Professional Documents
Culture Documents
اللص والكلاب
اللص والكلاب
واستجابة للقراء وتحريضهم كل الوقت كما قلت سابقا ،تمت االستجابة لرغبتهم
الجامحة @،القراء هم اآلخرون متورطون في هذه اللعبة ،الجريمة ،إنهم يساهمون
بالكذب الكبير أو الصغير أو الجميل لدفع الكاتب المبتدأ أن يستمر في الكتابة حتى
يجد نفسه متورطا ،إنهم يتقنون فن أو باألحرى لعبة المجاملة والتشجيع حتى
الموت ،إنهم " يتقنون فن القتل " إنهم قتلة لمسار الشخص العادي ،بالضغط عليه
والزن على أدنه ألف مرة ،بل آالف المرات @،أنه إنسان موهوب ،أنه تتوفر فيه
كل مقومات المبدع الحقيقي @،إنه نوع من الشطط والتالعب الخفي الذي يمارسه
القارئ باحترافية كبيرة الستدراج ضحيته ،لتتم عملية التحول ،إن القارئ هو من
يخلق الكاتب @،هو إلهه الحقيقي ،الكاتب ضحية القارئ @،الكاتب شخص مغفل أمام
ذكاء القارئ ،القارئ الذكي يحتاج للمتعة والتسلية فيستعمل الكاتب البليد ،ألنه
يجده مستعدا للعب هذا الدور الدنئ ،دور الخادم بالمجان،فتبدأ المسرحية ويبدأ
الكاتب يلعب في الخشبة المكشوفة على الهواء ،وكل تحوالت المناخ تضرب
على رأسه المكشوف ،وهاهو القارئ الذكي يخلق لنفسه الفرجة بالمجان وفيها كل
أنواع اإلمتاع والمؤانسة ،وهاهو الكاتب الغبي يستعرض كل عضالته المفتولة
.....لينتظر في األخير تصفيقات@ حارة ،مجرد تصفيقات يطير صدها في الفراغ
هذا الشهر توصلت من عند بعض األصدقاء بأكثرمن رواية وكتاب ،وألنني لم
أقرأ في حياتي لنجيب محفوظ ،ألنني كنت أعتبره "كاتب السطح" بمعنى كتاباته
سطحية وال تمس العمق ،وهذا من شدة جهلي بالكاتب وقدراته ،وألنني كنت
أستعين بالمشاهدة أكثر من القراءة ،فقد شاهدت كل أعمال الكاتب الكبير والتي
تحولت إلى أفالم وبذلك ضربت عصفورين بحجرة واحدة( ،هكذا كنت أفكر في
السابق) كنت أحسب كثيرا من (الحساب) ولهذا ضعيت على نفسي متعة المكتوب
وأسراره ،ومن أجل إنقاذ مايمكن إنقاذه ،و تعويض الكاتب عن الحيف الذي كنت
أنهجه في حقه كل هذه السنين ،ورفع " العدواة المعرفية " التي كنت أكنها له،
ألن الشيء إذا جهلته عاديته كما يقول المثل المشهور ،قررت أول ما أبدأ به هو
قراءة هذا الكاتب البارع المتميز ،وأول ماقرأت له رواية " اللص والكالب "
وفعال أكتشفت طينة الرجل ووجدته من العيار الثقيل جدا في سبر أغوار
الشخصيات@ وبالغة الوصف لألشخاص واألمكنة والمتعة التي تشعر بها مند بداية
الرواية ،واكتشفت كذلك طينتي ووجدتني من العيار الثقيل في الجهل بأعمال
الكبار ،بصراحة أحاول جادا معرفة سبب كل هذا التأخير في معرفة هذا الهرم
فال أجد ،ربما دهشتي العظيمة بكتاب الغرب الكبار أنستني المقربين ،أال ترو
.معي ،العذر أقبح من الزلة
ومع ذلك أفكر جديا في البدء في كتابة بعض السطور حول كتب األصدقاء والتي
راكمتها كل هذه السنوات ،لكن حلول شهر رمضان ربما يقف حجرة عثرة في
إنجاز هذه المهمة ،أو الورطة ....أتمنى أن أقدم أصدقائي األدباء واألديبات بكل
أمانة...لكن هل أستطيع فعال ....؟؟؟؟؟ ....وإن لم أستطيع فهم يستحقون الشكر
والثناء على كرمهم الحاتمي نحوي ،وأولهم القاص هشام الفنغاشي الشاب طيب
القلب ،الذي كان السبب في صلحي مع األدب العربي ورائدهم الكبير نجيب
محفوظ والتعرف عن قرب على اللصوص الحقيقيين في الوطن العربي وكالبه،
.....ال تتأخروا مثلي في التعرف عليهم
كاتب مغربي