Professional Documents
Culture Documents
مقدمة
احلمد هلل الذي جعل يف كل زمان فرتة من الرسل بقايا من أهل
العلم ينفون عن الكتاب والسنة حتريف الغالني وانتحال املبطلني وبدع
املبتدعني ويثبتون احلق بالرباهني.
حممدا
وأشهد أن ال إله إال اهلل امللك احلق املبني ،وأشهد أن ً
عبد اهلل ورسوله الصادق الوعد األمني صلى اهلل عليه وعلى آله
وأصحابه والتابعني.
أما بعد:
فهذا شرح لطيف غزير الفائدة لشيخ اإلسالم اإلمام تقي الدين
أمحد بن عبد احلليم بن عبد السالم بن تيمية على احلديث النبوي
«إنما األعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى» وهو كتاب فريد
يف بابه ال غىن عنه لكل مسلم وحسب القارئ أن شارحه ابن تيمية
ويف ذلك كفاية.
نسأل اهلل أن ينفع به املسلمني يف كل مكان.
وآخر دعوانا أن احلمد هلل رب العاملني.
الناشر
األعمال بالنيات 6
الرِح ِ
يم بِ ْس ِم اللَّ ِه َّ
الر ْح َم ِن َّ
ات الح َم حد ِح َوالح َك َم ِال الح ُم حستَ ِحق ص َف ِ ب لِ ِ احلَ حم ُد لِلَّ ِه الحمستَ حوِج ِ
ح
ُح
َح ٌد ثَنَاءً َعلَحي ِه؛ بَ حل ُه َو َك َما أَثح َىن ِ ِ ِ
ل حل َح حمد َعلَى ُكل َحالَ ،ال ُحُيصي أ َ
َح َس ِن الح َم َق ِال؛ فَ ُه َو الح ُمحنعِ ُم َعلَى الحعِبَ ِاد ِ ِِ
َعلَى نَ حفسه بِأَ حك َم ِل الثَّنَاء َوأ ح
صالِ ِح حاأل حَع َم ِال الرس ِل إلَي ِهم وِبِِ َداي ِة الحمؤِمنِ ِ ِ
ني محن ُه حم ل َ اْلَحل ِق َوبِِإ حر َس ِال ُّ ُ ح ح َ َ ُ ح َ بِ ح
اب الدَّائِ ِم بِ َال انح ِقطَاع َوَال ،وُهو الحمتَ َفضل َعلَحي ِهم بِالحع حف ِو َعحن هم وبِالثَّو ِ
ُح َ َ ح َ َ َ ُ ُ
ِ ِ ِ ِ
ُوَل َو حاْلخَرةِ محَح ًدا َكث ًريا طَيبًا ُمبَ َارًكا فيه ُمتَّص ًالِ احلَ حم ُد ِيف حاأل َ َزَوال ،لَهُ ح
ِ ِ
يك لَهُ َ ،عاِلُ صالَ ،وأَ حش َه ُد أَ حن َال إلَهَ َّإال اللَّهُ َو حح َدهُ َال َش ِر َ بِ َال انحف َ
َن ُحمَ َّم ًدا َعحب ُدهُ َوَر ُسولُهُ الَّ ِذي َّه َادةِ الح َكبِريُ املتعالَ ،وأَ حش َه ُد أ َّ ب َوالش َ الحغَحي ِ
ِ ِِ َه َدى بِِه ِم حن الض َ
اه حم َع حن الح ُمحن َك ِر ،ني بِالح َم حع ُروف َونَ َه ُ َّال ِل َوأ ََمَر الح ُم حؤمن َ
ص َار اْلَبَائِ َ
ات َو َحَّرَم َعلَحي ِه حم ح وأَح َّل ََلم الطَّيب ِ
ض َع َعحن ُه حم حاْل َ ث َوَو َ َ َ َ ُح
ين ِ ِ ِ ِ
صلَّى اللَّهُ َعلَحيه و َعلَى آله َخ حِري آل و َعلَى أ ح ِ َّ ِ
َص َحابه الذ َ َ َ َو حاألَ حغ َال َل ،فَ َ
َّال ِل.
ت أ حَع َال ُم الض َ احلَ ُّق َوانحطَ َم َس ح صَرًة لِلدي ِن َح َّّت ظَ َهَر ح َكانُوا نُ ح
حمتِ ِه ِ ِ أ ََّما ب ع ُد :فَِإ َّن اللَّه تَع َاَل خلَق ح ِ
اْلَحل َق ل َما َشاءَ م حن حك َ َ َ َ َ َْ
اف َكَر َامتِ ِهوأَسب َغ علَي ِهم ما َال ُُيصونَه ِمن نِعمتِ ِه وَكَّرم ب ِِن آدم بِأَصنَ ِ
ح ُ ُ ح ح َ َ َ َ ََ ح َ حَ َ ح ح َ
ص ِعباده الحم حؤِمنِني بِ ِ ِِ ِ ِ ِ
صلَّى اللَّهُ اصط َفائه َوه َدايَتهَ ،و َج َع َل أ َُّمةَ ُحمَ َّمد َ َو َخ َّ َ َ ُ ُ َ ح
ث فِي ِه حم َر ُس ًوال َّاس ِم حن بَِريَّتِ ِه َ ،وبَ َع َ ت لِلن ِ ُخ ِر َج ح
ِ
َعلَحيه َو َسلَّ َم َخحي َر أ َُّمة أ ح
يل ِس َريتِِه ،يَحت لُو َعلَحي ِه حم آيَاتِِه ِ ِ ِِ
م حن أَنح ُفسه حم يَ حعلَ ُمو َن ص حدقَهُ َوأ ََمانَتَهُ َو ََج َ
ِ
لِيُ حخ ِر َج ُه حم ِم حن ظُحل َم ِة الح ُك حف ِر َو َححي َرتِِهَ ،ويَ حه ِدي ِه حم َإَل ِصَراط ُم حستَ ِقيم
ض َل كِتَاب أُنح ِزَل َإَل َخلِي َقتِ ِه، ِ ِِ
وه حم َإَل عبَ َادته َ ،وأَنح َزَل َعلَحي ِه حم أَفح َ َويَ حدعُ ُ
اهَرًة ُمحب ِديَةً َع حن ُح َّجتِ ِه َوبَي نَتُِه وجعلَه آيةً باقِيةً َإَل قِي ِام ساعتِ ِه مع ِجزًة ب ِ
َ َ َ ُح َ َ َ ََ ُ َ َ َ
اهَرةٌ ُم َوض َحةٌ لِ َد حع َوتِِه ،يَ حه ِدي بِِه اللَّهُ َم حن اتَّبَ َع ِر ح
الس َالِم ض َوانَهُ ُسبُ َل َّ ظَ ِ
7 األعمال بالنيات
ات َإَل النُّوِر بِِإ حذنِِه َويَ ُد َُّلُ حم َعلَى طَ ِر ِيق َجنَّتِ ِه، وُُيح ِرجهم ِمن الظُّلُم ِ
َ َ ُُ ح ح
ِ ِ ِ ِ
ول ِيف ُسنَّته َو َش ِر َيعته ، ِ
اب اللَّه َواتَّبَ َع َّ
الر ُس َ ِ
يد من حاعتَصم بِكتَ ِ فَ َّ ِ
ََ السع ُ َ ح
آخَرتِِه، اْل حل ِق ِيف دنحياه و ِ ِ ِ ِ
َُُ َ ض ُل حَ َوالح ُم حهتَدي ِِبَنَا ِرهِ الح ُم حقتَفي ْلثَا ِرهِ ُه َو أَفح َ
َج ُر َم حن َع ِم َل ِِبَا ِم حن َغ حِري ِِ ِ ِ ِ
َج ُرَها َوأ حَوالح ُم ححيِي ل َش حيء م حن ُسنَّته لَهُ أ ح
ف نُ حقصان ِيف أَج ِر طَاعتِ ِه؛ فَإِ َّن اللَّه َال يظحلِم ِمثح َق َال َذ َّرة ؛ بل ي ِ
ضاع ُ َح ُ َ َ َ ُ َ ح َ
ِ ِ ِ
ضله َوَر حمحَته . ِ ِ
احلَ َسنَات بَِف ح
ح
ض ِل اللَّ ِه َوَكَر َامتِ ِه؛ اع ا ِم حن الح ِرب لِ ِس َع ِة فَ ح ِِ
َوإِ ححيَ اءُ ُس نَّته يَ حش َم ُل أَنح َو ً
اإل َعانَِة
صرتِِهَ ،ويَ ُكو ُن بِ حِ ِِ ِ
احلَق َونُ ح َ َج ِل ظُ ُهوِر ح فَيَ ُكو ُن بِالتحَّبلي ِغ ََلَا َوالحبَ يَان أل ح
اْلِه ِاد إعانَةً علَى ِدي ِن اللَّ ِه وعلُو َكلِمتِ ِه؛ فَ حِ ِ
اد
اْل َه ُ َُ َ َعلَحي َها بِِإنح َفاق الح َم ِال َو ح َ َ َ
اْلِ َه ِاد بِ النَّ حف ِ ،قَ حد ذَ َك َرهُ اللَّ هُ تَ َع َاَل قَ حب لَ هُ َوِيف َغ حِري
بِالح َم ِال َم حق ُرو ٌن بِ ح
صلَّى اللَّهُ َعلَحي ِه َو َس لَّ َمَ « :م ْن ِ ِ ِِ ِ ِِ
َِّب ََم حوضع لعظَ ِم َمحن ِزلَته َوََثََرتهَ ،وقَ حد قَ َال النِ ُّ
َج َّه َز غَا ِزيًا فَ َق ْد غَ َزا َوَم ْن َخلَ َفهُ فِي أ َْهلِ ِه بِ َخ ْي ِر فَ َق ْد غَ َزا» (َ .)1وقَ َال
ِ
َج ِر » (َ )2وَمثُوبَتِ ِه َ ،ال ِس يَّ َما َم ا يَحب َق ى صائِ ًما فَ لَ هُ مْ ُل أ ْ َ « :م ْن فَطََّر َ
احل ِد ِ ِِ ت حِ ِ ِ ِ نَ حفع ه ب ع َد م و ِ
يث اإلنح َس ان َوَمص ِريه َإَل تُ حربَت ه؛ َك َم ا قَ َال ِيف حَ ُ ُ َح َ ح
ِ ِ
آد َم انْ َقطَ َع َع َملُهُ َّإَّل م ْن ثَََلث» ؛ فَ َهذهِ ال ث ََّال ُ
)3 (
ُ ات ابْ ُن َ «:إذَا َم َ
ف َم ا يَحن َفعُ هُ بَ حع َد َم حوتِ ِه ِم حن ِه ي ِم ن أَعمالِ ِه الحباقِي ِة ب ع َد ِميتتِ ِه ِِِب َال ِ
َ ح ح َ َ َ َح َ
ك لَ حي َ ِم حن َس حعيِ ِه ِ ُّع ِاء َو َّ
الص َدقَِة َوالحعِحت ِق ؛ فَِإ َّن َذل َ ِِ
أ حَع َم ِال َغ حِريه م حن ال د َ
( )1رواه البخاري ،حديث رقم ( ،)2482ومسلم حديث رقم ( ، )126( ، )125واللفظ له.
( )2رواه الرتمذي يف كتاب الصيام ،باب (.)42
( )2رواه مسلم يف باب لوصية حديث رقم ( ،)18والرتمذي بلفظ« :إذا مات اإلنسان انقطع عمله
إال من ثالُ» ،إال من صدقة جارية ،أو علم ينتفع به أو ولد صاحل يدعو له.
األعمال بالنيات 4
ِ ِ ب ل ِم ن س ع ِي َغ ِريهِ و َش َف ِ ِ
اعتهَ ،وَك َم ا يَ حل َح ُق بِ الح ُم حؤم ِن َم حن يُ حدخلُ هُ اللَّ هُ َح ح َح ح َ َ
اْلَنَّةَ ِم حن ذُريَّتِ ِه.
ح
د الح َعحب ِد لِلَّ ِه ِيف نِيَّتِ ِه؛ فَِإنَّهُ - إخ َال ُ الص ال ِح ُه َو ح
وأَص ل الحعم ِل َّ ِ
َ ح ُ ََ
اْلَحل َق لِعِبَ َادتِ ِهَ ،وِه َي الر ُس َل َو َخلَ َق ح
ب َوأ حَر َس َل ُّ َّ
ُس حب َحانَهُ -إَّنَا أَنح َزَل الح ُكتُ َ
ك ِيف كِتَابِ ِه َعلَ ى أَلح ِس نَ ِة ُر ُس لِ ِه ِ ِ
الر ُس ِل ل َكافَّ ِة بَِريَّتِ ِه َك َم ا ذَ َك َر َذل َ َد حع َوةُ ُّ
ف يَ حس تَ ِحبُّو َن أَ حن يَ حفتَتِ ُح وا ََالِ َس ُه حم ض ِح َدَاللَتِ ِه ؛ َوَِلَ َذا َك ا َن َّ
الس لَ ُ بِأ حَو َ
ات»ِ .يف أ ََّوِل حاأل حَم ِر ال بِالني يَّ ِ يث «:إنَّ َما ْاألَ ْع َم ُ ك ِِب ِد ِ ِ
َوُكتُبَ ُه حم َو َغحي َر َذل َ َ
ض ل َج حي ِ ِ ِِ ِ
َوبِ َدايَتِ ِه؛ فَنَ حج ِري ِيف َذل َ
ك َعلَ ى محن َه اجه حم؛ إ حذ َك انُوا أَفح َ َ
ول مس تَعِينِني بِاَللَّ ِه علَ ى س لُ ِ
وِ َس بِ ِيل أ حَه ِل َ ُ اإل حس َالِم َوُم َقد َمتَ هُ ،فَنَ ُق ُ ُ ح َ حِ
ص ا ِري َ ،ع حن ُحمَ َّم د بح ِن ِ ِِ ِ ِِ
ِوَاليَت ه َوأَحبَّت ه َ :ع حن َحُي َي بح ِن َس عيد حاألَنح َ
اباْلَطَّ ِ يم التيمي َ ،ع حن َع حل َق َمةَ بح ِن َوقَّاد الليثي َ ،ع حن عُ َم َر بح ِن ح ِ
إبح َراه َ
صلَّى اللَّهُ َعلَحي ِه َو َسلَّ َم- -ر ِضي اللَّه عحنه -قَ َال َِ :سعت رس َ ِ
ول اللَّه َ - ح َُ َ َ ُ َُ
ات َ ,وإِنَّ َم ا لِ ُك يل ْام ِرئ َم ا نَ َوى ) 1 ( ال بِالني يَّ ِول « :إنَّ َم ا ْاألَ ْع َم ُ يَ ُق ُ
ت ِه ْج َرتُهُ إلَى اللَّ ِه َوََ ُُ ولِ ِه فَ ِه ْج َرتُهُ إلَ ى اللَّ ِه َوََ ُُ ولِ ِه َوَم ْن فَ َم ْن َكانَ ْ
ص ي ُ َها أ َْو ْام َرأَ يَََ َزَّو ُج َه ا فَ ِه ْج َرتُهُ إلَ ى َم ا ت ِه ْجرتُهُ إلَى ُدنْ يا ي ِ
َ ُ َكانَ ْ َ
اج َر إلَْي ِه».
َه َ
وليث ص ِحيح متَّ َف ٌق َعلَ ى ِص َّحتِ ِه ؛ تَلَ َّقحت ه حاأل َُّم ةُ بِالح َقب ِ ِ
ُ ُ ه ذا َح د ٌ َ ٌ ُ
الص ِح ِ ِ ِ َّص ِد ِيق َم َع أَنَّهُ ِم حن َغرائِ ِ
ي َع حن يح ؛ فَإنَّهُ َوإ حن َك ا َن قَ حد ُرِو َ ب َّ َ َوالت ح
( ) 1النياتَ :جع نية ،واملشهور يف الرواية تشديد الياء يف اْلمع ،وحكى فيه النووي التخفيف،
وقد ورد احلديث بلفظ اإلفراد أيضا ،ويف العمل أيضا ،وكما يف الصحيح ،و اختلف يف
حقيقة النية؛ فقيل :هي الطلب ،وقيل :هي اْلد يف الطلب.
9 األعمال بالنيات
ص لَّى اللَّ هُ َعلَحي ِه َو َس لَّ َمِ -م حن طُ ُرق ُمتَ َع د َدة َك َم ا ََجَ َع َه ا ابح ُن النَّ ِِب َ -
ص ُّح ِمحن َها يث مت َِّف ُقو َن علَى أَنَّه َال ي ِ َّاظ ،فَأَهل ح ِ ِ احلف ِ ِ
َ ُ َ احلَد ُ حُ منده َو َغحي ُرهُ م حن حُ
ِِ ِ َّإال ِمن طَ ِر ِيق عُمر بح ِن ح ِ
اْلَطَّاب َ -رض َي اللَّهُ َعحن هَُ -ه ذه الح َم حذ ُك َورةَِ ،وَِلح ََ ح
يَ حرِوهِ َعحن هُ َّإال َع حل َق َم ةُ بح ُن َوقَّاد الليث ي َ ،وَال َع حن َع حل َق َم ةَ َّإال ُحمَ َّم ٌد بح ُن
اضي الح َم ِدينَ ِة . ي قَ ِ صا ِر ُّ ِ
يم ؛ َوَال َع حن ُحمَ َّمد َّإال َحُي َي بح ُن َسعيد حاألَنح َ
ِ
إبح َراه َ
ال :إنَّهُ َرَواهُ َعحن هُ َحو ٌو َوَرَواهُ َع حن َحُيي بح ِن َسعِيد أَئِ َّمةُ حِ
اإل حس َالِم؛ يُ َق ُ َ
اِل ِمثح ُلَ :مال ك َ ،والثَّ حوري َ ،وابح ِن عيين ةَ ،و َمحَّاد ب ن زي د ،
ِ ِ ِمن ِم ائ ع ِ
ح َ َح َ
َمحَ ِر َ ،وَزائِ َد َةاب الثَّ َق ِف ي ؛ َوأَِِب َخالِد حاأل ح و َمحَّاد بن سلمة ،و َعحب ِد الحوَّه ِ
َ َ َ
ِ ِ ِ ِ َّ ِ
َ ،وَحُي َي بح ِن َس عيد الح َقط ان َ ،ويَزي َد بح ِن َه ُارو َن َ ،و َغحي ُر َه ُؤَالء َخ حل ٌق م حن
الش ِامَ ،و َغ حِريَه ا ِم حن ُش يُو ِ ِ ِ ِ
ص َرةِ َو َّ أ حَه ِل َم َّك ةَ َوالح َمدينَ ة َوالح ُكوفَ ة َوالحبَ ح
اق َوطَبَ َقتِ ِه حمَ ،وَحُي َي بح ِن َمعِني َو َعلِ ي بح ِن الح َم ِد ِيِن َمحَد َوإِ حس َح َ الشَّافِعِي َوأ ح
َوأَِِب عُبَ حيد .
يث ابح ِناحِ ،مثح ل :ح ِد ِ يث نَظَائِر ِم حن َغرائِ ِ احل ِد ِ ِ
ب الص َح ِ َ َ َ ُ َوَلَ َذا حَ
عمر ،عن النَِِّب -صلَّى اللَّه علَي ِه وس لَّم :أَنَّه «نَه ى ع ن ب ي ِع الْ وََّل ِ
ُ َ ح َ َ َ ُ َ َ ْ َْ َ َ ُ ََ َ ح
ِ ِ ِ
َوهََِه» أ ح
ِ ِ ِ
َخَر َجاهُ ؛ تَ َفَّرَد بِه َعحب ُد اللَّه بح ُن دينَار َع حن ابح ِن عُ َمَر َ .ومثح ُل )1 (
ص لَّى اللَّ هُ َعلَحي ِه َو َس لَّ َم َد َخ َل َم َّك ةَ َو َعلَ ى يث أَنَ :أ َّ ح ِد ِ
ِب َ َن النَِّ َّ َ
ِ ِ ِ ِ ِ
َستَا ِر الح َك حعبَة .فَ َق َال : إن ابح َن َخطَل ُمتَ َعل ٌق بِأ ح
) 2 (
يل َّ : َرأحسه الحم حغ َف ُر ،فَق َ
( )1أخرجه البخاري ،والعتق باب ( )11رقم ( )6756ج ،12د ،82فتح الباري.
( )2ما يلبسه الدراع فوق رأسه من الزرد وووه وهو من آالت احلرب ( ..خمتار الصحاح).
األعمال بالنيات 11
ي َع حن أَنَ َ ،وقِي َل :تَ َف َّرَد بِ ِه َخَر َج اهُ ،تَ َف َّرَد بِ ِه ُّ
الزحه ِر ُّ
()1
«اُقَُْ لُو ُ» .أ ح
اح ٌدَ ،وقَ حد يَ ُك و ُن يث الحغَ ِري ب :م ا تَ َف َّرد بِ ِه و ِ الزه ِري؛ فَ ح ِ َمالِ ٌ
ُ َ َ َ احلَد ُ ك َع حن ُّ ح
يحا ِم حن اإلس نَ ِاد ،وِمثح ل أَ حن ي ُك و َن محت نُ ه ِ ِ
صح ً َ ُ َ َ َ َ ب حِ ح ب الح َم حأ أ حَو َغ ِري َ َغ ِري َ
ُخَرى َغ ِريبَة. طَ ِريق معروفَة ورِو ِ
ي م حن طَ ِريق أ ح َ حُ َُ َ
ص ِحيحَ ،ك َم ا قَ َال ِ ب ما هو ِ ِ ِ
يحَ ،و َغالبُ َه ا َغحي ُر َ صح ٌ َوم حن الحغََرائ ِ َ ُ َ َ
ني َ .وَِلَ َذا يَ ُق ُ
ول ب؛ فَِإ َّن َع َّامتَ َه ا َع حن الح َك َّذابِ َ
ِِ ِ
َمحَد :اتَّ ُق وا َه ذه الحغََرائ َ أح
يب ِم حن َه َذا الح َو حج ِه .َحاديث :إنَّهُ َغ ِر ٌ
ض حاأل ِ ِ
ي ِيف بَ حع ِ َ الت حرِم ِذ ُّ
ص ِحيح َو َح َس ن َو َغ ِري ب والرتمذي أ ََّو ُل من قَ َّسم حاأل ِ
يث َإَل َ َحاد َ َح َ َ
ِ
َحد؛ ولَك حن َك انُوا يُ َقس ُمو َن ِ ضعِيف َوَِلح يُ حعَر ح
يم َع حن أ َ ف قَ حب لَهُ َه َذا التَّ حقس ُ َو َ
ض عِيف ث َإَل ص ِحيح و ِ حاأل ِ
ض عيف َك َم ا يُ َقس ُمو َن الر َج َال َإَل َ ََ َ َحادي َ َ
ِ
يف َال ُحُي تَ ُّه بِهَ ،وُه َو ِ ِ ِ ِ ِ
ضع ٌ يف عحن َد ُه حم نَ حو َع ان َ : الض ع ُ ض عيفَ ،و َّ َو َغ حِري َ
يف ُحُي تَ ُّه بِ ِهَ ،وُه َو ِِ
ض عِ ٌ اص ط َال ِح الت حرم ذيَ .والثَّ اِ َ :
الض عِيف ِيف ِ
ح َّ ُ
اص ِط َال ِح ي ِيف ح ف الح َم َر ِ ض حع َ َن َ اص ِط َال ِح الت حرِم ِذيَ ،ك َم ا أ َّ احلَ َس ُن ِيف ح ح
ِ ات ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ص َار صاحبِه م حن الثُّلُث؛ َك َم ا إ َذا َ الح ُف َق َهاء نَ حو َعان :نَ حوعٌ َحَي َع ُل تَبَ ُّر َع َ
احبِ ِه ِم حن َرأح ِس الح َم ِال؛ احب فَ را .ونَ وعٌ ي ُك و ُن تَب ُّرع ات ص ِ
ََ ُ َ ص َ َ َ ح َ
ِ
َ
وج ُد ِيف َك َالِم أ ح ِ ِ ِ ِ
َمحَد ص احبَهَُ .وَلَ َذا يُ َ ي الحيَس ِري الَّذي َال يَ حقطَ ُع َ َك الح َمَر ِ
يف ؛ َكح ِد ِ الض عِ ِ احل ِد ِ ِ ِ ِِ
يث َع حم رو َ يث َّ َو َغ حِريه م حن الح ُف َق َهاء أَن ُ
َّه حم َحُيتَ ُّج و َن ب حَ
ب ِن ش عيب وإِب ر ِاهيم ا حَلِج ِري و َغ ِريَِ ا ؛ فَِإ َّن َذلِ ِ
كك الَّذي َسَّاهُ أُولَِِ َ َ ح َ ح َ ح ُ َح َ ح َ
( )1رواه مسلم يف احله باب ( )48حديث رقم ( .)851قال العلماء :إَّنا قتله ألنه كان ارتد
عن اإلسالم ،وقتل مسلما كان ُيدمه ،وكان يهجو النِب ،ويسبه ،وكانت له قبيلتان
تغنيان ِبجاء النِب .
11 األعمال بالنيات
اس احلَ َس ِن ؛ بَ حل ُه َو ِِمَّا َحَي َعلُهُ َكثِريٌ ِم حن النَّ ِ
ضعِي ًفا ُه َو أ حَرفَ ُع ِم حن َكثِري ِم حن ح
َ
يحا ،والرتمذي قَ حد فَ َّسَر ُم َر َادهُ بِ ح ِ
ت طُُرقُهُ َوَِلح احلَ َس ِن أَنَّهُ َ :م ا تَ َع د َ
َّد ح صح ً َ
َّه ٌم َ ،وَِلح يَ ُك حن َشاذًّا . ِ
يَ ُك حن ف َيها ُمت َ
****
األعمال بالنيات 12
( )1رواه البخاري يف كتاب :االعتصام بالكتاب والسنة ،باب ،21ج ،2د ،217فتح
الباري ،ومسلم يف كتاب األقضية حديث رقم ،)14( ،)17( :د ،1282 :ج.2
( )2رواه البخاري يف كتاب اإلميان ،باب ( ،)29حديث ( )52فتح الباري .ورواه مسلم يف
املساقاة ،حديث رقم ،114 ،117 :قال ابن حجر :قوله« :مشتبهات» :أي شبهت
بغريها ما ِل يتبني به حكمها على التعيني.
( )2هو الفضيل بن مسعود التيمي أبو علي الزاهد املشهور ،أصله من خراسان ،وسكن مكة،
وهو ثقة عابد أمام ،تويف سنة )147( :هجريا ،وقيل :قبلها.
12 األعمال بالنيات
ِ
ص َوابًا َِلح ص ا َوَِلح يَ ُك حن َ َص َوبُهُ .قَ َال :فَِإ َّن الح َع َم َل إ َذا َك ا َن َخال ً صهُ َوأ ح َخلَ ُ
أح
ِ ِ
صاص ا َِلح يُ حقبَ حل َح َّّت يَ ُك و َن َخال ً ص َوابًا َوَِلح يَ ُك حن َخال ً يُ حقبَ حلَ ،وإِذَا َك ا َن َ
السن َِّةَ ،و َعلَىاب أَ حن يَ ُكو َن َعلَى ُّ الص َو ُص أَ حن يَ ُكو َن لِلَّ ِهَ ،و َّ صوابا ،و ح ِ
اْلَال ُ ََ ً َ
ِ ِ
اَل :فَ َم ْن َك ا َ يَ ْر ُج وا ل َق ا َ ََبي ه فَ لْيَ ْع َم ْل َع َم ًَل َه َذا َد َّل قَ حول ه -تَ َع َ
اد ِ َبي ِه أَح ًدا؛ فَالحعم ل َّ ِ ِ ِ
الص ال ُح ُه َو َم ا أ ََم َر اللَّهُ ََ ُ صال ًحا َوََّل يُ ْش ِر ْك بِعَ َ َ َ َ
بِ ِه ورس ولُه أَم ر إَي اب أَو أَم ر اس تِحباب ،وأَ حن َال ي حش ِرَِ الحعب ُد بِعِب ادةِ
َح َ َ ُ ََ ُ ُ ح َ َ ح ح َ ح ح َ َ
د الدي ِن لِلَّ ِه . إخ َال ُ َح ًدا َ ،وُه َو ح
ِ
َربه أ َ
ِ ِ
َُلَ َم َو ْج َههُ للَّ ِه َو ُه َو ُم ْح ِسن فَ لَ هُ اَل بَلَى َم ْن أ ْ ك قَ حوله تَ َع ََوَك َذل َ
أَجر ِع ْن َد َبيِه ...حاْليةَ .وقَولُه :ومن أَح ِ ِ
َُلَ َم َو ْج َههُ س ُن دينًا م َّم ْن أ ْ َ َ ح ُ ََ ْ ْ َ َ ْ ُُ
ِ
يم َحنِي ًفاَ وقَ حولُهُ َ :وَم ْن يُ ْسل ْم َو ْج َههُ
ِ ِ َّ ِ َِّ ِ
لله َو ُه َو ُم ْحسن َواتَّ َ َع ملةَ إبْ َراه َ
ِ ِ ِ َّ ِ
َ بِالْعُ ْرَو الْ ُوثْ َقى؛ فَِإ َّن ح
إس َال َم س َإلَ ى الل ه َو ُه َو ُم ْحس ن فَ َق د ا ََُْ ْم َ
إح َس ا ُن الح َع َم ِل
اإل حح َس ا ُن ُه َو ح د الح َع َم ِل لِلَّ ِهَ ،و حِ إخ َال َ ض َّم ُن ح
ِ ِِ
الح َو حجه للَّه يَتَ َ
َج َر َم ْن ِ
اَل :إنَّا ََّل نُض ُ
يع أ ْ لِلَّ ِه؛ َوُه َو فِ حع ُل َما أ ََمَر بِِه فِ ِيهَ ،ك َما قَ َال تَ َع َ
ض َّم ُن ِاال حس تِ َهانَةَ اإلس اء َة ِيف الحعم ِل َّ ِ ِ
الص ال ِح تَتَ َ ََ َح َس َن َع َم ًَل؛ فَ إ َّن حِ َ َ أْ
بِ حاأل حَم ِر بِ ِه َو ِاال حس تِ َهانَةَ بِ نَ حف ِ الح َع َم ِل َو ِاال حس تِ َهانَةَ ِِبَ ا َو َع َدهُ اللَّ هُ ِم حن
ِ ِ ِِ الثَّو ِ
َح َس َن الح َع َم َل لَهُ َك ا َن ِمَّ حن أ ح
َس لَ َم ص الح َعحب ُد دينَ هُ للَّه َوأ ح َخلَ َ اب؛ فَِإ َذا أ ح َ
ِ ِ ِ َّ ِ ِ ِ ِ
َج ُرُه حم عحن َد َرِب حم َوَال ين ََلُ حم أ ح َو حج َه هُ للَّ ه َوُه َو ُححمس ٌن ،فَ َك ا َن م حن ال ذ َ
ف َعلَحي ِه حم َوَال ُه حم َحُيَزنُو َن. َخ حو ٌ
****
األعمال بالنيات 18
صل فَ ْ
ظ " الني يَّ ِة " فِي َك ََلِم ال َْعر ِ
ب في لَ ْف ُ
َ
اإلرادةِ ب ِمن ِجحن ِ لَحف ِظ الح َق ِ ِ ِ ِ
صد َو حِ َ َ ح ظ الن يَّة ِيف َك َالم الح َعَر ح لَحف ُ
َي :أ ََر َادِ اهلل ِِبَحري. ِ ِ
ب :نَ َواِ اللَّهُ ِبَحري ،أ ح ول الح َعَر ُ ك؛ تَ ُق ُ َوَحو ِو ذَل َ
َويَ ُقولُو َن :نَ َوى َمحن ِويَّهَُ ،وُه َو الح َم َكا ُن الَّ ِذي يَحن ِو ِيه ،يُ َس ُّمونَهُ «نَ َوى»،
ضِِ .بَحع َىن َم حقبُويَ ،والن يَّةُ يُ َعبَّ ُر ِِبَا َع حن نَ حوع ِم حن َك َما يَ ُقولُو َن :قَ حب َ
َإر َادةَ ،ويُ َعبَّ ُر ِِبَا َع حن نَ حف ِ الح ُمَر ِاد؛ َك َق حوِل الح َعَرب َ :ه ِذهِ نِيَِّ ؛ يَ حع ِِن :
ِ ِِ
يدةٌ. ت إتح يَانَ َهاَ .ويَ ُقولُو َن :نِيَّتُهُ قَ ِريبَةٌ .أ حَو بَعِ ََهذه الحبُ حق َعةُ ه َي الَِّ نَ َويح ُ
ول :إن ََّها َّاس َم حن يَ ُق ُ ص َد َها ،لَ ِك حن ِم َن الن ِ َي :الحبُ حق َعةُ الَِّ نَ َوى قَ ح أح
ان تَتَ َعلَّ ُق بِ َع َملِ ِه َو َع َم ِل َغ حِريهِ،
اإلنحس ِِ َخ ُّ ِ ِ ِ ِ
ص م حن حاإل َر َادة ؛ فَإ َّن َإر َادةَ ح َ أَ
ول :أ ََرحدت ِم حن فَُالن َك َذاَ .وَال َوالن يَّةُ َال تَ ُكو ُن َّإال لِ َع َملِ ِه؛ فَِإنَّك تَ ُق ُ
ول :نَ َويحت ِم حن فَُالن َك َذا. تَ ُق ُ
****
15 األعمال بالنيات
صل
فَ ْ
النيات :هل هي أضماَ أو تخصيص
صلَّى اللَّهُ َعلَحي ِه َو َسلَّ َم« :إنَّ َما ْاألَ ْع َم ُ ِِ
ال َّاس ِيف قَ حوله َ ع الن ُ َوقَ حد تَنَ َاز َ
ِ
وم ِه
اه ِرهِ وعم ِ
يص ؟ أ حَو ُه َو َعلَى ظَ َ ُ ُ
ِ
إض َم ٌار أ حَو ََتحص ٌ ات»َ :ه حل فِ ِيه ح بِالني يَّ ِ
َن الحمراد بِالن يَّ ِ ِ ِ ِ
ات ين َإَل حاأل ََّوِل؛ قَالُوا :أل َّ ُ َ َ ؟ فَ َذ َهبَت طَائ َفةٌ م حن الح ُمتَأَخ ِر َ
ال ُكلُّ َها َال تُ حشتَ َر ُ ِ َّ ِ
ط بَ ،و حاأل حَع َم ُ ب أ حَو تُ حستَ َح ُّ ال الش حَّرعيَّةُ ال ِ ََت ُ حاأل حَع َم ُ
وق الح َو ِاجبَ ِة ِم حن الغصوب احل ُق ِ
ضاءَ حُ ات؛ فَِإ َّن قَ َ
ِ ِ ِِ
ِيف ص َّحت َها َهذه الن يَّ ُ
ِ ِ ون تَرب ُ ِ ِ ِ
ك ئ ذ َّمةُ الدَّاف ِع َوإِ حن َِلح يَ ُك حن لَهُ ِيف ذَل َ َوالح َع َوا ِري َوالح َوَدائ ِع َوالدُّيُ ح
نِيَّةٌ َش حر ِعيَّةٌ ،بَ حل تَ حربأُ ِذ َّمتُهُ ِمحن َها ِم حن َغ حِري فِ حعل ِمحنهُ؛ َك َما لَ حو تَ َسلَّ َم
الحمست ِح ُّق ع ِ
وبص َ ع أ حَو الح َم حغ ُ ود َ
ب الح ُم َ يح الث حَّو َت الر ُ ني َمال ِه ،أ حَو أَطَ َار ح ُ حَ َحَ
ِ فَأَوقَعحته ِيف ي ِد ص ِ
ك. احبِ ِهَ ،وَحو ِو ذَل َ ح َُ َ َ
اب حاأل حَع َم ِال الح ُمتَ َرت بَ ِة ِ ِ
ض َه ُؤَالء :تَ حقد ُيرهَُّ :إَّنَا ثَ َو ُ ُُثَّ قَ َال بَ حع ُ
ض ُه حم :تَ حق ِد ُيرهُ َّإَّنَا ِ ِ
َعلَحي َها بِالن يَّات ،أ حَوَّ :إَّنَا تُ حقبَ ُل بِالن يَّاتَ ،وقَ َال بَ حع ُ
ِ
ك. ال الش حَّر ِعيَّةُ ،أ حَو َّإَّنَا ِص َّحتُ َها ،أ حَو َّإَّنَا إ حجَز ُاؤَهاَ ،وَحو ُو َذل َ حاأل حَع َم ُ
وم ِه؛ فَِإنَّهُ َِلح يُِرحد
اه ِرهِ وعم ِ ِ اْلمهور :بل ح ِ
يث َعلَى ظَ َ ُ ُ احلَد ُ َوقَ َال حُ ح ُ ُ َ ح
ودةَ ات فِ ِيه حاألَعم َال َّ ِ بِالن يَّ ِ
الصاحلَةَ َو حح َد َها ،بَ حل أ ََر َاد الن يَّةَ الح َم حح ُم َ حَ
ومَ ،وَِلََذا قَ َال ِيف ََتَ ِام ِه « :فَ َم ْن ود َوالح َم حذ ُم َومةََ ،والح َع َم َل الح َم حح ُم َ
َوالح َم حذ ُم َ
ِِ ِ َكانَ ْ ِ
ت ه ْج َرتُهُ إلَى اللَّه َوََ ُُوله»...إ َلح ،فَ َذ َكَر الن يَّةَ الح َم حح ُم َ
ود َة
ومةَ َوِه َي ا حَلِ حجَرةُ َإَل حامَرأَة ِِ ِ ِِ
با حَل حجَرةِ َإَل اللَّه َوَر ُسوله فَ َق حطَ ،والن يَّةَ الح َم حذ ُم َ
الإَجَال فَ َق َال « :إنَّ َما ْاألَ ْع َم ُ ص ًيال بَ حع َد ح أَو مال ،وه َذا ذَ َكره تَ حف ِ
َُ ح َ ََ
األعمال بالنيات 16
ك بَِق حولِِه « :فَ َم ْن ِ ِ ِ ِ
ص َل َذل َ بالني يَّات َوإِنَّ َما ل ُك يل ْام ِرئ َما نَ َوى» ُُ ،ثَّ فَ َ
ت ِه ْج َرتُهُ»...إ َلح. َكانَ ْ
احل ِد ِ
اجَرَن َر ُج ًال َكا َن قَ حد َه َ يث :أ َّ ب َه َذا حَ َن َسبَ َ ي أ ََّوقَ حد ُرِو َ
ِ ِ ِِ ِ
ت َج ِل حامَرأَة َكا َن ُُيبُّ َها تُ حد َعى أ َُّم قَ حي ،فَ َكانَ ح م حن َم َّكةَ َإَل الح َمدينَة أل ح
اجَر أُم قَ حي ،فَلِ َه َذا ذَ َكَر فِ ِيه« :أ َْو ِهجرتُه ِألَجلِها ،فَ َكا َن يس َّمى مه ِ
ُ َ َُ حَ ُ ح َ
ض ِاء ِ ِ
ص الح َم حرأََة بِالذ حك ِر القحت َ ْام َرأَ يَََ َزَّو ُج َهاَ -وِيف ِرَوايَة -يَ ْن ِك ُح َها»؛ فَ َخ َّ
ك َ .واَللَّهُ أ حَعلَ ُم . احل ِد ِ ِ ِ َسبَ ِ
يث ل َذل َ ب حَ
ظ الحع ُّام َال ََيوز إخر ِ ِ ِ
اجهُ محنهُ ُ ُ حَ ُ السبب الَّذي َخَر َج َعلَحيه اللَّ حف ُ َ َو َّ
اه ِر ِه َي َ :س َفٌر ِم حن َم َكان َإَل َم َكان، َّاس ،وا حَلِجرةُ ِيف الظَّ ِ
بات َفاق الن ِ َ ح َ
ِ ِ
احبِ ِه؛ فَ َق حدف نِيَِّة ص ِ الس َفر ِجحن َححتته أَنحواع خمُحتلِ َفةٌ ََتحتلِف بِاختِ َال ِ
َ َ ُ ح ٌ َُ َ ٌ َ َو َّ ُ
يَ ُكو ُن َس َفًرا َو ِاجبًا َك َحه أ حَو ِج َهاد ُمتَ َع َّنيَ ،وقَ حد يَ ُكو ُن ُحمََّرًما َك َس َف ِر
نيَ ،والح َعحب ِد حاْلبِ ِق، ِِ
اعة الح ُم حسلم َ
اغي علَى ََج ِ
َ ََ
الحع ِادي لَِقطح ِع الطَِّر ِيق ،والحب ِ
ََ َ
ِ ِ
َوالح َم حرأَة النَّاش ِز .
اصي ِيف اصي بِس َف ِرهِ والحع ِ وَِل َذا تَ َكلَّم الح ُف َقهاء ِيف الح َفرِق ب ني الحع ِ
َ َ َ ح َح َ َ َ َُ ََ
احله والحعمرِة و حِ ِ
اْل َهاد َج َاز لَهُ احا َك حَ َ ُ ح َ َ َس َف ِرهِ ،فَ َقالُوا :إ َذا َسافَ َر َس َفًرا ُمبَ ً
ِ ِ ِ ِِ ِ ِِ
الس َف ِر ،
ك َّ صى ِيف َذل َ ص ُر َوالحفطحُر بِات َفاق حاألَئ َّمة حاأل حَربَ َعةَ ،وإِ حن َع َ فيه الح َق ح
ِ وأ ََّما إ َذا َكا َن ع ِ
وز لَهُ ك ،فَ َه حل ََيُ ُ اصيًا بِ َس َف ِرهِ؛ َك َقطح ِع الطَِّر ِيق َو َغ حِري َذل َ َ َ
ِ ِ ِ
صر ؟ فيه نَزاعٌ : ِ ِ ِ ِ ِ
ص ب ُر َخ ِ
الس َفر َكالحفطحر َوالح َق ح ص َّ الت ََّر ُّخ ُ
ص ُروز لَهُ الح َق ح َمحَد :أَنَّهُ َال ََيُ ُ ب َمالِك َوالشَّافِعِي َوأ ح فَ َم حذ َه ُ
ِ ِ ِ
صلَّى اللَّهُ كَ ،وإِ َذا َكا َن النِ ُّ
َِّب َ وز لَهُ َذل َ ب أَِِب َحني َفةَََ :يُ ُ َوالحفطحُرَ ،وَم حذ َه ُ
ودهُ ِذ حك ُر صَ َن َم حق ُ الس َفَر عُلِ َم أ َّ
الس َفَرَ ،وَه َذا َّ َعلَحي ِه َو َسلَّ َم قَ حد ذَ َكَر َه َذا َّ
17 األعمال بالنيات
ِجحن ِ حاأل حَع َم ِال ُمطحلَ ًقاَ ،ال نَ حف ُ الح َع َم ِل الَّ ِذي ُه َو قُ حربَةٌ بِنَ حف ِس ِه-
ِ ِ ِ الص َالةِ والصي ِام -وم حقص ِ ِ
َن قَ حولَهُ ودهُ ذ حك ُر جحن ِ الن يَّةَ ،وحينَِذ يَتَبَ َّ ُ
ني أ َّ َك َّ َ َ َ َ ُ ُ
صهُ اللَّهُ تَ َع َاَل بِِه ِم حن َج َو ِام ِع الح َكلِ ِم،ات» ِِمَّا َخ َّال بِالني يَّ ِ
« :إنَّ َما ْاألَ ْع َم ُ
يث ِم حن أ ح
ََجَ ِع َكما قَ َال « :ب ِعْت بِجو ِام ِع الْ َكلِ ِم»( ،)1وه َذا ح ِ
احلَد ُ ََ ََ ُ َ
ِ ِ
ث ِبَا؛ فَِإ َّن ُك َّل َع َمل يَ حع َملُهُ َعام ٌل م حن َخ حري َو َشٍّر ِ ِ ِ ِ
اْلََوام ِع الَِّ بُع َالح َكل ِم ح
ِ ِِ ُهو ِِبَس ِ
كودا َح َسنًا َكا َن لَهُ َذل َ صً ص َد بِ َع َمله َم حق ُ ب َما نَ َواهُ؛ فَِإ حن قَ َ َ َ
ِ
ودا َسيًِا َكا َن لَهُ َما نَ َواهُ. صً ص َد بِه َم حق ُ
احلَ َس ُنَ ،وإِ حن قَ َ
ود ح صُ الح َم حق ُ
****
( ) 1رواه البخاري يف كتاب االعتصام بالكتاب والسنة .انظر فتح الباري ج ،2د ،287
حديث رقم .7272
األعمال بالنيات 14
صل
فَ ْ
في إنما األعمال بحسب ما نوا العامل
ي، ص َد ِرَ ،ويَُر ُاد ِِبَا الح َمحن ِو ُّ ِ ِ
ظ الن يَّة يَُر ُاد ِبَا الن حَّوعُ م حن الح َم ح
ولَحف ُ ِ
َ
ب ،فَيَ ُكو ُن الح ُمَر ُاد :إََّّنَا استِ حعما َُلَا ِيف َه َذا لَعلَّهُ أَ حغلَب ِيف َك َالِم الحعر ِ
ََ ُ َ َو ح َ
ب َمحن ِوي ِهَ ،وَِلََذا قَ َال ِيف َي ِِ :بَس ِ
َ
ِ
ب َما نَ َواهُ الح َعام ُل ،أ ح ال ِِبَس ِ
حاأل حَع َم ُ َ
ت ِه ْج َرتُهُ إلَى اللَّ ِه َوََ ُُولِ ِه ,فَ ِه ْج َرتُهُ إلَى اللَّ ِه ََتَ ِام ِه« :فَ َم ْن َكانَ ْ
ِ
يدهُ بِ َع َملِ ِه َوُه َو الحغَايَةُ الح َمطحلُوبَةُ لَهُ؛ َوََ ُُول ِه» فَ َذ َكَر َما يَحن ِو ِيه الح َع ِام ُل َويُِر ُ
صلَّى اللَّهُ َعلَحي ِه ِ ِ فَِإ َّن ُك َّل متحرِ بِ حِ ِ
اإل َر َادة َال بُ َّد لَهُ م حن ُمَرادَ ،وَلََذا قَ َالَ - َُ َ
َُ َما إلَى اللَّ ِه َع ْ ُد اللَّ ِه َو َع ْ ُد َّ ِ
الر ْح َم ِن َوأَقْ َ ُح َها ب ْاأل ْ َح م َو َسلَّ َم« :أ َ
آد ِم ٍّيَ :حا ِر ٌ َص َدقُ َها َحا َِث َو َه َّمام» ؛ فَِإ َّن ُك َّل َ
()1
ُ َح ْرب َوُم َّرُ َوأ ْ
يد .قَ َال بَ ،وا حَلََّم ُام :الَّ ِذي يَ ُه ُّم َويُِر ُ ِ ِ
ُُ :ه َو الح َعام ُل الح َكاس ُ احلَا ِر ُ
َوَََّ ٌامَ ،و ح
ث ْاْل ِخ َرِ نَ ِز ْد لَهُ فِي َح ْرثِِه َوَم ْن َكا َ يُ ِري ُد اَلَ :م ْن َكا َ يُ ِري ُد َح ْر َ تَ َع َ
صيب ؛ فَ َق حولُهُ: ث ال مدنْ يا نُ ْؤتِِه ِم ْن َها وما لَهُ فِي ْاْل ِخرِ ِمن نَ ِ َح ْر َ
َ ْ ََ َ
ي َم َق َاماتِِه احلَ ِري ِر ُّ
ض َع ح ِ
َيَ :ك حسبَ َها َو َع َملَ َهاَ ،وَلََذا َو َ ُ الدُّنحيَا» أ ح « َح حر َ
َحد. ص حد ِق َه َذا الحو ح ِ ُ ب ِن َََّام؛ لِ ِ احلا ِر ِ علَى لِ
صف َعلَى ُكل أ َ َ ح َح ان س
َ َ
****
( )1رواه أمحد ج ،8د ،285وأبو داود ،كتابه األدب ،حديث رقم،8989 :ج ،5د
.226
19 األعمال بالنيات
صل
فَ ْ
في كَلم العلما في لفظ النية
يدو َن ني :فَتَ َارةً يُِر ُ ظ الن يَّ ِة َحَي ِري ِيف َك َالِم الحعُلَم ِاء َعلَى نَ حو َع ح ِ َولَحف ُ
َ
يدو َن ِِبَا َتَحيِ َيز ِِبَا َتَحيِ َيز َع َمل ِم حن َع َمل َو ِعبَ َادة ِم حن ِعبَ َادةَ ،وتَ َارةً يُِر ُ
َم حعبُود َع حن َم حعبُود َوَم حع ُمول لَهُ َع حن َم حع ُمول لَهُ:
اُ ط ِيف طَهارةِ حاألَح َد ِ
ََ ح فَ حاأل ََّو ُلَ :ك َال ُم ُه حم ِيف الن يَّ ِةَ :ه حل ِه َي َش حر ٌ
يت ِيف الصيَ ِام ؟ َوإِ َذا نَ َوى بِطَ َه َارتِِه َما ني والتَّبيِ ِ
ط نيَّةُ الت حَّعيِ ِ َ ح
؟ وهل تُ حشتَ ر ُ ِ
ََ ح َ
الص َالةِ ِمن نِيَّةِ ب ؟ أ حَو أَنَّهُ َال بُ َّد ِيف َّ ِ ِ
ب ََلَا َهل ُحَت ِزيه َع حن الحواج ِ يُ حستَ َح ُّ
ح َ ح
ِ الت حَّعيِ ِ
ك. ني ؟ َوَحو ِو َذل َ
ني أ حَه ِل الريَ ِاء ِِ
د الح َع َم ِل للَّه َوبَ ح َ إخ َال ِني ح َوالثَّاِ َ :كالت حَّميِي ِز بَ ح َ
الر ُج ِل يُ َقاتِ ُل صلَّى اللَّهُ َعلَحي ِه َو َسلَّ َمَ -ع حن َّ َِّبَ -
و ُّ ِ
الس حم َعة َك َما َسأَلُوا النِ َّ َ
ك ِيف َسبِ ِيل اللَّ ِه ؟ فَ َق َال َ « :م ْن قَاتَ َل ِ محيَّةً َوِريَاءً؛ فَأ َُّشجاعةً و َِ
َي ذَل َ َ َ َ
يثاحلَد ُ
ِ َّ ِ ()1
يل الله» َ ،وَه َذا ح لََِ ُكو َ َكلِ َمةُ اللَّ ِه ِه َي الْعُلْيَا فَ ُه َو فِي َُِ ِ
يد اللَّهَ بِ َع َملِ ِه ني َم حن يُِر ُ ِِ ِِ ِ
يَ حد ُخ ُل فيه َسائ ُر حاأل حَع َم ِالَ ،وَهذه الن يَّةُ َُتَي ُز بَ ح َ
ني َم حن يُِر ُ ِ
اها َوَم حد ًحا َوثَنَاءً يد الدُّنحيَا َ :م ًاال َو َج ً َّار حاْلخَرةََ ،وبَ ح َ َوالد َ
ص ِد َوإِ حن َكا َن ِِ ِ
يث َد َّل َعلَى َهذه الن يَّة بِالح َق ح
وتَع ِظيما و َغي ر ذَلِك ،و ح ِ
احلَد ُ َ ح ً َ حَ َ َ
( )1رواه البخاري يف كتاب العلم ،انظر فتح الباري ،حديث ،122ج ،1ورواه مسلم يف
اإلمارة باب ،82رقم ،151 ،151ج ، 2د ،1512ولفظه« :عن أِب موسى قال:
سِل رسول اهلل عن الرجل يقاتل بشجاعة ،ويقاتل محية ،ويقاتل رياء ،أي ذلك يف
سبيل اهلل؟ فقال رسول اهلل َ « :م ْن قَاتَ َل لََِ ُكو َ َكلِ َمةُ اللَّ ِه ِه َي ال ُْعلْيَا فَ ُه َو فِي َُ ِ ِ
يل اللَّ ِه
».
األعمال بالنيات 21
****
21 األعمال بالنيات
صل
فَ ْ
في الع اد الَي َّل تصلح إَّل بالنية
ود َة لِنَ حف ِس َها- صَ
وقَ حد اتَّ َفق الحعلَماء علَى أ َّ ِ
َن الحعبَ َادةَ الح َم حق ُ َ َُُ َ َ
ص ُّح َّإال بِنِيَّ ِةَ ،وتَنَ َازعُوا ِيف الطَّ َه َارةِِ ،مثح َل احلهَ -ال تَ ِ ِ َك َّ ِ
الص َالة َوالصيَام َو حَ
كاها َويَ حغتَ ِس ُل لِلنَّظَافَِة ،فَ َق َال َمالِ ٌ ِ
َم حن يَ ُكو ُن َعلَحيه َجنَابَةٌ فَيَ حن َس َ
اُ ُكل َهاَ ،وقَ َال أَبُو ط لِطَهارةِ احألَح َد ِ َوالشَّافِعِ ُّي َوأ ح
ح َمحَد :الن يَّةُ َش حر ٌ َ َ
ف التَّيَ ُّم ِمَ ،وقَ َال ُزفَ ُرَ :ال ط ِيف الطَّهارةِ بِالحم ِاء ِِِب َال ِ َحنِي َفةَ َ :ال تُ حشتَ َر ُ
ََ َ
ابَصح ِ ط َال ِيف ه َذا وَال ِيف ه َذا ،وقَ َال ب عض الحمتَأَخ ِر ِ
ين م حن أ ح َ َ َ َح ُ ُ َ َ َ تُ حشتَ َر ُ
اس ِةَ ،وَه َذا الح َق حو ُل َشاذ؛ فَِإ َّن َإزالَةَ َمحد :تُ حشتَ ر ُ ِ ِ الشَّافِعِ
َّج َط ِإل َزالَة الن َ َ َ ح أ
و َ ي
ط فِ َيها َع َم ُل الح َعحبد ،بَ حل تَ ُز ُ
ول بِالح َمطَ ِر النَّا ِزِل َوالن حَّهرِ ِ اس ِة َال يُ حشتَ َر ُ َّج َالن َ
ِ
ط ََلَا الن يَّةُ. ف تُ حشتَ َر ُ
ك ،فَ َكحي َ اْلَا ِري َوَحو ِو ذَل َ ح
اباب الرتوِ َال ِمن ب ِ ضا فَِإ َّن َإزالَةَ النَّجاس ِة ِمن ب ِ َوأَيح ً
ح َ َ َ ح َ
ِ حاألَعم ِال ،وَِل َذا لَو َِل َُيحطُر بَِق حلبِ ِه ِيف َّ ِ
اسةَ َّج َ
ب الن َ الص َالة أَنَّهُ ُحتَن ٌ حَ َ َ ح ح ح
َمحَد ِيف الح َم حش ُهوِر ك َوأ ح ص َالتُهُ إ َذا َكا َن ُحتَنِبًا ََلَاَ ،وَِلََذا قَ َال َمالِ ٌ ت َ ص َّح ح َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
اسةٌ َِلح يَ حعلَ حم ِبَا َّإال صلَّى َو َعلَحيه ََنَ َ َحد قَ حولَحيه :لَحو َ َعحنهُ َوالشَّافع ُّي ِيف أ َ
اب الرتوَِ .وقَ حد ذَ َكَر اللَّهُ َع حن الص َالةِ َِل يعِ حد ؛ ِألَنَّهُ ِمن ب ِ بَ حع َد َّ
ح َ ح ُ
ت َع حن ِ ِ ِِ
ني قَ حوََلُ حم ََ :بَّنَا ََّل تُ َؤاخ ْذنَا إ ْ نَسينَا أ َْو أَ ْخطَأْنَا َ ،وثَبَ َ الح ُم حؤمن َ
َن اللَّهَ تَ َع َاَل قَ َال« :قَ ْد فَ َعلْت»؛ صلَّى اللَّهُ َعلَحي ِه َو َسلَّ َم -أ َّ النَِِّبَ -
اسيا أَو خمُح ِطِا فَ َال حإُث علَي ِهِِِ ،ب َال ِ ِ
ف َم حن تَ َرَِ َما َ َح فَ َم حن فَ َع َل َما ُُن َي َعحنهُ نَ ِ ً ح ً
ضائِ َها . ِ
الص َال َة -فَ َال بُ َّد م حن قَ َ أ ُِمَر بِِهَ -ك َم حن تَ َرَِ َّ
األعمال بالنيات 22
ني َم حن الص َالةِ َوالصيَ ِام َو حِ
اإل ححَرِام بَ ح َ َوَِلََذا فَ َّر َق أَ حكثَ ُر الحعُلَ َم ِاء ِيف َّ
اسيًا؛ َك َم حن تَ َكلَّ َم ِيف اسيا ،وب ني من تَرَِ الحو ِاجب نَ ِ ِ
فَ َع َل الح َم ححظُ َور نَ ً َ َ ح َ َ ح َ َ َ
اسيًا اسيا ،ومن تَطَيَّب أَو لَبِ نَ ِ الص َالةِ نَا ِسيا ،ومن أَ َكل ِيف الصي ِام نَ ِ َّ
َ ح َ ح َ َ ً َ ً ََ ح َ
اُ َحُيتَ ُّجو َن ِِبَ َذا وجبو َن الن يَّةَ ِيف طَهارةِ حاإلح َد ِ ِ ِيف حِ ِ َّ ِ
ََ ح ين يُ ُ اإل ححَرامَ ،واَلذ َ
َن الطَّ َه َارَة َغحي َر الح َمحن ِويَِّةيث َعلَى أَِِب َحنِي َفةََ ،وأَبُو َحنِي َفةَ يُ َسل ُم أ َّ احل ِد ِ
حَ
لَيست ِعباد ًة ،وَال ثَواب فِيها؛ وإََِّّنَا الن زاع ِيف ِص َّح ِة َّ ِ ِ
الص َالة ِبَا؛ فَ َق حولُهُ َُ حَ ح ََ َ َ َ َ َ
ال بِالني يَّات» َال يَ ُد ُّل َعلَى َحمَلِ صلَّى اللَّهُ َعلَحي ِه َو َسلَّ َم« :إنَّ َما ْاألَ ْع َم ُ َ
َن الطَّ َه َارَة َال تَ ُكو ُن َّإال ِ
ُخَرىَ ،وُه َو أ َّ ت إلَحيه ُم َقد َمةٌ أ ح ض َّم حالن َز ِاعَّ ،إال إ َذا ُ
ِ ِِ ِ ِعباد ًة ،والحعِبادةُ َال تَ ِ
ت َِلح َححتتَ حه ص ُّح َّإال بِنيَّةَ ،وَهذه الح ُم َقد َمةُ إ َذا َسل َم ح ََ َ ََ
َّاس ُمتَّف ُقو َن َعلَى أَ َّن َما َال يَ ُكو ُن َّإال ِ ِ ِ ِ ِ ِ
َإَل اال حست حدَالل ِبَ َذا؛ فَإ َّن الن َ
ف َما يَ َق ُع ِعبَ َاد ًة َو َغحي َر ِعبَ َادةَ ،كأ ََد ِاء ص ُّح َّإال بِنِيَّةِِِ ،ب َال ِ ِعباد ًة َال ي ِ
ََ َ
ِ ِ
ضاء الدُّيُون َ ،وحينَِذ فَالح َم حسأَلَةُ َم َد ُارَها َعلَى أ َّ ِ ِ ِ
ضوءَ َن الح ُو ُ حاأل ََمانَات َوقَ َ
ود الح َوا ِرَدةِ ِيف ُّص ِ ور َحُيتَ ُّجو َن بِالن ُ َه حل يَ َق ُع على َغ حِري ِعبَ َادة ؟ َو ح
اْلُ حم ُه ُ
ت َخطَايا مع الْما ِ ضأَ ال َْع ْ ُد ال ُْم ْسلِ ُم َخ َر َج ْ ثَ َوابِِهَ ،ك َق حولِِه « :إ َذا تَ َو َّ
َُ ََ َ
اب؛ َّو الث ك فَي ُقولُو َن :فَِف ِ
يه آخ ِر قَطْ ِر الْما ِ » ( ،)1وأَمث ِال َذلِ أَو مع ِ
َ ُ َ َ َ حَ َ ْ ََ
ِ ِ ِ
ضوءُ َال يَ ُكو ُن اب َال يَ ُكو ُن َّإال َم َع الن يَّة؛ فَالح ُو ُ ودَ ،والث ََّو ُ ُّص ِلعُ ُموم الن ُ
الص َالةِ؛ فَ َال ط ِم حن َشَرائِ ِط َّ ول :الطَّ َه َارةُ َش حر ٌ َّإال بِنِيَّ ِة َ .وأَبُو َحنِي َفةَ يَ ُق ُ
اس
ك يَ ُقولُو َن :اللبَ ُ اس ِةَ ،وأُولَِِ َ َّج َ
ط ََلا الن يَّةُ َكاللب ِ ِ ِ
اس َوإ َزالَة الن َ َ تُ حشتَ َر ُ َ
اإلنحس ِ
ان ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
َو حاإل َزالَةُ يَ َق َعان عبَ َاد ًة َو َغحي َر عبَ َادةَ ،وَلََذا َِلح يَرحد نَص بثَ َواب ح َ
( )1رواه مسلم يف كتاب الطهارة ،حديث رقم ،288 :ج ،1د ،215بزيادة «فإذا غسل
ش َْها َجَل ».
َجليه خرجت كل خطيئة َم َ
22 األعمال بالنيات
اب َعلَى ِجحن ِ ت النُّصود بِالثَّو ِ
اس َو حاإل َزالَةَ ،وقَ حد َوَرَد ح ُ ُ َ
علَى ِجحن ِ اللب ِ ِ ِ
َ َ
ِ
ضوء . الح ُو ُ
اب علَى الحوض ِ َوأَبُو َحنِي َفةَ يَ ُق ُ
وء ت بِالث ََّو ِ َ ُ ُ ود َوَرَد ح ُّص ُ ول :الن ُ
ِ ِِ ِ
اْلَ ِاِل َع حن ضوءُ ح ضؤو َن بِالن يَّةَ ،والح ُو ُ ني َّإَّنَا يَتَ َو َّالح ُم حعتَادَ ،و َع َّامةُ الح ُم حسلم َ
ِ ِ ِ َّ ِ ِ ِ ِ
ور
اْلُ حم ُه ُكَ ،و ح يم َغ حِريه َوَحو َو َذل َ الن يَّة نَادٌر َال يَ َق ُع إال لمثح ِل َم حن أ ََر َاد تَ حعل َ
ضوءُ الش حَّر ِع ُّي ِ ِ
ضوءُ الَّذي حاعتَ َادهُ الح ُم حسل ُمو َن ُه َو الح ُو ُ يَ ُقولُو َن َ :ه َذا الح ُو ُ
ِ ص ُّح بِِه َّ الَّ ِذي تَ ِ
ود الشَّا ِرِع؛ ص ِ الص َالةَُ ،وَما س َوى َه َذا َال يَ حد ُخ ُل ِيف نُ ُ
ث َح َد َ َك َقولِِه صلَّى اللَّه علَي ِه وسلَّمََّ « :ل تُ ْق ل ص ََل ُ أ ِ
َحد ُك ْم إذَا أ ْ َ َُ َ (ُ َ )1ح َ َ َ ح َ
ضوءَ الح َمأح ُم َور بِِه، ني َال يَ حع ِرفُو َن الح ُو ُ ضأَ» ؛ فَِإ َّن الح ُم َخاطَبِ َ َحََّى يَََ َو َّ
ث َعلَحي ِهَ ،و َغحي ُر َه َذا َال يَ حع ِرفُونَهُ؛ فَ َال ضوءَ الَّ ِذي أَثح َىن َعلَحي ِه َو َح َّ َّإال الح ُو ُ
ص ُد حإد َخالَهُ ِيف عُ ُم ِوم َك َال ِم ِه َوَال يَتَ نَ َاولُهُ الن ُّ
َّص. ي حق ِ
َ
****
( )1رواه البخاري ،كتاب الوضوء ،باب ،2ج ،1د ،242فتح الباري ،ومسلم كتاب
الطهارة باب ،2رقم ،225ج ،1د ،218واللفظ له.
األعمال بالنيات 28
صل
فَ ْ
في النية هي إخَلص الدين هلل
َّاس ِيف ن ال م د الدي ِن لِلَّ ِه فَ َق حد تَ َكلَّ ُ ال
َ إخ
ح ي هوأ ََّما الن يَّةُ الَِّ ِ
َ
َ ُ َ
ِ ِ ِ ِ
ص ُه َو الَّذي َال يُبَ ِاِل دَ ،ك َق حول بَ حعض ِه حم :الح ُم حخل ُ اإل حخ َال ِ َحد َها َو َحد حِ
ص َال ِح قَ حلبِ ِه َم َع اللَّ ِه َعَّز َج ِل َ
وب الن ِ ِ
َّاس م حن أ ح لَو َخرج ُك ُّل قَ حدر لَهُ ِيف قُلُ ِ
ح ََ
ِ
الذر ِم حن َع َمل ِهَ ،وأ حَمثَ ِال ِ ِ
ب أَ حن يَطَّل َع النَّاس َعلَى َمثَاق ِيل َّ َو َج َّلَ ،وَال ُُِي ُّ
ُ
د ِيف َسائِِر ض َّم ُن حِ ِ ك ِم حن َك َال ِم ِه ِم ح ِ
اإل حخ َال َ احلَ َس ِن ،لَك َّن َك َال َم ُه حم يَتَ َ ذَل َ
َّاس ،بَ حل َال يَ َق ُع ِم حن أَ حكثَ ِرِه حم ،بَ حل حاأل حَع َم ِالَ ،وَه َذا َال يَ َق ُع ِم حن َسائِِر الن ِ
صو َن لِلَّ ِه ِيف َكثِري ِم حن أ حَع َماَلِِ حم؛ َكِإ حخ َال ِص ِه حم ِيف َغالِب الحمسلِ ِم ِ
ني ُُيحل ُ ُ ُح َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ني
ب الح ُم حسلم َ ضا َن؛ فَغَال ُ ص حوم َش حه ِر َرَم َ احأل حَع َمال الح ُم حشتَ َرَكة بَحي نَ ُه حم ،مثح َل َ
صلي َّإال لِلَّ ِه ك من داوم علَى َّ ِ
الصلَ َوات؛ فَِإنَّهُ َال يُ َ
ِ
ومونَهُ للَّهَ ،وَك َذل َ َ ح َ َ َ َ
ِِ
صُ يَ ُ
ِ ِِ ِ
صلي َحيَاءً أ حَو ِريَاءً أ حَو َعَّز َو َج َّلِ ،ب َالف َم حن َِلح ُُيَاف حظ َعلَحي َها؛ فَِإََّّنَا يُ َ
يما َرَواهُ الت حرِم ِذ ُّ ِ ِ ِ ِِ
ي: صلَّى اللَّهُ َعلَحيه َو َسلَّ َم -ف َ لعلَّة ُدنحيَ ِويَّة ؛ َوَلََذا قَ َالَ -
يما ِ » ( )1؛ فَإِ َّن اد ال َْم ْس ِج َد فَا ْش َه ُدوا لَهُ بِ ِْ
اْل َ الر ُج َل يَ ْعََ ُ«إذَا ََأَيْ َُ ْم َّ
آم َن بِاللَّ ِه َوالْيَ ْوِم ِ
ساج َد اللَّه َم ْن َ
ول :إنَّما ي ْعمر م ِ
َ َ ُُ َ َ اللَّهَ تَ َع َاَل يَ ُق ُ
ش َّإَّل اللَّهَ ...حاْليَةَ. الص ََل َ َوآتَى َّ ِ
َم يَ ْخ َ الزَكا َ َول ْ ام َّ ْاْلخ ِر َوأَقَ َ
ك َّإال لِلَّ ِه، ِ ومن َِل يصل َّإال بِو ِ
ضوء َوا حغتِ َسال فَِإنَّهُ َال يَ حف َع ُل َذل َ ُُ ََ ح ح ُ َ
َمحد وابن ماجه ِمن ح ِديثِ ِ ِ ِ
ح َ يما َرَواهُ أ ح َ َ ح ُ صلَّى اللَّهُ َعلَحيه َو َسلَّ َم ف َ َوَلََذا قَ َال َ
( )1أخرجه الرتمذي ،حديث رقم ( ،)2617ج ،5د ،12كتاب اإلميان ،وقال :حديث
حسن غريب.
25 األعمال بالنيات
صوا َوا ْعلَ ُموا أَ َّ َخ ْي َر أَ ْع َمالِ ُك ْم يموا َولَ ْن تُ ْح ُ
ثوبان عحنه قَ َالِ « :
اََُق ُ ْ َُ
ِ ِ ِ ِ
ضو َ ُ ٌّر بَ ْي َن ضو َّإَّل ُم ْؤمن فَِإ َّ ال ُْو ُ ظ َعلَى ال ُْو ُ الص ََل ُ َوََّل يُ َحاف ُ
َّ
ضوؤهُ َوَال يَ حد ِري بِِه ِ ِ
ال َْع ْد َوبَ ْي َن اللَّه َع َّز َو َج َّل» َ .وقَ حد يُحنتَ َق ُ
)1 (
ض ُو ُ
ظ َعلَحي ِه َِلح ُُيَافِ حظ َعلَحي ِه َّإال لِلَّ ِه ُسحب َحانَهَُ ،وَم حن َكا َن َح ٌد؛ فَِإ َذا َحافَ َ
أَ
د ِيف النَّ حف ِع الح ُمتَ َعدي أَقَ ُّل ِمحنهُ ِيف ك َال يَ ُكو ُن َّإال ُم حؤِمنًاَ ،و حِ ِ
اإل حخ َال ُ َك َذل َ
يث الح ُمتَّ َف ِق َعلَى ِص َّحتِ ِهَ ْ َُ « :عة احل ِد ِ ِ ِ ِِ ِ
الحعبَ َادات الحبَ َدنيَّةَ ،وَلََذا قَ َال ِيف حَ
يث. ي ِظلمهم اللَّه فِي ِظلي ِه ي وم ََّل ِظ َّل َّإَّل ِظلمه» ...ح ِ
احلَد َ ُ َْ َ ُ ُْ ُ
****
( )1أخرجه الدارمي يف كتاب الصالة والطهارة ،باب ،2د ،122رقم ،66عن ُيي بن
بشري ،ورواه ابن حبان يف صحيحه ،كتاب الطهارة ،باب ،16حديث رقم ،168د
.69
األعمال بالنيات 26
صل
فَ ْ
في النية محلها القلب
اق الحعُلَ َم ِاء؛ فَِإ حن نَ َوى بَِق حلبِ ِه َوَِلح يَتَ َكلَّ حم والن يَّةُ َحملُّها الح َق حلب بِات َف ِ
ُ ََ َ
ِ
اب الشَّافعِي َصح ِ ِ ِ ِِ
ض أحَ َجَزأَتحهُ الن يَّةُ بِات َفاق ِه حمَ ،وقَ حد َخَّر َج بَ حع ُ بِل َسانه أ ح
ط فِ ِيه َعلَى الشَّافِعِي؛ فَِإ َّن الشَّافِعِ َّي َّإَّنَا َو حج ًها ِم حن َك َالِم الشَّافِعِي َغلِ َ
الص َالةَ ِيف أ ََّوَِلَا َك َال ٌم؛ فَظَ َّن َن َّ اإل ححَرِام بِأ َّالص َالةِ َو حِ ني َّ ذَ َكَر الح َف حر َق بَ ح َ
ض الغالطني أَنَّهُ أ ََر َاد التَّ َكلُّ َم بِالن يَّ ِةَ ،وإََِّّنَا أ ََر َاد التَّ حكبِ َريَ ،والن يَّةُ تَ حتبَ ُع بَ حع ُ
الحعِحلم؛ فَمن علِم ما ي ِر ُ ِ
ني
َّم بَ ح َض ُر َورةًَ ،ك َم حن قَد َ يد ف حعلَهُ فَ َال بُ َّد أَ حن يَحن ِويَهُ َ َ َح َ َ َ ُ
ِ يَ َديح ِه طَ َع ًاما لِيَأح ُكلَهُ ،فَِإذَا َعل َم أَنَّهُ يُِر ُ
ِ
ك يد حاألَ حك َل فَ َال بُ َّد أَ حن يَحن ِويَهَُ ،وَك َذل َ
ف الحعِبَ َاد أَ حن يَ حع َملُوا َع َم ًال بِغَ حِري نِيَّة ُكل ُفوا َما وب َو َغحي ُرهُ؛ بَ حل لَ حو َكلَّ َ الرُك ُ ُّ
ِ ِ
وعا أ حَو َغحي َر َحد إذَا أ ََر َاد أَ حن يَ حع َم َل َع َم ًال َم حش ُر ً َال يُطي ُقو َن؛ فَإ َّن ُك َّل أ َ
اإلنح َسا ُن أَنَّهُ ك ُهو الن يَّةَُ ،وإِذَا َعلِم حِ َ
م حشروع فَعِحلمه سابِق َإَل قَ حلبِ ِه ،وذَلِ
ُُ َ ٌ
َ َ َ َ ُ
ض ُر َورةًَ ،وإََِّّنَا ِ يد الطَّ َه َارةَ َو َّ
الص حوَم فَ َال بُ َّد أَ حن يَحن ِويَهُ إذَا َعل َمهُ َ الص َالةَ َو َّ يُِر ُ
اْلَنَابَةَ َوا حغتَ َس َل يدِ ،مثح َل َم حن نَ ِس َي ح ص َّوُر َع َد َم الن يَّ ِة إذَا َِلح يَ حعلَ حم َما يُِر ُ يُتَ َ
ضأُ ضوءَ َوَِلح يُِرحد أَنَّهُ يَتَ َو َّيد أَ حن يُ َعل َم َغحي َرهُ الح ُو ُ لِلنَّظَافَِة أ حَو لِلتَّبَ ُّرِد ،أ حَو َم حن يُِر ُ
لص حوِم، صبِ ُح َغحي َر نَاو لِ َّ ضا َن ،فَيُ ح
ِ
َن َغ ًدا م حن َرَم َ لِنَ حف ِس ِه ،أ حَو َم حن َال يَ حعلَ ُم أ َّ
ضا َن ص حوَم َرَم َيد َ ضا َن َوُه َو يُِر ُ ِ
َن َغ ًدا م حن َرَم َ َوأ ََّما الح ُم حسلِ ُم الَّ ِذي يَ حعلَ ُم أ َّ
اج أَ حن يَتَ َكلَّ َم بِِهَ ،وأَ حكثَ ُر َما يَ َق ُع ض ُر َورةًَ ،وَال َحُيتَ َ فَ َه َذا َال بُ َّد أَ حن يَحن ِويَهُ َ
ضا َن ِعحن َد ِاال حشتِبَاهِِ ،مثح َل َم حن َال يَ حعلَ ُم أ َّ
َن ني ِيف َرَم َ يت والت حَّعيِ ِ ِ ِ
َع َد ُم التحَّبي َ
ِ ِ
ني
ص حوًما ُمطحلَ ًقا أ حَو يَ حقص ُد تَطَُّو ًعا ُُثَّ يَتَبَ َّ ُ ضا َن أ حَم َال ،فَيَ حن ِوي َ َغ ًدا م حن َرَم َ
ت الحعِحب َرةُ ضا َن ،ولَو تَ َكلَّم بِلِسانِِه بِ َشي ِء وِيف قَ حلبِ ِه ِخ َالفُه َكانَ ِ ِ
ُ ح َ أَنَّهُ م حن َرَم َ َ ح َ َ
27 األعمال بالنيات
ظ بِِه ،ولَو حاعتَ َق َد ب َقاء الحوقح ِ ِِ ِ ِ
الص َال َة أ ََداءًت فَنَ َوى َّ َ َ َ ِبَا ِيف قَ حلبه َال ِبَا لََف َ َ ح
ِ
ني لَهُ ضاءً ُُثَّ تَبَ َّ َ وجهُ فَنَ َو َاها قَ َوج الح َوقحت أ حَو حاعتَ َق َد ُخ ُر َ ني ُخ ُر َ ُُثَّ تَبَ َّ َ
اق . ب َق ُاؤه ،أَجزأَتحه ص َالتُه بِ ِاالت َف ِ
َ ُ حَ ُ َ ُ
َن الن يَّةَ َم َع الحعِحل ِم ِيف َغايَِة الحيُ حس ِر؛ َال ني لَهُ أ َّ
ف َه َذا تَبَ َّ َ َوَم حن َعَر َ
ض الحعُلَ َم ِاء : ِ
آصار َوأَ حغ َالل َ ،وَلََذا قَ َال بَ حع ُ اج َإَل َو حس َو َسة َو َ َححتتَ ُ
ص ُل ل َلعحب ِد ِم حن َج حهل بِالش حَّرِع أ حَو َخبَل ِيف الح َع حق ِل. الح َو حس َو َسةُ َّإَّنَا َححت ُ
ت طَائَِفةٌ ب التَّلَ ُّف ُ ِ
ظ بِالن يَّة ؟ فَ َقالَ ح َّاس َ :ه حل يُ حستَ َح ُّ ع الن ُ َوقَ حد تَنَ َاز َ
ب؛ لِيَ ُكو َن أَبحلَ َغ؛ َمحَد :يُ حستَ َح ُّ اب أَِِب َحنِي َفةَ َوالشَّافِعِي َوأ ح َصح ِ
م حن أ ح َ
ِ
ب ذلِك ،بَ ِل َمحَدَ :ال يُ حستَ َح ُّ اب َمالِك َوأ ح َصح ِ ِ ِ
ت طَائ َفةٌ م حن أ ح َ َوقَالَ ح
ِ التَّلَ ُّف ُ ِ
َص َحابَهُ صلَّى اللَّهُ َعلَحيه َو َسلَّ َمَ -وأ ح َِّبَ - ظ ِبا بِ حد َعةٌ ؛ فَِإ َّن النِ َّ
ِ ِ ِ ِ ِ
ص َالة ني َِلح يُحن َق حل َع حن َواحد محن ُه حم أَنَّهُ تَ َكلَّ َم بِلَ حفظ الن يَّةَ ،ال ِيف َ َوالتَّابِع َ
ِ ِ ِ ِ
ض ُر َورًة؛ص ُل َم َع الحع حل ِم بِالحف حع ِل َ َوَال طَ َه َارة َوَال صيَام ،قَالُوا :ألَن ََّها َححت ُ
بفَالتَّ َكلُّم ِِبَا نَ حوعُ َهوس و َعبَث وَه َذيَان ،والن يَّةُ تَ ُكو ُن ِيف قَ حل ِ
َ َ َ َ ُ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
يل
يد َححتصيلَ َها بل َسانه َوَححتص ُ ت ِيف قَ حلبِه ،فَ ُِري ُ اإلنح َسانَ ،ويَ حعتَق ُد أَن ََّها لَحي َس ح حِ
اس، َّاس ِيف أَنح َواع ِم حن الح َو حس َو ِ ك يَ َق ُع َكثِريٌ ِم حن الن ِ اص ِل ُحم ٌ ِ ِ احل ِ
ال ،فَل َذل َ َ حَ
اْلَ حه ُر بِالن يَّ ِة َال ِِإل َم ِام َوَال لِ َمأح ُم ِوم َوَالَواتَّ َف َق الحعُلَ َماءُ َعلَى أَنَّهُ َال يَ ُسوغُ ح
ب تَ حك ِر ُيرَهاَ ،وإََِّّنَا الن َزاعُ بَحي نَ ُه حم ِيف التَّ َكلُّ ِم ِِبَا ِسًّرا؛ لِ ُمحن َف ِردَ ،وَال يُ حستَ َح ُّ
ب؟ َه حل يُكَحرهُ أ حَو يُ حستَ َح ُّ
****
األعمال بالنيات 24
صل
فَ ْ
في لفظة إنما للحصر
ِ
ف اه ِري الحعُلَ َم ِاء َوَه َذا ِمَّا يُ حعَر ُ لَحفظَةُ َّإَّنَا لِحلحص ِر ِعحن َد ََج ِ
َ َ ح
وف النَّ حف ِي ف معاِ حر ِ ِ ِ بِ ِاال ح ِ ِ ِ
ضطَرار م حن لُغَة الح َعَربَ ،ك َما تُ حعَر ُ َ َ َ ُ ُ
َّاس َ :ه حل َدَاللَتُ َها َعلَى نال ع از ن َت ن ك ،لَ ِ
ك و ِاالستِ حفه ِام والشَّر ِط و َغ ِري ذَلِ
ُ َ َ َ ح َ َ ح َ َ ح َ ح
ِ
وق أ حَو الحم حف ُهوم؟ َعلَى قَ حولَ ح ِ
ني: احلص ِر بِطَ ِر ِيق الحمحنطُ ِ
َ َ حَ ح
ض وقَ .والح َق حو ُل حاْل َخ ُر قَ حو ُل بَ حع ِ اْلمهور علَى أَنَّه بِطَ ِر ِيق الحمحنطُ ِ
َ َو حُ ح ُ ُ َ ُ
ض الحغُ َالةِ ِم حن َح ِد قَ حولَحي ِهَ ،وبَ حع ِ ِ ِ
ُمثحبِِ الح َم حف ُهوم َكالح َقاضي أَِِب يَ حعلَى ِيف أ َ
جوا ِبِِثح ِل قَ حولِِه : إنَّ َما احتَ ُّصَر َو ح احلَ ح
يد ح ِ
نفاتهَ ،وَه ُؤَالء َز َع ُموا أَن ََّها تُِف ُ
ص ِر ِ الْم ْؤِمنو َ . وقَ حد احت َّجت طَائَِفةٌ ِمن حاأل ِ
ني َعلَى أَن ََّها ل حل َح ح ُصولي َ ح ُ َ حَ ُ ُ
ِ إن» لِ حِْلثحب ِ بِأ َّ
ص َلاجتَ َم َعا َح َ ف َما للنَّ حف ِي ،فَِإ َذا ح ات َو َح حر َ َ ف « َّ َن َح حر َ
َج ًيعاَ ،وَه َذا َخطَأٌ ِعحن َد الحعُلَ َم ِاء بِالح َعَربِيَّ ِة ؛ فَِإ َّن َما اإلثحبات َِ
النَّ حف ُي َو حِ َ ُ
ت َما النَّافِيَةَُ ،وَه ِذهِ الح َكافَّةُ تَدخل َعلَى «إ َّن» ِ
ُهنَا ه َي َما الح َكافَّةُ ،لَحي َس ح
احلر َ ِ ك ِأل َّ ِ وأ ِ
َصلُ َها أَ حن وف الح َعاملَةَ أ ح َن حُُ ُّها َع حن الح َع َم ِل؛ َو َذل َ َخ َواِتَا ،فَتَ ُكف َ َ َ
اْلزءِ ِ ِ ِ ِ ِِ
ت باال حس ِم أَ ِو الحف حع ِل َوَِلح تَ ُك حن َك حُح صح اختَ َّاد ،فَِإ َذا ح ص ِ تَ ُكو َن لال حخت َ
ت فِ ِيه، ص ِ
ت بِاال حس ِم فَ َع ِملَ ح اختَ َّ ح َخ َواتُ َها ح ف«إ َّن» َوأ َ ت فِ ِيه؛ َ محنهُ َع ِملَ ح
ِ
ِ ِ
ت صبًا َوَرفح ًعا َوَكثَُر ح ت نَ ح وف الح ُم حشبِ َهةَ ل حْلَفح َع ِال ؛ ألَن ََّها َع ِملَ ح احلُُر َ َوتُ َس َّمى ح
وف الش حَّر ِط ت فِ ِيهَ ،و ُح ُر ُ ص ِ
ت بِاال حس ِم فَ َع ِملَ ح اختَ َّ ح اْلَر ح وف حُح ُروفُ َهاَ ،و ُح ُر ُ
ات ِاال حستِ حف َه ِام فَِإن ََّها تَ حد ُخ ُل ف أَدو ِ صت بِالح ِفع ِل فَع ِملَ ِ ِ ِِ ِ
ت فيهِ ،ب َال َ َ اختَ َّ ح ح َ ح ح
اس ِيف ص َد ِريَّةَُ ،وَِلََذا الح ِقيَ ِك « َما» الح َم ح
ِ
ني َوَِلح تَ حع َم حلَ ،وَك َذل َ اْلُ حملَتَ ح ِ
َعلَى ح
ضا َعلَى لُغَ ِة ََتِيمَ ،ولَ ِك حن تَ حع َم ُل َعلَى اللُّغَ ِة ِِ
« َما» النَّافيَة أَ حن َال تَ حع َم َل أَيح ً
29 األعمال بالنيات
احلِ َجا ِزيَِّة الَِّ نََزَل ِِبَا الح ُق حرآ ُنِ ،يف ِمثح ِل قَ حوله تَ َع َ
اَلَ :ما ُه َّن أ َُّم َهاتِ ِه ْم ح
ت ِ ِ و ما َه َذا ب َشرا ِ
است حح َسانًا ل ُم َشابَ َهت َها لَحي َ ُهنَا ،لَ َّما َد َخلَ ح َ ً ح َ
إن» أَزالَت ِ
ت تَ حد ُخ ُل َعلَى ص َار ح
اص َها فَ َ ص َ اخت َ « َما» الح َكافَّةُ َعلَى « َّ َ ح ح
ت ِ
اْلُ حملَ ِة الح ِف حعلِيَّ ِة فَبَطَ َل َع َملُ َهاَ ،ك َق حول ِه :إنَّ َما أَنْ َ اْلُ حملَ ِة ِاال حِسيَّ ِة َو ح ح
ُم ْن ِذََ وقَ حولِِه : إنَّ َما تُ ْج َزْو َ َما ُك ْنَُ ْم تَ ْع َملُو َ َ ، وقَ حد تَ ُكو ُن « َما»
اسا َال حرفًاَ ،ك َقولِِه :إنَّما صن عوا َكي ُد ُ ِ
احر؛ َ ََ ُ ْ َ ح َح الَِّ بَ حع َد «إ َّن» حً
ف قَ حولِِه :إنَّ َما احرِ ،خ َال َ َن الَّ ِذي صنَ عوه َكي ُد س ِ
َُُ ح َ َي :أ َّ الرفح ِع ،أ ح بِ َّ
يم إ َذا ِ ْحيَا َ ال مدنْ يَا؛ فَِإ َّن الح ِقراء َة بِالن ح ِ ِ ِِ
َّصب َال تَ حستَق ُ ََ تَ ْقضي َهذ ال َ
ود لَ ِك حن ص ُر َم حو ُج ٌ ني ا ححلَ حت « َما» ِِبَحع َىن «الَّ ِذي» ،وِيف كال الحم حعنَ يَ ح ِ َكانَ ح
َ َ
ف َن الح َم َعا ِر َ ص ُر َجاءَ ِم حن ِج َه ِة أ َّ احلَ حت « َما» ِِبَحع َىن «الَّ ِذي» فَ ح إ َذا َكانَ ح
فاتَ ،والح َم َعا ِر ُ ِ
ف َوإِ َّما نَكَر ٌ َسَاءَ َّإما َم َعا ِر ُ ِه َي ِم حن ِصيَ ِغ الحعُ ُم ِوم؛ فَِإ َّن حاأل ح
ب َكالنَّ حف ِي َو َغ حِريهِ ِم حن ِصيَ ِغ وج َِّكرةُ ِيف َغ ِري الحم ِ ِ ِ ِ ِ
ح ُ م حن صيَ ِغ الحعُ ُمومَ ،والن َ
احر تَ حق ِديره :أ َّ ِ الحعم ِوم؛ فَ َقولُه :إنَّما صن عوا َكي ُد ُ ِ
صنَ عُوهُ َن الَّذي َ ُُ َ ََ ُ ْ َ حُ ُُ
ِ
َكحي ُد َساحر .
ص ِر بِالنَّ حف ِي احلَ حَّإَّنَا فَ ُه َو ِم حن ِجحن ِ ح ص ُر ِيف احلَ حَوأ ََّما ح
شر ِمْ لُنَاَ ،وَما ُم َح َّمد َّإَّل ت َّإَّل بَ َ اَل َ :ما أَنْ َ َو ِاال حستِثح نَ ِاء؛ َك َق حولِِه تَ َع َ
ور ِيف الثَّاِ َ ،وقَ حد يُ َعبَّ ُر صٌ َن حاأل ََّوَل َححم ُ ص ُر قَ حد يُ َعبَّ ُر َعحنهُ بِأ َّ
احلَ حََ ُُولَ . و ح
عحنه بِالحع حك ِ ،والحمعىن و ِ
ت لَهُ َن الثَّاِ َ أَثحبَتَهُ حاأل ََّو ُل َوَِلح يَثحبُ ح اح ٌد؛ َوُه َو أ َّ َ َ حَ َ َُ َ
ت لَهَُ ،ولَحي َ الح ُمَر ُاد أنَّك تَحن ِفي َع ِن حاأل ََّوِل ُك َّل َما ِ
َغحي ُرهُ ِمَّا يُتَ َوَّه ُم أَنَّهُ ثَابِ ٌ
َي :إنَّك لَ حست َربًّا ََلُ حم َوَال ِسوى الثَّاِ ؛ فَ َقولُه :إنَّما أَنْ َ ِ
ت ُم ْنذَ أ ح َ حُ َ
ِ ِ ِ ِ ِ
ت َعلَْيه ْم َس َ ال :ل ْ ُحمَاسبًا َوَال َُازيًا َوَال َوك ًيال َعلَحيه حم ؛ َك َما قَ َ
يح ابْ ُن ِ
َ الَْ ََلغَُ ،ما ال َْمس ُ ال :فَِإنَّ َما َعلَْي َ بِ ُم َس ْي ِطرَ ،وَك َما قَ َ
األعمال بالنيات 21
َ ُه َو إ ََلًا ت ِم ْن قَ ْلِ ِه ال مر ُُ ُل َوأُمهُ ِصديي َقة؛ لَحي َم ْريَ َم َّإَّل ََ ُُول قَ ْد َخلَ ْ
أَ حن يَ ُكو َن َوَال أ ُُّمهُ إ ََلَةً؛ بَ حل َغايَتُهُ أَ حن يَ ُكو َن َر ُس ًوالَ ،ك َما َغايَةُ ُحمَ َّمد
َر ُس ًوالَ ،و َغايَةُ َم حرََيَ أَ حن تَ ُكو َن ِصدي َقةً.
ين :إن ََّها ِ
ر َخ أ ت
َ م ل
ح ا ضِ ع ب لوه َذا ِِمَّا اُستُ ِد َّل بِِه َعلَى بطح َال ِن قَوِ
َ ُ ح َ ح ُ ح ََ
اضي أَبُو اإل حَجاع علَى ع َدِم نُب َّوةِ أَحد ِمن النس ِاء الح َق ِ ِ ِ
نَبيَّةٌَ .وقَ حد َح َكى ح َ َ َ َ ُ َ ح َ
ُستَاذُ أَبُو الح َم َع ِاِل اْلويِن ِ بَكحر ابحن الطَّي ِ
ب َوالح َقاضي أَبُو يَ حعلَى َو حاأل ح ُ
ِ َّ
اَلَ :وَما ُم َح َّمد إَّل ََ ُُول قَ ْد َخلَ ْ ك قَ حوله تَ َع َ ِ
ت م ْن َو َغحي ُرُه حم َ ،وَك َذل َ
ِِ
وز
وت َوَال يُ حقتَ ُل ،بَ حل ََيُ ُ َي :لَحي َ ُخمَلَّ ًدا ِيف الدُّنحيَا َال ميَُ ُ قَ ْله ال مر ُُلُ؛ أ ح
اتت أ حَو الح َقحت ِل ،أَفَِإ ْ َم َ علَي ِه ما جاز علَى إخوانِِه الحمرسلِني ِمن الحمو ِ
َ ح َ َ َ َ ح َ ُح َ َ ح َ ح
ِ
يل أ َّ
َن ُحمَ َّم ًدا قَ حد ُحد لَ َّما ق َ ت يَ حوَم أ ُأ َْو قَُِ َل انْ َقلََُْ ْم َعلَى أَ ْع َقابِ ُك ْم ،نََزلَ ح
صلَّى اللَّهُ َعلَحي ِه َو َسلَّ َم فَ َق َال قُتِل ،وتَ َالها الصديق ي وم مات رس ُ ِ
ول اللَّه َ ُ َح َ َ َ َ ُ َ َ َ
ات َوَم حن َكا َن يَ حعبُ ُد اللَّهَ فَِإ َّن َ :م حن َكا َن يَ حعبُ ُد ُحمَ َّم ًدا فَِإ َّن ُحمَ َّم ًدا قَ حد َم َ
وها َح َّّت َّاس َِلح يَ حس َمعُ َ َن الن َ وتَ .وتَ َال َه ِذهِ حاْليَةَ ،فَ َكأ َّ اللَّهَ َحي َال ميَُ ُ
ِ
وها .َح ٌد َّإال يَحت لُ َ
وج ُد أ َتَ َال َها أَبُو بَكحر َرض َي اللَّهُ َعحنهَ ،فَ َكا َن َال يُ َ
****
21 األعمال بالنيات
صل
فَ ْ
في المواضع الَي تنازع الناس في نفيها
ين إذَا ذُكِ َر اللَّهُ َو ِجلَ ْ َّ ِ ِ
ت اَل :إنَّ َما ال ُْم ْؤمنُو َ الذ َ
َوأ ََّما قَ حوله تَ َع َ
اإلميَا َن َِلَُؤَال ِءَ ،ونَ َفاهُ َع حن
ت فِ َيها حِ ِِ
قُلُوبُ ُه ْم ...حاْليَةَ ،فَ َهذه حاْليَةُ أَثحبَ َ
صلَّى اللَّهُ َعلَحي ِه َو َسلَّ َم َع َّم حن نَ َفاهُ َعحنهُ ِيف ِ
َِّب َ َغ حِريه حمَ ،ك َما نَ َفاهُ النِ ُّ
ين يَ ْزنِي َو ُه َو ُم ْؤِمن َوََّل يث؛ ِمثحل قَولِِه ََّ « :ل ي زنِي َّ ِ ِ
الزاني ح َ َْ َ ح
حاألَح ِاد ِ
َ
ِ ِ ِ
ين
ْخ ْم َر ح َ ب ال َ ين يَ ْس ِر ُق َو ُه َو ُم ْؤمن َوََّل يَ ْش َر ُ السا َِ ُق ح َيَ ْس ِر ُق َّ
ِ ِ
يَ ْش َربُ َها َو ُه َو ُم ْؤمن فَِإيَّا ُك ْم َوإِيَّا ُك ْم» َ ,وَك َذل َ
()1
إيما َ ك قَ حولُهُ ََّ « :ل َ
اب قَ حوله لِم ْن ََّل أ ََمانَةَ لَهُ وََّل ِدين لِم ْن ََّل َع ْه َد لَهُ» ( ،)2وِمن َه َذا الحب ِ
َ َ ح َ َ َ َ
ِِ ِ ِ َّ ِ ِ
آمنُوا باللَّه َوََ ُُوله ثُ َّم ل ْ
َم ين َ اَل :إنَّ َما ال ُْم ْؤمنُو َ الذ َ تَ َع َ
آمنُوا بِاللَّ ِه َوََ ُُولِ ِه ين َ
َّ ِ ِ
يَ ْرتَابُوا ...حاْليَةََ ،وقَ حولُهُ : إنَّ َما ال ُْم ْؤمنُو َ الذ َ
َوإِذَا َكانُوا َم َعهُ َعلَى أ َْمر َج ِامع ...حاْليَةَ .
ِ ِ َّ ِ ع الن ِ ِ ِ ِِ
َّاس يف نَ حفي َهاَ ،واَلذي َعلَحيه ََجَاهريُ َوَهذه الح َم َواض ُع قَ حد تَنَ َاز َ ُ
ض ان ِالنحتِ َف ِاء بَ حع ِ اإلميَ ِ
َن نَ حفي حِ يث َو َغحي ُرُه حم :أ َّ احل ِد ِ َّ ِ
السلَف َوأ حَه ُل حَ
َ
ات فِ ِيهَ ،والشَّا ِرعُ َدائِ ًما َال يَحن ِفي الح ُم َس َّمى الش حَّر ِع َّي َّإال ِالنحتِ َف ِاء الحو ِاجب ِ
َ َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ال نَ حو َعان: ك نَ حف ُي الح َك َمال ،فَالح َك َم ُ يل :الح ُمَر ُاد بِ َذل َ ِ
َواجب فيه َوإ َذا ق َ
ض الح ُف َق َه ِاء :الحغُ حس ُل يَحن َق ِس ُم ب َك َق حوِل بَ حع ِ ب َوُم حستَ َحب ،فَالح ُم حستَ َح ُّ ِ
َواج ٌ
ال ُه َو اتَ ،ولَحي َ َه َذا الح َك َم ُ َإَل َك ِامل وُح ِزئ أَي َ :ك ِامل الحمستَحبَّ ِ
ُ ُح َ ح َ
( )1عن عبادة بن الصامت عن النِب صلى اهلل عليه وسلم قالَّ« :ل صَل لمن لم يقرأ بفاتحة
الكَاب» .رواه اْلماعة.
قال علي بن أِب طالب« :كل صالة ِل يقرأ فيها بفاحتة الكتاب فهي خداج» ،واْلداج-
بكسر اْلاء -أي النقصان.
( )2رواه أمحد وأبو داود والنسائي والرتمذي وابن خزمية يف صحيحه وابن ماجه والدارقطِن
واختلف األئمة فيه.
( )2رواه أمحد وأبو داود والرتمذي يف العلل.
22 األعمال بالنيات
ات ِيف احلَه الَِّ وَِ ،كالحو ِاجب ِ إع َاد َة َعلَى تَا ِركِ ِه ،بَ حل ُحَيبَ ُر الح َمحت ُر ُ
َ َ َوَال َ
ات َوَحو ِو اْلِما ِر ،وأَ حن ُُي ِرم ِمن َغ ِري الح ِمي َق ِ ِ
ت أ حَرَكانًا ،مثح َل َرحمي ح َ َ ح َ ح ح لَحي َس ح
َمحَد َو َغ حِريِه حم فِ َيها ك َوأ ح اْلمهوِر َكمالِ ِ
َ
ك َّ ِ
الص َالةُ عحن َد حُ ح ُ
ِ
كَ ،وَك َذل َ
ِ
َذل َ
ول أَبُو َحنِي َفةَ ِيف الح َف ِاحتَ ِة الص َالةُ بِتَ حركِ ِه ِعحن َد ُه حم َك َما يَ ُق ُ
ب َال تَ حبطُ ُل َّ َواج ٌ
ِ
ك َّش ُّه ِد حاأل ََّوِل ،لَ ِك حن َمالِ ٌ َمحَد ِيف الت َ ك َوأ ح ول َمالِ ٌ َوالطُّ َمأحنِينَ ِةَ ،وَك َما يَ ُق ُ
لس حه ِوَ ،وأ ََّماَمحَد يَ ُق َوال ِنَ :ما تََرَكهُ ِم حن َه َذا َس حه ًوا فَ َعلَحي ِه أَ حن يَ حس ُج َد لِ َّ َوأ ح
َّش ُّه ِد حاأل ََّوِل
الص َالةُ بِتَ حرِِ الت َ
ص َالتُهُ َك َما تَ حبطُ ُل َّ إ َذا تَ َرَكهُ َع حم ًدا فَتَحبطُ ُل َ
اب َمالِك يُ َس َّم حو َن َه َذا َص َح ُ
ِ ِ
َع حم ًداِ .يف الح َم حش ُهوِر م حن َم حذ َهبَ حي ِه َما ،لَك حن أ ح
ب ِعحن َد ُه حم . ُسنَّةً ُم َؤَّك َد ًة ،وَم حعنَاهُ َم حع َىن الحو ِاج ِ
َ َ
يب الَّ ِذي لَحي بَِف حر ِ ِ
ول َ :م حن تَ َرَِ الح َواج َ َوأ ََّما أَبُو َحنِي َفةَ فَيَ ُق ُ
َ
اْلمهور ي ُقولُو َن َ :ال نَعه ُد ِيف الحعِبادةِ ِ
ََ حَ إع َاد َة َعلَحيهَ .و حُ ح ُ ُ َ َساءَ َوَال َ َع حم ًدا أ َ
إع َاد َة َعلَحي ِه؛ فَ َال بُ َّد ِم حن ِ ِ
اإلنح َسا ُن َإَل َغ حِري بَ َدلَ ،وَال َ يما يَحت رُكهُ حِ
َواجبًا ف َ ُ
َن َم حن ت حاألَئِ َّمةُ َعلَى أ َّ وب الحب َد ِل لِ حِْلعادةِ ،ولَ ِكن مع ه َذا اتَّ َف َق ِ وج ِ
َ َ َ ح ََ َ َ ُُ
ِ
الدم الذي َعلَحيه َِلح يَحبطُ حل ِ َّ ِ ِ ِ
احلَه لَحي َ ب ُرحك ِن َوَِلح َحَيبُ حرهُ ب َّ ِ ِ
تَ َرَِ َواجبًا يف ح
يث : احل ِد ِ ول َجُحهور َّ ِ ِ
السلَف َوأ حَه ُل حَ إع َادتُهُ ،فَ َه َك َذا يَ ُق ُ ُ ُ ب َ َح ُّجهُ َوَال ََت ُ
اإلميَ ِ ِ ات حِ ِ ِ َن من تَرَِ و ِاجبا ِمن و ِاجب ِ
ان، ول حُِص َضأ ُ اإلميَان الَّذي َال يُنَاق ُ أ َّ َ ح َ َ ً ح َ َ
ات الح ُم َكفَرةِ .فَالح َكبَائُِر احلسنَ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
فَ َعلَحيه أَ حن َحَيبُ َر إميَانَهُ َّإما بالت حَّوبَة َ ،وإ َّما ب حَ َ
الص َدقَةُ َو حاأل حَم ُر
الص َالةُ َوالصيَ ُام َو َّ الصغَائُِر تُ َكف ُرَها َّ وب ِمحن َها َو َّ يَتُ ُ
وف َوالن حَّه ُي َع حن الح ُمحن َك ِر ،فَِإ حن َِلح يَ حف َع حل َِلح َحُيبَ حط إميَانُهُ َجُحلَةً . بِالحمعر ِ
َ حُ
ضهَُ ،ك َما ِيف ضهُ َويَحب َقى بَ حع ُ ب بَ حع ُ ض؛ فَيَ حذ َه ُ َن حِ
اإلميَا َن يَتَبَعَّ ُ َصلُ ُه حم أ َّ
َوأ ح
ج ِم ْن النَّا َِ َم ْن َكا َ فِي قَ ْلِ ِه الس َال ُم« :يَ ْخ ُر ُ الص َالةُ َو َّقَ حولِِه َعلَحي ِه َّ
األعمال بالنيات 28
اض ُل فَ ت ي ن
َ ا مي ِ
اإلح َّ
َن أ م ه ب ه ذ
ح م اذَ ال َذ ََّ ِمن إيما » ( .)1وِ
َل ِمْ َق ُ
ََ َ َ َ َ َ َُ ُ ح ْ َ
َمحَد َو َغ حِريِه حم . ب َمالِك َوالشَّافِعِي َوأ ح ض ،وَه َذا َم حذ َه ُ َويَتَبَ َّع ُ
َّ ِ
ب َّه حم قَالُوا َ :م َّت َذ َه َ اضلَهُ َكأَن ُ ضهُ َوتَ َف ُ ين أَنح َك ُروا تَبَ عُّ َ َوأ ََّما الذ َ
ِج َوالح ُم حعتَ ِزلَةُ : ني :فَ َقالَ ِ ضهُ َذ َهب َسائِرهُُُ ،ثَّ انح َقسموا قِسم ح ِ
اْلََوار ُ
ت ح َُ حَ َ ُ بَ حع ُ
ك ان ،فَِإ َذا َذهب ب ع ِ ات ِم َن حِ
اإلميَ ِ ات وتَرُِ الحمحَّرم ِ ِ ِ ِ
ض َذل َ َ َ َح ُ ف حع ُل الح َواجبَ َ ح ُ َ َ
ت اس ِق إميَا ٌن أَص ًال ِِبالُُ .ثَّ قَالَ ِ اإلميَا ُن ُكلُّه؛ فَ َال ي ُكو ُن مع الح َف ِ ب حِ
ح َ َ ََ ُ َذ َه َ
ت الح ُم حعتَ ِزلَةُ :لَحي َ بِ َكافِر َوَال ُم حؤِمن؛ بَ حل ُه َو اْلَوا ِرج :هو َكافِر وقَالَ ِ
ح َ ُ َُ ٌ َ
ِ ني الحمحن ِزلَتَ ح ِ ِ
وه حم ِج ِيف اال حس ِم َوَوافَ ُق ُ اْلََوار َ
ني؛ فَ َخالَُفوا ح فَاس ٌق نُحن ِزلُهُ َمحن ِزلَةً بَ ح َ َ
ِ
اعة َوَال َغ حِريَها. احلُ حك ِمَ ،وقَالُوا :إنَّهُ ُخمَلَّ ٌد ِيف النَّا ِر َال َُيحُر ُج محن َها بِ َش َف َ ِيف ح
السن َِّة َعلَى أَنَّهُ َال ُُيَلَّ ُد ِيف النَّا ِر ِم حن ب الثَّاِ َوافَ ُقوا أ حَه َل ُّ و حِ
احل حز ُ َ
ِ
َن َه َذا َال يَ ُكو ُن َّإال َم َع ُو ُجود َك َم ِال ِ ِ
َح ٌدُُ ،ثَّ ظَنُّوا أ َّ أ حَه ِل الت حَّوحيد أ َ
اسق فَ ُه َو اإلميَا َن َال ي تَب َّعض ،فَ َقالُواُ :ك ُّل فَ ِ
ََ ُ َن حِ ان؛ ِال حعتِ َق ِاد ِه حم أ َّ اإلميَ ِ
حِ
اْلَحل ِق متَماثِل َال متَ َف ِ َك ِامل حِ ِ ِ
اض ُل ِيف َغ حِري اض ٌلَ ،وإََِّّنَا التَّ َف ُ اإلميَانَ ،وإميَا ُن ح ُ َ ٌ ُ ُ
ِ ِ ِ اإلميَان م َن حاأل حَع َم ِالَ .وقَالُوا :حاأل حَع َم ُ ِ ِ
َن اللَّهَ اإلميَان؛ أل َّ ت م َن حِ ال لَحي َس ح حِ
ان َو حاأل حَع َم ِال ِيف كِتَابِِهُُ .ثَّ قَ َال الح ُف َق َهاءُ الح ُم حعتَبَ ُرو َن ِم حن اإلميَ ِ
ني حِ فَ َّر َق بَ ح َ
ب وقَو ُل اللس ِ اإلميا َن هو تَ ِ أ حَه ِل َه َذا الح َق حوِل َّ :
انَ .وَه َذا َ يق الح َق حل ِ َ ح صد ُ إن حِ َ ُ َ ح
ول َع حن َمحَّاد بح ِن أَِِب ُسلَحي َما َن َوَم حن َوافَ َقهُ َكأَِِب َحنِي َفةَ َو َغ حِريهَِ .وقَ َال الح َمحن ُق ُ
احلَ َس ِن َو َغ حِريهِ : الصاحلِِ ُّي َوَم حن َوافَ َق ُه َما ِم حن أ حَه ِل الح َك َالِم َكأَِِب ح َج حه ٌم َو َّ
ب. ص ِد ِيق الح َق حل ِإنَّهُ ََُّرُد تَ ح
( )1رواه البخاري معلقا يف كتاب اإلميان ،باب ،22ج ،1د ،127فتح الباري.
25 األعمال بالنيات
اإلميَ ِ اسم حِ اب :أ َّ اب فِي َه َذا الَْ ِ ْخطَ ِ صل ال ِ
ان قَ حد يُ حذ َك ُر َن ح َ َوفَ ْ ُ
اإل حس َالِم ؛ فَِإ َذا ذُكَِر ََُّرًدا تَنَ َاوَل ََُّرًدا َ ،وقَ حد يُ حذ َكر َم حقرونًا بِالح َع َم ِل أ حَو بِ حِ
ُ ُ
ضع َوَُمو َ -أ حَو بِ ح ِ يما ُ بِ ْ ني ِْ « : يح ح ِ ِ حاأل حَع َم َالَ ،ك َما ِيف َّ
ض ٌع اْل َ الصح َ
اها َإماطَةُ َو َسحب عُو َنُ -ش ْعَةً أَ ْع ََل َها قَ ْو ُل ََّ :ل إلَهَ َّإَّل اللَّهُ َ ,وأَ ْدنَ َ
آم ُرُك ْم « : ِ ي ق ل
ح ا ْاألَ َذى عن الطَّ ِر ِيق» ( . )1وفِي ِهما أَنَّه قَ َال لِوفح ِد عب ِ
د
ُ َ
َ َح ح َ َ ُ َْ
اد ُ أَ ْ ََّل إلَهَ َّإَّل اللَّهُ يما ُ بِاَللَّ ِه ؟ َش َه َ يما ِ بِاَللَّ ِه ,أَتَ ْد َُو َ َما ِْ
اْل َ بِ ِْ
اْل َ
الزَكا ِ َوأَ ْ تُ َؤ مدوا الص ََل ِ َوإِيََا ُ َّ ام َّ وأَ َّ مح َّم ًدا َُ ُ ِ
ول اللَّه َوإِقَ ُ َُ َ َُ
اإلس َالِم َ -كما ِيف ح ِديثِ ِ ِ
ع َما غَن ْمَُ ْم»َ ، .وإِ َذا ذُكَر َم َع حِ ح
)2 (
َ َ ُخ ُم َ
اإل حس َالِم
ان َو حِ اإلميَ ِ صلَّى اللَّهُ َعلَحي ِه َو َسلَّم َع حن حِ َِّب َيل أَنَّهُ َسأ ََل النِ َّ ِ ِ
َ ج حرب َ
يما ُ أَ ْ تُ ْؤِم َن بِاَللَّ ِه َوَم ََلئِ َكَِ ِه ان -فَ َّر َق بَحي نَ ُه َما فَ َق َال ِْ « :
اْل َ
اإلحس ِ
َ َو حِ ح
صلَّى اللَّهُ َعلَحي ِه ِ
َِّب
ن ال ن ع دآخ ِرهِ .وِيف الحمسن ِ
َ وُكَُِ ِه وَُلِ ِه» (َ ...)2إَل ِ
َ َ ُ ح َح َ َُ ُ
ْب» فَلَ َّما ذَ َكَرََُا ()4 ِ
يما ُ في الْ َقل ِ ِ
اْل ُْ ََل ُم َع ََلنيَة َو ِْ َو َسلَّمِْ « :
اْل َ َ
ِ
اإل حس َال َم َما يَظح َه ُر م حن حاأل حَع َم ِال. ب َو حِ اإلميَا َن ِيف الح َق حل ِ
َن حِ َِ
َج ًيعا ذَ َكَر أ َّ
( )1رواه أمحد يف املسند ،ج ،1د ،71عن أِب أمامة بن سهل من طريق سليمان بن حرب،
وهو ثقة إمام حافظ.
29 األعمال بالنيات
الص ََل َ تَ ْن َهى َع ِن الْ َف ْح َشا ِ َوال ُْم ْن َك ِر وال غيَ ج َع َل اَل :إ َّ َّ تَ َع َ
شا ِ َوال ُْم ْن َك ِر الح َف حح َشاءَ َغحي َر الح ُمحن َك ِرَ ،وقَ حولِِه َ :ويَ ْن َهى َع ِن الْ َف ْح َ
يل َ :ه َذا ِم حن ِ ِ ِ
َوالَْ غْ ِي َ ج َع َل الح َف حح َشاءَ َوالحبَ حغ َي َغحي َر الح ُمحن َكرَ ،وإ َذا ق َ
َّاس ُهنَا قَ حوَال ِن : اْلَاد َعلَى الح َعام َوالح َعام َعلَى ا حْلَاد فَلِلن ِ ف ح اب َعطح ِ ب ِ
َ
ِ
ص بِالذ حك ِر؛ فَ َق حد ذُكَر اد َد َخ َل ِيف الح َعام َو ُخ َّ اْلَ ُّول :ح ِمحن ُه حم َم حن يَ ُق ُ
ضي أَنَّهُ َِلح يَ حد ُخ حل ِيف صيصه بِالذ حك ِر ي حقتَ ِ
َ
ِ
ول ََ :تح ُ ُ ني َ .وِمحن ُه حم َم حن يَ ُق ُ َمَّرتَ ح ِ
اد َعلَى الح َعام َك َما ِيف قَ حولِِه َ :وَم ََلئِ َكَِ ِه َوَُ ُُلِ ِه اْلَ َّف ح ِ
الح َعامَ ،وقَ حد يَ حعط ُ
ين ِميَْاقَ ُه ْم َوِم ْن َ ِ ِ ِِ ِ
َ ... حاْليَةَ، يلَ ،وقَ حوله َ :وإِ ْذ أَ َخ ْذنَا م َن النَّ ي َ َوج ْ ِر َ
اَلَ :وأ َْوََثَ ُك ْم أ ََْ َ اْلَاد َك َما ِيف قَ حوله تَ َع َ ف الح َع َّام َعلَى ح ِ
ض ُه ْم َوقَ حد يَ حعط ُ
وها. َم تَطَئُ َ
ضا ل ْ َو ِديَ َاَُه ْم َوأ َْم َوال َُه ْم َوأ ََْ ً
ان أ َّ ِِ َصل الشحُّب َه ِة ِيف حِ
اإلميَ ِ
ض قَالُوا : ني :أَنَّهُ َال يَتَبَعَّ ُ َن الح َقائل َ َوأ ح ُ
ك ت تِحل َ احل ِقي َقةَ الحمرَّكبةَ ِمن أُمور مّت َذهب ب عض أ ِ َّ
َجَزائ َها انحتَ َف ح َُ َ ح ُ َ َ َ َ َ ح ُ ح إن حَ
ِِ حِ
ض .لَ ِزَم َزَو ُال آحاد؛ فَلَ حو قُ حلنَا :إنَّهُ يَتَبَ عَّ ُ شرةِ الح ُمَرَّكبَة م حن َ احلَقي َقةُ؛ َكالح َع َ
َجَز ِاءض أح ال ََلُ حم :إ َذا َز َال بَ حع ُ ض َها ،فَيُ َق ُ احل ِقي َق ِة مع ب َق ِاء ب ع ِ
ض حَ َ َ َ َ ح بَ حع ِ
يب ،لَ ِك حن َال يَ حلَزُم أَ حن اصلَةُ بِالتَّركِ ِ
ح
احل ِ ِ ِ ِ
ول ا حَلَحيَِةُ اال حجت َماعيَّةُ حَ ب تَ ُز ُ الحمرَّك ِ
َُ
ف ِمن حاألَقح و ِال الحو ِاجب ِة و حاأل حَعمالِ َّ ِ ِ ِ
َجَزاءَ ،و حاإلميَا ُن الح ُم َؤل ُ َ َ َ َ َ َ ول َسائ ُر حاأل ح يَ ُز َ
ب الح َك ِام ُلَ ،وَه ِذهِ ا حَلَحيَِةُ ِ ِِ ِ ِ ِِ
الح َواجبَة الحبَاطنَة َوالظَّاهَرة ُه َو الح َم حج ُموعُ الح َواج ُ
اب َجز ِاء ،وَه ِذهِ ِهي الحمحن ِفيَّةُ ِيف الح ِكتَ ِ ول بَِزَو ِال بَ حع ِ ِاالجتِم ِ
َ َ ض حاأل ح َ َ اعيَّةُ تَ ُز ُ ح َ
ك َجاءَ
ِ
الزانِي» ...إ َلحَ ،و َعلَى َذل َ
)1 (
السن َِّة ِيف ِمثح ِل قَ حولِِه ََّ « :ل يَ ْزنِي َّ َو ُّ
ِِ ِ ِ َّ ِ ِ
آمنُوا باللَّه َوََ ُُوله ثُ َّم ل ْ
َم ين َ اَل :إنَّ َما ال ُْم ْؤمنُو َ الذ َ قَ حوله تَ َع َ
****
82 األعمال بالنيات
صل
فَ ْ
في« :فمن كانت هجرته»
ت ِه ْج َرتُهُ إلَى اللَّ ِه صلَّى اللَّهُ َعلَحي ِه َو َسلَّ َم« :فَ َم ْن َكانَ ْ قَ حولُهَُ -
ِ ِ ِ ِ ِِ ِ ِِ
َوََ ُُوله فَ ِه ْج َرتُهُ إلَى اللَّه َوََ ُُوله» .لَحي َ ُه َو َححتص ًيال ل حل َحاص ِل؛ لَكنَّهُ
ِِ
ص َد َي َ :م حن قَ َ َن َم حن نَ َوى بِ َع َمله َشحيًِا فَ َق حد َح َ
ص َل لَهُ َما نَ َواهُ أ ح إخبَ ٌار بِأ َّ
ح
ِ ِِ ِِ
ص ُدهُ ا حَل حجَرةَ َإَل ص َدهَُ ،وَم حن َكا َن قَ ح ص َل لَهُ َما قَ َ ِب حجَرته اللَّهَ َوَر ُسولَهُ َح َ
ال يل لَِق حولِِه « :إنَّ َما ْاألَ ْع َم ُ
ٌ
ك؛ فَه َذا تَ حف ِ
ص َ َ
دنحيا أَو امرأَة فَلَي لَه َّإال ذَلِ
ُ َ ح حَ ح َ ُ
ِ َن ل ُكل حام ِرئ َما نَ َوى ذَ َكَر أ َّ ِ َخبَ َر أ َّ بِالني يَّ ِ
َن َلََذا َما نَ َواهُ ات»َ .ولَ َّما أ ح
َوَِلََذا َما نَ َواهُ.
صلَّى اللَّهُ َعلَحي ِه ِ ِ
ص َّح َع حن النَِِّبَ - َوا حَل حجَرةُ ُم حشتَ َّقةٌ م حن ا حَلَ حج ِر َوقَ حد َ
اجر من هجر ما نَهى اللَّه َع ْنه والْمج ِ
اه ُد ُ َُ َُ َو َسلَّ َم -أَنَّهُ قَ َال « :ال ُْم َه ِ ُ َ ْ َ َ َ َ َ
ات اللَّ ِه»(َ ،)1ك َما قَ َال « :الْ ُم ْسلِ ُم َم ْن َُلِ َم اه َد نَ ْفسهُ فِي َذ ِ
َ َم ْن َج َ
َّاس َعلَى ِد َمائِ ِه ْم ِ ِ الْمسلِمو َ ِمن لِ ِِ ِ ِ
سانه َويَد َ ,وال ُْم ْؤم ُن َم ْن أَمنَهُ الن ُ ْ َ ُْ ُ
َوأ َْم َوالِ ِه ْم»َ .وَه َذا بَيَا ٌن محنهُ ل َك َمال ُم َس َّمى َه َذا اال حس ِم َك َما قَ َال :
ِ ِ ِ ِ
اف» (...)2إ َلحَ ،وقَ حد يُ حشبِهُ َه َذا قَ حولَهُ : «لَيع ال ِْمس ِكين بِه َذا الطََّّو ِ
ْ ُ َ ْ َ
( )1رواه أمحد ج ،6د ، 22وقد روى من طريق محاد بن سلمة عنه أمحد بإسناد رجال
ثقات ،بلفظ« :المؤمن من أمنه الناس ,والمسلم من ُلم المسلمو من لسانه ويد ,
والمهاجر من هجر السو ,والذي نفسي بيد َّل يدخل الجنة ع د َّل يأمن جاَ
بوائقه».
( )2رواه البخاري ،كتاب الزكاة ،باب ،52ورواه مسلم كتاب الزكاة باب ،28حديث رقم
،111واللفظ له :عن أِب هريرة قال :قال رسول اهلل « :ليع المسكين بهذا الطواف
=
األعمال بالنيات 88
ع فِي ُك ْم ؟» قَالُوا َ :م حن لَحي َ لَهُ ِد حرَه ٌم َوَال ِدينَ ٌار. ِ
« َما تَ عُ مدو َ ال ُْم ْفل َ
ع َم ْن يَأْتِي يَ ْوَم ال ِْقيَ َام ِة ِ ِ ِ
ع َولَك َّن ال ُْم ْفل َ ع َه َذا ال ُْم ْفل ُ قَ َال « :لَْي َ
َخ َذ ب َه َذاَ ,و َشََ َم َه َذاَ ,وأ َ ض َر َ ال ,فَ يَأْتِي َوقَ ْد َ ْجَ ِال ال ِات أ َْمَْ ُ بِحسنَ ِ
ََ
سنَاته ,فَِإ َذا لَ ْمِ ِ ِ ِ ِ ِ
سنَاتهَ ,و َه َذا م ْن َح َ ال َه َذا ,فَ يُ ْعطَى َه َذا م ْن َح َ َم َ
ح فِي ِ
ت َعلَْيه ,ثُ َّم طُ ِر َ َخ َذ ِم ْن َُيئَاتِ ِه ْم فَطُ ِر َح ْ سنَة أ َ يَ ْ َق لَهُ َح َ
وب فِي ُك ْم ؟ قَالُواَ :م حن َال يُولَ ُد َ ُقالر
َّ َ و م
د ع
َ ُت
َ ام « : ال
َ ق
َوالنَّا َِ»َ .
، ()1
يم ِم ْن َولَ ِد ِ َش ْيئًا»(َ ،)2وِمثح لُهُ قَ حولُهُ: وب َم ْن لَ ْم يُ َقد ْ الرقُ ُلَهُ .قَ َالَّ « :
سهُ ِع ْن َد َ نَ ْف َ الش ِدي ُد الَّ ِذي يَ ْملِ ُ ص َر َع ِةَ ,وإِنَّ َما َّ الش ِدي ُد بِال مع َّ َ «لَْي
ب»(.)2 ضِ الْغَ َ
َسَ ِاءَح ُّق بِأ ح ود َوبَيَا ُن َما ُه َو أ َ صُ َحاديث َم حق ُ
لَ ِكن ِيف ه ِذهِ حاأل ِ ِ
َ َ ح
ني أ َّ ِ ِ ِ ِ َّ
َن ك َمك ُحروه؛ فَبَ َّ َ اجةٌ َو َذل َس َح َ الح َم حد ِح َوالذم ِمَّا يَظُنُّونَهُ؛ فَإ َّن حاإلفح َال َ
ِ ِ ِ َح ِقي َقةَ ح
ك َع َد ُم الح َولَد تَكَحرُههُ اج ِة َّإَّنَا تَ ُكو ُن يَ حوَم الحقيَ َام ِةَ ،وَك َذل َ احلَ َ
اع بِالح َولَ ِد َح ِقي َقةً َّإَّنَا يَ ُكو ُن النُّ ُفوس؛ لِع َدِم الحولَ ِد النَّافِ ِع؛ فَب َّني أ َّ ِ ِ
َن االنحت َف َ ََ ُ َ َ
ِ ِ ِ
ك الش َّدةُ َوالح ُق َّوةُ َححمبُوبَةٌ، َّم أ حَوَال َدهُ بَ حني يَ َديح ِهَ ،وَك َذل َ
ِيف حاْلخَرةِ ل َم حن قَد َ
=
الذي يطوف على الناس ,فَرد اللقمة واللقمَا ,والَمر والَمرتا » .قالوا :فما
املسكني يا رسول اهلل؟ قال« :الذي َّل يجد غنى يغنيه ,وَّل يفطن له فيَصدق عليه,
وَّل يسأل الناس شيئا».
( )1رواه مسلم ،يف كتاب الرب والصلة واْلداب ،باب ،15حديث رقم .59
( )2رواه مسلم ،يف كتاب الرب والصلة واْلداب ،باب ،21حديث رقم .116وأصل الرقوب
يف كالم العرب :الذي ال يعي له ولد.
( )2رواه مسلم يف كتاب الرب والصلة واْلداب ،باب ،21حديث رقم ،117عن أِب هريرة،
الصرعة أصله :الذي يصرع الناس كثريا.
85 األعمال بالنيات
ِ ِ
ك َح ُّق بِالح َم حد ِح ِم حن قُ َّوة الحبَ َد ِن؛ َوُه َو أَ حن ميَحل َ وس أ َ ني أَ َّن قُ َّوَة النُّ ُف ِ فَبَ َّ َ
يدكم ال عبِ ِ ات الحعر ِ ِ بَ ،ك َما قِيل لِبَ حع ِ ضِ ِ
ب َ :ما بَ ُ َ ض َس َاد ََ َ نَ حف َسهُ عحن َد الحغَ َ
َج َس ًادا، احلَحر ِب َو َعلَى حاأل حَع َم ِال ؟ قَ َال ُ :ه حم أ ح
َصبَ ُر أ ح َصبَ ُر ِمحن ُك حم ِعحن َد ح أح
وسا.
َصبَ ُر نُ ُف ًَوَحو ُن أ ح
ني فَ ُه َو ِم حن ِجحن ِ قَ حولِِه ِيف الح ُم حسلِ ِم ِِ
اس ِم الح ُم حسلم َ َوأ ََّما قَ حولُهُ ِيف ح
َّم ِم حن أ َّ ِ ِِ ِ ِ
َن الشَّا ِر َ
ع َوالح ُم حؤم ِن َوالح ُم َهاج ِر َوالح ُم َجاهدَ ،وَه َذا ُمطَابِ ٌق ل َما تَ َقد َ
ب؛ فَِإ َّن َه حجَر َما اسم َش حر ِع ٍّي َّإال ِالنحتِ َف ِاء َكمالِِه الحو ِاج ِ َال يَحنفي ُم َس َّمى ح
ِ
َ َ
ان بِلِ َسانِِهاإلنحس ِ ِ ِ
ني م حن عُ حد َوان ح َ
نَهى اللَّه عحنه و ِاجب ،وس َالمةُ الحمسلِ ِم ِ
َ ُ ََُ ٌ ََ َ ُح َ
َّاس ِ ِِ ِ ِِ ِ ِِ ِ
بَ ،والح ُم حؤم ُن َعلَى د َمائه حم َوأ حَم َواَل حم َال يَ ُكو ُن َم حن أَمنَهُ الن ُ َويَده َواج ٌ
ني الَّ ِذي َال يَ حسأ َُل َوَال ِ ِ ِ ِ
َّإال إ َذا َكا َن أَمينًاَ ،و حاأل ََمانَةُ َواجبَةٌَ ،والحم حسك ُ
ِ ي عرف هو أَح ُّق بِ حِ ِ ِ
ب، اجتَهُ َو ُس َؤالَهَُ ،و َعطَ ُاؤهُ َواج ٌ اإل حعطَاء ِم حَّن أَظح َهَر َح َ ُ حَ ُ ُ َ َ
يص الَّ ِذي َال ِ ِ صيص َّ ِ ِ
وز؛ بَ حل ََتحص ُ السائ ِل بِالح َعطَاء ُدو َن َه َذا َال ََيُ ُ َوََتح ُ
ب. َح ُّب َوأ َ يَ حسأ َُل أ حَوََل َوأ حَو َج ُ
صلَّى اللَّهُ َعلَحي ِه َو َسلَّ َمََّ « :ل ِه ْج َرَ بَ ْع َد الْ َف َْ ِح َوقَ حد قَ َالَ -
اَُُ ْن ِف ْرتُ ْم فَانْ ِف ُروا»(َ ،)1وقَ َالََّ « :ل تَ ْن َق ِط ُع َولَك ْن ِج َهاد َونِيَّة َ ,وإِ َذا ْ
ِ
الْ ِه ْج َرُ َما قُوتِ َل ال َْع ُد مو»(َ ,)2وكِ َال ََُا َحق؛ فَ حاأل ََّو ُل أ ََر َاد بِِه ا حَلِ حجَرَة
يود َة ِيف َزَمانِِهَ ،وِهي ا حَلِ حجَرةُ َإَل الح َم ِدينَ ِة ِم حن َم َّكةَ َو َغ حِريَها ِم حن أ حَر ِ الح َم حع ُه َ
َ
( )1رواه البخاري يف كتاب الصيد باب رقم ،11كتاب اْلهاد باب رقم ،1وكتاب مناقب
األنصار ،باب رقم ،85وكتاب املغازي باب رقم ،52ورواه مسلم يف كتاب اإلمارة،
باب رقم ،21حديث رقم .46 ،45
( )2رواه أمحد ،ج ،8د ،99والدارمي يف السري ،باب ،71رقم .2516
األعمال بالنيات 86
ِِ ِ الحعر ِ
ت َم َّكةُ َو َغحي ُرَها َد َار وعةً لَ َّما َكانَ حت َم حش ُر َ ب؛ فَِإ َّن َهذه ا حَل حجَرَة َكانَ ح ََ
ِ ِ ِ ِ ِ
اإلميَا ُن بِالح َمدينَة ،فَ َكانَت ا حَل حجَرةُ م حن َدا ِر الح ُك حف ِر َإَل ُك حفر َو َح حرب ،وَكا َن حِ
َ
ِ ِ ِ
ت َد َار ص َار ح ت َم َّكةُ َو َ اإل حس َالِم َواجبَةً ل َم حن قَ َد َر َعلَحي َها ،فَلَ َّما فُت َح ح َدا ِر حِ
اإلس َالِم صار ِ ِ ِ حِ ِ
ي ُكلُّ َها َد َار ت َهذه حاأل حَر ُ ََح ب ِيف حِ ح اإل حس َالم َوَد َخلَت الح َعَر ُ
اإل حس َالِم ،فَ َق َال ََّ « :ل ِه ْج َرَ بَ ْع َد الْ َف َْ ِح». حِ
ت ِص َفةً ِِ َوَك حو ُن حاأل حَر ِ
ني لَحي َس ح ي َد َار ُك حفر َوَد َار إميَان أ حَو َد َار فَاسق َ
ب ُس َّك ِاُنَا؛ فَ ُك ُّل أ حَري ُس َّكانُ َها ضةٌ ِِبَس ِ ِ ِ ِ
َالزَمةً ََلَا؛ بَ حل ه َي ص َفةٌ َعار َ َ
ِ
تَ ،وُك ُّل أ حَري ك الحوقح ِ ِ ِ َّ ِ ِ ِ ِ ِ
الح ُم حؤمنُو َن الح ُمتَّ ُقو َن ه َي َد ُار أ حَوليَاء الله يف َذل َ َ
تَ ،وُك ُّل أ حَري ُس َّكانُ َها ك الحوقح ِ ِ ِ ُس َّكانُ َها الح ُكف ِ
َّار فَه َي َد ُار ُك حفر يف َذل َ َ ُ
ِ ِ ِ
ك الح َوقحت ،فَإ حن َس َكنَ َها َغحي ُر َما ذَ َك حرنَا الح ُف َّسا ُق فَ ِه َي َد ُار فُ ُسوق يف َذل َ
ِ
ت بِغَ حِريِه حم فَ ِه َي َد ُارُه حم.َوتَبَ َّدلَ ح
ص َار َد َار فِ حسق أ حَو َد َار ك الحمس ِج ُد إ َذا تَبد َ ِ
َّل ِبَ َّم َارة أ حَو َ َ َوَك َذل َ َ ح
ِ
ِ ظُحلم أ حَو َكنِيسةً يُ حشرُِ فِ َيها بِاَللَّ ِه َكا َن ِِبَس ِ
ك َد ُار ب ُس َّكانِِهَ ،وَك َذل َ َ َ َ
وق وَحووها إ َذا جعِلَت مس ِج ًدا ي عب ُد اللَّه -ج َّل وعَّز -فِيهِ ِ
ُ ح َ ح ُ حَ ُ َ َ َ اْلَ حم ِر َوالح ُف ُس َ ُ َ ح
اس ًقاَ ،والح َكافُِر صري فَ ِ الرجل َّ ِ ِ
الصال ُح يَ ُ ك َّ ُ ُ
ِ
كَ ،وَك َذل َ
َكا َن ِِبس ِ ِ
ب َذل َ ََ
ِ ِ ِ
ب انحت َق ِال ِ
ك؛ ُكل ِبَس ِ
َ صريُ ُم حؤِمنًا ،أ حَو الح ُم حؤم ُن يَصريُ َكافًرا ،أ حَو َحو ُو َذل َ
ِ ِ يِ
َ
ب اللَّهُ َمَْ ًَل قَ ْريَةً اَل َ :و َ َح َو ِال م حن َحال َإَل َحالَ ،وقَ حد قَ َال تَ َع َ ِ
ض َر َ حاأل ح
ت َد َار ُك حفر َوِه َي ت ِيف َم َّكةَ لَ َّما َكانَ ح ت آمنَةً ُمط َْمئِنَّةً ...حاْليَةَ .نََزلَ ح
َكانَ ْ ِ
ي اللَّ ِه إلَحي ِهَ ،وإََِّّنَا أ ََر َاد ب أ حَر ِ َح َّ ما زالَت ِيف نَ حف ِسها خي ر أَر ِ ِ
ي اللَّه َوأ َ َ َحَ ح َ َ ح
ِ ِ ِ ِ
ف وعا :أَنَّهُ قَ َال ل َم َّكةَ َوُه َو َواق ٌ ي َم حرفُ ً ُس َّكانَ َها؛ فَ َق حد َرَوى الت حرمذ ُّ
ض اللَّ ِه إلَى اللَّ ِه, ب أ ََْ ِ َح م احلزورةِ« :واَللَّ ِه إنََّ لَ َخي ر أََ ِ ِ
ض اللَّهَ ,وأ َ ُْ ْ بِ حَح َ َ َ
َولَ ْوََّل أَ َّ قَ ْوِمي أَ ْخ َر ُجونِي ِم ْنَ لَ َما َخ َر ْجت»َ .وِيف ِرَوايَة َ « :خ ْي ُر
87 األعمال بالنيات
ي اللَّ ِه َإَل ب أََ ِ َّ ِ أََ ِ ِ
ض اللَّه َوأ َ
()1
ب أ حَر ِ ض الله إلَ َّي» َ َ َ َ
َح ُّ أ ا َّهَنأ نيَّ ب ف
َ ؛ َح م ْ ْ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ض ُل ني أَفح َاللَّه َوَر ُسولهَ ،وَكا َن َم َق ُامهُ بِالح َمدينَةَ ،وَم َق ُام َم حن َم َعهُ م حن الح ُم حؤمن َ
ط بِالثُّغُوِر َج ِل أَن ََّها َد ُار ِه حجَرِِتِ حمَ ،وَِلََذا َكا َن الربَا ُ ِ ِ ِ
م حن َم َقام ِه حم ِبَ َّكةَ أل ح
ِ
الص ِح ِ ِ ِ أَفح ِ
ط يَ ْوم يح َِ « :بَا ُ ت ِيف َّ ض َل م حن َُ َاوَرةِ َم َّكةَ َوالح َمدينَةَ ،ك َما ثَبَ َ َ
ات ِ ِ ِ
يل اللَّه َخ ْي ر م ْن صيَ ِام َش ْهر َوقيَامهَ ,وَم ْن َم َ ِ ِ ِ ِ
َولَْي لَة في َُِ ِ
ْجن َِّة ِ ِ ِ ُم َرابِطًاَ ,م َ
ي َِْزقُهُ م ْن ال َ ُج ِر َ ات ُم َجاه ًدا َو َج َرى َعلَْيه َع َملُهُ َوأ ْ
صلَّى اللَّهُ َعلَحي ِه ِ ِ ِ ()2 ِ
َ - َِّب ن ال ن ع ن
َح ُ َ َحَ ا م ث
ح ع ن ع ن ن
َ الس
ُّ يف وَوأَم َن الْ َفََّا َ » َ
.
ِ ِ ِ ط ي وم فِي ُِ ِ ِ
يمايل اللَّه َخ ْي ر م ْن أَلْف يَ ْوم ف َ َ َو َسلَّ َم -أَنَّهُ قَ َال َِ « :بَا ُ َ ْ
ط لَحي لَةً ِيف َسبِ ِيل اللَّ ِه ُِ َوا ُ ِم ْن ال َْمنَا ِزِل» َوقَ َال أَبُو ُهَريح َرَة َ :ألَ حن أ َُرابِ َ
َس َوِد ؛ َوَِلََذا َكا َن احلَ َج ِر حاأل ح وم لَحي لَةَ الح َق حد ِر ِعحن َد ح ب إ ََّ ِ
ِل م حن أَ حن أَقُ َ َح ُّأَ
ع لِلَّ ِه َوَر ُسولِِه ِ
ي يَ ُكو ُن ف َيها أَطح َو َ ي ِيف َحق ُكل إنح َسان أ حَر ٌ ضل حاأل حَر ِ
أَفح َ ُ
اإلنحس ِ وه َذا َُيحتلِف بِ ِ ِ
ان ِ
ي يَ ُكو ُن ُم َق ُام ح َ ني أ حَر ٌ َح َو ِال َوَال تَتَ َع َّ ُ
اخت َالف حاأل ح ََ َ ُ ح
ب التَّ حق َوى ِ
ضل ِيف َحق ُكل إنحسان ِبَس ِ فِ َيها أَفح َ َِّ
َ َ ض َل َوإَّنَا يَ ُكو ُن حاألَفح َ ُ
ب أَبُو الد حَّرَد ِاء َإَل ضور َوقَ حد َكتَ َ
احلُ ُ ِوع َو ح ضِ اْلُ ُ
وع َو ح اع ِة َو ح
اْلُ ُش ِ َوالطَّ َ
يَن حاأل حَر َ ب إلَحي ِه َس حل َما ُن :أ َّ َّسة فَ َكتَ َ
ي الحم َقد ِ
َس حل َما َن َ :هلُ َّم َإَل حاأل حَر ِ ُ َ
صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه س الح َعحب َد َع َملُهُ َ .وَكا َ النَِّ مي َ َال تُ َقدس أ َ َِّ
َح ًدا َوإَّنَا يُ َقد ُ ُ
ِ
الد َْ َدا َ وَكا َن َس حل َما ُن أَفح َقهَ م حن أَِِب ِ َو َُلَّ َم قَ ْد آ َخى بَ ْي َن َُل َْما َ َوأَبِي َّ
وسى َعلَحي ِه ِ ِ ِ ِ
الد حَّرَداء ِيف أَ حشيَاءَ م حن َجُحلَت َها َه َذا َ .وقَ حد قَ َال اللَّهُ تَ َع َاَل ل ُم َ
ِ
َّار الَِّ َكا َن ِِبَا أُولَِِ َ
ك ينَ وه َي الد ُ
ِِ
الس َال ُم َُ أُ َِي ُك ْم َد َاَ الْ َفاُق َ َّ
َّار الَِّ َد َّل َعلَحي َها الحعمالَِقةُ ُُثَّ صارت ب ع َد ه َذا دار الحمؤِمنِ ِ
ني َوه َي الد ُ َ َ ح َح َ َ َ ُح َ ََ
( )1أخرجه الرتمذي ،كتاب املناقب ،باب .69
( )2رواه البخاري ،كتاب اْلهاد ،باب ،72ومسلم يف اإلمارة ،حديث رقم .162
األعمال بالنيات 84
ي ِمصر الَِّ أَورثَها اللَّه ب ِِن ِ ي الحم َقد ِ ِ
يل
إسَرائ َ حَ َ ُ َ ح َّسة َوأ حَر ِ ح َ الح ُق حرآ ُن م حن حاأل حَر ِ ُ َ
الر ُج ُل تَ َارةً ُم حسلِ ًما َوتَ َارًة َكافًِراَح َو ِال الحعِبَ ِاد فَيَ ُكو ُن َّ ِ
َح َو ُال الحبِ َالد َكأ ح فَأ ح
اجًرا َش ِقيًّا اس ًقا وتَارًة فَ ِ ِ ِ ِ ِ
َوتَ َارًة ُم حؤمنًا ؛ َوتَ َارًة ُمنَاف ًقا َوتَ َارًة بًَّرا تَقيًّا َوتَ َارًة فَ َ َ
ان ِمن م َك ِ ب س َّك ِاُنَا فَ ِهجرةُ حِ ِ ِ ِ
ان الح ُك حف ِر اإلنح َس ح َ حَ َ .وَه َك َذا الح َم َساك ُن ِبَ َس ِ ُ
اع ِة َكتَ حوبَتِ ِه َوانحتِ َقالِِه ِم حن الح ُك حف ِر ان حِ ِ
اإلميَان َوالطَّ َ
اصي َإَل م َك ِ
َ
والحمع ِ
َ ََ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
اعة َوَه َذا أ حَمٌر بَاق َإَل يَ حوم الحقيَ َامة َواَللَّهُ اإلميَان َوالطَّ َ َوالح َم حعصيَة َإَل حِ
اه ُدوا َم َع ُك ْم فَأُولَئِ َ ِ َّ ِ
َ اج ُروا َو َج َآمنُوا م ْن بَ ْع ُد َو َه َ ين َ ال َ :والذ َ تَ َع َاَل قَ َ
اجَر ِِ ت طَائَِفةٌ ِمن َّ ِ ِ
السلَفَ :ه َذا يَ حد ُخ ُل فيه َم حن َآم َن َوَه َ ح م ْن ُك ْم . قَالَ ح
اج ُروا ين َه َ
اَل ثُ َّم إ َّ َبَّ َ ِ ِ
َ للَّذ َ َ اه َد َإَل يَ حوِم الح ِقيَ َام ِة َوَه َك َذا قَ حوله تَ َع ََو َج َ
َ ِم ْن بَ ْع ِد َها لَغَ ُفوَ ََِحيم
صَ ُروا إ َّ ََبَّ َ ِ ِ
م ْن بَ ْعد َما فَُِنُوا ثُ َّم َج َ
اه ُدوا َو َ
ي حدخل ِيف معنَاها ُك ُّل من فَتَ نَه الشَّيطَا ُن عن ِدينِ ِه أَو أَوقَعه ِيف مع ِ
صيَة ح ح َُ َ ح َح َح ُ ح َ ُ ُ َح َ
ني ِ ِ ِ ِ
اه َد الح ُمنَافق َ
اه َد نَ حف َسهُ َو َغحي َرَها م حن الح َع ُدو َو َج َ السيَِات َو َج َ ُُثَّ َه َجَر َّ
ِ ِ
َصابَهُ
صبَ َر َعلَى َما أ َك َو َ بِ حاأل حَم ِر بِالح َم حع ُروف َوالن حَّه ِي َع حن الح ُمحن َك ِر َو َغ حِري َذل َ
ِم حن قَ حول أ حَو فِ حعل َ .واَللَّهُ ُسحب َحانَهُ َوتَ َع َاَل أ حَعلَ ُم.
****
89 األعمال بالنيات
الفهرس
****