You are on page 1of 57

‫‪1‬‬ ‫د‪ .

‬جـمــال بـوشــمـا‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬

‫الرقابة الشرعية يف البنوك التشاركية‬

‫إعــداد‬
‫الدكتور مجال بومشا‬
‫أستاذ فقه املعامالت ‪ /‬رئيس شعبة التفسري واحلديث‬
‫جامعة القرويني كلية الشريعة أكادير‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫الرقـابـة الشرعية يف البنـوك التشـاركية‬ ‫‪2‬‬

‫لدائرة الشؤون اإلسالمية والعمل اخليري بدبي‬


‫فاكس‪+971 4 6087555 :‬‬ ‫هاتف‪+971 4 6087777 :‬‬
‫ص‪ .‬ب‪ - 3135 :‬دبــي‬ ‫اإلمــارات العربيــة املتحدة‬
‫‪www.iacad.gov.ae‬‬ ‫‪mail@iacad.gov.ae‬‬

‫يعب عن رأي صاحبه‬‫هذا البحث ّ‬


‫يعب بالضرورة عن رأي دائرة الشؤون اإلسالمية والعمل اخلريي بدبي‬
‫وال ّ‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫‪3‬‬ ‫د‪ .‬جـمــال بـوشــمـا‬

‫بســم اهلل الرمحان الرحيم والصالة والســام عىل ســيدنا حممد وآله وصحبه‬
‫أمجعني‪ ،‬وبعد‪:‬‬

‫تشــكل الرقابة الرشعية أساس هوية املؤسســات املالية واملرصفية اإلسالمية؛‬


‫لذلك فإن وجودها رضوري لكل مؤسســة تعمل بالنظام االقتصادي اإلســامي‬
‫الذي يمثل جانب العقود الرشعية والفقهية للمعامالت املالية اإلسالمية‪.‬‬

‫وقد بدأت الرقابة الرشعية يف املؤسســات املالية واملرصفية اإلسالمية يف شكل‬


‫استشاري عن طريق تعيني مستشار يتم اختياره من العلامء املعروفني دون اعتبار نوع‬
‫التخصص الذي يتطلبه العمل املرصيف‪ .‬ثم انتقــل االختيار إىل طلب املتخصصني‬
‫يف فقــه املعامالت والعارفني بواقع العمل املــريف؛ باعتبار فقه الواقع رضوريا يف‬
‫االجتهاد التنزييل‪ ،‬واستكامل تصور املسائل والصور املالية‪.‬‬

‫وانتقلــت الرقابــة الرشعية يف املؤسســات املاليــة واملرصفية اإلســامية من‬


‫الشــكل االستشــاري إىل النوع املهيكل يف هيئــات ومؤسســات داخل وخارج‬
‫املصارف‪ ‬اإلسالمية‪.‬‬

‫وموضوع الرقابة الرشعية يف البنوك التشاركية هو بحث جديد؛ حلداثة التجربة‬


‫املغربية يف املالية التشــاركية التي ختتص باملعامالت املالية اإلســامية‪ .‬كام يعد هذا‬
‫العمل اســتمرارا لتخصيص يف الدكتوراه التي ناقشــتها سنة ‪2011‬م يف موضوع‪:‬‬
‫الرقابة الرشعية يف البنوك اإلسالمية وتطبيقاهتا املعارصة‪.‬‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫الرقـابـة الشرعية يف البنـوك التشـاركية‬ ‫‪4‬‬

‫وحاولت يف صياغة مباحث هذا العمل النظر يف شكل الرقابة الرشعية يف البنوك‬
‫التشاركية‪ ،‬وكيفية تنزيلها‪ ،‬وعالقتها ببقية املؤسسات التي تتدخل يف املجال البنكي‬
‫التشاركي خصوصا منها البنك املركزي الذي تصدر عنه مناشري عديدة تتعلق بسري‬
‫املؤسسات املالية والبنوك التشاركية‪.‬‬

‫وتتوزع حماور هذا العمــل إىل مبحثني‪ ،‬يتناول األول مفهــوم الرقابة الرشعية‬
‫وتأصيلها‪ .‬أما الثاين الرقابة الرشعية يف البنوك التشاركية‪.‬‬

‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫‪5‬‬ ‫د‪ .‬جـمــال بـوشــمـا‬

‫املبحث األول‬
‫الرقابة الشرعية‪ :‬املفهوم والتأصيل‬

‫املطلب األول‪ :‬الرقابة الشرعية تعريفها ومفهومها‪:‬‬

‫‪ -‬الرقابة لغة‪:‬‬

‫بتتبع واستقراء املعاجم اللغوية نجد أن ملادة « رقب » جمموعة من االستعامالت‬

‫يف اللغة العربية الدالة عىل غنى معانيها‪ ،‬وتتمثل داللتها فيام ييل‪:‬‬

‫‪ -1‬احلفظ واحلراسة‪:‬‬

‫فالرقيب «هــو احلافظ الذي ال يغيب عنه يشء‪ ،‬فعيــل بمعنى فاعل والرقيب‬

‫احلفيــظ»(((‪ ،‬يقول الراغب األصبهاين‪« :‬والرقيــب احلافظ وذلك إما ملراعاته رقبة‬

‫املحفوظ‪ ،‬وإما لرفعه رقبته»(((‪ ،‬ومن معاين الرقابة لغة احلراسة نقول‪« :‬رقيب القوم‬

‫حارســهم وهو الذي يرشف عىل مرقبة ليحرسهم‪ .‬والرقيب‪ :‬احلارس احلافظ»(((‪،‬‬

‫ويقال‪« :‬الرجل الوغد الذي يرقب للقوم رحلهم‪ ،‬إذا غابوا»(((‪.‬‬

‫((( لســان العرب أليب الفضل مجال الدين حممد بن مكرم ابن منظــور (ت ‪711‬هـ) املجلد ‪ 1‬ص‬
‫‪ ،425- 424‬مادة رقب دار صادر‪ ،‬بريوت سنة ‪1373‬هـ ‪1955‬م‪ -‬معجم مقاييس اللغة أليب‬
‫احلســن أمحد بن فارس بن زكرياء (‪395‬هـ) حتقيق عبد السالم حممد هارون‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪،427‬‬
‫دار إحياء الكتب العربية القاهرة الطبعة ‪ ،1‬ج‪ ،2‬ص ‪ ،427‬سنة ‪1366‬هـ‪.‬‬
‫((( املفردات يف غريب القرآن أليب القاســم احلسني بن حممد املعروف بالراغب األصبهاين ‪ 502‬هـ‪،‬‬
‫حتقيق وضبط حممد سيد كيالين‪ ،‬ص ‪ ،201‬دار املعرفة‪ ،‬بريوت‬
‫((( انظر لسان العرب البن منظور م ‪ ،1‬ص ‪ ،425 - 424‬معجم مقاييس اللغة البن فارس ج ‪،2‬‬
‫ص ‪.427‬‬
‫((( لسان العرب‪ ،‬م ‪ ،1‬ص ‪ ،425- 424‬معجم مقاييس اللغة ج‪ ،2‬ص ‪.427‬‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫الرقـابـة الشرعية يف البنـوك التشـاركية‬ ‫‪6‬‬

‫وجاء معنى احلفظ للرقابة يف القرآن الكريم يف اآلية األوىل من ســورة النساء يف‬
‫قوله تعــاىل﴿ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ﴾(((‪ ،‬قال القرطبــي‪« :‬أي حفيظا وقيل رقيبا‬
‫حفيظا»(((‪ .‬كام ورد هــذا املعنى يف قول أيب بكر ريض اهلل عنه‪« :‬ارقبوا حممدا ﷺ يف‬
‫أهل بيته»((( ‪ ،‬قال ابن حجر العســقالين‪ « :‬قوله (ارقبوا حممدا يف أهل بيته) خياطب‬
‫بذلــك الناس ويوصيهم به‪ ،‬واملراقبة للــيء املحافظة عليه‪ ،‬يقول‪ :‬احفظوه فيهم‬
‫فال تؤذوهم وال تسيئوا إليهم»(((‪ .‬واحلراسة طريق للحفظ‪ ،‬بل إن احلراسة حفظ كام‬
‫جاء يف معنى الرقيب من أنه احلارس احلافظ‪.‬‬

‫‪ -1‬االنتظار‪:‬‬
‫يقال «رقبــه يرقبه رقبة ورقبانا‪ ،‬بالكرس فيهام‪ ،‬ورقوبا‪ ،‬وترقبه وارتقبه‪ :‬انتظره‬
‫وترصــده‪ ،‬والرتقب االنتظار كام أنــه تنظر وتوقع الــيء»(((‪ ،‬والداللة هنا تفيد‬
‫االنتظار‪ ،‬وهذا املعنى جاء يف جمموعة من اآليات القرآنية منها قوله تعاىل ﴿ﮠ‬
‫ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﴾(((‪ ،‬قال الطربي‪« :‬يقول تعاىل ذكره ‪ :‬فأصبح موســى يف‬

‫((( سورة النساء اآلية األوىل‪.‬‬


‫((( اجلامــع ألحكام القرآن املبني ملا تضمنه من الســنة وآي الفرقان أليب عبــد اهلل حممد بن أمحد بن‬
‫أيب بكر القرطبي ت ‪671‬هـ‪ ،‬حتقيق الدكتور عبد اهلل بن عبد املحســن الرتكي‪ ،‬ج‪ ،6‬ص ‪،17‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان الطبعة األوىل ‪1427‬هـ ‪2006-‬م ‪.‬‬
‫((( رواه اإلمام البخاري يف صحيحه كتاب فضائل الصحابة باب مناقب قرابة رسول اهلل ﷺ ومنقبة‬
‫فاطمة عليها السالم بنت النبي ﷺ رقم احلديث ‪ ،3713‬دار الفكر‪ ،‬ط‪1421 ،1‬هـ ‪2001-‬م‪.‬‬
‫((( فتح الباري‪ ،‬بــرح صحيح البخاري لإلمام احلافظ أمحد بن عيل بن حجر العســقالين ‪– 773‬‬
‫‪852‬هـــ‪ ،‬حتقيق عبد العزيز بن عبد هلل بن بار‪ ،‬ترقيــم حممد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬إخراج وإرشاف‬
‫حمب الدين اخلطيب دار املعرفة‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ .‬ج ‪ 7‬ص ‪79‬‬
‫((( انظر لسان العرب البن منظور‪ ،‬مادة رقب‪ ،‬ج‪ 1‬ص ‪ .424‬تاج العروس ملحمد مرتىض احلسيني‬
‫الزبيــدي حتقيق عيل هاليل‪ ،‬مادة رقب ج ‪ 2‬ص ‪ ،513‬مطبعة حكومة الكويت ســنة ‪1386‬هـ‬
‫‪1966-‬م‪.‬‬
‫((( سورة القصص اآلية ‪.18‬‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫‪7‬‬ ‫د‪ .‬جـمــال بـوشــمـا‬

‫مدينــة فرعون خائفا يف جنايته التي جناها‪ ،‬وقتله النفس التي قتلها أن يؤخذ فيقتل‬
‫هبــا (يرتقب) يقول‪ :‬يرتقب األخبار‪ :‬أي ينتظر مــا الذي يتحدث به الناس‪ ،‬مما هم‬
‫صانعون يف أمره وأمر قتيله»(((‪.‬‬

‫‪ -3‬العلو واإلرشاف‪:‬‬

‫ومن معاين الرقابة العلو واإلرشاف يقال‪ :‬ارتقب بمعنى أرشف وعال واملرقب‬
‫واملرقبة‪ :‬املوضع املرشف يرتفع عليه الرقيب‪ ،‬وما أوفيت عليه من علم أو رابية‪.‬‬

‫ومن معاين الرقابة العلو واإلرشاف يقال‪ :‬ارتقب بمعنى أرشف وعال واملرقب‬
‫واملرقبــة‪ :‬املوضع املرشف يرتفع عليه الرقيب‪ ،‬وما أوفيــت عليه من علم أو رابية‬
‫لتنظر من بعد وارتقب املكان‪ :‬عال وأرشف واملراقب ما ارتفع من األرض»(((‪.‬‬

‫فامدة رقب يف هذه الداللة تعني االرتفاع واإلرشاف والعلو‪.‬‬

‫‪ -4‬األمانة‪:‬‬

‫الرقيــب هو األمني((( وإذا أمعنا النظر يف هــذه الدالالت واملعاين املتعددة ملادة‬
‫« رقب » وجدناها تــؤول كلها إىل معنى جيمعها ويربطها وهو احلفظ واحلراســة؛‬
‫فالرقابة حفظ وحراسة للمراقب‪ .‬واحلفظ له يكون بإقامة أركانه وأسسه وقواعده‪،‬‬

‫((( جامــع البيان عن تأويل آي القــرآن أليب جعفر حممد بن جرير الطــري (ت ‪310‬هـ)‪ ،‬ج‪،13‬‬
‫ص‪ ،139‬دار الفكر‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان سنة ‪1408‬هـ ‪1988-‬م‪.‬‬
‫((( تاج العروس للزبيدي‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪ 513‬مادة رقب معجم مقاييس اللغة البن فارس ج‪ 2‬ص‪427‬‬
‫مادة رقب‪ ،‬لسان العرب البن منظور‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪ ،425‬مادة رقب‪ ،‬املفردات يف غريب القرآن‬
‫للراغب األصبهاين‪ ،‬ص ‪.201‬‬
‫((( لســان العــرب البن منظور‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪ ،425‬مادة رقب‪ ،‬تــاج العروس الزبيدي‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‬
‫‪ ،513‬مادة رقب‪.‬‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫الرقـابـة الشرعية يف البنـوك التشـاركية‬ ‫‪8‬‬

‫مراعاة جلانب وجوده وحصوله يف الواقع‪ ،‬وحراســته من اخللل الواقع أو املتوقع‬


‫وخير عليه باهلدم واإلبطال مراعاة جلانب العدم فيه‪.‬‬
‫كر ُّ‬‫الذي َِي ُّ‬

‫واحلراسة تقتيض املعنى الثاين من املعاين اللغوية للرقابة وهو االنتظار‪ ،‬فاحلراسة‬
‫انتظــار وترصد لدرء أي خلل واقع أو متوقع يف الشــأن واألمر املراقب‪ .‬فاالنتظار‬
‫والرتصد للمراقب وســيلة وآلية للحفظ واحلراســة؛ لذلك فــإن معنى االنتظار‬
‫والرتصد مكمل ومتمم للمعنى اللغوي اجلامع للرقابة‪ ،‬وهو احلفظ واحلراسة التي‬
‫تقتيض علوا وإرشافا عىل الشأن واألمر املراقب‪ .‬فاملعنى اللغوي الثالث للرقابة جزء‬
‫من كيل املعنى اجلامع‪ ،‬ورشط أســايس لتحققه‪ ،‬كام يشرتط حصول املعنى اللغوي‬
‫الرابع؛ ألن احلافظ واحلارس أمني عىل ما أؤمتن عليه‪.‬‬

‫فاملعاين اللغوية الثالثــة للرقابة متداخلة ومتكاملة مــع املعنى اللغوي اجلامع‬
‫والعام؛ فاحلفظ واحلراسة تقتيض انتظارا وترصدا للمراقب‪ ،‬وعلوا وإرشافا عليه‪،‬‬
‫كام تقتيض حتقق القائمني عىل شأهنا باألمانة‪.‬‬

‫الرقابة((( الرشعية يف االصطالح الفقهي‪:‬‬

‫((( «رغــم عدم وجود مفهوم موحد للرقابة إال أنه يوجد اتفاق عام عىل تعريف الرقابة فقد عرفها «‬
‫فايول» يف أهنا تتمثل يف التحقق مما إذا كان كل يشء حيدث وفقا للخطة املســتخدمة وللتعليامت‬
‫الصادرة‪ ،‬وللمبادئ التي تم إعدادها‪ .‬ومــن أهدافها توضيح نقاط الضعف واألخطاء بغرض‬
‫منــع تكرارها‪ ،‬ويمكن تطبيقها عــى كل يشء كاملواد والناس والترصفــات‪ ،‬ويعرفها هيكس‬
‫وجوليــت بأهنا العملية التي يمكن أن ترى هبــا اإلدارة أن ما حيدث هو ما كان ينبغي أن حيدث‪،‬‬
‫وإذا مل يكــن كذلك فمن الرضوري القيام بعدة تصحيحات‪ ،‬ويرى مالفارالند أن غياب الرقابة‬
‫جيعل الفرد يميل إىل أن يرتك النتائج تبعد كثريا عام هو وارد يف اخلطط والقرارات» الدكتور حممد‬
‫ســويلم إدارة املصارف التقليدية واملصارف اإلسالمية مدخل مقارن‪ ،‬ص ‪ ،130‬كلية التجارة‬
‫جامعة املنصورة‪.‬‬
‫ وعرفها الدكتور عوف الكفراوي من الناحية اإلدارية بأهنا « حق خيول الوصاية من جانب سلطة‬
‫أعــى لفرض حدود وقيود معينة تؤدي إىل أهداف التنظيــم اإلداري الذي يتطلبه املرشوع»‪= .‬‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫‪9‬‬ ‫د‪ .‬جـمــال بـوشــمـا‬

‫عــرف العلــاء والفقهــاء والباحثــون الرقابــة الرشعيــة بعــدة تعريفات‬


‫منها‪:‬‬

‫‪ -1‬عرفهــا الدكتور عبد احلميــد البعيل بأهنا‪« :‬أحد أجهزة البنك اإلســامي‬
‫املستحدثة ملعاونته يف حتقيق أهدافه»(((‪.‬‬

‫‪ -2‬وعرفها الدكتور فارس أبو معمر بأهنا‪« :‬مجيع العنارص واألنشــطة الرقابية‬
‫التي تستخدم للتأكد تستخدم للتأكد من مطابقة أعامل البنك اإلسالمي للرشيعة»(((‪.‬‬

‫‪ -3‬وعرفها الدكتور أبو غدة بأهنا‪« :‬كل العنارص التي يتحقق هبا ضبط املســرة‬
‫الرشعية للمصارف اإلسالمية»(((‪.‬‬

‫‪ -4‬وعرفها الدكتور أمحد حممد الســعد بأهنا‪« :‬أحد أجهزة املرصف اإلسالمي‬

‫= عوف الكفراوي‪ ،‬النقود واملصارف يف النظام اإلســامي‪ ،‬دار اجلامعات املرصية ط ‪،1977‬‬
‫ص ‪ .227‬وانظر املجذوب طارق‪ ،‬اإلدارة العامة‪ ،‬العملية اإلدارية والوظيفية العامة واإلصالح‬
‫اإلداري‪ ،‬منشــورات احللبــي احلقوقية‪ ،‬بــروت‪ ،‬ص ‪ .526- 525‬وتتضمن الرقابة عموما‬
‫اخلطوات اآلتية‪:‬‬
‫ ‪ -1‬وضع املعايري واألهداف‪ :‬وذلك حتى تتخذ أساسا تقارن به األعامل املنفذة‪.‬‬
‫ ‪ -2‬فحص األداء الفعيل‪.‬‬
‫ ‪ -3‬تقويم النتائج‪ .‬انظر الدكتور عبد الباري مشــعل‪ ،‬الرقابــة الرشعية للمرصف املركزي عىل‬
‫املؤسســات املالية اإلســامية‪ ،‬بحوث املؤمتر العلمي الســنوي الرابع عرش ‪/9/7‬ربيع اآلخر‬
‫‪1426‬هـ املوافق ‪ 17/15‬مايو ‪ ،2005‬املجلد األول‪ ،‬ص ‪.532‬‬
‫((( الدكتور عبد احلميد البعيل‪ ،‬املدخل لفقه البنوك اإلســامية‪ ،‬االحتاد الدويل للبنوك اإلســامية‬
‫القاهرة ‪ ،1983‬ص ‪.153‬‬
‫((( الدكتور فارس أبو معمر‪ ،‬أثر الرقابة الرشعية واســتقالليتها عىل معامالت البنك اإلســامي‪،‬‬
‫البنك إلسالمي األردين‪ ،1994 ،‬ص ‪.4‬‬
‫((( الدكتور عبد الســتار أبو غدة‪ ،‬الضوابط الرشعية ملســرة املصارف اإلسالمية‪ ،‬جملة املعامالت‬
‫اإلسالمية‪ ،‬مركز الشيخ صالح كامل‪ ،‬القاهرة العدد ‪ ،1‬ص ‪.31‬‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫الرقـابـة الشرعية يف البنـوك التشـاركية‬ ‫‪10‬‬

‫التي حتميه من خمالفة أحكام الرشع من خالل ممارســاته ألعامهلن وتقدم له احللول‬
‫الرشعية بام يضفي عليها الصبغة الرشعية»(((‪.‬‬

‫‪ -5‬وعرفها الدكتور عبد املجيد حممود الصالحني بأهنا‪ « :‬مراجعة النشــاطات‬


‫املرصفية التي تقوم هبا املؤسســات املالية اإلســامية للتأكد من مطابقتها ألحكام‬
‫الرشيعة اإلســامية‪ ،‬ومتابعة العمليات املرصفية‪ ،‬وبيــان املخالفات إن وجدت‪،‬‬
‫واقرتاح احللول املناســبة لتصويبها‪ ،‬ومراجعة العقود التي تربمها هذه املؤسسات‬
‫مع عمالئها‪ ،‬وصياغة العقود املناسبة التي تتفق وأحكام الرشيعة اإلسالمية»(((‪.‬‬

‫‪ -6‬وعرفها الدكتور حسني شحاتة بأهنا‪« :‬متابعة وفحص وحتليل كافة األعامل‬
‫والترصفات والسلوكيات التي يقوم هبا األفراد واجلامعات واملؤسسات والوحدات‬
‫وغريها‪ ،‬للتأكد من أهنا تتم وفقا ألحكام وقواعد الرشيعة اإلسالمية»(((‪.‬‬

‫‪ -7‬وجاء يف معيار الضبط رقم (‪ )1‬من معايري املحاســبة واملراجعة والضوابط‬


‫للمؤسســات املالية اإلســامية بأهنا‪« :‬جهاز مســتقل من الفقهاء املتخصصني يف‬
‫فقــه املعامالت‪ ،‬وجيوز أن يكون أحد األعضاء من غــر الفقهاء عىل أن يكون من‬
‫املتخصصني يف جمال املؤسســات املالية وله إملام بفقه املعامالت‪ .‬ويعهد هليئة الرقابة‬

‫((( الدكتور أمحد حممد السعد‪ ،‬الرقابة الرشعية وأثرها يف املصارف اإلسالمية‪ ،‬املؤمتر العاملي الثالث‬
‫لالقتصاد اإلسالمي جامعة أم القرى‪ ،‬ص ‪.6‬‬
‫((( الدكتــور عبد املجيد حممود الصالحني‪ ،‬هيئات الفتــوى والرقابة الرشعية ودورها يف املصارف‬
‫اإلســامية‪ ،‬بحوث املؤمتر العلمي الســنوي الرابع عرش ‪ 9-7‬ربيع اآلخــر ‪1426‬هـ املوافق‬
‫‪ 17/15‬مايو ‪ ،2005‬املجلد األول‪ ،‬ص ‪.248‬‬
‫((( الدكتور حســن شــحاتة‪ ،‬التنظيم اإلداري والوظيفي واختصاصات هيئــة الرقابة الرشعية يف‬
‫املؤسسات املالية اإلسالمية جملة االقتصاد اإلسالمي عدد ‪ ،116‬ص ‪.42‬‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫‪11‬‬ ‫د‪ .‬جـمــال بـوشــمـا‬

‫الرشعية توجيه نشاطات املؤسسة ومراجعتها واإلرشاف عليها‪ ،‬للتأكد من التزامها‬


‫بأحكام ومبادئ الرشيعة اإلسالمية‪ ،‬وتكون فتاواها وقراراهتا ملزمة للمؤسسة»(((‪.‬‬

‫‪ -8‬وعرفها جممع الفقه اإلسالمي الدويل بقوله‪« :‬يقصد بالرقابة الرشعية إصدار‬
‫الفتاوى واألحكام الرشعية املتعلقة بنشاط املؤسسة املالية ومتابعة تنفيذها‪ ،‬والتأكد‬
‫من سالمة تطبيقها»(((‪.‬‬

‫واملتأمــل يف احلــدود والتعريفات((( ال خيفــى عليه ما يف ظاهرهــا من التنوع‬


‫واالختــاف‪ ،‬وهذا ما جعل بعــض الباحثني((( املحدثني ينتقــد كثريا من احلدود‬

‫((( معايري املحاسبة واملراجعة والضوابط للمؤسسات املالية اإلسالمية‪ ،‬صفر ‪1423‬هـ ‪2002 -‬م‬
‫أبريل‪ ،‬معيار الضبط رقم ‪ ،1‬تعيني هيئة الرقابة الرشعية وتكوينها‪.‬‬
‫((( قــرار رقم ‪ )19/3( 177‬بشــأن الرقبة الرشعية يف ضبط أعامل البنوك اإلســامية من قرارات‬
‫وتوصيات جممع الفقه اإلســامي الدويل الدورة التاسعة عرشة‪ .‬جملة االقتصاد اإلسالمي العدد‬
‫‪ 339‬مجادى اآلخرة ‪ 1430‬هـ ‪ -‬يونيو ‪2009‬م‪.‬‬
‫((( ينبغــي التذكري أن التعريفات املذكورة أعاله عبارة عن نامذج ملا هو موجود يف البحوث املعارصة‬
‫مــن حدود للرقابة الرشعية‪ ،‬وإال فال خيفى ما يف اجلرد واالســتقراء جلميع التعريفات من طول‬
‫وتكرار‪ ،‬ودليل اعتبار هــذه التعريفات نامذج ما جاء عند الدكتور حممد أمني عيل قطان يف بحثه‬
‫عن هيئات الرقابة الرشعية « عرفت الرقابة الرشعية بأهنا ‪ :‬التأكد من مدى مطابقة أعامل املؤسسة‬
‫املالية اإلسالمية ألحكام الرشيعة اإلسالمية حســب الفتاوى الصادرة والقرارات املعتمدة من‬
‫جهة الفتوى‪ .‬أو هي جهاز مســتقل من الفقهاء املتخصصــن يف فقه املعامالت وجيوز أن يكون‬
‫أحد األعضاء من غري الفقهاء عىل أن يكون من املتخصصني يف جمال املؤسسات املالية اإلسالمية‬
‫وله إملام بفقه املعامالت» هيئات الرقابة الرشعية اختيار أعضائها وضوابطها للدكتور حممد أمني‬
‫عيل قطان املؤمتر السابع للهيئات الرشعية للمؤسسات العاملية اإلسالمية هيئة املحاسبة واملرجعية‬
‫للمؤسسات املالية اإلسالمية ‪ 23-22‬مجادى األوىل ‪1429‬هـ ‪ 28- 27-‬مايو ‪2008‬م‪ ،‬مملكة‬
‫البحرين‪.‬‬
‫((( وهــو محزة عبد الكريم حممد محاد الذي ذهــب إىل ترجيح تعريف رشكة الراجحي املرصفية غري‬
‫موضح للجهة التــي صدر عنها هذا احلد املختــار‪ ،‬رغم تعليله لوجه االختيــار‪ .‬انظر الرقابة‬
‫الرشعية يف املصارف اإلســامية‪ ،‬محــزة عبد الكريم حممد محــاد‪ ،‬ص ‪ 32‬دار النفائس الطبعة‬
‫األوىل سنة ‪1426‬هـ ‪2006-‬م‪.‬‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫الرقـابـة الشرعية يف البنـوك التشـاركية‬ ‫‪12‬‬

‫والتعريفات اخلاصة بالرقابة الرشعيــة‪ ،‬بل منهم((( من مل حيد الرقابة الرشعية بحد‬
‫معني‪ ،‬واعترب احلديث عن شكل وتكوين ومهام الرقابة الرشعية هو السبيل لضبط‬
‫مفهومها‪ .‬وســامة النظر يف هذه احلــدود والتعريفات وصحــة الفهم هلا تتطلب‬
‫استحضار أمرين اثنني البد منهام‪:‬‬

‫األول‪ :‬حداثة جتربة البنوك اإلسالمية‪ ،‬والتي مازالت يف طور البناء والتأسيس‬
‫للمفاهيم والتصورات التي تنبني عليها البنوك اإلسالمية وتسري عىل ضوئها وهتتدي‬
‫بنهجها‪ ،‬وال خترج الرقابة الرشعية((( عن هذا األمر بل إهنا ثمرة ونتيجة له‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬أن هذه احلــدود والتعريفات((( قد مزجت بني أمريــن‪ ،‬الواجب فيهام‬
‫االنفصال ال االتصال ومهــا الرقابة واملراقب‪ ،‬فاحلد والتعريف جيب أن يشــتغل‬
‫بتحديد مفهوم الرقابة نفسها ال مزجه بالقائم هبا وإدراجه يف حدها‪ ،‬والفرق ظاهر‬
‫بني حتديد مفهوم الرقابة نفسها‪ ،‬واحلديث عن القائم هبا ممن حيدد صورها وأشكاهلا‬
‫وأنامطها وجييل تطبيقاهتا ونامذجها املعارصة‪.‬‬

‫((( انظر البنوك اإلســامية التجربة بني الفقه والقانون والتطبيق‪ ،‬عائشــة الرشقاوي املالقي املركز‬
‫الثقايف العريب الطبعة األوىل سنة ‪.2000‬‬
‫((( لذلك عرب الدكتور عبد احلميد البعيل ب» املســتحدثة» يف تعريفه للرقابة الرشعية وهذا يبني بكر‬
‫مفهــوم الرقابة الرشعية نفســه‪ ،‬انظر عبد احلميد البعيل‪ ،‬املدخل لفقه البنوك اإلســامية‪ ،‬ص‬
‫‪.153‬‬
‫((( ذهــب الدكتور عبد احلميد البعيل إىل أن « تعاريف الرقابة الرشعية تتميز بثالثة اجتاهات متكاملة‬
‫هي‪:‬‬
‫ ‪ -‬االجتاه األول‪ :‬هيتم باجلانب الوظيفي للرقابة ويركز عىل األهداف التي تسعى إىل حتقيقها‪.‬‬
‫ ‪ -‬االجتاه الثاين‪ :‬هيتم بالرقابة من حيث كوهنا إجراءات ويركز عىل اخلطوات التي يتعني إجراؤها‬
‫للقيام بعملية الرقبة‪.‬‬
‫ ‪ -‬االجتاه الثالث‪ :‬هيتــم باألجهزة التي تقوم بالرقابة وتتوىل املراجعــة والفحص واملتابعة ومجع‬
‫املعلومات وحتليل النتائج»‪ .‬الرقابة الرشعية الفعالة يف املؤسسات املالية اإلسالمية ص ‪ 28‬املؤمتر‬
‫العاملي الثالث لالقتصاد اإلسالمي‪.‬‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫‪13‬‬ ‫د‪ .‬جـمــال بـوشــمـا‬

‫ويف ضــوء األمرين‪ ،‬وبمراعاهتا ندرك أن بعض هــذه التعريفات قد اهتم فيها‬
‫أصحاهبا بتحديد شــكل ونمط الرقابة الرشعية الذي هو مظهر لتطبيقاهتا املعارصة‬
‫داخل البنوك اإلسالمية‪ ،‬ومل يشتغلوا يف تعريفهم ببيان ماهية الرقابة الرشعية نفسها‪،‬‬
‫وهــذا ما نجده عند عبد احلميــد البعيل الذي حد الرقابة الرشعيــة باعتبارها أحد‬
‫األجهزة التنظيمية اهليكلية يف البنك اإلســامي‪ .‬وهو ما يفيده قوله‪« :‬أحد أجهزة‬
‫البنك اإلســامي»‪ .‬ومل حيدد عالقة هذا اجلهاز الرشعي ببقية أجهزة البنك‪ .‬هل هو‬
‫حاكم عليها؟ أم أهنا حاكمة عليه؟ وما هو دوره؟ وعىل أي هدي يسري؟ ‪.‬‬

‫وكام تقدم فإن اجلهاز شــكل من أشــكال الرقابة ال الرقابة نفســها؛ لذلك فإن‬
‫هــذا التعريف ال يكون حدا وال ينتهض تعريفا للرقابــة الرشعية‪ .‬ويقرب من هذا‬
‫التعريف ما جاء يف معيار الضبط رقم (‪ )1‬أحد معايري املحاسبة واملراجعة والضوابط‬
‫للمؤسســات املالية اإلســامية الذي عرف الرقابة الرشعية بأهنا‪« :‬جهاز مستقل»‬
‫فأضاف إىل ما ســبق خاصية االســتقاللية‪ ،‬إضافة إىل رشوط اهليئة القائمة بالرقابة‬
‫وطبيعة عملها‪ ،‬وهذا يبني أن هذا التعريف حد للقائمني بالرقابة الرشعية من حيث‬
‫تبيــان مكانتهم بني األجهــزة التنظيمية للبنك اإلســامي‪ ،‬ومن حيث رشوطهم‬
‫وعملهم‪ .‬فالتعريف حديث عن شكل من أشكال الرقابة ال عن الرقابة نفسها‪ ،‬لكنه‬
‫نص عىل أحد مقاصدها‪ ،‬وهو التأكد من التزام املؤسســة املالية أو البنك اإلسالمي‬
‫بأحكام ومبادئ الرشيعة اإلسالمية‪.‬‬

‫كام نــص تعريف معيار الضبط (‪ )1‬عىل أمر اإللزام الــذي يميز العمل الرقايب‬
‫الرشعي يف املؤسســات املالية اإلسالمية‪ ،‬وهو نفس ما ذهب إليه أمحد حممد السعد‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫الرقـابـة الشرعية يف البنـوك التشـاركية‬ ‫‪14‬‬

‫الذي اعتــر الرقابة الرشعية جهازا من أجهزة املرصف اإلســامي‪ ،‬لكنه نص يف‬
‫تعريفه عىل استمداده من أحكام الرشع اإلسالمي‪ ،‬وهو ما ال نجده عند عبد احلميد‬
‫البعيل‪ ،‬إال أنه قد يفهم من تقييده البنك باإلسالمي‪.‬‬

‫ونجد تعريف عبد املجيد حممود الصالحني للرقابة الرشعية شــامال وجامعا‪،‬‬
‫ملجموعة من األدوار والوظائف التي أســندها إليها منها‪ :‬املراجعة واملتابعة‪ ،‬وبيان‬
‫املخالفات‪ ،‬واقرتاح احللول‪ ،‬وصياغة العقود‪ .‬وهي وظائف جتعل الرقابة الرشعية‬
‫حيوية داخل املرصف اإلســامي‪ ،‬بحيث تكون هلا كلمة الفصل يف مجيع العمليات‬
‫املرصفية‪ .‬مما يقتيض اإلملام بفقه الواقع املرصيف‪ ،‬وبالتداخل بني أنواع الرقابة األخرى‬
‫داخل املرصف اإلســامي؛ لذلك فإن صاحب التعريف يعتــر الرقابة الرشعية‪:‬‬
‫" مزجيــا من األنــواع املختلفة للرقابة‪ ،‬فهي متــزج بني الرقابة اإلداريــة‪ ،‬والرقابة‬
‫واملحاســبة‪ ،‬والرقابة املرصفية‪ ،‬والرقابة واملاليــة؛ وذلك ألن املطلوب من الرقابة‬
‫الرشعية عىل املصارف اإلسالمية‪ ،‬وخاصة املرصفية منها‪ ،‬يتمثل يف التدقيق ألعامل‬
‫هــذه املصارف للتأكد من مطابقتها للضوابط الرشعية‪ ،‬وذلك من زوايا خمتلفة»(((‪.‬‬
‫فهذا التداخل بني أنواع الرقابة داخل املرصف اإلســامي‪ ،‬وبني الرقابة الرشعية‪،‬‬
‫هو مــن قبيل فقه الواقع املــريف‪ .‬ومن رشوط املفتي يف املســائل املرصفية اإلملام‬
‫بفقه الواقع املــريف؛ ألن احلكم عىل اليشء فرع عن تصــوره‪ ،‬فالبد من التصور‬
‫الصحيح والسليم للمســائل املرصفية حتى تصدر الفتوى بشأهنا‪ .‬ويقرب من هذا‬
‫احلد ما عرف به جممع الفقه اإلسالمي الدويل الرقابة الرشعية بقوله‪« :‬يقصد بالرقابة‬

‫((( الدكتــور عبد املجيد حممود الصالحني‪ ،‬هيئات الفتــوى والرقابة الرشعية ودورها يف املصارف‬
‫اإلســامية‪ ،‬بحوث املؤمتر العلمي الســنوي الرابع عرش ‪ 19-7‬ربيــع اآلخر ‪ 1426‬للهجرة‬
‫املوافق ‪ 17/15‬مايو ‪2005‬م املجلد األول ص ‪.248‬‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫‪15‬‬ ‫د‪ .‬جـمــال بـوشــمـا‬

‫الرشعية إصدار الفتاوى واألحكام الرشعية املتعلقة بنشاط املؤسسة املالية‪ ،‬ومتابعة‬
‫تنفيذها‪ ،‬والتأكد من سالمة تطبيقها»(((‪ .‬إال أن املقارنة بني هذا التعريف وما حد به‬
‫عبد املجيد حممود الصالحني الرقابة الرشعية يفيد أمرين اثنني‪:‬‬

‫األول‪ :‬أن حد جممع الفقه اإلسالمي فيه زيادة إضافية رضورية وتتعلق بإصدار‬
‫الفتــاوى واألحــكام الرشعية وإن كان إصدارها يتعلق بشــكل وصــورة الرقابة‬
‫داخل البنك اإلســامي‪ ،‬إال أن التنصيص عىل هذا األمــر يف حد الرقابة الرشعية‬
‫يفيد انحصار اشــتغال الرقابة الرشعية بالفتاوى واألحكام الرشعية‪ .‬وأما بالنسبة‬
‫لتعريف عبد املجيــد حممود الصالحني فيفتقر إىل هــذا التنصيص‪ ،‬وإن كان نص‬
‫عىل أن عمل الرقابة الرشعية يشــمل التأكد من مطابقة العمليات املرصفية ألحكام‬
‫الرشيعة اإلسالمية‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬أن حد جممع الفقه اإلســامي الدويل تناول ثالثة مســتويات من حيث‬
‫عمل الرقابة الرشعية‪:‬‬

‫األول‪ :‬إصدار الفتاوى واألحكام الرشعية‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬متابعة تنفيذ الفتاوى واألحكام الرشعية‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬التأكد من سالمة تطبيق الفتاوى واألحكام الرشعية‪.‬‬

‫أما بالنســبة لتعريف حممود الصالحني فقد ضم مفاهيم عملية مثل‪ :‬املراجعة‪،‬‬
‫واملتابعــة‪ ،‬واالقرتاح‪ ،‬والصياغــة‪ ،‬وهي مفاهيم تندرج ضمن مســتويات احلد‬

‫((( قرار رقم ‪ )19/3( 177‬بشــأن الرقابة الرشعية يف ضبط أعامل البنوك اإلســامية من قرارات‬
‫وتوصيات جممع الفقه اإلسالمي الدويل‪ ،‬الدورة التاسعة عرشة‪ .‬جملة االقتصاد اإلسالمي العدد‬
‫‪ 399‬مجادى اآلخرة ‪1430‬هـ‪ ،‬يونيو ‪.2009‬‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫الرقـابـة الشرعية يف البنـوك التشـاركية‬ ‫‪16‬‬

‫الســابق‪ ،‬إال أن التعريف يفتقر إىل الرتتيب والتنســيق بني تلك املفاهيم حســب‬
‫األســبقية العملية كام هو حاصل يف حد جممع الفقه اإلسالمي الدويل الذي تبدأ فيه‬
‫الرقابة الرشعية بعملية اإلصدار ثم املتابعة فالتأكد من سالمة التطبيق‪.‬‬

‫وأرى أرجحية ما ذهب إليه جممع الفقه اإلســامي الدويل من تعريف للرقابة‬
‫الرشعية وهي « إصدار الفتاوى واألحكام الرشعية املتعلقة بنشــاط املؤسسة املالية‬
‫ومتابعة تنفيذها‪ ،‬والتأكد من سالمة تطبيقها »‪.‬‬

‫وسبب ترجيحي هلذا التعريف هو ألمور منها‪:‬‬

‫األول‪ :‬حتديده الختصاص الرقابة الرشعية حتديدا دقيقا جليا‪.‬‬

‫الثــاين‪ :‬مجعه ملا تفرق يف غريه مــن احلدود‪ ،‬وعدم إدراجــه ملا ال يدخل حتت‬
‫حدها‪ ‬من املسائل‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬تنصيصــه عىل العمل الرشعــي ابتداء؛ ألنه هو املقصــود من الرقابة‬


‫الرشعية ال غريه من األعامل الفنية أو اإلدارية أو املالية أو املحاسبية داخل املرصف‬
‫والبنك اإلسالمي‪.‬‬

‫الرابع‪ :‬شــموليته لعنرص اإللزام‪ ،‬وذلك مما يســتمد ويســتفاد من مســتوى‬


‫اإلصدار‪ ،‬ثم املتابعة‪ ،‬فالتأكد من سالمة التطبيق‪ ،‬وهذا يؤكد عىل إلزامية قرارات‬
‫الرقابة‪ ‬الرشعية‪.‬‬

‫اخلامس‪ :‬دقة العبارة وشمولية املعنى ملقاصد الرقابة الرشعية‪.‬‬

‫الســادس‪ :‬تضمن التعريف للمصدر للفتاوى تضمنا رصحيا ال خفيا‪ ،‬واشتامله‬


‫عىل القائم بالفتوى والرقابة الرشعية‪.‬‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫‪17‬‬ ‫د‪ .‬جـمــال بـوشــمـا‬

‫ونجــد مفهوما آخر للرقابــة الرشعية خيتلف عن ما تقــدم‪ ،‬بحيث إنه مفهوم‬
‫واســع‪ ،‬جيعل املرصف اإلســامي يســر عىل أحكام الرشيعة اإلسالمية بجميع‬
‫هياكله وعنارصه وأجهزته املنظمة واملسرية ملؤسساته ومرافقه‪ .‬وهبذا املعنى فالرقابة‬
‫الرشعية تتسع لتندرج حتتها جمموعة من املعاين اجلزئية املكونة لكليها‪.‬‬

‫ومن املســائل واألمور املبينة ملفهومها الواســع واملتداخل غري املتخصص(((‪،‬‬


‫نذكر «اجلهود التحضريية للمرصف متمثلة يف الداعني للفكرة‪ ،‬واملمهدين هلا سبل‬
‫الظهور إىل الواقع العميل من منظرين‪ ،‬ومشجعني‪ ،‬ومؤسسني‪ ،‬فال خيفى ما هلؤالء‬
‫من أثر يف اختيار منحى الســر ومراقبته‪ ،‬بقدر مــا حيملون من غرية‪ ،‬وما يملكون‬
‫من مقدرة عىل اكتشاف العوج وإدراك سبل التقويم مستعينني باملؤهلني هلذه املهمة‪.‬‬

‫‪ -‬النظام األســايس والالئحة العامة من خالل املواد الناصة عىل التزام الرشيعة‬
‫حرصا‪ ،‬واســتبعاد كل ما يعارضها‪ ،‬واعتباره باطال إن وقع‪ ،‬والدعوة ملحاسبة من‬
‫يتعمد ذلك اإلخالل أو هيمل حتاشيه مع توفر الدواعي لذلك‪.‬‬

‫‪ -‬اختيار العاملني يف املرصف‪ ،‬والســيام يف مراحله األوىل التي تدع بصامهتا‬


‫(((‬

‫يف مستقبله‪.‬‬

‫‪ -‬البيان للمنهج الواجب سلوكه بشتى الوسائل‪ ،‬من مذكرات ولوائح ونامذج‬
‫واســتامرات وعقود وخطوات عملية‪ ،‬عىل أن يضم إىل ذلك كله التوعية املستمرة‬
‫هبذا املنهج من حيث غاياته ووسائله بمذكرات شارحة‪ ،‬وندوات مفتوحة ودورات‬
‫تدريب عامة وخاصة‪.‬‬

‫((( كالتعريف املختار‪.‬‬


‫((( البنوك اإلســامية بني احلرية والتنظيم التقويم واالجتهاد النظرية والتطبيق للدكتور مجال الدين‬
‫عطية‪ ،‬ص ‪ ،77- 76‬الطبعة الثانية ‪1413‬هـ ‪1993 -‬م املؤسسة اجلامعية للدراسات‪.‬‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫الرقـابـة الشرعية يف البنـوك التشـاركية‬ ‫‪18‬‬

‫‪ -‬الرقابــة واملتابعــة خلطوات التنفيذ يف ضوء املنهج املرســم‪ ،‬واســتكامل ما‬


‫يتطلبــه املقام مــن أدوات وتقديم البدائــل التي يمكن هبا مواكبــة ما جيد يف جمال‬
‫العمل‪ ‬املرصيف»(((‪.‬‬

‫فهــذا املفهوم الواســع للرقابة الرشعية هو مضمون هيــدف إىل محاية املرصف‬
‫اإلســامي من االنحراف ابتداء وانتهاء عن أحكام الرشيعة اإلســامية‪ .‬والرقابة‬
‫الرشعية ال تنفك عن الرشيعة اإلسالمية‪ ،‬فهي يف أعامهلا وقراراهتا وفتاواها تستمد‬
‫من الكتاب والســنة وتســتند إليهام يف تأصيل ممارساهتا‪ ،‬واســتمداد واستخراج‬
‫واســتنباط أحكام املعامالت املالية املســتجدة النازلة يف الواقــع املعارص‪ ،‬بل إن‬
‫القائمــن بالرقابة الرشعية من العلامء والفقهاء املتخصصني املجتهدين يســتنبطون‬
‫أشكال مالية جديدة انطالقا من عملية االجتهاد القائمة عىل الكتاب والسنة؛ لذلك‬
‫فإن الرقابة الرشعية تســتمد رشعيتها يف اشتغاهلا بتنزيل أحكام الرشيعة اإلسالمية‬
‫يف العمل املرصيف‪ ،‬وبتطبيق ما يتعلق برضوري املال يف املصارف اإلســامية‪ .‬وإذا‬
‫كانت كذلك فام هو أصلها ومستندها الرشعي الذي تقوم عليه؟ ‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬تأصيل الرقابة الشرعية ‪:‬‬

‫تعترب الرقابة الرشعية ‪ -‬بأنواعها وأنامطه وأشكاهلا املختلفة ‪ -‬من األمور املستجدة‬
‫احلديثة وقد ظهرت وبرزت يف سياق نشأة((( البنوك واملصارف اإلسالمية‪ ،‬فكانت‬
‫رضورة من رضورات العمل املرصيف اإلسالمي‪ ،‬وأحد أجهزته ومؤسساته اهلامة من‬

‫((( نفسه ص ‪.78‬‬


‫((( املعامالت املالية املعارصة يف الفقه اإلســامي للدكتور حممد عثامن شــبري دار النفائس‪ ،‬الطبعة‬
‫السادسة‪1427 ،‬هـ ‪2007 -‬م‪ ،‬ص ‪.256‬‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫‪19‬‬ ‫د‪ .‬جـمــال بـوشــمـا‬

‫حيث تصدهيا لتبيان أحكام الرشيعة اإلسالمية اخلاصة باملعامالت املرصفية املالية‪.‬‬
‫فهي قائمة يف املرصف اإلســامي عىل حفظ مقصــد رضوري من مقاصد الرشيعة‬
‫اإلســامية‪ ،‬وهو كيل ورضوري املال بكلياته وجزئياته وذلك بحفظه وصيانته من‬
‫جانبي الوجود والعدم‪:‬‬

‫فاألول‪ :‬خيتص بإقامة أركانه وتثبيت قواعده‪.‬‬

‫والثاين‪ :‬يتعلق بدرء االختالل الواقع أو املتوقع فيه(((‪.‬‬

‫وحفظ كيل املــال يتجىل يف حفظ جزئياتــه وتفصيالته التــي يرتكب منها هو‬
‫نفســه‪ .‬وإذا كانت الرقابة الرشعية تتعلق يف ممارساهتا وأعامهلا وأنشطتها بكيل املال‬
‫من الرشيعة اإلســامية‪ ،‬فإن اختصاصها هو امتداد لوظيفة احلسبة((( املعروفة منذ‬
‫الصدر األول(((‪ .‬فالرقابة الرشعية يندرج عملها حتت مسمى احلسبة‪ ،‬وإن اختلف‬
‫اسمها‪ ،‬وتنوع شــكلها‪ ،‬وتغري أســلوهبا‪ ،‬من الناحية العملية واإلدارية والرقابية؛‬
‫لذلــك‪ ،‬فإن ما ذهب إليه الدكتور عبد املجيد حممــود الصالحني فيه نظر؛ ألنه قرر‬

‫((( املوافقات يف أصول الرشيعة أليب إســحاق الشــاطبي‪ ،‬رشح وتعليق الشيخ عبد اهلل دراز املكتبة‬
‫التوقيفية د‪ .‬ط‪ .‬د‪ .‬ت‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.6‬‬
‫((( انظر‪ ،‬الرقابة الرشعية يف املصارف اإلسالمية حلمزة عبد الكريم حممد محاد‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل‪1426 ،‬هـ ‪2006 -‬م‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪ -‬أثر الرقابة الرشعية عىل التزام املصارف اإلســامية باألحــكام الرشعية‪ ،‬للدكتور عبد الرزاق‬
‫رحيم جــدي اهليتي‪ ،‬بحث مقدم إىل مؤمتر املصارف اإلســامية بني الواقــع واملأمول‪ ،‬دائرة‬
‫الشؤون اإلسالمية والعمل اخلريي بديب ‪ 31‬مايو ‪ -‬يونيو ‪ ،2009‬ص‪.9 :‬‬
‫((( وأول من قام هبذه الوظيفة هو رسول اهلل ﷺ حيث مر عىل صربة طعام‪ ،‬فأدخل يده فيها فنالت‬
‫أصابعه بال فقال أما هذا يا صاحب الطعام‪ ،‬فقال‪ :‬أصابته الســاء يا رسول اهلل‪ :‬قال (أفال جعلته‬
‫فوق الطعام حتى يراه الناس؟ من غش فليس منا)‪ .‬رواه مســلم كتب اإليامن باب قول البني ﷺ‬
‫« من غش فليس منا» رقم ‪.101‬‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫الرقـابـة الشرعية يف البنـوك التشـاركية‬ ‫‪20‬‬

‫أن عمــل الرقابة الرشعية «من املتعذر إحلاقه بــأي تكييف فقهي قديم‪ ،‬وذلك ألن‬

‫التكييفات الفقهية القديمة مستقرة وغري قابلة للتطور بحد ذاهتا‪ ،‬األمر الذي يقلل‬

‫من قدرها عىل استيعاب أنامط جديدة»(((؛ ألن األنامط اجلديدة وإن كانت تفرتق مع‬

‫األنامط القديمة من الناحية الشكلية واملنهجية‪ ،‬إال أهنا تندرج حتت نمط قديم ترجع‬

‫إليه يف أصلها وعملها وممارستها‪ .‬فعمل الرقابة الرشعية جزء من كيل أعامل احلسبة‪،‬‬

‫فأعامل املحتســب شاملة مثال ألهل الســوق بينام عمل املراقب الرشعي ينحرص يف‬

‫املرصف الذي يعمل فيه(((‪ .‬وملا كان لب احلســبة هو األمــر باملعروف والنهي عن‬

‫املنكر‪ ،‬فإن عمــل الرقابة الرشعية يف املصارف اإلســامية‪ ،‬هو اشــتغال باألمر‬

‫باملعروف والنهي عــن املنكر ابتداء وانتهاء‪ ،‬مادامت األوامــر الرشعية دائرة عىل‬

‫املعروف واملنهيات دائرة عىل املنكر‪ .‬فالرقابــة الرشعية ترجع يف أصل مرشوعيتها‬

‫إىل هذا الواجب الديني‪.‬‬

‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫((( هيئات والرقابة الرشعية ودروها يف املصارف اإلسالمية‪ ،‬للدكتور عبد املجيد حممود الصالحني‪،‬‬
‫بحوث املؤمتر العلمي السنوي الرابع عرش ‪ 19-7‬ربيع اآلخر ‪ 1426‬للهجرة املوافق‪17/15 ،‬‬
‫مايو ‪ 2005‬للميالد املجلد األول ص‪.256‬‬
‫((( انظر هيئات الفتوى والرقابة الرشعية يف املؤسســات املالية اإلسالمية‪ ،‬أمهيتها معوقات عملها‪،‬‬
‫وحلول مقرتحة للدكتور عز الدين زغيبة‪ ،‬بحث مقدم إىل مؤمتر املصارف اإلســامية والعمل‬
‫اخلريي بديب ‪ 31‬مايو ‪ 3 -‬يونيو ‪2009‬م‪ ،‬ص ‪.15‬‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫‪21‬‬ ‫د‪ .‬جـمــال بـوشــمـا‬

‫املبحث الثاني‬
‫الرقابة الشرعية يف البنوك التشاركية‬

‫املطلب األول‪ :‬الرقابة الشرعية يف القوانني املصرفية‪:‬‬

‫لقد نصت قوانني البنوك اإلســامية عىل االلتزام بالرشيعة اإلسالمية يف مجيع‬
‫معامالهتا املرصفية وتعامالهتا سواء الداخلية واخلارجية‪ .‬وهذه النصوص القانونية‬
‫للبنوك اإلســامية بموادها وتقريراهتا مندرجة حتت مفهوم الرقابة الرشعية باملعنى‬
‫الواسع((( والعام‪ .‬أما النص اخلاص الذي حيدد ماهية ووظيفة ودور الرقابة الرشعية‬
‫يف البنوك واملصارف اإلســامية‪ ،‬فإننا نجد األنظمة األساســية((( هلذه البنوك هي‬
‫التي ختتص بتبيانه وتفصيل األمر فيه؛ لذلك‪ ،‬فإن النظر يف النظام األســايس للبنوك‬
‫اإلســامية رضورة علمية قصد اســتخراج تنزيلها للمبدأ الكيل العام من االلتزام‬
‫بالرشيعة اإلسالمية الذي نصت عليه يف قوانينها املنظمة هلا‪.‬‬

‫‪-1‬املصارف واملؤسسات املالية والرشكات االستثامرية اإلسالمية اإلماراتية‪:‬‬

‫يعترب القانون االحتادي اإلمارايت رقم ‪ 6‬لســنة ‪ ،1985‬قانونا كليا عاما موجها‬
‫لقوانــن املصارف والبنوك اإلســامية يف اإلمارات العربية املتحــدة‪ ،‬بحيث إهنا‬

‫((( انظر البنوك اإلسالمية بني احلرية والتنظيم‪ ،‬التقويم واالجتهاد النظرية والتطبيق‪ ،‬الدكتور مجال‬
‫الدين عطية املؤسسة اجلامعية للدراسات‪ ،‬ط الثانية‪1413 ،‬هـ ‪1993‬م‪ ،‬ص ‪.77-76‬‬
‫((( مفردها النظام األسايس‪ ،‬وهو اإلطار الذي يتضمن القواعد التنظيمية لتسيري نشاط أي مرصف‬
‫إســامي ينشــأ وفقا ألحكام هذا القانون والقوانني النافذة التي ال تتعارض مع أحكامه وبام ال‬
‫خيالف أحكام الرشيعة اإلسالمية‪ .‬انظر القانون رقم ‪ 21‬لسنة ‪1996‬م املعدل بالقانون رقم ‪16‬‬
‫لسنة ‪2009‬م‪ ،‬بشأن املصارف اإلسالمية باليمن املادة‪.2‬‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫الرقـابـة الشرعية يف البنـوك التشـاركية‬ ‫‪22‬‬

‫تستمد منه قوانينها التفصيلية ونظمها األساســية املبينة هليكلتها التنظيمية‪ ،‬وطرق‬

‫اختيار وتشــكيل واشــتغال أجهزهتا اإلدارية وعنارصها املؤسساتية‪ .‬وفيام خيص‬

‫الرقابة الرشعية يف البنوك اإلسالمية اإلماراتية فقد نص القانون االحتادي اإلمارايت‬

‫يف مادته‪6‬عىل أنه «يتعني النص يف عقد تأسيس املرصف أو املؤسسة املالية أو الرشكة‬

‫االســتثامرية اإلســامية‪ ،‬ويف النظام األسايس لكل منها عىل تشــكيل هيئة للرقابة‬

‫الرشعية ال يقل عدد أعضائها عن ثالثة‪ ،‬تتوىل مطابقة معامالهتا وترصفاهتا ألحكام‬

‫الرشيعة اإلســامية وقواعدها‪ ،‬وحيدد النظام األســايس لكل منها كيفية تشــكيل‬

‫هذه اهليئة‪ ،‬وأســلوب ممارســتها لعملها واختصاصاهتا األخرى»(((‪ .‬فالقانون يف‬

‫كيفية تشــكيل الرقابة الرشعية‪ ،‬وأسلوب ممارستها ألعامهلا‪ ،‬ويف بقية اختصاصاته‪،‬‬

‫فوض للبنوك اإلسالمية اإلماراتية األمر للنظر يف هذه املسائل بحسب ما يالئم كل‬

‫بنك‪ ‬إسالمي منها‪.‬‬

‫‪-2‬املصارف اإلسالمية يف األردن‪:‬‬

‫بناء عىل التزام املرصف اإلســامي بمقتىض عقد تأسيســه ونظامه األسايس يف‬

‫رضورة ووجوب انضباطه بأحكام الرشيعة اإلسالمية «يعني البنك بقرار من اهليئة‬
‫العامة للمسامهني هيئة تسمى (هيئة الرقابة الرشعية) ال يقل عدد أفرادها عن ثالثة‬

‫أشخاص يكون رأهيا ملزما للبنك اإلسالمي‪ ،‬وتتوىل هذه اهليئة املهام التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬مراقبة أعامل البنك اإلسالمي وأنشطته‪ ،‬من حيث التزامها باألحكام‪ ‬الرشعية‪.‬‬

‫((( القانون االحتادي اإلمارايت رقم ‪ 6‬لسنة ‪ ،1985‬املادة ‪.6‬‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫‪23‬‬ ‫د‪ .‬جـمــال بـوشــمـا‬

‫‪ -2‬إبداء الرأي يف صيغ العقود الالزمة ألعامله وأنشطته‪.‬‬

‫‪ -3‬النظر يف أي أمور تكلف وفقا ألوامر البنك املركزي الصادرة هلذه الغاية‪.‬‬

‫ب‪ -‬تعني هيئة الرقابة الرشعية أحد أعضائها رئيســا هلــا‪ ،‬وجتتمع بدعوة من‬
‫رئيســها‪ ،‬أو بناء عىل قرار من جملس إدارة البنك اإلسالمي‪ ،‬أو بناء عىل طلب اثنني‬
‫من أعضائها‪ ،‬ويكون اجتامعهــا قانونيا بحضور عضوين عىل األقل‪ ،‬إذا كان عدد‬
‫أعضائها ثالثة أشخاص‪ ،‬وبحضور أغلبية عدد أعضائها إذا زاد عددهم عىل ثالثة‬
‫أشخاص‪ ،‬وتتخذ قراراهتا يف أي حال باإلمجاع أو بأغلبية أعضائها‪.‬‬

‫جـــ‪ -‬ال جيوز عزل هيئة الرقابة الرشعيــة املعينة‪ ،‬أو أي عضو فيها إال إذا صدر‬
‫قرار معلل من جملس إدارة البنك اإلسالمي بأغلبية ثلثي أعضائه‪ ،‬عىل أن يقرتن هذا‬
‫القرار بموافقة اهليئة العامة ملسامهي البنك»(((‪.‬‬

‫ويظهر من خالل هذه املادة‪ ،‬الرتكيز عىل طريقة اجتامع الرقابة الرشعية‪ ،‬ومنهج‬
‫اختاذها لقراراهتا‪ .‬كام فصلت القول يف مسألة عزل أعضاء الرقابة الرشعية‪ ،‬أو عزهلا‬
‫كلية عن ممارســة عملها يف البنك اإلسالمي‪ .‬وشــددت يف هذه املسألة التي ال تتم‬
‫إال بصدور قرار معلل من جملــس اإلدارة بأغلبية ثلثي أعضائه رشط اقرتان القرار‬
‫بموافقــة اهليئة العامة ملســامهي البنك(((‪ .‬وقد كان النظام األســايس لقانون البنك‬
‫اإلســامي األردين للتمويل واالستثامر ‪1985‬م‪ ،‬قد نص يف املادتني ‪ 27‬و ‪ 28‬عىل‬

‫((( قانون البنوك اإلســامية يف األردن‪ ،‬رقم‪ 28 :‬لســنة ‪2000‬م املعدل بالقانون رقم ‪ 46‬لســنة‬
‫‪2003‬م‪ ،‬النظام األسايس املادة ‪ 580‬الفقرة أ‪ ،‬ب‪ ،‬ج‪.‬‬
‫((( نفسه املادة ‪ 85‬الفقرة ج‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫الرقـابـة الشرعية يف البنـوك التشـاركية‬ ‫‪24‬‬

‫الرقابة الرشعية يف شكل املستشار الرشعي؛ فاملادة ‪ 27‬يف فقرتيها أ و ب تنصان عىل‬
‫مســألتي التعيني والعزل ففيها « أ‪ -‬يعني جملس اإلدارة مستشارا رشعيا من بني أهل‬
‫العلم والتخصص باألحكام الرشعية العملية‪.‬‬

‫ب‪ -‬ال جيوز عزل املستشــار املعني هلذه الوظيفة إال بناء عىل صدور قرار معلل‬
‫من جملس اإلدارة وبأغلبية ثلثي األعضاء عىل األقل»‬
‫(((‬

‫أما املادة ‪ 28‬فحددت مهمة املستشــار الرشعي‪ ،‬ففيهــا‪« :‬حيدد جملس اإلدارة‬
‫مهمة املستشــار الرشعي‪ ،‬وذلك عىل أســاس إلزام املجلس بطلب رأي املستشار‬
‫الرشعي يف املواضيع التالية‪:‬‬

‫دراسة اللوائح والتعليامت التطبيعية التي يسري عليها البنك يف تعامله مع الغري‪،‬‬
‫وذلك هبدف التأكد من خلوها من أي مظهر من مظاهر التعامل الربوي الذي يلتزم‬
‫البنك باجتنابه‪.‬‬

‫جـ‪ -‬دراسة األســباب املوجبة لتحمل البنك أية خسارة من خسائر االستثامر‪،‬‬
‫وذلك هبــدف التحقق من وجود الســند الفقهــي املؤيد ملا يقــرره جملس اإلدارة‬
‫هبذا‪ ‬اخلصوص»(((‪.‬‬

‫وقد ألغي هذا القانون اخلاص بالبنك اإلســامي األردين للتمويل واالستثامر‬
‫‪1985‬م باملادة ‪ 101‬يف الفقرة ب من قانون البنوك اإلســامية يف األردن رقم ‪28‬‬
‫لسنة ‪2000‬م املعدل بالقانون رقم ‪ 46‬لسنة ‪2003‬م‪.‬‬

‫((( انظر قانون البنك اإلســامي األردين للتمويل واالســتثامر ‪ 1985‬النظام األســايس املادة ‪27‬‬
‫الفقرة أ ‪ ،‬ب‪.‬‬
‫((( نفسه املادة ‪ 28‬الفقرة أ‪ ،‬ب‪.‬‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫‪25‬‬ ‫د‪ .‬جـمــال بـوشــمـا‬

‫وتقول هذه املادة يف فقرهتا بـ «يلغى قانون البنك اإلســامي األردين للتمويل‬

‫واالستثامر رقم ‪ 62‬لسنة ‪. (((»1985‬‬

‫‪-3‬املصارف اإلسالمية يف سورية‪:‬‬

‫نص مرســوم القانون رقم ‪ 35‬لســنة ‪2005‬م اخلاص باملصارف اإلسالمية يف‬

‫ســورية يف مادته العارشة عىل جمموعة من الفقرات اخلاصة بالرقابة الرشعية يف كل‬

‫ما يتعلق هبا من مسائل من الناحية الشكلية واهليكلية والتنظيمية والعملية فقد جاء‬

‫فيها ما ييل‪:‬‬

‫يعني املرصف بقــرار من اجلمعية العمومية للمســامهني بناء عىل اقرتاح جملس‬

‫اإلدارة‪ ،‬وملــدة ثالث ســنوات قابلة للتجديد‪ ،‬هيئة مكونــة من ثالثة أعضاء عىل‬

‫األقل من علامء الفقه والرشيعة والقانون‪ ،‬وتســمى هيئة الرقابة الرشعية‪ ،‬ويكون‬

‫رأهيا ملزما للمرصف اإلسالمي»(((‪ .‬ومن حيث مهامها ومسؤوليتها العملية داخل‬

‫املرصف فإن الرقابة الرشعية تتوىل‪:‬‬

‫‪ -1‬مراقبة أعامل املرصف اإلسالمي وأنشطته‪ ،‬من حيث توافقها وعدم خمالفتها‬

‫ألحكام الرشيعة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ -2‬إبداء الرأي يف صيغ العقود الالزمة ألنشطته وأعامله‪.‬‬

‫((( انظر قانون البنوك اإلســامية يف األردن رقم ‪ 28‬لسنة ‪2000‬م‪ ،‬املعدل بالقانون رقم ‪ 46‬لسنة‬
‫‪2003‬م‪ ،‬النظام األسايس املادة ‪ 101‬والفقرة ب‪.‬‬
‫((( مرسوم القانون رقم ‪ 35‬لسنة ‪2005‬م اخلاص باملصارف اإلسالمية يف سورية املادة ‪ 10‬الفقرة أ‪.‬‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫الرقـابـة الشرعية يف البنـوك التشـاركية‬ ‫‪26‬‬

‫‪ -3‬النظر يف أية أمور تكلف هبا من قبل جملس اإلدارة أو وفقا لتعليامت مرصف‬
‫سورية املركزي»((( ‪.‬‬

‫أما بالنســبة للفقرة ج مــن املادة العارشة‪ ،‬فإهنا تنص عــى رضورة تقديم هيئة‬
‫الرقابة الرشعية للمرصف «تقريرا ســنويا إىل اجلمعية العمومية للمسامهني تبني فيه‬
‫مدى التزام املرصف بأحكام الرشيعة اإلســامية للفرتة موضوع التقرير‪ ،‬وكذلك‬
‫مالحظاهتا وتوصياهتا‪ ،‬ويضمن تقريري اهليئة يف التقرير السنوي للرصف»(((‪.‬‬

‫وبالنســبة ملســألة عزل هيئة الرقابة الرشعية‪ ،‬فقد حددت الفقرة ذلك بالقول‪:‬‬
‫«ال جيــوز عزل أو إقالة هيئة الرقابة الرشعيــة‪ ،‬أو أي عضو فيها خالل مدة التعيني‬
‫إال بقرار من قبل اجلمعية العمومية للمســامهني»(((‪ .‬فاجلمعية العمومية للمسامهني‬
‫يف املصارف اإلســامية يف صورة هي املختصة بالنظر يف مســألة عزل هيئة الرقابة‬
‫الرشعية كلية أو أحــد أعضائها‪ .‬وال جيوز لغريها من األجهــزة والعنارص املكونة‬
‫للبنك اإلسالمي أن تتصدى هلذه املسألة؛ ألهنا ليست من اختصاصاهتا‪.‬‬

‫‪ -4‬البنوك التشاركية يف اململكة املغربية‪:‬‬

‫قانون رقم ‪ 12 .103‬يتعلق بمؤسسات االئتامن واهليئات املعتربة يف حكمها‬

‫جاء يف الباب الثاين من القسم الثالث‪ ،‬ما سامه القانون هبيئات املطابقة التي أسند‬
‫إليها مهمة الرقابة الرشعية املنحرصة يف اللجنة الرشعية للاملية التشاركية وهي جلنة‬
‫علمية متخصصة داخل مؤسسة املجلس العلمي األعىل الذي يرأسه أمري املومنني‪.‬‬

‫((( نفسه املادة ‪ 10‬الفقرة أ‪.3 ،2 ،1 ،‬‬


‫((( نفسه املادة ‪ 10‬الفقرة ج‪.‬‬
‫((( نفسه املادة ‪ 10‬الفقرة د‪.‬‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫‪27‬‬ ‫د‪ .‬جـمــال بـوشــمـا‬

‫كام تم إحداث وظيفة التقيد داخل البنوك التش��اركية‪ ،‬وعه��د إليها بمهمة املتابعة‬
‫للقــرارات الصادرة عن املجلس العلمي األعىل‪ ،‬مــن حيث املطابقة من عدمها يف‬
‫البنوك التشاركية‪ .‬وقد جاء يف املادة ‪ 64‬ما ييل‪:‬‬

‫«جيب عىل البنوك التشاركية أن حتدث وظيفة للتقيد بآراء املجلس العلمي األعىل‬
‫تقوم بام ييل‪:‬‬

‫‪ -‬التعرف عىل خماطر عدم مطابقة عملياهتا وأنشــطتها لــآراء باملطابقة‪ ،‬التي‬
‫يصدرها املجلس العلمي األعىل املشار إليه يف املادة ‪.62‬‬

‫‪ -‬ضــان تتبع وتطبيق لــآراء باملطابقة الصادرة عن املجلــس العلمي األعىل‬


‫املذكور ومراقبة احرتامها‪.‬‬

‫‪ -‬السهر عىل وضع الدليل واملساطر الواجب احرتامها‪.‬‬

‫‪ -‬اعتــاد التدابري املطلوبة يف حالة عدم احرتام مؤكــد للرشوط املفروضة عند‬
‫تقديــم منتوج للجمهور صدر يف شــأنه عن املجلس األعىل الســالف الذكر رأي‬
‫باملطابقة‪ .‬وحتدد رشوط وكيفيات ســر جلنة التدقيق السالفة الذكر بمنشور يصدره‬
‫وايل بنك املغرب بعد استطالع رأي جلنة مؤسسة االئتامن»(((‪.‬‬

‫باإلضافة إىل ذلك فقد تم إحداث جلنة علمية متخصصة داخل مؤسسة املجلس‬
‫العلمي األعىل حتت اســم‪ :‬اللجنة الرشعية للاملية التشاركية(((‪ ،‬تقوم بإبداء الرأي‬
‫حول كل ما يتصل باملالية التشاركية‪.‬‬

‫((( قانون رقم ‪ 12 .103‬يتعلق بمؤسسات االئتامن واهليئات املعتربة يف حكمها ص ‪.14‬‬
‫((( ظهري رشيف رقم ‪ 02 .15 .1‬صادر يف ‪ 28‬من ربيع األول ‪1436‬هـ (‪ 20‬يناير ‪ )2015‬بتتميم‬
‫الظهــر الرشيف رقم ‪ 300 .03 .1‬الصادر يف ‪ 02‬ربيــع األول ‪1425‬هـ (‪ 22‬أبريل ‪)2004‬‬
‫بإعادة تنظيم املجالس العلمية‪.‬‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫الرقـابـة الشرعية يف البنـوك التشـاركية‬ ‫‪28‬‬

‫إن فائدة بحث الرقابة الرشعية(((من ناحية القوانني‪ ،‬واألنظمة األساسية للبنوك‬

‫اإلسالمية تتجىل يف عدة ثمرات‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬الصفة القانونية التنظيمية للرقابة الرشعية‪ :‬بحيث إن أعامهلا وممارســتها‬

‫التنفيذية داخل البنوك واملصارف اإلسالمية‪ ،‬مقننة ومنظمة وهذا يدرأ آفة الفوىض‬

‫واخللل وعدم الوضوح يف أعامهلا‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬الصفة اإللزامية لقراراهتا(((‪ :‬تستمد الرقابة الرشعية إلزامية قراراهتا من‬

‫الوصف القانوين من خالل النص اخلاص عليها يف النظام األسايس للبنوك واملصارف‬

‫اإلسالمية‪ ،‬ونجد بعض املصارف والبنوك اإلسالمية قد أخلت ابتداء بإمداد الرقابة‬

‫الرشعية بصفة اإللزامية من خالل النص عىل ذلك يف نظامها األسايس‪ ،‬ومثال ذلك‪:‬‬

‫بنك ديب اإلسالمي الذي نص مرسوم تأسيسه عىل أنه «تلتزم الرشكة بصفة أساسية‪،‬‬

‫بأن تقوم بجميع أعامهلا طبقا ألحكام الرشيعة اإلســامية أخذ وعطاء»(((‪ .‬وسكت‬

‫((( ذهب الدكتور مجال الدين عطية إىل أنه‪ « :‬لوال االزدواج املشؤوم يف الثقافة والتعليم ملا كان لدينا‬
‫فئتان‪ ،‬واحدة مرصفية‪ ،‬وأخرى رشعية‪ ،‬ولكانت أجهزة اإلدارة يف البنك كفيلة بمعرفة احلالل‬
‫واحلــرام‪ ،‬ولكانت مهمة الرقابة الرشعية عىل التنفيذ جزءا مــن عمل املدقق الداخيل واملراقب‬
‫اخلارجي وسلطات الرقابة احلكومية عىل املصارف»‪.‬‬
‫ البنوك اإلسالمية بني احلرية والتنظيم‪ ،‬التقويم واالجتهاد النظرية والتطبيق‪ ،‬ص ‪.72‬‬
‫((( انظر أدوات التأهيل املتكامل للعاملني يف املؤسســات املالية اإلســامية ودور اهليئات الرشعية‬
‫واملعاهد يف تدريبهم رشعا بحث مقدم إىل املؤمتر اخلامس للهيئات الرشعية للمؤسســات املالية‬
‫اإلســامية املنعقد يف مملكــة البحرين يف ‪ 18-17‬شــوال ‪1426‬هـ املوافــق ‪ 20-19‬نوفمرب‬
‫‪2005‬م‪.‬‬
‫((( انظر عقد تأســيس بنك ديب اإلسالمي‪ ،‬أغراض الرشكة‪ ،‬سنة ‪1975/03/10‬م وكذلك نص‬
‫نظامها األســايس لنفس الســنة يف املادة ‪ 4‬عىل أن الرشكة متارس وتبــارش مجيع أعامهلا عىل غري‬
‫أساس الربا وما يف حكمه‪.‬‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫‪29‬‬ ‫د‪ .‬جـمــال بـوشــمـا‬

‫نظامها األسايس عن اإلشارة إىل مسألة الرقابة الرشعية‪ .‬إال أنه»الحقا أقرت اجلمعية‬

‫العمومية غري العادية ببنك ديب اإلســامي‪ ،‬والتي انعقدت يف ‪ 10‬ديسمرب ‪1990‬م‬

‫مرشوع النظام األســايس املعدل‪ ،‬حيث تم إضافة باب خاص بتشكيل هيئة الفتوى‬

‫والرقابــة الرشعية‪ ،‬يتضمن قيامها بواجبه إزاء مراقبة أعامل البنك بام يتفق وأحكام‬

‫الرشيعة اإلسالمية»(((‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬الصفة االختصاصية‪ :‬حيث إن الرقابة الرشعية حددت هلا تلك القوانني‬

‫اختصاصات ال يقــوم هبا غريها من باقي األجهزة اهليكلية والعنارص املؤسســاتية‬

‫املكونة للبنك واملرصف اإلسالمي‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬الصفة التداخلية اجلزئية للرقابة الرشعية‪ :‬بحيث إهنا تتكامل وتتداخل‬

‫مــع باقي العنــارص واألجهزة املكونة للمــرف والبنك اإلســامي‪ ،‬من مجعية‬

‫عمومية ومراقبي احلسابات ومن جملس إداري وغريها من املصالح املرصفية‪ ،‬لكن‬

‫هذا التداخل ليس كليا بل هو جزئي بحيث إن للرقابة الرشعية ‪ -‬حســب الشــكل‬

‫الذي اختذته داخل املرصف اإلسالمي‪ -‬اختصاصاهتا اخلاصة هبا بحيث ال يشاركها‬

‫فيهــا أحد‪ ،‬فهي تتصل مــع باقي األجهزة إداريا وتنفصل عنهــم عمليا‪ ،‬لصبغتها‬

‫وصفتها الرشعيــة وهذا االنفصال اجلزئي هو ما يــرز رضورهتا(((وأمهيتها داخل‬

‫املرصف‪ ‬اإلسالمي‪.‬‬

‫((( الرقابة الرشعية الواقع واملثال لألستاذ فيصل عبد العزيز فرح‪ ،‬ص ‪.22-21‬‬
‫((( انظر االقتصاد اإلســامي‪ ،‬دور املجامع الفقهية يف ترشــيد مسرية املصارف اإلسالمية (آليات‬
‫وصيغ عملية) للدكتور حممد عبد اللطيف الفرفور‪ ،‬العدد ‪ ،343‬ص ‪.15‬‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫الرقـابـة الشرعية يف البنـوك التشـاركية‬ ‫‪30‬‬

‫‪ -5‬نموذج انعدام النص عىل الرقابة الرشعية‪ :‬البنك اإلسالمي للتنمية‪:‬‬

‫أســس البنك اإلســامي للتنمية تطبيقا للبيان الصادر عن مؤمتر وزراء الدول‬
‫اإلســامية‪ ،‬الذي عقد يف جدة يف شهر ذي القعدة ‪ 1393‬هـ (ديسمرب ‪1973‬م)‪،‬‬
‫وكان اهلدف الرئيس من إنشــائه هو «دعم التنميــة االقتصادية والتقدم االجتامعي‬
‫لشــعوب الدول األعضاء واملجتمعات اإلسالمية يف الدول غري األعضاء‪ ،‬جمتمعة‬
‫ومنفردة‪ ،‬وفقا ملبادئ الرشيعة اإلسالمية»(((‪ .‬إال أن البنك اإلسالمي للتنمية (جدة)‬
‫ال يتوفر عىل رقابة رشعية داخل البنك اإلســامي وال خارجه‪ ،‬لكنه اكتفى بعرض‬
‫استفساراته وأسئلته الرشعية عىل جلان منبثقة عن جممع الفقه اإلسالمي(((‪.‬‬

‫أما بالنســبة للرقابة الرشعية عىل مســتوى الدولة‪ ،‬فلقــد نصت بعض البنوك‬
‫واملصارف اإلســامية يف قوانينها وموادها املنظمة للصريفة واملعامالت املالية عىل‬
‫نوع من الرقابة الرشعية‪ ،‬اصطلحت عىل تســميتها إما باهليئــة العليا الرشعية‪ ،‬أو‬
‫اهليئة العليا للرقابة الرشعية عىل املصارف واملؤسسات املالية‪ ،‬فبالنسبة لالصطالح‬
‫األول نجد القانون االحتادي اإلمارايت ينص يف مادته اخلامسة عىل أنه» تشكل بقرار‬
‫من جملس الوزراء هيئة عليــا رشعية تضم عنارص رشعية وقانونية ومرصفية‪ ،‬تتوىل‬
‫الرقابة العليا عىل املصارف واملؤسســات املالية والرشكات االســتثامرية اإلسالمية‬
‫للتحقق من مرشوعية معامالهتا وفقا ألحكام الرشيعة اإلســامية‪ ،‬وكذلك إبداء‬

‫الرأي فيام يعرض عىل هذه اجلهات من مسائل أثناء ممارستها لنشاطها‪ ،‬ويكون رأي‬

‫((( انظــر ملحة موجزة عن جمموعة البنك اإلســامي للتنميــة‪ ،‬ص ‪1426 ،6‬هـ ‪2005 -‬م‪ ،‬من‬
‫مطبوعات البنك اإلسالمي للتنمية‪.‬‬
‫((( الرقابة الرشعية يف املصارف اإلسالمية حسن يوسف داود‪ ،‬ص ‪.18‬‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫‪31‬‬ ‫د‪ .‬جـمــال بـوشــمـا‬

‫اهليئة العليا ملزما للجهات املذكورة‪ ،‬وتلحق هذه اهليئة بوزارة الشــئون اإلسالمية‬

‫واألوقاف»(((‪ .‬أما بالنســبة لالصطالح الثاين اخلــاص بالرقابة الرشعية العليا عىل‬

‫مســتوى الدولة‪ ،‬فنجــده يف القوانني املنظمة للعمل املرصيف بالســودان‪ .‬فقد نص‬

‫الفصل الثالث من قانون ‪2003‬م عىل أنه «تنشــأ هيئة مســتقلة غري متفرغة تسمى‬

‫(اهليئة العليا للرقابة الرشعية عىل املرصف واملؤسسات املالية) يتم تعيينها من رئيس‬

‫اجلمهورية بالتشاور مع الوزير»(((‪ .‬والرقابة الرشعية العليا من الرضورات احليوية‬

‫وامللحة للمصارف واملؤسســات املالية اإلســامية‪ ،‬ملا تقوم به من أدوار تنسيقية‬

‫وإرشافية‪ ،‬فوجودها مثمر للمصارف واملؤسســات املالية اإلســامية؛ لكي تكون‬

‫مؤهلة ملواجهة التحديــات الداخلية واخلارجية والعلميــة والعملية التي تعرتض‬

‫ســبيل ازدهارها؛ لذلك دعا بعض الباحثــن إىل تكوين مثل هذه اهليئات‪ ،‬وحتديد‬

‫اختصاصاهتا‪ ،‬و دورها التنسيقي بني أشكال الرقابة الرشعية الفرعية‪ .‬يقول الدكتور‬

‫أمحد حممد السعد‪« :‬تتكون هيئة رقابة رشعية عليا مستقلة‪ ،‬وأن يتم تكوينها بقانون‬

‫وأن يراعى تنوع ختصصاهتا مع االلتزام بمراعاة التوجه الفقهي يف أعضائها وتوفرهم‬

‫عىل البحــث يف العلوم الرشعية‪ ،‬إضافة إىل خرباهتم التخصصية‪ ،‬وأن تســتمر يف‬

‫ظل هــذه اهليئة العليا‪ ،‬هيئــات فرعية متثل‪ ،‬مجعية عموميــة‪ ،‬للهيئة العليا وينظم‬

‫((( انظر القانون االحتادي اإلمارايت رقم ‪ 6‬لسنة ‪ .1985‬وانظر الرقابة الرشعية يف املصارف اإلسالمية‬
‫حسن يوسف داود‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫((( انظر تنظيم العمل املرصيف يف السودان قانون ‪2003‬م‪ ،‬الفصل الثالث ‪ . 1-15‬وانظر احلاجة إىل‬
‫معايري للرقابة الرشعية وأثر ذلك عىل الصناعة املالية اإلســامية للدكتور العيايش فداد بحوث‬
‫املؤمتر العلمي الســنوي ‪ 14‬عرش ‪ ،9-7‬ربيع اآلخــر ‪1426‬هـ للهجرة املوافق ‪/17-15‬مايو‬
‫‪ 2005‬م املجلد الثاين ص ‪.523‬‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫الرقـابـة الشرعية يف البنـوك التشـاركية‬ ‫‪32‬‬

‫القانون العالقة بني اهليئــات الفرعية والعليا»(((‪ .‬فالرقابة الرشعية يف قوانني البنوك‬

‫اإلســامية ومصارفها حارضة(((بشــكل إمجايل وتفصييل‪ ،‬مما يؤكــد ويبني أمهيتها‬

‫احليوية ورضورهتا املرصفية والرشعية؛ لكي تكون الصريفة اإلســامية سارية عىل‬

‫هدي الدين اإلسالمي ال أن تكون املسميات هي املرفوعة دون معناها ومضموهنا؛‬

‫لذلك سعى أصحاب املصارف اإلسالمية إىل تقنني وإدراج القوانني اخلاصة بالرقابة‬

‫الرشعية حتى تتبني رضورهتا وأمهيتها وأهنا املمثلة للهوية الرشعية‪ ‬للمرصف‪.‬‬

‫ويف اململكــة املغربية نجد أن الرقابة الرشعية يف البنوك التشــاركية تتم من لدن‬

‫مؤسســة املجلس العلمي األعىل الذي يرأسه أمري املومنني‪ .‬ويمثل الرقابة الرشعية‬

‫املركزية والوحيدة املخولة للنظر يف املعامالت املالية للبنوك التشــاركية‪ ،‬أما وظيفة‬

‫التقيد التي توجد داخل البنوك التشــاركية فمهمتها النظر يف تقيد البنوك التشاركية‬

‫باآلراء باملطابقة الصادرة عن املجلس العلمي األعىل‪.‬‬

‫وعىل اجلملة‪ ،‬فإن الرقابة الرشعية يف البنوك اإلســامية قد اكتســبت جمموعة‬

‫مــن الصفات الرضورية املالزمة هلا‪ ،‬كالصفة القانونية‪ ،‬والصفة اإللزامية‪ ،‬والصفة‬

‫((( انظر الرقابة الرشعية وأثرها يف املصارف اإلسالمية للدكتور امحد حممد السعد‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫((( غائبــة يف كل من إيران وباكســتان فال توجد رقابة رشعية خاصة بكل مؤسســة مالية وال رقابة‬
‫رشعية مركزية «ويقوم بدور هيئة الرقابة املركزية الرشعية‪ ،‬جملس الفكر اإلسالمي يف الباكستان‬
‫واملحكمة الرشعية لفيدرالية خمولة بمراجعة مجيع القوانني ملعرفة مدى تطابقها مع الرشيعة‪ ،‬ويف‬
‫إيران يضع جملس املرشدين خطوطا إرشادية يف هذا الصدد»‪ .‬الرقابة الرشعية للمرصف املركزي‬
‫عىل ملؤسســات املالية اإلســامية الدكتور عبد الباري بن حممد عيل مشــعل‪ ،‬ص ‪ 539‬و‪540‬‬
‫بحوث املؤمتر العلمي السنوي الرابع عرش ‪ ،9-7‬ربيع األخر ‪ 1426‬للهجرة املوافق ‪/17-15‬‬
‫مايو ‪ 2005‬ملجلد الثاين‪.‬‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫‪33‬‬ ‫د‪ .‬جـمــال بـوشــمـا‬

‫االختصاصية‪ ،‬والصفة التداخلية اجلزئية‪ ،‬وهــذه الصفات متكنها من أداء واجبها‬


‫الرشعي عىل نحو يســاعد عىل النظــر يف مدى رشعية املعامــات املالية املرصفية‬
‫واندراجها حتت الرشيعة اإلسالمية‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬الرقابة الشرعية يف البنوك التشاركية يف اململكة املغربية‪:‬‬

‫دخل القانون رقم‪ 12 .103 :‬الذي يتعلق بمؤسسات االئتامن واهليئات املعتربة‬
‫يف حكمهــا‪ ،‬حيز التنفيذ منذ صدوره خالل هذه الســنة‪ .‬وســمى القانون البنوك‬
‫املتخصصة يف املعامالت املالية اإلســامية‪-‬واملحظور فيها حتصيل أو دفع فائدة أو‬
‫مها معا ‪ -‬بالبنوك التشــاركية‪ ،‬تغليبا منه ملسلك االســتثامر التشاركي الذي ترسي‬
‫فائدته عىل الكثري من املجاالت والقطاعات عىل واقع املداينات الذي يشغل مساحة‬
‫كبرية من تعامالت ومعامالت املصارف اإلســامية‪ .‬فالتشــاركية إرادة للدخول‬
‫يف األعامل واملشــاركات واالســتثامرات التي تتعدى الفرد الواحد إىل جمموعة من‬
‫األفراد‪ ،‬والقطاع الواحد إىل جمموعة من القطاعــات‪ .‬وهذا يوفر لألفراد الذين يف‬
‫حالة عطالة فرص الشغل‪ ،‬مما ينمي سلوك املبادرة اإلجيابية االقتصادية لدى األفراد؛‬
‫نظرا ملا تتيحه التمويالت اإلسالمية من منافذ استثامرية لألفراد‪.‬‬

‫ويتجىل البعد التشــاركي االســتثامري يف مواد القانون‪ ،‬ابتــداء من تلقي هذه‬


‫البنوك للودائع واألموال االســتثامرية من لدن عمالئها‪ ،‬قصد تشغيلها يف املشاريع‬
‫االســتثامرية التي يمتد نفعها إىل جماالت متعددة‪ .‬وحدد قانون البنوك التشــاركية‬
‫املعامالت املالية التي يتم التعاقد عىل أساســها بني البنوك التشــاركية وبني مجهور‬
‫املتعاملني فيامييل‪:‬‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫الرقـابـة الشرعية يف البنـوك التشـاركية‬ ‫‪34‬‬

‫« أ‪ -‬املرابحة‪:‬‬

‫كل عقد يبيع بموجبه بنك تشاركي‪ ،‬منقوال أو عقارا حمددا ويف ملكيته‪ ،‬لعميله‬
‫بتكلفة اقتنائه مضاف إليها هامش ربح متفق عليهام مسبقا‪.‬‬

‫يتم األداء من طرف العميل هلذه العملية تبعا للكيفيات املتفق عليها بني الطرفني‪.‬‬

‫ب‪ -‬اإلجارة‪:‬‬

‫كل عقد يضع بموجبه بنك تشاركي‪ ،‬عن طريق اإلجيار‪ ،‬منقوال أو عقارا حمددا‬
‫و يف ملكية هذا البنك حتت ترصف عميل قصد استعامل مسموح به قانونا‪.‬‬

‫تكتيس اإلجارة أحد الشكلني التاليني‪:‬‬

‫إجارة تشغيلية عندما يتعلق األمر بإجيار بسيط؛‬

‫إجارة منتهية بالتمليك عندما تنتهي اإلجــارة بتحويل ملكية املنقول أو العقار‬
‫املستأجر للعميل تبعا للكيفيات املتفق عليها بني الطرفني‪.‬‬
‫َ‬

‫جـ‪ -‬املشاركة‪:‬‬

‫كل عقد يكون الغرض منه مشاركة بنك تشاركي يف مرشوع قصد حتقيق ربح‪.‬‬

‫يشــارك األطراف يف حتمل اخلسائر يف حدود مســامهتهم ويف األرباح حسب‬


‫نسب حمددة مسبقا بينهم‪.‬‬

‫تكتيس املشاركة أحد الشكلني التاليني‪:‬‬

‫‪ -‬املشاركة الثابتة‪ :‬يبقى األطراف رشكاء إىل حني انقضاء العقد الرابط بينهم؛‬

‫‪ -‬املشاركة املتناقصة‪ :‬ينسحب البنك تدرجييا من املرشوع وفق بنود العقد‪.‬‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫‪35‬‬ ‫د‪ .‬جـمــال بـوشــمـا‬

‫د‪ -‬املضاربة‪:‬‬

‫كل عقد يربط بني بنك أو عدة بنوك تشــاركية (رب املال)‪ ،‬تقدم بموجبه رأس‬
‫املال نقدا أو عينــا أو مها معا‪ ،‬ومقاول أو عدة مقاولني (مضارب) يقدمون عملهم‬
‫قصد إنجاز مرشوع معني‪ .‬ويتحمل املقاول أو املقاولون املسؤولية الكاملة يف تدبري‬
‫املرشوع‪ .‬يتم اقتسام األرباح املحققة باتفاق بني األطراف‪ .‬ويتحمل رب املال وحده‬
‫اخلســائر إال يف حاالت اإلمهال أو سوء التدبري أو الغش أو خمالفة رشوط العقد من‬
‫طرف املضارب‪.‬‬

‫هـ‪ -‬السلم‪:‬‬

‫كل عقد بمقتضاه يعجل أحد املتعاقدين‪ ،‬البنك التشــاركي أو العميل‪ ،‬مبلغا‬
‫حمددا للمتعاقد اآلخر الذي يلتزم من جانبه بتسليم مقدار معني من بضاعة مضبوطة‬
‫بصفات حمددة يف أجل‪.‬‬

‫و‪ -‬االستصناع‪:‬‬

‫كل عقد يشــرى به يشء ممــا يصنع يلتزم بموجبــه أحد املتعاقديــن‪ ،‬البنك‬
‫التشاركي أو العميل‪ ،‬بتســليم مصنوع بمواد من عنده‪ ،‬بأوصاف معينة يتفق عليها‬
‫وبثمن حمدد يدفع من طرف املستصنع‪ ،‬حسب الكيفية املتفق عليها بني الطرفني»(((‪.‬‬
‫وباإلضافة إىل هذه املعامالت املالية‪ ،‬فإنه أعطيت للبنوك التشاركية‪ ،‬إمكانية متويل‬
‫عمالءها بمنتوجات مالية أخرى‪ ،‬بضوابط رشعية‪ ،‬وإجراءات شــكلية يف إصدار‬
‫ذلــك املنتوج اجلديد‪ .‬ولعل هذا اجلواز اإلمكاين الذي ســمح بــه النص القانوين‪،‬‬

‫((( املادة ‪ 58‬من قانون ‪ .12 .103‬املغريب اخلاص بمؤسسات االئتامن واهليئات املعتربة يف حكمها‪.‬‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫الرقـابـة الشرعية يف البنـوك التشـاركية‬ ‫‪36‬‬

‫يرجع إىل التجــدد الذي يعرفه جمال املعامالت املالية‪ ،‬عىل مســتوى تلبية حاجات‬
‫العمالء التمويلية‪ ،‬وتوفري مطالب املؤسســات واألفراد والرشكات‪ .‬باإلضافة إىل‬
‫االجتهاد الفقهي الــذي يفتح املجال أمام ابتكار نامذج مــن العقود املالية الرشعية‬
‫اجلديدة‪ ،‬والتي تزيد من قوة واســتمرارية النظام املرصيف اإلسالمي‪ .‬وال حتقق هلذا‬
‫االجتهــاد إال بوجود فقهاء متخصصني يف املعامالت املالية والفقه املرصيف يكونون‬
‫أســاس املنظومة الرقابية الرشعية الســاهرة عىل التمكني لسري املصارف عىل هدي‬
‫الترشيع اإلسالمي‪.‬‬

‫‪ -1‬شكل الرقابة الرشعية يف البنوك التشاركية‪:‬‬

‫انتظمت قوانني البنوك التشــاركية يف وحدة تكاملية بني املؤسسات املتدخلة يف‬
‫املالية التشاركية‪ .‬ويتكامل عمل املجلس العلمي األعىل مع البنك املركزي يف العمل‬
‫الرقايب واإلرشايف عىل البنوك التشــاركية؛ فالبنك املركزي يســتطلع رأي املجلس‬
‫العلمي األعىل باملطابقة يف جمموعة من األمور وهي‪:‬‬

‫‪ -‬حتديد رشوط وكيفيات تلقي وتوظيف الودائع االستثامرية‪.‬‬

‫‪ -‬حتديــد املواصفات التقنية‪ ،‬وكيفيات تقديم منتوجات ‪ -‬املرابحة‪ ،‬واإلجارة‪،‬‬


‫واملشاركة الثابتة واملتناقصة‪ ،‬واملضاربة‪ ،‬والسلم‪ ،‬واالستصناع ‪ -‬إىل مجهور العمالء‪.‬‬

‫‪ -‬رغبة البنوك التشاركية يف متويل عمالءها بمنتوجات مالية جديدة‪.‬‬

‫‪ -‬حتديد رشوط وكيفيات تطبيق املادة‪ .61 :‬التي فتحت املجال أمام مؤسسات‬
‫أخرى إلجراء بعض املعامالت املالية التي جترهيا البنوك التشاركية‪.‬‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫‪37‬‬ ‫د‪ .‬جـمــال بـوشــمـا‬

‫واختصت مواد الباب الثاين من القسم الثالث من قانون رقم‪12 .103 :‬املشار‬
‫إليه أعاله‪ ،‬ببيان أن الرقابة الرشعية يف البنوك التشاركية تتخذ شكلني اثنني‪:‬‬

‫األول‪ :‬الرقابة الرشعية املركزية‪ :‬وهي من الناحية الرقابية أصلية ال تبعية‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬الرقابة التنزيلية الداخلية‪ :‬وهي خادمة لألوىل عىل مستوى التنزيل‪.‬‬

‫‪ -1‬الرقابة الرشعية املركزية‪:‬‬

‫تنحــر الرقابة الرشعية املركزية يف اللجنة الرشعية للاملية التشــاركية التي تم‬
‫تشكيلها داخل مؤسسة املجلس العلمي األعىل للعلامء‪ ،‬وقد حددت مهامها فيام ييل‪:‬‬

‫«‪ -1‬إبداء الرأي بشــأن مطابقة املالية التشاركية التي تقدمها مؤسسات االئتامن‬
‫واهليئات املعتربة يف حكمها لزبائنها ونامذج العقود املتعلقة هبذه املنتوجات ألحكام‬
‫الرشيعة اإلسالمية ومقاصدها كلام كان تقديم هذه املنتوجات وإبرام العقود املتعلقة‬
‫هبا رهينا بصدور الرأي املذكور طبقا للترشيع اجلاري به العمل‪.‬‬

‫‪ -2‬إبــداء الرأي بشــأن مطابقــة مضمون املناشــر التي يصدرهــا وايل بنك‬
‫املغــرب ألحــكام الرشيعة اإلســامية ومقاصدهــا‪ ،‬املتعلقة باملنتوجــات املالية‬
‫التشــاركية‪ ،‬والودائع االســتثامرية‪ ،‬والعمليات التي ينجزها صندوق ضامن ودائع‬
‫البنوك‪ ‬التشاركية‪.‬‬

‫‪-3‬إبداء الرأي بصفة خاصة بشــأن مطابقة عمليات التأمني التكافيل التي تقوم‬
‫هبــا مقاوالت التأمني وإعــادة التأمني‪ ،‬يف إطار املالية التشــاركية ألحكام الرشيعة‬
‫اإلسالمية ومقاصدها‪ ،‬طبقا للترشيع اجلاري به العمل‪.‬‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫الرقـابـة الشرعية يف البنـوك التشـاركية‬ ‫‪38‬‬

‫‪-4‬إبداء الرأي بشأن مطابقة عمليات إصدار شهادات الصكوك طبقا للترشيع‬
‫اجلــاري به العمل مع أحكام الرشيعة اإلســامية ومقاصدهــا‪ ،‬كيفام كانت اجلهة‬
‫املصدر هلا»(((‪.‬‬

‫باإلضافة إىل هذه املهام‪ ،‬فإن اللجنة الرشعية للاملية التشاركية تعد دليال مرجعيا‬
‫لعملها‪ ،‬ودالئل اسرتشــادية عند االقتضاء تتضمن باخلصوص األحكام الرشعية‬
‫اخلاصة باملنتوجات املالية التشاركية والعمليات املتعلقة هبا‪ ،‬لتكون دليال تستأنس به‬
‫املؤسسات واهليئات املشتغلة يف جمال املالية التشاركية‪.‬‬

‫وإذا كانت اللجنة الرشعية تشــتغل بإبداء الرأي الرشعي حول ما يتعلق باملالية‬
‫التشاركية‪ ،‬فإن استقباهلا لطلبات إبداء الرأي يتم عن طريق ما ييل‪:‬‬

‫«‪ -‬بنك املغرب بالنسبة لطلبات إبداء الرأي املقدمة من قبل مؤسسات االئتامن‬
‫واهليئات املعتربة يف حكمها‪.‬‬

‫‪ -‬هيئة مراقبــة التأمينات واالحتياط االجتامعي بالنســبة لطلبات إبداء الرأي‬


‫املقدمة من قبل مقاوالت التأمني وإعادة التأمني‪.‬‬

‫‪ -‬اهليئة املغربية لســوق الرساميل بالنســبة لطلبات إبداء الرأي املقدمة من قبل‬
‫اجلهة الراغبة يف إصدار شهادات الصكوك»(((‪.‬‬

‫((( ظهــر رشيف رقم ‪ 02 .15 .1‬صادر يف ‪ 28‬من ربيع األول ‪1436‬هـ (‪ 20‬يناير ‪ )2015‬بتتميم‬
‫الظهــر الرشيف رقم ‪ 300 .03 .1‬الصادر يف ‪ 02‬ربيــع األول ‪1425‬هـ (‪ 22‬أبريل ‪)2004‬‬
‫بإعادة تنظيم املجالس العلمية‪ .‬ووفق ما نص عليه قانون ‪ 12 .103‬املتعلق بمؤسســات االئتامن‬
‫واهليئات املعتربة‪ .‬فإن العمل الرقايب الرشعي يشــمل النظر الرقايب يف التقارير التقييمية للبنوك‬
‫التشــاركية‪ ،‬حول مطابقة عملياهتا وأنشــطتها لآلراء باملطابقة الصــادرة‪ ،‬والتي ترفعها البنوك‬
‫التشاركية إىل املجلس العلمي األعىل عند هناية كل سنة حماسبية‪.‬‬
‫((( نفسه‪ ،‬املادة ‪ 10‬املكررة ثالث مرات‪.‬‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫‪39‬‬ ‫د‪ .‬جـمــال بـوشــمـا‬

‫ويتــم إبداء الــرأي الرشعي معلال بناء عــى تقارير مفصلــة وموثقة تتضمن‬

‫املعلومات اخلاصة بكل نشاط أو عملية أو نموذج من العقود أو مرشوع من مشاريع‬

‫املناشــر املراد إصدارها‪ ،‬واالســتنتاجات التي توصلت إليها فيام يتعلق بمطابقتها‬

‫ألحكام الرشيعة اإلسالمية ومقاصدها‪.‬‬

‫وبالنسبة لتنظيم اللجنة الرشعية للاملية التشاركية‪ ،‬فإهنا تتألف من منسق اللجنة‬

‫وتسعة أعضاء ومن صفاهتم‪:‬‬

‫‪ -‬أن يكونوا من العلامء الفقهاء املشــهود هلم باملعرفة الراسخة واإلملام الواسع‬

‫بأحكام الرشيعة اإلسالمية ومقاصدها‪.‬‬

‫‪ -‬القدرة عىل اإلفتاء وبيان حكم الرشع يف القضايا املعروضة عىل اللجنة‪.‬‬

‫ويعني املنســق واألعضاء بمقــرر لألمني العام للمجلــس العلمي األعىل من‬

‫بــن أعضاء املجلس‪ .‬باإلضافــة إىل العلامء والفقهاء فإن اللجنة الرشعية تســتعني‬

‫بخمســة خرباء استشــاريني دائمني عىل األقل يتم اختيارهم من بني األشــخاص‬

‫الذاتيني أو االعتباريني املشــهود بكفاءهتم وخربهتم يف جمــال من جماالت القانون‬

‫واملالية التشــاركية‪ ،‬واملعامالت البنكية‪ ،‬وقطاع التأمينات‪ ،‬وسوق الرساميل‪ .‬ويتم‬


‫تعيينهــم بمقرر لألمني العام وحتــدد وضعيتهم بموجب عقود‪ .‬كام يمكن ملنســق‬

‫اللجنة اســتدعاء ذوي اخلربة واالختصاص بصفة مؤقتــة قصد اإلفادة يف القضايا‬

‫املعروضة‪ ‬عىل اللجنة(((‪.‬‬

‫((( نفسه املادة ‪ 10‬املكررة مرتني‪.‬‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫الرقـابـة الشرعية يف البنـوك التشـاركية‬ ‫‪40‬‬

‫وتتناىف العضوية يف اللجنة الرشعية للاملية التشــاركية مع العضوية يف أي جهاز‬


‫ألي هيئة أو مؤسسة من املؤسسات املتعلقة باملالية التشاركية(((‪.‬‬

‫‪ -2‬الرقابة التنزيلية الداخلية‪:‬‬

‫وهي عبارة عــن وظيفة للتقيد تتوىل النظر يف العمليــات التمويلية التي جترهيا‬
‫البنوك التشــاركية وفق إجراءات حمددة‪ .‬وقد أوجب قانون البنوك التشــاركية عىل‬
‫كل بنك تشــاركي‪ ،‬رضورة إحداث «وظيفة للتقيد» بآراء املجلس العلمي األعىل‪.‬‬
‫ممــا يبني أن جمال عمل وظيفة التقيد هو رقابة تنزيلية؛ ألهنا تشــتغل بالنظر يف ضبط‬
‫تقيد البنك التشاركي بآراء املجلس العلمي األعىل‪ ،‬يف املعامالت املالية اإلسالمية‪.‬‬

‫وقــد حتدث القانــون ‪ 12 .103‬عن اجلهة املخولة لتحديــد رشوط وكيفيات‬


‫ســر وظيفــة التقيــد‪ ،‬وحددهــا يف وايل بنك املغــرب بعد اســتطالع رأي جلنة‬
‫مؤسسات االئتامن‪.‬‬

‫ونالحظ أن املادة ‪ 64‬من القانون أعاله مل تدرج املجلس العلمي األعىل لألخذ‬
‫برأيه يف مســألة حتديد رشوط وكيفيات ســر وظيفة التقيد‪ ،‬باعتباره يمثل الرقابة‬
‫الرشعيــة املركزية العليــا‪ ،‬ووظيفة التقيد متثل الرقابة الرشعيــة الداخلية املختصة‬
‫بكل بنك تشاركي عىل حدة‪ .‬وباعتبار أن عملها تابع ملا يصدر عن املجلس العلمي‬
‫األعىل‪ ،‬وينحرص يف التدقيق الرشعي الذي يتحدد دوره فيام ييل‪:‬‬

‫‪ -‬التعــرف عىل خماطر عدم مطابقة عملياهتا وأنشــطتها لــآراء باملطابقة التي‬
‫يصدرها املجلس العلمي األعىل والوقاية منها‪.‬‬

‫((( نفسه املادة ‪ 10‬املكررة مرتني‪.‬‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫‪41‬‬ ‫د‪ .‬جـمــال بـوشــمـا‬

‫‪ -‬ضــان تتبع وتطبيــق األراء باملطابقة الصادرة عن املجلــس العلمي األعىل‬

‫ومراقبة احرتامها‪.‬‬

‫‪ -‬السهر عىل وضع الدليل واملساطر الواجب احرتامها‪.‬‬

‫‪ -‬اعتــاد التدابري املطلوبة يف حالة عدم احرتام مؤكــد للرشوط املفروضة عند‬

‫تقديم منتوج للجمهور صدر يف شأنه عن املجلس العلمي األعىل رأي باملطابقة‪.‬‬

‫فمهمة املجلس العلمي األعىل التنظري الرشعي للبنوك التشــاركية‪ .‬أما وظيفة‬

‫التقيد فهــي التأكد من تنزيل اآلراء كام نص عليها املجلس العلمي األعىل‪ .‬لكن إذا‬

‫كان املجلس العلمي األعىل منفكا عن البنوك التشاركية من الناحية اإلدارية واملالية‬

‫‪ ،‬فإن ذلك ال يتحقق يف وظيفة التقيد التي تبقى رهينة بالبنوك التشاركية‪.‬‬

‫وتقوم البنوك التشــاركية عند كل هناية حماسبية برفع تقرير تقييمي حول مطابقة‬

‫عملياهتا وأنشطتها لآلراء باملطابقة الصادرة باملجلس العلمي األعىل‪.‬‬

‫‪ -2‬استقاللية الرقابة الرشعية يف البنوك التشاركية‪:‬‬

‫من اإلشــكاالت املطروحة اليوم عىل الرقابة الرشعية يف املصارف اإلسالمية‪،‬‬

‫نجد إشــكال استقالليتها اإلدارية واملالية؛ ألن فقداهنا يؤدي إىل التأثري عىل قراراهتا‬

‫وإجراءاهتــا الرقابية املتخذة‪ ،‬وإىل انحصار إلزامية ما تتخذه من أعامل رقابية جتاه ما‬

‫جيري يف البنوك اإلسالمية‪ .‬وهليئة الرقابة الرشعية ثالث حاالت يف اهليكل التنظيمي‬

‫للمصارف اإلسالمية وهي عىل الشكل التايل‪:‬‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫الرقـابـة الشرعية يف البنـوك التشـاركية‬ ‫‪42‬‬

‫التبعية ملجلس اإلدارة‪:‬‬

‫جملس اإلدارة‬ ‫ ‬

‫مدير املرصف‬ ‫هيئة الرقابة الرشعية ‬

‫قسم الرشيعة‬ ‫ ‬

‫اإلدارة الرشعية‬ ‫ ‬

‫التبعية ملدير املرصف‪:‬‬

‫جملس اإلدارة‬ ‫ ‬

‫مدير املرصف‬ ‫هيئة الرقابة الرشعية ‬

‫قسم الرشيعة‬ ‫ ‬

‫اإلدارة الرشعية‬ ‫ ‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫‪43‬‬ ‫د‪ .‬جـمــال بـوشــمـا‬

‫التبعية للجمعية العمومية‪:‬‬


‫اجلمعية العمومية‬ ‫ ‬
‫( املسامهني أصحاب املنشأة )‬ ‫ ‬

‫جملس اإلدارة‬ ‫ ‬

‫مدير املرصف‬ ‫هيئة الرقابة الرشعية ‬

‫قسم الرشيعة‬ ‫ ‬

‫اإلدارة الرشعية‬ ‫ ‬

‫إن األشكال اهليكلية التنظيمية التي تكون فيها الرقابة الرشعية غري مستقلة عن‬
‫البنوك اإلسالمية‪ ،‬يؤدي إىل استمرار وجود املخالفات الرشعية واالعتياد عليها من‬
‫قبل املوظفني‪ ،‬وهذا ما جيعل أحيانا أمر الرقابة الرشعية يف البنوك اإلسالمية صورية‬
‫وشكلية‪ ،‬بل قد ال تســتجيب اإلدارة لقرارات هيئة الرقابة الرشعية أصال كام يقع‬
‫يف عمليات املرابحة يف املصارف اإلسالمية فالواقع «التطبيقي هلذه املعاملة قد شهد‬
‫كثريا من التجاوزات يف ترتيب هذا العقد فالبنك ال يقوم نفسه بالرشاء‪ ،‬وإنام يكتفي‬
‫بأن يقدم إليه العميل فاتورة السلع املراد بيعها مرابحة‪ ،‬ويكون العميل قد قام برشاء‬
‫هذه الســلع باسمه من قبل‪ ،‬ووقعت الفواتري باســمه كذلك‪ ،‬فيقترص دور البنك‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫الرقـابـة الشرعية يف البنـوك التشـاركية‬ ‫‪44‬‬

‫عىل تســديد قيمه الفاتورة مقابل الربح املتفق عليه‪ ،‬فيكــون مموال فعليا يف صورة‬
‫مشــري وبائع يف الظاهر‪ ،‬والسيام إذا علمنا أن ارتباط العميل باملرصف من البداية‬
‫ارتباط ملزم ال يملك منه فكاكا فهو إىل العقد أقرب منه إىل الوعد‪ ،‬والشك أن هذا‬
‫الرتتيب حيتوي عىل كثري من املخالفات اخلطرية التي يمكن أن تنســف رشعية هذه‬
‫املعاملة من األســاس‪ ،‬وتنقلها إىل دائرة العقود الربوية املحرمة»(((‪ .‬وهذا ما جعل‬
‫أحد املســامهني يصف هيئة الرقابة الرشعية يف اجتامعــات اجلمعية العمومية لبنك‬
‫فيصل اإلســامي املرصي‪« ،‬بأهنا شــكل بدون مضمون وعلل ذلك؛ ألن رئيسها‬
‫رأى بنفســه خمالفات رشعية يف أحد الفروع وهدد وتوعد أمام السيد حمافظ البنك‬
‫وبعض كبار املســؤولني ومع ذلك اســتمرت املخالفات ومل تتم برسعة االستجابة‬
‫لتوجهات فضيلة رئيــس اهليئة»(((‪ .‬وأما عدم انفكاك جهاز هيئة الرقابة الرشعية يف‬
‫املصارف اإلســامية‪ ،‬وتبعيته الكاملة يف اهليــكيل التنظيمي للمرصف‪ ،‬إما إلدارة‬
‫املؤسســة‪ ،‬أو للجمعية العمومية‪ ،‬مما قد يكون له أثر كبري عىل حياد اهليئة‪ ،‬وعىل قيم‬
‫املوضوعية والشفافية والرصاحة‪ ،‬يف رصد املخالفات‪.‬‬

‫وبنــاءا عىل هــذه اهليكلة التنظيمية نجــد أن أعضاء اهليئة معينــن إما من قبل‬
‫املسامهني يف اجلمعية العمومية أو جملس اإلدارة أو مدير املرصف وقد يكون التعيني‬
‫آتيا من طرف آخر(((؛ لذلك جيب حتقيق االســتقاللية التامــة هليئة الرقابة الرشعية‬

‫((( الرقابة الرشعية يف املصارف اإلسالمية‪ ،‬حسن يوسف داود ص ‪.35‬‬


‫((( نفسه ص ‪.35‬‬
‫((( تقويم عمل هيئة الرقابة الرشعية يف املصارف اإلسالمية جلنة من اخلرباء االقتصاديني والرشعيني‬
‫واملرصفيني املعهد العاملي للفكر اإلسالمي ط ‪ 1996‬ج ‪ 2‬ص ‪.119‬‬
‫ انظر كذلك الرقابة الرشعية يف املصارف اإلسالمية حلسن يوسف داود ص ‪.33-29‬‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫‪45‬‬ ‫د‪ .‬جـمــال بـوشــمـا‬

‫ســواء تنظيميا أو ماديا‪ ،‬بأن «يقدر هلا ميزانية سنوية يدخل يف اعتبارها إنشاء هيكل‬

‫تنظيمي مواكب لعملها‪ ،‬من أمانة عامة باحثني‪ ،‬ويقدر هلا ما يتطلبه العمل الفقهي‬

‫من مواكبة حلركة البحث واإلصدار‪ ،‬واملكتبات والتوثيق‪ ،‬ومتابعة املؤمترات املحلية‬

‫واإلقليميــة والدولية‪ ،‬وتقدر هذه امليزانية وترصف دون تدخل اإلدارة التنفيذية أو‬

‫جملس اإلدارة وإنام تعتمد من قبل املســامهني مبارشة»(((؛ حتققيقا لســر املصارف‬

‫اإلسالمية عىل هدي الرشيعة اإلسالمية‪.‬‬

‫إن مطلب حتقيق االســتقاللية للرقابة الرشعية يستلزم انفكاكها عن املؤسسات‬

‫املالية واملرصفية ماليا وإداريا‪ ،‬وتشكلها يف هيئة علمية مستقلة حتصيال لالستقاللية‬

‫الكاملة‪ ،‬التي ختول هلا املرشوعية‪ ،‬واملصداقيــة‪ ،‬واإللزامية لقراراهتا وأرائها‪ ،‬نحو‬

‫املؤسســات املالية واملرصفية اإلسالمية‪ .‬وأرى أن نموذج اإلمارات العربية املتحدة‬

‫واململكة املغربية‪ ،‬حيققان هذه االســتقاللية؛ النفكاكها عن التبعية اإلدارية واملالية‬

‫للبنوك‪ ،‬وللحوق الرقابة الرشعية يف اإلمارات بوزارة الشئون اإلسالمية واألوقاف‪،‬‬

‫وتعلق مؤسسة املجلس العلمي األعىل بإمارة املومنني‪.‬‬

‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫((( الرقابة الرشعية عىل املصاريف واملؤسسات املالية اإلسالمية لعيل بن حممد العيدروس ص ‪.38‬‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫الرقـابـة الشرعية يف البنـوك التشـاركية‬ ‫‪46‬‬

‫‪ -‬الرقابة الرشعية رضورة رشعية للمصارف اإلسالمية والبنوك التشاركية‪.‬‬

‫‪ -‬التكامل بني املؤسسات املتدخلة يف العمل البنكي التشاركي‪ ،‬رضورة تنظيمية‬

‫لنجاح التجربة املرصفية‪ ،‬وجتديد النظام البنكي؛ لتشــابك العمل البنكي وتداخل‬

‫اختصاصات الفاعلني يف جماله‪.‬‬

‫‪ -‬استقاللية الرقابة الرشعية واجب تنظيمي ورشعي؛ درءا لآلفات التي تعرتض‬

‫سري البنوك عىل هدي الرشيعة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ -‬اختصاص مؤسســة املجلس العلمي األعىل الذي يرأسه أمري املومنني حممد‬

‫الســادس نرصه اهلل‪ ،‬بالرقابة الرشعية يف البنوك التشاركية‪ ،‬يوحد مرجعية الفتوى‬

‫املالية التشاركية‪ ،‬وحيسم إشكال تضارب الفتوى يف املعامالت املالية‪ ،‬والذي نجده‬

‫عند تعدد الرقابة الرشعية يف البنوك اإلسالمية‪.‬‬

‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫‪47‬‬ ‫د‪ .‬جـمــال بـوشــمـا‬

‫‪ -‬القرآن الكريم‪.‬‬

‫‪ -‬التفاسري‪.‬‬

‫‪ -‬املفــردات يف غريب القرآن أليب القاســم احلســن بن حممد املعــروف بالراغب‬


‫األصفهاين حتقيق وضبط حممد سيد كيالين‪ ،‬دار املعرفة‪ ،‬بريوت‪.‬‬

‫‪ -‬أحــكام القرآن أليب بكر حممد بن عبد اهلل املعافري املعروف بابن العريب حتقيق عيل‬
‫حممد البجاوي‪ ،‬دار إحياء الرتاث العريب‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ 1421‬هـ ‪2001 -‬م‪.‬‬

‫‪ -‬التحرير والتنوير‪ ،‬للشيخ حممد الطاهر بن عاشور‪ ،‬دار سحنون تونس‪.‬‬

‫‪ -‬اجلامع ألحكام القرآن املبني ملا تضمنه من السنة وأي الفرقان أليب عبد اهلل حممد بن‬
‫أمحد بن أيب بكر القرطبي حتقيق الدكتور عبد اهلل بن عبد املحسن الرتكي مؤسسة الرسالة‬
‫بريوت لبنان الطبعة األوىل ‪ 1427‬هـ ‪2006 -‬م‪.‬‬

‫‪ -‬جامع البيان عن تأويل القرآن أليب جعفر حممد بن جرير الطربي دار الفكر‪ ،‬بريوت‬
‫لبنان سنة ‪ 1408‬هـ ‪1988‬م‪.‬‬

‫‪ -‬روح املعاين يف تفسري القرآن العظيم والسبع املثاين أليب الفضل شهاب الدين السيد‬
‫حممود األلويس البغدادي ‪ 1270‬هـ‪ ،‬دار إحياء الرتاث العريب‪.‬‬

‫‪ -‬كتب احلدث ورشوحه‪:‬‬

‫‪ -‬صحيح البخاري‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬الطبعة ‪ ،1‬سنة ‪2001 ،1421‬م‪.‬‬

‫‪ -‬االســتذكار اجلامع ملذاهب فقهاء األمصار وعلــاء األقطار فيام تضمنه املوطأ من‬
‫معاين الرأي واآلثار ورشح ذلك كله باإلجيار واالختصار‪ ،‬للحافظ أيب عمر يوســف بن‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫الرقـابـة الشرعية يف البنـوك التشـاركية‬ ‫‪48‬‬

‫عبــد اهلل بن حممد بن عبد الرب النمري األندليس حتقيق الدكتور عبد املعطي أمني قلعجي‪،‬‬
‫د‪ .‬ط‪ .‬د‪ .‬ت‪.‬‬

‫‪ -‬فتح البــاري رشح صحيح البخاري لإلمام احلافظ أمحــد بن حممد عىل بن حجر‬
‫العســقالين‪ ،‬حتقيق عبد العزيز بن عبد اهلل بن باز وترقيم حممد فؤاد الباقي دار احلديث‬
‫القاهرة ‪ 1424‬هـ ‪ 2004 -‬م‪.‬‬

‫‪ -‬كتب اللغة واملعاجم‪:‬‬

‫‪ -‬لسان العرب أليب الفضل مجال الدين حممد بن مكرم ابن منظور‪ ،‬دار صادر بريوت‬
‫سنة ‪ 1373‬هـ ‪ 1955‬م‪.‬‬

‫‪ -‬املصباح املنري ألمحد بن حممد الفيومي‪ ،‬مكتبة العرصية الطبعة الثانية ســنة ‪1420‬‬
‫هـ ‪ 2000‬م‪.‬‬

‫‪ -‬تاج العروس ملحمد مرتيض احلسيني الزبيدي حتقيق عيل هاليل‪.‬‬

‫‪ -‬دار اجليل‪ ،‬بريوت‪ ،‬مطبعة حكومة الكويت ‪ 1386‬هـ ‪1996 /‬م‪.‬‬

‫‪ -‬معجم مقاييس اللغة أليب احلســن امحد بن فارس بن زكرياء‪ ،‬حتقيق حممد هارون‬
‫دار إحياء الكتب العربية القاهرة الطبعة األوىل‪.‬‬

‫‪ -‬كتب الفقه واألصول‪:‬‬

‫‪ -‬املعامــات املالية املعارصة للدكتور وهبة الزحييل‪ ،‬دار الفكر الطبعة الثالثة ســنة‬
‫‪ 2006‬م‪.‬‬

‫‪ -‬إحكام الفصول يف أحكام األصول أليب الوليد الباجي‪ ،‬حتقيق عبد املجيد الرتكي‬
‫دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬الطبعة الثانية ‪.2008 / 1429 ،‬‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫‪49‬‬ ‫د‪ .‬جـمــال بـوشــمـا‬

‫‪ -‬إحياء علــوم الدين لإلمام أيب حامد بن حممد الغــزايل دار الفكر‪ ،‬ط ‪1411 ،3‬‬
‫هـ ‪ 1991 -‬م‪.‬‬

‫‪ -‬إرشاد الفحول الشوكاين حتقيق حممد سعيد البدري مؤسسة الكتب الثقافية الطبعة‬
‫‪ 6‬سنة ‪.1995‬‬

‫‪ -‬الرسالة ملحمد بن إدريس الشافعي حتقيق امحد شاكر دار الفكر بريوت د‪ .‬ت‪.‬‬

‫‪ -‬الفتاوى اهلندية جلامعة من علامء اهلند طبع دار إحياء الرتاث العريب بريوت طبعة ‪4‬‬
‫سنة ‪ 1406‬هـ ‪ 1986 /‬م‪.‬‬

‫‪ -‬الفروق لإلمام شهاب الدين أيب العباس أمحد بن ادريس بن عبد الرمحان الصنهاجي‬
‫املشهور بالقرايف د‪ .‬ط‪ .‬د‪ .‬ت عامل الكتب‪.‬‬

‫‪ -‬املجموع رشح املهذب لإلمام النووي طبع دار الفكر‪.‬‬

‫‪ -‬املحصول يف علم أصول الفقه لفخر الدين الرازي مؤسسة الرسالة الطبعة األوىل‬
‫‪ 2008‬م‪.‬‬

‫‪ -‬املعامــات املالية املعارصة يف الفقه اإلســامي للدكتور‪ ،‬حممــد عثامن نرش دار‬
‫النفائس الطبعة السادسة ‪ 1427‬هـ ‪.2007 -‬‬

‫‪ -‬املوافقات يف أصول الرشيعة أليب إســحاق الشاطبي‪ ،‬رشح وتعليق عبد اهلل دراز‬
‫املكتبة التوفيقية د‪ .‬ط‪.‬‬

‫‪ -‬رد املحتار عىل الدر املختــار رشح وتنوير األبصار طبع دار عامل الكتب د‪ .‬ط‪ .‬د‪.‬‬
‫ت‪.‬‬

‫‪ -‬لباب احلصول يف علم األصول البن رشــيق حتقيق حممــد غزايل عمر جايب‪ ،‬دار‬
‫البحوث للدراسات اإلسالمية‪ ،‬وإحياء الرتاث الطبعة األوىل سنة ‪ 1421‬هـ ‪2001 /‬م‪.‬‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫الرقـابـة الشرعية يف البنـوك التشـاركية‬ ‫‪50‬‬

‫‪ -‬مراعاة مقاصد الرشيعة اإلسالمية ومآالت وأفعال يف العمل املرصيف اإلسالمي‪،‬‬


‫للدكتور حسني حامد حسان د‪ .‬ط‪ .‬د‪ .‬ت‪.‬‬

‫‪ -‬جمالت وبحوث وكتب يف االقتصاد‪:‬‬

‫‪ 100 -‬سؤال وجواب حول البنوك اإلسالمية ألمحد النجار‪ ،‬االحتاد الدويل البنوك‬
‫اإلسالمية القاهرة ‪.1978‬‬

‫‪ -‬البنوك اإلسالمية يف األردن‪ ،‬قانون البنك اإلسالمي األردين للتمويل واالستثامر‬


‫لسنة ‪ 1985‬م‪.‬‬

‫‪ -‬أثر الرقابة الرشعية عىل التزام املصارف اإلسالمية باألحكام الرشعية للدكتور عبد‬
‫الرزاق رحيم جدي اهليتي بحث مقدم إىل مؤمتر املصارف اإلسالمية بني الواقع واملأمول‪،‬‬
‫دائرة الشؤون اإلسالمية‪ ،‬والعمل اخلريي بديب‪ 31 ،‬مايو ‪ 3‬يونيو ‪.2009‬‬

‫‪ -‬أثر الرقابة الرشعية واستقالليتها عىل معامالت البنك اإلسالمي‪ ،‬البنك اإلسالمي‬
‫األردين ‪.1994‬‬

‫‪ -‬إدارة املصارف التقليدية واملصارف اإلســامية مدخل مقــارن‪ ،‬للدكتور حممد‬


‫سويلم‪ ،‬كلية التجارة جامعة املنصور د‪ .‬ط‪ .‬د‪ .‬ت‪.‬‬

‫‪ -‬أساليب تفعيل دور الرقابة الرشعية يف املصارف اإلسالمية لعادل بن عبد اهلل عمر‬
‫باريان‪ ،‬مؤمتر املصارف اإلسالمية بني الواقع واملأمول‪ ،‬دائرة الشؤون اإلسالمية والعمل‬
‫اخلريي بديب ‪ 31‬ما ‪ 3‬يونيو ‪.2009‬‬

‫‪ -‬أصول املرصفية اإلســامية وقضايا التشــغيل للدكتور الغريب نارص دار القاهرة‬
‫الطبعة ‪ 1417‬هـ ‪.1996 /‬‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫‪51‬‬ ‫د‪ .‬جـمــال بـوشــمـا‬

‫‪ -‬البنك اإلسالمي األردين التقرير السنوي احلادي والثالثون ‪ 1430‬هـ ‪ 2009‬م‪.‬‬

‫‪ -‬البنوك اإلســامية بني احلرية والتنظيــم‪ ،‬التقويم واالجتهــاد النظرية والتطبيق‬


‫للدكتور مجال الدين عطية الطبعة الثالثة ‪ 1993 - 1413‬م‪ ،‬املؤسسة اجلامعية للدراسات‬
‫للدكتور مجال الدين عطية‪.‬‬

‫‪ -‬البنــوك اإلســامية‪ ،‬التجربة بني الفقــه والقانون‪ ،‬والتطبيق للدكتورة عائشــة‬


‫الرشقاوي املالقي املركز الثقايف العريب‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬سنة ‪.2000‬‬

‫‪ -‬البنوك اإلسالمية‪ ،‬لشوقي إسامعيل شحاتة‪ ،‬دار الرشق‪ ،‬وجدة ‪.1977‬‬

‫‪ -‬التجربة املرصفية اإلســامية بأوربا املسارات التحديات واآلفاق‪ ،‬للدكتور حممد‬


‫النوري‪ ،‬املجلس األوريب لإلفتاء والبحوث الدورة ‪ ،19‬اســطنبول رجب ‪ 1430‬هـ ‪/‬‬
‫‪ 2009‬م‪.‬‬

‫‪ -‬احلاجة إىل معايري للرقابة الرشعية وأثر ذلك عىل الصناعة املالية اإلسالمية للدكتور‬
‫العيايش فداد بحوث املؤمتر العلمي الســنوي ‪ 14‬يوم ‪ 9 -7‬ربيع اآلخر ‪ 1426‬للهجرة‬
‫املوافق ‪ 17-15‬مايو ‪.2005‬‬

‫‪ -‬الرقابة الرشعية عىل املصارف والرشكات اإلســامية املالية للدكتور عبد الغفار‬
‫الرشيف د‪ .‬ط‪ .‬د‪ .‬ت‪.‬‬

‫‪ -‬الرقابة الرشعية الفعالة يف املؤسسات اإلسالمية للدكتور عبد احلميد البعيل املؤمتر‬
‫العاملي لالقتصاد اإلســامي جامعــة أم القرى مكة املكرمة اململكة املغربية الســعودية‬
‫‪ 14216‬هـ ‪.2005 /‬‬

‫‪ -‬الرقابة الرشعية الفعالة يف املصارف اإلســامية للدكتــور حممد أمني عيل القطان‬
‫املؤمتر العاملي لالقتصاد اإلسالمي جامعة أم القرى‪ 1425 ،‬هـ ‪ 2004 /‬م‪.‬‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫الرقـابـة الشرعية يف البنـوك التشـاركية‬ ‫‪52‬‬

‫‪ -‬الرقابة الرشعية عىل التزام املصارف اإلســامية باألحكام الرشعية للدكتور عبد‬
‫الــرزاق رحيم جدي اهليتي‪ ،‬بحــث مقدمة إىل مؤمتر املصاريف اإلســامية بني الواقع‬
‫واملأمول‪ ،‬دائرة الشؤون اإلسالمية والعمل اخلريي بديب ‪ 31‬مايو ‪ -‬يونيو ‪.2009‬‬

‫‪ -‬الرقابــة الرشعية عــى املصــارف ضوابطها وأحكامهــا للدكتور يوســف بن‬


‫عبد‪ ‬اهلل الشــييل جممع الفقه اإلســامي الدويل الدورة ‪ 19‬إمارة الشارقة دولة اإلمارات‬
‫العربية املتحدة‪.‬‬

‫‪ -‬الرقابــة الرشعية عىل املصــارف واملؤسســات املالية اإلســامية لعيل بن حممد‬


‫العيدروس مؤمتر املصارف اإلســامية بني الواقع واملأمول دائرة الشــؤون اإلســامية‬
‫والعمل اخلريي بديب‪ 31 ،‬ماي ‪ 3‬يونيو ‪.2009‬‬

‫‪ -‬الرقابة الرشعية عىل املصــارف‪ ،‬ضوابطها وأحكامها ودورها يف ضبط املصارف‬


‫للدكتور يوســف بن عبد اهلل السبيل‪ ،‬جممع الفقه اإلســامي الدويل‪ ،‬الدورة ‪ 19‬إمارة‬
‫الشارقة دولة اإلمارات العربية املتحدة‪.‬‬

‫‪ -‬الرقابة الرشعية يف املصارف اإلســامية‪ ،‬حسن يوسف داود املعهد العاملي للفكر‬
‫اإلسالمي القاهرة سنة ‪.1996‬‬

‫‪ -‬الرقابة الرشعية يف املصارف اإلسالمية‪ ،‬محزة عبد الكريم حممد محاد‪ ،‬دار النفائس‬
‫الطبعة األوىل سنة ‪ 1426‬هـ ‪ 2006 -‬م‪.‬‬

‫‪ -‬الرقابة الرشعية للمرصف املركزي عىل املؤسسات املالية اإلسالمية‪ ،‬بحوث املؤمتر‬
‫العلمي السنوي الرابع شعر ‪ 1917‬ربيع اآلخر ‪ 1426‬هـ املوافق ‪ 17/15‬مايو ‪2005‬‬
‫املجلد ‪ -‬للدكتور عبد الباري مشعل‪.‬‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫‪53‬‬ ‫د‪ .‬جـمــال بـوشــمـا‬

‫‪ -‬الرقابــة الرشعية والتحديات املعارصة للبنوك اإلســامية للدكتور‪ :‬عطية فياض‬


‫املؤمتر العاملي الثالث لالقتصاد اإلسالمي‪ ،‬جامع أم القرى د‪ .‬ط‪ .‬د‪ .‬ت‪.‬‬

‫‪ -‬الرقابة الرشعية ودروها يف ضبط أعامل املصارف اإلسالمية للدكتور العيايش فداد‬
‫جممع الفقه اإلسالمي الدويل الدورة ‪ ،19‬إمارة الشارقة دولة اإلمارات العربية املتحدة‪.‬‬

‫‪ -‬القانون االحتادي اإلمارايت رقم ‪ 6‬لسنة ‪.1985‬‬

‫‪ -‬القانــون رقم ‪ 21‬لســنة ‪ 1996‬م املعدل بالقانون رقم ‪ 16‬لســنة ‪ 2009‬بشــأن‬


‫املصارف اإلسالمية باليمن‪.‬‬

‫‪ -‬املؤمتر العاملي لالقتصاد اإلســامي جامعة أم القرى حتت عنوان الرقابة الرشعية‬
‫وأثرها يف املصارف اإلسالمية الدكتور امحد حممد السعد‪.‬‬

‫‪ -‬املدخل لفقه البنوك اإلســامية‪ ،‬االحتاد الدويل للبنوك اإلسالمية القاهرة ‪1983‬‬
‫للدكتور عبد احلميد البعيل‪.‬‬

‫‪ -‬املصارف اإلسالمية يف سورية مرسوم القانون رقم ‪ 30‬لسنة ‪.2005‬‬

‫‪ -‬املصارف اإلسالمية للدكتور صالح محيد العيل د‪ .‬ط‪ .‬د‪ .‬ت‪.‬‬

‫‪ -‬املصارف يف فلسطني قانون رقم ‪ 2‬لسنة ‪.2002‬‬

‫‪ -‬املصارف واملؤسســات املالية والرشكات االستثامرية اإلســامية بقانون االحتاد‬


‫اإلمارايت رقم ‪ 6‬لسنة ‪ 1985‬م‪.‬‬

‫‪ -‬املصارف اإلسالمية يف اليمن قانون رقم ‪ 21‬لسنة ‪ 1996‬م‪.‬‬

‫‪ -‬بحوث املؤمتر العلمي الســنوي الرابع عرش ‪ 19-7‬ربيــع اآلخر ‪ 1426‬املوافق‬


‫‪ 17/15‬مايو ‪.2005‬‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫الرقـابـة الشرعية يف البنـوك التشـاركية‬ ‫‪54‬‬

‫‪ -‬بنك فيصل اإلسالمي السوداين‪ ،‬قانون سنة ‪ 1977‬م‪.‬‬

‫‪ -‬بنك فيصل اإلسالمي املرصي‪ :‬قانون رقم ‪ 48‬لسنة ‪ 1977‬م وتعديالته املادة ‪.3‬‬

‫‪ -‬تفعيل التدقيق والرقابة الرشعية الداخلية وتطويرها‪ ،‬للدكتور حممد البلتاجي هيئة‬
‫املحاسبة واملراجعة للمؤسسات املالية اإلسالمية املؤمتر ‪ 8‬للهيئات الرشعية للمؤسسات‬
‫املالية اإلسالمية ‪ 19 -18‬ماي ‪ ،2009‬املنامة مملكة البحرين‪.‬‬

‫‪ -‬تفعيل دور الرقابــة الرشعية والتدقيق الرشعي يف املصارف واملؤسســات املالية‬


‫اإلسالمية للدكتور زيدان حممد‪ ،‬مؤمتر املصارف اإلسالمية بني الواقع واملأمول ‪ 31‬مايو‬
‫‪ 31‬يونيو ‪.2009‬‬

‫‪ -‬تقويــم عمل هيئــة الرقابــة الرشعية يف املصارف اإلســامية جلنــة من اخلرباء‬


‫االقتصاديني والرشعيني واملرصفيني املعهد العاملي للفكر اإلسالمي ط ‪.1996‬‬

‫‪ -‬تقييم الرقابة الرشعية يف ظل النظام املرصيف اإلسالمي الشامل (التجربة السودانية)‬


‫للدكتور عبد املنعم حممد الطيب مؤمتر املصارف اإلسالمية بني الواقع واملأمول ‪ 31‬مايو‬
‫‪ 3‬يونيو ‪ 2009‬م‪.‬‬

‫‪ -‬تقييم الرقابة الرشعية يف ظل النظام املرصيف اإلسالمي الشامل‪ ،‬التجربة السودانية‪،‬‬


‫للدكتور عبد املنعم الطيب‪ ،‬مؤمتر املصارف اإلسالمية بني الواقع واملأمول‪ ،‬دار الشؤون‬
‫اإلسالمية والعمل اخلريي بديب ‪ 31‬ماي ‪ 3‬يونيو ‪.2009‬‬

‫‪ -‬تقييم جتربة املؤسســات املالية اإلســامية للدكتور عبد احلميد حممود البعيل ورقة‬
‫عمل مقدمة للمؤمتر األول للمؤسســات املالية اإلسالمية بعنوان «املصارف اإلسالمية»‬
‫النموذج األمثل ‪.2001‬‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫‪55‬‬ ‫د‪ .‬جـمــال بـوشــمـا‬

‫‪ -‬دراسة هليئات الفتوى والرقابة الرشعية يف املؤسسات املالية اإلسالمية واقعا وتقييام‬
‫(تعارص الفتوى أنموذجا) للدكتور إبراهيم عبد اللطيف إبراهيم العبيدي دائرة الشؤون‬
‫اإلسالمية والعمل اخلريي بديب ‪ 31‬مايو ‪ 3‬يونيو ‪.2009‬‬

‫‪ -‬دور البنوك اإلسالمية يف متويل التنمية االقتصادية يف فلسطني ملحمد إبراهيم مقداد‬
‫وسامل عبد اهلل حلس‪.‬‬

‫‪ -‬دور الرقابــة الرشعيــة يف ضبط أعامل البنوك اإلســامية أمهيتها رشوطها طريقة‬
‫عملهــا للدكتور امحد بن عبد اهلل محيد‪ ،‬جممع الفقه اإلســامي الدويل الدورة ‪ 19‬إمارة‬
‫الشارقة دولة اإلمارات العربية املتحدة‪.‬‬

‫‪ -‬دور الرقابــة الرشعية يف ضبط أعــال املصارف اإلســامية للدكتور حممد أكرم‬
‫الل الديــن بجمع الفقه اإلســامي الدويل‪ ،‬الدورة ‪ 12‬إمارة الشــارقة دولة اإلمارات‬
‫العربية املتحدة‪.‬‬

‫‪ -‬دور الرقابة الرشعية يف ضبط أعامل املصارف اإلسالمية للدكتور حممد بن امحد بن‬
‫صالح الصالح جممع الفقه اإلســامي الدويل‪ ،‬الدورة ‪ 19‬إمارة الشارقة دولة اإلمارات‬
‫العربية املتحدة‪.‬‬

‫‪ -‬دور اهليئات الرشعية يف ضبط أعامل املؤسســات املالية اإلســامية للدكتور أمحد‬
‫اإلســامبويل جممع الفقه اإلسالمي الدويل‪ ،‬الدورة التاســع عرشة إمارة الشارقة دولة‬
‫اإلمارات املتحدة‪.‬‬

‫‪ -‬دور اهليئــات الرشعية واملعاهد يف تدريبهم رشعــا بحث مقدم إىل املؤمتر اخلامس‬
‫للهيئات الرشعية للمؤسســات املالية اإلســامية املنعقد يف مملكة البحرين يف ‪18 - 17‬‬
‫شوال ‪ 1426‬هـ املوافق ‪ 20 -19‬نوفمرب ‪ 2005‬م‪.‬‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫الرقـابـة الشرعية يف البنـوك التشـاركية‬ ‫‪56‬‬

‫‪ -‬ضوابط وآليات اختيــار أعضاء هيئات الفتوى والرقابة الرشعية يف املؤسســات‬


‫للامليــة للدكتور طه حممد فارس مؤمتر املصارف اإلســامية بني الواقــع واملأمول دائرة‬
‫الشؤون اإلسالمية والعمل اخلريي بديب ‪ 31‬مايو ‪ 03‬يونيو ‪.2009‬‬

‫‪ -‬ضوابط اختيار أعضاء هيئات الرقابة الرشعية يف املؤسسات املالية املالية اإلسالمية‬
‫املؤمتر الســابع للهيئات الرشعية للمؤسسات املالية اإلســامية ملحمد يونس البري قدار‬
‫‪ 28-27‬مايو ‪ 2008‬م مملكة البحرين‪.‬‬

‫‪ -‬عقد تأسيس بنك ديب اإلسالمي‪ ،‬أغراض الرشكة سنة ‪ 1975/03/10‬م‪.‬‬

‫‪ -‬قانون البنوك اإلسالمية يف األردن رقم ‪ 28‬لسنة ‪ 2000‬م املعدل بالقانون رقم ‪46‬‬
‫لسنة ‪.2003‬‬

‫‪ -‬قرارات اهليئة الرشعية بمرصف الراجحي املجموعة الرشعية بمرصف الراجحي‬


‫الرياض ‪ 1431‬هـ‪.‬‬

‫‪ -‬قوانني االقتصاد اإلسالمي يف املجتمعات العربية واإلسالمية‪ ،‬عادل عبد الفضيل‬


‫عبد دار الفكر اجلامعي‪ ،‬طبعة ‪.2009‬‬

‫‪ -‬ملحة موجزة عن جمموعة البنك اإلسالمي للتنمية‪.2005 - 1426 ،‬‬

‫‪-‬جملة االقتصاد اإلســامي‪ .‬جملة شــهرية يصدرها بنك ديب اإلسالمي‪ ،‬اإلمارات‬
‫العربية املتحدة‪.‬‬

‫‪ -‬جملة البنوك اإلسالمية عدد ‪ 20‬شعبان ‪ 1403‬هـ‪.‬‬

‫‪ -‬جملة اجلامعة اإلسالمية‪ ،‬سلسلة الدراســات اإلنسانية املجلد الثالث عرش العدد‬
‫األول يناير ‪.2005‬‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬


‫‪57‬‬ ‫د‪ .‬جـمــال بـوشــمـا‬

‫‪ -‬جملة املرصفية اإلســامية‪ ،‬العدد ‪ 07‬نوفمرب ‪ 2009‬الرشكة السعودية لألبحاث‬


‫والنرش‪.‬‬

‫‪ -‬جملة املعامالت اإلسالمية‪ ،‬مركز الشيخ كامل‪ ،‬القاهرة‪ ،‬العدد ‪.1‬‬

‫‪ -‬مرسوم القانون رقم ‪ 35‬لسنة ‪ 2005‬م اخلاص باملصارف اإلسالمية يف سورية‪.‬‬

‫‪ -‬مفاهيم أساســية يف البنوك اإلســامية للدكتور عبد احلميد البعيل‪ ،‬املعهد العاملي‬
‫للفكر اإلسالمي القاهرة ‪ 1417‬هـ ‪ 1996 -‬م‪.‬‬

‫‪ -‬منهج مقرتح لتفعيل الرقابة الرشعية واملالية عىل صناديق االســتثامر اإلســامية‬
‫للدكتور حسني حسني شحاتة د‪ .‬ط‪ .‬د‪ .‬ت‪.‬‬

‫‪ -‬نحو تفعيل دور الرقابة الرشعية يف املصارف اإلسالمية للدكتور محزة عبد الكريم‬
‫محاد مؤمتر املصارف اإلسالمية بني الواقع واملأمول ‪ 31‬مايو ‪ 3‬يونيو ‪ 2009‬م‪.‬‬

‫‪ -‬هيئات الفتوى والرقابة الرشعية يف املؤسسات املالية اإلسالمية للدكتور عز الدين‬


‫بن زغيبة‪ ،‬مؤمتر املصارف اإلســامية بني الواقع واملأمول دائرة الشــؤون اإلســامية‬
‫والعمل اخلريي بديب‪ 31 ،‬ماي ‪ 3‬يونيو ‪ 2009‬م‪.‬‬

‫‪ -‬هيئــات الفتوى والرقابــة الرشعية ودورهــا يف املصارف اإلســامية للدكتور‬


‫عبد‪ ‬احلميد الصالحني بحوث املؤمتر العلمي السنوي الرابع عرشد‪ .‬ط‪ .‬د‪ .‬ت‪.‬‬

‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫منتدى فقه االقتصاد اإلسالمي ‪ 2015‬م‬

You might also like