You are on page 1of 82

‫كيف نتجاوزها؟‬

‫إعداد‬
‫‪T‬‬
‫‪5‬‬ ‫شكر وتقدير‬

‫‪6‬‬ ‫مقدمة‬

‫‪7‬‬ ‫حتديات التعايف‬

‫‪13‬‬ ‫املوت الرسيري‬

‫‪28‬‬ ‫اإلحياءات املحفزة‬

‫‪42‬‬ ‫ِ‬
‫املطارد‬ ‫التأثري‬

‫‪47‬‬ ‫الكوابيس واسرتجاع الذكريات‬

‫‪50‬‬ ‫دوامة العار‬


‫ّ‬

‫‪55‬‬ ‫مواطن الزلل‬

‫‪59‬‬ ‫اخليــــاالت‬

‫‪62‬‬ ‫بدائل املواقع اإلباحية‬


‫‪4‬‬

‫‪66‬‬ ‫اجلامع أثناء (التعايف)‬

‫‪69‬‬ ‫هل غيرّ ت األفالم اإلباحية ذوقي إىل األبد؟‬

‫‪75‬‬ ‫الرغبة امللحة الرشيرة‬


‫�إىل فريق واعي‪...‬‬
‫�ش ��ركائي يف رحل ��ة التغي�ي�ر ومعركة الوعي‪� ،‬أر�س ��ل �ش ��ك ًرا من‬
‫الأعم ��اق لكم‪� .‬إىل �أ�صحاب التم ّيز والأفكار النيرّ ة‪� ..‬أزكى التح ّيات‬
‫و�أجملها و�أنداه ��ا و�أطيبها‪� ..‬أر�سلها لكم ب ��ك ّل و ّد وحب و�إخال�ص‪..‬‬
‫تعج ��ز احل ��روف �أن تكتب ما يحمل قلبي من تقدي ��ر واحرتام‪ ..‬و�أن‬
‫ت�صف ما اختلج مبلئ ف�ؤادي من ثناء و�إعجاب‪ ..‬فما �أجمل �أن يكون‬
‫الإن�سان �شمعة ُتنري دروب احلائرين‪.‬‬
‫‪6‬‬

‫‪E‬‬

‫هن�اك العديد م�ن العقبات ومواط�ن الزلل التي يواجهه�ا غالب الذين‬
‫خاض�وا رحل�ة التع�ايف بالتوقف عن اس�تخدام اإلباحية ‪ ،‬س�نعرض يف هذا‬
‫الكتاب تلك العقبات واملواطن وطرق جتاوزها والتغلب عليها ‪ ،‬نقلتها لكم‬
‫م�ن كت�اب «دماغك حتت تأثير اإلباحية» جلاري ويلس�ون ترمجة مي بدر يف‬
‫صورة خمترصة ومنظمة بش�كل يس�هل الوصول إىل املعلوم�ة مما حيقق أقىص‬
‫استفادة‪.‬‬
‫‪7‬‬

‫حتديات التعافي‬
‫�أعرا�ض االن�سحاب‪:‬‬
‫احلقيق�ة املرة أن الثقافة الس�ائدة ما زالت تكابر‪ ،‬وم�ا زالت تنكر املقولة‬
‫الصادق�ة والس�اعية إىل اخلري بأن (مش�اهدة املرئيات اجلنس�ية عىل اإلنرتنت‬
‫بكثرة ودون حد يمكن أن تسبب اإلدمان)‪ ،‬وهذا الواقع املؤسف هو السبب‬
‫يف أن أعراض االنس�حاب تفاجئ أولئك الذي�ن خيوضون جتربة (الربيوت)‬
‫بدرج�ة ش�دهتا وعنفها‪ ،‬مم�ا يدفع الكثريين منه�م إىل ارتي�اد املواقع اإلباحية‬
‫م�ن جديد‪ ،‬بل والع�دول عن فكرة اإلقالع هنائ ًّيا‪ ،‬وهذا ما ّ‬
‫حيذر منه هنا أحد‬
‫هؤالء الشبان‪:‬‬

‫‪�« ‬أعرا� � ��ض االن�سحاب مقرف � ��ة‪ ،‬ولكن ال �أحد يتح � ��دث عنها مبا يكفي‪،‬‬
‫وهي ال�سب � ��ب �أننا نف�شل‪ .‬ه � ��ذه الأعرا�ض تعرب عن رغب � ��ة الدماغ مب�شاهدة‬
‫وتعب عن حال مركز املكاف�أة وهو يتو�سل �إلينا‪ ،‬ويهددنا‪،‬‬ ‫املرئي � ��ات اجلن�سية‪ ،‬رّ‬
‫ويعاقبنا‪ ،‬ويرجونا‪ ،‬ويفاو�ضنا‪ ،‬ويعطينا املربرات والأ�سباب لكي نعود �إليها من‬
‫جديد‪.‬‬
‫�أعرا� � ��ض االن�سح � ��اب م�ؤمل � ��ة ج� � �دًّا‪ ،‬وت�سبب لن � ��ا �آال ًما بدني � ��ة‪ ،‬وعقلية‪،‬‬
‫ونف�سية‪� .‬إنها حاالت الرنفزة والع�صبية التي تنتابنا‪ ،‬ونوبات التعرق ال�شديد‪،‬‬
‫والق�شعري � ��رة التي ت�سري يف �أبداننا‪ ،‬والآالم الغام�ضة التي ن�شعر بها يف �أماكن‬
‫‪8‬‬

‫غريبة‪ ،‬و�ضبابية التفكري الت � ��ي نعاين منها عندما نتوقف عن م�شاهدة الأفالم‬
‫الإباحية‪ .‬هذه هي الطريقة التي يخربنا بها دماغنا ب�أن كل هذه الآالم �ستنتهي‬
‫وتتال�شى مبجرد تزويده بجرعة ب�سيطة وغري �ضارة من املرئيات اجلن�سية‪.‬‬
‫عندم � ��ا بد�أت جتربة (التعايف) كنت �أعاين م � ��ن �أعرا�ض االن�سحاب‪� ،‬شعرت‬
‫ب�أين �أ�صبت بالتهاب يف اجليوب الأنفية‪ ،‬وكانت �أ�سناين ت�ؤملني فعلاً ‪ .‬ويف احلقيقة‬
‫مل يك � ��ن عندي التهاب يف اجليوب الأنفية‪ ،‬و�أ�سناين كانت �سليمة‪ ،‬ولكن دماغي‬
‫كان يحاول ‪-‬ب�شكل �أو ب�آخر‪� -‬أن يجعلني �أ�شعر باملعاناة والأمل‪ ،‬حتى يجرّين �إىل‬
‫حماولة حت�سني الو�ضع بجرعة م�سكنة من الأفالم الإباحية»‪.‬‬

‫أع ��راض االنس ��حاب معروف ��ة يف كل أن ��واع اإلدم ��ان‪ ،‬ويعان ��ي منه ��ا‬
‫الش ��خص مبجرد اإلقالع عن مادة اإلدمان‪ ،‬س ��واء أكانت مادة خمدرة أو‬
‫سلوك بعينه‪ ،‬وذلك ألنه‪:‬‬
‫ يتوق�ف عن تزوي�د دماغه بمصدر اإلث�ارة املفرطة الت�ي اعتاد عليها‬
‫بشكل متكرر‪.‬‬
‫ وحرمان الدماغ من مصدر املتعة يؤدي إىل حدوث تغريات كيميائية‬
‫– عصبية يف الدماغ هي املسؤولة عن أعراض االنسحاب‪.‬‬
‫ وعادة تظهر أعراض االنس�حاب عىل هيئة ردود فعل مبالغ فيها عند‬
‫التعرض للضغط النفيس‪.‬‬
‫‪9‬‬

‫ وش�عور قوي ينتاب املدمن بأن العامل مظلم‪ ،‬وبائس‪ ،‬وال معنى له يف‬
‫غياب اإلثارة التي حيصل عليها من مادة اإلدمان‪.‬‬

‫واألسابيع األول من رحلة (التعايف) هي األصعب على اإلطالق‪.‬‬


‫يقول أحدهم‪:‬‬
‫‪« ‬دع � ��وين �أخربكم حقيقة م � ��ا �سيواجهكم عندما تق � ��رروا �أن تبد�أوا‬
‫حت � ��دي (التع � ��ايف)‪ :‬لن يكون ب�إمكانك � ��م �أن حتققوا هذا اله � ��دف! �أو على الأقل‬
‫ه � ��ذا ما �سيدور بخلدكم كل ي � ��وم‪ ،‬و�ست�شعرون �أنكم فعلاً وحقًّا غري قادرين على‬
‫اال�ستمرار‪� .‬ستعانون من التقلبات النف�سية ال�شديدة‪ ،‬ومن �أعرا�ض االن�سحاب‬
‫املثبطة‪ ،‬و�ستكونون كمن كلف نف�سه مهمة ت�سلق جبل �شاهق‪ ،‬بيد �أنه مل يتعلم‬
‫امل�شي بع � ��د‪ .‬يف البداية �سيبدو الأمر م�ستحيلاً ‪ ،‬ولكن م � ��ع مرور الأيام‪ ،‬وكلما‬
‫خطومت خط � ��وات قليلة �إىل الأمام‪ ،‬ف�إن ع�ضالتكم ‪�-‬أي قوة �إرادتكم‪� -‬سوف‬
‫تنمو‪ ،‬وتقوى‪ ،‬و�سي�صبح حتقيق هدفكم قريب املنال‪.‬‬
‫ولذلك عي�شوا التجربة يو ًما بيوم‪ ،‬كل يوم‪ ،‬وال ينظر �أحدكم �إىل (التعايف)‬
‫عل � ��ى �أنه حرب �ضرو� � ��س ي�شنها ليقتلع ع � ��ادة ارتياد املواق � ��ع الإباحية من‬
‫جذوره � ��ا يف عدد حمدد من الأي � ��ام‪ ،‬و�إال �ستبدو التجربة على �أنها �أكرب من �أن‬
‫حتتمل‪.‬‬
‫ك � ��ن واعيًا ب�أن ما تفعل � ��ه هو �أن تقول (ال للمرئي � ��ات اجلن�سية) �أول مرة‪،‬‬
‫وعندم � ��ا تلح عليك الرغبة م � ��ن جديد �ستقول (ال) مرة �أخ � ��رى‪ ،‬ا�صرخ (ال)‬
‫‪10‬‬

‫يف خمدت � ��ك‪ ،‬ويف قلب � ��ك‪ ،‬وارم هذه الأف � ��كار بعي ًدا‪ .‬ا�شغل نف�س � ��ك مبا ي�صرفها‬
‫عن التفكري يف هذا املو�ض � ��وع‪ ،‬و�ست�شعر بعدها �أنك �أ�سعد حالاً دون م�شاهدة‬
‫املرئيات اجلن�سية‪ ،‬و�ستدرك �أي ضً�ا حجم اخل�سارة التي �ستتكبدها فيما لو رجعت‬
‫�إىل حالك الذي كنت عليه من قبل‪ .‬بل لعلك �إن عدت �إىل الإدمان‪ ،‬فلن تتمكن‬
‫من قطع ه � ��ذا ال�شوط من جترب � ��ة (التعايف) مرة �أخرى‪ ،‬ف �ل ��ا تف�سح املجال‬
‫للرغبة امللحة �أن تهزمك‪.‬‬
‫نع � ��م‪ ،‬قل (ال للمرئي � ��ات اجلن�سية) مرة واح � ��دة يف البداية‪ ،‬وافعل ال�شيء‬
‫ذاته يف كل مرة تعود �إليك الرغبة ب�إحلاح‪ ،‬وهذا هو احلل‪ ،‬لي�س عد ًدا حمد ًدا‬
‫من الأيام‪ ،‬ولي�س التحلي بقوة الإرادة لأجل معلوم‪ ،‬بل �إن احلل يكمن يف تغيري‬
‫طريقة احلياة‪ ،‬ويف (ال) هادئة تقولها كلما وم�ضت �أمامك نزوة عابرة هنا �أو‬
‫هناك‪ ،‬وحاولت �أن جتد لنف�سها يف قلبك موطئ قدم»‪.‬‬

‫كما وضحن�ا آن ًف�ا‪ ،‬فإن الدم�اغ جياه�د باس�تمرار ليحافظ على التوازن‬
‫الكيميائي – العصبي يف بنيته‪ ،‬فإذا عرضنا الدماغ ملحفز قوي ولفرتة طويلة‪،‬‬
‫فإن خاليا الدماغ تقوم بإحداث تغيريات هتدف إىل تقليل حساسيتها لبعض‬
‫الناقلات العصبي�ة الت�ي تُفرز اس�تجابة هلذا املحف�ز‪ .‬وبالتايل ف�إن تعريض‬
‫الدماغ لإلثارة املفرطة‪ ،‬وبش�كل مزمن يمكن أن يؤدي إىل خدر وضعف يف‬
‫االس�تجابة للمتع واملش�اعر يف احلياة اليومية‪ ،‬فيصبح الش�خص وكأنه ميت‬
‫خارج من قربه (زومبي)‪ ،‬وتصبح احلياة يف نظره مملة‪ ،‬وغري هادفة‪ .‬وباملقابل‪،‬‬
‫‪11‬‬

‫عندما نتخلص من املحفز القوي الذي ُيس ّبب لدماغنا اإلثارة املفرطة واملبالغ‬
‫فيها فإن هذا اخلدر يتالش�ى تدرجي ًّيا‪ ،‬وتنعكس تأثرياته‪ .‬ولذلك نالحظ بأن‬
‫تقل�ب املزاج الذي يع�اين منه املقلعون قد يكون يف الواقع أول إش�ارة إىل أن‬
‫ثم�ة تغيريات حت�دث يف أدمغتهم‪ ،‬وتبدأ األل�وان البهيجة بالع�ودة تدرجي ًّيا‪،‬‬
‫وتتوج اجلهود باستعادة الدماغ توازنه‪.‬‬
‫وتزداد احلامسة‪ّ ،‬‬
‫‪�« ‬أ�شعر ب�أن دماغي يعمل مثل �أرجوحة الأطفال‪ ،‬من املمكن �أن ينقلب‬
‫مزاج � ��ي يف اليوم الواح � ��د من اال�ستمتاع بيوم جمي � ��ل �إىل مقارعة هواج�س‬
‫االنتحار‪ ،‬ويف غ�ضون �ساعات فقط‪ .‬من ال�صعب جدًّا حتمل هذا الو�ضع‪� ،‬إال‬
‫�أنه يطمئني ب�أن �شيئًا ما داخل دماغي يحاول �أن ي�ص ّحح نف�سه»‪.‬‬
‫ألق�ى األخصائ�ي يف عل�م النفس (دوغ لي�زيل) حم�ارضة يف (مؤمتر تيد)‬
‫(‪ )TED Talks‬بعن�وان (فخ املتعة)‪ ،‬وعرض حاالت ألش�خاص عانوا من‬
‫اإلف�راط يف تن�اول األطعمة‪ ،‬ولكنه�م عندما قاموا بالصوم ع�ن األكل متا ًما‬
‫لفرتات معينة‪ ،‬أو باالقتصار عىل تناول العصري فقط‪ ،‬متكّنوا من التغ ّلب عىل‬
‫امللحة التي تدفعهم لإلرساف يف تناول الطعام‪ .‬املبدأ هو نفسه‪ :‬تزداد‬
‫الرغبة ّ‬
‫حساس�ية الش�خص للمحفزات الطبيعي�ة املوجودة يف أنش�طة احلياة اليومية‬
‫إذا ختل�ص من اإلثارة املفرطة التي تس�ببها مادة اإلدمان‪ ،‬وه�ذا املبدأ ينطبق‬
‫عىل كل املحفزات التي تنش�ط مركز املكافأة يف الدماغ‪ ،‬بام يف ذلك مش�اهدة‬
‫املرئيات اجلنسية عىل اإلنرتنت‪.‬‬
‫‪12‬‬

‫بع�ض الذي خاض�وا (التع�ايف) يعانون من أعراض انس�حاب بس�يطة‬


‫بال�كاد تذك�ر‪ ،‬والبعض اآلخ�ر يعانون من أعراض حادة جدًّ ا‪ ،‬يقول ش�اب‬
‫يف السادس�ة والعرشي�ن من العمر اعتاد على ارتياد املواق�ع اإلباحية بكثرة‪،‬‬
‫ولسنوات طويلة‪:‬‬
‫‪« ‬يف الأ�سب � ��وع الأول عانيت من �أ�سو�أ �أنواع الأرق الذي ميكن تخيله‪،‬‬
‫ال �أذكر �أين متكنت من اخللود �إىل النوم نهائيًّا طيلة الأيام ال�ستة الأوىل‪ ،‬ولّدت‬
‫لد ّي هذه التجربة قناع � ��ة ب�أن �أ�سبو ًعا من التدريبات الع�سكرية يف مع�سكر حربي‬
‫هي مهمة �سهلة‪ .‬ويف الأ�سابيع التي تلت‪ ،‬بد�أت الأمور بالتح�سن روي ًدا روي ًدا‪،‬‬
‫�إال �أين ب � ��د�أت مبالحظة التغيريات الفعلية بعد ثالث � ��ة �أ�شهر‪ ،‬فقد بد�أت حينها‬
‫�أ�شعر ب�أن لدي طاقة كافية حتى �أجنز كل �أ�شغايل»‪.‬‬

‫وق�د تفاجأ بعض األش�خاص بأن أعراض االنس�حاب مؤمل�ة جدًّ ا‪ ،‬ومل‬
‫يكن هناك أي عالمة أو إشارة متكنهم من التن ّبؤ بحجم األمل الذي أصاهبم‪:‬‬
‫«مل يك � ��ن ارتي � ��اد املواق � ��ع الإباحية م�شكلة كب �ي ��رة بالن�سبة يل‪،‬‬
‫ولذل � ��ك ظنن � ��ت �أن فوائد (التع � ��ايف) �ستكون هام�شية‪ ،‬ولكني الي � ��وم �أقول لك‪:‬‬
‫«�إذا كن � ��ت تعتق � ��د �أنك ل�ست مدمنًا‪ ،‬ح � ��اول �أن تتوقف ع � ��ن م�شاهدة الأفالم‬
‫اجلن�سي � ��ة‪ ،‬و�س �ت ��رى ب�أم عينك م � ��ا الذي �سيحدث»‪ .‬الذي ح � ��دث يف حالتي �أين‬
‫م � ��ررت بفرتة من املعاناة من �أعرا�ض االن�سحاب القا�سية‪ ،‬والتي ا�ستمرت ملدة‬
‫�شه � ��ر على الأقل‪ ،‬لقد كان وا�ض ًحا �أن ثمة تغريات كيميائية – ع�صبية حتدث يف‬
‫‪13‬‬

‫علي ب�شدة وعمق‪ ،‬فكن � ��ت يف غ�ضون الأربع وع�شرين �ساعة يف‬ ‫دماغ � ��ي‪ ،‬وت�ؤثر ّ‬
‫الي � ��وم الواحد �أعاين ‪-‬وب�شكل حاد‪ -‬من تعاقب فرتات من ال�سعادة الغامرة‬
‫والبهج � ��ة‪ ،‬تتلوها فرتات من ال�سوداوية القاتل � ��ة والك�آبة‪ .‬وبعد �شهر تقريبًا‬
‫ب � ��د�أت �أ�شعر بالتح�سن‪ ،‬وبد�أت الأمور تعود �إىل ن�صابها‪ ،‬بد�أت �أرى النا�س �أكرث‬
‫تقبلاً يل‪ ،‬وتوا�صلي معهم �صار �أف�ضل‪ ،‬و�صرت �أبادل زمالئي يف العمل املزاح‪،‬‬
‫وعمو ًما بد�أت �أنظر �إىل الوجه امل�شرق للحياة»‪.‬‬

‫�شيوعا هي‪:‬‬
‫ً‬ ‫�أكرث �أعرا�ض االن�سحاب‬
‫ التهيج املفرط‪.‬‬
‫ وحالة من احلرص النفيس تصاحبها أحيانًا نوبات مس�تغربة من الفزع‬
‫مع اإلجهاش بالبكاء‪.‬‬
‫ ونفاذ الصرب‪.‬‬
‫ والكسل والبالدة‪.‬‬
‫ والصداع‪.‬‬
‫ وضبابية التفكري‪.‬‬
‫ واالكتئاب‪.‬‬
‫ وتقلب املزاج‪.‬‬
‫ والرغبة يف العزلة واالبتعاد عن الناس‪.‬‬
‫ والتشنج والشد العضيل‪.‬‬
‫‪14‬‬

‫ واألرق‪.‬‬
‫ باإلضافة إىل نوبات تأجج الرغبة ملشاهدة األفالم اجلنسية‪.‬‬

‫«الأعرا�ض النف�سي � ��ة لالن�سحاب تباغتك بقوة‪� ،‬سوف تعاين من‬


‫االكتئاب‪ ،‬و�أنواع غريبة من احل�ص � ��ر النف�سي‪ ،‬والإح�سا�س بانعدام القيمة‪.‬‬
‫عاني � ��ت من هذه الأعرا�ض كلها يف نف�س الوقت‪ ،‬كل يوم كان مير علي كان يبدو‬
‫يل ك�أنه يوم �صعب م�ضاعف ع�شر مرات‪ .‬وذلك عدا عن ت�أجج الرغبة امللحة‬
‫لال�ستمن � ��اء‪� .‬أن�صحكم �أن تتعلموا كيف ت�سيطروا عل � ��ى خياالتكم‪ ،‬لأنكم �إن مل‬
‫تفعلوا ف�سوف ت�شعرون ‪-‬بال �شك‪ -‬بالأمل ال�شديد»‪.‬‬

‫�يوعا‪،‬‬
‫وهن ��اك أع ��راض أخ ��رى ق ��د يعاني منه ��ا البع ��ض‪ ،‬وهي أقل ش � ً‬
‫ولكنها ليست نادرة احلدوث مثل‪:‬‬
‫ التبول املتكرر‪.‬‬
‫ والرجفة يف األطراف‪.‬‬
‫ والغثيان‪.‬‬
‫ وضيق الصدر مصحو ًبا بصعوبة يف التنفس‪.‬‬
‫ وقد ينتاب الشخص شعور عام باليأس‪.‬‬
‫ ونوب�ات م�ن اإلحس�اس باحلر الش�ديد‪ ،‬أو البرد الش�ديد ولو كان‬
‫جالسا بجانب نار املدفأة‪.‬‬
‫ً‬
‫ واإلفراط يف تناول الطعام أو الفقدان الكامل للشهية‪.‬‬
‫‪15‬‬

‫ومن الأعرا�ض التي ذكرها بع�ضهم � ً‬


‫أي�ضا‪:‬‬
‫ االحتالم املتكرر بشكل غري معهود يف السابق‪.‬‬
‫ أو نزول املني عند قضاء احلاجة‪.‬‬
‫ أو امتالء مع ضغط وأمل يف اخلصيتني‪ ،‬وقد وجد بعض الشبان أن املاء‬
‫البارد جيدي يف التخفيف من األمل يف هذه احلالة‪.‬‬

‫«عاني � ��ت م � ��ن تقلب املزاج كم � ��ا تعاين فتاة حبل � ��ى وهي يف �سن‬
‫الثالثة ع�شرة من عمرها‪ ،‬قد �أرى �شجرة جميلة املنظر وبعد قليل �أبكي ملجرد‬
‫ذكره � ��ا‪ ،‬كنت �أ�شعر برغبة و�شوق �شديدين للتوا�صل مع النا�س‪ ،‬ولكن كان لد ّي‬
‫خ � ��وف رهيب من هذه املحاولة‪ ،‬وكان ل � ��دي نهم و�شهية مفتوحة للأكل‪ ...‬يف‬
‫�أحد الأيام �أكلت قالبًا كاملاً من الكيك يف غ�ضون �أربع وع�شرين �ساعة فقط‪،‬‬
‫وكن � ��ت دائ ًما ع�صبيًّ� ��ا وحاد الطبع جدًّا‪ ،‬و�أ�سو�أ م � ��ا يف الأمر �أين عندما كنت‬
‫�أعاين من هذه الأعرا�ض كنت �سيء اخللق يف التعامل مع النا�س»‪.‬‬

‫واملحبط يف �أعرا�ض االن�سحاب هو‪:‬‬


‫أن التع�ايف م�ن أرضار ارتي�اد املواقع اإلباحية ال يسير يف خط مس�تقيم‬
‫م�ن البداية إىل النهاية‪ ،‬وإنام تتقلب أحوال الش�خص بني إنجازات ملحوظة‬
‫وانتكاس�ات مثبط�ة‪ ،‬يع�اين البعض م�ن أعراض االنس�حاب احل�ادة خالل‬
‫‪16‬‬

‫األس�ابيع الثالث�ة األوىل فقط‪ ،‬يف حني يس�تمر آخ�رون يف املعاناة من أعراض‬
‫االنس�حاب عىل مدى شهور‪ ،‬وتش�تد عليه األعراض من حني آلخر ولكنها‬
‫اً‬
‫طويل‪ ،‬وال تلبث أن ختتفي لفرتة ثم تعود للظهور مرة أخرى‪ ،‬وقد‬ ‫ال تس�تمر‬
‫أطلق أعضاء املنتديات عىل هذه احلالة اسم (أعراض االنسحاب املزمنة)‪.‬‬

‫«ب � ��ودي �أن �أب � ��ث الأمل يف نفو� � ��س كل �أولئك الذي � ��ن يعانون من‬
‫الأعرا� � ��ض النف�سية امل�صاحبة لهذه التجرية ال�صعب � ��ة‪ .‬ملدة تزيد على ال�سنة‬
‫والن�ص � ��ف مل يكن بو�سعي �أن �أ�شعر باال�ستمتاع ب�أي �شيء‪ ،‬والآن بد�أت �أتفاعل‬
‫م � ��ع احلي � ��اة من جدي � ��د‪ ،‬و�ص � ��ار ب�إم � ��كاين �أن �أ�ستمتع بالتحدث م � ��ع �شخ�ص‬
‫ال �أعرف � ��ه بعد �أن عانيت من القلق االجتماعي لف �ت ��رة طويلة ب�سبب الإدمان‪.‬‬
‫احلقيقة –بل وب�ساطة‪� -‬أن حالتي الآن يف حت�سن م�ضطرد رغم كل ال�صعوبات‬
‫التي واجهتها خالل العامني املا�ضيني‪ ،‬وال �شك عندي بذلك‪ .‬ومن الوا�ضح‬
‫�أي ضً� � ��ا �أين عانيت م � ��ن �أعرا�ض االن�سح � ��اب املزمنة‪ ،‬وبدا ذل � ��ك بو�ضوح من‬
‫التذبذب يف �شدة الأعرا�ض ب �ي ��ن حت�سن وانتكا�س‪ ،‬وكان التعايف يتم ببطء �شديد‬
‫جدًّا‪� ،‬إ�ضافة �إىل عودة الأعرا�ض ذاتها مرارًا»‪.‬‬

‫لكل �شخ�ص حالة خا�صة به‪:‬‬


‫م�ع األيام ومع إرصارك عىل االس�تمرار يف (التعايف) س�وف يزداد عدد‬
‫األيام احلس�نة بالتدريج‪ ،‬ولكنك قد تعاين من (أعراض االنس�حاب املزمنة)‬
‫لفترة طويل�ة‪ ،‬واأليام الس�يئة قد تطل علي�ك من حني آلخ�ر‪ ،‬إىل أن يتعاىف‬
‫‪17‬‬

‫الدماغ متا ًما‪ ،‬ويعود إىل طبيعته‪ .‬وألجل ذلك فليس من احلكمة أن تقيم درجة‬
‫حتس�نك بالقياس إىل الوقت الذي حيتاجه غريك ليتعاىف‪ ،‬فلكل شخص حالة‬
‫خاص�ة به‪ ،‬وبع�ض الناس حيتاجون إىل فترة زمنية أطول لتس�تعيد أدمغتهم‬
‫توازهنا‪.‬‬
‫‪18‬‬

‫املوت ال�سريري‬
‫وصف ش�اب حالة (املوت الرسيري) عىل أهنا «تلك احلالة العصية عىل‬
‫الوصف‪ ،‬وش�ديدة الوطأة على النفس التي يعاين منها امل�رء‪ ،‬ولكنه ال جيرؤ‬
‫عىل إطالع أحد علها أبدً ا»‪.‬‬

‫املوت ال�سريري‪:‬‬
‫ه�و عرض من أعراض االنس�حاب‪ ،‬وه�ي احلالة التي ع�ادة ما تصيب‬
‫الش�بان الذي�ن وصلوا إىل مرحلة العجز اجلنيس التام بس�بب اس�تفحاهلم يف‬
‫ع�ادة ارتي�اد املواقع اإلباحية‪ ،‬وقد تصيب بعض الش�بان مع بداية (التعايف)‪،‬‬
‫وأحيانً�ا تدمههم فجأة ودون مقدم�ات بمجرد أن يبدأوا رحلة اإلقالع حتى‬
‫إذا مل يصلوا إىل مرحلة العجز اجلنيس التام‪.‬‬

‫هذا شاب ممن خاضوا جتربة (التعايف) يصف معاناته مع حالة املوت‬
‫السريري‪:‬‬
‫«بعد عدة �أيام من مقاومة مترد الدماغ و�شدة الرغبة امللحة‪،‬‬
‫بد�أت �أ�شعر بحالة املوت ال�سريري‪ ،‬والتي ا�ستمرّت لعدة �أ�سابيع‪� .‬شعرت ب�شكل‬
‫رئي�س � ��ي �أين غري �آبه بالفتيات‪� ،‬أو باجلن� � ��س‪� ،‬أو �أي �شيء من هذا القبيل‪ .‬كان‬
‫وح� � ��ش الإباحية ي�صدر �صوتًا خافتًا م � ��ن وراء الكوالي�س‪ ،‬ويحاول �أحيانًا �أن‬
‫‪19‬‬

‫يتحر�ش ب � ��ي‪ ،‬ولكني يف �أغلب الأحيان مل �أكن �أهت � ��م باملو�ضوع على الإطالق‪.‬‬
‫وكان الع�ضو الذكري �صغري جدًّا‪ ،‬واحلياة فيه معدومة نهائيًّا‪ ،‬وك�أن �أح ًدا ما‬
‫قطع التيار الكهربائي عن الآلة التي ت�شغل ال�شهوة اجلن�سية‪ ،‬فقد كانت رغبتي‬
‫يف اجلن�س معدومة متا ًما»‪.‬‬

‫غني عن الذكر أن الش�اب الذي تفاجئه حالة املوت الرسيري بعد بداية‬
‫لينكب‬
‫ّ‬ ‫(التعايف) قد يتخىل عن فكرة اإلقالع هنائ ًّيا‪ ،‬وقد هيرع إىل احلاس�وب‬
‫عىل مش�اهدة املرئيات اجلنس�ية من جديد‪ ،‬خو ًفا من أن يتس�بب إمهال األمر‬
‫بالفق�دان الدائ�م لقدرت�ه اجلنس�ية‪ .‬وحتى ل�و كان يعاين من ضع�ف األداء‬
‫اجلنيس بالفعل فهذا يف نظره أفضل من ال يشء‪.‬‬

‫قبل ست سنوات تقري ًبا‪ ،‬أصابت حالة املوت الرسيري شا ًّبا يف السادسة‬
‫والعرشي�ن من عمره يعيش يف أستراليا‪ ،‬لكن هذا الش�اب الش�جاع قرر أن‬
‫يس�تمر يف جترب�ة (التعايف) رغ�م معانات�ه‪ ،‬ليتفاجأ أن حالة امل�وت الرسيري‬
‫شفيت تلقائ ًّيا‪ ،‬وتعاىف منها متا ًما بعد حوايل سبعة أسابيع‪ ،‬وعادت له أحاسيسه‬
‫ورغبته اجلنس�ية بقوة‪ ،‬وعادت له القدرة على االنتصاب‪ .‬ومنذ ذلك احلني‪،‬‬
‫ص�ار العديد من الش�بان يواجه�ون حالة املوت الرسيري بش�جاعة وثبات‪،‬‬
‫والكثريون وثقوا كيف تعافوا منها‪.‬‬
‫‪20‬‬

‫ويف الواق�ع ال يوج�د إىل اآلن تفسير علم�ي متف�ق علي�ه حلال�ة املوت‬
‫الرسيري هذه‪ ،‬ولكن أحد الشبان قدم هذه النظرية‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫«بد�أنا يف �سن �صغرية جدًّا منار�س اال�ستمناء بكرثة عند م�شاهدة‬
‫الأف �ل ��ام اجلن�سية عل � ��ى الإنرتنت‪ ،‬ووا�صلن � ��ا ممار�سة الع � ��ادة ال�سرية ب�شكل‬
‫جن � ��وين‪ ،‬حتى �أرهقن � ��ا عقولنا و�أج�سادن � ��ا‪ .‬وعندما ت�ص � ��ل �إىل هذا احلد من‬
‫الإنه � ��اك‪ ،‬يدخل دماغك وج�سدك يف حالة �سبات عميق ن�سميها حالة (املوت‬
‫ال�سريري) حتى يرتاح‪ ،‬وي�سرتجع قواه‪ ،‬ويتمكن من اال�ستجابة للمحفزات مرة‬
‫�أخرى‪ .‬ل � ��و �أنا �أعطينا دماغنا فر�صة لريتاح عند �أول بوادر الإنهاك‪ ،‬لرمبا‬
‫�أن حالة املوت ال�سريري ا�ستمرت لأيام معدودة فقط‪ ،‬ثم يعود بعدها كل �شيء‬
‫�إىل طبيعت � ��ه‪ .‬ولكننا مل نرتكه يهد�أ‪ ،‬بل وا�صلنا ارتياد املواقع الإباحية رغم‬
‫�إ�صابتن � ��ا بحالة املوت ال�سريري حتى و�صلنا �إىل احل�ضي�ض‪ ،‬وعندها ما عادت‬
‫تكف � ��ي ب�ضعة �أيام لتعيد الأمور �إىل ن�صابها‪ ،‬ب � ��ل �صرنا نحتاج �إىل عدة �أ�شهر‪،‬‬
‫ورمبا �أكرث يف بع�ض احلاالت‪ ،‬ولكنها بالت�أكيد مترّ ب�سالم يف النهاية»‪.‬‬

‫ق�د يكون املس�بب حلالة املوت الرسي�ري هو كوكبة التغيرات الدماغية‬


‫التي حتدث بطبيعة احلال عند اإلقالع‪ ،‬وما قد يصاحبها من تغريات راس�خة‬
‫يف مراك�ز اجلن�س يف الدم�اغ‪ .‬فأن�ا أعتقد بأن مراك�ز اجلن�س يف منطقة املهاد‬
‫هل�ا دور يف حدوث حالة امل�وت الرسيري‪ ،‬ألن القدرة اجلنس�ية ال تتأثر عند‬
‫معاجلة املدمنني يف أنواع اإلدمان األخرى‪.‬‬
‫‪21‬‬

‫حاالت املوت ال�سريري تختلف‪:‬‬


‫ختتلف كل حالة من حاالت املوت الرسيري عن غريها من حيث شدهتا‬
‫أو مدهتا‪ ،‬وبعض الش�بان يستعيدون أحاسيس�هم ورغبتهم اجلنسية وكذلك‬
‫القدرة عىل االنتصاب يف الوقت نفسه‪ ،‬إما بالتدريج أو بشكل مفاجئ‪ ،‬ولكن‬
‫بالنس�بة آلخرين فقد تعود هلم رغبتهم اجلنس�ية قبل أن يستعيدوا القدرة عىل‬
‫االنتص�اب‪ ،‬وقد حيدث العكس متا ًما‪ ،‬فق�د تعود هلم القدرة عىل االنتصاب‪،‬‬
‫قبل عودة أحاسيسهم ورغبتهم اجلنسية‪.‬‬

‫ظهور املوت ال�سريري بعد الإنرتنت ال�سريع!‬


‫أ ًّيا كان س�ببها أو منش�ؤها‪ ،‬فإن حالة املوت الرسي�ري عصية عىل الفهم‬
‫ح ًّق�ا‪ ،‬يف امل�ايض وقبل وجود اإلنرتن�ت الرسيع مل يكن التخيل عن مش�اهدة‬
‫املرئيات اجلنس�ية مصحو ًبا بالفقدان الكامل للرغبة اجلنس�ية‪ ،‬ومل تكن حالة‬
‫امل�وت الرسي�ري معروف�ة كما ه�و احل�ال اآلن‪ ،‬وال حتى ك َع�رض مؤقت‪.‬‬
‫وبالطب�ع فليس كل رجل ش�اهد األفلام اإلباحية ثم توقف عن مش�اهدهتا‬
‫س�وف يعاين من حالة املوت الرسيري يف فرتة النقاهة‪ ،‬إال أن أعداد الش�بان‬
‫الذي�ن يعانون من العجز اجلنيس يف ارتفاع‪ ،‬وذلك ألن أعداد اليافعني الذين‬
‫يبدأون بمشاهدة املرئيات اجلنسية عىل اإلنرتنت يف سن مبكرة جدًّ ا يف ازدياد‬
‫مضط�رد‪ ،‬وه�ذه الفئة أكثر عرض�ة لإلصاب�ة بالعجز اجلنسي نتيجة لذلك‪،‬‬
‫وأضحت تشكل نسبة أكرب من جممل احلاالت‪.‬‬
‫‪22‬‬

‫يقول أحدهم‪« :‬بع�ض ال�شبان يعانون من حالة املوت ال�سريري‬


‫لفرتة طويلة‪ ،‬وبع�ضهم يعاين منها لفرتة �أق�صر‪ ،‬والبع�ض ال يعاين منها �أب ًدا‪،‬‬
‫م � ��ن ال�صعب �أن ن�ض � ��ع معايري دقيقة لأي �شيء لأن ه � ��ذه امل�شكلة حديثة جدًّا‪،‬‬
‫ن�أم � ��ل �أننا يف غ�ضون �سنت �ي ��ن �سنكون قد فهمنا النمط ال � ��ذي ت�سري به الأمور‪،‬‬
‫وعندها قد نتمكن من �إ�سداء الن�صح لغرينا‪ ،‬نحن الآن –مع الأ�سف‪ -‬الرواد‬
‫ال�سابقون يف خو�ض جتربة (التعايف)»‪.‬‬

‫وال�س�ؤال الذي ي�صرح نف�سه هو‪:‬‬


‫ه�ل ينبغي عليك أن خترب زوجتك إذا كنت تعاين من مش�كالت تؤثر يف‬
‫أدائك اجلنيس؟‬

‫كثير من الرجال يقول�ون بأن إخبار الزوجة ع�ن حالة املوت الرسيري‬
‫كثريا يف جتاوز املش�كلة‪ ،‬إليكم م�ا قالته ام�رأة يف الثالثة‬
‫وأس�باهبا س�اعدهم ً‬
‫والعرشين من العمر احتاج رشيكها ‪-‬من نفس السن‪ -‬إىل مائة وثالثني يو ًما‬
‫كي يتعاىف من العجز اجلنيس‪ ،‬ويعود إىل طبيعته‪ ،‬تقول‪:‬‬

‫«�أخ �ب ��ر زوجت � ��ك‪ ،‬فذلك �سوف يخف � ��ف ال�ضغط علي � ��ك‪ ،‬ويجنبك �أن جترح‬
‫�شعوره � ��ا‪ ،‬ال ت�شع � ��ر باخل � ��زي لأنك تعاين م � ��ن العجز اجلن�سي ب�سب � ��ب م�شاهدة‬
‫الأف �ل ��ام الإباحية‪ ،‬فاملرئيات اجلن�سية منت�شرة بكرثة ه � ��ذه الأيام‪ ،‬وتقريبًا كل‬
‫�ش � ��اب ي�شاهد الأفالم الإباحي � ��ة �أو �شاهدها يف فرتة م � ��ا‪ ،‬وباعتقادي �أن كل‬
‫‪23‬‬

‫الفتي � ��ات يعرفن ذل � ��ك‪ ،‬وبالتايل فهذا النوع من امل�ش � ��كالت ميكن �أن يحدث لأي‬
‫�شخ�ص‪ ،‬فلي�س من ال�ضروري �أن تكرث من م�شاهدة املرئيات اجلن�سية حتى ي�شعر‬
‫دماغك ب�ضررها‪.‬‬
‫لق � ��د حاول �شريكي �أن ي�شرح يل و�ضع � ��ه ومعاناته‪ ،‬و�أنا �شاكرة له �صنيعه!‬
‫�أ�شعر بالراحة لأين كنت على علم مبا يجري‪ ،‬وعالقتنا الآن �أ�صبحت �أقوى من‬
‫ذي قب � ��ل‪ ،‬وزاد قربنا من بع�ضن � ��ا البع�ض‪ ،‬لأننا �أ�صبحنا �شريكني يف هم واحد‪،‬‬
‫وخ�ضنا جتربة (التعايف) �سويًّا حتى تعافى متا ًما»‪.‬‬

‫الأرق‪:‬‬
‫من املهم جدًّ ا أن حتصل عىل قدر كاف من الراحة اجلسدية‪ ،‬ألن اإلجهاد‬
‫حيفز الرغبة ملشاهدة املرئيات اجلنسية‪ ،‬ويزيد يف إحلاحها‪ ،‬إال أن الكثريين من‬
‫الشبان الذين خيوضون جتربة (التعايف) اعتمدوا لسنوات عديدة عىل مشاهدة‬
‫األفلام اإلباحي�ة يف اللي�ل كعامل يس�اعدهم يف اخلل�ود إىل الن�وم‪ .‬وعندما‬
‫يمتنع�ون عن مش�اهدهتا يصبح الن�وم صعب املنال‪ ،‬وخاص�ة يف بداية رحلة‬
‫اإلقالع‪ ،‬ولذلك نجد أن األرق عرض شائع من أعراض االنسحاب‪.‬‬

‫علي�ك أن تبحث عن طريقة تس�اعدك يف اخللود إىل النوم غري مش�اهدة‬


‫املرئيات اجلنسية‪ ،‬وضع يف ُحسبانك أن هذه املشكلة مؤقتة‪ ،‬وسوف تتالشى‬
‫مع الوقت‪ ،‬يقول أحد الشبان‪:‬‬
‫‪24‬‬

‫«كنت �أعتق � ��د �أن ممار�سة العادة ال�سرية هي الطريقة الوحيدة‬


‫الت � ��ي ميكن �أن جتعلني �أخلد للنوم‪� ،‬إال �أين �صرت �أن � ��ام نو ًما هنيئًا بعد ع�شرة‬
‫تغط يف نوم عميق مبجرد �أن ت�ضع‬ ‫�أيام فقط من بداية (التعايف)‪ ،‬ما �أروع �أن ّ‬
‫ر�أ�سك على الو�سادة»‪.‬‬

‫وجتن�ب اس�تبدال عادة مش�اهدة األفالم اجلنس�ية قبل النوم بعادة س�يئة‬
‫أخ�رى مثل رشب اخلمر مثلاً ‪ ،‬فقد يس�اعدك رشب اخلمر عىل النوم‪ ،‬ولكنه‬
‫مبكرا جدًّ ا قبل أن حتصل عىل القس�ط الكايف من‬
‫يمك�ن أن جيعلك تس�تيقظ ً‬
‫وأيضا فليس من احلكمة أن تس�تبدل إدمانك‬
‫الراحة التي حيتاجها جس�دك‪ً ،‬‬
‫عىل س�لوك ضار بامدة أخ�رى جتعلك عرضة لإلدم�ان‪ .‬إليك بعض األفكار‬
‫جرهبا آخرون بنجاح‪:‬‬
‫التي ّ‬
‫«الن � ��وم يف الأ�سب � ��وع الأول كان �صعبً� ��ا للغاية‪ ،‬وحت � ��ى �أتخل�ص من هذه‬
‫امل�شكل � ��ة قرّرت �أن �أمتنع عن ا�ستعمال احلا�س � ��وب يف ال�سرير نهائيًّا‪ ،‬فو�ضعت‬
‫احلا�س � ��وب على طاولة يف املطب � ��خ‪ ،‬و�صرت �أ�ستلقي عل � ��ى ال�سرير فقط عندما‬
‫�أ�شعر بالتعب»‪.‬‬
‫‪25‬‬

‫«�أن�صح با�ستخ � ��دام م�صباح ليلي للقراءة‪� ،‬إن جم � ��رد وجود هذا ال�ضوء‬
‫اخلاف � ��ت الذي ي�شع نوره على كتاب � ��ك كم�صدر وحيد للإ�ضاءة يف الغرفة كفيل ب�أن‬
‫يجعلك ت�شعر بالنعا�س ال�شديد»‪.‬‬

‫«بد�أت �أمار�س ريا�ضة العدو يف �آخر الليل‪ ،‬وعندما �أعود �إىل البيت �أ�ستحم‬
‫و�ألقي بنف�سي يف ال�سرير‪ ،‬وكان هذا كفيلاً ب�أن يجعلني �أغفو يف احلال»‪.‬‬

‫«عندم � ��ا �أجد �صعوبة يف اخللود �إىل النوم كنت �أق � ��ر�أ كتابًا‪ ،‬املطالعة هي‬
‫الن�ش � ��اط البديل لال�ستمناء وم�شاهدة الأف �ل ��ام الإباحية‪ ،‬وقد عملت جاه ًدا‬
‫على �إقناع نف�سي ب�أن الأرق لليلة واحدة لي�س نهاية العامل‪ ،‬وقد �ساعدين ذلك‬
‫كثريًا»‪.‬‬

‫«الطريق � ��ة التي اتبعتها هي ممار�س � ��ة الريا�ضة ب�ش � ��كل روتيني‪ ،‬والتعر�ض‬
‫لل�شم� � ��س قدر الإمكان كي ت � ��زودين بامليالتونني((( الطبيع � ��ي‪ ،‬والتزمت بالقاعدة‬

‫(‪« )1‬امليالتونين» ه�و هرمون طبيع�ي يفرزه غدة يف الدماغ ليلاً ويس�اعد عىل الش�عور‬
‫بالنعاس والرغبة يف النوم‪.‬‬
‫‪26‬‬

‫التي تن�ص على �أن (ال�سرير ي�ستعمل للنوم واجلن�س فقط)‪ ،‬ومبا �أين كنت �أعزبًا‬
‫فقد كانت تعني (ال�سرير ي�ستعمل للنوم فقط)»‪.‬‬

‫علي الأمر‪ ،‬كنت �أقوم ب�أداء متارين‬


‫«عندما كنت �أ�شعر بنفاذ ال�صرب‪ ،‬وي�شتد ّ‬
‫(كيج � ��ل)((( (‪ )Kegel‬لتقوي � ��ة الع�ضالت يف �أ�سفل احلو� � ��ض‪ ،‬وكنت �أفعل ذلك‬
‫كلم � ��ا احتجت حتى لو يف منت�صف الليل‪ ،‬ي�ساعد التمرين على التخفيف من حدة‬
‫الرغبة امللحة و�أعرا�ض االن�سحاب‪ ،‬لأنه كما يبدو ي�ساعد يف توزيع الطاقة �أو‬
‫�شيء من هذا القبيل‪ ،‬ويجعلك التمرين تو ّجه كل انتباهك �إىل ع�ضالت احلو�ض‬
‫لفرتة ق�صرية‪ ،‬وبعدها تخلد �إىل النوم»‪.‬‬

‫«ا�ستيقظ مبك� � �رًا! وبهذه الطريقة �ستتمكن من �أداء التمارين الريا�ضية يف‬
‫ال�صباح الباكر‪ ،‬وعندما ي�أتي وقت النوم يف امل�ساء �ستكون متعبًا مبا يكفي لتنام‬
‫نو ًما عميقًا»‪.‬‬

‫(‪ )1‬مترين (كيجل) لتقوية العضلة يف أس�فل احلوض‪ ،‬يتطلب التمرين أن تقبض العضلة‬
‫ملدة مخس ثوان ثم ترخيها‪ ،‬وتكرر العملية عدة مرات‪.‬‬
‫‪27‬‬

‫«كنت كثريًا ما �أغطي عيني و�أذين ب�شيء‪ ،‬ك�أن �أرفع قمي�صي على ر�أ�سي‪ ،‬وقد‬
‫�ساعدين ذلك يف اخللود �إىل النوم»‪.‬‬

‫«ما �ساعدين يف التغلب على الأرق هو �أن �أنام و�أ�ستيقظ يف مواعيد منتظمة‬
‫يوميًّا‪ ،‬و�أن �أبتعد عن الأن�شطة البدنية العنيفة قبل موعد النوم»‪.‬‬

‫«ا�ستل � ��ق على ظهرك وعدّد كل الأ�شي � ��اء التي ت�ستوجب �شكرك وامتنانك‪،‬‬
‫يف البداي � ��ة كان � ��ت قائمة االمتن � ��ان طويلة‪� ،‬أما الآن ف �ل ��ا �أكاد �أعرب عن �شكري‬
‫وامتناين لل�صحبة الطيبة وكلبي املخل�ص و�إذ �أنا �أغط يف �سبات عميق»‪.‬‬

‫وبعض األش�خاص اس�تفادوا من تناول املكمالت الغذائية‪ ،‬وأنواع من‬


‫الش�اي واألعش�اب مثل البابونج‪ ،‬وغريها من الوصف�ات املنزلية‪ ،‬مثل هذا‬
‫الشاب‪« :‬ملعاجلة األرق أتناول حساء التمر األمحر أو حساء ميسو(((»‪.‬‬

‫(‪« )1‬ميسو» هو مستحرض مصنوع من فول الصويا والشعري يستخدم يف وصفات الطهي‬
‫الياباين‪.‬‬
‫‪28‬‬

‫الإيحاءات املحفزة‬

‫وصف أحد الرجال اإلحياءات املحفزة عىل أهنا‪:‬‬


‫(العوام�ل اخلارجي�ة الت�ي جتعلك تفك�ر وتت�وق إىل مش�اهدة املرئيات‬
‫اجلنسية)‪.‬‬
‫اإلحي ��اءات احملف ��زة املوجودة يف البيئة من حولن ��ا كثرية ومتنوعة‪،‬‬
‫وبعضها شائع ومعروف مثل‪:‬‬
‫مشاهدة برامج التلفزيون‬ ‫ ‬
‫‪‬‬
‫واألفالم السينامئية التي حتوي لقطات إغراء‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪‬‬
‫أو اس�تحضار الذاك�رة وختي�ل لقط�ات م�ن األفلام اإلباحي�ة التي‬ ‫ ‬
‫‪‬‬
‫شاهدهتا يف املايض‪.‬‬
‫صباحا‪.‬‬
‫ً‬ ‫أو وجود انتصاب قوي عند االستيقاظ من النوم‬ ‫ ‬
‫‪‬‬
‫وأيضا تعاطي املخدرات أو رشب اخلمر‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ ‬‬
‫أو جمرد قراءة كلامت تذكرك بموقع إباحي أو بممثلة إباحية تعرفها‪.‬‬ ‫‪ ‬‬
‫وكذلك مش�اهدة اإلعالنات التي تظهر عش�وائ ًّيا عىل جانب شاش�ة‬ ‫ ‬
‫‪‬‬
‫احلاسوب‪.‬‬
‫‪29‬‬

‫يق�ول أح�د الش�بان‪« :‬ال�شيء الوحي � ��د الذي يعت �ب ��ر �أ�سو�أ من‬
‫االنتكا�س �أثناء حماولة الإقالع عن م�شاهدة الأفالم الإباحية هو �أن تنتك�س‬
‫لأنك مل تتمكن من ال�سيطرة على ت�صرفاتك حتت ت�أثري املخدرات �أو اخلمور»‪.‬‬

‫واحلالة النفسية ميكن ً‬


‫أيضا أن تعمل كإحياء حمفز من هذا النوع‪،‬‬
‫كما حيدث عندما متر يف حالة‪:‬‬
‫ من امللل‪.‬‬
‫ أو احلرص النفيس‪.‬‬
‫ أو الضغط النفيس‪.‬‬
‫ أو االكتئاب‪.‬‬
‫ أو الوحدة‪.‬‬
‫ أو الشعور بأنك منبوذ ممن حولك‪.‬‬
‫ أو اإلجهاد‪.‬‬
‫ أو اإلحباط‪.‬‬
‫ أو الغضب‪.‬‬
‫ أو الفشل‪.‬‬
‫ أو الشعور باألسى عىل ما آلت إليه أحوالك‪.‬‬
‫‪30‬‬

‫من املفيد لك �أن‪:‬‬


‫حترض قائمة بكل األشياء التي ترغب يف إنجازها‪ ،‬وحتتفظ هبا يف مكان‬ ‫ ‬
‫‪‬‬
‫قريب املنال حتى تذكرك بأهدافك القيمة يف األوقات العصيبة‪.‬‬
‫وحرض قائمة بعدد من األنشطة املفيدة التي تبعدك عن خطر التحفيز‬ ‫ ‬
‫‪‬‬
‫متر يف حاالت نفس�ية كه�ذه‪ ،‬وال جتد يف نفس�ك الدافع الذايت‬
‫عندم�ا ّ‬
‫ألن ختطط لعمل منتج‪.‬‬

‫وقد تعر�ض لك الإيحاءات املحفزة ب�شكل �آخر ك�أن‪:‬‬


‫ تتولد لديك الرغبة بمكافأة نفسك عىل إنجاز معني‪.‬‬
‫ أو أن تشعر بالثقة الزائدة بالنفس‪.‬‬
‫ أو بالغرية‪.‬‬
‫ أو ينتابك احلنني إىل ذكريات املايض‪.‬‬
‫ والتس�ويف كذل�ك يعم�ل كإحي�اء حمف�ز للكثريي�ن‪ ،‬ولذل�ك ارتبط‬
‫التسويف يف األذهان باالستمناء‪.‬‬

‫كل دماغ له �إيحاءات حمفزة فريدة‪:‬‬


‫م�ن املؤك�د أن كل دم�اغ له إحي�اءات حمفزة فري�دة من نوعه�ا تؤثر فيه‪،‬‬
‫وهن�اك بعض اإلحياءات املحفزة التي تعترب أقل ش�يو ًعا من غريها ولكن هلا‬
‫تأثريها عىل الشخص مثل‪:‬‬
‫‪31‬‬

‫االستحامم باملاء الساخن‪.‬‬ ‫‪ ‬‬


‫واإلفراط يف تناول السكريات أو النشويات أو املنبهات‪.‬‬ ‫‪ ‬‬
‫أيضا تصفح إعالنات الزواج عىل اإلنرتنت‪.‬‬
‫ومنها ً‬ ‫‪ ‬‬
‫أو تصفح بعض مواقع التسلية التي ال تعترب مواقع إباحية مثل موقع‬ ‫‪ ‬‬
‫(يوتي�وب) (‪ ،)You Tube‬وموق�ع (ريدي�ت) (‪،)Reddit.com‬‬
‫وموق�ع (ابح�ث عما ترغ�ب) (‪ ،)StumbleUpon.com‬وموق�ع‬
‫(إيمج�ار) لتب�ادل الص�ور (‪ ،)Imgur.com‬أو مالحق�ة الذكري�ات‬
‫الغرامية القديمة عىل موقع (فيس بوك) (‪.)Facebook‬‬

‫وم ��ن العوام ��ل األخرى اليت ميكن أن تعم ��ل كإحياءات حمفزة عند‬
‫البعض ولكنها غري شائعة‪:‬‬
‫اس�تخدام احلاس�وب لفرتات طويلة دون أن تأخذ قس ًطا من الراحة‪،‬‬ ‫‪ ‬‬
‫واألفضل أن تأخذ فرتة اسرتاحة قصرية ملدة ربع ساعة عىل األقل بعد‬
‫كل ساعة تقضيها أمام شاشة احلاسوب‪.‬‬
‫أيضا األلعاب اإللكرتونية‪.‬‬
‫ومنها ً‬ ‫‪ ‬‬
‫وامتالء املثانة‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪‬‬
‫واالنطوائية‪.‬‬ ‫‪ ‬‬
‫ولبس املالبس الضيقة التي تسبب احتكاكًا يف األعضاء التناسلية‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪‬‬
‫‪32‬‬

‫أو ممارسة العادة الرسية‪.‬‬ ‫ ‬


‫‪‬‬
‫أو حتى جمرد ملس األعضاء التناسلية ألي سبب‪.‬‬ ‫‪ ‬‬
‫استخدام اهلاتف الذكي‬ ‫ ‬
‫‪‬‬
‫أو الربجمة عىل احلاسوب وانتظار ظهور نتائج الربجمة‬ ‫‪ ‬‬
‫وأيضا الشعور باجلوع‪.‬‬
‫ً‬ ‫ ‬
‫‪‬‬
‫ميكن �أن تكون امل�شكلة واحلل‪:‬‬
‫اإلحياءات املحفزة يمكن أن تكون املش�كلة واحلل يف نفس الوقت‪ ،‬فقد‬
‫أيضا تدلك على مواطن الزلل‬
‫تفق�دك صواب�ك يف بداية (التع�ايف)‪ ،‬ولكنها ً‬
‫التي ينبغي عليك أن تعريها انتباهك ويقظتك‪ ،‬بعض الش�بان الذين خاضوا‬
‫جترب�ة (التعايف) اختذوا تدابري قاس�ية م�ن أجل مواجهة اإلحي�اءات املحفزة‪،‬‬
‫وداوموا عليها لفرتة من الوقت‪.‬‬

‫«رف�ض � ��ت �أن �أو�ص � ��ل خدم � ��ات الإنرتن � ��ت �إىل بيت � ��ي و�إىل هاتفي‬
‫املحمول‪ ،‬وبر�أيي �أنه من ال�سهل اال�ستغناء عن خدمات الإنرتنت ملدة �شهر �أو‬
‫�شهرين حتى ي�ستعيد ج�سدك عافيته»‪.‬‬

‫كيف حُتدث ت�أثريها؟‬


‫«اإلحياءات» ‪-‬كام يس�ميها علماء اإلدمان‪ -‬هي املحف�زات املوجودة يف‬
‫البيئ�ة التي تؤجج لدى املدمن الرغبة يف العودة إىل الس�لوك اإلدماين‪ ،‬ولكن‬
‫كيف تحُ دث تأثريها؟‬
‫‪33‬‬

‫عندما تقيض الوقت يف جلسات مشاهدة املرئيات اجلنسية‪ ،‬يقوم دماغك‬


‫بتكوي�ن وتوثي�ق روابط عصبية بين مركز املكافأة والذكريات التي س�جلها‬
‫الدماغ لكل يشء موجود حولك وارتبط بالتهيج اجلنيس التي ش�عرت به يف‬
‫تلك اجللس�ة‪ ،‬وكل يشء ينش�ط هذه الروابط العصبي�ة يف وقت الحق يعترب‬
‫يؤجج لديك الرغبة بالس�عي للحصول عىل نفس املس�توى من‬
‫حمف�زا ّ‬
‫ً‬ ‫إحي�اء‬
‫اإلثارة اجلنس�ية التي ش�عرت هبا يف تلك اجللس�ة‪ .‬وعلينا أن ندرك بأن قدرة‬
‫اإلنسان عىل االس�تجابة لإلحياءات واإلشارات املوجودة يف البيئة من حوله‬
‫هي يشء فطري وطبيعي‪ ،‬وعادة ما تعمل لصالح اإلنس�ان حتى ال يغفل أو‬
‫يضيع الفرص القيمة التي تتاح له وتضمن بقاءه‪.‬‬

‫عندما تعرض لك اإلحياءات املحفزة فإهنا تقوم بتنشيط الدوائر العصبية‬


‫التي تربطها يف ذاكرتك بالتهيج اجلنيس‪ ،‬وينتج عن ذلك زيادة غري طبيعية يف‬
‫النشاط العصبي يف دماغك‪ ،‬مما يسبب تأجيج الرغبة امللحة ملشاهدة املرئيات‬
‫اجلنسية‪ .‬وكل ذلك حيدث عىل مستوى اإلدراك الالواعي‪ ،‬فقد ال تتمكن من‬
‫حتديد سبب التهيج الذي تشعر به‪ ،‬وكل ما تدركه أنك ‪-‬ويف حلظة‪ -‬تو ّلدت‬
‫لديك رغبة جارفة بمش�اهدة األفالم اإلباحية‪ ،‬وقد تبدو لك يف حينها قضية‬
‫حياة أو موت‪ ،‬وتتبخر معها كل أهدافك باإلقالع وحتسني الوضع‪.‬‬
‫‪34‬‬

‫وج�د الباحث�ون يف ح�االت اإلدم�ان عىل تعاط�ي املخدرات‪ ،‬إن ش�دة‬


‫النش�اط العصب�ي املتولد يف الدماغ م�ن تأثري (اإلحي�اءات املحفزة) قد تصل‬
‫إىل نفس مس�توى شدة النش�اط العصبي التي تنتج من التعاطي الفعيل للامدة‬
‫املخدرة‪ ،‬واليشء ذاته غال ًبا ما ينطبق عىل األش�خاص الذين يرتادون املواقع‬
‫اإلباحية بكثرة‪ ،‬يقول أحدهم‪:‬‬
‫«يف �أحد الأيام نظرت بلمحة خاطفة �إىل �صورة خليعة‪ ،‬والحظت‬
‫ن�شا ًط � ��ا معيّنًا ا�شت ّد يف دماغ � ��ي‪ ،‬وك�أن نوبة ح ّمى مفاجئ � ��ة اجتاحتني‪ .‬حل�سن‬
‫احلظ �أن هذا ال�شعور �أفزعني مبا يكفي كي �أغذ اخلطى مبتع ًدا عنها»‪.‬‬

‫واملؤس�ف أن الرواب�ط العصبية التي تربط اإلحياءات املحفزة بالس�لوك‬


‫اإلدم�اين تظل موجودة يف الدماغ لفرتة طويلة حتى بعد التعايف التام من آثار‬
‫اإلدم�ان واجتي�از جتربة (التع�ايف) بنج�اح‪ ،‬ولكنها تضع�ف بالتأكيد‪ .‬وعىل‬
‫س�بيل املث�ال فإن الش�خص ال�ذي كان مدمنًا على اخلمر ولكن�ه ختلص من‬
‫إدمانه قبل عرشين س�نة‪ ،‬لن يتأثر –عىل األغلب‪ -‬بمش�اهدة إعالنات اجلعة‬
‫يف التلفزي�ون‪ ،‬ولكن�ه إذا رشب اجلع�ة فال‪ ،‬فإنه هبذا الفعل يمكن أن ّ‬
‫ينش�ط‬
‫الرواب�ط العصبي�ة املتعلقة باإلدم�ان والتي أضعفت عىل مر الس�نوات‪ ،‬وقد‬
‫يؤدي ذلك إىل فقدان الس�يطرة عىل مقاليد األم�ور‪ ،‬والعودة إىل اإلدمان من‬
‫جدي�د‪ .‬واليشء ذاته يمكن أن حيدث لألش�خاص الذي�ن عانوا من اإلدمان‬
‫عىل مش�اهدة املرئيات اجلنسية يف املايض‪ ،‬فقد يكونوا يف مأمن من اإلحياءات‬
‫‪35‬‬

‫املحف�زة الت�ي كان هل�ا تأثري خطير وه�م يف أوج إدماهنم ثم ضع�ف تأثريها‬
‫بع�د نجاح (التع�ايف)‪ ،‬ولكنهم إذا ب�دأوا بارتياد املواق�ع اإلباحية من جديد‬
‫فق�د خي�رج األمر عن نطاق الس�يطرة برسعة كبرية‪ ،‬ويع�ودوا إىل اإلفراط يف‬
‫مشاهدة املرئيات اجلنسية كام كانوا يفعلون قبل (التعايف)‪.‬‬

‫ينبغي عليك �أن تظل واع ًيا على الدوام‪:‬‬


‫ومنتبها عىل الدوام إىل تأثري اإلحياءات املحفزة‬
‫ً‬ ‫ينبغي عليك أن تظل واع ًيا‬
‫أثناء خوض جتربة (التعايف)‪ ،‬وتس�تمر بذلك مل�دة طويلة بعد حتقيق هدفك‪،‬‬
‫وخاصة تلك اإلحياءات التي تعترب حمفزات قوية‪ ،‬وهلا تأثري شديد عليك‪.‬‬

‫ولذل�ك فإنه من املجدي أن تراقب نفس�ك باس�تمرار لتكتش�ف ما هي‬


‫أيضا‬
‫اإلحياءات التي حتفزك‪ ،‬وتراقب تأثريها عليك عن كثب‪ ،‬ومن األفضل ً‬
‫جاه�زا بردة فعل مالئم�ة للتعامل مع هذه املحف�زات لو فاجأتك‬
‫ً‬ ‫أن تك�ون‬
‫يو ًم�ا‪ ،‬باليقظة والرتقب والتحضري املس�بق س�يكون بإمكانك أن تتغلب عىل‬
‫الرغبة اجلاحمة امللحة التي تؤججها اإلحياءات املحفزة‪.‬‬

‫وقد الحظ الكثريون من الش�بان أهنم لو متكنوا من إش�غال أنفس�هم بام‬


‫يرصفه�ا عن اإلحياء املحفز مل�دة عرش دقائق‪ ،‬فإن تأثريه يضعف‪ ،‬ومتر األزمة‬
‫بسلام‪ .‬ه�ذه ترصحي�ات لبعض الش�بان الذي�ن متكنوا م�ن اس�تغالل تأثري‬
‫اإلحياءات املحفزة لصاحلهم‪:‬‬
‫‪36‬‬

‫«يف �أح � ��د الأيام كنت �أتف�صح مواقع عل � ��ى الإنرتنت عندما قرّر‬
‫وال � ��داي �أن يخرجا من البيت‪ ،‬مل �أكن �أرغب باخلروج معهم‪ ،‬وف�ضّلت البقاء‬
‫يف البي � ��ت كي �أنهي �أ�شغايل‪ .‬وعندما �أُغلق الب � ��اب �شعرت ك�أن �شيئًا ما نقرين يف‬
‫ر�أ�سي‪ ،‬فج�أة اجتاحت ذهني رغبة �شديدة بالدخول على املواقع الإباحية‪ ،‬لقد‬
‫�أُث �ي ��رت �شهوتي مبجرد �أن �أُغلق الباب! وكانت هذه هي املرة الأوىل التي وعيت‬
‫فيها �إىل �أن (خروج الوالدان من املنزل) هو �إيحاء حمفز بالن�سبة يل‪ ،‬و�أعتقد‬
‫�أن ت�أث �ي ��ر هذا الإيح � ��اء كان دائ ًما موجو ًدا ولكني مل �أحلظ � ��ه �أب ًدا يف ال�سابق‪،‬‬
‫والآن �ص � ��رت واعيًا لت�أث �ي ��ره‪ ،‬وكلما خرج والداي من املن � ��زل �أخرج يف نزهة‬
‫م�شيً� ��ا على الأقدام‪� ،‬أو �أدعو �أحد �أ�صدقائي ليق�ضي معي بع�ض الوقت‪� ،‬صرت‬
‫–بب�ساطة‪� -‬أمتنع عن ا�ستخدام احلا�سوب‪ ،‬و�أفعل �شيئًا �آخر مفي ًدا»‪.‬‬

‫«كان � ��ت م�شكلتي الك �ب ��رى هي اال�ستلق � ��اء على ال�سري � ��ر وهاتفي‬
‫املحمول بي � ��دي‪� ،‬إيحاء حمفز وا�ضح ومعروف بالطبع‪ ،‬فق � ��د كنت معتا ًدا على‬
‫م�شاه � ��دة الأفالم اجلن�سي � ��ة ح�صريًّا قبل النوم ليلاً ‪ .‬م � ��ا �أفعله الآن هو �أين‬
‫يف ال�ساع � ��ة احلادية ع�شرة م�س � ��ا ًءا �أقفل كل الأجه � ��زة الإلكرتونية‪ ،‬و�أ�ضع‬
‫احلا�س � ��وب يف اخلزانة‪ ،‬ثم �أعري املنبه على جهاز الهاتف‪ ،‬و�أ�ضعه بعي ًدا عن‬
‫ال�سرير‪ ،‬وبعدها �أغ�سل وجهي و�أ�سناين‪ ،‬ثم �أكتب مدونتي‪� ،‬أو �أقر�أ كتابًا حتى‬
‫‪37‬‬

‫�أ�شعر بالتع � ��ب‪ .‬كانت املطالعة تبعدين عن الإيح � ��اءات املحفزة والإغراءات‪،‬‬
‫فكنت �أنهمك يف قراءة الكتاب بدلاً من �أن �أترك عقلي ليت�شتت وي�سرح»‪.‬‬

‫كيف تتعامل مع الإيحاءات املحفزة‪:‬‬


‫أولاً حتى تكتشف ما هي اإلحياءات احملفزة اليت تؤثر عليك‪ ،‬وتتمكن‬
‫من التعامل معها‪ ،‬اسأل نفسك كلما شعرت بتأجج الرغبة امللحة‪:‬‬
‫‪ -‬ما هي املشاعر التي تنتابني؟‬
‫‪ -‬كم الساعة اآلن؟‬
‫‪ -‬هل هناك أحد غريي هنا؟‬
‫‪ -‬ما هو اليشء الذي فعلته للتو؟‬
‫‪ -‬أين أنا اآلن؟‬

‫ثم حدد ما هو النشاط البديل الذي ميكن أن يليب احتياجي اآلن‪:‬‬


‫يف هذا املكان وهذه الساعة؟‬ ‫‪ -‬‬
‫هل بإمكانك أن خترج ومتارس رياضة اجلري؟‬ ‫‪ -‬‬
‫أو تدخل املطبخ وحترض طعا ًما صح ًّيا؟‬ ‫‪ -‬‬
‫أو تتعلم كلمة جديدة من لغة أخرى؟‬ ‫‪ -‬‬
‫أو تبدأ بكتابة الرواية التي كنت خت ّطط لكتابتها منذ زمن؟‬ ‫‪ -‬‬
‫‪38‬‬

‫أو تتواصل مع أحد أصدقائك؟‬ ‫‪ -‬‬


‫اختر نش�ا ًطا يزرع فيك اإلحس�اس باإلنجاز أو التواص�ل أو العناية‬ ‫‪ -‬‬
‫بالنفس‪.‬‬

‫‪ ‬د ِّون خطتك‪:‬‬


‫وعندم�ا تتعرف على اإلحياءات املحفزة التي تؤثر فيك‪ ،‬وختتار النش�اط‬
‫البديل واملناسب الذي ستلجأ إليه لو فاجأك أحدها‪ ،‬قم بتدوين خطتك‪:‬‬
‫«عندما حيدث‪( .............‬اإلحياء املحفز) سوف أقوم بـ‪..............‬‬
‫(النشاط البديل) ألن هذا يشعرين بـ‪( ........................‬املكافأة)»‪.‬‬
‫واملكافأة قد تكون‪:‬‬
‫زيادة يف الطاقة واحليوية‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪‬‬
‫أو عمل يبعث عىل الفخر‪.‬‬ ‫‪ ‬‬
‫أو حتسن يف صحتك‪.‬‬ ‫‪ ‬‬
‫أو الشعور بالسعادة واالرتياح ألنك أنجزت أعاملك‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪‬‬
‫أو زيادة الثقة بالنفس‪.‬‬ ‫‪ ‬‬
‫أو اعتدال املزاج‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪‬‬
‫أو حتسن الذاكرة‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪‬‬
‫أو خروج من حالة االكتئاب وزيادة الرغبة بالتواصل االجتامعي‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪‬‬
‫أو أداء جنيس أفضل‪ ،‬وغريها الكثري‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪‬‬
‫‪39‬‬

‫قاوم وا�ستبدل‪:‬‬
‫عندما تتعامل مع اإلحياءات املحفزة بطريقة (قاوم واستبدل) باستمرار‪،‬‬
‫فإن الس�لوك اجلديد س�وف يصب�ح تلقائ ًّيا‪ ،‬وإذا مل تتمكن م�ن تطبيق روتني‬
‫عملي جدي�د –ألي س�بب م�ن األس�باب‪ -‬افعل م�ا يفعله أبط�ال األلعاب‬
‫األوملبي�ة‪ :‬أطل�ق العن�ان خليالك‪ ،‬وختيل أن�ك تفعل ما تود فعل�ه بالتفاصيل‬
‫الدقيقة‪.‬‬

‫العواطف اجليا�شة‪:‬‬
‫يش�عر بعض األش�خاص الذي�ن خيوضون جترب�ة (التع�ايف) يف كثري من‬
‫األحي�ان بأهن�م أصبحوا عاطفيين جدًّ ا‪ ،‬وتغمرهم مش�اعر جياش�ة بطريقة‬
‫غريب�ة مل يعهدوه�ا من قبل‪ ،‬وقد يش�كل ذلك حتد ًيا قاس� ًيا هل�م وخاصة إذا‬
‫كانت هذه املشاعر غري مرغوبة‪ ،‬وإليكم ترصحيات بعضهم هبذا الصدد‪:‬‬
‫«�أ�شع � ��ر بتقلب امل�شاع � ��ر بدرجة مل �أ�شعر به � ��ا يف املا�ضي‪ ،‬من‬
‫ال�سع � ��ادة الغام � ��رة الغري م �ب ��ررة �إىل احلزن ال � ��ذي ي�صيب بال�شل � ��ل‪ .‬م�شاهدة‬
‫الأف �ل ��ام الإباحية واال�ستمناء املتكرر خ ّدرا �إح�سا�سي بهذه العواطف وجعالين‬
‫فاتر ال�شعور على الدوام‪ ،‬ورغم ذلك كنت را�ض بحايل»‪.‬‬
‫‪40‬‬

‫«�س � ��وف تغم � ��رك عواط � ��ف جيا�ش � ��ة مل ت�شعر بها من � ��ذ �سنني‪،‬‬
‫ورمب � ��ا مل ت�شع � ��ر بها �أب� � � ًدا طوال حيات � ��ك‪ ،‬ويف حني مل تكن تلتف � ��ت للفتيات يف‬
‫ال�ساب � ��ق‪� ،‬س � ��وف ي�صبحن حم � ��ور تفكريك‪ ،‬هل �سب � ��ق �أن ر�سب � ��ت يف االختبارات‬
‫املدر�سية؟ هذه املرة لن مير ف�شلك يف الدرا�سة مرور الكرام‪ ،‬لأنك �سوف تهتم‬
‫بتح�صيلك الدرا�سي‪ ،‬وتقلق على درجاتك يف االمتحانات النهائية التي �ستبد�أ بعد‬
‫�أ�سبوعني‪ .‬وهذا �ش � ��يء ح�سن جدًّا‪ ،‬بل �إنه �شيء رائع‪ ،‬لأن هذه هي املعاناة‬
‫الت � ��ي �سوف تتعلم منها‪ ،‬وتن ّمي وتط� � � ّور �شخ�صيتك‪� .‬ستكون م�ؤملة بال �شك‪ ،‬ويف‬
‫بع� � ��ض الأحيان �ست�شعر باحلرية واحلزن �إىل درج � ��ة االكتئاب‪ ،‬ولكن ال ت�سقط يف‬
‫هذا الفخ‪ ،‬فالعواطف اجليا�شة �ستخبو مع الأيام‪ ،‬والذكريات الع�صيبة �سوف‬
‫تتال�ش � ��ى‪ ،‬و�ستخرج من هذه التجربة �أقوى‪ .‬تذكر �أن �أمامك �سنوات من النمو‬
‫والن�ض � ��ج العاطفي لتعي�شها وتتطلع �إليها‪ ،‬قد ال تك � ��ون �سهلة‪ ،‬وال مريحة‪،‬‬
‫ولكنها ت�ستحق ما تبذله من جهد وعطاء»‪.‬‬

‫وكام يشير هذا الش�اب‪ ،‬لن يكون بإمكانك أن تعيش األوقات السعيدة‬
‫دون أن تكون لديك اإلرادة لتتخطى األوقات الصعبة‪:‬‬
‫«ع � ��ادة ارتي � ��اد املواقع الإباحية ه � ��ي ‪-‬يف الأ�سا�س‪ -‬مثل �أي‬
‫ع � ��ادة �أخرى �أو �سلوك �آخر ي�سب � ��ب الإدمان‪� ،‬إنها تخ � ��در �إح�سا�سك‪ ،‬وهنا‬
‫مرب � ��ط الفر�س‪ ،‬فالإدم � ��ان ال يخ ّدر الإح�سا�س بنوع واح � ��د من امل�شاعر فقط‪،‬‬
‫‪41‬‬

‫ب � ��ل �إنه يخدر امل�شاعر والأحا�سي�س كلها‪ .‬وله � ��ذا‪ ،‬ففي حني �إنك تقع يف فخ‬
‫الإدم � ��ان لأنك تعتق � ��د �أنه �سوف يقلل م � ��ن �إح�سا�سك بامل�شاع � ��ر ال�سلبية مثل‬
‫ال�ضع � ��ف‪ ،‬والوح � ��دة‪ ،‬واحلزن‪ ،‬وخيبة الأمل‪ ،‬واخل � ��وف‪� ،‬إال �أنه �سوف يخمد‬
‫�ا مثل‪ :‬ال�سعادة‪ ،‬والأمل‪ ،‬والبهجة‪ ،‬واملحبة»‪.‬‬ ‫العواطف الإيجابية �أي ضً‬
‫‪42‬‬

‫الت�أثري املطا ِرد‬

‫تأجج الرغبة امللحة ملش�اهدة‬ ‫ِ‬


‫املط�ارد) ‪:‬يصف حال�ة ّ‬ ‫مصطل�ح (التأثير‬
‫املرئيات اجلنس�ية عىل اإلنرتنت التي تنتاب الش�خص بعد أن يامرس اجلنس‬
‫ويش�عر هبزة اجلامع‪ ،‬وهذا ال َع َرض –مثل س�ائر أعراض االنسحاب‪ -‬يمكن‬
‫أن يتسبب بانتكاسة رسيعة‪.‬‬

‫املطارد)‪:‬‬
‫ِ‬ ‫هذان شابان وصفا معاناتهما مع (التأثري‬
‫«حال � ��ة (الت�أثري املطا ِرد) ال تبدو لأول وهلة ك�أمر بديهي‪ ،‬ولكنها‬
‫حالة حقيقية بالفعل‪ .‬طوال فرتة �سفر �شريكتي �إىل خارج البالد مل �أ�شعر برغبة‬
‫يف اال�ستمن � ��اء على الإطالق‪ ،‬ولكن مبجرد �أن رجعت من رحلتها‪ ،‬وبد�أنا منار�س‬
‫العالق � ��ة احلميمة‪ ،‬عادت �إيلّ الرغبة باال�ستمناء وم�شاهدة الأفالم الإباحية‬
‫ب�شكل �أقوى من ال�سابق»‪.‬‬

‫«�أ�شع � ��ر �أحيانًا برغبة جاحمة يف اجلن�س عقب ممار�سة اجلن�س‬


‫�ا باجنذاب �شديد للن�ساء الأخريات»‪.‬‬ ‫فعلاً ‪ ،‬ويف مثل هذه الأوقات �أ�شعر �أي ضً‬
‫‪43‬‬

‫وقد يش�عر بعض األش�خاص (بالتأثري املطارد) بع�د االحتالم‪ ،‬وبعض‬


‫األش�خاص ق�د ال يش�عرون به على اإلطلاق‪ ،‬ويف كل األحوال ف�إن هذا‬
‫التأج�ج الش�ديد واملفاجئ للرغبة املحلة بعد الش�هور هب�زة اجلامع يمكن أن‬
‫ّ‬
‫يؤدي بالشخص إىل العودة ملشاهدة األفالم اإلباحية من جديد‪ ،‬وخاصة إذا‬
‫مل يكن عار ًفا بحالة (التأثري املطارد) وأعراضها‪.‬‬

‫يقول بعضهم‪:‬‬
‫«بعد �أن جنحت جتربة (التعايف) ق�ضيت وقتًا ممت ًعا مع �شريكتي‪،‬‬
‫وكان كل �ش � ��يء عل � ��ى م � ��ا ي � ��رام‪� ،‬إال �أين عانيت م � ��ن حالة (الت�أث �ي ��ر املطارد)‬
‫البغي�ضة‪� ،‬شعرت يف �صباح اليوم التايل برغبة قوية جدًّا يف اجلن�س لدرجة �أين‬
‫قمت باال�ستمناء وهي ما تزال يف احلمام‪ ،‬ويف احلقيقة قمت بعدها باال�ستمناء‬
‫عدة مرات‪ ،‬وانتابني بعد ذلك �شعور باالكتئاب ال�شديد بقية اليوم»‪.‬‬

‫«بع � ��د ثالثة �أ�شه � ��ر من االمتناع التام ع � ��ن م�شاهدة الأفالم‬
‫الإباحي � ��ة مار�ست العالقة احلميمة مع �شريكت � ��ي‪ ،‬وكنا �سعداء جدًّا‪ .‬ولكن بعد‬
‫علي من جديد رغبة قوية ج� � �دًّا مب�شاهدة الأفالم‬
‫ي � ��وم �أو يومني‪ ،‬بد�أت تل � ��ح ّ‬
‫الإباحية واال�ستمناء‪ .‬ق � ��د يبدو ذلك متناق ضً�ا‪ ،‬ولكن هذا ما ح�صل فعلاً ‪ ،‬لقد‬
‫‪44‬‬

‫ع � ��دت �إىل ممار�سة العادة ال�سرية �أكرث من ال�سابق‪ ،‬وكذلك عدت �إىل م�شاهدة‬
‫املرئيات اجلن�سية من جديد»‪.‬‬

‫علي‬
‫«الحظ � ��ت �أين بعد الإكثار من م�شاه � ��دة الأفالم الإباحية‪ّ ،‬‬
‫�أن �أجرب نف�سي على الع � ��ودة �إىل الطريق القومي �إجبارًا‪ ،‬وذلك لأن اال�ستمناء‬
‫والو�ص � ��ول �إىل ذورة ال�شبق جتعلك �أكرث رغب � ��ة ب�إعادة الكرة‪ ،‬والأيام الثالثة‬
‫الأوىل هي الأ�صعب على الإطالق»‪.‬‬

‫«لي� � ��س عندي �أي م�شكلة يف اجلم � ��اع‪� ،‬إال �أين اخرتت طو ًعا �أن‬
‫�أجتنّب اجلماع طوال ال�شهر املا�ضي‪ ،‬وكان هذا قرارًا حكي ًما لأين مل �أعاين يف‬
‫هذه الفرتة من الأعرا�ض املتعبة (للت�أثري املطارد)»‪.‬‬

‫حال ��ة (التأث�ي�ر املطارد) ميكن أن تكون درجة مبالغ فيها من التأرجح‬
‫الطبيع ��ي ال ��ذي حيدث ع ��ادة يف الكيمي ��اء – العصبية بعد الش ��عور بهزة‬
‫اجلماع‪:‬‬

‫«كان اليوم � ��ان التاليان لالنتكا� � ��س �صعبني جدًّا‪ ،‬لقد عانيت من‬
‫علي‬
‫�صعوبة يف الرتكي � ��ز‪ ،‬و�أح�س�ست باختالل الدوبام �ي ��ن يف دماغي‪ ،‬وا�شتدت ّ‬
‫‪45‬‬

‫�أعرا� � ��ض االن�سحاب‪ ،‬فقد �ص � ��ار دماغي خمدرًا وبطيئً � ��ا‪ ،‬وكلماتي كانت متعرثة‬
‫وعاني � ��ت من �صعوبة يف التوا�صل م � ��ع الآخرين‪ ،‬وكانت الرغب � ��ة باال�ستمناء‬
‫وممار�سة اجلن�س قوية وملحة �أكرث بكثري من ال�سابق»‪.‬‬

‫اجلانب الإيجابي حلالة (الت�أثري املطارد)‪:‬‬


‫أهنا قد تساعد الشخص عىل إهناء حالة (املوت الرسيري)‪ ،‬وتسهل عودة‬
‫األداء اجلنيس واألحاسيس اجلنسية إىل طبيعتها‪:‬‬
‫«يف �صب � ��اح اليوم الثامن وال�ست �ي ��ن منذ بداية (التعايف) ح�صل‬
‫يل �شيء غريب جدًّا مل يح�صل يل �أب ًدا و�أنا يف �سن املراهقة‪ :‬االحتالم! عندما‬
‫�أ�سرتجع هذه الذاكرة اليوم ‪-‬وقد �أمتمت واح ًدا وت�سعني يو ًما‪� -‬أ�شعر ب�أنها‬
‫كان � ��ت نقطة فا�صلة يف هذه التجربة‪ ،‬وك�أين ولدت يف ذلك اليوم من جديد‪ ،‬ومنذ‬
‫ذل � ��ك الوقت بد�أت �أعاين فوائد الإقالع ع � ��ن ارتياد املواقع الإباحية‪� .‬أ�شعر‬
‫الآن �أين مفع � ��م بالطاق � ��ة واحليوية‪ ،‬وتعافيت متا ًما م � ��ن العجز اجلن�سي الذي‬
‫كنت �أعاين منه»‪.‬‬
‫ِ‬
‫املطارد) حتف بمرور الوقت‪ ،‬وتتالشى‬ ‫والحظ البعض أن حالة (التأثري‬
‫ِ‬
‫املطارد)‬ ‫عن�د اس�تعادة الدماغ توازن�ه‪ .‬إن تضاؤل الش�عور بحال�ة (التأثير‬
‫واختفاؤه�ا هنائ ًّي�ا فيام بعد إنام هو دليل ملموس على أن جتربة (التعايف) تؤيت‬
‫أكلها‪ ،‬يقول هذا الشاب‪:‬‬
‫‪46‬‬

‫«لق � ��د عادت يل القدرة على االنت�ص � ��اب ب�سهولة وب�أقل �إثارة �أو‬
‫تخي � ��ل‪ ،‬وبقوة وحتمل مفاجئني‪ ،‬ومن حينها �ص � ��رت �أ�شعر �أين مفعم بالطاقة‬
‫واحليوي � ��ة‪ .‬ورغم �أن لدي رغبة كبرية باجلن�س‪� ،‬إال �أين الآن �صايف الذهن‪ ،‬وال‬
‫�أعاين من حالة (الت�أثري املطا ِرد)‪ ،‬وب�إمكاين �أن �أقول ب�أن حالتي حت�سنت حت�سنًا‬
‫ملحو ًظا»‪.‬‬

‫املطارد)‪:‬‬
‫ِ‬ ‫استخداما مفيدًا حلالة (التأثري‬
‫ً‬ ‫وقد وجد هذا الزواج‬
‫«زوجت � ��ي على علم بحالة (الت�أثري املط � ��ا ِرد) وتداعياتها‪ ،‬ومبا‬
‫�أننا �أقمنا عالقة عاطفية حميمة الليلة املا�ضية‪ ،‬فقد قررت هذا ال�صباح �أن‬
‫تتبعن � ��ي �إىل ال�صالة مت�سللة على ر�ؤو�س �أ�صابعها لرتى ما الذي كنت �أت�صفحه‬
‫عل � ��ى الإنرتنت‪ .‬وقد ر�أت ب�أم عينها حال � ��ة (الت�أثري املطا ِرد)‪ ،‬فقد طاردتها �إىل‬
‫غرف � ��ة النوم حتى تعلم دون �شك ب�أين لن �أطارد غريها‪ ،‬ت�أخرت يف اخلروج �إىل‬
‫العمل‪ ،‬ولكن الأمر كان ي�ستحق الت�ضحية»‪.‬‬
‫‪47‬‬

‫الكوابي�س وا�سرتجاع الذكريات‬

‫يق�ول الكثيرون أهنم ص�اروا يتذك�رون ما يرون�ه يف منامه�م من رؤى‬


‫وأحالم بش�كل أفض�ل بعد (التعايف)‪ ،‬والتي قد تكون س�عيدة ومفرحة وقد‬
‫تكون غري ذلك‪:‬‬
‫«ال�شيء الذي الحظته منذ �أن بد�أت جتربة (التعايف) مع منتدى‬
‫(نوف � ��اب) ه � ��و �أين بد�أت �أرى الأح �ل ��ام يف منامي‪ ،‬وب�صراح � ��ة ال �أذكر �أين ر�أيت‬
‫منا ًم � ��ا واح ًدا خالل ال�سن � ��وات الع�شر املا�ضية حني كن � ��ت �أمار�س اال�ستمناء‬
‫بكرثة‪ ،‬والآن ر�أيتها عدة مرات»‪.‬‬

‫ال�رؤى واألحالم الواقعي�ة تبدو وكأهنا جزء من عملي�ة التنظيف الدماغي‬


‫ُّ‬
‫التي حتصل أثناء رحلة التخلص من اإلدمان وآثاره‪ ،‬يرى بعض األش�خاص يف‬
‫يمرون بانتكاسة ألن الدماغ حياول جاهدً ا أن ّ‬
‫ينشط الدوائر العصبية‬ ‫منامهم أهنم ّ‬
‫املألوفة لديه‪ ،‬إال أن هذه األحالم ال تلبث أن تتالشى‪ ،‬يقول هذا الشاب‪:‬‬
‫«لق � ��د ب� � � ّت �أرى �أحال ًما مزعجة ج� � �دًّا‪� ،‬أرى يف منامي �أ�شياء ال‬
‫�أ�شعر بالراحة يف احلديث عنها لأي كان‪� ،‬أعلم �أن دماغي ميرّ مبرحلة النقاهة‬
‫ويحاول �أن يتغلب على �أعرا�ض االن�سحاب‪� ،‬إال �أين �آمل �أن تنتهي هذه الأحالم‬
‫ب�سرعة حتى �أمتكن من النوم الهادئ مرة �أخرى»‪.‬‬
‫‪48‬‬

‫أيضا استرجاع وتذكر لقطات جنسية من األفالم اإلباحية‬


‫ومن الشائع ً‬
‫الت�ي ُش�وهدت يف املايض‪ ،‬وقد تس�بب ه�ذه الذكري�ات ضي ًقا ش�ديدً ا جدًّ ا‬
‫للشخص‪ ،‬يقول شاب آخر‪:‬‬
‫«يف كث �ي ��ر من الأحي � ��ان ال �أ�ستطي � ��ع �أن �أرى ال�شخ�ص الواقف‬
‫�أمام � ��ي ‪-‬غريبً� ��ا كان �أم �صديقًا‪ -‬ب�صورته احلقيقة‪ ،‬كل م � ��ا �أراه هو وم�ضات‬
‫تظه � ��ر ال�شخ�ص عاريًا �سواء �أكان رجلاً �أو ام � ��ر�أة‪� .‬أتفهم متا ًما �أن النا�س‬
‫الطبيعيني ميكن �أن تكون لديهم خياالت كهذه‪ ،‬ولكنها تتعلق فقط بالأ�شخا�ص‬
‫الذي � ��ن يحبونهم �أو ينجذبون �إليه � ��م‪ ،‬ولهذا ال�سبب ال تقلقن � ��ي اخلياالت بح ّد‬
‫ذاته � ��ا‪ ،‬و�إمنا الذي يقلقني ه � ��و �أن هذه اخلياالت حتدث بك �ث ��رة‪ ،‬و�أنها حتدث‬
‫ا�ستجابة لأحداث وحمفزات ع�شوائية‪ ،‬و�أحيانًا حمفزات غري مرغوبة‪ ،‬و�أنها‬
‫تفاجئن � ��ي يف بع�ض املواقف حتى ل � ��و مل �أر ال�شخ�ص جذّابًا بال�ضرورة‪� ،‬أو �أين ال‬
‫�أرغب ب�أن �أراه كذلك ك�أن يكون �شخ ً�صا طاعنًا يف ال�سن �أو طفلاً �صغريًا‪�.‬أ�شعر‬
‫وك�أن ذهن � ��ي قد �أ�صيب بالعطب‪ ،‬كان ميكن �أن �أحتمل هذا الو�ضع لو ح�صل يل‬
‫عندما �أمرّ بال�شخ�ص يف الطري � ��ق مرور الكرام‪ ،‬عندها �سوف �أجتاوزه �سري ًعا‪،‬‬
‫و�سيكون ب�إمكاين �أن �أتخل�ص من اخلياالت‪ ،‬و�أحموها من ذاكرتي‪ ،‬ولكن عندما‬
‫تدهمني هذه اخلياالت و�أنا منهمك يف احلديث مع ال�شخ�ص‪� ،‬أ�شعر ب�أين �سوف‬
‫�أ�صاب بنوبة من الهل � ��ع‪ ،‬وعندها �أقوم ب�إنهاء املحادثة ب�سرعة‪ ،‬ثم �أهرع‬
‫�إىل م � ��كان ه � ��ادئ ك�أن �أذه � ��ب �إىل دورة املي � ��اه �أو �أخرج يف نزه � ��ة م�شيًا على‬
‫‪49‬‬

‫الأق � ��دام حتى �أهدئ من روعي‪� .‬أ�شعر كما ل � ��و �أن �أح ًدا غريي يتحكم ب�أفكاري‬
‫وخياالتي ولكن لي�س يل القدرة عل � ��ى االعرتا�ض‪� ،‬إنه دماغ الإباحية اجلن�سية‬
‫القدمي على ما �أعتقد‪ ،‬وهو الذي ي�ستح�ضر يف ذهني هذه اخلياالت»‪.‬‬

‫كيف تتعامل مع ا�سرتجاع الذكريات‪:‬‬


‫تعامل معها كام تتعامل مع الرؤى واألحالم‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪‬‬
‫اعتربها جز ًءا من عملية التنظيف الذهنية التي متر هبا أثناء (التعايف)‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪‬‬
‫وال تعتربها دليل عىل الفشل يف مسعاك لإلقالع عن مشاهدة املرئيات‬ ‫‪ ‬‬
‫اجلنسية‪.‬‬
‫س ّلم بأن وجود هذه اخلياالت هو أمر واقع‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪‬‬
‫متر دون أن تعطيها أي معنى‪.‬‬
‫ودعها ّ‬ ‫ ‬
‫‪‬‬
‫حواسك وراقبها عن كثب‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ثم اضبط‬ ‫ ‬
‫‪‬‬
‫وركّز انتباهك إىل ما جيري حولك‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪‬‬
‫أنفاسا عميقة من حني آلخر‪.‬‬
‫واسرتخ وخذ ً‬ ‫ ‬
‫‪‬‬
‫مالحظة‪ :‬األشخاص املعرضون لإلصابة باضطراب الوسواس القهري‬
‫متر بسالم‪ ،‬وذلك ألهنم‬
‫قد يواجهون صعوبة يف إمهال هذه اخلياالت أو تركها ّ‬
‫ينزعون إىل االهتامم الشديد بأشياء هي يف احلقيقة ليست ذات أمهية‪.‬‬
‫‪50‬‬

‫د ّوامة العار‬

‫معظم الذين يشاهدون املرئيات اجلنسية عىل اإلنرتنت هذه األيام نشأوا‬
‫حرجا‬
‫وترعرعوا يف وجود اإلغراء عىل اإلنرتنت‪ ،‬وهم عىل األغلب ال يرون ً‬
‫يف مش�اهدهتا‪ ،‬وقلما يش�عرون باخلزي من فح�ش املادة املرئي�ة‪ ،‬أو من جمرد‬
‫مش�اهدهتا يف املقام األول‪ ،‬وإذا كان هناك شعور باخلزي والعار فهو منصب‬
‫على فقدان الس�يطرة‪ ،‬وخروج األمر عن طوره‪ ،‬ويتبخر كل ش�عور باخلزي‬
‫والعار بمجرد أن يستعيدوا السيطرة عىل مقاليد األمور‪.‬‬

‫أم�ا إذا كانت مش�اهدة املرئي�ات اجلنس�ية مرتبطة يف ذهن�ك بالفضيحة‬


‫واخلزي‪ ،‬أو التهديد بالعقوبة من قبل والديك‪ ،‬أو زوجتك‪ ،‬أو ديانتك ‪،‬فقد‬
‫حتتاج إىل املساعدة لتحسن نظرتك إىل ذاتك‪.‬‬

‫ملاذا املمنوع مرغوب؟‬


‫األنشطة املمنوعة تصبح مرغوبة ومثرية إىل درجة تثري الدهشة‪ ،‬وخاصة‬
‫عند الفتية يف س�ن املراهقة‪ ،‬ويزيد إفراز الدوبامني بش�كل حا ّد عندما يرت ّقب‬
‫الفت�ي املراهق عم�ل يشء جديد‪ ،‬أو القيام بمجازفة‪ ،‬بما يف ذلك عمل يشء‬
‫ممنوع‪ .‬هذه القفزة يف مس�توى الدوبامني هي التي تعطي اإلنس�ان يف مرحلة‬
‫الفتوة الدافع لكي جيازف‪ ،‬وخيوض جتارب جديدة‪.‬‬
‫‪51‬‬

‫يعم�ل الدوبامين بنفس اآللية منذ س�الف العرص والزم�ان‪ ،‬وهو الذي‬
‫جيع�ل طع�م الثم�رة املحرمة أكث�ر حلاوة‪ ،‬وجيعل املمن�وع مرغو ًب�ا‪ ،‬كام أن‬
‫األبح�اث أظه�رت ‪-‬كما ذكرنا س�اب ًقا‪ -‬أن احلصر النفيس ال�ذي يصاحب‬
‫أيضا‪.‬‬
‫املجازفة واقرتاف املمنوع يزيد من مستوى اإلثارة ً‬

‫ويف وج�ود الكمي�ات الزائ�دة م�ن الدوبامين التي ترصخ (نع�م‪ ،‬افعل‬
‫ذلك)‪ ،‬يصبح من السهل جدًّ ا عىل مركز املكافأة يف الدماغ أن يبالغ يف تقدير‬
‫ويسجلها حتت بند (مثري للغاية)‪ ،‬ويصبح ذلك‬
‫ّ‬ ‫قيمة األنش�طة املحظورة‪ ،‬بل‬
‫عزاؤنا الذي ينسينا –مؤقتًا‪ -‬الشعور باخلزي والعار من اقرتاف هذا الذنب‪.‬‬
‫وهذا يفرس كيف يقع مش�اهدو املرئيات اجلنس�ية يف دوامة متعاقبة من الندم‬
‫عىل ارتكاب الذنب‪ ،‬والشعور باخلزي والعار‪ ،‬ثم العودة إىل مشاهدة األفالم‬
‫من جديد‪ ،‬وبإفراط‪ ،‬ثم الشعور مرة أخرى‪ ،‬وهذا دواليك‪.‬‬

‫ليس من احلكمة أن ندعي بأن العلم قد كشف وبينّ كل يشء عن وظائف‬


‫الدم�اغ والتغريات الت�ي حتدث يف الكيمياء – العصبي�ة يف حاالت اإلدمان‪،‬‬
‫فنح�ن ما زلنا ال نعرف القص�ة كاملة إىل اآلن‪ ،‬ولكني مؤمن بأن التعامل مع‬
‫ح�االت اإلدمان عىل ارتياد املواقع اإلباحية يف هذا اإلطار العلمي يمكن أن‬
‫يقرب لنا الصورة احلقيقية للمش�كلة‪ .‬اإلط�ار العلمي الذي اعتمدته يف هذا‬
‫ّ‬
‫الكت�اب يرتك�ز عىل األس�س البيولوجي�ة لوظائف اجلهاز العصب�ي ولدونة‬
‫‪52‬‬

‫الدماغ من جهة‪ ،‬واس�تعارة املصطلح التمثييل من علم احلاسوب الذي يشبه‬


‫التوقف عن مشاهدة املرئيات اجلنسية بإعادة تشغيل اجلهاز من جهة أخرى‪،‬‬
‫وأعتق�د أن ه�ذا الط�رح يمك�ن أن يقربن�ا إىل حقيق�ة ما جي�ري بموضوعية‬
‫وعقالني�ة‪ ،‬وخاصة باملقارن�ة مع الرؤية املحافظة التي تتحرج من احلديث يف‬
‫موضوع اجلنس وكل ما يتعلق بالنشاط اجلنيس‪ ،‬أو النظرة املتحررة جدًّ ا التي‬
‫رضرا‪.‬‬
‫تطلق العنان للشهوات‪ ،‬وال ترى يف اإلباحية اجلنسية عي ًبا وال ً‬

‫أتابع بانتظام ترصحيات أعضاء املنتديات الذين خيوضون جتربة (التعايف)‪،‬‬


‫يرصحون بأن‬
‫ومما يثري الدهشة بالفعل أن الكثريين منهم ‪-‬وحتى املتدينني‪ّ -‬‬
‫حالتهم تتحس�ن بش�كل أرسع عندما يواجهون حتدّ ي�ات اإلقالع من منظور‬
‫علم�ي‪ ،‬ألهن�م يتعلمون كيف يوج�ه الدوبامني الس�لوكيات اخلطرية‪ ،‬وملاذا‬
‫تتس�بب اإلث�ارة الش�ديدة واملزمن�ة بارتداد عكسي جيعل الرغب�ة امللحة وما‬
‫يصاحبه�ا من أوجاع أش�د من الس�ابق‪ ،‬وبالت�ايل تزداد احلاج�ة إىل التطبيب‬
‫ال�ذايت بجرع�ة جديدة من املرئي�ات اجلنس�ية لتخفيف األوج�اع‪ .‬أعتقد أن‬
‫مفت�اح احل�ل يكم�ن يف التعاطف م�ع النف�س‪ ،‬وتوجيه طاقتها جت�اه األعامل‬
‫البناءة‪ ،‬وبعيدً ا عن الرصاع الداخيل املؤمل مع الذات‪ ،‬والذي قد يبدو للبعض‬
‫مثريا أحيانًا ولكن له آثار هدامة‪.‬‬
‫ً‬
‫‪53‬‬

‫«ما ع � ��دت �أرى م�شكلتي م � ��ع الإدمان عل � ��ى م�شاهدة الأفالم‬


‫تعب عن الآثام والذنوب‬ ‫الإباحي � ��ة على �أنها و�ساو�س ال�شياطني‪� ،‬أو �أنه � ��ا رّ‬
‫طبيعي للعالقة العاطفية‬‫التي ملأت قلبي‪ ،‬و�صرت �أدرك �أن لد ّي احتياج �إن�ساين ّ‬
‫احلميمة ولكنه اجته اجتا ًها خاطئً � ��ا‪ ،‬فارتياد املواقع الإباحية عادة �سيئة‬
‫و�ض � ��ارة تر�سخت وقويت ب�سب � ��ب الناقالت الع�صبية التي تف � ��رز يف الدماغ‪ ،‬فهي‬
‫لي�س � ��ت �شيئًا غام ضً� � ��ا �أو غيبيًّا‪ .‬بب�ساط � ��ة جدًّا‪� :‬أدركت �أن ل � ��د ّي القدرة على‬
‫التحكم بت�صرفات � ��ي‪ ...‬ففعلت‪ ،‬و�أيقنت �أن احلياة التي �أحلم �أن �أعي�شها لن‬
‫تتحقق مع وجود الإباحية اجلن�سية فيها‪ ...‬ف�أخذت القرار احلا�سم بالإقالع‬
‫عنه � ��ا‪ ،‬وعندما �أقول (بب�ساطة) ال �أعني (ب�سهولة)‪� .‬إن جناحي يف �ضبط هذا‬
‫ال�سلوك �أعطاين الثقة الكافية كي �أتغلب على التحديات الأخرى‪ ،‬ومنذ �أن بد�أت‬
‫(التع � ��ايف) قبل ت�سعني يو ًما‪� :‬أنق�صت وزين ‪ 20‬رطل(((‪ ،‬وبد�أت �أمار�س هواياتي‬
‫وتعرفت على فتاة طيبة‪� .‬أنا ال �أحتدث عن قوى خارقة‪ ،‬فكل هذه الطاقة كانت‬
‫كامنة يفّ‪ ،‬ولكنها كانت معطلة ب�سبب انغما�سي يف هذا ال�سلوك املدمر‪ .‬ازدادت‬
‫بع � ��د (التعايف) ثقتي بنف�سي‪ ،‬بل �إين �صرت �أح ّب نف�سي و�أق ّدرها‪ ،‬فال �أ�شعر مبرارة‬
‫الندم عندما �أنظر �إىل املر�آة‪ ،‬و�أعتقد �أن هذا هو ال�شعور الطبيعي الذي يجب‬
‫(‪ )1‬الرط�ل اإلنجلي�زي ويعادل أق�ل بقليل من نص�ف كيلوغرام (‪ 1‬رط�ل = ‪0.454‬‬
‫كيلوغرام)‪.‬‬
‫‪54‬‬

‫�أن ي�شعر به الإن�سان‪ .‬ي�ؤ�سفني كم �أهدرت من الوقت و�أنا �أ�شعر باخلزي والعار‬
‫وعق � ��دة الإح�سا� � ��س بالذنب‪� ،‬أما الآن ف�أنا �أنظ � ��ر �إىل امل�ستقبل ب�ضمري �صاف‪،‬‬
‫و�أحب احلياة»‪.‬‬
‫‪55‬‬

‫مواطن الزلل‬
‫الت�أرجح على احلافة‪:‬‬
‫ما هو اليشء الذي يفعله مرتادو املواقع اإلباحية ويتسبب يف خروج جتربة‬
‫(التع�ايف) ع�ن مس�ارها الصحيح أكثر م�ن أي يشء آخر؟ إن�ه التأرجح عىل‬
‫احلافة! (التأرجح عىل احلافة) هي حالة الش�خص عندما يامرس االس�تمناء‪،‬‬
‫ويعمل عىل زيادة التهيج اجلنيس أثناء مش�اهدة املرئيات اجلنس�ية املغرية عىل‬
‫اإلنرتن�ت‪ ،‬ولكنه حيول دون الوصول إىل الذروة أو القذف لفرتة طويلة‪ ،‬بل‬
‫حيرص عىل بقائه عىل هذه احلالة من التهيج‪ ،‬ويس�تمر يف تصفح املواقع‪ ،‬وقد‬
‫مرارا‪.‬‬
‫يفعل ذلك ً‬
‫هذا الس�لوك ليس مس�تغر ًبا بين أعضاء املنتدي�ات‪ ،‬ألن بعض الرجال‬
‫أقنعوا أنفس�هم بأن املش�كلة األساس�ية تكمن يف القذف‪ ،‬بينام اإلثارة الزائدة‬
‫الت�ي تس�ببها مش�اهدة األفلام اإلباحية ه�ي مش�كلة ثانوي�ة‪ ،‬إال أن بعض‬
‫الش�بان أدرك�وا غي�اب احلكمة يف ع�ادة التأرج�ح عىل احلاف�ة‪ ،‬ويظهر ذلك‬
‫يف ترصي�ح أدىل ب�ه أحدهم‪ ،‬يق�ول‪« :‬بدلاً من الوصول إىل ال�ذروة والقذف‬
‫وإهناء األمر‪ ،‬فإنك ترتك دماغك يسبح يف الناقالت العصبية املهيجة للشهوة‬
‫يب�زه يشء يف رضر‪،‬‬
‫لع�دة س�اعات‪ ،‬وهذا أس�وأ يشء يمك�ن أن تفعله‪ ،‬وال ّ‬
‫إن�ه األخطر عىل اإلطلاق‪ .‬أعتقد أنن�ا مل نكن مدمنني عىل مش�اهدة األفالم‬
‫‪56‬‬

‫اإلباحي�ة بال�ذات‪ ،‬ولك�ن كنا مدمنني على ع�ادة التأرجح عىل احلاف�ة أثناء‬
‫مشاهدة األفالم اإلباحية»‪.‬‬

‫الت�أرجح على احلافة‪:‬‬


‫يرهق غدة الربوستاتا‪.‬‬ ‫‪ ‬‬
‫وجيعل الش�خص غري مهيأ إلقامة عالقة جنس�ية طبيعية مع ش�خص‬ ‫‪ ‬‬
‫حقيقي‪ ،‬ألن ممارسة هذا السلوك ال تتوافق مع الطريقة التي متارس به‬
‫العالقة احلميمة يف الواقع‪ ،‬فالتأرجح عىل احلافة يرتبط عادة بمشاهدة‬
‫املحف�ز املرئ�ي على الشاش�ة ولفترات طويل�ة‪ ،‬وبالتجدي�د الرسيع‬
‫واالنتقال من مش�هد إىل آخر‪ ،‬وباس�تعامل اليد يف ممارس�ة االس�تمناء‬
‫(أو أي أداة أخرى)‪.‬‬
‫يصل بالدوبامني إىل أعىل مستوياته عندما يكون الشخص عىل وشك‬ ‫‪ ‬‬
‫الوصول إىل ذروة الش�بق والشعور هبزة اجلامع‪ ،‬ولذلك فإن التأرجح‬
‫عىل احلافة ُيبقي الدوبامني يف أعىل مستوياته التي يمكن أن يصل إليها‬
‫طبيع ًّيا ولفرتات طويلة قد متتدّ لس�اعات‪ ،‬وأثناء ذلك يستقبل الدماغ‬
‫إش�ارات قوية تعمل عىل تقوي�ة الرتابط بني التهي�ج اجلنيس احلاصل‬
‫وبني ما تم مش�اهدته عىل الشاش�ة‪ ،‬سواء أكان س�لوكًا جنس ًّيا معينًا‪،‬‬
‫أو جمرد وجود شاش�ة احلاسوب‪ .‬إضافة لذلك‪ ،‬فإن االرتفاع الشديد‬
‫يف مس�توى الدوبامني بشكل مزمن جيعل دماغ الشخص أكثر عرضة‬
‫‪57‬‬

‫حلدوث التغريات الدماغية وترس�يخها مثل تناقص حساسية الدماغ‬


‫للمتعة‪ ،‬وبالتايل يصبح أكثر عرضة خلطر اإلدمان‪.‬‬

‫يف عص�ور ما قب�ل اإلنرتنت الرسيعة‪ ،‬كان الش�اب يلجأ إىل االس�تمناء‬
‫كوس�يلة لكبح مجاح ش�هوته‪ ،‬وكان عادة ما حيرص عىل القذف وإهناء األمر‬
‫يف غضون دقائق‪ ،‬ألنه بذلك يسبب إفراز ناقالت عصبية يف الدماغ تؤدي إىل‬
‫خفض معدل إفراز الدوبامني لفرتة من الزمن‪ ،‬ويرتتب عىل ذلك شعور عام‬
‫باالرتياح من إحلاح الرغبة اجلنسية‪.‬‬

‫ولك�ن إطالق العن�ان لرفع مع�دل إف�راز الدوبامني إىل أعىل مس�توياته‬
‫الطبيعية إىل ما ال هناية كام يفعل مرتادو املواقع اإلباحية فإنه يؤدي إىل تأجيج‬
‫مستمر للشهوة اجلنسية دون أي شعور حقيقي باالكتفاء‪.‬‬

‫يقول ش�اب‪« :‬الذي �سبّب يل االنزالق يف الطريق القاتل للإدمان‬


‫غيت عادتي من م�شاهدة‬ ‫عل � ��ى م�شاهدة الأفالم اجلن�سية هو يف احلقيقة �أين رّ‬
‫الأفالم من �أج � ��ل اال�ستمناء والقذف‪� ،‬إىل م�شاهدته � ��ا من �أجل اال�ستمتاع‬
‫بالأحا�سي�س التي تقود �إليها»‪.‬‬

‫ضع يف حس�بانك أنك قد ال جتد يف الفرتة األوىل من (التعايف) أي عالقة‬


‫عاطفي�ة تش�عرك باالكتف�اء والرضا متا ًم�ا‪ ،‬كام أن االس�تمناء دون مش�اهدة‬
‫املرئي�ات اجلنس�ية ق�د ال يؤ ّمن ل�ك اإلثارة الكافي�ة كي تص�ل إىل الذروة أو‬
‫‪58‬‬

‫تش�عر باالكتف�اء ال�ذايت‪ ،‬وس�بب ذل�ك أن دماغك مل يسترجع بع�د القدرة‬


‫عىل االس�تجابة التلقائية للمامرس�ات اجلنس�ية الطبيعية‪ ،‬ولكن بإمكانك أن‬
‫تس�تغل هذا األمر لصاحلك فتقلل من ممارسة االس�تمناء بينام يعمل دماغك‬
‫رصح عدد من األش�خاص الذين خاضوا جتربة‬
‫جاهدً ا كي يس�تعيد توازنه‪ّ .‬‬
‫(التعايف) أن رغبتهم يف ممارسة االستمناء ق ّلت إىل حد كبري بمجرد أن توقفوا‬
‫عن مشاهدة املرئيات اجلنسية‪ ،‬ألن االستمناء دون مشاهدة األفالم اإلباحية‬
‫مثريا أو ممت ًعا بام يكفي‪ ،‬فال داعي ألن ترهق دماغك باالستمناء يف هذه‬
‫ليس ً‬
‫صبورا‪.‬‬
‫ً‬ ‫الفرتة‪ ،‬امتنع عنه وكن‬
‫‪59‬‬

‫اخليــــاالت‬

‫«األبح�اث التي تدرس التص�ور الذهني أو العقيل((( تشير إىل أن ختيل‬


‫جترب�ة م�ا‪ ،‬أو تصور نش�اط ما‪ ،‬يمكن أن ينش�ط نفس الدوائ�ر العصبية التي‬
‫تنشط لدى أداء التجربة أو النشاط فعل ًّيا»‪.‬‬

‫بمعن�ى آخر‪ ،‬ف�إن اخلياالت اجلنس�ية والتص�ورات التي ت�دور بذهنك‬


‫عندم�ا تتصفح تطبيقات املواعدة أو إعالنات الصداقة عىل اإلنرتنت ّ‬
‫تنش�ط‬
‫وتق�وي الروابط العصبية املرتبطة باإلدمان عىل مش�اهدة املرئيات اجلنس�ية‪،‬‬
‫ّ‬
‫والتي تبحث عام يثريها من التجديد‪.‬‬

‫مبكرا يف بداية (التعايف) مفيد‬


‫يرصح الكثريون بأن اجتناب هذه اخلياالت ً‬
‫ج�دًّ ا‪ ،‬بام يف ذلك اجتناهبا أثن�اء اجلامع‪ ،‬وذلك ألن جتنب هذه اخلياالت يقلل‬
‫من تأجيج الرغبة امللحة التي تدفع الشخص إىل مشاهدة األفالم اإلباحية‪.‬‬

‫احلقيقة املؤكدة هي أن اخلياالت اجلنس�ية هي أمر طبيعي عرفه اإلنس�ان‬


‫منذ سالف الزمان‪ ،‬ومربط الفرس هو أن تتجنب التخيالت التي حتوم حول‬

‫(‪ )1‬التص�ور الذهن�ي أو العقيل هو الطريقة التي خيزن فيها عقل اإلنس�ان صور األش�ياء‬
‫واألشخاص واألحداث التي تستقبلها حواسه من العامل اخلارجي‪.‬‬
‫‪60‬‬

‫مقاطع من األفالم اإلباحية املفضلة لديك‪ ،‬وبالذات جتنب إعطاء أش�خاص‬


‫حقيقين دور البطولة يف هذه املقاطع‪ .‬هذان ش�ابان قدم�ا بعض النصائح يف‬
‫هذا الشأن‪:‬‬

‫«اخلي � ��االت تعت �ب ��ر �شيئًا خط �ي � ًرا يف بداية (التع � ��ايف)‪ ،‬وذلك لأن‬
‫خياالتن � ��ا يف ال�شهور الأوىل بعد الإقالع ال تعدو كونها ن�س ًخا مع ّدلة من الأفالم‬
‫الإباحي � ��ة التي كنا ن�شاهده � ��ا‪ .‬ولأن قدرة دماغك على الإب � ��داع واال�ستجابة‬
‫للمتع � ��ة قد �ضعفت‪ ،‬فلن يكون �سهلاً �أن تتخي � ��ل كيف تكون العالقة اجلن�سية مع‬
‫فتاة ح�سناء عاطفية وحميمة‪ .‬واحلل؟ يقول لك دماغك‪« :‬ملاذا ال ت�سرتجع‬
‫�صورة ذلك امل�شهد اجلن�سي الذي �أثارك وجعلك تت�أرجح على احلافة ل�ساعات؟»‬
‫وهنا مكمن اخلطر‪ ،‬ولي�س يف التخيل بح ّد ذاته‪ .‬فال�شخ�ص املعافى الذي يتمتع‬
‫بال�صحة والعافية لو جالت بخاطره خياالت جن�سية متعلقة ب�شخ�ص معني فلن‬
‫يواج � ��ه �أي م�شكلة‪ ،‬ولك � ��ن ال�شخ�ص املدمن على م�شاه � ��دة الأفالم الإباحية‬
‫عندم � ��ا ين�شغ � ��ل بخياالت جن�سية مبني � ��ة على ما �شاهده من �أف �ل ��ام �إباحية يف‬
‫املا�ضي ف�إنه ي�ضر نف�سه‪ ،‬و�إذا ا�ستمرّ يف التخيل ب�شكل متكرر �سوف ي�صبح و�ضعه‬
‫�أ�سو�أ‪ .‬بر�أيي �أنك مبج � ��رد �أن تبد�أ بالتعايف من الإدمان‪� ،‬إذا �صار ذهنك يتخيل‬
‫خي � ��االت جن�سية دون �أن ي�سرتجع مقاطع من الأفالم الإباحية ودون �أن يركز‬
‫عل � ��ى خياالت منحرفة �أو غري واقعي � ��ة‪ ،‬فعليك �أن تدعه و�ش�أنه‪ ،‬وال �أعني �أن‬
‫‪61‬‬

‫علي � ��ك �أن تق ّوي هذه اخلياالت �أو تدعمها‪ ،‬فقط دعها متر مرور الكرام‪ ،‬وال‬
‫تقف عندها كثريًا»‪.‬‬

‫«إذا كان�ت اخلي�االت التي جت�ول بذهنك أثن�اء (التعايف) تش�به ما كنت‬
‫تش�اهده يف األفلام اإلباحية ‪-‬ولو بدرجة قليل�ة‪ -‬فعليك أن تتخلص منها‪،‬‬
‫وذلك لسببني‪:‬‬
‫اخلي�االت والتصورات التي تش�به حمتوى األفلام اإلباحية قد تؤدي‬ ‫‪ ‬‬
‫إىل االنتكاس‪.‬‬
‫ق�د يؤدي االس�تمرار يف هذه اخلياالت إىل التنش�يط املتكرر للروابط‬ ‫‪ ‬‬
‫العصبي�ة املس�تحدثة بفعل اإلدم�ان فتقوهيا‪ ،‬وتضع�ف كل جهودك‬
‫الس�اعية إىل التخل�ص منها‪ ،‬فدماغك ال يميز بني الص�ور التي يراها‬
‫على الشاش�ة والص�ور التي تتخيله�ا بذهن�ك‪ ،‬وبالتايل ف�إن التخيل‬
‫الذهني ملش�اهد من األفالم اإلباحية ال خيتل�ف أثره عىل دماغك عن‬
‫مشاهدة األفالم بالفعل‪.‬‬
‫‪62‬‬

‫بدائل املواقع الإباحية‬

‫بع�ض املواق�ع على اإلنرتنت ال تصنّ�ف عىل أهن�ا مواقع إباحي�ة ولكن‬
‫تصفحها كبديل‪ ،‬وهذا موطن من مواطن الزلل بإمكانه أن‬
‫ّ‬ ‫البعض يقبل عىل‬
‫حي�رف (التعايف) عن مس�اره املرغوب بكل س�هولة‪ .‬إذا كنت حتاول أن تقلع‬
‫مربرا يقنعك بأن‬
‫عن مش�اهدة األفالم اإلباحية‪ ،‬فمن السهل أن جتد لنفسك ً‬
‫النظر إىل صور نس�اء حس�ناوات بلباس البحر البيكيني ‪-‬عىل س�بيل املثال‪-‬‬
‫ال ب�أس في�ه‪ ،‬فهذه جمرد صور وليس�ت أفال ًما إباحية‪ ،‬وه�دف (التعايف) هو‬
‫اإلقالع عن مشاهدة األفالم اإلباحية‪ ،‬فال يوجد داع للقلق‪ ،‬أليس كذلك؟‬

‫واحلقيقة أن جهاز املكافأة يف دماغك ال يعرف ما هي اإلباحية اجلنس�ية‪،‬‬


‫كل م�ا يعرف�ه ه�و إذا كان ه�ذا اليشء ال�ذي تنظر إلي�ه يثري ش�هوتك أم ال‪،‬‬
‫دماغ�ك ملكك أن�ت وحدك‪ ،‬وأن�ت أدرى به‪ ،‬عض�و حمكمة الع�دل العليا‬
‫األمريكية (بوتر س�تيورات) قال يف عام ‪1964‬م مقولته الش�هرية‪« :‬يف حني‬
‫أين ال أس�تطيع أن أعطي تعري ًفا حمد ًدا لإلباحية اجلنس�ية‪ ،‬إال أين أميزها حني‬
‫أراها»‪ ،‬وبناء عىل ذلك إذا كانت مشاهدة صور النساء بلباس البحر البكيني‬
‫أيضا مؤذية مثل األفالم اإلباحية متا ًما‪.‬‬
‫تثري غريزتك وتؤجج شهوتك فهي ً‬
‫‪63‬‬

‫ينبغ�ي أال تعتم�د على آراء اآلخري�ن عندم�ا حتكم عىل م�ا يعرض عىل‬
‫شاش�تك‪ ،‬هل هي إباحية جنس�ية أم ال‪ ،‬فآراء الناس ليس هلا قيمة يف قرارك‪،‬‬
‫ألن امله�م ه�و أن تنتبه إىل القف�زات يف إف�راز الدوبامني يف الدائ�رة العصبية‬
‫للمكافأة التي تصاحب تعرضك لإلثارة اجلنسية املصطنعة‪.‬‬
‫والسؤال الذي البد أن تطرحه هو‪ :‬ما هو السلوك الذي قمت به وعمل عىل‬
‫تدريب دماغك كي يس�تجيب هبذا الشكل؟ ما هو السلوك الذي تأثر به دماغي‬
‫س�ل ًبا وس� ّبب يل املش�كالت التي أعاين منها؟ وهل بفعيل هذا (مشاهدة الصور‬
‫عىل سبيل املثال) أقوم بتكرار هذه التدريبات وتعزيز األثر الضار أم ال؟‬
‫إذا كن�ت تتصفح موقع (فيس ب�وك) (‪ )Facebook‬ألنك جتده مغر ًيا‪،‬‬
‫فهل يمكن أن يتسبب ذلك بتنشيط الدوائر العصبية املستحدثة بفعل اإلدمان‬
‫تعزز اإلدمان بسلوكك هذا؟‬
‫عىل مشاهدة املرئيات اجلنسية؟ وهل ّ‬

‫واإلجاب ��ة‪ :‬نعم‪ ،‬بالطبع‪ .‬إذا عم�دت إىل البحث والنق�ر والتصفح بح ًثا‬
‫عن صور مغرية جديدة ألن دماغك متعطش لإلثارة‪ ،‬فمن املمكن لذلك أن‬
‫يبطئ عملية التعايف‪ ،‬ويف املقابل إذا عثرت بالصدفة عىل صور جنسية فاحشة‬
‫فقم�ت بإغلاق الصفحة مب�ارشة بمج�رد أن تلمحها‪ ،‬فأنت هب�ذا الترصف‬
‫وتقوي س�لطة الفص اجلبهي من الدماغ‪ ،‬تذكّر أن اهلدف‬
‫تعزز قوة إرادتك‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫متحمس�ا للعالقات‬
‫ً‬ ‫األس�ايس ه�و أن تعي�د برجم�ة دماغك بحي�ث يصب�ح‬
‫العاطفية احلقيقية‪.‬‬
‫‪64‬‬

‫مش�كلة اإلدمان التي نح�ن معن ّيون بطرحها هنا ليس�ت يف التعري بحد‬
‫ذاته‪ ،‬إليك هذا املثال‪:‬‬

‫أي مم�ا يلي أق�رب يف التعبير ع�ن حال�ة اإلدم�ان على ارتي�اد املواق�ع‬
‫اإلباحية‪:‬‬
‫( أ ) أن تتصفح موق ًعا للمواعدة عىل اإلنرتنت‪ ،‬وتتخيل خياالت جنسية‬
‫بينام تنقل ناظريك من صورة إىل أخرى (ألناس يرتدون الثياب)‪ ،‬أم‬

‫(ب) أن تقيض وقتًا بعد الظهر مع مجع يف نادي العراة؟‬

‫كالمه�ا خط�أ لك�ن األوىل بالطب�ع أق�رب يف التعبير عن حال�ة اإلدمان‬


‫م�ن الثاني�ة‪ ،‬فاإلدمان على ارتياد املواق�ع اإلباحية ليس إدمانً�ا عىل التعري‪،‬‬
‫وال حت�ى عىل الس�لوك اجلنيس بحد ذات�ه‪ ،‬إنه إدمان عىل التجديد املس�تمر‪،‬‬
‫التجديد الذي تراه عىل الشاشة دون حدّ ‪ .‬ويلخص لنا أحد الشبان ما تعلمه‬
‫من جتربته اخلاصة‪ ،‬فيقول‪:‬‬

‫«مل � ��اذا نت�صف � ��ح موقع اليوتي � ��وب بحثًا عن فيديوه � ��ات لفتيات‬
‫يرق�صن بال�سراويل الق�صرية جدًّا؟ ما الهدف من �إر�سال الر�سائل الن�صية ذات‬
‫املحت � ��وى اجلن�سي؟ وملاذا نتوا�صل عرب كامريا احلا�سوب؟ �أو جنري ات�صاالت‬
‫هاتفي � ��ة ونتحدث حديثًا فيه غ � ��زل و�إغراء؟ وملاذا نتخي � ��ل اخلياالت اجلن�سية‬
‫با�ستمرار؟ �أو نقر�أ روايات الأدب املك�شوف؟ �أو نت�صفح مواقع املواعدة على‬
‫‪65‬‬

‫الإنرتن � ��ت دون �أن يك � ��ون لدينا رغبة يف التوا�صل م � ��ع �أي من �أع�ضائها؟ ملاذا‬
‫نبحث عن �صور ممثالت الأفالم الإباحية يف حمرك البحث (جوجل) (‪)Google‬‬
‫�أو نت�صفح مواقع التوا�صل االجتماعي؟ وغريها الكثري‪ ...‬ملاذا؟‬
‫كل هذه الأن�شطة تزيد من رغبتك باال�ستمناء‪� ،‬إنها تقوي الدوائر الع�صبية‬
‫ذاتها التي تعمل جاه ًدا م � ��ن �أجل �إ�ضعافها‪ ،‬وتبقي دماغك من�شغلاً بالأفكار‬
‫اجلن�سي � ��ة‪ ،‬والأثداء‪ ،‬وامل�ؤخرات‪ ،‬واجلن� � ��س‪ ،‬واالنت�صاب‪ ،‬واحل�سناوات‪...‬‬
‫�إنها جتعل الإقالع عن ارتياد املواقع الإباحية �أ�صعب بكثري و�أ�شد �إيال ًما‪.‬‬
‫�إم � ��ا �أن ت�سع � ��ى لإقام � ��ة عالق � ��ة عاطفية حقيقي � ��ة ك�أن تبح � ��ث عن زوجة‬
‫�أو تتوا�ص � ��ل م � ��ع الأ�صدقاء‪� ،‬أو افع � ��ل �شيئًا ال عالقة ل � ��ه باجلن�س‪ :‬ادر�س‪،‬‬
‫ا�شتغ � ��ل‪ ،‬مار�س الريا�ضة‪� ،‬أو اخرج من البي � ��ت‪ .‬الفكرة بر ّمتها �أن تبتعد عن‬
‫الإث � ��ارة واخلياالت اجلن�سية امل�صطنعة‪ ،‬وتدخ � ��ل يف عامل العالقات الإن�سانية‬
‫احلقيقية»‪.‬‬
‫‪66‬‬

‫اجلماع �أثناء (التعايف)‬

‫هناك اعتقاد سائد يف عرف الكثريين من الرجال والنساء وهو أن العمل‬


‫عىل زيادة هليب العالقة اجلنس�ية بني األزواج يس�اعد يف حل مش�كلة الربود‬
‫اجلنيس ل�دى الطرف اآلخر‪ ،‬غري أن أولئك الذين يعانون من العجز اجلنيس‬
‫بس�بب ارتياد املواقع اإلباحية عىل اإلنرتن�ت وجدوا بأن التعايف يكون أرسع‬
‫إذا تركوا رغبتهم اجلنسية تعود إليهم تلقائ ًّيا‪ ،‬وبشكل طبيعي‪ .‬أي أهنم بحاجة‬
‫إىل أن يعطوا أدمغتهم الفرصة للتعايف من آثار اإلدمان بعيدً ا عن أي ضغط أو‬
‫مطالبة بمامرسة اجلنس‪ ،‬وقد وصف أحد الرجال كيف وجد التفهم والدعم‬
‫من رشيكته يف هذا األمر‪ ،‬يقول‪:‬‬

‫«كان � ��ت فعلاً رائعة‪ ،‬لق � ��د �صارحتها ب�أين �أج � ��د نف�سي بحاجة �إىل‬
‫تخي � ��ل امل�شاه � ��د اجلن�سية حتى �أمتكن م � ��ن االنت�صاب‪ ،‬فقالت �أنه � ��ا تف�ضل �أن‬
‫�أمتن � ��ع عن ذلك حتى ل � ��و حرمت من اجلماع نهائيًّا‪� ،‬إن جم � ��رد معرفة ر�أيها‬
‫جع � ��ل كل �ش � ��يء �أ�سهل‪ ،‬مل �أعد �أفكر بالأفالم الإباحي � ��ة مطلقًا منذ �أن حتدثنا‬
‫يف املو�ض � ��وع‪ ،‬وكان ذلك قبل عدة �أ�سابيع‪ .‬وقد �أ�صرّت �أي ضً�ا على �أال �أتناول‬
‫�أي دواء ملعاجل � ��ة العجز اجلن�سي‪ ،‬و�ش ّجعتن � ��ي على �أن �أ�صرب حتى �أتعافى ب�شكل‬
‫طبيعي‪ ،‬ومن وحي جتربتي ف�أنا �أن�صح مبا يلي‪:‬‬
‫‪67‬‬

‫�صارح زوجتك فهي �أكرب عون لك‪.‬‬


‫خذ الوقت الذي حتتاجه حتى تتح�سن بال�سرعة التي تراها مريحة لك‪.‬‬
‫جتنب الأدوية فلي�س لها �أي ت�أثري يذكر‪.‬‬
‫ال تقع يف فخ م�شاهدة الأفالم الإباحية حتى ولو باعتدال‪ ،‬امتنع عنها‬
‫نهائيًّا‪.‬‬
‫وال�شيء املثري للعجب �أنها مرت بتجربة م�شابهة منذ فرتة قريبة‪ ،‬فقد كانت‬
‫ت�شاه � ��د الأفالم الإباحية على الإنرتنت بكرثة‪ ،‬حت � ��ى و�صلت �إىل مرحلة مل تعد‬
‫تثريها �إال العالقات ب �ي ��ن الن�ساء‪ ،‬رغم �أنها لي�ست �سحاقية وال متيل �إىل هذا‬
‫ال�سل � ��وك �أب ًدا‪ ،‬وامتنعت بعدها عن م�شاهدة الأف �ل ��ام الإباحية‪ ،‬ولذلك فقد‬
‫مرت هي الأخرى بتجرب � ��ة الإقالع من قبل‪ ،‬وهذا �ساعدنا كثريًا لأنها تف ّهمت‬
‫و�ضعي وم�شكلتي التي كنت �أعاين منها‪.‬‬
‫م � ��رت بنا بالطبع �أيام ع�صيبة‪ ،‬متلّكها �أحيان ً� ��ا �شعور بعد الثقة بالنف�س‪،‬‬
‫و�شعرت �أنا ب�أين عاجز وعدمي الفائدة‪ ،‬ولكنا كنا نتحاور ونتناق�ش يف الأمر‪ ،‬ويف‬
‫النهاية خرجنا من التجربة �أقوى‪ .‬ويف النهاية عادت يل �أحا�سي�سي اجلن�سية‬
‫ب�ش � ��كل طبيعي الأ�سبوع املا�ضي‪ ،‬وكانت هذه خط � ��وة كبرية �إىل الأمام بالن�سبة‬
‫يل‪ ،‬وجتربة جديدة ورائعة»‪.‬‬
‫‪68‬‬

‫إذا كان اجلامع يس�بب ل�ك موجات ارتدادية يف الكيمي�اء – العصبية كأن‬
‫تعاين من حالة التأثري املطارد مثلاً ‪ ،‬أو يفتح لك الباب لتدخل يف انتكاسة يتبعها‬
‫جول�ة م�ن االرتياد املفرط للمواقع اإلباحية‪ ،‬فاألفض�ل أن متتنع عن اجلامع يف‬
‫املس�تقبل‪ ،‬واقترص يف نش�اطك اجلنسي عىل املداعبات الرقيق�ة‪ .‬ابتعد عن كل‬
‫الضغوطات النفس�ية حول هذا املوضوع حتى ترجع لك حساس�يتك للمتعة‬
‫ويتحس�ن أداؤك بش�كل طبيع�ي‪ ،‬فم�ن احلكم�ة أن متتنع وتصبر وكلك أمل‬
‫وتطلع إىل املستقبل املرشق‪ ،‬من أن تتعجل وتستنفد طاقتك اجلنسية متا ًما‪.‬‬
‫يف بع�ض األحيان س�يكون من الضروري أن تطلب م�ن رشيكتك أال‬
‫تتقم�ص دور (بطل�ة اإلباحي�ة)‪ ،‬وأال جتتهد يف حماولة إثارت�ك قبل أن تكون‬
‫مس�تعدً ا لذلك‪ ،‬فبالرغم من أن جهو ًدا كهذه يمكن أن تشعل الرغبة اجلنسية‬
‫آن ًيا‪ ،‬إال أهنا عىل املدى الطويل يمكن أن تعرقل التعايف وتطيل أمد (التعايف)‪،‬‬
‫وعندم�ا تتع�اىف متا ًما س�وف تع�ود إىل طبيعت�ك الرجولية اجلذاب�ة‪ ،‬وعندها‬
‫ستتمكنا من تعويض كل ما فاتكام‪ ،‬وستجدا أن االنتظار كان جمد ًيا‪.‬‬

‫«قبل �أ�سابيع معدودة فقط‪ ،‬كنت قد ا�ست�سلمت لعجزي‪ ،‬واقتنعت‬


‫�أين ل � ��ن �أمتكن من اال�ستمت � ��اع بعالقتي الزوجية �أب� � � ًدا‪ ،‬ولكني البارحة ق�ضيت‬
‫وقتً� ��ا ممت ًعا مع �شريكتي وقد بدا الأمر طبيعيًّا جدًّا‪ ،‬لقد رجعت يل الأحا�سي�س‪،‬‬
‫وع � ��ادت الرغب � ��ة اجلن�سية �إىل �ساب � ��ق عهدها‪ ،‬و�أ�شعر �أن هن � ��اك املزيد من‬
‫التح�سن يف امل�ستقبل»‪.‬‬
‫‪69‬‬

‫هل غيرّ ت الأفالم الإباحية ذوقي �إىل الأبد؟‬


‫إذا كنت تعتقد بأنك ليس لك خيار أو رأي يف أنامط املامرس�ات اجلنس�ية‬
‫تفضله من‬
‫الت�ي جتدها مغرية أو تفضلها على غريها‪ ،‬وإذا كنت مؤمنًا بأن ما ّ‬
‫األنماط واملامرس�ات الت�ي تعرضها األفلام اإلباحية يعبرّ فعل ًّي�ا عن حقيقة‬
‫ميولك ورغباتك اجلنس�ية‪ ،‬فمن املمكن أن تضع عقبة رئيسة يف طريق نجاح‬
‫(التعايف)‪ ،‬ألنك ستشعر عند التوقف عن مشاهدهتا بأنك تتخىل عن املصدر‬
‫الوحي�د الذي يو ّفر لك األمل باإلش�باع اجلنسي‪ .‬واحلقيقة بالطبع غري ذلك‬
‫متا ًما‪ ،‬ألنك لن تتعرف عىل املحفزات واملثريات التي تعرب بالفعل عن ميولك‬
‫ورغبات�ك اجلنس�ية احلقيقية إال عندما تتخىل عن مش�اهدة األفالم اإلباحية‪،‬‬
‫فم�ن اجلائز أن ما جيذبك اليوم عىل الشاش�ة هي مغريات س�طحية انجذبت‬
‫إليها فقط بحكم عرضها عىل املواقع اإلباحية‪.‬‬

‫املغري�ات الت�ي تفق�د أثرها يف الش�هور األوىل من (التع�ايف) هي بالطبع‬


‫مغريات س�طحية‪ ،‬وليس�ت جز ًءا أصيلاً من ميولك اجلنس�ية‪ ،‬إال أن الرغبة‬
‫امللح�ة التي قد تش�تد عليك يف هذه الفرتة قد تكون م�ن خملفات عادة ارتياد‬
‫املواقع اإلباحية وذكرياهتا‪ ،‬ومن املمكن أن ختدعك‪ ،‬يقول أحد الشبان‪:‬‬

‫«يف �صيف عام ‪2011‬م بد�أت �أجنذب �إىل نوع جديد من الأفالم‬
‫الإباحي � ��ة مل �أكن �آبه به م � ��ن قبل‪ ،‬يا �إلهي! كنت �أ�شع � ��ر بزيادة الدوبامني يف‬
‫‪70‬‬

‫دماغي‪ ،‬وكنت �أ�شعر بال�سعادة اجلم � ��ة واحلما�سة عندما �أ�شاهد هذا النوع‬
‫م � ��ن الأفالم‪ ،‬وكان ج�سمي يرتع�ش‪ ،‬ومنذ ذلك الوق � ��ت �صرت �أقل �سعادة مما‬
‫م�ضى بكثري‪ ،‬ومل �أمتكن من العودة �إىل طبيعتي»‪.‬‬

‫يصاب مرت�ادو املواقع اإلباحية باحلرية عندم�ا يقارنون بني اإلثارة التي‬
‫ش�عروا هبا عند مش�اهدة فيلم إباحي أول مرة‪ ،‬وبني ضع�ف أو حتى انعدام‬
‫االس�تجابة هنائ ًّيا وعدم الش�عور باإلش�باع اجلنيس عند مشاهدة نفس الفيلم‬
‫الح ًق�ا‪ ،‬ويدفعه�م حرصه�م على الوص�ول إىل نفس املس�توى م�ن الته ّيج‬
‫واإلث�ارة إىل سلس�لة من التّصعيد نحو مش�اهدة أنامط من األفلام اإلباحية‬
‫ً‬
‫وفحشا‪.‬‬ ‫التي تعرض ممارسات أكثر جرأة‬

‫وق�د يظن البعض أن ميوهلم اجلنس�ية ق�د تغيرّ ت‪ ،‬وأن هذا هو الس�بب‬
‫الذي جعل املامرس�ات اجلنس�ية التي تعرضها األفالم القديم�ة تفقد تأثريها‬
‫عليه�م بينام جتذهبم األفالم اجلدي�دة‪ ،‬وأحيانًا تدفع هذه األفكار ببعضهم إىل‬
‫بذل حماوالت مستميتة للتأكّد من حقيقة ميوهلم اجلنسية‪ ،‬فيقومون بمشاهدة‬
‫أنماط خمتلفة من الس�لوكيات واملامرس�ات اجلنس�ية الغريبة‪ ،‬ويس�تمرون يف‬
‫ممارسة االستمناء بشكل جنوين‪ ،‬عىل أمل أن يكتشفوا أي من هذه املامرسات‬
‫أكثر إثارة وإغراء هلم‪ ،‬وهذه الرغبة القهرية للتأكد من امليول اجلنسية احلقيقية‬
‫‪71‬‬

‫تؤدي بالبعض يف هناية املطاف إىل مرحلة اإلدمان‪ ،‬أو إىل اإلصابة باضطراب‬
‫الوسواس القهري‪ ،‬دون أن يتَّضح هلم يشء عن حقيقة ميوهلم اجلنسية‪.‬‬

‫ويف خضم محلتهم اجلادة يف البحث عن االكتفاء واإلشباع اجلنيس حياول‬


‫بعضهم أن يطبقوا املامرسات اإلباحية التي جيدوهنا مغرية –عىل غرابتها‪ -‬يف‬
‫عالقاهتم العاطفية احلقيقية‪.‬‬

‫واملنط�ق العقلي يقتضي ب�أن أول عم�ل ينبغ�ي أن نق�وم ب�ه يف كل هذه‬
‫احل�االت هو اس�تبعاد عامل (مش�اهدة املرئيات اجلنس�ية) كمس�بب حمتمل‬
‫هل�ذا التغيري وهذه الوس�اوس‪ ،‬فالدماغ بحاجة إىل الراح�ة وليس بحاجة إىل‬
‫االختب�ار‪ ،‬واس�تبعاد العامل املس�بب املحتمل يكون باإلقالع عن مش�اهدة‬
‫كل أن�واع املرئي�ات اإلباحية ومص�ادر اإلثارة اجلنس�ية املصطنعة بام يف ذلك‬
‫االمتناع عن كل اخلياالت اجلنسية لبضع شهور‪.‬‬

‫وحذار من أن تقنعك أعراض االنس�حاب أو حالة املوت الرسيري بأن‬


‫كل ما حتتاجه حتى تشعر باالكتفاء واإلشباع اجلنيس هو مشاهدة نوع جديد‬
‫ً‬
‫وفحش�ا‪ ،‬ألن االكتفاء‬ ‫م�ن األفالم اإلباحية‪ ،‬وممارس�ات أكث�ر جرأة وغرابة‬
‫احلقيق�ي ل�ن يأتيك إال بت�وازن دماغك‪ ،‬أي عندما تسير يف االجتاه املعاكس‬
‫يؤجج الرغبة بتكرار الس�لوك ولكنه‬
‫لالجت�اه الذي تسير به اآلن‪ ،‬فاإلدم�ان ّ‬
‫‪72‬‬

‫ال يمنحك أبدً ا الش�عور باالكتفاء‪ ،‬ويش�اركنا أحد أعضاء املنتديات بتجربته‬
‫فيقول‪:‬‬
‫«ب�سب � ��ب م�شاهدة الأفالم الإباحية �صرت غري قادر على ال�شعور‬
‫باملتع � ��ة �إال �إذا ا�ستح�ضرت يف ذهني خياالت ملمار�سات جن�سية �شديدة الفح�ش‪،‬‬
‫لقد جرب � ��ت الكثري من املمار�س � ��ات الفاح�شة واملتطرفة م � ��ع موم�سات‪ ،‬ومع‬
‫بع� � ��ض املتحولني جن�سيًّا‪ ،‬وكنت دائ ًما �أخرج م�ست � ��اء‪ ،‬فلم �أجد �أي �شيء مما‬
‫يفعل � ��وه مغريًا �أو مثريًا‪ ،‬وكنت �أحت � ��اج �إىل �أن الرتكيز ال�شديد وتخيل امل�شاهد‬
‫اجلن�سية التي اعتدت على م�شاهدتها حتى �أمتكن من �إثارة �شهوتي‪ ،‬والحظت‬
‫�أن ذهن � ��ي كان ينتقل من ت�صور �سلوك جن�سي معني �إىل ت�صور �سلوك جن�سي �آخر‬
‫كل ب�ض � ��ع دقائ � ��ق‪ ،‬ومبعدل يوازي �سرعة تنقلي من فيل � ��م �إىل �آخر �أثناء ت�صفح‬
‫املواقع الإباحية يف البيت‪.‬‬
‫عندما كنت �أ�شاهد الأفالم الإباحية با�ستمرار مل تكن ر�ؤية امر�أة ح�سناء‬
‫مغري � ��ة تثريين‪ ،‬رغم �أين يف املا�ضي كنت �أعج � ��ب بالفتيات اجلميالت �أكرث من �أي‬
‫�شيء �آخر‪ ،‬وعدت بعد (التعايف) �إىل �سابق عهدي‪ ،‬واليوم عندما �أتوا�صل مع‬
‫امر�أتي �أ�شعر بوجود رابط حقيقي بيننا‪ ،‬وهو �شعور رائع وا�ستثنائي‪ ،‬وال مكان‬
‫فيه لإقحام اخلياالت اجلن�سية امل�صطنعة»‪.‬‬
‫‪73‬‬

‫جت�ارب هؤالء الش�بان م�ع اإلباحية اجلنس�ية املتوفرة على اإلنرتنت يف‬
‫الوق�ت احل�ارض تربه�ن على أن امليول اجلنس�ية عند اإلنس�ان ط ّيع�ة وقابلة‬
‫للتغيري أكثر مما كنا نعتقد‪ ،‬عندما يشاهد هؤالء الشبان األفالم ذات املحتوى‬
‫تعج هبا املواقع اإلباحية‪،‬‬
‫اجلنيس عايل التحفيز بش�كل خارق للطبيع�ة والتي ّ‬
‫يصب�ح بإمكاهنم أن يصل�وا إىل حالة من التهيج اجلنيس الش�ديد‪ ،‬وأن يظلوا‬
‫على ه�ذه احلالة من التهيج ملدة س�اعات‪ ،‬وعندما يؤدي االس�تهالك املفرط‬
‫إىل تبل�د اإلحس�اس‪ ،‬تصبح امل�واد اإلباحي�ة التي كانت مغري�ة ومرغوبة يف‬
‫البداي�ة عديمة التأثري‪ ،‬وال تع�ود جتدي نف ًعا‪ ،‬ولذلك يلج�أ الدماغ إىل زيادة‬
‫الدوبامني عن طريق التجديد والصدمة‪ ،‬ومش�اهدة املواد املحرمة والش�اذة‪،‬‬
‫واالس�تمرار يف البحث والرتقب‪ ...‬إلخ‪ ،‬ومن هنا حيدث التغيري يف أذواقهم‬
‫وميوهلم اجلنسية‪.‬‬

‫ويف س�ني التطور والنمو يكون تسجيل الروابط العصبية يف الدماغ أكثر‬
‫ورس�وخا‪ ،‬ويكون الرتابط عمي ًقا‪ ،‬وكل املثريات التي ّ‬
‫تؤجج الشهوة‬ ‫ً‬ ‫ديمومة‬
‫اجلنس�ية يف مرحل�ة البل�وغ حتفظ يف الذاك�رة‪ ،‬ويكون هلا وزهن�ا‪ ،‬وتزداد قوة‬
‫ً‬
‫ورسوخا مع كل مرة حتدث فيها اإلثارة‪.‬‬

‫إن مش�اهدة املراهقين لألفلام اإلباحية بنهم ورشاه�ة يف الوقت الذي‬


‫تكون فيه أدمغتهم يف أعىل مستويات اللدونة‪ ،‬يمكن أن يؤدي إىل التحول يف‬
‫‪74‬‬

‫ميوهلم وأذواقهم اجلنسية بشكل رسيع ومفاجئ‪ ،‬وتبينّ األبحاث أنه كلام بدأ‬
‫الش�خص بارتياد املواقع اإلباحية يف س�ن أصغر‪ ،‬كلام كان االحتامل أكرب أن‬
‫يش�اهد أفال ًما تعرض ممارس�ات منحرفة مثل أفالم اجلنس مع احليوانات أو‬
‫مع األطفال‪ .‬ويف استفتاء غري رسمي أجراه موقع (ريديت نوفاب) ألعضائه‬
‫عام ‪2012‬م‪ ،‬وافق ‪ %63‬من املشاركني (وأغلبهم من اليافعني) بأن «أذواقي‬
‫فحشا وانحرا ًفا بشكل مضطرد»‪ ،‬نصف املشاركني كان‬
‫اجلنسية صارت أكثر ً‬
‫قل ًقا بسبب ذلك التغيري‪ ،‬والنصف اآلخر مل يلق له بالاً ‪.‬‬

‫ورغ�م ذلك ف�إن امليول والرغبات اجلنس�ية املكتس�بة بس�بب مش�اهدة‬


‫األفلام اإلباحية عادة ما تكون س�طحية‪ ،‬وأذكركم بأن الكثريين ممن توقفوا‬
‫ع�ن مش�اهدهتا وامتنع�وا عن اس�تحضار اخلياالت املس�توحاة من املش�اهد‬
‫اجلنسية لبضعة أشهر‪ ،‬الحظوا اضمحالل وتاليش أذواقهم اجلنسية املنحرفة‬
‫بالتدريج‪.‬‬
‫‪75‬‬

‫الرغبة امللحة ال�شريرة‬

‫الوقت املثايل للتعامل مع الرغبة امللحة هو قبل أن تباغتك وتشتد عليك‪،‬‬


‫وعندم�ا تق�رر أن تب�دأ (التعايف) ضع مس�ب ًقا خط ًطا للتعام�ل معها‪ ،‬كام فعل‬
‫هؤالء الشبان‪:‬‬
‫«ح � ��اول �أن تق�ض � ��ي يف املنزل �أقل وقت ممك � ��ن‪ ،‬و�إذا مل تتمكن‬
‫م � ��ن ملء وقتك ب�أن�شط � ��ة مفيدة يف الأيام الأوىل‪ ،‬اذه � ��ب �إىل املكتبة العامة‪،‬‬
‫�أو حانوت بيع الكتب‪� ،‬أو حتى �إىل املتنزه واقر�أ كتابًا‪� .‬إن جمرد خروجك من‬
‫البي � ��ت �أو املكان الذي اعتدت على ممار�سة اال�ستمن � ��اء فيه �سيكون �أكرب عون‬
‫لك يف تخط � ��ي الأيام ال�صعبة الأوىل من (التع � ��ايف)‪ ،‬وما ي�صاحبها من نوبات‬
‫�أعرا�ض االن�سحاب»‪.‬‬

‫‪‬اب�دأ بوضع قائمة بكل األس�باب التي دفعتك لإلقالع عن مش�اهدة‬


‫املرئيات اجلنسية‪ ،‬وارجع إىل هذه القائمة كلام دامهتك الرغبة امللحة‪.‬‬

‫‪ ‬وق�د يفي�دك أكث�ر أن تكت�ب لنفس�ك رس�الة‪ ،‬وتص�ف فيه�ا كيف‬


‫س�يكون حالك إذا ضعفت واستس�لمت للرغبة امللحة‪ ،‬واقرأ الرس�الة كلام‬
‫دعت احلاجة‪ ،‬وهذا بالضبط ما فعله هذا الشاب‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫‪76‬‬

‫«�سوف تبد�أ مب�شاهدة الأفالم الإباحية والت�أرجح على احلافة‪،‬‬


‫وعنده � ��ا لن يكون ب�إمكانك العودة للوراء‪� ،‬ست�شاهد �أكرث‪ ...‬ثم �أكرث قليلاً ‪...‬‬
‫وهك � ��ذا �إىل �أن ينتهي الأم � ��ر‪ .‬يف الغالب لن تكون الإثارة �شدي � ��دة جدًّا‪ ،‬ولكنك‬
‫�ست�شع � ��ر باالرتياح �أكرث من �أي �شيء �آخ � ��ر‪ ،‬و�ستقول لنف�سك‪« :‬ب�إمكاين الآن �أن‬
‫�أع � ��ود �إىل عملي‪ ،‬مل يك � ��ن ذلك �سيئًا جدًّا‪ ،‬ال �أ�شعر باخل � ��زي �أو العار‪ ،‬ولي�س‬
‫هن � ��اك معنى لأن �أحرم نف�سي كل هذا احلرمان» وعندما جتل�س لتتم �أعمالك‪،‬‬
‫�سيب � ��دو الو�ضع طبيعيًّا وك�أن �شيئًا مل يح � ��دث‪.‬ويف غ�ضون �ساعة‪� ،‬سوف ت�شعر‬
‫بهب � ��وط مفاجئ يف م�ستوى الطاقة‪ ،‬وب�ضبابية يف تفكريك‪ ،‬ثم يتطور احلال �إىل‬
‫زيادة احل�صر النف�سي‪ ،‬واحل�صر النف�سي لي�س نتيجة لال�ستمناء‪ ،‬ولكنه ا�ستجابة‬
‫طبيعية النخفا� � ��ض م�ستوى الطاقة‪ ،‬مل يحدث لك �أي �ش � ��يء �سيء‪ ،‬ومل ي�ؤنّبك‬
‫�أو يوبّخ � ��ك �أحد‪ ،‬ومل تراودك الأفكار ال�سيئة‪ ،‬وكل �شيء كان على ما يرام قبل‬
‫�ساع � ��ة واحدة فق � ��ط‪ ،‬والآن بد�أت ت�شعر ب�أنك متوعك قلي �ًل �لاً ‪ ،‬ولي�س ب�إمكانك‬
‫�أن ترك � ��ز يف عملك‪ ،‬وتتمنى لو مل تكن م�ضطرًا لإمتام �أي عمل‪ ،‬فكل ما تود �أن‬
‫تفعله هو �أن جتل�س وت�شاهد برامج التلفاز فقط‪.‬‬
‫ل � ��ن تتمكن من �إجناز �أعمال � ��ك ذلك اليوم‪ ،‬و�سوف ت�ستخدم كل عذر متاح‬
‫لتداف � ��ع عن نف�سك‪ ،‬وتربر هذا الت�سويف‪� .‬صار ذهنك وفكرك الآن حتت رحمة‬
‫عوام � ��ل خارجية‪ ،‬وما عدت تعرف كم من الأعمال �سيكون ب�إمكانك �أن تنجز يف‬
‫‪77‬‬

‫الي � ��وم التايل‪� ،‬أو �إن كن � ��ت �ستواجه عقبات من �أي نوع‪ ،‬ثم تنتابك حالة من‬
‫االكتئاب‪ ،‬وي�صبح دماغ � ��ك غري راغب باالنخراط يف �أي عمل �آخر حتى ال يزيد‬
‫الأمر �س � ��و ًءا‪ ،‬وال ترغب بلقاء �أي �إن�سان‪ ،‬فدماغك �ص � ��ار منغلقًا على نف�سه‪،‬‬
‫وتق�سم حينها �أنك لن ت�ست�سلم ل�شهوتك مرة �أخرى»‪.‬‬

‫‪‬وبعد أن حتدد األس�باب التي دفعتك لإلقالع‪ ،‬ضع قائمة باألنش�طة‬


‫التي يمكن أن تقوم هبا كبديل ملشاهدة املرئيات اجلنسية حني تدامهك الرغبة‬
‫امللح�ة‪ ،‬بع�ض الناس يس�تعدّ ون بتعلم طريق�ة العالمة احلم�راء (‪ ،)x‬يقول‬
‫أحدهم‪:‬‬

‫«توقفت عن تخيل امل�شاهد اجلن�سية نهائيًّا منذ �أربعة �أ�سابيع‪،‬‬


‫وعندما تداهمني اخلياالت رغ ًما عني �أت�صور عالمة (‪ )x‬حمراء كبرية فوقها‪،‬‬
‫و�أتخي � ��ل �سماع �صوت �سي � ��ارة الإ�سعاف‪ .‬و�إذا ا�ستم � ��رت اخلياالت مب�ضايقتي‬
‫�أت�ص � ��ور يف ذهني �أين �أقوم بتفجريها‪ .‬وامله � ��م �أن تفعل ذلك فور بدء اخلياالت‬
‫مبا�شرة‪ ،‬و�سوف ت�صبح هذه الطريقة �أكرث تلقائية بتكرارها مع الوقت»‪.‬‬

‫‪‬وإذا مل جت�د ش�ي ًئا مفي�دً ا تفعله لس�بب أو آلخ�ر‪ ،‬بإمكان�ك أن تنتظر‬
‫دون أن تفعل ش�ي ًئا‪ ،‬قل لنفس�ك‪« :‬هذه الرغبة امللحة ق�د دامهتني من حيث‬
‫علي‪ ،‬أنا لس�ت ملكًا هل�ذه اهلواجس‪،‬‬
‫ال أحتس�ب‪ ،‬ولك�ن ليس هلا س�لطان ّ‬
‫مضطرا أن أستجيب هلا»‪.‬‬
‫ًّ‬ ‫مل أستدعها‪ ،‬وال أريدها‪ ،‬ولست‬
‫‪78‬‬

‫أث�را‪ ،‬وتغيب عنك ملدة من‬


‫‪‬وع�ادة ما تتالش�ى األفكار دون أن ترتك ً‬
‫الزم�ن‪ ،‬واحلقيق�ة أن كل الرغبات امللحة تتالش�ى يف النهاي�ة‪ ،‬عادة بعد ربع‬
‫س�اعة‪ ،‬ف�إذا متكنت من مقاوم�ة الرغبة امللحة الرشيرة ملدة ربع س�اعة فقط‪،‬‬
‫فس�يكون بإمكان�ك أن تتج�اوز كل حمن�ة‪ ،‬وق�د عرب ع�ن ذلك ه�ذا الرجل‬
‫بقوله‪:‬‬

‫«عندما تدرك ب�أنك �أكرب من رغبتك امللحة‪ ،‬و�أنها دائ ًما تتال�شى‬
‫بع � ��د فرتة ق�صرية‪� ،‬ستكون يف الطريق الفعلي لتخلي�ص نف�سك من براثن الإباحية‬
‫اجلن�سي � ��ة‪ .‬يف حماوالت � ��ي ال�سابقة للإقالع كنت دائ ًم � ��ا �أ�ست�سلم للرغبة امللحة‬
‫ال�شريرة‪ ،‬ولكن عندما تغلبت عليها يف النهاية �أدركت �أين قادر على التغلب على‬
‫�أي رغبة ملحة �أخرى‪ .‬يف تلك اللحظة التي ت�شعر فيها �أنك يف �أ�ضعف حاالتك‪،‬‬
‫و�أن الرغب � ��ة امللحة ال�شريرة �ستتغلب عليك‪ ،‬هذه هي اللحظة التي حتتاج �أن‬
‫ت�صمد فيها‪ ،‬وتظل قويًّا‪ ،‬ف�إن الوجه الآخر لهذه املعاناة هو جناحك وت�ألقك‬
‫عندما تتغلب عليها‪� ،‬ستدرك عندها �أن ب�إمكانك �أن تتغلب على كل �شهواتك‪،‬‬
‫و�سر النجاح يف هذه املهمة هو �أن تعي�ش حياتك يو ًما بيوم‪ ،‬وتظل مثابرًا»‪.‬‬

‫أيضا إرشادات وطرق بسيطة كانت عو ًنا للبعض‪:‬‬


‫وهنا ً‬
‫«ال تناق� � ��ش الو�ض � ��ع يف ذهن � ��ك‪ ،‬فدماغك �سيحاول �أن ي �ب ��رر لك م�شاهدة‬
‫الأفالم الإباحية لأنه بحاجة ما�سة لها‪ ،‬ومن املهم هنا �أال جتادل دماغك‪،‬‬
‫‪79‬‬

‫ولكن عليك �أن تنتبه �إىل وجود هذه الأفكار عندما تراودك‪ ،‬و�أن جتيب �إجابة‬
‫وا�ضحة وحا�سمة بكلمة واحدة (ال)»‪.‬‬

‫«�أق � ��وم بر�ش املاء البارد على الق�ضيب لأتغلب على الرغبة امللحة‪ ،‬وهذا‬
‫�ا يف تخفيف الأمل الناجت عن االحتقان»‪.‬‬ ‫ي�ساعد �أي ضً‬

‫«�أحاول �أن �أركّز على نقل طاقتي اجلن�سية �إىل الأعلى –�إىل ال�صدر واجلزء‬
‫العلوي من ج�سمي‪ -‬حتى �أخفف ال�ضغط الذي �أ�شعر به يف �أع�ضائي التنا�سلية‪،‬‬
‫وه � ��ذا يريحني من احلاج � ��ة �إىل اال�ستمناء‪ ،‬ومينحن � ��ي �إح�سا ً�سا بالقوة‪ ،‬وب�أين‬
‫(عل � ��ى �أمت اال�ستعداد لبدء العمل)‪� ،‬أ�شعر عنده � ��ا �أن ب�إمكاين �أن �أهدم منزلاً‬
‫بيدي لو �أردت‪ ،‬ويريحني هذا ال�شعور»‪.‬‬

‫«هل تخلق لنف�سك الأع � ��ذار مرة بعد �أخرى مثل‪�« :‬س�أفعلها مرة واحدة‬
‫فق � ��ط‪ ،‬و�ستكون الأخرية»‪� ،‬أو «هذه هي �آخر مرة»؟ ا�ستبدل الأعذار الواهية‬
‫بهذه‪( :‬اليوم بالذات لن �أفعلها)»‪.‬‬
‫‪80‬‬

‫«�ستتمك � ��ن من العي�ش دون م�شاهدة الأفالم الإباحية لفرتة طويلة �إذا مل‬
‫يكن ذلك اخليار متواج ًدا يف حياتك‪ ،‬ع�ش حياتك وك�أن الإباحية اجلن�سية غري‬
‫موجودة‪ ،‬ان�س �أمرها كليًّا‪ .‬ال تق�ض �أيامك يف �صراع مع الرغبة امللحة‪ ،‬وال‬
‫حت � ��اول حماوالت يائ�س � ��ة‪ ،‬ولكن اقتنع ب�أنك �ستكون عل � ��ى ما يرام حتى ولو مل‬
‫ت�شاهد املرئيات اجلن�سية مرة �أخرى بقية حياتك»‪.‬‬

‫عندم�ا تش�تد علي�ك الرغب�ة امللح�ة وتش�عر أنك على وش�ك أن تفقد‬
‫السيطرة‪ ،‬اقفل جهازك وفكر قبل أن تفعل أي يشء‪ ،‬وحتى لو قررت بعدها‬
‫أن تس�تجيب لضغ�ط الرغب�ة امللحة‪ ،‬س�وف تفعل ذلك بوع�ي وعلم تا ّمني‬
‫لنتائج قرارك‪ ،‬وهذه هي اخلطوة األوىل باجتاه تغيري السلوك‪.‬‬

‫«يف نهاي � ��ة املطاف‪ ،‬ف�إن �أهم �شيء تفعله عل � ��ى الإطالق هو �أال ت�ست�سلم‬
‫�أب� � � ًدا‪ ،‬ال يهمني لو �أنك �صفّرت العدّاد م � ��رة كل يومني‪� ،‬أو �أنك بقيت على هذا‬
‫احلال ملدة �شهر �أو �شهرين‪ ،‬وال ت�ستهني ب�أي جهد‪ ،‬فحتى لو كان هذا �أف�ضل‬
‫ما متكنت من حتقيقه يف حماولة (التعايف) فهو يعني �أنك قلّلت م�شاهدة الأفالم‬
‫الإباحي � ��ة مبق � ��دار الن�صف عما كنت عليه يف ال�سابق‪ .‬م � ��ن �أكرث الق�ص�ص التي‬
‫�سمعته � ��ا �إلها ًما‪ ،‬هي ق�ص � ��ة �شاب متكن �أخريًا من االمتن � ��اع عن م�شاهدة‬
‫الأف �ل ��ام الإباحية مل � ��دة خم�سة ع�شر يو ًما بالتمام والكم � ��ال بعد ثالث �سنوات‬
‫كاملة من املحاولة‪ .‬طاملا �أنك ت�ستمر باملحاولة لأنك مقتنع ب�أهمية (التعايف)‬
‫‪81‬‬

‫وفائدته ال�ستقامة حياتك‪ ،‬فلن تف�شل‪� ،‬إنها م�س�ألة وقت فقط‪ ،‬و�ستعيد ترتيب‬
‫الرواب � ��ط الع�صبية يف دماغ � ��ك �إىل طبيعتها‪ ،‬وتتلخ�ص م � ��ن براثن الإدمان‪،‬‬
‫وت�ستعيد حريتك»‪.‬‬

You might also like