You are on page 1of 2

‫خاطرة هي أم رسالة طويلة ‪ ,‬أم مجرد ترهات أكتبها إلجالء المشاعر المتراكمة بداخلي ‪ ,‬ان كانت رسالة فأين

وجهتها ؟!‬
‫و ان هي مجرد ترهات لما أكتبها !؟ لست أدري لكن شيء ما يدفعني ألكتب كل ما أشعر به و بكل شفافية ‪ ,‬فأنا لم أعد‬
‫أطيق الطريقة التي أخدع بها نفسي فأتظاهر بأن كل شيء بخير والتي بواسطتها ينتهي بي المطاف مشتتة العقل و منكسرة‬
‫الفؤاد ‪ ,‬هل ما يدفعني هو الخوف من الدخول في حلقة اإلضطرابات السيكولوجية أم هي حصرا رغبة بحتة !؟‬

‫يقال أن من ال يملك ماضي ال يملك مستقبل فهل يجب أن نأخذ الماضي بعين االعتبار لنبي المستقبل ‪ ,‬اختلفت االثباتات‬
‫حول طبيعة العالقة بين المؤثر و المتأثر لكن هذا ال يخفي حقيقة أن ما يخلفه الماضي في منطقة الالشعور لدينا يرافقنا‬
‫الى األبد بمجرد اختيارنا لعدم المواجهة‪ .‬فللعقل البشري آلية معقدة في ما يخص ذلك ‪ ,‬ألنك مظهرك الموحي بأنك بخير‬
‫ال يعني بالضرورة أنك حقا بخير ‪ ,‬فالمواقف القاهرة تخلف شخصية قهرية عديمة البوح بالمشاعر و المواقف المؤلمة‬
‫تخلف األلم الذي يحاول العقل بآليته تلك محيه و نسيانه لكنه ال يقوم سوى بتناسيه و رميه في منطقة الالشعور ليتجلى‬
‫بعد ذلك على هيئة ألفاظ غير مقصودة أوسلسلة من التهيئات و االيحاءات التي ينسجها‪ C‬العقل خالل فترة التناسي ‪ ,‬لهذا‬
‫تعتبر المواجهة اللحظية عالج فعال لهذه الحالة فبمجرد تقبلك لواقع شعورك باأللم والحزن فأنت تقي نفسك من‬
‫‪ .‬مواجهتهما مجددا في المستقبل‬

‫قد تكون فترة طفولتي من أحسن األمثلة الحية التي توضح ما يمكن أن يخلفه الماضي في نفسية الفرد‬

‫حثيث الغضب ‪ ,‬االهالس ‪ ,‬الديجور ‪,‬الظلم و الجور ’ ألم في منتصف الترائب = عظام الصدر ‪ ,‬الصنديد ‪ ,‬منيف‬
‫‪= ,‬مرتفع ‪ ,‬آمال ذات مبتغى منيف‬

‫تمنذ صغري كانت تتملكني فوبيا من الظالم فأعجز عن النوم في الليل ‪ ,‬لم يكن لي سبيل آخر سوى الذهاب بهدوء صوب‬
‫أمي ‪ ,‬كنت أنجز آالف الخطط للتمكن من الوصول اليها بدون إيقاظ أبي فشخصيته العصبية كفيلة بافزاغي ضعف ما كان‬
‫يفعله الظالم بي ‪ ,‬ان كان لي حظ فإني ألمس قدمي أمي ببطء فتستيقظ و تنزل من السرير بهدوء و تأخذني في حضنها‬
‫صوب سريري ‪ ,‬كنت أسميها بخطة الهروب من المخاوف الناجحة ‪ ,‬لكن ما إن نفذ مني الحظ فإني أبي يستيقظ و يوبخني‬
‫بشدة ألني كنت سببا في ايقاظه ‪ ,‬كنت أشعر بالخوف الشديد رغم ذلك أحاول مجددا احضار أمي كل يوم ‪ ,‬و أحيانا أخرى‬
‫أحاول تحمل النظر اللى األشياء بسكون تام حتى قدوم الصباح ‪ ,‬أمي كانت تحزن بشدة على حالي هذه المستمرة و عديمة‬
‫الحل ‪ ,‬فإن نمت أرى الكوابيس باستمرار ‪ ,‬إن استيقظت يسقط في مخيلتي الخوف من الظالم و االشياء التي كنت ارى و‬
‫كأنها تتحرك ‪ ,‬كانت من أسوء المراحل التي الزالت تستوطن منطقة الالشعور لدي ‪ ,‬كنت بخالف من حولي أفكر كثيرا‬
‫أبني أحالما وردية بعيدة عن القصر المظلم الذي أنا بداخله ‪,‬مع ذلك كنت أتعب من كل األحالم الغير محققة فأحب قضاء‬
‫‪ .‬الوقت مع جدتي ألن حكاياتها كانت تلهيني عن التفكير الالمتناهي‬

‫أسوء ما في الطفولة هو القدرة الكبيرة على التعلق ‪ ,‬التعلق باألشخاص و األشياء و حتى األحالم ‪ ,‬ما ان تبني داخل عقلك‬
‫فكرة حتى تظن أنها الحقيقة المطلقة ‪ ,‬حقيقة العيش الى األبد مع أشخاصك المفضلين أو أنك ستصبح ذو شأن عظيم و‬
‫تجمع الكثير من األموال لتبني ذلك القصر المنير المحاط بالجنود الطيبين ‪ ,‬كل ما يشغل عقلك هو ماالنهاية من الطيبة و‬
‫السعادة و الحياة الهنيئة الغير موجودة في الواقع ‪ ,‬هذا االرتفاع في معدل األحالم يجعل التدهور و السقوط أكبر شدة من‬
‫العادي ‪ ,‬حتى أنه مؤلم و حدة هذا األلم تزداد مع مرور كل عام ‪ ,‬فمع كل خطوة نحو األمام نزداد ادراكا بأن الحياة ال‬
‫تسير وفق ما نريد و أنها ال تمنحنا السعادة بدون مقابل ‪ ,‬بل تحتاج لتضحيات كبيرة ‪ ,‬قد تأخذ حتى أحالمنا ‪,,,,,,,,,,,‬‬
‫لنفقد بذلك أرواحنا الدافئة ‪ ,‬لذا ال يجب أن نتعلق بشيء و نحيطه بتلك الهالة العظيمة من التوقعات ‪ ,‬فكرة الفقد موجودة‬
‫دائما و أبدا ال يمكننا تجاهلها ‪ .‬لذا نستنتج عكس ما استنتجناه سابقا ان المشاعر سيئة في بعض األحيان حتى لو كانت‬
‫ايجابية و جميلة أيضا ‪ ,‬قد نشعر ببعض التناقض في حال التفكير بهذه النظرية الجديدة كليا ‪ ,‬لكن هي حقيقة تحتاج لقليل‬
‫من التركيز ‪ ,‬فالمشاعر هي المسؤول األول عن التعلق و التعلق بدوره سيء بالتالي هي سيئة ‪ ,,‬ال يمكننا أن نمنع الشعور‬
‫عن شخص ما لكن يجب أن يكون مدركا في البداية أين سيصوبه ‪ ,‬و بأي قدر أو درجة ‪ ,‬فالجبان ال يمكنه التحكم‬
‫بمشاعره و يهرب بمجرد تحركها ‪ ,‬لكن الجسور ال يوجد اقوى منه في التحكم بها بكل بساطة وواقعية ‪ ,‬يعيش حياته‬
‫بالطريقة اللحظية مواجها لكل مفاجئاتها ‪ ,‬ان وجد عزيزا سر بوجوده الى جانبه وواجه بالقوة التي يملكها و بحمته كل‬
‫الصعاب التي يمكن تخطيها فقط للتشبث بعزيزه لكن في المقابل ان فوجئ بفقده بكى وتألم ثم تقبل حقيقة وجود الفقد و‬
‫استمر بالعيش ‪ ,‬فهي بالنسبة له فقط دورة عادية تصيب الجميع ‪ ,‬لهذا يجب ان نمتلك القوة للمجابهة ضد التعلق و‬
‫‪ .‬االشتياق‬

‫قد نتساءل ما مدى تأثير األشخاص على وجودنا و سعادتنا ‪ ,‬سؤال لطالما شغل الجميع في فترة ما من حياتهم ‪ ,‬ال يمكن‬
‫االجابة باختصار و االقتناع بأنهم ال يؤثرون علينا ما ان نكتسب شخصية قوية ‪ ,‬فهم ببساطة و صدق يؤثرون ‪ ,‬و يجب‬
‫تقبل هذا أيضا فما دمنا نستنشق اكسير الحياة مجبرون نحن على التعامل مع اصناف مختلفة من البشر يخالفوننا‬
‫االعتقادات و األفكار و اآلراء ‪ ,‬منهم من يجعل تعاملك معه بسيط و جميل يتقبل أفكارك على أنها مخزون فكري جديد قد‬
‫يحتاجه يوما ‪ ,‬و منهم من يرفض رفضا قاطعا‪ C‬تصديقك ‪ ,‬و في الحالتين ال يهمك أمرهما ‪ ,‬لكن من الممكن ان تكون بضع‬
‫من الكلمات التي تخرج من افواههم لتدق مسامعك‪ C‬كالسم القاتل الذي يقتل يومك و يجعلك تصاب باالحباط ‪ ,‬و طبعا‬
‫بوجود السم ال بد من وجود الترياق فبضع من كلمات أخرى من شخص آخر كفيلة أحيانا بصنع يومك ‪ ,‬هنا يأتي التقبل‬
‫بأن التأثير موجود لكن أنت من تتحكم بحدته فقط تعايش مع األمر لتكسب راحة بالك قد يكون هذا أمرا مستعصيا بعض‬
‫الشيء ‪ ,‬يقال عنه فن التعامل لكنه فن دفين ال يتقنه سوى أصحاب الجوهر المتين ‪ ,‬من أعمالهم موجهة لوجه هللا و ليس‬
‫لنيل رضا عباد هللا ‪ ,‬اتقن معاملتك مع الغير رغم ان بعضهم ليسوا محل اهتمام و حتى ال يستحقونه لكن المعاملة‪ C‬الجيدة ال‬
‫تقتصر على أحد هي فقط تعكس جوهرك الخاص ‪ ,‬نحن ندرك أن التعامل مع األحبة أعمق و أجمل فال وجود لما هو‬
‫أفضل من كلمة طيبة تطيب بها خاطر أحبتك و ال رقة أكثر من ابتسامة جميلة منك ‪ ,‬أو حديث تخوضه مع من يقدر‬
‫وجودك و يعتبره امرا جليا يسمح لك فيه بالخوض في أعمق بحاره و ال يهمك او يهمه االختالف ‪ ,‬لما ال يتوقف الجميع‬
‫عن العبوس و يبدأوا بنشر الوئام ‪ ,‬سؤال لطالما رافق وجداني ‪ ,‬لكن بت اليوم أتقبل كل شيء عديم االجابة كان أو غير‬
‫‪ .‬مكتمل‬

‫في النهاية هذه هي المسماة بالحياة ‪ ,‬قد يالمس اسمها قلبي لما يحمله من مشاعر تجاه اسم حياة ‪ ,‬فوالدتي و بداية وجودي‬
‫اسمها حياة ‪ ,‬لكن قد يؤلم البعض أو يبغضه أو حتى فقط يتقبله ‪ ,‬و أنا بدوري كفرد في هذه الحياة أحترم جميع اآلراء و ال‬
‫أجبر أحدا على تقبل رأيي ‪ ,‬قد أواجه الفرح أو الجور ‪ ,‬الحزن أو السرور لكنه امر يقتضى على جميعنا ‪ ,‬ال يجب أن‬
‫نظلم أنفسنا و نتشبه باآلخرين ‪ ,‬أن نفرض عليها مشاعر ال تشعر بها حقا ‪ ,‬نتظاهر بما نحن لسنا عليه نعيش لغيرنا و‬
‫ننتظر تقييمهم ألدائنا فنفقد شيئا فشيء معنى العيش ‪ ,‬ال تكن نسخة مقلدة تقبل االختالف و عش كالطير الطليق أطلق‬
‫العنان لمشاعرك و تقبل كل ما تهديه الحياة لك جيدا أم سيئا كان ‪ ,‬ال تشبه أحدا ‪ ,‬ان شعرت بالضيق فاشعر و تأمل‬
‫شعورك لحظيا ‪ ,‬ان استجوف األلم باطنك فليستجوف ‪ ,‬ان شعرت بالسعادة استطعم طعمها ‪,‬ان راودتك رغبة في الخروج‬
‫من حيز المعتاد فاخرج و ال تكن عاديا ‪ ,‬لن يعلم أحد ما انت بحاجة اليه بقدر علمك انت به ‪,‬اجعل خطة الحياة كما انت‬
‫‪ .‬تريد ‪,‬فقط ال تتالعب بمشاعرك و ال بمشاعر أحد فهي أكثر شيء ذي قيمة في الوجود‬

You might also like