You are on page 1of 168

‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‬

‫‪Journal of Constitutional Law and Administrative Sciences‬‬

‫ّ‬
‫مجلة دولية محكمة تصدر من أملانيا – برلين عن “املركز الديمقراطي العربي” تعنى املجلة بمجال‬
‫الدراسات والبحوث واألوراق البحثية في مجاالت الدراسات الدستورية والعلوم اإلدارية والسياسات‬
‫العامة املقارنة – نشر البحوث باللغات ( العربية – الفرنسية – اإلنجليزية(‬

‫رقم التسجيل للمجلة‬

‫‪Nationales ISSN-Zentrum für Deutschland‬‬


‫‪ISSN 2626-7209‬‬

‫الناشر ‪ :‬املركـز الديمقراطي العربـى للدراسات اإلستراتيجية والسياسية واالقتصادية‬


‫‪Berlin 10315 GensingerStr: 112‬‬
‫‪Tel: 0049-Code Germany‬‬
‫‪030- 54884375‬‬
‫‪030- 91499898‬‬
‫‪030- 86450098‬‬
‫‪Mobil phone: 00491742783717‬‬

‫‪constitutional@democraticac.de‬‬
‫العدد الخامس ‪ :‬يناير‪2020‬‬

‫‪2‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫رئيس املركز ‪:‬‬
‫أ‪.‬عمارشرعان‬

‫رئيس التحرير ‪:‬‬


‫د‪ .‬جواد الرباع – أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬ايت ملول‪ ،‬جامعة ابن زهرأكادير‪ ،‬املغرب‬

‫رئيس الهيئة العلمية‪:‬‬


‫الحسين أعبوش ي‪ ،‬أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري‪ ،‬عميد كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية ‪ ،‬جامعة القاض ي عياض‪ ،‬مراكش‪ ،‬املغرب‪.‬‬

‫هيئة التحرير‪:‬‬
‫أ‪.‬د ‪.‬عبد الواحد القريش ي أستاذ القانون اإلداري‪ ،‬جامعة محمد بن عبد هللا فاس‪ .،‬املغرب‪.‬‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د‪.‬محمد بوبوش‪ ،‬أستاذ في العالقات الدولية ‪،‬جامعة محمد األول وجدة‪ ،‬املغرب‪.‬‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د‪.‬مبروك كاهي‪ ،‬أستاذ العلوم السياسية‪،‬جامعة ورقة الجزائر‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د‪ .‬دريس باخويا‪،‬أستاذ الحقوق والعلوم السياسية جامعة أدرار‪،‬الجزائر‪.‬‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د‪.‬إبراهيم يامة‪،‬أستاذ الحقوق والعلوم السياسية‪،‬جامعة أدرارالجزائر‪.‬‬ ‫•‬

‫د‪.‬نبيل تقني باحث في القانون االداري‪ ،‬جامعة محمد األول وجدة‪.‬املغرب‪.‬‬ ‫•‬

‫ماموح عبد الحفيظ ‪ ،‬أستاذ العلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد الخامس الرباط‪،‬املغرب‪.‬‬ ‫•‬

‫ذ‪.‬خالد صالح‪ ،‬جامعة محمد بن عبدهللا‪ ،‬فاس‪ ،‬املغرب‬ ‫•‬

‫التصفيف اإلخراج والتصميم التقني‪:‬‬


‫ذ‪.‬لحسن اوتسلمت‪ ،‬جامعة ابن زهرأكادير‪ ،‬املغرب‬ ‫•‬

‫ذ‪ .‬عبدالدائم البطوي‪ ،‬جامعة القاض ي عياض‪ ،‬املغرب‬ ‫•‬

‫د‪.‬الطاهربكني‪ ،‬جامعة القاض ي عياض‪ ،‬املغرب‬ ‫•‬

‫الهيئة العلمية و االستشارية‪:‬‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د‪.‬أحمدالحضراني‪ ،‬أستاذ القانون اإلداري‪ ،‬جامعة املولى إسماعيل مكناس‪ .،‬املغرب‪.‬‬ ‫•‬

‫‪3‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محمد نشطاوي‪ ،‬أستاذ القانون الدولي والعالقات الدولية ‪ ،‬جامعة القاض ي عياض‪ ،‬مراكش‪.‬‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د‪ .‬محمد الغالي‪ ،‬أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري‪ ،‬جامعة القاض ي عياض‪ ،‬مراكش‬ ‫•‬

‫املغرب‪.‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محمد بن طلحة الدكالي‪ ،‬أستاذ العلوم السياسية‪ ،‬جامعة القاض ي عياض‪ ،‬مراكش‪ .‬املغرب‪.‬‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د‪ .‬نجيب الحجيوي ‪ ،‬أستاذ العلوم السياسية‪ ،‬جامعة الحسن األول‪ ،‬سطات‪ .‬املغرب‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د‪ .‬أحمد الدرداري‪ ،‬أستاذ العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة عبد املالك السعدي تطوان‪ ،‬املغرب‪.‬‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د محمد منارباسك‪ ،‬أستاذ القانون اإلداري والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة القاض ي عياض‪،‬‬ ‫•‬

‫مراكش‪.‬املغرب‬
‫أ‪.‬د‪.‬محمد الجناتي‪ ،‬أستاذ في العلوم اإلدارية والسياسية‪،‬جامعة محمد األول وجدة‪ ،‬املغرب‪.‬‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د الزياني عثمان‪ ،‬أستاذ في العلوم السياسية والقانون الدستوري‪،‬جامعة محمد األول وجدة‪،‬‬ ‫•‬

‫املغرب‪.‬‬
‫أ‪.‬د عبد الكريم بخنوش‪ ،‬أستاذ العلوم اإلدارية ‪ ،‬جامعة القاض ي عياض‪ ،‬مراكش‪ .‬املغرب‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د حسن صحيب‪ ،‬أستاذ القانون اإلداري‪ ،‬جامعة القاض ي عياض‪ ،‬مراكش‪ .‬املغرب‪.‬‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د محمد العابدة‪ ،‬أستاذ القانون اإلداري‪ ،‬جامعة القاض ي عياض‪ ،‬مراكش‪ .‬املغرب‪.‬‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د نجاة العماري‪ ،‬أستاذة املالية العامة‪ ،‬جامعة القاض ي عياض‪ ،‬مراكش‪ .‬املغرب‪.‬‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د عمراحرشان‪ ،‬أستاذ العلوم السياسية‪ ،‬جامعة القاض ي عياض‪ ،‬مراكش‪ .‬املغرب‪.‬‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د‪ .‬محمد بوحنية‪ ،‬أستاذ العلوم السياسية‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬الجزائر‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د‪ .‬وليد الدوزي‪ ،‬أستاذ العالقات الدولية‪ ،‬جامعة بشار‪ ،‬الجزائر‪.‬‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د‪ .‬حساين سامية‪ ،‬أستاذة قانون أعمال جامعة أمحمد بوقرة بومرداس‪ ،‬الجزائر‪.‬‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د إدريس فاخور‪ ،‬أستاذ القانون اإلداري‪ ،‬جامعة القاض ي عياض‪ ،‬مراكش‪ .‬املغرب‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د محمد الهاشمي أستاذ العلوم السياسية‪ ،‬كلية الحقوق الجديدة‪،‬املغرب‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د حسن طارق‪ ،‬أستاذ العلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬الرباط‪ .‬املغرب‪.‬‬ ‫•‬

‫‪.‬د أحمد السوداني‪ ،‬أستاذ العلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬الرباط‪ .‬املغرب‪.‬‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د عبد الفتاح بلخال‪ ،‬أستاذ املالية العامة‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬الرباط‪ .‬املغرب‪.‬‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د عمرالعسري‪ ،‬أستاذ املالية العامة‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬الرباط‪ .‬املغرب‪.‬‬ ‫•‬

‫إبراهيم كومغار‪،‬أستاذ القانون اإلداري‪ ،‬جامعة ابن زهر‪ ،‬أكادير‪ ،‬املغرب‪.‬‬ ‫•‬

‫‪4‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬رشيد املدور‪ ،‬أستاذ القانون الدستوري بجامعة الحسن الثاني‪-‬الدارالبيضاء‪ ،‬املحمدية‪،‬‬ ‫•‬

‫املغرب‪.‬‬
‫أ‪.‬د أحمد ادعلي‪،‬أستاذ العلوم السياسية‪ ،‬جامعة ابن طفيل‪ .‬املغرب‪.‬‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د‪ .‬محمد املساوي‪،‬أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة ابن زهر‪ ،‬أكادير‪،‬‬ ‫•‬

‫املغرب‪.‬‬
‫أ‪.‬د خالد بهالي‪،‬أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة ابن زهر‪ ،‬أكادير‪ ،‬املغرب‪.‬‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د‪ .‬رشيد كديرة استاذ العلوم السياسية‪ .‬جامعة ابن زهر‪ ،‬اكادير‪ .‬املغرب‪.‬‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د‪ .‬بوحنية قوي أستاذ علوم سياسية ‪ .‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ .‬جامعة ورقلة الجزائر‪.‬‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د‪ .‬سعداوي محمد صغيرأستاذ في كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪.‬جامعة طاهري محمد بشار‬ ‫•‬

‫الجزائر‬
‫أ‪.‬د‪ .‬سامي الوافي أستاذ القانون‪ ،‬رئيس تحريرمجلة اتجاهات سياسية‪ .‬جامعة املنارتونس‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د‪ .‬إبراهيم اولتيت‪ .‬أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري‪ ،‬جامعة ابن زهراكاديراملغرب‪.‬‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د‪.‬بن عيس ى أحمد ‪،‬أستاذ بكلية الحقوق و العلوم السياسية بجامعة سعيدة بالجزائر‪.‬‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د ديدي ولد السالك‪،‬أستاذ العلوم السياسية رئيس املركزاملغاربي للدراسات اإلستراتيجية‪،‬‬ ‫•‬

‫موريتانيا‪.‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محرزصالح الدريس ي علم النفس التربوي‪ ،‬تونس‪.‬‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د شاكراملزوغي الحكامة وحقوق اإلنسان‪ .‬جامعةقرطاج‪ ،‬تونس‪.‬‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د‪ .‬احمد عبد الكريم احمد سليمان أستاذ التخطيط الحضري املشارك ‪ /‬الرياض ‪ /‬السعودية‪.‬‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د‪.‬محمد نبيل ُملين التاريخ والعلوم السياسية املركزالوطني للبحث العلمي‪ ،‬فرنسا‪.‬‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د‪ .‬محمد حركات أستاذ في االقتصاد السياس ي والحكامة جامعة محمد الخامس السويس ي‬ ‫•‬

‫الرباط‪.‬املغرب‪.‬‬
‫أ‪.‬د‪.‬عبد الرحيم املنارأسليمي‪ ،‬رئيس املركزاألطلس ي للدراسات اإلستراتيجية والتحليل األمني‬ ‫•‬

‫‪/‬أستاذ الدراسات السياسية والدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط ‪.‬املغرب‪.‬‬


‫أ‪.‬د‪ .‬هود محمد أبوراس عضو املكتب التنفيذي إلتحاد االكاديميين العرب‪ .‬الجامعة العاملية ‪،‬‬ ‫•‬

‫تركيا‪.‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬عماري نورالدين‪ ،‬كلية الحقوق ‪.‬جامعة النعامة الجزائر‪.‬‬ ‫•‬

‫‪5‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫أ‪.‬د‪ .‬عبدا لسالم األزرق أستاذ القانون الدولي االقتصادي‪.‬جامعة عبدا ملالك السعدي‪،‬‬ ‫•‬

‫طنجة‪.‬املغرب‪.‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬حبيبة البلغيتي‪ ،‬أستاذة العالقات الدولية‪،‬جامعة القاض ي عياض‪،‬مراكش‪.‬املغرب‪.‬‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د‪.‬عبدالسالم لزرق أستاذ القانون الدولي االقتصادي جامعة عبداملالك السعدي؛طنجة‪.‬املغرب‪.‬‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د‪..‬لخضر رابحي‪ ،‬قانون دولي وعالقات دولية جامعة عمارثليجي االغواط‪ -‬الجزائر‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د‪.‬شوقي نذيراملركزالجامعي لتامنغست‪ /‬الجزائر‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د‪ .‬عماري نورالدين القانون الخاص ‪.‬جامعة النعامة الجزائر‪.‬‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د‪.‬هيثم حامد املصاروة أستاذ القانون املدني بكلية األعمال برابغ‪ -‬جامعة امللك عبد العزيز‬ ‫•‬

‫“السعودية‪”.‬‬
‫أ‪.‬د‪.‬مارية بوجداين أستاذة القانون اإلداري جامعة عبد املالك السعدي‪،‬تطوان‪ ،‬املغرب‪.‬‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د‪.‬نورالدين الفقيهي‪ ،‬جامعة عبد املالك السعدي‪ ،‬تطوان‪ ،‬املغرب‪.‬‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د بنقاسم حنان استاذة القانون اإلداري والعلوم اإلدارية جامعة الحسن األول‪ ،‬سطات‪.‬املغرب‪.‬‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د‪.‬وفاء الفياللي القانون الدستوري والعلوم اإلدارية جامعة محمد الخامس‪ ،‬الرباط‪ .‬املغرب‪.‬‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د‪.‬فاطمة املصلوحي‪ ،‬القانون الدولي العام والعلوم السياسية جامعة الحسن‬ ‫•‬

‫األول‪،‬سطات‪.‬املغرب‪.‬‬
‫أ‪.‬د‪.‬فؤاد منصوري‪.‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪.‬جامعة باجي مختارعنابة‪.‬تونس‪.‬‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د‪.‬سلوى فوزي الدغيلي أستاذة القانون الدستوري كلية القانون جامعة بنغازي‪.‬ليبيا‪.‬‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د محمد املجني أستاذ القانون اإلداري والعلوم اإلدارية جامعة ابن زهر‪ ،‬اكادير‪.‬املغرب‪.‬‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د الحسين الرامي‪ ،‬جامعة ابن زهرأكاديرالقانون اإلداري والعلوم اإلدارية‪.‬املغرب‪.‬‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د‪.‬زين يونس‪،‬أستاذ القانون‪،‬جامعة الوادي‪،‬الجزائر‪.‬‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د‪.‬حسناء القطني أستاذة القانون كلية الحقوق‪ ،‬تطوان جامعة عبد املالك السعدي‪.‬املغرب‪.‬‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د‪ .‬عائشة عباش‪ ،‬جامعة الجزائر‪،3‬علوم سياسية‪ .‬وعالقات دولية‪ .‬الجزائر‪.‬‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د‪.‬سميرة بوقويت أستاذة القانون اإلداري وعلم اإلدارة جامعة عبد املالك السعدي‪ .‬املغرب‪.‬‬ ‫•‬

‫ا‪.‬د قوراري مجدوب‪ .‬كلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة طاهري محمد بشار‪ .‬الجزائر‬ ‫•‬

‫ا‪.‬د نداء مطشر صادق الجامعة املستنصريه كليه العلوم السياسية‪ .‬العراق‪.‬‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د‪ .‬يوسف اليحياوي‪،‬أستاذ العلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد االول‪ ،‬وجدة‪ ،‬املغرب‬ ‫•‬

‫‪6‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫أ‪.‬د إدريس مقبول‪،‬أستاذ التعليم العالي‪ ،‬مديرمركزابن غازي لألبحاث والدراسات‬ ‫•‬

‫اإلستراتيجية‪،‬املغرب‪.‬‬
‫أ‪.‬د فوزي بوخريص أستاذ علم االجتماع‪ ،‬جامعة ابن طفيل – القنيطرة – املغرب‪.‬‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د عادل الحدجامي‪ ،‬أستاذ باحث في الفلسفلة‪،‬جامعة محمد الخامس الرباط‪ ،‬املغرب‪.‬‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د سعيد الخمري‪ ،‬أستاذ العلوم السياسية‪،‬جامعة الحسن الثاني‪ ،‬الدارالبيضاء‪،‬املغرب‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د محسن األحمدي‪ ،‬أستاذ علم االجتماع السياس ي‪ ،‬جامعة القاض ي عياض‪ ،‬مراكش‪ .‬املغرب‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د عبد الفتاح بلعمش ي‪ ،‬أستاذ القانون الدولي ‪ ،‬جامعة القاض ي عياض‪ ،‬مراكش‪ .‬املغرب‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د إكرامي خطاب أستاذ القانون اإلداري والدستوري جامعة شقراء “السعودية‪”.‬‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د الهياللي عبد اللطيف‪ ،‬أستاذ العلوم السياسية‪ ،‬جامعة ابن زهر‪ ،‬أكادير‪ ،‬املغرب‪.‬‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د‪ .‬زازة لخضر‪ ،‬أستاذ القانون الدولي والعالقات الدولية‪ ،‬جامعة عمارثليجي باألغواط‪ ،‬الجزائر‪.‬‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د‪.‬أيمن محمد زين عثمان‪،‬أستاذ القانون‪ ،‬دولة اإلمارات العربية املتحدة‪-‬‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د‪.‬مصطفى حسيني‪ ،‬أستاذ القانون‪ ،‬جامعة ابن زهر‪ ،‬أكادير‪ ،‬املغرب‪.‬‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د شفيق عبد الغني أستاذ في علم االجتماع السياس ي جامعة ابن طفيل‪ ،‬القنيطرة‪ ،‬املغرب‪.‬‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د إدريس شكربة‪،‬أستاذ االقتصاد‪،‬جامعة عبد املولى إسماعيل مكناس‪ ،‬املغرب‪.‬‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د محمد بومدين‪ ،‬أستاذ القانون الدستوري‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أحمد‬ ‫•‬

‫دراية ‪ -‬الجزائر‪.‬‬
‫أ‪.‬د عليان بوزيان‪ ،‬أستاذ التعليم العالي جامعة ابن خلدون – تيارت – الجزائر‪.‬‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د بوسماحة الشيخ‪ ،‬أستاذ التعليم العالي جامعة ابن خلدون – تيارت – الجزائر‪.‬‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د الهادي بووشمة‪ ،‬أستاذ علم االجتماع املركزالجامعي لتامنغست‪ /‬الجزائر‪.‬‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د محمد الداه عبدالقادر‪ ،‬أستاذ العلوم القانونية واالقتصادية‪ ،‬جامعة نواكشط العصرية‪.‬‬ ‫•‬

‫‪7‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫شروط النشر باملجلة‪:‬‬

‫–أن يكون البحث أصيال معدا خصيصا للمجلة‪ ،‬و أال يكون قد نشرجزئيا أو كليا في أي وسيلة نشر‬
‫إلكترونية أو ورقية‪.‬‬
‫–يرفق البحث بمختصر السيرة العلمية للباحث باللغتين العربية واإلنجليزية‪.‬‬
‫‪-‬يمكن للباحث إجراء التعديالت املطلوبة وإرسال البحث املعدل إلى نفس البريد اإللكتروني املذكور‬
‫سالفا‪.‬‬
‫–تنشراملقاالت باللغات العربية و الفرنسية و االنجليزية‪.‬‬
‫‪-‬االلتزام باملعاييراألكاديمية والعلمية املعمول بها دوليا في إعداد األعمال العلمية‪ ،‬أهمها األمانة‬
‫العلمية‪.‬‬
‫–أن يكون املقال مكتوبا بلغة سليمة‪ ،‬مع العناية بما يلحق به من خصوصيات الضبط واألشكال‪.‬‬
‫‪-‬يكتب على الصفحة األولى من املقال ما يلي‪:‬‬
‫‪-‬توثق املراجع حسب الترتيب األبجدي في نهاية املقال وتصنف إلى‪:‬‬
‫‪1-‬مـراجـع ب ـ ــالـلـغ ـ ــة الـعـربـي ـ ــة‪-1 :‬الـكـت ـ ــب‪ -2-‬الـقـوانـيـن واملـواثـيـق ال ـ ــدولـي ـ ــة‪ -3-‬املـق ـ ــاالت‪ 4-‬املـ واقـع‬ ‫•‬

‫االليكترونية(‬
‫‪2-‬املراجع ب ـ ــاللغ ـ ــة األجنبي ـ ــة ‪-1 :‬الكت ـ ــب‪ -2-‬القوانين واملواثيق ال ـ ــدولي ـ ــة‪ -3-‬املق ـ ــاالت‪ 4-‬امل واقع‬ ‫•‬

‫االليكترونية(اس ــم ولقب الباحث باللغتين العربية واالنجليزية‪ ،‬الص ــفة‪ ،‬الدرجة العلمية‪ ،‬مؤس ـس ــة‬
‫االنتساب الجامعة والكلية)‪ ،‬البريد اإللكتروني‬
‫كتابة عنوان املقال باللغتين العربية واالنجليزية‪.‬‬ ‫•‬

‫وضع ملخصين وكلمات مفتاحية للمقال باللغتين العربية واالنجليزية في حدود ‪ 300‬كلمة‪.‬‬ ‫•‬

‫‪-‬إتباع طريقة التهميش أســفل الصــفحات بطريقة غيرتســلســلية حيث يبدأ ترقيم التهميش وينتهي في كل‬
‫ص ــفحة كما يلي‪ :‬اس ــم الكاتب ‪ ،‬لقب الكاتب‪ ،‬اس ــم الكتاب‪ ،‬رقم الطبعة‪ ،‬بلد النش ــر‪ :‬دارالنش ــر ‪ ،‬س ــنة‬
‫النشر‪ ،‬ص‪.‬‬
‫‪3-‬طريقة كتابة املراجع‪:‬‬ ‫•‬

‫‪-‬الكتاب‪ :‬لقب الكاتب‪ ،‬اسم الكاتب ‪ ،‬اسم الكتاب‪ ،‬رقم الطبعة‪ ،‬بلد النشر‪ :‬دارالنشر ‪ ،‬سنة النشر‬
‫‪-‬املقال‪ :‬لقب الكاتب ‪ ،‬اسم الكاتب‪”،‬عنوان املقال”‪ ،‬اسم املجلة‪ ،‬العدد‪ ،‬سنة النشر‪ ،‬الصفحة‬
‫امل واقع االليكترونية‪ :‬لقب الكاتب ‪ ،‬اسم الكاتب ‪ ”،‬عنوان املقال” اسم املوقع االلكتروني‬
‫–رس ــالة ماجس ــتير أو أطروحة دكتوراه‪ :‬يكتب اس ــم ص ــاحب البحث‪ ،‬العنوان‪ ،‬يذكر رس ــالة ماجس ــتير أو‬
‫أطروحة دكتوراه ‪ ،‬اسم الجامعة‪ ،‬السنة‪.‬‬

‫‪8‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫–إذا كان املرجع نش ــرة أو إحص ــائية ص ــادرة عن جهة رس ــمية‪ :‬يكتب اس ــم الجهة‪ ،‬عنوان التقرير‪ ،‬أرقام‬
‫الصفحات‪ ،‬سنة النشر‬
‫‪-‬يتم تنسيق الورقة على قياس )‪ ، (A4‬بحيث يكون حجم ونوع الخط كالتالي‪:‬‬
‫• نوع الخط ‪Sakkal Majalla‬حجم ‪ 20‬بارز )‪ (Gras‬بالنس ـ ـ ــبة للعنوان الرئيس ـ ـ ـ ي‪ ،‬وحجم ‪18‬‬
‫بارز بالنس ــبة للعناوين الفرعية‪ ،‬وحجم ‪ 16‬عادي بالنس ــبة للمتن‪ ،‬وحجم ‪ 14‬عادي بالنس ــبة‬
‫للجداول واألش ـ ـ ــكال إن وجدت‪ ،‬وحجم ‪ 11‬عادي بالنس ـ ـ ــبة الهوامش)‪ .‬أما املقاالت املقدمة‬
‫باللغة األجنبية تكون مكتوبة بالخط ‪Times New Roman.12‬‬
‫ترك هوامش مناسبة ‪)2.5‬من جميع الجهات‪.‬‬ ‫•‬

‫ال يزيد عدد صفحات املقال بما في ذلك املراجع) عن ‪ 22‬صفحة وال يقل عن ‪15‬صفحة‬ ‫•‬

‫يرسل البحث املنسق على شكل ملف مايكروسفت وورد‪،‬إلى البريد اإللكتروني‪:‬‬ ‫•‬

‫‪constitutional@democraticac.de‬‬ ‫•‬

‫يتم تحكيم البحث من طرف محكمين أو ثالثة‪.‬‬ ‫•‬

‫يتم إبالغ الباحث بالقبول املبدئي للبحث أو الرفض‪.‬‬ ‫•‬

‫يخضع ترتيب املقاالت في املجلة على أسس موضوعية‪.‬‬ ‫•‬

‫تعبراملضامين الواردة في املقال على أراء أصحابها وال تمثل أراء املجلة‪.‬‬ ‫•‬

‫أي خرق لقواعد البحث العلمي أو األمانة العلمية يتحملها الباحث صاحب املقال بصفة كاملة‪.‬‬ ‫•‬

‫كل بحث أو مقال ال تتوفر فيه الشروط ال يؤخذ بعين االعتباروال يتم نشره مهما كانت قيمته‬ ‫•‬

‫العلمية‪.‬‬
‫الزمالء الباحثين األعزاء يسـ ـ ــعدنا اسـ ـ ــتقبال الدراسـ ـ ــات واألوراق البحثية حتى ‪20‬مارس ‪. 2020‬ترسـ ـ ــل‬
‫املس ـ ـ ـ ـ ـ ــاهـم ـ ــات فــي الـلـغ ـ ــة الـعــربـي ـ ــة مــنسـ ـ ـ ـ ـق ـ ــه عـلــى شـ ـ ـ ـ ـك ـ ــل مـلــف م ـ ــايـكــروسـ ـ ـ ـ ـف ـ ــت وورد‪ ،‬إلــى الـبــري ـ ــد‬
‫اإللكتروني ‪constitutional@democraticac.de‬‬

‫شتنبر ‪2019 Ⓒ‬‬

‫يناير ‪2020 Ⓒ‬‬

‫‪9‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫محتويات العدد الخامس ‪:‬‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان املقال‬ ‫الباحث‬

‫‪11‬‬ ‫دوراملحكمة العليا األمريكية في مجال الرقابة الدستورية‬ ‫سعودي نسيم‬

‫‪31‬‬ ‫دورآلية الدفع بعدم الدستورية في حماية الحقوق والحريات‬ ‫شاوش رفيق‬

‫‪43‬‬ ‫التقاض ي االستراتيجي كأداة لتغييرالسياسات العامة‬ ‫محمد فرحات‬

‫‪55‬‬ ‫طبيعة العالقة بين الهيئات القضائية واملجلس الدستوري‬ ‫بومدين محمد‬
‫الجزائري في الدفع بعدم الدستورية‬
‫‪72‬‬ ‫تدبيرالجماعات الترابية للصفقات العمومية في املغرب‪:‬‬ ‫أسماء القادري‬
‫"دراسة في مضامين تقرير املجلس الجهوي للحسابات لجهة‬
‫الرباط سال القنيطرة لسنة ‪"2017‬‬
‫‪85‬‬ ‫متطلبات االستثمارالفالحي وشروط ولوج‬ ‫‪ABAJA N A‬‬
‫املنتجات الفالحية املغربية للسوق الخارجي‬
‫‪104‬‬ ‫التخطيط االستراتيجي وأثره في تحقيق التميزالقيادي في‬ ‫ماهر إسماعيل املصري‬
‫الوزارات الفلسطينية‬
‫‪123‬‬ ‫أثراالدراك والكفاءة العلمية لالدارة في تسييراملوازنة على‬ ‫حسيبة هدوقة‬
‫مردودية أداء البلديات الجزائرية‪.‬‬

‫‪137‬‬ ‫‪The Role of Parliament in the constitutional‬‬ ‫‪Sayeh B Maamar‬‬


‫‪amendment Process‬‬ ‫‪BOUKHATEM‬‬
‫‪- Between the provisions and practice in The Algerian‬‬ ‫‪OUSSAHIA‬‬
‫‪Constitutional Experience-‬‬
‫‪158‬‬ ‫مبدأ حرية التجارة والصناعة في النظام القانوني الجزائري‬ ‫شمس الدين بشيرالشريف‬
‫سميحة لعقابي‬

‫‪10‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫دور احملكمة العليا األمريكية يف جمال الرقابة الدستورية‬
‫‪The role of the United States Supreme Court in the field‬‬
‫‪of Constitutional Control‬‬

‫سعودي نسيم‬
‫جامعة حممد ملني دابغني‪ ،‬سطيف‪،2‬اجلزائر‬
‫ملخص‪:‬‬
‫تعتب ـ ـ ــراملحكم ـ ـ ــة العلي ـ ـ ــا االتحادي ـ ـ ــة أه ـ ـ ــم جه ـ ـ ــازقض ـ ـ ــائي ف ـ ـ ــي الوالي ـ ـ ــات املتح ـ ـ ــدة األمريكي ـ ـ ــة‪ ،‬حي ـ ـ ــث ت ـ ـ ــأتي ف ـ ـ ــي قم ـ ـ ــة اله ـ ـ ــرم القض ـ ـ ــائي‬
‫الفي ـ ـ ــدرالي‪ ،‬وذل ـ ـ ــك راجـ ـ ـ ــع ملركزه ـ ـ ــا الدسـ ـ ـ ــتوري والق ـ ـ ــانوني‪ ،‬إذ تعـ ـ ـ ــد املحكم ـ ـ ــة الوحي ـ ـ ــدة املكرسـ ـ ـ ــة دس ـ ـ ــتوريا بخـ ـ ـ ــالف بقي ـ ـ ــة الجهـ ـ ـ ــات‬
‫القض ـ ــائية األخ ـ ــرى الت ـ ــي عه ـ ــد للك ـ ــونغرس مهم ـ ــة إنش ـ ــا ها حس ـ ــب الظ ـ ــروف وكلم ـ ــا دع ـ ــت الحاج ـ ــة إل ـ ــى ذل ـ ــك‪ ،‬كم ـ ــا ي ـ ــتم تعي ـ ــين قض ـ ــا ها‬
‫مدى الحياة من طرف رئيس الجمهورية بعد مصادقة مجلس الشيوخ مما زاد من قيمة هذه املحكمة وعلو شأنها‪.‬‬
‫وق ـ ــد أنيط ـ ــت باملحكم ـ ــة العلي ـ ــا ع ـ ــدة ص ـ ــالحيات فيم ـ ــا يخ ـ ــص الرقاب ـ ــة الدس ـ ــتورية‪ ،‬والت ـ ــي كان ـ ــت االنطالق ـ ــة الحقيقي ـ ــة له ـ ــا بداي ـ ــة م ـ ــن‬
‫س ـ ــنة ‪ 1801‬ف ـ ــي قض ـ ــية م ـ ــاربوري ض ـ ــد ماديس ـ ــون والحك ـ ــم الش ـ ــهيرال ـ ــذي أص ـ ــدره الس ـ ــيد ج ـ ــون مارش ـ ــال بش ـ ــأنها ف ـ ــي ع ـ ــام ‪ ،1803‬مم ـ ــا‬
‫جعـ ـ ــل طبيعـ ـ ــة عملهـ ـ ــا يتمحـ ـ ــوربـ ـ ــين حمايـ ـ ــة مبـ ـ ــدأ سـ ـ ــمو الدسـ ـ ــتورمـ ـ ــن جهـ ـ ــة‪ ،‬وصـ ـ ــون الحقـ ـ ــوق والحريـ ـ ــات مـ ـ ــن جهـ ـ ــة أخـ ـ ــرى‪ ،‬كمـ ـ ــا أن‬
‫أحكامهـ ـ ــا لهـ ـ ــا دورح ـ ـ ــازم وحاسـ ـ ــم ف ـ ـ ــي العديـ ـ ــد مـ ـ ــن القض ـ ـ ــايا الشـ ـ ــائكة‪ ،‬مم ـ ـ ــا جعلهـ ـ ــا تحتـ ـ ــل مكان ـ ـ ــة مرموقـ ـ ــة وس ـ ـ ــط الشـ ـ ــعب األمريكـ ـ ــي‬
‫والعالم بأسره‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬الدستور األمريكي؛ املحكمة العليا؛ الرقابة الدستورية؛ سمو الدستور؛ الحقوق والحريات‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪the Federal Supreme Court is considered to be the most important judicial system in the United‬‬
‫‪States of America, since it is at the top of the federal judicial pyramid, because of its constitutional‬‬
‫‪and legal position; it is the only Tribunal dedicated to the constitution, unlike the other judicial‬‬
‫‪institutions that the Congress has customarily established and instituted according to the‬‬
‫‪circumstances and as much as necessary, Her cases are also appointed for life by the President of the‬‬
‫‪Republic after the Senate's approval, which has increased the value and importance of this court.‬‬
‫‪The Supreme Court was given several powers in connection with constitutional review, which had‬‬
‫‪been the real breakthrough since 1801 in Marbury v. Madison and the famous judgment of Mr. John‬‬
‫‪Marshall in 1803. This has made its work more focused on protecting the principle of constitutional‬‬
‫‪supremacy on the one hand, and safeguarding rights and freedoms on the other, and its provisions‬‬
‫‪have a decisive and decisive role in many thorny issues, which has made it a prominent place among‬‬
‫‪the American people and the whole world.‬‬
‫‪key words:American constitution; Supreme Court; Constitutional Control; Preeminence of the‬‬
‫‪constitution; Rights and freedoms.‬‬

‫‪11‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫ّ‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫عرفت الواليات املتحدة األمريكية في س ـ ـ ــنة ‪ 1789‬حدثا قانونيا وس ـ ـ ــياس ـ ـ ــيا هاما تمثل في س ـ ـ ــن أول دس ـ ـ ــتورللبالد‪،‬‬

‫والذي كان تتويجا للمؤتمرالدس ـ ــتوري الذي انعقد في والية فيالدلفيا رغم ما ش ـ ــهده من خالفات في وجهات النظربين‬

‫مختلف التيارات الفكرية والسـ ـ ــياسـ ـ ــية في ذلك الوقت‪ ،‬حول طريقة صـ ـ ــياغته ومحتوى مضـ ـ ــمونه واألهداف املرجوة‬

‫منه‪.‬‬

‫وبــرقرار دس ـ ـ ـ ــتور ‪ 1789‬دخل ــت الواليــات املتح ــدة األمريكي ــة مرحل ــة وعه ــد جــديــد من الــديمقراطي ــة وحم ــايــة حقوق‬

‫االنس ـ ـ ــان‪ ،‬نظرا لليجابيات العديدة التي حملها بين طياته‪ ،‬س ـ ـ ــواء على مس ـ ـ ــتوى الحقوق والحريات أو على املس ـ ـ ــتوى‬

‫املؤسـســاتي‪ ،‬ولعل أبرزثمرة تم قطفها من هذا الدســتورهو تأســيس املحكمة العليا االتحادية في تاريخ أمريكا كمعلم ال‬

‫يمكن إنكاره أو التغاض ي عنه وقد بدأت عملها الفعلي في سنة ‪.1789‬‬

‫وبن ــاء على م ــا تق ــدم‪ ،‬ف ــرن املحكم ــة العلي ــا التي ت ــأتي في قم ــة الهرم القض ـ ـ ـ ـ ــائي الفي ــدرالي‪ ،‬فق ــد عه ـ د له ــا الع ــدي ــد من‬

‫االختصــاصــات الهامة واملتميزة‪ ،‬لعل أهمها هي الرقابة الدســتورية وإن كانت تشــاركها في ذلك بقية محاكم الدولة نظرا‬

‫للطـابع الالمركزي للرقـابـة الـدس ـ ـ ـ ــتوريـة في الواليـات املتحـدة األمريكيـة‪ ،‬إال أن دورهـا في هـذا املجـال ال يس ـ ـ ـ ــتهـان بـه نظرا‬

‫مل واقفها التاريخية العديدة‪.‬‬

‫ويهدف هذا البحث إلى تسـ ــليط الضـ ــوء على هذه املؤسـ ـسـ ــة الدسـ ــتورية القضـ ــائية‪ ،‬من خالل التطرق إلى تنظيمها‬

‫وتشــكيلتها‪ ،‬باإلضــافة إلى توضــيا صــالحيا ها في مجال الرقابة الدســتورية‪ ،‬وذلك راجع ألهمية هذه املحكمة في القضــاء‬

‫الفيدرالي نتيجة القرارات الهامة التي تصـ ـ ـ ــدرها في مجال اختصـ ـ ـ ــاصـ ـ ـ ــها‪ ،‬كل هذه العوامل هي التي دفعتني إلى البحث‬

‫والتنقيب حول هذه الجهة القض ـ ــائية‪ ،‬من خالل طرح اإلش ـ ــكالية التالية‪ :‬ما مدى مس ـ ــاهمة املحكمة العليا األمريكية‬

‫في ضمان مبدأ سمو الدستوروحماية الحقوق والحريات؟‬

‫وتتفرع عن هذه اإلش ـ ـ ـ ــكالية الرئيس ـ ـ ـ ــية عدة تسـ ـ ـ ـ اؤالت فرعية هي‪ :‬كيف تم تنظيم املحكمة العليا األمريكية؟ ماهي‬

‫طرق تحريك الرقابة الدس ـ ـ ــتورية أمامها؟ وهل اختص ـ ـ ــاص ـ ـ ــا ها في مجال الرقابة على دس ـ ـ ــتورية القوانين تتم بص ـ ـ ــورة‬

‫أصلية مستقلة أم بالتبعية لدعوى قضائية مرفوعة أمامها؟‬

‫‪12‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫وقص ـ ـ ـ ــد اإلجابة على اإلش ـ ـ ـ ــكالية املطروحة تم االعتماد على املنهج التحليلي من خالل تحليل النص ـ ـ ـ ــوص الدس ـ ـ ـ ــتورية‬

‫وكـذلـك تلـك الواردة في الالئحـة الـداخليـة للمحكمـة العليـا‪ ،‬بـاإلض ـ ـ ـ ــافـة إلى االعتمـاد على املنهج التـاري ي من حين خر‬

‫وكلما دعت الضرورة إلى ذلك‪ ،‬وبناء عليه فقد تم تقسيم موضوع البحث إلى مبحثين كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬املبحث األول‪ :‬تنظيم املحكمة العليا األمريكية‬

‫‪ -‬املبحث الثاني‪ :‬ضوابط الرقابة الدستورية أمام املحكمة العليا‬

‫املبحث األول‪ :‬تنظيم املحكمة العليا األمريكية‬


‫إن مســألة تنظيم أي جهة قضــائية له أهمية قصــوى‪ ،‬نظرا ملا له من تأثيرعلى صــالحيا ها‪ ،‬وهو ما جعل عدد قضــاة‬

‫املحكمة يعرف العديد من التغييرات بسبب م واقف وأحداث سياسية كما وقع مع الرئيس فرانكلين روزفلت مطلب‬

‫أول)‪ ،‬وحتى يؤدي أعض ـ ـ ـ ــاء املحكمـة ص ـ ـ ـ ــالحيـا هم الكـاملـة دون أي ض ـ ـ ـ ــغط أو هـديـد فقـد تم تحص ـ ـ ـ ــي هم بمجموعـة من‬

‫الضمانات مطلب ثان)‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬تشكيلة املحكمة العليا‬


‫قص ــد الوقوف على التركيبة البش ــرية للمحكمة العليا‪ ،‬يتعين تحديد عدد القض ــاة الذين تتش ــكل م هم فرع أول)‪،‬‬

‫ثم نوض ــح إجراءات تعيين هؤالء القض ــاة من طرف الجهات املختص ــة فرع ثان)‪ ،‬لنختم في األخيربالس ــلطات املمنوحة‬

‫لرئيس املحكمة العليا االتحادية فرع ثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أعضاء املحكمة العليا‬

‫بداية نوضــح أن الدســتوراألمريكي االتحادي لســنة ‪ 1789‬لم يحدد عدد معين للقضــاة الذين تتشــكل م هم املحكمة‬

‫العليا‪ ،‬بل جعل تلك املهمة بيد الســلطة التشــريعية " الكونغرس"‪ ،‬ونتيجة لذلك فان عدد أعضــاء املحكمة العليا قد‬

‫عرف تغييرات عديدة‪ ،1‬بس ــبب تأثرالكونغرس باالعتبارات الس ــياس ــية واالجتماعية واالقتص ــادية التي تمر بها البالد‪،2‬‬

‫‪1-‬‬ ‫‪pour plus de détails, voir : François-Henri BRIARD, La nomination des membres de la Cour suprême des États-Unis,‬‬
‫‪NOUVEAUX CAHIERS DU CONSEIL CONSTITUTIONNEL N°58 (DOSSIER : LE CONTENTIEUX‬‬
‫‪CONSTITUTIONNEL) – France, JANVIER 2018, p.p 59-70.‬‬
‫‪ -2‬عاصم حاكم عباس اجلبوري‪ ،‬حاكم فنيخ علي اخلفاجي‪" ،‬مسات النظام القضائي األمريكي ومربرات تشكيل احملكمة العليا عام ‪ ،"1789‬جملة مركز اببل للدراسات االنسانية‪ ،‬اجمللد السابع‪ ،‬العدد‬
‫األول‪ ،‬العراق‪ ،2017 ،‬ص ‪.444‬‬

‫‪13‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫إلى أن استقراألمرعند حد تسعة قضاة‪ ،‬وهو عدد معقول باملقارنة مع حجم الصالحيات املوكلة لهذه املحكمة‪ ،‬والتي‬

‫تعتبرأحد الرموزالراسخة في تاريخ الواليات املتحدة األمريكية‪.1‬‬

‫وعالوة على ما تقدم‪ ،‬فانه لغاية سـ ــنة ‪ 2017‬تم تعيين ‪ 153‬عضـ ــوا في املحكمة العليا االتحادية وذلك منذ تنصـ ــي ها‬

‫في عـام ‪ ،1789‬كمـا لم يحظى ‪ 12‬اس ـ ـ ـ ـمـا مقترحـا على م وافقـة مجلس الش ـ ـ ـ ــيوخ‪ ،‬في حين اعتـذرس ـ ـ ـ ــبعـة مر ـ ـ ـ ــحين عن‬

‫العضوية في املحكمة‪ ،‬وتم سحب ترشيا ستة أعضاء ألسباب مختلفة من طرف رؤساء الجمهورية‪.2‬‬

‫وفيما يتعلق بالتشكيلة الحالية للمحكمة العليا األمريكية فرننا نوضحها كما يلي‪:3‬‬

‫‪ -‬جون روبرت‪ ،‬رئيس القضاة‪ ،‬تم تعيينه من طرف الرئيس جورج بوش االبن بتاريخ ‪ 29‬سبتمبر‪.2005‬‬

‫‪ -‬أنطوني كنيدي‪ ،‬قاض ي‪ ،‬تم تعيينه من طرف الرئيس رونالد ريغان بتاريخ ‪ 18‬فيفري ‪.1988‬‬

‫‪ -‬كالرنس توماس‪ ،‬قاض ي‪ ،‬تم تعيينه من طرف الرئيس جورج بوش األب بتاريخ ‪ 23‬أكتوبر ‪.1991‬‬

‫‪ -‬روث بادرغونسبورغ‪ ،‬قاض ي‪ ،‬تم تعيينه من طرف الرئيس بيل كلينتون بتاريخ ‪ 10‬أوت‪.1993‬‬

‫‪ -‬ستيفان برير‪ ،‬قاض ي‪ ،‬تم تعيينه من طرف الرئيس بيل كلينتون بتاريخ ‪ 03‬أوت ‪.1994‬‬

‫‪ -‬صامويل أليتو‪ ،‬قاض ي‪ ،‬تم تعيينه من طرف الرئيس جورج بوش االبن بتاريخ ‪ 31‬جانفي ‪.2006‬‬

‫‪ -‬صونيا سوتومايور‪ ،‬قاض ي‪ ،‬تم تعيي ها من طرف الرئيس باراك أوباما بتاريخ ‪ 08‬أوت ‪.2009‬‬

‫‪ -‬إلينا كاغان‪ ،‬قاض ي‪ ،‬تم تعيي ها من طرف الرئيس باراك أوباما بتاريخ ‪ 07‬أوت ‪.2010‬‬

‫‪ -‬قورساتش نيل‪ ،‬قاض ي‪ ،‬تم تعيينه من طرف الرئيس دونالد ترامب بتاريخ ‪ 10‬أفريل ‪.2017‬‬

‫من خالل قراءة محتوى املعطيات املذكورة أعاله حول التش ــكيلة الحالية للمحكمة العليا‪ ،‬تم التوص ــل إلى املالحظات‬

‫التالية‪:‬‬

‫‪ -‬إن القــاض ـ ـ ـ ـ ي الــذي لــه مــدة عض ـ ـ ـ ــويــة أطول في املحكمــة هو الس ـ ـ ـ ـيــد كينيــدي أنثوني من واليــة كــاليفورنيــا‪ ،‬وتبلغ مــدة‬

‫عضويته في املحكمة العليا إلى غاية نهاية ‪ ،2017‬ما يقارب الثالثين سنة كاملة‪.‬‬

‫‪ -1‬عصام سعيد عبد أمحد‪ ،‬الرقابة على دستورية القوانني‪-‬دراسة مقارنة‪ ،‬ط‪ ،1‬املؤسسة احلديثة للكتاب‪ ،‬لبنان‪ ،2013 ،‬ص ‪.267‬‬
‫‪ -2‬زهري شكر‪ ،‬النظرية العامة للقضاء الدستوري‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬ط‪ ،1‬دار بالل للطباعة والنشر‪ ،‬لبنان‪ ،2014 ،‬ص ‪.220‬‬
‫‪3-‬‬ ‫‪site web :https://www.supremecourt.gov/about/members_text.aspx , consulté le : 20 juin 2019.‬‬

‫‪14‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫‪ -‬يتمثل رؤس ـ ــاء الجمهورية الذين لهم أكبرتعيينات في املحكمة العليا في كل من جورج بوش االبن وبيل كلينتون وباراك‬

‫أوباما ولكل واحد م هم تعيينين‪ ،‬أما البقية فلهم تعيين واحد‪ ،‬باســتاناء دونالد ترامب الرئيس الحالي للواليات املتحدة‬

‫األمريكية والذي قد يقوم بتعيين آخر مادامت مدة عهدته تنتهي في ‪ 20‬جانفي من سنة ‪.2021‬‬

‫‪ -‬إن العضــو األكبرســنا في املحكمة هي الســيدة جينســبورغ روث بادر من والية نيويورك‪ ،‬والتي يبلغ عمرها حاليا خمســة‬

‫وثمانون س ــنة كاملة‪ ،‬أما أص ــغراألعض ــاء فهو الس ــيد قورس ــاتش نيل من والية كولورادو‪ ،‬ويتراوح س ــنه حاليا في حدود‬

‫الواحد والخمسين سنة‪.‬‬

‫‪ -‬يعــد الرئيس الس ـ ـ ـ ــابق بــاراك أوبــامــا هو الوحيــد الــذي قــام بتعيين امرأتين في املحكمــة العليــا ويتعلق األمر بص ـ ـ ـ ــونيــا‬

‫سوتومايوروإلينا كاغان‪.‬‬

‫‪ -‬يعتبرآخرعضو تم تعيينه هو السيد قورساتش نيل وتم ذلك في ‪ 10‬أفريل من سنة ‪ ،2017‬مع العلم أنه تم تعيينه من‬

‫طرف الرئيس األخيرالسيد دونالد ترامب‪.‬‬

‫وبناء على ما ســبق‪ ،‬فرن األعضــاء التســعة املشــكلين للمحكمة العليا األمريكية يتم تعيي هم وفق إجراءات وضــوابط‬

‫خاصة‪ ،‬نظرا للمكانة السامية لهذه املحكمة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إجراءات تعيين أعضاء املحكمة العليا‬


‫حصـ ـ ــراملؤسـ ـ ــس الدسـ ـ ــتوري من خالل نص الفقرة الثانية من املادة الثانية من الدسـ ـ ــتوراألمريكي االتحادي لعام‬

‫‪ ،11789‬الجه ــات التي له ــا حق تعيين قض ـ ـ ـ ـ ــاة املحكم ــة العلي ــا بين االقتراح املق ــدم من طرف رئيس الجمهوري ــة أوال)‪،‬‬

‫واملصادقة ال هائية من طرف مجلس الشيوخ‪ 2‬ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬االقتراح من طرف رئيس الجمهورية‬

‫في حالة حدوث شـغورفي املحكمة سـواء بسـبب االسـتقالة أو الوفاة أو غيرذلك من األسـباب‪ ،‬يتولى الرئيس األمريكي‬

‫مهمة اختياراملر ــح وعادة ما يتم ذلك حســب رغبته النفســية وانتمائه الســياسـ ي‪ ،‬مع التنويه أن هذا االختياريخضــع‬

‫‪ -1‬جاء يف نص الفقرة الثانية من املادة الثانية من الدستور األمريكي ما يلي‪ .... ":‬كما له أن يرشح‪ ،‬ومبشورة جملس الشيوخ وموافقته‪ ،‬أن يعني‪.....،‬وقضاة للمحكمة العليا‪.".....‬‬
‫‪2-‬‬ ‫‪pour plus de détails, voir : François-Henri BRIARD, op.cit. p.p 59-70.‬‬

‫‪15‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫إلى ط ـل ب املش ـ ـ ـ ــورة من طرف العـديـد من الهيئـات واملتمثلـة في مكتـب وزير العـدل وهيئـة البيـت األبيض‪ ،‬بـاإلض ـ ـ ـ ــافـة إلى‬

‫استشارة عدد معين من أعضاء مجلس الشيوخ‪ .1‬وكذلك جمعية املحامين األمريكية وجماعات املصالح‪.2‬‬

‫وبنـاء على مـا تقـدم‪ ،‬وبقراءة لعمليـة قيـام رؤس ـ ـ ـ ــاء الجمهوريـة بهـذه املهمـة‪ ،‬فـالرئيس فرانكلين روزفلـت والـذي حكم‬

‫أمريكا لعهدتين‪ ،‬فانه لم يقم بأي تعيين في الفترة األولى نتيجة عدم وجود أي منصـب شـاغر‪ ،‬بينما في الفترة الثانية من‬

‫حكمه فتولى تعيين خمس ــة أعض ــاء فمها‪ ،‬أما جورج بوش االبن فقد كان له الحظ في تعيين رئيس للمحكمة من خارجها‬

‫نتيجة وفاة ويليام رينكوست‪ ،‬كما قام بتعيين عضو خلفا للقاضية املستقيلة ساندرا‪.3‬‬

‫أما الرئيس الذي لم يحالفه الحظ في عملية التعيين على مس ـ ـ ــتوى املحكمة فهو الس ـ ـ ــيد جيمي كارتر‪ ،‬مع العلم أنه‬

‫تولى رئاســة الدولة األمريكية لفترة بدأت في ‪ 20‬يناير ســنة ‪ 1977‬وانتهت في ‪ 20‬يناير‪،1981‬وذلك بســبب عدم شــغورأي‬

‫منصب خالل تلك املدة على مستوى املحكمة العليا‪.4‬‬

‫وتجـدراإلش ـ ـ ـ ــارة أن عمليـة اختيـارأعض ـ ـ ـ ــاء املحكمـة العليـا من قبـل الرئيس األمريكي‪ ،‬تبقى رهينـة امل وافقـة ال هـائيـة‬

‫علمها من طرف مجلس الشيوخ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬املصادقة من قبل مجلس الشيوخ‬

‫بعد االنتهاء من عملية اختياراملر ـ ــح‪ ،‬يودع القرارلدى لجنة الخدمات القض ـ ــائية على مس ـ ــتوى مجلس الش ـ ــيوخ‪،‬‬

‫وذلك بغرض القيام بالتحقيقات الض ـ ــرورية حول مدى أهلية هذا املر ـ ــح لتقلد املنص ـ ــب‪ ،‬ثم في األخيريقوم أعض ـ ــاء‬

‫هذه اللجنة بالتصويت على املر ح ففي حالة حصوله على األغلبية املطلقة يمر إلى املرحلة املوالية‪.5‬‬

‫تعتبرهذه هي املرحلة الختامية في عملية الترشــيا‪ ،‬حيث يتم التصــويت على املر ــح من قبل مجلس الشــيوخ كهيئة‬

‫متكاملة بغية التص ـ ــديق على موقف اللجنة املعنية‪ ،‬فاذا تم التص ـ ــويت على املر ـ ــح باألغلبية املطلقة للمجلس‪ ،‬فان‬

‫القرارالصادرمن طرف رئيس الجمهورية باختياراملر ح يعد مصادقا عليه‪.6‬‬

‫‪ -1‬عصام سعيد عبد أمحد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.269‬‬


‫‪ -2‬ملزيد من التفصيل حول املوضوع‪ ،‬راجع‪- :‬هشام حممد فوزي‪ ،‬رقابة دستورية القوانني بني أمريكا ومصر‪-‬مع حتليل لألحكام الدستورية يف البلدين‪ ،‬ط‪ ،1‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪ ،2006 ،‬ص ص‬
‫‪.116-114‬‬
‫‪ -3‬هشام حممد فوزي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.112‬‬
‫‪ -4‬هشام حممد فوزي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪ -5‬عصام سعيد عبد أمحد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.269‬‬
‫‪ -6‬عصام سعيد عبد أمحد‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.269‬‬

‫‪16‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫وبناء على ما ســبق‪ ،‬فرن الدســتوراألمريكي االتحادي لم يشــترط شــروط أو مؤهالت معينة في أعضــاء املحكمة العليا‬

‫بمن فمهم الرئيس‪ ،‬مع العلم أن ال واقع امليداني قد أفرزأن غالبية قضاة املحكمة كانوا دائما من فئة املحامين‪.1‬‬

‫بعد التعرف على عملية تعيين قض ــاة املحكمة العليا‪ ،‬والتي تمر بمرحلتين أس ــاس ــيتين متكاملتين‪ ،‬فهل يحدث نفس‬

‫األمر مع رئيس هذه املحكمة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬رئيس املحكمة العليا‬


‫نظرا ملركزه السامي والحساس في الدولة األمريكية‪ ،‬فرننا نبين كيف تتم عملية اختياررئيس قضاة املحكمة أوال)‪،‬‬

‫ثم نعرج على السلطات التي يتمتع بها ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعيين رئيس املحكمة العليا‬

‫في حالة ش ـ ــغورمنص ـ ــب رئيس قض ـ ــاة املحكمة العليا فهنا يكون رئيس الجمهورية أمام حالتين إما اختياره من بين‬

‫القضـ ـ ــاة األعضـ ـ ــاء باملحكمة‪ ،‬أو اختياره من خارج املحكمة‪ ،‬وقد كان الخيارالثاني هو املفضـ ـ ــل لدى معظم الرؤسـ ـ ــاء‬

‫األمريكيين ملا له من مزايا‪ ،‬حيث يكون أمام الرئيس مجال واسـ ــع لترشـ ــيا من يراه أنسـ ــب لتقلد هذا املنصـ ــب بخالف‬

‫الحل األول الذي يقيد الجهة املعنية‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬سلطات رئيس املحكمة العليا‬

‫إن لرئيس املحكمــة العليــا م ـكـانــة مرموقــة في أمري ـكـا وهو الــذي يطلق عليــه لقــب القــاض ـ ـ ـ ـ ي األعلى للواليــات املتحــدة‬

‫األمريكية‪ ،‬ونظرا لهذا املركزالهام والس ــمعة الطيبة التي يحظى بها‪ ،‬فقد عهد إليه املؤس ــس الدس ــتوري مهمة تحليف‬

‫رئيس الواليـات املتحـدة األمريكيـة اليمين الـدس ـ ـ ـ ــتوريـة إثر فوزه بـاالنتخـابـات‪ ،‬ويتم ذلـك في حفـل تنص ـ ـ ـ ـيـب تـاري ي ومميز‬

‫يقام عادة في ‪ 20‬يناير من السنة املوالية النتخابه‪.3‬‬

‫أمــا املهمــة الثــانيــة التي منحــت لــه فتتمثــل في رئــاسـ ـ ـ ـ ــة مجلس الش ـ ـ ـ ــيوخ وذلــك في حــالــة قيــام هــذا املجلس بمهــامــه‬

‫الدس ـ ــتورية املتعلقة بمحاكمة رئيس الواليات املتحدة األمريكية‪ ،4‬كما يحق لرئيس املحكمة العليا االتحادية أن يتولى‬

‫‪ -1‬غسان مدحت اخلريي‪ ،‬الرقابة القضائية على القوانني‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الراية للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2013 ،‬ص ‪.73‬‬
‫‪ -2‬هشام حممد فوزي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ -3‬مدين عبد الرزاق الكلش‪ ،‬دور احملكمة العليا يف الوالايت املتحدة األمريكية يف محاية احلقوق واحلرايت‪ ،‬ط‪ ،1‬منشورات زين احلقوقية واألدبية‪ ،‬لبنان‪ ،2015 ،‬ص ص ‪.25-24‬‬
‫‪ -4‬نص البند السادس من الفقرة الثالثة من املادة األوىل من الدستور األمريكي على أنه‪ ":‬جمللس الشيوخ وحده سلطة إجراء احملاكمة يف مجيع قضااي االهتام النيايب‪.....،‬وعندما تتناول احملاكمة رئيس الوالايت‬
‫املتحدة‪ ،‬يرتأس رئيس احملكمة العليا اجللسات‪."...‬‬

‫‪17‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫بعض الس ـ ـ ـ ــلطات اإلدارية وأحس ـ ـ ـ ــن مثال على ذلك تعيينه بموجب قرارمن طرف الرئيس األمريكي لتولي رئاس ـ ـ ـ ــة أحد‬

‫اللجان االستانائية أو الخاصة‪.1‬‬

‫ونظرا للص ـ ــالحيات الواس ـ ــعة املمنوحة لرئيس املحكمة العليا جعل البعض يص ـ ــفه " بأنه أهم املناص ـ ــب وأخطرها‬

‫ويأتي في املرتبة الثانية مباشرة بعد منصب الرئيس ويتقدم على منصب نائب الرئيس"‪.2‬‬

‫وقد تداول على رئاسـ ــة املحكمة العليا األمريكية منذ تنصـ ــي ها وبداية عملها الفعلي في سـ ــنة ‪ 1789‬إلى غاية نهاية سـ ــنة‬

‫‪ ،2017‬س ـ ـ ــبعة عش ـ ـ ــرة رئيس ـ ـ ــا‪ ،‬حيث يعتبرالس ـ ـ ــيد روطلدج جون الرئيس الثاني للمحكمة والذي تم تعيينه من طرف‬

‫الرئيس األمريكي جورج واش ــنطن‪ ،‬ص ــاحب أقص ــرمدة عض ــوية في رئاس ــة املحكمة حيث لم تتجاوزاألربعة أش ــهر‪ ،‬كما‬

‫تعد فترة رئاس ــة الس ــيد جون مارش ــال للمحكمة العليا هي األطول في تاريخ الواليات املتحدة األمريكية حتى ا ن‪ ،‬حيث‬

‫عمر على رئاستها ملدة تقدربأكثرمن ‪ 34‬سنة كاملة‪.3‬‬

‫ويعد الرئيس األمريكي جورج واش ـ ــنطن هو الوحيد الذي عين ثالثة رؤس ـ ــاء للمحكمة العليا أثناء فترة رئاس ـ ــته للواليات‬

‫املتحـدة األمريكيـة‪ ،‬أمـا فيمـا يتعلق بـالرؤس ـ ـ ـ ــاء الـذين تعـاقبوا على تقلـد منص ـ ـ ـ ــب رئيس قض ـ ـ ـ ــاة املحكمـة العليـا هم من‬

‫صنف الرجال‪ ،‬أما فيما يتعلق بصنف النساء فلم تتبوأ امرأة واحدة هذا املنصب‪.4‬‬

‫وتجدراإلش ــارة‪ ،‬أن جميع أعض ــاء املحكمة العليا بمن فمهم الرئيس قد تم تحص ــي هم بمجموعة من الض ــمانات حتى‬

‫يؤدون واج هم على أكمل وجه‪ ،‬بعيدا عن الضغوطات أو املساومات‪ ،‬التي قد تفقدهم استقالليتهم‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬ضمانات أعضاء املحكمة العليا‬


‫تعتبرالض ـ ــمانات بمثابة ص ـ ــمام أمان لكل و يفة قض ـ ــائية‪ ،‬وهو ما قام به املؤس ـ ــس الدس ـ ــتوري من خالل دس ـ ــتور‬

‫‪ ،1789‬حيث منا قض ـ ــاة املحكمة العليا عدة ض ـ ــمانات تس ـ ــاعدهم على القيام بمهامهم بص ـ ــفة عادية‪ ،‬والتي تتمثل في‬

‫ض ـ ــمانة عدم القابلية للعزل من املنص ـ ــب فرع أول)‪ ،‬باإلض ـ ــافة إلى عدم جوازاإلنقاص من املرتب فرع ثان)‪ ،‬وأخيرا‬

‫الحق في التقاعد عند بلوغ سن معينة فرع ثالث)‪.‬‬

‫‪ -1‬مدين عبد الرزاق الكلش‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.25-24‬‬


‫‪ -2‬سامان عبد هللا عزيز‪ ،‬عبد الغفور كرمي علي‪" ،‬إضاءات علمية عن القضاء يف الوالايت املتحدة األمريكية"‪ ،‬جملة كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية‪ ،‬جملة علمية حمكمة تصدر عن كلية القانون‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة كركوك‪ ،‬اجمللد الثالث‪ ،‬العدد العاشر‪ ،‬العراق‪ ،‬أوت ‪ .2014‬ص ‪.189‬‬

‫‪3-‬‬ ‫‪site web : www.supremecourt.gov, consulté le : 22 juin 2019.‬‬


‫‪4-‬‬ ‫‪site web : www.supremecourt.gov, consulté le : 24 juin 2019.‬‬

‫‪18‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫الفرع األول‪ :‬قضاة املحكمة العليا غيرقابلين للعزل‬

‫تجد هذه الضـمانة أسـاسـها الدسـتوري في الفقرة األولى من املادة الثالثة من الدسـتوراألمريكي‪ ،‬والتي تنص على ما‬

‫يلي‪ ..." :‬ويبقى قضاة كل من املحكمة العليا واملحاكم األدنى درجة شاغلين مناص هم ما داموا حسني السلوك‪."،‬‬

‫إن هذه الض ـ ــمانة من ش ـ ــأنها حماية القاض ـ ـ ي من ش ـ ــتى األس ـ ــاليب التي تؤدي إلى إبعاده عن منص ـ ــبه مادام حس ـ ــن‬

‫الس ــلوك‪ ،‬كما تعمل هذه الض ــمانة على منا القاض ـ ي ــحنة أكبروتكفل له التجرد وحرية الحكم بالحق والعدل دون‬

‫أي تردد أو خوف من أية جهة أو سلطة سياسية‪.1‬‬

‫وتأسيسا على ما سبق‪ ،‬فان بقاء قضاة املحكمة العليا في مناص هم مدى الحياة له عالقة وطيدة بالسلوك الحسن‬

‫للقض ـ ــاة وهذا ما يفهم منه أنه في حالة قيام القض ـ ــاة بس ـ ــلوك غيرالئق‪ ،‬فهنا تص ـ ــبا إمكانية عزلهم مش ـ ــروعة وهو ما‬

‫يشكل استاناء عن القاعدة العامة املكرسة دستوريا‪.2‬‬

‫وجــدير بــالــذكر‪ ،‬فــان ال واقع العملي لم يفرز أيــة حــالــة تتعلق بعزل قــاض ـ ـ ـ ـ ي من املحكمــة العليــا‪ ،‬وهــذا بــالرغم من‬

‫مباشــرة اال هام ضــد بعضــهم من طرف مجلس الشــيوخ‪ ،‬إال أنه في نهاية األمرلم تتم إدانتهم‪ ،‬وهذا راجع بطبيعة الحال‬

‫إلى غموض وصعوبة تكييف األفعال املرتكبة من طرف القضاة بأنها تشكل إخالال بالسلوك الحسن‪.3‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬عدم جوازاإلنقاص من مرتبات قضاة املحكمة العليا‬


‫لهذه الض ــمانة دوركبيرفي تكريس اس ــتقالل قض ــاة املحكمة العليا من الجانب املالي والذي يعد مكمل لالس ــتقالل‬

‫الو يفي‪ ،‬وبـالتـالي فـان حقهم في الحص ـ ـ ـ ــول على املرتبـات الكـافيـة دون تخفيض أو إنقـاص يعـد عـامال إيجـابيـا لقض ـ ـ ـ ــاة‬

‫املحكمـة حتى يتمتعوا بحيـاة الئقـة وكريمـة‪ ،‬وكـل ذلـك يكون لـه تـأثيره البـالغ على نفس ـ ـ ـ ــيتهم ممـا ينعكس بـاإليجـاب على‬

‫األحكام القضائية التي يصدرونها بكل حرية ونزاهة ودون أي تحيزألي طرف في النزاع‪.4‬‬

‫‪ -1‬عصام سعيد عبد أمحد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.284‬‬


‫‪ -2‬عصام سعيد عبد أمحد‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.285‬‬
‫‪ -3‬عصام سعيد عبد أمحد‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.286‬‬
‫‪ -4‬عصام سعيد عبد أمحد‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ص ‪.288-287‬‬

‫‪19‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫وعالوة على ما سـبق‪ ،‬فان الرواتب التي يتقاضـوها قضـاة املحكمة العليا مرتفعة باملقارنة مع أجوربقية املسـؤولين‬

‫الس ـ ــامين في الدولة األمريكية‪ ،‬حيث يعادل راتب أحد القض ـ ــاة الراتب الذي يتقاض ـ ــاه نائب رئيس الجمهورية ورئيس‬

‫مجلس النواب‪ ،‬وهذا كله يؤكد املكانة املميزة التي يحضون بها في النظام الدستوري األمريكي‪.1‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الحق في التقاعد عند بلوغ سن معينة‬


‫بالنظرإلى طبيعة وحجم الص ــالحيات امللقاة على عاتق قض ــاة املحكمة العليا‪ ،‬والتي تنقس ــم بين الرقابة القض ــائية‬

‫والرقابة الدستورية‪ ،‬كل هذه العوامل جعلت املؤسس الدستوري األمريكي يمنا لهم الحق في طلب التقاعد عند بلوغ‬

‫س ــن الس ــبعين ومارس ــوا في املحكمة ملدة ال تقل عن عش ــرة س ــنوات كاملة‪ ،‬كما يس ــتفيدون في حالة التقاعد من رات هم‬

‫الكامل‪.2‬‬

‫وبالنظرملا تقدم‪ ،‬فان هذا التنظيم املحكم واملميزللمحكمة العليا سواء من حيث عدد القضاة وطريقة اختيارهم‬

‫وتعيي هم‪ ،‬زيادة على الضــمانات الدســتورية التي يتمتعون بها‪ ،‬ســتؤدي ال محالة إلى حمايتهم من شــتى الضــغوطات مما‬

‫سيكون له تأثيره اإليجابي على ممارسة هذه املحكمة الختصاصا ها العديدة والهامة في مجال الرقابة الدستورية‪.‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬ضوابط الرقابة الدستورية أمام املحكمة العليا‬


‫لم يمنا الدستوراألمريكي للمحكمة العليا حق الرقابة على دستورية القوانين وإنما هي نتيجة ال واقع العملي من‬

‫خالل قضــية ماربوري ضــد ماديســون والحكم الشــهيرالذي أصــدره بشــأنها الســيد جون مارشــال بعد ســنتين فقط من‬

‫تعيينه رئيس ـ ــا للمحكمة العليا مطلب أول)‪ ،‬مع العلم أنها تمارس هذا االختص ـ ــاص بناء على إخطاربمناس ـ ــبة قض ـ ــية‬

‫معروضـ ـ ـ ــة أمامها مطلب ثان)‪ ،‬ثم نحدد في األخيرمجاالت الرقابة الدسـ ـ ـ ــتورية التي تمارسـ ـ ـ ــها املحكمة العليا مطلب‬

‫ثالث)‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬قضية ماربوري ضد ماديسون‬


‫ثمة حقيقة ال يختلف فمها اثنان أن هذه القض ـ ـ ــية هي حجرالزاوية في إقرارحق املحكمة العليا في ممارس ـ ـ ــة الرقابة‬

‫الدستورية‪ ،‬وهو ما يتطلب توضيا موضوعها فرع أول)‪ ،‬ثم نتطرق إلى ما قضت به املحكمة العليا بشأنها فرع ثان)‪.‬‬

‫‪ -1‬زهري شكر‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.222‬‬


‫‪ -2‬زهري شكر‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.187‬‬

‫‪20‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫الفرع األول‪ :‬موضوع القضية‬
‫تبدأ تفاصــيل هذه القضــية بعد فوزالرئيس جيفرســون باالنتخابات الرئاســية لســنة ‪ ،1800‬حيث تم تعديل قانون‬

‫التنظيم القضائي في سنة ‪ ،1801‬ثم طلب فيما بعد من وزيرالعدل الجديد ماديسون بتسليم أوامرالتعيين إلى خمسة‬

‫وعشــرين قاضــيا فقط‪ ،1‬ويقي ســبعة عشــرة قاضــيا دون تعيين وكان الســيد وليم ماربوري أحد األســماء الذين شــملهم‬

‫االقصاء‪.2‬‬
‫لم يتقبـل مـاربوري هـذا املوقف التمييزي ممـا دفعـه إلى تقـديم دعوى أمـام املحكمـة العليـا‪ 3‬مع مجموعـة من رفـاقـه‪4‬‬

‫في ديسـ ـ ـ ــمبرمن سـ ـ ـ ــنة ‪ 1801‬مطالبين بأحقيتهم في تسـ ـ ـ ــليم أوامر التعيين‪ ،‬من خالل توجيه أمرإلى وزيرالعدل السـ ـ ـ ــيد‬

‫ماديسون من أجل تبليغ التعيينات املجمدة في مكتبه إلى أصحابها‪.5‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬حكم املحكمة العليا‬

‫بعد وصــول القضــية لدى املحكمة العليا تعامل معها جون مارشــال بحكمة ودهاء ال مثيل له‪ ،‬ويســتشــف ذلك من‬

‫الحكم الذي أص ــدره بش ــأنها والذي بقي راس ــخا في ذاكرة كل الش ــعب األمريكي حتى اليوم‪ ،‬نظرا للمبدأ األس ــاس ـ ي الذي‬

‫وض ـ ـ ـ ـعــه واملتمثــل في حق املحكمــة العليــا في رقــابــة دس ـ ـ ـ ــتوريــة القوانين التي تريــد تطبيقهــا على نزاع معروض أمــامهــا‪،‬‬

‫وبالنتيجة حكم مارش ـ ـ ــال بأن للس ـ ـ ــيد وليم ماربوري وزمالئه الحق في التعيين في و يفة قاض ـ ـ ـ ي على مس ـ ـ ــتوى الجهات‬

‫القضـ ــائية األمريكية‪ ،‬لكنه أعلن أن املحكمة العليا ال يجوزلها أن توجه أمرقضـ ــائي إلى ماديسـ ــون بغرض تسـ ــليم قرار‬

‫التعيين ملاربوري‪.6‬‬

‫ومن الحجج التي اعتمد علمها جون مارشـال‪ 7‬في موقفه هذا هو مخالفة قانون التنظيم القضـائي الذي يعطيه هذه‬

‫االمكانية مع الدســتوراألمريكي االتحادي ال ســيما املادة الثالثة منه‪ ،‬والتي تحصــرصــالحيات املحكمة العليا في مجالين‬

‫‪ -1‬حممد إبراهيم درويش‪ ،‬الرقابة الدستورية – دراسة حتليلية لنماذج الرقابة يف فرنسا‪-‬الوالايت املتحدة األمريكية ومصر‪ ،‬ط‪ ،1‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪ ،2016 ،‬ص‪.83‬‬
‫‪ -2‬زهري شكر‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.79‬‬
‫‪ -3‬حممد إبراهيم درويش‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.83‬‬
‫‪ -4‬يتمثل رفاق السيد ماربوري والذين كانوا معه يف القضية كل من‪ :‬روبرت اتوند‪ ،‬وليم هاربر‪ ،‬دينس رامزى‪ .‬راجع‪ :‬عبد املنصف عبد الفتاح حممد إدريس‪ ،‬رقابة املالءمة يف القضاء الدستوري – دراسة‬
‫مقارنة‪ ،‬ط‪ ،2‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪ ،2016 ،‬ص ‪.47‬‬
‫‪ -5‬زهري شكر‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.79‬‬
‫‪ -6‬صباح موسى املومين‪ ،‬الرقابة على دستورية القوانني‪ -‬دراسة حتليلية يف ضوء التعديالت الدستورية‪ ،‬ط‪ ،1‬الدار العلمية الدولية للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2017 ،‬ص ‪.104‬‬
‫‪ -7‬هناك من يصف رئيس احملكمة العليا جون مارشال اب ملؤسس الثاين للدستور‪ ،‬وذلك نتيجة املوقف الذي اختذه خبصوص قضية ماربوري ضد ماديسون‪ .‬راجع‪ :‬نزيه رعد‪ ،‬القانون الدستوري العام –‬
‫املبادئ العامة والنظم السياسية‪ ،‬ط‪ ،1‬املؤسسة احلديثة للكتاب‪ ،‬لبنان‪ ،2011 ،‬ص ‪.244‬‬

‫‪21‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫هما االختصـ ـ ــاص االبتدائي واالسـ ـ ــتفنافي‪ ،‬وبالتالي فرن سـ ـ ــلطة إصـ ـ ــداراألوامربصـ ـ ــفة أصـ ـ ــلية ليس له مبررأو أسـ ـ ــاس‬

‫دستوري يستند إليه في ذلك‪.1‬‬

‫وهكذا نصـ ــل في األخيرأن السـ ــيد جون مارشـ ــال رئيس املحكمة العليا في ذلك الوقت‪ ،‬قد أسـ ــس ملبدأ جديد يخص‬

‫الرقابة الدسـ ـ ــتورية واملتمثل في عدم إمكانية تطبيق تشـ ـ ــريع اتحادي أو والئي يتعارض مع الدسـ ـ ــتوراألمريكي‪ ،‬حتى وإن‬

‫كان هذا التش ـ ـ ــريع يعطي للقاض ـ ـ ـ ي س ـ ـ ــلطات معينة‪ .2‬بل يجب على املحكمة العليا أن تطبق الدس ـ ـ ــتوراالتحادي نظرا‬

‫لسموه على بقية التشريعات العادية‪.3‬‬

‫وبناء على ما تقدم‪ ،‬فرن املحكمة العليا ال تثيرموضـ ــوع الرقابة الدسـ ــتورية من تلقاء نفسـ ــها‪ ،‬بل يجب تحريكها من‬

‫طرف أصحاب الصفة واملصلحة بواسطة آليات محددة‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬طرق تحريك الرقابة الدستورية أمام املحكمة العليا‬


‫إن وس ـ ــائل إثارة الرقابة الدس ـ ــتورية أمام هذه املحكمة تتم بواس ـ ــطة ثالثة طرق‪ ،‬إما عن طريق الدفع الفر ي فرع‬

‫أول)‪ ،‬أو من خالل األمر القضائي فرع ثان)‪ ،‬أو بواسطة الحكم التقريري فرع ثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الدفع الفرعي بعدم الدستورية‬


‫يعتبرأســلوب الدفع بعدم الدســتورية الوســيلة الرئيســة إلثارة الرقابة الدســتورية‪ ،‬كما تعد الطريقة األقدم واألكثر‬

‫ش ـ ـ ــيوعا في الواليات املتحدة األمريكية‪ ،4‬وتتمثل هذه ا لية في قيام أحد أطراف الدعوى بتقديم دفع بعدم دس ـ ـ ــتورية‬

‫قـانون معين قـابـل للتطبيق على موض ـ ـ ـ ــوع الـدعوى على أس ـ ـ ـ ــاس أنـه غيردس ـ ـ ـ ــتوري‪ ،‬ففي حـالـة مـا إذا تـأكـدت املحكمـة‬

‫العليا من أن هذا القانون مش ــوب بعدم الدس ــتورية فرنها تمتنع عن تطبيقه على موض ــوع الدعوى القض ــائية‪ .5‬أما في‬

‫حالة ما إذا تيقنت املحكمة بأن هذا الدفع غيرجدي وال عالقة له بوقائع القض ـ ــية ترفض ـ ــه وتس ـ ــتمرفي إجراءات البت‬

‫في النزاع املعروض أمامها‪.‬‬

‫‪ -1‬صباح موسى املومين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.104‬‬


‫‪ -2‬صباح موسى املومين‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ص ‪.105-104‬‬
‫‪ -3‬نزيه رعد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.244‬‬
‫‪ -4‬عمر العبد هللا‪" ،‬الرقابة على دستورية القوانني (دراسة مقارنة)"‪ ،‬جملة جامعة دمشق‪ ،‬اجمللد السابع عشر‪ ،‬العدد الثاين‪ ،‬سوراي‪ ،2001 ،‬ص ‪.14‬‬

‫‪ -5‬حممود علي أمحد مدين‪ ،‬دور القضاء الدستوري يف استجالء املفاهيم الدستورية – دراسة مقارنة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪ ،2016 ،‬ص ‪.58‬‬

‫‪22‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫وجـديربـالـذكر‪ ،‬فـرن هـذا اإلجراء ممـاثـل ملـا هو معمول بـه في الـدول األوروبيـة على غرارإس ـ ـ ـ ـبـانيـا وأملـانيـا‪ ،‬إال أنهم ال‬

‫يتفقان في ا ثاراملترتبة ع هما‪ ،‬على اعتبارأن املحكمة العليا تتبع نظام الس ـ ـ ـ ــوابق القض ـ ـ ـ ــائية‪ ،‬عكس ما هو مطبق في‬

‫أوروبا والتي تعتمد على التشريع كمصدرأولي وأساس ي‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬األمر القضائي‬


‫تتمثل هذه الطريقة في إمكانية قيام أحد األفراد بمهاجمة تشــريع معين مدعيا بأنه مخالف للدســتوروذلك قبل أن‬

‫يتم تطبيقه عليه على اعتبارأن تنفيذه املحتمل سـ ـ ــيلحق ضـ ـ ــررا به‪ ،‬مما يفهم من ذلك أن هذا األسـ ـ ــلوب هو أسـ ـ ــلوب‬

‫هجومي على عكس الدفع بعدم الدستورية الذي يعد أسلوب دفا ي‪ .2‬كما يعد إجراء وقائي وليس عالجي‪.3‬‬

‫ويتمحور إجراء ه ــذه ا لي ــة في فحص املحكم ــة املعني ــة للطل ــب وإذا م ــا ت ــأك ــدت ب ــأن الق ــانون غير دس ـ ـ ـ ــتوري‪ ،‬تقوم‬

‫بتوجيــه أمر إلى املو ف املختص تمنعــه من تطبيقــه‪ ،4‬وفي حــالــة مخــالفــة املو ف املعني لهــذا األمر فــانــه يعــد مرتكبــا‬

‫لجريمة خاصة تسمى احتقاراملحكمة‪ ،5‬وعليه فان هذه األوامرتعتبرضمانة ودعامة أساسية لحماية حقوق األفراد‪.6‬‬

‫وق ــد طبق ه ــذا االجراء ألول مرة ك ــدلي ــة لرق ــاب ــة دس ـ ـ ـ ــتوري ــة القوانين االتح ــادي ــة في س ـ ـ ـ ـن ــة ‪ ،1867‬أم ــا فيم ــا يتعلق‬

‫بالتش ـ ــريعات الص ـ ــادرة عن الواليات فقد طبق هذا االجراء ألول مرة في عام ‪ ،71824‬مما يفهم من ذلك أن تطبيق األمر‬

‫القضائي على قوانين الواليات كان أسبق من التشريعات االتحادية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الحكم التقريري‬

‫تم تطبيق هذا النظام ألول مرة في سـ ــنة ‪ ،81918‬وباملقارنة مع األسـ ــلوبين السـ ــابقين فانه يعتبرحديث النشـ ــأة‪ ،‬وقد‬

‫طبقتـه املحكمـة العليـا االتحـاديـة ألول مرة في س ـ ـ ـ ـنـة ‪ ،91936‬حيـث يقص ـ ـ ـ ــد بـه لجوء طرفين إلى املحكمـة العليـا بطلـب‬

‫إص ـ ــدارحكم يقررمدى دس ـ ــتورية قانون يراد تطبيقه علمهما‪ ،10‬وفي هذه الحالة يتوقف املو ف املختص عن التنفيذ‬

‫‪ -1‬أمني عاطف صليبا‪ ،‬دور القضاء الدستوري يف إرساء دولة القانون – دراسة مقارنة‪ ،‬دون ذكر الطبعة‪ ،‬املؤسسة احلديثة للكتاب‪ ،‬لبنان‪ ،2002 ،‬ص ‪.119‬‬
‫‪ -2‬محدي عطية مصطفى عامر‪ ،‬رقابة الدستورية – دراسة مقارنة‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة الوفاء القانونية‪ ،‬مصر‪ ،2016 ،‬ص ‪.173‬‬
‫‪ -3‬حممد علي سويلم‪ ،‬الرقابة على دستورية القوانني وتطور األنظمة الدستورية – دراسة مقارنة‪ ،‬دون ذكر الطبعة‪ ،‬دار املطبوعات اجلامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2013 ،‬ص ‪.468‬‬
‫‪ -4‬حممود علي أمحد مدين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫‪ -5‬محدي عطية مصطفى عامر‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.173‬‬
‫‪ -6‬حممود علي أمحد مدين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫‪ -7‬أمني عاطف صليبا‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.120‬‬
‫‪ -8‬محدي عطية مصطفى عامر‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.175‬‬
‫‪ -9‬عبد املنصف عبد الفتاح حممد إدريس‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.167‬‬
‫‪ -10‬حممود علي أمحد مدين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.60‬‬

‫‪23‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫من تلقاء نفس ـ ـ ـ ــه حتى تفص ـ ـ ـ ــل املحكمة في مدى دس ـ ـ ـ ــتوريته‪ ،‬فاذا حكمت بدس ـ ـ ـ ــتورية القانون قام بتنفيذه‪ ،‬وفي حالة‬

‫العكس فـانـه يمتنع عن تطبيقـه‪ .‬مع التنويـه أن حجيـة الحكم التقريري ليس ـ ـ ـ ــت مطلقـة تس ـ ـ ـ ــري على الكـافـة‪ ،‬بـل لهـا أثر‬

‫نسبي حيث ال يجوزاالحتجاج بها إال على من صدرالحكم لصالحه وفي نفس الحالة دون سواها‪.1‬‬

‫وتجدراإلشـ ـ ـ ــارة‪ ،‬أن هناك من يضـ ـ ـ ــيف إجراء آخريسـ ـ ـ ــمى بأسـ ـ ـ ــلوب بناء القوانين‪ ،‬حيث يتمثل ذلك في عدم قيام‬

‫املحكمة بالتصـريا بعدم دسـتورية تشـريع معين‪ ،‬بل تعمل على منحه تفسـيريتالءم مع سـوابقها القضـائية‪ ،‬مسـتبعدة‬

‫إرادة املشرع في ذلك‪.2‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬مجاالت الرقابة الدستورية أمام املحكمة العليا‬


‫ينعقد اختصـ ـ ـ ــاص املحكمة العليا في هذا املجال للنظرفي دسـ ـ ـ ــتورية التشـ ـ ـ ــريعات الصـ ـ ـ ــادرة عن الواليات واألوامر‬

‫املحلية فرع أول)‪ ،‬وكذلك القرارات الرئاس ـ ـ ــية التي تتخذ من طرف رئيس الواليات املتحدة األمريكية أثناء ممارس ـ ـ ــته‬

‫لصالحياته فرع ثان)‪ ،‬إضافة إلى التشريعات االتحادية فرع ثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الرقابة على دستورية تشريعات الواليات واألوامر املحلية‬


‫تأخذ رقابة املحكمة العليا على مدى دس ـ ـ ـ ــتورية قوانين الواليات واألوامراملحلية الحيزاألكبرفي عملها‪ ،‬وذلك راجع‬

‫بطبيعة الحال إلى النظام القضـ ــائي الفيدرالي املطبق في الدولة األمريكية‪ ،‬وهو ما تؤكده االحصـ ــائيات الرسـ ــمية حيث‬

‫تم إلغـاء مـا يزيـد عن ألف تش ـ ـ ـ ــريع والئي وأمرمحلي‪ ،‬وذلـك إلى غـايـة نهـايـة س ـ ـ ـ ـنـة ‪ .31983‬وهو رقم معتبرممـا يؤكـد الـدور‬

‫الهام الذي تمارسه املحكمة العليا في هذا املجال‪.‬‬

‫وقد أثبتت املمارس ـ ــة العملية للمحكمة العليا أثناء رقابة دس ـ ــتورية القوانين الص ـ ــادرة من طرف الواليات‪ ،‬أنها قد‬

‫أثرت بش ــكل كبيرفي العديد من املجاالت الهامة في س ــياس ــة الوالية‪ ،‬ومن األمثلة البارزة التي يمكن ذكرها في هذا املقام‬

‫تتمثل في إلغاء اإلطارالقانوني الذي كان يشــجع على التمييزالعنصــري بين البيض والســود في الواليات الجنوبية‪ ،4‬وهو‬

‫‪ -1‬حممود علي أمحد مدين‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.60‬‬


‫‪ -2‬أمني عاطف صليبا‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪ -3‬هشام حممد فوزي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.141‬‬
‫‪ -4‬هشام حممد فوزي‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.141‬‬

‫‪24‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫ما كان له األثراإليجابي فيما بعد حيث أصـ ـ ــبا للمواطنين السـ ـ ــود نفس املكانة املمنوحة للبيض‪ ،‬حتى وصـ ـ ــل األمرإلى‬

‫تقلد مواطن أسود رئاسة الواليات املتحدة األمريكية في سنة ‪ 2008‬وهو السيد باراك أوباما ذو األصول اإلفريقية‪.1‬‬

‫وتعد قض ــية ش ــابيرو ض ــد تومبس ــون من أبرزالقض ــايا حول هذه املس ــألة‪ ،‬والتي فص ــلت فمها املحكمة العليا في س ــنة‬

‫‪ 1969‬وبأغلبية األصـ ـ ـ ــوات بعدم دسـ ـ ـ ــتورية قانون الوالية الذي كان ينص على عدم أحقية املواطن في الحصـ ـ ـ ــول على‬

‫اإلعانة إذا كانت مدة إقامته في الوالية أقل من سـ ـ ـ ــنة‪ .2‬وهو ما اعتبرته املحكمة العليا يشـ ـ ـ ــكل تمييزا بين سـ ـ ـ ــكان نفس‬

‫الواليـة‪ ،‬ممـا يخلق مواطنـة طبقيـة ينقس ـ ـ ـ ــم فمهـا مواطنو الواليـة إلى فريقين‪ .‬وفي األخيرخلص ـ ـ ـ ــت املحكمـة العليـا إلى أن‬

‫التمييزفي املعاملة على أس ـ ــاس اإلقامة) س ـ ــوف يقيد حرية التنقل بين الواليات ويؤدي بالنتيجة إلى مخالفة التعديل‬

‫الرابع عشـ ـ ــرنصـ ـ ــا وروحا على اعتبارأن الهدف األسـ ـ ــمى لالتحاد الفدرالي هو توحيد املعاملة بين مواطنيه في أي والية‬

‫ينتقلون إلمها‪.3‬‬

‫كما قامت املحكمة العليا في عام ‪ 1962‬بالتص ـ ــريا بعدم دس ـ ــتورية قوانين تقس ـ ــيم الدوائراالنتخابية في الواليات‬

‫األمريكية بطريقة تعسفية‪ ،‬والتي أعدت بخصوص انتخابات مجالسها النيابية‪.4‬‬

‫وفي نفس االتجاه أبطلت املحكمة العليا في س ــنة ‪ 1982‬قانون والية أالس ــكا الذي كان يقربتوزيع نس ــبة من حص ــيلة‬

‫إيرادات الوالية من صــادرا ها من النفط واملعادن على ســكان الوالية البالغين بشــرط أن يكونوا مقيمين في الوالية منذ‬

‫عام ‪ 1950‬وبنسـ ـ ـ ــب معينة‪ ،‬وهو ما جعل املحكمة العليا تعتبرذلك القانون بأنه غيردسـ ـ ـ ــتوري على أسـ ـ ـ ــاس أنه يحرم‬

‫كافة مواطني االتحاد من املعاملة املتساوية التي ضم ها لهم التعديل الرابع عشر من الدستور‪.5‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الرقابة على دستورية القرارات الرئاسية‬


‫تخض ـ ـ ـ ــع األوامرالص ـ ـ ـ ــادرة من طرف رئيس الجمهوريــة لرقــابــة املحكمــة العليــا من خالل تقــديرمــدى تعــارض ـ ـ ـ ـهــا مع‬

‫التش ــريع األس ــاس ـ ي في الدولة واملتمثل في الدس ــتور‪ ،‬أو مع مختلف القوانين األخرى‪ ،‬وهكذا يمكن القول أن للمحكمة‬

‫العليا سلطة إلغاء سياسات رئاسية مثل إلغا ها لسياسات صادرة من قبل الكونغرس‪.6‬‬

‫‪ -1‬زهري شكر‪ ،‬النظرية العامة للقضاء الدستوري‪ ،‬اجلزء الثاين‪ ،‬ط‪ ،1‬دار بالل للطباعة والنشر‪ ،‬لبنان‪ ،2014 ،‬ص‪.700‬‬
‫‪ -2‬زهري شكر‪ ،‬النظرية العامة للقضاء الدستوري‪ ،‬اجلزء الثاين‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.742‬‬
‫‪ -3‬زهري شكر‪ ،‬النظرية العامة للقضاء الدستوري‪ ،‬اجلزء الثاين‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.743‬‬
‫‪ -4‬عبد املنصف عبد الفتاح حممد إدريس‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.172‬‬
‫‪ -5‬زهري شكر‪ ،‬النظرية العامة للقضاء الدستوري‪ ،‬اجلزء الثاين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.743‬‬
‫‪ -6‬هشام حممد فوزي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.139‬‬

‫‪25‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫وبخصـ ــوص املمارسـ ــة العملية للمحكمة في هذا االختصـ ــاص‪ ،‬وبالضـ ــبط في سـ ــنة ‪ 1866‬حيث فصـ ــلت برلغاء عدة‬

‫قرارات لل رئيس األمريكي في ذلـك الوقـت الس ـ ـ ـ ـيـد إبراهـام لينكولن‪ ،‬ب جـة أنـه ليس لـديـه األهليـة الكـافيـة إلص ـ ـ ـ ــدارأمر‬

‫رئـاس ـ ـ ـ ـ ي الغرض منـه هو التـأكـد من قـانونيـة إيـداع مواطن أمريكي في الق ـ ـ ـ ــجن‪ ،‬وهي واقعـة تتعلق بمس ـ ـ ـ ــألـة الق ـ ـ ـ ــجنـاء‬

‫الحربيين‪.1‬‬

‫وبلغـة األرقـام فقـد أثبتـت االحص ـ ـ ـ ــائيـات الرس ـ ـ ـ ــميـة التي تمـت من طرف الجهـات املعنيـة‪ ،‬أن املحكمـة العليـا وخالل‬

‫مسـ ــارها الطويل حكمت بعدم شـ ــرعية ‪ 14‬قضـ ــية تتعلق بأعمال صـ ــادرة عن رؤسـ ــاء الجمهورية املتعاقبين‪ ،2‬وهو رقم‬

‫ضعيف باملقارنة مع عدد األوامر التي تم إصدارها من طرف الرؤساء خالل فترة عمل املحكمة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الرقابة على دستورية القوانين االتحادية‬


‫يعتبرأول قـانون اتحـادي مـارس ـ ـ ـ ــت املحكمـة العليـا رقـابتهـا الـدس ـ ـ ـ ــتوريـة عليـه هو قـانون التنظيم القض ـ ـ ـ ــائي‪ ،‬وكـان ذلـك‬

‫بمناس ــبة قض ــية ماربوري ض ــد ماديس ــون‪ ،‬وهو ما تعد الخطوة األولى التي تعاملت فمها هذه املحكمة مع هذا النوع من‬

‫القوانين وال تي تص ـ ـ ـ ــدرعن الكونغرس مبـاش ـ ـ ـ ــرة‪ ،‬كمـا تـأتي هـذه التش ـ ـ ـ ــريعـات في قمـة الهرم القـانوني للواليـات املتحـدة‬

‫األمريكية‪.3‬‬

‫وبـالرجوع إلى الجـانـب العملي والـذي يعـد املرآة العـاكس ـ ـ ـ ــة لقيـاس حجم وفعـاليـة أي جهـة قض ـ ـ ـ ــائيـة‪ ،‬فقـد حكمـت‬

‫املحكمـة العليـا بعـدم دس ـ ـ ـ ــتوريـة ‪ 114‬تش ـ ـ ـ ــريعـا اتحـاديـا‪ ،‬وهو عـدد ض ـ ـ ـ ــفيـل بـاملقـارنـة مع الكم الهـائـل من هـذا النوع من‬

‫القوانين التي س ـ ها الكونغرس خالل مدة تقارب الثمانين س ــنة والتي تزيد عن س ــتون ألف تش ــريعا‪ ،4‬وهو ما يفهم منه‬

‫أن القوانين االتحادية عادة ما تكون منقجمة مع أحكام الدستوراالتحادي سواء في لفظه أو في فحواه‪.‬‬

‫وتعد قضـ ــية دريد سـ ــكوت في عام ‪ 1857‬النقطة املظلمة في تاريخ املحكمة العليا األمريكية‪ ،‬حيث فصـ ــلت املحكمة‬

‫بعدم أحقية الزنوج في التقاضـ ـ ي على اعتبارأنهم غيرمواطنين‪ ،‬وخلص ــت في األخيرإلى اإلقراربدس ــتورية القانون الذي‬

‫يمنع الزنوج من حق التقـاض ـ ـ ـ ـ ي‪ ،‬بـل وص ـ ـ ـ ــل األمر برئيس املحكمـة العليـا في ذلـك الوقـت الس ـ ـ ـ ـيـد تـاني أن ص ـ ـ ـ ــرح بعبـارة‬

‫عنصـرية جاء فمها ما يلي‪ " :‬هل يمكن لزنجي أحضـره أجداده إلى هذه البالد وبيعوا كالعبيد أن يصـبا عضـوا في املجتمع‬

‫‪ -1‬هشام حممد فوزي‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.140‬‬


‫‪ -2‬هشام حممد فوزي‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.140‬‬
‫‪ -3‬هشام حممد فوزي‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.137‬‬
‫‪ -4‬هشام حممد فوزي‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.137‬‬

‫‪26‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫الس ـ ــياسـ ـ ـ ي الذي أنشـ ـ ـ ا ونظم بمقتحـ ـ ـ ى دس ـ ــتورالواليات املتحدة؟ وأن يتمتع باالمتيازات والحص ـ ــانات التي وض ـ ــعت‬

‫بمقتح ى ذلك الدستورملواطني االتحاد األمريكي؟"‪.1‬‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫تعتبراملحكمة العليا األمريكية الهيئة القضـائية الوحيدة املكرسـة في الدسـتور‪ ،‬يتم تعيين قضـا ها مدى الحياة من‬

‫طرف رئيس الجمهورية بعد مص ـ ـ ــادقة مجلس الش ـ ـ ــيوخ‪ ،‬وتتمتع هذه املحكمة باختص ـ ـ ــاص ـ ـ ــات هامة في مجال الرقابة‬

‫الدستورية‪ ،‬وبناء على ما تقدم تم التوصل إلى مجموعة من النتائج التي استدعت تقديم بعض االقتراحات‪.‬‬

‫النتائج‪:‬‬

‫‪ -1‬تعتبراملحكمة العليا األمريكية الجهة القضـائية الوحيدة املنصـوص علمها في الدسـتور‪ ،‬وهو مركزقانوني مرموق لم‬

‫تحظى بـه بقيـة املحـاكم األمريكيـة‪ ،‬كمـا تـأتي هـذه املحكمـة في قمـة الهرم القض ـ ـ ـ ــائي الفيـدرالي املتبع في الواليـات املتحـدة‬

‫األمريكية‪ ،‬وهو ما يمنحها سمو على بقية املحاكم االتحادية وحتى على مستوى الواليات‪.‬‬

‫‪ -2‬بلغ عدد القض ـ ـ ــاة املعينين في املحكمة العليا إلى غاية س ـ ـ ــنة ‪ 153 ،2017‬قاض ـ ـ ــيا وذلك ابتداء من س ـ ـ ــنة ‪ 1789‬وهو‬

‫تاريخ التنصيب وبداية العمل الفعلي للمحكمة‪.‬‬

‫‪ -3‬اس ــتقرعدد قض ــاة املحكمة العليا حاليا عند ‪ 09‬قض ــاة‪ ،‬بعدما عرف هذا الرقم تغييرات عديدة تأريح بين خمس ــة‬

‫و‪ 11‬قــاض ـ ـ ـ ـيــا لس ـ ـ ـ ــنوات عــديــدة‪ .‬وهــذا راجع بطبيعــة الحــال إلى م واقف رؤس ـ ـ ـ ــاء الجمهوريــة والكونغرس اتجــاه هــذه‬

‫املحكمة‪ ،‬زيادة على الظروف السياسية التي تمر بها البالد‪.‬‬

‫‪ -4‬يتمتع قضاة املحكمة العليا بثالث ضمانات دستورية‪ ،‬تتمثل األولى في عدم القابلية للعزل ما دموا حسني السلوك‪،‬‬

‫أما الثانية فتتعلق بعدم جوازاإلنقاص من مرتبا هم‪ ،‬وأخيرا الحق في التقاعد عند بلوغ سن معينة‪.‬‬

‫‪ -5‬يعتبررئيس املحكمة العليا من أهم الشـ ـ ــخصـ ـ ــيات السـ ـ ــياسـ ـ ــية في الدولة‪ ،‬نظرا للصـ ـ ــالحيات واملهام املعهودة إليه‪،‬‬

‫ولعل من أبرزها ترأس جلسة محاكمة الرئيس األمريكي بخصوص ا هام نيابي‪.‬‬

‫‪ -6‬تتمحوراختص ـ ــاص ـ ــات املحكمة العليا في الرقابة الدس ـ ــتورية التي ولدت من رحم ال واقع العملي من خالل قض ـ ــية‬

‫ماربوري ض ـ ــد ماديس ـ ــون س ـ ــنة ‪ 1801‬والحكم الص ـ ــادربخص ـ ــوص ـ ــها في عام ‪ ،1803‬في الرقابة على دس ـ ــتورية القوانين‬

‫‪ -1‬زهري شكر‪ ،‬النظرية العامة للقضاء الدستوري‪ ،‬اجلزء الثاين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.795 -794‬‬

‫‪27‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫الوالئية واألوامراملحلية‪ ،‬باإلض ـ ـ ــافة إلى الرقابة على دس ـ ـ ــتورية القرارات الرئاس ـ ـ ــية والتش ـ ـ ــريعات االتحادية‪ ،‬كل هذه‬

‫السلطات جعلت هذه املحكمة تساهم في حماية وصون العديد من الحقوق والحريات‪.‬‬

‫‪ -7‬يحكم سـ ــيرأعمال املحكمة العليا الئحة داخلية‪ ،‬تم وضـ ــعها ألول مرة في سـ ــنة ‪ 1803‬أثناء فترة حكم القاض ـ ـ ي جون‬

‫مارشال‪ ،‬وتم تعديلها في العديد من املناسبات كان آخرها في سنة ‪.2017‬‬

‫االقتراحات‪:‬‬

‫‪ -1‬يتعين تحـديـد عـدد قض ـ ـ ـ ــاة املحكمـة العليـا في الـدس ـ ـ ـ ــتورمثلمـا هو معمول بـه في بقيـة دول العـالم‪ ،‬وعـدم ترك ذلـك‬

‫لالقتراح من طرف رئيس الجمهورية وم وافقة الســلطة التشــريعية ممثلة في الكونغرس‪ ،‬مما جعل قضــاة املحكمة غير‬

‫مستقر نسبيا وهو ما يؤثر على أداء ومردودية هذه الهيئة في حماية الحقوق والحريات‪.‬‬

‫‪ -2‬الس ـ ــعي إلى جعل قض ـ ــاة املحكمة العليا منتخبين من قبل الجهات القض ـ ــائية الفيدرالية‪ ،‬مما يكس ـ ـ هم اس ـ ــتقاللية‬

‫و يفية وعضوية‪ ،‬والتخلي عن نظام التعيين املعمول به في الوقت الحالي‪.‬‬

‫‪ -3‬ضـ ـ ــرورة تحديد مدة العضـ ـ ــوية في املحكمة العليا األمريكية بعهدة واحدة مد ها خمس ‪ )5‬سـ ـ ــنوات قابلة للتجديد‬

‫مرة واحدة‪ ،‬بخالف الوضع الحالي الذي يجعل العضوية في املحكمة مدى الحياة‪.‬‬

‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫باللغة العربية‪:‬‬
‫أ‪-‬الكتب‪:‬‬
‫‪ -1‬عصــام ســعيد عبد أحمد‪ ،‬الرقابة على دســتورية القوانين‪-‬دراســة مقارنة‪ ،‬ط‪ ،1‬املؤسـســة الحديثة للكتاب‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪.2013‬‬
‫‪ -2‬زهيرشكر‪ ،‬النظرية العامة للقضاء الدستوري‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ط‪ ،1‬داربالل للطباعة والنشر‪ ،‬لبنان‪.2014 ،‬‬
‫‪ -3‬أمين عاطف صــليبا‪ ،‬دورالقضــاء الدســتوري في إرســاء دولة القانون – دراســة مقارنة‪ ،‬دون ذكرالطبعة‪ ،‬املؤسـســة‬
‫الحديثة للكتاب‪ ،‬لبنان‪.2002 ،‬‬
‫‪ -4‬محمد علي ســويلم‪ ،‬الرقابة على دســتورية القوانين وتطوراألنظمة الدســتورية – دراســة مقارنة‪ ،‬دون ذكرالطبعة‪،‬‬
‫داراملطبوعات الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪.2013 ،‬‬
‫‪ -5‬ص ــباح موس ـ ى املومني‪ ،‬الرقابة على دس ــتورية القوانين‪ -‬دراس ــة تحليلية في ض ــوء التعديالت الدس ــتورية‪ ،‬ط‪ ،1‬الدار‬
‫العلمية الدولية للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2017 ،‬‬

‫‪28‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫‪ -6‬نزيه رعد‪ ،‬القانون الدسـتوري العام – املبادئ العامة والنظم السـياسـية‪ ،‬ط‪ ،1‬املؤسـسـة الحديثة للكتاب‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪.2011‬‬
‫‪ -7‬غسان مدحت الخيري‪ ،‬الرقابة القضائية على القوانين‪ ،‬ط‪ ،1‬دارالراية للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.2013 ،‬‬
‫‪ -8‬زهيرشكر‪ ،‬النظرية العامة للقضاء الدستوري‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬ط‪ ،1‬داربالل للطباعة والنشر‪ ،‬لبنان‪.2014 ،‬‬
‫‪ -9‬هشام محمد فوزي‪ ،‬رقابة دستورية القوانين بين أمريكا ومصر‪-‬مع تحليل لألحكام الدستورية في البلدين‪ ،‬ط‪ ،1‬دار‬
‫ال هضة العربية‪ ،‬مصر‪.2006 ،‬‬
‫‪ -10‬مــدين عبــد الرزاق الكلش‪ ،‬دور املحكمــة العليــا في الواليــات املتحــدة األمريكيــة في حمــايــة الحقوق والحريــات‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫منشورات زين الحقوقية واألدبية‪ ،‬لبنان‪.2015 ،‬‬
‫‪ -11‬محمد إبراهيم درويش‪ ،‬الرقابة الدستورية – دراسة تحليلية لنماذج الرقابة في فرنسا‪-‬الواليات املتحدة األمريكية‬
‫ومصر‪ ،‬ط‪ ،1‬دارال هضة العربية‪ ،‬مصر‪.2016 ،‬‬
‫‪ -12‬محمود علي أحمد مدني‪ ،‬دورالقض ـ ــاء الدس ـ ــتوري في اس ـ ــتجالء املفاهيم الدس ـ ــتورية – دراس ـ ــة مقارنة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار‬
‫ال هضة العربية‪ ،‬مصر‪.2016 ،‬‬
‫‪ -13‬حمدي عطية مصطفى عامر‪ ،‬رقابة الدستورية – دراسة مقارنة‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة الوفاء القانونية‪ ،‬مصر‪.2016 ،‬‬
‫‪ -14‬عبد املنصـف عبد الفتاح محمد إدريس‪ ،‬رقابة املالءمة في القضـاء الدسـتوري – دراسـة مقارنة‪ ،‬ط‪ ،2‬دارال هضـة‬
‫العربية‪ ،‬مصر‪.2016 ،‬‬
‫ب‪-‬النصوص القانونية‪:‬‬
‫‪ -1‬ال ـ ــدسـ ـ ـ ـ ـتــور األمــريـ ـكـي االتـح ـ ــادي الص ـ ـ ـ ـ ـ ــادر فــي سـ ـ ـ ـ ـن ـ ــة ‪ 1789‬وتـع ـ ــديــالت ـ ــه ب ـ ــالـلـغ ـ ــة الـعــربـي ـ ــة‪ ،‬مـتــوفــر عـلــى املــوقــع‬
‫االلكتروني‪www.constituteproject.org:‬‬
‫‪ -2‬الالئحـة الـداخليـة للمحكمـة العليـا األمريكيـة الص ـ ـ ـ ــادرة في س ـ ـ ـ ـنـة ‪ 1803‬وتعـديال هـا‪ ،‬متوفرة على املوقع االلكتروني‪:‬‬
‫‪www.supremecourt.gov‬‬
‫ج‪-‬املقاالت‪:‬‬
‫‪ -1‬س ـ ـ ــامان عبد هللا عزيز‪ ،‬عبد الغفوركريم علي‪ ،‬إض ـ ـ ــاءات علمية عن القض ـ ـ ــاء في الواليات املتحدة األمريكية‪ ،‬مجلة‬
‫كلية القانون للعلوم القانونية والسـياسـية‪ ،‬مجلة علمية محكمة تصـدرعن كلية القانون والعلوم السـياسـية‪ ،‬جامعة‬
‫كركوك‪ ،‬املجلد الثالث‪ ،‬العدد العاشر‪ ،‬العراق‪ ،‬أوت ‪.2014‬‬
‫‪ -2‬عـاص ـ ـ ـ ــم حـاكم عبـاس الجبوري‪ ،‬حـاكم فنيخ علي الخفـاجي‪ ،‬س ـ ـ ـ ـمـات النظـام القض ـ ـ ـ ــائي األمريكي ومبررات تش ـ ـ ـ ــكيل‬
‫املحكمة العليا عام ‪ ،1789‬مجلة مركز بابل للدراسات االنسانية‪ ،‬املجلد السابع‪ ،‬العدد األول‪ ،‬العراق‪.2017 ،‬‬
‫‪ -3‬عمرالعبد هللا‪ ،‬الرقابة على دستورية القوانين دراسة مقارنة)‪ ،‬مجلة جامعة دمشق‪ ،‬املجلد السابع عشر‪ ،‬العدد‬
‫الثاني‪ ،‬سوريا‪.2001 ،‬‬
‫امل واقع االلكترونية‪:‬‬
‫‪ -1‬موقع املحكمة العليا األمريكية‪www.supremecourt.gov :‬‬

‫‪29‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
www.constituteproject.org :‫ موقع دساتيرالعالم‬-2
:‫باللغة الفرنسية‬
Articles :
1- François-Henri BRIARD, La nomination des membres de la Cour suprême des États-Unis,
NOUVEAUX CAHIERS DU CONSEIL CONSTITUTIONNEL N°58 (DOSSIER : LE CONTENTIEUX
CONSTITUTIONNEL) – France, JANVIER 2018,p.p 59-70.

30 ‫ ألمانيا – برلين‬،‫ | المركز الديمقراطي العربي‬2020 ‫يناير‬،‫ العدد الخامس‬،‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‬
‫دورآلية الدفع بعدم الدستورية في حماية الحقوق والحريات‬
The role of the post-constitutional mechanism in
protecting rights and freedoms
‫شاوش رفيق‬
–Rafik Chaouche
– ‫ الجزائر‬- ‫ بسكرة‬-‫ كلية القانون –جامعة محمد خيضر‬- ‫قسم القانون‬

:‫امللخص‬
‫يعتبرالدفع بعدم الدس ــتورية وس ــيلة لتحقيق غاية مزدوجة تتمثل في حماية مبدأ س ــمو الدس ــتورمن ناحية وحماية‬
‫ مما يض ــاف لص ــالح املؤس ــس الدس ــتوري الجزائري‬،‫الحقوق والحريات التي يكفلها الدس ــتورلألفراد من ناحية أخرى‬
‫ وهو أمرجديد لم يكن في الســابق بل‬،‫أنه منا لألفراد حق الدفع بعدم الدســتورية أمام املجلس الدســتوري الجزائري‬
16/18 ‫ وكذلك وفقا للقانون العضــوي‬،‫منه‬188 ‫ وفقا لنص املادة‬2016 ‫أدرج فقط بموجب تعديل الدســتوري لســنة‬
.‫ الذي يحدد شروط وإجراءات الدفع بعدم الدستورية‬2018/09/02 ‫املؤرخ في‬
‫ شــروط‬-‫ كيفيات الدفع بعدم الدســتورية‬-‫الرقابة على دســتورية القوانين‬-‫الدفع بعدم الدســتورية‬:‫الكلمات املفتاحية‬
.‫ممارسة الدفع – املجلس الدستوري‬
ABSTRACT :
Advocating unconstitutionality is considered a means to achieve a dual goal, which is to protect the
principle of the supremacy of the constitution on the one hand and to protect the rights and
freedoms guaranteed by the constitution for individuals on the other hand, which adds to the
benefit of the Algerian constitutional founder that it granted individuals the right to advocate
unconstitutionality in the Algerian Constitutional Council, which is new something that was not
Previously, it was included only under the constitutional amendment of 2016 in accordance with the
text of Article 188 thereof, as well as in accordance with the organic law 18/16 of 02/09/2018 that
specifies the conditions and procedures for advocating of unconstitutionality.
key words:Advocating Unconstitutionality-Control over the constitutionality of laws-How to pay
unconstitutional -Payment terms - Constitutional Council.

31 ‫ ألمانيا – برلين‬،‫ | المركز الديمقراطي العربي‬2020 ‫يناير‬،‫ العدد الخامس‬،‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫يحتل الدس ــتوروض ــعا س ــاميا في البناء القانوني للدولة‪ ،‬فبواس ــطته يتم تحديد ش ــكل النظام الس ــياس ـ ي ورس ــم معامله‬
‫املؤسـســاتية‪ ،‬وهو بذلك يعد املرجع الذي يحتكم إليه الجميع في حالة نشــوء نزاع أو خالف‪ ،‬بحيث ال يمكن ألي ســلطة‬
‫كيفما كانت أن تتجاوزمنطوق وروح الوثيقة الدس ـ ـ تورية وما تس ـ ــعى إليه من تحديد ملجال تدخل الس ـ ــلطات وض ـ ــمان‬
‫للحقوق والحريات‪.‬‬
‫وقـد أص ـ ـ ـ ــبحـت العـدالـة الـدس ـ ـ ـ ــتوريـة تحتـل ص ـ ـ ـ ـلـب الرهـانـات املتعلقـة بـاإلقرارالفعلي لـدولـة الحق والقـانون‪ ،‬ولـدور‬
‫القض ـ ـ ـ ــاء في حمـايـة مص ـ ـ ـ ــالح املواطنين من خالل تص ـ ـ ـ ــفيـة املنظومـة القـانونيـة من كـل املقتض ـ ـ ـ ـيـات التش ـ ـ ـ ــريعيـة غير‬
‫الدستورية‪ ،‬فرذا كان القانون مخالفا للدستور‪ ،‬فرن األحكام التي تبنى عليه ستكون بكل تأكيد غيرمنصفة‪.‬‬
‫إن املن ــاط األسـ ـ ـ ـ ــاس ـ ـ ـ ـ ي للتش ـ ـ ـ ــريع وغ ــايت ــه املثلى تنظيم العالق ــات االجتم ــاعي ــة وإقرار الحقوق والحري ــات الفردي ــة‬
‫والجماعية‪ ،‬لكن املش ـ ــرع قد ينحرف عن هذا املغزى بالنظرإلكراهات مرتبطة بص ـ ــناعة وص ـ ــياغة القوانين‪ ،‬أو لكون‬
‫بعض مقتضـ ــيات النص التشـ ــريعي يمكن أن تؤثر على فعاليته ت وافقات معينة بين واضـ ــعي اإلنتاج التشـ ــريعي لتخدم‬
‫رهـانـات خـاص ـ ـ ـ ــة حس ـ ـ ـ ــب موازين القوى واملص ـ ـ ـ ــالح املتحكمـة بـالهيئـة التي تتولى التش ـ ـ ـ ــريع مـا قـد يقود أحيـانـا إلى إقرار‬
‫قوانين تتضـ ـ ــمن نصـ ـ ــوصـ ـ ــا مخالفة للدسـ ـ ــتور‪ ،‬األمرالذي يؤثر سـ ـ ــلبيا على مكانة القانون في نفوس املواطنين ويفقد‬
‫السلطة التشريعية اعتبارها وصدقيتها‪.‬‬
‫وحرص ــا على تس ــيد هذه املكانة الس ــامية للدس ــتور‪ ،‬يتوجب التنص ــيص على آليات الرقابة على الطابع الدس ــتوري‬
‫للقوانين تمهيدا لعدم إص ــدارها إذا كانت لم تص ــدرأو إلغاءها عند تطبيقها في حالة ما تم إص ــدارها‪ ،‬بعد التحقق من‬
‫ت جيمها أو هديدها للحقوق والحريات املضمونة دستوريا‪.‬‬
‫وبهذا املعنى يعتبراملجلس الدس ـ ـ ـ ــتوري الض ـ ـ ـ ــمانة األهم لحماية الحقوق والحريات األس ـ ـ ـ ــاس ـ ـ ـ ــية املكفولة بموجب‬
‫وجوب عرض مشـاريع القوانين عليه قبل إصـدارها‪ ،‬أو رقابة الحقة على‬ ‫ض‬ ‫الدسـتوربممارسـته لرقابة سـابقة‪ ،‬عبرفرض وـه‬
‫القوانين النافذة في صورة الدفع بعدم دستورية نصوص القوانين‪ ،‬التي دخلت حيزالتطبيق وكشفت املمارسة بعض‬
‫جوانــب مخــالفتهــا للــدس ـ ـ ـ ــتور من حيــث التــأثير على املراكز القــانونيــة للمواطنين واملس بحقوقهم وحريــا هم‪ ،‬فيفق ـ ـ ـ ــح‬
‫املجال للمتضررين بالطعن فمها بحيث يؤدي الحكم بعدم دستوريتها إلى االمتناع عن تطبيقها‪.‬‬
‫وس ـ ـ ــميت برقابة الدفع على اعتبارأنها ال تطالب برلغاء القانون بل مجرد عدم تطبيقه في النازلة املعروض ـ ـ ــة‪ ،‬فهي‬
‫رقابة قض ــائية بعدية تس ــتهدف التأكد من دس ــتورية مقتض ــيات قانونية دخلت حيزالتنفيذ بعد اس ــتنفاد كل املس ــاطر‬
‫التشريعية‪ ،‬بشكل يضمن تطهيراملنظومة القانونية من كل مظاهر التعارض مع نص وروح الدستور‪.‬‬
‫والجزائرتمــاش ـ ـ ـ ـيــا مع عوملــة مفــاهيم حقوق االنس ـ ـ ـ ــان الحــديثــة التي اقرت دور كبير وفعــال للفرد داخــل الجمــاعــة من‬
‫خالل مشـاركته في جميع مظاهر الدولة القانونية‪ ،‬اذ يمارس حقوقه وحرياته بكل الضـمانات املكفولة دسـتوريا‪ .‬ولهذا‬
‫نجد املشـ ـ ـ ــرع الدسـ ـ ـ ــتوري الجزائري أسـ ـ ـ ــوة بالتشـ ـ ـ ــريعات العاملية الحديثة في رعاية الحقوق والحريات للمواطن من‬
‫قصـ ــورالنشـ ــاط التشـ ــريعي وتغول النشـ ــاط التنفيذي‪ ،‬وذلك عن طريق منحه حق الدفع بعدم الدسـ ــتورية‪ ،‬ومن هذا‬
‫املنطلق يمكن طرح التس ـ ـ ـ ــاؤل على النحو التـالي‪:‬إلى أي مـدى وفق املؤس ـ ـ ـ ــس الـدس ـ ـ ـ ــتوري في تفعيـل الرقـابـة عن طريق‬
‫الدفع بعدم الدستورية في ضمان حماية الحقوق والحريات املكفولة دستوريا؟‪.‬‬
‫ومن خالل التساؤل الرئيس ي يمكن طرح بعض التساؤالت الفرعية وم ها‪:‬‬
‫‪-‬ماهي الرقابة على دستورية القوانين؟‬
‫‪-‬ماهي شروط الدفع بعدم الدستورية؟‬

‫‪32‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫‪-‬ماهي كيفيات الدفع بعدم الدستورية؟‬
‫وللجابة على الس ــؤال الرئيس ـ ي واالس ــئلة الفرعية‪ ،‬اعتمدنا على املنهج الوص ــفي والتحليلي‪ ،‬من خالل الوقوف على‬
‫مفهوم الرقابة الدس ـ ــتورية وتحليل النص ـ ــوص الدس ـ ــتورية املواد ‪ )191-188-187-183‬من دس ـ ــتور‪ ،2016‬ونص ـ ــوص‬
‫القانون العضوي ‪.16-18‬‬
‫وتتولد من ص ــلب هذه اإلش ــكالية فرض ــية أس ــاس ــية مؤداها أن التقييدات املسـ ـ طرة والتنظيمية قد تحد من اإلس ــهام‬
‫اإليجابي لية الدفع الفر ي في تحقيق العدالة الدسـ ـ ــتورية في ل التعثرالذي عرفه مخاض تبلورالقانون التنظيمي‪،‬‬
‫وفي ضوء هوربعض اإلرهاصات األولية حول كيفية تعامل املجلس الدستوري مع هذه ا لية‪.‬‬
‫وفي محاولة لتمحيص فرضـ ــية البحث واإلجابة عن إشـ ــكاالته‪ ،‬سـ ــنرصـ ــد في البداية الرقابة على دسـ ــتورية القوانين‬
‫بش ـ ــقمها الس ـ ــياس ـ ــية والقض ـ ــائية الفص ـ ــل األول)‪ ،‬على أن نعرج في املحوراملوالي على تبيان ض ـ ــمانات وحدود القواعد‬
‫العامة اإلجرائية لدعوى الدفع بعدم الدسـ ــتورية‪ ،‬ومدى إسـ ــهامها في ضـ ــمان الحقوق والحريات األسـ ــاسـ ــية املكفولة‬
‫دستوريا الفصل الثاني)‪.‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الرقابة على دستورية القوانين‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫في دولة القانون هناك تدرج للقوانين يطلق عليه التدرج التشـ ــريعي حيث تأتي القواعد الدسـ ــتورية في املقدمة بسـ ــبب‬
‫مبدأ علوية س ــمو) الدس ــتورثم تأتي بعدها القوانين الص ــادرة من الس ــلطة التش ــريعية املختص ــة والتي البد أن تكون‬
‫منق ــجمة مع القواعد الواردة في الدس ــتور‪ ،‬و تلمها بعد ذلك األوامرالص ــادرة من الس ــلطات التنفيذية والتي تص ــدرمن‬
‫الجهة املختصـ ـ ــة قانونا ويلزم عدم مخالفتها للدسـ ـ ــتوروالقانون وإال تم الطعن بها بعدم شـ ـ ــرعيتها أو عدم دسـ ـ ــتوريتها‬
‫وتكون آثارها باطلة‪ ،‬إن الغاية الحقيقية من تقريرمبدأ الرقابة على دســتورية القوانين هو تأكيد مبدأ ســمو الدســتور‬
‫من جهة وتقرير مبدأ الفصل بين السلطات من جهة أخرى‪.‬‬
‫و يمكن القول بأن حماية الدس ـ ـ ـ ــتورمن خالل الرقابة على دس ـ ـ ـ ــتورية القوانين هي أهم من إعداد الدس ـ ـ ـ ــتورو إقراره‪،‬‬
‫حيث هدف هذه الرقابة إلى ض ـ ــمان أن تكون كافة القوانين الص ـ ــادرة من الس ـ ــلطة التش ـ ــريعية واألوامرالص ـ ــادرة من‬
‫الس ـ ـ ـ ــلطة التنفيذية غيرمخالفة للدس ـ ـ ـ ــتور‪ ،‬فهي حارس على الش ـ ـ ـ ــرعية القانونية وتحافظ على الحدود الدس ـ ـ ـ ــتورية‬
‫للس ـ ـ ــلطات‪ ،‬كما هدف إلى ض ـ ـ ــمان حقوق اإلنس ـ ـ ــان وحرياته األس ـ ـ ــاس ـ ـ ــية‪ ،‬وض ـ ـ ــمان س ـ ـ ــيادة القانون وكفالة العدالة‬
‫واملساواة في املجتمع الديمقراطي‪ ،‬وهي من الضمانات الهامة للحرية والديمقراطية ‪.)1‬‬
‫املبحث األول‪ :‬الرقابة السياسية على دستورية القوانين‬
‫تعتبرالرقابة التي يمارسـها املجلس الدسـتوري) في فرنسـا أبرزمثال على الرقابة السـياسـية من الناحية التاريخية فرن‬
‫املحاوالت األولى لتقريرالرقابة السـياسـية هرت في فرنسـا سـنة ‪ ،1795‬حيث اقترح الفقيه سـييز)إنشـاء هيئة سـياسية‬
‫منتخبـة من طرف الش ـ ـ ـ ـعـب وليس هيئـة قض ـ ـ ـ ــائيـة نظرا لعـدم الثقـة في املحـاكم أو مـا يس ـ ـ ـ ــمى بـالبرملـانـات‪ ،‬وهنـاك رقـابـة‬
‫سياسية أخرى على دستورية القوانين بواسطة هيئة نيابية‪.‬‬
‫وهذا ما سوف نتناوله في الفرعين التاليين‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬الرقابة السياسية على دستورية القوانين بواسطة مجلس دستوري‬

‫‪ -1‬بن محودة ليلى‪ ،‬الدميوقراطية ودولة القانون‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪ ،2014 ،‬ص‪.221‬‬

‫‪33‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫الرقابة الس ـ ــياس ـ ــية هي رقابة س ـ ــابقة على ص ـ ــدورالقانون الغرض م ها التحقق من مدى دس ـ ــتوريته‪ ،‬فهي بذلك تعتبر‬
‫رقابة وقائية ألنها تسـتهدف الحيلولة دون صـدورالنص إذا ثبت مخالفته للدسـتور‪ ،‬من ثم ال يمكن توقيع هذه الرقابة‬
‫بعد صدورالنص ألن ذلك من قبيل اختصاصات القضاء‪.‬‬
‫والهيئـة التي ينـاط المهـا ممـارس ـ ـ ـ ــة اختص ـ ـ ـ ــاص الرقـابـة الـدس ـ ـ ـ ــتوريـة ال تحمـل تش ـ ـ ـ ــكيلـة قض ـ ـ ـ ــائيـة بـل انهـا تتكون من‬
‫خصيات تابعة لعالم السياسة يكون اختياراعضاءها بواسطة السلطة التشريعية وحدها أو باإلشراك مع السلطة‬
‫التنفيذية ‪.)1‬‬
‫ويقص ــد بهذه الرقابة على دس ــتورية القوانين انش ــاء هيئة خاص ــة لغرض التحقق من مدى مطابقة القانون للدس ــتور‬
‫قبل ص ــدوره‪ ،‬فهي بذلك تعد رقابة وقائية هدف إلى التص ــدي لكل خروقات من طرف الس ــلطة التنفيذية والتش ــريعية‬
‫للقواعد الدستورية‪.‬‬
‫تكمن أهمية الرقابة السياسية على دستورية القوانين بواسطة املجلس الدستوري في جانبين‪:‬‬
‫أوال‪ :‬مبدأ سـ ــمو الدسـ ــتور‪ :‬ومفاده أن الرقابة السـ ــياسـ ــية تحافظ على مرجعية الدسـ ــتورفي التشـ ــريع‪ ،‬وذلك أن جميع‬
‫أعمال السلطتين التشريعية والتنفيذية ال تخرج من فحوى النص الدستوري طبقا ملبدأ التدرج الهرمي للقوانين‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مبدأ الفصـل بين السـلطات‪ :‬نظرا لألسـباب التاريخية التي تكمن في عرقلة املحاكم البرملانات) في تنفيذ القوانين‬
‫أو حتى تدخلها في اختص ــاص ــات الس ــلطة التش ــريعية كان لزاما التص ــدي لها بواس ــطة هيئة س ــياس ــية رقابية‪ ،‬وهذا نابع‬
‫من قنـاعـة أن تـدخـل القض ـ ـ ـ ــاء للرقـابـة على دس ـ ـ ـ ــتوريـة القوانين يعتبر خرقـا واعتـداءا على اختص ـ ـ ـ ــاص ـ ـ ـ ــات الس ـ ـ ـ ــلطـة‬
‫التشريعية ‪.)2‬‬
‫وفي الجزائرفــرن هــذه الهيئــة الرقــابيــة وفقــا لنص املــادة‪ 183:‬من دس ـ ـ ـ ــتور ‪ 2016‬تتكون من اثنى عش ـ ـ ـ ــر ‪ )12‬عض ـ ـ ـ ــوا‪:‬‬
‫أربع ــة ‪)4‬أعضـ ـ ـ ـ ــاء من بي هم رئيس املجلس يعي هم رئيس الجمهوري ــة‪ ،‬واثن ــان ‪ )2‬ينتخ هم ــا املجلس الش ـ ـ ـ ــعبي الوطني‪،‬‬
‫واثنان ‪ )2‬ينتخ هما مجلس األمة‪ ،‬واثنان ‪ )2‬تنتخ هما املحكمة العليا‪ ،‬واثنان ‪ )2‬ينتخ هما مجلس الدولة ‪.)3‬‬
‫من نص املـادة أعاله يتبن لنـا أن املش ـ ـ ـ ــرع الـدس ـ ـ ـ ــتوري الجزائري في تش ـ ـ ـ ــكيلـة املجلس الـدس ـ ـ ـ ــتوري كهيئـة رقـابيـة على‬
‫دس ــتورية القوانين قد أض ــفى علمها طابع التنويع وذلك إلى جانب األعض ــاء املمثلين للس ــلطتين التنفيذية والتش ــريعية‬
‫أقر وبالتساوي أعضاء من السلطة القضائية املجسدة في املحكمة العليا ومجلس الدولة‪.‬‬

‫‪ -1‬راحبي أحسن‪ ،‬الوسيط يف القانون الدستوري‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬دار هومه للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪ ،2012 ،‬ص‪.502‬‬
‫‪-2‬سعيد بوالشعري‪ ،‬القانون الدستوري والنظم السياسية املقارنة‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪ ،11‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪ ،2010 ،‬ص‪.197‬‬

‫‪ -3‬املادة‪ 183 :‬من دستور اجلمهورية اجلزائرية الدميوقراطية الشعبية‪.2016 ،‬‬

‫‪34‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫املطلب الثاني‪ :‬الرقابة على دستورية القوانين بواسطة هيئة نيابية‬
‫انتش ـ ــرهذا النوع من الرقابة في الدول ذات االنظمة االش ـ ــتراكية‪ ،‬والغرض منه هو أن كلمة الهيئات الش ـ ــعبية املنتخبة ال‬
‫تعلوه ــا أي جه ــة أخرى بحكم ان ه ــذه الهيئ ــات هي التي تمث ــل الش ـ ـ ـ ـع ــب وأن ه ــذا االخير في ــل ه ــذه االنظم ــة ذات الحزب‬
‫الواحد يكون محل تقديس وتمجيد من طرف دساتيرها‪.‬‬
‫ويقص ـ ـ ــد بهذه الرقابة ان تتولى هيئة منتخبة من طرف ص ـ ـ ــاحب الس ـ ـ ــيادة الش ـ ـ ــعب) دونها النظرفي ما مدى مطابقة‬
‫القانون لألحكام واملبادئ الدس ــتورية‪ ،‬فهي بذلك رقابة وقائية أيض ــا تس ــما بتفادي س ــوء التفاهم بين الس ــلطات من جهة‬
‫وكذا تضارب االحكام من جهة أخرى لو أسندت مهمة الرقابة لعدة محاكم وكانت ملزمة ‪.)69‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬الرقابة القضائية على دستورية القوانين‬
‫هي الرقابة التي تمارســها هيئة قضــائية تختص بالفصــل في مدى دســتورية أي قانون تصــدره الســلطة التشــريعية‪ ،‬و ينطلق‬
‫مفهوم الرقــابــة القضـ ـ ـ ـ ــائيــة على دس ـ ـ ـ ــتوريــة القوانين من فكرة حق األفراد في حمــايــة حقوقهم وحريــا هم املقررة بموجــب‬
‫الدس ــتور‪ ،‬فو يفة القض ــاء تتمثل في الفص ــل في الخص ــومات التي تحص ــل بين األفراد والدولة أو بين األفراد أنفس ــهم وهي‬
‫و يفة على قدركبيرمن األهمية‪ ،‬كما تشـ ــكل الرقابة القضـ ــائية ضـ ــمانة فاعلة لدسـ ــتوريةالقوانين حيث يتسـ ــم القضـ ــاء‬
‫بالحياد والنزاهة واالستقاللية باإلضافة إلى الخبرة القانونية‪.‬‬
‫هــدف الرقــابــة القض ـ ـ ـ ــائيــة على دس ـ ـ ـ ــتوريــة القوانين واللوائا إلى حمــايــة الش ـ ـ ـ ــرعيــة من خالل مجموعــة من االعتبــارات‬
‫واالسـ ـ ـ ــس من أهمها حماية الحقوق والحريات التي كفلها الدسـ ـ ـ ــتور‪ ،‬ولقد اسـ ـ ـ ــتقرالفقه والقضـ ـ ـ ــاء على حق املحاكم في‬
‫الرق ــاب ــة على دس ـ ـ ـ ــتوري ــة القوانين واللوائحلعالء قيم ــة ال ــدس ـ ـ ـ ــتور والوقوف في وج ــه اس ـ ـ ـ ــتب ــداد الس ـ ـ ـ ــلطتين التنفي ــذي ــة‬
‫والتشـ ـ ــريعية من حيث تعديهما حدود اختصـ ـ ــاصـ ـ ــا هما‪ ،‬وكذا حماية الحريات العامة وت ـ ـ ــحيا مسـ ـ ــارمبدأ الفصـ ـ ــل بين‬
‫السلطات ‪.)70‬‬
‫فالرقابة القض ــائية على االعمال الص ــادرة من الس ــلطتين التنفيذية والتش ــريعية تش ــكل ض ــمانة أس ــاس ــية لحماية حقوق‬
‫االفراد وحريا هم‪ ،‬إذا كانت الس ـ ــلطة التش ـ ــريعية في االص ـ ــل هي الحريص ـ ــة على حماية الحقوق والحريات فرنها قد تنحرف‬
‫عن ذلك بقص ـ ـ ــد او غيرقص ـ ـ ــد‪ ،‬ولكون أن الس ـ ـ ــلطة التنفيذية تعتبراش ـ ـ ــد س ـ ـ ــلطات الدولة خطرا على الحقوق والحريات‬
‫العامة وذلك بحكم طبيعة و يفتها وبما لديها من امكانيات وامتيازات كبيرة في مواجهة االفراد وحريا هم ‪.)71‬‬
‫وهناك صـ ــورتان للرقابة القضـ ــائية على دسـ ــتورية القوانين وهما الرقابة عن طريق الدعوى االصـ ــلية والرقابة عن طريق‬
‫الدفع‪ ،‬وهذا ما سوف نتناوله في املطلبيين املواليين‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬الرقابة القضائية عن طريق الدعوى االصلية‬
‫ويقصـ ــد بها ان يعطي الدسـ ــتورلألفراد حق رفع دعوى أمام املحكمة الدسـ ــتورية العليا أو املحكمة العليا يطلب فمها الغاء‬
‫قانون ما ملخالفته للدس ــتور‪ ،‬فرذا تبين للمحكمة من وجود هذه املخالفة الدس ــتورية فرنها تحكم برلغائه بحكم نهائي غير‬
‫قابل للطعن ‪.)72‬‬

‫‪ -69‬سعيد بوالشعري‪ ،‬القانون الدستوري والنظم السياسية املقارنة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.202-201‬‬

‫‪ -70‬بن محودة ليلى‪ ،‬الدميوقراطية ودولة القانون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.138‬‬

‫‪ -71‬نواف كنعان‪ ،‬حقوق اإلنسان يف االسالم واملواثيق الدولية اثراء والدساتري العربية‪ ،‬ط‪ ،1‬للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2008 ،‬ص ص ‪.353-352‬‬

‫‪ -72‬راحبي أحسن‪ ،‬الوسيط يف القانون الدستوري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،2012 ،‬ص‪.502‬‬

‫‪35‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫ومفاده أن هذه الرقابة ينص الدسـ ــتورعلمها صـ ــراحة‪ ،‬وذلك برسـ ــناد تلك املهمة الى جهة قضـ ــائية يحددها في نصـ ــوصـ ــه‪،‬‬
‫فتنظرفي صـ ـ ـ ــحة القوانين إذا ما طعن االفراد في قانون معين عن طريق دعوى اصـ ـ ـ ــلية بعدم دسـ ـ ـ ــتوريته‪ ،‬فتصـ ـ ـ ــدروفقا‬
‫لدراستها للقانون حكما يثبت القانون أو يلغي ما هو مخالف للدستور‪.‬‬
‫وتتميزهذه الطريقة عن الرقابة عن طريق الدفع بكونها تعتبروس ـ ـ ــيلة هجومية يس ـ ـ ــتخدمها الفرد للقض ـ ـ ــاء على القانون‬
‫قبل تطبيقه عليه‪ ،‬وهذا بشرط يتمثل في أن تطبيق هذا القانون سيمس بمصلحته أو يحتمل ذلك ‪.)73‬‬
‫باإلضـ ـ ــافة الى ذلك فهذا النوع من الرقابة ال يشـ ـ ــترط فيه أن يمس القانون مصـ ـ ــلحة الشـ ـ ــخص أو حقه فعال وحاال‪ ،‬أي ال‬
‫ينتظرالشــخص حتى يطبق عليه القانون حتى يرفع دعواه‪ ،‬بل يشــترط ان يكون هذا القانون يمس مصــلحة او حقا له ولو‬
‫محتمال ‪.)74‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬الرقابة عن طريق الدفع‬
‫يمـارس القض ـ ـ ـ ــاء الرقـابـة على دس ـ ـ ـ ــتوريـة القوانين بطريقـة الـدفع بمنـاس ـ ـ ـ ـبـة دعوى مرفوعـة أمـامـه ويطلـب فمهـا تطبيق‬
‫قانون معين فيدفع أحد أطراف الدعوى بعدم تطبيق هذا القانون في الدعوى لعدم دستوريته ‪.)75‬‬
‫ويقص ــد برقابة الدفع امتناع املحكمة عن تطبيق القانون املخالف للدس ــتوربناء على دفع يقدمه ص ــاحب املص ــلحة في‬
‫قض ـ ـ ـ ـيــة منظورة أمــامهــا وذلــك اعمــاال بتغليــب حكم القــانون االعلى على القــانون االدنى في س ـ ـ ـ ــلم التــدرج الهرمي للنظــام‬
‫القـانوني في الـدولـة‪ .‬وهـذه الطريق تعـد أخف وطـأة وأقـل أثرا من الطريقـة الس ـ ـ ـ ــابقـة‪ ،‬ألنهـا ال تؤدي الى إعـدام القـانون أو‬
‫الغاء القانون املخالف للدسـ ــتور‪ ،‬بل تسـ ــتبعده فقط في القضـ ــية املطروحة‪ ،‬مما يؤدي إلى أن اختصـ ــاص القاضـ ـ ي هنا ال‬
‫يتعارض ومبدأ الفصل بين السلطات ألنه ال يلغي القانون ‪.)76‬‬
‫ومن أهم املزايا الرقابة عن طريق الدفع أنها تختلف عن الرقابة عن طريق الدعوى االصلية في النقاط التالية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬انها طريقة دفاعية وليس ـ ـ ــت هجومية ألنها تس ـ ـ ــتهدف فقط اس ـ ـ ــتبعاد تطبيق القانون في قض ـ ـ ــية الحال وال تس ـ ـ ــتهدف‬
‫الغاءه أو اعدامه من الوجود‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬طريقة الدفع الفر ي يمكن انتهاجها امام أي قاضـ ـ ـ ـ ي او اية محكمة‪ ،‬وال يقتصـ ـ ـ ــرذلك على املحاكم العليا فحس ـ ـ ــب‪،‬‬
‫وهذا ما يجعلها أبسط مقارنة بالدعوى االصلية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬طريقة الدفع الفر ي ال تحتاج الى نص دستوري صريا برجاز ها‪ ،‬ألنها تتصل بطبيعة عمل القاض ي بغض النظرعن‬
‫نوع املحكمة أو درجتها ‪.)77‬‬
‫تنص املادتين ‪ 187‬و‪ 188‬من دستور‪2016‬على التوالي‪:‬‬
‫" يخطراملجلس الدس ـ ــتوري رئيس الجمهورية أو رئيس مجلس األمة أو رئيس املجلس الش ـ ــعبي الوطني أو الوزيراألول‪ ،‬كما‬
‫يمكن إخطاره من خمسين نائبا ‪ )50‬او ثالثين ‪ )30‬عضوا في مجلس األمة" ‪.)78‬‬
‫"يمكن إخطاراملجلس الدس ـ ـ ــتوري بالدفع بعدم الدس ـ ـ ــتورية بناءا على احالة من املحكمة العليا أو مجلس الدولة عندما‬
‫يـد ي أحـد االطراف في املحـاكمـة أمـام جهـة قض ـ ـ ـ ــائيـة أن الحكم التش ـ ـ ـ ــريعي الـذي يتوقف عليـه مـدل النزاع ينتهـك الحقوق‬
‫والحريات التي يضم ها الدستور" ‪.)79‬‬

‫‪ -73‬سعيد بوالشعري‪ ،‬القانون الدستوري والنظم السياسية املقارنة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.202-201‬‬
‫‪ -74‬بن محودة ليلى‪ ،‬الدميوقراطية ودولة القانون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.138‬‬
‫‪ -75‬مولود ديدان‪ ،‬مباحث القانون الدستوري والنظم السياسية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار ابلقيس‪ ،‬اجلزائر‪ ،2017 ،‬ص‪.86‬‬
‫‪ -76‬راحبي أحسن‪ ،‬الوسيط يف القانون الدستوري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،2012 ،‬ص‪.502‬‬
‫‪ -77‬بن محودة ليلى‪ ،‬الدميوقراطية ودولة القانون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.138‬‬
‫‪ -78‬املادة‪ 187 :‬من دستور اجلمهورية اجلزائرية الدميوقراطية الشعبية لسنة‪.2016‬‬
‫‪ -79‬املادة‪ 188 :‬من دستور اجلمهورية اجلزائرية الدميوقراطية الشعبية لسنة‪.2016‬‬

‫‪36‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫يظهرمما تناولناه س ـ ــابقا‪ ،‬فيما يخص الرقابة على دس ـ ــتورية القوانين بش ـ ــقمها الس ـ ــياس ـ ــية والقض ـ ــائية‪ ،‬ومن منظور‬
‫النص ـ ـ ـ ــين أعاله من الدس ـ ـ ـ ــتورالجزائري أن الرقابة القض ـ ـ ـ ــائية على دس ـ ـ ـ ــتورية القوانين تعد من بين الض ـ ـ ـ ــمانات الهامة‬
‫لتحقيق دولة القانون‪ ،‬ألنها خيرض ــمان من تعس ــف الس ــلطة التش ــريعية وكذا تغول الس ــلطة التنفيذية‪ ،‬وهي بذلك تعتبر‬
‫أهم الضـ ـ ــمانات لحماية حقوق األفراد وحريا هم‪ ،‬حيث يحق لهم الطعن في القانون املخالف للدسـ ـ ــتورفي جميع املحاكم‪،‬‬
‫بينما الرقابة الس ـ ـ ــياس ـ ـ ــية على دس ـ ـ ــتورية القوانين هي رقابة تتم عن طريق هيئة س ـ ـ ــياس ـ ـ ــية معينة من طرف الس ـ ـ ــلطتين‬
‫التشريعية والتنفيذية‪ ،‬وال تباشر هذه الرقابة إال بعد إخطارمن هاتين السلطتين‬
‫الفصل الثاني‪ :‬إجراءات الدفع بعدم الدستورية‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫يعتبرالدفع بعـدم دس ـ ـ ـ ــتورية القوانين آليـة جديدة للرقابة في املنظومة القـانونيـة الجزائرية‪ ،‬نص ـ ـ ـ ــت علمهـا املادة ‪ 188‬من‬
‫دس ـ ـ ـ ــتور‪ ،2016‬في الفص ـ ـ ـ ــل االول من البـاب الثـالث تحـت عنوان الرقابة‪ ،‬بذلك قيـاس ـ ـ ـ ــا مع العـديد من الدول‪ ،‬كالواليات‬
‫املتحدة األمريكية وفرنسا‪ ،‬واسبانيا‪ ،‬وأملانيا‪.‬‬
‫ومن خالل تحليـل للمـادة‪ 188‬من التعـديـل الـدس ـ ـ ـ ــتوري لس ـ ـ ـ ـنـة ‪ 2008‬من منظور مقـاربـة مرتكزة على الحقوق والحريـات‪،‬‬
‫يمكن من اس ـ ـ ــتخالص إن املش ـ ـ ــرع الدس ـ ـ ــتوري حدد للمجلس الدس ـ ـ ــتوري مهمة تتجاوزمجرد حماية النظام الدس ـ ـ ــتوري‬
‫املوضـو ي‪ ،‬وذلك عبرإدراج املشـرع الدسـتوري ألول مرة آليات تمكن من حماية الحقوق والحريات من طرف املحكمة عبر‬
‫تمكين االطراف في حال نزاع قضـ ـ ـ ــائي من الولوج الى املجلس الدسـ ـ ـ ــتوري في حال الدفع بعدم دسـ ـ ـ ــتورية اذا كان القانون‬
‫الذي سيطبق في النزاع‪ ،‬يمس بالحقوق والحريات التي يضم ها الدستور‪.‬‬
‫وادراكا من املشـ ــرع الدسـ ــتوري الجزائري باألهمية الحيوية لهذه االلية من الرقابة في تحقيق العدالة الدسـ ــتورية وكفالة‬
‫الحقوق والحريات لألفراد‪ ،‬وفي بناء دولة عصـ ـ ـ ــرية‪ ،‬فقد نص في التعديل الدسـ ـ ـ ــتوري لسـ ـ ـ ــنة ‪ 2016‬على االخذ بأسـ ـ ـ ــلوب‬
‫الدفع بعدم الدسـتورية‪ ،‬وبذلك فحق إحالة القوانين غيرالدسـتورية على املجلس الدسـتوري لم يعد قاصـرا على الطبقة‬
‫الس ــياس ــية‪ ،‬بل أص ــبا من حق املتقاض ــين أيض ــا من خالل قانون الدفع بعدم الدس ــتورية‪ ،‬مما يش ــكل ثورة حقوقية ونقلة‬
‫نوعية وخطوة حاسمة في النظام الدستوري الجزائري‪.‬‬
‫يثارالدفع بعدم الدستورية أمام الجهة القضائية من قبل أحد أطراف الدعوى دعوى مدنية أو إدارية أو جزائية) الذي‬
‫يد ي أن الحكم التش ـ ــريعي الذي يتوقف عليه مدل النزاع ينتهك الحقوق والحريات التي يض ـ ــم ها الدس ـ ــتور‪ ،‬املادة‪ 4 :‬من‬
‫القانون العضوي نصت صراحة أنه ال يمكن أن يثارالدفع بعدم الدستورية تلقائيا من طرف القاض ي‪.‬‬
‫تنص املادة ‪ 188‬من دستور‪ 2016‬في فقر ها الثانية على ما يلي‪:‬‬
‫"تحدد شروط وكيفيات تطبيق اخطاراملجلس الدستوري بالدفع بعدم الدستورية بموجب قانون عضوي"‪.‬‬
‫وتأصــيال للمادة الدســتورية املذكورة أعاله صــدرالقانون العضــوي رقم ‪ 16-18‬املؤرخ في ‪ 02‬ســبتمبر‪ 2018‬املحدد لشــروط‬
‫وكيفيات ممارسة الدفع بعدم الدستورية‪ ،‬وهذا ما سوف نتناوله الحقا‪.‬‬
‫املبحث األول ‪ :‬شروط ممارسة الدفع بعدم الدستورية‬
‫تعتبرعملية اثارة الدفع بعدم الدستورية على مستوى الجهات القضائية العادية واإلدارية عملية جد حساسة ودقيقة ملا‬
‫لها اتص ــال وثيق بالحقوق والحريات لألفراد داخل الجماعة‪ ،‬وكذا مالها من عالقة وتأثيرمباش ــرعلى مبدأ س ــمو الدس ــتور‬
‫من حيث تأكيده وصيانته من جميع الخروقات الحاصلة من طرف السلطتين التنفيذية والتشريعية‪.80‬‬

‫‪ -80‬املادة‪ 188 :‬من دستور اجلمهورية اجلزائرية الدميوقراطية الشعبية لسنة‪.2016‬‬

‫‪37‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫وبـاعتبـارالـدفع بعـدم الـدس ـ ـ ـ ــتوريـة غيرعـاديـة في األص ـ ـ ـ ــل مقـارنـة بـالـدفوع األخرى املنص ـ ـ ـ ــوص علمهـا في قـانون اإلجراءات‬
‫املدنية واالدارية‪ ،‬ولكونها عملية حديثة اقرها املؤسس الدستوري في التعديل الحاصل في ‪ 2016‬بموجب املادة ‪.188‬‬
‫ومن هذا املنظورنص القانون العضـ ـ ــوي رقم ‪ 16-18‬املشـ ـ ــارإليه أعاله على جملة من الشـ ـ ــروط الواجب توفرها إلثارة‬
‫عملية الدفع بعدم الدستورية‪ ،‬أين يمكن استخالصها في نوعين من الشروط شكلية وموضوعية‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬الشروط الشكلية‬
‫أول شـرط شـكلي يجب توفره هو تقديم الدفع بعدم الدسـتورية بمذكرة مكتوبة ومنفصـلة عن باقي املذكرات املدفوعة في‬
‫امللف‪ ،‬وال يكون ذلـك إال بواس ـ ـ ـ ـطـة طلـب يقـدمـه أحـد أطراف النزاع أمـام محكمـة املوض ـ ـ ـ ــوع ‪ ،‬والـذي يـد ي فيـه ان الحكم‬
‫التشــريعي الذي يتوقف اليه مدل النزاع ينتهك الحقوق والحريات التي يضــم ها الدســتورو هذه املذكرة تكون مســببة تحت‬
‫طائلة عدم القبول ‪.)81‬‬
‫يجوزللقاضـ ـ ـ ي إثارة عدم قبول الدفع بعدم الدس ـ ــتورية لغياب مذكرة منفص ـ ــلة و مس ـ ــببة من تلقاء نفس ـ ــه مع أنه يمكن‬
‫لألطراف ت ـ ـ ـ ــحيا هـذا اإلجراء أمـام املحكمـة اإلداريـة فـرن القـاض ـ ـ ـ ـ ي يكون ملزمـا في نظرنـا بتطبيق املـادة ‪ 843‬من قـانون‬
‫اإلجراءات املدنية و اإلدارية فال يمكنه التصريا بعدم القبول إال بعد مطالبة الخصوم بمناقشة الوجه الذي أثاره تلقائيا‬
‫مما سيسما لألطراف ت حيا اإلجراء الذي أغفل بتقديم مذكرة منفصلة و مسببة‪.‬‬
‫الى جانب ش ـ ــرط التس ـ ــبيب الالزم توفره في مذكرة الدفع بعدم الدس ـ ــتورية نجد أن القانون العض ـ ــوي ‪ 16-18‬قد اش ـ ــترط‬
‫الفورية في الفصـ ــل من طرف الجهة القضـ ــائية‪ ،‬وكذا في االرسـ ــال الى املحكمة العليا او مجلس الدولة مع اشـ ــتراط لزومية‬
‫اخذ راي النيابة العامة او محافظ الدولة ‪.)82‬‬
‫وارسال الدفع بعدم الدستورية الى املحكمة العليا أو مجلس الدولة ال يتم إال مع عرائض االطراف ومذكرا هم ‪.)83‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬الشروط املوضوعية‬
‫طبقـا للمـادة ‪ 8‬من القـانون العض ـ ـ ـ ــوي ‪ 16-18‬فـرن قبول الـدفع بعـدم الـدس ـ ـ ـ ــتوريـة يخض ـ ـ ـ ــع لثالثـة ش ـ ـ ـ ــروط موض ـ ـ ـ ــوعيـة‬
‫جوهرية‪:‬‬
‫• أن يتوقف على الحكم التشــريعي املعترض عليه مدل النزاع أو أن يشــكل أســاس املتابعة‪ :‬يعتبرهذا الشــرط شــرطا‬
‫محوريا مفاده‪ ،‬حتى يكون الدفع بعدم الدسـتورية مؤسـسـا ال يقبل الرفض من طرف محكمة املوضـوع يجب ان‬
‫يثارهذا الدفع بمناسبة حكم تشريعي صادرعن سلطة تشريعية يتوقف عليه مدل النزاع بين اطراف الدعوى‪.‬‬
‫• أال يكون الحكم التش ـ ــريعي قد س ـ ــبق التص ـ ــريا بمطابقته للدس ـ ــتورمن طرف املجلس الدس ـ ــتوري في أس ـ ــباب و‬
‫منطوق أحـد قراراتـه وهـذا الش ـ ـ ـ ــرط يطبق حتى في حـالـة مـا أثيروجـه جـدي يثبـت املس ـ ـ ـ ــاس بـالحقوق و الحريـات‬
‫الدس ــتورية‪ ،‬بالعكس فرن تغير الظروف يجيزإثارة الدفع بعدم الدس ــتورية على حكم تش ــريعي س ــبق و أن ص ــرح‬
‫بمطابقته للدستور‪.‬‬
‫• أن يتســم الوجه املثاربالجدية‪ :‬وهذا الشــرط يعتبرشــرطا مفصــليا معناه أن تفحص الجهة القضــائية ما إذا كان‬
‫الوجه املثارتدعيما للدفع بعدم الدس ـ ــتورية هو وجه جدي و هذا طبعا لتفادي الوس ـ ــائل التس ـ ــويقية التي ترمي‬
‫فقط إلى ربا الوقت ‪)84‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬كيفيات الدفع بعدم الدستورية أمام املحكمة العليا ومجلس الدولة‬

‫‪ -81‬املادتني‪ 6-2 :‬من القانون العضوي رقم ‪.16-18‬‬


‫‪ -82‬املادة ‪ 7‬من القانون العضوي رقم ‪.16-18‬‬
‫‪ -83‬املادة ‪ 9‬من القانون العضوي رقم ‪.16-18‬‬
‫‪ -84‬املادة ‪ 8‬من القانون العضوي رقم ‪.16-18‬‬

‫‪38‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫تفص ـ ـ ــل املحكمة العليا أو مجلس الدولة في إحالة الدفع بعدم الدس ـ ـ ــتورية إلى املجلس الدس ـ ـ ــتوري في أجل ش ـ ـ ــهرين من‬
‫تاريخ اس ـ ــتالم اإلرس ـ ــال الص ـ ــادرعن الجهة القض ـ ــائية التي أثيرأمامها هذا الدفع‪ ،‬و تتم هذه اإلحالة إذا توفرت الش ـ ــروط‬
‫السـالفة الذكر ‪ ،)85‬ومما سـبق ذكره من خالل هذا االجراء في ما يخص توفرالشـروط املوضـوعية املذكورة في املادة ‪ 8‬من‬
‫القانون العض ـ ـ ــوي ‪ 16-18‬أن الهيئات العليا للقض ـ ـ ــاء العادي او االداري فيما يتعلق برحالة الدفع بعدم الدس ـ ـ ــتورية انها‬
‫مصــفاة للمذكرة املســببة واملرفوعة من طرف محكمة املوضــوع من حيث مدى توفرالشــروط املوضــوعية وخاصــة شــرط‬
‫الجدية‪.‬‬
‫عندما يثارالدفع بعدم الدس ـ ــتورية أمام املحكمة العليا أو مجلس الدولة مباش ـ ــرة فرن الجهة القض ـ ــائية املعنية تفص ـ ــل‬
‫على س ــبيل األولوية في إحالة هذا الدفع على املجلس الدس ــتوري في أجل الش ــهرين ‪ ،)86‬وان ما يثيرانتباهنا هنا من خالل‬
‫عنصـراالولوية في احالة هذا الدفع امام املجلس الدسـتوري‪ ،‬فهو يعتبرامتيازلصـالح الدفع بعدم الدسـتورية‪ ،‬لكونه دفع‬
‫غيرعادي يتسم برجراءات مسطريه قاسية تضفي عليه طابع الجدية‪.‬‬
‫يوجـ ــه قرار إرسـ ـ ـ ـ ـ ــال الـ ــدفع بع ـ ــدم الـ ــدس ـ ـ ـ ــتوريـ ــة إلى الرئيس األول للمحكم ـ ــة العلي ـ ــا أو رئيس مجلس الـ ــدولـ ــة اللـ ــذين‬
‫سـ ـ ــيسـ ـ ــتطلعان فورا رأي النائب العام أو محافظ الدولة ويمكن األطراف من تقديم مالحظا هم املكتوبة‪ ،))87‬وباسـ ـ ــتقراء‬
‫هذا االجراء يتبين لنا ان اخذ رأي القض ـ ـ ــاء ال واقف املمثل في النائب العام ومحافظ الدولة على مس ـ ـ ــتوى املحكمة العلي‬
‫ومجلس الدولة‪ ،‬وعلى سبيل االستعجال نستخلص ان الدفع بعدم الدستورية من النظام العامة‪.‬‬
‫يصـدرقراراملحكمة العليا أو مجلس الدولة بتشـكيلة يرأسـها رئيس كل جهة قضـائية و عند تعذرذلك يرأسـها نائب الرئيس‬
‫و تتشــكل من رئيس الغرفة املعنية و ثالثة مســتشــارين يعي هم حســب الحالة الرئيس األول للمحكمة العليا أو رئيس مجلس‬
‫الدولة ‪ .)88‬يرس ــل إلى املجلس الدس ــتوري القراراملس ــبب للمحكمة العليا أو مجلس الدولة عند إحالة الدفع إليه ويرفق‬
‫بهذا القرارمذكرات وعرائض األطراف ‪.)89‬‬
‫كما هو الشـ ـ ـ ــأن أمام باقي الجهات القضـ ـ ـ ــائية فعند إحالة الدفع بعدم الدسـ ـ ـ ــتورية املثارمباشـ ـ ـ ــرة أمام املحكمة العليا أو‬
‫مجلس الــدولــة إلى املجلس الــدس ـ ـ ـ ــتوري من قبــل هتين الجهتين القضـ ـ ـ ـ ــائيتين فــرنــه يجــب على املحكمــة العليــا أو مجلس‬
‫الدولة إرجاء الفصـ ـ ــل إلى حين البت في الدفع بعدم الدسـ ـ ــتورية إال إذا كان املعني محروما من الحرية بسـ ـ ــبب الدعوى أو‬
‫عنـدمـا هـدف هـذه الـدعوى إلى وض ـ ـ ـ ــع حـد للحرمـان من الحريـة أو إذا كـانـا ملزومين قـانونـا بـالفص ـ ـ ـ ــل في أجـل محـدد أو على‬
‫سبيل االستعجال ‪.)90‬‬
‫يتم إعالم الجهة القض ــائية التي أرس ــلت الدفع بعدم الدس ــتورية بقراراملحكمة العليا أو مجلس الدولة و يبلغ لألطراف في‬
‫أج ــل عش ـ ـ ـ ــرة أي ــام ‪ )10‬من ت ــاريخ ص ـ ـ ـ ـ ــدوره‪ .‬إذا لم تفص ـ ـ ـ ـ ــل املحكم ــة العلي ــا أو مجلس ال ــدول ــة في أج ــل الش ـ ـ ـ ــهرين من‬
‫تاريخ استالمها قراراإلحالة فرن الدفع بعدم الدستورية يحال تلقائيا للمجلس الدستوري ‪.)91‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬كيفيات الدفع بعدم الدستورية أمام املجلس الدستوري‬
‫عند إخطاراملجلس الدس ـ ــتوري بالدفع بعدم الدس ـ ــتورية فرن املجلس الدس ـ ــتوري يعلم فورا رئيس الجمهورية كما يعلم‬
‫رئيس مجلس األمة و رئيس املجلس الش ـ ـ ــعبي الوطني و الوزيراألول الذين يمك هم توجيه مالحظا هم للمجلس الدس ـ ـ ــتوري‬

‫‪ -85‬املادة ‪ 13‬من القانون العضوي رقم ‪.16-18‬‬


‫‪ -86‬املادة ‪ 14‬من القانون العضوي رقم ‪.16-18‬‬
‫‪ -87‬املادة ‪ 15‬من القانون العضوي رقم ‪.16-18‬‬
‫‪ -88‬املادة ‪ 16‬من القانون العضوي رقم ‪.16-18‬‬
‫‪ -89‬املادة ‪ 17‬من القانون العضوي رقم ‪.16-18‬‬
‫‪ -90‬املادة ‪ 18‬من القانون العضوي رقم ‪.16-18‬‬
‫‪ -91‬املادة ‪ 19‬من القانون العضوي رقم ‪.16-18‬‬

‫‪39‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫حول الدفع بعدم الدستورية املعروض عليه ‪ ،)92‬يفهم من هذا اإلجراء ان إعالم السلطتين التنفيذية والتشريعية بعملية‬
‫الدفع بعدم الدسـتورية إلبداء مالحظا هما لكون أن الحكم التشـريعي املثارامام محكمة املوضـوع لخرقه مبدأ الدسـتورية‬
‫ألنه في األصل نابع من رحم احد هاتين السلطتين‪.‬‬
‫طبقا للمادة ‪ 189‬الفقرة ‪ 2‬من الدسـتور فرن املجلس الدسـتوري يصـدرقراره خالل األشـهراألربعة التي تلي تاريخ إخطاره‬
‫و يمكن تمديد هذا األجل مرة واحدة ملدة أقص ـ ـ ــاها أربعة أش ـ ـ ــهربناء على قرارمس ـ ـ ــبب يبلغ إلى الجهة القض ـ ـ ــائي ص ـ ـ ــاحبة‬
‫اإلخطار‪.‬‬
‫جلس ـ ـ ــات املجلس الدس ـ ـ ــتوري علنية غيرأنه يمكنه عقد جلس ـ ـ ــات س ـ ـ ــرية في الحاالت املحددة في نظامه الداخلي‪،‬ويمكن‬
‫لألطراف بواسطة محاممهم و ملمثل الحكومة تقديم مالحظا هم وجاهيا ‪.)93‬‬
‫و بعد إخطاره بالدفع بعدم الدس ــتورية يمكن للمجلس الدس ــتوري إما التص ــريا بمطابقة الحكم التش ــريعي للدس ــتورأو‬
‫بالعكس التصريا بعدم مطابقته للدستور‪.‬‬
‫في الحــالــة األولى‪ :‬فــرن الحكم التش ـ ـ ـ ــريعي يحتفظ بم ـكـانــه في النظــام القــانوني الــداخلي‪ ،‬تلزم حينئــذ الجهــة القض ـ ـ ـ ــائيــة‬
‫املطروح أمــامهــا الــدعوى وصـ ـ ـ ـ ــاحبــة اإلخطــار بعــدم الــدس ـ ـ ـ ــتوريــة تطبيق هــذا الحكم التش ـ ـ ـ ــريعي مع األخــذ بعين االعتبــار‬
‫التحفظات التفس ـ ـ ــيرية التي يكون قد أبداها املجلس الدس ـ ـ ــتوري عند فص ـ ـ ــله في الدفع قراراملجلس الدس ـ ـ ــتوري يفرض‬
‫كذلك على كل السلطات العمومية و على كل السلطات اإلدارية و القضائية‪.‬‬
‫في الحــالــة الثــانيــة‪ :‬التي يقح ـ ـ ـ ـ ي فمهــا املجلس الــدس ـ ـ ـ ــتوري بعــدم مطــابقــة الحكم التش ـ ـ ـ ــريعي للــدس ـ ـ ـ ــتور فــرن هــذا الحكم‬
‫التش ـ ـ ـ ــريعي يفقــد كــل آثــاره ويختفي من النظــام القــانونيــة لترك الوقــت ال ـكـافي للبرملــان لت ـ ـ ـ ــحيا عــدم دس ـ ـ ـ ــتوريــة الحكم‬
‫التشـ ــريعي امللغى فرنه يمكن للمجلس الدسـ ــتوري أن يقح ـ ـ ي بأن النص التشـ ــريعي الغيرالدسـ ــتوري يفقد أثره ال من يوم‬
‫ص ـ ـ ـ ــدورقراراملجلس الدس ـ ـ ـ ــتوري ولكن ابتداء من اليوم الذي يحدده في هذا القرار‪ ،‬وقد فص ـ ـ ـ ــل املجلس الدس ـ ـ ـ ــتوري في‬
‫‪ 2019/11/20‬للمرة الثــانيــة بعــدم الــدس ـ ـ ـ ــتوريــة‪ ،‬ويتعلق األمر بــرلغــاء نص املــادة ‪ 416‬من قــانون االجراءات الجزائيــة التي‬
‫كانت مخالفة لنص املادة ‪ 160‬من الدس ـ ـ ــتوروالتي تنص على حق التقاض ـ ـ ـ ي على درجتين‪ ،‬تكون آراء املجلس الدس ـ ـ ــتوري‬
‫وقراراته نهائية وملزمة لجميع السلطات العمومية والسلطات اإلدارية والقضائية ‪.)94‬‬

‫خاتم ــة‬
‫يعتبرالدفع بعدم دس ــتورية القوانين آلية جديدة في منظومتنا القانونية نص علمها دس ــتور‪ 2016‬في مادته ‪ ،188‬وش ــرحها‬
‫القــانون العض ـ ـ ـ ــوي رقم‪ 16/18‬املؤرخ في ‪ 2018/09/02‬الــذي يحــدد ش ـ ـ ـ ــروط وإجراءات الــدفع بعــدم الــدس ـ ـ ـ ــتوريــة‪ ،‬تمكن‬
‫املواطنين من املس ـ ـ ــاهمة في تنقيا املنظومة التش ـ ـ ــريعية وتطهيرالترس ـ ـ ــانة القانونية مما قد يش ـ ـ ــوبها من مقتض ـ ـ ــيات غير‬
‫دس ــتورية‪ ،‬عن طريق الرقابة البعدية على القوانين املنش ــورة بالجريدة الرس ــمية والس ــارية املفعول والتي يراد تطبيقها في‬
‫القض ـ ــايا الرائجة أمام املحاكم‪ ،‬بش ـ ــرط أن يقدم الطلب من طرف أحد أطراف النزاع أمام محكمة املوض ـ ــوع الذي يد ي‬
‫فيه أن الحكم التش ـ ــريعي املدل إليه النزاع ينتهك حق من الحقوق املكفولة دس ـ ــتوريا‪ ،‬وهذا في األخيرنس ـ ــتخلص مجموعة‬
‫من النتائج واالقتراحات‪.‬‬
‫أوال النتائج‬

‫‪ -92‬املادة ‪ 20‬من القانون العضوي رقم ‪.16-18‬‬


‫‪ -93‬املادة ‪ 21‬من القانون العضوي رقم ‪.16-18‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 2/291‬من دستور اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية لسنة‪94.2016‬‬

‫‪40‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫‪ -1‬ان املش ــرع الدس ــتوري حدد للمجلس الدس ــتوري مهمة تتجاوزمجرد حماية النظام الدس ــتوري املوض ــو ي‪،‬‬
‫وذلك عبرإدراج املش ـ ــرع الدس ـ ــتوري ألول مرة آليات تمكن من حماية الحقوق والحريات من طرف املحكمة‬
‫عبرتمكين األطراف في حال نزاع قضائي من الولوج الى املجلس الدستوري في حال الدفع بعدم دستورية اذا‬
‫كان القانون الذي سيطبق في النزاع‪ ،‬يمس بالحقوق والحريات التي يضم ها الدستور‪.‬‬
‫‪ -2‬اس ــتبعد بوض ــوح الطعن املباش ــرأمام املجلس الدس ــتوري حيث يتعين أن يمرهذا الطعن وجوبا عن طريق‬
‫املحكمة العليا ومجلس الدولة ‪”.‬وها خالف النموذج األملاني حيث جاء في املادة األولى من القانون األسـاسـ ي‬
‫األملاني “إن الحقوق األس ــاس ــية تلزم الس ــلطة التش ــريعية والتنفيذية والقض ــائية ولها نفاذ مباش ــر كقوانين‬
‫واجبــة التطبيق”‪ ،‬في حين وض ـ ـ ـ ـحــت مواد أخرى اإلجراءات الواجبــة اإلتبــاع التي تبيا لألفراد تقــديم دعوى‬
‫دس ـ ـ ــتورية مباش ـ ـ ــرة أمام املحكمة الدس ـ ـ ــتورية إذا ما انتهكحق من حقوقه‪،‬كما أجازالدس ـ ـ ــتوراإلس ـ ـ ــباني في‬
‫الفقرة الثـانيـة من املـادة ‪ )161‬من ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه رفع الـدعوى الـدس ـ ـ ـ ــتوريـة املبـاش ـ ـ ـ ــرة بواس ـ ـ ـ ـطـة الفرد أمـام املحكمـة‬
‫الدسـ ــتورية اإلسـ ــبانية بسـ ــبب مخالفة الحقوق والحريات املنصـ ــوص عليه فى الفقرة الثانية من املادة ‪)53‬‬
‫من الدس ـ ـ ـت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوروهى الحق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوق والحريات العامة املنص ـ ـ ــوص علمها فى الفص ـ ـ ــل األول من الباب الثاني من‬
‫الدس ـ ــتور‪ ،‬ويت وافرهذا الحق لكل ـ ــخص طبيعي أو قانوني له مص ـ ــلحة مش ـ ــروعة‪ ،‬وكذلك الحال ملحامي‬
‫الشعب‪ ،‬وجوهرالرقابة على دستورية القـرارات مـن خالل الدعوى املباشرة التي يرفعها األفراد يتمثل في أن‬
‫املد ى ينقل قض ــيته املوض ــوعية مباش ــرة إلى املحكمة الدس ــتورية دون أن يتوس ــط في ذلك قرارمن املحكمة‬
‫العادية أو قرارمن أية سلطة أخرى‪.‬‬
‫‪ -3‬يعتبرشـ ـ ـ ــرط الجدية شـ ـ ـ ــرطا مفصـ ـ ـ ــليا‪ ،‬معناه أن تفحص الجهة القضـ ـ ـ ــائية ما إذا كان الوجه املثارتدعيما‬
‫للـدفع بعـدم الـدس ـ ـ ـ ــتوريـة هو وجـه جـدي وهـذا طبعـا لتفـادي الوس ـ ـ ـ ــائـل التس ـ ـ ـ ــويقيـة التي ترمي فقط إلى ربا‬
‫الوقت‪.‬‬
‫‪ -4‬ان الدفع بعدم الدس ــتورية دفع غيرعادي‪ ،‬ذلك أن إجراءاته أمام املحكمة العليا ومجلس الدولة مس ــطريه‬
‫حيث أنها تتسم باألولوية على جميع الدفوع األخرى من حيث الفصل فمها وإحالتها إلى املجلس الدستوري‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬االقتراحات‬
‫‪ -1‬انش ـ ــاء لجان أو غرف على مس ـ ــتوى محكمة املوض ـ ــوع أو الهيئات التي يحال إلمها هذا الدفع املحكمة العليا‬
‫ومجلس ال ــدول ــة)‪ ،‬وك ــذا في املجلس ال ــدس ـ ـ ـ ــتوري إليج ــاد الفع ــالي ــة وال ــدق ــة والتص ـ ـ ـ ــوي ــت في قرارات املجلس‬
‫الدستوري‪.‬‬
‫‪ -2‬احداث غرفة للتصـ ـ ــفية ثالثة باملجلس الدسـ ـ ــتوري لكن قضـ ـ ــا ها ال يجب أن يشـ ـ ــاركوا فيما بعد في البت في‬
‫الدفع بعدم الدستورية‪.‬‬
‫‪ -3‬إعطــاء الحق للقــاض ـ ـ ـ ـ ي بــرثــار الــدفع بعــدم الــدس ـ ـ ـ ــتوريــة إذا تبين لــه أن حكم تش ـ ـ ـ ــريعي مخــالف للنص ـ ـ ـ ــوص‬
‫التشريعية‪.‬‬
‫قائم ــة املصادرواملراج ـ ـ ــع‬
‫املراجع باللغة العربية‬
‫الكتب‬

‫‪41‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫‪ -1‬بن حمودة ليلى‪ ،‬الــديمقراطيــة ودولــة القــانون‪ ،‬بــدون طبعــة‪ ،‬دار هومــة للطبــاعــة والنش ـ ـ ـ ــر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2014‬‬
‫‪ -2‬رابحي أحس ـ ــن‪ ،‬الوس ـ ــيط في القانون الدس ـ ــتوري‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬دارهومه للطباعة والنش ـ ــروالتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2012‬‬
‫‪ -3‬س ـ ــعيد بوالش ـ ــعير‪ ،‬القانون الدس ـ ــتوري والنظم الس ـ ــياس ـ ــية املقارنة‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪ ،11‬ديوان املطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‪.2010 ،‬‬
‫‪ -4‬املادة‪ 183 :‬من دستورالجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية‪.2016 ،‬‬
‫‪ -5‬نواف كنعان‪ ،‬حقوق اإلنس ـ ـ ــان في االس ـ ـ ــالم واملواثيق الدولية والدس ـ ـ ــاتيرالعربية‪ ،‬ط‪ ،1‬اثراء للنش ـ ـ ــروالتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬األردن‪ ،2008 ،‬ص ‪.353-352‬‬
‫‪-6‬مولود ديدان‪ ،‬مباحث القانون الدستوري والنظم السياسية‪ ،‬ط‪ ،1‬داربالقيس‪ ،‬الجزائر‪ ،2017 ،‬ص‪.86‬‬
‫القوانين واملواثيق الدولية‬
‫‪ -‬دستورالجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية لسنة‪.2016‬‬
‫‪ -‬القانون العضوي رقم ‪ 16-18‬املؤرخ في ‪ 22‬ذي الحجة عام ‪ 1439‬امل وافق ‪ 2‬سبتمبرسنة ‪.2018‬‬

‫‪42‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫التقاض ي االستراتيجي كأداة لتغييرالسياسات العامة‬
‫‪Strategic litigation as tool to change the public policy‬‬
‫محمد فرحات‬
‫كلية الدراسات األفريقية العليا‪ -‬جامعة القاهرة‬

‫ملخص‪:‬‬
‫ُيعد التقاض ي االستراتيجى أحد أهم ا ليات التي يتم من خاللها تغييرالسياسات العامة أو يؤدي لتبنى سياسات لسد‬
‫ُ‬
‫الفجوة املوجوده في الس ــياس ــات املتعلقة بموض ــوع محدد ‪ ،‬كما تعد اس ــتخدام املحاكم وطرق التقاض ـ ي املحتلفة خاص ــة‬
‫التقاضـ ي أمام القضـاء األداري والدسـتوري كدلي ة لتسـليط الضـوء على موضـوعات حيويه تمس املجتمع وتتطلب التغيير‬
‫ً‬
‫‪ ،‬وإحداث السوابق القضائية تممهدا لتغييرقانون أو تبنى قوانين لسد الفجوات التشريعية في املجتمع‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية ‪ :‬سياسات عامة ‪ ،‬تقاض ى استراتيجى ‪،‬تقاض ى األثر‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪Strategic litigation is consider one of important mechanisms of change the public policy or lead to‬‬
‫‪adopt policy to fill the existed gap in its policies. using the courts and litigation different ways , specially‬‬
‫‪the administrative and constitutional courts is consider as mechanism to shed light on vital matters‬‬
‫‪that related to the society that need for change , and occurrence the judicial precedents , Prelude to‬‬
‫‪change law or adopt laws to fill the legislative gaps in the society.‬‬
‫‪Keywords: Public Policies, Strategic Litigation , Impact Litigation‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫تعرف الس ـ ـ ــياس ـ ـ ــة العامة على أنها نظام معين تس ـ ـ ــعى الحكومة في الدولة لتطبيقها والتحقق من إلتزام الجميع بها س ـ ـ ــواء‬
‫كانوا أفراد أو مؤسسات أو إنها برنامج عمل حكومي يحتوي على مجموعه من الألدوات والوسائل لتفيذ تلك السياسة‪.‬‬
‫قد يثبت ال واقع العملي عدم فاعلية تلك الس ـ ــياس ـ ــات أو أنها تؤثربش ـ ــكل س ـ ــلبي على حق من حقوق اإلنس ـ ــان ‪ ،‬وهو األمر‬
‫الذي يتطلب معه تغييرتلك الس ـ ــياس ـ ــات‪ .‬أو أن يثبت ال واقع العملي وجود فجوه وفراغ على مس ـ ــتوى الس ـ ــياس ـ ــات تجاه‬
‫قضية معينة أو مشكله مجتمعية معينة تتطلب تتدخل لتغييرالسياسات القائمة أو تبني سياسات جديدة‪.‬‬
‫أهداف الدراسة‪:‬‬
‫تبحـث تلـك الورقـه دور التقـاض ـ ـ ـ ـ ي االس ـ ـ ـ ــتراتيجي كـأداة في تغييروتبني الس ـ ـ ـ ـيـاس ـ ـ ـ ــات العـامـة ‪،‬وذلـك بتحليـل التقـاض ـ ـ ـ ـ ي‬
‫االسـ ـ ـ ــتراتيجي وصـ ـ ـ ــوال للفرص املتاحة والتحديات التي تواجهه ال سـ ـ ـ ــيما في منطقة الشـ ـ ـ ــرق األوسـ ـ ـ ــط مسـ ـ ـ ــتعينه في ذلك‬
‫بدراسات حاله من مصر ولبنان بواجه أساس ي وحاالت أخرى من دول املنطقه بشكل ثانوي‪.‬‬
‫يتضمن التقاض ي اإلستراتيجي‪ ،‬اختيارقضية معينة والتقدم بها للمحكمة بغرض إحداث تغييرواسع النطاق في املجتمع‪.‬‬
‫يس ـ ـ ــتهدف رفع دعوى تقاض ـ ـ ـ ي إس ـ ـ ــتراتيجي ألس ـ ـ ــتخدام القض ـ ـ ــاء والقانون كوس ـ ـ ــيلة إلحداث أثردائم يتجاوزمجرد الفوز‬
‫بالقض ـ ــية محل النظر‪ .‬مما يعني أن قض ـ ــايا التقاض ـ ـ ي اإلس ـ ــتراتيجي هتم باألثر الذي تتركه على الس ـ ــكان والحكومات على‬
‫النطاق األوسع بنفس القدرالذي هتم به بكسب القضايا نفسها‪.‬‬

‫‪43‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫املشكلة البحثية ‪:‬‬
‫ً‬
‫يطرح موض ـ ــوع الس ـ ــياس ـ ــات العامة وطرق تبنمها وتغييرها تس ـ ــاؤال رئيس ـ ــيا حول األدوات املس ـ ــتخدمة لتغير‪،‬تعديل أو تبني‬
‫ً‬
‫س ـ ـ ــياس ـ ـ ــات جديده ومن بين تلك التس ـ ـ ــاؤالت هل للقانون والقض ـ ـ ــاء دورا في تغييروتبني الس ـ ـ ــياس ـ ـ ــات العامة‪ .‬وهل يمكن‬
‫تص ـ ــنيف املؤس ـ ـس ـ ــة القض ـ ــائية على أنها من مراكزالفكربخالف التص ـ ــنيف التقليدي أو الش ـ ــكل التقليدي ملراكزالفكر‬
‫ً‬
‫وذلك باعتبار أن أعمال القضاة واملحامون هي في حقيقتها أبحاثا تؤدي نتائجها إلى تغييرفعلى في السياسات العامة‬
‫منهجية البحث‪:‬‬
‫ض‬
‫س ـ ـ ــوف تلتزم تلك الورقة باألص ـ ـ ــول واألطرالعلمية املتعارف علمها في إعداد األبحاث العلمية ‪ ،‬س ـ ـ ــوف تتبع تلك الدراس ـ ـ ــة‬
‫ً‬
‫املنهج التأص ــيلي األس ــتقرائي ) ‪ ،‬وذلك وص ــوال للتطبيقات املختلفة واملتش ــابهة للتقاضـ ـ ي االس ــتراتيجي مما يس ــاعد على‬
‫ُ‬
‫فهم املبـادئ العـامـة الحـاكمـة لـه‪ .‬وتس ـ ـ ـ ـلـك بجـانبـه املنهج التحليلي " االس ـ ـ ـ ــتنبـاطي" وذلـك من خالل التعرف على املبـادئ‬
‫ً‬
‫العامة املس ـ ــتقرة و القواعد العامة الحاكمة‪ ،‬وإنزالها على الحالة موض ـ ــوع الدراس ـ ــة الس ـ ــتبيان الحكم في ش ـ ــأنها وص ـ ــوال‬
‫للجابة على السؤال الرئيس ي للدراسة‪.‬‬
‫تقسيم الدراسة ‪:‬‬
‫املحوراألول ‪ :‬التقاض ي اإلستراتيجي و السياسات العامة ‪ :‬إطارمفاهيمي‬
‫املحورالثاني ‪ :‬دورالقضاء في صنع السياسات العامة‬
‫املحورالثالث ‪ :‬متطلبات التقاض ي االستراتيجي كأداة لتغييرالسياسات العامة‬
‫املحورالرابع ‪ :‬تجارب الدول العربية في التقاض ي االستراتيجي ‪ :‬الفرص املتاحة و التقييم‬
‫املحورالخامس ‪ :‬تحديات التقاض ي االستراتيجي‬
‫املحوراألول ‪ :‬التقاض ي اإلستراتيجي والسياسات العامة ‪ :‬إطارمفاهيمي‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬مفهوم السياسات العامة‬
‫ليس هناك ت وافق بين فقهاء علم الس ــياس ــة خاص ــة املتخص ـص ــين في فرع الس ــياس ــات العامة واإلدارة العامة على تعريف‬
‫ُ‬
‫جامع مانع ملص ــطلح الس ــياس ــات العامة‪ ،‬لذلك ُعرفت الس ــياس ــات العامة بعدد من التعريفات م ها ‪ ،‬تعرف الس ــياس ــات‬
‫العامة ) ‪ (Public Policy‬بأنها النشـ ـ ـ ــاطات التي تقوم بها الحكومة وتشـ ـ ـ ــمل تقديم الخدمات العامة كالتعليم وال ـ ـ ـ ــحة‬
‫واإلس ــكان ‪،‬كما تش ــمل نش ــاطات النظام العام وتنظيم النش ــاطات الفردية و الجماعية ‪ ،‬وتعرض هذا التعريف النتقاد أنه‬
‫يعطي ص ــورة ثابتة غير واقعية للس ــياس ــات العامة ‪ ،‬بأن عملية رس ــم الس ــياس ــات العامة عملية مباش ــرة ‪،‬ثابتة ال تنطوي‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫على عمليات تنافسية‪ .‬وتعرف أيضا بأنها قرارت الحكومة املصممة للتعامل مع املشاكل االجتماعية ‪.‬‬
‫وذهب عالم السياسة توماس داي )‪ (Thomas Dye‬أن السياسات العامة هي اختيارالحكومة للقيام بعمل ما أو االمتناع‬
‫عن القيام به ‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬مفهوم التقاض ي االستراتيجي‬
‫نشــأ التقاضـ ي االســتراتيجي في الواليات املتحدة األمريكية‪ ،‬والتي تعتمد النظام اإلنجلوســكســوني )‪ (Common Law‬حيث‬
‫ً‬
‫تنبثق القاعدة القانونية مبدئيا من مجموعه من الس ـ ـ ــوابق القض ـ ـ ــائية )‪ ، (Precedents‬حيث ص ـ ـ ــدورقرارمن املحكمة‬
‫العليا بتكريس حق معين وإلغاء سياسة معينة يكون له مفعول مباشر أمام املحاكم األخرى في القضايا املماثلة ‪( ).‬‬
‫ً‬
‫ُيسـ ــمى أيضـ ــا بتقاض ـ ـ ي األثر ‪Impact Litigation‬وهو عبارة عن التعامل مع بعض القضـ ــايا السـ ــيما التي تمس املجتمع أو‬
‫التي تمس املص ـ ــلحة العامة للمجتمع بطريقه إس ـ ــتراتيجية‪ ،‬ويهدف إلى تغييرأو تبني الس ـ ــياس ـ ــات املتعلقة بتلك املص ـ ــلحة‬
‫العامة للمجتمع )‪ ،‬وذلك برستخدام القانون وحق التقاض ي‪.‬‬

‫‪44‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫و هو م ــا يعني أن التق ــاض ـ ـ ـ ـ ي اإلس ـ ـ ـ ــتراتيجي يهتم ب ــاألثر ال ــذي يترك ــه على املجتمع‪ ،‬ويتض ـ ـ ـ ــح ذل ــك من تعريف التق ــاض ـ ـ ـ ـ ي‬
‫االستراتيجي الذى ُيعرف بهدفه واملراد منه ‪.‬‬
‫ً‬
‫وقد ُيعرف أيضــا بأنه وســيله وأداة اســتخدام القانون والقضــاء لتغييرالســياســات املتعلقة بفئة معينة من املجتمع وذلك‬
‫من أجل إحداث تغييرات اقتصادية واجتماعية تمس تلك الفئة أو باملجتمع ككل ‪.‬‬
‫وهو اختيارموضوع قضية وإقامة دعوى قضائية بها أمام املحاكم لصالح خص أو مجموعة أ خاص بغرض الحصول‬
‫على حكم تســتفيد منه شــرائا ومجموعات واســعة النطاق من املجتمع‪ ،‬تتجاوز ــخص رافع الدعوى‪ ،‬أو بغرض إحداث‬
‫أثر دائم في املجتمع يتجاوزأطراف الخصومة الرضائية‪.‬‬
‫ً‬
‫ولذلك يسـ ـ ــمى التقاض ـ ـ ـ ي اإلسـ ـ ــتراتيجي )‪ (Strategic Litigation‬أحيانا بتقاض ـ ـ ـ ي األثر )‪ (Impact Litigation‬ومن أبرز‬
‫األمثلة الشائعة للقضايا ذات األثر الدائم واملمتد الدعاوى بعدم دستورية القوانين‪( ).‬‬
‫وعرف على أنه طريقه إلحداث تغييرهام في القانون‪ ،‬املمارسـ ــة أو الو ي العام من خالل اختيار قضـ ــايا بعناية لرفعها أمام‬ ‫ُ‬
‫املحكمة) (‬
‫ُ‬
‫وفي وص ـ ــف أخرللتقاضـ ـ ـ ي اإلس ـ ــتراتيجي أش ـ ــير إلى أنه تقاضـ ـ ـ ي يرتكز على تقديم دعوى من قبل منظمة أو فرد كجزء من‬
‫ً‬
‫اس ـ ـ ـ ــتراتيجيــة لتحقيق تغيير قــانوني أوس ـ ـ ـ ــع نطــاقــا ‪ ،‬ويمكن لــدعوى أحــداث هــذا التغيير من خالل نجــاحهــا وتــأثيرهــا على‬
‫القانون أو السياسات واملمارسات القانونية العامة‪( ).‬‬
‫كمـا يعرفه البعض بأنه أخذ القض ـ ـ ـ ــايا القـانونيـة كجزء من عمليـه لتحقيق تغييرواس ـ ـ ـ ــع ممنهج ‪ ،‬تخلق تغييرفي القوانين‬
‫والسياسات والو ي العام) (‬
‫وجديربالذكرأن هناك من يعتبرتقاضـ ـ ي األثرهو أحد صـ ــور وأنواع التقاضـ ـ ي االسـ ــتراتيجي ‪ ،‬بحيث يتمييزتقاضـ ـ ي األثر‬
‫)‪(Impact Litigation‬ويعتمد على اإلكثارمن استخدام ذات امل رافعة أو الدعوى في املحاكم من قبل أكبرعدد ممكن من‬
‫املحامين بهدف إحرازتغيرفي التعاطي مع القض ـ ــية املس ـ ــتهدفة من عملية التقاض ـ ـ ي االس ـ ــتراتيجي )‪ ،‬يس ـ ــتخدم مص ـ ــطلح‬
‫ً‬
‫تقاض ي الصالح العام ) ‪ (Public Interest Litigation‬أيضا للشارة إلى التقاض ي االستراتيجي) (‬
‫التمييزبين التقاض ي االستراتيجي والتقاض ي العادي‬ ‫•‬
‫ً‬
‫يتميز التقاضـ ـ ي اإلس ــتراتيجي عن التقاضـ ـ ي العادي باألهداف التي يرنوا إلمها كال م هما‪ ،‬في حين يس ــتهدف القض ــاء العادي‬
‫تحقيق مص ـ ـ ــلحه فردية لش ـ ـ ــخص معين دون االهتمام بمص ـ ـ ــلحه جماعية‪ ،‬والفوزبتلك القض ـ ـ ــية والحص ـ ـ ــول على أحكام‬
‫ملصلحة الفرد هو املعياراألساس ي واملحرك الرئيس ي والهدف ال هائي من التقاض ي العادي‪.‬‬
‫أما التقاض ـ ي اإلس ــتراتيجي ال يس ــتهدف باألس ــاس كس ــب الدعوى القض ــائية والحص ــول على حكم قض ــائي ‪ ،‬حيث الفكرة‬
‫األســاســية في التقاضـ ي اإلســتراتيجي جذب أنتباه املجتمع وصــانعي القرارعن وجود ســياســات تحتاج إلى تغييرأو اإللغاء أو‬
‫ُ‬
‫وجود فراغ ونقص في بعض املجــاالت يحتــاج إلى تبني س ـ ـ ـ ـيــاس ـ ـ ـ ــات جــديــدة تس ـ ـ ـ ــد هــذا النقص والفراغ ‪ ،‬وتحــدث قض ـ ـ ـ ـيـة‬
‫ً‬
‫التقاض ـ ـ ي االس ـ ــتراتيجي تغييرا في تلك الس ـ ــياس ـ ــات حتي في حال خس ـ ــارة القض ـ ــية من خالل تس ـ ــليط الض ـ ــوء على النقص‬
‫والفراغ أو التعديالت املطلوبة وزيادة الو ي بالقضية )‪ ،‬بالتالي أن التقاض ي االستراتيجي يستهدف مصلحة جماعية‪.‬‬
‫املحورالثاني‪ :‬دورالقضاء في صنع السياسات العامة‬
‫ٌ‬
‫نمهد لتحديد دورالقضـ ــاء في صـ ــنع السـ ــياسـ ــات العامة بتعريف الدسـ ــتور‪ ،‬حيث ُيعرف الدسـ ــتوربأنه الوثيقة التي تضـ ــم‬
‫مجموعــة القواعــد القــانونيــة التي تحــدد ش ـ ـ ـ ـكــل الــدولــة وطبيعــة نظــام الحكم فمهــا و ينظم الس ـ ـ ـ ــلطــات العــامــة في الــدولـة و‬
‫عالقتها مع بعض ــها البعض ومع األفراد كما يبين ما لألفراد من حقوق و حريات وما علمهم من واجبات عامة )‪ .‬واس ــتقرت‬
‫أحكام املحكمة الدس ــتورية العليا علي تعريف الدس ــتوربأنه القانون األس ــاس ـ ي االعلى الذي يرس ـ ي القواعد واألص ــول التي‬

‫‪45‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫يقوم علمها نظام الحكم ويحدد الس ـ ــلطات العامة ويرس ـ ــم لها و ائفها ويض ـ ــع الحدود والقيود الض ـ ــابطة لنش ـ ــاطها ويقرر‬
‫الحريات والحقوق العامة ويرتب الضمانات األساسية لحمايتها) ( ‪.‬‬
‫تلعب املحاكم باختالف اختص ــاص ــا ها دورا هاما وحيويا في تغييرالس ــياس ــات العامة خاص ــة إذا ما كانت تلك الس ــياس ــات‬
‫مخالفة ألحكام الدس ــتوروالقانون‪ .‬فأن القض ــاء اإلداري يحمي املواطنين من إعدادات الس ــلطة التنفيذية بما يمتلكه من‬
‫ُ‬
‫س ـ ـ ـ ــلطـة إلغـاء قرارات الحكومـة التي تص ـ ـ ـ ــم بعـدم املش ـ ـ ـ ــروعيـة ملخـالفتهـا إلحكـام القـانون ‪ ،‬كمـا تقف املحـاكم الـدس ـ ـ ـ ــتوريـة‬
‫كحائط سد لعدوان السلطة التشريعية على أحكام الدستورو مبادئه السيما املتعلق بحقوق و حريات األفراد‪( ).‬‬
‫فأن ما تملكه املحاكم ‪ ،‬خاصــة اإلدارية والدســتورية والتي تملك ســلطة م راقبة مشــروعية تصــرفات الســلطات التنفيذية‬
‫والتش ـ ــريعية وس ـ ــياس ـ ــا ها ‪ ،‬إص ـ ــدارقرارات ببطالن تلك الس ـ ــياس ـ ــات والقرارت وإلغا ها وإلزام الدولة على تغييرها يؤيد أن‬
‫للقضاء دورحيوي في صناعة السياسات العامة‪ .‬ويقول جيمس أندرسون أن املحاكم في الواليات املتحدة األمريكية تلعب‬
‫ً‬
‫دورا في ص ـ ـ ــنع الس ـ ـ ــياس ـ ـ ــات العامة أكثرمن أي بلد آخر‪ ،‬حيث تقوم املحاكم وخاص ـ ـ ــة املحاكم الوطنية واالس ـ ـ ــتفنافية في‬
‫سياسـات العامة عن طريق ممارسـة الرقابة القضـائية وتفسـيرالقوانين‬ ‫الواليات املتحدة‪ ،‬بدورمؤثرفي طبيعة ومحتوى ال ـ‬
‫في القضايا التي تفصل فمها‪( ).‬‬
‫املحورالثالث ‪ :‬متطلبات التقاض ي االستراتيجي كأداة لتغييرالسياسات العامة‬
‫هناك العديد من العناص ــرو العوامل التي يجب ت وافرها لض ــمان فاعلية التقاض ـ ي االس ــتراتيجي كأداة لتغييرالس ــياســات‬
‫العــامــة وفيمــا يلى نس ـ ـ ـ ــرد أحــد وأهم تلــك املتطلبــات من وجهــة نظرنــا‪ ،‬حيــث تتس ـ ـ ـ ــع تلــك املتطلبــات لتتض ـ ـ ـ ــمن غيرهــا من‬
‫ُ‬
‫العناصر‪ .‬وتعد تلم املتطلبات هي شروط مسبقة يجب ت وافرها لضمان فاعلية التقاض ي االستراتيجي‪.‬‬
‫ً‬
‫أوال) دستورية الدولة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يعتبروجود دستورفي الدولة ركنا أساسيا من أركان الدولة القانونية ‪ُ ،‬ويعد وجود الدستورضمانه فعلية وعملية لضمان‬
‫تطبيق مبدأ س ــيادة القانون‪ ) .‬ولكن وجود الدس ــتوروحده غيركافي مالم يكن احترام هذا الدس ــتوروالتمس ــك به يكمن في‬
‫نفوس الجماعات والهيئات والسـ ــلطات في الدولة و هذا ما يسـ ــمى بدسـ ــتورية الدولة‪ ) .‬فأن دسـ ــتورية الدولة على الوجه‬
‫السـ ـ ــابق بيانه هي البيئة املطلوبة لترعرع في كنفها التقاضـ ـ ـ ي االسـ ـ ــتراتيجي كأداة لتغييرالسـ ـ ــياسـ ـ ــات العامة ‪ ،‬هي من أهم‬
‫الضمانات العملية والفعلية التي يجب وجودها لضمان كفاءة عمل آلية التقاض ي االستراتيجي‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيا) سيادة القانون‬
‫املقص ـ ـ ــود بس ـ ـ ــيادة القانون هو خض ـ ـ ــوع الدولة في كل أنش ـ ـ ــطتها ألحكام القانون والدس ـ ـ ــتور‪ ،‬واس ـ ـ ــتقرت أحكام املحكمة‬
‫الدسـتورية العليا في أحكامها على «أن مبدأ خضـوع الدولة للقانون ـ ـ ـ ـ على ما اسـتقرعليه قضـاء هذه املحكمة ـ ـ ـ ـ مؤداه أال‬
‫ً‬
‫تخل تشـ ـ ــريعا ها بالحقوق التي يعتبرالتسـ ـ ــليم بها في الدول الديمقراطية مفترضـ ـ ــا أوليا لقيام الدولة القانونية ‪ .‬وضـ ـ ــمانة‬
‫أساسية لصون حقوق األنسان وكرامته و خصيته املتكاملة") (‬
‫ُويعد الحق في التقاض ـ ـ ـ ـ ي و كفالته لكل مواطن وتمهيد الطريق أمام الكافة للولوج للقض ـ ـ ـ ــاء أحد أهم ض ـ ـ ـ ــمانات س ـ ـ ـ ــيادة‬
‫القانون‪.‬‬
‫اس ــتقرت املحكمة الدس ــتورية العليا في أحكامها إلى أن "أفرد الدس ــتوربابه الرابع للقواعد التي ص ــاغها في مجال س ــيادة‬
‫القانون‪ ،‬وهى قواعد تتكامل فيما بي ها ويندرج تحتها نص املادة الثامنة والســتين التي كفل بها حق التقاضـ ي للناس كافة‪،‬‬
‫ً‬
‫داال بذلك على أن التزام الدولة بض ـ ـ ــمان هذا الحق هو فرع من واج ها في الخض ـ ـ ــوع للقانون‪ ،‬مؤكدا بمض ـ ـ ــمونه جانبا من‬
‫أبعـاد س ـ ـ ـ ـيـادة القـانون التي جعلهـا أس ـ ـ ـ ــاس ـ ـ ـ ــا للحكم في الـدولـة على مـا تنص عليـه املـادتـان الراب ـعة الس ـ ـ ـ ــتون والخـامس ـ ـ ـ ــة‬
‫والس ــتون‪ .‬وإذ كان الدس ــتورقد أقام من اس ــتقالل القض ــاء وحص ــانته ض ــمانين أس ــاس ــين لحماية الحقوق والحريات‪ ،‬فقد‬

‫‪46‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أض ـ ـ ــحى الزما‪ -‬وحق التقاض ـ ـ ـ ي هو املدخل إلى هذه الحماية ‪ -‬أن يكون هذا الحق مكفوال بنص ص ـ ـ ــريا في الدس ـ ـ ــتور كي ال‬
‫تكون الحقوق والحريات التي نص علمها مجردة من وسيلة حمايتها‪ ،‬بل معززة بها لضمان فعاليتها‪".‬‬
‫وأض ـ ـ ــافت الدس ـ ـ ــتورية العليا في ذات الحكم أن " االلتزام امللقى على عاتق الدولة وفقا لنص املادة الثامنة والس ـ ـ ــتين من‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫الدس ـ ـ ــتور‪ ،‬يقتض ـ ـ ــمها أن توفرلكل فرد ‪ -‬وطنيا كان أم أجنبيا ‪ -‬نفاذا ميس ـ ـ ــرا إلى محاكمها باإلض ـ ـ ــافة إلى الحماية الواجبة‬
‫للحقوق املقررة بتش ــريعا ها‪ ،‬وبمراعاة الض ــمانات األس ــاس ــية الالزمة إلدارة العدالة إدارة فعالة وفقا ملس ــتويا ها في الدول‬
‫املتحض ـ ـ ـ ــرة‪ .‬متى كـان ذلـك‪ ،‬وكـان الحقوق التي تس ـ ـ ـ ــتمـد وجودهـا من النص ـ ـ ـ ــوص القـانونيـة يالزمهـا بـالض ـ ـ ـ ــرورة ‪ -‬و من أجل‬
‫ً‬
‫اقتض ـ ــا ها ‪ -‬طلب الحماية التي يكفلها الدس ـ ــتورأو املش ـ ــرع لها ‪ ،‬باعتبارأن مجرد النفاذ إلى القض ـ ــاء في ذاته ال يعتبركافيا‬
‫ً‬
‫لض ـ ــمانها ‪ ،‬وإنما يتعين أن يقترن هذا النفاذ دوما برزالة العوائق التي تحول دون تس ـ ــوية األوض ـ ــاع الناش ـ ــئة من العدوان‬
‫ً‬
‫علمهـا‪ ،‬وبوجـه خـاص مـا يتخـذ م هـا ص ـ ـ ـ ــورة األش ـ ـ ـ ـكـال اإلجرائيـة املعقـدة ‪ ،‬كي توفر الـدولـة للخص ـ ـ ـ ــومـة في نهـايـة مطـافهـا حال‬
‫ً‬
‫منص ــفا يقوم على حيدة املحكمة واس ــتقاللها‪ ،‬ويض ــمن عدم اس ــتخدام التنظيم القض ــائي كأداة للتمييزض ــد فئة بذا ها أو‬
‫للتحامل علمها‪ ،‬وكانت هذه التس ـ ــوية هي التي يعمد الخص ـ ــم إلى الحص ـ ــول علمها بوص ـ ــفها الترض ـ ــية القض ـ ــائية التي يطل ها‬
‫ملواجهة اإلخالل بالحقوق التي يدعمها‪ ،‬فأن هذه الترض ــية ‪ -‬وبافتراض مش ــروعيتها اتس ــاقها مع أحكام الدس ــتور‪ -‬تندمج في‬
‫الحق في التقاض ـ ـ ي‪ ،‬وتعتبرمن متمماته الرتباطها بالغاية ال هائية املقص ـ ــودة منه برابطة وثيقة ‪ .‬وآية ذلك أن الخص ـ ــومة‬
‫القض ـ ـ ـ ــائيـة ال تقـام للـدفـاع عن مص ـ ـ ـ ــلحـة نظريـة ال تتمخض ع هـا فـائـدة عمليـة‪ ،‬ولكن غـايتهـا طلـب منفعـة يقرهـا القـانون‬
‫وتتحدد على ض ـ ــو ها حقيقة املس ـ ــألة املتنازع علمها بين أط رافها وحكم القانون بش ـ ــأنها ‪ ،‬وذلك هو ما أكدته هذه املحكمة‬
‫بما جرى عليه قضـ ـ ـ ــاؤها من أن الدسـ ـ ـ ــتورأف ـ ـ ـ ــح بنص املادة الثامنة والسـ ـ ـ ــتين منه عن ضـ ـ ـ ــمان حق التقاضـ ـ ـ ـ ي كمبدأ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫دسـ ـ ــتوري أصـ ـ ــيل مرددا بذلك ما قررته الدسـ ـ ــاتيرالسـ ـ ــابقة ضـ ـ ــمنا من كفالة هذا الحق لكل فرد ‪ -‬وطنيا كان أم أجنبيا ‪-‬‬
‫باعتباره الوسيلة التي تكفل حماية الحقوق التي يتمتع بها قانونا‪ ،‬ورد العدوان علمها‪( )".‬‬
‫ً‬
‫ثالثا) استقالل القضاء‬
‫ُيعد اسـ ـ ــتقالل القضـ ـ ــاء أهم متطلبات التقاض ـ ـ ـ ي االسـ ـ ــتراتيجي وأهم ضـ ـ ــماناته لتحقيق الهدف املرجو منه في تغييروتبني‬
‫السياسات العامة‪ ،‬وتأكيد دوره كأداة فعالة لتغييرالسياسات العامة‪.‬‬
‫ُ‬
‫دون وجود قض ـ ًـاء مس ــتقل تكون عملية التقاض ـ ي االس ــتراتيجي أداة غيرفعاله في مجال ص ــناعة الس ــياس ــات العامة و هدر‬
‫دورالقضاء في صناعة تلك السياسات ‪.‬‬
‫هذا و ملا كانت الس ـ ــلطتين التش ـ ــريعية و التنفيذية‪ ،‬وهما س ـ ــلطتين س ـ ــياس ـ ــتين ‪ ،‬و أن الس ـ ــلطة القض ـ ــائية هي س ـ ــلطة تتميز‬
‫باالس ــتقالل و الحياد و املوض ــوعية )‪ ،‬و حيث أن الس ــلطتين الس ــياس ــتين مس ــؤولين بوجه رئيس ـ ي برس ــم وتبنى الس ــياس ــات‬
‫العامة‪ ،‬فرن الســلطة القضــائية في ضــوء الفصــل املتوازن بين الســلطات الثالثة مســؤولة عن رقابه الســلطتين التشــريعية‬
‫و التنفيذية في تنفيذ تلك الس ـ ـ ــياس ـ ـ ــات ‪ ،‬و مدى كفاء ها و كفايتها ‪ ،‬و س ـ ـ ــد الثغرات في بعض الحاالت األخرى‪ ،‬وتوجيه نظر‬
‫السلطتين عن مدى النقص الذي يكتنف تلك السياسات ‪.‬‬
‫لذلك اسـ ــتقرت أحكام املحكمة الدسـ ــتورية العليا على "أن اسـ ــتقالل القضـ ــاء ‪ -‬في جوهر معناه وابعاد آثاره _ ليس مجرد‬
‫عاصم من جموح السلطة التنفيذية يكفلها عن التدخل في شئون العدالة‪ ،‬ويمنعها من التأثيرفمها إضرارا بقواعد إدار ها‬
‫بل هو فوق هذا‪ ،‬مدخل لسـيادة القانون‪ ،‬التي كلفها الدسـتوربنص املادة ‪ 64‬بما يصـون للشـرعية بنيانها‪ ،‬ويرسـم تخومها‬
‫وقد قرن الدس ـ ــتورس ـ ــيادة القانون بنص املادة ‪ 65‬التي تلزم الدولة بالخض ـ ــوع ألحكامه‪ ،‬ليش ـ ــكال معا قاعدة للحكم فمها‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وضـ ـ ـ ــابطا لتصـ ـ ـ ــرفا ها ثم عززسـ ـ ـ ــيادة القانون‪ ،‬بنص املادة ‪ 72‬التي صـ ـ ـ ــاغها بوصـ ـ ـ ــفها ضـ ـ ـ ــمانا جوهريا لتنفيذ املو فين‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫املختص ـ ـ ــين لألحكام القض ـ ـ ــائية‪ ،‬إذ أعتبرامتناعهم عن إعمال مقتض ـ ـ ــاها‪ ،‬أو تعطيل تنفيذها‪ ،‬جريمة معاقبا علمها قانونا‬

‫‪47‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫ً‬
‫وما ذلك إال توكيدا من الدستورلقوه الحقيقة الرايحة التي يقوم علمها الحكم القضائي وهى بعد حقيقة قانونية ال تجوز‬
‫املداراة فمها‪( )".‬‬
‫املحورالرابع‪ :‬تجارب التقاض ي االستراتيجي ‪ :‬الفرص املتاحة والتقييم‬
‫سوف يتناول هذا الجزء سرد بعض التجارب والخبرات السابقة في الدول العربية خاصة مصرولبنان في مجال استخدام‬
‫التقاض ـ ـ ي االس ـ ــتراتيجي لتغييرالس ـ ــياس ـ ــات العامة املتعلقة ببعض الحقوق والحريات أو بعض األموراملتعلقة باملص ـ ـ الح‬
‫العامة للمواطنين وتحقق مصالح الجماعة ‪.‬‬
‫ً‬
‫اوال) السياسات املتعلقة بحقوق الالجئين‬
‫لقـد عرفـت املـادة ‪ )1‬ألف فقرة ‪ 2‬من اتفـاقيـة األمم املتحـدة لعـام ‪ 1951‬الخـاص ـ ـ ـ ــة بوض ـ ـ ـ ــع الالجئين ‪ ،‬الالج بـأنـه " كـل‬
‫ــخص يوجد نتيجة أحداث وقعت قبل ‪ 1‬يناير‪ ، 1951‬وبســبب خوف له ما يبرره من التعرض لالضــطهاد بســبب عرقه أو‬
‫دينه أو جنس ـ ــيته أو انتمائه إلى فئه اجتماعية معينه أو أرائه الس ـ ــياس ـ ــية ‪ ،‬خارج بلد جنس ـ ــيته ‪ ،‬وال يس ـ ــتطيع أو ال يرغب‬
‫بس ـ ــبب ذلك الخوف ‪ ،‬أن يس ـ ــتظل بحماية ذلك البلد ‪ ،‬أو كل ـ ــخص ال يملك جنس ـ ــية ‪ ،‬ويوجد خارج بلد إقامته املعتادة‬
‫السابق نتيجة مثل تلك األحداث وال يستطيع ‪ ،‬أو ال يرغب بسبب ذلك الخوف أن يعود إلي ذلك البلد‪.‬‬
‫أن مبـدأ حظر طرد الالجئين ‪ Non-Refoulment‬يعـد جوهر الحمـايـة الـدوليـة لالجئين‪ ،‬وهو مـا انعكس على حظر التحفظ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫عليه عند التوقيع أو االنضـ ــمام التفاقية ‪ ،1951‬وشـ ــهد هذا املبدأ تطورا ملحو ا في سـ ــياق تطورالقانون الدولي لالجئين‪،‬‬
‫حيث أن االتفاقات اإلقليمية الالحقة على اتفاقية ‪ 1951‬لم تتض ـ ــمن أي اس ـ ــتاناءات على هذا املبدأ‪ ،‬وهو األمرالذي يدل‬
‫على األهمية القصوى التي اكتسابها هذ املبدأ‪.‬‬
‫ً‬
‫وجديربالذكرأن مبدأ حظرالطرد ال يوجد فقط في اتفاقيات الالجئين‪ ،‬ولكنه متضـمن ايضـا في عدد من املواثيق الدولية‬
‫املتعلقة بحقوق األنسـ ــان )‪ ،‬كما كفلت تلك املواثيق عدد من الضـ ــمانات عند اتخاذ قرارإبعاد األجنبي ‪ ،‬م ها مشـ ــروعية‬
‫القرارباإلبعاد‪ ،‬كفالة حق الدفاع والطعن ضد القرارباإلبعاد ‪( ).‬‬
‫تتمتع الدولة بس ـ ــلطة تقديرية واس ـ ــعة فيما يتعلق بربعاد األجانب املوجودين في إقليمها ‪ ،‬فلها أن تبعد أي ـ ــخص أجنبي‬
‫موجود على أراض ـ ــمها بش ـ ــرط األ يكون هناك نص دولي يقحـ ـ ـ ي بغيرذلك )‪ .‬هذا و قت اس ـ ــفرت الجهود الدولية عن تقرير‬
‫بناء على ذلك لم تعد دولة امللجأ مطلقة اليد في‬ ‫عدد من القيود التي فرضـت على سـلطة الدولة بالنسـبة إلبعاد الالجئين و ً‬
‫هذا املجال بحيث أصبا ال يجوزإبعاد االج اإل بناء عل أسباب خطيره و مع مراعاة عدد من الضوابط) (‪.‬‬
‫جـدير بـالـذكر أنـه على املس ـ ـ ـ ــتوى الوطني في مص ـ ـ ـ ــر ال يوجـد قـانون ينظم أوض ـ ـ ـ ــاع الالجئين‪ ،‬بـالتـالي فـأن الالجئين يعـاملون‬
‫معاملة األجانب خاصة في اإلبعاد‪.‬‬
‫كما اليتض ـ ــمن القانون الخاص بش ـ ــأن دخول و إقامة األجانب أي ض ـ ــمانات لالج املعرض للترحيل و اإلبعاد مثل الطعن‬
‫على القرار ‪.‬‬
‫تنص املــادة ‪ )32‬فقرة ‪ ) 1‬من إتفــاقيــة األمم املتحــدة الخــاص ـ ـ ـ ــة بوض ـ ـ ـ ــع الالجئين لعــام ‪1951‬على أن " ال تطرد الــدول‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫املتعاقدة الجئا موجودا بصورة نظامية على أرضها إال ألسباب تتعلق باألمن الوطنى أو النظام العام‪".‬‬
‫وتنص املادة ‪ )33‬من اإلتفاقية املش ــارإلمها على أن ‪ 1 " :‬ـ ـ ـ ـ ـ يحظرعلى الدول املتعاقدة طرد أو رد أى الج بأية ص ــورة إلى‬
‫الحدود أو األقاليم حيث حياته أو حريته مهددتان بس ـ ــبب عرقه أو دينه أو جنس ـ ــيته أو انتمائه إلى فئة اجتماعية معينة أو‬
‫بسبب آرائه السياسية ‪.‬‬
‫ً‬
‫ونظرا ألهميــة هــذا مبــدأ حظر طرد الالج ‪ Non-Refoulment‬فقــد نص ـ ـ ـ ــت املــادة ‪ )42‬فقرة ‪ )1‬من األتفــاقيــة عل ــأنــه‬
‫اليحق إب ــداء أي تحفظ ــات فيم ــا يتعلق من بين مواد اخرى ب ــامل ــادة ‪ . )33‬و يالحظ أهمي ــة ه ــذا املب ــدأ في مج ــال الحم ــاي ــة‬

‫‪48‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫الدولية لالج اس ـ ــتخدام املادة ‪ ) 33‬لعبارة حدود و أقاليم و ذلك لألش ـ ــارة لحظرالطرد ألي مكان تكون فيه حياة وحريته‬
‫معرضة للخطر) (‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫نص ـ ـ ـ ــت املــادة ‪ )32‬فقرة ‪ )2‬من إتفــاقيــة‪ 1951‬على أنــه "ال ينفــذ طرد هــذا الالج إال تنفيــذا لقراريتخــذ وفقــا لألص ـ ـ ـ ــول‬
‫االجرائية التي ينص علمها القانون ‪ ،‬و يجب أن يسما يسما لالج ما لم تتطلب خالف ذلك أسباب قاهرة تتعلق باألمن‬
‫الوطنى ب ــأن يق ــدم بين ــات إلثب ــات براءت ــه وب ــأن يم ــارس حق االعتراض ‪ ،‬ويكون ل ــه وكي ــل يمثل ــه له ــذا الغرض أم ــام س ـ ـ ـ ــلطــة‬
‫ً‬
‫مختصة أو أمام خص أو أكثرمعينين خصيصا من قبل السلطة املختصة"‪.‬‬
‫وبالرغم من حظرطرد الالجئين إال أن ال واقع العملي ش ــهد إتخاذ بعض الدول س ــياس ــات تتحلل من ذلك اإللتزام وتقح ـ ي‬
‫ً‬
‫بترحيل الالجئين باملخالفة إلحكام اإلتفاقيات الدولية ‪ ،‬وفى صـدد تلك السـياسـات كان للتقاضـ ي االسـتراتيجي دورا هاما في‬
‫وقف و تغييرتلك السياسات وذلك على النحو التالي‪:‬‬
‫احكام قضائية بوقف تنفيذ قرارت ترحيل بحق الالجئين‪ -‬مصر‬ ‫)‪(1‬‬
‫تص ـ ـ ـ ــدى مجلس الـدولـة املص ـ ـ ـ ــري في العـديـد من أحكـامـه لس ـ ـ ـ ـيـاس ـ ـ ـ ــات الـدولـه املص ـ ـ ـ ــريـة تجـاه الالجئين ‪ ،‬و ـقام بـرلغـاء تلـك‬
‫السياسات لصالح الالجئين‬
‫القضية رقم ‪ 40012‬لسنة ‪ 66‬قضائية ) (‬ ‫أ)‬
‫تتلخص تفاص ـ ــيل تلك القض ـ ــية في ص ـ ــدورقرارترحيل أحد الالجئين الس ـ ــودانيين املقيمين بص ـ ــفه ش ـ ــرعية على األراض ـ ـ ي‬
‫ً‬
‫املص ـ ــريه ‪ ،‬مما حدى بزوجته إلى رفع دعوى قض ـ ــائية ض ـ ــد كال من رئيس املجلس األعلى للقوات املس ـ ــلحة ووزيرالداخلية‬
‫ووزيرالخارجية مطالبة بشــكل مســتعجل وقف ترحيل زوجها إلى دولة الســودان وما يرتب على ذلك من أثارأخصــها إطالق‬
‫س ـ ـ ـ ــراحـه وإس ـ ـ ـ ــتمرارلجوئـة بجمهوريـة مص ـ ـ ـ ــر العربيـة‪ ،‬وأحتجـت في ذلـك بمخـالفـة قرارالترحيـل لنص ـ ـ ـ ــوص إتفـاقيـة ‪1951‬‬
‫الخاصة بأوضاع الالجئين‪.‬‬
‫حكمت املحكمه بوقف تنفيذ القراراملطعون وما يترتب علية من أثار‪ ،‬وإس ـ ـ ـ ــتندت في حكمها بأن قرارالترحيل ص ـ ـ ـ ــدرعلى‬
‫غيرسند من قانون ووقع وعلى وجه الخصوص مخالفتة لنصوص املواد‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫)‪(32‬من إتفـاقيـة‪ 1951‬والتي تنص على أنـه " ‪.1‬ال تطرد الـدول املتعـاقـدة الجئـا موجودا بص ـ ـ ـ ــورة نظـاميـة على أرض ـ ـ ـ ـهـا إال‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ألس ـ ـ ــباب تتعلق باألمن الوطنى أو النظام العام‪.2.‬ال ينفذ طرد هذا الالج إال تنفيذا لقراريتخذ وفقا لألص ـ ـ ــول االجرائية‬
‫التي ينص علمها القانون ‪ ،‬ويجب أن يسما لالج ما لم تتطلب خالف ذلك أسباب قاهرة تتعلق باألمن الوطنى بأن يقدم‬
‫بيانات إلثبات براءته وبأن يمارس حق االعتراض ‪ ،‬ويكون له وكيل يمثله لهذا الغرض أمام سلطة مختصة أو أمام خص‬
‫ً‬
‫أو أكثرمعينين خصيصا من قبل السلطة املختصة"‪.‬‬
‫ونص املادة ‪ )33‬من اإلتفاقية املشـ ــارإلمها على أن ‪ 1 " :‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ يحظرعلى الدول املتعاقدة طرد أو رد أى الج بأية صـ ــورة إلى‬
‫الحدود أو األقاليم حيث حياته أو حريته مهددتان بس ـ ــبب عرقه أو دينه أو جنس ـ ــيته أو انتمائه إلى فئة اجتماعية معينة أو‬
‫بسبب آرائه السياسية‪.‬‬
‫املادة ‪ )13‬من إتفاقية األمم املتحدة الخاص ــة بالحقوق املدنية والس ــياس ــية التي أقر ها الجمعية العامة بتاريخ ‪/ 12 / 16‬‬
‫‪ ، 1966‬من قراررئيس الجمهورية رقم ‪ 536‬لس ـ ـ ــنة ‪ 1981‬بامل وافقة علمها ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ على أن " ال يجوزإبعاد األجنبى املقيم بص ـ ـ ــفة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫قــانونيــة في إقليم دولــة طرف في هــذا العهــد إال تنفيــذا لقرار اتخــذ وفقــا للقـ انون وبعــد تمكينــه ‪ ،‬مــا لم تحتم دوا ى األمن‬
‫خالف ذلك ‪ ،‬من عرض األسـ ــباب املؤيدة لعدم إعاده ‪ ،‬وعرض قضـ ــيته على السـ ــلطة املختصـ ــة أو على من تعينه أو تعي هم‬
‫ً‬
‫خصيصا لذلك ‪ ،‬ومن توكيل من يمثله أمامها أو أمامهم‪.‬‬
‫ب)‪ :‬القضية رقم ‪ 47889‬لسنة ‪ 64‬قضائية) (‬

‫‪49‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫تتلخص تفاص ـ ــيل تلك القض ـ ــية في ص ـ ــدورقرارترحيل أحد الالجئين الس ـ ــودانيين املقيمين بص ـ ــفه ش ـ ــرعية على األراض ـ ـ ي‬
‫ً‬
‫املص ـ ـ ـ ــريـه ‪ ،‬ممـا حـدى بش ـ ـ ـ ــقيقـة إلى رفع دعوى قض ـ ـ ـ ــائيـة ض ـ ـ ـ ــد كال من رئيس الجمهوريـة ووزير الـداخليـة ووزيرالخـارجية‬
‫مطـالبـة بش ـ ـ ـ ـكـل مس ـ ـ ـ ــتعجـل وقف ترحيـل زوجهـا إلى دولـة الس ـ ـ ـ ــودان ومـا يرتـب على ذلـك من أثـارأخص ـ ـ ـ ـهـا إطالق س ـ ـ ـ ــراحه‬
‫وإس ـ ــتمرارلجوئة بجمهورية مص ـ ــرالعربية‪ ،‬وأحتج في ذلك بمخالفة قرارالترحيل ألحكام نص ـ ــوص إتفاقية ‪ 1951‬الخاص ـ ــة‬
‫بأوضاع الالجئين ‪ ،‬والتي تم امل وافقة علية بقراررئيس الجمهورية رقم ‪)331‬لسنة ‪.1980‬‬
‫حكمت املحكمه بوقف تنفيذ القراراملطعون وما يترتب علية من أثار‬
‫وذهبت املحكمة في حيايات حكمها بوقف قرارالترحيل لص ـ ـ ــدوره على غيرس ـ ـ ــند من قانون ووقع إلى أن " الدس ـ ـ ــتوركفل‬
‫الحرية الش ــخص ــية لكل إنس ــان بغض النظرعن جنس ــيتة ‪ ،‬ولم يقتص ــرهذا الحق على املواطنين فقط‪ ....‬وذهبت في ذات‬
‫الحكم إلى أن الـدس ـ ـ ـ ــتور حـدد في املـادة ‪ ) 151‬من مرتبــة املعــاهـدات الـدوليــة التي تبرمهــا مص ـ ـ ـ ــر أو تنض ـ ـ ـ ــم إلمهــا بين مـدارج‬
‫التش ـ ـ ــريع ‪ ،‬وجعل لها قوة القانون بعد التص ـ ـ ــديق علمها ونش ـ ـ ــرها‪ .‬ذهبت املحكمة أن إتفاقية الخاص ـ ـ ــة بحماية الالجئين‬
‫‪ 1951‬قد أص ـ ـ ــبا لها قوة القانون ‪ ،‬و أنها أوجبت عدم طرد الالجئين املوجودين على أراض ـ ـ ـ ي الدوله العض ـ ـ ــو إال إلس ـ ـ ــباب‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تتعلق باألمن الوطني ‪ ،‬وإشترطت لطرد األج أن يكون وفقا لقرارصدروفقا لألصول القانونية ‪.‬‬
‫احكام قضائية بوقف تنفيذ قرارت ترحيل بحق الالجئين‪ -‬لبنان‬ ‫)‪(2‬‬
‫القضية ‪ 2009/15149‬بتاريخ ‪( )2009/8/10‬‬
‫ً‬
‫تتلخص القضـية في دخول مواطن عراقي بطريقة غيرنظامية إلى األراضـ ي اللبنانيه طالبا اللجوء ‪ ،‬وقام بالتقـجيل بمكتب‬
‫املفوض ـ ــية الس ـ ــامية لألمم املتحدة لش ـ ــئون الالجئين ‪ ،‬وتم اإلعتراف له بص ـ ــفة الج ‪ ،‬وتم ص ـ ــدورقراربرخراجه من لبنان‬
‫ً‬
‫تطبيقا لنص املادة ‪ )32‬من قانون تنظيم الدخول إلى لبنان واإلقامه فيه والخروج منه‪.‬‬
‫حكمـت املحكمـة بـرعفـائـة من عقوبـة اإلخراج من لبنـان وذهبـت املحكمـة اللبنـانيـة في حيايـات حكمهـا ألى "وحيـث أن لبنـان‬
‫قــد أنض ـ ـ ـ ــم بموجــب القــانون رقم ‪ 185‬تــاريخ ‪ 2000/5/24‬إلى إتفــاقيــة منــاهض ـ ـ ـ ــة التعــذيــب وغيره من ض ـ ـ ـ ــروب املعــاملــه أو‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫العقوبة القاسـ ــية أو الالإنسـ ــانية أو املهينة ‪ ،‬وهذة االتفاقية التي أصـ ــبحت تبعا لذلك جزءا من القانون اللبناني الواجب‬
‫التطبيق تنص في مـادتـة الثـالثـة على أنـه ال يجوز ألي دولـه طرف أن تطرد أي ـ ـ ـ ــخص أو ان تعيـده أو أن تس ـ ـ ـ ــلمـة إلى دولـه‬
‫أخرى أذا ت وافرت أسـباب تدعو إلى اإلعتقاد بأنه سـيكون في خطرالتعرض للتعذيب ‪ ،‬وهذا فضـال عن املعاهدات الدولية‬
‫األخرى املذكوره أعاله التي تكرس عين املبدأ املذكور‪ ...‬وحيث أن املادة الثالثة املذكوره تتعارض بش ـ ـ ــكل واض ـ ـ ــح مع املادة‬
‫املس ـ ـ ـ ـنـد المهـا االدعـاء بـالنس ـ ـ ـ ـبـة لتض ـ ـ ـ ــمين األخيرة لعقوبـة اإلخراج من لبنـان ‪ ،‬إذ أن املـد ى عليـه عراقي ‪،‬وحيـاتـه في العراق‬
‫مهددة بس ــبب األحداث املأس ــاوية التي يش ــهدها البلد واإلخراج القض ــائي ال يجوز‪ ..‬وحيث أنه عند التعارض يكون الس ــمو‬
‫للمادة األولى على الثانية"‪....‬‬
‫ً‬
‫ثانيا) الحق في تكوين الجمعيات لبنان)‬
‫حكم مجلس شورى الدوله في لبنان املراجعة رقم ‪ 1996/6828‬بتاريخ ‪( )2003/11/18‬‬
‫أقامت جمعية الدفاع عن الحقوق والحريات في لبنان دعوى ضـ ـ ـ ــد الدولة أمام مجلس شـ ـ ـ ــورى الدوله لوقف تنفيذ بالغ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫إجراء تنظيميــا ينتقص من ض ـ ـ ـ ـمــانــات قــانون الجمعيــات اللبنــاني ‪ ،‬وأن هــذا اإلجراء يؤدي إلى‬ ‫وزير الــداخليــة واملتض ـ ـ ـ ــمن‬
‫سحب العلم والخبرالذي بمثابة إخطاربالتأسيس ويخالف قواعد الدستور‪.‬‬
‫حكم مجلس شـ ـ ـ ــورى الدوله بربطال بالغ وزيرالداخلية وأسـ ـ ـ ــتند الحكم في حياياته أن حرية اإلجتماع وتأليف الجمعيات‬
‫من الحريات األس ـ ــاس ـ ــية التي كفلها الدس ـ ــتور وأنه ال يجوزوض ـ ــع قيود على تأس ـ ــيس ـ ــها أو حلها إال بنص قانوني وليس عبر‬
‫اإلجراءات التنظيمية واإلدارية وأنه ال يجوزلجهة اإلدارة أو القضاء التدخل املسبق إلخضاع صحة تكوين الجمعيات‪.‬‬
‫ً‬
‫ثالثا) قضية ربط سعر الدواء باألسعارالعاملية مصر)) (‬

‫‪50‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫الطعن رقم ‪ 2457‬لسنة ‪ 64‬قضائية – محكمة القضاء اإلداري‬
‫أقامت املبادرة املصـ ــرية للحقوق الشـ ــخصـ ــية الدعوى امام مجلس الدولة املصـ ــري ضـ ــد وزيرال ـ ــحة لوقف تنفيذ قرارة‬
‫بشأن تسعيراملستحضرات الصيدلية البشرية و طلب إلغائة‬
‫ً‬
‫و طلب املدعون إلغاء القراراسـ ــتنادا على أن وضـ ــع قواعد و أس ـ ـسـ ــا لتسـ ــعيراألدوية واملسـ ــتحضـ ــرات املتداوله محليا على‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أساس سعرتلك األدويةفى األسواق العاملية ‪ ،‬بحيث يشكل ذلكتحريرا فعليا لسوق الدواء ‪ ..‬وهو ما سيكون له أبلغ الضرر‬
‫على سـعرالدواء في مصـروعلى صـحة املصـريين وأسـتندت الدعوى على أن الحق في الحصـول على األدوية جزء ال يتجزأ من‬
‫ً‬
‫الحق في الرعاية ال ـ ـ ــحية املكفوله طبقا لنص املادة ‪ )16‬من الدس ـ ـ ــتوراملص ـ ـ ــري واملادة ‪ )12‬من العهد الدولى الخاص‬
‫بــالحقوق اإلقتص ـ ـ ـ ــاديــة واإلجتمــاعيــة والثقــافيــة واملــادة ‪ )2/16‬من امليثــاق األفريقي لحقوق اإلنس ـ ـ ـ ــان والش ـ ـ ـ ــعوب والتي‬
‫صدقت علمهما مصر‪.‬‬
‫وقضت محكمة القضاء اإلداري في ‪ 2010/4/27‬بوقف تنفيذ قراروزير ال حة بتسعيرالدواء‬
‫وإس ـ ـ ــتندت املحكمة في حكمها على أن القرارتجاوز حدود األمن الص ـ ـ ــحي للمواطنين بأهدارأس ـ ـ ــس تحديد أس ـ ـ ــعارالدواء‬
‫ً‬
‫نتيجـة ربطـة بـاألس ـ ـ ـ ـعـارالعـامليـة في الـدول التي تختلف في روفهـا اإلقتص ـ ـ ـ ــاديـة واإلجتمـاعيـة البالد ض ـ ـ ـ ــاربـا بعرض الحـائط‬
‫بالبعد اإلجتما ي ‪.‬‬
‫الفرص املتاحة و تقييم التجارب‬ ‫•‬
‫تثبت التجارب املشـ ـ ـ ــارإلمها والتي أدت إلى إلغاء سـ ـ ـ ــياسـ ـ ـ ــات تمس املصـ ـ ـ ــلحة الجماعية إلفراد املجتمع إلى أن هناك فرص‬
‫للتقاضـ ـ ـ ي اإلس ـ ــتراتيجي لتغييرالس ـ ــياس ـ ــات العامة خاص ـ ــة في وجود قض ـ ــاء مس ـ ــتقل ونظام قض ـ ــائي متين ‪ ،‬في ل وجود‬
‫املحكمة الدسـ ـ ــتورية العليا و مجلس الدوله في مصـ ـ ــرو مجلس شـ ـ ـ ورى الدوله في لبنان تكون فرص اسـ ـ ــتخدام التقاضـ ـ ـ ي‬
‫األسـتراتيجي لتغييرالسـياسـات العامة متحه ونتائجها مضـمونه ‪ ،‬ومن تقييم التجارب أثبتت أن التقاضـ ي االسـتراتيجي هو‬
‫أداه فعاله لتغييرالسياسات العامة ‪.‬‬
‫املحورالخامس ‪ :‬تحديات التقاض ي االستراتيجي‬
‫ً‬
‫أوال) مكانة القانون الدولي بين الدستورو التشريعات الوطنية‬
‫يعتمد التقاضـ ـ ـ ي االس ـ ــتراتيجي بص ـ ــفة أس ـ ــاس ـ ــية على املعاهدات واملواثيق الدولية ‪ ،‬ويكون التحدي الذي يواجه عملية‬
‫التقاض ـ ـ ـ ي االس ـ ـ ــتراتيجي في حالة تعارض نص ـ ـ ــوص القانون الوطني مع نص ـ ـ ــوص املعاهدات الدوليه هو مكانة املعاهدات‬
‫ً‬
‫الدولية بين التشريعات الوطنية وأيا م هما يسمو على األخر في التطبيق ‪.‬‬
‫هناك أربع اتجاهات في الدس ـ ـ ـ ــاتيرالعاملية االول يعلو املعاهدات الدولية على الدس ـ ـ ـ ــتوربحيث في حالة التعارض بين نص‬
‫الدستوروالنص املعاهدة يكون السمو في التطبيق لنصوص املعاهدة الدولية واإلتجاه الثاني يضع املعاهدات الدولية في‬
‫مرتبـه أدنى من الـدس ـ ـ ـ ــتوروتعلو القـانون والتش ـ ـ ـ ــريعـات الـداخليـة وهـذان االتجـاهـان ال يثيران مش ـ ـ ـ ــكالت عمليـة في مجـال‬
‫التقاضـ ي االسـتراتيجي ‪ ،‬وهناك اتجاه ثالث وهو ما يضـع املعاهدات الدولية في مرتبه ادنى من الدسـتوروفي مرتبة مسـاويه‬
‫للقانون ويأخذ بهذا اإلتجاه النظام الدس ــتوري املص ــري حين نص ص ــراحه أن املعاهدات لها قوة القانون بعد التص ــديق‬
‫علمها ونشرها واإلاتجاه الرابع واألخيرليس له موقف واضح من تلك املسأله) (‬
‫والتحــدي هنــا يظهر في تجــاهــل تطبيق املحــاكم لالتفــاقيــات الــدوليــه أو قيــام الــدولــه بس ـ ـ ـ ــن تش ـ ـ ـ ــريع وطني مخــالف إلح ـكـام‬
‫االتفاقيات الدولية ‪ ،‬حيث يكون القانون الجديد هو األولى بالتطبيق ‪ ،‬ويزداد األمرخطورة أذا ما كان أسـانيد و الحجج في‬
‫قضية التقاض ي األستراتيجي تعتمد باالساس على املعاهدات الدولية املصدق علمها ‪.‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام‬

‫‪51‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أن إذعان الدولة إلحكام القضـ ـ ــاء وتنفيذها تعد أحد أهم التحديات التي تواجه التقاضـ ـ ـ ي اإلسـ ـ ــت راتيجي ‪ ،‬وتحد من دوره‬
‫كأداة لصناعة وتغييرالسياسات العامة‪.‬‬
‫لذلك استقرت أحكام املحكمة الدستورية العليا على أنه "بغيرإقتران الترضية القضائية بوسائل تنفيذها وحمل امللزمين‬
‫بهـا على الرض ـ ـ ـ ــوخ لهـا‪ ،‬فـرن هـذه الترض ـ ـ ـ ـيـة تغـدو هبـاء منثورا‪ ،‬وتفقـد قيمتهـا من النـاحيـة العمليـة‪ ،‬وهو مـا يفيـد بـالض ـ ـ ـ ــرورة‬
‫إهـدارالحمـايـة التي فرض ـ ـ ـ ـهـا الـدس ـ ـ ـ ــتورواملش ـ ـ ـ ــرع ‪ -‬كالهمـا ‪ -‬للحقوق على اختالفهـا وتكريس العـدوان علمهـا‪ ،‬وتعطيـل دور‬
‫القض ـ ـ ـ ــاء املنص ـ ـ ـ ــوص عليــه في املــادة ‪ 65‬من الــدس ـ ـ ـ ــتورفي مجــال ص ـ ـ ـ ــونهــا والــدفــاع ع هــا‪ ،‬وإفراغ حق اللجوء إليــه من كـل‬
‫مض ــمون‪ .‬وهو حق عنى الدس ــتوربتوكيده في املادة ‪ . 68‬كذلك فرن الترض ــية القض ــائية التي ال يقهراملدين بها على تنفيذها‬
‫مباش ـ ــرة إذا ما طل فمها‪ ،‬هي في واقعها خروج على مبدأ خض ـ ــوع الدولة للقانون‪ ،‬ونكول عن تأس ـ ــيس العدالة وتثبيتها من‬
‫خالل الس ــلطة القض ــائية بأفراعها املختلفة وتنظيما ها املتعددة ‪ ،‬وهى الس ــلطة التي تص ــدرأحكامها وفق القانون على ما‬
‫تنص عليـه املـادة ‪ 165‬من الـدس ـ ـ ـ ــتور‪ .‬وال يعـدو اإلمتنـاع عن تنفيـذهـا أو عرقلـة هـذا التنفيـذ أو تعطيلـه بعمـل تش ـ ـ ـ ــريعى‪ ،‬أن‬
‫ً‬
‫يكون عدوانا من الس ـ ـ ــلطة ا لتش ـ ـ ــريعية على الوالية الثابتة للس ـ ـ ــلطة القض ـ ـ ــائية‪ ،‬و أقتحاما للحدود الفاص ـ ـ ــلة بين هاتين‬
‫الس ـ ـ ـ ــلطتين‪ ،‬وهو كــذلــك تــدخــل مبــاش ـ ـ ـ ــر في ش ـ ـ ـ ــئون العــدالــة‪ ،‬بمــا يقلص من دورهــا‪ ،‬وينــاقض مــا تــدل عليــه املــادة ‪ 72‬من‬
‫الدس ـ ــتورالواردة في بابه الرابع‪ ،‬ومن أن الحماية القض ـ ــائية للحق أو الحرية ‪ -‬على أس ـ ــاس من س ـ ــيادة القانون وخض ـ ــوع‬
‫الدولة ألحكامه ‪ -‬الزمها التمكين من اقتضا ها واملعاونة في تنفيذها ولو برستعمال القوة عند الضرورة) (‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وإن الترضـ ـ ــية القضـ ـ ــائية التي ال تقترن بوسـ ـ ــائل تنفيذها لحمل امللزميين بها على الرضـ ـ ــوخ لها تغدو وهما وسـ ـ ــرابا وتفقد‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫قيمتها عمال بما يؤول إلى تجريدها من قوة نفاذها ‪ ،‬إهداراللحقوق التي كفلتها ‪ ،‬وتعطيل دورالس ــلطة القض ــائية في مجال‬
‫تأمي ها وإفراغ حق اللجوء المها من كل مضـ ــمون وهو كذلك تدخل في أخص شـ ــئونها وعدوان على واليتها بما يقلص دورها‬
‫وينال من الحدود التي تفصـ ـ ـ ــل بي ها وبين السـ ـ ـ ــلطتين التشـ ـ ـ ــريعية والتنفيذية‪ ،‬يؤيد ذلك أن الحماية القضـ ـ ـ ــائية للحق أو‬
‫الحرية ـ ـ ـ ـ ـ على أســاس من ســيادة القانون والخضــوع ألحكامه ـ ـ ـ ـ ـ الزمها التمكين من اقتضــا ها والعمل من أجل تنفيذها ولو‬
‫برستعمال القوة عند الضرورة‪( ).‬‬
‫وأض ـ ـ ـ ــافــت أح ـكـام املحكمــة الــدس ـ ـ ـ ــتوريــة العليــا "وقــد قرن الــدس ـ ـ ـ ــتورس ـ ـ ـ ـيــادة القــانون بنص املــادة ‪ 65‬التي تلزم الــدولـة‬
‫بالخض ـ ـ ــوع ألحكامه‪ ،‬ليش ـ ـ ــكال معا قاعدة للحكم فمها‪ ،‬وض ـ ـ ــابطا لتص ـ ـ ــرفا ها ثم عززس ـ ـ ــيادة القانون‪ ،‬بنص املادة ‪ 72‬التي‬
‫صـاغها بوصـفها ضـمانا جوهريا لتنفيذ املو فين املختصـين لألحكام القضـائية‪ ،‬إذا اعتبرإمتناعهم عن إعمال مقتضـاها‪،‬‬
‫ً‬
‫أو تعطيـل تنفيـذهـا‪ ،‬جريمـة معـاقبـا علمهـا قـانونـا ومـا ذلـك إال توكيـدا من الـدس ـ ـ ـ ــتورلقوه الحقيقـة الرايحـة التي يقوم علمهـا‬
‫الحكم القضائي وهى بعد حقيقة قانونية ال تجوزاملماراة فمها‪( ).‬‬

‫الخاتمة ‪:‬‬
‫ً‬
‫من جماع ماسـبق بحثة في متن الدراسـة تكون األجابه على التسـاؤل الرئيسـ ي للدراسـة ‪ -‬هل للقانون والقضـاء دورا في تغيير‬
‫وتبني الســياســات العامة‪ -‬بااليجاب ‪ ،‬ثبتت الحاالت التي تم عرضــها دور التقاضـ ي االســتراتيجى في تغييرالســياســات العامة‬
‫التي نتهجها الحكومات ‪ ،‬بالرغم من أن مس ـ ــألة س ـ ــيادة القانون‪ ،‬اس ـ ــتقالل القض ـ ــاء ودس ـ ــتورية الدوله التعمل بكفاءة في‬
‫ً‬
‫الدول العربية وتحتاج إلى مراجعات إال أنه ثبت ايضا مدى وجوب ت وافرها حتى يأتى التقاض ي االستراتيجى بثماره ‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫حتي يكون للتقاضـ ـ ـ ي االسـ ـ ــتراتيجي أثرا فعاال في تغييرالسـ ـ ــياسـ ـ ــات العامة فيجب أختيارالقضـ ـ ــية بعناية ‪ ،‬و أن يكون لها‬
‫أس ــانيدها في الدس ــتورو القانون واإلتفاقيات الدولية ‪ ،‬وأن تكون املس ــألة هي بالفعل متعلقة بالس ــياس ــات العامة للدولة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وليست مجرد قرارا فرديا‪.‬‬

‫‪52‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫يزيد التحرك الجما ي واأللتفاف حول عملية التقاض ـ ـ ـ ي االس ـ ـ ــتراتيجي من فرص نايح القض ـ ـ ــية بما يؤدي بالفعل لتغيير‬
‫السياسات العامة‪.‬‬
‫أن مس ـ ــاندة األعالم والرأي العام لقض ـ ــية التقاضـ ـ ـ ي االس ـ ــتراتيجي تعظم من النتائج املترتيه عن التقاضـ ـ ـ ي االس ـ ــتراتيجي‬
‫وتؤدي بالفعل إلى إحداث تغييرفي السياسات اإلقتصاديو اإلجتماعية التي تمس بحقوق وحريات املواطنين ‪.‬‬
‫ترس ـ ــيخ مبدأ الفص ـ ــل بين الس ـ ــلطات وض ـ ــمان اس ـ ــتقالل القض ـ ــاء وحياد القض ـ ــاة هم عوامل رئيس ـ ــية لفاعلية التقاض ـ ـ ي‬
‫االستراتيجي كأداة لتغييرالسياسات العامة ‪.‬‬
‫قائمة املراجع‬
‫مراجع باللغة العربية‬
‫ً‬
‫أوال) الكتب‬
‫أبو حجازة ‪ ،‬أش ـ ـ ــرف عرفات ‪ ،‬مكانة القانون الدولى العام في إطارالقواعد الداخلية الدس ـ ـ ــتورية و التش ـ ـ ــريعية‪،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪.2004‬‬
‫د‪.‬كتورأحمد شــوقى املليجى‪ ،‬أســامة ‪ ،‬التصــنيف الفنى لو ائف وأعمال القاض ـ ى –دراســه مقارنه‪ -‬القاهرة ‪:‬دار‬ ‫‪.2‬‬
‫ال هضه العربية ‪)2008 ،‬‬
‫د‪ .‬الحسين ‪ ،‬أحمد مصطفي ‪ ،‬مدخل إلى تحليل السياسات العامة ‪ ،‬عمان‪ :‬املركزالعلمي للدراسات الساسية ‪،‬‬ ‫‪.3‬‬
‫‪) 2002‬‬
‫املفكرة القـانونيـة ‪ ،‬م رافعـات نموذجيـة للـدفـاع عن فئـات مهمش ـ ـ ـ ــة‪ ،‬بيروت‪ :‬املفكرة القـانونيـة ‪ ،‬الطبعـة األولى‬ ‫‪.4‬‬
‫‪ )2016‬ص ‪.11‬‬
‫دكتورأمرهللا ‪ ،‬برهـان ‪،‬حق اللجوء الس ـ ـ ـ ـيـاس ـ ـ ـ ـ ي – دراس ـ ـ ـ ــة في نظريـة حق امللجـأ في القـانون الـدولي‪ -‬دارال هض ـ ـ ـ ــه‬ ‫‪.5‬‬
‫العربيه‪ ,‬مصر ‪1982 ،‬‬
‫املعهد العربي لحقوق اإلنسـان ‪ ،‬دليل تجارب التقاضـ ي اإلسـتراتيجي قي ضـوء الحقوق اإلقتصـادية و اإلجتماعية‬ ‫‪.6‬‬
‫‪ ،‬تونس‪ :‬املعهد العربي لحقوق اإلنسان‪) 2012 ،‬‬
‫الهلس ـ ـ ــه ‪ ،‬أيمن أديب س ـ ـ ــالمه ‪ ،‬مس ـ ـ ــئولية الدوله تجاه طالب اللجوء ‪ ،‬رس ـ ـ ــالة دكتوره – كليه الحقوق ‪-‬جامعة‬ ‫‪.7‬‬
‫القاهرة ‪. 2004 ,‬‬
‫شـ ـ ـ ــبكة معلومات حقوق الطفل كرين) ‪ ،‬دليل "حقوق الطفل‪ :‬دليل التقاض ـ ـ ـ ـ ي االسـ ـ ـ ــتراتيجي‪ ،‬لندن‪ :‬شـ ـ ـ ــبكة‬ ‫‪.8‬‬
‫معلومات حقوق الطفل كرين)‪ ،‬الطبعة األولى ‪.) 2008‬‬
‫د‪ /‬عبد السالم ‪ ،‬عبد العظيم و الغفلول ‪ ،‬عيد احمد سالمة ‪ -‬القانون الدستوري – مصر ‪ ،‬طبعة ‪.2007‬‬ ‫‪.9‬‬
‫فوده ‪ ،‬د‪ .‬رأفت ‪،‬مصادراملشروعية اإلدارية ومنحنيا ها –دراسة مقارنة– القاهرة ‪ :‬دارال هضة العربية ‪-2018 ،‬‬ ‫‪.10‬‬
‫‪)2019‬‬
‫محمد ‪ ،‬ص ـ ــبري ‪ ،‬دوراملحكمة الدس ـ ــتورية العليا في حماية حقوق اإلنس ـ ــان ‪ ،‬القاهرة‪ :‬البرنامج العربي لنش ـ ــطاء‬ ‫‪.11‬‬
‫حقوق اإلنسان‪.)2005 ،‬‬
‫ً‬
‫ثانيا ) الوثائق‬
‫اتفاقية مناهضة التعذيب و غيره من ضروب املعاملة أو العقوبة القاسية أو الالإنسانية و املهينة لعام ‪.1984‬‬ ‫‪.1‬‬
‫العهد الدولي الخاص بالحقوق املدنية و السياسية لعام ‪.1966‬‬ ‫‪.2‬‬
‫ً‬
‫ثالثا) أحكام املحاكم‬
‫املحكمة الدستورية العليا‪ -‬الطعن رقم ‪ )37‬لسنة ‪ 9‬قضائية – جلسة ‪ 19‬مايو ‪.1990‬‬ ‫‪.1‬‬

‫‪53‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫ملحكمة الدستورية العليا‪ ،‬الطعن رقم ‪ - 35‬لسن ــة ‪20‬ق ‪ -‬تاريخ الجلسة ‪.2000 / 05 / 06‬‬ ‫‪.2‬‬
‫ملحكمة الدستورية العليا‪ ،‬الطعن رقم ‪ - 57‬لسن ــة ‪4‬ق ‪ -‬تاريخ الجلسة ‪.1993 / 02 / 06‬‬ ‫‪.3‬‬
‫املحكمة الدستورية العليا ‪،‬الطعن رقم ‪ - 27‬لسن ــة ‪16‬ق ‪ -‬تاريخ الجلسة ‪.1994 / 04 / 15‬‬ ‫‪.4‬‬
‫املحكمة الدستورية العليا‪ ،‬الطعن رقم ‪ - 15‬لسن ــة ‪17‬ق ‪ -‬تاريخ الجلسة ‪.1995 / 12 / 02‬‬ ‫‪.5‬‬
‫مجلس الدولة ‪ ،‬محكمة القضاء اإلداري ‪ ،‬طعن رقم ‪ 40012‬لسنة ‪ 66‬قضائية ‪،‬جلسة ‪.2012/7/ 10‬‬ ‫‪.6‬‬
‫مجلس الدولة ‪ ،‬محكمة القضاء اإلداري ‪ ،‬طعن رقم ‪ 47889‬لسنة ‪ 64‬قضائية ‪،‬جلسة ‪2011/1/ 18‬‬ ‫‪.7‬‬
‫مراجغ باللغات األجنبية‬
‫‪Rekosh , Edwin ,Kyra A. Buchko , Vessela A Terzieva, Puruing the Public Interest , A Handbook‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪for Legal P r o e s s i o n a l s a n d A c t i v i s t s,( New York: Public Interest Law Initiative i n transnational‬‬
‫)‪Societies , Columbia Law School, 2001‬‬

‫‪Schokman ,Ben and others ,Short Guide – Strategic Litigation and Its Role in Promoting and‬‬ ‫‪.2‬‬
‫‪Protecting Human Rights ,( Advocates for International Development,2012‬‬
‫‪Public Law Project, guide to strategic Litigation‬‬ ‫‪.3‬‬

‫‪54‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫طبيعة العالقة بين الهيئات القضائية واملجلس الدستوري الجزائري في الدفع بعدم‬
‫الدستورية‬
The nature of the relationship between the judicial authorities and the
Algerian Constitutional Council in the exception of unconstitutionality

1
‫بومدين حممد‬.‫د‬.‫أ‬
.‫ اجلزائر‬،‫ جامعة أمحد دراية أدرار‬،‫كلية احلقوق والعلوم السياسية‬
:‫ملخص‬
‫تنص ــب دراس ــة هذا املقال على تحليل طبيعة العالقة بين الهيئات القض ــائية واملجلس الدس ــتوري الجزائري في الدفع‬
‫ والنظام املحدد لقواعد عمل املجلس‬16-18 ‫ والقانون العض ــوي رقم‬188 ‫بعدم الدس ــتورية من خالل النص الدس ــتوري‬
‫ لقد تبين من خالل التحفظ الواس ـ ـ ــع للمجلس الدس ـ ـ ــتوري على املواد املنظمة لهذه‬.2019 ‫الدس ـ ـ ــتوري الص ـ ـ ــادرفي مايو‬
‫العالقة في القانون العضـ ـ ــوي املذكور أن للمجلس الدسـ ـ ــتوري فهما محددا لهذه العالقة انعكس في التشـ ـ ــديد في حصـ ـ ــر‬
‫ وذلك على الرغم من أن اختصــاصــات تلك الهيئات‬.‫اختصــاصــات املحكمة العليا ومجلس الدولة ووضــعهما تحت الرقابة‬
‫ و‬188 ‫مســتمدة من الدســتورواســندت إلمهما ملســاعدة املجلس بتصــفية الدفوع طبقا ملنطق املؤســس الدســتوري في املادة‬
.16-18 ‫إرادة املشرع العضوي في القانون العضوي رقم‬
‫ القانون‬-‫ املجلس الدستوري‬-‫ الدفع بعدم الدستورية‬- ‫ الهيئات القضائية‬- ‫ طبيعة العالقة‬:‫الكلمات املفتاحية‬
‫العضوي–تصفية الدفوع‬
Abstract:
The study of this article focuses on analyzing the nature of the relationship between the judicial authorities and
the Algerian Constitutional Council in the exception of unconstitutionality through Constitutional Text 188 and
Organic Law No. 18-16 and the specific regime for the work rules of the Constitutional Council issued in 2019.
It was found through the wide reservation of the Constitutional Council on the articles regulating this
relationship in the aforementioned organic law that the Constitutional Council had a specific understanding of
this relationship that was reflected in the stress in restricting the competencies of the Supreme Court and the
State Council and putting them under supervision. This is despite the fact that the powers of those bodies are
derived from the constitution and assigned to them to help the council filter defenses according to the logic of
the constitutional founder in Article 188 and the will of the organic legislator in the Organic Law No. 18-16.
key words :The nature of the relationship - the judicial authorities - exception of
the Constitutional Council -organic law- filter defenses-unconstitutionality

‫مقدمة‬

55 ‫ ألمانيا – برلين‬،‫ | المركز الديمقراطي العربي‬2020 ‫ يناير‬،‫ العدد الخامس‬،‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‬
‫إن املجلس الدس ــتوري في الجزائركمافي فرنس ــا ليس هيئة قض ــائية وال يندرج ض ــمن الس ــلطة القض ــائية بل هو مؤس ـس ــة‬
‫رقابيةيتولى باإلض ـ ـ ــافة إلى االختص ـ ـ ــاص ـ ـ ــات التي خولتها إياه أحكام أخرى في الدس ـ ـ ــتور‪ ،‬الفص ـ ـ ــل في دس ـ ـ ــتورية املعاهدات‬
‫والقوانين والتنظيمــات‪ ،‬وفي مطــابقــة القوانين العض ـ ـ ـ ــويــة واألنظمــة الــداخليــة لغرفتي البرملــان للــدس ـ ـ ـ ــتور‪ ،‬كمــا حــدد هــا‬
‫املادتان ‪ 182‬و‪186‬من الدسـ ــتور‪95.‬ومن ثم ال سـ ــلطة له على القضـ ــاء وهيئاته إال من خالل وجوب االلتزام بدرائه وقراراته‬
‫بعد نش ــرها في الجريدة الرس ــمية مثل س ــائر بقية الس ــلطات األخرى في الدولة‪96.‬ومن جهة أخرى فرن الس ــلطات القض ــائية‬
‫س ــواء في القض ــاء العادي أو القض ــاء االداري‪ ،‬ليس لها عالقة باالختص ــاص الحص ــري للمجلس الدس ــتوري في الرقابة على‬
‫دس ـ ــتورية القوانين‪ .‬فقبل التعديل الدس ـ ــتوري الجزائري ‪ 2016‬وكذلك التعديل الدس ـ ــتوري الفرنس ـ ـ ي ‪ 97،2008‬لم يكن‬
‫للهيئات القضـائية أي دورإطالقا في الرقابة على دسـتورية القوانين باعتبارهذه املهمة من االختصـاص الحصـري واملمركز‬
‫للمجلس الدســتوري‪ ،‬ولكن بعد هذا التعديل الدســتوري وتبنيه إجراء الدفع بعدم الدســتورية عن طريق نص املادة ‪188‬‬
‫التي منحت لألفراد الحق في الدفع بعدم دســتورية أي حكم تشــريعي ينتهك الحقوق والحريات التي يضـ م ها الدســتور‪ ،‬تقرر‬
‫دورما للهيئات القضــائية بفحص الدفع املثارمن قبل أحد أطراف النزاع واملتعلق بعدم دســتورية الحكم التشــريعي الذي‬
‫يتوقف علي ــه م ــدل النزاع‪ 98.‬فه ــذا االجراء ال يس ـ ـ ـ ــما ألطراف النزاع الطعن في الحكم التش ـ ـ ـ ــريعي مب ــاش ـ ـ ـ ــرة أم ــام املجلس‬
‫الدس ــتوري بل يجب تقديم الدفع أمام الجهات القض ــائية وهي التي تتولى بعد التأكد من توفر الش ــروط إحالة الدفع على‬
‫املجلس الدستوري‪.‬‬
‫لقـد ص ـ ـ ـ ــدرالقـانون العض ـ ـ ـ ــوي الـذي أحـالـت عليـه املـادة ‪188‬مبينـا ش ـ ـ ـ ــروط وكيفيـات تطبيق الـدفع بعـدم الـدس ـ ـ ـ ــتوريـة‪.99‬‬
‫طابقتـه للـدس ـ ـ ـ ــتورتحفظ على الكثيرمن مواد‬ ‫وعنـدمـا أحيـل هـذا القـانون العض ـ ـ ـ ــوي على املجلس الـدس ـ ـ ـ ــتوري مل راقبـة م ـ‬
‫القانون وأعاد صــياغة بعضــها‪ ،‬وفي عالقة الجهات القضــائية بالدفع بعدم الدســتورية اجتهد املجلس في تفســيرنص املادة‬
‫‪ 14‬من النص األص ـ ـ ـ ــلي فقرة ‪ 2‬التي تنص‪« :‬وتتم اإلحـالـة إذا تم اس ـ ـ ـ ــتيفـاء الش ـ ـ ـ ــروط املنص ـ ـ ـ ــوص علمهـا في املـادة ‪ 9‬من هـذا‬
‫القانون العض ــوي حيث اعتبرأن هذه الفقرة تقتح ـ ي أيض ــا وجوب ارس ــال نق ــخة إلى املجلس الدس ــتوري من قراررفض‬
‫املحكمة العليا أو مجلس الدولة للدفع بعدم الدستورية ليتولى املجلس رقابة ذلك؟‪100‬‬

‫وكما أن القانون العضـ ـ ـ ــوي في مادته ‪ 20‬نص على إحالة الدفع بعدم الدسـ ـ ـ ــتورية تلقائيا على املجلس الدسـ ـ ـ ــتوري إذا لم‬
‫تفص ـ ـ ـ ــل املحكمـة العليـا أو مجلس الـدولـة في الـدفع في ا جـال املحـددة !فـرن املجلس في تعليقـه على املواد املتعلقـة بـاإلحـالـة‬
‫من الجهات القض ــائية على املجلس الدس ــتوري فس ــرهذه اإلحالة بكيفية ال تتض ــمن اإلخطاراملنص ــوص عليه في الدس ــتور‬

‫‪ -95‬الدستور اجلزائري احلايل املستفيت عليه بتاريخ ‪ 28‬نوفمرب ‪ 1996‬الصادر يف اجلريدة الرمسية رقم ‪ 76‬املؤرخة يف ‪ 8‬ديسمرب ‪ ،1996‬واملعدل بـ‪:‬‬
‫القانون رقم ‪ 03-02‬املؤرخ يف ‪ 10‬أبريل ‪ 2002‬اجلريدة الرمسية رقم ‪ 25‬املؤرخة يف ‪ 14‬أبريل ‪.2002‬‬
‫والقانون رقم ‪ 19-08‬املؤرخ يف ‪ 15‬نوفمرب ‪ 2008‬اجلريدة الرمسية رقم ‪ 63‬املؤرخة يف ‪ 16‬نوفمرب ‪.2008‬‬
‫و القانون رقم ‪ 01-16‬املؤرخ يف ‪ 06‬مارس ‪ 2016‬اجلريدة الرمسية رقم ‪ 14‬املؤرخة يف ‪ 07‬مارس ‪.2016‬‬

‫‪ -96‬نصت على ذلك املادة ‪ 191‬فقرة ‪ 03‬من التعديل الدستوري ‪« :2016‬تكوآنراءاجمللسالدستوريوقراراهتنهائيةوملزمةجلميعالسلطااتلعموميةوالسلطااتإلداريةوالقضائية»‪.‬‬


‫‪ -97‬وصدور القانون العضوي يف ‪ 2009‬لتطبيق مسألة األولوية الدستورية‪:‬‬
‫‪Loi organique n° 2009-1523 du 10 décembre 2009 relative à l'application de l'article 61-1 de la Constitution. Journal officiel du 11‬‬
‫‪décembre 2009, p. 21379, @ n° 1.‬‬
‫‪ -98‬املادة ‪ 188‬من التعديل الدستوري ‪« :2016‬ميكن إخطار اجمللس الدستوري ابلدفع بعدم الدستورية بناء على إحالة من احملكمة العليا أو جملس الدولة‪ ،‬عندما يدعي أحد األطراف يف احملاكمة أمام جهة‬
‫قضائية أن احلكم التشريعي الذي يتوقف عليه مآل النزاع ينتهك احلقوق واحلرايت اليت يضمنها الدستور‪.‬‬
‫حتددشروطوكيفياتتطبيقهذهالفقرةمبوجبقانونعضوي»‪.‬‬
‫‪ -99‬قانون عضوي رقم ‪ 16-18‬مؤرخ يف ‪ 22‬ذي احلجة عام ‪ 1439‬املوافق ‪ 2‬سبتمرب سنة ‪ ،2018‬حيدد شروط وكيفيات تطبيق الدفع بعدم الدستورية‪ ،‬اجلريدة الرمسية العدد ‪ 54‬الصادر يف ‪ 5‬سبتمرب‬
‫سنة ‪.2018‬‬
‫‪ -100‬رأي رقم ‪/03‬ر‪.‬ق‪.‬ع‪/‬م‪.‬د‪18/‬مؤرخفي ‪ 20‬ذي القعدة عام ‪ 1439‬املوافق ‪ 2‬غشت سنة ‪،2018‬يتعلق مبراقبة مطابقة القانون العضوي الذي حيدد شروط وكيفيات تطبيق الدفع بعدم الدستورية‪،‬‬
‫للدستور‪ .‬اجلريدة الرمسية العدد ‪ 54‬املؤرخة يف ‪ 05‬سبتمرب سنة ‪.2018‬‬

‫‪56‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫وتحفظ علمها! كما تحفظ أيض ــا على دورالجهات القض ــائية أو س ــلطتها التقديرية في التأكد من توفرش ــروط الدفع مؤكدا‬
‫أن ذلك الدورأو تلك السلطة التقديريةال ينبغي أن تكون مماثلةلتلكاملخولةحصرياللمجلسالدستوري!‬
‫كل هذه التحفظات والتفسيرات تثيرإشكالية تتعلق بطبيعة العالقة بين الجهات القضائية واملجلس الدستوري في الدفع‬
‫بعدم الدستورية‪.‬وتتفرع عن هذه اإلشكالية املتعلقة بطبيعة تلك العالقة التساؤالت التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬مل ــاذا تحفظ املجلس ال ــدس ـ ـ ـ ــتوري كثيرا على مواد الق ــانون العض ـ ـ ـ ــوي وخ ــاصـ ـ ـ ـ ــة في العالق ــة بين ــه وبين الجه ــات‬
‫القضائية؟ هل للمجلس الدستوري مفهوم معين لطبيعة هذه العالقة؟‬
‫‪ -2‬ملاذا أصراملجلس الدستوري عند م راقبته ملطابقة القانون العضو رقم ‪ 16-18‬املذكورأعاله على وجوب إرسال‬
‫نقخة إلى املجلس الدستوري من قراررفض املحكمة العليا أو مجلس الدولة للدفع بعدم الدستورية؟‬
‫‪ -3‬هــل س ـ ـ ـ ــيتولى املجلس رقــابــة أس ـ ـ ـ ـبــاب الرفض؟ ومــاذا يترتــب عن ذلــك؟ هــل س ـ ـ ـ ــينظر املجلس في الــدفع رغم قرار‬
‫الرفض؟‬
‫‪ -4‬هل يؤسس هذا التفسيرسلطة للمجلس الدستوري لرقابة األحكام القضائية؟‬
‫‪ -5‬ملاذا نص القانون العضـ ــوي ‪ 16-18‬على ضـ ــرورة إحالة الدفع بعدم الدسـ ــتورية تلقائيا على املجلس الدسـ ــتوري‬
‫إذا لم تفصل املحكمة العليا أو مجلس الدولة في الدفع في ا جال املحددة؟ أال يتعارض ذلك مع الدستور؟‬
‫‪ -6‬ملاذا تحفظ املجلس الدسـ ـ ـ ــتوري على دورالجهات القضـ ـ ـ ــائية أو سـ ـ ـ ــلطتها التقديرية في التأكد من توفرشـ ـ ـ ــروط‬
‫الـدفع؟وملـاذا ص ـ ـ ـ ــنف أو كيف طبيعـة إحـالـة الـدفع بعـدم الـدس ـ ـ ـ ــتوريـة من الجهـات القض ـ ـ ـ ــائيـة بـأنـه إحـالـة وليس‬
‫إخطارا؟ وهل هناك فرق بين اإلحالة واإلخطار؟‬
‫‪ -7‬هل يخش ى املجلس من تدخل تلك الجهات القضائية في اختصاصه في السهر على احترام الدستور؟‬
‫‪ -8‬أال تعد مس ــألة تص ــفية الدفوع املمنوحة للجهات القض ــائية ملنع إغراق املجلس الدس ــتوري بتلك الدفوع تلفيقا‬
‫وترقيعا بين إجراءين مختلفين أحدهما قضـ ـ ــائي وا خرسـ ـ ــياس ـ ـ ـ ي؟ أال تعتبرمسـ ـ ــألة مبالغا فمها؟ وتؤدي إلى تنازع‬
‫االختصاص بين املجلس الدستوري والجهات القضائية؟‬
‫وللجابة عن تلك اإلشكالية وهذه التساؤالت يتم تقسيم املوضوع إلى النقاط التالية‪:‬‬
‫الـفـرع األول‪:‬تـحـفـظ املـجـلـس ال ـ ــدس ـ ـ ـ ـتـوري عـلـى أهـم مـواد الـق ـ ــانـون الـعض ـ ـ ـ ــوي لـل ـ ــدفـع بـع ـ ــدم ال ـ ــدس ـ ـ ـ ـتـوري ـ ــة وخ ـ ــاص ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫املتعلقةبصالحيات الجهات القضائية في ذلك‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تحديد املجلس الدستوري للعالقة بينه وبين الجهات القضائية في الدفع بعدم الدستورية‬
‫الفرع الثالث‪ :‬مدى سلطة الجهات القضائية في رفض الدفع وموقف املجلس الدستوري من ذلك‬
‫الفرع الرابع‪ :‬الـدفع بعــدم ا لـدس ـ ـ ـ ــتوريـة بين دفع أحـد األطراف وإحـالـة الجهــات القض ـ ـ ـ ــائيــة وإخطــاراملجلس التمييز بين‬
‫الدفع واإلحالة واإلخطار)‬
‫الفرع الخامس‪ :‬تشدد املجلس الدستوري في حصر اختصاصات الهيئات القضائية‬

‫الفرع األول ‪:‬تحفظ املجلس ال ـ ــدس ـ ـ ـ ــتوري على أهم مواد الق ـ ــانون العض ـ ـ ـ ــوي لل ـ ــدفع بع ـ ــدم‬
‫الدستورية وخاصة املتعلقة بصالحيات الجهات القضائية‬

‫لقد بين املجلس الدس ـ ــتوري أن القانون العض ـ ــوي الذي يحدد ش ـ ــروط وكيفيات الدفع بعدم الدس ـ ــتورية من خالل رأيه‬
‫املتعلق بمطابقة هذا القانون‪ ،‬أن ه اسـ ــتوفى الشـ ــروط الشـ ــكلية التي يسـ ــتلزمها الدسـ ــتورمن حيث أنه مشـ ــروع قانون تم‬
‫أخــذ رأي مجلس الــدولــة بش ـ ـ ـ ــأنــه قبــل إيــداعــه من قبــل الوزير األول لــدى مكتــب املجلس الش ـ ـ ـ ــعبي الوطني‪ .‬وتحص ـ ـ ـ ــل على‬

‫‪57‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫مص ـ ـ ـ ــادقــة املجلس الش ـ ـ ـ ــعبي الوطني ثم مجلس األمــة على التوالي خالل الــدورة البرملــانيــة العــاديــة‪ .‬وبعــد ذلــك تمــت إحــالــة‬
‫القانون العضـ ـ ــوي على املجلس الدسـ ـ ــتوري من قبل رئيس الجمهوريةللنظرفي مطابقته للدسـ ـ ــتوربموجب إخطاروجوبي‬
‫طبقا ألحكام املادة ‪ 186‬من الدستور‪ .‬أما من الناحية املوضوعية فقد‬
‫تحفظ املجلس الــدس ـ ـ ـ ــتوري على الكثيرمن املواد املتعلقــة بــالفص ـ ـ ـ ــل األول املتض ـ ـ ـ ــمن أح ـكـام عــامــة‪ ،‬وبــالفص ـ ـ ـ ــل الثــاني‬
‫املتعلقبشــروط وكيفيات ممارســة الدفع‪ ،‬وبالفصــل الثالث املعنون باألحكام املطبقة أمام املحكمة العليا ومجلس الدولة‬
‫وحتى بالفصل الرابع املتعلق باإلجراءات أمام املجلس الدستوري وبالفصل األخيراملتعلق بأحكام ختامية‪.‬‬
‫لقد أعاد املجلس الدس ــتوري ص ــياغة التأش ــيرةاألولى للقانون العض ــوي‪ ،‬وألغى مادة واحدة اعتبرها غيرمطابقة للدس ــتور‬
‫وهي املادة ‪ 5‬من أصـ ــل النص على أسـ ــاس أن املشـ ــرع العضـ ــوي نقلها حرفيا من النص الدسـ ــتوري‪101.‬وتحفظ على عنوان‬
‫الفص ـ ــل الثاني ش ـ ــروط وإجراءات ممارس ـ ــة الدفع بعدم الدس ـ ــتورية واقترح ص ـ ــياغته كالتالي‪ :‬ش ـ ــروط وكيفيات ممارس ـ ــة‬
‫الدفع بعدم الدسـ ـ ــتورية وهذا خلل م هجي‪ ،‬إذ هذا العنوان يكاد يتطابق مع عنوان القانون العضـ ـ ــوي؟ شـ ـ ــروط وكيفيات‬
‫ممارسة الدفع بعدم الدستورية هو نفسه شروط وكيفيات تطبيق الدفع بعدم الدستورية‪.‬‬
‫كما ورد خطأ آخرفي مالحظته املتعلقة بالبند الخامس‪ :‬حين استعمل مصطلح دستورية بدل مطابقة‪ .‬فالقانون العضوي‬
‫يخضع لرقابة املطابقة وليس لرقابة الدستورية بدليل عنوان الرأي الصادرعن املجلس يؤكد ذلك‪« :‬خامسا ‪ :‬يعاد ترقيم‬
‫مواد القانون العضــوي‪ ،‬موضــوع اإلخطار‪.‬املواد ‪ 8‬و ‪ 9‬و ‪ 14‬و ‪ 21‬و ‪ 22‬من القانون العضــوي‪ ،‬موضــوع اإلخطار‪ ،‬املصـ ّـرح‬
‫في هذا الرأي بدس ـ ـ ــتوريتها مع مراعاة التحفظات التفس ـ ـ ــيرية‪ ،‬تقابلها في هذا القانون العض ـ ـ ــوي املواد ‪ 7‬و ‪ 8‬و ‪ 13‬و ‪ 20‬و‬
‫‪102. 21‬‬

‫ولكن التحفظات الجوهرية مس ـ ـ ــت الفص ـ ـ ــل الثاني املتعلق بالش ـ ـ ــروط والكيفيات والثالث املتعلق باألحكام املطبقة أمام‬
‫املحكمـة العليـا ومجلس الـدولـة‪ .‬فقـد أعـاد املجلس الـدس ـ ـ ـ ــتوري ص ـ ـ ـ ـيـاغـة املواد ‪ :‬األولى‪.26 ،22 ،19 ،18 ،15 ،13 ،11 ،‬‬
‫وتحفظ على مواد عن طريق تحفظات تفس ـ ــيرية ‪ .22 ،21 ،14 ،9 ،8 :‬وهذه املواد املعاد ص ـ ــياغتها أو املتحفظ علمها تتعلق‬
‫في جوهرها بشـ ــروط الدفع بعدم الدسـ ــتورية ودورالجهات القضـ ــائية في التأكد من توفرتلك الشـ ــروط وسـ ــلطتها في إحالة‬
‫الدفع بعدم الدستورية إلى املجلس الدستورية‪.‬‬
‫إن حجم ونطاق هذا التحفظ من قبل املجلس الدس ـ ـ ـ ــتوري على أهم مواد القانون العض ـ ـ ـ ــوي املحدد لش ـ ـ ـ ــروط وكيفيات‬
‫الدفع بعدم الدس ـ ــتورية يؤكد وجود فهم محدد للمجلس الدس ـ ــتوري لدورالجهات القض ـ ــائية في الدفع بعدم الدس ـ ــتورية‬
‫وفي طبيعة العالقة بينه وبين تلك الجهات القضائية‪ ،‬يختلف عن منطوق املؤسس الدستوري في املادة ‪ 188‬وعن منطوق‬
‫املشرع العضوي في القانون العضوي رقم ‪ .16-18‬وسيتم توضيا ذلك في الفقرات التالية‪.‬‬
‫الفرع الثـاني تحـديـد املجلس الـدس ـ ـ ـ ــتوريللعالقـة بينـه وبين الجهـات القض ـ ـ ـ ــائيـة في الـدفع بعـدم‬
‫الدستورية‬
‫لقد فس ــراملجلس الدس ــتوري العالقة بينه وبين املحكمة العليا ومجلس الدولة من خالل تعليقه على املادة ‪ 09‬واملادة ‪14‬‬
‫من النقــخة األصــلية قبل رأي املجلس في املطابق) للقانون العضــوي رقم ‪ 16-18‬أثناء م راقبة مطابقته للدســتور‪ ،‬حيث‬
‫ألح على التـذكيربـالـدورالحص ـ ـ ـ ــري للمجلس الـدسـ ـ ـ ـ توري في البـت في عـدم الـدس ـ ـ ـ ــتوريـة وفي و يفتـه أو س ـ ـ ـ ــلطتـه في حمـايـة‬
‫الحقوق والحريات‪ ،‬مؤكدا أنه كان الدس ـ ــتورقد منا املش ـ ــرع أن يحدد بكل س ـ ــيادة ش ـ ــروط الدفع بعدم الدس ـ ــتورية فرنه‬

‫‪« -101‬واعتبارا ابلنتيجة‪ ،‬فإن املشرع هبذا النقل احلر يف لنص اجلزء األول من الفقرة األوىل من املادة ‪ 188‬من الدستور‪ ،‬يكون قد أخل ابملبدأ الدستوري لتوزيع االختصاصات‪،‬ومن مث تعترب املادة ‪5‬من القانون‬
‫العضوي‪ ،‬موضوعا إلخطار‪ ،‬غري مطابقة للدستور«‪.‬‬
‫‪ -102‬رأي رقم ‪/03‬ر‪.‬ق‪.‬ع‪/‬م‪.‬د‪18/‬مؤرخفي ‪ 20‬ذي القعدة عام ‪ 1439‬املوافق ‪ 2‬غشت سنة ‪،2018‬يتعلق مبراقبة مطابقة القانون العضوي الذي حيدد شروط وكيفيات تطبيق الدفع بعدم الدستورية‪،‬‬
‫للدستور‪ .‬اجلريدة الرمسية العدد ‪ 54‬املؤرخة يف ‪ 05‬سبتمرب سنة ‪.2018‬‬

‫‪58‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫يعود للمجلس الدسـ ــتوري سـ ــلطة التأكد من احترام املشـ ــرع اختصـ ــاصـ ــات السـ ــلطات األخرى واالختصـ ــاصـ ــات املمنوحة‬
‫للمجلس الدســتوري‪ ،‬ومن ضــمن هذه االختصــاصــات اختصــاصــه الحصــري‪،‬في تقديردســتورية الحكم التشــريعي موضــوع‬
‫الدفع‪ ،‬باعتباره سلطة مستقلة تسهرعلى احترام الدستوروفق اإلجراءات والوسائل التي يحددها املجلس الدستوري من‬
‫خالل سـلطته في تفسـيرالدسـتورواملنبثقة عن هذا االختصـاص الحصـري‪ ،‬وأن منا املشـرع للجهات القضـائية تقديرمدى‬
‫توفرش ـ ــروط الدفع بعدم الدس ـ ــتورية ال يقتحـ ـ ـ ي ذلك منا تلك الجهات القض ـ ــائية س ـ ــلطة تقديرية مماثلة لتلك املخولة‬
‫حصـريا للمجلس الدسـتوري‪ ،‬وبالنتيجة أكد املجلس الدسـتوري أن تتقيد تلك الجهات القضـائية أو قضـاة املوضـوع عند‬
‫ممارس ـ ــة ص ـ ــالحية توفر الش ـ ــروط من عدمها «بالحدود التي تس ـ ــما فقط بتقديرمدى توفرالش ـ ــروط املنص ـ ــوص علمها في‬
‫املادة ‪ 9‬من القانون العض ـ ــوي‪ ،‬موض ـ ــوع اإلخطار‪ ،‬دون أن يمتد ذلك إلى تقديرهم لدس ـ ــتورية الحكم التش ـ ــريعي املعترض‬
‫عليه من قبل أطراف النزاع‪103 ...‬‬

‫ويس ـ ــتش ـ ــف من تحليل رأي املجلس الدس ـ ــتوري أعاله أن اختص ـ ــاص ـ ــه الحص ـ ــري في حماية الدس ـ ــتوروالس ـ ــهرعلى احترام‬
‫أحكامه يس ــتمد من املؤس ــس الدس ــتوري ذاته‪ ،‬بينما اختص ــاص ــات الجهات القض ــائية في الدفع بعدم الدس ــتورية تس ــتمد‬
‫من املش ــرع فقط‪ .‬ومن واجب املجلس الدس ــتوري التأكد من احترام املش ــرع عند تحديد اختص ــاص ــات الجهات القض ــائية‬
‫في الدفع بعدم الدس ـ ــتوري عدم املس ـ ــاس باالختص ـ ــاص الحص ـ ــري للمجلس الدس ـ ــتوري املس ـ ــتمد من الدس ـ ــتورفي تقدير‬
‫دستورية الحكم التشريعي‪.‬‬
‫كما بين املجلس الدســتوري عند تعليقه على املادة ‪ 14‬أنه يفهم وكأن قرارإحالة الدفع بعدم الدســتورية من قبل املحكمة‬
‫العليـا أو مجلس الـدو ـلة يتم في حـالـة وحيـدة عنـد قبول الـدفع فقط‪ ،‬بينمـا في حـالـة رفض الـدفع وبمفهوم املخـالفـة فـرنـه في‬
‫حالة قرارالرفض ال ترســل نقــخة منه إلى املجلس الدســتوري؟ وخلص املجلس إلى ضــرورة إرســال نقــخة من قرارالرفض‬
‫أيض ــا‪ .‬ألن اختص ــاص املجلس الدس ــتوري في احترام الدس ــتورومتطلبات الش ــفافية تقتح ـ ي ذلك‪ ،‬ففي حالة الرفض «قد‬
‫تفصــل هذه األخيرة في تقديردســتورية الحكم التشــريعي املعترض عليه دون أن يتمكن املجلس الدســتوري من االطالع على‬
‫احترام تلك الجهات القضـ ــائية الختصـ ــاصـ ــا ها ‪ 104.‬لقد بين البعض الحكمة من ارسـ ــال نقـ ــخة من قرارالرفض أن ذلك‬
‫«من ش ـ ـ ـ ــأنــه أن يجعلــه على علم من جهــة أولى بعــدد الــدفوع الواردة إلى املحكمــة العليــا ومجلس الــدولــة وطبيعــة األح ـكـام‬
‫القــانونيــة املطعون في دس ـ ـ ـ ــتوريتهــا ومن جهــة ثــانيــة على علم بــاجتهــاد الجهتين القض ـ ـ ـ ــائيتين العليين في مــادة الــدفع بعــدم‬
‫الدستورية ‪.105‬‬
‫ولكن ارسال نقخة من قرارالرفض إلى املجلس الدستوري لم يبين املجلس ماذا يترتب عن ذلك من أثر؟ هل يتوقف عند‬
‫اطالع املجلس على تس ــبيب الرفض وم راقبة مدى احترام املحكمة العليا ومجلس الدولة الختص ــاص ــا هما؟ أم س ــيمتد إلى‬
‫م راقبة مدى ت وافق الحكم التشـ ـ ــريعي املطعون فيه مع الدسـ ـ ــتورويفصـ ـ ــل في عدم دسـ ـ ــتوريته؟ فلو فرضـ ـ ــنا أن املحكمة‬
‫العليا او مجلس الدولة رفض الدفع لعدم جديته أو لعدم ت وافرالش ـ ــروط‪ ،‬فهل س ـ ــيتدخل املجلس الدس ـ ــتوري وينظرفي‬
‫الـدفع ويحكم بعـدم دس ـ ـ ـ ــتوريتـه؟ وهـذا يعني أن ارس ـ ـ ـ ــال نق ـ ـ ـ ـخـة من قرارالرفض س ـ ـ ـ ــيتحول إلى إحـالـة؟ لم يبين املجلس‬

‫‪ -103‬رأي رقم ‪/03‬ر‪.‬ق‪.‬ع‪/‬م‪.‬د‪18/‬مؤرخفي ‪ 20‬ذايلقعدةعام ‪ 1439‬املوافق ‪ 2‬غشتسنة ‪،2018‬يتعلقبمراقبةمطابقةالقانون العضوي الذي حيدد شروط وكيفياتتطبيقالدفعبعدمالدستورية‪،‬للدستور‪ .‬اجلريدة‬
‫الرمسية العدد ‪ 54‬املؤرخة يف ‪ 05‬سبتمرب سنة ‪.2018‬‬
‫‪ -104‬رأي رقم ‪/03‬ر‪.‬ق‪.‬ع‪/‬م‪.‬د‪18/‬مؤرخفي ‪ 20‬ذايلقعدةعام ‪ 1439‬املوافق ‪ 2‬غشتسنة ‪،2018‬يتعلقبمراقبةمطابقةالقانون العضوي الذي حيدد شروط وكيفياتتطبيقالدفعبعدمالدستورية‪،‬للدستور‪ .‬اجلريدة‬
‫الرمسية العدد ‪ 54‬املؤرخة يف ‪ 05‬سبتمرب سنة ‪.2018‬‬
‫‪ -105‬حممديرواحبي(رئيسغرفةمبجلسالدولة) ‪ ،‬اإلجراءات املطبقة أمام احملكمة العليا وجملس الدولة يف الدفع بعدم الدستورية‪ ،‬مداخلة ضمن أشغال الندوةالوطنيةحواللدفعبعدمالدستوريةاملنعقدةابجلزائريومي ‪ 01‬و‬
‫‪00‬ديسمرب‪ ،2018‬ص ‪.16‬‬
‫املنشورة على موقع التايل‪:‬‬
‫‪http://www.conseildetat.dz/html_conseildetat/communications_ce/comm_ce_12.2018.pdf‬‬

‫‪59‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫الدس ـ ــتوري ذلك ص ـ ــراحة من خالل تعليقه على هذا القانون العض ـ ــوي وال من خالل تعديل النظام املحدد لقواعد عمله‬
‫في مايو ‪ 2019‬وفي أكتوبرمن نفس الس ــنة‪106.‬ولكن يفهم من العبارة الواردة في رأيه املذكورأعاله واملتمثلة في‪« :‬قد تفص ــل‬
‫هذه األخيرة في تقديردســتورية الحكم التشــريعي املعترض عليه دون أن يتمكن املجلس الدســتوري من االطالع على احترام‬
‫تلك الجهات القض ــائية الختص ــاص ــا ها ‪ .‬فهذه العبارة تفيد أن املجلس س ــيتولى التأكد من احترام تلك الجهات القض ــائية‬
‫الختص ـ ـ ـ ــاص ـ ـ ـ ــا هـا‪ ،‬وهـذا يكرس نوعـا من الرقـابـة للمجلس على الجهـات القض ـ ـ ـ ــائيـة كمـا هو الحـال في بـالنس ـ ـ ـ ـبـة للمجلس‬
‫الدستوري الفرنس ي‪107.‬‬

‫فرذا كان يقص ـ ــد من ذلك رقابة عمل القض ـ ــاء في هذا الخص ـ ــوص فهذا يتناقض مع الدس ـ ــتورالذي يحص ـ ــررقابة املجلس‬
‫للعمل التش ـ ـ ــريعي والتنظيمي دون س ـ ـ ــواهما طبقا للمادتين ‪ 182‬و‪ 186‬من الدس ـ ـ ــتوروال يمتد إلى العمل القض ـ ـ ــائي‪ .‬وحتى‬
‫املــادة ‪ 181‬من الــدس ـ ـ ـ ــتورالواردة في البــاب الثــالــث تحــت الفص ـ ـ ـ ــل األول املتعلق بــالرقــابــة ال تمنحــه ذلــك‪« :‬املؤس ـ ـ ـ ـس ـ ـ ـ ــات‬
‫نفيذي مع ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ـتورية وأجهزة ّ‬ ‫ّ‬
‫الدس ـ ـ ّ‬
‫الدس ـ ــتور‪ ،‬وفي روف اس ـ ــتخدام‬ ‫ـريعي والت‬‫الرقابة مكلفة بالتحقيق في تطابق العمل التش ـ ـ‬
‫العمومية وتسييرها ‪.‬فهي صريحة برقابة تطابق العمل التشريعي والتنفيذي مع الدستور‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫املاد ّية واألموال‬ ‫الوسائل ّ‬
‫إن هذا التفس ــيرللمجلس الدس ــتوري الختص ــاص الجهات القض ــائية يعكس حس ــاس ــية مفرطة للمجلس تجاه اختص ــاص‬
‫الجهات القضائية في الدفع بعدم الدستورية ويظهربعض التناقض في ذلك التفسير‪ .‬فمن جهة يحدد املجلس الدستوري‬
‫لتلك الجهات اختص ــاص ــا ها في الدفع ويش ــدد على ض ــرورة التزام تلك الجهات القض ــائية بالتأكد فقط من ت وافرش ــروط‬
‫الدفع دون تقديردستورية الحكم التشريعي‪ ،‬ومن جهة أخرى يتشكك أو يرتاب في أنها قد تفصل في دستورية الحكم‪ ،‬ومن‬
‫ثم يجب أن يتأكد من أنها لم تتجاوزذلك ويقررم راقبة ذلك!!‬
‫الفرع الثالث ‪:‬مدى ســلطة الجهات القضــائية في رفض الدفع وموقف املجلس الدســتوري من‬
‫ذلك‬

‫إن تفس ـ ـ ــيراملجلس الدس ـ ـ ــتوري لنص املادة ‪ 14‬من القانون العض ـ ـ ــوي ‪16-18‬بمقتح ـ ـ ـ ى مفهوم املخالفة للنص بض ـ ـ ــرورة‬
‫ارس ـ ــال نق ـ ــخة من قرارالرفض الص ـ ــادرعن املحكمة العليا او مجلس الدولة إلى املجلس الدس ـ ــتوري لرقابة ذلك الرفض‬
‫يتجاوزصـالحياته الدسـتورية وخاصـة املادة ‪ 188‬التي تحصـراختصـاصـه في النظرفي دسـتورية الحكم التشـريعي بعد إحالة‬
‫من املحكمة العليا أو مجلس الدولة بناء على دفع من قبل صـ ــاحب الشـ ــأن وهو أحد طرفي النزاع‪ .‬كما أن تفسـ ــيره بمفهوم‬
‫املخالفة لنص املادة ‪ 14‬س ـ ـ ـ ــيؤدي إلى رقابة املجلس للجهات القض ـ ـ ـ ــائية كما هو الحال في النظام الفرنس ـ ـ ـ ـ ي وهذا يخالف‬
‫الدستوركما تم بيانه‪.‬‬
‫وإذا قيل أن رقابة الدفع بعدم الدس ــتورية تندرج في اختص ــاص ــه في الرقابة على دس ــتورية القوانين‪ ،‬ومن ثم له أن ي راقب‬
‫قرارالرفض الص ــادرمن املحكمة العليا ومجلس الدولة وليس في هذا خروج عن اختص ــاص ــه‪ .‬إذا كان هذا الفهم ص ــحيحا‬
‫فهذا سيؤدي أيضا إلى رقابته للرفض الصادرمن قاض ي املوضوع‪ .‬فهل سي راقب أيضا حكم املحكمة االبتدائية أو قاض ي‬
‫املوضـ ــوع عند رفضـ ــه الدفع بعدم الدسـ ــتورية؟ لقد نص القانون العضـ ــوي ‪ 16-18‬صـ ــراحة في املادة ‪ 9‬فقرة ثانية على أن‬

‫‪ -106‬النظام احملدد لقواعد عمل اجمللس الدستوري الصادر يف ‪ 12‬مايو ‪ ،2019‬اجلريدة الرمسية العدد ‪ 42‬املؤرخة يف ‪ 30‬يونيو سنة ‪ ،2019‬واملعدل مبداولة صادرة عن اجمللس الدستوري مؤرخة يف ‪ 18‬صفر‬
‫عام ‪ 1441‬املوافق ‪ 17‬أكتوبر ‪ ،2019‬اجلريدة الرمسية رقم ‪ 65‬املؤرخة يف ‪ 24‬أكتوبر سنة ‪2019‬‬
‫‪107- «Les interactions entre le Conseil constitutionnel et les juridictions suprêmes sontconsubstantielles a` la procédure mise en‬‬

‫‪place par l’article 61-1 de la Constitutionet par la loi organique qui le met en œuvre. Bien que l’exercice de leur missionde filtrage‬‬
‫‪soit place´ sous la surveillance du Conseil constitutionnel, les courssuprêmes conservent la maîtrise des renvois des QPC et servent‬‬
‫‪de relais a` uneapplication des lois conforme a` la Constitution».‬‬
‫‪Roblot-Troizier, Agnès. La QPC, le Conseil d'État et la Cour de cassation, Les Nouveaux Cahiers du Conseil constitutionnel, vol.‬‬
‫‪40, no. 3, 2013, pp. 49-61.‬‬

‫‪60‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫قرار رفض الــدفع من قبــل قــاض ـ ـ ـ ـ ي الحكم س ـ ـ ـ ــواء في املرحلــة االبتــدائيــة أو في مرحلــة االس ـ ـ ـ ــتفنــاف ال يمكن أن يكون محــل‬
‫اعتراض عليه أو اس ـ ــتفناف أو طعن بالنقض إال من خالل الطعن في القرارالفاص ـ ــل في أص ـ ــل النزاع أو جزء منه‪ .‬بمعنى أن‬
‫قراررفض الدفع غيرقابل ألي اعتراض‪ .‬وإذا كان ال يمكن الطعن في قراررفض الدفع منفص ـ ـ ــال عن موض ـ ـ ــوع النزاع‪ ،‬فرنه‬
‫اس ـ ــتاناء يمكن الطعن فيه عند وفقط عند الطعن في أص ـ ــل النزاع أو في جزء منه‪ .‬وإذا كان قراررفض الدفع غيرقابل ألي‬
‫طعن أمام الجهات القض ــائية فهو من باب أولى غيرقابل للطعن أمام املجلس الدس ــتوري‪ .‬فال يمكن للمجلس الدس ــتوري‬
‫طبقـا لنص الـدس ـ ـ ـ ــتورونص القـانون العض ـ ـ ـ ــوي ‪ 16-18‬أن يحـال ذلـك الرفض على املجلس وال يمكن للمجلس أن يتعرض‬
‫لذلك الرفض‪.‬‬
‫هـذا من جهـة ومن جهـة أخرى كيف يمكن للمجلس الـدس ـ ـ ـ ــتوري أن يش ـ ـ ـ ـكـك في قرارص ـ ـ ـ ــادرعن املحك ـمة العليـا أو مجلس‬
‫الدولة برفض الدفع‪ ،‬وقد صــدرهذا القرارمن تشــكيلة جماعية تضــم ‪ 05‬أعضــاء على األقل طبقا للمادة ‪ 16‬من القانون‬
‫العضـوي ‪ 16-18‬واملتكونة من رئيس املحكمة العليا ورئيس الغرفة املعنية وثالثة مسـتشـارين يعي هم رئيس املحكمة العليا‬
‫ونفس الحكم ينطبق على مجلس الدولة‪ ،‬وال يش ـ ــكك في قرارالرفض الص ـ ــادرمن قاض أوحد؟ أليس من املنطق أن يطلب‬
‫املجلس نقـخة من قرارالرفض الصـادرعن املحكمة االبتدائية لصـدوره من قاض واحد أومن جهة اسـتفناف أولى؟ أو على‬
‫األقل كان يتحفظ على املادة ‪ 09‬التي تمنع الطعن في قرارالرفض إال من خالل الطعن في أص ـ ـ ـ ــل النزاع‪ .‬خاص ـ ـ ـ ــة أن هناك‬
‫أحكاما غيرقابلة لالس ــتفناف وم ها القض ــية الوحيدة هما قض ــيتان تتعلقان بنفس الحكم التش ــريعي )التي عرض ــت حاليا‬
‫ٌ‬
‫على املجلس الــدس ـ ـ ـ ــتوري من قبــل املحكمــة العليــا والتي دفع فمهــا أحــد طرفي النزاع أن املــادة ‪ 1-416‬من قـانون االجراءات‬
‫الجزائية تمنعه من حق االس ــتفناف‪«:‬تكون قابلة لالس ــتفناف االحكام الص ــادرة في مواد الجنا إذا قض ــت عقوبة حبس او‬
‫غرامة تتجاوز‪ 20.000‬دج‪ ..‬وبمفهوم املخالفة تكون غيرقابلة لالستفناف إذا قضت بغرامة أقل من ذلك‪ ،‬مؤكدا أن هذه‬
‫الفقرة تتعارض مع املادة ‪ 160‬من التعديل الدستوري ‪ 2016‬التي تضمن حق التقاض ي على درجتين في املسائل الجزائية‪.‬‬
‫وقد فص ـ ــل فمها املجلس الدس ـ ــتوري بعدم دس ـ ــتوريتها‪ 108.‬فلو فرض ـ ــنا أن قاض ـ ـ ي املوض ـ ــوع رفض الدفع بعدم الدس ـ ــتورية‬
‫والحكم األص ــلي غيرقابل لالس ــتفناف والدفع أيض ــا غيرقابل لالس ــتفناف هل س ــيطلب املجلس الدس ــتوري نق ــخة من قرار‬
‫الرفض؟ وما ذا سيترتب عن ذلك من الناحية القانونية؟‬
‫إن هذا التفســيرمن املجلس الدســتوري في ارســال نقــخة من قرارالرفض من املحكمة العليا ومجلس الدولة ما هو ســوى‬
‫نقل عن القانون العضـ ــوي الفرنسـ ـ ي الذي نص صـ ــراحة على وجوب ارسـ ــال نقـ ــخة من قرارالرفض الصـ ــادرعن محكمة‬
‫النقض أو مجلس الدولة‪109.‬‬

‫كما أن املجلس الدسـ ـ ـ ــتوري ال يباشـ ـ ـ ــرعمل الرقابة على دسـ ـ ـ ــتورية القوانين من تلقاء نفسـ ـ ـ ــه بل بناء على إحالة من قبل‬
‫املحكمة العليا أو مجلس الدولة في الدفع بعدم الدس ـ ــتورية وكذلك في رقابة املطابقة أو رقابة الدس ـ ــتورية بناء على إخطار‬
‫من الجهـات املحـددة في الـدس ـ ـ ـ ــتورفي املـادة ‪ .187‬وقـد تمس ـ ـ ـ ــك املجلس بهـذا الفهم للخطـارعنـد تعليقـه على املواد ‪ 11‬و‪13‬‬
‫و‪ 15‬و‪ 18‬و‪ 19‬والتي ورد فمها مص ــطلح إخطارحيث بين أن هذا املص ــطلح ال يعني أنه يمكن للمتقاض ـ ي أن يخطراملجلس أو‬
‫يخطراملحكمة العليا أو مجلس الدولة مباشـ ـ ـ ــرة وليس للمحكمة أو قاض ـ ـ ـ ـ ي املوضـ ـ ـ ــوع ذلك‪ ،‬وال يمكن للمحكمة العليا أو‬

‫‪ -108‬القضيتان رقم ‪/01-2019‬د ع د و رقم‪/02-2019‬د ع د املتعلقتان ابلدفع بعدم الدستورية احملالتان من طرف احملكمة العليا تتعلق بنفس احلكم التشريعي وهو املادة ‪ 1-416‬من قانون االجراءات‬
‫اجلزائية‪ ،‬فصل اجمللس الدستوري فيهما معا يف ‪ 20‬نوفمرب‪ 2019‬بعدم دستورية الفقرة األوىل والثانية من املادة املذكورة‪ .‬أنظر قرار اجمللس الدستوري املتعلق ابلقضيتني على املوقع الرمسي للمجلس الدستوري‬
‫اجلزائري‪:‬‬
‫‪http://www.conseil-constitutionnel.dz/index.php/ar/‬‬

‫‪109‬‬‫‪- «Le Conseil constitutionnel reçoit une copie de la décision motivée par laquelle le Conseil d’État ou la Cour de cassation‬‬
‫‪décide de ne pas le saisir d’une question prioritaire de constitutionnalité». - Article 23-7 de Loi organique n° 2009-1523 du 10‬‬
‫‪décembre 2009 relative à l'application de l'article 61-1 de la Constitution. Journal officiel du 11 décembre 2009, p. 21379, @ n° 1.‬‬

‫‪61‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫مجلس ال ــدول ــة إخط ــار املجلس ال ــدس ـ ـ ـ ــتوري دون دفع من أح ــد طرفي النزاع ألن اإلخط ــار مح ــدد ب ــدق ــة في امل ــادة ‪ 187‬من‬
‫الدستور‪ .‬بل لقد فسراملجلس إخطاراملحكمة العليا ومجلس الدولة بأنه إحالة وليس إخطارا‪«:‬واعتبارا أنه يمكن إخطار‬
‫املجلس الدسـ ــتوري عن طريق الدفع بعدم الدسـ ــتورية بناء على إحالة من املحكمة العليا أو مجلس الدولة‪ ،‬طبق األحكام‬
‫املادة ‪ 188‬من الدستورالتي خولتهما إحالة الدفع للمجلس الدستوري وليس إخطاره‪،‬‬
‫– واعتبارا بالنتيجة‪،‬فرن املواد ‪ 11‬الفقرة األولى) و ‪ 13‬و‪15‬و ‪ 18‬و ‪ 19‬من القانون العضوي‪ ،‬موضوع اإلخطار‪ ،‬مطابقة‬
‫جزئيا للدستور ‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬الدفع بعدم الدستورية بين دفع أحد األطراف وإحالة الجهات القضائية وإخطار‬
‫املجلس أو التمييزبين الدفع واإلحالة واإلخطار‬

‫لقد حاول املجلس هنا أن يفرق بين اإلخطارواإلحالة‪ ،‬فاألول ما ورد في نص املادة ‪ 187‬من الدس ـ ـ ــتورويتعلق بطلب تتقدم‬
‫به إلى املجلس الدسـتوري للنظرفي دسـتورية النصـوص القانونية إحدى الشـخصـيات أو السـلطات املذكورة في املادة وهم‪:‬‬
‫رئيس الجمهورية أو رئيس مجلس األمة أو رئيس املجلس الشعبي الوطني أو الوزيراألول أو‪ 50‬نائبا أو‪ 30‬عضوا من مجلس‬
‫األمــة‪ .‬وهــذا اإلخطــار حق مقرر لهؤالء بقوة الــدس ـ ـ ـ ــتور ولهم الحريــة في تقــديمــه أو االحجــام عن ممــارس ـ ـ ـ ـتــه مــاعــدا اإلخطــار‬
‫الوجوبي بالنس ــبة لرئيس الجمهورية في القوانين العض ــوية والنظام الداخلي لكل غرفة من غرفتي البرملان‪ .‬بينما املحكمة‬
‫العليا ليس لها الحق باملبادرة ابتداء في تحريك املســألة أمام املجلس الدســتوري كما هو الشــأن بالنســبة للفئة األولى ومن‬
‫ثم ليس لها الحرية في االحجام عن ذلك‪ ،‬فاملبادرة تأتي من صـ ـ ــاحب الشـ ـ ــأن وهو أحد طرفي النزاع أو الدعوى الذي يدفع‬
‫بعدم دس ــتورية الحكم التش ــريعي‪ .‬وعندما يص ــل الدفع إلى املحكمة العليا أو مجلس الدولة يكمن دورهما فقط في تحويل‬
‫الدفع أو إحالته إلى املجلس الدس ـ ــتوري‪ .‬وهذا ما يفهم من خالل قراءة تحليل املجلس الدس ـ ــتوري عند تعليقه على املواد‬
‫ذات الص ـ ـ ــلة املذكورة س ـ ـ ــابقا‪ .‬وإذا كان هذا ص ـ ـ ــحيحا على األقل من الناحية الش ـ ـ ــكلية بين اإلخطارواإلحالة فرن املجلس‬
‫تجاهل أن املحكمة العليا ومجلس الدولة منحهما الدس ــتورالس ــلطة في تقريرمدى توفرش ــروطالدفع‪ ،‬وقد أقراملجلس في‬
‫رأيه لهذه الس ــلطة عند مقارنته الختص ــاص ــه باختص ــاص ــات الجهات القض ــائية وأكد على التزامها‪« :‬بالحدود التي تس ــما‬
‫فقط بتقديرمدى توفرالش ــروط املنص ــوص علمها في املادة ‪ 9‬من القانون العض ــوي‪ ،‬موض ــوع اإلخطار‪ ،‬دون أن يمتد ذلك‬
‫إلى تقديرهم لدستورية الحكم التشريعي املعترض عليه من قبل أطراف النزاع‪110 ...‬فرذا تأكدت املحكمة العليا أو مجلس‬
‫الدولة من توفر تلك الش ـ ـ ــروط أحالت الدفع إلى املجلس الدس ـ ـ ــتوري‪ .‬وإذا لم تتوفرالش ـ ـ ــروط الواجبة في الدفع رفض ـ ـ ــت‬
‫الدفع ولم تحله على املجلس الدستوري‪.‬‬
‫ولكن يجب أن ال يخفى على املجلس الدس ــتوريأن الدس ــتورلم يص ــف أو يس ــم اإلحالة من املحكمة العليا أو مجلس الدولة‬
‫بــاإلحــالــة فقط بــل س ـ ـ ـ ـمــاهــا ب اإلخطــار بــاإلحــالــة)وهي تختلف عن مجرد اإلحــالــة‪ ،‬فلو كــانــت مجرد إحــالــة فهــذا يعني أن‬
‫املحكمة العليا أو مجلس الدولة بمجرد اس ــتالم ملف الدفع تحيله على املجلس دون النظرفي الش ــروط ودون أن يكون لها‬
‫الســلطة في رفضــه‪ .‬وهذا الدوربهذه الكيفية ال فائدة منه وال يحتاج إلى النص عليه في الدســتور‪ .‬فاألولى أن يعطى صــاحب‬
‫الدفع الحق في اللجوء إلى املجلس الدس ـ ــتوري مباش ـ ــرة كما هو جاربه العمل في الدول التي تأخذ بالرقابة القض ـ ــائية عن‬
‫طريق الـدعوى املبـاش ـ ـ ـ ــرة أو الـدعوى األص ـ ـ ـ ــليـة‪ .‬فبعض األنظمـة املقـارنـة تعطي الحق لألفراد بمهـاجمـة الحكم التش ـ ـ ـ ــريعي‬
‫املخالف للدس ـ ــتورمباش ـ ــرة أمام املحكمة الدس ـ ــتورية وخارج إطارأية مخاص ـ ــمة أو دعوى أمام القض ـ ــاء للمطالبة برلغاء‬

‫‪ -110‬رأي رقم ‪/03‬ر‪.‬ق‪.‬ع‪/‬م‪.‬د‪18/‬مؤرخفي ‪ 20‬ذايلقعدةعام ‪ 1439‬املوافق ‪ 2‬غشتسنة ‪،2018‬يتعلقبمراقبةمطابقةالقانون العضوي الذي حيدد شروط وكيفياتتطبيقالدفعبعدمالدستورية‪،‬للدستور‪ .‬اجلريدة‬
‫الرمسية العدد ‪ 54‬املؤرخة يف ‪ 05‬سبتمرب سنة ‪.2018‬‬

‫‪62‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫ذلك الحكم التش ـ ـ ـ ــريعي الذي ينتهـك الحقوق والحريات‪ 111‬وم هـا أملانيـا وس ـ ـ ـ ــويس ـ ـ ـ ــرا وجنوب إفريقيـا‪112،‬وكذلك الدس ـ ـ ـ ــتور‬
‫النمسـ ـ ــاوي والدسـ ـ ــتوراإلسـ ـ ــباني‪113.‬وفي ليبيا عن طريق قانون املحكمة العليا املعدل في ‪ 1982‬و‪ 1994‬ليس ضـ ـ ــد تشـ ـ ــريع‬
‫ينتهك الحقوق والحريات بل ضـ ـ ـ ــد أي تشـ ـ ـ ــريع يخالف الدسـ ـ ـ ــتور‪114.‬ومن الدسـ ـ ـ ــاتيرالعربية التي تأخذ بالدعوى الفرعية‬
‫الدس ــتوراملص ــري والكويتي والبحريني‪115.‬وفي هذا النوع من الدعوى الفرعية يعطى لقاضـ ـ ي املوض ــوع الذي قدمت أمامه‬
‫الدعوى الفرعية سـ ــلطة التأكد من جدية الدفع حتى يسـ ــما ملقدم الدفع بعدم الدسـ ــتورية إحالة الدعوى الفرعية أمام‬
‫املحكمة الدس ــتورية‪ .‬ولكن الدس ــتورالجزائري وتقليدا للدس ــتورالفرنس ـ ي أخذ بنظام التص ــفية على مرحلتين أو درجتين‬
‫بحيث منا للمحكمة العليا ومجلس الدولة ســلطة التأكد من شــروط الدفع ومن ثم إخطاراملجلس الدســتوري عن طريق‬
‫اإلحالة ونص املادة ‪ 188‬واضـح في هذا الشـأن‪« :‬يمكن إخطار املجلس الدسـتوري بالدفع بعدم الدسـتورية بناء على إحالة‬
‫من املحكمــة العليــا أو مجلس الــدولــة ‪ .‬وهــذه الطريقــة في الرقــابــة على دس ـ ـ ـ ــتوريــة القوانين عن طريق الــدفع بــاإلحــالــةأو‬
‫التص ـ ـ ـ ــفيـة على مرحلتين هو تلفيق أو خلط بين إجراءين‪ :‬الرقـابـة عن طريق الـدفع الفر ي‪ :‬وهو عنـدمـا ينص الـدس ـ ـ ـ ــتورأو‬
‫قانون املحكمة الدس ــتورية بالس ــماح ألحد طرفي النزاع الدفع أمام محكمة املوض ــوع بعدم دس ــتورية النص املراد تطبيقه‬
‫على النزاع‪ .‬فرذا تأكد لدى محكمة املوض ـ ـ ــوع جدية الدفع تحيل مس ـ ـ ــألة الدفع إلى املحكمة الدس ـ ـ ــتورية أو تمنا الطاعن‬
‫بـالـدفع بتقـديم دفعـه عن طريق دعوى فرعيـة في غض ـ ـ ـ ــون مهلـة إلى املحكمـة الـدس ـ ـ ـ ــتوريـة كمـا هو مطبق في قـانون املحكمة‬
‫الدسـ ــتورية املصـ ــرية‪ .‬أما اإلجراء الثاني فهو اإلحالة‪ :‬وهو عندما يمنا الدسـ ــتورأو قانون املحكمة الدسـ ــتورية للقاض ـ ـ ي أو‬
‫أليــة محكمــة الحق في إثــارة عــدم دس ـ ـ ـ ــتوريــة النص املراد تطبيقــه على النزاع املعروض من تلقــاء نفس ـ ـ ـ ـهــا فتقوم بتــأجيــل‬
‫الفص ــل في أص ــل املوض ــوع‪ ،‬وإحالة مس ــألة عدم الدس ــتورية للمحكمة الدس ــتورية للبت فمها‪ .‬وقد أخذت بهذا اإلجراء كل‬
‫من مص ـ ـ ـ ــر والكوي ــت والبحرين‪ 116.‬ويؤي ــد بعض الفق ــه ه ــذا اإلجراء عن طريق اإلح ــال ــة من املحكم ــة أو أي ق ــاض ألن في ــه‬
‫ضـمانة أكثرلحماية الدسـتور‪ .‬فال تتوقف رقابة الدسـتورية على إرادة السـلطات كما في الرقابة السـابقة وال على إرادة أحد‬
‫الخص ــوم كما في الدفع الفر ي أو الدعوى الفرعية‪ ،‬بل إن خض ــوع القوانين للدس ـ تورأص ــبا واجبا على القض ــاة ومحاكم‬
‫املوض ـ ــوع فال يمكن لها الفص ـ ــل في الدعوى بنص ـ ــوص قانونية مخالفة للدس ـ ــتور‪ ،‬فرن قام لديها ش ـ ــك في عدم دس ـ ــتورية‬
‫النص املراد تطبيقه على النزاع فعلمها إحالة ذلك على القضاء الدستوري للبت في ذلك‪117.‬‬

‫وبناء على ما س ـ ــبق يتض ـ ــح أن الدفع يختلف عن اإلحالة‪ .‬ولكن طاملا أن التش ـ ــريع الجزائري تقليدا للتش ـ ــريع الفرنسـ ـ ـ ي ال‬
‫يس ـ ـ ـ ــما لقـاض ـ ـ ـ ـ ي املوض ـ ـ ـ ــوع إثـارة عـدم الـدس ـ ـ ـ ــتوريـة من تلقـاء نفس ـ ـ ـ ــه فقـد منع إجراء اإلحـالـة‪ .‬وبمـا أنـه س ـ ـ ـ ــما ألحـد طرفي‬
‫الخصومة إثارة عدم دستورية النص املراد تطبيقه على النزاع أمام املحكمة أو قاض ي املوضوع ولكنه منعه ومنع املحكمة‬
‫أو قاضـ ـ ـ ي املوض ـ ــوع تحويل الدفع إلى القاضـ ـ ـ ي الدس ـ ــتوري كما هو إجراء الدفع املعروف في القانون الدس ـ ــتوري‪ ،‬فرنه ال‬
‫يس ـ ـ ــمى دفعا باملفهوم املعروف في القانون الدس ـ ـ ــتوري‪ .‬بل أوجب تحويل الدفع إذا توفرت ش ـ ـ ــروطه إلى املحكمة العليا أو‬

‫‪ -111‬وغالبا ما يتم حتديدمهلةتقدمفيهاالشكوى أمام احملكمة الدستورية‪ ،‬فال تقبل الدعوى بعد جتاوزهذهاملهلة ألن املصلحةالعامةواألمنالقانونيفي الدولة يقتضيان ذلك‪ ،‬وألن صاحب الدعوى الذي انتهكت‬
‫حقوقه كلما متاطل كلما صعب اثبات القضية وكان غري جدير ابحلماية‪.‬وتتغريهذهاملهلةحسبطبيعةالفعالملطعونفيهففيأملانياالفيدراليةحددتبشهرواحدفيحالةالطعنفينصتشريعيبعدمرورسنةعنصدوره‪،‬وفيإسبانيابعشرين‬
‫‪ 20‬يوماللطعنفياألحكامالقضائية‪،‬و ‪ 3‬أشهرللطعنفياملعايرياألخرىمنغريالقوانني‪،‬هلمتستوينربجر‪ ،‬مناذجعنالقضاءالدستوري‪ ،‬اللجنةاألوروبيةلتطبيقالدميقراطيةبواسطةالقانون‪ ،‬جملس أورواب‪ ،‬دون اتريخ‪ ،‬ص ‪38‬‬
‫‪ -112‬عبدالرفيعزعنون‪،‬ولوجاألفرادللعدالةالدستوريةودورهفيحمايةاحلقوقواحلرايتباملغرب‪ ،‬جملةجيلحقوقاإلنسان‪ ،‬مركز جيل البحث العلمي‪ ،‬لبنان‪ ،‬العامالسادس‪،‬العدد ‪ 36‬مارس‪ ، 2019‬ص ص ‪ ،33-11‬ص‬
‫‪ ،21‬واملنظمةالدوليةللتقريرعنالدميقراطية‪ ،‬الرقابةالالحقةعلىدستوريةالقوانينفيالقانوانملقارن‪،‬املنظمةالدوليةللتقريرعنالدميقراطية‪،‬مكتبتونس‪ ،2018،‬ص‪.08‬‬
‫‪ -113‬هلمتستوينربجر‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ -114‬د‪ .‬خليفة سامل اجلهمي‪ ،‬طرق حتريك الرقابة الدستورية‪ :‬دراسة حتليلية مقارنة‪ ،‬ص ‪ 03‬من مقال منشور بتاريخ ‪ 2018-04-10‬يف املوقع التايل‪:‬‬
‫‪https://khalifasalem.wordpress.com/2018/04/10/152/‬‬
‫مت االطالع عليه بتاريخ ‪22:24 2019/11/14‬‬
‫‪ -115‬د‪ .‬خليفة سامل اجلهمي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪ -116‬د‪ .‬خليفة سامل اجلهمي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.30‬‬
‫‪ -117‬د‪ .‬خليفة سامل اجلهمي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.28‬‬

‫‪63‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫مجلس الــدولــة‪ .‬وبعــد تــأكــد املحكمــة العليــا أو مجلس الــدولــة من تحقق الش ـ ـ ـ ــروط تتولى املحكمــة العليــا أو مجلس الــدولـة‬
‫إحالة الدفع على املجلس الدس ــتوري‪ .‬وهذا إجراء يختلف عن الدفع‪ .‬وبالنتيجة فرن الدس ــتورالجزائري قلد الفرنس ـ ي في‬
‫إجراء هجين ال هو دفع وال هو إحالة املتعارف علمهما في الرقابة القض ـ ــائية‪ .‬وإنما املؤس ـ ــس الدس ـ ــتوري الفرنسـ ـ ـ ي أراد أن‬
‫يحافظ على املجلس الدستوري كما هو ويتفادى االنتقادات املوجهة للرقابة على دستورية القوانين التي ال تسما لألفراد‬
‫بالطعن في القوانين التي تخالف الدس ـ ــتورعلى عكس س ـ ــائرالدول األوروبية التي تأخذ بالرقابة القض ـ ــائية وتمنا األفراد‬
‫الحق في مخاصـمة النصـوص املخالفة للدسـتور‪ 118.‬فتم تأسـيس مسـألة األولوية الدسـتورية إلضـفاء الطابع القضـائي على‬
‫املجلس‪ 119‬بالس ـ ــماح للمتقاض ـ ــين الطعن بعدم دس ـ ــتورية الحكم التش ـ ــريعي الذي ينتهك الحقوق والحريات والتي اعتبرت‬
‫ثورة في مجال الرقابة على دس ـ ـ ــتورية القوانين‪120.‬وخوفا من اغراق املجلس الدس ـ ـ ــتوري بالدفوع من قبل املتقاض ـ ـ ــين آثر‬
‫االبقاء على املجلس الدس ـ ــتوري كتجربة تنفرد بها فرنس ـ ــا‪ .‬فابتكرإجراء يخض ـ ــع الجهات القض ـ ــائية للمجلس الدس ـ ــتوري‬
‫بحيث تتولى محكمة النقض ومجلس الدولة مهمة تص ــفية وغربلة الدفوع املرفوع من قبل األفراد أمام املحاكم املختلفة‪.‬‬
‫وبهذا تقوم املحاكم بغربة أو تصـفية أولى ثم تحيل الدفوع املقبولة على املحكمة العليا أو مجلس الدولة للقيام بالتصـفية‬
‫الثـانيـة‪ .‬وتحـال الـدفوع املقبولـة من املحكمـة العليـا سأو مجلس الـدولـة على املجلس الـدس ـ ـ ـ ــتوري‪.‬كمـا تم االحتفـا أيض ـ ـ ـ ــا‬
‫بمص ـ ـ ـ ــطلح اإلخط ــار املطبق على الرق ــاب ــة ال قبلي ــة للمجلس وطبق على مسـ ـ ـ ـ ــأل ــة األولوي ــة ال ــدس ـ ـ ـ ــتوري ــة وعلى ال ــدفع بع ــدم‬
‫الدسـتورية في الدسـتورالجزائري وأصـبا كالتالي‪:‬إخطاراملجلس الدسـتوري عن طريق إحالة بالدفع بعدم الدسـتورية من‬
‫املحكمة العليا أو مجلس الدولة‪..‬‬
‫إن املجلس الـدس ـ ـ ـ ــتوري اس ـ ـ ـ ــتكثرعلى املحكمـة العليـا ومجلس الـدولـ ة اإلخطـار واعتبره مجرد إحـالـة وهـذا التزامـا بحرفيـة‬
‫النص الدس ــتوري للمادة ‪ ،188‬وبالتالي التزاما بذات النص كان على املجلس الدس ــتوري أن ال يفس ــره ليمنا لنفس ــه تقرير‬
‫وجوب إحالة قرارالرفض لرقابته من قبل املجلس الدستوري ولتعارض هذا التفسيرمع النص الدستوري ‪ 188‬ومع نص‬
‫املادة ‪ 09‬من القانون العضوي ‪.16-18‬‬
‫كمــا أن هــذا التفس ـ ـ ـ ــيرالص ـ ـ ـ ــارم من املجلس الــدس ـ ـ ـ ــتوري للخطــار لم يطبقــه املجلس على املــادة ‪ 20‬الحــاليــة من القــانون‬
‫العض ـ ــوي ‪ 16-18‬والتي تجعل س ـ ــكوت املحكمة العليا أو مجلس الدولة وعدم فص ـ ــلهما في الدفع في الوقت املحدد جعلته‬
‫املادة إخطارا؟ واعتبرها املجلس الدس ـ ــتوري إحالة تلقائية عندما قام بتعديل النظام املحدد لقواعد عمله في مايو ‪2019‬‬
‫في املـادة ‪« :15‬تس ـ ـ ـ ــري على اإلحـالـة التلقـائيـة املنص ـ ـ ـ ــوص علمهـا في املـادة ‪ 20‬من القـانون العض ـ ـ ـ ــوي رقم ‪16-18‬املؤرخ في ‪2‬‬
‫س ــبتمبرس ــنة‪ 2018‬الذي يحدد ش ــروط وكيفيات الدفع بعدم الدسـ ـ تورية نفس األحكام املطبقة على اإلحالة العادية وفق‬
‫أحكام هذا النظام ‪.‬‬
‫وهذه تعتبرالحالة الوحيدة التي تتم معالجتها من قبل املجلس الدســتوري دون إحالة من املحكمة العليا أو مجلس الدولة‬
‫تنحصـ ـ ــرفقط في حالة عدم فصـ ـ ــل املحكمة العليا أو مجلس الدولة في الدفع بعدم الدسـ ـ ــتورية في ا جال املحددة‪ ،‬يحال‬
‫الدفع تلقائيا على املجلس الدس ـ ــتوري طبقا للمادة ‪ 20‬من القانون العض ـ ــوي ‪ .16-18‬وحتى هذه الحالة الوحيدة رغم أن‬
‫النص لم يبين صــراحة من ســيحيل الدفع بعدم الدســتورية ألنه عبربصــيغة املبني للمجهول‪ ،121‬وقد تحفظ علمها املجلس‬

‫‪118-‬‬ ‫‪«Nous, Français, étions les seuls en Europe à exclure les justiciables "ordinaires" du droit au recours devant leur juge‬‬
‫‪constitutionnel, là où il existe». Noëlle Lenoir, Une cour constitutionnelle française pour le XXIe siècle, article Publié le 19 mai‬‬
‫‪2009 à 13h34 - Mis à jour le 19 mai 2009 à 13h34 :HTTPS://WWW.LEMONDE.FR/IDEES/ARTICLE/2009/05/19/UNE-COUR-‬‬
‫‪CONSTITUTIONNELLE-FRANCAISE-POUR-LE-XXIE-SIECLE-PAR-NOELLE-LENOIR_1195248_3232.HTML.‬‬
‫‪ -119‬د‪ .‬بومدين حممد‪ ،‬الدفع بعدم الدستورية طبقا للتعديل الدستوري‪ 2016‬جمرد تقليد للنموذج الفرنسي الشاذ‪ ،‬جملة القانون واجملتمع‪ ،‬خمرب القانون واجملتمع‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أمحد‬
‫دراية أدرار‪،،‬اجمللد‪ ،07‬العدد ‪ ،01‬لشهر جوان ‪،2019‬ص ص ‪ ،87-56‬ص ‪.63‬‬
‫‪120- Dominique Rousseau, La question préjudicielle de constitutionnalité : un big bang juridictionnel, Revue du Droit Public et de‬‬

‫‪la science politique en France et à l'étranger, 125 / 2009, 3, mai-juin, p.631-644.‬‬


‫‪« -121‬حيااللدفعبعدمالدستورية‪،‬تلقائيا‪،‬إلىاجمللسالدستوري»‪.‬‬

‫‪64‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫الـدس ـ ـ ـ ــتوري لعـدم تحـديـد املش ـ ـ ـ ــرع كيفيـة ذلـك‪ ،‬ولكنـه فس ـ ـ ـ ــرذلـك بـأنـه يقص ـ ـ ـ ــد ارس ـ ـ ـ ــال الجهـة املعنيـة ملف الـدفع بعـدم‬
‫الدســتورية إلى املجلس الدســتوري‪122.‬إال أنه يفهم م ها كما يرى أحداملتخصـصــين أن تتم اإلحالة وجوبا بطريقة إدارية من‬
‫أمانة ضبط املحكمة العليا أو أمانة ضبط مجلس الدولة إلى أمانة ضبط املجلس‪123.‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬تشدد املجلس الدستوري في حصراختصاصات الهيئات القضائية‬

‫إن التحفظات التي أبداها املجلس الدس ــتوري على مواد القانون العض ــوي ‪ 16-18‬وخاص ــة على املواد الواردة في الفص ــل‬
‫الثـالـث واملتعلقـة بـاألحكـام املطبقـة أمـام املحكمـة العليـا ومجلس الـدولـة‪ ،‬تبرزنوعـا من حس ـ ـ ـ ــاس ـ ـ ـ ـيـة املجلس تجـاه دورتلـك‬
‫الجهات القض ـ ـ ـ ــائية في الدفع بعدم الدس ـ ـ ـ ــتورية األمرالذي دفع ا ملجلس إلى التش ـ ـ ـ ــدد في حص ـ ـ ـ ــراختص ـ ـ ـ ــاص ـ ـ ـ ــات الجهات‬
‫القض ـ ـ ـ ــائيـة على نحو يتعـارض مع الهـدف الـذي بموجبـه تقررت تلـك االختص ـ ـ ـ ــاص ـ ـ ـ ــات بنص الـدس ـ ـ ـ ــتورملس ـ ـ ـ ــاعـدة املجلس‬
‫الدسـ ـ ـ ــتوري في غربلة الدفوع ومنع إغراق املجلس بالدفوع الكيدية أو الهادفة إلى إطالة النزاع أو غيراملؤس ـ ـ ـ ـسـ ـ ـ ــة‪ .‬ويظهر‬
‫ذلك التشدد من خالل تعامله في رأيه املتعلق بمطابقة القانون العضوي للدستوروخاصة من خالل املادة ‪ 20‬و املادة ‪14‬‬
‫واملادة ‪ 9‬فقرة ثانية من القانون العضوي ‪ .16-18‬ويمكن إبرازأهم مالما ذلك التشدد من خالل املالحظات التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬إن املجلس الدس ـ ـ ـ ــتوري لم يقبـل االخطـارمن املحكمـة العليـا ومجلس الدولة على أس ـ ـ ـ ــاس اإلخطـاروفس ـ ـ ـ ــره على‬
‫أس ـ ــاس أنه إحالة للدفع فقط كما س ـ ــبق بيانه‪ ،‬فكيف يقبل إحالة أو إخطارمن أمانة ض ـ ــبط املحكمة العليا أو‬
‫أمانة ضبط مجلس الدولة عند عدم فصل املحكمة العليا أو مجلس الدولة في الدفع في ا جال املحددة؟؟‬
‫‪ -2‬ملاذا اعتبراملشـ ـ ــرع في القانون العضـ ـ ــوي في املادة ‪ 20‬عدم رد املحكمة العليا أو مجلس الدولة في ا جال املحددة‬
‫إحالة تلقائية وأوجب إحالة الدفع تلقائيا على املجلس الدستوري؟ وعلى أي أساس؟‬
‫‪ -3‬أن هذه املادة تتعارض مع الدســتوروخاصــة املادة ‪ 188‬التي تنص صــراحة على حصــراختصــاص املحكمة العليا‬
‫ومجلس الــدولــة في إخطــار املجلس عن طريق إحــالــة الــدفع فعبــارة‪« :‬يمكن إخطــار املجلس الــدس ـ ـ ـ ــتوري بــالــدفع‬
‫بعــدم الــدس ـ ـ ـ ــتوريــة بنــاء على إحــالــة من املحكمــة العليــا أومجلس الــدولــة‪ ..‬فعبــارة بنــاء على إحــالــة تفيــد إحــالــة‬
‫صريحة من املحكمة وليس سكوتا أو عدم رد أو عدم فصل‪.‬‬
‫‪ -4‬أن هذه املادة أو االفتراض يتعارض مع املادة ‪ 17‬من القانون العض ـ ـ ــوي التي توجب أن يكون القرارالص ـ ـ ــادرعن‬
‫املحكمة العليا أو مجلس الدولة مس ـ ـ ـ ــببا ويرس ـ ـ ـ ــل إلى املجلس الدس ـ ـ ـ ــتوري مرفقا بمذكرات وعرائض األطراف‪،‬‬
‫فكيف يقب ــل املجلس ب ــرح ــال ــة دفع غير مس ـ ـ ـ ـب ــب؟ أال يظهر ذل ــك نوع ــا من االفراط في التحس ـ ـ ـ ــس تج ــاه الهيئ ــات‬
‫القضائية؟‬
‫‪ -5‬أن افتراض املش ـ ــرع العض ـ ــوي في نص هذه املادة عدم فص ـ ــل املحكمة العليا أو مجلس الدولة في ا جال افتراض‬
‫خاطئ‪ .‬ومخالف للدســتور‪ .‬ألن املحكمة العليا ومجلس الدولة ملزمان بالفصــل في الدفع في ا جال ســواء بقبوله‬
‫ومن ثم ارسـاله للمجلس الدسـتوري‪ ،‬أو برفضـه لعدم التأسـيس‪ .‬وهذا الواجب أو االلزام يرتبه الدسـتورعلى كل‬
‫الجهات القضـائية وعلى كل قاض على أسـاس أن القضـاء يصـدر أحكامه باسـم الشـعب فهو ينوب عن الشـعب في‬
‫ذلــك طبقــا للمــادة ‪ )159‬من الــدس ـ ـ ـ ــتور‪ ،‬وتعلــل األح ـكـام وينطق بهــا في جلس ـ ـ ـ ــات علنيــة م ‪ )162‬من الــدس ـ ـ ـ ــتور‬
‫ويختص القض ــاة برص ــداراألحكام م‪ ، )154‬كما أن القاضـ ـ ي مس ــؤول أمام املجلس األعلى للقض ــاء عن كيفيات‬

‫‪ -« -122‬واعتباراأانملشرعأقرأهنفي حالةعدمفصالحملكمةالعلياأوجملسالدولةفياآلجاالملنصوصعليهايف املادة ‪14‬منهذاالقانوانلعضوي‪،‬حيااللدفعتلقائياإلىاجمللسالدستوريدونتحديدكيفيةتطبيقذلك‪،‬‬


‫واعتباراابلنتيجة‪،‬فإانملشرعبإقرارهإحالةالدفعبعدمالدستوريةتلقائياإلىاجمللسالدستوري‪،‬نتيجةعدمفصالحملكمةالعلياأو‬ ‫–‬
‫جملسالدولةفياآلجاالحملددة‪،‬فإهنيقصدإرساالجلهةالقضائيةاملعنيةملفالدفعبعدمالدستوريةإلىاجمللسالدستوري‪،‬ويف ظلهذاالتحفظ‪،‬تعدهذهاملادةمنالقانوانلعضوميوضوعاإلخطار‪،‬مطابقةللدستور« ‪.‬‬
‫‪ -123‬حممديرواحبي(رئيسغرفةمبجلسالدولة)‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.08‬‬

‫‪65‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫قيامه بمهامه طبقا للقانون م‪ .)167‬وقد نص القانوناألس ــاس ــيللقض ــاء في املادة ‪ 10‬على أنه يجب على القاضـ ـ ي‬
‫أن يفصـ ـ ــل في القضـ ـ ــايا املعروضـ ـ ــة عليه في أحسـ ـ ــن ا جال‪124.‬ويعتبرعدم الفصـ ـ ــل في الحكم من القاضـ ـ ـ ي خطأ‬
‫جس ــيما يس ــتوجب العزل‪ 125‬ويعد مرتكبالجريمة انكارالعدالة في الكثيرمن القوانين الوض ــعية‪ 126‬وم ها القانون‬
‫الجزائري‪127.‬‬

‫‪ -6‬وملاذا يفترض عدم فص ـ ــل املحكمة العليا ومجلس الدولة في الدفع وال يفترض عدم فص ـ ــل القاضـ ـ ـ ي في املحكمة‬
‫االبتدائية أو في االس ـ ــتفناف؟ أليس ذلك من باب أولى؟ خاص ـ ــة أن املحكمة العليا أمامها ش ـ ــهران للفص ـ ــل‪ ،‬بينما‬
‫قاض ـ ـ ـ ي املوض ـ ـ ــوع لم يحدد له أي أجل ونص ـ ـ ــت املادة ‪ 07‬من القانون العض ـ ـ ــوي على وجوب الفص ـ ـ ــل فورا بقرار‬
‫مس ـ ـ ـ ـبـب في ارس ـ ـ ـ ــال الـدفع بعـدم الـدس ـ ـ ـ ــتوريـة‪ .‬فهـل إذا امتنع هـذا القـاض ـ ـ ـ ـ ي عن الفص ـ ـ ـ ــل فورا في الـدفع بعـدم‬
‫الدستورية يحال الدفع تلقائيا أمام املحكمة العليا أو مجلس الدولة أو مباشرة أمام املجلس الدستوري؟‬
‫‪ -7‬أن هذا النص يتعارض مع فلس ـ ــفة وأس ـ ــاس تقريرنظام التص ـ ــفية املنقول عن النظام الفرنس ـ ـ ي والذي يقح ـ ـ ي‬
‫بض ــرورة تص ــفية الدفوع بعدم الدس ــتورية على مرحلتين تص ــفية على مس ــتوى قاض ـ ي املوض ــوع أو على املس ــتوى‬
‫االبتـدائي أو االس ـ ـ ـ ــتفنـاف ثم التص ـ ـ ـ ــفيـة التي تقوم بهـا املحكمـة العليـا أو مجلس الـدولـة‪ ،‬وفي بعض الحـاالت تكون‬
‫التص ـ ــفية بس ـ ــيطة أو على مرحلة واحدة عندما ال يثارالدفع بعدم الدس ـ ــتورية إال أمام املحكمة العليا أو مجلس‬
‫الدولة‪128.‬وهذا كله لتفادي إغراق املجلس الدستوري بكم هائل من الدفوع لو تم الدفع مباشرة أمامه؟‬
‫‪ -8‬أن نظام التصـ ــفية املقرر‪ ،‬من قبل الدول التي أخذت به سـ ــواء في الدول ذات الرقابة القضـ ــائية كريطاليا وأملانيا‬
‫وإس ـ ــبانيا و من الدول العربية كمص ـ ــر‪ ،‬وحتى في الدول التي تأخذ بالرقابة الس ـ ــياس ـ ــية كفرنس ـ ــا والجزائر‪ ،‬يمنا‬
‫للمحاكم والجهات القضـ ــائية املختلفة سـ ــلطة إحالة الدفع أو رفض اإلحالة دون أن يكون قرارالرفض خاضـ ــعا‬
‫ألي طعن‪ .‬وأن تفس ــيرمعاييراالحالة تخض ــع لتقديرات الجهات القض ــائية وال يمكن االنكارعلمها ذلك‪129.‬حتى ولو‬
‫اختلفت تفسيرات وتبريرات الرفض من جهة قضائية إلى جهة قضائية أخرى‪130.‬‬

‫‪ -124‬قانون عضوي رقم ‪ 11-04‬مؤرخ يف ‪ 21‬رجب عام ‪ 1425‬املوافق ‪ 6‬سبتمرب سنة ‪ ،2004‬يتضمن القانون األساسي للقضاء‪ ،‬اجلريدة الرمسية العدد ‪ 57‬املؤرخة يف ‪ 08‬سبتمرب سنة ‪.2004‬‬

‫‪ -125‬املاداتن ‪ 62‬و ‪ 63‬من القانون األساسي للقضاء ‪ 11-04‬املذكور أعاله‪.‬‬


‫‪ -126‬وتتمثل جرمية انكار العدالة يف «رفض القاضي صراحة أو ضمناً الفصل يف الدعوى‪ ،‬أو أتخري الفصل فيها على الرغم من صالحيتها للفصل‪ .‬أو رفضه أو أتخريه‪ ،‬البت يف إصدار األمر املطلوب‬
‫على عريضة‪ ،‬دون مبر قانوين» القاضي عامر حسن شنته‪ ،‬إنكار العدالة‪ ،‬مقال منشور بتاريخ ‪ ،2019-06-19 11:29:00‬على املوقع الرمسي جمللس القضاء األعلى جلمهورية العراق على املوقع التايل‪:‬‬
‫‪/https://hjc.iq/view.5620‬‬

‫‪ -127‬إذ يعاقب القاضي الذي امتنع عن الفصل يف احلكم عمدا بعد تنبيهه من قبل رؤسائه ابلغرامة واحلرمان من الوظائف ملدة معينة‪ .‬ملزيد م املعلومات انظر بن عشي حسني ‪ ،‬جرائم االمتناع يف القانون‬
‫اجلزائري‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة ابتنة‪ ،2016 ،1‬ص ‪.238-237‬‬
‫‪128-Fatin-Rouge‬‬ ‫‪Stefanini Marthe. Le rôle du juge constitutionnel dans le filtrage des questions de constitutionnalité :‬‬
‫– ‪étudecomparée. In: Annuaire international de justice constitutionnelle, 27-2011, 2012. Juges constitutionnels et Parlements‬‬
‫;‪Leseffets des décisions des juridictionsconstitutionnelles. pp. 11-13‬‬
‫‪https://www.persee.fr/doc/aijc_0995-3817_2012_num_27_2011_2441‬‬
‫‪Fichier pdf généré le 11/07/2018‬‬
‫‪129» -Or, à l’étranger, comme en France, les décisions de non-renvoi ne peuvent pas faire l’objet d’un recours particulier en dehors‬‬

‫‪du cadre normal du procès. Donc l’interprétation des critères de renvoi reste entre les mains des juridictions ordinaires qui, si elles‬‬
‫‪décident dans tel ou tel cas de ne pas renvoyer, ne pourront être pas être démenties sauf à ce qu’une autre juridiction veuille bien‬‬
‫‪se décider à opérer le renvoi«.Marthe Fatin-Rouge Stéfanini, L’appréciation, par les Cours suprêmes, du caractère sérieux de la‬‬
‫‪question de constitutionnalité, E. Cartier, L. Gay, A. Viala (dir.), La QPC : Vers une culture constitutionnelle partagée, LGDJ,‬‬
‫‪Institut Universitaire Varennes, 2016, pp. 29-42. https://halshs.archives-ouvertes.fr/halshs-01463065v1‬‬
‫‪130-Roblot-Troizier Agnès, La QPC, le Conseil d'État et la Cour de cassation , Les Nouveaux Cahiers du Conseil constitutionnel,‬‬

‫‪2013/3 (N° 40), p. 49-61. URL : https://www.cairn.info/revue-les-nouveaux-cahiers-du-conseil-constitutionnel-2013-3-page-‬‬


‫‪49.htm‬‬

‫‪66‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫‪ -9‬أن نظام التصـ ـ ـ ــفية على درجتين والذي أخذه املؤسـ ـ ـ ــس الدسـ ـ ـ ــتوري الجزائري واملشـ ـ ـ ــرع العضـ ـ ـ ــوي في القانون‬
‫العضــوي ‪ 16-18‬عن املؤســس الدســتوري الفرنسـ ي واملشــرع العضــوي الفرنسـ ي هو تقليد غيرموفق ودون تبصــر‬
‫أو مراعاة الظروف الخاص ــة بكل مجتمع ومؤسـ ـس ــاته‪ .‬فقد ثبت فش ــله في البلد األص ــلي فرنس ــا وطالته انتقادات‬
‫كثيرة من الفقهاء وتم اقتراح إلغائه تماما أو تقليصـه إلى تصـفية من درجة واحدة‪ 131.‬أو تأسـيس حق الطعن ضـد‬
‫قرارات رفض الدفع‪ 132.‬أو إنش ـ ــاء لجنة على مس ـ ــتوى املجلس الدس ـ ــتوري تتولى فحص تلك الدفوع وتقبل فقط‬
‫الدفوع املؤسسة‪133.‬‬

‫‪ -10‬أن اختصــاصــات املحكمة العليا ومجلس الدولة في الدفع بعدم الدســتورية مســتمدة من الدســتورفي املادة ‪:188‬‬
‫«يمكن إخط ــار املجلس ال ــدس ـ ـ ـ ــتوري ب ــال ــدفع بع ــدم ال ــدس ـ ـ ـ ــتوري ــة بن ــاء على إحـ ال ــة من املحكم ــة العلي ــا أو مجلس‬
‫الدولة‪،‬عندما يد ي أحد األطراف في املحاكمة أمام جهة قض ـ ـ ــائية أن الحكم التش ـ ـ ــريعي الذي يتوقف عليه مدل‬
‫النزاع ينتهك الحقوق والحريات التي يضم ها الدستور‪.‬‬
‫تحدد شـروط وكيفيات تطبيق هذه الفقرة بموجب قانون عضـوي ‪ .‬ولهذا حاول املجلس الدسـتوري التشـديد في حصـرها‬
‫ولو كانت مستمدة من القانون العضوي لم يكتف املجلس بالتحفظ فقط‪ ،‬بل لقام برفض القانون العضوي واعتبره غير‬
‫دس ــتوري‪ ،‬مثلما فعلت املحكمة الدس ــتورية املغربية عندما أحيل علمها القانون التنظيمي العض ــوي) رقم ‪ 86-15‬املتعلق‬
‫بتحديد ش ـ ـ ـ ــروط وإجراءات الدفع بعدم دس ـ ـ ـ ــتورية قانون‪،‬حيث أكدت أنه‪« :‬من جهة‪ ،‬فرن البت في الطبيعة التش ـ ـ ـ ــريعية‬
‫للمقتض ـ ــيات القانونية موض ـ ــوع الدفع وتحديد ما هو مندرج في الحقوق والحريات املض ـ ــمونة دس ـ ــتوريا من عدمه املادة‬
‫الخامس ــة والفقرة الثانية من املادة ‪ 10‬التي تحيل علمها)‪ ،‬يعد توس ــعا في الش ــروط الواجب التحقق م ها من قبل القاض ـ ي‬
‫املثارأمامه الدفع بمناس ـ ـ ـ ــبة قض ـ ـ ـ ــية معروض ـ ـ ـ ــة عليه‪ ،‬ومن ش ـ ـ ـ ــأنه أن يحول مرحلة التحقق من اس ـ ـ ـ ــتيفاء الدفع لبعض‬
‫الش ـ ـ ـ ــروط املتمثلة‪ ،‬في اتص ـ ـ ـ ــال الدفع بالدعوى األص ـ ـ ـ ــلية ومدى تض ـ ـ ـ ــمينه للبيانات املتطلبة في أي دعوى وأدائه للرسـ ـ ـ ــم‬
‫القضـ ــائي‪ ،‬إلى م راقب أولي للدسـ ــتورية‪ ،‬إذ أن الحسـ ــم في الطبيعة التشـ ــريعية للمقتح ـ ـ ى القانوني املعني‪ ،‬وتحديد قائمة‬
‫الحقوق والحريات املضمونة دستوريا‪ ،‬يعد من االختصاصات التي تنفرد املحكمة الدستورية بممارستها‪،‬‬
‫‪ -‬ومن جهـة أخرى‪ ،‬فـرن تقـديرالجـديـة املوكول للهيئـة املحـدثـة بمحكمـة النقض‪ ،‬يحول الهيئـة املـذكورة إلى م راقـب س ـ ـ ـ ــلبي‬
‫للدستورية‪ ،‬بالنظر لصعوبة تحديد العناصر املشكلة للجدية‪ ،‬وارتباط تقديرها باملوضوع‪ ،‬وليس بالشكل؛‬
‫وحي ــث إن نظ ــام التص ـ ـ ـ ــفي ــة‪ ،‬كم ــا تم بي ــان ــه‪ ،‬يؤدي إلى ع ــدم مركزة امل راقب ــة ال ــدس ـ ـ ـ ــتوري ــة‪ ،‬وانتق ــاص اس ـ ـ ـ ــتفث ــار املحكم ــة‬
‫الدس ــتورية بص ــالحية امل راقبة البعدية للدس ــتور‪ ،‬وحرمانها من ممارس ــة اختص ــاص ــها كامال‪ ،‬عبردفعها ملباش ــرة النظرفي‬
‫موضوع الدفوع املقبولة‪ ،‬دون رقابة شكلية علمها؛ ‪134.‬‬

‫‪131‬‬ ‫‪- Savonitto, Florian. L'absence de double filtrage des questions prioritaires de constitutionnalité. Argument pour sa‬‬
‫‪suppression ? , Revue française de droit constitutionnel, vol. 93, no. 1, 2013, pp. 107-123, p. 110.‬‬
‫‪DOI : 10.3917/rfdc.093.0107. URL : https://www.cairn.info/revue-francaise-de-droit-constitutionnel-2013-1-page-107.htm‬‬
‫‪132- Barthélemy, Jean; Boré, Louis Le recours contre les décisions des juridictions du fond refusant de transmettre une QPC, Revue‬‬

‫‪de droit constitutionnel appliqué, janvier-mars 2012, n° 1, p.71-73.‬‬

‫‪133-‬‬‫‪GRIENENBERGER-FASS M., Les filtres juridictionnels dans la question préalable en appréciation de constitutionnalité,‬‬
‫‪préfiguration d'un contrôle diffus de constitutionnalité ?, Issu de Petites affiches, numéro spécial - n°212, date de parution‬‬
‫‪: 23/10/2009, p. 24.‬‬

‫‪ -134‬قرار احملكمة الدستورية املغربية رقم ‪ 18/70‬م‪.‬د الصادر ابلرابط يف يوم الثالاثء ‪ 17‬من مجادى الثانية ‪ 1439‬املوافق ‪ 06‬مارس ‪ 2018‬ميكن االطالع عليه ابملوقع الرمسي للمحكمة الدستورية على‬
‫الرابط التايل‪:‬‬
‫‪https://www.cour-‬‬
‫‪constitutionnelle.ma/ar/%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA/%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B1701‬‬
‫‪8‬‬

‫‪67‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫‪ -11‬أن تشـديد املجلس الدسـتوري في حصـراختصـاصـات الهيئات القضـائية وخاصـة املحكمة العليا ومجلس الدولة‬
‫رغم أن الهدف من تلك االختصـاصـات مسـاعدة املجلس الدسـتوري ومنع إغ راقه بدفوع كيدية أو غيرمؤسـسـة‪،‬‬
‫كما أن االفراط في التحسـ ــس من تلك االختصـ ــاصـ ــات ومحاولة النيل م ها باشـ ــتراط مثال ارسـ ــال نقـ ــخة من قرار‬
‫الرفض‪،‬كل ذلك يتعارض مع إجراءات التص ــفية املقررة دس ــتوريا والهدف م ها‪ .‬و إذا كان املجلس الدس ــتوري له‬
‫من الوقت والجهد ليفصل في الدفوع بعدم الدستورية املحالة من الجهات القضائية‪ ،‬وله من االمكانية والوقت‬
‫لالطالع على نق ــن من قرارات الرفض الص ــادرة عن الجهات القض ــائية وي راقب ذلك‪ ،‬ملاذا ال يتم إلغاء التص ــفية‬
‫وتحال الدفوع على املجلس الدستوري دون مرورها على املحكمة العليا ومجلس الدولة؟‬
‫خاتمة‬
‫من خالل تحليــل املــادة ‪ 188‬منــالتعــديــل الــدس ـ ـ ـ ــتوري ‪ 2016‬والقــانون العض ـ ـ ـ ــوي ‪ 16-18‬والنظــام املحــدد لقواعــد عمــل‬
‫املجلس الدستوري الصادرفي مايو ‪ 2019‬يمكن تقديم النتائج التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬أن املجلس الدس ــتوري باعتباره هيئة رقابية وليس ــت قض ــائية وال تندرج ض ــمن الس ــلطة القض ــائية ال س ــلطة له‬
‫على الهيئات القضائية إال من خالل وجوب التزامها بدرائه وقراراته‪.‬‬
‫‪ -2‬إن حجم التحفظ من قبل املجلس الدســتوري على أهم مواد القانون العضــوي املحدد لشــروط وكيفيات الدفع‬
‫بعدم الدسـتورية يؤكد وجود فهم محدد للمجلس الدسـتوري لدورالجهات القضـائية في الدفع بعدم الدسـتورية‬
‫وفي طبيعة العالقة بينه وبين تلك الجهات القضائية تبلورمن خالل التفسيرات التحفظية‪.‬‬
‫‪ -3‬لقــد فس ـ ـ ـ ــر املجلس الــدس ـ ـ ـ ــتوري العالقــة بينــه وبين الجهــات القضـ ـ ـ ـ ــائيــة من خالل تعليقــه على املــادة ‪ 09‬التي‬
‫أصـ بحت ‪ 08‬بعد رأي املجلس الدس ــتوري) واملتض ــمنة لش ــروط قبول الدفع‪ ،‬بأن ينحص ــردورالجهات القض ــائية‬
‫في تقــدير مــدى توفر تلــك الش ـ ـ ـ ــروط دون أن يمتــد تقــديرالقض ـ ـ ـ ــاة لــدس ـ ـ ـ ــتوريــة الحكم التش ـ ـ ـ ــريعي الــذي يعــد من‬
‫االختصاص الحصري للمجلس‪.‬‬
‫‪ -4‬لقد أوض ــح املجلس الدس ــتوري في هذا الخص ــوص أيض ــا أن اختص ــاصـ ه في الدفع بعدم الدس ــتوري مس ــتمد من‬
‫الدسـ ـ ــتوربينما اختصـ ـ ــاص الجهات القضـ ـ ــائية في ذلك مسـ ـ ــتمد من القانون العضـ ـ ــوي‪ ،‬وبالتالي يجب خضـ ـ ــوع‬
‫القانون العضوي وهو أدنى للدستوروهو أسمى‪.‬‬
‫‪ -5‬رغم أن الق ــانون العض ـ ـ ـ ــوي ‪ 16-18‬نص على إح ــال ــة ال ــدفع بع ــدم ال ــدس ـ ـ ـ ــتوري ــة على املجلس من قب ــل الجه ــات‬
‫القضائية فقط عند توفرالشروط املذكورة في املادة ‪ 08‬من القانون العضوي‪ ،‬إال أن املجلس الدستوري أعطى‬
‫تفس ــيرا موس ــعا لذلك النص وأوجب ارس ــال نق ــخة من قراررفض اإلحالة‪ ،‬على املجلس دون بيان أثرذلك ال من‬
‫قبــل القــانون العض ـ ـ ـ ــوي ذاتــه وال من خالل تعليق املجلس على القــانون العض ـ ـ ـ ــوي وال من خالل النظــام املحــدد‬
‫لقواعد عمل املجلس املعدل في مايو وأكتوبر ‪.2019‬‬
‫‪ -6‬أن هذا التفسـ ـ ــيرمن املجلس الدسـ ـ ــتوري في وجوب ارسـ ـ ــال نقـ ـ ــخة من قرارالرفض من املحكمة العليا ومجلس‬
‫الدولة ما هو سـ ــوى نقل عن القانون العضـ ــوي الفرنس ـ ـ ي‪ ،‬وهو يتعارض مع املادة ‪ 188‬من الدسـ ــتورالتي تحصـ ــر‬
‫اختص ــاص ــه في النظرفي دس ــتورية الحكم التش ــريعي بعد إحالة من املحكمة العليا أو مجلس الدولة بناء على دفع‬
‫من قبل أحد طرفي النزاع‪.‬‬
‫‪ -7‬أن عـدم طلـب املجلس الـدس ـ ـ ـ ــتوري نق ـ ـ ـ ـخـة من قرارالرفض الص ـ ـ ـ ــادر عن قـاض فرد في محكمـة ابتـدائيـة أو من‬
‫محكمة اسـتفناف ال تنقـجممع تشـكيكه في قراررفض صـادرمن أعلى جهة قضـائية تتمتع بالخبرة والكفاءة زيادة‬
‫على أن القانون العضــوي يشــترط صــدورالقرارم ها بتشــكيلة جماعية تضــم ‪ 05‬أعضــاءتتكون من رئيس املحكمة‬

‫‪68‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫العليا ورئيس الغرفة املعنية وثالثة مس ـ ـ ـ ــتش ـ ـ ـ ــارين يعي هم رئيس املحكمة العليا ونفس الحكم ينطبق على مجلس‬
‫الدولة‪.‬‬
‫‪ -8‬أن اعتباراملش ـ ـ ــرع في القانون العض ـ ـ ــوي في املادة ‪ 20‬عدم رد املحكمة العليا أو مجلس الدولة في ا جال املحددة‬
‫إحالة تلقائية وأوجب إحالة الدفع تلقائيا على املجلس الدس ــتوري‪ ،‬يتعارض مع مواد في القانون العض ــوي ذاته‬
‫كـاملـادة ‪ 17‬ويتعـارض مع املـادة ‪ 188‬من الـدس ـ ـ ـ ــتوروهو افتراض خـاطئ‪ ،‬ومخـالف للـدس ـ ـ ـ ــتور‪ ،‬ألن املحكمـة العليـا‬
‫ومجلس الدولة ملزمان بالفصـ ــل في الدفع في ا جال‪ ،‬وأن عدم الفصـ ــل في الحكم يعتبرخطأ جسـ ــيما يسـ ــتوجب‬
‫العزل ويعد صاحبه مرتكبا لجريمة انكارالعدالة‪.‬‬
‫‪ -9‬أن مبررات افتراض عدم فصـل قاضـ ي املوضـوع أو جهة االسـتفناف أقوى من افتراض عدم فصـل املحكمة العليا‬
‫أو مجلس الدولة‪.‬‬
‫‪ -10‬أن هذا النص يتعارض مع فلس ـ ــفة وأس ـ ــاس تقريرنظام التص ـ ــفية املنقول عن النظام الفرنسـ ـ ـ ي والذي يقحـ ـ ـ ي‬
‫بض ــرورة تص ــفية الدفوع بعدم الدس ــتورية على مرحلتين تص ــفية على مس ــتوى قاضـ ـ ي املوض ــوع أوعلى املس ــتوى‬
‫االبتدائي أو االستفناف ثم التصفية الثانية التي تقوم بها املحكمة العليا أو مجلس الدولة‪.‬‬
‫‪ -11‬أن الدفع بعدم الدســتورية كدلية للرقابة على دســتورية القوانين ليســت رقابة بالدفع الفر ي وال باإلحالة كما هي‬
‫في الرقابة القضائية على دستورية القوانين‪ ،‬وإنما هي تلفيق أو خلط بين اإلجراءين يضاف لهما اإلخطارلتصبا‬
‫ا ليــة‪ :‬إخطــار املجلس الــدس ـ ـ ـ ــتوري عن طريق إحــالــة بــالــدفع بعــدم الــدس ـ ـ ـ ــتوريــة من املحكمــة العليــا أو مجلس‬
‫الدولة‪.‬‬
‫‪ -12‬أن اختص ــاص ــات املحكمة العليا ومجلس الدولة في الدفع بعدم الدس ــتورية مس ــتمدة من الدس ــتورفي املادة ‪188‬‬
‫مثلها مثل اختصاصات املجلس الدستوري ذاته‪ ،‬لهذا حاول املجلس الدستوري التشديد في حصرها‪ ،‬ولو كانت‬
‫مس ـ ــتمدة من القانون العض ـ ــوي ملا اكتفى املجلس بالتحفظ علمها فقط‪،‬بل كان يمكنه رفض القانون العض ـ ــوي‬
‫واعتباره غيردستوري مثلما فعلت املحكمة الدستورية املغربية‪.‬‬
‫‪ -13‬أن تشـديد املجلس الدسـتوري في حصـراختصـاصـات الهيئات القضـائية وخاصـة املحكمة العليا ومجلس الدولة‬
‫رغم أن الهــدف من تلــك االختصـ ـ ـ ـ ــاصـ ـ ـ ـ ــات مسـ ـ ـ ـ ــاعــدة املجلس الــدس ـ ـ ـ ــتوري ومنع إغ راقــه بــدفوع كيــديــة أو غير‬
‫مؤس ـ ـ ـسـ ـ ــة‪،‬فاألولى إلغاء التصـ ـ ــفية وإحالة الدفوع مباشـ ـ ــرة على املجلس الدسـ ـ ــتوري دون مرورها على املحكمة‬
‫العليــا ومجلس الــدولــة‪ ،‬إذا كــان املجلس الــدس ـ ـ ـ ــتوري لــه من االم ـكـانيــة والوقــت لالطالع على نق ـ ـ ـ ــن من قرارات‬
‫الرفض الصادرة عن الجهات القضائية وم راقبة ذلك‪.‬‬
‫‪ -14‬أن نظام التصفية على مرحلتين هذا قد انتقد كثيرا في فرنسا وأدى إلى التناقض بين الجهات القضائية واملجلس‬
‫الدس ـ ـ ــتوري‪ ،‬وكان على املؤس ـ ـ ــس الدس ـ ـ ــتوري الجزائري أن يس ـ ـ ــتفيد من تجارب الدول األخرى برنشـ ـ ـاء محكمة‬
‫دستورية تختص في هذا الشأن بدل الترقيع بين رقابة في أصلها سياسية وإجراءات بطبيعتها قضائية‪.‬‬
‫مصادر ومراجع البحث‬
‫أوال‪ :‬نصوص قانونية وقرارات قضائية‬
‫‪-‬الدسـتور الجزائري الحالي املسـتفتي عليه بتاريخ ‪ 28‬نوفمبر‪ 1996‬الصـادرفي الجريدة الرسـمية رقم ‪ 76‬املؤرخة في ‪ 8‬ديسـمبر ‪،1996‬‬
‫بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪:‬‬ ‫واملـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدل‬
‫الـ ـ ـقـ ـ ــانـ ـ ــون رقـ ـ ــم ‪ 03-02‬املـ ـ ــؤرخ فـ ـ ــي ‪ 10‬أبـ ـ ــريـ ـ ــل ‪ 2002‬الـ ـ ـجـ ـ ــريـ ـ ــدة الـ ـ ــرسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمـ ـ ـيـ ـ ــة رقـ ـ ــم ‪ 25‬املـ ـ ــؤرخـ ـ ــة فـ ـ ــي ‪ 14‬أبـ ـ ــريـ ـ ــل ‪.2002‬‬
‫والقانون رقم ‪ 19-08‬املؤرخ في ‪ 15‬نوفمبر‪ 2008‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 63‬املؤرخة في ‪ 16‬نوفمبر‪.2008‬‬
‫و القانون رقم ‪ 01-16‬املؤرخ في ‪ 06‬مارس ‪ 2016‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 14‬املؤرخة في ‪ 07‬مارس ‪.2016‬‬

‫‪69‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫‪ -‬قانون عضـ ـ ــوي رقم ‪ 11-04‬مؤرخ في ‪ 21‬رجب عام ‪ 1425‬امل وافق ‪ 6‬سـ ـ ــبتمبرسـ ـ ــنة ‪ ،2004‬يتضـ ـ ــمن القانون األسـ ـ ــاسـ ـ ـ ي للقضـ ـ ــاء‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية العدد ‪ 57‬املؤرخة في ‪ 08‬سبتمبرسنة ‪.2004‬‬
‫‪ -‬قانون عضــوي رقم ‪ 16-18‬مؤرخ في ‪ 22‬ذي الحجة عام ‪ 1439‬امل وافق ‪ 2‬ســبتمبرســنة ‪ ،2018‬يحدد شــروط وكيفيات تطبيق الدفع‬
‫بعدم الدستورية‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 54‬الصادر في ‪ 5‬سبتمبرسنة ‪.2018‬‬
‫‪ -‬رأي رقم ‪/03‬ر‪.‬ق‪.‬ع‪/‬م‪.‬د‪18/‬مؤرخفي ‪ 20‬ذيالقعدةعام ‪ 1439‬امل وافق ‪ 2‬غشــتســنة ‪،2018‬يتعلقبم راقبةمطابقةالقانون العضــوي‬
‫الذي يحدد شروط وكيفياتتطبيقالدفعبعدمالدستورية‪،‬للدستور‪ .‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 54‬املؤرخة في ‪ 05‬سبتمبرسنة ‪.2018‬‬
‫‪ -‬النظام املحدد لقواعد عمل املجلس الدس ــتوري الص ــادرفي ‪ 12‬مايو ‪ ،2019‬الجريدة الرس ــمية العدد ‪ 42‬املؤرخة في ‪ 30‬يونيو س ــنة‬
‫‪ ،2019‬واملعدل بمداولة صادرة عن املجلس الدستوري مؤرخة في ‪ 18‬صفرعام ‪ 1441‬امل وافق ‪ 17‬أكتوبر ‪ ،2019‬الجريدة الرسمية‬
‫رقم ‪ 65‬املؤرخة في ‪ 24‬أكتوبرسنة ‪2019.‬‬
‫‪ -‬القض ـ ـ ـ ــيتان رقم ‪ /01-2019‬د ع د و رقم‪ /02-2019‬د ع د املتعلقتان بالدفع بعدم الدس ـ ـ ـ ــتورية املحالتان من طرف املحكمة العليا‬
‫تتعلق بنفس الحكم التش ـ ـ ـ ــريعي وهو املــادة ‪ 1-416‬من قــانون االجراءات الجزائيــة‪ ،‬فصـ ـ ـ ـ ــل املجلس الــدس ـ ـ ـ ــتوري فمهمــا معــا في ‪20‬‬
‫نوفمبر‪ 2019‬بعدم دسـتورية الفقرة األولى والثانية من املادة املذكورة‪ .‬أنظر قراراملجلس الدسـتوري املتعلق بالقضـيتين على املوقع‬
‫الرسمي للمجلس الدستوري الجزائري‪:‬‬
‫‪http://www.conseil-constitutionnel.dz/index.php/ar/‬‬
‫‪ -‬قرار املحكمة الدس ــتورية املغربية رقم ‪ 18/70‬م‪.‬د الص ــادربالرباط في يوم الثالثاء ‪ 17‬من جمادى الثانية ‪ 1439‬امل وافق ‪ 06‬مارس‬
‫‪ 2018‬يمكن االطالع عليه باملوقع الرسمي للمحكمة الدستورية على الرابط التالي‪:‬‬
‫‪https://www.cour-constitutionnelle.ma/ar/%D9%82%D8%D8%A7%D8%B17018‬‬
‫ثانيا‪ :‬كتب ومقاالت‬
‫‪ -‬هلمتستوينبرجر‪ ،‬نماذجعنالقضاءالدستوري‪ ،‬اللجنةاألوروبيةلتطبيقالديمقراطيةبواسطةالقانون‪ ،‬مجلس أوروبا‪ ،‬دون تاريخ‪.‬‬
‫‪ -‬امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـظ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــةال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــةل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــراط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪،‬‬
‫الرقابةالالحقةعل دستوريةالقوانينفيالقانوناملقارن‪،‬املنظمةالدوليةللتقريرعنالديمقراطية‪،‬مكتبتونس‪.2018 ،‬‬
‫‪ -‬بن عش ـ ـ ـ ي حسـ ـ ــين ‪ ،‬جرائم االمتناع في القانون الجزائري‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السـ ـ ــياسـ ـ ــية‪ ،‬جامعة باتنة‪،1‬‬
‫‪ ،2016‬ص ‪.238-237‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬بومدين محمد‪ ،‬الدفع بعدم الدسـتورية طبقا للتعديل الدسـتوري‪ 2016‬مجرد تقليد للنموذج الفرنسـ ي الشـاذ‪ ،‬مجلة القانون‬
‫واملجتمع‪ ،‬مخبرالقانون واملجتمع‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أحمد دراية أدرار‪،،‬املجلد‪ ،07‬العدد ‪ ،01‬لشهرجوان‬
‫‪،2019‬ص ص ‪.87-56‬‬
‫‪ -‬عبدالرفيعزعنون‪،‬ولوجاألفرادللعدالةالدس ـ ـ ـ ــتوريةودورهفيحمايةالحقوقوالحرياتباملغرب‪ ،‬مجلةجيلحقوقاإلنس ـ ـ ـ ــان‪ ،‬مركزجيل‬
‫البحث العلمي‪ ،‬لبنان‪ ،‬العامالسادس‪،‬العدد ‪ 36‬مارس‪ ، 2019‬ص ص ‪.33-11‬‬
‫‪ -‬محمـديروابحي‪ ،‬اإلجراءات املطبقـة أمـام املحكمـة العليـا ومجلس الـدولـة في الـدفع بعـدم الـدس ـ ـ ـ ــتوريـة‪ ،‬مـداخلـة ض ـ ـ ـ ــمن أش ـ ـ ـ ـغـال‬
‫الندوةالوطنيةحواللدفعبعدمالدستوريةاملنعقدةبالجزائريومي ‪ 01‬و ‪ 00‬ديسمبر‪ ،2018‬ص ‪ .16‬املنشورة على موقع التالي‪:‬‬
‫‪http://www.conseildetat.dz/html_conseildetat/communications_ce/comm_ce_12.2018.pdf‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬خليفة سـالم الجهمي‪ ،‬طرق تحريك الرقابة الدسـتورية‪ :‬دراسـة تحليلية مقارنة‪ ،‬ص ‪ 03‬من مقال منشـوربتاريخ ‪ 2018-04-10‬في‬
‫املوقع التالي‪:‬‬
‫‪https://khalifasalem.wordpress.com/2018/04/10/152/‬‬
‫تم االطالع عليه بتاريخ ‪22:24 2019/11/14‬‬
‫‪ -‬القاضـ ـ ـ ي عامرحس ـ ــن ش ـ ــنته‪ ،‬إنكارالعدالة‪ ،‬مقال منش ـ ــوربتاريخ ‪ ،2019-06-19 11:29:00‬على املوقع الرس ـ ــمي ملجلس القض ـ ــاء‬
‫األعلى لجمهورية العراق على املوقع التالي‪/https://hjc.iq/view.5620 :‬‬

‫‪70‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫ مراجع باللغة األجنبية‬:‫ثالثا‬
- Loi organique n° 2009-1523 du 10 décembre 2009 relative à l'application de l'article 61-1 de la Constitution.
Journal officiel du 11 décembre 2009, p. 21379, @ n° 1.
- Barthélemy, Jean; Boré Louis, Le recours contre les décisions des juridictions du fond refusant de transmettre
une QPC, Revue de droit constitutionnel appliqué, janvier-mars 2012, n° 1, p.71-73.
- Dominique Rousseau, La question préjudicielle de constitutionnalité : un big bang juridictionnel, Revue du
Droit Public et de la science politique en France et à l'étranger, 125 / 2009, 3, mai-juin, p.631-644.
- GRIENENBERGER-FASS M., Les filtres juridictionnels dans la question préalable en appréciation de
constitutionnalité, préfiguration d'un contrôle diffus de constitutionnalité ?, Issu de Petites affiches, numéro
spécial - n°212, date de parution : 23/10/2009, p. 24.
- Noëlle Lenoir, Une cour constitutionnelle française pour le XXIe siècle, article Publié le 19 mai 2009 à 13h34 -
Mis à jour le 19 mai 2009 à 13h34 :https://www.lemonde.fr/idees/article/2009/05/19/une-cour-
constitutionnelle-francaise-pour-le-xxie-siecle-par-noelle-lenoir_1195248_3232.html.
-Marthe Fatin-Rouge Stefanini. Le rôle du juge constitutionnel dans le filtrage des questions de
constitutionnalité : étudecomparée. In: Annuaire international de justice constitutionnelle, 27-2011, 2012.
Juges constitutionnels et Parlements – Leseffets des décisions des juridictionsconstitutionnelles. pp. 11-13;
https://www.persee.fr/doc/aijc_0995-3817_2012_num_27_2011_2441
Fichier pdf généré le 11/07/2018
-Marthe Fatin-Rouge Stéfanini, L’appréciation, par les Cours suprêmes, du caractère sérieux de la question de
constitutionnalité, E. Cartier, L. Gay, A. Viala (dir.), La QPC: Vers une culture constitutionnelle partagée, LGDJ,
Institut Universitaire Varennes, 2016, pp. 29-42. https://halshs.archives-ouvertes.fr/halshs-01463065v1
-Roblot-Troizier, Agnès. La QPC, le Conseil d'État et la Cour de cassation, Les Nouveaux Cahiers du Conseil
constitutionnel, vol. 40, no. 3, 2013, pp. 49-61.
- Savonitto, Florian. L'absence de double filtrage des questions prioritaires de constitutionnalité. Argument
pour sa suppression ? , Revue française de droit constitutionnel, vol. 93, no. 1, 2013, pp. 107-123.
DOI: 10.3917/rfdc.093.0107. URL : https://www.cairn.info/revue-francaise-de-droit-constitutionnel-2013-1-
page-107.htm

71 ‫ ألمانيا – برلين‬،‫ | المركز الديمقراطي العربي‬2020 ‫ يناير‬،‫ العدد الخامس‬،‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‬
‫تدبيرالجماعات الترابية للصفقات العمومية في املغرب‪:‬‬
‫"دراسة في مضامين تقريراملجلس الجهوي للحسابات لجهة الرباط سال القنيطرة‬
‫لسنة ‪"2017‬‬
‫أسماء القادري‬
‫جامعة محمد الخامس أكدال –الرباط‪ ،‬املغرب‪.‬‬

‫ملخص املقال‪:‬‬
‫تعتبر املجالس الجهوية للحسابات في املغرب محاكم مالية‪ ،‬تتولى م راقبة حسابات الجماعات الترابية وهيئا ها وكيفية‬
‫قيامها بتدبير شؤونها‪ ،‬من بين اختصاصها م راقبة التسيير واستخدام األموال العمومية الذي يشمل مختلف مناحي‬
‫التدبير‪ ،‬والتي ركزفمها املقال على االختالالت التي عرفها مجال الصفقات العمومية مابين ‪ 2009‬و‪ 2015‬املضمنة في التقرير‬
‫السنوي لسنة ‪ 2017‬من خالل نموذج املجلس الجهوي للحسابات لجهة الرباط سال القنيطرة‪ ².‬فمها املقال على االختالالت‬
‫التي عرفها مجال الصفقات العمومية مابين ‪ 2009‬و‪ 2015‬املضمنة في التقرير السنوي لسنة ‪ 2017‬من خالل نموذج‬
‫املجلس الجهوي للحسابات لجهة‬
‫ولدراسة هذا التقرير اعتمدت تقنية "تحليل املضمون" وقسمت املوضوع إلى محورين تناولت في املحور األول مالحظات‬
‫املجلس الجهوي للحسابات بينما خصصت املحورالثاني ألجوبة الجماعات الترابية وتوصيات املجلس الجهوي للحسابات‬
‫باعتبارهم العناصراألساسية للتقرير‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬تدبيرالجماعات الترابية‪ ،‬الرقابة املالية‪ ،‬الصفقات العمومية‪ ،‬املجالس الجهوية للحسابات‪ ،‬املحاكم‬
‫املالية‪.‬‬

‫‪the abstract of the article:‬‬


‫‪The regional accounts councils in Morocco are considered financial courts. The legislator‬‬
‫‪entrusted them with the task of controlling the accounts of local communities and their‬‬
‫‪bodies and how they managed their affairs. They assigned them a set of competencies to‬‬
‫‪carry out this role, among them the competence to monitor the management and use of‬‬
‫‪public funds, On the imbalances defined by the field of public transactions between 2009‬‬
‫‪and 2015 included in the annual report for 2017 through the model of the Regional‬‬
‫‪Council of Accounts in Rabat, Salé Kenitra.‬‬
‫‪For the study of this report, the technique of" content analysis" was adopted. The topic‬‬
‫‪was divided into two axes. The first topic dealt with the observations of the Regional‬‬
‫‪Council of Accounts, while the second was devoted to the answers of the territorial groups‬‬
‫‪and the recommendations of the Regional Council of Accounts.‬‬
‫‪Keywords:Financial Courts, Financial Control, Public Transactions, Regional Accounts‬‬
‫‪Councils, Territorial Community Management,‬‬

‫‪72‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫م ـقــدمــة‪:‬‬
‫أحـدثـت املجـالس الجهويـة للحس ـ ـ ـ ــابـات في املغرب بمقتح ـ ـ ـ ـ ى الفص ـ ـ ـ ــل ‪ 98‬من دس ـ ـ ـ ــتور ‪ ،1996‬وعهـد إلمهـا بمهمـة م راقبـة‬
‫حسابات الجماعات املحلية وهيئا ها وكيفية قيامها بتدبيرشؤونها‪ ،‬ونظمت اختصاصا ها وآليات عملها بمقتح ى القانون‬
‫رقم ‪ 62.99‬املتعلق بمدونة املحاكم املالية‪ ،i‬كما حدد النطاق الترابي لعمل كل مجلس من خالل املرس ـ ـ ــوم رقم ‪2.02.701‬‬
‫املتعلق بتحديد عدد املجالس الجهوية للحسابات وتسميتها ومقارها ودوائر اختصاصا ها‪.ii‬‬
‫وبص ـ ـ ــدوردس ـ ـ ــتورس ـ ـ ــنة ‪ ،2011‬عوض الفص ـ ـ ــل ‪ 98‬من دس ـ ـ ــتور‪ 1996‬بالفص ـ ـ ــل ‪ 149‬من الدس ـ ـ ــتورالجديد الذي أعطى‬
‫للجماعات املحلية بعدا ترابيا واس ـ ــتبدل تس ـ ــميتها بالجماعات الترابية‪ ،‬كما أن اعتماد املغرب للجهوية املوس ـ ــعة وإعادة‬
‫تقسـ ــيم التراب الوطني‪ ،‬أثرعلى دوائراختصـ ــاص املجالس الجهوية للحسـ ــابات الش ـ ـ يء الذي أدى إلى نقـ ــن املرسـ ــوم رقم‬
‫‪ 2.02.701‬السالف الذكر وتعويضه باملرسوم رقم ‪ iii 2.15.556‬منذ ‪ 5‬أكتوبر ‪.2015‬‬
‫إال أن هذا التعديل لم يؤثر على عمل ونطاق اختص ـ ـ ــاص املجلس الجهوي للحس ـ ـ ــابات الذي نحن بص ـ ـ ــدد دراس ـ ـ ــة دوره في‬
‫م راقبة تدبيرالجماعات الترابية للصـ ـ ــفقات العمومية من خالل تقريره لسـ ـ ــنة ‪ ،2017‬بل اسـ ـ ــتبدلت تسـ ـ ــميته فقط من‬
‫"املجلس الجهوي بالرباط" إلى "املجلس الجهوي لجهة الرباط ســال القنيطرة"‪ ،‬ذلك أن املرســوم رقم ‪ 2.15.10‬الصــادر في‬
‫‪20‬فبراير ‪ 2015‬قام بدمج جتهي" الرباط–سال–زمور‪-‬زعير" و"الغرب شراردة بني حسن "في جهة واحدة‪.‬‬
‫واعتمــاد املغرب لهــذه التقنيــة الرقــابيــة جــاء بعــد تبني الــدول املتقــدمــة لهــا‪ ،‬فظهور تقنيــات ومنــاهج حــديثــة للتــدقيق في‬
‫البلــدان املتقــدمــة يؤدي حتمــا بــالــدول النــاميــة إلى العمــل على تطبيقهــا وتكييفهــا مع بيئتهــا االقتص ـ ـ ـ ــاديــة واإلداريــة‪ ،iv‬ففي‬
‫فرنس ــا مثال ثم احداث الغرف الجهوية للحس ــابات س ــنة ‪ 1983‬وخولت مجموعة من االختص ــاص ــات على املس ــتوى املحلي‬
‫الهدف م ها تخفيض النفقات العمومية‪ v‬وقد استوحى م ها املغرب نموذجه للمحاكم املالية‪.‬‬
‫ولتمكين املجالس الجهوية للحس ـ ـ ــابات من أداء الدورالذي أحدثت من أجله‪ ،‬خولها املش ـ ـ ــرع من خالل املواد من ‪ 126‬إلى‬
‫‪ 126‬من القــانون رقم ‪ 62.99‬املتعلق بمــدونــة املحــاكم املــاليــة‪ ،‬مجموعــة من األدوات القــانونيــة تمك هــا من م راقبــة عمــل‬
‫الجماعات الترابية وهيئا ها‪ ،‬ممثلة في‪:‬‬
‫✓ التدقيق والبت في الحسابات‪.‬‬
‫✓ التأديب املتعلق بامليزانية و الشؤون املالية‪.‬‬
‫✓ م راقبة االجراءات املتعلقة بتنفيذ امليزانية‪.‬‬
‫✓ م راقبة التسييرواستخدام األموال العمومية‪.‬‬
‫و ما يعنينا في هذا املوض ــوع هو اختص ــاص م راقبة التس ــييرفي مجال الص ــفقات العمومية‪ ،‬الذي مارس ــه املجلس الجهوي‬
‫للحس ـ ــابات لجهة الرباط س ـ ــال القنيطرة على الجماعات الترابية والتي حددها التقريرفي خمس جماعات قروية هي عامر‬
‫السفلية‪ ،‬سيدي بويحيى الحجامة‪ ،‬صباح‪ ،‬بنمنصورو أم عزة)‪.‬‬
‫ولدراسة هذا املوضوع حددت االشكالية التالية‪:‬‬
‫" دراسـة رقابة املجلس الجهوي للحسـابات لجهة الرباط سـال القنيطرة على تدبيرالجماعات الترابية للصـفقات العمومية‬
‫التي شـ ـ ـ ــملها تقرير سـ ـ ـ ــنة ‪ 2007‬من خالل تحليل محتوى هذا التقريرودراسـ ـ ـ ــة عناصـ ـ ـ ــره مالحظات وتوصـ ـ ـ ــيات املجلس‬
‫الجهوي للحسـ ـ ـ ـ ــاب ــات وأجوب ــة الجم ــاع ــات الترابي ــة)‪ ،‬التي س ـ ـ ـ ــتمكنن ــا من معرف ــة أهمي ــة ه ــذه ا لي ــة الرق ــابي ــة في كش ـ ـ ـ ــف‬
‫االختالالت التي تعرفها الجماعات الترابية في تدبيرالصفقات واألسباب الكامنة وراءها"‪.‬‬
‫وملقاربة هذه االش ــكالية س ــأش ــتغل بتقنية "تحليل املض ــمون"‪ ،‬لكن ما املقص ــود بتقنية تحليل املض ــمون؟ وماهي األس ــس‬
‫التي تقوم علمها؟ وكيف يمكن تطبيقها على تقرير املجلس الجهوي للحسابات؟‬

‫‪73‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫هناك تعريفات عديدة لتقنية تحليل املضــمون اختلفت بالتطورالتاري ي و بالهدف املنشــود م ها‪ ،‬وعموما فهي تنقســم إلى‬
‫قسـمين أسـاسـين تحليل املضـمون الكمي وتحليل املضـمون النو ي‪ ،‬وما يعنينا في هذا املوضـوع هو تحليل املضـمون الكمي‬
‫الذي عرفه برلس ـ ــون ‪ " )Berelson‬بتقنية للبحث تقدم وص ـ ــفا موض ـ ــوعيا منهجيا وكميا للمض ـ ــمون الظاهر لالتص ـ ــاالت‬
‫بهدف تفس ــيرها"‪ ،vi‬واملقص ــود بأدوات االتص ــال هنا‪ ،‬كل أدوات االتص ــال اللغوية املس ــتعملة س ــواء كانت مكتوبة كالوثائق‬
‫الرسـ ــمية والكتب أو شـ ــفوية كاإلذاعة والتلفزيون أو نشـ ــاطات عمل قابلة للتحليل والتصـ ــنيف كتحليل اجتماع أو برنامج‬
‫عمل‪.‬‬
‫وفي تحليل مادلين غراويتز ‪ )Madeleine Grawitz‬لهذا التعريف‪ ،‬ترى أنه موضــو ي ألن تحليل أدوات االتصــال يتم وفق‬
‫ض ـ ــوابط وقواعد‪ ،‬الش ـ ـ يء الذي يجعل التحليالت املختلفة التي تدرس املحتوى نفس ـ ــه تعطي النتائج نفس ـ ــها‪ ،‬وهو م هجي‬
‫ألن املض ـ ــمون املراد دراس ـ ــته يكون منظما ويص ـ ــب في نفس الهدف‪ ،‬وكمي ألنه غالبا ما يعتمد على تعداد عناص ـ ــر محددة‬
‫وحساب تكرارها رغم أن هذا الشرط ليس ضروريا فهناك تحليالت كمية تدرس املوضوعات أكثرمن التقسيم‪.vii‬‬
‫ولتطبيق هـذه التقنيـة على تقرير املجلس الجهوي للحس ـ ـ ـ ــابـات‪ ،‬قمـت بعـد تحـديـد املـادة التي أريـد االش ـ ـ ـ ــتغـال علمهـا‪ ،‬وهي‬
‫املض ـ ـ ــمون املتعلق بتدبيرالجماعات الترابية ملجال الص ـ ـ ــفقات العمومية بتقس ـ ـ ــيم هذا املض ـ ـ ــمون إلى ثالث وحدات هي‪:‬‬
‫مالحظات املجلس الجهوي للحس ــابات‪ ،‬أجوبة الجماعات الترابية و توص ــيات املجلس الجهوي للحس ــابات‪ ،‬وقمت بتعداد‬
‫تكرارعناصرها و مضمونه من خالل تقسيم املوضوع إلى محورين‪:‬‬
‫املحوراألول‪ :‬مالحظات املجلس الجهوي للحسابات بين الخروقات القانونية وسوء التدبير‪.‬‬
‫املحورالثاني‪ :‬آليات تحديث الرقابة‪ :‬أجوبة الجماعات الترابية وتوصيات املجلس الجهوي للحسابات‪.‬‬

‫املحوراألول‪ :‬مالحظات املجلس الجهوي للحسابات بين الخروقات القانونية وسوء التدبير‬
‫قدم املجلس الجهوي لجهة الرباط سـ ــال القنيطرة في إطاراالختصـ ــاصـ ــات املسـ ــندة إليه بمقتح ـ ـ ى املادة ‪ 147‬من القانون‬
‫رقم ‪ 62.99‬املتعلق بمدونة املحاكم املالية‪ ،‬مجموعة من املالحظات هم تسييرالجماعات الترابية التالية‪ :‬عامرالسفلية‪،‬‬
‫ســيدي يحيى الحجامة‪ ،‬صــباح‪ ،‬بنمصــورو أم عزة للشــأن املحلي مابين ‪ 2009‬و‪ 2015‬تم نشــرها في التقريرالســنوي ألشــغال‬
‫املجلس األعلى للحسابا سنة ‪.2017‬‬
‫ومن خالل االشتغال على هذا التقرير وفق تقنية "تحليل املضمون"‪ ،‬صنفت املالحظات‪/‬االختالالت إلى صنفين‪:‬‬
‫مالحظات قانونية خرق فمها مسيرو الجماعات الترابية مقتضيات قانونية‪.‬‬
‫مالحظات تدبيرية لم يخرقوا فمها أي نص قانوني لك هم خالفوا قواعد حسن التدبير‪.‬‬
‫أوال‪ :‬اخلروقات القانونية للجماعات الرتابية يف تدبري الصفقات العمومية‬
‫تخض ــع الص ــفقات العمومية املبرمة من طرف الجماعات الترابية ما بين ‪ 2009‬و‪ 2015‬في ابرامها وتحديد أش ــكالها حس ــب‬
‫فترة ابرامها إلى املرس ـ ـ ــوم رقم ‪ 2.06.388‬الص ـ ـ ــادرفي ‪ 5‬فبراير‪ viii2007‬الذي ل س ـ ـ ــارية املفعول إلى غاية س ـ ـ ــنة ‪ ، 2013‬و‬
‫املرسوم رقم ‪ 2.12.349‬الصادرفي ‪ 20‬مارس ‪ ix2013‬الذي نقن املرسوم السابق‪.‬‬
‫وإبرام وتنفيذ الص ــفقات العمومية يجب أن يحترم إلى جانب هذا املرس ــوم باقي القوانين واألنظمة املنظمة للش ــأن املحلي‬
‫و دفاتر تحمالت الص ـ ـ ــفقات العمومية التي تتألف من دفاتر الش ـ ـ ــروط االدارية العامة ودفاتر الش ـ ـ ــروط املش ـ ـ ــتركة ودفاتر‬
‫الشروط الخاصة‪.x‬‬
‫وقد عرفت الجماعات الترابية الخاض ــعة لرقابة املجلس الجهوي للحس ــابات لجهة الرباط س ــال القنيطرة‪ ،‬عدة اختالالت‬
‫قانونية في تدبيرها للصــفقات العمومية املبرمة مابين ‪ 2009‬و ‪ 2015‬خرقت من خاللها جملة من الق وانين رصــدها وقدمها‬
‫املجلس الجهوي للحسابات في تقريره الصادرسنة ‪.2017‬‬

‫‪74‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫فماهي االختالالت القانونية التي رصدها املجلس الجهوي للحسابات في مجال الصفقات العمومية؟‬
‫وماهي املقتضيات القانونية التي خرقتها الجماعات الترابية؟‬
‫الحظ املجلس الجهوي للحس ــابات أن الجماعات الت رابية التي خض ــعت لرقابته خرقت قوانين عديدة في مختلف املراحل‬
‫التي تمر م هـا الص ـ ـ ـ ــفقـات العموميـة‪ ،‬بـدأ بمرحلـة برمجـة املش ـ ـ ـ ــاريع في ميزانيـات الجمـاعـات مرورا بمرحلـة االبرام والتنفيذ‬
‫ووصوال إلى مرحلة التسلم و الضمانات‪.‬‬
‫ففيما يتعلق ببرمجة املش ـ ــاريع في امليزانية الحظ املجلس الجهوي للحس ـ ــابات أن الجماعات ال ترتكزفي برمجة مش ـ ــاريعها‬
‫على رؤية اس ــتراتيجية مبنية على تقييم قبلي للحاجيات تتم ترجمتها في برامج متعددة الس ــنوات وفق ما تنص عليه املادة‬
‫‪ 14‬من املرس ــوم رقم ‪ 1.09.02‬املتعلق بالتنظيم املالي للجماعات املحلية ومجموعا ها‪ xi‬مما س ــيجعل نظر ها للمش ــاريع آنية‬
‫و دون تحديد لألولويات‪.‬‬
‫ورص ـ ـ ــد املجلس الجهوي للحس ـ ـ ــابات أيض ـ ـ ــا اختالالت تتعلق بالدراس ـ ـ ــات القبلية للمش ـ ـ ــاريع حيث تبين له أن الجماعات‬
‫تتعـاقـد مع مكـاتـب للـدراس ـ ـ ـ ــات غيرمعتمـدة من طرف وزارة التجهيزوالنقـل واللوجس ـ ـ ـ ــتيـك‪ ،‬وهو مـا يخـالف مقتض ـ ـ ـ ـيـات‬
‫املرســوم رقم ‪ 2.98.984‬املتعلق بنظام اعتماد األ ــخاص الطبيعيين و املعنويين القائمين بأعمال الدراســات واإلشــراف‬
‫على املشاريع ألجل إبرام بعض صفقات الخدمات لحساب الدولة‪.‬‬
‫وفي مرحلة ابرام الص ـ ـ ـ ــفقات الحظ أن الجماعات الترابية ال تحترم املقتض ـ ـ ـ ــيات القانونية املتعلقة بكل من االعمال عن‬
‫طريق س ـ ــندات الطلب و مس ـ ــطرة طلب العروض‪ ،‬ففيما يتعلق بس ـ ــندات الطلب تبين له أن الجماعات ال تحترام مس ـ ــطرة‬
‫املنافس ـ ــة‪ ،‬كما ال تبعث بطلبات االس ـ ــتش ـ ــارة لدعوة املتنافس ـ ــين الى تقديم عروض األثمان‪ ،‬بل غالبا ما تتواص ـ ــل بش ـ ــكل‬
‫مباش ــرمع املقاولين‪ ،‬مخالفة بذلك الفقرة الرابعة من املادة ‪ 75‬من مرس ــوم ‪ 5‬فبراير‪ 2007‬تقابها املادة ‪ 88‬من مرس ــوم‬
‫‪ 20‬مارس ‪ ) 2013‬التي جاء فمها " تخضــع األعمال موضــوع ســندات الطلب الى منافســة مســبقة ماعدا إذا اســتحال اللجوء‬
‫المها أو كانت تتعارض مع العمل ‪ .‬ويلزم صــاحب املشــروع لهذه الغاية باســتشــارة كتابة ثالثة متنافســين على األقل وبتقديم‬
‫ثالثة بيانات مختلفة لألثمنة"‪.‬‬
‫أما بخص ـ ــوص الص ـ ــفقات املبرمة وفق مس ـ ــطرة طلب العروض‪ ،‬فقد س ـ ــجل املجلس الجهوي للحس ـ ــابات الى جانب اخالل‬
‫الجماعات بشـ رط املنافس ــة املنص ــوص عليه في املادة ‪ 4‬من مرس ــوم ‪ 5‬فبراير‪ 2007‬املادة ‪ 5‬من مرس ــوم ‪ 20‬مارس ‪)2013‬‬
‫خرقهـا للمقتض ـ ـ ـ ـيـات املتعلقـة بطلـب تعليـل أفض ـ ـ ـ ــل عرض ذو ثمن أحـادي مفرط الـذي يتجـاوزب ‪ %25‬املعـدل الحس ـ ـ ـ ــابي‬
‫التقــديري للدارة‪ ،xii‬رغم أن املــادة ‪ 40‬من القــانون الس ـ ـ ـ ــالف الــذكر تعتبر العرض مفرطــا اذا كــان يزيــد بــأكثر من ‪ %25‬عن‬
‫املعدل الحســابي الناتج عن الثمن التقديري الذي وضــعه صــاحب املشــروع ومعدل العروض املالية للمتنافســين ا خرين‪،‬‬
‫وتلزم لجن ــة طل ــب العروض في ح ــال ــة مالحظ ــة أن أح ــد األثم ــان األح ــادي ــة أو ع ــدد م ه ــا الواردة في ج ــدول االثم ــان أو البي ــان‬
‫التقديري املفصل أو فمهما معا‪ ،‬املتعلق بالعرض األفضل املفرط على أساس املقياس السابق بدعوة املتعهد املعني لتبرير‬
‫هــذا الثمن أو اس ـ ـ ـ ـنــاد دراس ـ ـ ـ ــة هــذا الثمن الى لجنــة فرعيــة تقنيــة‪ ،‬لتقرر في األخيرقبول أو رفض العرض املــذكوربنــاء على‬
‫التقرير الذي وضعته اللجنة الفرعية تحت مسؤوليتها‪.‬‬
‫وكون الص ـ ـ ــفقات العمومية تدخل ض ـ ـ ــمن نفقات االس ـ ـ ــتثمارللجماعات الترابية‪ ،‬فهي تخض ـ ـ ــع لقواعد االلتزام والتنفيذ‬
‫املطبقة على امليزانية املحلية والتي ينظمها املرس ـ ـ ــوم رقم ‪ 2.09.441‬املتعلق باملحاس ـ ـ ــبة العمومية املطبق على الجماعات‬
‫املحلية‪ ،xiii‬لكن املجلس الجهوي للحس ـ ـ ــابات س ـ ـ ــجل خرق الجماعات لبعض مواد هذا املرس ـ ـ ــوم من خالل اس ـ ـ ــتفاد ها في‬
‫بعض الحاالت من أش ـ ـ ـ ــغال و توريدات وخدمات دون التأكد من وجود االعتمادات الض ـ ـ ـ ــرورية‪ ،‬وأداء نفقات قبل تس ـ ـ ـ ــلم‬
‫الطلبيات في حاالت أخرى‪ ،‬لتقوم بتس ـ ــوية الوض ـ ــعية فيما بعد‪،‬الش ـ ـ يء الذي يش ـ ــكل خرقا للمادتين ‪ 49‬و ‪ 67‬من مرس ـ ــوم‬
‫املحاسبة السالف الذكر‪.‬‬

‫‪75‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫كما ســجل عدم احترم الجماعات للمســطرة املتعلقة بضــبط بعض املقتنيات حيث أن فواتيرالعديد من ســندات الطلب‬
‫املتعلقة باقتناء قطع الغيار وص ــيانة العربات ال تش ــير إلى رقم لوحة الس ــيارة موض ــوع الص ــيانة أو اإلص ــالح‪ ،‬وذلك خالفا‬
‫ملقتضيات قرار وزير املالية املؤرخ في ‪ 19‬ماي ‪ 1993‬املحدد لقائمة املستندات املثبتة ملداخيل ونفقات الجماعات املحلية‬
‫وهيئا ها‪.‬‬
‫وأثناء تنفيذ املش ــاريع موض ــوع الص ــفقات املبرمة الحظ املجلس الجهوي للحس ــابات أن احدى الجماعات الترابية لم تقم‬
‫بـرخض ـ ـ ـ ــاع تص ـ ـ ـ ــاميم البنـاء ملس ـ ـ ـ ــطرة التراخيص القـانونيـة املنص ـ ـ ـ ــوص علمهـا في املـادة ‪ 32‬من القـانون رقم ‪ 12.90‬املتعلق‬
‫بالتعمير‪.‬‬
‫كما الحظ أن املتعاقدين مع الجماعات الترابية ال يحترمون املقتض ـ ــيات املنص ـ ــوص علمها في دفاتر التحمالت خص ـ ــوص ـ ــا‬
‫دفاترالش ـ ــروط الخاص ـ ــة ودفترالش ـ ــروط االدارية العامة املطبق على ص ـ ــفقات األش ـ ــغال‪ ،‬ففيما يتعلق بدفاترالش ـ ــروط‬
‫الخاصـ ــة‪ ،‬فقد سـ ــجل املجلس الجهوي للحسـ ــابات حاالت عديدة لعدم قيام املقاولين بأشـ ــغال منصـ ــوص علمها أو أنها لم‬
‫تنجز وفق املوصفات التقنية أو الكميات املحددة‪.‬‬
‫أما بخص ـ ــوص مقتض ـ ــيات دفترالش ـ ــروط اإلدارية العامة املتعلق بص ـ ــفقات األش ـ ــغال فمن بين الخروقات القانونية التي‬
‫ســجلها املجلس الجهوي للحســابات نجد حاالت لعدم التقيد باملقتضــيات املتعلقة بالزيادة في حجم األشــغال واملنصــوص‬
‫علمه ــا في امل ــادة ‪ ،52‬كم ــا س ـ ـ ـ ـج ــل خروق ــات تتعلق ب ــانج ــاز ج ــداول املنجزات التي الحظ أنه ــا ال تعكس الكمي ــات املنف ــذة من‬
‫األش ـ ـ ـ ـغــال‪ ،‬رغم أن املــادة ‪ 56‬من نفس القــانون تؤكــد أن جــداول املنجزات يجــب أن تعــد انطالقــا من املعــاينــة التي تتم في‬
‫الورش للعناصر الكيفية والكمية املتعلقة باألشغال املنفذة والتموينات املنجزة‪.‬‬
‫وخالل مرحلة تس ــلم األش ــغال تبين للمجلس الجهوي للحس ــابات وجود محاض ــرلتس ــلم األش ــغال بتاريخ س ــابق على ال هاية‬
‫الفعلية لألشـغال‪ ،‬وهو مايخالف الفقرة األولى من املادة ‪ 65‬من دفترالشـروط االدارية املطبق على صـفقات األشـغال التي‬
‫تنص على أنه "ال يتم تس ـ ــلم املنش ـ ــدت إال بعد اخض ـ ــاعها على نفقة املقاول لعمليات امل راقبة املتعلقة بمطابقة األش ـ ــغال‬
‫ملجموع التزامات الصفقة‪ ،‬السيما املواصفات التقنية"‪.‬‬
‫وفي حالة هورعيوب باملنشــأة ســواء بعد التســليم املؤقت أو ال هائي‪ ،‬ال تقوم الجماعات بمطالبة املقاول برصــالحها طبقا‬
‫ألح ـكـام املــادتين ‪ 67‬و‪ 68‬من نفس القــانون‪ ،‬بــل تلجــأ إلى اص ـ ـ ـ ــالح هــذه العيوب على نفقتهــا رغم أن هــذه الفترة مش ـ ـ ـ ــمولــة‬
‫بالضمان املؤقت أو ال هائي‪ ،‬الذي يلتزم فيه املقاول برصالح العيوب‪.‬‬
‫وملعرفة أكثرالقوانين التي تخرق من طرف الجماعات الترابية في مجال الص ـ ـ ــفقات العمومية قمت بتص ـ ـ ــنيف وإحص ـ ـ ــاء‬
‫الخروقات القانونية السابقة وتركي ها في املبيان التالي‪:‬‬

‫‪76‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫مبيان تركييب يبني القوانني اليت مت خرقها من طرف اجلماعات الرتابية اخلاضعة لرقابة اجمللس اجلهوي للرابط‪ ،‬من‬
‫خالل تقرير ‪.2015‬‬

‫القوانين التي تم خرقها‬


‫دفاتر التحمالت‬

‫‪2% 2%‬‬ ‫‪2%‬‬ ‫مرسوم ابرام الصفقات العمومية‬


‫‪4% 2%‬‬

‫‪6%‬‬ ‫مرسوم المحاسبة العمومية‬

‫مرسوم التنظيم المالي‬


‫‪21%‬‬
‫‪61%‬‬
‫قانون التعمير‬

‫مرسوم نظام اعتماد االشخاص‬


‫القائمين باعمال الدراسات واالشراف‬
‫قرار وزير المالية‬

‫اتفاقية الشراكة‬

‫يتضح من خالل هذا املبيان أن أكثراالختالالت القانونية للجماعات الترابية مرتبطة بدفاترالتحمالت بنسبة تصل إلى ‪61‬‬
‫‪ ،%‬تلمها الخروقات القانونية ملقتضيات مرسوم ابرام الصفقات العمومية بنسبة ‪ ،% 21‬تم باقي القوانين بنسب ضعيفة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مظاهرسوء تدبيرالجماعات الترابية للصفقات العمومية‬
‫تتميزرقابة املجالس الجهوية للحسـابات بأنها رقابة شـاملة‪ ،‬تتجاوزالنصـوص القانونية لتطال ماهو تدبيري محض‪ ،‬حيث‬
‫أن املادة ‪ 147‬من القانون رقم ‪ 62.99‬املتعلق بمدونة املحاكم املالية تنص على أن " املجلس الجهوي للحس ـ ـ ـ ــابات ي راقب‬
‫عمل األجهزة الخاض ــعة لرقابته من حيث الكيف ويدلي عند االقتض ــاء باقتراحات حول الوس ــائل الكفيلة بتحس ــين طرقه‬
‫والزيادة في فعاليته ومردوديته"‪.‬‬
‫كم ــا يت ــأك ــد من أن األنظم ــة واإلجراءات املطبق ــة داخ ــل األجهزة الخ ــاض ـ ـ ـ ـع ــة لرق ــابت ــه تض ـ ـ ـ ــمن التس ـ ـ ـ ــيير األمث ــل ملوارده ــا‬
‫واس ـ ــتخداما ها وحماية ممتلكا ها وتق ـ ــجيل كافة العمليات املنجزة‪ ،‬ومن هذا املنطلق رص ـ ــد املجلس الجهوي للحس ـ ــابات‬
‫لجهـة الربـاط س ـ ـ ـ ــال القنيطرة عـدة اختالالت في تـدبيرالجمـاعـات الترابيـة التي خض ـ ـ ـ ـعـت لرقـابتـه‪ ،‬لم تخرق فمهـا أي قـاعـدة‬
‫قانونية إال أنها أخلت بقواعد حسن التدبير‪.‬‬
‫فما هي قواعد حسن التدبيرالتي خالفتها الجماعات الترابية من منظوراملجلس الجهوي للحسابات؟‬
‫على الرغم من أهمية الص ـ ـ ـ ــفقات العمومية في حص ـ ـ ـ ــول الجماعات الترابية على حاجيا ها من األش ـ ـ ـ ــغال أو التوريدات أو‬
‫الخدمات‪ ،‬اال أن املجلس الجهوي للحسابات رصد اختالالت في تدبيرها ابتداءا من تحديد الحاجيات الى تسلم واستغالل‬
‫املشاريع‪.‬‬
‫ففي مرحلة تحديد االحاجيات قص ــد ابرام ص ــفقات بش ــأنها‪ ،‬الحظ املجلس الجهوي للحس ــابات أن الجماعات الترابية ال‬
‫تش ــرك أو تتش ــاورمع الجهات و الفاعلين أو الس ــكان الذين يدخل املش ــروع موض ــوع الص ــفقة ض ــمن اهتماما هم مما يفوت‬
‫على الجماعات الترابية فرصة االستفادة من خبرا هم ودعمهم التقني واملادي واملعلومات التي يتوفرون علمها‪.‬‬

‫‪77‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫وعدم اس ــتش ــارة الس ــكان قبل تحديد املش ــاريع دفعهم في بعض الحاالت إلى عرقلة تنفيذ بعض املش ــاريع و رفض اس ــتغالل‬
‫البعض األخرالعتبارهم أن تلك املشــاريع ال تعكس حاجيا هم الحقيقية أو أنها لم تنجزكما يجب‪ ،‬وهذه الســلوكات أدت في‬
‫بعض الحاالت الى توقف مستمر لألشغال وبالتالي التأخر في التنفيذ وارتفاع التكلفة‪.‬‬
‫وألن من قواعد حسـن التدبيرأيضـا في ابرام الصـفقات العمومية االسـتفادة من أفضـل العروض بأثمنة اقتصـادية الشـ يء‬
‫الذي يتأتى من خالل فتا مجال املنافس ـ ـ ـ ــة بين جميع املش ـ ـ ـ ــاركين املحتملين‪ ،‬فقد عاب املجلس الجهوي للحس ـ ـ ـ ــابات على‬
‫احدى الجماعات انجازها ألشـغال عن طريق سـندات الطلب رغم أن قيمة األشـغال لم تتجاوزالسـقف النصـوص عليه في‬
‫املادة ‪ 75‬من مرس ـ ـ ــوم ‪ 5‬فبراير‪ ،2007‬واعتبرأن ابرامها للص ـ ـ ــفقة وفق مس ـ ـ ــطرة طلب العروض كان س ـ ـ ــيفتا الباب أمام‬
‫متنافسين أكثرمما سيمنا الجماعة فرصة االستفادة من عروض منخفضة التكلفة‪.‬‬
‫أما بخص ـ ـ ــوص الدراس ـ ـ ــات القبلية‪ ،‬فقد تبين للمجلس الجهوي للحس ـ ـ ــابات أن ض ـ ـ ــعف بعض الدراس ـ ـ ــات القبلية النجاز‬
‫املشاريع انعكس سلبا على جودة هذه املشاريع و جاهزية املنشدت لالستعمال من بي ها حالة لجماعة اسندت مهمة اعداد‬
‫الدراس ـ ـ ــة الطبوغ رافية لبناء مجمع وتحديد مواص ـ ـ ــفاته ومقاييس تجهيزات تص ـ ـ ــريف املياه وإعداد تص ـ ـ ــاميم االنجازالى‬
‫مكتب للدراس ـ ـ ـ ــات التقنية‪ ،‬لكن بعد معاينة املجلس الجهوي للحس ـ ـ ـ ــابات لوض ـ ـ ـ ــعية املجمع بعد تس ـ ـ ـ ــليمه الحظ أنه جد‬
‫منخفض ـ ــة مقارنة مع قناة الص ـ ــرف‪ ،‬وأن قناة تص ـ ــريف املياه غيرص ـ ــالحة لالس ـ ــتعمال نظرا لعدم انجازمنافذ للماء وأن‬
‫وضعها مرتفع مقارنة مع جنبات الطريق‪.‬‬
‫كما س ـ ــجل املجلس الجهوي للحس ـ ــابات س ـ ــوء تتبع الجماعات الترابية لتنفيذ املش ـ ــاريع من خالل اهمالها ملس ـ ــك الوثائق‬
‫املتعلقة بالصفقات‪ ،‬حيث يتم مسك دفاتراألوراش املتعلقة باملشاريع املنجزة بطريقة غيرمضبوطة ومحاضراجتماعات‬
‫األوراش ال تتضمن جميع املعلومات والتحترم الترتيب الرقمي والزمني‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بتدبيرالنفقات فقد سـجل املجلس الجهوي للحسـابات أن الجماعات الترابية التحرص على الحفا على‬
‫املال العام واالقتص ـ ــاد في النفقات من خالل عدة ممارس ـ ــات من بي ها حالة إلبرام ص ـ ــفقة قص ـ ــد إتمام اش ـ ــغال اض ـ ــافية‬
‫بمبلغ يتجـاوزبكثيراملبلغ املحـدد مس ـ ـ ـ ــبقـا من طرف املهنـدس املعمـاري‪ ،‬وحـالـة أخرى لجمـاعـة رفعـت من القيمـة التقـديريـة‬
‫ألحد املش ـ ــاريع بنس ـ ــبة ‪ % 54‬رغم تبنمها لنفس التص ـ ــاميم املعمارية‪ ،‬باالض ـ ــافة الى ممارس ـ ــات أخرى كاملبالغة في النفقات‬
‫املتعلق ــة ب ــالتزود ب ــالوقود والزيوت وتكرار نفق ــات اص ـ ـ ـ ــالح تجهيزات الكتروني ــة رغم أن وض ـ ـ ـ ــعي ــة ه ــذه التجهيزات تتطل ــب‬
‫االستبدال عوض االصالح‪.‬‬
‫وتتميزهذه االختالالت بعدم اس ـ ـ ـ ــتناد املجلس الجهوي للحس ـ ـ ـ ــابات في تقييمها على أس ـ ـ ـ ــس واض ـ ـ ـ ــحة على غراراالختالالت‬
‫القــانونيــة‪ ،‬لك هــا ترتكز على مبــادئ تــدبيريــة م هــا الح ـكـامــة والش ـ ـ ـ ـفــافيــة واملس ـ ـ ـ ــاواة في التعــامــل مع املتعهــدين ‪ ...‬وتطبيقهــا‬
‫سيمكن من تخليق االدارة املحلية و النزاهة في املعامالت والحفا على املال العام‪.‬‬
‫وللوقوف على حجم االختالالت املتعلقة بس ـ ـ ــوء التدبيرمن مجموع االختالالت التي رص ـ ـ ــدها املجلس الجهوي للحس ـ ـ ــابات‬
‫اعددت املبيان التالي‪:‬‬

‫‪78‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫االختالالت المرصودة‬
‫االختالالت القانونية‬ ‫االختالالت التدبيرية‬

‫‪38%‬‬

‫‪62%‬‬

‫يوضح هذا املبيان أن جل االختالالت التي رصدها املجلس الجهوي للحسابات هي اختالالت قانونية بنسبة تصل إلى ‪62‬‬
‫‪ ،%‬وأن االختالالت التدبيرية ال تتجاوز ‪ ،% 38‬وقد تكون هذه النسب مقبولة ألن عمل الجماعات الترابية مؤطر في جل‬
‫جوانبه بالنصوص القانونية‪ ،‬كما قد تكون راجعة لعدم وضوح معاييرتصنيف االختالالت التدبيرية‪.‬‬

‫املحور الثاني‪:‬آليات تحديث الرقابة‪ :‬أجوبة الجماعات الترابية وتوصيات املجلس الجهوي‬
‫للحسابات‪.‬‬
‫تقوم رقــابـ ة املجلس الجهوي للحس ـ ـ ـ ــابــات ‪-‬إلى جــانــب التــأكــد من تس ـ ـ ـ ــيير الجمــاعــات الترابيــة لش ـ ـ ـ ــؤونهــا وفق الض ـ ـ ـ ــوابط‬
‫القانونية‪ ،‬وبأفضـ ـ ــل الوسـ ـ ــائل والطرق‪ -‬على حق الجماعات الترابية في الرد على املالحظات املقـ ـ ــجلة في حقها‪ ،‬من خالل‬
‫أجوبة كتابية ترفعها إلى املجلس الجهوي للحســابات‪ ،‬الذي يقوم بدوره ‪-‬بعد تحديد أســباب االختالالت‪ -‬بتقديم توصــيات‬
‫يسعى من خاللها إلى توجيه الجماعات لتجنب تكرارنفس االختالالت‪.‬‬
‫فبماذا أجابت الجماعات الترابية على مالحظات املجلس الجهوي للحسابات؟‬
‫وماهي التوصيات التي قدمها املجلس الجهوي للحسابات ؟‬
‫أوال‪ :‬أجوبة الجماعات الترابية‪ :‬بين االقراربالخروقات ونفي املسؤولية‬
‫يالحظ من خالل تحليـل األجوبـة التي تقـدمـت بهـا الجمـاعـات الترابيـة أن بعض ـ ـ ـ ـهـا يؤكـد ص ـ ـ ـ ـحـة االختالالت التي رص ـ ـ ـ ــدهـا‬
‫املجلس الجهوي للحس ـ ـ ـ ــابـات مع تقـديم املبررات واالكراهـات التي دفعـت بـالجمـاعـات الى تلـك املمـارس ـ ـ ـ ــات‪ ،‬والبعض األخر‬
‫ينفي صحة تلك االختالالت من خالل عرض حيايات وتوضيحات غابت عن املجلس الجهوي للحسابات‪.‬‬
‫وهذه األجوبة عموما لم تتطرق إلى جميع املالحظات‪ ،‬بل اكتفت كل جماعة في الغالب باالجابة باقتض ـ ــاب على جزء يس ـ ــير‬
‫من هذه املالحظات‪.‬‬

‫‪79‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫ففيما يتعلق بعدم احترام قواعد االلتزام بالنفقات وابرام صـفقات وسـندات طلب دون اخضـاعها للمنافسـة أو اسـتشـارة‬
‫املتنـافس ـ ـ ـ ــين‪ ،‬أجـابـت جمـاعـة واحـدة مقرة ب ـ ـ ـ ـحـة هـذه املالحظـات و مؤكـدة أنهـا ش ـ ـ ـ ــرعـت في تـدبيرنفقـا هـا وفق توجمهـات‬
‫ومالحظات املجلس الجهوي للحسابات‪.‬‬
‫وبخص ـ ـ ـ ــوص طلـب تعليـل أفض ـ ـ ـ ــل عرض ذو ثمن أحـادي مفرط‪ ،‬فقـد اعتبرت الجمـاعـة املعنيـة أنهـا غيرمس ـ ـ ـ ــؤولـة عن هـذا‬
‫الخرق القانوني‪ ،‬ذلك أن ملف املتنافس ــين على الص ــفقة و محض ــرلجنة فتا األ رفة تم ارس ــالهما الى مص ــالح الوالية التي‬
‫صادقت علمهم دون ابداء أي مالحظة‪.‬‬
‫أما املالحظات املتعلقة بدفاترالتحمالت‪ ،‬فقد أكدت الجماعات احترامها ملقتضـيات دفاترالشـروط الخاصـة‪ ،‬وأن حاالت‬
‫عدم مطابقة األش ـ ـ ــغال املنفذة للمواص ـ ـ ــفات املحدد التي س ـ ـ ــجلها املجلس الجهوي للحس ـ ـ ــابات‪ ،‬هي أض ـ ـ ــرار هرت بفعل‬
‫عوامـل طبيعيـة كـاألمطـار ونوعيـة التربـة أو بفعـل تعرض ـ ـ ـ ـهـا للتالف من طرف الس ـ ـ ـ ـكـان‪ ،‬أمـا عن الحـاالت التي تتعلق بعـدم‬
‫القيام ببعض األشـغال كحالة عدم هدم طاولة لبيع اللحوم برحدى املجازرفبررته الجماعة املعنية بأن عملية الهدم قبل‬
‫تسلم األشغال من شأنه أن يحرك الجمعيات املهنية العاملة في القطاع ضد الجماعة‪ ،‬لذا ارتأت تأجيلها‪.‬‬
‫وبخصـوص دفترالشـروط اإلدارية العامة املتعلق بصـفقات األشـغال فالجماعات تبرئ نفسـها من مسـؤولية اعداد جداول‬
‫منجزات ال تعكس الكميات املنفذة فعال من األش ـ ـ ــغال‪ ،‬معتبرة أنها مس ـ ـ ــؤولية املهندس املعماري ألن الجماعات تعاني من‬
‫خصـاص في األطرالتقنية املؤهلة ملثل هذه العمليات‪ ،‬كما ارتأت احدى الجماعات لتفادي مثل هذه االختالالت مسـتقبال‬
‫اعمال مسطرة االشراف املنتدب على تنفيذ املشاريع‪.‬‬
‫أما االختالالت املتعلقة بعدم احترام مقتض ـ ــيات املادتين ‪ 67‬و‪ 68‬من دفترالش ـ ــروط اإلدارية العامة املطبق على ص ـ ــفقات‬
‫األشـ ـ ــغال فقد أكدت إحدى الجماعات أن الشـ ـ ــركة صـ ـ ــاحبة املشـ ـ ــروع قد تكلفت على نفقتها برصـ ـ ــالح العيوب املشـ ـ ــمولة‬
‫بالض ــمانات التعاقدية لك ها لم تطبق مقتض ــيات املادتين ‪ 67‬و‪ 68‬ألنها تجدها ص ــعبة ومعقدة‪ ،‬فيما أكدت جماعة أخرى‬
‫أنها راسـ ــلت املهندس املعماري إلصـ ــالح عيوب هرت بعد التسـ ــليم ال هائي‪ ،‬لكن دون جدوى الش ـ ـ يء الذي دفعها الى انجاز‬
‫أشغال اإلصالح عن طريق سند للطلب على نفقتها من أجل درئ أي ضررمضاعف‪.‬‬
‫أما في ردها على االختالالت التدبيرية‪ ،‬فقد وضــحت الجماعات أن ولوج عدد محدود من املقاوالت للمشــاريع الجماعية‪ ،‬ال‬
‫يرجع لتقصـ ــيرها وإنما لعوامل مرتبطة باملقاوالت‪ ،‬أما عن ضـ ــعف تتبع الجماعات لتنفيذ املشـ ــاريع فقد عزته الجماعات‬
‫الى عدم توفرها على األطر التقنية املؤهلة في مجال الصفقات العمومية‪.‬‬
‫وبخص ـ ـ ـ ــوص الحفــا على املـال العــام‪ ،‬فقــد بررت الجمــاعـات املعنيــة املالحظــات املتعلقــة بهــذا الش ـ ـ ـ ــأن من خالل تقــديم‬
‫االكراهـات التي تواجههـا‪ ،‬ففيمـا يتعلق بـاملبـالغـة في نفقـات الوقود والزيوت وقطع الغيـاربررت الجمـاعـة املعنيـة ذلـك بقـدم‬
‫و إهتراء آليا ها الش يء الذي يجعلها تتطلب كميات كبيرة من الوقود والزيوت و إصالحات متكررة‪.‬‬
‫كمـا خـالفـت املجلس الجهوي للحس ـ ـ ـ ــابـات في بعض الحـاالت‪ ،‬كـالحـالـة التي رأى فمهـا أن إحـدى الجمـاعـات بـالغـت في نفقـات‬
‫تس ـ ــوية أرض النجازمش ـ ــروع‪ ،‬حيث أكدت أنها اعتمدت األثمنة املعمول بها و اكدت أن املبلغ املحدد يت وافق مع املس ـ ــاحة‬
‫االجمالية التي تشملها األشغال‪.‬‬
‫و نالحظ من خالل هذه األجوبة أن خض ــوع نفقات التجهيزمل راقبة س ــلطات الوص ــاية‪ ،‬على عكس نفقات التس ــييرالعادية‬
‫التي ال تخض ــع في العادة للتدخل الرقابي لس ــلطات الوص ــاية اإل في حاالت اس ــتانائية‪ ،xiv‬جعل الجماعات الترابية تتملص‬
‫من املسؤولية عن الخروقات املسطرية لقواعد ابرام الصفقات و تحملها للجهة التي صادقت دون ابداء أية مالحظة‪.‬‬
‫كمـا نالحظ أن الجمـاعـات تخلط بين األض ـ ـ ـ ــرارالتي يمكن أن تظهر بفعـل اكراهـات يص ـ ـ ـ ـعـب التنبؤ بهـا وس ـ ـ ـ ــوء الـدراس ـ ـ ـ ــات‬
‫القبلي ــة املنجزة‪ ،‬ف ــالعوام ــل الطبيعي ــة األمط ــار‪ ،‬الترب ــة‪)...‬أو تقب ــل الس ـ ـ ـ ـ ـك ان لألش ـ ـ ـ ـغ ــال يج ــب أن ي ــأخ ــد بعين االعتب ــار في‬
‫الدراسات القبلية ‪.‬‬

‫‪80‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫أمـا بخص ـ ـ ـ ــوص املوارد البش ـ ـ ـ ــريـة العـاملـة بـالجمـاعـات الترابيـة‪ ،‬فيالحظ أنهـا غيرمؤهلـة لتـدبيرمجـال معقـد كـالص ـ ـ ـ ــفقـات‬
‫العموميــة الش ـ ـ ـ ـ ي الــذي جعــل أغلــب الجمــاعــات تجمع على أن الس ـ ـ ـ ــبيــل لعــدم تكرار الخروقــات املتعلقــة بتنفيــذ و تس ـ ـ ـ ــلم‬
‫األشــغال هو اللجوء إلى مســطرة االشــراف املنتدب‪ ،‬لكن رغم أهمية هذه املســطرة في تتبع تنفيذ الصــفقات العمومية‪ ،‬إال‬
‫أنهـا س ـ ـ ـ ــتكلف الجمـاعـات نفقـات إض ـ ـ ـ ــافيـة لـذا يجـب على الجمـاعـات أن ال تعتمـدهـا كحـل دائم بـل آني فقط في أفق تكوين‬
‫أطر في املجال اإلداري والتقني‪.‬‬
‫أما بخص ـ ــوص االختالالت التدبيرية‪ ،‬فعدم وض ـ ــوح معاييرتقييمها جعل آراء الجماعات الترابية تتض ـ ــارب مع رأي املجلس‬
‫الجهوي للحسابات‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬توصيات املجالس الجهوية للحسابات‬
‫يعد اختص ـ ــاص رقابة التس ـ ــييرواس ـ ــتخدام األموال العمومية اختص ـ ــاص ـ ــا اداريا محض ـ ــا‪ ،‬ألنه ينبني على م راقبة ش ـ ــاملة‬
‫ومندمج ة لجميع أوجه ومظاهر التدبيراملحلي‪ .‬هدف من خالله املجالس الجهوية للحس ـ ـ ـ ــابات إلى تطويرأس ـ ـ ـ ــاليب التدبير‬
‫املحلي من خالل إعم ــال قواع ــد االقتص ـ ـ ـ ـ ــاد والفع ــالي ــة وغ ــايته ــا املثلى هي الرفع من مس ـ ـ ـ ــتوى أداء الجم ــاع ــات وامل رافق‬
‫العمومية املحلية‪.xv‬‬
‫ولتحقيق هــذه الغــايــة تعمــل املجــالس الجهويــة للحس ـ ـ ـ ــابــات بعــد تقييم عمــل الجمــاعــات الترابيــة‪ ،‬على تقــديم توص ـ ـ ـ ـيــات‬
‫تنقس ـ ـ ـ ــم بـدورهـا إلى توص ـ ـ ـ ـيـات قـانونيـة هـدف إلى معـالجـة االختالالت والخروقـات القـانونيـة املق ـ ـ ـ ــجلـة في حق كـل جمـاعـة‬
‫وتوصيات تدبيرية يعمل املجلس الجهوي للحسابات من خاللها على تحسين التدبيراملحلي والرفع من مردوديته‪.‬‬
‫فماهي التوص ـ ــيات التي قدمها املجلس الجهوي للحس ـ ــابات ملعالجة مختلف االختالالت؟ وهل تس ـ ــعى هذه التوص ـ ــيات إلى‬
‫معالجة االختالالت بأثررجعي أم أنها هدف فقط إلى عدم تكرارها؟ وهل تأخذ توص ــيات املجلس الجهوي للحس ــابات بعين‬
‫االعتبـاراالكراهـات التي تعـاني م هـا الجمـاعـات؟ كيف س ـ ـ ـ ــيقـدم املجلس الجهوي للحس ـ ـ ـ ــابـات للجمـاعـات توص ـ ـ ـ ـيـات حول‬
‫اختالالت تدبيرية خالفته الرأي فمها؟‬
‫تتعلق أولى توصـيات املجلس الجهوي للحسـابات السـاعية إلى معالجة االختالالت القانونية بدعوة الجماعات الترابية إلى‬
‫العمل على احترام قواعد املنافس ــة في إبرام الص ــفقات العمومية وفق أحكام املرس ــوم رقم ‪ 2.06.388‬الص ــادرفي ‪ 5‬فبراير‬
‫‪ ،2007‬و اتخاذ التدابيرالضرورية لتنفيذ الطلبيات بطريقة اقتصادية ونايحة‪.‬‬
‫ولتف ــادي الخروق ــات املتعلق ــة بقواع ــد االلتزام وأداء النفق ــات‪ ،‬د ى الجم ــاع ــات الترابي ــة إلى االلتزام بنفق ــا ه ــا في ح ــدود‬
‫الترخيصات في امليزانية وعدم األمر بصرف النفقات قبل التأكد سلفا من انجازالعمل ومطابقته ملوضوع الصفقة‪.‬‬
‫أما الخروقات املتعلقة بمقتض ـ ــيات دفاتر التحمالت‪ ،‬فقد حث املجلس الجهوي للحس ـ ــابات الجماعات على عدم تكرارها‬
‫من خالل تتبع وم راقبة األشـغال املنجزة والتأكد من مطابقة املواد املسـتعملة مع ما هو منصـوص عليه في هذه الدفاتر‪،‬‬
‫و االستفادة من الضمانات التعاقدية والقانونية‪.‬‬
‫وإذا كــان ــت متطلب ــات الت ــدبير الح ــدي ــث ترتكز على تح ــدي ــث منهجي ــة ه ــذا الت ــدبير من أج ــل ترش ـ ـ ـ ـي ــد امل ــال الع ــام والرفع من‬
‫مردوديته‪ ،‬فرن حماية هذا املال من مظاهر التســيب وســوء التدبيرتبقى عنصــرا حاســما في تحديد معالم هذه املنهجية‪،xvi‬‬
‫لذا فاملجلس الجهوي للحسـ ـ ــابات قدم الى جانب التوصـ ـ ــيات السـ ـ ــاعية الى ضـ ـ ــمان احترام القواعد القانونية‪ ،‬توصـ ـ ــيات‬
‫تحرص على االستعمال األمثل ملوارد الجماعات الترابية‪.‬‬
‫لذا أوصـ ـ ـ ى املجلس الجهوي للحسـ ـ ــابات لجهة الرباط سـ ـ ــال القنيطرة‪ ،‬الجماعات الترابية اثناء ابرام الصـ ـ ــفقات بتنظيم‬
‫زيارات ألماكن األش ـ ـ ـ ــغال بالنس ـ ـ ـ ــبة للمقاوالت املقدمة لعروض ـ ـ ـ ــها لتمكي ها من تقديرالطابع التقني للمش ـ ـ ـ ــاريع والظروف‬
‫الخاصـ ـ ـ ــة باالنجاز‪ ،‬ودعاها إلى إعداد دراسـ ـ ـ ــات قبلية متكاملة تأخذ بعين االعتبارجميع العوامل التي يمكن أن تؤثرعلى‬
‫املشروع موضوع الصفقة قبل بداية األشغال‪.‬‬

‫‪81‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫كما د ى إلى ضـ ـ ــرورة تتبع وم راقبة تنفيذ الصـ ـ ــفقات‪ ،‬السـ ـ ــيما ما يتعلق بتوفرسـ ـ ــجل أوامرالخدمة واحترام التسـ ـ ــلسـ ـ ــل‬
‫الترتيبي والزمني لها والسهر على انجازتقارير انتهاء الصفقات‪.‬‬
‫ولتفادي تس ـ ــلم أش ـ ــغال غيرمطابقة لللتزامات التعاقدية أوص ـ ـ ى بتعيين الجماعات ملكتب للدراس ـ ــات التقنية يعهد إليه‬
‫بالتأكد من جودة انجازاألشغال واحترامها للمواصفات التقنية والبنود التعاقدية‪.‬‬
‫وعلى الرغم من أهمية التوص ــيات التي يقدمها املجلس الجهوي للحس ــابات إلى الجماعات الترابية التي خض ــعت لرقابته‪،‬‬
‫إال أن طابعها غيرالزجري واكتفاءها بالتوجيه وتقديم الن ـ ــح يمكن أن يحد من فعاليتها‪ ،‬خص ـ ــوص ـ ــا أن الجماعات التي‬
‫سـ ـ ــجلت في حقها الخروقات القانونية لم تد ي جهلها للقواعد القانونية‪ ،‬هذا إلى جانب عدم مراعاة التوصـ ـ ــيات املقدمة‬
‫لضعف املوارد املادية والبشرية الذي تعاني منه أغلب الجماعات‪.‬‬
‫خـ ـ ــالص ــة‪:‬‬
‫نالحظ من خالل تحليل مضمون تقرير املجلس الجهوي للحسابات لجهة الرباط سال القنيطرة‪ ،‬أن املجالس الجهوية‬
‫للحسابات تضطلع بدوررقابي مهم في مجال تدبيرالجماعات الترابية للصفقات العمومية ذلك أن رقابتها تتعدى الحرص‬
‫على االلتزام بالضوابط القانونية لتشمل قواعد حسن التدبير‪.‬و أن رقابتها تعتمد على التواصل من خالل تخويل‬
‫الجماعات الترابية حق الرد على على االختالالت املقجلة في حقهاـ لتصدرفي األخيراملجالس الجهوية للحسابات توصيا ها‪.‬‬
‫واملالحظ أيضا أن أغلب االختالالت التي رصدها املجلس الجهوي للحسابات هي ذات طابع قانوني خصوصا املتعلقة بدفاتر‬
‫التحمالت واملرسوم رقم ‪ 2.06.388‬املتعلق بتحديد شروط وأشكال إبرام صفقات الدولة وكذا بعض القواعد املتعلقة‬
‫بتدبيرها وم راقبتها ‪.‬‬
‫والجماعات الترابية لم تد ي في ردها على هذه املالحظات عدم درايتها بالقانون وإنما بررت ذلك في الغالب بتأثير عوامل‬
‫خارجية كالعوامل الطبيعية مثال) وصعوبة املساطر و عدم توفرها على األطر املؤهلة في مجال الصفقات العمومية‪،‬‬
‫الش يء الذي يتطلب تعميق التفكيرفي عمل الجماعات الترابية‪ ،‬فمن الجيد تقوية اختصاصا ها وتقوية استقالليتها لكن‬
‫يجب تأهيلها ألداء األدواراملنوطة بها كما يجب مراعاة تباين إمكانيا ها املادية والبشرية‪.‬‬
‫ولضمان فعالية رقابة املجالس الجهوي للحسابات في مجال م راقبة التسيير يجب تخويلها آليات زجرية وعدم االكتفاء‬
‫بتقديم توصيات خصوصا أن الجماعات تعلم أن العديد من ممارسا ها غير قانونية وتحاول التحايل على القانون أو‬
‫تجاهله‪.‬‬
‫كما يجب برمجة عمليات م راقبة التسييربشكل متزامن مع تنفيذ قرارأوعملية ما أومباشرة بعد االنتهاء من التنفيذ وليس‬
‫بعد مرور العديد من السنوات‪ ،‬ألن ذلك من شأنه أن يجعل شروط تقييم موضو ي غائبة بفعل الظروف التي تم فمها‬
‫اعتماد القرار أو العملية وتلك التي يتم في لها تقييم النتائج‪ xvii‬كما يمكن أن يكون املجلس الجما ي الذي ارتكب‬
‫املخالفات قد انتهت مدة واليته‪.‬‬

‫اهلوامش واملراجع‪:‬‬

‫‪ - i‬الظهيرالشـ ـ ـ ــريف رقم ‪ 1.02.124‬صـ ـ ـ ــادر في فاتا ربيع ا خر ‪ 13‬يونيو ‪ )2002‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 62.99‬املتعلق بمدونة‬
‫املحاكم املالية‪ ،‬منشوربالجريدة الرسمية عدد ‪ ،5030‬بتاريخ ‪ 15‬غشت ‪.2002‬‬
‫نصـ ـ ـ ـ ــت املــادة ‪ 116‬من هــذا القــانون على إحــداث مجلس جهوي للحسـ ـ ـ ـ ــابــات في كــل جهــة من جهــات اململكــة‪ ،‬مع مراعــاة‬
‫مقتض ـ ـ ـ ـيــات املــادة ‪ 164‬من نفس القــانون والتي نص ـ ـ ـ ــت على احــداث هــذه املجــالس بكيفيــة تــدريجيــة كمرحلــة انتقــاليــة في‬
‫انتظاراحداث كل املجالس الجهوية للحسابات‪.‬‬

‫‪82‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫‪ -ii‬املرسـ ـ ــوم رقم ‪ 2.02.701‬الصـ ـ ــادرفي ‪ 26‬من ذي القعدة ‪ 29 1423‬يناير‪ ،)2003‬املتعلق بتحديد عدد املجالس الجهوية‬
‫للحس ـ ــابات وتس ـ ــميتها ومقارها ودوائراختص ـ ــاص ـ ــا ها‪ ،‬منش ـ ــوربالجريدة الرس ـ ــمية عدد ‪ ،5080‬بتاريخ ‪ 4‬ذي الحجة ‪1423‬‬
‫بتاريخ ‪ 6‬فبراير ‪.2003‬‬
‫حـدد هـذا القـانون تس ـ ـ ـ ـعـة مقـارللمجـالس الجهويـة للحس ـ ـ ـ ــابـات طبقـا ملنطوق املـادة ‪ 164‬من القـانون رقم ‪ 62.99‬املتعلق‬
‫بمدونة املحاكم املالية السالفة الذكر‪.‬‬
‫‪ - iii‬املرسوم رقم ‪ 2.15.556‬صادرفي ‪ 21‬من ذي الحجة ‪ 5 1436‬أكتوبر‪ ،)2015‬بتحديد عدد املجالس الجهوية للحسابات‬
‫وتسـ ـ ــميتها ومقارها ودوائراختصـ ـ ــاصـ ـ ــا ها‪ ،‬منشـ ـ ــوربالجريدة الرسـ ـ ــمية عدد ‪ ،6404‬بتاريخ فاتا محرم ‪ 15 1437‬أكتوبر‬
‫‪.)2015‬‬
‫‪iv -Mohamed Harakat , Finances publiques et droit budgétaire au Maroc, El Maarif Al jadida, 2004, P‬‬

‫‪147 .‬‬
‫‪v -hevre Boullanger, Les institution supérieures de contrôle a L’heure de la maitrise des dépenses‬‬

‫‪publiques, Revue Géoéconomie, N 67 , 2013, P 212.‬‬


‫‪vi - Madeleine Grawitz, Méthodes des sciences sociales, Daloz, 1996, P 551.‬‬
‫‪vii - Madeleine Grawitz, op cit, P 551.‬‬
‫‪ - viii‬املرس ــوم رقم ‪ 2.06.388‬الص ــادرفي ‪ 16‬محرم ‪ 5 1428‬فبراير‪ ،)2007‬بتحديد ش ــروط وأش ــكال إبرام ص ــفقات الدولة‬
‫وكـذا بعض القواعـد املتعلقـة بتـدبيرهـا وم راقبتهـا‪ ،‬منش ـ ـ ـ ــوربـالجريـدة الرس ـ ـ ـ ــميـة عـدد ‪ ،5518‬بتـاريخ فـاتا ربيع ا خر ‪1428‬‬
‫‪ 19‬أبريل ‪.)2007‬‬
‫‪ - ix‬املرسـ ـ ـ ــوم رقم ‪ ،2.12.349‬صـ ـ ـ ــادر في ‪ 8‬جمادى األولى ‪ 20 1434‬مارس ‪،)2013‬يتعلق بالصـ ـ ـ ــفقات العمومية‪ ،‬منشـ ـ ـ ــور‬
‫بالجريدة الرسمية عدد ‪ 6140‬بتاريخ ‪ 23‬جمادى األولى ‪ 4 1423‬أبريل ‪.)2013‬‬
‫‪- x‬تشمل دفاتر التحمالت‪:‬‬
‫‪-‬دفاترالش ـ ــروط االدارية العامة‪ :‬تحدد املقتض ـ ــيات التي تطبق على جميع ص ـ ــفقات األش ـ ــغال أو التوريدات أو الخدمات أو‬
‫على صنف معين من هذه الصفقات‪ ،‬وتتم املصادقة على هذه الدفاتر بمرسوم‪.‬‬
‫‪-‬دفـاتر الش ـ ـ ـ ــروط املش ـ ـ ـ ــتركـة‪ :‬تحـدد املقتض ـ ـ ـ ـيـات التقنيـة التي تطبق على جميع الص ـ ـ ـ ــفقـات املتعلقـة بنفس الص ـ ـ ـ ــنف من‬
‫األش ـ ـ ـ ـغــال أو التوريــدات أو الخــدمــات أو بجميع الص ـ ـ ـ ــفقــات التى تبرمهــا نفس الوزارة أو نفس املص ـ ـ ـ ــلحــة املختص ـ ـ ـ ــة‪ ،‬وتتم‬
‫املصـ ـ ـ ــادقة على هذه الدفاتربقرارللوزيراملعني باألمروالوزيراملكلف باملالية‪ ،‬إذا كانت هذه الدفاترتتضـ ـ ـ ــمن شـ ـ ـ ــروطا لها‬
‫انعكاس مالي‪.‬‬
‫‪-‬دفاترالش ـ ــروط الخاص ـ ــة‪ :‬تحدد الش ـ ــروط املتعلقة بكل ص ـ ــفقة‪ ،‬ويتم التوقيع علمها من طرف ا مربالص ـ ــرف أو مندوبه‬
‫واألمر املساعد بالصرف قبل طرح مسطرة ابرام الصفقة ويصادق علمها من طرف السلطة املختصة‪.‬‬
‫‪ - xi‬هير ش ـ ـ ـ ــريف رقم ‪ 1.09.02‬ص ـ ـ ـ ـ ــادر في ‪ 22‬من ص ـ ـ ـ ــفر ‪ 18 1430‬فبراير ‪ ،)2009‬بتنفي ــذ الق ــانون رقم ‪ 45.08‬املتعلق‬
‫بالتنظيم املالي للجماعات املحلية و مجموعا ها‪ ،‬املديرية العامة للجماعات املحلية‪ ،‬منشـ ـ ــورات مركزاالتصـ ـ ــال والنشـ ـ ــر‪،‬‬
‫‪.2009‬‬
‫‪ - xii‬القانون مطبق حس ــب س ــنة ابرام الص ــفقة هو مرس ــوم ‪ 4‬فبرابر‪ ،2007‬واملالحظ هنا أن املش ــرع في مرس ــوم ‪ 20‬مارس‬
‫‪ 2013‬قد خفض النسبة التي يعتبرفمها الثمن مفرطا حيث أصبحث محددة في ‪ % 20‬بدل ‪.% 25‬‬
‫‪ - xiii‬املرسوم رقم ‪ 2.09.441‬صادرفي ‪ 17‬محرم ‪ 3 1431‬يناير‪ ،)2010‬بسن نظام للمحاسبة العمومية للجماعات املحلية‬
‫ومجموعا ها‪ ،‬منشوربالجريدة الرسمية عدد ‪ ،5811‬بتاريخ ‪ 23‬صفر ‪ 8 1431‬فبراير ‪.)2010‬‬

‫‪83‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫‪ - xiv‬عبد اللطيف بروحو‪ ،‬مالية الجماعات املحلية بين واقع الرقابة ومتطلبات التنمية‪ ،‬منشورات املجلة املغربية للدارة‬
‫املحلية والتنمية‪ ،‬العدد ‪ ،70‬السنة ‪ ،2011‬ص ‪.86‬‬
‫‪- xv‬محمد براو‪ ،‬املجالس الجهوية للحسابات‪ ،‬مطبعة دارالقلم‪ ،‬السنة ‪ ،2006‬ص ‪.24‬‬
‫‪ - xvi‬محمد حنين‪ ،‬تدبيراملالية العمومية‪ - ،‬الرهانات واإلكراهات‪ ،‬مطبعة دارالقلم‪ ،‬السنة ‪ ،2005‬ص ‪.338‬‬
‫‪ - xvii‬محمــد مجيــدي‪ ،‬دور املجــالس الجهويــة للحسـ ـ ـ ـ ــابــات في تطوير أداء الجمــاعــات املحليــة‪ ،‬أطروحــة لنيــل الــدكتوراه في‬
‫القانون العام‪ ،‬تخصص القانون االداري وعلم اإلدارة‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واألجتماعية أكدال – الرباط‬
‫‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ، 2007- 2006‬ص ‪.86‬‬

‫‪84‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫متطلبات االستثمارالفالحي وشروط ولوج‬
‫املنتجات الفالحية املغربية للسوق الخارجي‬

‫‪The requirement of agricultural investment and the terms of access for‬‬


‫‪Moroccan agricultural products to the external market‬‬
‫‪ABAJAN A.‬‬
‫‪Université Ibn Zohr-Agadir. Département de géographie. Laboratoire Géo-‬‬
‫‪Environnement et Développement des Zones Arides et Semi-arides (GEDEZA).‬‬

‫ملخص‬
‫يهتم علم االقتص ـ ـ ـ ــاد الـدولي بـدراس ـ ـ ـ ــة ـاهرة التجـارة الخـارجيـة بين دول العـالم‪ ،‬وذلـك من خالل تحليـل تـدفق املنتجـات‪،‬‬
‫ودراس ــة الس ــياس ــات التي تس ــتهدف تنظيم ورقابة الص ــادرات وتأثيرها على االقتص ــاد واملجتمع‪ ،‬وقد وض ــعت عدة نظريات‬
‫لفهم االقتص ــاد الدولي واالقتراب من قض ــايا االس ــتثماراملوجه للتص ــدير‪ ،‬وتحليل أس ــباب توطين ونقل الش ــركات‪ .‬وهكذا‬
‫أصـ ــبا جذب االسـ ــتثمارات مهما مثل القدرة على املنافسـ ــة‪ ،‬وإذا كانت القدرة التنافسـ ــية تتحقق أوال وقبل كل ش ـ ـ يء على‬
‫قدرة الشـركات الوطنية على الفوزبحصـة في السـوق العاملية‪ ،‬فرن الجاذبية تسـتند من ناحية إلى مدى قدرة املجال املحلي‬
‫والوطني في جذب االستثمارات‪ ،‬مما يؤدي إلى التفاعل بين التنافسية والجاذبية والتي تنكشف في شكل إجراءات متبادلة‪،‬‬
‫ومن ناحية ثانية إلى زيادة التنافس ـ ــية عن طريق كس ـ ــب حص ـ ــص جديدة باألس ـ ــواق من خالل زيادة توطين وحدات اإلنتاج‬
‫على وجه الخص ـ ـ ــوص‪ ،‬ومن ناحية أخرى تنفيذ ووض ـ ـ ــع اس ـ ـ ــتراتيجية ديناميكية لجذب االس ـ ـ ــتثمارات إلى التراب الوطني‪،‬‬
‫وبالتالي نمو في القيمة املضـ ـ ـ ــافة وال سـ ـ ـ ــيما في اعتماد أفضـ ـ ـ ــل للتكنولوجيا‪ ،‬وهذا يؤدي إلى رفع وزيادة مسـ ـ ـ ــتويات القدرة‬
‫التنافسية الوطنية‪.‬‬

‫من خالل ما س ـ ـ ـ ــبق س ـ ـ ـ ــنعمل على إبرازمحددات وعوامل جدب االس ـ ـ ـ ــتثمارات ثم تحليل األس ـ ـ ـ ــس والدوا ي وراء توطي ها‪،‬‬
‫وأخيرا س ـ ــنقوم بتوض ـ ــيا العناص ـ ــراملتحكمة في عملية توطين هذه االس ـ ــتثمارات التي يتم رس ـ ــمها اليوم‪ ،‬قبل أن نركزعلى‬
‫أهمية اإلطاراملجالي ودوره في اس ــتقطاب واحتض ــان املش ــاريع االس ــتثمارية‪ .‬واملغرب من خالل موقعه الجغرافي واختياراته‬
‫الس ـ ـ ـ ـيــاس ـ ـ ـ ـيــة واالقتصـ ـ ـ ـ ــاديــة علق أهميــة كبيرة على اجتــذاب االس ـ ـ ـ ــتثمــارات بمنا وتوفير املزيــد من املزايــا الس ـ ـ ـ ــتقطــاب‬
‫املستثمرين‪ ،‬فكيف تم ذلك؟‬

‫الكلمات املفاتيا ‪ :‬االستثمارالفالحي‪ ،‬التجارة الخارجية‪ ،‬الصادرات الفالحية‪ ،‬االتفاقيات الدولية‪ ،‬القدرة التنافسية‪.‬‬

‫‪85‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
Abstract

International economics is interested in studying the phenomenon of external trade


between the different countries of the world, by analyzing the flow of products and
studying policies that aim to organize and control exports and their impact on the
economy and society. Several theories have been developed to understand the
international economy, to approach the issues of export-oriented investment, and to
analyze the causes of establishment and transferring companies. Thus attracting
investment has become as important as the ability to compete, and if the
competitiveness is achieved first and foremost with the ability of national companies
to win a share in the global market. Then the attraction is based firstly on the ability
of the local and national field to attract investments leading to the interaction
between competitiveness and attractiveness which is exposed in the form of mutual
actions, secondly on the increase of competitiveness through gaining new shares in
markets and by raising the establishment of production units in particular, lastly, by
executing and setting a dynamic strategy to attract investment to the national
territory, Therefore a growth in the added value especially by a better use of
technology, which leads to increasing and raising the levels of the national
competitiveness.

On the whole, we will work to highlight the determinants and factors of investment
attractiveness, then analyze the foundations and the reasons behind their
establishment, finally, we will clarify the controlling elements in the process of
setting up these investments that are drawn today, before we focus on the importance
of the field framework and its role in attracting and embracing investment projects.
Morocco, Through its geographical location and its political and economic choices,
attached a great significance to enticing investments by granting and providing more
advantages to investors, So how did that happen?

Keyword:

Agricultural investment, External trade, Agricultural exports, International


agreements, Competitiveness.

86 ‫ ألمانيا – برلين‬،‫ | المركز الديمقراطي العربي‬2020 ‫ يناير‬،‫ العدد الخامس‬،‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫"يمكن تحليل التاريخ االقتص ا ا اااديم من أل مأعالة أن العأقات بين املجتمعات ما قبل الرأس ا ا ااماليةم فاني تتقلم في املقام‬
‫األول على التجارةم ويشا ا ا ااأد على الك أن عوي البحر األبيل املتوسا ا ا ا قبل امليأد فان في قلب ا ا ا اابكة واسا ا ا ااعة من التجارة‬
‫والتبادلم التي تدل على وجود تقسا ا ا اايم معين من العملم وفان العالم اإلسا ا ا ااأمي أل الف ة املمتدة من القرن ‪ 8‬إلى القرن ‪12‬‬
‫موقع نشا ااار تجاري عيوي وديياميفيم وفي أوروبا سا ااي دي ااميار اليالام اإلقطاعي واالرتفاع التدريلي للرأسا اامالية التجارية إلى‬
‫جانب وجود انفتاح بحري تدريلي واسع اليطاق إلى تفوين املجال االقتصادي العاملي في فله الحالي"‪.xvii‬‬

‫"ولعبي تدفقات رؤوس األموال أيض ا ااا دورا هاما أل القرن ‪ 19‬في هذا التفوين وتنش ا ااي االقتص ا ااادم إا توفر متيفس ا ااا إلنقاا‬
‫االقتص ا ا ا اااد في البلادان الص ا ا ا ايااعياةم واملس ا ا ا اااعادة في تمويال التيمياة في البلادان اات االقتص ا ا ا اااد التقليادي والزراعيم و ا ا ا ااجلاي‬
‫التدفقات الرأسامالية إلى الاار عركة تصااعدية بين ‪ 1840‬و‪1914‬م وقد انتقلي االساتثمارات املبا ارة وري املبا ارة من أقل‬
‫من ‪ 21‬مليار دوالر في عام ‪ 1840‬إلى ‪ 28‬مليار دوالر في ‪ 1900‬وإلى ‪ 44‬مليار دوالر عام ‪ .1913‬وتعتب فرنس ا ا ا ااا وأملانيا من البلدان‬
‫الرئيسااية فيما يتعلب بتدفب رؤوس األموال إلى الاار م عيث ااجلي ت التدفقات الصااادرة في العالمم هذ التدفقات اتخذت‬
‫اافل ساايدات لتمويل مشاااريع السااكك الحديدية وديون عامة على املد‪ ،‬الطويلم ومشاااريع البنية التحتية والتي مد أساااساا‬
‫إلى إيصال الصادرات من السلع األولية وامليتجات الزراعية إلى بلدان املركز"‪.xvii‬‬

‫ومفأوم االقتصااد العاملي املق ح من طر ‪ Braudel Fernand‬يصافه كفضاا اقتصاادي متعدد القوميات هرمي وميالم ولي‬
‫موعد وعياص اار (مدنم دولم أمم متحدةم إمب اطورياتتم ترتب مع بعض ااأا البعل من أل العأقات االقتص ااادية و اص ااة‬
‫التجاريةم والك عقب التقدم في عدة مجاالت و صااوصااا في مجال اليقل واالتصاااالت‪ .‬وقد بدأ في الالأور باإلضااافة إلى التجارة‬
‫نوعا من عركة تيقل رؤوس األموال التي تساىى إلى تحقيب مشااريع إنتاجية وتوسايع نطاق االساتثمار ار الحدود الوطيية ‪.‬‬
‫)‪(Gueraoui. D, Richet. X, 1998‬‬

‫فيماا يتعلب بميطب االقتص ا ا ا اااد العاامليم الاذي بادأ يس ا ا ا ااود مياذ الثماانييااتم والاذي فاان يتميز بغلباة البعاد املاالي دون التقليال من‬
‫أهمية البعد املتعلب بالتصدير وتبادل السلع وامليتجات والادمات في تب ارتباطا قويا بموجة كبي ة من تحرير التجارة وإلغا‬
‫الض ا ا ااواب التياليميةم وفي هذا الس ا ا ااياق يبحث املس ا ا ااتثمرون عن أنس ا ا ااب املجاالت املمكية ألنش ا ا ااط مم في ل فض ا ا ااا يتس ا ا اام‬
‫بامليافس ااةم وإا أن االقتص اااد العاملي هو اقتص اااد امليافس ااة القوية بين الش اارفات فسن الك يدفع إلى ميافس ااة بين األقاليم بحثا‬
‫عن جذب االستثمارات واستقطاب الشرفات‪.‬‬

‫وتقثي هذ امليافس ااة على قرار االس ااتثمار بالاار يجعله أكع ص ااعوبة من قرار االس ااتثمار الوطنيم إا يتطلب في الواقع دراس ااة‬
‫للبيئة املالية والس ااياس ااية والس ااياق االقتص ااادي للبلدم وطبيعة الحوافز الض ااريكية والقوانين والس االوكيات االجتماعية ل فراد‬
‫والتشاريعات االجتماعية التي تختلم من بلد خ رم ولذلك فاني تحتل مثل هذ القرارات االساتثمارية في الاار مفانة هامة في‬
‫األدب االقتصادي وموضوع نقاش عاد بين امليالرين لأقتصاد الدولي‪.‬‬

‫‪87‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫ركزت مختلم التيارات اليالريةم من ‪ Ricardo‬إلى نموا ‪Hecksher-Ohlin-xviiSamuelson‬م على ا اارح تدفب الص ا ااادرات من‬
‫البضائع بين االقتصادات الوطيية على نحو معياري وعلى مزايا التخصص الدولي )‪.(Fertoul. Y, 2004‬‬

‫ومن هذا امليطلب ووعيا ميا بدور الفاعل الجديد (سااوا من يق ذ اافل اارفات متعددة الجنساايات أو يق ذ اافل تكتأت من‬
‫امليتجين واملص اادرينم مقاوالت متوس ااطة وص ااغر‪،‬ت في التجارة الاارجية واالس ااتثمار وفي ت ااجيع قطاع الص ااادرات ص ااوص ااا في‬
‫القط اااع الفأسيم س ا ا ا اايح اااول تق ااديم أبرع القضا ا ا ا ا اااي ااا التي تطرق ااي ل اادواعي ومح ااددات االس ا ا ا ااتثم ااار املوج ااه نحو التصا ا ا ا ا اادير‬
‫واالس ا ا ا ا اتيجياات املتمخضا ا ا ا ااة ع ماا من طر الفااعال الجاديادم مع إيجااد قيطرة بين هاذ املفااهيم اليالرياة وعاالم الواقع والتي‬
‫تجس ا ا ا ااد فياه عاالاة املغرب عموماا ومجاال ا ا ا ا ااتوكاة على وجاه الاص ا ا ا ااور هاذا الوض ا ا ا ااع بش ا ا ا افال جليم بااعتباار أن املغرب مياد‬
‫االستقأل راهن في بيا اقتصاد على الصادرات واعتب االستثمار إعد‪ ،‬محركته األساسية لتحقيب التيمية‪.‬‬

‫وتسىى هذ اليالريات إلى اإلجابة على مسقلتين وس الين رئيسين‪ :‬ما الذي يدفع الدول إلى الد ول في عمليات التجارة والتبادل‬
‫والرهان على األس ا ااواق الاارجيةم وملااا تقوم الش ا اارفات باالس ا ااتثمار في الاار بدال من عص ا اار أنش ا ااط ما في الس ا ااوق الوطيية أو‬
‫املحلية؟ وعيث أن الشرفات تقرر أن تعمل في الاار فما هو الشفل الذي سيفون عليه تد لأا؟‬

‫من أل تاااريخ التجااارة أو املبااادالت التجاااريااةم تالأر العوملااة في االتجاااهااات الكأس ا ا ا اايكيااة من أل ال كيز اليوعي لتاادفقااات‬
‫التجارة االس ا ااتثماريةم ولكن ملي في املقام األول وقبل فل ج ا ااذي تتجاوع فل الك من أل أور واهر جديدةم عوملة األس ا ااواق‬
‫الدوليةم طفرة كبي ة للش اارفات الوطيية العابرة والس اايما في تس ااريع االس ااتثمارات )‪ .(Bouayad. A, 2000‬وهكذا يمكن أن نقول‬
‫أن الدولة قد عكم عليما بفقدان س ا ا ا ااياد ما أو الاجز أو عتى بالوفاة أو اال تفا نتيجة لتطور املبادالت على مس ا ا ا ااتو‪ ،‬الس ا ا ا االع‬
‫وامليتجاتم مما عتم ضا اارورة إنشا ااا تجمعات إقليمية كبي ة ‪UE ; ALENA‬م وييالر إليما على أاما اسا ااتجابة فافية إلنجاع نموا‬
‫ل نالمة عب دول معيية‪.‬‬

‫وفري هذا السا ا ا ااياق املبني على نالام عوملة التبادل التجاريم ضا ا ا اارورة فتت الحدود وجعل امليتجات تنتقل بحرية أكع م وعيث‬
‫أن أوروبا أصا ا اابحي كثلة اقتصا ا ااادية وسا ا ااوقا اس ا ا ا مأكية ومخاطبا واعدام ألزم الك على املغرب تسا ا ااريع الاط نحو االنفتاح‬
‫واالندما في مس ا ا ا االس ا ا ا اال العوملةم عب توقيع عدة اتفاقيات ثيائية أو متعددة األطرا واات طابع جأوي أو دوليم وهو وض ا ا ا ااع‬
‫جعل الصا ا ا ااادرات الفأعية تتقر ا تارة بين االسا ا ا ااتفادة من مجموعة من االمتياعات والتفضا ا ا اايأت الجمركية التي أعط ما إياها‬
‫االتفاقيات األولىم وتارة أ ر‪ ،‬بين تساجيل تراجعات على مساتو‪ ،‬املكتسابات املحققة بعد فري ساياساة عمائية قويةم تجلي‬
‫في فل نالام وأثمية الد ول وعصص ورعنامة عميية‪.‬‬

‫إن تيااول قض ا ا ا اااياا االس ا ا ا ااتثماار والتجاارة الااارجياة للمغرب تجعال مأماة البااعاث الجغرافي ص ا ا ا ااعباةم إا يجاد نفس ا ا ا ااه أماام جملاة‬
‫إ ا ا اافاليات مركبة ومعقدةم السا ا اايما وأنه يشا ا ااتغل في تخصا ا ااص يقع في تقاطع بين عقلين معرفيين لفل م مما ميالجه وأسا ا اائلته‬
‫وضوابطهم وأعني بمما عقل الجغرافيا وعقل االقتصاد‪.‬‬

‫وس ا ا اايحاول تجاوع هذ الص ا ا ااعوبة في التوفيب بين الجغرافيا واالقتص ا ا اااد عب تحليل األس ا ا ا التي تقوم عليما التجارة الاارجية‬
‫واألس ااباب الفامية ورا االس ااتثمار وتوطين الش اارفات ومراهي ما على التص ااديرم ونس ااىى من هذا اإلطار اليالري الوقو والبحث‬

‫‪88‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫عن انس ااب نالرية تأم من عيث مبادوما واقع االقتص اااد املغربي وتتوافب أسا اس ااأا مع توجأات الدولة و يار ما اإلسا ا اتيجية‬
‫ص ااوص ااا في قطاع الص ااادرات الفأعية‪ .‬ري أن تحديد هذا التوافب بين التيالي وما هو ممارس على أري الواقعم لن يتقت إلى‬
‫من أل وضع االقتصاد املغربي اصة قطاع الفأعة في إطار الصي ورة التاريخية التي مر م ما ميذ االستقأل إلى اخن‪.‬‬

‫املحددات املتحكمة في االستثمارالفالحي املوجه نحو التصدير‬ ‫‪.I‬‬


‫"يميز ‪ C.A.Mechalet‬من جأة الشا ا اارور املسا ا اابقة لأجاابية ومن جأة أ ر‪ ،‬الشا ا اارور الأعمةم فبالنسا ا اابة للشا ا اارور املسا ا اابقة‬
‫يتعلب األمر في املقام األول باسا ا ا ااتقرار اليالام السا ا ا ااياةا ا ا ااذيم وفي املرتبة الثانية يقتي االسا ا ا ااتقرار االقتصا ا ا ااادي على الررم من أنه‬
‫ي صا ا ا ااعب فصا ا ا االه عن االسا ا ا ااتقرار السا ا ا ااياةا ا ا ااذيم ثم يقتي فيما بعد فل من ميا االسا ا ا ااتثمار واع ام البيئة القانونية والتياليمية‬
‫للشارفات املوجودة في املوقع وعرية انتقال رؤوس األموال ونالام أساعار الصار والرساوم الجمركية وعمل الجمارمل واملطارات‬
‫والتشا ا ااريع االجتماعي وبشا ا اافل أكع تحديدا املرونة في سا ا ااوق العمل والحقوق اليقابية ودور مفت ا ا ااذي الشا ا ااغل وموقم الحفومة‬
‫واإلدارة على املسا ا ااتو‪ ،‬املركزي وعلى املسا ا ااتو‪ ،‬املحلي من القطاع الاارم وأيضا ا ااا األمن ونم العي للمقيمينم وأ ي ا درجة‬
‫االستقرار والشفافية وفعالية امليالومة القانونية والتياليمية والقضائية"‪.xvii‬‬

‫"وبمجرد إعالة الجأات التي ال تتوفر على الشا اارور املسا اابقة يقوم املسا ااتثمرين عسا ااب ‪ Mechalet‬بدراسا ااة الالرو والشا اارور‬
‫الأعمةم وتتعلب هذ األ ي ة بحجم ومعدل نمو السا ا ااوق ونالام االتصا ا اااالت والتواصا ا اال وتوفر املوارد الكشا ا اارية امل هلة واملاهرة‬
‫ووجود نساايم من الشاارفاتم وأ ي ا بعد هذا الجرد يختار املسااتثمرين البلدان التي تتوفر فيما هذ الشاارور‪ .‬ومن هذا املسااتو‪،‬‬
‫لب أنش ااطة تعمل على ال ويم وت ااجيع االس ااتثماراتم وأيض ااا من أل وجود‬ ‫بذلي مجموعة من الدول مجأودات كبي ة عب‬
‫دمات تل ي اعتياجات املس ا ااتثمرين‬ ‫ميالمات وهيئات مسا ا ا ولة عن بيا ص ا ااورة البلد وال ويم له لتوليد االس ا ااتثمارات وتوفي‬
‫بمد تفوين وإنشا صورة ايجابية عن البلد وتوليد تدفقات رؤوس األموال"‪.xvii‬‬

‫"ويعتب اإلطار التياليمي العام لأس ا ااتثمارات محدد وعامل ض ا ااروري لكيه ري فافي في تيفيذ وتوطين االس ا ااتثمارات ويص ا اابت أقل‬
‫أهمية من تحرير التجارة والعوملةم ويشمل هذا اإلطار القواعد واألنالمة والقوانين والتشريعات التي تيالم د ول االستثمارات‬
‫وأنش ااطة املس ااتثمرين ومعايي معاملة الش اارفات ونالام ا ااتغال األس ااواقم لأذا فالحاجة إلى هذا اإلطار مأم‪ .‬ومن بين العوامل‬
‫التي يمكن أن يفون لأا تقثي مبا اار على االس ااتثمار هو االنتما واالنض اامام إلى تجمع أو تكتل إقليمي على س ااكيل املثال (ميطقة‬
‫االورومتوس ا ا ا ااطياة للتبااد ل الحرت الاذي يش ا ا ا افال عاامأ عااس ا ا ا اماا في التفاامال االقتص ا ا ا اااديم عياث أن أدوات االنادماا والتفاامال‬
‫اإلقليمي يمكن أن تش اامل مجموعة واس ااعة من تدابي االندما بد ا من تخفيل الرس ااوم الجمركية إلى موا مة الس ااياس ااات في‬
‫العديد من املجاالتم وعموما فالعض ا ااوية فاللية لأندما اإلقليمي تفري درجة من التنس ا اايب بين الس ا ااياس ا ااات املتعلقة بحركة‬
‫رؤوس األموال وتدفقأام ولذلك فدور هذ اخلية مأم في استقطاب والت جيع على االستثمار"‪.xvii‬‬

‫فض ا ا ا ااأ عن الاكم يادمم تقرير األمم املتحادة للتجاارة والتيمياة )‪ (UNCTAD‬الاذي ص ا ا ا اادر س ا ا ا اياة ‪ 1988‬عول ''االس ا ا ا ااتثماارات في‬
‫العالم‪ :‬التوجأات واملحددات''م ثأثة عوامل رئيس ا ااية باعتبارها ملي التي تحدد ا تيار االس ا ااتثمار من قبل الش ا اارفاتم وتتجلى في‬
‫س ااياس ااات البلد املض اايمم التدابي الفعالة التي تعتمدها البلدان لت ااجيع وتس ااأيل وتيس ااي االس ااتثمار و ص ااائص االقتص اااد‬

‫‪89‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫الوطني )‪(Unctad, 1998‬م وبذلك فالتقرير ال يش ا ااي إلى الش ا اارور املس ا اابقةم والش ا اارور الأعمة كما هو الحال بالنس ا اابة لتحليل‬
‫‪Michalet‬م ويأاص الشفل أدنا املحددات التي وضعأا تقرير األمم املتحدة للتجارة والتيمية في ا تيار مواقع االستثمار‪.‬‬

‫رسم ‪ :1‬املحددات والتوجأات املتحكمة في استقطاب االستثمارات‬

‫املصدر‪UNCTAD, World investment report 1998 : Trends et Determinants, p. 91 :‬‬

‫‪ .1‬أس و رور جذب االستثمارات ومساهمة املغرب في توفي الالرو الأعمة الستقطاب االستثمارات‬

‫تعماال فاال الاادول على اتخاااا التاادابي الأعمااة لتوفي الالرو املس ا ا ا اابقااة والأعمااة لجااذب االس ا ا ا ااتثمااارات ورؤوس األموالم ويعتب‬
‫املغرب من الدول التي اس ا ا ا ااتطاعي أن تس ا ا ا ااتقطب عددا من االس ا ا ا ااتثمارات نالرا ملا تتوفر عليه من ا ا ا اارور ومحددات لجذب‬
‫االسا ا ا ااتثمارات والتي تجسا ا ا اادت من أل وضا ا ا ااع وتفعيل العديد من السا ا ا ااياسا ا ا ااات العمومية القطاعية التي تروم تعزيز القدرة‬
‫التيافسا ا ااية من جأةم واالنفتاح على األس ا ا ااواق الاارجية من أل توقيع اتفاقيات تجارية مع أعيد من ‪ 56‬بلد يمثلون ما يفوق‬
‫تعداد املس ا ملكين بما مليار ونصاام من جأة ثانية‪ .‬وتعتمد هذ السااياسااات القطاعية باعتبارها ةلية مأمة في تحفيز االسااتثمار‬
‫على جملة من العقود والب امم التي وضعي لتحفيز الشرفا سوا العموميين والاوار وعثمم على عصرنة وتطوير القطاعات‬
‫االقتصا اااديةم كما تسا ااىى هذ السا ااياسا ااات إلى تعزيز البنيات التحتية واسا ااتكشا ااا األسا ااواق االسا ا مأكية الرائدة ‪(Guide de‬‬
‫)‪.l’Opérateur du Commerce extérieur, 2014‬‬

‫وفي نف الصاددم ميحي العديد من التساأيأت املتعلقة بسجرا ات الصار والجمارملم كما قدمي عوافز كثي ة تحث أ افال‬
‫مختلفة (ض ا ااريكيةم برامم دعم مال ‪...‬تم ومن بين املحددات األس ا اااس ا ااية املس ا اااهمة في تيمية االس ا ااتثمارات وتقوية وتطوير قطاع‬
‫الص ا ا ااادرات نجد ص ا ا ااوص ا ا ااام تفعيل جملة من االتفاقيات التجارية مع أهم الش ا ا اارفا التجاريينم وأيض ا ا ااا تفعيل برامم تيموية‬
‫قطاعية طموعة اات قيمة مضاافة و صاوصاا في مجال الفأعةم و مد هذ الب امم أسااساا إلى تعزيز قدرات املصادرين ولعل‬
‫من أبرعها مخط املغرب تص اادير عائد الذي انطلب العمل به س ااية ‪2008‬م ويمد إلى مض اااعفة اجم الص ااادرات ثأث مراتم‬
‫والرفع من قيمة الياتم الدا لي الاامم وإعداث ‪ 380‬ةلم ميصب غل إضافية في أفب سية ‪2018‬م ويقوم هذا املاط على‬
‫ثأث محاور إسا اتيجيةم أوالم تركيز الجأود في مرعلة أولى على القطاعات اات اإلنتا الوافرم وفي مرعلة ثانيةم على ميتجات‬

‫‪90‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫املاططااات القطاااعيااة الحاااليااةم وتعزيز مفاااناة املغرب دا ال األس ا ا ا ااواق التقلياادياة واالنفتاااح على أس ا ا ا ا واق جاديادة اات قادرات‬
‫عاليةم وأ ي ام مواكبة املقاوالت والشرفات وتمكي ما من الوسائل الأعمة لتطويرها على املستو‪ ،‬الدولي‪.‬‬

‫وفأعيا أ أر املغرب رربة كب ‪ ،‬إلعادة هيفلة اقتصااد عامة بمد االساتجابة لشارور التي تحفز على االساتمارة واالندما في‬
‫االقتصا ا ا اااد الدوليم وقد برعت عدة تدابي في هذا الص ا ا ا اادد اص ا ا ا ااة مع بداية ف ة الثمانياتم لعل من أبرعها مش ا ا ا ااروع البواكرم‬
‫تحرير التجارة الاارجية وس ااياس ااة التقويم الأيكليم وإعادة اليالر في قانون االس ااتثمارم واإلعفا الض ااري ي للفأعة ملدة طويلةم‬
‫مم ااا ف ااان ل ااه األثر في ت اادفب رؤوس األموال على القط اااع الفأسي من دا اال و ااار البأدم اس ا ا ا ااتثمرت ب اااألس ا ا ا ا اااس في الزراع ااة‬
‫التصديرية و صوصا في ميدان البواكر (بلقاضذيم أ‪2004 .‬ت‪.‬‬

‫وأيض ا ا ا ااا هيامل مخط املغرب األ ض ا ا ا اار الذي تم العمل به س ا ا ا ااية ‪2008‬م ويمد إلى تحديث القطاع الفأسي ورفع مس ا ا ا اااهمة‬
‫القط اااع الفأسي في الي اااتم ال اادا لي الا ااام بقيم ااة ‪ 10‬مأيي دوالر أمريفي إض ا ا ا ا ااافي ااة وبلو قيم ااة ‪ 15‬ملي ااار دوالر أمريفي من‬
‫االس ا ااتثمارات العمومية والااص ا ااةم وس ا اايحاول التفص ا اايل أكع في مض ا ااامين هذا املاط في املحور الثالث من الفص ا اال الثاني‪.‬‬
‫وكذلك يتجسا ااد اللوجسا ااتيك كمخط أسا اااةا ااذي والذي ا اارع العمل به سا ااية ‪ 2010‬بغية تحسا ااين قدرة املغرب التيافسا ااية من‬
‫أل لب ا ا ا اابكااة وطييااة مياادمجااة تتفون من ‪ 70‬ميطقااة لوجس ا ا ا ااتيكيااة متعااددة التاادفبم وأيضا ا ا ا ااا من أجاال تخفيل تفلفااة‬
‫اللوجستيك من ‪ 20 %‬إلى ‪ 15 %‬من الياتم الدا لي الاام‪.‬‬

‫‪ .2‬تحفيزات الدولة وانخرار القطاع الاار ةلية مأمة وم جعة على االستثمار‬

‫"تساىى الساياساات االساتثمارية على جميع مساتويا ما إلى تيساي التجارة والتي تشامل تدابي لت اجيع االساتثمار ونالام الحوافزم‬
‫وتحس ااين املرافب العمومية املس ا ولة عن االس ااتثمار و دمات ما بعد االس ااتثمارم كما يتم اس ااتخدام الحوافز املالية أيض ااا على‬
‫أسااس أن تساتوفى املحددات الرئيساية األ ر‪،‬م وهذ التدابي ليساي جديدة بل إاما قد اعدادت وانتشارت فوسايلة الساتقطاب‬
‫االس ا ااتثمارات‪ .‬ومن بين التدابي يمكن أن نميز دمات ما بعد االس ا ااتثمار بس ا ااكب أهمي ما في التدفقات االس ا ااتثمارية وفي األرباح‬
‫املعاد استثمارهام ألن املستثمرين الراضون هم أفضل وسيلة دعائية للبيئة االقتصادية واملالية للبلد"‪.xvii‬‬

‫وتجدر اإل ااارة في هذا الشااقن إلى ما قام به املغرب من وضااع عدد من االسا اتيجيات التي ساااهمي في اسااتقطاب االسااتثماراتم‬
‫ولعل من أبرعها األولوية التي ميحأا للفأعة باعتبارها قطاعا اس اتيجيام ومن هذا امليطلب تم القيام بعدد من التدابي في هذا‬
‫املسا ا ا تو‪،‬م وتتمثل في تد ا ا ااين عدد من االس ا ا ااتثمارات العمومية وتقديم املس ا ا اااعدات وتدعيم األثمية وميت القروي وت ا ا ااجيع‬
‫البحاث الزراعي وتوفي بنياة تحتياة مأماة من موانو وبوا رم مس ا ا ا ااتودعااتم محطاات للتلفيمم وقاد فاان لأاذ اإلجرا ات دور في‬
‫تادفب عادد من االس ا ا ا ااتثماارات نحو ميطقاة س ا ا ا ااوس مااس ا ا ا ااة والتي برعت كجأاة فأعياة نالرا ملاا تتميز باه من إمفاانيااتم وم هأت‬
‫إنتاجية س اااعد ما على اس ااتقطاب رس اااميل مأمة وأس اااس ااا ميطقة ا ااتوكة التي أص اابحي قبلة هامة لأس ااتثماراتم اص ااة ميذ‬
‫إعداث الدائرة الس ااقوية ملاس ااةم ومع إعأن عملية تحرير االقتص اااد التي انطلقي ميذ س ااية ‪ 1986‬والتي تيدر ض اامن ص ااي ورة‬
‫إعادة هيفلة االقتصا ا اااد املغربيم تم فتت الباب في وجه االسا ا ااتثمار والتي تم بمقتضا ا اااها السا ا ااماح ل جانب باسا ا ااتغأل األراضا ا ااذي‬
‫الفأعياة عن طريب الكرا أو الش ا ا ا اراكاة مع الفااعلين املغاارباةم ونتيجاة لأاذا التوجاه املحفز على االس ا ا ا ااتثماار توافاد على امليطقاة‬

‫‪91‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫مس ا ااتثمرين من الدول األوروبية والاليجية لأس ا ااتغأل في ميدان البواكرم وقد انتقل عددهم من ‪ 35‬مقاولة اس ا ااتثمارية س ا ااية‬
‫‪ 2000‬إلى ‪ 62‬مقاولة اساتثمارية ساية ‪2015‬م معالمأم من الفرنسايين واإلسابان )‪(ORMVA/SM, 2015‬م إن دل هذا على جاذي‬
‫فسنما يدل على رض ا ااا ه ال املس ا ااتثمرين عن ميا االس ا ااتثمار عموما وامل هأت املتوفرة التي ا اافلي أبرع وس ا اايلة دعائية لتوليد‬
‫وجذب مستثمرين ة رين‪.‬‬

‫كما تش ا اافل إس ا ا اتيجية اس ا ا مدا جيل من املس ا ااتثمرين الجددم وس ا اايلة أكع ميلجية ومأئمة بص ا اافة اص ا ااة لتعزيز التيمية‬
‫االس ا ا ا ااتثماريةم نالرا ألاما تركز في العمل على تقوية ا ا ا ااريحة معيية من املجتمع االس ا ا ا ااتثماريم وباإلض ا ا ا ااافة إلى الك مد هذ‬
‫اإلس ا ا اتيجية إلى تحقيب تواعن في توعيع االس ا ااتثمارات فيما بين الجأات واملياطبم وإل أار األولوية التي تعطيما الحفومة لجذب‬
‫االساتثمارم تتم مراقبة العمليات الرئيساية لأساتثمار من قبل الحفومة نفساأا مما يعطي مصاداقية أكب للساياساة ال ويجيةم‬
‫كماا أن مش ا ا ا اااركاة ممثلي املقااوالت األجيكياة املوجودة عاالياا في البلاد في االجتمااعاات وامل تمرات االقتص ا ا ا ااادياة (من أل تقاديم‬
‫ااأادات إلى جانب ممثلي الدولةتم يعطي أيض ااا بعل الض اامانات األ أقية للمس ااتثمرين‪ .‬و مد هذ العملية إلى جذب املزيد‬
‫من املستثمرينم وتحويل املشاريع االستثمارية إلى إنجاعات فعليةم كما يكمن في استمرار بيا الصورة )‪.(Fertoul. Y, 2004‬‬

‫من أل ما سا اابب يتقكد مد‪ ،‬أهمية عيصا اار بيا صا ااورة البلد في سا ااياسا ااات الت ا ااجيع لجذب االسا ااتثماراتم انطأقا من نشا اار‬
‫معلومات تتيت للمجتمع الدولي كس ا ااب ص ا ااورة موض ا ااوعية للوض ا ااع الحقيقي للبلدم ويتجلى هذا اإلجرا أوال في إبأ دوائر رجال‬
‫األعمال والسا ااياسا اايين واالقتصا اااديين عن املزايا وامل هأت التي يتمتع بما البلد والبيئة االسا ااتثمارية التي يتميز بمام ويشا اامل هذا‬
‫اإلجرا أيضا تقديم معلومات عن اإلصأعات والتوجيمات املاكرو اقتصادية والقوانين الجديدة واألنالمة واإلجرا ات املعتمدة‬
‫التي مم املس ا ا ااتثمرم وأيض ا ا ااا فمس ا ا ااقلة بيا ص ا ا ااورة البلد تمر عب تي ا ا ااحيت الص ا ا ااورة اليمطية واألففار املس ا ا اابقة التي يتم ربطأا‬
‫واسا ا ااتحضا ا ااارها في ا ا اافل إ ا ا ااارات للبلد مع الاصا ا ااائص السا ا االبيةم وربما اطئة‪xvii‬م ومع الك يجب أن ال تفون املعلومات على‬
‫صورة البلد سابقة ألوااما ولم تستوفي بعد تحقيب الشرور الأعمة والضرورية لأجتذابم ألن الك يم بمصداقية البلد التي‬
‫تصبت موضع تساؤل‪.‬‬

‫ومعلوم باقن بياا ص ا ا ا ااورة البلاد تمر بمجموعاة من املحطاات لتكتمال معااملأاا وتتاقت نتاائجأاام وفال مرعلاة تتميز بخص ا ا ا ااوص ا ا ا اياا ماا‬
‫و روفأا وعوامل نش ااق مام ويمكن في هذا الص اادد اس ااتحض ااار املراعل التي مرت م ما الص ااادرات الفأعية املغربية عتى تص اال إلى‬
‫ما وص االي إليه اليوم في بيا ص ااور ما االيجابية دوليام وبيا ص ااورة م ااجعة على اجتذاب االس ااتثمارات الفأعيةم والتي تقر حي‬
‫بين التقميم والتحرير)‪.(Fertoul. Y, 2004‬‬

‫ويمكن تأايص هذ املراعل في ثأث ميعطفات كب ‪،‬م تبدأ ميذ ف ة د ول املس ا ااتعمر إلى س ا ااية ‪1965‬م والتي ا اافلي ميعطفا‬
‫رئيس اايا في تاريخ املغرب وس ااوس ماس ااة اص ااةم عيث أس اافرت عن انفتاح س ااوس ماس ااة على الاار وربطه بالس ااوق الرأس اامالية‬
‫العامليةم مما أفضا ا ااذى إلى جعل العمليات التصا ا ااديرية تتم في إطار العأقات املغربية الفرنسا ا ااية الياجمة عن نالام االسا ا ااتعمارم‬
‫ورداة االس ا ا ااتقأل واجه املغرب تحديات عدة على إثر مغادرة املس ا ا ااتثمرين الفرنس ا ا اايينم وعدم نجاح الاوار في جلب العملة‬
‫الصا ا ااعبة وتعدد الوسا ا ااطا م عوامل مأدت لتقميم التجارة الاارجية عب اسا ا ااتحداث مكتب التسا ا ااويب والتصا ا اادير سا ا ااية ‪1965‬‬
‫ليتكفل بتصا ا ا اادير الفواكه والاضا ا ا اار‪ .‬وقد ا ا ا اافل هذا التاريخ إيذانا عن محطة ثانية في تاريخ هذا القطاعم إاا أصا ا ا اابحي هذ‬

‫‪92‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫امل سا اس ااة العمومية تتابع وتراقب مس ااار امليتو املغربي ميذ العبور ووص ااوال إلى الجمارمل ومواكبة عملية نقله وتس ااويقهم هذا‬
‫باإلضا ا ا ااافة إلى ترويم امليتو باألسا ا ا ااواق الاارجيةم كما يعتب هذا املكتب بمثابة ةلية لجلب العملة الصا ا ا ااعبةم ومن أجل إعطا‬
‫دييامية جديدة للصادرات املغربيةم تم في مرعلة أ ي ة تحرير القطاع من هيمية الدولة سية ‪ 1986‬من أل رفع اعتفار هذ‬
‫امل سسة لعملية التسويب والتصدير والسماح للميتجين املصدرين لإل را على تصدير وتسويب ميتجا مم‪.‬‬

‫كما س ا ا ا اااهم إد ال التقييات الجديدة في العمليات اإلنتاجية من توفي ميتجات متيوعة س ا ا ا ااوا من عيث أ ا ا ا اافالأا وجود مام‬
‫وبميزة تيافسا ا ا ااية إضا ا ا ااافية تتجلى في توفرها بالسا ا ا ااوق ملدة عميية طويلة أل السا ا ا اايةم باإلضا ا ا ااافة إلى ميزة قابلي ما تحمل طول‬
‫املسافة نحو األسواق البعيدة‪.‬‬

‫ولعب موقع املغرب املتميز والقريب من أس ا ااواق االتحاد األوروبي دورا هاما في ت ا ااجيع توطين االس ا ااتثمارات وجدب الرس ا اااميلم‬
‫والاريطة أسفله تبين موقع املغرب ومدة الرعلة جوا وبرا إلى أسواق البلدان التي تجمعه معأا اتفاقيات دولية‪.‬‬

‫ريطة ‪ :1‬موقع املغرب بالنسبة ل سواق العاملية‬

‫املصدر‪Guide de l’Opérateur du Commerce extérieur 2014 :‬‬

‫باإلض ااافة إلي الدور الذي تلعبه س ااياس ااة ال ويم والتحفيز وقرب املوقع من األس ااواق في جدب االس ااتثماراتم فسن عياص اار أ ر‪،‬‬
‫لأاا أهمي ماا من أل تقاديم أفضا ا ا ا اال رو العري الس ا ا ا ااتقطااب االس ا ا ا ااتثمااراتم والتي تتجلى في تفااليم الياد العااملاة وتاقمين‬
‫اإلمدادات والوصول إلى التكيولوجيا‪.‬‬

‫‪ 3.‬دور نقل التكيولوجيا في الرفع من اإلنتاجية واالستمرار في التيافسية‬

‫‪93‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫"الحص ا ا ااول على أفض ا ا اال الش ا ا اارور املتعلقة بالعري يمكن أن يعني إمفانية الوص ا ا ااول إلى تكيولوجيا متاعة في البلد املض ا ا اايم‬
‫ورائبة في البلد املنشقم مما يتيت تيفيذ االستثمارات في هذا البلد على األقل في القطاع املعنيم وتشمل هذ اإلس اتيجية العمل‬
‫على تطوير التكيولوجيا بسنشا مختب ات ل بحاث العلمية"‪.xvii‬‬

‫مع الكم فالبنسا ا ا اابة للبلدان اليامية التي ملي بلدان مسا ا ا ااتقبلة لأسا ا ا ااتثمارات األجيكيةم تعمل فروع الشا ا ا اارفات الكب ‪ ،‬على نقل‬
‫التكيولوجيام ويتم الك عن طريب إدرا الش ااركة في اابكة من العأقات مع الوعدات العلمية والتقيية والص ااياعية والكش اارية‬
‫في البلدان املض اايفة‪ xvii‬م هذ الش اابكة من العأقات تس اامت أن تنتقل املعرفة من الفض ااا امليدمم للش اارفات وتيتش اار في البلدان‬
‫املضيفة من أل‪:‬‬

‫‪ -‬سوق العمل عب تو يم وتدريب وتفوين العمال والتقييين واملأيدسين املحليين؛‬

‫‪ -‬عأقات الشركة مع املمولين والعمأ املحليين‪.‬‬

‫ويس ا اااهم وجود الش ا اارفات في توليد املزيد من الكفا ة واإلنتاجية في البلد املض ا اايمم كما يس ا اااعد د ول الش ا اارفات األجيكية إلى‬
‫الس ااوق املحلية في جلب التكيولوجيا الجديدةم وأيض ااا تس اااهم ب ما التياليمية واإلدارية في تقديم املس اااعدة التقيية للش اارفا‬
‫املحليين وتفوين املاادرا والعمااال الااذين س ا ا ا اايلتحقون بااالش ا ا ا اار افاات املحليااة في وقااي العبم وبااالتااالي فااان التكيولوجيااا وإنتاااجيااة‬
‫الش ا اارفات تتحس ا اانم كما أن الض ا ااغور التيافس ا ااية من فروع الش ا اارفات األجيكية يجب الش ا اارفات املحلية للعمل بكفا ة وفعالية‬
‫أكب م وإد ال تكيولوجيا جديدة في عملية اإلنتا )‪.(Boudnani. C, 2002‬‬

‫وهذا ما ييطبب أيض ا ااا على املغرب باعتبار ينتمي إلى البلدان اليامية والتي ماعالي تس ا ااتورد التكيولوجيام و ص ا ااوص ا ااا ما يرتب‬
‫م ما بامليدان الفأسيم إا أصابحي التكيولوجيا ارطا أسااسايا لأحصاول على أعلى مردودية ممكية والتققلم مع ميطب اقتصااد‬
‫السوق‪.‬‬

‫وقد تمي عملية نقل التكيولوجيا من طر املسا ا ااتثمرين األجانب الذين توافدوا على ميطقة ا ا ا ااتوكة باعتبار وسا ا ااطا طبيعيا‬
‫متميزا يحتضا ا ا اان عدة م هأت طبيعية مياسا ا ا اابة جدا لأسا ا ا ااتثمار في عراعة البواكرم وفان ه ال سا ا ا ااباقين إلى نقل التكيولوجيا‬
‫بقنواعأا املاتلفة سا ا ا ااوا في ما يخص أنواع املزروعات الجديدة التي تم إد الأام أو على مسا ا ا ااتو‪ ،‬األنالمة الحديثة في السا ا ا ااقي‬
‫واملكيية واالساتعمال الواساع للتقييات الحديثةم باإلضاافة إلى تبني أسااليب اإلنتا "الياليفة" أو الزراعة البيولوجيةم وانتشاار‬
‫وس ااائل التس ااميد الحديثة التي تم اعتمادهام وكذلك إد ال التجأيزات العص اارية لتلفيمم كما قام بعل املس ااتثمرين األجانب‬
‫بسنشا ا ا ااا مختب ات للبحث والتجارب كما هو الحال بالنسا ا ا اابة ملاتب إنتا الحش ا ا ا ارات اليافعة والذي يتو ى من أله املحاربة‬
‫امليدمجة للطفليات ول مراي (بلقاضذيم أ‪2004 .‬ت‪.‬‬

‫إن نقل التكيولوجيا تسا ا ااىى إلى مرافقة الدييامية الجأوية الجديدة وتحاول إعطا القطاع الفأسي بمجال ا ا ا ااتوكة الوسا ا ااائل‬
‫التقيية من أجل االس ااتمرار في التيافس اايةم مما ي كد أهمية القدرة االس ااتقطابية للميطقة لتكيولوجيا التي فان لأا دور رئيس ااذي‬
‫في لب الشرور التقيية لتطور الزراعات املضاربةم وأيضا ساهمي في عصرنة وتحديث املمارسة الزراعيةم بل أضحي عيصرا‬
‫مأما للرفع من اإلنتاجية ومواكبة التحوالت التي تعرفأا مختلم األسواق العاملية‪.‬‬

‫‪94‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫ما يجب التقكيد عليه أن هذ املواكبة ساااهمي فيما باألساااس االتفاقيات األولى بين املغرب والسااوق األوروبية املش ا كةم فررم‬
‫ماا يمكن أن ي ا اذ عليماام إال أاماا ا ا ا اافلاي لبياة أسا ا ا ا اااس ا ا ا اياة و لقاي إطاارا أولياا لتياليم العأقاات التجاارياة واالقتصا ا ا ا ااادياة بين‬
‫الطرفينم ومأدت النطأقة جديدة بالنساابة للمصاادرين املغاربة لتطوير تقييات اإلنتا ومسااايرة املتطلبات الجديدة ل سااواق‬
‫األوروبية ررم تيامي السياسات الحمائية والجمركية في وجه امليتجات الفأعية املغربية (بلقاضذيم أ‪2004 .‬ت‪.‬‬

‫من هذا امليطلب يبق التسا ا ا اااؤل األسا ا ا اااةا ا ا ااذي املطروحم هل االتفاقيات املوقعة بين املغرب واالتحاد األوروبي سا ا ا اااهمي في تعزيز‬
‫مفانة الصا ااادرات الفأعية املغربية باألسا ااواق التقليدية والبحث عن متيفسا ااات جديدة لأام أم ا اافلي عائقا أمام الك؟ ومااا‬
‫فعل الساهرون واملفوضون على امللم الفأسي من أجل مسايرة مختلم التدابي املتفب عليما؟‬

‫‪ .II‬مقتضيات االتفاقيات الدولية اتجاه املنتجات الفالحية املغربية‬


‫املغرب تقليادياا بلاد مفتوح أماام التجاارة الااارجياةم ويعود هاذا االنفتااح إلى عوامال جغرافياة وتااريخياة واقتصا ا ا ا ااادياةم عياث أن‬
‫إررا املغرب ألوروبا وأوروبا للمغرب فان دائما عاضا ا ارا في سا ا ااياسا ا ا مما الاارجية ميذ القرن السا ا ااادس العشا ا اارم وطبيعة صا ا االة‬
‫العأقات االقتصادية بي مما تتغي وتتيوع عسب الالرو م لكن في جوهرها تبق محافالة على درجة التعاون املوجودة بي مما‪.‬‬

‫ويش اافل موقع املغرب االسا ا اتيلي القريب من أوروبام س ااوقا واعدة لأس ااتثمار ومص اادرا إلمداد أوروبا باملواد األولية وامليتجات‬
‫الزراعيةم وهكذا فان التفامل بسا ااكب الجغرافيا قد عاد وتقكد من أل الالرو الياجمة عن التاريخم وهذا يمثل للمغرب على‬
‫عد س ااوا اس ااتحقاق تاريتي وال زام جغرافيم وض اارورة اقتص ااادية (‪Berramdan. A, 1987‬تم وبالتالي فالجغرافيا والتاريخ تفري‬
‫على املغرب وأوروبا الحفاظ على تعدد فل العأقات وإلى إجرا عوار ار الحدود‪.‬‬

‫يتعلب األمر إان بتعاون متيوع قديم جدام إا أن املغرب قد رب عأقات مع فل دولة من الدول األوربيةم مما أسا اافر عن إبرام‬
‫اتفااقياات أو معااهادات الس ا ا ا اايماا في القرن ‪19‬م والاك مع فال من فرنس ا ا ا ااا واس ا ا ا اباانياا وانفل ا‪...‬م لكن الوض ا ا ا ااع قاد تغي كثي ا بعاد‬
‫اس ا ا ااتقأل املغرب س ا ا ااية ‪1956‬م ومع إنش ا ا ااا الأجية االقتص ا ا ااادية األوروبية بعد التوقيع على معاهدة روما في ‪ 25‬مارس ‪1957‬م‬
‫عيث وجد املغرب في أعقاب استقأله السياةذيم أمام معضلة تعزيز الرواب القائمة سابقا مع أوروبام وإعادة التفكي في بنية‬
‫تبادالته وتجارته الاارجيةم عيث عثي بعل األس ا ا ااباب على ض ا ا اارورة تعميب عأقاته مع الس ا ا ااوق األوروبية املش ا ا ا كة؛ القرب‬
‫الجغرافي املتميز مع أوروبام ثقل التاريخ والجغرافيام اإلس ا ا ا ا اتيجية االقتص ا ا ا اااديةم التدفقات الثقافية واالجتماعيةم املص ا ا ا ااالا‬
‫املشا ا كة بين القو‪ ،‬االجتماعية والسا ااياسا ااية وممثلي اليالام االسا ااتعماري السا اااببم والوجود االقتصا ااادي للبلدان األعضا ااا في‬
‫السوق األوروبية (‪Saaf. A, 1987‬ت‪.‬‬

‫فااتخاذت العأقاات املغربياة األوروبياة ا ا ا ااكأ جاديادا واكتس ا ا ا اكاي تطورات جاديادة عن طريب إبرام اتفااقياة ا ا ا اراكاة بين املغرب‬
‫واملجموعاة األوربياةم وهاذ االتفااقياة فااناي لأاا أهمياة ااصا ا ا ا ااةم إا تيادر في إطاار االتجااهاات الجاديادة لعأقاات املجموعاة مع‬
‫الدول الياميةم وتد ل أيضاا في إطار أوساع من أل الحوارات الاارجية على الصاعيد العاملي بين البلدان الصاياعية والبلدان‬
‫األقل نموا‪.‬‬

‫‪95‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫‪ .1‬اإلطار العام التفاقية راكة سية ‪ :1969‬توجه نحو تركيز التجارة‬

‫"لم تكن تخض ا ا ااع ص ا ا ااادرات الحواملم الاض ا ا اارواتم عيي الزيتونم األس ا ا اامامل املعلبة إلى فرنس ا ا ااا للقيود الجمركيةم ولم ت دد‬
‫''املجموعة االقتصا ا ااادية األوروبية'' بعد إنشا ا اااوما سا ا ااية ‪ 1957‬في إدامة تبعية التجارة املغربية نحوهام مسا ا ااتيدتا إلى مب رات من‬
‫س ا ا ا ااكي اال م يطب ال اب العمودي بين الش ا ا ا ام ااال والجيوبم وعب تغلي ااب ط اااب التف ااام اال بين املركز والأ ااام ‪ .‬وهك ااذا ل ااي‬
‫''املجموعة االقتصادية األوروبية'' طوال هذ السيوات من وجودها تستخدم مجموعة متيوعة من الوسائلم بما في الك إبرام‬
‫اتفاقية راكة لأحفاظ والدفع باالقتصاد املغربي نحو االنفتاحم والذي فان على الدوام موجأا نحو تلبية الطلب األوروبي"‪.xvii‬‬

‫"ومن جانب ة ر لم يبد املغرب أي رربة في التخلص من هذ التبعية إعا املجموعة األوروبيةم بل على العك من الك عرر‬
‫على تعزيز روابطه معأا عب الحفاظ على جميع املزايا واملكتس ا ا اابات اليا ا ا اائة من ف ة االس ا ا ااتعمارم ووص ا ا اال االقتص ا ا اااد املغربي‬
‫انفتااعاه وتقوياة مفاانتاه دا ال املجموعاة األوروبياةم عياث تش ا ا ا افال ص ا ا ا ااادرات املغرب نش ا ا ا اااطاا عيوياا لس ا ا ا ااوق املجموعاة (‪% 38‬‬
‫صااادرات عراعيةم ‪ 34%‬صااادرات معادنم ‪ 2%‬صااادرات صااياعة تحويليةتم وهذ النساابة ضاانيلة بالنساابة للمجموعة األوروبيةم‬
‫عياث أن جميع صا ا ا ا ااادرات ب لادان املغرب العربي مجتمعاة ال تمثال إال نس ا ا ا اباة قليلاة من إنتاا املجموعاة في س ا ا ا اياة عاادياة (‪% 1‬‬
‫للطمااطم والفواكاه و ‪ 4%‬لزياي الزيتونت‪ .‬كماا ا ا ا اأادت الصا ا ا ا ااادرات املغربياة و ااصا ا ا ا ااة الزراعياة انخفااضا ا ا ا ااا عاادام لاذلاك تبين‬
‫للمجموعة األوروبية أن الوضع املغربي ال يشفل عامل اضطراب دا ل السوق"‪.xvii‬‬

‫"اس ا ا ا ااتياادا إلى املاادة ‪ 238‬من "معااهادة روماا "م وبطلاب من املغرب بادأت املفااوض ا ا ا ااات بين املجموعاة األوروبياة واملغرب فاقثمرت‬
‫إبرام اتفاقية تجارية تفضاايلية سااية ‪xvii"1969‬م والتي أامي م ساايوات من املحادثات والاأفاتم فشاافل االتفاق األول من‬
‫نوعه بين الطرفين والذي "ييطوي على أول إطار متعلب بالتجارة (‪ 9‬موادتم بييما تضاام القائمة أعفام تامية عامة (‪10‬موادتم‬
‫وإبرام هذا االتفاق فان محددا في الزمن واملجالم عيث أن مد ما محصا ا ااورة في م س ا ا اايواتم وكذلك فان مجال تد لأا يمم‬
‫الجااناب التجااري فق م بموج ماا ميحاي الأجياة االقتصا ا ا ا ااادياة األوروبياة تخفيضا ا ا ا ااات جمركياة كبي ة تخص امليتجاات الزراعياة‬
‫والصياعيةم وفي ‪ 1970‬أبرمي املجموعة عقودا واتفاقيات تجارية تفضيلية مع إسبانيا في نف الغري"‪.xvii‬‬

‫ويمثل هذا االتفاق نوعا من اإلمتياع ميحته الدول األوروبية لحلفاوما من الدول اليامية والك على إثر التعديأت الس ا ا ااياس ا ا ااية‬
‫واالقتص ا ا ااادية التي قامي بما من أل العودة ليالام الاوص ا ا اص ا ا ااة ودعم اليلأل الليب الي‪ .‬ويعالأل الجز األول من االتفاق فق‬
‫املبادالت التجارية وال يتضمن أي بيد بشقن تقديم املساعدة املالية والتقيية ومشافل اليد العاملة (‪Mellah. M. F, 1974‬ت‪.‬‬

‫وتجدر اإل ا ا ااارة أن مكتب التس ا ا ااويب والتص ا ا اادير اض ا ا ااطر ملواجأة الص ا ا ااعوبات الياجمة عن إكراهات تحديد مواعيد تخفيل‬
‫الصادرات في الوقي املحددم والك ما يتسكب في تراكم الحموالت في ف ة عميية قصي ة نسكيام مما يخلب تعقيدات ومضاعفات‬
‫في نقل وتيسي بيع امليتجات‪.‬‬

‫‪ .2‬اتفاق التعاون لسية ‪ 1976‬واستمرار وجود التدابي الحمائية والوقائية أمام املبادالت التجارية‬

‫وقع ابرام هذ االتفاقية في ل التغي ات االقتص ااادية التي عص االي أل عقد الس اابعينيات وملي تغي ات هيفلية مم االقتص اااد‬
‫املغربي مثلما مم االقتصاد العاملي‪ .‬كما لم تخضع هذ االتفاقية إلى تحديد عمني بل بقيي بيودها مفتوعة‪.‬‬

‫‪96‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫"ررم تيص اايص محتو‪ ،‬اتفاق عام ‪1976‬م على فتت أوس ااع للس ااوق املجموعة على الص ااعيد التجاريم إال أن الك يفص اال بش اافل‬
‫ص ا ااارم الص ا ااادرات الزراعية املغربيةم هذا مع مراعاة الجوانب القانونية للس ا ااياس ا ااية الزراعية املش ا ا كة التي ملي إعد‪ ،‬الدعائم‬
‫األس ا ا ا اااس ا ا ا اياة للعأقاات بين املجموعاة‪ .‬وهكاذا فاسن الكثي والعادياد من العقباات ال تزال قاائماة نالرا للتادابي الحماائياة والوقاائية‬
‫التي تمارسأا املجموعة ( رر وقائيم قواعد املنشقم السعر املرجىيم الضريبة التعويضية‪..‬ت‪ .‬لذلك يمكن اعتبار االنفتاح على‬
‫س ا ا ا ااوق املجموعااة جزئيااام ألن تخفيل التعريفااات أو الرس ا ا ا ااوم الجمركيااة لم يميع من اس ا ا ا ااتمرار وجود عقبااات أمااام املبااادالت‬
‫التجاريةم وعلى سااكيل املثال إلى جانب الضااريبة التعويضااية التي تشاافل عائقا للتيمية الصااادرات املغربيةم ينبأي اإل ااارة أيضااا‬
‫إلى سياسة االكتفا الذاتي في مجال املنسوجات"‪.xvii‬‬

‫وسااهم عدم تمكن املجموعة من وضاع وتحديد ساياساة مشا كة للميتجات الااصاة بمام والك بساكب اال تأفات في امليالمةم‬
‫وكذلك تيافس ا ااية اإلنتا في طبيعته وأس ا ااعار م من عف مص ا ااالا املغربم والحفاظ على الفوائد املكتس ا اابةم كما عزع االتفاق‬
‫املوقم املغربي دا ل املجموعة األوروبية فتم اإلبقا واملحافالة على املزايا املميوعة من فرنسا ا ا ااام عيث الحصا ا ا ااص الية من‬
‫الرساوم الجمركية ملعالم امليتجات الزراعية املغربيةم وبالنسابة للميتجات التي ملي بالفعل موضاوع تشاريع املجموعة األوروبيةم‬
‫تم اإلبقا على املركز والوضا ا ا ااع التيافسا ا ا ااذي للمغرب بل تم تعزيز م وهذا ييطبب بصا ا ا اافة اصا ا ا ااة على عيي الزيتونم الحواملم‬
‫اليكيذ‪.‬‬

‫في أعقااب اه ذ الفوائاد واملزاياا التي قادم ماا املجموعاة األوروبياة إلى املغربم وافقاي املجموعاة على ال اكم الحااصا ا ا ا اال في اليالاام‬
‫املجتمىي مع املزايا التي يوفرها الب وتوفول ‪ 1/7‬في السا ااوق الفرنسا ااية للميتجات السا اابعة اات عسا اااسا ااية اصا ااةم (الطماطمم‬
‫البطاط م عصا ااائر الحواملم املشا اام املعلبم الفاصا ااوليا الاضا ارا ‪...‬ت‪ .‬وبغل اليالر عن ا اارعية التشا ااريعات التياليمية‬
‫للمجموعاة األوروبياة في مجاال اس ا ا ا ااتي اد امليتجاات الزراعياة (اعتمااد الس ا ا ا ااعر املرجىي مماا ي دي إلى فري رس ا ا ا ااوم تعويض ا ا ا اياةم‬
‫الجدولة الزميية لأس ااتي ادم تطبيب الرس ااوم الجمركية والرس ااوم اات األثر املماثلتم فساما بذلك تعاقب بما الص ااادرات الزراعية‬
‫املغربية مما يحد من توسيع نطاقأا‪.xvii‬‬

‫كماا أن إجرا ات الجادولاة الزميياةم تحاد من فتت س ا ا ا ااوق املجموعاة في ف ة عميياة محاددة من الس ا ا ا اياةم مماا يش ا ا ا افال عاائقاا كبي ا‬
‫اد‪xvii‬‬ ‫لبعل الص ا ا ا ا ااادرات املغربي ااة باااتج ااا املجموعااة األوروبي ااةم مم ااا يزيااد من الت ااقكي ااد على أن هااذ الج اادولااة الزميي ااة لأس ا ا ا ااتي‬
‫املعتمدة بموجب اتفاق ‪1976‬م ال تتوافب دائما مع الف ات الحقيقية لإلنتا في املغرب‪.‬‬

‫‪ .3‬املبادالت التجارية على الصعيد الفأسي في ل برتوفوالت التكييم سية ‪1988‬‬

‫"لقد أد‪ ،‬توسيع السوق األوروبية إلى عشرة أعضا سية ‪ 1980‬بانضمام اليونان ثم إلى ‪ 12‬عضو سية ‪ 1986‬على إثر انضمام‬
‫ف اال من اس ا ا ا اب اااني ااا والب تغ ااالم إلى مراجع ااة بيود اتف اااقي ااة ‪ 1976‬بين املجموع ااة االقتص ا ا ا ا ااادي ااةواملغرب‪ .‬وفي عقيق ااة األمرم ف ااسن‬
‫الب وتوفول لس ااية ‪ 1988‬أت ليتمم اتفاقية ‪ 1976‬ولييالم أكع عملية التص اادير والك عفا ا على املص ااالا االقتص ااادية للدول‬
‫األعض ااا الجديدةم و اص ااة وأن انض اامام اليونانم إس اابانيا والب تغال جعل املجموعة االقتص ااادية األوروبية تتوفب إلى تحقيب‬
‫نساابة اكتفا ااتي هامة في بعل املواد الفأعية املوردة‪ .‬فل الك أفضااذى إلى تحديد واضااا ليالمام الحصااص وتحديد الكميات‬

‫‪97‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫املصادرة من امليتوجات الفأعية‪ .‬فالبنسابة لصاادرات املغرب تم تحديد عصاص تعريفيةم ‪ 250000‬طن لأحواملم ‪110000‬‬
‫طن لأحوامل والفواكه الصغي ةم ‪ 86000‬طن بالنسبة للطماطمم ‪ 300‬طن للزهور وبراعم الزهور‪ .‬وملي الكمية التي ال تخضع‬
‫إلى الحواجز واألدا ات الجمركية‪ .‬تضا ا ااب األسا ا ااعار سا ا اايويا من طر املجموعة االقتصا ا ااادية األوروبية والك عسا ا ااب تفاليم‬
‫عسب تفاليم االنتا محليا وقاعدة العري والطلب"‪.xvii‬‬

‫يتض ااا أن الب تفول اإل ي لس ااية ‪ 1988‬يحد بص ااورة نس ااكية من االمتياعات التي عض اايي بما ص ااادرات املغرب والك اس ااتجابة إلى‬
‫مطالب الدول األعض ااا املتوس ااطية والتي نادت بتعديل هذ االتفاقيات ميذ إنض اامامأا إلى املجموعة االقتص ااادية األوروبية‪ .‬ثم‬
‫إن تعديل هذ االتفاقيات يستجيب إلى التطورات العاملية الحاصلة على مستو‪ ،‬التبادل التجاري‪.‬‬

‫إن هذ اإلتفاقيات سا ااو لن تغي من إطار املبادالت التجارية بالنسا اابة للمغرب مع أوروبا بقدر ماملي مد إلى ضا اامان نوع من‬
‫الحماية للميتوجات الزراعية األوروبية‪ .‬ولك ما تضع اإلنتا الفأسي املغربي في إطار امليافسة ري املتفافئة وهذا سو يفون له‬
‫تقثي ا وضحا على أسعار وعائدات هذ امليتجات‪.‬‬

‫‪ .4‬التبادل الدولي للميتجات الفأعية املغربية‪ :‬املتطلبات والقيود الجديدة‬

‫تميزت امااايااة القرن العش ا ا ا اارين بااانفتاااح تجاااري كبي م واتجااا نحو املزيااد من إعالااة الحواجز والعوائب التي تعيب عركااة املبااادالت‬
‫التجاارياة العااملياةم والتي كرس ا ا ا ااي أس ا ا ا االوباا جاديادا للعأقاات التجاارياة العااملياة في ال نالاام اقتص ا ا ا ااادي عااملي جادياد يعتماد على‬
‫التقس اايم الدولي للعمل والكفا ة في تخص اايص املوارد االقتص ااادية العاملية عب العالمم وقد أرس ااي رفائز هذا اليالام وقواعد‬
‫قي ااام امليالم ااة الع اااملي ااة للتج ااارة كأيئ ااة وميالم ااة أوفل ااي إليم ااا قي ااادة تحرير التج ااارة الع اااملي ااة التي ورث م ااا عن اتف اااقي ااة الغ ااات ع ااام‬
‫‪1947‬م والتي عقدت جوالت عديدة وطويلة لتحرير التجارة العامليةم ارتكزت معالمأا على تحرير تجارة الس االع املص اايعة فق م‬
‫والتي فاني الدول املتقدمة تتوفر فيما بميزة نسكية عاليةم األمر الذي يب ع املصالا التجارية من ورا تحرير التجارة العاملية‪.‬‬

‫وبعد مفاوضا ااات طويلة تم التوصا اال في جولة األوروجواي إلى اتفاقية تحرير تجارة امليتجات الزراعيةم لتمثل ميعطفا هاما على‬
‫ص ا ا ا ااعيد التجارة العاملية‪ .‬وبالررم من وض ا ا ا ااع مبادي ميفل عركة اليالام التجاري العاملي متعدد األطرا فاألس ا ا ا ااواق املفتوعة‬
‫وعدم التمييز وامليافساة الفاملةم فلم تحال التجارة في امليتجات الزراعية قبل ان ما جولة األوروجواي بقي اهتمام ولم تيطبب‬
‫عليما هذ املباديم بل على العك اتس اامي بس ااياس ااة عمائية قويةم تجلي على اافل عواجز كمية وأس اااليب تمييزيةم هذا مع‬
‫اسا ا ا ااتفاد ما دا ل البلدان األوروبية من أ ا ا ا اافال دعم مختلفة على مسا ا ا ااتو‪ ،‬اإلنتا والتصا ا ا اادير بغية ولو األسا ا ا ااواق بقدرات‬
‫تيافسية عالية (‪CNCE, 2012‬ت‪.‬‬

‫إن تطبيب اليالااام الجااديااد للتجااارة العااامليااة س ا ا ا ااوا في الش ا ا ا ااب املتصا ا ا ا اال باااتفاااقيااة تحرير تجااارة امليتجااات الفأعيااةم أو في إطاار‬
‫اتفااقياات الش ا ا ا اراكاة املغربياة األوروبياةم س ا ا ا اايض ا ا ا ااع القطااع الفأسي أماام مجموعاة من اخثاار والتحاديااث من جرا تطبيب هاذا‬
‫اليالام‪ .‬وعليه نطرح التساؤل التالي‪ :‬ماملي ةثار تحرير التجارة العاملية للميتجات الفأعية على القطاع الفأسي باملغرب؟‬

‫‪ .1.4‬تطور اليالام التجاري العاملي الجديد ودوافع الدول املتقدمة لتحرير تجارة امليتجات الزراعية‬

‫‪98‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫يش ا ا ا افاال االنتقااال من االتفاااقيااة العااامااة للتعريفااات والتجااارة "الغااات" إلى امليطقااة العااامليااة للتجااارةم ثمرة جأود دامااي أعيااد من‬
‫نصام قرن من الزمن في إطار مفاوضاات ميالمة الغاتم مما يعك طبيعة التجاابات الساياساية واالقتصاادية وتباين مصاالا‬
‫الدول املتقدمة من ورا تحرير التجارة العامليةم وإنشا هذ امليالمة أد ل اليالام التجاري العاملي الجديد مرعلة عاسمة من‬
‫مراعلهم والك بعد توص اال فل األعض ااا التفاق ااامل عول جل القض ااايا التي أثي ت للتفاوي أل جولة األوروجوايم لتتولى‬
‫امليالماة إدارة اليالاام التجااري العااملي انطأقاا من ‪ 1‬ييااير ‪1995‬م وباالتواعي مع الاك تعاا ماي ااهرة التكتأت االقتصا ا ا ا ااادياة‬
‫بقوة عب مختلم أنحا العالم مشفلة بذلك نمطا جديدا في العأقات التجارية العاملية‪.‬‬

‫لقاد عمادت الادول املتقادماةم وأولأاا و‪.‬م‪.‬أ والادول األوروبياة إلى إقصا ا ا ا ااا تجاارة امليتجاات الزراعياة عن مباادي الغاات واتفااقياا ماا‬
‫عتى جولة األوروجوايم واس ا ا ا ااتايا معالم أدوات الس ا ا ا ااياس ا ا ا ااات العالية من اتفاقية تحرير تجارة امليتجات الزراعية بعد جولة‬
‫األوروجواي وقد أد‪ ،‬الك إلى إلحاق الض ا ا ا اارر بامليتجات الفأعية للدول الياميةم مما يدعو إلى تمرير عقيقة مفادها أن تحرير‬
‫التجارة وفقا العتبارات الكفا ة واملزايا النس ا ااكية بما يحقب التخص ا ااص وتقس ا اايم العمل ج ا ااذي م وأن مفأوم تحرير التجارة وفقا‬
‫للص ا ا ا اايارات واملمارس ا ا ا ااات الفعلية التي أوجد ما الدول املتقدمة ج ا ا ا ااذي ة رم فو‪.‬م‪.‬أ قد س ا ا ا ااقي الدول اليامية إلى املوافقة على‬
‫ص ا ا اايارات تحكم تحرير التجارة العاملية بص ا ا اافة عامة وتحرير تجارة امليتجات الزراعية بص ا ا اافة اص ا ا ااةم بما يجعل هذ الدول‬
‫قادرة على االستنثار باليصيب األكب من مفاسب تحرير التجارة العاملية (‪CNCE, 2012‬ت‪.‬‬

‫‪ .2.4‬ةثار امليالمة العاملية للتجارة على القطاع الفأسي باملغرب‬

‫لقاد أفرعت امليالماة العااملياة للتجاارة ومن قبلأاا اتفااقياة الغاات واقعاا عملياا جاديادا ا ا ا ا اادياد اال تأ عماا فاان علياه الحاال من‬
‫قبلم وإاا فان هذا الواقع الجديد يش ا ا ا اامل فافة القطاعات واألنش ا ا ا ااطة االقتص ا ا ا ااادية للدولم فسن قطاع الفأعة يالل من أهم‬
‫القطاعات التي ستتقثر كثي ا بمذا الواقع الجديد‪.‬‬

‫وممااا ال ا ا ا ا ااك فيااه أن تطبيب اتفاااقيااة تحرير التجااارة العا امليااة للميتجااات الفأعيااةم افاانااي لااه ةثااارا بااالغااة على القطاااع الفأسيم‬
‫صاوصاا بعد أن أقرت االتفاقية إلغا الدعم املقرر للفأعين وإعانات التصادير التي تميحأا الدول لقطاعأا الفأسيم وهو ما‬
‫أد‪ ،‬إلى ارتفااع أس ا ا ا اعاار امليتجاات الفأعياة ومن تم إلى مزياد من اال تأالت مسا ا ا ا ااي اإلنتاا الفأسي نتيجاة للتقاارب الكبي بين‬
‫الادول املتقادماة وباالاص ا ا ا ااور االتحااد األوروبيم الاذي يتمتع جأااع اإلنتااةي الفأسي بقادرات هاائلاة على التكيم ومروناة كبي ة‬
‫تس ا ا اااعد على التققلم مع التقلبات الاارجيةم وبين املغرب الذي يتمتع جأاع اإلنتاةي في ا ا ااب ميه بمش ا ا ااا ا ا ااة وعدم قدرة على‬
‫امتص ا ا ااار الأزات الاارجية وارتداداته الدا ليةم وررم الك فقد عملي اتفاقية تحرير امليتجات الفأعية ةثار ايجابية كثي ة‬
‫عيث اس ااتفاد امليتو املغربي من فتت األس ااواق العاملية نتيجة لتخفيل القيود الجمركية وري الجمركيةم وهو ما فان بالفعل‬
‫عيث ارتفع اإلنتا م وارتفعي معه الص ااادرات وعادت درجة ولوجي ما إلى األس ااواق العامليةم بعد أن اس ااتفادت امليتجات املغربية‬
‫من تخفيض ا ا ا ااات مأمة ببعل األس ا ا ا ااواق األس ا ا ا اااس ا ا ا ااية اص ا ا ا ااة بالواليات املتحدة األمريكية (‪%21.9‬تم كيدا (‪%42.9‬تم اليابان‬
‫(‪%24.3‬تم س ا ا ااويس ا ا ارا (‪%27.7‬تم فليدا (‪%22.4‬تم الن ويم (‪%30‬تم الس ا ا ااويد (‪%99.2‬تم هيغاريا (‪36%‬تم الجمأورية التش ا ا اايكية‬
‫والجمأورية السلوفاكية (‪%14.7‬ت (‪CNCE, 2012‬ت‪.‬‬

‫‪99‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫وفان من ةثار فل الك أيضاا أن تحساني نوعية اإلنتا وفب املواصافات التي تطل ما تلك األساواقم مما يشافل ةلية تنشاي هامة‬
‫لتطوير وتحس ا ااين أس ا اااليب اإلنتا وكفا تهم كما أد‪ ،‬تحرير التجارة العاملية إلى انخفاي أس ا ااعار مس ا ااتلزمات اإلنتا الفأسي‬
‫بعد تخفيل الرسا ااوم الجمركية عليما في إطار اتفاقية تحرير تجارة السا االع املصا اايعة‪ .‬فل الك سا اااهم في االسا ااتفادة من أعدت‬
‫التقييات املسا ااتعلمة وتحديث وعصا اارنة القطاع الفأسي وبقسا ااعار ميخفضا ااةم مما سا اااعد على توفي الوقي والجأد للميتجين‬
‫واملص ا اادرينم وبالتالي عيادة اإلنتا واإلنتاجية وتقوية القدرات التيافس ا اايةم ري أن هذ التيافس ا ااية لم تتحقب بالش ا اافل املرجو‬
‫باألساواق التقليدية عك ما وقع ببايي األساواق األسااساية ار االتحاد األوروبيم عيث لم تزد الصاادرات نحو هذ األ ي ة إلى‬
‫بنسب ضعيفة بلغي ‪ % 0.2‬أل الف ة ‪2004-1995‬م ويرجع الك باألساس إلى املعوقات التي تضعأا أمام الصادرات املغربية‬
‫والتي أصا ا ا اابت يطلب عليما "الحماية من نوع جديد"م والتي تتمثل في املعايي الفيية والتدابي اليا ا ا ااحية والفيتو ا ا ا ااحية واملعايي‬
‫البينيةم إض ا ا ااافة إلى انتش ا ا ااار القمم التعريفية (معدل التعريفة الذي يزيد ثأثة أض ا ا ااعا عن متوس ا ا ا التعريفةت والتعريفات‬
‫التصاعديةم عيث ترتفع التعريفة املطبقة مع عيادة درجة التحويل والتصنيع في امليتم الفأسيم ويعتب وجود هاتين الالاهرتين‬
‫ص ا ا ادرات املغربيةم وبالتالي تض ا اااؤل فرر الولو إلى‬
‫في الأيافل التعريفية لأتحاد األوروبي من أهم املعوقات الجمركية أمام ال ا‬
‫األس ا ا ااواقم وإاا ما اق ني اهرة ارتفاع التعريفات الجمركية إلى ما يقدم من دعم دا لي للفأعينم فذلك يتس ا ا ااكب في إعداث‬
‫ا تأالت تجارية عميقة تعمل لغي صالا املصدرين املغاربة نتيجة ارتفاع اإلنتا وانخفاي األسعار‪.‬‬

‫تبة من االتفاق األوروبي املتوسطي على القطاع الفأسي املغربي‪xvii‬‬ ‫‪.5‬اتفاقية الشراكة واخثار امل‬

‫سا ا ا ا اااهماي مجموعاة من األعاداث في إبرام اتفااقياة الش ا ا ا اراكاة بين املغرب واالتحااد األوروبيم فمن نااعياةم أعادثاي األعماات التي‬
‫عا ا ما املجموعة وما رفقأا من تغي ات على مس ااتو‪ ،‬تش ااكيل الاريطة الجيوس ااياس ااية واالقتص ااادية للعالمم ومن ناعية أ ر‪،‬‬
‫الضا اارورة نحو التسا ااريع بعملية إضا اافا الطابع اإلقليمي على التجارة واملبادالت والرأسا اامال واإلنتا فضا ااأ عن عوملة اقتصا اااد‬
‫السا ااوقم ففاني الدعوة إلى إدرا املغرب في امليالومة األوروبيةم باعتبار أن اإلدما وسا اايلة نحو التفامل االقتصا ااادي للبلدان‬
‫في االقتصاد العاملي (‪El Kaouachi. F, 1993‬ت‪.‬‬

‫"وفي هذا السا ا ا ااياق فسن االتحاد األوروبي فتت أسا ا ا ااواقه على نطاق واسا ا ا ااع باسا ا ا ااتايا السا ا ا ااوق الفأعيةم وعلى الررم من توعيد‬
‫الرس ا ا ا ااوم املطبقاة على امليتجاات الفأعياةم مااعال متوس ا ا ا ا املعادالت عاالياام ويقادر متوس ا ا ا ا التعريفاة بيحو ‪ % 20.8‬في عاام‬
‫‪1997‬م وعأوة على الك أنش ا ااق االتحاد األوروبي نالام س ا ااعر الد ول الذي يحل محل نالام الس ا ااعر املرجىيم بوض ا ااع عتبة لفل‬
‫ميتم عساب جدول عمني لأساتي ادم ويقوم هذا اليالام على نف ميطب نالام الساعر املرجىي باساتايا القروي التي مد إلى‬
‫تخفيل التعريفات املطبقة أو التخفيل التدريلي من الرسوم الجمركية"‪.xvii‬‬

‫وفي س ا ا ا ااياق الس ا ا ا ااياس ا ا ا ااة اإلقليمية لأتحاد األوروبيم تم توقيع اتفاقيات مع املغرب أدت إلى عرية وص ا ا ا ااول الس ا ا ا االع والوصا ا ا ااول‬
‫التفض اايلي ملعالم امليتجات الزراعيةم عيث أن أكع من ‪ % 90‬من امليتجات الفأعية تطبب عليما أس ااعار تفض اايلية أو تعريفات‬
‫ملي في الغالب ال تزال مرتفعة على الررم من التياعالت التي ميحأا االتحاد األوروبي لصادرات امليتجات الفأعية املغربية‪.‬‬

‫‪100‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫من أل هذا التمييزم يمكن اس ا ااتخأر أن مقتض ا اايات االتفاقية التي تخص الص ا ااادراتم تتوعع إلى ثأثة أنواع؛ إعفا كلي من‬
‫الرس ا ااوم الجمركيةم وهو نالام يم ‪ % 23‬من الص ا ااادرات الفأعيةم ثم نوع أقل إيجابيةم ويض ا اام إعفا ات س ا ااوا من الحقوق‬
‫الجمركياة في عادود الكمياات املرجعياة أو الحص ا ا ا ااصم أو يحادد تخفيض ا ا ا ااات على هاذ الحقوق الجااري بماا العمال بادون تحادياد‬
‫الكميةم يمم على التوالي ‪ % 13‬و ‪ % 7‬من الصادرات الفأعية لأتحاد‪ .‬وأ ي ا نوع ضيبم ال يسمت فيه بوجود إعفا ات جمركية‬
‫وال تطبيب سعر د ول اتفايي وهو يم عوالي ‪ % 35‬من الصادرات نحو االتحاد (‪Aksebi, N. Jaidi, L. 1999‬ت‪.‬‬

‫"وتعتب الطماطم والحوامل من امليتجات التي تعرض ااي لتدابي عقابية أكع من املاض ااذي عيث تخض ااع لفل من س ااعر الد ول‬
‫ولحص ااص تعريفيةم وجدولة عميية ص ااارمة‪ .‬كما يواجه املغرب ميافس ااة ااديدة في قطاع الحوامل من طر إيطاليا وإس اابانيا‬
‫التي تمول السوق األوروبية بحوالي ‪% 80‬م وفيما يتعلب بالطماطم يتعري مليافسة من قبل إسبانيا أيضا وهوليدا"‪.xvii‬‬

‫وس ااتد ل العأقات التجارية ميعطفا أ ر بين املغرب واإلتحاد األوروبي أل س ااية ‪2012‬م عيث ص ااادق الب ملان األوروبي على‬
‫اتفااق التباادل الحر بين املغرب واالتحااد األوروبي في املجاال الفأسيم وتتيت االتفااقياة د ول العادياد من امليتجاات املغربياة إلى‬
‫دول االتحاد األوروبي اصا ااة تلك التي تعد اات عسا اااسا اايةم من أل اعتماد إجرا ات التحرير املتبادلم الذي سا اايسا اامت على‬
‫الاص ا ااور من الرفع من اجم الص ا ااادرات املغربية من الفواكه والاض ا اار نحو الس ا ااوق األوروبية و فل الرس ا ااوم الجمركية‬
‫املطبقة على د ول هذ امليتجات من كأ الطرفين‪.‬‬

‫وييص االتف اااق على تحرير ب ااقثر فوري م ااا يق ااارب ‪ %50‬من الرس ا ا ا ااوم الجمركي ااة على امليتجا ات الفأعي ااة ( مق اااب اال ‪ %33‬ع ااالي ااات‬
‫و‪ %70‬من الرسا ا ا ااوم الجمركية على امليتجات الفأعية على مد‪10 ،‬سا ا ا اايوات (مقابل ‪ %1‬عالياتم وهكذا عادت نسا ا ا ااكيا عصا ا ا ااة‬
‫الصادرات الفأعية الرئيسية (الطماطمم الفليمانتينم الفرولةم الفوسام القرعة السودا ت لكن دائما في إطار اليالام الحمائيم‬
‫حة امليتجات وجود ما‪.‬‬ ‫مع ضرورة مراعاة جدول التصدير (من أكتوبر عتى مايت والسعر األدن للد ول ومعايي‬

‫كما نص االتفاق على نزع التقيين الجمرفي عن امليتجات الفأعيةم وعددت بموجبه عص ااة الص ااادرات الس اايوية من الطماطم‬
‫التي س ا ا ااتعف من الحقوق الجمركية في ‪ 240‬ألم طن ( مع عص ا ا ااة تكميلية من ‪ 28‬ألم طنتم موععة بين ا ا ااأر أكتوبر ومايم‬
‫ومع س ااعر د ول مرجىيم وتس ااتفيد ص ااادرات الطماطم التي تص اادر ار هذ الحص ااة من تخفيل بنس اابة ‪ %60‬على الحقوق‬
‫الجمركيةم وهذا ما يتيت للمصا ا ا اادرين املغاربة بتصا ا ا اادير كميات كبي ة بلغي ‪ 390‬ألم طن تسا ا ا ااوق باالتحاد األوروبي وعدها في‬
‫س ااية ‪2013-2012‬م أي أاما تجاوعت الحص ااة التي عددها اتفاق س ااية ‪ 2012‬ب ‪ 150‬ألم طنم وهذ ملي الكمية التي تس ا مدفأا‬
‫اإلجرا ات الحمائية الجديدة التي تكياها االتحاد األوروبي‪.‬‬

‫ري أناه أل س ا ا ا اياة ‪ 2014‬تبنى االتحااد األوروبي تعاديأت في الس ا ا ا ايااس ا ا ا ااة الفأعياة املش ا ا ا ا كاة لف ة ‪ 2020-2014‬والتي تتعلب‬
‫بسجرا ات د ول الاضاار والفواكه القادمة من بلدان ار االتحاد األوروبيم ومن ضاام ما املغربم والك من أل تغيي نالام‬
‫اس ا ا ا ااتخأر الرس ا ا ا ااوم الجمركياة على امليتجاات الفأعياة التي تاد ال أس ا ا ا ااواق االتحااد األوروبيم عب اعتمااد قيماة جزافياة عيد‬
‫االسا ا ااتي ادم وهو ما من ا ا ااقنه أن يرفع رسا ا ااوم الد ولم ومن تم ارتفاع أثمان امليتجات الفأعية املغربية التي سا ا ا زداد صا ا ااعوبة‬
‫تسويقأا في سوق أوروبية تميل أثم ما إلى االنخفاي في سياق امليافسة الشديدة املفروضة‪.‬‬

‫‪101‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫وال تزال الس ا ا ا ااياس ا ا ا ااة األوروبية تواص ا ا ا اال تياليم وتعديل نالام مبادال ما التجارية في هذا القطاع الحيويم بعد أن مر اقتص ا ا ا اااد‬
‫املجموعة بف ة عصايبةم أد‪ ،‬إلى عيادة اإلنتا وضامان أساعار مريحةم ففان أن ساىى إلى نلأل ساياساة الحد من اإلنتا و فل‬
‫األسعار‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫مكيي دراسا ا ا ااة قضا ا ا ااايا االسا ا ا ااتثمار الفأسي املوجه نحو التصا ا ا اادير من الوصا ا ا ااول إلى مد‪ ،‬الدور الذي لعبته الدولة من توفي‬
‫الش ا ا ا اارور الأعمااة لجاادب االس ا ا ا ااتثمااارات عب تحفيزات الاادولااة وانخرار القطاااع الاااارم وأيضا ا ا ا ااا من أل تطوير التقييااات‬
‫الاااص ا ا ا ااة باال ويمم هاذا مع يتوفر علياه املغرب من مزاياا متعاددة متص ا ا ا الاة بكفاا ة الياد العااملاة وباققال فلفاة وامل هأت واملوارد‬
‫الطبيعيةم والتي لأا أهمية كبي ة في نجاح االستثمارات‪.‬‬
‫وعلى ص ا ا ا ااعي ااد أ رم عم اال املغرب على إق ااام ااة مجموع ااة من االتف اااقي ااات مع ع اادد من التكتأت وال اادولم ويمكيي ااا القول إن‬
‫االتفاقيات التي تم إبرامأام ال يمكن أن تسا ا ا اااعد على تلبية اعتياجات التيمية في االقتصا ا ا اااد املغربيم وهذا لي فق بسا ا ا ااكب‬
‫إس ا ا اتيجية املجموعة واملفانة التي يحتلأا في اليالام الرأسا ااماليم ولكن أيضا ااا بسا ااكب تيوع إس ا ا اتيجية اليمو االقتصا ااادي التي‬
‫اعتمدها املغرب‪.‬‬

‫مما تقدم ال يساعيا إال أن نساتخلص أن انفتاح االتحاد األوروبي على بلدان البحر األبيل املتوسا بما في الك املغرب فان قد‬
‫ط له عيث انه سا ا ا اامت له بالسا ا ا اايطرة والتحكم في تدفب تجار ما كميا ونوعيا وفقا العتياجا ما وأهدافه اإلسا ا ا ا اتيجيةم وفي‬
‫هذا الس ا ااياق فان الأد الرئيس ا ااذي من االتفاقيات س ا ااد الاجز الغذائي للمجموعة وعل املش ا ااافل العاجلة في مجال الس ا ااياس ا ااة‬
‫الزراعية املش كة دون السىي إلى تحقيب تفامل بين فل عمليات اإلنتا ‪.‬‬

‫البيبليوررافيا‬

‫‪Ouvrages, Thèses‬‬

‫‪BERRAMDANE. A (1987): Le Maroc et l’occident (1800-1974). Edition Karthala. Paris 1987. 447p.‬‬

‫‪BOUDNANI. C (2002): IDE et transfert de technologie, DESA, sciences économiques, UFR: économie‬‬
‫‪internationale, Rabat, 2002. 50p.‬‬

‫‪ESSABBANI B, (2008): La coopération entre le Maroc et l’Union Européenne de l’association au partenariat,‬‬


‫‪Thèse au Sciences politiques, université Nancy, Faculté de droit, Science Economiques et‬‬
‫‪gestion, 594p.‬‬

‫‪102‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
El HARASS. M.L (1993): L’attraction de l’investissement étranger et dynamique de l’économie marocaine 1993,
361p.

El KAOUACHI F (1993): Reflets d’une économie mondiale en mutation. AL Wassit magazine n° 1. Avril 1993.
28p.

FERTOUL. Y (2004) : les investissements étrangers dans le secteur agricole au Maroc .293p.

IDIR. N ( 2004): Les effets de l’accord euro-méditerranéen sur la spécialisation Agricole du Maroc. Centre
d’économie de Paris Nord (CEPN).

MELLAH M. F (1974): L’association du Maroc à la CEE, aspects politiques, les éditions maghrébines, Casablanca,
1974. 319p.

MICHALET. C.A, (1999): La séduction des nations ou comment attirer les investissements, Ed Economica, Paris.

Rapports, Etudes

Conseil National du Commerce Extérieur (CNCE, 2012): Maroc-OMC: Enjeux des négociations , Evaluation de
la mise en Oeuvre, les nouveaux themes des négociations, juin 2012. 183p.

DIRECTION DES ETUDES ET DES PREVISIONS FINANCIERE (2014): Guide de l’Opérateur du Commerce
extérieur. 44p.

L’OFFICE REGIONALE DE MISE EN VALEUR AGRICOLE SOUSS-MASSA (ORMVA): Rapports d'activités (1973-
1982) et (2000-2010).

UNCTAD (1998): World Investment Report 1998, Trends and Determinants, UN, New York and GENEVA,
1998.

‫ قطاع الاض اار والفواكه بس ااوس ماس ااة بين إكراهات الس ااوق الوطيية وتحديات العوملةم دكتورا الدولة في‬:‫ت‬2004( ‫ أ‬.‫بلقاض ااذي‬
.‫ر‬500‫أكدال الربارم فلية اخداب و العلوم اإلنسانيةم أفاديرم‬- ‫الجغرافيام جامعة محمد الاام‬

103 ‫ ألمانيا – برلين‬،‫ | المركز الديمقراطي العربي‬2020 ‫ يناير‬،‫ العدد الخامس‬،‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‬
‫التخطيط االستراتيجي وأثره في تحقيق التميزالقيادي في الوزارات الفلسطينية‬
‫‪Strategic planning and its impact on achieving leadership excellence in‬‬
‫‪Palestinian ministries‬‬
‫ماهرإسماعيل املصري‬

‫امللخص‬
‫هدفت الدراســة إلى التعرف على عملية تطبيق التخطيط االســتراتيجي في الوزارات الفلســطينية وأثره على التميزالقيادي‬
‫لديها‪ ،‬ولقد اسـ ـ ـ ــتخدمت الدراسـ ـ ـ ــة املنهج الوصـ ـ ـ ــفي التحليلي‪ ،‬وتم اختيارعينة عشـ ـ ـ ــوائية طبقية قوامها ‪ )330‬وقد تم‬
‫استرداد ‪ )299‬استبانة بنسبة ‪.)%90.6‬‬
‫وتم اس ـ ـ ـ ــتخـدام برنـامج التحليـل اإلحص ـ ـ ـ ــائي ‪ )SPSS‬لتحليـل البيـانـات واختبـارالفرض ـ ـ ـ ـيـات‪ ،‬وقـد خلص ـ ـ ـ ــت الـدراس ـ ـ ـ ــة إلى‬
‫مجموعة من النتائج أهمها‪:‬‬
‫أ هرت النتـائج أن الوزارة تس ـ ـ ـ ــتخـدم أنظمـة معلومـات تتالءم مع نظـام العمـل في الحكومـة وأن أنظمـة املعلومـات‬ ‫‪-‬‬
‫املستخدمة في الوزارة تساعد في إنجازالعمل املطلوب‪.‬‬
‫كشـ ــفت الدراسـ ــة أن الوزارة تعتمد في االتصـ ــال والتواصـ ــل على مبدأ التنسـ ــيق مع اإلدارات العامة ذات العالقة‬ ‫‪-‬‬
‫عند وض ـ ـ ــع الخطط االس ـ ـ ــتراتيجية‪ ،‬وبينت كذلك وجود رؤية واض ـ ـ ــحة ومفهومة للعاملين داخلها‪ ،‬وهي بحاجه الى تطوير‬
‫كون عملية االتصال والتواصل تعززمن عملية التنسيق بين العاملين‪.‬‬
‫أ هرت الدراسـ ـ ـ ــة وجود خطة سـ ـ ـ ــنوية مكتوبة لدى الوحدات والدوائراملختلفة‪ ،‬وحرص الوزارة عندما تصـ ـ ـ ــيغ‬ ‫‪-‬‬
‫الخطة السنوية واالستراتيجيات والبرامج أن تتناسب مع أهدافها السنوية‪.‬‬
‫أ هرت الدراس ــة أن مس ــتوى التميزالقيادي في الوزارات الفلس ــطينية قد جاء بمس ــتوى متوس ــط ‪ ))66.84‬حيث‬ ‫‪-‬‬
‫أ هرت النت ــائج أن اإلدارة العلي ــا تس ـ ـ ـ ــعى إلى تحقيق مك ــان ــة متميزة بين الوزارات األخرى وهي نفس ـ ـ ـ ـه ــا التي تتولى عملي ــة‬
‫التخطيط االستراتيجي‪.‬‬
‫بينت النتائج تأثر بعدي الخطة الس ـ ــنوية واالتص ـ ــال التواص ـ ــل على التميزالقيادي بنس ـ ــبة تفس ـ ــير ‪ )%80.6‬على‬ ‫‪-‬‬
‫تحقيق التميز القيــادي في الوزارات الفلس ـ ـ ـ ــطينيــة‪ ،‬بينمــا أ هرت النتــائج ض ـ ـ ـ ــعف تــأثير أنظمــة املعلومــات في تحقيق التميز‬
‫القيادي‪.‬‬
‫وقد أوصــت الدارســة بضــرورة االهتمام والعمل على تطويرحوســبة العمليات اإلدارية التي تســاهم بدورها بشــكل فعال في‬
‫سـرعة إنجازالعمل املطلوب‪ ،‬وتوفيراملعلومات الالزمة لكل وزارة مما يسـاهم في سـرعة الحصـول على البيانات التي بدورها‬
‫تس ـ ـ ـ ــاعـد في نجـاح عمليـة التخطيط االس ـ ـ ـ ــتراتيجي‪ ،‬وكـذلـك تقوم القيـادة العليـا بـربـداء الـدعم والتـأييـد لفرق العمـل داخل‬
‫الوزارات وآليــة واض ـ ـ ـ ـحــة تعمــل على بنــاء وتنميــة مهــارات العــاملين فمهــا موجهــة نحو العمــل الجمــا ي وأن ترا ي الوزارات‬
‫الفلس ـ ـ ـ ــطينيــة توزيع املس ـ ـ ـ ــئوليــات عنــد تنفيــذ الخطــة على جميع الــدوائرواألقس ـ ـ ـ ــام وفق الجــداول والبرامج الزمنيــة التي‬
‫وضعتها‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬التخطيط االستراتيجي‪ ،‬أنظمة املعلومات‪ ،‬الخطة السنوية‪ ،‬االتصال والتواصل‪ ،‬التميزالقيادي)‬
‫‪Abstract:‬‬

‫‪104‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
The study aimed to identify the process of applying strategic planning in the Palestinian ministries and
its impact on leadership excellence .The study used the descriptive and analytical method, a random
stratified sample of (330) was selected and (299) questionnaires were retrieved.)90.6%
The Statistical Analysis Program (SPSS) was used to analyze data and test hypotheses.
The study concluded a number of results, the most important of which are:
The results showed that the ministry uses information systems that are compatible with the
government work system and that the information systems used in the ministry help in accomplishing
the required work.
The study revealed that the ministry relies on communication and communication on the principle of
coordination with the relevant public administrations when developing strategic plans .It also showed
the existence of a clear and understandable vision for the employees inside it.It needs to develop the
fact that the communication and communication process enhances the coordination process between
the employees.
-The study showed the existence of an annual plan written by the various units and departments, and
the ministry's keenness when formulating the annual plan, strategies and programs to suit its annual
goals.
The study showed that the level of leadership excellence in the Palestinian ministries came at an
average level of 66.84. The results showed that the senior management seeks to achieve a distinguished
position among the other ministries, which are the ones that are in charge of the strategic planning
process.
-The results showed that the annual plan and communication were influenced by communication on
leadership excellence by 80.6% on achieving leadership excellence in the Palestinian ministries, while
the results showed the weak effect of information systems in achieving leadership excellence.
The study recommended the necessity of attention and work to develop the computerization of
administrative processes, which in turn contribute effectively to the speed of completion of the work
required. Provide the necessary information for each ministry, which contributes to the rapid
acquisition of data, which in turn helps in the success of the strategic planning process. The senior
leadership also supports and supports the work teams within the ministries and a clear mechanism that
works to build and develop the skills of its employees oriented towards collective action and that the
Palestinian ministries take into account the distribution of responsibilities when implementing the
plan to all departments and sections according to schedules and timetables set by
Keywords: (Strategic Planning, Information Systems, Annual Plan, Communication and
Communication, Leadership Excellence)

105 ‫ ألمانيا – برلين‬،‫ | المركز الديمقراطي العربي‬2020 ‫ يناير‬،‫ العدد الخامس‬،‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‬
‫أوال‪ :‬املقدمة‬
‫ً‬
‫تتـأثركـل املنظمـات بـالتغيرات التي تحـدث من حولهـا‪ ،‬وذلـك لكونهـا نظمـا مفتوحـة تؤثر في البيئـة املحيطـة وتتـأثر بهـا‪ ،‬وتوجد‬
‫ً‬
‫حتميا في املنظمات املختلفة سـ ـ ـ ـ ً‬
‫ـواء كانت هادفة للربا أم ال‪ ،‬تجارية أم صـ ـ ـ ــناعية أم‬ ‫العديد من القوى التي تجعل التغيير‬
‫خدمية‪ ،‬عامة أم خاص ـ ــة‪ ،‬ومع تعدد األس ـ ــاليب اإلدارية الحديثة نش ـ ــأ مفهوم التميزالقيادي للتعبيرعن الحاجة إلى منهج‬
‫ش ـ ـ ـ ــامل يجمع عناص ـ ـ ـ ــرومقومات بناء املنظمات على أس ـ ـ ـ ــس متفرقة تحقق لها قدرات قيادية عالية في مواجهة املتغيرات‬
‫واألوضاع الخارجية املحيطة‪ ،‬كما تكفل لها تحقيق الترابط والتناسق بين عناصرها ومكونا ها الذاتية‪ ،‬واستثمارقدرا ها‬
‫املحورية وتحقيق الفوائد واملنافع ألصحاب املصلحة من مالكي املنظمة واملتعاملين معها واملجتمع بأسره‪.‬‬
‫ويتفق الكثيرمن البـاحثين والخبراء في مجـال اإلدارة العـامـة على أن املنظمـات الحكوميـة تواجـه تحـديـات كثيرة لبلوغ األداء‬
‫املتميزيص ـ ــعب مواجهتها أو التعامل معها من خالل أس ـ ــاليب تقليدية‪ ،‬مما يس ـ ــتلزم إعادة النظرفي النظم‪ ،‬والس ـ ــياس ـ ــات‪،‬‬
‫والبرامج الحالية‪ ،‬حتى يمكن تحقيق الت وافق املرغوب مع هذه التحديات‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مشكلة الدراسة‬
‫كاف من قبل املختص ـ ـ ــين في العمل‬ ‫ُ‬
‫تمام ٍ‬
‫لم يحظ الربط بين متطلبات تطبيق التخطيط االس ـ ـ ــتراتيجي والتميزالقيادي باه ٍ‬
‫الحكومي‪ ،‬وال زالت عملية التخطيط وصياغة الخطط وآليات تطبيقها توضع بشكل منفصل عن معاييرالتميزالقيادي‪.‬‬
‫لذلك اقتح ـ ـ ى األمرمن الدول والحكومات أن هتم بموضـ ــوع جودة وتميزاألداء املؤس ـ ـس ـ ـ ي وتضـ ــعه في سـ ــلم أولويا ها من‬
‫خالل تطوير مؤس ـ س ــا ها‪ ،‬واالرتقاء بأدا ها العام وتحس ــين اس ــتخدام مواردها‪ ،‬لكي تلعب الدوراملرجو م ها في ل املتغيرات‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫العاملية الجديدة على جميع الص ــعد‪ ،‬إال أن تحقيق التميزفي أداء الوزارات يتطلب تغييرا مخططا ومنهجا ش ــامال ال جزئيا‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ومرنا يتالءم مع متغيرات البيئة‪ ،‬ومتماشيا مع التطورات العاملية‪ ،‬ومؤصال للحضارة والثقافة الحديثة‪.‬‬
‫حاول الباحث في هذه الدراسة اإلجابة على السؤال الرئيس ي وهو‪:‬‬
‫ما هو واقع تطبيق التخطيط االستراتيجي في الوزارات الفلسطينية وأثره في تحقيق التميزالقيادي)‬
‫فرضية الدارسة‪ :‬يوجد أثرذو داللة إحصائية عند مستوى ‪ )α≥ 0.05‬لتطبيق التخطيط االستراتيجي على تحقيق التميز‬
‫القيادي في الوزارات الفلسطينية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬أهداف الدراسة‬
‫هدف هذه الدراس ـ ــة إلى إبرازدورتطبيق التخطيط االس ـ ــتراتيجي في تحقيق التميزالقيادي في الوزرات الفلس ـ ــطينية‬
‫وذلك من خالل تحقيق األهداف الفرعية التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬التعرف على واقع الوزرات الفلسطينية في تطبيق التخطيط االستراتيجي‪.‬‬
‫‪ .2‬القاء الضوء على واقع التميزالقيادي في الوزرات الفلسطينية‪.‬‬
‫‪ .3‬الكشف عن أثر تطبيق التخطيط االستراتيجي على التميزالقيادي في الوزرات الفلسطينية‪.‬‬
‫‪ .4‬تقديم املقترحات التي قد تفعل دورتطبيق التخطيط االستراتيجي في تحقيق التميزفي الوزارات الفلسطينية‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬أهمية الدراسة‪:‬‬

‫‪106‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫تستمد الدراسة أهميتها من أهمية موضوعها‪ ،‬لذلك يمكن تحديد أهمية الدراسة في الجوانب التالية‪:‬‬
‫• اإلســهام في زيادة اإلثراء العلمي في مجاالت مفاهيم تطبيق التخطيط االســتراتيجي والتميزالقيادي في املؤسـســات‬
‫العامة‪.‬‬
‫• إمكانية اسـ ـ ـ ــتفادة العاملين في الو ائف اإلش ـ ـ ـ ـ رافية في الوزارات الفلسـ ـ ـ ــطينية من نتائجها للوصـ ـ ـ ــول إلى األداء‬
‫املتميز‪.‬‬
‫ُ‬
‫• تعـد هـذه الـدراس ـ ـ ـ ــة األولى على حـد علم البـاحـث التي يتم من خاللهـا الربط بين تطبيق التخطيط االس ـ ـ ـ ــتراتيجي‬
‫والتميز القي ــادي في الوزارات الفلس ـ ـ ـ ــطيني ــة بغي ــة الخروج بنت ــائج وتوص ـ ـ ـ ـي ــات ملواجه ــة التح ــدي ــات التي تواج ــه الوزارات‬
‫الفلسطينية‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬متغيرات الدراسة‪:‬‬
‫املتغيرات املستقلة‪ :‬متطلبات تطبيق التخطيط االستراتيجي‪ ،‬وتقاس من خالل العوامل التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬أنظمة املعلومات‬
‫‪ .2‬االتصال والتواصل‬
‫‪ .3‬الخطة السنوية‬
‫املتغيرات التابعة‪ :‬التميزالقيادي‬
‫املتغيرات الشخصية‪ :‬النوع‪ ،‬املؤهل العلمي‪ ،‬املسمى الو يفي‪ ،‬سنوات الخدمة)‬
‫شكل رقم ‪ :)1‬املتغيرات املستقلة والتابعة‬
‫ً‬
‫سادسا‪ :‬منهج الدراسة‪:‬‬
‫اس ـ ــتخدم الباحث املنهج الوص ـ ــفي التحليلي في إجراء الدراس ـ ــة‪ ،‬حيث تم اس ـ ــتخدام االس ـ ــتبيان كأداة رئيس ـ ــة في الدراس ـ ــة‬
‫امليدانية وذلك ملا لالس ـ ــتبيان من أهمية في توفيرالوقت والجهد على الباحث‪ ،‬وإلمكانية تعظيم حجم العينة في فترة زمنية‬
‫معقولة‪ .‬ولقد رو ي تصميم األسئلة ذات ال هايات املغلقة وذلك لسهولة وسرعة اإلجابة علمها من قبل املبحوثين ولسهولة‬
‫تحليلها‪ .‬ولقد تم توزيع االس ـ ــتبيان باليد ومن خالل مس ـ ــاعدين على املبحوثين وذلك من خالل تخص ـ ــيص زيارة للمبحوثين‬
‫في مكـان عملهم‪ ،‬وطلـب من املبحوثين اإلجـابـة على االس ـ ـ ـ ــتبيـان بحض ـ ـ ـ ــورأحـد البـاحثين أو مس ـ ـ ـ ــاعـدي البـاحـث‪ ،‬وهنـاك من‬
‫املبحوثين من طـالبوا بـرعطـا هم بعض الوقـت لتعبئـة االس ـ ـ ـ ــتبيـان‪ .‬ولكن الغـالبيـة الس ـ ـ ـ ــاحقـة من االس ـ ـ ـ ــتبيـانـات تم تعبئتهـا‬
‫بحضورالباحث أو مساعد الباحث‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬مجتمع وعينة الدراسة‪:‬‬
‫مجتمع الدراس ـ ـ ـ ــة يعرف بأنه جميع مفردات الظاهرة التي يدرس ـ ـ ـ ــها الباحث‪ً ،‬‬
‫وبناء على مش ـ ـ ـ ــكلة الدراس ـ ـ ـ ــة وأهدافها فرن‬
‫املجتمع املس ــتهدف يتكون من املو فين في الوزارات الفلس ــطينية أص ــحاب املناص ــب اإلش ـ رافية من رتبة وكيل وزارة وحتى‬
‫مديردائرة والبالغ عددهم ‪ )646‬ـخص‪ .‬ولقد تم اسـتخدام أسـلوب العينة الطبقية العشـوائية‪ ،‬حيث بلغ حجم العينة‬
‫‪ 330‬خص‪ ،‬وبلغت نسبة االسترداد ‪ %%90.6‬أي ب واقع ‪ 299‬خص‪.‬‬
‫ثامنا‪ :‬أداة الدراسة‪:‬‬

‫‪107‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫تتكون االستنابة من ثالث أقسام رئيسة‪:‬‬
‫القس ـ ــم األول‪ :‬وهو عبارة عن البيانات الش ـ ــخص ـ ــية والتنظيمية عن املس ـ ــتجيبين الجنس‪ ,‬الفئة العمرية‪ ,‬املؤهل العلمي‪,‬‬
‫عدد سنوات الخبرة في الوزارة‪ ,‬املسمى الو يفي)‪.‬‬
‫القس ـ ــم الثاني‪ :‬وهو عبارات تتعلق بمتطلبات تطبيق التخطيط االس ـ ــتراتيجي في الوزارات‪ ،‬وتتكون من ‪ 24‬فقرة‪ ,‬موزع على‬
‫‪ 3‬مجاالت ‪:‬‬
‫املجال األول‪ :‬أنظمة املعلومات‪ ,‬ويتكون من ‪ )8‬فقرات‬
‫املجال الثاني‪ :‬االتصال والتواصل‪ ,‬ويتكون من ‪ )7‬فقرات‪.‬‬
‫املجال الثالث‪ :‬الخطة السنوية‪ ,‬ويتكون من ‪ )9‬فقرات‪.‬‬
‫القسم الثالث‪ :‬وهو تتعلق بالتميزالقيادي ‪ ،‬ويتكون من ‪ )8‬فقرات‪ .‬وقد تم استخدام املقياس ‪ )10-1‬لفقرات االستبيان‬
‫بحيث كلما اقتربت الدرجة من ‪ )10‬دل على امل وافقة عالية على ما ورد في العبارة والعكس صحيا‪.‬‬
‫تاسعا‪ :‬صدق االستبانة‪:‬‬
‫فقد تم التأكد من صدق االستبانة بطريقتين‪:‬‬
‫صدق املحكمين "الصدق الظاهري"‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫حيث تم عرض االسـ ــتبانة على مجموعة من املحكمين املتخصـ ـصـ ــين عدد ‪ )12‬وقد اسـ ــتجاب الباحث راء املحكمين وتم‬
‫القيام بما يلزم من حذف وتعديل في ضوء املقترحات املقدمة‪ ،‬وبذلك خرج االستبيان في صورته ال هائية‪.‬‬
‫صدق املقياس وتشمل‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫االتساق الداخلي ‪:))Internal Validity‬‬ ‫‪-‬‬
‫وقد أ هرت النتائج أن االستبانة تتمتع بدرجة عالية من االتساق الداخلي مما يطمئن بأنها تقيس ما وضعت من أجله‪.‬‬
‫ثبات االستبانة ‪:)Reliability‬‬ ‫‪-‬‬
‫وقد تم التحقق من ثبات اس ــتبانة الدراس ــة من خالل معامل ألفا كرونباخ‪ ،‬حيث قيمة معامل ألفا كرونباخ كانت مرتفعة‬
‫لكل مجال وتتراوح بين ‪ ،)0.902،0.952‬بينما بلغت لجميع فقرات االستبانة ‪.)0.984‬‬
‫ً‬
‫عاشرا‪ :‬األساليب اإلحصائية املستخدمة‪:‬‬
‫تم تفريغ وتحليل االستبانة من خالل برنامج التحليل اإلحصائي ‪.SPSS‬‬
‫اختبــار التوزيع الطبيعي‪ :‬تم اس ـ ـ ـ ــتخــدام اختبــار كوملجوروف‪-‬س ـ ـ ـ ــمرنوف‪ ) )K-S‬الختبــار مــا إذا كــانــت البيــانــات تتبع التوزيع‬
‫الطبيعي من عدمه‪ ،‬وتبين أن القيمة االحتمالية ‪ ).Sig‬لجميع مجاالت الدراس ـ ــة أكبرمن مس ـ ــتوى الداللة ‪ )0.05‬وبذلك‬
‫فـرن توزيع البيـانـات لهـذه املجـاالت يتبع التوزيع الطبيعي حيـث تم اس ـ ـ ـ ــتخـدام االختبـارات املعلميـة للجـابـة على فرض ـ ـ ـ ـيـات‬
‫الدراسة‪.‬‬
‫وقد تم استخدام األدوات اإلحصائية التالية‪:‬‬
‫النسب املئوية والتكرارات ‪ :)Frequencies & Percentages‬لوصف عينة الدراسة‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫املتوسط الحسابي واملتوسط الحسابي النسبي واالنحراف املعياري‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫اختبارألفا كرونباخ ‪ )Cronbach's Alpha‬ملعرفة ثبات فقرات االستبانة‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫‪108‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫اختباركوملجوروف‪-‬س ـ ـ ـ ــمرنوف ‪ )K-S) Kolmogorov-Smirnov Test‬الختبارما إذا كانت البيانات تتبع التوزيع‬ ‫‪.4‬‬
‫الطبيعي من عدمه‪.‬‬
‫معـامـل ارتبـاط بيرس ـ ـ ـ ــون ‪ )Pearson Correlation Coefficient‬لقيـاس درجـة االرتبـاط‪ :‬يقوم هـذا االختبـارعلى‬ ‫‪.5‬‬
‫دراسة العالقة بين متغيرين‪ ،‬وقد استخدم الباحث لحساب االتساق الداخلي والصدق البنائي لالستبانة وكذلك لدراسة‬
‫العالقة بين املجاالت‪.‬‬
‫اختبار‪ T‬في حالة عينة واحدة ‪ )T-Test‬ملعرفة ما إذا كانت متوس ـ ـ ـ ــط درجة االس ـ ـ ـ ــتجابة قد وص ـ ـ ـ ــلت إلى الدرجة‬ ‫‪.6‬‬
‫املتوسطة وهي ‪ 6‬أم زادت أو قلت عن ذلك‪ ،‬ولقد استخدمه الباحث للتأكد من داللة املتوسط لكل فقرات االستبانة‪.‬‬
‫نموذج تحليل االنحداراملتدرج الخطي ‪.)Linear Stepwise Regression- Model‬‬ ‫‪.7‬‬
‫حادي عشر‪ :‬الدراسات السابقة‬
‫هناك العديد من الدراســات العربية واألجنبية التي تناولت التخطيط االســتراتيجي والتميزالقيادي م ها دراســة ‪Karam,‬‬
‫‪ )2018‬والتي هدفت الى دراسة أساليب إدارة األزمات الهروب‪ ،‬املواجهة‪ ،‬التعاون واالحتواء) وعالقتها بعمليات التخطيط‬
‫االس ـ ـ ـ ــتراتيجي في الفن ــادق فئ ــة خمس نجوم املص ـ ـ ـ ــري ــة ‪ ،‬ودراسـ ـ ـ ـ ــة ‪ )Al-Khrabsheh, 2018‬والتي ه ــدف ــت إلى معرف ــة أثر‬
‫التخطيط االستراتيجي على إدارة األزمات في بيئة األعمال األردنية والطريقة التي يتم استخدامها في أوقات األزمات ‪.‬‬
‫وهنــاك دارسـ ـ ـ ـ ــة فــارس‪ )2016 ،‬والتي أبرزت العالقــة بين الخصـ ـ ـ ـ ــائص الريــاديــة لــدى اإلدارة العليــا في البنوك التجــاريــة‬
‫والتخطيط االسـتراتيجي في قطاع غزة – دراسـة ميدانية على املدراء في البنوك التجارية‪ ،‬وكذلك دراسـة األخرس‪)2016 ،‬‬
‫بعنوان اإلدارة االس ـ ـ ـ ــتراتيجي ـ ــة وفق النموذج األوربي للتميز ‪ EFQM‬وأثره ـ ــا على اإلب ـ ــداع اإلداري في القط ـ ــاع الحكومي‬
‫الفلس ـ ــطيني ‪ ،‬ودراس ـ ــة جودة‪ )2015 ،‬بعنوان‪ :‬واقع تطبيق ممكنات نموذج التميزاملؤسـ ـ ـسـ ـ ـ ي األوروبي ‪ EFQM‬في ديوان‬
‫املو فين العام بقطاع غزة ‪ ،‬ودراسـ ـ ــة طارق أبو حجير‪ )2014 ،‬القيادة االسـ ـ ــتراتيجية ودورها في إدارة املخاطرواألزمات‪،‬‬
‫ودراس ـ ـ ــة العوضـ ـ ـ ـ ي‪ ) 2013 ،‬بعنوان آليات تطوير نموذج لتطبيقات الجودة والتميزاملؤسـ ـ ـ ـسـ ـ ـ ـ ي في مؤسـ ـ ـ ـس ـ ـ ــات القطاع‬
‫الحكومي في دولــة اإلمــارات العربيــة املتحــدة‪ ،‬ودراسـ ـ ـ ـ ــة ‪ )Saada, 2013‬بعنوان "تطبيق معيــار القيــادة من نموذج التميز‬
‫‪ EFQM‬في مؤسسات التعليم العالي ‪ UCAS‬كدراسة حالة"‪ ،‬بينما قام الدجني ‪ )2011‬بدراسة دورالتخطيط االستراتيجي‬
‫في جودة األداء املؤس ـ ـ ـس ـ ـ ـ ي في الجامعات الفلس ـ ـ ــطينية النظامية‪ ،‬وقد أوص ـ ـ ــت الدراس ـ ـ ــة بوض ـ ـ ــع آليات محددة وممنهجة‬
‫تضـ ــمن مشـ ــاركة أوسـ ــع ملجتمع الجامعة الداخلي والخارجي في صـ ــياغة وتطبيق الخطة االسـ ــتراتيجية للمؤس ـ ـسـ ــة ‪ ،‬بينما‬
‫درس قاسـ ــم ‪ )2010‬متطلبات نجاح التخطيط االسـ ــتراتيجي في األجهزة األمنية في محافظة عدن‪ ،‬وقد توصـ ــلت الدراسـ ــة‬
‫الى التزام قي ــادات األجهزة األمني ــة في مح ــافظ ــة ع ــدن بتطبيق التخطيط االس ـ ـ ـ ــتراتيجي‪ ،‬كم ــا تقوم بتوفير ب ــدائ ــل للخطط‬
‫االسـ ـ ــتراتيجية للحفا على مسـ ـ ــتوى األداء ‪ ،‬ودراسـ ـ ــة أخرى قامت برلقاء الضـ ـ ــوء على واقع التخطيط االسـ ـ ــتراتيجي في‬
‫الوزارات الحكومية في محافظة قلقيلية‪ ،‬حيث تبين تطبيق التخطيط االس ــتراتيجي بدرجة متوس ــطة ‪ ،‬أما ص ــيام ‪)2010‬‬
‫فقد قام بدراس ـ ــة العالقة بين التخطيط االس ـ ــتراتيجي وأداء املؤس ـ ـس ـ ــات األهلية النس ـ ــوية في قطاع غزة‪ ،‬وهناك من قام‬
‫بدراسة معوقات تطبيق التخطيط االستراتيجي في الجامعات الفلسطينية في قطاع غزة‪ ،‬وقد توصلت الدراسة إلى ت وافر‬
‫متطلبات إنجاح عملية تطبيق التخطيط االس ــتراتيجي في الجامعات الفلس ــطينية في قطاع غزة بمس ــتوى مناس ــب‪ ،‬ولكن‬
‫بحاجة إلى تطوير‪ ،‬وهناك من قام بدراسـ ــة الدوراالسـ ــتراتيجي إلدارة املوارد البشـ ــرية في إدارة األزمات مع األخذ في االعتبار‬

‫‪109‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫الدورالوسـيط للثقافة التنظيمية‪ ،‬كذلك تطرقت بعض الدراسـات الى أهم معوقات تطبيق التخطيط االسـتراتيجي وم ها‬
‫ع ــدم مشـ ـ ـ ـ ــارك ــة املنف ــذون في عملي ــة التخطيط ‪ ،‬كم ــا أن نج ــاح اإلدارة االس ـ ـ ـ ــتراتيجي ــة ليس مبني فقط على وجه ــات نظر‬
‫تخطيطية عند وض ـ ـ ــع االس ـ ـ ــتراتيجية‪ ،‬ولكن يعتمد على العوامل التي تؤخذ بعين االعتبارعند تطبيق االس ـ ـ ــتراتيجية من‬
‫وجهة نظرتخطيطية ‪ ،‬وهناك دراسـة بعنوان "ممارسـة إدارة املوارد البشـرية وأثرها في تحقيق التميزاملؤسـسـ ي وهي دراسة‬
‫تطبيقية في شـ ـ ـ ــركة زين الكويتية لالتصـ ـ ـ ــاالت الخلوية‪ ،‬حيث تكونت عينة الدراسـ ـ ـ ــة من ‪ )253‬مفردة‪ ،‬من حيث تحقيق‬
‫مركزتنافس ـ ي جيد‪ ،‬وكذلك أهمية تقييم األداء في تحقيق التميزالقيادي‪ ،‬وتوصــلت الدراســة إلى أن القيادة الفعالة تلعب‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫دورا محوريا في صياغة أهداف وغايات املؤسسة‪ ،‬أي أن اإلدارة العليا هي من يتولى عملية التخطيط االستراتيجي ‪.‬‬
‫أمـا أبو قـاعود والربـابعـة ‪ ،)2013‬فقـد قـامـا بـدراس ـ ـ ـ ــة دور عوامـل النجـاح الحرجـة في تحقيق التميزالتنظيمي في ش ـ ـ ـ ــركـات‬
‫األدوية األردنية‪ ،‬حيث تبين توفر عوامل النجاح في الشركات بمستوى مرتفع ‪.‬‬
‫ثاني عشر‪ :‬أدبيات الدراسة‬
‫التخطيط االستراتيجي‪:‬‬ ‫‪)1‬‬
‫ّ‬
‫اليومية داخل املنظمة‪،‬‬ ‫هو عملية هدف الى إنجاح إدارة املؤس ـ ـ ـس ـ ـ ــة‪ ،‬وهي تخرج املخطط من دائرة النش ـ ـ ــاطات واألعمال‬
‫يزود املخطط أو اإلدارة برؤية واضحة حول إلى ما تريد‬ ‫وتعطي صورة كاملة حول ماذا نفعل وما هو مسارنا املستقبلي‪ ،‬فهو ّ‬

‫أن تصل وكيف تصل إلى ما تريد‪ ،‬هذا إلى جانب الخطة التشغيلية التفصيلية‪.‬‬
‫التخطيط االستراتيجي الحكومي‪:‬‬ ‫‪)2‬‬
‫هو برنامج عمل للحكومة‪ ،‬والذي ُيس ـ ــتمد من رؤية قياد ها التنفيذية‪ ،‬وهو يتض ـ ــمن س ـ ــلس ـ ــلة من األهداف االس ـ ــتراتيجية‬
‫ُ‬
‫واملبادئ التوجمهية والتوص ـ ــيات العامة‪ ،‬وتش ـ ــكل األسـ ـ ـ اس الذي تبنى عليه الوزارات خططها االس ـ ــتراتيجية والتش ـ ــغيلية‬
‫الخاصة‪.‬‬
‫إن املنظمـات الحكوميـة هي املنظمـات الهـادفـة لخـدمـة جمهور املواطنين واملجتمع عـامـة‪ ،‬وهي تتمثـل في الوزارات املختلفـة‬
‫وهيئات الكهرباء والطاقة واملياه وغيرها‪.‬‬
‫والتخطيط االس ـ ـ ــتراتيجي للمنظمات الحكومية يهد ف لتحقيق الت وافق مع الس ـ ـ ــياس ـ ـ ــة العامة للدولة وتحقيق الرفاهية‬
‫االجتماعية وتقديم الخدمات األساسية الالزمة وتوفيراملوارد املالية الالزمة لتمويل األنشطة املختلفة‪.‬‬
‫عوامل نجاح تطبيق التخطيط االستراتيجي في العمل الحكومي‬ ‫‪)3‬‬
‫بعــد إطالع البــاحــث على العــديــد من الخطط الحكوميــة االس ـ ـ ـ ــتراتيجيــة فــرن البــاحــث يرى أن الش ـ ـ ـ ــرارة األولى للتخطيط‬
‫االس ـ ـ ـ ــتراتيجي الحكومي تنطلق من مجلس الوزراء‪ ،‬وذلـك من خالل متـابعتـه لبنـاء االس ـ ـ ـ ــتراتيجيـة املنـاس ـ ـ ـ ـبـة للـدولـة‪ ،‬وهو‬
‫الذي يض ـ ـ ــع الص ـ ـ ــياغة ال هائية للرؤية والرس ـ ـ ــالة ويض ـ ـ ــع اإلطارالعام لألهداف االس ـ ـ ــتراتيجية‪ ،‬ويقوم بتحديد الخيارات‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫االس ـ ـ ـ ــتراتيجيـة املطروحـة‪ ،‬وكلمـا كـان اهتمـام اإلدارة العليـا في الحكومـة بـالتخطيط االس ـ ـ ـ ــتراتيجي كبيرا انعكس ذلـك على‬
‫كافة املس ـ ـ ــتويات في الوزرات املختلفة‪ ،‬مما يس ـ ـ ــاعد على إش ـ ـ ــراك العاملين في ص ـ ـ ــياغة االس ـ ـ ــتراتيجية املناس ـ ـ ــبة لكونهم‬
‫يمتلكون معرفة ش ـ ـ ــاملة عن عمل املنظمة ويقومون بتقديم الدعم واملس ـ ـ ــاندة في ص ـ ـ ــياغة االس ـ ـ ــتراتيجية‪ ،‬وباإلمكان ان‬
‫ُ‬
‫نلخص أهم عوامل نجاح تطبيق التخطيط االستراتيجي في العمل الحكومي فيما يلي‪:‬‬
‫اقتناع ودعم اإلدارة العليا ومشاركة العاملين‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫‪110‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫هيكل تنظيمي مناسب لضمان نجاح الخطة‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫توفر اإلمكانات املادية واملالية وتخصيصها حسب األهداف االستراتيجية‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫وضع معاييرلقياس األداء‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫واقعية الخطة املوضوعة‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫مراجعه ثقافة الوزارة لكي تعمل على تعديل املفردات املختلفة بما يتالءم مع الخطط االستراتيجية املوضوعة‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫توفر املهارات اإلدارية املختلفة‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫توفر معلومات عن البيئة املحيطة‪.‬‬ ‫‪.8‬‬
‫تحقيق الخطة لحاجات وخدمات الجمهور‪.‬‬ ‫‪.9‬‬
‫توفر أنظمة املعلومات املساعدة في عملية التخطيط‪.‬‬ ‫‪.10‬‬
‫االبتكاروالنمو والتطور‪.‬‬ ‫‪.11‬‬
‫في ض ــوء ما تم ذكره من العوامل التي تس ــاعد في إنجاح تطبيق التخطيط االس ــتراتيجي‪ ،‬فرن هذه الدراس ــة س ــتتناول أهم‬
‫العوامل وبخاصـ ـ ـ ــة ال تي تناسـ ـ ـ ــب املؤسـ ـ ـ ـسـ ـ ـ ــات الحكومية الفلسـ ـ ـ ــطينية وهي‪ :‬توفرنظم معلومات مناسـ ـ ـ ــبة‪ ،‬واالتصـ ـ ـ ــال‬
‫والتواصل الفعال‪ ،‬وإعداد وتطبيق الخطط السنوية للوزارات‪ ،‬وفيما يلي عرض لهذه العوامل الثالثة‪:‬‬
‫مفهوم أنظمة املعلومات‪:‬‬ ‫‪)1‬‬
‫ً ً‬
‫تمثل عملية إعداد البيانات واســتخدام املعلومات عصــب املجتمعات املعاصــرة‪ ،‬بل أصــبحت جزءا هاما من الوقت الذي‬
‫يقضيه الفرد في أداء عمله‪ ،‬وبالتالي أصبحت أحد العوامل التي تحدد أداء املنظمات‪.‬‬
‫ولقد أدى التطورفي ص ـ ـ ــناعة الحاس ـ ـ ــبات وكذلك ص ـ ـ ــناعة البرمجيات باإلض ـ ـ ــافة إلى التعقد التي تعمل فمها املنظمات إلى‬
‫هورالحاجة ألدوات تس ـ ـ ــاعد املنظمات على التعامل مع بيئتها من خالل االس ـ ـ ــتفادة من تكنولوجيا املعلومات‪ ،‬ولقد بدأ‬
‫ذلك األمر بالتشغيل اإللكتروني للبيانات إلى أن تطورإلى ما نشاهده اليوم من األنواع املختلفة من نظم املعلومات‪.‬‬
‫االتصال والتواصل‪:‬‬ ‫‪)2‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫حد سـواء‪ ،‬ويشـكل التطورامللحو في مجاالت‬
‫االتصـال والتواصـل يلعب دورا فعاال في حياة الفرد واملنظمة واملجتمع على ٍ‬
‫االتصـ ـ ـ ــاالت على ضـ ـ ـ ــوء املسـ ـ ـ ــتجدات املعاصـ ـ ـ ــرة من وسـ ـ ـ ــائل وأسـ ـ ـ ــاليب هادفة ذات أثربناء في تحقيق أهداف املنظمات‬
‫اإلنسـ ـ ـ ــانية بكفاءة وفاعلية كبيرة‪ ،‬ويرتبط االتصـ ـ ـ ــال والتواصـ ـ ـ ــل بالسـ ـ ـ ــلوك اإلنسـ ـ ـ ــاني‪ ،‬والد وافع املحركة له والح وافز‬
‫الكافية في إشـ ــباع الحاجات اإلنسـ ــانية بصـ ــورة أسـ ــاسـ ــية‪ ،‬واالتصـ ــال والتواصـ ــل من أهم املهارات الالزمة إلنجاح عمليات‬
‫إعداد وتطبيق الخطط االستراتيجية للمؤسسات‪.‬‬
‫الخطة السنوية‪:‬‬ ‫‪)3‬‬
‫إن عملية إعداد الخطة الس ــنوية ليس ــت عملية عش ــوائية وبس ــيطة تتم عبرجلس ــة أو اجتماع‪ ،‬وإنما هي عملية تحتاج إلى‬
‫ً‬
‫تخطيط دقيق‪ ،‬واالس ـ ـ ـ ــتعــداد لهــذه العمليــة يعــد أيضـ ـ ـ ـ ــا خطوة هــامــة‪ ،‬بــل ويعتبره اإلداريون واملخططون خطوة أولى من‬
‫خطوات عملي ــة إع ــداد الخط ــة مل ــا ل ــه من أهمي ــة في نج ــاح عمل ي ــة التخطيط االس ـ ـ ـ ــتراتيجي وبخ ــاص ـ ـ ـ ـ ــة تطبيق الخطط‪،‬‬
‫والوص ـ ـ ـ ــول إلى النت ــائج املرجوة من ورا ه ــا‪ ،‬وتمث ــل عملي ــة إعــداد الخط ــة الس ـ ـ ـ ــنويــة عــامــل مهم إلنج ــاح تطبيق التخطيط‬

‫‪111‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫االس ـ ـ ــتراتيجي حيث تحتوي على تحديد األهداف الس ـ ـ ــنوية املرتبطة بتحقيق غايات املؤسـ ـ ـ ـس ـ ـ ــة واألنش ـ ـ ــطة التفص ـ ـ ــيلية‬
‫والجهات املسئولة عن تنفيذ كل هدف ونشاط والجداول الزمنية إلنجازها‪.‬‬
‫التميزالقيادي‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ً‬
‫التميز القي ــادي هو الق ــدرة على ح ــث األفراد ألن تكون ل ــديهم الرغب ــة وملتزمين طوعي ــا في إنج ــاز األه ــداف التنظيمي ــة أو‬
‫تجاوزها‪.‬‬
‫وتقوم القيادة بدورجوهري في إنجاح املؤس ـ ـسـ ــات واملحافظة على ذلك النجاح لفترات طويلة‪ ،‬فالقيادة هي املسـ ــؤولة عن‬
‫تصــورالرؤية وخلق املؤسـســة الالزمة لتحقيقها‪ ،‬في ل تذليل وإدراك تام لبيئة عملها‪ ،‬وجعلها قادرة على االســتحواذ على‬
‫املعرفة املناس ــبة‪ ،‬وخلقها لتحقيق الريادة في ل العوملة وما يص ــاح ها من واهركالتنافس ــية الش ــديدة والتغييرالس ــريع‬
‫والتنوع اإلبدا ي وإدارة األداء وبناء القدرات‪ ،‬مع املحافظة على تحقيق التوازن من خالل القيام باملس ـ ـ ــؤوليات املجتمعية‬
‫التي يتمثل أهمها في حماية البيئة وتشغيل القطاعات من فئات املجتمع املختلف‪ ،‬وخاصة من فئة الشباب‪.‬‬
‫إن القيادة العليا لها تأثيرمباشـ ـ ــرعلى التميز‪ ،‬وذلك من خالل تنمية قدرات األفراد‪ ،‬وتشـ ـ ــجيعها لهم بالتوجه نحو اإلبداع‬
‫والتميز‪ ،‬وذلــك من خالل تميزهــا بــاملهــارة القيــاديــة وعالقــة العمــل الفعــالــة‪ ،‬والقــدرة على التفكيراملتجــدد الــذي يبتعــد عن‬
‫التقليــد‪ ،‬وكـذلـك اهتمــامهــا بتش ـ ـ ـ ــجيع املنــافس ـ ـ ـ ــة بين األفراد للتوص ـ ـ ـ ــل إلى أف ـكـار جـ ديـدة‪ ،‬كمــا أن القيــادة العليــا إذا تبنـت‬
‫اس ـ ـ ـ ــتراتيجيــة البــاب املفتوح‪ ،‬ودعم االتص ـ ـ ـ ــاالت املبــاش ـ ـ ـ ــرة بي هــا وبين األفراد‪ ،‬فــرن ذلــك يتيا تبــادل املعلومــات املتعلقــة‬
‫بفاعلية املنظمة‪ ،‬والقدرة على مناقشـ ـ ــتها‪ ،‬والوصـ ـ ــول إلى اقتراحات وابتكارحلول جديدة ملشـ ـ ــاكلها‪ ،‬وهناك مجموعة من‬
‫النش ـ ـ ـ ــاطـ ات التي يجـب أن يقوم بهـا القـادة لتش ـ ـ ـ ــجيع هور التميزفي املنظمـة‪ ،‬فنظـام الالمركزيـة في العمـل داخـل املنظمـة‬
‫ُيس ـ ـ ــهل انس ـ ـ ــياب املعلومات واألفكاراالبتكارية بين العاملين والقيادة العليا مباش ـ ـ ــرة دون ح وافزبيروقراطية‪ ،‬كذلك فرن‬
‫القدرة االبتكارية لدى األفراد تتأثر بنمط القيادة الديمقراطية‪.‬‬
‫إن القـ ــائـ ــد املتميز هو الـ ــذي يس ـ ـ ـ ــتطيع رؤيـ ــة كثير من املش ـ ـ ـ ــكالت في املوقف الواحـ ــد‪ ،‬فهو يعي األخطـ ــاء ونواحي النقص‬
‫والقص ـ ــور‪ ،‬ويحس باملش ـ ــكالت‪ ،‬وال ش ـ ــك أن األ ـ ــخاص الذين تزداد حس ـ ــاس ـ ــيتهم إلدراك أوجه القص ـ ــورواملش ـ ــكالت في‬
‫امل واقف كافة‪ ،‬تزداد فرص ـ ـ ـ ــتهم لخوض غمارالبحث والتأليف فمها‪ ،‬فرذا قاموا بذلك فرن االحتمال س ـ ـ ـ ــيزداد أمامهم نحو‬
‫التميز‪.‬‬

‫ثالث عشر‪ :‬تحليل فقرات االستبانة‬


‫لتحليل فقرات االس ــتبانة تم اس ــتخدام املتوس ــط الحس ــابي والنس ــبي واالنحراف املعياري واختبار ‪ )T‬لعينة واحدة ملعرفة‬
‫ما إذا كانت متوس ــط درجة االس ــتجابة قد وص ــلت إلى درجة امل وافقة املتوس ــطة وهي ‪ )6‬أم ال‪ ،‬فرذا كانت قيمة ‪ Sig‬أكبر‬
‫ً‬
‫من ‪ )0.05‬فرن متوس ـ ــط آراء األفراد حول الظاهرة موض ـ ــع الدراس ـ ــة ال يختلف جوهريا عن م وافق بدرجة متوس ـ ــطة وهى‬
‫ً‬
‫‪ ،)6‬أما إذا كانت قيمة ‪ Sig‬أقل من ‪ 0.05‬فرن متوس ــط آراء األفراد يختلف جوهريا عن درجة امل وافقة املتوس ــطة‪ ،‬وفي‬
‫هذه الحالة يمكن تحديد ما إذا كان متوسـط اإلجابة يزيد أو ينقص بصـورة جوهرية عن درجة امل وافقة املتوسـطة‪ ،‬وذلك‬
‫من خالل قيمة االختبار‪ ،‬فرذا كانت قيمة االختبارموجبة فمعناه أن املتوسـ ــط الحسـ ــابي للجابة يزيد عن درجة امل وافقة‬
‫املتوسطة والعكس صحيا‪.‬‬

‫‪112‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫تم استخدام املتوسط الحسابي والنسبي واالنحراف املعياري واختبار ‪ )T‬ملعرفة درجة امل وافقة‬
‫جدول رقم ‪ )1‬املتوسـ ـ ــط الحسـ ـ ــابي والنسـ ـ ــبي واالنحراف املعياري واختبار ‪ )T‬ملسـ ـ ــتوى توفرمتطلبات تطبيق التخطيط‬
‫االستراتيجي في الوزارات الفلسطينية‬
‫الـ ـ ـقـ ـ ـيـ ـ ـم ـ ــة‬ ‫املتوسط الحسابي النسبي قيمة االختبار‬ ‫االنحراف املعياري‬ ‫املجال املتوسط الحسابي‬
‫االحتمالية ‪ ).Sig‬الترتيب‬
‫‪1 0.000* 10.40 69.17‬‬ ‫‪1.52‬‬ ‫أنظمة املعلومات ‪6.92‬‬
‫*‪3 0.000‬‬ ‫‪3.86 64.10‬‬ ‫‪1.83‬‬ ‫‪6.41‬‬ ‫االتصال والتواصل‬
‫*‪2 0.000‬‬ ‫‪8.19 67.55‬‬ ‫‪1.59‬‬ ‫الخطة السنوية ‪6.76‬‬
‫*‪0.000‬‬ ‫‪6.60 65.53‬‬ ‫‪1.45‬‬ ‫‪6.55‬‬
‫متطلبات تطبيق التخطيط االستراتيجي‬
‫ً‬
‫* املتوسط الحسابي دال إحصائيا عند مستوى داللة ‪.α≥ 0.05‬‬
‫من جدول ‪ )1‬تبين أن املتوســط الحســابي لجميع فقرات متطلبات تطبيق التخطيط االســتراتيجي يســاوي ‪ ،)6.55‬أي أن‬
‫املتوس ــط الحس ــابي النس ــبي ‪ ،)%65.53‬وقيمة االختبار ‪ )6.60‬وأن القيمة االحتمالية ‪ )Sig.‬تس ــاوي ‪ )0.000‬وهذا يعني‬
‫أن هنـاك م وافقـة من قبـل أفراد العينـة على مـا ورد في فقرات االس ـ ـ ـ ــتبـانـة‪ ،‬وهـذا يـدل على أن متطلبـات تطبيق التخطيط‬
‫االس ـ ـ ـ ــتراتيجي بنجـاح في الوزارات الفلس ـ ـ ـ ــطينيـة متوفرة بنس ـ ـ ـ ـبـة ‪ ،%6.5‬وهـذا يؤش ـ ـ ـ ــر الى الحـاجـة ملزيـد من الجهود لتوفير‬
‫مقومات نجاح تطبيق التخطيط االستراتيجي‪.‬‬
‫يبين جدول ‪ )1‬أنظمة املعلومات املتاحة في الوزارات الفلسـ ــطينية لتطبيق التخطيط االسـ ــتراتيجي قد حصـ ــلت‬ ‫‪-‬‬
‫على الترتيب األول بنسـ ـ ـ ــبة ‪ %69.17‬وهي بمسـ ـ ـ ــتوى مرتفع‪ ،‬ويعزو الباحث هذه النسـ ـ ـ ــبة الهتمام الحكومة الفلسـ ـ ـ ــطينية‬
‫بمجال تكنولوجيا املعلومات والتي س ـ ـ ــاعدت على تطورالخدمات اإللكترونية في الوزارات‪ ،‬ولقد حققت وزارة االتص ـ ـ ــاالت‬
‫وتكنولوجيا املعلومات وباقي الوزرات الفلس ـ ــطينية تقدما على ص ـ ــعيد البنية التحتية والربط بالش ـ ــبكة الحكومية وتوفير‬
‫بيئة الخدمات اإللكترونية واالسـتضـافة للم واقع اإللكترونية الحكومية‪ ،‬والتي أثمرت عن تواجد كافة الدوائرالحكومية‬
‫على ش ـ ـ ـ ــبكــة اإلنترنــت وتقــديم عــدد من الخــدمــات اإللكترونيــة الى املواطنين واملو فين على حـ ٍـد س ـ ـ ـ ــواء‪ ،‬وتجس ـ ـ ـ ــد العمــل‬
‫التكـاملي بين الـدوائرالحكوميـة في مجـال أنظمـة املعلومـات من خالل لجنـة تكـامـل البيـانـات الحكوميـة التي بـدأت عملهـا في‬
‫عام ‪ )2008‬وكان من أهم ثمارها إنشاء قاعدة البيانات الحكومية املركزية‪ ،‬والتي ساهمت في تقديم العديد من الخدمات‬
‫ً‬
‫اإللكترونية للمواطن‪ ،‬وقامت الحكومة أيضا بتكليف وزارة االتصاالت برعداد خطة استراتيجية للحكومة اإللكترونية في‬
‫العام ‪.)2013‬‬
‫ولقد بين قاسـ ــم وكيل مسـ ــاعد وزارة الداخلية على أهمية التطورالذي حدث على أنظمة املعلومات في العمل الحكومي في‬
‫ً‬
‫سواء للمو ف أو املواطن وكذلك تسريع املخرجات ‪.‬‬ ‫قطاع غزة حيث يركز بشكل كبيرعلى عملية تسهيل اإلجراءات‬
‫ولقد بينت دراسة العفيف‪ )2005 ،‬وجود عالقة ذات داللة إحصائية بين تكنولوجيا املعلومات والتخطيط االستراتيجي‬
‫ً‬
‫‪ ،‬واتفقت أيضـ ـ ــا مع دراسـ ـ ــة دراسـ ـ ــة اللوح ‪ )2007‬والتي بينت أن نظم املعلومات من أهم عوامل نجاح عملية التخطيط‬
‫االستراتيجي ‪.‬‬
‫ونلخص أهمية نظم املعلومات في العمل الحكومي فيما يلي‪:‬‬

‫‪113‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫قدرة الحكومة على االسـ ــتفادة من املعلومات املتاحة لديها والخبرات املعلوماتية التي تحققت على مدارالسـ ــنين‬ ‫•‬
‫مما ُيمك ها من استخراج املعلومة الالزمة للعمل بدون عناء وتعب‪.‬‬
‫توفير ق ــاع ــدة معلوم ــات معرفي ــة للعم ــل الحكومي يتم من خالله ــا ح ــل املش ـ ـ ـ ـ ــاك ــل املوجودة وتف ــادي املش ـ ـ ـ ـ ــاك ــل‬ ‫•‬
‫املستقبلية ووضع الحلول املناسبة لها‪.‬‬
‫األهميـة الكبرى لص ـ ـ ـ ـنـاعـة واتخـاذ القراراملبني على الحقـائق واألرقـام‪ ،‬ألن القرارفي العمـل الحكومي يص ـ ـ ـ ـيـب في‬ ‫•‬
‫ً‬
‫الغــالــب قطــاعــات متعــددة‪ ،‬لــذلــك فــرن ص ـ ـ ـ ـحــة القرارات هــامــة جــدا في القطــاع الحكومي الــذي يالمس املواطنين بش ـ ـ ـ ـكـل‬
‫مباشر‪.‬‬
‫تقديم الخدمات بشكل سلس وسريع ورفع مستوى الفعالية والكفاءة في العمل الحكومي‪.‬‬ ‫•‬
‫العمل على تنمية وتطوير قدرات مو في القطاع العام‪.‬‬ ‫•‬
‫نظم املعلومات مورد أساس ي يمكن تخزينه واالستفادة منه في الوقت املناسب‪.‬‬ ‫•‬
‫ولقد أ هرت الدراسـة اهتمام الوزارات الفلسـطينية الواضـح برعداد وتطبيق الخطط السـنوية كعامل من عوامل تطبيق‬
‫التخطيط االســتراتيجي حيث جاءت بوزن نســبي ‪ ،%67.5‬حيث تقوم الحكومة بتشــكيل اللجان الســنوية في كافة الوزرات‬
‫الفلس ـ ــطينية إلعداد الخطط الس ـ ــنوية واالس ـ ــتفادة من تقييم خطط الس ـ ــنوات املاض ـ ــية‪ ،‬وتقوم الوزارات الفلس ـ ــطينية‬
‫كذلك بوض ــع البرامج واالس ــتراتيجيات التي تتناس ــب مع أهدافها الس ــنوية ووفق الجدول الزمني الذي تض ــعه كل وزارة بما‬
‫يخص خطتها‪ ،‬وقد اشتملت الخطط الفلسطينية على منهجية معتمدة كانت أبرزنقاطها‪:‬‬
‫تعزيز امللكية الوطنية إلجراءات إعداد الخطط الوطنية‪ ،‬واملشاركة الواسعة والفاعلة‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫اإلطارالذي يستند إلى النتائج في إعداد الخطط الوطنية وتحضيراملوازنات‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫املخرجات ال واقعية التي يمكن تحقيقمها‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫مأسسة إجراءات التخطيط واالرتقاء بمستوى الشفافية واملساءلة‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫اعتماد منهجية تستجيب الحتياجات النوع االجتما ي‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫وقد أ هرت هذه الدارس ــة ض ــعف املوازنات لتطبيق الخطط الس ــنوية في الوزارات الفلس ــطينية وعالجها ض ــروري إلنجاح‬
‫تطبيق عملية التخطيط االستراتيجي‪ ،‬مما يستوجب ضرورة زيادة املخصصات املالية في هذا املجال‪.‬‬
‫ً‬
‫وقد اتفقت الدراســة أيضــا مع دراســة بشــير ‪ ،)2012‬حيث تم إجراء املراجعة الدورية للخطط الســنوية في الكليات للتأكد‬
‫من مـدى تحقق أهـداف الخطـة‪ ،‬كمـا يتم االهتمـام بـالبـدائـل االس ـ ـ ـ ــتراتيجيـة عنـد إعـداد الخطـة التنفيـذيـة ‪ ،‬وكـذلـك تتفق‬
‫الدراسة مع دراسة الدجني ‪ )2011‬التي أكدت على ضرورة توفيراملوارد املالية لنجاح عملية التخطيط االستراتيجي‪.‬‬
‫وقد اختلفت هذه الدراســة مع دراســة ‪ )Cowburn, 2005‬وهي "بعنوان التخطيط االســتراتيجي في التعليم العالي حقيقة‬
‫أم خيال في بريطانيا" ودراسـ ـ ــة ‪ ))Grant &thomas's, 2004‬بعنوان "فوائد تطبيق التخطيط االسـ ـ ــتراتيجي ومعوقاته في‬
‫املؤس ـ ـس ـ ــات التعليمية في املرحلة ‪ ،")12‬واختلفت مع دراس ـ ــة املليجي ويوس ـ ــف‪ ، )2011 ،‬وكان االختالف من حيث عدم‬
‫االعتماد على مؤشرات واضحة في تقييم األداء‪ ،‬وكذلك غياب الدورالرقابي لعملية تنفيذ الخطط االستراتيجية ‪.‬‬
‫إال أن عملية االتص ــال والتواص ــل قد جاءت بمس ــتوى متوس ــط وبوزن نس ــبي ‪ )%64.1‬وهي أقل ً‬
‫أداء مقارنة بعاملي أنظمة‬
‫املعلومات والخطط الس ــنوية للوزارات على الرغم من أهمية عملية االتص ــال والتواص ــل في حياة املؤسـ ـس ــات‪ ،‬فهي عبارة‬

‫‪114‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫عن شـريان الحياة للمؤسـسـة‪ ،‬وبدون االتصـال والتواصـل تضـمروتخف حركة املؤسـسـة‪ ،‬ومن خالل هذه الوسـيلة التي ال‬
‫غنى ع ها في الو ائف اإلدارية املختلفة‪ ،‬حيث ال تؤدى هذه الو ائف بدون اتصال وتواصل‪ ،‬فهي القلب النابض والنا م‬
‫للعمليات اإلدارية املختلفة‪ ،‬وقد يعود الض ـ ــعف النس ـ ــبي لعملية االتص ـ ــال والتواص ـ ــل إلى الس ـ ــمة البيروقراطية للوزارات‬
‫الفلسـ ــطينية‪ ،‬والى وجود هياكل تنظيمية رأسـ ــية تتصـ ــف بالرسـ ــمية الشـ ــديدة وتعدد املسـ ــتويات اإلدارية والتي تصـ ــل إلى‬
‫خمس ـ ـ ــة مس ـ ـ ــتويات إدارية على األقل تبدأ من رتبة وزيروحتى رئيس ش ـ ـ ــعبة‪ .‬ويمكن لعملية االتص ـ ـ ــال والتواص ـ ـ ــل الفعال‬
‫تحقق الفوائد التالية‪:‬‬
‫مساعدة الفرد في تفهم العمل املكلف به‪.‬‬ ‫•‬
‫التعرف على مشكالت العمل‪.‬‬ ‫•‬
‫تدعيم مفهوم العالقات اإلنسانية‪.‬‬ ‫•‬
‫تحقيق التناسق في األداء‪.‬‬ ‫•‬
‫تقليل اإلشاعات في التنظيم‪.‬‬ ‫•‬
‫يعتبراالتص ـ ـ ـ ــال والتواص ـ ـ ـ ــل الوس ـ ـ ـ ــيلـة الفعـالـة في يـد اإلدارة للتعرف على روف العمـل والعـاملين ممـا يؤدي إلى‬ ‫•‬
‫السرعة في اتخاذ القرارات ملواجهة املشكالت‪.‬‬
‫فاعلية الرقابة ‪.‬‬ ‫•‬
‫إن نجـاح تطبيق التخطيط االس ـ ـ ـ ــتراتيجي في الوزارات الفلس ـ ـ ـ ــطينيـة بحـاجـة إلى عمليـة اتص ـ ـ ـ ــال وتواص ـ ـ ـ ــل فعـالـة لتحقيق‬
‫األهداف التالية‪:‬‬
‫نقل التعميمات والقرارات الحكومية من املستوى اإلداري األعلى إلى املستوى اإلداري األدنى‪.‬‬ ‫•‬
‫توص ـ ـ ـ ـيــل كــافــة التقــارير واملعلومــات والبيــانــات واإلحص ـ ـ ـ ــاءات من اإلدارة الــدنيــا إلى اإلدارة العليــا في الوزارة ممــا‬ ‫•‬
‫يساهم في اتخاذ القرارات اإلدارية وتحقيق النجاح على مستوى الحكومة‪.‬‬
‫رفع الروح املعنوية للعاملين وتنمية التعاون فيما بي هم‪.‬‬ ‫•‬
‫تطوير معلومات وأفكارالعاملين مما يساعد في تعديل اتجاها هم لصالح العمل الحكومي‪.‬‬ ‫•‬
‫إحكام املتابعة والسيطرة على األعمال التي يمارسها مو في القطاع العام‪.‬‬ ‫•‬
‫ولقد أكد الناعوق املديرالعام بوزارة الداخلية على أن عملية االتصال والتواصل في الوزارة تحتاج إلى تطوير واهتمام من‬
‫قبــل اإلدارة العليــا لتتمكن من إفراز تواص ـ ـ ـ ــل إداري س ـ ـ ـ ــلس مع أركــان الوزارة املختلفــة وأن ذلــك يس ـ ـ ـ ــاعــد في بنــاء الوزارة‬
‫الفلسطينية بشكل فاعل ‪.‬‬
‫وبتطوير عملي ــة االتصـ ـ ـ ـ ــال والتواصـ ـ ـ ـ ــل نكون ق ــد سـ ـ ـ ـ ــاع ــدن ــا في إفراز عملي ــة تخطيطي ــة ُمنظم ــة ومتكــامل ــة تلبي‬ ‫‪-‬‬
‫احـتـي ـ ــاج ـ ــات وطـمـوح املـجـتـمـع‪ ،‬وق ـ ــد اتـفـق ـ ــت ال ـ ــدراس ـ ـ ـ ـ ـ ــة مـع دراس ـ ـ ـ ـ ـ ــة ‪ )Chin, 2010‬وهـي بـعـنـوان "نـحـو نـمـوذج لـلدارة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫االســتراتيجية يشــمل منطق غامض"‪ ،‬وأكدت أن االســتراتيجية النايحة تحتاج اتصــاال واســعا بين املســتويات اإلدارية في‬
‫املنظمـة‪ ،‬ويتطلـب ذلـك تبـادل وجهـات النظر بين العـاملين ‪ ،‬وكـذلـك اتفقـت مع دراس ـ ـ ـ ــة ص ـ ـ ـ ـيـام‪ ،)2010 ،‬بينمـا اختلفـت‬
‫الدراس ـ ــة مع دراس ـ ــة ‪ ) Leslie, 2008‬من حيث نقص عملية االتص ـ ــال ونقص الوض ـ ــوح في االس ـ ــتراتيجية ‪ ،‬واختلفت مع‬
‫ً‬
‫دراس ــة ‪ )Dandira, 2011‬من حيث غياب عنص ــراملش ــاركة في عملية ص ــياغة الخطة االس ــتراتيجية ‪ ،‬وأيض ــا اختلفت مع‬

‫‪115‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫دراس ـ ـ ــة املبيض‪ )2006 ،‬من حيث ض ـ ـ ــعف التواص ـ ـ ــل والتنس ـ ـ ــيق ما بين اإلدارات العامة ومديرو اإلدارات‪ ،‬وعدم وجود‬
‫مشاركة إدارية واسعة من املستويات اإلدارية املختلفة ‪.‬‬
‫تحليل فقرات مجال "التميزالقيادي"‪:‬‬
‫تم اسـ ــتخدام املتوسـ ــط الحسـ ــابي والنسـ ــبي واالنحراف املعياري واختبار ‪ )T‬ملعرفة درجة امل وافقة‪ ،‬والنتائج موضـ ــحة في‬
‫جدول ‪.)2‬‬
‫املتوسط الحسابي والنسبي واالنحراف املعياري واختبار ‪ )T‬لكل فقرة من فقرات مجال "التميزالقيادي"‬
‫املتوسط الحسابي النسبي قـ ـ ـيـ ـ ـم ـ ــة االخـ ـ ـتـ ـ ـب ـ ــار‬ ‫االنحراف املعياري‬ ‫الفقرة املتوسط الحسابي‬ ‫م‬
‫القيمة االحتمالية ‪ ).Sig‬الترتيب‬
‫‪2.05‬‬ ‫‪7.11‬‬ ‫تسعى اإلدارة العليا في الوزارة لتحقيق أهداف الوزارة وتوفيراملوارد الالزمة لها‬ ‫‪.1‬‬
‫*‪2 0.000‬‬ ‫‪9.35 71.07‬‬
‫‪73.83‬‬ ‫‪1.98‬‬ ‫‪7.38‬‬ ‫تسعى اإلدارة العليا الى تحقيق مكانة متميزة بين الوزارات األخرى‬ ‫‪.2‬‬
‫‪1 0.000* 12.05‬‬
‫‪62.26‬‬ ‫‪2.26‬‬ ‫تعمل الوزارة على تحفيزاملو فين كي تتمكن من تقديم خدمات متميزة ‪6.23‬‬ ‫‪.3‬‬
‫*‪8 0.043‬‬ ‫‪1.73‬‬
‫‪8.47 70.37‬‬ ‫‪2.11‬‬ ‫‪7.04‬‬ ‫تتولى اإلدارة العليا في الوزارة عملية التخطيط االستراتيجي‬ ‫‪.4‬‬
‫*‪3 0.000‬‬
‫تتبنى اإلدارة العليا في الوزارة االهداف االستراتيجية استنادا لحاجات ورغبات الجمهور ‪6.50‬‬ ‫‪.5‬‬
‫*‪5 0.000‬‬ ‫‪4.12 65.03‬‬ ‫‪2.10‬‬
‫هتم اإلدارة العليا في الوزارة برقامة الدورات التدريبية التخص ــيص ــية التي هدف إلى تعريف املو فين في‬ ‫‪.6‬‬
‫*‪4 0.000‬‬ ‫‪4.06 65.14‬‬ ‫‪2.18‬‬ ‫‪6.51‬‬ ‫جميع املستويات بأهمية التميز‬
‫*‪7 0.018‬‬ ‫‪2.10 62.60‬‬ ‫‪2.13‬‬ ‫تسعى اإلدارة العليا إلى بناء انظمة رقابة لتقييم التميز ‪6.26‬‬ ‫‪.7‬‬
‫تش ـ ـ ـ ـ ــارك اإلدارة العلي ــا في النش ـ ـ ـ ـ ــاط ــات املجتمعي ــة من أج ــل تعزيز مس ـ ـ ـ ــؤوليته ــا تج ــاه املجتمع املحلي‬ ‫‪.8‬‬
‫*‪6 0.000‬‬‫‪3.62 64.55 2.17 6.45‬‬
‫ً‬
‫*‪0.000‬‬ ‫جميع فقرات املجال معا ‪6.56 66.84 1.80 6.68‬‬
‫ً‬
‫* املتوسط الحسابي دال إحصائيا عند مستوى داللة ‪.α≥ 0.05‬‬

‫من جدول ‪ )2‬يمكن استخالص ما يلي‪:‬‬


‫‪ -‬املتوس ـ ــط الحس ـ ــابي للفقرة الثانية "تس ـ ــعى اإلدارة العليا إلى تحقيق مكانة متميزة بين الوزارات األخرى" يس ـ ــاوي ‪)7.38‬‬
‫الدرجة الكلية من ‪ ) 10‬أي أن املتوس ـ ـ ــط الحس ـ ـ ــابي النس ـ ـ ــبي ‪ ،)%73.83‬وقيمة االختبار ‪ )12.05‬وأن القيمة االحتمالية‬
‫‪ )Sig.‬تساوي ‪ )0.000‬وهذا يعني أن هناك م وافقة من قبل أفراد العينة على هذه الفقرة‪.‬‬

‫‪116‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫‪ -‬املتوس ـ ـ ـ ــط الحس ـ ـ ـ ــابي للفقرة الثـالثـة "تعمـل الوزارة على تحفيزاملو فين كي تتمكن من تقـديم خـدمـات متميزة" يس ـ ـ ـ ــاوي‬
‫‪ ) 6.23‬أي أن املتوس ـ ـ ـ ــط الحس ـ ـ ـ ــابي النس ـ ـ ـ ــبي ‪ ،)%62.26‬وقيمـة االختبـار ‪ ,)1.73‬وأن القيمـة االحتمـاليـة ‪ )Sig.‬تس ـ ـ ـ ــاوي‬
‫‪ )0.043‬وهذا يعني أن هناك م وافقة من قبل أفراد العينة على هذه الفقرة‪.‬‬
‫‪ -‬بشـ ــكل عام يمكن القول بأن املتوسـ ــط الحسـ ــابي يسـ ــاوي ‪ ،)6.68‬وأن املتوسـ ــط الحسـ ــابي النسـ ــبي يسـ ــاوي ‪،)%)66.84‬‬
‫ً‬
‫وقيمة االختبار ‪ ,)6.56‬وأن القيمة االحتمالية ‪ )Sig.‬تس ــاوي ‪ ،)0.000‬لذلك يعتبرمجال "التميزالقيادي "دال إحص ــائيا‬
‫عند مستوى داللة ‪ ،α ≥ 0.05‬وهذا يعني أن هناك م وافقة من قبل أفراد العينة على فقرات هذا املجال‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬ويعزو الباحث هذه النتيجة إلى أن القطاع الحكومي الفلس ـ ــطيني يس ـ ــعى للعمل وفقا ملعاييرالتميز‪ ،‬وذلك من أجل توفير‬
‫الخدمات بجودة عالية للجمهور‪ ،‬ويس ـ ــعى القطاع الحكومي للوص ـ ــول إلى نظام عمل مؤس ـ ـس ـ ــاتي ش ـ ــفاف من خالل تعزيز‬
‫املش ــاركة والعمل الجما ي‪ ،‬ويرى الباحث أن التميزالقيادي في القطاع الحكومي يوض ــح من خالله مدى قدرة الوزارة على‬
‫تحقيق أهــدافهــا العــامــة والفرعيــة املنبثقــة من األهــداف الوطنيــة ذات الصـ ـ ـ ـ لــة‪ ،‬ويظهر اهتمــام القيــادة في الوزارة بمــدى‬
‫ً‬
‫التركيزعلى متلقي الخدمة‪ ،‬وتحقيق أفضل النتائج والعمل بمهنية وشفافية عالية‪ ،‬ويرى الباحث أيضا أن التميزالقيادي‬
‫لـديـه الكثيرمن نقـاط القوة في القطـاع الحكومي الفلس ـ ـ ـ ــطيني من حيـث وجود الرؤيـة والرس ـ ـ ـ ــالـة والخطـة االس ـ ـ ـ ــتراتيجيـة‬
‫الواض ـ ـ ـ ــحة واألهداف العامة‪ ،‬حيث إنها معروفه لجميع الكادرالو يفي‪ ،‬وكذلك ت وافرالبيانات واملعلومات والقدرة على‬
‫ً‬
‫االتصال والتواصل بشكل سلس وفعال‪ ،‬عالوة على دعم اإلدارة العليا للتميزللمؤسس ي‪.‬‬
‫وقد اتفقت الدراسـة مع دراسـة عبد املحسـن‪ )2010 ،‬من حيث تحقيق مركزتنافسـ ي جيد‪ ،‬وكذلك أهمية تقييم األداء في‬
‫تحقيق التميزالقيـادي ‪ ،‬وكـذلـك اتفقـت مع دراس ـ ـ ـ ــة أبو قـاعود والربـاعيـة‪ )2013 ،‬من حيـث أهميـة التميزالقيـادي كعـامل‬
‫نجاح للتميزالتنظيمي ‪.‬‬
‫ويرى البــاحــث أن عمليــة التميز تحتــاج إلى تطوير واهتمــام أكثر من خالل بعض املؤش ـ ـ ـ ــرات لعوامــل النجــاح لكي تس ـ ـ ـ ــطيع‬
‫عملية التميزأن تس ـ ـ ــيربخطوات متكاملة من ش ـ ـ ــأنها أن تنعكس بش ـ ـ ــكل إيجابي على الجمهورالفلس ـ ـ ــطيني‪ ،‬ومن أهم هذه‬
‫العوامل واملؤشرات التي تساعد في تعزيز التميزالقيادي في القطاع الحكومي الفلسطيني ما يلي‪:‬‬
‫تطوير وسائل وقنوات اتصال موجهة من أجل نشر األهداف الوطنية داخل العمل الحكومي‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫شمول الخطط االستراتيجية لكافة املتطلبات التي تحتاجها الوزارة من أجل عملية التميز‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ضرورة وضوح الرؤية والرسالة من القيادة الحكومية‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫الدعم املستمر والدائم لعملية التميزفي القطاع الحكومي من اإلدارة العليا‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫تبني الالمركزية كأسلوب عمل ونمط إداري يمكن العاملين من أجل عملية التميز‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫تشجيع اإلبداع واالبتكاروالقدرة على حل املشاكل بسرعة‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫تشكيل فرق العمل واعتمادها كأساس إلنجازاملهمات الصعبة‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫جدول رقم ‪)3‬‬
‫تحليل االنحداراملتعدد ملعامالت االنحدار‬
‫القيمة االحتمالية ‪.Sig‬‬ ‫قيمة اختبار‪T‬‬ ‫معامالت االنحدار‬ ‫املتغيرات املستقلة‬
‫‪0.728 0.348 0.073‬‬ ‫املقدارالثابت‬

‫‪117‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫‪0.000 6.019 0.292‬‬ ‫االتصال والتواصل‬
‫الخطة السنوية ‪0.000 7.152 0.367‬‬
‫معامل االرتباط = ‪ 0.899‬معامل التحديد املُ َّ‬
‫عدل= ‪0.806‬‬
‫تحقيق التميزالقيادي = ‪ * 0.292 +0.073‬االتصال والتواصل ‪ *0.367 +‬الخطة السنوية‬
‫وهذه النتيجة تبين بوض ـ ـ ـ ــوح أهمية وجود خطط س ـ ـ ـ ــنوية للوزارات واهمية تطوير عملية االتص ـ ـ ـ ــال والتواص ـ ـ ـ ــل من أجل‬
‫تحقيق التميزالقيادي واستدامته في الوزارات الفلسطينية‪ ،‬وهذا ما تم تأكيده في املناقشات على هذين البعدين أعاله‪.‬‬
‫النتائج‪:‬‬
‫‪ -‬بينت الدراس ـ ــة أن املتوس ـ ــط الحس ـ ــابي النس ـ ــبي لجميع فقرات نظم املعلومات ‪ ،)69.17%‬وقد حص ـ ــل هذا املجال على‬
‫الترتيب األول‪ ،‬حيث تبين وجود تكامل في البيانات الحكومية في مخلف الوزارات واملؤس ـســات الحكومية‪ ،‬وأن لدى الوزارة‬
‫القـدرة على تحليـل البيـانـات املتوفرة لـديهـا بس ـ ـ ـ ــهولـة‪ ،‬وكـذلـك لـديهـا القـدرة على تحـديـث أنظمـة املعلومـات بـاس ـ ـ ـ ــتمرار‪ ،‬وأن‬
‫أنظمة املعلومات تساعد على م راقبة وقياس درجة النجاح في عملية تطبيق التخطيط االستراتيجي‪.‬‬
‫‪ -‬كما أن مجال االتص ـ ــال والتواص ـ ــل قد حص ـ ــل على وزن نس ـ ــبي ‪ ،64.10%‬وهي بحاجه الى تطويركون عملية االتص ـ ــال‬
‫والتواصـل تعززمن عملية التنسـيق بين العاملين‪ ،‬وقد حصـل هذا املجال على الترتيب الثالث‪ ،‬حيث كشـفت الدراسـة عن‬
‫ضعف في كل من تشجيع العاملين للمشاركة في عملية التخطيط االستراتيجي‪ ،‬وكذلك األخذ بدرا هم‪.‬‬
‫‪ -‬كان املتوسـ ـ ـ ـ ط النس ـ ـ ــبي لجميع فقرات الخطة الس ـ ـ ــنوية ‪ ،)%67.55‬وقد حص ـ ـ ــل هذا املجال على الترتيب الثاني‪ ،‬حيث‬
‫أ هرت الـدراس ـ ـ ـ ــة وجود خطـة س ـ ـ ـ ــنويـة مكتوبـة لـدى الوحـدات والـدوائراملختلفـة‪ ،‬وتحرص الوزارة عنـدمـا تص ـ ـ ـ ــيغ الخطة‬
‫الس ــنوية واالس ــتراتيجيات والبرامج أن تتناس ــب مع أهدافها الس ــنوية‪ ،‬وترا ي كذلك توزيع املس ــئوليات عند تنفيذ الخطة‬
‫على الدوائر‪ ،‬كما تس ـ ــتخدم مؤش ـ ــرات ومعاييرواض ـ ــحة للحكم على تنفيذ الخطة الس ـ ــنوية‪ ،‬وكذلك تس ـ ــتفيد من التقييم‬
‫لتطوير أعمالها‪.‬‬
‫ولقد أ هرت الدراس ـ ـ ــة أن مس ـ ـ ــتوي التميزالقيادي في الوزارات الفلس ـ ـ ــطينية قد جاء بمس ـ ـ ــتوى متوس ـ ـ ــط ‪ )66.84‬بينت‬
‫النتائج أن اإلدارة العليا تسـعى إلى تحقيق مكانة متميزة بين الوزارات األخرى‪ ،‬وكذلك تسـعى لتحقيق أهداف الوزارة وتوفير‬
‫املوارد الالزمة لها‪ ،‬وهي نفسها التي تتولى عملية التخطيط االستراتيجي‪.‬‬
‫‪ -‬كما بينت النتائج تأثربعدي الخطة السـنوية واالتصـال التواصـل على التميزالقيادي بنسـبة ‪ )%80.6‬على تحقيق التميز‬
‫القيادي في الوزارات الفلسطينية‪ ،‬بينما أ هرت النتائج ضعف تأثيرأنظمة املعلومات في تحقيق التميزالقيادي‪.‬‬
‫التوصيات‪:‬‬
‫‪ -‬االهتمام بتطوير أنظمة املعلومات بما يتالءم مع نظام العمل الحكومي‪ ،‬والعمل على تطويرحوس ـ ـ ـ ــبة العمليات اإلدارية‬
‫التي تس ـ ــاهم بدورها بش ـ ــكل فعال في س ـ ــرعة إنجازالعمل‪ ،‬كما يجب أن تس ـ ــاعد أنظمة املعلومات الحكومية على م راقبة‬
‫وقياس درجة النجاح في عملية تطبيق التخطيط االستراتيجي‪.‬‬
‫‪ -‬من الواجب التنسـيق مع اإلدارات العامة ذات العالقة عند وضـع الخطط االسـتراتيجية‪ ،‬على أن يتم تفعيل االتصـاالت‬
‫بين اإلدارة العليـا واملس ـ ـ ـ ــتويـات اإلداريـة األخرى‪ ،‬كمـا يجـب على القيـادة العليـا في الوزارات الفلس ـ ـ ـ ــطينيـة تش ـ ـ ـ ــجيع وتحفيز‬

‫‪118‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫العاملين للمشاركة في عملية التخطيط االستراتيجي‪ ،‬واالهتمام بدرا هم املختلفة كتغذية راجعة تسهم في عملية التحسين‬
‫املستمر للخطة االستراتيجية‪.‬‬
‫‪ -‬ض ـ ـ ـ ــرورة وجود خطـة س ـ ـ ـ ــنويـة مكتوبـة لكـافـة الوحـدات والـدوائرفي الوزرات الفلس ـ ـ ـ ــطينيـة‪ ،‬والعمـل على توفير املوازنـات‬
‫الكافية للقيام بعملية التخطيط االسـتراتيجي وتطبيقه‪ ،‬وأن تكون االسـتراتيجيات والبرامج عند صـياغة الخطة السـنوية‬
‫متناسـ ــبة مع أهداف الحكومة‪ ،‬كذلك ضـ ــرورة تطوير نظام رقابي واضـ ــح ضـ ــمن آليات محدودة للرقابة على تنفيذ الخطة‬
‫على أن يشمل هذا النظام مؤشرات ومعايير‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬ض ــرورة قيام الوزارات الفلس ــطينية بتبني األهداف االس ــتراتيجية اس ــتنادا لحاجات ورغبات الجمهور‪ ،‬وكذلك مش ــاركتها‬
‫في النشــاطات املجتمعية لتعزيزمســؤوليتها تجاه املجتمع املحلي‪ ،‬وكذلك ســعمها إلى بناء أنظمة رقابة لتقييم التميزو كذلك‬
‫العمل على تحفيزاملو فين كي تتمكن من تقديم خدمات متميزة‪.‬‬
‫املراجع العربية‪:‬‬
‫أبو قــاعود‪ ،‬عــازي‪ ،‬الربــابعــة‪ ،‬فــاطمــة "دور عوامــل النجــاح الحرجــة ‪ CSFs‬في تحقيق التميز التنظيمي في ش ـ ـ ـ ــركــات‬ ‫‪-‬‬
‫األعمال دراس ـ ـ ـ ــة ميدانية على شـ ـ ـ ـ ركات األدوية األردنية من وجهة نظراإلدارة العليا"‪ ،‬مجلة جامعة امللك س ـ ـ ـ ــعود‪ ،‬املجلد‬
‫‪.)1 ،)2013 ،)25‬‬
‫أحمد‪ ،‬محمد سمير‪ ،‬اإلدارة االستراتيجية وتنمية املوارد البشرية‪ ،‬عمان‪ :‬داراملسيرة للنشر والتوزيع‪.)2009 ،‬‬ ‫‪-‬‬
‫األخرس‪ ،‬جبرس ـ ـ ـ ـيـد‪ ،‬اإلدارة االس ـ ـ ـ ــتراتيجيـة وفق النموذج األوروبي للتميز‪ EFQM‬وأثرهـا على اإلبـداع اإلداري في‬ ‫‪-‬‬
‫القطاع الحكومي الفلسطيني‪ ،‬دراسة ميدانية‪ ،‬جامعة األقص ى‪ ،‬غزة‪.)2016 ،‬‬
‫األش ـ ـ ـ ــقر‪ ،‬إبراهيم‪ ،‬واقع التخطيط االس ـ ـ ـ ــتراتيجي لــدى مــديري املنظمــات غير الحكوميــة املحليــة في قطــاع غزة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫رسالة ماجستير‪ ،‬الجامعة اإلسالمية‪ ،‬فلسطين‪.)2006 ،‬‬
‫بش ــير‪ ،‬رش ــا‪ ،‬درجة ممارس ــة كليات التربية للتخطيط االس ــتراتيجي وعالقته بردارة الجودة الش ــاملة من وجهة نظر‬ ‫‪-‬‬
‫أعضاء هيئة التدريس بها‪ ،‬رسالة ماجستيرغيرمنشورة‪ ،‬الجامعة اإلسالمية‪ ،‬فلسطين‪.)2012 ،‬‬
‫التميمي‪ ،‬فوازمحمـد‪ ،‬فاعليـة اس ـ ـ ـ ــتخـدام إدارة الجودة آيزو ‪ )9001‬في تطوير أداء الوحدات اإلدارية والتعليم في‬ ‫‪-‬‬
‫األردن من وجهة نظر العاملين فمها ودرجة رض ــاهم عن هذا النظام‪ ،‬رس ــالة دكتوراه غيرمنش ــورة‪ ،‬جامعة عمان للدراس ــات‬
‫العليا‪.)2005 ،‬‬
‫الجرجاوي‪ ،‬زياد‪ ،‬القواعد املنهجية لبناء االستبيان‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬فلسطين‪ :‬مطبعة أبناء الجراح‪.)2010 ،‬‬ ‫‪-‬‬
‫جودة‪ ،‬زكريـا‪ ،‬واقع تطبيق ممكنـات نموذج التميزاملؤس ـ ـ ـ ـس ـ ـ ـ ـ ي األوروبي ‪ EFQM‬في ديوان املو فين العـام بقطـاع‬ ‫‪-‬‬
‫غزة‪ ،‬دراسة ميدانية‪ ،‬أكاديمية اإلدارة والسيارة للدراسات العليا‪ ،‬غزة‪.)2015 ،‬‬
‫الحجار‪ ،‬رائد "تص ـ ــورمقترح لتحس ـ ــين عملية التخطيط االس ـ ــتراتيجي في الجامعات الفلس ـ ــطينية بقطاع غزة"‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫املؤتمر الثاني للتخطيط وتطوير التعليم والبحث العلمي في الدول العربية‪ ،‬جامعة امللك فهد للبترول واملعادن‪.)2004 ،‬‬
‫حســن‪ ،‬عبد املحســن أحمد‪ ،‬ممارســات إدارة املوارد البشــرية وأثرها في تحقيق التميزاملؤسـسـ ي‪ ،‬رســالة ماجســتير‬ ‫‪-‬‬
‫غيرمنشورة‪ ،‬جامعة الشرق األوسط‪ ،‬األردن‪.)2010 ،‬‬

‫‪119‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫حمد‪ ،‬منال‪ ،‬التخطيط االسـتراتيجي وأثره على أداء املوارد البشـرية لقطاع النفط دراسـة حالة شـركة سـودابت‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة الرباط الوطني‪ ،‬السودان‪.)2015 ،‬‬
‫حمود‪ ،‬خضير‪ ،‬االتصال الفعال في إدارة األعمال‪ ،‬الطبعة ‪ ،1‬عمان‪ :‬دارصفاء للنشر والتوزيع‪.)2010 ،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الخطيب‪ ،‬وفاء‪ ،‬التخطيط االسـتراتيجي في مؤسـسـات شـبكة املنظمات البيفية الفلسـطينية بين املعيقات وآفاق‬ ‫‪-‬‬
‫التدعيم‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة القدس‪ ،‬فلسطين‪.)2009 ،‬‬
‫الـدجني‪ ،‬إيـاد‪ ،‬دورالتخطيط االس ـ ـ ـ ــتراتيجي في جودة األداء املؤس ـ ـ ـ ـس ـ ـ ـ ـ ي دراس ـ ـ ـ ــة وص ـ ـ ـ ــفيـة تحليليـة في الجـامعات‬ ‫‪-‬‬
‫الفلسطينية النظامية‪ ،‬رسالة دكتوراة‪ ،‬جامعة دمشق‪.)2011 ،‬‬
‫الــدرادكــة‪ ،‬مــأمون‪ ،‬الش ـ ـ ـ ــبلي‪ ،‬طــارق‪ ،‬الجودة في املنظمــات الحــديثــة‪ ،‬الطبعــة األولى‪ ،‬عمــان‪ :‬دار ص ـ ـ ـ ـفــاء للنش ـ ـ ـ ــر‬ ‫‪-‬‬
‫والتوزيع‪.)2002 ،‬‬
‫الدومي‪ ،‬حس ــن‪ ،‬العمري‪ ،‬حس ــين‪ ،‬أس ــاس ــيات في تص ــميم وإنتاج الوس ــائل التعلمية‪ ،‬الكويت‪ :‬دارالفالح للنش ــر‬ ‫‪-‬‬
‫والتوزيع‪.)2005 ،‬‬
‫الرفا ي‪ ،‬أحمد حسين‪ ،‬مناهج البحث العلمي تطبيقات إدارية واقتصادية‪ ،‬عمان‪ ،‬الطبعة األولى‪.)2002 ،‬‬ ‫‪-‬‬
‫سلطان‪ ،‬إبراهيم‪ ،‬نظم املعلومات االدارية مدخل إداري‪ ،‬اإلسكندرية‪ :‬الدارالجامعية‪.)2000 ،‬‬ ‫‪-‬‬
‫السلطة الوطنية الفلسطينية‪ ،‬خطه التنمية الوطنية بناء الدولة وتجسيد السيادة‪ ،‬ص‪.)2014 ،14‬‬ ‫‪-‬‬
‫السلمي‪ ،‬علي‪ ،‬إدارة التميزنماذج وتقنيات اإلدارة في عصراملعرفة‪ ،‬القاهرة‪ :‬دارغريب للطباعة والنشروالتوزيع‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.)2002‬‬
‫صـ ــيام‪ ،‬أمال‪ ،‬تطبيق التخطيط االسـ ــتراتيجي وعالقته بأداء املؤسـ ـسـ ــات األهلية النسـ ــوية في قطاع غزة‪ ،‬رسـ ــالة‬ ‫‪-‬‬
‫ماجستيرغيرمنشورة‪ ،‬جامعة األزهر‪ ،‬فلسطين‪.)2010 ،‬‬
‫العتيبي‪ ،‬مس ـ ـ ـ ــفرعبث‪ ،‬دورتعاقب قادة األمن في التميزاألمني‪ ،‬رس ـ ـ ـ ــالة ماجس ـ ـ ـ ــتير‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم‬ ‫‪-‬‬
‫األمنية‪ ،‬الرياض‪.)2013 ،‬‬
‫العفيف‪ ،‬أمجـد‪ ،‬العوامـل املؤثرة على التخطيط االس ـ ـ ـ ــتراتيجي في األجهزة الحكوميـة دراس ـ ـ ـ ــة ميـدانيـة‪ ،‬رس ـ ـ ـ ــالـة‬ ‫‪-‬‬
‫ماجستير‪ ،‬جامعة اليرموك‪ ،‬األردن‪.)2005 ،‬‬
‫العميان‪ ،‬محمود‪ ،‬الس ــلوك التنظيمي في منظمات األعمال‪ ،‬الطبعة الخامس ــة‪ ،‬عمان‪ :‬دار وائل للنش ــروالتوزيع‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الطبعة الخامسة‪.‬‬
‫الغزالي‪ ،‬كرمنة‪ ،‬التخطيط االس ـ ـ ــتراتيجي في املؤسـ ـ ـ ـس ـ ـ ــات العامة األردنية دراس ـ ـ ــة ميدانية من وجهة نظر اإلدارة‬ ‫‪-‬‬
‫العليا‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة اليرموك‪ ،‬األردن‪.)2000 ،‬‬
‫ف ــارس‪ ،‬ن ــدين خ ــال ــد‪ ،‬العالق ــة بين الخص ـ ـ ـ ـ ــائص الري ــادي ــة ل ــدى اإلدارة العلي ــا في البنوك التج ــاري ــة والتخطيط‬ ‫‪-‬‬
‫االستراتيجي في قطاع غزة‪ ،‬دراسة ميدانية على املدراء في البنوك التجارية‪ ،‬الجامعة اإلسالمية‪ ،‬فلسطين‪.)2016 ،‬‬
‫قاسم‪ ،‬أسامة‪ ،‬وكيل مساعد وزارة الداخلية‪ ،‬مقابلة أجريت في مكتبة في مدينة غزة‪.)2018 ،‬‬ ‫‪-‬‬
‫قاس ـ ــم‪ ،‬لبيب‪ ،‬متطلبات نجاح التخطيط االس ـ ــتراتيجي في األجهزة األمنية دراس ـ ــة ميدانية راء عينة من قيادات‬ ‫‪-‬‬
‫األجهزة األمنية في محافظة عدن‪ ،‬دراسة ميدانية‪ ،‬جامعة عدن‪.)2010 ،‬‬

‫‪120‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫الكرخي‪ ،‬مجيد‪ ،‬التخطيط االستراتيجي املبني على النتائج‪ ،‬قطر‪ ،)2014 ،‬ص‪.40‬‬ ‫‪-‬‬
‫اللوح‪ ،‬ع ــادل‪ ،‬معوق ــات تطبيق التخطيط االس ـ ـ ـ ــتراتيجي في الج ــامع ــات الفلس ـ ـ ـ ــطيني ــة في قط ــاع غزة‪ ،‬رس ـ ـ ـ ـ ــال ــة‬ ‫‪-‬‬
‫ماجستير‪ ،‬الجامعة اإلسالمية‪ ،‬فلسطين‪.)2007 ،‬‬
‫ماجد الفرا‪ ،‬آراء حول السلوك اإلداري االستراتيجي عند املديرالفلسطيني‪ ،‬دراسة حالة في قطاع غزة‪ ،‬الجامعة‬ ‫‪-‬‬
‫اإلسالمية‪ ،‬فلسطين‪ ،‬الفرا‪.‬‬
‫املبيض‪ ،‬معين‪ ،‬العالقة بين التخطيط االسـ ــتراتيجي ونمو الصـ ــناعات الصـ ــغيرة في فلسـ ــطين‪ ،‬رسـ ــالة ماجسـ ــتير‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الجامعة اإلسالمية‪ ،‬فلسطين‪.)2006 ،‬‬
‫مصلح‪ ،‬عطية‪ ،‬واقع التخطيط االستراتيجي في الوزارات الحكومية في محافظة قلقيلية من وجهة نظرمو فمها‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة القدس املفتوحة‪ ،‬فلسطين‪.)2010 ،‬‬
‫املليجي‪ ،‬رضـا‪ ،‬ويحيى‪ ،‬يوسـف "إدارة عمليات التخطيط االسـتراتيجي للتعليم الجامعي في مصـردراسـة تحليلية"‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫موقع داراملنظومة‪.)2011 ،‬‬
‫ميا‪ ،‬علي‪ ،‬وآخرون "اإلدارة االس ـ ـ ــتراتيجية وأثرها في رفع أداء منظمات األعمال‪ ،‬دراس ـ ـ ــة ميدانية على املنظمات‬ ‫‪-‬‬
‫الصـ ـ ـ ــناعية العامة في السـ ـ ـ ــاحل السـ ـ ـ ــوري"‪ ،‬مجلة تشـ ـ ـ ــرين للدارسـ ـ ـ ــات والبحوث العلمية‪ ،‬املجلد‪ ،29‬العدد‪ ،1‬ص‪،191‬‬
‫‪.)2007‬‬
‫الناعوق‪ ،‬رمضان‪ ،‬مدير عام بوزارة الداخلية بقطاع غزة‪ ،‬مقابلة أجريت في مكتبة‪.)2018 ،‬‬ ‫‪-‬‬

‫املراجع األجنبية‪:‬‬
‫‪Aldallal, Mohamed, Performance Evaluation Using Self-Assessment Approach and EFQM‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪Excellence Model the Case of Abu Dhabi Police College, For Master Degree, University of Bradford, U‬‬
‫‪.)2005 ,K‬‬
‫‪Al-Khrabsheh, Abdullah "Impact Of Strategic Planning On Crisis Management In The Profit‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.)2018 ,And Non-Profit Sector In Jordan", Journal of Academy Of Strategic Management, 17(5), 265‬‬
‫‪Alrayes, Raed Quantities Analysis of the Self Assessment Scores of 45 Organizations Which‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.)2003 ,were Assessed by EFQM Excellence Model, For Master Degree, Sheffield Hallam University, U K‬‬
‫‪Borghini, C "Framework for the study of relationships between organizational characteristics‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.)2013 ,and organizational innovation", the journal of creative Behavior ,vol 31,No1‬‬
‫‪Chin, Kan Chao, Taiwan, Towards a Model of Strategic Management Incorporating Fuzzy PhD,‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.)2010 ,University of Hull‬‬
‫‪Cowburn, Sarah "Strategic Planning in Higher Education Fact or Fiction?" Higher Education‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.)2005 ,journal, 9, 103-109‬‬

‫‪121‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
Dandira, Martin, Involvement of Implementers Missing Element in Strategy Formulation, -
.)2011 ,Business Strategy Series, Vol.1, No.12, PP.30-34
Grant, Thomas "Definitions, benefits, and barriers of K- 12 educational strategic planning", -
.)2004 ,Journal of Instructional psychology, 31 (2), p233-239
Karam, MG, "The Impact Of Strategic Planning On Crisis Management Style In The 5-Stars -
.)2018 ,Hotels", Journal of Hotel & Business Management, 7(1), 1-9
Leslie, David, From Strategic Planning to Strategy Implementation in the Hotel Industry in -
.)2008 ,South Africa, PhD, University of Preatoria, South Africa
Nauheimer, Marie, Strategic Planning Process in Large Companies Theoretical Perspectives -
.)2007 ,and Evidence, PhD, University of St. Gallen, Switzerland
Piner, Musa, Girard ,Tulay "Investigating the impact of organizational Excellence and -
leadership on Business Performance An Exploratory study of Turkish Firms", SAM Advanced
.)2008 ,Management Journal ,Vol.73 ,No.1:37
Saada, I, Using Applying Leadership Criterion of EFQM Excellence Model In Higher Education -
.)2013 ,Institutions-UCAS as A case Study, Thesis Master, Islamic University, Gaza
Sadder, sami, The Strategic Planning Of Human Resources In The Palestinian Academic -
Institutes (An- Najah National University As Case), master thesis, An- Najah National University,
.)2013 ,Palestine
Shapiro, J, "Strategic Planning Toolkit. CIVICUS: World Alliance for Citizen Participation" -
.Retried from: http://www.civicus.org
Tan, Yii, Barriers to Strategy Implementation A Case Study of Air New Zealand, Master's Thesis, -
.)2004 ,Auckland University of Technology, New Zealand

122 ‫ ألمانيا – برلين‬،‫ | المركز الديمقراطي العربي‬2020 ‫ يناير‬،‫ العدد الخامس‬،‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‬
‫أثراالدراك والكفاءة العلمية لالدارة في تسييراملوازنة على مردودية أداء البلديات‬
.‫الجزائرية‬

The impact of the awareness and the scientific efficiency of the


administration in running the budget on the profitability of the
.performance of the Algerian municipalities
.‫حسيبة هدوقة‬
-‫عبد الحميد مهري‬-2‫كلية العلوم االقتصادية بجامعة قسنطينة‬

:‫امللخص‬

‫هدفت الدراســة إلى اســتعراض اســتخدام املوازنات كأداة لتحســين مردودية أداء البلدية في بلديات والية‬
ً
‫ وتقويم فاعلية اس ــتخدامها ومدى‬،‫ اس ــتنادا إلى األدبيات املحاس ــبية في هذا املجال من ناحية‬،‫قس ــنطينة‬
‫ ولقد تم اختبار ذلك من خالل فرض ـ ـ ـ ــيات‬،‫ت وافر املقومات الالزمة لهذا االس ـ ـ ـ ــتخدام من ناحية ثانية‬
.‫وقد اعتمدت الباحثة على استبانة وزعت على عينة البحث‬.‫البحث‬
‫وأ هرت الدراسـة نتائج هامة تمثلت في وجود عالقة ذات داللة احصـائية بين مسـتوى ادراك االدارة العليا‬
.‫والكفاءة العلمية لتسييراملوازنة والفعالية في تحسين مردودية أدا ها‬
.‫ األداء‬، ‫ البلدية‬، ‫ املوازنة‬:‫الكلمات الدالة‬
Abstract:
The study aimed to review the use of budgets as a tool to improve the profitability of municipal
performance in the municipalities of Wilaya Constantine, based on the accounting literature in this
area on the one hand, and evaluate the effectiveness of its use and extent the availability of the
necessary ingredients for this use on the other hand,this has been tested through research hypotheses.
The researcher relied on a questionnaire distributed to the research community, which is composed of
Algerian municipalities and their citizens.
The study showed significant results in the existence of a statistically significant relationship between
the level of awareness of senior management and the scientific efficiency of budget management and
the effectiveness in improving the profitability of its performance.
Keywords: budget, municipal, cost effectiveness.
:‫املقدمة‬

123 ‫ ألمانيا – برلين‬،‫ | المركز الديمقراطي العربي‬2020 ‫ يناير‬،‫ العدد الخامس‬،‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‬
‫تحتل البلديات مكانة أس ــاس ــية في الحياة العامة للمواطنين في أي دولة بما يقع على عاتقها من مهام‬
‫ومس ـ ــؤوليات خدمة املجتمع واملواطن في مختلف املجاالت الحياتية‪ ،‬و يقع على عاتق القائمين على هذه‬
‫البلديات مسـئولية ترشـيد قرارا ها وتوزيع مواردها بالشـكل الذي يحقق أعلى قدر من الخدمة للمواطنين‪،‬‬
‫ومن أجل تحقيق هذه املهمة فرن القائمين على البلديات بحاجة إلى معلومات مالية غاية في األهمية من‬
‫أجل توفير القاعدة األس ـ ـ ــاس ـ ـ ــية لعملية اتخاذ القرارات‪ ،‬التي تؤثر على توزيع موارد البلديات على أوجه‬
‫الخدمة املختلفة‪.‬‬
‫من ناحية أخرى؛ وألن البلديات تتص ـ ــرف باملال العام فرنها تخض ـ ــع لرقابة وزارة الحكم املحلي في العديد‬
‫من الجوانب‪ ،‬أهمها ‪:‬النواحي املالية و اإلدارية‪ ،‬األمر الذي يجعل الجهات الرقابية بحاجة إلى االطالع‬
‫الدائم على املعلومات املالية للبلديات و الرقابة علمها و التأكد من عدم إهدار املال العام‪ ،‬و اس ـ ــتغالله‬
‫االستغالل األمثل في مصلحة املواطن واملجتمع‪.‬‬
‫بـدورهـا تعـد املوازنـات من أهم أس ـ ـ ـ ــاليـب التخطيط املـالي التي تس ـ ـ ـ ــتخـدمهـا املؤس ـ ـ ـ ـس ـ ـ ـ ــات الخـدميـة م هـا‬
‫والربحية‪ ،‬حيث تسـتطيع تلك املؤسـسـات من خاللها ضـبط ورقابة العمليات املختلفة بداخلها‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل وضـع تصـور مسـبق لكافة األعمال التي سـتقوم بها املؤسـسـة حتى يمكن تحقيق األهداف املوضـوعة‪،‬‬
‫وتبرز أهمية املوازنات في البلديات في أنها لم تعد قاصــرة على تمويل نشــاطات البلدية في تقديم الخدمات‪،‬‬
‫وإنما امتد أثرها إلى كافة أوجه النشـ ــاط االقتصـ ــادي املشـ ــجعة لالسـ ــتثمار واالرتقاء بمسـ ــتوى الخدمات‬
‫الكلية بوص ــفها س ــلطة تنفيذية تعمل على تطبيق القوانين واألنظمة فيما يتعلق بش ــؤون الناس وحماية‬
‫مواردها‪ ،‬فضال عن ارتباطها الوثيق باملنافع االقتصادية املتحققة في املناطق الجغ رافية التابعة لها‪.‬‬
‫ً‬
‫اهتماما‬ ‫مش ـ ــكلة البحث‪ :‬تعد دراس ـ ــة املوازنات من املوض ـ ــوعات املهمة في الوقت الحاض ـ ــر‪ ،‬والتي القت‬
‫كبيرا في املؤسـسـات على اختالف أشـكالها بما فمها البلديات ويرجع ذلك إلى ما تحدثه هذه املوازنات من أثر‬ ‫ً‬
‫في تحسـ ــين األنشـ ــطة املختلفة داخل تلك البلديات والرقابة علمها‪ ،‬مما يسـ ــاعدها في إنجاز مهامها بشـ ــكل‬
‫أفضل‪ ،‬انطالقا من االهتمام املتزايد لهذا املوضوع تتبلورمعالم مشكلة الدراسة في السؤال التالي ‪:‬‬
‫ما مدى تأثيراالدراك والكفاءة العلمية لالدارة في تسييراملوازنة على مردودية أداء البلديات الجزائرية؟‪.‬‬
‫‪-‬أهمية الدراس ــة‪ :‬نظرا لكون البلديات الجزائرية تعتمد على نفس ــها في مواردها املحدودة‪ ،‬كان لز ًاما على‬
‫تلك البلديات محاولة االس ـ ـ ــتغالل األمثل للموارد ومحاولة ترش ـ ـ ــيد اس ـ ـ ــتخدامها ملواجهة تلك الخدمات‬
‫املتعددة التي تقدمها‪ ،‬ومن هنا برزت أهمية البحث والذي يلقي الض ـ ـ ـ ــوء على مدى فاعلية املوازنات في‬
‫تحسـ ــين مردودية أداء البلديات الجزائرية‪ ،‬ألنها تعد أداة فعالة في يد اإلدارة العليا للتخطيط والتنسـ ــيق‬

‫‪124‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫والرقابة‪ ،‬كما أنها تعد أداة اتص ـ ــال‪ ،‬وهي تس ـ ــاعد بش ـ ــكل أفض ـ ــل على االس ـ ــتغالل األمثل للموارد املادية‬
‫والبشرية املتاحة مما يساعد على زيادة الرقابة داخل البلدية‪.‬‬
‫كما تنبع أهمية هذا البحث من كونه يوضـح كيفية قيام نظام املوازنات في البلديات الجزائرية بهذا الدور‬
‫مما يعزز دورها ووجودها الذي تقوم به في املجتمع لدعم مسير ها‪.‬‬
‫فرضيات الدراسة‪ :‬تضع الدراسة ثالثة فرضيات كا تي‪:‬‬
‫‪-‬الفرضـ ــية األولى‪ :‬يؤثر مدى إدراك اإلدارة العليا ووعمها ألهمية تسـ ــييراملوازنة على مردودية أداء البلديات‬
‫الجزائرية ‪.‬‬
‫‪-‬الفرضية الثانية‪ :‬تؤثر الكفاءة العلمية في تسييراملوازنة على مردودية أداء البلديات الجزائرية‪.‬‬
‫‪-‬الفرض ــية الثالثة‪ :‬يؤثر إشـ ـراك املس ــتويات اإلدارية املختلفة في عملية إعداد املوازنات على مردودية أداء‬
‫البلديات الجزائرية‪.‬‬
‫منهج الدراس ـ ـ ــة‪ :‬تتبع هذه الدراس ـ ـ ــة املنهج الوص ـ ـ ــفي لتتبع اهرة البحث ومنهج املق ـ ـ ــح االجتما ي لجمع‬
‫بيانات الدراسة واملنهج االحصائي الختبار فرضيات البحث‪.‬‬
‫عينة البحث‪ :‬نظرا لكبرحجم مجتمع الدراس ـ ـ ــة وتش ـ ـ ــابه مفرداته في معظم الخص ـ ـ ــائص يتم االعتماد على‬
‫عينة ميسرة منه يتم جمع البيانات م ها الختبارات البحث املحددة‪.‬‬
‫االطارالنظري‪:‬‬
‫‪-‬مفاهيم عامة حول البلدية‬
‫‪-1‬تعريف البلدية‪:‬‬
‫‪-‬يعرف " املجلس الش ـ ـ ــعبي البلدي " من الناحية القانونية على أنه " ‪:‬الجهاز املنتخب في البلدية ويمثل‬
‫السلطة األساسية فمها ويختلف عدد أعضاء الجهاز الشعبي البلدي تبعا للكثافة السكانية للبلدية‪1‬‬

‫‪-‬وعرفه ـ ـ ــا ق ـ ـ ــانون البلدي ـ ـ ــة رق ـ ـ ــم ‪ 10-11‬املتعل ـ ـ ــق بق ـ ـ ــانون البلدي ـ ـ ــة "‪ :‬البلدي ـ ـ ــة ه ـ ــي الجماع ـ ــة اإلقليمي ـ ــة‬
‫القاعدي ــة للدول ــة‪ .‬وتتمت ــع بالشخص ــية املعنوي ــة و الذم ــة املالي ــة املس ــتقلة ‪ .‬وتح ــدث بموجب القانون‪2‬‬

‫‪-2‬خص ـ ـ ـ ــائص البلدية‪ :‬تمتاز البلدية في الجزائر بمجموعة من املزايا الخاص ـ ـ ـ ــة واملميزات الذاتية أهمها ما‬
‫يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬إن البلديـ ـ ــة ه ـ ــي وح ـ ــدة أو جماع ـ ــة أو هيئ ـ ــة إداري ـ ــة المركزي ـ ــة إقليمي ـ ــة‪ ،‬تتمت ـ ــع بالشخص ـ ـ ــية املعنوي ـ ــة‬
‫واالس ــتقالل امل ــالي‪.‬‬
‫ثانيـ ـ ــا‪ :‬يعت ـ ــبر نظ ـ ــام البلدي ـ ــة الجزائـ ـ ــرية ص ـ ــورة لالمركزيـ ـ ــة اإلداريـ ـ ــة املطلق ـ ــة ‪ ،‬بحي ـ ــث أن جمي ـ ــع أعض ـ ـا ها‬
‫وجمي ــع أعض ــاء هيئ ــات ولج ــان تس ــييرها وإدارا ها ي ــتم اختي ــارهم بواس ــطة االنتخ ــاب الع ــام‬

‫‪125‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫و املباش ــر‪.‬‬
‫ثالثـ ــا ‪ :‬لق ـ ــد خـ ــول املشـ ــرع الجزائـ ــري للبلديـ ــة اختصاصـ ــات وو ـ ــائف مختلفـ ــة وواسـ ــعة مقارنـ ــة بالنظام‬
‫ي ‪.‬‬ ‫البلدي الفرنس‬
‫‪3‬‬

‫‪ -3‬صالحيات املجلس الشعبي البلدي‪ :‬يتمت ـ ـ ــع املجلس الش ـ ـ ــعبي البل ـ ـ ــدي بع ـ ـ ــدة اختصاص ـ ـ ــات وص ـ ـ ــالحيات‬
‫تش ــمل ك ــل عم ــل ذي طاب ــع أو منفع ــة عام ــة في الن ــطاق البل ــدي‪ ،‬ومن صالحياته‪:‬‬
‫‪-‬صالحيات البلدية في مجال التهيئة و التعمير و التجهيز ‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫ي والثقافي ‪.‬‬ ‫‪-‬صالحيات البلدية في املجال االجتما‬


‫‪5‬‬

‫‪-‬صالحيات البلدية في املجال الصحي و النظافة ‪.‬‬


‫‪6‬‬

‫مفاهيم عامة حول املوازنة‪:‬‬


‫‪-1‬تعريف املوازنة العامة‪ :‬هناك العديد من التعاريف م ها‪:‬‬
‫‪-‬املوازنة العامة هي تقدیر معتمد من طرف الس ـ ـ ــلطة التش ـ ـ ــر ع ة املعتمدة للنفقات واإلیرادات العامة‬
‫للدولة‬
‫ة ‪.‬‬ ‫خالل فترة زمن ة مع نة‪ ،‬وهي عبارة عن وس لة لتحق ق أهداف اقتصادیة ومال ة واجتماع ة لفترة زمن‬
‫‪7‬‬

‫‪-‬املوازنة العامة هي عبارة عن برنامج عمل متفق عل ه‪ ،‬مبين ف ه تقدیر إلنفاق الدولة ومواردها خالل‬
‫ذه ‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫فترة زمن ة مقبلة‪ ،‬ح ث تلتزم به الدولة وتكون مسؤولة عن تنف‬
‫‪-2‬خصائص املوازنة العامة‪ :‬من ضمن هذه الخصائص‪:‬‬
‫‪-‬الصـفة التقدیریة للموازنة‪ :‬تعد املوازنة سـجال ملا تتوقع الحكومة أن تنفقه وما سـوف تتحصـل عل ه من‬
‫ة مقبلة ‪.‬‬ ‫إیرادات خالل مدة زمن‬
‫‪9‬‬

‫‪-‬املوازنة العامة وث قة تقرها الس ـ ــلطة التش ـ ــر ع ة‪:‬تختص الس ـ ــلطة التش ـ ــر ع ة باعتماد املوازنة العامة‪،‬‬
‫فهي الس ـ ـ ـ ــلطة التي تعطي الض ـ ـ ـ ــوء األخض ـ ـ ـ ــر لهذه الوث قة‪ ،‬فت وافق على تقدیرات وتوقعات الحكومة‬
‫للنفقات واإلیرادات للسنة املقبلة ‪.‬‬
‫‪10‬‬

‫‪-‬سـ ـ ــنویة املوازنة العامة‪:‬تحضـ ـ ــر املوازنة العامة للدولة ملدة سـ ـ ــنة واحدة في معظم دول العالم‪ ،‬ف كون‬
‫التقدیر في املوازنة العامة سنة‪.‬‬
‫‪-‬املوازنة العامة هي عبارة عن خطة مال ة‪:‬یمكن للدولة من خاللها تحق ق مختلف أهدافها االقتصـ ــادیة‬
‫واالجتماع ة‪ ،‬ویظهر لنا ذلك من خالل إنفاقها على مختلف املشـ ـ ــار ع والبرامج من أجل الوصـ ـ ــول لهذه‬
‫األهداف ‪.‬‬
‫‪11‬‬

‫‪126‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫‪-3‬أهم ـة املوازنـة العـامـة للـدولـة‪ :‬للموازنـة العـامـة أهم ـة كبيرة بـالنس ـ ـ ـ ـبـة ألي دولـة‪ ،‬ف مكن إ هـار هـذه‬
‫األهم ة من ح ث‪:‬‬
‫‪-‬أهم تها االقتص ــادیة‪ :‬تظهر لنا األهم ة االقتص ــادیة من خالل الدور الذي تلعبه الحكومة في التأثير على‬
‫الح اة االقتص ـ ـ ــادیة‪ ،‬ففي الدول املتقدمة أص ـ ـ ــبحت املوازنة العامة وسـ ـ ـ ـ لة لتحق ق العمالة الكاملة‪،‬‬
‫ل القوى االقتصادیة العاطلة‪ ،‬واملساهمة في زیادة الدخل الوطني ورفع مستویات املعیشة ‪.‬‬ ‫وتفع‬
‫‪12‬‬

‫‪-‬أهم تها الس ـ ـ اس ـ ـ ة‪ :‬للموازنة العامة أهم ة س ـ ـ اسـ ــة كبيرة ویظهر لنا ذلك من خالل ممارسـ ــة السـ ــلطة‬
‫ذیة ‪.‬‬ ‫التشر ع ة لرقابتها على السلطة التنف‬
‫‪13‬‬

‫‪-‬أهم تها االجتماع ة‪ :‬تتبين لنا مدى األهم ة االجتماع ة للموازنة العامة من خالل تخص ـ ـ ـ ص مش ـ ـ ــار ع‬
‫التنم ة الخاص ـ ـ ـ ــة باملناطق الفقيرة من أجل خلق فرص النمو املتوازن بين مختلف املناطق‪ ،‬وأس ـ ـ ـ ــاس‬
‫األهم ة االجتماع ة ترتكز على مفاه م العدالة االجتماع ة والتقل ل من الفوارق بين طبقات املجتمع‪.14‬‬
‫الدراسة امليدانية‪:‬‬
‫أوال‪:‬اجراءات الدراسة امليدانية‪:‬‬
‫‪-‬مجتمع الدراسـة‪ :‬تم إجراء املقابالت الشـخصـية مع عدد من املسـؤولين واملديرين املعنيين ذوي العالقة في‬
‫الـد وائر املـاليـة في بلـديـات قس ـ ـ ـ ــنطينـة‪ ،‬بـاالض ـ ـ ـ ــافـة إلى مقـابلـة املواطنين‪ ،‬للحص ـ ـ ـ ــول على بعض البيـانـات‬
‫الخاصة بالجانب النظري وللتعرف على مدى تأثيرها في تسييراملوازنة وعلى مردودية أداء تلك البلديات‪.‬‬
‫‪-‬طرق تحليــل البيــانــات‪ :‬اعتمــدت البــاحثــة على وس ـ ـ ـ ــائــل عــدة للحص ـ ـ ـ ــول على البيــانــات واملعلومــات الالزمــة‬
‫للجانب العملي في سبيل اختبار فرضيات الدراسة‪ ،‬وتتمثل هذه الوسائل في‪:‬‬
‫‪ 1‬اس ـ ـ ــتمارة االس ـ ـ ــتبانة‪ :‬تعد هذه االس ـ ـ ــتمارة احد مص ـ ـ ــادرالبيانات واملعلومات الالزمة ملعرفة أثراالدراك‬
‫والكفــاءة العلميــة لالدارة في تس ـ ـ ـ ــيير املوازنــة على مردوديــة أداء البلــديــات الجزائريــة ‪ ،‬حيــث تم توزيع ‪100‬‬
‫استمارة استبيان على عينة متنوعة وتم استرداد ‪ 95‬استمارة‪.‬‬
‫‪ 2‬االس ـ ــتعانة بوس ـ ــائل التحليل االحص ـ ــائي‪ :‬اعتمدت الباحثة على مجموعة من الوس ـ ــائل االحص ـ ــائية م ها‬
‫الوسط الحسابي واالنحراف املعياي واختبار االرتباط‪ ،‬التي تندرج ضمن البرنامج االحصائي ‪.spss19‬‬

‫ثانيا‪ :‬تحليل البيانات األساسية‬


‫املحوراألول‪ :‬احصائيات متعلقة بتركيبة مستخدمي البلدية محل الدراسة‬
‫جدول ‪:1‬أصناف مستخدمي البلدية محل الدراسة‬

‫‪127‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫املصدر‪ :‬اعتمادا على االحصائيات املعطاة من طرف البلديات لوالية قسنطينة‪.‬‬
‫من الجدول ‪ 1‬يالحظ أن أكبرنسـ ـ ــبة لتركيبة مسـ ـ ــتخدمي البلدية هي صـ ـ ــنف أعوان التنفيذ‪ ،‬وهم األعوان‬
‫الذين يمارس ــون نش ــاطات جزئية ال تتطلب أية كفاءة بنس ــبة ‪ ،%47.27‬ثم تأتي نس ــبة أعوان التحكم وهم‬
‫املو فون املؤهلين الحــاملين لــدرجــة معــاونين إداريين‪،‬كتــاب إداريين‪ ،‬ملحقين إداريين وتقنيين س ـ ـ ـ ــاميين‬
‫بنسبة ‪ ،%29.02‬وفي األخير صنف االطارات‪ ،‬وهم جملة املو فين الحاملين لشهادات جامعية عالية أو ما‬
‫يعادلها من شهادات الكفاءة‪ ،‬الذين لهم القدرة على التطور وفهم النصوص وتفسيرها بنسبة ‪.23.70%‬‬
‫املحورالثاني ‪ :‬احصائيات متعلقة بمتغيرات محل الدراسة‬
‫جدول ‪ : :2‬متوسـ ـ ــطات وانحراف معياري ملسـ ـ ــتوى إدراك اإلدارة العليا ووعمها ألهمية تسـ ـ ــييراملوازنة على‬
‫مردودية أداء البلديات الجزائرية‪.‬‬

‫املصدر‪ :‬من اعداد الباحثة اعتمادا على برنامج ‪spss v 19‬‬

‫‪128‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫من الجدول رقم‪ 2‬يالحظ من خالل الفقرة رقم‪ 3‬أن ما متوسـ ـ ـ ــط ‪ 4.75‬من مسـ ـ ـ ــتخدمي االدارة العليا‬
‫يتفقون على أن إعداد املوازنات يتم ألنها ملزمة بموجب القانون وأن ما متوسـ ـ ـ ــطه ‪ 3.01‬غير م وافقين‬
‫على ذلك اذ يعتبرون أن البلدية تستخدم املوازنات من أجل التنسيق لجميع أنشطتها‪.‬‬
‫جدول رقم ‪ : 3‬الكفاءة العلمية في تسييراملوازنة على مردودية أداء البلديات الجزائري ‪.‬‬

‫املصدر‪ :‬من اعداد الباحثة اعتمادا على برنامج ‪spss v 19‬‬


‫من الجدول ‪ 3‬يتضـح بأن املتوسـطات الحسـابية تراوحت مابين ‪ 3.55-2.09‬وأن أعلى متوسـط حسـابي كان‬
‫للفقرة تشــكل لجنة إعداد املوازنات التخطيطية بناء على الكفاءة العلمية والعملية وليس حســب املســمى‬
‫الو يفي‪ ،‬بمتوسـ ــط حسـ ــابي‪ 3.99‬بانحراف معياري ‪ ،0.64‬وأن أدنى متوسـ ــط حسـ ــابي كان للفقرة" تتبع‬
‫لجنة املوازنة األس ـ ـ ــس العلمية الحديثة في إعداد املوازنات للبلدية بمتوس ـ ـ ــط حس ـ ـ ــابي ‪ 2.09‬بانحراف‬
‫معياري ‪.0.18‬‬
‫الجدول ‪ :4‬إش ـ ـ ـ ـراك املس ـ ـ ـ ــتويات اإلدارية املختلفة في عملية إعداد املوازنات على مردودية أداء البلديات‬
‫الجزائرية‪.‬‬

‫‪129‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫املصدر‪ :‬من اعداد الباحثة اعتمادا على برنامج ‪spss v 19‬‬
‫يتضح لنا من الجدول رقم‪ 4‬ما يأتي‪:‬‬
‫يالحظ من خالل الفقرة رقم ‪ 3‬أن ما متوس ـ ــط ‪ 3.65‬من مس ـ ــتخدمي البلدية يتفقون على أنه يتم إعداد‬
‫املوازنات بمعرفة املنفذين لها من املش ـ ــرفين واملديرين ‪ ،‬كما أن قيمة اختبار اإلش ـ ــارة على أن متوس ـ ــط‬
‫درجة االســتجابة لهذه الفقرة زاد عن درجة املتوســطة)‪ ، ( 3‬وهذا يعني أن هناك م وافقة من قبل مجتمع‬
‫البحث على هذه الفقرة‪ ،‬ويعزى ذلك إلى أن املنفذين للموازنة من املشـ ــرفين واملديرين هم في الغالب من‬
‫قام برعدادها وهذا ما تؤكده الفقرة رقم‪ ، 4‬حيث أثبتت بأن ال تتاح الفرص ــة للعاملين في البلدية للتعبير‬
‫عن آرا هم وإشراكهم في عملية إعداد املوازنات التخطيطية‪.‬‬
‫كما يالحظ في الفقرة رقم أن ما متوسـ ــطه من أفراد عينة البحث كانت نظر هم سـ ــلبية بخصـ ــوص وجود‬
‫نظام ح وافز جيد في البلدية يعمل على خلق دافعية للمشاركة في إعداد وتنفيذ املوازنات حيث كان‬
‫ويعزى هذا إلى إهمال اإلدارة العليا وتقصــيرها في فهم مدى تأثير الح وافز إليجاد تفاعل ومشــاركة أكبر في‬
‫إعداد وتنفيذ املوازنات‪ ،‬لكن هناك من يرى أن الد وائر املختلفة لم تعمل بما هو مخطط لها في املوازنة‬
‫لتستحق أي من الح وافز وذلك ليس تقصير م ها بل بسبب الظروف الصعبة التي نحياها‪.‬‬
‫الجدول ‪ :5‬تقييم أداء البلديات الجزائرية من طرف مواطنين البلدية محل الدراسة‬

‫‪130‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫املصدر‪ :‬من اعداد الباحثة اعتمادا على برنامج ‪spss v 19‬‬
‫من الجدول ‪ 5‬يالحظ أن ما متوسط ‪ 4.56‬من مواطني البلدية محل الدراسة يتفقون على أن البلدية تقوم‬
‫بواج هـا اتجـاه النظـافـة‪ ،‬فتا ش ـ ـ ـ ــوارع‪ ،‬التنظ م‪ ،‬وأن مـا متوس ـ ـ ـ ــط ‪ 2.32‬و ‪ 2.99‬من مواطني البلـديـة ‪ ،‬غير‬
‫م وافقين على أداء البلدية فيما يخص منا تراخ ص املهن‪ ،‬م راقبة الشـ ــؤون ال ـ ــح ة ‪ ،‬والذين يعتبران‬
‫أهم م رافق‪ ،‬وفي أغلب متوس ــطات كانت أقل من ‪ 3‬وهذا ما يخلص على عدم رض ــا املواطنين على مردودية‬
‫أداء البلدية‪.‬‬
‫ثالثا‪:‬اختبار الفرضيات‪:‬‬
‫الفرضـ ــية األولى ‪ :‬يؤثر مدى إدراك اإلدارة العليا ووعمها ألهمية تسـ ــييراملوازنة على مردودية أداء البلديات‬
‫الجزائرية‪.‬‬
‫تم اختبار هذه الفرضـ ـ ـ ــية باسـ ـ ـ ــتخدام معامل االرتباط ملتغير إدراك اإلدارة العليا ووعمها ألهمية تسـ ـ ـ ــيير‬
‫املوازنة على مردودية أداء البلديات الجزائرية‪.‬‬
‫جدول ‪ :6‬نتائج اختبار معامل االرتباط إدراك اإلدارة العليا ووعمها ألهمية تس ــييراملوازنة على مردودية أداء‬
‫البلديات الجزائرية‬

‫‪131‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫املصدر‪ :‬من اعداد الباحثة اعتمادا على برنامج ‪spss v 19‬‬
‫ويتضـح من الجدول ‪ 6‬أن معامل االرتباط بين كل فقرة من متغيرادراك االدارة العليا ألهمية تسـييراملوازنة‬
‫ومتغيرمردوديـة أداء البلـديـات الجزائريـة يبين أن معـامالت االرتبـاط دالـة إحص ـ ـ ـ ــائ ًيـا عنـد مس ـ ـ ـ ــتوى داللـة‬
‫‪ ، 0.05‬وهـذا مـا يـدل على وجود ارتبـاط وتـأثير بين مـدى إدراك اإلدارة العليـا ووعمهـا ألهميـة تس ـ ـ ـ ــييراملوازنـة‬
‫على مردوديـة أداء البلـديـات الجزائريـة ‪ ،‬وهو واض ـ ـ ـ ــح من خالل عـدم رض ـ ـ ـ ــا املواطنين على أداء البلـديـة من‬
‫الجدول ‪.4‬‬
‫النتيجة ‪ :‬تقبل الفرض ـ ــية لتوفر تأثيرإدراك اإلدارة العليا ووعمها ألهمية تس ـ ــييراملوازنة على مردودية أداء‬
‫البلديات الجزائرية‪.‬‬
‫الفرضية الثانية‪ :‬تؤثر الكفاءة العلمية في تسييراملوازنة على مردودية أداء البلديات الجزائرية‬
‫والختبار هذه الفرضية تم استخدام معامل ارتباط بيرسون كما يأتي‪:‬‬
‫الجدول ‪ :7‬نتائج اختبار معامل ارتباط بيرسون‬

‫املصدر‪ :‬من اعداد الباحثة اعتمادا على برنامج ‪spss v 19‬‬


‫يتضـح من الجدول ‪ 7‬وجود ارتباط مقبول بين مسـتوى الكفاءة العلمية ملسـتخدمي البلدية لتسـييراملوازنة‬
‫وبين مردودية أداء البلديات الجزائرية حيث بلغت‪ 0.95‬وهو دال احصائيا عند مستوى الداللة‪. 0.05‬‬
‫النتيج ــة‪ :‬تقب ــل الفرض ـ ـ ـ ـي ــة لتوفر ت ــأثير الكف ــاءة العلمي ــة في تس ـ ـ ـ ــيير املوازن ــة على مردودي ــة أداء البل ــدي ــات‬
‫الجزائرية ‪.‬‬

‫‪132‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫الفرض ـ ــية الثالثة‪ :‬يؤثر إش ـ ـراك املس ـ ــتويات اإلدارية املختلفة في عملية إعداد املوازنات على مردودية أداء‬
‫البلديات الجزائرية‪.‬‬
‫يتخصص هذا الجزء من البحث بعرض احصائي يجري من خالله اختبار وتحليل عالقات االرتباط والتأثير‬
‫بين متغيري إش ـ ـ ـ ـراك املسـ ـ ـ ــتويات اإلدارية املختلفة في عملية إعداد املوازنات على مردودية أداء البلديات‬
‫الجزائرية وسيتم اختبارها حسب مصفوفة عالقات االرتباط للمتغيرين‪.‬‬
‫جدول ‪ : 8‬مصفوفة عالقات االرتباط ادراك املستهلك ألبعاد املسؤولية االجتماعية وسلوكه الشرائي‬

‫املصدر‪ :‬من اعداد الباحثة اعتمادا على برنامج ‪spss v 19‬‬


‫يتض ــح من الجدول ‪ 8‬وجود ارتباط مقبول إش ـراك املس ــتويات اإلدارية املختلفة في عملية إعداد املوازنات‬
‫على مردودية أداء البلديات الجزائرية حيث بلغت على‪ 0.65‬وهو دال احصائيا عند مستوى الداللة ‪.0.05‬‬
‫النتيجة‪ :‬تقبل الفرضـية بالنسـبة لتأثير إشـراك املسـتويات اإلدارية املختلفة في عملية إعداد املوازنات على‬
‫مردودية أداء البلديات الجزائرية‪..‬‬
‫رابعا‪ :‬النتائج والتوصيات‪:‬‬
‫*نتائج الدراسة النظرية وامليدانية‪ :‬أسفرت أنه‪:‬‬
‫‪ -1‬أن ليس هنـاك قنـاعـة وإدراك لـدى اإلدارة العليـا في البلـديـة على أهميـة تطبيق ‪ ،‬املوازنـات حيـث إنهـا‬
‫تقوم إعداد املوازنات ألنها ملزمة بموجب القانون‪.‬‬
‫‪ -2‬ال تت وافر املوارد البشـ ـ ــرية املؤهلة في بلديات الجزائرية وهذا مؤشـ ـ ــر سـ ـ ــلبي لعدم وجود بنية تحتية‬
‫لتطبيق واســتخدام املوازنات كأداة لتحســين مردودية األداء في داخل البلديات‪ ،‬مما يؤدي إلى عدم القدرة‬
‫على رفع كفاءة أداء البلديات‪ ،‬ويعزى عدم وجود كفاءات مؤهلة في البلديات الجزائرية بس ــبب أنه إلى حد‬
‫ا ن فرن الشـ ـ ـ ــروط التي تحيط بعملية تعيين األعوان اإلداريين وجلب اإلطارات املؤهلة الزالت محفوفة‬
‫بكثير من الغموض‪ ،‬خــاصـ ـ ـ ـ ــة إذا علمنــا ن اإلطــارات تميــل في غــال هــا إلى العمــل على مس ـ ـ ـ ــتوى اإلدارات‬
‫املركزية‪ ،‬أو لدى الخواص وتنبذ االلتحاق لجماعات املحلية‪ ،‬وذلك بســبب انســداد أبواب الترقية وغياب‬

‫‪133‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫املحفزات التشـجيعية‪ ،‬وهذا ما أدى إلى حرمان الجماعات املحلية من التأهيل الالزم‪ ،‬أي ضـعف مسـتوى‬
‫التأطير الناجم عن افتقار البلد للمستخدمين ذوي الكفاءات املهنية والعلمية والشهادات الجامعية‪.‬‬
‫‪ -3‬إن التقديرات على مس ـ ـ ــتوى البلدية غير متماش ـ ـ ــية مع طرق اس ـ ـ ــتعمال املوارد املق ـ ـ ــخرة لص ـ ـ ــالحها‬
‫فتق ــديرات املوازن ــة غير مرتكزة على تقني ــات ح ــديث ــة والتي من املمكن أن توج ــه أص ـ ـ ـ ـح ــاب القرار عن ــد‬
‫اختيارهم للمش ــاريع و معرفة اإلجراءات الواجب إتخاذها لتحس ــين املوارد‪ ،‬وبالتالي تحس ــين مردودية أداء‬
‫البلديات الجزائرية‪.‬‬
‫‪ -4‬بينت نتائج البحث أنه ال يوجد مش ـ ــاركة فاعلة من قبل املس ـ ــتويات اإلدارية مما يؤثر س ـ ـ ًـلبا على دور‬
‫املوازنات كأداة لتحســين مردودية أداء البلديات الجزائرية‪ -5.‬ال يوجد هناك حرص من قبل اإلدارة العليا‬
‫على ربط تقديرات املوازنات بنظام عادل للح وافز املادية واملعنوية بحيث تمنا العاملين لديها املكافدت‬
‫والح وافز عند بذلهم ألي جهد إيجابي بارز ويتم حج ها ع هم في حال وجود أي تقصــير أو خلل مقصــود أو‬
‫غير مقصود‪.‬‬
‫‪ -6‬ال يتم تزويد املواطنين بنق ـ ــخة من املوازنات بعد اعتمادها لالس ـ ــترش ـ ــاد بها عند التنفيذ‪ ،‬حيث ال يتم‬
‫بناء على ذلك استخدام املوازنات كأداة لتقويم أداء اإلدارات واملو فين في مختلف األقسام‪.‬‬
‫*التوصيات‪ :‬خرجت الدراسة إلى التوصيات التالية‪:‬‬
‫‪-‬ضـ ــرورة إقناع اإلدارة العليا في البلديات بأهمية دور املوازنات بما تقدمه من مسـ ــاعدة في مجال تحسـ ــين‬
‫مردودية أدا ها‪.‬‬
‫‪-‬يجب االهتمام بشكل أكبر عند إعداد املوازنات‪ ،‬بالربط بين أهداف العاملين وأهداف البلديات‬
‫من أجل تحفيزهم وتنمية الشعور لديهم بالعمل على تحقيق األهداف العامة للبلديات‪.‬‬
‫‪-‬ضـرورة التخطيط لعملية إعداد املوازنات بشـكل جيد في البلديات الجزائرية وذلك عن طريق االسـتعانة‬
‫بمو فين مؤهلين ومتخصصين ولديهم الدراية والخبرة الكافية في مجال تطبيق املوازنات وتنفيذها‪.‬‬
‫‪-‬العمل على ترش ـ ـ ـ ــيد إنفاق أموال البلديات في مش ـ ـ ـ ــاريع تنموية ترتقي إلى مس ـ ـ ـ ــتوى تطلعات املواطنين‬
‫وتس ـ ــاعد على دفع عجلة التنمية محليا هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى ال يقل أهمية عن ما س ـ ــبق تثمين‬
‫اإليرادات البلدية‪ ،‬واالهتمام لثروة العقارية وتس ـ ـ ــييرها والعمل على تحقيق قاعدة التخص ـ ـ ــيص األمثل‬
‫للموارد‪ ،‬كما أن البلدية مطالبة بضبط وحصر كامل ممتلكا ها وتسييرها وفق شروط علمية وموضوعية‪.‬‬
‫‪-‬من األحس ــن أن يس ــعى تس ــيير املوارد املالية للبلديا ت على تحقيق الربط بين عملية التنمية االقتص ــادية‬
‫والتنمية االجتماعية‪ ،‬وأن يكون هناك ارتباط مباشـ ـ ــر مع املواطنين أو املؤسـ ـ ـسـ ـ ــات‪ ،‬ملعرفة احتياجات‬
‫املواطن واعتراضاته‪.‬‬

‫‪134‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫‪-‬اعتماد التقنيات الجديدة للعالم واالتصـ ــال‪ ،‬التي تسـ ــما للبلديا ت ربا واقتصـ ــاد الوقت إلضـ ــافة إلى‬
‫فتا قنوات االتص ـ ـ ـ ــال واملش ـ ـ ـ ــاركـة بين املواطنين وممثلمهم في املجـالس املنتخبـة‪ ،‬فتحقيق الـديمقراطيـة‬
‫التشاركية الشكل‪ ،‬تسما للبلديات املحافظة على مواردها املتاحة وتحقيق الرشاد في إنفاقها‪ ،‬كما يمك ها‬
‫من تقييم أدا ها عن طريق اعتماد مؤشرات األداء‪.‬‬
‫‪-‬ضـرورة مشـاركة جميع األقسـام وفي كافة املسـتويات اإلدارية في إعداد املوازنات وذلك بتقديم االقتراحات‬
‫وإبداء الرأي وتقديم املالحظات‪ ،‬فضــال عن أهمية املناقشــة بين رؤســاء األقســام واملســؤولين عن التنفيذ‬
‫عن طريق عق ــد االجتم ــاع ــات ال ــدوري ــة ألنهم أق ــدر على إب ــداء الرأي أكثر من غيرهم فيم ــا يتعلق بتنفي ــذ‬
‫املوازنات‪.‬‬
‫‪ -‬ض ـ ـ ـ ــرورة إنج ــاز ال ــدراسـ ـ ـ ـ ــات القبلي ــة ودراسـ ـ ـ ـ ــات الج ــدوى من قب ــل االدارة العلي ــا‪ ،‬إذ ال تلج ــأ البل ــدي ــات‬
‫الجزائرية قبل إبرام الصـفقات املتعلقة ملشـاريع إلى الدراسـات التقنية واملالية واالقتصـادية واالجتماعية‬
‫للمش ـ ـ ـ ــاريع املراد إنجــازهــا‪ ،‬األمر الــذي يترتــب عليــه عــدم قــدرة البلــديــات على تقــدير التكلفــة اإلجمــاليــة‬
‫للمش ــروع ومردوديته املالية واالقتص ــادية واالجتماعية مما يعرض ــها‪ ،‬كما هو الش ــأن بالنس ــبة للعديد من‬
‫البلديات الجزائرية لتحمالت مالية إضــافية قد ال تتوفر على اإلعتمادات الالزمة لتغطيتها وإنفاق موارد‬
‫مالية ضخمة على إنجازها دون تحقيق املنافع واألهداف االقتصادية واالجتماعية املنشودة‪.‬‬
‫‪ -‬الزاميـة إحترام إجراءات التو يف وإعتمـاد طريقـة الترقيـة الـداخليـة أكثر من التو يف الخـارجي‪ ،‬ممـا‬
‫يجعل مناصب كثيرة تشغل من قبل مو فين لهم معارف علمية وعملية‪.‬‬

‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫‪-1‬املادة ‪ 90‬من قانون االنتخابات رقم ‪ 13-98‬املؤرخ في ‪ 07‬أوت ‪1989‬‬

‫‪- 2‬املادة األولى من القانون ‪ 10-11‬املتعلق بالبلدية ‪،‬لجريدة الرسمية عدد ‪ 37‬املؤرخ في ‪2011/7/3‬‬
‫‪ -3‬عم ـ ــار عواب ـ ــدي ‪" ،‬دروس في الق ـ ــانون اإلداري" ‪ ،‬الطبع ـ ــة الث ـ ــالث ـ ــة ‪ ،‬ديوان املطبوع ـ ــات الج ـ ــامعي ـ ــة ‪،‬‬
‫الجزائر‪،1999‬ص‪195‬‬
‫‪ -4‬عمرصـ ـ ــدوق ‪" ،‬دروس في الهيئات املحلية املقارنة"‪ ،‬ديوان املطبوعات الجامعية ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬دون سـ ـ ــنة‬
‫نشر‪ ،‬ص‪104‬‬
‫‪ -5‬دحو ولد قابلية " األسس السياسية ملشـ ـ ـ ـ ــروع القانون الجديد للدارة املحـ ـ ـ ـ ــلية " مجلة الفكرالبرملاني ‪،‬‬
‫مجلس األمة ‪ ،‬العدد األول ‪ ،‬ديسمبر‪ ،2003‬ص‪88‬‬

‫‪135‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫‪ -6‬عادل بوعمران‪ "،‬البلدية في التشريع الجزائري‪ ،:‬دارالهدى للنشرو التوزيع ‪ ،‬عين مليلة‪ ،2010‬ص ‪82‬‬
‫‪ -7‬إبراه م علي عبد هللا‪ ،‬أنور العجارمة‪ "،‬املال ة العامة"‪ ،‬دار صفاء للطباعة والنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬ص ‪29‬‬
‫‪- BIGAUT Christian, finances publiques droit budgétaire, marketing, paris,1995,p088‬‬

‫‪9- LAN GLOIS GEORGES, controle de gestion , edition Pearson Education FRANCE,‬‬
‫‪Paris ,2003,p04‬‬
‫‪10- DENI DENI YAHIA, La pratique du système budgétaire en Algérie, OPU, Alger,2002,p36‬‬
‫‪ -11‬حسن عواضة‪ "،‬املال ة العامة"‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬ط ‪ ،6‬بيروت ‪ ،1991‬ص ‪35‬‬
‫‪ -12‬عادل أحمد حشیش‪ "،‬اقتصادیات املال ة العامة"‪ ،‬مؤسسة الثقافة الجامع ة‪ ،1993 ،‬ص ‪120‬‬
‫‪ -13‬عاطف وس م أندراوس‪ "،‬االقتصاد املالي العام"‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندریة‪ ،2010،‬ص‪524‬‬
‫‪ -14‬محمد شاكر عصفور‪ "،‬أصول املوازنة العامة"‪ ،‬دار املسيرة‪ ،‬عمان‪ ،2012،‬ص‪.25‬‬

‫‪136‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
The Role of Parliament in the constitutional amendment Process
- Between the provisions and practice in The Algerian
Constitutional Experience-
‫دور البملان يف عملية التعديل الدستوري‬
-‫ بني األحكام واملمارسة يف التجربة الدستورية اجلزائرية‬-
1
Sayeh BOUSSAHIA, , Univ. of Larbi Tebessi, Tebessa, Algeria,
2
Maamar BOUKHATEM, , Univ. of Larbi Tebessi, Tebessa
Abstract:
In this paper, we discuss the role of parliament in the process of constitutional
amendment, through the provisions on one hand, and practice on the other one.
Where there are texts (provisions) to be likely interpreted through which the
constitutional review processes were done in accordance to these trends and
misinterpretations, so in this paper, we are going to clarify several points concerning
the role of Parliament, both in terms of approval or proposal, as well as we'll suggest
many of solutions to address the defect by our point of view which we consider
judicious and worthy given.
Keywords: parliament; constitution; amendment; revision; proposal.
:‫ملخص‬
.‫ واملمارسة من ناحية أخرى‬،‫ من خالل األحكام من ناحية‬،‫ نناقش دورالبرملان في عملية التعديل الدستوري‬،‫في هذه الورقة‬
ً
‫عندما تكون هناك نصوص أحكام) ُيريح تفسيرها من خاللها تتم عمليات املراجعة الدستورية وفقا لهذه االتجاهات‬
‫ سواء من حيث امل وافقة أو‬،‫ سنقوم بتوضيا عدة نقاط تتعلق بدورالبرملان‬، ‫ لذلك في هذه الورقة‬، ‫والتفسيرات الخاطئة‬
.‫ وكذلك سنقترح العديد من الحلول ملعالجة هذا العيب من وجهة نظرنا التي نعتبرها حكيمة وجديرة باالهتمام‬،‫االقتراح‬
...‫ املراجعة‬،‫ االقتراح‬،‫ البرملان‬،‫ التعديل‬،‫ الدستور‬:‫الكلمات املفتاحية‬

137 ‫ ألمانيا – برلين‬،‫ | المركز الديمقراطي العربي‬2020 ‫ يناير‬،‫ العدد الخامس‬،‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‬
Introduction:
The scholars of the constitutions in Europe are doing so as if they were
performing permanent action aimed at challenging the time, but experience has shown
that it is not possible to have a permanent resisting constitution against the ways of
development and change; and if the idea of constitutions rigidity is based on the desire
to achieve a great deal of stability in the political and legal system in the state, it has
become recognized that this constitution shall be subject to review and amendment
processes whenever it is needed or necessary, and in this regard, Dr.Ahmed Saaifan
indicates that amending the Constitution is intended to resort to follow the procedures
prescribed by the constitution in order to complete, cancel, change in the provisions
of the constitution in force, and the constitution itself can provide for a special way or
certain periods to be respected during the amendment process (xvii).
To talk about amending constitutions, as an entrance to the constitutional
reform and resolving political crises, is always whittling a set of effects and reflections,
and putting behind them a series of questions and problematic; in this regard, the
following problematic poses:
What role has the Algerian Parliament in the constitutional amendment
process?
We will try through, this paper, to discuss the role of Parliament in the review
process and in the constitutional amendment in the Algerian Constitutional
experiment through the contents of legal texts on one hand, and on the other hand,
through previous experiences in amending constitutions, especially when we knew
that there is an urgent will to amend the Constitution by the President of the Republic
accordingly for his methodology in the political reform process since his assuming the
presidency post in 1999(xvii).
Chapter One: mandatory of the passage of the constitutional amendment
draft to parliament
Constitutional amendment has several definitions of the most important is: A
disclosure from the competent political authority for amendment to its will, and
according to the provisions of the Constitution, to a new political orientation in some
or all of the following areas:
- Adding a new or more provisions to the Constitution.
- Deleting one or more of the provisions of the Constitution.

138 ‫ ألمانيا – برلين‬،‫ | المركز الديمقراطي العربي‬2020 ‫ يناير‬،‫ العدد الخامس‬،‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‬
- Replacing one or more provisions different in their contents from the replaced
ones(xvii).
It should be noted that some prefer the term "Constitutional Review" instead of
"Constitutional Amendment",(xvii) and in this context, the amendment process is
surrounded by a variety of restrictions, controls and procedures prescribed by the
Constitution in order not that these amendments would be arbitrary, or personalized
according to the wishes and whims of rulers(xvii), and that what leads to the loss of the
spirit, the cohesion and the philosophy on which the Constitution is founded(xvii).
For that, we must respect the jurisprudence agreed rules during the process of
amending the Constitution and these rules are:(xvii)
1. The Viability of any Constitution to amendment, in order to keep pace with the
society dynamic and political life.
2. The ability to modify any article in the Constitution, taking into account the
substantive prohibition provisions.(xvii)
3. The possibility of a constitutional amendment at any time when the majority
consent it, taking into account the provisions of the circumstantial or temporal ban.(xvii)
4. Each Constitution must provide for the essentials and procedures to be followed
during the review and amendment processes.(xvii)
From the above-mentioned, we tried referring to the need to respect the
essentials and procedures constitutionally set when the process of constitutional
amendment is made by the derivative authority entitled to this procedure.
1- The Algerian Expereience :
In the Algerian constitutional experience, by tracking the Algerian
constitutions,(xvii) we find that it recognized the pivotal role of the parliament when
conducting any review of the constitution, and in this context, Article 71 of the
Constitution of 1963 states that: «The constitution revision iinitiative is attributed to
both the President of the Republic and the absolute majority of the National Assembly
together», As for the procedural side, articles 72-73-74 stipulate the procedures,
restrictions and controls followed in the revision of the Constitution, which explicitly
state the inevitably draft passage to the National Assembly before passing to a
referendum of the people; the same is stipulated in the 1976 constitution with
differentiates in procedures where Article 192 states that: «People's National Assembly

139 ‫ ألمانيا – برلين‬،‫ | المركز الديمقراطي العربي‬2020 ‫ يناير‬،‫ العدد الخامس‬،‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‬
approves the Constitutional Amendment Bill by a majority of two-thirds of its
members», in order to supplement article 191 which gave the right of initiative to the
President of the Republic to amend the Constitution through the provisions
contained in Chapter VI of the Constitution.(xvii)
This is the same matter enshrined in both the Constitution of 1989 and of 1996
in Chapter IV,(xvii) where Article 163 of the Constitution of 1989 states that: «The
President of the Republic has the right to initiate constitutional amendment, and after
being voted by the People's National Assembly, it'd be submitted to a referendum of
the people for approval...», and that is almost the same as stipulated in Article 174 of
1996 Constitution with reference to the duality of the parliament, "The Council of
Nation".(xvii)
Through our extrapolation of all these texts, we conclude that it is an inevitable
duty that any constitutional amendment draft passes to the parliament for adoption and
approval before passing to the referendum and this is a foregone conclusion in terms
of texts, but it remains a preliminary and theoretical judgment, because there are facts
and indicators that make these provisions and other provisions in the Constitution
subject to interpretation by several concepts outside this context,(xvii) Which what was
really happened in 1988-1996, for example, and here lies the seriousness to go into
this subject that has raised a lot of controversy and a variety of opinions and trends.
In this connection, we put the following question: Is it possible for the
President of the Republic to exceed the Parliament during the process of
amending the Constitution?
This question has raised many points since 1988 to the present day, due to
several political and legal reasons.
2- Reasons :
1- Political reasons:
A disagreement between The ex-President Chadli Bendjedid and Liberation
Front Party happened, which led to the possibility of transmission of this disagreement
to the People's National Assembly, and this could be an obstacle to reforms intended
by that President to initiate following the October 1988 events, thus all the signs and
indications demonstrated a possibility of collision with the Assembly or at least with
its majority through the rift occurred between the reformists and the conservatives(xvii)
despite the fact reforms were required and necessary to break the impasse in the view

140 ‫ ألمانيا – برلين‬،‫ | المركز الديمقراطي العربي‬2020 ‫ يناير‬،‫ العدد الخامس‬،‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‬
of the presidency, and thus must think of a way out, which is to resort to the original
sovereignty, the people, through referendum.(xvii)
2- Legal reasons:
These political reasons prompted some to justify the surpass of the parliament
and Article 192 of the Constitution of 1976 as well as Chapter VI of this Constitution,
based on other provisions at the heart of the Constitution, namely Article 111,
paragraph 14, which allows the president to resort to referendum in all issues of
national importance, and since the amendment of the Constitution is one of those
issues, the text of this article can be adopted and applied to resort to referendum
without referring to the National People's Assembly.(xvii)
Through the above, it looks the importance of asking the question, and the
need to clarify its answer.
The Constitutional Council has gone through its two notes, one in 1993 and
the second in 1996 on the occasion of the amendment of 1989 Constitution, to the
objection to resort to referendum in the absence of Parliament.(xvii)
Dr. Saïd Bouchair also went to that the amendment of the Constitution
cannot be legitimate, unless depending on the requirements of Part IV of the
Constitution,(xvii) that is Chapter VI of 1976 Constitution.
This directive was also supported by the view of Mr.Ahmed Ouyahia as a
supervisor on the preparation of 1996 Constitution as he was the Presidential Office
Director at that time, where he officially acknowledged that the amendment of
Constitution could be made only in accordance with the fourth part, including Article
07, paragraph 04 or Article 77, paragraph 08 in 1989 Constitution.(xvii)
This was a reverse from the first orientation taken by President Chadli
Bendjedid when he exceeded the People's Assembly at that time, or the way taken
in modifying 1989 Constitution in 1996 when this amendment was set up in the
absence of the National People's Assembly; this trend appeared by the occasion of the
presentation of Mr.Ahmed Ouyahia of a draft of a Constitution mendment in 2008
on November 12th, 2008 before the parliament held in both chambers,in which it
says: «In the second place, our people through the Constitution, has freely pinponted
all the several ways and the legitimate procedures to amend the Constitution...they are
means written in articles 174 to 177 of this Constitution itself ...»,(xvii) but it was a
position that came too late, thus the power has violated the Constitution in 1988-

141 ‫ ألمانيا – برلين‬،‫ | المركز الديمقراطي العربي‬2020 ‫ يناير‬،‫ العدد الخامس‬،‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‬
1996 when she violated both the constitution and the Constitutional Council and its
direction, as well as the positions of the political class.
3- Trends:
In this context, we note that jurisprudence elaborated to talk about this subject,
i.e. the extend of the constitutionality of the constitutional amendment that was
conducted in 1988, and the subsequence of amendments regarding the role of the
Parliament in that process; in this context, contradictory two-way have emerged, each
has a point of view and grounds to support its stand.
The first trend: Proponents of this view argued that the constitutional amendment
as well as the provisions of Chapter VI of 1976 Constitution can be processed relying
on the text of Article 111, paragraph 14 of the Constitution of 1976. In this context,
fourth paragraph of article VII had been added under which could being free from the
will of the party at that time «The President of the Republic may directly resort
to the will of the people», then later, it had been was relying on the text of Article
74, paragraph 09 of 1989 Constitution to start amending in 1996 and these views are
based on that it can be for the president to resort to a referendum in all issues of national
importance, and as long as the Constitutional Amendment It is one of the most
prominent issues of national importance, it is possible to resort directly to the people
since he is being the owner of sovereignty without referring to the National People's
Assembly.(xvii)
These views are considered by some as they were courtesies to the power, or a
political justification for constitutional violations(xvii) from the fact that referendum in
the Third World including Algeria is usually conducted by means of pressure and
influence, media directive and intimidation...(xvii)
The second trend: This opinion clings to the need for making an adjustment in
accordance with the assets and the procedures stipulated in the constitution as agreed
in the majority of jurisprudence;(xvii) this view is supported by Dr. Saïd Bouchair and
others,(xvii) and also supported by the Constitutional Council at that time.
The implication of this view is that the constitutional amendment should be
done in accordance with the requirements of Chapter VI of the 1976 Constitution
and exclusively with the inclusions of Part IV of 1989-1996 constitutions in order to
maintain the constitutionality and legitimacy of the constitutional amendments. In
this, Dr.Saïd Bouchair concludes, after his desperate defense to the Authentic of

142 ‫ ألمانيا – برلين‬،‫ | المركز الديمقراطي العربي‬2020 ‫ يناير‬،‫ العدد الخامس‬،‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‬
this trend and to refute all the arguments adopted by the supporters of the first view,
that the constitutional amendment outside these provisions is "a material breach of
constitution", and a frank exceeded of the procedures laid down, and therefore a
violation of authority.(xvii)
We support this view, according to the clarity of the terms and arguments
because of the fact that the most important thing in the constitutional amendment
process is not only the will of the majority, or the importance of the amendment and
its necessity, but rather the need to respect the procedures laid down in the
Constitution itself, and this is what led to the survival of constitutions for more than
a century in other countries such as: Belgium, USA...
According to the rule "base restricts the year", the referendum provided in the
provisions of the Constitution is not the same on the amendment to the Constitution
since the latter is linked to an earlier passage which is the inevitably passage of the
amendment to the Parliament, and therefore the need to apply the provisions relating
to the constitutional amendment.
The jurists have to stay away from giving priority to the justifications of a
political nature when it comes to analyzing the provisions of the Constitution for
political reasons and gains, which were the cause of the persistence of the power to
resort to referendum of the people without passing on the elected councils
representing the people to avoid putting projects on the constitutional amendment for
discussion and opinion, and informing Public opinion and media... this had an impact
on the possibility of accepting the amendment in response to the aspirations of
The basic problem is sometimes the drafting of texts which are usually a real
obstacle to any reform or orientation of the majority, for should be noted to this
sensitive matter in the future.(xvii)
Finally, we conclude that passing through Parliament is enforceable to approve
any project to amend the constitution, which was confirmed by the President of the
Republic in the Council of Ministers on May 02nd, 2011, when he said, «if it turns out
that the constitutional review project is deep, people after the Parliament, is entrusted
to decide on his matter with his absolute sovereignty through transparent
referendum».(xvii)
The third trend: the constitutional amendment before parliament

143 ‫ ألمانيا – برلين‬،‫ | المركز الديمقراطي العربي‬2020 ‫ يناير‬،‫ العدد الخامس‬،‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‬
If we have had concluded that constitution cannot be revised without passing to
Parliament, the raised question is how the Parliament deals with constitutional
amendments projects in the Algerian Constitutional experience.
In the following, we will look at a set of points we are going to take,
respectively.
First: Is it possible for Parliament to discuss and modify constitutional amendments
projects?
Axiomatic to say that the entry of any project to Parliament will give the force
of law after approval, and therefore the above-posed question would seem at first
glance meaningless, thus Dr.Saïd Bouchaair goes to the grounds that the draft
amendment are implemented by the plain text action through discussion, addition,
deletion, amendment, rejection.(xvii)
But when reflecting on the content of the texts and the disclosure of their
secretes, we could get to other interpretations.
When returning back to article 72 of the 1963 Constitution, which states that «
A revision of the Constitution includes, two readings and two votes by an absolute
majority of the members of the National Assembly, separated for two months», we
note here that there is no room for discussion and modification, but only there are two
readings to revision project, then two votes take place for the same project, here there
will be only a yes or no vote may without diving in the debate and amendment.
Knowing that the constitutional provisions texts are interpreted on a narrow
interpretation.(xvii)
Extrapolating Article 192 of the Constitution of 1976, which states that «the
People's National Assembly recognizes Constitutional Amendment Bill by a majority
of two-thirds of its members», and if the draft amendment law is attached to the
provisions for amending the Constitution, a majority of three-fourths of the members
of the Council shall be admitted in accordance with Article 193.
The term admission (recognition) means approval and certification and not the
debate and amendment; the vote would to be among the overall project by acceptance
or rejection in our point of view, especially if we know the unity of the party
leadership, as it is under the constitutional amendment for the year 1979-1981, the
Rapporteur of the Committee pointed out that the draft amendment was built on the
recommendation of the party, and that what has been submitted as proposals will be

144 ‫ ألمانيا – برلين‬،‫ | المركز الديمقراطي العربي‬2020 ‫ يناير‬،‫ العدد الخامس‬،‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‬
submitted to the President of the Republic, and it was only the role of Parliament is
to only approve and acknowledge.(xvii)
In practice, this curve interpret the provisions of Article 192 of the Constitution
of 1976; and in the 1989 Constitution, Article 163 noted that «the president has the
right to initiate constitutional amendment, and after the vote by the People's National
Assembly, it’ll be submitted to a referendum of the people...» The text of Article 165
speaks to the recognition, where the article states that «The law which includes the
draft constitutional amendment is displayed after being approved by the National
People's Assembly...» So if the legislator stopped here, it would have been as it was in
a 1963-1976 constitutions in terms of voting and approval.
But the legislator continues "under the same conditions applied to the legislative
text on the referendum of the people for approval within the 45 days following the
Council's approval of it," through this text, the matter becomes complicated twice.
Once when the legislator added a phrase according to the same conditions applied to
the legislative text, here we wonder whether this means the possibility of the Council's
intervention to discuss and amend and then vote later?, but the legislator later used the
expression “the following to the Council's approval”, and this is a return to the original
that is vote and approval without discussion, and if so, why was the expression “used
under the same conditions applied to the legislative text?
Here, it seems uncertain, especially if we know that the constitutional
amendment, "if we consider that an amendment" has been in the absence of the
National People's Council, and therefore there is no practical applications of these
texts.
This text is almost transferred to 1996 Constitution under Article 174, which
states that «the president has the right to initiate constitutional amendment; and after
being voted by the National Assembly, and the council of nation by the same formula
according to the same conditions applied to a legislative text, the amendment should
be introduced to a referendum by the people during the fifty days following its
approval. »
But this provision raises more than one question especially knowing that the
1996 Constitution provides for two new types of legislative texts: orders and organic
laws and also this constitution added a new institution, namely The Council of State,
and thus raises the question "Can we imagine there is a disagreement between the two

145 ‫ ألمانيا – برلين‬،‫ | المركز الديمقراطي العربي‬2020 ‫ يناير‬،‫ العدد الخامس‬،‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‬
chambers? And thus settling the dispute through the joint committee,(xvii) and what is
meant by the same formula? And the Legislative text? According to our point of view,
the constitutional founding used the expression "to vote and to approve" in order to
emphasize that the parliament does not have the right to discussion and amendment,
but treats the text as orders and this is opposite to view of the others.(xvii)
In this context, we note that there is ambiguity and omission to regulate this
issue in the Organic Law No.99/02 as well as the internal regulations of the parliament
as well as the Constitution, which thus leaving it without explanation.
4- Opinions :
By conclusion, there will be two opinions:
First: With the treatment of the draft amendment as an ordinary law which gives the
Parliament the possibility of debate and amendment, which went to Dr.Saïd
Bouachair(xvii) and others.
As we have seen in so it is that Parliament has no right to debate and amendment
but must treat the text as treating orders which resulting to not imagine there is a
disagreement between the two chambers that the only text will be subject to a vote in
the same format, either by yes or no, in order to preserve the unity of the project and
its cohesion; and Parliament can reject and adopt an anti-draft article 177 of the
Constitution.
In short, the Parliament according to our point of view does not have the right
to debate and amend, but has only the right to vote and approve or reject.
Second: What are the required majority to the vote and recognition?
The matter is clear in 1963-1976-1989 Constitutions1989, as the required
majority in 1963 Constitution is the absolute one; in 1976 constitution is a two-thirds
within the People's National Assembly, and three-fourths majority when the
amendment concerns the provisions for amending the Constitution in accordance
with Article 193; we may unofficially refer to what is meant by a majority of 2/3 or ¾,
is it the audience or the members of the Council as a whole?
In 1989 Constitution, where there is only one kind of legislative texts, namely
law, the majority is the same as required to vote on regular texts, namely the ordinary
majority. But in 1996 Constitution, we note that there are three types of legislative
texts, so which text we adopt? what is the required majority? Is it the majority required

146 ‫ ألمانيا – برلين‬،‫ | المركز الديمقراطي العربي‬2020 ‫ يناير‬،‫ العدد الخامس‬،‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‬
for the ordinary text and the order? Or is it that required for organic laws? (Absolute
majority, Article 123).
In this field, neither the Constitution nor the Organic Law 99/02 regulating the
relationship between the government and the parliament nor the internal systems of
the two chambers nor the practice, nor the Constitutional Council clarified this
matter; and even jurisprudence overlooked on this topic which raises the required
majority problematic.
According to our point of view, the required majority should be that of the
deputies in line with what is required for organic laws following 1963-1979
constitutions where there was a contrariety in required majority between the
constitutional amendment and the ordinary laws.
Third, parliament session in both chambers "to amend the constitution without
passing to referendum."
This method is inspired from the French constitutional experience in 1958
Constitution in terms of Article 89 of which states the possibility of not resorting to a
referendum when the President decides to refer the project to parliament held in the
form of a Conference (congrès) and in this case, the required majority to be the three-
fifths of the votes cast.
The same mechanism was adopted in 1989 Constitution under Article 164,
which stipulates that «if the Constitutional Council saw the draft constitutional
revision does not affect at all the general principles governing the Algerian society and
human and civil rights and liberties, does not affect anything fundamental balance of
powers and constitutional institutions and the ills of his mind possible prime Republic
to issue a law pertaining to constitutional revision without submitting it to a
referendum if it obtains Three-quarters of the votes of the members of the National
People's Assembly». In the sense that the legislature adopted a new choice was not
unusual and is a logical, so that if the constitutional amendment is significant or not
prejudicial to the general principles governing the Algerian society and human and
civil rights and liberties, does not affect anything fundamental balance of powers and
institutions, so what's to resort to referendum while there are representatives of the
people who can leave the amendment as long as there was a reasoned opinion by the
constitutional Council to do so.

147 ‫ ألمانيا – برلين‬،‫ | المركز الديمقراطي العربي‬2020 ‫ يناير‬،‫ العدد الخامس‬،‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‬
The same selection was adopted in 1996 Constitution under Article 176, taking
into account the existence of a new institution, namely the Nation Assembly and thus
both chambers of parliament will meet together in a form of the Conference; and the
required majority would be three-fourths.
This technique is inexpensive and practical of being excludes resorting to a
referendum, as long as it is not dragged by the prejudice to the constitution of the
aspects mentioned, there is no objection to its adoption, and has been invoked on two
occasions 2002-2008, and in both cases resorting to text of this article raised
considerable debate on the doctrinal, political, media and popular levels.(xvii)
Since the first relates to the fact that the text of Article 03 of the Constitution,
which is the Arabic language as a principle of society when they were adding a new
paragraph, a "Tamazigt is also a national language," where some considered it
prejudices one of the principles of Algerian society at the time. But at the second time
in 2008, it aroused considerable controversy both politically or legally.(xvii)
Fourth, in the case of the parliament's rejection of a draft constitutional amendment
draft
We distinguish two cases in this area:
First, in the case of the project, which will pass on the referendum, which
inevitably will pass to parliament before resorting to a referendum, the elected council
could reject the project in theory, and in this case it raises the following question:
What are the legal implications of this rejection? If the matter does not pose any
problematic in1963-1976 constitutions in view of the unity of the political leadership,
the unity of the parliament, the unity of direction and unity of the Party, the problem
raises with 1989-1996 constitutions.
The legislature relied on one possibility, that is the approval of the National
People's Council in 1989 Constitution and the approval of both houses in the 1996
Constitution on the project, but in the case of rejection, the Constitution did not
provide for any solution or impact or procedure knowing that the parliament is made
up of several parties, then we have to wonder about the fate of this project?
- Is it as if it was not?
- Or does the President may bypass the parliament?
- Or could the project be reconsidered and returned to parliament again?

148 ‫ ألمانيا – برلين‬،‫ | المركز الديمقراطي العربي‬2020 ‫ يناير‬،‫ العدد الخامس‬،‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‬
Fundamental questions must be asked and answered as they may be put in
practice with no solution from a legal point of view, except for the case of rejection
by the people, where law is considered null and void if rejected by people, and cannot
be submitted again to the people during the same legislative period.
In this regard, we note the constitutional formulation that has ignored this
matter supposing that the will of the President of the Republic cannot be rejected as
he above the authorities and his decision can’t be refused.
We can say that the president, before resorting to the amendment, consulted
with all parties to receive the consent of the majority.(xvii) It is what happened in 1996
Constitution and what is currently going on in the draft amendment to the
Constitution by Mr.Ahmed Ouyahia to conduct the consultation.
In this we emphasize on one necessary thing is that the president cannot
overcome the Parliament in the case of rejection, because it is a fundamental violation
to constitution, thus the President can readjust his project and submit it again to the
Council in subsequent sessions. We can also talk about the dissolution of the
Assembly and resort to early legislative elections.
Second, in case of the project approved by Parliament without resorting to a
referendum.
Through the provisions of Article 164 of 1989 Constitution and article 176 of
1996 Constitution, in this case, which it was originally found in order not to resort to
a referendum, we point to the ambiguity in some terms that brook interpretation,
where the phrase "Possible for the President of the Republic" and "directly
without submitting it to a referendum" have many aspects, and that is what led
the Constitutional Council in his reasoned opinion No.08/01,(xvii) on the occasion of
the amendment of 2008 constitution , in mind 1 – the recent recital to explicitly
saying “The effect that this procedure does not exclude the resort of the president of
the republic to referendum if this law did not gain three-quarters of ¾ votes of the
members of the two parliamentary chambers. “
This is what was ‫أيد‬By Dr. Bokra Idris, who says that resorting to this method
is linked with the conditions and specific restrictions in constitution, however, the
availability of these combined conditions, the text issuance remains constrained by the
will of the president, who can enact the text directly without resorting to a
referendum(xvii)....

149 ‫ ألمانيا – برلين‬،‫ | المركز الديمقراطي العربي‬2020 ‫ يناير‬،‫ العدد الخامس‬،‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‬
But it was contrary to what happened in Algeria on November, 1989...despite
the fact that Article 192 of 1976 Constitution requires the necessity adoption of the
National People's Assembly on the Constitutional Amendment Bill by a majority of
two thirds of its members, the option of resorting to a referendum is still in the hand
of the president due to the above-mentioned historical considerations, as the
constitutional review process, when proposed and adopted, is subject to the discretion
of the President of the Republic alone, especially the matter of recourse to a
referendum because of the ambiguity of terms, so they do aim to maintain the
dominance and superiority of the presidency on the rest of the institutions in the
Algerian constitutional experiment.(xvii) This is the opposite to French case because of
the clarity of words and terms.
Whereas Article 89 of the French Constitution was very clear when it states
that: «... but the revision draft won’t submitted to referendum when the President
decides to transmit it to Parliament, which will be summoned in a form of
conference ...» therefore if it is resorting to this choice by the President of the
Republic, he cannot resorting later to the referendum, and this restriction is by the
Constitution explicitly, and in the same context, Dr.Saïd Bouchair believes that the
opinion of the constitutional Council, especially in the last recital was wrong, where
the constitutional Council exceeded the constitutionality of this procedure for
constitutional amendment and it turned into a tool to put pressure on parliament.
In saying that «this procedure does not exclude a recourse by the president of
the Republic to a popular referendum if this law did not gain three-quarters of ¾ of
votes of the members of the two parliamentary chambers» is nothing more to be only
a departure from the requirements of the notification because it did not ask him to do
so, and therefore it’s a political orientation affecting the credibility of the constitutional
Council, thus it turned into a tool to guide the position of the members of parliament
and to warn them and squeeze them from the possibility of taking a position opposed
to the draft amendment, so clearly, the circumstances in which the draft amendment
was put were not appropriate in terms of timing, which came ahead of presidential
elections, and the emergence of formal urgent signs to suggest the willingness of the
president to canditature for a third time, which can be achieved only through an
amendment to Article 74 of the Constitution.

150 ‫ ألمانيا – برلين‬،‫ | المركز الديمقراطي العربي‬2020 ‫ يناير‬،‫ العدد الخامس‬،‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‬
In this context, we note that the President already indicated that he wants to
amend the constitution on several occasions 1999-2004-2006(xvii) and for the fear of
failure of the draft amendment, the power doubled its pressure on the Constitutional
Council to be used as a guide to the parliament on the one hand, and on the other
hand, the temptation of Members of parliament to increase the salaries and
compensation and grants on the other hand, so the justification of the constitutional
Council is a political justification.(xvii)
But Dr.Saïd Bouchair when citing arguments and evidence on the exit of the
Constitutional Council out of rightness relying on the establishment of resorting to a
referendum in the case of the Parliament's (both chamers) rejection of the constitution
amendment project, does not interpret its position accurately towards this matter i.e.
in the case of rejection, is it possible to bypass the parliament?
The recourse to Article 176, originally, was due not to resort to referendum,
but if sitting in both chambers of Parliament decided to reject this project, it is
imperative to follow the procedures set forth in Article 174 if the president decided to
resort to a referendum because there is no other way out of Chapter Four of the
Constitution, and therefore the opinion, which says that by Dr.Saïd Bouchair «that
the founder of the Constitution gave the president of the republic a choice when he
used the word" possible "and the word" direct "and" without "un resorting to people in
the absence of quorum set of votes for referendum, a view that makes the president
overriding the parliament .
It must be in the context of the conditions and limitations set forth in Article
176 of the project for a three-fourths majority ¾, in this case the president can resort
to a referendum to consolidate the situation and show the president's popularity(xvii)
and this is a waste of time, effort and potential, as long as the Constitution on states
this option to avoid referendum, why does the president resort to referendum, though,
meaning that, he had to apply Article 174 from the beginning.
Thus, the bottom line is that if the project was rejected by the parliament, we
cannot resort to a referendum, but all the way back to article 174 of 1996Constitution,
which corresponds to Article 163 of the 1989 Constitution.
Because the term “possibility” related to resort to referendum only applies to
the case of the project approval by the Parliament meeting, and thus enactment process
without resorting to a referendum to be directly in the case of acceptance, and there

151 ‫ ألمانيا – برلين‬،‫ | المركز الديمقراطي العربي‬2020 ‫ يناير‬،‫ العدد الخامس‬،‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‬
is a possibility of resorting to a referendum, subject to an approval by Parliament and
the quorum is achieved.
It remains to point out that the required majority is three-fourths majority vote
of the members of both chambers of parliament and not three-quarters of votes of
those present members, opposite to France, where the article provides three-fifths of
the votes cast in accordance with Article 89 of the 1985 French Constitution.
4- The role of Parliament in proposing the constitutional amendment
In Algeria, this requirement seems elusive, whether in theory or in practice, so
we note the absence of any role for Parliament in proposing a constitutional
amendment in both the Constitution of 1976 or 1989, and this confirms the priority
and single-point initiative amendment which is the Presidency.
But the constitutional founder has allowed the National Council of the
possibility of the proposed amendment by an absolute majority(xvii) repeated, and
under Article 177 of 1996 Constitution, which states that «three quarters ¾ members
of the houses of parliament gathered together to propose a constitutional revision to
the President of the Republic, who can submit to a referendum and issued it in the
case of approval.»
Through this article crippling trend is clear in front of parliament to propose a
constitutional amendment(xvii) and the difficulty is reflected in several points, who calls
to prepare a proposal? Who calls Parliament for the convening? Can the President of
the National Assembly calls for the convening of Parliament without the consent and
knowledge of the president?(xvii) and other points that indicate the impossibility of
achieving a constitutional amendment with these conditions, procedures and
limitations, and therefore it’s a formal theoretical right only to balance between the
president and parliament in the initiative, especially if we know that to make a simple
comparison to what it is the case in France or neighboring Tunisia, Morocco,
Mauritania where it is clear the outweigh of presidency institution on parliament.
In France, it Members of Parliament can initiate to review the Constitution,
both members of the National Assembly or the Senate, in the same way adopted to
propose legislative texts and under Article 89 of the Constitution of 1958 and the same
applies to the voting process. In Tunisia, under Article 143 of the Constitution of
2014, which states that «the President of the Republic or a third of the members of

152 ‫ ألمانيا – برلين‬،‫ | المركز الديمقراطي العربي‬2020 ‫ يناير‬،‫ العدد الخامس‬،‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‬
the People's Congress have the right to initiate a proposal to amend the
constitution ...».
As for the approval of the voting shall be by an absolute majority of the deputies
on the principle of the amendment and a majority thirds of 2/3 of members on the
proposal, so we note that one-third of the members of the Council can initiate to
propose the amendment as long as the initiative is governed by later voting and
approval of two-thirds majority (2/3) after the approval of the amendment in principle,
this is the same thing in the Constitution of 1959 as amended by Articles 76 and 77
thereof.
It is the same thing in the Kingdom of Morocco in successive Constitutions,(xvii)
where the members of the House of Representatives and House of Councilors have
the right to initiate constitutional amendment in the same way as in the bill, under
Article 172 and 173 of the Constitution of 2011, where one member of a two
chambers or more can propose to amend the Constitution, but the approval and vote
should be by a majority of two thirds of members of each house.
As well as for Mauritania under 1991 Constitution amended in 2006, as a third
of the members of the House of Representatives at least can claim the revision of the
Constitution under Article 76; for the voting and approval, will be two thirds of the
members of two thirds majority. Thus, through the above, it is clear that these
countries provided an opportunity for Parliament to enable its members to propose to
amend the constitution; later the approval and recognition remain a matter of
something else over sighted by the majority determined by the constitutional founder.
What we want to achieve it is a necessity to leave a reasonable and logical
sidelines before the members of parliament in line with the geographical environment
and historical context in which it allows the participation of Parliament in this process.
Something else must be mentioned is that this initiative provided for under Article
177 of 1996 Constitution by being subject to suggestion, and remain so until the
approval of the president on one of two things in theory, namely:
1. Refer of the proposal to a referendum, and issued in the case of approval, with the
same generally accepted procedures.
2. Issuing the proposal if approved by the President of the Republic without
submission to a referendum when the initiative was serious and acceptable from the
tip, and it should be the correct understanding of the provisions of Article 177 and not

153 ‫ ألمانيا – برلين‬،‫ | المركز الديمقراطي العربي‬2020 ‫ يناير‬،‫ العدد الخامس‬،‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‬
the other concept to the effect that ignore this initiative(xvii) and here poses the
following question: What is the fate of the proposal if not issued by the
President or did not forward it to a referendum?
Conclusion:
At the conclusion of this study , we can conclude that the role of parliament in
the constitutional amendment process is still far from what is stipulated in the
Constitution, thus there is a difference between what is enshrined in the text and
political practice; Parliament is only, a meant by decision-makers, a follower,
supporter, explainer, acknowledging, accepting, recorder of the wishes and directions
of the President, and through practice and realism, and all evidence supports this point
of view, in the sense of outweigh of the presidency, in all cases and stages, so some
points are suggested, perhaps to elevate political and constitutional practice, and give
a decent stature to Parliament representing people first, and in line with the
geographical and historic surroundings, including:
- Emphasis on the need to place the constitutional amendment process and review in
accordance with Part IV of the Constitution without the other and follow the
procedures set forth in this section.
- Clarifying the role of parliament precisely in the constitutional review process under
Article 174 in terms of the possibility of debate and amendment or not, or in terms of
the constitutionality and legitimacy of the bypass parliament and go for a referendum
in the event of non-approval of the project.
- Suggesting a review of some compositions and formulations that carry interpretation
of constitutional review.
- Easing the required majority in the initiative and the proposal by the House of
Representatives to 20 deputies or a member of the National Assembly and retain the
absolute majority of votes of the deputies or the majority of the two thirds majority
and then ¾ National Assembly members each separately.
- Clarify the fate of the proposal submitted by the members of Parliament carefully,
i.e. obligation to the president by a clear duration of time.
In the last hope, we hope to take these suggestions into consideration at the earliest
opportunity of constitution amendment.
References:

154 ‫ ألمانيا – برلين‬،‫ | المركز الديمقراطي العربي‬2020 ‫ يناير‬،‫ العدد الخامس‬،‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‬
Books:
(xvii)- Ahmed Azzi Naqshbandi, amendment of the constitution, Warraq for
Publishing and Distribution, Oman, 2006.
(2)- Ahmed Saaifan, political, constitutional and international terms Dictionary,
Lebanon Library Publishers, first edition, Beirut, 2004.
(3)- Ahmed Saaifan, political systems and the general constitutional principles, Halabi
edition, Beirut, 2008.
(4)- Ali Hadi al-Hilali, the general theory in the interpretation of the Constitution,
Sanhouri library, Baghdad 2011.
(5)- Avril P., les revisions concernant les pouvoirs exécutifs et legislatifs, journée
d’étude du 14/11/2006.
(6)- Boussoumah, parenthèses des pouvoirs publiques constitutionnels de 1992 à 1998
o.p.u, 2005, Alger.
(7)- Hazem Sabah Hamid, constitutional reforms in the Arab States (1991-2007), Dar
Al-Hamed, Oman, 2012.
(8)- Ismat Abdullah Sheikh, Constitution : between the requirements of the Stability
and triggers of change, Dar Ennahda Publishing, Cairo, 2002.
(9)- Philippe Ardant, institutions politiques et droit constitutionnel. L.G.D.J. Delta
16eme ed. Paris, 2004.
(10)- Rajab Mahmoud Tadjen, restrictions to amend the constitution, Dar Ennahda
Publishing, Cairo, 2006.
Laws:
(xvii)- The Algerian constitutions provisions
(2)- The Moroccan constitutions
(3)- Opinion No. 08/01, November 7, 2008, on the draft law containing the
constitutional amendment, official gazette 63, November 16, 2008.
Articles:
(xvii)-Ammar Aouabdi, chairman of the parliament in the Algerian parliamentary
law, parliamentary magazine thought, fifth edition, 2004.
(2)- Bokra Idris, constitutional review in Algeria: between stability and change, Idara
magazine, the first issue, 1998.

155 ‫ ألمانيا – برلين‬،‫ | المركز الديمقراطي العربي‬2020 ‫ يناير‬،‫ العدد الخامس‬،‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‬
(3)- Bokra Idris, constitutional development and crisis situations in Algeria, Journal of
Parliamentary thought, Number 07, December 2004.
(4)- Hammami Miloud, legal reading in the constitutional amendment for the year
2008, Journal of Parliamentary thought, Number 23, July 2009.
(5)- Hussein Frija, does the amendment of Constitution become an absolute necessity?
Journal of jurisprudence, Volume IV, Faculty of Law, University of Biskra.
(6)- Nasreddine Ben Tifour, the legal nature of the constitutional documents of
Algeria, the Algerian magazine of legal, economic, and political science, third edition,
September 2002.
(7)- Ouassila Ouezzani, scientific and legal theory to the process of amending the
Constitution and its applications in Algeria, Journal of Parliamentary thought,
Number 16, 2007.
(8)- Rebhi Ahcene, a reference of inflation of the Algerian constitutional documents,
the Algerian legal journal of Science, second edition, 2009.
(9)- Saïd Bouchair, the constitutionality of the use of the referendum as a way to
amend the Constitution, the Algerian legal journal Science, the third issue, September
2011.
(10)- Saïd Bouchair, amending the constitution by the parliament, the Algerian legal
journal Science, 2012.
(1xvii)- Tahar Khouidhar, the role of parliamentary committees and equal members
of the legislative process, parliamentary magazine thought, fifth edition, 2004.
Forums:
(xvii)- Systematic political reform in Algeria, "an initiative to change or continuation
of the monopoly of power of right," the National Forum on political reforms in
Algeria, Faculty of Law and Political Science, University of Tebessa, Algeria, April
2013.
(2)- Standards of the constitutional amendment, the Second International Forum on
constitutional amendments in the Arab countries, the University of Laghouat,
Laghouat, May 2008.
(3)- The role of parliament in the constitutional amendment process, the International
Forum on constitutional amendments in the Arab countries, Faculty of Law,
University Hassiba Ben Bouali, Chlef, Algeria, December 2012.

156 ‫ ألمانيا – برلين‬،‫ | المركز الديمقراطي العربي‬2020 ‫ يناير‬،‫ العدد الخامس‬،‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‬
Theses and dissertations:
(xvii)- Slamani Leila, the referendum in Algeria, Master thesis, of the Faculty of Law
University of Algiers, 1999.
(2)- Barakat Mouloud, the constitutional amendments in the Algerian constitutional
order, Master thesis, Faculty of Law, University of Biskra, 2009/2010.
(3)- Hartani (A.K), le pouvoir presidentiel dans la constitution du 28 novembre 1996,
Ph.D thesis, university of Algiers, 2003.

157 ‫ ألمانيا – برلين‬،‫ | المركز الديمقراطي العربي‬2020 ‫ يناير‬،‫ العدد الخامس‬،‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‬
‫مبدأ حرية التجارة والصناعة في النظام القانوني الجزائري‬
‫‪The principle of freedom of trade and industry in the algerian legal system‬‬
‫شمس الدين بشيرالشريف‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬جامعة سطيف‪02‬‬
‫سميحة لعقابي‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬جامعة سطيف‪02‬‬

‫امللخص‪:‬‬
‫تتناول الدراسة مبدأ حرية التجارة والصناعة‪ ،‬بوصفه أحد املتطلبات األساسية لنظام اقتصاد السوق الذي وقع تبنيه‬
‫في الجزائر ابتداء من أواخر الثمانينات‪ ،‬وذلك وفق مقاربة قانونية ترمي ابتداء إلى تأصيل املبدأ‪ ،‬من خالل إبراز مكانته‬
‫ضمن هرم تدرج القواعد املعيارية في الدولة‪ ،‬ثم إلى بحث نتائج االعتراف به على النشاط العمومي االقتصادي بصورتيه‪،‬‬
‫وأخيرا التعرض إلى حدوده‪ ،‬حيث يتقيد شأنه في ذلك شأن بقية الحريات بقيود موجهة للمحافظة على النظام العام‬
‫االقتصادي في الدولة‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬حرية التجارة والصناعة‪ ،‬حرية املنافسة‪ ،‬النشاط العمومي االقتصادي‪ ،‬النظام العام االقتصادي‪،‬‬
‫التنظيم‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪The study deals with the principle of freedom of trade and industry as one of the basic requirements‬‬
‫‪of the market economy system which was adopted in Algeria from the late 1980s, according to a legal‬‬
‫‪approach aimed at rooting the principle, by demonstrating his place in the pyramid of the hierarchy of‬‬
‫‪legal norms in the state, then to examine the results of its recognition on public economic activity in its‬‬
‫‪two forms, finally, exposure to its borders, where it adheres to restrictions aimed at maintaining the‬‬
‫‪public economic order in the state.‬‬
‫‪Keywords: freedom of trade and industry, freedom of competition, public economic activity, public‬‬
‫‪economic order, regulation.‬‬

‫‪158‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫مقدمة‬
‫يعد االعتراف بمبدأ حرية التجارة والصناعة أحد املقومات األساسية ألي نظام اقتصادي ليبرالي قائم على انقحاب‬
‫الدولة من التسييراملباشرللحقل االقتصادي واقتصارتدخلها فيه فقط كضابط يكتفي بتحديد قواعد اللعبة الحرة بين‬
‫الفواعل االقتصادية الخاصة والسهر على حسن احترامها‪ .‬وقد أذعنت الجزائر بعد انتقالها لتبني نظام اقتصاد السوق‬
‫ابتداء من سنوات التسعينات لهذا املتطلب‪ ،‬حيث وبعدما رفضت االعتراف بمبدأ الحرية االقتصادية خالل مرحلة سيادة‬
‫اإليديولوجية االقتصادية االشتراكية‪ ،‬أعطته قيمة دستورية‪ ،‬من خالل النص عليه صراحة في دستور‪.1996‬‬
‫يعطي االعتراف بمبدأ حرية التجارة والصناعة‪ ،‬من حيث األصل‪ ،‬لكل خص مكنة النفاذ وممارسة أي نشاط‬
‫اقتصادي يرغب فيه‪ ،‬كما يمنع‪ ،‬من ناحية ثانية‪ ،‬على السلطة العمومية احتكار ممارسة النشاط االقتصادي أو التدخل‬
‫إلفساد قواعد املنافسة الحرة بين األعوان االقتصاديين‪ ،‬بمعنى من شأن تكريس هذا املبدأ أن يشكل قيدا أصيال يحد من‬
‫التدخل العمومي في املادة االقتصادية‪.‬‬
‫غير أن هذا املبدأ ليس أصال مطلقا‪ ،‬بل ترد عليه بعض القيود‪ ،‬بمقتضاها يباح للسلطات العمومية التدخل سواء في‬
‫مواجهة األنشطة االقتصادية الخاصة لحماية النظام العام االقتصادي‪ ،‬أو من خالل اإلمكانية املخولة لها إلنشاء قطاع‬
‫عام اقتصادي موازللقطاع الخاص ضمن بعض الشروط والضوابط‪.‬‬
‫استنادا ملا سبق‪ ،‬هدف الدراسة إلى تأصيل وتفكيك مبدأ حرية التجارة والصناعة‪ ،‬من خالل التطرق إلى تطورالتكريس‬
‫القانوني للمبدأ في منظومتنا القانونية وقيمته املعيارية‪ ،‬مضمونه‪ ،‬والقيود الواردة عليه‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تطورالتكريس القانوني ملبدأ حرية التجارة والصناعة وقيمته املعيارية‬
‫يعتبر مبدأ حرية التجارة والصناعة من أهم املبادئ التي جاءت بها الثورة الفرنسية‪ ،‬حيث وعلى الرغم من عدم النص‬
‫ّ‬
‫عليه صراحة في إعالن حقوق اإلنسان واملواطن لسنة ‪ ،1789‬إال أنه اعتبرمظهرا من مظاهر التمتع بالحق في الحرية التي‬
‫كفلتها املادة ‪ 4‬من اإلعالن للمواطنين‪.‬‬
‫ّأما في الجزائر‪ ،‬فقد ّ‬
‫مراالعتراف بمبدأ حرية التجارة والصناعة بثالث مراحل أساسية‪ ،‬كما يكتس ي قيمة دستورية توفر‬
‫له الحماية في مواجهة املشرع واملنظم على حد سواء‪.‬‬
‫أوال‪ -‬تطورالتكريس القانوني ملبدأ حرية التجارة والصناعة‬
‫ّ‬
‫مر التكريس القانوني ملبدأ حرية التجارة والصناعة بثالث مراحل أساسية هي‪ :‬مرحلة إقصاء املبدأ‪ ،‬مرحلة االعتراف‬
‫الضمني به‪ ،‬ومرحلة االعتراف الصريا‪.‬‬
‫‪ -1‬مرحلة إقصاء مبدأ حرية التجارة والصناعة‬
‫تمتد هذه املرحلة من سنة ‪ 1962‬تاريخ استقالل الجزائر إلى غاية سنة ‪ ،1988‬حيث وبعد االستقالل مباشرة أصدر‬
‫املشرع قانون ‪ 31‬ديسمبر ‪ 1962‬املتضمن تمديد العمل بالتشريع الفرنس ي‪ ،‬غير أنه قيد هذا األمر بضرورة عدم تعارض‬
‫ّّ‬
‫أحكامه مع السيادة الوطنية‪ ،‬وملا كان الخيار االقتصادي االشتراكي الذي تبنته الدولة آنذاك مظهرا من مظاهر هذه‬
‫السيادة‪ ،‬فرنه ال يمكن تصور امتداد األحكام املتعلقة بمبدأ حرية التجارة والصناعة‪ ،‬كونه مبدأ ذو طبيعة ليبرالية‪ ،‬من‬
‫التشريع الفرنس ي إلى الجزائر‪.‬‬

‫‪159‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫تأكد الخياراالشتراكي ال رافض ملبدأ الحرية االقتصادية بصدوردستور‪ 1963‬الذي نص في املادة ‪ 10‬منه على أن تشييد‬
‫مجتمع اشتراكي‪ ،‬ومحاربة اهرة استغالل اإلنسان بكل أشكالها يعتبرهدفا أساسيا للدولة الجزائرية‪ ،‬وتأكد أكثربصدور‬
‫دستور‪ 1976‬الذي لم ينص على هذا املبدأ ضمن قائمة الحقوق والحريات التي أوردها‪ .‬تطبيقا لهذه العقيدة االقتصادية‬
‫االشتراكية‪ ،‬عملت الدولة في هذه الفترة على التدخل الالمتناهي في االقتصاد‪ ،‬من خالل توسعة وعاء القطاع العام‬
‫االقتصادي عن طريق التأميمات واالحتكارات العمومية التي أقر ها من جهة‪ ،‬ومن خالل ت جيم دور القطاع الخاص في‬
‫ممارسة النشاط االقتصادي‪ ،‬حيث لم يسما له سوى باالستثمار في النشاطات االقتصادية الثانوية‪ ،‬في حين احتكرت‬
‫الدولة االستثمارفي القطاعات االقتصادية الحيوية‪ ،xvii‬من جهة ثانية‪.‬‬
‫‪ -2‬مرحلة االعتراف الضمني بمبدأ حرية التجارة والصناعة‬
‫فرضت األزمة االقتصادية التي عرفتها الجزائر سنوات الثمانينات‪ ،‬تبني إصالحات اقتصادية ارتكزت على التحول من‬
‫نموذج التسييراإلداري املركزي لالقتصاد إلى نموذج اقتصادي تحرري أو ليبرالي‪ .‬ورغم أن دستور‪ 1989‬لم ينص على مبدأ‬
‫ّ‬
‫حرية التجارة والصناعة‪ ،‬إال أنه تم في هذه الفترة إصدارعدة نصوص قانونية ذات طابع ليبرالي تؤسس لهذا املبدأ وإن لم‬
‫تسمه صراحة‪ ،‬أخصها املرسوم رقم ‪ 201/88‬املؤرخ في ‪ 18‬أكتوبر ‪ 1988‬الذي ألغى احتكار املؤسسات العمومية للنشاط‬
‫االقتصادي‪ ،‬ومن ثم فتا معظم النشاطات االقتصادية التي كانت م جوزة للدولة أمام القطاع الخاص‪ ،‬ونفس األمر‬
‫بالنسبة لقانون النقد والقرض لسنة ‪ ،1990‬حيث سما للخواص برنشاء بنوك أو مؤسسات مالية بعدما كان هذا األمر‬
‫يدخل ضمن االختصاصات الحصرية للدولة‪.‬‬
‫وفي إطار التكريس الضمني دائما ملبدأ حرية التجارة والصناعة‪ ،‬تبنت الدولة في هذه الفترة ما يعرف بسياسة إزالة‬
‫التنظيم‪ ،la déréglementation‬أي التخفيف من القيود التنظيمية الواردة على النشاط االقتصادي‪ ،‬من خالل فتا‬
‫مجال التجارة الخارجية أمام املتعاملين الخواص تدريجيا ابتداء من القانون رقم ‪ 29/88‬املؤرخ في ‪ 19‬يوليو ‪ 1988‬الذي‬
‫فتا مجال التجارة الخارجية أمام القطاع الخاص‪ ،‬وقيده بضرورة الحصول على ترخيص مسبق‪ ،‬ثم التحريرالكامل لهذا‬
‫املجال بمقتح ى النظام رقم ‪ 03/91‬املؤرخ في ‪ 20‬فبراير‪ 1991‬والصادرعن بنك الجزائر‪ ،‬حيث وضع شرطا واحدا في هذا‬
‫اإلطار هو التقجيل في القجل التجاري‪ .‬تجسدت كذلك اهرة إزالة التنظيم من خالل إلغاء النصوص املقيدة‬
‫لالستثمار‪ ،‬وإصدارنصوص أخرى مكرسة ملبدأ حرية االستثمار‪ ،‬وأيضا من خالل االعتراف بمبدأ حرية األسعار‪.xvii‬‬
‫‪ -3‬مرحلة التكريس الدستوري الصريا ملبدأ حرية التجارة والصناعة‬
‫خالفا للمنظومة القانونية الفرنسية‪ ،‬التي اقتصراالعتراف فمها بمبدأ حرية التجارة والصناعة على نصوص ذات طبيعة‬
‫تشريعية فقط مرسوم آالرد وقانون لوشابولييه لسنة ‪ )1791‬ولم يرق إلى مصاف املبادئ الدستورية‪ ،‬كرس املؤسس‬
‫الدستوري الجزائري هذا املبدأ صراحة بمقتح ى دستور‪ ،1996‬حيث نصت املادة ‪ 37‬منه على‪ " :‬حرية التجارة والصناعة‬
‫مضمونة وتمارس في إطارالقانون"‪ ،‬ونفس الحل أقره التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2016‬مع استبدال مصطلح "الصناعة"‬
‫بمصطلح "االستثمار"‪ ،xvii‬حيث نصت املادة ‪ 43‬منه على أن‪ " :‬حرية االستثمار والتجارة مضمونة وتمارس في إطار‬
‫القانون"‪ .‬أعطى املؤسس الدستوري إذن بهذا النص قيمة دستورية ملبدأ حرية التجارة والصناعة‪ ،‬تحصنه ضد أي انتهاك‬
‫قد يقع عليه سواء من السلطة التشريعية أو السلطة التنفيذية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬القيمة املعيارية ملبدأ حرية التجارة والصناعة‬

‫‪160‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫في فرنسا‪ ،‬اعتبرمجلس الدولة في البداية مبدأ حرية التجارة والصناعة مبدأ قانونيا عاما‪un principe général de xvii‬‬
‫‪ ،droit‬مما يعني أنه يتقرردونما حاجة إلى نص بذلك‪ ،‬من جهة‪ ،‬وأن له‪ ،‬حسب الفقه الرايح‪ ،‬قيمة فوق تنظيمية وتحت‬
‫تشريعية ‪ ،une valeur supra-décrétale et infra-législative‬من جهة ثانية‪ .‬وفي مرحلة الحقة‪ ،‬اعتبر مجلس الدولة‬
‫املبدأ حرية عمومية‪ ،une liberté publique xvii‬مما يترتب عنه نتيجة أساسية مؤداها االختصاص الحصري للمشرع‬
‫بتنظيم الضمانات األساسية ملمارسته إعماال لنص املادة ‪ 34‬من دستور‪.1958‬‬
‫وفيما يتعلق بالقضاء الدستوري‪ ،‬لم يعترف املجلس الدستوري الفرنس ي ملبدأ حرية التجارة والصناعة بقيمة‬
‫دستورية‪ ،‬غير أنه نطق قي قراره رقم ‪ 132/81‬الصادر في ‪ 16‬جانفي ‪ 1982‬باعتبار حرية املقاولة ‪la liberté‬‬
‫‪ d’entreprendre‬التي تشكل جزء أو مكونا من مكونات مبدأ حرية التجارة والصناعة مبدأ ذا قيمة دستورية‪ ،‬مما يعني‬
‫اعت رافا جزئيا بالقيمة الدستورية لهذا املبدأ‪.xvii‬‬
‫ّأما في الجزائر‪ ،‬فقد أضفى املؤسس الدستوري على مبدأ حرية التجارة والصناعة قيمة دستورية ‪une valeur‬‬
‫‪ ،constitutionnelle‬حيث نصت املادة ‪ 43‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ 2016‬على أن‪" :‬حرية االستثمار والتجارة‬
‫مضمونة وتمارس في إطار القانون"‪ .‬يترتب على هذا االعتراف الدستوري بمبدأ حرية التجارة والصناعة نتائج قانونية في‬
‫غاية األهمية هي‪:‬‬
‫‪ -‬يؤول االختصاص برسم النظام القانوني ملمارسة هذا املبدأ حصرا إلى السلطة التشريعية‪ ،‬حيث بوصفه مبدأ ذا قيمة‬
‫ّ‬
‫دستورية‪ ،‬فرنه ال يجوز تقييد ممارسته إال بواسطة نصوص ذات طبيعة تشريعية‪ ،‬وبمفهوم املخالفة‪ ،‬ال يجوز للسلطة‬
‫التنفيذية تقييد ممارسة هذه الحرية بمقتح ى قرارات إدارية تنظيمية مهما كانت طبيعتها أو مصدرها؛‬
‫‪ -‬يعتبر مبدأ حرية التجارة والصناعة حرية أساسية ‪ ،une liberté fondamentale‬وذلك سواء وفق املقاربة املعيارية‪،‬‬
‫حيث ورد النص علمها في أسمى وثيقة قانونية في الدولة وهي الدستور‪ ،‬أو وفق املقاربة املادية‪ ،‬حيث تبدو أهمية هذا املبدأ‬
‫بديهية طاملا تمت ترقيته إلى مصاف املبادئ الدستورية‪ .‬سبق ملجلس الدولة الجزائري تأكيد صفة األساسية لحرية‬
‫التجارة والصناعة‪ ،‬وذلك في قراره الصادر في ‪ 24‬أفريل ‪ ،2000‬في قضية محافظ بنك الجزائر ضد "يونبون بنك"‪ ،‬حيث‬
‫جاء في إحدى حيايات هذا القرار‪" :‬إن رئيس مجلس الدولة‪ ،‬عندما الحظ املساس غير املسبب بالنشاط اليومي ليونيون‬
‫بنك قد حافظ على الحرية األساسية للتجارة والصناعة كما ينص عليه الدستورفي مادته ‪.xvii").... 37‬‬
‫يترتب على إلحاق وصف األساسية بحرية التجارة والصناعة‪ ،‬قابليتها للحماية وفق قضاء استعجال الحرية ‪référé-‬‬
‫‪ liberté‬املنصوص علية في املادة ‪ 920‬من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية إذا ت وافرت باقي شروطه‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مضمون مبدأ حرية التجارة والصناعة ونتائجه على النشاط العمومي االقتصادي‬
‫‪ -1‬مضمون مبدأ حرية التجارة والصناعة‬
‫يعتبر مبدأ حرية التجارة والصناعة مبدأ مركبا‪ ،‬حيث يتكون من عدة حريات‪ ،‬أخصها حرية املقاولة‪ ،‬حرية املنافسة‬
‫والحرية التعاقدية‪.‬‬
‫* حرية املقاولة ‪la liberté d’entreprendre‬‬
‫ترتكز حرية املقاولة‪ ،‬أو كما تسمى أيضا بالحرية املهنية ‪ ،la liberté professionnelle‬على املكنة املعترف بها لكل‬
‫خص في النفاذ إلى أي نشاط منهي يرغب فيه‪ ،‬من جهة‪ ،‬وعلى املمارسة الحرة لهذا النشاط من جهة ثانية‪ .xvii‬يبرز من‬

‫‪161‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫هذا التعريف وجود عنصريين أساسيين يشكالن النواة الصلبة لحرية املقاولة هما‪ :‬حرية إنشاء أو النفاذ إلى أي نشاط‬
‫منهي‪ ،‬وحرية ممارسة هذا النشاط‪ ،‬بوصفها شرطا أساسيا لضمان الفعلية لحرية إنشاء أو النفاذ إلى النشاط‪.‬‬
‫يقصد بحرية إنشاء أو النفاذ إلى النشاط اقتصادي‪ ،‬القدرة املعترف بها للعون االقتصادي في إنشاء أي مقاولة يرغب‬
‫فمها‪ ،‬وفي اختيارشكل هذه املقاولة ومكان إقامتها‪ ،‬وذلك طبعا في حدود احترام القواعد القانونية والتنظيمية املطبقة في‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬كقواعد التهيئة العمرانية‪ ،‬وقواعد حماية البيئة‪ّ .‬أما حرية ممارسة النشاط‪ ،‬فيقصد بها حرية تسيير أو‬
‫استغالل هذا النشاط‪ ،‬من خالل التمتع بمكنة التحديد الحرللستراتيجية التجارية حرية اختيارالشركاء‪ ،‬حرية اختيار‬
‫العمال‪...،‬الن)‪.‬‬
‫وبالنسبة لعالقة حرية املقاولة بمبدأ حرية التجارة والصناعة‪ ،‬فقد اعتبر جانب من الفقه أن هذه األخيرة تتكون من‬
‫حريتي املقاولة واملنافسة‪ ،‬مما يعني أن حرية املقاولة هي جزء من حرية التجارة والصناعة‪ ،xvii‬أو هي حرية التجارة‬
‫والصناعة منقوص م ها حرية املنافسة‪ .‬بينما اعتبر جانب آخر من الفقه أن حرية املقاولة هي التسمية الحديثة لحرية‬
‫التجارة والصناعة‪ ،xvii‬ومن ثم يعتبران مفهومان مترادفان‪ّ .‬أما مجلس الدولة الفرنس ي‪ ،‬فقد خرج عن هذين الرأيين‪،‬‬
‫عندما اعتبرفي قرارله صدربتاريخ ‪ 12‬نوفمبر‪ ،2001‬حرية التجارة والصناعة جزءا من حرية املقاولة‪.xvii‬‬
‫* حرية املنافسة ‪la liberté de concurrence‬‬
‫يعتبرمبدأ املنافسة الحرة من مقومات فعلية مبدأ حرية التجارة والصناعة‪ ،‬حيث ال يمكن تجسيد الحرية االقتصادية‬
‫ّ‬
‫في ال واقع إال من خالل ضمان ممارستها داخل نظام تنافس ي مفتوح‪ .‬تعني املنافسة الحرة ‪ ،la libre concurrence‬حسب‬
‫املعجم الفرنس ي ‪ " :Toupictionnaire‬نظاما اقتصاديا‪ ،‬يتمتع فيه كل خص بحرية ممارسة أي نشاط وبحرية اإلنتاج‬
‫ّ‬
‫والبيع وفق الشروط التي يرغب فمها‪ ،‬وذلك في ل امتناع الدولة عن التدخل إال من أجل ضمان الحرية لقواعد االقتصاد‬
‫منع التعسفات في وضعية الهيمنة واالتفاقات)"‪.xvii‬‬
‫ّ‬
‫تعبراملنافسة الحرة إذن‪ ،‬عن الحرية املعترف بها للعون االقتصادي في منافسة األعوان ا خرين دون أية قيود‪ ،‬وذلك في‬
‫إطارنزيه ومشروع‪.‬‬
‫* الحرية التعاقدية ‪la liberté contractuelle‬‬
‫تشكل الحرية التعاقدية أساس مبدأ سلطان اإلرادة في الفكر الليبرالي‪ ،‬ويقصد بها بصفة خاصة‪ ،‬الحرية املعترف بها‬
‫للشخص في التعاقد من عدمه وفي اختيار املتعاقد معه‪ .xvii‬وبالنسبة لقيمتها القانونية‪ ،‬فيمكن القول‪ ،‬أنه طاملا أنها من‬
‫متطلبات تفعيل مبدأ حرية التجارة والصناعة‪ ،‬الذي يعتبرمبدأ دستوريا طبقا لنص املاد ‪ 43‬من الدستور‪ ،‬فرنها تكتسب‬
‫بدورها قيمة دستورية‪ ،‬ألن انتهاكها يؤدي في ال واقع إلى انتهاك هذا املبدأ‪ ،‬بمعنى أنها ال تكتسب القيمة الدستورية لذا ها‬
‫وإنما لغيرها‪.‬‬
‫يترتب على االعتراف بقيمة دستورية ملبدأ الحرية التعاقدية‪ ،‬عدم جواز الخروج عنه إال بمقتح ى نصوص ذات قيمة‬
‫تشريعية‪ ،‬من جهة‪ ،‬وعدم جوازالتفسيرالواسع لهذه النصوص‪ ،‬كونها تشكل استاناء‪ ،‬من جهة ثانية‪.‬‬
‫‪ -2‬نتائج مبدأ حرية التجارة والصناعة على النشاط العمومي االقتصادي‬
‫يرتب االعتراف بمبدأ حرية التجارة والصناعة نتيجتين أساسيتين على تدخالت الدولة في االقتصاد‪ ،‬أولهما‪ ،‬الحد من‬
‫سلطات اإلدارة في مواجهة األنشطة االقتصادية للخواص‪ ،‬حيث يمتنع من حيث املبدأ على السلطة العمومية‪ ،‬التدخل‬

‫‪162‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫إلفساد قواعد املنافسة الحرة بين املتعاملين االقتصاديين‪ ،‬من خالل مثال التدخل بواسطة التدابيرالتنظيمية ملنع بعض‬
‫األنشطة االقتصادية‪ ،‬أو لتفضيل بعض األعوان االقتصاديين على حساب أعوان آخرين‪.xvii‬‬
‫وثانمهما‪ ،‬امتناع السلطات العمومية عن القيام بنفسها بأنشطة اقتصادية يمكن تولمها بواسطة الخواص‪ ،‬بمعنى أنه‬
‫ّ‬
‫يمتنع من حيث األصل على السلطة العمومية ممارسة األنشطة االقتصادية‪ ،‬إال إذا كان ذلك مبررا بعدم كفاية املبادرة‬
‫الخاصة في هذا اإلطارأو باعتبارات املصلحة العامة‪.xvii‬‬
‫من شأن االعتراف بمبدأ حرية التجارة والصناعة إذن‪ ،‬أن يحد من النشاط العمومي االقتصادي‪ ،‬سواء في مواجهة‬
‫األنشطة االقتصادية الخاصة نشاط التوجيه) أو في مواجهة القطاع العام االقتصادي نشاط التسيير)‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬حدود مبدأ حرية التجارة و الصناعة‬
‫قلنا فيما سبق‪ ،‬أن مبدأ حرية التجارة والصناعة يحظر‪ ،‬من حيث األصل‪ ،‬على السلطة العمومية التدخل في األنشطة‬
‫االقتصادية الخاصة‪ ،‬ومن إنشاء قطاع عام اقتصادي‪ ،‬غيرأن هذا املبدأ ليس مطلقا‪ ،‬بل تحده كغيره من الحريات بعض‬
‫القيود‪ ،‬تبيا للسلطات العمومية وفق شروط وضوابط معينة التدخل سواء في مواجهة األنشطة االقتصادية للخواص‪،‬‬
‫أو من خالل إنشاء قطاع عام اقتصادي‪ .‬وعليه‪ ،‬يوجد نوعين من القيود على مبدأ حرية التجارة والصناعة‪ ،‬يتعلق أولها‬
‫بالتدخل العمومي في مواجهة األنشطة االقتصادية الخاصة‪ ،‬وثانمها بالقطاع العام االقتصادي‪.‬‬
‫‪ -1‬القيود املرتبطة بالتدخل العمومي في مواجهة األنشطة االقتصادية الخاصة‬
‫تنقسم القيود الواردة على مبدأ حرية التجارة والصناعة واملرتبطة بالتدخل العمومي في مواجهة األنشطة االقتصادية‬
‫الخاصة إلى قيود تشريعية‪ ،‬وأخرى تنظيمية‪.‬‬
‫‪ -1-1‬القيود التشريعية‬
‫أعطت املادة ‪ 43‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ 2016‬ملبدأ حرية االستثمار والتجارة قيمة دستورية‪ ،‬وفي نفس الوقت‬
‫أحالت فيما يتعلق بممارسته إلى القانون‪ ،‬ومن ثم يعتبراملشرع الجهة الوحيدة املختصة بوضع النظام القانوني ملمارسة‬
‫حرية التجارة والصناعة‪ .‬تطبيقا لهذا االختصاص التشريعي الحصري‪ ،‬يملك البرملان فرض العديد من القيود على‬
‫ممارسة هذه الحرية‪ ،‬تأخذ صورا متعددة هي‪ :‬تنظيم النشاط‪ ،‬اإلخطار املسبق‪ ،‬الترخيص املسبق‪ ،‬االحتكارات القانونية‬
‫واملنع‪.‬‬
‫‪ -1-1-1‬تنظيم النشاط ‪la réglementation de l’activité‬‬
‫يعتبرأخف القيود وأقلها إعاقة ملمارسة حرية التجارة والصناعة‪ ،‬حيث يكتفي املشرع في هذه الصورة بوضع توجمهات‬
‫معينة بشأن النشاط ضمانا لحماية النظام العام‪ .‬يجد هذا التنظيم البسيط تطبيقا له غالبا في بعض املهن مثل الطب‬
‫واملحاماة‪ ،‬وكذلك في بعض األنشطة االقتصادية مثل نشاط االستيراد والتصدير‪ ،‬حيث كرس مثال األمررقم ‪ 04/03‬املؤرخ‬
‫في ‪ 19‬يوليو ‪ 2003‬املتعلق بالقواعد العامة املطبقة على عمليات استيراد املنتوجات وتصديرها مبدأ حرية التجارة‬
‫الخارجية ولم يخضعها سوى لشرط التقجيل في القجل التجاري‪.‬‬

‫‪ -2-1-1‬اإلخطاراملسبق التصريا) ‪la déclaration préalable‬‬

‫‪163‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫يعتبرنظام اإلخطاراملسبق كذلك من أخف القيود املفروضة على ممارسة حرية التجارة والصناعة‪ ،‬حيث يتعين فقط‬
‫في هذه الصورة على العون االقتصادي قبل بدء ممارسة نشاطه أن يخطر أو يصرح بذلك للسلطة املختصة‪ ،‬ومن ثم ال‬
‫يعتبرالنشاط االقتصادي في هذه الحالة محظورا‪ ،‬كما ال يشترط الحصول على إذن من السلطة املختصة ملمارسته‪.‬‬
‫يقدم القانون رقم ‪ 09/16‬املؤرخ في ‪ 3‬غشت ‪ 2016‬املتعلق بترقية االستثمار مثاال واضحا عن نظام اإلخطار املسبق‪،‬‬
‫حيث ألغى شرط االعتماد املسبق في مجال انجازاملشاريع االستثمارية الخاصة‪ ،‬وأقربدال منه نظام التصريا لدى الوكالة‬
‫الوطنية لتطويراالستثمار‪ ،‬وذلك فيما يتعلق فقط باالستثمارات التي تستفيد من مزايا هذا القانون‪.xvii‬‬
‫‪ -3-1-1‬الترخيص املسبق ‪l’autorisation préalable‬‬
‫يشكل أشد القيود املفروضة على مبدأ حرية التجارة والصناعة‪ ،‬حيث يتعين بمقتضاه على العون االقتصادي أن‬
‫يحصل على م وافقة السلطة اإلدارية املختصة قبل البدء في ممارسة نشاطه االقتصادي‪ .‬تأخذ هذه امل وافقة عدة أشكال‬
‫ترخيص‪ ،‬اعتماد)‪ ،‬كما يخضع منحها إلى السلطة التقديرية للدارة تحت رقابة القاض ي اإلداري‪.xvii‬‬
‫فرض املشرع الترخيص املسبق ملمارسة ما يعرف باألنشطة املقننة أو املنظمة ‪ ،les activités réglementées‬حيث‬
‫تنص املادة ‪ 3‬من القانون رقم ‪ 09-16‬املتعلق بترقية االستثمار‪ " :‬تنجزاالستثمارات املذكورة في أحكام هذا القانون في ل‬
‫احترام القوانين والتنظيمات املعمول بها‪ ،‬السيما تلك املتعلقة بحماية البيئة‪ ،‬وبالنشاطات واملهن املقننة‪ ،"....‬كما تنص‬
‫املادة ‪ 25‬من القانون رقم ‪ 08-04‬املؤرخ في ‪ 14‬غشت ‪ 2004‬املتعلق بممارسة األنشطة التجارية‪ xvii‬املعدل واملتمم‪ " :‬يخضع‬
‫ممارسة أي نشاط أو مهنة مقننة خاضعة للتقجيل في القجل التجاري إلى الحصول قبل تقجيله في القجل التجاري‪،‬‬
‫على رخصة أو اعتماد مؤقت تمنحه اإلدارات أو الهيئات املؤهلة لذلك‪ .‬غيرأن الشروع الفعلي في ممارسة األنشطة أو املهن‬
‫املقننة الخاضعة للتقجيل في القجل التجاري يبقى مشروطا بحصول املعني على الرخصة أو االعتماد ال هائي املطلوبين‬
‫اللذين تسلمهما اإلدارات أو الهيئات املؤهلة"‪.‬‬
‫يجد فرض نظام الترخيص املسبق مبرره في اعتبارات املحافظة على النظام العام أو على الثروات الطبيعية واملمتلكات‬
‫العمومية التي تشكل الثروة الوطنية أو على البيئة‪ .xvii‬ومن تطبيقاته يمكن أن نذكر‪:‬‬
‫‪ -‬ممارسة نشاط اإلنتاج الصيدالني‪ ،‬حيث قيد املشرع إنشاء أي مؤسسة إلنتاج و‪/‬أو توزيع منتوجات صيدالنية‬
‫واستغاللها بضرورة الحصول على ترخيص مسبق يمنحه الوزير املكلف بال حة إذا تعلق األمر بمؤسسة للنتاج والوالي‬
‫املختص إقليميا إذا تعلق األمربمؤسسة للتوزيع‪.‬‬
‫‪ -‬األنشطة التجارية غيرالقارة‪ ،‬حيث تخضع ممارستها باإلضافة إلى التقجيل في القجل التجاري إلى ترخيص من الوالي‪.xvii‬‬
‫‪ -‬نشاط التأمين‪ ،‬حيث يتقيد إنشاء شركة تأمين بالحصول على اعتماد يمنحه الوزيراملكلف باملالية‪.‬‬
‫‪ -‬نشاط البورصة‪ ،‬حيث تتولى لجنة تنظيم عمليات البورصة وم راقبتها منا االعتماد للوسطاء في عمليات البورصة‪.xvii‬‬
‫‪ -4-1-1‬االحتكارات القانونية ‪les monopoles de doit‬‬
‫هي آلية قانونية تحتفظ بمقتضاها الدولة بممارسة بعض األنشطة االقتصادية‪ ،‬عن طريق إقصاء القطاع الخاص‬
‫من املنافسة فمها‪ ،‬لذلك توصف هذه األنشطة باملخصصة ‪ .les activités réservées‬امتثاال للقيمة الدستورية ملبدأ‬
‫حرية التجارة والصناعة‪ ،‬يعود االختصاص برقرار نظام االحتكارات العمومية حصرا إلى املشرع‪ ،‬وذلك سواء فيما يتعلق‬
‫برنشا ها أو بتوسعتها أو حتى بتقليصها‪ ،‬حيث يتعلق األمرهنا باملادة ذا ها وليس بطبيعة التدبيرالوارد علمها‪.xvii‬‬

‫‪164‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫أخذ املشرع بنظام االحتكارات العمومية في بعض األنشطة االقتصادية‪ ،‬مدفوعا إما بأسباب سيادية كما هو الحال‬
‫بالنسبة لنشاط إصدارالعملة النقدية الذي تقتصر ممارسته على بنك الجزائر بصفته مفوضا عن الدولة دون غيره‪،xvii‬‬
‫أو بأسباب أمنية مثل نشاط صناعة واستيراد األسلحة والعتاد الحربي والذخيرة الذي تحتكره وزارة الدفاع الوطني‪ ،xvii‬أو‬
‫بأسباب متعلقة باملصلحة العامة كما هو الحال بالنسبة الحتكار الدولة لبعض امل رافق العمومية الشبكية النقل‬
‫بالسكك الحديدية‪ ،‬توزيع الكهرباء والغاز)‪.‬‬
‫‪ -5-1-1‬املنع أو الحظر‪l’interdiction‬‬
‫يعتبر إجراء املنع النظام األشد تقييدا ملبدأ حرية التجارة والصناعة‪ ،‬حيث يترتب عنه مصادر ها أو تعطيل ممارستها‪،‬‬
‫ّ‬
‫لذلك ال يجوزإقراره إال بمقتح ى نصوص ذات قيمة تشريعية‪ .‬يجد إقرارهذا النظام مبرره عموما في اعتبارين أساسيين‪،‬‬
‫يتعلق أولهما ببعض األنشطة التي يقدر املشرع أنها غير مرغوب فمها ‪ les activités indésirables‬مثل املتفجرات ‪les‬‬
‫‪ ،les psychotropes‬بينما يتعلق الثاني باألنشطة التي تخضع لنظام االحتكارات‬ ‫العقلية‪xvii‬‬ ‫‪ explosifs‬واملؤثرات‬
‫العمومية املشارإلمها أعاله‪.‬‬
‫‪ -2-1‬القيود التنظيمية‬
‫إن االختصاص الحصري للمشرع بتنظيم ممارسة حرية التجارة والصناعة‪ ،‬ال يقص ي السلطة التنظيمية اإلدارية)‬
‫كليا من هذه املكنة‪ ،‬حيث تبقى لها بحكم و يفتها في حماية النظام العام‪ ،‬إمكانية التدخل لفرض قيود على هذه الحرية‪،‬‬
‫وذلك بمقتح ى تدابيرالضبط اإلداري التنظيمية‪.‬‬
‫تنقسم التدابيرالتنظيمية للضبط اإلداري ‪ ،les mesures réglementaires de la police administrative‬إلى تدابير‬
‫ضبطية وطنية‪ ،‬تختص بها السلطات اإلدارية املركزية وتطبق على كامل إقليم الدولة‪ ،‬وتدابير ضبطية محلية‪ ،‬يختص‬
‫باتخاذها السلطات اإلدارية املحلية وتطبق على إقليم محدد من الدولة‪.‬‬
‫‪ -1-2-1‬تدابيرالضبط اإلداري الوطني‬
‫تأتي التدابير التنظيمية للضبط اإلداري الوطني إما تنفيذا لقانون معين تدابير تنفيذية)‪ ،‬وفي هذه الحالة ال تعتبر‬
‫السلطة التنظيمية حقيقة من قيدت ممارسة حرية التجارة والصناعة‪ ،‬وإنما املشرع‪ ،‬ألن و يفة التنظيم في هذه الحالة‬
‫هي مجرد تطبيق النصوص التشريعية دون إمكانية تعديلها باإلضافة أو بالحذف‪ّ .‬‬
‫وإما تأتي بصفة مبتدئة‪ ،‬أي ال هدف إلى‬
‫تنفيذ القيود املفروضة بواسطة التشريع‪ ،‬وإنما إلى وضع قيود أغفلها القانون‪.‬‬
‫يكون للسلطة التنظيمية مكنة فرض قيود مبتدئة على ممارسة حرية التجارة والصناعة في حالتين‪ :‬تتعلق األولى بما‬
‫يعرف بحالة "التأهيل التشريعي" ‪ ،l’habilitation législative‬حيث يثبت للسلطة التنظيمية الوطنية ممثلة غالبا في‬
‫الوزير األول والوزراء القدرة على التدخل لفرض قيود على حرية التجارة والصناعة إذا تلقت تأهيال أو تفويضا بذلك‬
‫بمقتح ى نصوص ذات قيمة تشريعية‪ .‬تتحقق هذه الفرضية عادة عندما يحيل املشرع إلى التنظيم صالحية اتخاذ تدابير‬
‫مقيدة لحرية التجارة والصناعة في نشاط اقتصادي معين‪ ،‬ألسباب ترجع غالبا إلى الطابع التقني لهذا النشاط‪ ،‬أوملواجهة‬
‫بعض الظروف االستانائية‪.xvii‬‬
‫يقدم األمر رقم ‪ 03-03‬املؤرخ في ‪ 19‬يوليو ‪ 2003‬املتعلق باملنافسة املعدل واملتمم‪ ،‬مثاال واضحا على هذه الحالة‪ ،‬حيث‬
‫أعطت املادة ‪ 5‬منه للسلطة التنظيمية صالحية تقنين أسعارالسلع والخدمات التي تعتبرها الدولة ذات طابع استراتيجي‪،‬‬

‫‪165‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫وذلك بموجب مرسوم يتخذ بعد أخذ رأي مجلس املنافسة‪ ،‬كما خولتها سلطة اتخاذ تدابير استانائية للحد من ارتفاع‬
‫األسعارفي حالة ارتفاعها املفرط بسبب اضطراب خطيرللسوق أو كارثة أو صعوبات مزمنة في التموين داخل قطاع نشاط‬
‫معين أو في منطقة جغ رافية معينة‪ ،‬أو في حالة االحتكارات الطبيعية‪.‬‬
‫بينما تتعلق الحالة الثانية‪ ،‬بالفرضية التي يثبت فمها وجود قانون سابق يفرض قيودا على ممارسة حرية التجارة‬
‫والصناعة في نشاط اقتصادي معين‪ ،‬حيث يجوز للسلطة التنظيمية في هذه الحالة فرض قيود جديدة على ممارسة هذا‬
‫ّ‬
‫النشاط شريطة أال تخرج في طبيعتها وفي مداها عن تلك التي وضعها املشرع‪ ،‬أي أن تكون من درجة مماثلة لها‪.xvii‬‬
‫‪ -2-2-1‬تدابيرالضبط اإلداري املحلي‬
‫يمكن للسلطات اإلدارية املحلية اتخاذ تدابيرتنظيمية مقيدة ملمارسة حرية التجارة والصناعة‪ ،‬وذلك سواء وفق تدابير‬
‫الضبط اإلداري العام أو تدابيرالضبط اإلداري الخاص‪.‬‬
‫‪ -1-2-2-1‬القيود املفروضة على حرية التجارة والصناعة بواسطة تدابيرالضبط اإلداري العام‬
‫يقصد بالضبط اإلداري العام‪ ،‬التدابير املتخذة لصيانة النظام العام بعناصره التقليدية وهي األمن العام‪ ،‬ال حة‬
‫العامة والسكينة العامة‪ .‬يمكن لهذه التدابير أن تقيد من ممارسة حرية التجارة والصناعة في إطار سعمها لتحقيق هدف‬
‫املحافظة على النظام العام بعناصره السابقة‪ ،‬بمعنى أن التدبيرالضبطي هنا ال يقيد من ممارسة حرية التجارة والصناعة‬
‫لهدف يتعلق بها‪ ،‬وإنما لهدف أعم هو الحفا على النظام العام‪.‬‬
‫تمثل األنشطة التجارية والصناعية املمارسة على الطرق العامة‪ ،‬وبصفة عامة على امللك العام‪ ،‬مجال التطبيق‬
‫األساس ي لتدخل تدابيرالضبط اإلداري العام لتقييد ممارسة حرية التجارة والصناعة‪.xvii‬‬
‫‪ -2-2-2-1‬القيود املفروضة بواسطة تدابيرالضبط اإلداري الخاص‬
‫يقصد بتدابير الضبط اإلداري الخاص باملادة االقتصادية‪ ،‬اتخاذ إجراءات ضبطية هدفها املباشر تقييد الحرية‬
‫االقتصادية‪ ،‬بمعنى آخر‪ ،‬ال ترمي هذه التدابيرإلى املحافظة على النظام العام بعناصره التقليدية‪ ،‬وإنما إلى تحقيق هدف‬
‫اقتصادي معين كحماية املستهلك مثال‪ .‬األصل في هذا اإلطار‪ ،‬هو عدم جواز تدابير الضبط اإلداري الخاص االقتصادي‪،‬‬
‫إال إذا وجدت نصوص قانونية خاصة ّ‬ ‫ّ‬
‫تقره‪.‬‬
‫‪ -2‬القيود املرتبطة بممارسة الدولة للنشاط االقتصادي القطاع العام)‬
‫من حيث األصل‪ ،‬يمثل النشاط االقتصادي الصنا ي والتجاري) لأل خاص العمومية انتهاكا ملبدأ حرية التجارة‬
‫والصناعة‪ ،‬حيث يؤدي غالبا إلى إفساد قواعد املنافسة‪ ،‬بسبب املركز املمتاز الذي تتمتع به امل رافق العمومية مقارنة‬
‫باألنشطة االقتصادية الخاصة‪ .‬غير أن هذا األصل ليس مطلقا‪ ،‬بل ترد عليه استاناءات‪ ،‬بمقتضاها يجوز لأل خاص‬
‫العمومية ممارسة النشاط الصنا ي والتجاري في ثالث حاالت أساسية هي‪:‬‬
‫‪ -‬الحالة التي يكون فمها ممارسة الشخص العمومي للنشاط الصنا ي والتجاري مبررا بمتطلبات تلبية حاجياته الخاصة‪،‬‬
‫وهكذا يجوز لأل خاص العمومية‪ ،‬إنشاء تجمعات ملشتريا ها العمومية‪ ،‬بواسطة خاصة مؤسسات عمومية متخصصة‬
‫في املجال‪ ،‬بهدف ضمان حسن سيراملرفق العام الذي تشرف عليه‪xvii‬؛‬

‫‪166‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫‪ -‬الحالة التي يمارس فمها الشخص العمومي نشاطا صناعيا وتجاريا بصفة مكملة وتابعة للمرفق العمومي األصلي الذي‬
‫يشرف عليه‪ ،‬بهدف ضمان السير الحسن لهذا األخير‪ .‬وتطبيقا لذلك‪ ،‬يمكن مثال للبلدية إنشاء محطة خدمات تابعة‬
‫لحظيرة التوقف التي تشرف علمها‪xvii‬؛‬
‫‪ -‬الحالة التي يكون فمها ممارسة الدولة بنفسها للنشاط الصنا ي والتجاري‪ ،‬ضروريا لتغطية نقص أو عجز املبادرة‬
‫الخاصة في هذا اإلطار‪ ،‬كما تمت اإلشارة إليه سابقا‪.‬‬
‫الخاتمة‬
‫نخلص في ختام هذه الدراسة إلى القول بأن االعتراف بمبدأ حرية التجارة والصناعة يمثل متطلبا أساسيا ألي نظام‬
‫اقتصادي تحرري قائم على تشجيع املبادرة الخاصة وتقليص التدخل العمومي في االقتصاد إلى حده األدنى‪ ،‬وقد عمل‬
‫املشرع الجزائري منذ االنخراط في نظام اقتصاد السوق سنوات الثمانينات على التكريس املتدرج لهذا املبدأ إلى غاية‬
‫إعطائه قيمة دستورية بمقتح ى دستور ‪ 1996‬والتعديل الدستوري لسنة ‪ ،2016‬تمنحه الحصانة ضد أي اعتداء قد‬
‫يلحقه من السلطتين التشريعية والتنفيذية على حد سواء‪.‬‬
‫غيرأن هذا املبدأ‪ ،‬وإن كان االعتراف القانوني به يرتب نتائج في غاية األهمية على صعيد الحد من التدخالت العمومية‬
‫ّ‬
‫في االقتصاد‪ ،‬إال أنه كغيره من الحريات ليس مطلقا‪ ،‬بل تحده بعض القيود املرتبطة سواء برمكانية تدخل الدولة لتنظيم‬
‫ممارسة األنشطة االقتصادية الخاصة‪ ،‬أو بمكنة تدخلها عن طريق إنشاء‪ ،‬ضمن بعض القيود والشروط‪ ،‬قطاع عام‬
‫اقتصادي موازللقطاع الخاص‪.‬‬
‫قائمة املراجع ‪:‬‬
‫أ‪ -‬باللغة العربية‪:‬‬
‫‪ -1‬القوانين‪:‬‬
‫‪ -‬املرسوم التشريعي رقم ‪ 10-93‬املؤرخ في ‪ 23‬مايو ‪ 1993‬املتعلق ببورصة القيم املنقولة املعدل واملتمم‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ 34‬مؤرخة‬
‫في ‪ 23‬مايو ‪.)1993‬‬
‫‪ -‬األمررقم ‪ 06-97‬املؤرخ في ‪ 21‬يناير‪ 1997‬املتعلق بالعتاد الحربي واألسلحة والذخيرة ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ 6‬مؤرخة في ‪ 22‬يناير‪.)1997‬‬
‫‪ -‬األمررقم ‪ 11-03‬املؤرخ في ‪ 26‬غشت ‪ 2003‬املتعلق بالنقد والقرض املعدل واملتمم ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ 25‬مؤرخة في ‪ 27‬غشت ‪.)2003‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 08-04‬املؤرخ في ‪ 14‬غشت ‪ 2004‬املتعلق بممارسة األنشطة التجارية املعدل واملتمم ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ 52‬مؤرخة في‬
‫‪ 18‬غشت ‪.)2004‬‬
‫‪-‬القانون رقم ‪ 09/16‬املؤرخ في ‪ 3‬غشت ‪ 2016‬املتعلق بترقية االستثمار ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ 46‬مؤرخة في ‪ 3‬غشت ‪.)2016‬‬
‫‪ -‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 356/06‬املؤرخ في ‪ 9‬أكتوبر ‪ 2006‬واملتعلق بصالحيات الوكالة الوطنية لتطويراالستثمار وتنظيمها وسيرها‬
‫ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ 64‬لسنة ‪.)2006‬‬
‫‪ -2‬املقاالت‪:‬‬
‫‪ -‬عجابي عماد‪" ،‬تكريس مبدأ حرية التجارة والصناعة في الجزائر"‪ ،‬مجلة الباحث للدراسات األكاديمية‪ ،‬العدد ‪ ،4‬ديسمبر ‪.2014‬‬
‫‪ -3‬الرسائل واملذكرات الجامعية‪:‬‬
‫‪ -‬لكحل صالح‪ ،‬مدى انقحاب الدولة من الحقل االقتصادي في الجزائر‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة مولود معمري تيزي وزو‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪.2018 ،‬‬
‫‪ -4‬امللتقيات‬

‫‪167‬‬ ‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ | 2020‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬ألمانيا – برلين‬
‫ امللتقى الوطني حول‬،"‫ آلية لالنتقال من الدولة املتدخلة إلى الدولة الضابطة‬:‫ "سلطات الضبط املستقلة‬،‫ نزليوي صليحة‬-
.2007 ‫ ماي‬24-23 ‫ يومي‬،-‫ بجاية‬-‫ جامعة عبد الرحمان ميرة‬،‫سلطات الضبط املستقلة في املجال االقتصادي واملالي‬
‫ القرارات القضائية‬-5
.2000 ‫ أفريل‬24 ‫ بتاريخ‬001496 ‫ قرارمجلس الدولة رقم‬-
:‫ املراجع باللغة األجنبية‬-‫ب‬
1- OUVRAGES:
- André DE LAUBADERE, droit public économique, 2 éd., DALLOZ, Paris, 1976.
- Frédéric COLIN, droit public économique, Gualino éditeur, Paris, 2005.
- Frédéric INGELAERE, Droit public économique, Ellipses édition, Paris, 2007.
- Hubert-Gerard HUBERECHT, Droit publique économique, coll. Cours, DALLOZ, Paris, 1997.
- John-Philippe COLSON, Droit public économique, LGDJ, Paris, 1995.
2- ARTICLES:
- L.RUET, « Du principe de rivalité », Recueil Dalloz, 2002.
3- THESES ET MEMOIRES :
- Abderrazek ZOUITEN, L’investissement en droit algérien, thèses de doctorat en droit public,
Université des frères Mentouri Constantine, Faculté de droit, 2014-2015.
- Elvira TALAPINA, Contribution à la théorie du droit public économique par l’analyse comparative du
droit français et du droit russe, thèse de doctorat en droit public, Université de la Reunion, 2011.
- Muhannad AJJOUB, La notion de liberté contractuelle en droit administratif français, thèse de
doctorat en droit public, Université Panthéon- Assas Paris 2, Ecole doctorale Georges Vedel, 2016.
-Thomas BERTRAND, la protection de la santé comme limite à la liberté d’entreprendre, Mémoire de
Master2, Université Montesquieu Bordeaux 4, 2012, disponible sur:
https://www.memoireonline.com/01/14/8550/La-protection-de-la-sante-comme-limite--la-liberte-d-
entreprendre.html
4- JURISPRUDENCE:
- CE, ord., 12 Novembre 2001, n° 239840 , Commune de Montreuil-Bellay, disponible sur:
https://www.legifrance.gouv.fr/affichJuriAdmin.do?oldAction=rechJuriAdmin&idTexte=CETATEXT00
0036606816&fastReqId=236343924&fastPos=1

2020 Ⓒ ‫يناير‬

168 ‫ ألمانيا – برلين‬،‫ | المركز الديمقراطي العربي‬2020 ‫ يناير‬،‫ العدد الخامس‬،‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‬

You might also like