You are on page 1of 21

‫ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺪراﺳﺎت و اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ‪........................................................................

‬اﻟﻌﺪد اﻟﺴﺎﺑﻊ‬

‫ﺍﻹﻳﺠﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ‬

‫ﺩ‪/‬ﻋﻘﻮﻧﻲ ﻣﺤﻤﺪ‬
‫ﺃﺳﺘﺎﺫ ﻣﺤﺎﺿﺮ )ﺏ(‬
‫ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺴﻜﺮﺓ‬
‫‪mohamedaggoni@gmail.com‬‬

‫ﻣﻠﺧص‬
‫ﺗﻌـﺎﻟﺞ ﻫــذﻩ اﻟد ارﺳـﺔ اﻹﯾﺟــﺎب و اﻟﻘﺑـول ﻓــﻲ ﻋﻘـود اﻟﺗﺟــﺎرة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾـﺔ‪ ،‬وﻓــق ﻣــﺎ‬
‫ﺟﺎء ﺑﻪ اﻟﻣﺷـرع اﻟﺟ ازﺋـري وﻗـﺎﻧون اﻟﯾوﻧﺳـﯾﺗرال اﻟﻧﻣـوذﺟﻲ و ﺑﻌـض اﻟﺗﺷـرﯾﻌﺎت‬
‫اﻟﻣﻘﺎرﻧــﺔ‪ ،‬ﻓــﻲ ﻣﺣﺎوﻟــﺔ ﻣﻧــﺎ ﺗﺑﯾــﺎن ﻣﻔﻬــوم و طﺑﯾﻌــﺔ اﻻﯾﺟــﺎب و اﻟﻘﺑــول وﺗﺣدﯾــد‬
‫ﺷروطﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣـن اﻟﻌﻘـود‪ .‬ﺣﯾـث ﻋﻣﻠﻧـﺎ ﻣـن ﺧـﻼل ﻫـذﻩ اﻟورﻗـﺔ اﻟﺑﺣﺛﯾـﺔ‬
‫اﻟﺗﻌرض إﻟﻰ ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﺗﻌﺎﻗـد اﻟﺗﺟـﺎري ﻋﺑـر اﻟوﺳـﺎﺋط اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾـﺔ‬
‫و اﻟﺗــﻲ ﻣــن أﻫﻣﻬــﺎ اﻹﻧﺗرﻧــت ﻣــﻊ اﻟﻧظرﯾــﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻠﻌﻘــد‪ ،‬ﻓﺗطﺑﯾــق ﻧظــﺎم اﻟرﻗﻣﻧــﺔ‬
‫اﻧﻌﻛ ــس ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻌﻣﻠﯾ ــﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾ ــﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾ ــﺔ ﺑرﻣﺗﻬ ــﺎ‪ ،‬وﻣ ــس ﺟﻣﻠ ــﺔ ﻣ ــن اﻷﺣﻛ ــﺎم‬
‫وﺧﻠق ﻋدة إﺷﻛﺎﻻت‪ ،‬ﺑﺳﺑب ﺧﺻوﺻـﯾﺔ ﻫـذا اﻟﻧـوع ﻣـن اﻟﻌﻘـود‪ ،‬أﻫﻣﻬـﺎ أﻧـﻪ ﯾـﺗم‬
‫ﻋﺑــر وﺳــﺎﺋط إﻟﻛﺗروﻧﯾــﺔ و ﯾﻧﻌﻘــد دون أن ﯾﻛــون ﻫﻧــﺎك ﺣﺿــور ﻣـ ٍـﺎد ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗــدﯾن‬
‫ﻓـ ــﻲ ﻣﺟﻠـ ــس ﻋﻘـ ــد ﺣﻘﯾﻘـ ــﻲ‪ ، ،‬ﻣ ـ ــﺎ ﺧﻠـ ــق أﺣﻛـ ــﺎم ﺧﺎﺻـ ــﺔ ﺑﺎﻹﯾﺟـ ــﺎب و اﻟﻘﺑ ـ ــول‬
‫اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ واﻟﺗﻲ ﺗﺧﺗﻠـف ﺣﺳـب ﻧـوع اﻟوﺳـﯾﻠﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾـﺔ اﻟﻣﺳـﺗﻌﻣﻠﺔ اﻟﺗـﻲ ﻣـن‬
‫أﻫﻣﻬ ــﺎ اﻟﺑرﯾ ــد اﻹﻟﻛﺗروﻧ ــﻲ و اﻟﻣوﻗ ــﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧ ــﻲ اﻟوﯾ ــب و ﺧدﻣ ــﺔ اﻟﻣﺣﺎدﺛ ــﺔ أو‬
‫اﻟﻣﺷﺎﻫدة اﻟﻣﺑﺎﺷرة‪.‬‬
‫اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﻣﻔﺗﺎﺣﯾﺔ‪ :‬اﻻﯾﺟﺎب‪ ،‬اﻟﻘﺑول‪ ،‬إﻟﻛﺗروﻧﻲ‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫اﻟﻌﺪد اﻟﺴﺎﺑﻊ‬........................................................................ ‫ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺪراﺳﺎت و اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ‬

Abstract
This study deals with agreement and acceptance in the commerce
contracts, according to the Algerian legislator, and the UNCITRAL
Model Law and some comparative legislation, with the aim of
clarifying the concept and nature of the agreement and of
acceptance and determination of its conditions in this type of
contract. Where we learned through this document, exposure to a
legal approach between commercial contracts via electronic media,
the most important of which is the Internet with the general theory
of the contract, the application of the digital system has been
reflected in all the traditional contractual process, and affect the set
of judgments and the absence of several problems due to the
privacy of this type of contracts, the most important is that it is
carried out by electronic means and is held without any material
presence of contractors in a true contract in a council, which led to
the creation of special provisions for electronic agreement and
acceptance, which vary according to the type of electronic means
used, the most important ones are e-mail, website, conversation
service or live viewing.
Keywords: agreement, acceptance, electronic.

:‫ﻣﻘدﻣﺔ‬
‫ ﺧﺎﺻ ــﺔ ﻓ ــﻲ‬،‫ﻧﺗﯾﺟ ــﺔ ﻟﻠﺗﻘ ــدم و اﻟﺗط ــور اﻟﺗﻛﻧوﻟ ــوﺟﻲ اﻟﻣﺳ ــﺗﻣر و اﻟﻣﺗﺳ ــﺎرع‬
‫ ظﻬــرت اﻟﺗﺟــﺎرة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾــﺔ ﻛﺈﺣــدى ﻧﺗــﺎج‬،‫ﻣﺟــﺎل وﺳــﺎﺋل اﻻﺗﺻــﺎل و اﻻﻋــﻼم‬
‫ و ﺗوﺳــﻊ وﺳــﺎﺋل اﻟوﺳــﺎﺋط اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾــﺔ ﻓــﻲ اﻻﻧﺗﺷــﺎر و ﻋﻠــﻰ‬،‫ﺛــورة اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت‬
‫ ﺣﺗـﻰ أﺻـﺑﺣت‬،‫رأﺳﻬﺎ ﺷﺑﻛﺔ اﻹﻧﺗرﻧت ﻟﺗﺻـل إﻟـﻰ اﻟﻣﻧـزل و اﻟﻣﺗﺟـر و اﻟﺷـرﻛﺔ‬
‫اﻟﻌﻣود اﻟﻔﻘـري ﻓـﻲ اﻟـدول اﻟﻣﺗﻘدﻣـﺔ ﻟﻠﻣﻌـﺎﻣﻼت اﻻﻗﺗﺻـﺎدﯾﺔ و اﻟﻣﺎﻟﯾـﺔ و ﺗطـوﯾر‬
‫ ﻣن ﺧﻼل ﻋدة ﺗطﺑﯾﻘـﺎت أﻫﻣﻬـﺎ ﻋﻘـد اﻟﺻـﻔﻘﺎت و‬،‫اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺟﺎﻻت‬
‫ ﻓﺄﺻـ ــﺑﺣت اﻟﺳـ ــﻠﻌﺔ أو اﻟﺧدﻣـ ــﺔ ﻣﻌروﺿـ ــﺔ ﺑطرﯾﻘـ ــﺔ‬،‫إﺑ ـ ـرام اﻟﻌﻘـ ــود اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾـ ــﺔ‬
‫ ﺣﯾــث ﺗﺗﻔــﺎوض اﻷطـراف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة ﻋــن ﺑﻌــد ﻓﯾﺗﺑــﺎدﻟون‬،‫ﻣﻧظــورة ﻏﯾــر ﻣﻠﻣوﺳــﺔ‬
.‫اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت و ﺳﺎﺋر اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ﺑﺳرﻋﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ‬
91
‫ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺪراﺳﺎت و اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ‪........................................................................‬اﻟﻌﺪد اﻟﺴﺎﺑﻊ‬

‫و ﯾﻌﺗﺑــر اﻟﺗ ارﺿــﻲ أﻫــم أرﻛــﺎن اﻟﻌﻘــد‪ ،‬ﺣﯾــث ﻻ ﯾ ـرﺗﺑط اﻟﺷــﺧص ﺑــﺄي ﻋﻘــد‬
‫ﻣﺎﻟم ﺗﺗﺟﻪ إرادﺗﻪ ﻹﺑراﻣﻪ‪ ،‬ﻫذا اﻟﺗراﺿﻲ ﻻ ﯾﻘوم إﻻ ﻣن ﺧﻼل ﺗطـﺎﺑق اﻹﯾﺟـﺎب‬
‫و اﻟﻘﺑول اﻟﻠذان ﯾﺻـدران طﺑﻘـﺎ ﻟﻠﻘـﺎﻧون‪ ،‬و ﻋﻠﯾـﻪ ﺳـوف ﻧﺗطـرق ﻓـﻲ طﯾـﺎت ﻫـذا‬
‫اﻟﺑﺣث إﻟﻰ ﻛﯾﻔﯾـﺔ اﻟﺗﻌﺑﯾـر ﻋـن اﻹرادة ﻓـﻲ اﻟﻌﻘـد اﻹﻟﻛﺗروﻧـﻲ‪ ،‬ﺣﯾـث أن اﻟﻣﺷـرع‬
‫اﻟﺟ ازﺋ ــري ورﻏ ــم أﻧ ــﻪ ﻟ ــم ﯾﺻ ــدر ﻟﺣ ــد اﻷن ﻗﺎﻧوﻧ ــﺎً ﻟﺗﻧظ ــﯾم اﻟﻣﻌ ــﺎﻣﻼت اﻟﺗﺟﺎرﯾ ــﺔ‬
‫اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾـ ــﺔ ﺗﻧظﯾﻣـ ــﺎ ﺷـ ــﺎﻣﻼ ﻛـ ــﺎﻣﻼ‪ ،‬إﻻ أﻧـ ــﻪ أﻗـ ــر ﻫـ ــذﻩ اﻟﻣﻌـ ــﺎﻣﻼت ﻓـ ــﻲ ﻋـ ــدة‬
‫ﻧﺻوص ﻣﺗﻔرﻗﺔ ﻗﺑل أن ﯾﺻدر اﻟﻘـﺎﻧون رﻗـم‪ ،04-15:‬اﻟﻣﺣـدد ﻟﻠﻘواﻋـد اﻟﻌﺎﻣـﺔ‬
‫اﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ ﺑــﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ واﻟﺗﺻــدﯾق اﻹﻟﻛﺗــروﻧﯾﯾن‪ ،1‬ﺣﯾــث ﻧــص اﻟﻘــﺎﻧون اﻟﻣــدﻧﻲ ﻋﻠــﻰ‬
‫ﺟـ ـواز ﺻ ــدور اﻹﯾﺟـ ـﺎب ﻣ ــن ﺷ ــﺧص إﻟ ــﻰ آﺧ ــر ﻋ ــن طرﯾ ــق اﻟﻬ ــﺎﺗف أو ﺑ ــﺄي‬
‫وﺳﯾﻠﺔ ﻣﻣﺎﺛﻠﺔ؛‪ 2‬وﻫوﻣﺎ ﯾﻔﻬم ﻣﻧﻪ ﺟواز اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋﻠـﻰ اﻹرادة ﺑـﺄي طرﯾﻘـﺔ ﻛﺎﻧـت‪،‬‬
‫ﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ أم إﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‪.‬‬
‫ﺗﺑدو أﻫﻣﯾﺔ دراﺳﺔ ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﻧﺗﯾﺟﺔ أﺛﺎر اﻟﺗﻘدم اﻟﺗﻛﻧوﻟـوﺟﻲ ﻓـﻲ وﺳـﺎﺋل‬
‫اﻻﺗﺻـﺎل و اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت‪ ،‬ﻓﻘــد ﻧــﺗﺞ ﻋــن ﻣﻣﺎرﺳـﺔ اﻟﺗﺟــﺎرة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾــﺔ اﻟﻛﺛﯾــر ﻣــن‬
‫اﻟﺟدل و اﻟﻧﻘﺎش ﺣول اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﺑـﺎدئ واﻟﻘواﻋـد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾـﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾـﺔ‪ ،‬ﻛﻣـﺎ أن‬
‫ﺣداﺛــﺔ اﻟﺗﺟــﺎرة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺟ ازﺋــر ﺗُوﺟــب ﻋﻠﯾﻧــﺎ اﻟﻌﻣــل ﻋﻠــﻰ رﻓــﻊ اﻟﻠــﺑس‬
‫اﻟﻘــﺎﺋم و اﻟﻐﻣــوض اﻟﻣوﺟــود و ﺗﺣدﯾــد ﺑﻌــض اﻟﻣﻔــﺎﻫﯾم اﻟﻣﺣﯾطــﺔ ﺑﻛﯾﻔﯾــﺔ وﺟــود‬
‫اﻟﺗ ارﺿ ـ ــﻲ و ﺗط ـ ــﺎﺑق اﻻﯾﺟ ـ ــﺎب و اﻟﻘﺑ ـ ــول ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻌﻘ ـ ــد اﻟ ـ ــذي ﯾﻧﺷ ـ ــﺄ ﻓ ـ ــﻲ اﻟﺑﯾﺋ ـ ــﺔ‬
‫اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻣـ ـ ــﺎ ﯾـ ـ ــوﻓر اﻷﻣـ ـ ــﺎن اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗـ ـ ــدﯾن اﻟﻣﻘﺑﻠـ ـ ــﯾن ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻫـ ـ ــذﻩ‬
‫اﻟﻣﻌــﺎﻣﻼت‪ .‬و ﻋﻠﯾــﻪ ﺳــﻧﻌﻣل ﻣــن ﺧ ــﻼل ﻫــذا اﻟﺑﺣــث اﻹﺟﺎﺑــﺔ ﻋــن اﻹﺷ ــﻛﺎﻟﯾﺔ‬
‫اﻟﺗﺎﻟﯾ ـ ــﺔ‪ :‬ﻣ ـ ــدى ﺻ ـ ــﺣﺔ اﻻﯾﺟ ـ ــﺎب و اﻟﻘﺑ ـ ــول ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻌﻘ ـ ــد اﻹﻟﻛﺗروﻧ ـ ــﻲ وﺗﺣﻘﯾﻘ ـ ــﻪ‬
‫ﻻﺷﺗراطﺎت اﻻﯾﺟﺎب و اﻟﻘﺑول ﺑﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻬﺎ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ؟‬

‫‪92‬‬
‫ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺪراﺳﺎت و اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ‪........................................................................‬اﻟﻌﺪد اﻟﺴﺎﺑﻊ‬

‫و ﻣن أﺟل اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋن ﻫذﻩ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ واﻻﻟﻣﺎم ﺑﻬذﻩ اﻟد ارﺳـﺔ‪ ،‬ﻧﺗطـرق إﻟـﻰ‬
‫اﻹﯾﺟــﺎب اﻹﻟﻛﺗروﻧــﻲ ﻓــﻲ اﻟﻣﺣــور اﻷول‪ ،‬ﺛــم اﻟﻘﺑــول اﻹﻟﻛﺗروﻧــﻲ ﻓــﻲ اﻟﻣﺣ ــور‬
‫اﻟﺛﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫اﻟﻣﺣور اﻷول‪ :‬اﻹﯾﺟﺎب اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ‬
‫ﻧﺗﻧــﺎول ﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﻣﺣــور ﺗﻌرﯾــف اﻹﯾﺟــﺎب اﻹﻟﻛﺗروﻧــﻲ‪ ،‬ﺛــم ﻧﻌــرض ﺑﻌــض‬
‫ﺻور اﻹﯾﺟﺎب ﻓﻲ ﻋﻘـد اﻟﺗﺟـﺎرة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾـﺔ‪ ،‬و ﻓـﻲ اﻷﺧﯾـر ﻧﻌﻣـل ﻋﻠـﻰ ﺗﻣﯾﯾـز‬
‫اﻹﯾﺟﺎب اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻋن اﻟدﻋوة ﻟﻠﺗﻔﺎوض أو اﻟﺗﻌﺎﻗد‪.‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ﺗﻌرﯾف اﻹﯾﺟﺎب اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ‬
‫ﯾُ ﻌـرف اﻹﯾﺟــﺎب ﺑﺄﻧـﻪ" اﻟﺗﻌﺑﯾــر اﻟﺑــﺎت اﻟﻣﻧﺟـز اﻟﺻــﺎدر ﻣـن أﺣــد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدﯾن‬
‫و اﻟﻣوﺟـﻪ إﻟـﻰ اﻟطــرف اﻷﺧـر ﺑﻘﺻــد إﺣـداث أﺛــر ﻗـﺎﻧوﻧﻲ‪ 3".‬ﻛﻣــﺎ ﯾﻌرﻓـﻪ ﺑﻌــض‬
‫اﻟﻔﻘــﻪ " إﻋـ ـراب ﻋ ــن اﻹرادة – ﺻـ ـرﯾﺢ أو ﺿــﻣﻧﻲ‪ -‬ﺑ ــﻪ ﯾﻌ ــرض ﺷ ــﺧص ﻋﻠ ــﻰ‬
‫آﺧــر أو ﻋﻠــﻰ ﻋــدة اﺷــﺧﺎص آﺧ ـرﯾن – ﻣﻌﯾﻧــﯾن أو ﻏﯾــر ﻣﻌﯾﻧــﯾن – إﺑ ـرام ﻋﻘــد‬
‫‪4‬‬
‫ﺑﺷروط ﻣﻌﯾﻧﺔ‪".‬‬
‫ﯾﻌــرف اﻟﺗوﺟﯾــﻪ اﻷورﺑــﻲ اﻟﺧــﺎص ﺑﺣﻣﺎﯾــﺔ اﻟﻣﺳــﺗﻬﻠﻛﯾن اﻹﯾﺟــﺎب ﻓــﻲ اﻟﻌﻘــود‬
‫اﻟﻣﺑرﻣـﺔ ﻋـن ﺑﻌـد ﺑﺄﻧـﻪ اﺗﺻـﺎل ﻋـن ﺑﻌـد ﯾﺗﺿـﻣن ﺟﻣﯾـﻊ اﻟﻌﻧﺎﺻـر اﻟﻼزﻣـﺔ اﻟﺗـﻲ‬
‫رﺳل إﻟﯾﻪ أن ﯾﻘﺑل اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻣﺑﺎﺷرة‪ ،‬و ﻻ ﯾـدﺧل ﻓـﻲ ﻫـذا اﻟﻧطـﺎق ﻣﺟـرد‬
‫ﺗُﻣﻛن ُاﻟﻣ َ‬
‫‪5‬‬
‫اﻹﻋﻼن‪.‬‬
‫و ﺣﺗﻰ ﯾﺗم ﺗﻌرﯾف اﻹﯾﺟﺎب اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻻﺑد ﻣن ﻣ ارﻋـﺎة اﻟطرﯾﻘـﺔ اﻟﺗـﻲ ﯾـﺗم‬
‫ﺑﻬــﺎ ﻫــذا اﻹﯾﺟــﺎب‪ ،‬و اﻟــذي ﯾﻛــون ﻋﺑــر اﻟوﺳــﺎﺋط اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾــﺔ‪ .‬و ﻋﻠﯾــﻪ ﯾﻣﻛــن‬
‫ﺗﻌرﯾﻔ ـﻪ "ﺑ ـﺎﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟﺑــﺎت و اﻟﺻــﺎدر ﻣــن أﺣــد اﻟﻌﺎﻗــدﯾن و اﻟﻣوﺟــﻪ إﻟــﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد‬
‫اﻷﺧـ ــر ﻋﺑ ـ ــر ﺷ ـ ــﺑﻛﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾـ ــﺔ ﺑﻘﺻ ـ ــد إﺑـ ـ ـرام ﻋﻘـ ــد ﻓ ـ ــﻲ ﻣﺟ ـ ــﺎل اﻟﻣﻌ ـ ــﺎﻣﻼت‬
‫‪6‬‬
‫اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‪".‬‬

‫‪93‬‬
‫ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺪراﺳﺎت و اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ‪........................................................................‬اﻟﻌﺪد اﻟﺴﺎﺑﻊ‬

‫و ﻋ ـ ــرف ﻗـ ـ ــﺎﻧون اﻷﻣـ ـ ــم اﻟﻣﺗﺣـ ـ ــدة اﻟﻧﻣـ ـ ــوذﺟﻲ ﺑﺷـ ـ ــﺄن اﻟﺗﺟـ ـ ــﺎرة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﯾوﻧﺳﯾﺗرال اﻹﯾﺟﺎب اﻹﻟﻛﺗروﻧـﻲ ﺑـﺎﻟﻘول أﻧـﻪ" ﻓـﻲ ﺳـﯾﺎق ﺗﻛـوﯾن اﻟﻌﻘـود و ﻣـﺎ ﻟـم‬
‫ﯾﺗﻔـق اﻟطرﻓــﺎن‪ ،‬ﯾﺟـوز اﺳــﺗﺧدام رﺳـﺎﺋل اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت ﻟﻠﺗﻌﺑﯾـر ﻋــن اﻟﻌـرض و ﻗﺑــول‬
‫اﻟﻌــرض‪ ،‬و ﻋﻧــد اﺳــﺗﺧدام رﺳــﺎﻟﺔ اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت ﻓــﻲ ﺗﻛــوﯾن اﻟﻌﻘــد ﻻ ﯾﻔﻘــد ذﻟــك اﻟﻌﻘــد‬
‫‪7‬‬
‫ﺻﺣﺗﻪ‪ ،‬أو ﻗﺎﺑﻠﯾﺗﻪ‪ ،‬ﻟﻣﺟرد اﺳﺗﺧدام رﺳﺎﻟﺔ ﺑﯾﺎﻧﺎت ﻟذﻟك اﻟﻐرض‪".‬‬
‫ﻛﻣـﺎ ﺗﺿــﻣن اﻟﺑﻧــد ‪ 2/3‬ﻣــن ﻣﺷــروع اﻟﻌﻘـد اﻟﻧﻣــوذﺟﻲ ﻓــﻲ ﺷــﺄن اﻟﻣﻌــﺎﻣﻼت‬
‫اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ و اﻟﻣﻠﺣق ﺑﻘﺎﻧون اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣـدة اﻟﻧﻣـوذﺟﻲ ﻣـﺎ ﯾﻠـﻲ‪ ":‬ﺗﻣﺛـل اﻟرﺳـﺎﻟﺔ‬
‫إﯾﺟﺎﺑــﺎ إذا ﺗﺿــﻣﻧت إﯾﺟﺎﺑــﺎ ﻹﺑ ـرام ﻋﻘــد ﻣرﺳــل إﻟــﻰ ﺷــﺧص واﺣــد أو أﺷــﺧﺎص‬
‫رﺳــل‬
‫ـﺎف و ﻛﺎﻧــت ﺗﺷــﯾر إﻟــﻰ ﻧﯾــﺔ ُﻣ ِ‬
‫ﻣﺣــددﯾن‪ ،‬ﻣــﺎ داﻣ ـوا ﻣﻌــروﻓﯾن ﻋﻠــﻰ ﻧﺣــو ﻛـ ٍ‬
‫اﻹﯾﺟـ ــﺎب أن ﯾﻠﺗـ ــزم ﻓـ ــﻲ ﺣﺎﻟـ ــﺔ اﻟﻘﺑـ ــول‪ ،‬و ﻻ ﯾﻌﺗﺑـ ــر إﯾﺟﺎﺑـ ــﺎ اﻟرﺳـ ــﺎﻟﺔ اﻟﻣﺗﺎﺣـ ــﺔ‬
‫إﻟﻛﺗروﻧﯾﺎ ﺑوﺟﻪ ﻋﺎم‪ ،‬ﻣﺎ ﻟم ﯾُﺷر إﻟﻰ ﻏﯾر ذﻟك‪".‬‬
‫و أﻗــر اﻟﻣﺷــرع اﻟﺗوﻧﺳــﻲ ﻓــﻲ ﻗــﺎﻧون اﻟﻣﺑــﺎدﻻت اﻹﻟﻛﺗروﻧــﻲ اﺧﺿــﺎع اﻟﻌﻘــود‬
‫اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾ ــﺔ ﻟﻧظ ــﺎم اﻟﻌﻘ ــود اﻟﻛﺗﺎﺑﯾ ــﺔ ﻣ ــن ﺣﯾ ــث اﻟﺗﻌﺑﯾ ــر ﻋ ــن اﻹرادة و ﻣﻔﻌوﻟﻬ ــﺎ‬
‫‪8‬‬
‫اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ و ﺻﺣﺗﻬﺎ و ﻗﺎﺑﻠﯾﺗﻬﺎ ﻟﻠﺗﻧﻔﯾذ‪.‬‬
‫و ﯾ ـذﻫب ﺑﻌــض اﻟﻔﻘــﻪ إﻟــﻰ اﻟﻘــول أﻧــﻪ ﻣــن اﻟﺻ ـواب اﻹﺑﻘــﺎء ﻋﻠــﻰ ﺗﻌرﯾــف‬
‫اﻹﯾﺟــﺎب دون ﺗﻐﯾﯾــر‪ ،‬ﺳ ـواء ﺗــم اﻟﺗﻌﺑﯾــر ﻋﻧــﻪ ﺗﻘﻠﯾــدا أم إﻟﻛﺗروﻧﯾــﺎ‪ ،‬ﻋﻠــﻰ أﺳــﺎس‬
‫أن وﺻــف اﻹﯾﺟــﺎب اﻹﻟﻛﺗروﻧــﻲ ﻻ ﯾﻐﯾــر ﻣــن ذاﺗﯾــﺔ اﻹﯾﺟــﺎب ﻟﻣﺟــرد ﻛوﻧــﻪ ﻗــد‬
‫ﺗــم ﻋﺑــر اﻟوﺳ ــﯾط اﻹﻟﻛﺗروﻧــﻲ‪ ،‬و ﯾﺿ ــﯾف أﺻــﺣﺎب ﻫــذا اﻟـ ـراي اﻟﻘــول أن ﻟﻔ ــظ‬
‫إﻟﻛﺗروﻧــﻲ إذا ﻣ ــﺎ أﺿ ــﯾﻔت ﻟﻺﯾﺟ ــﺎب ﻓﺈﻧﻬ ــﺎ ﻻ ﺗﻧــﺎل ﻣ ــن اﻟﻣـ ـراد ﻣﻧ ــﻪ ﻓ ــﻲ إط ــﺎر‬
‫اﻟﻘواﻋــد اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾ ــﺔ ﻓــﻲ ﻗ ــﺎﻧون اﻟﻌﻘ ــد‪ ،‬ﻓــﺎﻷﻣر ﻻ ﯾﻌ ــدو أن ﯾﻛــون وﺻ ــف ﯾﻠﺣ ــق‬
‫ﺑﺎﻹﯾﺟــﺎب ﻧﺎﺷــﺊ ﻋــن اﺧــﺗﻼف ﻓــﻲ وﺳــﯾﻠﺔ اﻟﺗﻌﺑﯾــر ﻋــن اﻹرادة‪ ،‬واﻟﻣﺗﻣﺛﻠــﺔ ﻓــﻲ‬
‫‪9‬‬
‫ﺗﻘﻧﯾﺎت ﺣدﯾﺛﺔ ﺗُﺗﯾﺣﻬﺎ اﻟوﺳﺎﺋط اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺪراﺳﺎت و اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ‪........................................................................‬اﻟﻌﺪد اﻟﺴﺎﺑﻊ‬

‫ﻓﺎﻹﯾﺟﺎب اﻟذي ﯾﻛون ﻋﺑر ﺷﺑﻛﺔ اﻹﻧﺗرﻧت‪ ،‬ﻗد ﯾﻛون إﯾﺟﺎﺑـﺎ ﺧﺎﺻـﺎ ﻣوﺟﻬـﺎ‬
‫إﻟﻰ أﺷﺧﺎص ﻣﺣددﯾن‪ ،‬و ﻫو ﻣـﺎ ﯾﻛـون ﻋـﺎدة ﻋﺑـر اﻟﺑرﯾـد اﻹﻟﻛﺗروﻧـﻲ‪ ،‬أو ﻋـن‬
‫طرﯾــق ﺑ ـراﻣﺞ اﻟﻣﺣﺎدﺛــﺔ؛ ﻛﻣــﺎ ﻗــد ﯾﻛــون اﻹﯾﺟــﺎب ﻋﺎﻣــﺎ ﻣوﺟﻬــﺎ إﻟــﻰ أﺷــﺧﺎص‬
‫ﻏﯾر ﻣﺣددﯾن و إﻟﻰ ﻛـل ﻣﺗﺻـﻔﺢ ﻟﻣواﻗـﻊ اﻟوﯾـب‪ .‬و ﺑﺎﻟﺗـﺎﻟﻲ ﯾﻛـون اﻹﯾﺟـﺎب ﻟـﻪ‬
‫ﺻﻔﺔ دوﻟﯾﺔ و ﻣـﻊ ذﻟـك ﻗـد ﯾﻛـون اﻻﯾﺟـﺎب ﻣﺣـددا ﺑﻧطـﺎق ﻣﻛـﺎﻧﻲ ﺑـﺎﻟﻧص ﻋﻠـﻰ‬
‫‪10‬‬
‫ذﻟك ﺻراﺣﺔ‪.‬‬
‫اﺧﺗﻠــف اﻟﻔﻘــﻪ و اﻟﺗﺷ ـرﯾﻊ اﻟﻣﻘــﺎرن ﻓــﻲ ﺗﺣدﯾــد اﻹﯾﺟــﺎب‪ ،‬ﺣﯾــث ﺗــرى ﺑﻌــض‬
‫اﻟﺗﺷ ـرﯾﻌﺎت أن اﻟﻌــرض اﻟﻣوﺟ ــﻪ ﻟﻠﺟﻣﻬــور ﻋ ــن طرﯾــق اﻹﻋﻼﻧ ــﺎت ﻣــﺛﻼ‪ ،‬ﯾﻔﻘ ــد‬
‫ﺻﻔﺔ اﻟﺗﺣدﯾد و ﻣن ﺛم ﻻ ﯾﻛـون إﯾﺟﺎﺑـﺎً ‪ .‬ﻓـﻲ ﺣـﯾن ﺗـرى ﺑﻌـض اﻟﻘـواﻧﯾن ﺧـﻼف‬
‫ذﻟــك‪ ،‬ﻣﺛــل اﻟﻘــﺎﻧون اﻟﻔرﻧﺳــﻲ و اﻟﻘــﺎﻧون اﻹﻧﺟﻠﯾــزي اﻟﺗــﻲ ﺗﺟﯾــز ﺗوﺟﯾــﻪ اﻹﯾﺟــﺎب‬
‫إﻟــﻰ اﻟﻌ ــﺎﻟم ﻛﻠ ــﻪ‪ ،‬و ﻫ ــو اﻻﺗﺟ ــﺎﻩ اﻟ ــذي ﯾؤﯾ ــدﻩ أﻏﻠ ــب اﻟﻔﻘ ــﻪ اﻟ ــذي ﯾ ــرى أن ﻫ ــذا‬
‫ﯾﻌﺗﻣــد ﻋﻠــﻰ طرﯾﻘــﺔ اﻟﻌــرض‪ ،‬ﻓــﺈذا ﻛــﺎن اﻟﻌــرض ﯾﺗﻣﺛــل ﻓــﻲ إﻋــﻼن اﻟﻣﻧــﺗﺞ ﻋــن‬
‫اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻠﻔـﺎز أو اﻟﺻـﺣف أو اﻟرادﯾـو و ﯾـدﻋو اﻟﺟﻣﻬـور إﻟـﻰ ﺷـراﺋﻬﺎ‪ ،‬ﻓـﺈن‬
‫اﻟﻌــرض ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟﺣﺎﻟــﺔ ﻻ ﯾﻣﺛــل إﯾﺟﺎﺑــﺎ‪ ،‬ﻷﻧــﻪ ﻏﯾــر ﻣوﺟــﻪ إﻟــﻰ ﺷــﺧص ﻣﻌــﯾن‬
‫أو أﺷﺧﺎص ﻣﻌﯾﻧﯾن‪ ،‬أﻣﺎ إذا ﻛﺎن ُاﻟﻣﻧﺗﺞ ﻋـرض ﺳـﻠﻌﺗﻪ واﺻـﻔﺎً إﯾﺎﻫـﺎ و ﻣﺣـدداً‬
‫ﻣزاﯾﺎﻫ ــﺎ و ﺛﻣﻧﻬ ــﺎ و ﯾﻌﻠ ــن اﺳ ــﺗﻌدادﻩ ﻹرﺳ ــﺎﻟﻬﺎ إﻟ ــﻰ ﻛ ــل ﻣ ــن ﯾطﻠﺑﻬ ــﺎ ﺑﺎﻟﺷ ــروط‬
‫اﻟﻣﺑﯾﻧــﺔ ﻓــﻲ اﻹﻋــﻼن‪ ،‬ﻓــﺈن ﻫــذا اﻟﻌــرض ﯾﻌﺑــر ﻋ ـن إرادة ﺻــﺎﺣﺑﻪ ﻓــﻲ اﻻﻟﺗ ـزام‬
‫‪11‬‬
‫ﺑﺎﻟﺗﻌﺎﻗد ﻣﻊ ﻛل ﺷﺧص ﯾﺑدي ﻗﺑوﻟﻪ‪ ،‬وﯾﻌﺗﺑر إﯾﺟﺎﺑﺎ ﺻرﯾﺣﺎً ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﺑﻌض ﺻور اﻹﯾﺟﺎب ﻓﻲ ﻋﻘود اﻟﺗﺟﺎرة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‬
‫ﯾﻧﺷ ــﺄ اﻟرﺿ ــﺎء ﻓ ــﻲ اﻟﻌﻘ ــد اﻹﻟﻛﺗروﻧ ــﻲ ﻋﻧ ــدﻣﺎ ﯾ ــﺗم ﺗﺑ ــﺎدل رﺳ ــﺎﺋل اﻟﺑﯾﺎﻧ ــﺎت‬
‫اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾــﺔ أو اﻟﺧطﺎﺑــﺎت اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾــﺔ‪ ،‬وﯾﻌﺗﺑــر ﻣــن ﺻــور اﻟﺗﻌﺑﯾــر ﻋــن اﻹرادة‬
‫‪،‬أو ﺧدﻣــﺔ‬ ‫‪world wide web‬‬ ‫ﻓــﻲ اﻟﻌﻘــد اﻹﻟﻛﺗروﻧــﻲ إذا ﺗــم ذﻟــك ﻋﺑــر ﺧدﻣــﺔ‬
‫اﻟﺑرﯾد اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ )‪ ،(email‬أو أي وﺳﯾﻠﺔ إﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺗﺣﻘق اﻟﻐرض اﻟﻣطﻠوب‪.‬‬
‫‪95‬‬
‫ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺪراﺳﺎت و اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ‪........................................................................‬اﻟﻌﺪد اﻟﺴﺎﺑﻊ‬

‫‪ -1‬اﻹﯾﺟﺎب ﻋﺑر اﻟﺑرﯾد اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ‬


‫ﯾﺧﺗﻠـ ــف اﻹﯾﺟـ ــﺎب ﻋﺑـ ــر اﻟﺑرﯾـ ــد اﻹﻟﻛﺗروﻧـ ــﻲ ﻟﻣـ ــﺎ ﯾﻛـ ــون اﻻﺗﺻـ ــﺎل اﻟﻛﺗـ ــﺎﺑﻲ‬
‫ﻣﺑﺎﺷر ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ﻋن اﻹﯾﺟﺎب ﻟﻣـﺎ ﯾﻛـون ﻫﻧـﺎك ﻓﺗـرة زﻣﻧﯾـﺔ ﺑـﯾن اﻹﯾﺟـﺎب‬
‫و اﻟﻘﺑول‪.‬‬
‫أ ‪ -‬ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟود ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻓﺎﺻﻠﺔ ﺑﯾن اﻹﯾﺟﺎب و اﻟﻘﺑول‬
‫ﯾﻛــون ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟﺣﺎﻟــﺔ اﻹﯾﺟــﺎب ﻣوﺟﻬــﺎ ﻏﺎﻟﺑــﺎ ﻣــن طــرف ﺷــﺧص إﻟــﻰ ﺷــﺧص‬
‫آﺧــر ﺗﺣدﯾ ــدا‪ ،‬ﻓﻧﻛــون أﻣ ــﺎم ﺣﺎﻟ ــﺔ ﺷــﺑﯾﻬﺔ ﺑﺎﻹﯾﺟ ــﺎب اﻟﺻــﺎدر ﻋﺑ ــر اﻟﻔ ــﺎﻛس أو‬
‫اﻟﺑرﯾـ ــد اﻟﻌـ ــﺎدي‪ ،‬ﺣﯾـ ــث ﯾﻛـ ــون اﻟﻣوﺟـ ــب ﺑﺣﺎﺟـ ــﺔ ﻟﻔﺗ ـ ـرة زﻣﻧﯾـ ــﺔ ﻓﺎﺻـ ــﻠﺔ ﻻﺳـ ــﺗﻼم‬
‫‪12‬‬
‫اﻹﺟﺎﺑﺔ‪.‬‬
‫و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻛون اﻹﯾﺟﺎب ﻗﺎﺋﻣﺎ ﻏﯾـر ُﻣﻠـزم‪ ،‬إﻻ ﻓـﻲ ﺣﺎﻟـﺔ إذا ﺗﺿـﻣن اﻟﺗ ازﻣـﺎ‬
‫ﻣــن طــرف ُاﻟﻣوﺟ ــب ﺑﺎﻟﺑﻘــﺎء ﻋﻠ ــﻰ إﯾﺟﺎﺑــﻪ ﻟﻔﺗـ ـرة ﻣﺣــددة‪ ،‬و ﯾﻣﻛ ــن ﻣﻌرﻓــﺔ ﻫ ــذﻩ‬
‫اﻟﻣــدة ﻣــن طﺑﯾﻌــﺔ اﻹﯾﺟ ــﺎب و اﻟﻌــرف‪ .‬وﻫــو ﻣــﺎ ﻧﺻ ــت ﻋﻠﯾــﻪ اﻟﻣــﺎدة ‪ 63‬ﻣ ــن‬
‫اﻟﻘــﺎﻧون اﻟﻣــدﻧﻲ اﻟﺟ ازﺋــري‪ ،‬ﻓــﺈذا ﻛــﺎن إﯾﺟﺎﺑــﺎ ﻏﯾــر ُﻣﻠــزم ﺗــم ﺑــﻪ اﻟﻌﻘــد ﻣﺗــﻰ ﻛــﺎن‬
‫ﺑﺎﺗـﺎً وﺟﺎزﻣـﺎً وﻛﻼﻣـﺎً ﻣﺣــدداً‪ ،‬ﻛﻣـﺎ ﯾﻣﻛـن أن ﯾﺳـﻘط ﻓــﻲ ﺣﺎﻟـﺔ رﻓﺿـﻪ ﻋـن طرﯾــق‬
‫اﻟﺑرﯾـد اﻹﻟﻛﺗروﻧــﻲ أو ﻋﻧــد اﻟﺗﻌــدﯾل ﻓﯾــﻪ‪ ،‬أو ﺗﻛـ اررﻩ‪ ،‬أو اﻧﻘﺿــﺎء اﻟﻣــدة ﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ‬
‫ﻛــﺎن ُﻣﻠزﻣــﺎً‪ ،‬ﻛﻣــﺎ ﯾﺳــﺗطﯾﻊ اﻟرﺟــوع ﻋــن اﻹﯾﺟــﺎب ﻋﺑــر ﻧﻔــس اﻟوﺳــﯾﻠﺔ‪ ،‬أو ﻋــن‬
‫طرﯾق وﺳﯾﻠﺔ أﺧرى ﻛﺎﻟﻬﺎﺗف ﻣﺛﻼ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺗﺻﺎل ﺑﺎﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻣﺑﺎﺷرة‬
‫ﻓ ــﻲ ﻫـ ــذﻩ اﻟﺣﺎﻟ ــﺔ ﯾﻘﺗـ ــرب اﻹﯾﺟـ ــﺎب ﻣ ــن اﻹﯾﺟـ ــﺎب ﻋﺑـ ــر اﻟ ــﺗﻠﻛس‪ ،‬اﻟـ ــذي ﯾـ ــوﻓر‬
‫اﻻﺗﺻـ ــﺎل اﻟﻣﺑﺎﺷـ ــر ﻓـ ــﻲ إﯾﺟﺎﺑـ ــﻪ و ﻗﺑوﻟـ ــﻪ‪ ،‬ﺑﺣﯾـ ــث ﯾﻣﻛـ ــن أن ﯾـ ــرد اﻟﻘﺑـ ــول ﻓـ ــور‬
‫ﺻدور اﻹﯾﺟﺎب‪ ،‬وﻫﻧﺎ ﻧﻛون أﻗرب إﻟﻰ ﻣﺟﻠس ﻋﻘد‪ ،‬و ﯾﻛون ﻟﻠﻣوﺟـب اﻟﻌـدول‬
‫ﻋن إﯾﺟﺎﺑﻪ ﺑﺄي ﻓﻌل أو ﻗول ﯾدل ﻋﻠـﻰ اﻻﻋﺗـراض اﻟـذي ﯾﺑطـل اﻹﯾﺟـﺎب‪ ،‬ﻛﻣـﺎ‬

‫‪96‬‬
‫ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺪراﺳﺎت و اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ‪........................................................................‬اﻟﻌﺪد اﻟﺴﺎﺑﻊ‬

‫ﯾﻛون ﻟﻠﻘﺎﺑل ﻋﻧد رﻓض اﻹﯾﺟﺎب أن ﯾﻌﺑر ﻋن ذﻟـك‪ ،‬ﻣـﺛﻼ ﺑﺎﻻﻧﺗﻘـﺎل إﻟـﻰ ﻣوﻗـﻊ‬
‫‪13‬‬
‫آﺧر ﻏﯾر ﻣوﻗﻊ ُاﻟﻣوﺟب‪.‬‬
‫‪ :2‬اﻹﯾﺟــﺎب ﻋﺑــر اﻟﻣﺣﺎدﺛــﺔ أو اﻟﻣﺷــﺎﻫدة اﻟﻣﺑﺎﺷــرة‪ :‬ﺗُﻣﻛــن وﺳــﯾﻠﺔ اﻻﺗﺻــﺎل‬
‫اﻟﺣدﯾﺛــﺔ إﻣﻛﺎﻧﯾ ــﺔ ﻣﺷــﺎﻫدة اﻟﻣﺗﻌﺎﻣ ــل ﻋﺑــر ﺷ ــﺑﻛﺔ اﻹﻧﺗرﻧــت اﻟﻣﺗﺻ ــل ﻣﻌــﻪ ﻋ ــن‬
‫طرﯾــق ﻛﻣﯾ ـ ار ﺗﺗﺻــل ﺑﺟﻬــﺎز اﻟﻛﻣﺑﯾــوﺗر ﻟــدى اﻟطــرﻓﯾن‪ ،‬ﻓﯾﺗﺣــول اﻟﻛﻣﺑﯾــوﺗر إﻟــﻰ‬
‫ﻫﺎﺗف ﻣرﺋﻲ‪ ،‬وﻧﻛون ﻓـﻲ ﻫـذﻩ اﻟﺣﺎﻟـﺔ أﻣـﺎم ﺣﺿـور اﻓﺗ ارﺿـﻲ ﻟطرﻓـﻲ اﻟﻌﻘـد ﻓـﻲ‬
‫ﻣﺟﻠــس ﻋﻘــد واﺣــد‪ ،‬أي أﻣــﺎم ﻣﺟﻠــس ﻋﻘــد اﻓﺗ ارﺿــﻲ ﯾﻘﺗــرب ﺟــداً ﻣــن اﻟﻣﺟﻠــس‬
‫و ﯾﻧطﺑق ﻋﻠﻰ ﻫـذا اﻟﻧـوع ﻣـن اﻹﯾﺟـﺎب اﻟﻘواﻋـد اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻓـﻲ اﻟﺗﻌﺎﻗـد‬ ‫‪14‬‬
‫اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ‪.‬‬
‫ﺑــﯾن ﺣﺎﺿ ـرﯾن‪ ،‬اﻟﺗــﻲ ﻧــص ﻋﻠﯾﻬــﺎ اﻟﻣﺷــرع اﻟﺟ ازﺋــري ﻓــﻲ ﻧــص اﻟﻣــﺎدة ‪ 64‬ﻣــن‬
‫اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ‪ ،‬ﻓﯾﻛـو ن اﻹﯾﺟـﺎب ﻏﯾـر ُﻣﻠـزم ﻣـﺎ ﻟـم ﯾﺻـدر اﻟﻘﺑـول ﻓـورا‪ ،‬أﻣـﺎ إذا‬
‫َﻋــدل ُاﻟﻣوﺟــب ﻋــن إﯾﺟﺎﺑــﻪ‪ ،‬ﺳــﻘط اﻹﯾﺟــﺎب‪ٕ ،‬واذا ﺻــدر ﻗﺑــول ﺑﻌــد ذﻟــك‪ ،‬ﻓــﻼ‬
‫ﯾُ ﻌﺗد ﺑﻪ وﯾﻌﺗﺑر إﯾﺟﺎﺑﺎ ﺟدﯾداً ‪.‬‬
‫أﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻟم َْﯾﻌـدل اﻟُﻣوﺟـب ﻋـن اﯾﺟﺎﺑـﻪ‪ ،‬ﻓـﺈن اﻹﯾﺟـﺎب ﻻ ﯾﺳـﻘط‪ ،‬ﻟﻛﻧـﻪ‬
‫ﯾﺻــﺑﺢ ﻏﯾــر ُﻣﻠ ــزم و ﻫــو ﻣــﺎ ﯾطﻠ ــق ﻋﻠﯾــﻪ ﺑﺎﻹﯾ ﺟــﺎب اﻟﻘ ــﺎﺋم و ﻏﯾــر ُاﻟﻣﻠ ــزم؛ و‬
‫ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﺻدور ﻗﺑول ﻗﺑل اﻧﻔﺿﺎض ﻣﺟﻠس اﻟﻌﻘد ﯾؤدي إﻟﻰ اﻧﻌﻘﺎد اﻟﻌﻘد‪.‬‬
‫‪-3‬اﻹﯾﺟـــــﺎب ﻋﺑـــــر اﻟﻣوﻗـــــﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧـــــﻲ اﻟوﯾـــــب ‪:‬اﻹﯾﺟ ـ ــﺎب ﻋﺑ ـ ــر اﻟﻣوﻗ ـ ــﻊ‬
‫اﻹﻟﻛﺗروﻧــﻲ ﯾﺷــﺑﻪ ﻛﺛﯾ ـ ار اﻹﯾﺟــﺎب اﻟﺻــﺎدر ﻋﺑــر اﻟﺻــﺣف أو اﻟﺗﻠﻔــﺎز‪ ،‬أو ﻋﺑــر‬
‫اﻟﺷﺎﺷــﺎت اﻟﻣوﺿــوﻋﺔ ﻓــﻲ اﻟﺳــﺎﺣﺎت و اﻟطــرق اﻟﻌﺎﻣــﺔ‪ ،‬ﻓﯾﻛــون إﯾﺟﺎﺑــﺎً ﻣﺳــﺗﻣراً‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣدار اﻟﺳﺎﻋﺔ‪ ،‬و ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﯾﻌﺗﺑر ﻣوﺟﻬـﺎً ﻟﻠﺟﻣﻬـور و ﻟـﯾس إﻟـﻰ ﺷـﺧص‬
‫ﻣﻌــﯾن‪ ،‬وﻋــﺎدة ﻣــﺎ ﯾﻛــون ﻫــذا اﻹﯾﺟــﺎب ﻣﺣــددا ﺑــزﻣن أو ﻣﻌﻠﻘــﺎً ﻋﻠــﻰ ﺷــرط ﻋــدم‬
‫ﻧﻔﺎذ اﻟﺳﻠﻌﺔ‪ ،‬و ﯾﻛون اﻹﯾﺟﺎب ﻋﺑـر ﺷـﺑﻛﺔ اﻟوﯾـب ﻣﻌﻠﻘـﺎً ﻋﻠـﻰ ﺷـرط ﻋـدم ﺗﻐﯾـر‬
‫اﻷﺳﻌﺎر‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﺣﺗﻔظ ُاﻟﻣوﺟب ﺑﺣﻘﻪ ﻓﻲ ﺗﻌدﯾل اﻟﺛﻣن‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺪراﺳﺎت و اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ‪........................................................................‬اﻟﻌﺪد اﻟﺴﺎﺑﻊ‬

‫و ﯾط ــرح اﻹﯾﺟ ــﺎب ﻋﺑ ــر اﻟﻣواﻗ ــﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾ ــﺔ إﺷ ــﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻛﯾﯾ ــف اﻟﻘـ ــﺎﻧوﻧﻲ‬
‫ﻟﻺﻋﻼن ﻋﺑر ﺷﺑﻛﺔ اﻟوﯾب‪ ،‬ﺣﯾث ﯾرى اﻟﺑﻌض أﻧـﻪ دﻋـوى إﻟـﻰ اﻟﺗﻌﺎﻗـد و ﻟـﯾس‬
‫إﯾﺟﺎﺑﺎً‪ ،‬ﺣﺗﻰ ﻟوﻛﺎن اﻹﻋـﻼن ﯾﺣﺗـوي ﻋﻠـﻰ ﺟﻣﯾـﻊ اﻟﻣﺳـﺎﺋل اﻟﺟوﻫرﯾـﺔ ﻟﻠﻌﻘـد‪ ،‬إﻻ‬
‫ﻣﺎت ﯾُ ﻌﺗَ ــد ﺑــﻪ ﺑﺷــﺧص اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد‪،‬‬
‫ﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ ﻛــﺎن اﻹﻋــﻼن ﻋــن اﻟﺳــﻠﻊ و اﻟﺧــد‬
‫ﻓﻧﻛون ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ أﻣﺎم إﯾﺟﺎب‪ ،‬ﻟذﻟك ﯾﺣرص ُاﻟﻣﻌﻠِ ن ﻋﻠـﻰ ﺷـﺑﻛﺔ اﻹﻧﺗرﻧـت‬
‫ﻋﻠﻰ أن ﯾﺟﻌل اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻫو اﻟﻣوﺟب و ﯾﻛون اﻟﺑﺎﺋﻊ أو ُاﻟﻣـورد أو ُاﻟﻣﻧـﺗﺞ ﻫـو‬
‫‪15‬‬
‫اﻟﻘﺎﺑل‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬ﺗﻣﯾﯾز اﻹﯾﺟﺎب اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻋن اﻟدﻋوة ﻟﻠﺗﻔﺎوض أو اﻟﺗﻌﺎﻗد‬
‫ﺗﺗﻣﯾــز اﻟﻣرﺣﻠــﺔ اﻟﺳ ــﺎﺑﻘﺔ ﻋــن إﺑـ ـرام اﻟﻌﻘــد ﺑﻌــدة ﺻ ــور ﻟﻠﺗﻌﺑﯾــر ﻋ ــن اﻹرادة‪،‬‬
‫ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎرﻩ إﯾﺟﺎﺑﺎ ﺗﺎﻣﺎ ﯾﻧﻌﻘـد ﺑـﻪ اﻟﻌﻘـد ﻋﻧـد اﻗﺗ ارﻧـﻪ ﺑﻘﺑـول‪ ،‬وﻣﻧﻬـﺎ ﻣـﺎ‬
‫ﻻ ﯾﻌ ــدو أن ﯾﻛ ــون دﻋ ــوة ﻟﻠﺗﻔ ــﺎوض ﺣ ــﯾن ﯾﻛ ــون ﻋرﺿ ــﺎ ﻣ ــن ط ــرف ﺷ ــﺧص‬
‫ﻟﻠﺗﻌﺎﻗد دون أن ﯾﻌﻣل ﻋﻠـﻰ ﺗﻌﯾـﯾن ﻋﻧﺎﺻـرﻩ و ﺷـروطﻪ‪ ،‬و اﻻﺧـﺗﻼف َ ﺑـﯾﱢن ﺑـﯾن‬
‫اﻹﯾﺟـ ــﺎب و اﻟﺗﻔـ ــﺎوض‪ ،‬ﺣﯾـ ــث ﻻ ﯾرﺗـ ــب اﻟﻘـ ــﺎﻧون ﻋﻠـ ــﻰ ﻫـ ــذا اﻷﺧﯾـ ــر أي أﺛـ ــر‬
‫ﻗﺎﻧوﻧﻲ‪ ،‬و ﯾﺑﻘﻰ ﻣن ﺣق اﻟﻣﺗﻔﺎوض أن ﯾﻘطـﻊ اﻟﻣﻔﺎوﺿـﺔ ﻓـﻲ أي وﻗـت‪ ،‬ﻋﻛـس‬
‫ﻣﺎ ﯾُ ﻧﺗﺟﻪ اﻹﯾﺟـﺎب ﻣـن أﺛـر ﻗـﺎﻧوﻧﻲ‪ ،‬و اﻟﺗﺳـﺎؤل اﻟـذي ﯾﺛﯾـرﻩ ﻣوﺿـوﻋﻧﺎ ﻓـﻲ ﻫـذا‬
‫اﻟﺟﺎﻧــب‪ ،‬ﻫــو ﻫــل ﯾﻣﻛــن اﻋﺗﺑــﺎر اﻟﻌــرض اﻟﻣوﺟــﻪ إﻟــﻰ اﻟﺟﻣﻬــور ﻋﺑ ـر اﻟوﺳــﺎﺋط‬
‫اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ وﺧﺎﺻﺔ ﺷﺑﻛﺔ اﻹﻧﺗرﻧت إﯾﺟﺎﺑﺎً أم ﻻ؟‬
‫اﺧﺗﻠﻔـت اﻟﻘـواﻧﯾن اﻟﻣﻘﺎرﻧـﺔ ﺑــﯾن ﻣـن ﯾﻌﺗﺑـر ﻫـذا اﻟﻌــرض ﻣﺟـرد إﻋـﻼن‪ ،‬ﻣﺛــل‬
‫اﻟﻘـﺎﻧون اﻟﻛـوﯾﺗﻲ‪ ،‬و ﻣــن ﯾﻌﺗﺑـرﻩ دﻋــوة إﻟـﻰ اﻟﺗﻌﺎﻗــد ﻣﺛـل اﻟﻘــﺎﻧون اﻹﻧﺟﻠﯾـزي‪ ،‬ﻓــﻲ‬
‫ﺣﯾن ذﻫب ﻓرﯾق ﺛﺎﻟث‪ ،‬ﻣﺛل اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻔرﻧﺳﻲ إﻟﻰ اﻋﺗﺑـﺎرﻩ إﯾﺟﺎﺑـﺎً ﻛـﺎﻣﻼ وﻣﻧﺗﺟـﺎً‬
‫ﻷﺛﺎرﻩ‪.‬‬
‫ﯾــرى ﺟﺎﻧــب ﻣــن اﻟﻔﻘ ــﻪ أن ﻣــﺎ ﯾﻣﯾــز اﻹﯾﺟــﺎب ﻋ ــن اﻟــدﻋوة ﻟﻠﺗﻔــﺎوض‪ ،‬ﻫ ــو‬
‫ﻓـ ــﺎرق وظﯾﻔـ ــﻲ‪ ،‬ﻋﻠـ ــﻰ اﻋﺗﺑـ ــﺎر أن وظﯾﻔـ ــﺔ اﻟـ ــدﻋوة إﻟـ ــﻰ اﻟﺗﻔـ ــﺎوض ﻫـ ــﻲ ﻣﺟـ ــرد‬
‫‪98‬‬
‫ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺪراﺳﺎت و اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ‪........................................................................‬اﻟﻌﺪد اﻟﺴﺎﺑﻊ‬

‫اﻹﻋﻼن ﻣن ﺻـﺎﺣﺑﻬﺎ ﻋـن رﻏﺑـﺔ ﻓـﻲ اﻟﺗﻌﺎﻗـد ﻣـن أﺟـل اﻟﻛﺷـف ﻋـن ﻣـن ﺗﻛـون‬
‫ﻟدﯾــﻪ رﻏﺑــﺔ ﻣﻘﺎﺑﻠــﺔ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣــﺎ اﻹﯾﺟــﺎب ﯾﻬــدف إﻟــﻰ ﺗﺣﻘﯾــق ﻣﺷ ـروع ﻛﺎﻣــل اﻟﻣﻌــﺎﻟم‪،‬‬
‫ﻗﺎﺑل أن ﯾﺗﺣول إﻟـﻰ ﻋﻘـد ﻣﺗﻛﺎﻣـل اﻷرﻛـﺎن ﺑﻣﺟـرد إﻋـﻼن ﻣـن ﯾوﺟـﻪ إﻟﯾـﻪ ﻗﺑوﻟـﻪ‬
‫‪16‬‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﺣﺗوى اﻟﻌرض اﻟﻣﻘدم‪.‬‬
‫و ﯾــذﻫب اﻟــﺑﻌض إﻟــﻰ اﻟﻘــول‪ ،‬اﻷرﺟــﺢ ﻓــﻲ اﻟﻌــروض اﻟﺗــﻲ ﺗــﺗم ﻋﺑــر ﺷــﺑﻛﺔ‬
‫اﻹﻧﺗرﻧــت و اﻟﺗــﻲ ﺗﻛــون ﻣوﺟﻬــﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬــور‪ ،‬ﻟــﯾس ﻋرﺿــﺎً ﻓﻌﻠﯾــﺎ ﻣﻠزﻣــﺎً ﺑــﺎﻟﻣﻌﻧﻰ‬
‫اﻟﻘ ــﺎﻧوﻧﻲ اﻻﺻ ــطﻼﺣﻲ‪ ،‬ﺑ ــل ﻻ ﺗﻌ ــدو أن ﺗﻛـ ــون ُﻣﺟ ــرد اﻗﺗـ ـراح أو دﻋ ــوة إﻟـ ــﻰ‬
‫‪17‬‬
‫اﻟﺗﻌﺎﻗد‪.‬‬
‫و ﯾﺑ ــرر ﻫ ــذا اﻻﺗﺟ ــﺎﻩ أرﯾ ــﻪ ﺑ ــﺎﻟﻘول أن طﺑﯾﻌ ــﺔ ﻋﻘ ــود اﻟﺗﺟ ــﺎرة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾ ــﺔ‬
‫ﺗﺳــﺗﻠزم ذﻟــك‪ ،‬ﻓﺎﻟﺗــﺎﺟر ﻏﯾــر ﻣﻠــزم ﻗﺎﻧوﻧــﺎ ﺑــﺈﺑرام اﻟﻌﻘــد ﺣﺗــﻰ ﯾﻘﺑــل ﻫــذا اﻻﯾﺟــﺎب‪،‬‬
‫ﺣﯾ ـ ــث ﻗ ـ ــد ﯾﺳ ـ ــﺗﻠم ﺻ ـ ــﺎﺣب اﻟﻣﺗﺟ ـ ــر اﻹﻟﻛﺗروﻧ ـ ــﻲ ﻣﺋ ـ ــﺎت اﻟرﺳ ـ ــﺎل اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾ ـ ــﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ طﻠـب اﻟﺷـراء‪ ،‬دون أن ﺗﺗـوﻓر ﻟدﯾـﻪ ﻛـل اﻟﻛﻣﯾـﺔ اﻟﻣطﻠوﺑـﺔ‪ ،‬أو ﻗـد‬
‫‪18‬‬
‫ﯾﻛون ﺳﻌر اﻟﺑﺿﺎﻋﺔ ﻗد أﺻﺑﺢ أﻋﻠﻰ ﻣﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﯾﻪ وﻗت اﻹﻋﻼن‪.‬‬
‫وﻫ ــو ﻣـ ــﺎ ﻗﺿ ــت ﺑـ ــﻪ ﻣﺣﻛﻣـ ــﺔ اﻟ ــﻧﻘض اﻟﻣﺻ ـ ـرﯾﺔ ﺑ ــﺎﻟﻘول‪ :‬طـ ــرح ﻣﻧﺎﻗﺻـ ــﺎت‬
‫اﻟﺗورﯾــد و ﻏﯾــر ذﻟ ــك ﻣــن اﻟﺑﯾﺎﻧ ــﺎت اﻟﻣوﺟــﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬ ــور أو اﻷﻓ ـراد‪ ،‬ﻛﺎﻟﻧﺷـ ـرات و‬
‫اﻹﻋﻼﻧــﺎت‪ ،‬ﻻ ﯾُ ﻌــد إﯾﺟﺎﺑــﺎً و إﻧﻣــﺎ ﯾﻌﺗﺑــر دﻋــوة إﻟــﻰ اﻟﺗﻔــﺎوض‪ ،‬أﻣــﺎ اﻹﯾﺟــﺎب‪،‬‬
‫ﻓﻬ ــو اﻻﺳ ــﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﻬ ــذﻩ اﻟ ــدﻋوة‪ ،‬و ﻣ ــن ﺛ ــم ﯾ ــﺗم اﻟﺗﻌﺎﻗ ــد ﺑﻘﺑ ــول اﻟﺟﻬ ــﺔ ﺻـ ـﺎﺣﺑﺔ‬
‫‪19‬‬
‫اﻟﻣﻧﺎﻗﺻﺔ أو اﻹﻋﻼن ﻟﻬذا اﻹﯾﺟﺎب‪.‬‬
‫ﻛﻣ ــﺎ ﯾ ــرى ﺟﺎﻧ ــب ﻣ ــن اﻟﻔﻘ ــﻪ أن اﻟﻌ ــرض اﻟﻣوﺟ ــﻪ ﻟﻠﺟﻣﻬ ــور ﯾﻛ ــون إﯾﺟﺎﺑ ــﺎ‬
‫ﺻ ـ ــﺣﯾﺣﺎ‪ ،‬إذا ﺗﺿ ـ ــﻣن ﺗﺣدﯾ ـ ــدا دﻗﯾﻘ ـ ــﺎ واﻓﯾ ـ ــﺎ ﻟﻠﺳ ـ ــﻠﻌﺔ و اﻟ ـ ــﺛﻣن و ﺗﺣدﯾ ـ ــد ﻛ ـ ــل‬
‫اﻟﻌﻧﺎﺻـر اﻟﺟوﻫرﯾـﺔ ﻟﻠﺗﻌﺎﻗـد ﺗﺣدﯾـداً ﻧﺎﻓﯾـﺎ ﻟﻠﺟﻬﺎﻟـﺔ ٕواﻻ ﻓـﺈن اﻟﻌـرض ﯾﺑﻘـﻰ ﻣﺟـرد‬
‫‪20‬‬
‫دﻋوة ﻟﻠﺗﻌﺎﻗد‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺪراﺳﺎت و اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ‪........................................................................‬اﻟﻌﺪد اﻟﺴﺎﺑﻊ‬

‫ﻣوازاة ﻣﻊ اﻵراء اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ‪ ،‬ظﻬر رأي أﻛﺛر ﻣوﺿـوﻋﯾﺔ ﻧـرى أﻧـﻪ اﻷﻗـرب إﻟـﻰ‬
‫اﻟﺻواب‪ ،‬ﯾﻌﺗﺑر أن اﻟﺗﻔرﻗـﺔ ﺑـﯾن اﻹﯾﺟـﺎب و اﻹﻋـﻼن ﻗـد ﺗﺻـﺢ ﺑﺎﻟﻧﺳـﺑﺔ ﻟﻠﻌﻘـود‬
‫اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ‪ ،‬إﻻ أﻧﻬـﺎ ﺗﻛـون أﻛﺛـر ﺗﻌﻘﯾـدا ﻓـﻲ اﻟﻌﻘـود اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾـﺔ‪ ،‬ﻟﻬـذا ﯾـرﻓض ﻫـذا‬
‫اﻻﺗﺟــﺎﻩ أن ﯾﻠﻘــﻲ وﺻــﻔﺎً ﻣﺟﻣــﻼً ﻋﻠــﻰ ﻛﺎﻓــﺔ اﻟﻌــروض اﻟﻣوﺟﻬــﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬــور‪ ،‬ﻣــﻊ‬
‫أﻧﻬم اﺧﺗﻠﻔوا ﻓﻲ اﻟﻣﻌـﺎﯾﯾر اﻟﻣﺗﺑﻌـﺔ ﻟﺗﺣدﯾـد ﻫـذﻩ اﻟﺗﻔرﻗـﺔ‪ ،‬ﻓﻬﻧـﺎك ﻣـن اﻋﺗﻣـد ﻋﻠـﻰ‬
‫ﺗﺣدﯾد اﻟﺛﻣن ﻣن ﻋدﻣﻪ‪ ،‬ﻓﺈذا ﺣدد اﻟﺳﻌر ﻋد إﯾﺟﺎﺑﺎً ‪ ،‬وﻫﻧﺎك ﻣن ﯾـرى ﻻ ﺑـد أن‬
‫ﯾﻌﺑر اﻹﯾﺟﺎب ﻋن إرادة ﺑﺎﺗﺔ وﻧﻬﺎﺋﯾﺔ ﻣـﻊ إﻋـﻼن اﻟﺷـروط اﻟﺟوﻫرﯾـﺔ ﻟﻠﺗﻌﺎﻗـد‪ ،‬و‬
‫ﯾــذﻫب اﻟــﺑﻌض إﻟــﻰ اﻟﻘــول أن اﻟﺗﻔرﻗــﺔ ﺑــﯾن اﻹﻋــﻼن و اﻹﯾﺟــﺎب ﯾﻛــون ﺣﺳــب‬
‫‪21‬‬
‫ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻹﻋﻼن ﻧﻔﺳﻪ وﻣدى اﻋﺗﺑﺎر اﻷﻟﻔﺎظ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ إﯾﺟﺎﺑﺎً ‪.‬‬
‫اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﻘﺑول اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ‬
‫ﻧﺗﻧـ ــﺎول ﻓـ ــﻲ ﻫـ ــذا اﻟﻣﺣـ ــور ﺗﻌرﯾـ ــف اﻟﻘﺑـ ــول اﻹﻟﻛﺗروﻧـ ــﻲ وﺗﺣدﯾـ ــد ﺷـ ــروطﻪ‬
‫اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾــﺔ‪ ،‬ﺛــم ﻧﻌــرج ﺑﻌــد ذﻟــك إﻟــﻰ اﻟﺑﺣــث ﻓــﻲ طــرق اﻟﻘﺑــول ﻓــﻲ ﻋﻘــود اﻟﺗﺟــﺎرة‬
‫اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻓ ـ ــﻲ اﻷﺧﯾـ ـ ــر ﻧﻧظ ـ ــر ﻓـ ـ ــﻲ ﻣ ـ ــدى ﺻـ ـ ــﻼﺣﯾﺔ اﻟﺳ ـ ــﻛوت ﻟﻠﺗﻌﺑﯾـ ـ ــر‬
‫اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻋن اﻟﻘﺑول‪.‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ﺗﻌرﯾف اﻟﻘﺑول اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ و ﺷروطﻪ‬
‫‪ -1‬ﺗﻌرﯾف اﻟﻘﺑول اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ‬
‫ﯾﻌﺗﺑ ـ ــر اﻟﻘﺑ ـ ــول ﻫ ـ ــو اﻟﺗﻌﺑﯾ ـ ــر اﻟﺑ ـ ــﺎت ﻋ ـ ــن إرادة اﻟط ـ ــرف اﻟ ـ ــذي وﺟ ـ ــﻪ إﻟﯾ ـ ــﻪ‬
‫اﻹﯾﺟﺎب‪ ،‬ﯾﻔﯾد ﻣواﻓﻘﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻹﯾﺟـﺎب‪ ،‬ﻓﻬـو اﻹرادة اﻟﺛﺎﻧﯾـﺔ ﻓـﻲ اﻟﻌﻘـد‪ ،‬ﺑﺣﯾـث ﻻ‬
‫ﯾﻣﻛن أن ﯾﻧﻌﻘد اﻟﻌﻘد إﻻ ﺑﺎﺗﻔﺎق ارادﺗﯾن‪.‬‬
‫ﻋرف ﺑﻌض اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻘﺑـول ﺑﺄﻧـﻪ " اﻟﺗﻌﺑﯾـر ﻋـن رﺿـﺎ اﻟﻣوﺟـب ﻟـﻪ ﺑـﺈﺑرام اﻟﻌﻘـد‬
‫‪22‬‬
‫ﺑﺎﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﻋﯾﻧﻬﺎ اﻟﻣوﺟب‪".‬‬
‫ﻛﻣــﺎ ﯾﻌــرف اﻟﻘﺑــول ﺑﺄﻧــﻪ اﻟﺗﺻــرف اﻟــذي ﺑﻣﻘﺗﺿــﺎﻩ ﯾﻌﻠــن اﻟﻣوﺟــب ﻟــﻪ إرادﺗــﻪ‬
‫ﺑﺎﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺎﻗـد‪ ،‬ﺑﺣﯾـث ﯾﻌﻠـن ﻣـن وﺟـﻪ إﻟﯾـﻪ اﻹﯾﺟـﺎب ﺻـراﺣﺔ أو ﺿـﻣﻧﺎً‬
‫‪100‬‬
‫ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺪراﺳﺎت و اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ‪........................................................................‬اﻟﻌﺪد اﻟﺴﺎﺑﻊ‬

‫ﻋﻠﻰ ﻣواﻓﻘﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻌرض اﻟﻣوﺟـﻪ إﻟﯾـﻪ؛ و ﻻﺑـد أن ﯾﺻـدر اﻟﻘﺑـول و اﻹﯾﺟـﺎب‬
‫‪23‬‬
‫ﻗﺎﺋﻣﺎ‪ ،‬ﻷن اﻟﻌﻘد ﻻ ﯾﺑرم إﻻ ﺑﺗﻼﻗﻲ اﻹرادﺗﺎن و اﻟﺗطﺎﺑق ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ‪.‬‬
‫ﻗد ﯾﻛون اﻟﺗﻌﺑﯾر ﺻرﯾﺣﺎ‪ ،‬ﻛﺄن ﯾﺑﻌث اﻟﻘﺎﺑـل رﺳـﺎﻟﺔ ﻋﺑـر اﻟﺑرﯾـد اﻹﻟﻛﺗروﻧـﻲ‬
‫ﻣ ــﺛﻼ‪ ،‬ﺗﺗﺿ ــﻣن ﻗﺑ ــوﻻ ﺻـ ـرﯾﺣﺎ ﻟﻠﻌ ــرض اﻟ ــذي ﻗدﻣ ــﻪ اﻟﻣوﺟ ــب‪ ،‬ﻛﻣ ــﺎ ﯾﻣﻛ ــن أن‬
‫ﯾﻛــون اﻟﻘﺑ ــول ﺿ ــﻣﻧﯾﺎ ﻓــﻲ ﺣﺎﻟ ــﺔ اﺗﺧ ــﺎذ اﻟﻘﺎﺑ ــل أي ﺗﺻــرف ﯾﻔﯾ ــد ﻣواﻓﻘﺗ ــﻪ ﻋﻠ ــﻰ‬
‫اﻟﻌــرض؛ ﻣــﺎ ﺟﻌــل ﺑﻌــض اﻟﻔﻘــﻪ ﯾﻌﺗﺑــر اﻟﻧﻘــر ﻋﻠــﻰ أﯾﻘوﻧــﺔ اﻟﻘﺑــول ﻫــو ﻣــن ﻗﺑﯾــل‬
‫اﻟﻘﺑــول اﻟﺿــﻣﻧﻲ‪ ،‬ﻓــﻲ ﺣــﯾن ذﻫ ـب ﻓرﯾــق آﺧــر إﻟــﻰ اﻋﺗﺑــﺎرﻩ ﻗﺑــوﻻ ﺻ ـرﯾﺣﺎ وﻓــق‬
‫اﻟﻣﻌﯾـ ـ ــﺎر اﻟﻣﺗﻌـ ـ ــﺎرف ﻋﻠﯾـ ـ ــﻪ ﻓـ ـ ــﻲ أﺳـ ـ ــﻠوب و طرﯾﻘـ ـ ــﺔ اﻟﺗﻌﺑﯾـ ـ ــر ﻋﺑـ ـ ــر اﻟوﺳـ ـ ــﺎﺋط‬
‫‪24‬‬
‫اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‪.‬‬
‫أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻘـواﻧﯾن اﻟﻣﻘﺎرﻧـﺔ‪ ،‬ﻧﺟـد ﻗـﺎﻧون اﻟﻣﺑـﺎدﻻت اﻹﻟﻛﺗروﻧـﻲ اﻟﺗوﻧﺳـﻲ‬
‫ﯾﻌـ ــرف اﻟﻘﺑ ـ ـول ﻓـ ــﻲ ﻋﻘـ ــد اﻟﺗﺟـ ــﺎرة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾـ ــﺔ ﺑﺄﻧـ ــﻪ اﻟﺗﻌﺑﯾـ ــر ﻋـ ــن اﻹرادة إزاء‬
‫اﻟﻣوﺟــب اﻟــذي وﺟــﻪ ﻟﻠﻘﺎﺑــل ﺗﻌﺑﯾ ـ ار ﻣﻌﯾﻧــﺎ ﻋــن إرادﺗــﻪ ﻗﺻــد إﺣــداث أﺛــر ﻗــﺎﻧوﻧﻲ‬
‫ﻣﻌﯾن‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﯾﻧﺷﺄ اﻟﻘﺑول إذا ﻗﺑل ﻣن وﺟﻪ إﻟﯾـﻪ ﻫـذا اﻟﺗﻌﺑﯾـر‪ ،‬ﻓﻣـﺎ ﯾﻣﯾـز اﻟﻘﺑـول‬
‫ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧـوع ﻣـن اﻟﻌﻘـود ﻫـو أﻧـﻪ ﯾـﺗم ﻋﺑـر اﻟوﺳـﺎﺋط اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾـﺔ اﻟﺗـﻲ ﯾﺳـﺗﻌﻣل‬
‫‪25‬‬
‫ﻓﯾﻬﺎ اﻟوﺛﺎﺋق اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‪.‬‬
‫ﻛﻣـ ــﺎ ﻧـ ــص اﻟﻘـ ــﺎﻧون اﻷردﻧـ ــﻲ اﻟﺧـ ــﺎص ﺑﺎﻟﻣﻌـ ــﺎﻣﻼت اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾـ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻰ أن‬
‫رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺗﻌﺗﺑر وﺳﯾﻠﺔ ﻣن وﺳﺎﺋل اﻟﺗﻌﺑﯾـر ﻋـن اﻹرادة ﻹﺑـداء اﻹﯾﺟـﺎب‬
‫أو اﻟﻘﺑـول‪ ،‬ﺑﻘﺻـد إﺑـرام اﻟﻌﻘـد‪ .‬و ﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ ﻓـﺈن اﻟﻘﺑــول ﯾﺟـوز أن ﯾــﺗم ﻋﺑـر ﺷــﺑﻛﺔ‬
‫‪26‬‬
‫اﻹﻧﺗرﻧت ﻣن ﺧﻼل رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت‪.‬‬
‫ﻣـن ﺧـﻼل ﻣـﺎ ﺳـﺑق ﯾﺗﺿـﺢ ﺟﻠﯾــﺎ‪ ،‬أن اﻟﻘﺑـول ﻓـﻲ ﻋﻘـود اﻟﺗﺟـﺎرة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾــﺔ‬
‫ﻻ ﯾﺧﺗﻠف ﻋن ﻣﺿـﻣون اﻟﻘﺑـول ﻓـﻲ اﻟﻌﻘـود اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾـﺔ‪ ،‬إﻻ ﻓـﻲ اﻟوﺳـﯾﻠﺔ اﻟﺗـﻲ ﯾـﺗم‬
‫ﺑﻬــﺎ و اﻟﺗ ــﻲ ﺗﻛــون ﻋﺑ ــر اﻟوﺳ ــﺎﺋط اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾــﺔ‪ ،‬ﻓﻬ ــو ﻗﺑ ــول ﻋــن ﺑﻌ ــد‪ ،‬و ﻋﻠﯾ ــﻪ‬

‫‪101‬‬
‫ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺪراﺳﺎت و اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ‪........................................................................‬اﻟﻌﺪد اﻟﺴﺎﺑﻊ‬

‫ﯾﺧﺿﻊ ﻟـﻧﻔس اﻟﻘواﻋـد و اﻷﺣﻛـﺎم اﻟﺗـﻲ ﺗـﻧظم اﻟﻘﺑـول اﻟﺗﻘﻠﯾـدي و إن ﻛـﺎن ﯾﺗﻣﯾـز‬
‫‪27‬‬
‫ﺑﺑﻌض اﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌود إﻟﻰ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -2‬ﺷـــروط اﻟﻘﺑــــول اﻹﻟﻛﺗروﻧـــﻲ‪ :‬ﯾﺟ ــب أن ﯾﺗ ــوﻓر ﻓ ــﻲ اﻟﻘﺑ ــول ﻋ ــدة ﺷ ــروط‬
‫ﻧذﻛرﻫﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن ﯾﺻـــدر اﻟﻘﺑـــول و اﻹﯾﺟـــﺎب ﻻ زال ﻗﺎﺋﻣـــﺎ‪ :‬ﺣﯾــث أﻛــد اﻟﻣﺷــرع اﻟﺟ ازﺋــري‬
‫ﺑﺄﻧــﻪ إذا ﻋــﯾن أﺟــل ﻟﻠﻘﺑــول اﻟﺗــزم اﻟﻣوﺟــب ﺑﺎﻟﺑﻘــﺎء ﻋﻠــﻰ إﯾﺟﺎﺑــﻪ إﻟــﻰ أن ﯾﻧﻘﺿــﻲ‬
‫‪28‬‬
‫ﻫذا اﻷﺟل‪ ،‬وﯾﺣدد اﻷﺟل ﻣن ظروف اﻟﺣﺎل أو ﻣن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ‪.‬‬
‫و ﯾﺑﻘﻰ اﻹﯾﺟـﺎب ﻗﺎﺋﻣـﺎ ﻓـﻲ اﻟﻣﻌـﺎﻣﻼت اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾـﺔ ﻓـﻲ ﻋـدة ﺣـﺎﻻت‪ ،‬ﻣﻧﻬـﺎ‬
‫إذا ُﺣــدد ﻣوﻋــد ﻟﻘﺑ ــول اﻹﯾﺟــﺎب‪ ،‬ﻓﯾﺟ ــب أن ﯾ ـرﺗﺑط اﻟﻘﺑــول ﺑﺎﻹﯾﺟ ــﺎب ﻓــﻲ ﻫ ــذا‬
‫اﻟﻣوﻋـد‪ ،‬و إن ﺗــﺄﺧر اﻟﻘﺑــول ﻋــن ﻫــذا اﻟﻣوﻋــد‪ ،‬ﻓﻠــن ﯾﻌﺗــد ﺑــﻪ‪ .‬و ﻫــذا ﻣــﺎ ﻗﺿــﻰ‬
‫ﺑــﻪ ﻣﺷــروع اﻟﻌﻘــد اﻟﻧﻣــوذﺟﻲ اﻹﻟﻛﺗروﻧــﻲ اﻟــذي أﻋدﺗــﻪ ﻟﺟﻧــﺔ اﻟﯾوﻧﺳــﯾﺗرال‪ ،‬ﺣﯾــث‬
‫ﻧــص ﻓــﻲ اﻟﺑﻧــد )‪ (4-2-3‬ﻣﻧــﻪ ﺑــﺎﻟﻘول" ﯾﻌﺗﺑــر اﻟﻘﺑــول ﻣﻘﺑــوﻻ إذا ﺗﺳــﻠم ُﻣرﺳــل‬
‫‪29‬‬
‫ﻫذا اﻹﯾﺟﺎب ﻗﺑوﻻ ﻏﯾر ﻣﺷروط ﻟﻺﯾﺟﺎب ﺧﻼل اﻟﺗوﻗﯾت اﻟﻣﺣدد‪".‬‬
‫ب ‪ -‬أن ﯾﻛــــون اﻟﻘﺑــــول ﻣطـــــﺎﺑق ﻟﻺﯾﺟــــﺎب‪ :‬ﺣﯾـ ــث ﯾـ ــﻧص اﻟﻘـ ــﺎﻧون اﻟﻣـ ــدﻧﻲ‬
‫اﻟﺟ ازﺋــري ﻋﻠــﻰ أن اﻟﻘﺑــول اﻟــذي ﯾﻐﯾــر ﻣــن اﻹﯾﺟــﺎب ﯾﻌﺗﺑــر إﯾﺟﺎﺑــﺎً ﺟدﯾــداً ‪30‬؛ و‬
‫ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﻧﻌﻘد اﻟﻌﻘد إﻻ إذا ﻛﺎن اﻟﻘﺑول ﻣطﺎﺑق ﻟﻺﯾﺟﺎب‪.‬‬
‫ﻓـﻼ ﯾﺟــب أن ﯾﺗﺿـﻣن اﻟﻘﺑــول ﺣﺗـﻰ ﯾﻌﺗﺑــر ﻣطﺎﺑﻘـﺎ ﻟﻺﯾﺟــﺎب أي ﺗﻌـدﯾل ﻓــﻲ‬
‫اﻹﯾﺟ ــﺎب‪ ،‬ﺳـ ـواء زﯾ ــﺎدة أو ﻧﻘﺻ ــﺎن‪ ،‬و ﻫ ــو ﻣ ــﺎ ﺳ ــﺎرت ﻋﻠﯾ ــﻪ ﺟ ــل اﻟﺗﺷـ ـرﯾﻌﺎت‬
‫اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ‪ ،‬و ﻣﺎ أﻛدﺗﻪ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻓﯾﯾﻧﺎ ﻟﻠﺑﯾﻊ اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﺑﺿـﺎﺋﻊ ﻓـﻲ ﻓﻘرﺗﻬـﺎ اﻷوﻟـﻰ ﻣـن‬
‫‪31‬‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪.19‬‬
‫ج ‪ -‬ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﻘﺑول أن ﯾﻛـون ﺑﺎﺗـﺎ ﺟﺎزﻣـﺎ‪ :‬اﻷﺻـل أن ﺗطـﺎﺑق اﻟﻘﺑـول ﻣـﻊ‬
‫اﻹﯾﺟــﺎب ﻛﻔﯾــل ﺑﺣــد ذاﺗــﻪ ﻹﺑ ـرام اﻟﻌﻘــد و ﯾﺻــﺑﺢ اﻟﻌﻘــد ﻣﻠزﻣــﺎ ﻟﻛــﻼ اﻟط ــرﻓﯾن‪،‬‬
‫اﺳـ ــﺗﻧﺎدا ﻟﻘﺎﻋـ ــدة اﻟﻌﻘـ ــد ﺷ ـ ـرﯾﻌﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ــدﯾن‪ ،‬إﻻ أن ﺑﻌـ ــض اﻟﺗﺷ ـ ـرﯾﻌﺎت و ﻓـ ــﻲ‬
‫‪102‬‬
‫ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺪراﺳﺎت و اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ‪........................................................................‬اﻟﻌﺪد اﻟﺴﺎﺑﻊ‬

‫اﻟﻌﻘــود اﻟﺗــﻲ ﺗــﺗم ﻋﺑــر اﻟوﺳــﺎﺋط اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾــﺔ و ﺑﻐﯾــﺔ ﺣﻣﺎﯾــﺔ اﻟﻣﺳــﺗﻬﻠك درﺟــت‬
‫ﻋﻠــﻰ إﻋطــﺎء اﻟﺣــق ﻟﻠﻣﺳــﺗﻬﻠك ﻓــﻲ اﻟﻌــدول ﻋــن ﻗﺑوﻟــﻪ‪ ،‬و إﻋــﺎدة اﻟﺳــﻠﻌﺔ إﻟــﻰ‬
‫اﻟﺑ ــﺎﺋﻊ؛ و ﻫ ــو ﻣ ــﺎ ﻗﺿ ــﻰ ﺑ ــﻪ ﻗ ــﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾ ــﺔ اﻟﻣﺳـ ـﺗﻬﻠك اﻟﻔرﻧﺳ ــﻲ رﻗ ــم‪-92) :‬‬
‫‪ ،(960‬ﻟﺳــﻧﺔ ‪ ،1992‬ﺣﯾــث ﺟــﺎء ﻓــﻲ اﻟﻣــﺎدة ‪ 6/ 121‬ﻣﻧــﻪ أن ﻟﻠﻣﺷــﺗري ﻓــﻲ‬
‫ﻛـل ﻋﻣﻠﯾـﺔ ﺑﯾـﻊ ﻋـن ﺑﻌـد اﻟﺣـق ﻓـﻲ إﻋـﺎدة اﻟﺑﺿـﺎﺋﻊ ﻓـﻲ ﻣـدة ﺳـﺑﻌﺔ أﯾـﺎم ﻛﺎﻣﻠــﺔ‪،‬‬
‫اﺑﺗــداء ﻣــن ﺗــﺎرﯾﺦ ﺗﺳــﻠﯾم طﻠﺑﯾﺗــﻪ ﻹﺑــداﻟﻬﺎ أو ﻻﺳــﺗرداد اﻟــﺛﻣن‪ ،‬دون ﻣﺳــؤوﻟﯾﺔ أو‬
‫ﻧﻔﻘﺎت‪ ،‬ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟﻣﺻﺎرﯾف اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟرد‪.‬‬
‫و ﯾؤﺳـ ــس ﺑﻌـ ــض اﻟﻔﻘـ ــﻪ ﺿـ ــرورة اﻟـ ــﻧص ﻋﻠـ ــﻰ ﺣـ ــق اﻟﻌ ُ ـ ــدول ﻓـ ــﻲ اﻟﻌﻘـ ــود‬
‫اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ اﻟﻐﯾر ﻣﻌـروف ﻓـﻲ اﻟﻌﻘـود اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾـﺔ‪ ،‬ﻋﻠـﻰ أن اﻟﻘﺎﺑـل ﻻ ﯾﺳـﺗﻔﯾد ﻣـن‬
‫وﺟــود ﺧﯾــﺎر اﻟرؤﯾــﺔ‪ ،‬ﻷن اﻟﻣواﻗــﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾــﺔ ﻋــﺎدة ﻣــﺎ ﺗ ارﻓــق ﻋروﺿــﺎ ﺑﺻــورة‬
‫ﻟﻠﻣﺑﯾـﻊ‪ ،‬ﻗـد ﺗﻛـون ﺻــور ﻣﺗﺣرﻛـﺔ‪ ،‬أو ذات أﺑﻌـﺎد ﺛﻼﺛﯾــﺔ‪ ،‬ﻣﻣـﺎ ﯾﺟﻌـل اﻟﻣﺳــﺗﻬﻠك‬
‫ﯾــرى اﻟﻣﺑﯾ ــﻊ ُرؤﯾــﺔ أﺷ ــﺑﻪ ﺑﺎﻟﺣﻘﯾﻘ ــﺔ؛ و ﺑﻧــﺎء ﻋﻠﯾ ــﻪ ﻓﺈﻧ ــﻪ ﻣــن اﻟﺻـ ـواب أن ﯾﻣ ــﻧﺢ‬
‫ﻗـ ــﺎﻧون اﻟﻣﻌـ ــﺎﻣﻼت اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾـ ــﺔ اﻟﺣـ ــق ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗـ ــد اﻟﺿـ ــﻌﯾف )اﻟﻣﺳـ ــﺗﻬﻠك( ﺣـ ــق‬
‫‪32‬‬
‫اﻟﻌدول ﻋن اﻟﻌﻘد‪ ،‬ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق ﺗوازن ﻋﻘدي ﺑﯾن اﻟﺑﺎﺋﻊ و اﻟﻣﺷﺗري‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬طرق اﻟﻘﺑول ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﺗﺟﺎرة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‬
‫ﺗ ــﺗم ط ــرق اﻟﻘﺑ ــول ﻓ ــﻲ اﻟﻌﻘ ــود اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾ ــﺔ ﺑ ــﻧﻔس ط ــرق اﻹﯾﺟ ــﺎب‪ ،‬ﺑﺣﯾ ــث‬
‫ﺗﻛ ــون ﺻ ــور اﻟﻘﺑ ــول ﻓ ــﻲ اﻟﻌﻘ ــود اﻟﺗ ــﻲ ﺗﺑ ــرم ﺑواﺳ ــطﺔ اﻟﺗﻠ ــﯾﻛس أو اﻟﻔ ــﺎﻛس أو‬
‫ﺑواﺳطﺔ اﻟﺑرﯾد اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﺑﺎﻟﻛﺗﺎﺑﺔ‪ ،‬وﻫﻲ ﻛﺗﺎﺑﺔ ﻻ ﺗﺧﺗﻠف ﻋن اﻟﻛﺗﺎﺑـﺔ اﻟﻌﺎدﯾـﺔ‪،‬‬
‫ﺳــوى ﻓــﻲ أﻧﻬــﺎ ﺗﻛــون ﻋﻠــﻰ دﻋﺎﻣــﺔ إﻟﻛﺗروﻧﯾــﺔ ﻋــوض ورﻗﯾــﺔ‪ ،‬ﻛﻣــﺎ ﺗﻛــون ﺻــور‬
‫اﻟﺗﻌﺑﯾــر ﻋــن اﻟﻘﺑــول ﻓــﻲ اﻟﻌﻘــود اﻟﺗــﻲ ﺗــﺗم ﺑواﺳــطﺔ اﻟﻣﺷــﺎﻫدة و اﻟﻣﺣﺎدﺛــﺔ ﻋﺑــر‬
‫ﺷــﺑﻛﺔ اﻹﻧﺗرﻧــت ﺑــﺎﻟﻔظ أو اﻹﺷــﺎرة اﻟﻣﺗداوﻟــﺔ ﻋرﻓــﺎ‪ ،33‬و ﻻ ﯾﻣﻧــﻊ أن ﯾــﺗم اﻟﻘﺑــول‬
‫ﺑطرﯾـ ــق إﻟﻛﺗروﻧـ ــﻲ ﻏﯾـ ــر اﻟطرﯾـ ــق اﻟـ ــذي ﺻـ ــدر اﻹﯾﺟـ ــﺎب ﺑواﺳـ ــطﺗﻪ‪ ،‬ﻏﯾـ ــر أن‬
‫اﻟﻠﺟ ــوء إﻟ ــﻰ وﺳ ــﯾﻠﺔ ﻣﻐ ــﺎﯾرة ﻋ ــن اﻟوﺳ ــﯾﻠﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﺗ ــم ﻋ ــن طرﯾﻘﻬ ــﺎ اﻹﯾﺟ ــﺎب‪ ،‬ﻗ ــد‬
‫‪103‬‬
‫ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺪراﺳﺎت و اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ‪........................................................................‬اﻟﻌﺪد اﻟﺴﺎﺑﻊ‬

‫ﯾُ ﺷــﻛك ﻓــﻲ اﻧﻌﻘــﺎد اﻟﻌﻘــد‪ ،‬إذا ظﻬــر ﻧـزاع ﺑﺷــﺄﻧﻪ‪ ،‬و ﻟﺗﺟﻧــب ﻣﺛــل ﻫــذﻩ اﻟﺷــﻛوك‪،‬‬
‫ﻓﺈن اﻟﻣوﺟب ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ﻗد ﯾﺷﺗرط ﺗﻠﻘﻲ اﻟﻘﺑول ﺑﻧﻔس اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗـم‬
‫ﺑﻬـ ــﺎ اﻹﯾﺟـ ــﺎب‪ ،‬ﻛﻣـ ــﺎ أن اﻟﻘـ ــﺎﻧون اﻟﻧﻣـ ــوذﺟﻲ ﻟﻠﺗﺟـ ــﺎرة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾـ ــﺔ اﻟﯾوﻧﺳـ ــﯾﺗرال‬
‫ﯾﺷــﺗرط ﻓــﻲ اﻟﻘﺑــول ﺣﺗــﻰ ﯾﻛــون ﺻــﺣﯾﺣﺎ و ﯾﻧــﺗﺞ أﺛ ـرﻩ إرﺳــﺎﻟﻪ ﻋﺑــر ذات وﺳــﯾﻠﺔ‬
‫ﺗﻠﻘﻲ اﻹﯾﺟﺎب‪.‬‬
‫ﯾــﺗم إﺛﺑــﺎت اﻟﻘﺑــول ﻣــن ﻋدﻣــﻪ ﻋﺑــر ﻋــدة طــرق ﻣﺣــددة‪ ،‬ﻓﺈﻣــﺎ ﯾــﺗم ذﻟــك ﻋﺑــر‬
‫اﻟطرﯾ ــق اﻷﻛﺛ ــر ﺷـ ــﯾوﻋﺎ و اﻟﻣﺗﻣﺛ ــل ﻓ ــﻲ اﻟﺿـ ــﻐط ﻋﻠ ــﻰ اﻷﯾﻘوﻧ ــﺔ اﻟﻣﺧﺻﺻـ ــﺔ‬
‫ﻹﻋ ــﻼن اﻟﻣواﻓﻘ ــﺔ و اﻟﻘﺑ ــول‪ ،‬و اﻟﻣوﺟ ــودة ﻋﻠ ــﻰ ﺟﻬ ــﺎز اﻟﺣﺎﺳ ــب اﻵﻟ ــﻲ‪ ،‬ﻛﻣ ــﺎ‬
‫ﯾﻣﻛ ـ ــن أن ﯾ ـ ــﺗم اﻟﻘﺑ ـ ــول أﯾﺿ ـ ــﺎ ﻋ ـ ــن طرﯾ ـ ــق اﻟﺑرﯾ ـ ــد اﻹﻟﻛﺗروﻧ ـ ــﻲ‪ ،‬أو اﻟﻣﺣﺎدﺛ ـ ــﺔ‬
‫‪34‬‬
‫اﻟﻔورﯾﺔ‪.‬‬
‫ﻛﻣ ـ ــﺎ ﻗ ـ ــد ﯾﻛ ـ ــون اﻟﻘﺑ ـ ــول اﻹﻟﻛﺗروﻧ ـ ــﻲ ﻣ ـ ــن ﺧ ـ ــﻼل إﻟـ ـ ـزام ﺑﻌ ـ ــض اﻟﻣواﻗ ـ ــﻊ‬
‫اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾــﺔ ﻟﻣــن ﯾﺗﻌﺎﻣــل ﻣﻌﻬــﺎ‪ ،‬ﺑــﺄن ﯾﺣــرر أﻣ ـ ار ﺑﺎﻟﺷ ـراء ﻋﻠــﻰ ﺻــﻔﺣﺔ اﻟوﯾــب‪،‬‬
‫ﻓــﺈذا ﻗــﺎم اﻟﻌﻣﯾــل ﺑﺗﺣرﯾــر ﻫــذﻩ اﻷواﻣــر ﻋﻧــد دﺧوﻟــﻪ ﻋﻠــﻰ اﻟﻣوﻗــﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧــﻲ‪،‬‬
‫ﻓﻬ ــذا ﯾﻌﻧ ــﻲ ﻗﺑ ــوﻻ ﻣﻧ ــﻪ ﺑﺎﻟﺗﻌﺎﻗ ــد‪ 35.‬و ﻗ ــد ﯾﺷ ــﺗرط اﻟﻣوﺟ ــب ﻓ ــﻲ إﯾﺟﺎﺑ ــﻪ أن ﯾ ــﺗم‬
‫اﻟﻘﺑـول ﻋـن طرﯾـق اﻟﻧﻘـر ﻣـرﺗﯾن) ‪ (double click‬ﻋﻠـﻰ اﻷﯾﻘوﻧـﺔ اﻟﻣﺧﺻﺻـﺔ‬
‫ﻟﻠﻘﺑـول و اﻟﻣوﺟـودة ﻋﻠــﻰ ﺷﺎﺷـﺔ اﻟﻛﻣﺑﯾــوﺗر‪ ،‬و ﻫـذا ﻣــن أﺟـل اﻟﺗﺄﻛــد ﻣـن ﺻــﺣﺔ‬
‫إﺟراء اﻟﻘﺑول و ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻧﻘرة ﻣرة واﺣـدة ﻻ ﯾُ ﻌـد ﻗﺑـوﻻ‪ ،‬و ﻻ ﯾُ رﺗـب‬
‫‪36‬‬
‫أﺛراً ﺑﺷﺄن اﻧﻌﻘﺎد اﻟﻌﻘد‪.‬‬
‫إﺿــﺎﻓﺔ ﻟﻣــﺎ ﺳــﺑق‪ ،‬ﻗــد ﯾﻛــون اﻟﺗﻌﺑﯾــر ﻋــن اﻟﻘﺑــول ﻣــن ﺧــﻼل ﻗﯾــﺎم اﻟﻘﺎﺑــل‬
‫ﺑﺈرﺳـ ــﺎل ﻣﻌﻠوﻣـ ــﺎت ﺑطﺎﻗـ ــﺔ اﻻﺋﺗﻣـ ــﺎن اﻟﺧﺎﺻـ ــﺔ ﺑـ ــﻪ إﻟـ ــﻰ اﻟﻣوﺟـ ــب‪ ،‬أو أن ﯾﻘـ ــوم‬
‫ﺑﺗﻧزﯾــل أو ﺗﺣﻣﯾــل ُاﻟﻣﻧﺗﺟــﺎت اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾــﺔ ﻋﺑــر اﻟﺷــﺑﻛﺔ‪ ،‬ﺑﻌــد أداء ﻣﻘﺎﺑﻠﻬــﺎ‪ ،‬ﻛﻣــﺎ‬
‫ﻓﻲ اﻟﺑﯾوع اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺷراء أﻗراص أو ﺑراﻣﺞ اﻟﺣﺎﺳب اﻵﻟـﻲ‪ ،‬ﻓﯾﻛـون ذﻟـك ﻋـﺎدة‬

‫‪104‬‬
‫ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺪراﺳﺎت و اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ‪........................................................................‬اﻟﻌﺪد اﻟﺴﺎﺑﻊ‬

‫ﺑﺗﺣﻣﯾـ ــل ﻣـ ــﺎ ﺗﺣﺗوﯾـ ــﻪ ﻫـ ــذﻩ اﻟﻣﻧﺗوﺟـ ــﺎت وﻧﻘﻠﻬـ ــﺎ ﻣـ ــن ﻣﺻـ ــدرﻫﺎ إﻟـ ــﻰ اﻟﺣﺎﺳـ ــوب‬
‫اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻟﻠﻣﺷﺗري‪.‬‬
‫وﻗد ﯾﻌﻣل اﻟﻣوﺟب ﻋﻠﻰ اﺗﺧﺎذ ﺑﻌض اﻹﺟـراءات اﻟﻼﺣﻘـﺔ ﻟﺻـدور اﻟﻘﺑـول‪،‬‬
‫ﻛﺎﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋن ﺑﻌض اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗوﺟـﻪ إﻟـﻰ اﻟﻘﺎﺑـل‪ ،،‬ﻣﺛـل ﺗﺣدﯾـد ﻣﺣـل إﻗﺎﻣﺗـﻪ‬
‫اﻟــذي ﯾﺟــب إرﺳــﺎل اﻟﻣﻧــﺗﺞ إﻟﯾــﻪ‪ ،‬أو ﻛﺗﺎﺑــﺔ ﺑﻌــض اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت اﻟﺧﺎﺻــﺔ‪ .‬و اﻟﻘﺻــد‬
‫‪37‬‬
‫ﻣن ﻛل ﻫذﻩ اﻹﺟراءات اﻟﻼﺣﻘﺔ ﻫو ﺗﺄﻛﯾد اﻟﻘﺑول و إﺑرام اﻟﻌﻘد‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬ﻣدى ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺳﻛوت ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻋن اﻟﻘﺑول‬
‫اﻷﺻل ﻫو أن اﻟﺳﻛوت ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻪ ﻣﺟردا ﻣـن أي ظـرف ﻣﻼﺑـس ﻟـﻪ‪ ،‬ﻻ‬
‫ﯾﺻـ ــﻠﺢ أن ﯾﻛـ ــون ﺗﻌﺑﯾ ـ ـ ار ﻋـ ــن اﻹرادة طﺑﻘـ ــﺎ ﻟﻘﺎﻋـ ــدة ﻻ ﯾﻧﺳـ ــب ﻟﺳـ ــﺎﻛت ﻗـ ــول‪،‬‬
‫ﻓـﺎﻹرادة ﻋﻣـل إﯾﺟــﺎﺑﻲ و اﻟﺳـﻛوت ﺷـﻲء ﺳــﻠﺑﻲ‪ ،‬وﻟـﯾس إرادة ﺿـﻣﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻷن ﻫــذﻩ‬
‫اﻹرادة ﺗﺳﺗﺧﻠص ﻣن ظروف إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﺗدل ﻋﻠﯾﻬﺎ‪ 38.‬و ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﺑﺄﻛﺛر دﻗـﺔ ﻋـن‬
‫اﻟﺗﺳــﺎؤل اﻟــذي ﯾطــرح ﻧﻔﺳــﻪ وﻫــو ﻫــل ﯾﻌــد اﻟﺳــﻛوت ﻗﺑــوﻻ؟ ﻧﻌــود إﻟــﻰ اﻟﻘواﻋــد‬
‫اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﻧظﻣﻬ ــﺎ اﻟﻘ ــﺎﻧون اﻟﻣ ــدﻧﻲ اﻟﺟ ازﺋ ــري‪ ،‬اﻟﺗ ــﻲ ﺗﻘﺿ ــﻲ ﺑﺄﻧ ــﻪ إذا ﻛﺎﻧ ــت‬
‫طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ‪ ،‬أو اﻟﻌرف اﻟﺗﺟﺎري أو ﻏﯾر ذﻟك ﻣن اﻟظـروف‪ ،‬ﺗـدل ﻋﻠـﻰ أن‬
‫اﻟﻣوﺟ ــب ﻟ ــم ﯾﻛ ــن ﻟﯾﻧﺗظ ــر ﺗﺻـ ـرﯾﺣﺎ ﺑ ــﺎﻟﻘﺑول‪ ،‬ﻓ ــﺈن اﻟﻌﻘ ــد ﯾﻌﺗﺑ ــر ﻗ ــد ﺗ ــم إذا ﻟ ــم‬
‫ﯾ ــرﻓض اﻹﯾﺟ ــﺎب ﻓ ــﻲ وﻗ ــت ﻣﻧﺎﺳـ ــب‪ ،‬و ﯾﻌﺗﺑ ــر اﻟﺳ ــﻛوت ﻓ ــﻲ اﻟ ــرد ﻗﺑـ ــوﻻ‪ ،‬إذا‬
‫اﺗﺻل اﻹﯾﺟﺎب ﺑﺗﻌﺎﻣل ﺳـﺎﺑق ﺑـﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـدﯾن‪ ،‬أو إذا ﻛـﺎن اﻹﯾﺟـﺎب ﻟﻣﺻـﻠﺣﺔ‬
‫‪39‬‬
‫ﻣن وﺟﻪ إﻟﯾﻪ‪.‬‬
‫ﻣ ــن ﺧ ــﻼل ﻣـ ـﺎ ذﻛرﻧ ــﺎ ﻧﺟ ــد اﻟﻔرﺿ ــﯾن اﻷوﻟ ــﯾن ﻏﯾ ــر ﻣ ــﺄﻟوﻓﯾن ﻓ ــﻲ اﻟﻌﻘ ــود‬
‫اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾــﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺗﻌﺎﻗــد ﻋﺑــر اﻟوﺳــﺎﺋط اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾــﺔ ﯾﻌﺗﺑــر ﺣــدﯾﺛﺎ‪ ،‬ﺣﯾــث ﻻ ﻣﺟــﺎل‬
‫ﻫﻧــﺎ ﻟﻠﻘــول أن اﻟﻌــرف ﯾﻠﻌــب دو ار ﻣﻬﻣــﺎ ﻓــﻲ اﻟﺗﻌﺎﻗــد اﻹﻟﻛﺗروﻧــﻲ‪ ،‬أﻣــﺎ ﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ‬
‫إذا ﻛــﺎن اﻹﯾﺟــﺎب ﺗﻣﺧــض ﻟﻣﻧﻔﻌــﺔ ﻣــن وﺟــﻪ إﻟﯾــﻪ‪ ،‬ﻛﻣــﺎ ﻟــو ﻛﻧــﺎ ﺑﺻــدد ﻋﻘــود‬

‫‪105‬‬
‫ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺪراﺳﺎت و اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ‪........................................................................‬اﻟﻌﺪد اﻟﺴﺎﺑﻊ‬

‫اﻟﺗﺑـرع‪ ،‬ﻓـﻼ ﯾﻛـون ﻫﻧــﺎك أي اﻟﺗـزام ﻋﻠـﻰ ﻋـﺎﺗق ﻣــن وﺟـﻪ إﻟﯾـﻪ اﻹﯾﺟـﺎب‪ ،‬و ﻫــذا‬
‫اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود ﻏﯾر ﻣﺄﻟوﻓﺔ أﯾﺿﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﻋﺑر اﻹﻧﺗرﻧت‪.‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﻔرﺿﯾﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛـﺔ‪ ،‬ﻓﻧﺟـد ﻟﻬـﺎ ﺣﺿـو ار ﻓـﻲ ﻣﺛـل ﻫـذﻩ اﻟﻌﻘـود‪ ،‬ﺑﺣﯾـث ﯾﻌﺗـﺎد‬
‫اﻟﻣﺳ ــﺗﻬﻠك اﻟﺗﻌﺎﻣ ــل ﻣـ ــﻊ ﻣﺗﺟ ــر اﻓﺗ ارﺿ ــﻲ ﻋـ ــن طرﯾ ــق اﻟﺑرﯾ ــد اﻹﻟﻛﺗروﻧـ ــﻲ‪ ،‬أو‬
‫‪40‬‬
‫ﻣواﻗﻊ اﻟوﯾب‪.‬‬
‫ﯾــرى ﺑﻌــض اﻟﻔﻘــﻪ أﻧــﻪ ﻣــن اﻟﺻــﻌب اﻋﺗﺑــﺎر اﻟﺳــﻛوت اﻟﻣﻼﺑــس ﺗﻌﺑﯾ ـ ار ﻋــن‬
‫اﻟﻘﺑــول اﻹﻟﻛﺗروﻧــﻲ‪ ،‬ﻛﻣــﺎ ﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ اﻟﺗﻌﺎﻣــل اﻟﺳــﺎﺑق ﺑــﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدﯾن‪ ،‬و اﻟــذي‬
‫ـر ﻋﺑــر ﺷــﺑﻛﺔ اﻟوﺳــﺎﺋط اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾــﺔ‪ ،‬وﻋﻠﯾــﻪ ﻣــن اﻟﻧﺎﺣﯾــﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾــﺔ ﻻ‬
‫ﯾﺣــدث ﻛﺛﯾـ ا‬
‫ﯾﻛﻔـﻲ اﻋﺗﺑـﺎر اﻟﺳـﻛوت ﻗﺑـوﻻ‪ ،‬إﻻ إذا ﻛــﺎن ﻫﻧـﺎك اﺗﻔـﺎق ﺑـﯾن اﻷطـراف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة‬
‫‪41‬‬
‫ﻋﻠﻰ ذﻟك‪ ،‬ﺳواء ﻛﺎن ﺻرﯾﺣﺎ‪ ،‬أم ﺿﻣﻧﯾﺎ‪.‬‬
‫و ﻋﻧ ـ ــد اﻟرﺟـ ـ ــوع إﻟـ ـ ــﻰ ﺟـ ـ ــل اﻟﺗﺷـ ـ ــرﯾﻌﺎت اﻟدوﻟﯾـ ـ ــﺔ أو اﻟوطﻧﯾـ ـ ــﺔ اﻟﻣﺗﺿـ ـ ــﻣﻧﺔ‬
‫اﻟﻣﻌــﺎﻣﻼت اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾ ــﺔ ﻻ ﻧﺟ ــد أي ﻧ ــص ﯾﺷــﯾر إﻟ ــﻰ اﻋﺗﺑ ــﺎر اﻟﺳ ــﻛوت وﺳ ــﯾﻠﺔ‬
‫ﯾﻌﺗــد ﺑﻬ ــﺎ ﻟﻠﺗﻌﺑﯾ ــر ﻋــن اﻟﻘﺑ ــول‪ ،‬ﻓﺎﺳ ــﺗﺧﻼص اﻟﻘﺑــول ﯾﻌﺗﺑ ــر ﻣﺳ ــﺄﻟﺔ ﻣوﺿ ــوﻋﯾﺔ‬
‫ﺗــدﺧل ﺿــﻣن اﻟﺳــﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾــﺔ ﻟﻘﺎﺿــﻲ اﻟﻣوﺿــوع‪ ،‬دون أن ﯾﺧﺿــﻊ ﻓــﻲ ﻫــذا‬
‫‪42‬‬
‫ﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض‪.‬‬
‫ﺍﻟﺨﺎﺘﻤﺔ‪:‬‬
‫اﻟﺑﺣــث ﻓــﻲ ﻣوﺿــوع اﻻﯾﺟــﺎب واﻟﻘﺑــول ﻓــﻲ ﻋﻘــود اﻟﺗﺟــﺎرة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾــﺔ ﯾﻘودﻧــﺎ‬
‫إﻟﻰ اﻟﻘول أن اﻟﻌﻘـود اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾـﺔ ﻻ ﺗﺧﺗﻠـف ﻓـﻲ ﺟوﻫرﻫـﺎ ﻋـن اﻟﻌﻘـود اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾـﺔ‪،‬‬
‫ﺣﯾث ﺗﺧﺿـﻊ ﻟﻠﻘواﻋـد اﻟﻌﺎﻣـﺔ اﻟﻣﻧظﻣـﺔ ﻷﺣﻛـﺎم اﻟﻌﻘـد ﻋﻣوﻣـﺎً ‪ ،‬و إن ﻛﺎﻧـت ﻫـذﻩ‬
‫اﻟﻌﻘود وﻧظ ار ﻟطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ وﻫﻲ إﺑراﻣﻬـﺎ ﻋﺑـر اﻟوﺳـﺎﺋط اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾـﺔ ﺗﺣﺗـﺎج‬
‫ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗراﻋﻲ ﻫذﻩ اﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ‪.‬‬
‫ورﻏم أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري أﻗر ﺑﺻـﺣﺔ اﻻﯾﺟـﺎب و اﻟﻘﺑـول اﻹﻟﻛﺗروﻧـﻲ‪ ،‬إﻻ‬
‫أﻧــﻪ ﻟــم ﯾﻔﺻــل ﻓــﻲ ﻛﯾﻔﯾــﺔ اﻟﺗﻌﺑﯾ ــر ﻋــن اﻹرادة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾــﺔ و ﻟــم ﯾﺣــدد ﻣﻔﻬ ــوم‬

‫‪106‬‬
‫ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺪراﺳﺎت و اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ‪........................................................................‬اﻟﻌﺪد اﻟﺴﺎﺑﻊ‬

‫اﻻﯾﺟﺎب و اﻟﻘﺑول و زﻣﺎن وﻣﻛﺎن اﻧﻌﻘـﺎد اﻟﻌﻘـد اﻹﻟﻛﺗروﻧـﻲ ﺑﺣﻛـم ﻋـدم ﺻـدور‬
‫ﻗــﺎﻧون اﻟﺗﺟــﺎرة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾــﺔ؛ و ﺑــﺎﻟرﺟوع إﻟــﻰ اﻟﻘــﺎﻧون اﻟﻣــدﻧﻲ اﻟﺟ ازﺋــري وﻗــﺎﻧون‬
‫اﻟﯾوﻧﺳ ـ ــﯾﺗرال ﻧﺟ ـ ــد أن أﺣﻛ ـ ــﺎم اﻟﺗ ارﺿ ـ ــﻲ اﻹﻟﻛﺗروﻧ ـ ــﻲ ﺗﺧﺗﻠ ـ ــف ﺣﺳ ـ ــب اﻟوﺳ ـ ــﯾﻠﺔ‬
‫اﻟﻣﺳــﺗﻌﻣﻠﺔ‪ ،‬ﻓﻔــﻲ اﻟﺑرﯾــد اﻹﻟﻛﺗروﻧــﻲ وﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ وﺟــود ﻓﺗ ـرة زﻣﻧﯾــﺔ ﻓﺎﺻــﻠﺔ ﺑــﯾن‬
‫اﻹﯾﺟــﺎب و اﻟﻘﺑــول ﯾﻛــون اﻹﯾﺟــﺎب ﻗﺎﺋﻣــﺎ ﻏﯾــر ُﻣﻠــزم‪ ،‬إﻻ ﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ إذا ﺗﺿــﻣن‬
‫اﻟﺗ ازﻣــﺎً ﻣــن طــرف ُاﻟﻣوﺟــب ﺑﺎﻟﺑﻘــﺎء ﻋﻠــﻰ إﯾﺟﺎﺑــﻪ ﻟﻔﺗ ـرة ﻣﺣــددة‪ ،‬أﻣــﺎ ﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ‬
‫اﻻﺗﺻــﺎل ﺑﺎﻟﻛﺗﺎﺑــﺔ ﻣﺑﺎﺷ ـرة ﯾﻣﻛــن أن ﯾ ــرد اﻟﻘﺑــول ﻓــور ﺻــدور اﻹﯾﺟــﺎب‪ ،‬وﻫﻧ ــﺎ‬
‫ﻧﻛون أﻗرب إﻟﻰ ﻣﺟﻠس ﻋﻘد ﺣﻘﯾﻘﻲ‪.‬‬
‫أﻣــﺎ ﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ اﻹﯾﺟــﺎب ﻋﺑــر اﻟﻣﺣﺎدﺛــﺔ أو اﻟﻣﺷــﺎﻫدة اﻟﻣﺑﺎﺷ ـرة‪ ،‬ﻧﻛــون ﻓــﻲ‬
‫ﻫــذﻩ اﻟﺣﺎﻟــﺔ أﻣــﺎم ﺣﺿــور اﻓﺗ ارﺿــﻲ ﻟطرﻓــﻲ اﻟﻌﻘــد ﻓــﻲ ﻣﺟﻠــس ﻋﻘــد واﺣــد‪ ،‬أي‬
‫أﻣــﺎم ﻣﺟﻠــس ﻋﻘــد اﻓﺗ ارﺿــﻲ ﯾﻘﺗــرب ﺟــداً ﻣــن اﻟﻣﺟﻠــس اﻟﺣﻘﯾﻘــﻲ‪ ،‬وﯾﻧطﺑــق ﻋﻠــﻰ‬
‫ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻹﯾﺟﺎب اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻗد ﺑﯾن ﺣﺎﺿرﯾن‪.‬‬
‫ﻛﻣــﺎ ﺗوﺻــﻠﻧﺎ ﻣــن ﺧــﻼل ﻫــذا اﻟﺑﺣــث إﻟــﻰ اﻟﻘــول أن أﻏﻠــب اﻟﻔﻘــﻪ ﯾؤﺳــس‬
‫ﺿـوـررة اﻟــﻧص ﻋﻠــﻰ ﺣ ــق اﻟﻌ ُ ــدول ﻓــﻲ اﻟﻌﻘـ ـد اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾــﺔ‪ ،‬ﻋﻠــﻰ أن اﻟﻘﺎﺑ ــل ﻻ‬
‫ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣـن وﺟـود ﺧﯾـﺎر اﻟرؤﯾـﺔ؛ ورﻏـم أﻫﻣﯾـﺔ ﻫـذا اﻟﺣﻛـم ﻓـﻲ ﺣﻣﺎﯾـﺔ اﻟﻣﺳـﺗﻬﻠك‬
‫إﻻ أن اﻟﻣﺷــرع اﻟﺟ ازﺋــري ﻟــم ﯾﺗطــرق إﻟﯾــﻪ و ﻟــم ﯾــﻧظم أﺣﻛﺎﻣــﻪ‪ ،‬وﻫــذا ﻻ ﯾﺷــﺟﻊ‬
‫اﻻﻗﺑﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ وﻻ ﯾﻌطﻲ اﻟﺿﻣﺎن اﻟﻛﺎﻓﻲ ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك‪.‬‬
‫ﻧﺧﻠص ﻓﻲ اﻷﺧﯾر إﻟـﻰ اﻟﻘـول أن اﻋﺗـراف اﻟﻣﺷـرع اﻟﺟ ازﺋـري ﻋﻠـﻰ ﻏـرار‬
‫ﺟـ ــل اﻟﺗﺷ ـ ـرﯾﻌﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧـ ــﺔ ﺑﺻـ ــﺣﺔ اﻻﯾﺟـ ــﺎب و اﻟﻘﺑـ ــول اﻹﻟﻛﺗروﻧـ ــﻲ ٕواﺻـ ــدارﻩ‬
‫ﻟﻘــﺎﻧون رﻗــم‪ ،04/15:‬اﻟﻣﺗﺿــﻣن اﻟﺗوﻗﯾــﻊ واﻟﺗﺻــدﯾق اﻹﻟﻛﺗــروﻧﯾﯾن‪ ،‬ﯾﻌﺗﺑــر ﻣــن‬
‫اﻟﺣﻠﻘﺎت اﻟﻣدﻋﻣﺔ ﻟﻼﺗﺟﺎﻩ ﻧﺣو رﻗﻣﻧﺔ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت‪ ،‬ﻣﻧﻬـﺎ ﺧﺎﺻـﺔ اﻟﻣدﻧﯾـﺔ‬
‫و اﻟﺗﺟﺎرﯾـ ــﺔ‪ ،‬ﺣﯾـ ــث ﺳـ ــﻌﻰ اﻟﻣﺷـ ــرع ﻋﻠـ ــﻰ إﯾﺟـ ــﺎد إطـ ــﺎر ﺗﺷ ـ ـرﯾﻌﻲ ﯾﻘـ ــر ﺑﺻـ ــﺣﺔ‬
‫اﻟﺗ ارﺿـ ـ ــﻲ ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻟﻌﻘـ ـ ــد اﻹﻟﻛﺗروﻧ ـ ـ ــﻲ وﯾﺿ ـ ـ ــﻔﻲ اﻟﻣﺻـ ـ ــداﻗﯾﺔ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﺗﻌ ـ ـ ــﺎﻣﻼت‬
‫‪107‬‬
‫ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺪراﺳﺎت و اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ‪........................................................................‬اﻟﻌﺪد اﻟﺴﺎﺑﻊ‬

‫اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾـ ــﺔ وﯾﻛﺳـ ــﺑﻬﺎ اﻟﺻـ ــﺑﻐﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾـ ــﺔ‪ ،‬رﻏـ ــم ﻋـ ــدم ﺗﻧظﯾﻣـ ــﻪ ﻟﻘـ ــﺎﻧون اﻟﺗﺟـ ــﺎرة‬
‫اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾ ــﺔ ﺑﺷ ــﻛل ﻛﺎﻣ ــل ﻟﺣ ــد اﻵن و اﻟ ــذي ﯾﻌﺗﺑ ــر اﻟﻣرﺟ ــﻊ اﻟﻘ ــﺎﻧوﻧﻲ اﻟوﺣﯾ ــد‬
‫اﻟذي ﯾﻧظم ﺑﺷـﻛل ﻣﻔﺻـل ودﻗﯾـق ﻛـل اﻟﻣﺳـﺎﺋل اﻟﻣرﺗﺑطـﺔ ﺑﺗﻧظـﯾم ﻫـذا اﻟﻧـوع ﻣـن‬
‫اﻟﻣﻌــﺎﻣﻼت‪ ،‬وﺧﺎﺻــﺔ اﻟﻌﻘــود اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾــﺔ‪ ،‬ﻣــﺎ ﺟﻌــل ﻫــذﻩ اﻷﺣﻛــﺎم اﻟﺗــﻲ أﻗرﻫــﺎ‬
‫اﻟﻣﺷرع ﯾﺷوﺑﻬﺎ اﻟﻧﻘص و ﻏﯾر ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠﻔﺻل ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻹﺷـﻛﺎﻻت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾـﺔ و‬
‫اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗوﻟدة ﻋن وﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل اﻟﺣدﯾﺛﺔ و اﻟﻣﺗﺟددة‪.‬‬

‫اﻟﻬواﻣش‪:‬‬

‫‪ - 1‬اﻟﻘــﺎﻧون رﻗــم‪ ،04-15 :‬اﻟﻣــؤرخ ﻓــﻲ أول ﻓﯾﻔــري‪ ،2015‬ﯾﺣــدد اﻟﻘواﻋــد اﻟﻌﺎﻣــﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ واﻟﺗﺻدﯾق اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﯾن‪ ،‬ج ر ج ج‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ ،06‬اﻟﻣؤرﺧﺔ ﻓﻲ ‪ 10‬ﻓﯾﻔري‪.2015‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬أﻧظ ـ ــر اﻟﻔﻘـ ـ ـرة اﻷوﻟ ـ ــﻰ ﻣ ـ ــن اﻟﻣ ـ ــﺎدة ‪ ،64‬ﻣ ـ ــن اﻷﻣ ـ ــر رﻗ ـ ــم‪ ،58-75 :‬اﻟﻣ ـ ــؤرخ ﻓ ـ ــﻲ‬
‫‪ ،1975/09/26‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘـﺎﻧون اﻟﻣـدﻧﻲ اﻟﺟ ازﺋـري‪ ،‬اﻟﻣﻌـدل واﻟﻣـﺗﻣم‪ ،‬ج ر ج ج‪ ،‬اﻟﻌـدد‬
‫‪ ،78‬اﻟﻣؤرﺧﺔ ﻓﻲ ‪.1975/09/30‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬ﻧﺿﺎل إﺳﻣﺎﻋﯾل ﺑرﻫم‪" ،‬أﺣﻛﺎم ﻋﻘود اﻟﺗﺟﺎرة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾـﺔ"‪ ،‬دار اﻟﺛﻘﺎﻓـﺔ ﻟﻠﻧﺷـر واﻟﺗوزﯾـﻊ‪،‬‬
‫اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ‪ ،‬ﻋﻣﺎن‪ ،2005 ،‬ص ‪.53‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬ﻣﺣﻣود ﻋﺑد اﻟرﺣﯾم اﻟﺷرﯾﻔﺎت‪" ،‬اﻟﺗراﺿﻲ ﻓﻲ ﺗﻛـوﯾن اﻟﻌﻘـد ﻋﺑـر اﻻﻧﺗرﻧـت"‪ ،‬دار اﻟﺛﻘﺎﻓـﺔ‬
‫ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻋﻣﺎن‪ ،2011،‬ص ‪ 128‬و ‪.129‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬ﻧﺿﺎل إﺳﻣﺎﻋﯾل ﺑرﻫم‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.53‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬ﻛـ ـ ــﺎظم ﻛـ ـ ـ ـرﯾم ﻋﻠ ـ ـ ــﻲ‪" ،‬اﻟﻌﻘـ ـ ــد اﻹﻟﻛﺗروﻧ ـ ـ ــﻲ"‪ ، https :lliasj .net. ،‬ﺗ ـ ـ ــﺎرﯾﺦ اﻟﺗﺣﻣﯾ ـ ـ ــل‬
‫‪ ،2017/05/15‬ص ‪.139‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣـ ـ ــﺎدة ‪ ،1/11‬ﻣـ ـ ــن ﻗـ ـ ــﺎﻧون اﻟﯾوﻧﺳـ ـ ــﯾﺗرال اﻟﻧﻣـ ـ ــوذﺟﻲ ﻟﻠﺗﺟـ ـ ــﺎرة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻟﺳـ ـ ــﻧﺔ‬
‫‪ ،https.//www.uncitral.org/pdf/Arabic،1996‬ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﺣﻣﯾل‪2017/04/28 :‬‬
‫‪ -8‬أﻧظر اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟـﻰ‪ ،‬ﻣـن اﻟﻔﺻـل اﻷول‪ ،‬ﻣـن اﻟﻘـﺎﻧون رﻗـم‪ 83 :‬ﻟﺳـﻧﺔ ‪ ،2000‬اﻟﻣـؤرخ ﻓـﻲ ‪09‬‬
‫أوت ‪ ،2000‬اﻟﻣﺗﻌﻠــق ﺑﺎﻟﻣﺑــﺎدﻻت اﻟﺗﺟﺎرﯾــﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾــﺔ اﻟﺗوﻧﺳــﻲ‪ ،‬أﻧظــر اﻟﻣوﻗــﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧــﻲ‪:‬‬
‫‪www.c-justice T.n/fleadmin.‬‬

‫‪108‬‬
‫ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺪراﺳﺎت و اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ‪........................................................................‬اﻟﻌﺪد اﻟﺴﺎﺑﻊ‬

‫‪9‬‬
‫‪ -‬ﺑﻠﻘﺎﺳــم ﺣﺎﻣــدي‪ "،‬اﺑ ـرام اﻟﻌﻘــد اﻹﻟﻛﺗروﻧــﻲ"‪ ،‬أطروﺣــﺔ ﻣﻘدﻣــﺔ ﻟﻧﯾــل درﺟــﺔ اﻟــدﻛﺗوراﻩ اﻟﻌﻠــوم ﻓــﻲ‬
‫اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‪ ،‬ﺗﺧﺻـص ﻗـﺎﻧون أﻋﻣـﺎل‪ ،‬ﻛﻠﯾـﺔ اﻟﺣﻘـوق واﻟﻌﻠـوم اﻟﺳﯾﺎﺳـﯾﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌـﺔ ﺑﺎﺗﻧـﺔ‪،2015 ،‬‬
‫ص ‪ 67‬و ‪.68‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ -‬ﻟزﻫــر ﺑــن ﺳــﻌﯾد‪" ،‬اﻟﻧظــﺎم اﻟﻘــﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻌﻘــود اﻟﺗﺟــﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾــﺔ"‪ ،‬دار ﻫوﻣــﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋــﺔ‬
‫واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪ ،2012 ،‬ص ‪ 74‬و ‪.75‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ -‬ﻧﺿﺎل إﺳﻣﺎﻋﯾل ﺑرﻫم‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.54‬‬
‫‪12‬‬
‫‪ -‬ﻋﺑــد اﻟﺣﻣﯾ ــد ﺑ ــﺎدي‪ " ،‬اﻹﯾﺟــﺎب و اﻟﻘﺑ ــول ﻓ ــﻲ اﻟﻌﻘ ــد اﻹﻟﻛﺗروﻧــﻲ"‪ ،‬ﻣ ــذﻛرة ﻣ ــن أﺟ ــل‬
‫اﻟﺣﺻ ــول ﻋﻠ ــﻰ ﺷ ــﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳ ــﺗﯾر ﻓ ــﻲ اﻟﺣﻘ ــوق‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌ ــﺔ اﻟﺟ ازﺋ ــر‪ ،1‬ﻛﻠﯾ ــﺔ اﻟﺣﻘ ــوق‪ -‬ﺑ ــن‬
‫ﻋﻛﻧون‪ ،2012/2011،-‬ص ‪.15‬‬
‫‪13‬‬
‫‪ -‬ﻋـزة ﻋﻠــﻰ ﻣﺣﻣــد ﻟﺣﺳــن‪ "،‬اﻹطــﺎر اﻟﻘــﺎﻧوﻧﻲ و اﻟﺗﺷـرﯾﻌﻲ ﻟﻠﺗﺟــﺎرة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾــﺔ"‪ ،‬د ارﺳــﺔ‬
‫ﻣﻘدﻣ ــﺔ ﻟﻧﯾـ ـل درﺟ ــﺔ اﻟـــدﻛﺗوراﻩ‪ ،‬ﻛﻠﯾ ــﺔ اﻟد ارﺳـــﺎت اﻟﻌﻠﯾ ــﺎ‪ ،‬ﻛﻠﯾـــﺔ اﻟﻘ ــﺎﻧون‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌـــﺔ اﻟﺧرطـــوم‪،‬‬
‫‪ ،2005‬ص ‪.71،70‬‬
‫‪14‬‬
‫‪ -‬ﺑﻠﻘﺎﺳم ﺣﺎﻣدي‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪ 65‬و ‪.66‬‬
‫‪15‬‬
‫‪ -‬ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ﺑﺎدي‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪16‬‬
‫‪ -‬ﻟزﻫر ﺑن ﺳﻌﯾد‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.77- 75‬‬
‫‪17‬‬
‫‪ -‬ﻧﺿﺎل إﺳﻣﺎﻋﯾل ﺑرﻫم‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪18‬‬
‫‪ -‬ﻟزﻫر ﺑن ﺳﻌﯾد‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.78‬‬
‫‪19‬‬
‫‪ -‬ﻧﻘــض ﻣــدﻧﻲ ﺻــﺎدر ﺑﺗــﺎرﯾﺦ ‪ ،1976/03/12‬ﻣﻧﻘــول ﻋــن ﻟزﻫــر ﺑــن ﺳــﻌﯾد‪ ،‬ﻧﻔــس‬
‫اﻟﻣرﺟﻊ‪ ،‬ص ‪.77‬‬
‫‪20‬‬
‫‪ -‬ﻟزﻫر ﺑن ﺳﻌﯾد‪ ،‬ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ‪ ،‬ص ‪ 77‬و ‪.78‬‬
‫‪21‬‬
‫‪ -‬ﻣـ ــرزوق ﻧ ـ ــور اﻟﻬـ ــدى‪ "،‬اﻟﺗ ارﺿ ـ ــﻲ ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻌﻘـ ــود اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾ ـ ــﺔ"‪ ،‬ﻣـ ــذﻛرة ﻟﻧﯾ ـ ــل ﺷ ـ ــﻬﺎدة‬
‫اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق و اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣوﻟود ﻣﻌﻣـري ﺗﯾـزي وزو‪،‬‬
‫‪ ،2012‬ص ‪.101‬‬
‫‪22‬‬
‫‪ -‬ﻣﺣﻣود ﻋﺑد اﻟرﺣﯾم اﻟﺷرﯾﻔﺎت‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.143‬‬

‫‪109‬‬
‫ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺪراﺳﺎت و اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ‪........................................................................‬اﻟﻌﺪد اﻟﺴﺎﺑﻊ‬

‫‪23‬‬
‫‪ -‬ﻓـ ــﺎدي ﻣﺣﻣـ ــد ﻋﻣـ ــﺎد اﻟـ ــدﯾن ﺗوﻛـ ــل‪" ،‬ﻋﻘـ ــد اﻟﺗﺟـ ــﺎرة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾـ ــﺔ"‪ ،‬ﻣﻧﺷـ ــورات اﻟﺣﻠﺑـ ــﻲ‬
‫اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،2010،‬ص ‪.87‬‬
‫‪24‬‬
‫‪ -‬ﻧﺿﺎل إﺳﻣﺎﻋﯾل ﺑرﻫم‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.62‬‬
‫‪25‬‬
‫‪ -‬اﻟﻔﺻل اﻷول و اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺑﺎدﻻت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ اﻟﺗوﻧﺳـﻲ‪ ،‬رﻗـم‪83 :‬‬
‫‪ ،‬ﻟﺳﻧﺔ ‪ ،2000‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣ ــﺎدة ‪ 13‬ﻣ ــن ﻗ ــﺎﻧون اﻟﻣﻌ ــﺎﻣﻼت اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾ ــﺔ اﻷردﻧ ــﻲ رﻗ ــم‪ ، 85 :‬ﻟﺳ ــﻧﺔ ‪،2001‬‬
‫أﻧظر اﻟﻣوﻗﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ‪www.wipo.int. :‬‬
‫‪27‬‬
‫‪ -‬ﻓﺎدي ﻣﺣﻣد ﻋﻣﺎد اﻟدﯾن ﺗوﻛل‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.87‬‬
‫‪28‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣﺎدة ‪ 63‬ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫‪ -‬ﻣﺣﻣود ﻋﺑد اﻟرﺣﯾم اﻟﺷرﯾﻔﺎت‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.149‬‬
‫‪30‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣﺎدة ‪ 66‬ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪.‬‬
‫‪31‬‬
‫‪ -‬أﻧظر أﻛﺛر ﻣﺣﻣود ﻋﺑد اﻟرﺣﯾم اﻟﺷرﯾﻔﺎت‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.151‬‬
‫‪32‬‬
‫‪ -‬ﻣﺣﻣود ﻋﺑد اﻟرﺣﯾم اﻟﺷرﯾﻔﺎت‪ ،‬ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ‪ ،‬ص ‪ 156‬و ‪.160‬‬
‫‪33‬‬
‫‪ -‬ﺑﻠﻘﺎﺳم ﺣﺎﻣدي‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪ 89‬و ‪.90‬‬
‫‪34‬‬
‫‪ -‬ﻓﺎدي ﻣﺣﻣد ﻋﻣﺎد اﻟدﯾن ﺗوﻛل‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫‪35‬‬
‫‪ -‬ﻟزﻫر ﺑن ﺳﻌﯾد‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.88‬‬
‫‪36‬‬
‫‪ -‬ﻓﺎدي ﻣﺣﻣد ﻋﻣﺎد اﻟدﯾن ﺗوﻛل‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪37‬‬
‫‪ -‬ﻓﺎدي ﻣﺣﻣد ﻋﻣﺎد اﻟدﯾن ﺗوﻛل‪ ،‬ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ وﻧﻔس اﻟﺻﻔﺣﺔ‪.‬‬
‫‪38‬‬
‫‪ -‬ﻓﺎدي ﻣﺣﻣد ﻋﻣﺎد اﻟدﯾن ﺗوﻛل‪ ،‬ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪39‬‬
‫‪ -‬أﻧظر اﻟﻣﺎدة ‪ 68‬ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪.‬‬
‫‪40‬‬
‫‪ -‬ﻧﺿﺎل إﺳﻣﺎﻋﯾل ﺑرﻫم‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.66‬‬
‫‪41‬‬
‫‪ -‬ﻟزﻫر ﺑن ﺳﻌﯾد‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ 91 ،‬و ‪.92‬‬
‫‪42‬‬
‫‪ -‬ﻓﺎدي ﻣﺣﻣد ﻋﻣﺎد اﻟدﯾن ﺗوﻛل‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.93‬‬

‫‪110‬‬

You might also like