You are on page 1of 26

1

‫بسم هللا الرمحن الرحمي ى‬


‫وصّل هللا عّل س يدان حم ىد وآهل وآمته‪.‬‬
‫يقول س يدي احلاج الحسن البعقييل ريض هللا عنه يف‬
‫كتاب اراءة عرائس مشوس فكل احلقائق العرفانية بأصابع حق‬
‫ماهية الرتبية يف الطريقة التجانية اجلزء الثاين‪:‬‬
‫بـيان الشروط الكمالية ال مترت ّب عليها كمال الغ وص ف ي بحار جوا هر ال فاتح‬

‫فالرشوط الكاملية املرتت ىب علهيا كامل الغوص يف حبار‬


‫جواهرها الامثنية آو الس بعة آو الثالثة عرشة (آ ىولها) الذن مىن‬
‫املرب النائب عن هللا ابلمس الرب‬ ‫ص اذنه يف التلقني وهو ى‬ ‫ى‬
‫املرب مكنوز يف‬
‫الرب و ى‬ ‫يرب برتبية عّل بصرية فامسه ى‬ ‫فلك من ى‬
‫الطريقة يف حيطة حياض الش يخ ريض هللا عنه ول يظهر هبا‬
‫آحد مفن آطلعه هللا عليه فليكمت رسه وان آفشاه يبتّل ابخلذلن‬
‫رس من الرسار فان آذن هل يف ظاهرها اقترص وعّل ما‬ ‫لنه ى‬
‫تفضى ل به عليه اعمتد وان آكرمه ابلذن يف ابطهنا ان اكن آهال‬
‫هل وامللقن آهل فليحمد هللا وان زاد هل الفضــال ابلذن يف‬
‫ابطن ابطهنا ان متت عليه ى‬
‫حل املعرفة ابهلل ول يأذن فهيام‬
‫‪3‬‬
‫فظاهرها لظاهر الطريقة ومه التالميذ آهل املراقبـة وابطهنا‬
‫للفقراء آهل املشاهدة وابطن ابطهنا لهل ابطن ابطن الطريقة‬
‫آهل كامل املعرفة ومه الحصاب اذلين لبسوا حل الش يخ ريض‬
‫هللا عنه يف كامل الت ىباع حذو نعل بنعل ومه اخللفاء ل غري‪.‬‬
‫الشرط الثاني اعتقاد أنها برزت من حضرة الغيب‬

‫(والثاين) اعتقاد آهنا من الكم هللا القدمي ويه آهنا‬


‫برزت من حرضة الغيب فال مدخل فهيا للعقول فال يعرفها ال‬
‫من آكرم ابلعقل الرابين وآما من اكن خيوض يف العقل املعايش‬
‫اكلهبامئ وكذا من اكن خيوض يف العقل اللكي اذلي يدركه آاكبر‬
‫الاكفرين ابلرايضة واجملاهدة للنفس عّل كيفية خمصوصة فانه‬
‫جاهل هبا ومبعرفة معناها وبنظمها فانه قيدته العوائد فصار حامرا‬
‫مربوطا بشهوته وعادته فينكرها وينفر مهنا وينفىر عهنا بصوت‬
‫هنيقه وكفاه خرساان آنه مل يزد عقهل عّل عقل الهبامئ آو عّل‬
‫عقل آرذل املرشكني فيدعي علما حمفوظا جمردا عن الورع وعن‬
‫رؤية النفس فيتعجب مبا حفظه من القوال حاكيا للقوال كنه‬
‫‪4‬‬
‫حيسب جحرا بال ذوق ول فائدة عائدة عليه بل زاده علمه طغياان‬
‫وصار من آاكبر جمريم املؤمنني فيضل ىهم بشقاشق زبد زرنيخه‬
‫شوش‬ ‫فيصور هلم اخلبال عقال اثبتا وهو دجال ض ىل فأض ىل لنه ى‬
‫ى‬
‫عّل كثري من ضعفاء املؤمنني لكن للطريقة آرابب حتمهيا ومه‬
‫علامؤها القامئون بوظائفها حذو نعل بنعل فضالل الضال عائد‬
‫عليه ل غري فكيف يطمع من اهنمك مع شهواته يف ادراك خزائن‬
‫هذه اجلوهرة اليتمية فال يرى الفراد ال الفراد وقد آخربت كامل‬
‫العارفني ابهلل بكوهنا من عند من هل القدم فال يعول ال عّل‬
‫الكم آهل املشاهدة واملعاينة وآهل العقل الرابين ومه املربون‬
‫لغريمه لرصاحة اضافة عقوهلم اىل الامس الرب فاكتسب منه‬
‫تعريفا وتعظامي وقوة فأين من عقهل آضيف اىل املعاش ل غري آو‬
‫اىل الكوان فال مدخل للكوان فهيا لهنا نظمهتا آيدي القدم ول‬
‫حظى يف خصوصيهتا ملن هجل هذا الاعتقاد وآما من آنكره فال‬
‫حظى هل يف حروفها ول يف حس نات النطق هبا وان اكن‬
‫‪5‬‬
‫يس تغرق هبا النفاس ملاكن الناكر والعداوة من هجل شيئا عداه‬
‫آو عاداه مفن آراد آن يشاهدها من الكم هللا القدمي آو ينظر‬
‫كتابهتا يف اللوح احملفوظ آو آن ينظر موضع كتابهتا هل يه يف‬
‫ذات رسول هللا صّل هللا عليه وسمل آو حتته آو فوقه ى‬
‫فليحك‬
‫عّل نفسه مربيا من هذه الطريقة عّل كيفية السلوك فانه يوصهل‬
‫اىل رؤيهتا ذات وكتابة وجواهر ورموزا فاهنا ما صيل عليه صّل‬
‫هللا عليه وسمل مبثلها من يوم خلق هللا احلقيقة احملمدية اىل الآن‪.‬‬
‫فلتعمل آهيا الصادق آن النيب صّل هللا عليه وسمل هل‬
‫صورة يف احلرضة القدس ية عّل الصورة الآدمية فلك صالة‬
‫صّل هبا عّل نفسه ارتسمت ورمقت يف وسط ذاته صورة‬
‫فأعالها ويه ما دلت عّل كامل معانيه اكجلوهرة وايقوتة احلقائق‬
‫وآخواهتا رمست بلك قمل وبلك لسان وبلك خط يف سامء قلبه‬
‫صّل هللا عليه وسمل وما دونه يف رآسه وبقية بدنه عّل ترتيهبا‬
‫برتتيب آعضائه صّل هللا عليه وسمل فاملشاهد حييط هبا لكها‬
‫‪6‬‬
‫ويعرف مراتهبا وخواصها وآرسارها وثواهبا فللك واحدة وقت‬
‫خيصها ابعتبار النس بة يف خواصها ولوازهما فيولك بياهنا‬
‫للمشاهدين وامنا آرشان للصادقني ولعنا املنكرين املنفرين فلول‬
‫الشفقة عّل الصادقني خمافة آن يضلهم آاكبر اجملرمني املنتس بني‬
‫اىل حرفة خطة العمل ل اىل العمل بل حظهم اخلطة ل غري فلك‬
‫صالة صّل هبا غري الرسول صّل هللا عليه وسمل عّل نفسه‬
‫ويه صالة العلامء من عندية آنفسهم سواء اكنت جمردة من‬
‫التضعيف آو اكنت بتضاعيف املعلومات هلل ويه مقبوةل مهنم‬
‫فاهنا تكتب ابلرقام اللسانية والرموزية حتت صورته صّل هللا‬
‫عليه وسمل وما صّل به القطاب عن ميينه والصديقون من‬
‫دوهنم عن يساره صّل هللا عليه وسمل وصالة الفاحت اليت يه‬
‫من هللا كتبت حبروف مس تقمية بلك لسان تفهمه من لسان‬
‫العربية فوق رآسه ويه تجه وعزه وملكه وهبا فضى ل عّل سائر‬
‫مكل هللا وهبا ثبتت خالفته يف ادلنيا والآخرة وهبا ظهرت‬
‫‪7‬‬
‫احلقيقة احملمدية لك الظهور وهبا ثبتت احلقيقة المحدية يف‬
‫حمراب القدس وهبا آ ىعز هللا دينه وهبا ظهرت مقامات ادلين‬
‫لكها وهبا فضلت هذه المة وصارت وسطا وهبا قوام الرواح‬
‫والش باح وهبا ظهرت التاكليف وهبا برزت اجلنة ونعميها وهبا‬
‫ساد س يدان حمد غريه من دونه من النبياء واملرسلني وهبا‬
‫ترصف جربيل وارسافيل ومياكئيل وعزرائيل علهيم السالم وهبا‬
‫نظام الاكئنات وفهيا روح املوجودات وحياهتا وهبا رشفت‬
‫النبياء واملالئكة وهبا ظهرت حماسن الخالق احملمدية ويه‬
‫اليت رشف هللا هبا النيب صّل هللا عليه وسمل ورشفها ابلنيب‬
‫صّل هللا عليه وسمل ويه مرتبته وحقيقته صّل هللا عليه وسـمل‬
‫وهـي آصل الصلوات اليت ظهرت من قلب رسول هللا صّل‬
‫هللا عليه وسمل آو من قلوب العارفـني فان هللا جل جالهل هو‬
‫اذلي صّل عليه آي جتّل فيه بكامل ذاته ومراتبه وآسامئه‬
‫وصفاته وذكل التجيل هو عني ترشيفه واعزازه وتفضيهل عّل‬
‫‪8‬‬
‫سائر اخلالئق لنه مل يتجل يف آحد بكامل ذاته ال فيه صّل هللا‬
‫عليه وسمل وهو عني الصالة رمزا الهيا مبا قلناه فبربكة جتليه فيه‬
‫صريه خليفة عنه حقيقة وغريه نوابه صّل هللا عليه وسمل ل غري‬
‫جفعهل فاحتا ملا انطوى يف ارادته وخامتا ملا آرادته وانصا من آراد‬
‫آن ينرصه وآما ادلين فهو منصور آبدا وهاداي من س بق يف علمه‬
‫هدايته به والاهتداء به ابدللةل عليه والفعل فعل خلق الهداية‬
‫من هللا تعاىل‪.‬‬
‫الشرط الثالث استحضار الصورة الكريمة حالة الذكر‬

‫(والثالث) اس تحضار الصورة الكرمية صّل هللا عليه‬


‫وسمل بأن تس تغرق يف الصالة حىت تالمح حبرا لطيفا قدامك‬
‫ورسا حمجواب فانك ان نظرت يف حبر لطافة روحك يظهر كل‬
‫متثال منه عامئ فيه كمتثال القمر يف املاء وزد يف الثبات ويف‬
‫آس باب احملبة حىت تظهر كل صورته حمتجبة بأنوار امجلال‬
‫فاس متر عليه وزد يف قطع العالئق والعوائق فاهنا ان غابت حترهما‬
‫واستنجد من حرضة الش يخ ريض هللا عنه فانك ان جشعك‬
‫‪9‬‬
‫الش يخ وثبتك وآعانك تثبت الصورة قدامك من غري اضطراب‬
‫مث زد يف مهتك وحمبتك وفنائك فانه ان صدقت ترمس كل‬
‫الصورة يف مرآآتك وتنطبع فيك عّل سبيل القهر فال تنفك عنك‬
‫حىت آنك ل تنظر ال فهيا ول هتمت ال هبا فلو سددت مسامك‬
‫لكها لرؤيهتا لكك وجزءك فمكلت عليك السعادة البدية مث انك‬
‫تنظر هبا وفهيا صورته صّل هللا عليه وسمل يف قربه الشـريـف‬
‫وتنظر صورته العجيبة القامئة يف العرش وتنظر يف لك حقيقة‬
‫صورته قامئة بعبودة رهبا وتراه يف اجلوامد مفا من سامء ال وفهيا‬
‫صورته ويه ملكة فهيا فتتحري يف آمرها فتنظر الصلوات‬
‫املكتوبة يف رآسه ويف قلبه ويف ميينه ويساره وحتته فلك صالة‬
‫تقرآ من صّل هبا عليه فوقها فتعرف مراتب املؤمنني هناك‬
‫وتتحقق بوليهتم وخصوصيهتم بسبب الصالة عليه صّل هللا‬
‫عليه وسمل فاذا تزنلت اىل عامل الشهادة ترى املؤمنني لبسني‬
‫حل السعادة فال تنكر عّل آحد مهنم لنك عرفهتم مع نبهيم‬
‫‪10‬‬
‫حب))‪ 1‬ولكهم متىبعون بأعظم التباع وهو‬ ‫((املرء مع من آ ى‬
‫الميان ابهلل فيرتتب عليه آن تأخذ العمل الظاهر والباطن وابطن‬
‫الباطن منه صّل هللا عليه وسمل وذكل ما اش متلت عليه هذه‬
‫احلقيقة ادلرة اليتمية واخلريدة العالية صالة الفاحت‪.‬‬
‫الشرط الرابع امتثال أمر هللا يا أيها الذين صلوا إلى الخ‬

‫(والرابع) آن تنوي آنك متثل آمر هللا اذلي آمرك هبذه‬


‫الصالة عند مشاهدتك سامع قوهل تعاىل قل (اللهم ص ىل عّل‬
‫س يدان حمد الفاحت) فتجاوبه اي رب اين جعزت عهنا فاين آس ئكل‬
‫بك آن تنوب عين يف الصالة عليه صالة تكون يف العظم مثل‬
‫قدره عندك ومقداره عند املؤمنني فتقرآ اللفاظ بنية آنك تصيل‬
‫عليه ابلصالة اليت صّل هللا عليه هبا يف آزهل ول تكون ال‬
‫مؤدية حقوقه عنا فأنت انئب عن هللا يف تالوة الكمه القرآآن‬
‫العظمي وهذه الصالة يسكل هبا مسكل المر القديس ل غري‬
‫فاذا محدت هللا مبا محد به نفسه بنية طلب النيابة بأن تطلب‬
‫‪ 1‬الراوي عبد هللا بن عباس املحدث ابن حبان‬
‫‪11‬‬
‫من هللا آن ينوب عنك يف محده نفسه مبا ينبغي جلالهل فقد‬
‫محدته واس تحرضته يف الفاحتة واذا مدحت النيب صّل هللا عليه‬
‫وسمل مبا مدح به نفسه وهو جوهرة الكامل فقد اس تغرقت‬
‫مداحئه لنك مدحته مبا مدح به نفسه وهو اذلي عرف ما‬
‫يناسب قدره من المداح واذا صليت عليه صّل هللا عليه‬
‫وسمل مبا صّل به هللا عليه وآمر احملس نني بصالهتم عليه هبا ومه‬
‫خاصته العليا اذلين آجلسهم يف ذروة الحسان فقد آديت‬
‫واجب الصالة والسالم عليك وان نبت عن املؤمنني ان اكن‬
‫كل اذن فيه فقد صليت عهنم بألسنهتــم آو عـن آهل بيضة‬
‫الوجود ما عدا انسانية الاكفـر ان كـان لـك اذن وابع يف‬
‫اخلالفة عن هللا ل غري‪.‬‬
‫الشرط الخامس اعتقاد أنها عين الذات المحمدية وسر الذات األحمدية‬

‫(اخلامس) اعتقاد آنه صّل هللا عليه وسمل عني اذلات‬


‫احملمدية ورس اذلات المحدية وآن صالة الفاحت يه عني احلقيقة‬
‫احملمدية ورس احلقيقة المحدية فهيي مقامه ومرتبته صّل هللا‬
‫‪12‬‬
‫عليه وسمل ول يعرف ذكل حىت تعرف آن امس هللا العظم‬
‫اخلاص بذاته العلية اذلي هو واحد ول مرتبة فوقه لن آسامء‬
‫املراتب مندرجة يف هللا ولفظ هللا وما احتوى عليه مندرج يف‬
‫امس اذلات العيل وهو غيب خيتص به من س بقت هل العناية‬
‫وثبتت هل الرعاية فليس العمل ابلرواية وامنا هو ابلرعاية واس تغرق‬
‫آوقاته يف حمبة اذلات فانيا عن الصفات والسامء والفعال مفن‬
‫وقف مع املراتب بقي معها ومن جترد ورعى ﴿‪  ‬‬

‫‪ 2﴾‬آغرق يف حبر الاتساع اللهيي هو امس للحقيقة‬


‫احملمدية والروح احملمدية والياقوتة احملمدية واحلقيقة المحدية‬
‫فبذكل اندرجت يف لك حقيقة من حقائقه حقائق الوجود لكها‬
‫وهجل امسه عند مجيع الناس ال من عرفه بتعريف هللا كام آن‬
‫امس النسان املصور من جامثنيته صّل هللا عليه وسمل هو الامس‬
‫العظم الظاهر فال يصل اليه ال من اس تمكل افراد النسانية‬

‫‪ 2‬النجم ‪.41‬‬
‫‪13‬‬
‫وهو القطب ل غري وذلكل صلح ووافق طبعه صّل هللا عليه‬
‫وسمل طبائع اخلالئق فعمت رسالته من تقدم ومن تأخر لعموم‬
‫امسه وذلكل آنكر رسالته من هجل عن مراتب النسانية فان‬
‫مراتب النسانية تقتيض اخلالفة عن هللا ملن اس تمكلها ظاهرا‬
‫وذلكل محلت المانة الرساةل والنبوة والقطبانية مفن هجهل قال‬
‫﴿‪ 3﴾    ‬فصحيح برش مثلنا لكن‬
‫اس تمكل انسانيته وجلس عّل كريس مراتهبا النيابة عن هللا ولك‬
‫من آفاض عليه صّل هللا عليه وسمل حل النسانية ويه الامس‬
‫هللا مبراتبه وحقائقه صار خليفة لندراج مراتب احلق فيه وهو‬
‫السامء احلس ىن والسامء املشتتة عّل ذرات الوجود فيصري‬
‫يعرف لك ذرة و ميدها ابلمس هللا بال مشقة ول حترك ول‬
‫شغل بل يفيض بأيدي السامء اجملمتعة فيه ومعىن الاجامتع آن‬
‫هللا عظمه بربكة السامء ل غري وهو يألك كام نألك وينام كام‬

‫‪ 3‬األنبياء ‪.3‬‬
‫‪14‬‬
‫ننام وهو ميد اخللق بأنفاسه فال يغفل فكيف يغفل وهو امس‬
‫‪4﴾  ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫مرتبة احلق فاهلل ل ينام ول يغفل ﴿‪  ‬‬
‫‪ ‬‬

‫وسع علمه الساموات والرض فكذكل قلب من آلبسه هللا جامل‬


‫وجالل امسه العظمي هللا فاعلمه لكه فاذا علمته فصالة الفاحت ملا‬
‫آغلق منطوية عّل امس هللا العظم الظاهر والباطن مفن عرفه‬
‫وآذن فيه واعتقده يف حروفها انواي تالوته معها عّل آيدي‬
‫الاكبر الجل المية يف الطريقة من آذن هلم يف الترصف بأرسار‬
‫الطريقة ومن فتح هلم ابب السامء والصفات وآذن هلم ابدلخول‬
‫اىل حرضة حمبة اذلات وجعلت انسانيته انئبة عن انسانية‬
‫القطب املكتوم النائب عن الروح احملمدية والرس المحدي‬
‫يدرك ما قلته كل عّل سبيل الشارة ادرآاك متقنا وال فليعتقد‬
‫ما قلناه ل غري ول نصيب هل فيه فغايته التسلمي وهنايته التفويض‬
‫هلل فاذا علمت آن صالة الفاحت عني امس هللا العظم يتضح كل‬

‫‪ 4‬البقرة ‪.255‬‬
‫‪15‬‬
‫ما قلناه من آهنا عني اذلات نعين مقامه صّل هللا عليه وسمل يف‬
‫لك حقيقة من حقائقه ويف لك مرتبة من مراتبه كام س يبني حبول‬
‫هللا ان شاء هللا فاحلقيقة المحدية يه آول ظاهر يف العمى‬
‫املكرم املقتطع من النور املكرم وهو ليس‬ ‫اللهيي وهو النور ى‬
‫اكلنور املعروف بل هو ذات وحقيقة غري متحية لكامل الفراغ‬
‫املتعقل ل غري ويه آول حامدة بكامل امحلد وآول عابدة وآول‬
‫سن‬
‫منظور يف عامل الظهور يف العمى اللهيي ويه آول من ى‬
‫سن س نة حس نة فهل آجرها وآجر من معل‬ ‫العبادة وامحلد )(مفن ى‬
‫هبا اىل يوم القيامة))‪ 5‬ويه آم احلقائق لكها ويه آم كرمية مشفقة‬
‫عّل آولدها فكتبت صالة الفاحت علهيا وآحيطت هبا احاطة‬
‫عامة فعبدت هللا هبا عدد ما س يظهره هللا من بناهتا من احلقائق‬
‫فذلكل مسيت آمحدية آفعل التفضيل من امحلد آي آس بق اخللق‬
‫محدا هلل وذلكل اكن امحلد س يد ادلعاء لس بقيته عن وظائف‬

‫‪ 5‬الراوي‪ :‬جرير بن عبد هللا البجلي | املحدث‪ :‬مسلم‬


‫‪16‬‬
‫العبادية مفهنا اس تخرج احلق جل وعال مبحض فضهل العممي‬
‫احلقيقية احملمدية وجعلها منبعا حلقائق ملكه ويه منبعثة من‬
‫المحدية ويه غيب من غيوب هللا احــتـجبت عـن اخللق لكهم‬
‫ما عدا من اكنت لـه حقيقـة فـال يـصـل الـهيا خملوق ل يف ادلنيا‬
‫ول يف الآخرة لعلوها عن الدراك وامنا تعرف النبياء احلقيقة‬
‫احملمدية فاحلقيقة احملمدية روح املوجودات وكذا صالة الفاحت‬
‫روح املوجودات العلوية والسفلية لهنا آصل السامء اللهية‬
‫فهيي عليه آصل الاكئنات ويه عني قبول شفاعته صّل هللا‬
‫عليه وسمل عند طلبه من حرضة الامس العظم اذلي هو مقامه‬
‫اخلاص به ول مطمع فيه لحد ال لس يدان القطب املكتوم فانه‬
‫قد آفاضه عليه فلبس حلته فيه فتقبل شفاعته كام قبلت شفاعة‬
‫آصهل صّل هللا عليه وسمل يف اجياد احلق جل وعال ما س بق‬
‫يف علمه من اخللق فأوجدها لوهجه وجعهل خليفة علهيا مدة البد‬
‫خيلف من شاء وهو وكيل مفوض هل يف ادلنيا والآخرة فلام‬
‫‪17‬‬
‫اسرتاح صّل هللا عليه وسمل ورجع اىل مقام نبوته صّل هللا‬
‫عليه وسمل ابملوت وهو انتقاهل من دار التلكيف اىل دار التكرمي‬
‫والترشيف ومغسه يف جنة املزيد الآن ويه جنة ل نعمي فهيا ال‬
‫معرفة موله ويه آذل ما اكن فاس تخلف خلفاءه واحدا بعد‬
‫واحد حىت آظهر هللا خادمه الصيل وارث حلهل داثرا وظاهرا‬
‫وابطنا فأفاض عليه املقام اخلاص وفوض هل يف الفاضة عّل‬
‫آحصابه اىل يوم القيامة فاتسعت دائرة املعرفة بعده ريض هللا‬
‫عنه وآمر بكمت ما هو خمتص به عند من هو فانه ريض هللا‬
‫عنه لكام عنده آفاضه عّل آحصابه وجعهل مورواث اىل يوم القيامة‪.‬‬
‫السادس والسابع اعتقاد أنه روح الموجودات‬

‫(والسادس) اعتقاد آنه صّل هللا عليه وسمل رس اذلات‬


‫المحدية (والسابع) اعتقاد آنه صّل هللا عليه وسمل روح‬
‫املوجودات وهو عني مـا قـدمناه فـمثـال روحه صّل هللا عليه‬
‫وسمل مكثال املاء الساري يف غصن الشجرة فانه قوام مناء وحياة‬
‫الغصن وغلته ومن ماء الغصن تنبعث الامثر فذاته صّل هللا‬
‫‪18‬‬
‫عليه وسمل اجلامثنية الرشيفة مبزنةل ساق الشجرة واحلقيقة احملمدية‬
‫مبزنةل عروقها الثابتة ومثال احلقيقة المحدية مكثال ماء الغيب‬
‫اذلي متده احلرضة القدس ية وتفيضه عّل آيدي السامء اللهية‬
‫فالمس العظم للجميع مكثال الهيوىل اذلي هو ابطن العناص‬
‫الربعة مفثال خواص السامء اكلهواء اذلي يمني آصل الشجرة‬
‫وفروعها ومثال اخلالئق لكهم مكثال الغصان من الشجرة ومثال‬
‫بركة رسول هللا صّل هللا عليه وسمل مكثال النوار والامثر وآلواهنا‬
‫وطعمها ومثال آهل الترصيف من الولياء مكثال ىرابع آي خادم‬
‫يسقي الشجرة ويزبرها وجيين ويقطف وي ىدخر لنفسه ولغريه وهو‬
‫ملكىف ابلشجرة لكها ان اكن قطبا آو بغصن واحد ان مل يدركه‬
‫آو آقل آو آكرث حبسب النيابة عن القطب‪.‬‬
‫الثامن اعتقاد أن هللا أقرب إليه من حبل الوريد‬

‫(والثامن) اعتقاد آن هللا آقرب اليه من حبل الوريد‬


‫‪6﴾ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫وهو حرضة قوهل تعاىل ﴿ ‪‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ 6‬ق ‪.16‬‬
‫‪19‬‬
‫ويه عني طريقة س يدان ريض هللا عنه فلك من فهيا وصل اليه‬
‫وذلكل اكنت العبادة فهيا عّل وجه الوصول ل عّل طلبه وذلكل‬
‫جتردت آهلها من طلب يشء لوصوهلم اىل مقام املعية اللهية‬
‫ويه اللطف اخلاص بأهلها بعدم طلب ما طلبه آهل الثانية‬
‫لكامل وصوهلم حىت شاهدوا لطف هللا مع ذراهتم فهابوه وآنسوا‬
‫به واس تقذروا غريه ميال وركوان فبقوا دامئا يف عوم حبار اللطف‬
‫اذلي هو عني املعية اللهية فال يذل هلم ال ما مه عليه من‬
‫التصاف ابلعبودية وان آلبسهم رهبم العبودة عّل وجه يليق هبم‬
‫فأخفوا مقام العبودة وآدرجوه يف العبودية وآدرجوا العبودية يف‬
‫العبادة الظاهرة فتنوع اسالهمم ول يظهرون ال لباس السالم‬
‫وذكل هو اللطف اخلاص فتجردوا من المتي بنوع خاص فصاروا‬
‫حبار احلقائق من وراء السد فلك من ينظر بعني العادة فال‬
‫يعرفهم وامنا يعرفهم من انفتحت هل عيون خالف العادة فافهمه‬
‫ابهلل جاه هللا جاه هللا جاه هللا يف معرفهتم فاهنم عرائس قرة‬
‫‪20‬‬
‫العيون فال تغرت بظواهرمه فانك ل ترامه ال يف قرش السالم‬
‫ومراتبه ل غري فاذا اس تحرضت معىن القرب اذلي هو املعية‬
‫القدمية اليت ل تعرف وامنا يه اشارة الهيا اكشارة لفظ العنب‬
‫مثال اىل عنب اجلنة فكام ل تدرك ماهية نور الشمس ومعيته‬
‫مع الظل للشاخص فليس بداخل ول خارج ول مفارق ول‬
‫متصل فان الظل طارئ ل غري ل حقيقة هل فاذا انتقل الشاخص‬
‫زال الظل ابللكية وبقي ما هو الصل اذلايت اذلي هو النور‬
‫فالنور آيضا غري مكيف للطافته وهوائيته ﴿‪ ‬‬

‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪﴿ 7﴾‬‬
‫‪ 8﴾‬فال يعرف ال يف حاةل الفناء املطلق مث يزول‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫ويصري حلما معتقدا مرئيا مشخصا تشخص اخليال ل غري فال‬


‫وجود للخيال يف اخلارج وامنا هو آمر اعتباري حصيح ل وجود‬

‫‪ 7‬النحل ‪.60‬‬
‫‪ 8‬الجاثية اآلية األخيرة‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫هل واس تحرضت معىن اخلطاب وهو حبر املعية فال خياطب ال‬
‫احلارض ﴿‪ 9﴾    ‬ول يكون ال بكامل‬
‫التجيل املفين وجودك عـن الحــساس وان كنت موجودا‬
‫صورة حفينئذ يتجــّل بنفســه فــي نفسـه ول نصيب كل فيه‪.‬‬
‫التاسع استحضار معاني الذكر‬

‫(والتاسع) اس تحضار معاين اذلكر مجال واجامل وتفصيال‬


‫ورموزا وتفسري آلفاظها جبميع اللس نة والقالم اللهية فتجمتع‬
‫كل لغات الرساينية والعربانية وسائر اللغات العجمية والعربية‬
‫يف لك لكمة ويف لك حرف وتالحمها يف لك مرة ودور من غري‬
‫فتور ول اعياء ول عي ول خطور غري ما كنت بصدده حبيث‬
‫جتمع وجود لكك يف لك حرف فمتوت فيه عن مالحظة حرف‬
‫آآخر حىت حيييك هللا اىل معىن حرف آآخر بعده فمتوت فيه‬
‫موتك يف آطوار جنينك يف بطن آمك فاذا حصحته فانه يريك‬

‫‪ 9‬الحديد ‪.4‬‬
‫‪22‬‬
‫‪   ‬‬ ‫ملكه لكه يف لك حرف بربكة اقباكل عليه ﴿‬
‫‪ 10﴾‬فان نقصت تسمى‪ 11‬انقصا عن مقامات الدب فتحرم‬
‫بقدره وامنا تعطى بقدر الدب ل بقدر العمل ول يدخل حرضة‬
‫القدس ال من خمدع الدب فال هتن يف اس تجامعه فانه عني‬
‫عزك عند ربك وآما العمل فبالقهر تعمل ول تع ىمل كل فيه فان‬
‫مل تعمل هتن بس يوف العذاب ادلنيوي والخروي وليس الغرض‬
‫فيه وامنا نتلكم يف جنة املعرفة فال تدخل ال ابلدب وهو روح‬
‫العمل بل هو عينه ﴿‪ ‬‬
‫‪12﴾ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬

‫وهو الدب وآما العمل فاكجلسد بال روح ((امنا العامل‬


‫ابلنيات))‪ 13‬ويه عني الدب ل القصد اىل الـعـمـل فـان‬

‫‪ 10‬النجم ‪.17‬‬
‫‪ 11‬وردت في الطبعة األولى بدرب غلف بصيغة "تسم"‪.‬‬
‫‪ 12‬النحل ‪.22‬‬
‫‪ 13‬الراوي‪ :‬عمر بن الخطاب | املحدث‪ :‬البخاري‬
‫‪23‬‬
‫القـصـد يـكون لبليد احليـوان وامنـا النيـة املعتبـرة هـنا هـي عـني‬
‫الرشط‪.‬‬
‫العاشر وهو روحها وبه قوامها ومالكها‬

‫(العارش) وهو آن يعمل آي نوع من العامل بأن يصيل‬


‫وهو ما كنىا بصدده عّل النيب بصالة الفاحت بنية التعظمي هلل‬
‫بتعظمي خليفته وحبيبه وطلعته وحمل نظره يف خلقه ومتعلق‬
‫قدرته اخملصصة بـارادته املس تلزمة لعلمـه وحياته جل وعال فان‬
‫عظم هللا ومن آطاع‬‫عظمه فقد ى‬ ‫من آطاعه فقد آطاع هللا ومن ى‬
‫هللا فقد آطاع النيب صّل هللا عليه وسمل لتصال حبر نيابته‬
‫ببحر منيبه جل وعال فال تظهر طاعة املنيب لحتجابه جبالهل‬
‫املنوب صّل هللا عليه وسمل وبنية الامتثال لمر‬ ‫ال بطاعة ى‬
‫موله اذلي قال ﴿‪ ﴾ ‬وبنية امتثال من جاءان به وهو‬
‫عني املصيل عليه وبنية امتثال من جاءان هبذه الصالة من هللا‬
‫املنبعثة من هللا عّل كيفية ل تعقل ال كام يعقل الويح اللهيي‬
‫‪24‬‬
‫اذلي انفرد بتعقهل آاكبر العارفني ل غري وهو آمر اختص مبعرفته‬
‫العقل الرابين اذلي رشب من الامس الرب حىت روي‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫الفهرس‬
‫بـيان الشروط الكمالية المترتّب عليها كمال الغوص في بحار‬
‫جواهر الفاتح ‪3 .................................................‬‬
‫الشرط الثاني اعتقاد أنها برزت من حضرة الغيب‪4 .........‬‬
‫الشرط الثالث استحضار الصورة الكريمة حالة الذكر ‪9 .....‬‬
‫الشرط الرابع امتثال أمر هللا يا أيها الذين صلوا إلى الخ‪11 .‬‬
‫الشرط الخامس اعتقاد أنها عين الذات المحمدية وسر الذات‬
‫األحمدية ‪12 ....................................................‬‬
‫السادس والسابع اعتقاد أنه روح الموجودات ‪18 .............‬‬
‫الثامن اعتقاد أن هللا أقرب إليه من حبل الوريد ‪19 ...........‬‬
‫التاسع استحضار معاني الذكر ‪22 ............................‬‬
‫العاشر وهو روحها وبه قوامها ومالكها‪24 ..................‬‬

‫‪26‬‬

You might also like