Professional Documents
Culture Documents
القوانين التنظيمية في الهندسة الدستورية لدستور 2011
القوانين التنظيمية في الهندسة الدستورية لدستور 2011
تأليف:
عبد احلليم طاليب
Germany:
Berlin 10315
الطبعة األوىل 2020 : رقم التسجيل VR.33818.B : Gensinger.Str: 112
http:// democraticac.doc
املركز ادلميوقراطي العريب
Democratic Arab Center
Strategic, Political & Economic studies
العنوان ابلإجنلزيية
Regulatory laws in constitutional engineering for the 2011
constitution.
Judicial socio legal analytical study according to the
comparative legislation to incorporate some regulatory laws
خالد علي عبود اخلفاجي ،املركز الدميقراطي العربي .برلني _أل ـمانيا.
طبعة ا ألوىل
2020
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
4 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
اإلهداء
الى من أوصى الله عز وجل باإلحسان
بصحبتهما،
الى أمي
الى أبي
الى أخي
الى أخواتي
الى اإلخوان و األصدقاء
اهدي هذا العمل المتواضع
5 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
حتية وشكر
أتقدم بجزيل الشكر و عظيم االمتنان ،ألستاذنا نجيب الحجيوي
،الذي كان لي محفزا و مشرفا و عونا ،فلم يبخل علي بالنصح
و التوجيه .فمنذ اقتراح الموضوع عليه عبر لي عن دعمه لي،
كما عبر لي عن دعمه لي في اشتغال على هذا الموضوع لكون
الدراسات األكاديمية قليلة في هذا الموضوع.
كما انه ال تفوتني هذه الفرصة ،دون تقديم الشكر بعظيم
االمتنان الى أستاذنا العظيم المصطفى منار ،الذي ما فتئ يقدم لنا
النصح و التوجيه في مسارنا العلمي ،ودائما يحثنا على بدل
المزيد من الجهد ،في سبيل تطوير مهارتنا العلمية و الرقي بها
الى أعلى المستويات.
وأيضا الى كافة األساتذة الذين اشرفوا على تكويني منذ السنة
األولى في سلك الماستر الى نهايته كال باسمه.
باالضافة إال أنه ال تفوتني الفرصة كذلك ،من أن أوجه أسمى
عبارات التقدير و العرفان لكل من علمني حرفا ،و إلى جميع
معلمي و أساتذتي ،منذ وطئت قدماي قاعة الدرس.
6 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
تقديم
إن وضع الدستور او إمتالك الدولة لوثيقة دستورية ،يجعلها تضع حدا للطابع المطلق
للحكم ،وذلك بغية عقلنة ممارسة السلطة عن طريق وضع حدود لها ،وبالتالي إنبثقت
الوثائق الدستورية ،كالدستور األمريكي لفيالدلفيا سنة ، 1787و الدستور الفرنسي لسنة
، 1791وكذا أغلبية الدساتير األوروبية
أما بالنسبة للمغرب ،فان أول محاولة دستورية تعود لسنة ،1908حيث لم يعرف
مشروع الدستور لسنة 1908أي تطبيق ،و بالتالي لم يدمج في إطار القانون الوضعي.
ولم يعرف المغرب أول دستور له إال بعد االستقالل بتاريخ 02مارس ، 1956حيث
شهد المغرب بدء حياة دستورية إال في 14دجنبر ، 1962ثم دستور 31يوليوز 1970
،و أيضا دستور 10مارس ، 1972و دستور 04شتنبر ، 1992إضافة الى دستور
1
13شتنبر ، 1996و أخيرا دستور 29يوليوز . 2011
وتتوفر جل ان لم نقل غالبية الدول المعاصرة ،على وثيقة او على دستور مكتوب .غير
ان التوفر على دستور مكتوب ال يعد مظهرا من مظاهر الديمقراطية .فالدستور يوجد في
ملكية دستورية ،كما يوجد في ملكية مطلقة ،وقد يوجد أيضا في دول ليبرالية او استبدادية.
إذن فالدستور هو مجموعة من القواعد القانونية التي تهتم بتبيان طرق اختيار الحكام ،
أي طرق الوصول الى الحكم ،كما تهتم بتحديد شكل الدولة (بسيطة او فيدرالية) ….كما
يهتم بتبيان شكل الحكم في الدولة (ملكي او جمهوري .) …….كما تهتم نفس القواعد
بتحديد كيفية توزيع االختصاصات بين السلط .و بالتالي فان هذه القواعد تحدد شكل النظام
2
السياسي في الدولة (رئاسي ،برلماني).
1
ذة .أمينة المسعودي "القانون الدستوري و المؤسسات الدستورية" ،الطبعة االولى 2010ص 30و . 31
2
ذة .أمينة المسعودي "القانون الدستوري و المؤسسات الدستورية" ،الطبعة االولى 2010ص . 32
7 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
من هذه الناحية فان الدستور ،هو نص قانوني متفوق على كل النصوص األخرى،
التي تنساق منه و منه تستقي صحتها .ان األعمال الدارية ليست صالحة إال إذا امتثلت
3
للقوانين ،وهذه بدورها تفقد صحتها إذا لم تتطابق مع الدستور.
ان مبدأ سمو الدستور ، La supérmatie de la constitutionيعد من األسس
الرئيسية التي يقوم عليها نظام الحكم في الدولة .ذلك انه يعني وجود قواعد قانونية عليا
تضمن خضوع الحكام للقانون.
و مبدأ سمو الدستور يعني أيضا ،ان ترتبط القواعد القانونية في الدولة بقواعد
الدستور .فال يجوز لها ان تخالفها او تخرج عليها .فنصوص الدستور تمثل األصل
بالنسبة لسائر القواعد القانونية األخرى و التي تتفرع عنها .فالدستور هو الذي ينشئ
سلطات الدولة و يحدد اختصاصاتها و آليات عملها.
و يتحقق سمو الدستور من ناحيتين :الموضوعية و الشكلية .فالسمو الموضوعي
للدستور La suprématie matérielle de la consitutionيتحقق بالنظر الى
طبيعة قواعده و مضمونها .أما السمو الشكلي للدستور La suprématie formell
de la constitutionفهو يرتبط بالشكل و اإلجراءات التي توضع بها الدساتير و تقر
كذلك لتعديلها .و إذا كان السمو الموضوعي يتحقق لكافة الدساتير ،سواء أكانت دساتير
4
جامدة أم دساتير مرنة ،فان السمو الشكلي ال يتحقق إال لدستور جامد.
ان الدستور هو القانون األسمى او األعلى الذي يرسي القواعد و األصول التي يقوم
عليها نظام الحكم في الدولة ،و يحدد السلطات العامة فيها و يرسم لها وظائفها ،ويضع
الحدود و القيود الضابطة لنشاطها ،ويقرر الحريات العامة فيها ،و يرتب الضمانات
األساسية لحمايتها ،فقد تميز الدستور بطبيعة خاصة تضفي عليه صفة السيادة و السمو،
كما ان قواعده استوت على قمة البناء القانوني للدولة ،و بالتالي تتبوآ قواعده مقام
الصدارة بين قواعد النظام العام ،باعتبارها أسمى القواعد اآلمرة التي يتعين على الدولة
التزامها في تشريعها ،وفي قضائها وفيما تمارسه من سلطات تنفيذية ،دون أي تفرقة او
تمييز ،في مجال االلتزام بها ،بين السلطات الثالث التشريعية و التنفيذية ،ذلك ان هذه
3
موريس دوفرجيه" القانون الدستوري و المؤسسات السياسية االنظمة السياسية الكبرى" الطبعة االولى سنة 1412ه1992-م المؤسسة الجامعية
لدراسات و النشر و التوزيع الصفحة . 10
4
د .جابر جاد نصار " الوسيط في القانون الدستوري" رقم االيداع 19708سنة ، 2007صفحة . 100
8 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
السلطات ،كلها أنشآها الدستور ،ومنه تستمد وجودها وكيانها ،وهو المرجع في تحديد
وظائفها.
ومن تم تعتبر جميعها أمام الدستور على درجة سواء ،وتقف كل منها مع األخرى على
قدم المساواة ،قائمة بوظيفتها الدستورية ،متعاونة فيما بينها في حدود المقررة لذلك،
خاضعة ألحكام الدستور ،الذي وحده الكلمة العليا ،وعند أحكامه تنزل السلطات العامة و
5
الدولة للخضوع لمبدأ سمو الدستور.
فالدستور كنتاج للعقد بين مكونات المجتمع السياسي وبين الدولة و المواطن ،يحمل
مشروعا سياسيا و آليات إلنتاج القانون و تطبيقه ،ويكون نتاجا للحظات سياسية متباينة،
ويروم الى تنظيم السلطة العامة ،وضمان احترام الحقوق و الحريات ،مما يجعل من
الدستور ،نتاج عمل أطراف توافقت على صك لقواعد ممارسة السلطة ،على أساس
ضمانات متبادلة للمصالح الحيوية ،حيث ان الكتابة تهدف الى تسهيل عملية الحجة،
6
وضمانا لعدم اليقينية و حماية من التحكمية.
يقدم النص الدستوري باعتباره ليس فقط لحظة للتوافق قادرة على وضع قواعد اللعبة
السياسية للمشروع السياسي المستقبلي ألطراف ،ولكن أيضا رهانا بالنسبة للفرقاء الذين
ينقلون النقاش من مستوى الفكرة السياسية للتنظيم الجديد ،الى مجال ترسيمه في قواعد
7
قانونية واضحة المعالم و محددة.
ان الوثيقة الدستورية تعتبر مدخال من مداخل االنتقال الديمقراطي لكونه يحيل على عدة
اعتبارات :
االعتبار األول :كون الوثيقة الدستورية تقدم كاتفاق بين األطراف ،على أولوية المدخل
القانوني لمسلسل الدمقرطة.
االعتبار الثاني :ان رهانات أطراف االنتقال تتحول الى الحقل الدستوري ،حيث النظر
الى قواعده و مؤسساته ،كحاملة لمشاريع سياسية واقتصادية و اجتماعية جديدة ،تتأسس
على أنقاض بنيات ما قبل االنتقال.
5
د .حسن مصطفى البحري " القانون الدستوري – النظرية العامة "-الطبعة االولى 1430ه2009 /م الصفحة 8و . 9
6
محمد اتركين "الدستور و الدستورانية " مطبعة النجاح الجديدة دار البيضاء الطبعة االولى 2007ضفحة . 11
7
De Goudusson Jean Du Bois "les solutions constitutionnelles des conflits politiques" afrique contemporain n°
special 4 trimestre 1996 ، page 252 .
9 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
االعتبار الثالث :ان الوثيقة الدستورية تنقل األطراف من مستوى إعالن النوايا في
التغيير ،الى مستوى ترسيمها في قواعد ،تسمح بميالد دستور التوافق الرافض لفكرة
االنتصار و االنهزام النهائيين.
ومن تم فان الدستور هو آلية لمآسسة االنتقال ،يعني النظر الى الوثيقة الدستورية ليس
كعامل للتغيير فقط ،ولكن كحامل لنظرية للنظام ،تهدف الى اشتغال المؤسسات الجديدة ،
8
وقدرة النظام الجديد على مقاومة األزمات الالحقة ،وليس رصد سلوك الفاعلين.
الى جانب الوثيقة الدستورية ،نجد قوانين تتمم النص الدستوري ،وتدقق مضامينه و
هي القوانين التي يطلق عليها بكونها تنظيمية او عضوية(،)les lois organique
وهي تلك القوانين التي يحيل عليها النص الدستوري ،وتقوم بوظيفة تكملة ،وتطوير
قواعد تنظيم و اشتغال المؤسسات الدستورية.
لذا فان الدستور عادة ما يحدد و بشكل حصري مجاالت القوانين التنظيمية ،وينص
على مسطرة خاصة تهم اآلجال ،وعرضه وجوبا على مجلس الدستوري ،قصد مراقبة
9
مدى دستورية مضامينه.
ومن تم يصطلح على القواعد التي أحالت الوثائق الدستورية على تنظيم مواضيعها ،
بقانون خاص صادر عن السلطة التشريعية اسم القوانين األساسية او التنظيمية او
العضوية ،وهذه األسماء هي ترجمة لالصطالح الفرنسي . Les lois organiques
وتثير ترجمة هذا المصطلح عدة مشاكل ،فكتاب العرب او المشارقة يترجمونه الى
مسمى "القوانين األساسية " ،وهذا ما قد يجعله يختلط في الفهم مع مصطلح الدستور
باعتباره القانون األساسي للدولة ،أما الترجمة المعتمدة له في الدساتير المغربية ولدى
الكتاب المغاربة فهي القوانين التنظيمية.
وتكمن أهمية القوانين التنظيمية في النظام الدستوري للدولة ،مما تقوم به من وظائف
،وخاصة وظيفة تكملة النصوص الدستورية و تحديد شروط تطبيقها ،وكذلك وظائف
الوساطة و التوفيق بين الوثيقة الدستورية المكتوبة و الجامدة ومتغيرات الواقع ،و تقلبات
األوضاع وتوازن القوى دون اللجوء الى تغيير الدستور ،او تكييفه مع معطيات الجديدة.
8
محمد اتركين "الدستور و الدستورانية " مطبعة النجاح الجديدة دار البيضاء الطبعة االولى 2007ضفحة 160و. 161
9
محمد اتركين "الدستور و الدستورانية " مطبعة النجاح الجديدة دار البيضاء الطبعة االولى 2007ضفحة . 48
10 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
ان مبدأ سمو الدستور يفترض ان تخضع جميع القواعد القانونية في النظام الداخلي
ألحكامه ،و ان تلتزم كل السلطات بتطبيق فصوله ،وهذا استلزم إيجاد جهاز ليسهر على
احترام هذا السمو ،من أي تجاوز ،او تحوير للقواعد الدستورية .و بالتالي فغياب الرقابة
على دستورية القواني ن يلغي في الواقع سمو الدستور ،ويجعله في مرتبة متساوية مع
القانون.
وتماشيا مع ضبط سمو الدستور عملت األنظمة السياسية ،على إحداث هيأت او مجالس
أسندت إليه مهمة القيام بالرقابة على دستورية القوانين .ومن تم صار كل نظام يأخذ بشكل
الرقابة التي تناسب نسقه السياسي ،ومن تم صار يتكفل بهذه الرقابة محاكم دستورية او
مجالس دستورية او محاكم عليا ،لكن في المغرب و حسب الدستور الجديد لسنة 2011
أصبحت الرقابة الدستورية موكولة للمحكمة الدستورية ،بعدما كان في السابق يتكفل بها
المجلس الدستوري.
غير أن ما يهمنا نحن في هذه الدراسة هو الجانب الذي يرتبط بما هو دستوري ،أال
وهي القوانين التنظيمية.
و إن كان من بواعث ذاتية و موضوعية الختيار هذا الموضوع ،فانه تجدر اإلشارة على
الرغبة و الفضول البحثي الذي كان لدينا من أجل ضرورة االشتغال في حقل القانون
الدستوري او باألحرى القضاء الدستوري ،وخصوصا بعد أن تبين لنا القصور و النقص
الذي تعرفه المادة العلمية و األكاديمية في هذا المجال .
حيث أنه بإسقاط موضوع القضاء الدستوري داخل النسق المعرفي المغربي بصفة عامة ،و
الرقابة اإللزامية او الوجوبية للمحكمة الدستورية (القوانين التنظيمية)بصفة خاصة ضمن
منظومة الدراسات و األبحاث األكاديمية ،سنحاول التوصل الى مجموعة من المعطيات و
االستنتاجات التي تظهر الطابع العالئقي الذي يجمع بين المعطيين السابقين.
و بخصوص ذلك وجدنا وكما سبقت اإلشارة لذلك قلة األبحاث التي عالجت هذا الموضوع
سيما بعد دستور ، 2011ناهيك على أن هذه الدراسات التي تم إعدادها من طرف ثلة من
11 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
الباحثين كانت فقط في فترات زمنية سابقة 10و تعالج المرحلة ما قبل دستور 2011الشيء
الذي يتطلب ضرورة اإلحاطة بالمستجدات و اإلجابة على األسئلة الجوهرية التي تطرحها .
و الدراسة التي قمنا ال تشكل في حقيقة األمر إال جزءا و لبنة من اللبنات التي ستضيف
فسيفساء الدراسا ت السابقة في هذا المجال ،و أملنا كبير في تقديم دراسات أخرى تعالج
موضوع باعتباره حقال معرفيا يتسم بالتجديد الشيء الذي يتطلب مواكبته بالدراسات و
األبحاث بالنظر الى هذه الحركية و الدينامكية التي يعرفها .
و لهذا فان كل هذه المعطيات جعلتنا نخوض غمار البحث في هذا الموضوع الذي يتعلق
بالقوانين التنظيمية في الهندسة الدستورية لدستور .2011
صعوبات الموضوع.
10
تجدر االشارة في هذا الصدد على انه تم االقتصار على الدراسات و االبحاث الجامعية و االكاديمية على مستوى جامعة محمد الخامس بالرباط
12 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
من بين الصعوبات التي واجهتنا خالل إعداد هذه الدراسة :
أوال :يمكن القول على ان أي مغامرة بحثية في مجال معين كيف ما كان نوعها ال تخلو
من صعوبات ابستمولوجية ،ونفس الشيء يمكن أن نذكره في هذا الموضوع و لعل أول
ما يجابه موضوعنا هذا هو قلة المراجع المتعلقة بالموضوع حيث أن معظم المراجع
وكما سبقت اإلشارة تتناول الموضوع بشكل عام و و حتى ان تناولته فإنها ال تتناول في
أحس األحوال إال في فترات الزمنية التي كانت قبل دستور 2011
ثانيا :الطابع المركب إن لم نقل المعقد للموضوع و ذلك بالنظر الى توقيع اختيارنا على
موضوعات او نماذج قوانين تنظيمية بعينها لكي تكون نموذجا للدراسة ،ولعل هذه
النماذج موضوع الدراسة تتميز في الحقيقة بطابعها المعقد بالنظر الى ارتباطها بالمادة
االنتخابية و كذا ارتباطها بالمعطى الدستوراني حيث أن مراقبة دستورية القوانين تعتبر
من بين المواضيع ذات األهمية في أي نظام دستوري كيف ما كان نوعه ،حيث أن هذه
األخيرة تعتبر بمثابة صمام لألمان
تتأطر إشكالية هذا الموضوع ضمن إطار هام و الذي يتعلق بمدى توفق المشرع في
التنزيل السليم للقوانين التنظيمية الواردة في الدستور و مدى احترام كافة األهداف و المبادئ
ذات القيمة الدستورية الواردة في الدستور حيث ان إشكالية هذا الموضوع لن تعالج جميع
القوانين التنظيمية التي نص عليها الدستور بل ستقتصر على جزء منها ماهو مرتبط
باالنتخابات و التي تعتبر حلقة مهمة في قيام مجموعة من المؤسسات الدستورية (البرلمان
و الحكومة).
وأخرى تتعلق بالقضاء و مأسسة مرتكزات الجهوية المتقدمة و مدى تحقيق القوانين
التنظيمية المرتبطة بها لإلستقاللية المنشودة ،و لتعزيز المبادئ الدستورية المتعلقة
بالجماعات التربية و التي أقرها دستور ، 2011وما تلى هذه األخيرة من نقاش دستوري و
سياسي.
13 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
و يمكن اإلنطالق في معالجة هذه اإلشكالية من التساؤالت الفرعية التالية :
ماهي طبيعة القوانية التنظيمية ? وطبيعة الرقابة المفروضة على هذه االخيرة? وماهي
أهميتها و مميزتها?
مادامت القوانين التنظيمية هي نصوصا تشريعية ،فالبد لها من مسطرة التحادها .فماهي
المسطرة البرلمانية إلقرار القوانين التنظيمية ? و كيف تتميز عن مسطرة إقرار القوانين
العادية?
الى أي حد استطاع المشرع تنزيل كافة القوانين التنظيمية و تحقيق النجاعة على مستوى
التشريع? وماهي النقاشات الدستورية و السياسية التي عرفتها القوانين التنظيمية نموذج
الدراسة في هذا الموضوع?
من المعلوم ان سمو الدستور يخلق تراتبية بين القواعد المعيارية المعمول بها في النظام
القانون للدولة ،و التي يسهر القاضي الدستوري على احترامها .فما هي المكانة التي تتبوؤها
القوانين التنظيمية في النظام القانوني بالمغرب? و ماهو موقف فقهاء القانون العام من هذه
التراتبية? و كيف تأسس موقف القاضي الدستوري من تراتبية القواعد المعيارية?
وماهي خصوصيات القوانين التنظيمية ? و كيف أصبح لها مجاال محفوظا? و كيف
اتخذت كأداة لتأجيل الحسم في عدة مواضيع?
14 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
الفرضية الثالثة:
15 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
تزايد القوانين التنظيمية في دستور ،2011يفسر على ان المشرع الدستوري قد حمل
الوثيقة الدستورية أكثر ما قد تتحمله من مقتضيات و فصول وحقوق و حريات ،يعود الى
رغبة المشرع الدستوري في امتصاص الغضب الشعبي و احتواء الجماهير .
16 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
الفصل األول
القضاء الدستوري بالمغرب
و طبيعة القوانين التنظيمية
17 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
نص الدستور على تدخل المحكمة الدستورية في العديد من أعمال السلطات السياسية،
سواء تعلق األمر بالملك أو رئيس الحكومة أو مجلسي البرلمان ،فالمشرع الدستوري
احتفظ للمحكمة باالختصاصات التي كان يضطلع بها المجلس الدستوري ،من إبداء آراء
استشارية ،مراقبة دستورية القوانين ،الفصل في المنازعات بين السلطات العامة ،البت
في مخالفة االتفاقيات الدولية للدستور ،البت في الطعون المتعلقة بانتخاب أعضاء
البرلمان ،باإلضافة إلى مقتضى جديد مرتبط بمنع ترحال البرلمانيين وكذا النظر في
دستورية قانون تم الدفع بعدم دستوريته بمناسبة النظر في قضية معروضة على المحاكم.
لقد عرف القضاء الدستوري المغربي مجموعة من المراحل األساسية ; وذلك عبر
ثالث محطات أساسية:
وتعتبر هذه المرحلة والدة و نشوء القضاء الدستوري بالمغرب ;و بعد صدور أول
دستور للمملكة المغربية عمل على إحداث الغرفة الدستورية بالمجلس األعلى و
المستوحاة من تجربة المجلس الدستوري الفرنسي.11
هذه المرحلة عرفت تطورا في القضاء الدستوري ،حيث تم إحداث المجلس الدستوري
كهيئة مستقلة خارج المنظومة القضائية ،كما ان أعضاؤها خضعوا لنظام التعيين .
و أصبح من اختصاص المجلس الدستوري مراقبة دستورية القوانين العادية ،بصفة
قبلية و اختيارية و بإحالة من الملك و الوزير األول أو رئيس مجلس النواب أو 60نائبا،
مما شكل انفتاحا كبيرا على المعارضة ،التي بإمكانها إحالة القوانين إلى المجلس
الدستوري.
11
" محمد الصفريوي أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون "االجتهاد القضائي الدستوري في المادة االنتخابية مرجعياته و تطبيقاته" جامعة
محمد الخامس اكدال صفحة 274
18 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
ومن أهم مظاهر تطور القضاء الدستوري في هذه المرحلة ،التنصيص الدستوري على
ان قرارات المجلس الدستوري ال تقبل أي طريق من طرق الطعن .وإنها تلزم السلطات
12
العمومية و جميع الجهات اإلدارية و القضائية.
عرف الدستور المغربي تطورا كبيرا بعد صدور دستور 2011تمثلت في:
12
محمد الصفريوي أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون "االجتهاد القضائي الدستوري في المادة االنتخابية مرجعياته و تطبيقاته" جامعة
محمد الخامس اكدال صفحة 275
13
الفصل 29من ظهير الشريف رقم 1.11.91الصادر في 27من شعان 29(1432يوليوز )2011بتنفيذ نص الدستور
14
الفصل 133من ظهير الشريف رقم 1.11.91الصادر في 27من شعان 29(1432يوليوز )2011بتنفيذ نص الدستور
15
الفصل 130من ظهير الشريف رقم 1.11.91الصادر في 27من شعان 29(1432يوليوز )2011بتنفيذ نص الدستور
19 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
ممارسة سلوك المراقبة وفي تركيز أو انفتاح ،و كذا في نتيجة عمل الرقابة ،وهل يؤدي
إلى إلغاء القانون المشوب بعدم دستورية ،أو فقط إلى عدم تطبيقه على النازلة
16
المعروضة على أنظار القاضي الدستوري
المطلب األول :أشكال مراقبة دستورية القوانين و اختصاصات
المحكمة الدستورية
في هذه الدراسة سيتم بالدراسة و التحليل في نقطتين أساسيتين ،فيما يخص النقطة
األولى سنخصصها الى مختلف أنواع الرقابة على دستورية القوانين ،بينما سنخصص
النقطة الموالية الختصاصات المحكمة الدستورية بدءا بالغرفة الدستورية الى
اختصاصات المحكمة الدستورية في ظل الدستور الجديد للمملكة ،والقانون التنظيمي
للمحكمة الدستورية .066.13
الفرع األول :أنواع الرقابة على دستورية القوانين
تتنوع الرقابة على دستورية القوانين تبعا للهيئة التي تمارس عملية الرقابة .فقد تكون
هيئة سياسية ،و من تم تكون الرقابة على دستورية القوانين سياسية ،وقد تكون هيئة
.
قضائية ،ومن تم تكون الرقابة على دستورية القوانين قضائية
وال شك ان األخذ بالرقابة على دستورية القوانين ،يمثل وسيلة قانونية فعالة لضمان
االلتزام بالمبادئ و القواعد التي أقرتها الوثيقة الدستورية ،ومن ثم احترام الدستور نصا
و روحا .
و بالرجوع الى األنظمة الدستورية المقارنة ،نجد ان طرق الرقابة على دستورية
القوانين ،قد اختلفت باختالف هذه األنظمة و تعدد اتجاهاتها ،فمنها ما يجعل هذه الرقابة
، l'organe politiqueومنها من يوكلها لهيئة قضائية منوطة بهيئة سياسية
17
. l'organe juridictionnel
و من تم سوف يتم التطرق إلى كل من معنى الرقابة السياسية في )لفقرة األولى) و
الرقابة القضائية في (الفقرة الثانية).
16
محمد اتركين "الدستور و الدستورانية " مطبعة النجاح الجديدة دار البيضاء الطبعة االولى 2007ضفحة 77
17
ذ.حسن مصطفى " القانون الدستوري النظرية العامة" الطبعة االولى 2009ص 277
20 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
18
ذ.جابر جاد نصار " الوسيط في القانون الدستوري " رقم االيداع 19708سنة ، 2007ص 147
19
ذ .محمد الرضواني "مدخل للقانون الدستوري" مطبعة المعارف الجديدة الرباط الطبعة األولى 2013
20
ذة .امينة المسعودي "القانون الدستوري و المؤسسات الدستورية" ،الطبعة االولى 2010ص 56
21 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
إن القصد من مراقبة دستورية القوانين عن طريق جهاز سياسي ،هو تخويل مراقبة
المشرع و إرغامه على البقاء ضمن حدود اختصاصه لجهاز غير قضائي ،موضوع
فوق البرلمان و الحكومة ،و تكمن وظيفته في معارضة القوانين المشوبة بعدم دستورية
نشرها.،ومن تم فهو جهاز منفصل عن البرلمان ،و يقدم كحارس الحترام القوانين
إضافة إلى أن تعيين أعضاءه ينطلق من محددات سياسية.21
ا -مميزات الرقابة على دستورية القوانين بواسطة جهاز سياسي:
من مميزات الرقابة السياسية إنها وقائية ،فهي تسبق صدور القانون ،ومعنى ذلك أن
القانون المراد تشريعه ،لن يتم إصداره إذا كان مخالفا للدستور ،لذلك فهي تمنع حدوث
اآلثار التي تحدث بعد نفاذ القانون ،لكن الواقع أثبت عدم نجاح الرقابة السياسية ،في
تحقيق الرقابة الفعالة على دستورية القوانين.
و بالتالي فان الرقابة السياسية هي رقابة وقائية ،فهي تحول دون إصدار القانون
المخالف للدستور ،هذا على خالف الرقابة القضائية التي تتدارك المخالفة بعد وقوعها
.22
و أيضا تمتاز الرقابة السياسية ببساطتها إذا ما قورنت بالرقابة القضائية ،فتطبيقها ال
يستدعي غير اجتماع الهيئة التي تمارس الرقابة ،و النظر في مشروع القانون المزمع
إصداره ،و تقرير مدى اتفاقه مع الدستور من عدمه ،أما الرقابة القضائية ،فهي تنظم
بإجراءات معقدة تتطلب جهدا و تكلفة.23
كما ان الرقابة السياسية أكثر اتساقا مع الوظيفة التشريعية ،فالبرلمان عندما يصدر
قانونا ،فانه يراعي االعتبارات السياسية ،بجوار االعتبارات القانونية.
عيوبها: ب-
ويمكن إجمالها في مجموعة من النقط:
21
ذ.محمد اتركين نفس المرجع ص 81
22
ذ.جابر جاد نصار مرجع سابق ص147
23
ذ.جابر جاد نصار مرجع سابق ص 147
22 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
هذه الهيئة ال تستطيع الصمود أمام األهواء و النزاعات السياسية و الحزبية و
السياسية.
تشكيل هذه اللجنة ،يثير مشاكل كثيرة .فهي إما أن التعيين من طرف الحكومة او
البرلمان او رئيس الدولة أو باإلنتخاب و في كل هذه األحوال ،ال يمكن ان نضمن استقالل
24
استقالل هذه اللجنة عمن شكلها ،أو يملك دعوتها لالجتماع .
و صفوة القول ،ان الرقابة السياسية على دستورية القوانين ،تتميز بثالث خصائص :
ان الرقابة على دستورية القوانين بواسطة جهاز السياسي ،قد انتشرت في البلدان
االشتراكية ،هذه االخيرة لم تنجح في كبح جماع السلطة التشريعية ،في إصدار القوانين
المخالفة للدستور ،بل حتى المجلس الدستوري الفرنسي في بعض األحيان ،لم يستطع أن
يمنع مخالفة الدستور في أحيان كثيرة ،السيما في فترة حكم الجنرال ديجول ،و تحديدا في
استخدام المادة 11لتعديل الدستور.
.ومن تم نخلص إلى إن الرقابة السياسية على دستورية القوانين ،ال يتحقق لها االستقالل
عن سلطات الدولة األخرى ،و هو عيب يؤدي إلى انحرافها و عدم فاعليتها.
الفقرة الثانية :المراقبة بواسطة جهاز قضائي
ان الرقابة القضائية تقوم على إسناد مهمة الرقابة إلى هيئة قضائية .و الرقابة القضائية
قد تكون رقابة ال مركزية ،تمارسها المحاكم على اختالف أنواعها ،ومن الدول التي تأخذ
بهذه الرقابة الواليات المتحدة األمريكية.
24
ذ.جابر جاد نصار مرجع سابق ص148
25
ذ حسن مصطفى" القانون الدستوري النظرية العامة "الطبعة االولى 2009ص 271
23 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
كما ان هذه الرقابة تكون مركزية ،و يعني ذلك ان يعهد بممارسة الرقابة القضائية
على دستورية القوانين إلى محكمة محددة ،يبين الدستور كيفية تشكيلها و اختصاصاتها،
و اإلجراءات المتبعة أمامها ،و اآلثار التي ترتبها أحكامها ،وعلى سبيل المثال ،دستور
النمسا لسنة ، 1919حيث تم إنشاء المحكمة الدستورية العليا ،و دستور اسبانيا لسنة
26
، 1978و كذلك دستور االيطالي لسنة . 1947
ان نموذج المراقبة المركزية لدستورية القوانين ،تعني جعل وظيفة المراقبة محفوظة
لمحكمة خاصة أنشات لهذا الغرض .27فعمل المراقبة تقوم به محكمة متميزة ووحيدة ،و
28
القاضي يراقب دستورية القوانين ،بشكل مستقل و خارج أي نزاع
يتجه الفقه الدستوري الى نعت جهاز للمراقبة بكونه ذو طبيعة قضائية ،إذا كان
تنظيمه و طريقة اشتغاله ،تتم عبر مسطرة تشبه بشكل عام ،تلك المتبعة أمام المحاكم،
وتكون القرارات المتخذة مبنية على مسببات قضائية ،وليس على التفضيالت السياسية،
بمعنى ان الحديث عن المراقبة القضائية ،ينصرف الى المسطرة المتبعة التي يجب ان
29
تكون قضائية
و صفوة القول ،يقصد بالرقابة القضائية ،تلك التي تمارس من طرف هيئة قضائية،
مشكلة من قضاة متمرسين ،يتصفون باإلستقاللية و النزاهة في القيام بوظيفتهم القضائية،
فهم أكثر مصداقية ،لتولي مهام فحص دستورية القوانين ،ومعاينة مدى تطابقها
30
لمقتضيات الدستور من عدمها.
الرقابة القضائية نوعان ،إما الرقابة عن طريق دعوى أصلية ،أي طعن في عدم
دستورية نص قانوني ،و يسمى هذا النوع من الرقابة برقابة اإللغاء .فالقاضي بإمكانه
إبطال القانون غير الدستوري ،و إما الرقابة القضائية عن طريق الدفع أو رقابة
26
ذ.جابر جاد نصار مرجع سابق ص154
27
Burdeau George "manuel droit constitutionnel .21eme édition par Francis Hamon ; Michel Troper LGDJ 1988
p 91
28
Rousseau Dominique "la justice constitutionnelle en Europe " collection clefs politique ; Montchrestien.
Novembre 1992 P 13
29
ذ محمد اتركين مرجع سابق ص 80
30
مصطفى بن شريف ،مرجع الرقابة على دستورية القوانين في المغرب .الرقابة الدستورية والرقابة القضائية االثنين 26ديسمبر – 2011
الموقع اإللكترونيwww.goud.ma
24 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
اإلمتناع ،و التي بموجبها يقرر القاضي ،عدم إعمال نص محل تطبيق ،في القضية
المعروضة عليه.
تعتبر الرقابة بواسطة الدعوى ،او رقابة اإللغاء بصفة عامة رقابة سابقة ،بمعنى أنها هي
هي تلك الرقابة التي تمارس على القانون قبل دخوله حيز التنفيذ ،أي قبل إصدار األمر
بتنفيذ القانون .و تأخذ بهذا النوع من الرقابة ،أي الرقابة بواسطة الدعوى األصلية او رقابة
رقابة اإللغاء ،مجموعة من الدول الغربية ،كاسبانيا ،البرتغال ،ألمانيا ،النمسا.31
أما الرقابة بواسطة الدفع او رقابة االمتناع ،فهي على خالف الرقابة بواسطة الدعوى،
و يقصد بها أن الموضوع الرئيسي للدعوى المعروضة أمام المحاكم ،ال يكون هو النطق
بعدم دستورية قانون ما ،و إنما يكون الموضوع األساسي للدعوى ،هو نازلة معينة ،يطلب
فيها احد المتقاضين من المحكمة ،أن ال تطبق قانونا ما على تلك النازلة ألنه غير
دستوري .
و الرقابة بواسطة الدفع أو االمتناع تتميز بمجموعة من الخصائص ،و يمكن
إجمالها على الشكل التالي :
الخاصية األولى :فهي نسبية الحكم المنطوق به من طرف المحكمة ،أي انه في
حالة إلغاء المحكمة للقانون غير الدستوري ،فإن هذا البطالن يكون نسبيا فقط ،و يظل
القانون ساري المفعول بالنسبة للنوازل األخرى .
الخاصية الثانية :تتميز بكونها رقابة الحقة ،بمعنى ان الرقابة ،تهم القوانين التي
دخلت حيز التنفيذ.
الخاصية الثالثة :للرقابة بواسطة الدفع او االمتناع ،يكون حقا واسعا ،بمعنى انه
يسمح للمواطنين والمواطنات أن يدافعوا عن موقفهم أمام المحاكم .32
ان هذه الرقابة التي تكون الحقة على صدور القانون ،ظلت منعدمة في المنظومة
الدستورية المغربية ،بحيث أجمعت كل الدساتير منذ 1962الى ،1996على أن األفراد
سواء أمام الغرفة الدستوري او المجلس اليمكنهم اللجوء الى القضاء الدستوري،
31
ذ .امينة المسعودي مرجع سابق ص 57
32
ذ .امينة المسعودي مرجع سابق ص58
25 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
الدستوري ،للطعن في دستورية قانون معين ،سواء عن طريق رقابة االمتناع ،او من
حيث تخويل لمحاكم الموضوع ،أحقية المراقبة الالحقة ،والتحقق من مدى مطابقة القانون
مع أحكام الدستور .33
والمشرع الدستوري المغربي في دستور الجديد لسنة ، 2011نص على الرقابة
القضائية عن طريق الدفع أو اإلمتناع ،بعدما كانت ممنوعة في ظل الدساتير السابقة،
حينما قرر في الفصل133على أن:
" تختص المحكمة الدستورية بالنظر في كل دفع متعلق بعدم دستورية قانون ،أثير
أثناء النظر في قضية ،وذلك إذا دفع أحد األطراف بأن القانون ،الذي سيطبق في
النزاع ،يمس بالحقوق وبالحريات التي يضمنها الدستور".
وتواجه الرقابة عن طريق الدفع و االمتناع ،بعض االنتقادات تتمثل في :
إنها تمارس بواسطة جميع المحاكم أيا كانت درجتها .وهو أمر قد يؤدي الى اختالف
وجهات نظر القضاة ،في مسالة تقدير الدفع ،و يؤدي في النهاية الى تعارض األحكام.
كما يرى بعض القضاة ،أن الدفع جدي ،و من تم يحيل األمر الى المحكمة الدستورية،
او يفصل فيه ،بينما قد يرى بعض القضاة غير ذلك .34
إال أن هذا النقد و ان كان صحيحا ،إال انه ال يمثل خطرا يعصف بمميزات الرقابة
القضائية على دستورية القوانين ،لكون أن ما تتمتع به أحكام القضاء ،تتميز بالحجية
النسبية ،و التتعدى أثارها أطراف الخصومة ذات الموضوع ،و بالتالي فالحكم فيه
اليلزم إال القاضي الذي أصدره ،و بين نفس نفس الخصوم ،وفي ذات الموضوع و لذات
السبب .
ا -مميزات الرقابة القضائية:
يمكن إجمالها في مجموعة من النقط :
33
ذ.المصطفى منار "الولوج الفردي الى القضاء الدستوري و تعزيز الضمانات الدستورية المتعلقة بالحقوق و الحريات في دستور " 2011
المجلة المغربية لالدارة المحلية و التنمية العدد 123-122ماي-غشت 2015ص 274
34
ذ.جابر جاد نصار مرجع سابق ص162
26 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
القضاء سلطة مستقلة ،فجميع الدساتير تحرص على استقاللية القضاء عن باقي
السلطات األخرى في الدولة ،حيث ان أحكامه تكون بمنأى عن التدخالت السلطات األخرى
في الدولة ،وهو ما اليتوفر للرقابة السياسية.
القاضي يتميز بالحياد في إصدار حكمه ،فهو ليس طرفا في النزاع ،و ليس ممثال
لجهة لها مصلحة في النزاع حول دستورية قانون ،فال هو ممثل للسلطة التشريعية ،وال
35
ممثل للسلطة التنفيذية.
وفي الحقيقة ،رغم هذا ،فإن القاضي عندما ينظر في مشكلة دستورية القانون ،إنما
يفصل في منازعة هي في األصل من اختصاصه ،فهو يمارس الفصل في المنازعات أيا
كانت طبيعتها او أطرافها.
ومن تم فان الرقابة القضائية على دستورية القوانين ،أثبتت نجاعتها في كثير من الدول،
بل نرى إجماعا فقهيا على ضرورة تنظيمها و األخذ بها.
الفرع الثاني :اختصاصات المحكمة الدستورية بالمغرب و في التشريعات
المقارنة
35
.جابر جاد نصار مرجع سابق ص 157
36
.جابر جاد نصار مرجع سابق ص 156-157
27 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
يعد المغرب من بين أكثر الدولة غنا فيما يتعلق بالرقابة على دستورية القوانين ،حيث
عرف غنا وتنوعا في الهيئات المشرفة على هذه العملية ،حيث نص أول دستور للمملكة
1962على الغرفة الدستورية ،كهيئة توكل لها هذه المهمة ،وتطور األمر مع دستور
، 1962بالتنصيص على المجلس الدستوري ،ثم إن التجربة المغربية ستتطور مع
دستور ،2011الذي ارتقى بالمجلس الدستوري إلى محكمة دستورية .
الفقرة األول :اختصاصات المحكمة الدستورية بالمغرب
كما سبق وان أشرنا فإن أول دستور للمملكة لسنة ،1962نص على الهيئة التي تناط
بها مهمة الرقابة على دستورية بعض القوانين ،وهي الغرفة الدستورية والتي عرفت
تغيرا في تركيبتها في دستور 1970و ،1972وكذا اختصاصاته ،ثم الحديث عن
معيقات عمل الغرفة الدستورية ،باالضافة الى المجلس الدستوري ،لنختم بعدها،
بالمحكمة الدستورية في ظل دستور . 2011
أوال :محدودية تجربة الغرفة الدستورية
لم تعرف اختصاصات الغرفة الدستورية تغيرا في الدساتير الثالثة ،فطبقا للنص
الدستوري ،تمارس الغرفة الدستورية اختصاصات ذات طبيعة استشارية ،كاستشارة
الملك لرئيسها عند لجوئه إلى حل مجلس النواب .37واختصاصات ذات طبيعة قضائية،
كالبث في النزاعات االنتخابية المتعلقة بصحة انتخاب أعضاء مجلس النواب ،وصحة
عمليات االستفتاء ،38كما تمارس اختصاصات مراقبة دستورية القوانين ،وتتمثل فيما
يلي:
النظر في مطابقة القوانين التنظيمية قبل إصدار األمر بتنفيذها ،بشكل إلزامي -
بإحالة من الوزير األول.
مراقبة دستورية النظام الداخلي للبرلمان قبل تطبيقه ،أو بعد تعديله بشكل إلزامي، -
بإحالة من رئيس مجلس النواب.
البت في تنازل االختصاص بين البرلمان والحكومة ،بشأن الطبيعة التشريعية ،أو -
التنظيمية ،لنصوص قانونية سابقة ،بإحالة من الوزير األول.
37
الفصل 77من دستور 1962والفصل 69من دستور 1970و الفصل 70من دستور .1972
38
الفصل 103من دستور 1962والفصل 96من دستور 1970والفصل 97من دستور .1972
28 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
وهنا نسجل أن الغرفة الدستورية ،مارست مراقبة صارمة لدستورية النظام الداخلي
للبرلمان ،وارتكزت على تأويل حرفي للدستور ،وذلك عن طريق تقزيم دور البرلمان ،فقد
فقد ذهبت الغرفة الدستورية في قرارها الصادر في 20أبريل ،1978إلى اعتبار مجموعة
من مواد القانون الداخلي للبرلمان مخالفة للدستور .فمنعت بذلك البرلمان من بعض الوسائل
المهمة ،لمراقبة الحكومة ،متمثلة أساسا ،في حرمان البرلمان ،من إمكانية تكوين لجان
لتقصي الحقائق ،وذلك بحجة عدم تنصيص الدستور عليها.39
أ -معيقات عمل الغرفة الدستورية :
على مستوى تركيبتها ،ويتمثل ذلك في الجوانب التالية :
39
محمد الرضواني :مدخل إلى القانون الدستوري،مرجع سابق ،ص .118
40
محمد الرضواني :مدخل إلى القانون الدستوري،مرجع سابق ،ص .118
41
محمد الرضواني :مدخل إلى القانون الدستوري،مرجع سابق ،ص .118
29 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
لقد ثم إحداث المجلس الدستوري بموجب دستور ،1992محل الغرفة الدستورية
،التي لم تعد تلبي الغرض ،ولذلك فإن الهيئة الجديدة ومنذ تنصيبها سنة ،1994قد
حاولت أن تلعب مهمة حماية الدستور ومبدأ الشرعية.
لقد عرفت اختصاصات المجلس الدستوري 42توسعا ،مقارنة مع الغرفة الدستورية
ويتمظهر ذلك من خالل ما يلي:
مراقبة دستورية القوانين العادية ،إضافة إلى االختصاصات التي كانت تتمتع بها
الغرفة الدستورية.
استشارة الملك لرئيس المجلس قبل إعالن حالة االستثناء ،وكذلك قبل حل
البرلمان.
وقد حدد الدستور ،األطراف التي لها حق طلب التحقيق ،في دستورية القوانين وهم:
الملك.
الوزير األول.
رئيس البرلمان.
ربع أعضاء البرلمان.
ويفصل المجلس الدستوري في األمر خالل شهر في الحاالت العادية ،وخالل ثمانية
أيام في حالة االستعجال ،إذا طلبت ذلك الحكومة.
وتجدر اإلشارة أن دستور ،1996قد أدخل بعض التعديالت على المجلس
الدستوري ،وذلك على مستوى االختصاصات.
أ -على مستوى االختصاصات:
بقي المجلس يتمتع بالصالحيات التي كان يمارسها في ظل دستور ،1992وأصبحت
له صالحيات أخرى تتمثل في مراقبة دستورية ،كل من النظام الداخلي بمجلسي البرلمان
(مجلس النواب ومجلس المستشارين) ،43ثم كذلك أصبح لربع مجلس المستشارين ،الحق
في الطعن في دستورية القوانين ،بعد عودة الغرفة الثانية.
42
وردت هذه االختصاصات في الفصل 79من دستور .1992
43
حسب الفصل 81من دستور .1996
30 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
وهنا يمكن أن نخلص بهذا العدد ،إلى أنه ورغم توسيع األطراف التي لها حق اإلحالة
وتعزيز صالحيات هذا المجلس ،إال أن المجلس ضل يعاني من بعض اإلكراهات أهمها:
كل هذه االنتقادات التي وجهت إلى المجلس الدستوري ،ستجعل المشرع الدستوري يقوم
بمراجعة شاملة لهذه الهيئة ،وذلك من خالل الدستور الجديد للمملكة لسنة .2011
ثالثا :المحكمة الدستورية في ظل دستور 2011والقانون التنظيمي
066.13
لقد كان لالنتقادات التي وجهت للمجلس الدستوري بالغ األثر على المشرع الدستوري،
إضافة إلى هاجس بناء دولة الحق والقانون ،األمر الذي يجعله يرتقي بالمجلس الدستوري
إلى محكمة دستورية ،حيث ثم إحداث مستجدات على مستوى تكوين المحكمة ،وكذلك على
مستوى االختصاصات.
لقد نص دستور 2011في مادته السادسة على أن " دستورية القواعد القانونية
وتراتبيتها...مبادئ ملزمة ، 45....األمر الذي يجعل من مهمة هذه المحكمة أساسا تطبيق
المبادئ دستورية ،ويتجلى ذلك أيضا ،من خالل الزخم المهم من المهام التي تضطلع بها
هذه المحكمة وهي كالتالي:
44
محمد الرضواني :مدخل إلى القانون الدستوري،مرجع سابق ،ص .120
45
الفصل 6من دستور المملكة .2011
31 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
وعند قراءة المتأنية لفصول الدستور المغربي لسنة ، 2011يتضح انه يجب التمييز
بين اختصاصات رئيس المحكمة الدستورية ،و اختصاصات المحكمة الدستورية.
" يرأس مجلس الوصاية رئيس المحكمة الدستورية ……" الفصل 44الفقرة الثانية.
46
حسب الفصل 132من دستور .2011
32 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
" يستشير الملك رئيس المحكمة الدستورية ،ورئيس الحكومة ورئيسي مجلسي
البرلمان ،قبل إعالن حالة االستثناء بظهير( ".الفصل .) 59
للملك حل مجلسي البرلمان أو احدهما بظهير ،بعد استشارة رئيس المحكمة الدستورية
تنظر المحكمة الدستورية في مطابقة المعاهدات الدولية للدستور .وذلك بعد إحالة الملك،
أو رئيس الحكومة ،أو أحد رئيسي مجلسي البرلمان ،أو سدس أعضاء مجلس النواب ،أو
ربع أعضاء مجلس المستشارين(.الفصل .)55
في حالة تجريد عضو في مجلسي النواب أو المستشارين ،من عضويته ،فان المحكمة
الدستورية هي من تعلن عن شغور المقعد بأحد المجلسين (الفصل .) 61
تنظر المحكمة الدستورية وجوبا في مطابقة النظامين الداخليين لمجلسي البرلمان ،قبل
بدئ العمل بمقتضياتهما(.الفصل .)69
ال يمكن تغيير النصوص التشريعية من حيث الشكل ،إذا كان مضمونها يدخل في مجال
من المجاالت ،التي تمارس فيها السلطة التنظيمية اختصاصها ،إال بعد موافقة المحكمة
الدستورية (الفصل.)73
تبث المحكمة الدستورية في اجل ثمانية أيام ،وبطلب من احد رئيسي مجلسي البرلمان،
أو رئيس الحكومة ،في كل خالف ينشأ بين الحكومة والبرلمان ،حول كل مقترح أو تعديل
ال يدخل في مجال القانون(.الفصل .)79
ال يصدر األمر بتنفيذ القوانين التنظيمية ،إال بعد إقرار المحكمة الدستورية بمطابقتها
للدستور(.الفصل .)85
33 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
تختص المحكمة الدستورية بالبث في صحة انتخاب أعضاء البرلمان (الطعون
االنتخابية ) وعمليات االستفتاء(.الفصل .)132
تختص المحكمة الدستورية في كل دفع بعدم دستورية قانون ،أثير أثناء النظر في
قضية ،وذلك إذا دفع احد األطراف ،بأن القانون الذي سيطبق في النزاع ،يمس بالحقوق
والحريات التي يضمنها الدستور(.الفصل .)133
كما تراقب المحكمة الدستورية صحة إجراءات مراجعة الدستور ،وتعلن نتائجها.
(الفصل 174الفقرة األخيرة).
و تثير االختصاصات االستشارية بعض المالحظتين:
.1يتم التنصيص على الحق أو االختصاص أوال ،و بعد ذلك االستشارة حيث تتحول
مهمة االستشارة إلى مجرد إشعار دستوري ال غير.
.2لم يتم التنصيص على طبيعة مسطرة طلب االستشارة هل هي كتابية أم شفوية
أم ماذا ? باإلضافة إلى األجل الذي يجب تقديمها داخله و درجة قوتها القانونية.
34 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
كما أن القانون التنظيمي رقم 09ـ 60الخاص بالمجلس االقتصادي واالجتماعي ،نص
في مادته 37على وجوب عرض النظام الداخلي لهذا المجلس على المجلس الدستوري،
للبث فيه قبل الشروع في تطبيقه ،رغم أن الدستور لم ينص صراحة على ذلك ،تماشيا مع
أحكام دستور 2011الفقرة األولى من الفصل " 132تمارس المحكمة الدستورية
االختصاصات المسندة إليها بفصول الدستور ،وبأحكام القوانين التنظيمية ."...
: 2الرقابة االختيارية
يمكن تقسيم هذا النوع من الرقابة إلى رقابة سابقة وأخرى الحقة :
1-2الرقابة االختيارية السابقة :
1-1-2القوانين العادية :
تدخل في خانة هذه الرقابة القوانين العادية قبل إصدار األمر بتنفيذها ،حيث يمكن إحالتها
إلى المحكمة الدستورية ،للتأكد من مدى مطابقة بعض أحكامها للدستور قبل المصادقة
عليها.
فقد نص الفصل 132من الدستور ،في فقرته الثالثة على انه "يمكن للملك ،وكذا لكل
من رئيس الحكومة ،أو رئيس مجلس النواب ،أو رئيس مجلس المستشارين ،أو خمس
أعضاء مجلس النواب ،أو أربعين عضوا من أعضاء مجلس المستشارين ،أن يحيلوا
القوانين ،قبل إصدار األمر بتنفيذها ،أو قبل المصادقة عليها ،إلى المحكمة الدستورية ،لتبت
في مطابقتها للدستور".
لقد نصت الفقرة الثالثة من الفصل 132من الدستور على إمكانية إحالة القوانين العادية
على المحكمة الدستورية ،من أطراف محددة على سبيل الحصر ،قبل إصدار األمر بتنفيذها
لتبت في مطابقتها للدستور.
نجد ان المشرع 47نص على ان إحالة القوانين العادية يكون برسالة من الملك او رئيس
الحكومة او رئيس مجلس النواب او رئيس مجلس المستشارين او خمس أعضاء مجلس
النواب او أربعين عضوا من مجلس المستشارين وفور إحالتها تقوم المحكمة الدستورية
بإبالغ ذلك الى الملك ورئيس الحكومة ورئيس كل مجلسي البرلمان الذين يتوليان إعالم
47
-المادة -23الظهير الشريف رقم 1.14.139الصادر 6شوال 13( 1435اغسطس )2014بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 066.13المتعلق
بالمحكمة الدستورية
35 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
أعضاء المجلسين وهنا لرئيس الحكومة ولرئيس مجلس النواب ورئيس مجلس
المستشارين ان يدلو الى المحكمة الدستورية بشأن القضية المعروضة عليه .
لتبت المحكمة الدستورية داخل اجل 30يوما ،يحتسب ابتدءا من تاريخ إحالتها إليها،
او في غضون 8أيام ،في حالة االستعجال بطلب من الحكومة.
وتبلغ قرارها داخل اجل أقصاه 3أيام ،من تاريخ صدوره الى رئيس الحكومة،
ورئيس مجلس النواب ،و رئيس مجلس المستشارين ،إما بكون القانون مطابقا ،او مخالفا
كليا ،او جزئيا ،للدستور وفي حالة ما إذا كان القانون يتضمن فصال غير مطابق
48
للدستور ،يجوز فصله عن مجموعه وإصدار األمر بتنفيذ القانون
2-2-2المعاهدات الدولية :
تضمن الدستور المغربي الجديد لسنة ،2011الجهات التي لها الصالحية في إحالة
االلتزامات الدولية ع لى المحكمة الدستورية ،حيث نصت الفقرة الرابعة من الفصل 55
على ما يلي " إذا صرحت المحكمة الدستورية إثر إحالة الملك ،أو رئيس الحكومة أو
رئيس مجلس النواب ،أو رئيس الحكومة ،أو رئيس مجلس النواب ،أو رئيس
مجلس المستشارين أو سدس أعضاء مجلس النواب ،أو ربع أعضاء المجلس الثاني
،األمر إليها ،أن التزاما دوليا يخالف الدستور ،فإن المصادقة على هذا االلتزام ال يقع
49
إال بعد مراجعة الدستور"
و بالتالي فالجهات التي لها صالحية إحالة االلتزامات الدولية على المحكمة الدستورية
المغربية ،من أجل البت في دستوريتها هي كما يلي:
الملك
رئيس الحكومة
رئيس مجلس النواب
رئيس مجلس المستشارين
سدس أعضاء المجلس األول
48
المادة-23الظهير الشريف رقم 1.14.139الصادر 6شوال 13( 1435اغسطس )2014بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 066.13المتعلق
بالمحكمة الدستورية
49
المادة-24الظهير الشريف رقم 1.14.139الصادر 6شوال 13( 1435اغسطس )2014بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 066.13المتعلق
بالمحكمة الدستورية
36 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
و هذا ما أشارت إليه المادة 24من القانون التنظيمي رقم 066-13المتعلق بالمحكمة
الدستورية.
وبالرجوع إلى التجربة الفرنسية ،في مجال الرقابة السياسية على االلتزامات الدولية ،و
مدى مطابقتها للدستور ،فإن الجهات التي لها صالحية إحالة المعاهدات الدولية ،على
مجلسها الدستوري ،حسب المادة 54من دستور الجمهورية الفرنسية 50هي كما يلي:
رئيس الجمهورية
الوزير األول
رئيس الجمعية الوطنية
رئيس مجلس الشيوخ
60 نائبا أو شيخا
أما بالنسبة ألسبانيا ،فاإلحالة و حسب ما ورد في الفصل 95من الدستور ،فإن إحالة
51
االلتزام الدولي على المحكمة الدستورية ،تكون من قبل الحكومة أو المجلسين.
و يالحظ على الدستور اإلسباني ،أنه لم يحدد النصاب القانوني إلحالة االلتزامات الدولية
على المحكمة الدستورية ،بالنسبة للكورتيس العام ،على خالف ما هو معمول به بالنسبة
لفرنسا و المغرب.
بخصوص المسطرة المتبعة فيما يتعلق بإحالة االلتزامات الدولية على المحكمة
الدستورية ،قصد البت في مطابقتها للدستور ،تكون من خالل رسالة من الملك ،أو رئيس
الحكومة ،أو رئيس مجلس النواب ،أو رئيس مجلس المستشارين .أو برسالة أو عدة رسائل،
تتضمن في مجموعها إمضاءات عدد من أعضاء مجلس النواب ،ال يقل عن سدس
األعضاء الذي يتألف منهم .أو ربع أعضاء مجلس المستشارين .52
50
المادة 54من الدستور الفرنسي المعدل لسنة 2008
51
المادة 95من الدستور االسباني لسنة 1978
52
المادة-24الظهير الشريف رقم 1.14.139الصادر 6شوال 13( 1435اغسطس )2014بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 066.13المتعلق
بالمحكمة الدستورية
37 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
و كما هو الشأن بإحالة القوانين العادية ،و كذلك القوانين التنظيمية ،و قوانين األنظمة
الداخلية للمجالس ،تقوم المحكمة الدستورية فور إحالة االلتزامات إليها ،بإبالغ ذلك إلى
الملك ،و رئيس الحكومة ،و رئيس كل مجلس من مجلسي البرلمان ،الذي يتولى إعالم
أعضاء مجلسه باألمر.53
و لرئيس الحكومة و رئيس مجلس النواب و رئيس مجلس المستشارين و أعضاء
المجلسين أن يدلوا إلى المحكمة الدستورية بما يبدو لهم من مالحظات كتابية في شأن
القضية المعروضة عليه . 54
و تبث المحكمة الدستورية في مطابقة االلتزامات الدولية للدستور ،داخل أجل ثالثين
يوما ( ،)30تحتسب ابتدءا من تاريخ إحالتها إليها ،و في غضون ثمانية ( )8أيام في
حالة االستعجال ،بطلب من رئيس الحكومة.55
و مسألة اآلجال قد أغفلها المشرع الدستوري المغربي في دستور 2011المتعلق
بإحالة المعاهدات على المحكمة الدستورية للبت في دستوريتها ،لكن القانون التنظيمي
للمحكمة استدرك ذلك في المادة 26لهذا األخير.
و إذا صرحت المحكمة الدستورية ،أن إلتزاما دوليا يتضمن بندا يخالف الدستور ،فإنه
56
ال يمكن المصادقة عليه.
2-2الرقابة االختيارية الالحقة :
لقد نص الفصل 133على أن المحكمة الدستورية ،تختص بالنظر في كل دفع متعلق
بعدم دستورية قانون أثير أثناء قضية .وذلك إذا دفع أحد األطراف ،بأن القانون الذي
سيطبق في النزاع ،يمس بالحقوق والواجبات التي يضمنها الدستور.
لذا فإن الرقابة على دستورية القوانين عن طريق الدفع أو االمتناع ،تفترض وجود
قضية معروضة على المحكمة ،ثم يدفع أحد الخصوم ،بعدم دستورية القانون المراد
تطبيقه عليه في قضية مدنية أو جنائية ،بحجة أن ذلك القانون ،يتضمن مقتضيات مخالفة
ألحكام الدستور.
53
الفقرة األولى من المادة 25القانون التنظيمي رقم 066-13المتعلق بالمحكمة الدستورية
54
الفقرة الثانية من المادة 25من القانون التنظيمي رقم 066-13المتعلق بالمحكمة الدستورية
55
الفقرة األولى من المادة 26من القانون التنظيمي رقم 066-13المتعلق بالمحكمة الدستورية
56
المادة 27من القانون التنظيمي رقم 066-13المتعلق بالمحكمة الدستورية
38 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
وفي هذه الحالة ،يجب على المحكمة قبل البت في النازلة المعروضة عليها ،أن تتحقق
من دستورية القانون،بإحالته على المحكمة الدستورية .بحيث إذا تبت لها مخالفته للدستور،
فال يطبق في النازلة ،لكن القانون يبقى ساري المفعول ،أما إذا تبتت دستوريته ،فإنها تقضي
برفض الدفع.
إن العدالة الدستورية هي أساس العدالة ،فالقضاء يبني أحكامه على القوانين ،وإذا كانت
القوانين غير عادلة تأتي األحكام القضائية غير عادلة هي األخرى ،والقضاء الدستوري هو
الذي ينظر في عدالة القوانين ،في ضوء النصوص الدستورية والمبادئ ذات القيمة
الدستورية ،فيشكل من خالل هذا الدور ضمانة أساسية للعدالة ،التي ال تكتمل إال بصدور
أحكام قضائية عادلة.
إن منح األفراد ذلك الحق ،ينسجم مع ما نصت عليه االتفاقيات الدولية ،في تأكيد أهمية
دور األفراد في حماية حقوقهم ،فقد نصت المادة الثامنة من اإلعالن العالمي لحقوق
اإلنسان لعام 1948على أن لكل شخص الحق في أن يلجأ إلى المحاكم الوظيفية إلنصافه
من أعمال فيها اعتداء على الحقوق األساسية التي يمنحها له القانون.
وعليه فهذا التوجه الجديد في الرقابة على دستورية القوانين في المغرب ،ينسجم مع
االتفاقيات الدولية ،وينحو نحو تجاوز أعمال الرقابة السابقة على دستورية القوانين ،بما
تطرحه من إشكاليات قانونية ،وعملية في حماية حقوق األفراد.
وبالتالي تم تبني هذا الحق في النص الدستوري ،الذي يكتسي أهمية بالغة بغض
النظر،عن االنتقادات الموجهة لهذا النوع من الرقابة ،إال أنها أثبتت نجاعتها ،في مجموعة
57
من نظم الدستورية المقارنة.
إن إقرار األفراد في الدفع بعدم الدستورية ،ينضبط لفروض الحاجة ،وإلى تجاوز
إكراهات وعيوب الرقابة الدستورية السابقة ،والتخفيف من انفالت القوانين من الرقابة على
دستورية القوانين ،وأيضا إمكانية إيجاد توليفة ،مركبة من تقنيات الرقابة السابقة والالحقة،
والتوفيق بين متطلبات كل من دولة القانون ،وأيضا السعي إلى وقوف األفراد ،بشكل مباشر
58
للدفاع عن حقوقهم ،مما سيؤول إلى تعزيز ثقة األفراد في القضاء الدستوري.
57
-عثمان الزياني المزاطن والعدالة الدستورية حق االفراد في الدفع بعدم الدستورية في ظل الفصل 133من دستور ( 2011دار النشر) ص
74
58
-عثمان الزياني مرجع سابق ص 74
39 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
إن المقتضى الدستورية الذي يحتويه الفصل 133من الدستور " تختص المحكمة
الدستورية بالنظر في كل دفع متعلق بعدم دستورية قانون ،أثير أثناء النظر في قضية،
وذلك إذا دفع أحد األطراف ،بأن القانون الذي سيطبق في النزاع ،يمس بالحقوق
وبالحريات التي يضمنها الدستور ،يحدد قانون تنظيمي ،شروط وإجراءات تطبيق هذا
الفصل"،59
إن هذا الفصل ،ينسجم إلى حد كبير ،مع التوجهات الحديثة للعدالة الدستورية(عن
طريق الدفع بعدم الدستورية) ،وذلك في سبيل تحديد مالمح عدالة دستورية مواطنة،
وهي تكوين المجالس الدستورية ،فاعال مباشرا في حماية حقوق اإلنسان وتكريس لسمو
الدستور ،60وتنقية التشريعات من عناصر دخيلة ال دستورية ،وطرد العناصر غير
الدستورية ،من خالل دينامية محركها األفراد.
إن تحليل الفصل 133من منظور مقاربة مرتكزة على حقوق اإلنسان ،يمكن من ا
إستخالص أن المشرع الدستوري حدد للمحكمة الدستورية ،مهمة تتجاوز مجرد حماية
النظام الدستوري الموضوعي ،وذلك عبر إدراج المشرع الدستوري ،ألول مرة آليات
تمكن من حماية الحقوق الفردية األساسية ،من طرف المحكمة ،عبر تمكين األطراف،
في حالة نزاع قضائي ،من الولوج إلى المحكمة الدستورية في حالة الدفع بعدم
الدستورية ،إذا كان القانون الذي سيطبق في النزاع ،يمس بالحقوق وبالحريات التي
يضمنها الدستور ،وهكذا يمكن تحديد ثالثة أهداف محورية ،يمكن تحقيقها من خالل
الدفع بعدم الدستورية وهي:
إعطاء حق جديد للمتقاضي ،بتمكينه من الدفع بعدم دستورية قانون ،إذا مس
بحقوقه المضمونة دستوريا.
تصفية النظام القانوني ،من المقتضيات غير الدستورية.
61
تأمين سمو الدستور ،في النظام المعياري الداخلي.
59
-انظر الفصل 133من دستور 2011
-60انطوان نسيرة ،المواطن والعدالة الدستورية ،الكتاب السنوي المجلس 2012-6ص 83الرابط االلكتروني للمجلس الدستوري
اللبنانيconselcontititoinellihom.com
61
-أنظر المجلس الوطني لحقوق االنسان مذكرة القانون التنظيمي للدفع يعدم الدستورية ص 4
40 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
فالمعنى من إرساء هذه الرقابة ،هو حماية الحقوق والحريات من تجاوزات التشريع،
وصون الوطن وحريته ،فحرية الوطن ال يصونها إال المواطن الحر ،كما أن النصوص
الدستورية تبقى نظرية ومن دون جدوى ،إذا صدرت قوانين مخالفة لها ،كما أن طريقة
الدفع ،تمكن من الحد من ظاهرة انفالت القوانين من الرقابة.
و بالتالي تفقد قيمتها إذا كان هناك إمكانية لتغييب القضاء الدستوري ،ووضع قوانين ال
يتاح له النظر في دستوريتها ،وعدم إمكانية وضع يده تلقائيا على القانون ،تم إقراره
ومباشرة العمل به ،ما يعني أن يصبح من الممكن وضع قوانين مخالفة للدستور ،وثانيا
اإلخالل بالمنظومة القانونية في الدولة ،وما يترتب على ذلك ،من فوضى في ممارسة
62
السلطة ،وإدارة الشأن العام وانتهاك الحقوق والحريات.
تبقى تقنية منح األفراد ،الحق في الدفع بعدم الدستورية بمثابة قيد ،ورقابة الحقة ،يمكن
من خاللها استدراك فحص مدى دستورية هذه القوانين ،وهي مسألة ذات فائدة ايجابية على
المنظومة التشريعية بصفة عامة ،حيث يتم تنقيتها من أوجه االختالالت والشوائب ،التي
تشوبها ،والتي يكون لها تأثير سلبي على الحقوق والحريات.
الفقرة الثانية :اختصاصات المحكمة الدستورية في النظم المقارنة
من خالل ما سبق ،يمكن رصد أهم االختصاصات محاكم الدستورية ،في كل من اسبانيا،
و أمريكا ،و فرنسا.
أوال اسبانيا :
تتمتع المحكمة الدستورية االسبانية باختصاصات واسعة ،البعض مشار إليها في المادة
161من الدستور االسباني لسنة ،63 1978والبعض األخر في القوانين التنظيمية الجاري
بها العمل ،وهي تعتبر من أهم الهيئات القضائية بأروبا ،من حيث االختصاصات ،حيث
تتدخل في مراقبة القواعد ،سواء تعلق األمر بالمراقبة المجردة ،التي تكون فيها السلطات
العمومية هي صاحبة الدفع ،او بالمراقبة المادية ،والتي يدفع بها القاضي في مادة حماية
الحقوق األساسية ،عبر ما يسمى بدعوى االمبارو ،والتي تكون مفتوحة أمام كل شخص
62
-عمر سليمان إشكالية الرقابة على دستورية القوانين مرجع سابق ص 55
63
الدستور االسباني 27ديسمبر 1978مع تعديل الفصل 135في 27سبتمبر /ايلول 2011
41 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
طبيعي او معنوي ،يكون ضحية خرق حق من أي الحقوق ،كما تتدخل في حل المنازعات
الدستورية .
أضف الى ذلك ،مراقبتها لقواعد المجموعات المستقلة المتمتعة بالحكم الذاتي،
ومطابقة القوانين الصادرة ،لتحديد اختصاصات دولة ومختلف المجموعات الذاتية ،لذا
تبدو المحكمة الدستورية في اسبانيا ،بأنها تحتل الموقع األول في الهيئات القضائية
األوروبية ،كما تمارس اختصاصات اخرى ال تدخل ضمن رقابة دستورية القوانين .
لقد نصت المادة 161من الدستور االسباني لسنة 1978و المعدل سنة 2011
على المحكمة الدستورية تتمتع بمجموعة من الصالحيات و هي :
64
الفصل 14من الدستور اإلسباني ،التي تنص على أن "اإل سبانيين متساوون أمام القانون وال يمكن أن يسود تمييز بسبب المولد أو العرق أو
الجنس أو الرأي أو أي شرط أو ظرف آخر شخصي أو اجتماعي".
الفصل " 15لكل الحق في الحياة وفي سالمة الخلق الجسدية والروحية ،وال يمكن في أية حال أن يخضعوا للتعذيب أو إلى أي عقاب أو إلى
معا مالت غير إنسانية أو مذلة ،وتلغى عقوبة اإلعدام باستثناء ما يمكن أن تنص عليه القوانين الجنائية العسكرية في أوقات الحرب".
الحفاظ على النظام العام المحمي بالقانون.
الفصل 16ال يمكن أن يجبر أحد عن اإلعالن عن إيديولوجيته أو دينه أو عقائده."...
الفصل 17الفقرة 1تنص" :لمل شخص الحق في الحرية وفي األمن ،وال يمكن أن يجرد أحد من حريته ،لكن مع مراعاة ما هو منصوص عليه
في هذه المادة وفي الحاالت وبالشكل المنصوص عليه في القانون."...
الفصل " 18يضمن حق الشرف وحق السر العائلي وحق الصورة الخاصة إال برضا صاحبه أو بقرار قضائي ماعدا في حالة التلبس بالجريمة".
الفصل 18فقرة" : 2تضمن سرية االتصاالت خاصة منها البطائق البريدية والتلغراف والهواتف باستثناء قرار قضائي".
الفصل -1" :19لإلسبانيين حق االختيار بحرية إقامتهم ،وحق التجوال في اإلقليم الوطني -2 ،لهم الحق كذلك في الدخول والخروج بحرية من
إسبانيا بالشروط التي ينص عليها القانون ،وال يمكن أن يقيد هذا الحق بسبب أسباب سياسية أو إيديولوجية".
الفصل " 20يعترف وتحمى الحقوق" :التعبير والنشر بحرية األفكار واآلراء عن طريق شفهي أو كتابي أو أي وسيلة أخرى لإلبداع– .اإلبداع
واإلنشاء األدبي والفني والعلمي والتقني – .حرية الوعظ – .بعث أو استقبال بحرية المعلومات الحقيقية بأية طريقة للنشر ،ويضمن القانون الحق
في الذمة وسرية المهنة أثناء ممارسة هذه الحريات."...
الفصل " : 21يعترف بحق االجتماع السلمي بدون أسلحة وال يحتاج ممارسة هذا الحق إلى ترخيص مسبق "..أما المادة 22فتنص على أنه
"يعترف بحق الجمعيات."..
الفصل -1" 23للمواطنين حق المشاركة في المسائل العمومية مباشرة أو بواسطة الممثلين المنتخبين."...
الفصل 23فقرة " : 2لهم كذلك حق تولي الوظائف والمناصب العمومية بالشروط التي تشير إليها القوانين".
الفصل " 24لمل األشخاص الحق في الحصول على الوالية الفعالة من القضاة والمحاكم في ممارسة حقوقهم ومصالحهن ...دون أن يمكن في أية
حالة إظهار عدم الدفاع".
الفصل -1" 25ال يمكن أن يحاكم أو يعاقب أي أحد على أعمال أو امتناع عن العمل ال يكون جريمة أو خطأ أو مخالفة إدارية وقت ارتكابها وفق
التشريع الجار به العمل -2.....ال يمكن لإلدارة المدنية أن تفرض العقوبات التي تتضمن مباشرة أو تضيف الحرمان من الحرية".
الفصل -1" :27للجميع الحق في التعليم ويعترف بحرية التعليم -4 ...التعليم األساسي إجباري ومجاني -5...تضمن السلطات العمومية حق
التعلي م للجميع بواسطة برنامج عام للتعليم بإشراك حقيقي لكل القطاعات المكلفة وإنشاء مراكز التعليم."...
الفصل -1" 28الحق في تكوين نقابة بحرية -2 ...يعترف بحق اإلضراب للعمال للدفاع عن مصالحهم وينظم القانون ممارسة هذا الحق."...
الفصل 53فقرة 2من الدستور.." :يمكن ألي مواطن أن يطالب بالوصايا على الحقوق والحريات المحددة في المادة 14وفي الفرع األول من
الفصل الثاني أمام المحاكم العادية بأسلوب قائم على مبدأي األفضلية واالستعجال أو عن طريق الطعن باإللغاء أمام المحاكم الدستورية."...
42 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
النزاعات حول الصالحيات بين الدولة و مناطق الحكم الذاتي ،او فيما بين هذه
المناطق الفصل. 161
الدفع بعدم دستورية قانون ،و ذلك عندما ترى الهيئة القضائية خالل النظر في
65
قضية ما ،أن القانون مخالف لدستور ،فهي تحيله على المحكمة الدستورية للنظر فيه.
65
فيه.
مراقبة صحة المعاهدات الدولية (الفصل .66)95
ثانيا :أمريكا
إن الدستور األمريكي لسنة ،1787ال يكرس صراحة مبدأ مراقبة دستورية القوانين،
لكن القضاء نفسه هو الذي أسس لهذا المبدأ ،من خالل القرار الشهير المسمى (ماربوري
ضد ماديسون) ،الصادر سنة ،1803و الذي ارتكز على ثالث مبادئ رئيسية :
هذه المبادئ األساسية كانت كافية لتأسيس بناء قانوني متين ،تجاوز حدود الواليات
المتحدة األمريكية ،و أصبح من الركائز األساسية ،لجميع األنظمة الديمقراطية .لكن تطبيقه
اختلف خاصة في أوربا ،بالنظر الختالف األنظمة القضائية .
إن النظام القضائي بأمريكا يتصف بخاصيتين :
.1نظام فصل السلط في الواليات المتحدة أكثر حدة و جمودا ،مما أدى إلى تمتيع
السلطة القضائية ،باستقالل كبير مقارنة باألنظمة األوروبية.
65
الفصل " 161عندما ترى الهيئة القضائية خالل النظر في قضية ما انه يمكن لقاعدة بماثبة قانون ان تخالف الدستور وهي قالبة للتطبيق على
النازلة و يتوقف على شرعيتها الحكم فانها تحيل المسالة على المحكمة الدستورية في الحاالت التي الينتج عنها في حال من االحوال اي تعليق
الحكم في القضية و ذلك طبقا لما ينص عليه القانون ووفقا لما يترتب عليه من اثر"
66
الفصل 95يتطلب ابرام معاهدة دولية تنص على احكام مخالفة للدستور مراجعة مسبقة لنصه.
يمكن للحكومة او الي من المجلسين ان يلجا الى المحكمة الدستورية لالعالن عن وجود او عدم وجود االختالف الذكور
43 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
.2وحدة السلطة القضائية في أمريكا و هرميتها و تراتبيتها ،و على رأسها
المحكمة العليا ،التي تمارس سلطة مطلقة على باقي المحاكم ،سواء الفيدرالية ،أو
67
الوالياتية ،تصل إلى حد إلغاء قراراتها.
يتميز التنظيم القضائي في الواليات المتحدة األمريكية ،بوجود مجموعتين متوازيتين من
المحاكم هما :محاكم الواليات ،والمحاكم االتحادية ،و ليست هناك محاكم إدارية ،وال محاكم
تجارية ،سواء على مستوى الواليات ،أو على المستوى االتحادي ،خالفا لبعض الدول
األخرى في العالم.
وتعتبر المحكمة العليا ،هي الجهاز القضائي الوحيد الذي احدث بنص الدستور ،بخالف
جميع المحاكم األخرى ،التي أقامها الكونغرس بمقتضى التفويض الذي منحه إياه الدستور.
وال يمكن مراجعة أي قرار ،صادر عن المحكمة العليا أمام أية محكمة أخرى ،ويحمي
الدستور ،استقاللية القضاء من خالل الفقرة األولى من المادة الثالثة .
67
محمد الصفريوي االحتهاد القضائي الدستوري في المادة االنتخابية –مرحعياته و تطبيقاته جامعة محمد الخامس اكدال صفحة 262
68
ذ.امحمد مالكي ،األنظمة السياسية الكبرى الطبعة األولى 2004المطبعة و الوراقة الوطنية مراكش
44 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
ونالحظ أن المحكمة العليا ،ليست الجهاز القضائي االستئنافي األعلى ،على مستوى االتحاد
69
فحسب ،وإنما لها أيضا ،صالحية الرقابة على أحكام وقرارات محاكم الواليات .
كما يمكن التمييز بين نوعين من القضايا ،من حيث الطبيعة ومن حيث صفة األفراد.
د.امحمد مالكي ،األنظمة السياسية الكبرى الطبعة األولى 2004المطبعة و الوراقة الوطنية مراكش
69
70
د.امحمد مالكي ،األنظمة السياسية الكبرى مرجع سابق
45 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
القضايا التي يكون احد أطرافها سفيرا ،أو دبلوماسيا بمرتبة وزير ،أو قنصل ،او
نائب قنصل دولة أجنبية.
القضايا التي يكون أحد طرفيها أجنبيا.
القضايا المرفوعة من والية ضد والية أخرى.
القضايا المرفوعة من والية ضد مواطن من والية أخرى ،أو من مواطن في
والية على والية أخرى.
الدعوى المرفوعة من مواطن والية ،على مواطن من والية أخرى ،إذا زادت
قيمة النزاع على 10أالف دوالر.
ومن كل هذا نستشف أن النموذج األمريكي في مراقبة دستورية القوانين ،قد تأسس على
أربعة قواعد رئيسية:
بمعنى ان كل المحاكم األمريكية ،و جميع القضاة على مختلف مستوياتهم ،بإمكانهم ان
يراقبوا دستورية القوانين في القضايا المعروضة عليهم ،فالقاضي األمريكي يتمتع بقضاء
شامل ،يجعله مختصا بالنظر في جميع القضايا المثارة أمامه ،سواء إدارية ،جنائية ،مدنية،
او حتى دستورية.
يعني أن المحاكم األمريكية ال تراقب دستورية القوانين ،إال إذا كانت تمس بحقوق
ملموسة ،وتلحق أضرارا حقيقية للمتقاضين ،و ليست محتملة أو مجردة.
46 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
أي أن المحاكم األمريكية ،ال تراقب دستورية القوانين إال بعد تطبيقها و إضرارها
بحقوق األفراد ،حيث إن المحاكم األمريكية ،تعتبر التشريع من اختصاص البرلمان ،و
بالتالي فان المحاكم ،ال تتدخل إال لحماية حقوق المتقاضين ،التي يحميها القانون األسمى.
إن األحكام الصادرة عن القاضي األمريكي ،أثناء مراقبته لدستورية القوانين ،ال تكتسي
حجية مطلقة تجاه الجميع ،و لكن أثرها يكون نسبيا في مواجهة أطراف الدعوى ،دون
غيرهم ،كما ان المقتضيات القانونية التي يحكم القاضي بمخالفتها للدستور ،ال يتم إلغاؤها،
بل تبقى سائرة المفعول ،لكن هذا المبدأ يبقى نظريا خصوصا إذا كان الحكم صادرا عن
71
المحكمة العليا ،حيث ان جميع المحاكم ملزمة بتطبيقه في أي نزاع عرض عليها
ثالثا :فرنسا
السهر على قانونية انتخاب الرئيس الجمهورية ،و النظر في االعتراضات ،و
إعالن نتائج االقتراع (المادة . (58
يفصل المجلس الدستوري في قانونية انتخاب أعضاء النواب ،و أعضاء مجلس
الشيوخ.
السهر على قانونية االستفتاء (المادة .)60
مراقبة القوانين التنظيمية (المادة .)61
مراقبة القوانين العادية المادة ( 61الفقرة الثانية).
المسالة ذات األولوية ( QPCالمادة .)61-1
مراقبة المعاهدات الدولية ( المادة .)54
71
محمد الصفريوي االحتهاد القضائي الدستوري في المادة االنتخابية –مرحعياته و تطبيقاته جامعة محمد الخامس اكدال صفحة 262
72
الدسستور الفرنسي لسنة 1958وفق اخر التعديالت التي طرات عليه في 23يوليوز 2008
47 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
وأصبحت هذه التركيبة في دستور ،1970دون العضو المعين من طرف رئيس مجلس
المستشارين ،ألن المغرب كان قد تخلى وقتئذ عن ثنائية المجلسين ،وقد أدخل دستور
،1972تعديال على تركيبتها ،حيث أصبحت تتكون من عضو بحكم القانون ،وأعضاء
معينين.
- 1يتمثل في العضو األول للمجلس األعلى ،الذي يمارس مهامه لفترة محدودة وليس
مدى الحياة.75
-2عددهم ستة أعضاء ،ثالثة معنيين من طرف الملك ،بظهير لمدة ست سنوات ،مند
المراجعة الدستورية في 30ماي ،1980وثالثة أعضاء معينين من طرف رئيس مجلس
النواب ،بعد استشارة الفرق البرلمانية في مستهل الوالية التشريعية ،76ومدة الوالية النيابية
التي أصبحت هي ست سنوات بعد التعديل الدستوري المشار إليه.
73
الفصل 100من دستور .1962
74
الفصل 101من دستور .1962
75
الفصل 94من دستور .1972
76
الفصل 95من دستور .1972
48 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
فحسب الدستور 77المحدث له ،فإن المجلس الدستوري يتكون من تسعة أعضاء ،يعين
الملك أربعة منهم ،إضافة إلى الرئيس ،الذي هو رئيس المجلس األعلى بحكم الدستور،
ويعين رئيس مجلس النواب األربعة اآلخرين ،بعد استشارة الفرق البرلمانية ،وذلك لمدة
ست سنوات ،غير قابلة لتجديد ،خالفا لما كان عليه األمر في السابق ،مع تجديد نصف
األعضاء كل ثالث سنوات (تعيين عضوان من كل فئة لمدة ثالث سنوات ،وعضوان لمدة
ست سنوات).
وتجدر اإلشارة أن دستور ،1996قد أدخل بعض التعديالت على المجلس الدستوري
وذلك على مستوى الشكل.
78
بين السلطات ،أصبح الملك يعين ستة يمكن القول أنه بحثا عن نوع من التوازن
أعضاء ،ورئيسا مجلس النواب ومجلس المستشارين ،يعين ستة أعضاء بالتساوي ،بعد
استشارة الفرق البرلمانية ،وذلك لمدة تسع سنوات ،غير قابلة للتجديد ،مع تجديد ثلث كل فئة
كل ثالث سنوات ،ويعين الملك رئيس المجلس الدستوري من بين األعضاء المعنيين من
طرفه.
وعند أول تعين فإن الملك يعين عضوين لمدة تسع سنوات وعضوين لمدة ست سنوات
وعضوين لمدة ثالث سنوات ،أما بالنسبة لرئيسي مجلس النواب ومجلس المستشارين ،فإن
كل منهما يعين عند أول تعيين ،عضوا لمدة تسع سنوات،وآخر لمدة ست سنوات ،وآخر
لمدة ثالث سنوات ،وعند كل تجديد يعين الملك عضويين ،ويعين رئيسا مجلسي البرلمان
،كل منهما عضوا واحدا ،وذلك لمدة تسع سنوات.
49 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
حسب الفصل 130من الدستور الجديد لسنة ، 2011فإن المحكمة الدستورية تتألف من
اثني عشر عضوا ،يعين الملك ستة أعضاء ،من بينهم عضو يقترحه األمين العام للمجلس
العلمي األعلى ،وينتخب كل من مجلس النواب ومجلس المستشارين ستة أعضاء ،ثالثة لكل
منهما من بين المرشحين الذي يقدمهم مكتب كل مجلس ،وذلك بعد التصويت باالقتراع
السري ،وبأغلبية ثلثي األعضاء التي يتعين منهم ،ويعين األعضاء لمدة تسع سنوات غير
قابلة للتجديد ،مع تجديد ثلث كل فئة كل ثالث سنوات ،ويعين الملك رئيس المحكمة من بين
أعضاءها المعنيين من طرف جاللته.79
وجدير بالذكر أن من يحق لهم تعين أعضاء هذه المحكمة ،لم يتغير إال فيما يخص إضافة
األمين العام للمجلس العلمي ،الذي يقترح على الملك ،عضوا من الستة الذين يختارهم
جاللته ،ثم جعل البرلمان يختار أعضاءه عن طريق مسطرة االقتراع ،بدل التعيين من
طرف رئيس المجلسين ،األمر الذي كان يغلب طابع المحاباة بدل النزاهة والكفاءة.80
وإذا كانت الدساتير لم تضع أية شروط في أعضاء هذه المحكمة ،إال أن دستور 2011
أكد على مجموعة من الشروط ،التي يجب توفرها وهي كالتالي:
أن يكون هؤالء األعضاء من " الشخصيات المتوفرة على تكوين عال في مجال القانون،
وعلى كفاءة قضائية أو فقهية أو إدارية ،والذين مارسوا مهنتهم لمدة تفوق خمس عشرة
سنة ،والمشهود لهم بالتجرد والنزاهة ،81األمر الذي ينتظر منه أن يقطع الطريق على
بعض الممارسات الغريبة على المحاكم الدستورية ،التي يفترض فيها أن تحافظ على مبدأ
الشرعية ،وقد أحال النص الدستوري على القانون التنظيمي ،بالنسبة لطريقة إجراء
التجديديين األولين لثلث أعضاء المحكمة ،وهو األمر الذي تأتى من خالل القانون التنظيمي
رقم ،82066-13المنظم للمحكمة في مادته 3حيث تنص على أنه " يتم كل ثالث سنوات
تجديد ثلث كل فئة من أعضاء المحكمة الدستورية.
79
وتجدر اإلشارة إلى أن تعين الملك لستة أعضاء بالمحكمة باإلضافة إلى الرئيس من بينهم ،يجعل من الملك يعين سبعة أعضاء في حقيقة األمر،
وتبرز أهمية هذا المعنى في حال تعادل االصوات حيث للرئيس الصوت المرجع.
80
محمد الرضواني :مدخل إلى القانون الدستوري،مرجع سابق ،ص 121
81
حسب الفصل 130من دستور المملكة لسنة .2011
82
صادر بالجريدة الرسمية عدد 8 ،6288ذو القعدة 4( 1435ستمبر )2014
50 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
عند أول تعيين ألعضاء المحكمة الدستورية ،يعين ثلث أعضاء كل فئة لمدة ثالث سنوات
والثلث الثاني لمدة ست سنوات والثلث األخير لمدة تسع سنوات.
وقد أثارت هذه المادة العديد من التعليقات للعديد من الباحثين في المجال الدستوري ،لما
تعرفه من غموض وانعدام شرح مفصل للمادة.وقد تم توسيع مجال اختصاص هذه المحكمة
بشكل ينسجم مع وضعها الجديد.
حسب المادتين 159و 160من دستور إسبانيا 83فإن المحكمة الدستورية تتألف من
اثني عشر عضوا يسميهم الملك بينهم أربعة يقترحون من طرف مجلس النواب و بأغلبية
ثالثة أخماس من األعضاء وأربعة آخرون يقترحون من طرف مجلس الشيوخ بنفس
األغلبية و عضوان باقتراح من طرف الحكومة و عضوان باقتراح من المجلس العام
للسلطة القضائية و ذلك لمدة تسع سنوات مع تجديد ثلث األعضاء كل ثالث سنوات ،ويتم
اختيار أعضاء المحكمة الدستورية من بين القضاة و المستشارين القانونيين و المدعين
العامين و األساتذة الجامعيين و الموظفين الحكوميين و المحاميين ،و جميعهم من ذوي
االختصاص و الكفاءات المعترف بها و أكثر من خمسة عشرة سنة من الممارسة المهنية (
). الفصل 151من دستور إسبانيا
يعين رئيس المحكمة من بين أعضاءها من طرف الملك بناء على اقتراح أعضاءها لمدة
84
3سنوات غير قابلة للتجديد (المادة ) 160
83
الدستور االسباني 27ديسمبر 1978مع تعديل الفصل 135في 27سبتمبر /ايلول 2011
84
الدستور االسباني 27ديسمبر 1978مع تعديل الفصل 135في 27سبتمبر /ايلول 2011
51 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
تسعة أعضاء مدة واليتهم تسع سنوات غير قابلة للتجديد يجدد ثلث أعضاء المجلس
الدستوري كل ثالث سنوات.
ثالثة يعينهم رئيس الجمهورية و ثالثة من قبل رئيس مجلس الشيوخ و ثالثة من قبل
رئيس الجمعية العامة .يجدد ثلث أعضاء المجلس الدستوري كل ثالث سنوات.
يعين رئيس الجمهورية رئيس مجلس الدستوري ،و يكون صوته مرجحا في حالة
تعادل األصوات.
و زيادة على األعضاء التسعة ،يتمتع رؤساء الجمهورية السابقين بالعضوية الدائمة
85
بالمجلس.
الفقرة األولى :سير المحكمة الدستورية
لقد حدد القانون التنظيمي رقم 066_13المتعلق بالمحكمة الدستورية ،مجموعة من
األحكام العامة التي تنظم سيرها ،بحيث ينص المشرع الدستوري في المادة 16من القانون
السابق الذكره ،على أن المجلس يدعى لالجتماع برئاسة الرئيس ،وفي حالة غيابه آو عاقه
عائق ،وجه اكبر األعضاء سنا من بين أقدمهم عضوية بالمحكمة الدستورية ،لقد حدد
القانون دورية الدعوة لالجتماع ويتولى رئاستها في هذه الحالة .86
وتبت في القضايا المعروضة عليها بعد االستماع إلى تقرير عضو من أعضائها يتم
تعيينه من طرف الرئيس .واعتبر المشرع الدستوري مداوالت المحكمة الدستورية
صحيحة ،إذا حضرها 9من أعضائها على األقل .87
وتتخذ قراراتها بأغلبية ثلتي األعضاء الذين تتألف منهم ،وبذلك يكون المشرع
الدستوري قد نحى منحى المشرع الفرنسي من ناحية اتخاذ القرارات .وإذا تعذر توفر
النصاب المذكور بعد دورتين للتصويت وبعد المداولة ،تكتسب القرارات قوتها باألغلبية
المطلقة ألعضائها ،ويعتبر صوت الرئيس مرجحا في حالة تعادل األصوات.
وتجدر اإل شارة إلى أن المحكمة الدستورية تصدر قراراتها باسم الملك وطبقا للقانون ،
أما شروط اتخاذ القرار بالمحكمة الدستورية ،فقد نص المشرع على انه في كل قضية يتم
85
المادة 56من الدستور الفرنسي لسنة 1958و المعدل سنة 2008
86
_المادة 16من القانون التنظيمي للمحكمة الدستورية 066_13الصادر بتاريخ 13غشت 2014
87
_المادة 17فقرة الثانية من قانون 066_13للمحكمة الدستورية
52 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
تعيين عضو مقرر،مهمته إعداد تقرير بخصوص كل قضية ،وبعد ذلك يقوم بدعوة المحكمة
لالجتماع ،ويتلو التقرير الذي قام بإعداده ،ليتم مناقشته والتداول فيه ،واتخاذ القرار ،وذلك
بأغلبية ثلتي األعضاء ،وهو النصاب الذي تم العمل به في المجلس السابق.
وحتى تكون قراراتها صحيحة يجب أن تتوفر فيها أربع مكونات بدون استثناء
وهي
_ 3تعليل القرار :وهو التبرير القانوني أي التكييف للوقائع بناءا على الدستور والقوانين
الجاري بها العمل.
_4منطوق القرار :وهو جوهر القرار أي الخالصة التي تصل إليها المحكمة.
و هكذا يتبين ان قرارات المحكمة الدستورية تتوفر على قوة الشيء المقضي به ،فهي
بمثابة أحكام قضائية نهائية ،و تفرض نفسها في مواجهة الكافة ،بمعنى على الجميع
احترامها و االمتثال لها .ولكن هذا ال يعني ان المحكمة الدستورية قد ال تغير اجتهادها في
المستقبل في الحاالت المشابهة.
53 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
من خالل مالحظتنا للباب الخاص بالمحكمة الدستورية في دستور 2011،نستشف بأن
بنيتها تتسم بنوع من االكتمال و االستقاللية ،خاصة إذا ما قارناها بالغرفة الدستورية
المحدثة في دستور ،1962حيث كانت هذه األخيرة تعد جزءا ال يتجزأ من المجلس
األعلى ،الذي يرأسه الرئيس األول للمجلس ،و هو أعلى هيئة قضائية التي كانت تعد من
ضمن الغرف التي يشتمل عليها المجلس ،حيث كانت تخضع في تسييرها للقواعد العامة
التي تخضع لها الغرف األخرى ،و كان المجلس األعلى يتوفر على مكتب يتألف من
الرئيس األول للمجلس ،و رئيس كل غرفة ،و أقدم مستشار فيها ،و النائب العام ،باإلضافة
إلى أقدم المحامين العامين.88
و بهذا كانت الغرفة الدستورية تعتبر جزءا ال يتجزأ من بنية المجلس األعلى ،الذي
هيمن عليها طيلة مدة عملها ،غير أن إحداث المجلس الدستوري باعتباره مؤسسة
مستقلة ،وهو ما انعكس على بنيته اإلدارية ،حيث أصبح له استقالل إداري و مالي و
وظيفي .ثم صارت المحكمة الدستورية.
تتضمن البنية اإلدارية للمحكمة الدستورية حسب القانون التنظيمي للمحكمة
الدستورية رقم 066_13عناصر ،وجلها تناولها المجلس الدستوري وهي كالتالي:
الرئيس
و بالتالي فان الرئيس المحكمة الدستورية يعتبر أعلى سلطة داخل المحكمة الدستورية
بالمغرب ،فهو سلطة إدارية باعتباره رئيس المصالح اإلدارية بالمحكمة ،و سلطة مالية
88
_ الفصل 95من دستور 1972
89
_المادة 44من القانون التنظيم رقم _ 066_13للمحكمة الدستورية
90
_المادة 45من القانون التنظيمي 066_13للمحكمة الدستورية
91
_المادة 45من القانون التنظيمي 066_13للمحكمة الدستورية
54 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
بصفته أمرا بالصرف ،و سلطة تأديبية ضد أعضاء المجلس الدستوري ،و ذلك بإقالتهم عند
اإلخالل باإللتزاماتهم العامة و الخاصة ،و سلطة قضائية فعلية على مستوى إنتاج القرار
92
الدستوري في جميع المراحل.
ديوان الرئيس
يعتبر األداة األساسية في تواصل الرئيس مع باقي السلطات ،كالبرلمان ،و األمانة العامة
للحكومة ،و أيضا التواصل مع الوفود األجنبية التي تزور المجلس ،بمناسبة أنشطة المحاكم
93
الدستورية.
كتابة الرئيس
توجد لدى الرئيس كتابة ،بحيث يعتمد الرئيس في عمله على كتابته ،و التي تحل محل
كتابة الضبط الفعلية في المحكمة الدستورية ،رغم وجود كتابة للضبط ضمن المصالح
اإلدارية ،و تعتبر كتابة الرئيس ،هي بمثابة القناة الفعلية التي تتوصل بجميع اإلحاالت و
الطعون الدستورية ،باستثناء الطعون االنتخابية ،التي توضع أو تبلغ إلى مصلحة كتابة
الضبط ،للقيام بعملية تسجيلها ،و تسليمها مباشرة ،لكتابة رئيس المحكمة الدستورية،
باإلضافة الى قيامها بعملية رقن قرارات المحكمة الدستورية ،في صياغتها النهائية بعد
94
المداولة.
األمين العام
ويتم تعيينه بظهير من بين 3أشخاص يقترحهم الرئيس من خارج أعضائها ،وتناط به
مجموعة من االختصاصات ،منها األصلية والمسندة إليه من طرف الرئيس ،فهو يتولى
تسيير المصالح اإلدارية للمحكمة تحت سلطة رئيسها ، 95فهو يقوم بتسجيل اإلحاالت
الواردة على المحكمة ،وكذلك تبليغ قرارات المحكمة ،ويتخذ جميع التدابير الالزمة
92
ذ .الرحيم المنار أسليمي "مناهج عمل القاضي الدستوري بالمغرب دراسة سوسيو قضائية الجزء األول أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون
العام جامعة محمد الخامس اكدال الرباط صفحة 78
93
ذ .عبد الرحيم المنار أسليمي "مناهج عمل القاضي الدستوري بالمغرب دراسة سوسيو قضائية الجزء األول أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون
العام جامعة محمد الخامس اكدال الرباط صفحة . 79
94
ذعبد الرحيم المنار أسليمي مرجع سابق صفحة 79
95
_المادة 43من القانون التنظيمي 066_13للمحكمة الدستورية
55 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
لتحضير وتنظيم أعمالها ،ويتحمل المسؤولية في حفظ ملفاتها ومستنداتها ،كما يقوم بتفويض
من الرئيس بجمع التصرفات والقرارات ذات الصبغة اإلدارية،ويقوم بشكل مباشر بتحضير
مشروع الميزانية وعرضه على الرئيس للموافقة وتسجل اإلعتمادات المرصودة لها
بالميزانية العامة للدولة ،كما يعين آمرا بالصرف من طرف الرئيس ،وفق القانون واألنظمة
المعمول بها في هذا المجال. 96
المحاسب
تتوفر المحكمة على محاسب يتولى القيام لذا رئيس المحكمة بجميع الصالحيات المسندة
إلى المحاسبين العموميين بمقتضى القوانين واألنظمة المعمول بها.97
الموظفون
لقد وضع المشرع إمكانية إلحاق قضاة أو موظفين ،في إطار مساعدة رئيس المحكمة
وأعضائها للقيام بمهامهم ،وذلك بقرار مشترك تتخذه السلطة التي يتبع لها المعنيون ،وذلك
حسب الحالة ،من اجل تدبير توسع الطلب على القضاء الدستوري.
كتابة الضبط
أما فيما يخص التنظيم الداخلي للمحكمة فقد نص المشرع على تحديده بموجب نظام
داخلي تضعه المحكمة.98
56 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
التقنيات التي يوظفها وهو بصدد فحص و إحالة أو طعن دستوري أمامه و تكون في شكل
خطوات متبعة في التفكير للوصول إلى تحديد العالقة التي تربط بين الوثيقة الدستورية و
مستعمليها إلثبات أو نفي العالقة الدستورية وهي العملية المسماة بالتأويل الدستوري كممر
ضروري في مسلسل إنتاج القرار الدستوري و القاضي الدستوري يمارسها على واجهتين
99
متقابلتين مضمون الوثيقة الدستورية و محتوى القانون موضوع الفحص و المراقبة
و القاضي الدستوري عند قيامه بفحص مطابقة قانون معين للدستور من عدمه محاط
بنوعين من اإلكراهات :
اإلكراه األول مسطريا حيث يكون القاضي مطالبا بالنظر داخل أجال سريعة و في
فترة وجيزة في قوانين التي استغلت عليها الحكومة و البرلمان لشهور أو باألحرى لسنوات
اإلكراه الثاني سياسيا حيث يكون القاضي الدستوري مراقب لقوانين تعد بمثابة
تعبير قانوني عن اختيارات سياسية مما يجعله في مواجهة مباشرة مع الفضاء السياسي و
100
مع فاعلين و مؤسسات أخرى ذات الطبيعة المختلفة
وفي نفس السياق تعتبر القوانين التنظيمية نوعا خاصا من القوانين ويمكن ان نرجع
نشأتها إلى دستور الجمهورية الخامسة سنة 1958و قد اقتبست مجموعة من الدول هذا
النوع من القوانين لتغني به ترساناتها القانونية برغم من اختالف عددها و المجاالت التي
تنظمها من بلد ألخر ومن ضمنها المغرب
يقصد بالقوانين التنظيمية كما عرفها الدكتور مصطفى قلوش هي " مجموعة من
القوانين التنظيمية التي يضفي عليها الدستور صفة القوانين التنظيمية و التي صوت
عليها البرلمان وفق إجراءات خاصة مغايرة لتلك المتبعة في وضع و تعديل القوانين
101
العادية "
99
ذ .عبد الرحيم منار أسليمي "مناهج العمل الدستوري بالمغرب دراسة سوسيوقضائية "أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام جامعة محمد
الخامس كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية اكدال صفحة 1
100
ذ .عبد الرحيم منار أسليمي مرجع سابق صفحة 13
101
ذ .مصطفى قلوش" اإلطار القانوني و الفقهي للقوانين التنظيمية " المجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمية عدد 47نونبر -دجنبر 2002
صفحة 11
57 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
ومن خالل هذا يمكن الوقوف على السياق التاريخي للقوانين التنظيمية و ماهيتها و
طبيعتها و مسطرة إقرارها (المطلب األول) ثم تقنيات ومناهج عمل القاضي الدستوري
في مراقبة هذه القوانين المطلب (الثاني).
المطلب األول :القوانين التنظيمية و مرتبتها داخل الهرم القانوني
عند قراءة الوثيقة الدستورية و فحصها فان ما يسترعي االنتباه هو إحالة العديد من
فصولها على نوع من القوانين خصها المشرع الدستوري بتنظيم مواضيع و مؤسسات
دستورية وهذه القوانين هي ما اصطلح عليها ب القوانين التنظيمية فهي تشكل مصدرا
أساسيا للعديد من القواعد الدستورية و منبعا ثريا للقانون و مناسبة إلغناء اجتهاد القضاء
102
الدستوري
ولذلك سنعمل على إبراز ورصد هذه الظاهرة من خالل الوقوف على ماهية القوانين
التنظيمية (الفرع األول) و مسطرة إقرار القوانين التنظيمية (الفرع الثاني)
الفرع األول :ماهية القوانين التنظيمية
تكتسي القوانين التنظيمية أهمية خاصة لكونها تعتبر مكملة ألحكام الدستور وتنشا هذه
الصفة التكميلية من خالل التنصيص الحصري على القوانين التنظيمية في الوثيقة
الدستورية حيث إن هذه األخيرة تنص على ضرورة صدور القوانين التنظيمية لتنظيم
103
مسائل دستورية معينة فهي ال تصدر إال بتكليف من المشرع الدستوري
كما اعتبر الدكتور عبد اإلله فونتير القوانين التنظيمية جزءا من منظومة القواعد
الدستورية ال تختلف عن قواعد الدستور إال في طريقة وضعها وطريقة الموافقة عليها .
فإذا كانت قواعد الدستور يتم وضعها من قبل سلطة تأسيسية رئيسية فان قواعد القوانين
التنظيمية يتم وضعها من قبل سلطة تأسيسية فرعية.104
تتميز القوانين التنظيمية عن القوانين العادية بان خصص لها المشرع الدستوري
مسطرة خاصة ففيما يخص المداولة في مشاريع أو مقترحات القوانين التنظيمية فان
102
عبد الرحيم منعم "الطبيعة الدستورية للقوانين التنظيمية في ضوء قرارات القضاء الدستوري بالمغرب و فرنسا" رسالة لنيل دبلوم الدراسات
العليا المعمقة جامعة محمد الخامس كلية العلوم القانوني واالقتصادية واالجتماعية – الرباط اكدال صفحة 7
103
ذ .نور السداة حميوي "القوانين التنظيمية بين المشرع الدستوري و السلطة التشريعية" المجلة المغربية لالدارة المحلية و التنمية عدد 103
مارس -ابريل 2012الصفحة 57
104
ذ ذ.نور السداة حميوي القوانين التنظيمية بين المشرع الدستوري و السلطة التشريعية" المجلة المغربية لالدارة المحلية و التنمية عدد 103
مارس -ابريل 2012الصفحة 58
58 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
المجلس الذي وضع في مكتبه مشروع أو مقترح قانون تنظيمي ال يمكنه المداولة فيه إال بعد
مضي عشرة أيام على وضعه لدى مكتبه .105
و تتميز القوانين التنظيمية بالرقابة اإلجبارية من قبل القضاء الدستوري حيث تنص
الفقرة األخيرة من الفصل 85من دستور 2011على ما يلي " :ال يمكن إصدار األمر
106
بتنفيذ القوانين التنظيمية إال بعد أن تصرح المحكمة الدستورية بمطابقتها للدستور"
وتبعا لكل هذا سنعرض في فقرتين السياق التاريخ للقوانين التنظيمية (الفقرة األولى)
على أساس في (الفقرة الثانية) سيتم التطرق الى مكانة و طبيعة القوانين التنظيمية داخل
النظام القانوني
الفقرة األولى :السياق التاريخي للقوانين التنظيمية
إن الحديث عن السياق التاريخي للقوانين التنظيمية يجرنا الحديث عنها من الجانبين
فالجانب األول هو جانب شكلي لمفهوم القوانين التنظيمية و نعني به ظهور المصطلح من
حيث هو مصطلح في الوثائق الدستورية .أما الجانب الثاني فهو الجانب الموضوعي
للمفهوم و نعني به ما أطلق الباحثون عليه مصطلح القوانين التنظيمية لكونها تحدد وظيفة
المؤسسات أو تضع أنظمتها األساسية .
فبخصوص الجانب األول أو الجانب الشكلي فيرجع ظهور لمصطلح القوانين التنظيمية
في الوثائق الدستورية حسب األستاذ C.SIRATإلى الدستور الفرنسي ل 4نونبر 1848
حيث نص الفصل منه " :بعد الموافقة على الدستور تسن الجمعية الوطنية التأسيسية
107
القوانين األساسية (التنظيمية) التي تحدد بقانون خاص"
105
الفصل 85من الدستور المغربي لسنة 2011
106
ينص الفصل : 85ال يتم التداول في مشاريع القوانين و مقترحات القوانين من قبل مجلس النواب إال بعد مضي عشرة أيام على وضعها لدى
مكتبه وفق المسطرة المشار إليها في الفصل ; 84وتتم المصادقة عليها نهائيا باألغلبية المطلقة لألعضاء الحاضرين من المجلس المذكور ; غير
انه إذا تعلق األمر بمشروع أو بمقترح قانون تنظيمي يخص مجلس المستشارين أو الجماعات الترابية ; فان التصويت يتم بأغلبية أعضاء مجلس
النواب.
يجب أن يتم إقرار القوانين التنظيمية المتعلقة بمجلس المستشارين ; باتفاق بين مجلسي البرلمان على نص موحد.
ال يمكن إصدار األمر بتنفيذ القوانين التنظيمية ; إال بعد أن تصرح المحكمة الدستورية بمطابقتها للدستور
107107
طبقا للفصل السالف ذكره ناقشت الجمعية الوطنية التأسيسية ووافقت على القوانين التنظيمية التالية :
-قانون أمناء السلطة العامة
-قانون مجلس الدولة
-قانون االنتخابات
-قانون تنظيم المقاطعة و الجماعة
-قانون تنظيم القضاء
-قانون التعليم
-قانون تنظيم القوة العمومية (الحرس الوطني و الجيش)
-قانون الصحافة
59 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
وعاد للظهور من جديد إبان الدستور الفرنسي لسنة 27نونبر 1946حيث أحال
على ثالثة قوانين تنظيمية األول متعلق بكيفية تقديم الميزانية و الثاني متعلق بتمثيلية
االتحاد الفرنسي داخل الجمعية الوطنية و الثالث متعلق بتوسيع مجال حريات المقاطعات
108
و الجماعات غير أن هذه النصوص لم تدخل حيز التنفيذ
وفي ظل دستور الجمهورية الخامسة لسنة 4أكتوبر 1958أحالت 17مادة منه على
19قانون تنظيمي و منها المادة 46التي اعتبرت أن":القوانين التي يعطيها الدستور
صفة القوانين األساسية (التنظيمية) يجري التصويت عليها و تعديلها………… "
أما الجانب الثاني أال وهو الجانب الموضوعي لمفهوم القوانين التنظيمية نجد الفقه هو
أطلق على طائفة من النصوص القانونية وصف القوانين التنظيمية .و رغم أن الدساتير
تسمها بذلك فانه قد عمل على إظهار أهميتها ودورها في الحياة السياسية و القانونية
للمجتمع و الدولة و يتولى المشرع العادي وضعها و لكن دون تكليف من المشرع
109
الدستوري
وبدءا من القرن 19أصبحت الدساتير المكتوبة اقل وضوحا بالنسبة للوظيفة المحددة
ألجهزة الدولة بفعل تنامي وتيرة الحياة السياسية و االقتصادية و االجتماعية و الثقافية
للمجتمعات و نظرا الن الصياغة الفنية السليمة توجب ان تقتصر مواد الدستور على
الكليات التي توفر لها صفة االستقرار و الدوام وأال تتعرض للتفاصيل المتغيرة حتى ال
110
يكون الدستور عرضة للتغيرات المستمرة
و بالرجوع إلى التجربة الدستورية الفرنسية نستنتج أنها عرفت صنفين من الدساتير
فيما يتعلق بالقوانين التنظيمية منذ ثورة .1789الصنف األول أورد صراحة مصطلح
القوانين التنظيمية و أحالت بعض نصوصها عليها لتنظيم المؤسسات و صدرت بالفعل
هذه القوانين )دستور 1848و دستور ; ) 1958أو بقيت حبيسة الوثيقة الدستورية
(دستور لسنة .)1946
-قانون الطوارئ
-قانون تنظيم اإلعانة العامة
108
عبد الرحيم منعام الطبيعة الدستورية للقوانين التنظيمية في ضوء قرارات القضاء الدستوري بالمغرب و فرنسا" رسالة لنيل دبلوم الدراسات
العليا المعمقة جامعة محمد الخامس كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية اكدال الرباط صفحة 9
109
عبد الرحيم منعام مرجع سابق صفحة 9
110
سليمان الطماوي " السلطات الثالث في الدساتير العربية المعاصرة و في الفكر السياسي اإلسالمي " دراسة مقارنة مطبعة عين الشمس طبعة
5سنة 1985صفحة 209
60 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
و الصنف الثاني من الدساتير لم يشر إليها صراحة ;بل اعتبر الفقه بعض النصوص
القانونية الصادرة عن المشرع العادي قوانين تنظيمية ألنها تنظم السلطات العامة في الدولة
الدولة و مكملة للدستور (ميثاق ; 1830دستور ; 1852النصوص الدستورية لسنة
111
.)1875
وقد سارت باقي الدساتير التي تأثرت بالتجربة الدستورية للجمهورية الخامسة على هذا
المنوال ومنها الدستور المغربي و االسباني ; إننا نسجل امتيازا للدستور االسباني و الذي
رغم إحجامه عن الكشف عن طبيعتها ; إال انه قدم تحديدا مرنا يروم على اعتبار القوانين
التي تتعلق "بالحقوق األساسية و الحريات العامة ; و تلك التي تصادق على أنظمة المناطق
112
المستقلة و النظام االنتخابي و باقي القوانين التنظيمية المنصوص عليها في الدستور.
ويقول األستاذ أشركي في هذا الصدد ; هو أن هذا التعريف يتفادى التعداد الحصري
الذي قد ينجم عنه إقصاء بعض المواضيع عن حظيرة القوانين التنظيمية ; رغم أنها مكملة
للدستور ; و لكنها ليست منبثقة منه ; و الذي يمنح إمكانية الزيادة في عدد المواضيع
113
المنظمة بقانون تنظيمي حسب الفصل 81الوارد في الوثيقة الدستورية لسنة .1978
إن المقاربة الجديدة لموضوع القوانين التنظيمية التي أتى بها الدستور الفرنسي لسنة
; 1958دفعت الفقه إلى إدخال عناصر جديدة في تعريف القوانين التنظيمية ; و إلى
التخلي عن التمسك بالمعيار المادي لفائدة المعيار الشكلي فالقوانين هي " تنظيمية " بقدر ما
يعتبرها الدستور كذلك الن القوائم الحصرية للقوانين التنظيمية في الدساتير ال تسمح بالقول
دائما إنها " األعمال التشريعية التي تنظم السلطات العامة و تحدد وظائفها " ; بل ال بد
من األخد بعين االعتبار ما يميز مسطرة إقرارها .وفي هذا اإلطار يقول الدكتور مصطفى
قلوش " مجموعة من القوانين التنظيمية التي يضفي عليها الدستور صفة القوانين
111
عبد الرحيم منعام مرجع سابق صفحة 12
112
ينص الفصل من الدستور االسباني لسنة 1978مع تعديل الفصل 135في سنة 2011على ما يلي:
. 1القوانين التنظيمية هي التي تخص تفصيل الحقوق األساسية و الحريات العامة و القوانين التي تصادق عليها األنظمة الداخلية لمناطق الحكم
الذاتي و قانون االنتخابات العام و باقي القوانين التنظيمية المنصوص عليها في الدستور.
. 2تتطلب المصادقة على القوانين التنظيمية وتعديلها و إلغائها موافقة األغلبية المطلقة لمجلس النواب في التصويت النهائي على مجمل المشروع.
113
عبد الرحيم منعام مرجع سابق صفحة 13
61 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
التنظيمية و التي صوت عليها البرلمان وفق إجراءات خاصة مغايرة لتلك المتبعة في
114
وضع و تعديل القوانين العادية "
وهذا ما سار عليه المشرع الدستوري المغربي لسنة 2011و الفرنسي لسنة 1958
حيث عملوا على إخضاع القوانين التنظيمية إلجراءات خاصة من حيث إعدادها و
مسطرة إقرارها .
الفقرة الثانية :مكانة القوانين التنظيمية في النظام القانوني
إن تراتبية القواعد المعيارية تختلف من دولة ألخرى ; و عادة ما يكون هذا االختالف
في التراتبية نتيجة اختالف تراتبية السلطات و الهيئات التي أصدرتها أو لطبيعة
الموضوع التي تنظمه ; و ذلك تحت تأثير الفلسفة السياسية السائدة في المجتمع و
التجربة الدستورية التي مرت بها.
ويقتضي سمو الدستور موضوعيا و شكليا في النظام القانوني للدولة تشكل وضعية
لتدرج القواعد المعيارية ; بحيث يخضع القانون األدنى للقانون االسمي ; ويؤدي إلى
115
فرض احترام الدستور بالسهر على عدم خرقه و تجاوز قواعده.
وتختلف درجة تدرج القواعد القانونية من نظام دستوري إلى أخر ; فبرجوع إلى
بعض األنظمة القانونية ذات الدساتير المرنة ال تتميز القواعد القانونية فيها بأي تدرج.
فرغم أن القواعد المدرجة داخل الوثيقة الدستورية تبقى هي األسمى الن كل نص يقع
مخالفا لمقتضيات الدستور يعتبر بمثابة تعديل لها ما دامت الوثيقة الدستورية لم تشترط
في تعديل أحكامها إتباع مسطرة خاصة تختلف عن تلك المتبعة في إصدار أو تعديل
القوانين الصادرة عن السلطة التشريعية ; ومن تم يكون القانون العادي نفس مرتبة وقوة
الدستور.
أما األنظمة القانونية ذات الدساتير الجامدة ; فكما تدل على ذلك صفتها فهي ناتجة عن
أن الدستور نفسه نص على إتباع إجراءات لتعديله مغايرة لتلك التي توضع وتعدل بها
القوانين الصادرة عن السلطة التشريعية ; وهذا االختالف في قوة اإلجراءات الخاصة
أدى إلى خلق تدرج في القواعد القانونية و سمو الواحدة على األخرى مما فرض معه
114
مصطفى قلوش" اإلطار القانوني و الفقهي للقوانين التنظيمية المجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمية عدد 47نونبر -دجنبر 2002صفحة
11
115
عبد الرحيم منعام مرجع سابق صفحة 60
62 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
ضرورة التوفر على شكل من أشكال الرقابة على دستورية القوانين حتى تتسق القواعد
األدنى مع أحكام الدستور.116
إن البحث في مكانة القوانين التنظيمية في النظام القانوني يستلزم النظر في الوثيقة
الدستورية ; المنظمة ألشكال السلطة و أنظمة العالقة بينهما ;لمعرفة موقع هذه القوانين.
وفي ذلك يقول األستاذ " J-P.Cambyانه من الناحية المنطقية يمكن لنا أن نعتبر
القانون التنظيمي فئة وسطى تندرج ما بين الدستور و القانون العادي .لكن من الناحية
العملية ال نجد أي نص دستوري يخول قيمة دستورية بمعنى عند قراءة نصوص الدستور ال
نجد ما يؤكد أن القانون التنظيمي له قيمة أعلى من التي للقانون العادي"
ويرى جل الفقهاء القانونين إن لم نقل غالبية الفقهاء على اعتبار أن القوانين التنظيمية
تتمتع بمرتبة أعلى من القوانين العادية ويجد أساسه في الخصوصية التي تتمتع بها وفي
مصدرها .و قد ذهب في هذا االتجاه األستاذ Cadratحيث اعتبرها فئة من القوانين توجد
في مرتبة أعلى من القوانين العادية لكن أدنى من الدستور .كما عبر عنها األستاذ
Lavroffحيث قال أنها تتموقع ما بين الدستور الذي يتعين احترامه و القانون العادي .
117
ويقول األستاذ مصطفى قلوش إلى أن مرتبة القوانين التنظيمية تتفاوت تبعا للوضعية
التي يحددها الدستور الجامد ; فقد تكون في مرتبة النصوص الدستورية حيث يضفي عليها
المشرع الدستوري هذه المنزلة ; وقد تكون في درجة وسطى بين النص الدستوري و النص
العادي و ذلك حينما يستوجب المشرع الدستوري إتباع إجراءات خاصة إلصدارها .وقد
تكون في منزلة القوانين العادية وذلك عندما ال ينص الدستور على اإلجراءات الخاصة
تميزها عن القوانين العادية فتحتل تبعا لذلك نفس مرتبة التشريعات العادية التي هي اقل
118
منزلة من القواعد الدستورية.
ويذهب األستاذ محمد أشركي فيعتبرها بأنها تتموقع في الوسط أي ما بين الدستور و
القانون العادي ; و هذا االستنتاج يرتكز على معيار مزدوج مادي و شكلي; مادي الن
116
عبد الرحيم منعام مرجع سابق صفحة60
117
عبد الرحيم منعام مرجع سابق صفحة 61
118
مصطفى قلوش "المبادئ العامة للقانون الدستوري " شركة بابل للطباعة و النشر و التوزيع الرباط الطبعة الرابعة 1995
63 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
القوامين التنظيمية مكملة للدستور و شكلي ألنها تنفرد بمسطرة أكثر صالبة من القوانين
119
العادية و بالتالي تحتل مرتبة أعلى منها داخل سلم تدرج القواعد القانونية
إذا كان االتفاق بين غالبية الفقه على أن القوانين التنظيمية توجد في المرتبة الوسطى
بين الدستور و القانون العادي فان يطرح السؤال بخصوص المعاهدات الدولية و موقعها
في التسلسل الهرمي القواعد القانونية .
ان من بين أهم المستجدات التي جاء بها دستور 2011في مجال العالقة بين المعاهدات
الدولية والقوانين الوطنية كونه حسم بشكل صريح في مسألة مرتبة المعاهدات في النظام
القانوني المغربي ،حيث وضعها مرتبة أقل من الدستور و أعلى من التشريعات الوطنية
بعد استفاء الشروط المحددة بمقتضى الدستور الذي ينص "جعل االتفاقيات الدولية كما
صادق عليها المغرب و في نطاق أحكام الدستور ،و قوانين المملكة ،وهويتها الوطنية
الراسخة تسمو; فور نشرها ; على التشريعات الوطنية ،120و العمل على مالئمة هده
التشريعات ،مع ما تتطلبه تلك المصادقة" و هدا التوجه أخد به كدالك الدستور الفرنسي في
المادة 55منه ،و إن كان قد خلف نقاشا فقهيا و قضائيا في فرنسا.
و رغم هذه التحفظات فان الدستور الفرنسي لم يبين مكانتها (التسلسل الهرمي للقواعد);
في عالقتها بالدستور نفسه ; وخصوصا في ظل التكثيف الذي تعرفه العالقات الدولية و
119
اشركي محمد "القوانين التنظيمية بالمغرب المجلة المغربية لقانون و االقتصاد و التنمية العدد 1982 ; 1صفحة 80
120
موقف القضاء من إشكالية سمو الموتيق الدولية منعدمة قبل دستور 2011
لقد كان من أهم نتائج غموض موقف الدستور المغربي من إشكالية األولوية هو تضارب االجتهاد القضائي بين اتجاه يرجح القانون الوطني و آخر بالمقابل يجعل
االتفاقية الدولية في وضعية أسمى من القانون الوطني .حيث عرضت المجلس االعلى للقضاء المغربي عدة قضايا أثير خاللها موضوع مدى سمو االتفاقيات
الدولية على القانون الوطني ،واتخذت المحاكم بشأنها مواقف متباينة ومختلفة بين أحكام رجحت االتفاقيات الدولية وأخرى رجحت القانون الداخلي.
121
الفصل ينص الفصل 55من الدستور الفرنسي لسنة 1958و المعدل سنة 2008على :
يكون للمعاهدات او االتفاقيات التي يتم التصديق او الموافقة عليها قانونيا منذ نشرها قوة تفوق القوانين شريطة ان يطبق الطرف االاخر هذا االتفاق
او هذه المعاهدة
64 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
التوسع الذي يعرفه قانون المجموعة األوروبية ; وما نجده في الدستور الفرنسي في الفصل
54هو إمكانية إحالة كل تعهد دولي يتضمن شرطا مخالفا للدستور على المجلس الدستوري
من قبل رئيس الجمهورية او الوزير األول او رئيس أي من مجلسي البرلمان أو ستين
عضو من كل منهما.122
وهذا ما أشارت إليه كذلك المادة 55من الدستور المغربي لسنة 2011في الفقرة
األخيرة حيت نصت على إمكانية إحالة كل تعهد دولي يتضمن بندا مخالفا للدستور على
المحكمة الدستورية من طرف الملك او رئيس الحكومة ; او رئيسي البرلمان او سدس
أعضاء مجلس النواب او ربع أعضاء المجلس المستشارين. 123
وتعود أ ول إشارة تؤكد انخراط المغرب في حسم السجال العمومي ،الذي دام أكثر من
20سنة حول العالقة بين االتفاقيات الدولية والقانون الداخلي ،إلى الخطاب الملكي 17
يونيو 2011الذي جاء فيه :
"وفي هدا الصدد ،تمت دسترة سمو االتفاقيات الدولية ،كما صادق عليها المغرب ،على
التشريعات الوطنية "
هذ ا وأقر بصريح العبارة جعل االتفاقيات الدولية كما صادق عليها المغرب ،وفي نطاق
أحكام الدستور و قوانين المملكة و هويتها الوطنية الراسخة تسمو فور نشرها على
التشريعات الوطنية ،و العمل على مالئمة هده التشريعات مع ما تتطلبه تلك المصادقة.
فيتضح أن المشرع الدستوري أقر مبدأ السمو صراحة و ألول مرة ،خصوصا عندما
صرح بعدم قابلية حقوق اإلنسان للتجزيء وتعهد بالتشبث بها كما هي متعارف عليها دوليا
دوليا ،إال أنه بالرجوع للتصدير فانه نجده يربط بين سمو االتفاقيات الدولية في حالة عدم
122
الفصل 54من الدستور الفرنسي لسنة 1958المعدل سنة 2008ينص :
إذا رأى المجلس الدستوري بناءا علي إشعار من رئيس الجمهورية أو وزير األول أو رئيس احد المجلسين أو ستين نائبا أو ستين في مجلس
الشيوخ أن التزاما دوليا ما يتضمن بندا مخالفا للدستور فانه ال يؤذن بالتصديق على هذا االلتزام الدولي أو الموافقة عليه إال بعد مراجعة الدستور
123
الفقرة األخيرة من الفصل 55ينص :
إذا صرحت المحكمة الدستورية ; اثر إحالة من الملك ; أو رئيس الحكومة ; أو رئيس مجلس النواب ; رئيس مجلس المستشارين ; أو سدس
أعضاء المجلس األول ; أو ربع أعضاء المجلس الثاني ; األمر إليها ; أن التزاما دوليا يتضمن بندا يخالف الدستور ; فان المصادقة على هذا
االلتزام ال تقع إال بعد مراجعة الدستور
65 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
تعارضها مع أحكام الدستور و قوانين المملكة و الهوية الوطنية ; وان أي حق منصوص
124
عليه في المواثيق الدولية ; يشكل تعارضا مع ما سبقت اإلشارة إليه سوف لن يعتمد.
و الحقيقة أن الدستور الجديد حاول الحفاظ على التوازنات المفروضة بسبب تدبيره لهذا
الموضوع ،فنص من جهة مبدأ السمو لكنه وضع االتفاقيات الدولية في مرتبة أقل من
الدستور و أعلى من التشريعات الوطنية بعد استفاء الشروط المحددة بمقتضى الدستور كما
تمت اإلشارة إليها مقدما .
فمن جهة أولى فقد شكل تقدما واضحا بالمقارنة مع دستور 1996الذي بقي شحيحا
ومتسما بالغموض فيما يتعلق بمركز المعاهدات في الهرمية القانونية المغربية ،فهو يكرس
انخراط المغرب في هده الحركية الحقوقية العالمية التي تسعى إلى إدماج القانون الدولي في
صلب القانون الداخلي.
لقد أثار تصدير دستور 2011إشكالية سمو االتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق اإلنسان
على الدستور و القوانين المحلية ،و هو ما أعاد من جديد النقاش حول جدلية الكونية و
الخصوصية وكدا سيطرح إشكال على مستوى تدبير جدلية السمو والخصوصية في
125
الدستور الجديد.
وجاء في تصدير دستور المملكة المغربية لسنة 2011يلي :وإدراكا منها لضرورة
تقوية الدور الذي تضطلع به على الصعيد الدولي ،فان المملكة المغربية العضو العامل
النشيط ف ي المنظمات الدولية ،تتعهد بالتزام ما تقتضيه مواثيقها من مبادئ و حقوق
وواجبات ،و تؤكد تشبثها بحقوق اإلنسان كما هي متعارف عليها عالميا"
وعند قراءة المتأنية لهذا التصدير في الفقرة الثالثة ; ال يدع مجال للشك بأن المشرع
الدستوري قد تجاوز المأزق الذي رسمه في الدساتير السابقة و حاول أن يسير في اتجاه
124
خالد حمدوني .العالقة بين االتفاقية الدولية والقانون الوطني جريدة المساء 2012 .13.07
125
علي الباهي ،السمو للمعاهدات الدولية أم التشريعات الوطنية .جريدة التجديد في 14.07.2013
66 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
الديمقراطيات الغربية في إقراره لمبدأ سمو االتفاقيات الدولية ،و خصوصا عندما صرح
بصحيح العبارة "مراعاة الطابع الكوني لتلك الحقوق و عدم قابليتها للتجزيء".
إال أنه بالرجوع لنفس التصدير نجد بأن الدستور يربط بين سمو االتفاقيات الدولية في
حالة عدم تعارضها مع أحكام الدستور و قوانين المملكة و الهوية الوطنية و بمقتضى هذه
الفقرة األخيرة.
إن العبارة الواردة أعاله ال تضيف جديدا (تصدير الدستور) حيث إن ورود الحقوق في
صيغ غامضة وعدم تدقيق المصطلحات وغياب االنسجام بين نص الدستور ككل تعيدنا إلى
مربع األول ،حيث يمكن إدراج بهذا الصدد فصل 19من الدستور المغربي الذي ينص
على انه " :يتمتع الرجل والمرأة على قدم المساواة بالحقوق والحريات المدنية
والسياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية والبيئية الواردة في هذا الباب من
126
الدستور ،وفي مقتضياته األخرى وكذا في االتفاقيات الدولية ومواثيقها.
وهكذا نالحظ أن هذا الفصل يؤكد على سمو المواثيق الدولية بمقتضياتها على التشريعات
الوطنية إال أن الشطر الثاني من هذا الفصل يقلب الوضع رأسا على عقب حيث ينص على
أن هذه االتفاقيات ليست كما هي وإنما " كما صادق عليها المغرب " أي بتحفظاتها التي
تفرغ مضمون المعاهدة الدولية من الدور األساسي لوضعها.
ثم إن الفصل ينتهي بعبارة " وكل ذلك في نطاق أحكام الدستور وتواثب المملكة
وقوانينها " وهكذا يتضح أن الثوابت الواردة في الفصل األول بالدستور وهي:
الدين اإلسالمي
الوحدة الوطنية.
الملكية الدستورية
اإلختيار الديمقراطي.
126
الفصل 19من الدستور المغربي لسنة 2011الذي ينص :يتمتع الرجل و المراة ; على قدم المساواة ; بالحقوق و الحريات المدنية و
السياسية و االقتصادية و االجتماعية و التقافية و البيئية ; الواردة في هذا الباب من الدستور وفي مقتضياته االخرى ; وكذا في االتفاقيات و
المواثيق الدولية ; كما صادق عليها المغرب ; وكل ذلك في نطاق احكام الدستور و ثوابت المملكة و قوانينها.
تسعى الدولة الى تحقيق مبدا المناصفة بين الرجال و النساء.
و تحدث لهذه الغاية ; هيئة للمناصفة و مكافحة كل اشكال التمييز.
67 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
هذه العناصر تسمو على كل االتفاقيات الدولية األمر الذي يعني إبقاء الوضع على ما كان
عليه الحال خالل دستور .1996
وهو األمر الذي يتأكد من خالل قراءة متأنية لمقتضيات الفصل 161الذي ينص على
تأسيس المجلس الوطني لحقوق اإلنسان الذي أنيطت به مهمة مالئمة التشريعات الوطنية مع
الدولية .حيث إن مهمته تقتصر على " الحرص التام على احترام المرجعيات الوطنية
والكونية " .
إن كل هذا يعطينا فكرة لفهم الديباجة التي لم تنهي الجدل حولها ليفتح جدال من نوع آخر
حيث إنها تنص على " جعل االتفاقيات الدولية كما صادق عليها المغرب وفي نطاق أحكام
الدستور وقوانين المملكة وهويتها الوطنية الراسخة تسمو فور نشرها والعمل على
127
مالئمة"....
أي أن المملكة المغربية تلتزم باالتفاقيات التي تتوفر فيها الشروط التالية:
مطابقة للدستور
أن تكون مطابقة لقوانين المملكة
أن تكون مطابقة للهوية الوطنية الراسخة للمملكة
إن إيراد قاعدة سمو المواثيق الدولية في ديباجة دستور 2011الذي أضاف في نطاق
قوانين المملكة قد أعاد الوضع إلى ما كان عليه ولعله من البديهي اإلشارة إلى أن غاية من
الدستور هو أن يغل يد المشرع العادي وال يتركها طليقة إال أن الدستور المغربي عمل على
فتح الباب أمام المشرع لكل االحتماالت األمر الذي من شأنه أن يشوش على القضاء
الدستوري أي المحكمة الدستورية خاصة في باب مراقبة دستورية القوانين ألن االتفاقيات
الدولية كما جاء في الديباجة أمر يحتمل التجزيء مما يجعل إشكالية سمو مطروحة
وبحدة.128
127
ديباجة دستور المغربي 2011الفقرة الثالثة.
128
محمد الساسي :الملك يقدم الدستور .قراءة في العالقة بين الخطاب الملكي ل 17يوليو 2011ونص الدستور الجديد ، ،دفتر وجهة نظر ،24
الدستور الجديد ووهم التغيير.صفحة 21
68 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
إن دستور 2011هو دستور ذو وجهين حيث ينص على مواثيق دولية معترف بها مع
"عدم قابليتها للتجزيء" وفي نفس الوقت يتحدث عن اعتراف بها " وفق ثوابت المملكة
وبالنسبة للمقتضيات التي تنص صراحة على أولوية تطبيق أحكام المعاهدات الدولية
على القانون الداخلي نجد:
على القوانين الوطنية فيما يخص التعاون القضائي مع الدولة األجنبية ،وهو ما تؤكده الفقرة
130
األخيرة من المادة 129724فيما يخص تسليم المجرمين والمادة .741
قانون المحاماة :تنص المادة 5من هذا القانون على أنه يشترط في المرشح لمهنة -
بينها وبين المملكة المغربية اتفاقية تسمح المحاماة أن يكون مغربيا أو من رعايا دولة
لمواطني كل الدولتين بممارسة مهنة المحاماة في الدولة األخرى
129
ظهير الشريف رقم 1.02.255صادر في 25من رجب 3( 1423اكتوبر )2002بتنفيذ القانون رقم 22.01المتعلق بالمسطرة الجنائية
وفق اخر التعديالت الذي ينص في مادته 724على ما يلي :
اذا قدمت عدة دول طلبات التسليم تتعلق بنفس الجريمة ; فان االولوية في التسليم تمنح للدولة التي اضرت الجريمة بمصالحها ; او للدولة التي
ارتكبت الجريمة داخل حدودها
اذا كانت طلبات مبنية على ارتكاب جرائم مختلفة فتؤخذ بعين االعتبار لتقرير االولوية جميع الظروف الحال ; و باالخص خطورة الجرائم; و
محل ارتكابها ; وتاريخ وصول الطلبات التي تتعهد بمقتضاها احدى الدول الطالبة باعادة التسليم
و تكون االولوية في كل االحوال للدولة التي تربطها بالمملكة المغربية اتفاقية لتسليم المجرمين
130
ظهير الشريف رقم 1.02.255صادر في 25من رجب 3( 1423اكتوبر )2002بتنفيذ القانون رقم 22.01المتعلق بالمسطرة الجنائية
وفق اخر التعديالت الذي ينص في مادته 724على ما يلي :
يكون التسليم الذي تحصل عليه السلطات المغربية باطال إذا تم إجراؤه في غير األحوال المنصوص عليها في هذا القانون ،ما عدا إذا نصت
اتفاقيات دولية نافذة المفعول على مقتضيات مخالفة
تصرح بالنطالن ; ولو تلقائيا ; هيئة التحقيق او الحكم التي احيل هذا الشخص اليها بعد تسليمه
تختص الهيئات المذكورة كذلك بالنظر في صحة التكييف القانوني المطبق على الوقائع المطلوب من اجلها التسليم
اذا تم التسليم من اجل مقرر اصبح نهائيا ; فان المحكمة النقض هي التي تصرح بهذا البطالن
69 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
أما االجتهاد القضائي فقد قرر صراحة في بعض أحكامه على علو المعاهدة الدولية -
علة القانون الداخلي
تبين لنا مما سبق ان القوانين التنظيمية تعلو في المكانة المرتبة التي تحتلها القوانين
العادية في السلم التراتبي للقواعد القانونية في كل من النظام القانوني المغربي و الفرنسي ;
و كذلك الشأن بالنسبة للمعاهدات الدولية و االتفاقيات التي تقع غير مخالفة للدستور وغير
متعارضة معه و مستوفية لجميع الشروط حيث تكون لها قوة أعلى من القانون العادي سواء
في فرنسا او في المغرب .
و في هذا الصدد يطرح سؤال هل يتوجب على المعاهدة او االتفاقية ان تكون متسقة مع
أحكام القوانين التنظيمية ألنها أعلى منها ومتسقة مع أحكام الدستور ; أم يتوجب على
القوانين التنظيمية ان تكون مطابقة للمعاهدة ألنها أعلى منها مكانة و مرتبة ?
ان الجواب على هذا السؤال هو ان الفقه و القضاء الدستوري سواء في فرنسا او في
المغرب ; قد استقرا على ان القوانين التنظيمية هي االمتداد المادي للدستور; و تتقيد
بالمبادئ التي وردت فيه ; لكنها تتحكم في التفاصيل بحكم ان الوثيقة الدستورية ال يمكن ان
تضم جميع المقتضيات المنظمة للمؤسسات الدستورية و تلك المتعلقة بالحقوق و االلتزامات
; بل أحال في شانها على القوانين التنظيمية ; حيث درج الفقه في فرنسا على ان القوانين
التنظيمية هي جزء من الكتلة الدستورية و اعتبرها الفقه الفرنسي أنها تتكون من دستور
131
عبد الرحيم منعام مرجع سابق صفحة64
70 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
1958و المبادئ التي لها قيمة دستورية ; و المتضمنة في إعالن حقوق اإلنسان و
المواطن لسنة ; 1789وفي تصدير دستور سنة ; 1946او التي اعتبرها المجلس
الدستوري قوانين الجمهورية ; إضافة الى القوانين التنظيمية. 132
أما االلتزامات الدولية ; فقد قضى المجلس الدستوري الفرنسي على رفض إدماجها
ضمن الكتلة الدستورية .وقد استثني من هذه القاعدة ما أشارت إليه المادة 83في فقرتها
الثالثة الذي يمنح للمواطنين االتحاد األوروبي المقيمين في فرنسا حق التصويت و الترشيح
لالنتخابات البلدية شريطة المعاملة بالمثل و حسب الطرق المنصوص عليها في معاهدة
االتحاد األوروبي الموقعة في 7فبراير . 1331992
ويرجع رفض المجلس الدستوري الفرنسي إدراج المعاهدات ضمن الكتلة الدستورية الى
ان طبيعة العالقة بين الدستور و القانون ليست هي نفسها بين القانون و المعاهدة ; فسمو
الدستور مسالة عامة و مطلقة و ليس لها استثناء ; في حين ان المعاهدة مؤقتة و نسبية ما
دامت تخضع مبدئيا لشرط المعاملة بالمثل ; و هذا الشرط قد يتغير مع مرور الوقت .كما
ان النزاع الذي قد يثور بين القانون و المعاهدة يجب ان يبث فيه حالة بحالة ; و الحال ان
ذلك غير متيسر في إطار الرقابة دستورية التي من المفروض فيها على المجلس الدستوري
ان يبت في القانون مرة واحدة فقط قبل األمر بإصداره.134
وفي هذا اإلطار اعتبر الفقه الفرنسي على انه في دولة القانون يجب ان يحترم التسلسل
الهرمي للقواعد القانونية وان تخضع القواعد األدنى للقواعد األعلى منها درجة وذلك حسب
الشكل التالي :الدستور ; ثم القوانين التنظيمية ; ثم المعاهدات الدولية ; ثم القوانين العادية .
وسيرا على هذا المنوال فان القوانين التنظيمية تخضع الى مجموعة من اإلجراءات الخاصة
من حيث إعدادها و إقرارها وهو ما سنتناوله في النقطة الموالية من خالل الوقوف على
مسطرة إقرارها سواء في المرحلة البرلمانية او ما بعد البرلمانية
132
عبد الرحيم منعام مرجع سابق صفحة 65
133
الماددة 3-88من الدستور الفرنسي لسنة 1958و المعدل سنة : 2008
مع مراعاة مبدا المعاملة بالمثل و بحسب الوسائل التي اقرتها معاهدة االتحاد االوربي الموقعة يوم 7فبراير 1992يجوز منح سكان االتحاد
المقيمين في فرنسا – دون سواهم – حق التصويت و حق الترشح لالنتخابات البلدية .وال يجوز لهؤالء المواطنين ممارسة الوظائف رئيس البلدية
او مساعد رئيس بلدية او المشاركة في تعيين الناخبين العضاء مجلس الشيوخ وفي انتخاب اعضاء مجلس الشيوخ .و يحدد قانون اساسي يصوت
عليه المجلسان بصيغة واحدة شروط تطبيق هذه المادة
134
عبد الرحيم منعام مرجع سابق صفحة 65
71 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
72 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
الحكومة (الفصل 135)92او المجلس الوزاري (الفصل 136) 49او هما معا حسب كل
حالة على حدة لدى مكتب احد المجلسي البرلمان .و ذلك بواسطة رسالة يوقعها رئيس
الحكومة و توجه الى رئيس المجلس المعني.137و تحال كل المشاريع القوانين بصيغتها
الورقية و االلكترونية ; و تكون مرفقة بالتقارير في حالة إحالتها من مجلس أخر ; و يأمر
المكتب بتوزيع مشاريع القوانين على أعضاء المجلس.
138
من النظام كما يالحظ في هذا الخصوص و استنادا لمضمون لكل من مادتين 126
الداخلي لمجلس النواب ; و المادة 139179من النظام الداخلي لمجلس المستشارين يمكن
135
ينص الفصل 92من الدستور المغربي لسنة : 2011
يتداول مجلس الحكومة ; تحت رئاسة رئيس الحكومة ; في القضايا و النصوص التالية:
السياسات العامة للدولة قبل عرضها على المجلس الوزاري
السياسات العمومية
السياسات القطاعية
طلب الثقة من مجلس النواب قصد مواصلة الحكومة تحمل مسؤوليتها
مشاريع القوانين و من بينها مشروع قانون المالية قبل ايداعها بمكتب مجلس النواب دون االخالل باالحكام الواردة في الفصل 49من الدستور
مراسيم القوانين
مشاريع المراسيم التنتظيمية
مشاريع المراسيم المشار اليها في الفصول ( 65الفقرة الثانية)
المعاهدات و التفاقيات الدولية قبل عرضها على المجلس الوزاري
تعيين الكتاب العامين ; و مديري االدارات المركزية باالدارات العمومية و رؤساء الجامعات و العمداء ; و مديري المدارس و المؤسسات العليا .
و للقانون التظيمي المشار اليه في الفصل 49من هذا الدستور ; ان يتمم الئحة الوظائف التي يتم التعيين فيها في مجلس الحكومة .و يحدد هذا
القانون التنظيمي ; على وجه الخصوص ; مبادئ و معايير التعيين في هذه الوظائف ; السيما منها مبادئ تكافئ الفرص و االستحقاق و الكفاءة و
الشفافية
يطلع رئيس الحكومة الملك على خالصات مداوالت مجلس الحكومة.
136
ينص الفصل 49من الدستور المغربي لسنة 2011على :
يتداول المجلس الوزاري في القضايا و النصوص التالية :
التوجهات اإلستراتيجية لسياسة الدولة
مشاريع مراجعة الدستور
مشاريع القوانين التنظيمية
التوجهات العامة لمشروع قانون المالية
مشاريع القوانين – االطار المشار اليها في الفصل ( 71الفقرة الثانية ) من هذا الدستور
مشروع قانون العفو العام
مشاريع النصوص المتعلقة بالمجال العسكري
اعالن حالة الحصار
اشهار الحرب
مشروع المرسوم المشار اليه في الفصل 104من هذا الدستور
التععيين باقتراح من رئيس الحكومة و بمبادرة من الوزير المعني ; في الوظائف المدنية التالية:
والي البنك المغرب
السفراء و الوالة و العمال
المسؤولين عن المؤسسات و المقاوالت العمومية االستراتيجية
و تحدد بقانون تنظيمي الئحة هذه المؤسسات و المقاوالت االستراتيجية
137
المادة 21من القانون التنظيمي المتعلق بتنظيم و تسيير اشغال الحكومة و الوضع القانوني العضائها الذي ينص :
لتطبيق احكام الفصل 78من الدستور ; تودع مشاريع القوانين التي تم التداول في شانها في مجلس الحكومة او المجلس الوزاري او هما معا حسب
كل حالة على حدة .لدى مكتب احد مجلسي البرلمان ; مرفقة بتقرير عن دراسة االثر المنصوص عليها في المادة 19اعاله في حال توفرها ;
وذلك بواسطة رسالة يوقعها رئيس الحكومة ; توحه الى الرئيس المعني.
138
المادة 126من النظام الداخلي لمجلس النواب تنص:
للحكومة ان تسحب مشاريع القوانين في اي مرحلة من مراحل المسطرة قبل موافقة مجلس النواب التامة عليها
139
المادة 179من النظام الداخلي لمجلس المستشارين ينص في الفقرة االولى :
73 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
للحكومة ان تسحب مشاريع القوانين في أي مرحلة من مراحل المسطرة قبل الموافقة
النهائية عليها.
و استنادا الى مضمون الفصل 85الذي يقر بشكل استثنائي المسطرة التشريعية
لقوانين التنظيمية حيت ينص " ال يتم التداول في مشاريع القوانين التنظيمية من قبل
مجلس النواب إال بعد مضي 10أيام على وضعها في مكتبه ; وتتم المصادقة عليها
نهائيا باألغلبية المطلقة لألعضاء الحاضرين من المجلس الذكور; غير انه إذا تعلق
األمر بمشروع او مقترح قانون تنظيمي يخص مجلس المستشارين او الجماعات
الترابية ; فان التصويت يتم باألغلبية أعضاء مجلس النواب.
يجب ان يتم إقرار القوانين التنظيمية المتعلقة بمجلس المستشارين ; باتفاق بين
مجلسي البرلمان ; على نص موحد.
ال يمكن إصدار األمر بتنفيذ القوانين ; إال بعد ان ترح المحكمة الدستورية بمطابقتها
و لتذكير للدستور".
ونشير في هذا الصدد ان المسطرة التشريعية المعتمدة بالنسبة للقوانين التنظيمية هي
نفس المسطرة المعتمدة للقوانين العادية مرورا باإلحالة و الدراسة أمام اللجان البرلمانية
ثم الجلسات العامة لمجلسي البرلمان .
ثانيا :اإلحالة على اللجان البرلمانية
لقد نص الفصل 80من الدستور المغربي 140ان إحالة مشاريع و مقترحات القوانين تكون من
طرف الرئيس المجلس المعني ; التي تم إيداعها لدى مكتبه على اللجان البرلمانية ; التي يستمر عملها
خالل فترات الفاصلة بين الدورات .هذا باالضافة الى ان المكتب يبث في تنازع حول االختصاص
141
اللجنتين او أكثر
للحكومة ان تسترجع او تسحب مشاريع القوانين المقدمة من لدنها متى شأت وفي اي مرحلة من المراحل المناقشة ; شريطة اتباع نفس مسطرة
ايدعها ; ما دامت تلك المشاريع لم تتم المصادقة عليها من قبل مجلس المستشارين في الجلسة العامة.
140
الفصل 80من الدستور المغربي لسنة 2011ينص :
تحال مشاريع ومقترحات القوانين الجل النظر فيها على اللجان التي يستر عملها خالل الفترات الفاصلة بين الدورات
141
المادة 127من النظام الداخلي لمجلس النواب تنص:
طبقا للفصل 80من الدستور
يحيل رئيس المجلس على اللجنة المختصة كل مشروع او مقترح قانون تم ايداعه لدى مكتب المجلس
يستمر عمل اللجان خالل الفترات الفاصلة بين الدورات .يبت مكتب في كل تنازع حول االختصاص بين لجنتين او اكثر
وفي نفس االطار تشير المادة 176من النظام الداخلي لمجلس المستشارين في الفقرة االولى على ما يلي:يامر رئيس المجلس بتعميم مشاريع و
مقترحات القوانين على اعضاء المجلس ; و يقوم باحالة مشاريع القوانين و مقترحات القوانين المحالة عليه من مجلس النواب بمجرد التوصل به
على اللجن المعنية التي يستمر عملها خالل الفترات الفاصلة بين الدورات ; ما عدا الحالة التي يندرج فيها النص في اختصاص اكثر من لجنة ; او
وجود بعض العيوب الشكلية في صيغة النص المحال الى المجلس ; فيعرض االمر على المكتب المجلس للبت فيه بقرار نهائي .
74 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
يتميز البرلمان بمجلسيه بوجود مجموعة من اللجان الدائمة و يحدد النظام الداخلي عددها
و طريقة اشتغالها .و يختلف عدد اللجان الدائمة بالبرلمان ; فمجلس النواب و طبقا للمادة
55تتكون من تسعة لجان دائمة وهي:
أما مجلس المستشارين و طبقا للمادة 52من النظام الداخلي للمجلس فيتكون من ستة لجان دائمة و
هي:
و عند إحالة مشروع او مقترح قانون على اللجان الدائمة ; هذه األخيرة تقوم بتعيين
مقررا خاصا لكل نص تشريعي عند االقتضاء ; كما تكون اجتماعات اللجان سرية ; كما
يمكنها ان تكون علنية ; أما بطلب من الرئيس المجلسي او من الحكومة او من مكتب اللجنة
او من ثلث أعضائها ; و باالضافة الى هذا هناك معطى أخر يتمثل في انعقاد اجتماعات
اللجان بصفة علنية إذا تعلق األمر بدراسة نص تشريعي يهم شريحة واسعة من المواطنين
75 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
و المواطنات .كما ال يوقف إيداع مشروع قانون في نفس الموضوع الذي سبق تقديم
مقترح بشأنه مناقشة هذا المقترح. 142
وفي حالة إيداع مشاريع و مقترحات قوانين ذات موضوع واحد ; تعطى األسبقية في
143
دراسة النص التشريعي الذي أودع أوال بمكتب المجلس .
ويستنتج في هذا اإلطار ان دراسة مشاريع القوانين تمر عبر مسطرة خاصة و دقيقة ;
و قد تناولها النظام الداخلي لكال المجلسي و هده المسطرة على الشكل التالي :
إحالة رئيس المجلس على اللجنة الدائمة المختصة كل مشروع قانون تم إيداعه
لدى مكتب المجلس .باالضافة الى بت المكتب في تنازع اختصاص دراسة النص بين
144
اللجن
برمجة المكتب اللجنة المعنية دراسة مشاريع القوانين المعروضة عليها في أول
145
اجتماع لها في ظرف أسبوع من تاريخ إحالتها عليها و يتم إخبار الحكومة بذلك.
إعالن الرئيس اللجنة في بداية االجتماع عن جميع النصوص الموجودة داخل
146
اللجنة .و عن البرمجة الزمنية من اجل دراسة و التصويت على هذه النصوص
تقديم مشروع قانون من طرف ممثل الحكومة المحال مباشرة او بعد الموافقة
147
المجلس األخر عليه
148
المناقشة العامة لمشروع قانون
تقديم مواد المشروع و مناقشتها مادة بمادة و عند االقتضاء بابا او فصال و للجهة
149
صاحبة النص حق التعقيب في النهاية.
تقديم التعديالت .150
تنظر اللجنة في التعديالت في غضون 24ساعة على األقل او اقل ; باتفاق بين
151
أعضاء مكتب اللجنة ; وتقدم التعديالت و تناقش تعديال ; تعديال
142
المادة 127من النظام الدخلي لمجلس النواب
143
المادة 127من النظام الدخلي لمجلس النواب
144
المادة 127من النظام الداخلي لمجلس النواب و المادة 176من النظام الداخلي لمجلس المستشارين
145
المادة 128من النظام الداخلي لمجلس النواب و المادة 180من النظام الداخلي لمجلس المستشارين
146
المادة 128من النظام الداخلي لمجلس النواب و المادة 180من النظام الداخلي لمجلس المستشارين
147
المادة 130من النظام الداخلي لمجلس النواب و المادة 181من النظام الداخلي لمجلس المستشارين
148
المادة 130من النظام الداخلي لمجلس النواب و المادة 181من النظام الداخلي لمجلس المستشارين
149
المادة 130من النظام الداخلي لمجلس النواب و المادة 182من النظام الداخلي لمجلس المستشارين
150
المادة 130Iمن النظام الداخلي لمجلس النواب و المادة 184من النظام الداخلي لمجلس المستشارين
76 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
تصوت اللجنة على كل تعديل بمفرده .وبعد ذلك تصوت على المادة كما تم تعديلها
; او كما جاءت في مشروع القانون ; وتصوت في النهاية على مشروع القانون برمته.152
بعد اإليداع و اإلحالة لدى اللجنة المعنية .تتم اإلحالة مشروع القانون على الجلسة
العامة .و تتميز الجلسة العامة بمجموعة من المراحل المسطرية من اجل دراسة و تصويت
على مشاريع القوانين وهذه المراحل هي :
تسجيل مشروع القانون في جدول أعمال الجلسة العامة مرفقة بتقرير اللجنة التي
تدارسته. 153
اجتماع ندوة الرؤساء للتداول في تنظيم المناقشة العامة و البرمجة الزمنية ألشغال
المجلس.154
155
تقديم مشروع القانون من طرف الحكومة
تقديم تقرير اللجنة المختصة ; الذي يعطي للرئيس صالحية تقدير الوقت المخصص
لتقديمه.156
ال يمكن ان تعرض بعد ذلك للمناقشة و التصويت إال حالة واحدة ; تتعلق بالدفع بعدم
.157 قبول دراسة المشروع لتعارضه مع الدستور
ألعضاء المجلس وللحكومة حق اقتراح التعديل بعد افتتاح المناقشة; و للحكومة ان
158
تعارض في بحث كل تعديل لم يعرض من قبل على اللجنة الدائمة المختصة
إمكانية بت المجلس بتصويت واحد في النص ; كله او بعضه; بطلب من الحكومة
مع االقتصار على التعديالت المقترحة و المقبولة من قبلها .و يمكن االعتراض على هذه
159
المسالة من طرف المجلس و ذلك بأغلبية أعضائه
151
المادة 130Iمن النظام الداخلي لمجلس النواب و المادة 185و 186من النظام الداخلي لمجلس المستشارين
152
المادة 130Iمن النظام الداخلي لمجلس النواب و المادة 186من النظام الداخلي لمجلس المستشارين
153
المادة 133من النظام الداخلي لمجلس النواب و المادة 190و 191من النظام الداخلي لمجلس المستشارين
154
المادة 88من النظام الداخلي لمجلس النواب و المادة 192من النظام الداخلي لمجلس المستشارين
155
المادة 134من النظام الداخلي لمجلس النواب و المادة 192من النظام الداخلي لمجلس المستشارين
156
المادة 134من النظام الداخلي لمجلس النواب و المادة 192من النظام الداخلي لمجلس المستشارين
157
المادة 135من النظام الداخلي لمجلس النواب و المادة 192من النظام الداخلي لمجلس المستشارين
158
المادة 141من النظام الداخلي لمجلس النواب و المادة 195من النظام الداخلي لمجلس المستشارين
159
المادة 141من النظام الداخلي لمجلس النواب و المادة 140من النظام الداخلي لمجلس المستشارين
77 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
مناقشة التعديالت المتعلقة بكل مادة بعد انتهاء مناقشة النص الذي تتعلق هذه
التعديالت و يصوت عليها قبل التصويت على النص األصلي ; و بعد ذلك يشرع في
160
التصويت على كل مادة على حدة.
يصوت المجلس على مشروع القانون بأكمله
بعد المصادقة النهائية من طرف المجلس تتم إحالة مشروع القانون على المجلس
األخر من اجل المصادقة عليه.
و صفوة القول ان للقوانين التنظيمية تتميز عن القوانين العادية بمجموعة من
اإلجراءات والمساطر التي يجب التقيد بها فهي تختلف اختالفا تاما عن اإلجراءات التي
تمر بها القوانين العادية ; وفي هذا االتجاه فان القوانين التنظيمية لها إجراءات و تدابير
خاصة و يمكن إجمالها كما يلي :
160
المادة 142من النظام الداخلي لمجلس النواب و المادة 203من النظام الداخلي لمجلس المستشارين
78 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
يتم التصويت النهائي على النص باألغلبية المطلقة لألعضاء الحاضرين من مجلس
النواب .
إذا تعلق األمر بمشروع يخص مجلس المستشارين او الجماعات الترابية ; يتم
التصويت ،بأغلبية أعضاء مجلس النواب .
يتم إقرار القوانين التنظيمية المتعلقة بمجلس المستشارين باتفاق بين مجلسي البرلمان
على نص موحد.
تتم إحالة القوانين التنظيمية على المحكمة الدستورية من اجل البت في مطابقتها
ألحكام الدستور
إذا قضت المحكمة الدستورية بعدم دستورية كل او بعض مقتضيات القانون
التنظيمي ; يتم عرض القانون التنظيمي على المجلس الحكومي و المجلس الوزاري لترتيب
اآلثار القانونية على القرار الصادر عن المحكمة الدستورية.
تتم إحالته على مجلس النواب لتتدارس اللجنة المعنية خاصة ما يرتبط بترتيب اآلثار
القانونية ; ثم يعرض على الجلسة العامة لتتم المصادقة وفق المسطرة التشريعية السالفة
الذكر
تتم إحالته على مجلس المستشارين من اجل المصادقة
يتم إصدار األمر بتنفيذ القانون التنظيمي و ينشر بالجريدة الرسمية
كما سبقت اإلشارة الى هذا المعطى فان القوانين التنظيمية تحال وجوبا على المحكمة
الدستورية قبل اإلصدار األمر بتنفيذها ; و عند اإلحالة لدى المحكمة الدستورية تبت
79 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
المحكمة الدستورية في القوانين التنظيمية في غضون شهر من تاريخ اإلحالة ; غير أن
هذا األجل قد يخفض في حالة االستعجال الى ثمانية أيام ; بطلب من الحكومة .
وتؤدي إحالة القوانين التنظيمية على المحكمة الدستورية في هذه الحاالت ; الى وقف
سريان اجل إصدار األمر بتنفيذ .وعند بت المحكمة في مشروع القانون ان جزءا منه او
مادة منه مخالفة للدستور فتصرح المحكمة بعدم دستورية يمكن فصلها من مجموعه ;
ويجوز إصدار األمر بتنفيذ القانون التنظيمي باستثناء المادة المصرح بعدم دستوريتها.
161
161
المادة 27الفقرة الثانية من القانون التنظيمي للمحكمة الدستورية 066.13
162
المادة 151من النظام الداخلي لمجلس النواب
163
المادة 152من النظام الداخلي لمجلس النواب
164
المادة 153من النظام الداخلي لمجلس النواب
80 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
هذه هي العملية األخيرة حيث يتم نشر القانون الذي صدر األمر بتنفيذه ; بالجريدة
الرسمية للمملكة ; و ذلك في اجل أقصاه شهر من تاريخ ظهير إصداره
و خالصة القول فان مسطرة القوانين التنظيمية هي مسطرة تتميز بمجموعة من
اإلجراءات المسطرية ; و التي سبقت وتناولها بالدراسة و التحليل ; وتمر عبر مرحلتين
أساسيتين المرحلة البرلمانية و ما بعد المرحلة البرلمانية .فالمرحلة ما بعد البرلمانية هي
تعتبر أساسية و جوهرية ; فبعد استكمال المرحلة البرلمانية تحال القوانين التنظيمية وجوبا
على المحكمة الدستورية للنظر في مدى مطابقتها للدستور ; و بالتالي هذه المرحلة جد هامة
و حساسة و بالتالي يمكن طرح تساؤل .ماهي أهم المناهج التي يستعملها القاضي الدستوري
لمراقبته لهذه القوانين التنظيمية ? و هذا ما سيتم تدارسه في النقطة الموالية وهي مناهج
القاضي الدستوري في مراقبة القوانين التنظيمية ; و التمييز بين المراقبة الدستورية و
المنازعة الدستورية و بنية و مراحل إنتاج القرار الدستورية.
المطلب الثاني :مناهج القاضي الدستوري في مراقبة القوانين
التنظيمية
ان مصطلح مناهج في العمل القضائي الدستوري يحيل الى الطريقة المسطرية التي
يشتغل وفقها القاضي الدستوري في إنتاج القرارات الدستورية ; و الى مجموع األدوات و
التقنيات التي يوظفها وهو بصدد فحص إحالة او طعن دستوري أمامه ; و تكون في شكل
خطوات متبعة في التفكير للوصول الى تحديد العالقة التي تربط بين الوثيقة الدستورية و
مستعمليها ; إلثبات او نفي العالقة الدستورية ; وهي العملية المسماة بالتأويل الدستوري ;
كممر ضروري في مسلسل إنتاج القرار الدستوري; يمارسها القاضي الدستوري على
مستويين: 165
المستوى األول مضمون الوثيقة الدستورية
المستوى الثاني محتوى القانون
165
د .عبد الرحيم المنار السليمي "مناهج العمل القاضي الدسوري بالمغرب دراسة سوسيوقضائية " صفحة 1
81 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
وترتبط المسطرة القضائية بحقل قانون اإلجراءات ; وتعرف بكونها مجموعة من
القواعد لتنظيم العمل القضائي ; فهي عبارة عن مسلسل من اإلجراءات الشكلية التي تتبع
من طرف القاضي و أطراف المنازعة بهدف الوصول الى إنتاج قرار قضائي
الفرع األول:التمييز بين المراقبة الدستورية و المنازعة الدستورية
تختلف المراقبة الدستورية عن المراقبة الدستورية ; حيث هناك اختالف بينهما لكون
األولى هي إلزامية و الثانية هي تنازعية و خالفية وهذا ما سنوضحه في النقطة الموالية.
82 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
وهذه هي النقطة الموالية التي سيتم تناولها حول تقنيات التي يستعملها القاضي
الدستوري إلنتاج القرار الدستوري.
الفرع الثاني :تقنيات عمل القاضي الدستوري و مراحل إنتاج القرار
الدستوري.
ان القاضي الدستوري وهو بصدد فحص العالقة الدستورية بين القانون المحال عليه و الوثيقة
الدستورية يحتاج الى بعض التأويل .و التأويل الدستوري كعملية منهجية يدل على وجود تقنيات معمول
بها في التجارب القضائية الدستورية ; ليست في شكل مسلمات نظرية ولكنها مستقاة من الميدان
; (أي من مالحظة مناهج التأويل المستخدمة من طرف القضاة الدستوريين في المراقبة) ;
دون ان يعني أنها موحدة او مماثلة على مستوى التطبيق بل انها قد تكون موجودة الى
جانب مناهج اخرى و مطبقة بطريقة مغايرة .
و لشرعنة محتوى القرارات الدستورية ; فان القاضي الدستوري يلجا الى االعتماد على
مجموعة من المناهج .
و بالمقابل فان المحكمة الدستورية بالمغرب تنتج صنفا واحدا من األعمال القضائية وهي
القرارات الدستورية ; التي يجيب بواسطتها إما عن إحاالت قانونية عرضت أمامه لفحصها
و البت قي مدى مطابقتها للدستور ; او خصومات رفعت إليه ; وإما طعن انتخابي بين
166
مرشح راسب و منتخب فائز ; او منازعات دستورية بين أقلية البرلمانية و الحكومة .
ان القرار الدستوري يكون مختلفا عن الحكم القضائي العادي ; و تقود هذه الطبيعة
الخاصة للقرار الدستوري الى التساؤل عن مراحل مسلسل إنتاجه بدءا من العمل
التحضيري الى الشكل النهائي 167و يطرح مجموعة من التساؤالت كيف يصل القاضي
الدستوري الى اتخاذ القرار الدستوري? و ما هي وظيفة القاضي الدستوري المقرر في
هذا المسلسل ? و لماذا تحاط تقاريره بالسرية ? و ما معنى المداولة في المجلس ? وهل
لها بروتوكوالت خاصة ?
166
د .عبد الرحيم المنار السليمي "مناهج العمل القاضي الدسوري بالمغرب دراسة سوسيوقضائية " صفحة 150
167
د .عبد الرحيم المنار السليمي "مناهج العمل القاضي الدسوري بالمغرب دراسة سوسيوقضائية " صفحة 151
83 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
من خالل ما سبق سوف يتم دراسة كل من مناهج التأويل القاضي الدستوري في
الفقرة األولى على ان يتم التطرق الى مراحل إنتاج القرار الدستوري في الفقرة الثانية
الفقرة األولى :مناهج التأويل القاضي الدستوري
ان مصطلح مناهج في العمل القضائي الدستوري يحيل الى الكيفية او باألحرى الى
الطريقة التي يشتغل بها القاضي الدستوري في إنتاج القرارات الدستورية و الى مجموع
األدوات و التقنيات التي يوظفها وهو بصدد إحالة او طعن دستوري أمامه .
و القاضي الدستوري يستعمل مجموعة من المناهج ولعل أهمها ما يسمى بالتحفظات
التأويلية (. ) les réserves d'interprétation
ان منهج التحفظات التأويلية هو تقنية يتحفظ بواسطتها القاضي الدستوري على مادة
او مقتضى من المقتضيات نص موضوع المراقبة ; فالتحفظات التأويلية ينظر من
خاللها الى النص بكونه موسوم بعيب دستوري دون ان يصل القاضي الدستوري الى
درجة التصريح بعدم دستوريته إذ يتم انقاد النص في هذه الحالة عن طريق التحفظات
168
.
و هذا المنهج يثير بعض المالحظتين :
أنها تقنية توسع من هامش المناورة القاضي الدستوري و قدرته في التأثير على
باقي أجهزة الدولة
التحفظات التأويلية تفهم و كأنها دروس في القانون تلقن من طرف القاضي
الدستوري الى البرلمان و الحكومة
باالضافة الى هذا المنهج هناك مناهج اخرى وهي التحفظ التأويلي التقييدي
) (constructivesو ) )restrictivesو التحفظ التأويلي اإلنشائي او البنائي
التحفظ التأويلي التوجيهي ). (directives
168
د .عبد الرحيم المنار السليمي "مناهج العمل القاضي الدسوري بالمغرب دراسة سوسيوقضائية " صفحة 2
84 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
هذه التقنية تمكن القاضي الدستوري من تنقية النص التشريعي من اجل استخالص
صالحيته القاعدية بمعنى ان هذا النوع من التأويل يسمح للقاضي الدستوري بتطهير النص
169
النص القانوني بتقييده من المعنى او الداللة غير الدستورية .
وهذا المنهج يضم صنفين :
وهو الذي يمكن القاضي الدستوري من تفسير النص القانوني موضوع المراقبة او احد
مقتضياته ; بشكل يجعله عديم الجوهر او بال مضمون قاعدي ; بمعنى ان هذا التأويل يقيد
النص موضوع المراقبة في تفسير محدد ; وبتجاوزه يتحول النص الى أحكام و مقتضيات
باطلة دستوريا ; فهذا النوع من التأويل يؤدي الى إفالت النص من وصفه بعدم الدستورية ;
الن إفراغ النص من أي مضمون قاعدي يؤدي بالضرورة الى استحالة قيام عالقته
170
الدستورية
في هذا النوع من التأويل يقوم القاضي الدستوري بإعطاء النص القانوني موضوع
المراقبة معناه الحقيقي ; الذي ال يتفق مع معناه الظاهر ; و ذلك من خالل تفسير يراعي
تجانس و تكامل القواعد التشريعية ; و رفع التناقض بين النصوص ; أي إزالة التعارض
بين أجزائها لتغدو جميعها منصرفة الى نفس المعنى الذي ابتغاه المشرع ; إضافة إلى
171
مراعاة قاعدة ان النص الخاص يقيد النص العام منها .
ثانيا :التحفظ التأويلي اإلنشائي او البنائي
يقصد بهذا النوع بأنه يجوز للقاضي الدستوري بإضافة مقتضيات و أحكام تجعل النص
مطابق للدستور .وليس بحذف مقتضيات من القانون موضوع المراقبة .فهو عكس منهج
التحفظ التأويلي التقييدي الذي سبق و فسرناه ; فهذا المنهج ال يضيف أي شيء الى مضمون
القاعدي للنص .
169
د .عبد الرحيم المنار السليمي "مناهج العمل القاضي الدسوري بالمغرب دراسة سوسيوقضائية " صفحة 3
170
د .عبد الرحيم المنار السليمي "مناهج العمل القاضي الدسوري بالمغرب دراسة سوسيوقضائية " صفحة4
171
د .عبد الرحيم المنار السليمي "مناهج العمل القاضي الدسوري بالمغرب دراسة سوسيوقضائية " صفحة '4
85 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
فهذا المنهج أال وهو التحفظ التأويلي اإلنشائي او البنائي ; يضفي على النص لونا
يجعله مطابقا للدستور ; لهذا سميت القرارات التي تبنى على هذا الصنف بالقرارات
المضيفة .و هذا ما أدى الى جعل مضمون هذه القرارات التي تبنى على هذا الصنف
172
من التأويل باألحكام االستبدالية.
وفي هذا المنهج يمكن التمييز بين صنفين الصنف األول يتعلق أساسا بالتأويل
المضيف و الصنف الثاني بالتأويل االستبدالي .
فيما يخص التأويل المضيف ( (Additiveفهو عبارة عن تقنية تضيق للقانون
مقتضيات لمال و سد ثغراته و معالجة نقص النطاق القاعدي للنص التشريعي لكي يتفق
173
و يتطابق مع أحكام الدستور .
أما فيما يتعلق بالتأويل االستبدالي فهو عبارة عن تقنية ال تضيف الى المقتضيات
القانونية ; و لكن إنما تعمل على تبديل و تعويض القاعدة تعبر عنها بقاعدة اخرى ;
بمعنى ان هذه التقنية تقوم بسحب قاعدة المخالفة للدستور من نص تشريعي مطعون فيه
او المحال على القاضي الدستوري ; و إدخال قاعدة اخرى تتفق مع متطلبات الدستورية
174
.
ثالثا :التحفظ التأويلي التوجيهي()directive
هذا المنهج يختلف اختالفا كليا عن باقي المناهج التي سبق ذكرها ،فهذا المنهج هو
موجه مباشرة و بصفة أصلية الى السلطة المختصة بتطبيق القانون .و بالتالي فان هذا
المنهج (التأويل التوجيهي) يتطلب تطبيقه تدخل السلطة المختصة المعنية بمدلوله .ومن
تم فان دور القاضي الدستوري يقوم بإرشاد السلطات ذات الصالحية الى تقويم القانون
موضوع المراقبة و توجيهها الى القراءة الجيدة للدستور.175
وداخل هذا المنهج نجد نوعين ; فهناك المنهج البسيط و النوع الثاني المنهج المدعم :
172
دراسة سوسيوقضائية " صفحة 4و 5 د .عبد الرحيم المنار السليمي "مناهج العمل القاضي الدسوري بالمغرب
173
دراسة سوسيوقضائية " صفحة 5 د .عبد الرحيم المنار السليمي "مناهج العمل القاضي الدسوري بالمغرب
174
دراسة سوسيوقضائية " صفحة 5 د .عبد الرحيم المنار السليمي "مناهج العمل القاضي الدسوري بالمغرب
175
دراسة سوسيوقضائية " صفحة 6 د .عبد الرحيم المنار السليمي "مناهج العمل القاضي الدسوري بالمغرب
86 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
هذا المنهج يتمثل أساسا في دعوة المحكمة الدستورية او (المجلس الدستوري) للسلطات
المكلفة بتطبيق التشريع ; الى مراعاة مبدأ يتمتع بالعمومية في مضمونه ; مع االحتفاظ لهذه
السلطات بقدر كبير من الحرية في تنفيذ هذه المهمة .أي تذكير الحكومة و البرلمان ببعض
176
المبادئ الدستوري ; مون ان تصل الدرجة الى قيادة المتلقي في تطبيق القانون.
هذا الصنف من المناهج يتمثل في إعطاء مبادئ للسلطات المختصة قي التطبيق تتسم
بنوع من العمومية ; بحيث تهدف الى إرشاد المخاطبين بها لتحديد الطرق الواجب إتباعها
177
عند تطبيق القانون موضوع المراقبة .
فهذه التقنية ليست مجرد دعوة الى السلطات المكلفة بالتطبيق ; و احترام مبدأ عام او
احترام مبدأ دستوري ولكنها تعمل على مساعدة هذه السلطات على مهمتها في تطبيق
178
التشريع .
ان تقنية التحفظات التأويلية ال تعبر عن هم جمالي قانوني بقدر ما تعبر عن ضرورة
179
لشرعنة محتوى القرارات الدستورية .
و عموما ان ما يثير االهتمام و نحن بصدد دراسة هذه المناهج و التقنيات الذي يرتكز
عليها القاضي الدستوري من اجل إنتاج قرار دستوري بناءا على إحالة او طعن دستوري
أمامه ; هو كيفية اختيار هذه المناهج في التأويل القضائي الدستوري و مدى استقالليتها عن
التأثيرات السياسية ; و نحن نعلم ان تركيبة المحكمة الدستورية بالمغرب والتي تضم حسب
الفصل 130من الدستور المغربي لسنة 2011المادة األولى من القانون التنظيمي
)03( ; 066.13قضاة من طرف مجلس النواب و ( (03قضاة من طرف مجلس
المستشارين و ذلك عن طريق االنتخاب بعد التصويت باالقتراع السري و بأغلبية ثلثي
األعضاء الذين يتألف منهم كل مجلس .مما قد يؤثر في اختيار هذه األصناف من
المناهج .
176
دراسة سوسيوقضائية " صفحة 6 د .عبد الرحيم المنار السليمي "مناهج العمل القاضي الدسوري بالمغرب
177
دراسة سوسيوقضائية " صفحة 6 د .عبد الرحيم المنار السليمي "مناهج العمل القاضي الدسوري بالمغرب
178
دراسة سوسيوقضائية " صفحة 7 د .عبد الرحيم المنار السليمي "مناهج العمل القاضي الدسوري بالمغرب
179
دراسة سوسيوقضائية " صفحة 7 د .عبد الرحيم المنار السليمي "مناهج العمل القاضي الدسوري بالمغرب
87 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
باالضافة الى هذا فان هذه المناهج التي ذكرناها ال يعني ان المحكمة الدستورية في
النظام المغربي ; يطبقها بهذا الشكل فقد يطبقها بوعي ; و قد يعمل بها عن غير وعي
يمكن ان تكون له مناهج خاصة به .كما ان القاضي الدستوري يستغل في مجال
االنتخابية الذي يصعب في تطبيق هذه المناهج و التقنيات ; حيث يتحول القاضي
في مجال الطعون االنتخابية يتحول الى قاضي عادي يكيف و يختار القاعدة المالئمة
180
للحالة المعروضة أمامه .
يستفاد من كل هذا ان القاضي الدستوري يستغل في ثالث مجاالت :
180
د .عبد الرحيم المنار السليمي "مناهج العمل القاضي الدسوري بالمغرب دراسة سوسيوقضائية " صفحة 7
181
د .عبد الرحيم المنار السليمي "مناهج العمل القاضي الدسوري بالمغرب دراسة سوسيوقضائية " صفحة 242
182
د .عبد الرحيم المنار السليمي "مناهج العمل القاضي الدسوري بالمغرب دراسة سوسيوقضائية " صفحة 242
88 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
يفصل بين مرشح راسب و مرشح فائز; بعكس المراقبة و المنازعة الدستورية اللذان
183
يحتاجان الى مهنية خاصة لدى القاضي الدستوري .
ونستنتج آن القاضي الدستوري تتجلى وظيفته في االستناد على ثالثة منطلقات أساسية:
أوال وظيفة القاضي الدستوري هي التأويل النص الدستوري حيث ال تتمثل في خلق
قاعدة الدستورية او النطق بها حرفيا فقط .
ثانيا أن تكون للقاضي الدستوري حدود ذاتية لكونه يفحص القانون و يبدي مالحظاته
حول دستوريته.
ثالثا أن القاضي الدستوري في أي تجربة كانت ; يحيل الى اجتهاداته التي تضمنت
حاالت مشابهة فالقرارات السابقة تشكل منطلقا في عمل القاضي الدستوري; غير ان ذلك ال
184
يعني في المقابل التراجع عن بعض المواقف محظور و لكنه أمر مرغوب فيه أحيانا.
ان البحث في مناهج القاضي الدستوري يبقى مجرد محاولة نسبية لتنميط و تصنيف
طريقة عمل القاضي الدستوري ; وهو بصدد فحص العالقة الدستورية بين القانون المحال
عليه او المطعون فيه من جهة ; و الوثيقة الدستورية من جهة اخرى .و من تم فان
استخراج هذه المناهج التأويلية ال يعني أنها متطابقة بشكل آلي نظرا الختالف التجارب
الدستورية و السياسية .
فالتجربة القاضي الدستوري بالمغرب أنتجت مناهج خاصة في التأويل الدستوري .وبناءا
عليه تؤشر قرارات المجلس الدستوري المغربي على عمله بثالث مناهج أساسية للتأويل في
مجال المراقبة الدستورية وهم :
183
د .عبد الرحيم المنار السليمي "مناهج العمل القاضي الدسوري بالمغرب دراسة سوسيوقضائية " صفحة 242و 243
184
د .عبد الرحيم المنار السليمي "مناهج العمل القاضي الدسوري بالمغرب دراسة سوسيوقضائية " صفحة 243
89 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
أ -منهج عدم المناقضة و االستنتاج بمفهوم المخالفة
يستمد منهج عدم المناقضة من القاعدة التي تقول " انه يعتبر محظورا كل مانع يكون
مباحا بصريح النص الدستوري".
أما االستنتاج بمفهوم المخالفة يعني تطبيق حكم على حالة عكس الحكم المنصوص عليه
لحالة معينة ; أما الختالف العلة فيها ; او الن النص يفيد ان الحكم قاصر على الحالة
المنصوص عليها بالذات وال يتعداها الى غيرها من الحاالت األخرى حتى ولو كانت من
نفس النوع .بمعنى تطبيق حكم على حالة عكس الحكم المنصوص عليه لحالة اخرى ;
داخل نفس النص القانوني موضوع المراقبة .185
وقد عمل المجلس الدستوري خالل نظره في النظام الداخلي لمجلس النواب المحال عليه
بتاريخ 1994/12/07حيث اعتبر ان الفصالن 51و 56من الدستور 1992ال يسعان
صراحة حق التقدم باقتراح القوانين او تعديلها إال للوزير األول وأعضاء مجلس النواب
واستنتج بمفهوم المخالفة ان ممارسة هذا الحق ال تنطبق على مكتب مجلس النواب او اللجن
النيابية وبالتالي صح بعدم دستورية المادة 39منه .
وبالتالي فان القاضي الدستوري المغربي وهو في مرحلة العمل القضائي للغرفة
الدستورية تحولت هذه القاعدة (االستنتاج بمفهوم المخالفة) ; من الشريعة اإلسالمية وأصول
الفقه ; الى منهج يطبق في مراقبة دستورية القوانين ; وذلك إما باالكتفاء بقاعدة "يعتبر
محظور كل ما لم يكن مباحا بصريح النص الدستوري" .وأما بتكملتها باستنتاج المخالفة
186
ينطلق هذا المنهج من القاعدة القائلة ":ال يعتبر ممنوعا إال ما نص عليه صراحة في
الدستور" وعليه قام القاضي الدستوري بإبطال عدة مقتضيات في النظام الداخلي لمجلس
185
د .عبد الرحيم المنار السليمي "مناهج العمل القاضي الدسوري بالمغرب دراسة سوسيوقضائية " صفحة 245
186
د .عبد الرحيم المنار السليمي " مناهج العمل القاضي الدسوري بالمغرب دراسة سوسيوقضائية " صفحة 246
90 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
النواب خاصة تلك التي تربط تكوين القوى النيابية باالنتماء الحزبي و مقتضيات اخرى في
187
القوانين التنظيمي.
يستنتج إذن ان منهج المطابقة هو نقيض لمنهج عدم المناقضة وبين المنهجين تصبح
للقاضي الدستوري سلطة المطلقة في فحص و مراقبة النصوص القانونية .و ان انتقال
القاضي الدستوري المغربي بين هاذين المنهجين يفتح باب الخطر او ما يعرف باإلنزالق
التأويلي للدستور ; فيصبح القاضي الدستوري يتأرجح ما بين الممنوع صراحة ; و
المحظور لعدم إباحته،و المستنتج منعه من سكوت النص الدستوري عنه ،و المستنتجة
إباحته من سكوت النص الدستوري عنه .188
ج-منهج التحفظات التأويلية
يعرف منهج التحفظات التأويلية على أنها تقنية شرعية غير منصوص عليها تمكن من
فحص المضمون القاعدي لنص معين بطريقة مباشرة ،و ذلك لجعله منسجما مع
المقتضيات الدستورية .189
بمعنى أخر فهي تمكن القاضي الدستوري من التخلص من التأرجح بين التصريح بين
المطابقة وعدم المطابقة بشكل جامد ; الى التصريح بكون مقتضى معين مطابق للدستور;
190
بشرط ان يتم تأويله او تطبيقه بالشكل الذي يحدده القاضي الدستوري نفسه.
الفقرة الثانية :مراحل إنتاج القرار الدستوري
تنتج المحكمة الدستورية بالمغرب (المجلس الدستوري سابقا) صنفا واحدا من األعمال
القضائية وهي القرارات الدستورية ; التي يجيب بواسطتها إما عن إحاالت قانونية لفحصها
و البت في مدى دستوريتها .او عن خصومات رفعت إليه ( طعون انتخابية) او منازعات
دستورية .
و بالتالي يكون القرار الدستوري مختلفا عن الحكم القضائي العادي ; بصدوره عن
المحكمة (المجلس الدستوري سابقا).
187
د .عبد الرحيم المنار السليمي "مرجع سابق" صفحة 257
188
د .عبد الرحيم المنار السليمي "مرجع سابق" صفحة 260و 261
189
د .عبد الرحيم المنار السليمي "مرجع سابق" صفحة 261
190
د .عبد الرحيم المنار السليمي "مناهج العمل القاضي الدستوري بالمغرب دراسة سوسيوقضائية " صفحة 262
91 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
و هذا االختالف يقود الى طرح مجموعة من التساؤالت من أهمها ما هي مراحل
مسلسل إنتاج القرار الدستوري بدءا من العمل التحضيري الى الشكل النهائي ? و ماهي
وظيفة القاضي الدستوري المقرر في هذا المسلسل ? ما معنى المداولة في عمل المحكمة
الدستورية (المجلس الدستوري سابقا)
من خالل التساؤالت المطروحة يتضح ان مراحل إنتاج القرار الدستوري من العمل
التحضيري الى الشكل النهائي يتم عبر ثالثة مراحل من اجل صياغته تقودنا الى الحديث
عن ثالثة نقط رئيسية :
أوال :القاضي الدستوري المقرر و دوره في إعداد مشروع القرار الدستوري
ثانيا:المداولة في المحكمة الدستورية (المجلس الدستوري سابقا)
ثالثا :بنية القرار الدستوري
أوال :القاضي الدستوري و دوره في إعداد مشروع القرار
الدستوري.
يظهر جليا دور القاضي الدستوري المقرر في إنتاج و إعداد القرار الدستوري لكونه
يشكل الحلقة األساسية في عمل المحكمة الدستورية إذ يمثل التقرير الذي يقدمه نقطة
االنطالق للمداوالت ; و بالتالي تطرح مجموعة من التساؤالت و اإلستفهامات حول
كيفية وطريقة تعينه خصوصا أمام غياب معايير مكتوبة في النص التنظيمي للمحكمة
الدستورية ; وحول إمكانية وجود مسطرة خاصة و قارة و مضبوطة و خاصة ان األمر
يتعلق بمؤسسة دستورية .
ان اختيار القاضي الدستوري المقرر يعد من بين أهم القرارات الهامة التي يتخذها
رئيس المحكمة الدستورية لتشغيل المسطرة وفق ما يمنحه إياه القانون التنظيمي
" 17تبت المحكمة الدستورية في القضايا المعروضة عليها بعد 066.13المادة
االستماع الى تقرير عضو من أعضائها يعينه الرئيس " .و يثير هذا التعيين الذي ينفرد
به الرئيس المحكمة الدستورية مجموعة من اإلشكاليات حيث ال توجد معايير مكتوبة و
محددة في تعيين القاضي المقرر.
92 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
وفي التجارب المقارنة و بالضبط التجربة البلغارية يالحظ ان رئيس المحكمة الدستورية
يعين القاضي المقرر بعد إعداده لملف مسبق حول كل قاضي دستوري من حيث تكوينه و
تخصصه و عدد الملفات التي اشتغل عليها داخل المحكمة الدستورية ; ويجرى تعيين
القاضي المقرر في التجربة البرتغالية وفق القرعة حيث يرفض الرئيس تعيينه بشكل
أوتوماتيكي ; و تجرى هذه القرعة في بداية كل سنة قضائية و ذلك بوضع رقم خاص بكل
قاضي ; و خالل 15يوما يتم إجراء القرعة حول الملفات التي قدمت للمحكمة وفق للنظام
الرقمي الترتيبي للقضاة الذي وضعته المحكمة في بداية السنة .
أما في فرنسا فيتم تعيين القاضي الدستوري المقرر عن طريق التناوب بين القضاة ;
طبعا مع األخذ بعين االعتبار كفاءتهم .
ونشير في هذا الصدد الى مالحظة حد مهمة وهي ان تعيين القاضي الدستوري يكون
سريا حيث يتضح من خالل القرارات التي تصدرها المحكمة الدستورية من خالل العبارة
التالية …….و بعد االستماع الى العضو المقرر و المداولة و طبق القانون "; و تفيد هذه
العبارة صراحة الى السرية التامة في ذكر اسم القاضي الدستوري المقرر .
ان وظيفة القاضي الدستوري تتحدد باألساس في االعتماد على األسلوب الفردي حيث ال
يوجد بما يسمى بالمقرر المساعد ; و من تم فان المقرر له األهلية و الصالحية الكاملة في
الحصول على أية وثيقة من شانها ان تساعد في فحص او توضيح الخالف (طعن انتخابي
او دستوري ) ; فمثال يقوم المقرر في مجال المنازعة االنتخابية بفحص عريضة الطعن و
توجيه نسخة منها الى المطعون في انتخابه ; و يضرب له أجال لالطالع عليها ; و اإلدالء
بمالحظات مكتوبة ،كما يطلب من الرئيس بإجراء تحقيق في الموضوع بتلقي تصريحات
الشهود و إجراء التحقيقات في عين المكان .و بعد جمع هذه الوثائق فانه يعمد الى إعداد
التقرير او مشروع القرار الدستوري .
و عموما فان وظيفة القاضي الدستوري تثير ثالثة مالحظات و هي جوهرية وهي :
المالحظة األولى:
غياب مساعدين للقاضي الدستوري المقرر ; حيث يشتغل بصفة فردية عكس في
التجارب المقارنة كما هو الحال في البرتغال حيث نجد القاضي الدستوري المقرر بجانبه
مساعد له يختاره بنفسه و يقترحه على رئيس المحكمة الدستورية من اجل تعيينه .
93 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
المالحظة الثانية:
ان القاضي الدستوري المقرر يشتغل مهما كان شكل اإلحالة او طعن الدستوري او
االنتخابي فانه يكون ملزما بإدارة مداولته بتقرير او مشروع واحد .
المالحظة الثالثة:
وجود خلط في عمل القاضي الدستوري بين وثيقتين مختلفتين :التقرير و مشروع
القرار الدستوري
فالتقرير يضم العديد من األقسام و يضم في شق األول منه القانون الذي يؤطر اإلحالة
او الطعن والشق الثاني يضم تحليال للحجج المتبادلة في إطار المسطرة التي تكون
حضورية .
أما مشروع القرار الدستوري فهو وثيقة ناتجة عن التقرير تعرض على القضاة
الدستوريين لمناقشة حيثياتها لتكملتها بمقتضيات لم يتطرق إليها القاضي المقرر او
التصويت عليها بدون إضافات بعد المناقشة وعادة يوزع مشروع القرار الدستوري على
قضاة المجلس الدستوري أربع و عشرين ساعة قبل المداولة
.وفي الممارسة الحالية للمحكمة الدستورية بالمغرب ليس هناك ما يفيد ان مشروع
التقرير يقدم قبل المداولة الى باقي القضاة الدستوريين لإلضالع عليها الشيء الذي يؤدي
الى خلق صعوبة تقنية و قانونية في مناقشة المشروع أثناء المداولة .
والشكل التالي يوضح بجالء كيفية انعقاد المداولة داخل المحاكم و المجالس الدستورية
94 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
انعقاد الجلسات
النصاب القانوني لالعضائها
-االغلبية
التصويت مناقشة التعديالت واالضافات تالوة التقرير الدستوري
الراي المخالف
و صفوة القول ان المداولة في عمل الحاكم و المجالس الدستورية تختلف اختالفا كبيرا
كما هي في القضاء العادي ; و ذلك لكون المداولة في المحاكم و المجالس الدستورية هي
تكون بين أشخاص معينين من طرف سلطات دستورية و سياسية ; باالضافة الى هذا
المعطى ف ان المداولة في المحاكم الدستورية هي ذلك المجال الذي يتكون فيه القاضي
الدستوري ،حيث تشكل له اإلطار من اجل التكوين و االلتقاء داخلها بمجموعة من
191
التجارب المهنية (قضاة عاديون – محامون – أساتذة جامعيون )….
191
د .عبد الرحيم المنار السليمي "مناهج العمل القاضي الدستوري بالمغرب دراسة سوسيوقضائية " صفحة 177
95 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
الدستوري الصادر في مجال مراقبة القوانين التنظيمية ; و المنازعات الدستورية و
الطعون االنتخابية .أما النقطة الثانية فهي تتعلق بإشكالية الجودة في القرار
الدستوري.192
فيما يخص النقطة األولى أال وهي شكل القرار الدستوري فنالحظ ان هناك اختالفا في
شكل القرار الدستوري لكل من القرار الصادر في مجال مراقبة األنظمة الداخلية
للبرلمان ; او في مجال مراقبة القوانين التنظيمية ; او في المنازعات الدستورية ; او في
مجال الطعون االنتخابية
ان القاضي الدستوري و أثناء فحصه للقوانين التنظيمية و األنظمة الداخلية للبرلمان
او البت قي طعن دستوري او انتخابي ينهج المراحل التالية :
و بالتالي فان القاضي الدستوري صار على هذا النهج في جميع قراراته ; لكن هذا ال
يعني ان داخل بنية القرار الدستوري ; نجد ان هناك اختالف في شكل القرار و هذا ما
سنوضحه .
192
د .عبد الرحيم المنار السليمي "مناهج العمل القاضي الدستوري بالمغرب دراسة سوسيوقضائية " صفحة 191و 192
193
د .عبد الرحيم المنار السليمي "مناهج العمل القاضي الدستوري بالمغرب دراسة سوسيوقضائية " صفحة 191
96 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
فيما يخص مراقبة األنظمة الداخلية للبرلمان فان المنهجية التي يتبعها القاضي الدستوري
من اجل صياغة القرار الدستوري فالقاضي الدستوري يستند على فحصه لكل مادة من
المواد على حدة ; حيث يقوم بسرد المادة حرفيا و مقابلتها بنص دستوري محدد ،في حالة
وجوده بوضوح ،الستنتاج المطابقة من عدمها ،و إما بإحالة عامة على الوثيقة الدستورية
برمتها ،في حالة عدم و جود نص واضح ،إذ يلجآ القاضي الدستوري إلى اإلستنتاج او
إستنباط بعض المقتضيات التي تبدو له مضمنة في النص الدستوري ،و يصرح بناء على
ذلك بعدم مخالفة المادة او مخالفتها للدستور ،و ان كانت المطابقة و المخالفة تظهر في
تعليل القرار الدستوري لتختفي في منطوقه ،حيث تكتفي المحكمة الدستورية ،إما بمطابقة
194
المادة للدستور او عدم مطبقتها له.
أما بالنسبة للقرارات الدستورية الصادر في مجال مراقبة القوانين التنظيمية كونها تستند
على شقين:
أوال فحص الشكل و اإلجراءات المتبعة إلقرار القانون التنظيمي من خالل مراقبة
المحكمة الدستورية ،للوثائق المدرجة في ملف اإلحالة ،الستنتاج ان القانون الذي أحاله
رئيس الحكومة ،ورد في شكل قانون تنظيمي ،وفق أحكام مادة من مواد الوثيقة
196
الدستورية ، 195وأنه تم عرض مشروعه للمداولة و التصويت بمراعاة األجل المقرر.
ثانيا فحص مضمون محتويات المواد المكونة للقانون التنظيمي للتصريح إما بالمطابقة او
عدم المطابقة ، 197مخالفة او عدم مخالفة للدستور .198
194
د .عبد الرحيم المنار السليمي "مناهج العمل القاضي الدستوري بالمغرب دراسة سوسيوقضائية " صفحة 194
195
د .عبد الرحيم المنار السليمي "مناهج العمل القاضي الدستوري بالمغرب دراسة سوسيوقضائية " صفحة 199
196
تنص المادة 21من القانون التنظيمي للمحكمة الدستورية 066.13على :
يحيل رئيس الحكومة على الفور القوانين التنظيمية التي اقرها البرلمان ,بصفة نهائية ,الى المحكمة الدستورية قبل اصدار االمر بتنفيذها ,قصد
البت في مطابقتها للدستور .
و يشار في رسالة االحالة ,عند االقتضاء الى ان االمر يدعو الى التعجيل بالبت في الموضوع .
وايضا تنص المادة 25من القانون التنظيمي المتعلق بالمحكمة الدستورية 066.13على :
تقوم المحكمة الدستورية ,فور احالة القوانين التنظيمية و القوانين و األنظمة الداخلية للمجالس ,و االلتزامات الدولية اليها ,بإبالغ ذلك الى الملك
و رئيس الحكومة و رئيس كل من المجلسي البرلمان الذي يتولى اعالم اعضاء مجلسه باالمر .
و لرئيس الحكومة و رئيس مجلس النواب و رئيس مجلس المستشارين و اعضاء المجلسين ,ان يدلوا الى المحكمة الدستورية بما يبدو لهم من
مالحظات كتابية في شأن القضية المعروضة عليها .
المادة 26من القنون التنظيمي للمحكمة الدستورية 066.13في فقرتها االولى على :
تبت المحكمة الدستورية في مطابقة القوانين التنظيمية و القوانين و االنظمة الداخلية للمجالس و االلتزامات الدولية للدستور ,داخل اجل ثالثين
( )30يوما يحتسب ابتداء من تاريخ احالتها اليها او في غضون ثمانية ( )08ايام في حالة االستعجال بطلب من الحكومة .
197
ٍ د .عبد الرحيم المنار السليمي "مناهج العمل القاضي الدستوري بالمغرب دراسة سوسيوقضائية " صفحة 199
198
و تنص الفقرة الثانية من نفس المادة 26من القنون التنظيمي للمحكمة الدستورية : 066.13
وفور نشر قرار المحكمة الدستورية القاضي بمطابقة قانون تنظيمي او قانون للدستور ,ينتهي فيما يخص هذا القانو التنظيمي او القانون ,وقف
سريان االجل المحدد إلصدار األمر بتنفيذ القانون .
97 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
أما فيما يخص القرارات الصادرة في مجال المنازعات الدستورية فهي تختلف عن
القرارات الصادرة في مجال فحص األنظمة الداخلية او القوانين التنظيمية و ذلك
199
على ثالثة أنواع من الحيثيات في الرد او الجواب على دفوعات الطاعنين .
الحيثية األولى يعمد فيها القاضي الدستوري الى عرض كل دفع للطاعنين على حدة .
الحيثية الثانية وهي استنتاج القاضي الدستوري حيث يبدأها بحرف "لكن" ،و ذلك من
اجل التعليل.
الحيثية األخيرة وهي تفنيد او مسايرة دفع الطاعنين و اإلعالن عن كون المقتضى
المطعون فيه مصاب بعيب عدم الدستورية .200
وبالتالي يتضح ان هناك أسلوب مغاير للقاضي الدستوري أثناء بته في مدى دستورية
القوانين العادية عكس األسلوب المتبع أثناء مراقبته لألنظمة الداخلية للبرلمان و القوانين
التنظيمية ،فالقاضي الدستوري وفي بته في مدى دستورية القوانين العادية فهو يعمد الى
محاولة تعليل مواقفه من دفوعات الطاعنين و ذلك ببناء استنتاجات حتى ولو كانت
غامضة أحيانا .201
أما القرارات الدستورية االنتخابية فهي شبيهة باألحكام و القرارات القضائية الصادرة
عن المحاكم العادية ،ألنها تستند على البت في دفوعات الطاعنين عبر عرض للوقائع ،
و القيام بتكييفها القانوني لإلجابة على كل وسيلة او دفع على حدة ،و التصريح دون
سابق إجراء تحقيق سابق ،بعدم قبول عريضة الطعن الفتقادها الشروط الشكلية في
المنازعة ،و إما برفض الطلب إذا لم تكن لها تأثير في نتائج االنتخاب .202و إذا قضت
المحكمة الدستورية لفائدة الطاعن ،إما ان تلغي االنتخاب المطعون فيه ،او تصحيح
203
النتائج التي أعلنتها لجنة اإلحصاء و اإلعالن عند االقتضاء المرشح الفائز .
98 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
لكن رغم هذا االختالف يالحظ ان جل القرارات الدستورية أنها تفتح بعبارة الحمد هلل و
حده و هذه العبارة ال نجدها في األحكام و القرارات القضائية الصادرة عن المحاكم العادية
،باالضافة إال ان جميع القرارات الدستورية و حتى في األحكام و القرارات القضائية
تصدر باسم الملك حيث ان الملك هو على رأس السلطة القضائية (الفصل 56من الدستور
204
حيث يترأس المجلس األعلى للسلطة القضائية) .
أما النقطة الثانية وهي إشكالية الجودة في القرار الدستوري ،فقياس الجودة يتجاوز
205
لينصب على تقييم القرار الدستوري نفسه ،كإنتاج قضائي .
ومن اجل قياس الجودة في القرار الدستوري فال بد من الحديث عن اللغة المستعملة في
القرار الدستوري ،لكون اللغة ليست آلية من آليات التواصل بين القاضي الدستوري ،و
أطراف اإلحالة او الطعن ،و لكن في طبيعة القرار الدستوري و مدى وضوحه بالنسبة
للمتلقي ،خارج عالقة القاضي الدستوري بأطراف الطعن او اإلحالة .206
ومن تم فان لغة القرار الدستوري تحتاج الى ضوابط للعبارة و التأويل و التحليل الداللي
للنصوص التشريعية ،إضافة الى التحرير السليم لكل حيثية من الحيثيات المضمنة في
القرار الدستوري ،الذي قد يصبح معقدا عن الفهم و التفسير في حاالت التكرار ،او
االستعمال المفرط و المزدوج ألدوات النفي او اعتماد عبارات و جمل غامضة ،او تحرير
القرار دون استعمال الفواصل و النقط التي من شانها ان تساعد على القراءة و الفهم .
باالضافة الى وجود إشكالية أخرى تتمثل في ان القضاة الدستوريين إما لهم تكوين لغوي
فرنسي صرف او عربي صرف ،مما يؤدي الى جعل القرار الدستوري أثناء ترجمته يفقده
معناه الحقيقي .207
وهذا أدى الى الخروج باستنتاج أال وهو ،ان اللغة في القرار الدستوري المغربي تحتاج
الى التدقيق و الضبط في اختيار المصطلحات و العبارات ،و خاصة في الحاالت التي يلجا
فيها القاضي الدستوري الى استعمال مفردات من خارج حقل القانون الدستوري ،لتوضيح
مقتضيات مرتبطة بمواد الوثيقة الدستورية نفسها ،او القوانين التنظيمية المكملة لها .208
204
د .عبد الرحيم المنار السليمي "مناهج العمل القاضي الدستوري بالمغرب دراسة سوسيوقضائية " صفحة 208و 209
205
د .عبد الرحيم المنار السليمي "مناهج العمل القاضي الدستوري بالمغرب دراسة سوسيوقضائية " صفحة 213
206
د .عبد الرحيم المنار السليمي "مناهج العمل القاضي الدستوري بالمغرب دراسة سوسيوقضائية " صفحة 214
207
د .عبد الرحيم المنار السليمي "مناهج العمل القاضي الدستوري بالمغرب دراسة سوسيوقضائية " صفحة 214و 215
208
د .عبد الرحيم المنار السليمي "مناهج العمل القاضي الدستوري بالمغرب دراسة سوسيوقضائية " صفحة 222
99 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
ثم أيضا و في عالقة بنفس الموضوع أي قياس جودة القرار الدستوري يطرح آجال
البت و خصوصا في مجال الطعون االنتخابية ،حيث تكون اآلجال طويلة ،و يفسر هذا
209
في ارتفاع عدد الطعون االنتخابية ،و ضعف الموارد البشرية .
209
د .عبد الرحيم المنار ألسليمي "مناهج العمل القاضي الدستوري بالمغرب دراسة سوسيوقضائية " صفحة 225و 227
100 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
لقد شكل الدستور المغربي الصادر بتاريخ فاتح يوليوز ، 2011قطيعة مع الدساتير
السابقة على عدة مستويات حيث عمل من خالله المشرع الدستوري على توسيع مجال
الحقوق و الحريات ووضع الضمانات الالزمة لممارستها .كما كرس مبدأ فصل السلط
وذلك عن طريق توسيع صالحيات البرلمان في مجالي التشريع والرقابة على العمل
الحكومي ،و االرتقاء بالحكومة الى مستوى سلطة تنفيذية تنبثق عن االنتخابات التشريعية ،
و تمارس اختصاصات واسعة في المجال التنفيذي ،و تتمتع بمجموعة من الصالحيات التي
210
كانت في الدساتير السابقة تندرج ضمن اختصاصات المؤسسة الملكية .
كما تضمن الدستور الجديد النص على المبادئ األساسية الستقاللية السلطة القضائية ،و
نص على إحداث محكمة دستورية بدال من المجلس الدستوري .باإلضافة إلى التنصيص
على عدة مقتضيات هامة و التي تتعلق باال ساس في تطوير الديمقراطية المحلية من خالل
تطوير موقع و اختصاصات و صالحيات الجهات و الجماعات الترابية ،و التنصيص
أيضا على عدة تدابير لتحقيق الديمقراطية التشاركية ،و ضمان مشاركة و مساهمة
المواطنين و المواطنات في إعداد السياسات العمومية و تفعيلها و تنفيذها و تقييمها .هذا
الى جانب إحداث مجموعة من المؤسسات الحكامة في مجاالت حماية الحقوق و الحريات و
الحكامة الجيدة و التنمية البشرية و المستدامة و الديمقراطية التشاركية .211
لقد شهد الدستور الجديد لسنة 2011مجموعة من التغيرات ،سواء على مستوى
المجاالت التي غطتها القوانين التنظيمية ،او على مستوى إقرار هذه القوانين التنظيمية ،و
هذه األخيرة بالنظر الى الدور الكبير الذي تلعبه ،حيث أعطاها المشرع الدستوري أهمية
212
خاصة في هذا الدستور الجديد .
وانطالقا من هذا المعطى فقد تغير مجال القوانين كثيرا عما كان عليه الحال في الدستور
لسنة ،1996حيث كان ينص هذا األخير على ) )9تسعة قوانين تنظيمية المنصوص عليها
210
ذ .احمد مفيد ا "دستور 2011اضاءات متقاطعة على الدستورانية المغربية الجديدة " وتم تقديم مداخلته تحت عنوان " االختصاصات
التشريعية للبرلمان و سؤال الفعالية " منشورات الجمعية المغربية للقانون الدستوري بدعم من مؤسسة هانس سايدل األلمانية مطبعة المعارف
الجديدة 2014صفحة . 43
211
ذ .احمد مفيد ا "دستور 2011اضاءات متقاطعة على الدستورانية المغربية الجديدة " وتم تقديم مداخلته تحت عنوان " االختصاصات
التشريعية للبرلمان و سؤال الفعالية " منشورات الجمعية المغربية للقانون الدستوري بدعم من مؤسسة هانس سايدل األلمانية مطبعة المعارف
الجديدة 2014صفحة 43
212
ذ . .نور السداة حميوي "القوانين التنظيمية بين المشرع الدستوري و السلطة التشريعية" المجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمية عدد 103
مارس -ابريل 2012الصفحة 57
101 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
في الفصول التالية .95 ،92 ،80 ،50 ،42 ،38 ،37 ،21 ،14 :أما دستور 2011
فقد أضاف مجموعة من المجاالت الى مجاالت القوانين التنظيمية التي لم يكن منصوصا
عليها في دستور لسنة ، 1996حيث تجاوزت ما يقارب ( )23ثالثة و عشرين قانون
تنظيمي .
و هذا الكم الهائل من القوانين التنظيمية يطرح بعض اإلشكاليات كالجودة في
صياغتها باالضافة الى المدة الزمنية التي يجب المصادقة عليها أال وهي قبل االنتهاء
الوالية التشريعية االولى من صدور دستور الجديد للمملكة اي قبل االنتخابات التشريعية
ل 7اكتوبر استنادا الى مضمون الفصل 86من الدستور الذي ينص ":تعرض مشاريع
القوانين التنظيمية المنصوص عليها في هذا الدستور وجوبا قصد المصادقة عليها من
قبل البرلمان ،في اجل ال يتعدى مدة الوالية التشريعية االولى التي تلي صدور االمر
بتنفيذ هذا الدستور ".
و بالتالي فنحن نعلم ان هذا الكم الهائل من القوانين التنظيمية يتطلب بعض الوقت من
اجل صياغتها و إقرارها و المصادقة عليها مما يطرح إشكالية الجودة في صياغتها
باإلضافة الى جودة قرارات المحكمة الدستورية أثناء البت في مشاريع القوانين التنظيمية
.
وتبعا لكل هذا فان القوانين التنظيمية إذا تمت صياغتها بخلفية ديمقراطية ،فسنكون
أمام نصوص تؤسس النتقال ديمقراطي حقيقي و تسهم في استكمال بناء دولة المؤسسات
و القانون ،و إذا تمت صياغتها بعقلية قديمة ،فإننا سنكون أمام عملية إفراغ الدستور
الجديد من محتواه الديمقراطي .213
من كل هذا يمكن طرح بعض التساؤالت هل القوانين التنظيمية سارت او واكبت
مقتضيات النصوص الدستورية أم تم إفراغ محتواها ? كيف كانت قرارات المحكمة
الدستورية أثناء البت في مشاريع القوانين التنظيمية ? هل لعبت المحكمة الدستورية
دورا حيويا في مجال مراقبة دستورية القوانين و بالخصوص في مشاريع القوانين
213
ذ .عبد العالي حامي الدين "دستور 2011اضاءات متقاطعة على الدستورانية المغربية الجديدة " وتم تقديم مداخلته تحت عنوان " دستور
2011على محك التطبيق :السلطة الت نفيذية بين جدلية التأويل الديمقراطي و اكراهات الممارسة" منشورات الجمعية المغربية للقانون الدستوري
بدعم من مؤسسة هانس سايدل األلمانية مطبعة المعارف الجديدة 2014صفحة 41
102 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
التنظيمية ? هل تميز عمل المحكمة الدستورية أثناء صياغة قراراتها و بتها في مشاريع
القوانين التنظيمية بالجودة الالزمة دون االكتفاء باالستعراض الشكلي ألبواب مشاريع
القوانين التنظيمية لتتجاوز إلى دراسة و التفحص بشكل دقيق مادة بمادة في العمق ? هل
أخذت المحكمة الدستورية كامل وقتها للنظر في مشاريع القوانين التنظيمية في ظل هذا الكم
الكم الهائل من القوانين التنظيمية ?
هذه التساؤالت سوف يتم اإلجابة عليها انطالقا من القراءة المتأنية لبعض القوانين
التنظيمية ،و هنا اخص بالذكر القانونين التنظيميين لمجلسي البرلمان (مجلس النواب و
مجلس المستشارين) ،و كذا الى القانون التنظيمي للجهة ،وانتهاءا بالقانون التنظيمي
للمجلس األعلى لسلطة القضائية .
و بالتالي وفي ظل هذا الكم الهائل من القوانين التنظيمية سوف يتم التركيز بالدراسة و
التحليل على هذه القوانين التنظيمية السالفة الذكر في المحاور التالية:
المحور األول يتعلق أساسا بقراءة للقانونين التنظيميين لمجلسي البرلمان ،خصوصا في
بعض النقط المهمة ،كشروط الترشيح لعضوية مجلس النواب ،و مراقبة التقطيع االنتخابي،
و العتبة ،و اعتماد اللوائح الوطنية للنساء و الشباب ،و انتخاب رئيس مجلس المستشارين،
و غيرها من النقط.باالضافة الى قرارات المحكمة الدستورية الصادرة في هذه النقط السالفة
الذكر .
أما المحور الثاني فقد خصصته لمناقشة القانونين التنظيميين وهما :القانون التنظيمي
للجهة ،باعتبار ان الدستور الجديد ،بوأها حسب الفصل 143من الدستور الجديد للمملكة
مكانة الصدارة ،ثم القانون التنظيمي للمجلس األعلى للسلطة القضائية ،لكون ان الدستور
الجديد ألول مرة ينص على ان السلطة القضائية كسلطة قائمة مستقلة عن السلطة التشريعية
و السلطة التنفيذية ،ثم االنتقال الى قرارات المحكمة الدستورية في هاذين القانونين .
المبحث األول :قراءة في السياق للقانونين التنظيميين لمجلسي
البرلمان
لقد جاء الدستور الجديد ليعيد بعض التوازنات بين السلطات ،فقد توسعت اختصاصات
البرلمان بشكل واضح ،حيث انتقلت من تسع مجاالت بحسب الفصل 46من دستور
103 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
1996الى ثالثين مجاال في دستور ، 2011و ذلك بهدف تعزيز التوجه البرلماني
المبني على أساس تدعيم صالحيات البرلمان ،و تقوية اختصاصاته في مجال التشريع و
214
في مجال الرقابة على العمل الحكومي .
يشكل االنتخاب أداة متميزة للحكم الديمقراطي يعبر من خاللها أعضاء المجتمع عن
آرائهم و مواقفهم باختيار من ينوب عنهم في اتخاذ القرارات المتعلقة بتدبير الشأن العام ،
كما انه وسيلة للتعبير عن الحق السياسي و أسلوبا لممارسة السيادة التي تنبثق حتما عن
النظام التمثيلي ،و يعتبر القاعدة األساسية للنظام الدستوري ألية دولة .215
ومن تم فان جميع األنظمة السياسية لدول العالم ال يمكن لها ان تكون ديمقراطية دون
تمتيع األفراد بحقوقهم و حرياتهم ،وعلى رأسها الحق في المشاركة السياسية ،و التي
تتجلى باألساس في االنخراط في العمليات االنتخابية ،بهدف تدبير الشلن العام للدولة ،
ذلك ان شرعية النظام السياسي حسب ماكس فيبر تكون مستندة على قرارات مشروعة
و عقالنية في إطار إجراءات قارة و مقبولة ،و هذه اإلجراءات القارة و المقبولة تعني
في مشاركة الفرد سياسيا في تدبير الشلن العام عبر آلية االنتخاب ،الذي يجب ان يجري
216
في إطار ديمقراطي و جو تطبعه الحرية و النزاهة و الشفافية .
ان كلمة انتخاب تحمل مدلولين او معنيين ان صح التعبير ،فالمعنى األول وهو معنى
الضيق ويقصد به المشرع الدستوري ،العمليات التي أفضت الى إعالن المرشح الذي
حصل على العدد األكبر من األصوات في االقتراع ، 217بمعنى أخر يحصر معنى
االنتخاب في نتيجة االقتراع ،أي في اختيار المرشح الفائز من بين المتنافسين اآلخرين
218
.
214
ذ .احمد مفيد ا "دستور 2011اضاءات متقاطعة على الدستورانية المغربية الجديدة " وتم تقديم مداخلته تحت عنوان " االختصاصات
التشريعية للبرلمان و سؤال الفعالية " منشورات الجمعية المغربية للقانون الدستوري بدعم من مؤسسة هانس سايدل األلمانية مطبعة المعارف
الجديدة 2014صفحة 53
215
ذ .خالد الشرقاوي السموني"المجلس الدستوري و رقابته على االنتخابات التشريعية اطروحة لنيل دكتوراه الدولة في الحقوق جامعة محمد
الخامس –كلية العلوم القانونية واالقتصادية و االجتماعية الرباط-اكدال السنة الجامعية 2004-2003الصفحة 1
216
ذ .خالد الشرقاوي السموني"المجلس الدستوري و رقابته على االنتخابات التشريعية اطروحة لنيل دكتوراه الدولة في الحقوق جامعة محمد
الخامس –كلية العلوم القانونية واالقتصادية و االجتماعية الرباط-اكدال السنة الجامعية 2004-2003الصفحة 1
217
لوالد داحو "القضاء الدستوري بالمغرب المجلس الدستوري و المنازعات االنتخابية " رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون
العام ,جامعة محمد الخامس كلية العلوم القانونية و االقتصادية واالجتماعية الرباط اكدال السنة الجامعية 2001-2002الصفحة 35
218
محمد الصفريوي االحتهاد القضائي الدستوري في المادة االنتخابية –مرحعياته و تطبيقاته جامعة محمد الخامس كلية العلوم القانونية
واالقتصادية واالاجتماعية الرباط اكدال السنة الجامعية 2014-2015صفحة 129
104 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
و المعنى الواسع لالنتخاب يقصد به المشرع الدستوري مجموع العمليات االنتخابية
219
المادية و القانونية التي تتعلق باالنتخاب ،سواء قبل او بعد عملية االقتراع .
و عموما إذا كانت االنتخابات هي آلية التي من خاللها يعبر المواطنون عن اختياراتهم
بشكل ديمقراطي ،فانه يتوجب العمل على إجرائها بشكل نزيه و توفير كل الضمانات التي
التي تسمح بحمايتها من كل أنواع الخروقات ; وفي هذا اإلطار تأتي مراقبة االنتخابات
التشريعية من قبل المحكمة الدستورية من خالل الفصل في المنازعات التي تثار بشأنها.220
بشأنها.220
ومنه سوف يتم دراسة كل من القانون التنظيمي 28.11المتعلق بمجلس النواب في
النقطة األولى (المطلب األول ) ،ثم االنتقال الى القراءة في بعض النقط األساسية التي
نظمها القانون التنظيمي لمجلس المستشارين في النقطة الثانية ) المطلب الثاني).
المطلب األول :اإلطار القانوني المنظم النتخابات التشريعية
على اثر دخول الدستور الجديد حيز التنفيذ ،صدرت المنظومة القانونية الجديدة
لالنتخابات التشريعية ،و التي تمثلت أساسا في القانون التنظيمي رقم 27.11للمجلس
النواب ،باالضافة الى بعض القوانين األخرى ذات الصلة ،كالقانون المتعلق بتجديد اللوائح
االنتخابية العامة ،و ضبطها بعد إخضاعها للمعالجة المعلوماتية ،وكذا القانون 74.11
المعدل و المتمم له ،باإلضافة الى مجموعة من القوانين األخرى المنظمة لعملية
221
االنتخابية.
وبالتالي تشكل القوانين المدخل الرئيسي إلنجاح العملية االنتخابية ،من حيث كونها
اإلطار المرجعي الذي ينظم مختلف مراحل المسلسل االنتخابي ،و يحيطها بجميع
الضمانات التي تكفل نزاهتها و شفافيتها ،و تكافؤ الفرص بين جميع األطراف المشاركة
فيها .
على هذا األساس وضع المغرب ترسانة قانونية ،شاملة ومجددة ،تساير اإلصالحات
السياسية و المؤسساتية التي تشهدها المملكة بعد المصادقة على الدستور الجديد ،حيث
219
محمد الصفريوي االحتهاد القضائي الدستوري في المادة االنتخابية –مرحعياته و تطبيقاته جامعة محمد الخامس كلية العلوم القانونية
واالقتصادية واالاجتماعية الرباط اكدال السنة الجامعية 2014-2015صفحة 129
220
لوالد داحو "القضاء الدستوري بالمغرب المجلس الدستوري و المنازعات االنتخابية " رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون
العام ,جامعة محمد الخامس كلية العلوم القانونية و االقتصادية واالجتماعية الرباط اكدال السنة الجامعية 2001-2002الصفحة 2
221
محمد الصفريوي ,مرجع سابق ,الصفحة . 118
105 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
صادق البرلمان على مجموعة من القوانين شملت مختلف جوانب العملية االنتخابية ،من
ضبط للوائح ،و عملية التقطيع االنتخابي ،و الترشيح ،و الحمالت االنتخابية ،و
المالحظة المستقلة لالنتخابات ،و استعمال وسائل االتصال السمعي البصري ،باإلضافة
إلى تنظيم مجلسي النواب و المستشارين و األحزاب السياسية ،و انتخاب أعضاء
الجماعات الترابية .
ومما الشك فيه ان إخضاع االنتخابات التشريعية لمراقبة القضاء الدستوري ،يعد
نوعا من االرتقاء و السمو و الحماية لإلرادة الشعبية .فدور القاضي الدستوري ال يمكن
ان ينحصر في مراقبة تطبيق القانون ،وإال كان القاضي اإلداري أولى بهذه المهمة ،
يقول في هذا الصدد : " Francis luchaireأنه ما دام المشرع الدستوري قد
أخضع مراقبة اإلنتخابات التشريعية للقضاء الدستوري ،فإنه ينتظر منه أال يتصرف
مثله مثل القاضي اإلداري أو العادي ،بل أن يتصرف كقاض دستوري ".222
و لذلك فإن القاضي الدستوري يستنبط أحكامه ،ويبدي إجتهاداته باألساس إنطالقا من
المبادئ العامة الدستورية ،التي هو مكلف بحمايتها ،و الكفيلة بضمان سالمة و نزاهة
االنتخابات .وهذا ما سارت عليه المحكمة الدستورية في مجلتها الرسمية ،حيث أوردت
ما يلي" :وحده القضاء الدستوري ،يضمن حماية عامة و تامة لحق االنتخاب على
223
أساس المبادئ الدستورية ،و قواعد القوانين التنظيمية ……… "
إن الرقابة على االنتخابات التشريعية تتميز باتساع نطاقها ،و تشعب مضامينها ،
حيث تمتزج العناصر القانونية بالوقائع المادية ،و غالبا ما يتم ذلك في ظرفية إنتخابية
سياسية حساسة و دقيقة ،تحتدم فيها المنافسة و تتقلب فيها التحالفات ،و تختلف
المصالح ،باإلضافة إلى ان المنازعة االنتخابية تتميز بخضوعها لعدة جهات قضائية .
إذا كان القاضي الدستوري هو قاضي االنتخابات التشريعية بنص الدستور و القانون ،
و إليه يرجع االختصاص العام ،فانه ليس قاضي كل منازعات االنتخابية ،إذ هناك
العديد من العمليات الممهدة لالنتخابات او المرتبطة بها ،و التي ال تخضع لمراقبته على
222
محمد الصفريوي ,مرجع سابق الصفحة .126
223
مجلة المجلس الدستوري ,عدد , 9السنة 2010 ,صفحة . 387
106 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
األقل بصفة مباشرة ،كما انه ليس القاضي الوحيد المختص بمراقبة االنتخاب حيث تتدخل
جهات قضائية اخرى لتشاركه هذا االختصاص .224
لقد نص الفصل 81من الدستور المغربي لسنة 1996على ان المجلس الدستوري
يفصل في صحة انتخاب أعضاء البرلمان ، 225و هو ما سار عليه المشرع الدستوري في
في دستور 2011في الفصل ،132الذي نص على ان المحكمة الدستورية تبت في صحة
انتخاب أعضاء البرلمان. 226
و يستفاد من النصيين الذكورين ان الدستور ترك حرية واسعة و غير مقيدة للقاضي
الدستوري للفصل في المنازعة االنتخابية ،و كذلك زكى القانون التنظيمي هذا المعطى ،
وذلك حينما أشار في مادته 39على ان :للمحكمة الدستورية ،إذا قضت لفائدة الطاعن
إما ان تلغي االنتخاب المطعون فيه ،و إما ان تصحح النتائج التي أعلنتها لجنة اإلحصاء
227
و تعلن عند االقتضاء المرشح الفائز.
ومنه فان القاضي الدستوري يتمتع باالختصاص العام ()compétence générale
في مراقبة صحة انتخاب أعضاء البرلمان.
و انطالقا من هنا يتضح بالملموس ان العمليات االنتخابية بالمغرب تنظمها مجموعة من
النصوص القانونية التي سبق ذكرها إال أنني في هذه الدراسة سوف يتم الوقوف على
تحليل اإلطار القانوني المنظم لالنتخابات التشريعية الذي يتجلى في القانون التنظيمي
لمجلس النواب وذلك في نقطتين ،النقطة األولى تتجلى في الشروط الترشيح لعضوية
مجلس النواب و مراقبة التقطيع االنتخابي (الفرع األول) ،أما النقطة الموالية فسيتم التركيز
بدراسة تجليات العتبة وتأثيرها على عملية االنتخابية ،باالضافة الى اعتماد اللوائح الوطنية
للنساء و الشباب (الفرع الثاني).
الفرع األول:شروط الترشيح لعضوية مجلس النواب و مراقبة التقطيع
االنتخابي
224
محمد الصفريوي ,مرجع سابق ,صفحة 127
225
ظهير الشريف رقم 1.96.157صادر في 23من جمادى االولى 7( 1417اكتوبر )1996بتنفيذ نص الدستور المراجع .
226
ظهير الشريف رقم 1.11.91صادر في 27من شعبان 29( 1432يوليو ) 2011بتنفيذ نص الدستور .
227
الظهير الشريف رقم 1.14.139الصادر 6شوال 13( 1435اغسطس )2014بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 066.13المتعلق بالمحكمة
الدستورية
107 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
بعد تمعن وتصفح القانون التنظيمي لمجلس النواب يمكن القول إجماال بان هذا األخير
جاء بهدف مالئمة مع المقتضيات الدستورية الجديدة و لعل أبرزها هو اإلبقاء على نمط
االقتراع أال وهو التمثيل النسبي حسب قاعدة أكبر بقية ،لكن في حالة انتخاب جزئي أي
انتخاب عضو واحد يجرى اإلنتخاب بالتصويت العام باألغلبية النسبية في دورة
باإلضافة إلى معطى جديد تصمنه هذا القانون التنظيمي 27.11أال وهو رفع
أعضاء و مجلس النواب من 325نائبا كما كان في السابق إلى 395نائبا ،229كما
تمت زيادة عدد النواب برسم الالئحة الوطنية من 30الى 90نائبة و نائب ،حيث تم
تقسيم الالئحة الوطنية تتكون من جزأين ،الجزء األول يضم 60مقعدا مخصص للنساء
دون إخضاعهن لحد السن ،و الجزء الثاني مخصص للشباب أي 30مقعدا الذين ال
يتعدى عمرهم 40سنة.230
كما أقر القانون التنظيمي 27.11استعمال البطاقة الوطنية في التصويت بدل بطاقة
الناخب ،كما أجاز للمغاربة المقيمين بالخارج التصويت بالوكالة ،غير أنه منع أن يكون
شخص واجد و كيال ألكثر من ناخب واحد يقيم بالخارج.
باالضافة الى إمكانية تقديم المغاربة المقيمين بالخارج التقديم بترشيحاتهم لالنتخابات
على مستوى الدوائر االنتخابية محليا ووطنيا ،إال أنه ال يمكنهم الترشح في حالة تولي
مسؤولية حكومية أو عمومية ببلد إقامتهم ، 231و سمح بترشيح المستقلين أي دون انتماء
القانون سياسي لعضوية البرلمان لكنه ربطه بشروط .كما حدد القانون التنظيمي
التنظيمي رقم 20.16القاضي بتغيير وتتميم القانون التنظيمي رقم 27.11المتعلق
بمجلس النواب ،العتبة في 232 3%وذلك تحقيقا لتمثيلية موسعة برسم الدائرة ومن شأن
228
حسب المادة االولى من القانون التنظيمي لجلس النواب 27.11ينص في فقرته الرابعة و الخامسة على :
يجرى االنتخاب بالتمثيل النسبي حسب قاعدة اكبر بقية ,و دون استعمال طريقة مزج األصوات و التصويت التفاضلي.
غير انه ,في حالة انتخاب جزئي ,و إذا تعلق األمر بانتخاب عضو واحد ,يجرى االنتخاب بالتصويت العام باألغلبية النسبية في دورة واحدة.
229
تشير المادة األولى من القانون التنظيمي لمجلس النواب في فقرته األولى على:
يتألف مجلس النواب من 395عضوا ,ينتخبون باالقتراع العام المباشر عن طريق االقتراع بالالئحة .
230
تشير المادة 23من القانون التنظيمي لمجلس النواب في فقرتها الثانية على:
فيما يخص االنتخابات على صعيد الدائرة االنتخابية الوطنية ,يجب على و كيل الالئحة او كل مترشح ان يودع بمقر كتابة اللجنة الوطنية
لإلحصاء ,المنصوص عليها في المادة 85من هذا القانون التنظيمي ,التصريح بالترشيح في ثالثة نظائر داخل اآلجال المشار إليها أعاله ,و
يجب أن تشتمل الئحة الترشيح على جزأين ,يتضمن الجزء األول منها اسما ستين ( )60مترشحة مع بيان ترتيبهن ,و يتضمن الجزء الثاني منها
أسماء الثالثين ( )30مترشحا ذكرا ال تزيد سنهم على أربعين سنة شمسية في تاريخ االقتراع مع بيان ترتيبهم "………..
231
المادة 22من القانون التنظيمي لمجلس النواب . 27.11
232
المادة 84الفقرة الثانية من الظهير الشريف رقم 1.16.118صادر في 6ذي القعدة 10( 1437أغسطس )2016بتنفيذ القانون التنظيمي
رقم 20.16القاضي بتغيير وتتميم القانون التنظيمي رقم 27.11المتعلق بمجلس النواب الذي ينص :
التشارك في عملية توزيع المقاعد ,لوائح الترشيح التي حصلت على اقل من 3%من األصوات المعبر عنها في الدائرة االنتخابية المعنية .
108 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
هذا اإلجراء منح فرصة لألحزاب الصغرى التي اعتبرت أن الرفع من العتبة إقصاء بالنسبة
لها.
هذا من جهة و من جهة أخرى يعد التقطيع االنتخابي من األعمال الممهدة للعملية
االنتخابية في المادة االنتخابية و المؤثرة فيها ،بحكم أنه يرسم الهيكل العام الذي تجرى
االنتخابات في إطاره .و بالتالي فان التقطيع االنتخابي ينظر إليه من زاويتين :
الزاوية األولى :زاوية المرشحين و الهيئات التي تؤطرهم ويتوخى من التقطيع
االنتخابي تحقيق مبدأ الحيادية و تكافؤ الفرص و المنافسة العادلة .
الزاوية الثانية :ينظر الى التقطيع االنتخابي كاداه لتحقيق المساواة التمثيلية بين الناخبين
233.و من تم يطرح التقطيع االنتخابي بعض اإلشكاليات و التساؤالت الشائكة ،من قبيل ،
ما طبيعة اإلنزالقات التي يتعرض لها التقطيع االنتخابي ،و التي تجعله يخل بمبدأ المساواة
بتمثيلية بين الناخبين ? و ماهي الضمانات التي تجعل من التقطيع االنتخابي يتصدى ألي
تالعب من شانه ان يفسد العملية االنتخابية ?
وتبعا لكل هذا فإننا سوف يتم التطرق الى دراسة نقطتين ،فيما يخص النقطة األولى و
التي تتعلق أساسا بشروط الترشيح لعضوية مجلس النواب (الفقرة األولى ) .أما النقطة
الثانية والتي تتعلق ب التقطيع االنتخابي و أثاره على العملية االنتخابية (الفقرة الثانية)
الفقرة األولى:شروط الترشيح لعضوية مجلس النواب
و بالرجوع الى المقتضيات الدستورية بخصوص العمليات االنتحابية فقد أشار في العديد
من دستور 2011في الفقرة األخيرة تختار األمة من فصوله ،حيث نجد الفصل 2
ممثليها في المؤسسات المنتخبة باالقتراع الحر و النزيه و المنتظم ،ثم الفصل 6في الفقرة
الثانية " تعمل السلطات العمومية على توفير الظروف التي تمكن من تعميم الطابع الفعلي
لحرية المواطنات و المواطنين ،و المساواة بينهم ،في الحياة السياسية ………" ،ثم
الفصل " 11ان االنتخابات الحرة و النزيهة و الشفافة هي األساس مشروعية التمثيل
الديمقراطي .السلطات العمومية ملزمة بالحياد التام إزاء المترشحين ،و بعدم التمييز بينهم
234
".
233
محمد الصفريوي ,نفس المرجع صفحة 170
234
الظهير الشريف رقم 1.11..91صادر في شعبان في 27من شعبان 29( 1432يوليو ( نتنفيذ نص الدستور .
109 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
باالضافة الى الفصل 19يتمتع الرجل و المرأة ،على قدم المساواة ،بالحقوق
المدنية و السياسية و االقتصادية و االجتماعية و الثقافية و البيئية ،الواردة في هذا الباب
من الدستور ،وفي المقتضيات األخرى و كذا في االتفاقيات و المواثيق الدولية ،كما
صادق عليها المغرب ،وكل ذلك في نطاق أحكام الدستور و ثوابت المملكة و
قوانينها".235
و الفصل 30الذي ينص " لكل مواطنة و مواطن ،الحق في التصويت و الترشيح
لالنتخابات ،شرط بلوغ سن الرشد القانونية و التمتع بالحقوق المدنية و السياسية .236
و ي نص القانون على مقتضيات من شانها تشجيع تكافؤ الفرص بين الرجال و النساء
في الولوج الوظائف االنتخابية .ثم الفقرة األخيرة من نفس الفصل حيث جاء بجديد فيما
يخص األجانب المقيمين بالمغرب حيث نص في الفصل 30في الفقرة األخيرة على :و
يمكن لألجانب المقيمين بالمغرب المشاركة في االنتخابات المحلية ،بمقتضى القانون او
تطبيقا التفاقيات دولية او ممارسات المعاملة بالمثل .237
وعليه فان الدستور الجديد قد أحاط العمليات االنتخابية بمجموعة من الضمانات لسير
العمليات االنتخابية و ربطها بمجموعة من اإلجراءات و التدابير لضمان شفافيتها و نزاهتها
و أوكل للقوانين التنظيمية كيفية تنظيمها .
ومن تم فان من بين الشروط الهامة لترشيح للعضوية مجلس النواب طبقا لنص
الدستوري في الفصل 30الذي أكد في الفقرة األولى على ان لكل مواطنة و مواطن ،
الحق في التصويت و الترشيح لالنتخابات ،شرط بلوغ سن الرشد القانونية و التمتع
بالحقوق المدنية و السياسية .وهو ما أكده القانون التنظيمي 20.16القاضي بتغيير
وتتميم القانون التنظيمي رقم 27.11المتعلق بمجلس النواب في المادة الرابعة 4من
القانون التنظيمي لمجلس النواب حيث نص يشترط من يترشح للعضوية في مجلس
النواب ان يكون ناخبا ،ومتمتعا بحقوقه المدنية . 238و الفرق هنا بين النص الدستوري
235
الظهير الشريف رقم 1.11..91صادر في شعبان في 27من شعبان 29( 1432يوليو ( نتنفيذ نص الدستور
236
الظهير الشريف رقم 1.11..91صادر في شعبان في 27من شعبان 29( 1432يوليو ( نتنفيذ نص الدستور
237
الظهير الشريف رقم 1.11..91صادر في شعبان في 27من شعبان 29( 1432يوليو ( نتنفيذ نص الدستور
238
الظهير الشريف رقم 1.16.118صادر في 6ذي القعدة 10( 1437اغسطس )2016بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 20.16القاضي بتغيير
وتتميم القانون التنظيمي رقم 27.11المتعلق بمجلس النواب
110 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
و القانون التنظيمي هو ان القانون التنظيمي نص على ان المرشح يجب ان يكون مقيدا في
الالئحة من اجل الترشح لالنتخابات مجلس النواب .
إن اختيار المرشحين لعضوية مجلس النواب من طرف األحزاب السياسية التي زكت
المرشحين يجب ان تتوفر فيهم الشروط القانونية كاألهلية و انعدام السوابق القضائية ،
باإلضافة إلى الشروط الموضوعية كالنضالية داخل الحزب و الغيرة على الوطن و
الكفاءة.
وعليه فقد أشار القانون التنظيمي 20.16القاضي بتغيير وتتميم القانون التنظيمي رقم
27.11المتعلق بمجلس النواب إلى الشروط والموانع لترشح النتخابات مجلس النواب.
ومن هنا سوف نقوم بدراسة شروط الواجب توافرها للترشح النتخابات التشريعية.ثم
اإلنتقال الى الموانع الترشح لعضوية مجلس النواب في النقطة الموالية .
فيما يخص الشروط الواجب توفرها من أجل الترشيح لعضوية مجلس النواب ،
فباإلستناد إلى النص التنظيمي المؤطر لالنتخابات التشريعية فهو ال يشترط في من ترشح
لإلنتخابات التشريعية إال أن يكون مسجال في الئحة انتخابية عامة ،هذا ما أكدته بصريح
العبارة المادة الرابعة 4من القانون التنظيمي لمجلس النواب حيث نص يشترط من يترشح
للعضوية في مجلس النواب ان يكون ناخبا ،ومتمتعا بحقوقه المدنية ،هو ما أكدته المادة
الثالثة من القانون التنظيمي القاضي بتغيير وتتميم القانون التنظيمي رقم 27.11المتعلق
بمجلس النواب الذي ينص في مادته الثالثة :الناخبون و الناخبات هم المغاربة ،ذكورا و
إناثا ،المقيدون في اللوائح االنتخابية .239وأيضا القانون 57.11يتعلق باللوائح
االنتخابية العامة ،واستعمال وسائل االتصال السمعي البصري العمومية خالل الحمالت
االنتخابية و االستفتائية 240في المادته الثانية تنص على "القيد في اللوائح االنتخابية العامة
اجباري " ،و المادة الثالثة تشير الى " :يقيد في اللوائح االنتخابية العامة المواطنات و
المواطنون المغاربة البالغون سن الرشد القانونية و المتمتعون بحقوقهم المدنية و
239
المادة 3من الظهير الشريف رقم 1.16.118صادر في 6ذي القعدة 10( 1437اغسطس )2016بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 20.16
القاضي بتغيير وتتميم القانون التنظيمي رقم 27.11المتعلق بمجلس النواب
240
ظهير شريف رقم 1.11.171صادر في 30ذي الحجة 28( 1432أكتوبر )2011بتنفيذ القانون رقم 57.11المتعلق باللوائح االنتخابية
وسائل االتصال السمعي البصري العمومية خالل الحمالت االنتخابية واالستفتائية. العامة وعمليات االستفتاء واستعمال
111 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
السياسية ،وغير الموجودين في احدى حاالت فقدان االهلية االنتخابية المنصوص
عليها في هذا القانون " .
ومنه فان إكتساب صفة الناخب ال يكون إال بالقيد في اللوائح االنتخابية و هذا ما أكده
المجلس الدستوري في إحدى قراره (القرار رقم ، ) 114حيث أكد فيها المجلس
الدستوري في مضمون قراره ،على انه يجب على من ترشح لالنتخابات التشريعية في
دائرة من الدوائر ،ان يكون مسجال في الالئحة االنتخابية إلحدى الجماعات الحضرية و
القروية ; و بالتالي فان كل ما يشترط القانون في هذا الشأن هو ان يكون المرشح
لالنتخابات التشريعية مسجال في الالئحة انتخابية العامة .
و نستنتج من هنا و طبقا لهذا القرار ان الترشح لالنتخابات التشريعية هو مرتبط
بشرط أساسي و جوهري ،وهو ان من يترشح لالنتخابات التشريعية يشترط فيه أن يكون
241
مسجال في الئحة انتخابية العامة .
وعليه فان القانون التنظيمي أشار في مواده من 21الى 30على مجموعة من
اإلجراءات و التدابير ،من اجل الترشيح لالنتخابات التشريعية البرلمانية ،فألول مرة
أعطى إمكانية الترشح لعضوية مجلس النواب للمرشحين بدون انتماء سياسي (المادة 23
الفقرة ) 15و أيضا إلى المغاربة المقيمين بالخارج ،على أن يقدموا ترشيحاتهم
لالنتخابات على مستوى الدوائر االنتخابية المحلية ،و الدائرة االنتخابية الوطنية (المادة
) 22فان الترشح لعضوية مجلس النواب يجب ان تحتوي على الوثائق التالية :
241
المجلس الدستوري "دليل المنازعات االنتخابية البرلمانية من خالل قرارات المجلس الدستوري مطبعة األمنية الرباط الطبعة األولى 1432ه-
2011م ,الصفحة 81
112 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
فقد نص القانون أما بخصوص الترشيح من قبل مترشحين بدون انتماء سياسي،
التنظيمي على إرفاق الملف بمجموعة من الوثائق وهي: 243
هذا بخصوص شروط الترشيح لمجلس النواب أما بخصوص النقطة الموالية فهي تخص
الموانع التي تحد دون الترشح لعضوية مجلس النواب .
لقد حدد المشرع مجموعة من الشروط يجب توافرها ،في كل مرشح لالنتخابات
التشريعية ،حيث إذا انعدم شرط من هذه الشروط يصبح المرشح فاقدا لألهلية االنتخابية و
حدد المشرع كذلك ،الحاالت التي تتنافى فيها العضوية البرلمانية مع بعض المهام .وفي
هذه الحالة يمارس المجلس الدستوري رقابته إذا تبين له عدم أهلية احد المرشح و يقوم
244
بإلغاء االنتخاب .
يتميز القانون التنظيمي لمجلس النواب 20.16القاضي بتغيير وتتميم القانون التنظيمي
رقم 27.11المتعلق بمجلس النواب باستحداث موانع ترشيح جديدة تمثلت بالخصوص في
منع ترشح النواب لعضوية مجلس المستشارين و أيضا منع الترشح لمجلس النواب بالنسبة
ألعضاء مجلس المستشارين ،و أيضا منع الترشح لعضوية مجلس النواب برسم الدائرة
242
المادة 23من الظهير الشريف رقم 1.16.118صادر في 6ذي القعدة 10( 1437اغسطس )2016بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 20.16
القاضي بتغيير وتتميم القانون التنظيمي رقم 27.11المتعلق بمجلس النواب
243
المادة 23الظهير الشريف رقم 1.16.118صادر في 6ذي القعدة 10( 1437اغسطس )2016بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 20.16
القاضي بتغيير وتتميم القانون التنظيمي رقم 27.11المتعلق بمجلس النواب
244
خالد الشرقاوي السموني "المجلس الدستوري و رقابته على االنتخابات التشريعية " اطروحة لنيل دكتوراه الدولة في الحقوق .جامعة محمد
الخامس كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية الرباط-اكدال السنة الجامعية 2004-2003الصفحة 161
113 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
الوطنية لكل من سبق انتخابه برسم هذه الدائرة بالئحتيها الخاصتين بالنساء و الذكور
األقل من 40سنة .
باإلضافة إلى هذا ،أشار القانون التنظيمي الى مجموعة من الشروط الكتساب صفة
مرشح لعضوية مجلس النواب ،حيث أشار في مواده ،10 ، 9 ، 8 ، 7 ، 6 ، 5على
245
مجموعة من الشروط لكسب األهلية االنتخابية .
لقد اختلف الفقهاء حول تقسيمات و أنواع و موانع األهلية ،وعموما يمكن تقسيم
موانع األهلية الى ثالثة أنواع :
النوع األول :موانع األهلية التقليدية ( ، )Inéligibilité classiqueالمرتبطة
بشخص المرشح كالسن مثال .
النوع الثاني :موانع األهلية الوظيفية ( ،)Inéligibilité fonctionnelleأي
المرتبطة بوظيفة عمومية او انتخابية يمارسها المعني باألمر ،وهي إما ان تكون عامة
على مستوى جميع التراب الوطني ،او المحددة جغرافيا في دائرة معينة ،او المحصورة
على مستوى الزمن .و الغاية منها هي حماية الناخبين من أي ضغط قد يمارسه عليهم
المرشح بسبب وظيفته .
النوع الثالث :موانع األهلية العقابية او الجزائية (،)Inéligibilité sanction
وهي المرتبطة بعقوبات جنائية او ببعض المخالفات المالية للحملة االنتخابية .كما هو
الحال في فرنسا حيث يعاقب قانونها االنتخابي بمنع أهلية االنتخاب لمدة سنة لكل
المرشحين الذين ارتكبوا مخالفات مالية خالل الحملة االنتخابية بمن فيهم المرشحون غير
246
الفائزين.
لقد استقر اجتهاد القاضي الدستوري المغربي على اعتبار ان األهلية من صميم النظام
العام ،إذ يمكن إثارتها تلقائيا ،وتعد شرطا جوهريا للترشح في االنتخابات و
االستمرار في تمثيل األمة ….وحالة مستقلة موجبة للبطالن الجزئي او المطلق ،مما
245
الظهير الشريف رقم 1.16.118صادر في 6ذي القعدة 10( 1437اغسطس )2016بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 20.16القاضي بتغيير
وتتميم القانون التنظيمي رقم 27.11المتعلق بمجلس النواب
246
محمد الصفريوي ,مرجع سابق صفحة . 213
114 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
يجعل فقدان األهلية في أي مرحلة من المراحل ،يتولد عنه حتما المنع من الترشح او
247
البطالن االنتخاب .
ويترتب عن كون انعدام األهلية من النظام العام ،ان الدفوعات المتعلقة بها ال تخضع
ألجال العرائض ،بل يمكن إثارتها في أي مرحلة من المراحل الدعوى ،بل يمكن إثارتها
تلقائيا من طرف القاضي الدستوري .
و المالحظ ان موقف القاضي الدستوري قد عرف تطورا حاسما في مجال األهلية
االنتخابية ،فاللجنة الدستورية المؤقتة كانت تلقي بعبء إثبات انعدام األهلية على الطرف
الذي أثارها ،وترفض إجراء بحث للتأكد من حقيقة األمر فقد جاء في قرارها (تحت رقم
13بتاريخ 31يوليوز ،) 1970ما يلي حيث ان المدعي …..إلغاء انتخابهم من ال
يتمتعون بأهلية الترشيح ، …….لكن حيث ان المدعي هو المكلف قانونا بإثبات دعواه ،
و تقديم األدلة التي تؤيد ما يدعيه فيها ،إال انه لم يدل حتى ببدء لإلثبات ، …….ومن
تم تكون الوسيلة غير جديرة باالعتبار .248
لكن المجلس الدستوري سار في اتجاه أكثر تطورا حينما قضى برفضه تنازل الطاعن إذا
كانت دفوعاته تتعلق بانعدام أهلية المرشح الفائز وجاء في القرار تحت رقم : 762
……….غير انه يبين من االطالع على عريضة الطعن التي تقدم بها أنها تثير ،
لها مساس بالنظام العام ،و بخصوص احد المطعون في انتخابهم ،مسالة األهلية التي
التي ال يحق التقيد فيها باإلرادة االنفرادية للطاعن ،مما يتعين عدم االستجابة لطلب
249
التنازل بخصوص السيد ." …….
وعموما يتضح من خالل النص التنظيمي لمجلس النواب ،ومن خالل اجتهادات القاضي
الدستوري في المادة االنتخابية ،يالحظ ان هناك الشروط يجب على المترشح أن يكون
مستوفيا لها ،ومن بين الشروط األساسية هو القيد في اللوائح االنتخابية الكتساب صفة
الناخب ،و بالتالي الترشح لعضوية مجلس النواب طبقا للمواد 3و 4المنصوص عليها في
القانون التنظيمي ، 27.11الذي وقع تتميمه و تغييره بالقانون التنظيمي . 20.16
247
قرارين للمجلس الدستوري 762/2009والقرار 896/2012
248
محمد الصفريوي ,مرجع سابق صفحة 214و 215
249
محمد الصفريوي ,نفس المرجع صفحة 215
115 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
وأيضا القانون O2.16القاضي بتغيير و تتميم القانون 250 57.11الذي أشار في
مادته الثانية على اإلجبارية في القيد في اللوائح االنتخابية ،و المادة الثالثة التي حددت
الشروط أساسية للقيد في اللوائح االنتخابية ،والتي أكدت فيها على ان عملية القيد في
اللوائح االنتخابية العامة ،هي مكفولة لكل المواطنين والمواطنات شريطة البلوغ سن
الرشد القانونية ،و التمتع بالحقوق المدنية و السياسية ،و إال يكون فاقدي األهلية
االنتخابية .إضافة إلى النصوص األخرى ،التي تؤكد على القيد في اللوائح االنتخابية،
كالقانون 74.11المغير و المتمم للقانون 25136.11المتعلق بتجديد اللوائح االنتخابية و
ضبطها بعد إخضاعها للمعالجة المعلوماتية ،الى جانب القانون رقم 88.14المتعلق
بالمراجعة االستثنائية للوائح االنتخابية العامة .252
باإلضافة إلى شرط أخر وهو عدم وجود مانع من الموانع التي تمنع المترشح لعضوية
مجلس النواب وهي التوفر على األهلية االنتخابية الكاملة المنصوص عليها في المواد 5
إلى غاية المادة . 10
الفقرة الثانية :مراقبة التقطيع االنتخابي و تأثيره على العمليات االنتخابية
يتعين التذكير بان الدستور المغربي لسنة 1996ينص في فصله 37في الفقرة الثانية
253على "انه يبين القانون تنظيمي عدد األعضاء مجلس النواب ،ونظام انتخابهم و
شروط القابلية لالنتخاب و أحوال التنافي ،ونظام المنازعات االنتخابية .و تطبيقا لهذا
المقتضى الدستوري ،تم وضع القانون التنظيمي 31.97المتعلق بمجلس النواب ،و
254
الذي تنص مادته الثانية منه على ان الدوائر االنتخابية تحدث بمرسوم.
وهذا ما ذهب إليه المشرع الدستوري في دستور ، 2011في فصله 62في فقرته
الثانية 255على " يبين قانون تنظيمي عدد أعضاء مجلس النواب ،و نظام انتخابهم ،و
250
بتنفيذ القانون رقم 57.11المتعلق باللوائح االنتخابية ظهير شريف رقم 1.11.171صادر في 30ذي الحجة 28( 1432أكتوبر )2011
العامة وعمليات االستفتاء واستعمال وسائل االتصال السمعي البصري العمومية خالل الحمالت االنتخابية واالستفتائية.
251
ظهير الشريف رقم 1.11.158صادر في 18من شوال 7( 1432سبتمبر ) 2011بتنفيذ القانون رقم 36.11المتعلق بتجديد اللوائح
االنتخابية العامة وضبطها بعد إخضاعها للمعالجة المعلوماتية .
252
ظهير الشريف 1.14.191صادر في 17من صفر 10( 1436ديسمبر )2014بتنفيذ القانون 88.14المتعلق بالمراجعة االستثنائية للوائح
االنتخابية العامة.
253
ظهير الشريف رقم 1.96.157صادر في 23من جمادى االولى 7( 1417اكتوبر )1996بتنفيذ نص الدستور المراجع .
253
ظهير الشريف رقم 1.11.91صادر في 27من شعبان 29( 1432يوليو ) 2011بتنفيذ نص الدستور .
254
طهير الشريف رقم 1.97.185صادر في فاتح جمادى االولى 4( 1418سبتمبر )1997بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 31.97المتعلق بمجلس
النواب .
255
الظهير الشريف رقم 1.11..91صادر في شعبان في 27من شعبان 29( 1432يوليو ( نتنفيذ نص الدستور
116 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
مبادئ التقسيم االنتخابي وشروط القابلية لالنتخاب ،و حاالت التنافي ،وقواعد الحد من
الجمع بين االنتدابات ،و نظام المنازعات االنتخابية .
وتطبيقا لهذا المقتضى الدستوري ،جاء القانون التنظيمي 20.16القاضي بتغيير وتتميم
وتتميم القانون التنظيمي رقم 27.11المتعلق بمجلس النواب ،الذي نص في مادته الثانية
الثانية تحدث الدوائر االنتخابية المحلية و يحدد عدد المقاعد المخصصة لكل دائرة انتخابية
256
انتخابية بمرسوم .
وعمال بالمقتضيات الدستورية و القوانين التنظيمية ،جاء المرسوم بإحداث الدوائر
257
االنتخابية المحلية النتخاب أعضاء مجلس النواب و تحديد عدد المخصصة لكل دائرة
تعتبر عملية إحداث الدوائر االنتخابية من أهم المراحل األساسية في العملية االنتخابية ،
فهي تعد مرحلة أساسية النتخابات التشريعية ،ذلك ان التقطيع االنتخابي يشكل األداة
المتحكمة في تنظيم االقتراع و توجيهه ،كما يشكل عنصرا أساسيا في اإلستراتيجية
االنتخابية مما يجعله يخضع للمحدد السياسي أكثر من القانوني .258
يمكن تعريف التقطيع االنتخابي على انه هو تحديد المجال الجغرافي ،الذي تجري فيه
االنتخابات ،و بالتالي فهو تقطيع التراب الوطني الى دوائر انتخابية ،و يعتبر من العوامل
المساعدة لنزاهة العملية االنتخابية ،كما ان التقطيع االنتخابي ليست فقط ذات طابع تقني
محض ،بل هي عملية ذات أبعاد سياسية .259
من اجل تحديد التقطيع االنتخابي و لضمان احترام مبدأ المساواة بين المواطنين ،وبين
القوى السياسية أقر االجتهاد القضائي الدستوري على االعتماد على معيارين :
256
المادة 2من الظهير الشريف رقم 1.16.118صادر في 6ذي القعدة 10( 1437أغسطس )2016بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 20.16
القاضي بتغيير وتتميم القانون التنظيمي رقم 27.11المتعلق بمجلس النواب الذي ينص:
تحدث الدوائر االنتخابية المحلية و يحدد عدد المقاعد المخصصة لكل دائرة انتخابية بمرسوم حسب المبادئ التالية:
أ) يراعي في تحديد الدوائر االنتخابية قدر اإلمكان تحقيق توازن ديمغرافي قيما بينها ,مع مراعاة الجانب المجالي
ب) يكون النفوذ الترابي للدوائر االنتخابية متجانسا و متصال
ت) تحدث دائرة انتخابية واحدة في كل عمالة أو إقليم أو عمالة مقاطعات ,و يخصص لها عدد من المقاعد يحدد بمرسوم .غير انه يجوز
أن تحدث في بعض العماالت او األقاليم أكثر من دائرة انتخابية واحدة.
257
مرسوم 2.11.603صادر في 21من ذي القعدة 19( 1432اكتوبر )2011باحذاث الدوائر االنتخابية المحلية النتخاب اعضاء مجلس
النواب و تحديد عدد المقاعد المخصصة لكل دائرة ; انظر الجريدة الرسمية عدد 5988بتاريخ 22ذو القعدة 1432المةافق ل 20اكتوبر 2011
.الصفحة . 5127
258
جالد الشرقاوي السموني "مرجع سابق " صفحة 149
259
ام كلثوم جمال الدين "القانون البرلماني المغربي " اطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام .جامعة محمد الخامس كلية العلوم القانونية و
االقتصادية و االجتماعية وجدة صفحة . 15
117 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
المعيار األول :معيار التوازن الديمغرافي بين الدوائر ،بمعنى مراعاة التناسب بين
عدد السكان و عدد المقاعد المخصصة لتمثيلهم و بالتالي نوع من المساواة بين الدوائر .
260
المعيار الثاني :معيارا لتوازن الترابي بين الدوائر.
و لتفادي التعسف في التقطيع الترابي ،وضع مجلس الدولة الفرنسي ثالثة قواعد وهي:
ليست عملية التقطيع االنتخابي بعملية تقنية فقط ،بل إنها قبل كل شيء عملية سياسية
يجد هذا الرأي سنده ،في كون ان التقطيع االنتخابي كان محل نقاش بين أحزاب
المعارضة القديمة و الحكومة ،حيث ترى هذه األحزاب ان تقسيم الدوائر االنتخابية ،
وفق األسلوب الذي تضعه الحكومة اليسمح لها أبدا أن تكون لها ال أغلبية ،و ال نسبية ،
سواء في االنتخابات التشريعية او الجماعية. 261
ان التشريع المغربي اسند مسالة التقطيع االنتخابي في يد الحكومة ،إال انه هناك
بعض التشريعات تدرج هذا االختصاص في مجال القانون الذي يختص به البرلمان ،
فالتقطيع االنتخابي في النظام الفرنسي ،يكون في المرحلة األولى عبارة عن مشروع
قانون ،تقوم بتحضيره وزارة الداخلية ،ثم تحيله على لجنة للدراسة مكونة من
مستشارين اثنين للدولة ،و مستشارين اثنين بمحكمة النقض ،ومستشارين اثنين بمجلس
الحسابات ،يتم تعيين هؤالء من قبل الجمعيات العامة للهيئات التي ينتمون إليها ،و بعد
دراسته من طرف اللجنة المذكورة يحال المشروع على مجلس الدولة إلبداء الرأي فيه ،
262
و بعد ذلك تتقدم به الحكومة في الصيغة النهائية الى البرلمان قصد المصادقة .
إن إسناد المهمة للبرلمان ضمانة أكبر للموضوعية ،الن مشروع القانون بشان
التقطيع االنتخابي قد يحظى بقدر اكبر من المناقشة البرلمانية من لدن مختلف القوى
260
ام كلثوم جمال الدين "القانون البرلماني المغربي " اطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام .جامعة محمد الخامس كلية العلوم القانونية و
االقتصادية و االجتماعية وجدة صفحة . 15
261
جالد الشرقاوي السموني "مرجع سابق " صفحة 149
262
جالد الشرقاوي السموني "مرجع سابق " صفحة 151
118 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
السياسية الممثلة بالبرلمان ،كما يمكن إحالته على المجلس الدستوري للتحقق من مطابقته
263
للدستور ،في الوقت الذي يتعذر ذلك بالنسبة للمرسوم .
تكاد تجمع دساتير الديمقراطيات الغربية ،بل وحتى بعض الدول ذات التجربة الحديثة
في المجال الديمقراطي ،على إسناد التقطيع االنتخابي للسلطة التشريعية ،او على األقل
لهيئات مستقلة ،مثل الجمهورية الفيدرالية األلمانية .وال تكتفي الدول التي أسندت
اختصاص التقطيع االنتخابي للبرلمان بذلك ،بل إنها تخضعه لرقابة مشددة للقضاء من اجل
264
محاصرة المشرع نفسه ،حتى ال ينحرف عن المساواة التمثيلية للمواطنين .
ومن تم فان فرنسا اختارت أن تسند للسلظة التشريعية االختصاص في إعداد التقطيع
االنتخابي ،رغم التجدبات األحزاب السياسية خاصة بين اليسار و اليمين ،فبعد وصول
اليسار الى الحكم ألول مرة في تاريخ الجمهورية الخامسة ،و حصوله على األغلبية
المطلقة سنة ، 1981بتغيير نمط االقتراع من االقتراع االسمي األحادي ذي األغلبية
المطلقة في دورتين الى االقتراع النسبي .لكن اليمين و بعد فوزه في االنتخابات التشريعية
لسنة ، 1986سارع الى التراجع عن هذا اإلصالح ،و العودة الى نمط االقتراع األحادي
ذي الدورتين مع اإلبقاء على عدد المقاعد ( ،) 577لهذه الغاية استصدرت الحكومة
الفرنسية ،قانون اإلذن حصلت بموجبه على ترخيص من البرلمان ،من اجل إعداد التقطيع
االنتخابي بواسطة مرسوم عوض قانون ،لكن المعارضة اليسارية استنكرت لجوء الحكومة
265
الى التشريع ،بواسطة مرسوم ،و تقدمت بالطعن في قانون اإلذن لعدم دستوريته .
استغل المجلس الدستوري هذه المناسبة من اجل تأسيس الجتهاد قضائي قوي حدد من
خالله المبادئ العامة و القواعد التي يجب ان يخضع لها تحديد الدوائر االنتخابية وهذه
المبادئ هي :
مبدأ التوازن الديمغرافي أي أن القاعدة األساسية التي تحكم تحديد الدوائر هي
عدد السكان ،و ليس المقصود بالسكان الناخبين بل عدد الناخبين بالدائرة حسب أخر
إحصاء بما فيهم األجانب .هذا اإلجراء عرف بعض االنتقادات لكن االجتهاد القضائي
263
جالد الشرقاوي السموني "مرجع سابق " صفحة 151
264
محمد الصفريوي ,مرجع سابق صفحة 171
265
محمد الصفريوي ,مرجع سابق صفحة 172
119 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
رأى فيه تطبيقا لمبدأ أخر أال وهو ان البرلماني يمثل األمة ككل و ليس عدد الناخبين
المؤهلين للتصويت .
ضرورة القيام بمراجعة و تحيين التقطيع االنتخابي مباشرة بعد كل إحصاء
عام للسكان.
هذا التوازن يجب ان يصاحبه توازن سياسي يضمن المساواة في التنافس بين
الهيئات السياسية و تكافؤ الفرص .
على المشرع أحيانا إدخال بعض المرونة والتي حددها قانون تقسيم الدوائر
االنتخابية في اإلمكانية الزيادة او النقصان الذي ال يجب ان يتعدى 20%بالنسبة
لمعدل التمثيلية السياسية على المستوى الوطني ،و هذه الزيادة و النقصان ال يمكن
ان تطبق إال في إطار الشروط التالية :
ال يمكن تبرير هذا التغيير إال بضرورات المصلحة العامة .
يجب ان يكون عدد األقاليم المستفيدة من الزيادة او النقصان قليال ،و
إال يشكل القاعدة ،بل يظل خاضعا لرقابة المجلس الدستوري .
يجب ان تدرس حالة الدوائر الخاضعة للتغيير حالة حالة ( cas par
،) casو ان يتم تبرير أية زيادة او نقصان في كل إقليم على حدة .
يقصد بضرورات المصلحة العامة التي تبرر اللجوء الى نقص او
الزيادة في التمثيلية السياسية في أي إقليم ،االمتداد الجغرافي للدوائر االنتخابية
266
(مثل األقاليم ما وراء البحار).
يتبين من كل هذا مدى القيود التي وضعها القضاء الفرنسي و الضمانات التي فرضها
على المشرع و التي أتت أكلها ،على اعتبار ان التقطيع االنتخابي أصبح محل اإلجماع
267
و التوافق السياسي .
وقد حدث تطور هام في فرنسا في مجال تامين المساواة في التمثيلية السياسية ،
بموجب التعديل األخير في دستورها بتاريخ 23يوليوز ، 2008حيث جاء بمقتضى
جديد ،يتمثل في خلق لجنة المستقلة للتقطيع االنتخابي .حيث أصبح من اختصاصها
266
محمد الصفريوي ,مرجع سابق صفحة 173و. 174
267
محمد الصفريوي ,مرجع سابق صفحة 174
120 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
إعطاء رأي علني بخصوص قانون التقطيع االنتخابي ،وذلك بهدف إعطاء ضمانات اكبر
268
للمساواة في التمثيلية السياسية بين الدوائر االنتخابية .
إن الغاية من استقراء مبادئ االجتهاد القضائي الفرنسي في مجال التقطيع االنتخابي ،هو
محاولة مقارنته بواقع تقسيم الدوائر االنتخابية بالمغرب و استطالع أوجه التشابه و
االختالف بينهما ،و أخد العبرة من تطور األنظمة االنتخابية في التشريعات المقارنة.
و بالرجوع الى القانون التنظيمي ، 27.11الذي وقع تتميمه و تغييره بالقانون التنظيمي
20.16مخيبا لآلمال فيما يخص تحديد المبادئ العامة للتقطيع االنتخابي .و يمكن القول
بأنه حمل مقتضيات جوفاء متناقضة ،دون ان يستطيع فرض ولو قاعدة واحدة من شانها
ان تقيد عمل السلطة التنظيمية ،وتجعلها تلتزم بمبادئ المساواة في التمثيلية السياسية و
هكذا و ردت المادة 2من القانون المذكور على الشكل التالي :
تحدث الدوائر االنتخابية المحلية و يحدد عدد المقاعد المخصصة لكل دائرة انتخابية
بمرسوم حسب المبادئ التالية:
يراعي في تحديد الدوائر االنتخابية قدر اإلمكان تحقيق توازن ديمغرافي قيما بينها
،مع مراعاة الجانب المجالي
يكون النفوذ الترابي للدوائر االنتخابية متجانسا و متصال
تحدث دائرة انتخابية واحدة في كل عمالة أو إقليم أو عمالة مقاطعات ،و يخصص لها
عدد من المقاعد يحدد بمرسوم .غير انه يجوز أن تحدث في بعض العماالت او األقاليم
269
أكثر من دائرة انتخابية واحدة.
ومن خالل المادة أعاله ،يمكن تحديد المعايير التي وضعها المشرع إلعداد التقطيع
االنتخابي في ثالثة وهي:
268
محمد الصفريوي ,مرجع سابق صفحة 175
269
المادة 2من الظهير الشريف رقم 1.16.118صادر في 6ذي القعدة 10( 1437أغسطس )2016بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 20.16
القاضي بتغيير وتتميم القانون التنظيمي رقم 27.11المتعلق بمجلس النواب
121 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
و هذا يدفعني الى إبداء بمجموعة من المالحظات من بينها :
لم يتم تحديد أولوية معيار على بقية المعايير ،في حين ان في فرنسا فان
المشرع قد أكد األولوية المطلقة للمعيار الديمغرافي
الى جانب ان المشرع ترك تقييم المعايير الثالثة للسلطة التقديرية المطلقة
لإلدارة ،التي ال تتقيد في ذلك بأي قيد او شرط ،مما يجعل األمر اقرب الى
اختصاص مطلق تمارسه في غياب أية ضوابط تشريعية .
وأيضا عدم إلزام المشرع الحكومة بأية أهداف مرقمة وال بضرورة التقيد
باحترام المعدل الوطني للسكان بالدوائر االنتخابية ،عكس المشرع الفرنسي الذي
حدد نسبة 20%كأقصى نسبة تفاوت بين الدوائر االنتخابية .
باالضافة الى مالحظ ة اخرى تتجلى في ان المشرع الزم الحكومة بان يشكل
اإلقليم او العمالة دائرة واحدة ،لكنه أجاز لها في نفس الفقرة ان تخالف ذلك بدون
شرط او قيد ،فالمشرع يلزم الحكومة من جهة بان تحدث دائرة انتخابية واحدة في
كل إقليم او عمالة او عمالة المقاطعات ،لكنه من جهة اخرى يتيح لها إمكانية إحداث
271
دائرتين او أكثر في بعض العماالت و األقاليم .
ان القانون التنظيمي تحدث عن مراعاة تحقيق التوازن الديمغرافي بين الدوائر
االنتخابية بطريقة مجردة و مبهمة ،وهو ما أدى الى اختالل التوازن بشكل واضح ،
واحدث فرقا شاسعا في نسبة تمثيلية التي ميزت المرسوم المتعلق بإحداث الدوائر
المحلية ،فقد بلغ الفارق بين اصغر و اكبر دائرة انتخابية ما يفوق 23ضعفا في
االنتخابات التشريعية لسنة . 2011أما بالنسبة الستحقاقات سنتي 2002و2007
فقد بلغت على التوالي 06،19و 69، 22ضعفا .ونفس الشيء بالنسبة لمعيار
االتصال و التجانس الجغرافي للدوائر االنتخابية ،حيث ان المشرع لم يحدد أية
ضوابط لذلك ،تاركا لإلدارة مبادرة القيام عوضا عنه .
وقد كان من نتائج هذا الموقف التشريعي األقرب إلى الفراغ القانوني تفاوت كبير في
نسبة التمثيلية ،و اخالل بمبدأ المساواة ،سواء على مستوى الدوائر االنتخابية جميعها ،
270
محمد الصفريوي ,مرجع سابق صفحة 179
271
محمد الصفريوي ,مرجع سابق صفحة 179و 180
122 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
او على مستوى الدوائر االنتخابية جعل األقاليم او العماالت التي تقرر تقسيمها الى عدة
272
دوائر.
يضاف الى ذلك ان المراسيم التنظيمية المحددة لعدد المقاعد بكل دائرة انتخابية ،اعتادت
على ان تخصص على األقل مقعدين لكل إقليم مهما كان عدد سكانه .وهذا جعل عددا من
األقاليم ،خاصة تلك المستحدثة مؤخرا و التي تتوفر على كثافة سكانية ضعيفة ،تتمتع
بوضع متميز من حيث نسبة تمثيلية النائب البرلماني للسكان او الناخبين ،و ذلك على
273
حساب الدوائر االنتخابية المتواجدة بالمدن ذات الكثافة السكانية العالية .
هذا من جهة ممن جهة اخرى فان موقف االجتهاد الدستوري المغربي في مجال التقطيع
االنتخابي ،فلألسف الشديد ،و بالرغم من األهمية القصوى للتقطيع في تحديد مسار العملية
االنتخابية و نتائجها ،إال أنه لم يسبق إثارة الموضوع في أي من الطعون االنتخابية منذ
سنة ، 1963باستثناء مرة واحدة ،حيث تمت منازعة حدود الدوائر االنتخابية من الناحية
اإلدارية فقط ،أي في إطار التقطيع اإلداري للعماالت و األقاليم ،وليس في تقطيع الدوائر
االنتخابية التشريعية .
فقد طعن احد المترشحين في االنتخابات الجزئية بدائرة بنسليمان بدعوى ان ثالثة
جماعات تابعة لعمالة المحمدية قد أقحمت في الدائرة االنتخابية لبنسليمان ،مما يعد خرقا
لالختصاص الترابي ،حيث ان عامل بنسليمان قام بجميع األعمال اإلدارية التنظيمية
لالنتخابات ،الخاصة بالدوائر الثالث ،مع العلم ان هذه الجماعات أضحت تابعة لعمالة
المحمدية .و بالتالي فإنها تخالف مبادئ االختصاص الترابي للعمال ،وكان رد المجلس
الدستوري آنذاك على انه يجب التمييز بين التقطيع االنتخابي و التقطيع اإلداري ،وهما معا
وان كانا من اختصاص السلطة التنظيمية التي يمارسها الوزير األول بمرسوم ،إال ان
274
موضوعهما يختلف .
ولعل المجلس الدستوري قد فوت على نفسه الفرصة سانحة لضبط القواعد و المبادئ
التي يجب ان تؤطر عملية إحداث الدوائر و تحديدها ،وذلك حينما عرض عليه القانون
التنظيمي الجديد لمجلس النواب 27.11لمراقبته و مدى مطابقته للدستور .فما دام ان
272
محمد الصفريوي ,مرجع سابق صفحة 180
273
محمد الصفريوي ,مرجع سابق صفحة 180
274
قرار المجلس الدستوري رقم 599/2005بتاريخ 2فبراير . 2005
123 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
الدستور الجديد في فصله 62قد أعطى صالحية تحديد المبادئ العامة للتقسيم االنتخابي
لمجلس النواب ،وما دام هذا القانون التنظيمي لم يحدد بشكل دقيق هذه المبادئ و اكتفى
بعموميات تطرح تناقضات ،فقد كان على المجلس الدستوري أسوة بنظيره الفرنسي ان
يتدخل لتقويم الوضع وفرض احترام القانون التنظيمي للفصل 62من دستور 2011و
ذلك من خالل تقنيتين ،تقنية التحفظات التأويلية ( technique de réserve
، 275)d'interprétationاو تقنية عدم االختصاص السلبي ( Incompétence
276
.)négative
و صفوة القول ،في ظل غياب بعض المبادئ العامة التي يجب ان تحدد اإلطار العام
إلعداد التقطيع االنتخابي ،و التي يفرضها الدستور ،فإننا الزلنا نالحظ استئثار الحكومة
بحرية كبيرة و سلطة تقديرية تكاد تكون مطلقة ،في تحديد الدوائر االنتخابية ،و بدون
أية مراقبة ال من طرف البرلمان و ال من طرف القضاء الدستوري ،وال من قبل حتى
الطاعنين في االنتخابات ،إذ يبدو أن هؤالء ليسوا واعين تماما بالرهان الذي يمثله
التقطيع االنتخابي و تأثيره الحاسم على نتيجة االنتخاب ،حتى قبل ان ينطلق االقتراع .
ان التقطيع االنتخابي كان وال زال يعتبر دائما قضية تجادبات السياسية بين األحزاب ،
يتم تداولها في إطار توافقات بين الحكومة و المعارضة ،بعيدا عن رقابة الرأي العام و
القضاء .
275
تقنية التحفظات التاويلية وهي تقنية تسمح للقاضي الدستوري ,بان يقضي بان القانون المعروض عليه مطابق للدستور ,لكن مع ابداء التحفظ
على تاوبله بالشكل الذي يجعله يوافق روح الدستور و مبادئه .حيث ان القاضي الدستوري يحدد االطار العام الذي يجب ان يفهم فيه القانون
المعروض عليه ,و التاويل الذي يجب ان يعطىي له ,وهذا ما فعله الدستور الفرنسي سنة 1986حين عرض عليه قانون تقطيع الدوائر
االنتخابية للجمعية الوطنية ,و اعتبره مطابقا للدستور ,لكن مع ابداء بعض التحفظات التوجيهية او ما يسمى بالفرنسية ( Interprétations
,)directivesالتي يجب ان يلتزم بها المشرع .اال ان المجلس الدستوري المغربي اعتبر القانون التنظيمي 27.11لمجلس النواب موافقا
للدستور ,بدون اي تحفظ وال قيد او شرط ,بينما كان بمقدوره كما فعل نظيره الفرنسي ان يحدد المبادئ العامة و االساسية التي يجب ان تتحكم في
التقطيع االنتخابي ,ومنها المساواة في التمثيلية السياسية و اولوية المعيار الديمغرافي ,و االحترام الدقيق لسقف نسبة التجاوز ,وضرورة جعل
الصالح العام بمثابة المبرر الوحيد للخرةج عن قاعدة المساواة في التمثيلية ,و بالقدر الذي تفرضه هذه الضرورة دون تجاوزه .
276
تقنية عدم االختصاص السلبي هي تقنية يستعملها القاضي الدستوري للتدخل في حاالت التي يكون فيها التشريع ناقصا ( Insuffisance de
,)la loiوال يستجيب لالختصاص الذي حدده له الدستور ,من اجل اعالن عدم دستورية القانون المعني .
124 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
منظمة بقانون الجمعيات لسنة 1958في غياب أي هيكلة قانونية او تنظيم مالي و إداري .
و ربم ا كان من ذلك من العوامل التي ساهمت في ضعف األداء الحزبي ،و غياب
الديمقراطية المحلية ،و تثبيت القيادات الشامخة في مناصبها ،و منع تجديد النخب في بلد
كان له شرف الريادة على مستوى القارة اإلفريقية ،في إقرار التعددية السياسية ومنع
277
الحزب الوحيد .
و بتاريخ 14فبراير 2006صدر قانون األحزاب ،وتمحور حول ثالثة ركائز أساسية:
277
محمد الصفريوي ,مرجع سابق صفحة . 103
278
انظر القانون رقم 36/04المتعلق باالحزاب السياسية الصادر بتنفيذه ,الظهير الشريف رقم 1.06.18بتاريخ 14فبراير 2006تحت عدد
5397بالجريدة الرسمية ,بتاريخ 20فبراير . 2006
279
محمد الصفريوي ,مرجع سابق صفحة . 105
125 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
هذا القانون التنظيمي هو الرفع من عتبة األصوات المحصل عليها من طرف اللوائح
المحلية او الالئحة الوطنية من اجل المشاركة في عملية توزيع المقاعد من 3%الى
.280
لقد نص القانون التنظيمي 22.06على ان لوائح الترشيح المقدمة من طرف
المرشحين المنتمين ألحزاب السياسية ،الذين لم يحصلوا على 3%من األصوات المعبر
عنها في نطاق الدائرة الوطنية ،ال تكون مقبولة ،إال إذا كانت مرفوقة بوثيقة تتضمن
الئحة توقيعات مصادق عليها لناخبي الدائرة المعنية تحمل مائة توقيع عن كل مقعد ،
بالنسبة للدائرة المحلية ،و ألف توقيع بالنسبة للدائرة الوطنية لناخبين ينتمون الى نصف
جهات المغرب على ان ال يقل في كل جهة عن 5%من عدد التوقيعات المطلوبة و نفس
الشيء بالنسبة لمرشحي اتحادات األحزاب السياسية 281.لكن هذه المقتضيات تصدى لها
المجلس الدستوري بسبب مخالفتها لألحكام الدستور ،وذلك لما تحمله من تمييز صارخ
بين األحزاب السياسية ،و لما تشكله من خرق لمبدأ المساواة بين المترشحين ،و بالفعل
ألغى المجلس الدستوري في قراره 630/2007مستند الى العديد من الحجج و الدالئل ،
نذكر من بينها تناقض هذه المقتضيات مع الفص الثالث ،الذي يحرم نظام الحزب الواحد
و يزكي التعددية السياسية المبنية على الحرية و التنافس بين األحزاب و استقالليتها و
المساواة بينها أمام القانون .282
و جاءت االنتخابات التشريعية لسنة 2011التي مرت في جو من الحرية ،وذلك
باعتراف من المجلس الوطني لحقوق اإلنسان ،و المنظمات الدولية في ظل دستور جديد
للمملكة لسنة ،2011و كذلك نفس الشيء بالنسبة لالنتخابات التشريعية ل 7أكتوبر
.2016
لعل أبرز تعديل الذي جاء به القانون التنظيمي 27.11لمجلس النواب هو الرفع من
عدد أعضاء مجلس النواب الى 395عضوا ،ينتخبون على مستوى دوائر محلية و
دائرة الوطنية ،و ان الالئحة الوطنية أصبحت تتكون من جزأين الئحة النساء ب
280
القانون التنظيمي 22.06يغير و يتمم بموجبه القانون التنظيمي رقم 31.97المتعلق بمجلس النواب و الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم
1.97.185بتاريخ فاتح جمادى االولى 4( 1418سبتمبر .)1997
281
القانون التنظيمي 22.06يغير و يتمم بموجبه القانون التنظيمي رقم 31.97المتعلق بمجلس النواب و الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم
1.97.185بتاريخ فاتح جمادى االولى 4( 1418سبتمبر .)1997
282
انظر قرار المجلس الدستوري تحت رقم 630.2007بتاريخ 13يناير . 2007
126 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
60مقعدا عوض 30مقعدا في السابق ،و الجزء الثاني يضم 30مقعدا للشباب الذين ال
يتعدى عمرهم 40سنة .كما عرفت العتبة تغييرا في القانون التنظيمي المتعلق بمجلس
النواب 27.11برسم االنتخابات التشريعية األخيرة ،وذلك باتفاق مع األحزاب التي كانت
كانت تنادي بخفض نسبة العتبة و ذلك تحقيقا لمبدأ المساواة بين المرشحين ،و هذا التوجه
التوجه الرامي الى تخفيض نسبة العتبة هو ما تحقق بالفعل ،و ذلك عندما تم تعديل القانون
التنظيمي لمجلس النواب القانون التنظيمي ، 27.11الذي وقع تتميمه و تغييره بالقانون
التنظيمي 20.16الذي خفض نسبة العتبة من 6%الى 3%بالرسم االنتخابات التشريعية
283
لسنة ل 7أكتوبر . 2016
ومن خالل هذا الجرد التاريخي سوف يتم االنطالق بالدراسة و التحليل من نقطتين
هامتين:
النقطة األولى و هي العتبة و تأثيراتها في المادة االنتخابية(الفقرة األولى).
والنقطة الثانية /الالئحة الوطنية التي تضم النساء و الشباب (الفقرة الثانية) ،وذلك
لكون ان هاتين النقطتين كانت محل نقاش وجدل بين األحزاب السياسية ،فالعتبة هي مطلب
من اجل تحقيق مبدأ المنافسة بين المرشحين ،والالئحة الوطنية للنساء هو أيضا مبدأ
دستوري استنادا الى الفصل 19و الفصل 30من الدستور المغربي لسنة 2011القاضي
الى السعي نحو المناصفة بين الرجل و المرأة ،و تشجيع تكافؤ الفرص بين الرجال و
النساء في الولوج الى الوظائف االنتخابية (الفصل .) 30
الفقرة األولى :جدلية العتبة
تعتبر العتبة االنتخابية واحدة من اآلليات التقنية و الرياضية التي تعمل كغيرها من
الصيغ ،في توجيه مسار و تعبيرات العملية االنتخابية في ظروف سياسية معينة ،بما
يساهم في إفراز نتاج انتخابي ينسجم مع أهداف و رهانات كل تجربة سياسية.
لقد شكلت التعددية الحزبية احد التعبيرات األكثر عمقا عن فكرة الديمقراطية التي تقوم
على ضرورة وجود ناطقين باسم المجتمع ،الذي ينطلق من تلقاء نفسه ،يعبرون عن إرادته
و مواقفه و يعكسون حقيقته االجتماعية و السوسيوثقافية و االقتصادية.
283
الظهير الشريف رقم 1.16.118صادر في 6ذي القعدة 10( 1437أغسطس )2016بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 20.16
القاضي بتغيير وتتميم القانون التنظيمي رقم 27.11المتعلق بمجلس النواب
127 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
ان التعددية الحزبية ،رغم كونها تعد لبنة من لبنات الضرورية لتدشين بناء مؤسساتي
و ديمقراطي يعكس حقيقة المجتمع ،فإنها في بعض اللحظات ،تعد عامال معرقال يحد
من نجاعة هذا البناء ،وذلك في الحاالت التي تنمو فيها بوثيرة تتجاوز وتيرة نمو تعددية
المجتمع ،بالشكل الذي يفضي الى تعددية متضخمة على مستوى الكم ،فقيرة على
مستوى الكيف ،ومن تم تصبح التعددية تعدديات داخل نفس التعبير اإليديولوجي ،ونفس
المضمون السياسي ،و هو ما يؤدي في النهاية الى سقوط المشهد السياسي أسير بلقنة
284
معطلة لالنتقال الديمقراطي بدال أن تكون رافعة له.
والمغرب سار على هذا النهج حيث وجد في آلية العتبة المسلك او المخرج المالئم
للتوفيق بين ضرورات حماية الحريات السياسية ومطلب عقلنة حركية النشاط الحزبي،
حيث تم العمل بالية العتبة في 03%خالل فترة االنتخابات التشريعية لسنة 2002
ليتقرر بعدها رفعها انطالقا من انتخابات التشريعية لسنة 2007حيث كانت في حدود
06%و استمر العمل بها في االستحقاقات االنتخابية ل 25نونبر ، 2011ثم بعد ذلك
سيتم الرجوع الى ما تم العمل به في سنة ، 2002حيث سيتم خفض العتبة الى 03%
في االستحقاقات االنتخابية التشريعية األخيرة لسنة . 2016
ان رفع العتبة من 03%الى سنة 06%في االنتخابات التشريعية لسنة 2007و
، 2011أدى في عدد من المتتبعين في الشأن السياسي ،الى الحد نسبيا من البلقنة
السياسية ،خاصة على مستوى التمثيلي ،حيث تقلصت في هذا اإلطار التمثيلية الحزبية
داخل مجلس النواب من 22قوة سياسية ،أفرزتها االنتخابات التشريعية ل 27شتنبر
2002و 23قوة سياسية أفرزتها االنتخابات التشريعية لسنة 2007الى 18قوة
سياسية خالل االنتخابات التشريعية لسنة ، 2011وصارت تمثيلية مجلس النواب
موزعة بشكل رئيسي بين ثمانية قوى حزبية ،أصبحت تملك و حدها من الناحية
العددية ،مفاتيح تشكيل األغلبيات ،وتوجيه مضامين و مسارات الفعل البرلماني و
285
الحكومي .
284
عبد المنعم لزعر "العتبة و تاثيراتها السياسية و االنتخابية" ،مجلة مسالك العدد 43/44سنة 2012الصفحة 122
285
عبد المنعم لزعر " مرجع سابق" الصفحة . 123
128 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
ومن تم فان تشكيل األغلبيات الحكومة تواجه مجموعة من الصعوبات وذلك بسبب
القائمة الطويلة من األحزاب السياسية من اجل كسب ودها الستجماع نصاب األغلبية ،
وتساهم هذه الصعوبات في فرملة وتعطيل مسار التفاوض مما يتسبب في هدر الزمن
السياسي و الزمن الحكومي و الذي ال يتأتى إال بعد تدخل مبعوثي القصر كما حدث سنة
. 2007من هنا شكلت العتبة االنتخابية واحدة من اآلليات الفعالة للتجارب السياسية التي
تريد التحكم في البعد الكمي و الكيفي للتمثيلية الحكومية ،حيث يحدث متغير العتبة تغيرات
يتجلى في اتجاه التقليص او التمدد على مستوى على مستوى البنية التمثيلية داخل مجلس
النواب األمر الذي ينعكس سلبا او إيجابا على تركيبة الحكومة ،فكلما ارتفع مستوى العتبة
االنتخابية تقلص عدد األحزاب السياسية الممثلة داخل مجلس النواب ،وكلما انخفض
مستوى العتبة إال و تمددت قائمة التمثيلية داخل مجلس النواب .286
لقد أكدت االنتخابات التشريعية لسنة 2011حين تقرر ارتفاع نسبة العتبة الى ، 06%
حيث ساهم هذا االرتفاع في نسبة العتبة ألول مرة في تقليص قائمة األحزاب سياسية الممثلة
في البرلمان حيث تم تشكيل حكومة في صيغتها األولى و الثانية من أربعة أحزاب سياسية
فقط .
فإلى جانب هذه التأثيرات السياسية التي تهم حركية التعددية الحزبية ،وإفرازتها التمثيلية
و التدبيرية ،فان العتبة لها تأثيرات اخرى ترتبط بالجانب الرياضي او اآللي في العملية
االنتخابية ،من خالل تحكمها في مخرجات عملية توزيع المقاعد بالتوازي مع معدالت
287
القاسم االنتخابي.
من خالل تتبع مخرجات القراءة التقنية لفعلية العتبة االنتخابية ،يالحظ بان مستوى هذه
األخيرة (العتبة) يشكل أهم عامل يحدد مدى مشاركة لوائح مرشحي األحزاب السياسية في
عملية توزيع المقاعد ،وتقصي اللوائح التي فشلت في الحصول على العتبة االنتخابية من
العملية ،و بالتالي فان ه كلما ارتفع مستوى العتبة كلما تقلصت قائمة لوائح المرشحين
المسموح لهم بالمشاركة في عملية توزيع المقاعد ،وكلما كان مستوى العتبة منخفضا كلما
تمددت القائمة.
286
عبد المنعم لزعر " مرجع سابق" الصفحة . 123
287
عبد المنعم لزعر " مرجع سابق" الصفحة . 124
129 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
ان توزيع المقاعد المتنافس حولها يكون بواسطة القاسم االنتخابي ثم بواسطة اكبر
البقايا التي تجد ترجمتها بتخصيص المقاعد الباقية لألرقام القريبة من القاسم االنتخابي ،
حيث تكشف المنظومة الحسابية للعمليات االنتخابية على هذا المستوى ،انه كلما تم
اعتماد خفض العتبة ،كلما أدى الى ارتفاع القاسم االنتخابي ،وكلما تم رفع العتبة ،إال
و تقلص القاسم االنتخابي ،وبالتالي فتقلص او تمدد القاسم االنتخابي يؤثر في منهجية
توزيع المقاعد .
ان ان خفاض القاسم االنتخابي يصب عادة في مصلحة الحزب الحاصل على اكبر من
األصوات ،والذي يتمكن من حسم أكثر من مقعد لفائدته ،قبل اللجوء الى خيار اكبر
البقايا ،و ارتفاع القاسم االنتخابي يكون لصالح األحزاب التي لم تتمكن من الحصول
على القاسم االنتخابي ،حيث يتم حسم غالبية المقاعد المتنافس حولها بأسلوب اكبر البقايا
288 .يستفاد من هذا ان العتبة االنتخابية تلعب دورا مهما في صنع النتائج االنتخابية ،
وذلك إذا وجدت البيئة مالئمة ،و تقل هذه التأثيرات إذا ما اصطدمت مع بيئة مناقضة.
تجدر اإلشارة الى ان اإلنتقال من عتبة الى اخرى يؤدي الى تأثير الفوري في
االنتخابات ،وفي حاالت اخرى ال يكون لهذا االنتقال أي تأثير يذكر ،كما تبين لنا عملية
تحليل بنية نتائج عدد من الدوائر االنتخابية ،باعتماد معدالت االنتخابات التشريعية لسنة
، 2011مثال دائرة طنجة أدى اعتماد عتبة ، 06%الى فوز العدالة و التنمية ب 03
مقاعد ،وفوز كل من حزب التجمع الوطني لألحرار و حزب األصالة و المعاصرة
بمقعد واحد لكل منهما .و حتى إذا ما تم رفع العتبة الى نسبة 10%فان الخريطة
االنتخابية لن يطرأ عليها أي تغيير ،بمعنى انه في ظل النتائج التي سجلت في هذه
الدائرة ،فان تو زيع المقاعد يبقى بدون تغيير ،سواء تم اعتماد عتبة بنسبة 06%او
بنسبة ، 10%لكن الوضع سيختلف إذا تم رفع العتبة الى نسبة ، 25%حيث ستقود
عملية توزيع المقاعد الى إفراز حزب سياسي وحيد مهيمن وهو حزب العدالة و التنمية،
و الذي سيفوز بهذه الحالة ب 05مقاعد ،باعتباره الوحيد الذي تخطى عتبة 25%من
األصوات ،بالمقابل إذا تم تخفيض العتبة الى 03%سيؤدي ذلك الى تغيير الخريطة
االنتخابية و التي ستؤدي الى فوز حزب العدالة و التنمية بمقعدين ،و حفاظ حزب
288
عبد المنعم لزعر " مرجع سابق" الصفحة . 126
130 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
التجمع الوطني لألحرار و حزب األصالة و المعاصرة بمقعد لكليهما ،و التغير هو دخول
289
حزب االتحاد الدستوري قائمة األحزاب الفائزة بحصوله على المقعد الخامس .
من خالل هذا ،يظهر ان تأثير العتبة من عدمه يرتبط أساسا بمتغيرات اخرى ،كمعدل
القاسم االنتخابي وعدد األصوات المحصل عليها من طرف كل الئحة ،باالضافة الى عدد
المقاعد المتنافس حولها ،فكلما كانت المعدالت متقاربة بين اللوائح المتنافسة ،كلما انتفى
تأثير االنتقال من عتبة الى اخرى ،و كلما كان الفارق بين اللوائح المتنافسة كبيرا ،كلما
ساهم االنتقال من عتبة الى اخرى في تغيير الخريطة االنتخابية على مستوى كل دائرة .
ان تخفيض او تنزيل العتبة الى 03%مثال في االنتخابات التشريعية لسنة 2011على
سبيل التجريب وفق معطيات االنتخابية التشريعية 25نونبر 2011يؤدي الى التأثير
الفوري في نتائج االنتخابات ،وفي حاالت اخرى ال يكون لهذا االنخفاض في العتبة أي
290
تأثير.
الفقرة الثانية :اعتماد اللوائح الوطنية للنساء و الشباب
حظي موضوع مشاركة المرأة في الحياة العامة عموما ،و الحياة السياسية على وجه
الخصوص باهتمام دولي مستمر ،و ظهر بشكل جلي من خالل المواثيق الدولية المتعلقة
بحقوق اإلنسان و حقوق المرأة ،والتي يستدل من خاللها سعي المجتمع الدولي الى تحفيز
المرأة للمشاركة في الحياة العامة و السياسية ،و السعي الى إزالة أشكال التمييز ضدها ،و
التأكيد على المساواة بين الجنسين ،بالقضاء على كل المعوقات التي تحول دون ذلك ،
فتمخض عن ذلك مجموعة من المواثيق الدولية التي تلزم الدول الموقعة عليها احترام ما
جاء فيها .
وفي هذا السياق جاءت المادة األولى الفقرة الثالثة من الميثاق األمم المتحدة لسنة
1945على " تعزيز احترام حقوق اإلنسان و الحريات األساسية للناس جميعا ،و
التشجيع على ذلك إطالقا بال تمييز بسبب الجنس او اللغة او الدين ،وال تفريق بين
الرجال و النساء 291 .أما المادة الثامنة نصت على ان " ال تفرض األمم المتحدة قيودا
289
عبد المنعم لزعر " مرجع سابق" الصفحة . 126
290
عبد المنعم لزعر " مرجع سابق" الصفحة . 127
291
المادة االوالى من الفقرة الثالثة من ميتاق االمم المتحدة في 27حزيران /يونيو 1945في سان فرانسيسكو في ختام مؤتمر االمم المتحدة
الخاص بنظام الهيئة الدولية ،و اصبح نافذا في 24تشرين االول /اكتوبر . 1945
131 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
تحد جواز اختيار الرجال و النساء لالشتراك بأي صفة ،وعلى وجه المساواة في
فروعها الرئيسة و الثانوية .
و تتويجا لجهود البشرية على مدى التاريخ إلقرار حقوق اإلنسان في الحرية و العدل
المساواة ،بوصفها قيما إنسانية فطرية يصعب العيش بدونها ،نص اإلعالن العالمي
اإلنسان لسنة ، 1948في المادة األولى " يولد جميع الناس أحرارا متساوين في
الكرامة و الحقوق ،و قد وهبوا عقال و ضميرا وعليهم ان يعامل بعضهم بعضا بروح
اإلخاء" .أما المادة الثانية منه تنص " لكل إنسان حق التمتع بكافة الحقوق و الحريات
الواردة في هذا اإلعالن ،دون أي تمييز ،كالتمييز بسبب العنصر او اللون او اللون او
الجنس او اللغة او الدين او الرأي السياسي او أي رأي أخر ، …….دون أية تفرقة
292
بين الرجال و النساء .
أما المادة 20من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان فنصت على " ان لكل شخص
الحق في حرية االشتراك في الجمعيات و الجماعات السلمية .و ال يجوز إرغام احد
االنضمام الى جمعية ما .أما المادة 21فقد نصت على " لكل فرد الحق في االشتراك
في إدارة الشؤون العامة لبالده ،إما مباشرة ،وإما بواسطة ممثلين يختارون اختيارا
حرا .لكل شخص نفس الحق الذي لغيره في تقلد الوظائف العامة لبالده .ان إرادة
الشعب هي مصدر سلطة الحكومة ،ويعبر عن هذه اإلرادة بانتخابات نزيهة دورية ،
تجري على أساس االقتراع السري ،وعلى قدم المساواة بين الجميع او حسب أي
293
اجراء مماثل يضمن حرية التصويت ".
وقد تم تأكيد على هذه الحقوق من جديد مع المصادقة على العهد الدولي الخاص
بالحقوق المدنية و السياسية ،إذ أشار في مادته الثانية على " تتعهد كل دولة طرف
في هذا العهد ،باحترام الحقوق المعترف بها فيه ،و بكافلة هذه الحقوق لجميع
األفراد الموجودين في إقليمها و الداخلين في واليتها ،دون أي تمييز بسبب العرق ،
اللون ،او الجنس ،او اللغة ،او الدين ،او الرأي سياسي او غير سياسي ،او األصل
القومي او االجتماعي ،او الثروة ،او النسب ،او غير ذلك من األسباب .تتعهد كل
292
المادة الثامنة من االعالن العالمي لحقوق االنسان بموجب قرار الجمعية العامة المؤرخ في كانون االول /ديسمبر . 1948
293
المادة عشرون من االعالن العالمي لحقوق االنسان بموجب قرار الجمعية العامة المؤرخ في كانون االول /ديسمبر . 1948
132 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
دولة طرف في هذا العهد ،إذا كانت تدابير التشريعية او غير التشريعية القائمة ال تكفل
فعال إعمال الحقوق المعترف في هذا العهد ،ان تتخذ ،طبقا إلجرائتها الدستورية و
ألحكام هذا العهد ،ما يكون ضروريا لهذا اإلعمال من تدابير تشريعية " .أما المادة 25
من هذا العهد تنص على " يكون لكل مواطن ،دون أي وجه من وجوه التمييز المذكور في
المادة ،2الحقوق التالية التي يجب التمتع بها دون قيود غير معقولة:
ان يشارك في إدارة الشؤون العامة ،إما مباشرة و إما بواسطة ممثلين
يختارون في حرية .
ان ينتخب في االنتخابات نزيهة ،تجرى دوريا باالقتراع العام وعلى قدم
المساواة بين الناخبين و بالتصويت السري ،تضمن التعبير الحر عن إرادة الناخبين .
ان تتاح له ،على قدم المساواة وعموما مع سواه فرصة تقلد الوظائف
294
العامة في بلده .
هذا الى جانب صدور مجموعة من المواثيق الدولية التي تتعلق بحماية حقوق المرأة و
تعزيز مشاركتها في الحياة السياسية ومن أهمها :
كما اهتم االتحاد الدولي البرلماني بالمشاركة السياسية للمرأة ،وقام بوضع خطة عمل
لمواجهة ترهلها ،وتمت الموافقة عليها في مؤتمر باريس لسنة ،1994و ركزت على
ضرورة تخصيص مقاعد للمرأة حال تنافسها في الدوائر االنتخابية العامة .تالها و وثيقة
مؤتمر بيكين سنة ، 1995و التي دعت الى أهمية النهوض بأوضاع المرأة على المستوى
االقتصادي و االجتماعي و الثقافي و السياسي على مستوى العالم ،ثم و وثيقة األهداف
294
المادة 25من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية و السياسية المؤرخ في 16كانون /ديسمبر ، 1966تاريخ نفاذ 23اذار /مارس 1976
133 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
اإلنمائية لأللفية ،وهي احد مؤشرات تعزيز المساواة بين الجنسين ،و تمكين المرأة في
295
زيادة نسبة تمثيل النساء في الحياة البرلمانية .
لقد احتلت قضايا المرأة في اآلونة األخيرة ،أهمية بالغة من حيث الدراسة و التحليل ،
ال سيما ما تعلق بالجانب السياسي منها ،و في مقدمتها مشاركتها بفعالية في العملية
االنتخابية ،ناخبة و مرشحة ،و تمكينها من التواجد في المجالس المنتخبة .
لقد سعى المجتمع الدولي جاهدا عبر المعاهدات الدولية الى النهوض بحقوق المرأة ،
و ترقيتها في جميع المجاالت السيما السياسية ،و رغم ذلك بقيت المرأة تعاني من
التمييز و التهميش في الكثير من القضايا ،وهو ما دفع باألمم المتحدة الى قبول و حمل
األطراف في المعاهدات الدولية للنهوض بحقوق المرأة الى تبني سياسة التمييز االيجابي
للتعجيل بالمساواة بين النساء و الرجال .
و بالتالي شكل موضوع توسيع تواجد المرأة و الشباب في المجالس المنتخبة ،نقاشا
هاما في أوساط المجتمع المغربي ،ومن أجل ضمان المشاركة الفعلية للمرأة و الشباب
في تمثيلية داخل البرلمان ،تبنى المشرع المغربي آلية لضمان حضور المرأة أال وهو
نظام الحصص (الكوتا) ،حيث خصصت للنساء 30مقعدا ابتداءا من 2002ليصل في
األخير الى 60مقعدا ،إضافة الى تعزيز تمثيلية الشباب في البرلمان ،حيث تم إحداث
او تخصيص 30مقعدا لكال الجنسين ،بعدما كانت الالئحة حكرا على الشباب فقط في
االنتخابات التشريعية لسنة . 2011
ان نظام الدائرة الوطنية المخصصة لنساء الذي تم االعتماد عليه في االنتخابات
التشريعية لسنة 2002و 2007و الذي كان يخصص 30مقعدا للنساء فقط ،هذه
الالئحة الوطنية ستشهد تغيرات ،إذ انه بموجب القانون التنظيمي لمجلس النواب
27.11سيخصص جزأين ،الجزء األول مخصص للنساء ،و الجزء الثاني مخصص
للشباب الذكور دون سن األربعين ،و للتذكير فقد تم رفع عدد المقاعد للنساء من 30
مقعدا الى 60مقعدا.
و بموجب التعديل األخير للقانون التنظيمي لمجلس النواب 20.16المغير و المتمم
للقانون التنظيمي 27.11وقع تعيير في الالئحة الوطنية للشباب ،التي كانت حكرا على
295
بارة سمير " التمثيل الساسي للمراة الجزائرية في المجالس المنتخبة " دفاتر السياسة و القانون ،العدد الثالث عشر /جوان . 2015
134 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
الذكور في االنتخابات التشريعية لسنة ، 2011لكن في االنتخابات التشريعية األخيرة و قع
تغير على هذه الالئحة ،حيث إنضافت إلى الالئحة الوطنية للشباب النساء الشابات ،و ذلك
وفق المادة 23الفقرة الثانية و التي تنص …. :و يتضمن الجزء الثاني منها ()30
مترشحا من الجنسين ال تزيد سنهم عن أربعين سنة شمسية في تاريخ االقتراع مع بيان
296
ترتيبهم ." …….
و قبل الحديث و الغوص في التحليل ،سنحاول ان نعتمد في تحليلنا أوال بدراسة الدائرة
الوطنية للنساء ،ثم ثانيا الدائرة الوطنية للشباب .
أوال :اعتماد نظام الدائرة الوطنية المخصصة للنساء
ظلت المقتضيات الدستورية المتعلقة بوضعية المرأة المغربية شبه جامدة قرابة خمسين
سنة ،رغم العديد من التعديالت الدستورية التي عرفها الدستور المغربي لسنة ، 1962
فالدستور 1996حافظ على عبارات الفصل " 8الرجل و المرأة متساويان في التمتع
297
بالحقوق األساسية " .
حيث ان العبارات المستعملة في ذات الدستور فيما يتعلق بالمساواة في المجاالت
السياسية و االقتصادية و االجتماعية ظلت غير جوهرية و غير مؤسسة آلليات حقيقية ،
رغم أنها كانت من بين الدساتير السباقة في العالم العربي ،التي اعترفت بحق التصويت
للمرأة و الرجل في ان واحد ،بالمقارنة بدول عربية اخرى ،كدول الخليج العربي .
و كذلك الفصل 12من دستور 1996الذي يؤكد على أحقية المرأة في تقلد جميع
المناصب و بنفس الشروط ،كما هو الشأن بالنسبة للرجل ،ظل بعيد المنال في غياب
298
قوانين و آليات مصاحبة .
لكن في دستور الجديد للمملكة لسنة ، 2011الذي يعتبر جوهريا من حيث الشكل و
المضمون ،فمن حيث الشكل كانت المرأة حاضرة في صياغة مضمونه ،و شاركت الرجل
مراحل بلورته من خالل عضوية اللجنة الملكية لصياغة الدستور ،او من خالل حضورها
296
الظهير الشريف رقم 1.16.118صادر في 6ذي القعدة 10( 1437أغسطس )2016بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 20.16
القاضي بتغيير وتتميم القانون التنظيمي رقم 27.11المتعلق بمجلس النواب
297
د .محمد شكراد "مقربة قانونية و قضائية لمبدا المناصفة – دراسة مقارنة ما بين التجربتين االسبانية و المغربية " ،المجلة المغربية لالدارة
المحلية و التنمية ،ماي-يونيو 2016العدد 128الصفحة . 303
298
ذ .محمد شكراد " مرجع سابق" صفحة . 303
135 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
في األحزاب ا لسياسية او المنظمات النقابية و هيئات المجتمع المدني ،و خاصة منها
الجمعيات النسائية التي قدمت مقترحاتها و مذكراتها في الموضوع .
كذلك جاء الدستور بمكانة متميزة للمرأة من خالل مجموعة من فصوله التي تشترك
في الحقوق مع الرجال او تلك التي تخصها منفردة ،و استعمل الدستور لغة جديدة ،
من خاللها كسر بعض األفكار و العقليات عند مخاطبته للرجال و النساء ،مستهال بعض
فصوله بالمواطنات قبل المواطنين ،وهو نوع من اللباقة القانونية المقصودة ،تم إدماجه
في الصياغة القانونية الدستورية ،لما له من تأثير على الهندسة القانونية بشكل عام ،
299
والتي من المفترض ان تحترم منطوق الدستور و مفرداته و تراتبيته .
ومن حيث المضمون جاء الدستور الجديد للمملكة المغربية ( ،)2011مؤسسا لجيل
ثالث من حقوق اإلنسان ،لتشمل باالضافة الى الحقوق السياسية و المدنية و الحقوق
االقتصادية و االجتماعية ،حقوقا ثقافية و بيئية ،وكل هذا في إطار تبويب حقوق
اإلنسان مكانة أساسية ومحورية في الهندسة الدستورية .
لقد جاء الدستور الجديد لسنة 2011بمجموعة من المقتضيات الهامة الرامية الى
تعزيز مكانة و المرأة و ضمان تمثيليتها على كافة المستويات ،و كل هذا في إطار
تشج يع تكافؤ الفرص بين النساء و الرجال ،في ولوج الوظائف االنتخابية (الفصل ) 30
،او فيما يتعلق ضمان تمثيلية النساء القاضيات داخل السلك القضائي (الفصل ، ) 115
إضافة الى مقتضيات (الفصل ، ) 146المتعلق بتحسين تمثيلية النساء داخل مجالس
300
الجهات و الجماعات الترابية .
بالمقابل تعرف مقاربة النوع في اسبانيا تطورا ملموسا ،بحيث أضحت المرأة تتمتع
بالكثير من الحقوق في جميع المجاالت مثل الرجل ،و أصبحت مشاركة بشكل كبير في
مراكز القرار ،حيث تحتل اسبانيا الرتبة 29في العالم في تقرير (المنتدى االقتصادي
العالمي) لسنة ، 2014كذلك تتبوأ اسبانيا في تقرير اتحاد البرلمانات من اجل
الديمقراطية ، 2015الرتبة 12في العالم من حيث تمثيلية النساء في البرلمان ،ففي
299
ذ .محمد شكراد " مرجع سابق" صفحة . 304
300
ذ .محمد شكراد " مرجع سابق " صفحة . 304
136 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
مجلس النواب المؤلف من 350نائب ،تمثل نسبة النساء ، 41,1%وفي مجلس الشيوخ
301
حوالي 33,8%
لقد أشار الدستور االسباني الى عدة مقتضيات الخاصة بالمساواة ،بحيث في الفقرة
األولى من الفصل األول ،يدرجها في إطار القيم السامية للنظام القانوني االسباني ،302كما
كما انه في الفقرة الثانية من الفصل التاسع جعل السلطات العمومية تضطلع بمهمة تهيئ
الظروف المالئمة حتى يتمتع الفرد و الجماعات التي ينتمي إليها بالحرية و المساواة بشكل
حقيقي و فعلي ،كما تضطلع بمهمة تذليل العقبات التي تقف في وجه الحرية و المساواة او
تقلصها ،و من مهامها أيضا تسهيل مشاركة كل المواطنين في الحياة السياسية و
303
االقتصادية و الثقافية و االجتماعية.
يستعمل الفصل 39من الدستور االسباني مصطلح (( تضمن السلطات العمومية الحماية
االجتماعية و االقتصادية و القانونية لألسرة )) ،وليس مصطلحات من قبيل "تعمل ،تسعى
،تبدل ،)) …….وهي مصطلحات تفقد قوة اإللزامية و ما تترتب عليها من محاسبة و
مسؤولية .كما تضمن الدستور االسباني مقتضيات بعدم التمييز بين الرجل والمرأة في
مجال العمل ،حيث أشار في الفصل 35الفقرة األولى ،على ان العمل واجب على كل
اإلسبان ،ويحق لهم ان يشتغلوا وان يختاروا مهنتهم او وظيفتهم بحرية ،ومن حقهم ان تتم
ترقيتهم عن طريق العمل ،وان يحصلوا على التعويض الكافي لسد حاجياتهم و حاجيات
ذويهم ،وال يمكن في أي حال من األحوال ،ان يتم التمييز بين الرجل و المرأة في هذا
304
الباب .
ان مبدأ (الكوتا النسائية) يستند على فكرة ضرورة وجود النساء بنسبة معينة ،في كل
مؤسسات الدولة من برلمان و لجان برلمانية و حكومة إدارة عامة ،و تعتبر( الكوتا) بمثابة
تقنية او آلية تؤدي الى قفزة نوعية من خالل التمييز االيجابي لسد فجوة الالمساواة بين
الرجال و النساء ،كما تهدف هذه اآللية الى تامين وجود نسبة مئوية معينة من النساء ،و
301
ذ .محمد شكراد " مرجع سابق " صفحة . 308
302
الفصل 1من السباني لسنة 1978مع تعديل الفصل 135في ايلول – سبتمبر . 2011
303
الفصل 9من الدستور االسباني لسنة 1978مع تعديل الفصل 135في سبتمبر – ايلول . 2011
304
ذ .محمد شكراد " مرجع سابق" صفحة. 309
137 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
زيادة في التمثيل النسائي ،و آلية (الكوتا) هو إجراء مؤقت الى حين زوال كل المعيقات
المانعة للتمثيل نسائي عادل .
ان نظام الكوتا يتخذ ثالثة أشكال وهي :
نظام الحصص المحدث بموجب الدستور ( .يسمح بتنافس النساء على عدد او
نسبة من المقاعد المخصصة).
نظام الحصص المحدث بمقتضى القانون االنتخابي( .يسمح بتنافس النساء
على عدد او نسبة من المقاعد المخصصة).
نظام الحصص الحزبي الذي يقضي بترشيح نسب محددة من النساء في
اللوائح االنتخابية المحلية او البرلمانية ،و يمكن لهذا األخير ان يكون اختياريا في
305
سياق توافقي او إجباريا بموجب نص قانوني .
ان اآلراء الفقهية بصدد هذه التقنية ،تباينت بين متحفظ و معارض من جهة ،وبين
متحمس و مؤيد لها من جهة ثانية .
فاالتجاه األول يعزز موقفه بمجموعة من المرتكزات و المبررات ،فهو يرى فيها
وسيلة لتجاوز مختلف الحواجز و المعيقات وذلك من اجل تحسين أوضاع النساء على
جميع المستويات (االقتصادية و االجتماعية ،) ………… ،كمدخل لالنتقال من
الصيغة النظرية لتكافؤ الفرص الى واقع ملموس ،و إلنعاش المشاركة السياسية بشكل
عام ،و تجاوز ضعف التمثيلية للمرأة في البرلمان و المجالس المحلية بشكل خاص ،و
ال يعتبرها رواد هذا االتجاه تمييزا ضد الرجل ،بل تعويضا للمرأة عن التمييز السياسي
الذي يطالها ،و الذي يجسده ضعف او انعدام حضورها في المشهد السياسي بشكل عام .
أما االتجاه الثاني المخالف يرفض هذا الخيار ،معتبرا إياه يتنافى مع مبدأ المساواة
بين المواطنين ،و يتناقض مع مبدأ تكافئ الفرص ،فهو بموجب هذا الرأي تدبير غير
ديمقراطي يمنح النساء حقوقا اعتمادا على اعتبار النوع ال الكفاءة ،بل ان هناك من
يعتبره حيفا في حقها ،و يعبر عن تخوفه من ان يؤثر اعتماد هذه التقنية سلبا على نضال
305
ذ .ادريس لكريني "الكوتا" وواقع المشاركة النسائية في البرلمان بالمغرب ،الحوار المتمدن العدد ) 13-03– 2009( – 2584على الساعة
8h59الموقع االلكتروني http://www.ahewar.orgتاريخ الزيارة 17-01-2017على الساعة . 01H17
138 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
المرأة باتجاه تحسين الجدري ألحوالها ،و تعزيز مشاركتها السياسية في المستقبل .وقد
اعتبره البعض تشويشا على الممارسة الديمقراطية ،من حيث انه يفرض على الناخبين
مسبقا االختيار بين مرشحات فقط ،فيما أكد آخرون ضمن نفس االتجاه ،ان معرفة نتائج
نتائج االنتخابات مسبقا ولو بشكل جزئي على مستوى تمثيلية النساء ،يفرغ الممارسة
الديمقراطية التي تقتضي خوض المنافسة بناء على برامج و كفاءات ،ال على قرارات و
تدابير فوقية ،تمنحها نوعا من المفاضلة في مواجهة الرجل ،كما يرى هذا االتجاه بان
منطق العدالة و الديمقراطية ،يفرضان ولوج المرأة الى البرلمان و مختلف المجالس
المحلية ،من خالل الخضوع للضوابط المعمول بها بالنسبة للرجل أيضا ،و إقناع الناخبين
306
،بعيدا عن أي إجراءات تجانب مبدأ تكافؤ الفرص .
ان موضوع تمثيلية النساء في البرلمان و تحقيق مبدأ المناصفة و محاربة كل أشكال
التمييز شغل الباحثين و الباحثات و طرحت العديد من اإلشكاليات للوصول الى المساواة و
طبقا للفصول 19و 30من الدستور المغربي ،و السؤال المطروح لماذا لم تستطع النساء
اختراق بنية النظام االنتخابي ?
ان المناصفة التي هي شكل من أشكال المساواة بين الجنسين ،متعلقة بالشق السياسي
دون غيره يطرح إشكاال أخر ،عن الفرق بينها و بين نظام الحصص (او الكوطا) ،و
خصوصا وانه جاء لذات الغاية وهو تمثيلية و حضور اكبر للنساء في المجال السياسي ،
من خالل حصص محددة مسبقا .
و يرى المدافعون عن المناصفة أنها تختلف جوهريا عن نظام حصص العتبارات
عديدة:
ان نظام الحصص (الكوطا) ذا طابع تمييزي و مهين في حق النساء ،بحيث
يحدد نسبهن 30%الى ، 40%رغم كونهن يشكلن نصف المجتمع .
ان نظام الحصص (الكوطا) هو تدبير مؤقت ،وهو ما أكد عليه االتحاد
البرلماني الدولي ،حين اعتبر ان نظام الحصص إجراءا مؤقتا يهدف الى تعزيز ثقافة
جديدة ،من شانها ان تؤدي الى حضور متوازن للنساء و الرجال على حد السواء في
306
ذ .ادريس لكريني "الكوتا" وواقع المشاركة النسائية في البرلمان بالمغرب ،الحوار المتمدن العدد ) 13-03– 2009( – 2584على الساعة
8h59الموقع االلكتروني http://www.ahewar.orgتاريخ الزيارة 17-01-2017على الساعة . 01H17
139 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
البرلمان ،و داخل قيادة األحزاب السياسية ،في المقابل فان المناصفة ال تعتبر
إجراءا عابرا او انتقاليا ،و إنما إجراءا نهائيا ،يهدف الى ضمان تقاسم السلطة
307
السياسية بين الرجال و النساء .
ان الحديث عن تمثيلية النساء داخل البرلمان يدفعنا الى االستناد باألرقام عدد النساء
الممثالت بالبرلمان في الالئحة المحلية في ظل االنتخابات التشريعية لسنة 2002و
2007و 2011و ، 2016و ذلك من اجل الوقوف على التطورات الحاصلة في
تمثيلية النساء داخ البرلمان ،و مدى تطورها في ظل الجهود الرامية الى تعزيز تمثيلية
النساء داخل البرلمان .و الشكل المبين أسفله يوضح عدد النساء الممثالت بالبرلمان
برسم اللوائح المحلية و الشكل أسفله يوضح التطور الحاصل في تمثيلية النساء في
البرلمان:
10
2002
5
2007
0 2011
2002 2016
2007 Série 1
2011
2016
يتضح من خالل الرسم المبين أعاله ان تمثيلية النساء على المستوى المحلي في ظل
اإلنتخابات التشريعية األربعة ،عرفت نسبيا بعض االرتفاع لكن ببطء شديد برغم من
307
د .محمد شكراد "مقربة قانونية و قضائية لمبدا المناصفة – دراسة مقارنة ما بين التجربتين االسبانية و المغربية " ،المجلة المغربية لالدارة
المحلية و التنمية ،ماي-يونيو 2016العدد 128الصفحة 302و . 303
140 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
اإلجراءات والتدابير التي اتخذت من اجل السعي نحو بلوغ المرأة الى الولوج او اختراق
بنية النظام االنتخابي .
وقد عرفت التمثيلية النساء تطورا ،حيث انتقلت نسبة النساء برسم االنتخابات التشريعية
لسنة 2011من 17%الى 21%و الشكل األتي يوضح التطور الحاصل :
20
15
10
5
0
2011 2016
141 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
70%
60%
50%
40%
30%
20%
10%
0%
رواندا كوبا السنغال الجزائر تونس بريطانيا فرنسا المغرب امريكا
63 63% 49% 42% 31% 31% 29% 26% 21% 19%
و انطالقا من الرسم المشار إليه أعاله يتضح ان هناك اختالف بين مختلف الدول .
فحتى الدول المتقدمة و خصوصا أمريكا و بريطانيا و فرنسا لم تصل الى درجة
المناصفة بين الرجال .
142 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
وفي هذا الصدد ينبغي التمييز بين مفهومين لهم داللة مختلفة و هما المساواة و المناصفة
.فالمساواة هي المساواة في الحقوق االقتصادية و االجتماعية و السياسية و البيئية و غيرها
من الحقوق ،أما المناصفة فهي آلية او مجموعة من التدابير و اإلجراءات من اجل تحقيق
النصف بين الرجل و المرأة في تقلد المناصب .و بالتالي فالمساواة اشمل من المناصفة .
تؤكد مجمل االتفاقيات و المواثيق الدولية المرتبطة بقضايا المرآة ،على ترسيخ المساواة
بين الرجل و المرآة ،و على ضرورة تقنين هذه المبادئ في الدساتير ،وبلورتها ميدانيا ،
سواء تعلق األمر بالمساواة أمام القانون او المساواة في القانون ،و المغرب انخرط في هذه
الدينامكية الدستورية و القانونية ،من خالل التنصيص الدستوري على المساواة ،وعلى
308
منظومة حقوق اإلنسان ،ومن خالل التأسيس لمبدأ المناصفة
ان مصطلح مبدأ المناصفة يطرح إشكالية تحديد المفاهيم ،خصوصا وان المشرع و أيضا
المجلس الدستوري لم يعطيا مفهوما او تعريفا للمصطلح ،و تبقى التعريفات المعجمية و
االجتهادات الفقهية ،و سياق نشأة هذا المصطلح ،هي السبيل لفهم أعمق لهذا المصطلح .
ان لمصطلح " المبدأ " تفاسير عديدة ،فهو الموقف و القناعة و االعتقاد و المنطلق ،
فنقول فالن له مبدأ في الحياة ،او ليس له مبادئ او قيم ،كما نجد المبدأ في معجم المعاني
الجامع على انه افتراض ،مسلمة ،او ما يسلم به لوضوحه .
أما المناصفة فان معناها او تفسيرها في إحدى المعاجم اللغوية العربية ،هو اإلنصاف و
من معانيها أيضا التناصف ،309و نصف الشيء فيقال :يملك هذان الشخصان بيتا مناصفة
،أي ان لكل واحد منهما نصف في التملك .
ومن جانبه يعرف المعجم اللغوي الفرنسي "" ،""larousseالمناصفة بكونها المساواة
في التمثيلية السياسية بين الرجال و النساء.
أما " "Mariette sineauتعرف المناصفة على أنها المساواة الكمية المضمونة لولوج
310
بعض الوظائف االنتخابية.
308
د .محمد شكراد "مقربة قانونية و قضائية لمبدا المناصفة – دراسة مقارنة ما بين التجربتين االسبانية و المغربية " ،المجلة المغربية لالدارة
المحلية و التنمية ،ماي-يونيو 2016العدد 128الصفحة . 301
309
ان الدستور التونسي لسنة 2014مصطلح التناصف في الفقرة الثالثة من الفصل " : 46تسعى الدولة الى تحقيق التناصف بين المراة و
الرجل في المجالس المنتخبة " .
310
Intitutionnalisation de la partie : l'expérience francaise" mariette sineau p . 123.
143 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
وحسب " "Éliane Vogel-polskiفان المناصفة ليست 50%- 50%و لكن
311
تطلب المناصفة باسم المساواة وليس باسم تمثيلية األقلية .
و حسب هذه التعريفات تكون المناصفة شكال من أشكال المساواة بين الجنسين ،
متعلقة بالشق السياسي و التمثيلي دون غيره ،بخالف المساواة التي تعتبر اشمل ،ألنها
تعني ان جميع البشر متساوون في القيمة و الحقوق ،بغض النظر عن دينهم ،لغتهم ،
عرقهم ،جنسهم ،شكلهم ……. ،
ان سياق نشأة فكرة المناصفة قد تبلور منذ عام ، 1989حيث انه بمبادرة من مجلس
أوروبا ،تم انعقاد أول ندوة حول "الديمقراطية التناصفية" "Démocratie " ،
،Paritaireتالها "مؤتمر أثينا" ،سنة ، 1992الذي يعد ميثاقه بمثابة دعوة صريحة
الى المجتمع الدولي من اجل المساواة في اتخاذ القرار ،و المشاركة السياسية بين
الرجال و النساء ،و لعل هذا ما يفسر ان المناصفة جاءت كلبنة أساسية "الديمقراطية
تناصفية" ،و خصوصا و ان الديمقراطية التمثيلية أظهرت محدوديتها في إنصاف المرأة
312
.
و صفوة القول رغم هذا الزخم و االنتشار و الحماسة التي تلقتها المناصفة ،إال أنها ال
زالت تطرح العديد من اإلشكاالت و خصوصا في مرحلة تفعيلها و حاالت التعارض مع
المساواة و تكافؤ الفرص وغيرها .
و حسب االنتخابات التشريعية ل 7أكتوبر أفرزت النتائج تركيبة مجلس النواب حسب
النوع ،و الشكل التالي يوضح بجالء تركيبة مجلس النواب حسب النوع:
311
ذ.محمد شكراد مرجع سابق الصفحة . 302
312
ذ.محمد شكراد مرجع سابق الصفحة . 303
144 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
21%
نائب
نائبة
79%
الشكل : 04تركيبة مجلس النواب حسب النوع برسم االنتخابات التشريعية ل 07
أكتوبر . 2016 ا
يمكن القول انطالقا المعطيات الواردة فان تمثيلية النساء ارتفعت في تركيبة مجلس
النواب المغربي الجديد ،عقب االنتخابات البرلمانية ل 7أكتوبر ،حيث فازت النساء ب 81
مقعدا،و هذا يعتبر مكسب جديد للحركة النسائية في المغرب ،مقارنة مع نتائج انتخابات
2011التي أدت الى فوز 67مقعدا للنساء داخل قبة البرلمان أي بنسبة ، 21%مقارنة مع
تمثيلهن في البرلمان السابق الذي كان في حدود ، 19%مع العلم ان العدد اإلجمالي لم
يصل الى حدود ثلث مقاعد المجلس النيابي .واعتبرت بعض النساء البرلمانيات ،ان
ارتفاع حجم التمثيل النسائي في المؤسسة التشريعية يشكل مكسبا ديمقراطيا ال يمكن إال
اإلشادة به ،على الرغم من انه ال يصل الى طموحات المنشودة ،و التي حددتها منظمات
نسائية في ثلث مقاعد مجلس النواب .
و كما جاء على لسان بشرى عبيدان ان ارتفاع نسبة التمثيل النسائي في مجلس النواب ،
ال يعني بالضرورة إنصاف المرأة المغربية ،و ال تحقيق المناصفة بين الجنسين ،لكنها
أقرت بان نظام (الكوطا) كان له الفضل في ارتفاع تمثيل النائبات ،و بالتالي لوحظ ان
هناك تحسن في اللوائح المحلية بالرغم من االرتفاع البطيء للعدد المقاعد حيث انتقلت من
2مقاعد في االستحقاقات التشريعية لسنة ، 2002لينتقل بعدها العدد الى 10مقاعد
145 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
بالنسبة للنساء برسم الالئحة الوطنية في االنتخابات التشريعية ل 7أكتوبر ، 2016و
313
هذا إن دل إنما يدل على ان هناك تطور و يبين ان هناك استعدادا لتحقيق المناصفة .
بالمقابل اعتبرت البرلمانية عن حزب العدالة و التنمية نزهة الوفي ،ان المغرب حقق
من خالل االنتخابات التشريعية األخيرة ،تقدما مهما في مسالة التمثيل النسائي بالبرلمان
،إال أنها ال تزال محتشمة و تحتاج الى الجرأة و التزام أكبر من األحزاب المغربية التي
تبدو مترددة في فتح المجال لولوج المرأة الى البرلمان ،و أضافت ان األحزاب ال
تراهن على النساء في قيادة لوائحها المحلية التي تعرف منافسة حزبية مباشرة ،و تكتفي
بما يوفره لهن نظام (الكوطا) الوطنية و الئحة الشباب التي توسعت لتضم النساء الشابات
314
.
و دعت الى توسيع إدماج الكفاءات النسائية في الهيئات الحزبية ،و تصحيح اإلرث
الثقافي و االجتماعي حول صورة المرأة السياسية بالمغرب ،و تعزيز التمثيل النسائي
على مستوى اتخاذ القرار ،و تسيير الشأن العام على كافة المستويات ،مشيرة الى ان
الرفع من التمثيل النسائي باعتباره دعامة للديمقراطية ،يعتبر من الرهانات التي انخرط
315
فيها المغرب منذ . 2002
و في ردها على النسبة التي تم تحقيقها في االنتخابات التشريعية األخيرة أي، 21%
أجابت ان هذه النسبة هي مشرفة ،تترجم التراكم المؤسساتي الذي من شانه تحقيق
المناصفة بين الرجال و النساء ،و التي ال تزال تعترضها العديد من التحديات ،داعية
الى مواصلة الجهود من اجل كسب رهان تقوية مشاركة المرأة في الحياة السياسية ،عبر
فرض مبدأ تكافئ الفرص بين النساء و الرجال في ولوج المؤسسات و الوظائف
316
االنتخابية .
وفي هذا االتجاه جاء صندوق الدعم لتشجيع تمثيلية النساء بأهداف يمكن إجمالها
كالتالي:
146 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
وسيرا على هذا المنوال جاء المرسوم الذي يتعلق بصندوق الدعم لتشجيع تمثيلية النساء
الذي جاء بخمس مواد وقد نص على مجموعة من المرتكزات وهي على الشكل التالي:
تمويل صندوق الدعم لتشجيع تمثيلية النساء باعتمادات وذلك بتخصيص اعتمادات يتم
إدراجه في القانون المالي ويتم تعيين وزير الداخلية امرأ لصرف هذه االعتمادات.
إحداث لجنة تسمى باللجنة المكلفة بتفعيل صندوق الدعم المخصص لتشجيع تمثيلية
النساء ،يحدد تأليفها و كيفيات سيرها بمقرر لرئيس الحكومة و يعين أعضاء هذه اللجنة
لمدة انتدابية نيابية واحدة.
وضع وزير الداخلية و باقتراح اللجنة السالفة الذكر البرامج الهادفة الى تقوية قدرات
النساء التمثيلية ،واألنشطة المتعلقة بها ،و الممولة كليا او جزئيا في إطار صندوق
الدعم.
إشراك األحزاب السياسية و جمعيات المجتمع المدني سواء على المستوى المحلي او
الجهوي او حتى على الصعيد الوطني الناشطة في مجال تقوية قدرات التمثيلية للنساء او
الحكامة المحلية في األنشطة المتعلقة بهذه البرامج.
يحدد بقرار مشترك (وزير الداخلية ووزير المالية ) سقف الغالف المالي المخصص
لتغطية مصاريف بكل فئة من البرامج ،وأيضا بقرار منهم يحدد شروط و كيفيات و
طريقة صرف الدعم .كما يحدد نفس القرار سقف الغالف المالي المخصص لتغطية
318
نفقات المشتركة الخاصة بسير اللجنة السالفة الذكر.
317
الموقع االلكتروني لصندوق الدعم لتشجيع التمثيلية النساء http://www.femmes-moucharaka.elections.gov.ma :على الساعة
01H54بتاريخ . 24/06/2017
318
المواد من 01الى المادة 05من المرسوم رقم 2.13.533صادر في فاتح ذي الحجة 07( 1434اكتوبر ) 2013يعلق بصندوق الدعم
لتشجيع تمثيلية النساء.
147 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
وتماشيا مع المرسوم السالف ذكره جاء مقرر لرئيس الحكومة الذي يتعلق بإحداث
اللجنة المكلفة بتفعيل صندوق الدعم المخصص لتشجيع تمثيلية النساء الذي يحدد طريقة
319
وتأليف اللجنة وكيفية وضع نظامها الداخلي ،وطريقة تسييرها .
تلها قرار مشترك بين وزير الداخلية ووزير االقتصاد المالية الذي حدد سقف التكلفة
320
المالية اإلجمالية للمشاريع المتعلقة بالبرامج الهادفة الى تقوية قدرات النساء التمثيلية.
من كل هذا جاءت المحكمة الدستورية بالمغرب (المجلس الدستوري سابقا) وفق
قرارها رقم ( ،321 (871حين مراقبتها للقانون التنظيمي لمجلس النواب 20.16المغير
و المتمم للقانون التنظيمي ، 27.11أنها لم تعترض على نظام الدائرة الوطنية
المخصصة للنساء ،و ذلك باالستدالل بمجموعة من المبررات التالية :
ان الدستور يسعى الى تحقيق مبدأ المناصفة ،بين الرجل و المرأة (الفصل ، ) 19و
تشجيع تكافئ الفرص بين النساء و الرجال في الولوج الى الوظائف االنتخابية
(الفصل.)30
لقد قضت المحكمة الدستورية (المجلس الدستوري سابقا) ،وفق قرارها 871بما يلي:
و حيث ان توفير الظروف التي تمكن من تعميم الطابع الفعلي لألهداف المذكورة أعاله ،
ينطوي على تخويل المشرع إمكانية اتخاذ تدابير قانونية ،من شانها تيسير المشاركة
الفعلية في الحياة السياسية لفئات واسعة من المجتمع ،يتعذر عليها في الوقت الراهن ،
بلوغ تمثيلية مالئمة في مجلس النواب ،دون دعم من المشرع .كما ان عضوية قي
مجلس النواب المنبثق عن االنتخابات 2002و 2007لم تكن لتبلغ النسبة المحققة لوال
ما تم االتفاق عليه من حصر الترشيح ،ضمن الدائرة االنتخابية الوطنية للنساء ،و حيث
ان المشرع بمقتضى المادة 23من القانون المعروض على المجلس خصص للنساء
ضمن هذه الدائرة 60مقعدا دون إخضاعهن لحد السن ،يكون بذلك قد سن مقتضيات
قانونية ترمي ،بغض النظر عن مداها ،الى تمتيع المترشحات اإلناث ،بأحكام خاصة من
319
مقرر لرئيس الحكومة رقم 3.04.14صادر في 28من ربيع االخر 28( 1435فبراير ،)2014يتعلق باللجنة المكلفة بتفعيل صندوق الدعم
المخصص تمثيلية النساء.
320
قرار مشترك لوزير الداخلية ووزير االقتصاد و المالية رقم 618.14صادر في فاتح جمادى االولى 03( 1435مارس ،)2014يتعلق
بصرف الدعم المخصص لتشجيع تمثيلية النساء.
321
قرار المحكمة الدستورية (المجلس الدستوري) ،رقم 871/2011بتاريخ 13اكتوبر . 2011
148 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
شانها تحقيق غاية دستورية تتمثل ،في إتاحة فرص حقيقية للنساء لتولي الوظائف
االنتخابية تطبيقا ألحكام الفصل 19من الدستور الذي ينص على ما بلي "تسعى الدولة
322
الى تحقيق مبدأ المناصفة بين الرجال و النساء".
ثانيا :اعتماد نظام الدائرة الوطنية للشباب
حسب المادة 26من القانون التنظيمي لألحزاب السياسية 21.16القاضي بتغيير و
تتميم القانون التنظيمي رقم ، 29.11الذي ينص على " يعمل كل حزب سياسي على
توسيع و تعميم مشاركة النساء و الشباب في التنمية السياسية للبالد" .ثم في نفس المادة
في فقرتها الثالثة تنص على " كما يتعين على كل حزب سياسي ،ان يحدد في نظامه
323
األساسي نسبة الشباب الواجب إشراكهم في األجهزة المسيرة للحزب ".
وتطبيقا للمقتضيات هذا القانون التنظيمي لألحزاب السياسية و خصوصا الفقرة الثالثة،
والتي تتعلق أساسا بضرورة تنصيص القوانين األساسية على نسبة معينة من تمثيلية الشاب
داخل هيئات الحزب ،وهكذا تبنت بعض األحزاب السياسية نسبا متغيرة.
فالنظام األساسي لحزب العدالة و التنمية في مادته 17على نسبة للشباب ال تقل عن
20%الذين تقل أعمارهم عن 40سنة ،و 25%بالنسبة للنساء من عدد األعضاء
324
المنتخبين في الهيئات التقريرية و التنفيذية للحزب .
أما المادة 26من النظام األساسي لحزب االتحاد االشتراكي للقوات الشعبية فترد
بالصيغة التالية " كما يتعين الحرص على تمثيلية الشباب في األجهزة الحزبية و التقريرية و
325
التنفيذية باستثناء المكتب السياسي بنسبة ال تقل عن ." 10%
أما حزب األصالة و المعاصرة ينص في نظامه األساسي في المادة 4في فقرته الثالثة "
يتخذ الحزب تدابير ايجابية لتحقيق المناصفة بين الرجال و النساء ،وال تقل تمثيلية النساء
عن الثلث في جميع بنيات الحزب ،ال تقل تمثيلية الشباب عن الربع في جميع بنيات
الحزب.
322 322
قرار المحكمة الدستورية (المجلس الدستوري سابقا) ،رقم 871/2011بتاريخ 13اكتوبر . 2011
323
ظهير الشريف رقم 1.16.119صادر في 6ذي القعدة 10( 1437اغسطس ) 2016بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 29.11المتعلق باالحزاب
السياسية .
324
المادة 17من النظام االساسي لحزب العدالة و التنمية كما صادق عليها المجلس الوطني في يوليوز . 2012
325
المادة 26من النظام االساسي لحزب االتحاد االشتراكي للقوات الشعبية ،كما وقع تغييره و تعديله ،في الدورة العادية االولى للمجلس
الوطني المنعقد بالرباط يوم السبت 05اكتوبر . 2013الموقع االكتروني http://usfp.org :
149 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
يعتبر شابا و شابة وفق هذا النظام األساسي ،كل من ال تزيد سنهم عن 40سنة
326
شمسية ،في تاريخ انتخاب األعضاء المؤلفين للبنية .
أما الحركة الشعبية فتنص المادة 14من النظام األساسي للحزب على تخصيص نسبة
للنساء ال تقل عن ، 30%أما الشباب فيخصص لها نسبة ال تقل عن 30%من عدد
األعضاء المنتخبين في الهياكل التقريرية و التنفيذية للحزب ،كل ما أمكن ذلك ،مع
لتجسيد مبدأ المناصفة بين الرجال و النساء المنصوص عليه في القانون التنظيمي
327
لألحزاب.
وبخصوص حزب جبهة القوى الديمقراطية فان الحزب أشار في نظامه األساسي
في بابه الثالث عشر في الفصل الثاني و األربعون على ان " يمثل في الهيئات الحزب
النساء و الشباب بنسبة 20%على األقل في أفق المناصفة ،وذلك وفق الشروط و
328
المقتضيات المنصوص عليها في النظام الداخلي ".
و الحزب االشتراكي الموحد نص في نظامه األساسي في مادته 33على " تخصص
في قائمة المجلس الوطني ،والمكاتب الجهوية ،و اإلقليمية ،و مكاتب الفروع نسبة
20%للنساء ،و نسبة 20%للشباب الذي اقل من 36سنة .ويشترط في العتماد نسبة
20%لكل من النساء و الشباب ،ان يكون عدد الترشيحات المقدمة ضمن كل من
الفئتين قد تجاوز عدد المنتخبين المطلوبين و إال فتخفض النسبة .يعتمد لتحديد العدد
الواجب التصويت عليه من النساء و الشباب في هذه الحالة األخيرة ،على عدد المرشحين
ناقص واحد .يتعين ان تضم قائمة أعضاء المكتب السياسي ،وقائمة أعضاء سكرتارية
المجلس الوطني نسبة 20%للنساء و 10%للشباب على األقل .
326
المادة 04من النظام االساسي لحزب االصالة و المعاصرة المتعلق بتسيير الحزب و تنظيمه االداري و المالي وفق احكام القانون التنظيمي
29.11المتعلق باالحزاب السياسية ،كما وقع تتميمه بالقانون التنظيمي .33.15
327
المادة 14من النظام االساسي لحزب الحركة الشعبية المصادق عليه من طرف المؤتمر الوطني الثاني عشر لحزب الحركة الشعبية المنعقد
يومي 21و 22يونيو 2014بالرباط .الموقع االلكتروني http://www.alharaka.ma/ar/le-parti/reference/statuts :
328
الباب الثالث عشر من الفصل 42من النظام االساسي للحزب جبهة القوى الديمقراطية .الموقع االلكتروني للحزب :
http://frontdesforcesdemocratiques.org
150 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
40%
20% 25% 30%
20% 10% 20% 20%
0%
حزب العدالة و
حزب االتحاد
التمية حزب االصالة
االشتراكي حزب الحركة
و المعاصرة حزب حبهة
للقوات الشعبية الشعبية حزب
القوى
الديمقراطية االشتراكي
الموحد
حزب العدالة و التمية حزب االتحاد االشتراكي للقوات الشعبية
الشكل :06النسبة المئوية للنساء داخل األجهزة التقريرية و التنفيذية لألحزاب المشار
إليها
من خالل المواد او الفصول لألنظمة االساسية المنظمة لالحزاب ،و من خالل الرسوم
البيانية ،تظهر تالؤم القوانين األساسية مع مقتضيات القانون التنظيمي لالحزاب 21.16
151 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
المعدل و المغير للقانون التنظيمي 29.11الذي نص في مادته 26على " يعمل كل
حزب سياسي على توسيع و تعميم مشاركة النساء و الشباب في التنمية السياسية
للبالد" ،ثم في فقرته الثالثة ينص على " كما يتعين على كل حزب سياسي ،ان يحدد في
نظامه األساسي نسبة الشباب الواجب إشراكهم في االجهزة المسيرة للحزب ".يظهر
تنوع الوضعية الخاصة لكل حزب و التي انعكست على مستوى النسب المخصصة
لهاتين الفئتين (النساء و الشباب).
غير ان القاسمين المشتركين يمكن إستنتاحهما من قراءة هذه األنظمة األساسية ،
يتمثل في الصياغة النسبية ،وذلك عبر استعمال بعض العبارات او المصطلحات من
قبيل :كلما أمكن ذلك (نظام األساسي لحزب الحركة الشعبية) ،او قدر اإلمكان ،و أحيانا
مشروطة عبر استعمال المصطلحات :وذلك وفق الشروط و المقتضيات المنصوص
عليها في النظام الداخلي(حزب جبهة القوى الديمقراطية) ،ثم ويشترط في االعتماد….
(حزب االشتراكي الموحد).
يظهر جليا من خالل هذه الدراسة تفاوت نسب تمثيلية الشباب داخل األحزاب الستة
المشار إليها ،ونفس الشيء ينطبق على النساء ،فاضعف تمثيلية للشباب داخل األجهزة
التقريرية و التنفيذية داخل األحزاب الستة ،هو تمثيلية الشباب داخل حزب االتحاد
االشتراكي (نسبة ال تقل عن ، )10%بينما أقوى نسبة لتمثيلية الشباب نجدها عند
الحركة الشعبية ب (، )30%و حزب األصالة و المعاصرة ب ( ،(25%أما تمثيلية
النساء نجد حزب االتحاد االشتراكي و األصالة و المعاصرة ب ).)33.33%
وبالرجوع الى القانون التنظيمي المتعلق بمجلس النواب 20.16المغير و المتمم
للقانون التنظيمي 27.11نجد المادة 23في فقرتها الثانية فيما يخص نظام الدائرة
الغير االنتخابية الوطنية على تضمين الجزء الثاني الثالثين مترشحا من الجنسين
متجاوزين لسن األربعين سنة في تاريخ االقتراع مع بيان ترتيبهم ،و هذا يعني الشباب
و الشابات ،فألول مرة ضمت الالئحة الشابات حيث كانت في السابق تضم الشباب فقط
وفي هذا السياق طرحت مجموعة من تساؤالت حول اعتماد الالئحة الوطنية للشباب،
حيث دافعت الشبيبات الحزبية عن اإلبقاء على الالئحة الوطنية الخاصة بالشباب ،بوصفها
152 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
مكسبا ً م ّكن الشباب من الوصول إلى قبة البرلمان ،وتجاوز تهميشهم داخل األحزاب
السياسية .
بالمقابل طالب عدد من الحقوقيين والمهتمين بالمشهد السياسي بإلغاء هذه الالئحة
باعتبارها (رشوة سياسية) ،قدمتها الدولة لشباب األحزاب السياسية إبان حراك 20فبراير،
وهي مسألة خطيرة وفقهم الختزال العمل السياسي في الثالثين شابا ً الذين يلجون البرلمان
عبر هذه الالئحة ،وجعلها ترتبط في مخيّلة الشباب ،براتب 40ألف درهم شهرياً ،وهي
معالجة ضيقة لموضوع تمثيلية الشباب في البرلمان التي ال تخدم العمل السياسي بقدر ما
تخلق لنا جيالً من الشباب المتعلّق بالمناصب على حد قولهم .
في المقابل ،وصفت ردود المهتمين بالشأن الشبابي في المغرب الجدل القائم حول الالئحة
الوطنية ،بأنه «زوبعة في فنجان بعض األحزاب السياسية» ،مستنكرين افتعال معركة بين
النساء والرجال ،في قضية جزئية ،في الوقت الذي كان من المفروض وفقهم طرح القضايا
الجوهرية التي طالبت بها (حركة 20فبراير).
فتقنية الكوتا سواء ال ُم َخصصة للشباب أم للنساء ،وفق الباحث في القانون الدستوري أمين
السعيد ،يتم العمل بِها في ال ُدول التي تُ َحضر لمرحلة االنتقال الدستوري أو في األنظمة
السياسية التي تتضمن نصوصا ً دستورية تَحد وتعيق تمثيلية بعض الفئات ،ال سيما األقليات
العرقية والدينية .أما في الحالة المغربية ،فهناك توجه دستوري جديد يُشجع على ال ُم َشاركة
ِوفق مبدأ المساواة وتالزم الحقوق ،مع الواجبات مع االعتراف الدستوري بأن االنتخابات
329
الحرة والنزيهة وال َشفافة هي أساس َمشروعية التمثيل الديمقراطي.
لقد قضت المحكمة الدستورية (المجلس الدستوري سابقا) في قرارها تحت رقم ، 817
بدستورية قاعدة المحاصصة(الكوتا) ،سواء بالنسبة للنساء مستندا في ذلك الى الفصلين 19
و ، 30فان المحكمة الدستورية أكدت بدستورية المحاصصة ( )QUOTATللشباب الذين
329
فااطمة عاشور -الجريدة االلكترونية –(الحياة) االثنين 28مارس 2016بتوقيت 01H00
153 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
يتجاوز سنهم األربعين سنة ذكورا و إناثا ،حيث استعمل منهج القياس وذلك على
330
اعتبار ان فئة الشباب مثلها مثل النساء تعاني من ضعف التمثيلية السياسية .
وهكذا استند القاضي الدستوري الى اجتهاده المتعلق بدستورية الوضع الخاص للنساء
331
وعمل الى تمديده الى حالة الشباب (ذكورا).
فقد جاء في قراره السابق " وحيث إن تخويل النساء وضعا خاصا بواسطة هذه الدائرة
االنتخابية الوطنية ال يحول دستوريا دون استعمال نفس الوسيلة لتحفيز فئة أخرى طالما
أن ذلك يتم من أجل إدراك هدف آخر مقرر بدوره في الدستور.وحيث إنه يبين من االطالع
على نتائج االنتخابات التشريعية لسنوات 1997و 2002و ،2007من زاوية الهرم العمري
للمرشحين الفائزين ،أن عدد النواب الذكور الذين لم يكن عمرهم يتجاوز األربعين في
السنة التي جرى فيها االقتراع في المجالس المنبثقة عن االنتخابات المذكورة اتسم
بالتناقص ،إذ انتقل من 71عضوا سنة 1997إلى 41عضوا سنة 2002إلى 36عضوا
سنة ،2007مما يجعل هذه الفئة العمرية ،في ميدان تمثيلية المواطنين في مجلس النواب،
في وضعية متدنية ال تتناسب مع حجمها ودورها داخل المجتمع وتحول –واقعيا– دون
إفساح المجال لها لالنخراط والمشاركة في التنمية السياسية للبالد ،كما يدعو إلى ذلك
الفصل 33من الدستور المشار إليه أعاله .وحيث إن المشرع ،بمقتضى الفقرة الثانية من
المادة 23من هذا القانون التنظيمي ،عندما خصص للمترشحين الذكور الذين ال يزيد سنهم
عن أربعين سنة –ضمن الدائرة االنتخابية الوطنية– ثالثين ( )30مقعدا ،يكون قد سن
332
تدابير مالئمة لتحقيق توسيع وتعميم مشاركة الشباب في التنمية السياسية للبالد" .
وصفوة القول لقد جاء القانون التنظيمي 20.16المتمم و المغير للقانون التنظيمي
11.27المتعلق بمجلس النواب بمجموعة من المتغيرات بمجموعة من المستجدات من
بينها :
رفع عدد أعضاء البرلمان من 325إلى 395بزيادة في العدد اإلجمالي تفوق
21,58حيث تم رفع عدد أعضاء المنتخبين على مستوى الدائرة الوطنية من 30إلى
330
محمد الصفريوي -مرجع سابق -صفحة 120
331
محمد الصفريوي –مرجع سابق-
332
قرار المجلس الدستوري رقم 817/2011بتاريخ 13اكتوبر 2011
154 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
90عضوا مع االحتفاظ بنفس نمط االقتراع والمتمثل في االقتراع العام المباشر عن
طريق الالئحة بالتمثيل النسبي حسب أكبر البقايا.333
تضمين القانون التنظيمي مبادئ التقطيع االنتخابي ،من خالل التنصيص على أن
إحداث الدوائر االنتخابية المحلية وعدد المقاعد المخصصة لكل دائرة يتم بمرسوم ،مع
المراعاة قدر اإلمكان تحقيق التوازن الديموغرافي بين الدوائر ،مع األخذ بالجانب
المجالي ،وأن يكون النفوذ الترابي للدوائر المحلية متجانسا ومتصال ،مع اإلشارة إلى
إمكانية إحداث دائرة انتخابية واحدة في كل عمالة أو إقليم أو عمالة مقاطعات أو إمكانية
أحداث أكثر من دائرة انتخابية واحدة في بعض العماالت واألقاليم. 334
مضاعفة عدد المقاعد المخصصة للدائرة الوطنية بثالث مرات حيث أصبح
عددها 90مقعدا ،وفتح هذه الالئحة في وجه الشباب ذكورا و إناثا ،الذين ال تتجاوز
أعمارهم 40سنة مع الحرص على ضمان تمثيلية جهات المملكة في إطار الدائر
الوطنية.336
155 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
والغرامة ،وفي هذا اإلطار عمل القانون التنظيمي على معاقبة مرتكب المخالفة
المرتبطة بالحملة االنتخابية في أماكن العبادة أو في أماكن أو مؤسسات مخصصة للتعليم
أو التكوين المهني بالحبس من شهر إلى ستة أشهر وبغرامة من 10.000إلى
50.000درهم.337
إمكانية تعيين مكاتب مركزية مستقلة عن مكاتب التصويت تنعقد بعد اختتام
التصويت إلى غاية إنجاز المهام الموكولة لها ،وفي حالة تعذر تشكيل المكتب المذكور
فإن السلطة اإلدارية المحلية تتولى تكوين هذا المكتب من بين رؤساء وأعضاء مكاتب
التصويت الملحقة به أو نوابهم أو من بين الناخبين الذين يحسنون القراءة والكتابة مع
اإلشارة إلى هذه الحالة بمحضر المكتب المركزي.339
337
المادة 42من نفس القانون.
338
المادة 77من نفس القانون.
339
المادة 74من نفس القانون.
340
المادة 83من نفس القانون.
341
المادة 84و 85من نفس القانون.
156 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
تجريد النائب من عضويته بسبب التخلي عن انتمائه للحزب السياسي الذي
ترشح باسمه لالنتخابات أو تخلى عن الفريق أو عن المجموعة البرلمانية التي ينتمي
إليها في مجلس النواب.342
من خالل األدوات واألساليب التي أناطها املشرع الدستوري بهذه املؤسسة ،ذلك أنه باستثناء بعض
االختصاصات التي أسندها الدستور صراحة إلى امللك أو الحكومة ،فإن جميع القوانين تصدر عن
البرملان .وقد حدد دستور 2011آليات اشتغال البرملان واختصاصاته ،بشكل أكثر وضوحا من الدساتير
السابقة ،حيث نص في فصله 70على أن البرملان يمارس السلطة التشريعية ،وحدد مجال القانون في
الفصل 71من دستور ،2011باإلضافة إلى مجاالت أخرى منصوص عليها في فصول أخرى من
الدستور.
وستنطلق هذه الدراسة ،ملعالجة موضوع البرملان ،و خصوصا مجلس املستشارين في النظام
السياس ي املغربي ،وذلك من خالل التطرق الى بعض النقط األساسية مثل تأليف او تكوين
مجلس المستشارين و كيفية انتخاب رئيس المجلس (الفرع األول ) ،و ثانيا الى الشروط
الواجب توفرها لالنتخاب (الفرع الثاني).
الفرع األول :تكوين مجلس المستشارين و انتخاب الرئيس
تهدف هذه الدراسة إلى تحديد كيفية تأليف مجلس املستشارين على ضوء دستور 29يوليوز 2011
157 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
العام غير المباشر لمدة ست سنوات؛ وترك تفاصيل تكوين المجلس وعدد أعضائه ونظام
انتخابهم ،...للقانون التنظيمي لمجلس المستشارين ،الذي حدد األعضاء في األقصى 120
343
عضوا.
ينص الفصل 63من الدستور على أن ينتخب رئيس مجلس المستشارين وأعضاء
المكتب.ورؤساء اللجان ومكاتبهما في مستهل الدورة الثانية ،ثم عند انتهاء منتصف الوالية
344
التشريعية للمجلس .وينتخب أعضاء المكتب على أساس التمثيل النسبي لكل فريق".
وهو ما سار علية القانون التنظيمي السالف الذكر ( )32.15املتم و املغير للقانون التنظيمي الخاص
بمجلس املستشارين ( ، )11.28حيث جاء في مادة األولى على كيفية تشكيل او تأليف املجلس ،و هو ما
سنحاول توضيحه في (الفقرة األولى) ،ثم نعرج الى النقطة املوالية و التي تتعلق بانتخاب رئيس املجلس
343
المادة 63الفقرة االولى من ظهير الشريف رقم 1.11.91صادر في 27من شعبان 29( 1432يوليو ) 2011بتنفيذ نص الدستور .
344
المادة 63الفقرة الثانية من ظهير الشريف رقم 1.11.91صادر في 27من شعبان 29( 1432يوليو ) 2011بتنفيذ نص الدستور .
345
المادة االولى من الظهير الشريف رقم 1.97.186صادر في فاتح جمادى االولى 4( 1418سبتمبر ) 1997بتنفيذ القانون التنظيمي رقم
32.97المتعلق بمجلس المستشارين
158 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
5 6
5 5
4 5
4
4 4
2 2 2 2 2 2 2 2 2 2
2 2 2
2 2
الشرق طنجة -
الرباط -فاس -
تطوان -
مراكش -الدار بني مالل سال -مكناس
الحسيمة البيضاء - -خنيفرة درعة -
القنيطرة تافياللت اسفي سوس - كلميم -
سطات ماسة العيون -
واد نون الداخلة -
الساقية
وادي
الحمراء
الذهب
الغرف الفالحية
2
2
2 2
1
1
0
الشكل رقم : 08يوضح عدد المقاعد المخصصة لكل جهة بالنسبة للغرف الفالحية
159 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
الشكل رقم :09الشكل التالي يوضع عدد المقاعد المخصصة لكل جهة بالنسبة
لغرف
التجارة و الصناعة و الخدمات
غرف الصناعة التقليدية
1
0,8 الشرق -فاس -مكناس
0,6
0,4
0,2 طنجة -تطوان الحسيمة -الرباط سال -
0 القنيطرة
الشكل رقم :10يوضح عدد المقاعد المخصصة للغرف الصناعة التقليدية حسب كل
جهة.
160 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
غرف الصيد البحري
1
1
1
0,5
0
طنجة -تطان -الحسيمة -الشرق -الرباط -سال -القنيطرة -الدار البيضاء -سطات
ملراكش -اسفي -سوس _ ماسة -كلميم -واد نون -العيون -الساقية الحمراء -الداخلة -وادي الذهب
الشكل رقم :11يوضح عدد المقاعد المخصصة لغرف الصيد البحري حسب كل جهة
هذا فيما يخض ممثلين الغرف المهنية بأنواعها الثالثة ،أما الفئة األخيرة و التي تخص
فئة المنظمات المهنية للمشغلين األكثر تمثيلية فسنستعرض الرسم التالي لتبيان عدد المقاعد
المخصصة حسب كل جهة.
المنظمات المهنية للمشغلين األكثر تمثيلية حسب كل جهة
100%
80%
60% 2 4 2
40%
20%
0%
سوس -ماسة -كلميم -واد بني مالل -خنيفرة -الدار طنجة -تطوان -الحسيمة -
نون -العيون -الساقية البيضاء سطات -مراكش -الشرق -فاس -مكناس -
الرباط -سال -القنيطرة الحمراء -الداخلة -وادي اسفي -درعة -تافياللت
الذهب
161 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
الشكل رقم :12يوضح عدد المقاعد المخصصة لكل جهة بالنسبة للمنظمات المهنية
للمشغلين األكثر تمثيلية.
وعموما لقد عرفت تركيبة مجلس المستشارين بعض التغيرات ،مقارنة مع دستور
1996و القانون التنظيمي 30.02القاضي بتغيير و تتميم القانون التنظيمي ، 32.97
حيث نالحظ ان المشرع المغربي اتجه الى تقليص عدد أعضاء المجلس المستشارين من
270عضوا 346الى 120عضوا حسب القانون التنظيمي 32.15المتمم و المغير
للقانون التنظيمي لمجلس المستشارين .11.28
بينما أشار الدستور الجديد للمملكة الى ان تركيبة المجلس المستشارين تضم ما بين
90الى 120عضوا غير ان القانون التنظيمي الجديد ارتكز على ان تشكيل المجلس
المستشارين يتكون من 120عضوا .
و تجرى انتخابات أعضاء مجلس المستشارين عن طريق االقتراع بالالئحة و بالتمثيل
النسبي على أساس قاعدة اكبر البقية ،و دون استعمال طريقة المزج األصوات و
التصويت التفاضلي .غير ان انتخاب مستشار واحد في إطار هيئة ناخبة معينة يباشر
347
باالقتراع الفردي ،و باألغلبية النسبية في دورة واحدة
الفقرة الثانية :انتخاب رئيس المجلس المستشارين
عند التصفح في الوثيقة الدستورية ،و أيضا في القانون التنظيمي المنظم للمجلس
المستشارين يتبين لنا ان المحكمة الدستورية ال يمكن لها النظر في صحة انتخاب رئيس
مجلس المستشارين ، 348بمعنى ان المحكمة الدستورية ليس لها اختصاص في انتخاب
رئيس المجلس المستشارين ،و بالتالي فهذا االختصاص غير موكول لها ،وهذا يحيلنا الى
النظام الداخلي لمجلس الذي يبين لنا كيفية انتخاب رئيس المجلس المستشارين.
طبقا للمقتضيات النظام الداخلي لمجلس المستشارين ،فان انتخاب رئيس المجلس
المستشارين يخضع الى مجموعة من اإلجراءات والذي أشار إليها النظام الداخلي
346
المادة االولى من الظهير الشريف رقم 1.97.186صادر في فاتح جمادى االولى 4( 1418سبتمبر ) 1997بتنفيذ القانون التنظيمي رقم
32.97المتعلق بمجلس المستشارين
347
المادة الثالثة من الظهير الشريف رقم 1.15.88صادر في 29من رمضان 16( 1436يوليو ) 2015بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 28.11
المتعلق بمجلس المستشارين .
348
المجلس الدستوري" الجامع لمبادئ وقواعد القضاء الدستوري المغربي" مطبعة االمنية -الرباط سنة 2015صفحة . 22
162 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
للمجلس ،وفي هذا الصدد يمكن التمييز بين نقطتين هامتين في انتخاب الرئيس المجلس أوال
المكتب لمؤقت ،ثم ثانيا المكتب الدائم.
أوال :المكتب المؤقت.
ان العلة من وراء تنصيص األنظمة الداخلية ،على المكتب المؤقت تكمن أساس في ملئ
الفراغ الزمني الذي يقع بين مدة االنتخاب الكلي ألعضاء المجلس وبين مدة انتخاب المكتب
بشكل رسمي .و عليه فهذا التوجه هو الذي سار عليه النظام الداخلي لمجلس المستشارين
ظل المادة 7إلى غاية المادة .11
وعليه فالمكتب المؤقت يتم تشكيله مباشرة في مستهل الوالية التشريعية للمجلس ،او
عند منتصف الوالية التشريعية للمجلس بحيث يترأسه اكبر األعضاء سنا ،ومن يليه في
السن في حالة التعذر ،الى حين انتخاب رئيس المجلس طبقا للفصل ، 63وبخصوص عدد
أعضاء المكتب المؤقت ،فهو عدد محدد في أربعة مساعدين لرئيس المكتب المؤقت ،وهو
ما يعني أن المكتب المؤقت يضم 5أعضاء .كما يتجلى في المادة 8من النظام رقم
.28.11
وتجدر اإلشارة إلى أن المادة التاسعة من النظام الداخلي لمجلس المستشارين قد حددت
بشكل دقيق حدود اختصاصات المكتب المؤقت في ما يلي " ال يمكن ان تجري تحت
إشراف المكتب المؤقت أية مناقشة خارج موضوع انتخاب رئيس ومكتب المجلس.
وهذا ما يحيلنا مباشرة إلى ضرورة الحديث عن المكتب كجهاز أساسي داخل مجلس
المستشارين.
يتكون المكتب حسب النظام الداخلي لمجلس المستشارين ،من الرئيس وخمسة خلفاء
349
وثالثة محاسبين وثالثة أمناء.
هذا ويتم انتخاب الرئيس عن طريق االقتراع السري باألغلبية المطلقة لألعضاء الذين
يتكون منهم المجلس في الدورة األولى ،وباألغلبية النسبية في الدورة الثانية التي تجري بين
349
المادة 13من النظام الداخلي لمجلس المستشارين
163 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
المرشحين األول والثاني ،اللذان حصال على اكبر عدد من األصوات في الدورة األولى.
وانه في حالة تعادل األصوات يختار األكبر سنا .أو االحتكام الى القرعة في حالة تساوي
األعمار ما بين المترشحين .غير انه إذا كان المرشح وحيدا ،يتم االنتخاب باألغلبية
350
المطلقة في الدورة األولى ،واألغلبية النسبية في الدورة الثانية.
يجرى التصويت كتابة و داخل معزل ،351يعلن الرئيس المؤقت عن اسم الفائز برئاسة
مجلس المستشارين ،ويدعوه لشغل مقعد الرئاسة ،و يستمر المكتب المؤقت في مساعدة
352
الرئيس المجلس ،الى حين انتخاب باقي أعضاء مكتب المجلس .
في حالة غياب الرئيس او عاقه عائق ،ينوب عنه احد نوابه ،353وفي حالة شغور رئيس
المجلس لسبب من األسباب ،يتم انتخاب رئيس جديد لما تبقى من فترة انتخابه لرئاسة
المجلس و ذلك خالل اجل يحدد على النحو التالي :
إذا كانت الدورة المنعقدة ،يقع االنتخاب خالل مدة أقصاه 15يوما من حصول
الشغور.
إذا حصل الشغور خارج الدورات ،يتعين عقد دورة استثنائية ،داخل نفس األجل
المذكور أعاله ،النتخاب الرئيس الجديد للمجلس .والى حين انتخاب الرئيس الجديد
يقوم مقام الرئيس احد نواب الرئيس حسب ترتيبهم ،ويمارس اختصاصات الرئيس ،
باستثناء االختصاصات المنصوص عليها في الفصول 44و 54و 55و 59و
354
67و79و 96و 132من الدستور.
وبخصوص س لطاته ،يسهر مكتب المجلس تحت إشراف الرئيس على جلسات المجلس،
كما يشرف على تنظيم المصالح اإلدارية ،والمالية للمجلس.
مجمل القول ان انتخاب رئيس المجلس يخضع الى مجموعة من اإلجراءات المسطرية و
التي وضحها النظام الداخلي في مجموعة من فصوله .ولم يعطي ال للدستور و ال للقانون
350
المدة 15من النظام الداخلي للمجلس المستشارين .
351
المادة 16من النظام الداخلي للمجلس المستشارين .
352
المادة 17من النظام الداخلي لمجلس المستشارين .
353
المادة 29من النظام الداخلي لمجلس المستشارين
354
المادة 30من النظام الداخلي للمجلس المستشارين .
164 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
التنظيمي للمجلس المستشارين 32.15المتمم و المغير للقانون التنظيمي 11.28كيفية
إجراء انتخاب رئيس المجلس المستشارين ،كما انه لم يعطي للمحكمة الدستورية اختصاص
مراقبة صحة انتخاب رئيس المجلس المستشارين و البت في الطعون المقدمة طبقا للقرار
الصادر عن المجلس الدستوري تحت رقم . 629
" حيث إن الطاعن يعرض أنه حرم من ممارسة حقه في الترشح لرئاسة مجلس
المستشارين المجاراة في 17أكتوبر ،2006إذ من جهة ،إنه لم يتم إخباره " بصفة
رسمية" باليوم وبالتاريخ وبالساعة التي جرت فيها عملية انتخاب رئيس مجلس
المستشارين ،وأن ذلك يشكل خرقا لمقتضيات الفصل 38من الدستور ومناورة تدليسية
أثرت على العملية االنتخابية ،ومن جهة أخرى ،إنه تم االستماع إليه بشأن مخالفات تتعلق
بالحملة االنتخابية من لدن قاضي التحقيق لدى محكمة االستئناف بطنجة الذي أصدر على
إثر ذلك قرارا في حقه بعدم مغادرته دائرة المحكمة المذكورة إال بإذن ،األمر الذي حال
دون حضوره عملية انتخاب رئيس ومكتب مجلس المستشارين وشكل خرقا ألحكام
الفصلين 36و 39من الدستور ،وللمادتين 161و 165من قانون المسطرة الجنائية،
ويجعل بالتالي انتخاب السيد مصطفى عكاشة رئيسا لمجلس المستشارين غير حر
ومشوبا بالبطالن.
حيث ،إنه ال يوجد ال في الدستور وال في القوانين التنظيمية أي نص يسند إلى المجلس
الدستوري االختصاص لمراقبة صحة انتخاب رئيس مجلس المستشارين والبت في
الطعون المقدمة بهذا الخصوص.
وحيث ،إنه على مقتضى ما سبق ،يكون الطلب خارجا عن نطاق اختصاص المجلس
الدستوري .
165 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
ومن تم يصرح بعدم اختصاصه للنظر في الطلب المعروض عليه.
ثم يأمر بتبليغ قراره هذا إلى السيد رئيس مجلس المستشارين وإلى الطرف المعني
355
وبنشره في الجريدة الرسمية".
يتبين لنا من خالل هذا القرار ،ان المحكمة الدستورية (المجلس الدستوري سابقا)غير
مختصة في مراقبة انتخاب رئيس مجلس المستشارين ،وذلك انطالقا من كون ان ال
الدستور وال القوانين التنظيمية لم تنص صراحة على ان المجلس الدستوري(سابقا) ،يتمتع
بهذا االختصاص ،وان هذا الطلب يكون خارج نطاق اختصاص المجلس الدستوري(سابقا).
كما يفهم من هذا القرار ان المجلس الدستوري المغربي (سابقا) ،يعتبر انتخاب رئيس
مجلس المستشارين أعماال داخلية تخص مجلس المستشارين و ال تخضع لرقابته ،وهذا
الموقف يندرج في إطار تفسيره الضيق الختصاصاته (Compétence d'attribution
) ،حيث يقضي صراحة بعدم اختصاصه في حالة غياب نص يخول له ذلك.
ان موقف المجلس الدستوري المغربي قابل للنقد ،وذلك بالنظر الى األهمية القصوى
التي يكتسيها انتخاب رئيس مجلس المستشارين ،لكونه يتمتع بالكثير من االمتيازات و
االختصاصات الدستورية ،كما ان امتناع المجلس الدستوري المغربي (سابقا) ،من شانه
ان يؤدي الى المساهمة في إنكار العدالة ( ،) Déni de justiceبسبب غياب جهة
356
قضائية اخرى مكلفة بهذا النوع من المراقبة .
ونفس الشيء ينطبق على رئيس مجلس النواب ،عندما قضى المجلس الدستوري
بتاريخ 19دجنبر ، 2011في القرار رقم ، 826حيث ان القاضي الدستوري لم
355
القراررقم 629الصدر من طرف المجلس الدستوري بالرباط في يوم األربعاء 20ذي الحجة 10(1427يناير) 2007
356
محمد الصفريوي" مرجع سابق" صفحة 142و. 143
166 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
يتعمق في مناقشة هذه اإلشكالية ،واكتفى بالتصريح بعدم االختصاص للنظر في الطلب
357
المعروض عليه .
ولعل الموقف المجلس الدستوري نابع أيضا ،من تأثره بنظيره الفرنسي ،الذي يرفض
يرفض النظر في صحة انتخاب رئيس الجمعية الوطنية ،ولنفس األسباب ،أي غياب أي
نص دستوري او تنظيمي يبيح له ذلك358 .و لنستنج في األخير ،ان ما يسري على انتخاب
انتخاب رئيسي مجلسي البرلمان يسري ،أيضا على انتخاب باقي أجهزته ،و بالخصوص
انتخاب نواب الرئيس ،والفرق ،البرلمانية ،مما يعني ان كل هذه االنتخابات تبقى خارج
نطاق المراقبة القضائية.
الفرع الثاني:شروط وموانع الترشيح لالنتخابات مجلس المستشارين.
جاء القانون التنظيمي للمجلس المستشارين 32.15المتمم و المغير للقانون التنظيمي
، 11.28بمجموعة من التدابير و اإلجراءات من اجل تنظيم و ضبط عمل المؤسسة ،
وتبعا لهذا سوف نقتصر بالدراسة و التحليل على بعض النقط ،او بعض الجوانب المتعلقة
بالقانون التنظيمي المتعلق بمجلس المستشارين ،وذلك بالتركيز أوال على الشروط الواجب
توفرها من اجل الترشح لعضوية مجلس المستشارين (الفقرة األولى) ،لنعرج ثانيا على
الحاالت التي يمنع من خاللها القانون اكتساب صفة مستشار(الفقرة الثانية).
الفقرة األولى:الشروط الواجب توفرها لالنتخاب.
طبقا للمقتضيات الواردة في القانون التنظيمي المتعلق بمجلس المستشارين 32.15
المتمم و المغير للقانون التنظيمي ، 11.28فان الترشح النتخاب و اكتساب صفة مستشار
357
قرار المجلس الدستوري الصادر بمقر المجلس الدستوري في يوم الثالثاء 23من صفر 17( 1433يـنـايــر )2012والذي جاء كما
يلي :
حيث يعتبر الطاعن في عريضته أن االجتماع الذي انتخب فيه مجلس النواب السيد كريم غالب رئيسا له بتاريخ 19ديسمبر 2011كان اجتماعا
باطال ومبطال لنتائجه ،إذ أنه جرى في ظروف مخلة بالقانون وباستقاللية السلط لكون رئيس الحكومة المعين حضره بنفسه مع عدد من الوزراء
ال ذين ما زالت تتوفر فيهم صفة أعضاء السلطة التنفيذية لمشاركتهم في حكومة تصريف األمور الجارية ،مع انتمائهم لمجلس النواب ،وأن هذا
الحضور ،والتدخالت الشفوية للوزراء ورئيس الحكومة المعين ،يشكل مساسا باستقاللية المجلس ،ومحاولة للتأثير على عمله وتوجيه العملية
االنتخابية .لكن حيث إن الدستور ينص في الفقرة األولى من الفصل 132على أن المحكمة الدستورية تمارس االختصاصات المسندة إليها بفصول
الدستور وبأحكام القوانين التنظيمية .وحيث إنه ليس في فصول الدستور وال في أحكام القوانين التنظيمية ما ي َُخول المجلس الدستوري -الذي
يستمر بموجب الفصل 177من الدستور في ممارسة صالحياته إلى أن يتم تنصيب المحكمة الدستورية -اختصاص البت في صحة انعقاد جلسة
مخصصة في مجلس النواب النتخاب رئيسه .وحيث إنه ،تأسيسا على ذلك ،يكون الطلب خارجا عن نطاق اختصاص المجلس الدستوري
358
محمد الصفريوي " مرجع سابق" صفحة . 143
167 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
،ال بد من توفر شروط أساسية و التي حددها القانون التنظيمي المتعلق بمجلس
المستشارين ،من خالل بابه الثاني ،المتعلق بأهلية الناخبين و شروط القابلية لالنتخاب
وذلك عمال بالمواد 4الى غاية المادة 11والذي يبين لنا فيها مجموعة من الشروط
الواجب توفرها .
أوال :األهلية االنتخابية.
وكما اشرنا في السابق فان األهلية من صميم النظام العام ،إذ يمكن إثارتها تلقائيا ،
وتعد شرطا جوهريا للترشح في االنتخابات و االستمرار في تمثيل األمة ….وحالة
مستقلة موجبة للبطالن الجزئي او المطلق ،مما يجعل فقدان األهلية في أي مرحلة من
المراحل ،يتولد عنه حتما المنع من الترشح او البطالن االنتخاب .
ان شروط اكتساب العضوية بمجلس المستشارين والتي حددها القانون التنظيمي
للمجلس السالف الذكر في :
359
المادة 5من القانون التنظيمي للمجلس المستشارين 32.15 .المتمم و المغير للقانون التظيمي . 11.28
360
المادة 06من القانون التظيمي لمجلس المستشارين 32.15 .المتمم و المغير للقانون التظيمي . 11.28
168 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
المتجنسون بالجنسية المغربية خالل السنوات الخمس التالية لحصولهم عليها ما لم يرفع
عنهم هذا القيد وفق الشروط المقررة في الفصل 17من الظهر الشريف رقم 1.58.250
الذي يعد بمثابة قانون الجنسية المغربية كما وقع تغييره وتتميمه.
األشخاص الذين صدر في حقهم قرار إداري يقضي بعزل من مسؤولية إنتدابه بشكل
نهائي.
األشخاص المحكوم عليهم بمقتضى حكم مكتسب لقوة الشيء المقضي به ،بعقوبة حبس
361
نافذة او عقوبة حبس مع إيقاف التنفيذ ،كيفما كانت مدتها.
ال يؤهل أيضا للترشح في عضوية مجلس المستشارين في مجموع أنحاء المملكة،
األشخاص الذين يزاولون بالفعل الوظائف المبينة بعده ،أو الذين انتهوا من مزاولتها منذ
أقل من سنة من تاريخ اإلقتراع:
القضاة
قضاة المجلس األعلى للحسابات
قضاة المجالس الجهوية للحسابات
أفراد القوات المسلحة و أعوان القوة العمومية
المدراء المركزيون لوزارة الداخلية والوالة والعمال
رؤساء الدواوين
رؤساء الدوائر الحضرية
القواد ،الخلفاء ،الشيوخ ،المقدمون
مفتشو المالية والداخلية
الخازن العام للملكة ،الخزان الجهويون.362
ال يؤهل األشخاص األتي ذكرهم للترشح للعضوية في مجلس المستشارين في كل جهة
يتبع لها النفوذ الترابي ،الذي زاولوا فيه مهامهم منذ أقل من" سنتين "من تاريخ االقتراع
:
القضاة
361
المادة 07من القانون التظيمي لمجلس المستشارين 32.15 .المتمم و المغير للقانون التظيمي . 11.28
362
المادة 08من القانون التنظيمي لمجلس المستشارين 32.15 .المتمم و المغير للقانون التظيمي . 11.28
169 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
قضاة المجلس األعلى للحسابات
ال يؤهل للترشح للعضوية في مجلس المستشارين في كل دائرة تقع داخل النفوذ
الترابي ،الذين يزاولون فيه مهامهم بالفعل ،أو الذي زاولو فيه مهامهم منذ أقل من
"سنة "في تاريخ اإلقتراع:
رؤساء المصالح الالممركزة للقطاعات الوزارية في الجهات والعماالت واألقاليم.
مسيرو شركات المساهمة ،والتي تملك الدولة بصفة مباشرة او غير مباشرة أكثر
364
من نسبة 30%من رأسمالها.
ال يمكن أن ينتخب في أية دائرة تقع داخل النفوذ الترابي ،الذين يزاولون مهامهم
بالفعل أو إنقطعوا منذ أقل من سنة في تاريخ اإلقتراع:
363
المادة 09من القانون التنظيمي لمجلس المستشارين 32.15 .المتمم و المغير للقانون التظيمي . 11.28
364
المادة 10من القانون التنظيمي لمجلس المستشارين 32.15 .المتمم و المغير للقانون التظيمي . 11.28
170 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
األشخاص الذين أسندت إليهم مهمة أو إنتداب ،ولو مؤقتا والذين يعملون بتلك الصفة ،
في خدمة اإلدارة او الجماعات الترابية او المؤسسات العمومية او في خدمة مرفق عمومي
365
كيفما كانت طبيعته ،والذين رخص لهم بحمل السالح أثناء مهامهم .
نستنج ان األهلية االنتخابية هي من صميم النظام العام ،و يترتب عن انعدام األهلية حتما
المنع من الترشح او بطالن االنتخاب ،وهو ما قضى بها المجلس الدستوري المغربي
(سابقا) في إحدى قراراته (القرار)908الذي جاء كما يلي :
حيث إن هذا الطعن يقوم على دعوى أن المطعون في انتخابه السيد عبد هللا الحافظ لم
يكن مؤهال للترشح للعضوية في مجلس النواب بسبب فقدانه لألهلية ،بعد أن اختل فيه
أحد الشروط المطلوبة ليكون ناخبا ،بناء على المادتين 6و 89من القانون التنظيمي
المتعلق بمجلس النواب ،نتيجة الحكم عليه من طرف المحكمة االبتدائية بسيدي قاسم
بسبب جنحة إصدار شيك بـدون رصيد ،فـي الـملف الجنحي عدد 2004/1116بتاريخ
29نوفمبر 2004بثمانية أشهر حبسا موقوفة التنفـيذ وغـرامة قـدرها 25000درهم،
المؤيد من طرف محكمة االستئناف بالقنيطرة بتاريخ 30مايو 2007في الملف الجنحي
عدد .1/05/3117
وحيث إن مقتضيات الفقرة الثالثة من المادة 6من القانون التنظيمي المتعلق بمجلس
النواب تنص على أنه ال يؤهل للترشح للعضوية بمجلس النواب األشخاص الذين اختل
فيهم نهائيا شرط أو أكثر من الشروط المطلوبة ليكونوا ناخبين.
حيث إنه ،يبين من اإلطالع على الوثائق والمستندات المدلى بها ،وكذا تلك المستحضرة
من طرف المجلس الدستوري ،أن المطعون في انتخابه السيد عبد هللا الحافظ أدين من
طرف المحكمة االبتدائية بسيدي قاسم من أجل جنحة إصدار شيك بدون رصيد بمقتضى
حكم صادر في الملف الجنحي عدد 2004/1116بتاريخ 29نوفمبر 2004بثمانية
أشهر حبسا موقوفة التنفيذ وغرامة قدرها 25000درهم ،وأن هذا الحكم تم تأييده من
طرف محكمة االستئناف بالقنيطرة بالقرار الصادر بتاريخ 30مايو 2007في الملف
365
المادة 11من القانون التنظيمي لمجلس المستشارين 32.15 .المتمم و المغير للقانون التظيمي . 11.28
171 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
الجنحي عدد ،1/05/3117وأن المطعون في انتخابه المذكور تعرض على هذا القرار
أمام نفس محكمة االستئناف ،وأن هذه األخيرة أصدرت بتاريخ 9مايو 2012قرارا بتأييد
الحكم المستأنف مع تعديله بخفض العقوبة الحبسية إلى ستة أشهر موقوفة التنفيذ ،وأن
نفس المطعون في انتخابه طعن في هذا القرار بالنقض بتاريخ 16مايو 2012وأن
محكمة النقض رفضت في قرارها الصادر بتاريخ 14نوفمبر 2012في الملف الجنحي
عدد 2012/1/6/13179طلب الطعن بالنقض ،األمر الذي صار معه الحكم باإلدانة
نهائيا ،وأصبح المطعون في انتخابه السيد عبد هللا الحافظ ،تبعا لذلك ،فاقدا ألهلية الترشح
تطبيقا للمقتضيات القانونية سالفة الذكر.
وحيث إن فقدان أهلية الترشح يعتبر إحدى الحاالت الموجبة لبطالن االنتخاب ،طبقا
لمقتضيات البند 3من المادة 89من القانون التنظيمي المتعلق بمجلس النواب ،مما
يتعين معه إبطال انتخاب السيد عبد هللا الحافظ عضوا بهذا المجلس.
يقضي ،إلغاء انتخاب السيد عبد هللا الحافظ عضوا بمجلس النواب ،على إثر االقتراع
الذي أجري في 25نوفمبر 2011بالدائرة االنتخابية المحلية "سيدي قاسم"(إقليم سيدي
قاسم) ،ويأمر بإعادة االنتخاب بخصوص المقعد الذي يشغله عن هذه الدائرة ،طبقا
لمقتضيات المادة 91من القانون التنظيمي المتعلق بمجلس النواب.366
366
القرار 908الصادر بمقر المجلس الدستوري بالرباط في يوم الثالثاء 19من محرم 4( 1434ديسمبر ) 2012
367
مصطفى قلوش :النظام الدستوري المغربي ،المؤسسة البرلمانية ص.57
172 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
فحالة التنافي" ال تمنع ...الشخص من ان يكون مرشحا .فهي تتعارض فقط مع االحتفاظ
باالنتداب...وتشكل تبعا لذلك مانعا قانونيا مادام االحتفاظ باالنتداب أو عدة انتدابات انتخابية
لكن يمكن ممارسة االنتداب إذا كان قبل صاحبه التخلي عن الوظائف المتعارضة أو
المنافية ،حيث يجعل األثر لحاالت التنافي في وضع المنتخب أمام التزام االختيار بين
االحتفاظ باالنتداب البرلماني أو بالوظيفة أو النشاط المتعارض أو المنافي".368
تختلف حالة التنافي عن انعدام األهلية اختالفا جوهريا ،فانعدام األهلية يشكل مانعا من
االنتخاب ،بل حتى من الترشح .أما حالة التنافي فال تمنع من الترشيح وال من االنتخاب ،
وإنما تتعلق بوظيفة عمومية او انتدابية ،يمارسها البرلماني ،وتكون منافية لعضويته في
البرلمان.
وتضطره في حالة الفوز في االنتخاب الى االختيار بين عضوية البرلمان او االستمرار
في ممارسة وظيفته.
يتضح ان حالة التنافي ال تطرح إال بعد ان يصبح المرشح منتخبا ،وال يمكن الحديث
عن التنافي قبل إعالن المعني فائزا في االنتخاب .
كما ان النتائج المترتبة عن انعدام األهلية ،أقوى بكثير من نتائج حاالت التنافي ،حيث
يحتفظ األشخاص الذين يوجدون في إحدى حاالت التنافي باختيارهم بين االنتداب البرلماني،
او االحتفاظ بوظيفته .أما في حالة انعدام األهلية ،فان المعني باألمر ،يفقد صفته البرلمانية
369
بحكم القانون ،وال خيار له في ذلك.
وبالنسبة لإلجراءات ،فان مسطرة إثبات التنافي تبدأ بعد االنتخابات ،وتكون حكرا على
مكتبي مجلسي النواب و المستشارين ووزير العدل ،والنائب و المستشار المعني ،الذي
يحق له إحالة قضيته على القاضي الدستوري ،وال يحق لجهة اخرى غير هؤالء ،ان تتقدم
370
أمام القاضي الدستوري ،من اجل الطعن بوجود حالة تناف.
368
الحسن الجماعي :الضوابط القانونية لالنتخابات التشريعية في المغرب وفرنسا .أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق الجزء الثاني لسنة الجامعية
.2001-2000ص.392
369
محمد الصفريوي "مرجع سابق' صفحة . 250
370
محمد الصفريوي " مرجع سابق" صفحة . 250
173 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
ان حاالت التنافي جاءت في الباب الثالث من القانون التنظيمي رقم 32.15المتمم
و المغير للقانون التنظيمي .11.28من المادة (14)-إلي المادة ) . (21وهي على
الشكل التالي :
تتنافى العضوية في مجلس المستشارين مع صفة عضو في المحكمة الدستورية و
المجلس اإلقتصادي واإلجتماعي والبيئي.
تتنافى مع رئاسة مجلس جهة.
تتنافى مع أكثر من رئاسة واحدة لغرفة مهنية أو لمجلس جماعة أو لمجلس عمالة أو
371
مجلس مقاطعة جماعية أو مجموعة تؤسسها جماعات ترابية.
تتنافى العضوية في مجلس المستشارين مع صفة عضو في الحكومة.
في حالة تعين مستشار بصفة عضو في الحكومة ،تعلن المحكمة الدستورية بطلب من
رئيس مجلس المستشارين ،داخل أجل شهر ،شغور مقعده.
تتنافى العضوية في مجلس المستشارين مع مزاولة كل مهمة عمومية غير إنتخابية في
مصالح الدولة ،او الجماعات ترابية ،او المؤسسات عمومية ،او األشخاص إعتباريون
من أشخاص القانون العام ،او الشركات التي تملك رأسمالها أكثر من ، 30%باستثناء
مأمورية مؤقتة بتكليف من الحكومة.
كل شخص تنطبق عليه إحدى حاالت التنافي التالية(مصالح الدولة ،جماعات ترابية ،
مؤسسات عمومية ،أشخاص إعتباريون من أشخاص ق العام ،الشركات التي تملك
رأسمالها أكثر من ، 30%باستثناء مأمورية مؤقتة بتكليف من الحكومة ( ،وينتخب في
مجلس المستشارين يجعل إلزاما ،بناءا على طلب منه في وضعية اإللحاق طبقا للنصوص
التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل وذلك طيلة مدة إنتدابه.
يصدر رئيس الحكومة قرار اإللحاق بإقتراح من الوزير المعني باألمر بعد تأشيرة
الوزير المكلف بالمالية ،الوزير المكلف بالوظيفة العمومية ،ويتخذ هذا القرار في ظرف
8أيام الموالية لمستهل الفترة النيابية .أو في حالة إنتخابات جزئية خالل 30يوما
الموالية إلعالن نتائج اإلقتراع .
371
المادة 14من القانون التنظيمي المتعلق بمجلس المستشارين 32.15المتمم و المغير للقانون التنظيمي . 11.28
174 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
غير أنه ال يسري مفعول األجل ،إذا نوزع في اإلنتخاب ،إال ابتداء من تاريخ القرار
الصادر عن المحكمة الدستورية بإقرار اإلنتخاب .عند إنتهاء مدة اإلنتداب يعاد المعني
372
باألمر تلقائيا الى سلكه بإدارته األصلية.
تتنافى العضوية في مجلس المستشارين مع مهام رئيس مجلس اإلدارة ،متصرف منتدب،
مدير عام أو مدير ،وعند االقتضاء مع مهام عضو في مجلس اإلدارة الجماعية ،عضو في
مجلس الرقابة المزاولة في شركات المساهمة التي تملك الدولة أكثر من 30%من
373
رأسمالها.
تتنافى العضوية في مجلس المستشارين مع مزاولة مهام غير تمثيلية تؤدي األجرة عنها
374
دولة أجنبية ،منظمة دولية ،منظمة دولية غير حكومية.
يتعين على المستشار في مجلس المستشارين ،الذي يوجد عند انتخابه في إحدى الحاالت
التنافي المشار إليها في المواد 14الفقرة الثانية و المادة 15الفقرة الثالثة و 16و17
أعاله ان يثبت في ظرف 30يوما التي تلي إعالن النتائج النهائية لالنتخاب او صدور قرار
المحكمة الدستورية في حالة نزاع ،انه استقال من مهامه المتنافية مع انتدابه ،او انه طلب
عند االقتضاء وضعه في حالة اإللحاق ،المشار إليها في المادة ، 15وإال أعلنت إقالته من
عضويته.
يجب على المستشار ان يصرح خالل مدة انتدابه ،لمكتب المجلس بكل نشاط مهني جديد
يعتزم ممارسته.
يجرد بحكم القانون من صفة مستشار ،الشخص الذي يقبل أثناء مدة انتدابه ،مهمة
375
تتنافى مع هذا االنتداب او يخالف أحكام المادة 21من هذا القانون التنظيمي.
تعلن المحكمة الدستورية اإلقالة ،وتقر التجريد من العضوية بطلب من مكتب مجلس
المستشارين أو وزير العدل.
في حالة وجود شك في تنافي المهام المزاولة مع اإلنتداب في مجلس المستشارين أو في
حالة نزاع في هذا الشأن .يرفع مكتب مجلس المستشارين او وزير العدل او المستشار
372
المادة 15من القانون التنظيمي المتعلق بمجلس المستشارين 32.15المتمم و المغير للقانون التنظيمي . 11.28.
373
المادة 16من القانون التنظيمي المتعلق بمجلس المستشارين 32.15المتمم و المغير للقانون التنظيمي . 11.28.
374
المادة 17من القانون التنظيمي المتعلق بمجلس المستشارين 32.15المتمم و المغير للقانون التنظيمي . 11.28.
375
المادة 18من القانون التنظيمي المتعلق بمجلس المستشارين 32.15المتمم و المغير للقانون التنظيمي . 11.28.
175 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
بنفسه األمر الى المحكمة الدستورية ،التي تقرر ما إذا كان المعني باألمر يوجد فعال في
إحدى حاالت التنافي .
يجب على المستشار الذي يوجد فعال في إحدى حاالت التنافي ،ان يسوي وضعيته
اجل 15يوما ،تبتدئ من تاريخ تبليغه قرار المحكمة الدستورية ،وفي حالة عدم قيامه
376
بذلك ،تعلن هذه المحكمة عن إقالته من عضويته.
يمكن للمستشار المكلف من لدن الحكومة بمأمورية مؤقتة ،الجمع بين هذه المأمورية،
و عضويته لمدة ال تتجاوز 06أشهر .وفي حالة استمرار هذه المأمورية بعد انصرام
المدة المذكورة ،تعلن المحكمة الدستورية ،بناءا على طلب من مكتب المجلس
377
المستشارين عن إقالة المستشار .
يمنع على كل مستشار ان يستعمل اسمه او يسمح باستعماله مشفوعا ببيان صفته في
كل إشهار يتعلق بشركة او مقاولة كيفما كانت طبيعة نشاطها.
يعاقب بالحبس لمدة تتراوح بين شهر واحد وستة أشهر ،وبغرامة تتراوح قدرها بين
10.000و 100.000درهم ،او بإحدى هاتين العقوبتين فقط ،مؤسسو او مديرو او
مسيرو شركات او مقاوالت كيفما كانت طبيعة نشاطها ذكروا او سمحوا بذكر مستشار ،
مع بيان صفته في كل إشهار ،لفائدة الشركة او المقاولة التي يشرفون عليها ،او
يعتزمون تأسيسها .وفي حالة العود ،ترفع العقوبة الحبسية الى سنة واحدة حبسا و
378
الغرامة الى 200.000درهم.
وتأسيسا لما سبق ذكره فان المحكمة الدستورية تمارس رقابتها على وضعية
المستشار ،وذلك لكونها أسندت لها هذا االختصاص بموجب الدستور ،السيما الفصول
132و 176و 177و وبناء على المادة 48من القانون التنظيمي رقم 066.13
وأيضا بنـاء على القـانـون التنظـيمـي رقـم 32.15 المتعلق بالمحكمة الدستورية،
المتعلـق بمجلس المستشاريـن الذي وقع تتميمه و تغيره ، 28.11ويتجلى ذلك من خالل
القرار 964الذي جاء فيه :
376
المادة 19من القانون التنظيمي المتعلق بمجلس المستشارين 32.15المتمم و المغير للقانون التنظيمي . 11.28.
377
المادة 20من القانون التنظيمي المتعلق بمجلس المستشارين 32.15المتمم و المغير للقانون التنظيمي . 11.28.
378
المادة 21من القانون التنظيمي المتعلق بمجلس المستشارين 32.15المتمم و المغير للقانون التنظيمي . 11.28.
176 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
حيث يتبين من الظهير الشريف رقم 1.15.54المشار إليه أعاله أن السيد إدريس
مرون عين عضوا في الحكومة ابتداء من تاريخ 20مايو ،2015مما يجعله في وضعية
تناف مع العضوية في مجلس المستشارين طبقا لمقتضيات المادة 15من القانون
التنظيمي المتعلق بهذا المجلس.
حيث إنه ،لئن كانت مقتضيات المادة 91من القانون التنظيمي المتعلق بمجلس
المستشارين توجب ،إذا صرحت المحكمة الدستورية بشغور مقعد ،أن ُيدعى بقرار
للسلطة المكلفة بتلقي التصريحات بالترشيح ،المترشح الذي يرد اسمه مباشرة في الئحة
الترشيح المعنية بعد آخر منتخب في نفس الالئحة لشغل المقعد الشاغر ،فإنه يستفاد مما
قرره الدستور في فصله ،180من أنه ،مع مراعاة أحكامه االنتقالية ،ينسخ نص الدستور
الصادر في 7أكتوبر ،1996وهو النسخ الذي يفقد هذا الدستور كل وجود قانوني ،األمر
الذي ال يجوز معه إحياء بعض أحكامه والعمل بها أو االستناد إليها ،ومما ينص عليه في
فصله 176من استمرار مجلس المستشارين ،القائم في تاريخ دخول الدستور حيز التنفيذ
والمنتخب وفق أحكام الدستور السابق ،في ممارسة صالحياته إلى حين انتخاب المجلس
الذي سيخلفه ،أن استمرار أعضاء مجلس المستشارين في ممارسة مهامهم بهذه الصفة
إلى حين انتخاب المجلس الجديد يقتصر على األعضاء الذين كان يتألف منهم هذا المجلس
بتاريخ 29يوليو ،2011تاريخ دخول الدستور حيز التنفيذ ،وال يمتد إلى غيرهم ،األمر
الذي يحول دون إمكان تطبيق ما تقتضيه المادة 91أنفة الذكر من تعويض أعضاء مجلس
المستشارين الذين تغدو مقاعدهم شاغرة ألي سبب من األسباب.
حيث يتعين ،تبعا لذلك ،التصريح بشغور المقعد الذي كان يشغله السيد إدريس مرون
بمجلس المستشارين دون تعويضه.
يأمر بتبليغ نسخة من قراره هذا إلى السيد رئيس الحكومة وإلى السيد رئيس مجلس
379
المستشارين وإلى المعني باألمر ،وبنشره في الجريدة الرسمية.
379
القرار 964صدر بمقر المجلس الدستوري بالرباط في يوم الثالثاء 21من شعبان ( 9يونيو )2015
177 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
وأخيرا ،يمكن القول بان التنافي ،وضعية قانونية ال تبرز إال بعد إعالن النتائج ،أما
األهلية حالة قانونية تعتبر من الشروط األساسية للترشيح ،وقد تظهر قبل اإلنتخاب ،
وتعطي للشخص حق الترشح ،وقد تظهر بعد إعالن النتائج فتؤدي الى التجريد .كما ان
األهلية ترتبط بالشخص المترشح ،أما التنافي ترتبط بوضعية الشخص.
ان األهلية ترتبط بالحقوق األساسية الجوهرية للترشح ،ال يملك فيها الناخب حق
اإلختيار ،على اعتبار أنها حالة باتة ،تؤدي في حالة ثبوتها إما الى عدم الترشح لإلنتخاب
قبل إجراء العملية اإلنتخابية ،و إما التجريد بعد إعالن نتائج العملية اإلنتخابية.
المبحث الثاني :أهم المقتضيات و المستجدات التي أتى بها القانونين
القضائية .100.13 التنظيميين للجهة 111. 14و المجلس األعلى لسلطة
عرف المغرب في ضوء دستور ، 1996والتي امتدت منذ سنة 1997الى حدود
سنة ، 2015تسجيل العديد من النواقص و اإلختالالت ،والتي برزت أساسا من
التجربة الميدانية لهذه الهيئات الترابية ،والتي تم تسجيلها سواء من طرف المحللين
والمهتمين بالشأن الجهوي ،وكذلك من طرف الممارسين داخل هذه المجالس واإلدارات
المعنية ،ارتفعت أصوات منادية بجهوية أكثر تقدما ،من اجل االضطالع بدور فعال في
تحقيق التنمية المحلية على مختلف األصعدة سواء االقتصادية منها ،او االجتماعية او
380
الثقافية او غيرها.
كما يعتبر إصالح القضاء شرطا أساسيا وضروريا لسيادة القانون ،وبالتالي ترسيخ أسس
الديمقراطية ،ولعل هدا ما تفطن له المشرع المغربي ،فادا كان الفصل السابع من دستور
1996قد عنون ب"القضاء" فان المشرع عنون الفصل السابع من دستور 2011
ب"السلطة القضائية" ،وهو مايفسر توجه الدولة نحو ترسيخ سلطة قضائية الى جانب
السلطتين التنفيذية و التشريعية،والتشديد على استقالليتها كما جاء في الفصل 107من
الدستور ،وقد أوكلت لهده السلطة حماية حقوق وحريات المواطنين ،وكدا تحقيق األمن
القضائي الذي تحدث عنه الفصل 117من دستور ،2011وهو ما فرض على مؤسسة
القضاء ضرورة مواكبة التطور الحقوقي في ضوء المقاربة الدولية للحقوق والحريات.
380
محمد اوالد الحاج " الجهة و الجهوية المتقدمة :قراءة مقارنة بين القانون رقم 47-96والقانون التنظيمي رقم " 111.14المجلة المغربية
لالدارة المحلية والتنمية ،عدد مزدوج 126-127ينابر-ابريل 2016صفحة . 169
178 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
ومن تم سوف نخصص بالدراسة و التحليل في نقطتين هامتين ،فيما يخص النقطة األولى
و التي تتعلق بالهندسة الجديدة للجهة وبنياتها(المطلب األول) ،ثم ثانيا الى تعزيز المكانة
للسلطة القضائية في (المطلب الثاني).
179 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
الجهوية اإلدارية وينبغي الفصل داخله بين الجهوية اإلدارية الالمركزية ،حيث تكون
الجهة وحدة ترابية متميزة عن السلطة المركزية ،و الجهوية اإلدارية مع عدم التركيز ،
التي تجعل من الجهة مقاطعة إدارية خاضعة للسلطة الرئاسية للمؤسسات المركزية.
و الجهوية السياسية ،تتبوأ في ظلها الجهة بمرتبة سامية داخل التنظيم الدولتي ،
فهي تتقاسم مع السلطة المركزية جملة من الوظائف السياسية ،خاصة في الميدان
التشريعي و التنظيمي ،و التي تحددها الوثيقة الدستورية ،و الجهوية السياسية هي أعلى
مستوى من مستويات الالمركزية الترابية ،دون الوصول الى مستوى الدولة الفيدرالية،
382
التي تتوفر فيها الجهة على سيادتها التامة ،مع احترام القوانين االتحادية.
فإلن كان مشروع الجهوية اإلدارية من ابتكار و عبقرية الراحل الحسن الثاني و الذي
كان يسعى دوما الى جعل المغرب دولة عصرية متماسكة ،فان الشروع في ورش
الجهوية المتقدمة هو من ابتكار و إنتاج خلفه جاللة الملك محمد السادس ،الذي ما فتئ
منذ توليه العرش ،وهو يعطي إشارة تلوى األخرى ،حول تصور الجهوية المتقدمة ،و
يستشف ذلك من خالل خطبه في جل المناسبات الوطنية التي يؤكد فيها على الدوام على
383
هذا التوجه.
ان إشكالية التنمية الجهوية طرحت من خالل المخططات التي عرفتها البالد مند الستينات
واكتست درجات متفاوتة ،من مخطط ألخر بهدف تخطي صعوبة اإلختالالت المجالية
وعدم التوازن بين مختلف الجهات والمناطق. 384
ففي مرحلة الستينات تم تسجيل تجربتين اعتبرتا مدخال حقيقيا نحو ظهور تجربة
المناطق االقتصادية التي جاء بها ظهير 16يونيو ،1971وهما :مشروع تهيئة حوض
385
إال ان أهم العراقيل التي سبو ،ومشروع التنمية االقتصادية القروية للريف الغربي،
حالت دون تحقيق أهداف المخططات السابقة هي عدم المعرفة بالحقائق المحلية وبالتالي
382
عادل زروق " الجهوية بالمغرب ،بين حدود التجربة الراهنة و افاق الوضع المتقدم" رسالة لنيل الماستر في القانون العام تخصص القانون و
العلوم االدارية للتنمية السنة الجامعية ، 2009-2010صفحة 6و. 7
383
عبد العزيز اشرقي " الجماعات الترابية االفاق المستقبلية و تحديات التنمية المستدامة (الجهات ،العماالت و االقاليم ،الجماعات المحلية)،
مطبعة النجاح ،طبعة لسنة 2016م 1437 /ه صفحة 26و27
384
-الغيوبي الشريف :االسس القانونية والمعوقات المالية للتنمية الجهوية ،اطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام ،جامعة محمد الخامس،
كلية الحقوق ،اكدال ،الرباط ،السنة الجامعية ،2003-2002 ،ص.7 :
385
-لمزيد من التفصيل انظر يحيا عبد الكبير :التقسي م الجهوي بالمغرب ورهان التنمية ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة ،في القانون
العام ،جامعة عبد المالك السعدي ،كلية الحقوق ،طنجة ،السنة الجامعية،2005-2004،ص.60:
180 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
ضرورة إقحام البعد المجالي لعمليات التنمية في المخططات ،وفي هذا اإلطار صدر الظهير
الشريف بتاريخ 1971/06/16بشان إحداث الجهات االقتصادية السبعة ،386كلبنة أولى
لتنظيم حقيقي للجهة في المغرب ،حيث وضعها في إطار قانوني مؤسساتي مبينا وظيفتها
وحدود مشاركتها في المسلسل الوطني للتنمية ،وجاء ليترجم التوجه الجهوي الذي أصبح
من صميم االختيارات االقتصادية للمغرب ،وبالتالي إعادة تقسيم المغرب جهويا على أسس
جديدة تاخد بعين االعتبار المستجدات والمعطيات السوسيو -اقتصادية ،خصوصا بعد ترقية
الجهة الى جماعة محلية وفق الفصل 94من دستور 1992والفصل 100من دستور
.1996
وفي سنة 1997ومن اجل تعزيز الدور التنموي للجهة تم إصدار القانون رقم 47.96
المتعلق بتنظيم الجهات ، 387الذي مكن الجهة من جهاز تشريعي هو المجلس الجهوي ،
388
وتم تقسيم المغرب الى وجهاز تنفيذي على رأس عامل الجهة ورئيس المجلس الجهوي
16جهة ،389من اجل االستفادة من الفعاليات والطاقات المتنوعة عبر مختلف األقاليم
المغربية وإبراز األبعاد المتعددة للمجال المغربي ،وخلق توازن بين جميع الجهات بناء على
معطيات جديدة مستخلصة من تجربة . 1997و في سنة 2015جاء القانون التنظيمي
الجديد للجهات 111.14بمجموعة من األهداف و التدابير بغية تحقيق التنمية على كافة
المستويات.
وفي هذا الصدد نشير الى بعض المقتطفات من خطب جاللته التي أشار فيها الى إرساء
الجهوية بالمغرب.
جاء في الخطاب الملكي في 20غشت: 2011
"………ان تحديث ودمقرطة هياكل الدولة بقدر ما يتجسد في توزيع الدستور الجديد
للسلطات المركزية ،وفق مبدأ فصل السلط ،فإنه يتجلى ،بصفة أقوى ،في إرساء الجهوية
386
-ظهير شريف رقم 1-71-77بتاريخ 22ربيع الثاني 1391الموافق ل 16يونيو ،1971المتعلق باحداث المناطق ،جريدة رسمية
عدد 3060بتاريخ 29ربيع الثاني ،1391الموافق ل 23يونيو ،1971ص.1352 :
387
-ظهير شريف رقم 1.97.84صادر في 23من ذي القعدة 1417الموافق ل 2ابريل 1997بتنفيد القانون رقم 47.96المتعلق بتنظيم
الجهات ،جريدة رسمية عدد 4470بتاريخ 24ذي القعدة 1417الموافق ل 3لبريل ، 1997ص.556 :
388
-لبكر رشيد :اعداد التراب الوطني ورهان التنمية الجهوية ،منشورات عكاظ ،الرباط ، 2003 ،ص.173 :
389
-مرسوم رقم 2.97.246صادر في 12من ربيع االخر 1418الموافق ل 17غشت 1997المتعلق بتحديد عدد الجهات واسمائها ومراكزها
ودوائر نفوذها وعدد المستشارين الواجب انتخابهم في كل جهة وكذا توزيع المقاعد على مختلف الهيئات الناخبة وكذا اعداد المقاعد الراجعة
للجماعات المحلية وتوزيعها على العماالت واالقاليم المكونة لها ،جريدة رسمية عدد 4509بتاريخ 18غشت ،1997ص.3275 :
181 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
المتقدمة القائمة على إعادة توزيع سلط و إمكانات المركز على الجهات.وذلك على أساس
الديمقراطية الترابية والحكامة الجيدة ،بما يكفل تحقيق تنمية جهوية ،متضامنة ومتوازنة
ومندمجة ،تضع حدا للمقولة اإلستعمارية للمغرب النافع وغير النافع ،وللفوارق المجالية.
وإلرساء دعائم الورش الهيكلي الكبير للجهوية المتقدمة ،التي نعتبرها ثورة جديدة للملك
والشعب ،فإنه ينبغي إعطاء األسبقية إلعداد القانون التنظيمي الخاص بها ،إعتبارا إلرتباطه
بإنتخاب المجالس الجهوية ،وغيرها من اإلستحقاقات والتدابير الالزمة إلقامة الغرفة
390
الثانية".
ثم الخطاب صاحب الجاللة في 04أكتوبر 2011الذي جاء بما يلي:
"…… وفي هذا الصدد ،يعد إرساء الجهوية المتقدمة من األواش اإلستراتيجية لمغرب
الحاضر والمستقبل ليس إلرتباطها بإقامة مجلس المستشارين ،ولكن باألساس لما تتيحه
مع الالتمركز اإلداري من حكامة ترابية جيدة وقرب من المواطن ،ومن إمكانات وآفاق
391
واعدة لتحقيق تنمية بشرية وإقتصادية و إجتماعية متوازنة ومتضامنة…… "
وأيضا خطاب ل 09مارس 2011الذي جاء فيه ما يلي:
"……….أخاطبك اليوم ،بشأن الشروع في المرحلة الموالية من مسار الجهوية
المتقدمة بما تنطوي عليه من تطوير لنموذجنا الديمقراطي التنموي المتميز ،وما تقتضيه
من مراجعة دستورية عميقة نعتبرها عمادا لما نعتزم إطالقه من إصالحات جديدة شاملة في
تجاوب دائم مع كل مكونات األمة.
ونود في البداية اإلشادة بالمضامين الوجيهة لتقرير اللجنة اإلستشارية للجهوية ،التي
كلفناها منذ ثالث يناير من السنة الماضية بإعداد تصور عام لنموذج مغربي للجهوية
المتقدمة منوهين بالعمل الجاد ،الذي قامت به رئاسة وأعضاء ،وبالمساهمة البناءة للهيآت
الحزبية والنقابية والجمعوية في هذا الورش المؤسس.
وتفعيال لما أعلنا عنه في خطاب 20غشت 2010بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب،
ندعو الجميع لإلنخراط في مواصلة ،إنضاج ما جاء في هذا التصورالعام في نطاق نقاش
392
وطني واسع وبناء"…….
390
الخطاب الملكي لصاحب الجاللة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى 58لثورة الملك والشعب 20غشت2011
391
خطاب صاحب الجاللة الملك محمد السادس بمناسبة إفتتاح الدورة ا ألولى من السنة التشريعيةالخامسة من الوالية التشريعية الثامنة
الرباط 14 ،أكتوبر2011
182 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
وقبل الدخول في صلب الموضوع من الضروري إبداء بعض المالحظات الجوهرية.
فيما يتعلق بالمالحظة االولى والتي تتجلى في اإلشارة المتكررة في الخطب الملكية لفكرة
الوحدة كدعامة من دعامات الجهوية ،كما يضم الخطاب عبارات اخرى عامة تشير الى
فكرة "اإلجماع الراسخ حول توابث الوطنية" ،ثم أيضا "منهج قوامه الحكامة المحلية
الجيدة ألقاليمنا الجنوبية" " ،والمشاركة الواسعة في قضية تدبير قضيتنا الوطنية ،
وجوهره إضفاء عمق تنموي و تضامني على روحها الوحدوية".
ومن بين مرتكزات الجهوية أشار خطاب 09مارس بمناسبة حفل تنصيب اللجنة
االستشارية "الى التشبت بمقدسات األمة وثوابتها ،في وحدة الدولة والوطن والتراب".
وتؤكد هذا التكامل بين المركز والجهات دساتير الدول التي قطعت أشواطا كبيرة في هذا
الميدان ،حيث تنص على ضرورة احترام وحدة الدولة و صيانتها .وهذا حال دساتير
اسبانيا وايطاليا ،وحتى الدول الفيدرالية ،مثل ألمانيا و الواليات المتحدة األمريكية ،ولقد
أكد المخطط الوطني إلعداد التراب الوطني ان " تاريخ المغرب يتنافى مع النظام الفدرالي،
سواء كان من النوع األلماني او االسباني ،فالمغرب يشكل نموذجا في ميدان وحدة
الدولة.
باالضافة الى مالحظة اخرى و التي تتعلق بالمنهجية المعتمدة إلعداد اإلصالح الجهوي
الجديد ،فمن المثير لالنتباه ان صاحب الجاللة لم يطلب من وزارة الداخلية ،ان تهيئ
المشروع الجهوية المتقدمة ،بل أعلن عن إنشاء بنية للتأمل و التشاور ،و باالرتكاز على
هذه المنهجية ،فالعاهل المغربي يدعو الجميع للتدبر و التأمل حول الجهوية ،القتراح
393
المعالم و األشكال المالئمة ،باألخد في عين االعتبار الخصوصيات الوطنية و المحلية .
ان النموذج الذي تقترحه غالبية الخطب الملكية ،يقوم على أساس تجسيد التضامن عكس
ما يظن البعض ،بل ان الجهوية تشكل عامال لتوطيد وحدة الدولة .فالجهة تتضامن مع
الدولة لممارسة بعض االختصاصات الشبه وطنية ،التي يمكن للسلطة المركزية ان تنقلها
392
خطاب صاحب الجاللة الملك محمد السادس بمناسبة حفل تنصيب اللجنة ا إلستشارية لمراجعة الدستور الرباط 09 ،مارس2011
393
د .محمد اليعقوبي"الجهوية المتقدمة في الخطب الملكية" مجلة مسالك العدد ، 17/18سنة 2011صفحة . 06
183 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
الى الجهة ،والدولة من جهتها تتضامن مع الجهة بتعزيز تدخالتها ،من خالل النقل المالئم
394
للموارد المالية الضرورية لهذه التدخالت.
لقد جاء الدستور الجديد للملكة (دستور ،) 2011متماشيا مع هذه الرغبة ،حيث
خصص بابا كامال للجهات والجماعات الترابية األخرى( الباب التاسع).
وانطالقا من مواد هذا الباب ،خاصة المادة ، 146واستنادا الى ما خلصت إليه
أشغال اللجنة االستشارية ،التي كلفت من طرف العاهل المغربي بتقديم مشروع متكامل
للجهوية المتقدمة ،برزت للوجود هندسة ترابية جديدة ،تقوم على احتالل الجهة موقعا
جهويا وأساسيا في البناء المؤسساتي للمملكة.
كما تم تخويل هذه الهيأة الترابية اختصاصات ذاتية في مجاالت التنمية والنجاعة ،مع
395
اعتماد مبدأي التدرج و التمايز ،لبلورة الصالحيات المشتركة و المنقولة.
لقد نصت الفقرة األخيرة من الفصل األول من الدستور المغربي لسنة ،3962011
على ان "التنظيم الترابي للمملكة ،تنظيم ال مركزي يقوم على الجهوية المتقدمة".
وفي هذا السياق خصص الدستور بابا كامال هو الباب التاسع ،والذي يحتوي على
12فصال للجماعات الترابية ،وعلى رأسها الجهوية المتقدمة ،وشروط تنظيمها
وسيرها وتبتدئ من الفصل 135الى الفصل. 146
لقد نص الفصل 135على ان " الجماعات الترابية للمملكة هي :الجهات و العماالت
397
و األقاليم و الجماعات" .
و الفصل : 136يرتكز التنظيم الجهوي و الترابي على مبادئ التدبير ،وعلى
التعاون والتضامن ،و يؤمن مشاركة السكان المعنيين في تدبير شؤونهم ،والرفع من
398
مساهمتهم في التنمية البشرية المندمجة و المستدامة".
أما الفصل 137نص على" تساهم الجهات و الجماعات الترابية األخرى ،في
تفعيل السياسة العامة للدولة ،وفي إعداد السياسات الترابية ،من خالل ممثيلها في
399
مجلس المستشارين".
394
د .محمد اليعقوبي "الجهوية المتقدمة في الخطب الملكية" مجلة مسالك العدد ، 17/18سنة 2011صفحة . 13
395
محمد اوالد الحاج " الجهة و الجهوية المتقدمة :قراءة مقارنة بين القانون رقم 47-96والقانون التنظيمي رقم " 111.14المجلة المغربية
لالدارة المحلية والتنمية ،عدد مزدوج 126-127ينابر-ابريل 2016صفحة . 169
396
ظير الشريف رقم 1.11.91صادر في 27شعبان 29( 1432يوليوز ،) 2011بتنفيذ نص الدستور.
397
الفصل 135من ظير الشريف رقم 1.11.91صادر في 27شعبان 29( 1432يوليوز ،) 2011بتنفيذ نص الدستور.
398
الفصل 136من ظير الشريف رقم 1.11.91صادر في 27شعبان 29( 1432يوليوز ،) 2011بتنفيذ نص الدستور.
184 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
وبناءا عليه جاءت القوانين التنظيمية الثالث ،بمبادئ ومستجدات ألول مرة تكرس ثقافة
التدبير الحر لشؤون الجماعات الترابية و تجعل منها مؤسسات دستورية ،الشيء الذي رفع
من مكانتها ،الى مستوى المؤسسات التي نص عليها الدستور.
وجاءت بجملة من المبادئ واألهداف التي سعت الى تحقيقها ،ونذكر من أهمها:
تحقيق مبدأ إدارة القرب لتلبية حاجيات ومتطلبات المواطنات والمواطنين في
عين المكان ،لحل مشاكلهم و قضاياهم التي تشغل بالهم ،و بالتالي اتخاذ قرارات صائبة
و هادفة لحلها وفي أسرع وقت ممكن.
تحديث هياكل الدولة ،وتعزيز بناء المؤسسات الجهوية و المحلية .
توزيع تقاسم االختصاصات بين المركز" الحكومة" و الجماعات الترابية.
إفراز نخب جهوية و محلية قادرة على تحمل المسؤولية بكفاءة و فعالية ،من
اجل تدبير جيد للشأن العام الجهوي و المحلي.
تفادي التداخل في االختصاصات بين الجماعات الترابية المختلفة ،خصوصا
بين الجماعات المحلية و الجهات ،وبين هاته األخيرة و اإلدارة المركزية.
التعجيل بإقامة دعائم نظام حقيقي لالتمركز اإلداري ،مزودا بالموارد البشرية
الكفأة و الضرورية ،و الموارد المالية .
ترسيخ مبدأ الديمقراطية التشاركية في تدبير المرافق العمومية الجهوية و
المحلية ،من خالل إفساح المجال أمام المواطنين و المواطنات و الجمعيات المعترف
بها لتقديم العرائض.
التأكيد على قواعد الحكامة الترابية الجيدة ،في تسيير الشأن العام جهويا و
محليا.
التنصيص على مبدأ المناصفة ،في تدبير بين النساء و الرجال ،عن طريق
400
تخصيص كوتا لفائدة إشراك النساء.
و بالموازاة مع هذا جاءت القوانين التنظيمية الثالث بمستجدات لعل أبرزها هي:
399
الفصل 137من ظير الشريف رقم 1.11.91صادر في 27شعبان 29( 1432يوليوز ،) 2011بتنفيذ نص الدستور.
400
عبد العزيز اشرقي " الجماعات الترابية االفاق المستقبلية و تحديات التنمية المستدامة (الجهات ،العماالت و االقاليم ،الجماعات المحلية)،
مطبعة النجاح ،طبعة لسنة 2016م 1437 /ه صفحة 22و. 23
185 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
ان أهم المستجدات القانون الجديد للجهات 111.14نجد االنتخاب المباشر ألعضاء
المجالس الجهوية ،مع تخصيص ثلث المقاعد للنساء ،زيادة على ذلك ،فقد نصت
المقتضيات الجديدة على تعزيز الموارد المالية للجهات ،ومأسسة أجهزتها التنفيذية و
402
اإلدارية.
401 401
عبد العزيز اشرقي " الجماعات الترابية االفاق المستقبلية و تحديات التنمية المستدامة (الجهات ،العماالت و االقاليم ،الجماعات
المحلية) ،مطبعة النجاح ،طبعة لسنة 2016م 1437 /ه صفحة 23و. 24
402
محمد اوالد الحاج "مرجع سابق" صفحة . 169—170
186 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
كما تم تقليص من عددها حيث أصبحت تضم اثني عشر( ) 12جهة ،403بدل الستة
عشر( )16جهة ،بغية إيجاد معايير موضوعية و آليات جديدة ،من شانها ان تساهم في
خلق التوازن ،وتقليص التفاوت التنموي فيما بينها .والشكل التالي يوضح بجالء عدد
األقاليم و العماالت و الجهات :
403
مرسوم رقم 2.15716صادر في 09ذي الحجة 23( 1436سبتمبر ،) 2015بتغير الظهير الشريف رقم 1.59.351الصادر في فاتح
جمادى االخرة 02( 1379ديسمبر ، ) 1959بشان التقسيم االداري للمملكة .وحسب الفصل االول من الفقرة االولى :
تنقسم المملكة الى اثني عشر() 12
187 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
الشكل رقم : 13يبين التقسيم الجديد للمملكة المغربية بخصوص األقاليم و العماالت
و الجهات
إضافة الى ذلك ،نص القانون الجديد للجهة ، 111.14على تعزيز دور القضاء في
فض النزاعات التي تهم أعضاء المجلس الجهوي ،او مؤسسة المجلس و المقررات
الصادرة عنه ،كما تم ربط المراقبة اإلدارية بالجوانب المتعلقة بالشرعية واعتماد قاعدة
404
المراقبة البعدية.
ويثير التقطيع الجهوي الجديد مجموعة من االنتقادات ،فقد جاء في تقرير اللجنة
االستشارية ،وهي بصدد إعداد التقطيع الجهوي العديد من اإلشكاليات و األسئلة المحيرة
،يتمثل في كون التقطيع الجهوي غالبا ما ينظر إليه باعتباره الواجهة المباشرة ،واألكثر
405
بروزا لإلصالح الجهوي.
وقد أقرت اللجنة االستشارية للجهوية على أنه ال يجوز وال يجب اعتبار التقطيع الترابي
الرهان لرئيسي لهذه العملية اإلصالحية .ودون التقليل من أهمية التقطيع أو طابعه الهيكلي،
تؤكد اللجنة االستشارية للجهوية على أهمية اعتباره جانبا تقنيا من جوانب منظومة
اإلصالح ،تتحدد مالمحه في جزء كبير منها من خالل وكنتيجة للمحتوى المؤسساتي
لإلصالح الجهوي في مظاهره المؤسساتية والوظيفية. 406
بالمقابل أكدت اللجنة االستشارية في تقريرها على عدم إغفال كون التقطيع يرمي إلى
تحقيق األهداف المؤسساتية والوظيفية المرجوة على الصعيد الترابي في جميع المجاالت .
كما أكد التقرير للجنة االستشارية على ان التقطيع المعتمد يلزمه فترة زمنية طويلة بما
يكفي لتمكين المنظومة الجهوية من التماسك والتطور وتمكين الجهات الجديدة من إرساء
ركائزها عبر التراكم والتطور مع مرور الزمن
بمعنى أخر ،ينبغي للوحدات الترابية التي سيتم إحداثها أن تشكل في نفس الوقت أحواضا
للحياة االجتماعية تضمن للمواطنين ،قدر المستطاع ،سبل العيش المشترك بمختلف أبعاده
في أحسن الظروف الممكنة ،ومجاالت ترابية ،تكفل أفضل شروط الفعالية والنجاعة في
404
محمد اوالد الحاج "مرجع سابق " صفحة . 170
405
اللجنة االستشارية للجهوية"تقرير حول الجهوية المتقدمة "الكتاب الثاني:الجوانب المؤسساتية صفحة . 155-156
406
اللجنة االستشارية للجهوية/تقرير حول الجهوية المتقدمة/الكتاب الثاني:الجوانب المؤسساتية صفحة . 155-156
188 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
تطبيق سياسات التنمية البشرية واالقتصادية والثقافية ،وذلك انسجاما مع روح ونص
الخطاب الملكي.407
وهكذا يتضح ان تقطيع الجهوي او اإلداري أو الترابي يعتبر من أهم المحددات الذي
يرمي الى تحقيق التوازن و التضامن بيم مختلف الجهات وبالتالي تحقيق التنمية على جميع
المستويات و األصعدة.
و بالرجوع الى القانون التنظيمي الجديد للجهة 111.14نص في مادته الثالثة على ان
" الجهة ،جماعة ترابية خاضعة للقانون العام ،تتمتع بالشخصية االعتبارية و االستقالل
اإلداري و المالي ،وتشكل احد مستويات التنظيم الترابي للمملكة ،باعتباره تنظيما ال
408
مركزيا ،يقوم على الجهوية المتقدمة.
أما فيما يخص بنيتها اإلدارية فهي حسب المادة 09من القانون التنظيمي 111.14
تتكون من:
مكتب المجلس و يتألف من الرئيس و نائبه.
كاتب المجلس و نائبه .
و اللجان الدائمة.
ويحدد أعضاء الواجب انتخابهم في المجالس الجهات ،وفقا ألحكام المادة 74من القانون
409
،وبناءا على أخر المتعلق بانتخاب أعضاء المجالس الترابية التنظيمي 59.11
410
إحصاء رسمي للسكان ،صدر بالجريدة الرسمية.
يتبين لنا من خالل القانون التنظيمي الجديد للجهة( ،) 111.14ان أجهزة المجلس تتكون
من مكتب ،و لجان دائمة و كاتب للمجلس و نائبه.ويتالف مكتب المجلس من رئيس و نواب
الرئيس .يتم انتخاب رئيس المجلس و نوابه و كاتب المجلس في جلسة واحدة مخصصة
لهذه الغاية ،تنعقد في تاريخ اقصاه اليوم الخامس عشر ( ،) 15الذي يلي تاريخ اجراء
االنتخابات العامة العضاء مجالس الجهات.
407
اللجنة االستشارية للجهوية/تقرير حول الجهوية المتقدمة/الكتاب الثاني:الجوانب المؤسساتية صفحة . 155-156
408
ظهير الشريف رقم 1.15.83صادر في 20من رمضان 7( 1436يوليوز ،) 2015بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 111.14المتعلق بالجهات.
409
المادة 74من القانون التنظيمي المتعلق بانتخاب اعضاء المجالس الجماعات الترابية ،الصادر تنفيذ الظهير بتاريخ 24من ذي الحجة 1432
( 21نوفمبر ،) 2011كما وقع تغييره و تتميمه بالقانون التنظيمي رقم 34.15الصادر بتنفيذ الظهير الشريف رقم 1.15.90بتاريخ 29من
رمضان 16( 1436يوليوز .) 2015
410
المادتين 09و 10من الظير الشريف رقم 1.15.83صادر في 20من رمضان 07( 1436يوليوز ،) 2015بتنفيذ القانون التنظيمي رقم
111.14المتعلق بالجهات.
189 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
يتم انتخاب رؤساء اللجان الدائمة و نوابهم فور إحداث هذه اللجان في الدورة التي تلي
411
التصويت على النظام الداخلي للمجلس .
وعالقة باللجان الدائمة ،فقد نصت المادة 28من القانون التنظيمي 111.14ان
يحدث اللجان الدائمة خالل أول دورة يعقدها ،بعد مصادقته على النظام الداخلي ،ثالث
412
لجان دائمة على األقل ،وسبعة لجان على األكثر ،يعهد إليها بدراسة القضايا التالية :
كما يمكن للمجلس إحداث لجان مؤقتة عند االقتضاء ،يناط بها دراسة قضايا
معينة .
هذا و ينتخب الرئيس و نواب الرئيس باألغلبية المطلقة ،وتحدد فترة انتخاب
الرئيس في مدة 03سنوات.
411
دليل منتخبي الجهات على ضوء مقتضيات القانون التنظيمي رقم 111.14المتعلق بالجهات" المملكة المغربية – وزارة الداخلية -المديرية
العامة للجماعات المحلية اصدار سنة . 2016
412
المادة 28من الظهير الشريف رقم 1.15.83صادر في 20من رمضان 07( 1436يوليوز ،) 2015بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 111.14
المتعلق بالجهات.
190 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
من الرئيس و نوابه ،ويحدد عدد نواب الرئيس تبعا لعدد السكان الجهة:
خمس نواب في الجهات التي يكون عدد سكانها اقل من مليون نسمة.
سبع نواب بالنسبة للجهات التي عدد سكانها يتراوح بين مليون و مليونين.
تسعة نواب في الجهات التي يتعدى عدد سكانها مليونين فأكثر.
413
و أخيرا اللجان الدائمة.
وانطالقا من هنا نستنتج أن القانون التنظيمي الجديد جاء بهندسة جديدة ترمي باألساس
الى تنظيم المركزية الترابية جديدة ،وبأهداف وأغراض لتدعيم الديمقراطية المحلية ،
واألخد بقاعدة الفعالية في التدبير الترابي ،وتفعيل مبادئ و قواعد الحكامة الجيدة.
ومن تم فانا سنقوم بالدراسة و التحليل على نقطتين هامتين ،فيما يتعلق بالنقطة األولى
سيتم الو قوف على المبادئ الدستورية المؤطرة للجهوية المتقدمة في القانون التنظيمي
( 111.14الفرع األول) ،لننتقل بعد ذلك الى البنية االنتخابية في تشكيل المجالس الجهوية
و نظامها المالي(الفرع الثاني).
413
د .عبد العزيز اشرقي" مرجع سابق" صفحة 29و. 30
191 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
ومن تم سيتم الوقوف على نقطتين ،فيما يتعلق بالنقطة األولى ستخصص لدراسة مبدأ
التدبير الحر (الفقرة األولى) ،لننتقل بعد ذلك الى النقطة الموالية و التي تتعلق بمبدا
التفريع باعتباره مكونا من مكونات ومبدأ من مبادئ الحكامة الجيدة(الفقرة الثانية).
الفقرة األولى:مبدأ التدبير الحر
لقد صدرت القوانين التنظيمية المؤطرة للجماعات الترابية(الجهات و العماالت و
األقاليم و الجماعات) ،وذلك طبق للفصلين 136و 146من الدستور .هذه الحزمة من
النصوص القانونية الخاصة بالالمركزية اإلدارية ،وهي بذلك تؤسس لجيل رابع من
القوانين الخاصة بالالمركزية الترابية ،وذلك أخدا في الحسبان ان الجيل األول المتمثل في
الظهير الشريف رقم 1.59.315بتاريخ ذي الحجة 23( 1379يونيو )1960المتعلق
بالجماعات البلدية و القروية ،ثم كذلك الجيل الثاني المتمثل في الميثاق الجماعي لسنة
، 1976تلها جيل ثالث أال وهو الميثاق الجماعي لسنة 2002المعدل بالقانون 17.09
لسنة 2009ثم أخيرا القوانين التنظيمية الثالث 111.14الخاص بالجهات وهو محور
درستنا في هذا الموضوع.
ونالحظ بهذا الخصوص ان هذه التغيرات دليل على رغبة المشرع في تطوير و تجويد
القوانين الخاصة بالالمركزية لتساير تطور المجتمع وتواكب الظروف المستجدة في مجال
السياسة و المجتمع ،وتشكل قاعدة و منطلقا واعيا لنمط الديمقراطي الذي يهيئ للمواطنين
414
المشاركة في تسيير الشأن العام .
إن دستور 2011نص على مجموعة من المبادئ فبإضافة إلى مبدأ التفريع نجد مبدأ
التدبير الحر الوارد في الفصل 136والدي يعد مكمال لمفهوم التنزيل الديمقراطي لمبدأ
التفريع حيث يقصى بحرية.
414
جمال الدين ايت الطاهر " حكامة الجماعات الترابية في ضوء القوانين التنظيمية ثنائية التدبير الحر و المراقبة البعدية" العدد 48/47مجلة
مسالك صفحة . 43
192 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
هذا يجرنا الى التعريف بمبدا التدبير الحر 415ويراد به ان المجالس الجهوية لها كامل
الصالحية و الحري ة ،في تحديد وبلورة اختياراتها و برامجها في احترام التام بطبيعة الحال
للمقتضيات القانونية والتنظيمية ،وبمراعاة لإلمكانيات التمويلية المتاحة .
بمعنى أخر ان التدبير الحر يلغي مفهوم الوصاية على عمل المجالس الجهوية و كل
أشكال الرقابة المتعلقة باختياراتها.وأما دور الوالة و العمال وفي عالقتهم بالجماعات
416
من الترابية وفي صدارتها المجالس الجهوية فقد أصبحت تنحصر حسب الفصل 145
دستور 2011في مساعدة الجماعات الترابية و خاصة رؤساء المجالس الجهوية ،على
417
تنفيذ المخططات و البرامج التنموية.
وتماشيا مع هذا المعطى الدستوري اقر القانون التنظيمي الجديد 111.14وتم تكريسه
في هذا القانون التنظيمي حيث نص القانون التنظيمي 111.14في مادته الرابع () 04
في فقرته األولى " :يرتكز تدبير الجهة لشؤونها على مبدأ التدبير الحر ،الذي يخول
بمقتضاه لكل جهة ،في حدود اختصاصاتها المنصوص عليها في القسم الثاني من هذا
القانون التنظيمي ،سلطة التداول بكيفية ديمقراطية ،وسلطة تنفيذ مداوالتها و مقررتها ،
طبقا ألحكام هذا القانون التنظيمي ،والنصوص التشريعية و التنظيمية المتخذة لتطبيقه".
415
Le principe de « la libre administration des collectivités territoriales » est affirmé à l’article 34
dela Constitution de 1958. Plus précisément, selon cet article, il appartient aU législateur de
déterminer les principes fondamentaux « de la libre administration des collectivités territoriales, de
leurs compétences et de leurs ressources ». L’article 72alinéa 3 de la Constitution explicite quelque
peu ce principe : il prévoit que « Dans les conditions prévues par la loi, ces collectivités [c’est-à-dire
les collectivitésterritoriales] s’administrent librement par des conseils élus ».
416
المادة 145في الفقرة الثالثة من الدستور المغربي لسنة : 2011
يساعد الوالة و العمال رؤساء الجماعات الترابية و خاصة رؤساء المجالس الجهوية ،على تنفيذ المخططات و البرامج التنموية.
417
ذ .علي القاسمي التمسماني" البناء الدستوري الجديد لتوزيع االختصاص بين الدولة و الجهات " مجلة العلوم القانونية طنجة سنة 2012
صفحة. 13
193 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
ويستفاد من خالل قراءة لنصين الدستور و القانون التنظيمي ان هناك استقاللية
للمجالس الجهوية في ممارسة اختصاصاتها دون وصاية مركزية او محلية ،ويتمثل في
تلك المكانة التي منحت لرؤساء الجهات ،حيث يقومون بتنفيذ مداوالت هذه المجالس و
مقرراتها.
غير ان الفقرة الثانية من الفصل 145من الدستور المغربي لسنة 2011والتي جاءت
فيها :يعمل الوالة و العمال ،باسم الحكومة ،على تامين تطبيق القانون ،وتنفيذ النصوص
التنظيمية للحكومة و مقرراتها ،كما يمارسون المراقبة اإلدارية.
ويستفاد من هذا النص الدستوري ان الوالة و العمال يسهرون على تنفيذ النصوص
التنظيمية للحكومة ،باالضافة الى ممارسة الوالة و العمال للرقابة اإلدارية .وبالتالي ليس
هناك استقاللية للمجالس الجهوية ،وهذا ما أكده القانون التنظيمي الجديد111.14.
وتماشيا مع هذا المعطى الدستوري ،سار القانون التنظيمي في هذا االتجاه حيث نص في
بابه الثالث المتعلق بالمراقبة اإلدارية في الفقرة األولى "يمارس والي الجهة المراقبة
اإلدارية على شرعية قرارات رئيس المجلس و مقررات مجلس الجهة.
لكن تبقى النقطة االيجابية بهذا الخصوص أال وهو إعطاء للقضاء اإلداري (المحكمة
اإلدارية) البت في كل نزاع استنادا الى الفقرة الثانية من المادة 112والتي نصت كل نزاع
418
في هذا الشأن تبت فيه المحكمة اإلدارية.
ثم ما جاءت به الفقرة األخيرة من المادة 112والتي جاءت بما يلي :تعتبر باطلة
بحكم القانون المقررات التي ال تدخل في صالحيات مجلس الجهة او رئيسه او المتخذة
خرقا ألحكام هذا القانون التنظيمي و النصوص التشريعية و التنظيمية الجاري بها العمل.
وتبت المحكمة اإلدارية في طلب البطالن ،بعد إحالة األمر إليها في كل وقت وحين ،من
419
قبل السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية.
418
المادة 112في الفقرة الثانية من الظهير الشريف رقم 1.15.83صادر في 20من رمضان 07( 1436يوليوز ،) 2015بتنفيذ القانون
التنظيمي رقم 111.14المتعلق بالجهات.
419
المادة 112في الفقرة االخيرة من الظهير الشريف رقم 1.15.83صادر في 20من رمضان 07( 1436يوليوز ،) 2015بتنفيذ القانون
التنظيمي رقم 111.14المتعلق بالجهات.
194 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
المادة 115التي جاء فيها ال تكون مقررات المجلس التالية قابلة للتنفيذ إال بعد
التأشير عليها من قبل السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية داخل اجل عشرين يوما () 20
من تاريخ التوصل بها من رئيس المجلس :
باالضافة الى الفقرة ما قبل األخيرة من المادة 115والتي جاءت :ال تكون مقررات
المجلس المتعلقة بالميزانية و اإلقتراضات و الضمانات قابلة للتنفيذ ،إال بعد التأشير عليها
من قبل السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية ،داخل األجل المنصوص عليه في المادة 202
من هذا القانون التنظيمي.
يستنتج من كل هذا ان القانون التنظيمي أعاد إنتاج نفس مقتضيات الدستورية حالة مبدأ
التدبير الحر ،وبالتالي يفهم من خالل هذه النصوص و المقتضيات ان الوصاية حاضرة
بقوة.
ان مبدأ التدبير الحر يعد من احد مقومات الجهوية المتقدمة ،وعبره يتم االعتراف بالحق
للجماعات الترابية بتسيير شؤونها المحلية ،من خالل إعطاء حرية لهذه الهيآت ،قصد
421
ممارسة اختصاصاتها ،ووضع التدابير الالزمة لتحقيق ذلك.
420
المادة 115فقرة االولى من الظهير الشريف رقم 1.15.83صادر في 20من رمضان 07( 1436يوليوز ،) 2015بتنفيذ القانون التنظيمي
رقم 111.14المتعلق بالجهات.
195 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
إذن يعتبر التدبير الحر آلية هامة و فعالة لربح الرهانات المطروحة فيما يتعلق بتنمية
الجهات ،وجعلها أقطابا حقيقية للتنمية .لكن القانون التنظيمي الجديد 111.14لم يأتي
بجديد ،خصوصا انه فقط أعاد نفس المقتضيات التي جاء بها دستور . 2011
وتبنى المشرع المغربي مبدأ التفريع في دستوري ، 11122وجعل منه مبدأ دستوريا
وآلية لتوزيع اإلختصاصات بين مختلف الهيآت الترابية ،وقبل التطرق إلى مازيا هذا المبدأ
وخصوصياته ،ال بد أوال من التعريف به ومحاولة شرحه ،رغم صعوبة ذلك ،نظرا
422
للغموض وللضبابية اللذان يلفانه .
يعد مشكل تحديد وتوزيع االختصاصات بين الدولة والجماعات الترابية من أكبر
المشاكل التي تحد من فعالية ونجاعة سياسة الالمركزية ،بارتباط مع األزمات التي تعرفها
الجهات عند ممارسة االختصاصات مما يؤدي إلى تشتت الجهود وتعثر عملية التنمية.
ويعد مبدأ التفريع ثمرة مجهودات علمية متعددة حاولت عبر مراحل تاريخية متعددة،
تجاوز هذه االختالالت بين مختلف مستويات المسؤولية أفقيا وعموديا.
فقد مر مبدأ التفريع من محطات تاريخية مهمة ،حيت ظهر ألول مرة في إطار نظريات
الكنيسة التي دعمته ودافعت عنه ،ويعتبر القديس"كيلتر" أول من استعمله في نهاية القرن
التاسع عشر.
421
ذ .علي القاسمي التمسماني " مرجع سابق " صفحة . 15
422
محمد الصابري مبدأ التفريع وتوزيع اإلختصاصات بالمغرب في أفق الجهوية المتقدمة رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون
العام . 2011/2012.جامعة محمد الخام كلية العلوم القانونية واالقتصاديو و االجتماعية سال صفحة . 4
196 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
غير أن مبدأ التفريع سيعرف تطورا كبيرا في ظل األنظمة الفدرالية ،خاصة النظام
الفدرالي األلماني ،فقد تناوله المفكر األلماني" جوهان ألتوسيوس" الذي نادى ببلورة شراكة
أفقية بين الوحدات الترابية ،مركزا على أن السلطة في خدمة الشعب وتطوره ،بخالف
الحاكم الذي تخول له سلطة أقل ،الشيء الذي يعكس األهمية التي حضي مبدأ التفريع داخل
النظام الفدرالي ،حيت تتولى المجموعات المحلية تدبير شؤونها ألنها تعد األقرب للمواطن،
وبالتا لي فهي األنسب لتلبية حاجياته في مختلف المجاالت االقتصادية واالجتماعية والثقافية.
. 423
بعد الحرب العالمية الثانية ،سيدخل هذا المبدأ في الدساتير الفدرالية قبل أن يظهر في
اإلتحاد األوربي ويصبح موضوع نقاشات متعددة ،مما أكسبه أهمية نظرية وتطبيقية تتمثل
في ضبط عملية توزيع وممارسة االختصاصات ،وتفاذي تداخلها ،من أجل تحديد
المسؤوليات وتحقيق الفعالية في ممارسة هذه االختصاصات حيت تضمنت معاهدة
"ماسترخت" في المادة الخامسة ما يفيد أن االتحاد ال يتدخل وفق مبدأ التفريع لتحقيق
األهداف إال إذا لم تتمكن الدول األعضاء من بلوغها وكان هذا التدخل سينتج أثرا أفضل
424
على مستوى االنجاز على أساس احترام األهداف التي من أجلها أنشئ االتحاد.
أما على مستوى المغرب ،فقد تم إدراج مبدأ التفريع وألول مرة في المبادرة المغربية
للتفاوض حول الحكم الذاتي لجهة الصحراء ،كما حاولت اللجنة االستشارية للجهوية
الموسعة ،تكييف هذا المبدأ في توزيع االختصاص في التجربة المغربية ،رغم أن المغرب
دولة موحدة وبسيطة وهذا يتعارض مع كون مبدأ التفريع يجد مكانته في مناخ الدولة
المركبة.
ومن خالل استقراء مسار الالمركزية بالمغرب نجده زاخرا بالعديد من التشريعات التي
أعطت للجماع ات الترابية العديد من االختصاصات المتنوعة ،كالميثاق الجماعي لسنوات
1960و1976و 2003واإلصالحات األخرى التي دخلت عليه.
423
د عبد اللطيف برحو :مالية الجماعات المحلية بين واقع الرقابة ومتطلبات التنمية ،منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية 2011 ،صفحة
. 11
424
محمد بوجيدة :تداخل االختصاصات بين الجماعات المحلية والدولة ،منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية 2011صفحة . 49
197 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
غير أن هذه التجربة شابتها مجموعة من االختالالت تتجلى في الوصاية المفرطة
والتداخل بين االختصاصات بين الدولة(المركز) والجماعات المحلية ،مما تسبب في صراع
425
حول السلطة بعيدا عن اهتمامات المواطن والذي يعد مرتكزا أساسيا في تحقيق التنمية.
لقد ظهر مبدأ التفريع في بداية األمر في الكنيسة التي آمنت به وبأهميته القصوى في
التسيير في مختلف المناحي االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،وقد احتضنته في بداياته
األولى.
لقد جاء مبدأ التفريع من الفكر االجتماعي للكنيسة في القارة األوربية من خالل مجموعة
من القوانين االجتماعية التي عملت بها الكنيسة ،خاصة مع البابا PIEالسادس عشر ،مما
يؤكد األصل الكاتولكي لمبدأ التفريع،من خالل كتاب" anno Ecyclique
حيت انطلق من فكرة مساعدة أعضاء المجتمع والمجموعات "quadragesima
البشرية التي لها حكم ذاتي.
غير أن االنطالقة الفعلية لهذا المبدأ فقد كانت في إطار الدولة المركبة ،خاصة في ظل
ألمانيا االتحادية حيت بدأ التنظير في أسس مبدأ التفريع ليتطور مع تأسيس اإلتحاد األوربي،
من خالل اتفاقي ماستريخت في 07مايو 4261992وما تالها من اتفاقيات أخرى.
لقد حاول الفقه إعطاء تعريف واضح ودقيق لمبدأ التفريع ،لكنه عجز عن إدراك ذلك،
نظرا لغموضه وتشعب مجاالته وتوظيفاته .وعموما فكلمة التفريع إصطالحا هي ذات أصل
التيني " "Subsidiumوتعني اإلسعاف " "Secoursإلثارة أفكار اإلنابة واإلعانة،
فاإلنابة تعود إلى عالقة شيئين ذا أهمية متفاوتة حيث الواحد يعوض اآلخر .
425
احمد بوعشيق :الحكامة المالية على ضوء الميثاق الجماعي الجديد ’منشورات رسالة الجماعات المحلية عدد 13يونيو 2005صفحة .35
426
1992 07
.
198 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
عمليا ،هذا يعني أن السلطة العليا أي الدولة ال تتدخل إال إذا لم تتمكن السلطة الدنيا أو
الفرد من التحرك .أما فكرة اإلعانة فهي تحيل على فكرة التدخل ليس بدافع حق التدخل
427
ولكن بواجب فعل الشيء
و تتعدد التعريفات والمفاهيم الخاصة بمبدأ التفريع تبعا للحقول المعرفية التي تتناوله
بالدراسة ،فهناك العديد من التعاريف ،من أهما:
عرف مبدأ التفريع من خالل تحديد اختصاصات االتحاد األوربي ،إذ أنه ال يتدخل إال
للقيام باألعمال التي يمكنه القيام بها بصورة أنجع من عمل الدول األعضاء المنعزلة.
تعريف :DELORS
عرف مبدأ التفريع بأنه يقتضي تدخل المنظومة بصورة أنجع من الدول األعضاء خاصة
عندما تكون تلك االختصاصات ال تستطيع السلطات الوطنية أن تقوم بها بصورة أفضل.
فالتفريع هو إذن مبدأ عام لتنظيم مؤسساتي يعطي األسبقية للقاعدة على القمة ،كما يكتسي
بعدا آخر ال يقل أهمية ،أال وهو أن السلطة العليا) القمة (ملزمة أو من واجبها مساعدة
السلطة األدنى) القاعدة (في القيام بمهامها لضمان إستقالل حقيقي.
427
:
: ´ )n
428
د عبد اللطيف برحو :مالية الجماعات المحلية بين واقع الرقابة ومتطلبات التنمية ،منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية 2011 ،صفحة
. 13
199 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
إن جذور مصطلح مبدأ التفريع وأصوله ،مستمدة من القانون الكنسي خاصة الكاثوليكية
اإلجتماعية ،وأيضا من األعراف السياسية والفلسفية القديمة والمتنوعة للفكر األوربي ،الذي
يجعل التنظيم المجتمعي يرتكز على سمو الفرد وكرامته ،إذ أشار إليه أرسطو في قوله" :إن
السياسة هي فن حكم الرجال األحرار" ،كما أشار إليه جون لوك أيضا بقوله" :إن شكل
429
السلطة يبقى دون أقل أهمية مقارنة مع تحديد دورها.
لكنه ورغم قدم هذا المبدأ إال أنه ظل غامضا ،بل ومقتصرا فقط على النقاشات الفقهية
والفلسفية وحبيسا لها ،إلى أن ظهر في معاهدة روما ،ليعرف إهتماما مجددا منذ تبنيه من
طرف اإلتحاد األوربي وذلك في معاهدة ماستريخت لسنة 1992المنظمة للمجموعة
األوربية التي نصت في المادة B3على أنه " :تتصرف المجموعة في إطار حدود
430
اإلختصاصات المخولة لها واألهداف المرسومة لها من خالل المعاهدة".
وفي المجاالت التي ال تدخل في إختصاصاتها الحصرية ،فالمجموعة ال تتدخل ،تبعا
لمبدأ التفريع ،إال في حالة إستحالة تحقيق بشكل كاف أهداف العملية المنتظرة من طرف
الدول األعضاء نظرا لألبعاد أو آثار العمل المنتظر ،ويمكن تحقيقها بشكل أفضل على
صعيد المجموعة.
ومن أمثلة التطبيق العملي لمبدأ التفريع هناك األنظمة القانونية لبعض الدول أعضاء
اإلتحاد األوربي كألمانيا ،النمسا ،إيطاليا ،بلجيكا وفرنسا ،رغم أنه ال يظهر بطريقة صريحة
في تشريعاتهم و دساتيرهم.
وانطالقا من دستور المملكة المغربية لسنة ،2011يعد مبدأ التفريع ،إسناد االختصاص
المناسب للمستوى الترابي المناسب الذي يمكن أن يمارسه بجودة وفعالية ،ويساهم في تنظيم
القدرة على اتخاذ القرارات بشكل سريع وقوي ،من خالل القضاء على تنازع
االختصاصات بين الدولة والجماعات الترابية مع تقوية المبادرة لدى المسيرين المحليين.
429
محمد الصابري مبدأ التفريع وتوزيع اإلختصاصات بالمغرب في أفق الجهوية المتقدمة رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون
العام . 2011/2012.جامعة محمد الخام كلية العلوم القانونية واالقتصاديو و االجتماعية سال صفحة . 6
430
Article 3 B : «La Communauté agit dans les limites des compétences qui lui sont conférées et des
objectifs qui lui sont assignés par le présent traité.
Dans les domaines qui ne relèvent pas de sa compétence exclusive, la Communauté n'intervient,
conformément au principe de subsidiarité, que si et dans la mesure où les objectifs de l'action
envisagée ne peuvent pas être réalisés de manière suffisante par les États membres et peuvent donc,
en raison des dimensions ou des effets de l'action envisagée, être mieux réalisés au niveau
communautaire.
L'action de la Communauté n'excède pas ce qui est nécessaire pour atteindre les objectifs du présent
»traité.
200 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
و أفرد الدستور الجديد الباب التاسع بكامله للجهات و الجماعات الترابية و أقر الفصل
140باالختصاصات الممنوحة للجماعات الترابية وحصرها في اختصاصات ذاتية و
431
أخرى مشتركة مع الدولة و اختصاصات منقولة إليها .
ويعتبر مبدأ التفريع من اآلليات الحديثة المتبعة في األنظمة الالمركزية وهو مبدأ يقوم
على توزيع االختصاصات أي ما يستطيع األدنى القيام بيه يترفع عنه األعلى وما يعجز عنه
األدنى يتواله األعلى وبمعنى آخر فإن اإلقليم إتباعا لمبدأ التفريع يقوم بما ال يمكن للجماعة
أن تقوم به ،والجهة تتكفل بما ال يمكن إسناده للجماعات المحلية األخرى أن تقوم به،
والدولة تمارس االختصاصات التي ال يمكن إسنادها للجماعات المحلية في مستوياتها
الثالث ،أي سيتم تشييد الدولة من القاعدة للقمة ،وال يمكن أن تتدخل في المستقبل إال على
أساس تعويض تخلفات ،أو تصحيح نقائص ،أو تقوية عجز لدى الجماعات والمجتمع المدني
,في فرنسا مثال تم ترجمة التنزيل الفعلي لمبدأ التفريع في قطاع التعليم مثال نجد إن
االختصاصات موزعة بين جميع الوحدات الترابية حيث تختص الجماعات بالتعليم االبتدائي
432
أما الجهات فتوكل لها مهمة التعليم الثانوي في حين تختص الدولة بالتعليم العالي.
المستوى العمودي
نجده خصوصا في األنظمة الالمركزية اإلدارية ،فقط حيث نجد إن الدولة هي التي تقوم
بتحديد اختصاصات تلك الوحدات من جهة ،ثم الحاالت التي يمكنها التدخل في الشؤون
المحلية ،لكن هنا يصعب تحديد شدة هدا التدخل ،أي معرفة إدا كان سيمس المهام الذاتية أم
المشتركة أم المنقولة أم األنواع الثالثة أم نوعين فقط ،األمر الذي قد يفرغ هدا المبدأ من
محتواه ،فإذا كانت التجربة المغربية من خالل دستور 2011قد أشار إلنشاء صندوق
التأهيل االجتماعي وصندوق الضمان كإحدى اآلليات التدخل للتقليص التفاوت بين الجهات
ودعمها ،فان ذلك يطرح تساؤالت مرتبطة بمواردها ومعايير االستفادة منها ،دلك إن
431
د عبد اللطيف برحو :مالية الجماعات المحلية بين واقع الرقابة ومتطلبات التنمية ،منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية 2011 ،صفحة
. 14
432
د عبد اللطيف برحو :مالية الجماعات المحلية بين واقع الرقابة ومتطلبات التنمية ،منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية 2011 ،صفحة
. 15
201 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
المستوى األعلى هو الذي يمكنه تحديد االختصاصات التي يريد تفويتها للمستوى األدنى
433
األمر الذي يفسر استمرار تدخل سلطة الوصاية في الشأن المحلى.
المستوى األفقى
نجده في األنظمة الليبرالية التي تعمد الالمركزية السياسية وتتميز باستقالل التام
للواليات ،إذ تتوفر على سلطات تشريعية ,تنفيذية وقضائية إلى جانب اختصاصات
مشتركة ،وعليه فعندما يعجز المستوى األدنى عن القيام ببعض االختصاصات فان المستوى
األعلى ،هو الذي يتدخل لكن ليس كسلطة وصاية ،وإنما على أساس تحقيق نتائج أفضل
وهدا هو المعنى الحقيقي لمبدأ التفريع .
بعد سردنا لدور مبدأ التفريع في الحد من ظاهرة تداخل االختصاصات بين الدولة
والجماعات الترابية من خالل المنهج األفقي التي تعتبر الالمركزية السياسية خاصة ألمانيا
رائدة في هدا النهج والمنهج العمودي القائم على الالمركزية اإلدارية وتعتبر فرنسا من
رواد ها الطرح يبقى التساؤل المطروح هل يستطيع المغرب تطبيق التنزيل الديمقراطي
والحقيقي لمبدأ التفريع؟ أم أن القانون التنظيمي الذي أحال عليه الدستور فيما يخص تنظيم
الجماعات الترابية سيتم بلورته على المستوى المركزي الشيء الذي قد يفرغ هدا المبدأ من
محتواه؟أم ان المغرب سيشكل سابقة في تفعيل هدا المبدأ سواء على مستوى االختصاصات
وضمان الموارد المالية الكافية؟
لقد جاء القانون التنظيمي الجديد 111.14في مادته السادسة ( : )06طبقا للفقرة
األولى من الفصل 140من الدستور ،وبناء على مبدأ التفريع .تمارس الجهة
االختصاصات الذاتية المسندة إليها بموجب أحكام هذا القانون التنظيمي و النصوص المتخذة
لتطبيقه .و تمارس أيضا االختصاصات المشتركة بينها و بين الدولة ،والمنقولة إليها من
هذه األخيرة ،وفق الشروط و الكيفيات المنصوص عليها في األحكام المذكورة .باالضافة
الى المادة 94من القانون التنظيمي 111.14والذي جاءت كما يلي :تحدد اعتمادا على
433
محمد بوجيدة :تداخل االختصاصات بين الجماعات المحلية والدولة ،منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية سنة 2011صفحة . 55
202 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
مبدأ التفريع مجاالت االختصاصات المنقولة من الدولة الى الجهة ،وتشمل هذه المجاالت
بصفة خاصة :التجهيزات و البنيات التحتية ،الصناعة ،الصحة ،التجارة ،التعليم ،الثقافة،
الرياضة ،الطاقة و الماء و البيئة.
و بالتالي يعتبر مبدأ التفريع من أهم اآلليات التي من شأنها ضبط اإلختصاصات وتنظيم
المؤسسات داخل الدولة ،وذلك بمنح األسبقية للقاعدة على القمة ،واعتماد مرجعية القرب
من المواطنين ،بما يحقق الديمقراطية ،النجاعة والفعالية في تقديم الخدمات العمومية.
وتتجلى أهمية التنصيص الدستوري على مبدأ التفريع ،كآلية لتوزيع اإلختصاصات ،في
تكريس معيار القرب في تقديم الخدمات العمومية ،باإلضافة إلى اإلجابة على إشكالية
الديمقراطية من خالل ترسيخ عمل الجماعات الترابية كهيئات محلية مستقلة ومختصة
لخدمة الساكنة المحلية ،وكذلك بإعتباره آلية للحد من مظاهر إختالل تدبير الشأن العام
المحلي ،بالنظر للصعوبات التي تالقيها اإلدارة والمنتخبين الجماعيين في التعامل مع
اإلختصاصات الموكولة إليهم ،لما تحتويها من غموض ،مما يسبب تداخال في تدخالت
مختلف المستويات والهيئات الترابية.434
وتختلف درجة تطبيق هذا مبدأ من دولة إلى أخرى ،إذ هناك من الدول من يعتمده بصفة
مباشرة ،ومن الدول من يطبقه ،لكن دون التنصيص عليه .هذا من جهة ،ومن جهة أخرى
فإن مبدأ التفريع يتأثر بالطبيعة المكونة للدولة ،حيث يجد نفسه أكثر في األنظمة الفدرالية،
إلعتمادها على آلية التوزيع التصاعدي لإلختصاصات) من األسفل نحو األعلى( ،على
عكس الدول الموحدة التي تعتمد التوزيع التنازلي) أي من المركز إلى المحيط(.
ففلسفة مبدأ التفريع تتلخص في تخويل الهيئات المحلية سلطة التدخل ،بإعتبارها صاحبة
اإلختصاص األصلي ،في المقابل فإن الدولة يجب عليها إحترام الشرعية في تدخالتها،
وهذه الشرعية ال تكتسبها إال إذا عجزت المستويات األدنى منها على النهوض بإختصاص
ما ،بالشكل أو الجودة المطلوبين) بإستثناء إختصاصات السيادة التي تبقى من صالحيات
435
الدولة( ،لذلك فالدول المركبة تبقى أنسب مجال لتطبيقه.
434
محمد الصابري مبدأ التفريع وتوزيع اإلختصاصات بالمغرب في أفق الجهوية المتقدمة رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون
العام . 2011/2012.جامعة محمد الخام كلية العلوم القانونية واالقتصاديو و االجتماعية سال صفحة . 08
435
محمد الصابري مبدأ التفريع وتوزيع اإلختصاصات بالمغرب في أفق الجهوية المتقدمة رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون
العام . 2011/2012.جامعة محمد الخام كلية العلوم القانونية واالقتصاديو و االجتماعية سال صفحة . 83
203 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
ويستشف من خالل قراءة القانون التنظيمي الجديد ،انه أعاد إنتاج مقتضيات
الدستورية بخصوص مبدأ التفريع بشكل غامض.
ينتخب رئيس مجلس الجهة من بين أعضاء المجلس المنتخبين باقتراع العام المباشر.
يترشح لمنصب رئيس مجلس الجهة ،األعضاء المرتبون على رأس لوائح الترشيح بكل
الدوائر االنتخابية التي فازت بمقاعد داخل المجلس.
يشترط للترشح لمنصب رئيس مجلس الجهة :
ان يكون من بين األحزاب الحاصلة على المراتب األولى ،بناءا على
مجموع المقاعد التي حصل عليها الحزب في مجلس الجهة.
436
مريم زان "النظام المالي للجهة على ضوء القانون التنظيمي رقم " 111.14المجلة المغربية لالدارة المحلية و التنمية ،عدد مزدوج 126-
، 127يناير -ابريل ، 2016صفحة 198و199
437
دليل منتخبي الجهات على ضوء مقتضيات القانون التنظيمي رقم 111.14المتعلق بالجهات" المملكة المغربية – وزارة الداخلية -المديرية
العامة للجماعات المحلية اصدار سنة 2016صفحة . 15
205 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
ان يرفق طلب الترشيح بالنسبة للمترشحين ذوي انتماء السياسي ،بتزكية
مسلمة من الحزب الذي ينتمي إليه المترشح.
ويشار في هذا الصدد ان بإمكان رأس الئحة من اللوائح المستقلين ،ان يتقدم للترشيح
لمنصب الرئيس ،إذا ساوى او فاق عدد المقاعد التي حصلت عليها الئحته ،عدد مقاعد
438
الحزب المرتب خامسا.
ب -مسطرة الترشيح و االنتخاب لرئاسة المجلس.
تودع الترشيحات لرئاسة المجلس ،بصفة شخصية ،لدى والي الجهة خالل
خمسة( (05أيام الموالية النتخاب أعضاء المجلس .
يسلم والي الجهة وصال عن كل إيداع للترشيح.
تنعقد جلسة انتخاب الرئيس بدعوة من والي الجهة او من ينوب عنه و بحضوره .
تحدد الدعوة و تاريخ و مكان انعقاد الجلسة و أسماء المترشحين لرئاسة المجلس.
يرأس جلسة انتخاب الرئيس العضو األكبر سنا من بين األعضاء الحاضرين الغير
المترشحين.
يتولى عضو األصغر سنا من بين أعضاء المجلس الحاضرين غير المترشحين ،مهمة
439
كتابة الجلسة ،وتحرير المحضر المتعلق بانتخاب الرئيس.
438
دليل منتخبي الجهات على ضوء مقتضيات القانون التنظيمي رقم 111.14المتعلق بالجهات" المملكة المغربية – وزارة الداخلية -المديرية
العامة للجماعات المحلية اصدار سنة 2016صفحة 16
439
المادة 14من الظهير الشريف رقم 1.15.83صادر في 20من رمضان 07( 1436يوليوز ،) 2015بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 111.14
المتعلق بالجهات.
206 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
وفي حالة تعادل األصوات ،يعلن المترشح األصغر سنا فائزا ،وفي حالة التعادل في السن
،يعلن عن المترشح الفائز بواسطة القرعة .و ال ينتخب الرئيس المجلس او نواب الرئيس
440
المحاسبون العموميون الذين يرتبط نشاطهم مباشرة بالجهة المعنية.
ج -حاالت تنافي.
تتنافى مهام رئيس المجلس مع المهام التالية :
الحكومة
مجلس النواب
مجلس المستشارين
المجلس االقتصادي و االجتماعي
الهيئة العليا لالتصال السمعي البصري
مجلس المنافسة
441
الهيئة الوطنية للنزاهة و الوقاية من الرشوة و محاربتها.
440
عبد العزيز اشرقي "مرجع سابق" صفحة . 31
441
المادة 17من الظهير الشريف رقم 1.15.83صادر في 20من رمضان 07( 1436يوليوز ،) 2015بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 111.14
المتعلق بالجهات.
207 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
يتم مباشرة بعد انتخاب الرئيس و تحت رئاسته انتخاب نواب الرئيس.
يتم انتخاب نواب الرئيس ،عن طريق االنتخاب بالالئحة ،وتفوز الئحة واحدة
بمجموع المقاعد.
يقدم رئيس المجلس الئحة النواب التي يقترحها .
يجوز لباقي أعضاء المجلس تقديم لوائح اخرى ،حيث تقدم كل الئحة من هذه
اللوائح من قبل العضو المرتب على رأسها.
تتضمن كل الئحة عددا من أسماء المترشحين ،يطابق عدد نواب الرئيس
المسموح به ،مع بيان ترتيب هؤالء النواب.
يتعين العمل على ان تتضمن كل الئحة ترشيحات نواب الرئيس ،عددا من
442
المترشحات ال يقل عن ثلث النواب.
تتم عملية انتخاب نواب الرئيس في الدور األول باالقتراع ،باألغلبية المطلقة
ألعضاء المزاولين مهامهم ،وإذا لم تحصل أية الئحة على هذه األغلبية يتم اللجوء الى
دور ثان بين الالئحتين او اللوائح الحاصلة على الرتبتين األولى و الثانية ،و يتم
التصويت باألغلبية المطلقة ألعضاء المزاولين مهامهم ،وإذا لم تحصل أي الئحة على
األغلبية المذكورة ،يتم اللجوء الى دور ثالث ،يتم االنتخاب فيه باألغلبية النسبية
لألعضاء الحاضرين ،وفي حالة تعادل األصوات ،يتم ترجيح الالئحة المقدمة من
طرف الرئيس.
يحدد عدد نواب الرئيس كما يلي:
ستة ( ) 06نواب بالنسبة للمجالس التي يبلغ عدد أعضائها ،او يقل
عن 39عضوا.
سبعة ( ) 07نواب بالنسبة للمجالس التي يبلغ عدد أعضائها 45او 51
عضوا.
442
دليل منتخبي الجهات على ضوء مقتضيات القانون التنظيمي رقم 111.14المتعلق بالجهات" المملكة المغربية – وزارة الداخلية -المديرية
العامة للجماعات المحلية اصدار سنة 2016صفحة 18و . 19
208 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
ثمانية( ) 08نواب بالنسبة للمجالس التي يبلغ عدد أعضائها 57او 63
عضوا.
تسعة ( ) 09نواب بالنسبة للمجالس التي يفوق عدد أعضائها 63عضوا.
443
في حالة الجمع بين هذه المهام ،يعتبر المعني باألمر ،مقاال بحكم القانون ،من أول
444
رئاسة او إنابة انتخب لها .
209 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
آ-إحداث اللجان الدائمة
خالل أول دورة يعقدها ،بعد مصادقته على النظام الداخلي ،يتعين على مجلس الجهة
إحداث ثالث ( ) 03لجان دائمة على األقل إجبارية ،وسبعة( ) 07على األكثر .و ذلك
التزاما بمقتضيات النظام الداخلي ،الذي يحدد عدد اللجان الدائمة و تسميتها و غرضها و
كيفيات تأليفها.
تتكلف اللجان الثالث اإلجبارية بدراسة القضايا التالية:
يجب ان اليقل عدد أعضاء كل لجنة دائمة عن ( )05و ان ال ينتسب عضو من
446
أعضاء المجلس الى أكثر من لجنة دائمة واحدة.
ب -انتخاب رؤساء اللجان الدائمة.
ينتخب المجلس من بين أعضاء كل لجنة ،و خارج أعضاء المكتب ،باألغلبية النسبية
لألعضاء الحاضرين ،رئيسا لكل لجنة ،ونائبا له مع مراعاة مبدأ المناصفة.
في حالة عدم وجود أي مترشح او مترشحة لهذا المنصب من خارج أعضاء المكتب ،
يمكن لكل عضو من أعضاء المكتب الترشح لشغله ،باستثناء الرئيس.
تخصص رئاسة إحدى اللجان الدائمة للمعارضة ،و يحدد النظام الداخلي للمجلس ،
447
كيفيات ممارسة هذا الحق.
ج -اجتماع اللجان الدائمة
تجتمع كل لجنة دائمة ،بطلب من رئيس المجلس او من رئيسها او من ثلث أعضائها،
لدراسة القضايا المعروضة عليها .
446
دليل منتخبي الجهات على ضوء مقتضيات القانون التنظيمي رقم 111.14المتعلق بالجهات" المملكة المغربية – وزارة الداخلية -المديرية
العامة للجماعات المحلية اصدار سنة 2016صفحة . 21
447
دليل منتخبي الجهات على ضوء مقتضيات القانون التنظيمي رقم 111.14المتعلق بالجهات" المملكة المغربية – وزارة الداخلية -المديرية
العامة للجماعات المحلية اصدار سنة 2016صفحة 21و. 22
210 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
تعرض النقط المدرجة في جدول أعمال المجلس ،لزوما على اللجان الدائمة المختصة
لدراستها .وفي حالة عدم دراسة لجنة دائمة لمسالة عرضت عليها ،يتخذ المجلس مقررا
بدون مناقشة يقضي بالتداول او عدم التداول في شانها.
يزود رئيس المجلس اللج ان الدائمة بالمعلومات و الوثائق الضرورية لمزاولة مهامهم .
ال يسوغ للجان الدائمة او المؤقتة ،ممارسة أي صالحية مسندة للمجلس او لرئيسه.
448
يكون رئيس اللجنة مقررا ألشغالها .
على غرار ماهو معمول به بالبرلمان ،تم تمكين أعضاء مجلس الجهة من تكوين فرق
449
سياسية قصد التنسيق فيما بينهم.
يمكن للمجلس ان يحدث عند االقتضاء ،لجانا مؤقتة تناط بها دراسة قضايا معينة .و ال
يمكن للجان المؤقتة ان تحل محل اللجان الدائمة ،و تنتهي أعمال اللجنة المؤقتة بإيداع
450
تقريرها لدى رئيس المجلس ،قصد عرضه على المجلس.
وفي هذا الصدد ،نشير الى حاالت انقطاع الرئيس من مزاولة مهامه و اآلثار المترتبة
عن ذلك ،و الجدولين يلخصان أهم ما جاء به القانون التنظيمي الجديد .111.14
الجدول األول
448
دليل منتخبي الجهات على ضوء مقتضيات القانون التنظيمي رقم 111.14المتعلق بالجهات" المملكة المغربية – وزارة الداخلية -المديرية
العامة للجماعات المحلية اصدار سنة 2016صفحة . 22
449
دليل منتخبي الجهات على ضوء مقتضيات القانون التنظيمي رقم 111.14المتعلق بالجهات" المملكة المغربية – وزارة الداخلية -المديرية
العامة للجماعات المحلية اصدار سنة 2016صفحة . 22
450
دليل منتخبي الجهات على ضوء مقتضيات القانون التنظيمي رقم 111.14المتعلق بالجهات" المملكة المغربية – وزارة الداخلية -المديرية
العامة للجماعات المحلية اصدار سنة 2016صفحة . 23
211 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
الوفاة
االستقالة االختيارية
يعتبر الرئيس مقاال
اإلقالة الحكمية
يحل المكتب بقوة القانون
العزل او التجريد من العضوية
يستدعي المجلس النتخاب رئيس جديد و
باقي أعضاء المكتب داخل اجل 15يوما من اإللغاء النهائي لالنتخاب
تاريخ معاينة االنقطاع. االعتقال لمدة تفوق ستة أشهر
اإلدانة بحكم نهائي نتج عنه عدم
األهلية االنتخابية
لننتقل الى الحالة األخرى ،التي يكون يعتبر فيه الرئيس ،في حالة انقطاع عن
مزاولة مهامه بدون مبرر ولمدة شهرين ،و اآلثار المترتبة عن ذلك ،و الجدول أسفله
يلخص ما جاء به القانون التنظيمي الجديد 111.14
الجدول الثاني
الحاالت التي يعتبر
فيها الرئيس في حالة
اآلثار المترتبة عن ذلك مزاولة عن انقطاع
مهامه
212 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
وعموما يمكن القول بعدما تميزت التجربة السابقة للجهوية باالقتراع غير المباشر ألعضاء
المجلس الجهوي ،حيث كانوا ينتخبون من طرف هيئات منتخبة تتشكل أساسا من ممثلين
عن الجماعات المحلية األخرى (الجماعات الحضرية و القروية و مجالس العماالت و
األقاليم ،إضافة الى ممثلي الغرف المهنية و ممثلي المأجورين ،أضحى المستشارون في
ظل القانون الجديد( القانون التنظيمي 111.14المتعلق بالجهات) ،ينتخبون مباشرة من
طرف المواطنين المسجلين في اللوائح االنتخابية ,انه المرور الى أسلوب االقتراع العام
المباشر ألعضاء المجلس الجهوي بغية إشراك الساكنة في اختيار من ينوب عنهم في هذه
الهيئة .األمر الذي من شانه ان يقرب الجهات من المواطنين ،و بالتالي الشعور بأهميتها و
ترسيخ دورها في خلق التنمية المحلية .
لذلك يعتبر هذا التعديل من أهم المستجدات التي تم إدخالها على النصوص القانونية
الجديدة المنظمة للجهوية المتقدمة ،كما كانت تطالب بذلك األحزاب السياسية و الهيئات
213 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
المهتمة بالشأن الجهوي ،على أمل تجاوز محدودية و عيوب النظام السابق الختيار
451
المستشارين الجهويين.
إضافة الى ما سبق ،فقد اعتمد المشرع تقطيعا انتخابيا يرتكز أساسا على النفوذ
الترابي للعمالة او اإلقليم او عمالة المقاطعات ،كما نصت على ذلك مقتضيات 76من
القانون التنظيمي رقم 59.11المتعلق بانتخاب أعضاء مجالس الجماعات الترابية ،كما
تم تغييره و تتميمه بالقانون التنظيمي رقم .452 34.15
في نفس السياق المرتبط بالمستجدات ،فقد خول المشرع و ألول مرة حصة محددة
من المقاعد للنساء ،تمثلت في ثلث عدد أعضاء المجلس الجهوي على األقل ،هذا دون
إسقاط حقهن في الترشح ضمن الجزء األخر المكون لالئحة الترشيح العادية ،كما
توضح ذلك مقتضيات المادة 76و الفقرة الثانية من المادة 85من القانون رقم 59.11
المتعلق بانتخاب أعضاء مجالس الجماعات الترابية ،كما تم تغييره و تتميمه بالقانون
التنظيمي رقم .453 34.15يعتبر هذا التمييز االيجابي في حق المستشارات الجهويات
نقلة نوعية و قفزة كبيرة في مسيرة إدماج و إشراك المرأة المغربية في إعداد و تطبيق
استراتيجيات التنمية المحلية و الجهوية .ومن تم صدر المرسوم يحدد عدد األعضاء
الواجب انتخابهم في مجلس كل جهة ،وتوزيع عدد المقاعد بين الجنسين ،454ونسجل
في هذا اإلطار ان عددهم في جهة الشرق التي تضم على األقل () 20مستشارة من بين
455
مجموع أعضاء المجلس الجهوي المؤلف من 51منتخبا ،أي بنسبة تقارب . 40%
451
محمد اوالد الحاج " مرجع سابق" صفحة 170و . 171
452
جاء فبي المادة 76في الفقرة االولى من القانون التنظيمي رقم 34.15بتغيير و تتميم القانون التنظيمي رقم 59.11المتعلق بانتخاب اعضاء
مجالس الجماعات الترابية ،الصادر بتنفيذ الظهير الشريف عدد 1.15.90صادر في 29رمضان ، 1436الموافق 16يوليوز ، 2015الجريدة
الرسمية عدد 6380بتاريخ 06شوال 1436الموافق 23يوليوز : 2015
يشكل النفوذ الترابي للعمالة او االقليم او عمالة المقاطعات اساس التقطيع النتخابي .
453
جاءت المادة 76في الفقرة االخيرة من القانون التنظيمي رقم 34.15بتغيير و تتميم القانون التنظيمي رقم 59.11المتعلق بانتخاب اعضاء
مجالس الجماعات الترابية ،الصادر بتنفيذ الظهير الشريف عدد 1.15.90صادر في 29رمضان ، 1436الموافق 16يوليوز ، 2015الجريدة
الرسمية عدد 6380بتاريخ 06شوال 1436الموافق 23يوليوز : 2015
يخصص للنساء في كل دائرة انتخابية ،ثلث المقاعد على االقل ،وال يحول ذلك دون حقهن في الترشح برسم المقاعد المخصصة للجزء االول
من الئحة الترشيح المشار اليها في المادة 85من هذا القانون التنظيمي .
454
مرسوم رقم 2.15.576صادر في 07شوال 1436الموافق ل 24يوليوز ، 2015بتحديد عدد اعضاء الواجب انتخابهم في مجلس كل جهة
،وتوزيع عدد المقاعد على العماالت و االقاليم و عماالت المقاطعات المكونة لكل جهة ،الجريدة الرسمية عدد 6381بتاريخ 10شوال 1436
الموافق ل 27يوليوز . 2015
455
محمد اوالد الحاج " مرجع سابق" صفحة . 171
214 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
هذا الى جانب معطى أخر و يتعلق األمر بما جاءت به المادة الثامنة () 08التي نصت:
"يعتبر التصويت العلني قاعدة النتخاب رئيس المجلس و نوابه و اجهزة المجلس ,يعتبر
التصويت العلني قاعدة التخاذ جميع مقررات المجلس".
ان أهم مستجد جاء به القانون التنظيمي 111.14يتجلى في طريقة التصويت العلني ،
والتي تم التنصيص عليها ألول مرة و بصراحة في المادة الثامنة ( ) 08من القانون
التنظيمي . 111.14و تطبيقا لهذه القاعدة ،أصبح انتخاب رئيس الجهة و نوابه ،كاتب
المجلس و نائبه ،و رؤساء اللجان الدائمة و نوابهم ،يتم بالتصويت العلني على مرأى و
مسمع الحضور.
كما تم التنصيص على نفس اآللية أثناء التصويت على مختلف مقررات المجلس الجهوي
المتخذة خالل دوراته العادية و االستثنائية .و تجرى هذه العملية عن طريق رفع األيدي
كأساس للتعبير عن اختيار كل مصوت ،باالضافة الى وضع عالمة على اسم المترشحة او
المترشح لكل منصب في ورقة خاصة ،بغية إثبات التصويت و توثيقه ،وبالتالي مواجهة
الشكايات و المنازعات التي يمكن ان تثار في هذا المجال ،و هدف المشرع في اعتماد هذه
اآللية ،يتجلى في ترسيخ مبدأي الشفافية و المصداقية.
ومن هنا فان القانون التنظيمي جاء ببعض االيجابيات و السلبيات ،ومن بين االيجابيات
انه ح صل تطور على قاعدة التصويت العلني ،و عزل الرئيس من اختصاص القاضي
اإلداري ،و ترسيخ قواعد الحكامة المتعلقة بحسن تطبيق مبدأ التدبير الحر .لكن هناك
بعض السلبيا ت ،وهي ان سلطة الوصاية حاضرة في مجلس الجماعات الترابية والتدخل في
التسيير و بأساليب اخرى ،كمثال يمارس والي الجهة المراقبة اإلدارية على شرعية قرارات
رئيس المجلس و مقررات مجلس الجهة.
وفيما يخص قرار المحكمة الدستورية الذي يتعلق بالقانون التنظيمي للجهة، 111.14
يرى الدكتور نجيب الحجيوي ان المحكمة الدستورية أضاعت الفرصة تجاه القوانين الثالث
،ويطرح مجموعة من التساؤالت من قبيل ،ماهي القيمة التي أضفتها همه المحكمة
الدستورية? هل القاضي الدستوري قاضي للضرورة او قاضي للواقع?
ويطرح الدكتور نجيب الحجيوي سؤال جوهريا ،كيف استطاع قضاة المحكمة الدستورية
البت في هذه القوانين بسرعة في ظرف 13يوما ،مع العلم ان هذه القوانين تحمل حوالي
215 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
950مادة ? و بالتالي كان يجب عليها أخد الوقت بشكل الكافي من اجل إصدار
قرارها،بالنظر الى رهانات و المكتسبات التي جاء بها الدستور الجديد للمملكة المغربية ،
من اجل النهوض بالتنمية المحلية و بالتالي تحقيق النجاعة على كافة المستويات .ويفسر
الدكتور على ان هذه السرعة في إصدار القرار ،لكون ان المحكمة اشتغلت عليها بشكل
456
مباشر.
الفقرة الثانية :النظام المالي للجهة و الرقابة عليه.
لممارسة الجهة اختصاصاتها التي خول لها القانون لها البد من توفر على الموارد
المالية للقيام بالمهام المنوطة بها .
تعتبر الميزانية األداة الرئيسية التي يعتمد عليها مجلس الجهة في تنفيذ برنامجه
التنموي ،وكذا االضطالع بالمهام الموكولة لها.
الميزانية هي الوثيقة التي يقدر و يؤذن بموجبها ،بالنسبة لكل سنة مالية ،مجموع
موارد و تكاليف الجهة .كما أنها تعتبر وثيقة للتدبير ،يتقرر بموجبها الترخيص
المسبق لاللتزام بالنفقات ،وصرفها في حدود التقديرات المقبولة ،برسم السنة المالية
المعنية .ويحب ان تقدم ميزانية بشكل صادق ،مجموع مواردها و تكاليفها .ويتم تقييم
صدقية هذه الموارد و التكاليف ،بناء على المعطيات المتوفرة أثناء إعدادها ،و
التوقعات التي يمكن ان تنتج عنها.
الميزانية كذلك هي أيضا وثيقة للبرمجة و مخطط عمل قصير المدى ،يعرف بالتدخل
المالي للجهة ،ويعمل على تقييد األنشطة المالية اآلنية للجهة ،باستحضار األهداف
457
المسطرة و الوسائل المتوفرة ،في إطار برنامج متوسط المدى.
أوال :مكونات الميزانية
تتكون وثيقة الميزانية من ميزانية الرئيسية ،وميزانيات ملحقة ،وحسابات
الخصوصية.
216 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
تتكون من جزأين ،الجزء األول تدرج فيه عمليات التسيير ،سواء فيما يخص
المداخيل او النفقات.
و الجزء الثاني يتعلق بعمليات التجهيز ،ويشمل جميع موارد المرصودة للتجهيز و
458
للتجهيز و االستعمال الذي خصصت ألجله.
ب -الميزانيات الملحقة :
تحدث الميزانيات الملحقة ،بقرار للسلطة الحكومية المكلفة بالداخلية .تدرج في
الميزانيات الملحقة العمليات المالية ،لبعض المصالح التي ال تتمتع بالشخصية
االعتبارية ،و التي يهدف نشاطها بصفة أساسية ،الى إنتاج سلع او تقديم خدمات
مقابل أداء اجر .
ج -الحسابات الخصوصية:
تهدف الحسابات الخصوصية إما لبيان العمليات التي ال يمكن إدراجه بطريقة
مالئمة في الميزانية ،نظرا لطابعها الخاص ،او لعالقة سببية متبادلة بين المدخول و
النفقة .او لبيان عمليات مع االحتفاظ بنوعها الخاص ،وضمان استمرارها من سنة
مالية الى اخرى .و إما الى االحتفاظ بأثر عمليات تمتد على ما يزيد على سنة دون
تمييز بين السنوات المالية .تشتمل الحسابات الخصوصية على ما يلي:
حسابات مرصدة ألمور خصوصية )) Compte d'affectation spéciale
)Compte de dépenses sur حسابات النفقات من المخصصات
459
.)dotation
تتوفر الجهة من اجل ممارسة اختصاصاتها ،على الموارد مالية ذاتية ،وموارد مالية
ترصدها لها الدولة ،وحصيلة اإلقتراضات 460 .وتجدر اإلشارة ان كل اختصاص يتم نقله
458
المادة 167الفقرتين االولى و الثانية من الظهير الشريف رقم 1.15.83صادر في 20من رمضان 07( 1436يوليوز ،) 2015بتنفيذ
القانون التنظيمي رقم 111.14المتعلق بالجهات.
459
المادة 183من الظهير الشريف رقم 1.15.83صادر في 20من رمضان 07( 1436يوليوز ،) 2015بتنفيذ القانون التنظيمي رقم
111.14المتعلق بالجهات.
460
المادة 186من الظهير الشريف رقم 1.15.83صادر في 20من رمضان 07( 1436يوليوز ،) 2015بتنفيذ القانون التنظيمي رقم
111.14المتعلق بالجهات.
217 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
من الدولة الى الجهة ،يكون مقترنا بتحويل الموارد المالية المطابقة لممارسة هذا
االختصاص.
و تطبيقا ألحكام الفقرة األولى من الفصل 141من الدستور ،ترصد الدولة للجهات ،
بموجب قوانين المالية ،بصفة تدريجية ،نسبا محددة في 5%من حصيلة الضريبة على
الشركات ،و 5%من حصيلة الضريبة على الدخل ،و 20%من حصيلة الرسم على
عقود التامين ،تضاف إليها اعتمادات مالية من الميزانية العامة للدولة ،في أفق بلوغ
461
سقف 10ماليير درهم سنة . 2021
218 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
أموال المساعدات و الهبات و الوصايا.
مداخيل مختلفة و الموارد األخرى المقررة في القوانين و األنظمة الجاري بها
العمل.
كما يمكن للجهة ان تستفيد من تسبيقات تقدمها الدولة ،في شكل تسهيالت مالية ،في
انتظا ر استخالص المداخيل الواجب تحصيلها ،برسم الموارد الضريبية ،وبرسم حصتها
462
من ضرائب الدولة.
تحضر الميزانية من لدن رئيس مجلس الجهة .و يتم إعدادها على أساس برمجة تمتد على
ثالث ( ) 03سنوات لمجموع موارد و تكاليف الجهة ،طبقا لبرنامج التنمية الجهوية ،و تحين
464
هذه البرمجة كل سنة لمالءمتها مع تطور الموارد و التكاليف.
وتأتي هذه البرمجة المتعددة السنوات ،في إطار اعتماد و تطبيق منهجية التخطيط ،
حيث يعمل مجلس الجهة ،على إعداد برنامج التنمية الجهوية ،الذي يحدد لمدة ( ) 06ست
سنوات ،األعمال التنموية المقرر برمجتها او انجازها بتراب الجهة ،اعتبارا لنوعيتها و
462
المادتين 189و 191من الظهير الشريف رقم 1.15.83صادر في 20من رمضان 07( 1436يوليوز ،) 2015بتنفيذ القانون التنظيمي
رقم 111.14المتعلق بالجهات.
463
المادتين 192و 193من الظهير الشريف رقم 1.15.83صادر في 20من رمضان 07( 1436يوليوز ،) 2015بتنفيذ القانون التنظيمي
رقم 111.14المتعلق بالجهات.
464
المادة 197الفقرة الثانية من الظهير الشريف رقم 1.15.83صادر في 20من رمضان 07( 1436يوليوز ،) 2015بتنفيذ القانون التنظيمي
رقم 111.14المتعلق بالجهات.
219 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
توطينها و كلفتها ،لتحقيق تنمية مستدامة ووفق منهج تشاركي ،وأخذا بعين االعتبار
مقاربة النوع مع األخذ بعين االعتبار التوجهات اإلستراتيجية لسياسة الدولة .
ومن خالل برنامج التنمية ،تقوم الجهة برصد مجموع مواردها برسم الثالث ()03
السنوات القادمة و برمجتها في مشاريع ذات أولوية ،ويتم وضع التقديرات بالميزانية
مباشرة من معطيات البرمجة المتعددة السنوات.
وفي هذا اإلطار عمل مرسوم 465على تحديد مسطرة و آجال إعداد البرمجة الممتدة
على ثالث سنوات الخاصة بميزانية الجهة .وتعمل هذه البرمجة على ربط األهداف
المسطرة في برنامج تنمية الجهة بمشاريع الميزانيات المتعلقة بالتجهيز ،قصد بلورة
البرامج المسطرة الى مشاريع للتجهيز ذات األولوية ،وحصر الوسائل الضرورية
النجازها ،وذلك للرفع من مستوى فعالية توظيف الموارد المالية و تحقيق النجاعة في
انجاز المشاريع.
كما يحدد المرسوم كيفية و أجال تحيين هذه البرمجة لمالءمتها مع تطور الظرفية
المالية للجهات ،وربطها بالتغييرات التي تطرأ على التقديرات األولية للموارد و
التكاليف ،خالل مدة البرمجة.
ويلزم هذا المرسوم 466الجهات بإعداد ميزانياتها على أساس برمجة شاملة لمجموع
مواردها و تكاليفها المالية لمدة ثالث سنوات ،وذلك تماشيا مع مقتضيات القانون
التنظيمي المتعلق بالجهات ،ويحدد قرار لوزير الداخلية نموذج هذه البرمجة ،قصد
467
اعتماده من طرف الجهات.
بعد تحضير الميزانية ،يقوم الرئيس بعرضها ،مرفقة بالوثائق الضرورية لدراستها،
على لجنة الميزانية و الشؤون المالية و البرمجة في اجل عشرة ()10أيام على األقل،
465
المرسوم رقم 2.16.305جريدة الرسمية العدد 6482بتاريخ 14يوليو 2016
466
المرسوم رقم 2.16.305جريدة الرسمية العدد 6482بتاريخ 14يوليو 2016
467
دليل منتخبي الجهات على ضوء مقتضيات القانون التنظيمي رقم 111.14المتعلق بالجهات" المملكة المغربية – وزارة الداخلية -المديرية
العامة للجماعات المحلية اصدار سنة 2016صفحة 118و. 119
220 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
قبل تاريخ افتتاح الدورة المتعلقة باعتماد الميزانية من طرف المجلس .تعرض الميزانية
468
المتعلق بتحديد قائمة على اللجنة المذكورة ،مرفقة بالوثائق المحددة بالمرسوم
الوثائق الواجب إرفاقها بميزانية الجهة المعروضة على لجنة الميزانية و الشؤون المالية
469
و البرمجة.
تتم عملية التصويت على المداخيل أوال ،ثم النفقات ثانيا .ويجرى في شان تقديرات
المداخيل ،تصويت إجمالي فيما يخص ،الميزانية و الميزانيات الملحقة و الحسابات
470
الخصوصية .أما فيما يخص نفقات الميزانية ،فيتم التصويت عن كل باب
في حالة عدم اعتماد الميزانية في اآلجال المحددة ،يدعى المجلس في دورة استثنائية
لقراءة ثانية ،في اجل ال يتعدى 15يوم ابتداء من تاريخ االجتماع ،الذي تم خالله رفض
الميزانية ،لدراسة االقتراحات بتعديل الميزانية ،التي من شانها تفادي رفضها.
ويتعين على رئيس المجلس ،ان يوجه الى السلطة المكلفة بالداخلية ،في تاريخ أقصاه
فاتح ديسمبر ،الميزانية المعتمدة او الميزانية غير المعتمدة ،مرفقة بمحاضر مداوالت
471
المجلس.
إذ ا لم يتم اعتماد الميزانية خالل القراءة الثانية ،تقوم السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية،
بعد دراسة الميزانية غير المعتمدة ،وأسباب الرفض و مقترحات التعديالت المقدمة من لدن
المجلس ،وكذا األجوبة المقدمة في شانها من لدن الرئيس ،بوضع ميزانية للتسيير ،على
أساس أخر ميزانية مؤشر عليها ،مع مراعاة تطور تكاليف وموارد الجهة ،وذلك داخل
اجل أقصاه 31ديسمبر.
في هذه الحالة ،تستمر الجهة في أداء األقساط السنوية لالقتراضات .472
468
المرسوم رقم 2.16.314جريدة الرسمية العدد 6482بتاريخ 14يوليو 2016
469
المادة 198من الظهير الشريف رقم 1.15.83صادر في 20من رمضان 07( 1436يوليوز ،) 2015بتنفيذ القانون التنظيمي رقم
111.14المتعلق بالجهات.
470
المادة 199الظهير الشريف رقم 1.15.83صادر في 20من رمضان 07( 1436يوليوز ،) 2015بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 111.14
المتعلق بالجهات.
471
المادة 200من الظهير الشريف رقم 1.15.83صادر في 20من رمضان 07( 1436يوليوز ،) 2015بتنفيذ القانون التنظيمي رقم
111.14المتعلق بالجهات.
221 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
تعرض الميزانية على التأشيرة السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية في تاريخ أقصاه
20نونبر.
وقد عمل المرسوم 473المتعلق بتحديد كيفيات تحضير القوائم المالية و المحاسبية
المرفقة بميزانية الجهة ،على تبيان طبيعة و كيفيات تحضير الوثائق المالية و المحاسبية
،التي يتعين إرفاقها بمشروع الميزانية عند عرضه على التأشيرة ،من طرف السلطة
المكلفة بالمراقبة اإلدارية ،باعتماد مبدأي الصدقية و الشفافية. 474
في حالة رفض التأشير على الميزانية ،بسبب عدم احترام أي من النقاط الثالث
السا لفة الذكر ،تعيد السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية ،مشروع الميزانية لآلمر
مرفقة بأسباب الرفض ،وذلك في اجل ال يتعدى 15يوما ،ابتداء من تاريخ توصلها
بالميزانية.
يقوم رئيس المجلس في هذه الحالة ،بتعديل الميزانية ،وعرضها على المجلس
للتصويت عليها داخل اجل عشرة أيام( ،)10ابتداء من تاريخ التوصل بأسباب رفض
التأشير ،و يتعين عليه عرضها من جديد للتأشير ،قبل 20دجنبر ،على ان تؤشر
السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية على الميزانية ،في تاريخ أقصاه 30دجنبر.
472
المادة 201من الظهير الشريف رقم 1.15.83صادر في 20من رمضان 07( 1436يوليوز ،) 2015بتنفيذ القانون التنظيمي رقم
111.14المتعلق بالجهات.
473
المرسوم رقم 2.16.317جريدة الرسمية العدد 6482بتاريخ 14يوليو 2016
474
دليل منتخبي الجهات على ضوء مقتضيات القانون التنظيمي رقم 111.14المتعلق بالجهات" المملكة المغربية – وزارة الداخلية -المديرية
العامة للجماعات المحلية اصدار سنة 2016صفحة . 122
222 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
إذا لم يأخد رئيس المجلس أسباب رفض التأشير بعين االعتبار ،أمكن للسلطة
الحكومية المكلفة بالداخلية ،بعد طلب استفسارات من رئيس المجلس ،ان تقوم قبل فاتح
فاتح يناير بوضع ميزانية للتسيير للجهة ،على أساس أخر ميزانية مؤشر عليها ،مع
475
. مراعاة تطور تكاليف و موارد الدولة
إذا لم يتم التأشير على الميزانية قبل فاتح يناير ،أمكن ان يؤهل رئيس المجلس بقرار
السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية ،للقيام بتحصيل المداخيل و االلتزام بنفقات التسيير و
تصفيتها و األمر بصرفها ،في حدود االعتمادات المقيدة برسم أخر ميزانية تم التأشير
عليها ،وذلك الى غاية التأشير على الميزانية.
وخالل نفس الفترة ،يقوم الرئيس بتصفية األقساط السنوية ،لالقتراضات و الدفوعات
المتعلقة بالصفقات ،التي تم االلتزام بنفقاتها و األمر بصرفها.
في إطار تكريس الشفافية و مبادئ الحكامة ،يجب على الرئيس إيداع الميزانية بمقر
الجهة خالل الخمسة عشر ( )15يوما الموالية للتأشير عليها ،مع وضعها رهن إشارة
476
العموم ،بأي وسيلة من وسائل اإلشهار .كما يجب تبليغها فورا الى خازن الجهة.
ثامنا :تنفيذ الميزانية.
475
المادتين 204و 208من من الظهير الشريف رقم 1.15.83صادر في 20من رمضان 07( 1436يوليوز ،) 2015بتنفيذ القانون
التنظيمي رقم 111.14المتعلق بالجهات.
476
المادة 207من الظهير الشريف رقم 1.15.83صادر في 20من رمضان 07( 1436يوليوز ،) 2015بتنفيذ القانون التنظيمي رقم
111.14المتعلق بالجهات
223 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
تتمثل هذه المهمة أساس ،في تنفيذ بنود الميزانية في شقيها المتعلقين بالمداخيل و
النفقات .وتتركز مهمة اآلمر بالصرف حصريا بين يدي الرئيس الذي يمكنه ان يفوض ،
تحت مسؤوليته و مراقبته ،الى المدير العام للمصالح اإلمضاء ،نيابة عنه ،على الوثائق
المتعلقة بقبض مداخيل الجهة و صرف نفقاتها .ويتعين ان يبقي دور اآلمر بالصرف
منحصرا في إطار االختصاصات الموكولة إليه بموجب القانون ،و التي تتمثل باألساس
477
في تنفيذ مقررات المجلس المتعلقة بالجانب المالي .
في حالة امتناع رئيس المجلس عن اآلمر بصرف نفقة ،وجب تسديدها من قبل
الجهة،حق لوالي الجهة ان يقوم ،بعد طلب استفسارات من اآلمر بالصرف ،بتوجيه
إعذار إليه من أجل األمر بصرف النفقة المعنية .وفي حالة عدم األمر بصرف هذه النفقة
في اجل أقصاه خمسة عشر ( )15يوم ،من تاريخ اإلعذار ،يحيل والي الجهة األمر الى
القضاء اإلستعجالي بالمحكمة اإلدارية ،من اجل البت في وجود حالة االمتناع .وإذا أقر
الحكم القضائي حالة االمتناع ،جاز للوالي الحلول محل الرئيس ،في صرف النفقة
المعنية. 478
يمكن و ضع ميزانيات معدلة خالل السنة .ويفتح هذا اإلجراء المجال للجهة لتعديل
ميزانيتها عند الضرورة ،سواء تعلق األمر بالزيادة او النقصان ،وذلك وفق نفس الشكليات
و الشروط المتبعة في اعتماد الميزانية و التأشير عليها .كما يمكن القيام بتحويالت
479
لالعتمادات داخل نفس البرنامج او داخل نفس الفصل و في هذا الباب ،حدد المرسوم
شروط و كيفيات تحويل االعتمادات المفتوحة في ميزانية الجهة.
وهكذا يتم تحويل االعتمادات داخل نفس الفصل ،بقرار لرئيس المجلس ،يتخذ بعد
مداولة المجلس ،غير أن هذا القرار يخضع لتأشير السلطة المكلفة بالداخلية ،بالنسبة
لميزانية التجهيز.
477
دليل منتخبي الجهات على ضوء مقتضيات القانون التنظيمي رقم 111.14المتعلق بالجهات" المملكة المغربية – وزارة الداخلية -المديرية
العامة للجماعات المحلية اصدار سنة 2016صفحة . 126
478
المادة 211من الظهير الشريف رقم 1.15.83صادر في 20من رمضان 07( 1436يوليوز ،) 2015بتنفيذ القانون التنظيمي رقم
111.14المتعلق بالجهات
479
المرسوم 2.16.308جريدة الرسمية عدد 6482بتاريخ 14يوليو . 2016
224 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
ويتم تحويل االعتمادات داخل نفس البرنامج ،بقرار لرئيس المجلس ،يتخذ من دون
اللجوء الى مداولة المجلس.
يعهد بالعمليات المالية و المحاسباتية المترتبة عن تنفيذ ميزانية ،الجهة الى اآلمر
بالصرف و الخازن لدى الجهة .من اجل ذلك يتخذ األمر بالصرف العمليات التالية:
بناء على أوامر الصادرة عن اآلمر بالصرف ،يسهر الخازن لدى الجهة ،على انجاز
األمور التالية :
480
دليل منتخبي الجهات على ضوء مقتضيات القانون التنظيمي رقم 111.14المتعلق بالجهات" المملكة المغربية – وزارة الداخلية -المديرية
العامة للجماعات المحلية اصدار سنة 2016صفحة 127و . 128
225 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
تحصر النتيجة العامة للميزانية في نهاية كل سنة ،و يدرج الفائض في حالة وجوده
في ميزانية السنة الموالية ،برسم مداخيل الجزء الثاني ،تحت عنوان " فائض السنة
481
السابقة".
يخصص الفائض المشار إليه أعاله ،لتغطية االعتمادات المرحلة من نفقات التسيير
التجهيز .كما يمكنه ،في حدود المبلغ المتوفر ،ان يؤدي الى فتح اعتمادات إضافية ،
482
موجهة لتمويل نفقات التجهيز .
عاشرا :مراقبة مالية الجهة.
في إطار مبدأ التدبير الحر ،و عقلنة نظام المراقبة المالية ،و إضفاء الفعالية عليها ،
وتعزيز الشفافية في تدبير الشأن المحلي ،و من اجل تحقيق الحكامة الجيدة ،فان
المراقبة اإلدارية على مالية الجهة ،تنحصر في مراقبة شرعية المقررات و القرارات
المتخذة ،و االقتصار عند التأشير على الميزانية ،على التأكد من احترامها للقوانين و
النصوص الجاري بها العمل ،و توفرها على شرط الحقيقي ،وتضمينها للنفقات
اإلجبارية .
أما فيما يخص المراقبة البعدية للجهة ،فإنها تخضع لمراقبة المجالس الجهوية
للحسابات .كما تخضع العمليات المالية و المحاسباتية للجهة أيضا للتدقيق سنوي ،تنجزه
بشكل مشترك المفتشية العامة للمالية و المفتشية العامة لإلدارة الترابية ،ويتم إجراء هذا
التدقيق ،في عين المكان ،و بناء على الوثائق المالية و المحاسباتية .483
ثم ينجز تقرير تبلغ نسخ منه الى رئيس مجلس الجهة ،و الى والي الجهة ،والى
السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية ،وكذا الى المجلس الجهوي للحسابات المعني .ويتعين
على رئيس مجلس الجهة ،تبليغ نسخة منه الى مجلس الجهة ،الذي يمكن له التداول في
شأنه دون اتخاذ مقرر.
481
المادة 216الفقرة االولى و الثالثة من الظهير الشريف رقم 1.15.83صادر في 20من رمضان 07( 1436يوليوز ،) 2015بتنفيذ القانون
التنظيمي رقم 111.14المتعلق بالجهات
482
المادة 217من الظهير الشريف رقم 1.15.83صادر في 20من رمضان 07( 1436يوليوز ،) 2015بتنفيذ القانون التنظيمي رقم
111.14المتعلق بالجهات
483
دليل منتخبي الجهات على ضوء مقتضيات القانون التنظيمي رقم 111.14المتعلق بالجهات" المملكة المغربية – وزارة الداخلية -المديرية
العامة للجماعات المحلية اصدار سنة 2016صفحة . 129
226 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
كما يمكن لمجلس الجهة ،بطلب من نصف عدد األعضاء المزاولين مهامهم على األقل ،
ان يشكل لجنة للتقصي حول مسالة ،تهم تدبير شؤون الجهة ،شريطة ان ال تكون هذه
484
الوقائع ،موضوع متابعات جارية .
وتنجز هده اللجنة تقريرا حول المهمة التي أحدثت من اجلها ،في ظرف شهر على
األكثر ،و يناقش هذا التقرير من قبل المجلس ،الذي يقرر في شان توجيه نسخة منه الى
المجلس الجهوي للحسابات .
إضافة الى انه يمكن للمجلس او رئيسه ،بعد إخبار والي الجهة ،او بمبادرة هذا األخير
،إخضاع تدبير الجهة و الهيئات التابعة لها ،او التي تساهم فيها ،لعمليات التدقيق ،بما في
ذلك عمليات التدقيق المالي .وتتولى مهمة القيام بهذا التدقيق ،الهيئات المؤهلة قانونا ،
وتوجه وجوبا تقريرا الى والي الجهة ،ورئيس المجلس الجهوي للحسابات .تبلغ نسخة من
تقرير هذا التدقيق ،على المجلس المعني و رئيسه ،و يجب على رئيس المجلس ،عرض
تقارير التدقيق على المجلس ،بمناسبة انعقاد الدورة الموالية لتاريخ التوصل بتقرير التدقيق.
485
227 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
ان العدالة هي عماد سلطة الدولة وأساس الديمقراطية ،التي تحمي الحقوق و
486
الحريات ،وتضمن سمو القانون و توطيد دولة الحق .
وفي هذا الصدد نشير الى بعض المقتطفات من خطب جاللته التي أشار فيها الى
إرساء وترسيخ السلطة القضائية بالمغرب.
مقتطف من خطاب صاحب الجاللة الملك محمد السادس في 30يوليوز: 487 2008
إن النهج القويم إلصالح يرتكز على ترسيخ ثقة المواطن في سيادة القانون واألمن
القضائي .ومن هنا ،نحرص على مواصلة تحديث جهاز القضاء و صيانة إستقالله
وتخليقه ،ليس فقط إلحقاق الحقوق ورفع المظالم ،و إنما أيضا ً لتوفير مناخ الثقة واألمن
القضائي ،كمحفزين على التنمية واإلستثمار .لذا نجدد التأكيد ،على جعل اإلصالح الشامل
للقضاء في صدارة أوراشنا اإلصالحية.
ولهذه الغاية ،ندعو حكومتنا لإلنكباب على بلورة مخطط مضبوط لإلصالح العميق
للقضاء ،ينبثق من حوار بناء و إنفتاح واسع على جميع الفعاليات المؤهلة المعنية ،مؤكدين،
بصفتنا ضامنا إلستقالل القضاء ،حرصنا على التفعيل األمثل لهذا المخطط ،من أجل بلوغ
ما نتوخاه للقضاء من تحديث ونجاعة ،في إطار من النزاهة والتجرد والمسؤولية.
488
: جاء في الخطاب الملكي لسنة 08أكتوبر 2010
"تجسيدا لعزمنا الراسخ على توطيد سلطة الدولة على دعائم سيادة القانون ،وسمو
القضاء الفعال ،فإننا نؤكد على أن المفهوم الجديد للسلطة ،الذي أطلقناه في خطابنا المؤسس
له بالدار البيضاء ،في أكتوبر ، 1999يظل ساري المفعول.
فهو ليس إجراء ظرفيا لمرحلة عابرة أومقولة إللستهالك ،و إنما هو مذهب في الحكم،
مطبوع بالتفعيل المستمر ،واإللتزام الدائم بروحه ومنطوقه .كما أنه ،ليس تصورا جزئيا
يقتصر على اإلدارة الترابية ،و إنما هو مفهوم شامل وملزم لكل ،سلطات الدولة و أجهزتها
تنفيذية كانت أو نيابية أو قضائية .لذلك ،سيظل ،خديمك األول ،شعبي العزيز ،ساهرا على
486
ذة .منية بنلمليح" اي استقاللية للقضاء المغربي في دستور " 2011المجلة المغربية لالدارة المحلية و التنمية عدد مزدوج ، 110-109مارس
– يونيو 2013صفحة . 29
487
خطاب صاحب الجاللة الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش المجيد 30يوليوز2008
488الخطاب الملكي لسنة 08اكتوبر 2010بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية االولى من السنة التشريعية الرابعة من الوالية التشريعية الثامنة .
228 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
رعايته ،حريصا على حسن تفعيله من ،طرف كل ذي سلطة باآلليات القانونية للمتابعة
والمحاسبة والجزاء ،وذلك في ظل القضاء النزيه .
وهنا نؤكد أن السلطة القضائية بقدر ما هي مستقلة عن الجهازين التشريعي
والتنفيذي ،فإنها جزء ال يتجزأ من سلطة الدولة .
فالقضاء مؤتمن على سمو دستور المملكة و سيادة قوانينها ،وحماية حقوق و إلتزامات
المواطنة.
وفي هذا الصدد ،نلح على أن حسن تنفيذ مخططنا إلصالح العميق والشامل لمنظومة
العدالة ال ينحصر فقط في عمل الحكومة والبرلمان و إنما هو رهين أساسا باألداء المسؤول
للقضاة .وعلى غرار مبادرتنا للمفهوم الجديد للسلطة الهادف ،لحسن تدبير الشأن العام ،فقد
قررنا أن نؤسس لمفهوم جديد إلصالح العدالة ،أال وهو القضاء في خدمة المواطن .
و إننا نتوخى من جعل القضاء في خدمة المواطن ،قيام عدالة متميزة بقربها من
المتقاضين ،وببساطة مساطرها و سرعتها ،ونزاهة أحكامها ،وحداثة هياكلها ،وكفاءة
وتجرد قضاتها ،وتحفيزها للتنمية ،و إلتزامها بسيادة القانون في إحقاق الحقوق ورفع
المظالم.
خطاب صاحب الجاللة الملك محمد السادس 09مارس: 489 2011
"……..اإلرتقاء بالقضاء إلى سلطة مستقلة ،وتعزيز صالحيات المجلس الدستوري،
توطيدا لسمو الدستور ،ولسيادة القانون ،والمساواة أمامه".
خطاب صاحب الجاللة الملك محمد السادس في 17يونيو: 490 2011
"…….ترسيخ سلطة قضائية مستقلة عن السلطتين التنفيذية والتشريعية ،تكريسا
إلستقالل القضاء ،الذي نحن له ضامنون ،وذلك بالنص صراحة في مشروع الدستور
الجديد ،على أن النطق بالحكم إن كان يتم بإسم الملك ،فإنه يتعين أن يصدر بناء على
القانون .و صيانة لحرمة القضاء ،فقد تمت دسترة تجريم كل تدخل للسلطة أو المال،أو أي
شكل من أشكال التأثير في شؤون القضاء.
489
خطاب صاحب الجاللة الملك محمد ال سادس بمناسبة حفل تنصيب اللجنة ا إلستشارية لمراجعة الدستورالرباط 09 ،مارس. 2011
490
خطاب صاحب الجاللة الملك محمد السادس بمناسبة اإلعالن عن مشروع الدستور في 17يونيو. 2011
229 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
كما تم إحداث المجلس األعلى للسلطة القضائية ،كمؤسسة دستورية يرأسها الملك لتحل
محل المجلس األعلى للقضاء ،وتمكينها من اإلستقالل اإلداري والمالي ،وتخويل رئيس
محكمة النقض مهام الرئيس -المنتدب بدل وزير العدل حاليا تجسيدا لفصل السلط.
وبموازاة ذلك ،تم تعزيز تركيبة المجلس الجديد ،وذلك بالرفع من عدد ممثلي القضاة
المنتخبين ،ومن نسبة تمثيل المرأة القاضية وبما يضمن إنفتاحه على عضوية شخصيات
ومؤسسات ذات الصلة بحقوق اإلنسان ،والدفاع عن إستقالل القضاء.
كما تم توسيع إختصاصات المجلس لتشمل عالوة على تدبير الحياة المهنية للقضاة مهام
التفتيش وإبداء الرأي في النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة بالقضاء وتقييم
منظومته".
491
خطاب صاحب الجاللة الملك محمد السادس 30يوليوز :2011
"…….و إنطالقا مما رسخه الدستور من إقامة سلطة قضائية مستقلة ،فإنه يتعين
العمل في األمد المنظور على إقرار التشريعات المتعلقة بالمجلس األعلى للسلطة القضائية،
وبالمحكمة الدستورية".
492
خطاب صاحب الجاللة الملك محمد السادس 14أكتوبر: 2011
وفي نفس السياق يندرج توطيد عدالة مستقلة بإقامة المجلس األعلى للسلطة القضائية،
والمحكمة الدستورية ،ومواصلة اإلصالح العميق والشامل للقضاء ،ترسيخا لسمو
الدستور ،وسيادة القانون ومساواة الجميع أمامه ،و ضمانا لألمن القضائيو…… ".
يستنتج من خالل هذه الخطب الملكية الى ضرورة االرتقاء بالقضاء ،ليصبح سلطة
مستقلة ،مع تعزيز صالحيات المحكمة الدستورية ،لتوطيد سمو الدستور ،وسيادة القانون
و ضمان المساواة معه.
وتماشيا مع هذه الخطب لصاحب الجاللة ،أعطى الدستور الجديد اهتماما بالغا للقضاء ،
وارتقى ببعض المقتضيات الى مبادئ دستورية ،كاستقاللية القضاء و حياده ،ومبدأ
491
خطاب صاحب الجاللة الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش المجيد 30يوليوز. 2011
492
خطاب صاحب الجاللة الملك محمد الساد سبمناسبة إفتتاح الدورة األولى من السنة التشريعيةالخامسة من الوالية التشريعية الثامنة
الرباط 14 ،أكتوبر. 2011
230 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
المساواة بين المتقاضين ،ومجانية القضاء و الحق في المحاكمة العادلة ،كما حمل الدولة
493
مسؤولية التعويض عن أخطاء القضاء ،وتدليل الصعاب أمام المتقاضين.
ومن هذا المنطلق ،لقد اقر دستور 2011في الباب السابع منه المتعلق بالسلطة
القضائية ،استقالل هذه السلطة عن السلطتين التشريعية و التنفيذية .و تجسيدا لهذا االستقالل
فقد نص على قانونين ،و يتعلق األمر بالقانون التنظيمي المتعلق بالمجلس األعلى للسلطة
القضائية ،و القانون التنظيمي المتعلق بالنظام األساسي للقضاة.
و بتاريخ 15مارس 2016صدر القرارين من طرف المحكمة الدستورية المغربية
(المجلس الدستوري سابقا) 991/16،و 992/16المتعلقين بالقانونين التنظيميين للمجلس
األعلى للسلطة القضائية ،والنظام األساسي للقضاة ،وبالتالي تكون المحكمة الدستورية قد
أسدلت الستار على نقاش طويل استمر ألكثر من سنتين ،بين وزارة العدل و الحريات و
البرلمان من جهة ،وعدد من الفعاليات القضائية التي كانت رافضة لبعض مقتضيات
القانونين التنظيميين المذكورين ،ومن جهة اخرى نقاش اتسم بالكثير من الحدة ،بل وتحول
في كثير من األحيان ،من نقاش قانوني صرف ،الى صراع مع وزارة العدل و الحريات ،
استعملت فيه لغة لم يعهدها المشهد القضائي من قبل .
يمكن القول ان المسار الذي سلكه القانونيين التنظيميين ،يتجلى في ثالث اعتبارات:
االعتبار األول :ألول مرة يتم التنصيص في الدستور على السلطة القضائية كسلطة قائمة
مستقلة عن السلطة التشريعية و السلطة التنفيذية.
االعتبار الثاني :ان القوانين التنظيمية مكملة للدستور و امتدادا له و مفسرة لمقتضياته
العامة.
االعتبار الثالث :ان الباب السابع من الدستور ،جاء بمفاهيم عامة تحتمل العديد من
القراءات و التأويالت ،من قبل مفهوم السلطة القضائية ،استقاللية النيابة العامة ،مفهوم
494
العمل الجمعوي للقضاة وغيرها .
انطالقا مما تقدم ذكره ة سنحاول من خالل كل هذا ،مقاربة موضوع المكانة الدستورية
للسلطة القضائية بصفة عامة وإشكالية استقالليتها (الفرع األول) ،وانتهاءا بدراسة القانون
493
د .محمد االزهر " السلطة القضائية في الدستور – دراسة قانونية" الطبعة االولى 1434-2013صفحة . 11
494
مداخلة ذ .بثينة القروري" تامالت في المسار التشريعي للقوانين التنظيمية الصالح العدالة" التي نظمتها الجمعية المغربية للقانون الدستوري
بشراكة مع مؤسسة هانس سايدل االلمانية بتاريخ الثالثاء 12يوليوز . 2016
231 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
التنظيمي للمجلس األعلى للسلطة القضائية ،وذلك بالتركيز على بعض النقط ،كصالحيات و
االختصاصات المجلس التي جاء بها القانون التنظيمي السالف ذكره(الفرع الثاني).
استقالل القضاء عن بقية السلط يجعل منه سلطة مستقلة بذاتها غير تابعة.
تأهيل القاضي الى االستماع الى ضميره و القانون الواجب تطبيقه.
يمنع على القضاء التدخل في أشغال السلطة التشريعية ،حتى ال يفتح الباب على
مصراعيه ،لوضع تشريعات ال تناسب القضايا المطروحة عليه.
يمنع عن السلطتين التشريعية و التنفيذية ،التدخل في وظائف القضاء ،او التدخل
495
في تعديل األحكام التي تصدرها المحاكم او توقف تنفيذها.
وبالتالي فان السلطة القضائية هي المختصة بتفسير القانون و تكييفه و تطبيقه على
المنازعات المعروضة عليها .فوجه المقارنة بينها و بين السلطة التنفيذية ،هو ان السلطة
التنفيذية ملزمة بتنفيذ القانون من تلقاء نفسها ،بل ان هذا يدخل في صميم مهامها ،أما
496
القضاء فانه ال يعمل إال إذا طرحت عليه منازعة بين الخصوم.
و تأسيسا على ما سبق ذكره ،فان استقالل القضاء يعني ان عمل القضاء غير مهدد
من قبل أي سلطة اخرى ،و غير خاضع ألي تأثير مادي او معنوي ،او تدخل مباشر
بأي وسيلة في عمله ،بالدرجة التي تؤثر في حسن سير العدالة .و قد تم تأكيد هذا
االستقالل في المادة العاشرة من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان التي نصت على ما
495
د.محمد االزهر " مرجع سابق" صفحة 18و . 19
496
سليمان محمد الطحاوي" السلطات الثالث في الدساتير العربية المعاصرة في الفكر السياسي االسالمي ،دراسة مقارنة" دار الفكر العربي،
القاهرة سنة 1979صفحة . 285
232 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
يلي :لكل شخص الحق المتساوي ،في ان تستمع محكمة مستقلة محايدة ،الى دفاعه العلني
497
الكامل في تحديد حقوقه و التزاماته".
وهذا االتجاه هو ما سار عليه الدستور المغربي لسنة 2011في فصله 107الذي نص
على ما يلي :السلطة القضائية مستقلة عن السلطة التشريعية و عن السلطة التنفيذية
ان استقالل القضاء مرتبط باستقالله عن السلطتين التشريعية و التنفيذية ،لكن ثمة أسئلة
تفرض نفسها ،هل القضاء فعال سلطة? هل هذا االستقالل يعني القطع و الحد مع السلطتين
التشريعية و التنفيذية أم ان هناك ترابط? او ان فصل السلط له حدود معينة ? .كل هذه
األسئلة تطرح سؤاال جوهريا هل القضاء سلطة?
ان مسالة السلطة القضائية تثير نقاشا فقهيا ،بحيث ان هناك تجاه فقهي يعتبرها وظيفة،
وهناك اتجاه أخر يضفي عليها صفة السلطة ,
فبخصوص االتجاه األول يعطي للقضاء او يصفه بالهيئة القضائية او يشير إليها بالوظيفة
،حيث وصفها المشرع الدستوري المغربي بكونها ليست سلطة حيث نص الفصل 82من
دستور 1996في فصله 82الفقرة األولى :القضاء مستقل عن السلطة التشريعية وعن
السلطة التنفيذية ، .وفي القانون الجنائي المغربي في الفصل 498229الذي نص على ما
يلي :كل عضو في هيئة قضائية ،او احد ضباط الشرطة القضائية في غير حاالت
التلبس." …………..
لكنه استدرك األمر في المادة 238من القانون الجنائي" : 499يعاقب بالتجريد من
الحقوق الوطنية كل عامل او باشا……… تدخل في عمل من أعمال السلطة التشريعية ،
………..و إما في عمل من أعمال السلطة القضائية ،بإصدار أمر او نهي الى المحاكم
500
التي نصت على ما يلي :يعتبر إهانة ،و يعاقب بهذه الصفة " .ثم المادة 264
………… عن وقوع جريمة ،يعلم بعدم حدتها ،او بتقديم أدلة زائفة متعلقة بجريمة
خيالية او التصريح لدى السلطة القضائية بارتكابه جريمة لم يرتكبها و لم يساهم في
497
د.محمد االزهر " مرجع سابق" صفحة .19
شريف رقم 1.59.413صادر في 28جمادى الثانية 26( 1382نونبر ) 1962بالمصادقة على القانون الجنائي . 498ظهيرال ُ
شريف رقم 1.59.413صادر في 28جمادى الثانية 26( 1382نونبر ) 1962بالمصادقة على القانون الجنائي . 499ظهيرال ُ
شريف رقم 1.59.413صادر في 28جمادى الثانية 26( 1382نونبر ) 1962بالمصادقة على القانون الجنائي . 500ظهيرال ُ
233 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
ارتكابها ".لكن الدستور المغربي لسنة 2011في فصله 107الذي نص على ما يلي:
السلطة القضائية مستقلة عن السلطة التشريعية و عن السلطة التنفيذية.
أما االتجاه الثاني الذي يعتبر القضاء سلطة ،وهو الرأي السائد في الدساتير العريقة ،
حيث اعتبرت القضاء سلطة مستقلة عن بقية السلط ،وهذا االتجاه هو السائد والذي وجد
تأييدا من الفقه ،حيث يعتبر إنكار وصف السلطة على القضاء تمهيدا لتجريده من وظيفته
األساسية ،أال وهي تحقيق العدالة بكل عمومية و تجرد ،ويجرده من أهم خصائصه كسلطة
تقف على قدم المساواة مع بقية السلط ،حتى ال تتمادى في طغيانها ،ثم ان عدم اعتبارها
501
سلطة يؤدي الى انعدام التوازن .
بالتالي فان مسالة استقاللية القضاء تثير مجموعة من التساؤالت ،ومن اجل ذلك سوف
يتم تخصيص (الفقرة األولى) من اجل الحديث عن االستقالل المؤسساتي ،لننتقل الى
(الفقرة الثانية) من اجل الحديث بالدراسة و التحليل عن االستقالل الذاتي .
501
د.محمد االزهر " مرجع سابق" صفحة . 29
234 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
ان استقالل السلطة القضائية عن السلطة التنفيذية يثير الكثير من التساؤالت عن مدى و
درجة هذه االستقاللية ?
األصل هو ان السلطتين مستقلتين رغم أنهما يعمالن على تنفيذ القوانين ،فمهمة السلطة
التنفيذية هي السهر على تطبيق القانون في الحياة اليومية لألفراد و المؤسسات ،بينما
السلطة القضائية يتجلى دورها ،أثناء قيام او وجود نزاع مطروح أمامها ،حيث تعمل على
تطبيق القواعد القانونية المالئمة لهذا النزاع.
لكن هناك عنصر تكامل بين السلطة القضائية و السلطة التنفيذية ،بل ان السلطة التنفيذية
هي أهم أداة لتنفيذ األحكام و الدليل على ذلك هو ما أشارت إليه المادة 126من دستور
المغربي لسنة " : 2011األحكام النهائية الصادرة عن القضاء ملزمة للجميع .يجب على
السلطات العمومية تقديم المساعدة الالزمة أثناء المحاكمة ،إذا صدر األمر إليها بذلك و
502
يجب عليها المساعدة على تنفيذ األحكام" .
إذا كان الدستور يحث على فصل السلط و خلق توازنها بينها و تعاونها ،بمعنى ان يكون
هناك فصل للسلط ايجابي و متحرك ،دون ان تتدخل سلطة اخرى على أساس الحكامة
الجيدة و ربط المسؤولية بالمحاسبة ،وهذه المحاسبة هي في عمقها مخاصمة قد تكون
متضمنة شططا في استعمال السلطة ،مما يجعل القضاء اإلداري يتدخل إللغاء القرارات
الناتجة عن ذلك ،ما لم يتعلق األمر بفعل يعاقب عليه ،حيث تتحرك آليات القضاء
503
الجنائي.
هذا باالضافة الى الفصل بين السلطة القضائية عن السلطة التشريعية ،حيث نجد عدم
تدخل السلطة التشريعية في أعمال السلطة القضائية ويتجلى ذلك فيما يلي :
ال يجوز ان تكون األسئلة البرلمانية موضوع قضايا مطروحة على القضاء.
ال يجوز إدراج أعمال السلطة القضائية أثناء المناقشات البرلمانية .
ال يجوز تشكيل لجان برلمانية( لجان لتقصي الحقائق) 504في قضايا مطروحة
505
أمام القضاء.
502
د.محمد االزهر " مرجع سابق" صفحة 37
503
د.محمد االزهر " مرجع سابق" صفحة . 38
504
الفصل 67من الفقرة الثانية من الدستور المغربي لسنة : 2011
235 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
الى جانب هذا نجد الدستور قد عمل الى التركيز على استقاللية السلطة القضائية ،وذلك
حسب مقتضيات الفصل 109في الفقرة األولى من الدستور المغربي الذي جاء بما يلي:
يمنع كل تدخل في القضايا المعروضة على القضاء و ال يتلقى القاضي بشان مهمته
القضائية عن بقية السلط ،أي أوامر او تعليمات ،وال يخضع ألي ضغط".
ان االستقالل الكامل لسلطة القضائية ،يعني انه ال يجوز باسم أية سلطة سياسية او إدارية
او أي نفوذ مادي او معنوي ،التدخل في أي من أعمال القضاء او التأثير عليه بأي شكل من
األشكال ،لكن يالحظ هناك بعض المحاكمات و األحكام القضائية تثير استغراب الحقوقيين
و المهتمين بشؤون القضاء .
وال يجوز تكوين لجان لتقصي الحقائق ،في وقائع تكون موضوع متابعات قضائية ،ما دامت هذه المتابعات جارية ،وتنتهي مهمة كل لجنة
لتقصي الحقائق ،سبق تكوينها ،فور فتح تحقيق قضائي في الوقائع التي اقتضت تشكيلها.
505
د.محمد االزهر " مرجع سابق" صفحة 34و. 35
506
د.محمد االزهر " مرجع سابق" صفحة . 20
236 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
ومن مستجدات التي جاء بها دستور 2011التي تصب أيضا في تعزيز استقاللية
السلطة القضائية ،تحرر القضاة و تمكينهم من فضاءات أوسع لتفجير مواهبهم المهنية و
العلمية ،حيث نجده ينص في الفصل 111على حقهم في التعبير و ذلك في حدود واجبات
واجبات التحفظ و األخالقيات القضائية ،وكذا تنصيصه على حقهم في االنتماء الى
الجمعيات و إنشاء جمعيات مهنية ،كل ذلك ضمن حدود احترام واجب التجرد و االستقالل
،و لتعزيز مبدأ االستقاللية و التجرد في إصدار األحكام ،تم منعهم من االنتماء الى
507
األحزاب السياسية و المنظمات النقابية.
كما اعتبر الدستور الجديد لسنة 2011ان كل اخالل من القاضي بواجب االستقالل و
التجرد ،يعد خطآ مهنيا جسيما ،بصرف النظر عن المتابعات القضائية المحتملة ،حيث تم
التنصيص في نفس الفصل (الفصل 109الفقرة األخيرة) ،على انه "يعاقب القانون كل من
حاول التأثير على القاضي بكيفية غير مشروعة" .ال شك ان الدستور في أوامره المتعلقة
بالسلطة القضائية ،لم يضمن استقالل القضاة ،بل أرسل إليهم كذلك إشارات صارمة تفيد ،
508
بان القاضي ملزم بتطبيق القانون ،و إصدار أحكامه وفق القانون.
يمكن القول حتى يتمكن القاضي من ان يصدر األحكام و ان يمارس سلطته على أحسن
وجه لتحقيق العدل و المساواة بين األفراد ،فال بد من إحاطته بضمانات .ومن أهم
الضمانات التي نص عليها دستور المغربي لسنة ،2011ما نص عليه الفص " :108ال
يعزل قضاة األحكام و ال ينقلون ،إال بمقتضى القانون" .ثم الفصل " : 109يمنع كل تدخل
في القضايا المعروضة على القضاء ،وال يتلقى القاضي بشان مهمته القضائية ،أي أوامر
او تعليمات ،وال يخضع ألي ضغط " .وكلما اعتبر ان استقالله مهدد عليه ان يحيل األمر
509
الى المجلس األعلى للسلطة القضائية ،وهو الساهر على هذه الضمانات .
ان القاضي بمنحى عن العزل او النقل ،فطبيعة وظيفته قد تعرضه لقرارات جائرة ،
األمر الذي يستدعي تحصينه ،بحيث ال يمكن إصدار هذه القرارات ،إال بعد إثبات
األخطاء الجسيمة ،ومنحه فرصة الدفاع عن نفسه ،و هذا يؤمن وضعه.
507
ذة .منية بنلمليح" اي استقاللية للقضاء المغربي في دستور " 2011المجلة المغربية لالدارة المحلية و التنمية عدد مزدوج ، 110-109مارس
– يونيو 2013صفحة . 38
508
ذة .منية بنلمليح" اي استقاللية للقضاء المغربي في دستور " 2011المجلة المغربية لالدارة المحلية و التنمية عدد مزدوج ، 110-109
مارس – يونيو 2013صفحة . 38
509
د.محمد االزهر " مرجع سابق" صفحة . 22
237 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
ان النقل النوعي او المكاني داخل الجسم القضائي جائز تطبيقا للقانون ووفق قواعده
محددة ،بل قد يكون بمناسبة ترقية في الدرجة ،فإلى جانب الدستور ،نجد المؤتمر السابع
لألمم المتحدة المتعلق بمنع الجريمة و معاملة المجرمين الذي انعقد في ميالنو
الذي اعتمد على عدم قابلة عزل القضاة او النقل ،حيث نص في البند 18على ما يلي:
يكون القضاة عرضة لإليقاف او للعزل إال لدواعي عدم القدرة او دواعي السلوك ،التي
تجعلهم غير الئقين ألداء مهامهم" ،و أيضا ما نص عليه البند ": 19تحدد جميع
اإلجراءات التأديبية ،وإجراءات اإليقاف او العزل ،وفقا لمعايير المعمول بها في السلك
510
القضائي".
بصفة عامة يعد مبدآ االستقاللية القضائية ،من المبادئ االستداللية للحكامة القضائية
،بجانب مبادئ النزاهة و الكفاءة و الفعالية القضائية ،التي تسعى كلها الى جعل مقاربة
إصالح القضاء ،مقاربة حكماتية ذات بعد شمولي و مجتمعي و استراتيجي ،وال تهم فقط
جانبا او مؤسسة معينة كيفما كان موقعها ،بل تجعل اإلصالح في هذا المجال الحيوي،
شأنا اجتماعيا ،يخدم مبادئ العدالة و دولة الحق و القانون.
510
د.محمد االزهر " مرجع سابق" صفحة . 23
238 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
فاإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ينص في مادته العاشرة على أن :لكل إنسان على قدم
المساواة التامة مع اآلخرين في أن تنظر قضيته محكمة مستقلة ومحايدة نظرا منصفا
وعلنيا ،للفصل في حقوقه والتزاماته وفي أية تهمة جزائية توجه إليه".
أما العهد الدولي المتعلق بالحقوق المدنية والسياسية فقد نصت المادة 14منه على ما
يلي " :من حق كل فرد أن تكون قضيته محل نظر منصف وعلني من قبل محكمة مختصة
مستقلة حيادية منشأة بحكم القانون" .
والهدف من المحاكمة العادلة هو الوصول إلى الحقيقة بسرعة وفعالية لتحقيق المصلحة
العامة ،أما ضماناتها هي أن يتحقق هذا الهدف على يد قضاء محايد ومستقل .
وموضوع استقالل القضاء شأن يتجاوز بكثير حدود القضاة أنفسهم ،إذ أنه في جوهره
وثيق الصلة بقضية العدل وميزان الحرية في المجتمع .إذ ال يمكن للقاضي أن يمارس
مهامه مطمئنا هادئا دون ضمانات تحصنه وتؤكد استقالله ،وهذه الحصانة مقررة للقضاء
بموجب دستور المملكة لسنة 2011و المتمثلة في المجلس األعلى للسلطة القضائية حيث
أوكلت له الوثيقة الدستورية مجموعة من الصالحيات .
وبالتالي سوف يتم بدراسة و التحليل هذه المؤسسة الدستورية التي خص لها المشرع
الدستوري عددا من الفصول ،بدءا من الفصل 113الى غاية الفصل ، 116كما أحال الى
القانون التنظيمي انتخاب و تنظيم و سير المجلس األعلى للسلطة القضائية ،و المعايير
المتعلقة بتدبير الوضعية المهنية للقضاة ،و مسطرة التأديب .وعليه سنكتفي في هذه الدراسة
بدراسة نقطتين ،أوال اختصاصات الرئيسية للمجلس األعلى للسلطة القضائية ،ثانيا
االختصاصات الثانوية.
الفقرة األولى :االختصاصات و الصالحيات المجلس األعلى لسلطة
القضائية.
مبدئيا يمكن القول أن المجلس تبرز فعاليته القصوى في تكريس ضمانات المحاكمة
العادلة انطالقا من الدور االختصاصي المنوط به دستوريا وتنظيميا .ولنا في ذلك مرجعيتين
اثنتين ،مرجعية دستورية ومرجعية تنظيمية.
239 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
240 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
المجلس تربطه بالمحاكمة العادلة عالقة إشراف أحيانا وحماية أحيانا أخرى ،أما عالقة
اإلشراف على المحاكمة العادلة فتتجلى في كونه يمتلك وظيفة السهر على تطبيق الضمانات
الممنوحة للقضاة ،استقالال ،تعيينا ،ترقية ،وتأديبا.
وحيث إن استقالل القضاة جزء من استقالل العدالة فإن المجلس بهذا يكون مساهما
مباشرا في بلورة المحاكمة العادلة من نافذة القضاة وليس من جهة المتقاضين.
ثانيا :المرجعية التنظيمية المؤطرة الختصاصات وصالحيات المجلس
يستشف من خالل تصفح و قراءة قانون التنظيمي المنظم للمجلس األعلى للسلطة
القضائية 100.13ان هذا القانون التنظيمي جاء بمجموعة من االختصاصات و التي دقق
فيها بشكل كبير ،حيث خصص القانون التنظيمي السالف ذكره اختصاصات المجلس في
ثالثة أبواب من المادة 65الى المادة 113وهي على الشكل التالي :
511
المادة 112من الظهير الشريف رقم 1.16.40صادر في 14من جمادى االخرة 24( 1437مارس ، )2016بتنفيذ القانون التنظيمي رقم
100.13المتعلق بالمجلس االعلى للسلطة القضائية .المادة . 112
512
المادة 113من من الظهير الشريف رقم 1.16.40صادر في 14من جمادى االخرة 24( 1437مارس ، )2016بتنفيذ القانون التنظيمي
رقم 100.13المتعلق بالمجلس االعلى للسلطة القضائية .المادة . 112
242 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
وضع مدونة السلوك األخالقية والمهنية من طرف المجلس حيث نصت المادة 106من
القانون التنظيمي 100.13أن المجلس يضع بعد استشارة الجمعيات المهنية للقضاة مدونة
لألخالقيات القضائية تتضمن القيم والمبادئ والقواعد التي يتعين على القضاة االلتزام بها
أثناء ممارستهم لمهامهم ومسؤولياتهم القضائية ،وذلك من أجل:
الحفاظ على استقاللية القضاء وتمكينهم من ممارسة مهامهم بكل نزاهة وتجرد
ومسؤولية.
صيانة هيبة الهيئة القضائية التي ينتسبون إليها والتقيد باألخالقيات النبيلة للعمل القضائي
وااللتزام بحسن تطبيق قواعد سير العدالة.
حماية حقوق المتقاضين وسائر مرتفقي القضاء ،والسهر على حسن معاملتهم ،في إطار
االحترام التام للقانون.
تأمين استمرارية مرفق القضاء والعمل على ضمان حسن سيره.
ال شك أن الدستور المغربي الجديد لسنة ، 2011وانطالقا من مرجعياته ،قد نص على
استقاللية القضاء والقضاة خدمة لحرية اإلنسان وحقوقه أي ضمانا للمحاكمة العادلة ،وتباعا
لذلك ،فاستقاللية القضاء تقتضي لزوما التنصيص على استقاللية القاضي ال كشخص بل
كفاعل نبيل ترك له المشرع الدستوري ،كلما تم المس باستقالليته ،حق إحالة ذلك على
المجلس األعلى للسلطة القضائية؛ هذا علما بأن كل إخالل باالستقاللية اعتبره النص
الدستوري خطأ مهنيا جسيما أو غشا ،ونص كذلك على عقاب الجهة المؤثرة.
القاضي ملزم بتطبيق القانون الذي هو أسمى تعبير عن إرادة األمة ،والذي يعتبر المعبر
عن طموحاتها وخيارات نمط عيشها .ينص الفصل 110الفقرة األولى ":ال يلزم قضاة
األحكام إال بتطبيق القانون وال تصدر أحكام القضاء ،إال على أساس التطبيق العادل
للقانون ".وفي كل هذا منح النص الدستوري القضاة حق ومسؤولية إصدار األحكام
القضائية مع لزوم استحضار الحياد واالبتعاد عن الشبهات.
إن ضمان حصول استقاللية السلطة القضائية عن التنفيذية الذي هو شرط العدالة
والمساواة ،ولجم الشطط والتسلط ،تجسد في المجلس األعلى للسلطة القضائية وهي هيئة
عليا ضامنة الستقاللية سلطة القضاء وكذا تشخيصه للوقوف على مكامن الخلل وصياغتها
في شكل توصيات وتقارير من أجل العمل على تجاوزها بحثا عن الحفاظ على أمن وسعادة
243 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
المواطن المغربي وصونا لحقوقه ،هذا دون نسيان تحملها مسؤولية إصدار آراء مفصلة
بطلب من الملك أو الحكومة أو البرلمان حول سير القضاء.
خاتمة الفصل الثاني
وصفوة القول ،لقد حولنا قدر المستطاع اإلحاطة بالدراسة و التحليل أهم الجوانب
المتعلقة بهذه النماذج التطبيقية لبض القوانين التنظيمية ،حيث إستهلنا في البداية بالتطرق
الى القانونين المنظمين لمجلسي البرلمان ،لدراسة بعض الجزئيات المهمة ،مع إضفاء
الطابع القضائي و يتجلى في القرارات الصادرة عن المحكمة الدستورية
بالمغرب(المجلس الدستوري سابقا) وذلك من أجل تبيان هل كانت المحكمة الدستورية
صائبة أم ال ،وتماشيا مع الهدف المنشوذ لهذه الدراسة و يتجلى في مدى احترام القوانين
التنظيمية للمقتضيات الدستورية ? و هل القوانين التنظيمية ترجمة المقتضيات
الدستورية?
خالصة عامة
لقد حاولنا من خالل هذه الدراسة اإلحاطة بأهم الجوانب النظرية و اإلشكاالت التي
تطرحها القوانين التنظيمية داخل النسق السياسي ،وفي هذا الصدد نشير الى ان التركيز
على بعض القوانين التنظيمية ليس من باب الصدفة ،ولكن لكون هذه القوانين التنظيمية
لها أهميتها القصوى ،رغم أننا تناولها في بعض النقط المهمة أي المعالجة الجزئية نظرا
ألهمية هذه النقط.
وفي ضوء هذه المعطيات يمكن القول بأن الفرضية األولى هي صحيحة ،بمعنى ان
القوانين التنظيمية تعتبر بمثابة دستور ثان يفسر األهداف و المبادئ الدستورية ،وهي
التي تعمل على تنزيل مقتضيات الدستورية على ارض الواقع ،وهذه المكانة جعلتها
تخضع لرقابة الوجوبية من طرف المحكمة الدستورية نظرا ألهمية التي تحظى بها
244 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
.ويمكن القول ان القوانين التنظيمية هي جنس خاص من القواعد القانونية ،فهي تشكل
مصدرا خصبا للتنظيم القانوني نظرا لطبيعتها الدستورية.
من خالل تحصيل مجموعة من الخالصات ،يتضح وجوب انصرام القوانين التنظيمية،
للمدة الزمنية المحددة في 10أيام لدى مجلس النواب ،وهو ما أضفى على القوانين
التنظيمية درجة من األهمية و القوة .
إعطاء الكلمة األخيرة لمجلس النواب بمناسبة بمناسبة التصويت على مشروع قانون
تنظيمي ،فعلى هذه األخيرة ،أن تقره باألغلبية المطلقة لألعضاء الحاضرين ،غير انه إذا
تعلق بمشروع او مقترح قانون تنظيمي يخص مجلس المستشارين أو الجماعات الترابية ،
فان التصويت يتم باألغلبية أعضاء مجلس النواب .
لزوم إقرار القوانين التنظيمية المتعلقة بمجلس المستشارين ،باتفاق بين مجلسي البرلمان،
على نص موحد.
ممارسة المحكمة الدستورية للرقابة الوجوبية مسبقة على القوانين التنظيمية ،فال يمكن
إصدار األمر بتنفيذ القانون التنظيمي ،إال بعد ان تصرح المحكمة الدستورية مطابقتها
للدستور.
كما ان المسطرة التشريعية المعتمدة بالنسبة للقوانين التنظيمية هي نفس المسطرة المعتمدة
للقوانين العادية مرورا باإلحالة و الدراسة أمام اللجان البرلمانية ثم الجلسات العامة لمجلسي
البرلمان
ان مكانة القوانين التنظيمية في الدستور المغربي جاءت خالية من أية إشارة الى مكانتها
بين القواعد المكونة لهرم النظام القانوني ،حيث اكتفى الدستور بتحديد مجاالت تدخلها و
كيفية إقرارها ،مما أدى الى ذلك اختالف بين فقهاء القانون العام في تصنيف و ترتيب
القوانين التنظيمية داخل التدرج الهرمي للقوانين ،فجانب من الفقه يعتبرها مجرد قواعد
تشريعية ال ميزة لها أما الجانب األخر من الفقه و الذي يشكل غالبيته ،فقد ذهب الى أنها
تتمتع بمرتبة أعلى من القوانين العادية و أدنى من الدستور فهي في موقع وسط بينهما.
لقد خص الدستور المغربي الجديد 2011القوانين التنظيمية بتنظيم مواضيع معينة
أكسبتها خصوصية و أهمية دستورية ،فجميع القوانين التنظيمية منبثقة عن الدستور ،وال
يتصور وجود قانون تنظيمي من دون ان يكون فصل دستوري قد أحال عليه ،وحدد مجال
245 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
تدخله .فأهمية القانون التنظيمي تكمن في تنصيص الدستور على موضوعه ،ومعنى ذلك
ان المجال الذي تشتغل فيه القوانين التنظيمية هو مجال محفوظ بفصول الدستور و
محمي من ان تطاله يد المشرع العادي ،أوال بتحديد القوانين التنظيمية على سبيل
الحصر و تعداد المواضيع التي تنتظم فيها ،وثانيا باشتراط اإلحالة اإللزامية على
المحكمة الدستورية قبل األمر بإصدارها.
و في الفصل الثاني حاولنا التطرق الى بعض نماذج تطبيقية لبعض القوانين التنظيمية
في ظل دستور 2011من اجل دراسة بعض النقاط المهمة ،فقط تطرقنا الى القانونين
التنظيميين لمجلسي البرلمان(مجلس النواب و مجلس المستشارين) ،حيث عملنا على
دراسة و تحليل بعض النقاط المهمة ،كشروط التشريح لعضوية مجلس النواب و التقطيع
االنتخابي و تأثيره على العمليات االنتخابية ،و العتبة ،وتمثيلية النساء و الشباب داخل
قبة البرلمان ،وأيضا دراسة القانون التنظيمي للمجلس المستشارين بدءا بكيفية تشكيل
المجلس ،مرورا الى كيفية انتخاب الرئيس و الحاالت التنافي .لننتقل بعدها لدراسة
القانون التنظيمي للجهة و الذي خصصناه لدراسة و تحليل بعض النقط على سبيل المثال
مبدأي تدبير الحر و مبدأ التفريع ،وكيفية تشكيل المكتب ،ونظام المالي للجهة و الرقابة
عليه ،و انتهاءا بالقانون التنظيمي للمجلس األعلى للسلطة القضائية.وذلك من اجل الرد
على الجواب الذي هو قيد دراستنا أال وهو هل هذه القوانين التنظيمية السالفة الذكر
ترجمة المقتضيات الدستورية أم تم إفراغ محتواه?
يتضح من خالل تصفح او باألحرى من خالل دراستنا لهذه القوانين التنظيمية إبداء
بعض االستنتاجات .
نالحظ ان القانون التنظيمي خصوصا القانون التنظيمي للجهة أعاد إنتاج نفس
المقتضيات الدستورية (حالة مبدأ تدبير الحر) ،باالضافة إال انه أعاد إنتاج مقتضيات
دستورية بشكل غامض على سبيل المثال (مبدأ التفريع)
فمن خالل دراسة القانون التنظيمي للجهة 111.14نالحظ ان هناك ايجابيات و
سلبيات ،فيما يخص االيجابيات ،هو انه حصل تطور على مستوى تصويت ،حيث تم
االعتماد على قاعدة التصويت العلني وهو معطى ايجابي ،باالضافة الى ان عزل الرئيس
و حل المجلس هو من اختصاص القضاء اإلداري ،لكن هناك بعض السلبيات نذكر من
246 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
أهمها أنه تم استبدال مصطلح الوصاية بالمواكبة ،باالضافة إلى أن السلطة
المختصة(الداخلية) حاضرة في المجلس ،وبالتالي التدخل في تسيير و لكن بأساليب اخرى
مثال التأشير على بعض القرارات من قبل عامل (التأشير على اعتماد الميزانية).
أما القانون التنظيمي لمجلس النواب نالحظ انه يجب إعادة النظر في العتبة ،حيث
ساهمت انخفاض العتبة في ظهور مجموعة من األحزاب(البلقنة السياسية) مما يصعب
مأمورية في تشكيل الحكومة ،باالضافة الى إعادة النظر في التقطيع االنتخابي ،أما
التمثيلية للنساء فقد عمل القانون التنظيمي على تكريس مبدأ المناصفة و المساواة ويالحظ
انه حصل تطور في التمثيلية للنساء داخل قبة البرلمان
أما القانون التنظيمي للمجلس األعلى للسلطة القضائية و الذي أثار جدال واسع باعتبار ان
الدستور جاء واضحا في الفصل 107السلطة القضائية مستقلة عن السلطة التشريعية و عن
السلطة التنفيذية ،و عند تصفح الوثيقة الدستورية في مجال السلطة القضائية نجدها خالية
تماما من سلطة الوزير العدل ،لكن في القانون التنظيمي للمجلس األعلى للسلطة القضائية
على سبيل المثال المادة 54من القانون التنظيمي 100.13يمكن لوزير المكلف بالعدل
حضور اجتماعات المجلس من اجل تقديم بيانات و معلومات تتعلق باإلدارة القضائية او أي
موضوع يتعلق بسير مرفق العدالة ،وهذا المعطى يتنافى مع مقتضيات الدستورية التي
جاءت باستقاللية السلطة القضائية عن السلطة التنفيذية .
باإلضافة الى ان المحكمة الدستورية أثناء فحصها و مراقبتها للقوانين التنظيمية أضاعت
الفرصة في مجموعة من القوانين التنظيمية أثناء بتها ،كما أصابت في قليل من األحيان مما
يطرح حولها مجموعة من التساؤالت ،حول مدى جودة القرارات التي تصدرها باالضافة
الى تعين سرية القاضي المقرر و الذي ينفرد به الرئيس المحكمة الدستورية ،طبقا للمادة
17من القانون التنظيمي 0666.13للمحكمة الدستورية و الذي يثير مجموعة من
حيث ال توجد معايير محددة في تعيين القاضي المقرر بالنسبة للمحكمة اإلشكاالت
الدستورية بالمغرب ،عكس في التجارب المقارنة و بالضبط في البلغاريا يالحظ ان رئيس
المحكمة الدستورية يعين القاضي المقرر بعد إعداده لملف مسبق حول كل قاضي دستوري
من حيث تكوينه و تخصصه و عدد الملفات التي اشتغل عليها داخل المحكمة الدستورية.
247 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
و في األخير فإننا سنحاول تقديم مجموعة التوصيات التي البد من أخذها بعين
االعتبار و التي تتعلق بجوانب قانونية و تنظيمية و مؤسساتية و علمية و غيرها من
المجاالت األخرى:
المراجع
كتب
ذة .أمينة المسعودي "القانون الدستوري و المؤسسات الدستورية" ،الطبعة االولى 2010
ص 30و . 31
موريس دوفرجيه" القانون الدستوري و المؤسسات السياسية االنظمة السياسية الكبرى"
الطبعة األولى سنة 1412ه1992-م المؤسسة الجامعية لدراسات و النشر و التوزيع.
د .جابر جاد نصار " الوسيط في القانون الدستوري" رقم اإليداع 19708سنة 2007
د .حسن مصطفى البحري " القانون الدستوري – النظرية العامة "-الطبعة األولى
1430ه2009 /م.
محمد أتركين "الدستور و الدستورانية " مطبعة النجاح الجديدة دار البيضاء الطبعة
األولى . 2007
248 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
ذ .محمد الرضواني "مدخل للقانون الدستوري" مطبعة المعارف الجديدة الرباط الطبعة
األولى . 2013
ذ.أمحمد مالكي ،األنظمة السياسية الكبرى الطبعة األولى 2004المطبعة و الوراقة
الوطنية مراكش.
سليمان الطماوي " السلطات الثالث في الدساتير العربية المعاصرة و في الفكر السياسي
اإلسالمي " دراسة مقارنة مطبعة عين الشمس طبعة 5سنة . 1985
مصطفى قلوش "المبادئ العامة للقانون الدستوري " شركة بابل للطباعة و النشر و
التوزيع الرباط الطبعة الرابعة . 1995
ذ .عبد العالي حامي الدين "دستور 2011إضاءات متقاطعة على الدستورانية المغربية
الجديدة " وتم تقديم مداخلته تحت عنوان " دستور 2011على محك التطبيق :السلطة
التنفيذية بين جدلية التأويل الديمقراطي و إكراهات الممارسة" منشورات الجمعية المغربية
للقانون الدستوري بدعم من مؤسسة هانس سايدل األلمانية مطبعة المعارف الجديدة .2014
ذ .احمد مفيد ا "دستور 2011إضاءات متقاطعة على الدستورانية المغربية الجديدة "
وتم تقديم مداخلته تحت عنوان " االختصاصات التشريعية للبرلمان و سؤال الفعالية "
منشورات الجمعية المغربية للقانون الدستوري بدعم من مؤسسة هانس سايدل األلمانية
مطبعة المعارف الجديدة . 2014
المجلس الدستوري "دليل المنازعات االنتخابية البرلمانية من خالل قرارات المجلس
الدستوري مطبعة األمنية الرباط الطبعة األولى 1432ه 2011 -م .
المجلس الدستوري" الجامع لمبادئ وقواعد القضاء الدستوري المغربي" مطبعة األمنية-
الرباط سنة . 2015
عبد العزيز أشرقي " الجماعات الترابية األفاق المستقبلية و تحديات التنمية المستدامة
(الجهات ،العماالت و األقاليم ،الجماعات المحلية) ،مطبعة النجاح ،طبعة لسنة 2016م/
1437ه.
دليل منتخبي الجهات على ضوء مقتضيات القانون التنظيمي رقم 111.14المتعلق
بالجهات" المملكة المغربية – وزارة الداخلية -المديرية العامة للجماعات المحلية إصدار
سنة . 2016
249 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
لبكر رشيد :إعداد التراب الوطني ورهان التنمية الجهوية ،منشورات عكاظ ،الرباط،
. 2003
د .محمد األزهر " السلطة القضائية في الدستور – دراسة قانونية" الطبعة االولى
. 1434-2013
سليمان محمد الطحاوي" السلطات الثالث في الدساتير العربية المعاصرة في الفكر
السياسي اإلسالمي ،دراسة مقارنة" دار الفكر العربي ،القاهرة سنة . 1979
رسائل و أطروحات
محمد الصفريوي أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون "االجتهاد القضائي
الدستوري في المادة االنتخابية مرجعياته و تطبيقاته" جامعة محمد الخامس اكدال .
ذ .الرحيم المنار أسليمي "مناهج عمل القاضي الدستوري بالمغرب دراسة سوسيو
قضائية الجزء األول أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام جامعة محمد الخامس أكدال
الرباط .
عبد الرحيم منعم "الطبيعة الدستورية للقوانين التنظيمية في ضوء قرارات القضاء
الدستوري بالمغرب و فرنسا" رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة جامعة محمد
الخامس كلية العلوم القانوني واالقتصادية واالجتماعية – الرباط أكدال.
ذ .خالد الشرقاوي السموني"المجلس الدستوري و رقابته على االنتخابات التشريعية
أطروحة لنيل دكتوراه الدولة في الحقوق جامعة محمد الخامس –كلية العلوم القانونية
واالقتصادية و االجتماعية الرباط-أكدال السنة الجامعية . 2004-2003
الغيوبي الشريف :األسس القانونية والمعوقات المالية للتنمية الجهوية ،أطروحة لنيل
الدكتوراه في القانون العام ،جامعة محمد الخامس ،كلية الحقوق ،اكدال ،الرباط ،السنة
الجامعية .2003-2002 ،
لوالد داحو "القضاء الدستوري بالمغرب المجلس الدستوري و المنازعات االنتخابية "
رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون العام ,جامعة محمد الخامس كلية
العلوم القانونية و االقتصادية واالجتماعية الرباط اكدال السنة الجامعية 2001-2002
250 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
ام كلثوم جمال الدين "القانون البرلماني المغربي " أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون
العام .جامعة محمد الخامس كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية وجدة.
الحسن الجماعي :الضوابط القانونية لالنتخابات التشريعية في المغرب وفرنسا .أطروحة
لنيل الدكتوراه في الحقوق الجزء الثاني لسنة الجامعية .2001-2000
عادل زروق " الجهوية بالمغرب ،بين حدود التجربة الراهنة و أفاق الوضع المتقدم"
رسالة لنيل الماستر في القانون العام تخصص القانون و العلوم اإلدارية للتنمية السنة
الجامعية . 2009-2010
يحيا عبد الكبير :التقسيم الجهوي بالمغرب ورهان التنمية ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات
العليا المعمقة ،في القانون العام ،جامعة عبد المالك السعدي ،كلية الحقوق ،طنجة ،السنة
الجامعية.2005-2004،
محمد الصابري مبدأ التفريع وتوزيع اإلختصاصات بالمغرب في أفق الجهوية المتقدمة
رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون العام . 2011/2012.جامعة محمد الخام كلية
العلوم القانونية واالقتصادية و االجتماعية سال.
مقاالت
ذ .مصطفى قلوش" اإلطار القانوني و الفقهي للقوانين التنظيمية " المجلة المغربية
لإلدارة المحلية و التنمية عدد 47نونبر -دجنبر . 2002
ذ.المصطفى منار "الولوج الفردي الى القضاء الدستوري و تعزيز الضمانات الدستورية
المتعلقة بالحقوق و الحريات في دستور " 2011المجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمية
العدد 123-122ماي-غشت . 2015
ذ.نور السداة حميوي "القوانين التنظيمية بين المشرع الدستوري و السلطة التشريعية"
المجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمية عدد 103مارس -ابريل . 2012
أشركي محمد "القوانين التنظيمية بالمغرب المجلة المغربية لقانون و االقتصاد و التنمية
العدد 1سنة . 1982
محمد الساسي :الملك يقدم الدستور .قراءة في العالقة بين الخطاب الملكي ل 17يوليو
2011ونص الدستور الجديد ، ،دفتر وجهة نظر ،24الدستور الجديد ووهم التغيير.
251 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
ذ . .نور السداة حميوي "القوانين التنظيمية بين المشرع الدستوري و السلطة التشريعية"
المجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمية عدد 103مارس -ابريل . 2012
عبد المنعم لزعر "العتبة و تاثيراتها السياسية و االنتخابية" ،مجلة مسالك العدد 43/44
سنة . 2012
بارة سمير " التمثيل السياسي للمرأة الجزائرية في المجالس المنتخبة " دفاتر السياسة و
القانون ،العدد الثالث عشر /جوان . 2015
د .محمد شكراد "مقاربة قانونية و قضائية لمبدا المناصفة – دراسة مقارنة ما بين
التجربتين االسبانية و المغربية " ،المجلة المغربية لالدارة المحلية و التنمية ،ماي-يونيو
2016العدد . 128
محمد اوالد الحاج " الجهة و الجهوية المتقدمة :قراءة مقارنة بين القانون رقم 47-96
والقانون التنظيمي رقم " 111.14المجلة المغربية لالدارة المحلية والتنمية ،عدد مزدوج
126-127ينابر-ابريل . 2016
د .محمد اليعقوبي"الجهوية المتقدمة في الخطب الملكية" مجلة مسالك العدد ، 17/18
سنة . 2011
جمال الدين ايت الطاهر " حكامة الجماعات الترابية في ضوء القوانين التنظيمية ثنائية
التدبير الحر و المراقبة البعدية" العدد 48/47مجلة مسالك .
ذ .علي القاسمي التمسماني" البناء الدستوري الجديد لتوزيع االختصاص بين الدولة و
الجهات " مجلة العلوم القانونية طنجة سنة . 2012
د عبد اللطيف برحو :مالية الجماعات المحلية بين واقع الرقابة ومتطلبات التنمية،
منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية.2011 ،
محمد بوجيدة :تداخل االختصاصات بين الجماعات المحلية والدولة ،منشورات المجلة
المغربية لإلدارة المحلية. 2011.
احمد بوعشيق :الحكامة المالية على ضوء الميثاق الجماعي الجديد ’منشورات رسالة
الجماعات المحلية عدد 13يونيو . 2005
252 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
مريم زان "النظام المالي للجهة على ضوء القانون التنظيمي رقم " 111.14المجلة
المغربية لالدارة المحلية و التنمية ،عدد مزدوج ، 126-127يناير -ابريل . 2016
ذة .منية بنلمليح" اي استقاللية للقضاء المغربي في دستور " 2011المجلة المغربية
لالدارة المحلية و التنمية عدد مزدوج ، 110-109مارس – يونيو . 2013
الخطب الملكية
الخطاب الملكي لصاحب الجاللة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى 58لثورة الملك
والشعب 20غشت2011
خطاب صاحب الجاللة الملك محمد السادس بمناسبة إفتتاح الدورة ا ألولى من السنة
التشريعيةالخامسة من الوالية التشريعية الثامنة الرباط 14 ،أكتوبر2011
خطاب صاحب الجاللة الملك محمد السادس بمناسبة حفل تنصيب اللجنة ا إلستشارية
لمراجعة الدستور الرباط 09 ،مارس2011
خطاب صاحب الجاللة الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش المجيد 30يوليوز
2008
الخطاب الملكي لسنة 08اكتوبر 2010بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية االولى من
السنة التشريعية الرابعة من الوالية التشريعية الثامنة .
خطاب صاحب الجاللة الملك محمد ال سادس بمناسبة حفل تنصيب اللجنة ا إلستشارية
لمراجعة الدستورالرباط 09 ،مارس. 2011
خطاب صاحب الجاللة الملك محمد السادس بمناسبة اإلعالن عن مشروع الدستور في
17يونيو. 2011
خطاب صاحب الجاللة الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش المجيد 30يوليوز
. 2011
خطاب صاحب الجاللة الملك محمد السادس بمناسبة إفتتاح الدورة األولى من السنة
التشريعية الخامسة من الوالية التشريعية الثامنة الرباط 14 ،أكتوبر. 2011
تقارير و ندوات
253 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
ميثاق االمم المتحدة في 27حزيران /يونيو 1945في سان فرانسيسكو في ختام مؤتمر
االمم المتحدة الخاص بنظام الهيئة الدولية ،و اصبح نافذا في 24تشرين االول /اكتوبر
. 1945
االعالن العالمي لحقوق االنسان بموجب قرار الجمعية العامة المؤرخ في كانون االول /
ديسمبر . 1948
العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية و السياسية المؤرخ في 16كانون /ديسمبر
، 1966تاريخ نفاذ 23اذار /مارس 1976
اللجنة االستشارية للجهوية"تقرير حول الجهوية المتقدمة "الكتاب الثاني:الجوانب
المؤسساتية
المجلس الوطني لحقوق االنسان مذكرة القانون التنظيمي للدفع يعدم الدستورية.
القوانين و المراسيم
الظهير الشريف رقم 1.11.91الصادر في 27من شعان 29(1432يوليوز)2011
بتنفيذ نص الدستور.
ظهير الشريف رقم 1.96.157صادر في 23من جمادى االولى 7( 1417اكتوبر
)1996بتنفيذ نص الدستور
الدستور الفرنسي لسنة 1958وفق اخر التعديالت التي طرات عليه في 23يوليوز
2008
الدستور االسباني 27ديسمبر 1978مع تعديل الفصل 135في 27سبتمبر /ايلول
2011
الدستور التونسي لسنة . 2014
دستور .1962
دستور 1970
دستور .1972
دستور .1992
254 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
الظهير الشريف رقم 1.14.139الصادر 6شوال 13( 1435اغسطس )2014بتنفيذ
القانون التنظيمي رقم 066.13المتعلق بالمحكمة الدستورية
الظهير الشريف رقم 1.16.118صادر في 6ذي القعدة 10( 1437أغسطس
)2016بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 20.16القاضي بتغيير وتتميم القانون التنظيمي رقم
27.11المتعلق بمجلس النواب
الظهير الشريف رقم 1.97.185صادر في فاتح جمادى االولى 4( 1418سبتمبر
)1997بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 31.97المتعلق بمجلس النواب .
القانون التنظيمي 22.06يغير و يتمم بموجبه القانون التنظيمي رقم 31.97المتعلق
بمجلس النواب و الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.97.185بتاريخ فاتح جمادى
االولى 4( 1418سبتمبر .)1997
الظهير الشريف رقم 1.97.186صادر في فاتح جمادى االولى 4( 1418سبتمبر
) 1997بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 32.97المتعلق بمجلس المستشارين
الظهير الشريف رقم 1.15.88صادر في 29من رمضان 16( 1436يوليو ) 2015
بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 28.11المتعلق بمجلس المستشارين .
ظهير الشريف رقم 1.15.83صادر في 20من رمضان 7( 1436يوليوز2015
) ،بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 111.14المتعلق بالجهات.
القانون التنظيمي رقم 34.15بتغيير و تتميم القانون التنظيمي رقم 59.11المتعلق
بانتخاب اعضاء مجالس الجماعات الترابية ،الصادر بتنفيذ الظهير الشريف عدد
1.15.90صادر في 29رمضان ، 1436الموافق 16يوليوز ، 2015الجريدة
الرسمية عدد 6380بتاريخ 06شوال 1436الموافق 23يوليوز 2015
ظهير شريف رقم 1.11.171صادر في 30ذي الحجة 28( 1432أكتوبر
)2011بتنفيذ القانون رقم 57.11المتعلق باللوائح االنتخابية العامة وعمليات االستفتاء
وسائل االتصال السمعي البصري العمومية خالل الحمالت االنتخابية واستعمال
واالستفتائية.
255 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
ظهير الشريف رقم 1.11.158صادر في 18من شوال 7( 1432سبتمبر ) 2011
بتنفيذ القانون رقم 36.11المتعلق بتجديد اللوائح االنتخابية العامة وضبطها بعد إخضاعها
للمعالجة المعلوماتية .
ظهير الشريف 1.14.191صادر في 17من صفر 10( 1436ديسمبر )2014
بتنفيذ القانون 88.14المتعلق بالمراجعة االستثنائية للوائح االنتخابية العامة.
ظهير الشريف رقم 1.16.119صادر في 6ذي القعدة 10( 1437اغسطس 2016
) بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 29.11المتعلق باالحزاب السياسية .
ظهير الشريف رقم 1.02.255صادر في 25من رجب 3( 1423اكتوبر )2002
بتنفيذ القانون رقم 22.01المتعلق بالمسطرة الجنائية
ظهير شريف رقم 1-71-77بتاريخ 22ربيع الثاني 1391الموافق ل 16يونيو
،1971المتعلق باحداث المناطق ،جريدة رسمية عدد 3060بتاريخ 29ربيع الثاني
،1391الموافق ل 23يونيو ،1971ص.1352 :
-ظهير شريف رقم 1.97.84صادر في 23من ذي القعدة 1417الموافق ل 2ابريل
1997بتنفيد القانون رقم 47.96المتعلق بتنظيم الجهات ،جريدة رسمية عدد 4470
بتاريخ 24ذي القعدة 1417الموافق ل 3لبريل ، 1997ص.556 :
القانون رقم 36/04الصادر بتنفيذه ,الظهير الشريف رقم 1.06.18بتاريخ 14
فبراير 2006تحت عدد 5397بالجريدة الرسمية ,بتاريخ 20فبراير 2006المتعلق
باالحزاب السياسية(القانون رقم . (36/04
ظهيرال ُ
شريف رقم 1.59.413صادر في 28جمادى الثانية 26( 1382نونبر
)1962بالمصادقة على القانون الجنائي .
الظهير الشريف رقم 1.16.40صادر في 14من جمادى االخرة 24( 1437مارس
، )2016بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 100.13المتعلق بالمجلس االعلى للسلطة
القضائية.
النظام الداخلي لمجلس النواب
النظام الداخلي لمجلس المستشارين
256 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
المراسيم
مرسوم 2.11.603صادر في 21من ذي القعدة 19( 1432اكتوبر )2011باحذاث
الدوائر االنتخابية المحلية النتخاب اعضاء مجلس النواب و تحديد عدد المقاعد المخصصة
لكل دائرة ; انظر الجريدة الرسمية عدد 5988بتاريخ 22ذو القعدة 1432الموافق ل
20اكتوبر . 2011الصفحة . 5127
المرسوم رقم 2.13.533صادر في فاتح ذي الحجة 07( 1434اكتوبر ) 2013
يعلق بصندوق الدعم لتشجيع تمثيلية النساء
مرسوم رقم 2.97.246صادر في 12من ربيع االخر 1418الموافق ل 17غشت
1997المتعلق بتحديد عدد الجهات واسمائها ومراكزها ودوائر نفوذها وعدد المستشارين
الواجب انتخابهم في كل جهة وكذا توزيع المقاعد على مختلف الهيئات الناخبة وكذا اعداد
المقاعد الراجعة للجماعات المحلية وتوزيعها على العماالت واالقاليم المكونة لها ،جريدة
رسمية عدد 4509بتاريخ 18غشت ،1997ص.3275 :
مرسوم رقم 2.15716صادر في 09ذي الحجة 23( 1436سبتمبر،) 2015
بتغير الظهير الشريف رقم 1.59.351الصادر في فاتح جمادى االخرة 02( 1379
ديسمبر ، ) 1959بشان التقسيم االداري للمملكة.
مرسوم رقم 2.15.576صادر في 07شوال 1436الموافق ل 24يوليوز ، 2015
بتحديد عدد اعضاء الواجب انتخابهم في مجلس كل جهة ،وتوزيع عدد المقاعد على
العماالت و االقاليم و عماالت المقاطعات المكونة لكل جهة ،الجريدة الرسمية عدد 6381
بتاريخ 10شوال 1436الموافق ل 27يوليوز . 2015
المرسوم رقم 2.16.305جريدة الرسمية العدد 6482بتاريخ 14يوليو . 2016
المرسوم رقم 2.16.314جريدة الرسمية العدد 6482بتاريخ 14يوليو . 2016
المرسوم رقم 2.16.317جريدة الرسمية العدد 6482بتاريخ 14يوليو . 2016
المرسوم 2.16.308جريدة الرسمية عدد 6482بتاريخ 14يوليو . 2016
مقررات وقرارات
257 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
مقرر لرئيس الحكومة رقم 3.04.14صادر في 28من ربيع االخر 28( 1435
فبراير ،)2014يتعلق باللجنة المكلفة بتفعيل صندوق الدعم المخصص تمثيلية النساء.
قرار مشترك لوزير الداخلية ووزير االقتصاد و المالية رقم 618.14صادر في فاتح
جمادى االولى 03( 1435مارس ،)2014يتعلق بصرف الدعم المخصص لتشجيع
تمثيلية النساء.
قرارات
قرارات المجلس الدستوري المغربي سابقا (المحكمة الدستوري
مداخالت
د .نجيب الحجيوي" مداخلة تحت عنوان قرارات المحكمة الدستورية بخصوص القوانين
التنظيمية الثالث (الجهات،العماالت و االقاليم،ثم الجماعات ) ، ،و الذي نظمتها الجمعية
المغربية للقانون الدستوري ،بشراكة مع هانس سيدل االلمانية ،يوم الجمعة 30
كتوبر . 2015
مداخلة ذ .بثينة القروري" تامالت في المسار التشريعي للقوانين التنظيمية الصالح
العدالة" التي نظمتها الجمعية المغربية للقانون الدستوري بشراكة مع مؤسسة هانس سايدل
االلمانية بتاريخ الثالثاء 12يوليوز . 2016
258 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
النظام االساسي لحزب الحركة الشعبية المصادق عليه من طرف المؤتمر الوطني الثاني
عشر لحزب الحركة الشعبية المنعقد يومي 21و 22يونيو 2014بالرباط .
الموقع االلكتروني :
.http://www.alharaka.ma/ar/le-parti/reference/statuts
النظام االساسي للحزب جبهة القوى الديمقراطية .الموقع االلكتروني للحزب :
http://frontdesforcesdemocratiques.org
المواقع االلكترونية
مصطفى بن شريف ،مرجع الرقابة على دستورية القوانين في المغرب .الرقابة
الدستورية والرقابة القضائية االثنين 26ديسمبر – 2011الموقع اإللكتروني
www.goud.ma
انطوان نسيرة ،المواطن والعدالة الدستورية ،الكتاب السنوي المجلس 2012-6ص
اللبناني. الدستوري للمجلس االلكتروني الرابط 83
. conselcontititoinellihom.com .
ذ .ادريس لكريني "الكوتا" وواقع المشاركة النسائية في البرلمان بالمغرب ،الحوار
المتمدن العدد ) 13-03– 2009( – 2584على الساعة 8h59الموقع االلكتروني
http://www.ahewar.orgتاريخ الزيارة 17-01-2017على الساعة . 01H17
النساء-في-البرلمان-المغربي "ديمقراطية-ناقصة" بتاريخ 19اكتوبر 2016تاريخ
الزيارة 14-01-2017علىالساعة 18H40mn
.http://iknowpolitics.org/ar/news/world-news
الموقع االلكتروني لصندوق الدعم لتشجيع التمثيلية النساء :
http://www.femmes-moucharaka.elections.gov.ma
على الساعة 01H54بتاريخ . 24/06/2017
الجرائد
259 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
2011 القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور طاليب عبد احلليم
جريدة التجديد في. السمو للمعاهدات الدولية أم التشريعات الوطنية،علي الباهي
14.07.2013
.13.07 العالقة بين االتفاقية الدولية والقانون الوطني جريدة المساء. خالد حمدوني
2012
260 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
فهرسة المبيانات
الشكل رقم :01تمثيلية النساء في البرلمان في الالئحة الوطنية140…...………...
الشكل رقم :02تمثيلية النساء داخل البرلمان في واليتين التشريعيتين
2016-2011و 141 ……..…..…………… 2016-2021
الشكل رقم : 03تمثيلية النساء في برلمانات العالم…………………142……..
الشكل رقم : 04تركيبة مجلس النواب حسب النوع برسم
االنتخابات التشريعية ل 07أكتوبر 144 .….……………. 2016
الشكل رقم :05النسبة المئوية للشباب داخل األجهزة التقريرية
و التنفيذية لألحزاب المشار إليه ……150…………………...
الشكل رقم :06النسبة المئوية للنساء داخل األجهزة التقريرية
و التنفيذية لألحزاب المشار إليها…………………………151
الشكل رقم : 07يوضح عدد المقاعد المخصصة للجماعات الترابية………… 158
الشكل رقم : 08يوضح عدد المقاعد المخصصة لكل جهة
بالنسبة للغرف الفالحية…………………………………159
الشكل رقم :09الشكل التالي يوضع عدد المقاعد المخصصة لكل جهة
بالنسبة لغرف التجارة و الصناعة و الخدمات ……………… 159
الشكل رقم :10يوضح عدد المقاعد المخصصة للغرف الصناعة التقليدية
261 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
حسب كل جهة……………………………………………………..
160
الشكل رقم :11يوضح عدد المقاعد المخصصة لغرف الصيد البحري
كل حسب
جهة160………………………………………...
الشكل رقم :12يوضح عدد المقاعد المخصصة لكل جهة بالنسبة
األكثر للمشغلين المهنية للمنظمات
تمثيلية161…………….…….
الشكل رقم : 13يبين التقسيم الجديد للمملكة المغربية بخصوص
الجهات و العماالت و األقاليم
187…………………………….
الفهرس
تقديم05………………………………………………………………….
الفصل األول :القضاء الدستوري بالمغرب و طبيعة القوانين التنظيمية ………16…...
المبحث األول :مراقبة دستورية القوانين و عمل المحكمة الدستورية
بالمغرب و النظم المشابهة ……………………………………………… 17
المطلب األول :أشكال مراقبة دستورية القوانين
و اختصاصات المحكمة الدستورية 18 ………………………………………..
الفرع االول :انواع الرقابة على دستورية القوانين 18 .……………………....
الفقرة األولى :المراقبة بواسطة جهاز سياسي 19……………………………….
الفقرة الثانية :المراقبة بواسطة جهاز قضائي ………………………………21
الفرع الثاني :اختصاصات المحكمة الدستورية بالمغرب
262 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
و في التشريعات المقارنة 25 ……………………..………………………..
الفقرة االول :اختصاصات المحكمة الدستورية بالمغرب ………………………26
اوال :محدودية تجربة الغرفة الدستورية ……………………………………26
ثانيا :فعالية المجلس الدستوري في الرقابة على دستورية القوانين27……………...
ثالثا :المحكمة الدستورية في ظل دستور 2011
والقانون التنظيمي 29……………………………………………... 066.13
الفقرة الثانية :اختصاصات المحكمة الدستورية في النظم المقارنة ………………39
اوال :اسبانيا ……………………………………………………………39
ثانيا :أمريكا……………………………………………………………41
ثالثا :فرنسا45 …………………………………………………………..
المطلب الثاني :تنظيم و سير المحكمة الدستورية ……………………………45
الفرع االول :تكوين المحكمة الدستورية بالمغرب و في التشريعات المقارنة 45……..
اوال :تركيبة الغرفة الدستورية 46…………………………………………….
ثانيا :تكوين المجلس الدستوري 46…………………………………………...
ثالثا :تكوينالمحكمة الدستورية47.…………………………………………...
رابعا :تكوين المحكمة االسبانية49 …………………………………………..
خامسا :تكوين المحكمة الفرنسية …………………………………………49
الفقرة االولى :سير المحكمة الدستورية ……………………………………50
الفقرة الثانية :الهيكل التنظيمي للمحكمة الدستورية بالمغرب51…………………...
المبحث الثاني :مناهج القاضي الدستوري في مراقبة دستورية
القوانين التنظيمية ………………………………………………………54
المطلب األول :القوانين التنظيمية و مرتبتها داخل الهرم القانوني ………………56
الفرع األول :ماهية القوانين التنظيمية 56……………………………………..
263 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
الفقرة األولى :السياق التاريخي للقوانين التنظيمية …………………………57
الفقرة الثانية :مكانة القوانين التنظيمية في النظام القانوني 60…………………..
:مسطرة إقرار القوانين التنظيمية70 ……………………………. الفرع الثاني
الفقرة االولى :المسطرة البرلمانية 70……………………………………….
اوال :االيداع 70...………………………………………………………...
ثانيا :االحالة على اللجان البرلمانية 72……………………………………….
ثالثا :االحالة على الجلسة العامة75………………………………………….
الفقرة الثانية :المسطرة ما بعد البرلمانية……………………………………77
اوال :تصريح المحكمة الدستورية بمطابقة النص للدستور 78……………………..
ثانيا :القراءة الجديدة ……………………………………………………78
ثالثا :اصدار االمر بتنفيذ القانون79…………………………………………...
رابعا :نشر القانون بالجريدة الرسمية………………………………………79
المطلب الثاني :مناهج القاضي الدستوري في مراقبة القوانين التنظيمية 79………...
الفرع االول :التمييز بين المراقبة الدستورية و المنازعة الدستورية80 …………….
الفقرة االولى :المراقبة الدستورية80 ………………………………………...
الفقرة الثانية :المنازعة الدستورية80 ……………………………………….
الفرع الثاني :تقنيات عمل القاضي الدستوري و مراحل انتاج
81 القرار الدستور………………………………………………….......
82 الفقرة االولى :مناهج التأويل القاضي الدستوري……………………….
أوال :التحفظ التأويلي التقييدي83……………………………………………..
ثانيا :التحفظ التاويلي االنشائي او البنائي 84…………………………………..
ثالثا :التحفظ التاويلي التوجيهي(84 ……………………………..)directive
الفقرة الثانية :مراحل انتاج القرار الدستوري ………………………………89
264 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
اوال :القاضي الدستوري و دوره في اعداد مشروع القرار الدستوري ………… 90
ثانيا :مداولة في المحكمة الدستورية 92……………………………………….
ثالثا :بنية القرار الدستوري 93……………………………………………..
الفصل الثاني :نمادج تطبيقية لبعض القوانين التنظيمية
في ظل دستور 100…………………………………………………. 2011
المبحث االول :قراءة في السياق للقانونين التنظيميين
لمجلسي البرلمان 103……………………………………………………...
المطلب األول :اإلطار القانوني المنظم النتخابات التشريعية104…………………….
الفرع االول :شروط الترشيح لعضوية مجلس النواب و مراقبة التقطيع االنتخابي…107
الفقرة االولى :شروط الترشيح لعضوية مجلس النواب 108……………………….
الفقرة الثانية :مراقبة التقطيع االنتخابي و تأثيره على العمليات االنتخابية……115 ….
الفرع الثاني :جدلية العتبة و اعتماد اللوائح الوطنية للنساء و الشباب 124………….
الفقرة االولى :جدلية العتبة 126……………………………………………...
الفقرة الثانية :اعتماد اللوائح الوطنية للنساء و الشباب ………………………130
اوال :اعتماد نظام الدائرة الوطنية المخصصة للنساء 134………………………..
ثانيا :اعتماد نظام الدائرة الوطنية للشباب………………………………… 148
المطلب الثاني :قراءة متقاطعة في القانون التنظيمي 32.15المتمم و المغير
للقانون التنظيمي 11 28لمجلس المستشارين156 …………………………….
الفرع االول :تكوين مجلس المستشارين و انتخاب الرئيس ……………………157
الفقرة االولى :تركيبة مجلس المستشارين 158………………………………...
الفقرة الثانية :انتخاب رئيس المجلس المستشارين 162………………………….
اوال :المكتب المؤقت 162…………………………………………………...
ثانيا :المكتب الدائم163……………………………………………………..
265 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
الفرع الثاني :شروط وموانع الترشيح لالنتخابات مجلس المستشارين167………….
الفقرة االولى :الشروط الواجب توفرها لالنتخاب 168…………………………...
اوال :االهلية االنتخابية……………………………………………168…….
ثانيا :موانع الترشيح 168………………………………………………….
الفقرة الثانية :عدم الوقوع في حاالت التنافي 172……………………………….
المبحث الثاني :اهم المقتضيات و المستجدات التي اتى بها القانونين التنظيميين
للجهة 111. 14و المجلس االعلى لسلطة القضائية 178……...………. 100.13
المطلب االول :الهندسة الجديدة للجهة و بنياتها……………………………179
الفرع االول :تكريس المبادئ الدستوري المؤطرة للجهوية المتقدمة
في القانون التنظيمي للجهات 192 …………………………………. 111 14
الفقرة االولى :مبدا التدبير الحر …………………………………………193
الفقرة الثانية :مبدا التفريع 197……………………………………………...
الفرع الثاني :عقلنة البنية االنتخابية في تشكيل المجالس
الجهوية و نظامها المالي205………………………………………………..
الفقرة االولى :تشكيل مكتب الجهة ………………………………………206
اوال :انتخاب الرئيس206…………………………………………………...
ثانيا -انتخاب نواب الرئيسو209 ……………………………………………..
ثالثا :انتخاب كاتب المجلس ……………………………………………210
رابعا :اللجان الدائمة 211…………………………………………………..
خامسا :اجهزة مكملة و مساعدة الجهزة المجلس……………………………212
الفقرة الثانية :النظام المالي للجهة و الرقابة عليه217…………………………..
اوال :مكونات الميزانية 218………………………………………………...
266 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
ثانيا :الموارد المالية للجهة219……………………………………………..
ثالثا :تكاليف الجهة ……………………………………………………220
رابعا :تحضير الميزانية221………………………………………………...
خامسا :عرض واعتماد الميزانية222………………………………………...
سادسا :التاشير على الميزانية……………………………………………223
سابعا :اشهار الميزانية…………………………………………………225
ثامنا :تنفيذ الميزانية225 ………………………………………………….
تاسعا :حصر الميزانية227…………………………………………………..
عاشرا :مراقبة مالية الجهة 227……………………………………………..
المطلب الثاني :تعزيز المكانة الدستورية للسلطة القضائية 229…………………..
الفرع االول :االستقالل المؤسساتي و الذاتي للسلطة القضائية233………….……...
الفقرة االولى :االستقالل المؤسساتي 236……………………………………..
الفقرة الثانية :االستقالل الذاتي 237………………………………………….
الفرع الثاني :المجلس االعلى لسلطة القضائية 240…………………………...
الفقرة االولى :االختصاصات و الصالحيات المجلس االعلى لسلطة القضائية241……..
أوال :المرجعية الدستورية المؤطرة الختصاصات وصالحيات المجلس241 ………….
ثانيا :المرجعية التنظيمية المؤطرة الختصاصات وصالحيات المجلس 242…………...
الفقرة الثانية :االختصاصات الثانوية 243…………………………………….
خالصة عامة …………………………………………………………246
267 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا
القوانني التنظيمية يف اهلندسة الدستورية لدستور 2011 طاليب عبد احلليم
إصدار
والسياسية واالقتصادية
برلين – ألمانيا
أ آ
تحمل بالضرورة وجهة نظر
ِ ل المؤلف يحملها التي فكاروال اء
ر ال إن
المركز الديمقراطي العربي فمؤلف الك تاب يتحمل مسؤو َ
لية مضامينه.
الطبعة األولى
2020
268 املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية والسياسية واالقتصادية برلني – أملانيا