Professional Documents
Culture Documents
براهمية صونية
براهمية صونية
مطبوعة دعم بيداغوجي موجية لطمبة السنة األولى ماستر :عمم اجتماع العمل والتنظيم
63 خاتمة
64 قائمة المراجع المعتمدة.
فيـــــــــــرس األشكال
الصفحة العنوان
07 -1أىمية الثقافة التنظيمية
15 -2مككنات الثقافة التنظيمية
17 -3مستكيات الثقافة التنظيمية
23 -4أليات تشكيؿ الثقافة التنظيمية
31 -5الثقافات الفرعية
فيـــــــــــرس الجداول
الصفحة العنوان
35 -1التنكع الثقافي بيف المديريف األمريكييف كاليابانييف حكؿ بعض المفاىيـ اإلدارية
46 -2أىـ العناصر المككنة لثقافة الخدمة
مقدمـــــــــــة:
عدة في الفكر اإلدارم ،األمر الذم
تباينت اآلراء كتعارضت في القرنيف األخيريف حكؿ جكانب ّ
عكس اجتياد المنظريف كالمختصيف في مجاؿ اإلدارة في البحث عف أكثر السبؿ فعالية لتحقيؽ األىداؼ
أف األىداؼ نفسيا كانت تتبايف كتختمؼ بيف الكثيريف ،فقد رّكزت بعض المؤسسات عمى
التنظيمية ،مع ّ
اإلنتاج كما كنكعا بغض النظر عف الكسائؿ كاألدكات المتبعة في ذلؾ ،بينما رّكزت مؤسسات أخرل عمى
أف رضاه ىك
االىتماـ بالفرد( العامؿ) كذلؾ عف طريؽ إعطاء أىمية خاصة لقيمو االجتماعية كالثقافية ،ك ّ
الغاية األبعد باعتبار ذلؾ يقكد إلى إنتاج أفضؿ ،كذىبت أخرل إلى الجمع بيف كبل التكجييف ،مؤكدة عمى
تكجو جديد في تسيير المؤسسات كىك التكجو نحك البعد الثقافي عف طريؽ الثقافة التنظيمية .كتفيد دراسة
البعد الثقافي لمعامميف في المؤسسة في االطبلع عمى ىكياتيـ الثقافية كاإلحاطة بقيميـ االجتماعية التي
تشكؿ مجتمعة جزءا جكىريا مف الثقافة التنظيمية لممؤسسة ،كالتي يمكف لممسيريف تكظيفيا في نجاح
المؤسسة كتفعيؿ ثقافتيا .كذلؾ عمى باعتبار أف ثقافة المؤسسة ىي امتداد لثقافة المجتمع.
كلقد ظير االىتماـ بدراسة الثقافة التنظيمية بالمكازاة مع زيادة كعي الدارسيف كالباحثيف بأىمية
أف بدايات االىتماـ بيذا المفيكـ انحصرت في كيفية
المكرد البشرم في تحقيؽ النجاح لممؤسسة ،حيث ّ
تكظيؼ المكارد المادية ككيفية استغبلليا االستغبلؿ األمثؿ مف أجؿ تكريس الفعالية التنظيمية لممؤسسة،
حيث احتؿ المكرد البشرم في ىذه المراحؿ مرك از ثانكيا مف حيث االىتماـ كالتثميف.
مف خبلؿ ىذه المطبكعة سنسمط الضكء عمى مفيكـ الثقافة التنظيمية مف جكانب متعددة كمتنكعة،
كستككف االنطبلقة مف الغكص في ماىيتيا كذلؾ بالتطرؽ أكال إلى تاريخية ظيكر ثقافة المؤسسة ثـ إلى
أىميتيا كأىدافيا ،خصائصيا كمحدداتيا ،عناصرىا كمستكياتيا ،مؤشراتيا كأبعادىا... ،الخ.
بعدىا سيتـ التطرؽ إلى بعض األساسيات المتعمقة بالثقافة التنظيمية كآليات تشكيؿ الثقافة
كالمحافظة عميي ػػا ،كسائؿ انتقاليا كالعكامؿ التي تساعد في تغييرىا ،كباعتبار الثقافة نسقا كميا يتككف مف
مجمكعة أنساؽ فرعية سنتحدث عف الثقافات الفرعية مرك ار بأنكاع الثقافات التي تتبايف تبعا لتبايف
المؤسسات في حد ذاتيا ،كسندعـ بعدىا كؿ ما سبؽ بأمثمة عف نماذج لثقافة بعض المؤسسات الرائدة.
تربط ثقافة المؤسسة عبلقة بالعديد مف المتغيرات التنظيمية كالقيادة كالفعالية التنظيمية كالتطكير
التنظيمي ،اإلستراتيجية كادارة الجكدة الشاممة ،اليكية التنظيمية...الخ ،كلككف المؤسسة ال تعيش في عزلة
عف محيطيا الخارجي بحيث تتأثر بيذا المحيط ك تؤثر فيو نفس الكقت ،ارتأينا أف نكرد عنصر العبلقة
عنصر في غاية األىمية ،كفي نياية الفصؿ تناكلنا المكقع
ا بيف الثقافة التنظيمية كالثقافة المجتمعية كىك
أ
مقدمـــــــــــة
الذم تحتمو الثقافة في النسؽ التنظيمي لممؤسسة الجزائرية ،باإلضافة إلى أىـ السمات الثقافية ليذه
المؤسسة انطبلقا مف بعض الدراسات الميدانية التي تطرقت لكاقع المؤسسة الجزائرية.
ب
الفصل األول :الثقافة التنظيمية؛ الماىية والتطور
-1ثقافة المؤسسة؛ بداية الظيور ومراحل التطور :لقد اختمؼ مفيكـ المؤسسة بالنسبة لمباحثيف
كالدارسيف حسب العكامؿ كالظركؼ المحيطة بيـ ،كالتي تتمظير مف خبلؿ تصكراتيـ كاتجاىاتيـ نحك ىذا
المفيكـ ،كقد برز دكر أىمية العكامؿ الثقافية داخؿ التنظيمات كمدل فعاليتيا" ،فالمؤسسة إذف ىي مكاف
ثقافي بمعنى أف الثقافة ىي كاحدة مف المنتجات الضركرية لمفيكميا العاـ" 1.ىذا ألف العامميف داخؿ
المؤسسة يتفاعمكف فيما بينيـ منتجيف ثقافة معينة كذلؾ حسب نكع التنظيـ الذم يحكميـ ،إضافة إلى
تأثير البيئة االجتماعية المحيطة.
"انطبلقا مف مبادرات عممية كعممية ظير في األفؽ نقاش حكؿ ثقافة المؤسسة كمكضكع لو عبلقة
بتكجو المؤسسة نحك محيطيا .كلقد ظير ىذا االىتماـ أكال في الكاليات المتحدة األمريكية عمى خمفية
التحدم الياباني في ىذا المجاؿ .ففي الجانب العممي زادت الشككؾ حكؿ جدكل األساليب العممية الكمية
في تكضيح السمككات التنظيمية كالمرتبطة أصبل بالتصرفات اإلنسانية المعتمدة ،كبالتالي ضركرة الرجكع
إلى أساليب نكعية مفيكمة ،كفي ىذا اإلطار جاء مفيكـ الثقافة القائـ عمى عمـ األنثركبكلكجيا ليقكـ بدكر
ىاـ يمكف تمخيصو مف خبلؿ نكعيف مف البحكث :في إطار بحكث التسيير لمثقافات المقارنة حيث تعتبر
الثقافة كمتغير خارجي مستقؿ يمعب دك ار ىاما في تشكيؿ العمميات داخؿ المؤسسة.
كفي إطار بحكث ثقافة المنظمات فاف ىذه األخيرة تعتبر كمجتمعات صغيرة لكؿ منيا ثقافتيا
الخاصة ،حيث يتـ التركيز عمى مكضكعات مثؿ ظركؼ نشأة الثقافة كفعالية تأثيرىا إلى جانب تحديد
مضمكف ثقافة المنظمة .فالنكع األكؿ مف البحكث يركز عمى الخصكص في كيفية تأقمـ المنظمة مع
محيطيا الثقافي ،كعميو فإف المعطيات الثقافية يتـ نقميا إلى المنظمات المختمفة بكاسطة أعضائيا الذيف
ينتمي كؿ كاحد منيـ إلى مجتمع معيف كبالتالي يحمؿ معو ثقافة ىذا المجتمع...،أما النكع الثاني مف
2
البحكث فيدرس في كيفية تأثير ثقافة المنظمة عمى فعالية أدائيا".
"إف ظيكر مفيكـ ثقافة المؤسسة ،كاف بالكاليات المتحدة األمريكية في سنكات السبعينات لمجابية
المنافسة اليابانية العدكانية ،كإليجاد عامؿ التعبئة ذاتيا ،كاف أطركحة ثقافة المؤسسة سمحت لمتفكير
1
- Maurice Thévenet: Culture d’Entreprise en Neuf Questions, Séminaire sur la Culture et
Le Projet de l’Entreprise, I.S.G.A (Institut Supérieur de Gestion Annaba) Annaba, 1992, P7.
-2عثماف حسف عثماف :المؤسسة االقتصادية كالمحيط-األسس النظرية كاآلثار العممية -مجمة العموم اإلنسانية ،العدد
،16جامعة منتكرم ،قسنطينة ،الجزائر ،2001 ،ص ص.154-153
2
الثقافة التنظيمية؛ الماىية والتطور الفصل األول:
كذلؾ بالتأكيد عمى النسؽ اإلنساني في بكضع التأكيد عمى أىمية العكامؿ اإلنسانية في اإلنتاج،
1
المؤسسة".
كلعؿ أكؿ مف استعمؿ المفيكـ "ج.إليكت" "ELLIOT JACQUESسنة 1951حتى كاف أكد
"كيس دنيس" أنو ظير ألكؿ مرة في الكاليات المتحدة األمريكية في السبعينات .كأنو لـ ينتقؿ إلى فرنسا
عمى لساف المسيريف Managersإال في بداية الثمانينات ،كلـ يكظؼ في الجزائر إال في سنة 1997
2
إذا استثنينا مقالي "عبد اهلل جندم" ك "مزكار لخضر".
فيك مفيكـ حديث نشأ في سياؽ التحكالت االقتصادية كاالجتماعية التي برزت خبلؿ النصؼ
الثاني مف القرف الماضي كخاصة أثناء العشريات الثبلث األخيرة التي تمت ثكرة الطبلب بفرنسا سنة
.1968يرمز ظيكر ثقافة المؤسسة إلى "طفرة مفاىيمية" شيدىا مجاؿ التصرؼ في المكارد البشرية عمى
3
أرضية أف ما يشكؿ ثقافة المجتمع يتسمؿ إلى ثقافة المؤسسة.
"إف الجذكر التاريخية لمفيكـ الثقافة التنظيمية تعكد إلى أعماؿ "شيستر برنار" كالتي افترض فييا
كجكد شخصية خاصة بالمنظمة كاعتبر أف ميسركىا ىـ المسؤكلكف عف إرساء ككضع قيميا األساسية .إال
أف الفضؿ في ظيكر ىذا المصطمح بيذا الشكؿ كالتحديد يرجع إلى أعماؿ "إليكت جاؾ" في الخمسينات
مف القرف الماضي حيث اقترح تعريفا لثقافة المؤسسة باعتبارىا تمثؿ نمط التفكير المشترك في المنظمة
تساعد عمى إرساء نظام لمعادات والروابط االجتماعية المشتركة بين أعضائيا.
بعد تاريخ الخمسينات مف القرف الماضي دخؿ مصطمح الثقافة التنظيمية في طي النسياف ضمف
مصطمحات الفكر اإلدارم كالتنظيمي كلـ يعاكد الظيكر بصفة رسمية إال في بداية ثمانينات القرف
العشريف .كبالضبط سنة 1984عند انعقاد مؤتمر "بتسنبرغ األكؿ" في الكاليات المتحدة األمريكية حيث
يرل "الدليمي" بأنو كاف بمثابة الكالدة الحقيقية لمفيكـ الثقافة التنظيمية.
كقد بدأ عمماء اإلدارة في االعتناء بالتركيج لمدخؿ جديد في التحميؿ كىك مدخؿ الثقافة التنظيمية،
فظير ىذا المفيكـ بصكرة كاضحة كمتكررة في مطبكعات كأبحاث كمعاىد كمؤسسات اإلدارة األمريكية ثـ
1
- Deny Cushe: Op Cit, P 100.
-2بشير محمد :الثقافة والتسيير في الجزائر-بحث في تفاعل الثقافة التقميدية والثقافة الصناعية -ديكاف المطبكعات
الجامعية ،الجزائر ،2007 ،ص.7
-3سالـ لبيض :ثقافة المؤسسة كأثر العكلمة في المغرب-مثاؿ تكنس ،مجمة الباحث االجتماعي ،العدد ،4جامعة منتكرم،
قسنطينة،2003 ،ص.126
3
الثقافة التنظيمية؛ الماىية والتطور الفصل األول:
انتشر في أكركبا كفي باقي أنحاء العالـ حتى أصبح مف النادر أف يطالع القارئ أم تحميؿ عف المنظمات
في المجاالت المتخصصة دكف أف نجد أثر ليذا المفيكـ.
كفي الحقيقة أف تطكر االىتماـ بيذا المفيكـ راجع إلى المقارنات التي شاعت خبلؿ السنكات
األكلى مف ثمانينات القرف الماضي بيف الثقافات التنظيمية األمريكية كاليابانية آنذاؾ إلى أف نمط اإلدارة
اليابانية كاف أكثرىا تفكقا مف األنماط التي كانت مستخدمة في الكاليات المتحدة األمريكية.
كالسبب في ذلؾ ىك اعتماد اإلدارة اليابانية عمى قيـ كمبادئ مختمفة في التسيير مثؿ اعتمادىا
عمى جماعية العمؿ كالمشاركة القائمة عمى الثقة كاالىتماـ بالعامميف كتنمية مياراتيـ إضافة إلى المكدة
1
كالتفاىـ بيف أعضاء المنظمة".
"إف ىذا المفيكـ الجديد كالمعاصر الذم ظير بتاريخ ،1989لكنو يعتبر محؿ اىتماـ الدارسيف
كالباحثيف قبؿ ىذا التاريخ ،ىؤالء الدارسيف الذيف خمصت أبحاثيـ إلى أف مكارد المؤسسة تنقسـ إلى
قسميف :قسـ تكنكلكجي يتعمؽ بالربحية كاالنتاجية ،كقسـ اجتماعي متعمؽ بالجانب اإلنساني كالتضامف
2
االجتماعي".
-2ثقافة المؤسسة؛ األىمية واألىداف:
-1-2األىمية " :أىمية ثقافة المؤسسة تتمثؿ في تكجيو كتسييؿ قكل العامميف باتجاه تحقيؽ األىداؼ
المشتركة ،كتسمح بانسجاـ أحسف بفضؿ بساطة األبنية ،طمبات كمذكرات مصمحية .كالثقافة المشتركة
المثمى يتقاسميا كؿ أفراد المنظمة ،التي تتضمف قكة الجماعة كمستكل رفيع مف التضامف ،في كؿ مرة
يمكف أف تككف ىذه الكحدة الثقافية ناقصة .الثقافة المجزأة تمارس تبلحـ ضعيؼ ألعضاء التنظيـ
بمعيار أنيـ لدييـ القدرة عمى التسيير الذاتي ،كعبلقات محدكدة بينيـ.
كالثقافة ىي عامؿ انسجاـ ،ىذا ما لخصو ىنرم منتزبرغ حيث أكد عمى أف :الثقافة ىي ركح
التنظيـ ،المعتقدات كالقيـ ،ككيفية التمظير ،أعتبر البنية كالييكؿ العظمي ،المحـ كالدـ ،لكف الثقافة ىي
3
الركح التي تجمع كؿ ىذه المككنات كتعطييـ قكة الحياة".
-1رضكاف بكاب :ماىية كأبعاد الثقافة التنظيمية ،كتاب جماعي بعنوان قضايا سوسيو تنظيمية ،إبراىيـ تكىامي كآخركف،
البدر الساطع لمطباعة ك النشر ،العممة ،الجزائر ،2013 ،ص.75
2
- Maurice Delestre : Management-faisons le Point- TOP Edition, Paris,2000.
3
- André Gavagnol, Pascal Roulle : Management des Organisations, Gualino Editeur,
Lextenso Editions, Paris, PP420-421.
4
الثقافة التنظيمية؛ الماىية والتطور الفصل األول:
كتفيد دراسة البعد الثقافي لمعامميف في االطبلع عمى ىكياتيـ الثقافية كاإلحاطة بقيميـ االجتماعية،
التي تشكؿ مجتمعة جزءا جكىريا مف الثقافة التنظيمية لممؤسسة ،كالتي يمكف لممسيريف تكظيفيا في نجاح
المؤسسة كتفعيؿ ثقافتيا .كذلؾ عمى باعتبار أف ثقافة المؤسسة ىي امتداد لثقافة المجتمع ،فإذا تعرؼ
مسيرم المؤسسات عمى القيـ الثقافية كالمجتمعية لمعامميف سيؿ عمييـ ذلؾ تصميـ العديد مف العمميات
1
التنظيمية كاالتصاؿ كالحكافز كالمشاركة في اتخاذ القرار .كيمكف تكضيح ذلؾ مف خبلؿ النقاط التالية:
تحديد القيـ الثقافية التي يؤمف بيا العاممكف كيدافعكف عنيا ،سكاء كأفراد أك كجماعات في
المؤسسة ،يسمح بأخذىا بعيف االعتبار عند التعامؿ معيـ عمى مختمؼ المستكيات اإلدارية فييا ،كاحتراـ
اإلنساف يبدأ مف احتراـ قيمو كميكلو كآرائو.
تحديد القي ـ المتعمقة باألفراد في مختمؼ مناصبيـ ،يعطي إمكانية كاسعة لمتنبؤ بالسمكؾ الذم
ينتج عنيـ ،سكاء في الحاضر أك في المستقبؿ ،كخاصة ردكد أفعاليـ نتيجة اتخاذ ق اررات متعمقة بنشاطيـ
في المؤسسة أك عند مشاركتيـ فييا.
التعرؼ عمى القيـ التي يتصؼ بيا األفراد في المؤسسة ،مثؿ الرغبة في اإلنجاز ،إعطاء اعتبار
لمكقت ،الجدية في العمؿ ،كغيرىا مف الصفات المرتبطة بالشخصية ،كؿ ىذا يسمح باختيار األفراد الذيف
يتكفركف عمى استعدادات فكرية كسمككية لتحمؿ المسؤكليات في مختمؼ مستكيات اليرـ اإلدارم.
االطبلع عمى دكافع األشخاص ،كطرؽ تعامميـ مع مختمؼ المحفزات الممكنة ،المادية كالمعنكية
كاإليجابية كالسمبية ،كىذا انطبلقا مف أنماطيـ الثقافية كاتجاىاتيـ ،نستطيع اختيار أحسف أنكاع المحفزات
التي تؤدم دكرىا بشكؿ فعاؿ كفي الكقت المناسب كالظركؼ المناسبة.
المعرفة الكافية لمقيـ الخاصة باألفراد في المؤسسة ،تمكف األخيرة مف تكيفيا مع نظاـ قيميـ
المرتبطة بيا طبقا ألىدافيا كثقافاتيا أك البحث عف أشخاص ال يبعدكف عنيا (مف حيث القيـ) ،أك يمكف
ليـ التكيؼ معيا حتى ال يككف سببا الىت اززات داخمية ،كعراقيؿ في نشاطاتيا.
كمف الميـ التكقؼ عند األسباب التي دعت المؤسسات إلى االىتماـ بالثقافة التنظيمية في كاقع
2
تنظيمي أقؿ ما يمكف القكؿ عنو أنو شديد المنافسة كالتي نمخصيا في يمي:
-1ناصر دادم عدكف :إدارة الموارد البشرية والسموك التنظيمي ،دار المحمدية ،الجزائر ،2003 ،ص ص – 105
.106
-2محمد الصرفي :التطوير التنظيمي ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية ،2007 ،ص.258
5
الثقافة التنظيمية؛ الماىية والتطور الفصل األول:
القصكر النسبي في السمكؾ التنظيمي لحاالت النجاح كالفشؿ لممنظمات المختمفة كاالختبلؼ في
تقدير حجـ أثر الثقافة في ذلؾ.
زيادة المنافسة بيف المنظمات المختمفة.
تكسع نطاؽ اإلشراؼ كالتنظيمات األفقية كتشكيؿ فرؽ العمؿ.
طبيعة كدرجة التعقيد ليذه المنظمات كأىمية عممية االتصاؿ داخؿ التنظيـ أك خارجو.
إعادة الحيكية كتحفيز األعضاء لتحقيؽ اإلنجازات العالية.
إطار لتنظيـ كتكجيو السمكؾ التنظيمي،
ا كؿ ىذا أكسب الثقافة التنظيمية أىمية بالغة تكمف في أنيا
بمعنى أنيا تؤثر عمى العامميف كعمى تككيف السمكؾ المطمكب منيـ داخؿ المؤسسة ،كذلؾ عمى النحك
1
التالي:
تعمؿ الثقافة عمى جعؿ سمكؾ األفراد ضمف شركطيا كخصائصيا ،كذلؾ فإف أم اعتداء عمى
أحد بنكد الثقافة أك العمؿ بعكسيا سيكاجو بالرفض ،كبناءا عمى ذلؾ فإف لمثقافة دك ار كبي ار في مقاكمة مف
ييدؼ إلى تغيير أكضاع األفراد في المنظمات مف كضع إلى آخر.
تعمؿ الثقافة عمى تكسيع أفؽ كمدارؾ األفراد العامميف حكؿ األحداث التي تحدث في المحيط الذم
يعممكف بو ،أم أف ثقافة المنظمة تشكؿ إطا ار مرجعيا يقكـ بتفسير األحداث كاألنشطة في ضكئو.
تساعد في التنبؤ بسمكؾ األفراد كالجماعات فمف المعركؼ أف الفرد عندما يكاجو مكقفا معينا أك
مشكمة معينة فإنو يتصرؼ كفقا لثقافتو ،أم بدكف معرفة الثقافة التي ينتمي إلييا الفرد يصعب التنبؤ
بسمككو.
كما أف الثقافة التنظيمية تؤدم دك ار ىاما في تسيير التنكع الثقافي ،حيث تعد "كاحدة مف الدعامات
األساسية لكؿ سياسات تسيير التنكع ،ىذا األخير الذم يفرض ثقافة تنظيمية مرتكزة عمى مبادئ احتراـ
االختبلفات ...،كبإمكانيا جعؿ التنظيـ أكثر نجاعة ،كىذا ال يتسنى إال بػ:
-تمكضع كاضح لفريؽ اإلدارة عمى القيـ القاعدية المرتبطة مع التنكع.
-لغة كقكاعد حياة مشتركة.
-حمبلت تحسيسية مكجية لمعامميف كشركاء الخدمات العامة.
-1ببلؿ خمؼ السكارنو :أخالقيات العمل ،دار المسيرة لمنشر كالتكزيع كالطباعة ،األردف ،ط ،.2009 ،1ص.359
6
الثقافة التنظيمية؛ الماىية والتطور الفصل األول:
-لقاءات كاجتماعات حكؿ التنكع لتحسيس كؿ فرد بأىميتو ،كفرؽ عمؿ تيدؼ إلى تحسيف العمميات
الداخمية.
-كضع تحت الخدمة شبكة داخمية كخارجية ،تمكف مف دعـ كؿ فرد في المؤسسة مف تبادؿ اآلراء.
1
-نشاطات تيدؼ إلى تحسيف العبلقة مع مختمؼ أنكاع الزبائف.
2
كفي األخير يمخص بالل خمف السكارنة أىمية الثقافة التنظيمية في أربعة نقاط محكرية كىي:
بناء إحساس بالتاريخ (History) :فالثقافة ذات الجذكر العرفية تمثؿ منيجا تاريخيا تسرد فيو
حكايات األداء كالعمؿ المثابر كاألشخاص البارزيف في المنظمة.
إيجاد شعكر بالتكحد (Oneness) :فالثقافة تكحد السمككيات كتعطي معنى لؤلدكار كتقكم
اإلتصاالت كتعزز القيـ المشتركة كمعايير األداء العالمي.
تطكير إحساس بالعضكية كاالنتماء (Membership) :كتعزز ىذه العضكية مف خبلؿ مجمكعة
كبيرة مف نظـ العمؿ كتعطي استق ار ار كظيفيا كتقرر جكانب االختبار الصحيح لمعامميف كتدريبيـ كتطكيرىـ.
زيادة التبادؿ بيف األعضاء (Exchange) :كىذا يأتي مف خبلؿ المشاركة بالق اررات كتطكير فرؽ
العمؿ كالتنسيؽ بيف اإلدارات المختمفة كالجماعات كاألفراد .كمف المبلحظ أف األحرؼ األكلى تككف كممة
HOMEعمى اعتبار أف ثقافة المنظمة القكية تعطي إحساسا كشعك ار بالتكحد العائمي المترابط كيمكف
تمثيؿ ىذه الفكرة بالشكؿ التالي:
1
- Annie Cornet, Philippe Warland : GRH et Gestion de Diversité, Dunod, Paris, 2008,
pp114-115.
-2ببلؿ خمؼ السكارنة :أخالقيات العمل ،المرجع السابؽ ،ص ص .371 – 370
7
الثقافة التنظيمية؛ الماىية والتطور الفصل األول:
إف تنامي االىتماـ بالثقافة التنظيمية في اآلكنة األخيرة يرجع لما ليا مف دكر إيجابي بالنسبة
لممؤسسة سكاء عمى مستكل محيطيا الداخمي أك الخارجي .أما دكرىا المتعمؽ بالمحيط الخارجي فيتمثؿ
في إثبات اليكية كالتميز عف باقي الييئات كالمؤسسات األخرل ،كأما الدكر المتعمؽ بالمحيط الداخمي فيك
ال يقؿ أىمية عف سابقو ،حيث مف خبلليا يتـ تكحيد العامميف عمى اختبلؼ خصائصيـ الديمغرافية
(السف ،الجنس ،األقدمية... ،الخ) ،عمى تحقيؽ أىداؼ مشتركة ،كبيذا تعتبر الثقافة التنظيمية مف أىـ
عكامؿ إدماج كتكيؼ العامميف.
كما أف أىمية الثقافة التنظيمية ال يمكف إدراكيا بيذا الصدد إال مف خبلؿ األىداؼ التي تسعى
الى تحقيقيا ،كيتفؽ معظـ الميتميف بدراسة ىذا المكضكع عمى أف الثقافة التنظيمية تيدؼ الى إعطاء
ىكية تنظيمية لممؤسسة ،كتقكم إحساس األفراد باالنتماء لممؤسسة كما تخمؽ االلتزاـ برسالة المؤسسة،
...الخ.
-2-2أىداف الثقافة التنظيمية :تحمؿ الثقافة خاصية تككيف البديييات أك المسممات ،كيقصد بيا كؿ ما
يعتقد بو األفراد مف أفكار ،كيجعمكنيا غير قابمة لمنقاش ،بؿ يتصكركف أنيا تكفر ليـ الحمكؿ المثمى في
الحاالت المختمفة ،كتنشأ ىذه المسممات مف القيـ كالمعتقدات كالتصرفات المتداكلة داخؿ المؤسسة التي
1
تككنت كما يمي:
المجكء إلى حؿ ما لمشكمة كاجيت األفراد أثناء العمؿ ،ثـ يتجو األفراد إلى اعتبار ىذا الحؿ ىك
األمثؿ كاألنسب دكف غيره.
قد يثبت ىذا الحؿ فعاليتو ،كيظير نتائج إيجابية فتعمؿ المؤسسة عمى تبني نفس الحؿ في جميع
األكضاع كالمشاكؿ المشابية ،فيصبح ىذا الحؿ بمثابة العبلج السحرم السريع لممشاكؿ المطركحة،
كىنا تنشأ المسممات أك البديييات في ذىف األفراد كيتـ تكارثيا ،بحيث تزداد تطك ار أك رسكخا مع مركر
الزمف.
2
كتعمؿ بذلؾ الثقافة التنظيمية عمى تحقيؽ أربعة أىداؼ رئيسية تتمثؿ في:
تعطي األفراد العامميف ىكية المنظمة.
تسيؿ االلتزاـ الجماعي (الكالء).
1
-E . Delavallée, La Culture d’Entreprise, Edition Organisation, Paris. 2002, P28.
-2أثير عبد األمير حسكني :الثقافة التنظيمية وادارة المعرفة-العالقة واألثر-دراسة استطبلعية ألداء عينة مف مدراء
الشركات ،الصناعية كالديكانية ،قسـ المحاسبة ،كمية اإلدارة كاإلقتصاد ،جامعة القادسية ،دكف ذكر السنة ،ص.5
8
الثقافة التنظيمية؛ الماىية والتطور الفصل األول:
خصائص المؤسسة بصفة خاصة .كيمكف القكؿ أنو ميما تفاكتت السمات الثقافية لممؤسسات ،ىناؾ
3
اتفاؽ بيف الدارسيف عمى الخصائص التالية لثقافة المؤسسة:
قوة ثقافة المنظمة :كتعني شدة استجابة أعضاء المنظمة لمثقافة خبلؿ تنفيذىا لمنشاطات اليكمية.
االلتزام :تؤدم ثقافة المنظمة دك ار جكىريا في إيجاد االلتزاـ كالكالء بيف العامميف كتغميب ىذا االلتزاـ
عمى المصالح الشخصية.
مرونة الثقافة :أم قابميتيا عمى تجاكز الظركؼ المتغيرة كالصعبة.
-1عبد المطيؼ عبد المطيؼ ،محفكظ أحمد جكدة :دكر الثقافة التنظيمية في التنبؤ بقكة اليكية الشخصية ،مجمة جامعة
دمشق لمعموم االقتصادية والقانونية ،المجمد ،26العدد الثاني ،2010 ،ص.24
-2سالـ لبيض :مرجع سابؽ ،ص.127
-3أثير عبد األمير حسكني :مرجع سابؽ ،ص.5
9
الثقافة التنظيمية؛ الماىية والتطور الفصل األول:
اتجاه الثقافة :أم عبلقة ثقافة المنظمة باألىداؼ اإلستراتيجية كاالتجاه الذم تسمكو في عبلقتيا مع
البيئة الخارجية.
انتشار الثقافة :كتعني انتشار القيـ كالمعتقدات بيف أعضاء المنظمة.
العدالة :تعد القيمة الرئيسية لثقافة المنظمة كتخمؽ الشعكر الجماعي كالعناية بيف األفراد.
تختمؼ كتتفاكت الخصائص التنظيمية لممؤسسات كلكف يمكف القكؿ بأف ىناؾ مجمكعة مف
الخصائص المشتركة رغـ تفاكت درجة تكاجدىا كااللتزاـ بيا في المؤسسة ،كالتي يمكف حصرىا في
1
النقاط التالية:
درجة المبادرة الفردية كما يتمتع بو المكظفكف مف حرية كمسؤكلية ذاتية عف العمؿ كحرية تصرؼ.
درجة قبكؿ المخاطرة كتشجيع المكظفيف عمى أف يككنكا مبدعيف كلدييـ ركح المبادرة.
درجة كضكح األىداؼ كالتكقعات مف العامميف.
درجة التكامؿ بيف الكحدات المختمفة في التنظيـ.
مدل دعـ اإلدارة العميا لمعامميف.
شكؿ كمدل الرقابة المتمثؿ باإلجراءات كالتعميمات كأحكاـ اإلشراؼ الدقيؽ عمى العامميف.
مدل الكالء لممنظمة كتغميبو عمى الكالءات التنظيمية الفرعية.
طبيعة أنظمة الحكافز كالمكافآت ،كفيما إذا كانت تقكـ عمى األداء أك عمى معايير األقدمية أك
الكاسطة كالمحسكبية.
درجة تحمؿ االختبلؼ كالسماح بسماع كجيات نظر معارضة.
طبيعة نظاـ االتصاالت كفيما إذا كاف قاص ار عمى القنكات الرسمية التي يحددىا نمط التسمسؿ
الرئاسي ،أك نمطا شبكيا يسمح بتبادؿ المعمكمات في كؿ االتجاىات.
كىذه المؤشرات تمعب دك ار محكريا في إكساب المؤسسة خصكصية تنظيمية تميزىا عف بقية
المؤسسات كال سيما المؤسسات المشابية .كما يضع "حسيف حريـ" نمكذج يحدد الخصائص الرئيسية
العشرة التي قد تختمؼ مف منظمة إلى أخرل:
2
-1محمد قاسـ القريكتي :محمد قاسـ القريكتي :السموك التنظيمي -دراسة لمسموك اإلنساني الفردي والجماعي في
المنظمات المختمفة ،دار الشركؽ لمنشر كالتكزيع ،األردف ،ط ،2000 ،3ص.152
-2حسيف حريـ :السموك التنظيمي -سموك األفراد والجماعات في منظمات األعمال -دار حامد ،األردف ،ط،1
،2009ص .310
10
الثقافة التنظيمية؛ الماىية والتطور الفصل األول:
11
الثقافة التنظيمية؛ الماىية والتطور الفصل األول:
أف ثقافة المنظمة تعكس المناخ التنظيمي السائد مف ناحية طرؽ كأساليب المشاركة كاتخاذ الق اررات
كالتفاعؿ مع العمبلء ،كمشاعر كاتجاىات اإلدارة العميا نحك العامميف كغيرىـ باإلضافة إلى لغة الخطاب
اإلدارم كمصطمحاتو المستخدمة في الشركة.
إف رسالة المنظمة أم الميزة الفريدة التي تتمتع بيا مقارنة بنظائرىا مف المنظمات ىي جزئيا دالة
1
عمى ثقافتيا ،أم أف ثقافة المنظمة تؤثر في تشكؿ رسالتيا إلى حد كبير.
كفي األخير يمكف القكؿ أنو ميما اختمؼ المختصيف في تحديد خصائص الثقافة التنظيمية بالنظر
إلى ما كتب عنيا في مختمؼ المراجع المتخصصة ،فإف ىناؾ شبو إجماع مف الباحثيف أف المؤسسة
تستمد خصائصيا الثقافية مف مصدريف أساسيف :يتعمؽ المصدر األكؿ بثقافة المجتمع الذم تتكاجد فيو
باعتبار أف المؤسسة نسقا مفتكحا ،كيتعمؽ المصدر الثاني بخصائص بنائيا الداخمي كييكميا التنظيمي
كحجميا كطبيعة نشاطيا ك...الخ.
-2-3محددات ثقافة المؤسســـــة :تتحدد ثقافة المؤسسة مف تفاعؿ العديد مف العناصر ،كالتي يككف ليا
2
تأثير ميـ في تحديد طبيعة كشكؿ ثقافة أم مؤسسة نذكر منيا:
الصفات الفردية لمعامميف كمؤسسييا كما يحممكنو مف أفكار ،قيـ ،اىتمامات كدكافع.
أىداؼ األفراد كالتكجيات بالنسبة لممؤسسة كالكظيفة حيث كؿ فرد يذىب إلى المؤسسة التي تتكافؽ مع
تطمعاتو كقيمو كاىتماماتو.
مجمكعة المنافع التي يحصؿ عمييا األفراد مف خبلؿ أدائيـ لكظائفيـ مما ينعكس عمى سمككياتيـ
داخؿ التنظيـ.
األخبلقيات كالقيـ السائدة في المؤسسة كما تشمؿ عميو مف طرؽ التفكير كأساليب التعامؿ بيف أفراد
المؤسسة كمع األطراؼ الخارجية ،كتتككف ىذه األخبلقيات مف أخبلقيات كقيـ األفراد المستمدة مف
العائمة كالمجتمع أخبلقيات كقيـ المينة التي ترشد سمككيات األفراد.
سياسة كفمسفة المؤسسة.
ثقافة المجتمع كاألنماط السمككية السائدة.
-1عبد السبلـ أبك قحؼ :إدارة األعمال الدولية ،الدار الجامعية ،القاىرة ،2006 ،ص.203
-2ربيعي ميمكد :تأثير ثقافة المؤسسة عمى تطبيؽ نظاـ إدارة الجكدة ،مذكرة مكممة لنيؿ شيادة الماجستير ،قسـ عمكـ
التسيير ،كمية العمكـ االقتصادية كعمكـ التسيير ،جامعة 20أكت ،سكيكدة ،2007/2006 ،ص .64
12
الثقافة التنظيمية؛ الماىية والتطور الفصل األول:
البناء التنظيمي لممؤسسة كما تشتمؿ عميو مف خصائص التنظيـ اإلدارم مف مستكيات إدارية ،كخطط
السمطة كنكع كمستكل الصبلحيات ،كأساليب االتصاالت ،كنمط اتخاذ الق اررات كنظاـ المجاف كادارة
المجمكعات.
-4الثقافة التنظيمية؛ العناصر والمستويات:
-1-4العناصر :إف حديثنا عف محددات الثقافة التنظيمية يدفعنا الى تشريح مككناتيا كعناصرىا كلك أننا
نقر منذ البداية أف تفكيؾ عناصر الثقافة التنظيمية يعتبر أم ار في غاية التعقيد نظ ار لتشابؾ أجزائيا مف
جية ،كككف ثقافة المؤسسة مفيكـ فضفاض كشمكلي مف جية أخرل ،مما جعميا تتككف مف كـ ىائؿ مف
1
العناصر المتداخمة مع بعضيا البعض ،كسيتضح ذلؾ مف خبلؿ ما يمي:
أ-القيم التنظيمية :القيـ عبارة عف اتفاقات مشتركة بيف أعضاء التنظيـ االجتماعي الكاحد حكؿ ما ىك
مرغكب أك غير مرغكب ،جيد أك غير جيد ،ميـ أك غير ميـ ..إلخ .أما القيـ التنظيمية فيي تمثؿ القيـ
في مكاف أك بيئة العمؿ ،بحيث تعمؿ ىذه القيـ عمى تكجيو سمكؾ العامميف ضمف الظركؼ التنظيمية
المختمفة ،كمف ىذه القيـ المساكاة بيف العامميف ،كاالىتماـ بإدارة الكقت ،كاالىتماـ باألداء كاحتراـ
اآلخريف ... ،إلخ.
ب -المعتقدات التنظيمية :كىي عبارة عف أفكار مشتركة حكؿ طبيعة العمؿ كالحياة االجتماعية في بيئة
العمؿ ،ككيفية إنجاز العمؿ كالمياـ التنظيمية ،كمف ىذه المعتقدات أىمية المشاركة في عممية صنع
الق اررات ،كالمساىمة في العمؿ الجماعي ،كأثر ذلؾ في تحقيؽ األىداؼ التنظيمية.
ج-األعراف التنظيمية :كىي عبارة عف معايير يمتزـ بيا العاممكف في المنظمة عمى اعتبار أنيا معايير
مفيدة لممنظمة ،مثاؿ ذلؾ :التزاـ المنظمة بعدـ تعييف األب كاالبف في نفس المنظمة ،كيفترض أف تككف
ىذه األعراؼ غير مكتكبة ككاجبة اإلتباع.
د-التوقعات التنظيمية :تتمثؿ التكقعات التنظيمية بالتعاقد السيككلكجي غير المكتكب كالذم يعني
مجمكعة مف التكقعات يحددىا أك يتكقعيا الفرد أك المنظمة كؿ منيما مف اآلخر خبلؿ فترة عمؿ الفرد في
المنظمة.
13
الثقافة التنظيمية؛ الماىية والتطور الفصل األول:
1
باإلضافة الى ىذه العناصر الرئيسة ىناؾ عناصر أخرل تكميمية لمثقافة التنظيمية كىي:
ه-الشعائر والطقوس:
-الشعائر :كىي مجمكعة فعاليات كأحداث تفصيمية مخططة لمظاىر ثقافية متنكعة في حدث معيف يتـ
القياـ بو مف خبلؿ التفاعؿ االجتماعي كتيدؼ إلى نقؿ رسائؿ معينة أك إنجاز أغراض محددة كالتحاؽ
مكظؼ جديد بالمؤسسة أك ترقية مسؤكؿ لتحقيؽ الترابط كالتكامؿ.
-الطقوس :كىي االحتفاالت المتكررة تتـ بطريقة معيارية كتعزز بطريقة دائمة القيـ كالمعايير الرئيسية
مثؿ استراحة يكمية لتناكؿ القيكة أك الشام تكفر فرصة لتقكية الركابط.
و-القصص واألساطير:
-القصص :كىي الركايات ألحداث في الماضي يعرفيا العامميف جيدا كىي مزيج مف الحقائؽ كالخياؿ
كتدكر ىذه القصص في الغالب حكؿ األحداث التاريخية التي مرت بيا المنظمة ،بما يساعد المكظفيف
عمى فيـ الحاضر كالتمسؾ بالثقافة ،كمف أمثمة ما يتداكلو "مكظفكا البنؾ العربي عف حياة عبد الحميد
شكماف (مؤسس البنؾ العربي) مف حيث عصاميتو كالتزامو بالعمؿ كحرصو عمى االىتماـ بكؿ التفاصيؿ
مثؿ اىتمامو بتفقد المكاتب كالتأكد مف إخفاء اإلنارة كعف ككنو يداكـ كيغادر متأخرا" .ىنا دكف شؾ أنو
ميتـ باإلقتداء بيذا السمكؾ.
-األساطير :فيي قصة مف نكع معيف تعطي تفسي ار خياليا أك شيء معيف يبدك بخبلؼ ذلؾ غامضا ،فقد
يقكـ أفراد المنظمة أحيانا بتأليؼ الركايات الخرافية حكؿ مؤسسي المنظمة أك نشأتيا أك تطكرىا التاريخي
إطار لتفسير األحداث الجارية في المنظمة.
ا مف أجؿ تكفير
ي -البيئة والمناخ" :كتشير إلى األشياء التي تحيط بالناس ماديا كتقدـ ليـ مثيرات حسية فكرية أثناء
القياـ بأنشطة ثقافية تعبيرية كتتضمف كيفية تصميـ المباني كالمكاتب كنكع األثاث ،كمكقع الفرد كك ػ ػ ػ ػ ػ ػذلؾ
2
تكزيع البريد عمى العامميف كالمكالمات الياتفية كالساعات المعمقة عمى الجدراف".
-1عبد الرزاؽ بف حبيب :اقتصاد وتسيير المؤسسة ،ديكاف المطبكعات الجامعية ،الجزائر ،ط ،.2006 ،3ص.98
2
- Michel Petit, Audrey Klesta, Management d’Equipe – Concepts et Pratique – Dunod ,
Paris , 2000 , P 222.
14
الثقافة التنظيمية؛ الماىية والتطور الفصل األول:
النظمالمادية القيم
الثقافة المشتركة
التقـاليـد
األبطال
الطقوس
والشعائر البـطالت
القصـص األساطير
المصدر :سيد محمد جاد الرب :االتجاىات الحديثة في إدارة الموارد البشرية ،دكف ذكر دار النشر ،مصر،2009 ،
ص.129
1
كىناؾ مف الباحثيف مف يرل أف الثقافة التنظيمية تتككف مف العناصر التالية:
منيجية المنظمة :كالتي تحدد ما ىك اتجاه المنظمة المستقبمي؟ أك ما الذم ترغب في تحقيقو؟
ما االتجاىات الحالية؟ ماىيتيا كقيميا؟
نظم التحكم :كىي العمميات التي تحدد كتكضح كتبرز ما يحدث داخؿ المنظمة ،كىي مجمكعة
القكاعد التي تشكميا الثقافة كالتي تعتبر محددات لقكاعد العمؿ داخؿ المنظمة.
الييكل التنظيمي :مثؿ خطكط السمطة كالمسؤكلية كاالتصاؿ كنقؿ التقارير ،كتسمسؿ المستكيات
اإلدارية كالطرؽ التي تسمكيا األعماؿ مف خبلؿ المنظمة.
الدالالت أو الرموز المتبادلة بين العاممين :كالتي تتضمف الشعارات التنظيمية الخاصة بأداء
األعماؿ ،كتصميـ المباني كالمكاتب ،كما أنيا تتخطى مجرد التصميـ المادم كالذم تظير عميو المنظمة
مف خبلؿ مكاتبتيا كاعبلناتيا ،كحتى الزم الذم يظير بو العاممكف ،إلى التصميمات غير الظاىرة لمعمبلء
كأماكف انتظار العامميف ،دكرات المياه الخاصة بالعامميف ،أماكف الصيانة كالمخازف.
-1أمؿ مصطفى عصفكر :قيم ومعتقدات األفراد وأثرىا عمى فاعمية التطوير التنظيمي ،المنظمة العربية لمتنمية اإلدارية،
مصر ،2008 ،ص ص .70 – 68
15
الثقافة التنظيمية؛ الماىية والتطور الفصل األول:
خطوات العمل :فيما يعرؼ بمناسؾ األداء ،كالتي تظير مف خبلؿ اجتماعات اإلدارات بمرؤكسييا
كطرؽ إدارتيا كتنظيميا كسرعتيا ككفاءتيا في حؿ المشكبلت ،طرؽ عرض كتقديـ التقارير كطكؿ
القنكات التي تمر فييا كاتجاىاتيا كالتي مف الممكف أف تككف أمك ار ركتينية أكثر مف البلزـ.
القصص والحكايات المتداولة بين العاممين :كالتي تككف متكارثة كمكجكدة كيتداكليا العاممكف عف
كالتي يتـ مف خبلليا األشخاص كدكرىـ اإليجابي كالسمبي كاألحداث المؤثرة عمى مسيرة المنظمة،
استعراض كتأصيؿ القيـ المكجكدة بيف العامميف.
مراكز السمطة التنظيمية :كالتي تحدد مف يتخذ القرار ،العبلقات التنظيمية ،الرؤساء كالمرؤكسيف
كالمسافة المكجكدة بينيـ ،مصادر السمطة ،كمسافات السمطة بيف المستكيات التنظيمية ،حدكد التفاكض
كصبلحيات تحمؿ المسؤكليات بيف المستكيات اإلدارية كبيف الرؤساء كالمرؤكسيف.
االتصاالت :مف حيث القدرة عمى خمؽ طريقة مقبكلة لمتحاكر كتبادؿ اآلراء كالمعمكمات بيف
اإلدارات كالمستكيات اإلدارية المختمفة كبيف العامميف.
المكافأة والتحفيز :كتتمثؿ في نظاـ الثكاب المادم كالمعنكم مقابؿ السمكؾ اإليجابي المرغكب.
لغة المنظمة :كىي المفاىيـ كالمصطمحات التقنية التي يبتكرىا العاممكف كاإلدارة لتكصيؼ كتعريؼ
العمميات اإلجرائية كالتشغيمية كاإلدارية فيما بينيـ ،ككذلؾ الكممات كالعبارات ذات الدالالت التي ال
يفيميا إال العاممكف في المنظمة فقط.
مالحظة :بالنسبة لمعناصر 10- 9 -8 -7ىي العناصر التي تبنتيا الباحثة إجرائيا كمككنات لمثقافة
التنظيمية ،كالمتمثمة في قيـ المشاركة ،قيـ االتصاؿ (بما فييا لغة المنظمة) ،قيـ التحفيز.
-2-4مستويات الثقافة التنظيمية :إف المتتبع لمكـ اليائؿ مف عناصر كمككنات الثقافة التنظيمية
يدرؾ درجة شمكليتيا كاتساعيا كانسحابيا عمى كؿ المستكيات المادية كالمعنكية لممؤسسة ،مما يجعمنا
1
نميز بيف ثبلثة مستكيات لمثقافة التنظيمية:
المستوى األول :الماديات أك ما يصنعو األفراد ،كىك أكثر مستكيات الثقافة ظيك ار ككضكحا ،كيمكف
ككذلؾ المغة كذلؾ مف خبلؿ البيئة المادية كاالجتماعية في المنظمة، مبلحظتو كرؤيتو بسيكلة،
المستعممة بيف أفراد المنظمة كالتي تستخدميا المنظمة في كتاباتيا ،كأيضا السمكؾ العمني ألفراد المنظمة
كاالبتكارات..إلخ ،كبرغـ أف ىذا المستكل مف أكثر مستكيات الثقافة التنظيمية كضكحا كيمكف مبلحظتو
-1جيرالد جرينير كركبرت باركف :ترجمة :رفاعي محمد رفاعي ،إسماعيؿ عمي بسيكني :إدارة السموك في المنظمات ،دار
المريخ لمنشر ،المممكة العربية السعكدية ،2004 ،ص.648
16
الثقافة التنظيمية؛ الماىية والتطور الفصل األول:
بكاسطة األفراد مف خارج المنظمة ،إال أنو ال يعطي تفسي ار كافيا لفيـ ثقافة المنظمة ،حيث أف أفراد
المنظمة ال يككنكف بالضركرة عمى كعي تاـ بو فيك بالنسبة ليـ شيء مألكؼ اعتيادم كجزء مف حياتيـ
اليكمية.
المستوى الثاني :كىك القيـ ،حيث تمثؿ القيـ قمب الثقافة كجكىرىا ،كيعتبر ىذا المستكل عمى درجة
أكبر مف حيث كعي إدراؾ أفراد المنظمة لو ،حيث تحدد القيـ ما ىـ مقبكؿ كما ىك غير مقبكؿ ،كما
ىك مفضؿ كما ىك غير مفضؿ بالنسبة ألعضاء المنظمة ،كما تساعد القيـ عمى حؿ المشكبلت التي
تكاجو المنظمة.
المستوى الثالث :كيمثؿ االفتراضات األساسية ،كىي مجمكعة االعتقادات الراسخة كالتي تؤخذ كمسممات
كال تقبؿ التشكيؾ فييا كيعتبر ىذا المستكل بمثابة األساس لمثقافة ،كتتمثؿ ىذه االفتراضات فيما يمي:
العبلقات مع البيئة ،طبيعة األنشطة البشرية ،طبيعة العبلقات اإلنسانية.
كيمكف أف نمخص مستكيات الثقافة التنظيمية في المخطط المكالي:
الشكل ( :)03مستويات الثقافة التنظيمية:
المصدر :الباحثة
-5مصادر الثقافة التنظيمية :تستمد المنظمة ثقافتيا مف مجمكعة مف المصادر التي تتفاعؿ فيما
بينيا كتترؾ بصماتيا المميزة عمى أنماط تسييرىا كقكاعد العمؿ كالسمككات المناسبة لتحقيؽ أىدافيا ،لذلؾ
فقد اىتـ المفكريف كالباحثيف في مجاؿ الثقافة التنظيمية بدراسة مختمؼ ىذه المصادر كتـ االتفاؽ عمى
أنيا تتمثؿ في أربعة مصادر رئيسية:
17
الثقافة التنظيمية؛ الماىية والتطور الفصل األول:
أ -ثقافة المجتمع " :تتمثؿ الثقافة في ىذا المستكل في القيـ كاالتجاىات السائدة في المجتمع المكجكدة فيو
المنظمة كالتي ينقميا األعضاء مف المجتمع إلى داخميا ،فثقافة التنظيـ كىياكمو تحمؿ بصمات مف ثقافة
المجتمع كسماتو التي يتكارثيا األفراد ،بما في ذلؾ الرمكز المادية كالمؤشرات التي تختارىا المنظمة لمتعبير
عف ثقافتيا كميمتيا ،فاأللكاف كاألعبلـ كالطقكس المشتركة كالرمكز التي تستعمؿ لمتعبير عنيا بشكؿ
عشكائي ،إنما يككف ذلؾ بالتنسيؽ مع ثقافة المجتمع كاألفراد.
كتعمؿ المنظمة داخؿ ىذا اإلطار العاـ لثقافة المجتمع حيث يؤثر عمى إستراتيجيتيا كرسالتيا
كأىدافيا كمعتقداتيا كمعاييرىا كممارستيا ،فاستراتيجيو المنظمة كمنتجاتيا كخدماتيا كسياستيا يجب أف
تككف متكافقة مع ثقافة المجتمع حتى تكتسب المنظمة الشرعية كالقبكؿ مف ذلؾ المجتمع كتتمكف مف
تحقيؽ رسالتيا كأىدافيا.
ب-طبيعة العمل أو قطاع النشاط :يكجد تشابو في الثقافة داخؿ النشاط أك الصناعة الكاحدة ،كاختبلؼ
في الثقافات بيف النشاطات كالصناعات المختمفة ،كيعني ىذا أف القيـ كالمعتقدات الخاصة بمنظمة ما
نجدىا مقننة في نفس الكقت في معظـ أك كؿ المنظمات العاممة داخؿ نفس الصناعة أك النشاط.
كعبر الكقت يتككف نمط معيف داخؿ الصناعة أك النشاط يككف لو تأثير مميز عمى جكانب رئيسية
مثؿ نمط اتخاذ الق اررات كمضمكف السياسات كنمط حياة األعضاء ،نكع المبلبس ... ،مما يجعمنا نبلحظ
1
كجكد تشابو كبير بيف المنظمات التي تنتمي إلى نشاط أك قطاع أعماؿ نفسو".
ج -شخصية وقيم الرواد والمؤسسون" :مف خبلؿ تتبع مكضكع أصؿ الثقافة يبلحظ أف ىناؾ اتفاقا تاما
كآراء مكحدة عمى أف أصؿ ثقافة المنظمة يعكد إلى المؤسسيف ،إذ أف ثقافة المنظمة تنعكس في رؤيتيا
كفمسفتيا مف خبلؿ البصمة التي يضعيا صاحبيا ،كنعني بصاحبيا ىنا المؤسس أك مجمكعة أك نخبة
مؤثرة .كيؤكد ذلؾ شيف ( )Schien, 1985إذ رأل أف معظـ ثقافة المنظمة يعكد أصميا إلى مؤسسييا،
كيبلحظ أيضا أف نصؼ القيـ في المنظمات الجديدة ىي انعكاس لقيـ المؤسس أك المدير التنفيذم ،كأف
النصؼ المتبقي يتطكر استجابة لمبيئة التي تعمؿ فييا المنظمات بما يبلءـ حاجات العامميف.
18
الثقافة التنظيمية؛ الماىية والتطور الفصل األول:
كأكد رك كىكالند ) (Rue and Hollandأف العديد مف المنظمات تأخذ ثقافتيا مف مؤسسيا األكؿ،
إذ تشكؿ افتراضاتو لمنجاح كاإلنجاز أساسا لثقافة المنظمة .كيككف ذلؾ بار از في ثقافة شركات معركفة
1
مثؿ شركة ماكدكنالد Macdonaldإذ ال تزاؿ رؤية مؤسسيا سائدة فييا إلى يكمنا ىذا".
د-ثقافة المنصب أو المينة " :يتمثؿ عنصر الثقافة المينية في تمؾ الخصائص الثقافية التي يكتسبيا
الفرد مف جراء المنصب أك الكظيفة التي يؤدييا داخؿ المنظمة ،فمكقع الفرد في السمـ الكظيفي كدرجة
النفكذ كالسمطة التي يمتمكيا يمكف أف تككف مصادر قكة لنشكء أنماط ثقافية خاصة تميز بيف األفراد مف
مستكل كظيفي إلى آخر في المنظمة ،كيرجع ذلؾ إلى أف األفراد مف المستكيات التنظيمية المختمفة
يكاجيكف متغيرات متباينة كيتعرضكف ألنكاع مختمفة مف الضغكط مما يدفعيـ إلى تشكيؿ مجمكعة مف
القيـ كالعادات كالمعتقدات التي تحكـ سمككاتيـ أك التي يعتقدكف أنيا تحمي تكاجدىـ في المنظمة .كىك ما
يؤدم إلى تككيف ثقافات فرعية في المستكيات اإلدارية كالتنظيمية المختمفة داخؿ إدارات كأقساـ المنظمة
2
نفسيا".
يقصد بمصادر الثقافة التنظيمية المنابع التي تستمد منيا المؤسسة قيميا كمعتقداتيا كأعرافيا
التنظيمية التي تتبناىا كتكيفيا مع طابعيا اإلدارم كالتكنكلكجي ،كتككف منيا ثقافة خاصة بيا حيث تعد
ىذه األخيرة مزيجا مف ىذه المصادر.
باإلضافة إلى المصادر اآلنفة الذكر "تأكد معظـ الكتابات أف محتكل الثقافة التنظيمية يشتؽ مف
ثبلث مصادر:
األول :تأثير بيئة األعماؿ بصكرة عامة كقطاع الصناعة عمى كجو الخصكص ،فمثبل الشركات التي
تعمؿ في صناعات تتعمؽ بالتغير التكنكلكجي السريع مثؿ صناعة الكمبيكتر كااللكتركنيات تمتمؾ ثقافة
تنظيمية ترتكز عمى قيمة اإلبداع التكنكلكجي.
الثاني :تأثير القادة اإلدارييف أك االستراتيجييف الذيف يجمبكف معيـ نمطا معينا مف االفتراضات عندما
يرتبطكف بالمنظمة .ىذه االفتراضات تستند في معظـ األحياف عمى التجربة الخاصة ليؤالء األفراد ضمف
إطار ثقافة األمة ،الكطف ،الجماعة اإلثنية أك أم مصدر آخر.
-1سامي فياض العزاكم :ثقافة منظمات األعمال – المفاىيم األسس والتطبيقات -مركز بحكث معيد اإلدارة العامة،
السعكدية،2009 ،ص.169
-2رضكاف بكاب :مرجع سابؽ ،ص ص .83 – 82
19
الثقافة التنظيمية؛ الماىية والتطور الفصل األول:
الثالث :ىك التجربة العممية ليؤالء األفراد في المنظمة كما يحممكنو مف خبرة في تقديـ الحمكؿ لممشاكؿ
األساسية لمتنظيـ .ىذه المصادر الثبلثة تشير إلى أف محتكل الثقافة التنظيمية يشتؽ مف تركيب لمخبرات
1
كالقيـ السابقة كتجارب التعمـ الجديدة".
تشير ىذه الفقرة إلى أف الثقافة التنظيمية تتككف أك تشتؽ مف مصادر ثبلث أال كىي:
المصدر األكؿ :ىك الجانب التقني لمعمؿ أم كؿ ما يتعمؽ بإجراءات العمؿ ،الييكؿ التنظيمي ،تصميـ
الكظائؼ... ،الخ ،كالذم بطبيعة الحاؿ يختمؼ مف مؤسسة إلى أخرل حسب نكعيا كطبيعة نشاطيا
(خدماتية ،إنتاجية... ،الخ) .
المصدر الثاني :ىك القيـ كالسمككيات القبمية لمقادة أم كؿ ما اكتسبكه مف مصادر التنشئة االجتماعية.
المصدر الثالث :ىك القيـ البعدية كالمتعمقة بالحياة المينية نفسيا أم كؿ ما اكتسبو القادة منذ لحظة
تكظيفيـ سكاء في المؤسسة الحالية أك مؤسسات سابقة.
-1سعد غالب ياسيف :اإلدارة الدولية ،دار اليازكرم العممية ،األردف ،،2007 ،ص.240
20
الفصل الثاني :أساسيات حول الثقافة التنظيمية
-1آليات تشكيل الثقافة والمحافظة عمييـــا" :يمكف تشبيو عممية تشكيؿ الثقافة التنظيمية بالتنشئة
االجتماعية لمطفؿ ،فيي قيـ يتـ تعميميا كتمقينيا لؤلفراد منذ البدايات كيتعمميا األطفاؿ في البيت مف
خبلؿ الممارسات اليكمية لمكالديف .ككمما كانت القيـ مغركسة مبك ار كمما كانت أمتف كأقكل ،ككذلؾ األمر
في المنظمات فإف المؤسسيف يمعبكف دك ار ميما في خمؽ العادات كالتقاليد كطرؽ العمؿ كخاصة في فترات
التشكيؿ األكلى لممنظمة .حيث تمعب الرؤية كالفمسفة التي يؤمنكف بيا دك ار كبي ار في تنمية القيـ الثقافية
باعتبارىـ المؤسسيف ،كما أف الحجـ المتكاضع كالصغير لمتنظيمات في المراحؿ األكلى لنشكئيا ،يسيؿ
عممية التأثير ككضع البصمات ،كفرض الرؤية كغرس القيـ في الجماعة .إذ أف الثقافة تنشأ بفعؿ
التفاعبلت كالممارسات ك الخبرات التي يمر بيا العاممكف كالتي يرك أنيا سمككات يتـ مكافأتيا ،فتعزز
1
باعتبارىا طريقا الكتساب مزيد مف المزايا كالمنافع".
"كيمكف القكؿ بأف اآلليات الرئيسية لتشكيؿ الثقافة المؤسسية ىي:
-1-1فمسفة المؤسسين :إف مؤسسي المنظمة ىـ الذيف يضعكف البذكر األكلى لثقافتيا التي تتكافؽ مع
قيميـ كمعتقداتيـ ك آرائيـ المتبلئمة مع ثقافة مجتمعيـ.
-2-1سياسة إدارة الموارد البشرية :كيتمثؿ ذلؾ خاصة بأسمكب اختيار األفراد العامميف المتكافؽ مع
ثقافة المؤسسة كقيميا ،مع أف ىذا االختيار مف المفضؿ دائما أف يركز عمى التكصيؼ كالتحميؿ الكظيفي
كتكفر الكفاءات المقابمة.
-3-1فمسفة اإلدارة العميا :كيعبر عف ذلؾ في سمكؾ اإلدارة العميا كتكجياتيا مف حيث درجات مشاركة
المستكيات الدنيا كالعامميف في اتخاذ القرار كتحديد األىداؼ كمستكل التفكيض اإلدارم التي تمارسو.
-4-1التكيف االجتماعي :ىي قدرة الفرد المكظؼ الجديد عمى االنصيار كاالندماج ما تمميو عميو
متطمبات العمؿ الجديد كثقافة المؤسسة ،كما يستتبع ذلؾ مف تكفير مستمزمات ىذا التكيؼ كأجكائو
2
كأدكاتو".
"فالثقافة التنظيمية ليست رصيدا جاى از مف المعارؼ ينقؿ عبر قنكات رسمية بؿ ىي صيركرة ،أم
نمك ذىني كانفعالي يتفاعؿ فيو المنيجي كالمعرفي .كأىـ مراحؿ كمستكيات ىذه الصيركرة ىي:
محمد قاسـ القريكتي :السمكؾ التنظيمي -دراسة لمسمكؾ اإلنساني الفردم كالجماعي في المنظمات المختمفة ،دار الشركؽ 1
22
أساسيات حول الثقافة التنظيمية الفصل الثاني:
مرحمة التمثؿ كالتعرؼ عمى مختمؼ أدكات العمؿ التي بكاسطتيا يتكسع الفرد في معرفة بيئتو.
مرحمة تطبيؽ تمؾ التمثبلت كالمعارؼ األكلية المكتسبة في كضعيات جديدة.
مرحمة تركيب الخبرات كالكعي النظرم كىي مرحمة ثقافة المنظمة التي تكمؿ الثقافة العفكية لمفرد
1
كتعيد بنائيا".
الشكل(:)04آليات تشكيل الثقافة التنظيمية.
الممارسات اإلدارية
فمسفة ورسالة
الثقافة التنظيمية معايير االختيار
المؤسسة
التنشئة التنظيمية
المصدر :الباحثة.
"تتككف ثقافة المؤسسة مف القيـ كالمعتقدات كمعايير السمكؾ كترتبط في نشأتيا كتشكميا بتاريخ
المؤسسة ،كتظير في اإلنتاج المادم كالرمزم ،كاذا كاف تشكميا في التاريخ الطكيؿ لممؤسسة يمثؿ في
الكاقع استجابة لممشكبلت كالضغكط التي تكاجييا ،فإف ثقافة المؤسسة تعبر في ىذه الحالة عف الحقائؽ
التي تككف السمات الثقافية لمؤسسة ما كتشكؿ نمكذجا أك نظرة إلى العالـ.
مف ناحية أخرل يشير بيسنكؿ Bussenaulكبريتي Bretetإلى أف ثقافة المؤسسة تتككف مف
مجمكع السمات ،الرمكز ،القيـ االجتماعية التي يتقاسميا األعضاء كتحقؽ التماسؾ كالكحدة الداخمية،
كلقد لخصا سمات الثقافة التنظيمية عمى النحك التالي:
المؤسسكف (البيانات الشخصية ،األصؿ االجتماعي ،المبادئ األساسية...الخ)
تاريخ المؤسسة (األفراد ،البناءات ،التكاريخ الكبرل ،البيئة)
المينة (التجمي الخارجي لممينة ،المينة المرتبطة بالنشاط األساسي)
-1عز الديف الخطابي :الثقافة المدرسية ك مسار اإلطبلح التربكم ،مجمة وليمي ،Oualiliالعدد ،15الثقافة المدرسية
كتككيف المدرسيف ،المدرسة العميا األساتذة ،مكناس ،المغرب ،2010 ،ص .48
23
أساسيات حول الثقافة التنظيمية الفصل الثاني:
-1بمقاسـ سبلطنية ،إسماعيؿ قيرة :التنظيم الحديث لممؤسسة-التصور و المفيوم -دار الفجر لمنشر كالتكزيع ،القاىرة،
ط ،2008 ،2ص.39
24
أساسيات حول الثقافة التنظيمية الفصل الثاني:
-المخالطة االجتماعية :عند اختيار عناصر جديدة في المنظمة فإف ىذه العناصر ال تعرؼ ثقافة
المنظمة ،كبالتالي يقع عمى عاتؽ اإلدارة أف تعرؼ المكظفيف الجدد عمى األفػ ػ ػ ػراد العامميف كعم ػ ػ ػ ػ ػى ثقاف ػ ػ ػ ػة
1
المنظمة كىذا أمر ضركرم حتى ال يتغير أداء المنظمة".
كألجؿ ذلؾ يجب أف يقكـ قسـ إدارة المكارد البشرية بالتعرؼ عمى ثقافة المكظؼ الجديد عند تعيينو
في المؤسسة كالتعرؼ عمى مدل تماشي ثقافة ىذا المكظؼ كقابمية اندماجيا مع الثقافة التنظيمية ،كتقكـ
بعض المؤسسات بتدريب العامميف الجدد كتييئتيـ لمبيئة الثقافية كالتنظيمية الجديدة ،كذلؾ لمدة قد تراكح
ما بيف 12 – 3شي ار بيدؼ صير المكظؼ الجديد في العمؿ تدريجيا مف خبلؿ الحكار مع الزمبلء
كالرؤساء كمف خبلؿ تعميمو لكؿ قيـ المؤسسة عف طريؽ التنشئة التنظيمية.
"كتمر عممية التنشئة التنظيمية لمعامميف الجدد بثبلث مراحؿ ىي:
المرحمة األكلى :كىي مرحمة ما قبؿ دخكؿ المكظؼ إلى المنظمة لمعمؿ بيا ،كفييا يتـ فرز تصنيؼ جميع
المتقدميف النتقاء مف ال تتعارض ثقافتيـ مع ثقافة المنظمة.
المرحمة الثانية :مرحمة دخكؿ المكظؼ لممنظمة كتييئتو لمعمؿ الجديد كالثقافة الجديدة ،كتسمى مرحمة
التصادـ بيف الثقافتيف.
المرحمة الثالثة :مرحمة تغيير ميارات كسمككيات كتكقعات المكظؼ الجديد كتكظيؼ ىذا التغيير لخدمة
أىداؼ المنظمة.
كتؤثر المراحؿ الثبلثة في إنتاجية المكظؼ كأيضا في سرعة أك بطئ تكيفو االجتماعي كالثقافي مع
2
جماعة العمؿ التي انضـ إلييا .كأيضا ليا تأثير خاص عمى ق ارراتو بالبقاء في المؤسسة مف عدمو".
-2وسائل انتشار الثقافة في المؤسسة :كيؼ تنتشر قيـ الثقافة بيف العامميف؟ كبمغة أخرل :كيؼ يتعمـ
العاممكف ثقافة منظماتيـ؟
يتـ تعمـ ذلؾ بكاسطة عدد مف الطرؽ منيا :الرموز ،القصص ،المصطمحات واالحتفاالت والتعبيرات
3
التي تحدد مبادئ المنظمة ك سنكضح دكر كؿ منيا في نشر الثقافة التنظيمية:
-1رفعت عبد الحميـ الفاعكرم :إدارة اإلبداع التنظيمي ،المنظمة العربية لمتنمية اإلدارية ،األردف ،2005 ،ص.162
-2سيد محمد جاد الرب :االتجاىات الحديثة في إدارة الموارد البشرية ،دكف ذكر دار النشر ،مصر،2009 ،
ص ص .146 – 145
-3جيرالد جرينبرج ،ركبرت باركف :مرجع سابؽ ،ص ص .641 -639
25
أساسيات حول الثقافة التنظيمية الفصل الثاني:
-1-2الرموز :ىي تمؾ األشياء التي تقكؿ أكثر مما تراه العيف ،تعتمد المنظمات كثي ار عمى الرمكز كىي
األشياء التي تتضمف معاف أكبر مف المعنى الظاىرم ليا ،فعمى سبيؿ المثاؿ فإف بعض الشركات تستخدـ
المباني الضخمة المثيرة لئلعجاب لتكحي لمعمبلء كغيرىـ بأنيا شركة ضخمة مستقرة ليا مكانة في
السكؽ .كذلؾ فإف بعض الشركات تعتمد عمى الشعارات لترمز إلى القيـ التي تعتنقيا ،مع مبلحظة أف
ىذه الشعارات تتغير مف كقت إلى آخر.
كمف األمثمة التقميدية لمشعارات التي اتخذتيا الشركات ،شعار شركة جنرال إلكترونيك الذم يقكؿ:
"التقدم واالرتقاء ىو أىم ما ننتجو" كشعار شركة فورد الذم يقكؿ":الجودة ىي وظيفتنا األولى" .كذلؾ
فإف سيارات الشركة كطائراتيا تكحي بمعمكمات عف بعض خصائص الثقافة التنظيمية لمشركة مثؿ جدارة
الشركة بالقكة أك السيطرة .تنتقؿ ثقافة الشركة عف طريؽ الشعارات إلى حد كبير .كفي إحدل الدراسات
المثيرة عرض النحاتة عمى الناس رسكما لحجرات االستقباؿ في العديد مف الشركات ،ثـ سألكىـ عما تريد
الشركات أف تكحي بو مف خبلؿ تمؾ الرسكـ.
كقد أعطت الرمكز المختمفة تصك ار مختمفا لمثقافة التنظيمية ،فعمى سبيؿ المثاؿ فإف صاالت
الشركات المميئة بالزىكر كالكركد نظر إلييا عمى أنيا ثقافتيا مفعمة بأجكاء الصداقة كتقدير العامميف ،بينما
نظر إلى الشركات التي تظير رسكميا عمى ما حصمت عميو مف جكائز ك شيادات تقديرية كصكر
تذكارية عمى أنيا شركات تسعى إلى تحقيؽ النجاح .تؤكد ىذه النتائج أف الرمكز أدكات قكية إلرساؿ
المعاني المتعمقة بالثقافة التنظيمية.
-2-2القصـــص :تنتقؿ القصص المتعمقة بالثقافة التنظيمية عف طريؽ القصص التي تركل عنيا ،سكاء
تـ ذلؾ بطريؽ رسمي أك غير رسمي .كتكضح القصص أىـ خصائص الثقافة التنظيمية ،كما أف نقميا
إلى الغير يمكف أف ينشأ أك يؤكد القيـ المطمكبة ،كال ضركرة الف تتضمف القصص أحداثا عظيمة مثؿ
ذلؾ القرار العظيـ الذم اتخذه أحد قادة المنظمة كحماىا بمقتضاه مف اإلفبلس مثبل.
كربما أصبحت كممات قصيرة شعا ار أك مثبل ألنيا تكصؿ الرسالة المقصكدة بكفاءة ،فعمى سبيؿ
المثاؿ فانو يتـ عمدا إخبار العامميف بشركة الحمكل البريطانية كادبيرم CADBURYالخاصة بقياـ
الشركة عمى مبادئ الصداقة حتى يفيمكا كيتقبمكا أىـ قيـ الشركة كىي العمؿ الجاد.
-3-2المغة الخاصة :تعمؿ المغة التي تستخدـ في االتصاؿ اليكمي بيف العامميف عمى االحتفاظ بالثقافة
حية في المنظمة .فالمغة الخاصة تساعد أعضاء المنظمة عمى التعرؼ عمى بعضيـ البعض أم تحديد
ىكيتيـ كأعضاء في المنظمة ،فعمى سبيؿ المثاؿ فإف العامميف بشركة IBMاعتادكا أف يطمقكا تعبير
26
أساسيات حول الثقافة التنظيمية الفصل الثاني:
ممفات صمبة Hardfilesكيقصدكف بذلؾ األقراص الصمبة Disk boardكأف يطمقكا لكحات الدكائر
اإللكتركنية Circuit Boardsكيقصدكف بذلؾ المكحات الخالية منيا Plonarar boardكىي ألفاظ
تعبر عف طبيعة ثقافتيـ.
كفي ىذه األياـ فإنو قد تجرم اختصارات عمى ألسنة العامميف بإدارة المكارد البشرية تبدكا غريبة
عمى غيرىـ كلكنيا تميزىـ عف غيرىـ ،كمف أمثمة تمؾ االختصارات FMCSالتي تعني خدمات الكساطة
كالتكفيؽ الفيدرالية ك ERISAالتي تعني قانكف الضماف االجتماعي لمعامميف ك rmsالتي تعني التصكيت
عمى فض االتحادات .كبمركر الكقت فاف المغة التي ينمييا العاممكف في الشركة أك إحدل إدارتيا لمتعبير
عف أنشطتيـ تستخدـ كعامؿ مشترؾ يجمع العامميف معا كيعبر عف ثقافة الشركة العامة أك الفرعية حتى
كلك بدت تمؾ التعبيرات غريبة بالنسبة لمف ىـ خارج الشركة أك القسـ الذم يشيع فيو استخداـ تمؾ المغة.
-4-2االحتفاالت :المناسبات الخاصة التي تبجؿ قيـ الشركة ،تحافظ الشركات عمى ثقافتيا عف طريؽ
االحتفاالت المتعددة التي تقكـ بيا كبالتأكيد فإنو ينظر إلى االحتفاالت عمى أنيا احتفاء بالقيـ كالفركض
األساسية التي قامت عمييا الشركة .إف احتفاالت المنظمات تؤكد الحفاكة بتحقيؽ ىدؼ معيف ،فعمى سبيؿ
المثاؿ فإف إحدل شركات المحاسبة احتفمت بانتقاليا إلى مبنى إدارم أفضؿ بأف أقامت كليمة أظيرت أنيا
حققت إنجا از رائعا .كقد عبر الخبراء عف معنى االحتفاالت بالنسبة لمثقافة قاؿ":االحتفاالت بالنسبة لمثقافة
كالنص بالنسبة لمفيمـ.
-5-2الطقوس والشعائــــــر" :ىي مجمكعة أنشطة تفضيمية مخططة تدمج مظاىر ثقافية متنكعة في
حدث معيف يتـ القياـ بيا مف خبلؿ التفاعؿ االجتماعي ،تيدؼ إلى نقؿ رسائؿ معينة كانجاز أغراض
محددة ،كما تعمؿ عمى تعزيز القيـ كالمعايير الرئيسية مثؿ :ممارسة الرياضة الجماعية ،االحتفاؿ بترقية
مسئكؿ أك التحاؽ مكظؼ جديد ،كتحقؽ الطقكس كالشعائر عدة فكائ ػػد:
تطكير الشعكر باالنتماء لممؤسسة.
إعطاء أىمية لؤلحداث التي تحمؿ القيـ األساسية.
تثبيت ىكية كثقافة المؤسسة.
-6-2األبطال :يمثؿ األبطاؿ حجر الزاكية لثقافة المؤسسة كىـ أناس يتمسككف بقيـ المؤسسة كثقافتيا
كيقدمكف دك ار أك نمكذجا في األداء كاالنجاز لباقي أعضاء المؤسسة ،كما يجعؿ األبطاؿ النجاح جزء مف
كيحددكف نمط كقاعدة الكفاءة كييتمكف بتحفيز العماؿ كيؤثركف تأثي ار مستم ار في ذاكرة المؤسسة،
المؤسسة.
27
أساسيات حول الثقافة التنظيمية الفصل الثاني:
"إف الثقافة التنظيمية شيء ناشئ مف خبلؿ رمكز كلغة كطقكس ،فالمغة تستخدـ لكصؼ األحداث
التنظيمية ،أما الرمكز فإنيا تكظؼ عامة لتدؿ عمى المكانة كالعضكية ،ككذلؾ األسمكب الذم يؤدم بو
1
األفراد أدكارىـ المختمفة ،فيخمقكف بو النسيج الثقافي لممؤسسة كيحافظكف عميو".
"في حيف تتجمع عكامؿ كثيرة إليجاد ثقافة الشركة ،فاف "بيرز" ك"كترماف" قد كجدا أف ثمة ثبلثة
عكامؿ أساسية تمعب دك ار محكريا في ذلؾ كىي :القيادة ،القصص كاألساطير.
إف القائد يقرر ما ىي القيـ التي ستككف سائدة كبعد ذلؾ كمف خبلؿ األمثمة فإنو ينظـ كيصنع
الق اررات التي يطيعيا المرؤكسكف ،كىك يقكـ بإيجاد نسؽ مف القيـ كالمعتقدات المشتركة ثقافة الشركة.
بيترز
ا كبعد ذلؾ فعادة ما تمعب القصص كاألساطير دك ار ىاما في نشر فكر الرئيس ،كقد اكتشؼ
ككترماف أف القيـ ال تنتقؿ عادة مف خبلؿ القكاعد المكتكبة ،كبدال مف ذلؾ ،فإنيا تنتشر بكسائؿ ماىرة
كبالتخصيص مف خبلؿ القصص كالخرافات كاألساطير كاالستعارات ،كفي الشركات المتفكقة بعبارة أخرل
2
فاف القصص كاألساطير كالخرافات تسكد حتى تدعـ المعتقدات الرئيسية لمشركة".
-3العوامل المؤثرة في الثقافة التنظيمية" :يتبايف تأثر المنظمات حياؿ الثقافة التنظيمية التي تتبناىا،
كيرجع ىذا االختبلؼ إلى عكامؿ مف أىميا:
-1-3بيئة المنظمة :تشكؿ البيئة مكردا ميما إلمداد المنظمة بأفكار جديدة عمى صعيد تطكير
إستراتيجيتيا كىك ما يجعميا منظمة ديناميكية تستجيب لمعكامؿ البيئية مف خبلؿ مركنتيا كتنظيميا
العضكم في ظؿ ثقافة تحث عمى ضركرة استمرار المنظمة في ممارسة ىذا الحراؾ البيئي .لذلؾ مف
الضركرم أف نمـ بطبيعة البيئة التي نشأت المنظمة في إطارىا كطريقة تعامؿ المنظمة مع ىذه البيئة،
كافتراضاتيا كتكقعاتيا بخصكص ىذه البيئة.
-2-3الموقع الجغرافي لممنظمة :ليذا العامؿ أثر ميـ عمى الثقافة المبلئمة فقد تختمؼ الثقافة التنظيمية
لفرعيف لنفس البنؾ بسبب مكقعييما ،فاألكؿ يقع في مدينة كبيرة صاخبة ،كاآلخر يقع في منطقة ريفية
ىادئة .فالمكقع يؤثر عمى نكع الزبائف كالعامميف المطمكبيف لكؿ فرع ،إضافة الى تأثير المكقع عمى شعكر
البنؾ في المدينة الكبيرة بكجكد حدكد بيف البنؾ كالجميكر ،في حيف ال يشعر الفرع في المنطقة الريفية
بتمؾ الحدكد.
28
أساسيات حول الثقافة التنظيمية الفصل الثاني:
-3-3النشاط الرئيس لممنظمة :يكتسب ىذا العامؿ أىمية في تحديد نكع كطبيعة الثقافة السائدة في
منظمات األعماؿ ككف المنظمات التي تتشابو في طبيعة أعماليا تكاد تجدىا تتبنى ذات الثقافة،
فالمستشفيات كالبنكؾ كالمؤسسات العسكرية في كؿ مكاف تتشابو في ثقافتيا األساسية كالسبب يعكد إلى
أف تمؾ المنظمات تحتاج إلى معارؼ كتكنكلكجيا متشابية إلى حد ما بغض النظر عف بيئتيا الخارجية.
-4-3األىداف :تؤثر األىداؼ التي تتبناىا المنظمات عمى طبيعة الثقافة السائدة لدييا ،فالمنظمات
الصناعية التي يمثؿ الربح ىدفيا الرئيسي ستختمؼ ثقافتيا عف تمؾ التي يمثؿ اإلبداع كالتمييز ىدفيا
الرئيس .إذ أف األىداؼ عادة ما تؤثر بشكؿ مباشر في عممية تحديد معايير األداء التي تيتـ بيا المنظمة
(بناء منظكمة التحكـ كالرقابة) كتؤثر كذلؾ في الرمكز كالقيـ كالطقكس التي تتبناىا المنظمات.
-5-3حجم المنظمة :يتطمب الحجـ الكبير لممنظمة بناءا تنظيميا أكثر رسمية كيؤثر عمى متطمبات
االتصاؿ كالعبلقات بيف الكحدات كما يؤثر عمى المنافسة بيف العامميف فإذا تناكلنا الثقافة السائدة في
مستشفييف أحدىما صغير 20سرير كاآلخر كبير 200سرير سنجد اختبلفات ميمة في كمتا الثقافتيف.
-6-3عمر المنظمة الزمني :المنظمة المعمرة كالضاربة في القدـ يمثؿ عمرىا عامبل ميما عمى طبيعة
ثقافتيا التنظيمية ،فمك تناكلنا شركتيف تعمبلف في مجاؿ صناعة االلكتركنيات ككمتاىما في سكؽ كاحدة
(األكلى تعمؿ منذ 40عاما كالثانية حديثة العيد مضى مف عمرىا في السكؽ خمس سنكات) سنجد أف
ثقافتيما مختمفتاف ،إذ تبيف أف الشركة األكلى قد عدلت مف ثقافتيا مرات عدة كما تزاؿ متأثرة بشكؿ أك
بآخر ببقايا ثقافتيا القديمة كال تستطيع إلغاء تأثيرىا كميا ،في حيف نجد أف المنظمة الحديثة في السكؽ لـ
تمر بذلؾ إذ أقامت ثقافتيا الخاصة بشكؿ أقؿ تعقيدا ،كأكضح ما نبلحظ ذلؾ في الشركات الدكائية
1
كشركات االتصاؿ كالتكنكلكجيا".
مؤثر في صياغة أداء العامميف كفي تكحيد
ا نخمص إلى القكؿ بأف الثقافة التنظيمية "تمعب دك ار
نشاز في تمؾ الصكرة لدل المنظمات التي تكلي عنايتيا لمثقافة التنظيمية كعنصر
ا معرفتيـ فبل نكاد نرل
2
رئيس في بناء الصكرة الذىنية التي تتككف مع مركر الزمف لدل الزبائف".
-4الثقافة الرئيسية والثقافات الفرعية :ىؿ يمكف أف يككف لمنظمة كبيرة أك مينة كاسعة ثقافة كاحدة؟
"مف تجارب المنظمات الكبيرة نعرؼ أف التنكعات ضمف المجمكعات الفرعية تصبح جكىرية عند
حجـ معيف ،مما يكحي أنو قد ال يككف مف المناسب التحدث عف ثقافة شركة IBMأك جنراؿ مكتكرز
-1حسيف أحمد الطراكنة كآخركف :نظرية المنظمة ،دار حامد ،عماف ،ط ،2012 ،1ص ص.300 -299
-2المرجع نفسو ،ص .301
29
أساسيات حول الثقافة التنظيمية الفصل الثاني:
General Motorsأك شؿ .Schellكما يشاىد في الكقت نفسو نمك ثقافات فرعية قكية تعكس الثقافة
1
األكسع ،لكنيا أيضا تختمؼ مف نكاح ميمة".
"يفيـ مف مناقشتنا السابقة أنو يكجد بكؿ منظمة ثقافة كاحدة ،أك ثقافة رسمية -بمعنى مجمكعة
مف القيـ المشتركة كالعقائد كالتكقعات التي تسكد بيف العامميف في المنظمة – كلكف ىذا ناد ار ما يحدث
كبدال مف ذلؾ فإنو يكجد بالمنظمات خاصة كبيرة الحجـ عدد مف الثقافات الفرعية التي تعيش مع الثقافات
العامة .كبصفة عامة فإف ىناؾ ميبل ألف يشيع قدر أكبر مف القيـ كالعقائد كالتكقعات بيف العامميف في
مينة كاحدة أك في قسـ كاحد بالمقارنة بما يشيع بيف العامميف في ميف أك أقساـ مختمفة .كنعني بذلؾ أف
لتمؾ المجمكعات المختمفة عدد مف الثقافات الفرعية.
كالمقصكد بالثقافة الفرعية تمؾ التي تشيع في كؿ قسـ أك إدارة مف إدارات المنظمة ،كتتمايز ىذه
الثقافات بتمايز الكظائؼ التي تؤدل في المنظمة أك بتبايف المكاقع الجغرافية ألنشطة المنظمة (بمعنى
كجكد العامميف في أماكف مختمفة) .كىذا ال يعني أنو ال يكجد بتمؾ المنظمات ثقافة عامة تسيطر عمى
الثقافات الفرعية ،كعمى شخصية المنظمة ،كىي الثقافة التي تحدثنا عنيا حتى اآلف ،كتعكس الثقافة
العامة القيـ األساسية أم :مجمكعة العقائد العامة التي يتقاسميا العاممكف في المنظمة .كيتقاسـ أعضاء
الثقافة الفرعية ىذه الثقافة العامة مع باقي العامميف في المنظمة ،كعمى ذلؾ فإف الثقافة الفرعية ال يمكف
2
اعتبارىا ثقافة مختمفة عف الثقافة العامة ،كلكنيا تعتبر ثقافة جزئية تنضكم تحت الثقافة العامة".
"حيث يمكننا كبكؿ سيكلة التمييز بيف أنماطا معينة مف الثقافات الفرعية خاصة مف خبلؿ الييكؿ
التنظيمي الرسمي لممؤسسة إذ نجد :اإلدارة العميا ،اإلطارات السامية ،إطارات متكسطة ،التقنيكف كأعكاف
التحكـ ،العماؿ ... ،كلكؿ فئة مف ىذه الفئات ثقافة تنظيمية خاصة بيا ،كبإمعاف النظر في مستكيات
الييكؿ التنظيمي الرسمي ألية مؤسسة ندرؾ أف ىذه األخيرة عبارة عف نسيج مف الجماعات الفرعية التي
-إدجار ق ،شايف :ترجمة :محمد منير األصبحي ،محمد شحاتة كىبي :الثقافة التنظيمية كالقيادة ،مكتبة الممؾ فيد 1
30
أساسيات حول الثقافة التنظيمية الفصل الثاني:
تممؾ كؿ منيا طريقة تصكر خاصة بيا ،كما تنسج كؿ جماعة عبلقات عمؿ خاصة بيا كتصكر مختمؼ
1
لمحياة ،كطريقة خاصة إلدراؾ ما يحيط بيا ،مما يمكنيا مف تشكيؿ إرث مشترؾ مف الخبرات كالتجارب".
كالشكؿ المكالي يبيف مختمؼ أنكاع الثقافات التي تشكؿ مجتمعة ثقافة المؤسسة:
شكل( :)05الثقافات الفرعية
الثقافات الوطنية الثقافات القطاعية
ثقافة المؤسسة
كىنا يبدك جميا أىمية النسؽ الثقافي في تقديـ المؤسسة كنظاـ اجتماعي يتككف مف أربعة ثقافات
فرعية متفاعمة خاصة النظاـ الثقافي الذم يتفاعؿ مع ثقافات فرعية في نطاؽ المؤسسة ،كخارجيا مثؿ:
الثقافة القطاعية ،الثقافة الكطنية ،الثقافة الفرعية السكسيكمينية ،الثقافة الفرعية ،الثقافات الكظيفية.
"كالثقافة القكية ال تسمح بتعدد ثقافات فرعية متباينة ألنو إذا لـ تتفؽ الثقافات الفرعية المتعددة
المكجكدة في المنظمة فيما بينيا كلـ تتعاكف فإف ذلؾ سيقكد إلى صراعات تنظيمية كبالتأكيد سيؤثر ذلؾ
عمى فاعمية المنظمة كأدائيا .كقد أكد "مارتكؿ كمارتف" أف الثقافة التنظيمية ليا تأثير ايجابي عمى المنظمة
2
كالسمكؾ التنظيمي كالفاعمية التنظيمية عندما تككف مشتركة بيف العامميف بحيث يككف اإليماف بيا عميقا".
-1حميس سمير :التغير التكنكلكجي كتأثيره عمى الثقافة التنظيمية في المؤسسة الصناعية الجزائرية – دراسة ميدانية
بالشركة اإلفريقية لمزجاج ،AFRICAVERأطروحة دكتوراه عموم في عمم اجتماع التنظيم والعمل ،قسـ عمـ االجتماع،
كمية العمكـ اإلنسانية كاالجتماعية ،جامعة محمد لميف دباغيف – سطيؼ ،2015/2014 ،2ص.140
-2رفعت عبد الحميـ الفاعكرم :مرجع سابؽ ،ص .158
31
أساسيات حول الثقافة التنظيمية الفصل الثاني:
" ...كفي الكاقع كانت التكترات المتنامية بيف الثقافات الفرعية ،إلى حد ما ،السبب كراء إخفاؽ الشركة
1
أساسا في البقاء كيانا اقتصاديا".
المبلحظ مف خبلؿ ىذا العرض الكجيز لمثقافات الفرعية التي تتشكؿ داخؿ الثقافة الرئيسية الكاحدة،
كالتي تـ النظر إلييا عمى أنيا عامؿ ىدـ لكياف المؤسسة كبقائيا ،أف ىذا التنكع الثقافي الذم تصنعو عدة
عكامؿ كالمينة أك الجنس أك السف أك اإلنتماء الجغرافي أك...الخ ،يمكف اعتباره ثراء معرفيا كخبراتيا
كاستغبللو لصالح األىداؼ التنظيمية كاإلستراتيجية لممؤسسة.
-5نماذج عن ثقافة بعض المؤسسات الرائدة:
-1-5شركة ماتسوشيتا اليابانية" :أسس ككنكسككي ماتسكشيتا شركة في الياباف ،كتعتبر شركة بنيت
بجيكد كبيرة لمؤسسيا الذم يعمؿ عمبل بسيطا كمساعد لصاحب محؿ تأجير الدراجات .ثـ بدأ التفكير في
األدكات الكيربائية ك اكتشؼ المشترؾ الكيربائي الذم يمكف مف تشغيؿ أكثر مف جياز كيربائي عمى
نفس مكاف تكصيمة الكيرباء ،ثـ دخؿ مجاالت أخرل إلنتاج أدكات كيربائية كأجيزة كيربائية .كأخذت
الشركة تنمك كتتكسع عاما بعد أخر كىي اآلف مف أكبر شركات العالـ.
-القيم التنظيمية وفمسفة اإلدارة لمشركة :ىناؾ الكثير مف المكاقؼ المحيرة كاألقرب لمتناقضات في
أسمكب العمؿ بشركة ماتسوشيتا كالتي يمكف تفيميا عندما نعرؼ القيـ التي تكمف كراء ىذه المكاقؼ كالتي
تتمخص فيما يمي:
يتقبؿ المدير التنفيذم اآلراء الجديدة ككسب ثقة العامميف بالرغـ مف أف مركزه يسمح لو بقكة في
التنظيـ كلكف ال يستخدميا االستخداـ السيئ.
كضعت الشركة نشيد خاصا يردده 87000مكظفا كعامبل في جميع أنحاء الياباف كؿ صباح
في الساعة الثامنة كيعكس قكاعد القيـ التي تتمسؾ بيا ىذه الشركة .
ىناؾ نكعاف مف التدريب في الشركة :األكؿ لتنمية الميارات كالثاني لمتمسؾ بالقيـ الخاصة
بالشركة كيتـ تمقيف ىذه القيـ خبلؿ فترة طكيمة مف التتممذ طكاؿ الحياة الكظيفية في ىذه الشركة.
يطمب مف المكظؼ العضك في أم مجمكعة عمؿ التحدث مرة عمى األقؿ كؿ شيريف كلمدة
عشر دقائؽ إلى أفراد مجمكعتو عف قيـ الشركة كعبلقتيا بقيـ المجتمع.
-1إدجار ق ،شايف :ترجمة :محمد منير األصبحي ،محمد شحاتة كىبي :الثقافة التنظيمية والقيادة ،مكتبة الممؾ فيد
الكطنية لمنشر ،الرياض ،2011 ،ص .34
32
أساسيات حول الثقافة التنظيمية الفصل الثاني:
إذا ارتكب أم فرد خطأ غير متعمد فالشركة تككف في غاية التسامح كيعتبر ذلؾ مف ضمف
تكاليؼ التدريب لتعمـ شيء جديد ،بينما يتمقى المكظؼ نقدا الذعا كقد يطرد مف العمؿ عندما ينحرؼ عف
المبادئ األساسية لمشركة.
تشمؿ القيـ الركحية السبع المشتركة في الشركة :خدمة المكاطف مف خبلؿ الصناعة ،العدالة
كاإلنصاؼ ،الكئاـ كالتعاكف ،السعي لؤلفضؿ ،المياقة كالتكاضع ،التكيؼ كاالستيعاب ،االمتناف.
أعاد ماتسكشيتا النظر في الغرض الذم تعمؿ الشركة مف أجمو ككضع بذلؾ فمسفة تربط قابمية
تحقؽ األرباح في العمؿ التجارم بالمصمحة االجتماعية ،كذلؾ عمى أساس أف العمؿ التجارم يقدـ خدمة
لممجتمع بتكفير احتياجاتو ،كيجب أال تككف األرباح أىدافا بشعة لممؤسسات ،كيجب كسب ثقة المجتمع
في أف ما تقدمو المنظمة شيء لو قيمة يرضى عنو المجتمع.
أىمية ىذه القيـ ىي أف تعزز مف اآلماؿ ك التكقعات لدل العامميف في الشركة ،كتفسر ىذه القيـ
استمرار الحيكية لمشركة مقارنة بالشركات األمريكية التي أنشئت معيا في العشرينات مف ىذا القرف مثؿ
1
شركات جنراؿ مكتكرز".
"تأتي شركة "ماتسكشيتا الكتريؾ ككمباني" مف بيف الخمسيف شركة الكبرل في العالـ ،إف النمك
اليائؿ الذم أتاح ليا تبكء ىذه المرتبة ىك بحد ذاتو ظاىرة تترؾ في النفس أث ار عميقا .إال أننا عندما ننظر
الى نمكىا المقصكد بو نمك مجتمع مصغر في المجتمع األكبر ،كالى مبلءمتو الكفيرة لحضارة كقيـ أمتو
كالى انجازه المقصكد لفعالية مستمرة التقدـ تبدك قادرة عمى االستمرار حتى بعد رحيؿ مؤسسيا ،عندئذ
ندرؾ بأنيا ليست فقط ظاىرة عابرة مف نجاح مالي يستدعي االىتماـ كيثير الدىشة.
فقد أصبحت ماتسكشيتا شركة عظيمة ال يقتصر نجاحيا عمى جني األرباح بؿ أنيا تقدـ أكثر مف
ذلؾ بكثير ،ذلؾ أنيا أصبحت نظاما تنسيقيا يفي بحاجات مجتمعو كزبائنو كمديريو كمكظفيو ،كىك فكؽ
2
كؿ ذلؾ كمو مبرمج بحيث يتكيؼ عند الضركرة مع ما قد يأتي مف تغيرات".
-2-5شركة آبل Appleلمحاسبات" :تسعى المنظمات دائمان نحك التميز كصنع العبلمة المميزة ليا عف
جميع منافسييا كلف يككف ذلؾ ما لـ تتميز المنظمة بيكية خاصة بيا تجعميا أكثر فاعمية كذات أثر بارز
عمى المجتمع بشكؿ عاـ كعمى مكظفييا بشكؿ خاص ،مف أبرز األمثمة لممنظمات ذات اليكية المميزة
-1أحمد رأفت زكي :الموارد البشرية -مدخل تحميمي تكاممي -بيئة المتغيرات ،ARمصر ،2008 ،ص ص -202
.203
-2ريتشارد تانز باسكاؿ :انطكني ج .اثكس :فن اإلدارة اليابانية ،دار الحمراء ،بيركت ،ط ،1990 ،1ص.15
33
أساسيات حول الثقافة التنظيمية الفصل الثاني:
شركة " أبؿ "Appleفعمى الرغـ مف انتشارىا الكاسع في العالـ كتعدد فركعيا إال أف ليا ىكية تنظيمية
رائدة تتحدث نيابة عنيا حتى أصبح شعار التفاحة المقضكمة معيا انر لمجكدة في مجاؿ األجيزة
()1
اإللكتركنية".
"تعد شركة "آبل" لمحاسبات مثاال يحتذل بو ،فنجاحيا يرجع إلى أكثر مف مجرد امتبلكيا لممنتج
الصحيح في الكقت الصحيح ،بؿ إنو أيضا نتيجة لشعبية الشركة كالثقافة الممتزمة بيا الشركة ،كطبقا ألحد
التقارير فإف ستيفن جوبز رئيس الشركة كالمشارؾ في تأسيسيا ،قد أحضر لمشركة نمطا صارما
لبلتصاالت ككراىية لمتدرج اليرمي كالقكاعد .كقد ترجمت ىذه الفمسفة في "آبل" إلى نقص في البيركقراطية
كالقكاعد كزخرفة غير رسمية .كفي المقابؿ كانت "آبل" قادرة عمى جذب مجمكعة مف المتخصصيف
الشباب مرتفعي الدافعية الذيف يمثؿ تحمسيـ بقمصاف تي شرت يرتدييا أعضاء فريؽ أحد المشركعات
"يعممون 90ساعة في األسبوع ويحبون كل دقيقة منو" .كفي "آبل" ىكذا يتفؽ معظـ الخبراء فإف ثقافة
2
الشركة -قيميا الرئيسية -ذات تأثير عظيـ عمى نجاح الشركة".
-3-5شركة ميكروسفوت" :إف"بيؿ جيتس" Bill Gatesالرئيس التنفيذم لشركة "ميكركسفكت" الذم
اشتير بمجمكعة القيـ التنظيمية التي يؤكد عمييا :المبادأة الرائدة ،الممكية ،االبتكار كاإلبداع ،األمانة،
الصراحة كاالتصاالت المفتكحة .كمف خبلؿ التأكيد عمى المبادأة الرائدة ،كالممكية جاىد Bill Gates
لجعؿ ميكركسكفت تتصرؼ بشكؿ أقؿ مف ككنيا شركة ديمكقراطية كبيرة ،كبشكؿ أكبر مف ككنيا شركة
بيركقراطية كبيرة ،كبشكؿ أكبر مف ككنيا مجمكعة مف الشركات الصغيرة األكثر تناسقا كتكيفا كلقد أكد
"جيتس" عمى ضركرة منح مديرم المستكل األدنى حي از كبي ار مف االستقبللية في مجاؿ صنع القرار ،كما
شجعيـ عمى خكض غمار المخاطرة كتحمؿ نتائجيا .إف التأكيد الذم كضعو "جيتس" عمى قيـ مثؿ
األمانة ،الصراحة ،الكضكح ،االتصاالت المفتكحة ،ما ىك إال انعكاس لمعتقداتو حكؿ ضركرة كجكد
حكار داخمي مفتكح لضماف نجاح العمميات داخؿ ميكركسكفت.
إف المديريف االستراتيجييف مثؿ "بيؿ جيتس" يعممكف بشكؿ متعمد عمى زرع قيـ تكضح لتابعييـ
ضركرة االلتزاـ بأداء أدكارىـ بطرؽ مبتكرة ،كىـ يعممكف عمى ترسيخ كدعـ أعراؼ كقكاعد سمككية تقضي
بأنو لكي يصبح المكظفكف مبتكريف كمبادريف ينبغي أف يشعركا بحرية التصرؼ كاالستقبللية ،حتى كلك
-1عبد اهلل البريدم :اليكية التنظيمية – كيؼ ينظر األفراد إلى منظماتيـ -مجمة التدريب والتقنية ،العدد ،96المؤسسة
العامة لمتدريب التقني كالميني ،الرياض.2007 ،
-جارم ديسمر :مرجع سابؽ ،ص ص.558 -557 2
34
أساسيات حول الثقافة التنظيمية الفصل الثاني:
بدا أف ىناؾ فرصة لمفشؿ .كيقكـ مديركف آخركف برعاية كتشجيع قيـ تقتضي ضركرة تحرم المكظفيف
الحذر كالحيطة في تعامميـ مع اآلخريف ،كضركرة التشاكر مع رؤسائيـ قبؿ اتخاذ الق اررات الميمة،
كتسجيؿ تصرفاتيـ كتابة حتى يمكف مسائمتيـ عما حدث ،كقد يشجع مديرك بعض المنظمات مثؿ
الشركات الكيمياكية كالنفط كالمؤسسات المالية كشركات التأميف ،مفيكـ التحفظ الحذر عند اتخاذ الق اررات،
كعمى سبيؿ المثاؿ ،كفي أحد البنكؾ أك صندكؽ تأميف تؤدم المخاطر المرتبطة بفقداف أمكاؿ المستثمريف
إلى جعؿ مفيكـ الحذر في االستثمارات مبلئما بدرجة عالية كىكذا ،فقد تتكقع مف مديرم األنكاع المختمفة
مف المنظمات ،أف يحاكلكا كبشكؿ متعمد زرع كتشجيع كتطكير قيـ تنظيمية ككذلؾ أعراؼ كقكاعد سمككية
1
تتناسب مع استراتيجيتيا ،كىيكؿ بأفضؿ شكؿ ممكف".
بعد عرضنا لنمكذج ثقافة مؤسسة يابانية كأخرل أمريكية ،سنعرض مقارنة بيف النمكذجيف فيما
يخص التنكع الثقافي بيف المديريف األمريكييف كاليابانييف حكؿ بعض المفاىيـ اإلدارية كىك ما سنتناكلو في
الجدكؿ المكالي:
الجدول ( )01التنوع الثقافي بين المديرين األمريكيين واليابانيين حول بعض المفاىيم اإلدارية:
لدى المدير الياباني لدى المدير األمريكي المصطمح
أسرة كاحدة تعيش في قرية فريؽ في مباراة تنافسية الشركة
البقاء كاالستم اررية الفكز أك السبؽ ىدؼ المنظمة
أطفاؿ في أسرة متعاكنة العبكف في فريؽ المكظفكف
ميمة عاطفية أك فطرة ميمة كظيفية العبلقات االنسانية
التعاكف كاال فالخطيئة منافسة قطع الرقاب المنافسة
الربح كسيمة لبمكغ غايات الربح غاية نيائية في حد ذاتو دكافع الربح
االفتخار بمكانة المجمكعة االفتخار بمكانة الفرد مصدر التميز
تنمية مناخ العمؿ الجماعي تنمية الدخؿ الفردم دافع العمؿ
التدريب كاالجتياد االنتاجية اإلنتاج
المحافظة أك الصكف الكفاءة األفراد
طبقا لؤلقدمية طبقا لتمايز القدرات الترقية
مقابؿ الصبر كالتضحية طبقا لمنتائج كالخدمات األجر
-1شارلز ىؿ ،جارديت جكنز ،ترجمة :محمد سيد أحمد عبد المتعاؿ ،إسماعيؿ عمي بسيكني :اإلدارة اإلستراتيجية –مدخل
متكامل ،دار المريخ ،الرياض ،2008 ،ص ص.926-925
35
أساسيات حول الثقافة التنظيمية الفصل الثاني:
المصدر :عبد الناصر محمد عمي حمكدة :إدارة التنوع الثقافي في الموارد البشرية ،المنظمة العربية لمتنمية اإلدارية،
مصر ،2005 ،ص.147
-4-5مجموعة دانون :Danoneكضعت ىذه المؤسسة الكبرل قيميا انطبلقا مف عممية صبر آراء
داخمية قامت بيا مف أجؿ التعرؼ عمى العرؼ عمى القيـ الحقيقية التي عاشيا عاممكىا .صبر اآلراء ىذا
1
سمح بتبياف القيـ الرسمية كىي كالتالي:
الفضول :حسف اإلصغاء ،كرفض النماذج الجاىزة.
الرشاقة :أف تككف سريعا ،مرنا كمتأقمما.
الحماس :الحدكد غير مكجكدة ،كانما تكجد عقبات يمكف تجاكزىا.
اإلنسانية :االىتماـ مكجو لمفرد عامبل كاف أك مستيمؾ أك مكاطف.
الجوارية :معرفة كيؼ يمكف أف تككف قريبا مف أم فرد في العالـ (العماؿ ،المستيمكيف ،الزبائف،
المكرديف ،المساىميف).
االحترافية :ىي قمب ثقافتنا التنظيمية المعركفة مف طرؼ زبائننا الذيف يضعكف فينا ثقتيـ.
ركح الفريؽ :ىي قكتنا.
االبتكار :ىك حالتنا الذىنية ،يكـ بعد يكـ نتحكـ في تغيرات محيطنا ،نبادر لحاجيات زبائننا كذلؾ باختراع
منتكجات جديدة.
1
-Olivier Devillard, Dominique Rey : Culture d’Entreprise- un Actif Stratégique-
DUNOD, Paris, 2008.
36
أساسيات حول الثقافة التنظيمية الفصل الثاني:
37
الفصل الثالث :عالقة ثقافة المؤسسة ببعض المتغيرات التنظيمية
-1ثقافة المؤسسة والقيادة" :القيادة ىي فف التعامؿ مع اآلخريف عمى اختبلؼ أجناسيـ كثقافتيـ كديانتيـ
كأنماط سمككيـ ،كالقدرة عمى كسب احتراميـ كطاعتيـ كثقتيـ كتعاكنيـ ىذا جانب ،كلكف الجانب الميـ
اآلخر ىك أف القيادة عمـ ،عمى القائد فييا أف يمـ بعمـ اإلدارة بشكؿ خاص كقدر كبير مف العمكـ األخرل
كعمـ النفس كعمـ االجتماع كالقدرة عمى االستفادة منيا كتسخيرىا كتكظيفيا لفيـ اآلخريف كتكجيو سمككيـ
1
أك تعديمو لما فيو الصالح العاـ كتحقيؽ األىداؼ".
-1-1دور القيادة في تشكيل ثقافة المنظمة" :لقيـ العمؿ أىمية كبرل لممديريف بصكرة خاصة ،كذلؾ أف
فعالية المنظمة كتطكرىا يتكقؼ إلى حد كبير عمى القيـ التي يحمميا أعضائيا خاصة أكلئؾ الذيف
يتكاجدكف في قمة اليرـ التنظيمي ،إذ مف المتكقع أف يتعدل تأثير القيـ التي يحمميا المديركف ليؤثر عمى
قيـ كسمكؾ المرؤكسيف ،كما أف لقيـ المديريف أثر في رسـ المعالـ األساسية لسمككيـ ،حيث تضع أماميـ
الخطكط العريضة التي يتكجب عمييـ إتباعيا عند ممارستيـ لمعمؿ اإلدارم كاتخاذىـ لق ارراتيـ ،ككضع
2
األىداؼ كالسياسات ككسائؿ تحقيقيا".
" إف القيـ كالمثاليات كالمعايير كالتقاليد السائدة في أم المنظمة تمتد جذكرىا بصكرة عامة إلى
الريادييف المؤسسيف فيؤالء المؤسسيف بحكـ دكرىـ كقادة في مرحمة حساسة في مرحمة حياة المنظمة عادة
يحممكف رسالة /رؤية محددة لما يجب أف تككف عميو المنظمة ككيفية تحقيؽ ىذه الرسالة ،كيقكمكف
باستقطاب مجمكعة مف المديريف الذيف يشاطركنيـ قيميـ كاعتقاداتيـ ،كيبدكف استعداد لتنفيذ رسالتيـ
كيتبع ذلؾ اختيار العامميف المؤىميف ذكم القيـ كاالتجاىات التي تتكافؽ مع قيـ كاعتقادات المؤسسيف
3
كالمديريف كيبدأ بناء تاريخ جديد كثقافة جديدة".
"وإف أحد األدكار الرئيسية لمقائد بعبارة أخرل ىي كضع نغمة التنظيـ كانشاء ثقافتيا عمى ضكء
القيـ المشتركة كالمعتقدات التي تعيش بيا المنظمة كالمكظفكف ،كبمجرد تأسيس الثقافة فإنيا تزكد كؿ
المكظفيف بدليؿ مرشد ليـ أينما كانكا كأم ما كانكا يفعمكف فإنيـ سكؼ يككنكف قادريف عمى استخداـ القيـ
4
التي كصفكىا في ترشدىـ ،فبقيـ "الجكدة أكال" يككف كاضحا ليـ أم السمككيات التي تتبعيا منشأتيـ".
38
عالقة ثقافة المؤسسة ببعض المتغيرات التنظيمية الفصل الثالث:
-2-1القيادة الثقافية " :تحتاج عممية التطبيع التنظيمي كالتكيؼ االجتماعي الى كجكد قيادة كاعية تعمؿ
عمى تعزيز القيـ كالمعايير الثقافية السائدة داخؿ المؤسسة كاحتكاء قيـ المكظفيف الجدد كيطمؽ عمييا
القيادة الثقافية Cultural Leadershipكالتي تمعب دك ار ىاما في تغيير المعايير كالقيـ السائدة في
التنظيـ مف خبلؿ إدخاؿ ىذه القيـ مف البيئة الخارجية إلى البيئة الداخمية ،كتستمزـ ىذه العممية تدعيـ
قنكات االتصاؿ داخؿ المؤسسة كالقائد الثقافي يستخدـ الرمكز لمتأثير عمى ثقافة المؤسسة في مجاليف
مختمفيف ىما:
-تحديد رؤية كاضحة لممؤسسة كثقافتيا التي تتناسب مع قيـ كمعتقدات المكظفيف الجدد،
-تشجيع األنشطة اليكمية التي تعزز ىذه الرؤية بحيث يتأكد المدير مف أف إجراءات العمؿ كنظـ اإلثابة
1
كالعقاب تتبلءـ مع قيـ المؤسسة".
"يتمثؿ العائؽ األكبر أماـ التغيير الثقافي بالفجكة بيف ما يزعـ القادة أنيـ يقدركنو كما يقدركنو
بالفعؿ ،إذ ال يمكف إغراء طاقـ المؤسسة بشعار "الثقافة التشاركية" الذم يرفعو القادة في الكقت الذم
يحرص فيو ىؤالء القادة في اجتماعاتيـ عمى المحاضرات كاإلعبلنات كاطبلؽ التحذيرات كىكذا فإف
2
الثقافة الخبلقة تصطدـ بممارسة التحفظ كالم ازعـ حكؿ ثقافة التكقعات العالية".
ويمكن لمقيادة أن تعمل عمى تعزيز ثقافة المؤسسة وذلك ب:
" تنمية أك تغيير القيـ كالمعتقدات :عندما ال تككف القيـ راسخة عف العمؿ يمجأ القائد إلى تنميتيا
كيمكف تقصيره باستخداـ جرعات مكثفة مف التكعية ضمف برنامج محدد قد يستغرؽ كقتا طكيبل،
3
كالتأثير".
" زيادة اإلحساس باالنتماء لممؤسسة.
زيادة الشعكر بالرضا كتحقيؽ الذات مف خبلؿ المشاركة.
تقبؿ قيـ كأفكار اآلخريف.
الحصكؿ عمى رعاية اآلخريف.
4
إقامة عبلقات اجتماعية مع اآلخريف".
شبؿ بدراف الغريب كآخركف :الثقافة المدرسية ،دار الفكر ،األردف ،ط ،2004 ،1ص .126 1
دكغبلس ريفز ،ترجمة :ماجد حرب :قيادة التغيير في المدارس ،دار كائؿ لمنشر ،ط ،.2011 ،1ص .53 2
-3محمد حسف محمد حمادات :وظائف وقضايا معاصرة في اإلدارة التربوية ،مرجع سابؽ ،ص .327
-4شبؿ بدراف الغريب كآخركف :مرجع سابؽ ،ص.187
39
عالقة ثقافة المؤسسة ببعض المتغيرات التنظيمية الفصل الثالث:
-3-1الممارسات القيادية في الدول النامية ..." :أنماط القادة في الدكؿ النامية فعادة ما تككف تسمطية،
حيث تعطي أىمية كبيرة لحماية نفكذ بعض المسؤكليف ،فتتغمب المنفعة الخاصة عمى المنفعة العامة كؿ
ذلؾ يؤدم إلى كثرة االجتماعات العقيمة كطغياف المناقشات البيزنطية ،كاصدار ق اررات تعسفية ،كىك ما
يؤدم إلى بقاء غالبية تمؾ الق اررات حب ار عمى كرؽ لككنيا لـ تعتمد طرقا ديمقراطية شفافة مبنية عمى
أسس عممية كمنطقية بمشاركة أىؿ العمـ كالخبرة .كىكذا بقيت القيادة في الدكؿ النامية تعاني مف التيميش
1
كاإلىماؿ كىك ما يساىـ في تعزيز التخمؼ بيذه الدكؿ".
-4-1تأثير القيادة عمى ثقافة الجماعـــــــة" :إف الثقافة التي تنمييا الجماعة تؤثر تأثي ار بالغا عمى درجة
انجاز أىداؼ الجماعة كاشباع احتياجات أعضائيا النفسية كاالجتماعية ،فالثقافة التي تؤكد عمى القيـ
كحؽ تقرير المصير كالمساكاة ،كالحرية ،كتقبؿ كجيات النظر المخالفة ،إتاحة الفرصة لآلخريف تساعد
بدرجة كبيرة في تحقيؽ أىداؼ أعضاء الجماعة كالجماعة ككؿ .كقد أشار Toselandك Rivasإلى
مجمكعة مف القكاعد التي ينبغي عمى القائد االىتماـ بيا حيث أنيا تساعد في بناء ثقافة ايجابية كفاعمة
داخؿ الجماعة منيا:
إف ثقافة الجماعة تتككف مف خميط مف القيـ كالمبادئ كالعادات التي يجمبيا األعضاء إلى
الجماعة ،كليذا فإف عمى القائد مساعدة األعضاء في معرفة كاختيار كمقارنة كاحتراـ قيـ كعادات بعضيـ
بعضا.
إف ثقافة الجماعة تتأثر أيضا بقيـ المؤسسة كالمجتمع المحمي كالمجتمع الكبير كليذا فإف عمى
القائد مساعدة أعضاء الجماعة في تحديد كتفيـ ىذه القيـ خاصة المؤثرة في العمؿ الجماعي.
إف أعضاء ال جماعة كالقائد يمكف أف يككف لدييـ صكر نمطية معينة تتداخؿ كتؤثر في قدرة
أعضاء الجماعة عمى التفاعؿ فيما بينيـ ،كليذا ينبغي عمى القائد معرفة ىذه الصكر النمطية كالحد مف
تأثيرىا السمبي عمى العمؿ الجماعي.
إف اختبلؼ القيـ يمكف أف يؤدم إلى ضعؼ تماسؾ الجماعة أك انفصاليا ،كليذا فإف القائد
مطالب بالتدخؿ لحؿ الخبلفات الناشئة بسبب اختبلؼ القيـ كمحاكلة التكسط لمكصكؿ إلى أرضية مشتركة
بيف أعضاء الجماعة.
-1بكفمجة غيات :مبادئ التسيير البشري ،دار الغرب لمنشر كالتكزيع ،كىراف ،الجزائر ،ط ،2008 ،3ص .87
40
عالقة ثقافة المؤسسة ببعض المتغيرات التنظيمية الفصل الثالث:
إف ثقافة الجماعة يمكف أف تككف أداة مؤثرة كفاعمة في قيـ األعضاء ،كليذا فإف عمى القائد أف
1
يؤكد عمى قيـ ىامة كالحرية كالمساكاة كاالحتراـ كالتقبؿ كحؽ تقرير المصير".
-5-1الثقافة والقيادة اإلستراتيجية ":تستحدث الثقافة التنظيمية بكاسطة القيادة اإلستراتيجية التي يكفرىا
مؤسس المنظمة كادارتيا العميا ،كيعتبر دكر المؤسس عمى جانب كبير مف األىمية كخاصة في تحديد
الثقافة .حيث أف المؤسس يفرض بصماتو كقيمو كنمطو اإلدارم عمى المنظمة كعؿ سبيؿ المثاؿ لقد
استمر تأثير الدكر المحافظ ؿ "كانت ديزني "Walt Disneyعمى الشركة التي أسسيا حتى إلى ما بعد
كفاتو .ككاف المديركف يخشكف تجربة صيغ كأنماط جديدة مف كسائؿ الترفيو بسبب خكفيـ مف أف ذلؾ قد
ال يركؽ كالت ديزني ،كلقد اقتضى األمر تعييف فريؽ إدارة جديد تحت قيادة "مايكؿ ايزنر" Michael
Eisnerلبللتفاؼ حكؿ أفكار الشركة ،بما يتيح ليا التعامؿ مع حقائؽ ككاقع صناعة الترفيو الجديدة.
كلقد انتقؿ نمط القيادة الذم أرساه المؤسس إلى مديرم الشركة كمع نمك الشركة ،فإنيا جذبت
كبشكؿ نمكذجي مديريف كمكظفيف يتشارككف نفس القيـ ،بؿ األكثر مف ذلؾ فإف أعضاء التنظيـ يتـ
استئجارىـ كاختيارىـ بشكؿ نمكذجي فقط ألنيـ يتشارككف نفس القيـ ،كىكذا أصبحت قيـ الشركة أكثر
تفردا ،ألف أعضائيا قد أصبحكا أكثر تشابيا .
إف قكة كفاعمية تمؾ القيـ كىذه الثقافة المشتركة تتمثؿ في رفع معدالت التكامؿ كتحسيف التنسيؽ
بيف أعضاء التنظيـ كعمى سبيؿ المثاؿ نجد أف المغة المشتركة التي تسكد المنظمة كتبرز فييا إنما يككف
كرائيا تشارؾ األفراد في نفس المعتقدات كالقيـ ،ىذه المغة تيسر كتسيؿ التعاكف بيف المديريف كبالمثؿ نجد
أف القكاعد كاإلجراءات كاإلشراؼ المباشر يككف أقؿ أىمية عندما تأخذ القكاعد السمككية كالقيـ مكانيا في
2
ضبط السمككيات كتحفيز المكظفيف".
"بمعنى أف تصبح الرقابة ذاتية كىذا ال يتأتى إال بكجكد قناعات معينة لدل المكظفيف ،ىذه
القناعات التي تتشكؿ بتشربيـ لمعظـ القيـ كاألعراؼ كالقكاعد السمككية لممؤسسة ،كالتي يمعب المؤسسيف
دك ار بار از في كضعيا كترسيخيا .كعندما يعتنؽ أعضاء التنظيـ القكاعد السمككية كالقيـ فإف ذلؾ يؤدم إلى
تفعيؿ التزاميـ نحك المنظمة كيحثيـ عمى إيجاد طرؽ كأساليب جديدة لمساعدتيا عمى إحراز النجاح ،كىذا
-صالح بف عبد اهلل أبك عبادة ،عبد المجيد بف طاش نيازم :أساسيات ممارسة طريقة العمل مع الجماعات ،مكتبة 1
41
عالقة ثقافة المؤسسة ببعض المتغيرات التنظيمية الفصل الثالث:
يعني أف المكظفيف مف المرجح أف يمزمكا أنفسيـ باألىداؼ التنظيمية ،أف يعممكا بنشاط لتطكير ميارات
جديدة لتحقيؽ تمؾ األىداؼ" 1 .كمف ثـ انتمائيـ ككالئيـ لسياسات كأىداؼ المؤسسة.
-2ثقافة المؤسسة والتغيير التنظيمي" :التغيير التنظيم ػػي ىك عممية إدخاؿ كتحسيف أك تطكير المنظمات
بحيث تككف مختمفة عف كضعيا الحالي ،كبحيث تتمكف مف تحقيؽ أىدافيا بشكؿ أفضؿ .وىك عممية
تغيير مممكس في النمط السمككي لمعامميف كاحداث تغيير جذرم في السمكؾ التنظيمي ليتكافؽ مع
متطمبات كمناخ كبيئة التنظيـ الداخمية كالخارجية.
إف إدراؾ التغييرات كالتعامؿ معيا كالنظر إلييا نظرة متكاممة تعد مف الميمة التي تتطمب أحيانا
إعادة تنظيـ المنظمات كادارتيا كاجراء التغييرات التنظيمية فييا حتى تتمكف مف التكيؼ مع البيئة
كالتخمص مف الحاالت الصعبة التي تعترض مسيرتيا ،كلما كانت حياة المنظمة كبقائيا يعتمداف عمى
قدرتيا عمى التكائـ مع بيئتيا ك التغيرات الحاصمة فييا فإف القياـ بعممية التغيير التنظيمي المستمر يعتبر
2
مف أىـ أىداؼ أم مؤسسة تسعى إلى البقاء ك المنافسة".
يعد التغيير التنظيمي الجكىرم كالمخطط ىك التغيير الذم يتناكؿ ىيكؿ التنظيـ الرسمي كالجكانب
السمككية كالتكنكلكجية في بعض جكانب المؤسسة أك كميا ،فيمكف أف يشمؿ التغيير طرؽ العمؿ أك
سمككيات األفراد العامميف .كيتخذ صك ار مختمفة منيا :التغيير عمى مستكل التفاعؿ بيف االدارة كالعامميف،
التغير في نمط العمؿ الفردم ،التغيير في العبلقات الشخصية.
كلقد زاد االىتماـ بدكر ثقافة المؤسسة في دعـ النجاح التنظيمي ككعامؿ محدد لنجاح أك فشؿ
عمميات التغيير ،كقد تـ تحديد بعض األبعاد الرئيسية التي تساعد عمى إحداث التغيير كىي:
القيم :كتتضمف المعتقدات التي تكمؿ في قمب الثقافة المشتركة ،كينبغي تدعيـ ىذه المعتقدات
بشكؿ كاضح كتشجيع عممية التكحد مع الثقافة السائدة داخؿ المؤسسة.
الطقوس والمراسيم :كىي أساس التفاعؿ الرمزم بيف األفراد حيث تكضح تكقعاتيـ التي تحمميا
المؤسسة ليـ ،كما تتكقعو منيـ.
شبكة اجتماعية :كىي نظاـ االتصاؿ غير الرسمي أك ما يعرؼ بالشكؿ اليرمي الخفي لمسمطة في
المؤسسة ،كمف ثـ فإنو يشبع الحاجات االجتماعية لؤلفراد العامميف.
.2006
42
عالقة ثقافة المؤسسة ببعض المتغيرات التنظيمية الفصل الثالث:
األبطال :كىـ األشخاص الذيف يجسدكف القيـ بما يحممكف مف قيـ ثقافية ك نماذج لؤلدكار التي
يقكمكف بيا في المؤسسة.
-1-2تغيير ثقافة المنظمـــــــة :ىناؾ القميؿ مف الكتاب الذيف يركف أف ثقافة المنظمة غير قابمة لمتغيير،
حيث أف الكثيريف يعتقدكف بإمكانية تغيير كتعديؿ ثقافة المنظمة كالسؤاؿ الذم يبرز ىنا :ماىي الظركؼ
الظركرية لتغيير الثقافة كالتي تسيؿ عممية التغيير؟ كمف بيف العكامؿ المكقفية الكاجب تكافرىا لتغيير ثقافة
1
المنظمة ىي:
تغيير قادة المنظمة البارزين :عمى أف يتكافر لدل القادة الجدد رؤية بديمة كاضحة لما يجب أف تككف
عميو المنظمة.
مرحمة دورة حياة المنظمة :مرحمة انتقاؿ المنظمة إلى النمك/التكسع ،ككذلؾ دخكؿ المنظمة مرحمة
االنحدار Declineتعتبراف مرحمتاف تشجعاف عمى تغير الثقافة.
عمر المنظمـــــة :تككف ثقافة المنظمة أكثر قابمية لمتغيير في المنظمات صغيرة السف ،بغض النظر
عف مرحمة دكرة حياتنا.
حجم المنظمـــــة :مف السيؿ تغيير ثقافة المنظمة في المنظمات صغيرة الحجـ.
قوة الثقافة الحالية :كمما زاد إجماع العامميف كشدة تمسكيـ بالثقافة زادت صعكبة تغيير الثقافة.
غياب ثقافات فرعية :إف كجكد ثقافات فرعية عديدة في المنظمة يزيد مف صعكبة تغيير الثقافة
األساسية ،كىذا األمر مرتبط بالحجـ فالمنظمات كبيرة الحجـ تقاكـ التغيير ألنيا تضـ عادة عدة ثقافات
فرعية.
فإذا ما كانت الظركؼ مبلئمة لتغيير ثقافة المنظمة ،فإنو يجب كضع إستراتيجية شاممة كمنسقة
النجاز ىذا التغيير بنجاح ،كيتضمف ذلؾ تفحص كتقييـ الثقافة الحالية ك مقارنة الثقافة الحالية بالكضع
المنشكد ،كتقييـ الفجكة بينيما لتقرير أم العناصر كاألبعاد الثقافية التي تحتاج إلى تغيير كمف ثـ النظر
في اإلجراءات المناسبة لمعالجة تمؾ الفجكة.
" يبدك أف كبل مف الثقافة التنظيمية كالتغيير التنظيمي قد ارتبطا بركابط قكية ال يمكف ألم الخبلص
منيا ،كتقع المناقشات السببية ليذه الرابطة في خط مستقيـ مفرد االتجاه كذلؾ يرجع لؤلسباب التالية:
أوال :ترتبط الثقافة كاألداء التنظيمي برابطة قكية لمغاية.
-1حسيف حريـ :السموك التنظيمي -سموك األفراد والجماعات في منظمات األعمال -دار حامد ،األردف ،ط،2009 ،1
ص .317
43
عالقة ثقافة المؤسسة ببعض المتغيرات التنظيمية الفصل الثالث:
ثانيا :مف اجؿ إدخاؿ تغيير في األداء التنظيمي...فانو البد مف االىتماـ أكال بييكؿ الثقافة التنظيمية.
1
ثالثا :إف المنشآت التي تتميز بالبلمركزية كتيتـ باألفراد ىي تمؾ المنشآت التي يكتب ليا النجاح".
-2-2التغيير الثقافــي" :ثمة العديد مف الدراسات التي أثبتت أف القائد حتى ينجح في التغيير عميو أف
يبدأ بالتغيير الثقافي ،كيرل "جكف ككتر" J.KOTTERكلجر راتجيبير 1995 H.ROTHGEBER
كىما مف ابرز الباحثيف في التغيير أف %90مف المنظمات كانت تتجاىؿ التغييرات ذات الصمة أك
تحاكؿ تعديميا عمى نحك ال يساعد عمى نجاحيا كقد أنفقت الكثير مف الكقت كالماؿ فكاف ما حققتو القميؿ
مف المكاسب كالكثير مف اإلحباط .كاذا كاف ىناؾ ما يجدر بنا أف نتعممو فيك أف تغيير السياسات مف
2
غير تغيير ثقافي يعني المزيد مف العبث كاإلحباط".
"ستتغير الثقافة التنظيمية مف خبلؿ أفعاؿ القادة ،فالكبلـ كالتصريحات ليست كافية كيشير ىايفتز
HEIFETZكلنسكي 2002 LINSKYإلى أف أكثر التحديات التي تكاجو التغييرات ىي تكييفة ،كاف
ىذه التحديات ال يمكف حميا مف خبلؿ شخص يقدـ إجابات مف برج عاؿ ،كانو مف غير تغيير في القيـ
3
ك االتجاىات كالسمككات ،لف يتمكف األفراد مف القفز التكييفي البلزـ لممعني في البيئة الجديدة".
"ككفقا لبيترز كترماف يعزل نجاح IBMمباشرة إلى تدعيـ ثقافة التنظيـ لبلبتكار كالرغبة في
التغيير ،حتى المنحرفيف تـ تنظيميـ في فرؽ كمشركعات عمؿ مراقبة بفمسفة إدارية مركزية قكية ...كحيث
4
أف الثقافات القكية ترفع مستكيات مقاكمة التغيير".
كلكي تنجح اإلدارة في التقميؿ مف مقاكمة العامميف لمتغيير التنظيمي يجب أف تستخدـ الكسائؿ
5
التالية:
تحقيؽ االتصاؿ الفعاؿ بيف اإلدارة كالعامميف عف طريؽ إشراؾ العامميف في إحداث التغيير في مراحمو
المختمفة مثؿ أخذ آرائيـ في التغييرات المقترحة ،الدراسات المبدئية ،إدراؾ التعديبلت كطرؽ التنفيذ كمدل
مكافقتيـ عمييا.
44
عالقة ثقافة المؤسسة ببعض المتغيرات التنظيمية الفصل الثالث:
يجب عمى اإلدارة أف تقكـ بتقديـ المعمكمات كالبيانات الكافية عف التغييرات المقترحة كاألسباب
كاألىداؼ التي تدعك إلى إحداثيا في المنظمة كآثارىا عمى المنظمة كالفرد.
يجب عمى اإلدارة إتباع األسمكب الديمقراطي أثناء مناقشة عممية التغيير عف طريؽ إعطاء الفرصة
لممثميف لمعماؿ إلبداء رأييـ ك مقترحاتيـ كمناقشتيا بصكرة أكثر مكضكعية ككاقعية ،كاختيار أصكبيا
كاإلجراءات كالطرؽ الكاجب إتباعيا إلحداث التغيير المراد تنفيذه بالمنظمة.
مشاركة العامميف في مناقشة إحداث التغيير يؤدم إلى إحداثو عمى أكمؿ كجو ،حيث أف المشاركة
تؤدم إلى تبصير العامميف بطبيعة إحداث التغيير كالفكائد التي تعكد عمييـ مما يزيؿ مف نفكسيـ الخكؼ
كمقاكمة التغيير كيككف دكرىـ أكثر فعالية كايجابية في إحداث التغيير.
-3الثقافة التنظيمية والجودة الشاممة :قبؿ التطرؽ لطبيعة العبلقة بيف المتغيريف البد مف تحديد بعض
المفاىيـ الضركرية لفيـ ىذه العبلقة.
أ -مفيوم إدارة الجودة الشاممة" :تعد إدارة الجكدة الشاممة فمسفة إدارية كأسمكب جديد في االعتقاد
كالعمؿ ،فاإليماف بالجكدة قكال كعمبل كفي كؿ مستكيات التنظيـ ككذا في مختمؼ العمميات المنجزة يقكد
نحك تطكير كترقية أداء كؿ فرد ككؿ قسـ أك مصمحة كادارة كبالتالي المؤسسة ككؿ .فحسب Hashmi
فإف إدارة الجكدة الشاممة عبارة عف :فمسفة إدارية تيدؼ إلى إدماج كؿ الكظائؼ :تسكيؽ ،تصميـ،
1
مالية ،ىندسة ،إنتاج ،خدمة الزبكف...الخ مف أجؿ تمبية حاجيات الزبكف كتحقيؽ أىدافو المنظمة".
ب-تعريف ثقافة الجـــودة :يعبر البعض عف ثقافة الج ػػكدة كما يمي:
-إف بناء ثقافة الجكدة يمثؿ الجيد الحقيقي الذم يضمف تكفير بنية تنظيمية مكاتية إلحداث التحسيف
المستمر في األداء.
-ثقافة الجكدة تعكس نمط العبلقات كالقيـ كالمعتقدات كاالفتراضات األساسية ك السمككية اإلنسانية
المرتبطة بالجكدة في المنظمة .كفي ىذا السياؽ يمكف التمييز بيف نكعيف مف ثقافة الجكدة:
-ثقافة جودة سمبية :كتتمثؿ في سيناريك إخفاء األخطاء فيذه الثقافة تقكـ عمى عادات ،قيـ معتقدات
كأنماط سمبية تؤثر سمبا عمى كفاءة األداء بالمؤسسة.
-ثقافة جودة ايجابية :كتتمثؿ في سيناريك تحمؿ المتاعب مف أجؿ إرضاء الزبكف ،حيث تبنى ىذه
-1عبد الفتاح بك خمخـ ،فييمة بديسي :دراسة استقصائية حكؿ إلماـ اإلطارات العميا في المؤسسة االقتصادية الجزائرية
بمبادئ إدارة الجكدة الشاممة كمعكقات العمؿ بيا ،مجمة العموم االقتصادية و عموم التسيير ،العدد ،7كمية العمكـ
االقتصادية ك عمكـ التسيير ،جامعة فرحات عباس ،سطيؼ ،2007 ،ص.111
45
عالقة ثقافة المؤسسة ببعض المتغيرات التنظيمية الفصل الثالث:
1
الثقافة عمى التكجو بالزبكف كالعمؿ عمى التخمص مف كؿ األخطاء التي تعرقؿ ىذا التكجو".
ج-ثقافة الخدمـــــــة" :إذ كاف ىناؾ معيار أك سمة معينة تعكس كتقيس ثقافة المنظمات الخدمية الناجحة،
فإف خدمة المستيمؾ بالتأكيد ىي ىذا المعيار أك ىذه القيمة أك عناصر خدمة المستيمؾ مثؿ مندكب البيع
كطريقة اىتمامو بالزبكف ،مسئكؿ المؼ ك التغميؼ كتسميـ البضاعة ،كمسئكلي االتصاؿ بالعمبلء كاتماـ
الصفقات البيعية ،فكؿ ىؤالء يؤثركف في بناء ثقافة المنظمة ،كما أف اإلجراءات البيركقراطية تعطي
انطباعا سيئا عف ثقافة الشركة كتجعؿ المنظمة في كضع ال يطاؽ كال يمكف احتمالو ،كجميع العناصر
السابقة االيجابية كالسمبية ميمة في تشكيؿ ثقافة الخدمة" 2 .كيكضح الجدكؿ التالي أىـ العناصر المككنة
لثقافة الخدمة:
الجدول ( :)02أىم العناصر المكونة لثقافة الخدمة
مثال الثقافة المشتركة
عندما تشجع المنظمة كتدعـ العامميف بيا نحك مقابمة احتياجات العمبلء
1ػ االىتمامات كالفيـ المشترؾ
بتكاليؼ مقبكلة تتحمميا المنظمة.
عندما يأكؿ المكظفكف في مطعـ أك كافتيريا كاحدة بالمنظمة. 2ػ األشياء المشتركة.
نحف نيدؼ إلى خمؽ منفعة ككالء 3ػ األمكاؿ المشتركة.
نحف نتعاكف جميعا في حؿ المشاكؿ الكبيرة لممستيمؾ. 4ػ األفعاؿ المشتركة.
إذا لـ تشعر بالرغبة في العمؿ بالمنظمة كالكالء ليا فمف نستطيع التكيؼ. 5ػ المشاعر المشتركة.
-1-3التغيرات التي يتطمبيا تطبيق الجودة الشاممة" :حتى تنجح المؤسسة في تطبيؽ برامج الجكدة
الشاممة البد مف أف تبني ثقافة تنظيمية تقكـ عمى الجكدة ،حيث تساعد الثقافة التنظيمية في تكجيو السمكؾ
اإلنساني داخؿ المنظمة كجية كاحدة مشتركة لدل الجميع ،كذلؾ بشرط أف تككف تمؾ الثقافة مفيكمة لدل
جميع العامميف بالمنظمة ،كاف يككف جميع العامميف قادريف عمى تطبيقيا كااللتزاـ بيا عند أدائيـ
ألعماليـ.
والثقافة التنظيمية التي يتطمبيا تطبيق الجودة الشاممة تتمثل في:
اإليماف بضركرة تحقيؽ رسالة المنظمة كأىدافيا.
اإليماف بضركرة المكاتفة كالصدؽ في كافة أنكاع االتصاالت التي تجرم داخؿ المنظمة.
46
عالقة ثقافة المؤسسة ببعض المتغيرات التنظيمية الفصل الثالث:
محمد الصيرفي :أساسيات ممارسة طريقة العمل مع الجماعات ،مكتبة العبيكات ،الرياض ،2000 ،ص ص-230 1
.231
47
عالقة ثقافة المؤسسة ببعض المتغيرات التنظيمية الفصل الثالث:
باإلجراءات المتعمقة بالرسميات أك التفصيؿ بصكرة كبيرة في التخطيط كالعمؿ كبالتالي تتجو الشركة إلى
الحرص عمى تطبيؽ اإلجراءات كليس عمى النتائج المطمكب تحقيقيا مف قبؿ الجميع.
د ـ االستثمار األفضل لمموارد البشرية :تعتبر ىذه الشركات أف االىتماـ بالعامميف في الشركة كضركرة
تزكيدىـ بالمعمكمات الكاممة عف الشركة مف حيث رسالتيا كاألنشطة التي تقكـ بيا كغير ذلؾ مما يجعؿ
العامميف يتحممكف المسؤكلية عف أداء مياميـ حيث تتكلد لدييـ ركح االلتزاـ بتحقيؽ األىداؼ كبالتالي
1
يساىـ ذلؾ في زيادة اإلنتاجية كبتحسيف العمميات اإلنتاجية كبشكؿ مستمر".
-3-3ثقافة خدمة العمـــالء" :مف بيف أىـ مقكمات كمؤثرات نجاح كفعالية المنظمات ىي خدمة العمبلء/
المستفيديف كاالستجابة لرغباتيـ كحاجاتيـ ،كتقديـ أفضؿ خدمة ممكنة كبأسرع ما يمكف كبأقؿ تكمفة،
فضماف كالء العميؿ باستمرار كاستقطاب عمبلء جدد...الخ ،ىذا يتطمب كجكد ثقافة تعزز كترسخ تقديـ
2
أفضؿ خدمة ممكنة لمعمبلء".
-4الثقافة وااللتزام التنظيمــــي" :يعتبر االلتزاـ التنظيمي أحد العناصر اليامة لتحقيؽ األىداؼ التي
تسعى إلييا المؤسسة ككسيمة فعالة لتحقيؽ االستقرار كاألمف الكظيفي لدل العامميف بيا حيث يساعد عمى
تطكير قدرات المؤسسة عمى البقاء كاالستقرار كالتكيؼ مع المتغيرات المختمفة ،كيتضمف االلتزاـ بمشاعر
األفراد تجاه المؤسسة التي يعممكف بيا ،حيث يعكس مدل تكحد األفراد مع مؤسستيـ كتعمقيـ بيا.
كتساعد ثقافة المؤس سة عمى تحقيؽ االلتزاـ التنظيمي إذا كانت تتضمف قيـ كمعتقدات ايجابية
بحيث يشعر الفرد بأف قيمو كأىدافو تتفؽ مع قيـ المؤسسة التي يعمؿ بيا كتتأثر عممية االلتزاـ بالمناخ
التنظيمي كالصحة التنظيمية كمدل سيادة جك مف األلفة داخؿ المؤسسة بحيث يشجع عمى التعاكف
كتحسيف األداء كيتيح الفرصة لمعامميف لممشاركة في عممية صنع القرار كتحديد أىداؼ المؤسسة.
كمف ىنا فاف الثقافة التنظيمية تعزز االلتزاـ الكظيفي كالشعكر باالنتماء لممؤسسة مف خبلؿ تشجيع
األفراد عمى:
تبني قيـ المؤسسة كأىدافيا.
االرتباط الكثيؽ بالمؤسسة كالسعي إلى تحسنيا.
العمؿ عمى تعزيز القيـ االيجابية داخميا.
-1قاسـ نايؼ عمكاف :إدارة الجودة الشاممة و متطمبات األيزو 2000ػ ،2001دار الثقافة لمنشر كالتكزيع ،األدرف،
،2005ص ص.168 -167
-2حسيف حريـ :مرجع سابؽ ،ص .323
48
عالقة ثقافة المؤسسة ببعض المتغيرات التنظيمية الفصل الثالث:
1
مساعدة إدارة المؤسسة عمى إحداث التغيير كالتطكير المطمكب".
-1-5االنضباط وااللتــــزام" :تؤثر ثقافة المؤسسة في درجة االنضباط كااللتزاـ التي يظيرىا أفراد
المؤسسة ،كيشير االنضباط إلى الدرجة التي يككف فييا أفراد المؤسسة مستعديف لبذؿ الجيكد كالكالء،
كاظيار انتمائيـ لممؤسسة لتحقيؽ أىدافيا ،أم ثقافة المؤسسة تخمؽ ظركفا في المؤسسة تؤدم إلى جعؿ
األفراد إما مستعديف أك غير مستعديف لبللتزاـ بأىداؼ المؤسسة أك حالة عامة مف الرضا أك عدـ الرضا.
كيمكف أف تؤدم ثقافة المؤسسة االيجابية القكية إلى دعـ استعداد األفراد إلعطاء قدر كبير مف
االلتزاـ كالكالء لممؤسسة أم أف الثقافة القكية كالكثيفة يمكف أف تمثؿ مصد ار لممزايا التنافسية لممؤسسة،
نظ ار ألنيا تعتبر مؤث ار قكيا تحفز السمكؾ المنتج الذم يساىـ في نجاح المؤسسة .كتستطيع الثقافة قيادة
المؤسسة إلى النجاح في األجؿ الطكيؿ عند تكفر ما يمي:
عندما تككف الثقافة ذات قيمة لدل العامميف بالمؤسسة كتؤدم إلى مخرجات متميزة تزيد مف القيمة
االستثمارية لممؤسسة ،كأف تؤدم ثقافة المؤسسة إلى رفع أعضائيا كتعميؽ حرصيـ عمى زيادة اإلنتاجية
كتخفيض التكاليؼ.
عندما تككف السمات الثقافية لممؤسسة قاصرة عمى أعضاء المؤسسة كحدىـ كاال تككف سائدة كمنتشرة
بنفس المستكل كالقكة بيف أعضاء المؤسسات األخرل المنافسة التي تعمؿ في نفس المجاؿ أك النشاط.
أف يصعب تقميد أك محاكاة ثقافة المؤسسة ،أك نقميا إلى المؤسسات األخرل المنافسة أك المحيطة بيا
2
كالعامة في نفس المجاؿ".
-5ثقافة المؤسسة واليوية التنظيمية " :تسعى المنظمات دائمان نحك التميز كصنع العبلمة المميزة ليا
عف جميع منافسييا كلف يككف ذلؾ ما لـ تتميز المنظمة بيكية خاصة بيا تجعميا أكثر فاعمية كذات أثر
بارز عمى المجتمع بشكؿ عاـ كعمى مكظفييا بشكؿ خاص ،مف أبرز األمثمة لممنظمات ذات اليكية
المميزة شركة " أبؿ "Appleفعمى الرغـ مف انتشارىا الكاسع في العالـ كتعدد فركعيا إال أف ليا ىكية
تنظيمية رائدة تتحدث نيابة عنيا حتى أصبح شعار التفاحة المقضكمة معيا انر لمجكدة في مجاؿ األجيزة
3
اإللكتركنية".
-1شبؿ بدراف الغريب ك آخركف :الثقافة المدرسية ،دار الفكر ،األردف ،ط ،2004 ،1ص .234
-2ربيعي ميمكد :مرجع سابؽ ،ص ص .80 -79
-3عبد اهلل البريدم :اليكية التنظيمية – كيؼ ينظر األفراد إلى منظماتيـ -مجمة التدريب والتقنية ،العدد ،96المؤسسة
العامة لمتدريب التقني كالميني ،الرياض.2007 ،
49
عالقة ثقافة المؤسسة ببعض المتغيرات التنظيمية الفصل الثالث:
"كيرل بعض الباحثيف أنو مف أجؿ أف تضيؼ اليكية التنظيمية قيمة اقتصادية لمشركة ،فعمى اليكية
أف يككف لدييا مضاميف محددة لمق اررات العممياتية كاالستراتيجية ،كفي الكاقع ،فإذا لـ يكف لدل اليكية
التنظيمية مثؿ ىذه المضاميف ،فيي عندئذ إما عمى األرجح بأنيا غير شائعة بشكؿ كاسع بيف مستخدمي
الشركة أك أنيا غير مناسبة لق اررات العمؿ التي تصدرىا الشركة.
كفي الكاقع فإف الجيكد إلعطاء فعالية لميكيات التنظيمية الضعيفة أك غير المبلئمة سكؼ تنقص
القيمة االقتصادية لمشركة .كالشركات ذات اليكية التنظيمية الكاضحة سكؼ تتجاكز في أدائيا الشركات
التي ليس ليا ىكية كاضحة ،كأف تأثر اليكية التنظيمية عمى القيمة االقتصادية لمشركة سكؼ يككف داؿ
1
عمى قكة اليكية التنظيمية كمحتكل اليكية التنظيمية".
"كالثقافة التنظيمية في نياية األمر تشكؿ ىكية ثقافية يحمميا أفرادىا ،كىذه األخيرة محصمة التفاعؿ
النفسي كاالجتماعي فكما ليا مركبات نفسية ليا مركبات اجتماعية ،فالفرد مف خبلؿ تطكره كنمكه يحاكؿ
االمتثاؿ إلى النماذج الثقافية في مجتمعو الف ىذا المجتمع ىك الذم سيتكفؿ بمشاكمو كصعكباتو،
كاستدخاؿ قيـ كمعايير المجمكعة ...فالثقافة التنظيمية تكسب الفرد العامؿ في مجاؿ زمني كمكاني معيف
ىكية ثقافية يتقمصيا كيظير مف خبلليا انتمائو ككالئو ليا مف خبلؿ سمككياتو كتصرفاتو ...فالثقافة
التنظيمية كاليكية الثقافية تكحد التصكرات بيف معظـ العامميف فييا مف خبلؿ نماذج معينة مف األفكار
كالمعتقدات يتـ استحضارىا ...فكعاء الثقافة التنظيمية كإطار مرجعي يكسب الفرد العامؿ ىكية ثقافية
خاصة تجعمو يعبر عنيا في مجاؿ عممو أك خارجو ككمما ظير ذلؾ في تصرفاتو كتصكراتو كمما دؿ ذلؾ
عمى قكة الثقافة التي ينتمي الييا كعمى مركنتيا كمدل فعاليتيا في االستجابة الى حاجات كرغبات الفرد
مف جية كأىداؼ المنظمة كتطمعاتيا مف جية ،ككمما تطابقت اىتمامات األفراد كاىتمامات المنظمة كمما
2
دؿ عمى تجانس كتكامؿ اليكية الثقافية في صياغة كعي مشترؾ كنماذج ثقافية مترابطة".
يربط "ساف سكليك" بيف اليكية االجتماعية كاليكية في مجاؿ العمؿ ،فيقكؿ في ذلؾ " يتأسس جانب
ميـ مف اليكية االجتماعية ،كتتككف شبكة مف العبلقات بيف األفراد في العمؿ كالمؤسسة ،لكف المؤسسات
-1ماجكيف شكلتز كآخركف ،ترجمة :رياض األبرش العبيكات :الشركة المعبرة – اليوية ،السمعة والعالمة التجارية -
األردف ،ط ،2004 ،1ص ص .71 – 70
-2عباس سمير :الثقافة التنظيمية واستراتيجية التغيير في المنظمات ،مخبر التطبيقات النفسية كالتربكية ،جامعة منتكرم،
.170-169 قسنطينة ،2012 ،ص ص
50
عالقة ثقافة المؤسسة ببعض المتغيرات التنظيمية الفصل الثالث:
تحاكؿ تقميص عدد العامميف كأصبحت مجاال خاصا باألجيزة كاآلالت ،كبذلؾ فيي تجعؿ مف الشباب
1
كالكبار كالمسنيف يفقدكف أعماليـ ،كبالتالي يفقدكف ىكياتيـ االجتماعية".
"...فاليكية المؤسساتية تقترح ما ىك مناسب كمشركع كذم جدكل كبالعكس فيي تحدد أيضا ما ىك غير
مناسب كغير شرعي كغير ذم جدكل ،فتأثير اليكية المؤسساتية إذف ىك في النياية تكافؽ أىداؼ األفراد
()2
مع أىداؼ المؤسسة".
كعميو فإف ثقافة التنظيمية تؤثر في ىكية العامميف ،كتدعـ التزاميـ كتشعرىـ بالمسؤكلية كترشد
سمككيـ ،كبالتالي يمكف كصؼ العبلقة بيف اليكية كالثقافة التنظيمية بأنيا عبلقة سببية ( سبب -نتيجة )
فالثقافة التنظيمية سبب في كجكد اليكية التنظيمية ،كانطبلقا مف قراءتنا لكاقع ثقافة المؤسسة الجزائرية
يمكننا التنبؤ بمبلمح اليكية التنظيمية لتمؾ المؤسسة ،فكمما كانت اليكية قكية دؿ ذلؾ عمى قكة الثقافة.
-6عالقة ثقافة المؤسسة بثقافة المجتمع:
" تعد الثقافة التنظيمية ألم مؤسسة انعكاسا لثقافة المجتمع الذم تنشط فيو فيي تستعير سماتيا
الثقافية مف المحيط الذم تعيش فيو كىك ما ذىب إليو عالـ اإلدارة الياباني *وليام أوشي* الذم يرل بأف
التقاليد الراسخة كمعطيات البيئة ىي التي تشكؿ قكاـ الثقافة اإلدارية ،فأم فرد قبؿ أف يمتحؽ بالمنظمة قد
خضع لتأثيرات متعددة مف قبؿ ثقافة المجتمع الذم ينتمي إليو سكاء كانت العائمة أك الجماعة أك البمد أك
نظاـ التعميـ أك مختمؼ التنظيمات االجتماعية التي يعيش في كسطيا كىذا ما يجعؿ الممارسات الفعمية
في المنظمات كالسمككيات التي تصدر عف العامميف فييا سكاء كانكا مف أفراد المجتمع أك مف الكافديف إليو
ما ىي في الحقيقة إال إفراز لمخصائص االجتماعية كالثقافية كالسمككية لمبيئة التي يعيشكف فييا كيشكمكف
جزء مف كيانيا االجتماعي.
...كعميو فإف التنسيؽ بيف ثقافة المنظمة كثقافة المجتمع أصبح مطمبا ضركريا لنجاح المنظمة
كاستمرارىا ككؿ خركج عف القيـ كالمعتقدات التي يؤمف بيا األفراد كيتفؽ عمييا المجتمع يشكؿ خط ار كبي ار
عمى المنظمة كسببا رئيسيا إلغبلقيا كايقافيا عف النشاط ،كمنو فمكانة البعد الثقافي في إدارة المنظمات
كتسيير األفراد تحكؿ إلى متغير رئيسي كسببا في نجاح الكثير منيا بعد أف كاف ينظر إلى المنظمة عمى
1
-Jean Michel Saussois : Les Organisations, Sciences Humaines Edition, Paris, 2012, p391.
-2ماجكيف شكلتز كآخركف ،ترجمة :رياض األبرش العبيكات :الشركة المعبرة – اليوية ،السمعة والعالمة التجارية -
األردف ،ط ،2004 ،1ص ص .70 – 69
51
عالقة ثقافة المؤسسة ببعض المتغيرات التنظيمية الفصل الثالث:
أنيا مككنة مف بعديف بعد مادم تقني كبعد بشرم فظيرت فمسفة إدارية جديدة تعتمد عمى دراسة القيـ
1
كالبعد الثقافي في المنظمات".
"ف المنظمات مثؿ الناس متشابية كمختمفة في نفس الكقت ككؿ منيا متميزة عف األخرل ،كتقكـ كؿ
منظمة بتطكير ثقافتيا الخاصة بيا مف خبلؿ تاريخيا كفمسفتيا كأنماط اتصاالتيا كنظـ العمؿ كاجراءاتيا
كعممياتيا في القيادة كاتخاذ الق اررات كقصصيا كحكايتيا كقيميا كاعتقاداتيا كحيث أف المنظمة تتأثر
بالثقافة السائدة في المجتمع ،فإف ذلؾ يجعؿ المنظمات المختمفة التي تعمؿ في نفس البيئة االجتماعية
تتشابو أيضا في بعض جكانب كأبعاد ثقافتيا ،كلك أخذنا منظمتيف تعمبلف في نفس البيئة االجتماعية نجد
أف ثقافتيا ليستا مختمفتيف أك متطابقتاف تماـ ،كمع مركر الزمف يصبح لكؿ منظمة ثقافتيا التي يدركيا
العاممكف فييا كالجميكر الخارجي.
كمف ناحية أخرل ال يكجد في أم مجتمع ثقافة كاحدة ،ككذلؾ بالنسبة لثقافة المنظمة إذ نجد ىناؾ
ثقافة سائدة-مييمنة Dominant Cultureكىي مجمكعة قيـ رئيسية يشترؾ فييا غالبية أعضاء
المنظمة ،كىناؾ أيضا ثقافات فرعية Subculturesلكحدات أك مجمكعات كظيفية(مثؿ الميندسيف
كالمحاسبيف...الخ) كقد يعتقد البعض أف الثقافات الفرعية في المنظمة يمكف أف تضعؼ المنظمة إذا كانت
2
تتعارض مع الثقافة المييمنة كاألىداؼ العامة المنظمة.
كسنكضح مف خبلؿ الشكؿ المكالي العبلقة بيف الثقافة المجتمعية كثقافة المنظمة.
52
عالقة ثقافة المؤسسة ببعض المتغيرات التنظيمية الفصل الثالث:
التطكير االجتماعي
"فاألفراد يحممكف ثقافاتيـ المجتمعية لممؤسسة كالتي تتمثؿ في القيـ كالعادات كالمغة كمف ناحية
أخرل فإف الثقافة التنظيمية (كىي مجمكع أك نتاج لكؿ الثقافات المجتمعة داخؿ المؤسسة) تؤثر بدكرىا في
قيـ كاتجاىات كافتراضات كتكقعات األفراد.
"لذلؾ فإنو يمكف لمزيج الثقافة المجتمعية كالثقافة التنظيمية تككيف ديناميكية مثيرة لبلىتماـ في
الشركات متعددة الجنسية ،فمثبل قد تشمؿ القكل العاممة في أم شركة مف الشركات متعددة الجنسية مثؿ
جنرال إلكتريك أك شركة لصناعة كتجمع السيارات أفرادا مف جنسيات متعددة ،مما قد يحدث صدمات
ثقافية نتيج ة الختبلفات الجنسيات في ثقافتيا كفي قيميا كأفكارىا كاتجاىاتيا كاستجابتيا كتفسيراتيا
المختمفة لنفس الحدث ،فبالرغـ مف العمؿ في نفس الشركة كفي نفس الثقافة التنظيمية إال أف العامؿ
المصرم كالعامؿ اإلنجميزم أك األمريكي يككف لديو اتجاىات مختمفة تجاه الكقت ،كالتدرج في المستكيات
اإلدارية كاالتصاؿ كيرجع ىذا إلى ككنيـ نتاج ثقافات مجتمعية مختمفة .كعمى المستكل التنظيمي فإنو عند
إدارة األفراد في المنظمات يجب أف تأخذ الثقافة التنظيمية ككذا المجتمعية بعيف االعتبار الف تجاىؿ
1
تأثير ىذيف النكعيف مف الثقافات يؤدم إلى أخطار جسيمة في تفسير سمكؾ األفراد".
-1زاىد محمد ديرم :السموك التنظيمي ،دار المسيرة لمنشر كالتكزيع كالطباعة ،عماف ،األردف ،ط ،2011 ،1ص ص
.117-116
53
عالقة ثقافة المؤسسة ببعض المتغيرات التنظيمية الفصل الثالث:
"كلكي نفيـ ثقافة المنظمة البد أف نفيـ ثقافة المجتمع أيضا كالمنظمات ما ىي إال دكائر صغيرة
تعمؿ بداخؿ الدائرة الكبيرة المتمثمة في المجتمع.
ػفاليابانيون يمنحكف أركاحيـ كأجسادىـ لممنظمة ،كمف خبلليا يمر كؿ شيء أساسي في حياتيـ كتككف
طريقة ارتباطيـ بالمنظمة عمى أساس إقطاعي عائمي.
ػ أما األمريكيون فإنيـ ينظركف لممنظمة كمكاف لتحقيؽ الذات كالتنفيس عف الطاقات كالقدرات الكامنة
كالتنافس مع األعضاء اآلخريف في المنظمة كمف ثـ فالمنظمة مكاف لتحقيؽ النجاح أك الفشؿ.
ػ أما األوروبيون فيركف أف المنظمة مكاف لكسب العيش ،كتحقيؽ الطمكحات الشخصية يتـ في مكاف
آخر.
ػ أما البيئة العربية فيرل فييا الفرد المنظمة كأداة لتكزيع الدخؿ عمى األسرة ككسيمة لمحماية كاألماف،
1
كىي كسيمة أيضا لمحصكؿ عؿ نتائج شخصية ،كالعمؿ في المنظمة يتسـ بالركتينية كالبيركقراطية".
-1إدارة الثقافة التنظيمية في بيئة األعمال الدولية" :تككف السياسات ذات أىمية خاصة في المنشآت
متعددة الجنسيات كحيث تككف االتصاالت بيف المركز الرئيسي كالفركع مقيدة نسبيا في المنشآت متعددة
الجنسيات فإف االستثمارات كالمخاطر تميؿ إلى أف تككف اكبر ،كىناؾ مخاطرة اكبر مف كجكد فرع ما
يككف بعيدا عف متناكؿ الرقابة.
كدرجة تنميط المنتجات ىي أحد السياسات العامة التي يتعيف عمييا كضعيا ،فعمى سبيؿ المثاؿ
تتبع شركة كوكاكوال سياسة صارمة بتكحيد منتجاتيا في كؿ أنحاء العالـ كعمى العكس تسمح شركة "آن
ليفر" لشركاتيا العاممة بتعديؿ منتجات الغذاء (الشكربة) لتتبلءـ مع األذكاؽ المحببة كاالحتياجات في
2
الدكؿ التي تعمؿ بيا".
" إف استغبلؿ التشابو بيف الدكؿ بالنسبة لمشركات العالمية يمثؿ ضركرة لتسييؿ انجاز األعماؿ
كطبيعة تكفير الكثير مف التكاليؼ المرتبطة بإنجاز مختمؼ كظائؼ الشركة (التسكيؽ اإلنتاج ،المكارد
البشرية...الخ) ،كما يجب عمى المدير الدكلي أف يتكافر لديو معمكمات كافية عف العمالة المحمية كطبيعة
-1عبد اهلل بف عبد الكريـ بف أحمد السالـ :أىمية فيـ االختبلفات الثقافية في بيئة العمؿ ،مؤتمر إدارة الموارد البشرية
ودورىا في التطوير اإلداري ،المنظمة العربية لمتنمية اإلدارية ،مصر ،2010 ،ص .52
جارم ديسمر :مرجع سابؽ ،ص .465 2
54
عالقة ثقافة المؤسسة ببعض المتغيرات التنظيمية الفصل الثالث:
الثقافة المؤثرة عمى سمككيا حتى يستطيع تحقيؽ التفاعؿ كالتكافؽ الجيد بيف ثقافة شركتو كثقافة الدكلة
1
المضيفة في ىذا الخصكص".
"بنفس االتجاه يحتاج المدير الدكلي إلى تحديد قبكؿ التغيير في الثقافة التقميدية السائدة ،كأيف تكجد
مقاكمات التغيير في داخؿ المنظمة كفي خارجيا ،كفي مداخؿ التعامؿ الصحيح مع ىذه المقاكمات
لتحديدىا كالتقميؿ مف آثارىا السمبية عمى تطبيؽ إستراتيجية المنظمة.
كمف الدراسات الميمة التي تناكلت مكضكع إدارة الثقافة التنظيمية في بيئة األعماؿ الدكلية ،كفي
التعامؿ مع الثقافات المتعددة ،الدراسة التي قدميا Hofsted Geertكالتي جاءت نتيجة بيانات استبياف
شمؿ 160.000عامؿ في شركة IBMكممف يعممكف في خمسيف بمد ،تضمف االستبياف 150سؤاال
لكف الباحث كجد أف مف بيف كؿ ىذه األسئمة يكجد 32سؤاؿ تعكس الفكارؽ الجكىرية بيف البمداف التي
شممتيا الدراسة .كتمثمت ىذه الفكارؽ بأبعاد أربعة ىي :بعد السمطة ،تجنب عدم التأكد ،الفردية،
2
الرجولية".
"وتعد دراسة Hofsted 1984بحؽ مف أىـ الدراسات التي سعت نحك كضع إطار متكامؿ لتحديد
األبعاد أك العناصر الثقافية التي يحتمؿ أف يتبايف األفراد بشأنيا ،كقد أعد الباحث عشريف نمكذجا مف
نماذج قائمة استقصاء استخدمت ليذا الغرض ،كؿ نمكذج منيا مكتكب بمغة مختمفة .كفي البداية حدد
الباحث أربعة أبعاد ذات صمة بقيـ العمؿ تحدد تبايف األفراد أك الثقافات حكليا ،غير أنو في دراسة تالية
بالتعاكف مع باحث أخر تـ إضافة بعد ثقافي خامس ذم صمة كبيرة بالثقافات الشرقية مما رفع األبعاد
الثقافية المدركسة في النياية إلى خمسة أبعاد.
كتشير ىذه الدراسة إلى تبايف كاضح في ثقافات الشعكب حكؿ ىذه األبعاد الخمسة كىي:
مدل تقبؿ المجتمع لتكزيع غير متساكم لمقكة كالنفكذ بيف أفراده.
مدل تكجو األفراد نحك الذككرة مقابؿ األنثكية.
مدل تقبؿ األفراد لممخاطرة كعدـ التأكد.
مدل التكجو نحك الفردية مقابؿ الجماعية.
مدل التكجو بالحاضر في مقابؿ التكجو بالمستقبؿ.
كسيأتي تفصيؿ األبعاد الخمسة كما يمي:
-عبد السبلـ أبك قحؼ :إدارة األعمال الدولية ،الدار الجامعية ،القاىرة ،2006 ،ص .177 1
55
عالقة ثقافة المؤسسة ببعض المتغيرات التنظيمية الفصل الثالث:
أ-تقبل التوزيع غير المتساوي لمقوة والنفوذ :يعكس ىذا البعد فكرة تقبؿ فجكة القكة كالنفكذ كالتي تقيس
مدل تسميـ أك تقبؿ أعضاء مجتمع ما لتكزيع غير متساكم لمقكة بيف أفراده ،كيتضمف ذلؾ تحديد الذيف
مف حقيـ تممؾ القكة أك النفكذ األكبر كالذيف ىـ دكف ذلؾ ،كبالنسبة لتقبؿ فجكة القكة أك النفكذ .تشير
دراسة Hofsted 1984إلى أف الدانمرؾ كنيكزلندا كالنمسا كاسرائيؿ مف أكثر الدكؿ ميبل نحك عدـ تقبؿ
ىذه الفجكة .كتعد الفمبيف كفنزكيبل كالمكسيؾ مف أكثر الدكؿ تقببل ليا كمف بيف األربعيف دكلة مكضع
المسح الميداني احتمت كندا كالكاليات المتحدة المركزيف 14ك 16عمى التكالي في مجمكعة مف 21دكلة أك
ثقافة تميؿ نحك تضييؽ فجكة القكة كالنفكذ بيف أفرادىا.
ب-تجنب المخاطرة وظروف عدم التأكد :يشير ىذا البعد إلى مدل شعكر األفراد بعدـ االرتياح لممكاقؼ
الغامضة أك المخاطرة كعدـ التأكد ك النفكر منيا.كطبقا لمدراسة المذككرة تقع الياباف كاليكناف كالبرتغاؿ في
مجمكعة الدكؿ المتجنبة لممخاطرة كعدـ التأكد ،بينما صنفت دكؿ مثؿ سنغافكرة كالدا نمارؾ كالسكيد في
المجمكعة المقابمة ،كقد حققت كندا ك الكاليات المتحدة معدليف أقؿ نمف المتكسط في تجنب عدـ التأكد
حيث احتمتا المركزيف التاسع كالعاشر عمى التكالي مف بيف األربعيف دكلة مكضع الدراسة.
ج-الذكورة مقابل األنثوية :يشير مفيكـ الذككرة إلى تفصيؿ أك ميؿ أك تكجو مجتمع ما نحك االستخداـ
العضمي ك القكة الجسدية لحيازة الثركة ك االستحكاذ عمى كافة الماديات الحياتية األخرل ،كذلؾ مقابؿ
مفيكـ األنثكية الذم يميؿ نحك تفضيؿ العبلقات االجتماعية المتسامحة كالمكدة كالميكنة كالتبلطؼ بيف
الناس مع ضركرة التركيز كاالىتماـ بجكدة الحياة اإلنسانية ذاتيا ،كتعد الياباف طبقا لمدراسة أكثر
المجتمعات تكجيا نحك الذككرة ،تمييا النمسا ثـ المكسيؾ ثـ فنزكيبل ،كتعتبر الدكؿ اإلسكندنافية أكثر
الدكؿ ميبل نحك الثقافة األنثكية ،كقد صنفت كندا كالكاليات المتحدة في مجمكعة الثقافات ذات الثقافة
1
الذككرة ،كاف كانتا بمعدليف مختمفيف".
"كيشير بعد تناسب قيـ المجتمع مع الرجؿ/المرأة إلى مدل إنجاز القيـ المكجكدة في بيئة ثقافية
معينة إلى الرجؿ كالمرأة ،فعندما يحدد المجتمع كيميز بصكرة كاضحة كقاطعة بيف أنظمة الرجؿ كالمرأة
فإف ىذا المجتمع يسمى مجتمع الرجؿ Masculinityكيككف االىتماـ بالجكانب المادية لمعمؿ
،Materialismأما عندما تككف القيـ منصبة عمى االىتماـ بالنكاحي اإلنسانية في العمؿ كتقديـ
الخدمات كالرعاية لآلخريف فإف ىذا يسمى مجتمع المرأة ،كىنا تقكـ المرأة بأدكار مختمفة عف أدكار الرجؿ،
-عبد الناصر محمد عمى حمكدة :إدارة التنوع الثقافي في الموارد البشرية ،المنظمة العربية لمتنمية اإلدارية ،مصر، 1
56
عالقة ثقافة المؤسسة ببعض المتغيرات التنظيمية الفصل الثالث:
كأف يتخصص الرجؿ في األعماؿ الجادة التي تحتاج إلى قدرات عالية ،كتخصص المرأة في العمؿ في
1
السكرتارية كالتدريس أم في مجاؿ الخدمات".
د-الفردية مقابل الجماعية" :يعكس التكجو نحك الفردية تركز اىتمامات أفراد مجتمع ما أك تحمقيا حكؿ
ذكاتيا كحكؿ عائبلتيا كأقربائيا كذكم الصمة القكية ،كتعكس الفردية طيفا متدرجا في الغالب مف األنانية
كحب الذات ،أما الجماعية فتعطي الجماعة ك اآلخريف مرتبة أعمى عمى حساب األنا كذكم القربى ،كقد
أثبت Hofstedفي دراستو أف الكاليات المتحدة ك كندا كاستراليا كبريطانيا مف أكثر المجتمعات ميبل نحك
الفردية ،بينما تقؼ فنزكيبل كككلكمبيا كباكستاف كأكثر الثقافات نزكعا نحك الجماعية ،كتقؼ الياباف عمى
2
الحياد في ىذا البعد".
Individualismeنظرة األفراد ألنفسيـ أكال كاعطائيـ األكلكية الىتماماتيـ "وتعكس الفردية
كقيميـ الشخصية ،أما النزعة الجماعية Collectivismفيي عمى العكس تنظر إلى مصمحة الجماعة
أك المجتمع أكال .كيميؿ األفراد الذيف ينتمكف إلى ثقافة تتميز بالفردية ،إلى إعطاء مينتيـ األىمية األكلى
عمى حساب االىتماـ بمنظماتيـ كما أنيـ يقيمكف المكقؼ عمى أساس كيفية تأثير الق اررات أك البدائؿ
عمييـ شخصيا ،أما األفراد الذيف يسيطر عمييـ االتجاه الجماعي فإنيـ يضعكف دائما حاجات المنظمة
3
قبؿ حاجاتيـ الشخصية (ارتفاع معدؿ الكالء) ،كينظركف كيقيمكف الق اررات كفؽ تأثيرىا عمى المنظمة".
ه-الحاضر مقابل المستقبل :تشير الثقافة اآلنية أك المتكجو بالحاضر إلى تركيز كاىتماـ كاضحيف في
مجتمع معيف عند تناكلو أم ار بالتفحص ك المعالجة بما يحيط بالمكقؼ اآلف أك بما ىك حادث في كقتو.
أما التكجو بالمستقبؿ فيتضمف تركي از أكبر كتكجيا أساسيا نحك مد الرؤية إلى ما قد يتكقع حدكثو مستقببل،
كطبقا لمدراسة المذككرة ،تصنؼ مجتمعات كالصيف ك ىكنغ كيكنغ كتايكاف كالياباف كككريا الجنكبية
كمجتمعات ذات ثقافات طكيمة اآلجاؿ ،بينما تصنؼ مجتمعات كالكاليات المتحدة كبريطانيا ككندا عمى
النقيض مف ذلؾ ،كتشير الدراسة أيضا إلى أف التكجيات طكيمة األجؿ تكاد تمثؿ تكجيا عاما لدل رجاؿ
أعماؿ دكؿ شرؽ آسيا .4كالجدكؿ التالي يعرض تمخيصا ليذه األبعاد مع مقارنة بيف طرفي كؿ بعد.
-1راكية حسف :السموك في المنظمات ،الدار الجامعية ،اإلبراىيمية ،مصر ،2001 ،ص ص 440ػ.441
-2عبد الناصر محمد عمى حمكدة :مرجع سابؽ ،ص ص .138 -137
-3راكية حسف :مرجع سابؽ ،ص ص 440ػ.441
-4عبد الناصر محمد عمى حمكدة :مرجع سابؽ ،ص ص .137 -136
57
عالقة ثقافة المؤسسة ببعض المتغيرات التنظيمية الفصل الثالث:
التركيز عمى االستقبللية كالمبادرة الشخصية كاحتراـ تفضيؿ التعاكف كاالعتماد المتبادؿ ،كالكالء نحك العائمة أك
الفريؽ المنتمي إليو. خصكصية الفرد كشؤكنو.
58
عالقة ثقافة المؤسسة ببعض المتغيرات التنظيمية الفصل الثالث:
كحسب ى كفستيد فإف ىذه "النماذج الثقافية األربعة تقترب مف األنكاع المحددة في أدبيات
األنثركبكلكجيا األمريكية .المسافة اليرمية أك الطبقية تعني مف كجية نظر عمـ االجتماع ،الطبقة
االجتماعية كالبلمساكاة ،كالمراقبة غير المؤكدة مرتبطة بالحاجات البنائية كالييكمية ،أما الذككرة فتتعمؽ
باالختبلفات االجتماعية لؤلدكار بيف الجنسيف .كىناؾ متغيرات أخرل كالنمك االقتصادم ،المكقع الجغرافي
1
لمدكؿ ،تغيرات المناخ كالكثافة السكانية ،كؿ ىذه المتغيرات تحدد السمكؾ الثقافي".
"...بالنظر إلى نماذج الثقافات القكمية بتجميعيا ،حسب تماثميا ،تظير بعض أكجو التماثؿ المثيرة
لبلىتماـ بيف عناصر تميز النماذج الثقافية القكمية ،كتمؾ العناصر المستخدمة في كصؼ النماذج الثقافية
التنظيمية المحددة بكاسطة ىاندي 1986فمثبل اقترح ىوفستد(1980ـ )1990أربع مجمكعات عريقة
لمدكؿ كالتي تركز أساسا عمى:
الشعكر السائد بالفردية أك الجماعية في كؿ دكلة.
مساحة القكة المقبكلة في كؿ دكلة (درجة المركزية ،القيادة االستبدادية كعدد المستكيات في الييكؿ
التنظيمي...الخ)
-أما مجمكعات الدكؿ األربع فيي:
الدكؿ اإلسكندنافية (أساسا :الدنمرؾ ،السكيد،النركيج) كىذه الثقافات ترتكز أساسا عمى الجماعية
كاجماع األداء كالبلمركزية.
تجميع ألمانيا الغربية (كما كانت قبؿ )1990كسكيس ار كالنمسا ألنيا تشترؾ في تقديـ عامؿ
الكفاءة كتعمؿ جديا لتقميؿ عنصر المجيكؿ.
مجمكعة بريطانيا العظمى ككندا كالكاليات المتحدة األمريكية كنيكزيمندا كأستراليا ،كىكلندا كىي
تقع في مكاف ما بيف المجمكعتيف السابقتيف ،كلكنيا تتجمع معا التفاقيا عمى أىمية قيمة األشخاص
األقكياء كأصحاب اإلنجاز في المجتمع.
مجمكعة الياباف كفرنسا كبمجيكا كاسبانيا كايطاليا كتتميز بأنيا تجمعيا ميكليا لمبيركقراطية كىرـ
مف الناس ،كأنيا تفضؿ مساحة قكة كبيرة.
ككفقا لدراسة ىاندي 1986عف تماثؿ العكامؿ في الثقافة القكمية ظيرت أربع ثقافات تنظيمية الفتة
لمنظر ىي:
1
- Geert Hofstede, Daniel Bollinger : Les Différences Culturelles dans le Management-
Comment Chaque Pays Gère-t-il ses Hommes ? Les Editions d’Organisations, Paris, 1987,
p156.
59
عالقة ثقافة المؤسسة ببعض المتغيرات التنظيمية الفصل الثالث:
-داقيد كيمسكف ،ترجمة :تحية عمارة ،إستراتيجية التغيير –مفاىيم ومناظرات في إدارة التغيير -دار الفجر لمنشر 1
60
عالقة ثقافة المؤسسة ببعض المتغيرات التنظيمية الفصل الثالث:
التعاون والمنافسة :نجد أف المنظمات في دكؿ معينة تشجع التعاكف بيف األفراد ،بينما في دكؿ أخرل
نجد أف تشجيع المنافسة بيف األفراد ىك السائد.
االستقرار واالبتكار :في بعض الدكؿ نجد أف ثقافتيا تشجع االستقرار كمقاكمة التغيير بينما في دكؿ
أخرل فإنيا تركز أك تيتـ كثي ار باالبتكار كالتطكير مف أجؿ التغيير.
أن حضارة المنظمة (عالمية أو محمية) أو ثقافتيا : Organisations Cultureتحدد اإلطار
العاـ لرسالتيا أم السبب في كجكدىا أك خصائصيا الفريدة التي تميزىا عف غيرىا مف الشركات سكاء
محميا أك ككنيا ككذلؾ استراتيجيتيا ،كما أنيا تعكس أيضا مجمؿ سمكؾ الشركة تجاه أطراؼ التعامؿ
معيا.
إف التبايف الثقافي بيف الدكؿ يؤثر عمى أسمكب عمؿ اإلدارة الدكلية كيمكف عرض بعض األمثمة
في ىذا المجاؿ كالمثاؿ التالي :عندما تككف في الياباف بيدؼ ممارسة أك الحصكؿ عمى عمؿ أك القياـ
بنشاط استثمارم معيف يجب أف تأخذ في اعتبارؾ ما يمي:
-حاكؿ الترتيب لعقد المقاببلت بشكؿ رسمي مع الشخص أك الشركة التي ترغب في العمؿ أك االستثمار
معيا ،كيجب أف يككف الشخص الذم يقكـ بإعداد الترتيب لعقد المقابمة أقؿ في المركز الكظيفي مف
الشخص الذم تعتزـ مقابمتو ،كفي نفس الكقت يجب أف تترؾ الفرصة أكال لمشخص المضيؼ أف يبدأ
المكضكع محؿ المناقشة أك العمؿ ،كيجب عميؾ أال تذكر شيئا مف قريب أك بعيد عف الحرب العالمية
الثانية أثناء أم مقابمة.
-يجب أف تصطحب معؾ مترجما أك يمكنؾ ذلؾ لكف ال تصطحب معؾ أك تستعيف بمحامي الف ىذا
يعني عند اليابانييف عدـ الثقة أك فقداف المصداقية.
-يثؽ اليابانيكف باألشخاص االجتماعيكف لذا ال تحاكؿ أف تذكر أخبا ار سيئة في أم مكقؼ .
-احترـ الطقكس كالقيـ اليابانية بدرجة كبيرة فيي أىـ مف األرباح بالنسبة ليـ ،كال تحاكؿ التظاىر
بالمنطقية كالمكضكعية في كؿ شيء ألنيـ ييتمكف بالنكاحي النفسية كالعاطفية أيضا...كما أنيـ يتجنبكف
النزعة إلى االستقبلؿ كالفردية في العمؿ ،فيـ ييتمكف كيفضمكف عممية اتخاذ الق اررات بشكؿ جماعي قبؿ
1
إصدار القرار أك اتخاذه".
كفي األخير نخمص الى أف االختبلفات الثقافية بيف الدكؿ تمثؿ أكبر التحديات التي تكاجو اإلدارة
الدكلية لممكارد البشرية ،كيتكقؼ نجاح األعماؿ الدكلية عمى مدل القدرة عمى التكيؼ عمى ىذه
61
عالقة ثقافة المؤسسة ببعض المتغيرات التنظيمية الفصل الثالث:
االختبلفات ،كغير خ اؼ انو كمما زادت الفجكة بيف قيـ الدكلة األـ كقيـ الدكؿ األجنبية كمما زادت درجة
صعكبة نقؿ المنتجات كالتكنكلكجيا كاألنظمة اإلدارية.
" كلقد أجريت بحكث ميدانية بغرض إيجاد السبؿ الكفيمة بتقميص فجكة االختبلفات بيف دكؿ العالـ
كذلؾ بتحديدىا كتصنيفيا إلى مجمكعات متماثمة يسيؿ التعامؿ معيا .كلعؿ أىـ ما أجمعت عميو تمؾ
البحكث فكرة فرض األنظمة اإلدارية كالتنظيمية كما تمارس في الدكلة األـ عمى الفركع كىي فكرة
خاطئة ،كلف تككف ىناؾ سياسة ناجحة لممكارد البشرية عمى المستكل العالمي ما لـ تراعي:
عدد كنسبة الجنسيات التي تعمؿ بالمؤسسة.
أيف ككيؼ يتـ استقطاب ىؤالء األفراد ككيفية تعكيضيـ كدفع مستحقاتيـ.
تحديد ما إذا كانت الممارسات المتعمقة باألفراد ستككف مكحدة بالنسبة لكؿ الفركع كالمكاقع ،أما أنيا
ستتغير تبعا لكؿ مكقع.
كسكاء أكاف مدير المكارد البشرية مف البمد المضيؼ أك الدكلة األصمية فانو سيتأرجح في تعاممو
اليكمي عمى األقؿ مع ثقافتيف مختمفتيف كىما ثقافتو األصمية كالثقافات األجنبية األخرل .لذلؾ فإف مديرم
المكارد البشرية يحرصكف عمى التكامؿ كالتنسيؽ بيف األنشطة التي تؤدل في بيئات مختمفة كمتنكعة ،كما
1
يحرصكف كذلؾ عمى التنسيؽ كالتكامؿ بيف األفراد ذكك الخمفيات الثقافية المتباينة".
-1عمى غربي ك آخركف :تنمية الموارد البشرية ،دار اليدل لمطباعة ك النشر ك التكزيع ،عيف ميمة ،الجزائر،2002 ،
ص .162
62
خاتمـة:
خاتمـة:
تعد الثقافة التنظيمية القكية كاإليجابية مف أىـ محددات النجاح في مختمؼ المؤسسات باختبلؼ
أنماطيا كطبيعة نشاطيا كذلؾ يرجع لمتأثير الفعاؿ كاإليجابي الذم تمارسو ىذه الثقافة سكاء عمى مستكل
النسؽ الداخمي أك الخارجي لممؤسسة ،كذلؾ ما جعمنا نسمط الضكء عمييا (الثقافة التنظيمية) في ىذه
المطبكعة ،مف خبلؿ عدد مف عناصر الفصؿ األكؿ المتعمقة بماىيتيا كبداية ظيكرىا كمراحؿ تطكرىا،
األىمية كاألىداؼ ،الخصائص كالمحددات ،كالمصادر التي اشتقت منيا الثقافة التنظيمية .كما تناكلنا في
الفصؿ الثاني أساسيات حكؿ الثقافة التنظيمية تضمنت آليات تشكيؿ الثقافة كالمحافظة عميي ػػا ككسائؿ
انتشارىا في المؤسسة ،العكامؿ المؤثرة في الثقافة التنظيمية ،كأف ثقافة المؤسسة تمثؿ ثقافة رئيسة تحكم
عدد مف الثقافات الفرعية كىي ذات أبعاد ثقافية ،كأنيينا ىذا الفصؿ بعرض نماذج عف ثقافة بعض
المؤسسات الرائدة كشركة "ماتسكشيتا" اليابانية كشركة "آبؿ" لممنتجات الكيربائية كشركة "ميكركسكفت"
األمريكيتيف ،مبرزيف مف خبلؿ ىذا العنصر أىـ القيـ التنظيمية لكؿ منيا ،مع إجراء مقارنة فيما يخص
التنكع الثقافي بيف المديريف األمريكييف كاليابانييف حكؿ بعض المفاىيـ اإلدارية.
أما فيما يخص الفصؿ الثالث فتناكؿ عبلقة ثقافة المؤسسة ببعض المتغيرات التنظيمية ،تمثمت
ىذه المتغيرات في :القيادة ،التغيير التنظيمي ،الجكدة الشاممة ،االلتزاـ التنظيمػ ػػي ،كاليكية التنظيمية .كبما
أ ف ثقافة المؤسسة ىي امتداد لثقافة المجتمع الذم تتكاجد فيو ،تأخذ منو الكثير مف مقكماتيا كسماتيا
الثقافية ،ارتأينا أف نختـ ىذه المطبكعة بعنصر ميـ كىك عبلقة ثقافة المؤسسة بثقافة المجتمع.
63
قائمة المراجع :
.8بكفمجة غيات :مبادئ التسيير البشري ،دار الغرب لمنشر كالتكزيع ،كىراف ،الجزائر ،ط،3
.2008
.9جيرالد جرينير كركبرت باركف :ترجمة :رفاعي محمد رفاعي ،إسماعيؿ عمي بسيكني :إدارة السموك
في المنظمات ،دار المريخ لمنشر ،المممكة العربية السعكدية.2004 ،
.10حسيف أحمد الطراكنة كآخركف :نظرية المنظمة ،دار حامد ،عماف ،ط.2012 ،1
.11حسيف حريـ :السموك التنظيمي -سموك األفراد والجماعات في منظمات األعمال -دار حامد،
األردف ،ط.2009 ،1
.12داقيد كيمسكف ،ترجمة :تحية عمارة ،إستراتيجية التغيير –مفاىيم ومناظرات في إدارة التغيير -دار
الفجر لمنشر كالتكزيع ،القاىرة ،ط.2001 ،2
.13دكغبلس ريفز ،ترجمة :ماجد حرب :قيادة التغيير في المدارس ،دار كائؿ لمنشر ،ط.2011 ،1
64
قائمة المراجع :
65
قائمة المراجع :
.30قاسـ نايؼ عمكاف :إدارة الجودة الشاممة و متطمبات األيزو 2000ػ ،2001دار الثقافة لمنشر
كالتكزيع ،األدرف.2005 ،
.31ماجكيف شكلتز كآخركف ،ترجمة :رياض األبرش العبيكات :الشركة المعبرة – اليوية ،السمعة
والعالمة التجارية -األردف ،ط.2004 ،1
.32محمد الصرفي :التطوير التنظيمي ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية.2007 ،
.33محمد الصيرفي :أساسيات ممارسة طريقة العمل مع الجماعات ،مكتبة العبيكات ،الرياض.2000 ،
.34محمد بف يكسؼ النمراف عطيات :إدارة التغيير و التحديات العصرية لممدير ،رؤية معاصرة لمدير
القرف ، 21ط.2006 ،
.35محمد حسف محمد حمادات :قيم العمل وااللتزام الوظيفي لدى المديرين والمعممين في المدارس،
دار حامد لمنشر كالتكزيع ،األردف ،ط.2005 ،1
.36محمد حسف محمد حمادات :وظائف وقضايا معاصرة في اإلدارة التربوية ،دار حامد لمنشر كالتكزيع،
األردف ،ط.2007 ،1
.37محمد قاسـ القريكتي :محمد قاسـ القريكتي :السموك التنظيمي -دراسة لمسموك اإلنساني الفردي
والجماعي في المنظمات المختمفة ،دار الشركؽ لمنشر كالتكزيع ،األردف ،ط.2000 ،3
.38مصطفى كامؿ أبك العزـ عطية :مقدمة في السموك التنظيمي ،المكتب الجامعي الحديث،
اإلسكندرية ،دكف ذكر سنة النشر.
.39مكسى خميؿ :اإلدارة المعاصرة-المبادئ ،الوظائف ،الممارسة -المؤسسة الجامعية لمدراسات ك
النشر ك التكزيع ،بيركت ،ط.2005 ،1
.40ناصر دادم عدكف :إدارة الموارد البشرية والسموك التنظيمي ،دار المحمدية ،الجزائر.2003 ،
-IIالرسائل واألطروحات :
.41حميس سمير :التغير التكنكلكجي كتأثيره عمى الثقافة التنظيمية في المؤسسة الصناعية الجزائرية –
دراسة ميدانية بالشركة اإلفريقية لمزجاج ،AFRICAVERأطروحة دكتوراه عموم في عمم اجتماع التنظيم
والعمل ،قسـ عمـ االجتماع ،كمية العمكـ اإلنسانية كاالجتماعية ،جامعة محمد لميف دباغيف – سطيؼ،2
.2015/2014
.42ربيعي ميمكد :تأثير ثقافة المؤسسة عمى تطبيؽ نظاـ إدارة الجكدة ،مذكرة مكممة لنيؿ شيادة
الماجستير ،قسـ عمكـ التسيير ،كمية العمكـ االقتصادية كعمكـ التسيير ،جامعة 20أكت ،سكيكدة،
.2007/2006
66
قائمة المراجع :
-IIIالمجالت :
.43سالـ لبيض :ثقافة المؤسسة كأثر العكلمة في المغرب-مثاؿ تكنس ،مجمة الباحث االجتماعي ،العدد
،4جامعة منتكرم ،قسنطينة.2003 ،
.44عبد الفتاح بك خمخـ ،فييمة بديسي :دراسة استقصائية حكؿ إلماـ اإلطارات العميا في المؤسسة
االقتصادية الجزائرية بمبادئ إدارة الجكدة الشاممة كمعكقات العمؿ بيا ،مجمة العموم االقتصادية و عموم
التسيير ،العدد ،7كمية العمكـ االقتصادية ك عمكـ التسيير ،جامعة فرحات عباس ،سطيؼ.2007 ،
.45عبد المطيؼ عبد المطيؼ ،محفكظ أحمد جكدة :دكر الثقافة التنظيمية في التنبؤ بقكة اليكية
الشخصية ،مجمة جامعة دمشق لمعموم االقتصادية والقانونية ،المجمد ،26العدد الثاني.2010 ،
.46عبد اهلل البريدم :اليكية التنظيمية – كيؼ ينظر األفراد إلى منظماتيـ -مجمة التدريب والتقنية،
العدد ،96المؤسسة العامة لمتدريب التقني كالميني ،الرياض.2007 ،
.47عثماف حسف عثماف :المؤسسة االقتصادية كالمحيط-األسس النظرية كاآلثار العممية -مجمة العموم
اإلنسانية ،العدد ،16جامعة منتكرم ،قسنطينة ،الجزائر.2001 ،
.48عز الديف الخطابي :الثقافة المدرسية ك مسار اإلطبلح التربكم ،مجمة وليمي ،Oualiliالعدد
،15الثقافة المدرسية كتككيف المدرسيف ،المدرسة العميا األساتذة ،مكناس ،المغرب.2010 ،
-IVالممتقيات والمؤتمؤات :
.49عبد اهلل بف عبد الكريـ بف أحمد السالـ :أىمية فيـ االختبلفات الثقافية في بيئة العمؿ ،مؤتمر إدارة
الموارد البشرية ودورىا في التطوير اإلداري ،المنظمة العربية لمتنمية اإلدارية ،مصر.2010 ،
50. Maurice Thévenet: Culture d’Entreprise en Neuf Questions, Séminaire
sur la Culture et Le Projet de l’Entreprise, I.S.G.A (Institut Supérieur de Gestion
Annaba) Annaba, 1992.
ثانيا المراجع بالمغة األجنبية :
51. André Gavagnol, Pascal Roulle : Management des Organisations, Gualino
Editeur, Lextenso Editions, Paris.
52. Annie Cornet, Philippe Warland : GRH et Gestion de Diversité, Dunod,
Paris, 2008.
53. E . Delavallée, La Culture d’Entreprise, Edition Organisation, Paris. 2002.
54. Geert Hofstede, Daniel Bollinger : Les Différences Culturelles dans le
Management- Comment Chaque Pays Gère-t-il ses Hommes ? Les Editions
d’Organisations, Paris, 1987.
55. Jean Michel Saussois : Les Organisations, Sciences Humaines Edition,
Paris, 2012.
56. Maurice Delestre : Management-faisons le Point- TOP Edition, Paris,2000.
67
: قائمة المراجع
68