪ ،‬وللبس المر على‬
‫الناس‪ ،‬ها نن نرى من يُلبس عليه مع إيضاح العلماء الناصحي ومع تذيرهم من تلك السالك‬
‫الخالفة للحق‪ ،‬فكيف يكون الال لو سكتوا‪ ،‬ولقد مدح ال هذه المة وجعلها خي أمة لنكارها‬
‫س تَ ْأمُرُو نَ بِا َلعْرُو فِ‬ ‫للمنكر ولمرها بالعروف‪ ،‬كما قال سبحانه‪ُ { :‬كنْتُ مْ َخيْرَ ُأ ّمةٍ أُ ْخرِجَ تْ لِلنّا ِ‬
‫َوتَْن َهوْ َن عَ ِن الُْنكَ ِر َوُت ْؤمِنُو َن بِالِ وََلوْ آمَ نَ َأهْلُ ال ِكتَا بِ َلكَا نَ َخيْرا َلهُ ْم ِمنْهُ مُ ا ُل ْؤ ِمنُو نَ َوأَ ْكثَ ُرهُ مُ‬
‫الفَا ِسقُونَ}‪.1‬‬
‫فعلم الرح والتعد يل أ صبح غريبًا ف هذا الع صر‪ ،‬والش يخ رح ه ال يع تب من أولئك القلئل‬

‫سورة آل عمران‪ ،‬الية‪.110 :‬‬ ‫‪1‬‬


‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪15‬‬
‫الذين جندوا أنفسهم للقيام بذه الهمة العظيمة‪.‬‬
‫ومنهها‪ :‬ورعهه‪ ،‬وخوفهه مهن ال تعال‪ ،‬وهذا واضهح جلي نسهبه كذلك ول نزكهي على ال‬
‫أحدًا‪ ،‬فإذا ذُكّر بال أرتعد وتأثر وربا بكى‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬تواضعه‪ ،‬فهو ف غاية التواضع فتراه يصافح الطفال ويلطفهم ويبتسم لم ولغيهم‪،‬‬
‫وإذا احتا جه أح ٌد على انفراد جلس مع هم لي سمع هو مه وشكواه وفرغ ش يء من وق ته لعاون ته‬
‫بقدر ا ستطاعته‪ ،‬إ ما بإ صلح أو حل مشكل ته بشفا عة أو بدعاء أو بغ ي ذلك‪ ،‬ف هو م ط لشا كل‬
‫وهوم وأحزان طلبه وإخوانه من أهل السنة‪ ،‬بل وحت بعض النساء تشكي إليه جفوة زوجها أو‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫والدها‪ ،‬فهو أب رحيم رحه ال ورفع درجته‪.‬‬


‫ومنها‪ :‬صبه وتوكله على ال تعال‪ ،‬فإذا عرفت ما تقدم من طرح الخوة هومهم ومشاكلهم‬
‫عليه هذا يشتكي وهذا يتأل‪ ،‬وهو بشرٌ ل شك أن لديه من الموم ما يكفيه وزيادة‪ ،‬فهو مريض‬
‫يعا ن من الرض‪ ،‬فرب ا صافحه ال صافح في حس برار ته الرتف عة ويرى تغ ي وج هه‪ ،‬زد على ذلك‬
‫هوم الدعوة فهو يراقب أحوالا ويتأل كما قلنا لدن أذية أو نكبة أو مشكلة تدث لا أو لهلها‬
‫ف أي بلد كان‪ ،‬فقد كان رحه ال ف غاية من التحمل والصب ومع ذلك فقد تنقطع الساعدات‬
‫والنفقة عن دار الديث فتراه مغمومًا مهمومًا يشى من شاتة العداء عند أن تنقطع عنه النفقة‬
‫فيحهل عنهه الطلب‪ ،‬ولكنهه كان يؤنهب نفسهه بأدلة التوكهل على ال وانتظار الفرج وأن ال لن‬
‫يض يع دي نه وعباده ال صالي‪ ،‬فتراه يردد أدلة الفرج ب عد الشدة ويتم ثل بالبيات الشعر ية كقول‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫يكون وراءه فرج قريب‬ ‫عسى الكرب الذي أمسيت فيه‬
‫وبقول الخر‪:‬‬
‫فرجت وكنت أظنها ل تفرج‬ ‫ضاقت فلما استحكمت حلقاتا‬
‫إل غيه ذلك فيفطهن لذلك النجباء مهن طلبهه فيأتون إليهه ليخففوا عنهه بالكلم الطيهب‬
‫وبشاركت هم له ف حله وه ه وغ مه‪ ،‬ث يأ ت أمثال كا تب هذه الورقات ي سخر من هذا الش يخ‬
‫الذي جنّ د نف سه للدعوة إل ال و من دعوته ال ت ت سي على كتاب ال و سنة ر سول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم على فهم السلف الصال‪ ،‬إنا وال لهزلة يستحيي صاحبها على نفسه فقد نشر هذا‬
‫الشيخ رحه ال العلم بي الناس ف وقت أقبل الناس على تأمي الستقبل زعموا‪ ،‬أقبل الناس على‬
‫ذلك إل من رحم ال‪ ,‬أل إن الستقبل القيقي هو ف التمسك بالدين والرجوع إليه‪ ،‬فأين أمثال‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪16‬‬
‫هذه الراكز ف الدنيا كلها‪ ،‬ليس لا إل ال سبحانه وتعال وكفى به ناصرًا ومعينًا‪ ،‬إنا وال لية‬
‫ول كن أك ثر الناس ل يعلمون‪ ،‬و مع هذه الموم والحزان ف ز من الغر بة وال حن ف قد ي سر ال‬
‫للشيخ رحه ال فبارك له ف وقته وعمره فأخرج عدة من الكتب النافعة الفيدة منها‪:‬‬
‫«الامع الصحيح ما ليس ف الصحيحي» ف ستة ملدات‪.‬‬
‫«الصحيح السند ما ليس ف الصحيحي» ف ملدين‪.‬‬
‫«إجابة السائل عن أهم السائل» ف ملد‪.‬‬
‫«صعقة الزلزال لنسف أباطيل الرفض والعتزال» ف ملدين‪.‬‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫«غارة الشرطة على أهل الهل والسفسطة» ف ملدين‪.‬‬


‫«الصحيح السند من أسباب النول» ف ملد‪.‬‬
‫«الامع الصحيح ف القدر» ملد‪.‬‬
‫«تفة الجيب على أسئلة الاضر والغريب» ملد‪.‬‬
‫«رياض النة ف الرد على أعداء السنة» ملد‪.‬‬
‫«السيوف الباترة للاد الشيوعية الكافرة» ملد‪.‬‬
‫«نشر الصحيفة ف ذكر الصحيح من أقوال أئمة الرح والتعديل ف أب حنيفة» ملد‪.‬‬
‫«القترح ف أجوبة بعض أسئلة الصطلح» كتيب‪.‬‬
‫«الصارعة» ملد‪.‬‬
‫«قمع العاند وزجر الاقد الاسد» ملد‪.‬‬
‫«البكان لنسف جامعة اليان» ملد‪.‬‬
‫«تقيق تفسي ابن كثي» حقق الجلدين الولي‪.‬‬
‫«تقيق اللزامات والتتبع» للدارقطن‪.‬‬
‫«تعليق على مستدرك الاكم» خسة ملدات‪.‬‬
‫«تراجم رجال الاكم ف الستدرك»‪ .‬ف ملدين‬
‫«تراجم رجال الدارقطن ف سننه»‪ .‬ملد‬
‫«شرعية الصلة ف النعال»‪ .‬رسالة‪.‬‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪17‬‬
‫«ذم السألة»‪ .‬ملد‪.‬‬
‫«الفواكه النية ف الحاضرات والطب السنية» ملد‪.‬‬
‫«أحاديث معلة ظاهرها الصحة» ملد‪.‬‬
‫«غارة الفصل ف الرد على العتدين على كتب العلل» كتيب‪.‬‬
‫«الرد على الطاعني ف حديث السحر» رسالة‪.‬‬
‫«تري الضاب بالسواد» رسالة‪.‬‬
‫«إتاف الشاب الربان» رسالة‪.‬‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫«اللاد المين ف أرض الرمي» ملد‪.‬‬


‫«الطليعة ف الرد على غلة الشيعة» طبعة مع «رياض النة»‪.‬‬
‫«حول القبة البنية على قب الرسول صلى ال عليه وسلم» طبعت مع «رياض النة»‪.‬‬
‫«الشفاعة» ملد‪.‬‬
‫«مقتل الشيخ جيل الرحن الفغان رحه ال» رسالة‪.‬‬
‫«إيضاح القال ف أسباب الزلزال»‪ .‬رسالة‪.‬‬
‫«فضائح ونصائح»‪ .‬رسالة‪.‬‬
‫«إعلن النكي على أصحاب عيد الغدير»‪ .‬رسالة‬
‫«إسكات الكلب العاوي يوسف القرضاوي»‪ .‬ملد‪.‬‬
‫«الزندان وملس الشورى للشيخات» ف اليمن‪.‬‬
‫«إقامة البهان على ضلل عبد الرحيم الطحان»‪ .‬رسالة‪.‬‬
‫«قرة العيون ف أجوبة قائد العلب وصاحب العدين»‪ .‬رسالة‪.‬‬
‫ومات وهو يمع ف «الامع الصحيح من التفسي»‪ ،‬وأخبت أنه قد أكمل تفسي الطبي‪،‬‬
‫وأن ب عض طلب ته يقوم بإكمال هذا الا مع فان ظر إل هذا الن بع البارك علمًا وعملً ودعوة وطلبًا‬
‫وكتبًا‪َ ،‬أمَا كان هذا وغيه ما ل أذكره لختصاري رادعًا وزاجرًا لمثال هؤلء النوكى والغفلي‬
‫هاتوا دعوتكم وجهودكم وطلبكم‪.‬‬
‫ولكهههن ل حياة لنههه تنادي‬ ‫لقههد أسههعتَ لو ناديههت حيًها‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪18‬‬
‫ولكههن أنههت تنفههخ فهه رمادِ‬ ‫ولو نارًا نفخهههت باههه أضاءت‬
‫سدَة‪ ،‬رضيتم أم أبيتم ول در القائل‪:‬‬
‫فما أنتم إل ح َ‬
‫طويهت أتاح لاه لسهان حسهو ِد‬ ‫وإذا أراد ال نشههههههر فضيلة‬
‫ماكان يُعرف طيههب نشههر العودِ‬ ‫لول اشتعال النار فهه جزل الغضهها‬
‫وحق للشيخ رحه ال تعال أن يتمثل بقول الشاعر‪:‬‬
‫قبلي مهن الناس أههل الفضهل قهد‬ ‫إن يسهدون فإنه غيه لئمههم‬
‫ومات أكههثرنا غههيهظًا بههما‬ ‫فهههههدام ل مها به ومها بههمُ‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫ل أرتقهي صههدرًا منههها ول أرد‬ ‫أنها الذي يدونه فه صههدورههمُ‬


‫فأنتم ظالون باغون على هذا المام الربان‬
‫من وإن يسمعوا من صال دفنوا‬ ‫إن يسمعوا ريبةً طاروا با فرحًا‬
‫سَنةُ قَالُوا َلنَا هَذِ هِ‬
‫فشابتم ف قولكم هذا قول آل فرعون كما قال سبحانه‪{ :‬فَإِذَا جَا َءْتهُ مُ الَ َ‬
‫ل وََلكِنّ أَ ْكثَ َرهُ ْم ل َيعْلَمُونَ}‪.1‬‬ ‫َوإِ ْن ُتصِْبهُ ْم َسّيَئةٌ يَ ّطيّرُوا بِمُوسَى َومَ ْن َمعَهُ أَل ِإنّمَا طَائِ ُرهُ ْم ِعنْدَ ا ِ‬
‫وأما هذا الورقات الت أردنا الرد عليها فأخبن الخوة الثقات أنا لعلي بابكر فعجبت وقلت‪:‬‬
‫كيف وقد كان يأت إل الشيخ رحه ال تعال ويظهر الود والحبة‪ ،‬أفل أَ ْخرَ جَ رسالته تلك اليام‬
‫ليسمع الرد من الشيخ فإذا الرجل مروق ينتظر الفرصة‪ ،‬لسيما وأن الشيخ رحه ال قد نصحه‬
‫هاتفيًا فأب إل العناد‪ ،‬وقد كان يقوم بدمة الشيخ ف الرياض واستضافه ول أدري ما هو الامل‬
‫له على تلك الرأة ف طعنه للشيخ والتحذير من مركزه وتشويه سعة طلبه‪ ،‬ولعل أحد العلم هو‬
‫الذي أفسده بتلونه وبدعته‪ ،‬وما أضرا إل بأنفسهما فكشفا عن زيغهما وبلءها‪ ،‬بل أكاد أجزم‬
‫بأنما اشتركا ف تأليف هذا الرسالة‪ ،‬هذا ولو أردنا ترجة هذا المام لطال القام وعسى أن نفي‬
‫ببعهض الواجهب فه كتاب «وادعهة ومهن نزلاه» إن شاء ال تعال‪ ،‬وفه مقدمهة شرح «الامهع‬
‫الصحيح» بشيئة ال تعال‪.‬‬

‫سورة العراف‪ ،‬الية‪.131 :‬‬ ‫‪1‬‬


‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪19‬‬
‫وحان الشروع ف القصود وبال التوفيق‪:‬‬
‫قوله" (كان يسي مع جاعة خالفت العلماء‪.)...‬‬
‫قلت‪ :‬هذا الكلم ف يه خلط ول بس‪ ،‬وا سع إل القي قة ف قد قا مت بالدي نة دعوة ن فع ال ب ا‪،‬‬
‫دعوة إل ال وتعليم الناس الشرع‪ ،‬مبنية على الدليل‪ ،‬فحسدهم بعض الناس فقاموا بتشويه دعوتم‬
‫ومنظر هم م ستغلي بعهض الخطاء والغلطات‪ ،‬وأق صد بذا ق بل حاد ثة الرم الكهي‪ ،‬و من تلك‬
‫التشويهات أنم خالفوا العلماء وأنم أصحاب حاس إل غي ذلك من التشويهات‪ ،‬فاستغل ذلك‬
‫بعض أصحاب النعة التكفيية من كان مند سًا بينهم مستفيدين من ماربة أولئك السدة لؤلء‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫الغرر بمه‪ ،‬ونعتههم باللقاب النفرة فجهر ذلك بعضههم إل تلك الادثهة النكرة‪ ،‬والته أفسهدت‬
‫جهود الدعاة إل ال‪ ،‬وكان سبب ذلك هو عدم تكنهم من علم الكتاب والسنة وعدم رسوخهم‬
‫ف ذلك لن م ف بدا ية الطلب‪ ،‬ف سهل على أعدائ هم جر هم إل هذا الن كر العظ يم الذي ل يقره‬
‫عاقل‪ ،‬وهذا ل عيب فيه للشيخ رحه ال تعال أو لن ل تزل قدمه ف تلك الادثة الليمة‪ ،‬فهذا‬
‫عبدال بن سبأ و هو يهودي مندس ب ي أو ساط ال سلمي قد ل عب دورًا ف النفاق والتحر يش ف‬
‫ذلك القرن البارك المدوح الفاضل أهله‪ ،‬فما عيبوا به بعد النكار عليه منهم وبيان حاله‪ ،‬بل هذا‬
‫فضيلة للشيخ ولن ثبت من أولئك الطلبة‪ ،‬ولو قلنا بإدانتهم لكان صاحبك أحد العلم ف أول من‬
‫يُلم فإنه خادم جهيمان وصاحبه ومن يشفع له عند الشيخ رحه ال عند أن كان يهجر جهيمان‬
‫لا يقع منه من أخطاء‪ ،‬وإنا أحب الشيخ بعض أولئك الطلبة آنذاك لا رأى من إقبالم على العلم‬
‫والتعليم‪ ،‬فلما زل من زل أنكر عليه ذلك‪ ،‬وأما طلبة العلم ف الدينة الذين ل تزل أقدامهم فهذا‬
‫يعتب منقبة لم‪ ،‬وهذا رأي الشيخ رحه ال تعال كما فهمناه منه‪ ،‬ث على الفرض أنم جيعًا زلت‬
‫أقدامهم بعد فراق الشيخ رحه ال تعال لم فهل هو مسئول عن ثباتم واستقامتهم‪ ،‬وكذا يُلْزم‬
‫بثبات كافة طلبه‪ ،‬وهذا ل قائل به‪ ،‬فالثبات بيد ال وحد ل شريك له‪ ،‬فكم قد زاغ من طلب‬
‫العلم ع ند علماء نا التقدم ي ف ما لزوا ب م ول ط عن في هم ب سبب أولئك الزائغ ي‪ ،‬على أن أولئك‬
‫الطل بة كانوا يضرون لشا يخ آخر ين ك ما يضرون للش يخ رح ه ال فلماذا خص الش يخ بالل مز‬
‫والقدح؟ فكما أنه ل يشك ف أولئك العلماء الفاضل فكذلك ل يشك ف الشيخ رحه ال ول ف‬
‫جهوده العلمية النافعة الستقيمة‪ ،‬ولكنه كما قيل‪:‬‬
‫كما أن عي السخط تبدي الساويا‬ ‫وعي الرضا كل عيب كليلة‬
‫وسيأت كلم الشيخ ف النكار على هذه الماعة الخالفة التورطة‪.‬‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪20‬‬
‫قوله (‪...‬إل غي ذلك من التهور والتسرع والطيش‪.)..‬‬
‫قلت‪ :‬الطيش والتسرع هو ما تقوم به أنت من الطعن ف العلماء الصادقي ولصق التهم ف‬
‫أعراضهم الصانة‪ ،‬ولقد تعلمنا من الشيخ رحه ال النكار على من زلت قدمه ف حادثة الرم‪،‬‬
‫لنمه ارتكبوا مها ل يله كالروج على الاكهم السهلم‪ ،‬واسهتباحة الرم وحله السهلح فيهه‪،‬‬
‫والت سبب ف سفك الدماء ومفار قة الما عة‪ ،‬وادعاء الهدو ية ف غ ي الهدي إل غ ي ذلك من‬
‫الخطاء الته اسهتزلم فيهها بعهض الناس بأحلمهه الشيطانيهة وأفكاره الماسهية مهن أههل النعهة‬
‫التكفيية الندسي ف صفوفهم آنذاك من بعض الشباب الصري لعدم تكنهم من العلم النافع كما‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫قلنا‪ ،‬ولقد صاح شيخنا بنكارة ما ارتكبوه وخلده ف كتبه هذا بعد واقعة الرم‪ ،‬أما قبلها فكان‬
‫يه جر من يرى ف يه ذلك الغلو ك ما ترك جهيمان وهجره‪ ،‬فجاء أح د العلم يش فع له ع ند الش يخ‬
‫رحه ال مدعيًا أن جهيمان قد تسن كما ذكر ذلك الشيخ ف شريط الصارم ف بيان حال أحد‬
‫العلم‪ ،‬ولن َسقَط أولئك الطل بة ف م صيدة تلك الفكار ف ما ذ نب طل بة العلم الثابت ي بالدي نة‬
‫وغيها‪ ،‬وهكذا العلماء فقد كان ف الدينة مموعة م ن يدرس العلوم النافعة وكان أولئك الطلبة‬
‫يضرون لم كما يضرون للشيخ رحه ال وال عز جل يقول‪{ :‬وَل َتزِ ُر وَازِ َرةٌ ِوزْرَ أُخْرَى َوإِ نْ‬
‫تَدْ عُ مُْثقََلةٌ إِلَى حِ ْملِهَا ل ُيحْمَ ْل ِمنْ ُه َشيْءٌ وََلوْ كَا نَ ذَا قُرْبَى}‪ ،1‬فإن طل بة العلم وعلماء هم ف‬
‫الدينة ل زالوا على خي وطلب علم‪ ،‬وهم من أحرص الناس على حصول المن والستقرار‪ ،‬فهل‬
‫يُلْ َزمُون ب ا و قع ف يه أ صحاب قض ية الرم‪ ،‬ول يقول ذلك إل جاهلٌ حا قد‪ ،‬فدع ع نك التلب يس‬
‫وخلط المور‪ ،‬أفإن مات المام الواد عي أم نت وذ هب الوف‪ ،‬ح ي ذاك وجدت الفر صة سانة‬
‫فجردت قل مك وأخر جت ل سانك ب عد أن حب سته طويلً‪ ،‬فالن حا نت لك الغدرة هكذا ظن نت‬
‫وما صدق ظنك‪ ،‬بل هتكت سترك وأبنت عن غيك وجهلك وحقدك لهل العلم والعارفي من‬
‫طلبة العلم النجباء‪ ،‬فمثلك كما قال القائل‪ :‬سكت دهرًا ث قال هجرًا‪ ،‬وها أنا أذكرك بقول النب‬
‫صلى ال عليه وسلم‪" :‬ومن خاصم ف باطل وهو يعلمه ل يزل ف سخط ال حت ينع عنه‪ ،‬ومن‬
‫قال ف مؤمن ما ليس فيه أسكنه ال ردغة البال حت يرج ما قال" رواه أبوداود من حديث ابن‬
‫عمر وهو حديث صحيح‪.‬‬
‫فأ نت تعلم أن المام الواد عي رح ه ال مع العلم والتعل يم ون شر الدعوة ب ي الناس جيعًا وأن‬
‫الروج على الكام والف ت وزرع الشرور ف وادٍ آ خر يكر هه الش يخ رح ه ال ويذر م نه الناس‬

‫سورة فاطر‪ ،‬الية‪.18 :‬‬ ‫‪1‬‬


‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪21‬‬
‫جيعًا كما ف كتبه وأشرطته‪ ،‬وهكذا الدعوة لا ربع قرن وهي سائرة سية ممودة ُتْثبِت خلف‬
‫ما تقول وهي تقف ف وجه العابثي بأمن السلمي ودعاة الفت ف جيع مساجدها يذرون من‬
‫تلك السالك لنا تورد الهالك حت عرف ذلك القاصي والدان إل من أعمى ال بصيته وأنت‬
‫منهم‪.‬‬
‫قوله‪...( :‬كانت تذر من دروس الشيخ ابن باز‪.)...‬‬
‫قلت‪ :‬المام ا بن باز رح ه ال له م ل التقد ير والجلل والح بة ع ند شيخ نا رح ه ال‪ ،‬ف قد‬
‫مدحه وأثن عليه وهذا مدون ف كتبه ورسائله وأشرطته‪ ،‬ولا مات الشيخ ابن باز رحه ال رثاه‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫الشيخ وطلبه ف رسالة مستقلة‪ ،‬أفمثل الشيخ رحه ال وهو على ما ذكرنا من الحبة والجلل‬
‫لذا المام يرضى بالتحذير منه ومن دروسه وهكذا من غيه من الشايخ كابن حيد رحه ال فقد‬
‫شكره وخصه بذلك من بي مشايه كما ف مقدمة «الصحيح السند ما ليس ف الصحيحي»‪،‬‬
‫السهِبيّل رحهه ال شكره فه بعهض كتبهه ومدحهه‪ ،‬ولقهد عرف الناس تلبيسهكم وفهموا‬‫وهكذا ّ‬
‫مغالطاتكم‪( ،‬فقد شب عمرٌو عن الطوق) ولكنه قلة الياء‪ ،‬والنب صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬إن‬
‫ما أدرك الناس من كلم النبوة الول إذا ل تستحِ فاصنع ما شئت" رواه البخاري‪ ،‬من حديث أب‬
‫م سعود الن صاري‪ ,‬وكا تب هذه الورقات على علم ومعر فة ب ا نقول‪ ،‬ويعرف مدى حب الش يخ‬
‫رح ه ال للعل مة ا بن باز رح ه ال ول كن أعماه الوى ومال سة أ صحاب ال غي والردى‪ ،‬كأمثال‬
‫أحد العلم فأن له أن يرتدع إل ما شاء ال‪.‬‬
‫قوله (‪...‬هذا الكلم من مبالغات الوادعي العروفة فتجده إذا اختلف مع شخص يقول‪ :‬فلن‬
‫احترق‪ ،‬فلن دعوته ماتت‪.)...‬‬
‫قلت‪ :‬أما أنت فمحروق ول دعوة لك‪ ،‬وأما المام الوادعي رحه ال فقد أعطاه ال الفراسة‬
‫فتراه إذا رأى طالبًا ي يل عن ال ق ب عد ال ستقامة فإ نه ينا صحه وي صب عل يه‪ ،‬فإذا ل ينف عه ذلك‬
‫واستمر على اعوجاجه فل شك أن الزيغ والضلل إحراق لا وهبه ال لذلك الطالب من الواهب‬
‫النافعة‪ ،‬فربا تعطلت وانسلخ مع أهل الدنيا والبدع والرافات ول يرفع بالعلم رأ سًا‪ ،‬وأنا أتداك‬
‫أن تأ ت ل نا بر جل قال ف يه الش يخ رح ه ال‪ :‬احترق‪ ،‬ودعو ته احتر قت والوا قع خلف ذلك‪ ،‬بل‬
‫يكون ال مر ك ما يقول رح ه ال ل ل نه يعلم الغ يب؛ ول كن ذلك نور العلم والفرا سة ال صادقة‪،‬‬
‫وخي مثال حالك وحال شيخك العلم‪ ،‬فأين كتبكما ودعوتكما وطلبكما وجهودكما هذا هو‬
‫الحتراق أم أنك سطحي وبسيط ل تفهم العان كما رمي تَ طلبة العلم بعدم معرفتهم الفرق بي‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪22‬‬
‫القطار والسفينة (رمتن بدائها وانسلت)‪ ،‬فإن الناس ول المد سرعان ما ينفرون عن أهل البدع‬
‫والتحزب فيبقى البدعي وحيدًا كما هو الال ف أحد العلم وغيه من انسلخوا مع الدنيا والثبات‬
‫بيد ال تعال‪ ،‬ولكنكم ترفهون عن أنفسكم بذه العبارات ومنها هذه العبارة التية‪.‬‬
‫قوله‪...( :‬وليس اليزان كثرة الضور أو قلتهم‪.)...‬‬
‫قلت‪ :‬وهذا يدل على اعترافهك فه قرارة نفسهك بأن المام الوادعهي رحهه ال له الصهولة‬
‫والولة والغلبة والكثرة ف أوساط السلمي‪.‬‬
‫والكثرة مدوحسة فس السستقيمي بهل ههي نعمهة امته ال باه على عباده كمها قال سهبحانه‪:‬‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫{واذكروا إذ كنتم قليلً فكثركم}‪ ،‬وإنا تذم الكثرة عند مالفتها للحق‪ ،‬وعلى ذلك تمل الدلة‬
‫الذا مة للكثرة‪ ،‬وأ نا أ سألك هل يفرح بكثرة طل بة العلم أم ل؟ ن عم يفرح ب م لن م زبدة الناس‬
‫وخيتم‪.‬‬
‫هذا مها نعلمهه فه شيخنها التقهي وطلبهه البرار‪ ،‬ولن يضرههم كثرة التلبيهس وقلب القائق‬
‫والتنف ي؛ فإن ال هو يتولههم ويتول ال صالي‪ ،‬و هو نا صرهم والوا قع شا هد على ذلك‪ ،‬ف هم‬
‫مقبلون على العلم والتعليم وعلى الدعوة والرشاد‪ ،‬وعلى العمل الصال نسبهم كذلك ول نزكي‬
‫على ال أحدًا‪ ،‬أما أنتم فعلى ماذا؟ على الزبية والتعصب واللهث بعد الموال وجعها والصد عن‬
‫سبيل ال فزين لكم الشيطان أعمالكم‪.‬‬
‫قوله‪( :‬مغفلون أهل الي هؤلء ينفقون أموالم ف تويل جاعة تطط لغزو الرم‪.)...‬‬
‫قلت‪ :‬ف هذا الكلم ظلم لولئك التجار الذ ين أرادوا ال ي و هم ل يعلمون ب ا ي كر لولئك‬
‫الغرر ب م من قبل أ صحاب النفوس الريضة والفكار الغال ية الندسي بين هم‪ ،‬و من النفر ين عن هم‬
‫آنذاك على صغر سنهم من يدعي العلم وكان حقًا عليهم الرفق بم‪ ،‬أعن قبل وقوعهم ف الادثة‬
‫وإرشادهم إل الي والخذ بأيديهم إل بر المان‪ ،‬ولكنه قد قيل‪ :‬فاقد الشيء ل يعطيه‪.‬‬
‫ولو أن م رفعوا أمر هم إل كبار العلماء ف ذلك الع صر كالش يخ ا بن ح يد‪ ،‬والش يخ ا بن باز‪،‬‬
‫والشيخ السبيل وغيهم من أهل الفهم والعلم والستقامة فإن شباب السلمي يتاجون إل رعاية‬
‫تامة ورفق بم‪ ،‬وإل تطفهم أصحاب الفكار الدخيلة على السلم وأهله كالتكفييي والخوان‬
‫ال سلمي وغي هم من أ هل التحزب والبدع‪ ،‬و ف كل مك هذا ظلم ل ن ث بت من طل بة العلم ف‬
‫الدينة على رغم ذلك الكر من علماء السوء الذين ذكرهم الشيخ وبي أساءهم فل تملوا كلمه‬
‫على غي ممله كما سيأت بيانه‪ ،‬ولن أهل السنة أهل حق ونصح فإن الشيخ تبأ ما وقع وكان‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪23‬‬
‫يتبم من أخطائهم قبل واقعة الرم‪ ،‬وهكذا يتبأ كل سن‪ ،‬ومن الذي يرضى با وقع من أولئك‬
‫الغرر ب م‪ ،‬و ف تلك البقاع القد سة وأ نا أن صح للتجار الذ ين ي ساندونك وينفقون أموال م ت ت‬
‫مشور تك أن صحهم بترك ذلك وو ضع أموال م ع ند الشا يخ الوثوق ب م كالش يخ رب يع بن هادي‬
‫الدخلي‪ ،‬والش يخ صال الفوزان‪ ،‬والش يخ العباد‪ ،‬والش يخ ا بن ح يد وغي هم من أ صحاب اللج نة‬
‫الدائمة وهيئة كبار العلماء فهم أعرف بتصريفها وصرفها ف مصارفها‪ ،‬وال الوفق‪.‬‬
‫ومع ذلك فقد أنكر الشيخ رحه ال ما وقع من أولئك الطلبة فقال رحه ال كما ف «إجابة‬
‫ال سائل» (ص ‪ :)407‬والذي نعتقده وند ين ال به أن م يع تبون بغاة‪ ،‬ل كن ل يرجون عن‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫السلم‪.‬اهه‬
‫وقال (ص ‪( :)481‬جاعهة أصهحاب الرم طلبهة علم يريدون القه فلم يوفقوا له‪ ...‬فزلت‬
‫أقدامهم وكانوا سببًا ل سفك الدم الحرم ف مكة‪ ,‬ورب العزة يقول ف كتابه الكري‪َ { :‬ومَ ْن يُ ِردْ‬
‫فِي هِ بِإِْلحَا ٍد بِ ُظلْ ٍم نُذِقْ ُه مِ ْن عَذَا بٍ أَلِي مٍ}‪ ،1‬وف «الصحيح» عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال‪:‬‬
‫"أبغهض اللق إل ال ثلثهة‪ :‬ملحهد فه الرم‪ ،‬ومطلب دم امرئ مسهلم ليهريهق دمهه‪ ،‬ومبتهغ فه‬
‫السلم سنة الاهلية"‪.‬‬
‫فجماعة الرم يعتبون بغاة خرجوا على دولة مسلمة‪ ...‬ولكن الهل والماقة هي الت تكون‬
‫سببًا للتضحية بالدعوات‪ ،‬وال الستعان‪.‬اهه‬
‫وتقدم أن الشيهخ رحهه ال كان يهجرههم إذا رأى منههم مها يالف الشرع كمها تقدم فه‬
‫جهيمان‪ ،‬ولكنه العمى أعمى هذا الكاتب عن الق وهو يعلم به‪.‬‬
‫قوله‪( :‬فعلى أهل الي اليوم أن يذروا وأل يساعدوا تلميذ الوادعي الن‪.)...‬‬
‫قلت‪ :‬ما أشبه الليلة بالبارحة‪ ،‬فهذا السلح الذي تستخدمه اليوم قد استخدمه النافقون على‬
‫عهد النب صلى ال عليه وسلم فقال ال حاكيًا عنهم‪{ :‬هُ مُ الّذِي َن َيقُولُو َن ل ُتنْ ِفقُوا عَلَى مَ ْن ِعنْدَ‬
‫ي ل َي ْف َقهُونَ}‪.2‬‬ ‫ت وَالَ ْرضِ وََلكِ ّن الُنَاِفقِ َ‬
‫َرسُولِ الِ َحتّى َينْ َفضّوا وَلِلّهِ خَزَائِنُ السّمَاوَا ِ‬
‫وقد بلغنا من قبل أن علي بابكر يذّر من دار الديث بدماج ويصد عنه فما ضر إل نفسه‪،‬‬
‫وال عز يقول‪{ :‬قُ ْل يَا َأهْ َل الكِتَابِ ِل َم تَصُدّو َن عَنْ َسبِيلِ الِ مَنْ آمَ َن َتْبغُوَنهَا ِعوَجا َوَأنْتُ ْم ُشهَدَاءُ‬

‫سورة الج‪ ،‬الية‪.25 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة النافقون‪ ،‬الية‪.7 :‬‬ ‫‪2‬‬


‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪24‬‬
‫ل ِبغَافِلٍ عَمّا تَعْ َملُونَ}‪.1‬‬
‫َومَا ا ُ‬
‫ط تُوعِدُونَ َوتَصُدّونَ عَنْ َسبِيلِ الِ مَنْ آمَ َن بِ ِه َوَتبْغُوَنهَا‬ ‫صرَا ٍ‬‫وقال سبحانه‪{ :‬وَل َت ْقعُدُوا ِبكُلّ ِ‬
‫ِعوَجا وَاذْ ُكرُوا ِإذْ ُكنْتُمْ َقلِيلً َف َكثّرَكُ ْم وَانْظُرُوا َكيْفَ كَا َن عَاِقبَ ُة الُفْسِدِينَ}‪.2‬‬
‫إل غي ذلك من الدلة الحذرة من الصد عن الي وأهل الي‪ ،‬ومن تنفي الناس عن التعلم ف‬
‫هذه الراكز الباركة العلمية الت ل أعلم لا نظيًا ففي دار الديث بدماج ما يقارب خسي درسًا‬
‫ف جيع الفنون ف العقيدة‪ ،‬والفقه‪ ،‬والصطلح‪ ،‬والصول‪ ،‬والنحو‪ ،‬والصرف‪ ،‬والعروض‪ ،‬والطب‬
‫النبوي والعرب إل غي ذلك من شت الفنون وف جيع الستويات‪ ،‬وهناك دروس عامة ف «تفسي‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫ابن كثي»‪ ،‬وف «صحيح البخاري» وف «صحيح مسلم» وف «الامع الصحيح» للشيخ رحه ال‬
‫وف «السنن الصغرى» للبيهقي‪ ،‬وف غيها من الكتب النافعة مع الروج إل الدعوة‪ ،‬فقد بارك‬
‫ال ف جهود طلبة العلم ف هذا الركز‪ ،‬وغيه من مراكز أهل السنة‪ ،‬فهم الطباخون وهم الراس‬
‫وهم النظفون وهم القائمون بأعمالم مع الستقامة ول المد والسي على فهم السلف الصال‪،‬‬
‫و هم ما ب ي صائم وقائم‪ ،‬ورا كع و ساجد وقارئ وم ستمع وبا حث وحا فظ‪ ،‬أقبلوا على ال عز‬
‫وجل وهذا يراجع مسألة علمية فأخشى أن يدعى عليك فتهلك فل تضر إل نفسك‪ ،‬فتكون من‬
‫النادم ي‪ ،‬و مع ذلك ف هم معتمدون على ال متوكلون عل يه ف هم من أ حق الناس ب صلبة اليان‬
‫واليقي والصب‪ ،‬وقد علموا أن المور بيد ال فهو الوفق والناصر والادي إل سواء السبيل‪ ،‬وهو‬
‫الذي يق بل بقلوب العباد إل هذه الدعوة ن صرةً وتعلمًا وتأييدًا فل يبالون ب ا ت طط له أ نت و من‬
‫على شاكلتك من أهل التحزب والبتداع‪ ،‬من جعل الدعوة مصيدة لموال الناس بالباطل لتصدوا‬
‫ب ا عن ال ق وأهله‪ ،‬وتن صروا البد عة وأهل ها‪ ،‬فماذا ير يد الش خص بالدن يا و هو عا طل عن علوم‬
‫الشريعة مارب لعلماء اللة‪ ،‬منف ٌر عنهم وعن طلبة العلم‪ ،‬على أن غالب من سلك مسالك التحزب‬
‫والميعات الزبية اشتغل عن العلم والتعليم‪ ،‬وأما غالبهم ف اليمن فجمعوا الموال ونسوا العلم‬
‫والتعليم والدعوة‪ ،‬فهذا يكمل عمارته وهذا مشغول بتجهيز معرضه‪ ،‬وهذا يبحث عن سبب يشغل‬
‫فيه تلك الموال النهوبة إل غي ذلك من الشاريع بعد أن كانوا على جانب من العلم وفي يرجى‬
‫فيهم الي‪ ،‬ولذلك حذر الشيخ رحه ال من هذه المعيات الزبية لنا سبب ف انتكاسة كثي‬
‫من طل بة العلم‪ ،‬أ ما أ هل ال سنة الثابتون علي ها ف هم ول ال مد ل يتأكّلون بدعوت م ول يرتكبون‬
‫الخالفات لنصرة الدعوة كما يزعم أهل التحزب من تصويرهم لذوات الرواح‪ ،‬ومن دخولم ف‬
‫سورة آل عمران‪ ،‬الية‪.99 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة العراف‪ ،‬الية‪.86 :‬‬ ‫‪2‬‬


‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪25‬‬
‫النتخابات ووضعهم الموال ف البنوك الربوية إل غي ذلك من الخالفات الشرعية‪ ،‬فاعلم يا علي‬
‫باب كر أن الدعوة ل ا ال ف هو نا صرها ومؤيد ها ك ما ن صرها من ق بل وأيد ها أهل ها من القرون‬
‫الفضلة إل اليوم‪ ،‬فالعاق بة الميدة ف الدن يا والخرة هي ل ن ات قى‪ ،‬فاجت هد جهدك فلن ت ضر إل‬
‫نفسهك‪ ،‬والنهب ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪ -‬يقول‪" :‬ل تزال طائفهة مهن أمته على القه‬
‫ظاهرين ل يضرهم من خالفهم ول من خذلم حت يأت أمر ال وهم على ذلك"‪.‬‬
‫قوله‪( :‬لن تلميذ الوادعي يسيون على نفس النهج‪.)...‬‬
‫قلت‪ :‬هذا طعن صريح ف علماء اليمن وطلبة العلم لنم طلبة الوادعي؛ وف الدعوة إل ال ف‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫الي من؛ ل نه هو الذي نشر ها وأحيا ها بف ضل ال عل يه فلله الف ضل أو ًل وآخرًا‪ ،‬ف ما أ سهلها على‬
‫قلبك ولسانك والنب صلى ال عليه وسلم يقول‪:" :‬إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبي فيها يزل با‬
‫إل النار أبعد ما بي الشرق والغرب"‪ .‬متفق عليه من حديث أب هريرة‪ ،‬فانظر إل الهل كيف‬
‫أودى بك ف هذا البهتان العظ يم‪ ,‬فإن الدعوة ل ا ر بع قرن أع ن ف الي من و هي سائرة على خ ي‬
‫تدعو الناس إل العتصام بالكتاب والسنة‪ ،‬وتذر الناس من الفت والفرقة والفوضى‪ ،‬ومن الروج‬
‫على الكام ومن الثورات والنقلبات والماس الفارغ‪ ،‬حت عرف ذلك ولة المر ف اليمن وف‬
‫غي اليمن‪ ،‬وحق لك أل تعرف هذا فما أنت وذاك‪ ،‬فأهل السنة ول المد أمناء ودعاة رحة وهم‬
‫الفاضحون ل هل الف ت وال حن والشرور ف القد ي والد يث‪ ،‬و هم الرادون على أ هل التحزب‬
‫والبدع‪ ،‬أليس المام الوادعي رحه ال هو أول من فضح جاعة الهاد وصاح بم من على النابر‬
‫وحذر الناس من مغبة حاسهم‪ ،‬وألف فيهم الرسائل‪ ،‬ومن هو الناصح لولة المر والداعي لم إل‬
‫النقياد لشرع ال والعمل به‪ ،‬ومن هو الذي كشف التلبيسات الت أحيطت بالدين عند كثي من‬
‫ولة أمور السهلمي ودعها الناس إل السهمع والطاعهة بالعروف وبيه أحكام الاكهم والحكوم؟‬
‫أل يس هم أ هل ال سنة! ف ما أح سن أثر هم على الناس و ما أ سوأ أ ثر الناس علي هم‪ ،‬أب عد هذا كله‬
‫تتعا مى عن شأن أح د العلم وحز به الجروح ي وتتطاول على علماء الد ين‪ ،‬ول ع جب ف ذلك‬
‫فقد هدم الشيخ رحه ال على أصحابك كالعلم وغيه بدعتهم وبي عوارهم فلن تزالوا تلصقون‬
‫به وبدعو ته ومراكزه الت هم ليتلقف ها أمثالك م ن غره جلي سه‪ ،‬وأرداه قري نه‪ ،‬وال عز جل يقول‪:‬‬
‫{وَيَ ْمكُرُو نَ َويَ ْمكُرُ الُ وَالُ َخيْ ُر الَاكِرِينهَ}‪ ،1‬ويقول سبحانه‪{ :‬ا سِْتكْبَارا فِي الَرْ ضِ َو َمكْرَ‬

‫سورة النفال‪ ،‬الية‪.30 :‬‬ ‫‪1‬‬


‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪26‬‬
‫سّيئُ إل ِبأَهْلِ هِ}‪ ،1‬فبالمس كنت من الناصرين ومن الؤيدين لا واليوم‬ ‫سيّ ِئ وَل يَحِي ُق ا َلكْ ُر ال ّ‬
‫ال ّ‬
‫أصبحت من الاكرين بذه الدعوة الباركة‪ ،‬الت نفع ال با الناس ودحر ال با أفكار اللحدين من‬
‫الشتراكيي والعلمانيي والبعثيي وغيهم من أهل اللل النحرفة‪ ،‬ودحر ال با الرافضة والشيعة‬
‫وال صوفية وغي هم من أ صحاب البدع والتحزب كالخوان ال سلمي‪ ،‬وجا عة الهاد‪ ،‬وجا عة‬
‫التبليهغ‪ ،‬وأصهحاب المعيات الزبيهة‪ ،‬دَ َح َرتْههم جيعًا بالعلم النافهع والصهدق فه الدعوة إل ال‬
‫سهبحانه وتعال‪ ،‬ومهع ذلك فأهلهها ل يسهألون الناس شيئًا ول يطلبون على تعليمههم أجرًا‪ ،‬وهذه‬
‫علمهة واضحهة مهع السهتقامة على ناح دعوتمه‪ ،‬فهكذا كانهت دعوة النهبياء والرسهلي‪ ،‬قال‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫ي اتِّبعُوا مَ نْ ل‬
‫سعَى قَا َل يَا َقوْ مِ اّتِبعُوا الُرْ سَِل َ‬
‫سبحانه وتعال‪{ :‬وَجَا َء مِ نْ أَقْ صَى الَدِيَنةِ رَجُ ٌل يَ ْ‬
‫يَسْأَُلكُمْ أَجْرا َوهُ ْم ُم ْهتَدُونَ}‪.2‬‬
‫وهكذا ال نبياء علي هم ال صلة وال سلم أ خبوا قوم هم بذلك ك ما قال سبحانه وتعال حاكيًا‬
‫عن نوح‪َ { :‬ومَا أَ ْسأَلُكُ ْم عََليْ ِه مِنْ أَ ْجرٍ إِنْ أَ ْجرِيَ إل عَلَى رَبّ العَالَمِيَ}‪ ،3‬وهكذا حكى عن هود‬
‫و عن صال و عن لوط و عن شع يب علي هم ال سلم‪ ،‬و كل هذا ف سورة الشعراء‪ ،‬وأ مر ال نبيه‬
‫وخليله ممدًا صلى ال عليه وسلم أن يقوله لقومه كما قال تعال‪{ :‬قُ ْل مَا أَ سْأَُلكُ ْم عََليْ ِه مِ نْ أَجْرٍ‬
‫َومَا َأنَا مِ َن الَُتكَّلفِيَ}‪ ،4‬وقال سبحانه‪{ :‬قُ ْل مَا َسأَْلتُكُ ْم مِ نْ أَ ْجرٍ َف ُهوَ َلكُ مْ إِ نْ أَ ْجرِ يَ إل عَلَى الِ‬
‫َوهُ َو عَلَى كُ ّل َشيْءٍ َشهِيدٌ}‪ ،5‬إل غي ذلك من تصفية النبياء لدعوتم من أموال الناس بالباطل‪،‬‬
‫فهذه الدعوة البار كة ل تنت ظر من أ حد أجرًا إل من ال سبحانه وتعال‪ ،‬وك فى بال ن صيًا فن عم‬
‫الول ونعم النصي‪.‬‬
‫إن قادة هذه الدعوة وعلماءها ف اليمن هم العلماء الثبات من حكّم الدليل واتبعه وحذر من‬
‫التقل يد ون فر ع نه كغي هم من علماء المل كة وعلماء الم صار‪ ،‬كالش يخ م مد بن عبدالوهاب‬
‫الوصاب‪ ،‬والشيخ ممد بن عبدال المام‪ ،‬والشيخ يي بن علي الجوري‪ ،‬والشيخ عبدالعزيز بن‬
‫يي البُ َرعِي‪ ،‬والشيخ عبدال بن عثمان‪ ،‬والشيخ عبدالرحن بن مرعي العدن‪ ،‬والشيخ ممد بن‬
‫صال ال صوملي‪ ،‬والش يخ أح د بن ع مر بن سفيل‪ ،‬والش يخ عثمان العت مي‪ ،‬والش يخ عبدال صور‬

‫سورة فاطر‪ ،‬الية‪.43 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة يس‪ ،‬الية‪.21-20 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫سورة الشعراء‪ ،‬الية‪.109 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫سورة ص‪ ،‬الية‪.86 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫سورة سهبأ‪ ،‬الية‪.47 :‬‬ ‫‪5‬‬


‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪27‬‬
‫البعدان‪ ،‬والشيخ عبدالجيد الشميي‪ ،‬والشيخ عبدالرقيب الب‪ ،‬والشيخ أحد بن عثمان العدن‪،‬‬
‫والشيهخ عبدال مرعهي‪ ،‬والشيهخ أحده بهن عبدال الوصهاب‪ ،‬والشيهخ جيهل الصهلوي‪ ،‬والشيهخ‬
‫عبدالوهاب الشميي‪ ،‬وغيهم من ل أذكرهم وهو يلتحق بم من أهل العلم والفضل والدعوة ف‬
‫اليمن‪ ،‬فهذه الطعون هي إساءة عظيمة إل طلب المام الوادعي عمومًا‪ ،‬وفيهم حفظة كتاب ال‬
‫والصحيحي أو أحدها وفيهم حفظة «رياض الصالي» و«بلوغ الرام» و«ألفية العراقي» و«ألفية‬
‫ا بن مالك» إل غ ي ذلك من الحفوظات‪ ،‬مع إقبال م على التف قه ف الد ين من خلل درا ستهم‬
‫للك تب الناف عة‪ ،‬مع الدعوة والقيام بتعل يم الناس وتفقيه هم ف الد ين‪ ،‬وكا تب هذه الورقات يعلم‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫ذلك ولكنه القد الدفي أعماه فهو ل يكاد أن يستبي‪ ،‬وما من قرية ول منطقة إل وفيها طالب‬
‫من طلب المام الواد عي يق يم ال سنة ويد عو إلي ها‪ ،‬ويق مع البد عة ويذر من ها يعلّم الناس على‬
‫هدى وب صية‪ ،‬ل ك ما يز عم هذا الا سد‪ ،‬فالناس مقبلون علي هم‪ ،‬بل بعض هم يقوم أ هل النط قة‬
‫بتزوي ه والقيام باله‪ ،‬وأ هل الي من ول ال مد هم سباقون إل ذلك‪ ،‬فهؤلء أ هل صنعاء ل ا أراد‬
‫معمر بن راشد أن يرحل عنهم إل بلده قال بعضهم لبعض‪ :‬احبسوه‪ ،‬أي‪ :‬زوجوه فزوجوه فبقي‬
‫لديهم‪ ،‬حرصًا منهم على علمه فجزاهم ال خيًا‪ ،‬وهذا الذي ذكرناه من علماء وطلبة علم ودعوة‬
‫وقع ف مدة قصية‪ ،‬فتح ال بذلك ‪-‬ول المد‪ -‬على يدي هذا المام الوادعي رحه ال‪ ،‬وأنت‬
‫وأمثالك فه إفككهم وعماكهم وعنادكهم تتخبطون‪ ،‬ولقهد أثنه على هذه الدعوة العلماء الكبار‬
‫كالشيخ العلمة ابن باز وساعدها جهرة وخفية‪ ،‬وهكذا العلمة اللبان أثن عليها وعلى الشيخ‬
‫رحه ال وسيأت ذكر كلمه‪ ،‬فما لزك ف المام الوادعي وطلبه إل كما قال الشاعر‪:‬‬
‫ها ليههس يدريهههن سهههل‬
‫علومًه‬ ‫ههههلً ذم جهلً‬ ‫ههها أن سه‬ ‫أتانه‬
‫ولكههن الرضهها بالهههل سهههل‬ ‫ها لو دراههها مهها قلههها‬ ‫علومًه‬
‫ولقد جعتَ مع الهل قلة الياء أحشفًا وسوء كيلة‪.‬‬
‫ولو كان الشيخ وطلبه كما قلت لصاح بم علماء العصر‪ ،‬وإل فقد خانوا الدعوة ف نظرك‬
‫وأحلها مرّ‪.‬‬
‫قوله‪( :‬هذا اعتراف من الواد عي ب ط يده أ نه كان من رؤو سهم وم ن يلقن هم الف كر الذي‬
‫أودى بم إل غزو الرم الكي‪.)...‬‬
‫قلت‪ :‬هذا كلم مهن ل يشهى ال تعال‪ ،‬سهبحانك هذا بتان عظيهم فاسهع أيهها القارئ إل‬
‫كلم المام الوادعي ف جاعة الرم‪.‬‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪28‬‬
‫قال رحه ال ف «الخرج من الفتنة» (ص ‪...( :)136‬ل شك‪ :‬أنم أخطئوا لمور منها‪ :‬أنم‬
‫كانوا سببًا لسفك الدماء ف مكة‪ ،‬والرسول صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬ل يسفك فيها دم"‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬حل السلح ف الرم‪ ،‬والنب صلى ال عليه وسلم قد نى عن ذلك كما ف حديث‬
‫ابن عمر ف «الصحيح»‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬اعتمادهم على رؤيا ل يثبت با حكم شرعي‪ ،‬وهذه الرؤيا تُحمل على أنا أحلم من‬
‫الشيطان‪ ،‬أو وسوسة نفس‪ ،‬أو أنه مهدي ف سيته وسلوكه‪ ،‬وقد كان أمثاله قليلً رحه ال وأنا‬
‫بمد ال أعرفه أنه من حفظة القرآن ومن ذوي التقى والورع‪ ،‬من القائلي بالق ل ياف ف ال‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫لومة لئم‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬خروجهم على حكومة مسلمة ل يل الروج إل أن تروا كفرًا بواحًا‪.‬اهه‬
‫أبعد هذا النكار واليضاح تقول‪ :‬المام الوادعي هو الذي علمهم هذا الفكر‪ ،‬وقد بُحّ صوته‬
‫ف التحذ ير من الف ت والنقلب والثورات والروج على الكام‪ ،‬إ نك م سئول عن هذا ال فك‪.‬‬
‫وأ ما كون الش يخ رح ه ال كان يدرّس ف الدي نة وهؤلء م ن ي ضر له فل ع يب ف ذلك‪ ،‬فهذا‬
‫السن البصري إمام عال متفق على جللته ول يقدح فيه أهل العلم لن واصل ابن عطاء العتزل‬
‫كان من طلبه فأنشق عنه فأنكر عليه السن رحه ال تعال‪.‬‬
‫بل هؤلء النافقون يضرون الصلة والهاد مع النب ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬وهو‬
‫ُمه‬
‫أحرص الناس على اليه لمتهه واتقهى الناس وأخشاههم له‪ ،‬قال سهبحانه وتعال‪َ{ :‬لقَدْ جَاءَك ْ‬
‫ص عََليْكُ ْم بِا ُل ْؤمِنِيَ َرؤُوفٌ رَحِيمٌ}‪.1‬‬
‫َرسُو ٌل مِنْ َأْنفُسِكُ ْم عَزِي ٌز عََليْ ِه مَا َعِنتّمْ حَرِي ٌ‬
‫فل يعاتب ول يذم الشيخ على ما يصل من تلميذه أولئك من الخطاء والزلت‪ ،‬فإن الداية‬
‫بيد ال وحده‪ ،‬على أن هؤلء الشباب الذين زلت أقدامهم كانوا على إقبال عجيب ف تعلم العلم‬
‫وتعليمه والدعوة إليه كما سعنا بذلك‪ ،‬ولكنهم كانوا ف بداية المر‪ ،‬فاستزلم أهل الفكار الغالية‬
‫من الصريي وغيهم فأوقعوهم كما تفعل اليوم جاعة الفساد من التصيد للمغرر بم من الشباب‪،‬‬
‫و هم يدمون أعداء ال سلم يركون م م ت ما أرادوا ويوقفون م م ت ما أردوا باختلف الحوال‬
‫والبلدان‪ ،‬ولقد تفرس المام الوادعي فقال‪ :‬أخشى أنم عملء لعداء السلم‪ ،‬وصدق رحه ال‬
‫تعال هذا هو نور العلم الربا ن ولذلك يقول سبحانه‪{ :‬وَمَا أَرْ سَ ْلنَا مِ نْ َقبْلِ كَ إل رِجَا ًل نُوحِي‬

‫سورة التوبة‪ ،‬الية‪.128 :‬‬ ‫‪1‬‬


‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪29‬‬
‫إَِليْهِ مْ فَا ْسأَلوا َأهْلَ الذّكْرِ إِ نْ ُكْنتُ ْم ل َتعْلَمُو نَ}‪ .1‬فأر شد الناس إل أ هل العلم النا صحي‪ ،‬و قد‬
‫حذروا الشباب من هؤلء العملء‪ ،‬ونق صد بالعملء رؤوس هذه الما عة الفا سدة‪ ،‬و يا ل يت أن‬
‫علي بابكر اعتب بتصريات المام الوادعي وتعن فيها‪ ،‬ولكنه مدفوع به من حُش يَ قلبه حقدًا‪،‬‬
‫وال الستعان‪.‬‬
‫فأنصحك بطلب العلم عند أهل العلم والتواضع واللوس ف حلقاتم‪ ،‬ورحم ال الشيخ فقد‬
‫كان يكرمك ويرص عليك‪ ،‬فقد كان ينل عن كرسيه تشجيعًا منه وتثبيتًا لك‪ ،‬علك أن تعرف‬
‫قدر العلم وكان ي ّكنُك من الكلم ف تلك القلعة الشمّاء‪ ،‬فظننت أنك شيخ السلم‪ ،‬وما عرفت‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫قدر نفسك فكنت من ضحايا التعال‪ ،‬وأنا سائلك‪ :‬لاذا ما نصحته ونصحت طلبه وقد مكنوك‬
‫من الن صحية‪ ،‬بل نزول الش يخ لثلك عن كر سيه ي عد تواضعًا وقبولً م نه ل ن ين صح‪ ،‬فل مَ ل‬
‫تن صحهم وتذر هم من ذلك الن هج الذي زع مت؟ فأ نت ب ي أمر ين‪ :‬كفران النع مة واللؤم‪ ،‬أو‬
‫اليانهة والتملق والنفاق‪ ،‬وكهل ذلك مذموم ل يرضهى بهه‪ ،‬وقهد اعترفهت كمها سهيأت أن المام‬
‫الوادعي ل يرضى با وقع منهم ‪-‬أي‪ :‬ف حاثة الرم‪ -‬فما هذا التناقض؟ وكيف أخرجت أحد‬
‫العلم وهو أحد أتباع جهيمان ومعاونيه‪ ،‬ومن يدم بي يديه‪ ،‬فكان كما قلت أعرف الناس بم‪،‬‬
‫إن أمرك لعجيب تلصق التهم فيمن بح صوته ف التحذير من أهل الفوضى والفت‪ ،‬وتدع أحد‬
‫العلم الذي هو أعرف الناس بم‪.‬‬
‫وصدق الشيخ رحه ال حيث قال لا تعب ف مناصحتك‪ :‬أحسن ال عزاءنا فيك‪.‬‬
‫فان ظر إل صدق منه جه ك يف قدم لك الن صيحة‪ ،‬وحذرك م ا ياف عل يك م نه ويشاه من‬
‫صحبة أحد العلم وأمثاله‪ ،‬فوقع ما كان يشاه‪.‬‬
‫وأما أنت لزعزعة نجك وطريقتك فقد كنت تأت إل دماج لزيارته وتُ َمكّن من النصيحة فلم‬
‫لَ تذرهم بزعمك؟ ولعلك ما عرفت أخطاء جاعة الرم إل من كتب وأشرطة المام الوادعي‬
‫عليه رحة ال تعال‪.‬‬
‫وقد تكلمت يومًا بدار الديث بدماج فحدثتَ بأحاديث ضعيفة فبينها طلبة العلم وهذا يدل‬
‫على قلة علمك فل يعلك ذلك تقول الجر والبهتان منتقمًا لنفسك‪.‬‬
‫قوله‪( :‬فائدة الحاديث الت فيها المر بالسترة كلها ضعيفة‪ ،‬وإنا صحت من فعل النب صلى‬
‫ال عليه وسلم فهي مستحبة وليست بواجبة‪.)...‬‬
‫سورة النحل‪ ،‬الية‪.43 :‬‬ ‫‪1‬‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪30‬‬
‫قلت‪ :‬هذا من التهوين بال سنة‪ ،‬فإن السنة وإن كانت مستحبة فل يوز النكار على فاعل ها‪،‬‬
‫فأحرى بك أن ترد على من ينكرها‪ ،‬ولو قلنا بأنا مستحبة فما وجه النكار على من علم الناس‬
‫سنة من ال سنن أو حديثًا من أحاديث ر سول ال صلى ال عليه و سلم ولو ف الشياء البا حة أو‬
‫الستحبة‪ ،‬فما بالك بالسترة الت حافظ عليها رسول ال ف صلته مع قوله صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫"صلوا كما رأيتمون أصلي" فقد نقل إلينا عن الثبات وخرج أحاديثهم الئمة ف كتبهم أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم كان يصلي إل سترة مع ما كان ينهى ويز جر عن الرور بي يدي ال صلي‬
‫فهي واجبة‪ ،‬كما هو قول المام أحد نقله عنه العين‪ ،‬فمثل هذه السنة ل يزهد الناس فيها‪ ،‬ومذ‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫وجد أمثال هؤلء الزهدين ف العمل بالسنن حصلت النتكاسات بسبب الهواء‪ ،‬وال عز وجل‬
‫ض مَا َأنْزَلَ‬ ‫يقول‪َ { :‬وأَ نِ ا ْحكُ ْم َبْينَهُ ْم بِمَا أَنْ َزلَ الُ وَل َتّتبِ عْ َأ ْهوَا َءهُ ْم وَاحْ َذ ْرهُ مْ أَ ْن َي ْفتِنُو َك عَ ْن َبعْ ِ‬
‫ّاسه‬
‫ِنه الن ِ‬ ‫ِمه َوإِنّ َكثِيا م َ‬ ‫ْضه ُذنُوِبه ْ‬‫َنه يُصهِيَبهُ ْم ِبَبع ِ‬ ‫َمهَأنّمَا يُرِيدُ الُ أ ْ‬ ‫ِنه َتوَّلوْا فَاعْل ْ‬ ‫ْكه فَإ ْ‬
‫الُ إَِلي َ‬
‫َلفَا ِسقُونَ} ‪ ،1‬وكما قال سبحانه‪َ { :‬وإِنْ كَادُوا َلَي ْفِتنُونَكَ عَ ِن الّذِي َأوْ َحيْنَا إِلَيْكَ ِلَت ْفتَرِ َ‬
‫ي عََليْنَا غَيْرَهُ‬
‫ليَاةِ‬ ‫فا َ‬ ‫ضعْ َ‬ ‫ت تَرْكَ نُ إَِلْيهِ مْ شَيْئا قَلِيلً إِذا َلأَذَ ْقنَا كَ ِ‬ ‫َوإِذا لَاتّخَذُو كَ خَلِيلً وََلوْل أَ ْن َثبّْتنَا كَ َلقَدْ كِدْ َ‬
‫ك عََلْينَا َنصِيا}‪.2‬‬ ‫جدُ لَ َ‬ ‫ت ثُ ّم ل تَ ِ‬ ‫ضعْفَ الَمَا ِ‬ ‫وَ ِ‬
‫وقال سبحانه‪{ :‬وَلَ ْن تَرْضَى َعنْ كَ الَيهُو ُد وَل النّ صَارَى َحتّى َتّتبِ َع مِّلَتهُ مْ قُلْ ِإنّ هُدَى الِ ُهوَ‬
‫ك مِ نَ الِ مِ ْن وَِليّ وَل نَ صِيٍ}‪ ،3‬وف‬ ‫الُدَى وََلئِ ِن اتَّبعْ تَ َأهْوَا َءهُ ْم َبعْ َد الّذِي جَاءَ كَ مِ َن العِلْ مِ مَا لَ َ‬
‫آية أخرى‪{ :‬إِنّ كَ إذًا لِمَن الظّالَ ِميْ نَ}‪ ،‬وقال تعال‪{ :‬بَلِ اّتبَ عَ الّذِي َن ظَلَمُوا أَ ْهوَاءَهُ ْم ِبغَيْرِ عِلْ مٍ َفمَ نْ‬
‫َيهْدِي مَنْ أَضَلّ الُ َومَا َلهُ ْم مِ ْن نَاصِرِينَ}‪ ،4‬فإذا كان الطاب لنبيه ممد صلى ال عليه وسلم فما‬
‫بالك بغيه‪ ،‬و قد روي عن أ ب ب كر ر ضي ال ع نه أ نه قال‪ :‬إ ن ل أترك شيئًا من هد يه صلى ال‬
‫عل يه و سلم فإ ن أخ شى إن تر كت شيئًا أن أز يغ‪ ،‬بل ال سبحانه وتعال يقول‪َ{ :‬ف ْليَحْذَ ِر الّذِي نَ‬
‫يُخَاِلفُو نَ عَ نْ َأمْرِ هِ أَ ْن تُ صِيبَهُمْ ِفْتَنةٌ َأوْ يُ صِيَبهُ ْم عَذَا بٌ أَلِي مٌ} ‪ ،5‬ولقد ألّفت ف السترة رسالة بعنوان‬
‫«أحكام السترة» للشيخ ممد بن رزق‪ ،‬وهكذا رسالة لب مالك الرياشي‪ ،‬فراجع ذلك ول تنكر‬
‫على من عمل بالدلة؛ فإن النب صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬بلغوا عن ولو آية"‪ ،‬فأحذرك من لز‬

‫سورة الائدة‪ ،‬الية‪.49 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة السراء‪ ،‬الية‪.75-72 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫سورة البقرة‪ ،‬الية‪.120 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫سورة الروم‪ ،‬الية‪.29 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫سورة النور‪ ،‬الية‪.63 :‬‬ ‫‪5‬‬


‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪31‬‬
‫أهل الثر فتنتكس بالوى ف الطر‪ ،‬على أن السترة واجبة لستمراره صلى ال عليه وسلم عليها‬
‫مع قوله‪" :‬صلوا كما رأيتمون أصلي"‪ ،‬كما قاله الشيخ رحه ال ف شريط «الصارم ف بيان حال‬
‫أحد العلم» الوجه الول‪.‬‬
‫قوله‪( :‬من يريد الوادعي بقوله القلدة‪ ،‬إنه يريد علماء ند‪ ،‬اللجنة الدائمة للفتاء وهيئة كبار‬
‫العلماء الذين يدرّسون متون الفقه‪ )...‬إل آخر كلمه‪.‬‬
‫قلت‪ :‬هذا ههو الفهك والبهتان وضرب علماء السهنة بعضههم ببعهض‪ ،‬كمها قال القائل‪(:‬إرم‬
‫عصفورين بجر) فأنت لست راضيًا عن هيئة كبار العلماء ول عن العلماء ف أرض الرمي وند‪،‬‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫ول أنت راضٍ عن الوادعي‪.‬‬


‫فبيت القصيد عندك هم أهل الماس من يستثيون الناس ويشغلونم بعلم الواقع زعموا من‬
‫ت تبم إذا حب سوا وترى الدن يا ف سادًا إذا أُ سكتوا ف قد أُخب نا أ نك ت تبم لب سهم‪ ،‬ول ترى العلماء‬
‫بعدهم شيئًا كما أوضحه الشيخ يي بن علي الجوري ف شريطيه ف الرد عليك‪ ،‬ونقل ذلك عن‬
‫خ ثقة ساه‪ ،‬فأربع على نفسك‪.‬‬ ‫أٍ‬
‫فما أنت عند العلماء‪ ،‬أما المام الوادعي رحه ال فهو يثن على العلماء ف الملكة وف غيها‪،‬‬
‫وها هو يسأل عن العلماء ف الملكة كما ف «تفة الجيب» (ص ‪ )210‬فقال‪ :‬النب صلى ال‬
‫عليه وسلم يقول‪" :‬ل تزال طائفة من أمت ظاهرين على الق ل يضرهم من خذلم حت يأت أمر‬
‫ال وههم كذلك"‪ ،‬فمهن هؤلء العلماء‪ :‬الشيهخ ابهن باز حفظهه ال‪ ،‬والشيهخ اللبانه حفظهه ال‪،‬‬
‫والشيخ صال الفوزان‪ ،‬والشيخ ربيع بن هادي‪ ،‬والشيخ عبدالحسن العباد حفظهم ال‪ ،‬وف اليمن‬
‫مموعة طيبة من أهل العلم‪ ،‬والفضل ف هذا ل سبحانه وتعال‪.)...‬اهه‬
‫و سُئل كما ف «تفة الجيب» (ص ‪ )167‬مَ ْن مِن علماء السعودية تنصحون بالخذ عنهم‬
‫وحبذا لو ذكرت لنا بعض الساء؟ الواب‪ :‬أما الذين أنصح بال خذ عنهم والذين أعرفهم فهو‬
‫الشيخ عبدالعزيز بن باز حفظه ال‪ ،‬والشيخ ممد بن صال بن عثيمي حفظه ال‪ ،‬والشيخ ربيع‬
‫ا بن هادي حف ظه ال‪ ،‬والش يخ عبدالح سن العباد حف ظه ال‪ ،‬والش يخ صال الفوزان حف ظه ال‬
‫مذكور بال ي وإن ك نت ل أعر فه‪ ،‬وي كن أن يُ ستنصح الش يخ ا بن باز ل نه أعلم وأ نا بع يد ع هد‬
‫بتلك البلد‪.‬اهه‬
‫ولا دخل الشيخ رحه ال إل الملكة كانت بشفاعة الشيخ ابن عثيمي رحه ال وغيه من‬
‫الفاضل‪ ،‬بل كان الشيخ ابن عثيمي يقول ف شيخنا رحه ال‪ :‬إمام إمام إمام‪ ،‬وقال أيضًا‪ :‬أعتبه‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪32‬‬
‫من أئمة السلمي‪ ،‬وهكذا استقبل الشيخ رحه ال ف الملكة ساحة الفت عبدالعزيز آل الشيخ‬
‫حفظه ال وأكرمه غاية الكرام واستضافه ف بيته‪ ،‬وهذا يدل على أن العلماء والشيخ رحه ال ف‬
‫حبٍ ووداد وإخاء ولكن ذلك ل يعجب هؤلء الرضى فأخذوا ف إشعال الفت‪ ،‬ولكنهم ف غرور‬
‫وغباء‪ ،‬أيريدون أن يضربوا العلماء بعضهم ببعض وهم أهل الفراسة ال صادقة وأ هل النور الربا ن‪،‬‬
‫وأهل الرفق والتريث والتبيّن ف المور‪ ،‬وكم قد حاول أهل الريب والزيغ ف حياة الشيخ رحه‬
‫ال؛ ول يتم لم شيء‪ ،‬وكان رحه ال يقول‪ :‬لو تلطمت البال لا صدقنا ف بعضنا بعضًا‪ ،‬قال‬
‫بذا أو نوه‪ ،‬ول قد كان الش يخ ابن باز رح ه ال يو صي بالش يخ رح ه ال ك ما قاله الوه يب‪ ،‬ول ا‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫مات الش يخ العل مة ا بن باز قام الش يخ رح ه ال وطل به برثائه‪ ،‬وط بع ذلك ف ر سالة م ستقلة‬
‫منشورة‪ ،‬واسع إل كلم الشيخ رحه ال ف تلك الرسالة (ص ‪( :)1‬وف هذه اليام فقد السلمون‬
‫أبًا رحيمًا ومربيًا كريًا‪ ،‬بل عالًا ربانيًا‪ ،‬آمرًا بالعروف‪ ،‬ناهيًا عن النكر‪ ،‬داعيًا إل ال على بصية‪،‬‬
‫ناصرًا للسنة وأهلها‪ ،‬وقامعًا للبدعة ناصحًا ل ولرسوله ولكتابه ولئمة السلمي وعامتهم‪ ،‬قوالً‬
‫للحهق ل تأخذه فه ال لومهة لئم‪ ،‬ذلك الرجهل ههو المام القدوة الزاههد الورع التقهي الشيهخ‬
‫عبدالعزيز بن عبدال ابن باز رحه ال‪ ،‬ذلكم المام الذي اجتمعت فيه خصال الي‪ ،‬نسبه كذلك‬
‫ول نزكي على ال أحدًا‪ ،‬ذلكم المام يق لنا أن نقول فيه‪ :‬ل نعلم له نظيًا ف زمنه‪ ،‬ذلك فضل‬
‫ال يؤتيه من يشاء‪ ،‬ويصدق عليه قول الشاعر‪:‬‬
‫من الفضل حت عد ألف بواحدِ‬ ‫ول أرَ أمثال الرجال تفاضلً‬
‫وقول الخر‪:‬‬
‫وواحد كاللف إن أمرٌ عن‬ ‫الناس ألف منهم كواحد‬
‫وقول الخر‪:‬‬
‫أن يمع العال ف واحدِ‬ ‫ليس على ال بستنكر‬
‫وقول الخر‪:‬‬
‫وإن تفق النام وأنت منهم فإن السك بعض دم الغزالِ‬
‫فالشيخ نبع مبارك ف عصره‪ ،‬ف حبه لهل السنة‪ ،‬وبغضه لهل البدعة‪ ،‬وتفقد أحوال إخوانه‬
‫وهو رحه ال أوزاعي عصره‪ ،‬فكلما قرأت رسائل الوزاعي إل اللوك والمراء والقضاة تذكرت‬
‫رسائل الشيخ عبدالعزيز بن باز رحه ال إل اللوك والمراء والقضاة والتجار وشفاعته للمظلومي‬
‫والفقراء فجزاه ال عن السلم والسلمي خيًا‪ .‬اهه‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪33‬‬
‫وقال (ص ‪ :)19‬ث بعد ذلك يقول السفيه السعري ف الشيخ ابن باز إنه كاد أن يكفر أو‬
‫قارب الكفر‪ ،‬تقول هذا ف إمام السلمي أيها الرجس النجس القذر‪ ،‬تقول هذا ف إمام السلمي‬
‫وأنت لجئ الن ف بريطانيا وغيها‪ ،‬وتطالب بقوق النسان أو جيعة حقوق النسان والكلم‬
‫الفارغ قال القائل‪:‬‬
‫من اللوم أو سدوا الكان الذي سدوا‬ ‫أقلوا عليهم ل أبًا لبيكمُ‬
‫إن ف الملكة علماء أفاضل‪ ،‬وبمد ال ف غي الملكة‪.‬اهه‬
‫وقال ف ترجته (ص ‪...( :)23‬ث فتح معهد الرم الكي وتقدمت للختبار مع مموعة من‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫طلبة العلم فنجحت والمد ل‪ ،‬وكان من أبرز مشاينا فيه الشيخ عبدالعزيز السبيل ودرست مع‬
‫مموعة من طلبة العهد عند الشيخ عبدال بن ممد بن حيد رحه ال ف «التحفة السنية» بعد‬
‫العشاء ف الرم فكان رح ه ال يأ ت بفوائد مفيدة من شرح ا بن عق يل وغيه‪ ،)...‬ودر ست مع‬
‫ممو عة من الطلب ع ند الش يخ م مد ال سبيل حف ظه ال شيئًا من الوار يث‪.‬اه ه وان ظر مقد مة‬
‫«الصحيح السند ما ليس ف الصحيحي» (ج ‪ 1‬ص ‪.)23‬‬
‫أفبعد هذا الثناء والدح لعلماء الملكة من الشيخ رحه ال يقبل طعن وتلبيس هذا الاقد‪ ،‬فإن‬
‫قال قائل‪ :‬فمن يقصد الشيخ رحه ال بالقلدة وعلماء السوء؟ فالواب‪ :‬المر بي فقد بي ذلك‬
‫الشيخ بنفسه‪ ،‬أذ كر ذلك ليعلم اللبس عليهم مكر هذا الرجل بالشيخ وبالدعوة‪ ،‬فق صده ضرب‬
‫العلماء بعض هم بب عض‪ ،‬قال الش يخ رح ه ال ف «الخرج من الفت نة» (ص ‪( :)135‬وأ ما واق عة‬
‫الرم فل بد ل ا من أ سباب دفعت هم على ذلك منها‪ :‬ماربة علماء السوء ل م كا بن صال وشيبة‬
‫ال مد وا بن مزا حم‪ ،‬ف قد كانوا يذرون من الخوان ف ب عض ال طب ويل صقون ب م ما ل يس‬
‫فيهم‪.‬اهه‬
‫فهؤلء هم القصودون ف كلم الشيخ رحه ال‪ ،‬ل أولئك الئمة الفطاحلة الذين بح صوته ف‬
‫الثناء علي هم وكت به شاهدة على ذلك فأر بع على نف سك‪ ،‬فلن ي تم لك ش يء ما د مت تاد ال ق‬
‫وأهل العلم وطلبة العلم وتنفر منهم فقد عرف حقدك الدفي على العلماء قاطبة‪ ،‬لنم أهل التعقل‬
‫ف المور والبصية ف الد ين‪ ،‬و قد وقفوا ف نور أ صحابك أهل الماس والوا قع زعموا بل هم‬
‫الخدوعون بالعلم الكاذب والصحف والجلت الراوغة‪ ،‬فاعرف قدر نفسك ول تتطاول بيدك‬
‫الشلء نوم السماء وأن لك ذلك!! فكن مع أهل العلم وتب إل ال عز وجل‪.‬‬
‫قوله‪( :‬وينبغي أن نعلم أن الوادعي ظال ف وصفه لن خالفه‪.)...‬‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪34‬‬
‫قلت‪ :‬صدقت يا ر سول ال صلى ال عل يك وعلى آلك و سلم ح يث تقول‪" :‬وين طق في ها‬
‫الرويب ضة" أمنون أ نت ف قد تعال يت على إمام معترف به ب ي علماء الع صر مأخوذ بقوله تعديلً‬
‫وتريًا ع ند أ هل ال ل والع قد ف هذا الشأن و ف هذا الع صر أ سهل عل يك الط عن ف أ هل العلم‬
‫الناصحي الباذلي أعراضهم وأنفسهم لنصرة هذا الدين وتنقيته من بدع البتدعي وغش الغاشي‬
‫ومكر الاكرين وتلبيس علماء السوء الضلي وكذب الكاذبي وعَ سُر عليك بيان حال أهل البدع‬
‫وأهل الزيغ والضلل‪ ،‬فأين تذيراتك منهم أم تشابت قلوبكم؟ فل تكن كالوارج يقتلون أهل‬
‫اليان ويتركون أههل الوثان‪ ،‬إنكهم خوارج على أههل العلم الناصهحي وسهيظهر القه رغهم‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫تلبيسكم وما أنتم ل بعجزين‪ ،‬فهو الرجو لفظ دينه وهو حسبنا ونعم الوكيل؛ فإن فعلكم هذا‬
‫هو علمة الذلن وهو مربط الفرس بدللته على تألك من الشيخ رحه ال؛ لنه وصف أحبابك‬
‫وأقرانك ورفقتك من أهل التحزب والبدع بالوصاف اللئقة بم‪ ،‬وحسب الشيخ رحه ال أنه‬
‫أبان عوارهم للناس وكشف بوارهم وزيغهم ليُحذر منهم فليس بكاء علي بابكر وأمثاله على أهل‬
‫العلم إن ا البكاء ل جل سقوط الزبي ي وفضيحت هم ف الي من م ن ي طط للحزب ية ويل هث وراء ها‬
‫وينصرها ويتجلد لا فلله درك أيها المام الوادعي فلقد أحرقتهم بلسعات كلمك وسهام مقالك‪،‬‬
‫ف هم كاللدوغ ي يهذون بل كالغر يق يتش بث بأد ن ش يء ول يس بنافع هم‪ ،‬ف ما عرف نا الواد عي إل‬
‫زاهدًا ورعًا تقيًا ياف من ال ويشاه‪ ،‬نسبه كذلك ول نزكيه على ال‪ ،‬نعم إخوان ف ال فعلم‬
‫الرح والتعديل صمام أمان لذا الدين فال هو الوفق لن تصدى له وجرد نفسه بالقيام بذلك ل‬
‫عز وجل بالعدل والنصاف وهكذا عرفنا الشيخ رحه ال فل غرابة أن يهاب منه أهل البدع ف‬
‫حياته أمثال كاتب هذه الورقات ولذلك ل يرج هذه الورقات ف حياة الشيخ حت يسمع الواب‬
‫من الشيخ رحه ال‪ ،‬فهذا ابن معي لا شاع ذكره ببيان الق ونصره ودحض الباطل وأهله وأبان‬
‫أحوال الرواة بالعدل والنصاف هابه الناس فكان إذا دخل على الراوي ارتعد وربا سقط الكتاب‬
‫من يده‪ ،‬ولول أن ال ق يض هؤلء الرجال لل ال و لمثالك من التعال ي والضل ي ول شك أن‬
‫الجروح ل يهدأ له بال تاه من جرحه وما قام به صاحب هذه الوريقات من ذاك شنشنة أعرفها‬
‫من أخزم‪ ،‬فخي لم أن يتوبوا إل ال عز وجل فالرجوع إل الق فضيلة لصاحبه ورفعة ول يضرك‬
‫كلم الاقدين‪.‬‬
‫وإذا الفت عرف الرشاد لنفسه هانت عليه ملمة العذال‬
‫أما الضي ف العناد والتعال فهذا خطر عظيم‪.‬‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪35‬‬
‫إذا كنت ل تدري ول تكُ بالذي يسائل من يدري فكيف إذًا تدري‬
‫إن ا وال لفضي حة أن يأ ت علي باب كر الذي عرف هذا ال ي وأح د العلم الذي عرف ز هد‬
‫الشيهخ وصهدق دعوتهه فيتطاولن على مهن عرفاه بالعلم والتعليهم والدعوة إل ال وكثرة الطلب‬
‫والتأليف وعلو القدر والرفعة عند علماء العصر من أهل الفضل والورع ولكنه كما قيل‪:‬‬
‫إنا يعرف الفضل لهل الفضل ذووه‪ ،‬فما كنت أظن يا علي أن يرديك أحد العلم إل هذا‬
‫الده فه التطاول على الدعوة إل ال فه اليمهن‪ ،‬أل تاف أن يطبهع على قلبهك فتكون عهبة‬
‫للمعتبين‪ ،‬وأما العلم فهو رجل متلون كما قاله الشيخ رحه ال ف «تفة الجيب» (ص ‪،)290‬‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫فهو يأت كل قوم بوجههم حت مع الصوفية دعاة القبور إل من رحم ال‪ ،‬فأين التوحيد يا أحد‬
‫العلم كيف تضر لقوم أنت تعرف عقائدهم وتعرف ما هم عليه من دعاء غي ال‪ ،‬أهكذا تعلمت‬
‫ف المل كة!!‪ ،‬أهكذا عل مك علماء التوح يد!! ث لاذا يقرك علي باب كر و قد شاع وذاع حضورك‬
‫للمولد مع الصوفية ومع ذلك فل تنكر عليهم فأين الغية على التوحيد والسنة‪ ،‬فأنتم مروحون ف‬
‫أنفسكم‪ ،‬فكيف يقبل منكم جرحكم لعلماء السنة؟ نسأل ال لنا ولكم الداية وأن يوفقنا وإياكم‬
‫ضنَا‬
‫لللتزام بالشرع‪ ،‬فينبغي أن يذر من جليس السوء فإنه يردي بصاحبه كما قال سبحانه‪{ :‬وَقَّي ْ‬
‫ت مِنْ َقبِْلهِ ْم مِنَ‬‫َلهُمْ قُ َرنَاءَ َف َزّينُوا َلهُ ْم مَا بَيْنَ َأيْدِيهِ ْم َومَا خَ ْل َفهُ ْم َوحَقّ عََلْيهِ ُم القَوْلُ فِي ُأمَمٍ قَدْ خَلَ ْ‬
‫الِنّ وَا ِلنْ سِ ِإّنهُ مْ كَانُوا خَا ِسرِينَ}‪ ،1‬وقال سبحانه حاكيًا عن رجل كاد قرينه أن يضله‪{ :‬قَالَ‬
‫قَائِ ٌل ِمْنهُ مْ ِإنّي كَا نَ لِي قَرِي ٌن َيقُولُ َأإِنّ كَ لَمِ نَ الُ صَدّقِيَ َأإِذَا ِمتْنَا وَ ُكنّا تُرَابا َوعِظَاما َأإِنّا لَ َمدِينُو نَ‬
‫قَا َل هَلْ َأْنتُ مْ مُطِّلعُو نَ فَاطّلَ عَ فَرَآ هُ فِي َسوَاءِ الَحِي مِ قَا َل تَالِ إِ نْ كِدْ تَ َلتُرْدِي ِن وََلوْل ِنعْ َمةُ َربّ ي‬
‫حضَرِي نَ} ‪ ،2‬وهكذا اليات الت أخب ال فيها عن تاصم التابع والتبوع يوم القيامة‪،‬‬ ‫َلكُنْ تُ مِ نَ الُ ْ‬
‫ف قد غرك أح د العلم فا تق ال واترك مالسته و عد إل صوابك‪ ،‬فإنه ي سرن أن تتوب إل ال من‬
‫الط عن ف هذه الدعوة البار كة و ف شيخ نا رح ه ال ف الجالس العا مة والا صة‪ ،‬ونكّ م جيعًا‬
‫كتاب ال وسنة نبينا ممد صلى ال عليه وسلم فيما اختلفنا فيه‪ ،‬فالمر دين ودعوة إل ال قامت‬
‫على صفاء وهدى‪ ،‬تر يد أن ت كر ب ا بتلك الدعاءات الفضو حة‪ ،‬فل مَ ل تلتزم في ها بالر فق ك ما‬
‫قلت‪ ،‬بل خل عت لباس الياء وشق قت ثوب الورع والوف ول أ ظن أ نك تُوا فق على كل مك‬
‫ذلك حت من أصحابك ومالسيك فضلً عن غيهم‪.‬‬

‫سورة فصلت‪ ،‬الية‪.25 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة الصافات‪ ،‬الية‪.57-51 :‬‬ ‫‪2‬‬


‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪36‬‬
‫قوله‪( :‬وهذا دل يل على أن الواد عي ل يؤ خذ بر حه وتعديله لنه غ ي منض بط ويتكلم بماس‬
‫وعاطفة‪.)...‬‬
‫قلت‪ :‬وهكذا بكل وقاحة أسقطت جهود المام الوادعي وطعنته ف عرضه وأمانته ويا ترى‬
‫من سبقك إل هذا من علماء الع صر‪ ،‬فالمام الواد عي عند هم إمام من أئ مة الد ين و من مددي‬
‫العصر‪ ،‬ومن نقاد الثر‪ ،‬ول يسقطه كما قلت جرحه للشيخ ممد بن أمان الامي رحه ال وهذه‬
‫مكيدة م نك وإل ف ما أ نت مع هذا ول ذاك؛ وإن ا أحر قك جرح وبيان حال أ هل البدع م ن هم‬
‫على شاكل تك فأخذت تروم ف زرع الفت نة ب ي علماء ال سنة والما عة م ن ظ هر للناس ورع هم‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫وثبات م‪ ،‬وهيهات أن تط يق ذلك و يا ل يت أ نك را ضٍ عن الش يخ م مد أو ت سي ف طريق ته‪ ،‬إذًا‬


‫لفلحت وعرفت قدر نفسك ولظهر لك الطأ والزلل‪ ،‬والشيخ ممد رحه ال إن وقع بينه وبي‬
‫الشيخ رحه ال سوء فهم فلهما سلف من العلماء التقدمي‪ ،‬ولذا قال العراقي رحه ال ف ألفيته‪:‬‬
‫وربا رد قول الارح كالنسأيْ ف أحد بن صال‬
‫كنته منه يطلع على كتهب أههل العلم لاه قلت بأن هذا جرح فه المام الوادعهي؛ لن‬
‫َ‬ ‫فلو‬
‫علمائنا التقدمي قد وقع من بعضهم نو هذا فلم يسقط بعضهم بعضًا فهذا المام مالك رحه ال‬
‫لا بلغه أن ابن إسحاق قال‪ :‬ائتون بديث مالك فأنا بيطاره‪ .‬قال المام مالك ف حال الغضب‪:‬‬
‫انظروا إل دجال من الدجاجلة‪.‬‬
‫ومع ذلك َقبِل أهل العلم حديث ابن إسحاق وحديث مالك ول زال من أئمة هذا الشأن؛ فإن‬
‫الرح قد ي صدر من الارح ف حالة الغضب فل يتمالك نف سه لنه ب شر يصيب وي طئ‪ ،‬وهذه‬
‫الالة نادرة وإذا وقعت صاح با أئمة الشأن ل أمثالك من التعالي‪ ،‬فالصل ف الناقد البصي قبول‬
‫نقده ح ت تأ ت قرينة ترد ذلك‪ ،‬و من هو الذي يعرف هذه المور وي كم ب ا؟ هم أهل العلم من‬
‫جرَ حُ الجروح ب ا ل يس‬
‫أ هل النقد والب صية‪ ،‬ل أمثالك م ن ل نا قة ل م ف العلم ول ج ل‪ ,‬و قد يُ ْ‬
‫بارح‪ ,‬قال السيوطي ف «تدريب الراوي» (‪...( :)1/306‬وقد عقد الطيب لذلك بابًا وروى‬
‫فيه عن ممد بن جعفر الدائن قال‪ :‬قيل لشعبة‪ِ :‬ل مَ تركت حديث فلن؟ قال‪ :‬رأيته يركض على‬
‫برذون فتركت حديثه‪ ،‬وروى عن مسلم بن إبراهيم أنه سئل عن حديث صال الري فقال‪ :‬وما‬
‫تصنع بصال ذكروه يومًا عند حاد بن سلمة فامتخط حاد‪ ،‬وروى عن وهب بن جريج قال قال‬
‫شع بة‪ :‬أت يت منل النهال بن عمرو ف سمعت الطنبور فرج عت‪ ،‬فق يل له‪ :‬فهل سألت ع نه إذ ل‬
‫يعلمه‪ ،‬وروينا عن شعبة قال‪ :‬قلت للحكم بن عتيبة‪ِ :‬ل مَ ل تروِ عن زاذان قال‪ :‬كان كثي الكلم‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪37‬‬
‫وأشباه ذلك‪.)...‬‬
‫وربا كان الرح صادر من القران وهذا إذا علم أنه لعداوة أو منافسة وذلك بقرينة واضحة‬
‫فإ نه يطوى ول يقرأ ك ما قاله الا فظ الذ هب وغيه ول قد ع قد ا بن عبدالب لذلك بابًا ف «جا مع‬
‫بيان العلم وفضله»‪ ،‬هذا إذا كان الرح مملً‪ ،‬أمها إذا فسهره وههو الغالب على جرح العصهريي‬
‫فإنم يبينون أسباب الرح وهم ول ال مد على معرفة وزهد وورع كأمثالم من التقدمي‪ ،‬فل‬
‫يرد جرح النا قد البصي إل بقري نة واض حة يبينها أهل العلم‪ ،‬والشيخ م مد بن أمان الا مي ش يخ‬
‫مذكور بال ي والعلم وهذه أشرط ته ت سمع وي ستفاد من ها ف دار الد يث بدماج‪ ،‬و قد سعت له‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫بعض شريط كان يستمع له بعض طلبة العلم بكتبة دار الديث بدماج ول نسمع برح الشيخ له‬
‫إل منكم فإن جرح الشيخ له قدي ف أول الدعوة بعد خروجه من الدينة‪ ،‬ويعتذر للشيخ رحه ال‬
‫بأنهه كان ينتقهد على الملكهة العربيهة السهعودية أمورًا ورباه تكلم على بعهض مهن يتعاون معهها‬
‫ويتعصب لا ونعتب الشريطي الخيين ف التراجع عن الكلم على الملكة تراجعًا عن ذلك وال‬
‫أعلم‪.‬‬
‫على أن هذا قد و قع ك ما أسلفنا ب ي علمائنا التقدم ي م ن هم على جانب كبي من الز هد‬
‫والورع والبصية‪.‬‬
‫ومن له السن فقط‬ ‫من ذا الذي ما ساء قط‬
‫كفى الرء نبلً أن تعد معايبه‬ ‫ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها‬
‫فادرس قواعد القوم وافهمها فإنا منجاة لك من التخبط والضطراب‪ ،‬فحالك كما قيل‪:‬‬
‫ل يستطع صولة البزل القناعيس‬ ‫وابن اللبون إذا ما ُلزّ ف قَ َرنٍ‬
‫ولو سرت على نج وطريق الشيخ ممد بن أمان رحه ال وشيخنا رحه ال وغيها من أهل‬
‫العلم وتعل مت على أيديه ما لعر فت ال ق من البا طل بإذن ال فه ما على خ ي وثبات ن سبهما‬
‫كذلك وال ح سيبهما‪ ،‬فا تق ال ف نف سك ول يرد يك أح د العلم فلم يتجرأ على ما تقوله إل‬
‫أحد العلم من قبلك‪ ،‬ث ها أنت اليوم تسلك مسلكه فأنتما من نج واح ٍد تشربان وبفهم واحد‬
‫تفهمان تشابت قلوبكما‪ ،‬ث من أنت حت تبطل جرح شيخنا رحه ال وقد قبله علماء العصر‪،‬‬
‫فقد قال العلمة اللبان رحه ال‪( :‬ل يطعن فيه إل جاهل أو صاحب هوى‪ ،‬فأما الاهل فيعلم‪،‬‬
‫وأما صاحب الوى فنسأل ال أن يهديه أو يقصم ظهره)‪ ,‬وكفى بذه الشهادة من العلمة الكبي‬
‫والحدث النحر ير درة وق ته وع صره ف ما هو رد كم على هذا؟ ف هل اللبا ن مطعون ف يه عند كم‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪38‬‬
‫أيضًا؟ فاحذر أن تدر كك دعوة هذا الول ح يث د عا على من ط عن ف الش يخ رح ه ال‪ ،‬ول يس‬
‫كأولياء الصوفية أصحاب أحد العلم الذي غرك وأضلك ولكنه إمام عال ورع زاهد مفضال‪:‬‬
‫أنا الشمس ليس فيها كلم‬ ‫ما كلم النام ف الشمس إل‬
‫فحسب المام الوادعي ف سلمة نقده أن أبان عوار الزبيي وفضحهم فأصبحوا منبوذين بعد‬
‫أن كا نت الولة وال صولة ل م‪ ،‬و ما هذا البكاء والن ي إل علي هم وعلى م صيبتهم فإياك وتقل يب‬
‫القائق ولبسها على الناس‪ ،‬وقد تقدم ما يدل على أنك ف وادٍ آخر‪ ،‬فما أنت مع أهل العلم وإنا‬
‫اتذتم سترًا وواقيًا ول در الشاعر إذ يقول‪:‬‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫إذا اشتبكت دموع ف خدود تبي من بكى من تباكا‬


‫فليست الثكلى كالستأجرة‪.‬‬
‫قوله‪( :‬حاشا الخوة من الوارج وهذا دليل على أن الوادعي يلهم وينههم‪.)...‬‬
‫قلت‪ :‬بل هذا دليل على أمانته العلمية فقد مدحهم با يعلمه فيهم من الي‪ ،‬ولكنه بيّن نكارة‬
‫ما قاموا به ف الرم وأنكر ما سلكوه وإنا مراد الشيخ رحه ال التأسف عليهم‪ ،‬فإنم كانوا يبون‬
‫طلب العلم ولكنهم شباب غُرّر بم ول يريدون مالفة الدلة وأنا زَجّ بم فيما وقعوا فيه من الفتنة‬
‫أصحاب الفكار الغالية‪ ،‬ول مانع أن يدافع عن الخطئ إذا اتم بزيادة على ما فيه مع بيان خطئه‬
‫وتنفي الناس منه فهذا أمي الؤمني علي بن أب طالب لا سئل عن الوارج أكفارٌ هم؟ قال‪ :‬من‬
‫الكفر فروا‪ .‬قالوا‪ :‬أمنافقون هم؟ قال‪ :‬أنم يذكرون ال كثيًا‪ ،‬والنافقون ل يذكرون ال إل قليلً‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬فما هم؟ قال‪ :‬إخوان لنا بغوا علينا‪.‬اهه‬
‫فانظر عافاك ال ما أحسن النصاف‪ ،‬فهم ل يقصدون مالفة الشرع ول استباحة ما حرم ال‬
‫ولكنه ظنوا أنم يسنون صنعًا زين لم كما قلنا أصحاب النفوس الشريرة وهم شباب ل يربوا‬
‫الناس كثيًا‪ ،‬فزلت أقدام هم فن سأل ال أن يثبت نا وج يع ال سلمي على ال ق ال بي‪ ،‬و يا حبذا لو‬
‫كنت تبحث عن الق وتريده فإنا تدف إل تلطيخ دعوة أهل السنة الت نفع ال با تشوهها بذا‬
‫الواقعة ولكنك نسيت أنك قد اعترفت بلسانك وشهدت بأن الشيخ رحه ال ل يوافقهم على هذا‬
‫والق ما شهدت به العداء‪ ،‬فما بقي بعد قولك هذا شيء حكمت على نفسك‪.‬‬
‫قوله‪( :‬وتلميذك يا مقبل أل يسفكوا دماء السلمي ف الرم الكي‪.)...‬‬
‫قلت‪ :‬انظهر إل هذا الناقهض العجيهب‪ ،‬وقهد تقدم أن هؤلء مغرر بمه وههم طلبهة لغيه مهن‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪39‬‬
‫الشايخ فلماذا خصصت الشيخ رحه ال ألنه قد مات وذهب زمن الوف!! ث أيضًا فالعال ل‬
‫يضمن لطلبه الثبات فالثبات بيد ال سبحانه وتعال فكم قد ناصحك الشيخ فما نفعك نصحه‬
‫و كم قد أرشدك ف ما اهتد يت بإرشاده فح سب الش يخ رح ه ال أ نه علم الكتاب وال سنة ون صح‬
‫لعامة المة وأنكر ما وقع منهم كإنكاره على جهيمان قبل واقعة الرم وصاحبك أحد العلم من‬
‫يشفع له عند الشيخ رحه ال وهكذا أنكر عليهم بعد واقعة الرم وال عز وجل يقول‪{ :‬وَل تَزِرُ‬
‫وَازِ َرةٌ وِ ْزرَ أُخْرَى}‪.1‬‬
‫وما يؤيد بطلن دعواك أن الشيخ رحه ال له ف اليمن نو ربع قرن وهو يدعو إل ال ويعلم‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫حت عمت دعوته البلد والعباد فهل سعت بثورات وانقلبات من أهل السنة؟ وهل سعت بروج‬
‫من طلبته على الاكم؟ فهم ول المد يعلمون الناس الي والعلم النافع‪ ،‬وبمد ال فالدولة تعلم‬
‫مدى حرص أ هل ال سنة على ح صول ال من وال ستقرار لم يع ال سلمي‪ ،‬بل وم بة الدا ية للعال‬
‫أج ع ول هل ال سنة دور بارز ف ك شف أ صحاب الثورات والما سات الفار غة‪ ,‬وعوار جا عة‬
‫الف ساد‪ ،‬قام بذا أ هل ال سنة من خلل ماضرات م ودرو سهم ودعوات م ل عز و جل ل من أ جل‬
‫فلن أو علن فهم يرون النصيحة للحاكم ويدعون له بالتوفيق والداية والستقامة وينصحون له‬
‫بتحك يم الكتاب وال سنة و هم ف ن فس الو قت ين صحون لعا مة ال سلمي ويثون م على التم سك‬
‫بالكتاب وال سنة وترك الفو ضى‪ ،‬فأ هل ال سنة من بع لل من وال ستقرار‪ ،‬وإن ا ضاق فه مك َفقِ سْتَ‬
‫المور على ممو عة ا ستلزهم الشيطان بب عض الما سيي وبب عض الحلم والتخيلت وأ نت أعلم‬
‫الناس با أقول‪ ،‬ولكنك كما قائل القائل‪ :‬رمتن بدائها وانسلت‪ ،‬ولن يتم لك شيء ما تصبو إليه‬
‫من تشو يه الدعوة وتلطيخ ها والط عن ف علمائ ها وأئمت ها وطل بة العلم‪ ،‬فدعوة الش يخ رح ه ال‬
‫ظاهرها كباطنها ول يرجو أهلها إل ال سبحانه وتعال ويبون للمسلمي ما يبون لنفسهم من‬
‫الي والصلح والستقامة على الدين‪.‬‬
‫قوله‪( :‬وهذه السقطات الت كانت تصل من تلميذه ف الدينة تتكرر اليوم‪.)...‬‬
‫قلت‪ :‬لقد أغاظتك الدعوة ف اليمن والفضل ف هذا ل وستغيظ من على شاكلتك من نصب‬
‫للحق العداء‪ ،‬فمراكز أهل السنة تزخر بطلبة العلم كدار الديث بدماج‪ ،‬ودار الديث بعب‪ ،‬ودار‬
‫الد يث بفرق حبيش‪ ،‬ودار الد يث بالديدة‪ ،‬ودار الد يث بعت مة ودار الد يث بذمار وغي ها‬
‫من دور الد يث ف الي من ال ت ل تزال ثاب تة على ال ق وعلى ال سنة‪ ،‬فهذا ي فظ كلم ال‪ ،‬وهذا‬

‫سورة فاطر‪ ،‬الية‪.18 :‬‬ ‫‪1‬‬


‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪40‬‬
‫ي فظ ف أحاد يث ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فح صل الفاظ لكتاب ال وعدد هم كث ي‬
‫كثرههم ال عهز وجهل‪ ،‬وحصهل حفاظ «للصهحيحي» و«لرياض الصهالي» و«لبلوغ الرام«‬
‫و«لللفيتي» وغيها من الكتب النافعة ومن التون ف التوحيد والفقه والصول والنحو وغيها من‬
‫العلوم والفنون ف إتقان وفترة يسية‪ ،‬مع التخرج ف التفقه ف الدين بالستفادة من كتب علمائنا‬
‫التقدمي‪ ،‬فهم متجردون للدليل فحصل النفع العظيم لذه الراكز على قلة ذات اليد‪ ،‬ولكن البكة‬
‫من ال ل كالامعات الت يقرر لا الليي والسنوات الطويلة ول نرى من بركاتا شيئًا إل ما شاء‬
‫ال‪ ،‬فطلبة العلم ف مراكز أهل السنة يدرسون تت الشجار وف السجد والدراسة ف السجد‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫فيها بركة عظيمة‪ ،‬ومنذ أن ابتعد الناس عن حلقات السجد حصل الشر‪ ،‬فطالب العلم ول المد‬
‫يستطيع أن يفحم الامعي بل الدكتور كل هذا الي موجود بفضل ال والكتبات ف تلك الراكز‬
‫تك تظ بالباحث ي والؤلف ي والحقق ي و مع ذلك فمن هم ال صائم ومن هم والقائم قد جردوا أنف سهم‬
‫للعلم والعمل الصال نسبهم كذلك ول نزكي على ال أحدًا‪ ،‬فصدق عليهم قول الشاعر‬
‫ونودهههم فهه ال ذي اللء‬ ‫هم‬ ‫هن نبهه‬ ‫ههلً بالذيه‬ ‫أهلً وسه‬
‫هل ملء‬ ‫هن كه‬ ‫هر الوجوه وزيه‬ ‫غه‬ ‫هى‬ ‫هالي ذوي تقه‬ ‫أهلً بقوم صه‬
‫وتوقهههر وسهههكينة وحياء‬ ‫يسهعون فه طلب الديهث بعفةٍ‬
‫وفضائل جلت عههن الحصههاء‬ ‫هى‬ ‫هة والللة والنهه‬ ‫لم ه الهابه‬
‫أزكهى وأفضهل مهن دم الشهداء‬ ‫ومداد مها تري بمه أقلمههم‬
‫مهههههها أنتههههههم‬ ‫هد‬‫هب ممه‬ ‫ها طالب ه علم النه‬ ‫يه‬
‫ف هم وال صابرون على حالة يعلم ها ال صابرون على الا جة والفا قة وإن ا طعام هم ك سر‬
‫العيش مع فاصوليا أكثرها ماء وغداءهم رز ناشف وإن مرض ولد أحدهم فل يدري ما ذا يصنع‬
‫إل اللتجاء إل ال سبحانه وتعال‪ ،‬وكفى بال فأمثالم ف الدنيا قليل‪ ،‬فهم غرباء ل يلهثون وراء‬
‫الدن يا إذا ل ث غي هم ول يتطلعون إل العارض والتجارة إذا سارع إلي ها غي هم على أن التجارة‬
‫لي ست بحر مة‪ ،‬ول كن ال سبحانه وتعال يقول‪ِ { :‬رجَا ٌل ل تُ ْلهِيهِ ْم تِجَا َرٌة وَل َبيْ عٌ عَ نْ ذِكْرِ الِ‬
‫ب وَالَْبصَارُ}‪ ،1‬فقد فرغوا أنفسهم لطلب‬ ‫َوإِقَامِ الصّل ِة َوإِيتَاءِ الزّكَاةِ َيخَافُونَ َيوْما َتَتقَّلبُ فِيهِ القُلُو ُ‬
‫العلم وتعل يم الناس ول ي سألون الناس شيئًا‪ ،‬أ كب غنائم هم ح فظ سورة من كتاب ال أو حديث‬
‫نبوي أو ب ث م سألة علم ية أو تعل يم الناس دين هم‪ ،‬فهؤلء هم طل بة المام الواد عي الثابتون على‬
‫ال سنة و من كذب ما أقول فهذا دار الد يث بدماج مفتوح وهذه بق ية الرا كز فزورو ها وتأكدوا‬
‫سورة النور‪ ،‬الية‪.37 :‬‬ ‫‪1‬‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪41‬‬
‫بأنفسكم‪:‬‬
‫يا ابن الكرام أل تدنوا فتبصر ما قد حدثوك فما رآءٍ كمن سعا‬
‫على أنمه ل يدعون لنفسههم العصهمة‪ ،‬وإناه الشأن كهل الشأن ههو فه اتباع الدليهل قدر‬
‫ال ستطاع والثبات على ذلك من ال سبحانه وتعال فها تِ ل نا من علو مك وجهودك ودعو تك‪،‬‬
‫وماذا حققت للسلم والسلمي‪ ،‬بل ماذا حققت لنفسك من العلم النافع‪ ،‬لقد شغلك عن ذلك‬
‫ال َكبَسَات والفطحات ومالسة جلساء السوء كأحد العلم الذي أضلك وأزلك فأنا أنصح لن أراد‬
‫أن يتزود من العلم النافع أن يرحل إل هذه الراكز الباركة ف هذه الزمنة الت كثرت فيها الفت‪،‬‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫وأعتقد أن الذي ينفر عنها إنا يدعو الناس إل مراكز أهل التحزب وجامعاتم الت ل ترج علماء‬
‫ول طلبة علم وإنا ترج متعصبة لزبم إل من رحم ال‪ ،‬فالذي ينفر من مراكز أهل السنة إنا‬
‫يدعهو الناس إل التحزب بلسهان حاله أو مقاله َشعَرَ أم ل يشعهر فيها مهن كتهب هذه الورقات‬
‫أنصحك بالرجوع والتوبة فإن أبيت إل العناد فأنت وذاك‪ ،‬ل حققت دعوة تُذكر ول علمًا‪ ،‬ول‬
‫سلم منك أهل الدعوة والعلم والستقامة‪.‬‬
‫قوله‪( :‬ول كن ال يعلم أنك أنت معلمهم ومدرسهم وأنت لقنتهم هذه الفكار ف تدريسك‬
‫لم‪.)...‬‬
‫قلت‪ :‬كبت كل مة ترج من ف يك إن تقول إل كذبًا‪ ،‬فالش يخ أت قى ل من أن ي طط لغزو‬
‫الرم و من أن يقذف بطل به ف هذا الن كر العظ يم و قد اعتر فت بل سانك بأن الش يخ رح ه ال ل‬
‫سأَلونَ}‪،1‬‬
‫يوافقهم ف هذا فما هذا التناقض الفاضح‪ .‬قال سبحانه وتعال‪َ { :‬ستُ ْكَتبُ َشهَا َدُتهُ ْم َويُ ْ‬
‫ول غرابة أن يقع هذا التناقض من مترق فإن الوى يعمي ويصم‪.‬‬
‫فنهج سبيلي واضح لن اهتدى ولكنها الهواء عمت فأعمت‬
‫ويا ل من تدهور أنت فيه ومن نكسة أنت فيها { َرّبنَا ل تُزِ غْ ُقلُوَبنَا َبعْدَ إِ ْذ هَ َدْيتَنَا َوهَ بْ َلنَا‬
‫مِنْ لَ ُدنْكَ رَ ْح َمةً ِإنّكَ َأْنتَ ال َوهّابُ}‪.2‬‬
‫قوله‪( :‬هذا الظن به لنه متسرع‪.)...‬‬
‫قلت‪ :‬أيقال للمام الواد عي‪ :‬مت سرع و قد ف تح ال على يد يه ف الي من و ف غيه وانتشرت‬
‫دعو ته ولو كان مت سرعًا ل صطدم مع الناس من أول وهلة‪ ،‬ول ا أقبلوا عل يه وعلى دعو ته‪ ،‬وال نب‬
‫سورة الزخرف‪ ،‬الية‪.19 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة آل عمران‪ ،‬الية‪.8 :‬‬ ‫‪2‬‬


‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪42‬‬
‫صلى ال عل يه و سلم يقول‪" :‬إن ال ظن أكذب الد يث"‪ ,‬بل ال عز و جل يقول‪{ :‬يَا َأيّهَا الّذِي نَ‬
‫آ َمنُوا ا ْجتَِنبُوا َكثِيا مِ نَ الظّنّ ِإنّ َبعْ ضَ الظّنّ إِثْ مٌ}‪ ،1‬فهذا من الظن النهي عنه‪ ،‬لنه من الطعن ف‬
‫علماء الدين ولكنه القد والسد‪:‬‬
‫حسدًا وبغيًا إنه لدميم‬ ‫كضرائر السناء قلنا لوجهها‬
‫والذي نعتقده أن الش يخ رح ه ال لو كان ف ذلك الو قت عند هم ل ا ترك هم يرتكبون هذا‬
‫النكر ولزجرهم وناهم ول يقرهم ولفضح أصحاب النعة التكفيية الذين غروهم وزجوا بم ف‬
‫هذه الفت نة و هم آنذاك مند سون ب ي أولئك الطل بة ك ما ف ضح أ صحاب الف ت ف الي من و ف غ ي‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫اليمن وأذاقهم الر وأبان عوارهم للناس‪ ،‬هذا الذي نعتقده ف الشيخ رحه ال لو كان ف الملكة‬
‫آنذاك لن أ هل العلم هم أهل الثبات ف اللمات وهم أهل النور الربا ن والع قل ال سليم ك ما قال‬
‫س َومَا َي ْعقُِلهَا إل العَالِمُونَ}‪ ،2‬ولقد ذكر ال ف كتابه الكري‬ ‫ك ا َل ْمثَالُ َنضْ ِرُبهَا لِلنّا ِ‬
‫سبحانه‪َ { :‬وتِلْ َ‬
‫ثبات أهل العلم كما ف قصة قارون عند أن اغتر أهل الدنيا بزخارف قارون فقال سبحانه‪{ :‬وَقَالَ‬
‫الّذِي نَ أُوتُوا العِلْ َم َويَْلكُ ْم َثوَا بُ الِ َخْيرٌ لِمَ نْ آمَ َن َوعَمِلَ صَالِحا وَل يَُلقّاهَا إل ال صّابِرُونَ}‪ ،3‬فهم‬
‫أهل البصية وأهل الشية كما قال سبحانه‪{ :‬إِنّمَا َيخْشَى الَ مِ ْن ِعبَادِ ِه العُلَمَاءُ}‪ ،4‬ولقد كان‬
‫الش يخ من أ هل الغية على د ين ال وعلى حرم ال سبحانه‪ ،‬ف قد غا ظه ما يقوم به اليرانيون من‬
‫اللاد ف الرم ففضح نواياهم البيثة بكتاب ساه «اللاد المين ف أرض الرمي» وبي فيه‬
‫حرمة تلك الما كن القدسة وإ ث اللاد ف يه فأ ين أ نت من ذاك؟ كفاك تقل يب القائق فلن تنفق‬
‫تلبيساتك على الناس‪.‬‬
‫قوله‪( :‬ولكنه مع السف أخد يتهجم عليهم‪.)...‬‬
‫قلت‪ :‬هو ف معرض الكلم على المل كة العرب ية ال سعودية ول ا كان الش يخ رح ه ال يتكلم‬
‫على الملكة كنت راضيًا عنه بدليل زياراتك له وتشمك تعب السفر وخطر الطريق إل أن تصل‬
‫إل يه ف دماج تلك النط قة البعيدة عن بلدك وك نت تله وتتر مه وتتل طف ف العبارة م عه وك نت‬
‫تناقش مع بعض الخوة مستقبل دار الديث بدماج بعد وفاة الشيخ رحه ال بل كنت من يناصر‬
‫الدعوة فهل هذا الهتمام منك بالشيخ وبركزه وبدعوته آنذاك حقيقة أم خداعا ونفاقا فأنت بي‬
‫سورة الجرات‪ ،‬الية‪.12 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة العنكبوت‪ ،‬الية‪.43 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫سورة القصص‪ ،‬الية‪.80 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫سورة فاطر‪ ،‬الية‪.28 :‬‬ ‫‪4‬‬


‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪43‬‬
‫أمرين أحلها مر‪ ،‬فلما تراجع الشيخ رحه ال عن الكلم ف الملكة ومدحها وحث السلمي‬
‫على التعاون معها وسجل ذلك ف شريطي ف آخر حياته وأمر بسح جيع الكلم على الملكة من‬
‫كتبه‪ ،‬فإذا أنت تغضب وتذكر الناس بشيء تراجع عنه الشيخ وتعيدها جذعة وتشنع على الشيخ‬
‫رحه ال وتمل عليه بذه الملت كأنك حريص على الملكة فأين كلمك قبل تراجعه؟ وأين‬
‫نقدك قبل مدحه؟ وأين نصحك له بالرجوع عن ذلك؟ إنك ومن على شاكلتك من أهل الماس‬
‫والكر الفي ل تضرون إل أنفسكم رمتن بداءها وانسلت فما أنت وذاك‪:‬‬
‫سارت مشرقة وسرت مغربًا شتان بي مشرق ومغرب‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫فهواك مع أولئك أصحاب فقه الواقع زعموا‪ ،‬وفقه الواقع عنهم بعزل‪ ،‬وبمد ال فأهل السنة‬
‫يبون للناس جيعًا حكامًا ومكوم ي ال ي وال صلح وال ستقامة على الد ين والعاف ية ف ج يع‬
‫المور فنسأل ال أن يصلح الميع وأن يدفع عن بلد السلم وأهله كل سوء ومكروه وأن من‬
‫أراد بم سوءًا أن يعل كيده ف نره وتدميه ف تدبيه‪.‬‬
‫وما تذكيك يا علي بذا النات بعد هذه الزمان إل لغراض ذميمة وأهداف شريرة ل تفى‪،‬‬
‫وبمد ال فدعوة أهل السنة مرتبطة بالكتاب والسنة على فهم السلف الصال مع الرجوع إل أهل‬
‫العلم الذين عرف الناس ثباتم وتسكهم بالدليل والستفادة من فهمهم للدلة‪ ,‬والدعوة بمد ال‬
‫قد عرفها الناس حكامًا ومكومي‪ ،‬وإن لعجب من تالكك على الباطل والبهتان والغراء‪:‬‬
‫ولربا جهل الفت سبل الدى والشمس طالعة لا أنوار‬
‫قوله‪( :‬وهذا من الماقة والسفه وعدم إدراك الواقع‪.)...‬‬
‫قلت‪ :‬أل أ قل ل كم أ نه مغرور بف قه الوا قع الزعوم‪ ،‬أب ثل هذا يا طب المام الواد عي‪ ،‬أل أن‬
‫الحق والسفيه من يئن على أصحاب فقه الواقع زعموا أصحاب الماس والفت ول يعتب بأهل‬
‫العلم والفضل فهو يئن على سفر‪ ،‬وغيه من أهل الماس الفارغ‪ ،‬فأنت ف ِشعْب الماس سالك‪،‬‬
‫وأنت فيه راغب راميًا بأهل العلم وراء ظهرك‪ ،‬فهم عندكم عملء مغفلون‪ ،‬فل مع ابن باز أنت‬
‫ول مع الوادعي‪ ،‬فما هذا الدبور على بعض الناس عنده مثل العلمة ابن باز‪ ،‬والعلمة ابن عثيمي‪،‬‬
‫والعلمة عبدالعزيز آل الشيخ‪ ،‬والعلمة ربيع بن هادي الدخلي‪ ،‬والعلمة صال الفوزان‪ ،‬والعلمة‬
‫العباد وغيهم من أهل العلم النافع والعمل الصال وهو وراء أهل البضاعة الزجاة والتشدق والتقعر‬
‫ف الكلم مثل سفر وغيه ومن على شاكلته فهم العلماء ف نظره والساسة ف تصوره!!‬
‫ومهما تكن عند امرئ من خليقة وإن خالا تفى على الناس تعلم‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪44‬‬
‫فل أدري أتزعم أن من منهج السلف الراوغة والتناقض أم الصراحة والصدق َأ ْظهِر ما عندك‬
‫ودع لبس القائق ولصق التهم ف أعراض البرياء ول ذنب لم غي أنم نافحوا عن حياض السنة‬
‫وقمعوا صولة البدعة وأهلها‪.‬‬
‫با ثلمات من قراع الكتائب‬ ‫ول عيب فيهم غي أ ن سيوفهم‬
‫فهذا شرف ومنقبة ل م عظيمة‪ ،‬فإن أهل العلم يرون الدفاع عن السنة وبيان أفكار النحرف ي‬
‫من الهاد ف سبيل ال بل بعضهم يرى ذلك أفضل من الهاد ف سبيل ال تعال‪ ,‬كما قاله غي‬
‫واحد منهم‪.‬‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫قوله‪( :‬صهحيح أن الوادعهي ل يؤيهد دخولمه إل الرم‪ )...‬أبه ال إل أن يظههر القه على‬
‫ل سانك (فماذا ب عد ال ق إل الضلل) ويقول سبحانه‪{ :‬إِنّ الَ يُدَافِ ُع عَن الّذِي نَ آ َمنُوا}‪ ،‬فهذا‬
‫ال صم والغر ي يُقرّ بخال فة ما أثاره وشهره ف ر سالته فرده ف ر سالته م سطر‪ ،‬ودفاع ال عن‬
‫أوليائه معروف غي منكر‪.‬‬
‫ليَاةِ ال ّدْنيَا َوَيوْ َم َيقُو ُم ا َلشْهَا ُد َيوْ َم ل َينْفَ عُ‬
‫قال سبحانه {ِإنّا َلنَنْ صُرُ رُ ُسَلنَا وَالّذِي نَ آ َمنُوا فِي ا َ‬
‫ي َمعْذِ َرُتهُ ْم وََلهُمُ الّل ْعَن ُة وََلهُ ْم سُوءُ الدّارِ}‪.1‬‬
‫الظّالِمِ َ‬
‫قوله‪( :‬ولكن الوادعي يؤيد منهجهم العوج‪.)...‬‬
‫قلت‪ :‬أما الشيخ فقد أنكر عليهم أمورًا تقدم ذكرها فعليك بالبهان فيما ادعيت من موافقة‬
‫الشيخ لم وقدكان ينكر عليهم قبل الواقعة وبعدها‬
‫بينات أهلها أدعياء‬ ‫والدعاوي إذا ل يقيموا عليها‬
‫قوله‪( :‬كما أنصح بسماع ماضرة للشيخ أحد العلم‪.)...‬‬
‫قلت‪ :‬عجبًا تنصح الناس بسماع ذلكم الضايع وتَسِمُه بالشيخ ف حي تنفر عن المام الهبذ‬
‫العلمهة الوادعهي رحهه ال وتقول‪ :‬قال الوادعهي أو قال مقبهل‪ ،‬وأمها العلم فقال الشيهخ‪ ,‬لقهد‬
‫انتك ست فطر تك و ما هو الذي أخرج أح د العلم من النتقاد‪ ،‬و قد كان من أ خص الناس ع ند‬
‫ستَ ْقبِل والضيف لزوار جهيمان‪ ،‬وقد كان يشفع لهيمان عند الشيخ رحه ال عندما‬ ‫جهيمان والُ ْ‬
‫تركه وهجره‪ ،‬كما ذكرنا سابقًا‪ ،‬ويقول للشيخ‪ :‬قد صلح جهيمان يا شيخ فما أعجبكم وما أقل‬
‫حياءكم‪ ،‬ترمون الناس بأدوائكم وهم من ذلك براء‪.‬‬

‫سورة غافر‪ ،‬الية‪.52-51 :‬‬ ‫‪1‬‬


‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪45‬‬
‫ننه نعلم أن أحده العلم ههو الذي يدفّ بهك ويلقنهك هذه الفكار بهل أكاد أجزم أن له‬
‫مشاركة ف تأليف هذه الورقات الاسرة‪ ،‬فقد باء أحد العلم بالفشل الذريع وأصبح ميتًا ف بلده‬
‫ل يسمع له حراك مع ما تمع من الموال لتنعشه با ولكنه يصد با عن السنة وأهلها ويغر با‬
‫أصحاب الطماع الدنيوية‪ ،‬أما الناس فقد عرفوا زيغه وضلله‪ ،‬فنسأل ال السلمة ونعوذ به من‬
‫النتكا سة‪ ،‬وب مد ال فالش يخ ي ستخدم ف دعو ته الر فق والتألف والل ي ولذلك ل قي قبو ًل ع ند‬
‫الناس بلف دعوت كم يا مدع ي الر فق وأن تم عن ال صواب بعزل و قد كان رح ه ال يذر من‬
‫العنف‪ ،‬واسع إل ما قاله ف «تفة الجيب» (ص ‪( :)225‬والذي يستعمل العنف هم الاهلون‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫كالزبييه وغيههم‪ ،‬أمها أههل السهنة فل يسهتعملون العنهف ونتحدى مهن يقول أن أههل السهنة‬
‫يستعملون العنف فليأتِ بدليل على ذلك‪.‬اهه‪.‬الراد‪.‬‬
‫و قد كان رح ه ال يذر من الروج على الكام وا سع إل كل مه ف «ت فة الج يب» (ص‬
‫‪( :)227‬الروج على الكام بلية من البليا الت ابتلي با السلمون من زمن قدي‪ ،‬وأهل السنة‬
‫ب مد ال ل يرون الروج على الا كم ال سلم لن ال نب صلى ال عل يه و سلم يقول‪ " :‬من أتا كم‬
‫وأمر كم ج يع على ر جل وا حد ير يد أن ي شق ع صاكم أو يفرق جاعت كم فاقتلوه"‪ ،‬ويقول ال نب‬
‫صلى ال عليه وسلم‪" :‬إذا بويع لليفتي فاضربوا عنق الخر منهما" وعبادة بن الصامت رضي ال‬
‫ع نه يقول‪( :‬دعا نا ال نب صلى ال عل يه و سلم فبايعناه فقال في ما أ خذ علي نا أن بايع نا على ال سمع‬
‫والطاعة ف منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وأن ل ننازع المر أهله إل أن تروا كفرًا‬
‫بواحًا عندكم من ال فيه برهان)‪ ،‬فالروج على الاكم يعتب فتنة فبسببه تسفك الدماء ويضعف‬
‫السلمون حت لو كان الاكم كافرًا فل بد أن يكون لدى السلمي القدرة على مواجهته حت ل‬
‫جزَاؤُ هُ َج َهنّ مُ خَالِدا‬
‫ت سفك دماء ال سلمي‪ ،‬فإن ال عز و جل يقول‪َ { :‬ومَ ْن َي ْقتُ ْل ُم ْؤمِنا ُمتَعَمّدا فَ َ‬
‫فِيهَا َو َغضِ بَ الُ عََليْ ِه وََل َعنَ هُ َوَأعَدّ لَ ُه عَذَابا عَظِيما}‪ ،1‬فتاريخ أهل السنة من زمن قدي ل ييزون‬
‫الروج على الا كم ال سلم و ف هذا الز من الروج على الا كم الكا فر ل بد أن يكون بشروط‬
‫فإذا كان جاهلً ل بد أن يُعلّم وأن ل يؤدي الن كر إل أن كر م نه ول ت سفك دماء ال سلمي‪.‬اه ه‬
‫كلم الشيخ رحه ال‪.‬‬
‫أبعد هذا اليضاح والتحذير من الفت حفاظًا على أمن واستقرار السلمي وبلدهم يقال ف‬
‫الشيخ ما يردده هذا الخذول‪:‬‬

‫سورة النساء‪ ،‬الية‪.93 :‬‬ ‫‪1‬‬


‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪46‬‬
‫وليس يصح ف الذهان شيءٌ إذا احتاج النهار إل دليل‬
‫ف هو رح ه ال يع تب دعوة أ هل ال سنة رح ة للناس ومنجاة ل م من الف ت وال حن ك ما قال ف‬
‫«الصارعة» (ص ‪( :)161‬فدعوة أهل السنة رحة من ال سبحانه وتعال وليست دعوة ثورات‬
‫ول انقلبات ول ف ت‪ ،‬ولي سوا رؤوس ف ت‪ ،‬يدعون إل كتاب ال وإل سنة ر سول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم)‪ ،‬ولقد بوب الشيخ رحه ال ف كتابه الفذ «الامع» من كتاب الدب باب‪ :‬الترغيب‬
‫ف الر فق‪ ،‬وبوب أيضًا باب‪ :‬ح سن اللق إل غ ي ذلك من ن صائحه ف ال ث على الر فق بالناس‬
‫والجتمع‪ ،‬وأما طلبة العلم فقد بوب الشيخ رحه ال ف كتابه «الامع» ف كتاب العلم باب‪ :‬رفق‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫العال بالتعلم وباب‪ :‬صب التعلم على الاهل‪ ،‬فانظر إل إلام هذا المام با يتاجه العالِم من الرفق‬
‫والل ي والدعوة إل ال بالك مة والوع ظة ال سنة‪ ،‬ولن يكف يك هذا ويك في أمثالك ح ت ي سكت‬
‫أهل السنة عن أهل البدع والتحزب‪ ،‬وإل فهم ف نظركم أصحاب منهج أعوج فقولوا ما شئتم‬
‫فأهل السنة ول المد لهل البدعة والتحزب بالرصاد‬
‫ووهههى حبلهههم ثهه انقطههع‬ ‫ذهبهههت دولة أصهههحاب البدع‬
‫جعهه أبليههس الذي كان جعهه‬ ‫وتداعههى بانصههرامٍ جعهههم‬
‫مهههن فقيهههه أو إمام يتبهههع‬ ‫هم‬‫ها قوم ف ه بدعتهه‬ ‫هل لم ه يه‬ ‫هه‬
‫علم الناس دقيقات الورع‬ ‫هي الثوري الذي‬ ‫هفيان أخه‬‫هل سه‬ ‫مثه‬
‫ترك النوم لول الطلع‬ ‫أو سههليمان أخههي التيههم الذي‬
‫ذاك لو قارعههههههه القراء قرع‬ ‫أو فتهه السههلم أعنهه أحدا‬
‫هه‬‫هه لعه‬ ‫ههيفهمُ حيه‬ ‫ل ول سه‬ ‫ل يفههه سهههوطهمُ إذ خوّفوا‬
‫لن هذا دين وقد رغّب أهل العلم ف بيان حال البدعة وأهلها وتنفي الناس عنها والدفاع عن‬
‫حياض ال سنة الحمد ية ح ت عد ها غ ي وا حد أف ضل من الهاد ف سبيل ال ك ما تقدم‪ ،‬ف ما‬
‫أحوجك إل العكوف على دارسة كتب الديث وكتب علمائنا التقدمي لتعرف طرقهم وكيف‬
‫أبانوا عوار الاقديهن على السهنة وأهلهها‪ ،‬وكيهف كانوا رحةه على السهلمي‪ ،‬فأههل السهنة مهن‬
‫علماتم أنم من أرحم اللق باللق‪ ،‬وأنصح اللق للخلق‪ ،‬وال الستعان‪.‬‬
‫قوله‪( :‬وهذا هو الغالب على اتباع الوادعي اليوم ف اليمن‪.)...‬‬
‫قلت‪ :‬يعن بم الشباب وأهل السنة ول المد ف اليمن فيهم الشيوخ وفيهم الكهول وفيهم‬
‫الشباب والطفال والنسهاء‪ ،‬فههم ول المهد كثيون كثرههم ال‪ ,‬وطعنهك فه الدعوة لن غالب‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪47‬‬
‫أتباعها هم من الشباب ليس بتجه فل ضي ف ذلك ول عيب‪ ،‬فهؤلء أصحاب رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم وهم خية المة وساداتا وحاة الدين وأنصاره غالبهم من الشباب ول يطعن فيهم‬
‫إل حاقد هالك زائغ فل عبة بالسن بل العبة بالفقه ف الدين والثبات عليه والستسلم لشرع ال‬
‫عز و جل والنقياد له‪ ،‬فهذا سنك ل ينف عك ف معر فة ال ق ال صاف‪ ،‬فرب ا جاء صغي ال سن وهو‬
‫أعرف بالدعوة إل ال م نك وبن هج ال سلف ال صال ر ضي ال عن هم و مع ذلك فأ هل ال سنة ول‬
‫المهد يُرجعون المور إل أههل العلم مهن أههل الشورة الصهائبة والثبات على الديهن وأههل الله‬
‫والعقد ولذلك ثبتت دعوتم وانتفع الناس با كما ترى إن كنت ترى ف اليمن أو ف غيه يعلم‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫بذلك أ هل الب صية والن صاف ول أدري ك يف ت صور ب عض الناس أتريدون أن يلت حق الشباب‬
‫بأصهحاب الماس الفارغ وأصهحاب التكفيه والفسهاد وأصهحاب النتخابات والسهياسة العمياء‬
‫وبالصوفية وبالشيعة‪ ,‬أم بن يا علي تريد أن يلتحقوا؟‬
‫ب قولً سليمًا وآفته من الفهم السقيم‬
‫وكم من عائ ٍ‬
‫وقال الخر‪:‬‬
‫يد مرًا به الاء الزلل‬ ‫ومن يك ذا فَمٍ مر مرير‬
‫قوله‪( :‬ولكن الوادعي‪ ...‬يدافع عنهم)‪.‬‬
‫قلت‪ :‬حدث حديثي امرأة إن فهمت وإل فعشرة‪ ،‬قلنا لك‪ :‬كان الشيخ رحه ال يرى إقبالم‬
‫على العلم النافع مع بعض السقطات فلما مُكر بدعوتم تلك وزلت أقدامهم ف ذلك النكر تأل‬
‫عليهم وأشفق عليهم لا وقعوا فيه من الطأ والزلل وهذا حال علماء السلم؛ فإن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم يقول‪" :‬مثل الؤمني ف توادهم وتراحهم كمثل السد الواحد إذا اشتكى منه عضوًا‬
‫تداعى له سائر السد بالسهر والمى"‪ ،‬ولكنه ل يسكت على منكرهم بل بينه وقال كلمة الق‬
‫في هم ك ما تقدم و هم طل بة علم مبتدئون غر هم أ صحاب الن عة التكفي ية فل ما نع أن يتو جع‬
‫الشخص على رجل يعرفه زلت قدمه ف النكر‪ ،‬ويذكره با زلت قدمه فيه‪ ،‬ولكنكم تعلون من‬
‫ال بة ق بة‪ ،‬وت صطادون ف الاء الع كر‪ ،‬ف هو ب مد ال ل ي سكت عن هم ول ع نك وإن ا ال طأ هو‬
‫السكوت عن مثلك من يفر للدعوة باسها ويلصق التهم من داخلها فبيان حالك أول وأحرى‬
‫وأهم حت ل تعود الفت بسبب الندسي ف أوساط هذا الدعوة الباركة‪ ،‬وأما الشيخ رحه ال فقد‬
‫دوخ أ صحاب هذه الن عة ف الي من وغيه وحذر الجت مع من هم وهذا كا فٍ ف براء ته من هذه‬
‫الته مة ال ت تل صقها به أ نت وشي خك أح د العلم فل قد ت صدى لذه الفئة الغال ية الكفرة وقام ف‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪48‬‬
‫ت بطلبة‬
‫وجهها قيام عظيمًا ف في ذلك دللة واض حة على أنه مغتاظ منها ومن أهل ها‪ ،‬ف قد َمكَرَ ْ‬
‫العلم ف الدي نة فاحتاط ف دعو ته ف الي من من انراط أولئك ف أو ساط طلب ته ف الي من فآ تت‬
‫الدعوة ثارها ولكنك ل تعرف معروفًا ول تنكر منكرًا إل ما أشرب من هواك‪ ،‬فقد شَحَن فكرك‬
‫بذه الزعبلت أح د العلم و من على شاكل ته فأ صبحت ل ترى من كلم الش يخ إل ما يوا فق‬
‫هواك وأغمضت عينيك عن كتب الشيخ رحه ال وكلمه ولو أنصفت لعترفت بغلطك وتيقنت‬
‫بأن الشيخ رحه ال بعيد كل البعد عما ترميه‪:‬‬
‫ولو سودتَ وجهك بالداد‬ ‫فدع عنك الكتابة لست منها‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫قوله‪( :‬إذا كان عبدالرحن عبدالالق‪...‬إل آخره)‪.‬‬


‫قلت‪ :‬وهذه من فلتاته الت يرجها ال على لسانه لتصديق ما قررناه من أن ليس ف وادي أهل‬
‫العلم ول اللجنهة الدائمهة ول هيئة كبار العلماء وإناه أحترق قلبهه عنهد أن فضهح أههل التحزب‬
‫والماس والوا قع الزعوم والبدع‪ ،‬ك ما يظ هر ل نا ذلك‪ ،‬ف هو كال صروع لجل هم‪ ،‬أ ما عبدالرح ن‬
‫عبدالالق ف قد رد عل يه العلماء كالش يخ ا بن باز رح ه ال وغيه ف هل نقول الش يخ ا بن باز مالف‬
‫للعلماء؟ أم نقول‪ :‬العلماء ظلموا عبدالرحن عبدالالق؟ ولعلك تقول ف قرارة نفسك‪ :‬نعم‪ .‬فأنت‬
‫يا أخي ف وادٍ وعلماء العصر من أهل الفقه والثبات ف وادٍ آخر‪ ،‬ولقد كن تَ كما أُ ْخبِرْنا تتأل‬
‫على من ُسجِن من الركيي ف وق تٍ علماء الدنيا ف هذا العصر يدرّسون كتب السلف النافعة‬
‫ول تلقي لذه الدروس بالً شغلتك الشرطة والتنقل ف أعراض أهل السنة ف اليمن وعلمائهم‪.‬‬
‫قوله‪( :‬نعم أسلوب الوادعي مؤثر للشباب وكأنه سحرهم‪.)...‬‬
‫قلت‪ :‬الق مقبول عند الناس ف ما قال لنا الشيخ رحه ال يومًا من الدهر‪ :‬إعملوا بقول‪ ،‬أو‬
‫خذوا باختياري‪ ،‬أو كونوا ف مذهب‪ ،‬بل إذا أفت ف مسألة ول يذكر الدليل طولب ف الال من‬
‫قبل طلبه بالدليل يقع هذا بسمع من ومرأى‪ ،‬ما هو قال فلن وعلن‪ ،‬بل كان يذر من تقليده‬
‫ويقول‪ :‬ل يقلدن إل ساقط‪ ،‬أبعد هذا نصدقك ونترك ما نراه ونعايشه من ترد الشيخ رحه ال‬
‫للدليل وحثه على اللتزام بالكتاب والسنة بفهم سلف المة الصال وتذيره من التقليد والهواء‬
‫والفت‪ ،‬ول در القائل‪:‬‬
‫نكذب فيكم الثقلي طرًا ونقبلكم لنفسكم شهودًا‬
‫فأش هد بال ول ل قد ر ب طل به على حب الدل يل وقبول ال ق وعلى ب غض التحزب والتقل يد‬
‫والبدعة وكفى بذا منقبة‪ ،‬وهاهم طلبه الثابتون اليوم ل يربطهم حزب ول مال إل الدليل بفهم‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪49‬‬
‫السلف الصال رضي ال عنهم‪ ،‬وأما تأثيه فلنه يدعو إل كتاب ال وإل سنة رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم من كتاب ال و من سنة ر سول ال صلى ال عل يه و سلم وهذه بشارة م نك له؛ فإن‬
‫هدي رسول ال صلى ال عليه وسلم يؤثر ف القلوب السليمة وينفعها‪ ،‬والناس بمد ال ميالون‬
‫مع الق إذا وجد الداعي البصي الناصح‪ ،‬ولذلك فقد حذر كفار قريش من النب صلى ال عليه‬
‫وسلم ومن ساع هذا الدي النبوي‪ ،‬ونوا الناس عن ساع ما يتلى من النب صلى ال عليه وسلم؛‬
‫فإن من سعه أثر فيه وآمن به‪ ،‬فأحس الشركون بذا فسارعوا إل التحذير والتشويه ورميه بالسحر‬
‫وقالوا‪ِ{ :‬إنْ هَذَا إل ِسحْ ٌر ُي ْؤثَرُ}‪.1‬‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫وهكذا ل يزال كلم ال وكلم رسوله صلى ال عليه وسلم يؤثر ف القلوب الية إل أن يأت‬
‫أ مر ال فيث ال الرض ومن علي ها‪ ،‬ولذلك قال أ هل العلم‪ :‬ومن ح فظ الديث قو يت حجته‪،‬‬
‫وهكذا علماء أهل السنة والماعة يؤثرون ف الناس بالق‪ ،‬وصدق القول‪ ،‬وعدم التناقض‪ ،‬وعدم‬
‫أ خذ أموال الناس بالبا طل والت سول ل ا‪ ،‬ل لن م البلغاء ف الطا بة فغي هم أبلغ من هم ول لكثرة‬
‫أموالم‪ ،‬فال أعلم بالم ولكنه النور اللي‪ ،‬كما قال سبحانه‪{ :‬يَا َأّيهَا الّذِي نَ آمَنُوا إِ ْن َتتّقُوا الَ‬
‫جعَلْ َلكُ مْ ُفرْقَانا َويُ َكفّ ْر َعنْكُ مْ َسّيئَاتِكُ ْم َوَي ْغفِرْ َلكُ ْم وَالُ ذُو ال َفضْلِ العَظِي مِ}‪ ،2‬ويقول سبحانه‪:‬‬ ‫يَ ْ‬
‫صفُونَ}‪.3‬‬ ‫ف بِالَ ّق عَلَى البَاطِلِ َفيَ ْد َمغُهُ فَإِذَا ُهوَ زَاهِ ٌق وََلكُ ُم الوَيْ ُل مِمّا َت ِ‬
‫{بَلْ َنقْذِ ُ‬
‫قوله‪( :‬فصاروا يعتقدون أنه ل يتكلم إل بوحي‪.)...‬‬
‫قلت‪ :‬هل تعن أنم ادعوا فيه النبوة أما ماذا؟ على كل ففيه لز عظيم لطلبة العلم واتام لم‬
‫بالغفلة والتقليد‪ ،‬وهذا وال هو عي الفك والبهتان؛ فإن الباحث منهم ربا خالف الشيخ رحه ال‬
‫ف مسألة من السائل ويُقرأ البحث على الشيخ رحه ال فيشجع ذلك الباحث ويقويه ليختار ما‬
‫يقر به إل ال عز و جل بف هم سلف ال مة ال صال‪ ،‬ف هو ين مي الوا هب العلم ية ل يقتل ها بالتقل يد‬
‫والتحكم ول نرَ فيه التعصب لقوله أو لختياره أو مراده ما ل يالف الدليل الواضح الصريح ول‬
‫ي كن لذلك الخالف سلفًا فيكون بذلك من خلف التضاد الذي ل يوز‪ ،‬ول قد كان ي ث على‬
‫قراءة كتاب المام الشوكان رحه ال «القول الفيد ف أدلة الجتهاد وذم التقليد» الذي تكلم فيه‬
‫الشوكانه على حرمهة التقليهد وأضراره‪ ،‬بهل جعله شيهخ السهلم ممهد بهن عبهد الوهاب ‪-‬أي‪:‬‬
‫التقليد‪ -‬أصلً من أصول الكفر واستدل بقوله سبحانه‪{ :‬بَلْ قَالُوا ِإنّا َوجَ ْدنَا آبَا َءنَا عَلَى ُأ ّمةٍ َوِإنّا‬
‫سورة الدثر‪ ،‬الية‪.24 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة النفال‪ ،‬الية‪.29 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫سورة النبياء‪ ،‬الية‪.18 :‬‬ ‫‪3‬‬


‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪50‬‬
‫عَلَى آثَا ِرهِ ْم ُم ْهتَدُونَ}‪ ،4‬فأربع على نفسك وأدركها قبل أن ل ينفع الندم‪:‬‬
‫والبغي مرتع مبتغيه وخيم‬ ‫ندم البغاة ولة ساعة مندم‬
‫وأما البيت الشعري الذي ذكرته ففيه الرد عليك لو كنت تفهم‪ ،‬أل يقل (‪...‬وأمر بشرع ال‬
‫نن مثول)‪ ،‬فإذا ل يأمر بشرع ال فمعناه ل طاعة له ول سع‪ ،‬وهذا يؤيد ما قلناه من أنه رحه ال‬
‫رباهم على حب الدليل وبغض التقليد ولكنك كما قائل القائل‪:‬‬
‫يد مرًا به الاء الزلل‬ ‫ومن يكن ذا فم مر مرير‬
‫وارجع إل باقي القصيدة ف «تفة الجيب» (ص ‪ )442‬ففيها مدح لهل السنة والتباع وذم‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫لهل البدعة والبتداع وهذا كافٍ ف نصر أهل الدليل وذم أهل التقليد‪ ،‬واسع إل هذا البيت من‬
‫تلك القصيدة يذم فيه أهل البدع‪:‬‬
‫فلطالا قادوا البية بالوى ل يرتضوا إذ قلتَ‪ :‬قال رسول‬
‫فاستحي على نفسك من هذا التلبيس ومن قلب القائق‪ ،‬ولو فرضنا أن الشاعر أخطأ فما هو‬
‫بلزم لطل بة المام الواد عي ولو فهموا ما فهم ته بفه مك العوج لن صحوه بالرجوع ف وق ته بل‬
‫لنتقده عليه الشيخ رحه ال ولا نشره ف كتابه‪ ،‬فطلب الوادعي بمد ال أقوياء ول يستنكفون‬
‫عن الرجوع إل الق فإذا ظهر لم الق أخذوا به ورجعوا إليه فالرجوع إل الق فضيلة يرصون‬
‫عليهها فههل أنتهم مسهتعدون للرجوع إل القه وترك التحزب والمعيات الغلفهة بالزبيهة‪ ،‬فإنه‬
‫أدعو كم إل ذلك وتتركون مار بة طل بة العلم والط عن ف علماء الد ين‪ ،‬و ما أقبح ها من مه نة‬
‫امتهنت ها لنف سك‪ ,‬ولن يضر هم ش يء فخطر ها عل يك ج سيم‪ ،‬وال عز و جل يقول ف الد يث‬
‫القدسي‪ " :‬من عادى ل وليًا فقد آذنته بالرب"‪ ،‬رواه البخاري من حديث أب هريرة رضي ال‬
‫عنه‪.‬‬
‫قوله‪( :‬فالقصود أن الوادعي كان يسي على منهج منحرف غي النهج الذي سار عليه علماء‬
‫هذه البلد‪.)...‬‬
‫قلت‪ :‬تقدم أن الش يخ رح ه ال متجرد للدل يل كإخوا نه علماء الملكة فهم ينهلون من من هل‬
‫واحد‪ ،‬منهل الكتاب والسنة بفهم السلف الصال وهذا أوضح من أن نقوم بإيضاحه فهم جيعًا‬
‫يثون ف كتب هم و ف ماضرات م و ف درو سهم على التم سك بالكتاب وال سنة والعت صام بذلك‬
‫وعدم مالفهة الدليهل‪ ،‬ولول خشيهة الطول لنقلتُه مهن ذلك مها يعرف القارئ الكريه تلبيهس هذا‬
‫سورة الزخرف‪ ،‬الية‪.22 :‬‬ ‫‪4‬‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪51‬‬
‫الكاتب ومكره بعلماء أهل السنة وإظهارهم ف صورة التناقض والتباين والختلف والواقع يكذبه‬
‫وقد تقدم شيء من ذكر ذلك الواقع وما أظن هذا الكاتب يهل ذلك ولكنه الوى والغراء فاعلم‬
‫أن العبة عند أهل السنة والماعة بالدليل‪ ,‬ويستفيدون من فقه علمائهم وتوجيهاتم ف اليمن وف‬
‫الملكة وف غيها ويلونم ويترمونم‪ ،‬ول يرون التقليد جائزًا لفلن ول لعلن فكل يؤخذ من‬
‫قوله ويرد إل رسول ال صلى ال عليه وسلم قاله المام مالك‪ ،‬فأربع على نفسك من هذا العناء‬
‫وهذا أوضح من الشمس ف رائعة النهار‪.‬‬
‫وإناه هدفهك ضرب أههل السهنة بعضههم ببعهض وهيهات فههم يثنون على بعضههم البعهض‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫وينصحون بالقبال على كتب بعضهم البعض فدعنا من ترهاتك وتلبيسك فمن أعان دعوة الشيخ‬
‫رحه ال ف اليمن وناصره بعد ال سبحانه وتعال ومدها بالال أليس هو الشيخ ابن باز رحه ال‬
‫وهذا الشيخ ابن عثيمي يشفع للشيخ رحه ال ف دخوله للعلج ويعتب الشيخ إمامًا ومنهم من‬
‫ي ستقبله ويكر مه كالش يخ عبدالعز يز آل الش يخ والش يخ صال بن ح يد ومن هم من يد حه ويث ن‬
‫ويستقبل طلبه كالشيخ ربيع بن هادي فدع عنك النميمة وبذر الفتنة فإنك ل تضر إل نفسك‪،‬‬
‫فما أنت بذاك الذي يشى منه فل ف العي أنت ول ف النفي‪ ،‬وقد كنت أكره أن أرد عليك لنك‬
‫ل ستَ أهلً أن يُرد عل يك لن الناس يعرفون من أ نت و من هو المام اله بذ الواد عي رح ه ال‬
‫ولكنن رأيت أن أذكر نبذة من ترجة هذا المام مع الرور على شبهك وبيانا لتكون حجة عليك‬
‫وبراءة للذمة وتكون عبة لن تسول له نفسه الطعن ف هذا المام وف هذه الدعوة الباركة‪ ،‬وال‬
‫الستعان وها أنا ذا أنصحك لوجه ال أن تعود إل رشدك‬
‫والنصح أغلى ما يباع ويوهب‬ ‫فلقد نصحتك أن قبلت نصيحت‬
‫قوله‪ ( :‬ما زال العلماء ف ن د على الذ هب النبلي ويأخذون ما وا فق الدل يل ويتركون ما‬
‫خالفه‪.)...‬‬
‫قلت‪ :‬كون الشيخ رحه ال ل يرى التقيد بذهب معي صواب و حق؛ فإن الذاهب ل تلزم‬
‫ال سلم كما أن ا ل تلزم سلف المة الصال فلم ت كن موجودة ف ع هد رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ول ف عهد أصحابه من بعده إل أن جاء أولئك الئمة الفضلء فنشر ال على أيديهم الي‬
‫الكثي من علم الصحابة رضي ال عنهم وحذروا من تقليدهم وحثوا على العمل بالدليل أينما كان‬
‫وأين ما نزل بل وأمروا بخال فة أقوال م إذا خال فت الدلة‪ ،‬وهذا مذكور ف تراج هم معروف ع ند‬
‫أهل العلم غي منكر‪ ،‬وقد ذكر العلمة اللبان رحه ال جلة من ذلك ف مقدمة «صفة الصلة»‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪52‬‬
‫(ص ‪ )45‬فل يعاب على من ل يلتزم بذهب معي ف التباع أو ف الدراسة بل هذا هو الصل‪،‬‬
‫وغالب أ هل الد يث على ذلك وهكذا ل يعاب على من تف قه على مذ هب مع ي و هو مع ذلك‬
‫متقيد بالدليل متبع له‪ ،‬فهذا كمن استفاد من كتب الذهب دون تقليد‪ ،‬وهذا حال عامة العلماء‬
‫فإنم يستفيدون من فهم العلماء التقدمي للدلة ويهتدون باستنباطاتم فل زال العلماء على ذلك‬
‫إل يومنا هذا يستفيد بعضهم من بعض وينقل اللحق من كتب السابق ول يعيب بعضهم على‬
‫ب عض وإن ا يعيبون القلد ف قد ن قل ا بن عبدالب الجاع على أن القلد ل يس من أ هل العلم‪ ،‬وأ ما‬
‫علماء المل كة حفظ هم ال ور حم من تو ف من هم ف هم ك ما قل تَ يأخذون بالدل يل ويتركون ما‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫خال فه وهذا الذي سار عل يه العلماء التقدمون والعلماء الع تبون ف الع صر الد يث وهذا أ مر ل‬
‫خلف فيه بي شيخنا رحه ال وبي علماء الملكة ولكنك لقلة علمك جعلت من البة قبة أو‬
‫لغرض دنء ف نفسك‪ ،‬وهل عندك دليل من كتاب ال عز وجل أو من سنة رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم يلزم السلمي بالتقيد والنراط ف الذاهب؟ أو حت بالتفقه ف مذهب معي؟ إنا يلزمنا‬
‫ما جاء عن رب نا عز و جل و ما جاء عن ر سوله صلى ال عل يه و سلم مع ال ستفادة من علمائ نا‬
‫خذُو ُه َومَا َنهَاكُ ْم َعنْهُ‬
‫والستضاءة بفهمهم للدلة كما قال سبحانه وتعال‪َ { :‬ومَا آتَاكُمُ الرّسُولُ فَ ُ‬
‫فَاْنتَهُوا وَاّتقُوا الَ إِنّ الَ شَدِي ُد ال ِعقَا بِ}‪ ،1‬وقال سبحانه‪{ :‬اّتِبعُوا مَا ُأنْزِلَ إَِلْيكُ ْم مِ نْ َرّبكُ ْم وَل‬
‫َتتِّبعُوا مِ نْ دُونِ هِ َأوِْليَاءَ َقلِيلً مَا تَذَكّرُو نَ}‪ ،2‬ف من ألزم الناس ف الد ين ب ا ل يُلزم هم ال ور سوله‬
‫صلى ال عليه وسلم به فقد وضع نفسه مشرعًا مع ال سبحانه وتعال شعر أو ل يشعر‪ ،‬ويا لا من‬
‫م صيبة عظي مة فعلى الدا عي إل ال أن ير بط الناس بالدل يل على ف هم ال سلف ال صال‪ ،‬ف قد ارتاح‬
‫السلمون من التعصب للمذاهب ومن اطلع على تراجم علمائنا التقدمي رأى ما يذهله من شدة‬
‫التعصب للمذاهب‪ ،‬ورأى أذية التعصبة لفحول العلماء وما لم ذنب سوى التقيد بالدليل والعمل‬
‫به وإن خالف الذهب السائد‪ ،‬ول أدري أيريد علي بابكر وأحد العلم أن يعيداها جذعة‪ ،‬على أن‬
‫الذ هب النبلي لو قل نا بشرع ية الذا هب هو أقرب الذا هب للع مل بالدل يل؛ لن إما مه هو المام‬
‫أحد بن حنبل إمام أهل السنة والماعة ذلكم المام الذي جع بي الفقه ف الدين وبي معرفة‬
‫الديث وأسانيده وعلله وما يتعلق به مع الزهد والورع والتقى فهو أمة وحده‪ ,‬ولكننا ل نقلد ف‬
‫الد ين أحدًا ك ما تعلمناه من علمائ نا التقدم ي ومن هم المام الشاف عي والمام مالك والمام أح د‬
‫وغيهم وكما تعلمناه من علماء العصر كالشيخ ابن باز والشيخ اللبان رحهما ال وغيهم من‬
‫سورة الشر‪ ،‬الية‪.7 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة العراف‪ ،‬الية‪.3 :‬‬ ‫‪2‬‬


‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪53‬‬
‫العلماء الفا ضل فأتنا بقول واحد من هؤلء العلماء يلزم الناس بالتقيد والتعصب لعال أو مذهب‬
‫فإذا كان أئمة الذاهب يأمرون بعدم تقليدهم فما ظنك بغيهم‪ ،‬ونن ف ذلك نتبع أوامرهم بعدم‬
‫تقليد هم أو تقل يد غي هم‪ ،‬فال جة ف شرع ال‪ ،‬ول در العل مة اللبا ن إذ يقول ك ما ف مقد مة‬
‫« صفة ال صلة» (ص ‪( :)43‬ول ا كان موضوع الكتاب إن ا هو بيان هدي ال نب صلى ال عل يه‬
‫وسلم ف الصلة كان من البدهي أن ل أتقيد فيه بذهب معي‪ ...‬وإنا أورد فيه ما ثبت عنه صلى‬
‫ال عليه وسلم كما هو مذهب الحدثي قديًا وحديثًا وقد أحسن من قال‪:‬‬
‫أهل الديث هم أهل النب وإن ل يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫ولذلك فإن الكتاب سهيكون إن شاء تعال جامعًا لشتات مها تفرق ف بطون الكتهب والفقهه‬
‫على اختلف الذاهب ما له علقة بوضوعه بينما ل يمع ما فيه من الق أي كتاب أو مذهب‬
‫وسيكون العامل به إن شاء من قد هداه ال {لِمَا ا ْختََلفُوا فِي ِه مِ نَ الَقّ بِإِ ْذنِ ِه وَالُ َيهْدِي مَ ْن يَشَاءُ‬
‫ط مُ سَْتقِيمٍ}‪ ،1‬ث إ ن ح ي وض عت هذا الن هج لنف سي و هو التم سك بال سنة ال صحيحة‬ ‫إِلَى صِرَا ٍ‬
‫وجريت عليه ف هذا الكتاب وغيه ما سوف ينشر بي الناس إن شاء ال تعال كنت على علم أنه‬
‫سوف ل يرضي ذلك كل الطوائف والذاهب بل سوف يوجه بعضهم أو كثي منهم ألسنة الطعن‬
‫وأقلم اللوم إلّ ول بأس من ذلك عليّ فإن أعلم أن إرضاء الناس غاية ل تدرك وأن "من أرضى‬
‫الناس بسخط ال وكله ال إل الناس"‪ ,‬كما قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ول در من قال‪:‬‬
‫ولو كنت ف غار على رأس جبل‬ ‫ولست بناج من مقالة طاعن‬
‫ولو غاب عنهم بي خافيت نسر‬ ‫ومن الذي ينجوا من الناس سالًا‬
‫فحسب أنن معتقد أن ذلك هو الطريق القوم الذي أمر ال تعال به الؤمني وبينه ممد سيد‬
‫الرسلي وهو الذي سلكه السلف الصال من الصحابة والتابعي ومن بعدهم‪ ,‬وفيهم الئمة الربعة‬
‫الذيهن ينتمهي اليوم إل مذاهبههم جهور السهلمي وكلههم متفهق على وجوب التمسهك بالسهنة‬
‫والرجوع إلي ها وترك كل قول يالف ها مه ما كان القائل عظيمًا فإن شأ نه صلى ال عل يه و سلم‬
‫أعظهم وسهبيله أقوم ولذلك فإنه اقتديهت بداههم واقتفيهت آثارههم وتبعهت أوامرههم بالتمسهك‬
‫بالديهث وإن خالف أقوالمه ولقهد كان لذه الوامهر أكهب الثهر فه نجه هذا النههج السهتقيم‬
‫وإعراضي عن التقليد العمى فجزاهم ال تعال عن خيًا‪.‬اهه الراد منه‪.‬‬
‫فخل صة القول ل دل يل على إلزام الناس بذ هب مع ي‪ ،‬وأ ما من تف قه على مذ هب مع ي فله‬
‫سورة البقرة‪ ،‬الية‪.213 :‬‬ ‫‪1‬‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪54‬‬
‫حالن‪:‬‬
‫الال الول‪ :‬حال من ق صد ال ستفادة من الذ هب ومعر فة تفريعات ال سائل وفقه ها وأقوال‬
‫العلماء إل غ ي ذلك و هو ف ذلك كله يتو خى الع مل بالدل يل ولو خالف أئ مة ذلك الذ هب ول‬
‫يتع صب للمذ هب أو لئم ته ف صاحب هذا الال سلك م سلك أ هل الد يث فل يع تب مقلدًا بل‬
‫يع تب متبعًا ومتم سكًا بالدلة وعلى هذا أك ثر العلماء الذ ين اضطروا للتظا هر بذ هب مع ي ب عد‬
‫وجود الذاهب لسيما ف زمن فرضت فيه الذاهب فرضًا على العلماء ومن ل يلتحق بذهب من‬
‫تلك الذا هب أوذي وعودي ورب ا ل قه ف نف سه أو أهله أو ماله ما ل يتحمله ولذلك فإن ا بن‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫دق يق الع يد قد تف قه ف مذ هبي وبرز فيه ما ح ت سّي بفق يه الذ هبي وإن ا ق صد رح ه ال إتباع‬
‫الدليل‪ ،‬فإذا كانت الجة عند هؤلء أخذ با وإن كانت عند الذهب الخر أخذ با ول يستطيع‬
‫أن يلومه أحد ف ذلك وإل فيا ويل من ل يكن له مذهب فيحميه أتباع ذلك الذهب‪ ،‬ولقد أراح‬
‫ال السلمي من تلك التعصبات‪ ،‬فعلى طلبة العلم الد والجتهاد ف تصيل العلم النافع وها نن‬
‫ند عليًا يريد أن ييي لنا ذلك التعصب العمى وهو أهل لثل ذلك الدبور‪.‬‬
‫الال الثان‪ :‬حال من درس مذهبًا معينًا وتقيد به وقلده وتعصب له ول يرج عن نطاقه وربا‬
‫أول الدلة وحوا ها ف مدار وقوا عد ذلك الذ هب فهذا يع تب مقلدًا ول يع تب من أ هل العلم ك ما‬
‫قال ا بن عبدالب ون قل الجاع على ذلك‪ ،‬وحا شا العلماء ف المل كة العرب ية ال سعودية من ذلك؛‬
‫فإن كتبهم وماضراتم وأحوالم تث على العتصام بالكتاب والسنة بفهم السلف الصال وعلى‬
‫رأس هؤلء العلماء ف الملكة و ف غيها الشيخ العلمة ابن باز والشيخ العلمة اللبان والشيخ‬
‫العلمة ابن عثيمي والشيخ العلمة مقبل بن هادي الوادعي والشيخ العلمة عبدالعزيز آل الشيخ‬
‫والش يخ العل مة صال الفوزان والش يخ العل مة رب يع بن هادي والش يخ العل مة عبدالح سن العباد‬
‫وغيهم من أهل الستقامة والعلم والفضل من عرف الناس ثباتم ونصحهم للمة‪ ،‬قال الشاطب‬
‫رح ه ال ف «العت صام» (‪...( :)2/506‬القلدة لذ هب إمام يزعمون أن إمام هم هو الشري عة‬
‫ب يث يأنفون أن تن سب إل أ حد من العلماء الفضيلة دون إمام هم ح ت إذا جاء هم من بلغ در جة‬
‫الجتهاد وتكلم ف ال سائل ول يرت بط بإمام هم رموه بالنك ي وفرقوا إل يه سهام الن قد وعدوه من‬
‫الارجي عن الادة والفارقي للجماعة من غي استدلل بالدليل بل لجرد العتياد العامي‪ ،‬ولقد‬
‫لقي المام بقي بن ملد حي دخل الندلس آتيًا من الشرق من هذا الصنف المرّين حت أصاروه‬
‫مهجور الفناء مهتضم الانب؛ لنه من العلم با ل يدرى لم به إذ لقي بالشرق المام أحد بن‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪55‬‬
‫حن بل وأ خذ ع نه م صنفه وتف قه عل يه ول قي أيضًا غيه ح ت صنف ال صنف الذي ل ي صنف ف‬
‫السلم مثله وكان هؤلء القلدة قد صمموا على مذ ههب مالك بيهث أنكروا مها عداهها وهذا‬
‫تكيم الرجال على الق والغلو ف مبة الذهب وعي النصاف ترى أن الميع أئمة فضلء‪.‬اهه‬
‫الراد منه‪.‬‬
‫قوله‪( :‬وكان الوادعي ل يرى هذا بل ويرى أن هذا ضلل ولكن ل يصرح به‪.)...‬‬
‫قلت‪ :‬الش يخ رح ه ال ل يرى التق يد بالذا هب ف من ألزم الناس أن يدخلوا ف الذا هب فعل يه‬
‫البهان {قُ ْل هَاتُوا بُ ْرهَاَنكُ مْ إِ نْ ُكْنتُ مْ صَادِِقيَ}‪ ،1‬ولكنه ل ينكر على من تفقه ف مذهب معي‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫دون عصبية أو تقليد مع اتباع الدليل سواء وافق الذهب أو خالفه‪ ،‬والتعصب لذه الذاهب أمر ل‬
‫يقره علماء المل كة ف هم موافقون للش يخ رح ه ال فال عبة عند هم جيعًا هو الدل يل‪ ،‬ث إ نك بذا‬
‫تصور للناس علماء الملكة بأنم مقلدة أتباع مذهب متعصبي له وحاشاهم فدعوة الشيخ ممد بن‬
‫عبدالوهاب رحه ال دعوة أصلح ال با العباد والبلد‪ ،‬وجدد با ال ما وهى من الدين وهو يعمل‬
‫بالدليل ويسي عليه كما هو واضح من سيته وكتبه وعلى هذا سار علماء ند من بعده ول عيب‬
‫أن م تفقهوا على الذ هب النبلي وعلى ك تب أ صحابه لن م مع الدل يل ل مع التع صب والتقل يد‬
‫والشيخ رحه ال ينكر على من ألزم بالذاهب وعلى من تعصب لا وقيد الناس با وما عليه علماء‬
‫الملكهة خلف ذلك‪ ،‬كمها يعرف ذلك الناس وإن حاولت ضرب بعضههم ببعهض وإلباس علماء‬
‫الملكة ثوب التعصب بطريقتك اللوية على حد قول القائل‪ :‬يقتل القتيل ويشي ف جنازته‪ ،‬بل‬
‫ويطلب بثأره‪ ،‬ث افرض أن أحدًا من هم ألزم الناس بالذا هب فل يوا فق علي هذا؛ ل نه كل يؤ خذ‬
‫من قوله ويرد إل رسول ال صلى ال عليه وسلم ومنهم تعلمنا ذلك ول يضره ذلك لا له من قدم‬
‫راسخ ف العلم‪ ,‬والتمسك بالسنة ونشرها ول مانع أن ينكر العال على العال شيئًا من السائل الت‬
‫أخطأ فيها وهم مع ذلك يب بعضهم بعضًا‪ ،‬ويل بعضهم بعضًا‪ ،‬ونقصد بالعال هنا العال الربان‬
‫الذي عُرف ثباته واستقامته وهذا هو حال شيخنا وعلماء الملكة جزاهم ال عن السلم خيًا فما‬
‫زال علمائنا يرد بعضهم على بعض ف السائل ذات النظر والجتهاد وهم ف غاية الحبة والوداد‬
‫ك ما كان المام الشاف عي رح ه ال ينا ظر ب عض إخوا نه ث يقول له‪ :‬ل ي نع أن نكون إخوانًا وإن‬
‫اختلفنا‪ ،‬وهكذا غيه من أهل العلم ولكن هذا فيمن هم على استقامة وثبات على السنة فليس فيه‬
‫دليل لصحاب البدع والزبيات هداهم ال‪ ،‬وإنا ضاق صدرك لا رأيت شل أهل العلم قد اجتمع‬

‫سورة النمل‪ ،‬الية‪.64 :‬‬ ‫‪1‬‬


‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪56‬‬
‫وفشلت اليدي الفية من حزبية وغيها ف التفرقة بي دعاة السنة والتوحيد ليخلوا لم الو‪ ،‬وأما‬
‫كون الش يخ رح ه ال يرى ذلك ضل ًل فأ ين ت صريه بذلك أو إيائه إل ذلك‪ ،‬فدع ع نك الع مل‬
‫بالشكوك والوهام لتغري بي الدعاة إل ال تعال الثابتي على الدين الذين هم أحرص الناس على‬
‫ج ع كلمت هم وال سعي إل ج ع كل مة هذه ال مة ال سلمية ال ت تد ن وضع ها فأ صبحت ف حالة‬
‫يرثى لا يتصبب لا جبي الغيور على الدين وعلى السلمي عرقًا فجمع كلمة السلمي على هدي‬
‫ال نب صلى ال عل يه و سلم وطريق ته البار كة هي غا ية العلماء النا صحي ومن هم علماء المل كة‬
‫والش يخ رح ه ال وغي هم من علماء ال سلم وك يف يدح الش يخ رح ه ال علماء المل كة و هو‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫ه علي واعلم مها تقول‪ ،‬وإذا كنهت كذوبًا فكهن ذَكُورًا وال‬‫يراههم ف نظرك ضلّل‪ ،‬فاتهق ال ي ا‬
‫الستعان‪.‬‬
‫قوله‪( :‬الشيخان ابن باز وابن عثيمي يدرسان كتب الذهب النبلي‪.)...‬‬
‫قلت‪ :‬و من أن كر على من يدرس ف ك تب الذ هب النبلي أو غيه‪ ،‬ف ما من عال ول طالب‬
‫علم إل و هو ي ستفيد من ك تب الذ هب النبلي و من ك تب غيه من الذا هب الرب عة‪ ,‬فإذا كان‬
‫الكتاب نافعًا فما الانع من تدريسه دعوا الكذب فهذه كتب العلماء تدرس ف دار الديث بدماج‬
‫و ف با قي مرا كز أ هل ال سنة و من تلك الك تب ك تب حنبل ية أو شافع ية أو مالك ية‪ ،‬فهذه «ال سنن‬
‫ال صغرى» للبيه قي تدرس ف دماج ومعلوم أن المام البيه قي من كبار علماء الشافع ية ح ت قال‬
‫بعض هم‪ :‬كل شاف عي عل يه للشاف عي م نة إل البيه قي فله على الشاف عي م نة ل نه خدم كت به ون صر‬
‫مذه به ودع مه بال ستنباطات القو ية من الدلة ف كت به وهكذا ي ستفيد طل بة العلم ف الرا كز‬
‫الذكورة من «الغ ن» ل بن قدا مة و هو كتاب حنبلي بل قام الخ الفا ضل م مد بن حزام ال ب‬
‫بتحقيقهه وههو منه ترج مهن دار الديهث مهن دماج ومهن الدرسهي فيهها وهكذا يسهتفاد مهن‬
‫«الجموع» للنووي ويرجع إليه وهو كتاب شافعي‪ ،‬وهكذا يستفاد من «التمهيد» لبن عبدالب‬
‫وغيه من كتبه الذهب الالكي‪ ،‬ويستفاد من «نصب الراية» للزيلعي وغيها من كتب النفية‬
‫فهذه أمثلة لكتب أصحاب الذاهب وإل فمكتبة دار الديث بدماج تزخر بالكتب النافعة الفيدة‬
‫من جيع الذاهب الربعة وهي تكتض بالباحثي والؤلفي والحققي والدرسي وتلقى اختيارات‬
‫أهل العلم على الطلبة وهم ول المد متجردون للدليل ومع الق من جاء به فتارة يكون الق مع‬
‫المام الشاف عي وأخرى مع المام أح د وأخرى مع المام مالك وأخرى مع غي هم ف كل معرض‬
‫للخ طأ ولكن نا ن ل هؤلء الئ مة ون كن ل م ال ب ف ال وند عو ل م بالرح ة والغفرة فهذا حال‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪57‬‬
‫الراكز العلمية الثابتة على السنة ف اليمن دراسة للفقه والستفادة من جيع الكتب الفيدة وعلى‬
‫هذا تقوم درو سهم مع الحترام والتبج يل لعلمائ نا الفا ضل التقدم ي والتأخر ين وعلى هذا يري‬
‫مشا يخ هذه الرا كز البار كة كالش يخ م مد بن عبدالوهاب الو صاب ف الديدة‪ ،‬والش يخ م مد‬
‫المام ف م عب‪ ،‬والش يخ ي ي بن علي الجوري ف دماج‪ ،‬والش يخ عبدالعز يز الب عي ف مفرق‬
‫حبيش‪ ،‬وغيهم من أصحاب الراكز النافعة لسيما دار الديث بدماج ولو رأيت ما يليه الشيخ‬
‫عبدالرحن العدن حفظه ال ف دروسه من مذاهب العلماء واختياراتم وذكر أدلة كل طرف ث‬
‫التوخي لا عليه الدليل الظاهر القوي والقصد إل ما يقرب الشخص إل ال عز وجل عند ذلك‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫لعر فت إ فك هذه الورقات الزور ية وترئه على طل بة المام الواد عي رح ه ال الفضلء‪ ،‬وإ نا علي‬
‫يقي أن من عرف هذه الراكز أو سع با هي عليه أو با كان عليه شيخ هذا الركز المام الوادعي‬
‫رحه ال؛ فإنه يتأثر ويعرف قدر هذه الدعوة الباركة وقدر المام الوادعي رحه ال ومن ث فإنه‬
‫سيوجه النقد اللذع إل كاتب هذه الورقات الباطلة ويذر منها على أنن أنصح لجُالسي كاتب‬
‫هذه الورقات أن يذروا منه فإن أخشى أن يضلهم أو أن يقذف ف قلوبم شيء من زيغه بكره‬
‫وتلبيساته وقلبه للحقائق‪ ،‬وال الوعد‪.‬‬
‫قوله‪( :‬ويرون جواز الشاركة ف النتخابات للمصلحة ودفع الشر‪.)...‬‬
‫قلت‪ :‬هذا الذي تدور حوله و هو ب يت الق صيد عندك‪ ،‬وه ا رحه ما ال تعال ل ا أفت يا بذلك‬
‫أفتيا بناءً على صورة سؤال مقدم إليهما من سائل ين أفاد فيه أن الالة ف اليمن خطية حرجة‬
‫وما بيننا وبي الكرسي إل الدخول ف النتخابات وبذلك سنحقق ونقق ونعمل بالشرع إل غي‬
‫ذلك من تلبيسات الخوان السلمي وإننا إذا ل ندخل فيها فإنه سيقع علينا الضرر العظيم الذي ل‬
‫نتحمله وسيلحق بالدعوة ما ل تثبت معه‪ ,‬فهما معذوران بتلبيس السائل لصورة السؤال‪ ,‬لنما‬
‫بشر والث على ذلك السائل البيث وعلى من دبره ومن عرف الال ف اليمن علم كذب وتلبيس‬
‫هذا السائل فالدعوة أعن دعوة أهل السنة والماعة قائمة لا القبول والجلل عند الناس جيعًا إل‬
‫من أع مى ال قل به بالوى والتع صب‪ ،‬لن هذا الدعوة دعوة إل التم سك بالشرع‪ ،‬دعوة إل ج ع‬
‫الكلمهة على القه‪ ,‬دعوة إل التعاون على الب والتقوى فل تُنافهس الناس على الكراسهي ول على‬
‫النا صب ول على الموال وال سيارات بل هي دعوة مبار كة ل تر يد من أحدٍ جزا ًء ول شكورًا‪،‬‬
‫ب يت الق صيد ع ند القائم ي علي ها هو أن يتف قه الناس ف الد ين ويهتدوا به بلف دعوة الخوان‬
‫السلمي فهي بعيدة عن العلم والهتمام به ل تلتزم بالشرع كما ينبغي فهي مع سياسة العصر وإن‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪58‬‬
‫خالفت السلم بل هم مستعدون أن يتحذلقوا لتلك الخالفة حت يلبسوها ثوب الدين وأن التارك‬
‫ل ا عا صٍ‪ ،‬دعوت م ت سابق أ هل الدن يا على كرا سيهم ودنيا هم وأموال م ويريدون ذلك كله با سم‬
‫الديهن حته شوهوا بنظهر اللتزميه فه بدايهة المهر ثه عرف الناس الفرق قهد زجوا بالناس فه‬
‫النتخابات الت أعتبها من الروج على الاكم وأعتبها زعزعة لمن السلمي واستقرارهم ففيها‬
‫تنتشر الفوضى والوف وفيها الرولة بعد أعداء السلم وكفى لن يعتب ف مفاسدها ما وقع ف‬
‫الزائر ذلك البلد الذي كان ف نع مة عظي مة من ال من وال ي وال ستقرار فع صف به أ صحاب‬
‫الماس وأصحاب البلء من النتخابيي من يدعي نصر الدين وغيهم‪ ،‬فانظر أخي القارئ كيف‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫أ ضر الخوان الفل سون ببلد ال سلم وأهله و هم ف ذلك يظنون أن م ي سنون صنعًا بما سهم‬
‫الاهل‪ ،‬ول أستبعد أن يندس بينهم أصحاب القد والكيد والبغض للسلم وأهله؛ فإنا وسيلة‬
‫قدية استغلها أعداء السلم للطعن ف الدين فالنتخابات باب شر وفتنة‪ ،‬وإنا وضعت لزحزحة‬
‫الناس عن شرع ال وتكيمه ف كل صغية وكبية إل تكيم الغلبية فهي الاكم عندهم على ما‬
‫عداها فتعتب طاغوتية ومفاسدها كثية وهاهي باختصار‪:‬‬
‫الفسدة الول‪ :‬عرض الدين للمساومة أيتار الشعب السلم دينًا أم غيه وهذا إن ل يقع ف‬
‫بلدنا لكنه من منهج النتخابات والديقراطية وال عز وجل يقول‪{ :‬وَمَ ْن َيبْتَ ِغ غَيْ َر الِ سْلمِ دِينا‬
‫فَلَ ْن ُي ْقبَ َل ِمنْ هُ َو ُهوَ فِي ال ِخ َرةِ مِ َن الَا سِرِينَ}‪ ،1‬وقوله تعال‪{ :‬وَمَ ْن يَ ْرتَ ِد ْد ِمنْكُ ْم عَ نْ دِينِ هِ َفيَمُ تْ‬
‫‪2‬‬
‫ب النّا ِر هُ مْ فِيهَا خَالِدُو نَ}‬ ‫َوهُوَ كَافِرٌ َفأُوَلئِ كَ َحبِطَ تْ أَعْمَاُلهُ مْ فِي ال ّدْنيَا وَالخِ َر ِة َوأُولَئِ كَ أَ صْحَا ُ‬
‫فهل يعرض الدين على الشعوب أتريدون السلم أم ل؟ إن هذا هو الضلل البي والردة الواضحة‬
‫فأخ شى أن يأ ت اليوم الذي يقرر ف يه هذا ف بلد ال سلم ل سح ال؛ لن هذا هو الق صود من‬
‫وضع ها وأبعاد ها وال عز و جل يقول‪{ :‬وَدّ َكثِيٌ مِ نْ َأهْ ِل ال ِكتَا بِ َل ْو يَ ُردّونَكُ ْم مِ ْن َبعْدِ إِيَاِنكُ مْ‬
‫صفَحُوا َحتّى َي ْأتِيَ الُ ِبَأمْرِهِ ِإنّ‬ ‫سهِمْ مِ نْ بَعْ ِد مَا َتَبيّ نَ َلهُ ُم الَقّ فَاعْفُوا وَا ْ‬
‫ُكفّارا حَسَدا مِ ْن ِعنْدِ َأْنفُ ِ‬
‫الَ عَلَى كُ ّل َشيْءٍ قَدِيرٌ}‪ ،3‬فالخوان الفلسون أضر على أهل السنة من كثي من الكومات فلو‬
‫تكنوا من علماء أهل السنة ومن الدعوة لفتكوا با‪ ،‬ولقد رأينا من أذيتهم لهل السنة من سفك‬
‫دماءهم وأخذ مساجدهم والتنفي عن دعوتم هذا ف اليمن أما ف الملكة فمن طرف خفي فهم‬
‫كاليات فه أجحارهها تترقهب الفرص فهمههم التغلب على الناصهب والكراسهي والموال باسهم‬
‫سورة آل عمران‪ ،‬الية‪.85 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة البقرة‪ ،‬الية‪.217 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫سورة البقرة‪ ،‬الية‪.109 :‬‬ ‫‪3‬‬


‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪59‬‬
‫ال سلم ون صره و هم مع الدنيا ك ما لسناه من كث ي من هم ف الي من وك ما قاله العلماء كالش يخ‬
‫العل مة الواد عي رح ه ال؛ ول قد صدق الش يخ اللبا ن رح ه ال إذ يقول ف الخوان ال سلمي‪:‬‬
‫(إنم يتكيفون ف كل بلد على حسب ما يناسبها) فهم ف الملكة بلد التوحيد والعلم يتظاهرون‬
‫بال سنة والدعوة إلي ها فع سر على الناس هنالك معرفت هم ول كن أ هل العلم ف المل كة وغي ها قد‬
‫أبانوههم وكشفوا عوارههم فالمهد ل ونسهأل ال أن يهدي السهلمي جيعًا إل تكيهم الكتاب‬
‫والسنة‪.‬‬
‫الفسدة الثانية‪ :‬جعل ال مر إل الكثرة وإنا ال مر إل ال سبحانه وتعال وقد شرع لنا شرعًا‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫حكيمًا مباركًا وأرسل إلينا رسو ًل أمينًا بالبينات والدى ورسم لنا السي إليه بصراط مستقيم فل‬
‫نتاج إل مالس تشريعية؛ لن الشرع والتشريع إل ال سبحانه وتعال كما قلنا يقول ال سبحانه‬
‫صْينَا بِ هِ ِإبْرَاهِي مَ‬
‫ك وَمَا وَ ّ‬ ‫وتعال‪{ :‬شَرَ عَ َلكُ ْم مِ نَ الدّي ِن مَا وَ صّى بِ ِه نُوحا وَالّذِي َأوْ َحيْنَا إَِليْ َ‬
‫جَتبِي إَِليْهِ‬
‫َومُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدّي َن وَل َتَتفَرّقُوا فِيهِ َكبُ َر عَلَى الُشْرِكِيَ مَا تَ ْدعُوهُمْ إَِليْهِ الُ يَ ْ‬
‫مَ ْن يَشَا ُء َويَهْدِي إَِليْ ِه مَ ْن ُينِي بُ}‪ ،1‬فالنتخابات تعل تلك الجالس مصدر للتشريع وطبيعة البشر‬
‫الضعف فقد يرى الشخص اليوم رأيًا يستنكره ف الغد فجعلها شريكة ل ف التشريع شرك عظيم‬
‫ت ب التو بة م نه وال سارعة إل الرجوع إل ال سبحانه وتعال زد على ذلك أن الكثرة مذمو مة؛‬
‫لنا ف الغالب تالف الق كما قال سبحانه وتعال‪َ { :‬وإِ ْن تُطِعْ أَكْثَرَ مَ نْ فِي الَرْضِ ُيضِلّو َك عَنْ‬
‫َسبِيلِ الِ إِ ْن يَّتِبعُو نَ إِل الظّنّ َوإِ ْن هُ مْ إِل َيخْرُ صُونَ}‪ ،2‬إل غ ي ذلك من الدلة الذا مة للكثرة‬
‫الخال فة لل حق‪ ،‬أ ما الكثرة ف ال صالي فممدو حة ك ما تقدم‪ ،‬والشعوب با جة إل أن تتف قه ف‬
‫الدين وتعلم ما يب عليها وتُحث على اللتزام بشرع ال ل لتخرج للفت والحن‪.‬‬
‫الف سدة الثال ثة‪ :‬م ساواة العال بالا هل وال سبحانه وتعال يقول‪َ{ :‬أمّ ْن ُهوَ قَانِ تٌ آنَاءَ الّليْ ِل‬
‫سَتوِي الّذِي نَ يَعَْلمُو نَ وَالّذِي َن ل َيعْلَمُو نَ‬ ‫حذَرُ الخِ َر َة َويَرْجُو َرحْ َمةَ َربّ هِ قُ ْل هَ ْل يَ ْ‬
‫سَاجِدا وَقَائِما يَ ْ‬
‫ِإنّمَا يَتَذَكّرُ أُولُو الَْلبَابهِ}‪ ،3‬وفه النتخابات مسهاواة الرجهل بالرأة وال سهبحانه وتعال يقول‬
‫ت وََليْ سَ‬ ‫ضعَ ْ‬‫ض ْعتُهَا أُنْثَى وَالُ َأعْلَ ُم بِمَا وَ َ‬
‫ض َعتْهَا قَالَ تْ رَبّ ِإنّ ي وَ َ‬ ‫حاكيًا عن أم مري‪{ :‬فََلمّ ا وَ َ‬
‫ك وَذُ ّرّيتَهَا مِ نَ الشّيْطَا نِ الرّجِي مِ}‪ ،4‬ويقول‬ ‫الذّكَرُ كَا ُلنْثَى َوِإنّ ي سَ ّمْيُتهَا مَ ْريَ َم َوِإنّ ي ُأعِيذُهَا بِ َ‬

‫سورة الشورى‪ ،‬الية‪.13 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة النعام‪ ،‬الية‪.116 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫سورة الزمر‪ ،‬الية‪.9 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫سورة آل عمران‪ ،‬الية‪.36 :‬‬ ‫‪4‬‬


‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪60‬‬
‫ضوْ َن‬
‫سبحانه‪{ :‬وَا ْستَشْهِدُوا َشهِي َديْ ِن مِ نْ رِجَاِلكُ مْ فَإِ نْ لَ ْم َيكُونَا رَ ُجَليْ نِ فَ َرجُ ٌل وَامْ َرَأتَا ِن مِمّ ْن تَرْ َ‬
‫شهَدَاءِ أَ نْ َتضِلّ إِ ْحدَاهُمَا َفتُذَكّرَ إِحْدَاهُمَا الُخْرَى}‪ ،1‬ويقول صلى ال عليه وسلم‪..." :‬ما‬ ‫مِ نَ ال ّ‬
‫رأ يت من ناقصات عقل ود ين أذهب للب الر جل الازم من إحدا كن" قال امرأة من هن جزلة يا‬
‫رسول ال وما نقصان العقل والدين؟ قال‪" :‬أما نقصان العقل فشهادة امرأتي تعدل شهادة رجل‬
‫فهذا نقصان العقل‪ ،‬وتكث الليال ما تصلي‪ ،‬وتفطر ف رمضان فهذا نقصان الدين"‪ ،‬رواه مسلم‬
‫من حد يث ا بن ع مر ‪ ،c‬ويقول صلى ال عل يه و سلم‪" :‬ك مل من الرجال كث ي ول يك مل من‬
‫النساء إل مري بنت عمران وآسية امرأة فرعون وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫الطعام"‪ ،‬رواه البخاري من حد يث أ ب مو سى الشعري ر ضي ال ع نه‪ ،‬وفي ها م ساواة العا قل‬


‫بال سفيه و قد جُ عل تكلم ال سفيه ف المور العا مة من علمات ال ساعة ك ما قال صلى ال عل يه‬
‫وسلم‪..." :‬وينطق فيها الرويبضة" قيل‪ :‬وما الرويبضة يا رسول ال؟ قال‪" :‬السفيه يتكلم ف أمر‬
‫العامة"‪ ،‬وإنا يسند ال مر إل أهل الل والعقد من أ صحاب الرأي الصائب والشورة النافعة من‬
‫العلماء الناصحي والمراء والسئولي‪.‬‬
‫الفسدة الرابعة‪ :‬أنا من عمل أعداء السلم ولذلك تراهم يرصون على فرضها على الشعوب‬
‫السلمة وتقريرها واستمرارها ويشجعونا بل ويدونا بأموالم وال عز وجل يقول‪{ :‬مَا َيوَ ّد الّذِينَ‬
‫ختَ صّ بِ َرحْ َمتِ ِه مَ نْ‬
‫ب وَل الُشْرِ ِكيَ أَ ْن ُينَزّ َل عََلْيكُ ْم مِ نْ َخيْرٍ مِ نْ َرّبكُ مْ وَالُ يَ ْ‬
‫َكفَرُوا مِ نْ َأهْلِ ال ِكتَا ِ‬
‫يَشَاءُ وَالُ ذُو ال َفضْ ِل العَظِي مِ}‪ ،2‬ولو صب السلمون وفزعوا إل ال وأخلصوا ف الدعاء لعل ال‬
‫خرَجا َويَرْزُقْ ُه مِ نْ َحيْ ثُ ل‬ ‫جعَلْ لَ ُه مَ ْ‬
‫لم فرجًا ومرجًا‪ ،‬كما قال سبحانه وتعال‪َ { :‬ومَ ْن َيتّ قِ الَ يَ ْ‬
‫سبُهُ ِإنّ الَ بَالِ غُ َأمْرِ هِ َقدْ َجعَلَ الُ ِلكُ ّل َشيْءٍ قَدْرا}‪ ،3‬وقال‬ ‫سبُ َومَ ْن َيَتوَكّلْ عَلَى الِ َف ُهوَ حَ ْ‬ ‫حتَ ِ‬
‫يَ ْ‬
‫جعَُلكُ مْ ُخَلفَاءَ الَرْ ضِ َأإِلَ هٌ مَ عَ الِ قَلِيلً‬ ‫سبحانه‪َ{ :‬أمّ ْن يُجِي بُ ا ُلضْطَرّ إِذَا َدعَا ُه َوَيكْشِ فُ ال سّو َء َويَ ْ‬
‫مَا تَذَكّرُونَ}‪.4‬‬
‫الفسدة الامسة‪ :‬هي طريق إل زعزعة المن والستقرار وزرع الحقاد والعداوات بي الناس‬
‫ورب ا أدى ذلك إل سفك الدماء وهكذا هي طر يق إل التل عب بال كم‪ ،‬ف قد ي سقط الا كم‬
‫والسئول الصال ويرفع غيه لنه الدعوم بأموال الكفرة واللحدين‪ ،‬فالناس ما هم بعد الدين إل‬

‫سورة البقرة‪ ،‬الية‪.282 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة البقرة‪ ،‬الية‪.105 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫سورة الطلق‪ ،‬الية‪.3-2 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫سورة النمل‪ ،‬الية‪.62 :‬‬ ‫‪4‬‬


‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪61‬‬
‫من رحم ال هم بعد الادة إل غي ذلك من الفاسد‪ ،‬أما أهل السنة فالاكم عندهم هو الاكم‬
‫الذي استتبب له المر تب طاعته ف العروف وينصحونه أن يكم شرع ال ويدعون له مع ذلك‬
‫بالدا ية والتوف يق والثبات وال سداد وإن ا ستنفرهم ف معروف وج بت علي هم طاع ته وله علي هم‬
‫النصح والخلص له ف الدعاء وأداء ما له عليهم من حقوق ويسألون ال سبحانه وتعال ما لم‬
‫من القوق ف يا ترى أ ين أن فع للم سلمي حاكم هم ومكوم هم هذا الد ين الن يف أم النتخابات‬
‫والديقراطية؟ إنه وبل شك دين ال فنصرهم ورفعتهم هو ف التزامهم بالدين وهاهم اليوم ف غاية‬
‫من الذل والوان لخالفت هم الد ين وترك هم ما ف يه عز هم لو عقلوا إل من ر حم ال‪ ,‬ك ما يقول‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫سبحانه‪{ :‬يَا َأّيهَا الّذِي نَ آ َمنُوا إِ نْ َتنْ صُرُوا الَ يَنْ صُرْكُ ْم َوُيَثبّ تْ أَقْدَامَكُ مْ}‪ ،1‬ويقول سبحانه‪{ :‬وََلوْ‬
‫حنَا عََلْيهِ ْم بَرَكَاتٍ مِ َن السّمَا ِء وَالَرْضِ وََلكِ نْ كَ ّذبُوا َفأَخَ ْذنَاهُمْ بِمَا‬
‫أَنّ أَهْ َل القُرَى آ َمنُوا وَاتّ َقوْا َل َفتَ ْ‬
‫ْسهبُونَ}‪ ،2‬وانظهر إل مها كتبهه الشيهخ الفاضهل ممهد بهن عبدال المام فه مفاسهد‬ ‫كَانُوا َيك ِ‬
‫النتخابات‪ ،‬وأ نا أ سأل ذل كم ال سائل الذي صور للمشا يخ الضرورة ف الدخول ف النتخابات‬
‫خوفًا على دماء ال سلمي وم صالهم ماذا ح صل للم سلمي الذ ين ل يدخلوا ف النتخابات ف‬
‫اليمن؟ أو ف غيها هل هم ف ضيق؟ هل أوذوا؟ هل استبيحت دماؤهم؟ كل‪ .‬كل هذا ل يقع بل‬
‫هم ف عزة وإجلل واحترام من ج يع الناس؛ لن م ل يتلطخوا بالهاترات على الكرا سي والدن يا‬
‫الفانية والواعيد الكاذبة فما أقبحها أن يقوم الداعي إل ال فيلقي الحاضرة الرنانة ث يتمها بقوله‪:‬‬
‫انتخبوا الر جل ال صال‪ ،‬انتخبو ن وأ نا م ستعد أن أف عل وأف عل فإذا انتخبوه قلب ل م ظ هر ال جن‬
‫في صيح الناس هؤلء أ صحاب الل حى يكذبون علي نا إن ا وال لذلة وإها نة لذلك الدا عي وتشو يه‬
‫للدعاة إل ال‪ ،‬وبمهد ال فقهد عرف الناس القيقهة وعرفوا هؤلء الدبريهن وميزوههم عهن أههل‬
‫ال سنة‪ ،‬وإن اختلط على علي باب كر ال مر فنقول له‪ :‬العا مة يعرفون الفرق ول أظ نك ت هل ذلك‬
‫ولك نه ال قد الدف ي فدعوة الخوان ال سلمي ف غا ية من ال سقوط والتردي فت جد الناس ينظرون‬
‫إليهها بازدراء ويعدوناه مصهيدة للموال والكراسهي فههم بعهد الصهال أينمها ذهبهت ذهبوا ول‬
‫يستحيون من التناقضات والكذب على الناس فهذا الزندان يصيح ف أول المر‪ :‬الديقراطية حرام‪،‬‬
‫ف ما انتبه نا إل و هو يل ها ج عل ال سكي نف سه مشرعًا للناس وال سبحانه وتعال يقول‪{ :‬وَل‬
‫ل الكَذِبَ ِإنّ الّذِي َن َي ْفتَرُونَ‬ ‫ب هَذَا حَل ٌل َوهَذَا حَرَامٌ ِلتَ ْفتَرُوا عَلَى ا ِ‬‫سَنتُكُ ُم الكَذِ َ‬ ‫َتقُولُوا ِلمَا َتصِفُ أَلْ ِ‬

‫سورة ممد‪ ،‬الية‪.7 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة العراف‪ ،‬الية‪.96 :‬‬ ‫‪2‬‬


‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪62‬‬
‫ب ل ُيفْلِحُو نَ}‪ ،1‬فأحذر ال سلمي جيعًا من البدع والتحزب و من النراط وراء‬ ‫عَلَى الِ الكَذِ َ‬
‫هذا النتخابات وهكذا غي ها م ا وض عه أعداء ال سلم ليضلو نا عن دين نا كفا نا كتاب ال و سنة‬
‫رسهول ال صهلى ال عليهه وسهلم ومهن ل يكفهه ذلك فل كفاه ال‪ ،‬وال سهبحانه وتعال يقول‪:‬‬
‫ك ال ِكتَا بَ يُتْلَى عََلْيهِ مْ ِإنّ فِي ذَلِ كَ َلرَحْ َم ًة َوذِكْرَى ِل َقوْ ٍم ُيؤْ ِمنُو نَ}‪،2‬‬
‫{َأوَلَ ْم َي ْك ِفهِ مْ َأنّا َأنْزَْلنَا عََليْ َ‬
‫فهل عقل اللبسون وارتدعوا وأحذر أيضًا علمائنا الكرام أصحاب الفتوى من تلبيسات أصحاب‬
‫قلب القائق فترا هم يأتون إل الشا يخ ويقلبون القي قة وي صورون المور بالبا طل ف سؤال يقدم‬
‫إل ذل كم الف ت ويطلبون الواب عل يه وإن ا ه هم ترو يج باطل هم ول بس ال مر على الناس‪ ،‬وإل‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫فماهم عند ذلك الشيخ فلربا طعنوا فيه وحذروا الناس منه ولو من طرف خفي‪ ،‬فأمَلِي ف الشايخ‬
‫الكرام التف طن لؤلء ف هم غش شة خو نة قد ضلوا وأضلوا كثيًا عن سواء ال سبيل وب مد ال ف قد‬
‫تفطن كثي من الشايخ الكرام ولقد سئل الشيخ رحه ال عن هذه الفتوى ‪-‬ف تويز النتخابات‪-‬‬
‫واحتجاج أهل النتخابات با فقال رحه ال كما ف «تفة الجيب» (ص ‪...( :)314‬فأصحاب‬
‫النتخابات هم أعداء هؤلء الشا يخ ف قد ك نا بال مس ن سمع ف هيئة العا هد العلم ية ب صنعاء أن‬
‫اللبا ن ما سون ع ند أن أف ت للذ ين ف فل سطي من ال سلمي أن يرجوا؛ لن ا قد أ صبحت دار‬
‫حرب شنوا عليه الغارات وضللوه وبدعوه وهكذا الشيخ ابن باز عند أفت ف قضية الليج هاجوه‬
‫وع ند أن أف ت بال صلح مع اليهود ون ن نتكلم على هذا مع ق طع الن ظر عن صحة هذا الفتوى‬
‫فهاجوه وحلوا عليه منهم يوسف القرضاوي ل بارك ال فيه فهم يريدون إحراق أهل العلم‪...‬‬
‫وهذه الفتوى قد اتصلت بشأنا بالشيخ اللبان وقلت له‪ :‬كيف أبت النتخابات؟ قال‪ :‬أنا‬
‫مهههها أبتههههها ولكههههن مههههن باب ارتكاب أخههههف الضرريههههن‪.‬‬
‫فلننظر هل حصل ف الزائر أخف الضررين أم حصل أعظم الضررين؟‪...‬‬
‫ونقول إن نا نرى حر مة التقل يد فل يوز أن نقلد الش يخ اللبا ن ول الش يخ ا بن باز ول الش يخ‬
‫ابن عثيمي فإن ال عز وجل يقول ف كتابه الكري‪{ :‬اّتِبعُوا مَا ُأنْزِلَ إَِلْيكُ ْم مِنْ َرّبكُ ْم وَل َتتِّبعُوا مِنْ‬
‫ك بِ ِه عِلْ مٌ}‪ ،4‬فأهل السنة‬ ‫ف مَا َليْ سَ لَ َ‬ ‫ل مَا تَذَكّرُو نَ}‪ ،3‬ويقول سبحانه‪{ :‬وَل َتقْ ُ‬
‫دُونِ هِ َأوْلِيَاءَ َقلِي ً‬
‫ل يقلدون‪.)...‬اهه الراد‪.‬‬

‫سورة النحل‪ ،‬الية‪.116 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة العنكبوت‪ ،‬الية‪.51 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫سورة العراف‪ ،‬الية‪.3 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫سورة السراء‪ ،‬الية‪.36 :‬‬ ‫‪4‬‬


‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪63‬‬
‫قوله‪( :‬و قد سهئل الواد عي ف م سودة بعنوان‪ :‬مق تل ج يل الرح ن‪ :‬ههل للشيهخ م مد بن‬
‫عبدالوهاب رحه ال تعال مذهب مستقل أم أنه حنبلي الذهب؟ فأجاب‪ :‬هو كما يقول ف كتاب‬
‫«الدرر السنية» إنه حنبلي الذهب‪...‬إل آخره)‪.‬‬
‫قلت‪ :‬أولً‪ :‬تقول مسودة ف عدة كتب للشيخ رحه ال وهي مطبوعة منشورة وهذا لز منك‬
‫وتقليل ف أهية هذه الكتب النافعة رغم تنفيك وتنفي أمثالك وأما الرد على ما ترومه ففي آخر‬
‫كلم الشيخ رحه ال تعال الذي نقلته ولكن أن لك الفهم وقد أعماك التعصب والقد وقد تقدم‬
‫لك أن الشيهخ ممهد بهن عبدالوهاب ومهن بعده مهن علماء نده يتفقهون على الذههب النبلي‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫وي ستفيدون من كت به كغي هم من علماء ال سلمي ولكن هم ل يقلدون ذلك الذ هب ول يالفون‬
‫الدلة فهم معها ويعملون با فإن نسبوا إل الذهب النبلي فمن أجل التفقه فيه وعلى كتبه وأما‬
‫طريقتهم فهي مع الدليل كما يشهد بذلك علماء العصر ومن قبلهم من بعد الشيخ ممد رحه ال‪،‬‬
‫فأر بع على نف سك‪ ،‬وأما الش يخ رح ه ال فهو ي ل شيخ السلم ممد بن عبدالوهاب رح ه ال‬
‫ويثن على دعوته واسع إل كلمه فقال ف الكتاب نفسه (ص ‪( :)84‬أما دعوة الشيخ ممد بن‬
‫عبدالوهاب فإنا دعوة مباركة وأنت إذا قرأت ف كتابه «كتاب التوحيد» تده كما قلنا يستدل‬
‫بآية قرآنية وحديث نبوي سواء كان ف باب تعليق الروز والعزائم أم كان ف باب دعاء غي ال‬
‫أم كان ف باب التحذ ير من بناء القباب على القبور تده ي ستدل بآ ية قرآن ية وحد يث نبوي و قد‬
‫ن فع ال بدعو ته ال سلم وال سلمي‪...‬الق صد أن دعوة الش يخ م مد بن عبدالوهاب قد انت قع ب ا‬
‫ال سلمون و ما أك ثر ال سلمي الذ ين أنقذ هم ال من الضلل و من البدع والرافات ب سبب كت به‬
‫رح ه ال تعال وأ نت إذا قرأت ف كتا به «كتاب التوح يد» ك ما أ سلفت تده يأ ت بآ ية قرآن ية‬
‫وحديث نبوي‪.‬اهه‬
‫وقال أيضًا‪ :‬فدعوة الش يخ رح ه ال ل ي ستطيع أ حد أن يغي ها ف هي دعوة من كتاب ال و سنة‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم إل كتاب ال وسنة رسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬اهه‬
‫وسئل كما ف (ص ‪ :)91‬إطلق كلمة شيخ السلم على الشيخ ممد بن عبدالوهاب هل‬
‫هو غلو أم يستحقها؟‬
‫الواب‪ :‬الذي يظهر أنه يستحقها فقد نفع ال بدعوته الكثي الطيب وبارك ف دعوته وانتفع‬
‫با السلمون‪ ،‬وال الستعان‪.‬اهه‬
‫وأما كون شيخ السلم ممد بن عبدالوهاب رحه ال تعال تفقه على الذهب النبلي فهذا ل‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪64‬‬
‫يعن أنه ترك الدليل واتبع الذهب ولو خالف الدليل‪ ،‬بدليل أن دعوته مبنية على الدلة كما سعت‬
‫من الشيخ رحه ال تعال ولقد بوب شيخ السلم ممد بن عبدالوهاب رحه ال تعال ف كتابه‬
‫«التوحيد» (ص ‪ :)463‬باب‪ :‬من أطاع العلماء والمراء ف تري ما أحل ال أو تليل ما حرم ال‬
‫فقد اتذهم أربابًا من دون ال‪ ،‬وذكر أثر ابن عباس (يوشك أن تنل عليكم حجارة من السماء‬
‫أقول‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم وتقولون‪ :‬قال أبوبكر وعمر)‪ ،‬وذكر قول المام أحد‬
‫(عجبت لقوم عرفوا السناد وصحته ويذهبون إل رأي سفيان)‪ ،‬إل آخر ذلك الباب المتع الذي‬
‫يدل دللة واضحهة على ترد هذا العال البارك للدليهل ولكهن هذا الكاتهب يريهد أن يضهع شيهخ‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫السلم ممد بن عبدالوهاب رحه ال تعال ف مل النتقاد بتلبيسه ومكره وتشويهه‪ ،‬وقد أجع‬
‫الناس على جللة هذا المام وعلو قدره وع ظم نف عه فا ستحيي على نف سك أي ها الكاتب من هذه‬
‫التلبيسات ومن جرجرة الكلم إل هذا المام الذي هو مل اتفاق بي العلماء العتد بم‪.‬‬
‫قوله‪( :‬علماء هذا البلد يرون حج ية الجاع‪ ،‬والواد عي ل يرى حجي ته فوا فق ف هذا النظام‬
‫من العتزلة‪.)...‬‬
‫قلت‪ :‬أ نت م ن ي صطاد ف الاء الع كر ف قد عرف العلماء ا ستقامة المام الواد عي وثبا ته على‬
‫السنة با ل يدع مالً لتشكيك أمثالك من أكل القد كبده‪ ،‬والشيخ رحه ال تعال يقول‪ :‬هاتوا‬
‫مسألة خالفت فيها الجاع‪ ،‬بل وكان ف استدللته يستدل أحيانًا بالجاع كما قاله أبوالعباس‬
‫الشحري حفظهه ال‪ ،‬وإناه أراد الشيهخ رحهه ال تعال بعدم حجيهة الجاع أن الجاع ليهس‬
‫كحج ية الكتاب وال سنة تعظيمًا م نه للكتاب وال سنة وعدم م ساواة الجاع ب ما‪ ،‬وإل فالجاع‬
‫عنده يستأنس به ولو أجعت المة على شيء لا خالف إجاعهم على أن حصول الجاع ف غاية‬
‫من التعسر والصعوبة ول يكاد يقع إل ف المور العلومة من الدين بالضرورة وهذا ل خلف فيه‪،‬‬
‫واللف ف الجاع من ح يث الوقوع والج ية قد ي ومشهور‪ ،‬وا سع إل كلم المام ال صنعان‬
‫رح ه ال تعال ك ما ف «إجا بة ال سائل شرح بغ ية ال مل» (ص ‪( :)143‬ولعلماء ال مة خلف‬
‫طويل شهي ف الجاع منهم من قال بعدم إمكان وقوعه وأن من يدعيه كاذب‪ ،‬ومنهم من قال‬
‫بإمكان وقوعه ولكنه ليس بجة‪ ،‬ومنهم من قال بأنه واقع وأنه حجة‪ ،‬وهذا الخي قول المهور‬
‫الذي عدوه من الدلة‪.‬اهه‬
‫فالذي نعلمه عن الشيخ رحه ال تعال أنه ل يراه حجة كحجة الكتاب والسنة وكيف يكون‬
‫ه و ما َحكَ مَ مهن َحكَ مَ بج ية الجاع وجعله مهن الدلة إل بعمومات أدلة من الكتاب‬
‫بنلتهم ا‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪65‬‬
‫والسنة فكيف يكون بنلتهما على أن وقوع الجاع كما قلنا ف غاية من الندرة فمن الذي مر‬
‫على العلماء كل هم ح ت يعرف موافقت هم أو ع كس ذلك‪ ،‬قال المام الشوكا ن رح ه ال تعال ف‬
‫«إرشاد الفحول» (ص ‪ )353‬من الزء الول‪( :‬ومن ادعى أنه يتمكن الناقل للجاع من معرفة‬
‫كل من يعتب فيه من علماء الدين فقد أسرف ف الدعوى وجازف ف القول لا قدمناه من تعذر‬
‫ذلك تعذرًا ظاهرًا واضحًا‪ ،‬ور حم ال المام أح د بن حن بل؛ فإ نه قال‪ :‬من اد عى وجود الجاع‬
‫فهو كاذب‪ .‬اهه ث نقل الحقق «لرشاد الفحول» ف حاشيته قول المام الشافعي رحه ال تعال‬
‫فقال‪( :‬قال المام أبوعبد ال الشافعي رحه ال تعال ف الفقرة (‪[ )1559‬ولست أقول‪ :‬ول أحد‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫من أهل العلم هذا متمع عليه إل لا ل تلقى عالًا أبدًا إل قاله لك وحكاه عمن قبله كالظهر أربع‬
‫ركعات وكتحري المر وبا أشبه هذا‪ ،‬وقد أجده يقول الجمع عليه وأجد من الدينة من أهل‬
‫العلم كثيًا يقولون بلفه‪ ،‬وأجد عامة أهل البلدان على خلف ما يقول الجتمع عليه‪.‬اهه فافهم‬
‫هذا تفلح ول تصطاد ف الاء العكر فل تضر إل نفسك فالق أبلج واضح‪.‬‬
‫قوله‪( :‬م نع الش يخ ا بن باز رح ه ال تعال من تدر يس ك تب ا بن حزم ل ا في ها من أخطاء ف‬
‫العقيدة‪.)...‬‬
‫قلت‪ :‬ل ننكر أخطاء ابن حزم فقد أبان ذلك الشيخ رحه ال تعال من قبل انتقادك فابن حزم‬
‫كما يقولون سال حيث جد الناس‪ ،‬وجد حيث سالوا ولكن هذا ل ينع أن يستفيد العلماء وطلبة‬
‫العلم القوياء من كتبه لنم على معرفة وعلم با زلت فيه قدمه ف العقيدة‪ ،‬وأما تذير المام ابن‬
‫باز رحه ال تعال من أخطائه فهذا من النصيحة لعامة السلمي وتمل على من ل ترسخ قدمه ف‬
‫العقيدة من طل بة العلم و من الناس‪ ،‬وي شى عل يه أن يغ تر بتلك الخطاء والزلت‪ ،‬فهذا التحذ ير‬
‫موجه للعامة كما قلنا وطلبة العلم من يُخشى عليه أن تزل قدمه فينبغي لم أن يشتغلوا بغي كتب‬
‫ا بن حزم رح ه ال تعال م ا هو أن فع ل م وآ من علي هم فأن عم بذه الن صيحة من إمام ع صره ول‬
‫تعارض بين ها وب ي ما يقوله الش يخ رح ه ال تعال؛ ول كن ضاق فه مك فأخذت تن قب علك أن‬
‫ترى خطأ أو زللً تستغله‪.‬‬
‫قوله‪( :‬وأما الوادعي فإنه يدح ابن حزم ويث الشباب على الرجوع إل كتبه‪.)...‬‬
‫قلت‪ :‬ا بن حزم إمام مد حه التقدمون فقال الا فظ الذ هب ف «ال سي» (‪( :)18/184‬ا بن‬
‫حزم المام الوحد البحر ذو الفنون والعارف أبوممد علي بن أحد بن سعيد بن حزم‪...‬نشأ ف‬
‫تنعم ورفاهية ورزق ذكاء مفرطًا وذهنًا سيالً وكتبًا نفيسة كثية‪ ...‬قيل‪ :‬إنه تفقه أولً للشافعي ث‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪66‬‬
‫أداه اجتهاده إل القول بنفهي القياس كله جليهه وخفيهه والخهذ بظاههر النهص وعموم الكتاب‬
‫والديهث والقول بالباءة الصهلية واسهتصحاب الال وصهنف فه ذلك كتبًا كثية وناظهر عليهه‬
‫وبسط لسانه وقلمه ول يتأدب مع الئمة ف الطاب بل فجج العبارة وسب وجدع فكان جزاءه‬
‫من جنس فعله بيث أنه أعرض عن تصانيفه جاعة من الئمة وهجروها ونفروا منها وأحرقت ف‬
‫و قت واعت ن ب ا آخرون من العلماء وفتشو ها انتقادًا وا ستفادة وأخذًا ومؤاخذة ورأوا في ها الدر‬
‫الثمي مزوجًا ف الرصف بالرز الهي فتارة يطربون ومرة يعجبون ومن تفرده يهزؤون وف الملة‬
‫فالكمال عزيز وكل يؤخذ من قوله ويترك إل رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وكان ينهض بعلوم‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫جة وييد النقل ويسن النظم والنثر وفيه دين وخي ومقاصده جيلة ومصنفات مفيدة‪ ،‬وقد زهد‬
‫ف الرئاسة ولزم منله مكبًا على العلم فل نغلو فيه ول نفو عنه وقد أثن عليه قبلنا الكبار‪...‬اهه‪.‬‬
‫فانظر إل كلم أهل النصاف والرزانة ودع عنك الطيش والمق فقد تزببت قبل أن تتحصرم‬
‫وأردت أن تطي قبل أن تريش‪ ،‬والشيخ رحه ال تعال إن مدح ابن حزم با فيه من الي فإنه ل‬
‫ين سَ أن يبي زلته وخطأه ولكنه ف غاية القوة ف العلوم فل ينبغي أن يرم العال الراسخ ف العلم‬
‫من الستفادة من كتبه‪ ،‬هذا هو مراد الشيخ رحه ال تعال وسيأت نقل كلم الشيخ ف بيان ما‬
‫ينتقد على ابن حزم قريبًا‪.‬‬
‫قوله‪...( :‬كتبًا منهجها منحرف ث نقول‪ :‬احذروا الخطاء‪.)...‬‬
‫قلت‪ :‬تقدم لك كلم المام الذههب وههو فه غايهة النصهاف فكتهب ابهن حزم ليسهت على‬
‫إطلقها يذر منها فهذا فيه تامل على ابن حزم فلم يزل العلماء يثنون عليه كما قال السيوطي ف‬
‫«طبقات الفاظ» (ص ‪( :)436‬ابهن حزم المام العلمهة الافهظ الفقيهه‪ ...‬كان أولً شافعيًا ثه‬
‫تول ظاهريًا وكان صاحب فنون وورع وزهد وإليه النتهى ف الذكاء والفظ وسعة الدائرة ف‬
‫العلوم‪ ،‬أج ع أ هل الندلس قاط بة لعلوم ال سلم وأو سعهم معر فة مع تو سعهم ف علوم الل سان‬
‫والبلغة والشعر والسي والخبار‪.‬اهه الراد‪.‬‬
‫فل ينب غي أن يز هد ف يه و ف كت به على الطلق‪ ،‬بل الذي ينب غي أن يذر من أخطائه و تبي‬
‫زلته ف العقيدة وغيها كأول الزء الول من «الحلى» ونوه كه«الفصل ف اللل والنحل»‪،‬‬
‫وأما الطالب الذي ل ترسخ قدمه ف العقيدة والعلم فيشغل نفسه با هو أنفع له وآمن عليه‪ ،‬وأما‬
‫صاحب هذه الورقات فحاله كما قيل‪ :‬رمتن بدائها وانسلت‪ ،‬ينكر على الناس تجمه على العلماء‬
‫بل ين كر على أ هل العلم بيان حال أ هل الضلل والبدع والتحزب‪ ،‬وها هو يتكلم ويته جم على‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪67‬‬
‫إمام من أئ مة ال سلمي ا بن حزم رح ه ال تعال ول يرا عِ م عه الر فق والل ي وح سن العبارة ك ما‬
‫يز عم وي ستخدمها مع أهل التحزب والضياع م ن ل ي ساوي قلمة ظ فر ابن حزم بل أل غى كت به‬
‫جلة وتف صيلً وعد ها منحر فة ون سي أو تنا سى أ صحاب الفكار البدع ية والزب ية م ن عاشر هم‬
‫ويعاشرهم وعرفهم فسهل عليه الكلم على من خدم السلم ونافح عنه وبي أحكامه ف كتبه‬
‫الفيدة وكان الحرى بهك القبال على طلب العلم وترك هذه المور لهلهها الذيهن ههم العلماء‪،‬‬
‫واسع إل كلم الشيخ رحه ال تعال فقال ف «تفة الجيب» (ص ‪( :)212‬ابن حزم رحه ال‬
‫تعال ف ب عض كت به ك ه«الحلى»‪« ,‬والحكام ف أ صول الحكام» خدم الد ين خد مة عجي بة‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫ووقف ف وجوه البتدعة القلدين وكان أكثر تامله على النفية باعتبار بعدهم عن السنة‪ ،‬وعلى‬
‫الالكية لنه عاش بينهم حت سلطوا الكام وأحرقوا كتبه فقال رحه ال تعال‪:‬‬
‫تضم نه القرطاس بل هو ف صدري‬ ‫فإن ترقوا القرطاس لترقوا الذي‬
‫هبي‬‫هن ف ه قه‬ ‫يسهي معهي حيهث اسهتقلت ركائبه وينل إذ أُنزل ويدفه‬
‫وقولوا بعل مٍ كي يرى الناس من يدري‬ ‫دعونهها مههن إحراق رق وكاغههد‬
‫هن عذر‬
‫ها تون ل مه‬ ‫هم دون مه‬ ‫فكه‬ ‫ههب بُدأةً‬ ‫هه الكاته‬ ‫وإل فعودوا فه‬
‫ورب ا أغلظ القول على البتد عة والناس لي سوا آلف ي لذا‪،‬ورب ا ج د على الظا هر وهذا المود‬
‫يعتب خطأ فنحن ماطبون بالظاهر‪ ،‬ومن أخذ بالظاهر استراح من اختلف الناس‪ ،‬لكن إذا جاء‬
‫دليل يوجب تأويل الظاهر فيؤول‪ ،‬أما ف العقيدة فزلت قدمه وأكثر ما ذكر هذا ف كتابه «الفصل‬
‫ف اللل والنحل»‪ ،‬قال الافظ ابن كثي رحه ال تعال ف ترجته من «البداية والنهاية»‪ :‬وإن هذه‬
‫لعجب إذ هو جامد ف العبارات والعاملت ومؤول ف العقيدة‪ ،‬ففيه شيء من التجهم رحه ال‬
‫تعال ل يوز أن يتبع عليه‪.‬‬
‫أما العال البصي فهو يستفيد أيا استفادة من كتابه «الحلى»‪ ،‬حت قال ابن عبدالسلم‪ :‬ما‬
‫أمنت على نفسي ف الفتوى حت قرأت «الحلى» لبن حزم و«الغن» لبن قدامة‪.‬‬
‫قوله‪( :‬منهج علماء هذه البلد احترام الئمة الربعة وغيهم من العلماء والترحم عليهم وذكر‬
‫ماسنهم‪.)...‬‬
‫قلت‪ :‬وهذا هو من هج أ هل ال سنة والما عة قاط بة؛ فإن احترام أ هل العلم الع تب ب م والثناء‬
‫عليهم من الدين ولذلك ُقبِل منهم ما صح عنهم من النصائح والتوجيهات والتحذيرات ومن ذلك‬
‫تذير هم من أ هل البدع و من ذلك جرح هم ل هل البدع والتحزب فالعلماء م ل تقد ير وم بة ل‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪68‬‬
‫يتلف فه ذلك ولسهيما الئمهة كالمام مالك والمام الشافعهي والمام أحده والمام الثوري‬
‫والمام الوزاعي وغيهم من الئمة الفضلء فحبهم والدفاع عنهم والذب عن كتبهم من الدين؛‬
‫لن م من نقلة الشرع و من حاة عري نة و من الذاب ي عن حيا ضه هم و من على شاكلت هم إل من‬
‫جرحوه هم وتكلموا فيه فل يسعنا إل قبول قولم؛ لنم ثقات عدول نصحاء ل ولكتابه ولرسوله‬
‫وللئمة السلمي وعامتهم ومن نصحهم بيان حال أب حنيفة رحه ال وتذيرهم من إغراقه ف‬
‫الرأي وضعفوه ف رواي ته ف ع صره وبعده ف ما ذ نب الش يخ رح ه ال تعال أن ن قل كلم هم فل‬
‫ينبغي أن ترد اللوم عليه حيث نقل أقوال الئمة والفاظ ف أب حنيفة؛ فإنا هو ناقل؛ فإن كان‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫لك لوم وانتقاد فوجهه إل من طعن ف أب حنيفة وضعفه كالدارقطن وابن أب شيبة ومن قبلهم‬
‫ومن بعدهم من العلماء حت يفتضح أمرك ويعرفك من تجمج عليهم من يسن الظن بك فتظهر‬
‫بلء ليحذر م نك على أ نك قد ظهرت على حالة مزر ية‪ ،‬وأ ما الش يخ رح ه ال تعال ف هو بآثار‬
‫أ هل العلم يقت في و ف سبيلهم يدرج ولخبار هم ي صدق ويق بل؛ لن م أئ مة هدى و صدق ود ين‬
‫وأما نة وإما مة وف ضل وهذا المام مالك رح ه ال تعال يقول ف أ ب حني فة‪( :‬كاد الد ين‪ ،‬كاد‬
‫الد ين‪ ،‬كاد الد ين‪ ،‬و من كاد الد ين فل يس م نه ف ش يء ف ما هو رأ يك ف هذا الكلم هل المام‬
‫مالك ي سي على منهج منحرف؟ وهل الوادعي اخترع هذا الن هج من ذات نف سه؟ إنكم تطعنون‬
‫ف الئمة دون أن تشعرون بماقاتكم وترئاتكم هذا لو حلناكم على الحمل السن‪.‬‬
‫قوله‪( :‬ويعتذرون عن الخالف ويلتزمون الدب معه وحسن اللفاظ‪.)...‬‬
‫قلت‪ :‬يا ليت أنك تلتزم بذلك مع أهل العلم ول در الشاعر إذ يقول‪:‬‬
‫عار عليك إذا فعلت عظيم‬ ‫ل تنه عن خلق وتأت مثله‬
‫فالدب مع أهل العلم العتب بم والعتذار لم هو العمول به عند علماء العصر ومنهم الشيخ‬
‫رحه ال تعال؛ فإنه كذلك مع الخالف فكم من مالف يرفق به ويتألفه ويستميله با يقدر عليه‬
‫حت إذا عجز عن إصلحه ويائس من صلحه وظهر عناده؛ فإن كان من يغتر الناس به بي حاله‬
‫وكشف عواره نصيحة ل حت يذر الناس من الفتنة به‪ ،‬وقد يستخدم معه اللفاظ والطرق الت‬
‫يراها مناسبة له والكافية لتنفي الناس عنه وهذا من منهج السلف الصال ولو كان ف الوقت فسحة‬
‫لمعت لك أقوال بعضهم الشديدة الت يطلقونا على الجروحي‪.‬‬
‫وبعض الناس شرير ولكن إذا عرف العقوبة قل شره‬
‫فالصهل الرفهق والليه وللشدة موضعهها وقدرهها يعرف ذلك أههل العلم والبصهية ل أنهت‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪69‬‬
‫وأمثالك من أهل الوى فمن الناس من ل يصلحه اللي ومنهم من ل يصلحه العنف بل الرفق به‬
‫أول‪.‬‬
‫والقصهد فه ذلك كله الرص على السهلمي جاعات ووحدان والنصهيحة للفرد والجتمهع‬
‫بالطرق النا سبة وتتلف باختلف الشخاص والحوال‪ ،‬و كل ذلك ل ي فى على من أ عد نف سه‬
‫لقام الرح والتعديل والتصفية والتربية على فهم السلف الصال ووثق به علماء عصره وعرفوا منه‬
‫المانة العلمية والعرفة الكافية لا يتاج إليه ف هذا الهمة العظيمة فهذه هي طريقة الشيخ رحه ال‬
‫تعال وأضرب لك مثالً بالقرضاوي فكم قد أحسن إليه العلماء وألنوا له العبارة كالمام ابن باز‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫رح ه ال تعال ف ما نف عه ذلك بل تادي ف غ ية ول ي ستحي على نف سه فم ثل هذا ينت قل م عه إل‬


‫التحذير منه وبيان ما هو عليه من الزيغ والضلل وزجره بالعبارات الكافية حت ل يغتر به العوام‬
‫فله كلمات قبي حة وطامات فضي عة ك ما ذ كر ذلك من رد عل يه فطح نه الش يخ رح ه ال تعال‬
‫بؤلف أبان عواره وكشهف بواره أمثهل هذا الذي يسهتمع إل الغانه وتعجبهه أغنيهة فائزة أحده‬
‫وغيها من السفل الساقطي يصلح أن يكون غدوة للمسلمي ومرجع للفتاوى ومثل هذا يصلح‬
‫أن يدارى و هو على علم فل يس با هل ولو كان ف ع هد ع مر الذي كان يضرب الناس ف ذلك‬
‫العصر البارك الفاضل أهله بالدرة فما أدري ماذا كان يصنع بذا الخذول لو أدركه‪ ،‬فباب الرح‬
‫والتعديل مهم جدًا لكل عصر ومكان وإن علي بابكر ومن معه انقلبوا على أهل السنة الذين هم‬
‫أهل التمسك بالدليل فأنكروا عليهم أمورًا هي عند التأمل من منهج السلف الصال كما أوضحنا‬
‫سابقًا‪ ،‬وأعرضوا عن أفعال أهل البدع والتحزب وأفكارهم الت تضل الناس عن الق وهم يظنون‬
‫أنم يسنون صنعًا إل غي ذلك من المور الت ل ينبغي أن يصب عليهم‪.‬‬
‫أقلوا عليهم ل أبًا لبيكمو من اللوم أو سدوا الكان الذي سدوا‬
‫فإن دل ذلك على شيء فهو يدل دللة واضحة على جهلهم وعدم معرفتهم إن حلناهم على‬
‫أحسن الحامل وإل فهم أهل حقد ومكر بالدعوة؛ فأنصحهم بالطلع على كتب أهل العلم ف‬
‫هذا الباب ودرا ستها و هي ال كم بين نا علك أن تعود إل رشدك على أن أ هل ال سنة لي سوا بذه‬
‫الشدة الت تصورها وتنفخ أبواقها فهم قد ظلموا ف جيع البقاع من قبل أهل التحزب والبتداع‬
‫ف كم من م سجد يؤ خذ علي هم و كم من أخ يضرب ويؤذى وأ هل ال سنة ب مد ال ل ي ستحلون‬
‫دماءهم ول أعراضهم ول أموالم فهم نصحة ل ولكتابه ولرسوله‪ ،‬فما أحسن أثرهم على الناس‬
‫و ما أق بح أ ثر الناس علي هم ل قد بذلوا أعراض هم وأموال م وأوقات م للدفاع عن الن هج ال ق وذبّ‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪70‬‬
‫الراء الخال فة والفكار النحر فة وتركوا العاطف ية والما سية فكفا هم أن م بآثار ال سلف يقتدون‬
‫و ف منازل م ينلون أخرجوا الشرع إل الناس صافيًا لينهلوا من منهله وليشربوا من حيا ضه و هم‬
‫بذلك يستبشرون بداية الناس ف غاية الفرح بإقبالم على التفقه ف الدين وال الستعان‪.‬‬
‫قوله‪( :‬أما الوادعي فقد أخرج كتابًا ف أب حنيفة‪.)...‬‬
‫قلت‪ :‬أمرك عج يب فالش يخ رح ه ال تعال ن قل كلم أ هل العلم ول يأ تِ بد يد ف هل علماء‬
‫المل كة يالفون كلم العلماء التقدم ي كمالك وا بن أ ب شي بة والدارقط ن وغي هم؟ الواب‪ :‬ل‬
‫لن النبع واحد وإن حاول كاتب هذا الورقات التشويه بعلماء الملكة بتشدقه وتقعره‪.‬‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫قوله‪( :‬ونقل فيه أقو ًل لبعض التقدمي‪...‬إل غي ذلك من الكلم الذي ل ينبغي أن ينقل‪.)...‬‬
‫قلت‪ :‬لاذا ل ينبغي أن ينقل فإن كان الكلم صوابًا فلماذا ل ينشر وإن كنت تراه خطأ فبي‬
‫ذلك واك شف ع ما ف نف سك ول تج مج فهذا ط عن ف العلماء التقدم ي‪ ،‬أ ما الش يخ رح ه ال‬
‫تعال ف هو نا قل ك ما قل نا و هم أعلم بأ ب حني فة م نك يا هذا فياله من جنون أ صبت به أتر يد أن‬
‫تتطاول على جبال ال فظ والعر فة والما نة العلم ية من الئ مة الفاظ الثبات كالدارقط ن وقبله‬
‫المام مالك وابن أب شيبة فشر الصائب ما يضحك‪ ،‬لقد وقعت ف ما منه فررت وعنه حذرت‬
‫ول ييق الكر السيء إل بأهله‪.‬‬
‫قوله‪( :‬ومع ذلك ل يذكر أقوال العلماء الذين أثنوا عليه‪.)...‬‬
‫قلت‪ :‬هذا الذي تقصده هو مذهب الوازنة وهو مرفوض عند العلماء ومنهم علماء الملكة ف‬
‫مقدمة النكرين لذه النهج البتدع؛ لن القصود هو تذير الناس من الطأ فحذر الناس من الطأ‬
‫والزلل ول يلزمك أن تسوق الحاسن على أن الرح الفسر مقدم على التعديل كما هو معروف‬
‫ف كتب ال صطلح وك ما هو الال ف أ ب حنيفة ومن علم حجة على من ل يعلم‪ ،‬فتعلم قواعد‬
‫القوم تسلم من الضطراب ولو سلمنا لك جدلً ف توثيق أب حنيفة فل يلزم الشيخ رحه ال تعال‬
‫ذلك؛ لن له سلفًا من أهل العلم فأبو حنيفة مروح برح مفسر وهذا الرح صادر من أهل هذا‬
‫الشأن فرده والعتراض على قائله وناقله من أمثالك يع تب حا قة ول يلزم ال بي للناس والحذر من‬
‫خطأ ف شخص معي ل يلزمه أن يسوق الساوئ والحاسن إل إذا جئت تترجم فافعل كما فعلوا‬
‫من ذكر سي الرواة ومشايهم وتلميذهم وما يلزم ذكره من أقوال أهل العلم مدحًا وقدحًا فافهم‬
‫الفرق تسلم من الغرق ف بر التخبط والمق فليس من حذر الناس كمن ترجم وال الستعان‪.‬‬
‫قوله‪( :‬فمن هج هذه البلد ف الرد على الخالف الر فق واختيار اللفاظ ال سنة ال ت هي أد عى‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪71‬‬
‫لقبول الق‪.)...‬‬
‫قلت‪ :‬بل هذا هو الشرع وعليه الدلة النية فالحسان إل الناس والرفق بم هو الطريق المثل‬
‫لقبول الدعوة إل ال سهبحانه وتعال؛ فإن ال عهز وجهل يقول‪{ :‬ادع إل سهبيل ربهك بالكمهة‬
‫والوعظة السنة وجادلم بالت هي أحسن}‪ ،‬ويقول سبحانه‪{ :‬فبما رحة من ال لنت لم ولو‬
‫كنت فظًا غليظ القلب لنفضوا من حولك}‪ ،‬ويقول النب صلى ال عليه وسلم‪" :‬ما كان الرفق‬
‫ف شيء إل زانة وما نزع شيء إل شانه‪ ،‬وإن ال ليعطي على الرفق ما ل يعطي على غيه" رواه‬
‫م سلم من حد يث عائ شة‪ ،‬ول قد كان الش يخ رح ه ال تعال من أر فق الناس بالناس وكان كث ي‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫التوجيه لطلبه بالر فق والل ي والح سان إل الناس وكان كثيًا ما يكرر قول ال نب صلى ال عل يه‬
‫وسلم‪" :‬لب موسى ومعاذ يسرا ول تعسرا وبشرا ول تنفرا وتطاوعا ول تتلفا‪...‬الديث"‪ ،‬فمن‬
‫الذي قال لك بأن الش يخ رح ه ال تعال ل ي ستخدم هذه الطري قة ف كم قد تأ ثر من الناس بل طف‬
‫الشيخ ورفقه ولينه أما العاند فل تنفعه هذه اللطفة إذا عرف عناده‪ ،‬فالشيخ رحه ال تعال يبدأ‬
‫مع العاند بالرفق فإذا ل يرتدع كما قلنا إن احتاج إل تذير الناس منه حذر منه ونفر عنه وجرحه‬
‫با يستحقه وإل فإنه يتركه ول يلقي له بالً فبعضهم إذا رددت عليه أو جرحته أشتهر وأصبح له‬
‫قي مة فإهاله أول و من الاقد ين على الدعوة التع صبي للبد عة من يتاج إل ك شف عواره وبيان‬
‫حاله وزجره وعلى ذلك الدلة التكاثرة من القرآن وال سنة وف عل ال سلف ال صال وال نب صلى ال‬
‫ه منعهه إل الكهب‪ ،‬فقال ل‬ ‫عليهه وسهلم قال لنه يأكهل بشماله‪" :‬كهل بيمينهك‪ ،‬قال ل أسهتطيع م ا‬
‫ا ستطعت‪ ،‬ف ما رفع ها إل ف يه"‪ ،‬فان ظر إل الدي النبوي ف معال ة أ هل العناد والت كب على ال ق‬
‫وأهله ول قد كان ال سلف الصال يذرون من البد عة وأهل ها أي ا تذ ير وينفرون عنها و عن أهلها‬
‫تنفيًا شديدًا؛ لنا تضل الناس وتأخذ بم يسرة وينة عن الصراط الستقيم وعن الطريق القوي‬
‫و عن ال ق ال بي و هم يظنون أن م ف طا عة وعبادة فل يت سن ل صاحبها التو بة والرجوع إل ال‬
‫ه وههو خائف مهن عذاب ال فالرجوع عنهها‬ ‫سهبحانه وتعال بلف العصهية فإن صهاحبها يعمله ا‬
‫والتوبة منها أقرب من إقلع البتدع عن بدعته ولسيما إذا وجد الذكر البصي وقبل ذلك إذا أراد‬
‫ال لصاحبها التوفيق واسع إل كلم أب عثمان الصابون رحه ال تعال كما ف «عقيدة السلف‬
‫وأصحاب الديث» (ص ‪( :)298‬ويبغضون أهل البدع الذين أحدثوا ف الدين ما ليس منه ول‬
‫يبونم ول يصحبونم وليسمعون كلمهم ول يالسونم ول يادلونم ف الدين ول يناظرونم‬
‫ويرون صون آذان م عن ساع أباطيل هم ال ت إذا مرت بالذان وقرت ف القلوب ضرّت وجرّت‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪72‬‬
‫إلي ها من الو سواس والطرات الفا سدة ما جرت وف يه أنزل ال عز و جل‪{ :‬وإذا رأ يت الذ ين‬
‫يوضون ف آيتنا فأعرض عنهم حت يوضوا ف حديث غيه}‪ ،‬وعلمات البدع على أهلها ظاهره‬
‫باد ية وأظ هر آيات م وعلمات م معادت م لملة أخبار ال نب صلى ال عل يه و سلم واحتقار هم ل م‬
‫وتسميتهم إياهم حشوية وجهلة وظاهرية ومشبهه‪ .‬اهه‪ .‬الراد‬
‫وانظر كلم الجري رحه ال تعال ف «الشريعة» (‪ ،)5/2540‬وانظر أيضًا كتاب «رياض‬
‫النة بتخريج أصول السنة» (ص ‪ )293‬لبن أب زمني فقد قال رحه ال تعال‪( :‬ول يزل أهل‬
‫ال سنة يعيبون على أ هل الهواء الضلة وينهون عن مال ستهم يوفون فتنت هم وي بون بلق هم ول‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫يرون ذلك بغيبة لم ول طعن عليهم‪ .‬اهه‪.‬‬


‫ول يتسع القام لبسط أقوال أهل العلم التقدمي الشديدة على أهل البدع من زمن قدي؛ لن‬
‫هؤلء البتدعة طعنوا الدين من داخلة فكانوا أهلً لذا التوبيخ والنكي بعد الناصحة لم والمهال‬
‫ولو رجهع الراجهع إل كتهب الرجال كهه«ميزان العتدال» وغيه لرأى مهن العبارات الشديدة‬
‫كقولم دجال من الدجاجلة‪ ،‬وأكذب من روث حار الدجال‪ ،‬ولن أشرب بول حاري خي من‬
‫أن أروي عن فلن‪ ،‬وركن من أركان الكذب‪ ،‬وقولم وضاع‪ ،‬وكل بلء فيه إل غي ذلك ما هو‬
‫موجود ف كتب الرجال ف من هم بالنسبة إل كثي من مبتدعة اليوم ساء‪.‬‬
‫قوله‪( :‬وأما الوادعي عفا ال عنه فقد ضرب مثالً سيئًا ف السباب والشتائم وإليك أمثلة من‬
‫أقواله‪...‬ول تسأل عن حال السفيه الكذاب ممد الهدي‪.)...‬‬
‫قلت‪ :‬وأ نت يا ترى هذا الذي أ نت ب صدده من الل طف والل ي أم من قلة الياء مع علماء‬
‫السلم لقد قل أدبك {يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا ما ل تعلمون كب مقتًا عند ال أن تقولوا ما‬
‫ل تفعلون}‪ ،‬أل أقهل لك مهن قبهل إناه بكائك على هؤلء الذيهن شابوك منه جرحههم الشيهخ‬
‫لبدعتهم وتنكبهم عن الق فإما أنك ل تعرف ممد الهدي فأحرى بك السكوت وإل فأنت على‬
‫علم با يصنع ويعمل ويدعوا إليه فإنه يعتب دفاعًا عنه وعن حزبيته‪ ،‬فقد طعن ف الدعوة السلفية ف‬
‫اليمن وفت بعض الخوة ث أصبح اليوم يكم بالجر وهو ذبح الذبائح عند الجن عليه ف طيبة‬
‫نفسه وإنا لفضيحة ف رجل يدعي أنه من الدعاة إل ال‪ ،‬فهل هذا يستحق الدفاع عنه بعد أن‬
‫تعب الشيخ ف مناصحته والصب عليه؟ ولو نظرت إل ألفاظ التقدمي لرأيت ما هو أشد من كلم‬
‫الش يخ رح ه ال تعال ف أ هل البدع ف قد جرحوا أ هل البدع والكذب واليا نة من علماء ال سوء‬
‫ودعاة الفتنة والارح لم من أئمة الدين وهداة السلمي فلو تركوا ذلك للتبس المر على الناس‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪73‬‬
‫فل تغالط نفسك وتلبس على الخرين فلن تنفق تلبيساتك على من اطلع على سي السلف الصال‬
‫فهذا الكر مفضوح مردود عليك ولكنك أعور تدافع عن عور مثلك ول در الشاعر إذ يقول‪:‬‬
‫والنكرون لكم أمر منكر‬ ‫ذهب الذين يعاش ف أكنافهم‬
‫بعضًا ليدفع معور عن معور‬ ‫وبقيت ف خلف يزين بعضهم‬
‫متنكبي عن الطريق الكب‬ ‫سلكوا بنيات الطريق فأصبحوا‬
‫بل ال سبحانه وتعال يقول‪{ :‬ودوا لو تدهن فيدهنون}‪ ،‬فحا صل انتقادك على الشيخ رح ه‬
‫ال تعال لاذا جرح أصحابك ومن على نجك وسيك من أنصرفوا إل التحزب والدنيا وسلكوا‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫سبيل الغي وخالفوا العلماء الجلء الناصحي من علماء الرح والتعديل‪ ،‬فبناءً على كلمك هذا‬
‫فعلماء الرح والتعديل منتقدون ف طريقتهم وسيهم ف جرح أهل البدع وفضحهم واسأل عن‬
‫هذا علماء الملكة إن ك نت تراهم علماء ف حقيقة أمرك وإل ف ما أظنك ف وادي هم ولو بر كت‬
‫بي أيديهم واستفدت من علمهم وتعلمت منهم لديت بإذن ال‪ ،‬ويا ل ما كان أحوجك إل ستر‬
‫عيبك وكتم جهلك؛ فإن الاهل حتفه كما يقال ف الثل‪ :‬من فوق رأسه إل من وفق للتفقه ف‬
‫الدين؛ فإن قل تَ لستُ مع هؤلء البتدعة وإنا أنكر الغلظة عليهم قلنا‪ :‬فأين ردك عليهم بالرفق‬
‫واللي؟ وأين ماولتك ف ردهم إل الادة؟ وأين إعانتك لم ليجعوا إل الدعوة إل ال والتعليم؟‬
‫ولكنك تاهلت ذلك ووجهت نقدك نو من نصح لم ولك وعلمهم وعلمك وأكرمهم وأكرمك‬
‫وأراد ل كم جيعًا ال ي وإن تكونوا قادة و سادة وعلماء أجلة فخيب تم ظ نه و يا ل يت أن كم اكتفي تم‬
‫بذلك ولكنكم تطاولتم عليه بالسب والشتائم فكان حالكم كما قيل‪:‬‬
‫فلما اشتد ساعد رمان‬ ‫أعلمه الرماية كل يوم‬
‫فلما قال قافية هجان‬ ‫وكم علمته نظم القواف‬
‫وبمد ال فقد فضح من ذكرت وفضح غيهم من أهل الزيغ وأبان عوارهم وذلك مكتوب‬
‫ف كتبه ومسجل ف أشرطته يتناقله الناس على مر الزمان ليبقى عارًا عليكم وشنارًا ما بقيت تلك‬
‫الكتهب وتلك الشرطهة فليحذر طالب العلم على علمهه ونفسهه مهن اللبسهي فكهم خدعوا‬
‫واستدرجوا من طلبة علم أتقياء ففتنوهم بالدنيا والشبه الشيطانية نعوذ بال من الذلن والسران؛‬
‫إنه سيع ميب وغالب من ذكرت هم من طلبته وهو أعلم بم من غيه وأما الزندان الذي لعب‬
‫ه ويبيهح النتخابات ويكهر‬ ‫بالديهن واسهتخدمه فه مصهاله فيومًا يرم الديقراطيهة ويومًا يبيحه ا‬
‫بالدعوة إل الكتاب والسنة بيله الفضوحة وتلبيساته الكشوفة فكان رمزًا مشوهًا لن يدعي العلم‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪74‬‬
‫على أن الناس قهد عرفوه وعرفوا ضللة وقلة بضاعتهه ولول ال فضحهه بذا العال الليهل المام‬
‫الوادعي لقاد اليمن إل الناحرة والفت وسفك الدماء كما فعل أشباهه ف الزائر فهو يري وراء‬
‫الكراسهي ويهرول بعدهها ويلوي أعناق الدلة إل مراده وبدعتهه دون حياء أو خوف مهن ال أو‬
‫اعتراف بال هل فهل توافق الزندا ن يا علي باب كر على هذا؟ فإن قلت ل‪ .‬قلنا أ ين ردودك عل يه؟‬
‫وأ ين تذيرك من أغل طه؟ وأ ين إرشادا تك له؟ ون صحك له بالر فق والل ي والك مة ك ما تز عم؟‬
‫ففاقد الشيء ل يعطيه‪.‬‬
‫فتخاء تنفر من صفي الصافر‬ ‫أسد علي وف الروب نعامة‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫فأنت شجاع على أهل السنة وعلى الشيخ رحه ال تعال عند أن مات ومن فرط شجاعتك‬
‫أ نك أخف يت ا سك عن الناس ف هذه الر سالة الزائ غة وضع فت أمام الزبي ي و ما أظ نك إل مع‬
‫ركبهم‪.‬‬
‫فصرح با توى ودعن من الكن فل خي ف اللذات من دونا ستر‬
‫ولقد أودى بك جلساء السوء‪.‬‬
‫فإن القرين بالقارن يقتدي‬ ‫عن الرء ل تسأل وسل عن قرينة‬
‫قوله‪( :‬فهذا ل بد أن يفضح‪.)...‬‬
‫قلت‪ :‬يعن الكاذب على رسول ال صلى ال عليه وسلم وهذا صحيح وهكذا يفضح من ير‬
‫الناس إل البدع والزبيات ويورطههم فه ذلك بأمواله وأفكاره النتنهة ويرههم إل الديقراطيهة‬
‫والنتخابات ويكر بالدعوة ويلبس على الناس مدعيًا للعلم منتصبًا للفتوى أفمثل هذا يبي حاله أم‬
‫يترك ليضل الناس؟ فمذهبك أن يترك‪ ،‬بل يصاح به‪ ،‬بعد إسداء النصيحة له كالزندان الذي أضل‬
‫أمًا فالحوط هو تذير الناس منه ومن ضلله ومن أمثاله حت يتوبوا إل ال سبحانه وتعال وعلى‬
‫هذا ع مل ال سلف ال صال ف قد صاحوا بالشخاص كعمرو بن عب يد بن باب وال عد بن در هم‬
‫وواصل بن عطاء وغيهم من أهل البدع بل صاحوا بن هو من أهل السنة ولكنه يلط ف الديث‬
‫ونو ذلك فما بالك بن يزج بالناس ف البدع والهلكات والزبيات ويزج بم ف السي بعد أعداء‬
‫السال ويصور ذلك كله بأنه من الدين فهؤلء هم علماء السوء وهم يعرفون الق ويكتمونه وال‬
‫ل أولئك ما‬‫سبحانه وتعال يقول‪{ :‬إن الذين يكتمون ما أنزل ال من الكتاب ويشترون به ثنًا قلي ً‬
‫يأكلون ف بطونم إل النار ول يكلمهم ال يوم القيامة ول يزكيهم ولم عذاب أليم}‪ ،‬أما العال‬
‫السن الأمون الناصح إن وقع منه الطأ فل بأس أن يبي الطأ دون ذكر اسه حت ل تنع الثقة‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪75‬‬
‫منه وحسب الصلحة الدينية‪ ،‬وقد بوب الشيخ رحه ال تعال ف «جامعه» (‪ )1/214‬ف كتاب‬
‫العلم باب‪ :‬إذا ل يلزم التخصيص قال ما بال أقوام ث ذكر الدليل فلياجع هنالك‪.‬‬
‫قوله‪( :‬يلزم من هذا القول بالوازنة‪.)...‬‬
‫قلت‪ :‬هناك فرق بن المر ين وإن ا أش كل عل يه لعدم معرف تك فهاك الفرق فإذا ك نت تتر جم‬
‫للراوي فاذ كر أقوال الناس ف يه قدحًا ومدحًا مع ما تي سر من سيته وحاله وشيو خه وتلميذه‬
‫وولد ته ووفا ته ون و ذلك ب سب ن جك ف الكتاب وشر طك من ح يث التطو يل وال سهاب‬
‫والختصار ولك الترجيح إذا اختلفت فيه أقوال أهل هذا الشأن بسب القواعد العروفة ف علم‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫الرجال وكتب الصطلح وأما إذا كنت ف معرض الرد والتحذير والبيان فل يلزمك ذكر الحاسن‬
‫فأ نت ترى ا بن مع ي أو غيه يقول ف الراوي هالك أو ضع يف أو متروك ون و ذلك ف هل كان‬
‫يقول ولك نه كان ي صلي ويز كي وي صوم وي ج إل غ ي ذلك من الحا سن؟ الواب‪ :‬ل‪ .‬فل يلزم‬
‫ذلك وقد طبعت مطوية ذكر فيها أقوال علماء الملكة ف الرد على من يقول بالوازنة ففرق بي‬
‫الالي تسلم من الضطراب‪.‬‬
‫قوله‪( :‬صار الرح والتعديل يدرس دراسة نظرية‪.)...‬‬
‫قلت‪ :‬من قال بذا فل يزال يعمل به إل أن يأت أمر ال سبحانه وتعال‪ ،‬فالناس باجة إل أن‬
‫يهبي لمه حال علماء السهوء وضللمه وحال دعاة الفتنهة ليحذرههم الناس فإذا كان الناس اليوم‬
‫يغترون بأمثال هؤلء الضليه مهع تذيهر وتنفيه العلماء الثبات عنههم وبيان حال هؤلء الزائغيه‬
‫فك يف الال لو سكتوا عن هم و عن ضللت م ول يبينو ها للناس فال سؤولية عظي مة على العلماء‬
‫الناصحي وأنا ألحظ تألك من الرح لاذا؟‬
‫الواب‪ :‬لنهك مروح فأصهبحت خائفًا مكروبًا بدليهل إخفاء اسهك وطمسهه مهن غلف‬
‫ر سالتك‪.‬قوله‪( :‬يرى علماء هذه البلد عدم شرعية الماعات ال سلمية وغيها دا خل ولية ول‬
‫المر السلم‪...‬خالف الوادعي ف هذا وأفت بشرعية بيعة الماعات وأخذ العهد على ذلك وأطلق‬
‫القول ول يفصل بي الولية السلمة وغي السلمة‪.)...‬‬
‫قلت‪ :‬الكذب ديد نك وتقط يع الكلم وبتره مذه بك فالش يخ رح ه ال تعال ل ي يز البي عة إل‬
‫للحاكم الذي استتب له المر واسع إل كلمه ف نفس الرجع الشار إليه (ص ‪( :)437‬أما البيعة‬
‫فهل توز لغي قرشي قلنا إنه إذا استتب له المر ووثب عليها وطلب البيعة فإنا توز له البيعة إذا‬
‫كان مستتب له المر أما إذا كان يعمل كما يفعل ف مصر يا إخواننا قدر عشرين جاعة هذا أمر‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪76‬‬
‫يعرفه كل الناس وربا إخوان ف ال من جاعة ثلثة يعلون لم أميًا هذا يعلم ال واقع من جاعة‬
‫التكفي؛ لنه يعتب السلمي كافرين وما بقي مسلم إل هو وصاحبه مثل هذا ما توز له بيعة البيعة‬
‫لن وثب عليها واستتب له المر‪ .‬اهه‪.‬‬
‫ويقول ف «الخرج من الفتنة» (‪ )124‬وقد سأله سائل فقال السائل (هم الن يلحون علي ف‬
‫البي عة فماذا أع مل فأجاب الش يخ رح ه ال تعال أ ما على ال سمع والطا عة فل وأ ما أن تعاهد هم‬
‫ويعاهدوك على الدعوة إل كتاب ال وسنة رسول ال صلى ال عليه وسلم فل أرى مانعًا أخذت‬
‫هذا من قول ال عز و جل‪{ :‬وتعاونوا على الب والتقوى ول تعاونوا على ال ث والعدوان}‪ ،‬و من‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫حديث‪" :‬الؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا" متفق عليه من حديث أب موسى فإذا وجدت‬
‫من هم غ ي الوفاء فل ست ملزمًا بالع هد وأ نت ف حل من ذلك‪ .‬اه هه‪ .‬فعلم من هذا أن الش يخ‬
‫رحه ال تعال ل يرى البيعة إل للحاكم وأما العهد الذي ذكره ف هذا الكلم فهو غي البيعة ولقد‬
‫ا ستغل هذا الكلم أ صحاب البدع والزبيات ظان ي أ نه يؤ يد مذهب هم ول يس كذلك فف يه الرد‬
‫علي هم؛ لن بيعت هم تتلف عن الع هد على ح فظ سورة من القرآن أو جز ٌء م نه أو كله أو ح فظ‬
‫رياض ال صالي أو بلوغ الرام أو غ ي ذلك كالروج إل الدعوة إل ال وتبل يغ العلم النا فع‪ ،‬وأ ما‬
‫بيعت كم وعهد كم يا أ صحاب البدع ف هي حول الكرا سي وال سمع والطا عة فأن تم تريدون اللك‬
‫والسلطان والموال فسارع هذا الكاتب كغيه من أهل القد إل النقد بماقة فلبس هذا بذا‪ ،‬ولا‬
‫رأى الش يخ رح ه ال تعال تريف كم لذا الفتوى وتلبي سكم على الناس ب ا وفهم كم ل ا على غ ي‬
‫ال صواب ترك ها ومنع ها و مع ذلك فلم ي سلم من انتقاد ب عض الزبي ي‪ ،‬ف قد رأ يت ور قة نُشِرت‬
‫بعنوان‪ :‬دعوة إل الوار‪ ،‬كتبهت فه شههر ذي القعدة مهن عام ‪1417‬ههه حاصهل انتقادههم أن‬
‫الشيخ رحه ال منع العهد ف بعض أشرطته بعد أن أجازه‪ ،‬ونن نعلم أنكم جيعًا حاقدون على‬
‫الدعوة فأنت تريد أن تلبسها لباس السوء والتنفي {ويكرون ويكر ال خي الاكرين}‪ ،‬ولقد بح‬
‫صوت الشيخ من التنفي من الروج على الكام والتحذير من ذلك فالستفيد الول من ذلك هم‬
‫أعداء ال سلم فقال ف «ت فة الج يب» (ص ‪( :)92‬فل أن صح بالكلم ف الكام ول كن ي ب‬
‫التثبت فل أنصح أحدًا بالصطدام مع حكوماتم ولسنا دعاة فت‪ .‬اهه‪.‬‬
‫وقال (ص ‪ )227‬ل ا سئل هل الروج ضد الكام مسموح؟ فأجاب‪ :‬الروج ضد الكام‬
‫بلية من البليا الت أٌبتلي با السلمون من زمن قدي وأهل السنة بمد ال ل يرون الروج على‬
‫الاكم السلم؛ لن النب صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬من أتاكم وأمركم جيع على رجل يريد أن‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪77‬‬
‫يشق عصاكم أو يفرق جاعتكم فاقتلوه"‪ ،‬إل أخر كلم الشيخ رحه ال تعال وقد ذكرناه بكامله‬
‫قريبًا‪ ،‬فانظهر أيهها القارئ الكريه إل حرص الشيهخ رحهه ال تعال على سهلمة أمهن واسهتقرار‬
‫السلمي وصون دماءهم واجتماع كلمتهم وتذيره من الفت وإثارتا وسفك الدماء والروج على‬
‫الكام؛ لن ذلك رأس الفت‪ ،‬فيأت هذا الاقد فيبتر كلمه ويرميه با ليس فيه ث يريد من الناس‬
‫أن يفهموا كلم الش يخ رح ه ال تعال مبتورًا بفه مه ال سقيم أحشفًا و سوء كيلة فهذا يع تب من‬
‫ل لبطل السحر وال الستعان وهو‬ ‫اليانة العلمية ولو نقل كاتب هذه الورقات كلم الشيخ كام ً‬
‫حسبنا ونعم الوكيل‪.‬‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫قوله‪( :‬وما يلحظ على الوادعي أن منهجه منهج فرقة واختلف وتنازع ول يرص على جع‬
‫كلمة السلمي فهو مولع باللف والشذوذ‪.)...‬‬
‫قلت‪ :‬وهذا كذب وافتراء فالشيهخ رحهه ال تعال وهكذا بقيهة علماء أههل السهنة والماعهة‬
‫يرصون كل الرص على جع كلمة ال سلمي ون بذ الفرقة والختلف ولذلك فهم يثون الناس‬
‫على العت صام بالكتاب وال سنة؛ لن العت صام والجتماع على غ ي ذلك هلك وضلل فتنفي هم‬
‫وتذيرهم من أهل البدع والتحزب دليل واضح على حرصهم على جع الكلمة ولكن على الق‬
‫البي ولذلك قيل ف النب صلى ال عليه وسلم وممد فرق بي الناس يعن‪ :‬أنه حث على الماعة‬
‫والعت صام بال ق ك ما سيأت فالنافرون عن ذلك هم الفرقون لكل مة ال سلمي‪ ،‬وا سع إل كلم‬
‫الشيخ رحه ال تعال وهو يذكر أسباب الخرج من الفتنة فقال (‪...‬يعتب كل مسلم ف الرض‬
‫أخاك‪...‬فإن ال عز و جل يقول‪{ :‬إن ا الؤمنون أخوة}‪ ،‬ويقول‪ { :‬يا أي ها الذ ين آمنوا ل ي سخر‬
‫قوم من قوم عسى أن يكونوا خيًا منهم ول نساء من نساء عسى أن يكن خي منهن}‪ ،‬ويقول‪:‬‬
‫{الخلء يومئذ بعض هم لبعض عدو إل التقي}‪ ،‬ويقول‪{ :‬ممد ر سول ال والذين آمنوا م عه‬
‫أشداء على الكفار رحاء بينهم}‪ ،‬ويقول‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف‬
‫يأته ال بقوم يبههم ويبونهه أذلة على الؤمنيه أعزة على الكافريهن}‪ ،‬ويقول‪{ :‬ول تنازعوا‬
‫فتفشلوا}‪ ،‬ويقول‪{ :‬واعتصهموا ببهل ال جيع ًا ول تفرقوا}‪ ،‬ويقول‪{ :‬إن الذيهن فرقوا دينههم‬
‫وكانوا شيعًا ل ست من هم ف ش يء}‪ ،‬و قد أ تى ال ب ل ل ا يؤدي إل التنازع والختلف فقال‪:‬‬
‫{و ما اختلف تم ف يه من ش يء فحك مه إل ال}‪ ،‬وقال‪{ :‬فإن تنازع تم ف ش يء فردوه إل ال‬
‫والرسول إن كنتم تؤمنون بال واليوم الخر}‪ ،‬وأما الحاديث فلوا استقصيت لكان ملدًا‪...‬اهه‪.‬‬
‫من «الخرج من الفت نة» (ص ‪ ،)173‬وذ كر ف (ص ‪ )180‬ت نب أ سباب الفت نة و ف كتا به‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪78‬‬
‫ل بعنوان‪( :‬دعوة ال سلمي إل ج ع الكل مة) وقال ض من ذلك‬ ‫«ال صارعة» (ص ‪ )40‬ع قد ف ص ً‬
‫الوضوع‪...( :‬وال سلمون ف هذا الز من أحوج ما يكونون إل ج ع الكل مة ف قد تكالب علي هم‬
‫أعداءهم)‪ ،‬فمن طالع كتبه واستمع إل أشرطته وماضراته عرف حرصه على جع كلمة السلمي‬
‫وحثهم على ذلك على الق ل على غيه يعرف هذا عنه القاصي والدان‪ ,‬ونن نعلم أنكم ثائرون‬
‫عل يه وعلى طل به لاذا ل ي سكتوا عن كم و عن أ هل البدع والتحزب الذ ين فرقوا كل مة ال سلمي‬
‫وأضعفو هم فال صل هو الدي النبوي وأ ما البد عة ف هي طارئة ودخيلة على ال سلم وأهله فإذا ل‬
‫يسكت الشيخ وطلبته فهم عندكم وف نظركم أصحاب فرقة وأنا أسألك بال على النصاف من‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫هو الذي فرق صف السلمي أهم العلماء الناصحون الحذرون من الزيغ عن الصراط الستقيم ينة‬
‫أو يسرة والناهون عن التنكب عن الطريق القوي والداعون إل سنة رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫العاملون با الهتدون بديها‪ ,‬أم أصحاب البدع والتحزب والراء الخالفة لشرع ال؟ أليس الصل‬
‫هو ما كان عليه السلف الصال فمن أتى ببدعة ف الدين وأتى بزبية فقد فرق الصف السلمي‬
‫برأيه وزاده ضعفًا إل ضعفه ف هذا الونة الرجة أما من نى الناس عن التفرق وعن والروج عن‬
‫ذلك ال صل وحذر الناس من الضل ي الائن ي الذ ين فتنوا الناس عن ذلك ال صل‪ ،‬ف هم يع تبون‬
‫نصهحة أمناء فههم بالدح والثناء أول مهن القدح واللمهز وعكسههم أول بعكهس ذلك ول أدري‬
‫كيف يفكر هؤلء الذين يظنون أنم بزبياتم وبدعهم سينصرون الدين وصدق أحد السلف إذ‬
‫يقول‪ :‬ل يصلح آخر هذا المة إل با صلح به أولا)‪ ,‬ول يفى عليكم ما ف البدعة والعصية من‬
‫الضرر العظيم على السلمي فإن ذلك سبب للهزية العنوية قبل السية فعلى السلمي أن يرجعوا‬
‫إل تك يم الكتاب وال سنة وال سي على هدي ال نب صلى ال عل يه و سلم؛ لن ف ذلك ناح هم‬
‫وفلحهم؛ ولنه الصل فجماعة السلمي هي من كان على الق فمن كان على هدي النب صلى‬
‫ال عل يه و سلم وأ صحابه ف هو جا عة ال سلمي‪ ،‬وإن قلوا و من خالف ال ق فيع تب مال فة لما عة‬
‫ال سلمي وإن كثروا ك ما قال ا بن م سعود ر ضي ال ع نه‪( :‬الما عة ما وا فق ال ق وإن ك نت‬
‫وحدك)‪ ،‬ولا سئل ابن البارك عن الماعة قال‪ :‬أبو بكر وعمر فقيل له قد مات أبو بكر وعمر‬
‫قال فلن وفلن قيل له قد مات فلن وفلن فقال‪ :‬عبدال بن البارك أبو حزة ال سكري جاعة)‪،‬‬
‫وقد صح السناد إل عبدال بن البارك فكيف يقول كاتب هذه الورقات هداه ال ف الشيخ رحه‬
‫ال تعال أ نه صاحب فر قة؟ وكت به ك ما قل نا تز خر وتف يض بالتحذ ير من ذلك ف قد بوب ف‬
‫«جامعه» ف كتاب العلم ( ‪( :)1/133‬الرد على من يقول بتعدد الماعات الزبية إل غي ذلك‬
‫ولو اتسع القام لسقنا غي هذا وإنا أشرنا إل كشف هذا التلبيس والكر وف ما تقدم من بيان‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪79‬‬
‫سية الش يخ رح ه ال تعال وحاله مع العلماء وحال م م عه رد كا ف على هذا ال ساقط فالش يخ‬
‫وطلبه ل يتعصبون ف السائل ذات الجتهاد والنظر كما يزعم هذا فما كان للختلف فيه مال‬
‫كأن يتلف السلف الصال ف فهم الدلة ول يوجد دليل صريح يفصل ف السألة فل يُنكر بعضهم‬
‫على بعض؛ لن الختلف على ثلثة أقسام‪:‬‬
‫اختلف تضاد وهذا هو العارضة للدليل ول يوز هذا النوع‪.‬‬
‫اختلف أفهام‪ ،‬مثال ذلك أن يأ ت عال فيف هم من ال نص شيئًا يف هم العال ال خر خل فه ك ما‬
‫اختلف ال صحابة ر ضي ال عن هم ف ف هم قوله‪" :‬ل ي صليّ أحد كم الع صر إل ف ب ن قري ظة"‪،‬‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫فبعضهم ل يصلها إل هنالك والبعض فهم من النص السارع فصلها ف الطريق‪.‬‬


‫اختلف تنوع‪ ،‬و هو أن يأ ت عدت ألفاظ ف عبادة معي نة فيع مل قوم بل فظ ويع مل آخرون‬
‫باللفظ الخر كاختلف ألفاظ التشهد الخي‪.‬‬
‫فهذان الق سمان الخيان يعذر أ هل العلم بعض هم بعضًا فيه ما وال نب صلى ال عل يه و سلم‬
‫يقول‪" :‬إذا حكم الاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإذا حكم واجتهد فأخطأ فله أجر" أو كما‬
‫يقول صلى ال عل يه و سلم‪ ،‬أ ما أن يأ ت مغرور أو حز ب يعروج الدلة بفه مه ال سقيم ويقول هذا‬
‫اختلف أفهام فل ول كرامة فمثل هذا ل يعن بكلمه؛ وإنا اللف دائر ف نطاق فهم السلف‬
‫ال صال وحول ما قرروه و ساروا عل يه من قوا عد علي ها الدلة التواردة فإذا و ضح هذا عر فت أن‬
‫هذه ال سائل ال ت ذكر ها هذا الكا تب التر بص من هذا الباب وإن ا جَهِل ما قررناه ف هذا ال مر‬
‫فظنه عيبًا‪.‬‬
‫قوله‪( :‬وكان الوادعههي يعتههب هذه العمال أعمالً بطوليههة ويشجههع عليههها الشباب‬
‫والحداث‪.)...‬‬
‫قلت‪ :‬يعن الشادة مع الناس حول بعض السنن كالصلة ف النعال إل آخره‪ ،‬وهذا كلم ف‬
‫غاية من البهت؛ فإن الشيخ رحه ال تعال كان ينع طلبته بل السلمي عن إثارة الفت ولسيما ف‬
‫الساجد ول أدل على ذلك من أنه منع الصلة بالنعال ف مسجده بدماج ف يوم المعة من أجل‬
‫حضور العامة وغيهم من الزائرين حر صًا منه على عدم تنفيهم وكان ينصح طلبته بعدم مشادة‬
‫الناس ويوجههم إل تعليم الناس الهم فالهم وهذا أشهر من نار على علم‪ ،‬فاتقي ال‪ ،‬وأما بيان‬
‫ال سنة وتبليغ ها بالقول فهذا أ مر ط يب إذا ل يؤدي أيضًا إل ف ت فل عل يه إذا قال للناس قد صلى‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ف نعليه بشرط أن تكون طاهرة فهذا تبليغ للسنة وعلى هذا فقس‪،‬‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪80‬‬
‫وهذا إذا ل يؤدي إل منكر أو فتنة وإل انتظرت حت يأت الوقت الناسب ولو كان الشيخ رحه‬
‫ال تعال وطل به ك ما ت صورت ل ا انتشرت على أيدي هم هذه الدعوة البار كة ال ت طار صيتها ف‬
‫الفاق والفضل ل أولً وآخرًا وليست مبالغة كما تظن‪ ،‬فلقد سارع الناس إل قبولا والعمل با‬
‫ولقد رأيت من الشيبات من كان ينكرها فما هي إل فترة فإذا هو يصلي با‪ ،‬وهكذا غيها من‬
‫ال سنن فالناس قد عرفوا صدق هذه الدعوة و سلمة نج ها وأ ما أ نت فل عر فت ول نشرت سنة‬
‫ألفها الناس ول سنة ل يألفوها فأنت عاطل‪ ،‬ويا ل در قائل هذا الثل‪ :‬العي طولية واليد قصية‬
‫فل سلم م نك أ هل العلم ول طل بة العلم ول ا ستفاد م نك العا مة ولو ا ستفادوا م نك لشاع ذلك‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫وعرف دعوتك فأين جهودك وأين طلبك وأين كتبك‪.‬‬


‫قوله‪...( :‬ولكن على عوج‪ ،)...‬وقوله‪( :‬فهذا المين الرافضي‪.)...‬‬
‫قلت‪ :‬فحالك كما قال القائل‪:‬‬
‫يقولون هذا عندنا غي جائز ومن أنتم حت يكون لكم عند‬
‫مت أصبحت حاكمًا على أهل العلم وما عرفناك إل قليل البضاعة ومن أنت حت ترح وتعدل‬
‫المام الوادعهي الذي عرفهه القاصهي والدانه بغزارة العلم وصهدق القول وسهلمة السهي وكثرة‬
‫التآليف والطلب والروج إل الدعوة إل ال إل غي ذلك ما يعرفه علماء العصر ومن أنت حت‬
‫تتجاوز علماء الع صر ول قد بلغ بك ال سفه وقلة الياء إل أن شبه ته بالرأة ف ما أحو جك إل أن‬
‫تعرف قدر نفسك فلقد وال تعديت طورك وتاوزت حدك فلم يتكلم بذا ول بنحو منه رؤوس‬
‫العتزلة والرافضة والصوفية فلهذا كنت سباقًا إل التفنن ف طعن هذا المام الليل وال أعلم إل ما‬
‫يؤول إليه حالك نسأل ال الثبات وأخشى عليك من حال القائل‪:‬‬
‫وكنت امرئ من جند أبليس فارتقى‬
‫ب الال حت صار إبليس من جندي‬
‫ل منك وحقدًا‬
‫وهكذا شبهته وهو إمام سنة وهدى بإمام ضلل وغي جه ً‬
‫كمنلة السفيه من الفقيه‬ ‫ومنلة الفقية من السفيه‬
‫وهذا أزهد منه فيه‬ ‫فهذا زاهد ف علم هذا‬
‫إنه لظلم للمام الوادعي وهضم أن ندافع عنه من تراهاتك؛ وأباطيلك لن الناس يعرفون من‬
‫هو المام الواد عي و ما هي دعو ته‪ ،‬أما أنت فل زلت ف حيز الهالة‪ ،‬بل ف عداد الجروح ي؛‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪81‬‬
‫وإنا قهركم السد وأكلكم القد والعداء‬
‫كضرائر السناء قلنا لوجهها ظلمًا وجورًا أنه لذميم‬
‫فكلمك هذا كلم من صرعه الق وأبان عواره فهو كاللبوس يهذي وكالصروع يهرف با‬
‫ل يعرف وحق أن نقول‪ :‬ل تدري ما يرج من رأسك‪ ،‬أحسدًا وبغيًا‪.‬‬
‫لو كنت تعلم ما أقول عذرتن أو كنت تعلم ما تقول عذلتك‬
‫فمثلك ل يعذل ول يراجع؛ لنك أصبحت كالجنون نسأل ال السلمة‪.‬‬
‫قوله‪( :‬فهو ليس بعال‪.)...‬‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫قلت‪ :‬إظ هر ا سك أولً على صفحت ر سالتك؛ فإذا أظهرت ا سك فن حن م ستعدون أن نأ ت‬


‫لك بطالب علم من طلبه بل من صغارهم لتتناقش أنت وذلك الطالب الصغي؛ فإنه سيفحمك‬
‫ف ما بالك بكبار طلب ته ل قد شغل كم التر فه والتن عم عن طلب العلم ب د واجتهاد و من البل ية عدم‬
‫معرفتهك لقدر نف سك‪ ،‬أ ما أن تتهب ث تكتهب الزور والبهتان وأنهت مفضوح فهذا ج ب وخور‬
‫وهوان ف صاحب ال ق شجاع من صور فل يراوغ أو يندس وأ نا أ سألك من سبقك إل هذا القول‬
‫من يعتد به من علماء ونقاد العصر فأنت عجول جهول‪ ،‬بل مدحوه وأثنوا عليه وساعدوه بالقول‬
‫والف عل و قد تقدم ذلك وليعلم أن النا ظر إل ك تب هذا المام ف ج يع الفنون والعلوم وإل طل به‬
‫الثابتي ودعوته وإل اختياراته الفقهية والدعوية وفتاويه الفيدة ليقطع بنفع علم هذا المام وغزارته‬
‫وصوابه غالبًا ودقة نظره واختياره لا يصلح للحاكم والحكوم ولا يصلح السلمي أجعي فأين‬
‫أ نت من كت به ك ه«الا مع ال صحيح م ا ل يس ف ال صحيحي» ذلك الكتاب الا مع الف يد النا فع‬
‫الفقهي الديثي ولكنه نافع لريدي الي والستفادة أما العاند فقد وصف ال أهل العناد من بن‬
‫إسرائيل بعدم الستفادة من الدلة فاسع إل قول ال عز وجل‪{ :‬ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب‬
‫بكل آية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن اتبعت أهوائهم من‬
‫بعد ما جاءك من العلم إنك إذًا لن الظالي}‪ ،‬فالعناد داء خطي ومرض عضال نسأل ال السلمة‬
‫منه ونعوذ به من الفت ما ظهر منها وما بطن‪.‬‬
‫قوله‪( :‬أما علوم العقيدة والفقه وغيها فلم يدرسها على علماء‪.)...‬‬
‫قلت‪ :‬رمتنه بدائهها وانسهلت‪ ،‬فأمها المام الوادعهي فقهد درس هذه الفنون والعلوم فه أرض‬
‫الرمي على أيدي علماء التوحيد والفقه وف الامعة السلمية على يدي مشايخ فضلء ومن نظر‬
‫ف فتاويه كما قلنا واختياراته ف العقيدة والفقه علم رسوخ هذا المام ف ذلك ومشابته للعلماء‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪82‬‬
‫التقدمي ف اختصار العبارة واليفاء بالقصود؛ ولن أهل الديث وهو منهم باعتراف هذا الاقد‬
‫هم أعرف الناس وأعلمهم بنهج السلف الصال أم تقول ف أهل الديث كما قال القائل‪:‬‬
‫زوامل للخبار ل علم عندهم بيدها إل كعلم الباعر‬
‫فأبن ذلك ليعرف الناس طعنك ف أهل الديث قاطبة ول در الشاعر إذ يقول‪:‬‬
‫وكل حديثي تأزر بالتقى فذاك امرؤ عند الله سعيد‬
‫ولو ل يقم أهل الديث بديننا فمن كان يروي علمه ويفيد‬
‫هوا ورثوا علم النبوة واحتووا من الفضل ما عنه النام رقود‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫وهم كمصابيح الدجى يُهتدى بم وما لم بعد المات خود‬


‫ولقد تناظر الشافعي رحه ال وممد بن السن فقال الشافعي‪ :‬أيهما أعلم بالقرآن صاحبنا أم‬
‫صاحبكم؟ يعن أبا حنفية ومالك بن أنس قلت‪ :‬على النصاف؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬فقال صاحبكم يعن‬
‫مال كا قلت‪ :‬ف من أعلم بال سنة؟ قال‪ :‬صاحبنا أو صاحبكم قال‪ :‬الل هم صاحبكم فقلت‪ :‬من أعلم‬
‫بأقاو يل أ صحاب ر سول ال صلى ال عل يه و سلم صاحبنا أو صاحبكم؟ قال‪ :‬صاحبكم‪ ،‬فقال‬
‫الشافعي‪ :‬قلت‪ :‬فلم يبق إل القياس والقياس ل يكون إل على هذه الشياء فمن ل يعرف الصول‬
‫فعلى أي شيء يقيس‪.‬اهه راجع الرح والتعديل (ج ‪ 1‬ص ‪ )12‬لبن أب حات‪.‬‬
‫فاختيار أ هل الد يث ف الغالب هو ال صواب و هم أ هل ال ق ك ما تقدم‪ ،‬و قد أعترف هذا‬
‫الا قد بقوله‪( :‬فالواد عي و من شاكله إن ا ير جع إل يه ف علم الد يث وي ستفاد م نه ف الت صحيح‬
‫والتضعيف وف أحوال الرواة‪ .)...‬اهه‪.‬‬
‫وعلى نفسها تن براقش‪.‬‬
‫قوله‪( :‬و هو ل ي سن أن ك تب و صيته‪...‬ح يث أو صى لوارث وأو صى لب عض الور ثة دون‬
‫بعض‪.)...‬‬
‫قلت‪ :‬انظر إل هذا التسرع الشي فالشيخ رحه ال تعال جعل أمر هذا الكتبة الت هي مكتبة‬
‫النساء إل الثلث الذكورات ف الوصية كونن من طلبة العلم فهن مسؤلت عنها؛ وإل فالكتبة‬
‫وقف ف حياة الشيخ كما نقله الخ الفاضل علي بن ناصر ف رده على كاتب هذه الورقات عن‬
‫التاجر الذي كان يرسل بالكتب وقال أنا وقف ول مانع أن يعل أمر الشراف عليها والنتباه لا‬
‫وتنظيم ها والحاف ظة علي ها إل بن ته وزوج ته آنذاك ولو ل يف عل لرب ا ضا عت و سرقت فجعل هن‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪83‬‬
‫ها كتابًها)‪ ،‬وقوله‪( :‬فإذا‬
‫هس لواحدة أن ترج منهه‬‫هية‪( :‬وليه‬
‫هل قوله ف ه الوصه‬‫مشرفات بدليه‬
‫تزوجت‪...‬فلها أن تتع بالكتبة)‪ ،‬ومعناه لا أن تطالع وتبحث كغيها من النساء ف هذه الكتبة‬
‫فل تنع بجة أنا قد تزوجت وأنا وال وأحذرك من هذا الرأة فإن أخشى عليك منها‪.‬‬
‫وقد يقول القائل‪( :‬فإذا كانت وقفًا فلماذا ل يشرك ابنته الخرى ف الشراف وإل كان ظالًا‬
‫لا؟) والواب‪:‬‬
‫أولً‪ :‬ابنته الخرى متزوجة ف منطقة بعيدة عن العهد وعن دماج بأكثر من مائت كيلو متر‪،‬‬
‫فكيف تشرف عليها‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫ثانيًا‪ :‬جعل لكل شخص ما هو متخصص فيه فقد جعل ابنته الخرى الت هي الكبى أم بيته‬
‫ف هي ال ت ير جع إلي ها أ هل بي ته من الن ساء وج عل م سؤولة عن هن ك ما ف الو صية الا صة ببنا ته‬
‫ون ساءه وبذا يند حر بطلن هذا الفتري و مع ذلك ف هو ل يرى قوة حد يث‪" :‬ل و صية لوارث"‪،‬‬
‫ووصيته هذه آية على ثباته واهتمامه بالعلم والنصح حت ف آخر حياته وفيها أيضا إشارة إل أن‬
‫ال أراد إظهار ما كان عل يه الش يخ رح ه ال تعال من الهتمام بالد يث فقهًا و صحة وضعفًا‬
‫واستنباطًا ف حياته وختم له بذلك‪ ,‬فقد وقع لب حات الرازي رحه ال تعال ما يشبه هذا فقد‬
‫كان ف النع وولده ل يشعر بذلك فجعل الولد يسأل أباه عن راوٍ هل هو صحاب أم ل؟ فأشار‬
‫برأسه‪ :‬ل‪ .‬فأعاد عليه ولده السؤال؟ فقال‪ :‬هو تابعي ث مات رحه ال تعال ووقع نو ذلك لب‬
‫زرعة رح ه ال تعال فان ظر ك يف أراد ال أن يظ هر ع ند موت م ما قطعوا أعمار هم فيه من ال ي‬
‫والعلم والتعليم فاللصة أن الش يخ رح ه ال تعال كان ف غاية التعب والرهاق وبداية الغيبوبة‬
‫الصاحبة لرض الكبد ومع ذلك فقد وفق ف وصيته ففيها الث على العلم النافع والعمل الصال‬
‫والصدق مع ال وكفي بذه الكلمات الامعة ويا ترى لو كنت ف مقامه حينئذ لعلك ل تفكر ف‬
‫ش يء ولشغلت عن لناس بنف سك فات قي ال واعرف ل هل الد يث فضل هم؛فإن ن فع ذلك يعود‬
‫عليك فإن تاديت فلن يضرهم شيء‪:‬‬
‫أن رمى فيه غلم بجر‬ ‫ما يضر البحر أمسى زاخرًا‬
‫قوله‪( :‬فانظر إل صعقة الزلزال‪.)...‬‬
‫قلت‪ :‬ث ذكر أنه ندم على شرائه وهذا من الدلة على جهله الطبق وأن لك أن تعرف ردود‬
‫أهل العلم وتفقهها فقد بوب رحه ال تعال فيه على السائل الت تالف الشيعة فيها الق‪ ،‬وذكر‬
‫ما ينكره الشيعة على أهل السنة وبي الق فيه كطريقة أهل العلم التقدمي فمثلً قول الشيعة أهل‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪84‬‬
‫ال سنة يبغضون أ هل الب يت فترى الش يخ رح ه ال تعال قد أ تى بملة طي بة من فضائل هم وهكذا‬
‫الشيعهة يتكلمون على الصهحابة رضهي ال عنههم ويقدحون فيههم فذكهر الشيهخ جلة طيبهة مهن‬
‫فضائلهم ونو هذا ث سرد تراجم أئمتهم وكبارهم والنظور إليهم ف مذهبهم وبي أتباعهم وبيّن‬
‫ما كانوا عليه من الظلم والتجب وسفك دماء اليمنيي ونب أموالم واستذللم للمسلمي من ل‬
‫يكن من بن هاشم ونقل ذلك من كتبهم من باب قوله تعال‪{ :‬وشهد شاهد من أهلها}‪ ،‬ليكون‬
‫ذلك أدحر لجتهم وأبي لضللم وأقوى ف الرد عليهم فيقال لم‪ :‬هل أتى بشيء جديد فهذه‬
‫هي كتب كم ومن ها ن قل ويقال ل م‪ :‬ارجعوا إل كتب كم هل كذب علي كم؟ فإذا رأى أ هل البلد‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫الفلن أن الادي سفك دماء آباءهم ورأى أهل البلد الخر أنه أخذ أموالم ونو ذلك فيا ترى‬
‫هل سينفرون من مذه به و من كت به و من ال تبك ب قبه؟ الواب‪ :‬ن عم و سيعلمون كذب أتبا عه‬
‫وجور هم وعلى هذا ف قس إن ك نت تف هم وأ نا آ سف أن يكون الشي عة أعرف م نك ف قد قا مت‬
‫قيامتههم وثارت ثائرتمه لاه خرج هذا الكتاب وشعروا منهه بال طر والفضيحهة ولقهد أخذوه مهن‬
‫الكتبات ح ت نفدت الطب عة ف مدة ي سية وتألوا م نه أل ا شديدا و يا ل يت إذ ل تعلم سكت ف ما‬
‫أجدرك بالسكوت‪:‬‬
‫وزن الكلم إذا نطقت فإنا يبدي عيوب ذوي العيوب النطق‬
‫ول در الشاعر إذا يقول‪:‬‬
‫حصاة على عوراته لدليل‬ ‫وإن لسان الرء ما ل تكن له‬
‫قوله‪( :‬فإن الوادعي قد ذهب إل ربه‪.)...‬‬
‫قلت‪ :‬ع ند ذلك اغتن مت الفر صة فأخذت تته جم عل يه‪ ،‬هل ذ هب ز من الوف فنط قت أم‬
‫ذهب معه حيائك ودينك فآن لك الكلم؟ وكلها عيب وذم‪ ،‬ويا ليت أنك أبنت هذا ف حياته‬
‫ونصحته قبل ماته ليترك النهج العوج كما زعمت!!! أهذا من منهج السلف وطريق العلماء أن‬
‫يُداهن العال ويُمدح ويُخدم فإذا مات أخذ ذلك الداهن ف الطعن فيه والقدح فهذه خيانة وغش‬
‫بل دليل واضح على جب وخور هذا الكاتب وعلى صدق وسلمة منهج الشيخ رحه ال تعال‬
‫ومثل هذا الكاتب كما قال القائل‪:‬‬
‫إل مدية تت الثرى تستثيها‬ ‫وكنت كعن السوء قامت لتفها‬

‫قوله‪( :‬ولكن العيب إن يتطاول ف غي فنه ويفت فيه‪.)...‬‬


‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪85‬‬
‫قلت‪ :‬و من هذا الكلم يكاد الماد أن يض حك أفل نظرت إل نف سك وترئ ها فذكرت ا بذا‬
‫الكلم فحكمهه عليهك يتنل فأيهن أههل العلم حته تتهبع أنهت بالرد على المام الوادعهي وعلى‬
‫طل به؟!! أهؤلء العلماء الجلء ساكتون عن بيان ال ق؟!! ف هم ف نظرك خو نة وإل فأ نت ف‬
‫وادي وعلماء العصر ف وادي آخر؛ لنم يبون المام الوادعي ويثنون عليه فما أنت معهم ول‬
‫مهت ٍد بدي هم فإن هذا ظا هر من َنفِ سك ف ردك هذا؛ فإ نه وا ضح م نه أ نك موتور مروح منت قم‬
‫تكاد توت غيظًا فأنت تبط خبط عمياء وسهل عليك الكلم على المام الوادعي لنه قد مات‬
‫كمها قلت وذههب إل ربهه ول در هذا المام الوادعهي فلم ينعهك موتهه مهن أخفاء أسهك لشدة‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫هل عك وفدا حة ردك وترئك وحا قة ألفا ظك ولوا ا ستطعت أن تط عن ف ا بن باز واللبا ن وا بن‬
‫عثيمي رحهم ال لفعلت‪.‬‬
‫فيحسب جهل أنه منه أعلم‬ ‫وإن عناءًا أن تُفهّم جاهل‬
‫إليه وقالوا إنه منك أفهم‬ ‫وتتد أعناق الرعاء تعجبًا‬
‫إذا كنت تبنيه وغيك يهدم‬ ‫مت يبلغ البنيان يومًا تامه‬
‫إذا ل يكن منه عليه تندم‬ ‫مت ينتهي عن سيء من أتى به‬
‫فآ سف على ب عض شباب ال سلمي ك يف تتجارى به الهواء والف ت ن سأل ال ال سلمة ح ت‬
‫هان عليهم الطعن ف علماء أهل السنة من علم الناس صدقهم وسلمة نجهم وسيهم واستفادوا‬
‫منهم فلم يرعوا لم حقهم ول حرمتهم‪.‬‬
‫من علم الناس كان خي أب ذاك أبو الروح ل أبو النطف‬
‫و يا ل يت أن هذا الا قد يعلم ما ع ند طلب المام الواد عي من ال ي والعلم النا فع ف ج يع‬
‫الفنون حفظًا وفقهًا وفهمًا ودرا سة ومدار سة إل غ ي ذلك و هم صابرون على أمور يعلم ها ال‬
‫تعال وما أظنه يهل ذلك فل يفى مثل هذا الي‬
‫وكل أناء بالذي فيه ينضح‬ ‫فحسبكمو هذا التفاوت بيننا‬
‫قوله‪( :‬كان أحد طلب الوادعي ف دماج يدرس كتاب التحفة السنية وكان قرويًا‪.)...‬‬
‫قلت‪ :‬فذكر أنم أعن طلب الشيخ رحه ال تعال ل يعرفون الشياء الديثة كالقطار ونوه‬
‫وأنم بسطاء فأو ًل نقول أين إسناد هذه القصة الت ذكرتا ومن حدثك با ولو صحت لا كان‬
‫ذلك عيبًا فمن علمائنا من كان ل يعرف عدّ الموال والنقود وهي أشهر من القطار بل هذا يدل‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪86‬‬
‫على إقبال م الكلي على العلم النا فع و قد تركوا التقدم ف أمور الدن يا من معر فة أنواع ال سيارات‬
‫والقطارات ونوها لك ولمثالك أصحاب فقه الواقع الذين أخشى أن يكون ذلك هو حظكم من‬
‫العلم والعرفة أيستهان بفظة القرآن وحفظة سنة رسول ال صلى ال عليه وسلم من أجل أنم ما‬
‫عرفوا القطار وما عرفوا أنواع السيارات إل غيها من الشياء التافهه!!! مستدل بذه القصص الت‬
‫هي ربا من اليال أو من نسج من كان على شاكلتك وفكرك ففي طلبة العلم الدكاترة ف الطب‬
‫وفيهم الهندسون وفيهم أصحاب الشهادات العليا تركوا ذلك وأقبلوا على العلم النافع بل بعضهم‬
‫ل على الاجستي أو الدكتوراه ف فن من الفنون فتراه يدرسه مع إخوانه ف مراكز أهل‬ ‫يكون حاص ً‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫السنة ويرى مدرس ذلك الفن أرفع من الدكتور فما أرخص الدعاة إل ال عندك وما أشد تاملك‬
‫على طلبة العلم فلو ملكت منهم ما ملك المام الوادعي لا أبقيت لم أثرًا فها أنت ذا تكر بدعوة‬
‫كاملة نفع ال با البلد والعباد ول ترقب فيها ول ف أهلها إل ول ذمة أهذا هو النهج الذي تريد‬
‫أن ي سي ف يه العلماء أم ن سيت ما ك نت تن هى ع نه فا سع أي ها القارئ الكر ي إل هذا التنا قض‬
‫العجيب ومن ضل بعد الدى أتى بالعجائب فطلبة المام الواعي اليوم منهم العلماء الجلء ومنهم‬
‫الفاظ ومن هم الؤلفون والحققون والدعاة والطباء إل غ ي ذلك‪ ،‬وأ ما أ نت يا علي فماذا عندك‬
‫فلئن أُتيت ذكاءًا فما أُتيت زكاءًا فها أنت قليل الوف من ال بتجرئك على العلماء وطلبة العلم‬
‫والدعوة إل وال وها أنت قليل الياء والدين وها أنت كثي الفضول والبلء فهل يفرح با حصلته‬
‫من معرفتك للقطار وأنت أعمى البصية!!! وهل يفرح بعرفتك لنواع السيارات وبأنك عميق‬
‫النظر ف مواديلها ومعرفة الفاخر منها!!! ل يفرح بذه العرفة وأنت على ما نرى ونسمع من الزيغ‬
‫والنراف والل بس وقلب القائق وأ ما طل بة العلم الذ ين تعد هم ب سطاء سطحيي ف هم أعلم م نك‬
‫بواقع المة وبا يصلحها ويعود عليها بالنفع وهذا منك شنشنة أعرفها من أخزم فهي دندنة يدندن‬
‫باه أصهحاب الفقهه الواقهع أصهحاب الجلت والماس الفارغ فل أرحتهم أنفسهكم ول سهلم‬
‫السلمون من شركم ول حققتم نفعًا للدين فأنتم عبء على كاهله فعلماء الدين عندكم ما بي‬
‫جاهل بفقه الواقع وما بي عميل ومغفل ومغرر ومُلبس عليه وأتباع للحكومات إل غي ذلك من‬
‫التلفيقات والتلبيسات والتشويهات لنظر العلماء الفاضل كالشيخ العلمة ابن باز والشيخ العلمة‬
‫اللبا ن والش يخ العل مة ا بن عثيم ي والش يخ العل مة الواد عي والش يخ العل مة رب يع بن هادي‬
‫الدخلي والش يخ العل مة صال الفوزان والش يخ العل مة العباد والش يخ العل مة ساحة الف ت ع بد‬
‫العزيز آل الشيخ والشيخ العلمة أحد النجمي رحم ال الموات منهم وحفظ الحياء وبارك ال‬
‫فيهم وف علمهم وغيهم من علماء الدين فهم ف نظر أصحاب فقه الواقع زعموا كما قدمنا‪.‬‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪87‬‬
‫قوله‪( :‬ولاه رأى الشيهخ ابهن باز رحهه ال تعال تجهم الوادعهي على ولة المهر أوقهف عنهه‬
‫الساعدات الالية‪.)...‬‬
‫قلت‪ :‬نعم الشيخ الوادعي رحه ال تعال كان يتكلم على حكومة الملكة آنذاك فلم يستطع‬
‫العلمة ابن باز رحه ال تعال مساعدته ظاهرًا ولكنه كان يساعده خفية مع النصح له بترك الكلم‬
‫على الملكة ويثه على الرجوع عن ذلك وأنا أحسن من غيها وعندي مذكرة تفيد أن الشيخ‬
‫ابن باز كان يساعد الشيخ مقبل رحه ال تعال ويطلب من الشيخ كتم ذلك وعليها ختم الشيخ‬
‫ابن باز رحه ال تعال لتعلم أن الشيخ ابن باز ل يكن ليفرط ف الشيخ رحه ال تعال ولكنه كان‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫ينصحه بأن يترك الكلم على الملكة ولا دخل الشيخ رحه ال تعال إل الملكة رأى خلف ما‬
‫ينقل إليه فعمل بنصيحة الوالد العلمة ابن باز وتراجع ف شريطي وأمر بذف الكلم على الملكة‬
‫من ج يع كت به فان ظر إل حك مة وحن كة العل مة ا بن باز وإل صدق العل مة الواد عي وإل كرم‬
‫وحلم المل كة أفغا ظك ذلك فأخذت ف تقل يب المور من الزم نة الاض ية تروم الفت نة ون ن ول‬
‫ال مد نك تب ما نراه حقًا ف قد تكلم الش يخ رح ه ال تعال ف الملكة أزمانًا ث ترا جع ل ا عرف‬
‫ال ق ول ي ب على ذلك بل ترا جع و هو مرفوع الرأس ل صدقه و صراحته ون صحه ونزاه ته وأ ين‬
‫كل مك هذا ف تلك اليام ق بل أن يترا جع‪ ،‬أم أ نت من أ صحاب حقوق الن سان ف هم أ صحاب‬
‫زعزعة المن ف البلد والعباد وال الستعان‪.‬‬
‫قوله‪( :‬دعوا الناس ف أحوالم‪.)...‬‬
‫قلت‪ :‬وهذا مرادك ومراد كل مروح ولو ترك أ هل ال ق النكار على أ صحاب الن كر للك‬
‫الميع وإذًا لعبث العابثون من علماء السوء ودعاة الفرقة والبدع بالسلمي فإن ال سبحانه وتعال‬
‫قد هيأ أهل السنة والماعة للمر بالعروف والنهي عن النكر فجعل هذه المة خي المم لتلك‬
‫الوظي فة العظي مة ال سيمة ك ما قال سبحانه‪{ :‬كن تم خ ي أ مة أخر جت للناس تأمرن بالعروف‬
‫وتنهون عن النكر}‪ ،‬فأهل السنة لهل البدع بالرصاد ولكنهم ل يدعون إل الفوضى والفت بل‬
‫يبينون البدعة وخطرها والزبية وشرها على الفرد والجتمع ولذلك غاظك أن فضح حال البتدعة‬
‫والزبييه فتوبوا إل ال وارجعوا إل السهنة واتركوا البدعهة والتحزب وننه عنهد ذلك إخوة‬
‫معت صمون بالكتاب وال سنة ر سول ال صلى ال عل يه و سلم على ف هم ال سلف ال صال و فق ال‬
‫الميع لا يبه ويرضاه‪.‬‬
‫هذا ما تي سر كتاب ته على و جه العجلة لن الق صد بذلك الت نبيه والشارة ل ال صر وال مع‪،‬‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪88‬‬
‫وفيما تقدم كفاية لن أراد الق وطلبه‪ ،‬ونسأل ال سبحانه وتعال أن يعله خالصا لوجهه الكري‬
‫وأن ينفهع بهه‪ ،‬وأن يغفهر ل ولوالدي ولميهع السهلمي سهبحانك اللههم وبمدك ل إله إل أنهت‬
‫نستغفرك ونتوب إليك‪ ،‬والمد ل رب العالي‪.‬‬
‫(‪15/11/1424‬ه)‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪89‬‬
‫خاتة‬

‫طلئع النصر على من طعن ف باري العصر‬


‫ف من قد هوى ن صْل‬ ‫ب به من طر ِ‬ ‫وقل ٌ‬ ‫ب التيّمه تنه ّل‬ ‫هن الصه ّ‬ ‫دموعهٌ مه‬
‫أرى إن أر ْق تُ الد مع أنّ الوى سهْل‬ ‫هه‬ ‫ههك هذا فإننه‬ ‫فقلت له دع عنه‬
‫فقهد يزن العذريّ يومًا وقهد يسهلو‬ ‫معذبه‬
‫ٌ‬ ‫الغرامه‬
‫َ‬ ‫فمها بال مهن يشكهو‬
‫هِ وَجدًا ل ول خانههه الِلّ‬ ‫ول يبكه‬ ‫فشعري على سهطري تفيهض دموعهه‬
‫ه جنونًها حيه آنسهه الوعْلُ‬ ‫بقيس ٍ‬ ‫هههِ أطللً لليلى ول رأى‬ ‫ول يبكه‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫ولصهطاده مهن سههمه الدق النّجْلُ‬ ‫ه وبابلٌ‬ ‫ول يدرِ مهها وادي العقيقه ِ‬
‫ههل‬ ‫إل منلٍ فههه ندَ ظلّلَه الثْه‬ ‫ها بذكههر خليله‬ ‫ول حنّ ه مشتاقًه‬
‫إل الِبيْدِ كالجنون طاب له العزل‬ ‫ول غادر اليّهه الذي فيههه أهله‬
‫ول قدّهها كل ول العيه والكحْهل‬ ‫ول غرّه يومًهههههها باء غزالةٍ‬
‫ول صهوتُ مزمار ول العود والطبهل‬ ‫ول هزّه يومًهها ترنّمههُ شادنههٍ‬
‫وليهس انقطاعٌه بعده النهس والوصهل‬ ‫فهبين وبيه العشهق هجرٌ ووحشةٌ‬
‫هه النذل‬ ‫هر يطعنه‬ ‫باريّه هذا العصه‬ ‫ولكنّمها فاضهت دموعهي لِمَها أرى‬
‫أليهس لذا النذل عهن طعنهه شُغْهل‬ ‫فمها باله مهن بعهد مها مات عابَهه‬
‫مزيفةٍ إذْ كلّ مههها قاله دجْهههل‬ ‫أتهههههههى بأقاويلٍ له بوريقةٍ‬
‫ويرقههى إذًا فالعلم أفضله الهههل‬ ‫أينتقههد الَههبَ الحدثههَ جاهلٌ‬
‫ه له فضهل‬ ‫كلم سهفيهٍ فه عظيم ٍ‬ ‫هر عليّه ونقده‬ ‫ها بكه‬‫هت لبه‬ ‫عجبه‬
‫حاقةَ ل علمههٌ لديّْههه ول عقههل‬ ‫ومهن يقرأ النقهد السهخيفَ يده بهه‬
‫ه فه إشعا ِل فتنةِ مَهن ضلوا‬ ‫جهيمان َ‬ ‫يقول بأن الشيههخ كان مسههاندًا‬
‫ذبحه ول قتلُ‬‫فمها كان نجه الشيهخ ٌ‬ ‫ها بوقهَ فتنةٍ‬ ‫هر ال يه‬ ‫هت لعمه‬ ‫كذبه‬
‫فلم ينتصهح فانبت ّ بينهمها الوصهْل‬ ‫فقهد كان دومًها للجهيمان ناصهحًا‬
‫ههل هاويةٍ ر ِجلُ‬ ‫هه كه‬ ‫فذاك له فه‬ ‫سهلِ الحقه الهديّ إذ ههو منكمهو‬
‫هر عقلك متلّ‬ ‫ها بكه‬ ‫ها به‬
‫فل غرو يه‬ ‫هز مقبلً‬ ‫تُدافههع عنههه ثهه تَلْمِه‬
‫هل الذِبْهل‬ ‫على ظهره أحرى بأن ُينْقه‬ ‫أتفخههر بالهديّهه ذلك عندنهها‬
‫ه الزيهغ فه غيه قُفْهل‬ ‫بصه ٌي بباب ِ‬ ‫دربه أحدٍ‬
‫ِ‬ ‫ههو الزائغ الضِلّيهل عهن‬
‫‪1‬‬
‫تشابهه فه أذواقهك الشههد والله‬ ‫لعلك لاهههههه أن قرأت كتابه‬
‫الراد كتاب «الرح والتعديل» للمهدي وهو كغيه من كتب الضلل الليئة بالوحال ومن العهود أن كلم الهدي قديًا وحديثًا مبن على الدجل والدس فنفس‬ ‫‪1‬‬
‫كلمه اليوم كلمه بالمس فهو أصبح مكررًا مثل افتتاحيات الصحف والتصريات الالية من الدلة والباهي سوى الكذب والسفه والي الذي قد عُرف به ومن‬
‫اتصف بشيء عرف به فهو يلمز أهل السنة والماعة ويطعن فيهم وخاصة ف العلمة الحدث مقبل بن هادي الوادعي ‪ t‬وطلبه الفضلء ل لشيء وإنا لنم‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪90‬‬
‫وأ نت رم يت الش يخ إذ منك مو الف عل‬ ‫فأنهت كمها قالوا رمتنه بدائهها‬
‫َسه بيه الرمهل إذ لوناه الرمهل‬ ‫وَتنْد ّ‬ ‫فكهم حّي ٍة منكهم َتبُثّه سهُمومها‬
‫مهن الزور والبهتان يها أيهها الوغهل‬ ‫وكهم فِريهة قهد قلت فيمها كتبتهه‬
‫وتل قي درو سًا فوق كر سِيْه من ق بل‬ ‫ه تأتيههه فيفتههح صههدره‬ ‫أل تكهُ‬
‫هل‬ ‫هه الود والفضه‬ ‫ول كرمًها لكنه‬ ‫ومها أنهت أعلى منهه علمًها ودعوة‬
‫عليّه فيصهغي مها تقول ومها تتلو‬ ‫ورب فتًى فه الدرس أعلم منهك يها‬
‫هه تلو‬ ‫هت فه كرسهيّه أو به‬ ‫تربّعه‬ ‫فلو كنهت ذا نصهح لبيّنهت حينمها‬
‫ول تد ِر يها بابكهر مها الفرض والنفهل‬ ‫تربّعهت تُلقهي الفقهه كابهن قدامهة‬
‫عليهه ول تنفهر مهن الليهث يها وعهل‬ ‫فلو كنهت ذا حهق لظهرت إسهكم‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫نف خت لتط في كوكبًا ف ال سما يعلو‬ ‫ولكنمها خفهت الفضيحهة عندمها‬


‫فل تسهب الليهث يصهرعه العجهل‬ ‫رويدك يها بابكهر مها زلت سهخلةً‬
‫فمهها برحوا حتهه أصههابم الذُل‬ ‫لقههد حاول الضلل قبلك طعنههه‬
‫جبان فهل كان ذلك مههن قبههل‬ ‫وأنهت طعنهت الشيهخ مهن بعهد موتهه‬
‫فسههيفك مثلوم وقوسههك مُنحلّ‬ ‫أنصهرًا لههل الزيهغ تطعهن مقبلً‬
‫مهن القَشّ قهد أفنه جوانبهها النّم ْل‬ ‫ونبلك ل نصههل باهه غيهه أناهه‬
‫وغايهة مها فيهه الماقهة والههل‬ ‫فنقدك يههها هذا هرا ُء نويعقهههٍ‬
‫ويعوجّ منهك القول يها غمهر والفعهل‬ ‫فأنهت أرى العوجّه نجًها وشرعةً‬
‫دربه قوي ٍ ههو الصهل‬ ‫ٍ‬ ‫قوي ٌ على‬ ‫ههه‬ ‫هه إنه‬ ‫أمقب ٌل العوجّهه ويكه‬
‫وأنه لك النصهاف والقه والعدل‬ ‫فليتهك فه هذي الباطيهل منصهفًا‬
‫هة زلوا‬ ‫ه فتنه‬ ‫هُ فه‬‫هس له أتباعه‬ ‫وليه‬ ‫فمها كان شيخهي لبهن بازٍ مالفًها‬
‫ومهن لمهو فه اللجنهة العقهد والله‬ ‫وهيئة أههههل العلم كان يلهههها‬
‫ول ض ّل عهن هدي النهب كمهن ضلوا‬ ‫هرعًا‬‫هش ول متسه‬ ‫ها كان ذا طيه‬
‫ومه‬
‫وليهس بغالٍ فه الرجال كمهن يغلو‬ ‫ب ول بجازفههٍ‬ ‫وليههس بسههبا ٍ‬
‫ولكنه بقه إذ ههو الصهادق العدل‬‫ْ‬ ‫ومهها َجرّح الضلّال يومًهها بباطلٍ‬
‫هوى تته رجليهه الضللةُ والدّجهل‬ ‫هنةً‬ ‫هر سه‬‫هرحًا لينصه‬ ‫ولا ه بنه صه‬
‫ليحذر منههم كهل شخهص له عقهل‬ ‫فشيخهي أبان الزيهغ منه ذكرتمه‬
‫بعلم لعصه ٍر عمّه فه أهله الههل‬ ‫فشيخههي على رغههم النوف مددٌ‬
‫يديهر رحاهها هها هنها العقهل والنقهل‬ ‫هد بدعوةٍ‬‫هر الديه‬ ‫هه أشرق الفجه‬‫به‬
‫هه الكَلّ والل ه‬‫هر الدى ل َيثْنه‬‫لنشه‬ ‫فقههد كان ذا صههب وحزم وفطنةٍ‬
‫له فهههه بقاع الرض نِ ّد ول مثلُ‬ ‫هها‬ ‫هه دماج مَر ِكزُه ومه‬‫لذا قام فه‬

‫كشفوا زيغه وضلله وميله عن الماعة إل التحزب والتشرذم ويريد أن يطفىء بفمه الليء بالقات نور ال {ويأب ال إل أن يتم نوره}‪.‬‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪91‬‬
‫ومركهز أههل الزيهغ مسهتنقعٌ وح ْل‬ ‫ههو النههل الصهاف لبطال سهنة‬
‫كدعوة أهههل النراف ومههن زَلّوا‬ ‫فدعوتههه لول التميّزهه لنتهههت‬
‫ومنهله الصهاف وخيّبه مهن ضلوا‬ ‫هخ مقبلٍ‬ ‫هد بارك الرحن ه بالشيه‬ ‫لقه‬
‫دعى الناس للدرب الذي ساره الرُ سْل‬ ‫فكهم نله البطال مهن علمهه وكهم‬
‫هوى سيفه ف مفرق الك فر والنَ صْل‬ ‫و كم خدم ال سلم ف ع صرنا و كم‬
‫وعلم وتعليهم وأن يُجمهع الشَمْهل‬ ‫وديدنههه دومًهها كتاب وسههنة‬
‫كث ٌي وأههل الرشهد معْههم وإن قلوا‬ ‫هل الضلل وإن هو ه‬ ‫يقول دعوا أهه‬
‫ومهن ذا بذا العصهر شُدّ له الرحهل‬ ‫إذا كنهت ل تدري مهن الشيهخ مقبهل‬
‫وسهل مهن يقول القه ل يثنهه العذل‬ ‫فسهل معهدًا فه أرض دماج شامًها‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫ف باه َيثْقُهل المهل‬


‫أتهى بتصهاني ٍ‬ ‫وسهل كتبًها للوادعيّه مهن الذي‬
‫وسهل زملء الشيهخ عمهن له الفضهل‬ ‫وسهل علمها مهن نره مقب ٍل ارتووا‬
‫فمن هو؟ سل أهل الديث من الفحل‬ ‫وفارس ميدان الديههث بعصههره‬
‫فقول رب يع ف ا بن هادي هو الف صل‬ ‫وسهل ذا ربيعًها عهن سهاحة مقبلٍ‬
‫كذا ابهن عثيمي ٍ سهقى قهبه الوَبهل‬ ‫ه ناصهر الديهن سهلْهما‬ ‫وقبهل ربيع ٍ‬
‫تدهه مقبلً فهه كههل منقب ٍة يعلو‬ ‫فسهل أههل علم كلههم مهن كهبيهم‬
‫وذلك موقوف وآخهههههر ُم ْعتَلّ‬ ‫هث مُص هَحّحٌ‬ ‫هر إذا قال الديه‬ ‫جديه‬
‫ك ما ابهن معيٍ ف الزمان الذي ق بل‬ ‫هه‬‫هل زمانه‬ ‫هد أهه‬‫هبة فه نقه‬ ‫له خه‬
‫إذا ما ر مى الضل يل ل يطى ِء الن صل‬ ‫له الرح والتعديههل دون منازعههٍ‬
‫لقال إل هذا أرى ينتهههي الفضههل‬ ‫إذا نطههق اليوم المام ابههن حنبلٍ‬
‫لقال ابههن هادي عندنهها ثقةٌ عدل‬ ‫وذا ابهن معيٍه لو أتهى فيهه قوله‬
‫الديههث أميهه الؤمنيهه ول يغلُ‬ ‫ولو مقبلٌ ألقاه سهفيان قال فه الهه‬
‫بقبلٍ النحريهههر ينحدر النسهههل‬ ‫فمِهن شعبةٍ وابهن الدينه ومسهلمٍ‬
‫بذا العصهر أن الوادعيّه لمه نله‬ ‫بلى أههل هذا الشأن كلهمهو أرى‬
‫ههها انزلقوا حلوا‬ ‫غواةٍ حيارى أينمه‬ ‫ففضهل ابهن هادي ل يس ينكره سهوى‬
‫بذا قال أ هل العلم ف ع صرنا الفُضْل‬ ‫ق ثبتهههُ حجةٌ‬ ‫إمام هام صهههاد ٌ‬
‫يُج يب بف ضل الش يخ ف مهده الط فل‬ ‫فسهل عنهه شبانًها وشِيبًها ورباه‬
‫وإن داعهب الطفال ُمتْواضهع سههل‬ ‫ههو الضيغهم الضاري لتغييه منكرٍ‬
‫عهن الكرم الفياض شحّه ول بُخهل‬ ‫هههو ا ُلكْرِم ا ُلعْطاء مهها غلّ كفّههه‬
‫ف من أجل ها يأ سى و من أجل ها ي سلو‬ ‫ههو الامهل العبهء الكهبي لسهنة‬
‫تزوجهها الضلل والسهّوقة السهّفل‬ ‫ها وإناهه‬ ‫لقههد طلق الدنيهها ثلثًه‬
‫وأيسهر مها فيهه السهماحة والبذل‬ ‫مناقبههه ل تصههه اليوم أحرفهه‬
‫فمقبههل طودٌ دونههه يُثلم النصههل‬ ‫أل أيهها الضليهل كهف طعهن مقبلٍ‬
‫كشف التلبيس والمكر______________________________‪92‬‬
‫هل‬ ‫همّم القفه‬
‫هد ص ُ‬‫فتهب مهن طعون أنهت فيهها كويذبٌه لن لذا الباب قه‬
‫لتلههو باه أول لك اليوم يها طفهل‬ ‫فإنهك لو تعطهى مهن العههن لعبةً‬
‫مته مها أردت الثلب طاب لك الكهل‬ ‫ها وجبنةً‬ ‫ب النقههد بفكًه‬‫فل تسهه ّ‬
‫لاهه عرفوا ترًا ول أثرهه النخههل‬ ‫ه‬‫فلو كان طف ٌل يكسهر النخلَ رجْمُه ُ‬
‫إذا وخزت يتار مهن وخزهها النبهل‬ ‫فدونههك وخههز القافيات فإناهه‬
‫إذا مات تصههفو للذي ضلّ أو تلو‬ ‫فل تسهبْ أن ابهن هادي طعونهه‬
‫هههها حلّوا‬ ‫يزلزل ُعبّاد الوى أينمه‬ ‫فل وإله الكون إنّهه لديههه مهها‬
‫إذا سهار منههم ليهث يلفهه شبهل‬ ‫فطلبهههه يكون مليون مقبهههل‬
‫كث ٌي وأههل الزيهغ ليهس لمه نسهل‬ ‫فنسهل ابهن هادي م َن عليهه تتلمذوا‬
‫‪www.muqbel.net/dammaj‬‬

‫وعندهههم البهان والقهه والعدل‬ ‫هوه اليوم عهن أههل الضلل تيزوا‬
‫ومن أجل هذي السنة الفصل والوصل‬ ‫تسههكهم دومًهها بسههنة أحدٍ‬
‫خهبي وتزى كهل نفهس باه تبلو‬ ‫ويوم معاد الناس يكههم بينهههم‬
‫هل‬‫هن قبه‬ ‫هبيي مه‬‫هم ال النه‬‫هه خته‬ ‫به‬ ‫ختامًها على الختار صهلوا وسهلموا‬
‫بقلم‪ :‬أب عبد ال حود بن قائد البعادن‬
‫دار الديث بدماج ‪19/11/1424‬ههه‪.‬‬

You might also like