You are on page 1of 181

‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪0‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪1‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‬


‫‪Journal of Constitutional Law and Administrative Sciences‬‬

‫مجلة القانون الدستوري والعلوم إلادارية هي مجلة دولية محكّمة تصدر من أملانيا ‪ّ-‬برلين عن‬
‫املركزّالديمقراطيّالعربي تعنى املجلة في مجال الدراسات والبحوث وألاوراق البحثية في‬
‫مجاالت الدراسات الدستورية والعلوم إلادارية املقارنة ّ‬

‫نشر البحوث في اللغات (ّالعربية – الفرنسية – إلانجليزية )‬

‫‪Nationales ISSN-Zentrum für Deutschland‬‬


‫‪ISSN 2626-7209‬‬
‫‪Journal of Constitutional Law and Administrative Sciences‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪2‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫الــنــــــــــــــاشـــــــــر‪:‬‬
‫املركز الديمقراطي العربي‬
‫للدراسات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية‬
‫أملانيا ‪ /‬برلين‬

‫‪Democratic Arab Center‬‬


‫‪For Strategic, Political & Economic Studies‬‬
‫‪Berlin / Germany‬‬

‫ال يسمح بإعادة إصدار هذا الكتاب أو أي جزء منه أو تخزينه‬


‫في نطاق استعادة املعلومات أو نقله بأي شكل من ألاشكال‪ ،‬دون إذن مسبق خطي من‬
‫الناشر‪.‬‬
‫جميع حقوق الطبع محفوظة‬

‫‪All rights reserved‬‬


‫‪No part of this book may be reproduced, stored in a retrieval system, or‬‬
‫‪transmitted in any form or by any means, without the prior written permission‬‬
‫‪of the publisher.‬‬

‫املركز الديمقراطي العربي‬


‫للدراسات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية أملانيا‪/‬برلين‬

‫‪Tel: 0049-code Germany‬‬


‫‪030-54884375‬‬
‫‪030-91499898‬‬
‫‪030-86450098‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪3‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫البريد إلالكتروني‬
‫‪constitutional@democraticac.de‬‬
‫العدد الحادي عشر ‪ :‬ماي ‪2021‬‬
‫رئيس املركز ‪:‬‬
‫أ‪.‬عمار شرعان‬
‫رئيس التحرير ‪:‬‬
‫د‪ .‬جواد الرباع – أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية كلية العلوم‬
‫القانونية والاقتصادية والاجتماعية‪ ،‬ايت ملول‪ ،‬جامعة ابن زهر أكادير‪ ،‬املغرب‬
‫مدير التحرير ‪:‬‬
‫أ‪ .‬كريم عايش‪ ،‬املركز الديمقراطي العربي‬
‫أ‪ .‬صهيب ياسر شاهين‪ ،‬املركز الديمقراطي العربي‬
‫رئيس اللجنة العلمية ‪:‬‬
‫د‪ .‬محمد اتركين‪ -‬أستاذ باحث في القانون الدستوري والعلوم السياسية بكلية‬
‫الحقوق بأكدال ّ‬
‫هيئة التحرير‪:‬‬
‫أ‪.‬د ‪.‬عبد الواحد القريش ي أستاذ القانون إلاداري‪ ،‬جامعة محمد بن عبد هللا‬ ‫‪‬‬

‫فاس‪،‬املغرب‪.‬‬
‫أ‪.‬د‪.‬محمد بوبوش‪ ،‬أستاذ في العالقات الدولية ‪،‬جامعة محمد ألاول وجدة‪ ،‬املغرب‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أ‪.‬د‪.‬مبروك كاهي‪ ،‬أستاذ العلوم السياسية‪،‬جامعة ورقة الجزائر‬ ‫‪‬‬

‫أ‪.‬د‪ .‬دريس باخويا‪،‬أستاذ الحقوق والعلوم السياسية جامعة أدرار‪،‬الجزائر‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أ‪.‬د‪.‬إبراهيم يامة‪،‬أستاذ الحقوق والعلوم السياسية‪،‬جامعة أدرار الجزائر‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫د‪.‬نبيل تقني باحث في القانون الاداري‪ ،‬جامعة محمد ألاول وجدة‪.‬املغرب‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ماموح عبد الحفيظ ‪ ،‬أستاذ العلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد الخامس الرباط‪،‬املغرب‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ذ‪.‬خالد صالح‪ ،‬جامعة محمد بن عبدهللا‪ ،‬فاس‪ ،‬املغرب‬ ‫‪‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪4‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫التصفيف إلاخرا والتصميم التقني‪:‬‬


‫ذ‪.‬لحسن اوتسلمت‪ ،‬جامعة ابن زهر أكادير‪ ،‬املغرب‬ ‫‪‬‬

‫ذ‪ .‬عبدالدائم البطوي‪ ،‬جامعة القاض ي عياض‪ ،‬املغرب‬ ‫‪‬‬

‫د‪.‬الطاهر بكني‪ ،‬جامعة القاض ي عياض‪ ،‬املغرب‬ ‫‪‬‬

‫عبدالاله أبجان‪ ،‬جامعة ابن زهر‪ ،‬اكادير‬ ‫‪‬‬

‫قاسم العويمري‪ ،‬جامعة املولى اسماعيل‪ ،‬مكناس‬ ‫‪‬‬

‫لطيفة الصقر‪ ،‬جامعة محمد بن عبدهللا‪ ،‬فاس‬ ‫‪‬‬

‫د‪.‬حسن مروان‪ ،‬دكتور في القانون العام جامعة الحسن الثاني املحمدية‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫د ‪.‬ميثم منفي كاظم العميدي‪ ،‬دكتوراه قانون دستوري عام العراق‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫د ‪ .‬سعيد رحو‪ ،‬باحث في القانون العام املغرب‬ ‫‪‬‬

‫د‪ .‬السعدية لدبس‪ ،‬باحثة في القانون العام املغرب‬ ‫‪‬‬

‫د‪ .‬صباح العمراني‪ ،‬باحثة في القانون العام املغرب‬ ‫‪‬‬

‫الهيئة العلمية والاستشارية‪:‬‬


‫أ‪.‬د‪.‬أحمدالحضراني‪ ،‬أستاذ القانون إلاداري‪ ،‬جامعة املولى إسماعيل مكناس‪ .،‬املغرب‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أ‪.‬د‪ .‬محمد نشطاوي‪ ،‬أستاذ القانون الدولي والعالقات الدولية ‪ ،‬جامعة القاض ي‬ ‫‪‬‬

‫عياض‪ ،‬مراكش‪.‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محمد الغالي‪ ،‬أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري‪ ،‬جامعة القاض ي‬ ‫‪‬‬

‫عياض‪ ،‬مراكش املغرب‪.‬‬


‫أ‪.‬د‪ .‬محمد بن طلحة الدكالي‪ ،‬أستاذ العلوم السياسية‪ ،‬جامعة القاض ي عياض‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫مراكش‪ .‬املغرب‪.‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬نجيب الحجيوي ‪ ،‬أستاذ العلوم السياسية‪ ،‬جامعة الحسن ألاول‪ ،‬سطات‪ .‬املغرب‬ ‫‪‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪5‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫أ‪.‬د‪ .‬أحمد الدرداري‪ ،‬أستاذ العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة عبد املالك السعدي تطوان‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫املغرب‪.‬‬
‫أ‪.‬د محمد منار باسك‪ ،‬أستاذ القانون إلاداري والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة القاض ي‬ ‫‪‬‬

‫عياض‪ ،‬مراكش‪.‬املغرب‬
‫أ‪.‬د‪.‬محمد الجناتي‪ ،‬أستاذ في العلوم إلادارية والسياسية‪،‬جامعة محمد ألاول وجدة‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫املغرب‪.‬‬
‫أ‪.‬د الزياني عثمان‪ ،‬أستاذ في العلوم السياسية والقانون الدستوري‪،‬جامعة محمد ألاول‬ ‫‪‬‬

‫وجدة‪ ،‬املغرب‪.‬‬
‫أ‪.‬د عبد الكريم بخنوش‪ ،‬أستاذ العلوم إلادارية ‪ ،‬جامعة القاض ي عياض‪ ،‬مراكش‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫املغرب‬
‫أ‪.‬د حسن صحيب‪ ،‬أستاذ القانون إلاداري‪ ،‬جامعة القاض ي عياض‪ ،‬مراكش‪ .‬املغرب‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أ‪.‬د محمد العابدة‪ ،‬أستاذ القانون إلاداري‪ ،‬جامعة القاض ي عياض‪ ،‬مراكش‪ .‬املغرب‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أ‪.‬د نجاة العماري‪ ،‬أستاذة املالية العامة‪ ،‬جامعة القاض ي عياض‪ ،‬مراكش‪ .‬املغرب‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أ‪.‬د عمر احرشان‪ ،‬أستاذ العلوم السياسية‪ ،‬جامعة القاض ي عياض‪ ،‬مراكش‪ .‬املغرب‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أ‪.‬د‪ .‬محمد بوحنية‪ ،‬أستاذ العلوم السياسية‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬الجزائر‬ ‫‪‬‬

‫أ‪.‬د‪ .‬وليد الدوزي‪ ،‬أستاذ العالقات الدولية‪ ،‬جامعة بشار‪ ،‬الجزائر‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أ‪.‬د‪ .‬حساين سامية‪ ،‬أستاذة قانون أعمال جامعة أمحمد بوقرة بومرداس‪ ،‬الجزائر‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أ‪.‬د إدريس فاخور‪ ،‬أستاذ القانون إلاداري‪ ،‬جامعة القاض ي عياض‪ ،‬مراكش‪ .‬املغرب‬ ‫‪‬‬

‫أ‪.‬د محمد الهاشمي أستاذ العلوم السياسية‪ ،‬كلية الحقوق الجديدة‪،‬املغرب‬ ‫‪‬‬

‫أ‪.‬د حسن طارق‪ ،‬أستاذ العلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬الرباط‪ .‬املغرب‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪.‬د أحمد السوداني‪ ،‬أستاذ العلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬الرباط‪ .‬املغرب‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أ‪.‬د عبد الفتاح بلخال‪ ،‬أستاذ املالية العامة‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬الرباط‪ .‬املغرب‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أ‪.‬د عمر العسري‪ ،‬أستاذ املالية العامة‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬الرباط‪ .‬املغرب‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫إبراهيم كومغار‪،‬أستاذ القانون إلاداري‪ ،‬جامعة ابن زهر‪ ،‬أكادير‪ ،‬املغرب‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪6‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫أ‪ .‬د‪ .‬رشيد املدور‪ ،‬أستاذ القانون الدستوري بجامعة الحسن الثاني‪-‬الدار البيضاء‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫املحمدية‪ ،‬املغرب‪.‬‬
‫أ‪.‬د أحمد ادعلي‪،‬أستاذ العلوم السياسية‪ ،‬جامعة ابن طفيل‪ .‬املغرب‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أ‪.‬د‪ .‬محمد املساوي‪،‬أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة ابن زهر‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫أكادير‪ ،‬املغرب‪.‬‬
‫أ‪.‬د خالد بهالي‪،‬أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة ابن زهر‪ ،‬أكادير‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫املغرب‪.‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬رشيد كديرة استاذ العلوم السياسية‪ .‬جامعة ابن زهر‪ ،‬اكادير‪ .‬املغرب‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أ‪.‬د‪ .‬بوحنية قوي أستاذ علوم سياسية ‪ .‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ .‬جامعة‬ ‫‪‬‬

‫ورقلة الجزائر‪.‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬سعداوي محمد صغير أستاذ في كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪.‬جامعة طاهري‬ ‫‪‬‬

‫محمد بشار الجزائر‬


‫أ‪.‬د‪ .‬سامي الوافي أستاذ القانون‪ ،‬رئيس تحرير مجلة اتجاهات سياسية‪ .‬جامعة املنار‬ ‫‪‬‬

‫تونس‬
‫أ‪.‬د‪ .‬إبراهيم اولتيت‪ .‬أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري‪ ،‬جامعة ابن زهر‬ ‫‪‬‬

‫اكادير املغرب‪.‬‬
‫أ‪.‬د‪.‬بن عيس ى أحمد ‪،‬أستاذ بكلية الحقوق و العلوم السياسية بجامعة سعيدة بالجزائر‬ ‫‪‬‬

‫أ‪.‬د ديدي ولد السالك‪،‬أستاذ العلوم السياسية رئيس املركز املغاربي للدراسات‬ ‫‪‬‬

‫إلاستراتيجية‪ ،‬موريتانيا‪.‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محرز صالح الدريس ي علم النفس التربوي‪ ،‬تونس‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أ‪.‬د شاكر املزوغي الحكامة وحقوق إلانسان‪ .‬جامعةقرطا ‪ ،‬تونس‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أ‪.‬د‪ .‬احمد عبد الكريم احمد سليمان أستاذ التخطيط الحضري املشارك ‪ /‬الرياض ‪/‬‬ ‫‪‬‬

‫السعودية‪.‬‬
‫أ‪.‬د‪.‬محمد نبيل ُملين التاريخ والعلوم السياسية املركز الوطني للبحث العلمي‪ ،‬فرنسا‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪7‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫أ‪.‬د‪ .‬محمد حركات أستاذ في الاقتصاد السياس ي والحكامة جامعة محمد الخامس‬ ‫‪‬‬

‫السويس ي الرباط‪.‬املغرب‪.‬‬
‫أ‪.‬د‪.‬عبد الرحيم املنار أسليمي‪ ،‬رئيس املركز ألاطلس ي للدراسات إلاستراتيجية والتحليل‬ ‫‪‬‬

‫ألامني ‪/‬أستاذ الدراسات السياسية والدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط ‪.‬املغرب‪.‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬هود محمد أبوراس عضو املكتب التنفيذي إلتحاد االكاديميين العرب‪ .‬الجامعة‬ ‫‪‬‬

‫العاملية ‪ ،‬تركيا‪.‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬عماري نورالدين‪ ،‬كلية الحقوق ‪.‬جامعة النعامة الجزائر‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أ‪.‬د‪ .‬عبدا لسالم ألازرق أستاذ القانون الدولي الاقتصادي‪.‬جامعة عبدا ملالك السعدي‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫طنجة‪.‬املغرب‪.‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬حبيبة البلغيتي‪ ،‬أستاذة العالقات الدولية‪،‬جامعة القاض ي عياض‪،‬مراكش‪.‬املغرب‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أ‪.‬د‪.‬عبدالسالم لزرق أستاذ القانون الدولي الاقتصادي جامعة عبداملالك السعدي؛‬ ‫‪‬‬

‫طنجة‪.‬املغرب‪.‬‬
‫أ‪.‬د‪..‬لخضر رابحي‪ ،‬قانون دولي وعالقات دولية جامعة عمار ثليجي الاغواط‪ -‬الجزائر‬ ‫‪‬‬

‫أ‪.‬د‪.‬شوقي نذير املركز الجامعي لتامنغست‪ /‬الجزائر‬ ‫‪‬‬

‫أ‪.‬د‪ .‬عماري نور الدين القانون الخاص ‪.‬جامعة النعامة الجزائر‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أ‪.‬د‪.‬هيثم حامد املصاروة أستاذ القانون املدني بكلية ألاعمال برابغ‪ -‬جامعة امللك عبد‬ ‫‪‬‬

‫العزيز “السعودية‪”.‬‬
‫أ‪.‬د‪.‬مارية بوجداين أستاذة القانون إلاداري جامعة عبد املالك السعدي‪،‬تطوان‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫املغرب‪.‬‬
‫أ‪.‬د‪.‬نورالدين الفقيهي‪ ،‬جامعة عبد املالك السعدي‪ ،‬تطوان‪ ،‬املغرب‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أ‪.‬د بنقاسم حنان استاذة القانون إلاداري والعلوم إلادارية جامعة الحسن ألاول‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫سطات‪.‬املغرب‪.‬‬
‫أ‪.‬د‪.‬وفاء الفياللي القانون الدستوري والعلوم إلادارية جامعة محمد الخامس‪ ،‬الرباط‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫املغرب‪.‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪8‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫أ‪.‬د‪.‬فاطمة املصلوحي‪ ،‬القانون الدولي العام والعلوم السياسية جامعة الحسن‬ ‫‪‬‬

‫ألاول‪،‬سطات‪.‬املغرب‪.‬‬
‫أ‪.‬د‪.‬فؤاد منصوري‪.‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪.‬جامعة باجي مختار عنابة‪.‬تونس‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أ‪.‬د‪.‬سلوى فوزي الدغيلي أستاذة القانون الدستوري كلية القانون جامعة بنغازي‪.‬ليبيا‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أ‪.‬د محمد املجني أستاذ القانون إلاداري والعلوم إلادارية جامعة ابن زهر‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫اكادير‪.‬املغرب‪.‬‬
‫أ‪.‬د الحسين الرامي‪ ،‬جامعة ابن زهر أكاديرالقانون إلاداري والعلوم إلادارية‪.‬املغرب‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أ‪.‬د‪.‬زين يونس‪،‬أستاذ القانون‪،‬جامعة الوادي‪،‬الجزائر‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أ‪.‬د‪.‬حسناء القطني أستاذة القانون كلية الحقوق‪ ،‬تطوان جامعة عبد املالك‬ ‫‪‬‬

‫السعدي‪.‬املغرب‪.‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬عائشة عباش‪ ،‬جامعة الجزائر‪،3‬علوم سياسية‪ .‬وعالقات دولية‪ .‬الجزائر‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أ‪.‬د‪.‬سميرة بوقويت أستاذة القانون إلاداري وعلم إلادارة جامعة عبد املالك السعدي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫املغرب‪.‬‬
‫ا‪.‬د قوراري مجدوب‪ .‬كلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة طاهري محمد بشار‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الجزائر‬
‫ا‪.‬د نداء مطشر صادق الجامعة املستنصريه كليه العلوم السياسية‪ .‬العراق‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أ‪.‬د‪ .‬يوسف اليحياوي‪،‬أستاذ العلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد الاول‪ ،‬وجدة‪ ،‬املغرب‬ ‫‪‬‬

‫أ‪.‬د إدريس مقبول‪،‬أستاذ التعليم العالي‪ ،‬مدير مركز ابن غازي لألبحاث والدراسات‬ ‫‪‬‬

‫إلاستراتيجية‪،‬املغرب‪.‬‬
‫أ‪.‬د فوزي بوخريص أستاذ علم الاجتماع‪ ،‬جامعة ابن طفيل – القنيطرة – املغرب‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أ‪.‬د عادل الحدجامي‪ ،‬أستاذ باحث في الفلسفلة‪،‬جامعة محمد الخامس الرباط‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫املغرب‪.‬‬
‫أ‪.‬د سعيد الخمري‪ ،‬أستاذ العلوم السياسية‪،‬جامعة الحسن الثاني‪ ،‬الدار‬ ‫‪‬‬

‫البيضاء‪،‬املغرب‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪9‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫أ‪.‬د محسن ألاحمدي‪ ،‬أستاذ علم الاجتماع السياس ي‪ ،‬جامعة القاض ي عياض‪ ،‬مراكش‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫املغرب‬
‫أ‪.‬د عبد الفتاح بلعمش ي‪ ،‬أستاذ القانون الدولي ‪ ،‬جامعة القاض ي عياض‪ ،‬مراكش‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫املغرب‬
‫أ‪.‬د إكرامي خطاب أستاذ القانون إلاداري والدستوري جامعة شقراء “السعودية‪”.‬‬ ‫‪‬‬

‫أ‪.‬د الهياللي عبد اللطيف‪ ،‬أستاذ العلوم السياسية‪ ،‬جامعة ابن زهر‪ ،‬أكادير‪ ،‬املغرب‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أ‪.‬د‪ .‬زازة لخضر‪ ،‬أستاذ القانون الدولي والعالقات الدولية‪ ،‬جامعة عمار ثليجي‬ ‫‪‬‬

‫باألغواط‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫أ‪.‬د‪.‬أيمن محمد زين عثمان‪،‬أستاذ القانون‪ ،‬دولة إلامارات العربية املتحدة‪-‬‬ ‫‪‬‬

‫أ‪.‬د‪.‬مصطفى حسيني‪ ،‬أستاذ القانون‪ ،‬جامعة ابن زهر‪ ،‬أكادير‪ ،‬املغرب‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أ‪.‬د شفيق عبد الغني أستاذ في علم الاجتماع السياس ي جامعة ابن طفيل‪ ،‬القنيطرة‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫املغرب‪.‬‬
‫أ‪.‬د إدريس شكربة‪،‬أستاذ الاقتصاد‪،‬جامعة عبد املولى إسماعيل مكناس‪ ،‬املغرب‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أ‪.‬د محمد بومدين‪ ،‬أستاذ القانون الدستوري‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫جامعة أحمد دراية ‪ -‬الجزائر‪.‬‬


‫أ‪.‬د عليان بوزيان‪ ،‬أستاذ التعليم العالي جامعة ابن خلدون – تيارت – الجزائر‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أ‪.‬د بوسماحة الشيخ‪ ،‬أستاذ التعليم العالي جامعة ابن خلدون – تيارت – الجزائر‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أ‪.‬د الهادي بووشمة‪ ،‬أستاذ علم الاجتماع املركز الجامعي لتامنغست‪ /‬الجزائر‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أ‪.‬د محمد الداه عبدالقادر‪ ،‬أستاذ العلوم القانونية والاقتصادية‪ ،‬جامعة نواكشط‬ ‫‪‬‬

‫العصرية‪.‬‬
‫أ‪.‬د‪.‬عباس بوغالم استاذ باحث بجامعة محمد ألاول‪.‬وجدة املغرب‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أ‪.‬د سعيد الخمري استاذ التعليم العالي بجامعة الحسن الثاني‪،‬الدار البيضاء‪ ،‬املغرب‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أ‪.‬د حميد النهري أستاذ باحث بجامعة عبد املالك السعدي‪،‬طنجة املغرب‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أ‪.‬د محمد فقيهي أستاذ التعليم العالي جامعة محمد بن عبد هللا‪،‬فاس املغرب‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪10‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫شروط النشر باملجلة‪:‬‬


‫–أن يكون البحث أصيال معدا خصيصا للمجلة‪ ،‬و أال يكون قد نشر جزئيا أو كليا في أي‬
‫وسيلة نشر إلكترونية أو ورقية‪.‬‬
‫–يرفق البحث بمختصر السيرة العلمية للباحث باللغتين العربية وإلانجليزية‪.‬‬
‫‪-‬يمكن للباحث إجراء التعديالت املطلوبة وإرسال البحث املعدل إلى نفس البريد إلالكتروني‬
‫املذكور سالفا‪.‬‬
‫–تنشر املقاالت باللغات العربية و الفرنسية و الانجليزية‪.‬‬
‫‪-‬الالتزام باملعايير ألاكاديمية والعلمية املعمول بها دوليا في إعداد ألاعمال العلمية‪ ،‬أهمها‬
‫ألامانة العلمية‪.‬‬
‫–أن يكون املقال مكتوبا بلغة سليمة‪ ،‬مع العناية بما يلحق به من خصوصيات الضبط‬
‫وألاشكال‪.‬‬
‫‪-‬يكتب على الصفحة ألاولى من املقال ما يلي‪:‬‬
‫‪-‬توثق املراجع حسب الترتيب ألابجدي في نهاية املقال وتصنف إلى‪:‬‬
‫مراج ععع باللغ ععة العربي ععة‪-1( :‬الكت ععب‪ -2-‬الق ععوانين واملواثي ععق الدولي ععة‪ -3-‬املق ععاالت‪ 4-‬املواق ععع‬ ‫‪‬‬

‫الاليكترونية(‬
‫املراجععع باللغععة ألاجنبيععة ‪-1( :‬الكتععب‪ -2-‬القععوانين واملواثيععق الدوليععة‪ -3-‬املقععاالت‪ 4-‬املواقععع‬ ‫‪‬‬

‫الاليكترونيع ع ععة(اسع ع ععم ولقع ع ععب الباحع ع ععث بع ع ععاللغتين العربيع ع ععة والانجليزيع ع ععة‪ ،‬الصع ع ععفة‪ ،‬الدرجع ع ععة‬
‫العلمية‪ ،‬مؤسسة الانتساب (الجامعة والكلية)‪ ،‬البريد إلالكتروني‪.‬‬
‫كتابة عنوان املقال باللغتين العربية والانجليزية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وض ععع ملخص ععين وكلم ععات مفتاحي ععة للمق ععال ب ععاللغتين العربي ععة والانجليزي ععة ف ععي ح ععدود ‪300‬‬ ‫‪‬‬

‫كلمة‪.‬‬
‫‪-‬إتبععاع طريقععة الشهمععيش أسععفل الصععفحات بطريقععة غيععر تسلسععلية حيععث يبععدأ تععرقيم الشهمععيش‬
‫وينتهعي فععي كععل صععفحة كمععا يلععي‪ :‬اسععم الكاتععب ‪ ،‬لقععب الكاتععب‪ ،‬اسععم الكتععاب‪ ،‬رقععم الطبعععة‪ ،‬بلععد‬
‫النشر‪ :‬دار النشر ‪ ،‬سنة النشر‪ ،‬ص‪.‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪11‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫طريقة كتابة املراجع‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪-‬الكتععاب‪ :‬لقععب الكاتععب‪ ،‬اسععم الكاتععب ‪ ،‬اسععم الكتععاب‪ ،‬رقععم الطبعععة‪ ،‬بلععد النشععر‪ :‬دار النشععر ‪،‬‬
‫سنة النشر‬
‫‪-‬املق ععال‪ :‬لق ععب الكات ععب ‪ ،‬اس ععم الكات ععب‪”،‬عن ععوان املق ععال”‪ ،‬اس ععم املجل ععة‪ ،‬الع ععدد‪ ،‬س ععنة النش ععر‪،‬‬
‫الصفحة‬
‫املواقع الاليكترونية‪ :‬لقب الكاتب ‪ ،‬اسم الكاتب ‪ ”،‬عنوان املقال” اسم املوقع الالكتروني‬
‫–رسععالة ماجسععتير أو أطروحععة دكتععوراه‪ :‬يكتععب اسععم صععاحب البحععث‪ ،‬العنععوان‪ ،‬يععذكر رسععالة‬
‫ماجستير أو أطروحة دكتوراه ‪ ،‬اسم الجامعة‪ ،‬السنة‪.‬‬
‫–إذا كععان املرجععع نشععرة أو إحصععائية صععادرة عععن جهععة رسععمية‪ :‬يكتععب اسععم الجهععة‪ ،‬عنععوان‬
‫التقرير‪ ،‬أرقام الصفحات‪ ،‬سنة النشر‬
‫‪-‬يتم تنسيق الورقة على قياس )‪ ، (A4‬بحيث يكون حجم ونوع الخط كالتالي‪:‬‬
‫ن ععوع الخ ععط ‪ Traditional Arabic‬حج ععم ‪ 11‬ب ععارز )‪ (Gras‬بالنس ععبة للعن ععوان‬ ‫‪‬‬

‫الرئيسع ي‪ ،‬وحجععم ‪ 11‬بععارز بالنسععبة للعنععاوين الفرعيععة‪ ،‬وحجععم ‪ 14‬عععادي بالنسععبة‬


‫للمع ععتن‪ ،‬وحجع ععم ‪ 14‬عع ععادي بالنسع ععبة للجع ععداول وألاشع ععكال إن وجع ععدت‪ ،‬وحجع ععم ‪11‬‬
‫ع ععادي بالنس ععبة اله ععوامش)‪ .‬أم ععا املق ععاالت املقدم ععة باللغ ععة ألاجنبي ععة تك ععون مكتوب ععة‬
‫بالخط ‪Times New Roman.12‬‬
‫ترك هوامش مناسبة (‪)2.2‬من جميع الجهات‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ال يزي ع ععد ع ع ععدد ص ع ععفحات املق ع ععال (بم ع ععا ف ع ععي ذل ع ععك املراج ع ععع) ع ع ععن ‪ 22‬ص ع ععفحة وال يق ع ععل ع ع ععن‬ ‫‪‬‬

‫‪12‬صفحة‬
‫يرسل البحث املنسق على شكل ملف مايكروسفت وورد‪،‬إلى البريد إلالكتروني‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪constitutional@democraticac.de‬‬ ‫‪‬‬

‫يتم تحكيم البحث من طرف محكمين أو ثالثة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يتم إبالغ الباحث بالقبول املبدئي للبحث أو الرفض‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يخضع ترتيب املقاالت في املجلة على أسس موضوعية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫تعبر املضامين الواردة في املقال على أراء أصحابها وال تمثل أراء املجلة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪12‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫أي خرق لقواعد البحث العلمي أو ألامانة العلمية يتحملها الباحث صاحب املقال‬ ‫‪‬‬

‫بصفة كاملة‪.‬‬
‫كل بحث أو مقال ال تتوفر فيه الشروط ال يؤخذ بعين الاعتبار وال يتم نشره مهما كانت‬ ‫‪‬‬

‫قيمته العلمية‪.‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪13‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫فهرس المحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان المقال‬ ‫الباحث‬

‫تأجيل تنفيذ العقوبات السالبة للحرية في الفقه‬


‫د‪ .‬سهيل األحمد‬
‫‪41‬‬ ‫اإلسالمي وقانون اإلجراءات الجزائية الفلسطيني رقم‬
‫د‪.‬حكمت عمارنة‬
‫(‪ )3‬لسنة ‪1002‬‬
‫تعليل القرارات اإلدارية بين مقتضيات النص القانوني‬
‫‪14‬‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬هشام ودرة‬
‫ورهان حماية الحقوق والحريات‬
‫المرتكزات األساسية لممارسة السلطة التنظيمية‬
‫‪56‬‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬فاطمة الزهراء حناوي‬
‫للجماعات الترابية‬
‫‪87‬‬ ‫حق الحصول على المعلومة في المغرب‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬عادل عيدون‬
‫‪411‬‬ ‫دور هيئات الحكامة في التدبير المالي في المغرب‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬محمد خاشون‬

‫‪441‬‬ ‫تأثير الجباية على جودة مناخ األعمال بالمغرب‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬خليل اللواح‬

‫‪437‬‬ ‫شروط الترشح لرئاسة الجمهورية الجزائرية‬ ‫د‪ .‬سعودي سعيد‬

‫‪468‬‬ ‫اإلطار المؤسساتي للدبلوماسية البرلمانية بالمغرب‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬مونية بوحمي‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪14‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫تأجيل تنفيذ العقوبات السالبة للحرية في الفقه اإلسالمي وقانون اإلجراءات الجزائية‬
‫الفلسطيني رقم (‪ )3‬لسنة ‪1002‬‬
‫‪Postponing the implementation of freedom-depriving‬‬
‫‪penalties in Islamic jurisprudence and the Palestinian Penal‬‬
‫‪Procedures Law No. 3 of 2001‬‬

‫د‪ .‬سهيل األحمد‪ -‬عميد كلية الحقوق‪ -‬جامعة فلسطين األهلية‪ -‬فلسطين‬
‫‪Dr. Sohail Al-ahmed/ dean of Law Faculty / Palestine Ahliya‬‬
‫‪University/ Palestine‬‬
‫د‪ .‬حكمت عمارنة – رئيس قسم القانون العام‪ -‬الجامعة العربية األمريكية‪ -‬فلسطين‬
‫‪Dr. Hikmat Amarna - Head of Public Law Department - Arab‬‬
‫‪American University - Palestine‬‬
‫‪sohail@gmail.com‬‬
‫ملخص‪ :‬تناولت هذه الدراسة ماهية تأجيل تنفيذ العقوبة يف الفقه اإلسالمي وقانون اإلجراءات اجلزائية‬
‫الفلسطيين رقم (‪ )3‬لسنة ‪ ، 1114‬هادفة إىل التعرف على الطبيعة القانونية لتأجيل تنفيذها وأهداف ذلك وأسبابه يف‬
‫الررعي والقانوين م تأجيل التنفيذ وف ياتات وجوبية‬ ‫ م الوقوف على املوق‬ ‫املفهومني الفقهي والقانوين‪ ،‬يي‬
‫وأخرى جوازية‪ ،‬ترريعها وم مث أمهية معرفة ذلك م النايية العلمية والتأصيلية مع ذكر األدلة والتوجيه الذي أورده‬
‫الفقهاء والقانون يسب موضعها م البح ‪ ،‬وظهر للباي أن األيكام اجلزائية مىت أصبحت مربمة أن تكون واجبة‬
‫التنفيذ إتا أن املررع اجلزائي الفلسطيين قدر يف يالة وجود ظروف معينة أن يتم تأجيل تنفيذ العقوبات السالبة للحرية‬
‫تاعتبارات املنفعة اتاجتماعية اليت تتحق هبا مصلحة تربو على مصلحة التنفيذ الفوري للعقوبة اليت ميك لو نفذت فوراً‬
‫ألقحلقت أضراراً بالةة باجلاين أو بةره‪ ،‬وبأن املررع عندما أخذ بنظام تأجيل تنفيذ العقوبات فقد أيدث تطوراً ونقله‬
‫نوعية يف السياسة العقابية وف مظاهر وتفصيالت عاجلتها هذه الدراسة‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬تأجيل تنفيذ العقوبة‪ ،‬اإلجراءات اجلزائية‪ ،‬القانون الفلسطيين‪ ،‬الفقه اإلسالمي‪ ،‬السياسة‬
‫العقابية‪.‬‬
‫‪Abstract: This study deals with the nature of delaying the implementation of‬‬
‫‪punishment in Islamic jurisprudence and the Palestinian Criminal Procedures Law No.‬‬
‫‪(3) of 2001, aiming to identify the legal nature of delaying its implementation and the‬‬
‫‪objectives and reasons for it in the jurisprudential and legal concepts, where the legal‬‬
‫‪and legal position on delaying implementation according to obligatory cases was‬‬
‫‪examined. And others are permissible, legislating them, and then the importance of‬‬
‫‪knowing that from a scientific and authenticating point of view, with mentioning the‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪15‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫‪evidence and guidance provided by the jurists and the law according to their place of‬‬
‫‪research It appeared to the researcher that, when the penal provisions became final,‬‬
‫‪they would be enforceable. However, the Palestinian penal legislator estimated that, in‬‬
‫‪the event of certain circumstances, the implementation of penalties depriving liberty‬‬
‫‪would be postponed due to considerations of social benefit in which an interest would‬‬
‫‪be achieved that exceeds the interest of the immediate execution of the punishment‬‬
‫‪that, if executed immediately, would cause damages Notifying the perpetrator or‬‬
‫‪someone else, and that when the legislator adopted the system of delaying the‬‬
‫‪execution of penalties, it has made a qualitative development and transmitted it in the‬‬
‫‪penal policy according to the aspects and details dealt with in this study.‬‬
‫‪Key Words: Postponement of punishment, penal procedures, Palestinian law,‬‬
‫‪Islamic jurisprudence, penal policy.‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫اقحلمد هلل رب العاملني والصالة والسالم على سيد املرسلني‪ ،‬وعلى آله وصحبه‪ ،‬أمجعني‪ ،‬وم تبعهم بإيسان إىل‬
‫يوم الدي ‪ ،‬وبعد؛‬
‫فإن مريلة تنفيذ األيكام اجلزائية تعد م أهم مرايل اإلجراءات القضائية اليت هبا يتم حتول األيكام م الصيةة‬
‫النظرية وما تضمنته م جزاء إىل صيةة عملية واقعية ينال مبوجبها املدان جزاءه‪ ،‬ويكون اجملتمع بذلك قد اقتص مم‬
‫قواعده‪ ،‬ورغم أن األيكام اجلزائية ـ ـ ـ مىت أصبحت باتة ومربمة ـ ـ ـ ـ تكون واجبة التنفيذ ملا يرتبط‬ ‫انتهك أمنه وخال‬
‫بتنفيذ العقوبة م مصلحة وفائدة تعود على احملكوم عليه نفسه بتحقي اهلدف الرئيس منها بإصاليه‪ ،‬وعلى اجملتمع‬
‫بأسره وذلك بتحقي الردع العام والردع اخلاص‪ ،‬إتا أن املررع قدر ـ ـ ـ يال وجود ظروف معينة ـ ـ ـ تأجيل تنفيذ العقوبات‬
‫السالبة للحرية تاعتبارات املنفعة اتاجتماعية اليت تتحق هبا مصلحة تربو على مصلحة التنفيذ الفوري للعقوبة اليت ميك‬
‫لو نفذت فوراً ألقحلقت أضراراً باجلاين أو بةره‪ ،‬وهذا تاعتبار أن تأجيل تنفيذ العقوبة يف الترريع اإلسالمي والقانون‬
‫ناقش هذان الترريعان كيفية تطبي العقوبة‬ ‫اجلنائي م املسائل املهمة لبيان اقحلكم وطبيعة املعاجلة الترريعية‪ ،‬يي‬
‫مثال‪ ،‬وجعال قواعد الرمحة والعدالة م األمور اليت تا ميك جتاوزها عند جنون اجلاين أو زوال‬
‫على اجلاين كاملرأة اقحلامل ً‬
‫أهليته وحنو ذلك مما يعترب يف تأجيل تنفيذ العقوبة ويراعى عند تطبيقها‪.‬‬
‫وقد تناول املررع الفلسطيين اقحلاتات اليت جيوز فيها تأجيل تنفيذ العقوبة بينما يف ياتات أخرى أوجب التأجيل‬
‫فيها‪ ،‬وأما الترريع اإلسالمي فقد حب مسألة تأجيل العقوبات مبفهومها الواسع سواء أكان ذلك يف باب القصاص أم‬
‫اقحلدود وغرها‪.‬‬
‫وتأجيل تنفيذ العقوبة يف املفهوم اجلنائي يعين‪ :‬إرجاء تنفيذ اقحلكم اجلزائي الذي اكتسب الدرجة القطعية لظروف‬
‫معينة قد تتعل باحملكوم عليه أو غره‪ ،‬وذلك ملدة زمنية حتكمها الظروف اليت دعت إىل تأجيلها سواء م ربطها مبدة‬
‫زمنية أم تا‪ .‬وذلك ألن تطبي األيكام اجلزائية م يي الزمان يعد م األمور األساسية اليت تظهر مبدأ شرعية اجلرائم‬
‫والعقوبات يف النظم والترريعات اجلنائية واليت منها القانون األساسي الفلسطيين املعدل لسنة (‪ )1116‬الذي نص‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪16‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫على‪ :‬أنه تا جرمية وتا عقوبة إتا بنص‪ ،‬وهو ما جاء يف نصوص قانون العقوبات األردين ‪ 4151/45‬ـ النافذ يف‬
‫الضفة الةربية وف ما نصت عليه املادة (‪ )3‬م أنه‪" :‬تا يقضى بأية عقوبة مل ينص القانون عليها يني اقرتاف اجلرمية‪،‬‬
‫وتعترب اجلرمية تامة إذا متت أفعال تنفيذها دون النظر إىل وقت يصول النتيجة"‪.‬‬
‫وهذا يدل على أمهية مبدأ التجرمي والعقاب يف حتقي الردع والزجر والعدالة يف الترريع والتطبي ‪ ،‬ألن م يرتكب‬
‫جرما فهو يعلم أو يتمك م العلم بالعقوبة املرتتبة على ذلك وف قواعد واضحة تا لبس فيها يف املفهومني الررعي‬
‫ً‬
‫والقانوين‪.‬‬
‫ويىت ميك فهم هذه املباديء اجلنائية كان تا بد م معاجلة مسألة تأجيل تنفيذ العقوبات السالبة للحرية وطبيعة‬
‫ذلك وأهدافه وأيكامه حتت عنوان‪" :‬تأجيل تنفيذ العقوبات السالبة للحرية يف الفقه اإلسالمي و قانون اإلجراءات‬
‫اجلزائية الفلسطيين رقم (‪ )3‬لسنة ‪."1114‬‬
‫أهمية البحث وأسباب اختياره‪:‬‬
‫تتلخص أمهية هذه الدراسة يف أمور هي‪:‬‬
‫موضوعا مل يتم تناوله بطريقة مقارنة بني الفقه اإلسالمي والترريعات اجلنائية النافذة يف فلسطني‪،‬‬
‫ً‬ ‫‪ .4‬تناوهلا‬
‫عمال جيمع بني الفقه والقانون للمكتبة العلمية املتعلقة بعلوم الرريعة والقانون‬
‫ً‬ ‫والذي م شأنه أن يضي‬
‫اجلنائي‪.‬‬
‫‪ .1‬إن هذه الدراسة تقدم خدمة للترريع اإلسالمي وذلك بتناول جزئياته ودراستها دراسة هادفة متعمقة مع‬
‫القانون وخاصة اجلنائي منه‪.‬‬
‫واقحلكم‬ ‫‪ .3‬تعل هذا املوضوع مبسألة تأجيل تنفيذ العقوبات السالبة للحرية م يي املاهية والصور والتكيي‬
‫الررعي والقانوين‪.‬‬
‫‪ .1‬إظهار أمهية الوقوف على اقحلكم الررعي والقانوين املتعل بتأجيل تنفيذ العقوبات السالبة للحرية والذي يرد‬
‫السؤال عنه يف واقعنا املعاصر‪.‬‬
‫‪ .6‬بيان أن تأجيل تنفيذ العقوبات السالبة للحرية مسألة مهمة للجاين واألشخاص الذي يؤثر فيهم تأجيل‬
‫تطبي هذه العقوبات م خالل ما حتققه م أهداف تتعل مبراعاة مصاحل الناس م اجلوانب اتاجتماعية‬
‫واإلنسانية يف الواقع املعاش‪.‬‬
‫‪ .5‬بيان القيمة العملية للقواعد الفقهية والقانونية اليت تناولت نظام تأجيل تنفيذ العقوبات السالبة للحرية‪ ،‬يي‬
‫إهنا أتايت اجملال أمام شرحية م احملكوم عليهم وغرهم لالستفادة منه‪ ،‬إذا توفرت شروط تطبيقه ومصاحل‬
‫ذلك ومقاصده املرروعة‪.‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪17‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫‪ .8‬إن تناول الفقه اإلسالمي واملررع اجلنائي الفلسطيين لنظام تأجيل تنفيذ العقوبات حيدث تطوراً ونقله نوعية‬
‫يف السياسة العقابية‪ ،‬وبالتايل حتقي األهداف املرجوة م هذا النظام سواء أكان ذلك على الصعيد‬
‫اتاجتماعي أم اإلنساين أم الطيب وخاصة احملكوم عليهم وم يرتبط هبم تنفيذ هذه العقوبات‪.‬‬
‫أهداف البحث‪:‬‬
‫وهي متمثلة مبا يأيت‪:‬‬
‫‪ .4‬حتديد ماهية تأجيل تنفيذ العقوبة وأهداف ذلك وشروطه يف الفقه اإلسالمي والترريعات اجلزائية النافذة يف‬
‫فلسطني‪ ،‬وما يرتبط هبا م أمور للوقوف على ذلك بدقة ووضوح‪.‬‬
‫الفقهي والقانوين لنظام تأجيل تنفيد العقوبة‪ ،‬وما هو اقحلكم الررعي والقانوين‬ ‫يكون التكيي‬ ‫‪ .1‬بيان كي‬
‫املرتبط بذلك‪.‬‬
‫‪ .3‬الوقوف على األسباب اليت يتم التأجيل فيها لتنفيذ العقوبة سواء تعلقت هذه األسباب باجلاين نفسه أو‬
‫بأشخاص يؤثر عليهم هذا التنفيذ أو أن الظروف اخلاصة بذلك تقتضي التأجيل وف منظور الفقه اإلسالمي‬
‫والترريع اجلنائي النافذ يف فلسطني‪.‬‬
‫أسئلة البحث‪:‬‬
‫الفقه اإلسالمي وقانون اإلجراءات اجلزائية‬ ‫جاءت هذه الدراسة لتجيب ع التساؤل الرئيس يول‪ :‬ما موق‬
‫تفرع ع هذا التساؤل عدة‬ ‫الفلسطيين رقم (‪ )3‬لسنة ‪ 1114‬م تأجيل تنفيذ العقوبات السالبة للحرية‪ ،‬يي‬
‫تساؤتات هي‪:‬‬
‫‪ .1‬ما يقيقة تأجيل تنفيذ العقوبة السالبة للحرية يف الفقه اإلسالمي والترريعات اجلزائية النافذة يف فلسطني؟‬
‫‪ .2‬هل يرتبط بتأجيل تنفيذ العقوبات السالبة للحرية يف الفقه اإلسالمي والترريعات اجلزائية النافذة يف فلسطني‬
‫أية أهدف خاصة أو عامة؟‬
‫‪ .3‬ما طبيعة تأجيل تنفيذ العقوبات السالبة للحرية وأسباب ذلك وشروطه يف الفقه اإلسالمي والترريعات‬
‫اجلزائية النافذة يف فلسطني‬
‫‪ .4‬هل جييز الفقه والقانون تأجيل تنفيذ العقوبة السالبة للحرية م يي األصل؟‬
‫‪ .5‬كي يكون التكيي الفقهي والقانوين لنظام تأجيل العقوبات السالبة للحرية؟‬
‫‪ .6‬كي طب الفقه اإلسالمي والقانون تأجيل تنفيذ العقوبات السالبة للحرية بطريقة واقعية مقبولة؟‬
‫‪ .7‬ما هو يكم الفقه اإلسالمي والترريع اجلنائي النافذ يف فلسطني يف تأجيل تنفيذ العقوبة السالبة للحرية؟‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪18‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫حب الفقهاء القدامى وكذلك املعاصرون منهم مسألة تأجيل تنفيذ العقوبات م يدود وقصاص وياتات ذلك‬
‫وطبيعته‪ ،‬وما يتعل بذلك م مسائل وأيكام يف الكتب الفقهية املتعددة‪ ،‬وتناولت كذلك بعض الكتابات القانونية‬
‫اخلاصة باملوضوعات اجلنائية تأجيل تنفيذ العقوبات ومنها السالبة للحرية وف تفصيالت متعددة‪ ،‬وعليه فقد كان م‬
‫بني هذه الدراسات ما يأيت‪:‬‬
‫العموش‪ ،‬حممد حممود‪ ،‬تأجيل العقوبة يف الفقه اإلسالمي ‪ -‬دراسة مقارنة‪ ،‬اجمللة األردنية يف الدراسات اإلسالمية‪،‬‬
‫اجمللد اخلامس‪ ،‬العدد الرابع‪4134 ،‬ه‪1111/‬م‪ ،‬فتحدث ع ماهية العقوبة يف املفهوم الررعي‪ ،‬وياتات اقحلكم‬
‫الررعي لتأجيل العقوبة بركل عام ومل تركز دراسته أو ختتص بالعقوبات السالبة للحرية يف املفهوم الررعي وتا يىت‬
‫القانوين وف تفصيالت ومقارنات وحنو ذلك مما عاجله موضوع هذا البح ‪.‬‬
‫الزهراين‪ ،‬أمحد ب عبد اهلل ب حييي‪ ،‬تنفيذ عقوبات اقحلدود وتأجيلها دراسة فقهية مقارنة مبا عليه العمل يف اململكة‬
‫العربية السعودية‪ ،‬وهي رسالة دكتوراه‪ ،‬حتدث فيها الباي ع ع ماهية تأجيل العقوبة يف املفهوم الررعي‪ ،‬وياتات‬
‫تأجيلها م النايية الررعية واملعمول به يف اململكة العربية السعودية بركل عام‪ ،‬وتأيت هذه الدراسة على معاجلة تأجيل‬
‫تنفيذ العقوبات السالبة للحرية فقط م وجهة نظر الفقه اإلسالمي والترريعات اجلنائية النافذة يف فلسطني وهو ما مل‬
‫على العقوبات السالبة للحرية وف مفهوم الررع والقانون والتفصيالت‬ ‫مل تق‬ ‫ختتص به دراسة الزهراين يي‬
‫واملقارنات اليت سيتم تناوهلا يف هذا البح ‪.‬‬
‫مجيل دكتور‪ ،‬حممد جرب السيد عبد اهلل‪ ،‬نظام تأجيل النط بالعقوبة يف ميزان الفقه اإلسالمي (دراسة‬
‫تقوميية(‪ ،‬يوليات جامعة اجلزائر‪ ،4‬العدد ‪ ،31‬اجلزء الرابع‪ ،‬ديسمرب ‪ ،1147‬يي استهدفت الدراسة بيان مفهوم‬
‫الفقه اإلسالمي م ذلك‪،‬‬ ‫تأجيل النط بالعقوبة‪ ،‬والةرض منه‪ ،‬وما مييزه ع غره‪ ،‬وشروط تطبيقه‪ ،‬وبيان موق‬
‫وتوصلت إىل نتائج منها أن الةرض م نظام تأجيل النط بالعقوبة يف القانون يتف مع ما ذهبت إليه الرريعة‬
‫تنفيذ العقوبة‪ ،‬ونظام العفو‬ ‫ع نظام وق‬ ‫اإلسالمية يف هذا اخلصوص‪ ،‬وبأن نظام تأجيل النط بالعقوبة خيتل‬
‫أن نظام تأجيل العقوبة يعد عقوبة يف يد ذاته‪ ،‬وليس تدبرا ايرتازيا‪ ،‬و َّ‬
‫أن الرريعة اإلسالمية تا متنع م‬ ‫القضائي‪ ،‬و َّ‬
‫األخذ بالرروط اليت وضعها القانون لتطبي نظام تأجيل النط بالعقوبة شريطة أن يقتصر تطبي هذا النظام على‬
‫اجلرائم التعزيرية دون سواها‪ .‬ومع أمهية هذه الدراسة إتا أهنا حتدثت ع مسألة تأجيل النط بالعقوبة وهي مل تق‬
‫على منظور الفقه اإلسالمي اخلاص يف تأجيل تنفيذ العقوبات السالبة للحرية‪ ،‬وهي كذلك مل تتناول موق الترريعات‬
‫اجلنائية النافذة يف فلسطني م مسألة تأجيل تنفيذ العقوبة وهو ما سيتم دراسته يف هذا البح ‪.‬‬
‫اخلرشة‪ ،‬حممد أمني‪ ،‬ودراوشة‪ ،‬عالء يوس ‪ ،‬تأجيل تنفيذ العقوبة يف الترريع اإلمارايت دراسة مقارنة‪ ،‬جملة جامعة‬
‫الترريع اإلمارايت‬ ‫حتدثت الدراسة ع موق‬ ‫العني لألعمال والقانون‪ ،‬اإلصدار األول‪ ،‬العدد األول‪ ،1148 ،‬يي‬
‫على رأي‬ ‫املاهية وياتات وجوب التأجيل وكلك ياتات جوازه‪ ،‬ومل تق‬ ‫م تأجيل تنفيذ العقوبة م يي‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪19‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫الترريعات اجلنائية النافذة يف فلسطني واليت تتعل مبوضوع الدراسة وتا يىت رأي الفقه اإلسالمي م ذلك‪ ،‬وهو ما م‬
‫الرتكيز عليه ومعاجلته يف هذه البح وف تفصيالت علمية م النايية الررعية والقانونية‪.‬‬
‫الدركزيل‪ ،‬عباس يكمت فريان‪ ،‬القوة التنفيذية لأليكام اجلزائية‪ ،‬تأجيل تنفيذ األيكام الصادرة بعقوبة سالبة‬
‫املررع‬ ‫موق‬ ‫حتدث ع‬ ‫للحرية‪ ،https://almerja.com/reading.php?idm=79155،‬يي‬
‫العراقي م هذه املسألة بصفحات خمتصرة دون معاجلة املسألة م النايية الررعية وتا يىت ما ذهبت إليه الترريعات‬
‫اجلنائية النافذة يف فلسطني وهو ما م اقحلدي عنه وتناوله يف هذه الدراسة‪.‬‬
‫منهج البحث‪:‬‬
‫ولقد كان منهج البح كاآليت‪:‬‬
‫‪ .4‬اتاعتماد على املنهجني الوصفي والتحليلي‪ ،‬وذلك ببيان ماهية تأجيل تنفيذ العقوبات السالبة للحرية وأسبابه‬
‫الفقهي والقانوين لذلك وم مث يكم الفقه‬ ‫وأسسه‪ ،‬وم مث حتليل هذه األسس والوقوف على التكيي‬
‫اإلسالمي والقانون اجلنائي يف املسألة موضع البح ‪ ،‬وها م خالل الرجوع إىل املراجع املتخصصة يف‬
‫موضوعات البح وخاصة املراجع اقحلديثة‪.‬‬
‫‪ .1‬وسيعتمد البايثان بركل أساسي على املنهج التحليلي الذي يتمثل باستقراء وحتليل النصوص والقواعد‬
‫الفقهية والقانونية املتعلقة بنظام تأجيل تنفيذ العقوبة‪ ،‬وخاصة تلك النصوص الواردة يف قانون اإلجراءات‬
‫اجلزائية الفلسطيين رقم (‪ )3‬لسنة ‪.1114‬‬
‫‪ .3‬وبطبيعة اقحلال وتاعتبار هذه الدراسة بني الفقهني اإلسالمي واجلنائي فإن البايثني سيتبعان املنهج املقارن م‬
‫خالل دراسة النصوص والقواعد الترريعية املتعلقة بنظام تأجيل تنفيذ العقوبات السالبة للحرية يف الفقه‬
‫اإلسالمي والترريع اجلنائي الفلسطيين ومقارنتها ما أمك ذلك يف مواضع البح املطروق باهبا‪.‬‬
‫محتوى البحث‪:‬‬
‫جاء هذا البح يف مقدمة وخامتة وثالثة مباي وذلك على النحو اآليت‪:‬‬
‫املبح األول‪ :‬ماهية تأجيل تنفيذ العقوبة وأهداف ذلك يف الفقه اإلسالمي وقانون اإلجراءات اجلزائية الفلسطيين‬
‫رقم (‪ )3‬لسنة ‪.1114‬‬
‫املطلب األول‪ :‬يقيقة تأجيل تنفيذ العقوبة يف الفقه اإلسالمي وقانون اإلجراءات اجلزائية الفلسطيين رقم (‪)3‬‬
‫لسنة ‪.1114‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬أهدف تأجيل تنفيذ العقوبة يف الفقه اإلسالمي وقانون اإلجراءات اجلزائية الفلسطيين رقم (‪)3‬‬
‫لسنة ‪.1114‬‬
‫املبح الثاين‪ :‬فروض التأجيل اجلوازي لتنفيذ العقوبة يف الفقه اإلسالمي وقانون اإلجراءات اجلزائية الفلسطيين رقم‬
‫(‪ )3‬لسنة ‪.1114‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪20‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫مرضا يعرض يياته للخطر‬


‫املطلب األول‪ :‬تأجيل تنفيذ العقوبة ملرض اجلاين ً‬
‫املطلب الثاين‪ :‬تأجيل تنفيذ العقوبة لوجود اقحلمل وتأثره بتطبيقها‬
‫املطلب الثال ‪ :‬تأجيل تنفيذ العقوبة للحكم على الزوجني باقحلبس مدة تا تزيد ع سنة‬
‫املطلب الرابع‪ :‬تأجيل تنفيذ العقوبة يال رغب احملكوم عليه باستئناف اقحلكم‬
‫الثال ‪ :‬فروض التأجيل الوجويب لتنفيذ العقوبة يف الفقه اإلسالمي وقانون اإلجراءات اجلزائية الفلسطيين‬ ‫املبح‬
‫رقم (‪ )3‬لسنة ‪.1114‬‬
‫املطلب األول‪ :‬تأجيل تنفيذ العقوبة جلنون اجلاين وانعدام أهليته‬
‫املطلب الثاين‪ :‬تأجيل تنفيذ العقوبة مراعاة للظروف السياسية كحال اقحلرب واتاضطرابات‬
‫وأخراً‪ :‬فهذا غاية جهد البايثني‪ ،‬فإن كان مث توفي فبفضل اهلل تعاىل‪ ،‬وإن كانت األخرى فم عجز‬
‫وتقصر ونستةفر اهلل العظيم‪.‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪21‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية تأجيل تنفيذ العقوبة وأهداف ذلك في الفقه اإلسالمي وقانون‬
‫اإلجراءات الجزائية الفلسطيني رقم (‪ )3‬لسنة ‪1002‬‬
‫يعد تأجيل تنفيذ العقوبة م الوسائل املهمة املستحدثة لتفريد العقاب‪ ،‬يي يقدر املررع جواز تأجيل التنفيذ أو‬
‫وجوبه مراعاة ألسباب إنسانية‪ ،‬أو أخرى تتعل مببدأ شخصية العقوبة‪ ،‬وجمال ذلك الترريعات اليت تأخذ به‪ ،‬وفيما يأيت‬
‫الوقوف على تفصيالت ذلك م مطالب‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬حقيقة تأجيل تنفيذ العقوبة في الفقه اإلسالمي وقانون اإلجراءات الجزائية الفلسطيني رقم‬
‫(‪ )3‬لسنة ‪1002‬‬
‫إن تطبي األيكام اجلزائية م يي الزمان يعد م األمور األساسية اليت تظهر مبدأ شرعية اجلرائم والعقوبات يف‬
‫نص(‪ )1‬على‪ :‬أنه تا‬ ‫النظم والترريعات اجلنائية اليت منها القانون األساسي الفلسطيين املعدل لسنة (‪ )1116‬يي‬
‫جرمية وتا عقوبة إتا بنص‪ ،‬وهو ما جاء يف نصوص قانون العقوبات األردين ـ النافذ يف الضفة الةربية يي نصت املادة‬
‫(‪ )3‬منه على أنه‪ " :‬تا يقضى بأية عقوبة مل ينص القانون عليها يني اقرتاف اجلرمية‪ ،‬وتعترب اجلرمية تامة إذا متت أفعال‬
‫تنفيذها دون النظر إىل وقت يصول النتيجة"(‪.)2‬‬
‫وهذا يدل على أمهية مبدأ التجرمي والعقاب يف حتقي الردع والزجر والعدالة يف الترريع والتطبي ‪ ،‬ألن م يرتكب‬
‫جرما فهو يعلم أو يتمك م العلم بالعقوبة املرتتبة على ذلك‪ ،‬بقواعد واضحة تا لبس فيها‪ ،‬ومع ثبوت هذه القاعدة‬
‫ً‬
‫العلمية يف الترريع فقد ظهر موضوع يرتبط بتنفيذ األيكام وتطبيقها‪ ،‬وهو تأجيل تنفيذ العقوبة يف الترريعني اإلسالمي‬
‫املعاجلة والبيان‪ ،‬يي م‬ ‫واجلنائي‪ ،‬الذي يعد م املسائل املهمة واملؤثرة اليت وقفت عليها هذه الترريعات م يي‬
‫التعرض لطبيعة تطبي العقوبة على املرأة اقحلامل وما يرتتب على ذلك م يقوق األم والولد‪ ،‬وراعت كذلك قواعد‬
‫تنفيذ‬ ‫الرمحة والعدالة عند جنون اجلاين أو زوال أهليته‪ ،‬وعدت بعض الظروف واإلجراءات اخلاصة مما يعترب يف وق‬
‫العقوبة وتراعى عند تطبيقها‪ .‬ولذلك كان تا بد م حتديد ماهية تأجيل التنفيذ م أجل الوصول إىل اقحلكم الررعي‬
‫والقانوين هلذا اإلجراء الترريعي؛ فالتأجيل بركل عام يطل على إرجاء األمر وتأخره ملدة حمددة أو غر حمددة‪ ،‬سواء‬
‫أكان هذا التأجيل مبدة يقررها الررع كالعدة‪ ،‬أو بأمر القضاء كطلب إيضار البينة‪ ،‬أو أن يتف عليها للوفاء بالتزام ما‪.‬‬
‫وأما تأجيل تنفيذ العقوبة يف املفهوم القانوين؛ فقد ترك املررع اجلزائي تعريفه جلانب الفقه‪ ،‬الذي عرفه بأنه‪ :‬إرجاء البدء‬
‫يف تنفيذ العقوبة املانعة للحرية على الرغم م صرورة اقحلكم الصادر هبا مربماً(‪ )3‬يف يني عرفه البعض اآلخر على انه‬

‫‪ - 1‬املادة (‪ )46‬م القانون األساسي الفلسطيين املعدل لسنة‪1116‬‬


‫‪ - 2‬السعيد‪ ،‬كامل‪ ،‬شرح األيكام العامة يف قانون العقوبات دراسة مقارنة‪ ،‬ط‪ ،4‬دار الثقافة للنرر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،1111 ،‬ص‪-61‬‬
‫‪.63‬‬
‫‪ - 3‬يسين‪ ،‬حممود جنيب‪ ،‬شرح قانون العقوبات اللبناين القسم العام‪ ،‬اجمللد الثاين‪ ،‬ط‪ ،3‬منرورات اقحلليب اقحلقوقية‪ ،‬بروت‪4117 ،‬م‪،‬‬
‫ص ‪.116‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪22‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫عدم وضع اجلزاء اجلنائي موضع التنفيذ بالرغم م اكتساب اقحلكم للقوة التنفيذية‪ ،‬وذلك بسبب طروء عارض أو بناء‬
‫(‪)1‬‬
‫على السلطة التقديرية للمحكمة أو اجلهة املختصة‬
‫وبناء على ذلك فإن تأجيل تنفيذ العقوبة املفهوم اجلنائي يعين‪ :‬إرجاء تنفيذ اقحلكم اجلزائي الذي اكتسب الدرجة‬
‫القطعية لظروف معينة قد تتعل باحملكوم عليه أو غره‪ ،‬وذلك ملدة زمنية حتكمها الظروف اليت دعت إىل تأجيلها سواء‬
‫ م ربطها مبدة زمنية أم تا‪.‬‬
‫وهلذا فقد يرصت الترريعات اجلنائية املعاصرة مبا فيها املررع الفلسطيين على تثبيت نظام تأجيل تنفيذ العقوبة‬
‫السالبة للحرية‪ ،‬عندما نص قانون اإلجراءات اجلزائية الفلسطيين على العديد م ياتات تأجيل تنفيذ العقوبة السالبة‬
‫عائدا لظروف متعلقة باحملكوم عليه أو تعل حبالة قانونية بأن ترك للمحكمة سلطة تقديرية‬
‫للحرية سواء أكان السبب ً‬
‫يف إرجاء تنفيذ اقحلكم كما ورد يف نص املادة (‪ )311‬م قانون اإلجراءات اجلزائية الفلسطيين اليت أجازت للمحكمة‬
‫إرجاء تنفيذ اقحلكم املستأن قحلني الفصل يف اتاستئناف إذا أبدى احملكوم عليه رغبة باستئناف ذلك اقحلكم‪.‬‬
‫ورغم وجود السند التنفيذي املرمول بالقوة التنفيذية فإن هنالك أيو ًاتا يتم فيها تأجيل تنفيذ العقوبة‪ ،‬والتأجيل‬
‫يف هذه األيوال يرجع لعدة أسباب تتعل بظروف احملكوم عليه تا مبضمون ذلك السند التنفيذي ذاته‪ ،‬وعليه فإن‬
‫إعماتا لنص املادة (‪ )171‬م قانون اإلجراءات اجلزائية‬
‫ً‬ ‫التنفيذ وذلك‬ ‫ع مسألة وق‬ ‫تأجيل التنفيذ خيتل‬
‫الفلسطيين اليت يتم مبوجبها وق تنفيذ العقوبة مراعاة لظروف تتعل بقوة السند التنفيذي ذاته‪ ،‬خبالف تأجيل التنفيذ‪،‬‬
‫يي يؤجل تنفيذ العقوبة يف الفقه اإلسالمي والقانون الفلسطيين يف ياتات منها قد تكون جوازية وأخرى قد تكون‬
‫وجوبية(‪ )2‬مثل‪:‬‬
‫‪ .4‬أن يكون التأجيل ألسباب تتعل باجلاين كمرضه‪ ،‬وانعدام أهليته وزواهلا باجلنون وحنوه‪.‬‬
‫‪ .1‬أن يكون تأجيل تنفيذ العقوبة ألسباب تتعل بأشخاص يؤثر فيهم تنفيذها‪ ،‬كوجود اقحلمل وما يرتتب على‬
‫ذلك م الوتادة‪ ،‬والنفاس‪ ،‬والرضاع‪ ،‬وكذلك عدم توفر األهلية ألولياء اجملين عليه‪ ،‬أو أن م أقارب اجلاين م‬
‫كبرا‪.‬‬
‫صةرا كان أم ً‬
‫حيتاج رعاية وتربية ً‬
‫‪ .3‬أن تأجيل تنفيذ العقوبة يرتبط حباتات وظروف تنفيذها‪ ،‬كاأليوال اليت تتعل بإجراءات التنفيذ وتقتضي هذا‬
‫التأجيل‪.‬‬

‫‪ - 1‬وليد‪ ،‬ساهر‪ ،‬إبراهيم‪ ،‬براك‪ ،‬أمحد‪ ،‬تنفيذ اجلزاء اجلنائي يف الترريع الفلسطيين‪ ،‬جملة جامعة األزهر‪ ،‬غزة‪ ،1146 ،‬اجمللد ‪،48‬‬
‫ص‪.448‬‬
‫‪ - 2‬براك‪ ،‬أمحد‪ ،‬التنفيذ العقايب يف ضوء السياسة العقابية املعاصرة‪ ،‬دراسة حتليلية تطبيقية لقانون اإلجراءات اجلزائي الفلسطيين‪،‬‬
‫‪http://www.ahmadbarak.ps/Category/StudyDetails‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪23‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫ويىت ميك فهم هذه املباديء اجلنائية وخاصة ما يتعل بوقت وقوع اجلرمية أو وقت تنفيذها وتطبيقها‬
‫وكيفيت ه؛ كان تا بد م الوقوف على أهداف مراعاة تأجيل تنفيذ العقوبة إلعمال مبدأ العدالة واملساعدة يف إرسائه‬
‫وذلك فيما يأيت‪:‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أهدف تأجيل تنفيذ العقوبة في الفقه اإلسالمي وقانون اإلجراءات الجزائية الفلسطيني رقم‬
‫(‪ )3‬لسنة ‪1002‬‬
‫إن العلة م تقرير ياتات تأجيل تنفيذ العقوبة يعود إىل عدة أسباب(‪)1‬؛ أوهلا‪ :‬يرتبط بوجود عارض م عوارض‬
‫أهلية التنفيذ لدى احملكوم عليه الذي يثبت إصابته باجلنون‪ ،‬كي تا تفقد العقوبة السالبة للحرية أهدافها يف الردع اخلاص‬
‫وإصالح احملكوم عليه‪ ،‬وهي غايات تا ميك حتقيقها إذا نفذت العقوبة حب احملكوم عليه اجملنون الذي تا يدرك إيالم‬
‫العقوبة وتا يستطيع استيعاب ما تنطوي عليه م نظم تأهيل وتأديب‪ ،‬وثانيها‪ :‬اقحلفاظ على صحة احملكوم عليه الذي‬
‫يعاين م أمراض‪ ،‬يىت تا يكون يف التنفيذ عليه ما يعرض يياته للخطر‪ ،‬وثالثها‪ :‬تعزيز مبدأ شخصية العقوبة‪ ،‬أي أن‬
‫حمرضا" وبالتايل فال ميتد أثر ذلك إىل‬
‫فاعال أم شري ًكا‪ ،‬متدخالً أو ً‬
‫أملها تا ينال إتا شخص احملكوم عليه "سواء أكان ً‬
‫غره م أفراد أسرته أو أقربائه‪.‬‬
‫يي إن األصل يف العقوبة يف الترريع اإلسالمي واجلنائي النافذ يف فلسطني أن تقع على اجلاين فور ثبوهتا عليه‪،‬‬
‫دون مماطلة أو تأخر إتاّ لعذر‪ ،‬وذلك ردعاً للجاين ومحالً لةره على سلوك ُسبل السالم والطهارة والنجاة‪ ،‬فالعقوبة رغم‬
‫ما فيها م إيالم ميس اجلاين إتا أهنا جاءت مبثابة رمحة عامة شاملة‪ ،‬يي يعد مظاهر هذه الرمحة أن العقوبة قد توجل‬
‫يف بعض اقحلاتات وذلك لتحقي عدة أهداف منها ما يأيت(‪:)2‬‬
‫أوتا‪ :‬مراعاة اعتبارات املنفعة اتاجتماعية اليت تتحق هبا مصلحة تربو على مصلحة التنفيذ الفوري للعقوبة واليت لو‬
‫ً‬
‫نفذت فوراً ألقحلقت أضراراً ظاهرة باجلاين أو بةره‪ ،‬والترريع مداره األساس ومقصده الترريعي العام مراعاة املصلحة‬
‫ودرء املفسدة‪ ،‬و"رمبا كانت املصاحل مفاسد فيؤمر هبا أو تباح تا لكوهنا مفاسد‪ ،‬بل لكوهنا مؤدية إىل املصاحل وذلك‬
‫كقطع األيدي املتآكلة‪ ،‬يفظاً لألرواح وكاملخاطرة باألرواح يف اجلهاد وكذلك العقوبات الررعية كلها ليست مطلوبة‬
‫لكوهنا مفسدة بل لكون املصلحة هي املقصودة م ترريعها ‪ ،)3( "...‬وهنا يكون تأجيل تنفيذ العقوبة على اجلاين م‬
‫تنفيذ العقوبة بل ألن يف هذا التأجيل حتقي مصلحة يقصد منها الترريع أتا يقع‬ ‫باب الرتوي يف ذلك تا بقصد وق‬
‫بسبب التنفيذ أي ظلم ومفسدة‪ ،‬سواء تعل ذلك باجلاين نفسه أو بةره م أفراد اجملتمع الذي تربطهم عالقة مؤثرة‬
‫واضحة‪.‬‬

‫‪ - 1‬فودة‪ ،‬عبد اقحلكم‪ ،‬إشكاليات التنفيذ يف املواد اجلنائية يف ضوء الفقه وقضاء النقض‪ ،‬دار املطبوعات اجلامعية‪ ،1116،‬ص‪111‬‬
‫‪ - 2‬العموش‪ ،‬حممد حممود‪ ،‬تأجيل العقوبة يف الفقه اإلسالمي ‪ -‬دراسة مقارنة‪ ،‬اجمللة األردنية يف الدراسات اإلسالمية‪ ،‬اجمللد اخلامس‪،‬‬
‫العدد الرابع‪4134 ،‬ه‪1111/‬م‪ ،‬ص‪ 3‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ - 3‬اب عبد السالم السلمي‪ ،‬عز الدي ‪ ،‬قواعد األيكام يف مصاحل األنام‪ ،‬دار الرروق‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪4157 ،4‬م‪.1/4 ،‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪24‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫ثانيًا‪ :‬إن زجر اجلاين وردعه وإصاليه م املقاصد اليت يراد حتقيقها م تنفيذ العقوبة‪ ،‬فحىت تا يعود اقحلاين‬
‫تارتكاب جرمية يلجأ الرارع إىل عدة طرق إلصاليه وم ذلك تنفيذ العقوبة وتأجيل تنفيذها يف ياتات ألن يدود‬
‫الررع موانع قبل الوقوع زواجر بعده(‪ ،)1‬وقد "كان م بعض يكمته سبحانه وتعاىل ورمحته أن شرع العقوبات يف‬
‫اجلنايات الواقعة بني الناس بعضهم على بعض يف النفوس واألبدان واألعراض واألقوال‪ ...‬فأيكم اهلل سبحانه وتعاىل‬
‫وجوه الزجر الرادعة ع هذه اجلنايات غاية األيكام وشرعها على أكمل الوجوه املقنعة ملصلحة الردع والزجر مع عدم‬
‫اجملاوزة ملا يستحقه اجلاين م الردع"(‪ ،)2‬وإذا نظر اجلاين إىل أن الترريع ينظر يف ياله ويال م يتأثر بتنفيذ العقوبة‬
‫مقصودا لذاته بل ملا حيققه م مبدأ الردع؛ وهو يعين إيياء لضمره وزيادة التفكر‬
‫ً‬ ‫عليه م الناس يعلم أن العقاب ليس‬
‫مقبال على الصالح ويس األخالق وهو ما‬ ‫مطيعا ً‬‫يف جمتمعه والترريعات اليت تعاجل هذه التصرفات‪ ،‬فيجد نفسه ً‬
‫اب لَ َعلَّ ُه ْم يـَْرِج ُعو َن"(‪.)3‬‬
‫اهم بِالْع َذ ِ‬
‫َخ ْذنَ ُ َ‬‫امتثاتا لقوله تعاىل‪َ " :‬وأ َ‬
‫يهدف إليه الترريع م تأجيل تنفيذ العقوبة على اجلاين‪ً ،‬‬
‫وألن "اقحلدود زواجر وضعها اهلل تعاىل للردع ع ارتكاب ما يظر وترك ما أمر ملا يف الطبع م مةالبة الرهوات امللهية‬
‫ع وعيد اآلخرة بعاجل اللذة فجعل اهلل م زواجر اقحلدود ما يردع ذا اجلهالة يذراً م أمل العقوبة"(‪.)4‬‬
‫ثالثًا‪ :‬إن الةاية م تنفيذ العقوبة السالبة للحرية هي حتقي العدالة يف جانبيها األخالقي واتاجتماعي‪ ،‬ويتحق‬
‫اجلانب األخالقي بإصدار يكم هبا إلرضاء الرعور العام وحتقي أثرها املتمثل بالردع‪ ،‬ويكون حتق اجلانب اتاجتماعي‬
‫عند تنفيذها على احملكوم عليه ع طري إخضاعه للنظم والربامج اإلصاليية داخل املؤسسة هبدف إعادة تأهيله‬
‫اجتماعياً‪ ،‬وبالتايل يأيت تأجيل تنفيذ العقوبة _ على شخص يقصد م عقوبته جوانب أخالقية واجتماعية _ م قبيل‬
‫الوصول إىل إرساء عوامل األم واتاستقرار يف اجملتمع‪ ،‬وهو يعمل كذلك على تقوية أسس التضام والتكافل‬
‫اتاجتماعي بني أفراد اجملتمع(‪ ،)5‬فاجلاين وعائلته وم يرتبط به م أفراد هذا اجملتمع يهمهم أمر تنفيذ العقوبة ويؤثر فيهم‬
‫ذلك التنفيذ‪ ،‬ويىت تتعم لديهم الثقة بالترريع ويتقبلوا ذلك بطمأنينة ومسؤولية جاء ترريع تأجيل تنفيذ العقوبة‬
‫وعمد إليه يف التعامل مع اجلناة هبدف حتقي العدالة يف فصل املنازعات بني الناس‪ ،‬ومراعاة جانب م هلم عالقته به‬
‫م األشخاص ويسب ظروفهم‪.‬‬
‫ابعا‪ :‬إن م مقاصد الرريعة العامة حتقي مصاحل الناس حبفظ ضروراهتم اخلمس م الدي ‪ ،‬والنفس‪ ،‬والعقل‪،‬‬ ‫رً‬
‫والنسل‪ ،‬واملال م خالل إجيادها وحتصينها‪ ،‬وملا كانت اجملتمعات هتتم مبصاقحلها الرخصية الفردية جاء الترريع مبراعاة‬

‫‪ - 1‬الروكاين‪ ،‬حممد ب علي‪ ،‬فتح القدير‪ ،‬مطبعة البايب اقحلليب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ .441/1 ،4151 ،1‬العموش‪ ،‬تأجيل العقوبة يف الفقه‬
‫اإلسالمي ‪ -‬دراسة مقارنة‪ ،‬ص‪ 3‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ - 2‬اب القيم‪ ،‬حممد ب أب بكر‪ ،‬إعالم املوقعني ع رب العاملني‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط‪.16/1 ،4‬‬
‫‪ - 3‬سورة الزخرف‪ ،‬آية ‪.17‬‬
‫‪ - 4‬املاوردي‪ ،‬علي ب حممد‪ ،‬األيكام السلطانية والوتايات الدينية‪ ،‬البايب اقحلليب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪4154 ،1‬م‪ ،‬ص‪.114‬‬
‫‪ - 5‬أبو يسان‪ ،‬حممد‪ ،‬أيكام اجلرمية والعقوبة‪ ،‬مكتبة املنار‪ ،‬الزرقاء‪ ،‬ط‪4178 ،4‬م‪ ،‬ص‪.137‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪25‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫هذه املصاحل األساسية للحفاظ على مصلحة اجلماعة بترريع العقوبات وكيفية تطبيقها ويىت تأجيل تنفيذها إلرساء‬
‫قواعد العدالة ومفاهيمها وبالتايل تثبيت دعائم النظم اتاجتماعية الصحيحة(‪)1‬‬
‫جاء يف كتاب اإليكام لآلمدي‪" :‬علمنا م يال الرارع أنه تا يَِرُد باقحلكم خلياً ع اقحلكمة إذ األيكام إمنا‬
‫شرعت ملصاحل العبيد‪ ،‬وليس ذلك بطري الوجوب‪ ،‬بل بالنظر إىل جري العادة املألوفة م شرع األيكام"(‪ ،)2‬وذلك‬
‫ألن "املقصود م شرع اقحلكم إما جلب مصلحة أو دفع مضرة‪ ،‬أو جمموع األمري بالنسبة إىل العبد لتعايل الرب تعاىل‬
‫ع الضرر واتانتفاع‪ ،‬ورمبا كان ذلك مقصوداً للعبد ألنه مالئم له ومواف لنفسه"(‪.)3‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬فروض التأجيل الجوازي لتنفيذ العقوبة في الفقه اإلسالمي وقانون اإلجراءات‬
‫الجزائية الفلسطيني رقم (‪ )3‬لسنة ‪1002‬‬
‫رغم أن األصل يف األيكام اجلزائية بعقوبة سالبة للحرية أن تصبح واجبة التنفيذ مبجرد أن تصبح مربمه(‪ ،)4‬إتا أن‬
‫معظم الترريعات اجلزائية – مبا فيها الترريع الفلسطيين – ويف ياتات حمددة أجازت فيها تأجيل تنفيذ العقوبة السالبة‬
‫نصوصا أجاز فيها‬
‫ً‬ ‫للحرية مراعاة ملصلحة احملكوم عليه أو مراعاة لظروف األسرة‪ .‬يي أفرد املررع اجلزائي الفلسطيين‬
‫تأجيل تنفيذ العقوبة السالبة للحرية احملكوم هبا‪ ،‬وسنعرض هلذه اقحلاتات فيما يأيت‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تأجيل تنفيذ العقوبة لوجود الحمل وتأثره بتطبيقها‬
‫اجلسدي للحامل‪ ،‬واقحلرص كذلك على عدم اإلضرار باجلنني‪ ،‬وايرتام مبدأ‬ ‫يأيت هذا التأجيل مراعاة الضع‬
‫شخصية العقوبات(‪ ،)5‬وهنا فقد قرر املررع الفلسطيين – شأنه يف ذلك شأن خمتل الترريعات اجلزائية – منح احملكوم‬
‫احملكوم عليها اقحلامل معاملة خاصة سواء جبواز تأجيل تنفيذ العقوبة السالبة للحرية قبل البدء بتنفيذ العقوبة أو التعامل‬
‫مع النزيلة اقحلامل أثناء فرتة تنفيذ العقوبة‪ ،‬يي أخذ باتاجتاه الذي أجاز تأجيل تنفيذ العقوبة السالبة للحرية‪ ،‬عندما‬
‫يامال جاز‬
‫نصت املادة (‪ )111‬م قانون اإلجراءات اجلزائية أنه‪ :‬إذا كانت احملكوم عليها بعقوبة مقيدة للحرية ً‬

‫‪ - 1‬الدوري‪ ،‬عدنان‪ ،‬علم اإلجرام‪ ،‬دار السالسل‪ ،‬الكويت‪ ،‬ط‪4171 ،4‬م‪ ،‬ص‪ ،416‬العموش‪ ،‬تأجيل العقوبة يف الفقه اإلسالمي ‪-‬‬
‫دراسة مقارنة‪ ،‬ص‪ 3‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ - 2‬اآلمدي‪ ،‬علي ب حممد‪ ،‬اإليكام يف أصول األيكام‪ ،‬املكتب اإلسالمي‪ ،‬بروت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪151/3 ،‬‬
‫‪ - 3‬اآلمدي‪ ،‬اإليكام يف أصول األيكام‪184/3 ،‬‬
‫مرموتا بالنفاذ‬
‫ً‬ ‫مربما إذا كان غر قابل للطع فيه باملعارضة أو اتاستئناف‪ ،‬أو كان اقحلكم غر هنائي (ابتدائي) وصدر‬
‫‪ - 4‬اقحلكم يكون ً‬
‫املؤقت أي يكون فيها التنفيذ فوريًا‪ ،‬يىت وان كان اقحلكم قابالً للنقض أو مطعونًا فيه بالنقض‪ ،‬املادة ‪ 311‬م قانون اإلجراءات اجلزائية‬
‫الفلسطيين‪ " :‬تا تنفذ األيكام الصادرة م احملاكم اجلزائية إتا إذا أصبحت هنائية‪ ،‬ما مل ينص القانون على خالف ذلك" واملادة ‪317‬‬
‫منه‪" :‬تا يرتتب على الطع بطري النقض إيقاف التنفيذ إتا إذا كان اقحلكم صادر باإلعدام"‪.‬‬
‫‪ - 5‬يسين‪ ،‬شرح قانون العقوبات اللبناين القسم العام‪ ،‬ص‪.116‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪26‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫تأجيل التنفيذ عليها يىت تضع محلها ومتضي مدة ثالثة شهور على الوضع‪ ،‬فإذا رؤي التنفيذ على احملكوم عليها‪ ،‬أو‬
‫ثبت يف أثناء التنفيذ أهنا يامل وجبت معاملتها يف مركز اإلصالح والتأهيل معاملة املوقوفني ايتياطيًا‪ ،‬يقابلها نص‬
‫املادة (‪ )4138‬م تعليمات النيابة العامة رقم (‪ )4‬لسنة ‪.)1(1115‬‬
‫كما نصت املادة (‪ )18‬م القانون اخلاص مبراكز التأهيل واإلصالح الفلسطيين على أن‪" :‬تعامل النزيلة اقحلامل‬
‫ابتداء م ظهور أعراض اقحلمل عليها واىل ما بعد الوضع بستني يوماً‪ ،‬معاملة خاصة م يي التةذية وأوقات النوم‬
‫والعمل وتوفر هلا العناية والرعاية الطبية وف ما يوصي به الطبيب وتتخذ التدابر الالزمة كي تضع محلها يف‬
‫املسترفى"‪.‬‬
‫والظاهر م هذه النصوص أن املررع الفلسطيين قد فرق باألثر املرتتب على ما إذا كان اقحلمل قبل البدء بتنفيذ‬
‫اقحلكم إذ للنيابة العامة اقحل يف تأجيل تنفيذ العقوبة السالبة للحرية املقررة على احملكوم عليها اقحلامل ويستمر التأجيل‬
‫إىل انتهاء ثالثة أشهر م تاريخ الوضع‪ ،‬أما إذا كانت احملكوم عليها قد أودعت باملؤسسة اإلصاليية وتبني بعد ذلك‬
‫بأهنا يامل فإنه تا يصار إىل اإلفراج عنها‪ ،‬وإمنا هلا أن حتظى باملزايا اليت يددهتا املادة (‪ )18‬م القانون املذكور وتلك‬
‫مفارقة تا يوجد ما يربرها‪.‬‬
‫وبناء على ذلك كان تا بد وجوب تأجيل تنفيذ العقوبة السالبة للحرية بالنسبة للمرأة اقحلامل‪ ،‬مراعاة تايتياجات‬
‫وإعماتا لفلسفة عدم اإلخالل برخصية العقوبة الثابتة يف القانون‪.‬‬
‫ً‬ ‫املرأة اقحلامل اليت تا ميك أن تتوفر داخل السج ‪،‬‬
‫ويتف الفقه اإلسالمي هنا مع ما ذهب إليه قانون اإلجراءات اجلزائية الفلسطيين م تأجيل تنفيذ العقوبة على‬
‫احملكوم عليها يال وجود محل بال خالف بني الفقهاء يف ذلك يىت تضع اقحلمل‪ ،‬سواء أكان اقحلمل قبل اجلرم أم بعده‬
‫وسواء كانت احملكوم عليها يامالً م سفاح أو تا‪.‬‬
‫وذلك يىت تا يؤدي تنفيذ العقوبة عليها إىل هالك الولد؛ ألنه نفس حمرتمة تا جرمية له‪ ،‬وعند أيب ينيفة تا حتد‬
‫يىت تفطم الولد إن مل يك له م يربيه(‪ ،)2‬ألن املبدأ الثابت يف الترريع اإلسالمي أنه‪" :‬أََّتا تَ ِزُر َوا ِزَرةٌ ِوْزَر‬
‫ُخَرى"(‪ )3‬والعقوبة الواقعة على املرأة اقحلامل تتعدى إىل محلها ولذلك وقحلقي هذه القاعدة فهي تا تنفذ على اقحلامل‬ ‫أْ‬
‫يىت تضع محلها؛ ألنه تا يؤم تل الولد م سراية اجللد ورمبا سرى اجللد إىل نفس األم فيفوت الولد بفواته(‪.)4‬‬

‫‪ - 1‬اليت جاء فيها‪" :‬إذا كان احملكوم عليها بعقوبة سالبة للحرية يامالً جاز تأجيل تنفيذ العقوبة يىت تضع محلها ومتضي مدة ثالثة أشهر‬
‫على الوضع‪ ،‬فإذا رؤى التنفيذ على احملكوم عليها أو ثبت يف أثناء التنفيذ أهنا يامل وجبت معاملتها يف مركز اإلصالح والتأهيل (السج )‬
‫معاملة املوقوفني ايتياطياً‪.‬‬
‫‪ - 2‬اب اهلمام‪ ،‬حممد ب عابد السيواسي‪ ،‬شرح فتح القدير‪ ،‬املطبعة األمرية‪ ،‬بوتاق‪ ،‬القاهرة‪ ،‬د‪.‬ت‪.438/1 ،‬‬
‫‪ - 3‬سورة النجم‪ ،‬آية ‪.37‬‬
‫‪ - 4‬الرربيين‪ ،‬حممد ب أمحد‪ ،‬مةين احملتاج‪ ،‬مطبعة اتاستقامة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬د‪.‬ط‪4166 ،‬م‪.13/1 ،‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪27‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫وبرأن ذلك روي أن امرأة م بين غامد جاءت إىل النيب صلى اهلل عليه وسلم فقالت‪ :‬يا رسول اهلل إين قد‬
‫فجرت فطهرين‪ ،‬فردها صلى اهلل عليه وسلم‪ .‬فلما كان الةد قالت‪ :‬يا رسول اهلل مل تَ َّردين؟ لعلك أن تَ َّردين كما رددت‬
‫ماعزاً‪ ،‬فوا اهلل إين قحلبلى‪ ،‬فقال هلا صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬أما اآلن تا فاذهيب يىت تلدي"‪ ،‬فلما ولدت أتته بالصيب يف‬
‫خرقة قالت‪ :‬هذا قد ولدته‪ ،‬فقال صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬اذهيب فأرضعيه يىت تفطميه"‪ ،‬فلما فطمته أتته بالصيب ويف‬
‫يده كسرة خبز فقالت‪ :‬ها أنا يا نيب اهلل قد فطمته‪ ،‬وقد أكل اخلبز‪ ،‬فرفع صلى اهلل عليه وسلم الصيب إىل رجل م‬
‫املسلمني مث أمر هبا فحفر هلا إىل صدرها وأمر الناس فرمجوها"(‪.)1‬‬
‫وروي كذلك أن امرأة يف جهينة زنت فأتت إىل رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم فقالت‪ :‬يا نيب اهلل‪ ،‬أصبت يداً‪،‬‬
‫علي‪ ،‬فدعا نيب اهلل صلى اهلل عليه وسلم وليها فقال‪" :‬أيس إليها‪ ،‬فإذا وضعت فأتين هبا"‪ ،‬ففعل فأمر هبا صلى‬
‫فأقمه َّ‬
‫اهلل عليه وسلم فركت عليها ثياهبا‪-‬أي شدت‪ -‬مث أمر هبا فرمجت مث صلى عليه الصالة والسالم عليها‪ ،‬فقال له عمر‬
‫رضي اهلل عنه‪ ،‬تُصلي عليها يا رسول اهلل وقد زنت؟ فقال صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬لقد تابت توبة لو قسمت بني سبعني‬
‫م أهل املدينة لوسعتهم‪ ،‬وهل وجدت توبة أفضل م أن جادت بنفسها هلل"(‪.)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫جاء يف‬ ‫يي‬ ‫ولذلك فالعلماء على أن املرأة إذا اعرتفت بالزنا وهي يامل أهنا تا ترجم يىت تضع محلها‬
‫املةين(‪ :)4‬هذا إمجاع أهل العلم تا نعلم بينهم فيه خالفاً‪ .‬وقال اب مفلح(‪ :)5‬إذا ادعت املرأة محالً يبست يىت يبني‬
‫أمرها‪.‬‬
‫ولثبوت تأجيل تنفيذ العقوبة على احملكوم عليها اقحلامل يف الفقه اإلسالمي جند أن التنفيذ عند مجهور الفقهاء م‬
‫اقحلنفية‪ ،‬واملالكية‪ ،‬والرافعية‪ ،‬واقحلنابلة(‪ ،)6‬تا يكون إتا بعد انتهاء يال النفاس واستةناء الولد ع أمه وذلك ملا روي‬
‫ع علي ب أيب طالب رضي اهلل عنه أنه قال‪َّ " :‬‬
‫إن أمةً لرسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم زنت فأمرين أن أجلدها‪ ،‬فإذا‬
‫هي يديثة عهد بنفاس‪ ،‬فخريت إن أنا جلدهتا أن أقتلها‪ ،‬فذكرت ذلك لرسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫"أيسنت اتركها يىت متاثل"(‪.)7‬‬

‫‪ - 1‬مسلم‪ ،‬اب اقحلجاج النيسابوري‪ ،‬صحيح مسلم‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بروت‪ ،‬د‪.‬ط‪.411/6 ،‬‬
‫‪ - 2‬مسلم‪ ،‬الصحيح‪.414-411/6 ،‬‬
‫‪ - 3‬اب املنذر‪ ،‬حممد ب إبراهيم‪ ،‬اإلشراف على مذاهب أهل العلم‪ ،‬دار إيياء الرتاث‪ ،‬قطر‪ ،‬د‪.‬ط‪.46/1 ،‬‬
‫‪ - 4‬اب قدامة‪ ،‬عبد اهلل ب أمحد‪ ،‬املةين‪ ،‬دار الكتاب العريب‪ ،‬بروت‪4181 ،‬م‪.834/8 ،‬‬
‫‪ - 5‬اب مفلح‪ ،‬حممد‪ ،‬الفروع‪ ،‬عامل الكتب‪ ،‬بروت‪ ،‬ط‪4158 ،3‬م‪.55/4 ،‬‬
‫‪ - 6‬اب عابدي ‪ ،‬حممد أمني‪ ،‬ياشية اب عابدي ‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بروت‪ ،‬ط‪4111 ،4‬م‪ ،43/3 ،‬اقحلطاب‪ ،‬حممد ب عبد‬
‫الرمح ‪ ،‬مواهب اجلليل لررح خمتصر خليل‪ ،‬مطبعة السعادة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪4311 ،4‬ه‪ ،163/5 ،‬الررازي‪ ،‬إبراهيم ب علي‪ ،‬املهذب‪ ،‬دار‬
‫املعرفة‪ ،‬بروت‪ ،‬ط‪ ،4331/1 ،1‬اب قدامة‪ ،‬املةين‪ ،411/4 ،‬العموش‪ ،‬تأجيل العقوبة يف الفقه اإلسالمي ‪ -‬دراسة مقارنة‪.‬‬
‫‪ - 7‬مسلم‪ ،‬الصحيح‪.416/6 ،‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪28‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫مرضا يعرض حياته للخطر‬


‫المطلب الثاني‪ :‬تأجيل تنفيذ العقوبة لمرض الجاني ً‬
‫نص قانون اإلجراءات اجلزائية يف املادة (‪ )113‬أنه‪ :‬إذا كان احملكوم عليه بعقوبة مقيدة للحرية مصاباً مبرض‬
‫يهدد بذاته أو بسبب التنفيذ يياته للخطر جاز تأجيل تنفيذ العقوبة عليه‪ ،‬ونصت املادة (‪ )4137‬م تعليمات‬
‫النيابة العامة الفلسطينية رقم (‪ )4‬لسنة ‪ 1115‬على أنه‪" :‬إذا كان احملكوم عليه بعقوبة سالبة للحرية مصاباً مبرض‬
‫يهدد يياته أو يعرض التنفيذ يياته للخطر جاز تأجيل تنفيذ العقوبة عليه"‪ ،‬كما نصت الفقرة الثامنة م املادة (‪)6‬‬
‫م القرار رقم (‪ )5‬لسنة ‪1115‬م بنظام واختصاص إدارة تنفيذ األيكام اجلزائية على أنه‪" :‬يقوم رؤساء النيابات‬
‫بإرسال الطلبات واألوراق اليت تقدم إليهم مرفوعة بالرأي لرئيس إدارة تنفيذ األيكام اجلزائية للبت فيها يسب‬
‫األصول ‪- 7 ...‬طلبات تأجيل التنفيذ إذا أصيب احملكوم عليه مبرض يهدد بذاته أو بسبب التنفيذ يياته للخطر"‪.‬‬
‫بينما أورد قانون رقم (‪ )5‬لسنة ‪ 4117‬برأن مراكز التأهيل واإلصالح الفلسطيين نصاً يلزم طبيب املركز التثبت م‬
‫نصت الفقرة األوىل م املادة (‪ )41‬م القانون على أنه‪" :‬يتعني على الطبيب تفقد‬ ‫يالة النزتاء الصحية‪ ،‬يي‬
‫أماك نوم النزتاء واقحلجر اتانفرادي والتثبت م يالة النزتاء الصحية ومعاجلة املرضى منهم ونقل م تتطلب يالته‬
‫املرضية إىل العيادة أو إىل املسترفى املختص وعزل املرتبه يف إصابتهم بأمراض معدية أو وبائية قحلني الرفاء وتطهر‬
‫األلبسة والفراش واألطعمة"‪ ،‬بينما نصت الفقرة الثانية "حتتسب املدة اليت يقضيها النزيل يف املسترفى م ضم مدة‬
‫العقوبة املقررة "‪.‬‬
‫والناظر يف النصوص القانونية السابقة جيد أن املررع الفلسطيين قد أوىل أمهية بضرورة احملافظة على اقحلالة الصحية‬
‫للمحكوم عليهم املرضى م نزتاء مراكز التأهيل واإلصالح بعقوبة سالبة للحرية ومتابعة أوضاعهم الصحية‪ ،‬لك وفقاً‬
‫لنص املادة (‪ )113‬املرار إليها ساب ًقا؛ فإنه ليس كل مرض يصيب احملكوم عليه هو موجب التأجيل التنفيذ وإمنا فقط‬
‫املرض اجلسدي الذي يعرض بذاته أو بسبب التنفيذ يياة احملكوم عليه للخطر أي املرض الذي جيعل التنفيذ غر جمد‬
‫لعدم حتقي العقوبة أغراضها‪ ،‬أما يف يالة إصابة احملكوم عليه مبرض خطر يهدد يياته بعد البدء يف تنفيذ العقوبة ففي‬
‫هذه اقحلالة تا يصار إىل تأجيل التنفيذ وإمنا يكون خاضعاً قحلكم اإلفراج الصحي الذي يقضي باإلفراج ع احملكوم‬
‫عليهم غر القادري على حتمل التنفيذ بسبب إصابتهم باملرض على أن خيضعوا للفحوصات الطبية بصورة دورية للتأكد‬
‫م يالتهم الصحية بةية إعادهتم إىل املؤسسة اإلصاليية إذا ما اكتسبوا الرفاء وحتسب مدة اإلفراج ضم مدة‬
‫العقوبة(‪.)1‬‬
‫والتأجيل وف ًقا هلذه املادة مسألة جوازية وللنيابة العامة أن تباشرها م تلقاء نفسها أو بناء على طلب م احملكوم‬
‫عليه ‪ ،‬إتا إن الظاهر هنا وجود تضارب بني النصوص القانونية‪ ،‬ففي الوقت الذي عدت فيه املادة (‪ )113‬م قانون‬
‫اإلجراءات اجلزائية أن يالة املرض هي م ياتات تأجيل العقوبة السالبة للحرية يىت لو يصل املرض أثناء تنفيذ‬

‫‪ - 1‬الدركزيل‪ ،‬عباس يكمت فريان‪ ،‬القوة التنفيذية لأليكام اجلزائية‪ ،‬تأجيل تنفيذ األيكام الصادرة بعقوبة سالبة للحرية‪،‬‬
‫‪https://almerja.com/reading.php?idm=79155.‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪29‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫اقحلكم؛ فإنه على عكس ما جاء يف الفقرة الثانية م املادة (‪ )41‬م قانون مراكز التأهيل واإلصالح ونص املادة‬
‫فورا إىل املسترفى إذا استدعت يالته ذلك"‪ ،‬وتقول الفقرة الثانية م املادة‬
‫(‪ )4/46‬الذي يقول‪" :‬حيال النزيل املريض ً‬
‫(‪" :)41‬حتسب املدة اليت يقضيها النزيل يف املسترفى م ضم مدة العقوبة"‪.‬‬
‫وبيان التناقض يف النصوص السابقة أن التأجيل إرجاء تنفيذ اقحلكم اجلزائي الذي اكتسب الدرجة القطعية لظروف‬
‫متعلقة باحملكوم عليه أو لوجود يالة قانونية‪ ،‬ملدة زمنية حتكمها الظروف اليت دعت إىل تأجيلها مع ايتساب مدة‬
‫التأجيل م العقوبة‪ ،‬بينما إيالة النزيل إىل املسترفى وبقاؤه فرتة زمنية للتأكد م يالته الصحية بةية إعادته إىل مركز‬
‫التأهيل واإلصالح إذا ما اكتسب الرفاء مع ايتساب مدة العالج ضم مدة العقوبة‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫على مرروعية تأجيل تنفيذ العقوبة يال إصابة اجلاين مبرض يؤثر تنفيذ‬ ‫وفقهاء اقحلنفية‪ ،‬واملالكية‪ ،‬واقحلنابلة‬
‫العقوبة على يياته‪ ،‬على أن يكون ذلك يىت يصول الربء والتعايف‪ ،‬ملا روي أن النيب صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬أمر م‬
‫كان به جرح أن تا يستقيد يىت تربأ جرايته‪ ،‬فإذا برئت استقاد"(‪ ،)2‬وأن رجالً جرح يسان ب ثابت رضي اهلل عنه‬
‫يف فخذه بعظم‪ ،‬فجاء األنصار إىل رسول اهلل فطالبوا بالقـصاص فقال صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬انتـظروا ما يكـون م‬
‫صايبكم فأنا واهلل منظره"(‪ ،)3‬وملا روي ع علي ب أيب طالب رضي اهلل عنه أنه قال‪َّ " :‬‬
‫إن أمةً لرسول اهلل صلى اهلل‬
‫عليه وسلم زنت فأمرين أن أجلدها‪ ،‬فإذا هي يديثة عهد بنفاس‪ ،‬فخريت إن أنا جلدهتا أن أقتلها‪ ،‬فذكرت ذلك‬
‫لرسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬فقال‪" :‬أيسنت اتركها يىت متاثل"(‪.)4‬‬
‫وهذا م باب إعمال املقاصد العامة للرريعة اإلسالمية القائمة على جلب املنفعة ودرء املفسدة‪ ،‬يي إن اهلدف‬
‫م تنفيذ العقوبات يف الترريعات اإلسالمية واجلنائية حتقي هدف الردع ومعاجلة يال اجلاين وف قواعد منع الضرر‬
‫ورفع اقحلرج وبتأجيل التنفيذ يال املرض يعد م قبيل هذه القواعد واملباديء اليت تا جيوز جتاوزها أو إمهاهلا‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬تأجيل تنفيذ العقوبة للحكم على الزوجين بالحبس مدة ال تزيد عن سنة‬
‫إن اتاجتاهات املستحدثة يف الترريع العقايب الفلسطيين ومراعاة منها للظروف اتاجتماعية واألسرية جعلت املررع‬
‫اجلنائي جييز تنفيذ العقوبة حب الزوجني وذلك على التوايل‪ ،‬يي نصت املادة (‪ )116‬م قانون اإلجراءات اجلزائية‬
‫جرائم خمتلفة ومل يكونا‬ ‫على أنه‪ :‬إذا كان حمكوماً على الرجل وزوجته باقحلبس مدة تا تزيد على سنة ولو ع‬
‫مسجونني م قبل؛ جاز تأجيل تنفيذ العقوبة على أيدمها يىت يفرج ع اآلخر‪ ،‬وذلك إذا كانا يكفالن صةراً‬
‫مل يتجاوز مخس عررة سنة كاملة وكان هلما حمل إقامة معروف بفلسطني‪ ،‬كما نصت املادة (‪ )4111‬م تعليمات‬

‫‪ - 1‬الكاساين‪ ،‬عالء الدي ب مسعود‪ ،‬بدائع الصنائع يف ترتيب الررائع‪ ،‬مطبعة اإلمام‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،341/8 ،1‬الدسوقي‪ ،‬حممد ب‬
‫عرفة‪ ،‬ياشية الدسوقي‪ ،‬دار إيياء الكتب العربية‪ ،‬بروت‪ ،161/1 ،‬اب قدامة‪ ،‬املةين‪.811/8 ،‬‬
‫‪ - 2‬اإلمام أمحد ب ينبل‪ ،‬املسند‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بروت‪.148/1 ،‬‬
‫‪ - 3‬الصنعاين‪ ،‬عبد الرزاق‪ ،‬مصن عبد الرزاق‪ ،‬حتقي يبيب الرمح األعظمي‪ ،‬اجمللس العلمي‪ ،‬برقم ‪.111-111/1 ،48185‬‬
‫‪ - 4‬مسلم‪ ،‬الصحيح‪.416/6 ،‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪30‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫النيابة العامة على ذلك‪ ،‬وللمحكمة وللنيابة العامة يف األيوال اليت جيوز فيها تأجيل تنفيذ العقوبة على احملكوم عليه‬
‫أن تطلب منه تقدمي كفالة يتعهد احملكوم عليه مبوجبها بأن تا يفر م التنفيذ عند زوال سبب التأجيل ويقدر مبلغ‬
‫الكفالة يف األمر الصادر بالتأجيل‪ ،‬وهلا أيضاً أن تررتط عند تأجيل التنفيذ ما تراه مناسباً م اتايتياطات الكفيلة مبنع‬
‫احملكوم عليه م اهلرب(‪.)1‬‬
‫تنفيذ اقحلكم الصادر م‬ ‫ع ياتات األمر بوق‬ ‫وجتدر اإلشارة هنا إىل أن ياتات تأجيل التنفيذ ختتل‬
‫احملكمة املختصة أو النيابة العامة يف إشكاتات التنفيذ‪ ،‬كما ختتل ع وق تنفيذ اقحلكم لتصحيح خطأ قضائي كما‬
‫هو الرأن يف يالة اقحلكم على يدث بوصفه بالةاً س الرشد اجلنائي بينما هو يف يقيقته ليس كذلك‪ ،‬إذ يف هذه‬
‫اقحلالة يوق تنفيذ اقحلكم ويرفع النائب العام األمر إىل احملكمة اليت أصدرت اقحلكم إلعادة النظر فيه(‪.)2‬‬
‫والناظر يف مقصد املررع اجلنائي الفلسطيين م تأجيل تنفيذ العقوبة على اجلاين وف الظرف اقحلايل هو كونه‬
‫صةرا مل يتجاوز مخس عررة سنة مع تقييده ذلك بررط معرفة حمل اإلقامة وتقدمي ضمانات تكفل أتا يفر م‬
‫يكفل ً‬
‫التنفيذ عند زوال سبب التأجيل‪ ،‬ويتضح م صياغة نص املادة أنه ينطوي على سببني أيدمها إنساين يتمثل مبراعاة‬
‫عوامل الرمحة ودواعي الرف واإلنسانية حنو الصةر يىت تا حيرم م رعاية والديه وأتا يبقى بال عائل‪ ،‬والسبب الثاين‬
‫تربوي يرتبط بكفالة الطفل وضمان اتاستمرار على العناية به يي إن ترك الطفل دون م يعتين به بعد إدخال والديه‬
‫السج معاً مسألة ستؤدي إىل تدمر يياته وتررده‪ ،‬كما أن هذا التأجيل تطبي ملبدأ شخصية العقوبة وأتا ميتد نطاقها‬
‫إىل شخص مل يرتكب اجلرمية‪ ،‬ويىت تا يتأثر الصةر كذلك بعقوبة غره(‪.)3‬‬

‫‪ - 1‬براك‪ ،‬أمحد‪ ،‬التنفيذ العقايب يف ضوء السياسة العقابية املعاصرة‪ ،‬دراسة حتليلية تطبيقية لقانون اإلجراءات اجلزائي الفلسطيين‪،‬‬
‫‪ ،http://www.ahmadbarak.ps/Category/StudyDetails‬السعيد‪ ،‬كامل‪ ،‬شرح األيكام العامة يف قانون العقوبات‬
‫دراسة مقارنة‪ ،‬ط‪ ،4‬دارة الثقافة للنرر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،1111 ،‬ص‪63-61‬‬
‫‪ - 2‬السعيد‪ ،‬شرح األيكام العامة يف قانون العقوبات دراسة مقارنة‪ ،‬ص‪ ،63-61‬براك‪ ،‬التنفيذ العقايب يف ضوء السياسة العقابية‬
‫املعاصرة‪ ،‬دراسة حتليلية تطبيقية لقانون اإلجراءات اجلزائي الفلسطيين‪،‬‬
‫‪http://www.ahmadbarak.ps/Category/StudyDetails‬‬
‫‪ - 3‬الدركزيل‪ ،‬عباس يكمت فريان‪ ،‬القوة التنفيذية لأليكام اجلزائية‪ ،‬تأجيل تنفيذ األيكام الصادرة بعقوبة سالبة‬
‫للحرية‪ ،https://almerja.com/reading.php?idm=79155،‬وتعود علة هذا التأجيل إىل يرص الرارع على أتا يكون‬
‫معا سببًا يف اإلضرار بالصةر وهو شخص بريء تا جيوز عدالة أن ميتد إليه تأثر عقوبة يكم هبا على م‬ ‫تنفيذ اقحلبس على الزوجني ً‬
‫يرعيانه‪ ،‬ويتعل التأجيل بأيد الزوجني فقط يىت ينتهي تنفيذ العقاب على اآلخر مث يبدأ التنفيذ عليه‪ ،‬فإذا بلغ الصةر س الرشد أثناء‬
‫حمتاجا إىل الرعاية‪،‬‬
‫التنفيذ على أيد الزوجني جاز التنفيذ على اآلخر قبل انقضاء التنفيذ األول‪ ،‬يي عند بلوغ الصةر هذا الس مل يبقه ً‬
‫انظر‪ :‬يسين‪ ،‬شرح قانون العقوبات اللبناين القسم العام‪ ،‬ص‪.165-166‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪31‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫وقد نظر فقهاء اقحلنفية‪ ،‬واملالكية‪ ،‬والرافعية‪ ،‬واقحلنابلة(‪ )1‬إىل هذه املسألة عند يديثهم ع تأجيل التنفيذ يال‬
‫وضع املرأة محلها فقالوا مبرروعية تأجيل التنفيذ يىت يستةين الولد ع أمه‪ ،‬ويفهم م ذلك م كان يف يكمه م‬
‫الولد الذي مل يتجاوز مخس عررة سنة كما ذكره قانون اإلجراءات اجلزائية الفلسطيين قي املادة (‪ )116‬تاعتبار ياجته‬
‫إىل غره م الرعاية والرتبية والكفالة املطلوبة يف يفظ نفسه وحتقي سعادته املرجوة‪ ،‬وذلك ملا روي ع معاذ ب جبل‬
‫رضي اهلل عنه أن النيب صلى اهلل عليه وسلم قال‪" :‬املرأة إذا قتلت عمداً تا تقتل يىت تضع ما يف بطنها إن كانت‬
‫يامالً‪ ،‬ويىت تُكفِّل ولدها‪ ،‬وإن زنت مل ترجم يىت تضع ما يف بطنها وتُكفِّل ولدها"(‪ .)2‬وع علي ب أيب طالب‬
‫رضي اهلل عنه أنه قال‪َّ " :‬‬
‫إن أمةً لرسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم زنت فأمرين أن أجلدها‪ ،‬فإذا هي يديثة عهد بنفاس‪،‬‬
‫فخريت إن أنا جلدهتا أن أقتلها‪ ،‬فذكرت ذلك لرسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬فقال‪" :‬أيسنت اتركها يىت‬
‫متاثل"(‪.)3‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬تأجيل تنفيذ العقوبة حال رغب المحكوم عليه باستئناف الحكم‬
‫األصل يف امل نظومة اجلزائية وتنظيم العقوبات بعمومها سواء أكانت مالية أو سالبة للحرية أو أهنا م باب العقوبة‬
‫مربما كما جاء يف‬
‫البدنية أن تصبح واجبة التنفيذ يال إن كان اقحلكم الصادر خبصوصها هنائيًا أي عندما يصبح اقحلكم ً‬
‫مربما وف القانون‬
‫املادة (‪ )311‬م قانون اإلجراءات اجلزائية الفلسطيين رقم (‪ )3‬لسنة ‪ ،1114‬ويكون اقحلكم ً‬
‫اضا واستئنافًا ونقضاً‪ ،‬كما أنه يكتسب هذه الصفة إذا كان غر قابل‬
‫املذكور وذلك باستنفاذه مجيع طرق الطع به اعرت ً‬
‫للطع فيه باملعارضة واتاستئناف‪ ،‬وتعد النيابة العامة هي اجلهة املخولة بتنفيذ األيكام اجلزائية‪ ،‬بسبب أهنا هي اليت‬
‫تتوىل تنفيذ هذه األيكام كما ذكرت املادة (‪ )1/316‬م نفس القانون‪ ،‬وقد نصت املادة (‪ )311‬م قانون‬
‫اإلجراءات كذلك على أنه‪" :‬تا تنفذ األيكام الصادرة م احملاكم اجلزائية إتا إذا أصبحت هنائية‪ ،‬ما مل ينص القانون‬
‫على خالف ذلك"‪ ،‬ويكون اقحلكم كذلك مىت أصبح هنائياً‪ ،‬وذلك عند كونه غر قابل للطع فيه باملعارضة‬
‫يكون التنفيذ فيها‬ ‫واتاستئناف‪ ،‬أو أن يكون اقحلكم غر هنائي (ابتدائي) وقد صدر مرموتاً بالنفاذ املؤقت‪ ،‬حبي‬
‫فورياً‪ ،‬يىت وإن كان هذا اقحلكم قابالً للنقض أو مطعوناً فيه بالنقض‪ ،‬فالقاعدة العامة يف حتديد بداية تنفيذ العقوبة هي‬
‫وجوب البدء بتنفيذها مىت صار اقحلكم الصادر هبا واجب التنفيذ‪ ،‬وهذا لبيان طبيعة األصل يف تنفيذ العقوبات وطبيعة‬
‫عدم التأجيل وأمهية ذلك يف املفهوم القانوين‪ ،‬ومع وجود هذا التصور بينت املادة (‪ )311‬م قانون اإلجراءات اجلزائية‬
‫قحلني الفصل يف اتاستئناف إذا أبدى احملكوم عليه‬ ‫الفلسطيين على أنه‪" :‬جيوز للمحكمة إرجاء تنفيذ اقحلكم املستأن‬
‫علما أن التأجيل مل‬
‫رغبة باستئناف ذلك اقحلكم"‪ .‬وهذه اقحلالة م ياتات التأجيل مناطة باحملكمة وهي يالة جوازية‪ً ،‬‬

‫‪ - 1‬اب اهلمام‪ ،‬فتح القدير‪ ،438/1 ،‬اقحلطاب‪ ،‬مواهب اجلليل‪ ،163/5 ،‬الررازي‪ ،‬املهذب‪ ،4331/1 ،‬اب قدامة‪ ،‬املةين‪،‬‬
‫‪.411/4‬‬
‫‪ - 2‬اب ماجه‪ ،‬حممد ب يزيد‪ ،‬سن اب ماجه‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بروت‪ ،‬برقم ‪.711-717/1 ،1511‬‬
‫‪ - 3‬مسلم‪ ،‬الصحيح‪.416/6 ،‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪32‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫حيدد نوع العقوبة وبالتايل يرمل العقوبات السالبة للحرية والعقوبات األخرى‪ ،‬ويف نص املادة (‪ )111‬م قانون‬
‫تنفيذ اقحلكم إذا كان هناك إشكال يف التنفيذ‪،‬‬ ‫اإلجراءات اجلزائية الفلسطيين؛ أنه جيوز للنيابة العامة أن توق‬
‫وللمحكمة وللنيابة العامة يف األيوال اليت جيوز فيها تأجيل تنفيذ العقوبة على احملكوم عليه أن تطلب منه تقدمي كفالة‬
‫يتعهد احملكوم عليه مبوجبها بأن تا يفر م التنفيذ عند زوال سبب التأجيل ويقدر مبلغ الكفالة يف األمر الصادر‬
‫بالتأجيل‪ ،‬وهلا أيضاً أن تررتط عند تأجيل التنفيذ ما تراه مناسباً م اتايتياطات الكفيلة مبنع احملكوم عليه م‬
‫اهلرب(‪ .)1‬كما جاء يف املادة (‪ )115‬م قانون اإلجراءات اجلزائية الفلسطيين كذلك‪.‬‬
‫والناظر يف طبيعة تعامل النيب صلى اهلل عليه وسلم مع الرجل الذي أقر على نفسه بالزنا وقد أعرض عنه يىت قطع‬
‫حبصول ذلك عندما أشهده على فعله أربع مرات‪ ،‬مث سأله بقوله‪ :‬أبك جنون‪ ،‬وتأكد بعدها م حتق شرط اإليصان‬
‫املثبت للحكم الررعي املرتبط بذلك وهو املوت؛ يعلم أن هذه التدابر واإلجراءات يصار إليها عند استنفاذ مجيع‬
‫الطرق القابلة للطع وتأجيل تنفيذ العقوبة‪ ،‬يي إهنا عندما استنفذت قبل النيب صلى اهلل عليه وسلم تنفيذ العقوبة لوم‬
‫يؤجل ذلك‪ ،‬فع أيب هريرة رضي اهلل عنه قال أتى رجل رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وهو يف املسجد فناداه فقال يا‬
‫رسول اهلل إين زنيت فأعرض عنه يىت ردد عليه أربع مرات فلما شهد على نفسه أربع شهادات دعاه النيب صلى اهلل‬
‫عليه وسلم فقال أبك جنون قال تا قال فهل أيصنت قال نعم فقال النيب صلى اهلل عليه وسلم اذهبوا به‬
‫(‪)2‬‬
‫فارمجوه قال اب شهاب فأخربين م مسع جابر ب عبد اهلل قال فكنت فيم رمجه فرمجناه‪"...‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬فروض التأجيل الوجوبي لتنفيذ العقوبة في الفقه اإلسالمي وقانون‬
‫اإلجراءات الجزائية الفلسطيني رقم (‪ )3‬لسنة ‪1002‬‬
‫يي تتعدد هذه الفروض إىل عدة صور بينها قانون اإلجراءات اجلزائية الفلسطيين وأخرى سكت عنها لك الفقه‬
‫اإلسالمي عاجلها وحتدث عنها‪ ،‬وفيما يأيت بيان ذلك‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تأجيل تنفيذ العقوبة لجنون الجاني وانعدام أهليته‬
‫يرصت بعض الترريعات اجلزائية العربية على ضرورة النص بوجوب تأجيل تنفيذ العقوبة السالبة للحرية إذا ثبت‬
‫(‪)3‬‬
‫نصت‬ ‫لك املررع اجلنائي الفلسطيين مل يلزم نفسه بذلك صراية‪ ،‬يي‬ ‫أن احملكوم عليه مصاب باختالل عقلي‬

‫‪ - 1‬براك‪ ،‬أمحد‪ ،‬التنفيذ العقايب يف ضوء السياسة العقابية املعاصرة‪ ،‬دراسة حتليلية تطبيقية لقانون اإلجراءات اجلزائي الفلسطيين‪،‬‬
‫‪ ،http://www.ahmadbarak.ps/Category/StudyDetails‬السعيد‪ ،‬كامل‪ ،‬شرح األيكام العامة يف قانون العقوبات‬
‫دراسة مقارنة‪ ،‬ط‪ ،4‬دارة الثقافة للنرر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،1111 ،‬ص‪63-61‬‬
‫‪ - 2‬البخاري‪ ،‬حممد ب إمساعيل‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب اقحلدود‪ ،‬باب تا يرجم اجملنون واجملنونة‪ ،‬ح برقم ‪ ،5746‬ص‪.4111‬‬
‫‪ - 3‬املادة (‪ )178‬م قانون اإلجراءات اجلنائية املصري " إذا أصيب احملكوم عليه بعقوبة مقيدة للحرية باجلنون‪ ،‬وجب تأجيل تنفيذ‬
‫العقوبة يىت يربأ‪ ،‬وجيوز للنيابة العامة أن تأمر بوضعه يف أيد احملال املعدة لألمراض العقلية‪ ،‬وىف هذه اقحلالة تستنزل املدة اليت يقضيها يف‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪33‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫املادة (‪ )111‬م قانون اإلجراءات اجلزائية الفلسطيين على أنه‪" :‬إذا كان احملكوم عليه بعقوبة مقيدة للحرية مصاباً‬
‫جبنون فيجب تأجيل التنفيذ يىت يربأ‪ ،‬وجيوز للنيابة العامة أن تأمر بوضعه يف أيد احملال املعدة لألمراض العقلية ويف‬
‫هذه تستنزل املدة اليت يقضيها يف هذا احملل م مدة العقوبة احملكوم هبا(‪ .)1‬ويف هذا املقام أكدت تعليمات النيابة العامة‬
‫رقم (‪ )4‬لسنة ‪ 1115‬على ذلك بنصها يف املادة (‪ )4131‬على أنه‪" :‬جيب على إدارة تنفيذ األيكام اجلزائية أن‬
‫تأمر بوضعه يف أيد احملال املعدة لألمراض العقلية يىت يربأ‪ ،‬ويف هذه اقحلالة تستنزل املدة اليت يقضيها يف هذا احملل م‬
‫العقوبة احملكوم هبا"‪.‬‬
‫إن الناظر يف النصوص القانونية السابقة جيد أهنا تتحدث ع إصابة احملكوم عليه باجلنون إما أن يكون ذلك عند‬
‫بدء تنفيذ اقحلكم بعقوبة سالبة للحرية‪ ،‬أو عند طروء اجلنون أثناء التنفيذ‪ ،‬ألنه م املقرر قانونًا أنه تا ميك اقحلكم على‬
‫شخص مصاب باجلنون بعقوبة سالبة للحرية‪ ،‬وإمنا الذي يصار إليه يف هذه اقحلالة هو اقحلجز يف مأوى ايرتازي‪ ،‬م‬
‫تدبرا عالجيًا‪ ،‬وم نايية أخرى سالبًا للحرية(‪،)2‬‬
‫قبيل التدبر اتايرتازي ذو الطبيعة املزدوجة‪ ،‬يي يعد م نايية ً‬
‫ولذلك فإن هذه اقحلالة تا تعد م ياتات تأجيل التنفيذ؛ ألن املدة اليت سيقضيها املصاب باجلنون ستخصم م املدة‬
‫احملكوم هبا عليه‪ ،‬وم مث سيصار إىل إعادته إىل السج مرة أخرى إذا ما ثبت انه قد تعاىف‪ ،‬وطاملا أنه سيتم خصم‬
‫املدة اليت قضاها احملكوم عليه يف املصحة م مدة يكمه؛ فإن هذا األمر يتناىف مع مفهوم تأجيل تنفيذ العقوبة‪ ،‬يي‬
‫إن التأجيل يدور عدم البدء بتنفيذ العقوبة م يي األصل‪ ،‬أو أنه يعمل على تعلي تنفيذها إذا كانت قد بدأت‪ ،‬مث‬
‫العودة إىل استئناف تنفيذها بعد زوال السبب املانع شرط أتا حتسب مدة التأجيل م مدة اقحلكم(‪.)3‬‬
‫والعلة يف تعلي تنفيذ العقوبة يف هذه اقحلالة تاعتبار أن التنفيذ اجلزائي يتطلب توفر أهلية التنفيذ لدى احملكوم‬
‫عليه‪ ،‬وذلك لضمان حتقي العقوبات السالبة للحرية ألغراضها وأهدافها تا سيما يف الردع اخلاص وإصالح احملكوم عليه‬
‫وتأهيله‪ ،‬فضالً ع أن مصلحة احملكوم عليه تقتضي عالجه م مرضه العقلي أو النفسي وهي أغراض تا ميك حتقيقها‬
‫إذا نفذت العقوبة حب احملكوم عليه يال كونه مصابًا بعاهة يف عقله‪ ،‬إضافة إىل ضرورة محاية نزتاء مركز اإلصالح إذا‬
‫كان مرضه العقلي أو النفسي م النوع اخلطر عليه وعلى النزتاء‪ ،‬وبناءً على ذلك كان تا بد باملررع م اعتبار هذه‬

‫هذا احملل م مدة العقوبة احملكوم هبا‪ ،‬تقابلها املادة (‪ )366‬م قانون اإلجراءات اجلنائية القطري " إذا أصيب احملكوم عليه بعقوبة مقيدة‬
‫للح رية بعاهة يف العقل‪ ،‬وجب تأجيل تنفيذ العقوبة يىت يربأ‪ ،‬ويودع يف مأوى عالجي على أن ختصم املدة اليت يقضيها فيه م مدة العقوبة‬
‫احملكوم هبا‪.‬‬
‫‪ - 1‬السعيد‪ ،‬شرح األيكام العامة يف قانون العقوبات‪ ،‬ص‪63-61‬‬
‫‪ - 2‬عبد املنعم‪ ،‬سليمان‪ ،‬براك‪ ،‬النظرية العامة لقانون العقوبات دراسة مقارنة‪ ،‬منرورات اقحلليب اقحلقوقية‪ ،‬بروت ‪ ،1113‬ص‪.858‬‬
‫‪ - 3‬وليد‪ ،‬ساهر إبراهيم‪ ،‬براك‪ ،‬أمحد‪ ،‬تنفيذ اجلزاء اجلنائي يف الترريع الفلسطيين‪ ،‬جملة جامعة األزهر‪ ،‬غزة‪ ،1146 ،‬اجمللد ‪ ،48‬ص‬
‫‪.37-38‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪34‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫اقحلالة م ياتات الوجوب يف تأجيل تنفيذ العقوبة بركل واضح وصريح ويف نفس الوقت إيداع احملكوم عليه يف أيد‬
‫احملال املعدة لألمراض العقلية كما فعلت بعض الترريعات العربية(‪.)1‬‬
‫وبالنظر إىل موق الفقه اإلسالمي م ذلك قال صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬رفع القلم ع ثالثة ع الصيب يىت‬
‫حيتلم وع اجملنون يىت يفي وع النائم يىت يستيقظ"(‪ ،)2‬ويف يدي قصة ماعز قال له صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬أبك‬
‫جنون"(‪ ،)3‬وذلك ألن اجلنون ينايف القدرة اليت تتحصل بقوة البدن والعقل‪ ،‬وعند يصول اجلنون فإنه يزيل العقل‪،‬‬
‫وبالتايل فال يتصور منه اخلطاب والعلم به دون وجود العقل‪ ،‬مث إن القدرة على األداء تا تتحق كذلك دون العلم‪ ،‬ألن‬
‫العلم أخص أوصاف القدرة فتفوت القدرة بفواته‪ ،‬وإذا فاتت القدرة فإن ذلك يعين فوات األداء‪ ،‬وبالتايل فوات‬
‫الوجوب الذي تا فائدة ترجى منه عند فوات األداء‪.‬‬
‫وجاء يف املةين(‪ :)4‬تا خالف بني أهل العلم يف أنه تا قصاص على ص ٍيب وتا ٍ‬
‫جمنون‪ ،‬وكذلك كل زائل‬
‫العقل بسبب يُعذر فيه‪ ،‬مثل النائم واملةمى عليه وحنومها‪ ...‬وألن القصاص عقوبةٌ مةلظةٌ فلم جتب على الصيب وزائل‬
‫آثار تدل على قرر أن عمد اجملنون جيري جمرى‬
‫العقل كاقحلدود‪ ،‬وألهنم ليس هلم قص ٌد‪ ،‬فهم كالقاتل خطأً‪ ،‬وقد وردت ٌ‬
‫(‪)5‬‬
‫عمد‬
‫اخلطأ يف وجوب الدية على العاقلة وتا قصاص فيه‪ ،‬منها ما ذكره البيهقي يف سننه ‪ :‬ع علي رضي اهلل عنه‪ُ :‬‬
‫اجملنون والصيب خطأ‪ ،‬وقال اب قدامة(‪ :)6‬وعمد الصيب واجملنون خطأ حتمله العاقلة‪ . . .‬ولنا أنه تا يتحق منهما كمال‬
‫قتل تا يوجب القصاص‪ ،‬ألجل العذر فأشبه اخلطأ وشبه العمد‪ ،‬وهبذا‬‫القصد‪ ،‬فتحمله العاقلة كربه العمد‪ ،‬وألنه ٌ‬
‫(‪)7‬‬
‫وعمد الصيب واجملنون خطأٌ‪ ،‬وفيه الدية على العاقلة‪،‬‬
‫فارق ما ذكروه ويبطل ما ذكروه بربه العمد‪ ،‬وقال اب اهلمام ‪ُ :‬‬

‫‪ - 1‬فقد نصت املادة (‪ )178‬م قانون اإلجراءات اجلنائية املصري " اذا أصيب احملكوم عليه بعقوبة مقيدة للحرية باجلنون‪ ،‬وجب تأجيل‬
‫تنفيذ العقوبة يىت يربأ وجيوز للنيابة العامة ان تأمر بوضعه يف ايد احملال املعدة لألمراض العقلية ويف هذه اقحلالة تستنزل املدة اليت يقضيها يف‬
‫هذا احملل م مدة العقوبة احملكوم هبا" و املادة (‪ )366‬م قانون اإلجراءات اجلنائية القطري " اذا أصيب احملكوم عليه بعقوبة مقيدة‬
‫للحرية بعاهة يف العقل‪ ،‬وجب تأجيل تنفيذ العقوبة يىت يربأ ويودع يف مأوى عالجي على ان ختصم املدة اليت يقضيها فيه م مدة العقوبة‬
‫احملكوم هبا"‬
‫‪ - 2‬البخاري‪ ،‬حممد ب إمساعيل‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب اقحلدود‪ ،‬باب تا يرجم اجملنون واجملنونة‪ ،‬بيت األفكار الدولية‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫ط‪ ،1111 ،1‬ص‪.4111‬‬
‫‪ - 3‬البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب اقحلدود‪ ،‬باب تا يرجم اجملنون واجملنونة‪ ،‬ح برقم ‪ ،5746‬ص‪.4111‬‬
‫‪ - 4‬اب قدامة‪ ،‬املةين‪.367/1 ،‬‬
‫‪ - 5‬البيهقي‪ ،‬أبو بكر أمحد ب اقحلسني ب علي‪ ،‬السن الكربى‪ ،‬جملس دائرة املعارف النظامية‪ ،‬اهلند‪ ،‬ييدر آباد‪ ،‬ط‪4311 ،4‬ه‪،‬‬
‫‪.54/7‬‬
‫‪ - 6‬اب قدامة‪ ،‬املةين‪.613/1 ،‬‬
‫‪ - 7‬اب اهلمام‪ ،‬فتح القدير‪.147/13 ،‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪35‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫وقال الررازي(‪ :)1‬وتا جيب– القصاص‪ -‬على ص ٍيب وتا ٍ‬


‫جمنون لقوله صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬رفع القلم ع ثالثة ع‬
‫الصيب يىت يبلغ‪ ،‬وع النائم يىت يستيقظ‪ ،‬وع اجملنون يىت يفي »(‪.)2‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تأجيل تنفيذ العقوبة مراعاة للظروف السياسية كحال الحرب واالضطرابات‬
‫(‪)3‬‬
‫إىل القول بتأجيل العقوبة لوجود ظروف تتعل باقحلر‬ ‫وخبصوص الظروف الطبيعية فقد ذهب مجهور الفقهاء‬
‫يقول صايب اهلداية(‪":)4‬تا يقام القطع عند شدة اقحلر والربد"‪ ،‬وقال اب القاسم(‪:)5‬‬ ‫الرديد والربد الرديد‪ ،‬يي‬
‫واقحلر عندي مبنزلة الربد يف ذلك‪ ،‬وقال يف موضع آخر‪ :‬وإن كان اقحلر أمراً يعرف خوفه كالربد فأراه مثله(‪.)6‬‬
‫الظروف السياسية أو األمنية كحال اقحلرب والطوارئ وحنوها فهل‬ ‫وعند يدوث اضطرابات يف الدولة م يي‬
‫تبعا لذلك؟ قال مجهور الفقهاء مـ ‪ :‬املالكية‪ ،‬والرافعيـة‪ ،‬واقحلنابلة(‪ )7‬بعدم‬
‫جيوز تأجيل تنفيذ العقوبة يف الفقه اإلسالمي ً‬
‫بعدم تأجيل تنفذ العقوبات ألن أيكام اإلسالم تتبع املسلم ييثما وجد وبالتايل يعاقب على جرميته يي كان‪ ،‬لقولهِ‬
‫صلى اهلل عليه وسلم‪ " :‬أقيموا يدود اهلل يف السفر واقحلضر على القريب والبعيد وتا تبالوا يف اهلل لومة تائم"(‪ .)8‬ويقول‬
‫اقحلنفية(‪ :)9‬تا يعاقب املسلم إذا ارتكب جرمية يف دار اقحلرب؛ وإمنا تلزمه الدية والكفارة‪ ،‬لوقوع اجلناية يف دار تا متتد‬
‫إليها أيكام السلطان املسلم‪ ،‬وتا وتاية له عليها‪ ،‬لقول رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪":‬تا تقطع األيدي يف‬
‫الةزو"(‪ ،)10‬وملا روي ع زيد ب ثابت رضي اهلل عنه قال‪" :‬تا تقام اقحلدود يف دار اقحلرب خمافة أن يلح أهلها‬
‫بالعدو"(‪.)11‬‬

‫‪ - 1‬الررازي‪ ،‬املهذب‪.363/3 ،‬‬


‫‪ - 2‬البخاري‪ ،‬حممد ب إمساعيل‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب اقحلدود‪ ،‬باب تا يرجم اجملنون واجملنونة‪ ،‬ح برقم ‪ ،5746‬بيت األفكار الدولية‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪ ،1111 ،1‬ص‪.4111‬‬
‫‪ - 3‬املرغناين‪ ،‬علي ب أيب بكر‪ ،‬اهلداية شرح بداية املبتدي‪ ،‬مطبعة اقحلليب‪ ،‬مصر‪4366 ،‬ه‪ ،116/6 ،‬اإلمام مالك‪ ،‬اب أنس‪ ،‬املدونة‬
‫الكربى‪ ،‬مطبعة السعادة‪ ،‬مصر‪.117/5 ،‬‬
‫‪ - 4‬املرغناين‪ ،‬اهلداية شرح بداية املبتدي‪.116/6 ،‬‬
‫‪ - 5‬اإلمام مالك‪ ،‬املدونة الكربى‪.117/5 ،‬‬
‫‪ - 6‬اإلمام مالك‪ ،‬املدونة الكربى‪.117/5 ،‬‬
‫‪ - 7‬اقحلطاب‪ ،‬مواهب اجلليل‪ ،361/3 ،‬الرملي‪ ،‬مشس الدي حممد ب أمحد‪ ،‬هناية احملتاج‪ ،‬مطبعة اقحلليب‪ ،‬مصر‪4137 ،‬م‪،181/1 ،‬‬
‫اب قدامة‪ ،‬املةين‪ .181/8 ،‬وانظر‪ :‬العموش‪ ،‬تأجيل العقوبة يف الفقه اإلسالمي ‪ -‬دراسة مقارنة‪ ،‬ص‪.41‬‬
‫‪ - 8‬اب ماجه‪ ،‬السن ‪ ،‬برقم ‪.711/1 ،1611‬‬
‫‪ - 9‬اب عابدي ‪ ،‬اقحلاشية‪.361/6 ،‬‬
‫‪ - 10‬املباركفوري‪ ،‬حممد ب عبد الرمح ‪ ،‬حتفة األيوذي شرح سن الرتمذي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بروت‪ ،‬ط‪4141 ،4‬ه‪.41/6 ،‬‬
‫‪ - 11‬البيهقي‪ ،‬السن الكربى‪.411/1 ،‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪36‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫جاءَ يف البدائع‪" :‬إن القصاص مل يررع إتا قحلكمة اقحلياة والقضاء على أسباب الرر بني أولياء القتيل والقاتل‬
‫وأوليائه الذي يعيرون خمتلطني يف مكان وايد‪ ،‬ويف دار اقحلرب تا يتصور وجود هذا الرر تانعدام املخالطة"(‪.)1‬‬
‫املسلمني‬ ‫فتأخر إقامة اقحلد على اجلاين ملصلحة راجحة للمسلمني وهو خوف ارتداده وقحلوقه بالكفار مما يضع‬
‫ويقوي غرهم‪ ،‬أما تأخر اقحلد لعارض أمر أقرته الرريعة الةراء‪ ،‬وم شواهد ذلك اقحلامل واملرضع واملرض‪ ...‬فتأخره‬
‫للمصلحة العامة أوىل(‪ .)2‬و"إن عمل الصحابة بعدم إقامة اقحلد يف دار اقحلرب يتف كذلك مع السنة الزكية اليت قوامها‬
‫فعله صلى اهلل عليه وسلم فلم يعهد أنه أقام اقحلد يف غزواته"(‪ .)3‬ألن وضع الررائع إمنا هو ملصاحل العباد يف العاجل‬
‫واآلجل معاً(‪ ،)4‬وبذلك نعلم أن املصلحة ترتبط بكل يكم أنزله اهلل تعاىل‪ ،‬وهذه مسألة جيدها كل بصرة وذي عقل‬
‫إن خفيت عليه فإميانه يقول له‪ :‬أنه تا بد م ارتباط كل هذه الترريعات باخلرية اليت يقصدها الررع‬ ‫سليم‪ ،‬يي‬
‫اقحلكيم م ذلك‪ ،‬وإن اهلل تعاىل تا يريد بذلك إتا اليسر‪ ،‬وتا يررع له إتا اقحل ‪ ،‬وهذا ما يقرره العلم الررعي بقوله‪ :‬أن‬
‫وراء كل يكم شرعي مصلحة‪ ،‬وم ذلك تأجيل تنفيذ العقوبات السالبة للحرية وف ياتاهتا وفرضياهتا‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫وبعد هذه احملطة يف تناول موضوع "تأجيل تنفيذ العقوبات السالبة للحرية يف الفقه اإلسالمي و قانون اإلجراءات‬
‫اجلزائية الفلسطيين رقم (‪ )3‬لسنة ‪ "1114‬فإنه ميك تلخيص أهم ما جاء يف هذا البح م نتائج وتوصيات وذلك‬
‫فيما يأيت‪:‬‬
‫النتائج‪:‬‬
‫‪ ‬إن األصل يف العقوبات أن تكون واجبة التنفيذ مىت أصبح اقحلكم الصادر برأهنا هنائيًا‪.‬‬
‫‪ ‬رغم أن األيكام اجلزائية مىت أصبحت مربمة أن تكون واجبة التنفيذ إتا أن املررع اجلزائي الفلسطيين قدر يف‬
‫يالة وجود ظروف معينة أن يتم تأجيل تنفيذ العقوبات السالبة للحرية تاعتبارات املنفعة اتاجتماعية‪.‬‬
‫‪ ‬إن املررع الفلسطيين بأخذه بنظام تأجيل تنفيذ العقوبات يكون قد أيدث تطوراً ونقله نوعية يف السياسة‬
‫العقابية وبالتايل حتقي األهداف املرجوة م هذا النظام سواء أكان ذلك على الصعيد اتاجتماعي‬
‫واإلنساين‪...‬‬

‫‪ - 1‬الكاساين‪ ،‬البدائع‪.416/8 ،‬‬


‫‪ - 2‬انظر‪ :‬العموش‪ ،‬تأجيل العقوبة يف الفقه اإلسالمي ‪ -‬دراسة مقارنة‪ ،‬ص‪.43‬‬
‫‪ - 3‬أبو زهرة‪ ،‬حممد‪ ،‬العقوبة‪ ،‬دار الفكر العريب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ص‪.361‬‬
‫‪ - 4‬الراطيب‪ ،‬إبراهيم ب موسى اللخمي الةرناطي املالكي‪ ،‬املوافقات يف أصول الرريعة‪ ،‬دار املعرفة‪ ،‬بروت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬حتقي عبد اهلل دراز‪،‬‬
‫‪.3/1‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪37‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫‪ ‬إن تأجيل تنفيذ العقوبة هو إرجاء تنفيذ اقحلكم اجلزائي الذي اكتسب الدرجة القطعية لظروف متعلقة‬
‫باحملكوم عليه أو لوجود يالة قانونية‪ ،‬ملدة زمنية حتكمها الظروف اليت دعت إىل تأجيلها دون ربطها مبدة‬
‫زمنية‪.‬‬
‫‪ ‬أن جل ياتات تأجيل العقوبة السالبة للحرية يف الترريع اجلنائي الفلسطيين جوازية‪ ،‬وبالتايل يبقى األمر‬
‫خاضعا للسلطة التقديرية م خالل احملكمة أو النيابة العامة‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ ‬إن اجلهة املختصة بإصدار قرار تأجيل التنفيذ هي احملكمة أو جهات أخرى يف الدولة كالنيابة العامة وف‬
‫رأي القانون الفلسطيين‪.‬‬
‫‪ ‬نص قانون اإلجراءات اجلزائية الفلسطيين على العديد م ياتات تأجيل تنفيذ العقوبة السالبة للحرية‪ ،‬سواء‬
‫جعل املررع للمحكمة سلطة‬ ‫عائدا لظروف متعلقة باحملكوم عليه أو حبالة قانونية يي‬
‫أكان السبب ً‬
‫تقديرية يف إرجاء تنفيذ اقحلكم‪.‬‬
‫‪ ‬هناك أيوال يتم فيها تأجيل التنفيذ ألسباب تا تتعل مبضمون السند التنفيذي ذاته وإمنا لظروف تتعل‬
‫يثبت إصابته باجلنون‪ ،‬وتتعل كذلك باقحلفاظ على‬ ‫باحملكوم عليه كوجود عارض م عوارض األهلية يي‬
‫صحة احملكوم عليه الذي يعاين م أمراض يعرض التنفيذ عليه يياته للخطر‪ ،‬ويتعل كذلك بتعزيز مبدأ‬
‫شخصية العقوبة‪.‬‬
‫‪ ‬إن وجوب تأجيل تنفيذ العقوبة السالبة للحرية بالنسبة للمرأة اقحلامل جاء مراعاة تايتياجات املرأة اقحلامل‬
‫وإعماتا لفلسفة عدم اإلخالل برخصية العقوبة الثابتة يف القانون‪.‬‬
‫ً‬ ‫اليت تا ميك أن تتوفر داخل السج ‪،‬‬
‫أجاز هنا تأجيل تنفيذ العقوبة‬ ‫‪ ‬ميز املررع الفلسطيين بني إذا كانت املرأة ً‬
‫يامال قبل البدء بالتنفيذ يي‬
‫السالبة للحرية يىت وضع اقحلمل ومضي مدة ثالثة أشهر على ذلك‪ ،‬وبني ظهور أعراض اقحلمل أثناء التنفيذ‪،‬‬
‫يي تعامل النزيلة يف هذه اقحلالة معاملة خاصة مع اختاذ التدابر الالزمة يىت تضع اقحلمل‪.‬‬
‫‪ ‬يتف الفقه اإلسالمي مع ما ذهب إليه قانون اإلجراءات اجلزائية الفلسطيين م تأجيل تنفيذ العقوبة على‬
‫احملكوم عليها يال وجود محل بال خالف بني الفقهاء يف ذلك يىت تضع احملكوم عليها اقحلمل‪ ،‬سواء ظهر‬
‫اقحلمل قبل اجلرم أم بعده‪.‬‬
‫‪ ‬إن فقهاء الرريعة اإلسالمي ة على مرروعية تأجيل تنفيذ العقوبة يال إصابة اجلاين مبرض يؤثر تنفيذ العقوبة‬
‫على يياته‪ ،‬على أن يكون ذلك يىت يصول الربء والتعايف‪.‬‬
‫‪ ‬الناظر يف طبيعة تعامل النيب صلى اهلل عليه وسلم مع الرجل الذي أقر على نفسه بالزنا وقد أعرض عنه يىت‬
‫قطع حبصول ذلك عندما أشهده على فعله أربع مرات‪ ،‬مث سأله بقوله‪ :‬أبك جنون‪ ،‬وتأكد بعدها م حتق‬
‫شرط اإليصان املثبت للحكم الررعي املرتبط بذلك وهو املوت؛ يعلم أن هذه التدابر واإلجراءات يصار‬
‫إليها عند استنفاذ مجيع الطرق القابلة للطع وتأجيل تنفيذ العقوبة على اجلاين‪.‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪38‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫التوصيات‬
‫‪ ‬نتمىن على املررع اقحلنائي الفلسطيين أن ينص صراية على وجوب تأجيل تنفيذ العقوبة السالبة‬
‫للحرية يال إصابة احملكوم عليه بعقوبة سالبة للحرية باجلنون‪ ،‬ويف نفس الوقت أن يتم إيداعه يف‬
‫احملل املعد لألمراض العقلية‪.‬‬
‫‪ ‬نأمل بتدخل املررع الفلسطيين بالنص على التأجيل الوجويب يف اقحلاتات اإلنسانية كاجلنون واقحلمل‬
‫صةرا‪.‬‬
‫والرضاعة واألزواج الذي يكفلون ً‬
‫‪ ‬نأمل م املررع الفلسطيين أن يرفع املدة الزمنية اليت متضيها احملكوم عليها بعد الوضع م ثالثة‬
‫أشهر إىل سنتني ما مل يفطم الصةر قبل ذلك‪ ،‬وذلك قحلاجته إىل أمه يف هذه الفرتة‪.‬‬
‫وأخراً؛ فإننا نتوجه إىل اهلل سبحانه خبالص الدعاء أن يوفقنا لتحصيل العلم‪ ،‬وأن يعلمنا ما ينفعنا‪ ،‬وأن ينفعنا مبا‬
‫علمنا‪ ،‬وأن يزدنا علماً‪ ،‬إنه مسيع جميب الدعاء‪.‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع‬


‫‪ .2‬الكتب‬
‫‪ ‬اإلمام أمحد ب ينبل‪ ،‬املسند‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بروت‪.‬‬
‫‪ ‬اإلمام مالك‪ ،‬اب أنس‪ ،‬املدونة الكربى‪ ،‬مطبعة السعادة‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ ‬اآلمدي‪ ،‬علي ب حممد‪ ،‬اإليكام يف أصول األيكام‪ ،‬املكتب اإلسالمي‪ ،‬بروت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ ‬البخاري‪ ،‬حممد ب إمساعيل‪ ،)1111( ،‬صحيح البخاري‪ ،‬بيت األفكار الدولية‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫‪ ‬البيهقي‪ ،‬أبو بكر أمحد ب اقحلسني ب علي‪4311( ،‬ه)‪ ،‬السن الكربى‪ ،‬جملس دائرة املعارف النظامية‪،‬‬
‫اهلند‪ ،‬ييدر آباد‪ ،‬ط‪.4‬‬
‫‪ ‬أبو يسان‪ ،‬حممد‪4178( ،‬م)‪ ،‬أيكام اجلرمية والعقوبة‪ ،‬مكتبة املنار‪ ،‬الزرقاء‪ ،‬ط‪.4‬‬
‫‪ ‬يسين‪ ،‬حممود جنيب‪4117( ،‬م)‪ ،‬شرح قانون العقوبات اللبناين القسم العام‪ ،‬اجمللد الثاين‪ ،‬ط‪ ،3‬منرورات‬
‫اقحلليب اقحلقوقية‪ ،‬بروت‪.‬‬
‫‪ ‬اقحلطاب‪ ،‬حممد ب عبد الرمح ‪4311( ،‬ه)‪ ،‬مواهب اجلليل لررح خمتصر خليل‪ ،‬مطبعة السعادة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫ط‪.4‬‬
‫‪ ‬الدسوقي‪ ،‬حممد ب عرفة‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ياشية الدسوقي‪ ،‬دار إيياء الكتب العربية‪ ،‬بروت‪.‬‬
‫‪ ‬الدوري‪ ،‬عدنان‪4171( ،‬م)‪ ،‬علم اإلجرام‪ ،‬دار السالسل‪ ،‬الكويت‪ ،‬ط‪ ،4‬العموش‪ ،‬تأجيل العقوبة يف‬
‫الفقه اإلسالمي ‪ -‬دراسة مقارنة‪.‬‬
‫‪ ‬الرملي‪ ،‬مشس الدي حممد ب أمحد‪4137( ،‬م)‪ ،‬هناية احملتاج‪ ،‬مطبعة اقحلليب‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪39‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫‪ ‬أبو زهرة‪ ،‬حممد‪ ،‬العقوبة‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬دار الفكر العريب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ ‬السعيد‪ ،‬كامل‪ ،).1111( ،‬شرح األيكام العامة يف قانون العقوبات دراسة مقارنة‪ ،‬ط‪ ،4‬دار الثقافة للنرر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪.‬‬
‫‪ ‬الراطيب‪ ،‬إبراهيم ب موسى اللخمي الةرناطي املالكي‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬املوافقات يف أصول الرريعة‪ ،‬دار املعرفة‪،‬‬
‫بروت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬حتقي عبد اهلل دراز‪.‬‬
‫‪ ‬الرربيين‪ ،‬حممد ب أمحد‪4166( ،‬م)‪ ،‬مةين احملتاج‪ ،‬مطبعة اتاستقامة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫‪ ‬الروكاين‪ ،‬حممد ب علي‪ ،)4151( ،‬فتح القدير‪ ،‬مطبعة البايب اقحلليب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪.‬‬
‫‪ ‬الررازي‪ ،‬إبراهيم ب علي‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬املهذب‪ ،‬دار املعرفة‪ ،‬بروت‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫‪ ‬الصنعاين‪ ،‬عبد الرزاق‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬مصن عبد الرزاق‪ ،‬حتقي يبيب الرمح األعظمي‪ ،‬اجمللس العلمي‪.‬‬
‫‪ ‬اب عابدي ‪ ،‬حممد أمني‪4111( ،‬م)‪ ،‬ياشية اب عابدي ‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بروت‪ ،‬ط‪.4‬‬
‫‪ ‬اب عبد السالم السلمي‪ ،‬عز الدي ‪4157( ،‬م)‪ ،‬قواعد األيكام يف مصاحل األنام‪ ،‬دار الرروق‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫ط‪.4‬‬
‫‪ ‬فودة‪ ،‬عبد اقحلكم‪ ،).1116( ،‬إشكاليات التنفيذ يف املواد اجلنائية يف ضوء الفقه وقضاء النقض‪ ،‬دار‬
‫املطبوعات اجلامعية‪.‬‬
‫‪ ‬اب قدامة‪ ،‬عبد اهلل ب أمحد‪4181( ،‬م)‪ ،‬املةين‪ ،‬دار الكتاب العريب‪ ،‬بروت‪.‬‬
‫‪ ‬اب القيم‪ ،‬حممد ب أب بكر‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬إعالم املوقعني ع رب العاملني‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط‪.4‬‬
‫‪ ‬الكاساين‪ ،‬عالء الدي ب مسعود‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬بدائع الصنائع يف ترتيب الررائع‪ ،‬مطبعة اإلمام‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫‪ ‬اب ماجه‪ ،‬حممد ب يزيد‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬سن اب ماجه‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بروت‪.‬‬
‫‪ ‬املاوردي‪ ،‬علي ب حممد‪4154( ،‬م)‪ ،‬األيكام السلطانية والوتايات الدينية‪ ،‬البايب اقحلليب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫‪ ‬املباركفوري‪ ،‬حممد ب عبد الرمح ‪4141( ،‬ه‪ ،).‬حتفة األيوذي شرح سن الرتمذي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫بروت‪ ،‬ط‪.4‬‬
‫‪ ‬مسلم‪ ،‬اب اقحلجاج النيسابوري‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬صحيح مسلم‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بروت‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫‪ ‬اب مفلح‪ ،‬حممد‪4158( ،‬م)‪ ،‬الفروع‪ ،‬عامل الكتب‪ ،‬بروت‪ ،‬ط‪.3‬‬
‫‪ ‬اب املنذر‪ ،‬حممد ب إبراهيم‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬اإلشراف على مذاهب أهل العلم‪ ،‬دار إيياء الرتاث‪ ،‬قطر‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫‪ ‬املرغناين‪ ،‬علي ب أيب بكر‪4366( ،‬ه)‪ ،‬اهلداية شرح بداية املبتدي‪ ،‬مطبعة اقحلليب‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ ‬اب اهلمام‪ ،‬حممد ب عابد السيواسي‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬شرح فتح القدير‪ ،‬املطبعة األمرية‪ ،‬بوتاق‪ ،‬القاهرة‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫‪ .1‬القوانين‬
‫‪ ‬القانون األساسي الفلسطيين املعدل لسنة ‪1116‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪40‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫‪ ‬قانون اإلجراءات اجلزائية الفلسطيين رقم (‪ )3‬لسنة ‪1114‬‬


‫‪ ‬قانون العقوبات األردين ‪4151/45‬‬
‫‪ ‬قانون مراكز التأهيل واإلصالح الفلسطيين رقم (‪ )5‬لسنة ‪4117‬‬
‫‪ ‬تعليمات النيابة العامة رقم (‪ )4‬لسنة ‪1115‬‬
‫‪ .3‬المقاالت‬
‫‪ ‬العموش‪ ،‬حممد حممود‪ ،‬تأجيل العقوبة يف الفقه اإلسالمي ‪ -‬دراسة مقارنة‪ ،‬اجمللة األردنية يف الدراسات‬
‫اإلسالمية‪ ،‬اجمللد اخلامس‪ ،‬العدد الرابع‪4134 ،‬ه‪1111/‬م‪.‬‬
‫‪ ‬وليد‪ ،‬ساهر إبراهيم‪ ،‬براك‪ ،‬أمحد‪ ،‬تنفيذ اجلزاء اجلنائي يف الترريع الفلسطيين‪ ،‬جملة جامعة األزهر‪ ،‬غزة‪،‬‬
‫‪ ،1146‬اجمللد ‪.48‬‬
‫‪ .4‬المواقع االلكترونية‬
‫‪ ‬براك‪ ،‬أمحد‪ ،‬التنفيذ العقايب يف ضوء السياسة العقابية املعاصرة‪ ،‬دراسة حتليلية تطبيقية لقانون اإلجراءات‬
‫اجلزائي الفلسطيين‪http://www.ahmadbarak.ps/Category/StudyDetails ،‬‬
‫‪ ‬الدركزيل‪ ،‬عباس يكمت فريان‪ ،‬القوة التنفيذية لأليكام اجلزائية‪ ،‬تأجيل تنفيذ األيكام الصادرة بعقوبة‬
‫سالبة للحرية‪.https://almerja.com/reading.php?idm=79155،‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪41‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

.‫تعليل القرارات اإلدارية بين مقتضيات النص القانوني ورهان حماية الحقوق والحريات‬
The Motivation of administrative decisions between the requirements of
the Law and the bet of protecting rights and freedoms.

‫ طالب باحث بسلك الدكتوراه‬:‫هشام ودرة‬


‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية مراكش‬
-‫ خمترب األحباث القانونية وحتليل السياسات‬-
- ‫ اململكة املةربية‬- ‫جامعة القاضي عياض‬
:‫الملخص‬
‫ تلتزم مبوجبه اإلدارة باإلفصاح‬،‫يعترب تعليل القرارات اإلدارية مظهرا م مظاهر الررعية اخلارجية يف القرار اإلداري‬
‫م املنازعات‬ ‫ ويلعب التعليل دورا بارزا يف التخفي‬.‫كتابة ع األسباب القانونية والواقعية اليت دفعتها إىل إصدار هذا القرار‬
‫ كما يعد ركيزة‬،‫ باإلضافة إىل أمهيته الكبرة يف الرقابة على مرروعية القرارات اإلدارية‬.‫اإلدارية ويف توطيد عالقة األفراد باإلدارة‬
‫ و مدخال رئيسا لرتسيخ قيم ومبادئ الرفافية والوضوح واملصداقية يف‬،‫أساسية قحلماية يقوق ويريات األفراد م تعس اإلدارة‬
.‫ مما ينعكس إجيابا على األفراد واإلدارة والقاضي اإلداري على يد سواء‬،‫العمل اإلداري‬
.‫ اقحلقوق واقحلريات‬،‫ املرروعية‬،‫ الرقابة القضائية‬،‫ القرار اإلداري‬،‫ التعليل‬:‫الكلمات المفاتيح‬

ABSTRACT :
The motivation of administrative decisions is a formal element of the external legality in
which the administration is obligated to disclose in writing the legal and realistic reasons
that pushed it to the issuance of this decision.

The motivation has an important role in the diminution of the administrative conflicts,
and solidifying the relationship between administration and individuals. It also eases and
facilitates the judicial control of the external legality of the administrative decisions. In
addition to this, it has an essential role in protecting rights and freedoms against abuse of
power and administrative injustice. Furthermore, it is considered as the main entry in
spreading transparency, clarity and credibility in the administrative work. Which affects
positively individuals, administration and administrative judge.

Key Words: Motivation; Administrative decision; Judicial control; Legitimacy; Rights and
Freedoms.

‫ المانيا – برلين‬/ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية‬
42 2021 ‫ مايو‬- ‫العدد الحادي عشر أيار‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫مقدمة ‪:‬‬
‫يعترب تعليل القرارات اإلدارية م املواضيع اليت حتظى باهتمام كبر م طرف فقهاء القانون اإلداري‪ ،‬وم املواضيع‬
‫اليت تستأثر باهتمام الفعاليات املدافعة ع اقحلقوق واقحلريات‪ ،‬وذلك بالنظر ألمهته احملورية على الصعيدي القانوين‬
‫واقحلقوقي‪ ،‬ولدورها الرئيسي يف محاية األفراد م جتاوزات اإلدارة وملسامهته الفعالة يف تعزيز الرقابة على مرروعية القرارات‬
‫اإلدارية‪.‬‬
‫ويعترب املةرب م الدول اليت أولت اهتماما بالةا ألمهية تعليل القرارات اإلدارية‪ ،‬خصوصا يف القرارات ذات التأثر‬
‫املباشر على املراكز القانونية لألفراد‪ ،‬م خالل سعي املررع كلما أتيحت له الفرصة إىل تعزيز اقحلماية القانونية للحقوق‬
‫واقحلريات‪ ،‬وتكريس املفهوم اجلديد للسلطة وإعادة الثقة والوضوح بني اإلدارة واألفراد وكذا مساعدة القاضي اإلداري‬
‫على تعمي الرقابة على أعمال اإلدارة واقحلد م سلطاهتا التعسفية‪.‬‬
‫ويلعب تعليل القرارا ت اإلدارية دورا بارزا يف اقحلد م سلطة اإلدارة التقديرية ‪ ،‬وذلك برتشيدها وعقلنتها مبا يضم‬
‫محاية اقحلقوق واقحلريات‪ .‬فالتعليل يفرض على اإلدارة التقيد بالقانون والعمل على ايرتامه وجعل أسباب القرار اإلداري‬
‫مبنية على اقحلجج والدتائل السليمة والبعيدة ع مجيع مظاهر اتاحنراف والتعس ‪.‬‬
‫ويندرج التعليل الوجويب للقرارات اإلداري ضم الركليات اجلوهرية اليت يرتتب على خمالفتها إمكانية إلةاء القرار‬
‫أمام القضاء اإلداري‪ ،‬مما يلزم اإلدارة باإلفصاح كتابة ع األسباب اليت بررت اختذها للقرار‪ ،‬وبالتايل فتعليل القرارات‬
‫هو اإلفصاح كتابة يف صلب القرار ع اتاعتبارات الواقعية والقانونية اليت كانت وراء إصدار القرار‪.‬‬
‫وتعترب فرنسا م الدول السباقة إىل تكريس مبدأ التعليل الوجويب للقرارات مبوجب القانون رقم ‪ 81/1678‬الصادر‬
‫بتاريخ ‪ 44/18/4181‬املتعل بتعليل القرارات اإلدارية وحتسني العالقة بني اإلدارة واجلمهور‪ ،‬يي وضع يدا للمبدأ‬
‫السائد فقها وقضاء " تا تعليل إتا بنص"‪.‬‬
‫وقد يدى املررع املةريب يدو نظريه الفرنسي عندما أقر هو األخر مبدأ التعليل الوجويب للقرارات اإلدارية مبوجب‬
‫القانون رقم ‪ 13/14‬الصادر باجلريدة الرمسية سنة ‪ 1111‬واملتعل بتعليل القرارات اإلدارية‪ ،‬ليكون بذلك قد جتاوز‬
‫الفراغ الترريعي يف هذا اجملال‪.‬‬
‫وبالرغم م القيمة الكبرة هلذا القانون إتا أنه مل يوضح بركل جلي الرروط الركلية واملوضوعية لصحة التعليل‪،‬‬
‫مما فتح اجملال أمام القاضي اإلداري للتدخل وحتديد هذه الرروط وبالتايل تكملة هذا النقص الترريعي‪ ،‬وعلى هذا‬
‫األساس أصبح القضاء اإلداري يررتط لصحة التعليل أن يكون مكتوبا وواضحا وكامال ومتضمننا لألسباب الواقعية‬
‫والقانونية الصحيحة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- la loi n 79.587 du 11 juillet 1979, relative à la motivation des actes administratifs et à‬‬
‫‪l’amélioration des relations entre l’administration et le public. J.o du 12-07-1979.‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪43‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫ويكتسي هذ املوضوع أمهية بالةة م الناييتني العملية والنظرية على اعتبار أن إلزام اإلدارات العمومية بتعليل‬
‫قراراهتا اإلدارية يركل مظهرا م مظاهر الرفافية والوضوح واملصداقية يف العمل اإلداري‪ ،‬وم الضمانات اقحلقيقية‬
‫قحلماية اقحلقوق واقحلريات‪ ،‬عالوة على دوره البارز يف تعزيز الرقابة القضائية على القرارات اإلدارية‪.‬‬
‫وتأسيسا على هذه األمهية الكبرة اليت يلعبها تعليل القرارات اإلدارية خصوصا يف القرارات ذات التأثر املباشر على‬
‫املراكز القانونية لألفراد ودوره الكبر يف الرقابة على مرروعية القرارات اإلدارية‪ ،‬فإن اإلشكالية المحورية اليت حتاول‬
‫هذه الدارسة معاجلتها تتمثل يف دراسة األمهية القانونية والقضائية وكذا اقحلقوقية لتعليل القرارات اإلدارية ودورها يف‬
‫محاية يقوق ويريات األفراد؟‬
‫هذه اإلشكالية تتفرع عنها جمموعة م التساؤتات أمهها‪:‬‬
‫ما هو مضمون تعليل القرارات اإلدارية وما نطاقه وشروط صحته؟‬ ‫‪-‬‬
‫ما مدى مسامهة تعليل القرارات اإلدارية يف محاية يقوق ويريات األفراد؟‬ ‫‪-‬‬
‫ما هي القيمة املضافة للتعليل يف الرقابة على مرروعية القرارات اإلدارية؟‬ ‫‪-‬‬
‫لإلجابة على هذه اإلشكالية احملورية وسعيا منا لتسليط الضوء على كافة مضامني املوضوع م زوايا حبثية علمية‬
‫وأكادميية صرفة‪ ،‬قمنا بطرح فرضيتني‪ :‬الفرضية األولى جتعلنا نعتقد بأن تعليل القرارات اإلدارية تعد وسيلة ناجعة وفعالة‬
‫لتحقي قيم الرفافية والوضوح واملصداقية يف العمل اإلداري‪ ،‬كما يعد ضمانة يقيقية قحلماية اقحلقوق واقحلريات‪ ،‬وألية‬
‫غر قضائية ناجعة وفعالة يف التقليل م املنازعات أمام القضاء‪.‬‬
‫أما الفرضية الثانية فتدفعنا إىل القول بأن التعليل كما نضمه املررع يف الوقت اقحلايل تا يعدو إتا أن يكون فقط‬
‫جمرد اجراء شكلي‪ ،‬يدخل يف إطار اإلجراءات الروتينية لإلدارة‪ ،‬وأن قيمته القانونية و القضائية وكذا اقحلقوقية تبقى‬
‫ضعيفة ما مل خيضع املررع مجيع القرارات اإلدارية للتعليل الوجويب‪ ،‬وما مل يردد القضاء رقابته على القرارات الةر‬
‫معللة‪.‬‬
‫ونظرا لتداخل جوانب هذا املوضوع مع نظرية تطور القانون والقضاء اإلداريني‪ ،‬فإنه يصعب معاجلته انطالقا م‬
‫يقل معريف معني وذلك باعتباره موضوع عام وشامل تتداخل فيه جمموعة م املناهج العلمية املعتمدة يف التحليل‬
‫اتاكادميي‪.‬‬
‫وعليه سنقوم مبعاجلة مضامني هذا املوضوع باتاعتماد على مزيج م املناهج العلمية اليت فرضتها طبيعة العمل‪،‬‬
‫سنعتمد على المنهج التحليلي‪ ،‬الذي سيمكننا م حتليل النص القانون رقم ‪ 13.14‬املتعل بإلزام اإلدارة‬ ‫يي‬
‫األيكام والقرارات القضائية اليت واكبت هذا املوضوع‪ ،‬وذلك على ضوء ما لذينا‬ ‫بتعليل قراراهتا اإلدارية‪ ،‬وحتليل خمتل‬
‫م مادة علمية يف هذا املوضوع وعلى ضوء أيضا ما وصل إليه القانون والقضاء يف املةرب والتجارب املقارنة‪.‬‬
‫وسنوظ يف جل مرايل هذا الدراسة المنهج المقارن الذي يعد م أيس مناهج البح ملقارنة التجربة املةربية‬
‫يف جمال تعليل القرارات اإلدارية مع باقي التجارب املقارنة خاصة التجربة الفرنسية م خالل الوقوف عند يجم تأثر‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪44‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫املررع املةريب بالتجربة الفرنسية وذلك باستعراض مظاهر الترابه واتاختالف بني النص القانون املنظم للتعليل يف املةرب‬
‫بنظره الفرنسي‪.‬‬
‫وسعيا منا لإلجابة على اإلشكالية احملورية للموضوع وتساؤتاهتا الفرعية‪ ،‬فإن الضرورة المنهجية تفرض علينا‬
‫تقسيم موضوع هذه الدراسة إىل مطلبني‪ :‬المطلب األول سنسلط فيه الضوء على مضمون تعليل القرارات اإلدارية؛‬
‫نطاقه و شروط صحته‪ ،‬يف يني أن المطلب الثاني سنتناول فيه أمهية التعليل يف الرقابة على مرروعية قرارات اإلدارية‬
‫ودوره يف محاية يقوق ويريات األفراد‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬المقاربة القانونية لتعليل القرارات اإلدارية في ضوء القانون ‪03.02‬‬
‫لقد شكل صدور القانون ‪ 13.14‬برأن تعليل اإلدارة لقراراهتا اإلدارية منعطفا جديدا يف مسار بناء وتدعيم‬
‫اإلدارة وجتاوزاهتا يف ممارسة سلطاهتا‬ ‫أسس دولة اقحل والقانون‪ ،‬وخطوة مهمة حنو ختلي اقحلياة العامة واقحلد م تعس‬
‫الواسعة‪ .‬لذلك سنطرق يف هذا اجلانب ملاهية تعليل القرارات اإلدارية وسنميزه ع بعض املفاهيم املراهبة له (فقرة أوىل)‬
‫على أن نوضح نطاقه وشروط صحته يف ضوء القانون ‪( 13.14‬فقرة ثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬مضمون تعليل القرارات اإلدارية وتمييزه عن المفاهيم المشابهة له‬
‫م املؤكد أن تعليل القرارات اإلدارية أو تسبيبها م النايية الركلية له أمهية قصوى ألن تضمني أسباهبا اقحلقيقية‬
‫يعد م أفضل الوسائل اليت تسهل مراقبة اجملتمع واألفراد والقضاء ملرروعية األعمال اإلدارية‪.1‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف تعليل القرارات اإلدارية‬
‫لقد ياول الفقه والقضاء تعري تعليل القرارات اإلدارية وحتديد طبيعته القانونية باملوازاة مع صدور القانون املتعل‬
‫بالتعليل على اعتبار أن املبدأ السائد قبل إصدار هذا القانون تا يلزم اإلدارة بتعليل قراراهتا‪.‬‬
‫وقد عرفه املررع املةريب يف املادة األوىل م القانون ‪ ،213.14‬بأنه ‪" :‬اإلفصاح كتابة يف صلب القرار اإلداري‬
‫الذي أورده املررع الفرنسي يف املادة الثالثة‬ ‫ع األسباب القانونية والواقعية اليت كانت وراء اختاذه"‪ .‬وهو نفس التعري‬
‫م القانون رقم ‪ 81-678‬الصادر يف ‪ 44‬يوليوز ‪ 4181‬برأن تعليل القرارات اإلدارية‪ ،‬وحتسني العالقة بني اإلدارة‬

‫‪ -1‬ذ‪ .‬ادريسي عبد اهلل " نظرات يف تعليل القرارات اإلدارية شكال ومضمونا يصيلة قضائية وأفاق يف‪ :‬احملاكم اإلدارية ودولة القانون"‬
‫منرورات كلية العلوم القانونية واتاقتصادية واتاجتماعية‪ ،‬جامعة القاضي عياض‪ ،‬مراكش‪ ،‬سلسلة الندوات واأليام الدراسية‪ ،‬العدد‪ :‬اخلامس‬
‫‪ ،4115‬ص‪.81 :‬‬
‫‪ 2‬القانون ‪ 13.14‬الصادر بتنفيذ الظهر الرري رقم ‪ 4.11.111‬املؤرخ يف ‪ 41‬مجادي األوىل ‪ 4113‬املواف ل ‪ 13‬يوليوز ‪1111‬‬
‫واملنرور باجلريدة الرمسية عدد ‪ 6111‬بتاريخ ‪ 41‬غرت ‪ ،1111‬برأن إلزام اإلدارات العمومية واجلماعات احمللية واملؤسسات العمومية‬
‫بتعليل قرارهتا اإلدارية‪.‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪45‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫واملواط يي نص على أنه ‪" :‬جيب أن يكون التعليل الذي يفرضه هذا القانون مكتوبا وأن يتضم بيان اتاعتبارات‬
‫‪1‬‬
‫القانونية والواقعية اليت تركل أساس القرار"‪.‬‬
‫أما األستاذ ميريل روسي فيعرف تعليل القرار اإلداري بأنه ‪ ":‬التزام قانوين تعل اإلدارة مبقتضاه ع األسباب اليت‬
‫محلتها على إصدار القرار وشكلت األساس القانوين الذي بين عليه"‪.2‬‬
‫يف يني أن األستاذ » ‪ « Jean François Lachaume‬عرف التعليل على أنه " مظهر خارجي‬
‫م مظاهر شروط صحة الركل يف القرار اإلداري‪ ،‬تقوم اإلدارة م خالله بذكر األسباب القانونية والواقعية اليت دفعتها‬
‫إلصدار القرار‪ ،‬ويرتتب على إغفاهلا وعدم وجودها يف اقحلاتات اليت يوجبها فيه القانون بطالن القرار لعيب الركل‪.3‬‬
‫أما األستاذ حممد اليعقويب فقد عرفه بركل عام على أنه إجراء تقوم اإلدارة م خالله بتحديد وذكر األسباب‬
‫اليت محلتها على إصدار القرار‪.4‬‬
‫ميك القول بأن اإلشارة إىل األسباب القانونية والواقعية يف القرار اإلداري تفرضها‬ ‫انطالقا م هذه التعاري‬
‫الررعية ولو بركل غر مباشر‪ ،‬إذ أن الصفة القانونية اليت ميك ان يكتسيها القرار تستوجب بالضرورة وجدود السبب‬
‫الذي يتصل مباشرة مبضمون القرار‪ ،‬ويهدف تعليل القرار اإلدارية يسهل م مأمورية القاضي ومتكينه م اقحلج واألدلة‬
‫اليت جتعله يراقب مدى مطابقة العمل اإلداري للقانون وللمبادئ العامة اليت حتكم الررعية يف األعمال اإلدارية‪ .‬كما أن‬
‫التعليل م شأنه أن يلزم اإلدارة بتوضيح األسباب والدوافع اليت دفعتها إىل اختاد قرارهتا ويبعدها ع النوايا القصدية‬
‫واملزاج والتحكم والتعس يف مواجهة املراكز القانونية لألفراد‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تمييز تعليل القرارات اإلدارية عن المفاهيم المشابهة له‬
‫إن البح يف موضوع تعليل القرارات اإلدارية يقتضي منا متييزه ع باقي املفاهيم املراهبة له لتجنب أي تداخل أو‬
‫أي خلط بينه وبني هذه املفاهيم م قبيل السبب ومسطرة اإلفصاح ع األسباب خالل املسطر القضائية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- article 3 de la loi n 79.587 du 11 juillet 1979, relative à la motivation des actes‬‬
‫‪administratifs et à l’amélioration des relations entre l’administration et le public. J.o du‬‬
‫‪12-07-1979, p 1711.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Rousset (M) « L’obligation générale de motivation des décisions administratives‬‬
‫‪individuelles au Maroc: une nouvelle protection pour les administrés, REMAL,‬‬
‫‪« thème actuels », n 43.2003.p:73.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Jean Francois Lachaume: « Le formalisme, A.J.D.A. n spécial.1995. Dalloz.‬‬
‫‪Paris. P, 137.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Mohamed EL YAAGOUBI, « La motivation des décisions administratives au‬‬
‫‪Maroc, (la loi 03.01) » imp. EL Maarif AL jadida- Rabat, 2011, p: 15.‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪46‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫‪ )2‬تميز التعليل عن السبب في القرار اإلداري‬


‫إن القراءة األولية للتعاري الفقهية والقضائية لتعليل القرارات اإلدارية تضعنا أمام صعوبة التمييز بني مفهوم تعليل‬
‫القرار أو تسبيبه وبني سب القرار اإلداري نظرا للرتابط الوثي بينهما‪ .‬و قد كرس املررع املةريب م هذه الصعوبة يف‬
‫املادة ‪ 111‬م القانون احملدث للمحاكم اإلدارية يي مل مييز بني التعليل والسبب بركل دقي ‪ ،‬مما فتح اجملال جملموعة‬
‫م القراءات والتأويالت لعبارة انعدام التعليل ‪ Démotivation‬ومتييز ع عبارة انعدام السبب ‪ Démotif‬فقد‬
‫سجل الفقيه الفرنسي ميريل روسي أيضا هذا اخلطأ معتربا بأن قصد املررع م عبارة انعدام التعليل تنصرف إىل املعىن‬
‫املوضوعي وبالتايل فالعبارة السليمة هي انعدام السبب باللةة الفرنسية ‪ .Démotif‬وقد جتاوزت احملاكم اإلدارية بعد‬
‫ذلك هذا اخلطأ الترريعي يف أيكامها القضائية‪ 2‬معتربة أن التفسر الصحيح لعبارة انعدام التعليل الواردة يف املادة ‪11‬‬
‫إمنا القصد منها انعدام السبب باعتباره عيبا م عيوب املرروعية الداخلية اليت تؤدي إىل إلةاء القرار اإلداري وليس‬
‫كإجراء شكلي يندرج ضم عيب الركل‪.‬‬
‫لذلك فإذا كان السبب م عناصر الررعية الداخلية يف القرار اإلداري‪ ،‬فإن التعليل يعترب شرط شكلي يقصد به‬
‫إفراغ األسباب الواقعية والقانونية يف صلب القرار اإلداري وقت اختاذه‪ ،‬واملبدأ العام أنه تا لزوم لتعليل القرار إتا بنص‬
‫ال قانون‪ ،‬وعندما يصبح إجراء التعليل شرط شكلي‪ ،‬واتاخالل به يعترب عيبا يقضي إىل عدم مرروعية القرار اإلداري‪.3‬‬
‫‪ )1‬تمييز تعليل القرارات اإلدارية عن مسطرة اإلفصاح عن األسباب خالل المسطرة القضائية‬
‫أيضا تعليل القرارات اإلدارية كإجراء شكلي ع مسطرة اإلفصاح ع األسباب‪ ،‬اليت تندرج يف إطار‬ ‫خيتل‬
‫إجراءات املسطرة القضائية واليت يرتتب ع خمالفتها إلةاء القرار تانعدام سببه‪ .4‬لذلك فالفرق بني التعليل ومسطرة‬
‫اإلفصاح خالل املسطرة القضائية يكم يف كون التعليل يف صلب القرار يعترب إجراء شكليا يتزام مع إصدار هذا‬
‫األخر ويرتتب على ختلفه عدم مرروعية ذلك القرار لعيب الركل‪ .‬بنما طلب اإلفصاح ع األسباب خالل املسطرة‬

‫‪ - 1‬جاء يف مضمون هذه املادة " كل قرار إداري صدر م جهة عر خمتصة أو لعيب يف شكله أو تاحنراف يف أو تانعدام التعليل أو‬
‫ملخالفة القانون‪ ،‬يركل جتاوزا يف استعمال السلطة حي للمتضرر الطع فيه أمام اجلهة القضائية املختصة‪".‬‬
‫‪ -2‬جاء يف يكم احملكمة اإلدارية بالدار البيضاء رقم ‪ 17‬مل رقم ‪ 177/111‬الصادر يف ‪ 34‬يناير ‪ 1114‬أنه " ويي إن القرارات‬
‫اإلدارية ملا كانت تعترب م التصرفات القانونية اليت تعرب ع إرادة السلطة اإلدارية فإنه تابد هلذه القرارات م سبب علما أن القرار اإلداري‬
‫م النايية الواقعية يينما تدعي اإلدارة أن ظروف مادية دفعتها تاختاذ‬ ‫جيب أن يهدف إىل حتقي الصاحل العام‪ ،‬ويكون انعدام الباع‬
‫بناء على ما دكر تكون األسباب الواقعية الداعية تاختاذ قرار رفض الرتخيص منعدمة‬ ‫القرار مث يتبني عدم وجودها يف الواقع‪ ...‬ويي‬
‫ويكون قرار رئيس اجلماعة اقحلضرية للمعاري غر معلل وبالتايل متسما بالرطط يف استعمال السلطة ويتعني إلةائه‪".‬‬
‫‪ -3‬قصري محمد‪ " :‬إلزام اإلدارة بتعليل قراراهتا اإلدارية ضمانة للحقوق واقحلريات‪ ،‬ورقابة قضائية فعالة" جملة اإلدارة احمللية والتنمية‪،‬‬
‫سلسلة مواضيع الساعة‪ ،‬عدد ‪ 1113/13‬ص‪.63 :‬‬
‫‪ -4‬ذ‪ .‬األعرج محمد‪ ":‬تعليل القرارات اإلدارية على ضوء القانون ‪ ،13.14‬برأن إلزام اإلدارات العمومية واجلماعات احمللية‬
‫واملؤسسات العمومية بتعليل قراراهتا اإلدارية م‪.‬م‪.‬إ‪.‬م‪.‬ت‪ ،‬ص‪.53 :‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪47‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫اإلدارية أو ما يسمى بالتعليل الالي ‪ ،‬يرتتب على رفضه الذي يعترب موافقة صرحية على وقائع الطلب مما يؤدي إىل‬
‫إلةاء القرار املطعون فيه لسبب موضوعي هو عدم صحة السبب‪.1‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬نطاق التعليل الوجوبي للقرارات اإلدارية وشروط صحته‬
‫لقد استقر املررع والقضاء اإلداري يف املةرب على غرار غالبية الدول املقارنة على أن اإلدارة غر ملزمة بتعليل‬
‫قرارهتا إتا إذا نص القانون على ذلك‪ ،‬وعلى هذا األساس فقد يدد القانون ‪ 13.14‬نطاق القرارات اليت يرملها‬
‫التعليل الوجويب بدقة‪ ،‬كما يدد أيضا شروط صحة تعليلها‪.‬‬
‫أوال‪ :‬نطاق القرارات الواجبة التعليل في ضوء القانون ‪03.02‬‬
‫إن القاعدة املتعارف عليها فقها وقضاء هي أن اإلدارة غر ملزمة بتعليل قراراهتا إتا إذا اشرتط نص قانوين صريح‬
‫ذلك‪ ،‬وقد استقر اتاجتهاد القضائي املةريب على هذه القاعدة يف قضاء الةرفة اإلدارية وكذا بعد دخول قانون احملاكم‬
‫اإلدارية ييز التنفيذ‪ ،‬كما أن املررع املةريب سار يف هذا الطرح أيضا بعد إصداره للقانون ‪ 13.14‬برأن إلزام اإلدارة‬
‫بتعليل قرارهتا‪ ،‬وذلك مبوجب املادة الثانية اليت يددت نطاق القرارات الواجبة التعليل وقد جاء هذا التحديد على سبيل‬
‫اقحلصر تا املثال وميك إمجال القرارات الواجبة التعليل على الركل التايل‪:‬‬
‫‪ -‬القرارات املرتبطة مبجال ممارسة اقحلريات العامة أو اليت تكتسي طابع إجراء ضبطي‪.‬‬
‫‪ -‬القرارات اإلدارية القاضية بإنزال عقوبة إدارية أو تأديبية‪.‬‬
‫‪ -‬الق رارات اإلدارية اليت تقيد تسليم رخصة أو رخصة أو شهادة أو أي وثيقة أخرى برروط أو تفرض أعباء غر‬
‫منصوص عليها يف القوانني واألنظمة اجلاري هبا العمل‪.‬‬
‫‪ -‬القرارات اإلدارية القاضية بسحب أو إلةاء قرار منرئ قحلقوق‪.‬‬
‫‪ -‬القرارات اإلدارية اليت تستند إىل تقادم أو فوات أجل أو سقوط ي ‪.‬‬
‫‪ -‬القرارات اليت تفرض منح امتياز يعترب يقا لألشخاص الذي تتوافر فيهم الرروط القانونية‪.‬‬
‫إن قراءة وحتليل مضمون هذه املادة يبني بركل واضح أن املررع استقر هو األخر على قاعدة عدم تعليل اإلدارة‬
‫لقراراهتا كمبدأ عام‪ ،‬كما أن نطاق التعليل الذي جاءت به هذه املادة يكاد يرمل مجيع القرارات اإلدارية مع بعض‬
‫اتاستثناءات على غرار القرارات اإلدارية اليت يقتضي األم الداخلي واخلارجي عدم تعليلها‪ ،‬وكذا القرارات الفردية اليت‬
‫تتخذها اإلدارة يف يالة الضرورة أو الظروف اتاستثنائية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬أورده ذ‪ .‬البقالي وديع يف أطرويته " السلطة التقديرية لإلدارة بني املصلحة العامة واقحلريات الفردية" جامعة عبد املالك السعدي‪،‬‬
‫كلية اقحلقوق طنجة‪ ،1141/1144 ،‬ص‪.155:‬‬
‫‪ -‬أنظر أيضا قصري محمد " تعليل القرارات اإلدارية ضمانة للحقوق واقحلريات ورقابة قضائية فعالة" مرجع ساب ‪ ،‬ص‪.61 :‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪48‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫وإذا كانت اإلدارة معفاة م إلزامية تعليل القرارات اإلدارية اليت يقتضي األم الداخلي واخلارجي عدم تعليلها‪ ،‬فإن‬
‫ذلك تا يعفيها م رقابة القضاء اإلداري‪ ،‬وم إعطاء مجيع التوضيحات خالل املسطرة القضائية‪ ،‬وللقاضي اإلداري‬
‫‪1‬‬
‫صاليية مراقبة مدى ماديات وصحة ارتباط عدم التعليل باألم الداخلي واخلارجي للدولة شكال ومضمونا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬شروط صحة تعليل القرارات اإلدارية‬
‫إن حتقي التعليل للةرض اليت فرضه املررع م أجله‪ ،‬واكتسابه صفة الررعية م النايية الركلية واملوضوعية‬
‫‪2‬‬
‫يتطلب توفر جمموعة م الرروط اليت جتعله صحيحا ومنتجا آلثاره وحمققا لقدر كبر م الرفافية والوضوح اإلداري‪.‬‬
‫وتنقسم شروط صحة تعليل القرارات اإلدارية إىل شروط شكلية وشروط موضوعية‪:‬‬
‫‪ .2‬الشروط الشكلية لصحة التعليل‬
‫إن القراءة املتأنية للقانون ‪ 13.14‬برأن إلزام اإلدارة بتعليل قراراهتا اإلدارية‪ ،‬تبني بركل واضح بأن املررع مل‬
‫حيدد بركل دقي ومفصل شروط صحة التعليل باستثناء بعض اإلشارات اجلزئية‪ ،‬مما يستدعي الرجوع إىل الفقه‬
‫واجتهادات القضاء اإلداري لتحديد طبيعة هذه الرروط‪ .‬فقد نصت املادة األوىل م هذا على ضرورة أن يكون التعليل‬
‫مكتوبا يف صلب القرار اإلداري ومربزا ع األسباب القانونية والواقعية الداعية إىل اختاده‪.‬‬
‫بناء على هذا فإن القرارات الرفوية تستبعد مبوجب هذه املادة ألن التعليل يقتضي أن يكون كتابيا‪ ،‬ووارد يف‬
‫صلب القرار اإلداري وتا جمال للتعليل ع طري اإليالة‪ ،‬هذا الررط مث تأكيده مبوجب يكم قضائي صادر ع‬
‫احملكمة اإلدارية‪ ،‬يي جاء يف ييثياته‪ ":‬ملا كان قرار اإلنذار املطعون فيه جاء خاليا م التعليل مكتفيا باإليالة على‬
‫‪3‬‬
‫حمضر اتاستقصاء‪ ،‬يكون صدر معيبا يف شكله وبالتايل يتعني إلةاؤه‪".‬‬
‫وقد أوضحت مفوضة اقحلكومة الفرنسية األستاذة » ‪ « Quetiaux‬مسألة التعليل باإليالة‬
‫» ‪ « Motivation par référence‬يي أكدت بأن املررع قصد أن يفرض على السلطة اليت توقع اجلزاء أن‬
‫يتمك هذا األخر‪ ،‬ومبجرد اتاضطالع على القرار‪ ،‬معرفة‬ ‫حبي‬ ‫تبني يف القرار األخطاء اليت تنسبها على املوظ‬
‫أسباب اجلزاء الذي وقع عليه‪ ،‬وإذا مل يتضم القرار التأدييب ألي سبب اكتفاء باإليالة إىل رأي أيد اجلهات‬
‫‪4‬‬
‫اتاسترارية فإنه يكون خمالفا إلرادة املررع‪.‬‬

‫‪ -1‬قصري محمد‪ " :‬تعليل القرارات اإلدارية ضمانة للحقوق واقحلريات ورقابة قضائية فعالة" مرجع ساب ص‪.61 :‬‬
‫‪ -2‬بلباقي وهيبة " تسبيب القرارات اإلدارية يف اإلجراءات القضائية اإلدارية" أطروية لنيل شهادة الدكتوراه يف القانون العام‪ ،‬جامعة‬
‫أبوبكر بلقايد تلمسان‪ ،‬كلية اقحلقوق والعلوم السياسية‪ ،1147/1141 ،‬ص‪.66:‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬قضية البقايل منرورة باجمللة املةربية لإلدارة احمللية والتنمية‪ ،‬عدد ‪ ،43‬أورده ذ‪ .‬حممد قصري يف جملة البحوث‪ ،‬العدد ‪،1117-7‬‬
‫ص‪.85:‬‬
‫‪C.E.28 Mai 1965 R.A -4‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪49‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫‪ .1‬الشروط الموضوعية لصحة التعليل‬


‫إىل جانب الرروط الركلية لصحة التعليل‪ ،‬خصوصا شرط كتابة التعليل يف صلب القرار اإلداري‪ ،‬فإن املررع‬
‫والقضاء اإلداري يفرضان على اإلدارة ضرورة تضمني شروط موضوعية أخرى لكي يعترب التعليل صحيح وسليم ك‪:‬‬
‫‪ ‬كأن يكون التعليل كامال وكافيا‬
‫فالتعليل الناقص ينزل منزلة عدم التعليل‪ ،‬ويصبح معيبا بعيب عدم التعليل‪ ،‬مما جيعل عرضة لإللةاء‪ .‬وقد مث تأكيد‬
‫هذا الررط مبوجب يكم قضائي صادر ع احملكمة اإلدارية بالدار البيضاء جاء فيه‪ " :‬إن القرار التأدييب الناقص‬
‫التعليل يعترب مروبا بعيب انعدام التعليل"‪.1‬‬
‫ويف يكم آخر صادر ع إدارية مراكش يف قضية بركوس ضد قيدوم كلية الطب والصيدلة فقد مث توضيح أمهية‬
‫التعليل يي نص يف ييثيات اقحلكم أن للتعليل هدفني أساسيان‪:‬‬
‫الهدف األول جينب كل ما م شأنه أن يؤدي إىل ختل التعليل وانعدامه ولكي التعليل عند هذا اقحلد جمرد‬ ‫‪-‬‬
‫إجراء شكلي‪.‬‬
‫الهدف الثاني هو كفاية التعليل‪ ،‬فهده الكفاية هي اليت جتعل التعليل موجودا بركل فعال حيق وظائ‬ ‫‪-‬‬
‫التعليل‪ ،‬فهذا األخر تا يتحق إتا بكفاية األسباب‪ .‬أما إذا كان اهلدف يف التعليل شكال هو رقابة احملكمة‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫فإن التعليل تابد أن يتضم العناصر اليت تكفل حتقي هذه الرقابة بركل فعال"‪.‬‬
‫فالتعليل الذي يتضم صيغ عامة ومبهمة أو محل فضفاضة تعترب مرفوضة وغر جائزة‪ ،‬وتا يعتد هبا أمام القضاء‬
‫اإلداري‪.‬‬
‫‪ ‬قيام التعليل على وقائع محددة وثابتة‬
‫إن صحة تعليل اإلدارة لقراراهتا م النايية املوضوعية يستلزم أن تكون مبنية على وقائع مادية صحيحة وحمددة‪.‬‬
‫فالقاضي اإلداري يراقب مدى صحة الوجود املادي للوقائع وكذا تكيفها القانوين‪ ،‬فكلما اتضح له أن اإلدارة عللت‬
‫قرارهتا بناء على وقائع غر صحيح وغر حمددة م يي وجوها املادي أو م يي تكييفها القانوين أمر بإلةاء القرار‪.‬‬
‫هذا الررط مث تأكيده مبوجب يكم قضائي صادر ع احملكمة اإلدارية بالرباط يي جاء يف ييثياته‪ ":‬إذا كان هليئة‬
‫اجمللس التأدييب الصاليية يف تقدير اقحلجج املعروضة عليها لتكوي عليها لتكوي قناعتها‪ ،‬فإنه ينبةي عليها أن تعتمد‬

‫أورده عبد القادر لحريشي يف رسالة حبثه لنيل شهادة املاسرت يف القانون العام يف موضوع " رقابة القاضي للسلطة التقديرية لإلدارة" كلية‬
‫اقحلقوق أكدال ‪ ،1144/1141‬ص‪.11 :‬‬
‫‪ -1‬يكم إدارية الدار البيضاء بتاريخ ‪ 16‬دجنرب ‪ 4115‬مل إداري عدد ‪.15/41‬‬
‫‪ -2‬يكم صادر ع احملكمة اإلدارية مبراكش يف قضية بركوس ضد قيدوم كلية الطب والصيدلة رقم ‪ 77‬بتاريخ ‪ 31‬يونيو ‪ .4111‬أورده‬
‫ذ‪ .‬حممد قصري يف مقاله " تعليل القرارات اإلدارية ضمانة للحقوق واقحلريات ورقابة قضائية فعالة" مرجع ساب ‪ ،‬ص‪.51 :‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪50‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫يف ذلك على وقائع حمددة ومعينة وثابتة تا على تصاريح تتضم جمرد عموميات‪ ،‬األمر الذي ترتب ع ذلك إلةاء‬
‫القرار املطعون فيه"‪.1‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أهمية التعليل في الرقابة على مشروعية القرار اإلداري وفي حماية الحقوق والحريات‬
‫يعترب قانون تعليل القرارات اإلدارية م أهم اإلصاليات الترريعية‪ ،‬اليت عرفتها اإلدارة املةربية‪ ،‬يف مسار ترشيد‬
‫العمل اإلداري وختلي املرف العام وجتويد اخلدمات املرفقية‪ ،‬وتعزيز الثقة بني اإلدارة واملرتفقني‪ ،‬يي شكل ألية مهمة‬
‫لبناء دولة القانون‪ ، 2‬وضمانة يقيقية قحلماية اقحلقوق واقحلريات‪ ،‬ووسيلة ناجعة لتكريس الرقابة على مرروعية القرار‬
‫اإلداري‪ .‬كما أن تكريس مبدأ التعليل الوجويب للقرارات اإلدارية يف املنظومة القانونية للدولة يعد م أهم الوسائل اليت‬
‫تساهم يف تعزيز مبدأ املرروعية‪ ،‬م خالل املسامهة يف فعالية الرقابة الذاتية لإلدارة على قراراهتا وكذا م خالل املسامهة‬
‫يف فعالية الرقابة القضائية على القرارات اإلدارية‪.3‬‬
‫وعليه فإن للتعليل أمهية بالةة يف الرقابة على مرروعية القرارات اإلدارية ( فقرة أوىل) وكذا يف ضمان اقحلقوق‬
‫واقحلريات ( فقرة ثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬دور التعليل في الرقابة على مشروعية القرار اإلداري‬
‫إن أمهية التعليل يف الرقابة على مرروعية القرارات اإلدارية ترتبط ارتباطا وثيقا بعييب السبب والةاية‪ ،‬باعتبارهم أكثر‬
‫العيوب إثارة أمام القضاء اإلداري‪ .‬وتظهر أمهية التعليل بالنسبة لعيب السبب يف كونه يلزم اإلدارة باإلفصاح كتابة ع‬
‫األسباب الداعية تاختاذ القرار مما يسهل م مهمة القاضي اإلداري يف اإلثبات‪ ،‬يف يني أن أمهية التعليل بالنسبة لعيب‬
‫الةاية تظهر يف كونه عيب خفي ومستثر وصعب اإلثبات تارتباطه هبواجس نفسية ملصدر القرار لذلك فالتعليل يساعد‬
‫بصورة غر مباشرة يف إثبات عيب اتاحنراف يف استعمال السلطة‪.‬‬
‫م هنا نتساءل ع دور التعليل يف الرقابة على أسباب القرار اإلداري ( أوتا) وكذا الرقابة على عيب اتاحنراف يف‬
‫استعمال السلطة ( ثانيا)؟‬

‫‪ -1‬يكم إدارية الرباط عدد رقم ‪ 41‬بتاريخ ‪ 18‬يونيو ‪ 4111‬مل ‪ ،4/11‬قضية النصري ضد وزير العدل‪ .‬أورده عبد القادر قحلريري‬
‫يف رسالته لنيل شهادة املاسرت يف موضوع " رقابة القاضي للسلطة التقديرية" يف كلية اقحلقوق أكدال‪ ،‬الرباط‪ ،1141/1144‬ص‪.11 :‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Abdellah Harsy: « L’obligation de motiver les décisions administratives: étude de‬‬
‫‪la règle » Actes de la journée d’études sous-titre l’obligation de motivation des décisions‬‬
‫‪de l’administration, REMALD, série « thèmes actuels » n 43, 2003, p:59.‬‬
‫‪ -3‬ذ‪ .‬بوفراش صفيان‪ " :‬مبدأ التعليل الوجويب للقرارات اإلدارية يف اجلزائر" أطروية لنيل شهادة الدكتوراه يف العلوم القانونية‪ ،‬كلية‬
‫اقحلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي أوزو‪ ،1146 ،‬ص‪.76:‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪51‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫أوال‪ :‬دور التعليل في الرقابة على أسباب القرار اإلداري‬


‫إن السبب يف القرار هو يالة واقعية غالبا » ‪« Situation de fait‬أو قانونية أييانا ‪« Situation de‬‬
‫‪1‬‬
‫» ‪ droit‬بعيدة ع رجل اإلدارة ومستقلة ع إرادته‪ ،‬تتم فتويي له بأنه يستطيع أن يتدخل وأن يتخذ قرارا ما‪.‬‬
‫وتعترب أسباب القرار اإلداري ومربراته العناصر األساسية اليت يتضمنها التعليل‪ ،‬واليت يسعى الفرد إىل اتاطالع‬
‫عليها ومعرفتها يىت يتسىن له معاجلتها يف املستقبل وكذا اتالتزام هبا‪.2‬‬
‫لذلك فإن تعليل القرارات اإلدارية يعد ضمانة يقيقية للرقابة على عنصر السبب‪ ،‬يي متك القاضي اإلداري‬
‫م التأكد م صحة الوجود املادي للوقائع وم تكييفها القانوين‪ ،‬وكذا مالءمة مضمون القرار هلذه الوقائع‪ .‬فالتعليل‬
‫هبذا املعىن ليس جمرد اجراء شكلي‪ ،‬بل رك م أركان صحة القرار يي يررتط أن يكون القرار مبنيا على سبب واقعي‬
‫وقانوين صحيح يربر إصداره ويقيد رجل اإلدارة يف بناء سبب القرار سواء تعل األمر باتاختصاص املقيد أو يف إطار‬
‫السلطة التقديرية‪.‬‬
‫وتظهر أيضا أمهية التعليل على اعتبار أنه الوسيلة الوييدة واألساسية يف بعض األييان اليت متك القاضي م‬
‫معرفة أسباب القرار اإلداري‪ ،‬فقد جاء يف تقرير مفوض اقحلكومة الفرنسي يف قضية » ‪ « 3Brillard‬أن التعليل هو‬
‫الوسيلة الوييدة ملعرفة ما إذا كانت اللجنة مل ختال أيكام القانون وهي تفصل يف تظلم صايب الرأن‪.4‬‬
‫إن إلزام اإلدارة بتعليل قراراهتا اإلدارية تعترب م الوسائل الناجعة والفعالة اليت متك القاضي اإلداري م مراقبة‬
‫أن إبراز اإلدارة لالعتبارات الواقعية والقانونية اليت كانت وراء‬ ‫صحة الوجود املادي للوقائع و تكييفها القانوين‪ ،‬يي‬
‫اصدارها للقرار اإلداري م شأهنا أن يسهل مهمة القاضي اإلداري يف بسط الرقابة على القرار‪ .5‬كم تربز أيضا أمهية‬
‫التعليل يف إظهار عدم مرروعية األساس القانوين الذي قام عليه القرار‪ ،‬و لذلك فقد اعترب جملس الدولة الفرنسي يف‬
‫أيد قراراته أن " القرار فقد سنده القانوين ألنه استند على إىل املادة ‪ 43‬م تائحة املدرسة اليت حتظر على التلميذات‬
‫ارتداء أية عالمة ذات دتالة دينية أو فلسفية أو سياسية‪ ،‬وهذا النص غر مرروع ألنه يتضم يظرا عاما ومطلقا‪،‬‬
‫واعتداء على يرية التعبر املقررة للتالميذ‪ ،‬يف إطار مبادئ علمانية التعليم العادي‪ 6.‬أما اجتهادات القضاء اإلداري‬
‫املةريب فقد أكدت هي األخرى أمهية التعليل يف بسط الرقابة على صحة الوجود املادي للوقائع فقد قضت الةرفة‬

‫‪ -1‬ذ الطماوي ‪ .‬محمد سليمان‪ " :‬النظرية العامة للقرارات اإلدارية" الطبعة الثالثة‪ ،‬دار الفكر العريب‪ 4155،‬ص‪.411 :‬‬
‫‪ -2‬ذ‪ .‬االعرج محمد‪ ":‬اجيابيات القانون ‪ 13.14‬املتعل بإلزام اإلدارات العمومية واجلماعات احمللية واملؤسسات العمومية بتعليل‬
‫قراراهتا الفردية السلبية" اجمللة املةربية لألنظمة القانونية والسياسية‪ ،‬عدد مودوج ‪ ،1-3‬السنة الثانية‪ ،‬أكتوبر ‪ ،1113‬ص‪.17 :‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- C.E, 17 Janvier 1950, Brillard Rep. p:58‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Conclusion du Letourneur sur C.E , 17 Janvier 1950, Brillard Rep. p:58‬‬
‫‪ - 5‬ذ‪ .‬قصري محمد‪ ":‬تعليل القرارات اإلدارية ضمانة للحقوق واقحلريات ورقابة قضائية فعالة" مرجع ساب ص‪.83:‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- C.E, 2 Novembre 1992, M.Kherouan et autres, A.J.D.A 1992 P:833.‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪52‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫اإلدارية باجمللس األعلى " أن قرار اجمللس البلدي مروب بالرطط لكون البلدية مل تدل بأي يجة مثبتة على أن‬
‫الرركة قد خالفت تصاميم البناء وأخلت بالتنظيمات املذكورة"‪ .1‬وقد قضت أيضا حمكمة النقض يف يكم قضائي‬
‫على‬ ‫بتاريخ ‪ 44/16/11482‬يف نازلة تتعل برتقية وتاة األم ‪ ،‬بإلزام اإلدارة بإثبات عدم توفر املوظ‬ ‫يدي‬
‫الرروط الالزمة للتسجيل يف تائحة الرتقية اتاستثنائية‪ ،‬لكوهنا هي اليت حتوز امللفات اإلدارية ملوظفيها وبإمكانيها اإلدتاء‬
‫مبا يفيد انتفاء تلك الرروط خاصة ما يتعل بتنقيطهم وسرهتم اإلدارية وملفاهتم التأديبية إن وجدت‪.‬‬
‫ويف جمال محاية اقحل يف التعليم كح دستوري‪ ،‬عمل القضاء اإلداري على إلزام اإلدارة بالوقائع اليت تدعيها لتقييد‬
‫هذا اقحل ‪ ،‬فقد قضت احملكمة اإلدارية بوجدة يف يكم هلا بتاريخ ‪ 31141/11/11‬بإلةاء قرار عميد كلية اقحلقوق‬
‫ملتابعة الدارسة بعد يصوله على اإلذن بذلك م طرف اإلدارة التابعة هلا‪ ،‬معللة‬ ‫بوجدة الرافض لتسجيل موظ‬
‫يكمها بأن تذرع اإلدارة باتاكتظاظ الذي تعرفه املؤسسة اجلامعية تا يقوم يجة اقحلرمان م ي التعليم وأن اإلدارة‬
‫ملزمة دستوريا بتوفر شروط ذلك‪.‬‬
‫القانوين للوقائع‪ ،4‬فإن إلزام املررع إلدارة بذكر‬ ‫أما فيما خيص أمهية التعليل بالنسبة للرقابة على التكيي‬
‫اتاعتبارات الواقعية والقانونية اليت كان وراء إصدار القرار اإلداري م شأنه أن يساعد القاضي اإلداري يف بسط رقابته‬
‫اإلدارة للوقائع ومدى مطابقته أليكام القانون‪ .‬ويف هذا اإلطار قضت احملكمة اإلدارية بالرباط بتاريخ‬ ‫على تكيي‬
‫‪ 14‬يناير ‪ ، 11435‬بإلةاء قرار إداري قضى بإعفاء مدير إقليمي لوزارة الصناعة التقليدية م مهامه اإلدارية رغم أن‬

‫‪ -1‬قرار الةرفة اإلدارية باجمللس األعلى‪ ،‬مل عدد ‪ ،41111/11‬بتاريخ ‪ 11‬أبريل ‪ ،4114‬قضية الرركة الفاليية ضد اجمللس البلدي‬
‫مبراكش‪.‬‬
‫اإلداري عدد ‪ ،1145/11/413‬الوكيل القضائي للمملكة‬ ‫‪ -2‬قرار حمكمة النقض عدد ‪ 374/1‬بتاريخ ‪ 1148/16/44‬يف املل‬
‫ضد خليل العريب‪( ،‬غر منرور )‪.‬‬
‫إداري رقم ‪ ( ،1141/8441/411‬غر منرور) وهو يكم مل يتم استثنائه م‬ ‫‪ -3‬يكم رقم ‪ 51‬بتاريخ ‪ 1141/11//11‬مل‬
‫طرف اإلدارة ومث تنفيذه‪.‬‬
‫‪ -4‬عرف الفقه الفرنسي التكييف القانوي للوقائع على أنه‪ ":‬التحق م صحة الوص القانوين أو التكيي القانوين الذي خلعته اإلدارة‬
‫على الوقائع املادية" أنظر ‪Vedel (G) et Delvolve (P), droit administratif, PVF, 9ème édition ,‬‬
‫‪Paris.1994.P:196.‬‬
‫كما عرفه الفقه املصري على أنه‪ " :‬إدراج عملية واقعية معينة داخل إطار فكرة قانونية‪ ،‬حبي ميك ان حيمل القرار املتخذ عليها باعتباره‬
‫دافعا مرروعا تاختاذه‪ ".‬أورده سامي جمال الدين‪ ":‬قضاء املالءمة والسلطة التقديرية لإلدارة " دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة ‪4111‬ص‪:‬‬
‫‪.481‬‬
‫وعرفه علي مجيدي يف أطرويته لنيل شهادة الدكتوراه على أنه " إجراء مقابلتني بني اقحلالة الواقعية ونصوص القانون" أنظر علي جميدي "‬
‫السلطة التقديرية ورقابة القضاء" أطروية لنيل شهادة ال دكتوراه يف القانون العام‪ ،‬جامعة اقحلس الثاين الدار البيضاء‪،4111/4117 ،‬‬
‫ص‪.171 :‬‬
‫‪ -5‬يكم احملكمة اإلدارية بالرباط عدد ‪ 111‬بتاريخ ‪34‬يناير ‪ 1143‬مل عدد ‪ ،1141/16/634‬غر منرور‪.‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪53‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫املرسوم املنظم لكيفية تعيني رؤساء األقسام واملصاحل باملؤسسات العمومية‪ 1‬يعطي لإلدارة السلطة التقديرية يف إعفاء‬
‫هؤتاء املسؤولني عند ارتكاب هفوة وظيفية‪ ،‬وذلك لكون اإلدارة مل تربز للمحكمة املربرات الواقعية والقانونية لكي‬
‫تبسط رقابتها على الوجود املادي للوقائع وتكييفيها القانوين‪ .‬ويف يكم أخر لنفس احملكمة فقد قضت فيه أنه " ويي‬
‫إن املستقر عليه فقها وقضاء أن أي قرار إداري جيب أن يقوم على سبب صحيح يربره وأن يكون هذا السبب هو‬
‫اقحلالة الواقعية أو القانونية اليت تسوع تدخل اإلدارة تاختاذه‪ ،‬حتت رقابة قاضي اإللةاء باعتباره قاضي املرروعية الذي له‬
‫أن يتحق م الوجود املادي للواقعة املربرة للقرار وتكييفها القانوين"‪.2‬‬
‫ويستنتج م هذه األيكام القضائية أن التعليل يلعب دورا حموريا يف متكني ومساعدة القاضي يف بسط رقابته على‬
‫مدى صحة الوقائع اليت بين عليها القرار اإلداري وكذا تكيفيها القانوين‪ ،‬يي كلما ثبت له أن القرار بين على وقائع‬
‫غر صحيحة أو كلما أخطأت اإلدارة يف تكيي الوقائع قام بإلةاء القرار‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬دور التعليل في إثبات عيب االنحراف في استعمال السلطة‬
‫‪1‬‬
‫يعترب عيب اتاحنراف يف استعمال السلطة‪ 3‬م العيوب اليت يصعب إثباهتا‪ ،‬سواء بالنسبة للقاضي أو للمدعي‪،‬‬
‫نظرا للطبيعة الرخصية اليت يتسم هبا هذا العيب‪ ،‬فهي مرتبطة بنية ونفسية مصدر القرار‪ ،‬واليت يصعب الكر عنها‪.‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 41‬م املرسوم رقم ‪ 1.44.574‬الصادر بتاريخ ‪ 1144/44/16‬يف شأن كيفية تعيني رؤساء األقسام ورؤساء املصاحل‬
‫باإلدارات العمومية‪ ،‬منرور باجلريدة الرمسية عدد ‪ 5118‬مكرر الصادرة بتاريخ ‪ 18‬دجنرب ‪.1144‬‬
‫‪ ،11/3‬غر منرور‪ .‬أورده عبد اجمليد مليكي يف‬ ‫‪ -2‬يكم احملكمة اإلدارية بالرباط يف قضية الوث عبد الرمحان ضد وزير العدل‪ ،‬مل‬
‫أطرويته لنيل الدكتوراه يف موضوع الرقابة القضائية على سلطة تقدير اإلدارة للقرار اإلداري‪ ،‬مرجع ساب ص ‪.413‬‬
‫‪ -3‬عرف الفقيه الفرنسي » ‪ « Laferriere‬عيب اتاحنراف يف استعمال السلطة بأنه " استخدام املوظ لصاليياته القانونية لتحقي‬
‫هدف أخر غر ذلك اهلدف الذي م أجله أنيطت به تلك الصالييات"‪.‬‬
‫‪Laferriere: « Traite de la juridiction administrative » Tome 2, 1896, Paris P: 548.‬‬
‫كما عرفه الفقيه بونار » ‪ « Bonnard‬بأنه " نوع م عدم املرروعية‪ ،‬ينحصر يف أن عمال قانونيا يكون سليما يف مجيع عناصره‪ ،‬عدا‬
‫عنصر الةرض احملدد له"‪ .‬أنظر‪Bonnard « Précis de droit administratif » op. cit, P: 112. :‬‬
‫ويف نفس املعىن يقول األستاذ فالني » ‪ " :« Waline‬ترتكب اإلدارة عيب اتاحنراف يينما تستعمل سلطتها لتحقي أغراض غر اليت‬
‫حيددها املررع هلذه السلطات"‪ .‬أورده إمساعيل البدوي" القضاء اإلداري" دراسة مقارنة‪ ،‬اجلزء الرابع‪ ،‬أسباب الطع باإللةاء‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪ ،‬القاهرة ‪ ،4111‬ص‪.111 :‬‬
‫أما سليمان الطماوي فقد عرف اتاحنراف يف استعمال السلطة بأنه" استعمال رجل اإلدارة‪ ،‬سلطته التقديرية لتحقي غرض غر معرتف‬
‫به"‬
‫أنظر سليمان الطماوي " القضاء اإلداري ( قضاء التأديب) " القاهرة‪ ،‬مصر بدون دكر دار نرر‪ ،‬ص‪.81 :‬‬
‫وعرفته احملكمة اإلدارية بوجدة بتاريخ ‪ 11‬ماي ‪ ،1111‬حتت عدد ‪ ،415/11‬يف قضية اقحلسني بوزرايب املنرور باجمللة م‪.‬إ‪.‬ت عدد ‪36‬‬
‫يتحق عيب اتاحنراف يف استعمال السلطة كلما اختذت اإلدارة القرار بةاية حتقي‬ ‫بأنه" عيب مالزم للسلطة التقديرية لإلدارة‪ ،‬يي‬
‫أغراض شخصية"‪.‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪54‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫ع هذا العيب هو جعل مهمة إثباته يف غالب األييان على عات املدعي م جهة‬ ‫وما يزيد م صعوبة الكر‬
‫وم جهة ثانية تردد القضاء اإلداري يف قبول أدلة اتاحنراف نظرا للخطورة اليت يتسم هبا هذا العيب ملا ميثله م اعتداء‬
‫على مبدأ املرروعية‪ .‬ويتميز أيضا هذا العيب بأنه عيب ايتياطي تا يتم اللجوء اليه إتا يف يالة وجود عيوب أخرى يف‬
‫القرار‪ ،‬ألن إثباته يتطلب البح يف نية مصدره‪ ،‬ويف بعض األييان تتعقد مهمة القاضي اإلداري يف إثباته نظرا لتعدد‬
‫صوره‪ ،‬فقد يتم اختذ القرار ألسباب شخصية أو ألسباب سياسية يزبية‪ ،‬أو ألغراض انتقامية‪.‬‬
‫ورغم هذه الصعوبات اليت يستلزمها إثبات عيب اتاحنراف يف استعمال السلطة‪ ،‬فإن تبين املررع لقاعدة إلزامية‬
‫تعليل القرارات م شأنه أن يساعد القاضي اإلداري يف إثبات هذا العيب‪ ،‬على اعتبار أنه م وسائل اتاثبات املباشرة‪.‬‬
‫ع األهداف اقحلقيقية اليت تتوخها م وراء‬ ‫فإعالن اإلدارة ع أسباب قرارهتا يساعد القاضي واملدعي يف الكر‬
‫‪2‬‬
‫إصدار هذه القرارات‪ ،‬وذلك نظرا للروابط القوية بني أسباب القرار وأهدافه‪.‬‬
‫وهنا تربز أمهية قاعدة التعليل اإللزامي ألن اكتراف عيب اتاحنراف م خالل نص القرار نفسه تا يكون جمديا إتا‬
‫‪3‬‬
‫إذا كان القرار معلال‪ ،‬وذلك ألن اإلدارة غالبا ما تتوخى إظهار القرار يف كامل مرروعيته‪.‬‬
‫ويساعد تعليل القرارات اإلدارية املدعي يف إثبات عيب اتاحنراف عندما يكون منتحا وكافيا يف فهم الواقع‬
‫والقانون‪ ،‬وغيابه جيعله ملزما بتقدمي األدلة الكافية على وجود هذا العيب وإتا رفضت دعواه‪ ،‬ألن عيب اإلثبات يقع‬
‫على عاتقه‪ .‬فةياب التعليل يف القرار جيعل الفرد يف يرة م أمره‪ ،‬وميك أن يسبب يف ضياع يقوقه ألن عبئ إثبات‬
‫عيب اتاحنراف صعب جدا كما أشرنا يف البداية‪.‬‬
‫ع اتاحنراف يف اإلجراءات‪ ،‬ذلك أن اإلدارة إذا ما أخفت‬ ‫كما يقوم التعليل أيضا بدور فعال يف الكر‬
‫اهلدف الذي تسعى إىل حتقيقه وذلك باتباع إجراءات أكثر بساطة م تلك اليت جيب اختادها‪ ،‬لذلك فاختاذ اجراء حمل‬
‫إجراء منصوص علبه قانونيا للوصول إىل نتيجة هذا األخر دون ايرتام الضمانات املخولة يف إطاره‪ ،‬أي إجياد إجراء‬
‫‪4‬‬
‫حمل إجراء يكون القرار مروبا بعيب اتاحنراف فيا استعمال السلطة‪.‬‬
‫وقد تطرق القضاء اإلداري املةريب لعيب اتاحنراف يف استعمال السلطة يف جمموعة م أيكامه القضائية فقد‬
‫قضت احملكمة اإلدارية بالرباط يف يكم هلا بتاريخ ‪ 45‬يناير ‪ 1141‬بأن " عدم ثبوت صحة األسباب اليت أسس‬

‫‪- 1‬عبد العزيز عبد المنعم خليفة " اتاحنراف بالسلطة كعيب إللةاء القرار اإلداري" دار الفكر العريب‪ ،‬اتاسكندرية‪ ،‬مصر‪ 1111 ،‬ص‪:‬‬
‫‪.178‬‬
‫‪ -2‬ذ‪ -‬الطماوي محمد سليمان " القضاء اإلداري ( قضاء التأديب)" مرجع ساب ‪ ،‬ص‪.111 :‬‬
‫‪ -3‬بلباقي وهيبة‪ ":‬تسبيب القرارات اإلدارية يف اإلجراءات القضائية اإلدارية" مرجع ساب ص‪.111 :‬‬
‫‪ - 4‬ذ‪ -‬قصري محمد‪ ":‬تعليل القرارات اإلدارية ضمانة للحقوق واقحلريات ورقابة قضائية فعالة" مرجع ساب ‪ ،‬ص‪.86 :‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪55‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫عليها قرار تنقيط الطاع وتزام القرار القاضي بتخفيض تنقيطه مع قيام منازعة قضائية جتمعه باإلدارة اليت يرتةل هبا‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫يؤكد وجود احنراف يف استعمال السلطة لدى رؤسائه‪".‬‬
‫كما قضت احملكمة اإلدارية بالدار البيضاء يف قضية اقحلياين حممد ضد وزير التجهيز‪ ،‬بإلةاء قرار نقله م املديرية‬
‫اإلقليمية للتجهيز بأزيالل بعلة أنه كان يعمل هبا أكثر م مدة ‪ 14‬سنة ونقل إىل املديرية اإلقليمية للتجهيز ببوملان‬
‫بقصد اقحليلولة بينه وبني ممارسة نراطه النقايب املضمون دستوريا‪ ،‬معتربة بأن القرار املطعون فيه‪ ،‬وإن كان يتجلى م‬
‫ظاهره أنه اختذ لتحقي املصلحة العامة‪ ،‬فإنه يف باطنه جاء متضمنا يف طياته قرارا تأديبيا مقنعا باعتبار أن نية اإلدارة‬
‫اجتهت إىل عقاب الطاع م غر اتباع اإلجراءات املقررة لذلك‪ ،‬معتربة القرار اإلداري مروب باتاحنراف يف استعمال‬
‫السلطة التقديرية لإلدارة لكونه حنى ع حتقي املصلحة العامة إىل هدف انتقامي‪ ،‬للحد م النراط النقايب وإبعاده م‬
‫‪2‬‬
‫مرف اإلدارة‪.‬‬
‫م خالل هذه األيكام القضائية يتضح أن تعليل القرارات اإلدارية يلعب دورا كبر يف مراقبة القاضي اإلداري‬
‫لقرارات اإلدارة‪ ،‬يي كلما عللت اإلدارة قراراهتا كانت مهمة القاضي يسرة يف مراقبة العناصر الواقعية أو القانونية‬
‫للقرار اإلداري كما أن هذا التعليل يساعده يف إثبات عيب اتاحنراف يف استعمال السلطة‪ ،‬وقد أكد محمد اليعكوبي‬
‫هذه األمهية يف أطرويته لنيل شهادة الدكتوراه عندما قال بأن " دراسة فنية للقانون املقارن يوضح ما يلي‪ :‬يني تكون‬
‫الرقابة القضائية ضعيفة يعمل املررع على خل ضمانات شكلية سابقة وأهم هذه الضمانات هي إلزام اإلدارة بتعليل‬
‫‪3‬‬
‫قراراهتا‪".‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬أهمية تعليل القرارات اإلدارية في حماية حقوق وحريات األفراد‬
‫إن اتساع نطاق أعمال اإلدارة وتدخلها يف العديد م اجملاتات أدى إىل املساس حبقوق األفراد ومراكزهم‬
‫القان ونية‪ ،‬يي كان الفرد قبل إقرار مبدأ التعليل الوجويب للقرارات يعاين م تعسفات اإلدارة‪ ،‬وم القرارات اليت‬
‫تتخذها دون معرفة السبب الرئيسي تاختاذها‪ ،‬مما يؤدي يف غالب األييان إىل ضياع يقوق ويريات األفراد‪ ،4‬وبالتايل‬

‫رقم ‪ ،1143/16/468‬غر منرور‪ .‬أورده عبد اجمليد مليكي يف‬ ‫‪ -1‬يكم احملكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬بتاريخ ‪ 45‬يناير ‪ 1141‬مل‬
‫أطروية " الرقابة القضائية على سلطة تقدير اإلدارة للقرار اإلداري مرجع ساب ‪ ،‬ص‪.134‬‬
‫‪ -2‬ذ‪ -‬الغازي خالد " الرقابة القضائية على السلطة التقديرية يف جمال نقل املوظفني" جملة مسالك عدد ‪ ،3‬أشةال الندوة الدولية يف‬
‫موضوع‪ :‬املنازعات اخلاص ة بالوظيفة العمومية على ضوء مقتضيات الدستور املةريب اجلديد‪ ،‬مطبعة البصمة الرقمية‪ ،‬وجدة ‪،1145‬‬
‫ص‪.61:‬‬
‫‪ -3‬أورده ذ‪ .‬اليعكوبي محمد " تعليل القرارات اإلدارية" أطروية لنيل شهادة الدكتوراه يف القانون العام‪ ،‬كلية اقحلقوق كرونوبل‪ ،‬فرنسا‬
‫‪ ،4174‬ص‪.611 :‬‬
‫‪ -4‬بوكطب محمد‪ ":‬األم القانوين والقضائي ضمانة للحقوق واقحلريات م خالل تعليل القرارات اإلدارية املةربية" مقال منرور يف جملة‬
‫دفاتر قانونية‪ ،‬سلسلة دفاتر إدارية‪ ،‬العدد اخلامس‪ ،1147 ،‬مكتبة دار السالم الرباط‪ ،‬ص‪.56:‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪56‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫فإن تكريس إلزامية تعليل القرارات اإلدارية م شأنه أن يساهم يف محاية اقحلقوق واقحلريات ويف تعزيز الثقة بني األفراد و‬
‫اإلدارة‪ ،‬وكذا يف ختلي وعقلنة العمل اإلداري و تعزيز رقابة القضاء على قرارات اإلدارة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬أهمية التعليل في حماية المراكز القانونية لألفراد‬
‫يكتسي تعليل القرارات اإلدارية أمهية بالةة يف محاية يقوق ويريات األفراد‪ ،‬يي أن إلزام اإلدارة بتعليل قراراهتا‬
‫يساهم بركل كبر يف اقحلد أو على األقل التقليص م جتاوزات سلطتها التقديرية‪ ،‬وبالتايل تكريس الرفافية والوضوح‬
‫والتواصل بني اإلدارة واألفراد بدل السرية والةموض والقطيعة اليت جتعل التنافر والتصادم والصراع م مميزات تلك العالقة‬
‫‪1‬‬
‫يف ظل غياب قاعدة إلزامية تعليل القرارات اإلدارة‪.‬‬
‫ان إلزام‬ ‫ويعترب مبدأ التعليل الوجويب م أهم معامل سياسة الوضوح اليت تساهم يف ختلي العمل اإلداري‪ ،‬يي‬
‫اإلدارة أثناء إصدار قرارهتا باإلعالن ع األسباب واتاعتبارات الواقعية والقانونية اليت محلتها على إصدار هذه القرارات‬
‫م شانه أن حييط األفراد علما تاما بأسباب القرار وبالتايل ترتيب أوضاعهم املادية والقانونية على ضوئها جمانا دون‬
‫اللجوء إىل مسطرة الطع القضائي للتعرف على األسباب خالهلا وبتكالي مهمة‪.‬‬
‫كما أن اقتناع الفرد سواء كان مرتفقا أو مدارا أو موظفا أو متعاقدا أو ممارسا قحلرية مجاعية معينة بأسباب القرار‬
‫سيحاول ما أمك تفادي األخطاء اليت محلت‬ ‫الذي استهدفه‪ ،‬ينعكس عليه األمر بركل إجيايب مستقبال‪ ،‬يي‬
‫اإلدارة على اختاذ قرار ساب يف يقه وليس لصاقحله‪ .‬وم األمثلة اهلامة يف هذا اجلانب القرار املعلل والقاضي مثال‬
‫برفض طلب منح رخصة للبناء أو لفتح حمل جتاري‪ ...‬إخل‪ ،‬يي جيعل املعين باألمر على اطالع باألسباب اليت محلت‬
‫السلطة اإلدارة على رفض طلبه‪ ،‬واليت قد تكون هي عدم استفائه للرروط كعدم إدتائه ببعض الوثائ أو الرواهد‬
‫‪2‬‬
‫املطلوبة مما جيعل ملفه غر مكتمل‪ ،‬األمر الذي سيتيح له فرصة هتيئ ملفه كامال عند التقدم بالطلب للمرة الثانية‪.‬‬
‫له أن يطع يف قرار جيهل أسبابه‬ ‫فالفرد يف يالة غياب التعليل يبقى يف يرة البح ع سند دعواه‪ ،‬إذ كي‬
‫وهذا ما جيعل بعض الطعون يف القرارات اإلدارية تستند إىل مجيع أوجه الطع احملددة يف املادة ‪ 113‬م القانون احملدث‬
‫للمحاكم اإلدارية‪ ،‬نظرا جلهل أصحاهبا املسب بأسباب القرار اإلداري‪ 4‬جراء عدم تعليلها م طرف اإلدارة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Voir: EL YAAGOUBI (M): « Motivation des actes administratifs » thèse, faculté du‬‬
‫‪droit, Université GRONONLE 1981, P:41.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬السبايطي رشدي " رقابة القضاء اإلداري على مرروعية قرارات الررطة اإلدارية" اجلزء الثاين‪ ،‬منرورات اجمللة املةربية لإلدارة‬
‫احمللية والتنمية‪ ،‬سلسلة مؤلفات وأعمال جامعية‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،1141 ،‬ص‪ ،‬ص ‪.654.651 .‬‬
‫‪ 3‬يدد املادة ‪ 11‬م القانون ‪ 14.11‬املنرئ للمحاكم اإلدارية أوجه الطع يف مخس عيوب‪ :‬عيب اتاختصاص‪ ،‬عيب الركل‪ ،‬عيب‬
‫السبب‪ ،‬عيب خمالفة القانون‪ ،‬عيب جتاوز استعمال السلطة‪.‬‬
‫‪ -4‬ذ‪ -‬قصري محمد‪ ":‬تعليل القرارات اإلدارية ضمانة للحقوق واقحلريات ورقابة قضائية فعالة" مرجع ساب ‪ ،‬ص‪.51:‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪57‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫التعليل هو إياطة األفراد بكافة األسباب الواقعية والقانونية اليت كانت وراء إصدار القرار‬ ‫لذلك فالةاية م‬
‫ليكون بذلك واضحا ومفهوما ويقول األستاذ » ‪ « Rivero‬يف هذا الرأن " أن تنفيذ القرار اإلداري يةدو أكثر‬
‫سهولة كلما كان مفهوما فإذا أخذنا على عاتقنا أن نررح للمواط ملا وكي ‪ ...‬فإننا سنقلل م ايتمال املنازعات‬
‫الذكر يصبح‬ ‫أمام القضاء‪ ،‬لذلك يبقى التعليل وسيلة ناجعة للحد م املنازعات أمام القضاء‪ ،‬فهو باملعىن السال‬
‫‪1‬‬
‫وسيلة لإلقناع واتاقتناع‪ ،‬وليس لإلجبار‪".‬‬
‫إن التعليل اإللزامي للقرارات اإلدارة يلعب دورا فعاتا يف محل اإلدارة على جتسيد مبدأ الرفافية والوضوح يف إصدار‬
‫قراراهتا‪ ،‬ويساهم كذلك يف تعزيز أليات اتاطالع على القوانني واللوائح والتعليمات والوثائ اإلدارية‪ ،‬ويضع يدا‬
‫تايتكار اإلدارة لوثائقها ومعلوماهتا‪ ،‬كما م شأنه أن يعزز الثقة العامة لإلفراد يف نزاهة اإلدارة ويف عملية اختاذ‬
‫القرارات اإلدارية‪ .2‬فاملررع كلما ألزم اإلدارة بتعليل قراراهتا وأمرها بذكر األسباب واضحة وجلية‪ ،‬فإنه يدفع الفرد‬
‫إىل اتاقناع واتاقتناع وجيعله يسلك أيد الطرق سواء التظلم اإلداري أو الطع القضائي أو القبول القرار نظرا‬ ‫واملوظ‬
‫لصحة السبب الذي استندت غليه اإلدارة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أهمية التعليل في عقلنة العمل اإلداري وتكريس أليات التواصل والشفافية‬
‫إن للتعليل فوائد كثرة على اإلدارة والعمل اإلداري بركل خاصة‪ ،‬م خالل مسامهته يف عقلنة وترشيد القرارات‬
‫اإلدارية وضمان مرروعيتها وتقيدها بالقانون‪ ،‬فإلزام اإلدارة بتعليل قراراهتا جيعلها تتصرف بعقالنية وببعد نظر قبل‬
‫إقدامها على اختاذ أي قرار قد يعود عليها بالضرر فيما بعد‪ ،‬كما ينعكس التعليل بركل إجيايب على العالقة بني اإلدارة‬
‫واألفراد الذي يستقبلون القرارات اإلدارية املعللة ولو كانت يف غر صاقحلهم‪ ،‬يي جيدون أمامهم إدارة منفتحة وشفافة‬
‫حترتم املرروعية‪ ،‬مما جيعل قراراهتا أكثر قبوتا واقتناعا هبا م طرفهم‪ ،‬الريء الذي سياهم بدوره يف التقليل م طلبات‬
‫الطع ضدها مما سيعود بالفائدة على العمل اإلداري م خالل ضمان يس السر العادي للمراف العمومية‪.‬‬
‫وهكذا فإن إلزام اإلدارة بتعليل قرارهتا جيعلها تتجنب التسرع وتلزمها حبس التصرف قبل اإلقدام على أي قرار‪ ،‬مما‬
‫‪3‬‬
‫سيمكنها م تفادي كل ما م شأنه أن يعرض قرارهتا لإللةاء أو ترتيب املسؤولية عنها‪.‬‬
‫وما يؤكد م أمهية التعليل هو مسامهته الفعالة يف التقليص م ايتمالية صدور قرارات خاطئة م قبل السلطة‬
‫يفرض التعليل على رجل اإلدارة التأين والرتوي والتفكر العمي يف الظروف واملالبسات اليت حتيط‬ ‫اإلدارية يي‬
‫بالبدائل املقرتية للقرارات اإلدارية‪ ،‬ويضم سالمة التقدير اإلداري يف قحلظات الةضب واتانفعال‪ ،‬مما يوفر للقرار‬

‫‪ 1‬أورده ذ‪ -‬األعرج محمد " فاعلية قواعد اإلجراء والركل يف القرارات اإلدارية" أطروية لنيل شهادة الدكتوراه يف القانون العام‪ ،‬جامعة‬
‫حممد اخلامس كلية اقحلقوق الرباط‪ ،1111/1114 ،‬ص‪.171‬‬
‫‪ -2‬بخوش عبد الحق و بورقعة أمي " تسبيب القرارات اإلدارية كألية م أليات محاية اقحلقوق واقحلريات" مذكرة لنيل شهادة املاسرت يف‬
‫القانون العام ختصص املنازعات اإلدارية‪ ،‬جامعة ‪ 7‬ماي ‪ ،4116‬كلية اقحلقوق والعلوم السياسية ‪ ،1141/1147‬ص‪.51:‬‬
‫‪ -3‬أنظر ذ‪ .‬البقالي وديع " السلطة التقديرية لإلدارة بني املصلحة العامة واقحلقوق واقحلريات الفردية" مرجع ساب ص ‪.317‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪58‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫اإلداري عناصر النجاح ويساعده على حتقي أهدافه‪ .‬وقد أكد جانب م الفقه هذه األمهية بقوله " إن اتالتزام بالتعليل‬
‫يدعو اإلدارة إىل التمهل وعدم التسرع واتاستعجال وإعمال التفكر املنطقي يف الظروف واملالبسات اليت حتيط بالبدائل‬
‫املقرتية للقرار" وم مث يعمل التعليل على محاية اإلدارة م اختاذ قرارات متسرعة أو خاطئة قد تكون عواقبها وخيمة‬
‫‪1‬‬
‫على اإلدارة‪.‬‬
‫كما أن التعليل يعترب م أيد الوسائل اهلامة لتحسني العالقة بني األفراد واإلدارة م خالل ما يسمى بالتواصل‬
‫اإلداري‪ ،‬فالتعليل يعين اتابتعاد ع السلطوية والتحكم والبروقراطية‪ ،‬فبالتعليل يكون القرار قد درس بعناية و أصبح‬
‫شاريا بداته ملضمونه‪ ،‬مما يعين أن املخاطبني به سوف يقبلون به‪ ،‬مما سيقلل م ايتمالية املنازعة فيه أمام القضاء‪.2‬‬
‫لذلك فإن التعليل اإللزامي يعد مبثابة املنبه لإلدارة لكي تعقل تصرفاهتا اإلدارية‪ ،‬ولكي تا تأيت بالقرار إتا إذا كان‬
‫لديها اقتناع يقيقي وكاف بصحته‪ ،‬وبصحة النتائج اليت سينتهي إليه‪ .‬فالتعليل ميك اإلدارة م صياغة أسباب‬
‫يقيقية وقوية لقرارهتا ويكسبها الكفاءة والدرية العلمية ألداء أدوارها القانونية‪.3‬‬
‫عموما ميك القول بان تعليل القرارات اإلدارية يعد م الوسائل اهلامة اليت تساهم يف حتسني العالقة بني اإلدارة‬
‫واألفراد‪ ،‬وم الوسائل اليت تعزز ثقة املواطنني مبرف اإلدارة‪ ،‬وتعترب وسيلة ناجعة وفعالة يف للحد م املنازعات أمام‬
‫القضاء على اعتبار أنه وسيلة لإلقناع واتاقتناع‪ ،‬فاإلدارة كلما عللت قراراهتا بدكر األسباب اقحلقيقية اليت دفعتها إلصدار‬
‫القرار كلما تناقصت ايتمالية جلوء األفراد للقضاء‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬دور التعليل في تعزيز الرقابة القضائية على القرارات اإلدارية‬
‫إن إلزام اإلدارة بتعليل قرارهتا باإلفصاح كتابة ع األسباب يف صلب القرار اإلداري سيساعد القاضي يف ممارسة‬
‫رقابة قضائية فعالة على مرروعية القرار اإلداري ومالءمته أيضا‪ ،‬فالتعليل يسهل م مأمورية القاضي اإلداري أثناء حبثه‬
‫ع األسباب والدوافع القانونية والواقعية اليت أدت إىل إصدار هذا القرار ومدى مرروعيتها‪ ،‬واستخالص األسس‬
‫واتاعتبارات اليت دعت اإلدارة إىل إصدار تلك القرارات‪.‬‬
‫كما أن التعليل اإللزامي م شأنه أن ميك األفراد م ترتيب أوضاعهم وهتيئ وسائل تفنيد ادعاءات اإلدارة‬
‫وإثبات عدم صحتها فالتعليل يساعد احملامي يف الوصول إىل الوسيلة الفعالة واملضبوطة للدفاع ع موكله‪ ،‬مبعرفته‬

‫‪ -1‬د خالد أحمد محمد أبزيم " تسبيب القرارات اإلدارية بني الفاعلية وغياب النص" جملة اجلامعي‪ ،‬العدد السادس عرر‪ ،‬ليبيا‬
‫‪ ،1148‬ص ‪.81‬‬
‫‪ 2‬ذ‪ -‬األعرج محمد " املساطر اإلدارية الةر القضائية" اجمللة املةربية لإلدارة احمللية والتنمية سلسلة مؤلفات وأعمال جامعية عدد ‪،18‬‬
‫طبعة ‪ 1113‬ص‪.413:‬‬
‫‪ -3‬ذ‪ -‬الطوخي سامي " الرقابة القضائية على تسبيب القرار اإلداري" دراسة تطبيقية مقارنة‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دائرة القضاء أبوظيب‪،‬‬
‫‪ ،1143‬ص" ‪.411‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪59‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫املسبقة مبدى صحة إجراءات استصدار القرار اإلداري وعالقتها حب الدفاع‪ ،‬ومدى ارتكاز األسباب موضوع القرار‬
‫‪1‬‬
‫على أساس م القانون وترتيب وسائل طعنه على ضوءه‪.‬‬
‫أما يف يالة غياب التعليل فإنه جيد صعوبة بالةة يف كيفية مواجهة اإلدارة وإقناع القاضي بعدم صدق ادعاءاهتا‪،‬‬
‫تا يعلم شيئا ع يقيقة تلك اتادعاءات يىت يطلب القاضي م هذه اجلهة اإلفصاح ع أسباب قرارهتا م‬ ‫يي‬
‫خالل املسطرة القضائية‪ ،‬كما أنه ليس م املنطقي أن ينتظر األفراد يىت يتدخل القاضي ليتعرفوا على األسباب اليت‬
‫‪2‬‬
‫محلت اإلدارة على اختاذ قرارات يف يقهم‪.‬‬
‫كما أن عدم تعليل اإلدارة لقرارهتا يفوت على احملامي فرصة إعداد دفوعاته بركل مسب إلثبات عدم مرروعية‬
‫يف كسب الدعوى ضده اإلدارة‬ ‫هذا األخر ضعي‬ ‫القرار اليت اختذ يف غر صاحل موكله‪ ،‬الريء الذي جيعل موق‬
‫للوصول إىل إلةاء قرارهتا أو التعويض عنه‪ ،‬مما يعرض الكثري يف مثل هذه اقحلالة للضياع لعدم قدرهتم على إثباهتا‪ ،‬لك‬
‫‪3‬‬
‫بفضل التعليل فأن مثل هذه املواق يكم تفاديه‪.‬‬
‫إن التعليل اإللزامي للقرارات اإلدارية باعتباره ضمانة شكلية‪ ،‬يعد سندا متينا لدعوى املدعي يي يرتبط ارتباطا‬
‫وثيقا حب الدفاع‪ ،‬فالتعليل يبني الوقائع واتاعتبارات املادية والقانونية اليت كانت صدور القرار‪ ،‬وبالتايل فانعكاسه إجيايب‬
‫على محاية اقحلقوق واقحلريات‪.‬‬
‫وقد اعترب اجمللس األعلى يف قرار له بتاريخ ‪ 45‬أبريل ‪ 1146‬على أن‪ ":‬التعليل شرط شكلي يف إصدار القرار‬
‫اإلداري ميك م التعرف على اتاعتبارات الواقعية والقانونية اليت كانت وراء إصداره فهو يركل ضمانة لألم القانوين‬
‫ومحاية يقوق ويريات األفراد‪ ،‬وله خاصية قبلية ختتل ع اإلفصاح الالي ع أسباب القرار اإلداري‪ ،‬وقضت بإلةاء‬
‫حمكمة اتاستئناف الذي اعترب أن قرار جملس الوصاية املبين على تقرير السلطة اإلقليمية قد أبرز األسباب الداعية إىل‬
‫إصداره‪ 4".‬ويف نفس اتاجتاه اعترب الدكتور محمد اليعقوبي بأن " املسطرة القضائية تا متد القاضي اإلداري بالضمانات‬
‫الكافية إلقرار رقابة فعالة‪ ،‬إذ يف غياب قاعدة التعليل تا يكون للقاضي اإلداري اليقني التام باتاعتبارات الواقعية‬
‫‪5‬‬
‫والقانونية اليت كانت وراء اختاذ القرار هلذا تا ميك للمسطرة القضائية أن تعترب كدليل للتعليل"‪.‬‬

‫‪ - 1‬ذ‪ -‬قصري محمد " تعليل القرارات اإلدارية مدخل قحلماية اقحلقوق واقحلريات وضمان قضائية فعالة" مرجع ساب ‪ ،‬ص‪.81 :‬‬
‫‪El YAAGOUBI « Motivation des actes administratifs » op. cit, p: 267.. M -2‬‬
‫‪ - -3‬د‪ .‬السبايطي رشدي " رقابة القضاء اإلداري على مرروعية قرارات الررطة اإلدارية" اجلزء الثاين‪ ،‬ص‪.656 :‬‬
‫إداري رقم ‪ ،1143/1/4441‬منرور مبجلة العمل القضائي‬ ‫‪ -4‬قرار حمكمة النقض‪ ،‬عدد ‪ 561/4‬بتاريخ ‪ 45‬أبريل ‪ 1146‬مل‬
‫حملكمة اتاستئناف اإلدارية بالرباط على ضوء املبادئ املقررة م طرف حمكمة النقض‪ ،‬العدد ‪ ،1148/4‬مطبعة األمنية‪ ،‬الرباط‪،‬‬
‫ص‪.114:‬‬
‫‪Mohamed El YAAGOUBI « Motivation des actes administratifs » op, cit, P:275. -5‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪60‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫على سبيل الختم‪:‬‬


‫ميك القول بأن التعليل رغم كونه م اإلجراءات الركلية يف القرار اإلداري‪ ،‬إتا أنه يلعب دورا حموريا يف عقلنة‬
‫العمل اإلداري ويف ترسيخ قيم الرفافية والوضوح والتواصل داخل اإلدارات العمومية‪ ،‬باإلضافة إىل دوره الكبر يف الرفع‬
‫م منسوب الثقة بني املواطنني و اإلدارة العمومية‪ .‬كما حيظى أيضا بأمهية بالةة بالنسبة للرقابة القضائية على القرارات‬
‫اإلدارية‪ ،‬م خالل تسهيل مهمة القاضي اإلداري يف الرقابة على مرروعية األسباب واتاعتبارات الواقعية والقانونية اليت‬
‫استندت عليها اإلدارة يف اصدر قرارهتا‪ ،‬كما ينعكس بركل إجيايب على احملامي وموكله م خالل متكينهم م تدعيم‬
‫دفوعاهتم ومستنداهتم بركل قوي‪ ،‬ويدفعهم إىل ترتيب أوضاعهم قبل اللجوء إىل القضاء‪.‬‬
‫وقد توصلنا م خالل هذه الدارسة إىل جمموعة م النتائج واتاستنتاجات أمهها‪:‬‬
‫‪ -‬أن املررع املةريب جعل م قاعدة عدم إلزامية تعليل القرارات اإلدارية مبدا عاما والتعليل الوجويب استثناء؛‬
‫‪ -‬اعتبار التعليل مبدأ جوهري وأساسي يف عملية بناء القرار اإلداري و ليس جمرد إجراء شكلي روتيين؛‬
‫‪ -‬للت عليل أمهية مزدوجة بالنسبة لإلفراد واإلدارة يي يفرض على اإلدارة الرتي والتأين قبل اصدار القرار‪ ،‬كما‬
‫يساعد األفراد على معرفة األسباب اقحلقيقية اليت دفعت اإلدارة إىل إصدار القرار املرتبة للمراكز القانونية؛‬
‫يساعد القاضي يف بسط رقابته على األسباب‬ ‫‪ -‬يعترب التعليل ألية ناجعة وفعالة يف املسطرة القضائية يي‬
‫الواقعية والقانونية اليت تدفع اإلدارة إىل اختاذ القرارات اإلدارية؛‬
‫‪ -‬إن التعليل ضمانة يقيقية قحلماية يقوق ويريات األفراد م تعس وشطط اإلدارة؛‬
‫‪ -‬إن التعليل هو وسيلة مهمة يف مسار التحدي اإلداري م خالل ترسيخ قيم الرفافية والوضوح واملصداقية‪،‬‬
‫وتعزيز ثقة املواط باإلدارة‪.‬‬
‫وعلى ضوء هذه النتائج فإننا نقرتح بأن يتم تعزيز وتوسيع صالييات القاضي اإلداري يف الرقابة على التعليل‬
‫الوجويب للقرارات اإلدارية وجعله م النظام العام‪ ،‬كما ندعو إىل توسيع نطاق القرارات اإلدارية اخلاضعة للتعليل لترمل‬
‫مجيع القرارات اإلدارية املؤثرة يف املراكز القانونية لألفراد‪.‬‬
‫واجماال ميك القول أن إصدار املررع املةريب للقانون ‪ 13.14‬برأن إلزام اإلدارة واجلماعات الرتابية‬
‫واملؤسسات العمومية بتعليل قرارهتا شكل تطورا كبر و قفزة نوعية يف مسار ترسيخ مقومات دولة اقحل والقانون‪ ،‬يي‬
‫أبانت مقتضيات هذا القانون ع رغبة املررع يف تةر توجهاته السابقة والقطع مع مجيع التجاوزات والتعسفات اليت‬
‫متارسها اإلدارة يف مواجهة يقوق ويريات اإلفراد‪ ،‬كما أبانت املمارسة العملية بعد تنزيله على أرض الواقع مدى فعاليته‬
‫يف محاية املراكز القانونية لألفراد ويف التقليل م املنازعات القضائية ويف عقلنة العمل اإلداري‪.‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪61‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫المراجع باللغة العربية‪:‬‬
‫الكتب‪:‬‬ ‫‪o‬‬
‫‪ - )4‬رشدي السبايطي‪ " ،‬رقابة القضاء اإلداري على مرروعية قرارات الررطة اإلدارية" اجلزء الثاين‪ ،‬منرورات‬
‫اجمللة املةربية لإلدارة احمللية والتنمية‪ ،‬سلسلة مؤلفات وأعمال جامعية‪ ،‬الطبعة األوىل‪.1141 ،‬‬
‫‪ - )1‬إسماعيل البدوي" القضاء اإلداري دراسة مقارنة"‪ ،‬اجلزء الرابع‪ ،‬أسباب الطع باإللةاء‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪ ،‬القاهرة ‪.4111‬‬
‫‪ - )3‬سامي الطوخي " الرقابة القضائية على تسبيب القرار اإلداري" دراسة تطبيقية مقارنة ‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دائرة القضاء أبوظيب‪.1143 ،‬‬
‫‪ - )1‬محمد األعرج " املساطر اإلدارية الةر القضائية"‪ ،‬اجمللة املةربية لإلدارة احمللية والتنمية سلسلة مؤلفات‬
‫وأعمال جامعية عدد ‪ ،18‬طبعة ‪.1113 4‬‬
‫‪ - )6‬محمد سليمان الطماوي‪ " :‬النظرية العامة للقرارات اإلدارية" الطبعة الثالثة‪ ،‬دار الفكر العريب‪.4155،‬‬
‫‪-- )5‬عبد العزيز عبد المنعم خليفة " اتاحنراف بالسلطة كعيب إللةاء القرار اإلداري" دار الفكر العريب‪،‬‬
‫اتاسكندرية‪ ،‬مصر‪.1111 ،‬‬
‫‪ o‬األطروحات والرسائل الجامعية‪:‬‬
‫‪ - .4‬األعرج محمد " فاعلية قواعد اإلجراء والركل يف القرارات اإلدارية" أطروية لنيل شهادة الدكتوراه يف‬
‫القانون العام‪ ،‬جامعة حممد اخلامس كلية اقحلقوق الرباط‪.1111/1114 ،‬‬
‫‪ - .1‬البقالي وديع " السلطة التقديرية لإلدارة بني املصلحة العامة واقحلريات الفردية" جامعة عبد املالك‬
‫السعدي‪ ،‬كلية اقحلقوق طنجة‪.1141/1144 ،‬‬
‫‪ - .3‬بخوش عبد الحق و بورقعة أيمن " تسبيب القرارات اإلدارية كألية م أليات محاية اقحلقوق واقحلريات"‬
‫مذكرة لنيل شهادة املاسرت يف القانون العام ختصص املنازعات اإلدارية‪ ،‬جامعة ‪ 7‬ماي ‪ ،4116‬كلية اقحلقوق‬
‫والعلوم السياسية ‪.1141/1147‬‬
‫‪ - .1‬بلباقي وهيبة " تسبيب القرارات اإلدارية يف اإلجراءات القضائية اإلدارية" أطروية لنيل شهادة الدكتوراه‬
‫يف القانون العام‪ ،‬جامعة أبوبكر بلقايد تلمسان‪ ،‬كلية اقحلقوق والعلوم السياسية‪.1147/1141 ،‬‬
‫‪ - .6‬بوفراش صفيان ‪ " :‬مبدأ التعليل الوجويب للقرارات اإلدارية يف اجلزائر" أطروية لنيل شهدة الدكتوراه يف‬
‫العلوم القانونية‪ ،‬كلية اقحلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي أوزو‪2015.،‬‬
‫‪ - .5‬لحريشي عبد القادر يف رسالة حبثه لنيل شهادة املاسرت يف القانون العام يف موضوع " رقابة القاضي‬
‫للسلطة التقديرية لإلدارة" كلية اقحلقوق أكدال ‪.1144/1141‬‬
‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪62‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫‪ - .8‬مليكي عبد المجيد" الرقابة القضائية على سلطة تقدير اإلدارة للقرار اإلداري دراسة حتليلية مقارنة"‬
‫أطروية لنيل شهادة الدكتوراه يف القانون العام‪ ،‬جامعة موتاي إمساعيل‪ ،‬كلية اقحلقوق مكناس‪-1148 ،‬‬
‫‪. .1147‬‬
‫‪ o‬المقاالت العلمية‪:‬‬
‫‪ - )4‬األعرج محمد ‪ ":‬اجيابيات القانون ‪ 13.14‬املتعل بإلزام اإلدارات العمومية واجلماعات احمللية‬
‫واملؤسسات العمومية بتعليل قراراهتا الفردية السلبية" اجمللة املةربية لألنظمة القانونية والسياسية‪ ،‬عدد مودوج‬
‫‪ ،1-3‬السنة الثانية‪ ،‬أكتوبر ‪.1113‬‬
‫‪ - )1‬الغازي خالد " الرقابة القضائية على السلطة التقديرية يف جمال نقل املوظفني" جملة مسالك عدد ‪،3‬‬
‫أشةال الندوة الدولية يف موضوع‪ :‬املنازعات اخلاصة بالوظيفة العمومية على ضوء مقتضيات الدستور املةريب‬
‫اجلديد‪ ،‬مطبعة البصمة الرقمية‪ ،‬وجدة ‪.1145‬‬
‫‪ – )3‬أبزيم خالد أحمد محمد " تسبيب القرارات اإلدارية بني الفاعلية وغياب النص" جملة اجلامعي‪ ،‬العدد‬
‫السادس عرر‪ ،‬ليبيا ‪.1148‬‬
‫‪ - )1‬ادريسي عبد اهلل " نظرات يف تعليل القرارات اإلدارية شكال ومضمونا يصيلة قضائية وأفاق يف‪ :‬احملاكم‬
‫اإلدارية ودولة القانون" منرورات كلية العلوم القانونية واتاقتصادية واتاجتماعية‪ ،‬جامعة القاضي عياض‪،‬‬
‫مراكش‪ ،‬سلسلة الندوات واأليام الدراسية‪ ،‬العدد‪ :‬اخلامس ‪.4115‬‬
‫‪ - )6‬بوكطب محمد‪ ":‬األم القانوين والقضائي ضمانة للحقوق واقحلريات م خالل تعليل القرارات اإلدارية‬
‫املةربية" مقال منرور يف جملة دفاتر قانونية‪ ،‬سلسلة دفاتر إدارية‪ ،‬العدد اخلامس‪ ،1147 ،‬مكتبة دار السالم‬
‫الرباط‪.‬‬
‫‪ – )5‬قصري محمد‪ " :‬إلزام اإلدارة بتعليل قراراهتا اإلدارية ضمانة للحقوق واقحلريات‪ ،‬ورقابة قضائية فعالة" جملة‬
‫اإلدارة احمللية والتنمية‪ ،‬سلسلة مواضيع الساعة‪ ،‬عدد ‪.1113/13‬‬
‫‪ o‬األحكام القضائية‪:‬‬
‫‪ .4‬يكم احملكمة اإلدارية بالدار البيضاء رقم ‪ 17‬مل رقم ‪ 177/111‬الصادر يف ‪ 34‬يناير ‪. 1114‬‬
‫‪ - .1‬يكم صادر ع احملكمة اإلدارية مبراكش يف قضية بركوس ضد قيدوم كلية الطب والصيدلة رقم ‪77‬‬
‫بتاريخ ‪ 31‬يونيو ‪.4111‬‬
‫عدد ‪ ،41111/11‬بتاريخ ‪ 11‬أبريل ‪ ،4114‬قضية الرركة‬ ‫‪ - .3‬قرار الةرفة اإلدارية باجمللس األعلى‪ ،‬مل‬
‫الفاليية ضد اجمللس البلدي مبراكش‪.‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪63‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫اإلداري عدد ‪،1145/11/413‬‬ ‫‪ - .1‬قرار حمكمة النقض عدد ‪ 374/1‬بتاريخ ‪ 1148/16/44‬يف املل‬
‫الوكيل القضائي للمملكة ضد خليل العريب‪( ،‬غر منرور )‪.‬‬
‫إداري رقم ‪ ( ،1141/8441/411‬غر منرور) وهو‬ ‫‪ - .6‬يكم رقم ‪ 51‬بتاريخ ‪ 1141/11//11‬مل‬
‫يكم مل يتم استثنائه م طرف اإلدارة ومث تنفيذه‪.‬‬
‫عدد ‪ ،1141/16/634‬غر‬ ‫‪ - .5‬يكم احملكمة اإلدارية بالرباط عدد ‪ 111‬بتاريخ ‪34‬يناير ‪ 1143‬مل‬
‫منرور‪.‬‬
‫‪ - .8‬يكم احملكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬بتاريخ ‪ 45‬يناير ‪ 1141‬مل رقم ‪ ،1143/16/468‬غر منرور‪-.‬‬
‫إداري رقم ‪،1143/1/4441‬‬ ‫‪ - .7‬قرار حمكمة النقض‪ ،‬عدد ‪ 561/4‬بتاريخ ‪ 45‬أبريل ‪ 1146‬مل‬
‫منرور مبجلة العمل القضائي حملكمة اتاستئناف اإلدارية بالرباط على ضوء املبادئ املقررة م طرف حمكمة‬
‫النقض‪ ،‬العدد ‪ ،1148/4‬مطبعة األمنية‪ ،‬الرباط‪،‬‬

‫قائمة المراجع باللغة الفرنسية‪:‬‬


‫« ‪1) Abdellah Harsy :‬‬ ‫‪L’obligation de motiver les décisions‬‬
‫‪administratives: étude de la règle » Actes de la journée d’études‬‬
‫‪sous-titre‬‬ ‫‪l’obligation‬‬ ‫‪de‬‬ ‫‪motivation‬‬ ‫‪des‬‬ ‫‪décisions‬‬ ‫‪de‬‬
‫‪l’administration, REMALD, série « thèmes actuels » n 43, 2003,‬‬
‫‪2) Benbachir (S) « La motivation de l’acte administratif dans son‬‬
‫» ‪contexte national et international, » REMALD, « thèmes actuels‬‬
‫‪2003 numéro 43.‬‬
‫‪3) Jean Francois Lachaume :‬‬ ‫‪« Le formalisme, A.J.D.A. n‬‬
‫‪spécial.1995. Dalloz. Paris.‬‬
‫‪4) Laferriere : « Traite de la juridiction administrative » Tome 2,‬‬
‫‪1896, Paris‬‬
‫» ‪5) Mohamed El YAAGOUBI « Motivation des actes administratifs‬‬
‫‪thèse de doctorat, faculté du droit, Université GRONONLE 1981,‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪64‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

6) Mohamed El YAAGOUBI « La Motivation des décisions


administratives au Maroc ( la loi 03.01) », imp. EL Maarif AL Jadida-
Rabat/ 2011.
7) Rousset M, L’obligation générale de motivation des décisions
administratives individuelles au Maroc : une nouvelle protection
pour les administrés, REMAL, « thème actuels », n 43.2003.p
8) Vedel (G) et Delvolve (P), droit administratif, PVF, 9ème édition,
Paris.1994.

‫ المانيا – برلين‬/ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية‬
65 2021 ‫ مايو‬- ‫العدد الحادي عشر أيار‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫المرتكزات األساسية لممارسة السلطة التنظيمية للجماعات الترابية‪.‬‬


‫فاطمة الزهراء حناوي‬
‫باحثة بسلك الدكتوراه بكلية العلوم القانونية‬
‫و االقتصادية و االجتماعية (المحمدية)‬

‫ملخص‬
‫سنحاول يف هذا املقال الرتكيز بركل اساسي على السلطة التنظيمية املمنوية للجماعات الرتابية و ذلك‬
‫بالوقوف على أهم املرتكزات األساسية‪ ،‬اليت تساهم يف توسيع نطاق هذه السلطة م خالل متكني اجلماعات الرتابية‬
‫م تدبر شؤوهنا و بلورة اختياراهتا و تنزيل خمططاهتا و براجمها التنموية بكل يرية و بكيفية مستقلة‪.‬‬
‫كلمات مفتاح ‪ :‬السلطة التنظيمية – اجلماعات الرتابية – مبدأ التدبر اقحلر‪.‬‬

‫‪Résumé‬‬
‫‪Dans cet article, nous tenterons de nous concentrer principalement sur pouvoir‬‬
‫‪réglementaire des collectivités territoriales en s'appuyant sur les fondations les plus‬‬
‫‪élémentaires, qui contribuent à l'expansion de cette autorité en permettant aux groupes‬‬
‫‪territoriaux de gérer leurs affaires, d'élaborer leurs choix, et télécharger leurs plans et‬‬
‫‪programmes de développement librement et indépendamment.‬‬
‫‪Mots- clés : pouvoir réglementaire - collectivités territoriales – Le principe de libre‬‬
‫‪administration.‬‬

‫مقدمة‬
‫يقصد بالسلطة التنظيمية "اختاذ جمموعة م التدابر العامة الالزمة قحلس سر املراف بكل انتظام واضطراد م‬
‫السلطة‬ ‫طرف اجلهات املختصة وفقا للترريع الوطين لكل دولة"‪ 1.‬ويف نفس اتاجتاه ذهب الفقه الةريب إىل تعري‬
‫التنظيمية بأهنا "القدرة على إصدار قواعد عامة‪ ،‬اليت تتمتع هبا سلطات أخرى غر الربملان‪ ،‬سواء كانت هذه السلطات‬
‫‪2‬‬
‫مركزية أم حملية"‪.‬‬

‫‪ - 1‬عبد الوايد القريري‪ :‬السلطة التنظيمية بني الثبات والتةر على ضوء اخلطاب امللكي لتاسع مارس ‪ ،1144‬جملة املنارة للدراسات‬
‫القانونية واإلدارية‪ ،‬عدد ‪ ،1144/14‬ص ‪.1‬‬
‫‪ - 2‬عادل ذوادي‪ :‬السلطة التنظيمية لرئيس اجلمهورية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاسرت يف العلوم القانونية‪ ،‬فرع القانون العام‪ ،‬ختصص قانون‬
‫دستوري‪ ،‬جامعة اقحلاج خلضر‪ -‬باتنة ‪ ،-‬كلية اقحلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬السنة اجلامعية ‪ ،1143 -1141‬ص ‪.44‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪66‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫إن ممارسة السلطة التنظيمية يف املةرب قد عرفت تطورا ملحوظا‪ ،‬ففي الساب كانت متارس م طرف امللك‬
‫بواسطة مراسيم ملكية‪ ،‬أو م طرف الوزير األول مبوجب مرسوم‪ ،‬إتا أنه مع التعديالت اليت قحلقت الدساتر املةربية منذ‬
‫دستور ‪ 4151‬إىل غاية دستور ‪ ،1144‬أصبحت ختول للجماعات الرتابية إمكانية ممارسة السلطة التنظيمية وهذا ما‬
‫نصت عليه الفقرة الثانية م الفصل ‪ 411‬م دستور‪ 1144‬واليت جاء فيها ما يلي "تتوفر اجلهات واجلماعات الرتابية‬
‫األخرى‪ ،‬يف جماتات اختصاصاهتا‪ ،‬وداخل دائرهتا الرتابية‪ ،‬على سلطة تنظيمية ملمارسة صاليياهتا "‪.‬‬
‫ولقد برزت السلطة التنظيمية املمنوية للجماعات الرتابية منذ صدور امليثاق اجلماعي لسنة ‪ ،14151‬ونصت‬
‫عليها مواثي الالمركزية الاليقة‪ ،2‬مبعىن آخر أن السلطة التنظيمية احمللية كرستها نصوص ترريعية قبل أن تسجل ألول‬
‫‪3‬‬
‫مرة يف دستور ‪.1144‬‬
‫وتكم أمهية هذه الدراسة يف تسليط الضوء على أهم املرتكزات األساسية اليت تتوفر عليها اجلماعات الرتابية‬
‫تساهم هذه املرتكزات يف توسيع جمال تطبي السلطة التنظيمية للجماعات الرتابية‬ ‫ملمارسة سلطتها التنظيمية‪ ،‬حبي‬
‫ومتكني هذه األخرة م تدبر شؤوهنا بكيفية دميقراطية‪.‬‬
‫وممارسة السلطة التنظيمية املمنوية للجماعات الرتابية تا بد م توافر املرتكزات األساسية اليت تقوم عليها هذه‬
‫أصبح للسلطة التنظيمية الرتابية إطار قانوين ينظمها ويسند‬ ‫السلطة واملتجسدة عموما يف األساس القانوين‪ ،‬حبي‬
‫ممارستها إىل أجهزة متخصصة باإلضافة إىل توفر مبدأ التدبر اقحلر باعتباره مرتكز أساسي يساعد اجلماعات الرتابية يف‬
‫تكريس ممارستها لسلطتها التنظيمية و بالتايل إىل أي يد ساهم األساس القانوين إىل جانب مبدأ التدبر اقحلر يف‬
‫تكريس سلطة تنظيمية متارس م خالهلا اجلماعات الرتابية صاليياهتا و اختصاصاهتا بكيفية دميقراطية و مستقلة ؟‬

‫‪- 1‬امليثاق اجلماعي لسنة ‪ :4151‬ظهر شري رقم ‪ 4.61.346‬برأن نظام اجلماعات‪ ،‬بتاريخ ‪ 17‬ذي اقحلجة ‪ 4381‬املراف ل ‪13‬‬
‫يونيو ‪ ،4151‬اجلريدة الرمسية عدد ‪ 1178‬بتاريخ ‪ 11‬ذي اقحلجة ‪ 4381‬املواف ل ‪ 11‬يونيو ‪ ،4151‬الصفحة ‪.4181‬‬
‫‪- 2‬انطلقت املريلة األوىل لبناء الالمركزية سنة ‪ ،4151‬بصدور ميثاق التنظيم اجلماعي‪ ،‬مث تلتها بعد ذلك مواثي تايقة‪:‬‬
‫رقم ‪ 4.85.673‬الصادر يف ‪ 6‬شوال ‪ 31( 4315‬شتنرب ‪ ،)4185‬جريدة رمسية عدد‬ ‫‪ -‬امليثاق اجلماعي لسنة ‪ :4185‬ظهر شري‬
‫‪ 3366‬مكرر‪ ،‬بتاريخ فاتح أكتوبر ‪.4185‬‬
‫رقم ‪4.11.118‬‬ ‫‪ -‬امليثاق اجلماعي لسنة ‪ :1111‬القانون رقم ‪ 87.11‬املتعل بامليثاق اجلماعي‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهر الرري‬
‫بتاريخ ‪ 3‬اكتوبر ‪ ،1111‬جريدة رمسية عدد ‪ 6167‬بتاريخ ‪.11/44/1111‬‬
‫‪ -‬امليثاق اجلماعي لسنة ‪ :1111‬ظهر شري رقم ‪ ،4.16.463‬صادر يف ‪ 11‬م صفر ‪ 47( 4131‬فرباير ‪ ،)1111‬بتنفيذ القانون‬
‫رقم ‪ 48-17‬املةر و املتمم مبوجبه القانون رقم ‪ 87.11‬املتعل بامليثاق اجلماعي كما مث تةيره و تتميمه‪ ،‬جريدة رمسية عدد ‪،6844‬‬
‫بتاريخ ‪ 13‬فرباير ‪.1111‬‬
‫‪ -3‬حممد اليعكويب‪ ،‬السلطة التنظيمية احمللية باملةرب‪ :‬الفقرة الثانية م الفصل ‪ 411‬م الدستور‪ ،‬منرورات اجمللة املةربية لإلدارة احمللية و‬
‫التنمية‪ ،‬سلسلة " مواضيع الساعة "‪ ،‬عدد ‪ ،71‬الطبعة األوىل‪ ،1143 :‬ص ‪.36‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪67‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫م خالل هذه اإلشكالية سنحاول مقاربة هذه الدراسة م خالل التصميم املوزع اىل عنصري ؛ (املطلب األول)‬
‫األسس القانونية ملمارسة السلطة التنظيمية للجماعات الرتابية‪( ،‬املطلب الثاين) مبدأ التدبر اقحلر كمرتكز أساسي‬
‫ملمارسة السلطة التنظيمية الرتابية‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬األسس القانونية لممارسة السلطة التنظيمية للجماعات الترابية‪.‬‬
‫تتمثل األسس القانونية للسلطة التنظيمية للجماعات الرتابية يف املقتضيات الدستورية اليت نص عليها الدستور‬
‫املةريب لسنة ‪( 1144‬أوتا)‪ ،‬وتتمثل كذلك يف املقتضيات األخرى اليت جاءت يف النصوص األدىن درجة م الدستور‪،‬‬
‫أي يف القوانني التنظيمية واملراسيم والقرارات والدوريات (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬األسس الدستورية للسلطة التنظيمية الترابية‪.‬‬
‫بالرتكيز على التجربة الفرنسية‪ ،‬اليت تعترب مرجعا للمةرب يف ما يضعه م قوانني‪ ،‬تاسيما يف جمال الالمركزية‪ ،‬فإن‬
‫اجلماعات الرتابية تتمتع بسلطة تنظيمية ختول هلا اختاد تدابر عامة وغر شخصية وكذلك ختول هلا امكانية التدخل يف‬
‫املسائل الترريعية هذا ما نصت عليه الفقرة الثالثة م دستور اجلمهورية الفرنسية اخلامسة لسنة ‪ ،14167‬غر أن هذا‬
‫مل يذكر كيفية إنراء هذه السلطة التنظيمية‪ ،‬و املاليظ أن‬ ‫الت نصيص الدستوري يتسم بالكثر م الةموض‪ ،‬حبي‬
‫األمر يتعل بسلطة متارس لتنفيذ القوانني فقط م خالل عبارة "ملمارسة اختصاصاهتا" ‪pour l'exercice de‬‬
‫‪."leurs compétences‬‬
‫أما بالنسبة للتعديل الدستوري لسنة ‪ ،21113‬فقد أب على نفس املادة ويافظ على الصمت املنصوص عليه يف‬
‫املادة ‪ 81‬م دستور ‪.4167‬‬
‫عموما فالتنصيص الدستوري على السلطة التنظيمية املمنوية للجماعات الرتابية لطاملا كان موضوع نقاشات‬
‫مذهبية تتعل بركل خاص مبا إذا كانت السلطة التنظيمية الرتابية سلطة مستقلة تتنافس مع السلطة التنظيمية العامة أو‬
‫جمرد سلطة تابعة للسلطة األصلية‪.‬‬
‫فقد ياول العديد م الفقهاء الفرنسيني إقامة الدليل على وجود السلطة التنظيمية احمللية وم بني هؤتاء الفقهاء‬
‫جند الفقيه ‪ S.TROSA‬الذي أكد على أن اتاختصاصات التنظيمية للجماعات الرتابية تنبين على أساس الفصل‬
‫‪ 81‬م الدستور الفرنسي لسنة ‪ ، 3 4167‬واعترب بأنه تا ميك اقحلدي ع التدبر اقحلر للجماعات الرتابية يف غياب‬

‫‪1-" Dans les conditions prévues par la loi, ces collectivités s'administrent librement par des conseils‬‬
‫‪élus et disposent d'un pouvoir réglementaire pour l'exercice de leurs compétences" alinéa 03 de‬‬
‫‪l’article 72 de la constitution française de 1958.‬‬
‫‪2 - La Constitution du 4 octobre 1958 a fait l'objet d'une double révision constitutionnelle en 28 mars‬‬
‫‪2003.‬‬
‫‪3-" Dans les conditions prévues par la loi, ces collectivités s'administrent librement par des conseils‬‬
‫‪élus et disposent d'un pouvoir réglementaire pour l'exercice de leurs compétences" alinéa 03 de‬‬
‫‪l’article 72 de la constitution française de 1958.‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪68‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫تدبر ذايت ومستقل لرؤوهنا الرتابية‪ ، 1‬لذلك تا ميك فهم املبادئ الدستورية لالمركزية إتا م خالل اتاستقالل املعياري‬
‫‪2‬‬
‫للجماعات الرتابية‪.‬‬
‫ويف هذا الصدد اعترب اجمللس الدستوري الفرنسي يف قراره رقم ‪ 161-1114‬املؤرخ يف ‪ 48‬يناير‪ 1111‬برأن‬
‫قانون كورسيكا‪ ، 3‬أن السلطة التنظيمية للجماعات الرتابية تستند إىل الفقرة الثانية م املادة ‪ 81‬م الدستور‪ ،‬ترسيخا‬
‫‪4‬‬
‫ملبدا التدبر اقحلر للجماعات الرتابية‪ ،‬وليس املادتني ‪ 43‬و‪ 14‬املتعلقتني بالسلطة التنظيمية الوطنية‪.‬‬
‫الفقيه «‪ »Georges Burdeau‬إىل أنه "يقال أن نراطا ما يكون تا مركزيا عندما تصدر القواعد‬ ‫ويضي‬
‫اليت حتكمه مرسوما م قبل السلطات املنبثقة ع اجملموعة املعنية به"‪ ،5‬لذلك فالسلطة التنظيمية احمللية هي عنصر م‬
‫‪6‬‬
‫عناصر اتاستقالل للجماعات الرتابية‪ ،‬ألن يرية الترريع الذايت هي باألساس القدرة على التعديل و التنظيم‪.‬‬
‫أكد أصحاب هذا اتاجتاه أن‬ ‫أما جانب م الفقه الفرنسي فقد شكك يف وجود سلطة تنظيمية حملية‪ ،‬يي‬
‫املبدأ الدستوري قحلرية التدبر املعرتف به للجماعات الرتابية تا يعين أي وجود لسلطة قاعدية لصاحل السلطات احمللية‪،‬‬
‫خارج ميدان اختصاص املررع‪ ،‬فالفصل ‪ 81‬م الدستور تا يركل مصدرا مباشرا للسلطة التنظيمية احمللية اليت متكنها‬
‫‪7‬‬
‫م التدخل يف ميدان اإلدارة احمللية لتحدد قواعد أصلية‪ ،‬ومستقلة ع القوانني املوجودة‪.‬‬
‫الربوفيسور (‪ )Bertrand faure‬أن اجلماعات الرتابية تا تتمتع باستقاللية معيارية‬ ‫ويف هذا اتاجتاه يضي‬
‫يقيقة‪ ،‬ويالتها مستمدة مباشرة م العالقة األولية اليت أقيمت بينها وبني السلطة الترريعية‪ ،‬لذلك يظل القانون مبدأ‬
‫‪8‬‬
‫هرميا يؤدي يتما اىل تكسر اإلرادة املعيارية للسلطات احمللية‪.‬‬

‫‪ -1‬بومجعة بوعزاوي ‪ :‬السلطة التنظيمية احمللية‪ ،‬منرورات اجمللة املةربية لالدارة احمللية و التنمية‪ ،‬سلسلة " مواضيع الساعة " عدد ‪،71‬‬
‫‪ ،1143‬الصفحة‪52.‬‬
‫‪ -2‬طارق اهلنتور‪ :‬السلطة التنظيمية للجماعات الرتابية وف دستور ‪(1144‬مقارنة بني املةرب وفرنسا)‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم املاسرت يف‬
‫القانون العام الداخلي وتنظيم اجلماعات الرتابية‪ ،‬جامعة القاضي عياض‪ ،‬كلية العلوم القانونية واتاقتصادية واتاجتماعية مراكش‪ ،‬السنة‬
‫اجلامعية ‪ ،1141/1143‬الصفحة ‪.41‬‬
‫‪3- Décision n° 2001-454 DC du 17 janvier 2002 sur la loi relative à la Corse,‬‬
‫‪Conseil constitutionnel français.‬‬
‫‪4- Projet de loi organique relatif à l'expérimentation par les collectivités territoriales.‬‬
‫‪5- Georges Burdeau, traité de science politique, 1967, t2, p369 « activité est dite décentralisée lorsque‬‬
‫» ‪les règles qui la commandent sont édictées par des autorités émanant du groupe qui la concerne‬‬
‫‪6-Ben Haj Siman Hanen, pouvoir réglementaire local et constitution, Droit et politique: revue‬‬
‫‪tunisienne d'études juridiques et politiques.. - Sousse: Faculté de droit et des sciences politiques, - N. 4,‬‬
‫‪2016, p 525.‬‬
‫‪ -7‬بومجعة بوعزاوي ‪ :‬السلطة التنظيمية احمللية‪ ،‬منرورات اجمللة املةربية لالدارة احمللية و التنمية‪ ،‬سلسلة " مواضيع الساعة " عدد ‪،71‬‬
‫‪ ،1143‬ص‪.63-61 .‬‬
‫‪8- Bertrand Faure: Le Pouvoir réglementaire des collectivités locales, Préface de Jean-Claude Douence,‬‬
‫‪L.G.D.J, 1998, Librairie Générale de droit et de jurisprudence, E.J.A, 31, rue Falguière, 75741 Paris, p‬‬
‫‪291.‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪69‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫أما بالنسبة للتجربة املةربية فصياغة مقتضيات الفصل ‪ 411‬م دستور ‪ 1144‬تبني أن جمال اتاختصاص حمدد‬
‫سلفا م قبل السلطات املركزية‪ ،1‬وأن األمر يتعل بسلطة تنظيمية ثانوية تابعة للسلطة األصلية‪.‬‬
‫باإلضافة إىل مقتضيات هذا الفصل‪ ،‬هناك فصول أخرى يف الدستور تؤكد معىن وايد للسلطة التنظيمية وهو أهنا‬
‫سلطة ثانوية ومرتقة‪ ،‬وتا تعين أبدا سلطة تنظيمية أصلية تؤهل اجلماعات الرتابية ألن تس قواعد تأسيسية قد هتم‬
‫‪2‬‬
‫جماتا مل حيدده هلا املررع‪ ،‬أو سلطة م شأهنا تأسيس جمال لتنظيم حملي موازي جملال القانون‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ولعل ما يدعم هذا الرأي‪ ،‬أن الفصل ‪ 11‬م الدستور جيعل السلطة التنظيمية يكرا على رئيس اقحلكومة‪.‬‬
‫يف املقابل يلفت دستور ‪ 1144‬اتانتباه بنصه يف الفصل ‪ 84‬منه على أنه يدخل ضم اختصاص الترريع‬
‫امليادي التالية‪ :‬نظام اجلماعات الرتابية ومبادئ حتديد دوائرها الرتابية‪ ،‬والنظام اتانتخايب للجماعات الرتابية‪ ،‬ومبادئ‬
‫تقطيع الدوائر اتانتخابية‪ ،‬والنظام الضرييب‪ ،‬ووعاء الضرائب‪ ،‬ومقدارها وطرق حتصيلها‪ ،‬والتعمر واعداد الرتاب‪.‬‬
‫كما يعرف نفس الدستور يف الفقرة الثانية م الفصل ‪ 436‬اجلماعات الرتابية باعتبارها ”أشخاصا اعتبارية‬
‫خاضعة للقانون العام”‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬أسس السلطة التنظيمية الترابية في باقي القوانين‪.‬‬
‫باإلضافة إىل األسس الدستورية للسلطة التنظيمية للجماعات الرتابية اليت سب التطرق إليها‪ ،‬هناك ايضا نصوص‬
‫وقوانني أدىن درجة م الدستور تؤسس بدورها هلذه السلطة الرتابية‪.‬‬
‫وبالرجوع إىل التجربة الفرنسية نرى إن اإلمكانية اليت تُركت للسلطات التنظيمية احمللية تاعتماد قواعد عامة وغر‬
‫شخصية ‪ ،‬معرتف هبا ساب ًقا يف النصوص والقوانني األدىن درجة م الدستور قبل التنصيص عليها يف دستور ‪،4167‬‬
‫‪4‬‬
‫وهلا وجهان‪ ،‬ميك أن تكون عامة أو حمددة ‪.‬‬
‫اقحلالة األوىل ‪ :‬اتاعرتاف بالسلطة التنظيمية احمللية على أهنا متتلك شرط اختصاص عام‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -1‬جاء يف الفصل ‪ 411‬م دستور ‪ 1144‬ما يلي‪" :‬تتوفر اجلهات واجلماعات الرتابية األخرى يف جماتات اختصاصاهتا‪ ،‬وداخل دائرهتا‬
‫رقم ‪ 4.44.14‬يف ‪18‬‬ ‫الرتابية على سلطة تنظيمية ملمارسة صالييتها"‪ ،‬الدستور املةريب لسنة ‪ 1144‬الصادر بتنفيذه الظهر الرري‬
‫شعبان ‪ 4131‬املواف ل (‪ 11‬يوليوز ‪ . )1144‬اجلريدة الرمسية عدد ‪ 6151‬مكرر‪ 17 -‬شعبان ‪ 31( 4131‬يوليوز ‪.)1144‬‬
‫‪ -2‬طارق اهلنتور‪ :‬السلطة التنظيمية للجماعات الرتابية وف دستور ‪(1144‬مقارنة بني املةرب و فرنسا)‪ ،‬مرجع ساب ‪ ،‬الصفحة ‪.41‬‬
‫‪ -3‬جاء يف الفصل ‪ 11‬م دستور ‪ 1144‬ما يلي‪ " :‬ميارس رئيس اقحلكومة السلطة التنظيمية‪ ،‬وميك أن يفوض بعض سلطه للوزراء‪.‬‬
‫حتمل املقررات التنظيمية‪ ،‬الصادرة ع رئيس اقحلكومة‪ ،‬التوقيع بالعط م لدن الوزراء املكلفني بتنفيذها‪".‬‬
‫‪4-Assem Sayede Hussein, Le pouvoir normatif des collectivités territoriales métropolitaines, Doctrine‬‬
‫‪administratif, Édition quotidienne des Journaux Judiciaires Associés, Article publié dans actu-‬‬
‫‪juridique.fr, Le 21/06/2017. https://www.actu-juridique.fr/administratif/le-pouvoir-normatif-des-‬‬
‫‪collectivites-territoriales-metropolitaines.‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪70‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫تتمتع اجلماعات الرتابية بكفاءة عامة قحلل ايتياجاهتا اإلدارية بطريقة عفوية‪ ،‬ففي البداية مث اتاعرتاف هبذا‬
‫املرسوم الصادر يف ‪ 46‬مارس ‪ 4814‬جملس املقاطعة للتداول برأن اي شيء‬ ‫اتاختصاص على سبيل املثال " كل‬
‫‪1‬‬
‫يهم القسم بأكمله‪ ،‬لوضع القواعد العامة لإلدارة ووسائل التنفيذ بركل عام"‪.‬‬
‫وكذلك أعطت املادة ‪ 17-15‬م قانون ‪ 41‬غرت ‪" 24784‬ملؤسسة املقاطعات سلطة اقحلكم بركل عام‬
‫على مجيع املوضوعات اليت هتم الدائرة"‪.‬‬
‫بعد ذلك‪ ،‬ولك بركل اوضح‪ ،‬مث اتاعرتاف بررط اتاختصاص العام يف البلدية‪ ،‬على أساس املادة ‪ 54‬م‬
‫‪3‬‬
‫قانون ‪ 6‬ابريل ‪ 4771‬املتعل بالتنظيم البلدي "بنظم اجمللس البلدي م خالل مداوتاته شؤون البلدية"‪.‬‬
‫اقحلالة الثانية‪ :‬تتمثل يف اتاعرتاف بأن السلطات احمللية لديها الكفاءة التنظيمية للتدخل يف جماتات‬ ‫‪‬‬
‫حمددة ومتنوعة‪.‬‬
‫أقدم مثال على ذلك هو قوة الررطة البلدية‪ .‬وقد توىل رئيس البلدية هذه السلطة منذ الثورة وبركل أكثر دقة‪،‬‬
‫على أساس الفقرة السادسة م املادة ‪ 61‬م قانون ‪ 41‬ديسمرب ‪ 4871‬املتعل بتنظيم البلديات يف فرنسا م بني‬
‫اخلاصة بالسلطة البلدية" اليت تقع حتت سلطة رئيس البلدية‪" ،‬جعل السكان يتمتعون مبزايا قوة الررطة‬ ‫"الوظائ‬
‫‪4‬‬
‫اجليدة‪ ،‬وتا سيما النظافة والصحة واهلدوء يف الروارع‪ .‬واألماك واملباين العامة"‪.‬‬
‫وعالوة على ذلك‪ ،‬فإن ممارسة السلطة التنظيمية احمللية معرتف هبا نصيا يف جمال اخلدمة العامة‪ .‬كان هذا هو‬
‫اقحلال مع قانون ‪ 6‬أبريل ‪ 4771‬أو قانون ‪ 41‬مارس ‪ 4131‬املتعل مبوظفي البلدية‪ ،‬وبالتايل قانون ‪ 15‬يناير‬
‫‪ 4171‬املتعل باخلدمة العامة اإلقليمية‪ .‬يتضح م هذه النصوص‪ ،‬وتا سيما املادة ‪ 77‬م قانون ‪ ،4171‬أن‬
‫‪5‬‬
‫اجملتمعات خمتصة بوضع قواعد معينة تتعل مبخططات التعويض‪.‬‬
‫بالرجوع للتجربة املةربية ناليظ ان القوانني التنظيمية املتعلقة باجلماعات الرتابية مل تنص يف اي مادة منها على‬
‫السلطة التنظيمية يف اختصاصات اجلهات والعماتات واتاقاليم واجلماعات‪ ،‬وتا يف اختصاصات جمالسها‪ .‬يف يني‬

‫‪1- le décret du 15 mars 1791 confiait déjà au conseil de département le soin « de délibérer sur tout ce‬‬
‫‪qui intéresse l’ensemble du département, de fixer d’une manière générale tant les règles générales de‬‬
‫‪l’administration que les moyens d’exécution ».‬‬
‫‪2- Loi du 10 août 1871 relative aux conseils généraux.‬‬
‫‪3-l’article 61 de la loi du 5 avril 1884 relative à l’organisation municipale, actuellement codifié à‬‬
‫‪l’article L. 2121‐ 29 du CGCT dispose que « Le conseil municipal règle, par ses délibérations, les‬‬
‫‪affaires de la commune ».‬‬
‫‪4-l’article 50 de loi du 14 décembre 1789 relative à l’organisation des communes du royaume de‬‬
‫« ‪France, parmi « les fonctions propres au pouvoir municipal » relevant du maire, se trouvaient celles‬‬
‫‪de faire jouir les habitants des avantages d’une bonne police, notamment de la propreté, de la salubrité,‬‬
‫‪et de la tranquillité dans les rues, lieux et édifices publics ».‬‬
‫‪5- Loi n° 84-53 du 26 janvier 1984 portant dispositions statutaires relatives à la fonction publique‬‬
‫‪territoriale.‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪71‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫نصت عليها عند يديثها ع اختصاصات رؤساء هذه اجملالس لك بصيةة غامضة حتتمل اكثر م تأويل‪ ،1‬فالقانون‬
‫التنظيمي املتعل باجلهات‪ 2‬ينص يف املادة ‪ 411‬على انه "تطبيقا أليكام الفقرة الثانية م الفصل ‪ 411‬م الدستور‪،‬‬
‫ميارس رئيس جملس اجلهة‪ ،‬بعد مداوتات اجمللس‪ ،‬السلطة التنظيمية مبوجب قرارات تنرر باجلريدة الرمسية للجماعات‬
‫الرتابية طبقا أليكام املادة ‪ 164‬م هذا القانون التنظيمي"‪ .‬واجلملة نفسها وردت يف كل م القانون التنظيمي املتعل‬
‫بالعماتات واألقاليم‪ 3‬يف املادة ‪ 15‬والقانون التنظيمي املتعل باجلماعات‪ 4‬يف املادة ‪.16‬‬
‫غر انه بالنسبة للجماعات ياليظ أن القانون التنظيمي رقم ‪ 443.41‬أعطى سلطة تنظيمية واسعة لرئيس‬
‫‪5‬‬
‫جملس اجلماعة مقارنة مع كل م رئيس جملس اجلهة ورئيس جملس العمالة أو اإلقليم وذلك يف جمال الررطة اإلدارية‬
‫‪6‬‬
‫طبقا للمادة ‪.411‬‬
‫كذلك م بني النصوص القانونية اليت تؤسس للسلطة التنظيمية الرتابية جند املادة ‪ 61‬م امليثاق اجلماعي رقم‬
‫‪ 87-11‬الذي ينص على أن "ميارس رئيس اجمللس اجلماعي اختصاصات الررطة اإلدارية يف ميادي الصحة والنظافة‬
‫‪7‬‬
‫والسكينة العمومية وسالمة املرور‪ ،‬وذلك ع طري اختاذ قرارات تنظيمية ‪."...‬‬
‫وبرجوعنا لفرتة اقحلماية‪ ،‬جند أن هناك ثالث ظهائر تؤسس بدورها للسلطة التنظيمية احمللية‪ ،‬اذ هناك ظهر صدر‬
‫يف ‪ 41‬شتنرب ‪ 4141‬والذي نص على ما يلي‪" :‬يستمر تنظيم وإدارة القبائل ذات العرف الرببري طبقا لقوانينها‬
‫‪1‬‬
‫وأعرافها اخلاصة‪ ،‬وذلك حتت رقابة السلطان"‪.‬‬

‫‪-1‬املكي السراجي‪ :‬دراسة نقدية للسلطة التنظيمية املمنوية للجماعات الرتابية‪ ،‬منرورات اجمللة املةربية لإلدارة احمللية و التنمية‪ ،‬عدد‬
‫‪ ،436-431‬ماي‪-‬غرت ‪ ،1148‬ص ‪167.‬‬
‫رقم ‪ 4.46.73‬بتاريخ ‪ 11‬م رمضان‬ ‫‪-2‬القانون التنظيمي رقم ‪ :444.41‬املتعل باجلهات‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهر الرري‬
‫‪ 8( 4135‬يوليو ‪ ،)1146‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬عدد ‪ ،5371‬بتاريخ ‪ 5‬شوال ‪ 13( 4135‬يوليو‪2015).‬‬
‫رقم ‪ 4.46.71‬بتاريخ ‪ 11‬م‬ ‫‪-3‬القانون التنظيمي رقم ‪ :441.41‬املتعل بالعماتات و األقاليم‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهر الرري‬
‫رمضان ‪ 8( 4135‬يوليو ‪ ،)1146‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬عدد ‪ ،5371‬بتاريخ ‪ 5‬شوال ‪ 13( 4135‬يوليو ‪2015 ).‬‬
‫رقم ‪ 4.46.76‬بتاريخ ‪ 11‬م رمضان‬ ‫‪-4‬القانون التنظيمي رقم ‪ :443.41‬املتعل باجلماعات‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهر الرري‬
‫‪ 8( 4135‬يوليو ‪ ،)1146‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬عدد ‪ ،5371‬بتاريخ شوال ‪ 13 (4135‬يوليو‪2015 ).‬‬
‫‪ -5‬املكي السراجي‪ :‬السلطة التنظيمية للجماعات الرتابية‪ ،‬اجمللة املةربية للقانون اإلداري و العلوم اإلدارية – عدد مزدوج ‪،1148-3-1‬‬
‫ص ‪.64‬‬
‫‪-6‬تنص املادة ‪ 411‬م القانون التنظيمي رقم ‪ 443.41‬املتعل باجلماعات على ما يلي‪ " :‬مع مراعاة أيكام املادة ‪ 441‬ميارس رئيس‬
‫جملس اجلماعة صالييات الررطة اإلدارية يف ميادي الوقاية الصحية و النظافة و السكينة العمومية و سالمة املرور و ذلك ع طري اختاد‬
‫قرارات تنظيمية و بواسطة تدابر شرطة فردية تتمثل يف اإلذن أو األمر أو املنع ‪"...‬‬
‫‪-7‬القانون رقم ‪ 87.11‬املتعل بامليثاق اجلماعي‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهر الرري رقم ‪ 4.11.118‬بتاريخ ‪ 3‬اكتوبر ‪ ،1111‬جريدة‬
‫رمسية عدد ‪ 6167‬بتاريخ ‪2002/11/02‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪72‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫والظهر الصادر يف ‪ 14‬نونرب ‪ 4145‬الذي قام بإيداث مجاعات على مستوى القبيلة والفخذة‪ ،‬دون أن جييز‬
‫إيداثها على مستوى الدوار‪ ،‬مع يصر وظيفة جملس اجلماعة يف مهام استرارية ذات صبةة شكلية بعيدة ع‬
‫‪2‬‬
‫التمثيلية‪.‬‬
‫والظهر الصادر يف ‪ 5‬يونيو ‪ 4164‬الذي جاء بثالث مواضيع أساسية‪ :‬اتاعرتاف للجماعات بالرخصية املعنوية‬
‫ترديد نظام اتانتخاب يف اختيار أعضائها وأخرا ي اجلماعات يف اختاد القرارات خاصة يف املسائل اتاقتصادية‬
‫واتاجتماعية‪.‬‬
‫إن وجود سلطة تنظيمية مرتقة وليس أصلية تأكده كذلك النصوص القانونية الصادرة قبل دستور ‪ ،1144‬فقد‬
‫نصت املادة األوىل م القانون رقم ‪ 18.15‬املتعل جببايات اجلماعات احمللية أنه "يرخص للجماعات احمللية باستفاء‬
‫الرسوم املنصوص عليها يف هذا القانون "‪ .3‬فحثى يف جماهلا الذي يفرتض أنه مستقل‪ ،‬يقوم املررع بتحديد و تعيني ما‬
‫يتعني على اجلماعات الرتابية فعله و القيام به‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬مبدأ التدبير الحر كمرتكز أساسي لممارسة السلطة التنظيمية الترابية‪.‬‬
‫إن السلطة التنظيمية هي النتيجة الضرورية ملبدأ التدبر اقحلر للجماعات الرتابية‪ ،‬بعبارة أخرى‪ ،‬فمبدأ التدبر اقحلر‬
‫يعين وجود سلطة إصدار اإلجراءات املعيارية‪ ،‬لذلك فممارسة وتطبي التدبر اقحلر للجماعات الرتابية حيتاج إتا وسائل‬
‫واليات قانونية تضم ذلك‪ ،‬لعل أمهها السلطة التنظيمية الرتابية (أوتا)‪ ،‬وم خالل هذه السلطة التنظيمية املمنوية‬
‫للجماعات الرتابية وف مبدأ التدبر اقحلر أصبح هلذه األخرة استقالل تام يف اختاذ قراراهتا(ثانيا)‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬السلطة التنظيمية الترابية كوسيلة قانونية لتطبيق مبدأ التدبير الحر‪.‬‬
‫إن مبدأ التدبر اقحلر للجماعات الرتابية منصوص عليه ألول مرة يف الفصل ‪ 435‬م دستور ‪ 11‬يوليوز‬
‫‪ ،41144‬ألن كل الدساتر اليت شهدها املةرب منذ دستور ‪ 4151‬إىل غاية دستور ‪ ،4115‬مل تتوفر على أي‬
‫مقتضيات ترر إىل توفر اجلماعات الرتابية على أية سلطة أو يرية يف تدبر شؤوهنا احمللية‪ ،‬وميك تفسر هذا الةياب‬
‫بكون هذه الدساتر كلها تصور شكلي وعضوي فقط ملسألة الدميقراطية احمللية واإلدارة احمللية‪.‬‬

‫أكنوش‪ :‬السلطة و املؤسسات السياسية يف املةرب األمس و اليوم‪ ،‬مؤسسة النررة للطباعة و النرر‪ ،‬الدار البيضاء‬ ‫‪ -1‬عبد اللطي‬
‫‪ ،4177‬ص ‪.143‬‬
‫‪ -2‬أمحد أرسالن‪ :‬التنظيم اجلماعي اجلديد‪ ،‬مطبعة دار الثقافة‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ،4188‬ص ‪.17‬‬
‫‪-3‬قانون رقم ‪ 18.15‬املتعل جببايات اجلماعات احمللية‪ ،‬الصادر بتنفيذه ظهر رقم ‪ 4.18.416‬بتاريخ ‪ 31‬نونرب ‪ ،1118‬جريدة‬
‫رمسية عدد ‪ 6673‬بتاريخ ‪ 3‬دجنرب‪2007‬‬
‫‪ -4‬ينص الفصل ‪ 435‬م دستور ‪ 1144‬على ما يلي‪ :‬يرتكز التنظيم اجلهوي والرتايب على مبادئ التدبر اقحلر‪ ،‬وعلى التعاون والتضام ؛‬
‫ويؤم م راركة السكان املعنيني يف تدبر شؤوهنم‪ ،‬والرفع م مسامهتهم يف التنمية البررية املندجمة واملستدامة‪..‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪73‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫ويظهر أساس السلطة التنظيمية الرتابية يف جمموعة م املقتضيات الدستورية مثل الفصول ‪ 435‬الذي جاء فيه‬
‫" ارتكاز التنظيم اجلهوي والرتايب على مبادئ التدبر اقحلر‪ ،‬والذي يعين متتعها باستقاللية تامة ع السلطة التنفيذية‬
‫وتوفرها على كل الصالييات واهلياكل اليت متكنها م تدبر شؤوهنا بركل مستقل‪ .‬والفصل ‪"415‬الذي يدد بوضوح‬
‫أن قانونا تنظيميا سيحدد بصفة خاصة‪ :‬شروط تدبر اجلهات واجلماعات الرتابية األخرى لرؤوهنا بكيفية دميقراطية‪"..‬‬
‫أما بالنسبة للتجربة الفرنسية فقد م حتديد الصلة اليت جتمع بني مبدأ التدبر اقحلر بالسلطة التنظيمية م خالل‬
‫السواب القضائية الدستورية‪ ،‬ألن حتديد نطاق مبدأ التدبر اقحلر يرجع باألساس إىل قرارات اجمللس الدستوري الفرنسي‬
‫الذي اعرتف ألول مرة للجماعات الرتابية حبرية تدبر شؤوهنا الرتابية بطريقة مستقلة و ذلك م خالل القرار املعروف‬
‫‪1‬‬
‫باسم "كاليدونيا اجلديدة"‪.‬‬
‫عموما فمبدأ التدبر اقحلر يعرتف بالسلطة التنظيمية للجماعات الرتابية‪ ،‬إتا أن هذا اتاعرتاف تا خيول للجماعات‬
‫الرتابية ممارسة هذه السلطة إتا يف اطار سلطة رئيس اقحلكومة‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬استقالل الجماعات الترابية في اتخاذ القرارات‪.‬‬
‫ميك تقسيم مبدأ استقاللية اجلماعات الرتابية يف اختاد قراراهتا إىل تالث أجزاء ‪:‬‬
‫االستقاللية القانونية‬ ‫‪‬‬
‫الدستور املةريب جاء بآلية مبتكرة لتعزيز استقاللية اجملالس احمللية و محاية يرية تدبرها م سيطرة السلطة املركزية‪،‬‬
‫عندما نص يف الفصل ‪ 435‬على "مبدأ التدبر اقحلر"‪ ،‬فدسرتة هذا املبدأ تعترب ترمجة مباشرة إلرادة تكريس اجلماعات‬
‫‪2‬‬
‫الرتابية كويدات يرة و مستقلة‪.‬‬
‫االستقاللية العضوية‬ ‫‪‬‬
‫جتسيدا تاستقاللية اجلماعات الرتابية لقد اعرتف املررع املةريب م خالل القوانني التنظيمية املنظمة هلا‬
‫بالرخصية املعنوية و كذا اتاستقالل العضوي هلا‪ ،‬وذلك م خالل التأكيد على الطابع الدميقراطي يف تسير‬
‫اجلماعات الرتابية لرؤوهنا‪ ،‬و إدخال تعديالت على طريقة انتخاب جمالسها‪ ،‬يروم باألساس انتخاب جمالس اجلهات‬
‫‪3‬‬
‫وجمالس اجلماعات باتاقرتاع العام املباشر‪.‬‬
‫االستقاللية الوظيفية‬ ‫‪‬‬
‫تتمثل اتاستقاللية الوظيفية للجماعات الرتابية يف منح دستور ‪ 1144‬للجهاز التنفيذي الالمركزي سلطة تنفيذ‬
‫مداوتات جمالس اجلماعات‪ ،‬فالفصل ‪ 437‬حيدد وبوضوح على أنه "يقوم رؤساء جمالس اجلهات‪ ،‬ورؤساء جمالس‬

‫‪1- Décision 79-104 DC - 23 mai 1979 - Loi modifiant les modes d'élection de l'Assemblée territoriale‬‬
‫‪et du Conseil de gouvernement du territoire de la Nouvelle-Calédonie et dépendances et définissant les‬‬
‫‪règles générales de l'aide technique et financière contractuelle de l'État – Conformité.‬‬
‫‪-2‬موتاي هرام جاز‪ :‬اجلماعات الرتابية ومبدأ التدبر اقحلر‪ ،‬جملة املنارة للدراسات القانونية واتادارية‪ ،‬عدد خاص‪ ،1148 ،‬ص‪.461‬‬
‫‪ -3‬الفصل ‪ 436‬م دستور ‪.1144‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪74‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫اجلماعات الرتابية األخرى‪ ،‬بتنفيذ مداوتات هذه اجملالس ومقرراهتا" وهو الريء الذي ميك اعتباره كضمانة أوىل قحلرية‬
‫اجلماعات الرتابية يف مواجهة املمارسات الرائعة‪ ،‬واملتمثلة يف عرقلة الرؤون احمللية م طرف ممثلي السلطة املركزية م‬
‫‪1‬‬
‫جهة‪ ،‬ولتكريس مسؤولية رؤساء هذه اجملالس م جهة أخرى‪.‬‬
‫خاتمة‬
‫ويف اخلتام ميكننا القول ان وجود سلطة تنظيمية ترابية هو يف نفس الوقت اجناز للجماعات الرتابية‪ ،‬فدستور‬
‫‪ 1144‬اقر جمموعة م املبادئ الدستورية اليت تضم للجماعات الرتابية ممارسة سلطتها التنظيمية واليت متكنها م‬
‫تسير شؤوهنا الرتابية باستقاللية‪.‬‬
‫فنظرا لكون السلطة التنظيمية الرتابية مفهوما دستوريا ورد يف صلب الوثيقة الدستورية اتا ان اجلماعات الرتابية تا‬
‫تتمتع ب استقاللية معيارية يقيقية‪ ،‬يىت مع اعتمادها ملبدأ التدبر اقحلر يف تدبر شؤوهنا‪ ،‬تان يالتها مستمدة م‬
‫تا حي للجماعات الرتابية امتالك يرية‬ ‫السلطة اتاصلية واحملددة مبقتضى الفصل ‪ 11‬م دستور ‪ ،1144‬حبي‬
‫تنظيمية لصياغة قاعدة قانونية‪ ،‬وامنا يبقى حتديد طريقة ممارسة اختصاصات هذه اجلماعات هو امر خيص السلطة‬
‫التنظيمية لرئيس اقحلكومة‪.‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬فان اتاعرتاف بالسلطة التنظيمية للجماعات الرتابية له قيمة رمزية كبرة‪ ،‬ينبةي ان ترجع السلطات‬
‫الوطنية على التوق ع اصدار معاير مفصلة للجماعات الرتابية‪ ،‬حبي تصبح هذه املعاير غر قابلة للتطبي ومصدرا‬
‫لعدم املساواة‪.‬‬

‫قائمة المراجع ‪:‬‬


‫‪ ‬كتب‬
‫(‪ )4‬أمحد أرسالن ‪ :‬التنظيم اجلماعي اجلديد ‪ ،‬مطبعة دار الثقافة ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪.4188‬‬
‫(‪ )1‬عبد اللطي أكنوش ‪ :‬السلطة و املؤسسات السياسية يف املةرب األمس و اليوم ‪ ،‬مؤسسة النررة للطباعة و‬
‫النرر ‪ ،‬الدار البيضاء ‪.4177 ،‬‬
‫‪ ‬رسائل الماجيستر‬
‫(‪ )4‬طارق اهلنتور ‪ :‬السلطة التنظيمية للجماعات الرتابية وف دستور ‪(1144‬مقارنة بني املةرب وفرنسا)‪ ،‬رسالة‬
‫لنيل دبلوم املاسرت يف القانون العام الداخلي وتنظيم اجلماعات الرتابية‪ ،‬جامعة القاضي عياض‪ ،‬كلية العلوم‬
‫القانونية واتاقتصادية واتاجتماعية مراكش‪ ،‬السنة اجلامعية ‪.1141/1143‬‬

‫‪ -1‬موتاي هرام جاز‪ :‬اجلماعات الرتابية ومبدأ التدبر اقحلر‪ ،‬جملة املنارة للدراسات القانونية و اتادارية‪ ،‬عدد خاص‪ ،1148 ،‬ص‪.461‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪75‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫(‪ )1‬عادل ذوادي ‪ :‬السلطة التنظيمية لرئيس اجلمهورية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاسرت يف العلوم القانونية‪ ،‬فرع القانون‬
‫العام ‪ ،‬ختصص قانون دستوري ‪ ،‬جامعة اقحلاج خلضر‪ -‬باتنة ‪ ، -‬كلية اقحلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬السنة‬
‫اجلامعية ‪.1143 -1141‬‬
‫‪ ‬مقاالت‬
‫(‪ )4‬املكي السراجي ‪ :‬السلطة التنظيمية للجماعات الرتابية ‪ ،‬اجمللة املةربية للقانون اإلداري والعلوم اإلدارية ‪ ،‬عدد‬
‫مزدوج ‪ ، 3-1‬السنة ‪ ،1148‬م الصفحة ‪ 18‬إىل الصفحة ‪.67‬‬
‫(‪ )1‬املكي السراجي ‪ :‬دراسة نقدية للسلطة التنظيمية املمنوية للجماعات الرتابية‪ ،‬منرورات اجمللة املةربية لإلدارة‬
‫احمللية والتنمية ‪ ،‬عدد ‪ ، 436-431‬ماي‪-‬غرت ‪ ،1148‬م الصفحة ‪ 453‬إىل الصفحة ‪.481‬‬
‫(‪ )3‬بومجعة بوعزاوي ‪ :‬السلطة التنظيمية احمللية ‪ ،‬منرورات اجمللة املةربية لإلدارة احمللية والتنمية ‪ ،‬سلسلة " مواضيع‬
‫الساعة " ‪ ،‬عدد ‪ ، 71‬الطبعة األوىل ‪ ، 1143‬م الصفحة ‪ 18‬إىل الصفحة ‪.51‬‬
‫(‪ )1‬موتاي هرام جاز ‪ :‬اجلماعات الرتابية و مبدأ التدبر اقحلر ‪ ،‬جملة املنارة للدراسات القانونية و اإلدارية ‪ ،‬عدد‬
‫خاص ‪ ، 1148 ،‬م الصفحة ‪ 463‬إىل الصفحة ‪.484‬‬
‫(‪ )6‬حممد اليعكويب ‪ :‬السلطة التنظيمية احمللية ‪ :‬الفقرة الثانية م الفصل ‪ 411‬م الدستور ‪ ،‬اجمللة املةربية لإلدارة‬
‫احمللية و التنمية ‪ ،‬سلسلة "مواضيع الساعة " ‪ ،‬عدد ‪ ، 1143 ، 71‬م الصفحة ‪ 36‬إىل الصفحة ‪.16‬‬
‫(‪ )5‬عبد الوايد القريري ‪ :‬السلطة التنظيمية بني الثبات والتةر على ضوء اخلطاب امللكي لتاسع مارس ‪،1144‬‬
‫جملة املنارة للدراسات القانونية و اإلدارية‪ ،‬عدد ‪ ، 1144 ،14‬م الصفحة ‪ 17‬إىل الصفحة ‪.47‬‬
‫‪ ‬نصوص قانونية‬
‫رقم ‪ 4.44.14‬يف ‪ 18‬شعبان ‪4131‬‬ ‫(‪ )4‬الدستور املةريب لسنة ‪ 1144‬الصادر بتنفيذه الظهر الرري‬
‫املواف ل (‪ 11‬يوليو ‪ ،)1144‬اجلريدة الرمسية عدد ‪ 6151‬مكرر – ‪ 17‬شعبان ‪31( 4131‬‬
‫يوليو‪.) 1144‬‬
‫رقم ‪4.46.73‬‬ ‫(‪ )1‬القانون التنظيمي رقم ‪ : 444.41‬املتعل باجلهات ‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهر الرري‬
‫بتاريخ ‪ 11‬م رمضان ‪ 8( 4135‬يوليو ‪ ، )1146‬اجلريدة الرمسية ‪ ،‬عدد ‪ ، 5371‬بتاريخ ‪ 5‬شوال‬
‫‪ 13( 4135‬يوليو ‪.)1146‬‬
‫رقم‬ ‫(‪ )3‬القانون التنظيمي رقم ‪ : 441.41‬املتعل بالعماتات و األقاليم ‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهر الرري‬
‫‪ 4.46.71‬بتاريخ ‪ 11‬م رمضان ‪ 8( 4135‬يوليو ‪ ، )1146‬اجلريدة الرمسية ‪ ،‬عدد ‪ ، 5371‬بتاريخ‬
‫‪ 5‬شوال ‪ 13( 4135‬يوليو ‪.) 1146‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪76‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫رقم ‪4.46.76‬‬ ‫(‪ )1‬القانون التنظيمي رقم ‪ : 443.41‬املتعل باجلماعات ‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهر الرري‬
‫بتاريخ ‪ 11‬م رمضان ‪ 8( 4135‬يوليو ‪ ، )1146‬اجلريدة الرمسية ‪ ،‬عدد ‪ ، 5371‬بتاريخ شوال‬
‫‪ 13 (4135‬يوليو ‪.) 1146‬‬
‫(‪ )6‬القانون رقم ‪ 18.15‬املتعل جببايات اجلماعات احمللية ‪ ،‬الصادر بتنفيذه ظهر رقم ‪ 4.18.416‬بتاريخ‬
‫‪ 31‬نونرب ‪ ،1118‬جريدة رمسية عدد ‪ 6673‬بتاريخ ‪ 3‬دجنرب ‪.1118‬‬
‫(‪ )5‬القانون رقم ‪ 87.11‬املتعل بامليثاق اجلماعي ‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهر الرري رقم ‪ 4.11.118‬بتاريخ ‪3‬‬
‫اكتوبر ‪ ، 1111‬جريدة رمسية عدد ‪ 6167‬بتاريخ ‪.11/44/1111‬‬
‫رقم ‪ 4.61.346‬برأن نظام اجلماعات‪ ،‬بتاريخ ‪ 17‬ذي‬ ‫(‪ )8‬امليثاق اجلماعي لسنة ‪ : 4151‬ظهر شري‬
‫اقحلجة ‪ 4381‬املراف ل ‪ 13‬يونيو ‪ ،4151‬اجلريدة الرمسية عدد ‪ 1178‬بتاريخ ‪ 11‬ذي اقحلجة ‪4381‬‬
‫املواف ل ‪ 11‬يونيو ‪ ،4151‬الصفحة ‪.4181‬‬
‫رقم ‪ 4.85.673‬الصادر يف ‪ 6‬شوال ‪ 31( 4315‬شتنرب‬ ‫(‪ )7‬امليثاق اجلماعي لسنة ‪ : 4185‬ظهر شري‬
‫‪ ،)4185‬جريدة رمسية عدد ‪ 3366‬مكرر‪ ،‬بتاريخ فاتح أكتوبر ‪.4185‬‬
‫(‪ )1‬امليثاق اجلماعي لسنة ‪ : 1111‬القانون رقم ‪ 87.11‬املتعل بامليثاق اجلماعي ‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهر‬
‫الرري رقم ‪ 4.11.118‬بتاريخ ‪ 3‬اكتوبر ‪ ، 1111‬جريدة رمسية عدد ‪ 6167‬بتاريخ ‪.11/44/1111‬‬
‫رقم ‪ ،4.16.463‬صادر يف ‪ 11‬م صفر‬ ‫امليثاق اجلماعي لسنة ‪ : 1111‬ظهر شري‬ ‫(‪)41‬‬
‫‪ 47( 4131‬فرباير ‪ ،)1111‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 48-17‬املةر و املتمم مبوجبه القانون رقم ‪87.11‬‬
‫املتعل بامليثاق اجلماعي كما مث تةيره و تتميمه‪ ،‬جريدة رمسية عدد ‪ ،6844‬بتاريخ ‪ 13‬فرباير ‪.1111‬‬

‫مراجع باللغة الفرنسية‬


‫‪Les ouvrages‬‬
‫‪❖ Bertrand Faure : Le Pouvoir réglementaire des‬‬
‫‪collectivités locales, L.G.D.J, 1998, Librairie Générale de droit‬‬
‫‪et de jurisprudence, E.J.A, 31, rue Falguière, 75741 Paris‬‬
‫‪❖ Georges Burdeau, traité de science politique, 1967, t2.‬‬

‫‪Les articles‬‬
‫❖‬ ‫‪Assem Sayede Hussein, Le pouvoir normatif des‬‬
‫‪collectivités territoriales métropolitaines, Doctrine administratif,‬‬
‫‪Édition quotidienne des Journaux Judiciaires Associés, Article‬‬
‫‪publié dans actu-juridique.fr, Le 21/06/2017.‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪77‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

❖ Ben Haj Siman Hanen, pouvoir réglementaire local et


constitution, Droit et politique : revue tunisienne d'études
juridiques et politiques.. - Sousse : Faculté de droit et des sciences
politiques, - N. 4, 2016, N. 4, 2016, p. 509-540.
Textes juridiques
❖ La Constitution du 4 octobre 1958 a fait l'objet d'une double
révision constitutionnelle en 28 mars 2003.
❖ le décret du 15 mars 1791.
❖ loi du 14 décembre 1789 relative à l’organisation des
communes du royaume de France.
❖ Loi du 10 août 1871 relative aux conseils généraux.
❖ la loi du 5 avril 1884 relative à l’organisation municipale.
❖ : Loi n° 84-53 du 26 janvier 1984 portant dispositions
statutaires relatives à la fonction publique territoriale.
❖ Projet de loi organique relatif à l'expérimentation par les
collectivités territoriales.
Décisions du Conseil constitutionnel
❖ Décision 79-104 DC - 23 mai 1979 - Loi modifiant les
modes d'élection de l'Assemblée territoriale et du Conseil de
gouvernement du territoire de la Nouvelle-Calédonie et
dépendances et définissant les règles générales de l'aide technique
et financière contractuelle de l'État – Conformité.
❖ Décision n° 2001-454 DC du 17 janvier 2002 sur la loi
relative à la Corse, Conseil constitutionnel français.

‫ المانيا – برلين‬/ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية‬
78 2021 ‫ مايو‬- ‫العدد الحادي عشر أيار‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫عادل عيدون‬
‫‪AAIDOUN Aadil‬‬
‫باحث في مجال القانون العام والعلوم السياسية‬
‫طالب باحث بسلك الدكتوراه‬
‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‬
‫جامعة سيدي محمد بن عبد اهلل فاس‬
‫‪aidounadil777@gmail.com‬‬
‫حق الحصول على المعلومة في المغرب‬
‫على ضوء قانون ‪ 32.23‬المتعلق بالحق في الحصول على المعلومة‬
‫‪The right to obtain information in Morocco‬‬
‫‪In light of Law 31.13 related to the right to obtain information‬‬

‫ملخص باللغة العربية‪:‬‬


‫استجاب املررع الدستوري املةريب ملطلب رفع السرية ع املعلومات املتوفرة لدى اإلدارة‪ ،‬بالتنصيص يف الفصل‬
‫‪ 18‬م دستور ‪ 1144‬على هذا اقحل ‪ ،‬مسايرا يف ذلك العديد م الدساتر واملواثي واإلعالنات الدولية‪ ،‬اليت ما‬
‫فتئت تؤكد على أمهية هذا اقحل ‪ ،‬واليت أطرته بالعديد م املعاير املوضوعية‪ .‬وقد م تنزيل هذا املقتضى الدستوري يف‬
‫قانون حيمل رقم ‪ 34.43‬يعد سابقة يف الترريع املةريب‪ ،‬رغم تسجيل العديد م املؤاخذات على مضامينه‪ ،‬اليت‬
‫ستحد تا حمالة م التنزيل الفعلي هلذا اقحل على أرض الواقع‪.‬‬
‫فدسرتة اقحل يف اقحلصول على املعلومات وتأطره بقانون حيدد شروط إعماله‪ ،‬تا تعترب إتا لبنة أوىل يف إقرار اإلدارة‬
‫املواطنة‪ ،‬املنفتحة على العموم ‪ .‬لذا وجب تدعيم هذا اإلطار القانوين م خالل مراجعة القوانني األخرى ذات الصلة‪،‬‬
‫وكذا توعية املواطنني بأمهية املبادرة لطلب املعلومات م اإلدارة‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬ي اقحلصول على املعلومة ‪ -‬الدستور ‪ -‬القانون‬
‫‪Abstract :‬‬
‫‪The Moroccan legislators realized the applications for the disclosure of‬‬
‫‪information held by the public administrations as a constitutional right under article‬‬
‫‪27 in the Moroccan Constitution of 2011 in conformity with the constitutions of the‬‬
‫‪democratic nations, international treaties and conventions, which all emphasize the‬‬
‫‪paramount importance of the right to obtain classified information under some‬‬
‫‪objective standards. This right has been enacted in Law 31.13, which deemed an‬‬
‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪79‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫‪unprecedent act, despite some reservations which will undoubtedly hinder its actual‬‬
‫‪enforcement.‬‬
‫‪Constitutionalizing the right to obtain information including the Right to Information‬‬
‫‪Law act (31.13) , which sets out the rules and procedures regarding citizens' right to‬‬
‫‪information, is considered only a preliminary step towards citizen-centric‬‬
‫‪administration. Therefore, more effort must be made to revisit the other related‬‬
‫‪unamended domestic laws and, as well, to sensitize citizens to the importance of‬‬
‫‪taking the initiative to request information held by public administrations and‬‬
‫‪institutions.‬‬
‫‪key words: The right to receive information - the Constitution – Law.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫ي اقحلصول على املعلومة هو األداة األساس العملية واإلجرائية للمراركة السياسية‪ ،‬اليت متك كل املواطنني م‬
‫اتا طالع على ما جيري باإلدارة العمومية واجلماعات الرتابية‪ ،‬وم مراقبة العمل اإلداري‪ ،‬ومعرفة كيفية وطريقة ولفائدة‬
‫م تتخذ القرارات العمومية‪ ،‬وتعطيهم القدرة والسلطة للمراركة واملسامهة يف عمليات اختاذ تلك القرارات وتقوميها‪.‬‬
‫واعتبارا لألمهية القصوى اليت يكتسيها ي اقحلصول على املعلومة يف تعمي الدميقراطية قيما ومبادئ وممارسة‪ ،‬فلقد‬
‫أصبح هذا اقحل ضروريا على عدد م املستويات‪ ،‬يىت اعترب مبثابة ''أكسجني الدميقراطية''‪ ،1‬فهو يعد آلية لتكريس‬
‫الرفافية ولربط املسؤولية باحملاسبة‪ ،‬ووسيلة لتحقي التواصل بني اإلدارة واملواطنني‪ ،‬واإلشراك اقحلقيقي هلم يف التدبر‪.‬‬
‫فاقحل يف اقحلصول على املعلومة يتيح للمواط يرية السؤال ع كل معلومة توجد باإلدارة العمومية‪ ،‬وتلقي اإلجابة‬
‫عنها بصورة أو بأخرى‪ ،‬فهو ي إنساين‪ ،‬طبيعي‪ ،‬أساسي للفرد واجلماعة‪ ،‬وهو ياجة بيولوجية‪ ،‬ونفسية‪ ،‬واجتماعية‪،‬‬
‫واقتصادية‪ ،‬وسيا سية يعرب ع مدنية اجملتمعات‪ ،‬وحتضرها‪ ،‬وايرتام عقلية الفرد‪ ،‬ومنهجية تفكره‪ ،‬وإشراكه يف األدوار‬
‫واملسؤوليات‪ ،‬وحتمله مسؤولياته اجتاه جمتمعه وقضاياه املختلفة‪ ،‬فاملعلومة جيب أن تكون متاية ومتوفرة لكل م‬
‫يطلبها‪ .2‬ومنيز هنا بني اقحلصول على املعلومة باعتبارها كافة السياسات والتطبيقات والقوانني واإلجراءات اليت تساعد‬
‫على انفتاح اإلدارة على حميطها‪ ،3‬واقحل يف اقحلصول على املعلومة باعتباره اجراء م بني التدابر اهلادفة إىل ترسيخ إدارة‬
‫يديثة تنصت للمواط ومعبأة م أجل خدمته‪ ،‬وتواكب تطور ياجياته وتتفاعل مع حميطها‪ ،‬اإلدارة القادرة على‬

‫‪ -1‬أشرف فتحي الراعي‪" ،‬ي اقحلصول على املعلومات دراسة مقارنة"‪ ،‬دار الثقافة للنرر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،1141 ،‬ص‪.37 :‬‬
‫‪ -2‬زراح محو‪ " ،‬ي اقحلصول على املعلومات يف املواثي الدولية وبعض دساتر الدول الدميقراطية ويف املةرب"‪ ،‬مداخلة يف ندوة نظمتها‬
‫العصبة املةربية قحلقوق اتانسان‪ -‬فرع زاكورة‪ ،‬مبدينة زاكورة‪ ،‬مداخلة منرورة على موقع العلوم القانونية‬
‫‪www.marocdroit.com .‬‬
‫‪ -3‬ترريع ي اقحلصول على املعلومة‪ ،‬مذكرة توجيهية تطبيقية‪ ،‬برنامج األمم املتحدة اإلمنائي‪ ،‬مستند األمم املتحدة رقم ‪،1-4116-31‬‬
‫الفقرة ‪ ،36‬ص‪4:‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪80‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫ضمان التنمية املتوازنة واملستدامة واقحلرية والكرامة للمواط ‪ .1‬وغالبا ما تستخدم مصطلحات م قبيل "ي اقحلصول"‬
‫و"يرية اقحلصول" و"يرية اتاطالع" و"ي الولوج" ‪ ،‬ورغم تعدد املصطلحات امنا يقصد منها اقحل املخول للرخص‬
‫للوصول إىل املعلومات اليت متسك هبا اإلدارة واجلهات العمومية األخرى‪ ،‬سواء عرب اتاطالع املباشر على املعلومات أو‬
‫املعرفة هبا بني الوصل املباشر‪ ،‬فاألساس هو يصول العلم بتلك املعلومات‪.2‬‬
‫هذا اقحل م تبنيه م قبل العديد م املنظمات واملؤسسات الدولية املهتمة أساسا حبقوق اإلنسان‪ ،‬وأصبحت‬
‫بالتايل مرجعا للعديد م الدول اليت ضمت هذا اقحل ضم منظومتها القانونية‪ .‬وم بينها املةرب الذي دسرت هذا‬
‫اقحل م خالل تضمني هذا املبدأ يف التعديل الدستوري األخر الذي عرفته اململكة سنة ‪ .31144‬بعدها متت‬
‫املصادقة على القانون ‪ 43 -34‬املتعل باقحل يف اقحلصول على املعلومة‪ 4‬يف فرباير ‪ ، 2018‬قبل أن يتم نرره بتاريخ‬
‫‪ 41‬مارس ‪ 1147‬يف اجلريدة الرمسية‪ .5‬وكما جاء يف القانون نفسه‪ ،‬سينطب هذا األخر على املؤسسات املعنية بعد‬
‫أجل قوامه سنتان‪ ،‬أي بعد سنة م نرره يف اجلريدة الرمسية‪ ،‬تنضاف هلا سنة أخرى م أجل اختاذ املؤسسات املعنية‬
‫للتدابر الالزمة‪.‬‬

‫‪ -1‬تقرير املناظرة الوطنية يول‪" :‬اقحل يف اقحلصول على املعلومة‪ :‬رافعة للدميوقراطية التراركية"‪ ،‬الرباط ‪ 43‬يونيو ‪ ،1143‬ص‪.7:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬املرجع نفسه‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬
‫رقم ‪ 4.44.14‬بتاريخ ‪ 11‬يوليوز ‪ ،1144‬املنرور‬ ‫‪ -3‬دستور اململكة املةربية‪ ،‬الذي صدر األمر بتنفيذه مبقتضى الظهر الرري‬
‫باجلريدة الرمسية عدد ‪ 6151‬بتاريخ ‪ 31‬يوليوز ‪.1144‬‬
‫‪ -4‬القانون ‪ 34.43‬املتعل باقحل يف اقحلصول على املعلومات‪ ،‬الصادر بتنفيذه ظهر ‪ 4.47.46‬بتاريخ ‪ 11‬فرباير ‪ ،1147‬واملنرور‬
‫باجلريدة الرمسية عدد ‪ 5566‬بتاريخ ‪ 41‬مارس ‪.1147‬‬
‫‪ -5‬المحطات الرئيسية التي سبقت المصادقة على القانون ‪:23-32‬‬
‫‪ -‬بعد دستور ‪ ،1144‬متت صياغة مرروع قانون وعرضه مبراركة جمموعة م اخلرباء‪.‬‬
‫‪ -‬بعد ذلك‪ ،‬نظمت اقحلكومة منتدى يول اقحل يف اقحلصول على املعلومات‪.‬‬
‫مناسبات على جملس اقحلكومة قبل أن تتم املصادقة عليه يف ‪ 34‬يونيو ‪ ،1141‬ليتم‬ ‫‪ -‬وقد م عرض مرروع القانون يف ثال‬
‫عرضه يف الربملان سنة ‪ .1145‬ومتت املصادقة على نص القانون م طرف اجمللسني يف ‪ 5‬فرباير ‪.1147‬‬
‫‪ -‬وبعد إصدار القانون ‪ ،43-34‬انضم املةرب للرراكة م أجل اقحلكومة املفتوية‪.‬‬
‫‪ -‬ويف دجنرب ‪ ،1147‬نررت خطة العمل اقحلكومية اخلاصة بالرراكة م أجل اقحلكومة املفتوية على املوقع اخلاص هبذه الرراكة‪.‬‬
‫‪ -‬وأخرا‪ ،‬أعل امللك حممد السادس يف ‪ 48‬نونرب ‪ 1147‬ع تعيني عمر السةروشين كرئيس للجنة الوطنية وأخرا ملراقبة محاية‬
‫املعطيات ذات الطابع الرخصي‪ ،‬كما سيتوىل رئاسة اللجنة املعنية باقحل يف اقحلصول على املعلومات‪.‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪81‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫ويعترب هذا القانون امتدادا لاللتزامات اقحلكومية‪ .‬ففي ‪ 15‬أبريل ‪ ،1147‬أصبح املةرب رمسيا العضو الـ ‪ 85‬يف‬
‫الرراكة م أجل اقحلكومة املفتوية‪ ،‬اليت بدأها الرئيس باراك أوباما سنة ‪ .11144‬ويف نفس السياق‪ ،‬م إيداث جلنة‬
‫اقحل يف اقحلصول على املعلومات و م تعيني أعضائها بتاريخ ‪ 43‬مارس ‪ ،1141‬كما قامت القطاعات الوزارية‬
‫واملؤسسات العمومية بتعني األشخاص املكلفني باملعلومات‪ ،‬إضافة إىل ان وزارة اتاقتصاد واملالية وإصالح اإلدارة –‬
‫قطاع إصالح اإلدارة‪ ،-‬قامت بإجناز جمموعة م اإلجراءات املواكبة‪ ،‬أمهها تنظيم دورات تكوينية لفائدة مكونني‬
‫يررفون على تكوي باقي األشخاص املكلفني باملعلومات‪ ،‬كما م نرر النموذج املعتمد لطلب اقحلصول على املعلومات‬
‫والذي أعدته جلنة اقحلصول على املعلومات‪ .‬إضافة إىل إيداث بوابة إلكرتونية )‪ ،2 (chafafiya.ma‬متك م تلقي‬
‫طلبات اقحلصول على املعلومات ومعاجلتها وتتبعها والرد عليها بطريقة إلكرتونية‪.‬‬
‫لك يف ظل هذه املستجدات الترريعية اليت عرفها املةرب‪ ،‬تطرح إشكالية حمدودية النص املعتمد املسجلة يىت‬
‫قبل تنزيله على أرض الواقع‪ ،‬ومدى استجابته لتطلعات خمتل الفاعلني يف يقل البح ع املعلومة وتبادهلا ونقلها؟‪.‬‬
‫ولدراسة هاته اتاشكالية ياولت اتاعتماد على املنهج التحليلي‪ ،‬لتحليل ودراسة املقتضيات الدستورية والقانونية‬
‫املؤطرة للح يف اقحلصول على املعلومات باملةرب‪ .‬وكذا املنهج املقارن‪ ،‬م خالل اإلشارة لبعض التجارب الدولية اليت‬
‫دسرتة هذا اقحل ‪ ،‬وكذا مضامني املواثي واإلعالنات الدولية ذات الصلة‪ .‬وعليه وتأسيسا على ما سب ‪ ،‬سأياول معاجلة‬
‫هذا املوضوع وف تصميم ذي تقسيم ثنائي م مطلبني وفرعني‪ .‬خصصت املطلب األول‪ :‬اإلطار املرجعي لقانون‬
‫‪ 34-43‬املتعل باقحل يف اقحلصول على املعلومة‪ ،‬واملطلب الثاين‪ ،‬لقراءة يف القانون ‪ 34-43‬املتعل باقحل يف اقحلصول‬
‫على املعلومات‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬اإلطار المرجعي لقانون ‪ 32-23‬المتعلقة بالحق في الحصول على المعلومة‪:‬‬
‫إن اقحل يف اقحلصول على املعلومات ليس ياجة للمواط فحسب‪ ،‬بل هو أيضا ياجة أساسية ألي يكومة‬
‫ترغب يف إثبات صاليها‪ ،‬فإصالح مؤسسات الدولة وجعلها أكثر شفافية يعترب ركنا أساسيا م أركان اقحلكم الرشيد‪،‬‬

‫‪ -1‬ترتكز هذه املبادرة على مبادئ يتعني على اقحلكومة دعمها م خالل اتاخنراط يف هذه املبادرة‪ .‬وعلى رأس هذه املبادئ‪ ،‬هناك ي‬
‫املواطنني يف املعلومة ‪ ،‬ويف اتاسترارة واملراركة العلنية يف اختاذ القرار‪ ،‬ويف إلزام اإلدارة باتاستجابة ملطالب املواطنني‪ .‬كما جيب أن حترص‬
‫أجهزة مراقبة مستقلة على ايرتام هذه القوانني‪.‬‬
‫وتتطلب املبادرة إدارة أكثر انفتايا وشفافية‪ ،‬تتبىن سياسة ترتكز على التراور السياسي والتراركي‪.‬‬
‫هذا ويلتزم أعضاء الرراكة م أجل اقحلكومة املفتوية على وجه اخلصوص بضمان‪:‬‬
‫‪ -‬اقحلصول على املعلومات‪،‬‬
‫‪ -‬شفافية امليزانيات‪،‬‬
‫‪ -‬نرر املعلومات اخلاصة مبمتلكات املنتخبني وكبار املوظفني‪،‬‬
‫‪ -‬مراركة املواطنني‪،‬‬
‫‪ -2‬البوابة اإللكرتونية للحصول على املعلومات‪(chafafiya.ma) :‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪82‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫ول يتأتى هذا إتا م خالل توفر املعلومات وتسهيل الوصول إليها‪ .1‬وتفاعال مع امهية املعلومة يف اقحلياة العامة‪،‬‬
‫باعتبارها جيال ثالثا م يقوق اتانسان‪ ،‬وشرطا م شروط قيام الدميقراطية على أيس وجه‪ ،‬فقد نص الدستور املةريب‬
‫هذا اقحل م خالل التنصيص عليه يف الفصل ‪ 18‬منه‪ ،‬مستلهما رويه م املواثي واإلعالنات الدولية (الفرع الثاين)‪،‬‬
‫ومستحضرا الرتاكم الترريعي الذي عرفه املةرب يف هذا اجملال (الفرع األول)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬دسترة الحق في الحصول على المعلومة بالمغرب‪:‬‬
‫عرف الواقع املةريب بعض مظاهر اتاطالع على املعلومات والوثائ اإلدارية‪ ،‬يي رخصت مبقتضاها مقتضيات‬
‫قانونية متفرقة لإلدارة باطالع املرتف على املعلومات اليت تتوفر عليها‪ ،‬مستهدفة معرفته ببعض التدابر اليت تؤثر يف‬
‫وضعيته‪ ،‬مببادرة م اإلدارة عرب النرر أو السماح له بإبداء رأيه أو ماليظاته‪ ،‬كالقرارات املتعلقة بإعداد وثائ التعمر‬
‫والرتخيص لبدء بعض أنرطة املؤسسات يف إطار البح العمومي‪ ،‬أو يف إطار بعض املساطر اإلدارية وكذا التنازعية‬
‫وغر التنازعية‪ ،‬ونرر يف هذا اإلطار إىل‪:‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 11.71‬املتعل بالصحفيني املهنيني‪ ،2‬تنص املادة الرابعة منه على " للصحفي اقحل يف‬
‫الوصول إىل مصادر اخلرب‪ ،‬يف إطار ممارسة مهنته ويف يدود ايرتام القوانني اجلاري هبا العمل"؛‬
‫(‪ ،3)1118‬الذي ينص يف املادة ‪ 46‬على أنه ميك لكل‬ ‫‪ -‬القانون رقم ‪ 51-11‬املتعل باألرشي‬
‫شخص راغب يف اتاطالع‪ ،‬دون مراعاة أي أجل‪ ،‬على بعض الوثائ اليت توضع عادة ره إشارة اجلمهور‬
‫أو على الوثائ اليت يرخص قانون خاص باتاطالع عليها؛‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ ،4)1111( 14-13‬الذي يلزم اإلدارات العمومية واجلماعات احمللية واملؤسسات العمومية‬
‫بتعليل قراراهتا اإلدارية؛‬
‫‪ -‬القانون التنظيمي رقم ‪ 443.41‬املتعل باجلماعات‪ ،1‬اليت نص يف املادة ‪ 17‬على أن جلسات جملس‬
‫اجلماعة‪ ،‬تكون مفتوية للعموم ويتم تعلي جدول أعمال الدورة وتواريخ انعقادها مبقر اجلماعة‪.‬‬

‫‪ -1‬بالل الربغوثي‪" ،‬اقحل يف اتاطالع أو يرية اقحلصول على املعلومات"‪ ،‬سلسلة مرروع تطوير القوانني‪ ،‬رام اهلل‪ ،‬أيلول ‪ ،1111‬ص‬
‫ص‪.8-5:‬‬
‫رقم ‪ 4- 16-1‬صادر يف ‪ 11‬م رمضان ‪ 11 )4146‬فرباير ( ‪1995‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 14-11‬املتعل‬ ‫‪ -2‬ظهر شري‬
‫بالنظام األساسي للصحفيني املهنيني‪ ،‬املنرور باجلريدة الرمسية رقم ‪ 1347‬الصادرة يوم األربعاء ‪ 1‬غرت ‪.4116‬‬
‫رقم ‪ 4-18-458‬صادر يف ‪( 41‬م ذي القعدة ‪ 31 )4117‬نوفمرب ‪ 1118‬بتنفيذ القانون رقم ‪51-11‬‬ ‫‪ -3‬ظهر شري‬
‫املتعل باألرشي ‪ ،‬املنرور باجلريدة الرمسية عدد ‪ 6675‬بتاريخ ‪ 1‬ذي اقحلجة ‪ 4117‬املواف ل ‪ 43‬دجنرب ‪.1118‬‬
‫رقم ‪ 202-02-1‬صادر يف ‪ 41‬م مجادى األوىل ‪ 13( 4113‬يوليو ‪ )1111‬بتنفيذ القانون رقم ‪13-14‬‬ ‫‪ -4‬ظهر شري‬
‫برأن إلزام اإلدارات العمومية واجلماعات احمللية واملؤسسات العمومية بتعليل قراراهتا اإلدارية‪ ،‬املنرور باجلريدة الرمسية عدد ‪ 6111‬بتاريخ ‪3‬‬
‫مجادى اآلخرة ( ‪ 41‬أغسطس ‪.)1111‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪83‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫وقد سامهت هذه الرتاكمات الترريعية يف مأسسة الدستور املةريب ملفهوم اقحل يف الولوج إىل املعلومة‪ ،‬أسوة‬
‫بالعديد م دساتر الدول الرائدة يف هذا اجملال‪ .‬كالدستور األملاين الذي ينص على ي اقحلصول على املعلومة يف املادة‬
‫اخلامسة‪" :‬لكل شخص اقحل يف يرية التعبر ع رأيه بالقول والكتابة والتصوير‪ ،‬وأن ميلك اقحل يف يرية اقحلصول على‬
‫املعلومات م مصادر ميك الوصول إليها بركل عام"‪ .2‬والدستور الفنلندي الذي ينص على أن كل الوثائ اليت يف‬
‫يوزة السلطات تكون متاية‪ ،‬إتا إذا كان نررها قد م تقييده ألسباب ضرورية خاصة يف القانون‪.3‬‬
‫والدستور اتاسباين أكد بدوره على هذا املبدأ يف الفقرة اخلامسة م مادته العرري بقوله‪" :‬تا جيوز يظر‬
‫املطبوعات والتسجيالت وأية وسائل أخرى للحصول على املعلومات إتا مبوجب يكم صادر ع القضاء"‪ .4‬وم‬
‫اعرتف املررع السويدي يف دستور ‪ 4855‬حب املواطنني يف اتاطالع‬ ‫الدول الرائدة يف الرفافية جند السويد‪ ،‬يي‬
‫على املعلومات والوثائ اإلدارية‪ ،‬إتا ما استثين بنص صريح قحلماية اقحلياة اخلاصة وأم الدولة‪ .‬أما يف فرنسا‪ ،‬فإن هذا‬
‫اقحل ظهر مع قانون ‪ 48‬يوليوز ‪ 4187‬الذي ساهم يف دمقرطة العالقة بني اإلدارة واملواط ‪ ،‬ذلك أنه ألةى املفهوم‬
‫التقليدي ملمارسة السر املهين‪ ،‬إذ أعطى لكل شخص أو مؤسسة فرنسية كانت أو أجنبية اقحل الكامل يف اتاطالع‬
‫على الوثائ اإلدارية‪ .‬كما نستحضر هنا جتربة جد متقدمة يف هذا اجملال‪ ،‬وهي ما سلكه كل م الربملان الكندي‬
‫واإلسكتلندي‪ ،5‬يي يسمح جلمهور عريض ومنظمات اجملتمع املدين بتتبع مناقرات جملس العموم واجملالس الترريعية‬
‫اإلقليمية بوسائل عدة‪ ،‬وحتفظ الربملانات اتاحتادية واإلقليمية أماك للمواطنني الراغبني يف متابعة املداوتات‪ ،‬وحتجز هلم‬
‫أماك يف صاتات اتاجتماعات املخصصة للجان الدائمة‪ .‬ويضع الربملان الكندي ره إشارة اجلمهور كافة أنرطة‬
‫اجملالس الترريعية اتاحتادية‪ ،‬فضال ع جلسات اللجان يف وثائ خطية وإلكرتونية‪ ،‬كما أن مراسالت اقحلكومة‬
‫ومستنداهتا توضع ره تصرف العموم بناء على القانون املنظم قحل النفاذ إىل املعلومات‪ ،‬وكذا القوانني املنظمة هلذه‬
‫األقصى واتاجتماعات املفتوية الذي تضمنه القانون النموذجي الذي‬ ‫اجملالس الترريعية‪ ،6‬متاشيا مع مبدأ يد الكر‬
‫تقاس عليه قوانني اقحل يف اقحلصول على املعلومة كما وضعته منظمة املادة ‪.741‬‬

‫رقم ‪ 4.46.76‬بتاريخ ‪ 8‬يوليوز ‪،1146‬‬ ‫‪ -1‬القانون التنظيمي رقم ‪ 443.41‬املتعل باجلماعات‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهر الرري‬
‫املنرور باجلريدة الرمسية عدد ‪ ،5371‬بتاريخ ‪ 13‬يوليوز ‪.1146‬‬
‫‪ -2‬الفقرة األوىل م املادة اخلامسة‪ ،‬م القانون األساسي األملاين ‪ ،4111‬كما م تعديله وتتميه‪.‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 41‬م الدستور الفرلندي الصادر يف ‪ 44‬يونيو ‪.4111‬‬
‫‪ -4‬الدستور اإلسباين الصادر يف ‪ 11‬دجنرب ‪.4187‬‬
‫‪ -5‬العالقة بني اجملتمع املدين والربملان واقحلكومة‪ ،‬سلسل ة الدراسات واملعلومات‪ ،‬برنامج األمم املتحدة اإلمنائي يف جملس النواب اللبناين‪،‬‬
‫مل ‪ ،1115 ،41‬ص ص‪.31-11 :‬‬
‫‪ -6‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.31:‬‬
‫‪ -7‬تويب منديل‪" ،‬يرية املعلومات‪ :‬مسح قانوين مقارن" ‪ ،‬منظمة الرتبية والعلوم والثقافة التابعة لألمم املتحدة‪ ،‬مجع وطبع ماكر للرسم‬
‫البياين اخلاصة احملدودة‪ ،‬اليونسكو‪ ،1113 ،‬ص ص‪.411-436 :‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪84‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫قد نص الدستور املةريب لسنة ‪ 1144‬يف الفصل ‪ 18‬على أنه "للمواطنات والمواطنين حق الحصول على‬
‫المعلومات‪ ،‬الموجودة في حوزة اإلدارة العمومية‪ ،‬والمؤسسات المنتخبة والهيئات المكلفة بمهام المرفق‬
‫العام"‪ ،1‬فهذا الفصل يبدو خمتصرا يف حمتواه‪ ،‬لكنه يف العم يطرح مبدأ اقحل يف اقحلصول على املعلومة‪ ،‬هذا اقحل الذي‬
‫ع املعلومات والوثائ اليت هتمه‪ ،‬فهو يركل أيد‬ ‫ظل إىل أمد قريب سرا تا يسمح للمواطنني باتاطالع‪ ،‬والكر‬
‫املكتسبات املستجدة يف اقحلقل الوطين‪ ،‬اليت أقرها دستور ‪ ،1144‬كما يعترب حب قفزة نوعية يف جمال انفتاح اإلدارة‪،‬‬
‫وخطوة أساسية يف مسار اإلصالح اإلداري باملةرب‪.2‬‬
‫وميك اعتبار هذا الفصل تتوجيا جملموعة م الفصول الدستورية األخرى‪ .‬م بينها الفصل األول‪ ،3‬تا سيما‬
‫املبادئ الواردة فيه املتعلقة بالدميقراطية املواطنة والتراركية واقحلكامة اجليدة وربط املسؤولية باحملاسبة‪ ،‬وكذا املقتضيات‬
‫املنصوص عليها يف الفصلني ‪ 41‬و‪ 46‬م دستور ‪ 1144‬واملرتبطة بتمكني املواطنات واملواطنني م ي تقدمي‬
‫ملتمسات يف جمال الترريع وعرائض إىل السلطات العمومية‪ ،4‬باإلضافة إىل مضامني الفصل ‪ 35‬م مقتضيات تعمل‬
‫على معاقبة املخالفات املتعلقة حباتات تنازع املصاحل‪ ،‬واستةالل التسريبات املخلفة بالتنافس النزيه‪.5‬‬
‫كما تركل املبادئ العامة للحكامة اجليدة الواردة يف دستور ‪ ،1144‬اليت تؤكد على ضرورة اإلنصات‬
‫للمرتفقني ومهومهم وانرةاتاهتم‪ ،‬الريء الذي يفرض يف مجيع اقحلاتات اتاطالع التام للعموم على املعلومة‪ ،‬مرجع هلذا‬
‫اقحل ‪ .‬فالفصل ‪ 461‬م دستور ‪ 61144‬يطرح ما يسميه الفقه ب "قوانني املرف العام"‪ ،7‬ينص يف فقرته الثانية‪ ،‬على‬

‫‪ -1‬الفصل ‪ ،18‬م دستور ‪.1144‬‬


‫‪2‬‬
‫‪ -‬حممد الزاهي‪" ،‬إدارة القرب باملةرب" ‪ ،‬أطروية لنيل الدكتوراه يف القانون العام والعلوم السياسية‪ ،‬كلية العلوم القانونية واتاقتصادية‬
‫واتاجتماعية –سال‪ ،-‬جامعة حممد اخلامس الرباط‪ ،‬السنة اجلامعية ‪ ،1146/1141‬ص‪.171 :‬‬
‫‪ -3‬الفصل األول م الدستور املةريب لسنة ‪...." :1144‬يقوم النظام الدستوري للمملكة على أساس فصل السلط‪ ،‬وتوازهنا وتعاوهنا‪،‬‬
‫والدميقراطية املواطنة والتراركية‪ ،‬وعلى مبادئ اقحلكامة اجليدة‪ ،‬وربط املسؤولية باحملاسبة‪.".....‬‬
‫‪ -4‬الفصل ‪ 41‬م الدستور املةريب لسنة ‪ " :1144‬للمواطنات واملواطنني‪ ،‬ضم شروط وكيفيات حيددها قانون تنظيمي‪ ،‬اقحل يف تقدمي‬
‫ملتمسات يف جمال الترريع"‪.‬‬
‫‪ -‬الفصل ‪ 46‬م الدستور املةريب لسنة ‪ " :1144‬للمواطنات واملواطنني اقحل يف تقدمي عرائض إىل السلطات العمومية‪.‬‬
‫وحيدد قانون تنظيمي شروط وكيفيات ممارسة هذا اقحل "‪.‬‬
‫‪ -5‬الفقرة األوىل م الفصل ‪ " :35‬يعاقب القانون على املخالفات املتعلقة حباتات تنازع املصاحل‪ ،‬وعلى استةالل التسريبات املخلة‬
‫بالتنافس النزيه‪ ،‬وكل خمالفة ذات طابع مايل"‪.‬‬
‫‪ -6‬الفصل ‪ 461‬م دستور ‪ " :1144‬يتم تنظيم املراف العمومية على أساس املساواة بني املواطنات واملواطنني يف الولوج إليها‪،‬‬
‫واإلنصاف يف تةطية الرتاب الوطين‪ ،‬واتاستمرار يف أداء اخلدمات"‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪- Harsi (A), le droit d’accès à l’information: état des lieux et perspectives à la‬‬
‫‪lumière de la nouvelle constitution, Colloque international sur la mise en œuvre du‬‬
‫‪gouvernement ouvert, organisé par le ministère de la fonction publique et de la‬‬
‫‪modernisation de l’administration et l’OCDE, le 8 novembre 2013, Rabat.‬‬
‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪85‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫على أن املراف العمومية ينبةي أن ختضع ملعاير اجلودة والرفافية واحملاسبة واملسؤولية‪ ،‬وختضع يف تسيرها للمبادئ‬
‫والقيم الدميوقراطية اليت أقرها الدستور‪ .1‬ميك التفكر شرعيا بأنه م بني املبادئ الدميوقراطية اليت حتيل عليها الفقرة‬
‫الثانية م الفصل املذكور يتواجد اطالع العموم على املعلومة‪ ،‬واليت تركل موضوع الفصل ‪ 18‬م الدستور‪.2‬‬
‫يظهر مرة ثانية مصطلح الرفافية يف الفصل ‪ 466‬والذي ينص "ميارس أعوان املرف العمومي وظائفهم‪ ،‬وفقا‬
‫ملبادئ ايرتام القانون واقحلياد والرفافية والنزاهة واملصلحة العامة"‪ .3‬أما فيما يتعل بالفصل ‪ ،465‬فإنه يفرض على‬
‫املراف العمومية أن تتلقى ماليظات مرتفقيها‪ ،‬واقرتاياهتم وتظلماهتم‪ ،‬وتؤم تتبعها‪.4‬‬
‫وجتدر اإلشارة‪ ،‬أنه على الرغم م كون هذه املقتضيات مرتبطة باقحلكامة اجليدة‪ ،‬وإن كانت تا ترر بركل‬
‫مباشر للح يف اقحلصول على املعلومة املنصوص عليها يف الفصل ‪ 18‬م الدستور‪ ،‬فإنه تا يتصور حتقيقها دون تفعيل‬
‫اقحل يف اقحلصول على املعلومة‪.‬‬
‫كما أن هذا املستجد الدستوري (اقحل يف اقحلصول على املعلومات) يأيت منسجما مع اإلعالن الصريح للمررع‬
‫الدستوري املةريب بالتزام اململكة املةريب وتعهدها مبا تقتضيه مواثي املنظمات الدولية م مبادئ ويقوق وواجبات‪،‬‬
‫إضافة إىل تربتها حبقوق اتانسان كما هي متعارف عليها عامليا‪ ،‬وجعل اتاتفاقيات الدولية املصادق عليها تسمو فور‬
‫نررها على الترريعات الوطنية‪ ،‬مع العمل على مالءمة هذه الترريعات مع ما تقتضيه تلك املصادقة‪.5‬‬

‫‪ - 1‬الفقرة الثانية‪ ،‬الفصل ‪ ،461‬الدستور املةريب ل ‪..." :1144‬ختضع املراف العمومية ملعاير اجلودة والرفافية واحملاسبة واملسؤولية‪،‬‬
‫وختضع يف تسيرها للمبادئ والقيم الدميقراطية اليت أقرها الدستور"‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬حممد الزاهي‪ ،‬إدارة القرب باملةرب‪ ،‬أطروية لنيل الدكتوراه يف القانون العام والعلوم السياسية‪ ،‬كلية العلوم القانونية واتاقتصادية‬
‫واتاجتماعية سال‪ ،-‬جامعة حممد اخلامس‪ ،‬السنة اجلامعية ‪ ،1146-1141‬ص‪.111:‬‬
‫‪ -3‬الفصل ‪ ،466‬لدستور املةريب لسنة ‪.1144‬‬
‫‪ - 4‬الفصل ‪ ،465‬لدستور املةريب لسنة ‪.1144‬‬
‫‪ -5‬تصدير الدستور املةريب لسنة ‪:1144‬‬
‫إن اململكة املةربية‪ ،‬العضو العامل النريط يف هذه املنظمات‪ ،‬تتعهد بالتزام ما تقتضيه مواثيقها‪ ،‬م مبادئ ويقوق وواجبات‪ ،‬تؤكد‬
‫تربتها حبقوق اإلنسان‪ ،‬كما هي متعارف عليها عامليا‪.‬‬
‫إن اململكة املةربية‪ ،‬الدولة املويدة‪ ،‬ذات السيادة الكاملة‪ ،‬املنتمية للمةرب الكبر تؤكد التزامها مبا يلي‪:‬‬
‫محاية منظوميت يقوق ا تانسان والقانون الدويل اتانساين والنهوض هبما‪ ،‬واإلسهام يف تطويرمها‪ ،‬مع مراعاة الطابع الكوين لتلك اقحلقوق‬
‫وعدم قابلتيها للتجزيئ؛‬
‫جعل اتاتفاقيات الدولية‪ ،‬كما صادق عليها املةرب‪ ،‬ويف نطاق أيكام الدستور‪ ،‬وقوانني اململكة‪ ،‬وهويتها الوطنية الراسخة‪ ،‬تسمو فور‬
‫الترريعات‪ ،‬مع ما تتطلبه تلك املصادقة ‪.‬‬ ‫نررها‪ ،‬على الترريعات الوطنية‪ ،‬والعمل على مالئمة هذه‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪86‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المرجعيات االستنادية للحق في الحصول على المعلومة بالمغرب‪:‬‬


‫لقد م تأطر اقحل يف اقحلصول على املعلومة يف العديد م املواثي واإلعالنات الدولية‪ ،‬منها قرار الجمعية‬
‫العامة لألمم المتحدة رقم ‪ 61‬سنة ‪ 4115‬الذي نص على‪ '' :‬أن يرية الوصول إىل املعلومات ي أساسي لإلنسان‬
‫ويجر الزاوية جلميع اقحلريات اليت تنادي هبا األمم املتحدة''‪ .‬واإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪ ،1‬الذي أشار إىل‬
‫ع املعلومات وتلقيها‬ ‫يرية تداول املعلومات يف املادة ‪ 41‬كجزء م يرية التعبر‪ 2‬اليت تضم "اقحل يف البح‬
‫ونقلها''‪ ،‬وتضم هذه املادة امللزمة اقحل يف يرية التعبر واملعلومات بالصيةة التالية‪ '' :‬لكل شخص اقحل يف يرية الرأي‬
‫والتعبر‪ ،‬ويرمل هذا اقحل يرية اعتناق اآلراء دون أي تدخل‪ ،‬واستقاء األنباء واألفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة‬
‫كانت دون تقيد باقحلدود اجلةرافية'‪ .‬وكذا اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد‪ ،3‬اليت نصت يف املادة ‪:41‬‬
‫''تتخذ كل دولة طرف‪ ،‬وفقا للمبادئ األساسية لقانوهنا الداخلي ومع مراعاة ضرورة مكافحة الفساد‪ ،‬ما قد يلزم م‬
‫تدابر لتعزيز الرفافية يف إدارهتا العمومية‪ ،‬مبا يف ذلك‪ ...‬اعتماد إجراءات أو لوائح متك عامة الناس م اقحلصول على‬
‫معلومات ع كيفية تنظيم إدارهتا العمومية واشتةاهلا وعمليات اختاذ القرارات فيها‪ ،‬وع القرارات والصكوك القانونية‬
‫اليت هتم عامة الناس‪ ،‬مع إيالء املراعاة الواجبة لصون يرمتهم وبياناهتم الرخصية"‪.‬‬
‫ومنها العهد الدولي المتعلق بالحقوق المدنية والسياسية‪ 4‬الذي نص يف املادة ‪ 41‬منه على‪" :‬لكل إنسان‬
‫ضروب املعلومات واألفكار وتلقيها ونقلها إىل‬ ‫اقحل يف يرية التعبر‪ ،‬ويرمل هذا اقحل يريته يف التماس خمتل‬
‫اآلخري دون اعتبار للحدود''‪ .‬و"إعالن مبادئ حرية التعبير في إفريقيا" الذي تبنته اللجنة اإلفريقية املعنية حبقوق‬
‫اإلنسان والرعوب‪ 5‬سنة ‪ ،1111‬والذي أكد بدوره على أن "املؤسسات العامة حتوز املعلومات ليس لنفسها‪ ،‬ولك‬

‫‪ -1‬اإلعالن العاملي قحلقوق اإلنسان‪ ،‬تبنته اجلمعية العامة لألمم املتحدة يف ‪ 41‬كانون األول ‪.4117‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Afrique: entre enjeux, défis et‬‬ ‫‪en Banguema, « droit à l'information‬‬ ‫‪- Nisrine‬‬
‫‪promotions », revue marocaine d'administration locale et développement, n°: 108,‬‬
‫‪février 2013, p.141.‬‬
‫‪ -3‬املعتمدة بتاريخ ‪ 34‬أكتوبر ‪ ،1113‬واليت صادق عليها املةرب يف ‪ 1‬ماي ‪ ،1118‬ونرر يف اجلريدة الرمسية بتاريخ ‪48‬يناير‬
‫‪.1117‬‬
‫‪4‬‬
‫ادخلت ييز النفاذ يف ‪13‬‬
‫العامة لألمم املتّحدة بتاريخ ‪ 45‬ديسمرب ‪ ،4155‬و َ‬
‫‪ -‬هي معاهدة متعددة األطراف اعتمدهتا اجلمعيّة ّ‬
‫مارس ‪.4185‬‬
‫‪ -5‬اللجنة األفريقية قحلقوق اإلنسان والرعوب تُعرف اختصارا بـ )‪ ،)ACHPR‬اعتمدت يف ‪ 14‬أكتوبر ‪ ،4175‬بعدما م اتاتفاق‬
‫اتاتفاق عليها يف امليثاق األفريقي (الذي اعتمدته منظمة الويدة األفريقية يف ‪ 18‬يزيران‪/‬يونيو ‪ .)4174‬وهي جهاز شبه قضائي ُمكلَّ‬
‫تفسر امليثاق األفريقي قحلقوق اإلنسان‬ ‫بتعزيز ومحاية يقوق اإلنسان واقحلقوق الفردية يف مجيع أحناء القارة األفريقية‪ ،‬فضال ع‬
‫والرعوب‪ ،‬والنظر يف الركاوى الفردية املتعلقة بانتهاكات امليثاق‪.‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪87‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫لتلعب دور خادم للمصلحة العامة‪ ،‬ويكون م ي كل شخص الوصول إىل هذه املعلومات‪ ،‬واليت تكون بدورها‬
‫موضوع قواعد واضحة حيددها القانون"‪.1‬‬
‫ويف هذا السياق‪ ،‬نرر إىل مرجعني مهمني يف جمال اقحل يف اقحلصول على املعلومة‪ ،‬ومها ''إعالن الحق في‬
‫الوصول إلى المعلومات" الذي م تبنيه يف اختتام املؤمتر الذي نظمته اليونسكو وكلية الصحافة يف جامعة كوينزتاند‬
‫(بريسبان‪ ،‬أسرتاليا) بتاريخ ‪ 1‬و‪ 3‬ماي ‪ 1141‬مبناسبة اليوم العاملي قحلرية الصحافة‪ ،‬فهذا اإلعالن يرر إىل أن ضمان‬
‫اقحل يف املعلومات أمر ياسم تاختاذ قرارات مستنرة‪ ،‬للمراركة يف اقحلياة الدميقراطية‪ ،‬لرصد اإلجراءات العامة‪ ،‬وتعزيز‬
‫الرفافية واملساءلة‪ ،‬وميثل أداة قوية ملكافحة الفساد‪ ،‬وأن اقحل يف اإلعالم له دور فعال يف تعزيز ثقة اجملتمع املدين‪،‬‬
‫وتعزيز املساواة بني مجيع الفئات يف اجملتمع‪ ،‬وتضم اإلعالن التنصيص على أمهية تعزيز الوعي العام يول اقحل يف‬
‫املعلومات‪ ،‬ومتكني الوصول غر املقيد للمعلومات ذات الصلة بانتهاكات يقوق اإلنسان‪ ،‬مبا يف ذلك املعلومات‬
‫املتوفرة يف احملفوظات اقحلالية والتارخيية‪ ،‬وتسخر قوة تكنولوجيا املعلومات واتاتصاتات إلعمال اقحل يف اقحلصول على‬
‫املعلومات‪ ،‬وتعزيز التعددية يف تعزيز تدف املعلومات ‪ ،2‬ودعا اإلعالن الدول األعضاء واقحلكومات الوطنية تاختاذ‬
‫الترريعات والقوانني الضرورية لضمان اقحل يف املعلومات‪ ،‬باعتباره ي كل فرد يف اقحلصول على املعلومات اليت حتتفظ‬
‫هبا اهليئات العامة على مجيع املستويات‪ ،‬احمللية والوطنية والدولية‪ ،‬على أن تنص على استثناءات حمدودة‪ ،‬وأن يرتاف مع‬
‫ع املعلومات‪ ،‬وإجراءات واضحة وبسيطة لتقدمي طلبات‪ ،‬ونظام رقابة مستقل وفعال‪،‬‬ ‫التزامات مسبقة بالكر‬
‫وتدابر تروجيية كافية‪.‬‬
‫والمبادئ المتعلقة بحرية تداول المعلومات اليت بلورهتا منظمة املادة ‪ ،341‬واليت تعترب كمعاير أساسية ميك‬
‫يدود اإلتاية واتاستثناءات ودور‬ ‫اتاسرتشاد هبا يال صياغة الترريعات املنظمة قحلرية تداول املعلومات‪ ،‬م يي‬
‫اقحلكومة يف تعزيز اقحل يف اقحلصول على املعلومات‪ ،‬وتستند هذه املبادئ إىل قوانني وقواعد إقليمية ودولية‪ ،‬وتطور‬
‫ممارسة الدولة‪ ،‬إضافة إىل املبادئ العامة للقانون اليت تعرتف هبا دول عديدة‪ ،‬كما تستند هذه املبادئ على ‪ -‬نتيجة‬
‫دراسات طويلة وحتاليل واستفسارات تررف منظمة املادة ‪ 41‬عليها‪ -‬اخلربة الواسعة والعمل الرامل م منظمات‬
‫يقوقية يف عدد م البلدان‪ .‬وقد تبىن املقرر اخلاص لألمم املتحدة هذه املبادئ يف تقرير لعام ‪ ،1111‬كما صادق عليه‬

‫‪ -1‬أمحد عزت‪" ،‬يرية تداول املعلومات‪ :‬دراسة قانونية‪ ،‬مؤسسة يرية الفكر والتعبر"‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،1143 ،‬ص‪.11:‬‬
‫‪ -2‬اجمللة اإللكرتونية ملنظمة العفو الدولية‪ ،‬املكتب اإلقليمي الررق األوسط ومشال إفريقيا‪ ،‬العدد ‪.1144 ،45‬‬
‫‪http://www.amnestymena.org/Magazine/IssueView.aspx?Id=18‬‬
‫‪ -3‬منظمة املادة ‪ 41‬هي منظمة دولية غر يكومية تدافع ع اقحلريات العامة وي اقحلصول على املعلومات‪ ،‬وتتخذ م لندن مقر هلا‪،‬‬
‫ميك اتاطالع على مزيد م التفاصيل يول املنظمة عرب موقعها اإللكرتوين‪.www.article19.org :‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪88‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫املقرر اخلاص قحلرية الرأي والتعبر التابعة ملنظمة الدول األمريكية يف تقريره لعام ‪ ،14111‬هذه املبادئ جاءت على‬
‫الركل اآليت‪:‬‬
‫*مبدأ حد الكشف األقصى‪ :‬يستند هذا املبدأ إىل القاعدة العامة وهي لكل فرد اقحل يف اقحلصول على‬
‫املعلومات اليت حتوزها اجلهات اقحلكومية‪ ،‬إتا إذا كانت تلك املعلومات واردة ضم نطاق اتاستثناءات املقيدة هلذا‬
‫األقصى أنه ليس بالضرورة أن يتمتع طالب املعلومة حبيثية معينة أو اهتمام معني‬ ‫اقحل ‪ ،‬كما يفرتض مبدأ الكر‬
‫باملعلومات يىت يتمك م اقحلصول عليها‪ .‬وأن على اقحلكومة إذا رفضت اإلفصاح ع معلومات معينة أو اهتمام‬
‫معني أن تربر رفضها بطريقة واضحة يف كل مريلة م مرايل إجراءات طلب اقحلصول على املعلومات‪.2‬‬
‫*مبدأ االلتزام بالنشر‪ :‬حبي تلتزم اجلهات اقحلكومية مبوجب هذا املبدأ ليس فقط باإلفصاح ع املعلومات عند‬
‫طلبها‪ ،‬ولك أيضا بالنرر الروتيين والتلقائي ألصناف معينة م املعلومات املوجودة يف يوزهتا‪ ،‬م قبيل بنيتها التنظيمية‬
‫وكيفية اتاستفادة م خدمات اإلدارة ونوع الوثائ املطلوبة إىل غر ذلك‪.3...‬‬
‫*مبدأ تعزيز الحكومة المفتوحة‪ :‬املقصود هبذا املبدأ أن هناك التزاما يقع على عات اجلهات اقحلكومية بضرورة‬
‫الرتويج لثقافة اإلفصاح ع املعلومات‪ ،‬والرتويج ألهداف الترريع املتعل حبرية املعلومات م خالل استخدام الوسائل‬
‫األسرع واألكثر انترارا يف الوصول إىل اجلماهر‪ .‬كما تلتزم اجلهات اقحلكومية مبكافحة ثقافة السرية الرائجة بني‬
‫املوظفني العموميني‪ ،‬م خالل تدريبهم على ثقافة اإلفصاح ع املعلومات وضوابط السرية ومقتضياهتا‪.4‬‬
‫*مبدأ مجال استثناءات محدودة‪ :‬حبي أن تكون اتاستثناءات واضحة وحمدودة وخاضعة تاختيارات الضرورة‬
‫واملصلحة العامة‪ ،‬ووضعت جمموعة م القيود اليت تفرتض أن هذا املنع يعترب ضروريا قحلماية مصاحل اجملتمع‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ -‬األم القومي والعالقات الدفاعية والدولية‪.‬‬
‫‪ -‬منع التحقي يف النراطات اإلجرامية وماليقتها‪.‬‬
‫‪ -‬املصاحل التجارية واتاقتصادية األخرى‪ ،‬خاصة كانت أم عامة‪.‬‬
‫‪ -‬اخلصوصية وأية مصاحل مرروعة أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬مساواة األفراد فيما يتعل بإجراءات احملاكم‪.‬‬
‫‪ -‬عمليات التفتيش والضبط واملراقبة م قبل السلطات العامة‪.‬‬
‫‪ -‬سياسة الدولة اتاقتصادية والنقدية واخلاصة بسعر الصرف‪.‬‬
‫‪ -‬سرية املداولة ضم أو بني السلطات العامة أثناء اتاستعدادات الداخلية ملسألة ما‪.‬‬

‫‪ -1‬أمحد عزت‪" ،‬مرجع ساب ‪ ،‬ص‪.11:‬‬


‫‪2‬‬
‫‪ -‬مؤسسة يرية الفكر والتعبر‪" ،‬يرية تداول املعلومة‪ ،‬دراسة مقارن"‪ ،‬مطبعة زوم القاهرة‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ،1144‬ص‪.13 :‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬املرجع نفسه‪ ،‬الصفحة ‪.11‬‬
‫‪ -‬مؤسسة يرية الفكر والتعبر‪ ،‬مرجع ساب ‪ ،‬ص‪4 .13 :‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪89‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫كما أن اجلهات العامة ليست ملزمة بتلبية طلب معلومات منرورة أو إذا كان الطلب مزعجا أو متكررا‪.1‬‬
‫*مبدأ تسهيل عمليات الوصول‪ :‬حبي جيب معاجلة طلب املعلومات بسرعة ونزاهة‪ ،‬وجيب أن تتوفر مراجعة‬
‫مستقلة ألي رفض م طرف هيئة مستقلة‪.‬‬
‫*مبدأ التكاليف المبسطة‪ :‬حبي تا حتول التكالي املفروضة دون التقدم بطلب اقحلصول على املعلومات‪.2‬‬
‫جيب أن تكون اجتماعات اهليئات واجلهات العامة مفتوية لعموم‬ ‫*مبدأ االجتماعات المفتوحة‪ :‬يي‬
‫املواطنني والفاعلني اتاجتماعيني يف يدود القانون‪ ،‬ذلك أن يرية اقحلصول على املعلومات تا ينطب فقط على‬
‫املعلومات اليت تكون يف شكل وثائ ‪ ،‬بل أيضا على اجتماعات اجلهات العامة‪.3‬‬
‫*مبدأ أولوية الكشف‪ :‬يقتضي هذا املبدأ ضرورة تفسر مجيع القوانني الوطنية والقرارات اإلدارية يف ضوء الترريع‬
‫جيب أن ختضع مجيع الترريعات السابقة على ترريع اقحل يف اقحلصول على‬ ‫املتعل حبرية تداول املعلومات‪ .‬يي‬
‫املعلومات إىل جانب املبادئ الواردة يف هذا الترريع‪ ،‬املتعل باإلفصاح واتاستثناءات الواردة فيه‪.4‬‬
‫جيب محاية اتافراد م أية عقوبات قانونية أو تأديبية‪ ،‬لكوهنم‬ ‫*مبدأ حماية المبلغ عن المعلومات‪ :‬يي‬
‫أفروا معلومات يول خمالفات تتعل باقرتاف جرم أو عدم اتالتزام بالقانون أو إيقاق اقحل ‪ ،‬أو تلقي رشوة ويف يالة‬
‫عدم األمانة واإلساءة يف استعمال السلطة‪ ،‬إىل غر ذلك‪.5‬‬
‫هذه إذن أهم املعاير كما يددهتا املادة ‪ ،41‬واليت جيب أخذها بعني اتاعتبار م طرف املررع عند إقدامه‬
‫على صياغة قانون اقحل يف اقحلصول على املعلومات‪ ،‬يي استمدت هذه املعاير م أمسى املمارسات يف هذا اجملال‪،‬‬
‫واليت على أساسها ميك قياس أي قانون يتعل مبجال اقحل يف اقحلصول على املعلومات ومدى امتثاهلا ألهم شروط‬
‫ممارسة هذا اقحل ‪.‬‬
‫إن التنصيص الدستوري على ي املواطنات واملواطنني يف الولوج إىل املعلومة واقحلصول عليها‪ ،‬يعد نقلة نوعية يف‬
‫مسار تكريس دولة اقحل والقانون واملفهوم اجلديد للسلطة‪ .‬وجيب اتاعتزاز بالقيمة الدستورية هلذا املقتضى وحبمولته‬
‫الثقافية وبامتداده لتلمس مجيع اجملاتات‪ .6‬وهو ما دفع املررع املةريب لتأطر هذا اقحل م خالل إصدار القانون ‪-43‬‬
‫‪ 34‬املتعل باقحل يف اقحلصول على املعلومات‪.‬‬

‫‪ -‬تويب منديل‪ ،‬مرجع ساب ‪ ،‬ص‪1 .61 :‬‬


‫‪ -‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪2 .65 :‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬تويب منديل‪ ،‬مرجع ساب ‪ ،‬ص‪.68 :‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬مؤسسة يرية الفكر والتعبر‪ ،‬مرجع ساب ‪ ،‬ص‪.15 :‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬املرجع نفسه‪ ،‬نفس الصفحة‪..‬‬
‫‪ -6‬خليل اللواح‪" ،‬اقحل يف اقحلصول على املعلومة‪ ،‬بني التأصيل الدستوري والتأطر القانوين"‪ ،‬جملة عدالة للدراسات القانونية والقضائية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،1‬ص‪.163 :‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪90‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫المطلب الثاني‪ :‬قراءة في القانون ‪ 32-23‬المتعلق بالحق في الحصول على المعلومات‪:‬‬


‫يتكون القانون ‪ 34-43‬املتعل باقحل يف اقحلصول على املعلومات م يي الركل م سبعة (‪ )8‬أبواب و‬
‫ثالثني (‪ )31‬مادة‪ ،‬خصص الباب األول لأليكام العامة‪ ،‬والباب السابع واألخر لأليكام اخلتامية‪ ،‬وتا يوجد توازن‬
‫يف توزيع املواد على اتابواب‪ ،‬يي أن الباب األخر مثال يتكون فقط م مادة وايدة فريدة‪ ،‬يف يني أن الباب الرابع‬
‫(‪ )1‬يتكون م مثانية (‪ )7‬مواد‪.‬‬
‫هذا القانون جاء مبستجدي مهمني‪:‬‬
‫‪ -‬األول‪ :‬التنصيص على نرر العديد م املعلومات اليت هتم اجلمهور بركل استباقي م طرف املؤسسات‬
‫العمومية‪ .‬وترمل النصوص الترريعية والتنظيمية وامليزانيات وبرجمة اجلماعات الرتابية‪ ،‬إضافة إىل تقارير‬
‫اجمللس األعلى للحسابات وجلان تقصي اقحلقائ وغرها‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬منح املواطنني ي التقدم بطلبات للمؤسسات اخلاضعة للقانون العام للحصول على املعلومات‬ ‫‪-‬‬
‫اليت حتتفظ هبا هذه األخرة‪.‬‬
‫لك بالرغم م أمهية املقتضيات اليت محلها القانون ‪ 34-43‬واليت م شأهنا تعزيز الدميقراطية التراركية وتقوية‬
‫الثقة بني اإلدارة واملواط ‪ ،‬م خالل ضمان املعلومة اليت حيتاجها وتعزيز الرفافية اليت تنطوي على اإلفصاح على‬
‫املعلومات الدقيقة يف وقتها وإفساح اجملال أمام اجلميع لالطالع عليها‪ .1‬إتا أن بعض مواده تثر بعض املاليظات‬
‫بطعم النقص نرر إىل أمهها املتمثلة أساسا على املستوى املفاهيمي (الفرع األول)‪ ،‬وعلى مستوى اآلجال القانونية‬
‫لتفعيل اإلجراءات (الفرع الثاين)‪ ،‬ملا هلا م أثار بالةة على ي اقحلصول على املعلومة‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬على المستوى المفاهيمي‪:‬‬
‫إذا كان املررع الدستوري‪ ،‬قد جعل اقحل يف اقحلصول على املعلومات‪ ،‬مبثابة ي مطل غر قابل للتقييد إتا‬
‫مبقتضى القانون ويف إطار حمدد يف سياق الفقرة الثانية م الفصل ‪ 18‬م دستور ‪ ،1144‬فإن اإلطار القانوين الذي‬
‫ م مبقتضاه حتديد جمال تطبي هذا اقحل ‪ ،‬وشروط وكيفيات ممارسته‪ ،‬واملتمثل يف القانون ‪ ،234.43‬قد جانب يف الكثر‬
‫م مضامينه اإلطار املعياري الدويل املؤطر‪ ،3‬وباألساس على مستوى اتاستثناءات الواردة على هذا اقحل ‪.‬‬
‫فقد أعادت املادة السابعة م القانون رقم ‪ 34.43‬املتعل باقحل يف اقحلصول على املعلومات يف صيةتها‪ ،‬نفس‬
‫صيةة الفقرة الثانية م الفصل ‪ 18‬م الدستور "ال يمكن تقييد الحق في المعلومات إال بمقتضى القانون‪ ،‬بهدف‬

‫‪ -1‬رشيدة بدق‪ ،‬مرجع ساب ‪ ،‬ص‪.17 :‬‬


‫‪ -2‬القانون ‪ 34.43‬املتعل باقحل يف اقحلصول على املعلومات‪ ،‬الصادر بتنفيذه ظهر ‪ 4.47.46‬بتاريخ ‪ 11‬فرباير ‪ ،1147‬واملنرور‬
‫باجلريدة الرمسية عدد ‪ 5566‬بتاريخ ‪ 41‬مارس ‪.1147‬‬
‫‪ -3‬التأطر القانوين للح يف اقحلصول على املعلومات باملةرب –دراسة يول مالئمة القانون رقم ‪ 34.43‬للمعاير الدولية للح يف‬
‫اقحلصول على املعلومات‪ ،-‬منرورا مركز الدراسات والبحوث والرؤون الربملانية‪ ،1141 ،‬ص‪.5 :‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪91‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫حماية كل ما يتعلق بالدفاع الوطني‪ ،‬وحماية امن الدولة الداخلي والخارجي‪ ،‬والحياة الخاصة لألفراد‪ ،‬وكذا‬
‫الوقاية من المس بالحريات والحقوق األساسية المنصوص عليها في الدستور‪ ،‬وحماية مصادر المعلومات‬
‫والمجاالت التي يحددها القانون بدقة"‪ .1‬هاته الصياغة م شأهنا أن تفتح باب التأويل والتفسر الواسع‪ ،‬حبي‬
‫ابتدأت بعبارة عامة تتحدث ع املصاحل العليا للوط ‪ ،‬مع فتحها باب اتاستثناء الواسع ليس جملال املعلومات‪ ،‬ولك‬
‫آلثارها‪ ،‬حبي تا ميك م النايية العملية حتديد ما إذا كانت املعلومة م شأهنا إقحلاق الضرر الوارد يف املادة‪ ،‬أم تا‪.‬‬
‫كما أن الباب املتعل باتاستثناءات‪ ،‬يبني جمموعة م أصناف املعلومات على حنو فضفاض‪ ،‬دون أن يوفر الدقة‬
‫الكافية برأن حتديد املعلومات املهمة واقحلساسة اليت جيب محايتها مما جيعل اتاستثناءات مبثابة أصل عام‪ ،‬والكر ع‬
‫املعلومة هو اتاستثناء‪ .‬فالفصل السابع حيدد ثالثة عرر صنفا م األصناف املستثناة م اقحل يف اقحلصول على‬
‫املعلومات‪ ،‬وهي يف جمملها أصناف فضفاضة وغر حمددة بدقة‪ ،‬باعتبارها حتيل على قاعدة "السرية" باعتبار بعض‬
‫املعلومات مرمولة بالسرية طبقا لقوانني أخرى‪ ،‬وهو أمر م شأنه فتح باب التأويل والتفسر الواسع م قبل املسؤولني‬
‫ومواجهة طلبات اقحلصول على املعلومات مبربر السرية‪ ،‬خاصة أن القانون اجلنائي وقانون الوظيفة العمومية ينصان على‬
‫واجب التقيد بالسر املهين‪ ،‬بالنسبة جملموعة م أصناف املوظفني العموميني‪ ،‬خاصة ان الفقرة الثانية م املادة ‪ 41‬م‬
‫القانون املتعل باقحل يف اقحلصول على املعلومات‪ ،‬عندما نصت على إعفاء األشخاص املكلفني هبام تلقي طلبات‬
‫اقحلصول على املعلومات وتقدميها‪ ،‬م واجب كتمان السر املهين‪ ،‬فقد يددت هذا اإلعفاء يف "يدود املهام املسندة‬
‫إليه مبوجب هذا القانون‪ ،‬مع مراعاة أيكام املادة ‪ 8‬أعاله"‪ .‬لذا ينبةي أن يكون كل استثناء حمددا بالقانون‪ ،‬وعندما‬
‫تكون املصلحة العامة تربر وتفوق الضرر م إعطاء املعلومات يرفع اتاستثناء‪.‬‬
‫ع املعلومات اليت توجد حبوزة اإلدارة‪ ،‬فإن املنظومة الترريعية‬ ‫فإذا كان املبدأ العام‪ ،‬يقضي بأولوية الكر‬
‫العمومي‪ ،‬وجتعل م قاعدة سرية املعلومات‪ ،‬أيد‬ ‫الوطنية تتضم عدة نصوص قانونية حتد م صاليية املوظ‬
‫املبادئ املؤطرة للعمل اإلداري باملةرب‪ .‬خاصة أن مواد القانون املتعل باقحل يف اقحلصول على املعلومات‪ ،‬مل تفصل يف‬
‫العديد م النقط اليت يعتربها املقرر األممي اخلاص املعين باقحل يف يرية التعبر والرأي‪ ،‬مبادئ ملزمة برأن اقحل يف‬
‫اقحلصول على املعلومة‪ ،‬كما مل تتم اإلشارة ألسبقية هذا القانون ع غره م القوانني‪ ،‬وأن تطبيقه يعفي املسؤولني‬
‫واملوظفني م باقي قواعد القانون اجلنائي والنظام األساسي للوظيفة العمومية خاصة الباب املتعل بإفراء السر املهين‪.‬‬
‫لذا وجب تةير الفصل ‪ 47‬م النظام األساسي للوظيفة العمومية‪ ،2‬م أجل حتريره م كل ما م شأنه فرض أي‬
‫رقابة داخلية أو خارجية‪ ،‬أثناء قيامه باملهام املنوطة به‪ .3‬كما جيب مراجعة الفصل ‪ 115‬م القانون اجلنائي‪،‬‬

‫‪ -1‬الفقرة الثانية م الفصل ‪ ،18‬دستور ‪.1144‬‬


‫رقم ‪ 4.67.117‬الصادر بتاريخ ‪ 11‬فرباير ‪ 4167‬مبثابة النظام اتاساسي للوظيفة العمومية‪ ،‬اجلريدة الرمسية عدد‬ ‫‪ -2‬الظهر الرري‬
‫‪ 1381‬بتاريخ ‪ ،4167‬ص‪.534 :‬‬
‫‪ -3‬التأطر القانوين للح يف اقحلصول على املعلومات باملةرب‪ ،‬مرجع ساب ‪ ،‬ص‪.43 :‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪92‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫بالتنصيص صراية على إعفاء األشخاص املكلفني مبوجب املادة ‪ 41‬م القانون ‪ 34.43‬م كل مسؤولية جنائية يف‬
‫هذا الصدد‪.‬‬
‫كما أن املادة السادسة م هذا القانون‪ ،‬مسحت بإعادة استعمال املعلومات اليت م نررها أو م تسليمها م‬
‫مضموهنا‪ .1‬غر أن ما ميك‬ ‫لدن املؤسسات أو اهليئات املعنية‪ ،‬شريطة استعماهلا ألغراض مرروعة‪ ،‬وأتا يتم حتري‬
‫مؤاخذته على مقتضيات هذه املادة أهنا أشارت إىل عبارة "أغراض مرروعة" دون التحديد الدقي والواضح هلذه العبارة‪،‬‬
‫وبالتايل تبقى عبارة فضفاضة وواسعة حتتاج إىل الكثر م التفسر والتأويل‪.‬‬
‫وم بني املاليظات أيضا‪ ،‬أنه ترك فراغات وهامرا م التأويل املتناقض للعديد م فصول هذا القانون‪ ،‬فمثال‬
‫استعمال مفاهيم اإلساءة أو اإلضرار م خالل إقحلاق ضرر باملؤسسة أو اهليئة املعنية طبقا للمادة ‪ ،11‬أو اإلضرار‬
‫باملصلحة العامة واملساس حبقوق الةر كما ورد يف املادة ‪ 5‬م القانون‪ ،‬وهي مفاهيم فضفاضة ومبهمة وغر مضبوطة‬
‫يف يالة استعمال املعلومات وإعادة استعماهلا أو نررها‪.‬‬
‫كما أن املررع املةريب وقع يف فخ تعري بعض املفاهيم‪ ،‬منها مفهوم "املعلومة"‪ ،‬فقد يدد يف املادة ‪ 1‬مفهومها‬
‫على الركل التايل‪" :‬المعطيات واإلحصائيات المعبر عنها في شكل أرقام أو أحرف أو رسوم أو صور أو تسجيل‬
‫سمعي بصري أو أي شكل آخر‪ .‬والمضمنة في وثائق ومستندات وتقارير ودراسات وقرارات ودوريات ومناشير‬
‫ومذكرات وقواعد البيانات وغيرها من الوثائق ذات الطابع العام‪ .‬التي تنتجها أو تتوصل بها المؤسسات أو‬
‫الهيئات المعنية في إطار مهام المرفق العام‪ ،‬كيفما كانت الدعامة الموجودة فيها‪ ،‬ورقية أو إلكترونية أو غيرها"‪،2‬‬
‫واليت استبعد م خالله نسبيا بعض أنواع املعلومات اليت مل حيددها القانون‪ ،‬األمر الذي سيقيد دور فقه القانون يف‬
‫القرارات املتعلقة حب اقحلصول على املعلومات‪.3‬‬
‫إضافة لذلك فإذا كانت هذه الفقرة بركل عام قد يددت املؤسسات واهليئات املعنية يف اهليئات العامة‬
‫واخلاصة املوكول هلا تقدمي خدمات املرف العام‪ ،‬فإن هذا التحديد‪ ،‬تا يرمل جمموعة م املؤسسات األخرى الواجب‬
‫أن ختضع أيضا لاللتزام بالكر ع املعلومات اليت متسكها‪ ،‬ومنها ما يرر إليه الفصل األول م القانون النموذجي‬
‫حيدد نطاق تطبيقه على جمموعة م اهليئات واألشخاص املعنوية‬ ‫للدول اإلفريقية برأن الوصول إىل املعلومة‪ ،‬يي‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 5‬م قانون ‪ 34-43‬املتعل باقحل يف اقحلصول على املعلومة‪ " :‬ميك استعمال أو إعادة استعمال املعلومات اليت م نررها أو‬
‫وضعها ره إشارة العموم أو م تسليمها لطالبيها م لدن املؤسسات أو اهليئات املعنية‪ ،‬شريطة أن يتم ذلك ألغراض مرروعة وأتا يتم‬
‫مضموهنا‪ ،‬مع ضرورة اإلشارة إىل مصدرها وتاريخ إصدارها‪ ،‬وأتا يؤدي ذلك إىل اإلساءة أو اإلضرار باملصلحة العامة أو املساس‬ ‫حتري‬
‫بأي ي م يقوق الةي"‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ ،1‬م القانون ‪ 34-34‬املتعل باقحل يف اقحلصول على املعلومات‪.‬‬
‫‪ -3‬التقرير الرتكييب‪ ،‬لليوم الدراسي‪ ،‬اقحل يف اقحلصول على املعلومة‪ :‬م القانون إىل التنزيل‪ ،‬املنظم باملعهد العايل لإلعالم واتاتصال‪ ،‬الرباط‪،‬‬
‫‪ ،1147‬ص‪.11 :‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪93‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫والطبيعية اخلاصة اليت تزاول نراطا جتاريا‪ ،‬اقتصاديا أو مهنيا‪ ،‬باعتبار أن العديد م املؤسسات واهليئات اخلاصة اليت‬
‫تزاول نراطا جتاريا‪ ،‬اقتصاديا أو مهنيا‪ ،‬وباعتبار أن العديد م املؤسسات واهليئات اخلاصة‪ ،‬تتوفر لديها أيضا معلومات‬
‫م شأن إخفائها املس حبقوق األفراد يف تلقي املعلومات واألخبار‪ ،‬كما م شأن إخفائها وعدم تيسر سبل الوصول‬
‫إليها‪ ،‬املس مببدأ يرية تداول املعلومات باعتباره يقا أساسيا مرتبطا حبرية الرأي والتعبر‪.‬‬
‫كما تا ترمل تائحة املؤسسات واهليئات املعنية‪ ،‬كما م حتديدها يف املادة السابعة م هذا القانون‪ ،‬العديد م‬
‫املؤسسات واهليئات املمولة كليا أو جزئيا م التمويالت العمومية‪ ،‬وعلى سبيل املثال‪ ،‬الرراكات العمومية اليت متارس‬
‫األنرطة التجارية‪.‬‬
‫وكذا عبارة "املواطنني واملواطنات" تستثين ي األجانب املقيمني باملةرب يف اقحلصول على املعلومات والذي‬
‫نطلب م األجانب اتاستثمار ومننع عنهم‬ ‫ميك أن تكون لديهم مصلحة يف ذلك‪ .‬هذا األمر غر منطقي‪ ،‬إذ كي‬
‫املعلومة‪ .‬كما تبدو العبارة متناقضة مع باقي األيكام الدستورية اليت متنح األجانب –كباقي املةاربة‪ -‬نفس اقحلقوق‬
‫األساسية‪ ،‬وتعطيهم ي املراركة يف اتانتخابات احمللية‪ ،‬فالفقرة ‪ 31‬م الفصل ‪ 31‬ترر إىل‪" :‬يتمتع األجانب‬
‫بالحريات األساسية المعترف بها للمواطنين والمواطنات المغاربة‪ ،‬وفقا للقانون‪ ،‬ويمكن لألجانب المقيمين‬
‫بالمغرب المشاركة في االنتخابات المحلية‪ ،‬بمقتضى القانون أو تطبيقا التفاقيات دولية أو ممارسة المعاملة‬
‫بالمثل"‪ .‬وذلك على عكس بعض الدول تا تستثين يف ترريعاهتا شرط املواطنة أو اإلقامة لتقدمي طلبات اقحلصول على‬
‫املعلومة‪.1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬على مستوى اآلجال القانونية‪:‬‬
‫أما على مستوى اآلجال‪ ،‬نسجل م خالل قراءتنا ملقتضيات املادة ‪ ،245‬أن املؤسسة أو اهليئة املعنية يدد هلا‬
‫أجل ‪ 11‬يوماً م أيام العمل‪ ،‬للرد على طلب اقحلصول على املعلومات ابتداء م تاريخ تسلمه‪ ،‬مع إمكانية متديده‬
‫ملدة مماثلة‪ ،‬وإشعار املعين باألمر هبذا التمديد ومربراته‪ .‬إتا أن هذا األجل تا ينسجم مع مبدأ السرعة يف توفر‬
‫املعلومات لطالبها‪ .‬كما أن اإلدارة قد تستةل إمكانية التمديد وتتماطل يف الرد على طلب اقحلصول على املعلومات‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-Jamal (E.N), Plaidoyer pour le droit d’accès à l’information, Transparence –Maroc-‬‬
‫‪UNESCO, janvier 2010, in, Abdallah Harsi, précité, p .11.‬‬
‫‪ -2‬املادة ‪ 45‬م قانون ‪ 34-43‬املتعل باقحل يف اقحلصول على املعلومة‪ " :‬جيب على املؤسسة أو اهليئة املعنية بالرد على طلب‬
‫اقحلصول على املعلومات داخل أجل تا يتعدى عرري (‪ )11‬يوم م أيام العمل‪ ،‬ابتداء م تاريخ تسليم الطلب‪ .‬وميك متديد هذا اآلجل‬
‫ملدة مم اثلة إذا مل تتمك املؤسسة أو اهليئة املعنية م اتاستجابة كليا أو جزئيا طلب املعين باألمر خالل اآلجال املذكور‪ ،‬أو كان الطلب‬
‫الذكر‪ ،‬أو كان تقدميها حيتاج إىل استرارة الةر قبل‬ ‫يتعل بعدد كبر م املعلومات‪ ،‬أو إذا تعذر توفر املعلومات خالل اآلجال السال‬
‫تسليمها‪.‬‬
‫ويتعني على املؤسسة أو اهليئة املعنية إشعار املعين باألمر مسبقا هبذا التمديد كتابة أو عرب الربيد اإللكرتوين‪ ،‬مع حتديد مربرات‬
‫التمديد"‪.‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪94‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫تاسيما أن املربرات اليت م التنصيص عليها للتمديد‪ ،‬سوف متنحها يرية أكرب يف يجب املعلومات‪ .‬يف يني ينبةي‬
‫عليها اتاستجابة الفورية لذلك كلما تسنت هلا الفرصة‪ ،‬ومعاجلة الطلب بأسرع وقت ممك ‪ ،‬مع مراعاة إرفاق كل متاطل‬
‫بإشعار مربر ومقنع‪.‬‬
‫كما أن املادة ‪ 48‬م القانون نفسه جاءت غر واضحة ومبهمة‪ ،‬يي نصت على أنه جيب على الرخص‬
‫الرد على طلب اقحلصول على املعلومات يف ثالثة أيام‪ ،‬مع مراعاة ياتات التمديد املرار إليها يف املادة ‪45‬‬ ‫املكل‬
‫م القانون نفسه‪ ،‬وذلك يف اقحلاتات املستعجلة اليت يكون فيها اقحل يف اقحلصول على املعلومات ضروريا قحلماية يياة‬
‫وسالمة ويرية األشخاص‪ ،1‬لكنها مل حتدد بوضوح هذه املعلومات‪ ،‬وهو ما يبعدها ع الدقة والوضوح اليت يتطلبها‬
‫ترريع قانون ما‪ .‬واجلدير بالذكر‪ ،‬أن عدم الرد على طلب اقحلصول على املعلومات خالل املدة احملددة سواء يف املادتني‬
‫‪ 45‬أو ‪ 48‬يعد مبثابة رفض للطلب‪.‬‬
‫فاإلجراءات واملدد الطويلة للتفاعل مع طلبات اقحلصول على املعلومات‪ ،‬قد تفرغ هذا اقحل م حمتواه‪ ،‬خاصة‬
‫إذا تعل األمر مبعلومات ذات طابع استعجايل‪ ،‬وهي عراقيل تا يبدو أهنا ستمك م التفعيل األمثل هلذا القانون‪ .‬ذلك‬
‫أن إجراءات اقحل يف اقحلصول على املعلومات تستةرق ييزا زمنيا طويال‪ ،‬سواء بالنسبة لألجل احملدد للرد على‬
‫الطلب‪ ،‬واحملدد يف ‪ 11‬يوما م أيام العمل مع إمكانية متديده ل ‪ 11‬يوما أخرى‪ ،‬أو مع إمكانية تقدمي شكاية إىل‬
‫رئيس املؤسسة أو اهليئة املعنية يف يالة عدم اتاستجابة للطلب داخل أجل ‪ 11‬يوما م تاريخ انقضاء األجل القانوين‪،‬‬
‫باإلضافة إىل ‪ 46‬يوما للرد على الركاية ابتداء م تاريخ التوصل هبا‪ .‬وهو ما جمموعه ‪ 86‬يوما‪ ،‬تضاف هلا ‪ 31‬يوما‬
‫أخرى لتقدمي شكاية إىل جلنة اقحل يف اقحلصول على املعلومة‪ ،‬وانتظار الرد داخل ‪ 31‬يوما أخرى‪ .‬وهو ما جمموعه‬
‫‪ 436‬يوما م تاريخ تقدمي الطلب؛ أي أربعة أشهر و‪ 46‬يوماً‪ .‬إضافة إىل أجل ‪ 51‬يوماً الذي يدده املررع للطع‬
‫أمام القضاء‪.2‬‬
‫وهذا‪ ،‬قد يرتتب عنه آثار جانبية تا حمالة؛ ألنه ميك للمعلومة أن تفقد قيمتها وجوهرها ما مل حيصل عليها يف‬
‫وقتها‪ .‬كما ميك أن يكون هلا تأثر على يياة أو مصر شخص ما الريء الذي يستدعي إعادة النظر أو تقليص مدة‬
‫اإلجراءات املتخذة للحصول على املعلومة‪.3‬‬

‫‪ -1‬جيب على املؤسسة أو اهليئة املعنية الرد على طلب اقحلصول على املعلومات داخل آجال ثالثة (‪ )3‬أيام يف اقحلاتات املستعجلة‪ ،‬واليت‬
‫يكون فيها اقحلصول على املعلومات ضروريا قحلماية يياة وسالمة ويرية األشخاص‪ ،‬مع مراعاة ياتات التمديد املرار إليها يف املادة ‪45‬‬
‫أعاله"‪.‬‬
‫‪ -2‬رشيدة بدق‪ " ،‬اقحل يف اقحلصول على املعلومات يف املةرب‪ ،‬قراءة يف القانون التنظيمي رقم ‪ ،"34.43‬جملة القانون الدستوري والعلوم‬
‫اتادارية‪ ،‬العدد األول‪ ،‬أكتوبر ‪ ،1147‬ص‪.15 :‬‬
‫‪ -3‬املرجع نفسه‪.‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪95‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫ورغم أن القانون ‪ 34-43‬قد نص على آلية النرر اتاستباقي للبيانات اليت تعد خطوة غاية يف األمهية يف جمال‬
‫اقحل يف اقحلصول على املعلومات‪ ،‬فإن العقوبات اليت ينص عليها القانون تلقي باملسؤولية على عات األشخاص‬
‫املسؤولني ع مراركة املعلومات وليس اإلدارات اليت يعملون لصاقحلها؛ هؤتاء األشخاص هم حباجة إىل محاية قانونية‬
‫إزاء دورهم فيما يتعل باقحل يف اقحلصول على املعلومات‪ .‬كما أن املررع مل حيدد اآلجل الذي ينبةي على اإلدارة‬
‫ايرتامها لنرر املعلومات اليت توجد حبوزهتا م جهة‪ ،‬ومل حيدد جزاء كل إدارة مل حترتم أجل النرر م جهة أخرى‪.‬‬
‫ومادام أنّه تا يوجد نص قانوين يلزمها بايرتام أجل معني ويوقع عليها اجلزاء‪ ،‬فتبقى هلا السلطة التقديرية يف ذلك‪ ،‬وتا‬
‫ع املعلومات يف وقت معني‪ .‬لذلك ينبةي على املررع أن ُحييط هذا النرر‬ ‫أيد يستطيع إجبارها على الكر‬
‫بالضمانات اليت تكفل امتثال اإلدارة له‪ ،‬وذلك بتضمني قانون اقحل يف اقحلصول على املعلومات نصا خبصوص اآلجل‬
‫الذي ينبةي على اإلدارة ايرتامه لنرر املعلومات اليت توجد حبوزهتا‪.‬‬
‫وبالرغم م هذه السلبيات‪ ،‬إتا أن املررع املةريب م خالل القانون ‪ 34.43‬خطا خطوة جوهرية يف سبيل‬
‫إرساء مقومات يكامة جيدة يف تدبر الرأن العام على حنو يتحق معه الوضوح والرفافية واملسؤولية‪ ،‬وعلى حنو يهيئ‬
‫الظروف املالئمة للدفع قدما باملةرب لالنضمام إىل املبادرة الدولية للرراكة م أجل يكومة منفتحة تفتح آفاق واعدة‬
‫للمملكة على مجيع األصعدة‪.1‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫م كل ما سب ‪ ،‬خنلص إتا أن املررع املةريب سعى إىل تأسيس اطار قانوين خاص باقحل يف اقحلصول على‬
‫الفاعلني يف اقحلقل‬ ‫املعلومة‪ ،‬غر أنه اتسم منذ البداية باحملدودية والقصور‪ ،‬مما جيعله تا يرقى لتحقي انتظارات خمتل‬
‫السياسي واتاقتصادي واملدين باملةرب‪ .‬لذلك فلكسب رهان تفعيل القانون املتعل باقحل يف اقحلصول على املعلومة‪،‬‬
‫جيب ترجيع التةير الثقايف لرتسيخ ثقافة اقحل يف اقحلصول على املعلومة‪ ،‬م خالل مصايبة اجملهود القانوين املسجل‬
‫بإجراءات اسرتاتيجية للتحسيس بأمهية اقحلصول على املعلومة‪ ،‬والتحفيز عليها داخل اإلدارات العمومية واجلماعات‬
‫الرتابية بني املواطنني واجلمعيات‪ .‬لذلك فإن العمل الضروري الواجب القيام به وإعطائه األمهية الالزمة‪ ،‬هو تأصيل اقحل‬
‫يف الوصول داخل الثقافة التنظيمية لكل اهليئات املعنية بتنفيذ أيكام القانون‪ .‬فاقحلمالت اليت تقام بدعم م الدولة‬
‫لتوعية املواطنني واجلمعيات برأن اقحلصول على املعلومة بالغ األمهية كمتمم للقانون‪ ،‬فاملواط ما مل يع أمهية هذا اقحل‬
‫ستبقى ممارسته له ناقصة‪ ،‬وتا تصل إىل حتقي اهلدف األمسى م هذا اقحل ‪ .‬وهذا الوعي مببادئ اقحل يف اقحلصول على‬
‫املعلومة تا ميك أن يتبلور دون تدخل كافة الفرقاء وعلى رأسهم مجعيات اجملتمع املدين‪ .‬إذ تا ميك اتاعتماد فقط على‬
‫الدور التوعوي الرمسي‪ ،‬فقد ترى الدولة يف هذه التوعية إثارة طلبات تضايقها‪ ،‬مما يتطلب قيام مجعيات اجملتمع املدين‬
‫باألهداف اقحلقيقية لالطالع‪ ،‬هاته األنرطة ميك أن‬ ‫بأنرطة مستقلة أو برراكة مع اهليئات العمومية‪ ،‬قصد التعري‬

‫‪ - 1‬خليل اللواح‪ ،‬مرجع ساب ‪ ،‬ص‪.161 :‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪96‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫تأخذ عدة أشكال وأن تستعمل عدة وسائل‪ ،‬كالندوات واللقاءات واأليام الدراسية والوصالت اإلعالنية‪ ،‬وميكنها أن‬
‫ترسخ وتنرر ثقافة اقحلصول على املعلومة‪ ،‬سواء لدى العموم أو لدى امللزمني بتقدمي هاته املعلومات‪.‬‬
‫فالتنصيص على اقحل يف اقحلصول على املعلومات ضم النصوص القانونية غر كاف‪ ،‬وإمنا حيتاج إىل توعية‬
‫وسائل اتاعالم‪ ،‬سواء املسموعة منها أو‬ ‫املواط بأن اقحلصول على املعلومات هو ي م يقوقه‪ ،‬ع طري خمتل‬
‫املرئية‪ .‬فتوعيته تا ميك أن تتحق دون تدخل الدولة وقيامها حبمالت حتسيسية باعتبارها ملكا له‪ ،‬وتساعده يف الولوج‬
‫إىل امل علومات اليت ترتبط بأنرطة إدارته‪ ،‬بةية تعزيز مراركته يف تدبر الرأن العام‪ ،‬وإدماجه يف اجملتمع‪ .‬وعليه‪ ،‬فخل‬
‫ثقافة اقحلصول على املعلومات‪ ،‬ينبةي أن يكون متضمنا يف كافة الربامج التعليمية‪ ،‬فضال ع وضع إرشادات هتم اقحل‬
‫يف اقحلصول على املعلومات على املواقع اإللكرتونية‪.1‬‬
‫كما إن تطبي قانون اقحل يف اقحلصول على املعلومات مرروط بتطبي القانون رقم ‪ 11.51‬لسنة ‪1118‬‬
‫يف املةرب‪ ،‬و كانت نتيجتها‬ ‫املةرب" دراسة يول وضعية األرشي‬ ‫املتعل باألرشي ‪ .‬فقد أجرت مؤسسة "أرشي‬
‫مثرة للقل يي كرفت ع سوء تدبر اإلدارات للوثائ واملواقع اإللكرتونية اخلاصة هبا‪ .‬وأن أغلب هاته اإلدارات‬
‫ليست حميطة متاما مبحتوى مجيع الوثائ اليت يف يوزهتا‪ ،‬وهي تا تعرف ما الذي ميك نرره وميك إتايته للعموم‪ .‬وقد‬
‫اخلاصة هبا‪ ،‬وتعد الرقمنة أداة مهمة يف‬ ‫املةرب" اإلدارات بإعادة صياغة خدمات األرشي‬ ‫أوصت مؤسسة "أرشي‬
‫اقحل يف الوصول إىل املعلومات‪ ،2‬لذلك‪:‬‬
‫‪ -‬نأمل م اجلماعات الرتابية واهليئات اإلدارية غر املركزية إنراء مواقع إلكرتونية خاصة هبا ووضع الوثائ املتعلقة‬
‫بعملها على األنرتنت مع خطة العمل وامليزانيات وحماضر اتاجتماعات‪.‬‬
‫تا جيب أن ينحصر األمر يف حتويل كومة م الوثائ املادية إىل كومة م الوثائ الرقمية‪ .‬يي جيب تدبر‬ ‫‪-‬‬
‫الوثائ والبيانات يف صيةتها املادية مث وضعها على األنرتنت بطريقة منظمة وواضحة‪.‬‬
‫جيب ضمان تكوي املوظفني املسؤولني ع ويدات األرشفة وجعله أولوية قصوى‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫اإلدارة يول " اقحل يف اقحلصول على املعلومات‪ :‬رافعة للدميقراطية‬ ‫‪ -1‬املناظرة الوطنية املنظمة م قبل وزارة الوظيفة العمومية وحتدي‬
‫التراركية"‪ ،‬بالرباط يوم ‪ 13‬يونيو ‪ ،1143‬ص ‪.18‬‬
‫‪ -2‬مثال‪ :‬تعترب كل م إدارة الدفاع الوطين ومؤسسة بريد املةرب م األمثلة اجليدة ع اإلدارات اليت جنحت يف هذا اجملال التوقيع‬
‫اإللكرتوين‪ ،‬الفهرسة‪ ،‬الرقمنة‪.‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪97‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫المراجـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع‬
‫الكت ـ ـ ــب‪:‬‬
‫‪ .4‬أمحد عزت‪" ،‬يرية تداول املعلومات‪ :‬دراسة قانونية‪ ،‬مؤسسة يرية الفكر والتعبر"‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫‪.1143‬‬
‫‪ .1‬أشرف فتحي الراعي‪" ،‬ي اقحلصول على املعلومات دراسة مقارنة"‪ ،‬دار الثقافة للنرر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫‪.1141‬‬
‫‪ .3‬بالل الربغوثي‪" ،‬اقحل يف اتاطالع أو يرية اقحلصول على املعلومات"‪ ،‬سلسلة مرروع تطوير القوانني‪ ،‬رام‬
‫اهلل‪ ،‬أيلول‪.‬‬
‫‪ .1‬تويب منديل‪" ،‬يرية املعلومات‪ :‬مسح قانوين مقارن"‪ ،‬منظمة الرتبية والعلوم والثقافة التابعة لألمم املتحدة‪،‬‬
‫مجع وطبع ماكر للرسم البياين اخلاصة احملدودة‪ ،‬اليونسكو‪.1113 ،‬‬
‫‪ .6‬خليل اللواح‪" ،‬اقحل يف اقحلصول على املعلومة‪ ،‬بني التأصيل الدستوري والتأطر القانوين"‪ ،‬جملة عدالة‬
‫للدراسات القانونية والقضائية‪ ،‬العدد ‪.1‬‬
‫‪ .5‬رشيدة بدق‪ " ،‬اقحل يف اقحلصول على املعلومات يف املةرب‪ ،‬قراءة يف القانون التنظيمي رقم ‪ ،"34.43‬جملة‬
‫القانون الدستوري والعلوم اتادارية‪ ،‬العدد األول‪ ،‬أكتوبر ‪.1147‬‬
‫‪ .8‬مؤسسة يرية الفكر والتعبر‪" ،‬يرية تداول املعلومة‪ ،‬دراسة مقارن"‪ ،‬مطبعة زوم القاهرة‪ ،‬الطبعة األوىل‬
‫‪1144‬‬
‫االطاريح‪:‬‬
‫‪ ‬حممد الزاهي‪ ،‬إدارة القرب باملةرب‪ ،‬أطروية لنيل الدكتوراه يف القانون العام والعلوم السياسية‪ ،‬كلية العلوم‬
‫القانونية واتاقتصادية واتاجتماعية سال‪ ،-‬جامعة حممد اخلامس‪ ،‬السنة اجلامعية ‪.1146-1141‬‬
‫التقارير والدراسات‪:‬‬
‫‪ -‬التأطر القانوين للح يف اقحلصول على املعلومات باملةرب –دراسة يول مالئمة القانون رقم ‪34.43‬‬
‫للمعاير الدولية للح يف اقحلصول على املعلومات‪ ،-‬منرورا مركز الدراسات والبحوث والرؤون الربملانية‪،‬‬
‫‪.1141‬‬
‫‪ -‬التقرير الرتكييب‪ ،‬لليوم الدراسي‪ ،‬اقحل يف اقحلصول على املعلومة‪ :‬م القانون إىل التنزيل‪ ،‬املنظم باملعهد العايل‬
‫لإلعالم واتاتصال‪ ،‬الرباط‪.1147 ،‬‬
‫‪ -‬تقرير املناظرة الوطنية يول‪" :‬اقحل يف اقحلصول على املعلومة‪ :‬رافعة للدميوقراطية التراركية"‪ ،‬الرباط ‪ 43‬يونيو‬
‫‪.1143‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪98‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫‪ -‬العالقة بني اجملتمع املدين والربملان واقحلكومة‪ ،‬سلسلة الدراسات واملعلومات‪ ،‬برنامج األمم املتحدة اإلمنائي يف‬
‫جملس النواب اللبناين‪ ،‬مل ‪.1115 ،41‬‬
‫اإلدارة يول " اقحل يف اقحلصول على‬ ‫‪ -‬املناظرة الوطنية املنظمة م قبل وزارة الوظيفة العمومية وحتدي‬
‫املعلومات‪ :‬رافعة للدميقراطية التراركية"‪ ،‬بالرباط يوم ‪ 13‬يونيو ‪.1143‬‬
‫‪ -‬ترريع ي اقحلصول على املعلومة‪ ،‬مذكرة توجيهية تطبيقية‪ ،‬برنامج األمم املتحدة اإلمنائي‪ ،‬مستند األمم‬
‫املتحدة رقم ‪ ،1-4116-31‬الفقرة ‪.36‬‬
‫الدساتير والقوانين‪:‬‬
‫‪ ‬القانون األساسي األملاين ‪ ،4111‬كما م تعديله وتتميه‪.‬‬
‫‪ ‬الدستور اإلسباين الصادر يف ‪ 11‬دجنرب ‪.4187‬‬
‫‪ ‬الدستور الفرلندي الصادر يف ‪ 44‬يونيو ‪.4111‬‬
‫‪ ‬دستور اململكة املةربية‪ ،‬الذي صدر األمر بتنفيذه مبقتضى الظهر الرري رقم ‪ 4.44.14‬بتاريخ ‪ 11‬يوليوز‬
‫‪ ،1144‬املنرور باجلريدة الرمسية عدد ‪ 6151‬بتاريخ ‪ 31‬يوليوز ‪.1144‬‬
‫رقم ‪202-02-1‬صادر يف ‪ 41‬م مجادى األوىل ‪ 13( 4113‬يوليو ‪ )1111‬بتنفيذ‬ ‫‪ ‬ظهر شري‬
‫القانون رقم ‪ 13-14‬برأن إلزام اإلدارات العمومية واجلماعات احمللية واملؤسسات العمومية بتعليل قراراهتا‬
‫اإلدارية‪ ،‬املنرور باجلريدة الرمسية عدد ‪ 6111‬بتاريخ ‪ 3‬مجادى اآلخرة (‪ 41‬أغسطس ‪.)1111‬‬
‫رقم ‪ 4.67.117‬الصادر بتاريخ ‪ 11‬فرباير ‪ 4167‬مبثابة النظام اتاساسي للوظيفة العمومية‪،‬‬ ‫‪ ‬ظهر شري‬
‫اجلريدة الرمسية عدد ‪ 1381‬بتاريخ ‪.4167‬‬
‫رقم ‪ 4- 16-1‬صادر يف ‪ 11‬م رمضان ‪ 11 )4146‬فرباير ( ‪1995‬بتنفيذ القانون رقم‬ ‫‪ ‬ظهر شري‬
‫‪ 14-11‬املتعل بالنظام األساسي للصحفيني املهنيني‪ ،‬املنرور باجلريدة الرمسية رقم ‪ 1347‬الصادرة يوم‬
‫األربعاء ‪ 1‬غرت ‪.4116‬‬
‫رقم ‪ 4-18-458‬صادر يف ‪( 41‬م ذي القعدة ‪ 31 )4117‬نوفمرب ‪ ،1118‬بتنفيذ‬ ‫‪ ‬ظهر شري‬
‫باألرشي ‪ ،‬املنرور باجلريدة الرمسية عدد ‪ 6675‬بتاريخ‬ ‫القانون رقم ‪ 51-11‬املتعل‬
‫‪ 1‬ذي اقحلجة ‪ 4117‬املواف ل ‪ 43‬دجنرب ‪.1118‬‬
‫رقم ‪ 4.47.46‬الصادر بتاريخ ‪ 11‬فرباير ‪ ،1147‬واملنرور باجلريدة الرمسية عدد ‪5566‬‬ ‫‪ ‬ظهر شري‬
‫بتاريخ ‪ 41‬مارس ‪ ،1147‬بتنفيذ القانون ‪ 34.43‬املتعل باقحل يف اقحلصول على املعلومات‪.‬‬
‫اإلعالنات والمواثيق الدولية‪:‬‬
‫‪ ‬اإلعالن العاملي قحلقوق اإلنسان‪ ،‬تبنته اجلمعية العامة لألمم املتحدة يف ‪ 41‬كانون األول ‪.4117‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪99‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫‪ ‬اتفاقية األمم املتحدة ملكافحة الفساد‪ ،‬املعتمدة بتاريخ ‪ 34‬أكتوبر ‪ ،1113‬واليت صادق عليها املةرب يف ‪1‬‬
‫ماي ‪ ،1118‬ونرر يف اجلريدة الرمسية بتاريخ ‪48‬يناير ‪.1117‬‬
‫‪ ‬العهد الدويل املتعل باقحلقوق املدنية والسياسية‪ ،‬هي معاهدة متعددة األطراف اعتمدهتا اجلمعية العامة لألمم‬
‫املتحدة بتاريخ ‪ 45‬ديسمرب ‪ ،4155‬وادخلت ييز النفاذ يف ‪ 13‬مارس ‪.4185‬‬
‫‪ ‬إعالن مبادئ يرية التعبر يف إفريقيا‪ ،‬املعتمد م قبل اللجنة األفريقية قحلقوق اإلنسان والرعوب سنة‬
‫‪.1111‬‬
‫‪ ‬إعالن اقحل يف الوصول إىل املعلومات‪ ،‬م تبنيه يف اختتام املؤمتر الذي نظمته اليونسكو وكلية الصحافة يف‬
‫جامعة كوينزتاند (بريسبان‪ ،‬أسرتاليا) بتاريخ ‪ 1‬و‪ 3‬ماي ‪ 1141‬مبناسبة اليوم العاملي قحلرية الصحافة‪.‬‬
‫المقاالت والمواقع اإللكترونية‪:‬‬
‫‪ .4‬زراح محو‪" ،‬ي اقحلصول على املعلومات يف املواثي الدولية وبعض دساتر الدول الدميقراطية ويف املةرب"‪،‬‬
‫مداخلة يف ندوة نظمتها العصبة املةربية قحلقوق اتانسان‪ -‬فرع زاكورة‪ ،‬مبدينة زاكورة‪ ،‬مداخلة منرورة على‬
‫موقع العلوم القانونية‬
‫‪www.marocdroit.com.‬‬
‫‪ .1‬اجمللة اإللكرتونية ملنظمة العفو الدولية‪ ،‬املكتب اإلقليمي الررق األوسط ومشال إفريقيا‪ ،‬العدد ‪.1144 ،45‬‬
‫‪http://www.amnestymena.org/Magazine/IssueView.aspx?Id=18‬‬
‫المراجع باللغة الفرنسية‪:‬‬
‫‪ Harsi (A), le droit d’accès à l’information: état des lieux et‬‬
‫‪perspectives à la lumière de la nouvelle constitution, Colloque‬‬
‫‪international sur la mise en œuvre du gouvernement ouvert,‬‬
‫‪organisé par le ministère de la fonction publique et de la‬‬
‫‪modernisation de l’administration et l’OCDE, le 8 novembre 2013,‬‬
‫‪Rabat‬‬
‫‪ Jamal (E.N), Plaidoyer pour le droit d’accès à l’information,‬‬
‫‪Transparence –Maroc-UNESCO, janvier 2010, in, Abdallah Harsi,‬‬
‫‪précité.‬‬
‫‪ Nisrine Banguema, « droit à l'information en Afrique : entre enjeux,‬‬
‫‪défis et promotions », revue marocaine d'administration locale et‬‬
‫‪développement, n°. 108, février 2013.‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪100‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫دور هيئات الحكامة في التدبير المالي في المغرب‬

‫محمد خاشون؛ باحث بسلك الدكتوراه‬

‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بالمحمدية‬

‫ملخص‪:‬‬
‫املقال يقارب دور بعض هيئات اقحلكامة املنصوص عليها يف دستور ‪ 1144‬يف إرساء دعائم اقحلكامة يف صرف‬
‫املال العام‪ ،‬إذ م الرتكيز بداية على رصد مسامهة اجمللس اتاقتصادي واتاجتماعي والبيئي كهيئة استرارية‪ ،‬واجمللس‬
‫األعلى للحسابات كهيئة قضائية‪ ،‬وبعد ذلك‪ ،‬إبراز الدور اتاجيايب الذي ميك أن تلعبه بعض هيئات اقحلكامة والتقنني‬
‫يف جمال ترشيد وعقلنة مساطر تدبر املال العام باملةرب‪.‬‬
‫كلمات مفتاح‪ :‬هيئات اقحلكامة‪ -‬املال العام‪-‬ترشيد‪-‬يكامة مالية‪.‬‬

‫‪Abstract‬‬
‫‪The article will address the role of certain institutions and bodies in charge of‬‬
‫‪good governance provided for in the 2011 constitution with regard to consolidating‬‬
‫‪good financial governance, namely, the Economic, Social and Environmental Council,‬‬
‫‪being a consultative institution, as well as the Court of Auditors, being the body in‬‬
‫‪charge of the supreme control of government accounts, in addition to the role‬‬
‫‪entrusted to certain institutions of good governance and regulation to rationalize the‬‬
‫‪management of public funds in Morocco.‬‬

‫‪Key words:‬‬

‫‪➢ Bodies of Good Governance‬‬

‫‪➢ Public Funds‬‬

‫‪➢ Regulation‬‬

‫‪➢ Financial Governance‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪101‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫خالصات تقارير املؤسسات املالية الوطنية والدولية املتعلقة بتدبر املالية العمومية باملةرب‪ ،‬اليت‬ ‫يف ضوء خمتل‬
‫كرفت ع مواط اخللل اليت اعرتت هذا التدبر‪ ،‬أضحى م الواضح أن هناك عوامل رئيسية أفضت إىل تفاقم‬
‫مظاهر الفساد املايل واإلداري على مستوى تدبر املنظومة املالية‪،‬إن على مستوى القطاع العام أم اخلاص‪ ،‬مما استوجب‬
‫إعادة النظر يف بنيات هذه املنظومة واليات اشتةاهلا بةية جعلها أكثر فعالية يف أف بناء تدبر مايل سليم وفعال‪ ،‬يتسم‬
‫بالعقلنة والنجاعة‪.‬‬
‫الوقوف على خمرجات تقرير اخلمسينية‪ ،1‬الذي أظهر غياب ثقافة‬ ‫فعلى املستوى الوطين‪ ،‬ميك للباي‬
‫جماتات تدخالهتم وعالقتهم املباشرة باملواطنني‪،‬‬ ‫املساءلة واحملاسبة يف تعاطي الفاعلني واملدبري للرأن العام يف خمتل‬
‫وقد كان م املمك تفادي العديد م التجاوزات اليت طالت مجيع املراف العمومية‪ ،‬لو أهنا كانت ختضع ملراقبة فعالة‪،‬‬
‫وهذا ما يستلزم اختاذ إجراءات ملموسة لتخلي التدبر املايل‪ ،‬وتوضيح قواعد ومناهج وتدخالت الفاعلني يف اجملال‬
‫املايل‪ ،‬وإرساء دعائم اقحلكامة املالية‪ 2‬كمنهجية جديدة يف التدبر املايل‪ .‬أما على املستوى الدويل‪ ،‬فقد نبهت جممل‬
‫املؤسسات املالية وبعض تقاريرها املختصة مبراقبة تدبر الدولة ملاليتها العمومية‪ ،‬على أن جل اتاسرتاتيجيات املتبعة‪ ،‬منذ‬
‫مدة‪ ،‬فيما يتعل بتخلي اقحلياة اإلدارية‪ ،‬تا تساهم يف تقدم املةرب يف إقرار الرفافية وحماربة الرشوة‪.‬‬

‫بل إن السنوات األخرة عرفت ختلفا وتراجعا يف هذا اجملال‪ ،‬يي تراجع املةرب على سلم مؤشر الفساد م‬
‫الرتبة ‪ 81‬سنة ‪ 1118‬إىل املرتبة ‪ 71‬سنة ‪ ،1117‬وجاء يف املرتبة التاسعة عربيا م بني ‪ 46‬دولة تتقدمها قطر اليت‬
‫استطاعت أن تأيت يف املرتبة ‪ 17‬يف الرتتيب العاملي‪ .‬وعلى املستوى اتاجتماعي‪ ،‬وبالتحديد جمال التنمية البررية‪ ،‬ويف‬
‫الوقت الذي ينتظر فيه املةاربة حتسني أوضاعهم اتاقتصادية واتاجتماعية‪ ،‬سجل املةرب تراجعا كارثيا يف سلم التنمية‬

‫‪ -1‬تقرير ‪ 61‬سنة م التنمية البررية باملةرب و آفاق سنة ‪. 1146‬‬


‫‪ - 2‬مل يعرف مصطلح اقحلكامة املالية العمومية بركل دقي ‪ .‬فاغلب املنظمات الدولية املهتمة هبذا اجملال‪ ،‬كالبنك الدويل‪ ،‬وصندوق النقد‬
‫الدويل‪ ،‬ومنظمة التعاون اتاقتصادي والتنمية م خالل التقارير والدراسات الصادرة عنها‪ ،‬غالبا ما تلجأ لتحديد وشرح بعض املعاير‬
‫واملبادئ اليت تعترب يف يكم اقحل كامة املالية‪ ،‬أو ترر إىل أهم التوصيات اليت يتعني على الدول اتالتزام هبا‪ ،‬لضمان إدارة مالية جيدة‪ ،‬وذلك‬
‫الذي ساقته منظمة التعاون اتاقتصادي والتنمية قحلكامة‬ ‫حمدد ملفهوم اقحلكامة املالية العمومية هذا باستثناء التعري‬ ‫دون إعطاء تعري‬
‫امليزانية العامة‪ ،‬باعتباره‪ ،‬يرر إىل مجيع العمليات والقوانني واهلياكل القائمة‪ ،‬اليت ميك م خالهلا لنظام امليزانية ان حيق أهدافه بطريقة‬
‫فعالة ومستدامة‪.‬انظر‪:‬‬
‫‪Public Governance And Territorial Development (OECD) “Recommandation of‬‬
‫‪council on budgetary governance » 18 February, 2015, P. 2.‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪102‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫البررية لسنة ‪ 1111‬مقارنة مع السنوات السابقة‪ .1‬فقد ايتل خالل هذه السنة املرتبة ‪ 431‬دوليا مرتاجعا ب ‪ 1‬نقط‬
‫ع سنة ‪ 1117‬اليت ايتل فيها الرتبة ‪415‬؛ علما أن هذه املرتبة بدورها جد متخلفة يف جمال التنمية البررية‪ .‬وجاء‬
‫متأخرا ع جمموعة م الدول العربية واإلفريقية واألسيوية‪ :‬تركيا؛ املرتبة ‪81‬؛لبنان ‪73‬؛ إيران ‪77‬؛ األردن ‪15‬؛تونس‬
‫‪17‬؛اجلزائر ‪411‬؛سوريا ‪418‬؛ فلسطني ‪441‬؛ فيتنام ‪445‬؛ مصر ‪. 413‬‬

‫وهبدف جتاوز هذه اإلختالتات‪ ،‬بدأ املةرب منذ سنة ‪ 1114‬مسارا إصالييا وحتديثيا لنظامه املايل العمومي‪،‬‬
‫هبدف استيعاب مقومات ومبادئ اقحلكامة‪ ،‬وجعله قادرا على اتاستجابة للمتطلبات اآلنية واملستقبلية للتنمية‪ ،‬وقد‬
‫عرف هذا املسار اإلصاليي عدة حمطات أساسية‪ ،‬وفرت للمدبري املاليني إمكانية تأسيس نظرة إسرتاتيجية ملآل‬
‫السياسات العمومية‪ ،‬وكذا مراقبة مستوى اقحلكامة يف تدبرها‪.‬‬

‫وقد م تتويج هذا املسار اإلصاليي أوتا‪ ،‬بإصدار دستور فاتح يوليوز ‪ 21144‬الذي أصبح يطل عليه م فرط‬
‫تكرار مصطلح اقحلكامة ومرادفاهتا بني ثناياه‪ ،‬م قبيل الدميقراطية التراركية واجملتمع املدين‪ ،‬دستور اقحلكامة‪ ،3‬يي‬
‫رسخها كقاعدة أساسية يف مسلسل تعزيز وتدعيم مؤسسات الدولة اقحلديثة‪ ،‬املرتكزة على مبادئ الرفافية‪ ،‬واملسؤولية‪،‬‬
‫واألخالقيات واحملاسبة‪ ،‬وثانيا بالقيام مبجموعة م اإلصاليات اليت تستهدف يكامة التدبر املال العام‪ ،‬كإصدار‬
‫قانون تنظيمي جديد للمالية‪ ،4‬و إصالح مرسوم الصفقات العمومية‪ ،5‬وتعزيز آليات الرقابة على مالية الدولة‬
‫واملؤسسات العمومية وهيئات أخرى م خالل توسيع صالييات احملاكم املالية‪ ،6‬وتقوية دور كل م اجمللس األعلى‬
‫‪7‬‬
‫للحسابات واجملالس اجلهوية للحسابات‪ ،‬وإصدار القانون احملدد ملسؤولية اآلمري بالصرف واحملاسبني العموميني‪.‬‬

‫‪ - 1‬جريدة اتاحتاد اتاشرتاكي‪ ،‬عدد ' نونرب ‪.1111‬‬


‫‪ -2‬ظهر الرري رقم ‪ 4.44.14‬صادر يف ‪ 18‬م شعبان ‪ 11( 4131‬يوليوز ‪ )1144‬منرور باجلريدة الرمسية‪ ،‬عدد ‪ 6151‬مكرر‬
‫بتاريخ ‪ 17‬شعبان ‪ 31( 4131‬يوليوز ‪.)1144‬‬
‫‪-3‬مسر بلمليح‪ ،‬اقحلكامة اجليدة او هناية زم السياسة‪ ،‬جمل ة مسالك يف الفكر و السياسة و اتاقتصاد‪ ،‬الربملان املةريب و رهانات دستور‬
‫جديد‪ ،‬عدد مزدوج ‪ 1141/16-15‬السنة العاشرة‪ ،‬ص‪.454 :‬‬
‫رقم ‪ 4. 51.46‬صادر يف ‪ 41‬شعبان ‪1 (4137‬‬ ‫‪-4‬القانون التنظيميلقانون املالية رقم ‪ ،43-431-‬الصادر بتنفيذه الظهر الرري‬
‫يونيو ‪ ،)1146‬اجلريدة الرمسية عدد ‪ 5381‬بتاريخ ‪ 47‬يونيو ‪ 1146‬ص‪.6741 .‬‬
‫‪ -5‬مرسوم ‪ 311 .41. 1‬الصادر يف ‪ 7‬مجادى اتاوىل ‪ 11 4131‬مارس ‪ )1143‬املتعل بالصفقات العمومية‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪5411‬‬
‫بتاريخ ‪ 13‬مجادى اتاوىل ‪ 41 ( 4131‬ابريل ‪.)1143‬‬
‫رقم ‪ 411 . 11 . 4‬صادر يف فاتح ربيع اتاخر‬ ‫‪6‬قانون رقم ‪ 51.11‬املتعل مبدونة احملاكم املالية‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهر الرري‬
‫‪ 43 ( 4113‬يونيو ‪ ،)1111‬ج‪ .‬ر عدد ‪ 6131‬بتاريخ ‪ 5‬مجادى اتاخرة ( ‪ 46‬غرت ‪.)1111‬‬
‫رقم‬ ‫‪-7‬القانون رقم ‪ 54.11‬املتعل بتحديد مسؤولية اتامري بالصرف واملراقبني واحملاسبني العموميني‪ ،‬الصادر بتنفيذه ةالظهر الرري‬
‫‪ 4 . 11 . 16‬ل ‪ 41‬حمرم ‪ 3 ( 4113‬ابريل ‪.)1111‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪103‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫إذا كانت اقحلكامة تعين إتباع الطرق الرشيدة و الفعالة يف تسير الرأن العام‪ ،‬بإشراك اجلميع‪ ،‬فإن تطبيقاهتا جتد‬
‫أيس جتلياهتا على املستوى احمللي‪ ،‬على اعتبار أن هذا املستوى هو اتاقرب إىل املواط و هو الفضاء العام الذي ميك‬
‫‪1‬‬
‫م املراركة الفعالة املباشرة و تا مينح للسلطة املركزية إتا جماتا ضيقا للتدخل‪.‬‬

‫م خالل املسح الذي م إجراؤه لفصول دستور ‪ 1144‬تظهر األمهية اليت أوتاها املررع الدستوري للتدبر‬
‫املايل‪ ،‬و مما أياطه به م سياجات ترريعية تتةيا إرساء يكامة مالية جتمع بني النجاعة يف األداء‪ ،‬و إعمال مبادئ‬
‫الرفافية و ربط املسؤولية باحملاسبة‪ ،‬و ذلك كله م أجل ضبط إطار صرف املال العام‪ ،‬و هلذه الةاية عمل على‬
‫إيداث آليات و هيئات و مؤسسات لصون هذا النظام‪ ،‬و تفعيل هذه اقحلكامة املالية‪ .‬وتتنوع هذه اهليات الدستورية‬
‫اقحلديثة الضامنة للحكامة بأبعادها املتعددة فمنها تلك اليت هلا طابع استراري‪ ،‬و منها ذات الطابع القضائي‪ ،‬و منها‬
‫تلك املنصوص عليها يف الباب الرابع اخلاص باقحلكامة اجليدة‪.‬‬

‫فاتانتقال باقحلكامة م جمال التداول على مستوى النقاش العمومي اىل مستوى الدسرتة جعلها تتبوا مكانة‬
‫متميزة على مستوى الرقابة والتوجيه والتقييم‪.‬‬

‫هذه الدراسة ل ترمل خمتل زوايا اقحلكامة يف تدبر املالية العمومية‪ ،‬وإمنا سيتم تسليط الضوء فقط على بعض‬
‫اجلوانب اليت ستربز دور بعض اهليأت واملؤسسات يف إرساء دعائم اقحلكامة يف تدبر املالية العمومية باملةرب‪ ،‬وتتمثل‬
‫هذه اجلوانب باخلصوص فيما ميك ان تضيفه هذه املؤسسات م قيمة فعلية وملموسة‪ ،‬واثرها اتاجيايب على صرف‬
‫املال العام‪.‬‬

‫فاملةرب‪ ،‬وبالرغم م اتاختالتات اليت ظل يركو منها على امتداد العقود السابقة‪ ،‬مل يك مبنأى ع دينامية‬
‫سحب مضامني اقحلكامة اجليدة على املؤسسات الدستورية الكربى للدولة يي قام باتباع القواعد املتعلقة باملمارسات‬
‫اجليدة املرتبطة باقحلكامة منذ تقرير ‪ cadbury report‬الذي نرر يف عام ‪ 4111‬باململكة املتحدة‪ ،‬والذي كان‬
‫مبثابة مرجع للعديد م الدول‪ ، 2‬الذي أصبح يطل عليه م فرط تكرار مصطلح اقحلكامة ومرادفاهتا بني ثناياه‪ ،‬م قبيل‬
‫رسخها كقاعدة أساسية يف مسلسل تعزيز وتدعيم‬ ‫الدميقراطية التراركية واجملتمع املدين‪ ،‬دستور اقحلكامة‪ ،3‬يي‬
‫مؤسسات الدولة اقحلديثة‪ ،‬املرتكزة على مبادئ الرفافية‪ ،‬واملسؤولية‪ ،‬واألخالقيات واحملاسبة‪ ،‬وثانيا بالقيام مبجموعة م‬

‫‪ -1‬يونس مليح‪ ،‬يف اقحلاجة إىل جبايات اجلماعات الرتابية‪ ،‬التدبر احمللي و اقحلكامة الرتابية على ضوء القوانني التنظيمية اجلديدة‪ ،‬جملة‬
‫العلوم القانونية‪ ،‬سلسلة الدراسات الدستورية و السياسية‪ ،‬العدد الرابع‪ ،1145 ،‬ص‪.415 :‬‬
‫‪-2‬فؤاد الفتويي‪ ،‬منظومة الرقابة يف جمال الصفقات العمومية‪ ،‬دراسة قانونية وقضائية‪ ،‬مطبعة البيضاوي‪ ،‬الطبعة اتاوىل‪ ،1111 ،‬ص‪.71:‬‬
‫‪ -3‬مسر بلمليح‪ ،‬اقحلكامة اجليدة او هناية زم السياسة‪ ،‬جملة مسالك يف الفكر و السياسة و اتاقتصاد‪ ،‬الربملان املةريب و رهانات دستور‬
‫جديد‪ ،‬عدد مزدوج ‪ 1141/16-15‬السنة العاشرة‪ ،‬ص‪.454 :‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪104‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫اإلصاليات اليت تستهدف يكامة التدبر املال العام‪ ،‬كإصدار قانون تنظيمي جديد للمالية‪ ،1‬و إصالح مرسوم‬
‫الصفقات العمومية‪ ،2‬وتعزيز آليات الرقابة على مالية الدولة و املؤسسات العمومية وهيئات أخرى م خالل توسيع‬
‫صالييات احملاكم املالية‪ ،3‬وتقوية دور كل م اجمللس األعلى للحسابات واجملالس اجلهوية للحسابات‪ ،‬وإصدار القانون‬
‫‪4‬‬
‫احملدد ملسؤولية اآلمري بالصرف واحملاسبني العموميني‪.‬‬

‫أن يتساءل يول ما إذا كان مبقدور هذه املؤسسات أن تضطلع باملهام املنوطة هبا‬ ‫وهلذه الةاية‪ ،‬تابد للباي‬
‫على أيس وجه؟ تاسيما ما يتعل بإرساء وتقوية اقحلكامة يف تدبر املالية العمومية‪.‬‬

‫لإلجابة على هذه اإلشكالية‪ ،‬يبدو م الالزم اتاهتداء إىل تقسيم ثنائي‪ ،‬يتم الرتكيز يف بدايته على دور اهليئتني‬
‫اهليئات األخرى اليت تضمنها دستور ‪ 1144‬يف تعزيز اقحلكامة يف تدبر املالية العمومية‬ ‫اتاسترارية والقضائية وخمتل‬
‫وعقلنة النفقات العمومية؛ يي يتم تناول ضم (املطلب األول)‪ ،‬مسامهة اهليئتني اتاسترارية و القضائية‪ ،‬يف يني‬
‫سيخصص (املطلب الثاين)‪ ،‬لدراسة جمسدات املسامهة اليت تقدمها بعض هيئات اقحلكامة والتقنني‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الهيئتين اإلستشارية و القضائية‬

‫إذا أصبحت اقحلكامة منهجا مطلوبا يف مجيع جماتات متعددة‪ ،‬يف عامل املقاولة‪ ،‬وجمال السياسة‪ ،5 ،‬فإنه يف‬
‫جمال السياسات العمومية‪ ،‬أضحى ضرورة‪ ،‬نظرا ملا خيلفه م انعكاسات و آثار على واقع اتاقتصاد الوطين و حتول يف‬
‫املمارسات اتاجتماعية‪ ،‬وكذا الثقافة السياسية بةية جعل التدبر العمومي أكثر فعالية‪ ،‬لقد أصبحت اقحلكامة مطلبا‬
‫ينرده مجيع الفاعلني يف اجملتمع إذ تستهدف إزاية ثقافة اإلقصاء والتهميش وايتكار املبادرة يف اختيار وصنع القرارات‬
‫وإعدادها وتنفيذها‪ ،‬وم مث فإهنا تؤكد على توسيع دائرة الرراكة واملراركة واتاندماج بني الدولة وهيئاهتا م جهة وبني‬

‫رقم ‪ 4. 51.46‬صادر يف ‪ 41‬شعبان ‪1 (4137‬‬ ‫‪-1‬القانون التنظيميلقانون املالية رقم ‪ ،43-431-‬الصادر بتنفيذه الظهر الرري‬
‫يونيو ‪ ،)1146‬اجلريدة الرمسية عدد ‪ 5381‬بتاريخ ‪ 47‬يونيو ‪ 1146‬ص‪.6741 .‬‬
‫‪ -2‬مرسوم ‪ 311 .41. 1‬الصادر يف ‪ 7‬مجادى اتاوىل ‪ 11 4131‬مارس ‪ )1143‬املتعل بالصفقات العمومية‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪5411‬‬
‫بتاريخ ‪ 13‬مجادى اتاوىل ‪ 41 ( 4131‬ابريل ‪.)1143‬‬
‫رقم ‪ 411 . 11 . 4‬صادر يف فاتح ربيع اتاخر‬ ‫‪-3‬قانون رقم ‪ 51.11‬املتعل مبدونة احملاكم املالية‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهر الرري‬
‫‪ 43 ( 4113‬يونيو ‪ ،)1111‬ج‪ .‬ر عدد ‪ 6131‬بتاريخ ‪ 5‬مجادى اتاخرة ( ‪ 46‬غرت ‪.)1111‬‬
‫‪-4‬القانون رقم ‪ 54.11‬املتعل بتحديد مسؤولية اتامري بالصرف واملراقبني واحملاسبني العموميني‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهر الرري رقم ‪16‬‬
‫‪ 4 . 11 .‬ل ‪ 41‬حمرم ‪ 3 ( 4113‬ابريل ‪.)1111‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Awatif LAGHRISSI, gouvernance au Maroc, Approches d’action publique,‬‬
‫‪imprimerie papeterie EL WATANYA, MARRAKECH, 2010.Page 13‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪105‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫اجملتمع والقطاع اقحلاص بركل عام م جهة أخرى‪ .1‬وم م عمل املررع على دسرتة جمموعة م املؤسسات و اهليئات‬
‫اليت تعىن باقحلكامة لتقدمي خرباهتا و استراراهتا للمدبري العموميني يف التخصصات ذات الصلة‪ ،‬ويتعل األمر باجمللس‬
‫اتاقتصادي و اتاجتماعي و البيئي (الفقرة األوىل) كما أن إخضاع طرق صرف وتدبر املال العام لرقابة األجهزة احملدثة‬
‫لذلك الةرض‪ ،‬أصبح م مرتكزات اقحلكامة اجليدة‪ ،‬و أخص بالذكر اجمللس األعلى للحسابات و اجملالس اجلهوية‬
‫للحسابات (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة االولى‪ :‬دور المجلس االقتصادي و االجتماعي و البيئي في تدبير المال العام‪.‬‬

‫تلعب اهليئات اتاسترارية دورا مهما يف عقلنة القرارات السياسية و اإلدارية و املالية‪ ،‬نظرا ملا تقدمه لصانعي‬
‫القرار املايل م خربات و استرارات‪ ،‬لتجنب اتانزتاقات احملتملة اليت قد تنتج ع غياب رؤية توقعية مدروسة النتائج‬
‫أثناء صياغة قراراهتا‪ ،‬و قد فط املررع املةريب إىل هذا األمر‪ ،‬على غرار الدول املتقدمة يف هذا اجملال‪ ،‬و عمل على‬
‫دسرتة اجمللس اتاقتصادي و اتاجتماعي يف دستور ‪ 4115‬و أناط به جمموعة م اتاختصاصات املهمة و هي نفسها‬
‫اليت م تأصيلها يف دستور ‪ ، 1144‬مع إضافة اجملال البيئي إىل صاليياته األصلية م خالل القانون التنظيمي رقم‬
‫‪ 2417.41‬املنظم هلذا اجمللس‪.‬‬

‫ويف إطار هذا الدستور يتبني أن املررع قد أعاد تكريس نفس املؤسسة نظرا ألمهيتها يف الفصول ‪461 ،464‬‬
‫و‪ 463‬منه‪ ،‬رغم طابعه اإلستراري‪ ،‬إتا أنه أناط به جمموعة م اتاختصاصات املهمة‪ ،‬اليت يددها القانون التنظيمي‬
‫الذكر يف مادته الثالثة‪ ،‬إذ أوكل إليه كمؤسسة أو هيئة متثيلية لعدد م القطاعات املهنية واتاجتماعية‬ ‫السال‬
‫واتاقتصادية واسترارية تعمل على اإلدتاء برأيها يف التوجهات العامة لالقتصاد الوطين والتنمية املستدامة‪ ،‬ويف مجيع‬
‫القضايا األخرى ذات الطابع اتاقتصادي واتاجتماعي والبيئي املتعلقة باجلهوية املتقدمة‪ ،‬كما تقوم بتحليل الظرفية‪،‬‬
‫امليادي‬ ‫وتتبع السياسات اتاقتصادية واإلجتماعية‪ ،‬والوطنية واجلهوية والدولية وانعكاساهتا‪ ،‬وتقدمي اقرتايات يف خمتل‬
‫اتاقتصادية واتاجتماعية والثقافية والبيئة وكذا إجناز الدراسات واألحباث يف امليادي املرتبطة مبمارسة صاليياهتا‪.‬‬

‫أما املادة الرابعة م نفس القانون التنظيمي فتنص على أنه حتيل اقحلكومة و جملس النواب و جملس املستراري‬
‫كل يف ما خيصه وجوبا على اجمللس قصد إبداء الرأي‪:‬‬

‫‪ -1‬حممد الداودي‪ ،‬اإلدارة العمومية وإشكالية التنمية اتاقتصادية باملةرب‪ ،‬املطبعة السريعة القنيطرة‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ،1148‬الصفحة‬
‫‪.136‬‬
‫‪ -2‬القانون التنظيمي رقم ‪ 417.41‬املتعل باجمللس اتاقتصادي و اتاجتماعي و اتاجتماعي و البيئي‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهر الرري رقم‬
‫‪ 4.41.411‬صادر يف ‪ 3‬شوال ‪ 34 ( 4136‬يوليوز ‪ ،)1141‬منرور باجلريدة الرمسية ‪ 48‬شوال ‪ 41( 4136‬اغسطس ‪،)1141‬‬
‫عدد ‪ ،5171‬ص‪.5381 :‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪106‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫‪ )1‬مراريع مقرتيات القوانني اليت تضع إطارا لألهداف األساسية للدولة يف امليادي اتاقتصادية ويف ميدان التكوي ‪.‬‬

‫‪ )2‬املراريع املرتبطة باتاختيارات الكربى للتنمية‪ ،‬و مراريع اإلسرتاتيجيات املتعلقة بالسياسة العام للدولة يف امليادي‬
‫اتاقتصادية ويف جمال التكوي ‪ ،‬و بالنظر إىل هذه الصالييات املهمة اليت يضطلع هبا هذا اجمللس رغم أنه ذو‬
‫طابع استراري‪ ،‬إتا أنه ملزم باإلدتاء برأيه خبصوص املراريع و املقرتيات والقضايا احملالة إليه خالل مدة تا‬
‫تتجاوز شهري م تاريخ توصله هبا‪ ،‬و قلص هذه املدةإىل ‪ 11‬يوما فقط‪ ،‬إذا أثرت يالة اإلستعجال ودواعيها‬
‫يف رسالة اقحلكومة‪ ،‬وهو ما يؤكد األمهية اليت أوتاها إياه املررع‪.‬‬

‫وياليظ فقط يف هذا الصدد غياب أي مقتضى يلزم املؤسسات الدستورية األخرى باألخذ برأي اجمللس‪ ،‬يف‬
‫القضايا و املراريع احملالة إليه‪ ،‬أسوة بباقي الدول‪ ،‬و منها فرنسا مثال‪ ،‬اليت عززت فاعلية جملسها اتاقتصادي و‬
‫اتاجتماعي‪ ،‬م خالل إلزام السلطة السياسية بتعليل سبب عدم أخذها مبواق اجمللس عند اإلدتاء هبا‪ ،‬و أعطته أيضا‬
‫ي حتريك مسطرة اإلسترارة مببادرة منه‪ ،‬و هذا يقوي مكانة اجمللس ضم املؤسسات اليت هتدف إىل تعزيز اإلدارة‬
‫الرشيدة للتدبر جبميع أنواعه ومنه املايل على اخلصوص‪.‬‬

‫وإذا كان هذا اجمللس يف املةرب مل يقو بعد على فرض استراراته على السلطة السياسية و اإلدارية و املالية‪ ،‬فإن‬
‫مرد ذلك هو طبيعة تكوينه املترعبة اقحلساسيات م فرقاء غر منسجمني تنقصهم الرؤى اإلسرتاتيجية للقضايا احملالة‬
‫عليهم‪ ،‬إضافة إىل تضارب املصاحل بني مكوناته‪ ،‬و ترابه طبيعة املواضيع اليت ينظر فيها مع جملس املستراري ‪.‬‬

‫فبالرغم م الدور الذي يفرتض أن يقوم به اجمللس اتاستراري يف جمال اتاسترارة يف امليادي اتاقتصادية‬
‫واتاجتماعية والبيئية‪ ،‬فياليظ أن املررع قد استثىن قوانني املالية م جمال اتاسترارة اليت قد يعطيها اجمللس املذكور‪،‬‬
‫غر مؤسس لكون املالية العمومية رهينة التوجهات العامة املرتبطة باتاقتصاد الوطين وتقلباته‪ ،‬إذ ذهب يف‬ ‫وهو موق‬
‫املادة الثالثة م القانون التنظيمي رقم ‪ 43.417‬املتعل باجمللس اتاقتصادي واتاجتماعي والبيئي إىل أنه" باستثناء‬
‫قوانني مراريع املالية للحكومة وجمللس النواب وجمللس املستراري ‪ ،‬كل فيما خيصه‪ ،‬أن يسترر اجمللس"‪ ،‬وم شان هذا‬
‫اجمللس كأداة‬ ‫اتاستثناء أن يفوت على الدولة فرصة جتويد النصوص املؤطرة للميدان املايل لةياب استةالل وتوظي‬
‫‪1‬‬
‫يكامة اقتصادية ومالية يف نفس الوقت‪.‬‬

‫وإلبراز الدور اهلام الذي يلعبه هذا اجمللس بصورة ملموسة‪ ،‬تابد م العودة إىل مجلة م املقرتيات اليت تقدم هبا‬
‫هذا اجمللس يف تقريره السنوي لسنة ‪ ، 1141‬يف شقه اتاقتصادي إذ يرر انه مـوازاة مـع ضـرورة اسـتئناف النرـاط‬
‫اتاقتصـادي علـى املـدى القصيـر‪ ،‬عقب األزمة الصحيـة اليت أملت اقحلاجـة امللحـة لبـدء عمليـة إعـادة هيكلـة النمـوذج‬

‫الزوجال‪ ،‬القانون التنظيمي للمالية العمومية باملةرب ودستور ‪ 1144‬دراسة حتليلية وف أخر املستجدات القانونية‪ ،‬دار السالم‬ ‫‪ -1‬يوس‬
‫للطباعة والنرر والتوزيع‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬ص‪13 :‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪107‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫اتاقتصـادي واتاجتماعـي الوطنـي مـ أجـل حتقيـ مزيـد مـ القـدرة علـى الصمـود إزاء الصدمـات املسـتقبلية وإعـادة متوقـع‬
‫بلدنـا علـى الصعيـد اتاقتصـادي اإلقليمي والعاملـي‪ .‬فانه أضحى م األولويات‪ ،‬يسب هذا اجمللس‪ ،‬اتانكباب على‬
‫‪1‬‬
‫بعض احملاور اليت ميك ذكر أمهها كاأليت‪:‬‬

‫‪ - 4‬إعـادة ترـكيل وحتسـني اقحليـز املالـي‪ ،‬خالل مريلـة مـا بعـد اجلائحـة‪ ،‬بعـد أن يعرف النرـاط اتاقتصادي اسـتقرارا‬
‫ويعـود إلـى وترتـه لتحقيـ القـدرة علـى اسـتجابة لالزمـات املسـتقبلية وتعزيز أدوات اتاسـتقرار التلقائية؛‬

‫‪ - 1‬إيــداث صنــدوق اســتقرار دائــم ضــد الصدمــات الكبــرى‪ :‬يعمــل علــى جتميــع املخاطــر م ـ أجــل حتقي ـ قــدرة‬
‫أفضــل علــى الصمــود اتاقتصــاد املةربــي؛‬

‫‪ - 3‬تعزيــز القــدرات البنيويــة لالقتصــاد الوطنــي علــى الصمــود‪ ،‬تاســيما م ـ خــالل النهوض‪ ،‬املســت ِهدف وغيــر املفـرط‪،‬‬
‫بالصناعــات البديلــة لل ـواردات وحتســني معــدل اإلدماج الصناعــي للمه ـ العامليــة م ـ أجــل تقليــصُ هراشـة اتاقتصـاد‬
‫أمـام اتاضطرابـات التـي تعرفهـا سالسـل التوريـد الدوليـة‪ ،‬يف اتازمـات املسـتقبلية والتهديداتْ برتييـل الصناعـات وإعـادة‬
‫توطينهـا‪...‬؛‬

‫اتاتفاقيــات التجاريــة التــي أبرمهــا املةــرب‪ ،‬هبــدف دعــم الصناعــات الوطنيــة‬ ‫‪ -3‬مواصلــة عمليــة مراجعــة خمتل ـ‬
‫ومحايتهــا م ـ املمارســات املنافيــة لقواعــد املنافســة التــي قــد يلجــأ إليهــا بعــض الرــركاء ‪.....‬؛‬

‫‪ -1‬اعتمـاد سياسـة لترـجيع اسـتهالك املنتجـات "املصنعـة فـي املةـرب" مـ طـرفّ املسـتهلك املةربـي ‪ ،‬وتوفيـرِّ يوافـز‬
‫لترـجيع املقـاوتات الكبـرى علـى التعـاون برـكل أكبـر مـع املورديـ احمللييـ ‪ ،‬وتعميـم شـرط اتافضليـةّ الوطنيـة علـى مجيـع‬
‫الصفقـات العموميـة‪ ،‬علـى أن يتـم وضـع دفاتـر حتمالت تتضمـ شـروطا موضوعيـة ينبةـي ايرتامهـا علـى مسـتوى اجلـودة‬
‫واملعاييـر وخلـ مناصـب الرـةل مـ قبـل املقـاوتات املستفيدة؛‬

‫‪ - 6‬تطويـر القطاعـات اتاسـرتاتيجية الراميـة إلـى تعزيـز سـيادة البـلد وتاسـيما فـي اجملـاتات املرتبطـة بالسـيادةُ الةذائيــة‪،‬‬
‫واألم الطاقــي وأيضــا الســيادة التكنولوجيــة لضمــان انتقــال بلدنــا م ـ جمــرد مستـهلك إلــى منتــج وفاعـل فـي جمـال‬
‫املعرفة‪.‬‬

‫وقد تا يظ اجمللس‪ ،‬م جهة ثانية‪ ،‬يف نفس التقرير‪ ،‬أن وترة اإلصاليات املتعلقة مبناخ األعمال قد عرفت‬
‫بعض السرعة‪ ،‬لك دون أن يكون هلا وقع ملموس على أرض الواقع‪ ،2‬يي أن هذه اتاجراءات مكنت املةرب م‬
‫ممارسة انرطة األعمال )‪ )) Business Doing‬لسـنة ‪، 1111‬ليحتـل املرتبـة‬ ‫اتارتقاء و بســبع مراتب يف تصني‬

‫‪ -1‬تقرير اجمللس اتاقتصادي واتاجتمتعي والبيئي لسنة ‪ ،1141‬الصفحة ؛ ‪. 14‬‬


‫‪-2‬تقرير اجمللس اتاقتصادي واتاجتماعي والبيئي لسنة ‪ ، 1141‬الصفحة ‪.11‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪108‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫ال ـ ‪ ، 63‬وعلـى الرغـم مـ التقـدم احملـرز فـي جمـال منـاخ اتاعمـال‪ ،‬فـإن ذلـك لـم جيـد صـداه برـكل كاف علـى مسـتوى‬
‫النرـاط اتاقتصـادي والترـةيل‪ .‬وهـو مـا يتجلـى فـي ضعـ معـدل منـو الناتـج الداخلـي اتامجالـي واسـتمرار معـدل البطالـة‬
‫فـي مسـتويات عاليـة فـي أوسـاط الرـباب وياملـي الرـهادات‪.‬‬

‫على اعتبار ان معضلـة‬ ‫كما تايظ ايضا‪ ،‬ان مناخ األعمال يف املةرب‪،‬تا تزال تعرتيه العديد م مواط الضع‬
‫الفسـاد تا تـزال منترـرة فـي املةـرب علـى الرغـم مـ اجلهـود املبذولـة فـي هـذا اجملـال‪ ،‬تا سـيما مـ خـالل اإلسرتاتيجية‬
‫مؤشـر مـدركات الفسـاد لسـنة ‪ 1141‬أن املةـرب تراجـع بسـبع‬ ‫الوطنيـة ملكافحـة الفسـاد‪ .‬وفـي هـذا الصـدد‪ ،‬يكرـ‬
‫مراتـب مقارنـة بسـنة ‪، 1147‬ليحتـل املرتبـة ‪ 71‬مـ بيـ ‪ 471‬دولـة‪ .‬وتبعـا لذلــك‪ ،‬فــإن اســتمرار الفســاد يعي ـ‬
‫ديناميــة التنميــة فــي البــلد م ـ خــالل اإلبقاء علــى الســلوكات الريعيــة‪ ،‬واقحليلولـة دون إعـادة توجيـه املـوارد حنـو‬
‫اتاسـتثمارات املنتجـة واملبتكـرة‪ ،‬وتكريـس مرـاعر عـدم الثقـة داخـل اجملتمـع برـكل عـام وعلـى مسـتوى منـاخ اتاعمـال‬
‫علـى وجـه اخلصـوص‪ ،‬وفـي هـذا اتاطـار‪ ،‬صريـت ‪ 67‬فـي املائـة مـ املقـاوتات التـي شـملها حبـ أجنـزه مؤخـرا البنـك‬
‫الدول‪ ،‬أهنـا اضطـرت فـي بعـض اتاييـان إلـى تقديـم "هدايـا" للحصـول علـى صفقـة عموميـة‪ .‬أما يف جمـال آجـال‬
‫األداء‪ ،‬وهـو مـا يهـدد اسـتمرارية املقـاوتات الصةرة جدا‪ ،‬تاسـيما املقـاوتات الصةيـرة جـدا والصةـرى واملتوسـطة‪.‬‬

‫ع مواط اخللل اليت تعوق مسرة التنمية‬ ‫هكذا يبدو ان دور هذا اجمللس تا يقتصر على إبداء الرأي والكر‬
‫املنرودة فحسب‪ ،‬وإمنا قد يتعدى ذلك‪ ،‬ليقدم مقرتيات للجهات املعنية‪ ،‬ومنها اقحلكومة بطبيعة اقحلال‪ ،‬كأيد املعنيني‬
‫بس سياسات عمومية ترمي إىل إعمال اقحلكامة يف طرق التدبر العمومي‪ ،‬بةية حتقي العيش الرغيد للمواطنني‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬المجلس األعلى للحسابات والمجالس الجهوية للحسابات‪.‬‬

‫حتتل الرقابة العليا على املال العام مكانة مهمة يف ظل ما عرفه املةرب م إصاليات دستورية و مؤسساتية م‬
‫جهة‪ ،‬وأيضا يف ارتباطها بازدياد اقحلاجة إىل إرساء قواعد اقحلكامة اجليدة يف جمال تدبر الرؤون العامة م جهة أخرى‪،‬‬
‫وم م تظهر قيمة اجمللس األعلى للحسابات‪ ،‬م خالل العدد و نوع األجهزة اخلاضعة لرقابته‪ ،‬و كذا تنامي إكراهات‬
‫وأزمات التدبر املايل العمومي‪ ،‬إضافة إىل تالزم النظر إليه مع اقحلاجة امللحة لفرض سلطة القانون يف اجملال املايل‪.‬‬

‫لقد أخذت الرقابة العليا على املال العام ييزا كبرا يف ترريعات الكثر م الدول‪ ،‬وقوانينها وخاصة الترريع‬
‫‪1‬‬
‫األمسى وهو الدستور وذلك راجع لعدة اعتبارات‪:‬‬

‫● دسرتة مؤسسات و أجهزة الرقابة املالية‪ ،‬اليت تعترب ضرورة ألي دستور دميقراطي ينتصر ملبدأ فصل السلط؛‬

‫‪ -1‬عادلة الوردي‪ ،‬رقابة اجمللس األعلى للحسابات على املال العام باملةرب‪ ،‬منرورات جملة اقحلقوق املةربية‪ ،‬دار النرر املعرفة‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل‪ ،1141 ،‬ص‪11:‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪109‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫● ضمان اختصاصات كل م سلطة التقرير‪ ،‬و سلطة التنفيذ‪ ،‬و سلطة املراقبة؛‬

‫● الدور الكبر الذي لعبته املنظمات الدولية واتاقليمية‪ 1‬يف إبراز امهية الرقابة على املال العام ومنها تقييم‬
‫السياسات العمومية‪ ،‬كأيد املناهج اقحلديثة اليت متك أجهزة الرقابة املالية م ترشيد املال العام وترفع م‬
‫‪2‬‬
‫كفاءة استخدامه‬

‫أما فيما خيص الرقابة العليا باملةرب‪ ،‬فإن دستور ‪ ،4151‬وجل املراجعات اليت أدخلت عليه لسنوات ‪،4181‬‬
‫‪ 4111،4181‬مل تنص على اجمللس األعلى للحسابات إىل يني مراجعة ‪ 4115‬اليت أضفت على اجمللس صبةة‬
‫مؤسسة دستورية مع التأكيد الصريح على مكانته العلوية يف الرقابة على املال العام‪ ،‬ومع التعديل الدستوري لسنة‬
‫‪ 1144‬يظي اجمللس األعلى للحسابات باهتمام ملفت باعتباره متدخال اساسيا يف منظومة اقحلكامة‪ ،‬وذلك ما ميك‬
‫م خالل الفصول ‪ 418‬إىل ‪ 461‬اليت جتمل الصالييات املنوطة به و اتاختصاصات املوكولة إليه‪ ،‬و‬ ‫ان يستر‬
‫هو ما سيتم تفصيله م خالل األدوار اليت ينتظر أن يلعبها يف جمال تتبع و مراقبة جمال التدبر املايل و هي‪:‬‬

‫‪ -2‬تعزيز و حماية مبادئ الشفافية و المساءلة و قيم الحكامة الرشيدة‬

‫إذا كانت مبادئ الرفافية و املساءلة‪ ،‬م أهم مرتكزات اقحلكامة اجليدة‪ ،‬الرامية إىل القطع مع ثقافة التسلط‪ ،‬و‬
‫اتايتكار‪،‬و التسيب‪ ،‬و الفساد‪ ،‬و اإلفالت م العقاب‪ ،3‬فإن اجمللس األعلى للحسابات‪ ،‬هي اجلهة اليت أوكل هلا‬
‫املررع الدستوري سلطة إعمال هذه املبادئ‪ ،‬و م أجل ذلك جيب تدعيم قدراته‪ ،‬و إخضاع هيئاته م باب أوىل‬
‫لنفس معاير الرفافية و املساءلة و يكم القانون‪ ،‬و توفر بيئة مؤسساتية تساعد على أدائها ملهامها على أيس وجه‪،‬‬
‫إضافة إىل ممارسة املراقبة العليا على تنفيذ قوانني املالية‪ ،‬و التحق م سالمة العمليات املتعلقة مبداخيل و مصاري‬
‫األجهزة اخلاضعة ملراقبته مبقتضى القانون‪ ،‬و يقيم كيفية تدبرها لرؤوهنا‪ ،‬و يتخذ عند اإلقتضاء العقوبات ع كل‬
‫إخالل بالقواعد السارية على تلك العمليات‪.‬‬

‫‪ )1‬يعترب اجمللس اتاعلى للحسابات املةريب عضوا نريطا يف املنظمة الدولية لألجهزة العليا للرقابة املالية "اتانتوساي"‪ ،‬واملنظمة العربية‬
‫لألجهزة العليا للرقابة املالية "اتارابوساى"‪ ،‬واملنظمة اتافريقية لألجهزة العليا للرقابة املالية "اتافروساي"‪ ،‬وهناك منظمات قارية أخرى‬
‫كاملنظمة اتاوربية "اتاوروساي"‪ ،‬واتاسيوية"اتاسوساي"‪ ،‬واملنظمة اليت تضم دول الكراييب "الكاروساي" وهي تضم األجهزة العليا للرقابة‬
‫املالية اليت تنتمي هلا جةرافيا‪.‬‬
‫‪ )2‬حممد اخلمليرى‪ ،‬ادوار اجمللس اتاعلى للحسابات يف تقييم السياسات العمومية ‪ ،‬مرروعية اتاختصاص وسياق املمارسة‪ ،‬دراسة‬
‫حتليلية‪ ،‬منرورات اجمللة املةربية لألنظمة القانونية والسياسية‪ ،‬العدد اخلاص رقم ‪ ،13‬مطبعة األمنية‪ ،‬الرباط‪ ،1111 ،‬الصفحة ‪.8‬‬
‫‪ )3‬حممد سكلي‪ ،‬مرجع ساب ‪ ،‬ص‪131 :‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪110‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫‪ -1‬مراقبة و تتبع التصريح بالممتلكات‪ ،‬و تدقيق حسابات األحزاب السياسية‪ ،‬و فحص النفقات المتعلقة‬
‫بالعمليات االنتخابية‬

‫لقد أصبحت مراقبة و تتبع التصاريح باملمتلكات‪ ،‬و تدقي يسابات األيزاب السياسية‪ ،‬و فحص نفقات‬
‫العمليات اتانتخابية فيما خيص أموال الدعم العمومية‪ ،‬اختصاصا يصريا للمجلس اتاعلى للحسابات مبقتضى الفقرة‬
‫الرابعة م الفصل ‪ 418‬م الدستور بالرغم م التنصيص عليه يف قوانني أخرى‪.‬‬

‫ويرمل هذا التصريح أيضا ثروات القضاة‪ ،‬و قضاة احملاكم املالية‪ ،‬إىل جانب مجيع املسؤولني معينني كانوا أم‬
‫منتخبني‪ ،‬ونفس األمر يسري على تدقي اقحلسابات‪ ،‬و فحص النفقات املتعلقة بالعمليات اتانتخابية‪ ،‬إذ مل يقتصر دور‬
‫اجمللس على ترؤس جلنيت الفحص و التدقي متعدديت األطراف‪ ،‬بل أصبح هو صايب اإلختصاص اقحلصري هلا‪.‬‬

‫‪ -3‬مساعدة البرلمان في المجاالت المتعلقة بمراقبة المالية العامة‪ ،‬و اإلجابة عن األسئلة‪ ،‬و االستشارات‬
‫المرتبطة بوظائف البرلمان في التشريع‪ ،‬و المراقبة‪ ،‬المتعلقة بالمالية العمومية‪.‬‬

‫يدخل هذا اتاختصاص يف صميم النظم الرقابية على املال العام‪ ،‬بل يركل قفزة نوعية يف مأسسة ثقافة احملاسبة‬
‫م خالل مد جسور املساعدة و التعاون مع املؤسستني املركزيتني يف جمال املراقبة و احملاسبة‪ ،‬و مها الربملان و اجمللس‬
‫األعلى للحسابات‪ ،‬إذ سيكون بإمكان الربملان كما هو الرأن يف التجارب املتقدمة اإلستناد إىل التقارير و املعلومات‬
‫اليت يوفرها اجمللس األعلى للحسابات‪ ،‬م أجل إغناء عمله الترريعي أوتا‪ ،‬و إثراء عمله الرقايب و التقييمي ثانيا‪.‬‬

‫و يدخل هذا اتاختصاص ضم مستجدات دستور ‪ 1144‬بعد أن كان دستور ‪ 4115‬حيدد هذه املساعدة يف‬
‫أمري اثنني يعقبان تنفيذ امليزانية‪ ،‬و يتمثالن يف التصريح العام باملطابقة و التقرير يول تنفيذ القانون املايل‪ ،‬رغم‬
‫حمدودية هذه املساعدة‪ ،‬على اعتبار أن تأخر اقحلكومة يف اصدار مرروع قانون التصفية كان يفرغ هذا اتاختصاص م‬
‫حمتواه و جيعله عدمي اجلدوى‪.‬‬

‫تا شك أن تفعيل هذا املقتضى الدستوري سيساعد يف إرساء جتربة مةربية يف مراقبة املال العام و يؤسس لتوازن‬
‫فعلي للسلط تنتصر لربملان مسنود جبهاز موضوعي و مستقل‪ ،‬تكسب ماليظاته أمهية يف سبيل تأمني املتابعة و‬
‫احملاسبة و املساءلة‪.‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪111‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫‪1‬‬
‫‪ -4‬مساعدة الهيات القضائية‬
‫و ترمي هذه املساعدة إىل ربط البعد القضائي بالبعد السياسي (الربملان)‪ ،‬و البعد املايل و التأدييب (اجمللس األعلى‬
‫للحسابات) ‪ ،‬و ذلك يف يالة حتريك املتابعة القضائية‪ ،‬و تفعيل العالقة التواصلية بني القضاء املايل و القضاء العادي‪،‬‬
‫و يتضح أن وضع آليات التعاون و التنسي بني هذي النوعني م األجهزة القضائية أضحى ضرورة بةرض إطالع‬
‫اجمللس على كل املخالفات املالية‪ ،‬و مباشرة اتاجراءات يياهلا‪ ،‬و ذلك لتحقي الةاية املررتكة بينهما‪ ،‬و املتمثلة يف‬
‫‪2‬‬
‫توفر شروط احملافظة على املال العام‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ -5‬نشر التقارير الخاصة و المقررات القضائية‬
‫إضافة إىل نرر التقارير اخلاصة باأليزاب‪ ،‬و اإلنتخابات‪ ،‬و املمتلكات‪ ،‬فإن اجمللس األعلى للحسابات أصبح‬
‫ملزما بنرر التقارير اليت كان ينجزها مبناسبة مراقبة مرف م املراف ‪ ،‬و كذا املقررات القضائية‪ ،‬و هو ما سيعزز مبدأ‬
‫الرفافية كمبدأ أساسي للحكامة اجليدة يف امليدان املايل‪.‬‬

‫يتوىل اجمللس األعلى مهمة قضائية صرفة‪ ،‬و هي التأديب املايل‪ ،‬كما يضطلع مبهمة ذات طابع قضائي مبناسبة‬
‫الب يف اقحلسابات اليت تنتهي بإصدار أيكام فيها‪.‬‬

‫فم ارتكب خمالفة يف إطار التأديب املايل يتابع و يعاقب و ينرر اقحلكم اخلاص به م قبل احملاكم املالية‪ ،‬و م‬
‫ارتكب خمالفة ذات طابع جنائي حيال على القضاء اجلنائي املختص‪.‬‬

‫هكذا يبدو أن إلزام اجمللس بنرر أيكامه سيمكنه م الرتوي يف صياغة تقريره السنوي حبكم أن النرر سيتيح‬
‫فيها اجمللس‪ ،‬و بالتايل تا جمال للترهر‬ ‫للمتخصصني و املراقبني و كذا املواطنني العاديني تتبع مآل القضايا اليت يب‬
‫مبؤسسات قد تكون بريئة م اإلهتامات اليت يوجهها إليها اجمللس‪ ،‬دون سلوك املساطر القانونية اخلاصة بذلك‪.‬‬
‫‪ -5‬رفع تقرير سنوي للملك يتضمن بيانا عن جميع أعماله‪ ،‬و توجيهه إلى رئيس الحكومة‪ ،‬و إلى رئيسي‬
‫‪4‬‬
‫مجلسي البرلمان‪ ،‬و ينشر بالجريدة الرسمية‬

‫يعترب التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات أداة ييوية مثينة لعرض نتائج تصرف املسؤولني يف املال العام إىل‬
‫‪1‬‬
‫امللك‪ ،‬و مرآة لطريقة عمل اجمللس األعلى للحسابات نفسه‪ ،‬و مدى قيامه مبهامه املوكولة إليه‪.‬‬

‫‪ -1‬الفقرة الثانية م الفصل ‪ 417‬م دستور ‪1144‬‬


‫‪ -2‬أمحد ياسون‪ ،‬اجمللس األعلى للحسابات باملةرب دراسة سوسيو قانونية‪ ،‬جملة الدراسات السياسية و اتاجتماعية منرورات يوارات‪،‬‬
‫طبعة ‪ ،1143‬ص‪411 :‬‬
‫‪ -3‬الفقرة الرابعة م الفصل ‪ 417‬م دستور ‪1144‬‬
‫‪ -4‬انظر الفقرة ‪ 6‬م الفصل ‪ 417‬م دستور ‪1144‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪112‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫و هذه الوسيلة يطلع بواسطتها جاللة امللك‪ ،‬باعتباره املررف العام على يس سر دواليب الدولةعلى مدى‬
‫التزام اجمللس األعلى للحسابات بدفرت التحمالت‪ ،‬الذي جاء يف خطاب التكلي امللكي لرئيس اجمللس‪ ،‬و على كيفية‬
‫و نتائج التصرف يف تدبر الرأن العام و املال العام م قبل القطاعات اقحلكومية و شبه اقحلكومية‪.‬‬

‫و باإلضافة إىل جاللة امللك‪ ،‬يرفع نفس التقرير إىل رئيس اقحلكومة‪ ،‬و رئيس الربملان‪ ،‬و النرر التلقائي باجلريدة‬
‫الرمسية‪ ،‬و هذا م شأنه أيضا أن يزيد يف تعزيز مبدأ الرفافية و اإلخبار و يساهم يف تفعيل الرقابة السياسية على مدار‬
‫‪2‬‬
‫السنة‪ ،‬م خالل معلومات و آراء اجمللس‪ ،‬مث تفعيل الرقابة السياسية يف هناية السنة م خالل التقرير السنوي‪.‬‬

‫‪ -7‬تقديم رئيس المجلس األعلى للحسابات لعرض عن أعمال المجلس األعلى للحسابات أمام البرلمان‬
‫متبوعا بالمناقشة‪.‬‬

‫يدخل هذا النص ضم املستجدات اليت جاء هبا دستور ‪ 1144‬يف جمال الرقابة‪ ،‬إذ أن رئيس اجمللس يتقدم‬
‫بعرض يول جمموع أعمال اجمللس‪ ،‬يبني طريقة اشتةاله‪ ،‬و كيفية الوصول إىل نتائجه‪ ،‬إىل ممثلي األمة‪ ،‬و يكون متبوعا‬
‫مبناقرة‪ ،‬يف تكريس رائع ملبدأ شفافية اجمللس و خضوعه للمتابعة و املراقبة و املساءلة‪ ،‬م قبل نواب األمة املؤمتنني على‬
‫‪3‬‬
‫قدسية املال العام‪ ،‬و سالمة تدبر الرأن العام‪.‬‬

‫‪ -8‬العقاب عند االقتضاء‪ ،‬عن كل إخالء بالقواعد السارية على العمليات المذكورة‬

‫تكرس هذه الفقرة أيضا عالقة احملاكم املالية باقحلكامة املالية‪ ،‬إذ أهنا أعطت قيمة دستورية للوظيفة األساسية الثالثة‬
‫هلذه احملاكم‪ ،‬و اليت تتجلى يف التأديب املايل أي الوظيفة العقابية‪ ،‬و هو عنصر مهم مل ينص عليه دستور ‪.4115‬‬

‫باإلضافة اىل املهام السابقة الذكر‪ ،4‬تا بد م اإلشارة اىل اجلوانب املتعلقة بالتقييم ‪ ،‬واليت تعترب ايد املظاهر‬
‫اقحلديثة يف النظرية الرقابية‪ ،‬لك اندراجه ضم جمال واسع‪ ،‬كمجال السياسات العمومية واشرتاكه يف ذلك مع‬
‫مؤسسات دس تورية أخرى ذات طبيعة سياسية‪ ،‬يطرح بعض الصعوبات تتعل مبرروعية واسس‪ ،‬ويدود‪ ،‬ونطاق‪،‬‬
‫ممارسة تلك الوظيفة‪ .‬فإذا كانت قوانني املالية تعترب اإلطار املايل لتنزيل السياسات العمومية يف شكل خمططات‬
‫ومراريع‪ ،‬فإن ذلك اإلطار سيسمح للمجلس األعلى للحسابات أن يقوم بتحليل مدى حتقي النتائج املرجوة م‬
‫خمتل السياسات تان الرمولية تعد م أهم مقومات وظيفة التقييم لقياس مدى كفاءة املدبري العموميني‪.‬‬

‫‪ -1‬حممد براو‪ ،‬الوسيط يف شرح مدونة احملاكم املالية‪-‬الكتب الثالث‪-‬منرورات مركز الدراسات و األحباث دار السالم للطباعة و النرر و‬
‫التوزيع –الرباط‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ،1141‬ص‪143 :‬‬
‫‪ -2‬حممد براو‪ ،‬مرجع ساب ‪ ،‬ص‪114 :‬‬
‫‪ -3‬حممد براو‪ ،‬مرجع ساب ‪ ،‬ص‪111 :‬‬
‫‪ -4‬انظر مرجع ساب ‪ ،‬الصفحة ‪. 7‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪113‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫م خالل تفكيك العناصر الثمانية السابقة املؤطرة بفصول الدستور م ‪ 418‬إىل ‪ 461‬يتبني أهنا تستجيب‬
‫كلها للمطالب السياسية و اإلجتماعية و اقحلقوقية اليت صايبت اقحلراك اجملتمعي لسنة ‪ 1144‬و عجلت بدسرتهتا‬
‫وقتئذ‪ ،‬م أجل تكريس املواطنة اقحلقة‪ ،‬و تعزيز الدميقراطية‪ ،‬و إرساء نظام املسؤولية و املساءلة‪ ،‬و رفض مظاهر الفساد‪،‬‬
‫و الدعوة إىل اعتماد نظام الرفافية‪ ،‬و اقحلكامة اجليدة اليت راه املررع م أجل حتقيقها على أجهزة الرقابة و التقييم‪.‬‬
‫و يدخل دور هذه األجهزة ضم الضمانات األساسية للحكامة املالية‪ ،‬اليت تبقى مطمحا جمتمعيا جوهريا تا غىن عنه‬
‫يف بناء دولة دميقراطية يديثة‪.‬‬

‫وبالرغم م هذا الدور املهم الذي أناطه الدستور باجمللس األعلى للحسابات وباجملالس اجلهوية للحسابات‪ ،‬فإنه‬
‫مطلوب منه ايضا القيام بتةيرات داخلية هامة تتعل بالتنظيم وترتيب األولويات والفعالية‪ ،‬ومطلوب منه كذلك القيام‬
‫هبذه األعمال يف ايرتام تام لالستقاللية امام اجلهاز التنفيذي واجلهاز الترريعي‪ ،‬خصوصا ان السلطتني الترريعية‬
‫والتنفيذية قد تريان يف اقتصار اجمللس األعلى للحسابات على القيام بعمل وهتميش األخر غيابا للحيادية واتاستقاللية‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫أو أن يتهم اجمللس األعلى للحسابات م قبل الراي العام والبايثني بقصوره وعدم فعاليته‪.‬‬

‫يعترب تطوير نظم الرقابة املالية م بني املرتكزات األساسية اليت يقوم عليها تكريس اقحلكامة املالية‪ .‬اليت تتجه حنو‬
‫اعتماد منط جديد م الرقابة يندرج يف سياق تقييم السياسات العمومية‪ ،‬ويتميز هذا املقرتب اجلديد بكونه يعتمد على‬
‫الرمولية والقدرة على نقد التدبر املايل بصفة خاصة والتدبر العمومي بصفة عامة‪ ،‬خاصة عقب إفالس األنظمة‬
‫املكلفة بتدبر املال العام يف كثر م دول املعمور‪ ،‬وأصبحت اقحلاجة تتزايد إلدخال مناهج يديثة تقوم على جمموعة‬
‫م املبادئ كاملنافسة والرفافية والتراركية وربط املسؤولية باحملاسبة‪.‬‬

‫وقد سعت جمموعة م الدول الدميقراطية إىل تكريس هذه املبادئ على مستوى دساترها‪ ،‬للقطع مع الطرق‬
‫التقليدية يف التدبر اليت كانت انعكاساهتا على التنمية وخيمة‪.‬‬

‫وعلى غرار هذه الدول‪ ،‬عمل املةرب‪ ،‬على الرقي هبذه املبادئ‪ ،‬وتكريسها على مستوى دستور ‪ ،1144‬كجواب‬
‫آين على اقحلراك اتاجتماعي‪ ،‬الذي كان م بني مطالبه للمصاقحلة مع الدولة‪ ،‬ضرورة التصدي لظواهر الفساد والزبونية‬
‫واحملسوبية وهدر املال العام‪.‬‬

‫ان اقحلراك السياسي واتاجتماعي الذي عرفه املةرب يروم يف بعض جوانبه اعادة بناء مفهوم الدولة على أساس‬
‫تعاقدي يقوم فضال ع املواطنة والدميقراطية‪ ،‬على املسؤولية واحملاسبة واملساءلة وإرساء شفافية ومصداقية تدبر األموال‬

‫‪ -1‬املنتصر السويين‪ ،‬الدستور املايل والنموذج التدبري اجلديد باملةرب‪ ،‬مطبعة النجاح اجلديدة الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة اتاوىل ‪،1141‬‬
‫الصفحة ‪.71‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪114‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫العمومية‪ ،‬واملسامهة يف ختلي اقحلياة العامة‪ .‬فلمدخل اىل اإلصالح مير عرب تكريس مبادئ املسؤولية واحملاسبة واملساءلة‬
‫‪1‬‬
‫باعتبارها جوهر العمل الدميقراطي‪.‬‬

‫مل يقتصر األمر على هاتني اهليأتني اتاسترارية والقضائية الساب ذكرمها‪،‬و إمنا أرسى الدستور اجلديد لسنة‬
‫‪ 1144‬هيئات اخرى مستقلة‪ ،‬تعىن حبماية املال العام‪ ،‬وهي تلك اليت خصص هلا بابا بكامله‪ ،‬مساها هيئات اقحلكامة‬
‫اجليدة والتقنني‪ ،‬أوكل هلا تتبع عمليات تدبر املال العام‪ ،‬والعمل على حماربة ظواهر الفساد والوقاية منه‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪:‬هيئات الحكامة الجيدة و التقنين‬

‫إن الدستور املةريب الذي جاءت إصالياته اجلديدة لكي حتاول إغناء الطابع التمثيلي و سلطة اتاقرتاع العام‪ ،‬و‬
‫تقوية التأويل الربملاين‪ 2‬هو نفسه الذي أفرد الباب الثاين عرر ملا أمساه هبيئات محاية اقحلقوق و اقحلريات و اقحلكامة‬
‫اجليدة و التنمية البررية و املستدامة و الدميقراطية التراركية‪ ،‬داخل هذه املؤسسات العرر‪ ،‬تندرج هيئات اقحلكامة‬
‫اجليدة و التقنني‪ ،‬و تضم " اهليئة العليا لالتصال السمعي البصري " كمؤسسة للسهر على ايرتام التعبر التعددي‬
‫لتيارات الرأي و الفكر و اقحل يف املعلومة يف امليدان السمعي و البصري‪" ،‬جملس املنافسة" كمؤسسة مستقلة‪ ،‬مكلفة‬
‫بضمان الرفافية و اإلنصاف يف العالقات اإلقتصادية يف إطار تنظيم منافسة يرة و مرروعة‪" ،‬اهليئة الوطنية للنزاهة و‬
‫الوقاية م الرشوة و حماربتها" كمؤسسة تتوىل على اخلصوص‪ ،‬مهام املبادرة و التنسي و اإلشراف و ضمان تتبع تنفيذ‬
‫سياسات حماربة الفساد‪.‬‬

‫وعطفا على ما سب ‪ ،‬ستتم مناقرة طبيعة العمل املوكول هليئات الضبط والتقنني (الفقرة اتاوىل)‪ ،‬يف يني‬
‫ستخصص(الفقرة الثانية)لرصد دور هيئات اقحلكامة يف ترسيخ يكامة التدبر العمومي‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬طبيعة العمل الموكول لهيئات الضبط و التقنين‬

‫إن تنوع جماتات عمل هذه اهليئات‪ ،‬يبني بركل جلي مالمح اتاجتاه حنو إعادة صياغة وظيفة الدولة‪ ،‬و إعادة‬
‫عبء تدخلها اإلقتصادي‬ ‫حتديد أدوارها‪ ،‬و وسائل تدخلها يف عدد م القطاعات اإلقتصادية و املالية‪ ،‬لتخفي‬
‫املباشر‪ ،‬و لتكريس سياسة اتانفتاح الليربايل و العزوف ع سياسة اتايتكار‪ ،‬و استبدال أسلوب اإلدارة املباشرة‬
‫للمراف واخلدمات العمومية بأساليب جديدة تقوم على تفويض مهام الضبط والتقنني‪ ،‬والتأطر هليئات ناظمة جديدة‬

‫‪ -1‬ياسون امحد‪ ،‬اجمللس اتاعلى للحسابات باملةرب دراسة سوسيوقانونية‪ ،‬منرورات يوارات جملة الدراسات السياسية واتاجتماعية‪،‬‬
‫مطبعة املعارف اجلديدة‪ ،‬الرباط ‪ ،1143‬الصفحة ‪.184‬‬
‫‪ -2‬يس طارق‪ ،‬الربيع العريب و الدستوراتية قراءة يف جتارب املةرب‪ ،‬تونس و مصر‪ ،‬اجمللة املةربية لإلدارة احمللية و التنمية‪ ،‬مطبعة املعارف‬
‫اجلديدة‪ ،‬الطبعة اتاوىل‪ ،1141 ،‬ص‪.453 :‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪115‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫تعىن مبيادي محاية اقحلقوق و اقحلريات‪ ،‬ضبط التنافس اإلقتصادي و امليادي املالية‪ ،‬محاية املستهلك‪ ،‬و هي قضايا‬
‫‪1‬‬
‫عجزت اإلدارة الكالسيكية يف تدبر قدرهتا على التكي مع املستجدات اليت تطريها ‪.‬‬

‫ختتص هذه اهليئات بتنظيم و ضبط قطاعات اسرتاتيجية اقتصادية و مالية‪ ،‬و حبكم ممارستها لسلطات ضبطية و‬
‫تنظيمية‪ ،‬فهي تسعى للوساطة و التحكيم و الفصل بني املصاحل املتنازعة و كذا وضع إطار أخالقي ملزم مؤطر للعمل‬
‫املهين و التجاري و اقحلقوقي يف جماتات املنافسة و القيم املنقولة‪ ،2‬فهي متلك سلطات مستقلة و كل اتامكانيات م‬
‫أجل جلب املعلومات املفيدة يف ممارسة مهامها‪ ،‬كما يفرض القانون لزاما يف بعض اقحلاتات على األشخاص املعنيني‬
‫وضع ره إشارهتا الوثائ اليت تسمح بفحص مدى ايرتام األيكام الترريعية و التنظيمية‪ ،‬كما أهنا متلك‪ ،‬فضال ع‬
‫واجب اإلعالم‪ ،‬القدرة على التقصي و التحري عرب فتح ملفات اإلدارات و املقاوتات و اخلواص‪ ،‬إذا رأت أن ذلك‬
‫‪3‬‬
‫ضروري‪ ،‬و عرب إمكانات استدعاء املوظفني و األعوان العموميني ‪.‬‬

‫و ميك أن يصل مدى هذا اإلختصاص‪ ،‬إىل يدود إجراء التحقيقات و األحباث يف عني املكان‪ ،‬أي داخل‬
‫اإلدارات أو املقاوتات املعنية‪ ،‬و يعرب هذا البعد ع اجلوانب شبه القضائية يف عملها‪ ،‬يي يرمل عمل القاضي قبل‬
‫إصدار اقحلكم البح ‪ ،‬التحقي و اخلربة‪ ،‬و تا ميتد ليرمل باقي اجلوانب األخرى‪ ،‬إتا أنه ميك هلذه التحريات و‬
‫التحقيقات املنجزة م طرفها‪ ،‬أن متهد إلجراء متابعات قضائية‪ ،‬كما أنه ميك لسلطات اإلدعاء العام استرارة هذه‬
‫اهليئات يف نطاق اختصاصاهتا قبل اإلقدام على حتريك الدعوى العمومية‪ ،‬و م األنظمة القانونية م خوهلا صاليية‬
‫تأديبية متارسها عند اإلقتضاء يف شكل غرامات و عقوبات أو جزاءات‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬دور هيئات الحكامة في ترسيخ حكامةالتدبير العمومي‬

‫هناك م يتساءل يول ما إذا كانت هيئات اقحلكامة خاصة منها ذات الطابع اإلستراري أن تساهم يف توسيع‬
‫اقحلوار العمومي يول السياسات اإلقتصادية و اإلجتماعية‪.‬‬

‫إن النقاش يول التدبر املايل العمومي ظل لسنوات عديدة عاجزا ع اإلجابة ع جمموعة م اتاختالتات اليت‬
‫يعيرها اجملال‪ ،‬إذ بقي هذا النقاش مومسيا مرتبطا غالبا باإلستحقاق الربملاين املتعل بامليزانية‪ ،‬و م هنا تظهر اقحلاجة‬
‫امللحة إىل الدور املنتظر م هذه اهليئات يف املسامهة يف ترسيخ ثقافة تقييم السياسات العمومية‪ ،‬باعتبار هذه اهليئات‬
‫جيال جديدا م املؤسسات‪ ،‬اليت اقحمت نفسا تراركيا داخل األنظمة السياسية اقحلديثة‪ ،‬و لذلك كان الةرض م‬

‫‪ -1‬سعيد او العريب‪" ،‬السلطات اتادارية املستقلة م أجل مفهوم جديد للسلطة باملةرب"‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا املعمقة‪ ،‬كلية‬
‫اقحلقوق‪ ،‬أكدال‪ ،‬سنة جامعية ‪ ،1114-1111‬ص‪411:‬‬
‫‪ -2‬يس طارق‪ ،‬مرجع ساب ‪ ،‬ص‪16 :‬‬
‫‪ -3‬يس طارق‪ ،‬مرجع ساب ‪ ،‬ص‪444 :‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪116‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫إيداثها هو خل مساية إضافية للمراركة املواطنة‪ ،‬ع طري إدماج اجملتمع املدين و اخلربات اجلامعية‪ ،‬و الفئات‬
‫ضعيفة التمثيلية داخل املؤسسات املنتخبة‪ ،1‬أو يىت الفئات اليت تا صوت هلا‪ ،‬و هي بذلك أصبحت تركل فضاء‬
‫واسعا للتداول و النقاش العمومي‪ ،‬و تاقرتاح األفكار املرتبطة بالسياسات العمومية‪.‬‬

‫لقد ميز الدستور م خالل عناوينه بني ثالثة أنواع م املؤسسات‪ ،‬وما يهم يف هذا اجملال و اهليئات املتعلقة‬
‫باملبادرة والتنسي واتاشراف وتتبع تنفيذ سياسات حماربة الفساد‪ ،‬وممارسة الرقابة على املال العام وضمان اتانصاف يف‬
‫‪2‬‬
‫العالقات اتاقتصادية‬

‫و سيتم اإلقتصار على هيئتني م هذه اهليئات فقط‪ ،‬نظرا تارتباطها الوثي مبجال التدبر املايل‪.‬‬

‫‪ -4‬جملس املنافسة‪ :‬الذي يضطلع باختصاصات مهمة تتمثل يف السهر على ضمان ايرتام املنافسة بني‬
‫أيضا بتنظيم منافسة يرة و مرروعة‪ ،‬و ضمان الرفافية و‬ ‫الفاعلني اإلقتصاديني‪ ،‬و هو مكل‬ ‫خمتل‬
‫اتانصاف يف العالقات اإلقتصادية‪ ،‬خاصة م خالل حتليل و ضبط وضعية املنافسة يف األسواق‪ ،‬و مراقبة‬
‫املمارسات املنافية هلا‪ ،‬و املمارسات التجارية غر املرروعة‪ ،‬و عمليات الرتكيز اإلقتصادي و اإليتكار‬
‫(الفصل ‪.)455‬‬

‫عموما يضطلع هذا اجمللس بدور تقريري يتمثل يف ضبط ومحاية املنافسة داخل السوق م خالل املراقبة‬
‫‪3‬‬
‫والرتخيص واقحلظر واملعاقبة على األفعال‪ ،‬إضافة إىل اختصاصه األصلي املتعل باتاسترارة يف ميدان املنافسة‪.‬‬

‫وكمثال ملموس على الدور اهلام املنوط هبذا اجمللس إضافة اىل اختصاصاته الدستورية والترريعية‪ ،‬فانه كان‬
‫مدعوا أن يبدي رأيه يف النموذج التنموي اقحلايل وإبراز أسباب قصوره وطرق جتاوز مكام هذا القصور أشار يف تقريره‬
‫‪4‬‬
‫السنوي لسنة ‪ 1141‬أن بلوغ النموذج التنموي اقحلايل اىل يدوده يرجع اىل عدة أسباب هي‪:‬‬

‫● تنتج بالدنا الثروة‪ ،‬لك يتم توزيعها بركل غر عادل على املستوى اتاجتماعي والرتايب وعلى مستوى النوع؛‬

‫● تنتج بالدنا القيمة‪ ،‬لك بركل يفضى إىل اإلفراط يف استةالل واستنزاف مواردها الطبيعية؛‬

‫‪-1‬يس طارق‪ ،‬مرجع ساب ‪ ،‬ص‪141 :‬‬


‫‪ -2‬الفتويي فؤاد‪ ،‬منظومة الرقابة يف جمال الصفقات العمومية‪ ،‬دراسة قانونية وقضائية‪ ،‬مطبعة البيضاوي‪،‬الطبعة اتاوىل‪ ،1111 ،‬الصفحة‬
‫‪. 78‬‬
‫‪ -3‬مرجع ساب الصفحة ‪،11‬‬
‫‪ -4‬تقرير جملس املنافسة لسنة‪ ،1141‬الصفحة ‪.441‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪117‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫● تطوير بالدنا وتوسيعها لنطاق رأمساهلا املنتج وبنياهتا التحتية األساسية‪ ،‬ولك دون تثمني كاف وموازي لرأمساهلا‬
‫الالمادي‪.‬‬

‫● بلورة بالدنا تاسرتاتيجيات متعددة‪ ،‬لكنها تا تعتمد كثرا على اجملاتات الرتابية واجلماعات‪ ،‬أي على حتقي‬
‫التنمية م القاعدة‪ ،‬وبركل ميك املواطنني م متلك برامج التنمية املوجهة اليم يىت يصبحوا الفاعلني‬
‫واملستفيدي املباشري م مثارها‪.‬‬

‫وعلى ضوء هذه اقحلقائ ‪،‬يرى اجمللس‪ ،‬ان ارساء دعائم منظومة وطنية قوية للمنافسة‪ ،‬تلعب دورها بالركل‬
‫الكامل‪ ،‬يركل امهية كبرة‪ ،‬يف سياق دعم جهود بناء النموذج التنموي اجلديد‪.‬‬

‫ويف ختام رأيه‪ ،‬يقر اجمللس ان اقحلكامة اتاقتصادية والعادلة تعترب إيدى الركائز األساسية لرتمجة هذا النموذج‬
‫‪1‬‬
‫التنموي على ارض الواقع‪.‬‬

‫‪ -1‬اهليئة الوطنية للنزاهة و الوقاية م الرشوة و حماربتها‪ :‬اليت يلت حمل اهليئة املركزية للوقاية م‬
‫ م توسيع صالييات هذه اهليئة لترمل أيضا مكافحة الفساد و الوقاية منه‪ ،‬خصوصا م‬ ‫الرشوة‪ ،‬يي‬
‫خالل املبادرة و التنسي و اإلشراف‪ ،‬و ضمان تتبع و تنفيذ السياسات العمومية ذات الصلة‪ ،‬و تلقي ونرر‬
‫املعلومات و املسامهة يف ختلي اقحلياة العامة‪ ،‬و ترسيخ مبادئ اقحلكامة اجليدة (الفصل ‪.)458‬‬

‫وتبقى نقطة التحول يف مسار اهليئة الوطنية للنزاهة و الوقاية م الرشوة و حماربتها‪ ،‬بالغ الديول امللكي لفاتح‬
‫ابريل ‪ ،1144‬والذي اقر للهيئة الدستورية املرتقبة مبسالتني اساسيتني‪ ،‬تتعل بتوسيع جمال تدخلها ليرمل خمتل‬
‫القانوين للهيئة‬ ‫اشكال الفساد وختويلها صالييات التصدي املباشر هلذه اتافعال‪ ،‬وبارساء مقتضيات تتعل بالتوصي‬
‫الوطنية للنزاهة والوقاية م الرشوة وحماربتها‪ ،‬واملوقع املؤسسايت واملراقبة املالية باإلضافة للتعيني والصيةة التمثيلية املتنوعة‬
‫‪2‬‬
‫واملتوازنة لألعضاء‪.‬‬

‫لطاملا شكلت آفة الفساد إيدى اإلشكاتات العويصة اليت تعرفها جمموعة م القطاعات‪ ،‬واليت تؤثر بركل‬
‫سليب على وثرة منو اتاقتصاد الوطين‪ ،‬وتعترب الصفقات العمومية كإيدى اجملاتات اخلصبة اليت تنرط فيها هذه الظاهرة‬
‫‪3‬‬
‫بالنظر إىل يجم األموال اليت ختصص هلذه اآللية التنموية اليت تنفذ م خالهلا نفقات امليزانية العامة للدولة ‪.‬‬

‫‪ -1‬تقرير جملس املنافسة لسنة ‪ 1141 ،‬الصفحة ‪.443‬‬


‫‪-2‬مرجع ساب الصفحة ‪.11‬‬
‫‪-3‬يفيظ خملول‪ ،‬يدود إصالح نظام الصفقات العمومية وفقا ملرسوم ‪ 11‬مارس ‪ ،1143‬دار النرر املعرفة‪ ،‬الطبعة األوىل‪،1148 ،‬‬
‫ص‪411 :‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪118‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫و لئ كان الةرض م إيداث اهليئات الواردة يف الباب الرابع عرر‪ ،‬اخلاص باقحلكامة اجليدة هو املسامهة يف‬
‫بلورة السياسات العمومية إىل جانب اهليئات املنتخبة يف إطار الدميقراطية التراركية للنهوض باجملتمع و تنميته‪ ،‬فإن‬
‫هاتني اهليئتني السالفة الذكر مها اللتان يبدو ارتباطهما بتدبر املال العام ارتباطا مباشرا بالنظر إىل اتاختصاصات املهمة‬
‫املوكولة إليها‪.‬‬

‫بالرغم انه م اتاقتصار على هاتني املؤسستني اللتان تندرجان يف إطار هيئات اقحلكامة املنصوص عليها يف الباب‬
‫الثاين عرر م دستور ‪ 1144‬فإن عالقتها املباشرة مبجال تدبر املال العام لكفيل ان جيعل منها هيئات تروم ترسيخ‬
‫مفاهيم دولة املؤسسات و تركل‪ ،‬كما تا خيفى‪ ،‬اللبنة األساسية لبناء صرح اقحلكامة املؤسساتية ببالدنا‪ ،‬و جتعل منها‬
‫األف املنرود للبعد التنموي‪ ،‬كما أن التةرات اليت جاء هبا الدستور اجلديد يؤسس بدوره لواقع حيتكم إىل يكامة‬
‫مؤسساتية تندرج يف سياق التحوتات الرمولية الوطنية و الدولية القدمية و املعاصرة‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫لقد اتضح على امتداد عناصر هذا املقال‪ ،‬أن املةرب وعلى غرار باقي الدول‪ ،‬عمل على الرقي مببادئ اقحلكامة‬
‫وتكريسها على مستوى دستور ‪ ، 1144‬كجواب آين على اقحلراك اتاجتماعي‪ ،‬الذي كان م بني مطالبه للمصاقحلة مع‬
‫الدولة‪ ،‬ضرورة التصدي لظواهر الفساد والزبونية واحملسوبية وهدر املال العام‪ .‬وقد جتسد ذلك يف ختويل بعض‬
‫املؤسسات الدستورية‪ ،‬بعضا م اتاختصاصات منها ما هو استراري ومنها ما يندرج ضم ما هو قضائي‪ ،‬بةية‬
‫املسامهة يف تدبر املال العام وارساء قواعد اقحلكامة املالية مبختل جتلياهتا‪.‬‬

‫وبالرغم م اجملهودات اليت م القيام هبا على مستوى املنظومة الترريعية واملؤسساتية يف جمال الرقابة على املال‬
‫العام ومحايته م كل أشكال اتاختالس والتبديد‪ ،‬فإن التحدي األكرب الذي أضحى يواجه مةرب اليوم هو اخنراط مجيع‬
‫مكونات اجملتمع؛ دولة‪ ،‬أيزابا سياسية‪ ،‬جمتمعا مدنيا ومواطنني أيضا‪ ،‬يف مسلسل إصالح التدبر اقحلايل للمال العام‬
‫وتتبع صرفه وطنيا وجهويا وترابيا‪ ،‬بةية تقدمي‪ ،‬للمواط ‪ ،‬خدمات ذات جودة عالية وبأقل تكلفة ويف وقت معقول‪.‬‬

‫ومما تا شك فيه‪ ،‬أن األزمة اليت شهدها املةرب كما العامل بداية سنة ‪ 1111‬هلا م اآلثار السياسية‬
‫الفواعل املدبرة للرأن العام تعيد النظر يف الطرق التقليدية للتدبر‬ ‫واتاقتصادية واتاجتماعية والنفسية‪ ،‬ما جيعل خمتل‬
‫املايل لتتبىن ضم رؤية استررافية‪ ،‬منوذجا طمويا مبنيا على مقومات العدالة اتاجتماعية واملالية‪ ،‬مستلهما يف ذلك م‬
‫جتارب الدول الرائدة يف هذا اجملال‪ ،‬انسجاما مع ما تدعو إليه التوجهات امللكية يف تنزيل النموذج التنموي اجلديد‪.‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪119‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫" تأثير الجباية على جودة مناخ األعمال بالمغرب"‬


‫‪The impact of tax on the quality of the business climate in Morocco‬‬
‫خليل اللواح‬
‫‪KHALIL LOUAH‬‬
‫أستاذ باحث بالكلية المتعددة التخصصات بالعرائش ‪-‬جامعة عبد المالك السعدي‪ ،‬المغرب‪-‬‬
‫مدير مجلة ابن خلدون للدراسات القانونية واالقتصادية واالجتماعية‬
‫‪Research Professor at the Faculty Multidisciplinary of‬‬
‫‪Larache,Abdmalek Essaadi University,Morocco‬‬
‫‪Director of Ibn khaldun Journal of Legal, Economic and Social‬‬
‫‪Studies‬‬
‫‪Email: k.louah@uae.ac.ma‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫تا مناص أن هناك عالقة وطيدة بني الضريببة واقحلافزية ملمارسة األعمال‪ ،‬وإميانا م املةرب هبذه العالقة‬
‫احملورية للنهوض باتاقتصاد الوطين م خالل اتاهتمام بسبل وكيفيات استقطاب رؤوس األموال لتنمية اتاستثمارات‬
‫والتحفيز على توطني املراريع اتاقتصادية؛ عمد منذ مدة على إرساء نظام جبائي عصري‪ ،‬يتضم حتفيزات جبائية‬
‫وامتيازات استثنائية هتدف إىل حتقي العدالة اجلبائية واجملالية‪ ،‬مبا ينعكس إجيابا على البيئة اتاستثمارية ومناخ األعمال‬
‫وجيعلها يف انسجام مع معاير اجلودة اتاستثمارية‪.‬‬
‫وإذا كانت اجلباية حمددا رئيسيا يف معادلة اتاستثمار فإن املمارسة يف كنه النظام اجلبائي‪ ،‬أثبتت أن هناك‬
‫حتديات قوية وعقبات مجّة ظلت تالي هذا النظام وتثنيه ع أداء أدواره الطالئية إلنعاش اتاستثمار؛ وهي إكراهات‬
‫ميك التةلب عليها م خالل جمموعة م املقرتيات إلضفاء مزيد م الفعالية والنجاعة على النظام اجلبائي جلعله‬
‫عامال جوهريا يف بناء فضاء جذاب لالستثمارات‪.‬‬
‫كلمات مفتايية‪ :‬اجلباية‪ ،‬مناخ األعمال‪ ،‬النظام اجلبائي‪ ،‬اجلاذبية اتاستثمارية‪.‬‬

‫‪Abstract:‬‬
‫‪Business, and Morocco's belief in this pivotal relationship for the‬‬
‫‪advancement of the national economy by paying attention to the ways and means of‬‬
‫‪attracting capital to develop investments and stimulate the resettlement of economic‬‬
‫‪projects. He has long ago established a modern tax system that includes tax incentives‬‬
‫‪and exceptional concessions aimed at achieving fiscal and spatial justice, in a way that‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪120‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫‪reflects positively on the investment environment and business climate and brings‬‬
‫‪them in line with investment quality standards.‬‬
‫‪If taxation is a major determinant of the investment equation, then the‬‬
‫‪practice in the nature of the tax system has demonstrated that there are strong‬‬
‫‪challenges and numerous obstacles that continue to haunt this system and discourage‬‬
‫‪it from performing its epithelial roles to revive investment. These constraints can be‬‬
‫‪overcome through a set of proposals to give more effectiveness and efficiency to the‬‬
‫‪tax system, to make it an essential factor in building an attractive space for‬‬
‫‪investments.‬‬
‫‪Keywords: Tax, business climate, tax system, and investment‬‬
‫‪attractiveness.‬‬

‫مقدمة‬
‫بلدان العامل قاطبة لتحسني مناخ أعماهلا تاستقطاب املزيد م رؤوس األموال وجذب‬ ‫تعمل خمتل‬
‫اتاستثمارات الداخلية واخلارجية يف ظل بيئة تنافسية حمتدمة بني الدول للفوز باملراريع اتاستثمارية‪ ،‬ويف سياق عاملي‬
‫يؤم مبؤشرات ومعاير واضحة جلودة مناخ األعمال‪.‬‬
‫وإذ تتنوع اآلليات املستخدمة يف جتويد بيئة األعمال‪ ،‬غر أن اجلباية على أمهيتها تبقى الوسيلة واملرتكز القادر‬
‫على خل جاذبية لالستثمار وبالتايل النهوض بالتنمية اتاقتصادية‪ ،‬بل أصبحت ساليا ناجحا يف املتةرات اتاقتصادية‬
‫ومتطلبا جوهريا لتنفيذ السياسة اتاقتصادية اليت ترنو حنو خل بيئة مالئمة لتطور اتاستثمارات ومنوها‪.‬‬
‫والضريبة ليست جمرد أداة للتمويل فحسب‪ ،‬بل أداة إلنعاش القطاع اتاقتصادي والتأهيل اتاجتماعي‪ ،‬وجتليا‬
‫م جتليات تدخل الدولة يف اقحلياة اتاقتصادية حبسب تعبر اتاقتصادي الربيطاين جون مينارد كينز لتجاوز مساوئ‬
‫النظام الرأمسايل الكالسيكي املؤم بعدم جدوى تدخل الدولة يف الرأن اتاقتصادي‪ ،‬ألن هناك يد خفية حبسب تعبر‬
‫ُ‬
‫آدم مسيت قادرة على إيداث التوازن وجتنب األزمات اتاقتصادية املحدثة؛ وهو األمر الذي ك ّذبته أزمة الكساد الكبر‬
‫ُ‬
‫لسنة ‪ 4111‬وما ألزمته م ضرورة الرتاجع ع مبدأ دعه يعمل دعه مير لصاحل النظرية الكينزية؛ هذه األخرة تعرضت‬
‫أيضا للنقد الالذع يف أعقاب أزمة الركود التضخمي يف سبعينات القرن املاضي لعدم جدوى منحىن فيليبس م طرف‬
‫ميلتون فريدمان م خالل نظريته النقودية اليت عمل كل م الرئيس األمريكي ريكان ورئيسة الوزراء الربيطانية تاترر‬
‫على تبين هذه النظرية‪ ،‬عرب القيان مبجموعة م اإلصاليات الضريبية الواسعة يف أمريكا سنة ‪ 4175‬املعروفة بالقانون‬
‫اإلصالح الضرييب‪ ،‬ويف بريطانيا سنة ‪ 4177‬بإجراء مجلة م اإلصاليات الضريبية م خالل ختفيض الضرائب هبدف‬
‫حتفيز اتاستثمار‪.‬‬
‫واملةرب ب إرادته القوية وتوجهاته اتاقتصادية ذات البعد الليربايل القائمة على اقتصاد السوق وحتفيز املبادرة‬
‫امليعاد م خالل اإلقدام على إصالح منظومته‬ ‫اخلاصة وفتح اقحلدود الوطنية أمام استقطاب اتاستثمارات‪ ،‬مل خيل‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪121‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫اجلبائية م خالل قانون اإلطار لسنة ‪ 4171‬تبعا إلجراءات برنامج التقومي اهليكلي اهلادفة إىل مالءمة النظام اجلبائي‬
‫املةريب مع األنظمة املالية اقحلديثة على املستوى الدويل‪ ،‬وما تلت هذه احملطة م إصاليات جبائية متعاقبة وتنظيم‬
‫مناظرات وطنية يول اجلبايات‪ ،‬جلعل الضريبة ليس فقط إيراد مايل‪ ،‬بل عامل للتحفيز على اتاستثمار وجتويد مناخ‬
‫األعمال‪.‬‬
‫وإميانا بأمهية اجلباية يف إذكاء اجلاذبية اتاستثمارية‪ ،‬أضحى املةرب م يني آلخر على إعطاء وإيالء اهتماما‬
‫بالةا للمنظومة اجلباية ملالءمتها مع معاير اقحلكامة اجلبائية يف إطار تعزيز الرفافية الضريبية‪ ،‬على اعتبار أنه م بني‬
‫معاير اإلقبال على اتاستثمار يف البلدان؛ هناك معيار اتاستقرار الضرييب الذي يعكس املصداقية والرفافية‪.‬‬
‫وقد نتج ع هذا اتاهتمام والعناية بالضريبة م طرف املةرب‪ ،‬سحبه م القائمة الرمادية للضرائب م طرف‬
‫اتاحتاد األورويب تقديرا جلهوده يف جمال اإلصاليات املالية واقحلكامة اجلبائية والتزامه جبميع املعاير الضريبية الدولية‬
‫واخنراطه يف تدابر تروم ضمان امتثال منظومته اجلبائية للمبادئ العاملية للرفافية والضرائب العادلة‪.‬‬
‫‪ ‬إشكالية الدراسة‪:‬‬
‫على ضوء هذه املعطيات‪ ،‬تتبلور اإلشكالية احملورية التالية‪:‬‬
‫كي ميك للجاذبية الضريبية م جتويد بيئة األعمال باملةرب؟‬
‫يتفرع ع هذه اإلشكالية سؤاتان جوهريان‪ ،‬ومها‪:‬‬
‫‪ ‬ما هي مظاهر حتفيز الضريبة لالستثمار وممارسة األعمال؟‬
‫‪ ‬ما هي أبرز املعيقات اجلبائية للنهوض باتاستثمار وحتسني مناخ األعمال؟‬
‫‪ ‬حتديد بعض املفاهيم‪:‬‬
‫‪ o‬اجلباية‪ :‬هي اقتطاعات مالية تقوم هبا الدولة علي األفراد لتةطية نفقاهتا‪ ،‬وتكون علي شكل ضريبة أو رسم‪.‬‬
‫وبذلك فهي أمشل وأوسع م الضريبة‪ ،‬بل الضريبة جزء م اجلباية‪.‬‬
‫‪ o‬الضريبة‪ :‬هي اقتطاع مايل‪ ،‬يستخلص م األشخاص تبعا لقدراهتم التكليفية ع طري القوة لتحويل جزء م‬
‫أمواهلم بركل هنائي وبدون مقابل م أجل تةطية األعباء العامة واملسامهة يف بلوغ األهداف اتاقتصادية‬
‫واتاجتماعية اليت م حتديدها مسبقا م طرف السلطات العمومية‪ ،1‬مبعىن هي نوع م أنواع العوائد املالية اليت‬
‫تفرضها السلطات العمومية هبدف تنمية املوارد املالية للدولة‪.‬‬
‫‪ o‬الرسم‪ :‬هو مبلغ نقدي يدفعه الفرد جربا إىل الدولة أو إىل مؤسساهتا العمومية مقابل منفعة خاصة حيصل عليها‬
‫الفرد إىل جانب منفعة عامة تعود على اجملتمع ككل‪ ،2‬مبعىن آخر‪ ،‬هو مبلغ م املال يدفعه الرخص مقابل انتفاعه‬
‫خبدمة عمومية‪ ،‬وقيمة الرسم تكون أدىن بكثر م قيمة اخلدمة‪ ،‬مثال‪ :‬رسم التسجيل يف بعض املؤسسات‪.‬‬
‫‪ o‬اإلتاوة‪ :‬هي تربه الرسم تدفع نظر خدمة تقدمها الدولة‪ ،‬لك قيمة األتاوى تكون مساوية لقيمة اخلدمة وهذا‬
‫هو وجه اتاختالف مع الرسم‪.‬‬

‫‪1‬حممد بلعوشي‪ :‬القانون الضرييب‪ ،‬مطبعة دار النرر املةربية‪ ،‬السنة ‪ ،1144‬ص‪.1.‬‬
‫‪ 2‬حممد عباس حمرزي‪ :‬اقتصاديات اجلباية والضرائب‪ ،‬دار هومة‪ ،‬طبعة ‪ ،1116‬اجلزائر‪ ،‬ص‪.454.‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪122‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫‪ o‬النظام الضرييب‪ :‬جمموع م العناصر اإليديولوجية والقانونية واتاقتصادية والفنية اليت يؤدي تراكبها إىل قيام كيان‬
‫ضرييب معني‪ ،‬ميثل أيد أوجه النظام اتاقتصادي القائم والذي خيتل مالحمه م بلد آلخر‪ .1‬أو مبعىن ضي ‪ ،‬هو‬
‫جمموع القواعد القانونية واإلجرائية اليت متك م مباشرة اتاقتطاع الضرييب‪.‬‬
‫‪ ‬مناخ اتاستثمار‪:‬‬
‫مناخ اتاستثمار حبسب تقرير البنك الدويل ع التنمية لسنة ‪ ،1116‬هو جمموعة العوامل اخلاصة اليت‬
‫حتدد شكل الفرص واقحلوافز اتاستثمارية اليت تتيح للمؤسسات اتاستثمارية بطريقة منتجة وحتق فرص العمل وختفض‬
‫تكالي مزاولة األعمال‪.‬‬
‫هو جممل األوضاع القانونية واتاقتصادية والسياسية واتاجتماعية املكونة للبنية اليت تتم فيها عملية‬
‫اتاستثمار‪.‬‬
‫مبعىن آخر‪ ،‬هو نتاج تفاعل العوامل اإلدارية واتاقتصادية واتاجتماعية والسياسية اليت تؤثر على ثقة‬
‫املستثمر‪ ،‬وتعمل على ترجيعه وحتفيزه لكي يستثمر طاقاته وإمكاناته‪ ،‬على اعتبار أن املستثمري الوطنيني وكذا‬
‫توطني استثماراهتم يف منطقة ما‪ ،‬إتا بعد فحص دقي للرروط العامة ملناخها اتاستثماري‪.2‬‬
‫األجانب تا يقرون َ‬
‫‪ ‬مناخ األعمال‪:‬‬
‫يعرف مناخ األعمال بأنه جممل العوامل السياسية والقانونية واتاقتصادية واتاجتماعية اليت تدفع املستثمر‬
‫ّ‬
‫معني‪.‬‬
‫وتفتح شهيته تاختاذ قرار اتاستقرار بدولة ما بةرض ممارسة نراط اقتصادي ّ‬
‫تكون البيئة اليت يتم‬
‫يعرب كذلك ع جممل األوضاع القانونية واتاقتصادية واتاجتماعية والسياسية اليت ّ‬
‫فيها اتاستثمار‪ ،‬ومكونات هذه البيئة متةرة ومتداخلة إىل يد كبر‪ ،‬إتا أنه أمك يصر عدة عناصر ميك يف‬
‫جمملها أن تعطي أهم العناصر احملفزة للمستثمر واليت يبين عليها قراره اتاستثماري‪ : 3‬يرية حتويل األرباح واتاستثمار‬
‫يف اخلارج ‪ -‬سهولة إجراءات اقحلصول على ترخيص اتاستثمار والتعامل مع اجلهات الرمسية ‪ -‬اإلعفاء م الضرائب‬
‫والرسوم اجلمركية – وضوح القوانني املنظمة لالستثمار واستقرارها – توفر فرص استثمارية ‪ -‬إمكانية حتقي عائد‬
‫مرتفع م اتاستثمار‪.‬‬

‫‪ ‬املقارنة بني مناخ األعمال ومناخ اتاستثمار‪:‬‬


‫مناخ األعمال أكثر مشولية وإياطة مبتطلبات اتاستثمار وممارسة األعمال‪ ،‬لكونه يركل اإلطار العام الذي‬
‫جيمع مناخ اتاستثمار وقضايا أخرى‪ ،‬فهو جيمع كل الرروط املسهلة واملعرقلة للنراط الذي ميارسه املستثمر‪ ،‬يضم كل‬

‫‪ 1‬بوعون حيياوي نصرة‪ :‬الضرائب الوطنية والدولية‪ ،‬مؤسسة الصفحات الزرقاء الدولية‪ ،‬سنة ‪ ،1141‬اجلزائر‪ ،‬ص‪.68 .‬‬
‫‪ -2‬وصاف سعيدي – قويدر حممد‪ :‬واق ع مناخ اتاستثمار يف اجلزائر بني اقحلوافز والعوائ ‪ ،‬جملة العلوم اتاقتصادية وعلوم التسير‪ ،‬العدد ‪7‬‬
‫لسنة ‪ ،1117‬ص‪.31 .‬‬
‫‪ -3‬املؤسسة العربية لضمان اتاستثمار‪ :‬تقرير مناخ اتاستثمار يف الدول العربية لسنة ‪ 4113‬الكويت‪ ،‬ص ص ‪.54-61 :‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪123‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫ما يدخل بركل مباشر أو غر مباشر يف عملية اتاستثمار‪ ،‬بدءاً م إنراء املرروع اتاستثماري‪ ،‬مرورا باألنرطة‬
‫املمارسة وانتهاء بالتصفية‪ .‬مبعىن أن مناخ األعمال مفهوم واسع‪ ،‬بينما مناخ اتاستثمار يرمل فقط الظروف احمليطة‬
‫بعملية تقدمي وتوظي الرأمسال‪ ،‬أي أنه ينحصر فقط يف عملية متويل اتاستثمارات‪.‬‬

‫على ضوء كل ما سب ميك استنتاج الفرق بينهما م خالل ما يلي‪:‬‬

‫‪ o‬مناخ األعمال مفهوم عصري وأكثر يداثة باملقارنة مبفهوم مناخ اتاستثمار‪ ،‬وقد تنامى بركل ملحوظ‬
‫بظهور تقارير أداء األعمال للبنك العاملي؛‬
‫‪ o‬مناخ األعمال هو مفهوم واسع وأكثر مشولية وإياطة م مناخ اتاستثمار‪ ،‬لكونه يركل الوعاء الذي يضم‬
‫مناخ اتاستثمار وجماتات أخرى هلا ارتباط بذلك‪.‬‬
‫‪ ‬أهداف الدراسة‪:‬‬
‫هتدف املداخلة م جهة‪ ،‬إىل دراسة وحتليل أثر الضريبة على ترجيع اتاستثمار وممارسة األعمال‪ ،‬وم جهة‬
‫أخرى الوقوف على أوجه قصور املنظومة اجلبائية املعيقة لتطور التنمية اتاقتصادية‪ ،‬مبا يسمح اقرتاح يلول وتوصيات م‬
‫شأهنا الرفع م النظام اجلبائي املةريب‪ ،‬ليساهم بركل فعال يف التحفيز على اتاستثمار وممارسة األعمال‪.‬‬
‫‪ ‬منهج الدراسة‪:‬‬
‫املنهج التحليلي الذي ُمي ّكنين م حتليل‬
‫بالنظر إىل طبيعة الدراسة‪ ،‬سأعتمد يف معاجليت للموضوع على ِ‬
‫النصوص القانونية والتنظيمية املرتبطة باجلباية ورصد آثارها على بيئة األعمال‪ ،‬تا سيما أن البعد القانوين؛ يعترب حم ّددا‬
‫جوهريا لالرتقاء مبناخ األعمال إىل املستوى الذي يكون فيه قادراً على جذب املزيد م اتاستثمارات‪ .‬كما سأستعني‬
‫باملنهج الوظيفي؛ الذي سيساعدين يف دراسة وظائ املؤسسات الضريبية‪ ،‬يف ارتباطها بتسهيل ممارسة األعمال وإنعاش‬
‫اتاستثمار‪ ،‬وحماولة استجالء أسباب حمدودية اجلهاز اإلداري اجلبائي واحنرافه ع اتاضطالع بأدواره اقحلقيقية يف إرساء‬
‫مناخ سلي ٍم لألعمال‪.‬‬
‫ٍ‬
‫املقاربة التارخيية لدراسة السرورة التطورية لإلطار القانوين للجباية‬ ‫ويف سبيل إغناء وإثراء هذا املنهج‪ ،‬سأوظ‬
‫باملةرب‪ ،‬وانعكاس ذلك على جودة النص اجلبائي يف عالقته باقحلافزية على اتاستثمار‪.‬‬
‫‪ ‬تصميم الدراسة‪:‬‬
‫يف قالب حتليلي وبأسلوب منهجي يعطي للدراسة خصوصيتها ورونقها‪ ،‬أقسم دراسيت حملوري اثنني؛ أتناول‬
‫يف األول مظاهر التحفيز اجلبائي لتحسني جودة ممارسة األعمال‪ ،‬يف يني احملور الثاين سيناقش أهم وأبرز املعيقات‬
‫والتحديات اجلبائية اليت تعي اتاستثمار باملةرب على حنو أفضل‪ ،‬وبالتايل تق ياجزا أمام التنمية اتاقتصادية للبالد‪.‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪124‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫المحور األول‪ :‬مظاهر الجاذبية الجبائية لمناخ أعمال سليم‬


‫بنية‬ ‫حيظى النظام اجلبائي باهتمام متزايد م طرف املةرب‪ ،‬الذي يعمل باستمرار على تطوير وحتدي‬
‫هذا النظام ملالءمته وتكييفه مع متطلبات التنمية اتاقتصادية لبناء بيئة مالئمة ملمارسة األعمال كفيلة بالتجاوب مع‬
‫املؤشرات واملعاير املقررة لتدف اتاستثمارات وازدهارها‪ .‬ونظرا لألمهية اقحليوية اليت تركلها الضريبة يف يركية‬
‫اتاستثمارات‪ ،1‬سيتم استعراض مظاهر اجلاذبية الضريبية باملةرب م خالل دراسة أوتا‪ :‬اإلصاليات اجلبائية مبا تتضمنه‬
‫م منظومة للحوافز الضريبية وجتويد اخلدمات اتاستثمارية وتقوية صرح ضمانات املستثمر باعتباره ملزم بالضريبة‪.‬‬
‫ومناقرة ثانيا‪ :‬انفتاح املةرب على الفضاء الدويل يف إلطار اجملال اتاتفاقي للحد م التضريب املزدوج خدمة للترجيع‬
‫على استقطاب املزيد م اتاستثمارات‪.‬‬
‫‪ .2‬إرساء نظام الحوافز الضريبية لمناخ مالئم لالستثمار‬
‫بتتبعنا ملسار اإلصالح الضرييب باملةرب على امتداد سنوات اتاستقالل‪ ،‬ميك تقسيم هذا املسار إىل‬
‫مريلتني أساسيتني يفصل بينهما يدث إصدار قانون اإلطار لسنة ‪ 4171‬املتعل باإلصالح اجلبائي‪ ،‬الذي شكل‬
‫منعطفا يامسا يف النهوض باتاستثمار‪.‬‬
‫‪ o‬مرحلة ما قبل قانون اإلطار رقم ‪:3.83‬‬
‫تركز اإلصالح اجلبائي خالل هذه املريلة على حتدي املنظومة الضريبية املوروثة ع اتاستعمار والتخلي ع‬
‫اتالتزامات املرتتبة ع معاهدة اجلزيرة اخلضراء فيما يرتبط بالضرائب‪ ،‬ومباشرة الربملان تاختصاص املصادقة على قانون‬
‫املالية يف ظل تبين املةرب ألول دستور سنة ‪.4151‬‬
‫غر أن القراءة الفايصة هلذا املسار اجلبائي وتداعياته على التنمية اتاقتصادية خالل هذه املريلة‪ ،‬يتبني أن‬
‫مضامني السياسة الضريبية سارت يف اجتاه تا يراعي مبدأ العدالة اتاجتماعية‪ ،‬وتا يستوعب كل القطاعات اإلنتاجية‪،‬‬
‫وأن الدولة أسست توجهاهتا يف املادة الضريبية على الضةط على جزء م الوعاء الضرييب الذي تضبطه بركل جيد‪،‬‬
‫بينما بقيت قطاعات ذات إنتاجية كبرة خارج التضريب‪ ،‬م ذلك قطاعات الفالية التصديرية والصيد البحري‬
‫والسياية والعقار واملالية والصادرات‪.2‬‬
‫ونتيجة هذه املعيقات اجلبائية‪ ،‬وأمام يجم اتانتقادات املوجهة للنظام اجلبائي‪ ،‬ويف ظل اختالل التوازنات‬
‫األساسية لالقتصاد بعد السياسة التوسعية املتبعة م طرف الدولة؛ وهو ما ساهم يف إيداث أزمة اقتصادية كانت كافية‬

‫‪ 1‬جواد النويي‪ :‬مقاربة سياسية لالستثمارات األجنبية يف املةرب (‪ ،)1115-4111‬منرورات عكاظ ‪ ،1141‬ص‪.51 .‬‬
‫‪ 2‬جواد النويي‪ :‬مقاربة سياسية لالستثمارات األجنبية يف املةرب‪ ،‬املرجع الساب ‪ ،‬ص‪.56 .‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪125‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫تاخنراط املةرب يف برنامج التقومي اهليكلي‪ ،‬مبا اقتضاه اقحلال م تةير بنية النظام اجلبائي م خالل إصالح عمي‬
‫للمنظومة اجلبائية عرب قانون إطار رقم ‪ 17.73‬لسنة‪.14171‬‬
‫‪ o‬مرحلة قانون اإلطار رقم ‪ 3.83‬وما بعده‪:‬‬
‫شهدت سنة ‪ 4171‬يدثا بارزا يف مسار اإلصاليات اجلبائية م خالل إصدار القانون ‪،17.73‬‬
‫الذي جعل م أهدافه تبسيط وعقلنة النظام الضرييب وتوزيع أفضل للعبء الضرييب م خالل إعادة هيكلة اجلباية‬
‫وتوسيع وعائها‪ ،‬مع تعزيز الضمانات املمنوية للملزمني‪ .‬وحتقيقا هلذه األهداف أصبح النظام اجلبائي مبقتضى هذا‬
‫القانون يقوم على الثالثية الضريبية‪ :‬الضريبة على الرركات مبوجبه القانون رقم ‪ ،11.75‬الضريبة على الدخل سنة‬
‫‪ 4175‬مبوجب القانون ‪ ،48.71‬الضريبة على القيمة املضافة مبقتضى القانون رقم ‪ ،31.76‬كما توالت اإلصاليات‬
‫بعد ذلك‪ ،‬بإصالح مدونة التسجيل والتمرب والتدوي (املدونة العامة للضرائب)‪ ،‬وكذا إصالح جبايات اجلماعات‬
‫احمللية‪ ،2‬وتنظيم مناظرات وطنية يول اجلبايات‪.3‬‬

‫وهكذا‪ ،‬ففي ظل اختالتات النظام اجلبائي الساب واملتمظهرة بركل أساسي يف أوجه قصور تطبي‬
‫ُ‬
‫الضريبة على األرباح املهنية (‪ ،)IBP‬ارتك اإلصالح اجلديد إىل س ضريبة وايدة على الرركات ترمل خمتل‬
‫األنرطة اليت تزاوهلا الرركة كيفما كان جمال تدخلها واعتماد معدل وايد هلذه الضريبة بدل م تصاعدية األسعار‬
‫املعمول هبا سابقا؛ وقد ُيدِّد سعر هذه الضريبة يف البداية ‪ ،%16‬غر أنه خضع لرزمة م التعديالت بضةط م‬
‫القوى اتاقتصادية واملنظمات املهنية يف اجتاه ختفيض هذا السعر‪ ،‬ليستقر اليوم يف سعر نسيب حبسب مبلغ الربح الصايف‬
‫يرتاوح ما بني ‪ % 41‬و‪ %34‬وسعر نوعي ما بني ‪ %7786‬و‪ %4876‬وسعر جزايف ‪ %7‬وكذا سعر الضريبة على‬
‫الرركات احملجوزة م املنبع يرتاوح ما بني ‪ %41‬و‪.% 411‬‬

‫وهتدف هذه اإلجراءات املرتبطة بتخفيض سعر الضريبة على الرركات إىل جعل املةرب ضم التنافسية‬
‫مع بلدان منافسة‪ ،‬تاسيما أن املعدل اقحلايل هلذا السعر يف باقي البلدان قد يصل إىل ‪ %46‬مثال يف بلةاريا ولتوانيا‪.‬‬

‫رقم ‪ 4.73.37‬صادر يف ‪ 14‬رجب ‪ 13( 4111‬أبرل ‪ )4171‬يتضم األمر بتنفيذ القانون رقم ‪ 3.73‬املتعل بوضع‬ ‫‪1‬ظهر شري‬
‫إطار لإلصالح الضرييب‪ ،‬جريدة رمسية عدد ‪ 3834‬بتاريخ ‪ 31‬رجب ‪ 1( 4111‬ماي ‪ ،)4171‬ص‪.664 .‬‬
‫‪ 2‬تقرير اجمللس اتاقتصادي واتاجتماعي والبيئي‪ :‬إيالة ذاتية رقم ‪ 1141/ 31‬ألجل نظام جبائي يركل الدعامة األساسية لبناء النموذج‬
‫التنموي اجلديد‪ ،‬ص‪.17.‬‬
‫‪3‬‬
‫ م تنظيم املناظرة األوىل يول اإلصالح اجلبائي م طرف وزارة اتاقتصاد واملالية‪ ،‬بتاريخ ‪ 15‬و‪ 18‬نونرب م سنة ‪ 4111‬مث املناظرة‬
‫الوطنية بتاريخ ‪ 11‬و‪ 31‬أبريل ‪ ،1143‬مث املناظرة الوطنية الثالثة بتاريخ‬
‫‪ 4‬املوقع اإللكرتوين ‪ www.taxe.gov.ma‬بتاريخ ‪ 1‬مارس ‪.1114‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪126‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫على خالف الضريبة على الرركات‪ ،‬أخذ القانون اجلبائي هنج تصاعدية السعر يف الضريبة على الدخل‬
‫الذي يرتاوح ما بني اإلعفاء و‪ %37‬حبسب شرحية الدخل‪ ،‬كما عمل هذا القانون على توييد الضرائب اليت كانت‬
‫ختضع هلا خمتل الدخول اليت حيصل عليها املكل م دخول عقارية أو دخول زراعية أو دخول رؤوس األموال‬
‫وجعلها بالتايل ختضع لنفس قواعد التضريب‪.‬‬

‫ويهم العنصر الثال يف الثالوث الضرييب؛ الضريبة على القيمة املضافة(‪ )TVA‬كبديل ع الضريبة على رقم‬
‫األعمال اليت كانت تتكون م الضريبة على املنتوجات والضريبة على اخلدمات‪ .‬وتطب هذه الضريبة على العمليات‬
‫املنجزة باملةرب سواء أكانت بطبيعتها صناعية أو جتارية أو يرفية أو داخلة يف نطاق مزاولة مهنة يرة‪ ،‬وكذا على‬
‫عمليات اتاستراد‪ ،‬وحيدد سعرها بنسبة ‪ %11‬مع خضوعها لثالث أسعار منخفضة‪% 8 :‬مع ي اخلصم و‪% 41‬‬
‫مع ي اخلصم و‪ %41‬مع ي اخلصم أو م غر ي اخلصم‪ .‬كما ختضع لألسعار اخلاصة حبسب يجم الكمية‬
‫بالدرهم‪.‬‬

‫ووعيا م املةرب بضرورة حتدي نظامه اجلبائي مبا جيعله ضم نادي الدول املستقطبة لالستثمار ومبا‬
‫ُ‬
‫يتماشى مع املعاير الدولية يف ذلك‪ ،‬فقد يرص على وضع أمام املستثمر مزايا وإعفاءات ُمرجعة على اتاستثمار‪،‬‬
‫ألن زيادة العبء الضرييب مكل يؤدي إىل انتقال رؤوس األموال واتاستثمارات للخارج يي املناط األفضل‬
‫اقتصاديا‪ .‬كما انتهج يف هذا الصدد خيار التحفيز الضرييب لدعم اتاستثمارات وإنعاشها سواء م خالل اإلعفاءات‬
‫الضريبية املؤقتة لفرتة م الزم ‪ ،‬أو اإلعفاءات اليت هتم ختفيض أسعار الضريبة أو التنازل ع حتصيل الضرائب ملدة‬
‫‪1‬‬
‫ُ‬
‫معينة‪ .‬وقد عملت وزارة اتاقتصاد واملالية على إصدار دليل خاص هبذه التحفيزات يوضح أشكاهلا وصورها‪ :‬م‬
‫ختفيضات وإسقاطات أو إعفاءات م خالل النظام املايل أو اجلبائي لتخفيض العبء الضرييب‪.‬‬

‫وميك التمييز بني اإلعفاءات اجلبائية املمنوية بواسطة النظام الضرييب العام واخلاص؛ فاألوىل هتتم‬
‫بالتدابر والتحفيزات اجلبائية املنظمة يف إطار املدونة العامة للضرائب ومدونة حتصيل الديون العمومية رقم ‪18.46‬‬
‫والقانون ‪ 18.15‬املتعل باجلبايات احمللية‪ .2‬أما اإلعفاءات املضمنة يف النظام الضرييب اخلاص‪ ،‬فهي هنج لسياسة‬
‫ُ‬
‫ترجيعية تعتمد باألساس على قوانني اتاستثمار بدء م سنة ‪ 4167‬إىل ميثاق اتاستثمارات سنة‪.4116‬‬

‫‪ 1‬وزارة اتاقتصاد واملالية‪ :‬دليل التحفيزات الضريبية‪ ،‬املدونة العامة للضرائب‪ ،‬الطبعة األوىل ‪.1141‬‬
‫‪2‬‬
‫رقم ‪ 4.18.416‬يتعل جببايات اجلماعات احمللية وجمموعاهتا صادر يف ‪ 41‬م ذي القعدة ‪ 31( 4117‬نونرب‬ ‫ظهر شري‬
‫‪ ،)1118‬جريدة رمسية عدد ‪ 6673‬بتاريخ ‪ 11‬م ذي القعدة ‪ 3( 4117‬دجنرب ‪ ،1118‬ص‪.3831 .‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪127‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫وتا خيفى‪ ،‬على أن اإلعفاء الضرييب له دور أساسي م النايية اتاقتصادية يتمثل باألساس يف استخدام‬
‫الضريبة كوسيلة لترجيع بعض األنرطة اإلنتاجية‪ .1‬وميثل التحفيز اجلبائي جمموع اإلجراءات والتسهيالت ذات‬
‫الطابع التحفيزي اهلادفة إىل ترجيع اتاستثمار وممارسة األعمال على حنو يؤدي إىل حتقي التنمية اتاقتصادية عرب‬
‫تراكم رؤوس األموال وجذب املزيد م املراريع اتاستثمارية وزيادة تنافسية الفاعل اتاقتصادي احمللي يف السوق‬
‫اخلارجي وبالتايل خل مناخ مالئم لالستثمار‪ .‬ونظرا ألمهية التحفيز الضرييب يف دائرة اتاستثمار وممارسة األعمال؛ فقد‬
‫التسعينيات م القرن املاضي قفزة نوعية يف السياسة اتاستثمارية‪ ،‬إذ عمل على إصدار قانون‬ ‫شهد املةرب منتص‬
‫اإلطار مبثابة ميثاق لالستثمارات‪ 2‬سنة ‪ 4116‬هبدف توييد نصوص سابقة كانت ختتص بقطاعات مهنية حمددة أو‬
‫جهات جةرافية معينة‪ ،‬مع تَضمنه تامتيازات ضريبية ميك مالمستها انطالقا م مقتضيات امليثاق تاسيما املادة ‪1‬‬
‫منه اليت تنص على إجراءات التحفيز اتاستثماري عرب جمموعة م اآلليات‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪ o‬ختفيض العبء الضرييب املتعل بعمليات شراء املعدات واآلتات والسلع التجهيزية واألراضي الالزمة إلجناز‬
‫اتاستثمار؛‬
‫‪ o‬ختفيض نسب الضريبة املفروضة على الدخول واألرباح؛‬
‫‪ o‬س نظام ضرييب تفضيلي لفائدة التنمية اجلهوية؛‬
‫‪ o‬تعزيز الضمانات املمنوية للمستثمري بتيسر طرق الطع فيما يتعل بالنظام الضرييب الوطين واحمللي؛‬
‫‪ o‬إنعاش املناط املالية اقحلرة ‪ ))eoohsFFO‬ومناط التصدير اقحلرة ونظام املستودعات الصناعية اقحلرة؛‬
‫‪ o‬حتقي توزيع أفضل للعبء الضرييب وتطبي أيس للقواعد املتعلقة باملنافسة اقحلرة وخاصة ع طري مراجعة‬
‫نطاق تطبي اإلعفاء م الضريبة‪.‬‬

‫فضال ع التحفيزات الضريبية املنظمة يف ميثاق اتاستثمارات‪ ،‬اتبع املةرب توجها جبائيا يهدف إىل‬
‫اتاهتمام ببعض اجملاتات الرتابية تاسيما املناط اليت حتتاج ملعاملة خاصة‪ 3‬وكذا إنعاش بعض القطاعات‪ ،‬وبالنظر إىل‬
‫أن ميثاق اتاستثمارات الساب مل يأخذ بعني اتاعتبار السياسات القطاعية اجلديدة املعتمدة‪ ،‬خاصة صناعة السيارات‬

‫‪ 1‬سعيد جفري‪ :‬الضريبة والنظام الضرييب املةريب‪ ،‬سلسة أريد أن أعرف‪ ،‬العدد ‪ 1‬الطبعة ‪ 4‬سنة ‪ ،1143‬مطبعة النجاح اجلديدة‪ ،‬الدار‬
‫البيضاء‪ ،‬ص‪.11 :‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ 4.16.143‬بتاريخ ‪ 41‬مجادى الثانية‬ ‫القانون اإلطار ‪ 47.16‬مبثابة ميثاق اتاستثمارات‪ ،‬الصادر برأن تنفيذه الظهر الرري‬
‫‪ 7( 4145‬نونرب ‪ ،) 4116‬اجلريدة الرمسية عدد ‪ 1336‬بتاريخ ‪ 11‬نونرب ‪ ،4116‬ص‪.3131 .‬‬
‫‪3‬‬
‫املرسوم رقم ‪ 1.17.611‬بتاريخ ‪ 6‬ربيع األول ‪ 4141‬مواف ‪ 31‬يونيو ‪ 4117‬لتطبي املادة ‪ 1‬م القانون رقم ‪ 11.75‬املتعل‬
‫بالضريبة على الرركات واملادة ‪ 44‬م القانون رقم ‪ 48.71‬املتعل بالضريبة العامة على الدخل‪ ،‬جريدة رمسية عدد ‪ 1611‬مكرر بتاريخ‬
‫‪ 5‬ربيع األول ‪ 4141‬مواف فاتح يوليوز ‪ ،4117‬ص‪.4187 :‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪128‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫والطائرات وباقي امله العاملية؛ األمر الذي أدى إىل مراجعته م خالل خمطط يندرج يف إطار القانون ‪،1 51.45‬‬
‫الذي عوضه وتضم اسرتاتيجيات قطاعية وجهوية و رؤية واضحة يف جمال خل فرص الرةل‪ ،‬وحتسني اخلدمات‬
‫العمومية واخلاصة للمواط ‪ ،‬مع اتانفتاح على التكنولوجيات اجلديدة‪.‬‬

‫إرساء ضمانات حقيقية للملزم وتحسين جودة الخدمات الجبائية‬ ‫‪.1‬‬

‫بالقدر الذي عهد املررع املةريب لإلدارة اجلبائية واخلزينة العامة أمر فرض الضريبة وحتصيلها‪ ،‬ومنحهما‬
‫اتاختصاصات الضرورية ألداء وظائفهما‪ ،‬باملقابل س ضمانات واسعة للخاضعني للضريبة م الفاعلني اتاقتصاديني‬
‫قحلمايتهم م كل تعس أو شطط ضد يقوقهم املالية‪.‬‬

‫واإلدارة الضريبية‪ ،‬ما فتئت هذه األخرة تعمل على‬ ‫ووعيا م اإلدارة اجلبائية بأمهية العالقة بني املكل‬
‫نرر القوانني الضريبية والنصوص التنظيمية ذات الصلة‪ ،‬وجعلها يف متناول اجلميع إلياطة دافعي الضرائب باقحلقوق‬
‫والواجبات القانونية املناطة هبم وبالتايل صقل الوعي اجلبائي لديهم‪ .‬ويف هذا اإلطار‪ ،‬عملت املديرية العامة للضرائب‬
‫ُ‬
‫على وضع ميثاق امللزم يف جمال املراقبة الضريبية‪ ،‬توضح فيه أهم اقحلقوق والواجبات املتعلقة باملراقبة اجلبائية‪ ،‬تاسيما يف‬
‫بداية عملية الفحص أو خالهلا أو عند هنايتها‪ ،‬أو يف يالة املسطرة العادية لتصحيح الضرائب أو املسطرة السريعة أو يف‬
‫يالة الطعون أمام اللجان احمللية أو الوطنية لتقدير الضريبة أو املتعلقة باملسطرة القضائية املطبقة على إثر تصحيح أسس‬
‫الضريبة‪.‬‬

‫ويعتمد النظام اجلبائي املةريب إسوة باألنظمة اجلبائية املعاصرة على مبدأ اإلقرار؛ ومفاده أن التصرحيات‬
‫ُ‬
‫املدىل هبا م طرف امللزم تكتسي قرينة الصحة واملصداقية إىل أن تثبت اإلدارة العكس وف مسطرة تواجهية‪ ،‬أياطها‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫املررع بسياج م الضمانات للحد مما تتمتع به اإلدارة م امتيازات وسلطات‪ .2‬كما منح املررع الضرييب سلسلة‬
‫مهمة م اقحلقوق لفائدة امللزم‪ ،‬تتمثل يف وجوب إشعاره للدفاع ع مركزه القانوين يف كل فرض تلقائي للضريبة أو‬
‫ُ‬
‫تصحيح أساسها‪ .‬أما مصاحل اخلزينة العامة املكلفة بالتحصيل فهي جمربة على املرور بالتحصيل الرضائي قبل الرروع يف‬
‫اإلجراءات الزجرية طبقا ملدونة حتصيل الديون العمومية رقم ‪ 18.46‬يف مواجهة امللزمني‪.‬‬

‫رقم ‪ 4.48.11‬صادر يف ‪ 7‬ذي اقحلجة ‪ 31( 4137‬غرت ‪ ،)1148‬جريدة رمسية عدد ‪ 5511‬بتاريخ ‪ 13‬م ذي‬ ‫‪ 1‬ظهر شري‬
‫اقحلجة ‪ 41( 4137‬شتنرب ‪ ،)1148‬ص‪.6151 .‬‬
‫‪2‬‬
‫حممد انتك‪ :‬الترريع اجلبائي وإشكالية تطبيقه على مناخ األعمال‪ ،‬الندوة اجلهوية بتاريخ ‪ 4‬و‪ 1‬فرباير ‪ 1143‬يول تأهيل فضاء‬
‫األعمال‪ ،‬ص‪.1 .‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪129‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫وتفاعال مع التوصيات امللكية السامية إلرساء إدارة عمومية قادرة على رفع التحديات املتمثلة يف التةرات‬
‫السريعة واملتاليقة واقحلاجة للسرعة واجلودة واملردودية وحتسني أداء خدمات اإلدارة اجلبائية وجعلها تستجيب ملتطلبات‬
‫اتاستثمار الفعال‪ .‬م إرساء إدارة ضريبية رقمية لتبسيط املساطر وربح الوقت واجلهد والسرعة يف أداء اخلدمات وتسهيل‬
‫التواصل‪ ،‬وهو خيار أثبت جناعته يف ظل اجلائحة‪ ،‬ومبقتضى ذلك أصبحت مجيع اإلقرارات الضريبية منذ سنة ‪1145‬‬
‫تقدم بركل إلكرتوين‪ ،‬كما أنه يف إطار حتسني اخلدمات الضريبية للملزمني‪ ،‬أطلقت املديرية العامة للضرائب تطبيقا‬
‫على اهلات النقال حتت عنوان ‪ Daribati‬يسمح ب‪:‬‬

‫أداء الضرائب؛‬ ‫‪‬‬


‫شراء الطوابع الربيدية؛‬ ‫‪‬‬
‫الولوج للخدمات اليت تا تتطلب اتاخنراط يف اخلدمات الضريبية اإللكرتونية ‪Simpl‬؛‬ ‫‪‬‬
‫إمكانية اتاطالع على اإلقرارات والدفعات املؤداة برسم مجيع الضرائب واملبالغ املرجعة واملبالغ‬ ‫‪‬‬
‫ُ‬
‫املسرتدة‪ ،‬وعدم اإلقرار والباقي استخالصه‪.‬‬
‫مبا تا يدع جماتا للرك‪ ،‬أن اقحلدي ع تكريس ضمانات يقيقية للمستثمر م طرف املررع اجلبائي‬
‫باعتباره ملزما بأداء الضريبة تا ميك إتا أن يبع على الثقة يف النظام اجلبائي مبا جيعله نظاما ُحمفزا للنراط اتاقتصادي‬
‫اإلدارة اجلبائية‬ ‫ومرجعا على الفعل اتاستثماري؛ وهي ثقة تا ميك أن تتطور بركل كبر إتا م خالل حتدي‬
‫الساهرة على تطبي القانون اجلبائي وجتويد وسائل عملها‪ ،‬مبا يتالءم مع املقتضيات الدستورية لالرتقاء باملرف العمومي‪،‬‬
‫ومبا ينسجم مع إرادة الدولة واإلرادة اجملتمعية لتحسني الصورة النمطية السيئة لإلدارة‪.‬‬

‫غر أن املمارسة اجلبائية أثبتت أن العدمي م الصعوبات والتحديات ظلت مرتبطة بالنظام اجلبائي‪ ،‬وهي‬
‫معيقات تُربك روح اإلصالح والتةير‪ ،‬وجتعله يف سعي باستمرار لتجاوز املثبطات واإلكراهات لبناء نظام جبائي‬
‫ُ‬
‫مصايب لدينامية اإلصالح املزمع تضمينها يف بناء النموذج التنموي اجلديد ملةرب اتاستثمار‪.‬‬
‫ُ‬
‫منع االزدواج الضريبي لتمكين المستثمرين من حماية واثقة لمراكزهم المالية‬ ‫‪.3‬‬
‫تعد اتفاقيات عدم اتازدواج الضرييب جتسيدا للعالقات اجليدة بني الفاعلني اتاقتصاديني بني البلدي ‪،‬‬
‫وتتيح اتاستفادة م فرص اتاستثمار واألعمال م خالل إرساء شراكات‪ .‬كما تعترب إطارا قانونيا حيدد العالقات‬
‫الضريبية بني البلدي لتحقي الرفافية يف املعاملة الضريبية‪.‬‬

‫وإميان بأمهية هذه اتاتفاقية؛ عمد املةرب إىل تنويعها مع بلدان خمتلفة لتحسني جاذبيته اتاستثمارية م‬
‫خالل يذف التضريب املزدوج واقحلد م التهرب الضرييب ومحاية امللزمني بوضع قواعد واضحة تضم معاجلة ضريبية‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪130‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫عادلة تتأسس على عدم التمييز‪ ،‬و ترجيع استقطاب اتاستثمارات األجنبية وتنمية األنرطة التجارية والصناعية‬
‫واملالية بني الدول‪1‬؛ وهو ما ينعكس إجيابا على اجلاذبية اتاستثمارية وجودة ممارسة اتاعمال‪.‬‬

‫تعد آلية منع اتازدواج الضرييب كذلك أداة فعالة تُسهم يف تعزيز األهداف اإلمنائية وتنويع مصادر‬
‫الدخل وزيادة فعالية اتاستثمارات‪ ،‬وتوفر اقحلماية الكاملة املباشرة وغر املباشرة للسلع واخلدمات وتُرجع على تبادل‬
‫اخلدمات ويركة رؤوس األموال‪ ،‬وتُزيل العقبات أمام املستثمري يف الصناعات املختلفة لتوسيع استثماراهتم‪ ،‬وبذلك‬
‫تنعكس آثارها اإلجيابية على اقحلركة التجارية باملةرب‪.‬‬

‫إن اتازدواج الضرييب جيعل دخول وعائدات املستثمري ختضع لضريبتني أو عدة ضرائب متراهبة يف‬
‫دول خمتلفة‪ ،‬نظرا ملا تتمتع به كل دولة م سيادة يف فرض الضرائب والرسوم على األشخاص داخل تراهبا‪ ،‬وألجل‬
‫تفادي هذه الظاهرة‪ ،‬تربز أمهية اتاتفاقيات الثنائية يف منع اتازدواج الضرييب لترجيع اتاستثمار‪.‬‬

‫وتضع هذه اتاتفاقيات الثنائية تائحة بالضرائب والدخول املعنية وحتدد إجراءات املساعدة اإلدارية‬
‫املتبادلة ومبدأ عدم التمييز‪.‬كما هتدف إىل القضاء على اتازدواج الضرييب للمواطنني والرركات املتعاقدة األخرى‪،‬‬
‫كما هتدف إىل خل بيئة اقتصادية مناسبة جللب رؤوس األموال بني املةرب وباقي الدول املوقعة معه اتاتفاقية‪ ،‬غر‬
‫أنه انطالقا م البيانات املدونة يف اجلدول‪ ،‬يتبني أن تعاون املةرب مع بلدان القارة اإلفريقية يظل ضعيفا‪ ،‬وكذلك‬
‫األمر مع بلدان أمريكا اجلنوبية والبلدان األسيوية‪ ،‬ويبقى انفتاح املةرب باعتباره قوة إقليمية صاعدة‪ ،‬على دول‬
‫اجلنوب لدعم التعاون خيارا اسرتاتيجيا‪ ،‬تاسيما يف ظل اتانتصارات الدبلوماسية املحققة خلل بيئة مناسبة لتحفيز‬
‫ُ‬
‫اتاستثمار م خالل اتاخنراط الفعال يف توسيع اتاتفاقيات الثنائية لتجنب اتازدواج الضرييب مع باقي البلدان‪.‬‬

‫ومعيقة لتجويد مناخ األعمال‬


‫المحور الثاني‪ :‬تحديات جبائية ُمعاكسة للحكامة الجبائية ُ‬

‫إن املتتبع ملقاربات املةرب يف تعاطيه مع البعد اتاقتصادي‪ ،‬يستنتج أنه منذ فجر اتاستقالل اجته حنو‬
‫هنج السياسة اتاقتصادية الليربالية كأساس للتنمية‪ ،‬ويف سبيل تفعيل ذلك؛ م بني ما اعتمد عليه‪ ،‬النظام اجلبائي وما‬
‫يوفره م امتيازات ويوافز ضريبية للنهوض باتاستثمار كعامل جوهري لتحقي النمو اتاقتصادي‪ .‬وقد عرف النظام‬
‫الضرييب املةريب عدة تطورات يف اجتاه الترجيع على يركية اتاستثمارات‪ ،‬غر أنه باملقابل خيفي عدة إشكاتات‬
‫ومفارقات وحتديات تعوق فعاليته وجتعله يف منأى ع حتقي مجيع أهدافه املرتبطة بتحسني بيئة اتاستثمار وبالتايل‬
‫تطوير اتاقتصاد الوطين‪ .‬ويوضح الواقع أن سياسة الدولة يف مراجعة النظام الضرييب ترتكز باألساس على الرفع م‬

‫‪1‬‬
‫‪- EL HASSAN KATIR :Fiscalité et investissement au Maroc. REMALD.n°32. mai-‬‬
‫‪juin 2000.p. 99.‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪131‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫املوارد‪ ،‬بينما تظل أقل انرةاتا بالبعد اتاقتصادي واتاجتماعي‪ ،1‬وتبقى أهم اإلشكاتات املعرقلة للحكامة اجلبائية‬
‫ُ‬
‫فيما يلي‪:‬‬

‫‪ .2‬نظام جبائي غير مستقر وغير فعال بحوافز ضريبية أثبتت الدراسات محدوديتها‪.‬‬
‫بركل ملحوظ تناسل العديد م النواقص النامجة ع عدم‬ ‫إن تقييم النظام اجلبائي املةريب يكر‬
‫استقراره وثباته وتعرضه لتةيرات م يني آلخر‪ ،‬وأوجه الضع والقصور فيما يتعل بالفعالية والعدالة اليت حتول دون‬
‫حتقي أهدافه التحفيزية وتنريط منوذج التنمية اتاقتصادية ومواكبة متطلبات اتاستدامة البيئية‪2‬؛ وخر دليل‪ ،‬هو يجم‬
‫التعديالت اليت طرأت على املدونة العامة للضرائب منذ دخوهلا ييز التنفيذ سنة ‪1118‬؛ إذ بلغ جمموع التعديالت‬
‫أكثر م ‪ 161‬تعديال‪ ،‬علما أن مواد املدونة تا تتعدى ‪ 117‬مادة‪ ،‬وهي وضعية م شأهنا التأثر بصفة بالةة على‬
‫استقرار أوضاع املستثمري ورجال األعمال‪ ،‬الذي يفقدون الرؤية يف وضعية النصوص اجلاري هبا العمل‪ ،‬مما حيول‬
‫دون ترجيعهم على اتاستثمار وإجناز مراريع مستقبلية‪ ،‬وأييانا ترييل األنرطة اتاقتصادية إىل فضاءات أجنبية‬
‫أخرى تتميز باستقرار النصوص اجلبائية وبأكثر جاذبية لالستثمار‪.3‬‬

‫وتعزى هذه التةيرات املتتالية للقانون اجلبائي املةريب حبسب العديد م البايثني واملتتبعني للرأن اجلبائي‬
‫إىل خلل يف مسطرة إعداد وإصدار الترريع اجلبائي‪ ،‬مبا يضع مرروعية هذه املدونة على احملك‪ ،‬على اعتبار أن املدونة‬
‫العامة للضرائب‪ ،‬متت املصادقة عليها م طرف الربملان يف إطار قانون املالية لسنة ‪1118‬؛ وهو ما يتناىف أوتا‬
‫وخصائص مسطرة صنع القانون‪ ،‬ألن قانون املالية يعترب وثيقة حماسبتية تناقش مبناسبته قضايا مالية الدولة م موارد‬
‫ونفقات يف وقت قصر تا يتجاوز ‪ 81‬يوما يسب اإلطار القانوين والتنظيمي إلعداد قانون املالية‪ ،‬وحتت إكراهات‬
‫الفصل ‪ 88‬م دستور سنة ‪ 1144‬الذي يعطي للحكومة ي الفيتو يف مواجهة التعديالت اليت تُقلص املوارد أو تزيد‬
‫م النفقات‪ .‬ويتناىف ثانيا مع مضمون املدونة الذي له تأثر بالغ على يقوق امللزمني كفيلة بتوجيه النراط اتاقتصادي‬
‫وتطويره‪ ،‬وما يقتضي معه اقحلال م الضرورة املاسة إلقحام النص الترريعي اجلبائي يف إطاره العادي‪ ،‬يىت يتم مناقرته‬
‫بركل مستفيض م طرف ممثلي األمة‪ ،‬مبا يقيه م أوجه القصور والةموض اليت جتعله عرضة لسلسلة م التعديالت‪.‬‬

‫‪ 1‬أمحد ادعلي‪ :‬األبعاد ال سوسيوسياسية للجباية املةربية‪ ،‬منوذج الضريبة على الرركات والضريبة على الدخل (‪ ،)1111-4111‬أطروية‬
‫لنيل الدكتوراه يف اقحلقوق‪ ،‬جامعة حممد اخلامس أكدال ‪ ،1115‬ص‪.16 .‬‬
‫‪2‬املديرية العامة للضرائب‪ :‬مذكرة تأطرية يول املناظرة الوطنية الثالثة يول اجلبايات املنظمة يومي ‪ 3‬و‪ 1‬ماي ‪ 1141‬بالرباط حتت شعار‬
‫ُ‬
‫العدالة اجلبائية‪.‬‬
‫‪3‬حممد انتك‪ :‬الترريع اجلبائي وإشكالية تطبيقه على مناخ األعمال‪ ،‬الندوة اجلهوية بتاريخ ‪ 4‬و‪ 1‬فرباير ‪ 1143‬يول تأهيل فضاء‬
‫األعمال‪ ،‬ص‪.1 .‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪132‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫كما أظهرت جمموعة م الدراسات أن اقحلوافز الضريبية تظل عامال ثانويا مقارنة بركائز أخرى تظل‬
‫مرتبطة أشد اتارتباط حبماس املستثمر واجنذابه لنظام جبائي مستقر‪ ،‬بسيط‪ ،‬واضح وآم ‪ ،‬أكثر منه مالئم م يي‬
‫اتامتيازات الضريبية‪ .‬وتعد سياسة اإلعفاءات الضريبية صورة م صور التحفيزات واتامتيازات اجلبائية لترجيع‬
‫العب الضرييب؛ وقد أعفى املررع اجلبائي عددا كبرا م األنرطة اتاقتصادية‬ ‫اتاستثمارات م خالل ختفي‬
‫واتاجتماعية م أداء الضريبة‪ ،‬يي توزعت هذه اإلعفاءات بني الكلية واجلزئية‪ ،‬الدائمة واملؤقتة‪.‬‬

‫وإذا كانت السياسة اجلبائية اتاستثنائية القائمة على اإلعفاءات تعد آلية مالية وضريبية لتحسني جاذبية‬
‫اتاستثمار وحتفيز ممارسة األعمال عرب ختفي العبء الضرييب؛ وهو ما جيعل هذا العبء ينتقل ويقع على عات الررائح‬
‫غر املستثمرة‪ ،‬مبا يتعارض مع املبدأ الدستوري املتمثل يف املساواة أمام األعباء العامة‪ ،‬ومبا يؤكد قصور النظام اجلبائي‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ومسامهته بإعفاءاته السخية يف التفاوت الكبر يف توزيع الدخول والثروات‪ ،‬عوض أن يكون أداة حتقي العدالة‬
‫اتاجتماعية‪.‬‬

‫كما ترتتب ع هذه اإلعفاءات السخية جمموعة م اآلثار اتاقتصادية‪ ،‬فاملةاتاة يف اإلعفاء بركل‬
‫عروائي وغر ُمربر‪ ،‬تاسيما اإلعفاءات املمنوية لألنرطة غر اإلنتاجية؛ أدت إىل توجه رؤوس األموال حنو هذه‬
‫األنرطة غر املنتجة‪ ،‬وزيادة الضةط اجلبائي على قطاعات غر معنية بتلك اإلعفاءات؛ مما يساهم يف عزوف رؤوس‬
‫ُ‬
‫األموال ع األنرطة اإلنتاجية‪.‬‬

‫إن املبالةة والثقة يف منح اقحلوافز الضريبية بركل غر ُمعقل ‪ُ ،‬ختفي وراءها هدرا للموارد اجلبائية املهمة اليت‬
‫تعترب نفقات جبائية‪ ،‬وزيادة العجز يف املوازنة العامة وبالتايل اتاستعانة بالتمويل الداخلي أو اللجوء إىل األسواق اخلارجية‬
‫لالقرتاض ألجل إعادة التوازن‪ ،‬مبا حتمله هذه اإلجراءات م تداعيات اقتصادية سلبية تتحملها األجيال القادمة‪.‬‬

‫إن سياسة التحفيز الضرييب القائمة على اإلعفاءات‪ ،‬كانت حمط انتقاد م طرف العديد م البايثني‬
‫والفاعلني اتاقتصاديني‪ ،‬نظرا لطابعها العروائي وغياب معاير موضوعية قادرة على توجيه األهداف‪ ،‬وندرة الدراسات‬
‫التقديرية يول يجم وتكلفة هذه النفقات وأثرها على يصيلة اإليرادات اجلبائية‪ ،‬وكذا مدى جتسيد هذه اإلعفاءات على‬
‫أرض الواقع‪.‬‬

‫للملزم بالضريبة‬
‫‪ .1‬نظام جبائي يكرس ضمانات هشة ُ‬
‫إن القراءة الفايصة ملقتضيات الترريع اجلبائي املةريب املرتبطة حبقوق وضمانات املستثمر باعتباره‬
‫أي اهتمام أليد مرتكزات اقحلياة اتاقتصادية‪ ،‬أتا وهو عنصر‬
‫مكلفا بالضريبة‪ ،‬جتعلنا نقول إن املررع اجلبائي مل يعر ّ‬
‫الزم ؛ إذ قد تصل املدة الزمنية لفض النزاع القائم بني امللزم واإلدارة الضريبية ل‪ 1‬سنوات‪ ،‬وهو ما يُفوت العديد م‬
‫ُ‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪133‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫الفرص املرحبة على املستثمري ورجال األعمال م جراء التماطل والتسوي والتأخر وأييانا التعس لثين هذا امللزم‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫على الرتاجع ع تقدمي طلب فض النزاع وبالتايل قبول ممارسات اإلدارة اجلبائية رغم أهنا جمانبة للصواب ومعاكسة‬
‫للمرروعية‪.‬‬

‫بالضريبة واإلدارة الضريبية خر دليل على هراشة‬ ‫متثل إذن املدة الكافية لفض النزاع بني املكل‬
‫ضمانات امللزم؛ إذ أن األجل املمنوح للجنة احمللية لتقدير الضريبة املنصوص عليها يف املادة ‪ 116‬م املدونة العامة‬
‫ُ‬
‫للضرائب لتب فيه هو ‪ 11‬شهرا؛ وهو أجل مبالغ فيه‪ ،‬خاصة وأن املررع اجلبائي مل يقيد هذه اللجنة بأي أجل‬
‫لتبليغ امللزم مبقررها؛ األمر الذي جيعلها تنحو يف غالب األييان إىل متديده أكثر م ‪ 11‬شهرا‪.‬‬
‫ُ‬
‫وإذا كانت املدونة العامة للضرائب تفرض على امللزم قبل مباشرة الدعوى القضائية يف يالة نزاع مع‬
‫ُ‬
‫اإلدارة اجلبائية ضرورة اتباع مسطرة التظلم‪ ،‬ملا هلذه األخرة م مزايا باعتبارها كحل بديل يف توفر اجلهد واملال‬
‫وختفي كاهل القضاء م تضخم امللفات مبا ينعكس إجيابا على يس سر العدالة؛ غر أن واقع اقحلال واملمارسة‬
‫يكر أن اإلدارة الضريبية تا تكل نفسها عناء اجلواب على التظلمات‪ُ ،‬جمتهدة يف تأويل الترريع اجلبائي على أهنا‬
‫غر ُملزمة على اجلواب‪ ،‬وبالتايل سكوهتا وعدم جواهبا داخل أجل ‪ 5‬أشهر يعترب ذلك رفضا ضمنيا؛ وهو ما يوضح‬
‫م طرف املررع اجلبائي‪ ،‬يي أنه مل يلزم اإلدارة اجلبائية باختاذ قرارها داخل ‪ 5‬أشهر‪،‬‬ ‫أن هناك تباي يف املواق‬
‫لكنه ألزم اخلاضع للضريبة هنج مسطرة التظلم قبل ولوج القضاء؛ وهو ما يفرغ مسطرة التظلم م مةزاها النبيل‪،‬‬
‫ويُسبب للمكل بالضريبة يف ضياع مدة ‪ 5‬أشهر‪ ،‬مع إلزامه بسلوك املسطرة القضائية‪ ،‬على خالف التجربة الفرنسية‬
‫اليت تا يتقيد فيها امللزم بالضريبة يف يالة الطع القضائي باآلجال يف يالة عدم اجلواب م طرف اإلدارة اجلبائية‪،‬‬
‫ُ‬
‫مع إقراره بعدم إلزامية مسطرة التظلم‪.‬‬

‫وكذلك اقحلال بالنسبة ملسطرة اسرتجاع الضريبة على القيمة املضافة‪ ،TVA‬يي تُلزم املادة ‪ 413‬م‬
‫املدونة العامة للضرائب‪ ،‬اإلدارة اجلبائية بضرورة إرجاع مبلغ ضريبة ‪ TVA‬للمعنيني باألمر داخل أجل تا يتعدى ‪3‬‬
‫أشهر ابتداء م تاريخ إيداع طلب اتاسرتجاع‪ ،‬غر أن املمارسة أثبتت أن هذه اإلدارة تظل ُمقاومة وعنيدة وغر‬
‫مبالية هلذا اآلجل‪ ،‬مبا جيعل أمد اتاسرتجاع يطول‪ ،‬مع ما خيل ذلك م أضرار مالية على خزينة املقاوتات‪ ،‬وجيعل‬
‫هذه األخرة عاجزة على تطوير مراريعها اتاستثمارية وتنميتها‪.‬‬

‫‪ .3‬تداعيات أزمة الباقي استخالصه على توفير بيئة جاذبة لالستثمارات‪.‬‬


‫تراه سياسة الالمركزية باملةرب على جعل اجلماعات الرتابية فاعال ويقيقيا يف التنمية اتاقتصادية م‬
‫خالل جعل هذه الكيانات الرتابية شريكا تا حميد عنه للدولة للقيام باألعمال الالزمة إلنعاش اتاستثمارات اخلاصة عرب‬
‫إجناز البنيات التحتية والتجهيزات واملسامهة يف إقامة مناط لألنرطة اتاقتصادية وحتسني ظروف عمل املقاوتات؛ ول‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪134‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫يتأتى هلا القيام بكل ذلك يف سبيل توفر بيئة مالئمة إلنعاش اتاستثمارات‪ ،‬إتا م خالل تراكم مايل مريح يُفضي إىل‬
‫اجلبايات احمللية‪ .‬غرب أن الواقع اجلبائي‬ ‫اقحلصول على موارد مالية كافية عرب حتصيل جبائي جيد وسليم وفعال ملختل‬
‫للجماعات الرتابية وكذلك املايل‪ ،‬يعكس هراشة مواردها املالية النامجة بركل واضح ع آفة الباقي استخالصه‪1‬؛‬
‫الذي يعترب وجه م أوجه التهرب الضرييب‪ ،‬وعقبة يف تنمية املوارد ومعضلة مالية تتطور م سنة إىل أخرى‪ ،‬وظاهرة‬
‫مؤرقة تتقاطع فيها اتاعتبارات السياسية واتاقتصادية واإلدارية واتاجتماعية‪ ،‬وسببا رئيسيا يف العجز الذي تعاين منه‬
‫ّ‬
‫الويدات الرتابية‪ ،‬مبا ُحيتم عليها التخلي ع املراريع اتاقتصادية املقررة‪ ،‬وبالتايل فقدان الثقة م طرف املستثمر يف‬
‫براجمها ومراريعها‪.‬‬

‫إن الوضعية الصعبة ملالية اجلماعات الرتابية الناجتة ع الباقي استخالصه‪ ،‬جعلت املررع اجلبائي يعمل‬
‫على تتميم وتةير القانون اجلبائي احمللي ‪ 218.15‬م خالل القانون ‪ 318.11‬الذي يسعى م جهة‪ ،‬لتطوير‬
‫املوارد الذاتية للجماعات الرتابية‪ ،‬مالءمة مع أدوارها الطالئعية اجلديدة بعد صدور دستور ‪ 1144‬ودخول قوانينها‬
‫التنظيمية ييز التنفيذ‪ ،‬وم جهة أخرى‪ ،‬لضمان جناح عمليات التحصيل اجلبائي لتقليص يجم الباقي استخالصه‪.‬‬

‫خاتمة‬

‫مبا تا يدع جماتا للرك‪ ،‬أن هناك عالقة وطيدة بني الضريبة واقحلافزية لالستثمار وممارسة األعمال‪ ،‬واقتناعا‬
‫م املةرب هبذه العالقة احملورية للنهوض باتاقتصاد الوطين م خالل اتاهتمام بسبل وكيفيات استقطاب رؤوس األموال‬
‫عصري‪،‬‬ ‫لتنمية اتاستثمارات والتحفيز على توطني املراريع اتاقتصادية؛ عمل منذ مدة على إرساء نظام جبائي‬
‫يتضم حتفيزات جبائية وامتيازات استثنائية هتدف إىل حتقي العدالة اجلبائية وكذا اجملالية؛ وهو ما ينعكس إجيابا على‬
‫البيئة اتاستثمارية ومناخ األعمال‪ ،‬وجيعلهما يف انسجام مع معاير اجلودة اتاستثمارية‪.‬‬

‫وإذا كانت اجلباية حمددا رئيسيا يف معادلة اتاستثمار‪ ،‬فإن املمارسة يف كنه النظام اجلبائي‪ ،‬أثبتت أن هناك‬
‫حتديات قوية وعقبات مجّة ظلت تالي هذا النظام وتثنيه ع أداء أدواره الطالئية إلنعاش اتاستثمار؛ وهي إكراهات‬

‫‪1‬‬
‫يعرف الباقي استخالصه على أنه جمموع م املبالغ املستحقة للجماعات الرتابية‪ ،‬واليت مل يتم استقاؤها يف وقتها احملدد لسبب م‬
‫األسباب‪ ،‬وبالتايل فهي ديون عالقة يف ذمة املكل بالضريبة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫رقم ‪ 4.18.416‬يتعل جببايات اجلماعات احمللية وجمموعاهتا صادر يف ‪ 41‬م ذي القعدة ‪ 31( 4117‬نونرب‬ ‫ظهر شري‬
‫‪ ،)1118‬جريدة رمسية عدد ‪ 6673‬بتاريخ ‪ 11‬م ذي القعدة ‪ 3( 4117‬دجنرب ‪ ،1118‬ص‪.3831 .‬‬
‫رقم ‪ 4.11.14‬صادر يف ‪ 45‬م مجادى األوىل ‪ 4111‬مواف ‪ 34‬دجنرب ‪ 1111‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 18.11‬املتعل‬ ‫‪ 3‬ظهر شري‬
‫باجلبايات احمللية‪ ،‬جريدة رمسية عدد ‪ 5117‬بتاريخ ‪ 45‬مجادى األوىل ‪ 4111‬مواف ‪ 34‬دجنرب ‪ ،1111‬ص‪.7531.‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪135‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫ميك التةلب عليها م خالل جمموعة م املقرتيات واقحللول؛ اليت م شأن العمل هبا إضفاء مزيد م الفعالية‬
‫والنجاعة على النظام اجلبائي جلعله عامال جوهريا يف بناء فضاء جذاب لالستثمارات‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫إرساء إدارة جبائية يديثة برفافية أكثر ووضوح قواعد العمل‪ :‬م خالل ضرورة هنجها للحكامة يف التدبر وتثمني‬
‫رأمساهلا البرري ورقمنة مجيع مساطرها‪ ،‬وزرع مناخ الثقة بينها وبني امللزمني‪ ،‬وكذا إصالح هيئات الطع وتأطر سلطة‬
‫التسوية اليت تتمتع هبا‪ ،‬إضافة إىل اعتماد سياسة تواصلية فعالة مع الفاعلني اتاقتصاديني واإلنصات لنبضهم‪ ،‬واهلدف‬
‫هو إقامة رأمسال م الثقة يرتكز على قيم اإلدارة ورأمسال م اللياقة الذي جيعل املواط ينظر إىل اإلدارة بنوع م‬
‫‪1‬‬
‫اتايرتام‪ ،‬وهذا ما سيحق لإلدارة أمري ‪ :‬فم جهة أوىل حتسني املر دودية‪ ،‬وم جهة ثانية‪ ،‬جتاوز املراكل الكثرة‬
‫اليت تؤثر سلبا على بيئة األعمال؛‬
‫مراجعة التحفيزات اجلبائية واقحلد م اإلعفاءات الضريبية‪ :‬تعد التحفيزات واإلعفاءات اجلبائية وسائل تتدخل‬
‫الدول ة مبوجبها بركل غر مباشر لتوجيه األنرطة اتاقتصادية حنو املسار الذي يتف مع خططها اتاسرتاتيجية‪ ،‬م‬
‫خالل دعم اتاستثمارات ع طري منح التحفيزات واإلعفاءات لبعض املقاوتات أو القطاعات‪ ،‬أو معاملتها بركل‬
‫تفضيلي‪ .‬وألجل نظام جبائي مستقطب لالستثمار‪ ،‬جيب تدقي املقاربة املتعلقة بالتحفيزات الضريبية‪ ،‬مبا يدعم متييزا‬
‫إجيابيا يروم تدارك الفوارق املرتبطة بعوامل جةرافية أو تارخيية على صعيد التنمية اجلهوية‪ ،‬وبالتايل يتعني أن تكون‬
‫التحفيزات قابلة للمراجعة تبعا للتطور ومدى حتقي أهداف التنمية السوسيو‪-‬اقتصادية‪ ،‬وأن تكون يف اجلهات اليت‬
‫تكون يف ياجة إىل مزيد م التدارك التنموي؛ وينبةي يف هذا السياق أن ترمل الضرائب املرتبطة بالرةل (الضريبة‬
‫على الدخل بالنسبة ملناصب الرةل الفعلية املوجودة يف اجملال الرتايب املعين)‪ ،‬بدتا م تلك املتعلقة باتاستهالك (‬
‫الضريبة على القيمة املضافة) اليت تتطلب ييادا‪ .2‬أما اإلعفاءات الضريبية فيمك أن ترمل اإلعفاء م واجبات‬
‫التسجيل‪ ،‬وكذا إلةاء الةرامات والزيادات وغرامات التحصيل املتعلقة بالضرائب والرسوم‪ ،‬كما جاء مثال يف قانون املالية‬
‫لسنة ‪ ،1111‬يينما أقرت اقحلكومة هذه اإلعفاءات‪ ،‬وتظل هذه األخرة مقلقة بالنسبة للمجلس األعلى للحسابات‪،‬‬
‫تاسيما أنه رصد يف تقريره لسنة ‪ 1143‬يالة التسيب تعرفها هذه اإلعفاءات‪ ،‬بالنظر إىل غياب تأطرها القانوين‪ ،‬إذ‬
‫تايظ اجمللس غياب أي مقتضى قانوين يف املدونة العامة للضرائب حيدد مفهوم اإلعفاءات بركل دقي ‪ .‬كما تا متتلك‬
‫الدولة رؤية وتصور للتعامل معها‪ ،‬وهو ما جيعلها عبء على ميزانية الدولة بدل آلية لتحفيز النسيج اتاقتصادي‪.‬‬
‫جماهبة ظاهريت التهرب الضرييب والريع‪ :‬يعترب التهرب الضرييب كركل م أشكال مقاومة الضريبة وكسلوك تتحكم‬
‫فيه املعطيات الداخلية املتعلقة بنفسية املكل ‪ ،‬واملعطيات اخلارجية املرتبطة بارتفاع الضةط الضرييب وغياب العدالة‬
‫اجلبائية أييانا‪ ،‬وضع اإلدارة اجلبائية أييانا أخرى‪ ،3‬ويضيع هذا التهرب مداخيل جبائية مهمة على خزينة الدولة‪ ،‬مبا‬
‫يؤثر سلبا على إرادهتا للنهوض بالقطاع اتاقتصادي‪ .‬وحملاربة آفة الريع ينبةي تضريب بعض القطاعات اتاقتصادية املعفية‬

‫‪1‬‬
‫‪– El hassane KATIR, « Administration fiscale et communication: l’exemple de la‬‬
‫‪France », revue du droit marocaine n° 6 – 07, 2004, p.24‬‬
‫‪2‬رأي اجمللس اتاقتصادي واتاجتماعي والبيئي يف إيالته رقم ‪ 1141/31‬السال الذكر‪ ،‬ص‪ .‬ص‪.11.14 :‬‬
‫‪3‬جواد العسري‪ :‬عالقة إدارة الضرائب املباشرة باملل زمني وانعكاساهتا‪ ،‬أطروية لنيل الدكتوراه يف القانون العام‪ ،‬جامعة حممد اخلامس كلية‬
‫اقحلقوق‪ ،‬اكدال – الرباط‪ ،1114-1111 ،‬ص‪.45 .‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪136‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫وكذا األنرطة اتاقتصادية غر املهيكلة‪ ،‬غر أن حماربة هاتني الظاهرتني تبقى غر جمدية يف ظل فقط نظام العقوبات‬
‫السائد‪ ،‬بل تابد م بلورة خطط بيداغوجية أكثر مصداقية تتيح توضيح الفائدة م الضريبة‪ ،‬إضافة إىل جعل مميزات‬
‫مرروعيتها جذابة وواضحة‪.‬‬
‫إن تدعيم مسلسل الالمركزية بإصالح دستوري مهم وحتدي قانوين فعال‪ ،‬جيب أن توازيه إرادة سياسية قوية‬
‫للنخبة احمللية للعمل حبس مواطنايت لتنزيل مقتضيات القانون اجلديد لإلصالح اجلبائي احمللي للقطع مع ظاهرة الباقي‬
‫تفوت على الفاعلني الرتابيني موارد مالية مهمة‪ ،‬وبالتايل فرص القيام بنهضة اقتصادية تنموية كفيلة‬‫استخالصه؛ اليت ِّ‬
‫باستقطاب اتاستثمار والترجيع عليه؛‬
‫إرساء نظام جبائي جديد مبنظور اقتصادي قوي وبروح عالية للتةير‪ ،‬ملعاجلة اإلشكاتات املرتبطة بسبل دعم‬
‫اتاستثمار وحتسني بيئة ممارسة األعمال‪ ،‬مبا يتالءم مع روح النموذج التنموي اجلديد؛ الذي سيعمل على جتاوز خمتل‬
‫التحديات‪ ،‬مبا فيها اجلبائية لبناء قوي ملةرب الةد‪.‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬


‫أوال‪:‬النصوص القانونية‪:‬‬
‫‪ .4‬ظهر شري رقم ‪ 4.11.14‬صادر يف ‪ 45‬م مجادى األوىل ‪ 4111‬مواف ‪ 34‬دجنرب ‪ 1111‬بتنفيذ القانون‬
‫رقم ‪ 18.11‬املتعل باجلبايات احمللية‪ ،‬جريدة رمسية عدد ‪ 5117‬بتاريخ ‪ 45‬مجادى األوىل ‪ 4111‬مواف ‪ 34‬دجنرب‬
‫‪ ،1111‬ص‪.7531:‬‬
‫‪ .1‬ظهر شري رقم ‪ 4.48.11‬صادر يف ‪ 7‬ذي اقحلجة ‪ 31( 4137‬غرت ‪ ،)1148‬جريدة رمسية عدد ‪5511‬‬
‫بتاريخ ‪ 13‬م ذي اقحلجة ‪ 41( 4137‬شتنرب ‪ ،)1148‬ص‪.6151 :‬‬
‫‪ .3‬ظهر شري رقم ‪ 4.18.416‬يتعل جببايات اجلماعات احمللية وجمموعاهتا صادر يف ‪ 41‬م ذي القعدة ‪4117‬‬
‫(‪ 31‬نونرب ‪ ،)1118‬جريدة رمسية عدد ‪ 6673‬بتاريخ ‪ 11‬م ذي القعدة ‪ 3( 4117‬دجنرب ‪ ،1118‬ص‪:‬‬
‫‪.3831‬‬
‫‪ .1‬القانون اإلطار ‪ 47.16‬مبثابة ميثاق اتاستثمارات‪ ،‬الصادر برأن تنفيذه الظهر الرري ‪ 4.16.143‬بتاريخ‬
‫‪ 41‬مجادى الثانية ‪ 7( 4145‬نونرب ‪ ،)4116‬اجلريدة الرمسية عدد ‪ 1336‬بتاريخ ‪ 11‬نونرب ‪ ،4116‬ص‪:‬‬
‫‪.3131‬‬
‫‪ .6‬ظهر شري رقم ‪ 4.73.37‬صادر يف ‪ 14‬رجب ‪ 13( 4111‬أبرل ‪ )4171‬يتضم األمر بتنفيذ القانون رقم‬
‫‪ 3.73‬املتعل بوضع إطار لإلصالح الضرييب‪ ،‬جريدة رمسية عدد ‪ 3834‬بتاريخ ‪ 31‬رجب ‪ 1( 4111‬ماي‬
‫‪ ،)4171‬ص‪.664 :‬‬
‫‪ .5‬املرسوم رقم ‪ 1.17.611‬بتاريخ ‪ 6‬ربيع األول ‪ 4141‬مواف ‪ 31‬يونيو ‪ 4117‬لتطبي املادة ‪ 1‬م القانون رقم‬
‫‪ 11.75‬املتعل بالضريبة على الرركات واملادة ‪ 44‬م القانون رقم ‪ 48.71‬املتعل بالضريبة العامة على الدخل‪،‬‬
‫جريدة رمسية عدد ‪ 1611‬مكرر بتاريخ ‪ 5‬ربيع األول ‪ 4141‬مواف فاتح يوليوز ‪ ،4117‬ص‪.4187 :‬‬
‫ثانيا‪:‬الكتب‬
‫‪ .8‬بوعون حيياوي نصرة‪ :‬الضرائب الوطنية والدولية‪ ،‬مؤسسة الصفحات الزرقاء الدولية‪ ،‬اجلزائر‪.1141 ،‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪137‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫‪ .7‬جواد النويي‪ :‬مقاربة سياسية لالستثمارات األجنبية يف املةرب (‪ ،)1115-4111‬منرورات عكاظ‪ ،‬املةرب ‪.1141‬‬
‫‪ .1‬حممد بلعوشي‪ :‬القانون الضرييب‪ ،‬مطبعة دار النرر املةربية‪ ،‬املةرب‪ ،‬السنة ‪.1144‬‬
‫‪ .41‬حممد عباس حمرزي‪ :‬اقتصاديات اجلباية والضرائب‪ ،‬دار هومة‪ ،‬اجلزائر‪.1116 ،‬‬
‫‪ .44‬وزارة اتاقتصاد واملالية‪ :‬دليل التحفيزات الضريبية‪ ،‬املدونة العامة للضرائب‪ ،‬املةرب‪.1141 ،‬‬
‫المقاالت‪:‬‬
‫‪ .4‬وصاف سعيدي – قويدر حممد‪ :‬واقع مناخ اتاستثمار يف اجلزائر بني اقحلوافز والعوائ ‪ ،‬جملة العلوم اتاقتصادية وعلوم‬
‫التسير‪ ،‬العدد ‪ 7‬لسنة ‪.1117‬‬
‫‪ .1‬سعيد جفري‪ :‬الضريبة والنظام الضرييب املةريب‪ ،‬سلسة أريد أن أعرف‪ ،‬العدد ‪ 1‬الطبعة ‪ 4‬سنة ‪ ،1143‬مطبعة النجاح‬
‫اجلديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪.‬‬
‫رسائل الدكتوراه ‪:‬‬

‫‪ .4‬أمحد ادعلي‪ :‬األبعاد السوسيوسياسية للجباية املةربية‪ ،‬منوذج الضريبة على الرركات والضريبة على الدخل (‪-4111‬‬
‫‪ ،)1111‬أطروية لنيل الدكتوراه يف اقحلقوق‪ ،‬جامعة حممد اخلامس أكدال ‪.1115‬‬
‫‪ .1‬جواد العسري‪ :‬عالقة إدارة الضرائب املباشرة بامللزمني وانعكاساهتا‪ ،‬أطروية لنيل الدكتوراه يف القانون العام‪ ،‬جامعة حممد‬
‫اخلامس كلية اقحلقوق‪ ،‬اكدال – الرباط‪.1114-1111 ،‬‬
‫المداخالت العلمية‪:‬‬

‫‪ .4‬املديرية العامة للضرائب‪ :‬مذكرة تأطرية يول املناظرة الوطنية الثالثة يول اجلبايات املنظمة يومي ‪ 3‬و‪ 1‬ماي ‪1141‬‬
‫ُ‬
‫بالرباط حتت شعار العدالة اجلبائية‪.‬‬
‫‪ .1‬حممد انتك‪ :‬الترريع اجلبائي وإشكالية تطبيقه على مناخ األعمال‪ ،‬الندوة اجلهوية بتاريخ ‪ 4‬و‪ 1‬فرباير ‪ 1143‬يول تأهيل‬
‫فضاء األعمال‪.‬‬
‫التقارير‬

‫‪ .4‬تقرير اجمللس اتاقتصادي واتاجتماعي والبيئي‪ :‬إيالة ذاتية رقم ‪ 1141/ 31‬ألجل نظام جبائي يركل الدعامة األساسية‬
‫لبناء النموذج التنموي اجلديد‪.‬‬
‫‪ .1‬تقرير المؤسسة العربية لضمان االستثمار‪ ،‬مناخ االستثمار في الدول العربية لسنة ‪ 2993‬الكويت‪.‬‬
‫مواقع االنترنت‬

‫‪ .2‬الموقع اإللكتروني للمديرية العامة للضرائب بالمغرب ‪ www.taxe.gov.ma‬بتاريخ ‪ 4‬مارس ‪.1012‬‬


‫المراجع باللغة األجنبية‪:‬‬

‫‪1. El hassane KATIR, « Administration fiscale et communication :‬‬


‫‪l’exemple de la France », revue du droit marocaine n° 6 – 07, 2004.‬‬
‫‪2. EL HASSAN KATIR :Fiscalité et investissement au Maroc.‬‬
‫‪REMALD.n°32. mai-juin 2000.‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪138‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫شروط الترشح لرئاسة الجمهورية الجزائرية‬


‫‪Conditions to candidacy for the presidency of the Algerian Republic‬‬

‫‪D SAOUDI Said‬‬ ‫د سعودي سعيد‬


‫( ‪Professor of Private Law (Intellectual‬‬ ‫أستاذ القانون الخاص (الملكية الفكرية)‬
‫‪Property‬‬
‫‪Professor Lecturer‬‬ ‫أستاذ محاضر أ‬
‫‪A‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية ّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّ ّّّ ّّّّّّّّّ ‪Faculty of law and political‬‬
‫‪sciece‬‬
‫‪University of Amar Télidji Laghouat Algeria‬‬ ‫جامعة عمار ثليجي األغواط الجزائر‬

‫‪E mail: ssaoudi53@yahoo.com‬‬ ‫االلكتروني‪ssaoudi53@yahoo.com:‬‬ ‫البريد‬


‫ملخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـص‬

‫تتجسد سلطة الرعب يف اختيار املؤسسات اليت متثله ويف قمتها رئيس اجلمهورية‪ ،‬الذي ينتخب ع طري اتاقرتاع‬
‫العام املباشر والسري‪ ،‬ونظرا لسمو منصب الرئيس واعتباره ممثل الرعب والدولة؛ توىل الدستور التطرق ألهم شروط‬
‫الرتشح يف مادته ‪ :78‬بداية بتمتع املرتشح باجلنسية اجلزائرية األصلية ولوالديه وزوجه‪ ،‬وأن يكون مسلما بالةا أربعني‬
‫سنة‪ ،‬متمتعا حبقوقه املدنية والسياسية‪ ،‬مقيما باجلزائر بصفة دائمة‪ ،‬وأن يثبت مراركته يف الثورة إذا كان مولودا قبل‬
‫كملها برروط تضمنها القانون العضوي‬
‫جويلية ‪ 4111‬أو يثبت عدم تورط أبويه ضدها إذا ولد بعد هذا التاريخ‪ .‬و َّ‬
‫لالنتخابات‪ ،‬كتقدمي شه ادة طبية تثبت سالمته وشهادة جامعية تثبت مستواه‪ ،‬وإثبات وضعيته إزاء اخلدمة الوطنية‪،‬‬
‫واستيفائه شرط التوقيعات املقدر (‪ )61.111‬توقيع فردي على األقل لناخبني‪ .‬كما يتعني على املرتشح إيداع التصريح‬
‫بالرتشح شخصيا لدى السلطة الوطنية املستقلة لالنتخابات‪ ،‬وكل هذه الرروط خلدمة مبدأ الرعب صايب السلطة‬
‫والسيادة ومبدأ متثيل الرعب يف رئاسة اجلمهورية‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬رئيس اجلمهورية‪ ،‬شروط الرتشح‪ ،‬اجلنسية اجلزائرية‪ ،‬اتانتخابات‪ ،‬السلطة العليا املستقلة‬
‫لالنتخابات‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪139‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

Abstract
The power of the people is reflected in the selection of the institutions that
represent it and at its summit the President of the Republic, who is elected by direct
and secret universal suffrage, and given the supreme position of the President and
being the representative of the people and the state; the Constitution addressed the
most important conditions of candidacy in Article 87: First, the candidate has the
original Algerian nationality and his parents and wife, To be a forty-year-old Muslim,
enjoying his civil and political rights, permanently residing in Algeria, and to prove
his participation in the revolution if he was born before July 1942 or prove that his
parents were not involved against her if he was born after that date. It was
supplemented by conditions stipulated in the organic law of elections, such as the
presentation of a medical certificate proving his safety and a university certificate
proving his level, and his status vis-à-vis national service, and that he meets the
requirement of at least 50,000 individual signatures for voters. The candidate must
also submit his / her personal permit to the Independent National Authority for
Elections, all of these conditions to serve the principle of the sovereign people and the
principle of representing the people in the Presidency.

Keywords: President of the Republic, Candidacy Conditions, Algerian Nationality,


Elections, Independent High Electoral Authority

‫مقدمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫ ـ ـ وهو ما عرب عنه الفيلسوف الفرنسي جون جاك روسو‬،"‫"الرعب مصدر السلطات" أو ا"لسيادة ملك للرعب‬
‫ "أن كل فرد يف اجملتمع ميلك جزء م السلطة يي تركل هذه األجزاء العائدة لكل فرد اجملموع‬:‫يف عقده اتاجتماعي‬
‫ يي‬،‫ واملبدأ الذي تتضمنه خمتل الدساتر‬،‫ وتعترب أهم القواعد األساسية يف بناء الدول واستمرارها‬،‫الكلي للسلطة" ــ‬
‫تنص هذه األخرة على جل التفاصيل الكفيلة مبمارسة الرعب للسلطة؛ سواء كان ذلك بركل مباشر أو غر مباشر‬
‫ وذلك باختيار الرعب للمؤسسات الدستورية اليت متثله وتنوب عنه يف ممارسة سلطته يف إدارة شؤون‬،‫ع طري التمثيل‬
‫ "إن الرعب اجلزائري ناضل ويناضل دوما يف سبيل‬:‫ إذ ورد يف ديباجته‬،‫ والدستور اجلزائري ليس مبعزل ع ذلك‬.‫الدولة‬
‫ أساسها مشاركة‬،‫ ويعتزم أن يبين هبذا الدستور مؤسسات‬،‫ وهو متمسك بسيادته واستقالله الوطنيني‬،‫اقحلرية والدميقراطية‬
‫ والقدرة على حتقي العدالة اتاجتماعية واملساواة وضمان اقحلرية‬،‫كل جزائري وجزائرية في تسيير الشؤون العمومية‬
.1"‫ يف إطار دولة دميقراطية ومجهورية‬،‫لكل فرد‬

‫ الصادر‬،41 ‫ العدد‬،‫ اجلريدة الرمسية‬،‫ املتضم التعديل الدستوري‬1145 ‫ مارس سنة‬15 ‫ املؤرخ يف‬14-45 ‫ ـ ـ م ديباجة القانون رقم‬1
.1145 ‫ مارس‬8 ‫بتاريخ‬

‫ المانيا – برلين‬/ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية‬
140 2021 ‫ مايو‬- ‫العدد الحادي عشر أيار‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫وتوضح نصوص الدستور اجلزائري بصفة جلية تا لبس فيها قاعدة "السلطة ملك للشعب"‪ ،‬إذ تنص مادته األوىل‬
‫على أن‪" :‬الجزائر جمهورية ديمقراطية شعبية"‪ ،‬وتؤكد مادتيه السابعة والثامنة على التوايل على أن‪" :‬الشعب مصدر‬
‫كل سلطة‪ .‬السلطة الوطنية ملك للشعب وحده"‪" ،‬السلطة التأسيسية ملك للشعب‪ .‬يمارس الشعب سيادته‬
‫بواسطة المؤسسات الدستورية التي يختارها‪ .‬يمارس الشعب هذه السيادة أيضا عن طريق االستفتاء وبواسطة‬
‫ممثليه المنتخبين‪ .‬لرئيس الجمهورية أن‬

‫املادة اقحلادية عرر ‪ 44‬م الدستور‪" :‬الشعب حر في اختيار ممثليه‪.‬‬ ‫يلتجئ إلى إرادة الشعب مباشرة"‪ .‬وتضي‬
‫ال حدود لتمثيل الشعب إال ما نص عليه الدستور وقانون االنتخابات"‪.‬‬

‫وتتجسد سلطة الرعب يف اختيار املؤسسات الدستورية اليت متثله؛ واليت جند يف قمة هرم هذه املؤسسات‪،‬‬
‫مؤسسة رئاسة اجلمهورية؛ واليت على رأسها رئيس اجلمهورية‪ ،‬الذي جيسد رئيس الدولة‪ ،‬ويدة الدولة‪ ،‬يامي الدستور‪،‬‬
‫ممثل الدولة داخل البالد وخارجها‪ ،‬والذي له اقحل يف أن خياطب األمة مباشرة‪ .1‬وينتخب رئيس اجلمهورية ع طري‬
‫اتاقرتاع العام املباشر‪ 2‬والسري‪ ،3‬وف الرروط اليت حيددها الدستور والقانون العضوي املتعل باتانتخابات‪ ،‬وتتمثل‬
‫إشكالية هذه الدراسة يف التساؤل التايل‪ :‬ما هي الشروط القانونية الواجب توافرها في المترشح لرئاسة الجمهورية‬
‫الجزائرية باعتباره يمثل انعكاسا مباشرا لسلطة الشعب في إدارة الدولة وتمثيلها؟‬

‫ياولنا معاجلة هذه اإلشكالية م خالل الرروط الواجب توافرها يف املرشح لرئاسة اجلمهورية وفقا ملا هو وارد يف‬
‫نصوص الدستور (احملور األول) وكذا نصوص القانون العضوي املتعل بنظام اتانتخابات (احملور الثاين)‪.‬‬

‫* ناليظ مدى اقحلرص الكبر للدستور اجلزائري على املساواة بني اجلنسني يف املراركة يف تسير الرؤون العامة‪ ،‬بتأكيده بعبارة‪" :‬أساسها‬
‫مراركة كل جزائري وجزائرية يف تسير الرؤون العمومية"‪ ،‬مع العلم أن عبارة "كل جزائري" كافية لترمل اجلنسني معا‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ ـ املادة ‪ 71‬م الدستور ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ـ يقصد باتاقرتاع املباشر أن يتم انتخاب رئيس اجلمهورية مباشرة م قبل الرعب‪ ،‬وهي الطريقة األكثر دميقراطية‪ ،‬إتا أنه يعاب عليها أهنا‬
‫قد تؤدي إىل اتاستئثار املطل لرئيس اجلمهورية بالسلطة لرعوره أنه منتخب مباشرة م قبل عامة الرعب وحيظى بتأييده الكبر (نعمان‬
‫أمحد‪ ،‬الوسيط يف النظم السياسية والقانون الدستوري‪ ،‬الطبعة العاشرة‪ ،‬دار الثقافة للنرر والتوزيع‪ ،‬عمان األردن‪ ،1141 ،‬ص ‪.)113‬‬
‫الذي اختذه جتاه التصويت حبرية تامة وبدون أن‬ ‫‪ 3‬ـ ـ تعين سرية اتاقرتاع أن يقوم الناخب باإلدتاء بصوته دون أن يعلم أي شخص باملوق‬
‫خيضع ألي تأثر م قبل م قبل املصوتني أو القائمني على عملية اتانتخاب أو احمليطني به‪ ،‬وتعد سرية اتاقرتاع مبثابة ضمانة لتحقي يرية‬
‫الناخب يف اتاقرتاع‪ ،‬وتضم هذه السرية م خالل وسيلتني‪ :‬األوىل‪ :‬املرور عرب العزل‪ :‬وهو جزء عا م ومعزول م مكان اتاقرتاع؛ جيعل‬
‫الناخب بعيدا ع األنظار أثناء قيامة بواجبه ويقه اتانتخايب بوضع بطاقة التصويت يف الظرف غر الرفاف‪ ،‬ويعد هذا األخر (الظرف‬
‫غر الرفاف) الوسيلة الثانية لضمان سرية اتاقرتاع‪ ،‬بقيام الناخب بواجبه بتصويت أكثر أمانة وسالمة وسرية (عبد سعد‪ ،‬علي مقلد‪،‬‬
‫عصام نعمة إمس اعيل‪ ،‬النظم اتانتخابية ـ ـ دراسة يول العالقة بني النظام السياسي والنظام اتانتخايب‪،‬الطبعة األوىل‪ ،‬منرورات يليب‬
‫اقحلقوقية‪ ،‬بروت لبنان‪ ،1116،‬ص ‪ 417‬و‪.)411‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪141‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫المحور األول‪ :‬شروط الترشح لرئاسة الجمهورية التي تضمنها الدستور‬

‫نصت املادة ‪ 78‬م الدستور على أنه‪" :‬تا حي أن ينتخب لرئاسة اجلمهورية إتا املرتشح الذي‪:‬‬
‫ـ ـ مل يتجنس جبنسية أجنبية‪،‬‬
‫ـ ـ يتمتع باجلنسية اجلزائرية األصلية فقط‪ ،‬ويثبت اجلنسية اجلزائرية األصلية لألب واألم‪،‬‬
‫ـ ـ يدي باإلسالم‪،‬‬
‫ـ ـ يكون عمره أربعني (‪ )11‬سنة كاملة يوم اتانتخاب‪،‬‬
‫ـ ـ يتمتع بكامل يقوقه املدنية والسياسية‪،‬‬
‫ـ ـ يثبت أن زوجه يتمتع باجلنسية اجلزائرية األصلية فقط‪،‬‬
‫ـ ـ يثبت إقامة دائمة باجلزائر دون سواها ملدة عرر (‪ )41‬سنوات على األقل قبل إيداع الرتشح‪،‬‬
‫ـ ـ يثبت مراركته يف ثورة أول نوفمرب ‪ 4161‬إذا كان مولودا قبل يوليو ‪،4111‬‬
‫ـ ـ يثبت عدم تورط أبويه يف أعمال ضد ثورة ّأول نوفمرب ‪ 4161‬إذا كان مولودا بعد يوليو ‪،4111‬‬
‫ـ ـ يقدم التصريح العلين مبمتلكاته العقارية واملنقولة داخل الوط وخارجه ‪ ."...‬هذه جممل الرروط اليت تضمنها‬
‫الدستور‪ ،‬والالزم توافرها يف املرتشح لرئاسة اجلمهورية؛ ونتناوهلا يف النقاط التالية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬شرط التمتع بالجنسية الجزائرية‬

‫تعترب اجلنسية رابطة قانونية وسياسية تعرب ع انتماء الرخص لدولة معينة‪ ،1‬لذا يعترب شرط اجلنسية يف املرتشح‬
‫املررع‬ ‫لرئاسة اجلمهورية شرط بديهي‪ ،‬فال ميك إسناد قيادة الدولة إىل غر املواطنني أصليي اجلنسية‪ ،‬ومل يق‬
‫الدستوري يف توافر اجلنسية اجلزائرية األصلية عند املرتشح بل تعداه إىل كل م أبويه وزوجه‪ ،‬ونظم هذا الررط كالتايل‪:‬‬

‫‪ 2‬ـ التمتع بالجنسية الجزائرية األصلية فقط‪ :‬اجلنسية اجلزائرية األصلية معرفة وف املواد ‪ 5‬إىل ‪ 7‬م األمر رقم‬
‫‪ 75/81‬املتضم قانون اجلنسية‪ ،2‬وبالتايل تا حي مل اكتسب اجلنسية اجلزائرية الرتشح لرئاسة اجلمهورية مهما طالت‬
‫مدة اكتسابه هلا‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ لم يتجنس المترشح بجنسية أجنبية‪ :‬وهذا الررط مستحدث يف التعديل الدستوري لسنة ‪ ،1145‬والةرض منه‬
‫استبعاد املواط اجلزائري أصلي اجلنسية‪ ،‬الذي سب له التمتع جبنسية دولة أخرى‪ ،‬سواء تا يزال متمتعا هبذه اجلنسية‬

‫‪1‬‬
‫ـ ـ حممد طيبة‪ ،‬اجلديد يف قانون اجلنسية اجلزائرية واملركز القانوين ملتعدد اجلنسيات‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار هومة للطباعة والنرر‪ ،‬اجلزائر‪،‬‬
‫‪ ،1115‬ص ‪. 41‬‬
‫‪ 2‬ـ ـ األمر رقم ‪ 75/81‬املؤرخ يف ‪ 46‬جانفي ‪ 4181‬املتضم قانون اجلنسية املعدل واملتمم باألمر رقم ‪ 14/16‬املؤرخ يف ‪ 18‬فيفري‬
‫‪ ،1116‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪. 46‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪142‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫األجنبية أو فقدها‪ ،‬وذلك قحلساسية املنصب م جهة وضمان الوتاء للوط م جهة ثانية‪ ،‬إذ أنه يىت بعض‬
‫السياسية يررتط لتوليها التمتع باجلنسية اجلزائرية دون سواها‪ ،1‬فما بال م‬ ‫املسؤوليات العليا يف الدولة والوظائ‬
‫يرتشح لرئاسة اجلمهورية‪.‬‬

‫وبناء على هاتني الررطني فإن كال م مزدوجي اجلنسية ومكتسيب اجلنسية ممنوعون م الرتشح لرئاسة اجلمهورية‪.‬‬
‫وتعد مسألة إثبات اجلنسية اجلزائرية األصلية للمرتشح سهلة التحق ؛ بتقدمي املعين لرهادة اجلنسية اليت تصدر بناء على‬
‫طلبه بعد تقدمي شهادات امليالد اخلاصة به وبأبيه وجده م طرف اجلهات القضائية باعتبارها سلطات رمسية‪ .‬لك‬
‫الوثيقة اليت تثبت عدم التجنس جبنسية أخرى يصعب التحق منها‪ ،‬خاصة وأن مصاحل وزارة العدل تا متلك البيانات‬
‫الكافية ع اجلزائريني املتجنسني جبنسيات أخرى‪ ،‬ويف هذا اإلطار يراعى التصريح الرريف بعدم التجنس جبنسية غر‬
‫الرتشح الذي كان يودعه لدى اجمللس الدستوري سابقا وياليا‬ ‫جنسيته اجلزائرية األصلية؛ الذي يقدمه املرتشح يف املل‬
‫يودعه بصفة شخصية لدى السلطة الوطنية املستقلة لالنتخابات ‪l’autorité nationale indépendante des‬‬
‫‪ ،2*élections‬ويف يال التصريح الكاذب؛ تعترب السلطة الوطنية املستقلة‬

‫‪ 1‬ـ ـ القانون رقم ‪ 14-48‬املؤرخ يف ‪ 41‬جانفي ‪ ،1148‬احملدد لقائم ة املسؤوليات العليا يف الدولة والوظائ السياسية اليت يررتط لتوليها‬
‫التمتع باجلنسية اجلزائر دون سواها‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،1‬الصادر بتاريخ ‪ 44‬جانفي ‪.1148‬‬
‫‪ 2‬ـ ـ املادة ‪ 431‬م القانون العضوي رقم ‪ 41-45‬املؤرخ يف ‪ 16‬أوت ‪ 1145‬املتعل بنظام اتانتخابات‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪،61‬‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 17‬أوت ‪ ،1145‬والذي م تعديله وتتميمه‬
‫بالقانون العضوي رقم ‪ 17 – 41‬املؤرخ يف ‪ 41‬سبتمرب ‪ ،1141‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،66‬يي م تعديل وتتميم املادة ‪ 4/431‬كما‬
‫يلي‪" :‬يودع التصريح بالرتشح لرئاسة اجلمهورية م قبل املرتشح‬
‫شخصيا لدى رئيس السلطة الوطنية املستقلة لالنتخابات مقابل تسليم وصل‪." ....‬‬
‫* السلطة الوطنية المستقلة لالنتخابات‪ :‬هي اهليئة املسؤولة ع حتضر وتنظيم اتانتخابات يف اجلزائر‪ ،‬بعد ما كان ذلك م صالييات‬
‫السلطات اإلدارية العمومية ممثلة يف وزارة الداخلية‪ ،‬م إنراؤها مبوجب القانون العضوي رقم ‪ 18/41‬املؤرخ يف ‪ 41‬سبتمرب ‪،1141‬‬
‫املتعل بالسلطة الوطنية لالنتخابات‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ 66‬الصادر بتاريخ ‪ 46‬سبتمرب ‪ ،1141‬يي تنص املادة ‪ 8‬منه على أنه‪:‬‬
‫" تتوىل السلطة املستقلة حتضر اتانتخابات وتنظيمها وإدارهتا واإلشراف عليها‪ ،‬ابتداء م عملية التسجيل يف القوائم اتانتخابية ومراجعتها‬
‫مرورا بكل عمليات حتضر العملية اتانتخابية وعمليات التصويت والفرز والبت يف النزاعات اتانتخابية‪ ،‬طبقا للترريع الساري املفعول إىل‬
‫املادة ‪ 11‬م نفس القانون العضوي ‪":‬حتول صالييات السلطات اإلدارية العمومية يف جمال حتضر‬ ‫غاية إعالن النتائج األولية "‪ ،‬وتظي‬
‫وتنظيم اتانتخابات إىل السلطة املستقلة"‪ ،‬وأطلقت رمسيا السلطة الوطنية املستقلة لالنتخابات‪ ،‬املوقع اتالكرتوين اخلاص هبا على اتانرتنت‪.‬‬
‫وأصبح بإمكان أي مواط اتاتصال بالسلطة م خالل ترك رسائل بريدية‪ ،‬وكذا اتاطالع على أهم املستجدات اخلاصة هبا وأهم البالغات‬
‫والبيانات الدورية للسلطة فيما خيص نراطها‪ .‬املوقع‪ . https://www.ina-elections.dz/index.html:‬وتتمتع السلطة‬
‫بالرخصية املعنوية واتاستقالل اإلداري واملايل ( املادة ‪ 1‬م القانون العضوي)‪ ،‬وشرعت يف التحضر ألول انتخابات ستنظمها منذ‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪143‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫تانتخابات هذا الررط غر مستوف؛ ويقصى الرخص م الرتشح لالنتخابات الرئاسية‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ الجنسية الجزائرية األصلية ألبوي المترشح‪ :‬هذا الررط أيضا مستحدث مبوجب التعديل الدستوري لسنة‬
‫‪ ، 1145‬والةرض منه ضمان أن املرتشح يكون قد نرأ يف بيئة عائلية تربت على يب الوط والوفاء له باشرتاط‬
‫اجلنسية اجلزائرية ألب وأم املرتشح‪ ،‬بالتايل استبعاد أبناء املواطنني اجلزائريني غر أصليي اجلنسية م الرتشح لرئاسة‬
‫اجلمهورية‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ الجنسية الجزائرية األصلية لزوج المترشح‪ :‬يف الدستور اجلزائري لسنة ‪ 4115‬كان املررع الدستوري يررتط‬
‫اجلنسية اجلزائرية فقط لزوج املرتشح‪ ،‬دون أن يررتط إن كانت أصلية أو مكتسبة‪ ،1‬لك يف التعديل الدستور لسنة‬
‫‪ ، 1145‬اشرتط اجلنسية اجلزائرية األصلية لزوج املرتشح‪ ،‬ويرى الفقيه الدستوري فوزي أوصدي ‪ ،‬أن ذلك ـ ـ اجلنسية‬
‫اجلزائرية األصلية لزوج املرتشح ـ ـ خرا ما فعل املؤسس الدستوري‪ ،‬وذلك بالنظر للدور الكبر الذي يلعبه زوج الرئيس يف‬
‫يياته‪ ،‬ألنه بإمكانه اإلطالع على كل أسرار الدولة‪ ،‬ويرصا على عدم تسرب هذه األسرار يستوجب متتع زوج الرئيس‬
‫بالوتاء للوط ‪.2‬‬

‫وبالرغم م هذه األيكام املتعلقة باجلنسية؛ سواء فيما تعل باملرتشح أو والديه أو وزوجه إتا أن املررع الدستوري‬
‫أغفل التطرق جلنسية أبناء املرتشح باعتبارهم فروعه‪ ،‬ونرى ضرورة النص على عدم جتنسهم جبنسية أخرى ومتتعهم‬
‫باجلنسية اجلزائرية األصلية فقط بسبب طموياهتم وتأثرهم الكبر على أبيهم الذي قد يفوق تأثر أبويه وزوجه م جهة‬
‫وبالنظر لالعتبارات السابقة م جهة أخرى‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أن يدين المترشح باإلسالم‬

‫وذلك ألن الدولة اجلزائرية جزء م األمتني اإلسالمية والعربية‪ ،‬واإلسالم دي الدولة‪ ،3‬لذا منطقيا أن يدي املرتشح‬
‫بالدي اإلسالمي‪ ،‬لتكريس اإلسالم دي الدولة وقحلمايته م حماوتات املساس به وإعماله باعتباره عقيدة الدولة‬

‫إنرائها وهي اتانتخابات الرئاسية املقررة يف ‪ 41‬ديسمرب‪ ،1141‬وتتمتع السلطة بالرخصية املعنوية واتاستقالل اإلداري واملايل م إنراؤها‬
‫مبوجب ‪ ،‬والذي ينص يف مادته‪"" :‬‬
‫‪ 1‬ـ ـ املادة ‪ 83‬م دستور ‪ 17‬نوفمرب ‪.4115‬‬
‫‪2‬‬
‫ـ ـ فوزي أوصدي ‪ ،‬النظام الدستوري اجلزائري ووسائل التسير املؤسسايت‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪،1115 ،‬‬
‫ص‪.486‬‬
‫‪ 3‬ـ ـ املادة ‪ 83‬م دستور ‪ 17‬نوفمرب ‪.4115‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪144‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫اجلزائرية‪ ،1‬كما أن الدستور نفسه حيمل رئيس اجلمهورية بأعباء تا يقوم هبا إتا املسلم‪ ،‬وذلك م خالل أدائه اليمني‬
‫الدستورية أمام الرعب حبضور‬

‫مجيع اهليئات العليا يف األمة خالل األسبوع املوايل تانتخابه‪ ،‬بايرتام الدي اإلسالمي ومتجيده والدفاع عنه‪ ،2‬ويعترب‬
‫الفقيه فوزي أوصدي هذا الررط كإفراز طبيعي لفطرة الرعب اجلزائري املسلم صايب السلطة والسيادة الذي تا يرض‬
‫بةر املسلم ممثال له‪.3‬‬

‫ثالثا‪ :‬أن يكون عمر المترشح أربعين (‪ )40‬سنة كاملة يوم االنتخاب‬

‫اشرتط املؤسس الدستوري هذا الررط ألن ببلوغ الرخص س األربعني سنة يكون متمتعا بالنضج والتجربة‬
‫واقحلنكة لتويل قيادة األمة‪ ،‬اقتداء وتأسيا بسيدنا حممد رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم؛ يي بُعِ وبدأ نزول الويي‬
‫ب أ َْوِز ْعنِي أَ ْن‬ ‫ِ‬
‫ال َر ِّ‬
‫ين َسنَةً قَ َ‬ ‫َّى إِذَا بَـلَ َغ أَ ُشدَّهُ َوبَـلَ َغ أ َْربَع َ‬
‫عليه يف هذا الس ‪ ،‬ومصداقا لقول اهلل عز وجل‪َ ..." :‬حت ٰ‬
‫ك‬ ‫َصلِ ْح لِي فِي ذُ ِّريَّتِي إِنِّي تُـ ْب ُ‬
‫ت إِل َْي َ‬ ‫ضاهُ َوأ ْ‬ ‫صالِ ًحا تَـ ْر َ‬ ‫ت َعلَ َّي َو َعلَ ٰى َوالِ َد َّ‬
‫ي َوأَ ْن أَ ْع َم َل َ‬ ‫ك الَّتِي أَنْـ َع ْم َ‬
‫أَ ْش ُك َر نِ ْع َمتَ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ين (‪.4")25‬‬ ‫َوإِنِّي م َن ال ُْم ْسلم َ‬

‫رابعا‪ :‬تمتع المترشح بكامل حقوقه المدنية والسياسية‬

‫وهو شرط كاش ‪ ،‬فال ميك إيداع مصر األمة بني يدي شخص ناقص األهلية أو حمكوم عليه أو حمروم م‬
‫يقوقه املدنية والسياسية‪ ،5‬فالتمتع باقحلقوق املدنية والسياسية‪ ،‬ميَُكِ كل شخص تتوفر فيه الرروط القانونية أن ينتخب‬
‫وينتخب‪ ،‬فم باب أوىل أن يتوافر هذا الررط فيم يرتشح لرئاسة اجلمهورية‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ ـ سعيد بوشعر‪ ،‬النظام السياسي اجلزائري ـ اجلزء الثال ــ‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر ‪ ،1143‬ص ‪.487‬‬
‫‪2‬‬
‫الرح ــيم‪ ،‬وفاء للتّضحيات الكبرى‪،‬‬
‫الرحمن ّ‬
‫ـ ـ املادة ‪ 11‬م الدستور‪" :‬يؤدي رئيس اجلمهورية اليمني يسب النص اآليت‪" :‬بسم اهلل ّ‬
‫وأمجده‪ ،‬وأدافع عن‬
‫وألرواح شهدائنا األبرار‪ ،‬وقـيّم ثورة نوفمبر الخالدة‪ ،‬أقسم باللّه العلي العظيم‪ ،‬أن أحترم ال ّدين اإلسالمي ّ‬
‫للسير العادي للمؤسسات والنظّام ال ّدستوري‪ ،‬وأسعى‬
‫شروط الالّزمة ّ‬
‫ال ّدستور‪ ،‬وأسهر على استمرارية ال ّدولة‪ ،‬وأعمل على توفير ال ّ‬
‫شعب‪ ،‬ومؤسسات الجمهورية وقوانينها‪ ،‬وأحافظ على سالمة التّراب‬
‫حرية اختيار ال ّ‬
‫من أجل تدعيم المسار ال ّديمقراطي‪ ،‬وأحترم ّ‬
‫تطور‬
‫الوطني‪ ،‬ووحدة الشعب واألمة‪ ،‬وأحمي الحريات والحقوق األساسية لإلنسان والمواطن‪ ،‬وأعمل بدون هوادة من أجل ّ‬
‫والسلم في العالم‪ .‬واللّه على ما أقول شهيد"‪.‬‬
‫الحرية ّ‬
‫الشعب وازدهاره‪ ،‬وأسعى بكل قواي في سبيل تحقيق المثل العليا للعدالة و ّ‬
‫‪3‬‬
‫ـ ـ فوزي أوصدي ‪ ،‬الوايف يف شرح القانون الدستوري اجلزائري‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪ ،1117 ،‬ص ‪.416‬‬
‫سعيد بوشعر‪ ،‬املرجع الساب ‪ ،‬ص ‪.474‬‬
‫‪ 4‬ـ سورة األيقاف‪ ،‬اآلية ‪.46‬‬
‫‪ 5‬ـ ـ فوزي أوصدي ‪ ،‬الوايف يف شرح القانون الدستوري اجلزائري‪ ،‬املرجع الساب ‪ ،‬ص‪.415‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪145‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫خامسا‪ :‬إثبات إقامة دائمة بالجزائر دون سواها لمدة عشر سنوات على األقل قبل إيداع الترشح‬

‫هذا الررط مل يتضمنه دستور ‪ ،4115‬وهو ما فسح اجملال للمواطنني اجلزائريني املقيمني باخلارج للرتشح ملنصب‬
‫رئاسة اجلمهورية‪ ،‬واستحدثه املؤسس الدستوري يف التعديل الدستوري لسنة ‪ ،1145‬هبدف قطع الطري أمام املواطنني‬
‫اجلزائريني املقيمني باخلارج للرتشح هلذا املنصب‪ ،‬يي اشرتط على املرتشح إقامة دائمة باجلزائر دون سواها ملدة عرر‬
‫(‪ )41‬سنوات على األقل قبل إيداع الرتشح‪ ،‬وذلك يرصا م املؤسس الدستوري على ضمان متسك املرتشح بوطنه‬
‫اجلزائر‪ ،‬والعيش فيه يف شىت الظروف واأليوال اليت مر هبا‪ ،‬وإياطته ع قرب بقضايا البلد ومراكله وواقعه‪ ،‬وإن كان‬
‫أشرتط اإلقامة الدائمة وليست اإلقامة الفعلية‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬الشرط المتعلق بالموقف من ثورة أول نوفمبر ‪2954‬‬


‫خبصوص هذا الررط َّفرق املؤسس الدستوري بني يالتني حبسب تاريخ ميالد املرتشح‪:‬‬
‫‪ 2‬ـ إذا كان المترشح مولودا قبل جويلية ‪ : 2941‬املرتشح املولود قبل هذا التاريخ يسمح له سنه باملراركة يف‬
‫الثورة‪ ،‬فعليه أن يثبت أنه شارك يف ثورة أول نوفمرب ‪ ،4161‬ونتيجة لذلك يقصى م الرتشح كل م ولد قبل هذا‬
‫التاريخ ومل يثبت مراركته يف الثورة‪ ،‬ويتم اإلثبات ع طري تقدمي بطاقة العضوية يف جيش التحرير الوطين أو جبهة‬
‫التحرير الوطين‪ ،1‬وم شأن هذا الررط التمييز بني املواط الثوري واملواط غر الثوري‪.2‬‬

‫‪ 1‬ـ إذا كان المترشح مولودا بعد جويلية ‪ :2941‬سنه تا يسمح له باملراركة يف الثورة‪ ،‬لذا اشرتط عليه املررع‬
‫الدستوري أن يثبت عدم تورط أبويه يف أعمال ضد ثورة ّأول نوفمرب ‪ ،4161‬واهلدف م هذا الررط منع ترشح‬
‫الرخص الذي كان ألبويه موقفا مضادا لثورة أول نوفمرب ‪ ،4161‬كالتعامل مع سلطات اتاستعمار‪ ،‬أو ارتكاب‬
‫أعمال إجرامية ضد اجملاهدي واجلزائيني‪ ،‬وهذا الررط يعاقب فئة م اجلزائريني بعدم الرتشح للرئاسة ع أفعال ليسوا‬
‫مسؤولني عنها‪ ،‬وتبقى طريقة اإلثبات م الصعوبة مبكان‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫ـ ـ تنص املادة ‪ 48‬م القانون رقم ‪ 18-11‬املؤرخ يف ‪ 6‬أفريل ‪ 411‬املتعل باجملاهد والرهيد‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،16‬الصادرة‬
‫بتاريخ ‪ 41‬أفريل ‪ 4111‬على أنه‪" :‬تثبت صفة العضوية يف العضوية يف جيش التحرير الوطين أو جبهة التحرير الوطين وتقيد يف السجل‬
‫اإلداري هلذا الةرض وتستخرج عند الطلب"‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ـ ـ منرة بلورغي‪ ،‬املركز القانوين لرئيس اجلمهورية يف اجلزائر بعد التعديل الدستوري لسنة ‪ 4115‬وأثره على النظام القضائي اجلزائري‬
‫( مذكرة مكملة لنيل شهادة املاجستر يف اقحلقوق ختصص قانون دستوري)‪ ،‬كلية اقحلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة حممد خيضر بسكرة‪،‬‬
‫‪ ،1141/1143‬ص‪ 11‬و‪.13‬‬
‫‪ 3‬ـ ـ بوكرا إدريس‪ ،‬نظام انتخاب رئيس اجلمهورية يف اجلزائر‪،‬الطبعة األوىل‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪. ،1118 ،‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪146‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫سابعا‪ :‬أن ِّ‬


‫يقدم المترشح تصريحا علنيا بممتلكاته العقارية والمنقولة داخل الوطن وخارجه‬

‫ويهدف هذا الررط إىل إضفاء الرفافية خبصوص ممتلكات املرتشح‪ ،‬وأخلقة اقحلياة السياسية هبدف حماربة‬
‫استةالل النفوذ واملنصب والسلطة بقصد الثراء والكسب غر املرروع يف أعلى هرم السلطة‪ ،1‬وعلى املرتشح نـرر‬
‫الرمسية مع إثـبات هذا النـرـر‪ ،2‬ولك هذا‬
‫التصريح مسبقا يف يوميتني وطـنيتيـ على أن تكون إيدامها باللةـة الوطـنية ّ‬
‫الررط خيص املرتشح فقط للرئاسة وتا يتعل تا بزوجه وتا أبويه وتا أوتاده‪ ،‬ونقرتح توسيعه ليرمل هؤتاء إلضفاء املزيد‬
‫م الرفافية‪ .‬وختتم املادة ‪ 78‬م التعديل الدستوري ب ـ ـ‪" :‬حتدد شروط أخرى مبوجب القانون العضوي"‪.‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬شروط الترشح لرئاسة الجمهورية التي تضمنها القانون العضوي‬

‫بعدما تضمنت املادة ‪ 78‬م الدستور أهم الرروط الواجب توافرها يف املرتشح لرئاسة اجلمهورية‪ ،‬أيالت يف فقرهتا‬
‫األخرة بعبارة‪" :‬حتدد شروط أخرى مبوجب القانون العضوي"‪ .‬وصدر القانون العضوي املتعل بنظام اتانتخابات بعد‬
‫التعديل الدستوري حتت رقم ‪ 41-45‬املؤرخ يف ‪ 16‬أوت ‪ ،1145‬والذي م تعديله وتتميمه بالقانون العضوي رقم‬
‫نظم هذا القانون األيكام اخلاصة بانتخاب رئيس اجلمهورية يف‬ ‫‪ 17 – 41‬املؤرخ يف ‪ 41‬سبتمرب ‪ ،1141‬يي‬
‫املعنون باأليكام املتعلقة بانتخاب رئيس اجلمهورية واتاسترارة اتانتخابية ع طري‬ ‫الفصل األول م الباب الثال‬
‫اتاستفتاء‪ ،‬يف املواد م ‪ 436‬إىل ‪ ،464‬وباستقراء هذه النصوص جند املادة ‪ 431‬تضمنت التصريح بالرتشح (كان‬
‫طلب الرتشح قبل التعديل) وإرفاقه بالوثائ اليت تثبت الرروط اليت نصت عليها املادة ‪ 78‬م الدستور ووثائ تتضم‬
‫شروطا أيالت إليها هذه املادة‪ ،‬إضافة إىل شروط تضمنتها املواد ‪ 411‬و‪413‬و‪ ،485‬وتتمثل يف اآليت‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تقديم شهادة طبية من طرف أطباء محلفين‬

‫وف املادة ‪ 431‬البند ‪ 7‬م القانون العضوي املتعل بنظام اتانتخابات‪ ،‬وتثبت هذه الرهادة سالمة املرتشح‬
‫وقدرته على الرتشح لرئاسة اجلمهورية‪ ،‬إتا أن هذا الررط غامض ومل يبني نوع الرهادة الطبية ونوع األمراض والعاهات‬
‫واإلصابات اليت تتناىف وممارسة مهام رئاسة اجلمهورية‪ ،3‬ونقرتح على املررع توضيح نوع هذه الرهادة الطبية ومضموهنا‬
‫واألطباء الذي هلم اقحل يف تسليمها للمرتشحني‪ ،‬فبالرغم م تعديل القانون العضوي بقي هذا الررط على ياله‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ ـ منرة بلورغي‪ ،‬املرجع الساب ‪ ،‬ص‪.13‬‬


‫‪2‬‬
‫الرتشح املنصوص عليه يف املادة ‪ ،431‬م القانون العضوي‬ ‫ـ ـ اجمللس الدستوري‪ ،‬توضيحات فيما خيص بعض الوثائ اليت حيتويها مل‬
‫رقم ‪ 41/45‬املتعل باتانتخابات‪ ،‬موقع اجمللس الدستوري على اتانرتنت‪http://www.conseil-constitutionnel.dz :‬‬
‫‪ 3‬ـ ـ منرة بلورغي‪ ،‬املرجع الساب ‪ ،‬ص‪ 13‬وما بعدها‪.‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪147‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫ثانيا‪ :‬شهادة جامعية أو شهادة معادلة لها‬

‫هذا الررط استحدثه املررع اجلزائري يف تعديله األخر للقانون العضوي لالنتخابات بالبند ‪ 41‬م املادة ‪،431‬‬
‫وهي سابقة م نوعها‪ ،‬يي أن الراغب يف الرتشح لرئاسة اجلمهورية؛ ملزم بأن يثبت بأنه حيمل شهادة جامعية أو ما‬
‫يعادهلا‪ ،‬ومل ينص القانون على نوع هذه الرهادة (شهادة الدراسات اجلامعية تطبيقية‪ ،‬ليسانس‪ ،‬ماسرت‪ ،‬ماجستر أو‬
‫دكتوراه) ‪ ،‬وتا على املؤسسة الصادرة منها‪ ،‬إن كانت جامعة جزائرية أو جامعة أجنبية‪ ،‬وبالتايل يتوجب على الرخص‬
‫الراغب يف الرتشح للرئاسة إثبات يصوله على شهادة جامعية أو شهادة معادلة‪ ،‬وما نريد به أن الراغب يف الرتشح‬
‫ملزم بإثبات مستواه اجلامعي قبل سحب مطبوعات مجع التوقعات‪ ،‬وإتا رفض طلبه يف السحب‪.1‬‬

‫وبالرغم مما حيمله هذا الررط م إجيابية م يي املستوى الثقايف والتعليمي والتكويين العايل الذي جيب أن حيمله‬
‫صايب أعلى منصب يف الدولة‪ ،‬إتا أنه منتقد م جانبني؛ األول‪ :‬أن يف هذا الررط مساس مببدأ املساواة بني‬
‫يف الدولة‪ ،2‬والثاين أن الرهادة اجلامعية؛ وإن كانت قرينة تعرب ع‬ ‫املواطنني أمام القانون ويف تقلد املهام والوظائ‬
‫الكفاءة والقدرة يف شخص م حيملها‪ ،‬إتا أهنا تعد يف نفس الوقت قرينة بسيطة قابلة إلثبات العكس‪ ،‬ويرى الصحفي‬
‫يونس بورنان أن الرئيس التاسع‪ ،‬سيكون أول رئيس جزائري ياصل على شهادة جامعية‪ ،‬بعد أن كان اتانتماء إىل‬
‫الثورة التحريرية أو إىل اجليش التأشرة األبرز لدخول "قصر املرادية" (قصر الرئاسة) مع الرؤساء السابقني للبالد‪.3‬‬

‫ثالثا‪ :‬إثبات الوضعية إزاء الخدمة الوطنية بالنسبة للمترشحين المولودين بعد سنة ‪2949‬‬

‫ م إنراء اخلدمة الوطنية سنة ‪ 4157‬باألمر رقم ‪ 57/71‬بتاريخ ‪ 45‬أفريل ‪ ،4157‬ليتم جتنيد أول دفعة ابتداء‬
‫م تاريخ ‪ 14‬أفريل ‪ ،4175‬وكانت أول دفعة جتنيد م املفروض بالنسبة للمولودي سنة ‪ ،4111‬لذا اشرتط فيهم‬

‫‪ 1‬ـ ـ تنص املادة ‪ 3‬م قرار رئيس السلطة الوطنية املستقلة لالنتخابات املؤرخ يف ‪ 47‬سبتمرب ‪ 1141‬الذي يتضم حتديد إجراءات اكتتاب‬
‫التوقيعات الفردية لصاحل املرتشحني تانتخابات رئاسة اجلمهورية والتصدي عليها على أنه‪" :‬يتم سحب املطبوعات لدى السلطة الوطنية‬
‫املستقلة لالنتخابات ‪ . .....‬تسلم هذه املطبوعات للراغب يف الرتشح بناء على تقدمي رسالة موجهة إىل رئيس السلطة الوطنية املستقلة‬
‫الرتشح لالنتخاب لرئاسة اجلمهورية مع إرفاق الرسالة‬ ‫لالنتخابات‪ ،‬تتضم معلوماته الرخصية الكاملة ويعل فيها رغبته يف تكوي مل‬
‫بنسخة م الرهادة اجلامعية أو ما يعادهلا ونسخة م بطاقة اهلوية الوطنية"‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ـ مبدأ مساواة بني املواطنني أمام القانون مبدأ دستوري؛ إذا ورد يف املادة ‪ 4/31‬م الدستور‪" :‬كل املواطنني سواسية أمام القانون"‪ ،‬ويف‬
‫املادة ‪ 4/53‬منه‪:‬‬
‫" يتساوى مجيع املواطنني يف تقلد املهام والوظائ يف الدولة دون أية شروط أخرى غر الرروط اليت حيددها القانون"‬
‫‪3‬‬
‫ـ ـ يونس بورنان‪" ،‬سلطة مستقلة وشروط ترشح جديدة‪ ..‬خطوات مسار اتانتخابات باجلزائر"‪ ،‬العني اإلخبارية‪ ،‬متت املراهدة يوم‬
‫‪ 1141/41/41‬الساعة ‪41:16‬على موقع‪:‬‬
‫‪https://al-ain.com/article/presidential-elections-in-algeria2019.‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪148‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫القانون العضوي إثبات الوضعية إزاء اخلدمة الوطنية‪ ،‬ويتم إثباهتا إما بأدائها أو اإلعفاء منها أو تأجليها‪ ،‬وإن كانت‬
‫هذه اقحلالة األخرة غر متصورة يف م يرغب يف الرتشح لرئاسة البالد‪ ،‬إذجيب تا يقل عمره ع أربعني سنة‪ ،‬وهذا ما‬
‫تضمنته املادة ‪ 431‬عنصر ‪ 41‬م القانون العضوي ‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬جمع التوقيعات المطلوبة‬

‫توجب املادة ‪ 431‬بند ‪ 45‬م القانون العضوي املعدل واملتمم على املرتشح للرئاسة أن يستويف مجع التوقيعات‬
‫املنصوص عليها يف املادة ‪ 411‬م القانون العضوي‪ ،‬وتنص هذه املادة املعدلة‪ 1‬على أنه‪" :‬فضال ع الرروط احملددة‬
‫يف املادة ‪ 78‬م الدستور‪ ،‬وكذا أيكام هذا القانون العضوي‪ ،‬جيب على املرتشح أن يقدم قائمة تتضم مخسني أل‬
‫(‪ )61.111‬توقيع فردي‪ ،‬على األقل‪ ،‬لناخبني مسجلني يف قائمة انتخابية‪ ،‬وجيب أن جتمع عرب ‪ 16‬وتاية على‬
‫األقل‪ .‬ينبةي أتا يقل العدد األدىن م التوقيعات املطلوبة م كل وتاية م الوتايات ع ‪ 4.111‬توقيع"‪.‬‬

‫ويعد نص هذه املادة م أبرز التعديالت اليت تضمنها القانون العضوي لالنتخابات‪ ،‬بإسقاطه قائمة تتضم ‪511‬‬
‫توقيع فردي ألعضاء منتخبني يف جمالس شعبية بلدية أو وتائية أو برملانية‪ ،‬على األقل‪ ،‬وموزعة عرب ‪ 16‬وتاية على‬
‫األقل‪ .‬باإلضافة إىل تقليص عدد التوقيعات الفردية للناخبني اليت يتعني على الـمرتشح مجعها م ‪ 51‬ألفاً إىل ‪ 61‬أل‬
‫توقيع عرب ‪ 16‬وتاية على األقل‪ ،‬وختفيض العدد األدىن للتوقيعات املطلوبة بالنسبة لكل وايدة م الوتايات املعنية م‬
‫‪ 4611‬إىل ‪ 4111‬توقيع‪ .‬وحن نثم شرط إسقاط قائمة بـ ـ ‪ 511‬توقيع فردي ألعضاء منتخبني يف جمالس شعبية‬
‫بلدية أو وتائية أو برملانية‪ ،‬كونه شرط فيه مساس مببدأ املساواة بني الراغبني يف الرتشح لرئاسة اجلمهورية وخاصة بني‬
‫األيرار واملتحزبني منهم‪ ،‬ويرى الصحفي يونس بورنان أن هذا الررط جاء لـسحب البساط م رموز نظام بوتفليقة‬
‫الذي ما زالوا يسيطرون على اإلدارات احمللية واجملالس املنتخبة‪ ،‬وذلك لتفادي عرقلتهم ترشح شخصيات كانت يف‬
‫القائمة السوداء لنظام بوتفليقة"‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫ـ ـ املادة ‪ 411‬م القانون العضوي قبل التعديل‪" :‬فضال ع الرروط احملددة يف املادة ‪ 78‬م الدستور‪ ،‬وكذا أيكام هذا القانون‬
‫العضوي‪ ،‬جيب على املرتشح أن يقدم ‪:‬‬
‫ـ ّإما قائمة تتضم ‪ 511‬توقيع فردي ألعضاء منتخبني يف جمالس شعبية بلدية أو وتائية أو برملانية‪،‬على األقل‪ ،‬وموزعة عرب ‪ 16‬وتاية على‬
‫األقل‪،‬‬
‫ـ ّإما قائمة تتضم ‪ 51111‬توقيع فردي‪ ،‬على األقل‪ ،‬لناخبني مسجلني يف قائمة انتخابية‪ ،‬وجيب أن جتمع عرب ‪ 16‬وتاية على األقل‪.‬‬
‫ينبةي أتا يقل العدد األدىن م التوقيعات املطلوبة م كل وتاية م الوتايات ع ‪ 4.611‬توقيع‪.‬‬
‫وتدون هذه الت وقيعات يف مطبوع فردي مصادق لدى ضابط عمومي‪ ،‬وتودع هذه املطبوعات لدى اجمللس الدستوري يف نفس الوقت الذي‬
‫ّ‬
‫يودع فيه مل الرتشح موضوع املادة ‪ 431‬م هذا القانون العضوي"‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ـ يونس بورنان‪ ،‬املرجع الساب ‪.‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪149‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫إىل ‪61‬‬ ‫أما فيما يتعل بتقليص عدد التوقيعات الفردية للناخبني اليت يتعني على الـمرتشح مجعها م ‪ 51‬أل‬
‫أل توقيع فقط‪ ،‬فنح نعارض هذا التقليص ونطالب بزيادته إىل ‪ 411.111‬أل توقيع عرب ‪ 16‬وتاية وحبد أدىن تا‬
‫يقل ع ‪ 1111‬توقيع يف كل وتاية‪ ،‬وهو عدد منطقي مقارنة وتعداد اهليئة الناخبة واليت تناهز ‪ 13‬مليون ناخب م‬
‫جهة‪ ،1‬ولتكون مبثابة عامل لفحص مدى شعبية الراغبني يف الرتشح لرئاسة اجلمهورية وتصفية وتقليل عددهم‪ ،‬الذي‬
‫جتاوز ‪ 416‬راغبا يف الرتشح لالنتخابات الرئاسية املقررة يف ‪ 41‬ديسمرب ‪ ،21141‬قام بسحب استمارات الرتشح‬
‫م مقر السلطة الوطنية‪ ،‬ويتوقع أن يرتفع عددهم خصوصا وأن آجال إيداع ملفات الرتشح مستمرة إىل غاية ‪15‬‬
‫أكتوبر ‪ 1141‬على الساعة ‪.11:11‬‬

‫تنص املادة ‪ 411‬م القانون العضوي على أنه‪" :‬يودع التصريح بالرتشح يف ظرف األربعني (‪ )11‬يوما‬ ‫يي‬
‫على األكثر‪ ،‬املوالية لنرر املرسوم الرئاسي املتضم استدعاء اهليئة الناخبة"‪ ،‬وقد م استدعاء اهليئة الناخبة مبوجب‬
‫املرسوم الرئاسي رقم ‪ 116/41‬املؤرخ يف ‪ 46‬سبتمرب ‪ .31141‬ويعد عدد الراغبني يف الرتشح لرئاسة اجلمهورية (أكثر‬
‫م ‪ 416‬راغب)‪ ،‬عددا معتربا خصوصا واعتبارات ومكانة منصب رئيس اجلمهورية‪ ،.‬وظاهرة غر سليمة وغر صحية‬
‫يف نفس الوقت‪.‬‬

‫وجيري اكتتاب التوقيعات الفردية لصاحل املرتشحني لالنتخاب لرئاسة اجلمهورية على مطبوع ذي لون أبيض‪،‬‬
‫تضعه السلطة الوطنية املستقلة لالنتخابات حتت تصرف املرتشح أو م ميثله‪ ،4‬ويتم سحب املطبوعات لدى السلطة‬
‫الوطنية‪ ،‬الكائ مقرها بقصر األمم نادي الصنوبر اجلزائر‪ .‬وتسلم املطبوعات للراغب يف الرتشح بناء على تقدمي رسالة‬
‫الرتشح‬ ‫موجهة إىل رئيس السلطة الوطنية‪ ،‬تتضم معلوماته الرخصية الكاملة ويعل فيها رغبته يف تكوي مل‬
‫لالنتخاب لرئاسة اجلمهورية مع إرفاق الرسالة بنسخة م الرهادة اجلامعية أو ما يعادهلا ونسخة م بطاقة اهلوية‬
‫الوطنية‪ .5‬وفيما يتعل بأيكام مجع التوقيعات‪ ،‬فإنه تا حي ألي ناخب مسجل يف قائمة انتخابية أن مينح توقيعه إتا‬
‫ملرتشح وايد فقط‪ ،‬ويعترب كل توقيع مينحه الناخب ألكثر م مرتشح‬

‫‪1‬‬
‫ـ ـ بلغ تعداد اهليئة الناخبة لالنتخابات الرئاسية لالنتخابات الرئاسية ل ـ ‪ 48‬أفريل ‪ 22 880 678 : 1141‬ناخب منهم‪12 :‬‬
‫‪ 418 468‬رجل و ‪ 10 462 210‬امرأة يسب موقع وزارة الداخلية‬
‫(‪)http://www.interieur.gov.dz/index.php/ar/233-‬‬
‫‪ 2‬ـ ـ ‪ 416‬إعالن ترشح للرئاسيات‪ ،‬صحيفة الرروق‪ ،‬بتاريخ ‪.https://www.echoroukonline.com ،1141/41/48‬‬
‫‪ 3‬ـ ـ املرسوم الرئاسي رقم ‪ 116/41‬املؤرخ يف ‪ 46‬سبتمرب ‪ ،1141‬املتضم استدعاء اهليئة اتانتخابية تانتخاب رئيس اجلمهورية‪ ،‬يف العدد‬
‫‪ 65‬م اجلريدة الرمسية الصادرة بتاريخ ‪ 45‬سبتمرب ‪.1141‬‬
‫‪ 4‬ـ ـ املادة ‪ 1‬م قرار رئيس السلطة الوطنية املستقلة لالنتخابات املؤرخ يف ‪ 47‬سبتمرب ‪ 1141‬الساب ذكره‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ ـ املادة ‪ 3‬م قرار رئيس السلطة الوطنية املستقلة لالنتخابات املؤرخ يف ‪ 47‬سبتمرب ‪.1141‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪150‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫تاغيا‪ ،‬ويعرض صايبه للعقوبات املنصوص عليها يف املادة ‪ 141‬م القانون العضوي لالنتخابات‪.1‬‬

‫مؤهل مفوض م طرفه‪ ،‬املوث ‪،‬‬ ‫والضباط العموميون املكلفون باملصادقة هم‪ :‬األمني العام للبلدية أو أي موظ‬
‫احملضر القضائي‪ ،‬املرتجم ـ الرتمجان الرمسي‪ ،‬حمافظ البيع باملزايدة‪ ،‬رئيس أمانة الضبط باحملكمة العادية‪ ،‬رئيس املركز‬
‫بذات املركز‪ .2‬كما يتعني على املرتشح عدم اتاكتفاء بالعدد‬ ‫الديبلوماسي أو القنصلي وبتفويض منه أي موظ‬
‫املطلوب م التوقيعات‪ ،‬بل جيمع توقيعات إضافية‪ ،‬ليكون يف مأم ع عدم قبول ملفه يف يال رفض بعض‬
‫اتاستمارات‪ .‬كما مينع استعمال أماك العبادة واملؤسسات واإلدارات العمومية وكل مؤسسات الرتبية والتعليم والتكوي‬
‫مهما كان نوعها لةرض مجع توقيعات الناخبني‪.3‬‬

‫خامسا‪ :‬تعهد كتابي يوقعه المترشح‬

‫وف البند ‪ 11‬م املادة ‪ 431‬اليت تنص على أنه‪" :‬ـ ـ تعهد كتايب يوقعه املرتشح يتضم ما يأيت ‪:‬‬
‫عدم استعمال املكونات األساسية للهوية الوطنية يف أبعادها الثالثة اإلسالم والعروبة واألمازيةية ألغراض‬ ‫‪‬‬

‫يزبية‪.‬‬
‫اقحلفاظ على اهلوية الوطنية يف أبعادها الثالثة اإلسالم والعروبة واألمازيةية والعمل على ترقيتها‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫ايرتام مبادئ ّأول نوفمرب سنة ‪ 4161‬وجتسيدها‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫ايرتام الدستور والقوانني املعمول هبا‪ ،‬واتالتزام باتامتثال هلا‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫تكريس مبادئ السلم واملصاقحلة الوطنية‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫نبذ العن كوسيلة للتةير و‪/‬أو العمل السياسي والوصول و‪/‬أو البقاء يف السلطة‪ ،‬والتنديد به‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫ايرتام اقحلريات الفردية واجلماعية وايرتام يقوق اإلنسان‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫رفض املمارسات اإلقطاعية واجلهوية واحملسوبية‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫توطيد الويدة الوطنية‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫اقحلفاظ على السيادة الوطنية‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫التمسك بالدميقراطية يف إطار ايرتام القيم الوطنية‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫تبين التعددية السياسية‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ 1‬ـ ـ املادة ‪ 4،1/413‬م القانون العضوي‪ ،‬أما املادة ‪ 141‬م نفس القانون العضوي فتنص على أنه‪" :‬يعاقب باقحلبس م ستة (‪)5‬‬
‫أيكام املواد ‪ 83‬و‪ 413 11‬م هذا القانون‬ ‫أشهر إىل سنة (‪ )4‬وبةرامة م ‪ 61.111‬إىل ‪ 111.111‬دج‪ ،‬كل م خيال‬
‫العضوي"‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ـ املادة ‪ 3‬م قرار رئيس السلطة الوطنية املستقلة لالنتخابات املؤرخ يف ‪ 47‬سبتمرب ‪.1141‬‬
‫‪ 3‬ـ ـ املادة ‪ 3/413‬م القانون العضوي‪.‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪151‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫ايرتام التداول الدميقراطي على السلطة ع طري اتاختيار اقحلر للرعب اجلزائري‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫اقحلفاظ على سالمة الرتاب الوطين‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫ايرتام مبادئ اجلمهورية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫جيب أن يعكس برنامج املرتشح املنصوص عليه يف ‪ 485‬م هذا القانون العضوي مضمون هذا التعهد الكتايب"‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬إيداع التصريح بالترشح شخصيا لدى السلطة المستقلة‬

‫باستيفاء شروط الرتشح الساب ذكرها واكتمال مجع التوقعات‪ ،‬يتعني على املرتشح لرئاسة اجلمهورية إيداع التصريح‬
‫الرتشح ومطبوعات التوقيعات لدى السلطة الوطنية املستقلة لالنتخابات يف خالل‬ ‫بالرتشح شخصيا مرفوقا مبل‬
‫األربعني (‪ )11‬يوم على األكثر املوالية لنرر املرسوم الرئاسي املتضم استدعاء اهليئة الناخبة مقابل تسليم وصل‪،1‬‬
‫يتضم التصريح بالرتشح اسم املرتشح ولقبه وتوقيعه ومهنته وعنوانه ومرفوقا بالوثائ اليت تثبت شرط الرتشح‪.‬‬ ‫يي‬
‫الرتشح بركل واضح تا لبس فيها‪ ،‬وهبذا اخلصوص ورد نص‬ ‫ويسنا فعل املررع؛ فقد فصل يف مسألة إيداع مل‬
‫املادة ‪ 431‬م القانون العضوي بعد التعديل كما يلي‪"" :‬يودع التصريح بالرتشح لرئاسة اجلمهورية م قبل املرتشح‬
‫شخصيا لدى رئيس السلطة الوطنية املستقلة لالنتخابات مقابل تسليم وصل‪ ،‬ميك لرئيس السلطة الوطنية املستقلة‬
‫لالنتخابات عند اتاقتضاء‪ ،‬تفويض أعضاء مكتب السلطة الوطنية املستقلة لالنتخابات للقيام هبذه املهمة‪.‬‬
‫يتضم التصريح بالرتشح اسم املعين ولقبه وتوقيعه ومهنته وعنوانه‪.‬‬
‫يرف التصريح بالرتشح مبل حيتوي على الوثائ اآلتية‪:‬‬
‫‪ 4‬ـ ـ نسخة كاملة م شهادة ميالد املعين‪،‬‬
‫‪ 1‬ـ ـ شهادة اجلنسية اجلزائرية األصلية للمعين‪،‬‬
‫‪ 3‬ـ ـ تصريح بالررف يرهد مبوجبه املعين أنّه يتمتع باجلنسية اجلزائرية األصلية فقط ومل يسب له التجنس جبنسية أخرى‪،‬‬
‫‪ 1‬ـ ـ تصريح بالررف يرهد مبوجبه املعين أنّه يدي باإلسالم‪،‬‬
‫‪ 6‬ـ ـ مستخرج رقم ‪ 3‬م صحيفة السواب القضائية للمعين‪،‬‬
‫‪ 5‬ـ ـ صورة مشسية يديثة للمعين‪،‬‬
‫‪ 8‬ـ ـ شهادة اجلنسية اجلزائرية األصلية لزوج املعين‪،‬‬
‫‪ 7‬ـ ـ شهادة طبية مسلّمة للمعين م طرف أطباء حملفني‪،‬‬
‫‪ 1‬ـ ـ تصريح بالررف يرهد على متتع زوج املعين باجلنسية اجلزائرية األصلية فقط‪،‬‬
‫‪ 41‬ـ ـ شهادة اجلنسية اجلزائرية األصلية ألب املعين‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫القانون العضوي تانتخابات‪ " :‬يودع التصريح بالرتشح يف ظرف األربعني (‪ )11‬يوما على األكثر‪ ،‬املوالية لنرر‬ ‫ـ ـ املادة ‪ 411‬م‬
‫املرسوم الرئاسي املتضم استدعاء اهليئة اتانتخابية"‪.‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪152‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫‪ 44‬ـ ـ شهادة اجلنسية اجلزائرية األصلية ألم املعين‪،‬‬


‫‪ 41‬ـ ـ شهادة جامعية أو شهادة معادلة هلا‪.‬‬
‫‪ 43‬ـ ـ نسخة م بطاقة الناخب للمعين‪،‬‬
‫‪ 41‬ـ ـ تصريح بالررف يرهد مبوجبه املعين على اإلقامة دون انقطاع باجلزائر دون سواه مدة العرر (‪ )41‬سنوات‪ ،‬على‬
‫األقل‪ ،‬اليت تسب مباشرة إيداع ترشحه‪،‬‬
‫‪ 46‬ـ ـ شهادة تثبت تأدية اخلدمة الوطنية أو اإلعفاء منها‪ ،‬بالنسبة للمولودي بعد عام ‪،4111‬‬
‫‪ 45‬ـ ـ التوقيعات املنصوص عليها يف املادة ‪ 411‬م هذا القانون العضوي‪.‬‬
‫‪ 48‬ـ ـ تصريح علين للمعين مبمتلكاته العقارية واملنقولة داخل الوط وخارجه‪،‬‬
‫‪ 47‬ـ ـ شهادة تثبت املراركة يف ثورة ّأول نوفمرب ‪ 4161‬للمرتشحني املولودي قبل ّأول يوليو سنة ‪،4111‬‬
‫‪ 41‬ـ ـ شهادة تثبت عدم تورط أبوي املرتشح املولودي بعد ّأول يوليو سنة ‪ 4111‬يف أعمال ضد ثورة ّأول نوفمرب‬
‫‪،4161‬‬
‫‪ 11‬ـ ـ تعهد كتايب يوقعه املرتشح يتضم ما يأيت ‪:‬‬
‫عدم استعمال املكونات األساسية للهوية الوطنية يف أبعادها الثالثة اإلسالم والعروبة واألمازيةية ألغراض‬ ‫‪‬‬

‫يزبية‪،‬‬
‫اقحلفاظ على اهلوية الوطنية يف أبعادها الثالثة اإلسالم والعروبة واألمازيةية والعمل على ترقيتها‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫ايرتام مبادئ ّأول نوفمرب سنة ‪ 4161‬وجتسيدها‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫ايرتام الدستور والقوانني املعمول هبا‪ ،‬واتالتزام باتامتثال هلا‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫تكريس مبادئ السلم واملصاقحلة الوطنية‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫نبذ العن كوسيلة للتةير و‪/‬أو العمل السياسي والوصول و‪/‬أو البقاء يف السلطة‪ ،‬والتنديد به‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫ايرتام اقحلريات الفردية واجلماعية وايرتام يقوق اإلنسان‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫رفض املمارسات اإلقطاعية واجلهوية واحملسوبية‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫توطيد الويدة الوطنية‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫اقحلفاظ على السيادة الوطنية‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫التمسك بالدميقراطية يف إطار ايرتام القيم الوطنية‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫تبين التعددية السياسية‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫ايرتام التداول الدميقراطي على السلطة ع طري اتاختيار اقحلر للرعب اجلزائري‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫اقحلفاظ على سالمة الرتاب الوطين‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫ايرتام مبادئ اجلمهورية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪153‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫جيب أن يعكس برنامج املرتشح املنصوص عليه يف ‪ 485‬م هذا القانون العضوي مضمون هذا التعهد الكتايب"‪.‬‬

‫وتفصل السلطة الوطنية املستقلة لالنتخابات يف صحة الرتشيحات لرئاسة اجلمهورية بقرار معلل تعليال قانونيا يف‬
‫أجل أقصاه سبعة (‪ )8‬أيام م تاريخ التصريح بالرتشح‪ .‬ويبلغ القرار فور صدوره إىل املرتشح‪ ،‬الذي حي له يف يال‬
‫الرفض الطع يف القرار لدى اجمللس الدستوري خالل ‪ 17‬ساعة م صدوره‪ ،‬كما ترسل السلطة قراراهتا مرفقة مبلفات‬
‫املرتشحني إىل اجمللس الدستوري خالل ‪ 11‬ساعة م صدورها‪ ،‬الذي يواف بقرار يف أجل أقصاه سبعة أيام م آخر‬
‫إرسال لقرار السلطة له على القائمة النهائية للمرتشحني تانتخاب رئيس اجلمهورية مبا يف ذلك الفصل يف الطعون‪،‬‬
‫وينرر قرار اجمللس الدستوري يف اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية الدميقراطية الرعبية مع مراعاة أيكام املادة ‪413‬‬
‫م الدستور‪.1‬‬
‫سابعا‪ :‬ال يقبل انسحاب المترشح بعد قبوله من المجلس الدستوري‬

‫بعد موافقة اجمللس الدستوري يكون الرخص املقبول ملفه مرتشحا هنائيا لالنتخابات الرئاسية‪ ،‬وتا ميك له‬
‫اتانسحاب م خوض اتانتخابات؛ وإذا انسحب يعد انسحابه غر مقبول وعدمي األثر‪ ،‬إتا يف يالتني مها‪ :‬يصول‬
‫مانع خطر يثبته اجمللس الدستوري قانونا أو يف يالة وفاة املرتشح املعين‪ ،‬وف ما تنص عليه املادة ‪ 4/413‬م‬
‫الدستور‪ ،‬ويف هاتني اقحلالتني مينح أجل آخر لتقدمي ترشيح جديد‪ ،‬وتا ميك أن يتجاوز هذا األجل الرهر الساب‬
‫لتاريخ اتاقرتاع‪ ،‬ونطالب املررع بتوضيح املقصود بتقدمي ترشيح جديد كما أن يالة وفاة املرتشح تا تعد انسحابا‪ .‬ويف‬
‫يالة وفاة املرتشح أو يدوث مانع خطر له‪ ،‬بعد موافقة اجمللس الدستوري على قائمة املرتشحني ونررها اجلريدة‬
‫الرمسية‪ ،‬يتم تأجيل تاريخ اتانتخابات ملدة أقصاها مخسة عرر(‪ )46‬يوما‪.2‬‬

‫ونص املررع الدستوري على هذا اقحلكم يف الدستوري‪ ،‬تفاديا لتكرار سيناريو رئاسيات ‪ 44‬أفريل ‪ ،4111‬والذي‬
‫شكل مصدر إيراج للبالد‪ ،‬وذلك بعدما انسحب املرتشحون الستة بركل منس ومجاعي قبل يوم وايد م إجراء‬
‫اتاقرتاع حبجة تأكدهم م عدم شفافية اتانتخابات‪ ،‬وهم‪ :‬مولود محروش‪ ،‬مقداد سيفي‪ ،‬أمحد طالب اإلبراهيمي‪،‬‬
‫الرايل يسني آيت أمحد‪ ،‬يوس اخلطيب وعبد اهلل جاب اهلل‪.‬‬

‫وخبصوص هذا الررط يف الدور الثاين‪ 3‬إذا ما تقرر إجراءه‪ ،‬وانسحب أيد املرتشحني اتاثنني‪ ،‬فإن العملية‬
‫اتانتخابي ة تستمر دون أخذ هذا اتانسحاب بعني اتاعتبار حبسب الفقرة الثانية م املادة ‪ 413‬م الدستور‪ ،‬ويف يالة‬

‫‪ 1‬ـ ـ املادة ‪ 414‬م القانون العضوي‪.‬‬


‫‪ 2‬ـ ـ املادة ‪ 411‬م نفس القانون‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ ـ املادة ‪ 437‬م القانون العضوي‪ " :‬إذا مل حيرز أي مرتشح على األغلبية املطلقة لألصوات املعرب عنها يف الدور األول‪ ،‬ينظم دور ثان‪.‬‬
‫تا يرارك يف هذا الدور الثاين سوى املرتشحني اتاثنني الذي أيرزا أكرب عدد م األصوات يف الدور األول"‪.‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪154‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫وفاة أيد املرتشحني للدور الثاين أو تعرضه ملانع شرعي حيول دون أدائه ملهام منصب رئيس اجلمهورية‪ ،‬يعل اجمللس‬
‫الدستوري وجوب القيام بكل العمليات اتانتخابية م جديد‪ ،‬وميدد يف هذه اقحلالة آجال تنظيم انتخابات جديدة ملدة‬
‫أقصاها ستون (‪ )51‬يوما حبسب الفقرة الثالثة م نفس املادة‪.‬‬

‫خـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاتمة‬

‫نظرا لسمو ومكانة منصب رئيس اجلمهورية واعتباره ممثل الرعب والدولة؛ توىل الدستور بصفته القانون األساسي‬
‫الذي يضم اقحلقوق واقحلريات وحيمي مبدأ يرية اعتبار‪ ،‬ويضفي الررعية على ممارسة السلطات‪ ،‬ويكرس التداول‬
‫كملها‬
‫الدميقراطي ع طري انتخابات يرة ونزيهة‪ .‬التطرق ألهم الرروط الواجب توافرها يف املرتشح هلذا املنصب و َّ‬
‫برروط أخرى تضمنها القانون العضوي املتعل بنظام اتانتخابات املعدل واملتتم‪ ،‬كما أن تعديل الدستوري لسنة‬
‫‪ 1145‬وتعديل وتتميم القانون العضوي لنظام اتانتخابات‪ ،‬أضافا شروطا جديدة للمرتشح لرئاسة اجلمهورية ختدم‬
‫أكثر مبدأ الرعب صايب السلطة والسيادة ومبدأ متثيل الرعب يف رئاسة اجلمهورية تتمثل يف‪:‬‬

‫‪ ‬عدم جتنس املرتشح جبنسية أجنبية‪.‬‬


‫‪ ‬إثبات اجلنسية اجلزائرية األصلية ألبويه‪.‬‬
‫‪ ‬إثبات اجلنسية اجلزائرية األصلية لزوجه بعدما كانت اجلنسية اجلزائرية فقط‪.‬‬
‫‪ ‬أن يثبت املرتشح إقامته الدائمة باجلزائر دون سواها ملدة عرر سنوات على األقل قبل تاريخ اتاقرتاع‪.‬‬
‫‪ ‬إثبات شهادة جامعية للمرتشح أو ما يعادهلا‪.‬‬
‫‪ ‬وتضم القانون العضوي عدم إمكانية املرتشح املقبول تانتخابات الرئاسة م طرف اجمللس الدستوري م‬
‫اتانسحاب إتا يف ياليت الوفاة أو يصول مانع خطر يثبته قانونا اجمللس الدستوري‪.‬‬
‫ويف هناية هذه الورقة البحثية املتعلقة برروط الرتشح لرئاسة اجلمهورية اجلزائرية نتقدم باتاقرتايات التالية‪:‬‬

‫‪ ‬اشرتاط عدم جتنس أوتاد املرتشح جبنسية أخرى ألهنم تقريبا يف نفس درجة األبوي والزوج‪.‬‬
‫‪ ‬أن يرمل التصريح العلين باملمتلكات العقارية واملنقولة داخل الوط وخارجه إضافة إىل املرتشح زوجه وأبويه‬
‫وأوتاده‪.‬‬
‫‪ ‬توضيح نوع الرهادة الطبية ومضموهنا واألطباء الذي هلم اقحل يف تسليمها للمرتشحني لرئاسة اجلمهورية‪.‬‬
‫‪ ‬إعادة صياغة املادة ‪ 4/413‬م الدستور وتوضيحها خبصوص ياتات انسحاب املرتشحني م الرئاسة بعد‬
‫بت اجمللس الدستوري يف قائمة املرتشحني املقبولني للرتشح‪.‬‬
‫‪ 411111‬توقيع ناخب على ‪ 16‬وتاية‪ ،‬مبعدل ‪ 1111‬توقيع ع كل‬ ‫‪ ‬رفع قائمة التوقيعات إىل مئة أل‬
‫وتاية‪ ،‬لكي يتماشى هذا التعداد مع الزيادة املعتربة الناخبني‪ ،‬وضمانا لرعبية املرتشح لرئاسة اجلمهورية‪.‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪155‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫‪ ‬إلزام الراغب يف سحب مطبوعات اتاكتتاب للتوقيعات للرتشح تانتخاب رئيس اجلمهورية الفردية بإيداع مبلغ‬
‫مايل مبقدار عررة مليون دينار جزائري لدى السلطة املستقلة‪ ،‬يسرتده يف يال متكنه م مجع التوقعات‬
‫املطلوبة يوم إيداعه التصريح بالرتشح‪ ،‬وإذا مل يتمك م مجع العدد يفقد هذا املبلغ‪ ،‬وذلك تاعرتاض سبيل‬
‫كل م هب ودب للرتشح لرئاسة البالد دون أن تكون له أي قاعدة شعبية‪.‬‬
‫‪ ‬إرفاق تصريح شريف بعدم اتانسحاب م سباق الرئاسيات بعد موافقة اجمللس الدستوري ضم قائمة املرفقات‬
‫املنصوص عليها يف املادة ‪ 431‬م القانون العضوي رقم ‪ 41-45‬املتعل بنظام اتانتخابات‪.‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع المعتمدة‬
‫ـ ـ القرآن الكريم برواية ورش عن اإلمام نافع‬
‫ـ المراجع‬
‫‪ 2‬ـ الكتب‪:‬‬
‫ـ ـ اخلطيب نعمان أمحد‪ ،‬الوسيط يف النظم السياسية والقانون الدستوري‪ ،‬الطبعة العاشرة‪ ،‬عمان األردن‪ ،‬دار الثقافة‬
‫للنرر والتوزيع‪.1141 ،‬‬
‫ـ ـ أوصدي فوزي‪ ،‬النظام الدستوري اجلزائري ووسائل التسير املؤسسايت‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ديوان املطبوعات‬
‫اجلامعية‪.1115 ،‬‬
‫ـ ـ أوصدي فوزي‪ ،‬الوايف يف شرح القانون الدستوري اجلزائري‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪،‬‬
‫‪.1117‬‬
‫ـ ـ بوشعر سعيد‪ ،‬النظام السياسي اجلزائري ـ اجلزء الثال ــ‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪.1143 ،‬‬
‫ـ ـ بوكرا إدريس‪ ،‬نظام انتخاب رئيس اجلمهورية يف اجلزائر‪،‬الطبعة األوىل‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪.1118 ،‬‬
‫ـ ـ طيبة حممد‪ ،‬اجلديد يف قانون اجلنسية اجلزائرية واملركز القانوين ملتعدد اجلنسيات‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬دار هومة‬
‫للطباعة والنرر‪.1115 ،‬‬
‫ــ ـ عبد سعد‪ ،‬علي مقلد‪ ،‬عصام نعمة إمساعيل‪ ،‬النظم اتانتخابية ـ ـ دراسة يول العالقة بني النظام السياسي والنظام‬
‫اتانتخايب‪،‬الطبعة األوىل‪ ،‬بروت لبنان‪ ،‬منرورات يليب اقحلقوقية‪1116. ،‬‬
‫‪ 1‬ـ القوانين‪:‬‬
‫ـ ـ القانون رقم ‪ 14-45‬املؤرخ يف ‪ 15‬مارس سنة ‪ 1145‬املتضم التعديل الدستوري‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪،41‬‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 8‬مارس ‪.1145‬‬
‫ـ ـ القانون العضوي رقم ‪ 41 -45‬املؤرخ يف ‪ 16‬أوت ‪ 1145‬املتعل بنظام اتانتخابات‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪،61‬‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 17‬أوت ‪ .1145‬والذي م تعديله وتتميمه بالقانون العضوي رقم ‪ 17 – 41‬املؤرخ يف ‪ 41‬سبتمرب‬
‫‪ ،1141‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪. 66‬‬
‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪156‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫ـ ـ القانون العضوي رقم ‪ 18/41‬املؤرخ يف ‪ 41‬سبتمرب ‪ ،1141‬املتعل بالسلطة الوطنية املستقلة لالنتخابات‪ ،‬اجلريدة‬
‫الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،66‬الصادر بتاريخ ‪ 46‬سبتمرب ‪1141‬‬
‫ـ ـ األمر رقم ‪ 75/81‬املؤرخ يف ‪ 46‬جانفي ‪ 4181‬املتضم قانون اجلنسية املعدل واملتمم باألمر رقم ‪ 14/16‬املؤرخ‬
‫يف ‪ 18‬فيفري ‪ ،1116‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪. 46‬‬
‫ـ ـ القانون رقم ‪ 18-11‬املؤرخ يف ‪ 6‬أفريل ‪ 4111‬املتعل باجملاهد والرهيد‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،16‬الصادرة‬
‫بتاريخ ‪ 41‬أفريل ‪. 4111‬‬
‫السياسية‬ ‫ـ ـ القانون رقم ‪ 14-48‬املؤرخ يف ‪ 41‬جانفي ‪ ،1148‬احملدد لقائمة املسؤوليات العليا يف الدولة والوظائ‬
‫اليت يررتط لتوليها التمتع باجلنسية اجلزائرية دون سواها‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،1‬الصادر بتاريخ ‪ 44‬جانفي ‪.1148‬‬
‫ـ ـ املرسوم الرئاسي رقم ‪ 116/41‬املؤرخ يف ‪ 46‬سبتمرب ‪ ،1141‬املتضم استدعاء اهليئة اتانتخابية تانتخاب رئيس‬
‫اجلمهورية‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،65‬الصادر بتاريخ ‪ 45‬سبتمرب ‪1141‬‬
‫ـ ـ قرار رئيس السلطة الوطنية املستقلة لالنتخابات املؤرخ يف ‪ 47‬سبتمرب ‪ 1141‬الذي يتضم حتديد إجراءات اكتتاب‬
‫التوقيعات الفردية لصاحل املرتشحني تانتخابات رئاسة اجلمهورية والتصدي عليها‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ مذكرة ماجستر‪:‬‬
‫ـ ـ منرة بلورغي‪ ،‬املركز القانوين لرئيس اجلمهورية يف اجلزائر بعد التعديل الدستوري لسنة ‪ 4115‬وأثره على النظام‬
‫القضائي اجلزائري (مذكرة مكملة لنيل شهادة املاجستر يف اقحلقوق ختصص قانون دستوري)‪ ،‬كلية اقحلقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة حممد خيضر بسكرة‪.1141/1143 ،‬‬
‫‪ 4‬ـ المواقع االلكترونية‪:‬‬
‫ـ ـ يونس بورنان‪" ،‬سلطة مستقلة وشروط ترشح جديدة‪ ..‬خطوات مسار اتانتخابات باجلزائر"‪ ،‬العني اإلخبارية‪ ،‬متت‬
‫املراهدة يوم ‪ 1141/41/41‬الساعة ‪41:16‬على موقع‪https://al-ain.com/article/presidential- :‬‬
‫‪.elections-in-algeria 2019‬‬
‫الرتشح املنصوص عليه يف املادة ‪ 431‬م‬ ‫ـ ـ اجمللس الدستوري‪ ،‬توضيحات فيما خيص بعض الوثائ اليت حيتويها مل‬
‫القانون العضوي رقم ‪ 41/45‬املتعل باتانتخابات‪ ،‬موقع اجمللس الدستوري على اتانرتنت‪http://www.conseil- :‬‬
‫‪.constitutionnel.dz‬‬
‫ـ موقع السلطة الوطنية املستقلة لالنتخابات على اتانرتنت‪https://www.ina-elections.dz :‬‬

‫ـ موقع وزراة الداخلية واجلماعات احمللية على اتانرتنت‪http://www.interieur.gov.dz :‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪157‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫مونية بوحمي‬

‫طالبة باحثة بساك الدكتوراه‬

‫جامعة محمد الخامس بالرباط‬

.‫كلية العلوم االقتصادية و القانونية و االجتماعية بالرباط أكدال‬

.‫اإلطار المؤسساتي للدبلوماسية البرلمانية بالمغرب‬

BOUHAMI Mounia

Doctorante en droit public et sciences politiques.

Université Mohammed V de Rabat.

Fsjes de Rabat –Agdal.

bee.mounia@gmail.com

Le cadre institutionnel de la diplomatie parlementaire au Maroc.

Résumé :

En tant que fonction du parlement, la diplomatie parlementaire relève plusieurs


questionnements, notamment quant à sa définition, et l’étendue de l’action de
l’institution du parlement en la matière. Bien qu’il n’existe actuellement aucun
consensus permettant de définir la « diplomatie parlementaire », cette dernière suscite
autant de lectures croisées, que controverse, quant à l’étendue de son champ, et des
relations entre le pouvoir exécutif et législatif en la matière.

De surcroît, la diplomatie parlementaire peut s’exercer soit dans un cadre formel, à


travers les missions dévolues au gouvernement conformément aux dispositions de la
constitution, ou selon un cadre informel, à travers le rôle du parlement, par le biais de

‫ المانيا – برلين‬/ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية‬
158 2021 ‫ مايو‬- ‫العدد الحادي عشر أيار‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

relations bilatérales et multilatérales qu’il entretient avec les parlements d’autres


Etats.

Mots-clés : diplomatie parlementaire, parlement, cadre formel, cadre informel.

Summary :

As a function of parliament, parliamentary diplomacy raises several questions, in


particular as to its definition, and the extent of the action of the institution of
parliament in this matter. Although there is currently no consensus allowing to define
“parliamentary diplomacy”, this latter provokes as much cross-reading as controversy
as to the extent of its field, and of the relations between the executive and legislative
power in this area.

In addition, parliamentary diplomacy is exercised either in a formal framework,


through the missions devolved to the government in accordance with the provisions of
the constitution, or in an informal framework, through the role of parliament through
bilateral and multilateral relations that maintained with other parliaments.

Keywords: parliamentary diplomacy, parliament, formal framework, informal


framework.

‫ المانيا – برلين‬/ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية‬
159 2021 ‫ مايو‬- ‫العدد الحادي عشر أيار‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

Le cadre institutionnel de la diplomatie parlementaire au Maroc.

.‫اإلطار المؤسساتي للدبلوماسية البرلمانية بالمغرب‬

Introduction :

En tant que nouvelle fonction dévolue au parlement et à ses commissions, la


diplomatie parlementaire suscite autant de questions de point de vue théorique,
doctrinal que constitutionnel. Et à l’instar de ce que relève la locution « diplomatie »,
un recensement dudit terme génère autant de définitions que d’auteurs.

Dans ce sens, peut-on relever la définition du Sénateur Canadien Daniel Philip


HAYS. Pour lui, la diplomatie parlementaire constituerait l’ensemble de relations
établies entre les parlements ou leurs membres de manière individuelle, ou de
manière collective grâce aux unions parlementaires, et organisations parlementaires
en matière de relations étrangères.1 Cette définition soulève plusieurs éléments quant
à ses méthodes, et les modalités de sa mise en œuvre2.

Par ailleurs, on peut distinguer : La diplomatie parlementaire bilatérale, et


multilatérale. La première exercée par les parlements et leurs membres de manière
individuelle grâce aux groupes d’amitiés, de délégations, de jumelage ; tandis que la
seconde est multilatérale exercée par le biais d’unions, d’organisations parlementaires
internationales.
Aussi, Dean RUSK, ancien ministre des affaires étrangères des États-Unis, définit les
caractéristiques de la diplomatie parlementaire ou de conférence3, qu’il résumait en
quatre critères1.

1
HAYS, Daniel. « Le rôle grandissant de la diplomatie parlementaire », Diplomat, vol 16, n° 2. 2005.
P 26.
2
Pour lui :
 La diplomatie parlementaire s’effectue sur plusieurs étapes ;
 Lors de ces étapes, les parlements ou leurs membres interviennent individuellement dans le
champ des relations internationales, ou collectivement, tel est le cas des assemblées
parlementaires, d’unions parlementaires. In HAYS, Daniel. Op cit ;. P 26.
3
GEAMANU, Grigore. « Théorie et pratique des négociations en droit international », Académie de
droit international, recueil des cours. 1973. P 383. Disponible sur : https://books.google.co.ma.

‫ المانيا – برلين‬/ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية‬
160 2021 ‫ مايو‬- ‫العدد الحادي عشر أيار‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

Intérêt du sujet : Le rôle du parlement, en matière de diplomatie parlementaire est


porteur d’un double intérêt, d’abord académique, en tant qu’institution politique
omniprésente dans les constitutions aussi bien du Maroc qu’ailleurs. Doublée d’un
intérêt politique, face à la crise de démocratie, et au discrédit des institutions
politiques, visant à s’interroger sur la place même de l’institution du parlement aussi
bien au niveau national, que sur la scène internationale.
Problématique : La problématique centrale du présent article s’articule autour du
cadre institutionnel qui régit la diplomatie parlementaire en tant que nouvelle fonction
du parlement Marocain et de ses commissions, lesquels sont considérées comme des
organes restreints et essentiels au travail parlementaire. Et sa contribution au
renforcement du rôle du parlement et de ses commissions.
Hypothèses : De cette question centrale, peut-on soulever les hypothèses ayant fondé
ce travail :
 La diplomatie parlementaire, en tant que nouvelle fonction du parlement et de
ses commissions, s’exerce dans un cadre formel, par la ratification des traités
et les procédures y afférant ;
 L’institution parlementaire et ses commissions jouent un rôle central et
exclusif en matière de diplomatie parlementaire.
 La diplomatie parlementaire, peut s’opérer également par le biais de cadres
informels plus délicats de recenser que d’en établir une liste de procédures les
concernant.
Et pour se faire, la présente étude s’inscrit dans une approche juridique, analytique
et comparative, axée notamment sur le cas du Maroc et de la France en tant que
modèle ancré par le « parlementarisme rationalisé », qui tend à limiter le rôle de
l’institution du parlement, et dont les commissions constituent un modèle

1
Pour la définir, il recense les points suivants :
 La nécessité d’une organisation permanente ayant des intérêts plus vastes que la négociation
en cours ;
 Un débat public régulier retransmis par l’intermédiaire des médias des règles de procédure qui
permettent l’organisation des débats ;
 La production de conclusions matérialisées dans des résolutions ou tout autre instrument sans
véritable valeur obligatoire mais à fort contenu politique ou moral. In RUSK, Dean. 1955.
« Parliamentary Diplomacy : Debate Négociations », World Affairs Interpreter, p. 121-122.

‫ المانيا – برلين‬/ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية‬
161 2021 ‫ مايو‬- ‫العدد الحادي عشر أيار‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

d’exportation juridique par excellence, dans les régimes l’ayant adopté, mais
également dans les parlements du monde. En vue de souligner la place de cette
nouvelle fonction dans le renforcement du rôle du parlement, et sa revalorisation dans
les institutions.

1. Le cadre formel de la diplomatie parlementaire :


Le cadre conventionnel de la diplomatie parlementaire dans la constitution de 2011
trouve une place élargie par rapport aux constitutions précédentes. En effet, la
constitution en vigueur multiplie les références au droit international notamment aux
accords internationaux. Et l’on peut d’entrée de jeu recenser plus de références à ces
derniers qui passent d’un nombre de quatre dans les constitutions précédentes, au
nombre de vingt et un (accord international, convention, engagement international,
charte, pacte, respect du droit international). Pour ces sources conventionnelles, la
constitution distingue entre convention et traité, sans toutefois fournir de critère
matériel de distinction. La frontière entre les deux, demeure confuse ; bien qu’en
pratique le vocable traité semble réservé aux accords de grande importance
diplomatique. En revanche, la pratique semble réserver la forme de conventions aux
accords multilatéraux ou techniques. Et si les « traités » sont soumis après leur
signature à la ratification du Roi, et que les « conventions » font objet d’approbation
soit par le gouvernement ou en son nom, au Maroc, cette distinction terminologique
n’est pas toujours pertinente en pratique puisque les traités comme les conventions
peuvent être soumis à ratification.

Les intervenants en matière de relations internationales se diversifient. Et bien que la


politique étrangère ait relevé du domaine de l’exécutif, et réservée au chef de l’Etat
notamment en terme de ratification des traités ; l’on voit émerger de nouveaux acteurs
en matière de politique extérieure et de relations diplomatiques. A cet effet, en sus
des missions qui lui sont dévolues, en matière de législation, contrôle et évaluation
des politiques publiques, le parlement contribue à la politique étrangère, notamment
en matière de ratification des traités.

Et partant du fait que les Etats sont libres de fixer dans les normes juridiques internes
les procédures d’approbation et de ratification des traités internationaux, le constituant
marocain a prévu le partage de ce domaine entre les pouvoirs exécutifs et législatifs.

‫ المانيا – برلين‬/ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية‬
162 2021 ‫ مايو‬- ‫العدد الحادي عشر أيار‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

En effet, à travers les dispositions de la constitution de 2011, le parlement approuve


par loi les traités avant leur ratification, à l’instar des constitutions précédentes. De
plus, elle prévoit l’élargissement de son champ d’action. L’étendue du champ
d’action du parlement est tributaire des dispositions constitutionnelles qui l’encadrent
et de la procédure parlementaire y afférant.

1.1.Des compétences du parlement en matière de ratification des


traités.
La constitution de chaque État fixe le partage des compétences en matière de politique
étrangère, et les acteurs intervenant dans la ratification des traités. A cet effet, le
constituant marocain prévoit le partage de ces compétences entre le chef de l’Etat et le
pouvoir législatif.

1
C’est en vertu des dispositions de l’article 55 de la constitution de 2011 2 que le roi
signe et ratifie les traités. Toutefois, la constitution prévoit la liste des traités qui ne
peuvent être ratifiés qu’après avoir été préalablement approuvés par la loi, en
l’occurrence :

- Les traités de paix ou d’union ;

- La délimitation des frontières ;

- Les traités de commerce ;

- Les traités engageant les finances de l’Etat ou dont l’application nécessite des
mesures législatives ;

1 Sur ce point, la ratification des traités peut être prévue par les constitutions selon trois cas :
 La ratification comme compétence du pouvoir exécutif ;
 La ratification comme compétence du pouvoir législatif ;
La ratification comme action partagée entre le pouvoir exécutif et le législatif.
2 Article 55 alinéa 2 de la constitution marocaine de 2011 :
« II signe et ratifie les traités. Toutefois, les traités de paix ou d’union, ou ceux relatifs à la délimitation
des frontières, les traités de commerce ou ceux engageant les finances de l’Etat ou dont l’application
nécessite des mesures législatives, ainsi que les traités relatifs aux droits et libertés individuelles ou
collectives des citoyennes et des citoyens, ne peuvent être ratifiés qu’après avoir été préalablement
approuvés par la loi. »

‫ المانيا – برلين‬/ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية‬
163 2021 ‫ مايو‬- ‫العدد الحادي عشر أيار‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

- Les traités relatifs aux droits et libertés individuelles ou collectives des


citoyennes et citoyens.

La constitution française fixe également dans son article 53 une liste qui concerne
dans le cas d’espèce, les domaines dont les traités ne peuvent être approuvés ni
ratifiés qu’en vertu d’une loi, en l’occurrence :

- Les traités de paix,

- Les traités de commerce,

- Les traités ou accords relatifs à l’organisation internationale,

- Les traités engageant les finances de l’État,

- Les traités modifiant des dispositions de nature législative,

- Les traités relatifs à l’état des personnes,

- Les traités comportant cession, échange ou adjonction de territoire.

Il s’agit dès lors de compétence d’approbation et de ratification en vertu d’une loi de


certains traités. Quant aux critères de soumission des traités au parlement, le sénat
américain admet une distinction n’autorisant de ce fait que la ratification des
« treaties » et non des « executive agreements ». Tandis qu’en France aucune
distinction n’est faite considérant que le critère selon lequel un engagement
international doit ou non être soumis au parlement est matériel et non formel 11. Le
critère matériel est également retenu au Maroc pour la soumission des traités à
l’approbation préalable du parlement. Ce critère matériel comme fondement de la
compétence du Parlement pourrait supposer que ce dernier soit habilité à statuer sur le
contenu des réserves dans la mesure où celles-ci peuvent modifier substantiellement le
champ d’engagement international de l’Etat. Or, les projets de loi soumis par le
gouvernement au parlement en vue de leur approbation préalable au Maroc et de leur
ratification tel qu’en France comportent t’ils des réserves ?

1 MAUS, Didier. « Le cadre institutionnel de la diplomatie parlementaire ». Revue d'histoire politique,


vol 17, n° 1. 2012. P 28.

‫ المانيا – برلين‬/ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية‬
164 2021 ‫ مايو‬- ‫العدد الحادي عشر أيار‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

Et si la constitution marocaine de 2011 prévoit dans son article 55 les cas de traités
devant être soumis à approbation préalable par une loi ; il n’existe nullement ni dans
la constitution en vigueur ni dans la constitution précédente de 1996 de dispositions
qui prévoient le cas d’accords en forme simplifiée. Les problèmes que peuvent poser
ces accords en forme simplifiée s’imposent au niveau du droit constitutionnel interne.
Et certaines constitutions ont limité l’usage qui pouvait en être fait.

De tels accords signifient que sur le plan procédural et formel on peut dire qu’il s’agit
d’accords internationaux, devenant obligatoires par leur seule signature, qui sont pris
au niveau des gouvernements et ce en l’absence d’intervention formelle de l’autorité
investie du " treaty making power ".

Ils seront ainsi réalisés sous forme d’échanges de lettres, de notes ou de déclarations
1. 1. Dans ce cas la signature aura pour rôle les quatre fonctions suivantes :

- L’authentification du texte ;

- La précision du lieu et de la date de l’accord ;

- Le consentement des plénipotentiaires ;

- La force obligatoire à l’accord sans ratification 2. 2.

C’est ainsi que ce type d’accords, a été limité dans les constitutions étrangères. Tel est
le cas aux Etats-Unis dont la constitution ne prévoit que des traités en forme
solennelle. Mais en pratique les accords en forme simplifiée sont admis dans les cas
suivants :

 Les accords qui ne sont pas auto-exécutoires (self excecutive) et donc


nécessitant des mesures internes d’application.
 Lorsque le président y aura été invité par le Congrès (à la majorité simple) ;
 Lorsqu’ils font l’objet d’une confirmation législative.

1
L’article 11 de la convention de Vienne de 1969 prévoit que " Le consentement d’un Etat à être lié par
un traité peut être exprimé par la signature, l’échange d’instruments constituant un traité, la ratification,
l’acceptation, l’approbation ou l’adhésion, ou par tout autre moyen convenu ".
2 CHAYET, Claude. « Les accords en forme simplifiée ». Annuaire Français de Droit
International.1957 P 3-13. Disponible sur : https://www.persee.fr/doc/afdi_0066-
3085_1957_num_3_1_1305

‫ المانيا – برلين‬/ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية‬
165 2021 ‫ مايو‬- ‫العدد الحادي عشر أيار‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

 Pour l’exécution d’un traité qui aura déjà été approuvé.


 Lorsque le président agit en fonction de ses pouvoirs propres, notamment
comme chef des armées.
Au Maroc, les traités en forme simplifiée peuvent porter sur plusieurs domaines
militaires, politiques, sociaux, culturels, diplomatiques, commerce et coopération,
traités de paix… signés par les ministres des affaires étrangères, et des autres
ministres chacun dans son domaine de compétence, des envoyés diplomatiques, et
délégations internationales.il n’existe dans ce cas aucune distinction entre les traités
en forme solennelle et les traités en forme simplifiée. Cette confusion pourrait vider
l’article 55 de la constitution de 2011 de son contenu, dans la mesure où les traités
pourront toutefois être signés en forme simplifiée sans être soumise au parlement. Ce
fût le cas sous la constitution de 1992 ; qui prévoyait dans son article 31 alinéa 2 que
le Roi signe et ratifie les traités. Toutefois, les traités engageant les finances de
l'État, ne peuvent être ratifiés sans l'approbation préalable de la Chambre des
représentants. Pourtant la signature de l’accord de l’OMC fût signée en forme
simplifiée.

1.2 La contribution des commissions à la diplomatie parlementaire :

En plus des projets de loi portant approbation des traités internationaux 1, 1,la plupart
des parlements ont mis en place et développé des instruments et une pratique propre
qui leur permettraient d'assurer un suivi de la politique gouvernementale dans le
domaine des affaires étrangères comme dans les autres domaines de compétences du
parlement, grâce à leur missions d’information et de contrôle du gouvernement.

En effet, c’est en s'informant de la conduite de la politique du gouvernement


que le parlement est mieux habilité à contrôler son action en matière de politique
étrangère. D'ailleurs les deux missions ne sont pas séparables : un contrôle efficace
suppose que l'organe qui contrôle soit suffisamment informé. Cet aspect est d'une

1 Article 55 alinéa 2 de la constitution de 2011 : « les traités de paix ou d'union, ou ceux relatifs à la
délimitation des frontières, les traités de commerce ou ceux engageant les finances de l'État ou dont
l'application nécessite des mesures législatives, ainsi que les traités relatifs aux droits et libertés
individuelles ou collectives des citoyennes et des citoyens, ne peuvent être ratifiés qu'après avoir été
préalablement approuvés par la loi ».

‫ المانيا – برلين‬/ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية‬
166 2021 ‫ مايو‬- ‫العدد الحادي عشر أيار‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

importance capitale dans la mesure où le parlement est l'endroit privilégié où


s'élaboreraient des choix politiques, qui ne se limitent pas aux seules questions
intérieures. Il lui revient donc de disposer d'informations pertinentes lorsqu'il est
invité à se prononcer sur un traité ou accord international et agir ainsi de manière
« responsable ». Sur ce point, les commissions parlementaires chargées des affaires
étrangères devraient jouer un rôle important, un lieu de débat contradictoire, et de
préparation du travail de l’assemblée plénière. Toutefois, ce rôle des commissions
parlementaires demeure variable, et fluctuant à tel point qu’on peut recenser des
pratiques sont aussi diverses que dans certains États les questions internationales sont
directement examinées par le parlement ; que certains parlements organisent des
débats fréquents sur la politique étrangère : Au Danemark par exemple, ces débats ont
lieu dix fois par session. Tandis que dans d’autres, tel qu’en Lettonie, le Parlement
organise un débat annuel sur les questions internationales auquel participent toutes les
délégations aux structures interparlementaires. D’autres enceintes prévoient quant à
elles des occasions de débats : c’est le cas de séances informatives sollicitées par les
Assemblées suivies de remarque et de débats.

Aussi, peut-on relever en droit comparé que les commissions chargées des
affaires étrangères disposent de pouvoirs importants. Elles peuvent de ce fait exiger de
la part du gouvernement des documents ou rapports traitant d'un sujet de politique
étrangère bien déterminé. Aux Etats-Unis, la commission des affaires étrangères est
une commission permanente du congrès qui se consacre à la politique étrangère des
Etats-Unis comme suit :

 Examen des projets de lois portant sur ce domaine ;


 Surveillance et financement des programmes d’aide à l’étranger ;
 Subventions ;
 Vente d’armes et entrainement livrés aux autres Etats et organisations alliées.

La commission du Sénat est doublée d’une commission des relations


internationales à la chambre des représentants. Cette commission est présidée par un
membre du parti majoritaire au Sénat pour chaque législature, elle a compté parmi ses
membres des personnalités imminentes tel que le président Barak OBAMA, ou encore
le vice-président Joe BIDEN.

‫ المانيا – برلين‬/ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية‬
167 2021 ‫ مايو‬- ‫العدد الحادي عشر أيار‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

Parmi les points forts dont elles disposent, on relève leur budget de
fonctionnement indépendant ce qui leur confère une certaine liberté d'action et grâce
auquel elles peuvent :

 Employer du personnel ;
 Organiser des missions extérieures et faire face aux divers coûts de service.

Cette aspect de la fonction diplomatique du parlement constitue une tendance


partagée partout dans les régimes politiques, c’est également le cas en Europe où le
1
conseil de l’Europe invite par la résolution de l’assemblée 1773 de 2010 1 les
parlements européens à promouvoir le rôle des présidents des parlements dans les
relations étrangères, notamment en termes de consolidation des normes de la
démocratie parlementaire, et à la formation des groupes d’amitiés, de délégations
parlementaires, associations parlementaires et de groupes similaires entre parlements
pour favoriser l’échange de bonnes pratiques dans les domaines parlementaire et
politique.

Au Maroc, la prise de conscience de la place que revêt la diplomatie


parlementaire a été traduite par la consécration dans le règlement intérieur de la
chambre des représentants de 2017 dans sa sixième partie de dispositions en faveur de
l’instauration de nouvelles pratiques parlementaires en matière de diplomatie
parlementaire, et par la consécration de ces mêmes pratiques dans la chambre des
conseillers. Par les méthodes employées, les parlementaires sont à même d’aboutir à
des résultats qui sont difficiles à obtenir par d’autres voies exceptionnelles.

Par ailleurs, la commission des affaires étrangères intervient par l’exercice d’une
triple mission institutionnelle :

- s'informer sur la diplomatie mise en œuvre par un Gouvernement responsable devant


le parlement ;

- contrôler l'exécution de cette politique ;

- examiner et voter les textes internationaux qui lui sont soumis par l'exécutif.

1 http://assembly.coe.int/nw/xml/XRef/Xref-XML2HTML-fr.asp?fileid=17926&lang=fr

‫ المانيا – برلين‬/ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية‬
168 2021 ‫ مايو‬- ‫العدد الحادي عشر أيار‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

Et pour obtenir l'information nécessaire, elle dispose de plusieurs outils :

 Questions écrites et orales,

 Auditions des ministres concernés, mais aussi par celles d'ambassadeurs,


d'experts, de responsables d'organisations internationales, de personnalités
politiques étrangères à l’occasion d’échanges d’expériences, de délégations,
ou missions à l’étranger…

L’éventail dont disposent les commissaires est donc aussi large que diversifié.

Et lors de l’étude du projet de loi et de son vote, les commissaires peuvent s’informer
auprès du ministre des affaires étrangères sur le suivi des conventions signées par le
ministère avec les autres Etats 1,1 de l’état d’avancement des demandes d’intégrations
régionales tel que l’intégration à la Communauté économique des États de l'Afrique
de l'Ouest, de la coopération Sud-Sud.

Par ailleurs, les commissions permanentes des affaires étrangères à l’instar des autres
commissions permanentes peuvent constituer des « missions d’information 22 » ou
des « commissions restreintes ou subsidiaires 3 3» à propos d’une question
nationale ou internationale ou pour étudier « les conditions et les circonstances la mise
en œuvre d’un texte législatif », notamment d’une loi d’approbation d’un accord
international. En outre, chacun des bureaux des deux chambres peuvent constituer des
« groupes de travail thématiques » dont le caractère est provisoire44. Dans le même
ordre d’idées, le règlement intérieur de la chambre des représentants a prévu de
manière expresse deux groupes de travail thématiques, en l’occurrence :

1 Rapport de la commission des affaires étrangères sur les budgets sectoriels au titre de l’année de
2019.http://www.chambredesrepresentants.ma/sites/default/files/
9102_‫تقرير_لجنة_الخارجية_حول_الميزانيات_الفرعية_برسم_مشروع_ميزانية_سنة‬.pdf
2 Article 107 du RICR de 2017
3 Article 59 du RICC de 2015.
4 Article 119 du RICR de 2017
Et article 266 du RICC de 2015.

‫ المانيا – برلين‬/ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية‬
169 2021 ‫ مايو‬- ‫العدد الحادي عشر أيار‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

- le groupe de travail thématique relatif aux « affaires africaines chargé de


suivre la coopération avec le continent africain » : notamment en matière de
législation, de contrôle et évaluation des politiques nationales et
diplomatiques51 ;
- le groupe de travail thématique relatif aux « affaires nationales et
internationales et de droit international des droits de l’Homme » : notamment
pour l’harmonisation de la législation nationale avec les principes de droit
international des droits de l’Homme62.

En outre, les parlementaires et au demeurant les commissaires, participent également


par le biais des cadres informels à la diplomatie parlementaire.

2. Les cadres informels de la diplomatie parlementaire : une alternative à la


participation des commissaires :
D’entrée de jeu, il y a lieu de souligner que les cadres informels de la diplomatie
parlementaire sont par définition, comme le rappelle Didier MAUS plus délicats de
recenser que d’en établir la liste de procédures les concernant. Toutefois, force est
de constater que le parlement aussi bien par sa chambre des représentants que celles
des conseillers connaissent plusieurs canaux à travers lesquels une multitude d’action
s’opère et se développe.

2.1 Les groupes d’amitiés


Les « groupes d’amitié et de fraternité parlementaire » pour reprendre l’expression
complète utilisée au parlement Marocain, ou encore appelés « groupes d’amitié et des
groupes d’études à vocation internationale » en France, constituent des groupes
destinés initialement à créer et à resserrer les liens d’amitiés avec les parlements à
l’étranger. Il ressort de cette expression que ces groupes d’amitiés1 3 ont d’abord pour
vocation de tisser et resserrer les relations entre le parlement concerné, et les autres
pays, ou avec une zone géographique, et ce par le biais d’échanges, de contacts avec
les parlementaires du pays ou de la zone concernée. Historiquement, les groupes
d’amitié, ont été créés en France, après la première guerre mondiale, avec la création

5 Article 127 du RICR.


6 Article 128 du RICR de 2017.
1 www.parlement.ma

‫ المانيا – برلين‬/ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية‬
170 2021 ‫ مايو‬- ‫العدد الحادي عشر أيار‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

de la chambre des députés, par le biais d’un groupe France-Grande-Bretagne en vue


d’établir des liens d’amitiés et de solidarité entre les anciens combattants des
assemblées concernées.

Par la suite, des dispositions juridiques ont vu le jour en France comme au Maroc, afin
d’encadrer l’existence de ces groupes d’amitiés. Elles visent essentiellement la mise
en place de listes officielles des groupes, d’encadrer leurs activités, et d’éviter que
leurs activités n’alourdissent les finances de l’assemblée. Ces dispositions sont
prévues par l’article 304 et 305 du RICR, qui disposent que les listes des membres
choisis par la chambre doivent être publiés au Bulletin Officiel du parlement, dans le
bulletin interne de la chambre et sur son site électronique. Le même règlement prévoit
également des procédures de collaboration entre les deux chambres quant à leur
représentation auprès des parlements des autres États.

L’étendue de l’action desdits groupes est strictement encadrée au Maroc comme en


France puisque les groupes d’amitié ne peuvent être considérés comme des groupes
de défense d’intérêts particuliers, locaux ou professionnels lesquels sont interdits en
vertu des dispositions des règlements intérieurs des deux assemblées1. 1.

En principe, les activités des groupes d’amitié s’axent essentiellement autour de


missions, de colloques, d’entretien de réseaux d’influence ou encore d’interactions
entre les personnalités de ces groupes. Ils œuvrent à cet effet à organiser des missions
à l’étranger au cours de la mandature à travers laquelle ils existent avec les
représentants des auquel chacun des groupes est lié. Ils tendent par ces missions à
tisser des liens personnels, de représenter au mieux leur pays dans ces États, et de
faire connaître ces États dans leur pays d’origine, contribuent à la réflexion
diplomatique sur des sujets pointus et saillants. Ou encore, à fournir au bureau de la
chambre les documents de base pour publier leur bilan qui serait utile aux chercheurs.

Sous la Xème législature, la chambre des représentants recense la création de 135


groupes d’amitiés. La chambre des conseillers recense jusque-là un rapport d’activité,
le premier d’ailleurs à être publié et qui recense le bilan de la diplomatie
parlementaire au titre de l’année 2016-2017. Toutefois, il est difficile d’en établir un

1 Article 23 du règlement de l’assemblée nationale de 1959 et article 65 du RICR de 2017.

‫ المانيا – برلين‬/ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية‬
171 2021 ‫ مايو‬- ‫العدد الحادي عشر أيار‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

bilan qualitatif de l’activité des groupes d’amitié, en particulier lorsqu’elles dépendent


d’une part de la nature démocratique des pays concernés, et des acteurs qui les
animent de par leur ténacité 21 et leur capacité d’influence. Quant au mode de leur
fonctionnement, les groupes d’amitié semble relever des points communs dans les
parlements francophones notamment en ce qui concerne les moyens de gestion
administrative et financière : C’est ainsi qu’en Belgique, les chambres fédérales
belges consacrent une partie du budget du groupe belge de l’Union Interparlementaire
provenant d’une subvention annuelle de ces deux chambres pour le financement des
activités du groupe d’amitié. En France, un groupe d’amitié peut percevoir deux
types de ressources : les cotisations de ses membres, et les ressources accordées au cas
par cas par l’institution à la base d’un dossier détaillé et chiffré. A cet effet, chaque
groupe dispose d’un compte spécifique géré par le secrétaire exécutif du groupe.

2.2 La coopération interparlementaire : un outil de renforcement de la


démocratie parlementaire
La coopération interparlementaire engloberait les différentes actions qui contribuent
d’une manière ou d’une autre, à la diplomatie parlementaire. Cette action passe par les
assemblées parlementaires internationales, les coopérations techniques. Les
intégrations régionales peuvent également recenser des instruments en la matière, tel
que la COSAC : Conférence des organes spécialisés dans les affaires
communautaires, organe de l'Union européenne chargé de la collaboration entre
le Parlement européen et les parlements respectifs des États membres. Elle s’inscrit
dans une dynamique d’accompagnement du développement institutionnel des États,
permettant le renforcement de leur fonctionnement aussi bien sur les plans
parlementaires par un appui aux parlementaires, qu’administratifs auprès du personnel
administratif.
Le parlement marocain, à l’instar d’autres assemblées partout ailleurs, prévoit au sein
de la chambre des représentants, dans son RICR de 2017 article 298 que des sections
parlementaires permanentes sont créées au début de chaque législature selon la
représentation proportionnelle des groupes et groupements parlementaires, en vue de
représenter la chambre auprès des organisations parlementaires régionales et
internationales auxquelles il adhère tout en respectant le principe de parité, et la

2 MAUS, Didier. Op.cit., p 30.

‫ المانيا – برلين‬/ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية‬
172 2021 ‫ مايو‬- ‫العدد الحادي عشر أيار‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

participation de l’opposition auxdites sections et aux activités diplomatiques dans le


respect de sa représentation proportionnelle. Ces sections parlementaires se réunissent
périodiquement, et selon un ordre du jour défini, et remettent un rapport annuel de
leurs activités.
Par ailleurs, le RICR de 2017 a introduit dans son article 299 des mesures en faveur
d’améliorer l’efficience et l’efficacité du travail parlementaire, et de garantir le travail
effectif de ses membres, en l’occurrence :
- La représentation proportionnelle des groupes et groupements parlementaires t
des indépendants ;
- La spécialisation des membres proposés aux délégations en fonction des
activités ;
- Le respect du principe de parité dans la composition des délégations en respect
des dispositions de l’article 19 de la constitution ;
- La représentation des jeunes au sein des différentes délégations ;
- Le respect de la diversité des membres des délégations créées en fonction des
activités ;
- Les délégations sont présidées par les vice-présidents de la chambre, les
présidents des groupes parlementaires, les présidents des commissions
permanentes, et les présidents des groupements parlementaires selon un
règlement établi par la chambre.
La participation du parlement aux activités diplomatiques peut se faire à l’extérieur de
l’assemblée :
- Soit à la demande du gouvernement adressé par le chef du gouvernement, au
président de l’assemblée qui la transmet au bureau de la chambre. Cette
dernière statue sur la demande et communique les noms des élus au président
de l’assemblée qui les transmet à son tour au chef du gouvernement ;
- Soit à la demande du président d’une commission permanente, adressé au
président de l’assemblée, qui la transmet au bureau pour en statuer. En cas
d’accord, les noms des membres désignés sont transmis en suivant la même
procédure au président de l’assemblée, puis au chef du gouvernement1. 1.

1
Article 302 du RICR de 2017.

‫ المانيا – برلين‬/ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية‬
173 2021 ‫ مايو‬- ‫العدد الحادي عشر أيار‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

Cet axe émergent de l’action parlementaire prend forme aussi bien de délégations
diplomatiques, que de groupes d’amitiés au sein des deux chambres et dont les
activités se multiplient pour œuvrer soit en faveur de sujets divers allant de la défense
de l’intégrité territoriale du Maroc, au développement de mécanismes de gouvernance
parlementaire, de formation des parlementaires par l’apprentissage des expériences
étrangères et dont l’amplitude prend une envergure régionale et internationale.
Aussi, l’intervention des assemblées en matière de diplomatie parlementaire prévoit
en effet des mécanismes de coopération parlementaire bilatérale, ou multilatérale.
2.3 Les activités multilatérales :

Ce type de coopération interparlementaire permet voit adhérer des assemblées


parlementaires internationales, parmi lesquelles on recense 2 : 1

- Les assemblées à vocation mondiale ;


- Les assemblées à vocation régionale.

Au sein de ces deux groupes, les assemblées sont réparties en fonction de leur objet,
qui peut être soit général ou thématique. Par ailleurs, la composition des délégations
nationales à ces assemblées diffère d’une délégation à l’autre de par le nombre de ses
membres, et ce en fonction de l’importance politique – et numérique – des
associations interparlementaires 3.2.

2.3.1. Les assemblées interparlementaires à vocation mondiale

C’est l’exemple de l’Union interparlementaire (UIP) et l’Assemblée Parlementaire de


la Francophonie (APF) auxquels la plupart des parlements francophones sont
adhérents. Cette dernière compte quelques 78 parlements, ou organisations
interparlementaire sur les cinq continents.

2 http://recueil.apf-francophonie.org/relationsinterparlementaires.
3 Vade mecum sur la gestion pratique des activités internationales de la Chambre des Représentants.
http://www.chambredesrepresentants.ma/fr/projet-de-jumelage-institutionnel-finance-par-lunion-
europeenne

‫ المانيا – برلين‬/ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية‬
174 2021 ‫ مايو‬- ‫العدد الحادي عشر أيار‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

2.3.2. L’assemblée parlementaire de l’OTAN : assemblée à vocation


sécuritaire :
Unissant des délégations de parlementaires des 26 pays membres de l’Alliance
atlantique. Elle fond un lien entre les assemblées législatives et l’organisation
internationale pour promouvoir le débat parlementaire sur les orientations et les
politiques mises en œuvre dans le cadre de l’Alliance.

2.3.3. Les assemblées interparlementaires régionales

 Assemblée parlementaire de la méditerranée (APM) , assemblée


parlementaire euro-méditerranée : Assemblée à vocation
méditerranéenne : Des assemblées à vocation méditerranéenne ( APEM)

2.3.4. La coopération technique interparlementaire

Ses actions d’appui institutionnel aux parlements s’opèrent aussi bien au profit des
parlementaires que des fonctionnaires aussi bien dans un cadre multilatéral qu’à
travers des programmes animés, ou encore dans un cadre bilatéral.

 La coopération technique multilatérale

Les actions multilatérales sont lancées soit dans le cadre d’accords de gré à gré
conclus avec des organisations internationales, soit à l’issue d’appels d’offres lancés
par ces mêmes organisations. Tel est le cas notamment du Programme des Nations
Unies pour le Développement (PNUD), la Banque Mondiale ou des organismes à
rayon d’action régional comme l’Union européenne ou le Réseau Africain des
Personnels des Parlements (RAPP).

Ailleurs, des assemblées interparlementaires globales, dotés de moyens importants


comme l’UIP et l’APF, assurent aussi un soutien technique aux processus législatifs.

Leurs programmes sont menés en partenariat avec des « grands » parlements1,1


comme le Parlement français, qui fournissent expertise et moyens d’action. Ils visent,

1 http://recueil.apf-francophonie.org/relationsinterparlementaires.

‫ المانيا – برلين‬/ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية‬
175 2021 ‫ مايو‬- ‫العدد الحادي عشر أيار‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

notamment, l’acquisition de « bonnes pratiques » en matière de procédure législative


et budgétaire.

Les autres formes de coopération technique bilatérale peuvent être soit entreprise
isolément ou en complément d’actions entre deux parlements, elle crée un cadre de
partage entre des parlements sont l’un apporte son appui à l’autre grâce à son
expérience et ses compétences. Cet appui prend la forme de séminaires, d’ateliers
d’échanges, d’information, de formation, de perfectionnement à l’attention de
parlementaires, de fonctionnaires du parlement. Sous la Xème législature, le besoin
de dépasser les aspects traditionnels s’étend également à l’échange d’expertises et le
soutien mutuel, l’organisation de sessions de formation des cadres parlementaires, la
mise en place de réseaux parlementaires pour l’échange des technologies de
l’information2. 1.

De surcroît, deux grandes actions diplomatiques ont été réalisées et qui constituent un
tournant majeur dans la politique extérieure du Maroc, en l’occurrence :
- La réintégration de l’institution de l’Union Africaine, le 30 Janvier 2017 ;
- L’accord de principe quant à l’adhésion du Maroc à la communauté
Économique des États de l’Afrique de l’Ouest (CEDEAO), annoncé le 6 Juin
2017 à Monrovia.
L’alignement à cette stratégie de la part des différentes instances de l’État est
considéré comme essentiel vu la place du parlement dans ce chantier. En effet, au-delà
de ses prérogatives traditionnelles de base qui lui sont conférées par la constitution, à
savoir l’exercice du pouvoir législatif, le contrôle de l’exécutif et de l’action
gouvernementale et l’évaluation des politiques publiques, il a également un important
champ d’action dans le cadre de la diplomatie parlementaire, que ce soit à travers les
groupes d’amitié ou les forums et instances multilatérales, ou encore les
représentations du Maroc au sein du parlement panafricain, et, au parlement des pays
membres du CEDEAO 3. 2.

2 Diplomatie parlementaire. 2017. Magazine DIPLOMATICA. N° 78. P 23.


3 Ibtissame AZZAOUI. La diplomatie parlementaire marocaine : nouvelle approche vers l’Afrique.
www.lereporter.ma/actualité/la-diplomatie-parlementaire-marocaine-nouvelle-approche-vers-lafrique/

‫ المانيا – برلين‬/ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية‬
176 2021 ‫ مايو‬- ‫العدد الحادي عشر أيار‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

La diplomatie parlementaire est alors placée au cœur des enjeux et des défis et
challenges de l’action étrangère du Maroc envers l’Afrique. Le positionnement du
Maroc en Afrique interpelle et oblige l’institution parlementaire à redéfinir sa place
dans sa place dans cette orientation et nouvelle configuration ; et à mettre en œuvre
une stratégie à même de lui permettre d’accompagner la diplomatie avant-gardiste,
telle que menée par le chef de l’État.
D- Les invitations et les rencontres.
Parmi les autres moyens déployés en matière de diplomatie parlementaire, les visites,
invitation et rencontres se multiplient. Elles sont de plus en plus présentes dans
l’activité parlementaire du fait du développement des moyens de communication, de
la mondialisation, et de l’intérêt personnel des personnalités à propos de sujets
choisis.

Cette pratique est ailleurs mieux institutionnalisée grâce aux commissions


interparlementaires telles qu’en France, dont le rôle est incontestable, mais les mêmes
pratiques peuvent être retrouvées également au Maroc avec une moindre portée1. 1.

Conclusion :

Si pour certains pourfendeurs, l’action internationale des assemblées permet


de compenser l’ absence de pouvoirs réels en matière de législation et de contrôle2 2 ;
et que pour d’autres, il ne saurait y avoir de diplomatie parlementaire, car l’Etat ne
doit parler que d’une seule voix. Ces critiques n’empêchent toutefois pas les
parlementaires d’exercer leur rôle. Il est vrai qu’au vu de la constitution de 2011 les
relations internationales relèvent du « domaine réservé » du pouvoir exécutif, c’est-à-
dire du chef de l’Etat et le chef du gouvernement. Cependant, la mondialisation des
échanges a fait que les relations entre les parlementaires sont venues utilement
compléter les actions de l’Exécutif. Et ce rôle étroitement lié au phénomène de la
mondialisation s’est affirmé au cours des années au travers des structures diverses de
type bilatéral tel que les groupes d’amitiés, ou multilatéral comme les assemblées

1 MAUS, Didier. Op.cit., pages 14 à 36.


2 BUCHON, Anne. « La diplomatie parlementaire ». guerre-froide.hypotheses.org. N° 12. 2012.
Disponible sur : https://guerre-froide.hypotheses.org/files/2010/12/Buchon_resume.pdf.

‫ المانيا – برلين‬/ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية‬
177 2021 ‫ مايو‬- ‫العدد الحادي عشر أيار‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

parlementaires internationales. Par ailleurs, en jouant pleinement leur rôle en la


matière, les parlementaires tissent des liens personnalisés dans le cadre informel de la
diplomatie parlementaire, et se retrouvent au cœur de la représentation de leurs pays
dans les parlements internationaux ; à l’élaboration de programmes et de projets de
jumelages, et se retrouvent par la même ; à jour pour se doter des connaissances à
même de les habiliter à participer à l’harmonisation des dispositifs législatifs en
vigueur avec les orientations des traités qu’ils ont approuvés.

Bibliographie :
2- Lois – Conventions internationales :
1- Constitution marocaine de 1992
2- Constitution marocaine de 1996
3- Constitution marocaine de 2011.
4- La convention de Vienne de 1969 .
5- Règlement intérieur de la chambre des représentants de 2017.
6- Règlement intérieur de la chambre des conseillers de 2015.
7- Règlement intérieur de la chambre des conseillers de 2020.
3- Articles, publications :
1- CHAYET, Claude. « Les accords en forme simplifiée ». Annuaire Français de
Droit International. 1957.
2- GEAMANU, Grigore.« Théorie et pratique des négociations en droit
international ».1973.
3- HAYS, Daniel. « Le rôle grandissant de la diplomatie parlementaire »,
Diplomat, vol 16, n° 2. 2005.
4- MAUS, Didier.« Le cadre institutionnel de la diplomatie parlementaire ».
Revue d'histoire politique, vol 17, n° 1.2012.
5- Diplomatie parlementaire. Magazine DIPLOMATICA. N° 78.2017.
4- Webographie :
1- http://assembly.coe.int/nw/xml/XRef/Xref-XML2HTML-
fr.asp?fileid=17926&lang=fr

‫ المانيا – برلين‬/ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية‬
178 2021 ‫ مايو‬- ‫العدد الحادي عشر أيار‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

2- AZZAOUI Ibtissame. La diplomatie parlementaire marocaine : nouvelle


approche vers l’Afrique. www.lereporter.ma/actualité/la-diplomatie-
parlementaire-marocaine-nouvelle-approche-vers-lafrique/
3- Rapport de la commission des affaires étrangères sur les budgets sectoriels au
titre de l’année
de2019.http://www.chambredesrepresentants.ma/sites/default/files/
9102_‫تقرير_لجنة_الخارجية_حول_الميزانيات_الفرعية_برسم_مشروع_ميزانية_سنة‬.pdf
4- http://recueil.apf-francophonie.org/relationsinterparlementaires.
5- Vade mecum sur la gestion pratique des activités internationales de la
Chambre des Représentants.
http://www.chambredesrepresentants.ma/fr/projet-de-jumelage-institutionnel-
finance-par-lunion-europeenne
6- Académie de droit international, recueil des cours. https://books.google.co.ma.
7- RUSK, Dean. 1955. « Parliamentary Diplomacy : Debate Négociations »,
World Affairs Interpreter,

‫ المانيا – برلين‬/ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية‬
179 2021 ‫ مايو‬- ‫العدد الحادي عشر أيار‬
‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية العدد الحادي عشر‬

‫مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫‪180‬‬ ‫العدد الحادي عشر أيار ‪ -‬مايو ‪2021‬‬

You might also like