You are on page 1of 149

‫دددددددد‬

‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫كتاب وق ائع المؤتمر العلمي االفتراضي‪:‬‬

‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والق انون الوضعي‬

‫‪Cybercrime in Islamic jurisprudence and positive law‬‬


‫اني‪Second Part :‬‬ ‫زء الث‬ ‫الج‬

‫إشراف وتنسيق‪:‬‬

‫د‪.‬عباس حفصي‪ ،‬جامعة األغواط‪ ،‬الجزائر‬

‫د‪.‬حنان طرشان‪ ،‬جامعة باتنة‪ ،1‬الجزائر‬

‫‪2‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫الن ـ ـ ـ ــاشر‪:‬‬
‫املركز الديمقراطي العربي‬
‫للدراسات إلاستراتيجية والسياسية والاقتصادية‬
‫أملانيا‪/‬برلين‬
‫‪Democratic Arabic Center‬‬
‫‪Berlin / Germany‬‬
‫ال يسمح بإعادة إصدار هذا الكتاب أو أي جزء منه أو تخزينه‬
‫في نطاق استعادة املعلومات أو نقله بأي شكل من ألاشكال‪ ،‬دون إذن مسبق خطي من الناشر‪.‬‬
‫جميع حقوق الطبع محفوظة‬
‫‪All rights reserved‬‬
‫‪No part of this book may be reproduced, stored in a retrieval system, or transmitted in‬‬
‫‪any form or by any means, without the prior written permission of the publisher‬‬

‫املركز الديمقراطي العربي‬


‫للدراسات إلاستراتيجية والسياسية والاقتصادية أملانيا‪/‬برلين‬
‫‪Tel: 0049-code Germany‬‬
‫‪030-54884375‬‬
‫‪030-91499898‬‬
‫‪030-86450098‬‬
‫البريد إلالكتروني‬
‫‪book@democraticac.de‬‬

‫‪3‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬برلين‪ ،‬ألمانيا‬

‫جامعة الجفرة‪ ،‬ليبيا‬

‫ينظمون المؤتمر الدولي االفتراضي السابع الموسوم ب ‪:‬‬

‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والق انون الوضعي‬

‫‪Cybercrime in Islamic jurisprudence and positive law‬‬

‫أيام ‪ 11-11‬ماي‪2222‬‬

‫إق امة المؤتمر بواسطة تقنية التّحاضر المرئي عبر تطبيق ‪Zoom‬‬

‫مالحظة‪ :‬المشاركة مجانا بدون رسوم‬

‫ال يتحمل املركز ورئيس املؤتمر واللجان العلمية والتنظيمية مسؤولية ما ورد في هذا الكتاب من آراء‪ ،‬وهي ال تعبر بالضرورة عن‬
‫قناعاتهم ويبقى أصحاب املداخالت هم وحدهم من يتحملون كامل املسؤولية القانونية عنها‬

‫‪4‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫الرئاسة الشرفية للمؤتمر‪:‬‬


‫أ‪ .‬عمار شرعان‪ ،‬رئيس املركز العربي الديمقراطي‪ ،‬برلين‪ ،‬أملانيا‬

‫د‪.‬يوسف أبوبكر جاللة‪ ،‬رئيس جامعة الجفرة‪ ،‬ليبيا‬


‫رئيس املؤتمر‪:‬‬
‫د‪.‬عباس حفص ي‪ ،‬ليبيا‬
‫رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر‪:‬‬
‫د‪ .‬محمد عبد الحفيظ الشيخ‪ ،‬عميد كلية القانون‪ ،‬جامعة الجفرة‪ ،‬ليبيا‬
‫املنسق العام للمؤتمر‪:‬‬
‫د‪.‬أحمد بوهكو‪ ،‬رئيس تحرير املجلة الدولية للدراسات إلاقتصادية‬
‫رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر‪:‬‬
‫د‪.‬ناجية سليمان عبد هللا‪ ،‬رئيسة تحرير مجلة العلوم السياسية والقانون‬
‫رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر‪:‬‬
‫أ‪.‬كريم عايش‪ ،‬املركز الديمقراطي العربي‪ ،‬برلين‪ ،‬أملانيا‬
‫مدير املؤتمر‪:‬‬
‫أ‪.‬كريم عايش‪ ،‬املركز الديمقراطي العربي‪ ،‬برلين‪ ،‬أملانيا‬
‫التنسيق والنشر‪:‬‬
‫د‪.‬حنان طرشان‪ ،‬جامعة باتنة‪ ،1‬الجزائر‬
‫مدير إدارة النشر‪:‬‬
‫د‪.‬أحمد بوهكو‪ ،‬املركز الديمقراطي العربي‪ ،‬برلين‪ ،‬أملانيا‬

‫‪5‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫أعضاء اللجنة العلمية‪:‬‬


‫د‪.‬برني كريمة‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،1‬الجزائر‬ ‫د‪ .‬زعادي محمد جلول‪ ،‬جامعة البويرة‪ ،‬الجزائر‬
‫د‪.‬نورس أحمد كاظم املوسوي‪ ،‬كلية املستقبل الجامعة‬ ‫د‪.‬عالي حسن‪ ،‬جامعة سعيدة‪ ،‬الجزائر‬
‫د‪.‬عدراء بن يسعد‪ ،‬جامعة قسنطينة!‪ ،‬الجزائر‬ ‫د‪.‬بوديبة رابح‪ ،‬جامعة سكيكدة‪ ،‬الجزائر‬
‫لوني تصيرة‪ ،‬جامعة البويرة‪ ،‬الجزائر‬ ‫د‪.‬دعاس آسيا‪ ،‬جامعة باتنة‪ ،1‬الجزائر‬
‫د‪.‬أمل فوزي أحمد عوض‪ ،‬جامعة حلوان‪ ،‬مصر‬ ‫د‪.‬أحمد بوعون‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬تونس‬
‫د‪.‬عبد القادر الشايط‪ ،‬جامعة محمد ألاول‪ ،‬وجدة‪ ،‬املغرب‬ ‫د‪.‬ميثم منفي كاظم العميدي‪ ،‬جامعة الكاظم‪ ،‬العراق‬
‫د‪.‬نبيل عبد الرحمن ناصر الدين إسماعيل‪ ،‬عضو هيئة‬
‫د‪ .‬هشام خلوق‪ ،‬جامعة عين الشق‪ ،‬املغرب‬
‫التدريس‪ ،‬أكاديمية الشرطة‪ ،‬اليمن‬

‫‪6‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫س المؤتم ر‪:‬‬ ‫ة رئي‬ ‫كلم‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‪:‬‬


‫معالي الدكتور‪ /‬يوسف أبوبكر جاللة رئيس جامعة الجفرة بليبيا الشقيقة‬

‫سعادة الدكتور عمار شرعان‪ ،‬رئيس املركز الديمقراطي العربي‪ ،‬برلين‪ ،‬بأملانيا‬

‫رئيس اللجنة العلمية‪ ،‬د‪.‬محمد عبدالحفيظ الشيخ عميد كلية الحقوق بجامعة الجفرة‬

‫رئيس اللجنة التحضيرية‪ ،‬الدكتورة ناجية سليمان عبد هللا‪ ،‬رئيس تحرير مجلة العلوم الساسية والقانونية‬

‫املنسق العام‪ ،‬د‪ .‬أحمد بوهمو‬

‫رئيس اللجنة التظيمية‪ ،‬أ‪ .‬كريم عايش‬

‫أصحاب السعادة والسيدات والسادة رؤساء املشاركين في املؤتمر الدولي للجريمة الالكترونية‬

‫إن الجرائم بطبيعتها توجد بوجود إلانسان وتتطور بتطوره ‪ ،‬وما أن إلانسان دائما في تطور مستمر بفضل ثورة‬
‫املعلومات والتكنولوجيا املتطورة فإننا نجد العلماء يحاولون الاستفادة منها‪ ،‬وباملقابل نجد أن املجرمين يحاولون‬
‫الاستفادة أيضا من التقدم التقني فأصبحت التكنولوجيا شيئا مباحا للحميع للصالح والطالح ‪ ،‬بل إن املجرمين كثر‪،‬‬
‫واستطاعوا اكتساب خبرات ومهارات أكثر في تعاملهم مع الانترنت وارتكابهم للجرائم إلالكترونية عبر ألاقمار الصناعية‪،‬‬
‫ولم تعد جرائمهم تقتصر على إقليم دوله واحدة بعينها بل تجاوزت حدود الدولة‪ ،‬وهى جرائم متكررة ومستحدثة تمثل‬
‫ضربا من ضروب الذكاء إلاجرامي‪ ،‬استعص ى إدراجها ضمن ألاوصاف الجنائية التقليدية في القوانين الجنائية الوطنية‬
‫وألاجنبية‪ ،‬مما أوجب تطوير ألانظمة التشريعية الجنائية الوطنية بذكاء تشريعى مماثل للذكاء إلاجرامى تعكس فيه‬
‫الدقة الواجبة على املستوى القانوني وسائر جوائب تلك التقنيات وأبعادها الجديدة‬

‫ما يضمن في كافة ألاحوال احترام مبدأ شرعية الجرائم والعقوبات من ناحية‪ ،‬ومبدأ الشرعية إلاجرائية من‬
‫ناحية أخرى‪ ،‬وتكامل في الدور والهدف مع املعاهدات وألانظمة الدولية‪ ،‬وهذا كله يمكن الوصول إلى سبل مواجهة هذه‬
‫الجرائم إلالكترونية من حالل تعاون ألانظمة الدولية وفهمها للسبل الشرعية والعملل بها في مكاافحة هذا النوع من‬
‫الجرائم املتكررة واملستحدثة‪ ،‬فتكثر الاستفادة من هذه الوسائل وألاجهزة الالكترونية‪ ،‬ويقل خطرها‪.‬‬

‫بدأت الثورة املعلوماتية نتيجة اقتران تقنيتي الاتصاالت من جهة‪ ،‬واملعلومات وما وصلت إليه من جهة أخرى‪،‬‬
‫فالثورة املعلوماتية هي الطفرة العلمية والتكنولوجية التي نشهدها اليوم‪ ،‬حتى بات يطلق على هذا العصر عصر‬
‫املعلومات‪ .‬وتعد املعلومة من أهم ممتلكات إلانسان التي اهتم بها على مر العصور‪ ،‬فجمعها ودونها وسجلها على وسائط‬
‫متدرجة التطور‪ ،‬بدأت بجدران املعابد واملقابر‪ ،‬ثم انتهت باختراع الورق الذي تعددت أشكاله‪ ،‬حتى وصل بها املطاف‬
‫إلى الحاسب آلالي وألاقراص إلالكترونية املمغنطة‪.‬‬

‫‪7‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫وقد تغني ألارقام عن الكثير من ألاقوال‪ ،‬وأحيانا عن إيجاد مدخل مناسب عندما تزاحم العقل أفكارا عديدة‬
‫‪،‬ومنذ عقد مض ى لم نكن نتصور إن الحياة سوف تعتمد بصفة أساسية ومطلقة على جهاز الحاسب آلالي وملحقاته‪،‬‬
‫إال أن ذلك أصبح واقعا وحقيقة‪ ،‬فمؤسسات الدولة تعتمد على الحاسب آلالي‪ ،‬والشركات العامة والخاصة كذلك‪ ،‬بل‬
‫إن ألافراد في معامالتهم الخاصة باتوا حريصين على التعامل معه و اعتماده في معامالتهم بصورة تكاد تكون أساسية‬
‫يمكن معها القول إن جهاز الحاسب آلالي أصبح يقاسم إلانسان حياته في نهاره وليله ونومه ويقظته‪ ،‬كيف ال وجهاز‬
‫الحاسب آلالي في الطائرة وفي املعمل وفي القوات املسلحة وفي املواصالت والاتصاالت على نحو يمكن معه القول إننا‬
‫نعيش ثورة الحاسب آلالي‪ .‬وقد تعززت منظومة الحاسب آلالي بالكمال بظهور شبكة املعلومات الدولية (الانترنت) والتي‬
‫جعلت من العالم قرية صغيرة من حيث ألاحداث والوقائع التي يمكن متابعتها في أي زمان ومكان‪ ،‬بل لحظة حصول‬
‫الحدث ذاته‪.‬‬

‫ثم استتبع اتساع ونماء كل من تكنولوجيا الاتصاالت والحاسبات من جهة‪ ،‬والبرمجية بما تضمنته من هندسة‬
‫البرمجيات وصناعتها من جهة أخرى‪ ،‬والاندماج املذهل الذي حدث بينهما إلى الوصول إلى استحداث تقنية نظم املعالجة‬
‫آلالية للمعطيات‪ .‬لكن وعلى الرغم من املزايا الهائلة التي تحققت وتتحقق كل يوم بفضل الحاسب آلالي على جميع‬
‫ألاصعدة وفي شتى ميادين الحياة املعاصرة‪ ،‬فإن هذه الثورة التكنولوجية املتنامية صاحبتها في املقابل جملة من‬
‫الانعكاسات السلبية والخطيرة جراء سوء استخدام هذه التقنية‪ ،‬ذلك أن آلاثار إلايجابية املشرقة لعصر تقنية‬
‫املعلومات ال تنف الانعكاسات السلبية التي أفرز تها هذه التقنية‪.‬‬

‫نتيجة إساءة استخدام ألانظمة املعلوماتية واستغاللها على نحو غير مشروع وبطرق من شأنها أن تلحق الضرر‬
‫بمصالح ألافراد والجماعات‪ ،‬الش يء الذي استتبعه ظهور أنماط جديدة من الاعتداءات على تلك املعلومات املخزنة في‬
‫بيئة افتراضية‪ ،‬ليس هذا فحسب بل سهلت هذه التقنية ارتكاب بعض الجرائم التقليدية‪ ،‬فازدادت هذه املخاطر تفاقما‬
‫في ظل البيئة الافتراضية التي تمثلها شبكة املعلومات‪ ،‬مما أفرز نوعا جديدا من الجرائم‪ ،‬لم يكن معهودا من قبل‬
‫عرفت بجرائم الحاسوب‪ ،‬أو الجرائم املعلوماتية‪.‬‬

‫والخطورة التي تتميز بها هذه الجرائم عن باقي الجرائم التقليدية تكمن في أنها سهلة الارتكاب نتيجة لالستخدام‬
‫السلبي للتقنية املعلوماتية بما توفره من تسهيالت‪ ،‬وأن مرتكبي مثل هاته الجرائم ال ينتموا إلى زمرة املجرمين العاديين‬
‫ذلك ألنهم يتسمون بالذكاء والدراية في التعامل مع مجال املعالجة إلالية للمعطيات وإلاملام باملهارات واملعارف التقنية‪،‬‬
‫فضال على أن آثارها ليست محصورة في النطاق إلاقليمي لدولة بعينها بل تشمل جميع دول العالم على اعتبارها متصلة‬
‫ببعضها البعض بواسطة الشبكة العاملية للمعلومات‪.‬‬

‫وكما تكمن الخطورة كذلك من عدة نواحي‪ ،‬وعلى سبيل الذكر ال الحصر نذكر من الناحية ألاخالقية أن مثل‬
‫الشخصية أو القذف أو التشهير بشركات أو أشخاص بقصد إلاضرار بالسمعة‬ ‫ّ‬ ‫هاته الجرائم تستهدف فضح ألاسرار‬
‫الشخصية أو املالية ‪،‬ولعل أبرز الجرائم املتواجدة حاليا على مستوى ألانظمة املعلوماتية ومن خالل الانترنت نجد تجارة‬
‫الدعارة و والصور الخليعة والاستغالل الجنس ي بكل صوره التي أصبحت أكبر التجارات املتواجدة حاليا على الشبكة‬
‫العنكبوتية‪ ،‬وأصبحت تؤرق جل دول املعمورة من أجل محاربتها ‪،‬ولقد أجريت دراسات حول عالقة مثل هاته الجرائم‬

‫‪8‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫عن باقي الجرائم ألاخرى ‪،‬حيث وجد أن الجرائم تزداد اطرادا مع الجرائم ألاخرى‪ ،‬وكثير من الدول سواء املتقدمة او غير‬
‫املتطورة باتت تشتكوا من مثل هذه املواقع التي تبث هاته الافكار‪.‬‬
‫ّ‬
‫املتطرفة‬ ‫ومع الخطورة ألاخالقية نجد كذلك هناك خطورة مجتمعية حيث قد ال ُيدرك كثيرون ّ‬
‫أن الجماعات‬
‫الفكرية التي استخدمت الحاسوب ودخلت العالم إلالكتروني حتى قبل ْ‬
‫أن تظهر شبكة إلانترنت‬ ‫ّ‬ ‫كانت من أولى الجماعات‬
‫بسنوات‪ ،‬مما أصبح يهدد مجتمعات بأسرها‪ .‬ومع الغموض الذي يكتنف جرائم الحاسوب حيث أصبحت تثير بعض‬
‫التحديات القانونية والعملية أمام ألاجهزة املعنية بمكافحة الجريمة (أجهزة العدالة الجنائية بجميع مستوياتها وعلى‬
‫اختالف أدوارها)‪ ،‬وبالذات فيما يخص إثبات هذه الجرائم وآلية مباشرة إجراءات الاستدالل والتحقيق عبر البيئة‬
‫الافتراضية لتعقب املجرمين وتقديمهم للعدالة‪.‬‬

‫إن هذا الغموض الذي يصاحب هاته الجرائم جعل مجال البحث فيها يضيق بل جعل الكثير من الفقهاء سواء‬
‫من الناحية الشرعية أو القانونية يترددون في إعطاء حكم شرعي أو تجريم بصورة واضحة‪ ،‬ومع ذلك حاول املشرع‬
‫القانوني وكذا فقهاء الشريعة إلاسالمية مسايرة هذا التطور لهذا النوع من الجرائم‪.‬‬

‫أيها السادة والسيدات‪ :‬املشاركون الكرام‬

‫إننا وبكل فخر واعتزاز‪ ،‬نرحب بكم مجددا وآمل أن نستفيد من هذا املؤتمر على كافة ألاصعدة واملستويات‬

‫في ألاخير‪ ،‬وإذ أتشرف برئاسة هذا املؤتمر أجدد شكري وعرفاني لكل من ساهم في إنجاح هذا املؤتمر من قريب‬
‫أو بعيد‪...‬‬

‫شكرا على حسن إلاصغاء‬

‫والس الم علي كم ورح مة اهلل‪،‬‬

‫رئيس المؤتمر‪:‬‬

‫د‪.‬عباس حفصي‪ ،‬جامعة األغواط‪ ،‬الجزائر‬

‫‪:‬‬

‫‪9‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫ديباجة املؤتمر‪:‬‬

‫إن الجريمة الالكترونية فعل يتسبب في ضرر جسيم لألفراد والجماعات واملؤسسات بهدف ابتزاز الضحية‬
‫وتشويه سمعتها لتحقيق مكاسب مادية أو لخدمة أهداف سياسية باستخدام وسائل وأنظمة اتصال حديثة مثل‬
‫إلانترنت‪ .‬ويمكن وبحسب البيئات والوسائل املختلفة املستخدمة‪ ،‬تحدث الجريمة إلالكترونية دون تواجد الجاني في‬
‫مكان الحدث‪ ،‬وتستند الطريقة املستخدمة إلى تكنولوجيا الاتصاالت واملعلومات الحديثة‪ .‬إن عدد الجرائم الالكترونية‬
‫في انتشار واسع نظرا للتطور الحاصل في التكنولوجيا سواء في وسائل التواصل الاجتماعي آو عبر الدول مما أضر‬
‫باقتصادها ومختلف تعامالتها‪ ،‬كما أن ألاساليب إلاجرامية اختلفت وتنوعت من قبل متمرسين في هذا الجانب‪.‬‬

‫وبما أن الشريعة رادعة في جانب العقوبات فاشتملت على عقوبات توقف كل مجرم يتجاوز حدود هللا تعالى‬
‫ويسعى في ألارض فسادا وهللا ال يحب املفسدين‪ .‬وجاء القانون أيضا معاقبا كل من تسول له نفسه الاعتداء على حقوق‬
‫الناس بالسلب أو النهب أو الظلم‪.‬‬

‫كما أ ن هناك عدة انواع للجرائم الالكترونية وتتمثل في سرقة الهوية حيث يقوم فيها املجرم بإغراء الضحية‬
‫واستخراج املعلومات منه بشكل غير مباش‪ ،‬واستهداف املعلومات الخاصة من أجل الربح واستغاللها لتحقيق مكاسب‬
‫مادية وأيضا تهديد ألافراد حيث يقوم املجرم‪ ،‬من خالل القرصنة وسرقة املعلومات‪ ،‬بالوصول إلى املعلومات الشخصية‬
‫الخاصة بالضحية‪ ،‬ثم ابتزازهم لكسب املال وتحريضهم على ارتكاب أعمال غير قانونية قد يتعرضون فيها للظلم‪.‬‬

‫وكذلك من ألانواع التشهير حيث يستخدم املجرم املعلومات املسروقة ويضيف اليها معلومات كاذبة ثم يرسلها‬
‫ً‬
‫عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو البريد إلالكتروني لكثير من الناس بهدف تشويه سمعة الضحية وتدميرها نفسيا‪.‬وغيرها‬
‫من ألانواع املتعددة في هذا املجال‪.‬‬

‫إن خطر الجريمة الالكترونية خطر عظيم تجاوز كل الحدود وألاعراف وأصبح يهدد ألاشخاص والدول‪ ،‬لذا‬
‫وجب الحد من هذا التفاقم املتزايد بمعاقبة املجرمين عقابا صارما دون تردد أو تأخير‪ .‬الجريمة الالكترونية يصعب‬
‫اثباتها جراء التعقيدات التي في ثناياها الن من السهولة اخفاء دليل اثباتها لذلك يجد املحققون صعوبة جمة في اثبات‬
‫أدلة الجريمة‪.‬‬

‫إشكالية املؤتمر الدولي‪:‬‬

‫ما هو موقف الشريعة الاسالمية والقانون الوضعي من الجريمة املعلوماتية؟‬ ‫‪‬‬


‫ماهي الطرق املنوطة بإثبات هاته الجرائم؟‬ ‫‪‬‬
‫كيفية تعامل الجهات املختصة مع هذا النوع من الجرائم؟‬ ‫‪‬‬
‫ماهي الحلول املمكنة للحد من هاته الجرائم وسبل مكافحتها؟‬ ‫‪‬‬
‫ما مدى مواكبة املشرع العربي للقوانين املعاصرة في مجال املعلوماتية‬ ‫‪‬‬

‫‪10‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫أهداف املؤتمر الدولي‪:‬‬

‫الجريمة الالكترونية ماهيتها ومعرفة أسبابها وأركانها‬ ‫‪‬‬


‫الجريمة الالكترونية وسبل مكافحتها‬ ‫‪‬‬
‫موقف الشريعة إلاسالمية من الجريمة املعلوماتية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إثبات الجريمة من الناحية الشرعية والقانونية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مواكبة النصوص العقابية في القانون للنصوص في الشريعة الاسالمية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التعرف على تجارب الدول ألاخرى في ردع أصحاب هاته الجرائم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مدى مواكبة نصوص القوانين العقابية في الدول العربية للدول املتقدمة في هذا الجانب‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫محاور املؤتمر‪:‬‬

‫املحور ألاول‪ :‬إلاطار العام للجريمة الالكترونية‬

‫تعريف الجريمة الالكترونية وأركانها‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫أسباب ارتكابها‬ ‫‪‬‬
‫طبيعتها وخصائصها‬ ‫‪‬‬

‫املحور الثاني‪ :‬مواجهة الجرائم الالكترونية وطرق إثباتها‬

‫إلاثبات الشرعي والقانوني للجريمة الالكترونية‬ ‫‪‬‬


‫طرق مواجهة الجرائم الالكترونية‬ ‫‪‬‬
‫شروط وطرق إلاثبات الالكتروني‬ ‫‪‬‬

‫املحور الثالث‪ :‬الجرائم املتصلة بالجرائم الالكترونية‬

‫جريمة القذف والتشهير الالكتروني‬ ‫‪‬‬


‫جريمة السرقة الالكترونية‬ ‫‪‬‬
‫جريمة النصب والاحتيال الالكتروني‬ ‫‪‬‬
‫جريمة التزوير الالكتروني‬ ‫‪‬‬
‫إلارهاب الالكتروني‬ ‫‪‬‬

‫املحور الرابع‪ :‬دور مختلف املؤسسات في مكافحة الجريمة الالكترونية‬

‫املحاكم والقضاء‬ ‫‪‬‬


‫النيابة العامة‬ ‫‪‬‬
‫املخابر الجنائية‬ ‫‪‬‬

‫‪11‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫فهرس املحتويات‬

‫الباحث‬ ‫عنوان املداخلة‬ ‫الصفحة‬


‫د‪.‬نصيرة لوني‬ ‫الجريمة إلالكترونية وسبل املواجهة التشريعية‬ ‫‪11‬‬
‫د‪ .‬محمد السعيد زناتي‬ ‫إلاطار القانوني ملكافحة الجريمة املعلوماتية في التشريع الجزائري‬
‫‪22‬‬
‫د‪.‬يمينة جواج‬
‫ط‪.‬دحليم مدبر‬ ‫الجريمة إلالكترونية‪ :‬وطرق إثبات الدليل الرقمي في الشريعة إلاسالمية‬ ‫‪13‬‬
‫د‪.‬امين مخفوظي‬ ‫الجريمة إلالكترونية كمظهر ألشكال الجرائم الحديثة وتصنيفاتها‬ ‫‪42‬‬
‫أ‪.‬منى رجب الشاعري‬ ‫جريمة التنمر الالكتروني‬ ‫‪37‬‬
‫إجراءات التحري الخاصة في الحد من الجرائم‬
‫د‪.‬يمينة زريكي‬ ‫‪72‬‬
‫إلالكترونية في القانون الجزائري‬

‫د‪.‬منير شمام‬ ‫دور املشرع الجزائري في مواجهة مخاطر الجرائم إلكترونية‬ ‫‪104‬‬
‫د‪.‬أمل فوزي أحمد عوض‬ ‫إلاكتشاف إلالكترونى & حجية ألادلة الرقمية بالجرائم إلالكترونية‬ ‫‪113‬‬

‫‪12‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫الجريمة إلالكترونية وسبل املواجهة التشريعية‬


‫‪Cybercrime and legislative responses‬‬
‫د‪،‬نصيرة لوني‪ /‬جامعة أكلي محند أولحاج‪ ،‬البويرة‪ /‬الجزائر‬
‫‪Dr.Nacira Louni/ Akli Mohand Oulhadj، Bouira /Algeria‬‬

‫ملخص الدراسة‪:‬‬
‫تسعى الدراسة لتبيان ان الجريمة إلالكترونية هي جريمة تمس في صميمها قيما جوهرية تخص ألافراد واملؤسسات وحتى الدول‪،‬‬
‫فسارعت العديد من الدول إليجاد الحلول لها من خالل ايجاد اليات وسبل التي يمكن استغاللها التي تؤدي إلى الحد منها اذ قام املشرع‬
‫الجزائري بسن نصوص قانونية لقمع الجريمة إلالكترونية وذلك بسبب التزايد الكبير الالمتناهي لالعتداءات الحاصلة على الانظمة‬
‫ّ‬
‫املعلوماتية في الجزائر‪ ،‬ومن اهم الامور الني أوالها املشرع اهمية قصوى أمن الدولة والحفاظ على النظام العام‪.‬‬
‫ّ‬
‫املعلوماتية‪ ،‬آلاليات‪ ،‬التشريع الجزائري‪.‬‬ ‫الكلمات املفتاحية‪ :‬الجريمة إلالكترونية‪ ،‬سبل املواجهة‪،‬‬

‫‪Abstract:‬‬

‫‪This study aims to demonstrate that cybercrime is a crime that touches upon its core values for individuals،‬‬
‫‪institutions and even states. Many States have sought solutions by adopting mechanisms and ways to reduce them. The‬‬
‫‪Algerian legislator have enacted legal texts to deter cybercrime. This is due to a growing number of attacks on information‬‬
‫‪systems in Algeria. One of the most important questions to which the legislature attaches the greatest importance is the‬‬
‫‪security of the state and the maintenance of public order.‬‬

‫‪Keywords: Cybercrime, responses, information system, The Algerian legislation.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫لقد أدى التطور التكنولوجي السريع الذي نعيشه هذه ألايام الذي يطلق عليه عصر ثورة املعلومات أو تدفق‬
‫املعلومات إلى ظهور وسائل وأساليب جدبدة الستخدامات ألانترنت والكمبيوتر‪ ،‬وهذه الوسائل في تطور مستمر بمرور‬
‫الوقت‪ ،‬وبالتالي فإن الجرائم التي ترتكب بمناسباتها في تطور موازي‪ ،‬مما يصعب أن يحيط القانون بجميع إلالكترونية‬
‫أو يضع حال جذريا لها‪ ،‬لذلك فإن ألافراد ملزمين من أجل الحفاظ على خصوصياتهم وأموالهم باتخاذ الحيطة والحذر‪،‬‬
‫وباالستخدام العقالني لوسائل الاتصال الحديثة‬
‫تعتبر الجريمة إلالكترونية من الجرائم الحديثة التي تطورت وانتشرت بوتيرة سريعة لتنقل عالم الجريمة إلى بعد‬
‫جديد‪ ،‬تطور من خالله كل من مرتكب الجريمة ووسائل ارتكابها لنصبح اليوم أمام مجريمين ذوي درجة عالية من‬
‫الذكاء‪ ،‬متمرسين و ذوي كفاءة كبرى في استعمال التكنولوجيا الحديثة والتحكم فيها‪ ،‬لينتقل الفعل إلاجرامي من ألافراد‬
‫واملجتمعات إلى الدول ومؤسساتها‪ ،‬وهو ألامر الذي أصبح على التشريعات الوطنية والدولية التجند من أجل مكافحة‬
‫الجريمة إلالكترونية بنصوص قانونية صارمة من شأنها الحفاظ على سالمة ألافراد واملؤسسات والدول من خطر‬
‫الجريمة إلالكترونية بمختلف صورها (دمان ذبيح‪ ،0202 :‬ص‪)731 .‬‬

‫‪13‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫من هذا املنطلق تطلب ألامر منا وضع إشكالية مفادها‪:‬‬


‫مدى اهتمام املشرع الجزائري وكذا ألانظمة الدولية في التصدي للجريمة إلالكترونية باعتبارها من الجرائم‬
‫املستحدثة الناتجة عن املمارسة السيئة للتكنولوجيا املعلوماتية؟‬
‫لإلجابة على إلاشكالية تم تقسيم بحثنا إلى مبحثين كاآلتي‪:‬‬
‫املبحث ألاول‪ :‬مفهوم الجريمة إلالكترونية (تعريفها‪ ،‬خصائصها‪ ،‬مظاهر تحديها)‬
‫املبحث الثاني‪ :‬سبل مواجهة الجريمة إلالكترونية (في التشريع الجزائري‪ ،‬ألانظمة الدولية)‬
‫خاتمة‪ :‬تتضمن أهم النتائج والتوصيات التي توصلنا إليها‬
‫املبحث ألاول‪ :‬مفهوم الجريمة إلالكترونية‬
‫ظهرت الجريمة إلالكترونية ألول مرة في الدول التي عرفت تطورا ال مثيل له في املجالين التكنولوجي واملعلوماتي‪،‬‬
‫ثم انتقلت إلى الدول ألاخرى املستهلة للتكنولوجيا أصبحت محل الاهتمام املشرعين نظرا لخطورتها‪ ،‬لهذا نتطرق إلى‬
‫تعريف الجريمة إلالكترونية مع تبيان خصائصها (املطلب ألاول) ثم محاولة تبيان مظاهر تحديات الجريمة إلالكترونية'‬
‫املطلب الثاني)‪.‬‬
‫إن البحث في تعريف الجريمة محل الدراسة‪ ،‬يؤدي الي الاصطدام بالكثير من التعاريف‬
‫الفقهية املختلفة‪ ،‬وهو ما دفع بعض الفقهاء إلى القول أن هذه الجريمة تقاوم التعريف (رستم‪ ،0222 :‬ص‪.)6.‬‬
‫ورغم الجهود التي بذلتها عدة هيئات دولية على غرار ألامم املتحدة‪ ،‬ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية‪ ،‬املجلس‬
‫ألاوربي وغيرها‪ ،‬والتي سعت الى وضع قواعد للمساعدة على محاولة فهم هذه الظاهرة‪ ،‬غير أن تلك الهيئات وغيرها من‬
‫الفقهاء عجزوا عن وضع تعريف واحد متفق عليه (الحيسناوي‪ ،0222 :‬ص‪.)33 .‬‬
‫َ‬
‫يصعب الاتفاق على تعريف موحد للجريمة املعلوماتية‪ ،‬حيث اختلفت الاجتهادات في ذلك اختالفا كبيرا ‪ ،‬يرجع‬
‫إلى سرعة وتيرة تطور التقنية املعلوماتية من جهة‪ ،‬و تباين الدور الذي تلعبه هذه التقنية في الجريمة من جهة أخرى ‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫فالنظام املعلوماتي لهذه التقنية يكون محال للجريمة تارة‪ ،‬ويكون وسيلة الرتكابها تارة أخرى‪ ،‬فكلما كان البحث منصبا‬
‫على الجرائم التي ترتكب ضد النظام املعلوماتي انطلق التعريف من زاوية محل الجريمة بأنها الجريمة املرتكبة باالعتداء‬
‫ً‬
‫على النظام املعلوماتي‪ ،‬أما إذا كان البحث منصبا على دراسة الجرائم التي ترتكب باستخدام التقنية املعلوماتية ارتكز‬
‫التعريف على الوسيلة وكان ‪ ":‬كل أشكال السلوك غير املشروع الذي يرتكب باستخدام الحاسب آلالي(رستم ‪، 0222:‬‬
‫ص‪)02.‬‬
‫فمنهم من يعرف الجريمة املعلوماتية على أنها فعل ضار يستخدم الفاعل‪ ،‬الذي يفترض أن لديه معرفة بتقنية‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫الحاسوب‪ ،‬نظاما حاسوبيا أو شبكة حاسوبية للوصول إلى البيانات والبرامج بغية نسخها أو تغييرها أو حذفها أو تزويرها‬
‫أو تخريبها أو جعلها غير صالحة أو حيازتها أو توزيعها بصورة غير مشروعة (السالك‪ ،0222 :‬ص‪،)02.‬‬
‫ويعرفها أحمد صياني بأنها تصرف غير مشروع يؤثر في ألاجهزة و املعلومات املوجودة عليها وهذا التعريف يعتبر جامع‬
‫مانع من الناحية الفنية للجريمة الالكترونية حيث انه الرتكاب الجريمة يتطلب وجود أجهزة كمبيوتر زيادة على ربطها‬
‫بشبكة معلوماتية ضخمة (مرعي‪ :‬الجرائم الالكترونية‪ -‬ألاهداف‪-‬ألاسباب‪-‬طرق الجرائم ومعالجتها)‪.‬‬

‫‪14‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫ويعرفها آخرون على أنها جريمة ذات طابع مادي‪ ،‬تتمثل في كل فعل أو سلوك غير مشروع‪ ،‬من خالل استعمال‬
‫الوسائط إلالكترونية‪ ،‬حيث تتسبب في تحميل أو إمكانية تحميل املجني عليه خسارة‪ ،‬وحصول أو إمكانية حصول‬
‫مرتكبه على أي مكسب‪ ،‬وتهدف هذه الجرائم إلى الوصول غير املشروع لبيانات سرية غير مسموح باالطالع عليها ونقلها‬
‫ونسخها أو حذفها‪ ،‬أو تهديد وابتزاز ألاشخاص والجهات املعنية بتلك املعلومات‪ ،‬أو تدمير بيانات وحواسيب الغير بواسطة‬
‫فيروسات (مرعي‪ :‬الجرائم الالكترونية‪-‬ألاهداف‪-‬ألاسباب‪-‬طرق الجرائم ومعالجتها)‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص الجريمة إلالكترونية‬
‫تميزت الجريمة إلالكترونية بخصائص ميزتها عن غيرها من الجرائم‪ ،‬سواء تعلقت هذه الخصائص بالشخص‬
‫الذي يقدم على هذه الجرائم فميزته عن املجرم التقليدي أو تعلقت بالجريمة ذاتها وصعوبة اكتشافها وإثباتها أو ما‬
‫يلعبه الضحية من دور فيها‪ ،‬أو تعلق ألامر بالنطاف املكاني لهذه الجريمة أو الخسائر التي تخلفها (خليفة‪ ،0222 :‬ص‪.‬‬
‫‪)317‬‬
‫أوال‪ :‬الجرائم إلالكترونية من الجرائم العابرة للحدود‬
‫وسعت شبكات املعلومات عملية الاتصال وتبادل معلومات بين الدول وألانظمة التي يفصل بينها آالف ألاميال‪،‬‬
‫ومع القدرة التي يتمتع بها الحاسب أدى ذلك إلى إمكانية ارتكاب الجريمة إلالكترونية في أماكن متعددة من العالم وفي‬
‫وقت واحد‪ ،‬كما يمكن أن يكون املجني عليه في غير الدولة التي يقيم فيها الجاني (بولحية ‪ ، 2019:‬ص‪ )7291.‬إن الجريمة‬
‫املعلوماتية هي شكل من أشكال الجرائم العابرة للحدود‪ ،‬فمسرح الجريمة لم يعد محليا بل أصبح عامليا إذ أن الفاعل‬
‫ال يتواجد ماديا على مسرح الجريمة وهذا التباعد في املسافات بين الفعل املرتكب من خالل الحاسوب والفاعل وبين‬
‫املعلومات التي كانت محل الاعتداء‪ ،‬فالجاني يستطيع القيام بجريمته بالدخول إلى ذاكرة الحاسوب آلالي املوجود في‬
‫بلد آخر وهذا الفعل قد يضر شخصا ثالثا في بلد آخر ‪.‬ومن خالل هذه الخاصية الدولية يثار إشكال حول الاختصاص‬
‫القضائي في محاكمة املجني عليه بمعنى آخر ما هي الدولة املختصة بمحاكمة الجاني؟ هل هي الدولة التي ارتكب على‬
‫إقليمها النشاط إجرامي أم التي يوجد فيها املجني عليه؟ وبمعنى آخر أن هذه الجريمة ال تقع في دولة واحدة وال تعترف‬
‫هذه الجريمة بالحدود الجغرافية للدول إذ غالبا ما يكون الجاني في بلد واملجني عليه في بلد آخر وقد يكون الضرر‬
‫املحتمل في بلد ثالث‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬صعوبة اكتشاف وإثبات الجرائم إلالكترونية‬
‫تمتاز الجرائم املعلوماتية بصعوبة الاكتشاف وإلاثبات وذلك نظرا لعدم ترك الجاني آثار تدل على إجرامه‪،‬‬
‫فالجرائم التي تتم بواسطة إدخال الرموز وألارقام‪ ،‬هي رموز دقيقة ويصعب اكتشافها وإثباتها لہذا عادة ما يتم اكتشافها‬
‫بالصدفة وغالبا ما يتم معاقبة مجرمين وذلك لعدم وجود أدلة قائمة في حقه فالجريمة املعلوماتية ال تترك آثارا ملموسة‬
‫وبذلك ال تترك شهودا يمكن الاستدالل بأقوالهم وال أدلة مادية يمكن فحصها ألنها تقع في بيئة افتراضية يتم فيها نقل‬
‫املعلومات وتناولها بواسطة نبضات الكترونية غير مرئية (بولحية ‪ ،0272 :‬ص‪.)7299.‬‬
‫وصعوبة اكتشاف وإثبات الجرائم املعلوماتية راجع لعدة أسباب منها وسيلة التنفيذ التي تتسم في أغلب الحاالت‬
‫بالطابع التقني الذي يضفي عليها الكثير من التعقيد ومن ثم فإنها تحتاج إلى خبرة فنية يصعب على املحقق التقليدي‬

‫‪15‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫التعامل معها‪ ،‬ألنها تتطلب إملاما خاصا بتقنيات الكمبيوتر ونظم املعلومات ‪.‬ويصعب في جرائم املعلوماتية العثور على‬
‫دليل مادي للجريمة وذلك راجع إلى استخدام الجاني وسائل فنية وتقنية معقدة في كثير من ألاحيان‪ ،‬وهذا السلوك‬
‫املادي في ارتكابها ال يستغرق إال ثواني معدودة يتم فيها محو الدليل والتالعب به‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تتطلب وسائل خاصة في الحاسب آلالي وشبكة ألانترنت‬
‫إن الجريمة املعلوماتية تستلزم لقيامها توفر الحاسب آلالي وكذلك شبكة الانترنت وسيلة ارتكاب الجريمة وأدواتها‬
‫الرئيسية أماكن املعرفة التقنية فتكون ضرورية بحسب درجة خطورة الجريمة املعلوماتية‬
‫رابعا‪ :‬تتطلب خبرة وتحكما في تكنولوجيا املعلوماتية عند متابعتها‬
‫إن جريمة املعلوماتية لها طبيعة تقنية وبذلك ال يستطيع رجال الضبطية القضائية التعامل باحترافية ومهارة‬
‫أثناء البحث والتحري‪ ،‬لذلك البد أن يكون املحقق متخصص في جريمة املعلوماتية حتى ال يتسبب في إتالف الدليل‬
‫الالكتروني‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬تعدد الجرائم املعلوماتية أقل عنفا من الجرائم التقليدية‬
‫إن هذه الجريمة تعتمد على الدراية الذهنية والتفكير العلمي املدروس القائم على معرفة بتقنيات الحاسب‬
‫آلالي‪ ،‬وفي الواقع ليس هناك شعور بعدم أمان تجاه املجرمين في مجال املعرفة املعلوماتية ألن مرتكبيها ليسوا محترفي‬
‫إلاجرام‬
‫سادسا‪ :‬دافع ارتكاب الجريمة املعلوماتية‬
‫إن باعث الدافع الجريمة املعلوماتية قد يختلف عن دافع الجريمة التقليدية فقد يكون الدافع مخالفة النظام‬
‫العام والخروج على القوانين وقد يكون ماديا يراد به اکتساب مبالغ طائلة أو إلاهانة والتشهير‪ ...‬إلخ يكن دون الاحتكاك‬
‫املباشر باملجني عليه (بولحية‪ ،0272 :‬ص‪.)7299.‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬مظاهر تحديات الجريمة إلالكترونية‬
‫َ‬
‫ترتب على ظاهرة الجريمة إلالكترونية تحديات عدة‪ :‬منها ظهور وتنامي ألانشطة إلاجرامية الالكترونية وت َو ُّسل‬
‫مرتكبيها بتقنيات جديدة غير مسبوقة في مجال تكنولوجيا املعلومات والاتصاالت يسرت لهم ارتكاب هذه ألانشطة‬
‫داخل حدود الدولة وخارجها‪ ،‬ألامر الذي أدى إلى انشغال املنظمات واملؤتمرات الدولية بهذا النوع من الجرائم ودعوتها‬
‫الدول إلى التصدي لها ومكافحتها‪ ،‬من حيث تستعص ي بعض ألانشطة على إدراجها ضمن ألاوصاف الجنائية التقليدية‬
‫في القوانين الجنائية الوطنية وألاجنبية؛ ومن حيث ما يرتبط بهشاشة نظام املالحقة إلاجرائية التي تبدو قاصرة على‬
‫استيعاب هذه الظاهرة إلاجرامية الجديدة ‪ ،‬سواء على صعيد املالحقة الجنائية في إطار القوانين الوطنية أم على صعيد‬
‫املالحقة الجنائية الدولية‪.‬‬
‫وعلى خلفية ما ذهب إليه البعض من أن القوانين القائمة تكفي في حد ذاتها ملواجهة الجرائم إلالكترونية‪ ،‬فإننا‬
‫نعتقد إن كان لهذا الرأي شيئا من الواقعية‪ ،‬وهي أن بعض النصوص القائمة تواجه بعض ألانشطة املجرمة التي‬
‫ترتكب بطريق إلانترنت‪ ،‬فإنه ينبغي أال ننكر أن هناك نصوصا أخر صادف تطبيقها بعض الصعوبات‪ ،‬منها ما يتعلق‬
‫بطبيعة الجريمة إلالكترونية غير املادية‪ ،‬ومنها ما يتعلق بهاجس التعارض مع مبادئ هامة ومستقرة في القانون الجنائي‬

‫‪16‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ ،‬كمبدأ شرعية الجرائم والعقوبات والتفسير الضيق‪ ،‬دعا مشرعو بعض الدول إلى التدخل بتعديل بعض النصوص‬
‫القائمة أو وضع نصوص جديدة تتالءم وتلك الجرائم‪ ،‬ودعا أيضا القضاء إلى التوسع في تفسير النصوص الجنائية‬
‫السارية‪.‬‬
‫إذن ال مناص من الاعتراف بأن ظاهرة الجرائم إلالكترونية التي باتت تتخذ أنماطا جديدة وضربا من ضروب الذكاء‬
‫إلاجرامي‪ ،‬تمثل بال شك تحديا جديا وجديدا في الوقت الحاضر‪ ،‬تجاوزه يتطلب التعرف على هذه التحديات وإبراز‬
‫جوانبها‪ ،‬بما يعني التشخيص ألامثل للظاهرة ومكافحتها على صعيد التجريم والعقاب من ناحية‪ ،‬وعلى صعيد املالحقة‬
‫إلاجرائية من ناحية أخرى‪ ،‬وهذا أمر يستلزم‪ :‬أوال ‪ -‬الانطالق من الاقتناع بخطورة هذه الظاهرة‪ ،‬ومحاولة التوفيق بين‬
‫احترام مبدأ السيادة الوطنية لكل دولة في صورته التقليدية‪ ،‬والنزول ولو بقدر أمام ضرورات ومقتضيات التعاون‬
‫القضائي الدولي الذي بقدر نجاحه تتحقق فعالية كل الجهود وإلامكانيات املسخرة للتصدي لظاهرة الجرائم إلالكترونية‬
‫ومكافحتها‪ ،‬وثانيا – تطوير البنية التشريعية الجنائية بذكاء تشريعي متواصل ودؤوب يسد ثغرات ألانظمة الجنائية على‬
‫نحو يجعلها قادرة على إخضاع هذه الجرائم ألوصافها ونصوصها‪ ،‬ومواكبة التطورات التي يتوسل بها مرتكبو هذه‬
‫الجرائم‪ ،‬على أن يتم هذا التطور في إطار القانون وكفالة احترام مبدأ شرعية الجرائم والعقوبات من ناحية‪ ،‬ومبدأ‬
‫الشرعية إلاجرائية من ناحية أخرى‪ ،‬وأن يتكامل هذا التطور في الدور والهدف مع املعاهدات الدولية(فتح هللا‪)0279:‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬سبل مواجهة الجرائم إلالكترونية‬
‫الجزائر كغيرها من الدول استقطبت التكنولوجيا وإستهلكت منتجاتها فقد حملت إليها الجانبين إلايجابي املتمثل‬
‫في تسهيل وتبسيط الحياة الاجتماعية والسلبي املتمثل في الضرر الناتج عن سوء استعمالها‪ ،‬عندها لبد من إيجاد إيطار‬
‫قانوني مناسب‪ ،‬بوضع مجموعة مكن إلاجراءات ووضع وسائل خاصة تتماش ى مع طبيعة الجرائم املتسحدثة أو ما‬
‫يسمى بالجرائم إلالكترونية (املطلب ألاول)‪ ،‬مع تطور تقنيات املعلومات وإهتمام ألانظمة الدولية بموضوع الجرائم‬
‫املعلوماتية وقعت العديد من الصكوك الدولية من طرف دول أدركت فعال مدى الخطورة التي تشكلها هذه الجريمة‬
‫بوصفها من الجرائم العابرة للحدود(شرابشة‪،0222 :‬ص‪( )022 .‬املطلب الثاني)‬
‫املطلب ألاول‪ :‬سبل مواجهة الجريمة إلالكترونية في التشريع الجزائري‬
‫حاول املشرع الجزائري خالل السنوات ألاخيرة تدارك الفراغ القانوني الذي عرفه مجال إلاجرام الالكتروني فقام‬
‫بتعدیل قانون العقوبات بموجب قانون رقم ‪(72-22‬قانون رقم ‪.)0222، 72-22‬‬
‫لقد أدرك املشرع الجزائري جیدا بأن املواجهة الفعالة لإلجرام الالكتروني ال تكون فقط بإرساء قواعد قانونیة‬
‫موضوعیة ذات طبیعة ردعیة‪ ،‬إنما ال بد من مصاحبة هذه القواعد بقواعد أخرى إجرائیة وقائیة وتحفظیة‪ ،‬والتي من‬
‫شانها ان تتفادى وقوع الجریمة إلالكترونية أو على ألاقل الكشف عنها في وقت مبكر یسمح بتدارك مخاطرها‪ .‬وهو ما‬
‫استدركه املشرع بتضمين القانون رقم ‪ 00-26‬املعدل لقانون إلاجراءات الجزائیة تدابير إجرائية مستحدثة تتعلق‬
‫بالتحقیق في الجرائم إلالكترونية تتمثل في مراقبة الاتصاالت إلالكترونية تسجیلها (برا هیمي‪ ،0276 :‬ص‪)732.‬‬

‫‪17‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫الفرع ألاول‪ :‬اعتراض املراسالت وتسجیل ألاصوات والتقاط الصور‬


‫یقصد باعتراض املراسالت اعتراض أو تسجیل أو نسخ املراسالت التي تكون في شكل بیانات قابلة لإلنتاج‬
‫والتوزیع‪ ،‬التخزین‪ ،‬الاستقبال والعرض‪ ،‬التي تتم عن طریق قنوات أو وسائل الاتصال السلكیة والالسلكیة في إطار‬
‫البحث والتحري عن الجریمة وجمع ألادلة عنها (برا هیمي‪ ،0276 :‬ص‪.)732.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬جريمتا الدخول والبقاء غير املصرح بهما‬
‫نصت املادة ن ‪ 322‬مكرر من قانون العقوبات على ما يلي‪" :‬يعاقب بالحبس من ثالثة أشهر إلى سنة وبغ ارمة‬
‫من ‪50000‬دج إلى ‪722222‬دج كل من يدخل أو يبقى عن طريق الغش في كل جزء من منظومة للمعالجة آلالية‬
‫للمعطيات أو يحاول ذلك‪.‬‬
‫تضاعف العقوبة إذا ترتب على ذلك حذف أو تغيير ملعطيات املنظومة ‪".‬يستفاد من هذه املادة أن عنه املشرع‬
‫يقصد بجريمة الدخول غير املصرح به الدخول غير املشروع ّ وهو ما عب بالغش إلى منظومة املعالجة آلالية للمعطيات‪،‬‬
‫أي أن يكون الدخول إلى نظام املعلومات بدون وجه حق‪ ،‬فمناط عدم املشروعية هو انعدام سلطة الفاعل في الدخول‬
‫إلى هذا النظام مع علمه بذلك ‪.‬ومن الحاالت التي يكون الدخول غير مصرح به في النظام املعلوماتي‪ ،‬دخول الفاعل إلى‬
‫النظام دون تصريح من املسؤول عن النظام أو مالكه‪ ،‬وقد يكون الفاعل مصرحا له بالدخول إلى جزء من النظام إال‬
‫أنه يتجاوز التصريح املمنوح له (شيخ‪ ،‬شيخ‪ :‬د‪.‬ت‪ ،.‬ص‪.)22.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬جريمة الاعتداء على املعطيات‬
‫نصت على هذا الشكل من الاعتداء املادتين الخامسة والثامنة من الاتفاقية الدولية لإلجرام املعلوماتي‪ ،‬في حين‬
‫أن املشرع الجزائري لم يورد نصا خاصا باالعتداء العمدي على سير النظام واكتفى بالنص على الاعتداء على املعطيات‬
‫املوجودة بداخل النظام‪ ،‬ويمكن رد ذلك لكون أن املشرع الجزائري قد اعتبر من خالل الفقرة ج من املادة الثانية‬
‫وتشمل صورة الاعتداء العمدي على سير النظام فعلين يتمثالن في آلاتي ‪:‬يتمثل ألاول منها في فعل التعطيل (العرقلة)‬
‫والذي يفترض وجود عمل إيجابي‪ ،‬مع العلم أن املشرع لم يشترط أن يتم التعطيل بوسيلة معينة فيستوي أن يتم‬
‫التعطيل بوسيلة مادية ككسر ألاجهزة املادية للنظام أو تحطيم أسطوانة أو عن طريق وسيلة معنوية تتم بموجب‬
‫الاعتداء على الكيانات املنطقية للنظام كالبرامج واملعطيات وذلك بإتباع إحدى التقنيات املستعملة في هذا املجال مثل‬
‫إدخال برنامج فيروس ي‪ ،‬استخدام قنابل منطقية مؤقتة‪ ،‬جعل النظام يتباطأ في أدائه لوظائفه كما يستوي أن يقترن‬
‫التعطيل بالعنف أم ال‪ ،‬أما الفعل الثاني يتمثل في إلافساد الذي يتم بكل فعل إلى تعطيل نظام املعالجة آلالية‬
‫للمعطيات يؤدي إلى جعله غير صالح لالستعمال السليم وذلك من شأنه أن يعطي نتائج غير تلك التي كان من الواجب‬
‫الحصول عليها(القهوجي‪ ،7222 :‬ص‪.)723.‬‬
‫كخطوة أولى للحكومة الجزائرية ملواجهة ما يعرف بالجريمة الالكترونية‪ ،‬صدر سنة ‪ 0222‬القانون رقم ‪22-22‬‬
‫املؤرخ في ‪ 22‬غشت ‪ ،0222‬واملتضمن القواعد الخاصة للوقاية من الجرائم املتصلة بتكنولوجيات إلاعالم والاتصال‬
‫ومكافحتها‪ ،‬إال أن تجسيد بنوده على أرض الواقع ضعيف إلى حد الساعة‪ ،‬بعدما أهملت الجوانب التقنية الكفيلة‬
‫بتصنيف هذه الجرائم وتحديد العقوبة املناسبة في حق مرتكبيها‪ ،‬واقتصرت العقوبات في أغلب ألاحيان على الغرامة‬

‫‪18‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫املالي‪ .‬ويتضمن القانون ‪ 72‬مادة موزعة على ‪ 6‬فصول‪ ،‬أعده نخبة من رجال القانون بمشاركة خبراء ومهنيين مختصين‬
‫في مجال إلاعالم إلالكتروني من كافة القطاعات املعنية‪ ،‬يتضمن القانون أحكاما خاصة بمجال التطبيق وأخرى خاصة‬
‫بمراقبة الاتصاالت إلالكترونية وعددت الحاالت التي تسمح باللجوء إلى املراقبة الالكترونية‪ ،‬باإلضافة إلى القواعد‬
‫إلاجرائية املتضمنة تفتيش املنظومات املعلوماتية وكذا حجز املعطيات املعلوماتية التي تكون مفيدة للكشف عن الجرائم‬
‫الالكترونية‪ ،‬ونص القانون في فصله الخامس على إنشاء الهيئة الوطنية للوقاية من الجرائم املتصلة بتكنولوجيات‬
‫إلاعالم والاتصال ومكافحتها‪ ،‬تتولى تنشيط وتنسيق عمليات الوقاية من الجرائم املتصلة بتكنولوجيات إلاعالم والاتصال‬
‫ومكافحتها‪ ،‬ومساعدة السلطات القضائية ومصالح الشرطة القضائية في التحريات التي تجريها بشأن هذه الجرائم‪،‬‬
‫وتتكفل أيضا بتبادل املعلومات مع نظيراتها في الخارج‪ ،‬قصد جمع كل املعطيات املفيدة في التعرف على مرتكبي الجرائم‬
‫الالكترونية وتحديد مكان تواجدهم‪ ،‬كما أن هذا القانون أكد في فصله ألاخير على مبدأ التعاون واملساعدة القضائية‬
‫الدولية من إطار مبدأ املعاملة باملثل(حفوظة‪ ،‬غرداين‪ ،0271 :‬ص‪)93 .‬‬
‫وفي نفس السياق‪ ،‬قال رئيس الكتلة البرملانية لجبهة العدالة والتنمية لخضر بن خالف‪ ،‬في تصريح خص به‬
‫«يومية السالم اليوم » أن «مشكلتنا في قوانين ّ‬
‫سنتها الحكومة فيما يخص الجريمة إلالكترونية ولم ّ‬
‫تطبقها»‪ ،‬مضيفا‬
‫أن هناك مراسيم متعلقة بهذا القانون املصادق عليه سنة ‪ ،0222‬لم تصدر لحد الساعة وألسباب مجهولة‪ ،‬ما جعل‬
‫حسبه‪ ،‬معالجة القضايا من هذا الشأن تصطدم بشبه فراغ قانوني‪ ،‬ما أدى في عديد الحاالت إلى استصدار أحكام‬
‫وعقوبات تقريبية ال سند لها‪ ،‬كما دعا نفس املتحدث‪ ،‬الحكومة إلى ضرورة مراجعة موقفها تجاه هذا القانون‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫ال بد من إيالئه أهمية أكبر في ظل دخول الشارع الجزائري نفق إلادمان‪ ،‬والاعتماد الرهيب على شبكة إلانترنت وما‬
‫يصاحبها من آليات وخدمات إلكترونية‪ ،‬فضال عن فتح مجال السمعي البصري‪ ،‬الذي يمكن أن يصطدم بمثل هذه‬
‫الجرائم مستقبال‪ ،‬مشددا في السياق ذاته على ضرورة تشريع قوانين جديدة ّ‬
‫تكرس العقاب الصارم لكبح مثل هذه‬
‫ّ‬
‫واملدمرة(قاسمي‪ 762،‬مليار دوالر سنويا مكاسب عصابات الجريمة املنظمة عبر إلانترنت)‪.‬‬ ‫الجرائم التي وصفها بـالخطيرة‬
‫املطلب الثاني‪ :‬سبل مواجهة الجريمة إلالكترونية في ألانظمة الدولية‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫إن مواجهة الجرائم إلالكترونية قد القت اهتماما عامليا فقد عقدت املؤتمرات والندوات املختلفة‪ ،‬وصدرت من‬
‫خاللها قوانين وتشريعات تجرم من يقدم على ارتكاب هذه الجرائم‪ ،‬وتعد السويد أول دولة تسن تشريعات خاصة‬
‫بجرائم الحاسب آلالي وإلنترنت حيث صدر قانون البيانات السويدي عام ‪7213‬الذي عالج قضايا الاحتيال عن طريق‬
‫الحاسب آلالي إضافة إلى شموله فقرات عامة تشمل جرائم الدخول غير املشروع على البيانات الحاسوبية أو تزويرها‬
‫ً‬
‫أو تحويلها أو الحصول غير املشروع عليها‪ ،‬وجاءت الواليات املتحدة ألامريكية بعد السويد حيث شرعت قانونا خاصا‬
‫بحماية أنظمة الحاسب آلالي في الفترة من ‪7292 - 7296‬م‪ ،‬وفي عام ‪7292‬م حدد معهد العدالة القومي خمسة أنواع‬
‫رئيسة للجرائم املعلوماتية وهي جرائم الحاسب آلالي الداخلية‪ ،‬وجرائم الاستخدام غير املشروع عن بعد‪ ،‬وجرائم‬
‫التالعب بالحاسب آلالي‪ ،‬ودعم التعامالت إلاجرامية‪ ،‬وسرقة البرامج الجاهزة واملكونات املادية للحاسب‪ ،‬وفي عام‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪7296‬م صدر قانونا تشريعيا عرف فيه جميع املصطلحات الضرورية لتطبيق القانون على الجرائم املعلوماتية كما‬
‫وضعت املتطلبات الدستورية الالزمة التطبيقية‪ ،‬وعلى أثر ذلك قامت الواليات الداخلية بإصدار تشريعا الخاصة‬

‫‪19‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫وللتعامل مع هذه الجرائم‪ ،‬ومن ذلك قانون والية تكساس لجرائم الحاسب آلالي‪ ،‬وقد خولت وزارة العدل ألامريكية في‬
‫عام ‪0222‬م خمسة جهات منها مكتب التحقيقات الفيدرالية ‪ fb1‬للتعامل مع جرائم الحاسب آلالي وألانترنت (عطايا‪:‬‬
‫‪ ،0272‬ص‪)322.‬‬
‫ويلي الواليات املتحدة في الاهتمام بمواجهة الجرائم إلالكترونية مباشرة بريطانيا التي تأتي في املرتبة الثالثة بعد‬
‫السويد وأمريكا فقد أقرت قانون مكافحة التزوير والتزيف عام ‪7297‬م الذي شمل في تعاريفه الخاصة بتعريف أداة‬
‫التزوير وسائط التخزين الحاسوبية املتنوعة أو أي أداة أخرى يتم التسجيل عليها سواء بالطرق التقليدية أو إلالكترونية‬
‫أو بأي طريقة أخرى‬
‫وتحظى كندا بالتصنيف بين هذه الدولة التي أولت مواجهة الجرائم إلالكترونية عناية فائقة حيث عدلت في‬
‫عام ‪7292‬م قانونها الجنائي بحيث شمل قوانبن خاصة بجرائم الحاسب آلالي وإلانترنت‪ ،‬كما شمل القانون الجديد‬
‫تجديد عقوبات املخالفات الحاسوبية وجرائم التدمير‪ ،‬أو الدخول غير املشروع ألنظمة الحاسب آلالي‪ ،‬كما وضح فيه‬
‫صالحيات جهات التحقيق كما جاء في قانون املنافسة الذي يخول املأمور الضبط القضائي متى ما حصل على أمر‬
‫قضائي حق تفتيش أنظمة الحاسب آلالي والتعامل معها وضبطها (تمام‪ :‬دت‪ .‬ص‪)022.‬‬
‫وعلى مستوى الدول العربية لم تقم أي دولة عربية بسن قوانين خاصة بجرائم الحاسب آلالي والانترنت‪ ،‬ففي‬
‫مصر مثال ال يوجد نظام قانوني خاص بجرائم املعلومات‪ ،‬إال أن القانون املصري يجتهد بتطبيق قواعد القانون الجنائي‬
‫التقليدي على الجرائم املعلوماتية والتي تفرض نوعا من الحماية الجنائية ضد ألافعال الشبيهة باألفعال املكونة ألركان‬
‫الجريمة املعلوماتية واتخاذ إجراءات فورية تجاه املخالفين في املواقع الالكترونية ويتم تدميرها إذا ثبت إضرارها‬
‫بمصلحة ألامن القومي أو آلاداب العامة‪ .‬شهدت فعاليات املؤتمر إلاقليمي ألاول حول الجريمة إلالكترونية‪« ،‬تحديات‬
‫تكنولوجيا املعلومات والتنمية الاقتصادية»‪ ،‬العديد من املطالب‪ .‬دعا عدد من رجال القانون والقضاة وأعضاء النيابة‬
‫العامة واملتخصصين في مجال مكافحة الجريمة إلالكترونية إلى ضرورة وضع تشريعات وقوانين تعاقب مرتكبي جرائم‬
‫إلانترنت واملعلومات والبيانات‪ ،‬على شبكة املعلومات الدولية‪ ،‬وتطوير التشريعات املوجودة حاليا بما يواكب التطور‬
‫العلمي والتكنولوجي‪ ،‬بما يكفل حقوق املواطنين املستخدمين شبكة املعلومات الدولية‪ ،‬وتحدد واجباتهم ‪.‬أن التأثير‬
‫املجتمعي الذي يحدثه التقدم التكنولوجي يحتاج إلي تنظيم قانوني‪ ،‬يضع إطارا للعالقات التي تترتب علي استخدامه‬
‫بما يكفل حماية الحقوق املترتبة علي هذا الاستعمال‪ ،‬ويحدد الواجبات تجاهها‪ ،‬فالبد للتقدم العلمي والتكنولوجي أن‬
‫يواكبه تكيف في القواعد القانونية‪ ،‬إذ ال يجوز للقانون أن يقف صامتا مكتوف ألايدي حيال أساليب انتشار هذا‬
‫التقدم‪ ،‬وحيال القيم التي يروجها وال يقف دور القانون علي مجرد تنظيم العالقات املترتبة علي التقدم التكنولوجي بل‬
‫إنه يجب أن يحمي القيم التي تحيط باستخدام التكنولوجيا‪ ،‬ويحدد املسار الصحيح الذي يجب أن يسلكه التقدم‬
‫التكنولوجي حتي ال يتخذه املجرمون أداة لتطوير وسائل إجرامهم‪ ،‬بل يكون علي العكس من ذلك وسيلة ملحاربة هذا‬
‫إلاجرام‪ ،‬وهو ما يوجب على القانون أن تمتد نصوصه إلي ألانشطة الجديدة التي تفرزها التكنولوجيا حتى تحدد الجريمة‬
‫في نصوص منضبطة واضحة‪ ،‬وال يترك بحثها إلى نصوص قانون العقوبات التقليدي‪ ،‬التي قد تتسم بعدم اليقين‬
‫القانوني أو ال تتسع ملالحقة ألانماط الجديدة من إلاجرام ‪ .‬وقد تتجاوز نتائج هذه الجرائم إلى وقوع جرائم أخرى تهدد‬

‫‪20‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫الحق في الحياة والسالمة البدنية‪ ،‬إذا ما أدي العبث في املعلومات إلى تغيير طريق العالج أو تركيبة الدواء‪ ،‬وقد تؤثر‬
‫على نطاق الخدمات إلالكترونية وقطاعات التنمية الاقتصادية‪ ،‬وتكنولوجيا املعلومات‪ ،‬ألامر الذي يتطلب إعادة هيكلة‬
‫قطاع الاتصال‪ ،‬وتدعيم دور الدولة في حماية املستخدمين تكنولوجيا الاتصاالت‪ ،‬من خالل إجراءات تتميز بالشفافية‬
‫الكاملة‪ ،‬خاصة أننا نواجه تحديات جديدة بما يعرف بالجريمة إلالكترونية‪ ،‬التي يجب مكافحتها‪ ،‬لتشجيع الاستثمار‬
‫وحماية حقوق امللكية الفكرية‪ ،‬ألامر الذي يستلزم أال يتم بمعزل عن الثوابت التشريعية والقانونية (ألادلة القضائية‬
‫في امن الفضاء الحاسوبي ‪ )2007،‬أن التقدم التكنولوجي أفرز أنماطا جديدة من الجريمة‪ ،‬وكذا من املجرمين‪ ،‬فكان‬
‫للتقدم في العلوم املختلفة أثره عل ى نوعية الجرائم‪ ،‬واستغل املجرم ثمرات هذه العلوم في تطويع املخترعات العلمية‬
‫الحديثة لخدمة أهدافه إلاجرامية‪ ،‬فاملشكلة الرئيسية ال تكمن في استغالل املجرمين إلانترنت‪ ،‬وإنما في عجز أجهزة‬
‫العدالة عن مالحقتهم‪ ،‬وعدم مالحقة القانون لهم ومسايرة التكنولوجيا الجديدة لتشريعاته (سعدون‪ ،‬سلمان‪ ،‬عبد‬
‫الرحمن‪ :‬دت‪ ،‬ص‪.)22.‬‬
‫أن مبدأ الشرعية الجنائية يفرض عدم جواز التجريم والعقاب عند انتفاء النص‪ .‬ألامر الذي يمنع مجازاة مرتكبي‬
‫السلوك الضار أو الخطر على املجتمع بواسطة الحاسوب (الكمبيوتر) أو إلانترنت؛ طاملا أن املشرع الجنائي لم يقم بسن‬
‫التشريعات الالزمة إلدخال هذا السلوك ضمن دائرة التجريم والعقاب‪.‬‬
‫يعتبر مبدأ إلاقليمية هو املبدأ املهيمن على تطبيق القانون الجنائي من حيث املكان؛ غير أن هذا املبدأ يفقد‬
‫صالحيته للتطبيق بالنسبة للجرائم املعلوماتية؛ التي تتجاوز حدود املكان؛ فجرائم إلانترنت عابرة للحدود وانعدام وجود‬
‫تصور واضح املعالم للقانون والقضاء تجاه جرائم الانترنت لكونها من الجرائم الحديثة وتلك مشكلة أكثر من كونها‬
‫ظاهرة‪ ،‬والنعدام وجود تقاليد بشأنها كما هو الشأن في الجرائم ألاخرى‪ ،‬ويساعد على ذلك انعدام وجود مركزية وملكية‬
‫عبر الانترنت و رغم صدور عدد من التشريعات العربية بشأن حماية امللكية الفكرية والصناعية التي تضمنت النص‬
‫على برامج الحاسب واعتبرتها من ضمن املصنفات املحمية في القانون إال أنه مكافحة الجرائم املعلوماتية في الدول‬
‫العربية مازالت بال غطاء تشريعي يحددها ويجرم كافة صورها( آل سعود‪ ،0221 :‬ص‪)22.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫وبناء على ما تم دراسته سابقا توصلنا إلى النتائج التالية‪:‬‬
‫الحاسوب هو أساس ارتكاب الجريمة إلالكترونية وأهم دوافع ارتكاب الجريمة هو تحقيق عائد مادي‬ ‫‪‬‬
‫عجز التشريعات عن مكافحة الجريمة إلالكترونية بما فيها التشريع الجزائري يؤدي إلى إفالت مرتكب الجريمة‬ ‫‪‬‬
‫من العقاب‬
‫أن إلاجرام املعلوماتي الذي يقع عن طريق الشبكة العاملية (ألانترنت) له طبيعة من نوع خاص على خالف‬ ‫‪‬‬
‫الجرائم ألاخرى التقليدية‪ ،‬وقد تستمد هذه الطبيعة الخاصة من املجال الذي يمكن أن ترتكب فيه أو من املحل الذي‬
‫يقع عليه إلاعتداء‪.‬‬
‫وفي ضوء النتائج السابقة التي أظهرتها الدراسة نوص ي ببعض التوصيات املتمثلة في‪:‬‬
‫ضرورة إلاسراع في إقرار التشريعات املتعلقة باملعامالت إلالكترونية وبيانات التعريف الشخصية إلالكترونية‬ ‫‪‬‬

‫‪21‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫ضرورة مواصلة تطوير الخبرات والوسائل التقنية الالزمة لدى مكتب مكافحة الجرائم املعلوماتية وحماية‬ ‫‪‬‬
‫امللكية الفكرية ملكافحة الجريمة إلالكترونية واعتماد السياسات وإلاجراءات والنظم املناسبة لتصدي الجريمة‬
‫إلالكترونية‬
‫ضرور اتخاذ التدابير الالزمة لحماية ألاجهزة إلالكترونية والبريد إلالكتروني من الفيروسات ومن أي عمليات‬ ‫‪‬‬
‫القرصنة‬
‫وأخيرا توعية املجتمع باستخدام كلمة مرور قوية للمواقع إلالكترونية والتأكد من املواقع الرسمية وتجنب‬
‫املشبوهة منها‪ ،‬وكذا توعيتهم بعدم مسايرة الرسائل العشوائية أو التي تطلب معلومات سرية‪.‬‬
‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫إبراهيم رمضان إبراهيم عطايا (‪ :)0272‬الجريمة إلالكترونية وسبل مواجهتها فـ ـ ــي الشريعة إلاسالمية‬ ‫‪)7‬‬
‫وألانظمة الدولية‪ ،‬العدد ‪ 32‬الجزء ‪ ،0‬كلية الشريعة والقانون بطنطا‪.‬‬
‫أحمد حسام طه تمام (د‪.‬ت‪ :).‬الجرائم الناشئة عن استخدام الحاسب آلالي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬ ‫‪)0‬‬
‫ألادلة القضائية في أمن الفضاء الحاسوبي إحصاءات وزارة الاقتصاد الوطني في مجال الاتصاالت حتى‬ ‫‪)3‬‬
‫ديسمبر‪2007 ،‬سلطنة عمان‪ ،‬وزارة العدل‪.‬‬
‫إسراء جبريل رشاد مرعي‪ ،‬الجرائم الالكترونية‪-‬ألاهداف‪-‬ألاسباب‪-‬طرق الجرائم ومعالجتها‪ ،‬مقال منشور على‬ ‫‪)2‬‬
‫املوقع الالكتروني للمركز الديمقراطي العربي للدراسات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية‪ ،‬قسم الدراسات‬
‫املتخصصة‪ ،‬على الرابط ‪: http://democraticac.de/?p=35426‬تاريخ الاطالع ‪0200/23/32‬م‬
‫إسراء جبريل رشاد مرعي‪ ،‬الجرائم الالكترونية‪ -‬ألاهداف‪-‬ألاسباب‪-‬طرق الجرائم ومعالجتها‪ ،‬مقال منشور على‬ ‫‪)2‬‬
‫املوقع الالكتروني للمركز الديمقراطي العربي للدراسات إلاستراتيجية والسياسية والاقتصادية‪ ،‬قسم الدراسات‬
‫املتخصصة‪ ،‬على الرابط ‪: http://democraticac.de/?p=35426‬تاريخ الاطالع‪0200/23/32‬م‪.‬‬
‫براهیمي جم ـ ـ ــال(دت‪ :).‬مكافحة الجرائم إلالكترونية في التشریع الجزائري‪ ،‬املجلة النقدیة‪ ،‬كلیة الحقوق‬ ‫‪)6‬‬
‫والعلوم السیاسیة‪ ،‬جامعة مولـو د معمري‪ ،‬تی ــزي وزو‪،‬ب‪.‬س‬
‫بولحية شهرزاد‪ ،‬خلوفي رشيد(‪ :)0272‬تحديات الجريمة إلالكترونية في الجزائر‪ ،‬مجلة الاستاذ الباحث‬ ‫‪)1‬‬
‫للدارسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 22‬العدد ‪ ،20‬جامعة الجزائر‪.7‬‬
‫حفوظة ألامير عبد القادر‪ ،‬غرداين حسام(‪ :)0271‬مخبر الحوكمة العمومية والاقتصاد الاجتماعي جامعة‬ ‫‪)9‬‬
‫أبو بكر بلقايد تلمسان‪ .‬كتاب أعمال ملتقى آليات مكافحة الجرائم إلالكترونية في التشريع الجزائري املنعقد في الجزائري‬
‫العاصمة يوم ‪ 02‬مارس ‪ ،0271‬اطلع عليه يوم ‪0200/22/20‬م‪ ،‬على املوقع ‪ https://www.politics-dz.com‬على‬
‫الساعة ‪ 72:32‬مساءا‪.‬‬
‫الحيسناوي علي جبار(‪ :)0222‬جرائم الحاسوب والانترنيت‪ ،‬دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع‪ ،‬الاسكندرية‪.‬‬ ‫‪)2‬‬
‫دمان ذبيح عماد‪ ،‬بهلول سمية(‪ :)0202‬ألاليات العقابية ملكافحة الجريمة إلالكترونية في التشريع الجزائري‪،‬‬ ‫‪)72‬‬
‫مجلة الحقوق والعلوم السياسية الصادرة عن جامعة عباس لغرور‪ ،‬خنشلة‪ ،‬العدد ‪.73‬‬

‫‪22‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫رستم هشام(‪ :)0222‬الجرائم املعلوماتية‪ :‬أصول التحقيق الجنائي الفني واقتراح بإنشاء آلية عربية موحدة‬ ‫‪)77‬‬
‫للتدريب التخصص ي‪ ،‬بحوث مؤتمر القانون والكمبيوتر وإلانترنت‪ ،‬دولة إلامارات العربية املتحدة‪.‬‬
‫سمير سعدون مصطفى‪ ،‬محمود خضر سلمان (دت‪ :).‬حسن كريم عبد الرحمن‪ ،‬الجريمة إلالكترونية عبر‬ ‫‪)70‬‬
‫الانترنيت أثرها وسبل مواجهتها‪.‬‬
‫شيخ سناء‪ ،‬شيخ محمد زكرياء‪( ،‬دت‪ :).‬مكافحة الجرائم إلالكترونية في القانون الجزائري‪ ،‬كلية الحقوق‬ ‫‪)73‬‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة عبد الحميد بن باديس‪ ،‬مستغانم‪،‬‬
‫علي عبد القادر القهوجي(‪ :)7222‬الحماية الجنائية لبرامج الحاسب آلالي‪ ،‬الدار الجامعية للطباعة والنشر‪،‬‬ ‫‪)72‬‬
‫مصر‪.‬‬
‫قاسمي‪.‬أ‪ 762،‬مليار دوالر سنويا مكاسب عصابات الجريمة املنظمة عبر إلانترنت‪ ،‬مقال منشور على موقع‬ ‫‪)72‬‬
‫يومية السالم اليوم‪ ،‬بتاريخ ‪ ،0272/27/02‬على الرابط‪،: http://essalamonline.com/ara/permalink/32212.html‬‬
‫تاريخ ‪0200/22/20‬م‪ ،‬على الساعة ‪ 72:32‬مساءا‪.‬‬
‫قانون رقم ‪ 72-22‬مؤرخ في ‪ 0222/77/72‬یعدل ویتمم الامر رقم ‪ ،726- 66‬یتضمن قانون العقوبات‪ ،‬جریدة‬ ‫‪)76‬‬
‫رسمیة عدد ‪ ،17‬صادر بتاریخ ‪ ،0222/77/72‬معدل ومتمم‪.‬‬
‫كامل فريد السالك (‪03-07‬أكتوبر‪ :)0222 ،‬الجريمة الالكترونية‪ ،‬محاضرة ألقيت في ندوة التنمية ومجتمع‬ ‫‪)71‬‬
‫املعلوماتية الجمعية السورية للمعلوماتية‪ ،‬حلب‪ ،‬سورية‬
‫ليندة شرابشة (‪ :)0222‬السياسة الدولية وإلاقليمية في مجال مكافحة الجريمة إلالكترونية‪ ،‬إلاتجاهات‬ ‫‪)79‬‬
‫الدولية في مكافحة الجريمة إلالكترونية‪ ،‬مجلة دراسات وأبحاث الصادرة عن جامعة زيان عاشور بالجلفة‪ ،‬العدد ‪27‬‬
‫املجلد‪27‬‬
‫محمد خليفة(‪ :)0222‬خصوصية الجريمة إلالكترونية وجهود املشرع الجزائري في موجهتها‪ ،‬مقال بمجلة‬ ‫‪)72‬‬
‫دراسات وأبحاث الصادرة عن جامعة زيان عاشور بالجلفة الجزائر‪ ،‬العدد‪ ،27‬املجلد ‪. 27‬‬
‫محمود رجب فتح هللا(‪ :)0279‬التحديات العملية للجرائم الالكترونية‪ ،‬الحوار املتمدن‪-‬العدد‪0279 - 6270 :‬‬ ‫‪)02‬‬
‫‪ ،3 / 72 /‬مقال منشور على املوقع ‪ https://www.ahewar.org‬اطلع عليه يوم ‪0200/22/20‬م‪ ،‬على الساعة ‪.72:20‬‬
‫موض ي بنت عبد هللا آل سعود(‪ :)0221‬دور مراكز املعلومات في دعم القرار السياس ي ورقة عمل مقدمة إلى‬ ‫‪)07‬‬
‫مؤتمر تقنية املعلومات وألامن الوطني الرياض‪.‬‬

‫‪23‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫إلاطار القانوني ملكافحة الجريمة املعلوماتية في التشريع الجزائري‬


‫‪The legal framework for the fighting computer crime in Algerian legislation‬‬
‫د‪ .‬محمد السعيد زناتي‪ /‬جامعة باتنة ‪/ 1‬الجزائر‬
‫‪Dr.Mohammed Said ZENATI/ University of Batna1/ Algeria‬‬
‫د‪.‬يمينة جواج‪ /‬جامعة عبد الحميد بن باديس‪ ،‬مستغانم‪ /‬الجزائر‬
‫‪Dr.Yamina DJouaJ /University Abdelhamid ben badis, Mostaghanem/ Algeria‬‬

‫ملخص الدراسة‪:‬‬

‫إن التطورات والثورات املعرفية والعلمية التي شهدتها مختلف مجاالت العلوم‪ ،‬خاصة ما تعلق منها بالجانب التكنولوجي ووسائل‬
‫إلاتصال الحديث السلكية منها والالسلكية وكذا ما يتصل بالشبكة العنكبوتية العاملية‪ ،‬على اعتبار أن هذه الوسائل الحديثة التي عرفتها‬
‫املجتمعات لم تكن متداولة فيما سبق‪ ،‬لذا انجر عن استخدامها مساس بحقوق وحريات آلاخرين وهو ما يشكل جريمة في مفهوم القانون‬
‫الجنائي‪.‬‬

‫غير أن حداثة هذه الوسائل وقلة استخدامها سابقا لم يكن يطرح إشكاال كبيرا لدى مختلف املجتمعات أو الدول‪ ،‬أما في هذا‬
‫العصر الحديث ونظرا لتشعب الاتصاالت وتعقد املعامالت بين ألافراد والاعتماد اليومي والكلي علي مثل هذه الوسائل في الحياة اليومية‪،‬‬
‫منها وسائل الاتصال الحديث وكذا مختلف الشبكات علي غرار إلانترنت وكل ما يتعلق منها باملعلوماتية أو ما يطلق عليه الفضاء السبراني‪،‬‬
‫حتم علي الدول املجتمعات تنظيم هذا املجال وتأطيره وتحديد ألافعال والتصرفات املسموح منها واملمنوع بموجب قوانين وأنظمة واتفاقات‬
‫إقليمية ودولية‪.‬‬

‫حيث أحاول في هذه الورقة البحثية تسليط الضوء علي تعامل املشرع الجزائري مع هذه الظاهرة وكيف عالجها‪ ،‬على غرار‬
‫التشريعات والقوانين الدولية ألاخرى‪ ،‬على اعتبار أنه لم تكن هناك سوابق تشريعية في هذا املجال في الجزائر إضافة الي خصوصية هذه‬
‫ألافعال وتميزها عن الجرائم العادية‪ ،‬وذلك من خالل إلاجابة على إلاشكالية التالية‪ :‬ما هي الجريمة املعلوماتية حسب التشريع الجزائري؟‬
‫وكيف واجه املشرع الجزائري هذه الجرائم الحديثة تشريعيا؟ خاصة في ظل التعديل ألاخير لقانون العقوبات الجزائري‪.‬‬

‫الكلمات املفتاحية‪ :‬الجريمة الالكترونية‪ ،‬تكنولوجيا إلاعالم والاتصال‪ ،‬السياسة الجنائية‪ ،‬الانترنت‪ ،‬الفضاء السبراني‪ ،‬الجريمة‬
‫املعلوماتية‪ ،‬املشرع الجزائري‪.‬‬

‫‪Abstract:‬‬

‫‪The developments and scientific and scientific revolutions witnessed in various fields of science, especially those‬‬
‫‪related to the technological aspect and the modern means of communication, both wired and wireless, as well as related to‬‬
‫‪the World Wide Web, considering that these modern methods known by the societies have not been discussed in the past.‬‬
‫‪Prejudicial to the rights and freedoms of others, which constituted a crime in the sense of criminal law.‬‬

‫‪However, in modern times, due to the complexity of communication and the complexity of transactions between individuals‬‬
‫‪and the daily and total dependence on such means in daily life, including modern means of communication as well as various‬‬
‫‪networks Like the Internet and everything related to informatics or so-called cyberspace, it is imperative for the member states‬‬

‫‪24‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫‪to regulate and regulate this area and to identify the acts and behaviors permitted and prohibited by regional and international‬‬
‫‪laws, regulations and agreements.‬‬

‫‪In this paper, I try to highlight the Algerian legislator's treatment of this phenomenon and how he treated it, in line‬‬
‫‪with other international laws and laws, considering that there were no legislative precedents in this field in Algeria, in addition‬‬
‫‪to the specificity of these acts and their distinction from ordinary crimes. During the answer to the following problem: What‬‬
‫‪is informational crime according to Algerian legislation? And how did the Algerian legislator deal with these modern crimes‬‬
‫‪legislatively? Especially in light of the recent amendment to the Algerian Penal Code.‬‬

‫‪Keywords: Cyber Crime , Information and Communication Technology , Criminal Policy, Internet , Cyberspace , Information‬‬
‫‪Crime , Algerian Legislator.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫إن التطورات والثورات املعرفية والعلمية التي شهدتها مختلف مجاالت العلوم‪ ،‬خاصة ما تعلق منها بالجانب‬
‫التكنولوجي ووسائل الاتصال الحديث السلكية منها والالسلكية على غرار اجهزة الكمبيوتر والهواتف النقالة الذكية‬
‫واللوحات الذكية‪....‬الخ‪ ،‬وكذا كل ما يتصل بالشبكة العنكبوتية العاملية من برامج وكيفيات لالتصاالت مثل البريد‬
‫إلالكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك‪ ،‬تويتر‪...‬الخ)‪ ،‬على اعتبار أن هذه الوسائل الحديثة التي عرفتها‬
‫املجتمعات لم تكن متداولة فيما سبق‪ ،‬لذا انجر عن استخدامها والتعامل بها سواء بشكل حسن أو س يء النية مساس‬
‫بحقوق وحريات آلاخرين وهو ما يشكل جريمة في مفهوم القانون الجنائي‪.‬‬
‫غير أن حداثة هذه الوسائل وقلة استخدامها سابقا لم يكن يطرح إشكاال كبيرا لدى مختلف املجتمعات أو‬
‫الدول‪ ،‬أما في آلاونة ألاخيرة ونظرا لتشعب الاتصاالت وتعقد املعامالت بين ألافراد والاعتماد اليومي والكلي على مثل‬
‫هذه الوسائل في الحياة اليومية‪ ،‬منها وسائل الاتصال الحديث وكذا مختلف الشبكات وكل ما يتعلق منها باملعلوماتية‬
‫أو ما يطلق عليه الفضاء السبراني‪ ،‬حتم على الدول املجتمعات تنظيم هذا املجال و تأطيره وتحديد ألافعال و التصرفات‬
‫املسموح منها واملمنوع بموجب قوانين وأنظمة واتفاقيات إقليمية ودولية‪.‬‬
‫حاول املشرع الجزائري علي غرار بقية التشريعات الوطنية معالجو هذه الظاهرة وتنظيميها بموجب قوانين‬
‫منها ما هو خاص بما يتعلق بجانب الاتصاالت كالقانون رقم ‪ 22-22‬املؤرخ في في ‪ 22‬اوت ‪ 0222‬املتعلق بالقواعد‬
‫الخاصة للوقاية من الجرائم املتصلة بتكنولوجيا إلاعالم والاتصال ومكافحتها‪ ،‬ومنها ما هو تحديث ومواكبة للقانون‬
‫الجنائي الجزائري (قانون العقوبات وقانون إلاجراءات الجزائية) كالقانون رقم ‪ 20-76‬املؤرخ في ‪ 72‬جوان ‪ 0276‬املتمم‬
‫لألمر رقم ‪ 726-66‬املتضمن قانون العقوبات‪.‬‬
‫قد يرى البعض ان تنظيم هذا النوع من الجرائم وتأطيرها في الجزائر كان متأخرا مقارنة بالتشريعات العاملية‬
‫الاخرى‪ ،‬غير ان املشرع الجزائري كيف قوانينه الجنائية تماشيا مع التطورات الدولية في هذا املجال وما انبثق عنها من‬
‫معاهدات واتفاقيات دولية واقليمية في اطار مكافحة الجريمة املعلوماتية‪ ،‬حيث سنحاول في هذه الورقة البحثية‬
‫تسليط الضوء علي تعامل املشرع الجزائري مع هذه الظاهرة وكيف عالجها‪ ،‬على غرار التشريعات والقوانين الدولية‬

‫‪25‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫ألاخرى‪ ،‬على اعتبار أنه لم تكن هناك سوابق تشريعية في هذا املجال في الجزائر إضافة إلىخصوصية هذه ألافعال‬
‫وتميزها عن الجرائم العادية‪ ،‬وذلك من خالل إلاجابة علي إلاشكالية التالية‪ :‬ما هي الجريمة املعلوماتية حسب التشريع‬
‫الجزائري؟ وكيف عالج املشرع الجزائري هذه الجرائم الحديثة مقارنة مع الاتفاقيات الدولية؟ وذلك ضمن خطة منهجية‬
‫مكونة من محورين رئيسيين‪ ،‬نتناول في املحور ألاول الجناب املفاهيمي للجريمة املعلوماتية عموما وفي التشريع الجزائري‬
‫خصوصا‪ ،‬وفي املحور الثاني نتطرق إلى أهم الاتفاقيات الدولية وإلاقليمية التي تناولت موضوع الجرائم املعلوماتية‪،‬‬
‫وكيف تأثر بها املشرع الجزائري‪.‬‬
‫املحور ألاول‪ :‬الجانب املفاهيمي للجريمة املعلوماتية‬

‫في هذا املحور املتضمن الجريمة املعلوماتية في التشريع الجزائري‪ ،‬نتطرق الي ماهية هذه الجريمة أوال من خالل‬
‫التعريف والخصائص في فرع اول‪ ،‬ثم نتطرق الي القوانين التي سنها املشرع الجزائري ملكافحة هذا النوع من إلاجرام في‬
‫فرع ثان‪ ،‬وفي الفرع الثالث نتطرق آلاليات امليدانية التي اعتمدها املشرع الجزائري في محاربة إلاجرام أملعلوماتي‪.‬‬

‫الفرع ألاول‪ :‬تعريف الجريمة املعلوماتية وخصائصها‬


‫في هذا الفرع نتناول أوال تعريف الجريمة املعلوماتية‪ ،‬ثم ثانيا نتطرق إلى خصائص هذا النوع من الجرائم‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف الجريمة املعلوماتية‪:‬‬
‫تعددت آلاراء بش ــأن تعريف الجريمة املعلوماتية‪ ،‬كل رأي تبنى مفهوما بالنظر إلى الزاوية التي رآها‪ ،‬فهناك جانب‬
‫من الفقه عرفها من زاوية فنية‪ ،‬وأخرى قانونية‪ ،‬وهناك جانب آخر يرى تعريفها بالنظر إلى وسيلة ارتكابها أو موضوعها أو‬
‫حسـ ـ ـ ــب توافر املعرفـة بتقنيـة املعلومـات لدى مرتكبها أو اس ـ ـ ـ ــتنادا ملعايير أخرى حس ـ ـ ـ ــب القائلين بها‪ ،‬وهذا ما حدا باألمم‬
‫املتحدة – مدونتها بشأن الجريمة املعلوماتية – إلى عدم التوصل لتعريف متفق عليه دوليا‪.‬‬
‫ولكن ورغم صعوبة وضع تعريف لظاهرة هذه الجريمة وحصرها في مجال ضيق‪ ،‬إال أن مكتب تقييم التقنية في‬
‫الواليـات املتحـدة ألامريكية عرفها من خالل تعريف الحاسـ ـ ـ ــب آلالي بأنها " الجرائم التي تقوم فيها بيانات الحاس ـ ـ ـ ــب آلالي‬
‫ً‬
‫اعتداء على برامج وبيانات الحاس ـ ـ ـ ــب‬ ‫والبرامج املعلوماتية بدور رئيس ـ ـ ـ ـ ي "‪ ،‬كما عرفت أيض ـ ـ ـ ــا بأنها " نش ـ ـ ـ ــاط جنائي يمثل‬
‫إلالكتروني "‪ ،‬وعرفت أيضـ ـ ــا بأنها " كل اسـ ـ ــتخدام في صـ ـ ــورة فعل أو امتناع غير مشـ ـ ــروع للتقنية املعلوماتية‪ ،‬ويهدف إلى‬
‫الاعتداء على أي مصلحة مشروعة‪ ،‬سواء أكانت مادية أو معنوية "(املطردي‪)0270،‬‬
‫ويرجح ألاس ــتاذ مفتاح بوبكر املطردي املس ــتش ــار باملحكمة العليا الليبية التعريف القائل بأن الجريمة إلالكترونية‬
‫هي عبارة عن أفعال غير مشروعة‪ ،‬يكون الحاسب آلالي محال لها أو وسيلة الرتكابها‪( .‬املطردي‪)0270،‬‬
‫ورغم الف ــارق بين مي ــدان جرائم الح ــاس ـ ـ ـ ـ ــب آلالي ومي ــدان جرائم إلانترن ــت‪ ،‬فبينم ــا تتحقق ألاولى ب ــاالعت ــداء على‬
‫مجموعة ألادوات املكونة للحاسب وبرامجه واملعلومات املخزنة به‪ ،‬فإن جرائم إلانترنت تتحقق بنقل املعلومات والبيانات‬
‫بين أجهزة الحاسـب عبر خطوط الهاتف أو الشـبكات الفضائية‪ ،‬إال أن الواقع التقني أدى إلى اندماج امليدانين (الحوسبة‬
‫والاتصـ ــاالت) وظهور مصـ ــطلح (‪ ،)Cybercrime‬ولكن هذا الاندماج لم يثن جانب من الفقه عن تقسـ ــيم تلك الجرائم إلى‬
‫أربعة أنواع تبعا للمفهوم الذي يتبناه كل منهم(املطردي‪:)0270،‬‬

‫‪26‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫‪.1‬جرائم الحاس ــب آلالي ‪ :‬ويقص ــد بها ألافعال التي تش ــكل اعتداء على أجهزة الحاس ــب آلالي‪ ،‬س ــواء على مكوناته املادية (‬
‫‪ ) Hardware‬كوحدات إلادخال وإلاخراج‪ ،‬ووسائل التخزين املرنة والصلبة أو الشـاشة والطـابعة أو علــى مكوناته املعنوية‬
‫(‪ (Software data bases‬كـالبيـانـات واملعلومـات املخزنـة داخـل الحـاسـ ـ ـ ــب آلالي‪ ،‬وعلى ذلك فإن جرائم الحاس ـ ـ ـ ــب تختلف‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫حسب طبيعة الشـيء محــل الاعتــداء‪ ،‬فاالعتــداء أحيــانا يقع على أدوات وآالت الحاسب آلالي وأحيانا أخرى يقع على برامج‬
‫ومعلومات داخل الحاسب آلالي‪ ،‬وفي كلتا الحالتين فإن الحاسب ومحتوياته هو هدف السلوك إلاجرامي‪.‬‬
‫‪ .2‬جرائم إلانترنــت‪ :‬وهي كــل فعــل غير مش ـ ـ ـ ــروع يقع على املواقع بقصـ ـ ـ ـ ــد تعطيلهــا أو تش ـ ـ ـ ــويههــا أو تعــديلهــا والــدخول غير‬
‫املش ـ ـ ـ ــروع ملواض ـ ـ ـ ــع غير مص ـ ـ ـ ــرح بالدخول إليها‪ ،‬واس ـ ـ ـ ــتخدام عناوين غير حقيقية للدخول في ش ـ ـ ـ ــبكة املعلومات واقتحام‬
‫الشبكات ونقل الفيروسات‪ ،‬وإرسال الرسائل بكافة أنواعها عبر البريد إلالكتروني كاملاسة بكرامة ألاشخاص أو املستهدفة‬
‫ترويج مواد أو أفعال غير مشروعة‪.‬‬
‫‪.1‬جرائم شــبكة املعلومات‪ :‬وهي كل فعل غير مش ــروع يقع على وثيقة أو نص موجود بالش ــبكة ومن أمثلته انتهاك امللكية‬
‫الفكريــة للبرامج وإلانتــاج الفني وألادبي والعلم‪ ،‬وارتكــاب هــذه الجرائم عبر ش ـ ـ ـ ــبكــة املعلومــات يتطلــب اتصـ ـ ـ ـ ــال بــاألنترنــت‬
‫واستخدام الحاسب آلالي للوصول إلى قواعد البيانات لالطالع عليها أو تغييرها‪.‬‬
‫‪.2‬الجرائم املتعلقة باســتخدام الحاســب آلالي‪ :‬وهي الجرائم التي يكون الحاســب آلالي وســيلة الرتكابها كاالحتيال والتزوير‬
‫بواسطة الحاسب‪ ،‬ولق ــد كــانــت هــذه الجريمة مندمجة في جرائم الحاسب آلالي وتعتبر جزء منها‪ ،‬إذ كان مصطلح جرائم‬
‫ً‬
‫الحاس ــب يس ــتخدم للداللة على كل ص ــور جرائم الحاس ــب آلالي س ــواء أكان الحاس ــب هدفا ص ــريحا للفعل إلاجرامي أو‬
‫وس ــيلة له‪ ،‬إال أنه بعد اتس ــاع جرائم الحاسـ ــب ووالدة جرائم الانترنت أص ــبح مص ــطلح الجرائم املتعلقة بالحاسـ ــب آلالي‬
‫يعتبر من الجرائم التي يكون الحاسـ ــب وسـ ــيلة الرتكابها‪ ،‬أي أنها كل فعل غير مشـ ــروع يسـ ــتخدم الحاسـ ــب آلالي في ارتكابه‬
‫كأداة رئيسية‪.‬‬
‫وفي املؤتمر العاشر لهيئة ألامم املتحدة ملنع الجريمة ومعاقبة املجرمين املنعقد في فينا خالل الفترة من ‪ 72‬الي‬
‫‪ 71‬افريل ‪ ،0222‬تم تبني تعريفا جامعا للجريمة املعلوماتية بأنها اية جريمة يمكن ارتكابها بواسطة نظام حاسوبي او‬
‫شبكة حاسوبية أو داخل نظام حاسوب‪ ،‬وتشمل تلك الجريمة من الناحية املبدئية جميع الجرائم التي يمكن ارتكابها‬
‫في بيئة إلكترونية‪( .‬الشوابكة‪ ،0222 ،‬ص‪)72.‬‬

‫وبدوره ألاستاذ محمد امين الشوابكة يعرف الجريمة املعلوماتية على أنها كل اعتداء يقع علي نظم الحاسب‬
‫آلالي وشبكاته او بواسطتها‪( .‬الشوابكة‪ ،0222 ،‬ص‪)72.‬‬

‫وقد عرف جريمة الكمبيوتر خبراء متخصصون من بلجيكا في معرض ردهم على استبيان منظمة التعاون‬
‫الاقتصادي والتنمية ‪ ،OECD‬بأنها " كل فعل أو امتناع من شانه الاعتداء على ألامواج املادية او املعنوية يكون ناتجا‬
‫بطريقة مباشرة أو غير مباشرة عن تدخل التقنية املعلوماتية " (عرب‪)0220 ،‬‬

‫والتعريف البلجيكي السالف‪ ،‬متبنى من قبل العديد من الفقهاء والدارسين بوصفه لديهم أفضل التعريفات ألن‬
‫هذا التعريف واسع يتيح الاحاطة الشاملة قدر الامكان بظاهرة جرائم التقنية‪ ،‬وألن التعريف املذكور يعبر عن الطابع‬

‫‪27‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫التقني أو املميز الذي تنطوي تحته أبرز صورها‪ ،‬وألنه أخيرا يتيح امكانية التعامل مع التطورات املستقبلية التقنية‪.‬‬
‫(عرب‪)0220 ،‬‬

‫وهناك من يرى انها جرائم الحاسب آلالي وألانترنات ويعرفها بانها الجريمة التي يتم ارتكابها إذا قام شخص ما‬
‫باستخدام معرفته بالحاسب آلالي بعمل غير قانوني‪( .‬عياد‪ ،0226 ،‬ص‪)70.‬‬

‫أما املشرع الجزائري فقد عرف هذا النوع من الجرائم في الفقرة ألاولي من املادة الثانية من القانون رقم ‪22-22‬‬
‫املؤرخ في ‪ 22‬أوت ‪ 0222‬املتضمن القواعد الخاصة للوقاية من الجرائم املتصلة بتكنولوجيات إلاعالم والاتصال‬
‫ومكافحتها‪ ،‬حيث أطلق عليها مصطلح الجرائم املتصلة بتكنولوجيات إلاعالم والاتصال وعرفها ( بأنها جرائم املساس‬
‫بأنظمة املعالجة آلالية للمعطيات املحددة في قانون العقوبات وأي جريمة أخرى ترتكب او يسهل ارتكابها عن طريق‬
‫منظومة معلوماتية او نظام لالتصاالت الالكترونية)‪(.‬القانون ‪)22-22‬‬

‫وبالتمعن في تعريف املشرع الجزائري علي غرار التعاريف ألاخرى التي سبق التعرض إليها يتضح لنا أن املشرع‬
‫الجزائري أعطي مفهوما موسعا لهذا النوع من الجرائم‪ ،‬فبالرغم من تحديده ملجالها من خالل كونها متصلة‬
‫بتكنولوجيات إلاعالم والاتصال إال أنه ترك فيما بعد املجال وسعا لتضم اليها أي نوع من الجرائم التي قد يسفر عنها‬
‫التطور التكنولوجي‪ ،‬حيث نصت املادة علي العبارة التالية (أو أي جريمة اخرى ترتكب أو يسهل ارتكابها عن طريق‬
‫منظومة معلوماتية او نظام لالتصاالت الالكترونية )‪ ،‬ونحن نعلم أن هذا امليدان او الحقل يشهد تطورا وتناميا متسارعا‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬خصائص الجريمة املعلوماتية‪:‬‬


‫تتميز الجريمة املعلوماتية بطبيعة خاصة تميزها عن غيرها من الجرائم التقليدية وذلك نتيجة الرتباطها بتقنية‬
‫املعلومات والحاسب آلالي مع ما يتمتع به من تقنية عالية وقد كان لظهور شبكة إلانترنت في إضفاء شكل جديد للجريمة‬
‫املعلوماتية هو الطبيعة الدولية أو متعددة الحدود (مزيود‪ )0272 ،‬حيث سنبين أهم الصفات املشتركة بين الجريمة‬
‫املعلوماتية وغيرها من الجرائم العادية ثم نتعرض ملا تنفرد به من خصائص لوحدها‪:‬‬
‫‪.1‬خصائص تشترك فيها مع بعض الجرائم‪:‬‬
‫أ‪.‬خطورة الجرائم املعلوماتية‪ :‬وذلك ملساسها باإلنسان في فكره وحياته‪ ،‬وتمس املؤسسات في اقتصادها والبالد في أمنها‬
‫القومي والسياس ي والاقتصادي‪ ،‬ومن شأن ذلك أن يضفي أبعادا خطيرة غير مسبوقة على حجم إلاضرار والخسائر التي تنجم‬
‫عن ارتكاب هذه الجرائم على مختلف القطاعات واملعامالت‪( .‬مزيود‪)0272 ،‬‬
‫ب‪ .‬الطبيعة املتعدية الحدود‪ :‬من أهم خصائص التي تميز الجريمة املعلوماتية هي تخطيها للحدود الجغرافية‪ ،‬ذلك ان‬
‫الشبكات املعلوماتية جعلت من العالم قرية صغيرة ومحت كل الحدود الوهمية بين الدول‪.‬‬
‫وقد أثارت الطبيعة الدولية للجرائم املعلوماتية تساؤال مهما يتعلق بتحديد الدولة التي يختص قضاؤها بمالحقة‬
‫الجريمة‪ ،‬أم تلك التي أضرت مصالحها نتيجة لهذا التالعب‪ ،‬كما أثرت هذه الطبيعة أيضا الشكوك حول مدى فاعلية‬
‫القوانين القائمة في التعامل مع الجريمة املعلوماتية وبصفة خاص فيما يتعلق بجمع وقبول ألادلة‪.‬‬
‫‪.2‬خصائص تنفرد بها الجريمة املعلوماتية عن الجرائم ألاخرى‪ :‬تختلف الجريمة املعلوماتية عن باقي أنواع الجرائم في‪:‬‬

‫‪28‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫ا‪ .‬تتطلب الرتكابها وجود كمبيوتر ومعرفة تقنية باستخدامه‪ :‬حيث يعتبر الاستعانة بجهاز الكمبيوتر أساسا الرتكاب‬
‫الجريمة املعلوماتية وليس سرقة الجهاز أو إتالفه ألنه يدخل في نطاق الاعتداء أو سرقة ألاموال املادية املنقولة‪ ،‬وترتكب‬
‫الجريمة بتدمير برامج) الكمبيوتر أو سرقتها أو العبث بالبيانات أو املعلومات املخزنة‪.‬‬
‫كما تعتمد هذه الجرائم على قمة الذكاء في ارتكابها ويصعب على املحقق التقليدي التعامل مع هذه الجرائم‪ ،‬إذ‬
‫يصعب عليه متابعة الجرائم املعلوماتية والكشف عنها وإقامة الدليل عليها‪ ،‬فهي جرائم تتسم بالغموض وإثباتها بالصعوبة‬
‫بمكان والتحقيق فيها يختلف عن التحقيق في الجرائم التقليدية‪ ،‬كما انه كلما تقدمت املعرفة التقنية كلما زادت احتمالية‬
‫توظيف هذه املعارف بشكل غير مشروع وزيادة خطورة الجرائم املعلوماتية‪( .‬مزيود‪)0272 ،‬‬
‫ب‪ .‬صعوبة اكتشافها وإثباته‪ :‬تتسم الجريمة املعلوماتية بأنها عالوة على صعوبة الاحتفاظ الفني بأثارها إن وجدت‪ ،‬ال تترك‬
‫أثرا بعد ارتكابها فليس هناك أموال مادية منقولة تم اختالسها وإنما هي أرقام تتغير في السجالت‪ ،‬كما أن معظم الجرائم‬
‫املعلوماتية تم اكتشافها باملصادفة وبعد مرور وقت طويل إضافة انه ال يتم في الغالب إلابالغ عن الجرائم املعلوماتية أما‬
‫لعدم اكتشافها من طرف الضحية أو خوفا من التشهير به لذلك ما يرتكب فعال من جرائم معلوماتية اكبر بكثير ما يصرح‬
‫به‪.‬‬
‫ج‪ .‬خصوصية املجرم املعلوماتي عن غيره من املجرمين‪ :‬يتصف مرتكبو الجرائم املعلوماتية بعدة صفات تميزهم عن‬
‫غيرهم من املتورطين في أشكال إلاجرام ألاخرى واملتمثلة في‪ :‬املهارة‪ ،‬املعرفة‪ ،‬الوسيلة‪ ،‬السلطة‪ :‬فيقصد بها الحقوق أو‬
‫املزايا التي يتمتع بها املجرم املعلوماتي والتي تمكنه من ارتكاب جريمته كامتالك الشفرة الخاصة بالدخول الي النظام‪.‬‬
‫(مزيود‪)0272 ،‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬القوانين التي سنها املشرع الجزائري ملكافحة الجريمة املعلوماتية‬
‫جدير بالذكر إلاشارة الي ان املجتمع الجزائري لم يعرف هذا النوع من الجرائم في السابق ولم يسن املشرع‬
‫الجزائري لها قوانين خاصة إال حديثا منذ سنة ‪ 0222‬من خالل سنه للقانون رقم ‪ 22-22‬املؤرخ في ‪ 22‬اوت ‪0222‬‬
‫املتضمن القواعد الخاصة للوقاية من الجرائم املتصلة بتكنولوجيات إلاعالم والاتصال ومكافحتها‪ ،‬غير ان هذا ال يعني‬
‫عدم وجود نصوص قانونية متفرقة تجرم وتعاقب على إلاجرام املعلوماتي‪.‬‬
‫حيث صدر اول نص تشريعي جزائري يعاقب على إلاجرام املعلوماتي في ‪ 06‬جوان ‪ ،0227‬من خالل تعديل قانون‬
‫العقوبات الجزائري بموجب القانون ‪ 22-27‬املؤرخ في ‪ 06‬جوان ‪ 0227‬املتضمن تعديل قانون العقوبات الجزائري‪،‬‬
‫(ج‪.‬ر‪ )0227،‬ضمن املواد ‪ 722‬مكرر و ‪ 726‬مكرر و ‪ 722‬مكرر‪ ،7‬و ‪ 722‬مكرر‪ ،0‬و ‪ ،726‬من قانون العقوبات الجزائري‬
‫واملتعلقة بجريمة القذف والسب التي تطال رئيس الجمهورية او الدين الاسالمي او الهيئات العمومية‪( .‬نمديلي‪،0271 ،‬‬
‫ص‪)26.‬‬
‫وفي تعديل آخر لقانون العقوبات الجزائري بموجب القانون ‪ 72-22‬املؤرخ ‪ 72‬نوفمبر ‪ ،0222‬وفي الفصل السابع‬
‫مكرر املعنون بـ‪ :‬املساس بأنظمة املعالجة آلالية للمعطيات تضمن املواد من ‪ 322‬مكرر الي ‪ 322‬مكرر ‪(،1‬ج‪.‬ر‪)0222 ،‬‬
‫حيث نص املشرع الجزائري ضمن هذه املواد علي التجريم واملعاقبة لألفعال املخالفة للقانون والتي تشكل مساسا‬
‫بأنظمة املعالجة آلالية للمعطيات‪( .‬نمديلي‪ ،0271 ،‬ص‪)21‬‬

‫‪29‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫وبموجب القانون رقم ‪ 22-22‬املؤرخ في ‪ 22‬اوت ‪ ،0222‬املتضمن تعديل قانون العقوبات الجزائري‪ ،‬املتعلق‬
‫بالقواعد الخاصة للوقاية من الجرائم املتصلة بتكنولوجيات إلاعالم والاتصال ومكافحتها‪ ،‬والذي يعتبر او نص تشريعي‬
‫جزائري خاص بمكافحة الجريمة املعلوماتية والذي تضمن ‪ 72‬مادة‪ ،‬و ‪ 26‬فصول تناولت الهدف من القانون والتعريف‬
‫باملصطلحات الخاصة بهذا القانون‪ ،‬مجال التطبيق‪ ،‬مراقبة الاتصاالت‪ ،‬القواعد إلاجرائية لتفتيش املنظومات‬
‫املعلوماتية ‪...‬الخ‪.‬‬
‫وفي سنة ‪ 0276‬وفي اطار تكيف املشرع الجزائري وتحيين منظومته التشريعية مع التطورات القانونية الدولية‪،‬‬
‫خاصة ما تعلق منها بمكافحة جرائم إلارهاب التي عرفت هي كذلك تطورا مطردا وأصبح مجرمو إلارهاب يعتمدون في‬
‫تنفيذ جرائمهم على تكنولوجيات الاعالم والاتصال‪ ،‬ذلك ما حدا باملشرع الجزائري الي تعديل قانون العقوبات الجزائري‬
‫بموجب القانون رقم ‪ 20-76‬املؤرخ في ‪ 72‬جوان ‪( ،0276‬ج‪.‬ر‪ )0276 ،‬الذي تضمن ‪ 23‬مواد نصت علي اضافة املواد‬
‫‪ 91‬مكرر ‪ ،77‬و ‪ 91‬مكرر‪ ،70‬و ‪ 322‬مكرر‪ 9‬لقانون العقوبات الجزائري‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬آلاليات التي اعتمدها املشرع الجزائري ملكافحة الجريمة املعلوماتية‬
‫بعد أن عرجنا في الفرع السابق الي الترسانة القانونية التي اعتمدها املشرع الجزائري ملواجهة الجريمة‬
‫املعلوماتية‪ ،‬نتطرق في هذا الفرع الي آلاليات والهيئات التي استحدثها املشرع الجزائري في سبيل مكافحة هذا النوع من‬
‫الاجرام وذلك كما يلي‪:‬‬
‫‪ .7‬الهيئة الوطنية للوقاية من الجرائم املتصلة بتكنولوجيا إلاعالم والاتصال‪ :‬وقد استحدثها املشرع بموجب القانون‬
‫رقم ‪ 22-22‬املؤرخ في ‪ 22‬اوت ‪ ،0222‬املتعلق بالقواعد الخاصة للوقاية من الجرائم املتصلة بتكنولوجيات إلاعالم‬
‫والاتصال ومكافحتها‪ ،‬وتم تنظيم عملها بموجب املرسوم الرئاس ي رقم ‪ 067-72‬املؤرخ ‪ 29‬اكتوبر ‪(،0272‬ج‪.‬ر‪)0272 ،‬‬
‫ومن مهامها تفعيل التعاون القضائي وألامني الدولي وإدارة وتنسيق العمليات الوقاية واملساعدة التقنية للجهات‬
‫القضائية والامنية مع إمكانية تكليفها بالقيام بخبرات قضائية في حال الاعتداءات علي منظومة معلوماتية على نحو‬
‫يهدد مؤسسات الدولة او الدفاع الوطني او املصالح الاستراتيجية لالقتصاد الوطني‪(.‬عاقلي‪)0271 ،‬‬
‫‪.0‬الهيئات القضائية الجزائية املتخصصة‪ :‬ويقصد بها الاقطاب الجزائية املتخصصة املنشاة بموجب القانون ‪72-22‬‬
‫املؤرخ في ‪ 72‬نوفمبر ‪( ،0222‬ج‪.‬ر‪ )0222 ،‬وتختص هذه الجهات القضائية بموجب املواد ‪ 302-22-31‬من قانون‬
‫إلاجراءات الجزائية بالنظر في الجرائم املاسة بأنظمة املعالجة آلالية للمعطيات‪ ،‬باإلضافة الي الصالحيات ألاخرى‬
‫املمنوحة للجهات القضائية او للضبطية القضائية في إطار معالجة مثل هذه الجرائم‪( .‬بعرة‪)0276،‬‬
‫‪.3‬جهازي ألامن الوطني والدرك الوطني‪ :‬حيث سعت املديرية العامة لألمن الوطني وكذا جهاز الدرك الوطني التي إنشاء‬
‫فرق خاصة ملكافحة الجرائم املعلوماتية‪ ،‬وكذا تكوين عناصر متخصصة في هذا املجال سواء على املستوى الداخلي او‬
‫املستوى الخارجي‪ ،‬باإلضافة إلى يتوفر عليه هاذين الجهازين من مخبرين علميين للشرطة العلمية والتقنية يتوفرون على‬
‫أحدث ألاجهزة ذات تكنولوجيا متطورة لكشف هذا النوع من إلاجرام‪( .‬حمالوي‪)0272 ،‬‬

‫‪30‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫املحور الثاني‪ :‬الاتفاقيات الدولية وإلاقليمية ملكافحة الجريمة املعلوماتية ومدى تأثر املشرع الجزائري‬
‫بها‪.‬‬

‫في هذا املحور نتناول أهم الاتفاقيات واملعاهدات الدولية وإلاقليمية التي تناولت موضوع مكافحة الجرائم‬
‫املعلوماتية‪ ،‬ومدى تأثر املشرع الجزائري بها‪ ،‬باعتبار أن أغلب التشريعات الوطنية تتأثر دائما بالتطورات الدولية‬
‫الحاصلة في أي ميدان من التشريع وبالخصوص املجال املعلوماتي وما يتبع ذلك من ظهور جرائم متصلة بهذا التطور‪،‬‬
‫وذلك ضمن ثالثة فروع نتطرق في الفرع ألاول إلى أهم الاتفاقيات الدولية‪ ،‬وفي الفرع الثاني الي الاتفاقيات العربية‬
‫كنموذج عن الاتفاقيات إلاقليمية ملكافحة إلاجرام املعلوماتي‪ ،‬وفي الفرع الثالث نبين مدى تأثير هذه الاتفاقيات علي‬
‫التطور التشريعي الجزائري في مجال مكافحة الجريمة املعلوماتية‪.‬‬

‫الفرع ألاول‪ :‬الاتفاقيات الدولية في مجال مكافحة الجريمة املعلوماتية‬


‫نحاول في هذا الفرع أن نوجز أهم الاتفاقيات الدولية التي أبرمت في إطار مكافحة الجريمة املعلوماتية والتي كان‬
‫لها ألاثر البارز على مختلف التشريعات الوطنية الداخلية وبالخصوص التشريع الجزائري‪.‬‬
‫القرار الصادر عن مؤتمر ألامم املتحدة الثامن ملنع الجريمة ومعاملة السجناء هافانا ‪ 1990‬بشأن الجرائم ذات الصلة‬
‫بالكمبيوتر‪:‬‬
‫يعد هذا القرار من الجهود التي بذلتها ألامم املتحدة حيث عقد هذا املؤتمر في هافانا سنة ‪ 7222‬قد حث في قراره‬
‫املتعلق بالجرائم ذات الصلة بالكمبيوتر الدول ألاعضاء‪:‬‬
‫تكثف جهودها ملكافحة إساءة استعمال هذا الجهاز وبتجريم تلك ألافعال جنائيا اتخاذ إلاجراءات التالية متى‬ ‫‪‬‬
‫دعت الضرورة لذلك‪:‬‬
‫ضمان أن الجزاءات والقوانين الراهنة بشأن سلطات التحقيق ألادلة في إلاجراءات القضائية تنطبق على نحو‬ ‫‪‬‬
‫مالئم إدخال تغييرات مناسبة عليها إذا دعت الضرورة لذلك‪.‬‬
‫النص على جرائم وجزاءات إجراءات تتعلق بالتحقيق ألادلة حيث تدعو الضرورة للتصدي لهذا الشكل الجديد‬ ‫‪‬‬
‫واملعقد من أشكال النشاط إلاجرامي في حالة عدم وجود قوانين تنطبق على نحو مالئم‪.‬‬
‫كما حث أيضا الدول ألاعضاء على مضاعفة ألانشطة التي تبذلها على الصعيد الدولي من أجل مكافحة الجرائم‬
‫املتصلة بالكمبيوتر بما في ذلك دخولها كأطراف في املعاهدات املتعلقة بتسليم املجرمين وتبادل املساعدة في املسائل‬
‫الخاصة املرتبطة بهذه الجريمة‪ ،‬نصح هذا القرار الدول ألاعضاء بالعمل على أن تكون تشريعاتها ذات العالقة بتسليم‬
‫املجرمين وتبادل املساعدة في املسائل الجنائية تنطبق بكل تام على ألاشكال الجديدة لإلجرام مثل الجرائم الالكترونية‪،‬‬
‫وأن تتخذ خطوات محددة نحو تحقيق هذا الهدف‪.‬‬
‫ب‪ .‬مقررات وتوصيات املؤتمر الخامس عشر للجمعية الدولية لقانون العقوبات بشأن جرائم الكمبيوتر‪:‬‬
‫انعقد هذا املؤتمر سنة ‪ 1994‬بالبرازيل حيث نص على ألافعال املجرمة التي يمكن اعتبارها جرائم معلوماتية كاالحتيال‪،‬‬
‫الغش املرتبط بالكمبيوتر من خالل إتالف محو املعطيات‪ ،‬أيضا ما يعرف بالتزوير املعلوماتي يشمل إتالف محو البرامج‬

‫‪31‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫والبيانات وتعطيل وظائف الكمبيوتر ونظام الاتصاالت) الشبكات( ‪ ،‬أو الدخول غير املصرح به عن طريق انتهاك إجراءات‬
‫ألامن‪.‬‬
‫أما من الناحية إلاجرائية فان القرار الصادر عن املؤتمر الدولي الخامس عشر للجمعية الدولية لقانون العقوبات‬
‫تضمن جملة من القواعد إلاجرائية في بيئة الجرائم املعلوماتية تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬القيام بإجراء التفتيش والضبط في بيئة تكنولوجيا املعلومات‪ ،‬وأيضا تفتيش شبكات الحاسب آلالي‪.‬‬
‫‪ ‬التعاون الفعال بين املجني عليهم والشهود كذا مستخدمي املعلومات من أجل إتاحة استخدام املعلومات لألغراض‬
‫القضائية‪.‬‬
‫‪ ‬اعتراض الاتصاالت داخل نظام الحاسب آلالي ذاته وممارسة الرقابة عليها‪.‬‬
‫ج‪ .‬اتفاقية برن الدولية لحماية املصنفات ألادبية الفنية‪:‬‬
‫بهدف حماية حقوق املؤلفين على مصنفاتهم ألادبية بأكثر الطرق فعالية تم إبرام اتفاقية برن الدولية في ‪ 9‬سبتمبر‬
‫‪ ،1886‬املكملة بباريس في ماي‪ ، 1896‬واملعدلة في برلين في ‪ 13‬سبتمبر‪ 1908‬واملكملة ببرن في ‪ 20‬مارس‪ ، 1914‬واملعدلة‬
‫بروما في جوان ‪ ،1928‬بروكسل سنة‪ ، 1948‬واستوكهولم في جويلية ‪ 1967‬وباريس في جويلية ‪ ،1971‬حيث تشكل الدول‬
‫ألاطراف في هذه الاتفاقية اتحادا لحماية حقوق املؤلفين على مصنفاتهم ألادبية الفنية‪.‬‬
‫وبموجب اتفاقية برن الدولية تتمتع برامج الحاسب آلالي "الكمبيوتر "سواء كانت بلغة املصدر أو بلغة آلالة‬
‫بالحماية باعتبارها أعماال أدبية وفقا ملا جاء فيها إضافة إلى اتفاقية " ‪ " TRIPIS‬املتعلقة بالجوانب املتصلة بالتجارة الدولية‬
‫حيث تسعى الدول ألاطراف في الاتفاقية إلى تشجيع الحماية الفعالة واملالئمة لحقوق امللكية الفكرية من أجل التخفيف‬
‫العراقيل التي تعوق التجارة الدولية‪.‬‬
‫د‪ .‬اتفاقية بودابست ملقاومة جرائم املعلوماتية الاتصاالت‪: 2001‬‬
‫إدراكا من الدول بمدى خطورة الجريمة املعلوماتية بوصفها جريمة عابرة للحدود فقد تم التوقيع عليها من طرف‬
‫ثالثون دولة في العاصمة املجرية " بودابست "نذكر منها ‪:‬دول أعضاء من الاتحاد ألاوروبي ‪ ،‬إضافة إلى كندا‪ ،‬اليابان‪ ،‬جنوب‬
‫إفريقيا‪ ،‬أمريكا‪ ،‬و جاءت هذه الاتفاقية لتعالج إشكالية دولية الجريمة الالكترونية تجاوزها للحدود الدولية بما يساعد‬
‫الدول على مكافحة هذه الجريمة وتعقب مرتكبيها واملساعدة على الاستدالل عليهم وضبطهم كما تحدد أفضل الطرق‬
‫الواجب إتباعها في التحقيق في جرائم الانترنت التي تعهد الدول املوقعة بالتعاون الوثيق من أجل محاربتها‪.‬‬
‫واشتملت الاتفاقية ألاوروبية لجرائم الحاسب آلالي وإلانترنت املسماة باتفاقية بودابست‪ ،‬املوقعة في ‪77/03‬‬
‫‪ 0227/‬على خمسة عناوين‪ ،‬ألاربعة ألاول تناولت أربعة أنواع من الجرائم هي‪:‬‬
‫الجرائم التي تمس س ــرية وأمن وس ــالمة وتوفير بيانات الحاس ــب ومنظوماته وهي تض ــم (الدخول غير املش ــروع ‪-‬‬ ‫‪‬‬
‫وإلاعراض غير املشروع ‪ -‬والتدخل في البيانات ‪ -‬والتدخل غير املشروع في املنظومة ‪ -‬وإساءة استخدام ألاجهزة )‪.‬‬
‫والجرائم املتص ـ ـ ـ ـلــة بــالحــاسـ ـ ـ ــب آلالي وتضـ ـ ـ ــم (جريمــة التزوير املتعلقــة بــالحــاسـ ـ ـ ــب ‪-‬وجريمــة التــدليس املتعلقــة‬ ‫‪‬‬
‫بالحاسب)‪.‬‬

‫‪32‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫والجرائم املتص ـ ـ ـ ـلـة بـاملواد إلابـاحيـة لألطفال (إلانتاج أو النش ـ ـ ـ ــر غير املش ـ ـ ـ ــروع للمواد إلاباحية وص ـ ـ ـ ــور ألاطفال‬ ‫‪‬‬
‫الفاضحة)‪.‬‬
‫والجرائم املتصلة باالعتداءات الواقعة على امللكية الفكرية والحقوق املرتبطة بها (الطبع والنشر)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫والعنوان الخامس خصــص للمســؤولية وللجزاءات‪ ،‬وهو يشــتمل على بنود إضــافية يشــان الشــروع والاش ـتراك‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وأيضـ ـ ــا الجزاءات أو التدبير وذلك طبقا لالتفاقيات أو املعايير الدولية الحديثة بالنسـ ـ ــبة ملسـ ـ ــؤولية ألاشـ ـ ــخاص املعنوية‪.‬‬
‫(هاللي‪ ،0221 ،‬ص‪)21.‬‬

‫وتعتبر هذه الاتفاقية أحد محاولة وأكثرها تنوعا من أجل تنسيق قوانين جديدة في دول عديدة ضد إساءة‬
‫استخدام الانترنت‪.‬كما نشير إلى أنها تأتي بعد فترة طويلة من املشاورات بين الحكومات أجهزة الشرطة وقطاع الكمبيوتر‬
‫وقد صاغ نصها عدد من الخبراء القانونين في مجلس أوروبا بمساعدة دول أخرى‪( .‬هاللي‪ ،0221 ،‬ص‪)21.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الاتفاقيات إلاقليمية في مجال مكافحة الجريمة املعلوماتية‬


‫في هذا الفرع سوف نتطرق إلى اهم الجهود والاتفاقيات العربية التي سنت ملكافحة إلاجرام املعلوماتي‪ ،‬وذلك‬
‫كنموذج عن الاتفاقيات إلاقليمية في هذا املجال‪ ،‬ونتناول اهمها كما يلي‪:‬‬
‫الاتفاقية العربية ملكافحة جرائم تقنية املعلومات‪ :‬جاءت هذه الاتفاقية في إطار تعزيز التعاون بين الدول العربية ملكافحة‬
‫جرائم تقنية املعلومات التي تهدد امنها ومصالحها وسالمة مجتمعاتها‪ ،‬وفي إطار مواكبة الاتفاقيات الدولية في مجال‬
‫مكافحة إلاجرام السبراني‪ ،‬عقدت هذه الاتفاقية بمدينة القاهرة بجمهورية مصر العربية بتاريخ ‪ 07‬ديسمبر ‪ ،0272‬في‬
‫إطار انعقاد مجلس ي وزراء الداخلية والعدل العرب املشترك بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة‪.‬‬
‫حررت هذه الاتفاقية في ثالثة واربعون مادة ضمن خمسة فصول‪ ،‬تناول الفصل الاول الاحاكم العامة‬
‫والتعريفات‪ ،‬وفي الفصل الثاني املعنون بالتجريم تم فيه تحديد اصناف الافعال املجرمة في هذا إلاطار والتي صنف الي‬
‫‪ 70‬جريمة‪ ،‬اما الفصل الثالث فتطرق إلى ألاحكام الاجرائية في تطبيق احكام وبنود هذه الاتفاقية‪ ،‬وفي الفصل الرابع‬
‫تم توضيح سبل التعاون القانوني والقضائي بين الدول ألاعضاء في هذه الاتفاقية‪ ،‬وتناول الفصل الخامس والاخير‬
‫أحكاما ختامية‪.‬‬
‫وقعت الجزائر على هذه الاتفاقية فور صدورها بنفس التاريخ‪ ،‬وبذلك أصبحت هذه الاتفاقية رافدا من روافد‬
‫التشريع الوطني في إطار مكافحة الاجرام إلالكتروني‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تأثر املشرع الجزائري بالجهود الدولية وإلاقليمية في مجال مكافحة الجريمة املعلوماتية‬
‫إن املحيط الدولي وإلاقليمي في مجال التشريعات القانونية في إطار مكافحة الجرائم الالكترونية أو املعلوماتية‬
‫يمكن اعتباره امللهم الحقيقي أن صح التعبير للمشرع الجزائري في هذه املجال‪ ،‬وذلك لضرورة مواكبة التطورات الدولية‬
‫أو إلاقليمية في هذا امليدان‪ ،‬وكذلك للموقع القانوني لالتفاقيات الدولية املوقعة من طرف الجزائر حيث تسمو علي‬

‫‪33‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫القوانين الداخلية وبالتالي تدعو املشرع الجزائري الي تعديل القوانين الداخلية بما يتماش ي مع هذه الاتفاقيات أو سن‬
‫قوانين جديدة ملواكبة هذه التشريعات‪.‬‬
‫حيث أن أهم ما يالحظ علي التعديالت املتعاقبة للقانون الجنائي الجزائري ( قانون العقوبات وقانون إلاجراءات‬
‫الجزائية )‪ ،‬أنه دائما ما يتم عقب توقيع الجزائر علي اتفاقيات دولية او اقليمية في هذا املجال وذلك في اطار مواكبة‬
‫التطورات التشريعية على املستوى الدولي والاقليمي أو لضمان عدم التناقض مع هذه ألاخيرة‪ ،‬خاصة وأن املجرمون‬
‫املعلموماتيون أصبحو كثيرا ما يستهدفون الدول وألارضيات الرقمية املتواجدة بالدول التي ال تجرم هذا النوع من‬
‫ألافعال سواء بسبب عدم تحديث منظومتها القانونية او عدم تعديلها بما يتوافق مع املعاهدات والاتفاقيات الدولية‪.‬‬
‫أما بخصوص التعديل الاخير لقانون العقوبات الذي جاء ضمن القانون ‪ 20-76‬املؤرخ في ‪ 72‬جوان ‪،0276‬‬
‫(ج‪.‬ر‪ )0276 ،‬املتمم لألمر رقم ‪ 726-66‬املتضمن قانون العقوبات‪ ،‬والذي نص ضمن املادة الثانية منه على تتميم‬
‫الفصل السابع مكرر من قانون العقوبات الجزائري املعنون باملساس باملعالجة آلالية للمعطيات باملادة ‪ 322‬مكرر‪9‬‬
‫والتي نصت على العقوبات املسلطة علي مقدم خدمة الانترنت‪.‬‬
‫حيث بعد تعريف هذا الاخير بموجب القانون رقم ‪ 22-22‬املؤرخ في ‪ 22‬أوت ‪ ،0222‬املتعلق بالقواعد الخاصة‬
‫للوقاية من الجرائم املتصلة بتكنولوجيات إلاعالم والاتصال ومكافحتها والذي جاء زمنيا عقب القانون رقم ‪72-22‬‬
‫املؤرخ في ‪ 72‬نوفمبر ‪ 0222‬الذي نص علي الفصل السابع مكرر بمواده من ‪ 322‬مكرر الي املادة ‪ 322‬مكرر‪ ،1‬وجد‬
‫املشرع الجزائري نفسه مضطرا الي تكملته باملادة ‪ 322‬مكرر‪ 9‬في إطار تحديد املسؤوليات وتدقيقها خاصة مسؤولية‬
‫مقدمو خدمة الانترنت‪ ،‬كونهم يمتلكون القدرة على الدخول إلى ألارضيات الرقمية والقدرة علي التصرف في البيانات‬
‫واملعطيات املنشورة او املخزنة في شبكة ألانترنيت‪ ،‬كما ان مقدمي خدمات الانترنت قد يكونون اشخاصا طبيعيين كما‬
‫قد يكونون أشخاصا معنوية‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬

‫حاولنا من خالل هذه الوقة البحثية التطرق الي الجرائم املعلوماتية باعتبارها نوعا مستحدثا من الاجرام سعت‬
‫الدول والتزال تسعي من اجل محاربته ومكافحته أو التقليل من الاضرار السلبية لهذه الجرائم أن على مستوى الافراد‬
‫وحقوقهم وحرياتهم الخاصة أو على مستوى املجتمعات أو على مستوى الدولة واملجتمع الدولي ككل وما تخلفه هذه‬
‫الجرائم من اضرار اقتصادية او مالية او حتى اخطار اصبحت تهدد كيانات الدول وحدودها وامنها الداخلي والخارجي‬
‫عموما‪.‬‬

‫مبرزين ماهية هذه الجرائم وخصائصها واهم الاتفاقيات الدولية والاقليمية التي تناولت مكافحة هذا إلاجرام‪،‬‬
‫وكذا ما استحدثه املشرع الجزائري في هذه إلاطار في محاولة منه للتكيف مع التطور التشريعي الدولي‪ ،‬ويمكن ان نخلص‬
‫الي النتائج والتوصيات التالية‪:‬‬

‫‪34‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫ضرورة تكاثف جميع الجهود في مكافحة الجرائم املعلوماتية‪ ،‬خاصة املجتمع املدني بكل اطيافه بداء من‬ ‫‪‬‬
‫الاسرة‪ ،‬املدرسة‪ ،‬الجمعيات‪...‬الخ‪ ،‬والتحسيس والتوعية بمخاطر الاستعمال الس ئ لشبكات الاعالن والاتصال بمختلف‬
‫انواعها‪.‬‬
‫ضرورة املواكبة في سن قواعد جديدة ملكافحة الجرائم املعلوماتية‪ ،‬تأخذ بعين الاعتبار الطبيعة الخاصة لهذه‬ ‫‪‬‬
‫الجرائم وال سيما ما يتعلق باإلثبات في الدعاوى الناشئة عن هذه الجرائم‪ ،‬خاصة في ظل التطور املتسارع لهذا امليدان‬
‫(ميدان تكنولوجيات العالم والاتصال)‪.‬‬
‫ضرورة تكثيف وزيادة التعاون والتنسيق الدولي وإلاقليمي في ميدان مكافحة الجرائم املعلوماتية‪ ،‬نظرا‬ ‫‪‬‬
‫للطبيعة الالحدودية لهذه الجرائم التي يستخدم في ارتكابها شبكات ال تعرف حدودا وال قيودا‪.‬‬
‫ضرورة التفعيل امليداني للهيئة الوطنية للوقاية من الجرائم املتصلة بتكنولوجيا إلاعالم والاتصال املستحدثة‬ ‫‪‬‬
‫بموجب القانون رقم ‪ 22-22‬املؤرخ في ‪ 22‬أوت ‪.0222‬‬
‫ضرورة تخصيص جهاز قضائي وضبطية قضائية متخصصة ملكافحة هذا النوع من الاجرام‪ ،‬مع املتابعة‬ ‫‪‬‬
‫املستمرة للتكوين وتحيين املعلومات ألشخاصها للتمكن من مواكبة التطور املتسارع في مجال تكنولوجيات الاعالم‬
‫والاتصال‪.‬‬

‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫بعرة سعيدة (‪ :)0276‬الجريمة إلالكترونية في التشريع الجزائري‪-‬دراسة مقارنة‪ ،-‬مذكرة استر قانون جنائي‪،‬‬ ‫‪)7‬‬
‫جامعة بسكرة‪.‬‬
‫الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية عدد رقم ‪ 32‬بتاريخ ‪ 01‬جوان ‪.0227‬‬ ‫‪)0‬‬
‫الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية عدد رقم ‪ 17‬الصادر بتاريخ ‪ 72‬نوفمبر ‪.0222‬‬ ‫‪)3‬‬
‫حمالوي عبد الرحمان (‪ :)0272‬دور املديرية العامة لألمن الوطني في مكافحة الجرائم إلالكترونية‪ ،‬مداخلة‬ ‫‪)2‬‬
‫ملقاة خالل امللتقي الوطني الجريمة املعلوماتية بين الوقاية واملكافحة‪ ،‬املنعقد بجامعة بسكرة خالل الفترة ‪71-76‬‬
‫نوفمبر ‪.0272‬‬
‫سامي علي حامد عياد (‪ :)0226‬الجريمة املعلوماتية واجرام الانترنت‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬إلاسكندرية‪.‬‬ ‫‪)2‬‬
‫فضيلة عاقلي (‪ :)0271‬الجريمة إلالكترونية واجراءات مواجهتها من خالل التشريع الجزائري‪ ،‬دراسة منشورة‬ ‫‪)6‬‬
‫بكتاب اعمال امللتقى الدولي الرابع عشر الجرائم الالكترونية‪ ،‬املنعقد خالل الفترة من ‪ 02‬الي ‪ 02‬مارس ‪ 0271‬طربلس‬
‫لبنان‪.‬‬
‫القانون ‪ 72-22‬املؤرخ في ‪ 72‬نوفمبر ‪ 0222‬املعدل واملتمم لألمر رقم ‪ 722-66‬املؤرخ في ‪ 29‬جوان ‪7266‬‬ ‫‪)1‬‬
‫املتضمن قانون إلاجراءات الجزائية‪ ،‬الصادر بالجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬عدد ‪ ،17‬بتاريخ ‪ 72‬نوفمبر ‪.0222‬‬
‫القانون ‪ 72-22‬املؤرخ في ‪ 72‬نوفمبر ‪ 0222‬املعدل واملتمم لألمر رقم ‪ 722-66‬املؤرخ في ‪ 29‬جوان ‪7266‬‬ ‫‪)9‬‬
‫املتضمن قانون إلاجراءات الجزائية‪ ،‬الصادر بالجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬عدد ‪ ،17‬بتاريخ ‪ 72‬نوفمبر ‪.0222‬‬

‫‪35‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫محمد امين احمد الشوابكة (‪ :)0222‬جرائم الحاسوب والانترنت (الجريمة املعلوماتية)‪ ،‬ط‪ ،7‬مكتبة دار‬ ‫‪)2‬‬
‫الثقافة‪ ،‬عمان‪.‬‬
‫املرسوم الرئاس ي رقم ‪ 067-72‬املؤرخ في ‪ 29‬اكتوبر ‪ 0272‬املتضمن تحديد تشكيلة وتنظيم وكيفيات سير‬ ‫‪)72‬‬
‫الهيئة الوطنية للوقاية من الجرائم املتصلة بتكنولوجيات إلاعالم والاتصال‪ ،‬الصادر في الجريدة الرسمية للجمهورية‬
‫الجزائرية عدد ‪ 23‬بتاريخ ‪ 29‬اكتوبر ‪.0272‬‬
‫مزيود سليم (‪ :)0272‬الجرائم املعلوماتية في الجزائر واقعها وآليات مكافحتها‪ ،‬مقال منشور باملجلة الجزائرية‬ ‫‪)77‬‬
‫لالقتصاد واملالية‪ ،‬عدد‪ ،27‬أفريل ‪ ،0272‬جامعة املدية‪.‬‬
‫مفتاح بوبكر املطردي (‪ 02‬سبتمبر‪ :)0270 ،‬الجريمة إلالكترونية والتغلب على تحدياتها‪ ،‬ورقة بحثية مقدمة‬ ‫‪)70‬‬
‫في املؤتمر الثالث لرؤساء املحاكم العليا في الدول العربية‪ ،‬املنعقد بجمهورية السودان خالل الفترة من ‪ 03‬الي ‪02‬‬
‫سبتمبر ‪.0270‬‬
‫نمديلي رحيمة (‪ :)0271‬خصوصية الجريمة إلالكترونية في القانون الجائري والقوانين املقارنة‪ ،‬دراسة منشورة‬ ‫‪)73‬‬
‫في كتاب اعمال املؤتمر الدولي الرابع عشر (الجرائم الالكترونية)‪ ،‬املنعقد بطرابلس لبنان في الفترة ‪ 02-02‬مارس ‪.0271‬‬
‫هاللي عبد الاله أحمد (‪ ،)0221‬اتفاقية بودابست ملكافحة جرائم املعلوماتية (معلقا عليها)‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬ ‫‪)72‬‬
‫الطبعة ألاولى‪ ،‬القاهرة‬
‫يونس عرب (‪70-72‬فيفري‪ :)0222 ،‬جرائم الكمبيوتر والانترنيت‪ ،‬ورقة بحثية مقدمة في مؤتمر الامن العربي‬ ‫‪)72‬‬
‫املنظم من قبل املركز العربي للدراسات والبحوث الجنائية بأبوظبي‬

‫‪36‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ 2022

‫ وطرق إثبات الدليل الرقمي في الشريعة إلاسالمية‬:‫الجريمة إلالكترونية‬


Electronic crime: and methods of proving digital evidence,
in Islamic Sharia
‫ تركيا‬/‫ إسطنبول‬،‫ جامعة السلطان محمد الفاتح‬/‫ حليم مدبر‬.‫د‬.‫ط‬
PhD.Halim Medebbeur/ Sultan Mehmet Al-Fateh University, Istanbul/Turkey.

:‫ملخص الدراسة‬

‫ وباملقابل كان هذا التوسع املعرفي له آثره في ظهور‬،‫كان للتطور إلالكتروني في العالم آثاره إلايجابية الكبيرة على حياة الناس‬
‫ كانت هذه املسألة عند الفقهاء من باب النوازل‬،‫ ولكون هذا النوع من الجرائم حادث‬،‫ وتنوعت أساليبها‬،‫ التي كثرت‬،"‫"الجرائم إلالكترونية‬
.‫ التي تحتاج لتوضيح وبيان‬،‫الشرعية‬
ً
‫ ولهذا قامت هذه‬،‫ في عالم إلكتروني واسع جدا‬،‫ لصعوبة إثبات الجريمة‬،‫ طرق إثباتها‬:‫وأهم ش يء في هذا النوع من الجرائم هو‬
،‫ ثم املنهج التحليلي ببيان تكييفها الشرعي‬،‫الدراسة على املنهج الاستقرائي بجمع ألاسس الشرعية في طرق إثبات هذا النوع من ألادلة‬
.‫ للخروج برؤية واضحة حول طرق إلاثبات في الشريعة إلاسالمية للجرائم إلالكترونية‬،‫وضوابط ذلك‬

‫ حجية‬:‫ الدليل الرقمي للجريمة إلالكترونية في الفقه إلاسالمي والثاني‬:‫ فأول املباحث‬،‫ وملبحثين‬،‫وقسمت هذه الدراسة ملقدمة‬
.‫ مع قائمة للمراجع واملصادر‬،‫ ثم خاتمة تضمنت أهم النتائج والتوصيات‬،‫الدليل الرقمي في الشريعة إلاسالمية‬

.‫البي َنة‬
ِ .‫ ألانترنيت‬،‫ النوازل الشرعية‬،‫ طرق إلاثبات‬،‫ الجريمة إلالكترونية‬:‫الكلمات املفتاحية‬

Abstract:
The electronic development in the world had great positive effects on people’s lives, and on the other hand, this
expansion of knowledge had its effect in the emergence of “electronic crimes”, which abounded and their methods varied ,
also because this type of crime is an accident, this issue was among the jurists from the door of legal calamities, which Need
to clarify and indicate.
The most important thing in this type of crime is: “methods of proving it”, due to the difficulty of proving the crime, in
a very wide electronic world, and for this reason this study was based on the inductive method, collecting the legal
foundations in the methods of proving this type of evidence, then the analytical method by showing its legal adaptation, and
controls That to come up with a clear vision about the methods of proof in Islamic law for electronic crimes.
This study was divided into an introduction and two investigators, the first investigation: the digital evidence of
electronic crime in Islamic jurisprudence, and the second: the authenticity of the digital evidence in Islamic law, then a
conclusion that included the most important results and recommendations, with a list of references and sources.
Keywords: electronic crime, methods of proof, legal calamities, the Internet. The evidence

37 ‫ ألمانيا– برلين‬/ ‫ السياسية واالقتصادية‬،‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‬


‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫املدخل‪:‬‬

‫مع التطور إلالكتروني الهائل الذي يعيشه البشر في هذا العصر‪ ،‬كان للجرائم تطورها كذلك‪ ،‬وفتح هذا التطور‬
‫ُ‬
‫آفاق بحيثية وعلمية في الشريعة إلاسالمية‪ ،‬والتي تعرف بمرونتها في تناول قضايا العصر‪ ،‬وبالتالي انصب عمل املعاصرين‬
‫على تجلية أحكام هذا النوع من الجرائم في الشريعة‪.‬‬

‫أوال‪ .‬إشكالية البحث‪:‬‬


‫ً‬
‫وحينئذ ُيستشكل الكثير من‬
‫ٍ‬ ‫يقع إلاشكال دائما في بيان وجوه املرونة في الشريعة إلاسالمية‪ ،‬مع قضايا العصر‪،‬‬
‫ألاسئلة في هذه الدراسة‪ ،‬ولكن أهم تلك ألاسئلة هي‪:‬‬

‫‪ .7‬ما معنى الجريمة إلالكترونية في الفقه إلاسالمي؟‬

‫‪ .0‬هل في الشريعة إلاسالمية ما ُيمكن أن يستدل به على إثبات الجريمة إلالكترونية؟‬

‫‪ .3‬ما كيفية تطبيق أدلة إثبات الجريمة إلالكترونية في الشريعة‪ ،‬وما مدى قدرتها على مواجهة معوقات التطبيق؟‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬أهداف الدراسة‪ :‬والتي تتمثل في‪:‬‬

‫‪ .7‬بيان معنى الجريمة إلالكترونية في الفقه إلاسالمي‪.‬‬

‫‪ .0‬بيان ماهية الدليل الرقمي في الجريمة إلالكترونية في الشريعة إلاسالمية‬

‫‪ .3‬توضيح كيفية تطبيق أدلة إثبات الجريمة إلالكترونية في الشريعة‬


‫ً‬
‫ثالثا‪ .‬الدراسات السابقة‪ :‬الجريمة إلالكترونية من النوازل الحادثة‪ ،‬لكن البحوث فيها كثيرة؛ لكثرة هذه الجريمة‬
‫وارتباطها بالقضاء الجنائي‪ ،‬إال أن عدم ثبوت القضاء الشرعي في الكثير من الدول إلاسالمية جعل البحوث املتعلقة‬
‫بهذا الجانب قليلة‪ ،‬ومن البحوث التي تطرقت ملوضوع الدليل إلالكتروني وكونه من وسائل إلاثبات الشرعية‪:‬‬

‫‪ .7‬الجريمة إلالكترونية وسبل مواجهتها في الشريعة إلاسالمية‪ ،‬بحث للدكتور عطايا‪ ،‬إبراهيم‪ ،‬منشور في مجلة الشريعة‬
‫ً‬
‫والقانون‪ ،‬بطنطا بمصر‪ ،‬ع‪ ،32‬م‪ ،0‬سنة ‪ ،0272‬ولكن كان تطرقه لبيان وسائل إلاثبات مجمال‪ ،‬ولم يتوسع فيه بالقدر‬
‫الكافي‪.‬‬

‫‪ 0‬حجية ألادلة الرقمية في النظام القضائي إلاسالمي‪ ،‬للدكتور بهاء الدين الجاسم‪ ،‬وهو بحث منشور في مجلة البحوث‬
‫ّ‬
‫الفقهية إلاسالمية‪ ،‬ع‪ ،31‬سنة ‪ ،0207‬وهو بحث جيد وفى صاحبه بأهداف البحث وإن كان لم يتطرق لبعض املسائل‬
‫التي تتعلق بالدليل الرقمي‪ ،‬وحجيته في الشريعة‪.‬‬

‫‪38‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫ولهذا إلاضافة في هذه الدراسة هو‪ :‬بيان ماهية الدليل الرقمي‪ ،‬وتكييفه الشرعي‪ ،‬وشروط هذا التكييف‪.‬‬
‫ً‬
‫رابعا‪ .‬حدود البحث‪:‬‬
‫ً‬
‫نطاق البحث سيكون مقتصرا‪ ،‬على بيان أدلة إثبات الجريمة إلالكترونية ‪-‬دون التطرق لغيرها من مجاالت الجريمة‬
‫إلالكترونية‪-‬وعالقة الشريعة إلاسالمية بذلك‪.‬‬
‫ً‬
‫خامسا‪ .‬منهج البحث‪ :‬اقتضت طبيعة البحث أن يقام على املناهج التالية‪:‬‬

‫أ‪ .‬املنهج الاستقرائي‪ :‬باستقراء أدلة إثبات الجريمة إلالكترونية في الشريعة‬

‫ب‪ .‬املنهج التحليلي‪ :‬بتحليل تلك ألادلة وتجلية طريقة عملها‬


‫ً‬
‫سادسا‪ .‬خطة البحث‪:‬‬
‫قسمت الدراسة إلى مقدمة ومبحثين‪ ،‬على النحو آلاتي‪:‬‬

‫املقدمة‪ :‬وفيها فكرة البحث‪ ،‬وخطته‪.‬‬

‫املبحث ألاول‪ :‬الدليل الرقمي للجريمة إلالكترونية في الفقه إلاسالمي‪ ،‬وفيه مطالب‪:‬‬

‫املطلب ألاول‪ :‬الجريمة إلالكترونية في الفقه إلاسالمي‬

‫املطلب الثاني‪ :‬ماهية الدليل الرقمي في الجريمة إلالكترونية‪ ،‬وأشكاله وخصائصه‬

‫املطلب الثالث‪ :‬إجراءات الحصول على الدليل إلالكتروني‪:‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬حجية الدليل الرقمي في الشريعة إلاسالمية‪ ،‬وفيه مطالب‪:‬‬

‫املطلب ألاول‪ :‬مشروعية الدليل الرقمي في الشريعة إلاسالمية‬

‫املطلب الثاني‪ :‬التكييف الفقهي في الشريعة إلاسالمية للدليل الرقمي‬

‫املطلب الثالث‪ :‬الخصوصية في الدليل الرقمي ومشروعية الحصول عليه‬

‫املطلب الرابع‪ :‬القوة إلاثباتية للدليل الرقمي‬

‫الخاتمة‪ :‬وفيها أهم النتائج والتوصيات‬

‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫وسرت في هذه الدراسة على الجادة واملسلك البحثي املعروف في العزو‪ ،‬وتوثيق النصوص من مصادرها ألاصلية‪،‬‬
‫مع التركيز على نقطة البحث وحدوده‪ ،‬والتنكيب عما قد يكون شاذا من ألامثلة‪ ،‬وترك الاستطراد املخل باملوضوع‪.‬‬

‫‪39‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ .1‬املبحث ألاول‪ :‬الدليل الرقمي للجريمة إلالكترونية في الفقه إلاسالمي‬

‫‪ .1.1‬املطلب ألاول‪ :‬الجريمة إلالكترونية في الفقه إلاسالمي‬

‫بحد شرعي‪ ،‬أو حكم التعزير (عودة‪( ،‬د‪.‬ت)‪،‬‬‫الجريمة عند الفقهاء هي املحظورات الشرعية‪ ،‬التي نهي الشرع عنها ٍ‬
‫ً‬
‫الب َّد أن يتوفر فيها الشروط املعتبرة شرعا‪ ،‬في الجريمة‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫صفحة ‪ ،)66/7‬وبناء عليه؛ فالجريمة إلالكترونية ُ‬
‫ً‬
‫‪ .7‬أن يكون فعل الجاني غير شرعي‪ .‬وفقا ألحكام الشريعة‪.‬‬

‫‪ .0‬أن يكون الفاعل ذا أهلية‪ ،‬وإال ُع َّد فعله من باب العقوبة املدنية‪ ،‬ال الجنائية‪.‬‬
‫ً‬ ‫بحد‪ ،‬أو بغير ّ‬ ‫ً‬
‫شرعا‪ ،‬سواء كانت العقوبة مقدرة ّ‬
‫حد‪ ،‬بل تعزيرا‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ .3‬أن تكون العقوبة الشرعية مقررة‬
‫ً‬
‫‪ .2‬أن يكون الفعل صادرا بإرادة الفاعل‪ ،‬ال باإلكراه (عودة‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬صفحة ‪. )66/7‬‬

‫وينبني كل هذا على أركان ثالثة هي أركان الجريمة في الشريعة‪ ،‬وهي‪:‬‬


‫ً‬ ‫‪ .7‬الركن الشرعي‪ُ :‬‬
‫فتعتبر الجريمة في الشريعة إذا قابلها النص املحرم‪ ،‬وينجر عليه ثبوت العقوبة الرادعة شرعا‪ ،‬ويكون‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫النص الشرعي املحرم للفعل‪ ،‬نافذا زمن الفعل‪ ،‬ويكون ساريا على مكان الجريمة‪ ،‬وعلى الشخص ِ‬
‫املرتكب لها‪ ،‬وفي حالة‬
‫الب َّد من ربط الجريمة إلالكترونية بهذه الشروط الشرعية‬
‫شرط من هذه الشروط يسقط هذا الركن‪ ،‬ولهذا ُ‬ ‫عدم توفر ٍ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ليتم هذا الركن‪ ،‬ويكون صحيحا شرعا (عودة‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬صفحة ‪. )770/7‬‬

‫‪ .0‬الركن املادي‪ :‬وهو الذي يتناول النظر في الجريمة‪ ،‬من جهة الابتداء‪ ،‬والشروع‪ ،‬واملشاركة‪ ،‬وعدم الاشتراك‪ ،‬وبكل‬
‫جهة من هذه الجهات ًيمكن الحكم على فعل الجاني‪( .‬عودة‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬صفحة ‪. )320/7‬‬
‫َّ‬
‫‪ .1‬الركن املعنوي‪ :‬وهي الصلة النفسية بين الركن املادي وبين ما يقوم به املكلف‪ ،‬وهي تقوم على أمرين اثنين‪ ،‬هما‪:‬‬

‫ألاهلية‪ ،‬والاختيار (عودة‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬صفحة ‪.)392/7‬‬

‫‪ .1.2‬املطلب الثاني‪ :‬ماهية الدليل الرقمي في الجريمة إلالكترونية‪ ،‬وأشكاله‪ ،‬وخصائصه‬

‫ُي َّعد إثبات الدليل الجنائي في الجرائم إلالكترونية‪ ،‬من النوازل الفقهية الحديثية‪ ،‬وصار البحث فيها متالئم مع‬
‫التطور الجنائي املعاصر‪ ،‬وزاد هذا التطور الجنائي ألاعباء على السلطات ألامنية؛ للوصول إلى أركان الجريمة‪ .‬وأول ما‬
‫يجب النظر فيه هنا‪ ،‬هو إقامة الدليل املادي على ثبوت الجريمة نفسها‪ ،‬بإثبات الوقائع‪ ،‬وال يكون ذلك إال بإثبات‬
‫ألادلة‪ ،‬باالستعانة بوسائل إلاثبات‪،‬‬

‫والدليل إلالكتروني هو‪" :‬املعلومات التي يقبلها املنطق والعقل‪ ،‬ويعتمدها العلم‪ ،‬يتم الحصول عليها باإلجراءات‬
‫املخزنة في أجهزة الحاسب آلالي‪ ،‬وملحقاتها‪ ،‬وشبكات الاتصال‪ ،‬ويمكن‬ ‫القانونية‪ ،‬بترجمة البيانات الحسابية‪َّ ،‬‬
‫ّ‬
‫أي مرحلة من مراحل التحقيق واملحاكمة" (يوسف‪ ،0226 ،‬صفحة ‪.")0‬‬
‫استخدامها في ِ‬

‫‪40‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫ً‬
‫وليس كل ما يظهر في املجال إلالكتروني يكون دليال‪ ،‬بل ألادلة فيه على نوعين‪:‬‬
‫ً‬
‫أ‪ .‬ما يصلح ليكون دليال لإلثبات‪ :‬وهي قسمان‪:‬‬
‫ً‬
‫السجالت التي تم إنشاؤها بواسطة آلاالت تلقائيا‪ ،‬مثل سجالت الهاتف‪ ،‬وفواتير الحاسوب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫السجالت التي جزء منها تم حفظه باإلدخال‪ ،‬وجزء منه تم إنشاؤه بواسطة آلاالت‬ ‫‪‬‬
‫ً‬
‫ب‪ .‬ما ال يصلح ليكون دليال لإلثبات‪ :‬وهو الناش ئ من الجاني دون أن يرغب في إنشائه‪ ،‬وهو املعروف بالبصمة الرقمية‪،‬‬
‫وهي تتجسد في آلاثار التي يتركها مستخدم الشبكات املعلوماتية‪ ،‬بسبب التسجيل‪ ،‬والاتصال الرقمي‪ ،‬والتواصل الشبكي‬

‫(فالك‪ ،0272 ،‬صفحة ‪)021‬‬

‫ُويمك ُن حصر أشكال ألادلة إلالكترونية في‪:‬‬

‫أ‪ .‬الصور الرقمية‪ :‬وهي التي تجسد الحقيقة املرئية للجريمة‪.‬‬

‫ب‪ .‬التسجيالت الرقمية‪ :‬من محادثات صوتية تم تخزينها في الحاسوب‪ ،‬أو الهاتف‪.‬‬

‫ت‪ .‬النصوص املكتوبة‪ :‬وتشمل كل النصوص املكتوبة عبر الرسائل الهاتفية‪ ،‬وبالبريد إلالكتروني وغيرها‪.‬‬
‫ً ُ‬
‫وبهذا يظهر أن للدليل إلالكتروني خصائصا‪ ،‬ت َّميزه عن الدليل التقليدي‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫ُ‬
‫أ‪ .‬أن ألادلة إلالكترونية تتكون من البيانات ال تدرك بالحواس‪ ،‬بل ُيتطلب إدراكها الاستعانة باألجهزة إلالكترونية‬
‫واستخدام املعدات الخاصة بها‪.‬‬
‫ُ ّ‬
‫صور وقائع إلاجرام بأكثر دقة‪ ،‬بل قد تصل إلى تصوير الجريمة نفسها‪.‬‬
‫ب‪ .‬ألادلة الرقمية ت ِ‬
‫َّ‬
‫ت‪ .‬ألادلة الرقمية ُيمكن استخراجها بنسخ مطابقة للواقع لألصل‪ ،‬مما ُيشكل ضمانة عالية ضد الفقد‪ ،‬والتلف‪،‬‬
‫والتغيير (فالك‪ ،0272 ،‬صفحة ‪.)029‬‬

‫‪ .1.1‬املطلب الثالث‪ :‬إجراءات الحصول على الدليل إلالكتروني‪:‬‬


‫ً‬
‫وهي إلاجراءات التي تستعمل غالبا في الطريقة التقليدية‪ ،‬لكن يقع التمايز بينهما في بعض الجزئيات‪:‬‬

‫‪ .1‬املعاينة‪:‬‬
‫فعند وقوع الجريمة‪ ،‬تكون الهيئات املسند لها التحقيق في الجريمة‪ ،‬بمعاينة مسرح الجريمة املعلوماتية‪ ،‬وهذا‬
‫برؤيا املكان‪ ،‬أو الشخص‪ ،‬وألاشياء املتصلة بالواقعة‪ ،‬وهذه املعاينة كما تكون بتنقل املحققين إلى أمكنة الجريمة‪ ،‬فقد‬
‫ُينقل إليهم العتاد الذي قامت به الجريمة‪.‬‬

‫فاملعاينة هي الوسيلة ألاولى التي يمكن املحققين من البحث الجنائي‪ ،‬ويتم تقيد الهيئات املحققة بما يلي‪:‬‬

‫أ‪ .‬تصوير آلاالت التي وقعت بيد املحققين‪ ،‬بذكر تاريخ الحصول عليها تفصيال‪.‬‬

‫‪41‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫ب‪ .‬إخطار الفرق التقنية باملعاينة إلالكترونية؛ لالستعداد من الناحية الفنية والعملية‪.‬‬

‫ت‪ .‬التحفظ على كل املستندات الورقية وغير الورقية لآلالت‪.‬‬

‫ث‪ .‬عدم نقل أي مادة من آلاالت التي وقعت بيد املحققين‪ ،‬والتحفظ عليها بالشكل الذي يجعلها محفوظة من التلف‬
‫الكلي أو الجزئي (بيومي‪ ،0229 ،‬صفحة ‪.)20‬‬

‫‪ .2‬التفتيش‪:‬‬

‫وهو إجراء من إجراءات التحقيق‪ ،‬يهدف إلى البحث عن ألاشياء املتعلقة بالجريمة‪ ،‬وله شروطه التي تجعله‬
‫ً‬
‫موافقا إلجراءات التحقيق‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫ً‬
‫أ‪ .‬أن يكون ألامر بالتفتيش مسببا‪ ،‬وله دواعيه القائمة على القرائن‪.‬‬

‫ب‪ .‬حضور املتهم‪ ،‬أو املشكوك فيه‪ ،‬أو من ينوب عنه إلثبات الصفة‪.‬‬
‫ً‬
‫ت‪ .‬تحرير محاضر التفتيش التي تجمع حيثيات ما قامت به لجنة التفتيش تفصيال‪.‬‬
‫ّ‬
‫وهذه الوسائل التقنية ال تتعارض مع أصول الشريعة إلاسالمية‪ ،‬من ث َّم فالقضاء الشرعي ُيعملها‪ ،‬ويراها‬
‫صحيحة (الزحيلي و‪( ،.‬د‪.‬ت)‪ ،‬صفحة ‪.)6099/9‬‬

‫‪ .1‬الخبرة‪:‬‬

‫وهي الوسيلة التي ُيمكن بها تحديد التفسير الفني لألدلة‪ ،‬فهي في الحقيقة تقييم لألدلة‪ ،‬وتكون بعد التفتيش‪،‬‬
‫وترجع في معناها لعمل الخبير‪ ،‬وللخبرة أنواع‪ ،‬أهمها‪:‬‬

‫أ‪ .‬الخبرة الخاصة‪ :‬وهي التي تعود لجهود املحققين الشخصية والتي تتوفر فيهم من خالل املمارسة لهذا الفعل‪ ،‬يتبع‬
‫القضايا الجنائية‪.‬‬
‫ً‬
‫ب‪ .‬الخبرة العامة‪ :‬وهي التي تقوم بها الهيئات الفنية العامة‪ ،‬والتي يرجع لها املحققون غالبا في تتبع الكثير من القضايا‬
‫الجنائية املستعصية (فالك‪ ،0272 ،‬صفحة ‪)072‬‬

‫وإن تقدم العلوم وتفرع البحوث‪ ،‬وزيادة التخصصات‪ ،‬وتقسيم ألاعمال إلى نواحي كثيرة‪ ،‬يؤكد الحاجة إلى الخبرة‬
‫وفائدتها وأهميتها‪ ،‬فالقاض ي آلان في أشد الحاجة ملجموعة متخصصة في كل ما يتعلق بالعلوم إلالكترونية‪ ،‬يطلب منهم‬
‫ً‬
‫املساعدة؛ لتحصيل ما يراه دليال في القضايا التي تعرض عليه‪.‬‬

‫‪42‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫يبين حقيقة الش يء بعد التجارب وألابحاث العلمية التي استغرقت سنوات كثيرة في حياته‪ ،‬بحيث يزول‬ ‫والخبير ّ‬
‫ً‬
‫معه العامل الشخص ي تقريبا‪ ،‬وبذلك يكون رأي الخبير هو الخبرة ذاتها‪ ،‬وال ينظر إلى التكوين الشخص ي له‪ ،‬ويشترط في‬
‫ً‬
‫الخبير أن يكون ماهرا في التعامالت إلالكترونية‪ ،‬وال يشترط أن يكون أكثر من واحد (الزحيلي م‪ ،7290 ،.‬صفحة ‪.)221‬‬

‫‪ .2‬املبحث الثاني‪ :‬حجية الدليل الرقمي في الشريعة إلاسالمية‬

‫‪ .2.1‬املطلب ألاول‪ :‬مشروعية الدليل الرقمي في الشريعة إلاسالمية‬

‫فأما إلاثبات عند الفقهاء فهو‪ :‬إقامة الدليل الشرعي أمام القاض ي في مجلس قضائه على حق أو واقعة من‬
‫الوقائع" (وزارة ألاوقاف الكويتية‪ ،7201 ،‬صفحة ‪.)030/7‬‬

‫ووسائل إلاثبات عند الفقهاء كثيرة‪ ،‬لكن اختلف علماء الفقه هل هذه الوسائل محصورة بما هو مذكور في‬
‫الكتاب والسنة أو ال؟‪ ،‬فأما جمهور الفقهاء فيرون أنها محصورة بذلك‪ ،‬واختلفوا في عددها عند كل مذهب‪:‬‬

‫فقال ابن عابدبن الحنفي‪ ":‬الدعوى والحجة‪ :‬وهي إما البينة أو إلاقرار أو اليمين أو النكول عنه أو القسامة أو‬
‫علم القاض ي بما يريد أن يحكم به أو القرائن الواضحة التي تصير ألامر في حيز املقطوع به" (ابن عابدين‪ ،7266 ،‬صفحة‬
‫‪. )2/322‬‬

‫وقال ابن جزي املالكي‪ ":‬ال يقض ي بعلمه‪ ،‬وإنما يحكم بحجة ظاهرة وهي سبعة أشياء وما يتركب منها وهي اعتراف‬
‫أو شهادة أو يمين أو نكول أو حوز في املك أو لوث مع القسامة في الذماء أو معرفة العفاص والوقاء في اللقطة" (ابن‬
‫جزي‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬صفحة ‪. )722‬‬

‫وألاخذ بها مذهب الشافعية (الخطيب الشربيني‪ ،7222 ،‬صفحة ‪ ،)202/6‬ونحوهم الحنابلة فلم يذكروا سوى‬
‫ما ورد في النصوص الشرعية (ابن قدامة‪ ،7221 ،‬صفحة ‪ ،)10/72‬ولهم حجج يمكن حصرها في‪:‬‬

‫أ‪ .‬عن ألاشعث بن قيس قال‪ :‬كانت بيني وبين رجل خصومة في بئر‪ ،‬فاختصمنا إلى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪،‬‬
‫فيفهم منه حصر ألادلة‪.‬‬‫فقال رسول هللا‪ :‬شاهداك أو يمينة" (البخاري‪ ،0220 ،‬صفحة ‪ ،723/3‬رقم‪ُ ،)0276 :‬‬

‫ب‪ .‬النصوص الشرعية ذكرت طرق البيان وإلاثبات‪ ،‬فيجب الوقوف عندها‪ ،‬دون مجاوزتها‪ ،‬وإال فقد يدخل التغيير في‬
‫أدلة إلاثبات الشرعية (الزحيلي م‪ ،7290 ،.‬صفحة ‪.)626‬‬

‫ت‪ .‬فتح الباب لدخول ألادلة غير الثابتة في القرآن والسنة‪ ،‬يجعل القضاة الظلمة يغيرون ألاحكام الشرعية على أهوائهم‬
‫(الزحيلي م‪ ،7290 ،.‬صفحة ‪.)629‬‬
‫وع ُ‬
‫ورضوا ممن يرون عدم الحصر فيما ورد في نصوص الوحي‪ ،‬ومن هؤالء شيخ إلاسالم ابن تيمية (ابن تيمية‪،‬‬ ‫ُ‬

‫‪ ،7222‬صفحة ‪ ،)322/32‬وتلميذه ابن القيم الذي يقول‪ " :‬فالبينة اسم لكل ما يبين الحق ويظهره ومن خصها‬
‫بالشاهدين‪ ،‬أو ألاربعة‪ ،‬أو الشاهد لم يوف مسماها حقه‪ ،‬ولم تأت ّ‬
‫البينة قط في القرآن مرادا بها الشاهدان‪ ،‬وإنما أتت‬
‫ِ‬

‫‪43‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫مرادا بها الحجة‪ ،‬والدليل والبرهان‪ ،‬مفردة مجموعة وكذلك قول النبي ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪« :-‬البينة على املدعي»‬
‫املراد به‪ :‬أن عليه بيان ما يصحح دعواه ليحكم له‪ ،‬والشاهدان من البينة وال ريب أن غيرها من أنواع البينة قد يكون‬
‫أقوى منها‪ ،‬لداللة الحال على صدق املدعي" (ابن القيم‪ ،‬د‪.‬ت ‪ ،‬صفحة ص‪.)77:‬‬

‫وهو قول ابن فرحون املالكي‪ ،‬فقال‪ ":‬فمتى ظهر الحق وأسفرت طريق العدل‪ ،‬فثم شرع هللا ودينه‪ ،‬وملا كانت‬
‫البينات مرتبة بحسب الحقوق املشهود فيها‪ ،‬واملحتاج إلى إقامتها‪ ،‬وما هي عليه من التوسعة والتضييق والتثقيل‬
‫والتخفيف‪ ،‬وإمكان التوثيق وتعذره‪ ،‬واختالف مراتبها في القوة والضعف‪ ،‬احتجنا إلى ذكرها وعد أنواعها وتمثيل‬
‫مسائلها" (ابن فرحون‪ ،7296 ،‬صفحة ‪.)020/7‬‬

‫وحجتهم في ذلك‪:‬‬
‫ً‬
‫أ‪ .‬عدم الدليل املقيد لهذا الحصر بحديث "شاهداك أو يمينك"‪ ،‬وجعلوا كل ما كان دليال للوصول للجاني – ما لم يكن‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫أمرا محرما شرعا‪-‬فهو وسيلة لإلثبات‪.‬‬
‫ب‪ .‬أن الشرع جعل ّ‬
‫البينة هي دليل إلاثبات‪ ،‬ولم يحصرها‪ ،‬فهي اسم قد يكون للشهود‪ ،‬أو اليمين‪ ،‬أو النكول واليمين‪،‬‬
‫ِ‬
‫ً‬
‫أو خمسين يمينا‪ ،‬أو أربعة أيمان‪ ،‬ونحو ذلك من ألادلة (ابن تيمية‪ ،7222 ،‬الصفحات ‪.)321-322/32‬‬

‫ت‪ .‬استدلوا بنصوص كثيرة في قضايا متكاثرة عن الصحابة وغيرهم من القضاة زمن التابعين ومن بعدهم في حكمهم‬
‫ً‬
‫بالقرائن والبيات بما ال يوجد في املنصوص عليه شرعا (ابن القيم‪ ،‬د‪.‬ت ‪ ،‬صفحة ‪.)2‬‬

‫ث‪ .‬أجابوا عن أدلة الجمهور‪ ،‬ب‪:‬‬

‫عن حديث البخاري السابق‪ ،‬فقال ابن دقيق العيد‪" :‬وقد يقال في هذا‪ :‬إن املقصود من الكالم نفي طريق أخرى‬
‫إلثبات الحق‪ ،‬فيعود املعنى إلى حصر الحجة في هذين الجنسين ‪-‬أعني البينة واليمين ‪-‬إال أن هذا قليل النفع بالنسبة‬
‫إلى املناظرة‪ .‬وفهم مقاصد الكالم نافع بالنسبة إلى النظر‪ .‬ولألصوليين في أصل هذا الكالم بحث‪ ،‬ولم ينبه على هذا حق‬
‫التنبيه ‪-‬أعني اعتبار مقاصد الكالم ‪-‬وبسط القول فيه إال أحد مشايخ بعض مشايخنا من أهل املغرب‪ ،‬وقد ذكره قبله‬
‫بعض املتوسطين من ألاصوليين املالكيين في كتابه في ألاصول‪ .‬وهو عندي قاعدة صحيحة‪ ،‬نافعة للناظر في نفسه‪ ،‬غير‬
‫أن املناظر الجدلي‪ :‬قد ينازع في املفهوم ويعسر تقريره عليه" (ابن دقيق العيد‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬صفحة ‪.)062/0‬‬

‫وقال الشوكاني‪ ":‬ومن جملة ما استدل به املانعون حديث " شاهداك أو يمينه " وفي لفظ " وليس لك إال ذلك‬
‫" ويجاب بما تقدم من أن التنصيص على ما ذكر ال ينفي ما عداه وأما قوله‪ :‬وليس لك إال ذلك " فلم يقله النبي – صل‬
‫هللا عليه وسلم ‪ -‬وقد علم باملحق منهما من املبطل حتى يكون دليال على عدم حكم الحاكم بعلمه‪ ،‬بل املراد أنه ليس‬
‫للمدعي من املنكر إال اليمين وإن كان فاجرا حيث لم يكن للمدعي برهان" (الشوكاني‪ ،7223 ،‬صفحة ‪..)300/9‬‬

‫عن قولهم بمنع التوسع ألجل القضاة الظلمة‪ ،‬فهذا يمكن منعه من جهة وضع الضوابط العامة‪ ،‬والقواعد‬
‫الكلية‪ ،‬في إلاثبات وتتبع جزئيات الحكم القضائي‪ ،‬ويعود سبب الخالف يرجع إلى أمرين‪:‬‬

‫‪44‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ .7‬الختالف في تفسير لفظ "البينة"‪ ،‬فمن فسر "أل" بالعموم جعل كل ما يوصل للحق بينة شرعية‪ ،‬ومن جعل "أل"‬
‫عهدية بما نزله الشرع فجعل ألادلة ما يدل عليه النصوص الشرعية ال غير‪.‬‬

‫‪ .0‬أن أدلة إلاثبات عند الجمهور بمنزلة النصوص التعبدية التي ال يجوز الخروج عنها‪ ،‬بخالف غيرهم الذين يرون أنها‬
‫معقولة املعنى‪ ،‬فيجوز الخروج عنها‪،‬‬

‫وألادلة تدل على صحة القول لثاني‪:‬‬

‫فقال الشوكاني‪ ":،‬والحق الذي ال ينبغي العدول عنه أن يقال‪ :‬إن كانت ألامور التي جعلها الشارع أسبابا للحكم‬
‫كالبينة واليمين ونحوهما أمورا تعبدنا هللا بها ال يسوغ لنا الحكم إال بها‪ ،‬وإن حصل لنا ما هو أقوى منها بيقين فالواجب‬
‫علينا الوقوف عندها والتقيد بها وعدم العمل بغيرها في القضاء كائنا ما كان‪ ،‬وإن كانت أسبابا يتوصل الحاكم بها إلى‬
‫معرفة املحق من املبطل واملصيب من املخطئ غير مقصودة لذاتها بل ألمر آخر وهو حصول ما يحصل للحاكم بها من‬
‫علم أو ظن وأنها أقل ما يحصل له ذلك في الواقع فكان الذكر لها لكونها طرائق لتحصيل ما هو املعتبر" (الشوكاني‪،‬‬
‫‪ ،7223‬صفحة ‪.)330/9‬‬

‫وقال محمد الزحيلي‪ ":‬وبناء على ذلك‪ ،‬تكون وسائل إلاثبات غير محصورة في عدد معين‪ ،‬وطرق خاصة‪ ،‬بل‬
‫تكون مطلقة وغير محددة‪ ،‬وكل وسيلة تظهر الحق وتكشف الواقع يصح الاعتماد عليها في الحكم‪ ،‬والقضاء بموجبها‪،‬‬
‫وإذا حددت وسائل إلاثبات في قواعد عامة‪ ،‬وصنفت في ضوابط كلية‪ ،‬فإنما يقصد منه التنظيم وسد الذرائع في الحدود‬
‫ً‬ ‫التي ّ‬
‫خولها الشارع لولي ألامر‪ ،‬يتصرف فيها بما يراه مناسبا للمصلحة العامة" (الزحيلي م‪ ،7290 ،.‬الصفحات ‪-672‬‬
‫‪.")676‬‬

‫‪ .2.2‬املطلب الثاني‪ :‬التكييف الفقهي في الشريعة إلاسالمية للدليل الرقمي‬


‫ُ‬
‫بأصل فقهي معتبر‪ ،‬بعد التحقق من املماثلة‬
‫ٍ‬ ‫فالتكييف الفقهي هو‪ ":‬التصور املحكم لحقيقة الواقعة؛ إللحاقها‬
‫بينهما" (الريسوني‪ ،0272 ،‬صفحة ‪ ،)096‬فيكون لهذا التكييف عناصر هي‪ :‬الواقعة املستجدة‪ ،‬وألاصل‪ ،‬وأوصاف ألاصل‬
‫الفقهية‪ ،‬وإلالحاق (شبير‪ ،0272 ،‬الصفحات ‪ ،)32-06‬وأهمها‪ ،‬هي‪:‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫أ‪ .‬الواقعة املستجدة‪ :‬وهي املسألة املستحدثة التي تعرض على املجتهد‪ ،‬ليحكم فيها‪ ،‬وتشمل غالبا على املسائل التي لم‬
‫تكن معروفة في عصور التشريع‪ ،‬أو الاجتهاد كالنقود الورقية‪ ،‬واملسائل التي تغيرت على الحكم فيها؛ لتغير الظروف‬
‫كالتقابض الحكمي في صرف العمالت‪.‬‬
‫ُ‬
‫ب‪ .‬التعرف على ألاصل الذي تكيف عليه الواقعة‪ :‬وهو محل الحكم الذي يريد املجتهد التسوية فيه بينه وبين الواقعة‬
‫املعروضة‪ ،‬وهو إما نص من القرآن‪ ،‬أو السنة‪ ،‬أو إجماع‪ ،‬أو على قاعدة كلية‪ ،‬أو نص لفقيه من أصحاب املذاهب‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ويجب هنا على املجتهد أن يتحقق من ثبوت ألاصل‪ ،‬وأن يفهمه فهما جيدا‪ ،‬مقرونا بظروفه وشروطه‪.‬‬

‫ت‪ .‬املطابقة بين الواقعة املستجدة وألاصل‪ :‬وهو الجمع بين الواقعة املستجدة‪ ،‬وألاصل في الحكم؛ التحادهما في العلة‪،‬‬

‫‪45‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫وهذا يتطلب مجانسة بينهما في ألاركان‪ ،‬والشروط‪ ،‬والعالقات بين أطراف الواقعة (شبير‪ ،0272 ،‬صفحة ‪.)26‬‬

‫الدليل الرقمي من القرائن التي يتحقق بها حكم القاض ي‪ ،‬وهي من نوازل العصر‪ ،‬والتي يمكن إدراجها في أبواب القرائن‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫والقرنية‪ :‬أمارة ظاهرة تقارن شيئا خفيا فتدل عليه" (الزرقا‪ ،0222 ،‬صفحة ‪ ،)236/0‬والدليل الرقمي قرينة واضحة‬
‫وجلية على إثبات الحكم‪ ،‬فهو عندهم بمنزلة الوسائل الثابتة الذكر في نصوص الوحي (ابن فرحون‪ ،7296 ،‬صفحة‬
‫‪.)771/0‬‬

‫والقرائن من أدلة إلاثبات عند جمهور الفقهاء‪ ،‬كالحنفية (ابن نجيم‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬صفحة ‪ ،)022/1‬واملالكية (ابن‬
‫فرحون‪ ،7296 ،‬صفحة ‪ ،)23/0‬والشافعية (ابن عبد السالم‪ ،7227 ،‬صفحة ‪ ، )22/0‬والحنابلة (ابن القيم‪ ،‬د‪.‬ت ‪،‬‬
‫الصفحات ‪ ،)2-3‬وإن اختلفوا في التوسع فيها‪ ،‬والتضييق‪ ،‬فقال محمد شلتوت‪ ":‬ومما ينبغي املسارعة إليه‪ ،‬في هذا‬
‫املقام‪ ،‬أن الناظر في كتب ألائمة يرى أنهم مجمعون على مبدأ ألاخذ بالقرائن في الحكم والقضاء‪ ،‬وأن أوسع املذاهب في‬
‫ألاخذ بها مذهبا املالكية والحنابلة‪ ،‬ثم الشافعية‪ ،‬والحنفية" (شلتوت‪ ،0227 ،‬صفحة ‪.)222‬‬

‫وحجتهم في العمل بها أدلة كثيرة‪ ،‬منها‪:‬‬


‫ۡ ََٰ‬ ‫ُُ َ َ َ‬ ‫َ َ َ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬
‫ص َدق ۡت َو ُه َو ِم َن ٱلك ِذ ِب َين‬ ‫يص ُ ۥه ق َّد ِمن قبل ف‬ ‫‪ . 7‬قال هللا تعالى‪" :‬قال ِه َي ََٰر َو َدت ِني َعن َّن ۡف ِس ي َوش ِه َد ش ِاهد ِّم ۡن أ ۡه ِل َها ِإن كان ق ِم‬
‫َ ُ‬ ‫َ ُ َّۖ‬ ‫ٱلصدق َين ‪َ ٦٢‬ف َل َّما َر َءا َقم َ‬
‫يص ُ ۥه ُق َّد ِمن ُد ُبر َق َ‬ ‫َٰ‬ ‫ُُ َ َ ََ ۡ َ ُ َ َ‬ ‫َ َ َ َ ُ ُ ُ َّ‬
‫ال ِإ َّن ُ ۥه ِمن ك ۡي ِدك َّن ِإ َّن ك ۡي َدك َّن‬ ‫ِ‬ ‫‪ ٦٢‬وِإن كان ق ِميص ۥه قد ِمن دبر فكذبت وهو ِمن َّ ِ ِ‬
‫َع ِظيم" [يوسف‪ ،]09-06 :‬وفيه إعمال القرائن في الحكم‪ ،‬قال ابن القرس‪":‬احتج الفقهاء بهذا في أعمال ألامارات في‬
‫مسائل كالقسامة بها في قول مالك‪ ،‬إلى غير ذلك" (ابن الفرس‪ ،0226 ،‬صفحة ‪ ،)076/3‬ووافقه الشنقيطي‪ ،‬فقال ‪":‬‬
‫يفهم من هذه آلاية لزوم الحكم بالقرينة الواضحة الدالة على صدق أحد الخصمين‪ ،‬وكذب آلاخر؛ ألن ذكر هللا لهذه‬
‫القصة في معرض تسليم الاستدالل بتلك القرينة على براءة يوسف يدل على أن الحكم بمثل ذلك حق وصواب‪ ،‬ألن‬
‫ً‬
‫كون القميص مشقوقا من جهة دبره دليل واضح على أنه هارب عنها‪ ،‬وهي تنوشه من خلفه" (الشنقيطي‪،0272 ،‬‬
‫صفحة ‪.)90/3‬‬

‫ونوقش هذا الدليل من وجهين‪:‬‬

‫أ‪ .‬أن هذا شرع من قبلنا‪ ،‬فال يستدل به‪ ،‬وتعقب هذا الدليل‪ ،‬فقال ابن الفرس‪ ":‬فإن قال القائل إن تلك الشريعة ال‬
‫ۡ ۗۡ‬ ‫َّ َّۖ َ‬ ‫تلزمنا‪ .‬قلنا كل ما أنزله هللا تعالى علينا فإنما أنزله لفائدة فيه ومنفعة لنا وقال تعالى‪ُ " :‬أ ْو ََٰلئ َك َّٱلذ َ‬
‫ين َه َدى ٱلل ُه ف ِب ُه َداهم ٱق َت ِد ۡه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َُ‬
‫ُق ْل ال أ ْسأل ُك ْم َعل ْي ِه أ ْج ًرا َّۖ ِإ ْن ُه َو ِإ َّال ِذ ْك َر َٰى ِلل َع ِامل َين " [ألانعام‪ ]22 :‬فآيات يوسف مقتدى بها‪ ،‬معمول بها" (ابن الفرس‪،0226 ،‬‬
‫صفحة ‪.)079/3‬‬

‫ب‪ .‬قال ابن الفرس‪ ":‬وأنكر أبو الحسن‪-‬أي الصغير‪-‬العمل بالعالمات وقال‪ :‬إنه اتفق على أنه ال يعمل‪ ،‬في غير الزوجين‬

‫إذا تنازعا في ش يء بمثل ما عمل فيها‪ ،‬قال‪ :‬وألاشبه في حديث يوسف أن ذلك كان آية من هللا تعالى فليس في ذلك داللة‬
‫إال من جهة خرق هللا تعالى العادة في إنطاق الصبي في املهد‪( "...‬ابن الفرس‪ ،0226 ،‬صفحة ‪. )072/3‬‬

‫‪46‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫فكون الناطق طفل صغير ضعيف‪ ،‬فقال ابن الفرس‪ ":‬ويضعف هذا أن البخاري ومسلم أنه يتكلم في املهد إال‬
‫ثالثة عيس ى ابن مريم وصاحب جريج وابن السوداء التي دعت له أن يكون كالفاجر الخبيث وأسقط صاحب يوسف‪،‬‬
‫وأسند الطبري إلى ابن عباس أنهم أربعة وزاد صاحب يوسف" (ابن الفرس‪ ،0226 ،‬صفحة ‪ ،)372/0‬وقال القرطبي‪":‬‬
‫ولو كان طفال لكانت شهادته ليوسف صلى هللا عليه وسلم تغني عن أن يأتي بدليل من العادة‪ ،‬ألن كالم الطفل آية‬
‫معجزة‪ ،‬فكادت أوضح من الاستدالل بالعادة" (القرطبي‪ ،7262 ،‬صفحة ‪. )710/2‬‬
‫َ َ َ ۡ َ َّ َ ۡ َ ُ ۡ َ ُ ُ ُ ۡ َ ۡ ٗ َّۖ َ َ ۡ َ َّۖ َ َّ ُ ۡ ُ ۡ َ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ ََ َ‬
‫ان َعل َٰى َما‬ ‫يص ِهۦ ِب َدم ك ِذب قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر ج ِميل وٱلله ٱملستع‬‫‪ .0‬قال هللا تعالى‪ :‬وجاءو عل َٰى ق ِم ِ‬
‫َ‬
‫َت ِص ُفون‪[ .‬يوسف‪ ،]79 :‬فقال القرطبي‪ ":‬استدل الفقهاء بهذه آلاية في إعمال ألامارات في مسائل من الفقه كالقسامة‬
‫وغيرها‪ ،‬وأجمعوا على أن يعقوب عليه السالم استدل على كذبهم بصحة القميص‪ ،‬وهكذا يجب على الناظر أن يلحظ‬
‫ألامارات والعالمات إذا تعارضت‪ ،‬فما ترجح منها قض ى بجانب الترجيح‪ ،‬وهي قوة التهمة‪ ،‬وال خالف بالحكم بها" (القرطبي‪،‬‬
‫‪ ،7262‬صفحة ‪.)722/2‬‬

‫‪ .3‬عن زيد بن خالد الجنهي‪" :‬أن النبي صلى هللا عليه وسلم سأله رجل عن اللقطة فقال‪ :‬اعرف وكاءها‪ ،‬أو قال وعاءها‪،‬‬
‫وعفاصها‪ ،‬ثم عرفها سنة‪ ،‬ثم استمتع بها‪ ،‬فإن جاء ربها فأدها إليه‪ .‬قال‪ :‬فضالة إلابل؟ فغضب حتى احمرت وجنتاه‪،‬‬
‫أو قال احمر وجهه‪ ،‬فقال‪ :‬وما لك ولها‪ ،‬معها سقاؤها وحذاؤها‪ ،‬ترد املاء وترعى الشجر‪ ،‬فذرها حتى يلقاها ربها‪ .‬قال‪:‬‬
‫فضالة الغنم؟ قال‪ :‬لك أو ألخيك أو للذئب" (البخاري‪ ،0220 ،‬صفحة ‪ ،32/7‬رقم‪ ،)22 :‬فقال ابن القيم‪ ":‬فجعل‬
‫وصفه لها قائما مقام البينة‪ ،‬بل ربما يكون وصفه لها أظهر وأصدق من البينة" (ابن القيم‪ ،‬د‪.‬ت ‪ ،‬صفحة ‪.)77‬‬

‫وساق ابن القيم الجوزرية(ابن القيم‪ ،‬د‪.‬ت ‪ ،‬صفحة ‪ ،)22‬وابن فرحون (ابن فرحون‪ ،7296 ،‬الصفحات ‪-771/0‬‬
‫‪ ، )702‬الكثير من ألادلة‪ ،‬وخولفوا في ذلك من طرف أبي بكر الجصاص الحنفي (الجصاص‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬صفحة ‪،)392/3‬‬
‫والنجم الرملي الحنفي (ابن عابدين م‪ ،.‬د‪.‬ت‪ ،‬صفحة ‪ ،)022/1‬وأبي الحسن الصغير املالكي (ابن الفرس‪ ،0226 ،‬صفحة‬
‫‪ ،)072/3‬الذين منعول العمل بالقرائن‪ُ ،‬ويمكن أن يستدل لهم بأدلة‪:‬‬

‫أ‪ .‬أن القرائن من باب الظن‪ ،‬والقضاء يوجب اليقين‪ ،‬ويرد على هذا بقول العز بن عبد السالم‪ ":‬وإنما عمل بالظنون في‬
‫موارد الشرع ومصادره؛ ألن كذب الظنون نادر وصدقها غالب؛ فلو ترك العمل بها خوفا من وقوع نادر كذبها لتعطلت‬
‫مصالح كثيرة غالبة خوفا من وقوع مفاسد قليلة نادرة‪ ،‬وذلك على خالف حكمة إلاله الذي شرع الشرائع ألجلها" (ابن‬
‫عبد السالم‪ ،7227 ،‬صفحة ‪.)62/0‬‬

‫ب‪ .‬القرائن ال يمكن ضبطها‪ ،‬وبالتالي ال يمكن العمل وفقها‪ ،‬ويرد على هذا أن القرائن كبقية ألادلة منها الواهي‪،‬‬
‫والضعيف‪ ،‬والصحيح‪،‬‬

‫وعليه فقول الجمهور أصح‪ ،‬وقد ثبت العمل بالقرائن في مواطن كثيرة جدا زمن الخلفاء الراشدين‪ ،‬فمن دونهم‪،‬‬
‫وقال عوض عبد هللا‪ ":‬مع هذا التقدم العلمي الذي يشهده عالم اليوم أمكن التوصل إلى قرائن قوية تبين الحق وتعين‬
‫على فهم الدعوى كالتحليالت املعملية من فحص للدم وغيره ومطابقة بصمات ألاصابع ومضاهاة الخطوط وغير ذلك‪.‬‬

‫‪47‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫فإننا إذا أهملنا هذه القرائن وألقينا بها في البحر بحجة ما يتطرق إليها من الاحتمال لعرضنا الشريعة إلاسالمية لتهمة‬
‫الجمود وعدم مسايرة العصر‪ ،‬وهذا ما لم يقله إال املكابر‪ ،‬فهي شريعة كل وقت وقانون كل جيل‪ ،‬وما هذه الفتاوى‬
‫املأخوذة من أصولها املعروفة إال دليل مرونتها وقابليتها لحكم ألاجيال املتعاقبة‪ .‬وعليه فإنه ال مناص من ألاخذ بالقرائن‬
‫ً‬
‫والرجوع إليها في بناء ألاحكام القضائية إذا لم يكن من دليل غيرها وفقا على فتوى الكثيرين من الفقهاء"(أبو بكر‪،‬‬
‫‪ ،0220‬الصفحات ‪.)732-739‬‬

‫حينما يأخذ التحقيق بالقرائن‪ ،‬ويرى ضرورة مراعاتها عند بناء ألاحكام القضائية‪ ،‬فال يلقى هذا على عواهنه‪،‬‬
‫فالقرائن التي يحتكم إليها يشترط لها شروط هي‪:‬‬

‫‪ .7‬أن تكون القرينة قوية‪ ،‬ووقوع الوهم فيها قليل‬


‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ .0‬أن تكون القرينة متصلة بالحق اتصاال مباشرا‪ ،‬وأن يكون الارتباط بينهما وثيقا‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ .3‬أن تكون القرينة مشروعة‪ ،‬فالوسائل لها حكم املقاصد شرعا‪( .‬الزحيلي م‪ ،.‬أصول املحاكمات الشرعية‪،7221 ،‬‬
‫صفحة ‪.)022‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ولكي تكون هذه القرينة – الدليل الرقمي‪-‬مشروعا وموافقا للوسائل املنصوص عليها‪ ،‬فيحتاج إلى‪:‬‬
‫أ‪ .‬أن توجد القرينة الواضحة والجلية في إلاثبات‪ ،‬والدليل الرقمي ٌ‬
‫دليل واضح‪ ،‬بل هو في الكثير من ألاحيان الدليل‬
‫الوحيد الظاهر في الجرائم إلالكترونية‪ ،‬وقد يفوق في قوته بعض ألادلة املنصوص عليها‪ ،‬وهذا لكون القرائن تختلف‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫زمانا‪ ،‬ومكانا‪ ،‬وحاال‪ ،‬والتكنلوجيا املعاصرة تفتح آفاق كبيرة في معرفة الجاني من خالل القرائن التي تحف الجريمة‬

‫ب‪ .‬أن يكون هناك صلة قوية بين ألامر الثابت والاستنتاج التي يستخرج بواسطة الدليل الرقمي‪ ،‬فال يكتفى باالستنتاج‬
‫الذي تكون قرينته خفية‪ ،‬فحينئذ يضعف الدليل الرقمي أمام ألادلة ألاخرى التي يتمسك بها القاض ي‪ ،‬وكلما كانت‬
‫الصلة اقوى قدم الدليل الرقمي من باب ترجيح أدلة إلاثبات بعضها على بعض (الزحيلي م‪ ،.‬وسائل إلاثبات في الشريعة‬
‫إلاسالمية‪ ،7290 ،‬الصفحات ‪.)292-299‬‬

‫‪ .2.1‬املطلب الثالث‪ :‬الخصوصية في الدليل الرقمي ومشروعية الحصول عليه‪:‬‬


‫الشريعة إلاسالمية حرمت التجسس في عموم ألاحوال‪ ،‬ومن ذلك حرمة استراق النظر‪ ،‬فعن سهل بن سعد‬
‫قال‪" :‬اطلع رجل من جحر في حجر النبي صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬ومع النبي صلى هللا عليه وسلم مدرى يحك به رأسه‪،‬‬
‫فقال‪ :‬لو أعلم أنك تنظر‪ ،‬لطعنت به في عينك‪ ،‬إنما جعل الاستئذان من أجل البصر" (البخاري‪ ،0220 ،‬صفحة ‪،22/9‬‬
‫رقم‪.)6027 :‬‬
‫ً‬
‫وحق الخصوصية التي تكفل الشرع بحفظها‪ ،‬ليس على إطالقه إذا وجد ما يجعله سببا لضياع حق‪ ،‬أو لوقوع‬
‫ظلم‪ ،‬وهذا من باب تدافع ألادلة وتقديم ألاقوى منها فاألقوى‪ ،‬وحينئذ يجوز تفتيش ما يقض ي القاض ي بجوازه مما‬
‫ً‬
‫يعتقد كونه صالحا للمساعدة في تفكيك الجريمة‪.‬‬

‫‪48‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫ويستدل لذلك بما رواه علي بن أبي طالب رض ي هللا عنه‪ ،‬فقال‪" :‬بعثني رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أنا والزبير‬
‫واملقداد بن ألاسود قال‪ :‬انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة ومعها كتاب فخذوه منها فانطلقنا تعادى بنا‬
‫خيلنا حتى انتهينا إلى الروضة فإذا نحن بالظعينة فقلنا‪ :‬أخرجي الكتاب فقالت‪ :‬ما معي من كتاب فقلنا لتخرجن الكتاب‬
‫أو لنلقين الثياب فأخرجته من عقاصها فأتينا به رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪( "...‬البخاري‪ ،0220 ،‬صفحة ‪،22/2‬‬
‫رقم‪،)3221 :‬‬
‫ً‬
‫بوب له البخاري بابا‪ ،‬فقال‪ ":‬باب من نظر في كتاب من يحذر على املسلمين ليستبين أمره" (البخاري‪،0220 ،‬‬
‫صفحة ‪ ،)21/9‬ونكت الحافظ فقال‪ ":‬كأنه يشير إلى أن ألاثر الوارد في النهي عن النظر في كتاب الغير يخص منه ما‬
‫يتعين طريقا إلى دفع مفسدة هي أكثر من مفسدة النظر وألاثر املذكور أخرجه أبو داود من حديث بن عباس بلفظ من‬
‫نظر في كتاب أخيه بغير إذنه فكأنما ينظر في النار وسنده ضعيف‪...‬وقال املهلب في حديث علي هتك ستر الذنب وكشف‬
‫املرأة العاصية وما روي أنه ال يجوز النظر في كتاب أحد إال بإذنه إنما هو في حق من لم يكن متهما على املسلمين وأما‬
‫من كان متهما فال حرمة له" (ابن حجر‪ ،7221 ،‬صفحة ‪.)21/77‬‬

‫فظهر أن العبرة في ذلك هو القرينة التي تجعل القاض ي يأمر بالتفتيش في أغراض املتهم‪ ،‬للوصول إليها‪ ،‬كل هذا ضمن‬
‫الشروط الشرعية والقانونية العامة للتفتيش‪ ،‬فالدليل الرقمي دليل كبقية ألادلة ويخضع لكل ما تخضع له تلك ألادلة‬
‫من املسالك الشرعية والقانونية‪.‬‬

‫‪ .2.2‬املطلب الرابع‪ :‬القوة إلاثباتية للدليل الرقمي‪:‬‬


‫ً‬
‫الدليل الرقمي قرينة توصل التحقيق للوصول للحق‪ ،‬وهذا ما يجعله مبنيا على مصداقية هذه القرينة في نفسها‪،‬‬
‫وصلتها املنطقية الواضحة للداللة على النتائج الصحيحة للتحقيق‪ ،‬واملصداقية في القرائن‪ ،‬فهي من اختصاص الخبراء‬
‫ً‬
‫الذين يقومون باإلجراءات القضائية‪ ،‬ومنها فحص الدليل الرقمي‪ ،‬ثم الحكم عليه من جهة صحته وعدم صحته أوال‪،‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ ،‬وبعد ذلك يبنون رأيهم ً‬
‫بناء على الخبرة العلمية التي عندهم‪.‬‬ ‫ثم الحكم عليه من جهة قوته وضعفه‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وأما الصلة املنطقية بين الدليل الرقمي والنتائج‪ ،‬فهي بيد القاض ي‪ ،‬الذي يقرر هذه الصلة أوال‪ ،‬ثم قوتها ثانيا‪ ،‬وكل‬
‫هذا من هالل نظره في قوة القرينة وصلتها مع القضية من جهات متعددة‪ً ،‬‬
‫بنائ على خبرته‪.‬‬

‫وبعد ذلك يكون الليل الرقمي بين حاالت‪:‬‬


‫ً‬
‫قطعيا‪ ،‬وتكون داللته على املقصود مثله في القطع‪ ،‬فيقرر القاض ي أن الدليل الرقمي ٌ‬ ‫ً ً‬
‫دليل نهائي‪،‬‬ ‫أ‪ .‬أن يكون قويا ثابتا‬
‫قاض على علىكل ألادلة‪ ،‬التي قد تطرق القضية من جهة أخرى‪ ،‬وبالتالي يكون هو الذي يقرر القاض ي ً‬
‫بناء على ما فيه‬ ‫ٍ‬
‫تكييف القضية وجهات الجناية فيها‪ ،‬وهذا مثل أشرطة الفيديو‪ ،‬والتصوير التي تثبت الجهات والخبرات العلمية صحتها‪،‬‬
‫وسالمتها‪.‬‬
‫ً‬
‫ب‪ .‬أن يكون الدليل الرقمي مشكوكا فيه‪ ،‬ال يبلغ في قوته درجة اليقين‪ ،‬مثل التسجيالت الصوتية‪ ،‬أو التسجيالت املرئية‬
‫التي يختلف الخبراء في صحتها‪ ،‬فالقاض ي سيتوقف في ألاخذ به؛ لضعفه وعدم صحته‬

‫‪49‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫ً‬
‫ت‪ .‬أن يكون الدليل الرقمي مفيدا لغالب الظن‪ ،‬كالتسجيالت الصوتية‪ ،‬أو املرئية‪ ،‬التي يتغلب على ظن الخبراء صحتها‪،‬‬
‫ً‬
‫دون الجزم القاطع‪ ،‬وهنا القاض ي سيقوم بترجيح ما عنده من الحجج وألادلة‪ ،‬بهذا الدليل الرقمي‪ ،‬الذي سيكون دليال‬
‫من أدلة الترجيح ال غير‪ ،‬قال الشنقيطي‪ ":‬بين في موضع آخر أن محل العمل بالقرينة ما لم تعارضها قرينة أقوى منها‪،‬‬
‫ُ َ َّۖ‬ ‫َ َُ َ‬ ‫فإن عارضتها قرينة أقوى منها أبطلتها‪ ،‬وذلك في قوله تعالى‪َ :‬و َجا ُءو َع َل َٰى َقميص ِهۦ ب َدم َك ِذب َق َ‬
‫ال َب ۡل َس َّول ۡت لك ۡم أن ُف ُسك ۡم أ ۡم ٗرا‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ﵞ [يوسف‪]79:‬؛ ألن أوالد يعقوب ملا جعلوا يوسف في غيابة الجب‪ ،‬جعلوا على قميصه دم سخلة؛ ليكون وجود‬
‫الدم على قميصه قرينة على صدقهم في دعواهم أنه أكله الذئب" (الشنقيطي‪ ،0272 ،‬صفحة ‪.)90/3‬‬

‫ثم الدليل الرقمي‪ ،‬قد ُيخالف غيره من ألادلة الشرعية في الجنايات في أمرين مهمين‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫أوال‪ :‬إن الدليل الرقمي ليس دليال مباشرا‪ ،‬وهذا راجع لطبيعته التقنية‪ ،‬مع كونه عرضة لتدخل الخبراء في الحكم عليه‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫صحة وبطالنا‪ ،‬وقوة وضعفا‪ ،‬فهو دليل يلجأ إليه ملعاضدة ألادلة ألاخرى‪ ،‬من باب إلارشاد والتدليل على صحتها‪ ،‬وال‬
‫ً ً‬ ‫ً‬
‫يمنع هذا أن يكون الدليل مرشدا‪ ،‬أو مرجحا قويا‪ ،‬ويحق للقاض ي أن َّيقوي حدة الدليل الرقمي من خالل أدلة شرعية‬
‫أخرى‪ ،‬كتحليف املتهمين باليمين‪ ،‬على صحة الدليل الرقمي‪ ،‬أو على عدم صحته (حسام‪ ،0207 ،‬صفحة ‪.)791‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬الدليل الرقمي ٌ‬
‫دليل عام‪ ،‬يمكن استخدامه في كل القضايا‪ ،‬سواء كانت تتعلق بحقوق هللا‪ ،‬أو حق آلادميين‪ ،‬أو‬
‫بالقضايا الجنائية‪ ،‬أو القضايا املدنية‪ ،‬وقد يستثنى من ذلك‪:‬‬

‫أ‪ .‬الحدود الشرعية‪ :‬فالشريعة إلاسالمية ضيقت ألادلة الشرعية في قضايا الحدود وربطتها بقاعدة "درء الحدود‬
‫بالشبهات"‪ ،‬فقال ابن املنذر‪ ":‬وأجمعوا على أن درء الحد بالشبهات" (ابن املنذر‪ ،0222 ،‬صفحة ‪ ،)779‬وقال كذلك‪":‬‬
‫وكل من نحفظ عه من أهل العلم يرى أن يدرأ الحد في الشبهة" (ابن املنذر‪ ،‬إلاشراف إلى مذاهب العلماء‪،0222 ،‬‬
‫صفحة ‪.)027/1‬‬
‫ً‬
‫عائقا أمام تطبيق الحد الشرعي‪ً ،‬‬ ‫ُّ‬
‫بناء على هذه القاعدة‪ ،‬وكل ألادلة‬ ‫فأي شبهة تدخل الدليل املادي تكون‬
‫الرقمية قد تعارض من جهتين‪:‬‬
‫ً‬
‫أ‪ .‬دخول التزييف والتزوير فيها‪ ،‬وهذا لتقدم التطور التكنولوجي الذي يكون مساعدا في مواضع كثيرة‪ ،‬لكنه في الوقت‬
‫ً‬
‫نفسه يكون عائقا في مواطن أخرى‪ ،‬وقد وقع الخلط بين ألادلة الصحيحة واملزورة في قضايا كثيرة‪.‬‬

‫ب‪ .‬عدم توسيع دائرة التجسس والتفتيش‪ ،‬واحترام خصوصية الناس؛ ألنه ألاصل‪ ،‬فرعاية هذا ألاصل ال يخرجه عنه‬
‫غال الدليل الجلي الواضح‪ ،‬وفتح هذا الباب قد يؤدي إلى انتهاك حرمة الناس‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ولهذا كان إلانصاف أن ال يكون الدليل الرقمي حجة في القضايا املتعلقة بالحدود‪ ،‬بل يكون مرجحا‪ ،‬أو شاهدا مع غيره‬
‫من ألادلة الشرعية (أبو صفية‪ ،0222 ،‬صفحة ‪.)11‬‬

‫‪ .4‬خاتمة‪:‬‬
‫في ختام هذه الدراسة‪ ،‬تظهر بعض النتائج املهمة‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪50‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ .7‬أن الجريمة إلالكترونية في الشريعة إلاسالمية لها ثالثة أركان‪ ،‬كباقي الجرائم‪ ،‬ركن شرعي‪ ،‬ومادي‪ ،‬وأدبي‬

‫‪ .0‬أن الدليل الرقمي له طرق لتحصيله‪ ،‬كاملعاينة‪ ،‬والتفتيش‪ ،‬والخبرة التقنية‪.‬‬


‫‪ .3‬أن أدلة إلاثبات في القضاء الشرعي ليست محصورة في املنصوص عليه‪ ،‬بل كل ما يصح تسميته ّ‬
‫بالبينة الشرعية‬
‫فهو دليل قضائي‪.‬‬
‫‪ .2‬أن القرائن من أدلة إثبات ألادلة في القضاء الشرعي‪ ،‬والدراسة َّبينت أن الدليل الرقمي ُي َّ‬
‫كيف على أنه من باب‬
‫القرائن الشرعية‪.‬‬

‫‪ .2‬لكي تكون القرينة معتبرة البد لها من ثالثة شروط‪ ،‬وهي‪ :‬أن تكون القرينة قوية‪ ،‬ووقوع الوهم فيها قليل‪ ،‬وأن تكون‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫متصلة بالحق اتصاال مباشرا‪ ،‬وأن يكون الارتباط بينهما وثيقا‪ ،‬وأن تكون مشروعة‪ ،‬فالوسائل لها حكم املقاصد شرعا‪.‬‬

‫‪ .6‬أن الشريعة إلاسالمية تحترم الخصوصية‪ ،‬ولهذا ال َّبد أال يتوسع في الدليل الرقمي لخرق هذا ألاصل الشرعي‪.‬‬

‫‪ .1‬القوة إلاثباتية للدليل الرقمي تكون وفق قوة القرينة التي تدل عليه‪ ،‬وقوة اتصالها بالقضية‪ ،‬ولطبيعة الدليل الرقمي‬
‫فالقاض ي ال يمكنه الاستدالل به لوحده في القضايا املتعلقة بالحدود الشرعية ألنها منضبطة بقاعدة "درء الحدود‬
‫بالشبهات"‪.‬‬

‫ولهذا توص ي الدراسة بزيادة البحوث املتعلقة باألدلة الرقمية في الشريعة؛ ألجل أن ألادلة الرقمية يزداد نوعها‬
‫ّ‬
‫يوما بعد يوم؛ ألجل التطور التكنولوجي الذي تعيشه البشرية‪ ،‬وتزداد البحوث أهمية بكونها في قضايا الجرائم‬
‫والجنايات‪ ،‬ملا لذلك من ألاهمية الكبيرة في حفظ حقوق الناس‪.‬‬

‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫إبراهيم بن علي ابن فرحون‪ .)7296( .‬تبصرة الحكام في أصول ألاقضية ومناهج الحكام (املجلد ‪ .)7‬القاهرة‪:‬‬ ‫‪)7‬‬
‫مكتبة الكليات ألازهرية‪.‬‬

‫أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية‪ .)7222( .‬مجموع الفتاوى (املجلد ‪( .)7‬عبد الرحمن ابن قاسم‪ ،‬املحرر)‪.‬‬ ‫‪)0‬‬
‫السعودية‪ :‬مجمع امللك فهد‪.‬‬

‫أحمد بن علي ابن حجر‪ .)7221( .‬فتح الباري شرح البخاري (املجلد ‪( .)7‬فؤاد عبد الباقي‪ ،‬املحرر)‪ .‬القاهرة‪::‬‬ ‫‪)3‬‬
‫الدار السلفية‪.‬‬

‫أحمد بن علي الجصاص‪( .‬د‪.‬ت)‪ .‬أحكام القرآن‪( .‬محمد قمحاوي‪ ،‬املحرر) بيروت‪ :‬دار إحياء التراث‪.‬‬ ‫‪)2‬‬

‫أمير فرج يوسف‪ .)0226( .‬الجرائم املعلوماتية على ألانترنيت‪ .‬الاسكندرية‪ :‬دار املطبوعات‪.‬‬ ‫‪)2‬‬

‫زين الدين بن إبراهيم ابن نجيم‪( .‬د‪.‬ت)‪ .‬البحر الرائق شرح كنز الحقائق (املجلد ‪ .)0‬بيروت‪ :‬دار الكتاب إلاسالمي‪.‬‬ ‫‪)6‬‬

‫‪51‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫صالح الدين حسام‪ .)0207( .‬حجية الدليل الرقمي في النظام القضائي إلاسالمي‪ .‬مجلة الدراسات الفقهية‪،‬‬ ‫‪)1‬‬
‫العدد ‪.31‬‬

‫عبد العزيز ابن عبد السالم‪ .)7227( .‬قواعد ألاحكام (املجلد ‪ .)7‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬ ‫‪)9‬‬

‫عبد الفتاح بيومي‪ .)0229( .‬الدليل الجنائي والتزوير في الجرائم إلالكترونية ‪ .‬القاهرة‪ :‬دار الكتب‪.‬‬ ‫‪)2‬‬

‫عبد القادر عودة‪(( .‬د‪.‬ت))‪ .‬التشريع الجنائي إلاسالمي مقارنة بالقانون الوضعي‪ .‬ييروت‪ :‬دار الكتاب العربي‪.‬‬ ‫‪)72‬‬

‫عبد هللا بن أحمد ابن قدامة‪ .)7221( .‬املغني شرح الخرقي‪( .‬عبد هللا بن عبد املحسن التركي‪ ،‬املحرر) السعودية‪:‬‬ ‫‪)77‬‬
‫دار عالم الكتب‪.‬‬

‫عبد املنعم بن عبد الرحيم ابن الفرس‪ .)0226( .‬أحكام القرآن (املجلد ‪ .)7‬بيروت‪ :‬دار ابن حزم‪.‬‬ ‫‪)70‬‬

‫عوض عبد هللا أبو بكر‪ .)0220( .‬نظام إلاثبات في الفقه إلاسالمي‪ .‬مجلة املدينة النبوية‪ ،‬العدد ‪.60‬‬ ‫‪)73‬‬

‫فخري أبو صفية‪ .)0222( .‬مدى حجية وسائل إلاثبات املعاصرة في القضاء‪ .‬جامعى ألامير عبد القادر‪ ،‬املجلد‬ ‫‪)72‬‬
‫‪ ،02‬العدد‪.7‬‬

‫قطب الريسوني‪ .)0272( .‬صناعة الفتوى في القضايا املعاصرة (املجلد ‪ .)7‬بيروت‪ :‬بن حزم‪.‬‬ ‫‪)72‬‬

‫محمد بن أحمد القرطبي‪ .)7262( .‬أحكام القرآن (املجلد ‪( .)0‬احمد البردوني‪ ،‬و إبراهيم أطفيش‪ ،‬املحررون)‬ ‫‪)76‬‬
‫القاهرة‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬

‫محمد ابن املنذر‪ .)0222( .‬إلاجماع‪( .‬فؤاد عبد املنعم‪ ،‬املحرر)‪ .‬الرياض‪ :‬دار املسلم‪.‬‬ ‫‪)71‬‬

‫محمد ابن املنذر‪ .)0222( .‬إلاشراف إلى مذاهب العلماء (املجلد ‪( .)7‬صغير احمد ألانصاري‪ ،‬املحرر)‪ .‬إلامارات‬ ‫‪)79‬‬
‫املتحدة‪ :‬مكتبة مكة‪.‬‬

‫محمد ألامين الشنقيطي‪ .)0272( .‬اضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن (املجلد ‪ .)2‬الرياض‪ :‬عطاءات العلم‪.‬‬ ‫‪)72‬‬

‫محمد الزحيلي‪ .)7290( .‬وسائل إلاثبات في الشريعة إلاسالمية (املجلد ‪ .)7‬سوريا‪ :‬مكتبة الريان‪.‬‬ ‫‪)02‬‬

‫محمد الزحيلي‪ .)7221( .‬أصول املحاكمات الشرعية (املجلد ‪ .)7‬سوريا‪ :‬دامعة دمشق‪.‬‬ ‫‪)07‬‬

‫محمد أمين ابن عابدين‪ .)7266( .‬الدر املحتار على الدر املختار (املجلد ‪ .)0‬مصر‪ :‬مصطفى الحلبي‪.‬‬ ‫‪)00‬‬

‫محمد أمين ابن عابدين‪( .‬د‪.‬ت)‪ .‬حاشية على البحر الرائق شرح كنز الحقائق (املجلد ‪ .)0‬بيروت‪ :‬دار الكتاب‬ ‫‪)03‬‬
‫إلاسالمي‪.‬‬

‫محمد بن أبي بكر ابن القيم‪( .‬د‪.‬ت )‪ .‬الطرق الحكمية‪ .‬القاهرة‪ :‬مكتبة الريان‪.‬‬ ‫‪)02‬‬

‫‪52‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫محمد بن أحمد ابن جزي‪(( .‬د‪.‬ت))‪ .‬القوانين الفقهية (املجلد (د‪.‬ط))‪( .‬د‪.‬ن)‪.‬‬ ‫‪)02‬‬

‫محمد بن أحمد الخطيب الشربيني‪ .)7222( .‬مغني املحتاج (املجلد ‪ .)7‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬ ‫‪)06‬‬

‫محمد بن إسماعيل البخاري‪ .)0220( .‬الجامع الصحيح ‪( .‬محمد الناصر‪ ،‬املحرر)‪ .‬بيروت‪ :‬دار الطوق‪.‬‬ ‫‪)01‬‬

‫محمد بن علي ابن دقيق العيد‪( .‬د‪.‬ت)‪ .‬إحكام إلاحكام شرح عمدة ألاحكام‪ .‬مصر‪ :‬ملكتبة املحمدية‪.‬‬ ‫‪)09‬‬

‫محمد بن علي الشوكاني‪ .)7223( .‬نيل ألاوطار شرح منتقى ألاخبار (املجلد ‪( .)7‬عصام الصباطي‪ ،‬املحرر) مصر‪:‬‬ ‫‪)02‬‬
‫دار الحديث‪.‬‬

‫محمد شلتوت‪ .)0227( .‬إلاسالم عقيدة وشريعة (املجلد ‪ .)79‬مصر‪ :‬دار الشروق‪.‬‬ ‫‪)32‬‬

‫محمد عثمان شبير‪ .)0272( .‬التكييف الفقهي للوقائع املستجدة‪ .‬دمشق‪ :‬دار القلم‪.‬‬ ‫‪)37‬‬

‫مراد فالك‪ .)0272( .‬آليات الحصول على ألادلة كوسائل إثبات في الجريمة إلالكترونية‪ .‬مجلة الفكر القانوني‬ ‫‪)30‬‬
‫والسياس ي(م‪ ،3‬ع‪.)7‬‬

‫مصطفى الزرقا‪ .)0222( .‬املدخل الفقهي العام (املجلد ‪ .)0‬سوريا‪ :‬دار القلم‪.‬‬ ‫‪)33‬‬

‫وزارة ألاوقاف الكويتية‪ .)7201( .‬املوسوعة الفقهية الكويتية (املجلد ‪ .)0‬الكويت‪ :‬مطبعة وزارة ألاوقاف‬ ‫‪)32‬‬
‫الكويتية‪.‬‬

‫وهبة الزحيلي‪(( .‬د‪.‬ت))‪ .‬الفقه إلاسالمي وأدلته (املجلد ‪ .)2‬بيروت‪ :‬دار الفكر‪.‬‬ ‫‪)32‬‬

‫‪53‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ 2022

‫الجريمة إلالكترونية كمظهر ألشكال الجرائم الحديثة وتصنيفاتها‬


Cybercrime as a manifestation of modern crime forms and their classifications
‫الجزائر‬/‫ جامعة املدية‬/‫أمين مخفوظي‬.‫د‬
Dr. Amine Mahfouzi/ Medea University/ Algeria

:‫ملخص الدراسة‬
‫ فاالهتمام بمستقبل الطفل هو في الحقيقة ضمان‬،‫إن الاهتمام بالطفل هدف من أعز ألاهداف التي تسعى جميع ألاقطار العربية إلى تحقيقها‬
‫ وهو ألامل في‬، ‫ وإن أطفال اليوم هم رجال الغد فالطفل هو الثروة الحقيقية للوطن العربي‬،‫ ألن الطفولة هي صانعة املستقبل‬،‫مستقبل شعب بأسره‬
‫ فاألطفال يشكلون أهم نواة في املجتمع ولذلك نجد جميع العهود واملواثيق التي تتكلم عن الطفولة ببالغ من ألاهمية حيث نجد‬،‫الحاضر واملستقبل‬
‫ وعلى املستوى الوطني‬،7222 ‫إنعقاد عدة مؤتمرات عاملية ومنها القمة العاملية من أجل الطفل والذي عقد تحت رعاية هيئة ألامم املتحدة في سبتمبر‬
‫ هذا الاهتمام املتزايد‬،‫ كما أن هناك اتفاقيات عاملية حقوق الطفل‬، ‫نجد املجلس العربي للطفولة الذي يقدم خدماته للطفل في كافة الدول العربية‬
،‫من طرف الدول على املستوى العالمي بالطفل جعل من الطفل محور حياة إلانسان الذي بطبيعة الحال ينطلق من الطفولة وصوال إلى الشيخوخة‬
‫لذلك كان من الضروري وضع آلاليات املناسبة لحماية هذا الطفل ووقايته من كل أشكال الجريمة وخاصة التي املتعلقة بالجرائم الرقمية التي باتت‬
،‫تهدد البشرية جمعاء بما بالك بالطفل القاصر‬

‫ الجرائم الرقمية‬،‫ املعرض للخطر‬،‫ املجني عليه‬،‫ الطفل‬،‫ الحماية القانوني‬:‫الكلمات املفتاحية‬

Abstact :

Caring for the child is one of the dearest goals that all Arab countries seek to achieve. Caring for the
future of the child is in fact ensuring the future of an entire people, because childhood is the maker of the
future, and today’s children are the men of tomorrow. The child is the real wealth of the Arab world, and it
is the hope in the present and the future Children constitute the most important nucleus in society, and
therefore we find all the covenants and charters that talk about childhood very important, as we find the
convening of several international conferences, including the World Summit for Children, which was held
under the auspices of the United Nations in September 1990, and at the national level we find the Arab
Council for Childhood, which It provides its services to children in all Arab countries, and there are
international agreements on the rights of the child. This increasing interest on the part of states at the global
level in the child has made the child the center of human life, which naturally proceeds from childhood to
old age, so it was necessary to put in place appropriate mechanisms to protect This child and his protection
from all forms of crime, especially those related to digital crimes that threaten all of humanity, including
what you think of the minor child.

Keywords: legal protection, child, victim, at risk, digital crimes

54 ‫ ألمانيا– برلين‬/ ‫ السياسية واالقتصادية‬،‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‬


‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫يعد الطفل في عاملنا اليوم النموذج ألامثل للضحية لكثرة الجرائم التي يقع فريسة لها وذلك نظرا ملا يمتاز به‬
‫من صفات جسدية تكوينية ونفسية واجتماعية تجعل الجرائم املرتكبة ضده تختلف عن الجرائم املرتكبة ضد‬
‫ألاشخاص البالغين (سليمان‪ ،‬والعبيد‪ ،0272،‬ص‪)077.‬‬

‫وقد عنيت اتفاقية حقوق الطفل بتكريس حماية للطفل من جميع أشكال إلايذاء البدني والعقلي والاستغالل‬
‫الجنس ي وغيره ووجوب اتخاذ إلاجراءات الكفيلة بمنع ذلك بما فيها تدخل القضاء (بولحية‪ ،0272 ،‬ص‪ )62 .‬وهو النهج‬
‫‪.‬‬ ‫الذي سار عليه املشرع الجزائري وذلك بتجريمه ألي فعل يمس الطفل ويهدد كيانه‪.‬‬
‫ويعتبر تعرض الطفل للعنف من قبل أسرته من أسوء أشكال إلاساءة التي قد يتلقاها في حياته‪ ،‬والتي لها أثار‬
‫سلبية على الصعيد البدني أو الذهني أو الاجتماعي ولذلك وضع املشرع الجزائري نصا دستوريا يحث آلاباء على حماية‬
‫ألابناء في املادة ‪ 62‬منه تنص املادة ‪ 62‬من الدستور "يجازى القانون آلاباء على القيام بواجب تربية ألابناء و رعايتهم‬
‫"‪ ،‬ويمنع العنف ضد الطفل الذي يجعله يعيش وضعا اجتماعيا صعبا يهدد بقائه ونمائه وهو ما يسمى بالطفولة‬
‫املتواجدة في خطر ولي معالجة الجرائم التي يتعرض لها الطفل املجني عليه واملوجود في خطر قسمنا هذا الفصل إلى‬
‫مبحثين‪ :‬في املبحث ألاول‪ :‬نتعرض فيه إلى الحماية الجزائية للطفل املجني عليه وذلك بتبيان اخطر الجرائم أما في‬
‫املبحث الثاني‪ :‬نتعرض فيه إلى الحماية القانونية للطفل املعرض للخطر ‪.‬‬

‫املب ــحث ألاول‪ :‬الحمـ ــاية الجزائية للطـ ــفل املجـ ــني علي ـ ــه‬
‫لقد أيقن املشرع الجزائري بأن الطفل هو ذلك إلانسان الذي لم تتوفر لديه امللكات العقلية والجسمية الكافية‬
‫وجاءت إرادته لتراعي هذه الحقيقة‪ ،‬وقد برهنت على هذا الاهتمام نصوص التشريع العقابي سواء قانون العقوبات أو‬
‫القوانين املكملة له وذلك بإقراره حماية خاصة لألطفال من الاعتداءات التي يتعرضون لها حماية متميزة عن تلك التي‬
‫أعدها للبالغين‪ ،‬عالوة عن ذلك ما فرضه من عقوبات جزائية على كل مساس بحق الطفل في العيش أو املساس بسالمة‬
‫جسمه أو تعرضه للخطر وتحريضه على الانحراف‪.‬‬

‫إن املتصفح لقانون العقوبات وعلى غرار غيره من القوانين ألاخرى نجده قد أولى أهمية كبيرة لهذه الفئة‬
‫الضعيفة من املجتمع وجعل من صفة قصر الضحية كركن من أركانها وسبب في تشديد العقاب وهو الش يء الذي‬
‫كرسه تعديل قانون العقوبات ‪ 27-72‬املؤرخ ‪ ،0272/20/ 22‬فاملشرع حاول إلاملام بكافة الجرائم التي طالت هذه‬
‫البراءة‪ ،‬كما جاء قانون حماية الطفل ‪ 70-72‬املؤرخ في ‪ 0272/21/72‬ليعزز هذه الحماية إذ تنص املادة‪ 2‬منه على‬
‫أنه يقع على عاتق الوالدين مسؤولية حماية الطفل في حين تنص املادة ‪ 6‬على أن الدولة تكفل حق الطفل في الحماية‬
‫من كافة أشكال الضرر أو إلاهمال أو العنف أو سوء املعاملة أو الاستغالل أو إلاساءة البدنية أو املعنوية أو الجنسية‬
‫وتتخذ من أجل ذلك كل التدابير الالزمة للوقاية وقد تم تقسيم الجرائم التي يتعرض لها الطفل تبعا للحق املعتدي‬
‫عليه وهي على النحو التالي في املطلب ألاول نتناول حماية حق الطفل في الحياة وسالمة جسمه أما في املطلب الثاني‬

‫‪55‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫نتعرض لحماية حق الطفل في صيانة عرضه وأخالقه وأخيرا املطلب الثالث‪ :‬حماية الطفل من جرائم املتعلقة بالوضعية‬
‫الاجتماعية والعائلية ‪.‬‬

‫املطلب ألاول‪ :‬حماية حق الطفل في الحياة وسالمة جسمه‬


‫لقد نصت املادة ‪ 6‬من املرسوم الرئاس ي رقم ‪ 267-20‬واملؤرخ في ‪72‬ديسمبر ‪ 7220‬واملتضمن املصادقة على‬
‫التصريحات التفسيرية على اتفاقية حقوق الطفل التي وافقت عليها الجمعية العامة لألمم املتحدة والتي تعهدت الجزائر‬
‫بأن تكفل لكل طفل حقا أصيال في الحياة وأن تسير وظائفه الحيوية سيرا طبيعيا‬

‫كما أشارت املادة ‪ 72‬من املرسوم السابق الذكر أن تتخذ الجزائر جميع التدابير التشريعية وإلادارية والاجتماعية‬
‫لحمايته من كافة أشكال العنف والضرر وإلاساءة البدنية والعقلية فما هي الجرائم التي نص عليها املشرع؟ وهل هي‬
‫كافية بحماية هذه الحقوق؟‬

‫لإلجابة على هذه إلاشكالية سلطا الضوء على أكثر الجرائم التي يتعرض لها الطفل حاليا والتي تشكل أكثر‬
‫القضايا املجدولة في محكمة الجنايات وأقسام الجنح وهي التي سنفصلها في الفروع الثالثة آلاتية‪:‬‬

‫الفرع ألاول نتناول جريمة قتل الطفل أما في الفرع الثاني ندرس جرائم خطف القصر وأخيرا في الفرع الثالث نتعرض‬
‫إلى جريمة بيع ألاطفال والاتجار بهم‪.‬‬

‫الفرع ألاول‪ :‬ج ــريم ـ ـ ــة قتـ ــل الطف ـ ـ ـ ـ ــل‬


‫لقد حرص املشرع على حماية حق الطفل في الحياة وشدد العقوبات على من يعتدي على هذا الحق وتظهر من‬
‫خالل تجريم قتل الطفل حديث العهد بالوالدة كتجريم خاص إذا كان الفاعل هي ألام وتطبق أحكام املادة ‪067‬فقرة‬
‫أولى إذا كان الفاعل شخصا أخر‪.‬‬

‫أوال‪-‬قتل طفل حديث العهد بالوالدة‪:‬‬


‫لم يعرف املشرع الجزائري ما هو املقصود بجريمة قتل الطفل بل اكتفى في املادة ‪ 022‬من قانون العقوبات‬
‫بالنص على أن قتل الطفل هو إزهاق روح طفل حديث العهد بالوالدة‬

‫‪ 1‬ـ أركان الجريمة‪ :‬الركن املادي‪ :‬تشترط هذه الجريمة شرطين‪:‬‬

‫الشرط ألاول‪ :‬يجب أن يقع القتل على مولود حديث العهد بالوالدة أما عن تحديد وصف حداثة العهد بالوالدة فهي‬
‫متروكة للقاض ي وقد حددها القانون الفرنس ي بانقضاء اجل تسجيل املولود في سجالت الحالة املدنية وهو محدد‬
‫بخمسة أيام في القانون الجزائري‪.‬‬

‫الشرط الثاني‪ :‬يجب أن يكون القتل قد وقع من ألام وهو ألامر الذي حددته املادة ‪ 0/067‬التي حددت الشخص‬
‫الجاني باألم وغير ألام مهما ربطته باألم عالقته كالزوج وألاخ وألاب ال ينطبق عليه هذا السبب وتشدد املحكمة العليا‬

‫‪56‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫على أن يتضمن حكم إلادانة عنصر الجريمة السيما كون الطفل ولد حيا وكون الجانية أم املجني عليه (بوسقيعة‪،‬‬
‫‪ ،0273‬ص‪)39.‬‬
‫الركن املعنوي‪ :‬هي منى الجرائم العمدية التي تتطلب توفر القصد الجنائي العام وانصرف إرادة ألام إلى ارتكابها مع‬
‫علمها بكافة العناصر وقصد خاص وهو أن تتجه إرادة ألام إلى إزهاق روح الطفل‪.‬‬

‫العقوبة‪ :‬هي عقوبة مخففة وهي السجن املؤقت من ‪ 72‬إلى ‪ 02‬سنة فهي عقوبة مقررة لألم فقط دون من ساهم‬
‫أو شارك معها في ارتكابه‬

‫ثانيا‪ :‬خضوع جريمة قتل الطفل للقواعد العامة‪ :‬أن جريمة إزهاق روح الطفل من غير ألام تخضع للقواعد العامة‬
‫وتطبق عليها أحكام املواد ‪ 022‬و ‪ 7/06‬من قانون العقوبات‪.‬‬

‫الركن املادي‪ :‬يتمثل في السلوك إلاجرامي وهو الفعل املوجه للقضاء على حياة الطفل وإزهاق روحه باعتباره إنسانا وال‬
‫عبرة بالوسيلة التي حقق الجاني بها فعل القتل والنتيجة‪ :‬وهي إزهاق روح الطفل وال يشترط تحقيق النتيجة مباشرة إثر‬
‫نشاط الجاني إذ يمكن أن يكون هناك فاصل زمني بين الفعل والوفاة والرابطة السببية أن يكون سلوك الجاني هو‬
‫املؤدي إلى تحقيق نتيجة الوفاة‪.‬‬

‫الركن املعنوي‪ :‬يتكون من القصد العام وهو انصراف إرادة الجاني إلى تحقيق الجريمة مع علمه بعواقب فعله والقصد‬
‫الخاص وهو نية إزهاق روح الطفل‪.‬‬

‫العقوبة‪ :‬تطبق عليهم العقوبة املنصوص عليها في املادة ‪ 3/063‬وهي السجن املؤبد ولكن هذه العقوبة لم تحقق الغرض‬
‫ولم تحقق الردع املطلوب منها إذ تضاعفت جرائم قتل ألاطفال أين تصدر ألاب قائمة الفاعلين ولكن رغم ذلك فاملشرع‬
‫الجزائري لم يحرك ساكنا فيما يخص هذه ألاخيرة رغم قيامه بتعديل قانون العقوبات بتاريخ ‪ 0272/20/22‬إال انه لم‬
‫يدخل أي تعديل على العقوبة املقررة في هذه الحالة بل سواها مع العقوبة املقررة في حالة كون املجني عليه بالغ ولكن‬
‫ألامر ليس سواء فالطفل هو أحد ظروف التشديد وعليه ندعو املشرع إلى تعديل هذه املادة أو باألحر سن مادة خاصة‬
‫بالطفل وحده خاصة بعد صدور خاص بحمايته ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬جرائم خطف القصر‬

‫وهي من بين الجرائم التي تطرق إليها قانون العقوبات والتي أصبحت هاجسها يطارد كل طفل والتي راح ضحيتها‬
‫العديد من ألابرياء نذكر منهم كل من‪ :‬شيماء‪ ،‬مهدي‪ ،‬هارون وإبراهيم رحمة هللا عليهم‪( .‬أنظر الحكم الجنائي الصادر‬
‫عن محكمة الجنايات بمجلس قضاء قسنطينة بتاريخ ‪ 0273/21/07‬تحت رقم فهرس ‪)0273/029‬‬

‫وتعرف أنها الاعتداء املتعمد الذي يقع على الحرية الفردية للشخص فيقيدها ويكون لالعتداء أسباب متعددة‪:‬‬
‫الرغبة في الحصول على املال عن طريق الابتزاز والتهديد أو طلب فدية أو ألسباب سياسية ودون سند قانوني وخارج‬
‫الحاالت التي يسمح بها القانون وخطف الطفل هو انتزاعه من بيئته بقصد نقله إلى مكان أخر وإخفائه عن ذويه‪.‬‬

‫‪57‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫من اجل وضع حد للخطف وحماية للطفل املخطوف والتمكن من إيجاده بسرعة سمحت املادة ‪ 21‬من قانون‬
‫حماية الطفل لوكيل الجمهورية اتخاذ مجموعة من إلاجراءات إذ تنص املادة على ما يلي‪" :‬يمكن لوكيل الجمهورية‬
‫املختص‪ ،‬بناء على طلب أو موافقة املمثل الشرعي لطفل تم اختطافه‪ ،‬أن يطلب من أي عنوان أو لسان أو سند إعالمي‬
‫نشر إشعارات و‪/‬أو أوصاف و‪/‬أو صور تخص الطفل‪ ،‬قصد تلقي معلومات أو شهادات من شأنها املساعدة في التحريات‬
‫وألابحاث الجارية‪ ،‬وذلك مع مراعاة عدم املساس بكرامة الطفل و‪/‬او حياته الخاصة‪.‬‬

‫غير أنه يمكن لوكيل الجمهورية‪ ،‬إذا اقتضت مصلحة الطفل ذلك أن يأمر بهذا إلاجراء دون القبول املسبق للمثل‬
‫الشرعي للطفل "‬

‫وتجدر إلاشارة إلى أن الخطف له نفس معنى الاختطاف فهما يشكالن جريمة واحدة‪ ،‬كما أن املشرع الجزائري‬
‫لم يورد تعريفا مفردا لهذه الكلمة بل يلحق بها دائما مفردات أخرى‪ :‬إبعاد‪ ،‬حجز‪ ،‬حبس‪ ،‬قبض‪.‬‬

‫أوال‪ :‬صور جريمة خطف القصر‪ :‬وتأخذ جريمة خطف القصر صورتين هما‪:‬‬

‫‪.1‬جريمة الخطف أو محاولة الخطف باستعمال العنف أو التهديد أو الاستدراج‪:‬‬

‫املنصوص عليها في املادة ‪023‬مكرر ‪ 7‬التي استحدثت بموجب القانون رقم ‪ 27-72‬مؤرخ في ‪0272/20/22‬‬
‫املتضمن تعديل قانون العقوبات على ما يلي ‪" :‬يعاقب بالسجن املؤبد كل من يخطف أو يحاول خطف قاصر لم يكمل‬
‫‪ 79‬سنة عن طريق العنف أو التهديد أو الاستدراج أو غيرهما من الوسائل‪ ،‬وتطبق على الفاعل العقوبة املنصوص عليها‬
‫في الفقرة ‪ 7‬من املادة ‪ 063‬من هذا القانون (إلاعدام ) إذا تعرض القاصر املخطوف إلى تعذيب أو عنف جنس ي أو إذا‬
‫كان الدافع إلى الخطف هو تسديد فدية أو إذا ترتب عليه وفاة الضحية وال يستفيد الجاني من ظروف التخفيف‬
‫املنصوص عليها في هذا القانون مع مراعاة أحكام املادة ‪ 022‬أدناه " الامر ‪ 726-66‬املؤرخ في ‪ 7266/26/9‬املتضمن‬
‫قانون العقوبات جريدة رسمية عدد‪ 22‬املؤرخة في ‪ 7266/26/77‬املعدل و املتمم بالقانون ‪ 27-72‬املؤرخ في ‪-20-22‬‬
‫‪ 0272‬جريدة رسمية عدد ‪ 21‬املؤرخ في ‪. 0272/20/76‬‬
‫من خالل املادة نستنتج وصف الجريمة هي جناية وان أركانها تتمثل في ركن مادي يتوفر عن طريق النشاط‬
‫إلارادي الذي يأتيه الفاعل ويتمثل في الخطف أو الحجز أو النقل وقد يجتمع أكثر من فعل واحد ويكون مصحوبا‬
‫باستعمال أساليب العنف أو التهديد أو الاستدراج أو غيره من وسائل الغش والخداع والركن املعنوي الذي يتمثل في‬
‫انصراف إرادة الجاني إلى ارتكاب جريمة خطف مع علمه بأنه يوجه فعله إلى طفل لم يكمل ‪ 79‬سنة‪.‬‬

‫‪ .2‬جريمة خطف أو إبعاد قاصر دون عنف آو تهديد أو تحايل‪ :‬هي عبارة عن جنحة منصوص عليها باملادة ‪ 306‬من‬
‫قانون العقوبات‪ ،‬وتقوم جريمة الخطف في هذه الصورة حتى وان رافق القاصر الجاني بمحض إرادته‪ ،‬ومن الجرائم‬
‫امللحقة بهذه الصورة نجد‪:‬‬

‫‪58‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫أ) جريمة محاولة خطف آو إبعاد قاصر املادة ‪ 123‬ق ع‪" :‬كل من خطف أو ابعد قاصرا لم يكمل الثامنة عشرة‬
‫وذلك بغير عنف أو تهديد أو تحايل أو شرع في ذلك فيعاقب بالحبس ملدة سنة إلى خمس سنوات وبغرامة من ‪02.222‬‬
‫إلى ‪ 722.222‬دينار‪.‬‬

‫وإذا تزوجت القاصر املخطوفة أو املبعدة من خاطفها فال تتخذ إجراءات املتابعة الجزائية ضد ألاخير إال بناءا‬
‫على شكوى ألاشخاص الذين لهم صفة في طلب إبطال الزواج وال يجوز الحكم عليه إال بعد القضاء بإبطاله‪ ".‬وقد‬
‫قضت املحكمة العليا بأن محاكمة متهم وإدانته من أجل جنحة إبعاد قاصر بغير عنف رغم معاينة واقعة الزواج وتنازل‬
‫الطرف املدني مخالفتان للقانون ‪( .‬قرار املحكمة العليا رقم ‪ 373170‬صادر بتاريخ ‪ ، 0226/22/06‬مجلة املحكمة‬
‫العليا عدد ‪ ، 7‬ص‪.) 212.‬‬

‫ب)– جريمة إخفاء قاصر كان قد خطف أو ابعد أو هربه من البحث عنه املادة ‪ 127‬ق ع‪ " :‬كل من تعمد إخفاء‬
‫قاصر كان قد خطف أو أبعد أو هربه من البحث عنه وكل من أخفاه عن السلطة التي يخضع لها قانونا‪ ،‬يعاقب بالحبس‬
‫من سنة إلى خمس سنوات وبغرامة من ‪ 02.222‬إلى ‪ 722.222‬دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين‪ ،‬وذلك فينا عدا الحالة‬
‫التي يكون فيها الفعل جريمة اشتراك معاقب عليها ‪ .‬وتأخذ هذه الجنحة ثالثة صور وهي‪:‬‬

‫إخفاء قاصر كان قد خطف‬ ‫‪.7‬‬


‫تهريب القاصر من البحث عنه بعد خطفه أو إبعاده‬ ‫‪.0‬‬
‫إخفاء الطفل عن السلطة التي يخضع لها قانونا‪ :‬وتتطلب هذه الصورة ما يلي‪:‬‬ ‫‪.3‬‬
‫ـأن يكون القاصر محل أحد التدابير الحماية والتهذيب املنصوص عليها في املادة ‪ 222‬ق إ ج‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ـأن يكون قرار الوضع أو التسليم صادر عن قاض ي ألاحداث‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ـأن يكون القاصر قد فر من تلك املؤسسة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ .1‬العقوبة املقررة لجرائم الخطف‪:‬‬

‫ـ جريمة خطف أو محاولة خطف قاصر دون عنف او تهديد أو تحايل‪ :‬تنص املادة ‪ 306‬انه تكون العقوبة الحبس من‬
‫سنة إلى خمس سنوات وغرامة من ‪02.222‬الى ‪ 722.222‬دج عالوة على العقوبة التكميلية الاختيارية املقررة للجنح في‬
‫املادة ‪ 2‬من قانون العقوبات‪.‬‬

‫جريمة إخفاء قاصر كان قد خطف أو ابعد أو هرب من البحث عنه‪ :‬هي جنحة تعاقب عليها املادة ‪ 302‬كما‬ ‫‪-‬‬
‫يلي هي جنحة عقوبتها الحبس من سنة إلى خمس سنوات وغرامة من ‪ 02.222‬إلى ‪ 722.222‬دج أو بإحدى هاتين‬
‫العقوبتين فيما عدا الحالة التي يكون فيها الفعل جريمة اشتراك معاقب عليها‪.‬‬
‫جريمة الخطف أو محاولة الخطف باستعمال العنف أو التهديد أو الاستدراج‪ :‬تنص عليه املادة ‪023‬مكرر‪7‬‬ ‫‪-‬‬
‫أن العقوبة املقررة هي املؤبد‪ ،‬وفي حالة تعرض املخطوف إلى التعذيب أو عنف جنس ي أو كان الدافع إلى الخطف هو‬
‫تسديد فدية أو إذا ترتبت عليه وفاة الضحية تكون العقوبة هي إلاعدام وهي العقوبة املنصوص عليها في املادة ‪.063‬‬

‫‪59‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫مالحظة‪ :‬نالحظ أن املشرع شدد العقوبة املتعلقة بجريمة خطف القاصر مقارنة بالعقوبة املقررة لجريمة خطف‬
‫شخص بالغ املعاقب عليها بموجب املادة ‪ 023‬مكرر وهي السجن املؤقت من ‪72‬الى ‪ 02‬سنة وذلك بموجب تعديل قانون‬
‫العقوبات بقانون ‪ 27-72‬وقد كان قبل ذلك يخضع لنفس العقوبة وذلك حماية منه للقاصر الذي يسهل تنفيذ هذه‬
‫الجريمة عليه بسبب ضعفه وعدم قدرته على املقاومة‪.‬‬

‫كما نصت املادة ‪ 023‬مكرر ‪ 7‬انه الستفيد الجاني من ظروف التخفيف‪ ،‬مع مراعاة أحكام املادة ‪ 022‬التي تنص‬
‫على أعذار مخففة يستفيد منها الجني إذا وضع فورا حدا للحبس أو الحجز أو الخطف حسب مفهوم املادة ‪ 20‬من‬
‫قانون العقوبات وذلك على النحو التالي‪:‬‬

‫يستفيد الجاني من ألاعذار املخففة حسب مفهوم املادة ‪ 20‬إذا وضع فورا حدا للحبس أو الحجز أو الخطف‪.‬‬

‫إذا انتهى الحبس أو الحجز بعد اقل من عشر ‪ 72‬أيام كاملة من يوم الاختطاف أو القبض أو الحبس أو الحجز‬
‫وقبل اتخاذ أية إجراءات تخفض العقوبة إلى الحبس من سنتين إلى خمس سنوات في الحالة املنصوص عليهما في املادة‬
‫‪ 023‬وإلى الحبس من ستة أشهر إلى سنتين في الحالتين املنصوص عليهما في املادتين ‪ 027‬و‪.020‬‬

‫وإذا انتهى الحبس أو الحجز بعد أكثر من عشرة أيام كاملة من يوم الاختطاف أو القبض أو الحبس أو الحجز‬
‫بعد أكثر من عشرة أيام كاملة من يوم الاختطاف أو القبض أو الحبس أو الحجز وقبل الشروع في عملية التتبع فتخفض‬
‫العقوبة إلى الحبس من خمس إلى عشر سنوات في الحالة املنصوص عليها في املادة ‪ 023‬والى الحبس من سنتين إلى‬
‫خمس سنوات في جميع الحاالت ألاخرى‪.‬‬

‫تخفض العقوبة إلى السجن املؤقت من خمس إلى عشر سنوات في الحالة املنصوص عليها في الفقرة ألاولى من‬
‫املادة ‪ 023‬مكرر‪ ،‬والى السجن املؤقت من عشر إلى عشرين سنة في الحاالت الواردة في الفقرتين ‪0‬و ‪ 3‬من نفس املادة‪.‬‬

‫مالحظة‪ :‬املشرع لم يذكر املادة ‪ 023‬مكرر ‪ 7‬ضمن حاالت الاستفادة من ألاعذار املخففة املنصوص عليها ‪ 022‬ولكن‬
‫استقراء نص املادة نجدها تحمل عبارة «مع مراعاة أحكام املادة ‪ 022‬أدناه " وهو ما يؤكد على سهوه ولكن نظر لعدم‬
‫جواز القياس ومبدأ التفسير الضيق للنص التشريعي يتعين النص عليها في فحوى املادة مادامت تخدم مصلحة القاصر‬
‫وتدفع الجاني إلى التراجع‪.‬‬

‫*جريمة إخفاء قاصر بعد خطفه أو إبعاده‪ :‬عقوبة الفعل منصوص عليها في املادة ‪ 302‬وهي الحبس من سنة إلى خمس‬
‫سنوات وغرامة من ‪ 02.222‬إلى ‪ 722.222‬دج أو إحدى هاتين العقوبتين‪ ،‬عالوة على العقوبات التكميلية الاختيارية‬
‫املقررة للجنح‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬جريمة بيع ألاطفال والاتجار بهم‪:‬‬


‫وهي الجريمة املنصوص واملعاقب عليها بنص املادة ‪ 372‬مكرر من قانون العقوبات ‪ ،‬ولم يكن املشرع الجزائري‬
‫يعاقب على جريمة املتاجرة باألطفال بصورة مستقلة ‪ ،‬بل ادخلها ضمن جرائم الاتجار باألشخاص املنصوص عليها في‬

‫‪60‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫املادة ‪ 323‬مكرر ‪ 2‬فقرة ‪ 0‬من قانون العقوبات التي اعتبرت ضعف الضحية الناتج عن سنها ظرفا مشدد عند معاقبة‬
‫مرتكبي هذه الجرائم وكذلك املادة ‪ 323‬مكرر ‪ 02‬التي تعاقب على الاتجار باألشخاص بعقوبة مشددة عندما تكون‬
‫الضحية قاصرا أو شخصا مصابا بإعاقة ذهنية ‪ ،‬باإلضافة إلى جرائم تهريب املهاجرين املنصوص في املادة ‪ 323‬مكرر‬
‫‪ 32‬وتم النص على عقوبات مشددة ملرتكبي هذه الجرائم في الحاالت الواردة في املادة ‪ 323‬مكرر‪ 3‬ومن ضمن حاالت‬
‫التشديد العقوبة عندما يكون من بين ألاشخاص املهربين قاصر‪.‬‬

‫وبموجب القانون ‪ 27-72‬املعدل واملتمم لقانون العقوبات استحدث املشرع نص املادة ‪ 372‬مكرر الذي يعاقب‬
‫على جريمة بيع وشراء ألاطفال وفعل التحريض أو التوسط في عملية بيع الطفل أو محاولة ذلك مع تشديد العقاب إذا‬
‫ارتكبت الجريمة جماعة إجرامية منظمة‪.‬‬

‫ونالحظ أن املشرع استعمل عبارة بيع وشراء ألاطفال وليس عبارة املتاجرة ما يفيد أن املشرع يعاقب على‬
‫الفعل ولو ارتكب مرة واحدة وال يشترط تكرار هذه العملية لتصبح متاجرة حتى تقع تحت طائلة القانون‪.‬‬

‫وقد صدر املرسوم الرئاس ي رقم ‪ 027-72‬مؤرخ في ‪ 0272/22/29‬الذي يتضمن التصديق على الاتفاقية العربية‬
‫ملكافحة الجريمة املنظمة املحررة بالقاهرة بتاريخ ‪ 0272/72/07‬وتنص املادة ‪ 77‬منها في الفقرة ‪ 0‬على مايلي ‪":‬يعتبر‬
‫استخدام طفل أو نقله أو إيوائه أو استقباله لغرض الاستغالل اتجارا باألشخاص حتى إذا لم ينطو على استعمال أي‬
‫من الوسائل املبينة في الفقرة ‪ 7‬من هذه املادة وفي جميع ألاحوال ال يعتد برضائه " (املرسوم الرئاس ي رقم ‪027-72‬‬
‫مؤرخ في ‪ 0272/22/29‬الذي يتضمن التصديق على الاتفاقية العربية ملكافحة الجريمة املنظمة املحررة بالقاهرة بتاريخ‬
‫‪ 0272/72/07‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 26‬املؤرخة في ‪.)0272/72/02‬‬
‫والوسائل املذكورة في الفقرة ‪ 7‬من هذه املادة هي كل تهديد بالقوة أو استعمالها أو غير ذلك من أشكال القسر‬
‫أو الاختطاف أو الاحتيال أو الخداع أو إساءة استعمال السلطة أو استغالل حالة الضعف وذلك من اجل استخدام أو‬
‫نقل أو إيواء أو استقبال أشخاص لغرض استغاللهم بشكل غير مشروع‪.‬‬

‫أوال‪-‬تعريف الجريمة‪:‬‬

‫بيع الطفل هو مبادلة الطفل أو أي جزء منه بمال أو منفعة أو بأي شكل من أشكال التعويض‪( ،‬سلمان‪،‬‬
‫والعيدي‪ ،7273 ،‬ص‪ )023.‬وقد عرفها البروتوكول الاختياري الثاني امللحق باتفاقية حقوق الطفل والخاص ببيع‬
‫واستغالل ألاطفال في البغاء واملواد إلاباحية في املادة الثانية منه كما يلي‪ :‬أي فعل أو تعامل يتم بمقتضاه نقل طفل‬
‫من جانب أي شخص أو مجموعة إلى شخص أخر لقاء مكافأة أو أي شكل أخر من أشكال العوض‪.‬‬

‫كما أن هناك غرض أخر لبيع ألاطفال والاتجار بهم وهو التبني غير املشروع لألطفال عبر الدول كما يمكن أن‬
‫يكون بيع الطفل أو شراءه أو عرضه للبيع أو تسليمه وتسلمه أو نقله أو استغالله اقتصاديا أو جنسيا أو تجاريا أو في‬
‫التجارب العلمية أو غير ذلك من ألاغراض غير مشروعة وقد أصبحت هذه الجريمة تأخذ صورة الجريمة املنظمة العابرة‬
‫للحدود‪.‬‬

‫‪61‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫ثانيا‪ :‬أركان الجريمة‪ :‬الركن املادي‪ :‬يشتمل على مجموعة من ألافعال حددتها املادة ‪ 372‬مكرر وهي‪:‬‬

‫‪.7‬فعل بيع أو شراء الطفل نظير مقابل مالي أو أي منفعة أخرى وبأي شكل من ألاشكال وألي غرض فاملشرع لم يحدد‬
‫إن كان الغرض من البيع والشراء هو تحقيق الربح واملنفعة املالية أو غير ذلك‪.‬‬

‫‪.0‬التحريض على بيع الطفل أو شرائه واملحرض يعتبر فاعل أصلي‪.‬‬

‫‪.3‬التوسط في عملية بيع الطفل‪.‬‬

‫‪ .2‬النشاط ضمن جماعة إجرامية منظمة أو ذات طابع عابر للحدود الوطنية وتكون العقوبة مشددة‪.‬‬

‫‪-2‬الشروع في ارتكاب الفعل املادي املتمثل في بيع الطفل‪.‬‬

‫الركن املعنوي‪ :‬هي جريمة مادية تتحقق بمجرد توافر العناصر املكونة لركنها املادي وذلك لكون املشرع ال يعتد بالغرض‬
‫الذي من اجله قام الفاعل ببيع الطفل وال بالشكل الذي حدثت تحت غطائه عملية البيع‪.‬‬

‫صفة املجني عليه‪ :‬أن يكون طفال دون الثامنة عشر إذ يختلف الغرض من البيع والشكل الذي يستغل به القاصر‬
‫حسب عمره‪.‬‬

‫العقوبة‪ :‬منصوص عليها في املادتين ‪ 372‬مكرر و‪ 302‬مكرر‬

‫‪ -‬يشكل الفعل جنحة معاقب عليها بنص املادة ‪ 372‬مكرر بالحبس من ‪ 2‬سنوات إلى ‪ 72‬سنة وبغرامة من ‪222.222‬‬
‫دج إلى ‪ 7.222.222‬دج ويأخذ الوسيط واملحرض في عملية البيع نفس العقوبة‪.‬‬

‫‪ -‬ويأخذ الفعل وصف جناية عندما يرتكب من طرف جماعة إجرامية منظمة أو ذات طابع عبر للحدود الوطنية وتكون‬
‫العقوبة املقررة السجن من ‪ 72‬سنوات إلى ‪02‬سنة وغرامة مالية من ‪ 7.222.222‬دج إلى ‪ 0.222.222‬دج‪.‬‬

‫ويعاقب على الشروع في هذه الجريمة بنفس عقوبة الجريمة التامة‪ :‬كما تنص املادة ‪ 302‬مكرر على تطبيق‬
‫نظام الفترة ألامنية بخصوص الجرائم املنصوص عليها في مجمعة من املواد من ضمنها املادة ‪ 372‬مكرر‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬حماية حق الطفل في صيانة عرضه وأخالقه‬

‫حرصا منه على حماية حق الطفل في صيانة عرضه وأخالقه جعل املشرع الصغير املجني عليه ظرفا مشددا‬
‫للعقوبة في بعض جرائم الاعتداء على العرض وألاخالق وركنا جوهريا في جرائم أخرى من نفس الطائفة وقد انطوى‬
‫قانون‪ 27-72‬املعدل لقانون العقوبات على حماية أكثر للطفل من خالل تجريمه ألفعال الاستغالل الجنس ي لألطفال‬
‫ونشر الصور إلاباحية التي تخص القصر أو املساهمة في انجازها أو ترويجها بأي طريقة كانت باإلضافة إلى تجريمه لفعل‬
‫التسول بقاصر دون أي إعفاء من العقاب ولو كان املتسول بالقاصر هي أمه‪.‬‬

‫‪62‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫أن هذه الجرائم تؤثر سلبا على أخالق القاصر وعرضه إذ تترك أثار نفسية عميقة إلى درجة انه الستطيع حتى‬
‫التعبير عما حدث له بسبب الخوف الكبير كما يجد حرجا في إلابالغ على هذه الجرائم ونظرا لتشعب هذه ألاخيرة فضلنا‬
‫التطرق إلى البعض منها في الفروع ألاربعة آلاتية‪ :‬في الفرع ألاول ندرس جريمة الفعل املخل بالحياء على قاصر أما في‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تحريض القصر على الفسق وفساد ألاخالق وفي الفرع الثالث‪ :‬جريمة اغتصاب قاصر والفرع الرابع‪ :‬جريمة‬
‫استغالل القصر في مواد إباحية‪.‬‬

‫الفرع ألاول‪ :‬جريمة الفعل املخل بالحياء على قاصر‪( :‬بوسقيعة‪ ،0272 ،‬ص‪772 .‬و ‪)772‬‬

‫ومفهوم الفعل املخل بالحياء املنصوص عليه في املادة ‪ 332‬من قانون العقوبات‪ ،‬هو كل فعل يمارس‬
‫على جسم الطفل سواء كان ذكر أو أنثى‪ ،‬ومن شأنه أن يشكل إخالل باآلداب سواء كان ذلك علنا أو في الخفاء‪ ،‬وقد‬
‫ميز املشرع من حيث الجزاء بين الفعل املخل بالحياء املرتكب بعنف والفعل املرتكب دون عنف‬
‫أوال‪ :‬الفعل املخل بالحياء املرتكب بالعنف‪ :‬تنص املادة ‪ 0/332‬من قانون العقوبات على" وإذا وقعت الجريمة على‬
‫قاصر لم يكمل السادسة عشرة يعاقب الجاني بالسجن املؤقت من عشر سنوات إلى عشرين سنة "‬
‫ثانيا‪ :‬الفعل املخل بالحياء املرتكب بالعنف‪ :‬يجرم املشرع الجزائري الفعل املخل بالحياء الوقع على القاصر ولو كان‬
‫بدون عنف ويميز من حيث الجزاء بين حالتين حسب سن املجني عليه‪:‬‬
‫‪7‬ـ إذا كان املجني عليه قاصرا بلغ سن التميز (‪ 11‬سنة) ولم يتجاوز ‪ 13‬سنة‪ :‬يعد هذا الفعل جنحة تعاقب عليها‬
‫املادة ‪ 332‬بالحبس من ‪ 2‬إلى ‪ 72‬سنوات‪ ،‬وترفع العقوبة إلى السجن املؤقت ن ‪72‬الى ‪ 02‬سنة حال توافر أحد الظروف‬
‫آلاتية‪:‬‬
‫ـ إذا كان الجاني من ألاصول أو من الفئة التي لها سلطة على الضحية‬
‫ـ إذا استعان الفاعل بشخص أو أكثر (املادة ‪.)331‬‬
‫‪ .2‬إذا كان املجني عليه قاصر تجاوز سنه ‪ 13‬سنة ولم يبلغ سن الرشد وكان الجاني من ألاصول‪ :‬يعد الفعل جناية‬
‫تعاقب عليها الفقرة الثانية من املادة ‪ 322‬بالسجن من ‪ 2‬إلى ‪ 72‬سنوات إلى جانب تطبيق الفترة ألامنية والعقوبات‬
‫التكميلية عليه‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تحريض القصر على الفسق وفساد ألاخالق‪:‬‬
‫تنص على هذه الجريمة املادة ‪ 320‬من قانون العقوبات وهي حث أو دفع طفل لم يكمل التاسعة عشر من عمره‬
‫ذكرا كان أو أنثى على الفسق أو فساد ألاخالق أو القيام بتشجيعهم أو تسهيله لهم‪ ،‬وتأخذ الجريمة وصفين وهما‪:‬‬
‫ـ صورة الجريمة العرضية إذا كان الطفل قاصرا لم يكمل ‪ 76‬سنة‪.‬‬
‫ـ صورة الجريمة الاعتيادية إذا كان الطفل قاصرا أكمل ‪ 76‬سنة ولم يبلغ ‪ 79‬سنة‪.‬‬
‫الركن املادي‪ :‬ويتمثل في حث الطفل على أعمال الفسق وفساد ألاخالق أو تشجيعه أو مساعدته على ذلك‪ ،‬سواء‬
‫بالقول أو بغيره‪ ،‬بغض النظر عن الوسيلة املستعملة من طرف املحرض ليمهد له طريقا للفسق أو يزين له ذلك بالهدايا‪.‬‬
‫لم يحدد املشرع الجزائري ما املقصود بفساد ألاخالق‪ ،‬وال يقتصر مفهومه على الجانب الجنس ي بل اعتبر القضاء‬
‫الجزائري مجالسة الرجال في أماكن شرب الخمر تحريضا على فساد ألاخالق‪.‬‬

‫‪63‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫الركن املعنوي‪ :‬القصد العام وهو املستخلص من علم املتهم بأن ما يقوم به من تحريض يؤدي بالطفل إلى الدخول في‬
‫دائرة الفسق وفساد ألاخالق‪.‬‬
‫الجزاء‪ :‬حددت العقوبة من خمسة سنوات إلى عشر سنوات وبغرامة مالية من ‪ 02.222‬إلى ‪ 722.222‬دج‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬جريمة اغتصاب قاصر‬

‫لقد نص املشرع الجزائري على هذه الجريمة في املادة ‪ 336‬من قانون العقوبات ضمن جرائم انتهاك آلاداب‪،‬‬
‫وقد كان يسميها جريمة هتك عرض قاصر وتغيرت التسمية بموجب تعديل ‪ 27-72‬إلى جريمة اغتصاب والى جانب تخليه‬
‫على التسمية عدلت املادة فيما يخص سن القاصر الذي تم رفعه إلى ‪ 79‬سنة بعدما كان ‪ 76‬سنة كما حذ حذو املشرع‬
‫الفرنس ي في التوسيع من مجال هذه الجريمة ليشمل اغتصاب القاصر سواء كان الضحية ذكرا أم أنثى بنصه في الفقرة‬
‫الثانية من املادة ‪" 336‬إذا وقع اغتصاب على قاصر لم يبلغ ‪ 79‬سنة ‪"....‬‬

‫ويعرف الاغتصاب انه كل إيالج جنس ي جرى ارتكابه على شخص الغير ذكرا كان أم أنثى بدون رضاه منها نستنتج‬
‫أن أركان الجريمة تتمثل في‪:‬‬

‫الركن املادي‪ :‬الذي ينقسم إلى عنصرين‪:‬‬

‫‪/7‬الاعتداء الجنس ي‪ :‬ويتحقق بالعملية الجنسية بين املعتدي والقاصر ويتم باإليالج الجنس ي الطبيعي‪.‬‬

‫‪ /0‬انعدام رضا املجني عليه‪ :‬ويكون باستعمال العنف أو التهديد أو إلاكراه ماديا كان أم معنويا أو قد يكون باستعمال‬
‫العنف ولكن عندما يتعلق ألامر بالقاصر فإن انعدام الرضا مفترض عند القاصر دون سن التمييز وسن التميز وفق‬
‫للمادة ‪ 20‬من القانون املدني هو ‪ 73‬سنة فال يكون لرضاه قيمة قانونية لنفي الجريمة‪.‬‬

‫أما الركن املفترض‪ :‬فهو صغر الضحية والذي ال يتجاوز ‪ 79‬سنة سواء كان ذكر أو أنثى‪.‬‬

‫أما عن العقوبة املقررة‪ :‬كون الاغتصاب هو ظرف مشددا إذا وقع على قاصر فتكون العقوبة هي السجن املؤقت من‬
‫‪ 72‬إلى ‪ 02‬سنة عمال بنص املادة ‪.336‬‬

‫ــوإذا كان الجاني من ألاصول أو من الفئة التي عليها سلطة على الضحية ترفع العقوبة في هذه الحالة إلى السجن‬
‫املؤبد طبقا للمادة ‪ 331‬من قانون العقوبات‪.‬‬

‫باإلضافة إلى العقوبات التكميلية إلالزامية والعقوبات الاختيارية‪ ،‬فعند الحكم بجناية يكون إلزاما الحرمان من‬
‫ممارسة حق أو أكثر من الحقوق الوطنية واملدنية والعائلية املنصوص عليه في املادة ‪ 2‬مكرر ‪ 7‬وذلك أثناء تنفيذ العقوبة‬
‫ألاصلية‪ ،‬كما تنص املادة ‪ 327‬على تطبيق الفترة ألامنية املنصوص عليها في املادة ‪62‬مكرر على املحكوم عليه عند‬
‫إلادانة بجريمة الاغتصاب املنصوص واملعاقب عليها في املادتين ‪ 336‬و‪ 331‬من قانون العقوبات‪.‬‬

‫‪64‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬جريمة استغالل القصر في مواد إباحية‬

‫لقد استحدث املشرع الجزائري هذه الجريمة بموجب تعديل قانون العقوبات بالقانون‪ 27-72‬في املادة ‪333‬‬
‫مكرر ‪ 7‬وذلك تماشيا مع البرتوكول الاختياري التفاقية حقوق الطفل بشأن بيع واستغالل ألاطفال في البغاء وألاعمال‬
‫إلاباحية وتنص املادة " يعاقب بالحبس من خمس (‪ )2‬سنوات إلى عشر (‪ )72‬سنوات وبغرامة من ‪ 222.222‬دج إلى‬
‫‪ 7.222.222‬دج‪ ،‬كل من صور قاصرا لم يكمل ‪ 79‬سنة بأي وسيلة كانت وهو يمارس أنشطة جنسية بصفة مبينة‪،‬‬
‫حقيقية أو غير حقيقية‪ ،‬أو صور ألاعضاء الجنسية للقاصر ألغراض جنسية أساسا‪ ،‬أو قام بإنتاج أو توزيع أو نشر أو‬
‫ترويج أو استيراد أو تصدير أو عرض أو بيع أو حيازة مواد إباحية متعلقة بالقصر " ‪.‬‬

‫بالرجوع إلى نص املادة نستنتج ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬يقصد باستغالل ألاطفال في مواد إباحية هو تصوير أي طفل بأي وسيلة كان يمارس ممارسة حقيقية أو باملحاكاة‬
‫أنشطة جنسية صريحة أو أي تصوير لألعضاء الجنسية للطفل إلشباع الرغبة الجنسية أساسا وهي ظاهرة جد خطيرة‬
‫انتشرت في السنوات ألاخيرة بين ألاشخاص اللذين يعانون انحراف في التفضيل الجنس ي لألطفال ملمارسة الجنس معهم‬
‫أو مشاهدة صور خليعة أو أفالم إباحية‪.‬‬

‫ـ كما يتم استخدام الطفل إلنتاج أعمال أو أداء عروض إباحية لجني ألاموال من وراء ذلك وقد يكون استغالل الطفل‬
‫من طرف الغير أو حتى من طرف ذويه فاألسرة ليست دائما املقر ألامن لحماية الطفل فاآلباء قد ال يمتنعون فقط عن‬
‫الاعتداء باألبناء بل قد يعرضونهم إلى الخطر كما يؤدي فقدان أحد الوالدين أو انفصالهما إلى عواقب وخيمة يكون‬
‫ضحيتها الطفل القاصر تستدعي إسقاط الوالية ألابوية ملدة قد تطول أو تقصر‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬بالرجوع إلى نص املادة نجد أن الركن املادي للجريمة يتمثل في‪:‬‬

‫‪ )1‬التصوير‪ :‬ويشتمل على‬

‫تصوير قاصر بأي وسيلة كانت وهو بصدد ممارسة أنشطة جنسية سواء كان ذلك حقيقة أو عن طريق الخدع‬ ‫‪‬‬
‫التصويرية‪.‬‬
‫تصوير ألاعضاء الجنسية للقصر ألغراض جنسية فإذا كان التصوير ألغراض عملية أو طبية ال يندرج ضمن‬ ‫‪‬‬
‫هذه الجريمة‬
‫‪ )0‬إلانتاج والتوزيع والنشر والترويج‪ :‬وذلك مهما كانت الوسيلة املستعملة سواء السمعية‪ ،‬البصرية‪ ،‬الانترنيت‬
‫وألانظمة املعلوماتية‪ ،‬فكل من أنتج أو أرسل أو نشر عن طريق نظام معلومات أو الشبكة املعلوماتية أو كل ما هو‬
‫مسموع أو مقروء أو مرئي يتضمن أعماال إباحية وجنسية يشارك فيها القصر وتتعلق باالستغالل الجنس ي لهؤالء الذين‬
‫لم يتجاوز سنهم ‪ 79‬سنة‪.‬‬

‫‪65‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ )3‬الاستيراد والتصدير أو البيع والحيازة‪ :‬كل هذه ألافعال تفيد تداول هذه املنتوجات التي موضوعها أعمال إباحية‬
‫وجنسية تتعلق بالقصر سواء باالستيراد أو التصدير أو البيع أو حتى الحيازة‪ ،‬وهنا نالحظ أن املشرع ذهب في املادة ‪333‬‬
‫مكرر‪ 7‬إلى ابعد مما جاء في البروتوكول الاختياري بتجريمه لفعل حيازة هذه املواد‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬ما الركن املعنوي فيتمثل في علم الجاني بان ما ينتجه أو ما يتداوله ويروجه أو ينشره أو ما يحوزه يتعلق بمواد‬
‫إباحية موضوعها قصر لم يبلغوا ‪ 79‬سنة من العمر‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬العقوبة‪ :‬تعاقب املادة ‪ 333‬مكرر ‪ 7‬الفاعل بالحبس من ‪ 2‬سنوات إلى ‪72‬سنوات وغرامة مالية من ‪222.222‬دج‬
‫إلى ‪ 7.222.222‬دج‪ ،‬مع مصادرة الوسائل املستعملة الرتكاب الجريمة وألاموال املتحصل عليها بصفة غير مشروعة مع‬
‫مراعاة حقوق الغير حسن النية‪.‬‬

‫مالحظة‪ :‬تنص املادة ‪ 72‬من قانون حماية الطفل أنه "يمنع‪ ،‬تحت طائلة املتابعات الجزائية‪ ،‬استعمال الطفل في‬
‫ومضات إشهارية أو ألافالم أو صور أو تسجيالت مهما كان شكلها إال بترخيص من ممثله الشرعي خارج فترات التمدرس‬
‫وذلك طبقا للتشريع والتنظيم املعمول بهما "وهو ما يشكل وجه أخر للحماية للطفل‪.‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬حماية الطفل من جرائم املتعلقة بالوضعية الاجتماعية والعائلية‪:‬‬


‫تعد ألاسرة الجو املالئم للطفل الذي يجد فيه توازنه الفكري والجسدي ويعد املجتمع املكان الذي يطور فيه‬
‫الطفل مالكاته باحتكاكه بالغير وتفتحه على الوسط الذي يعيش فيه فيغدوا إنسانا كامال وصالحا‪ ،‬إال أن الواقع عكس‬
‫ذلك ألن ألاماكن التي كانت من املفروض أن تكون مصدر للدفء وألامان للطفل أصبحت كالثعبان تلسعه كلما اقترب‬
‫منها فالعائلة اليوم أصبحت املنتهكة ألاولى لحقوق هذا العبد الضعيف‪ ،‬فيضطر للخروج منها ليقع في مخالب املجتمع‬
‫الذي يجرده مما بقي له منها فلهذه ألاسباب جرم املشرع الكثير من ألافعال حماية منه للقاصر سواء على مستوى‬
‫عائلته أو املجتمع ككل‪ ،‬وهو ما سنفصله في الفرعين آلاتيين‪:‬‬

‫الفرع ألاول‪ :‬الجرائم املؤثرة على الوضعية العائلية للطفل‪:‬‬


‫تستند رعاية الطفل في شكلها الطبيعي على رعايته في أحضان أبويه اللذين يرتبط يهما طبيعيا‪ ،‬عاطفيا واجتماعيا‬
‫ويعتمد عليهما بشكل تلقائي في إشباع حاجياته‪ ،‬فهو وديعة على عاتقهما يقع عليهما التزم قانوني برعيته والاعتناء به‬
‫وعدم إهماله‪ ،‬ولكن بتصفح قانون العقوبات نجده يعج بالجرام التي يتعرض لها الطفل التي يرتكبها آلاباء ونظر لكثرتها‬
‫حاولنا التطرق إلى ألاخطر منها في نظرنا وهي كاالتي بيانها‪:‬‬

‫أوال‪ :‬جريمة عدم إلابالغ عن ميالد الطفل‪:‬‬


‫تنص املادة ‪ 21‬من اتفاقية حقوق الطفل لسنة ‪ " 7292‬يسجل الطفل بعد والدته فورا ويكون له الحق في‬
‫اكتساب جنسية وفي معرفة والديه وتلقي رعايتهما "(اتفاقية حقوق الطفل‪ ،‬صادقت عليها الجمعية العامة لألمم املتحدة‬
‫بتاريخ ‪ 02‬نوفمبر ‪ 7292‬والتي دخلت حيز التنفيذ في ‪ 7222/22/ 20‬واملصادق عليها مع تصريحات التفسيرية بموجب‬
‫املرسوم الرئاس ي رقم ‪ 267-20‬املؤرخ في ‪ 7220-70-73‬الجريدة الرسمية عدد‪ 27‬املؤرخة في ‪ 03‬ديسمبر ‪).7220‬‬

‫‪66‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫لقد كان املشرع الجزائري السباق إلى إقرار هذا الحق في الحالة املدنية منذ صدور ألامر املتعلق بها سنة ‪7212‬‬
‫والذي لم يعدل إال مؤخرا بموجب القانون ‪ 29-72‬املؤرخ في ‪ 0272/29/22‬والذي رسم قواعد إلزام املواطنين باحترامها‬
‫وإال تعرضوا إلى عقوبات مخالفتها خاصة تلك املتعلقة بالطفل وتأخذ هذه الجريمة صورتين هما‬

‫صورة عدم التصريح بامليالد‪ :‬تنص املادة ‪ 67‬من أمر ‪ 02/12‬املعدل بقانون ‪ 29-72‬بمايلي " يصرح باملواليد‬ ‫‪)7‬‬
‫خالل ‪ 2‬أيام من الوالدة إلى ضابط الحالة املدنية للمكان وإال فرضت العقوبات املنصوص عليها في املادة ‪220‬ف ‪ 3‬من‬
‫قانون العقوبات وتحدد املدة املذكورة في الفقرة ألاولى أعاله بعشرين يوم لواليات الجنوب ‪ ....‬وال يحسب يوم الوالدة‬
‫في ألاجل املحدد في الفقرة السابقة عندما يصادف أخر يوم من هذه آلاجال يوم عطلة‪ ،‬ويحدد هذا ألاجل إلى أول يوم‬
‫عمل يلي يوم العطلة " وتنص املادة ‪ 60‬من نفس ألامر "يصرح بوالدة الطفل ألاب أو ألام وإال ألاطباء والقابالت أو أي‬
‫شخص أخر حضر الوالدة وعندما تكون ألام ولدت خارج مسكنها فالشخص الذي ولدت عنده ألام‪ ،‬تحرر شهادة امليالد‬
‫فورا "‬
‫وبالرجوع إلى قانون العقوبات نجده في املادة ‪ 220‬ف ‪ 3‬منه يعاقب كل من حضر والدة طفل ولم يقدم إلاقرار‬
‫املنصوص عليه قانونا في املواعيد املحددة بالحبس من ‪ 72‬أيام إلى شهرين وبغرامة من ‪9222‬الى ‪76222‬دج أو إحدى‬
‫هاتين العقوبتين‪.‬‬

‫إذن نستنتج من نص املادة ‪ 60‬لكي يلزم الشخص بالتصريح بوالدة طفل إلى ضابط الحالة املدنية يجب أن يكون ألاب‬
‫أو ألام أو الطبيب أو القابلة أو أي شخص كان قد حضر فعال الوضع وان يكون التصريح في املدة املحددة في املادة ‪67‬‬
‫وإذا امتنعوا عن ذلك يكون قد ارتكبوا جريمة ويتعرضون للعقاب املنصوص عليه في املادة ‪220‬ف ‪ 3‬من قانون‬
‫العقوبات‪.‬‬

‫‪ )1‬صورة عدم تسليم طفل حديث العهد بالوالدة ‪ :‬تنص املادة ‪61‬فقرة ‪ 7‬من ألامر ‪02/12‬املعدل بالقانون رقم ‪-72‬‬
‫‪ 29‬على انه "يتعين على كل شخص وجد مولود حديثا أن يصرح به إلى ضابط الحالة املدنية التابع ملكان العثور عليه‬
‫إذا لم تكن له رغبة في التكفل بالطفل يجب عليه تسليمه إلى ضابط الحالة املدنية مع ألالبسة وألامتعة ألاخرى‬
‫املوجودة معه "أما املادة ‪ 220‬فقرة ‪ 3‬تنص" يعاقب بالحبس من ‪ 72‬أيام على ألاقل إلى شهرين على ألاكثر و بغرامة من‬
‫‪9222‬الى ‪ 76222‬دج أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط ‪،‬كل من حضر والدة طفل ولم يقدم عنه إلاقرار املنصوص عليه‬
‫في القانون في املواعيد املحددة وكل من وجد طفال حديث العهد بالوالدة ولم يسلمه إلى ضابط الحالة املدنية كما‬
‫يوجب ذلك القانون ما لم يوافق على أن يتكفل به و يقر بذلك أمام جهة البلدية التي عثر على الطفل في دائرتها ‪.‬‬

‫‪67‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫ثانيا‪ :‬جريمة إلاهمال املعنوي لألوالد‬


‫لقد نص املشرع على هذه الجريمة في القسم الخامس املعنون ترك ألاسرة في املادة ‪ 332‬فقرة ‪ 3‬إلى جانب كل‬
‫من جريمة ترك ألاسرة والتخلي عن الزوجة الحامل وقد فضل التفصيل في هذه الجريمة نظرا ملا لها من أثار سلبية‬
‫على الطفل‬

‫إذ تنص املادة ‪332‬ف ‪ " 3‬أحد الوالدين الذي يعرض صحة أوالده أو أحد أو أكثر منهم أو يعرض أمنهم أو خلقهم لخطر‬
‫جسيم بان يس يء معاملتهم أو يكون مثال سيئا لهم لالعتياد على السكر أو سوء السلوك أو يمهل رعايتهم أو ال يقوم‬
‫باإلشراف الضروري عليهم‪ ،‬وذلك سواء كان قد قض ى بإسقاط سلطته ألابوية عليهم أو لم يقض بإسقاطها "‬

‫يتشكل الركن املادي لهذه الجريمة من ثالثة عناصر وهي‪:‬‬

‫صفة ألاب أو ألام‪ :‬يقصد يهما ألابوين الشرعيين‪.‬‬ ‫‪-7‬‬


‫‪- 2‬ألاعمال املبينة في املادة ‪ :1/110‬ويمكن تقسيمها إلى نوعين‪:‬‬

‫ـ أعمال ذات طابع مادي‪ :‬سوء املعاملة وانعدام الرعاية الصحية مثل ضرب الطفل‪ ،‬الذهاب إلى العمل وترك الطفل‬
‫بمفرده في البيت أو الشارع‪ ،‬عدم عرض الطفل على الطبيب في حالة مرضه‪.‬‬

‫ـ أعمال ذات طابع أدبي‪ :‬املثل الش يء مثل تعاطي املخدرات وإلادمان على السكر‪ ،‬القيام باألعمال املنافية لألخالق‬
‫وعدم رعاية ألاطفال‪.‬‬

‫ـ النتيجة املترتبة عن إلاهمال‪ :‬يجب أن تعرض سلوكات ألاب وألام صحة ألاوالد وأمنهم لخطر جسيم وتقدير‬ ‫‪3‬‬
‫مدى جسامة الخطر تخضع للسلطة التقديرية للقاض ي‪.‬‬
‫العقوبة‪ :‬الحبس من شهرين إلى سنة وبغرامة من ‪02.222‬دج إلى ‪ 722.222‬دج‬

‫مالحظة ‪ :‬فيما يخص إجراءات املتابعة فعلى غرار جريمة ترك ألاسرة التي علق املشرع فيها املتابعة على شكوى املضرور‬
‫فان هذا إلاجراء غير واردة في جريمة إلاهمال املعنوي لسبب واحد لكون املضرور هنا طفل أو أوالد لم يكتمل بعد‬
‫نضجهم الجسمي والعقلي ويتعذر عليهم تقديم شكوى فلم يخض إجراءات املتابعة ألي قيد وبالتالي يمكن للنيابة‬
‫العامة تحريك الدعوى العمومية دو انتظار الشكوى‪ ،‬كما لم يجعل الصفح سببا لوضع حد للمتابعة الجزائية مثلما‬
‫فعل في جريمة ترك ألاسرة و الامتناع عن دفع النفقة (خرباش‪ ،0222 ،‬ص‪ ) 12 .‬ولكن رغم مراعاة املشرع للطرف‬
‫املضرور إال أن هذه الجرائم كثرا ما ترتكب ويفلت الوالدين من العقاب لكونها تتم داخل ألاسرة ويتعذر وصولها لعلم‬
‫النيابة إال إذا تقدم القاصر بشكوى أو قدم أحد الجيران بالغ ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الجرائم املؤثرة على الوضعية الاجتماعية‬

‫سنتناول في هذا الفرع جريمتين أساسيتين وهما جريمة تقديم طفل إلى ملجأ أو مؤسسة خيرية وجريمة عدم‬
‫تسليم طفل تحت رعاية الغير‪.‬‬

‫‪68‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫أوال‪ :‬جريمة تقديم طفل إلى ملجأ أو مؤسسة خيرية‪:‬‬

‫تنص املادة ‪ 3/220‬من قانون العقوبات "يعاقب بالحبس من عشرة أيام على ألاقل إلى شهرين على ألاكثر وبغرامة‬
‫من ‪ 9.222‬دج إلى ‪ 76.222‬دج كل من قدم طفال تقل سنه عن سبع سنوات كاملة إلى ملجأ أو إلى مؤسسة خيرية متى‬
‫كان قد سلم إليه لرعاية أو ألي سبب أخر ما لم يكن غير مكلف أو غير ملزم بتوفير الطعام له مجانا وبرعايته ولم يوفر‬
‫له أحد ذلك "‬

‫إذن‪ :‬من خالل النص نستنتج أن ألامر يتعلق بطفل لم يتجاوز السابعة وقصر الضحية هو ركن في هده الجريمة أما‬
‫الشرط الثاني يجب أن يكون الجاني شخصا مكلفا أو ملزما بتوفير الطعام للطفل مجانا وبرعايته وقد يجد هذا إلالزام‬
‫مصدره في عالقة الرحم كالجد والجدة وألاخ وألاخت والعم والعمة والخال والخالة او في عقد شرعي كما في الكفالة‬
‫طبقا للمادة ‪ 776‬من قانون ألاسرة أما آلاباء و ألامهات فال تقوم الجريمة في حقهم إذ ال يمكن الحديث بشأنهم عن‬
‫استالم طفل لرعايته‪ ،‬كما ال تقوم في حق من هو مكلف أو غير ملزم برعاية الطفل ومن ثم ال يمكن مساءلة من وجد‬
‫طفال فقدمه إلى ملجأ أو مؤسسة خيرية (بوسقيعة‪ ،0273 ،‬ص‪)790 .‬‬

‫ثانيا‪ :‬جريمة عدم تسليم طفل موضوع تحت رعاية الغير‪:‬‬

‫تنص عليها املادة ‪ 301‬من قانون العقوبات التي جاء نصها كاالتي‪" :‬كل من لم يسلم طفال موضوعا تحت رعايته‬
‫إلى ألاشخاص الذين لهم الحق في املطالبة به يعاقب بالحبس من سنتين إلى خمس سنوات "‬

‫من خالل النص نستنتج ما يلي‪:‬‬

‫الركن املادي‪ :‬يتطلب لقيام الجريمة توفر شرطين هما‪:‬‬

‫أن يكون الطفل قد وكل إلى الغير كان يوكل إلى مربية أو مرضعة والى مدرسة داخلية أو حضانة أو روضة‬ ‫‪‬‬
‫أطفال ومن ثمة ال تقوم الجريمة في حق الوالدين حتى وان كانت الرابطة الزوجية منحلة وألاصل هوان ال يتجاوز‬
‫الطفل ‪ 1‬سنوات قياسا على نص املادة ‪.3/220‬‬
‫أن يطالب به من له الحق في ذلك أي الشخص الذي يتمتع بالحضانة (ألاب‪ ،‬ألام أو الوص ي) بغض النظر عما‬ ‫‪‬‬
‫إذا كان الطفل قد وكل إلى املتهم بطريقة غير مباشرة‬
‫يجب قيام عدم تسليم سواء امتنع من أو كل له عن رده أو امتنع عن تعيين مكان تواجده‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الركن املعنوي‪ :‬تقتض ي هذه الجريمة توفر نية إجرامية لدى املجني وال تقوم الجريمة إال إذا تعمد من كان الطفل تحت‬
‫رعايته رفض تسليمه إلى من له الحق في املطالبة به أو امتنع عن إلافصاح عن مكان الذي يوجد فيه الطفل‬

‫أما عن العقوبة‪ :‬فقد صنفها املشرع جنحة وذلك من خالل العقوبة املقررة ملرتكبيها والتي هي الحبس من سنتين إلى‬
‫خمس سنوات إضافة إلى إمكانية الحكم بالعقوبات التكميلية املقررة في الجنح كل ذلك ما هو إال تكريسا للحماية التي‬
‫قررها املشرع للطفل وحمل كل من تولى رعايته مسؤولية الحفاظ عليه ورده إلى أهله متى طلب منه ذلك‪.‬‬

‫‪69‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫ثالثا‪ :‬جريمة استغالل القصر في التسول‪:‬‬


‫هي جريمة تم استحداثها بموجب تعديل قانون العقوبات بموجب القانون رقم ‪ 27/72‬وذلك بإضافة نص املادة‬
‫‪ 722‬مكرر والتي تنص على أنه يعاقب بالحبس من ‪ 26‬أشهر إلى سنتين كل من يتسول بقاصر لم يكمل ‪ 79‬سنة أو‬
‫يعرضه للتسول وتضاعف العقوبة عندما يكون الفاعل أحد أصول القاصر أو أي شخص له سلطة عليه‪.‬‬

‫وقد أحسن املشرع في إدراج هذه املادة الن ظاهرة التسول باألطفال انتشرت بالكثرة وهو ما يشكل خطر عليهم‪.‬‬

‫املبحث الثان ــي‪ :‬الحمـاية القانونية للطفل املعرض لخطر‪:‬‬


‫سعيا من املشرع لتكريس مبدأ املصلحة الفضلى للطفل جاء قانون ‪ 70-72‬املؤرخ في ‪ 72‬جويلية ‪ 0272‬املتعلق‬
‫بحماية الطفل ليكرس وجه أخر للحماية وهي حماية الطفل في خطر‪( ،‬قانون ‪ 70-72‬املتعلق بحماية الطفل املؤرخ في‬
‫‪ 0272-21-72‬جريدة رسمية عدد ‪ 32‬املؤرخة في ‪ 72‬جويلة ‪ )0272‬رغم أن ألامر ‪ 3-10‬املؤرخ في ‪ 72‬فبراير ‪ 7210‬املتعلق‬
‫بحماية الطفولة واملراهقة امللغى أشار إلى هذا النوع من الحماية إال أن هذا القانون وسع في مفهوم وحاالت الخطر كما‬
‫حدد وسائل الحماية وقسمها إلى حماية اجتماعية وقضائية وإلبراز هذه الحماية قسمنا املبحث إلى املطالب الثالثة‬
‫آلاتية‪ :‬في املطلب ألاول نتناول مفهوم وحاالت تعرض الطفل للخطر أما في املطلب الثاني نتطرق الحماية الاجتماعية‬
‫للطفل واملطلب الثالث خصصناه للحماية القضائية للطفل ‪.‬‬

‫املطلب ألاول‪ :‬مفهوم وحاالت تعرض الطفل للخطر‬


‫يشكل وجود الطفل في خطر أحد املخاطر التي تهدد وجوده وكيانه وقد حرص املشرع إلى إدراج هذه الوضعية‬
‫في التشريع واعتبرها من بين الحاالت التي يكون فيها الطفل في مركز الضحية وبصدور قانون حماية الطفل نالحظ أنه‬
‫وسع من مفهوم وحيزها وهو ما سنبينه أدناه في الفرعين آلاتيين‪:‬‬

‫الفرع ألاول‪ :‬تعريف الطفل في خطر‪:‬‬


‫تعرف املادة ‪ 20‬من قانون ‪ 70-72‬املتعلق بحماية الطفل أن الطفل املعرض للخطر هو ذلك "الطفل الذي‬
‫تكون صحته آو أخالقة أو تربيته أو أمنه في خطر أو عرضة له أو تكون ظروفه املعيشية آو سلوكه من شأنهما أن يعرضاه‬
‫للخطر املحتمل أو املضر بمستقبله أو يكون في بيئة تعرض سالمته البدنية أو النفسية أو التربوية للخطر"‪ ،‬من خالل‬
‫التعريف نالحظ أن املشرع يحمي الطفل حتى من الخطر املحتمل الش يء الذي لم تنص عليه املادة ‪ 27‬من ألامر ‪23-10‬‬
‫املتعلق بحماية الطفولة واملراهقة وهو دليل على حرصه الشديد على حماية الطفل هو ما جسده في تحديده لحاالت‬
‫تعرضه للخطر ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬حاالت تعرض الطفل لخطر‪:‬‬


‫لقد حدد املشرع الحاالت التي يعد فيها الطفل في خطر في املادة ‪ 20‬والتي جاءت على النحو التالي‪:‬‬

‫‪70‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫" تعتبر من بين الحاالت التي تعرض الطفل للخطر‪ :‬فقدان الطفل لوالديه وبقائه دون سند عائلي‪ ،‬تعرض الطفل‬
‫لإلهمال أو التشرد‪ ،‬املساس بحقه في التعليم‪ ،‬التسول بالطفل أو تعريضه للتسول‪ ،‬عجز ألابوين أو من يقوم برعاية‬
‫الطفل عن التحكم في تصروفاته التي من شانها أن تؤثر على سالمته البدنية أو النفسية أو التربوية‪.‬‬

‫التقصير البين واملتواصل في التربية والرعاية‪ ،‬سوء معاملة الطفل السيما بتعريضه للتعذيب والعتداء على سالمته‬
‫البدنية أو احتجازه أو منع الطعام عنه أو إتيان أي عمل ينطوي على القساوة من شانه التأثير على توازن الطفل العاطفي‬
‫آو النفس ي‪ ،‬إذا كان الطفل ضحية جريمة من ممثله الشرعي‪ ،‬إذا كان الطفل ضحية جريمة من أي شخص أخر إذا‬
‫اقتضت مصلحة الطفل حمايته ‪ ،‬الاستغالل الجنس ي للطفل بمختلف أشكاله‪ ،‬من خالل استغالله السيما في املواد‬
‫إلاباحية وفي البغاء وإشراكه في عروض جنسية‪ ،‬الاستغالل الاقتصادي للطفل ال سيما بتشغيله أو تكليفه بعمل يحرمه‬
‫من متابعة دراسته أو يكون ضارا بصحته آو بسالمته البدنية أو املعنوية‪،‬‬
‫وقوع الطفل ضحية نزاعات مسلحة وغيرها من حاالت الاضطراب وعدم الاستقرار‪ ،‬الطفل الالجئ‪.‬‬
‫إن املشرع عند تعداده لحاالت تعرض الطفل للخطر نجده قد شمل كافة امليادين التي لها عالقة بالطفل وأكثر‬
‫من ذلك حمى الطفل لالجئ الذي يجتاز الحدود طالبا الحماية ومن اجل تحقيق هذه الحماية جند وسائل الاجتماعية‬
‫والقضائية آلاتية‪:‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬الحماية الاجتماعية للطفل‬
‫قبل صدور قانون الطفل ‪ 70-72‬كانت مهمة تأمين حماية الطفولة واملراهقة موكلة إلى كل من املؤسسات‬
‫واملصالح التالية‪ :‬املركز املتخصصة إلعادة التربية‪ ،‬املراكز التخصصية للحماية‪ ،‬مصالح املالحظة والتربية في الوسط‬
‫املفتوح‪ ،‬واملراكز املتعددة الخدمات لوقاية الشبيبة وذلك بموجب ألامر ‪ 62-12‬املؤرخ في ‪ 06‬سبتمبر سنة ‪ 7212‬الذي‬
‫يتضمن إحداث املؤسسات واملصالح املكلفة بحماية الطفولة واملراهقة ولكن بموجب ‪ 722‬تم إلغاء هذا ألامر وعهدت‬
‫هذه الحماية إلى مؤسسات أخرى ستنشأ على املستويين الوطني واملحلي ففيما تتمثل هذه ألاخير وما هو مصير املصالح‬
‫التي حملها هذا ألامر بعد إلغاءه؟‪.‬‬

‫الفرع ألاول‪ :‬الحماية على املستوى الوطني‪:‬‬


‫لقد تناولت املواد من ‪ 77‬إلى ‪ 02‬من قانون ‪ 70-72‬الحماية الاجتماعية للطفل على املستوى الوطني والتي أوكلت‬
‫فيها املهمة إلى الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة والى املفوض الوطني‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة‪:‬‬


‫تنص املادة ‪ 77‬على انه" تحدث لدى الوزير ألاول هيئة وطنية لحماية وترقية الطفولة يرأسها املفوض الوطني‬
‫لحماية الطفولة‪ ،‬تكلف بالسهر على حماية وترقية حقوق الطفل‪ ،‬تتمتع بالشخصية املعنوية والاستقالل املالي‪ ،‬تضع‬
‫الدولة تحت تصرف الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة‪ ،‬كل الوسائل البشرية واملادية الالزمة للقيام بمهامها "‬

‫‪71‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫ـإنه بالرجوع إلى ألامر رقم ‪ 62-12‬املؤرخ في ‪06‬ستمبر ‪ 7212‬الذي يتضمن إحداث املؤسسات واملصالح املكلفة بحماية‬
‫الطفولة واملراهقة نجد أن املهمة كانت موكلة إلى وزير الشبيبة والرياضة في حين أن القانون الجديد أوكل املهمة إلى‬
‫الوزير ألاول وهو ما يعد أحد أوجه تكريس مبدأ املصلحة الفضلى للطفل‪.‬‬

‫أما فيما يخص شروط وكيفيات تنظيم الهيئة الوطنية وسيرها فقد أرجعها املشرع صدور تنظيم والذي لم‬
‫يصدر بعد‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬املفوض الوطني لحماية الطفولة‪:‬‬


‫من هو‪ :‬تنص املادة ‪ 70‬على أنه يعين املفوض بموجب مرسوم رئاس ي من بين الشخصيات الوطنية ذات الخبرة‬
‫واملعروفة باالهتمام بالطفولة‪.‬‬

‫مهامه‪ :‬لقد حددت املواد ‪ 72 ،73،72‬و ‪ 02‬املهام املسندة للمفوض الوطني نذكر منها‪:‬‬

‫وضع برامج وطنية ومحلية لحماية وترقية حقوق الطفل بالتنسيق مع مختلف إلادارات واملؤسسات والهيئات‬ ‫‪.7‬‬
‫العمومية وألاشخاص املكلفين برعاية الطفولة وتقيمها الدوري‪.‬‬
‫متابعة ألاعمال املباشرة ميدانيا في مجال حماية الطفل والتنسيق بين مختلف املتدخلين‬ ‫‪.0‬‬
‫أبداء الرأي في التشريع الوطني الساري املفعول املتعلق بحقوق الطفل‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫زيارة املصالح املكلفة بحماية الطفولة وتقديم أي اقتراح كفيل بتحسين سيرها وتنظيمها‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫املساهمة في إعداد التقارير املتعلقة بحقوق الطفل التي تقدمها الدولة إلى الهيئات الدولية والجهوية املختصة‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫إعداد تقرير سنوي عن حالة حقوق الطفل ومدى تنفيذ اتفاقية حقوق الطفل‪ ،‬ويرفعه إلى رئيس الجمهورية‬ ‫‪.6‬‬
‫ويتم نشره وتعميمه خالل الثالثة أشهر املوالية لهذا التبليغ‪.‬‬
‫ـ كيفية إخطاره وإلاجراءات التي يتخذها‪ :‬تنص املواد ‪ 76،71 ،72‬و‪ 79‬من القانون ‪ 70-72‬على ذلك‪ ،‬إذ يتم إخطار‬
‫املفوض الوطني بوجود مساس بحقوق الطفل سواء من الطفل ذاته أو ممثله الشرعي أو من كل شخص طبيعي أو‬
‫معنوي ثم يقوم هو باتخاذ إلاجراءات آلاتية‪:‬‬

‫ـيقوم بتحويل إلاخطارات إلى مصلحة الوسط املفتوح املختصة إقليميا للتحقيق فيها واتخاذ إلاجراءات املناسبة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ـ يقوم بتحويل إلاخطارات التي يحتمل أن تتضمن وصفا جزائيا إلى وزير العدل الذي يخطر النائب العام‬ ‫‪‬‬
‫املختص قصد تحريك الدعوى العمومية‪.‬‬
‫مالحظة‪ :‬أنه من خالل استقراء املواد املنظمة لدور ومهام املفوض الوطني نستنتج أنه يشكل أحد العناصر الهامة‬
‫والفعالة في تجسيد وحماية حقوق الطفولة خاصة وأنه وضعت تحت تصرفه كل الوسائل وال يمكن الاعتداد في‬
‫مواجهته بالسر املنهي فهو همزة وصل بين الهيئات املركزية واملحلية‪.‬‬

‫‪72‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الحماية الاجتماعية على املستوى املحلي‪:‬‬

‫لقد تطرقت املواد من ‪ 07‬إلى ‪ 37‬إلى الحماية الاجتماعية على املستوى املحلي أين أسندت املهمة إلى الوسط‬
‫املفتوح بالتنسيق مع مختلف الهيئات واملؤسسات العمومية وألاشخاص املكلفين برعاية الطفولة‪.‬‬

‫ـ ما هو الوسط املفتوح؟ تنص املادة ‪ 07‬على انه تنشأ مصالح الوسط املفتوح بواقع مصلحة واحدة بكل والية مع‬
‫إمكانية إنشاء أكثر من مصلحة في الواليات ذات الكثافة السكانية يتشكل من موظفين مختصين السيما‪ :‬مربين‬
‫ومساعدين اجتماعين وأخصائيين نفسانيين وأخصائيين اجتماعيين وحقوقيين وضعت الدولة تحت تصرفه كل‬
‫الوسائل املادية والبشرية الالزمة للقيام بمهامه‪ .‬وسيحدد التنظيم شروط تطبيق هذه املادة الحقا‪.‬‬
‫مهامه‪ :‬أسندت للوسط املفتوح املهام آلاتية‪:‬‬

‫متابعة وضعية ألاطفال في خطر ومساعدة أسرهم‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫إعالم قاض ي ألاحداث دوريا باألطفال املتكفل بهم وبالتدابير املتخذة بشأنهم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إعالم املفوض الوطني بمآل إلاخطارات التي وجهها إليه مع موافاته بتقرير مفصل كل ثالثة أشهر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ـ كيفية إخطار الوسط املفتوح وإلاجراءات املتخذة‪:‬‬
‫كيفية إلاخطار‪:‬‬
‫تنص املادة ‪ 00‬على انه يتم إخطار مصالح الوسط املفتوح إما من قبل الطفل أو ممثله الشرعي أو الشرطة‬
‫القضائية أو الوالي أو رئيس املجلس الشعبي البلدي أو كل جمعية أو هيئة عمومييه أو خاصة تنشط في مجال حماية‬
‫الطفل أو املساعدين الاجتماعيين أو املربين أو املعلمين أو ألاطباء أو كل شخص طبيعي أو معنوي أخر‬

‫بكل ما من شأنه أن يشكل خطر على الطفل أو على صحته أو سالمته البدنية أو املعنوية كما يمكنه التدخل‬
‫تلقائيا ال يمكن للوسط املفتوح رفض التكفل بطفل يقيم خارج اختصاصه إلاقليمي ولكن يمكنه في هذه الحالة أن‬
‫يطلب املساعدة من مصلحة مكان إقامة أو سكنه أو تحويله إليه‪.‬‬

‫إلاجراءات املتخذة‪:‬‬
‫تنص املادة ‪ 03‬على انه بعد تأكد الوسط املفتوح من الوجود الفعلي لحالة الخطر من خالل القيام باألبحاث الاجتماعية‬
‫والانتقال إلى مكان تواجد الطفل والاستماع إليه والى ممثله الشرعي من اجل اتخاذ التدابير املناسبة له أو طلب تدخل‬
‫النيابة أو قاض ي ألاحداث إذا تطلب ألامر ذلك أحد إلاجراءات آلاتية‪:‬‬

‫إلاجراء ألاول‪ :‬إذا تأكد الوسط من عدم وجود خطر يقوم بإعالم الطفل وممثله الشرعي بذلك‪.‬‬

‫إلاجراء الثاني‪ :‬إذا تأكد من وجود الخطر يقوم الوسط املفتوح بما يلي‪:‬‬

‫الاتصال باملمثل الشرعي للطفل من اجل الوصول إلى الاتفاق بخصوص التدبير ألاكثر مالئمة الحتياجات‬ ‫‪‬‬
‫الطفل ووضعيته‪.‬‬
‫إذا كان الطفل يبلغ من العمر ثالثة عشر سنة على ألاقل يقوم بإشراكه في التدبير الذي سيتخذ بشأنه‬ ‫‪‬‬

‫‪73‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫يحرر الاتفاق في محضر يوقع عليه جميع ألاطراف بعد تالوته عليهم مع إعالم الطفل وممثله الشرعي بحقهما‬ ‫‪‬‬
‫في رفض الاتفاق‪.‬‬
‫يقوم الوسط املفتوح بإبقاء الطفل في أسرته مع اقتراح أحد التدابير الاتفاقية آلاتية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫إلزام ألاسرة باتخاذ التدابير الضرورية املتفق عليها إلبعاد الخطر على الطفل في آلاجال التي تحددها مصالح‬ ‫‪.7‬‬
‫الوسط املفتوح لحماية الاجتماعية‬
‫تقديم املساعدة الضرورية لألسرة وذلك بالتنسيق مع الهيئات املكلفة بالحماية الاجتماعية‪.‬‬ ‫‪.0‬‬
‫إخطار الوالي أو رئيس املجلس الشعبي البلدي املختص أو أية هيئة اجتماعية من اجل التكفل الاجتماعي‬ ‫‪.3‬‬
‫بالطفل‪.‬‬
‫اتخاذ الاحتياطات الضرورية ملنع اتصال الطفل مع أي شخص يمكن أن يهدد صحته أو سالمته البدنية أو‬ ‫‪.2‬‬
‫املعنوية‪.‬‬
‫يمكن ملصالح الوسط املفتوح تلقائيا أو بناء على طلب الطفل أو ممثله الشرعي‪ ،‬مراجعة التدبير املتفق عليه‬ ‫‪.7‬‬
‫كليا أو جزئيا‪.‬‬
‫إلاجراء الثالث‪ :‬رفع ألامر إلى قاض ي ألاحداث املختص تنص على هذا إلاجراء املادة ‪ 09‬التي تنص "يجب أن ترفع مصالح‬
‫الوسط املفتوح ألامر فورا إلى قاض ي ألاحداث املختص في حاالت الخطر الحال أو في الحاالت التي يستحيل معها إبقاء‬
‫الطفل في أسرته السيما إذا كان صحية جريمة ارتكبها ممثله الشرعي وهنا يتم الانتقال إلى الحماية القضائية للطفل‪.‬‬

‫مالحظة‪ :‬من خالل تدريبنا امليداني في كل من والية ورقلة ‪ ،‬مسيلة والقالة لحظنا أن قضاة ألاحداث يستنجدون‬
‫بمراكز ومصالح موجودة خارج اختصاصهم لوضع الطفل املوجود في خطر فيها فمثال والية املسيلة يستعينون باملراكز‬
‫املوجودة على مستوى والية سطيف في حين نجد قاض ي ألاحداث بمحكمة القالة يستعين بمركز إعادة التربية لإلناث‬
‫بقسنطينة وان نص املشرع على إنشاء مصلحة في كل والية يخدم الطفل في الدرجة ألاولى ألنه سيبقى في محيطه‬
‫كما يخدم قاض ي ألاحداث في الدرجة الثانية الن الطفل يكون تحت مراقبته املستمرة وتسهل عليه إلاجراءات‬

‫املطلب الثالث‪ :‬الحماية القضائية للطفل‪ :‬إلى جانب الحماية الاجتماعية املقررة للطفل على املستويين الوطني‬
‫واملحلي قرر املشرع حماية قضائية والتي خص بها قاض ي ألاحداث على مستوى املحكمة فقد حدد القانون ‪70-72‬‬
‫املتعلق بحقوق الطفل اختصاصه وكيفية إخطاره كما رسم له التدابير الواجب اتخاذها ملساعدة الطفل في خطر وهو‬
‫ما سنبينه في الفرعين آلاتيين‪:‬‬

‫الفرع ألاول‪ :‬كيفية إخطار قاض ألاحداث‪:‬‬


‫تنص املادة ‪ 30‬على ما يلي "يختص قاض ي ألاحداث ملحل إقامة الطفل املعرض للخطر أو مسكنه أو محل إقامة‬
‫أو مسكن ممثله‪ ،‬وكذلك قاض ي ألاحداث للمكان الذي وجد به الطفل في حالة عدم وجود هؤالء بالنظر في العريضة‬
‫التي ترفع إليه من الطفل أو ممثله الشرعي أو وكيل الجمهورية أو الوالي أو رئيس املجلس الشعبي البلدي ملكان إقامة‬
‫الطفل أو مصالح الوسط املفتوح أو الجمعيات الهيئات العمومية املهتمة بشؤون الطفولة‪.‬‬

‫‪74‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫كما يجوز لقاض ي ألاحداث أن يتدخل تلقائيا ويمكن تلقي إلاخطار املقدم من الطفل شفاهه "‬

‫إنه باستقراء نص املادة الحالية ومقارنتها بنص املادة ‪ 0‬من ألامر ‪ 23- 10‬املتعلق بحماية الطفولة واملراهقة امللغى والتي‬
‫تنص "يختص قاض ي ألاحداث ملحل إقامة القاصر أو مسكنه أو محل إقامة أو مسكن والدية أو الولي عليه وكذلك‬
‫قاض ي ألاحداث للمكان الذي وجد فيه القاصر في حالة عدم وجود هؤالء بالنظر في العريضة التي ترفع إليه من والد‬
‫القاصر أو والدته أو الشخص الذي يسند إليه حق الحضانة على القاصر نفسه‪ ،‬وكذلك العريضة التي ترفع إليه من‬
‫الولي أو وكيل الدولة او رئيس املجلس الشعبي البلدي ملكان إقامة القاصر أو املندوبين املختصين باإلفراج املراقب‪ ،‬كما‬
‫يجوز لقاض ي ألاحداث كذلك‪ ،‬أن ينظر في القضايا املتعلقة باإلحداث بصفة تلقائية "‬

‫نستنتج ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬نالحظ أن املشرع احتفظ بالجهات التي يجوز لها إخطار قاض ي ألاحداث بوجد الطفل في خطر مع تعديل في‬
‫مصطلحات التي جاء شاملة كما خول حق إلاخطار ألشخاص آخرين لم يتم إدراجهم من قبل وقد حددت كالتالي‪:‬‬

‫الطفل‪ :‬نالحظ أن املشرع قد تدارك السهو الذي وقع فيه وذلك بتكريسه لحق الطفل املوجود في خطر برفع‬ ‫‪.7‬‬
‫عريضة إلى قاض ي ألاحداث وقد ذهب إلى أكثر من ذلك فقد اعتبر إلاخطار الشفهي املقدم من الطفل أحد وسائل تدخله‬
‫وذلك ترسيخا منه ملبدأ املصلحة الفضلى للطفل‪.‬‬
‫ممثله الشرعي‪ :‬وهو مصطلح واسع باملقارنة عما كان عليه في املادة ‪ 0‬امللغاة التي حصرته والد القاصر‪ ،‬والدته‬
‫والشخص الذي يسند إليه حق الحضانة‪ ،‬إذ يمكن إدراج تحت مصطلح املمثل الشرعي كل من الوالي‪ ،‬والوص ي واملقدم‬
‫والكفيل‪.‬‬
‫وكيل الجمهوري‪ :‬والذي كان يسمى في ضل املادة ‪ 20‬بوكيل الدولة‪.‬‬
‫الوالي؛ رئيس املجلس الشعبي البلدي ملكان إقامة الطفل؛ مصالح الوسط املفتوح الهيئات العمومية املهتمة‬
‫بشؤون الطفل‬
‫ثانيا‪ :‬نالحظ أن املشرع احتفظ بإجراء إلاخطار الذي يكون بتقديم عريضة مكتوبة من قبل الجهات املخول لها الحق‬
‫في ذلك كما اعتبر التصريح الشفوي املقدم من الطفل وسيلة إخطار أخدا بعين الاعتبار صغر املبلغ وان املصلحة‬
‫املحمية تستدعي التدخل الفوري بعيدا عن إلاجراءات الشكلية خاصة إذا كان املستغيث هو الطفل‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬نالحظ أن املشرع في القانون الجديد تخلى عن معيار إقامة الحدث في تحديد اختصاص قاض ي ألاحداث إذ وسع‬
‫في نطاق اختصاصه ليشمل محل إقامته‪ ،‬أو مسكنه أو محل إقامة أو مسكن ممثله الشرعي ومكان تواجد الطفل كل‬
‫ذلك حماية ملصلحة الطفل‪.‬‬

‫‪75‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫حالة تطبيقية‪:‬‬

‫‪1‬ـ الطلب املوجه من السيدة (ع ل) املوجه إلى السيد قاض ي ألاحداث بالقالة أين تلتمس فيه إيداع ابنها في دار طفولة‬
‫املسعفة ألنها تعيش في ظروف صعبة وإنها الستطيع تربية ابنها وعليه تلتمس إيواءه لكي ال يضيع نسخة من طلب‬
‫مرفقة (نسخة من طلب املوجه إلى قاض ي ألاحداث من طرف ممثله الشرعي (ألام) مرفقة كملحق)‬

‫‪ .2‬العريضة املوجه من السيد وكيل الجمهورية لدى محكمة القالة إلى قاض ي ألاحداث يلتمس فيها أصدر أمر بوضع‬
‫الطفلة (ج ك) املعرضة لخطر معنوي بمركز مخصص في حماية ألاطفال عمال بنص املادة ‪30‬و ‪ 27‬من القانون رقم‬
‫‪ 70/72‬املتعلق بحماية الطفل (نسخة من العريضة املقدمة من السيد وكيل الجمهورية مرفقة كملحق‪).‬‬

‫‪.1‬الطلب املوجه من الكفيل إلى السيد قاض ي ألاحداث بمسيلة بواسطة محاميه أين يلتمس فيه إيداع الطفل املكفول‬
‫لعدم قدرته على رعايته بعد أن توفيت زوجته‪( .‬نسخة من الطلب الكفيل مرفقة كملحق)‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التدابير املتخذة لحماية الطفل‬

‫تنص املواد من ‪ 33‬إلى ‪ 22‬على التدابير الواجب على قاض ي ألاحداث اتخذها عند تلقيه للعريضة أو التصريح‬
‫الشفوي من الطفل املوجود في خطر وهي كاألتي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬أثناء التحقيق‪ :‬يقوم قاض ي ألاحداث باتخاذ التدابير آلاتية‪:‬‬

‫استدعاء على الفور الطفل ووليه الشرعي وسماع أقوالهم وتلقى أراءهم بالنسبة لوضعية الطفل ومستقبلة‬ ‫‪.7‬‬
‫مع جواز استعانة الطفل بمحامي أين يتم سماع على محضر يسمى محضر سماع أقوال املسؤول املدني عن الحدث في‬
‫خطر معنوي (نسخة من محضر سماع املسؤول املدني مرفق كملحق)‬
‫يجوز لقاض ي ألاحداث القيام بدراسة شخصية الطفل بواسطة البحث الاجتماعي والفحوص الطبية والعقلية‬ ‫‪.0‬‬
‫والنفسانية ومراقبة سلوكه إذا اقتض ى آلامر ذلك فمثال توجيه أمر إلى طبيب من اجل معاينة طفل موجود في خطر‬
‫معنوي لكي يقدم له تقرير حول حالته الصحية (نسخة من ألامر املوجه لطبيب مرفق كملحق)‬
‫كما يجوز له تلقي كل املعلومات والتقارير املتعلقة بوضعية الطفل من أي شخص يرى فائدة من سماعه وله‬ ‫‪.3‬‬
‫الاستعانة بالوسط املفتوح‬
‫يجوز له أثناء التحقيق أن يتخذ بشأن الطفل وبموجب أمر بالحراسة املؤقتة أحد التدابير آلاتية‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫إبقاء الطفل في أسرته‬ ‫‪‬‬
‫تسليم الطفل إلى شخص أو عائلة جديرين بالثقة‬ ‫‪‬‬
‫أو تكليف الوسط املفتوح بمالحظة الطفل في وسطه ألاسري أو املدرس ي أو املنهي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪.2‬يمكن لقاض ي ألاحداث أن يأمر بوضع الطفل بصفة مؤقتة في‪( :‬نسخة من ألامر مرفقة كملحق)‬
‫مركز متخصص في حماية ألاطفال في خطر‬ ‫‪‬‬
‫مصلحة مكلفة بمساعدة الطفولة‬ ‫‪‬‬

‫‪76‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫مركز أو مؤسسة استشفائية‪ ،‬إذا كان الطفل في حاجة إلى تكفل صحي أو نفس ي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ . 6‬ال يمكن أن تتجاوز مدة التدابير املؤقتة املتخذة أثناء التحقيق ستة ‪ 26‬أشهر مع وجوب إعالم الطفل وممثله‬
‫الشرعي خالل ‪ 29‬ساعة من صدورها بأية وسيلة كانت‪.‬‬

‫حالة تطبيقية‪ :‬ألامر الصادر عن قاض ي ألاحداث بمسلة املتضمن وضع الحدث (ي ع) مؤقتا في مركز الطفولة املسعفة‬
‫بسطيف ملدة ستة أشهر إلى غاية الفصل النهائي في قضيته‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬بعد الانتهاء من التحقيق‪ :‬بعد الانتهاء من التحقيق يقوم قاض ي ألاحداث بما يلي‪:‬‬

‫إرسال امللف إلى وكيل الجمهورية لالطالع عليه ويكون ذلك بموجب أمر باإلبالغ‪( .‬نسخة من ألامر باإلبالغ مرفق‬ ‫‪.7‬‬
‫كملحق)‬
‫استدعاء الطفل وممثله الشرعي واملحامي عند الاقتضاء بموجب رسالة موص ى عليها مع العلم بالوصول قبل‬ ‫‪.0‬‬
‫ثمانية أيام على ألاقل من النظر في القضية‪.‬‬
‫يسمع قاض ي ألاحداث بمكتبه ألاطراف وكل شخص يرى فائدة من سماعه كما يجوز له إعفاء الطفل من‬ ‫‪.3‬‬
‫املثول أمامه آو آلامر بانسحابه أثناء املناقشات أو بعضها إذا اقتضت مصلحته ذلك‪.‬‬
‫يتخذ قاض ي ألاحداث بموجب أمر أحد التدابير التي نصت عليها املادة ‪ 22‬على النحو ألاتي‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫إبقاء الطفل في أسرته (نسخة من ألامر ابقاء الطفل في اسرته مرفق كملحق)‬ ‫‪‬‬
‫تسليم الطفل لوالده أو لوالدته الذي يمارس حق الحصانة‪ ،‬ما لم تكن قد سقطت عنه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تسليم الطفل إلى أحد أقاربه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تسليم الطفل إلى شخص أو عائلة جديرين بالثقة‪ :‬ولكن املشرع لم يحدد الشروط الواجب توفرها في‬ ‫‪‬‬
‫ألاشخاص والعائالت الجديرة بالثقة عن طريق التنظيم وهي تبقى سلطة تقديرية للقاض ي (نسخة من أمر وضع الحدث‬
‫لدى الغير مرفق كملحق)‬
‫يجوز له أن يكلف مصالح الوسط املفتوح بمتابعة ومالحظة الطفل وتقديم الحماية له من خالل توفير‬ ‫‪‬‬
‫املساعدة الضرورية لتربيته وتكوينه ورعايته مع وجوب تقديمه لتقرير دوري حول تطور وضعيته‪( .‬نسخة من طلب‬
‫موجه من قاض ي ألاحداث إلى مدربة مركز الطفولة مسعفة اين يلتمس فيها تقرير حول وضعية حدث مرفق كملحق)‬
‫‪ 2.‬يجوز لقاض ي ألاحداث أن يأمر بوضع الطفل إما في‪ :‬مركز متخصص في حماية ألاطفال في خطر أو بمصلحة مكلفة‬
‫بمساعدة الطفولة‪( .‬نسخة من ألامر الوضع بمركز حماية ألاحداث مرفق كملحق)‬

‫‪ . 6‬مدة التدبير ونهايتها‪ :‬تنص املادة ‪ 20‬من قانون حماية الطفل أنه‪ :‬يجب أن تكون التدابير املقررة في املادتين ‪22‬و ‪27‬‬
‫ملدة سنتين ‪ 20‬قابلة للتجديد وال يمكن أن تتجاوز في كل ألاحوال تاريخ بلوغ الطفل سن الرشد الجزائي‪.‬‬

‫ـ يمكن لقاض ي ألاحداث عند الضرورة أن يمدد الحماية إلى إحدى وعشرون سنة بناء على طلب من سلم إليه‬
‫الطفل أو من قبل املعني (الطفل) أو من تلقاء نفسه‪.‬‬

‫‪77‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫ـ تتيهي مدة الحماية بنهاية الوقت املحدد لها‪ ،‬كما يمكن لقاض ي ألاحداث أن ينهي الحماية بموجب أمر بناء على طلب‬
‫املعني بمجرد أن يصبح قادرا على التكفل بنفسه‪.‬‬

‫‪ .1‬الطعن في التدبير ومراجعته‪:‬‬

‫تنص املادة ‪ 23‬على أن " تبلغ ألاوامر املنصوص عليها في املادتين ‪ 22‬و‪ 2‬من هذا القانون بأية وسيلة إلى الطفل‬
‫وممثله الشرعي خالل ‪ 29‬ساعة من صدورها‬

‫ال تكون هذه ألاوامر قابلة ألي طريق من طرق الطعن " إذن من خالل نص املادة نستنتج أن كافة ألاوامر التي‬
‫تصدر عن قاض ي ألاحداث والتي يتخذ بشأنها أحد التدابير املنصوص عليها في املادتين ‪22‬و ‪ 27‬ال تكون قابلة ألي طعن‬
‫وهو ما يخدم مصلحة الطفل وذلك بالتصدي لوضعية الخطر التي هو فيه‪.‬‬

‫ـ ولكن سمحت املادة ‪ 22‬لقاض ي ألاحداث أن يعدل ما أمر به أو العدول عنه بناءا على طلب الطفل أو ممثله الشرعي‬
‫‪1.‬‬ ‫أو وكيل الجمهورية أو من تلقاء نفسه على أن يبت في طلب املراجعة خالل مدة ال تتجاوز شهر من تقديمه له‬

‫قائمة املراجع‪:‬‬

‫اتفاقية حقوق الطفل‪ ،‬صادقت عليها الجمعية العامة لألمم املتحدة بتاريخ ‪ 02‬نوفمبر ‪ 7292‬والتي دخلت‬ ‫‪)7‬‬
‫حيز التنفيذ في ‪ 7222/22/ 20‬واملصادق عليها مع تصريحات التفسيرية بموجب املرسوم الرئاس ي رقم ‪ 267-20‬املؤرخ‬
‫في ‪ 7220-70-73‬الجريدة الرسمية عدد‪ 27‬املؤرخة في ‪ 03‬دسمبر ‪.7220‬‬
‫بوسقيعة‪ ،‬أحسن‪ .)0273( .‬الوجيز في القانون الجزائي الخاص الجزء ألاول الطبعة الخامسة عشر‬ ‫‪)0‬‬
‫بولحية‪ ،‬شهيرة‪ .)0272( .‬حقوق الطفل بين املواثيق الدولية وقانون العقوبات الجزائري‪ .‬إلاسكندرية‪ :‬دار‬ ‫‪)3‬‬
‫الجامعة الجديد الازاريطة‬
‫خرباش‪ ،‬عقيلة‪ .)0222( .‬حماية ألاوالد من إلاهمال املعنوي‪ .‬مجلة دراسات قانونية‪ ،‬مركز البصيرة للبحوث‪،‬‬ ‫‪)2‬‬
‫‪70‬‬
‫سليمان‪ ،‬بشرى‪ ،‬والعبيدي‪ ،‬حسين‪ .)0272( .‬الانتهاكات الجنائية الدولية لحقوق الطفل‪ ،‬منشورات الحلبي‬ ‫‪)2‬‬
‫الحقوقية‪ ،‬الطبعة ألاولى‬
‫قانون ‪ 70-72‬املتعلق بحماية الطفل املؤرخ في ‪ 0272-21-72‬جريدة رسمية عدد ‪ 32‬املؤرخة في ‪ 72‬جويلة‬ ‫‪)6‬‬
‫‪0272‬‬

‫‪: 1‬نسخة من أمر القاض ي بمراجعة التدبير مرفق كملحق‪.‬‬

‫‪78‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ 2022

‫جريمة التنمر الالكتروني‬


The crime of cyberbullying
‫ليبيا‬/‫ بنغازي‬،‫ الاكاديمية الليبية للدراسات العليا‬/‫ منى رجب الشاعري‬.‫أ‬
Prof.Mona Rajab Al shari/ Libyan Academy of Higher Studies, Benghazi/Libya

:‫ملخص الدراسة‬
‫ سرعة التطور التكنولوجي بفعل الانترنت الذي ساهم بشكل مباشر في‬،‫تعد جريمة التنمر الالكتروني من الجرائم التي ساعد على انتشارها‬
.‫ جريمة التنمر الالكتروني‬،‫انتشار العديد من الجرائم الالكترونية والتي من بينها‬

‫ وانتهاك خصوصياتهم والتالعب‬،‫ وذلك من خالل إلاساءة لهم‬،‫حيث إن القصد منها الاضرار باآلخرين ومضايقتهم بشتى السبل والوسائل‬
.‫ وتشويه سمعتهم واستعمال الفاظ نابية عبر وسائل التواصل الاجتماعي من القذف والسب‬،‫ ونشرها على أوسع نطاق‬،‫بأسرارهم الشخصية‬

‫ باعتبارها مشكلة خطيرة اضرت باملجتمعات فقامت بالعديد من الجهود من أجل‬،‫ولقد تنبهت الكثير من الدول الى جريمة التنمر الالكتروني‬
،‫ ولقد تناولت تعريف لها في املطلب ألاول‬،‫ ولقد تناولت في هذه املداخلة جريمة التنمر الالكتروني بمقدمة‬،‫مكافحتها للحد من انتشارها‬
‫ ثم‬،‫ ثم السبل وآلاليات التي استخدمتها الدول ملكافحتها والحد منها في املطلب الثالث‬،‫وتطرقت الى وسائل هذه الجريمة في املطلب الثاني‬
.‫الخاتمة التي جاءت بجملة من التوصيات والنتائج‬

.‫ طرق مكافحتها والوقاية منها‬،‫ وسائلها‬،‫ التنمر إلالكتروني‬:‫الكلمات املفتاحية‬

Abstract:
The crime of cyberbullying is one of the crimes that helped its spread, the speed of technological development due
to the Internet, which directly contributed to the spread of many electronic crimes, including the crime of cyberbullying.

As it is intended to harm and harass others in various ways and means, by abusing them, violating their privacy, manipulating
them on the widest scale, distorting their reputation and using profanity through social media, including slander and slander.

Many countries have become aware of the crime of cyber-bullying, as a serious problem that has harmed societies,
So they made many efforts to combat it to limit its spread.

In this intervention, l dealt with the crime of cyber-bullying with an introduction, and I dealt with a definition of it in
the first requirement, and I discussed the means of this crime in The second requirement, then the ways and mechanisms that
countries used to combat and limit them in the third requirement, then the ways and mechanisms that countries used to
combat and limit them in the third requirement, then the conclusion that came with a set of recommendations and results.

Keywords : Cyberbullying, its means, Methods of combating and preventing it.

79 ‫ ألمانيا– برلين‬/ ‫ السياسية واالقتصادية‬،‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‬


‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫لقد ساعد التقدم التكنولوجي وانتشار الانترنت في العالم‪ ،‬على تنوع الجرائم إلالكترونية‪ ،‬وظهور العيد من صور‬
‫الانحراف السلوكي القديم في حلة جديدة‪ ،‬تختلف باختالف تطور وتقدم العلم والتقنية وتغير أفكار الشعوب‬
‫ومعتقداتهم‪ ،‬فظهرت العديد من املمارسات العنيفة والغير سلوكية سواء من فئة ألاطفال أو الشباب عبر وسائل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫التواصل الاجتماعي والتي أثرت على الكثير من الناس في العالم‪ ،‬وشكلت سلوكا يعاقب عليه قانونا ومن أشكال وأنواع‬
‫هذه السلوكيات والتي أصبحت من الجرائم الالكترونية املعاقب عليها‪ ،‬هي جريمة التنمر إلالكتروني‪.‬‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬أهمية الدراسة‪:‬‬
‫ً‬
‫تظهر ألاهمية في دراسة هذا النوع من الجرائم إلالكترونية تحديدا‪ ،‬هو انتشارها بشكل واسع في مختلف العالم‪،‬‬
‫وتضرر العديد منه‪ ،‬خاصة وان الدراسات القانونية وغيرها شحيحة وبالكاد نجد من يتحدث عن هذا النوع من الجرائم‬
‫في مؤلفات موسعة‪ ،‬كما أن املشرعين في مختلف الدول لم يسلطوا الضوء على تشريع قانون خاص بجرائم التنمر‬
‫الالكتروني‪ ،‬ومنها من ال يعده جريمة ويستخف به‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬أهداف الدراسة‪:‬‬
‫نسعى من خالل دراستنا الى التعريف بمضمون جريمة التنمر إلالكتروني‪ ،‬وإلى الوسائل التي تمكن الجناة من‬
‫ارتكابها والدافع إليها‪ ،‬كما تهدف دراستنا إلى معرفة ألاسباب والوسائل التي سعت إليها الدول ملعرفة أسباب انتشارها‬
‫وتوسعها‪ ،‬والطرق التي لجأت اليها من أجل القضاء عليها ومحاربتها باعتبارها آفة فوق انها جريمة معاقب عليها‪.‬‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬إشكالية الدراسة‪:‬‬
‫إن تطور وسائل الاتصال الالكتروني الحديث‪ ،‬ساهمت بدرجة كبيرة الى تصاعد وتيرة الاعتداءات والتهديدات‬
‫الالكترونية بين الافراد‪ ،‬فقد دفعت الشباب واملراهقين وألاطفال الى الدخول عبر منصات التواصل املتعددة‪ ،‬إلى‬
‫استخدام وممارسة العنف والتحرش‪ ،‬واستعمال وسائل السب والقذف‪ ،‬وهو ما يطلق عليه التنمر إلالكتروني‪ ،‬وهو ما‬
‫يسمى في كثير من ألاحيان بالتحرش إلالكتروني عبر الانترنت‪.‬‬
‫ً‬
‫رابعا‪ :‬منهجية الدراسة‪:‬‬
‫لقد اعتمدت في دراستي على املنهج التحليلي والذي من خالل يمكننا من دراسة هذه الجريمة إلالكترونية‪،‬‬
‫وتحليل جوانبها للوصول إلى عالج يقض ي أو يخفف من حدتها‪ ،‬كما لجأنا في الدراسة إلى استخدام املنهج املقارن‪ ،‬والذي‬
‫يمكننا من دراسة الجريمة وذلك بمقارنتها بعدة دول‪.‬‬
‫ً‬
‫خامسا‪ :‬دراسات سابقة‪:‬‬
‫ظهرت العديد من الاحصائيات والدراسات التي ال تكاد تجمع في تقييمها على إحصائية يمكن الاعتماد عليها حول‬
‫جريمة التنمر إلالكتروني‪ ،‬إذ أشارت دراسة روبن وسوزان في ‪0221‬م إلى أن نسبة ‪ %20‬من الافراد قد تم التنمر عليهم‬
‫خالل تواجدهم على ألانترنت‪ ،‬ثم زادت هذه النسبة في عام ‪0229‬م لتتعدى النسبة السابقة إلى ‪ %10‬من التنمر‬
‫ً‬
‫إلالكتروني الذي يحدث عبر ألانترنت في دراسة اجراها كال من (‪.)gross & Juvonen‬‬

‫‪80‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫ً‬
‫فضال على أن مرصد حقوق ألانترنت أظهر استطالع أجراه أن ‪ %32.3‬من الشباب هم من ضحايا التنمر عبر‬
‫ألانترنت‪ ،‬وزعم أن ‪ %07.0‬يتعرضون للمضايقات‪.‬‬
‫ً‬
‫سادسا‪ :‬هيكلية الدراسة‪:‬‬
‫لقد قسمت الدراسة في هذا البحث من أجل إلاملام باملوضوع الى ثالث مطالب حيث تناولت في املطلب ألاول‪:‬‬
‫مفهوم التنمر إلالكتروني‪ ،‬تاله في املطلب الثاني‪ :‬إلى وسائل الجريمة إلالكترونية‪ ،‬وفى املطلب الثالث‪ :‬آلايات التي اتبعتها‬
‫الدول ملكافحة جريمة التنمر إلالكتروني‪ ،‬وانتهيت بخاتمة تضمنت النتائج والتوصيات‪.‬‬

‫املطلب ألاول‪ :‬إلاطار املفاهيمي لجريمة التنمر الالكتروني‪:‬‬


‫تعتبر جريمة التنمر من الجرائم الالكترونية‪ ،‬التي الزالت كثير من الدول في غفلة عنها‪ ،‬رغم اتساعها بشكل متزايد‬
‫مع تزايد استعمال وسائل الاتصال والتكنولوجيا‪ ،‬خاصة وان أصبحت اكثير من فئات الشباب وألاطفال يتعرضون‬
‫للتنمر الالكتروني‪ ،‬فكان من ألاهمية بمكان تسليط الضوء على هذه الجريمة‪ ،‬لذلك سنتناول مفهومها من عدة زوايا‬
‫على النحو الاتي‪:‬‬

‫الفرع ألاول‪ :‬مفهوم التنمر لغة‪:‬‬


‫ً‬
‫تشتق كلمة التنمر لغويا من اللفظ نمر بمعنى غضب وساء خلقه‪ ،‬وأصبح يشبه انمر الغاضب ( قاموس‪)0200،‬‬
‫ويعرف التنمر بأنه شكل من أشكال الايذاء واملضايقة املتعمدة من فرد أو مجموعة لشخص ما باستخدام الكلمات‬
‫اللفظية البذيئة‪ ،‬بشكل متكرر‪.‬‬

‫كما ورد في لسان العرب البن منظور في املجلد الخامس‪ ،‬يقال للرجل الس يء الخلق قد تنمر ونمر وجهه‪ ،‬أي غيره‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وعبسه‪ ،‬وتنمر له أي تغير وتنكر وأوعده‪ ،‬الن النمر ال تلقاه أبدا إال متنكرا غضبانا‪ ،‬قال ابن بري معنى تنمروا تنكروا‬
‫لعدوهم‪ ،‬وأصله من النمر ألنه من أمكن السباغ وأخبته (ابن منظور‪7226،‬م‪ ،‬ص‪.)022.‬‬

‫وتأتي كلمة تنمر في املعجم الوسيط تنمر تشبه بالنمر في لونه أو طبعه‪ ،‬ويقال تنمر لفالن تنكر له وأوعده‪ ،‬وتنمر‬
‫مدد في صوته عند الوعيد‪ ،‬وفى حديث أبي أيوب‪ :‬أنه أتى بداية سرجها نمور فنزع الصفة‪ ،‬يعنى امليثرة‪ ،‬فقيل الجديات‬
‫نمور يعنى البداد‪ ،‬فقال إنما ينهي عن الصفة‪.‬‬

‫وقال ثعلب من قال نمر رده إلى أنمر‪ ،‬ونمار عنده جمع نمر كذئب وذئاب‪ ،‬وكذلك نمور عنده جمع نمر‪ ،‬وذهب‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ألاصمعي في قوله‪ :‬تنمر له أي تنكر وتغير وأوعده الن النمر ال تلقاه أبدا إال متنكرا غضبان‪ ،‬وفى حديث الحد يبيه‪ :‬قد‬
‫ً‬
‫لبسوا لك جلود النمور‪ ،‬كونها كناية عن شدة الحقد والغضب وتشبيها بأخالق النمر وشراسته (قاموس اللغة‪.)0200،‬‬
‫ً‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مفهوم التنمر اصطالحا‪:‬‬

‫التنمر وباإلنجليزية (‪ )Bullying‬وهي ظاهرة تتسم بالعدوانية الغير مرغوبة‪ ،‬حيث يقوم الشخص املتنمر بتصرفات‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫عدائية‪ ،‬مثل مهاجمة الاخرين جسديا أو لفظيا أو تهديدهم‪ ،‬أو نشر اشاعات سيئة عنهم‪ ،‬وقد يكون هذا التصرف‬
‫متكرر مع مرور الزمن‪ ،‬واذي يعود على كال الشخصين املتنمر واملتنمر عليه بوقوعهم بمشاكل فعلية وطويلة ألامد‪.‬‬

‫‪81‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫ً‬
‫وغالبا ما يكون الشخص املتنمر أقوى من املتنمر عليه‪ ،‬حيث يكون موازين اقوى بهذه الحالة غير متوازنة‪،‬‬
‫فيستخدم الشخص املتنمر قواه‪ ،‬سواء أكانت هذه القوى جسدية أو معرفته لبعض املعلومات املحرجة عن الشخص‬
‫املتنمر عليه‪ ،‬وذلك بهدف التحكم به أو إلحاق ألاذى به (إلالكتروني‪.)0200،‬‬

‫كما تناوله البعض حول مفهوم الصعلكة ‪ mobbing‬حيث شاع استخدامه في البلدان الاسكندنافية‪ ،‬ويقصد‬
‫ً‬
‫به قيام تلميذ أو أكثر بمضايقة وإيذاء تلميذ آخر إيذاءا متكرر عن طريق ممارسة بعض السلوكيات السلبية عليه‪.‬‬

‫وقد عرف الباحث النرويجي " دان أولويس" التنمر بأنه " تعرض شخص بشكل متكرر وعلى مدار الوقت‪ ،‬إلى‬
‫أفعال سلبية من جانب واحد أو أكثر من ألاشخاص آلاخرين " كما عرف اعمل السلبي بأنه " تعمد شخص إصابة أو‬
‫ازعاج راحة شخص آخر‪ ،‬من خالل الاتصال الجسدي‪ ،‬أو من خالل الكلمات‪ ،‬أو بطرائق أخرى"‪ ،‬وقدم أولويس عام‬
‫ً‬
‫‪7219‬م تعريفا يعد من أول وأهم التعريفات التي تناولت مفهوم التنمر حيث عرفه بأنه‪" :‬تعرض الطالب وبشكل متكرر‬
‫خالل فترة من الوقت الى سلوكيات سلبية من جانب طال آخر أو أكثر"( حاس ي‪ ،‬مليكة‪ ،0202‬ص‪.)61.‬‬

‫كما يعرف التنمر كذلك بأنه‪ ":‬إساءة استخدام القوة الحقيقية أو املدركة بين التالميذ داخل املدرسة‪ ،‬ويحدث‬
‫ً‬
‫ذلك بصورة مستمرة ومتكررة‪ ،‬بغرض السيطرة على آلاخرين‪ ،‬فالتنمر إذا سلوك سلبي ناتج عن سوء استخدام القوى‬
‫ألاخرى‬ ‫بين‬
‫( شطبي‪ ،‬ص‪.)12.‬أما سميث وشارب فقد عرفا التنمر بأنه‪ ":‬هو نهج يتم فيه استغالل التفاوت في القوة على نحو سلبي‬
‫" وفى هذا الصدد أكد كل من جوفاتن‪ ،‬جراهام‪ ،‬شيستر‪ ،‬على أن التنمر هو‪" :‬سلوك يحصل في وجود عدم التوازن‬
‫بين طرفين‪ ،‬يسمى ألاول املتنمر‪ ،‬ويسمى آلاخر الضحية‪ ،‬وهو يتضمن إلايذاء الجسدي وإلايذاء اللفظي وإلاذالل بشكل‬
‫عام "( عيناب‪.)72 ،0271،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫في حين عرف (‪ ) Barto‬التنمر وفقا لثالثة معايير ‪ ،‬ألاول ‪ :‬أنه عام ومتعمد‪ ،‬وقد يكون ماديا او لفظيا او جسديا‬
‫أو إلكترونيا‪ ،‬الثاني‪ :‬التنمر يكشف عن ضحايا لعدوان متكرر عبر فترة ممتدة من الزمن‪ ،‬أما املعيار الثالث‪ :‬التنمر‬
‫يحدث اختالل بالغ في العالقات الشخصية ( القضاة‪ ،‬الصبحين‪ ،0273 ،‬ص‪.)72.‬‬
‫ً‬
‫في حين يرى علماء النفس أن سلوك التنمر قد يتحول الى سلوك منحرف والذي يتحول وفقا ملنظورهم "‬
‫السلوك املضاد للمجتمع «وعندها تصطدم شخصية املتنمر بالقوانين الجزائية أو ألاعراف العامة أو عدم التوافق مع‬
‫ً‬
‫الاخرين‪ ،‬وهو ما يوصف بالشخصية السيكوباتية‪ ،‬التي تمارس أفعاال مضادة للمجتمع ومنها السلوك التنمري( سايحي‪،‬‬
‫‪.)99‬‬

‫ومن وجهة نظري كباحثة أكاديمية أرى أن التنمر هو‪ " :‬ذلك الفعل أو السلوك الس يء الذي يلحق الضرر باآلخرين‬
‫ً‬
‫فردا أو مجموعة‪ ،‬بعدة أساليب ووسائل قد تكون جسدية أو نفسية أو مادية أو اجتماعية وقد تكون إلكترونية‪ ،‬ويكون‬
‫من سبب الضرر هو املتنمر"‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬مفهوم التنمر الالكتروني‪:‬‬

‫‪82‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫يعتبر التنمر إلالكتروني أحد التبعات السلبية اتى خلفها التطور التكنولوجي‪ ،‬ورغم إن التنمر سلوك سلبي قديم‬
‫من زمن إال إن ظهوره في العالم الافتراض ي زاد من خطورته‪ ،‬وذلك لتوسع حرية مقترفيه للمساحة التي يمنحها الانترنت‬
‫ً‬
‫في العالم الافتراض ي‪ ،‬فضال على تفاقم آثاره على ضحاياه‪ ،‬وفى ذلك أشار كل من "بفي" و "ديان" أن التنمر الالكتروني‬
‫يتضمن مضايقات وتحرشات عن بعد باستخدام وسائل التواصل الالكتروني‪ ،‬من طرف متنمر إلحداث جو نفس ي‬
‫للضحية يتسم بالتهديد والقلق‪.‬‬

‫كما أكد كل "ترولي" و "هائل" و "شيلدز" إن هذا السلوك يتضمن استخدام وسائل الاتصال الالكتروني في إيقاع‬
‫أذى مقصود بطرف آخر دون الاتصال الجسدي املباشر( حبيب‪ .)7 ،‬وقد فصل "توكيوناجا" في تحديد معنى التنمر‬
‫إلالك تروني بأنه سلوك يتم عبر الانترنت أو وسائل إلاعالم إلالكترونية أو الرقمية‪ ،‬والذي يقوم به فرد أو جماعة من‬
‫خالل الاتصال املتكرر الذي يتضمن رسالة عدوانية‪ ،‬والتي تهدف الى إلحاق ألاذى باآلخرين‪ ،‬وقد تكون هوية املتنمر‬
‫مجهولة أو معروفة لضحية (املكانين وآخرون‪ ،0279،‬ص‪.)21.‬‬

‫وقد عرف ( ‪ )Belsey‬في ‪0226‬م التنمر الالكتروني بأنه‪ " :‬استخدام تكنولوجيا املعلومات والاتصاالت مثل ابريد‬
‫الالكتروني و‪ GMS‬والرسائل النصية والرسائل الفورية وصفحات الويب الشخصية لتبنى موقف عدائي متعمد ومتكرر‬
‫تجاه فرد أو مجموعة‪ ،‬مع نية التسبب في ضرر لآلخرين ‪.‬‬

‫كما تشير الدراسات أن خمسة من الخصائص املميزة للتكنولوجيا تسمح لألفراد استخدام الانترنت بشكل مسيئ‬
‫كما هو الحال في التنمر إلالكتروني وهى استخدام املجهولية‪ ،‬أو إخفاء الهوية‪ ،‬مع إمكانية إنشاء حسابات إلكترونية‬
‫مؤقتة أو بأسماء مستعارة أو مزورة‪ ،‬كما إن غياب الاتصال املباشر بين املتنمر والضحية‪ ،‬مع صعوبة تخلي بعض‬
‫املراهقين والشباب من الاستخدام الدائم لالتصال الالكتروني الذي جعل الاتصال عبر الانترنت من الالتزامات‬
‫ً‬
‫الاجتماعية مما زاد الامر تعقيدا( مقراني‪ ،0279 ،‬ص‪.)32.‬‬

‫كما يمكن تعريف التنمر الالكتروني بأنه‪" :‬شكل من أشكال العدوان يعتمد على استخدام وسائل الاتصال‬
‫الحديثة وتطبيقات الانترنت من الهواتف الذكية‪ ،‬والحواسيب املحمولة‪ ،‬وألالواح‪ ،‬وكاميرات الفيديو‪ ،‬الحساب البريدي‪،‬‬
‫وصفحات الواب في نشر منشورات" بوست "أو تعليقات تسبب النكد للضحية أو الترويج إلخبار كاذبة‪ ،‬أو إرسال رسائل‬
‫إلكترونية للتحرش بالضحية بهدف ارباكه وإصابته بحالة من النكد املعنوي واملادي"‬

‫كما يعرف التنمر الالكتروني على أنه‪" :‬سلوك يتم القيام به عبر امليديا الالكترونية‪ ،‬أو الرقمية بقصد إيقاع‬
‫الضرر باآلخرين‪ ،‬وعدم راحتهم والتنمر إلالكتروني ما هو إال امتداد للتنمر التقليدي " (املكانين وآخرون‪ ،‬ص‪.)91.‬‬
‫ً‬
‫ويعرف أيضا‪ :‬هو ذلك الايذاء املتعمد يتم بنشاط عن طريق ألاجهزة الرقمية كالهواتف املحمولة وذلك بإرسال‬
‫رسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر ألالعاب والتطبيقات من خالل شبكة ألانترنت ويشمل عدة أمور تسبب‬
‫ضرر للشخص املتنمر عليه وتشمل مشاركة معلومات شخصية محرجة لغرض إزعاج وبث الخوف في نفس الشخص‬
‫املتنمر عليه (حاس ي‪.)62 ،‬‬

‫‪83‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫كما ذكر موقع ويكيبيديا أن التنمر هو استخدام الانترنت والتقنيات املتعلقة به‪ ،‬بهدف إلحاق الضرر باآلخرين‬
‫بطرق متعمدة متكررة وعدائية‪ ،‬كما ذكرت الجمعية النسائية البحرينية‪-‬التنمية إلانسانية أن التنمر الالكتروني هو‬
‫العمل على إيقاع ألاذى على الطرف الاخر وذلك باستخدام ألاجهزة الالكترونية املرتبطة باألنترنت مثل ألاجهزة اللوحية‪.‬‬
‫ً‬
‫كما يعرفه آخرون بأنه فعل عدائي يقوم به املتنمر إلكترونيا‪ ،‬باستخدام التقنية الحديثة ضد طرف آخر‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫بغرض إلحاق الضرر به ماديا‪ ،‬معنويا‪ ،‬اجتماعيا ونفسيا‪ ،‬وتظهر الخطورة في جريمة التنمر إلالكتروني في أن املتنمر‬
‫مجهول الهوية في أغلب ألاحيان‪ ،‬باإلضافة إلى أن مادة املتنمر متوفرة على الشبكة املعلوماتية (ألانترنت) بصورة دائمة‬
‫إذا لم يتم التدخل من الجهات ذات العالقة إلزالتها‪ ،‬وهذا يعنى أن التنمر قد يطول زمنه على الضحية مما يتسبب في‬
‫أضرار مختلفة العافية‪.)0200،‬‬

‫وعليه من خالل جميع التعريفات السالفة الذكر يمكن أن نخلص كباحث أكاديمي إلى أن جريمة التنمر‬
‫إلالكتروني‪ ،‬هي ذلك السلوك العدواني املتعمد من املتنمر باستخدام وسائل التقنية وشبكة الانترنت والتكنولوجيا‪،‬‬
‫إلحداث الضرر باآلخرين سواء معنوي أو مادي غرض التنمر في إحداث الحصول على نفع من الشخص املتنمر عليه قد‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يكون ماديا أو معنويا‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬وسائل جريمة التنمر إلالكتروني‪:‬‬


‫بفعل التطور السريع الستخدام التكنولوجيا وانتشارها في كل بيت وجهة عمل‪ ،‬إحداث ذلك العديد من الجرائم‬
‫إلالكترونية ومنها جريمة التنمر الالكتروني التي يستخدم فيها املتنمر العديد من الوسائل ويستحدث غيرها‪ ،‬بقصد‬
‫الاضرار ‪ ،‬وذكر الهاجري أن شبكة ألانترنت استخدمت في بدايتها بشكل رئيس ي في تبادل املعلومات والبيانات‪ ،‬أما الان‬
‫فقد اتسع وتنوع استخدامه حيث أصبح من الصعب حصرها‪ ،‬وهذا القول مع مطلع التسعينات ‪ ،‬حيث ظهور ما يسمى‬
‫بشبكة النسيج العاملية ‪ world wide web‬بسبب التطور الهائل في تقنية املعلومات والاتصاالت ‪ ، 71‬وفى هذا املطلب‬
‫نسلط الضوء على تلك الوسائل املستخدمة على النحو الاتي‪:‬‬

‫‪ )7‬املكاملات الهاتفية‪:‬‬
‫تتمثل في املكاملات الصوتية عبر الهواتف الذكية‪ ،‬أو مواقع الويب التي يستهدف فاعلها ترويع الضحية عبر السب‬
‫‪ ،‬القذف‪ ،‬التهديد‪ ،‬أو استالء التنمر على بيانات خصوصية بالضحية والتهديد بنشرها واطالع الغير عليها‪..‬‬

‫‪ )0‬الصور ومقاطع الفيديو‪:‬‬


‫تتمثل هذه الوسيلة باستيالء املتنمر على صور ومقاطع فيديو شخصية تعود للضحية‪ ،‬قام بتداولها بين‬
‫أصدقائه‪ ،‬وقيام املتنمر بإعادة تداولها كما هي أو قد يجرى عليها التغير والتغيير باإلضافة‪ ،‬والتحوير عليها ببرامج معالجات‬
‫الصور والفيديو‪ ،‬إذ يجعلها وسيلة لصنع املعطيات املخلة باألخالق وآلاداب العامة‪ ،‬التي تشمل الصور والكتابات‬
‫والاصوات‪ ،‬فإذا توافرت الصور ومقاطع الفيديو الواضحة املعنية بطريق إلانتاج‪ ،‬انتقل الفاعل الى مظاهر جريمة‬
‫الاستغالل الجنس ي للضحية عبر ألانترنت ( الشيخي‪.)0200 ،‬‬

‫‪ )3‬الرسائل النصية‪:‬‬

‫‪84‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫تتضمن الرسائل عبارات التهديد بإفشاء الاسرار أو بث الشائعات‪ ،‬أو ابتزازه ماديا أو جنسيا مقابل عدم تكرار‬
‫التهديد‪.‬‬

‫‪ )2‬البريد الالكتروني‪:‬‬
‫ً‬
‫تتمثل بإرسال الفاعل رسالة الى بريد الضحية تتضمن فيروسا يستهدف منه الاستيالء على بريده الالكتروني‪،‬‬
‫والاطالع على رسائله بمجرد فتح رسالة املتنمر‪ ،‬وهذا يتيح للفاعل إمكانية ارسال رسائل مخلة للحياء ألصدقائه‪ ،‬أو‬
‫ً‬
‫رسائل تهديدية للغير على أنها مرسلة باسم الضحية‪ ،‬واتى قد توقع الضحية في الحرج واملشكالت الاجتماعية‪ ،‬فضال‬
‫على قيام املتنمر بإرسال مواقع إلكترونية مخادعة الفتة لالنتباه‪ ،‬بمجرد دخول الضحية إليها يتمكن املتنمر من نشر‬
‫أخبار وصور زائفة وغير الئقة على صفحة الضحية( الهاجري‪ ،0222،‬ص‪.)32.‬‬

‫‪ )2‬غرف املحاورة‪:‬‬
‫بالنظر إلى إقبال ألاشخاص على هذه املواقع استغل املتنمرين ضحاياهم عن طريق استدراجهم في محادثات‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫تتطور لتكون ذات طبيعة جنسية‪ ،‬وتأخذ عمقا كبيرا النعدام الرقابة الاجتماعية بين املتحادثين‪ ،‬فضال عن محاولة‬
‫املتنمر إلحاق ألاذى بالضحية عن طريق الاستيالء وقرصنة البيانات الشخصية للضحية عبر او صور منافية لألخالق‬
‫وآلاداب العامة (مجيد‪ ،0272 ،‬ص‪.)732.‬‬

‫باإلضافة الى وجود العديد من الوسائل ألاخرى التي يقوم فيها املتنمر باصطياد فريسته منها نذكرها على سبيل‬
‫املثال هي مواقع شبكات التواصل الاجتماعي‪ ،‬لوحات الحوار والتي تستخدم للتعليق في موضوع معين‪ ،‬باإلضافة الى‬
‫ألعاب الانترنت‪.‬‬

‫وبعد التعرف على الوسائل املستخدمة من جانب املتنمر لضحيته والتي تتعدد بتطور التقنية‪ ،‬واستحداث كل‬
‫ً‬
‫ما هو جديد عبر التطبيقات املستخدمة عبر الانترنت‪ ،‬إذا فما هي الوسائل الكفيلة للوقاية من جريمة التنمر الالكتروني‪،‬‬
‫وما هي الوسائل والسبل الكفيلة للقضاء عليها‪ ،‬سوف نتعرف على كل هذه ألامور في املطلب الثالث‪ ،‬وذلك على النحو‬
‫الاتي‪:‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬الوسائل والاليات الكفيلة للقضاء على جريمة التنمر الالكتروني‪:‬‬
‫لقد تنوعت ألاساليب والسبل التي قامت بها الدول لحماية مواطنيها والقاطنين فيها من التنمر الالكتروني‪ ،‬فمنها‬
‫ً‬
‫من نص على تشريعات قانونية صارمة ومنها من اكتفى بدور العقوبة املخففة‪ ،‬والتي القت ألاخيرة نقدا واسع املجال‪،‬‬
‫ومنها مؤسسات املجتمع الدولي واملدني التي بذلت من الجهود للحد منها أو التخفيف من سرعة انتشارها‪ ،‬ملحاولة‬
‫القضاء عليها‪ ،‬عليه سوف نبين ذلك في عدة فروع وذلك على النحو آلاتي‪:‬‬

‫الفرع ألاول‪ :‬وسائل القضاء على جريمة التنمر الالكتروني على املستوى الدولي‪:‬‬
‫لقد سعت الواليات املتحدة الامريكية الى محاولة القضاء على هذه الجريمة الالكترونية‪ ،‬والتي ازداد تفشيها‬
‫وخاصة بعد سرعة التقدم والتكنولوجيا‪ ،‬واستعمال ألانترنت بشكل سهل وميسر لكل فرد‪ ،‬خاصة وأنها من الجريمة‬
‫الت ي يصعب اكتشافها وضبط فاعلها ومعاقبته‪ ،‬الستخدامه ألاسماء الوهمية واملستعارة‪.‬‬

‫‪85‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫ففي أمريكا على املستوى الفيدرالي ال يوجد قانون اتحادي يعالج مباشرة جريمة التنمر‪ ،‬لكن في بعض الحاالت‬
‫يتداخل التنمر املبني على أساس ألاصل القومي‪ ،‬العرقي‪ ،‬اللون‪ ،‬الجنس‪ ،‬الدين‪ ،‬إلاعاقة‪ ،‬مع جريمة املضايقة التمييزية‬
‫التي تغطيها قوانين الحقوق املدنية الفيدرالية اتى تطبقها وزارة التعليم الامريكية‪ ،‬ووزارة العدل الامريكية‪ ،‬فتكون‬
‫ً‬
‫املدارس ملزمة قانونا بمعالجتها بصرف النظر عن مسمى السلوك (تنمر‪ ،‬مضايقة‪ ،‬إغاضة الخ) ( الليثي‪ ،‬درويش‪،‬‬
‫‪ ،0271‬ص‪.)022.‬‬

‫وتعالج وزارة التعليم الامريكية التنمر املبني على أساس عرق الطالب أو لونه أو أصله القومي أو جنسه أو إعاقته‬
‫دون التنمر الديني بموجب البند السادس من قانون الحقوق املدنية لعام ‪7262‬م‪ ،‬إال إن وزارة العدل الامريكية لها‬
‫اختصاص على الدين بموجب الباب الرابع من قانون الحقوق املدنية لعام ‪7262‬م فتعالج التنمر املبنى على أساس‬
‫الدين‪.‬‬

‫واملدارس التي تفشل في الاستجابة بشكل مناسب على سلوكيات التنمر املتداخلة مع جريمة املضايقة التمييزية‬
‫ً‬
‫ستنتهك فصل أو أكثر من قوانين الحقوق املدنية لعام ‪7262‬م التي تنفذها كال من وزارة التعليم ووزارة العدل بما في‬
‫ذلك الباب الرابع والسادس من القانون سالف الذكر‪.‬‬

‫أما على مستوى الواليات املتحدة الامريكية بصفة عامة‪ ،‬قد أقرت تشريعات تدين التنمر‪ ،‬وكانت والية جورجيا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أول والية سنت تشريعا ضد التنمر املدرس ي في عام ‪7222‬م‪ ،‬في حين تعد والية مونتانا آخر وأحدث والية سنت تشريعا‬
‫ضد التنمر املدرس ي في عام ‪0272‬م‪.‬‬

‫فلقد اتخذ املشرعون في مختلف الواليات إجراءات ملنع التنمر وحماية ألاطفال في كل والية‪ ،‬بما في ذلك جميع‬
‫الواليات الخمسين ومقاطعة كولومبيا والاقاليم الخاضعة للوالية الامريكية‪ ،‬إذ قام البعض منها بتشريع قوانين ووضع‬
‫سياسات وأنظمة تتعلق بالتنمر ‪ ،‬في حين طور آخرون سياساتها ولوائحها من املقاطعات الامريكية واملدارس تنفيذ‬
‫سياسات وإجراءات معينة‪ ،‬في التحقيق في سلوكيات التنمر والرد عليها عند حدوثها‪ ،‬بينما اتجه قسم من الواليات الى‬
‫وضع برامج وقائية للتنمر وإدراجها ضمن معايير التعليم الصحي أو التطوير املنهي للمعلم‪ ،‬في حين ال تنص قوانين هذه‬
‫ً‬
‫الواليات عموما على عقوبات محددة لألطفال اذين يمارسون سلوك التنمر‪ ،‬وقليل منهم يصنف التنمر على أنه جريمة‬
‫جنائية ( النجار‪ ،0202 ،‬ص‪.)722.‬‬

‫وفى بعض ألاحوال نجد بعض الواليات تتناول التنمر التقليدي أو التنمر عبر الانترنت والسلوكيات ذات الصلة‬
‫ً‬
‫في قانون واحد‪ ،‬أو عبر قوانين متعددة (التحرش‪ ،‬املضايقة‪ ،‬املطاردة إلخ) وفى بعض الحاالت يعاقب جنائيا الحدث‬
‫املتنمر ضمن القوانين الخاصة بفئة الاحداث ( ألامريكية‪.)0200 ،‬‬

‫ونتيجة النتشار التنمر بشكل متسارع في القرن العشرين‪ ،‬وظهرت الكثير من الحاالت السيما في املدارس‪ ،‬من‬
‫الانتحار وإطالق النار وغيرها‪ ،‬دفعت بالواليات الى سن تشريعات خاصة بالتنمر الالكتروني‪ ،‬وجعلها جريمة يعاقب عليها‬
‫القانون‪ ،‬ولكن في الغالب ما تكون املسؤولية مدنية وليست جنائية‪ ،‬تكتفى بالتعويض وتترك في أيدى مسؤولي املدارس‬
‫ً‬
‫‪ ،‬وغالبا ما يستخدم املدعون العامين قوانين املضايقة الجنائية واملطاردة إلالكترونية في الدعاوى في حاالت الانتحار‬
‫من جراء التنمر ( النجار ‪ ،0202،‬ص‪.)720.‬‬

‫‪86‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫فقد تتضمن عن فعل التنمر عقوبات جنائية كما في السابق‪ ،‬فتطبق قوانين الاعتداء إذا نجم على التنمر إيذاء‬
‫بدني‪ ،‬وتطبق قوانين املضايقة واملطاردة الالكترونية إذا نجم على الفعل ارتكابه عبر الوسائل الالكترونية ‪ ،‬على سبيل‬
‫املثال حدث في والية ألالباما يسأل املتنمر ضمن قانون املضايقة أو التحرش كعقوبة جنحة إذا ارتكب الفاعل الازعاج‬
‫والتحرش عن طريق شخص آخر سواء بفعل ركالت أو ملس أو اخضاعه التصال جسدي أو استخدام لغة مسيئة أو‬
‫فاحشة وتشمل املضايقة التهديد الذي قد يكون لفظى أو غير لفظي وأن يكون القصد منه التهديد (ألامريكية‪.)0200 ،‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬وسائل مكافحة التنمر الالكتروني على املستوى إلاقليمي‪:‬‬


‫نبدأها في ليبيا فلقد طالب تقرير أعدته منظمة محامون من أجل العدالة في ليبيا الدولة الليبية بضرورة‬
‫الاعتراف العلني بانتشار ممارسات العنف ضد املرأة ‪ ،‬بما في ذلك العنف املمارس على شبكات ألانترنت للتحقيق فيه‬
‫ومعاقبة الجناة ‪ ،‬وفى ذلك قدم مجموعة من املحامون والقضاة الليبيين ونشطاء مدافعين عن حقوق الانسان‪ ،‬دراسة‬
‫ملشروع قانون مكافحة العنف ضد املرأة لتجريم جميع أشكال العنف ضدها‪ ،‬وخاصة العنف إلالكتروني ‪ ،‬كما طالبت‬
‫بضرورة سن تشريعات تتصل بالجرائم إلالكترونية والرقمية‪ ،‬مما يستوجب سن هذه التشريعات لردع املسيئين والجناة‪.‬‬

‫على الرغم من وجود استخدام للمواد املنصوص عليها في قانون العقوبات واملتصلة بجرائم السب والتشهير‬
‫والتهديد في املواد (‪ )232،233،032‬من قانون العقوبات الليبي‪ ،‬ولكن يشير الباحثين إن عدم إقدام املجنى عليهم على‬
‫الشكوى من الجرائم إلالكترونية‪ ،‬هو عدم وجود قانون خاص يصرح تلك الجرائم‪ ،‬وبالتالي ضياع حقوق من تم الاعتداء‬
‫عليهم (إلالكتروني‪.)0200 ،‬‬

‫ثم ما لبث أن قام مجلس النواب بتاريخ‪/06:‬أكتوبر‪0207/‬م باملصادقة على قانون مكافحة الجرائم إلالكترونية‪،‬‬
‫ً‬
‫حيث نص في املادة الرابعة منه على "أن استخدام الانترنت ووسائل التقنية الحديثة يعد مشروعا شريطة احترام‬
‫ً‬
‫النظام العام وآلاداب العامة "ونص في املادة ‪ 31‬منه على العقوبة التي تصل إلى السجن ملدة ‪ 72‬عاما‪ ،‬وغرامة مالية‬
‫ال تقل عن ‪ 72.222‬عشرة آالف دينار ليبي‪ ،‬لكل من بث إشاعة أو نشر معلومات أو بيانات تهدد ألامن أو السالمة العامة‬
‫في الدولة‪ ،‬أو أي دولة أخرى "‬

‫كما نصت املادة ‪ 07‬من القانون السالف الذكر على عقوبة بالحبس مدة ال تقل عن سنة‪ " :‬كل من مزج أو ركب‬
‫ً‬
‫بغير تصريح مكتوب أو الكتروني من صاحب الشأن‪ ،‬صوتا أو صورة الحد ألاشخاص باستخدام شبكة املعلومات الدولية‬
‫أو بأي وسيلة إلكترونية أخرى‪ ،‬بقصد الاضرار باآلخرين"‪.‬‬

‫وحيث إن هذا القانون تعرض لكثير من الانتقادات والعيوب وذلك ألنه غير صالح لتطبيق‪ ،‬وناشدت منظمات‬
‫حقوقية بضرورة سحب هذا القانون أو إلغائه ألنه يتعارض مع املعايير الدولية لحقوق الانسان والالتزامات الدولية‪،‬‬
‫من ذلك مان صت عليه املادتين (‪ )73،21‬املتعلقتين باالعتراض والتعرض‪ ،‬والتنصت غير املشروع‪ ،‬إن ذلك قد يحتم‬
‫استخدام إجراءات كتبرير لحجب املعلومات على الصحفيين ‪ ،‬أو منع تواصلهم مع املبلغين بقصد مشاركة معلومات مع‬
‫الجمهور ‪ ،‬وهذا يتنافى مع املادة ‪ 72‬من العهد الدولي اخاص بالحقوق املدنية والسياسية التي تنص في الفقرة الثانية‬
‫على انه ‪ " :‬لكل انسان الحق في حرية التعبير ويشمل هذا الحق حريته في التماس مختلف ضروب املعلومات وألافكار‬

‫‪87‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫وتلقيها ونقلها‪ ،‬إلى آخرين دونما اعتبار للحدود سواء في شكل مكتوب أو مطبوع أو في قالب فني‪ ،‬أو بأي وسيلة أخرى‬
‫يختارها" (الجار‪ ،0202 ،‬ص‪.)723.‬‬

‫باإلضافة إلى الانتقادات ألاخرى التي تعرض لها بحيث ينادوا الحقوقيون الى ضرورة الاجتماع مع مؤسسات‬
‫املجتمع املدني‪ ،‬واملنظمات التي تتصل بحقوق الانسان وحرياته لكي يتالءم القانون مع الحقوق والحريات وحقوق النشر‬
‫واعمال الصحفيين وإلاعالميين‪.‬‬
‫ً‬
‫أما في العراق‪ ،‬فلقد سعت ابتداء من دستورها الى حماية الحقوق والحريات ومنعت كل صور وأشكال الاعتداء‬
‫عليها‪ ،‬وفرضت الجزاء القانوني على مرتكبها‪ ،‬ومن خالل تعريف جريمة التنمر نجد أن املتنمر يقحم نفسه في خصوصيات‬
‫الضحية وينتهك حرمة حياته الخاصة‪ ،‬وعلى الرغم من خلو القوانين الجزائية في العراق من النص على تجريم جريمة‬
‫التنمر إلالكتروني‪ ،‬إال إن هذا ال يعنى إفالت الجناة من الجريمة كون فعل التنمر الالكتروني يتداخل مع نصوص‬
‫تجريمية في قانون العقوبات العراقي‪.‬‬
‫ً‬
‫وبذلك يكون بإمكان املجنى عليه املطابة بالتعويض املدني والجزاء الجنائي معا‪ ،‬ومن املواد التي يعاقب على‬
‫ً‬
‫مخالفتها املتنمر وفقا لقانون العقوبات العراقي رقم ‪ 777‬لسنة ‪7262‬م عندما تناول جريمة التهديد في الباب الثالث من‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الفصل الثالث في املادتين(‪ )230-232‬إذ قد يعمد املتنمر الالكتروني الى تهديد الضحية قوال أو فعال أو باإلشارة أو‬
‫غيرها‪ ،‬حيث نص في املادة(‪ )7/232‬على انه ‪ " :‬يعاقب بالسجن مدة ال تزيد على سبع سنوات أو بالحبس كل من هدد‬
‫آخر بارتكاب جناية ضد نفسه أو ماله ‪،‬أو ضد نفس أو مال غيره بإسناد أمور مخدشة بالشرف أو إفشائها وكان ذلك‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مصحوبا بطلب أو بتكليف أمر‪ ،‬أو الامتناع عن فعل أو مقصودا به ذلك" وفى الفقرة الثانية منه نصت على أن تكون‬
‫العقوبة ذاتها إذا كان التهديد في خطاب خالي من اسم مرسله‪ ،‬أو كان منسوب صدوره الى جماعة سرية‪ ،‬موجودة أو‬
‫مزعومة (الفالح‪.)0200 ،‬‬

‫ومـ ـ ـ ـ ـ ــن الاحك ـ ـ ـ ـ ــام القضـ ـ ـ ـ ـ ــائية الت ـ ـ ـ ـ ــي ش ـ ـ ـ ـ ــهدتها العـ ـ ـ ـ ـ ـراق‪ ،‬حك ـ ـ ـ ـ ــم محكم ـ ـ ـ ـ ــة اس ـ ـ ـ ـ ــتئناف بغ ـ ـ ـ ـ ــداد الرص ـ ـ ـ ـ ــافة‬
‫الاتحادي ـ ـ ـ ـ ــة بص ـ ـ ـ ـ ــفتها التمييزي ـ ـ ـ ـ ــة ب ـ ـ ـ ـ ــالرقم (‪/29‬ج ـ ـ ـ ـ ـزاء ‪0272/‬م والتـ ـ ـ ـ ــي قض ـ ـ ـ ـ ــت فيـ ـ ـ ـ ــه املحكمـ ـ ـ ـ ــة باإلدان ـ ـ ـ ـ ــة وفـ ـ ـ ـ ــق‬
‫املـ ـ ـ ـ ــادة ‪ 233‬م ـ ـ ـ ــن ق ـ ـ ـ ـ ــانون العقوب ـ ـ ـ ـ ــات العراق ـ ـ ـ ـ ــي‪ ،‬والت ـ ـ ـ ـ ــي ع ـ ـ ـ ـ ــدت أن مواق ـ ـ ـ ـ ــع التواص ـ ـ ـ ـ ــل الاجتم ـ ـ ـ ـ ــاعي مث ـ ـ ـ ـ ــل الف ـ ـ ـ ـ ــيس‬
‫ً‬
‫بـ ـ ـ ـ ـ ــوك‪ ،‬مـ ـ ـ ـ ـ ــن وسـ ـ ـ ـ ـ ــائل العالنيـ ـ ـ ـ ـ ــة‪ ،‬وإن نشـ ـ ـ ـ ـ ــر عبـ ـ ـ ـ ـ ــارات القـ ـ ـ ـ ـ ــذف عـ ـ ـ ـ ـ ــن طريقـ ـ ـ ـ ـ ــه يمثـ ـ ـ ـ ـ ــل نش ـ ـ ـ ـ ـ ـرا بإحـ ـ ـ ـ ـ ــدى وسـ ـ ـ ـ ـ ــائل‬
‫العالني ـ ـ ـ ــة مم ـ ـ ـ ــا يوجـ ـ ـ ـ ــب تشـ ـ ـ ـ ــديد العقوب ـ ـ ـ ــة عل ـ ـ ـ ــى الجـ ـ ـ ـ ــاني بقوله ـ ـ ـ ــا موق ـ ـ ـ ــع التواص ـ ـ ـ ــل تن ـ ـ ـ ــدرج عليـ ـ ـ ـ ــه القـ ـ ـ ـ ــوانين‬
‫التي تنظم وسائل الاعالم ألاخرى (إلالكتروني‪.)0200،‬‬

‫وهذا جزء ما اتجهت اليه العراق بشأن التنمر وما استخدمته من وسائل لتجريم التنمر ومعاقبة مرتكبيها‪ ،‬أما‬
‫ً‬
‫في الامارات العربية املتحدة فلقد شهدت إصدار تشريع في ‪ 02‬سبتمبر ‪ 0207‬سيكون ساريا ومعمول به ابتداءامن شهر‬
‫يناير ‪0200‬م وهو ما يسمى قانون مكافحة الشائعات والجرائم الالكترونية‪ ،‬رقم ‪ 32‬لسنة ‪0207‬م حيث استند القانون‬
‫على مجموعة كبيرة من القوانين منها قانون إلاجراءات الجنائية‪ ،‬قانون العقوبات وتعديالته‪ ،‬وقانون مكافحة جرائم‬
‫تقنية املعلومات بتعديالته‪ ،‬قانون تنظيم قطاع الاتصاالت‪ ،‬وعدة قوانين أخرى ( العراقي‪7292 ،‬م)‪.‬‬

‫‪88‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫أما في مصر فلقد تصدت املحاكم املصرية لهذا النوع من الجرائم العصرية‪ ،‬ورغم أن املشرع لم يرصد مواد‬
‫من قانون العقوبات‪ ،‬إال أن العقوبة التي تطبق على املتنمر الجاني هي املادة الخاصة بالتهديد كتابة أو شفاهة أو وتعتبر‬
‫جناية مادامت مصحوبة بأمر أو سداد مبالغ مالية‪.‬‬

‫ويؤكد أحد املحاميين في مصر بأنه إذا تقدم املجنى عليه بشكوى الى مراكز الشرطة ‪ ،‬فتتولى مالحقة الجاني‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وتعقبه إلكترونيا ومحاكمته جنائيا ويواجه عقوبة ال تقل على ثالث سنوات‪ ،‬على كل جاني متنمر يهدد بعض ألاشخاص‬
‫ً‬
‫بنشرهم صورا أو فيديوهات فاضحة‪ ،‬أو مخلة بالشرف ويطالب مقابل عدم نشرها تنفيذ أمور معينة قد تكون غير‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫أخالقية‪ ،‬أو سداد مبالغ مالية ضخمة‪ ،‬وأضاف أيضا أن املشرع وضع قانونا خاصا لتطبيق مواده على من يرتكب هذه‬
‫الحاالت في القانون رقم ‪ 721‬لسنة ‪0207‬م للتعدي على القيم واملبادئ ألاسرية‪ ،‬كتشويه صورة أو إساءة بالقول أو‬
‫نشر صور ساخرة أو مسيئة لألشخاص‪ ،‬وعقوبتها الحبس التي تتراوح من ستة شهور إلى ثالث سنوات وغامة تتعدى‬
‫‪ 722‬ألف جنيه‪ ،‬كما تقع عقوبة الابتزاز بالقياس على املادة ‪ 061‬من قانون العقوبات مثل جريمة التهديد كتابة( يزيدي‪،‬‬
‫‪..)0272‬‬

‫ونالحظ مما سبق أن الجهود املبذولة من الدول للحد من الجريمة الالكترونية‪ ،‬ومحاربة التنمر ومعاقبة مرتكبيه‬
‫منها ما كان موفق‪ ،‬ومنها ما تعرض لالنتقادات من خالل التشريعات الليبية الصادرة‪ ،‬منها قانون مكافحة الجرائم‬
‫الالكترونية والذي تعرض لكثير من الانتقادات‪ ،‬وطالبوا بضرورة إلغائه وعدم تطبيقه‪ ،‬وكذلك في مصر والذي طالب‬
‫فيه املحامون بضرورة سن تشريع خاص بالجرائم إلالكترونية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬دور املنظمات الدولية في مكافحة التنمر الالكتروني‪:‬‬


‫قامت العديد من املنظمات الناشطة ملحاربة التنمر الالكتروني بأشكالها املختلفة‪ ،‬التي أصبحت تعرف بالجريمة‬
‫القاتلة‪ ،‬من هذه املنظمات الشبكة الدولية للحقوق والتنمية " فهي من املنظمات التي تتولى حماية حقوق الطفل فقام‬
‫مكتب املنظمة في اسبانيا باعتمادي مشروع ايراسموس ملدة ستة أشهر حظي بقبول الاتحاد ألاوربي‪ ،‬وشاركت فيه‬
‫خمس منظمات دولية‪ ،‬ملكافحة التنمر بجميع أشكاله‪.‬‬
‫ً‬
‫فقامت منظمة " دعم تنمية الشباب" في رومانيا ومنظمة "‪ "IFALL‬في السويد‪ ،‬ومنظمة " اسير معا " في بلغاريا‪،‬‬
‫وجمعية املستقبل الرقمي في إيطاليا‪ ،‬ومنظمة" الاخوة املغامرين" في استونيا‪ ،‬بالتعاون مع الشبكة الدولية للحقوق‬
‫والتنمية في تنظيم ورش عمل تفاعلية مختلفة من أجل رفع مستوى الوعي‪ ،‬بين مجموعة مختارة من قادة الشباب‬
‫ألاوروبي بخصوص التنمر وآثاره‪ ،‬وسيحمل املشروع اسم " ماذا يمكنني فعله؟ أوقفوا التنمر واتخذوا إلاجراءات الالزمة‬
‫«(إلامارات‪.)0207 ،‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬مسؤولية الاسرة لوقاية أبنائها من الجريمة القاتلة‪:‬‬


‫تقع على الاسرة في الدرجة ألاولى مسؤولية في مواجهة التنمر إلالكتروني‪ ،‬التي قد يتعرض له أبنائهم وهذا يكون‬
‫من خالل متابعتهم ومراقبة املواقع إلالكترونية التي يتصفحها ألاوالد واملحتويات التي يتعرضون لها‪ ،‬وماهية املادة التي‬
‫تقدمها تلك املواقع‪ ،‬مع تعزيز الحوار والثقة والاحترام مع ألابناء‪ ،‬وذلك من أجل تبليغ اسرتهم بكل املضايقات التي‬

‫‪89‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫تصلهم‪ ،‬مع ضرورة اتخاذ إلاجراءات الالزمة لحمايتهم وتخليصهم من الابتزاز‪ ،‬كما يمكن وضع قوانين أسرية يمكن لها‬
‫الحد من حدوث التنمر إلالكتروني‪ ،‬مصل عدم الحديث مع أشخاص مجهولين‪ ،‬عدم فتح أية رسالة من جهة مجهولة‪.‬‬

‫مع أهمية إبالغ أحد الوالدين في حال حدوث حاالت التنمر الالكتروني مهما كانت‪ ،‬وتحديد أوقات الستخدام‬
‫ً‬
‫ألاجهزة الالكترونية وبرامج التواصل الاجتماعي وال يكون ألامر مفتوحا على مصراعيه لألبناء‪ ،‬مع ضرورة إيجاد قناة‬
‫للتواصل مستمرة مع إدارة املدرسة في هذا الشأن ‪.33‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬مسؤولية وسائل الاعالم واملجتمع املدني‪:‬‬


‫لإلعالم واملجتمعات املدنية دور كبير في التوعية‪ ،‬والتثقيف وإقامة املحاضرات والندوات‪ ،‬لتوعية الافراد من‬
‫خطورة التنمر الالكتروني‪ ،‬كتعزيز الثقة بالنفس لدى الطفل‪ ،‬وتأمين برامج توعوية للحد من خطورة التنمر الالكتروني‪.‬‬

‫والعمل على نشر املادة التوعوية من التنمر إلالكتروني على مختلف وسائل ألاجهزة‪ ،‬املرئية منها واملسموعة‬
‫وكذلك املقروءة‪ ،‬وال يمنع من وضع مقررات دراسية في املناهج لألطفال حول أضرار التنمر الالكتروني والتعريف به‪.‬‬
‫ً‬
‫كما إن وسائل الاعالم تعد من الوسائل الفعالة واملؤثرة للتحذير من التنمر‪ ،‬للتخفيف منه سعيا الى القضاء‬
‫عليه‪ ،‬وخاصة إذا قامت بتلك الاعمال التوعوية والتثقيفية شخصيات محبوبة لدى ألاطفال‪ ،‬أو املراهقين والشباب‪،‬‬
‫فتستطيع بذلك التأثير عليهم وتحذيرهم من مخاطر التنمر الالكتروني‪ ،‬وما يسببه لآلخرين من اضرار مادية أو معنوية‬
‫وقد تكون قاتلة‪.‬‬

‫وكذلك الاجتماعات والندوات واملحاضرات التي تقوم بها تلك الفئات املثقفة والواعية في املجتمع املدني‪ ،‬من‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫خالل نشر رسائل وصور تحذيرية توضح ضرر اتنمر الالكتروني‪ ،‬وعقوبة املتنمر جنائيا ومدنيا للحد منه‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫بعد أن استعرضنا في بحثنا دراسة كاملة للتنمر إلالكتروني‪ ،‬من حيث تعريفه والوقوف على الوسائل املستخدمة‬
‫في أفعال التنمر إلالكتروني‪ ،‬والطرق والسبل التي تسعى إليها الجهود الدولية وإلاقليمية ملكافحة الجريمة الالكترونية‬
‫ومنها جريمة التنمر‪ ،‬وفى نهاية بحثنا نصل إلى جملة من النتائج والتوصيات‪:‬‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬النتائج‪:‬‬
‫ً ً‬
‫الانترنت وتقنية الاتصاالت أحدث تسارعا كبيرا أدى الى إحداث العديد من الجرائم التي تكون تارة باإللكترونية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وتارة أخرى باملعلوماتية‪.‬‬
‫ً‬
‫التنمر هو كل سلوك عدواني يحدث ضررا باآلخرين‪ ،‬القصد منه الحصول على منفعة مادية أو معنوية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تعتبر جريمة التنمر الالكتروني من الجرائم إلالكترونية‪ ،‬املستحدثة والتي تسمى بالقاتلة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تعددت وتنوعت وسائل التنمر إلالكتروني‪ ،‬منها املكاملات الهاتفية‪ ،‬الصور‪ ،‬ومقاطع الفيديو‪ ،‬مع تعدد أنواعه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫هناك العديد من الدول التي خلت تشريعاتها من قانون خاص بالجرائم إلالكترونية مثل مصر‪ ،‬مع وجود‬ ‫‪‬‬
‫بعض التشريعات مثل ليبيا الذي أصدرت قانون خاص بالجرائم إلالكترونية يشوبه النقد والكثير من املثالب‪.‬‬

‫‪90‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫يظهر خطورة التنمر الالكتروني في جسامة ألاثر الذي يخلفه على الشخص املتنمر عليه‪ ،‬املجنى عليه‪ ،‬التي قد‬ ‫‪‬‬
‫تصل إلى حد الانتحار‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬التوصيات‪:‬‬
‫نطالب مجلس النواب الليبي من خالل هذا املنبر العلمي‪ ،‬بضرورة سحب وإلغاء القانون الخاص بالجرائم‬ ‫‪‬‬
‫الالكترونية الصادر في ‪ 6‬سبتمبر ‪0207‬م‪.‬‬
‫نأمل من الجهة التشريعية في ليبيا عند اصدار قانون خاص بالجرائم الالكترونية ضرورة مناقشته من قبل‬ ‫‪‬‬
‫ُ‬
‫جهات الاختصاص‪ ،‬خاصة الجلة من املثقفين واملحاميين واملنظمات الحقوقية ومنظمات املجتمع املدني‪ ،‬ليظهره في‬
‫صورته الصحيحة التي يمكن تطبيقها على ارض الواقع‪.‬‬
‫ضرورة أن يقوم أولياء ألامور‪ ،‬وإدارة املدرسة باملراقبة املستمرة لألطفال واملراهقين‪ ،‬ومحاولة تنبيههم إلى‬ ‫‪‬‬
‫سلوك التنمر العدواني والذي يعود عليهم ولآلخرين بالضرر املباشر والغير مباشر‪.‬‬
‫كما يقع على وسائل الاعالم ومنظمات املجتمع املدني املسؤولية في ضرورة توعية وتثقيف مختلف شرائح‬ ‫‪‬‬
‫املجتمع‪ ،‬بالتنمر إلالكتروني‪ ،‬من خالل الدورات واملحاضرات املكثفة والداعية الى نبذ سلوك التنمر املس يء‪.‬‬
‫تشجيع ألاطفال وألاحداث على ضرورة التكلم في حال وقوع تنمر من الغير‪ ،‬وتوجيههم الى السلوك الصحيح‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫في حال كونهم متنمرين‪.‬‬
‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫ابن منظور‪ .)7226( .‬لسان العرب‪ ،‬بيروت ‪ :‬دار صادر‬ ‫‪)7‬‬
‫أبو العافية‪ ،‬فاتنة‪ .‬ما هو التنمر الالكتروني‪ ،‬عبر الرابط الالكتروني‪ ، www.mawdoo3.com :‬اخر زيارة‬ ‫‪)0‬‬
‫ً‬
‫للموقع‪ ،‬ألاربعاء‪0200/27/06:‬م‪ ،‬الساعة ‪ 72:32‬مساءا‪.‬‬
‫إلامارات‪ .)0207( .‬بمرسوم قانون اتحادي رقم ‪ 32‬في شأن مكافحة الشائعات والجرائم الالكترونية لدولة‬ ‫‪)3‬‬
‫الامارات العربية املتحدة‪.‬‬
‫انظر املوقع الالكتروني ‪ www.http//classic.austlii.au/au/journals/UniSAStuLawRW/2015/5pdf‬آخر‬ ‫‪)2‬‬
‫زيارة للموقع‪0200/27/09:‬م‪ ،‬الساعة الثامنة‪.‬‬
‫التنمر إلالكتروني‪ ،‬انتفاضة ضد الجريمة الرقمية بالدول العربية‪ ،‬على املوقع الالكتروني‪:‬‬ ‫‪)2‬‬
‫‪ www.almashhadalaraby.com/news‬آخر زيارة للموقع‪0200/27/09:‬م‪ ،‬الساعة العاشرة‪..‬‬
‫حاس ي‪ ،‬مليكة‪ ،‬وشرارة‪ ،‬حياة‪ .)0202( .‬بحث بعنوان‪ :‬التنمر الالكتروني‪ ،‬دراسة نظرية في الابعاد واملمارسات‬ ‫‪)6‬‬
‫‪،‬جامعة الشهيد حمه ألاخضر الوادي‪ ،‬مجلة الاعالم واملجتمع‪ ،‬املجلد ‪ ،2‬العدد ‪.61 ،7‬‬
‫حبيب‪ ،‬أمل عبد املنعم محمد عمر‪( .‬د‪.‬ت‪ .).‬فاعلية برنامج قائم على الاثراء النفس ي في تحسين الكفاءة‬ ‫‪)1‬‬
‫الاجتماعية وخفض سلوك التنمر املدرس ي لدى املتنمرين ذوي صعوبات التعلم باملرحلة الابتدائية‪ ،‬دراسة أجريت في‬
‫كلية التربية‪ ،‬جامعة بنها‪.7 ،‬‬

‫‪91‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫درويش‪ ،‬عمرو محمد محمد‪،‬والليثي‪ ،‬محمد أحمد حسن‪ .)0271( .‬بحث بعنوان‪ :‬فاعلية بيئة تعلم معرفي‬ ‫‪)9‬‬
‫‪/‬سلوكي قائمة على املفضالت الاجتماعية في تنمية استراتيجيات مواجهة التنمر الالكتروني لطالب املرحلة الثانوية‪،‬‬
‫مجلة العلوم التربوية‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬ج‪ ،7‬أكتوبر‪.022 ،‬‬
‫سايحي‪ ،‬سليمة‪( .‬د‪.‬ت‪ .)،‬بحث بعنوان‪ :‬التنمر املدرس ي‪ ،‬مفهومه‪ ،‬أسبابه‪ ،‬طرق عالجه‪ .‬مجلة التغيير الاجتماعي‪،‬‬ ‫‪)2‬‬
‫جامعة بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العد ‪.99 ،6‬‬
‫‪ )72‬شطبي‪ ،‬فاطمة الزهراء‪( .‬د‪.‬ت‪ .).‬بحث بعنوان‪ :‬واقع التنمر في املدرسة الجزائرية‪ ،‬مرحلة التعليم املتوسط"‬
‫دراسة ميدانية"‪ .‬مجلة دراسات نفسية‪ ،‬العدد ‪.12 ،77‬‬
‫‪ )77‬الشيخي‪ ،‬موس ى محمد‪ .‬ما هو التنمر الالكتروني‪ ،‬وسائلة وأساليب عالجه‪ .‬متاح على الرابط التالي‪www.net- :‬‬
‫ً‬
‫‪ ،educ.com‬آخر تاريخ لزيارة املوقع‪0200/27/01:‬م‪ ،‬الساعة‪ :‬الثامنة مساءا‪.‬‬
‫‪ )70‬الصبحين‪ ،‬على موس ى‪ ،‬والقضاة‪ ،‬محمد فرحان‪ .)0273( .‬سلوك التنمر عند ألاطفال واملراهقين‪ ،‬جامعة نايف‬
‫العربية للعلوم ألامنية‪ ،‬الرياض‪.72 ،‬‬
‫ً‬
‫‪ )73‬العراقي‪ ،‬املادة ‪/ 72‬ثالثا من قانون العقوبات‪ ،‬وينظر‪ :‬يزيدي‪ ،‬فائق‪ ،‬خبير قانوني " القذف على الفيسبوك‬
‫جريمة يعاقب عليها القانون " في ‪ ،0272 /20/77‬انظر املوقع الالكتروني‪www.pukmedia.com/AR :‬‬
‫‪ ، Direje.aspx?jimara=57147‬وينظر القاض ي أياد محسن ضمد‪ ،‬القذف والسب عبر مواقع التواصل الاجتماعي الفيس‬
‫ً‬
‫بوك‪ ،‬مجلس القضاء ألاعلى‪0276/26/32 ،‬م‪ ،‬آخر زيارة للموقع‪0200/27/09 ،‬م‪ ،‬الساعة ‪ 2:32‬مساءا‪ ،‬املوقع‬
‫الالكتروني‪www.hjc.iq/view.3371/ :‬‬
‫العراقي‪ ،‬قانون العقوبات‪ ،‬رقم ‪ 777‬لسنة ‪.7292‬م‪.‬‬ ‫‪)72‬‬
‫‪ )72‬عيناب لوك وآخرون‪0271 ،‬م‪ ،‬تنمية املسؤولية الشخصية والاجتماعية ومواجهة ظاهرة التنمر‪ ،‬وزارة التربية‬
‫والتعليم‪ ،‬وحدة تطوير مناخ الامن ومنع العنف‪ ،‬القدس‪.72 ،‬‬
‫‪ )76‬الفالح‪ ،‬خلود‪ ،‬مقال بعنوان‪ :‬العنف الالكتروني في ليبيا‪ ،‬كراهية ضد النساء‪ ،‬انظر املوقع الالكتروني‪:‬‬
‫‪ www.hunalibya.com/dammawashadda/gbv‬آخر زيارة للموقع‪0200/27/09:‬م‪ ،‬الساعة ‪.72:32:‬‬
‫‪ )71‬قاموس اللغة العربية املعاصر‪ ،‬املوقع الالكتروني‪ ،www:almaany.com :‬اخر زيارة للموقع‪،0200/27/02 ،‬‬
‫ً‬
‫الساعة‪ :‬التاسعة مساءا‪.‬‬
‫‪ )79‬مجيد‪ ،‬سحر فؤاد‪ .)0272( .‬الجرائم املستحدثة‪ ،‬دراسة معمقة ومقارنة في عدة جرائم‪ ،‬املركز العربي لنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬القاهرة ‪.732،‬‬
‫مقراني‪ ،‬مباركة‪ .)0279( .‬التنمر الالكتروني وعالقته بالقلق الاجتماعي‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪.32 ،‬‬ ‫‪)72‬‬
‫ً‬
‫‪ )02‬املكانين‪ ،‬عبد الفتاح‪ ،‬وآخرون‪ .)0279( .‬تقرير عن‪ :‬التنمر الالكتروني لدى عينة من الطلبة املضطربين سلوكيا‬
‫ً‬
‫وانفعاليا في مدينة الزرقاء‪ ،‬جامعة الهاشمية‪ ،‬ألاردن‪21،‬‬
‫‪ )07‬املوقع الالكتروني‪، https://ifex.org/ar/libya-cybercrime-law-threatens-to-restrict-free-expression :‬‬
‫آخر زيارة للموقع‪0200/27/09:‬م‪ ،‬الساعة‪ :‬العاشرة والنصف‬

‫‪92‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫املوقع الالكتروني‪ ،www.almaany.com :‬املصدر السابق‪ ،‬اخر زيارة للموقع‪0200/27/02 :‬م‪ ،‬الساعة ‪2:32‬‬ ‫‪)00‬‬
‫ً‬
‫مساءا‪.‬‬
‫ً‬
‫املوقع الالكتروني‪ www.new-educ.com :‬آخر موعد لزيارة املوقع‪0200/27/32 :‬م‪ ،‬الساعة السابعة مساءا‪.‬‬ ‫‪)03‬‬
‫‪ )02‬املوقع الالكتروني‪ ، www.joacademy.com:‬حول ما هو التنمر الالكتروني‪ .‬اخر زيارة ملوقع‪0200/27/02:‬م‪،‬‬
‫ً‬
‫الساعة‪ 72 :‬مساءا‪.‬‬
‫‪ . www.stopbullying.gov/resources/laws‬آخر زيارة‬ ‫‪ )02‬املوقع الرسمي للحكومة ألامريكية‪:‬‬
‫ً‬
‫للموقع‪0200/27/09:‬م‪ ،‬الساعة السابعة مساءا‪.‬‬
‫‪ )06‬النجار‪ ،‬سحر فؤاد مجيد‪ .)0202( .‬بحث بعنوان‪ :‬جريمة التنمر الالكتروني دراسة في القانون ألامريكي والعراقي‪،‬‬
‫املجلة الاكاديمية للبحث القانوني‪ ،‬املجلد ‪ ،77‬العدد‪.722 ،2‬‬
‫‪ )01‬النجار‪ ،‬سحر فؤاد مجيد‪ ،‬بحث بعنوان‪ :‬جريمة التنمر الالكتروني دراسة في القانون ألامريكي والعراقي‪ ،‬املرجع‬
‫السابق‪ ،‬ص‪.720‬‬
‫‪ )09‬النجار‪ ،‬سحر فؤاد مجيد‪ ،‬بحث بعنوان‪ :‬جريمة التنمر الالكتروني دراسة في القانون ألامريكي والعراقي‪ ،‬املرجع‬
‫السابق‪.723،‬‬
‫الهاجري‪ ،‬إياس بن سمير‪ .)0222( .‬تاريخ الانترنت في اململكة العربية السعودية‪.32 ،‬‬ ‫‪)02‬‬

‫‪93‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫إجراءات التحري الخاصة في الحد من الجرائم إلالكترونية في القانون الجزائري‬


‫د‪.‬يمينة زريكي‪ /‬جامعة سيدي بلعباس‪/‬الجزائر‬
‫‪Dr. Yamina Zeriki/ University of Sidi Bel Abbes/ Algeria‬‬

‫ملخص الدراسة‪:‬‬
‫نتيج ـ ــة النتش ـ ــار وس ـ ــائل التكنولوجي ـ ــة الحديث ـ ــة واس ـ ــتخدامها ف ـ ــي ش ـ ــتى املي ـ ــادين‪ ،‬ظه ـ ــرت س ـ ــلوكيات وتص ـ ــرفات ض ـ ــارة عرف ـ ــت‬
‫في الفقه القانوني بالجريمة إلالكترونية‪ ،‬وبالتالي ال يمكن مواجهتها والتصدي لها بالقواعد التقليدية‪.‬‬

‫وعل ـ ــى ه ـ ــذا ألاس ـ ــاس ح ـ ــاول املش ـ ــرع الجزائ ـ ــري ت ـ ــدارك ه ـ ــذا الف ـ ـراغ الق ـ ــانوني م ـ ــن خ ـ ــالل ت ـ ــوفير حماي ـ ــة موض ـ ــوعية إال أنه ـ ــا غي ـ ــر‬
‫كافي ـ ــة وإنم ـ ــا يج ـ ــب تعزيزه ـ ــا بقواع ـ ــد إجرائي ـ ــة خاص ـ ــة تض ـ ــمن ت ـ ــوفير حماي ـ ــة فعال ـ ــة م ـ ــن الناحي ـ ــة العملي ـ ــة وه ـ ــو م ـ ــا تض ـ ــمنه ف ـ ــي ق ـ ــانون‬
‫إلاجـ ـ ـراءات الجزائي ـ ــة رق ـ ــم‪00/26 :‬؛ فق ـ ــد خـ ـ ــول للضـ ـ ــبطية القض ـ ــائية ف ـ ــي مرحلـ ـ ــة البح ـ ــث والتح ـ ــري إجـ ـ ـراءات مس ـ ــتحدثة تسـ ـ ــاهم فـ ـ ــي‬
‫الكشف عن مرتكبي إلاجرام إلالكتروني‪.‬‬

‫الكلمات املفتاحية‪ :‬إلاج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرام إلالكتروني‪ ،‬الضبطية القضائية‪ ،‬ق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــانون إلاجراءات الجزائية‪.‬‬
‫‪résumé:‬‬
‫‪En raison de la diffusion de la technologie moderne et de son utilisation dans divers domaines, des comportements‬‬
‫‪préjudiciables et des comportements connus dans la jurisprudence sous le nom de cybercriminalité sont apparus et ne‬‬
‫‪peuvent donc pas être confrontés et traités par les règles traditionnelles.‬‬
‫‪Sur cette base, le législateur algérien a tenté de combler ce vide juridique en assurant une protection objective, mais‬‬
‫‪celle-ci n'est pas suffisante. Elle doit plutôt être renforcée par des règles procédurales particulières garantissant une protection‬‬
‫‪effective dans la pratique, ce qui est inscrit dans le code de procédure pénale. n° 22/06 ; Au stade de la recherche et de‬‬
‫‪l'enquête, la police judiciaire a été autorisée à mettre en place de nouvelles procédures contribuant à la détection des‬‬
‫‪cybercriminels.‬‬
‫‪Mots clés : cybercriminalité - saisie judiciaire - droit de procédure pénale.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تكم ـ ـ ــن طبيع ـ ـ ــة الج ـ ـ ـرائم املعلوماتي ـ ـ ــة عل ـ ـ ــى ّأنه ـ ـ ــا ظ ـ ـ ــاهرة مس ـ ـ ــتحدثة‪ ،‬وك ـ ـ ــان لزام ـ ـ ــا عل ـ ـ ــى املش ـ ـ ـ ّـرع تماش ـ ـ ــيا م ـ ـ ــع‬
‫ّ‬
‫تطورهـ ـ ـ ـ ــا اسـ ـ ـ ـ ــتحداث نصـ ـ ـ ـ ــوص قانونيـ ـ ـ ـ ــة تجـ ـ ـ ـ ـ ّـرم وتعاقـ ـ ـ ـ ــب علـ ـ ـ ـ ــى ألافعـ ـ ـ ـ ــال التـ ـ ـ ـ ــي تـ ـ ـ ـ ــدخل ضـ ـ ـ ـ ــمن إطـ ـ ـ ـ ــار الجريمـ ـ ـ ـ ــة‬
‫املعلوماتي ـ ــة‪ ،‬وك ـ ــذا ص ـ ــنع قواعـ ـ ــد قانونيـ ـ ــة إجرائيـ ـ ــة تسـ ـ ـ ّـهل عمـ ـ ــل أجهـ ـ ــزة البحـ ـ ــث والتحـ ـ ـ ّـري فـ ـ ــي املمارسـ ـ ــة العمليـ ـ ــة؛‬
‫ّ‬
‫أي الاهتمام الدولي والوطني املبكر لهاته الظاهرة‪.‬‬
‫ّ‬
‫لقـ ـ ــد تفطـ ـ ــن املشـ ـ ــرع الجزائـ ـ ــري الثغـ ـ ــرة القانونيـ ـ ــة التـ ـ ــي كانـ ـ ــت تسـ ـ ــود قـ ـ ــانون العقوبـ ـ ــات مـ ـ ــن خـ ـ ــالل تعديلـ ـ ــه‬
‫بموج ـ ــب الق ـ ــانون رق ـ ــم‪ 72/22 :‬باس ـ ــتحداث القس ـ ــم السـ ـ ـابع مك ـ ــرر ض ـ ــمن الفص ـ ــل الثال ـ ــث م ـ ــن الب ـ ــاب الث ـ ــاني م ـ ــن‬
‫الكتـ ـ ــاب الثالـ ـ ــث عنوانـ ـ ــه “املسـ ـ ــاس بأنظمـ ـ ــة املعالجـ ـ ــة آلاليـ ـ ــة للمعطيـ ـ ــات”‪ ،‬ويش ـ ـ ــمل املـ ـ ــواد م ـ ـ ــن (‪ 322‬مك ـ ـ ــرر) إل ـ ـ ــى‬
‫(‪ 322‬مك ـ ـ ــرر‪2002 ،14-02( )1‬م)‪ ،‬وك ـ ـ ــذلك تق ـ ـ ــررت عقوب ـ ـ ــات لالعت ـ ـ ــداء عل ـ ـ ــى أنظم ـ ـ ــة املعلوم ـ ـ ــات ف ـ ـ ــي ق ـ ـ ــانون حماي ـ ـ ــة‬

‫‪94‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫حق ـ ـ ـ ــوق املؤل ـ ـ ـ ــف رق ـ ـ ـ ــم ‪ ،)2001 ،04-01( 22/23 :‬كم ـ ـ ــا اسـ ـ ـ ــتوجبت ف ـ ـ ــي فحواه ـ ـ ــا إقـ ـ ـ ـرار عقوب ـ ـ ــات لالعتـ ـ ـ ــداء علـ ـ ـ ــى‬
‫أنظم ـ ــة املعلوم ـ ــات ف ـ ــي إط ـ ــار نف ـ ــس الق ـ ــانونين ( أمحم ـ ــدي بوزين ـ ــة‪0271 ،‬م)‪ ،‬ك ـ ــذلك إض ـ ــافة إل ـ ــى إلاجـ ـ ـراءات املتبع ـ ــة‬
‫فـ ـ ــي التحـ ـ ــري فـ ـ ــي مجـ ـ ــال الج ـ ـ ـرائم املعلوماتيـ ـ ــة؛ تـ ـ ــم اسـ ـ ــتحدث إج ـ ـ ـراءات تحـ ـ ــري خاصـ ـ ــة بموجـ ـ ــب املـ ـ ــادة ‪ 62‬مكـ ـ ــرر ‪2‬‬
‫م ـ ــن قـ ـ ــانون إلاج ـ ـ ـراءات الجزائيـ ـ ــة الجزائـ ـ ــري ومـ ـ ــا تالهـ ـ ــا مـ ـ ــن مـ ـ ــواد؛ وكـ ـ ـ ّـرس املشـ ـ ــرع الجزائـ ـ ــري مـ ـ ــن خـ ـ ــالل القـ ـ ــانون‬
‫رق ـ ــم‪ 22/22 :‬قواع ـ ــد تح ـ ــري وحج ـ ــز وتحقي ـ ــق خاص ـ ــة للوقاي ـ ــة م ـ ــن جـ ـ ـرائم املتص ـ ــلة بتكنولوجي ـ ــا إلاع ـ ــالم والاتص ـ ــال‬
‫ومكافحتها (‪0222 ،22-22‬م)‪.‬‬
‫وترجـ ـ ــع أهميـ ـ ــة الدراس ـ ـ ــة إلـ ـ ــى الانتش ـ ـ ــار الواسـ ـ ــع له ـ ـ ــذا النـ ـ ــوع مـ ـ ــن الج ـ ـ ـرائم سـ ـ ــواء عل ـ ـ ــى املسـ ـ ــتوى ال ـ ـ ــوطني أو‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫الـ ـ ــدولي‪ ،‬ومـ ـ ــا أصـ ـ ــبح يشـ ـ ــكل تهديـ ـ ــدا علـ ـ ــى ألامـ ـ ــن املعلومـ ـ ــاتي سـ ـ ــواء لألف ـ ـ ـراد أو الدولـ ـ ــة فـ ـ ــي حـ ـ ــد ذاتهـ ـ ــا‪ّ ،‬أمـ ـ ــا أهـ ـ ــداف‬
‫املتبع ـ ــة م ـ ــن الض ـ ــبطية القض ـ ــائية ف ـ ــي القض ـ ــاء عل ـ ــى الجريم ـ ــة‬ ‫البح ـ ــث فت ـ ــتلخص ف ـ ــي معرف ـ ــة خصوص ـ ــية إلاجـ ـ ـراءات ّ‬

‫إلالكترونية ومدى نجاعتها في توفير حماية فعالية من الناحية العملية‪.‬‬


‫ومن هنا إلاشكالية املطروحة‪:‬‬
‫كيف ساهمت القواعد إلاجرائية في الحد من الجرائم إلالكترونية؟ وما مدى فعاليتها؟‬
‫ولإلجابة تم تقسيم هذه الدراسة إلى محورين‪:‬‬

‫املحور ألاول‪ :‬املراقبة إلالكترونية كإجراء من إجراءات التحري‬ ‫‪-‬‬


‫املحور الثاني‪ :‬تقنية التسرب في كشف الجرائم إلالكترونية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ّ‬
‫التحري‪.‬‬ ‫املحور ّ‬
‫ألاول‪ :‬املراقبة إلالكترونية كإجراء من إجراءات‬
‫يعتبـ ـ ــر نظ ـ ـ ــام املراقبـ ـ ــة إلالكتروني ـ ـ ــة نظ ـ ـ ــام تقنـ ـ ــي حـ ـ ــديث ومبتكـ ـ ــر (مديح ـ ـ ــة ب ـ ـ ــن زك ـ ـ ــري ب ـ ـ ــن عل ـ ـ ــو‪ ،‬ونص ـ ـ ــيرة‬
‫ً‬
‫ش ـ ــيبان‪ ،0272 ،‬ص‪ ،)391 .‬أحـ ـ ــدث تطـ ـ ـ ّـورا فـ ـ ــي السياسـ ـ ــة الجنائي ـ ــة املعاص ـ ــرة‪ ،‬واعتمـ ـ ــاد القضـ ـ ــاء علـ ـ ــى الكثي ـ ــر م ـ ــن‬
‫وس ـ ــائل التكنولوجي ـ ــا ف ـ ــي مرحل ـ ــة التحقي ـ ــق القض ـ ــائي م ـ ــن أج ـ ــل الفص ـ ــل ف ـ ــي القض ـ ــايا الت ـ ــي تحت ـ ــاج وس ـ ــائل متط ـ ــورة‬
‫للوصول إلى الحقيقة (حوبة ‪0202 ،‬م‪ ،‬ص‪.)73 .‬‬
‫ّ‬
‫فق ـ ـ ــد نظ ـ ـ ــم املش ـ ـ ـ ّـرع الجزائ ـ ـ ــري ف ـ ـ ــي ق ـ ـ ــانون إلاجـ ـ ـ ـراءات الجزائي ـ ـ ــة ال ـ ـ ــذي يس ـ ـ ــعى إل ـ ـ ــى الكش ـ ـ ــف عـ ـ ـ ـن حقيق ـ ـ ــة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الجريم ـ ـ ـ ــة ومرتكبيه ـ ـ ـ ــا بوص ـ ـ ـ ــول املحقق ـ ـ ـ ــين ورج ـ ـ ـ ــال القض ـ ـ ـ ــاء إل ـ ـ ـ ــى املعلوم ـ ـ ـ ــات املتعلق ـ ـ ـ ــة بالوق ـ ـ ـ ــائع الجرمي ـ ـ ـ ــة وأدلته ـ ـ ـ ــا‬
‫وألاش ـ ـ ـ ــخاص املنتمـ ـ ـ ــين إليه ـ ـ ـ ــا (رواب ـ ـ ـ ــح‪0202 ،‬م‪ ،‬ص‪ ،)20 .‬وكـ ـ ـ ـ ــذا ق ـ ـ ـ ــانون مكافح ـ ـ ـ ــة الج ـ ـ ـ ـ ـرائم تكنولوجي ـ ـ ـ ــا إلاعـ ـ ـ ـ ــالم‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫والاتصـ ـ ـ ــال إج ـ ـ ـ ـراء مراقبـ ـ ـ ــة املراسـ ـ ـ ــالت والاتصـ ـ ـ ــاالت إلالكترونيـ ـ ـ ــة عبـ ـ ـ ــر شـ ـ ـ ــبكات إلانترنـ ـ ـ ــت ووسـ ـ ـ ــائل الاتصـ ـ ـ ــال عبـ ـ ـ ــر‬
‫ألاقمـ ـ ـ ــار الصـ ـ ـ ــناعية كأسـ ـ ـ ــلوب للتحـ ـ ـ ـ ّـري والتحقيـ ـ ـ ــق فـ ـ ـ ــي بعـ ـ ـ ــض الج ـ ـ ـ ـرائم الخطيـ ـ ـ ــرة‪ ،‬علـ ـ ـ ــى سـ ـ ـ ــبيل املثـ ـ ـ ــال ‪ :‬جريمـ ـ ـ ــة‬
‫إلاره ـ ـ ــاب؛ والجريم ـ ـ ــة املنظم ـ ـ ــة؛ واملخ ـ ـ ـ ّـدرات؛ والفس ـ ـ ــاد؛ وتبي ـ ـ ــيض ألام ـ ـ ــوال‪ ،‬وك ـ ـ ــذا الج ـ ـ ـرائم املعلوماتي ـ ـ ــة الت ـ ـ ــي ّتتخ ـ ـ ــذ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫املنظومـ ـ ـ ــة املعلوماتي ـ ـ ـ ــة وشـ ـ ـ ــبكات التواصـ ـ ـ ـ ــل وسـ ـ ـ ـ ــيلة إجراميـ ـ ـ ـ ــة أو هـ ـ ـ ـ ــدفا إجراميـ ـ ـ ـ ــا (روابـ ـ ـ ـ ــح‪ ،0202 ،‬ص‪ .)27 .‬ف ـ ـ ـ ــي‬
‫ـتمم لقـ ـ ــانون إلاج ـ ـ ـراءات الجزائيـ ـ ــة اسـ ـ ــتخدام آليـ ـ ــات‬ ‫القـ ـ ــانون رقـ ـ ــم‪ 00-26 :‬املـ ـ ــؤرخ ف ـ ــي‪0226/70/02 :‬م املعـ ـ ـ ّـدل واملـ ـ ـ ّ‬

‫‪95‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫وأس ـ ـ ـ ــاليب جدي ـ ـ ـ ــدة للبح ـ ـ ـ ــث والتح ـ ـ ـ ـ ّـري ع ـ ـ ـ ــن ه ـ ـ ـ ــذه الجـ ـ ـ ـرائم (الق ـ ـ ـ ــانون رق ـ ـ ـ ــم‪0226 ،00-26 :‬م) وح ـ ـ ـ ـ ّ‬
‫ـدد املش ـ ـ ـ ــرع ف ـ ـ ـ ــي‬
‫تطبيقها جملة من الشروط وإلاجراءات القانونية التنظيمية (زوزو‪ ،0272 ،‬ص‪.)223 .‬‬

‫وتج ـ ـ ـ ــدر إلاش ـ ـ ـ ــارة هن ـ ـ ـ ــا إل ـ ـ ـ ــى دراس ـ ـ ـ ــة املراقب ـ ـ ـ ــة إلالكتروني ـ ـ ـ ــة ك ـ ـ ـ ــإجراء م ـ ـ ـ ــن إجـ ـ ـ ـ ـراءات التح ـ ـ ـ ـ ّـري‪ ،‬م ـ ـ ـ ــن خ ـ ـ ـ ــالل‬
‫اسـ ـ ـ ـ ــتعراض تقنيـ ـ ـ ـ ــة التحـ ـ ـ ـ ـ ّـري كآليـ ـ ـ ـ ــة الكالسـ ـ ـ ـ ــيكية فـ ـ ـ ـ ــي كشـ ـ ـ ـ ــف الجريمـ ـ ـ ـ ــة املعلوماتيـ ـ ـ ـ ــة وهـ ـ ـ ـ ــذا فـ ـ ـ ـ ــي املطلـ ـ ـ ـ ــب ّ‬
‫ألاول؛‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التحري وجمع ألادلة في املطلب الثاني‪.‬‬ ‫والوسائل املناط استخدامها في أداء‬

‫ّ‬
‫التحري كآلية الكالسيكية في كشف الجريمة املعلوماتية‬ ‫املطلب ّ‬
‫ألاول‪ :‬تقنية‬

‫وض ـ ـ ـ ــع املش ـ ـ ـ ـ ّـرع الجزائ ـ ـ ـ ــري أس ـ ـ ـ ــاليب أو وس ـ ـ ـ ــائل التح ـ ـ ـ ـ ّـري ّ‬
‫العام ـ ـ ـ ــة والخاص ـ ـ ـ ــة ف ـ ـ ـ ــي التع ـ ـ ـ ــديالت م ـ ـ ـ ــن ق ـ ـ ـ ــانون‬
‫إلاج ـ ـ ـراءات الجزائي ـ ـ ــة رق ـ ـ ــم‪20-72 :‬؛ فاألس ـ ـ ــاليب ّ‬
‫العام ـ ـ ــة ه ـ ـ ــي ألاس ـ ـ ــاليب التقليدي ـ ـ ــة للبح ـ ـ ــث والتح ـ ـ ـ ّـري م ـ ـ ــن املعاين ـ ـ ــة؛‬
‫والضـ ـ ــبط؛ والتفت ـ ـ ــيش؛ واملراقب ـ ـ ــة؛ والخب ـ ـ ــرة‪ّ ،‬‬
‫وأم ـ ـ ــا ألاس ـ ـ ــاليب الخاصـ ـ ــة؛ ف ـ ـ ــيمكن تص ـ ـ ــنيفها إلـ ـ ــى ث ـ ــالث أش ـ ــكال‪ ،‬هـ ـ ــي‪:‬‬
‫املراقبـ ـ ـ ــة؛ اعت ـ ـ ـ ـ ـراض املراسـ ـ ـ ـ ــالت وألاصـ ـ ـ ـ ــوات والتقـ ـ ـ ـ ــاط الصـ ـ ـ ـ ــور (خرش ـ ـ ـ ـ ـ ي‪ ،‬وعمـ ـ ـ ـ ــارة ‪0202 ،‬م‪ ،‬ص ‪ )920‬التسـ ـ ـ ـ ـ ّـرب‬
‫(غزالي‪0202 ،‬م‪ ،‬ص‪.)212.‬‬
‫ّ‬
‫فإنـ ـ ــه يسـ ـ ــتلزم علـ ـ ــى املحقـ ـ ــق ّ‬
‫تقيـ ـ ــد بقـ ـ ــوانين وتشـ ـ ــريعات ولـ ـ ــوائح‬ ‫عنـ ـ ــد الشـ ـ ــروع فـ ـ ــي تحقيـ ـ ــق فـ ـ ــي جريمـ ـ ــة مـ ـ ــا؛‬
‫فني ـ ـ ــة تحق ـ ـ ـ ّـق الش ـ ـ ــرعية‪ ،‬وس ـ ـ ـهولة الوص ـ ـ ــول إل ـ ـ ــى الج ـ ـ ــاني أو املش ـ ـ ــتبه ب ـ ـ ــه‪ ،‬وللج ـ ـ ـرائم املعلوماتي ـ ـ ــة‬ ‫مفس ـ ـ ــرة وقواع ـ ـ ــد ّ‬
‫ّ‬
‫املميز لها (عثماني‪0279 ،‬م‪ ،‬ص‪.)22 .‬‬ ‫طابعها الخاص ّ‬
‫ً‬
‫فمراقب ـ ــة إلالكترونيـ ـ ــة تعتب ـ ــر مـ ـ ــن أهـ ـ ـ ّـم مص ـ ــادر التحـ ـ ـ ّـري الت ـ ــي غالبـ ـ ــا مـ ـ ــا يس ـ ــتعان بهـ ـ ــا ف ـ ــي البحـ ـ ــث والتقص ـ ّـ ـ ي‬
‫ً‬
‫الحق ـ ـ ــائق ع ـ ـ ــن الج ـ ـ ـرائم املرتكب ـ ـ ــة س ـ ـ ــواءا كان ـ ـ ــت تقليدي ـ ـ ــة أو مس ـ ـ ــتحدثة ك ـ ـ ــ‪" :‬ج ـ ـ ـرائم إلانترن ـ ــت"؛ فهـ ـ ــي هم ـ ـ ــزة وصـ ـ ــل‬
‫بينه ـ ــا وب ـ ــين أعم ـ ــال رج ـ ــال البح ـ ــث والتح ـ ـ ّـري‪ ،‬وتعتب ـ ــر أس ـ ــرع درب ف ـ ــي كش ـ ــف الج ـ ـرائم املعلوماتي ـ ــة‪ ،‬له ـ ــذا تس ـ ـ ّـمى بـ ـ ـ ‪" :‬‬
‫املراقبـ ــة إلالكتروني ـ ــة "‪ .‬فعملي ـ ــة املراقب ـ ــة ه ـ ــي عمـ ــل أمن ـ ــي أساس ـ ـ ي ل ـ ــه نظ ـ ــام معلوم ـ ــات‪ ،‬يق ـ ــوم ب ـ ــه املراق ـ ــب بمراقب ـ ــة‬
‫محدد وتحرير تقارير بالنتيجة (مرنيز ‪0276 ،‬م‪ ،‬ص ص‪ 723 .‬و‪.)726‬‬ ‫املراقب بالوسائل لتحقيق غرض ّ‬

‫ويكم ـ ــن عم ـ ــل م ـ ــأمور الض ـ ــبط القض ـ ــائي ف ـ ــي إلزاميت ـ ــه بالقي ـ ــام بالبح ـ ــث ع ـ ــن الجـ ـ ـرائم ومرتكبيه ـ ــا عب ـ ــر ش ـ ــبكة‬
‫إلانترن ـ ــت‪ ،‬حس ـ ــب م ـ ــا يق ـ ـ ّـره الق ـ ــانون‪ ،‬أو م ـ ــا يثن ـ ــي علي ـ ــه الق ـ ــانون بأس ـ ــاليب التح ـ ـ ّـري الخاص ـ ــة‪ ،‬والت ـ ــي ه ـ ــي جمل ـ ــة م ـ ــن‬
‫إلاج ـ ـ ـراءات التـ ـ ــي يقـ ـ ــوم بهـ ـ ــا املتحـ ـ ـ ّـري عبـ ـ ــر شـ ـ ــبكة إلانترنـ ـ ــت بواسـ ـ ــطة التغطيـ ـ ــة إلالكترونيـ ـ ــة الرقميـ ـ ــة‪ ،‬وعلـ ـ ــى أجهـ ـ ــزة‬
‫الحاس ـ ـ ــب آلال ـ ـ ــي‪ ،‬وذل ـ ـ ــك للحص ـ ـ ــول عل ـ ـ ــى بيان ـ ـ ــات ومعلوم ـ ـ ــات تعريفي ـ ـ ــة أو توض ـ ـ ــيحية ع ـ ـ ــن ألاش ـ ـ ــخاص أو ألام ـ ـ ــاكن أو‬
‫ّ‬
‫ألاشـ ـ ــياء حسـ ـ ــب طبيعتهـ ـ ــا لضـ ـ ــبط ج ـ ـ ـرائم إلانترنـ ـ ــت؛ فهـ ـ ــي وسـ ـ ــيلة لجمـ ـ ــع املعلومـ ـ ــات وألادل ـ ـ ــة (مرنيـ ـ ــز‪ ،0276 ،‬ص‪.‬‬
‫‪)723‬‬
‫وعل ـ ـ ــى ه ـ ـ ــذا ألاس ـ ـ ــاس‪ ،‬وف ـ ـ ــي مج ـ ـ ــال املكافح ـ ـ ــة إلاجرائي ـ ـ ــة للجريم ـ ـ ــة املعلوماتي ـ ـ ــة‪ ،‬ينبغ ـ ـ ــي التط ـ ـ ـ ّـرق إل ـ ـ ــى ال ـ ـ ــدور‬
‫ـفة ّ‬
‫عام ـ ـ ــة‬ ‫ال ـ ـ ــذي تلعب ـ ـ ــه الش ـ ـ ــرطة القض ـ ـ ــائية ك ـ ـ ــأداة رئيس ـ ـ ــية لص ـ ـ ــيانة أم ـ ـ ــن املجتم ـ ـ ــع وحمايت ـ ـ ــه م ـ ـ ــن الجـ ـ ـ ـرائم بص ـ ـ ـ ٍ‬
‫ّ‬
‫والجريمة املعلوماتية بصفة خاصة‪ ،‬وهنا يترتب إبراز إلاجراءات املمكنة على النحو التالي‪:‬‬

‫‪96‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫املاسة بأنظمة املعالجة آلالية للمعطيات‪.‬‬ ‫ّأو ًال‪ :‬معاينة مسرح جريمة ّ‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫ملكافحـ ـ ـ ــة الجريمـ ـ ـ ــة إلالكترونيـ ـ ـ ــة إجرائيـ ـ ـ ــا‪ ،‬يتـ ـ ـ ــأتى دراسـ ـ ـ ــة تعريفيـ ـ ـ ــة ملقصـ ـ ـ ــود " املعاينـ ـ ـ ــة "‪ ،‬واملقصـ ـ ـ ــود منهـ ـ ـ ــا‬
‫رؤيـ ـ ــة العـ ـ ــين ملكـ ـ ــان أو شـ ـ ــخص أو ش ـ ـ ـ يء إلثبـ ـ ــات حالتـ ـ ــه وضـ ـ ــبط كـ ـ ــل مـ ـ ــا يلـ ـ ــزم لكشـ ـ ــف الحقيقـ ـ ــة ومعاينـ ـ ــة مسـ ـ ــرح‬
‫ّ‬
‫الج ـ ـ ـ ـرائم املعلوماتيـ ـ ـ ــة (فـ ـ ـ ــالح‪ ،‬وآيـ ـ ـ ــت عبـ ـ ـ ــد املالـ ـ ـ ــك ‪0272 ،‬م‪ ،‬ص‪ )7621 .‬ويتطل ـ ـ ـ ــب ه ـ ـ ـ ــذا ألام ـ ـ ـ ــر انتق ـ ـ ـ ــال م ـ ـ ـ ــأمور‬
‫الض ـ ــبط القض ـ ــائي إل ـ ــى مك ـ ــان م ـ ــا ملباش ـ ــرتها ف ـ ــي إثب ـ ــات حالت ـ ــه وحالـ ـ ــة م ـ ــا ق ـ ــد يوجـ ـ ــد في ـ ــه م ـ ــن أش ـ ــخاص أو أش ـ ــياء‬
‫تفيد في إظهار الحقيقة للكشف عن الجريمة محل إلاجراء‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬تفتيش وضبط النظم املعلوماتية‬
‫والغ ـ ــرض مـ ـ ــن التفت ـ ــيش هـ ـ ــو البحـ ـ ــث أو ض ـ ــبط ألادلـ ـ ــة املاديـ ـ ــة للكش ـ ــف ع ـ ـ ــن حقيقـ ـ ــة الجريم ـ ـ ــة؛ فك ـ ـ ــل مـ ـ ــا‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يض ـ ـ ــبطه م ـ ـ ــأمور الض ـ ـ ــبط القض ـ ـ ــائي ج ـ ـ ـ ّـراء عملي ـ ـ ــة التفت ـ ـ ــيش م ـ ـ ــن أش ـ ـ ــياء متعلق ـ ـ ــة بالجريم ـ ـ ــة (فـ ـ ــالح‪ ،‬وآي ـ ـ ــت عب ـ ـ ــد‬
‫املالـ ـ ــك‪ ،0272 ،‬ص‪ )7621 .‬هـ ـ ــو ألاثـ ـ ــر املباشـ ـ ــر للتفتـ ـ ــيش؛ فـ ـ ــالتفتيش والضـ ـ ــبط يع ـ ـ ـ ّـد م ـ ـ ــن إج ـ ـ ـراءات التحقي ـ ـ ــق ف ـ ـ ــي‬
‫الجريمة املعلوماتية (أمحمدي بوزينة‪.)0271 ،‬‬
‫وه ـ ـ ــذا م ـ ـ ــا اس ـ ـ ــتهدفته املـ ـ ـ ــادة ‪ 22‬مـ ـ ـ ــن القـ ـ ـ ــانون رقـ ـ ـ ــم‪ 22/22 :‬املـ ـ ـ ــؤرخ فـ ـ ـ ــي‪ 2 :‬أوت ‪ 0222‬يتضـ ـ ـ ــمن القواعـ ـ ـ ــد‬
‫الخاصـ ـ ــة للوقايـ ـ ــة مـ ـ ــن الج ـ ـ ـرائم املتصـ ـ ــلة بتكنولوجيـ ـ ــا إلاعـ ـ ــالم والاتصـ ـ ــال ومكافحتهـ ـ ــا‪ ،‬التـ ـ ــي قـ ـ ــررت الفقـ ـ ــرة الثانيـ ـ ــة‬
‫منهـ ــا أنـ ــه‪ ” :‬فـ ــي حالـ ــة تـ ــوافر معلومـ ــات عـ ــن احتمـ ــال اعتـ ــداء علـ ــى منظومـ ــة معلوماتيـ ــة علـ ــى نحـ ــو يهـ ــدد النظـ ــام العـ ــام‬
‫أو ال ـ ـ ــدفاع ال ـ ـ ــوطني أو مؤسس ـ ـ ــات الدول ـ ـ ــة أو الاقتصـ ـ ــاد ال ـ ـ ــوطني" (امل ـ ـ ــادة ‪ 22‬فقـ ـ ــرة ‪ 20‬م ـ ـ ــن ق ـ ـ ــانون رقـ ـ ـ ــم‪،22-22 :‬‬
‫املرجع السابق‪ ،‬ص‪.)26 .‬‬
‫التحري وجمع ألادلة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬الوسائل املناط استخدامها في آداء‬
‫تامـ ـ ــة وإدراك لوسـ ـ ــائل وقـ ـ ــوع الجريمـ ـ ــة‪ ،‬وفـ ـ ــي ألاخي ـ ــر فـ ـ ــك‬ ‫ـتحق فيهـ ـ ــا معرفـ ـ ــة ّ‬‫فـ ـ ــالتحقيق فـ ـ ــي هـ ـ ــذا املجـ ـ ــال يسـ ـ ـ ّ‬
‫املحق ـ ــق عل ـ ــى مجموع ـ ــة م ـ ــن‬ ‫ش ـ ــيفرة‪ ،‬والوص ـ ــول املباش ـ ــر إل ـ ــى الج ـ ــاني‪ ،‬وعل ـ ــى ه ـ ــذه ألاس ـ ــاس ي ـ ـ ّـتم ه ـ ــذا ألام ـ ــر باعتم ـ ــاد ّ‬

‫إلامكانيات من بينها‪:‬‬
‫ً‬
‫ّأوال‪ :‬الوس ـ ـ ـ ــائل املادية‪:‬‬
‫وهـ ـ ــي إلامكانيـ ـ ــات التـ ـ ــي تسـ ـ ــتخدم ف ـ ـ ــي قاعديـ ـ ــة نظـ ـ ــم املعلومـ ـ ــات‪ ،‬تسـ ـ ــتخدم فـ ـ ــي تنفي ـ ـ ــذ إج ـ ـ ـراءات وأس ـ ـ ــاليب‬
‫والتحري والتي تثبت وقوع الجريمة وتساعد على تحديد شخصية مرتكبها ومن ّ‬
‫أهمها‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫التحقيق‬
‫برامج املحادثة؛ والب ـ ـ ـ ـ ــريد إلالكتروني‪ ،‬عناوين ‪.IP‬‬ ‫‪‬‬
‫البروكس ـ ـ ـ ـ ي‪ :‬برن ـ ـ ـ ــامج يعم ـ ـ ـ ــل كوس ـ ـ ـ ــيط ب ـ ـ ـ ــين الش ـ ـ ـ ــبكة ومس ـ ـ ـ ــتخدميها‪ ،‬بحي ـ ـ ـ ــث تض ـ ـ ـ ــمن الش ـ ـ ـ ــركات الكب ـ ـ ـ ــرى‬ ‫‪‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املقدمة لخدمة الاتصال بالشبكات قدرها إلدارة الشبكة وضمان ألامن وتوفير خدمات الذاكرة الجاهزة‪.‬‬
‫ـالتعرف علـ ـ ــى محـ ـ ــاوالت الاختـ ـ ـراق التـ ـ ــي تـ ـ ـ ّـتم مـ ـ ــع تقـ ـ ــديم بيـ ـ ــان‬ ‫بـ ـ ـرامج ّ‬
‫التتبـ ـ ــع‪ :‬حيـ ـ ــث تقـ ـ ــوم هـ ـ ــذه الب ـ ـ ـرامج بـ ـ ـ ّ‬ ‫‪‬‬
‫ش ـ ــامل بهـ ـ ــا إلـ ـ ــى املسـ ـ ــتخدم الـ ـ ــذي ت ـ ـ ـ ّـم اخت ـ ـ ـراق جهـ ـ ــازه‪ ،‬ويحتـ ـ ــوي هـ ـ ــذا البي ـ ـ ــان علـ ـ ــى اسـ ـ ــم الحـ ـ ــدث وتـ ـ ــاريخ حدوث ـ ـ ــه‬
‫وعنوان ‪.IP‬‬

‫‪97‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫ّ‬
‫نظـ ـ ــام كشـ ـ ــف الاخت ـ ـ ـراق ويرمـ ـ ــز ل ـ ـ ــه بـ ـ ـ ـ‪ ."IDS" :‬وه ـ ـ ــو برن ـ ـ ــامج يت ـ ـ ــولى مراقب ـ ـ ــة بع ـ ـ ــض العملي ـ ـ ــات الت ـ ـ ــي يج ـ ـ ــري‬ ‫‪‬‬
‫ً‬
‫حـ ـ ــدوثها علـ ـ ــى أجهـ ـ ــزة الحاسـ ـ ــبة إلالكترونيـ ـ ــة أو الشـ ـ ــبكة مـ ـ ــع تحليلهـ ـ ــا بحثـ ـ ــا عـ ـ ــن ّأيـ ـ ــة إشـ ـ ــارة قـ ـ ــد تـ ـ ـ ّـدل علـ ـ ــى وجـ ـ ــود‬
‫تهدد أمن الحاسبة إلالكترونية أو الشبكة‪.‬‬ ‫مشكلة قد ّ‬

‫أدوات ت ـ ـ ــدقيق ومراجع ـ ـ ــة العملي ـ ـ ــات الحاس ـ ـ ــوبية‪ ،‬وأدوات فحـ ـ ـ ــص ومراقب ـ ـ ــة الش ـ ـ ــبكات (عثم ـ ـ ــاني‪،0279 ،‬‬ ‫‪‬‬
‫ص‪.)22 .‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬الوس ـ ـ ــائل إلاجرائية‪.‬‬
‫واملتغيـ ـ ــرة والغيـ ـ ــر محـ ـ ـ ّـددة‬
‫ّ‬ ‫وهـ ـ ــي إج ـ ـ ـراءات بمجـ ـ ـ ّـرد اسـ ـ ــتعمالها يـ ـ ـ ّـتم تنفيـ ـ ــذ طـ ـ ــرق التحقيـ ـ ــق الثابتـ ـ ــة واملحـ ـ ـ ّـددة‬
‫وتحدد شخصية مرتكبها ومن بينها‪:‬‬ ‫التي تثبت وقوع الجريمة ّ‬

‫تم استخدامه للقيام بعملية الاختراق‪.‬‬ ‫تتبع أثر الجهاز الذي ّ‬ ‫ويتم عن طريق ّ‬ ‫اقتفاء ألاثر‪ّ :‬‬ ‫‪‬‬
‫ّ‬
‫الاسـ ـ ــتعانة بالـ ـ ــذكاء الاصـ ـ ــطناعي‪ ،‬واط ـ ـ ــالع عل ـ ـ ــى عملي ـ ـ ــات النظ ـ ـ ــام املعلوم ـ ـ ــاتي وأس ـ ـ ــلوب حمايت ـ ـ ــه‪ ،‬ومراقب ـ ـ ــة‬ ‫‪‬‬
‫ّ‬
‫الاتصاالت إلالكترونية (عثماني‪ ،0279 ،‬ص‪.)22.‬‬
‫تقنية برنامج كارنيوز‪ :‬تقنية ّ‬
‫طورتها إدارة املعلومات التابعة ملكتب التحقيقات الفيدرالي ‪.F.B.I‬‬ ‫‪‬‬
‫تقني ـ ـ ــة ّ‬
‫تعقـ ـ ـ ــب املواقـ ـ ـ ــع إلاباحيـ ـ ـ ــة أو مـ ـ ـ ــا يسـ ـ ـ ـ ّـمى ببرن ـ ـ ــامج " نوي ـ ـ ــد ش ـ ـ ــرطة إلانترن ـ ـ ــت"‪ :‬ويقص ـ ـ ــد ب ـ ـ ــه برن ـ ـ ــامج‬ ‫‪‬‬
‫ّ‬
‫يبح ـ ــث ع ـ ــن الص ـ ــور الجنس ـ ــية املخل ـ ــة عل ـ ــى أنظم ـ ــة الكمبي ـ ــوتر الت ـ ــي تعم ـ ــل ببـ ـ ـرامج تش ـ ــغيل "وين ـ ــدوز" ه ـ ــدفها تطهي ـ ــر‬
‫الشبكة من املواقع إلاباحية والجنسية (مرنيز ‪ 0276 ،‬ص‪.)722 .‬‬

‫ّ‬
‫التسرب في كشف الجرائم إلالكترونية‪.‬‬ ‫املحور الثاني‪ :‬تقنية‬
‫ّ‬
‫يع ـ ـ ـ ّـرف تقني ـ ـ ــة التس ـ ـ ـ ّـرب ف ـ ـ ــي إط ـ ـ ــار جريم ـ ـ ــة املعلوماتي ـ ـ ــة بأن ـ ـ ــه " التس ـ ـ ـ ّـرب الرقم ـ ـ ــي" ال ـ ـ ــذي ي ـ ـ ــتم ع ـ ـ ــن طريق ـ ـ ــه‬
‫ّ‬
‫متخفي ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬ ‫الـ ـ ـ ـ ـ ــدخول والولـ ـ ـ ـ ـ ــوج (بـ ـ ـ ـ ــن عـ ـ ـ ـ ــودة ‪ ،‬ون ـ ـ ـ ـ ــوار ‪0202 ،‬م‪ ،‬ص‪ )309 .‬إلـ ـ ـ ـ ـ ــى ألانظمـ ـ ـ ـ ـ ــة املعلوماتي ـ ـ ـ ـ ـ ــة بصـ ـ ـ ـ ـ ــورة‬
‫ً‬
‫مس ـ ــتخدما أس ـ ــماء وأوص ـ ــاف مس ـ ــتعارة أو وهمي ـ ــة ين ـ ــدس ع ـ ــن طريقه ـ ــا ف ـ ــي املجموع ـ ــات لرص ـ ــد ألاش ـ ــخاص املش ـ ــتبه‬
‫ف ـ ـ ـ ــيهم الرتك ـ ـ ـ ــابهم أو ش ـ ـ ـ ــروعهم ف ـ ـ ـ ــي ارتك ـ ـ ـ ــاب ج ـ ـ ـ ـرائم والتق ـ ـ ـ ــاط البيان ـ ـ ـ ــات الخاص ـ ـ ـ ــة به ـ ـ ـ ــم (حل ـ ـ ــيم‪ ،0207 ،‬ص‪.)033 .‬‬
‫ً ّ‬
‫ويقص ـ ــد ب ـ ــه أيض ـ ــا تس ـ ــلل معلوم ـ ــاتي يس ـ ــمح بال ـ ــدخول بطريق ـ ــة احتيالي ـ ــة مخادع ـ ــة ف ـ ــي منت ـ ــدى ح ـ ــوار أو عل ـ ــى املواق ـ ــع‬
‫(روابح‪ ،0202 ،‬ص‪.)73 .‬‬

‫وعلـ ـ ــى ضـ ـ ــوء هـ ـ ــذا املحـ ـ ــور‪ ،‬سـ ـ ــوف نتطـ ـ ـ ّـرق إلـ ـ ــى دراسـ ـ ــة تقنيـ ـ ــة التسـ ـ ـ ّـرب كآليـ ـ ــة مسـ ـ ــتحدثة فـ ـ ــي اسـ ـ ــتخالص‬
‫الجريم ـ ـ ــة املعلوماتي ـ ـ ــة ف ـ ـ ــي ظ ـ ـ ـ ّـل التش ـ ـ ــريع الجزائ ـ ـ ــري وه ـ ـ ــذا ف ـ ـ ــي املطل ـ ـ ــب ّ‬
‫ألاول؛ إلامكاني ـ ـ ــات الرامي ـ ـ ــة إل ـ ـ ــى اس ـ ـ ــتخدام‬
‫ّ‬
‫التسرب في املطلب الثاني‪.‬‬ ‫تقنية‬

‫التسرب كآلية مستحدثة في استخالص الجريمة املعلوماتية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫املطلب ّ‬


‫ألاول‪:‬‬
‫يعتب ـ ـ ــر ّ‬
‫التس ـ ـ ــرب إجـ ـ ـ ـراء ن ـ ـ ـ ّ‬
‫ـص علي ـ ـ ــه ق ـ ـ ــانون إلاجـ ـ ـ ـراءات الجزائي ـ ـ ــة بموج ـ ـ ــب امل ـ ـ ــواد ‪ 62‬مك ـ ـ ــرر ‪77‬؛ ‪ 62‬مك ـ ـ ــرر‬
‫‪70‬؛ ‪ 62‬مكرر ‪73‬؛ ‪ 62‬مكرر ‪72‬؛ ‪ 62‬مكرر ‪72‬؛ ‪ 62‬مكرر ‪76‬؛ ‪ 62‬مكرر ‪71‬؛ ‪ 62‬مكرر ‪.79‬‬

‫‪98‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫ـتم عمليـ ـ ـ ــة التسـ ـ ـ ـ ّـرب بقيـ ـ ـ ــام ضـ ـ ـ ــابط أو عـ ـ ـ ــون الشـ ـ ـ ــرطة القضـ ـ ـ ــائية تحـ ـ ـ ــت مسـ ـ ـ ــؤولية ضـ ـ ـ ــابط الشـ ـ ـ ــرطة‬ ‫وتـ ـ ـ ـ ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫القض ـ ـ ــائية املكل ـ ـ ــف بتنس ـ ـ ــيق العملي ـ ـ ــة بمراقب ـ ـ ــة ألاش ـ ـ ــخاص املش ـ ـ ــتبه ف ـ ـ ــي ارتك ـ ـ ــابهم جنح ـ ـ ــة أو جناي ـ ـ ــة وإيه ـ ـ ــامهم بأن ـ ـ ــه‬
‫هوي ـ ـ ــة‬‫فاع ـ ـ ــل معه ـ ـ ــم أو ش ـ ـ ــريك‪ ،‬كم ـ ـ ــا يس ـ ـ ــمح لع ـ ـ ــون أو ض ـ ـ ــابط الش ـ ـ ــرطة القض ـ ـ ــائية أن يس ـ ـ ــتعمل له ـ ـ ــذه العملي ـ ـ ــة ّ‬
‫ً‬
‫مس ـ ـ ــتعارة ويرتك ـ ـ ــب عن ـ ـ ــد الض ـ ـ ــرورة ألافع ـ ـ ــال الناص ـ ـ ــة ف ـ ـ ــي امل ـ ـ ــادة ‪ 62‬مك ـ ـ ــرر ‪ 72‬بقوله ـ ـ ــا ‪ " :‬يس ـ ـ ــمح القـ ـ ـ ـانون طبق ـ ـ ــا‬
‫هوي ـ ـ ــة مس ـ ـ ــتعارة‪،‬‬‫ألحك ـ ـ ــام امل ـ ـ ــادة ‪ 62‬مك ـ ـ ــرر ‪ 72‬لض ـ ـ ــابط أو لع ـ ـ ــون الش ـ ـ ــرطة القض ـ ـ ــائية أن يس ـ ـ ــتعمل له ـ ـ ــذا الغ ـ ـ ــرض ّ‬
‫وأن يرتك ـ ـ ــب عن ـ ـ ــد الضـ ـ ـ ــرورة ألاعم ـ ـ ــال التالي ـ ـ ــة ‪ :‬اقتنـ ـ ـ ــاء أو حي ـ ـ ــازة أو نق ـ ـ ــل أو تسـ ـ ـ ــليم أو إعط ـ ـ ــاء م ـ ـ ــواد أو أمـ ـ ـ ــوال أو‬
‫منتوج ـ ـ ــات أو وث ـ ـ ــائق أو معلوم ـ ـ ــات ّ‬
‫متحص ـ ـ ــل عليه ـ ـ ــا م ـ ـ ــن ارتك ـ ـ ــاب الج ـ ـ ـرائم أو املس ـ ـ ــتعملة ف ـ ـ ــي ارتكابه ـ ـ ــا‪ ،‬واس ـ ـ ــتعمال أو‬
‫وض ـ ــع تح ـ ــت تص ـ ـ ّـرف مرتكب ـ ــي الجـ ـ ـرائم الوس ـ ــائل ذات الط ـ ــابع الق ـ ــانوني أو امل ـ ــالي‪ ،‬وك ـ ــذا وس ـ ــائل النق ـ ــل والتخ ـ ــزين أو‬
‫ّ‬
‫إلايداع أو الحفظ أو الاتصال" (حليم‪ ،0207 ،‬ص‪.)033 .‬‬
‫يتوج ـ ــب ألام ـ ــر ف ـ ــي التح ـ ـ ّـري والتحقي ـ ــق ف ـ ــي الج ـ ـرائم املنص ـ ــوص عليه ـ ــا‬ ‫وي ـ ـ ّـتم اللج ـ ــوء إل ـ ــى ه ـ ــذه الكيفي ـ ــة عن ـ ــدما ّ‬
‫ً‬
‫حص ـ ـ ـرا فـ ـ ــي نـ ـ ــص املـ ـ ــادة ‪ 62‬مكـ ـ ــرر ‪ 22‬مـ ـ ــن قـ ـ ــانون إلاج ـ ـ ـراءات الجزائيـ ـ ــة علـ ـ ــى ّأنـ ـ ــه‪ ":‬إذا اقتضـ ـ ــت ضـ ـ ــرورات التحـ ـ ـ ّـري‬
‫فـ ـ ـ ــي الجريمـ ـ ـ ــة املتلـ ـ ـ ـ ّـبس بهـ ـ ـ ــا أو التحقيـ ـ ـ ــق الابت ـ ـ ــدائي فـ ـ ـ ــي ج ـ ـ ـ ـرائم املخـ ـ ـ ـ ّـدرات أو الجريم ـ ـ ــة املنظم ـ ـ ــة الع ـ ـ ــابرة للحـ ـ ـ ــدود‬
‫الوطني ـ ـ ـ ــة أو الجـ ـ ـ ـ ـرائم ّ‬
‫املاس ـ ـ ـ ــة بأنظم ـ ـ ـ ــة املعالج ـ ـ ـ ــة آلالي ـ ـ ـ ــة للمعطي ـ ـ ـ ــات أو جـ ـ ـ ـ ـرائم تبي ـ ـ ـ ــيض ألام ـ ـ ـ ــوال أو إلاره ـ ـ ـ ــاب أو‬
‫ّ‬
‫الجـ ـ ـ ـرائم املتعلق ـ ـ ــة بالتش ـ ـ ــريع الخ ـ ـ ــاص بالص ـ ـ ــرف‪ ،‬وك ـ ـ ــذا جـ ـ ـ ـرائم الفس ـ ـ ــاد‪ ،‬يج ـ ـ ــوز لوكي ـ ـ ــل الجمهوري ـ ـ ــة املخ ـ ـ ـ ّـتص أن‬
‫يأذن بما يأتي‪:‬‬
‫ّ‬
‫اعت ـ ـ ـراض املراسـ ـ ــالت (بوض ـ ـ ــياف ‪0279 ،‬م‪ ،‬ص‪ )367 .‬الت ـ ـ ــي ت ـ ـ ـ ّـتم ع ـ ـ ــن طري ـ ـ ــق وس ـ ـ ــائل الاتص ـ ـ ــال الس ـ ـ ــلكية‬ ‫‪‬‬
‫والالسلكية؛‬
‫ّ‬
‫وضـ ـ ـ ــع الترتيب ـ ـ ـ ــات التقني ـ ـ ـ ــة دون موافق ـ ـ ـ ــة املعني ـ ـ ـ ــين م ـ ـ ـ ــن أج ـ ـ ـ ــل التق ـ ـ ـ ــاط وتثبي ـ ـ ـ ــت وب ـ ـ ـ ــث وتس ـ ـ ـ ــجيل الك ـ ـ ـ ــالم‬ ‫‪‬‬
‫ـفة خاص ـ ـ ــة أو س ـ ـ ـ ّـرية م ـ ـ ــن ط ـ ـ ــرف ش ـ ـ ــخص أو ع ـ ـ ـ ّـدة أش ـ ـ ــخاص ف ـ ـ ــي أم ـ ـ ــاكن خاص ـ ـ ــة أو عمومي ـ ـ ــة أو‬ ‫املتف ـ ـ ـ ّـوه ب ـ ـ ــه بص ـ ـ ـ ٍ‬
‫عدة أشخاص يتواجدون في مكان خاص؛‬ ‫التقاط صور لشخص أو ّ‬

‫يس ـ ـ ــمح إلاذن املس ـ ـ ــلم بغ ـ ـ ــرض وض ـ ـ ــع الترتيب ـ ـ ــات التقني ـ ـ ــة بال ـ ـ ــدخول إل ـ ـ ــى املح ـ ـ ــالت الس ـ ـ ــكنية أو غيره ـ ـ ــا ول ـ ـ ــو‬ ‫‪‬‬
‫خـ ــارج املواعيـ ــد املحـ ـ ّـددة فـ ــي املـ ــادة ‪ 21‬مـ ــن هـ ــذا القـ ــانون وبغيـ ــر علـ ــم أو رضـ ــا ألاشـ ــخاص الـ ــذين لهـ ــم حـ ــق علـ ــى تلـ ــك‬
‫ألاماكن؛‬
‫تنفذ العمليات املأذون بها على هذا ألاساس تحت املراقبة املباشرة لوكيل الجمهورية ّ‬
‫املختص؛‬ ‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫ف ـ ـ ــي حال ـ ـ ــة ف ـ ـ ــتح تحقي ـ ـ ــق قض ـ ـ ــائي‪ ،‬ت ـ ـ ـ ّـتم العملي ـ ـ ــات امل ـ ـ ــذكورة بن ـ ـ ــاء عل ـ ـ ــى إذن م ـ ـ ــن قاض ـ ـ ـ ي التحقي ـ ـ ــق (زوزو‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ،0272‬ص‪ )270 .‬وتحت مراقبته املباشرة " (القانون رقم‪0221 ،00-26 :‬م‪ ،‬ص ‪.)32‬‬

‫ّ‬
‫التسرب‪.‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬إلامكانيات الرامية إلى استخدام تقنية‬

‫يعتبـ ـ ــر التسـ ـ ـ ّـرب بمثاب ـ ـ ــة إج ـ ـ ـراء جديـ ـ ــد وح ـ ـ ــديث للبحـ ـ ــث والتح ـ ـ ـ ّـري عـ ـ ــن الج ـ ـ ـرائم الخطي ـ ـ ــرة‪ ،‬وقـ ـ ــد اس ـ ـ ــتحدثه‬
‫املشـ ـ ـ ـ ّـرع الجزائـ ـ ـ ــري بعـ ـ ـ ــد تعديلـ ـ ـ ــه لقـ ـ ـ ــانون إلاج ـ ـ ـ ـراءات الجزائيـ ـ ـ ــة سـ ـ ـ ــنة ‪0226‬م و‪0221‬م‪ ،‬وه ـ ـ ــو اختصـ ـ ـ ــاص يمنح ـ ـ ــه‬

‫‪99‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫املش ـ ـ ّـرع ألع ـ ــوان وض ـ ـ ّـباط الش ـ ــرطة القض ـ ــائية بش ـ ــأن ج ـ ـرائم مح ـ ـ ّـددة ف ـ ــي الق ـ ــانون لتس ـ ــهيل عملي ـ ــة البح ـ ــث والتح ـ ـ ّـري‬
‫فيها (برابح‪ ،‬وبوبعاية‪ ،0207 ،‬ص‪.)029 .‬‬
‫ّ‬
‫والتقي ـ ـ ــد به ـ ـ ــا‬ ‫وط ـ ـ ــرح املش ـ ـ ـ ّـرع الجزائ ـ ـ ــري ه ـ ـ ــذه التقني ـ ـ ــة بجمل ـ ـ ــة ّ‬
‫مهم ـ ـ ــة م ـ ـ ــن الش ـ ـ ــروط الت ـ ـ ــي ف ـ ـ ــرض مراعاته ـ ـ ــا‬
‫ّ‬
‫إلضفاء صفة املشروعية على هذا إلاجراء‪ ،‬ومنها ما يتعلق بالجانب الشكلي وآلاخر بالجانب املوضوعي‪.‬‬
‫ً‬
‫ّ‬
‫التسرب‪.‬‬ ‫أ ّوال‪ :‬الشروط الشكلية إلجراء تقنية‬
‫ّ‬
‫وتتجل ـ ـ ـ ــى الش ـ ـ ـ ــروط الش ـ ـ ـ ــكلية إلجـ ـ ـ ـ ـراء تقني ـ ـ ـ ــة التس ـ ـ ـ ـ ّـرب ف ـ ـ ـ ــي تقري ـ ـ ـ ــر مح ـ ـ ـ ـ ّـرر م ـ ـ ـ ــن ط ـ ـ ـ ــرف ض ـ ـ ـ ــابط الش ـ ـ ـ ــرطة‬
‫القضائية؛ وصدور إذن قضائي بمباشرة العملية‪.‬‬
‫تحرير تقرير مسبق من طرف ضباط الشرطة القضائية‪:‬‬
‫يق ـ ــوم أع ـ ــوان وض ـ ــباط الشـ ــرطة القض ـ ــائية قبـ ــل مباشـ ــرة ف ـ ــي إج ـ ـراء تقني ـ ــة التس ـ ـ ّـرب بكتاب ـ ــة تقري ـ ــر إل ـ ــى وكي ـ ــل‬
‫ّ‬
‫واملتمم‪.‬‬ ‫الجمهورية املنصوص عليه في املادة ‪ 79‬من قانون إلاجراءات الجزائية ّ‬
‫املعدل‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫إذ ت ـ ـ ــنص املـ ـ ـ ــادة ‪ 62‬مكـ ـ ـ ــرر ‪ 73‬علـ ـ ـ ــى أنـ ـ ـ ــه‪ " :‬يحـ ـ ـ ـ ّـرر ضـ ـ ـ ــابط الشـ ـ ـ ــرطة القضـ ـ ـ ــائية املكلـ ـ ـ ــف بتنسـ ـ ـ ــيق عمليـ ـ ـ ــة‬
‫ً‬
‫التسـ ـ ـ ّـرب تقري ـ ـ ـرا يتض ـ ـ ـ ّـمن العناصـ ـ ــر الض ـ ـ ــرورية ملعاين ـ ــة الج ـ ـ ـرائم غي ـ ــر تلـ ـ ــك الت ـ ــي تع ـ ــرض للخط ـ ــر أم ـ ــن الض ـ ـ ــابط أو‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫املتسرب‪ ،‬وكذا ألاشخاص املسخرين طبقا للمادة ‪ 62‬مكرر ‪( "72‬شيخ‪ ،0279 ،‬ص ص‪ 22 .‬و‪.)22‬‬ ‫العون‬
‫صدور إذن قضائي بمباشرة العملية‪:‬‬ ‫أ‪.‬‬
‫تقتض ـ ـ ي امل ـ ــادة ‪ 62‬مك ـ ــرر ‪ 77‬م ـ ــن ق ـ ــانون إلاجـ ـ ـراءات الجزائي ـ ــة عل ـ ــى ّأن ـ ــه ‪" :‬عن ـ ــدما تقتضـ ـ ـ ي ض ـ ــرورة التح ـ ـ ّـري‬
‫أو التحقي ـ ـ ــق ف ـ ـ ــي إح ـ ـ ــدى الج ـ ـ ـرائم امل ـ ـ ــذكورة ف ـ ـ ــي امل ـ ـ ــادة ‪ 62‬مك ـ ـ ــرر ‪ ،22‬يج ـ ـ ــوز لوكي ـ ـ ــل الجمهوري ـ ـ ــة‪ ،‬أن ي ـ ـ ــأذن تح ـ ـ ــت‬
‫رقابتـ ـ ــه حسـ ـ ــب الحالـ ـ ــة بمباشـ ـ ــرة عمليـ ـ ــة التسـ ـ ـ ّـرب ضـ ـ ــمن الشـ ـ ــروط ّ‬
‫املبينـ ـ ــة فـ ـ ــي املـ ـ ــواد"‪ ،‬ويكـ ـ ــون صـ ـ ــدور إلاذن مـ ـ ــن‬
‫قب ـ ـ ــل وكي ـ ـ ــل الجمهوري ـ ـ ــة أو قاض ـ ـ ـ ي التحقي ـ ـ ــق ف ـ ـ ــي مرحل ـ ـ ــة التحقي ـ ـ ــق القض ـ ـ ــائي(قادري‪0207 ،‬م‪ ،‬ص‪)622 .‬؛ حس ـ ـ ــب‬
‫اس ـ ـ ـ ــتقراء امل ـ ـ ـ ــادة ‪ 62‬مكـ ـ ـ ـ ــرر ‪( 77‬ب ـ ـ ـ ـرابح‪ ،‬وبوبعاي ـ ـ ـ ــة‪ ،0207 ،‬ص‪ ،)021 .‬والبيانـ ـ ـ ــات الواج ـ ـ ـ ــب توافرهـ ـ ـ ــا فـ ـ ـ ــي إلاذن‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وه ـ ـ ــذا مـ ـ ــا تعكسـ ـ ــه امل ـ ـ ــادة ‪ 62‬مك ـ ـ ــرر ‪ 72‬بقوله ـ ـ ــا ‪ " :‬يج ـ ـ ــب أن يك ـ ـ ــون عملي ـ ـ ــة التس ـ ـ ـ ّـرب مكتوب ـ ـ ــا‪ ،‬تطبيق ـ ـ ــا للم ـ ـ ــادة ‪62‬‬
‫ً‬
‫مكرر ‪ ، 77‬مكتوبا ‪( "...‬شيخ ‪ ،0279 ،‬ص ص‪ 26 .‬و‪.)21‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫التسرب‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الشروط املوضوعية إلجراء عملية‬
‫أض ـ ــاف املش ـ ـ ّـرع عل ـ ــى الش ـ ــروط الش ـ ــكلية‪ ،‬ض ـ ــرورة ت ـ ــوافر ش ـ ــروط املوض ـ ــوعية عن ـ ــد ممارس ـ ــة ه ـ ــذه التقني ـ ــة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التسرب‪.‬‬ ‫التسرب؛ أي إلاشارة إلى دواعي العملية‪ ،‬وسرية عملية‬ ‫املتمثلة في وجود دوافع اللجوء إلى تقنية‬
‫التسرب‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫دواعي اللجوء إلى تقنية‬ ‫أ‪.‬‬
‫ـتم التط ـ ـ ـ ّـرق إل ـ ـ ــى تقني ـ ـ ــة إجرائي ـ ـ ــة للتس ـ ـ ـ ّـرب بمج ـ ـ ـ ّـرد وق ـ ـ ــوع إح ـ ـ ــدى الجـ ـ ـ ـرائم املح ـ ـ ـ ّ‬
‫ـددة ف ـ ـ ــي التقن ـ ـ ــين لتبري ـ ـ ــر‬ ‫يـــ ّ‬
‫التحري أو التحقيق "‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫أقرته املادة ‪ 62‬مكرر ‪ 77‬في حكمها‪" :‬عندما تقتض ي ضرورات‬ ‫العملية‪ ،‬وهذا ما ّ‬
‫ّ‬
‫التسرب‪:‬‬ ‫سرية عملية‬ ‫ب‪.‬‬
‫ّ‬
‫س ـ ــرية عملي ـ ــة التس ـ ـ ّـرب يتوق ـ ــف ف ـ ــي الس ـ ــير الحس ـ ــن له ـ ــا‪ ،‬وه ـ ــو اتخ ـ ــاذ لع ـ ــون أو ض ـ ــابط الش ـ ــرطة القض ـ ــائية‬
‫ً‬ ‫فـ ـ ــي اسـ ـ ــتعمال ّ‬
‫هويـ ـ ــة مسـ ـ ــتعارة‪ ،‬وهـ ـ ــذا وفقـ ـ ــا للمـ ـ ــادة ‪ 62‬مكـ ـ ــرر ‪ 76‬مـ ـ ــن قـ ـ ــانون إلاج ـ ـ ـراءات الجزائيـ ـ ــة‪ ،‬كمـ ـ ــا أضـ ـ ــاف‬

‫‪100‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫ّ‬
‫بموج ـ ــب امل ـ ــادة ‪ 62‬مك ـ ــرر ‪ 79‬أن ـ ــه‪ " :‬يج ـ ــوز س ـ ــماع ض ـ ــابط الش ـ ــرطة القض ـ ــائية ال ـ ــذي تج ـ ــري عملي ـ ــة التس ـ ـ ّـرب تح ـ ــت‬
‫ً‬
‫مسؤوليته دون سواه‪ ،‬بوصفه شاهدا عن العملية " (شيخ‪ ،0279 ،‬ص ص‪ 22 .‬و‪.)72‬‬
‫التسرب‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ج‪ .‬الجرائم إلالكترونية املقصودة بعملية‬
‫وجرمه ـ ـ ـ ــا املش ـ ـ ـ ـ ّـرع الجزائ ـ ـ ـ ــري بموج ـ ـ ـ ــب امل ـ ـ ـ ــادة ‪ 62‬مك ـ ـ ـ ــرر ‪ 22‬م ـ ـ ـ ــن الق ـ ـ ـ ــانون رق ـ ـ ـ ــم‪ 00-26 :‬املع ـ ـ ـ ـ ّـدل وامل ـ ـ ـ ـ ّ‬
‫ـتمم‬ ‫ّ‬
‫لقانون إلاجراءات الجزائية‪ ،‬والتي حصرها في سبع (‪ )21‬جرائم‪ ،‬هي (يامة‪0272 ،‬م‪ ،‬ص‪:)727 .‬‬
‫جرائم إلاره ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاب (مقالتي‪ ،‬ومشري‪0207 ،‬م‪ ،‬ص‪)222 .‬؛‬ ‫‪‬‬
‫جرائم املخ ـ ـ ـ ـ ّـدرات؛‬ ‫‪‬‬
‫جرائم تبييض ألام ـ ـ ـ ــوال؛‬ ‫‪‬‬
‫جرائم الفس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاد؛‬ ‫‪‬‬
‫املاسة بأنظمة املعالجة آلالية للمعطيات؛‬ ‫جرائم ّ‬ ‫‪‬‬
‫ّ‬
‫جرائم املتعلقة بالتشريع الخاص بالصرف (عنتر‪0271 ،‬م‪ ،‬ص‪)12 .‬‬ ‫‪‬‬
‫جـ ـ ـ ـ ـرائم املنظم ـ ـ ـ ــة الع ـ ـ ـ ــابرة للح ـ ـ ـ ــدود الدولي ـ ـ ـ ــة (بوض ـ ـ ـ ــياف‪ ،0279 ،‬ص‪ )322 .‬والوطني ـ ـ ـ ــة (ش ـ ـ ـ ــيخ‪،0279 ،‬‬ ‫‪‬‬
‫ص ص‪ 77 .‬و‪.)70‬‬
‫ً‬
‫ووفق ـ ـ ــا ل ـ ـ ــنص امل ـ ـ ــادة ‪ 62‬مك ـ ـ ــرر ‪ 72‬فق ـ ـ ــرة الثالث ـ ـ ــة‪ ،‬ال يمك ـ ـ ــن أن تتج ـ ـ ــاوز م ـ ـ ـ ّـدة عملي ـ ـ ــة التس ـ ـ ـ ّـرب أربع ـ ـ ــة (‪)22‬‬
‫أش ـ ــهر‪ ،‬ويمكـ ـ ــن أن تتجـ ـ ـ ّـدد العمليـ ـ ــة حسـ ـ ــب مقتضـ ـ ــيات التحـ ـ ـ ّـري والتحقيـ ـ ــق ضـ ـ ــمن الشـ ـ ــروط الشـ ـ ــكلية‪ ،‬بتـ ـ ــرخيص‬
‫من القاض ي (يامة‪ ،0272 ،‬ص‪.)720 .‬‬
‫كم ـ ــا ال نس ـ ــتغني ع ـ ــن آلي ـ ــات البح ـ ــث والتح ـ ـ ّـري ع ـ ــن الجـ ـ ـرائم إلالكتروني ـ ــة ف ـ ــي بل ـ ــد الجزائ ـ ــر‪ ،‬الت ـ ــي تعتب ـ ــر آلي ـ ــة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مهم ـ ـ ــة متمثل ـ ـ ــة ف ـ ـ ــي الض ـ ـ ــبطية القض ـ ـ ــائية؛ أي ص ـ ـ ــاحبة الاختص ـ ـ ــاص ألاصـ ـ ــيل ف ـ ـ ــي كـ ـ ــل أشـ ـ ــكال الج ـ ـ ـرائم بمـ ـ ــا فيهـ ـ ــا‬
‫ّ‬
‫الجـ ـ ـ ـ ـرائم إلالكتروني ـ ـ ـ ــة‪ ،‬وين ـ ـ ـ ــدرج اختصاص ـ ـ ـ ــها عل ـ ـ ـ ــى مس ـ ـ ـ ــتوى أجه ـ ـ ـ ــزة مكلف ـ ـ ـ ــة بالبح ـ ـ ـ ــث والتح ـ ـ ـ ـ ّـري ع ـ ـ ـ ــن الجـ ـ ـ ـ ـرائم‬
‫إلالكترونية‪ ،‬من بينها‪:‬‬
‫جه ـ ـ ــاز الش ـ ـ ــرطة املديري ـ ـ ــة العام ـ ـ ــة لألم ـ ـ ــن ال ـ ـ ــوطني ‪ :‬مخب ـ ـ ــر مرك ـ ـ ــزي بمرك ـ ـ ــز الش ـ ـ ــرطة ب ـ ـ ـ ـ ‪" :‬ش ـ ـ ــاطوناف"‬ ‫‪-‬‬
‫ب ـ ـ ـ ــالجزائر العاص ـ ـ ـ ــمة‪ ،‬وف ـ ـ ـ ــروع جهوي ـ ـ ـ ــة بك ـ ـ ـ ــل م ـ ـ ـ ــن ‪ :‬قس ـ ـ ـ ــنطينة؛ ووه ـ ـ ـ ـران؛ وبش ـ ـ ـ ــار؛ وورقل ـ ـ ـ ــة؛ وتمنراس ـ ـ ـ ــت مهم ـ ـ ـ ــتهم‬
‫التحقيق والكشف على جرائم إلانترنت‪ ،‬وتعميم هذا النشاط على كافة تراب الوطني‪.‬‬
‫جهـ ـ ــاز الـ ـ ــدرك الـ ـ ــوطني‪ :‬يرتقـ ـ ــي دور جهـ ـ ــاز الـ ـ ــدرك الـ ـ ــوطني علـ ـ ــى مكافحـ ـ ــة الجريم ـ ــة إلالكترونيـ ـ ــة بواسـ ـ ــطة‬ ‫‪-‬‬
‫ّ‬
‫املعه ـ ــد ال ـ ــوطني لألدل ـ ــة الجنائي ـ ــة وعل ـ ــم إلاجـ ـ ـرام الك ـ ــائن مق ـ ـ ّـره بـ ـ ــ‪ :‬بوش ـ ــاوي الت ـ ــابع لقي ـ ــادة ال ـ ــدرك ال ـ ــوطني ّ‬
‫العام ـ ــة‪،‬‬
‫قسـ ـ ــم إلاع ـ ـ ــالم وإلالكتروني ـ ـ ــك الـ ـ ــذي يخ ـ ـ ـ ّـتص ب ـ ـ ــالتحقيق والكشـ ـ ــف ع ـ ـ ــن الج ـ ـ ـرائم إلالكترونيـ ـ ــة (ف ـ ــالح‪ ،‬وآيـ ـ ــت عب ـ ـ ــد‬
‫املالك‪ ،0272 ،‬ص ص‪ 7622 .‬و‪.)7626‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫إن س ـ ـ ــرعة الرهيب ـ ـ ــة للجريم ـ ـ ــة املعلوماتي ـ ـ ــة أص ـ ـ ــبح العام ـ ـ ــل ّ‬
‫الفت ـ ـ ــاك ف ـ ـ ــي كي ـ ـ ــان البش ـ ـ ــري ف ـ ـ ــي أمن ـ ـ ــه واس ـ ـ ــتقرار‬ ‫ّ‬
‫ـأخر املشـ ـ ّـرع الجزائ ـ ــري ف ـ ــي منافسـ ــة هات ـ ــه العملي ـ ــة لوضـ ــع الح ـ ـ ّـد له ـ ــا؛ ّ‬ ‫ّ‬
‫ألن وض ـ ــعها‬ ‫موقعـ ــه الجغراف ـ ــي؛ وب ـ ــدا نـ ــوع م ـ ــن ت ـ ـ‬

‫‪101‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫ً‬
‫يـ ـ ــزداد بتطـ ـ ــور التكنولـ ـ ــوجي وتـ ـ ــزداد الج ـ ـ ـرائم املعلوماتيـ ـ ــة بكـ ـ ــل أش ـ ـ ـكالها سـ ـ ــواءا كانـ ـ ــت جريمـ ـ ــة معلوماتيـ ـ ــة بالتهديـ ـ ــد؛‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫والقتـ ـ ـ ــل؛ والقرصـ ـ ـ ــنة؛ وتحويـ ـ ـ ــل أمـ ـ ـ ــوال أو اتجـ ـ ـ ــار بأعضـ ـ ـ ــاء البشـ ـ ـ ــرية؛ أو اتجـ ـ ـ ــار فـ ـ ـ ــي السـ ـ ـ ــوق إلالكترونـ ـ ـ ــي بمختلـ ـ ـ ــف‬
‫أصنافه‪.‬‬
‫أص ـ ـ ــبحت الجـ ـ ـ ـرائم إلالكترونيـ ـ ـ ــة املرتكب ـ ـ ــة خفيـ ـ ـ ــة أبش ـ ـ ــع م ـ ـ ــن الجريمـ ـ ـ ــة العادي ـ ـ ــة املرتكبـ ـ ـ ــة بمنظ ـ ـ ــور واضـ ـ ـ ــح‬
‫املرتكب ـ ــة بأركانه ـ ــا (ال ـ ــركن الش ـ ــرعي؛ واملعن ـ ــوي؛ وامل ـ ــادي)‪ ،‬والجـ ـ ـرائم إلالكتروني ـ ــة تس ـ ـ ّـهل ّ‬
‫وتمه ـ ــد الس ـ ــبيل ف ـ ــي تنش ـ ــيط‬
‫وارتكاب عملية إلاجرام والوصول إلى الهدف املبتغى منه والنيل منه بطريقة غامضة‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وعل ـ ــى ه ـ ــذا املنب ـ ــر؛ ك ـ ــان لزام ـ ــا عل ـ ــى املش ـ ـ ّـرع الجزائ ـ ــري؛ حرص ـ ــه عل ـ ــى التقن ـ ــين املس ـ ــتحدث واملعاص ـ ــر تماش ـ ــيا‬
‫مـ ـ ــع تبلـ ـ ــور التكنولوجيـ ـ ــا‪ ،‬مـ ـ ــع ط ـ ــرح املش ـ ــكل ه ـ ــذا أمـ ـ ــام البسـ ـ ــاط التش ـ ــريعي ومسـ ـ ــاهمته فـ ـ ــي تـ ـ ــوفير إلاط ـ ــار إلاجرائـ ـ ــي‬
‫ملكافحة الجريمة إلالكترونية‪.‬‬
‫التوصيات‪:‬‬
‫ومن جملة التوصيات ما يلي‪:‬‬
‫ضرورة تأطير إجراءات التحري الخاصة ووضع آليات الزمة لتطبيقها من الناحية العملية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إعطاء ضمانات كافية للمشتبه فيهم بغية احترام حرمة حياتهم الخاصة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ض ـ ـ ـ ــرورة تك ـ ـ ـ ــوين الض ـ ـ ـ ــبطية القض ـ ـ ـ ــائية م ـ ـ ـ ــن الناحي ـ ـ ـ ــة الالكتروني ـ ـ ـ ــة حت ـ ـ ـ ــى تس ـ ـ ـ ــهل مهم ـ ـ ـ ــة الكش ـ ـ ـ ــف ع ـ ـ ـ ــن‬ ‫‪‬‬
‫الجرائم وذلك من خالل اعتماد التكوينات والتربصات املختلفة‪.‬‬
‫يج ـ ــب عل ـ ــى املش ـ ــرع الجزائ ـ ــري ض ـ ــرورة الاس ـ ــتفادة مـ ـ ــن خبـ ـ ـرات ال ـ ــدول الرائ ـ ــدة ف ـ ــي ه ـ ــذا املج ـ ــال والسـ ـ ــباقة‬ ‫‪‬‬
‫في تقنينه‪.‬‬
‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫أمحمدي بوزينة‪ ،‬آمنة‪ 02( ،‬مارس ‪ ،)0271‬إجراءات التحري الخاصة في مجال مكافحة الجرائم املعلوماتية _‬ ‫‪)7‬‬
‫دراسة تحليلية ألحكام قانون إلاجراءات الجزائية وقانون الوقاية من جرائم إلاعالم كلية الحقوق والعلوم السياسية‬
‫جامعة حسيبة بن بوعلي‪-‬الشلف‪ ،‬مخبر القانون وألامن إلانساني‪ ،‬مركز الجيل البحث العلمي‪ ،‬كتاب أعمال ملتقى آليات‬
‫مكافحة الجرائم إلالكترونية في التشريع الجزائري املنعقد في الجزائري العاصمة يوم ‪ 02‬مارس ‪ ،0271‬ص ‪ ،21‬على‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الساعة ‪ 32 : 07 :‬مساءا‪ ،‬يوم ‪ 73 :‬أفريل ‪0200‬م‪ ،‬نقال عن املوقع إلالكتروني ‪:‬‬
‫‪http://jilrc.com‬‬
‫‪ )0‬ألامر رقم‪ 22/23 :‬الصادر بتاريخ‪ 0223/21/72 :‬املتعلق بحق املؤلف والحقوق املجاورة‪0223 ،‬م‪.‬‬
‫‪ )3‬برابح‪ ،‬السعيد‪ ،‬وبوبعاية‪ ،‬كمال‪0207( ،‬م)‪ ،‬ألاساليب املستحدثة ضمن إستراتيجية الكشف عن الجرائم املستحدثة‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫التسرب نموذجا‪ ،‬دفاتر البحوث العلمية‪ ،‬املجلد‪ ،22 :‬العدد‪ ،27 :‬كلية الحقوق والعلوم‬ ‫في التشريع الجزائري _‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة محمد بوضياف‪ ،‬املسيلة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫‪102‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ )2‬بن علو‪ ،‬مديحة بن زكري‪ ،‬شيبان‪ ،‬ونصيرة‪ 70( ،‬جوان‪0272 ،‬م)‪ ،‬تفعيل نظام الوضع تحت املراقبة إلالكترونية‬
‫بالسوار إلالكتروني _ د اسة على ضوء القانون رقم‪ّ 27/79 :‬‬
‫املعدل واملتمم‪ ،‬العدد‪ ،70 :‬جامعة عبد الحميد بن باديس‪،‬‬ ‫ر‬
‫مستغانم‪.‬‬
‫‪ )2‬بن عودة‪ ،‬نبيل‪ ،‬ونوار ‪ ،‬محمد‪0202 ( ،‬م)‪ ،‬الصالحيات الحديثة للضبطية القضائية للكشف ومالحقة مرتكبي‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫"التسرب إلالكتروني نموذجا"‪ ،‬مجلة ألاكاديمية للبحوث في العلوم‬ ‫الجرائم املتعلقة بالتمييز وخطاب الكراهية‪،‬‬
‫الاجتماعية‪ ،‬املجلد‪ ،27 :‬العدد‪ ،20 :‬جامعة عبد الحميد بن باديس‪ ،‬مستغانم‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ )6‬بوضياف‪ ،‬إسمهان‪( ،‬سبتمبر ‪0279‬م) الجريمة إلالكترونية وإلاجراءات التشريعية ملواجهتها في الجزائر‪ ،‬مجلة ألاستاذ‬
‫الباحث للدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬العدد الحادي عشر‪ ،‬جامعة محمد بوضياف‪ ،‬املسيلة‪.‬‬
‫‪ )1‬حوبة‪ ،‬عبد القادر‪0202/21/21( ،‬م‪ ،).‬املراقبة إلالكترونية في السياسة الجنائية للتشريع الجزائري‪ :‬تعزيز للرقابة‬
‫القضائية وإجراء بديل للعقوبة‪ ،‬مجلة الحقوق والعلوم إلانسانية‪ ،‬املجلد الثالث عشر‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة الشهيد حمه لخضر الوادي‪ ،‬الجزائر‬
‫‪ )9‬خرش ي‪ ،‬عثمان‪ ،‬وعمارة‪ ،‬فتيحة‪( ،‬سبتمبر‪0202 ،‬م)‪ ،‬الترصد إلالكتروني كآلية ملكافحة الجرائم املعلوماتية‪ ،‬مجلة‬
‫الدراسات الحقوقية‪ ،‬املجلد‪ ،21:‬العدد‪ ،23 :‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة سعيدة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ )2‬رامي‪ ،‬حليم‪0207( ،‬م)‪ ،‬إجراءات استخالص الدليل في الجرائم املعلوماتية‪ ،‬دفاتر البحوث العلمية‪ ،‬املجلد‪،22 :‬‬
‫العدد‪ ،27 :‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة البليدة ‪ ،0‬الجزائر‪.‬‬
‫روابح‪ ،‬فريد‪0202( ،‬م)‪ ،‬ضمانات حرمة الحياة الخاصة أثناء إجراءات مراقبة الاتصاالت إلالكترونية‪ ،‬مجلة‬ ‫‪)72‬‬
‫ألابحاث القانونية والسياسية‪ ،‬املجلد‪ ،20 :‬العدد‪ ،20 :‬جامعة سطيف ‪ ،0‬الجزائر‪.‬‬
‫زوزو‪ ،‬زوليخة‪( ،‬فيفري ‪0272‬م)‪ ،‬ضوابط املراقبة إلالكترونية في التشريع الجزائي‪ ،‬مجلة املفكر‪ ،‬العدد‪،79 :‬‬ ‫‪)77‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة عباس لغرور‪ ،‬خنشلة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫ّ‬
‫التسرب في القانون الجزائري _ وسيلة ملكافحة الجرائم املستحدثة‪ ،‬مجلة‬ ‫‪ )70‬شيخ ناجية‪( ،‬ديسمبر ‪0279‬م) إجراء‬
‫معارف‪ ،‬العدد‪ ،73 :‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة تيزي وزو‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫ّ‬ ‫عثماني عزالدين‪( ،‬جانفي‪0279 ،‬م)‪ ،‬إجراءات التحقيق والتفتيش في الجرائم ّ‬
‫املاسة بأنظمة الاتصال‬ ‫‪)73‬‬
‫واملعلوماتية‪ ،‬مجلة دائرة البحوث والدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬مخبر املؤسسات الدستورية والنظم السياسية‪،‬‬
‫العدد‪ :‬الرابع‪ ،‬جامعة تبسة‪.‬‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫التسرب نموذجا "‪ ،‬مجلة القانون‬ ‫عنتر‪ ،‬أسماء‪0271( ،‬م)‪ ،‬مكافحة الجرائم املستحدثة في التشريع الجزائري "‬ ‫‪)72‬‬
‫العام الجزائري واملقارن‪ ،‬العدد ‪ ،26:‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة عبد الحميد بن باديس‪ ،‬مستغانم‪.‬‬
‫غزالي‪ ،‬لخضر‪0202( ،‬م)‪ ،‬التحريات املستحدثة في جرائم التكنولوجيا الحديثة‪ ،‬مجلة ألاستاذ الباحث‬ ‫‪)72‬‬
‫للدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬املجلد‪ ،22 :‬العدد‪ ،27 :‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة موالي الطاهر‪،‬‬
‫سعيدة‪.‬‬

‫‪103‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫فالح‪ ،‬عبد القادر‪ ،‬وأيت عبد املالك‪ ،‬نادية‪0272( ،‬م) التحقيق الجنائي للجرائم إلالكترونية وإثباتها في التشريع‬ ‫‪)76‬‬
‫الجزائري‪ ،‬مجلة ألاستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬املجلد‪ ،22 :‬العدد‪ ،20 :‬جامعة الجياللي بونعامة‪،‬‬
‫خميس مليانة‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ )71‬قادري‪ ،‬نسيمة‪ ،)0207( ،‬عن أساليب التحقيق الخاصة املتعلقة بالجريمة إلالكترونية ذات البعد الاقتصادي‪:‬‬
‫ّ‬
‫ّأية فعالية؟ املجلة ألاكاديمية للبحث القانوني‪ ،‬املجلد‪ ،70 :‬العدد‪ ،23 :‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة عبد‬
‫الرحمان ميره‪ ،‬بجاية‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫القانون رقم‪ 72/22 :‬املؤرخ في‪ 01 :‬رمضان ‪ 7202‬هـ املوافق‪ /‬لـ‪ 72 :‬نوفمبر ‪0222‬م املعدل واملتمم لقانون‬ ‫‪)79‬‬
‫العقوبات رقم‪ 726/66 :‬املؤرخ في‪ 79 :‬صفر ‪ 7396‬هـ‪ /‬املوافق لـ‪ 9 :‬يوليو ‪7266‬م‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،17‬لسنة‬
‫‪0222‬م‪.‬‬
‫القانون رقم‪ 00 /26 :‬مؤرخ في‪ 02 :‬ذي القعدة عام ‪7201‬ه املوافق لـ‪ 02 :‬ديسمبر سنة ‪0226‬م واملتضمن‬ ‫‪)72‬‬
‫قانون إلاجراءات الجزائية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،92‬سنة ‪0226‬م‪.‬‬
‫القانون رقم‪ 00-26 :‬املؤرخ في‪ 02 :‬ديسمبر‪ ،‬جريدة رسمية‪ ،‬العدد‪ ،92 :‬ص؛ ‪ ،29‬الفصل الرابع بعنوان‪ " :‬في‬ ‫‪)02‬‬
‫اعتراض املراسالت وتسجيل ألاصوات والتقاط الصور‪ ،‬قانون إلاجراءات الجزائية‪0221 ،‬م‪.‬‬
‫‪ )07‬قانون رقم‪ 22-22 :‬مؤرخ في‪ 72 :‬شعبان عام ‪7232‬ه املوافق لـ‪ 2 :‬غشت سنة ‪0222‬م‪ ،‬يتضمن القواعد‬
‫ّ‬
‫الخاصة للوقاية من الجرائم املتصلة بتكنولوجيات إلاعالم والاتصال ومكافحتها‪ ،‬جريدة رسمية‪ ،‬العدد‪0222 ،21 :‬م‪.‬‬
‫مرنيز‪ ،‬فاطمة‪0276/22/00( ،‬م)‪ ،‬املراقبة إلالكترونية كإجراء استداللي في مواجهة الحق في الخصوصية‪،‬‬ ‫‪)00‬‬
‫مجلة الحقيقة‪ ،‬العدد‪ ،39 :‬جامعة بشار‪.‬‬
‫مقالتي‪ ،‬مونة‪ ،‬ومشري‪ ،‬راضية‪( ،‬جوان‪ ،)0207 ،‬الجريمة إلالكترونية‪ :‬داللة املفهوم وفعالية املعالجة‬ ‫‪)03‬‬
‫القانونية‪ ،‬مجلة أبحاث قانونية وسياسية‪ ،‬املجلد‪ ،26 :‬العدد‪ ،27 :‬جامعة ‪ 29‬ماي ‪7222‬م‪ ،‬قاملة‪.‬‬
‫ّ‬
‫التحري الخاصة بالجريمة املنظمة في القانونين الجزائري والفرنس ي‪،‬‬ ‫‪ )02‬يامة‪ ،‬إبراهيم‪( ،‬جوان ‪0272‬م)‪ ،‬أساليب‬
‫دفاتر السياسة والقانون‪ ،‬املجلد‪ ،77 :‬العدد الثاني‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪ ،‬أدرار‪،‬‬
‫الجزائر‪.‬‬

‫‪104‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫دور املشرع الجزائري في مواجهة مخاطر الجرائم إلكترونية‬


‫‪The role of the Algerian legislator in facing the dangers of cybercrime‬‬
‫د‪ .‬منير شمام‪ /‬جامعة مصطفي اسطمبولي‪ ،‬معسكر‪/‬الجزائر‬
‫‪Dr. Mounir chemmam / Mustafa Stambouli University, Mascara/-Algeria‬‬

‫ملخص الدراسة‪:‬‬

‫لقد شهد العالم تطورا تكنولوجي للفضاء الرقمي‪ ،‬الذي أذى إلى تسبيب تحوالت عميقة على املستويات الاقتصادية والاجتماعية‬
‫والثقافية‪ ،‬وهذا بفضل ما قدمته التكنولوجية الرقمية في التعامالت إلالكترونية‪ ،‬مما والد نتائج إيجابية ساهمت في ازدهار و تطور الدول‬
‫التي استعملتها‪ ،‬إال أنها شكلت عائق لكل املجتمعات بسبب انتشار الجرائم إلالكترونية‪ ،‬مما تشكل تحديا كبيرا لألمن الدولي‪ ،‬ولهذا اعتبر‬
‫الفضاء الرقمي بمثابة الجوا املناسب الرتكاب الجرائم الالكتروني‪ ،‬وهو ما استدعى وجود حمايات القانونية تضمن هذه البيئة الرقمية‬
‫التي تساهم في ألامن;الالكتروني‪.‬‬

‫الكلمات املفتاحية‪ :‬الفضاء‪ ،‬جرائم‪ ،‬الكترونية‪ ،‬الرقمية‪ ،‬ألامن‬

‫‪Abstract:‬‬

‫‪The world has witnessed a technological development of the digital space, Which has caused profound‬‬
‫‪transformations at the economic, social and cultural levels, thanks to what digital technology has provided in electronic‬‬
‫‪transactions, which generated positive results that contributed to the prosperity and development of the countries that used‬‬
‫‪it, but it formed an obstacle to all societies due to the spread of crimes electronic. Which poses a major challenge to‬‬
‫‪international security and for this reason the digital space was considered as the appropriate atmosphere for the commission‬‬
‫‪of electronic crimes, which necessitated the presence of legal protections that guarantee this digital environment that‬‬
‫‪contributes to electronic security‬‬

‫‪Keywords: numérique, cybersécurité, crimes, electronic, protections‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫لقد عرف املجتمع الدولي سنة ‪ 0272‬ظاهرة انتشار فيروس كوفيد‪ ،72-‬الذي كبدا ومازال يكبد خسائر بشرية‬
‫كل يوم‪ ،‬وذلك لسبب سرعة املرعب في انتشاره في العديد من الدول‪ ،‬دون أن يفرق ما بين الدول املتطور والدول نامي‪،‬‬
‫حيث تخطت إلاصابات مستوى الوباء العالمي ما دفع منظمة الصحة العاملية في شهر مارس ‪ ،0202‬عن إعالن فيروس‬
‫كرونا املستجد املسبب ملرض كوفيد‪ ،72-‬والذي يتفش ى في جميع انحاء العالم عن طريق العملة الوطنية والدولية‪ ،‬أي‬
‫انتقال فيروس كورونا عبر النقود املعدنية وألاوراق‪ ،‬التي أثبتت الدراسات أنها ناقل مهم للفيروس‪.‬‬

‫ولهذا جاءت وسائل الدفع الالكترونية كطريقة اضطرار بها الناس الى احترام برتوكول الصحي للتباعد الاجتماعي‬
‫في مجال املعامالت الالكترونية‪ ،‬التي ساهمت في تطور الرقمي و املؤدي من خاللها إلى إنعاش العالقات الاقتصادية‬
‫والشخصية و التجارية و إلادارية‪ ،‬بما يعني تحول املجتمعات الكترونية من نمط الفضاء املغلق إلى نمط الفضاء املفتوح‬
‫في كل املجاالت وعلى كل املستويات (مهدي‪ ،)0207 ،‬أي أصبح الفضاء الرقمي من أحد وسائل توفير الخدمات‬

‫‪105‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫واملستهلكات‪ ،‬التي تعتبر قيمة زائدة ودعامة أساسية‪ ،‬ألنشطة الحكومية وألافراد‪ ،‬وهذا في مجال التجارة إلالكترونية‬
‫وغيرها‪.‬‬

‫ولهذا أصبحت مسألة الجرائم الالكترونية من التحديات الكبرى التي تواجهها كل الدول على الصعيد املحلي‬
‫والعالمي‪ ،‬السيما مع ارتفاع حجم عمليات الدفع إلالكتروني كوسيلة الوفاء بالتعاقدات إلالكترونية أثناء ارتفاع مستوى‬
‫إلاصابات الافراد مما يجعلهم يخضعون للحجر الصحي‪ ،‬الذي يشكل خطرا على املواطن في حياته الشخصية والدول في‬
‫سيادتها و اختراق أمنها الوطني‪ ،‬لدرجة أن العديد من الباحثين اعتبر الفضاء إلالكتروني‪ ،‬بمثابة املجال الخامس في‬
‫الحروب بعد البر و البحر والجو والفضاء ‪(political-encyclopedia-org/dictioary/‬الامن السيبراني)‪،, site vue 2022‬‬
‫باعتبار أن التطور التكنولوجي والرقمي له تأثير على املستويات بشكل أو بأخر على أمن و استقرار الشعوب‪ ،‬أي أصبحت‬
‫تداعيات هذه الثورة التكنولوجية تمس حرية املواطنين (مهدي‪ )0207 ،‬وعدم استقرار النظام العام داخلي الدولة‪.‬‬

‫ألامر الذي دفع ألامم املتحدة إلى انشاء أحد أفرقتها العاملة لهذه املسألة وتسابقت الدول في حماية فضائها‬
‫الرقمي من تعديات ألاخرين ملا في ذلك من خطورة قصوى قد تؤدي الانهيار الاقتصادي‪ ،‬كما حدث في عدد من الدول‬
‫بسبب ظاهرة القرصنة املنظمة على بنيتها الالكترونية (أبو حسين‪.)0207 ،‬‬

‫والجدير بالذكر‪ ،‬أن الدول إلافريقية دخلت الفضاء الالكتروني إال حديثا‪ ،‬وذلك بتبني نهج التعامالت املصرفية‬
‫الالكترونية‪ ،‬دون ألاخذ بعين الاعتبار الانعكاسات الاستراتيجية على أمنها الداخلي‪ ،‬وتعتبر الجزائر من بين الدول التي‬
‫دخلت مصاف الوفاء لاللتزام عن طريق الدفع إلالكتروني وفتح نافذة الفضاء الرقمي (بوغرارة‪ ،)0279 ،‬مما أبرز‬
‫للمشرع الجزائري انعكاسات جراء التغيرات املتسارعة في التكنولوجيا تؤدي إلى خلق تهديدات الرقمية‪ ،‬لذا البد من‬
‫ضرورة لسن قوانين تضمن أمن املعلومات و محاربة الاستخدام غير الشرعي للشبكة العنكبوتية (عطية‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬ن)من هذه‬
‫املخاطر التي تمس الفضاء الرقمي‪ ،‬وأهم هذه التشريعات القانون ‪ ،22-22‬املتضمن القواعد الخاصة للوقاية من‬
‫الجرائم املتصلة بتكنولوجيا إلاعالم والاتصال و مكافحتها و غيرها من القوانين التي تساهم للحد من انتشار هذه الجرائم‬
‫الالكترونية‪ ،‬إلاشكالية ما هو إلاطار القانوني الذي وضعه املشرع الجزائري لتحقيق ألامن من الجرائم الالكترونية ‪،‬‬
‫سنحاول في هذه املداخلة ابراز اهم القوانين التي وضعها املشرع الجزائري ملواجهة والوقاية من جرائم الالكترونية‪،‬‬
‫ولهذا انتهجت لوضع الخطة التالية‪:‬‬

‫مقدمة‬

‫املبحث ألاول مفهوم الجرائم إلالكترونية‬

‫املطلب ألاول املفاهيم املرتبطة بالجريمة الالكترونية‬

‫املطلب الثاني نموذج الجرائم الالكترونية املرتكب على املستوى الدولي‬

‫املطلب الثالث العقوبة املوقعة على الجرائم الالكترونية في ضل قانون العقوبات الجزائري‬

‫‪106‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫البحث الثاني إطار القانوني لتوفير الامن ضد الجرائم الالكترونية‬

‫املطلب ألاول صور املختلفة للجرائم الالكترونية‬

‫املطلب الثاني سن قوانين مكافحة الجرائم الكترونية‬

‫املطلب الثالث ألاجهزة الوطنية لتوفير الامن ضد الجرائم الالكترونية‬

‫خاتمة‬

‫املبحث ألاول‪-‬مفهوم الجرائم إلالكترونية‪:‬‬

‫لقد اختلفت آلاراء الفقهية على تعريف موحد للجرائم الالكترونية‪ ،‬فمنهم من ينظر إلى موضوع الجريمة‪ ،‬بأنه‬
‫كل سلوك إيجابي أو سلبي يقع باستخدام تقنية املعلومات على مصلحة مشروعة باالعتداء‪ ،‬في حين ينظر أخرون إلى‬
‫الوسيلة املستعملة الرتكاب الجريمة على أساس أن كل فعل إجرامي يستخدم الكمبيوتر كأداة رئيسية في تحقيق‬
‫الجريمة الالكترونية (القاض ي‪( ،)0277 ،‬مكتب الامم املتحدة ‪0273‬املعني باملخدرات و الجريمة دراسة شاملة عن‬
‫الجريمة السيبرانية‪)0273 ،‬‬

‫وكان هنا تعريف املضيقة ذهب البعض إلى القول بأن هذه الجرائم هي كل عمل أو امتناع عن عمل يأتيه إلانسان‬
‫إضرار بمكونات الحاسب املادية واملعنوية وشبكات الاتصال الخاصة به‪ ،‬باعتبارها من املصالح والقيم املتطورة التي‬
‫يحميها القانون (الشوابكة‪)0277 ،‬‬

‫والجدير بالذكر أنه يصعب تحديد معنى جرائم الالكترونية ليست مهمة سهلة‪ ،‬فهي بنية واسعة للعديد من‬
‫أنواع الجرائم املمكنة على تقنيات الاتصاالت‪ ،‬واملعلومات‪ ،‬وتحتضن السلوكيات إلاجرامية الضارة التي تحدث عبر‬
‫الفضاء الرقمي‪ ،‬والتي تستهدف أعداد كبيرة من ألافراد أو الشركات عبر الحدود الدولية‪ ،‬والسبب الذي يؤدي ارتفاع‬
‫نسبة انتشارها‪ ،‬هو راجع لصعوبة تحديد هوية الجناة والذين يعتقدون بأن إنفاد القانون ال يعمل في العالم الالكتروني‬
‫( بارة‪ ،)7102 ،‬ومن خالل ذلك يمكن أن ترتكب الجرائم الرقمية لصالح املنفعة املالية أو إلايديولوجية‪ ،‬عن طريق‬
‫تشكيلة املنظمات إلاجرامية أو الجماعات إلارهابية‬

‫املطلب ألاول‪-‬املفاهيم املرتبطة بالجريمة إلالكترونية‪:‬‬

‫إن جريمة الالكترونية لها مفاهيم ذات صلة وهي كما يلي‪:‬‬

‫الفرع ألاول‪-‬الفضاء الالكتروني‪:‬‬

‫يعتبر الفضاء الالكتروني مجال افتراض ي من صنع الانسان يعتمد على نظم الكمبيوتر وشباك الانترنيت وكم‬
‫هائل من البيانات و املعلومات وألاجهزة‪ ،‬فأصبح الفضاء الالكتروني من أحد الوسائل ألاساسية التي تؤثر في النظام‬
‫الدولي على مختلف مجاالت الحياة سواء الاقتصادية والعسكرية والسياسية‪ ،‬وهذا راجع فسهولة الاستخدام و قلة‬

‫‪107‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫التكلفة زادا من قيمته (زروقة‪ ،)0272 ،‬كما عرفته الوكالة الفرنسية ألمن أنظمة إلاعالم ‪(kempf, cyberstratégie à la‬‬
‫)‪ (ANSSI) français, 2012‬على أنه "فضاء التواصل املشكل من خالل الربط البيئي العالمي ملعدات املعالجة الالية‬
‫للمعطيات الرقمية)‪ ،1-( (kempf, /introduction à la cyberstratégie/, 2012‬ويجدر القول أن هذا التعريف جاء على‬
‫الجانب التقني للفضاء الالكتروني‪ ،‬حيث يولي الاعتبار إلى التجهيزات ‪ ،‬وأن البعد القضائي ناتج عن الربط والتواصل‬
‫البيئي العالمي ـ (بوغرارة‪ ،)0279 ،‬كما يمكن الاعتماد على تعريف الاتحاد الدولي لالتصاالت الذي يصف الفضاء‬
‫الالكتروني‪ ،‬بأنه املجال املادي وغير املادي الذي يتكون وينتج عن عناصر هي أجهزة الكمبيوتر‪ ،‬الشبكات‪ ،‬البرمجيات‪،‬‬
‫حوسبة املعلومات‪ ،‬املحتوى‪ ،‬معطيات النقل والتحكم‪ ،‬ومستخدمو كل هذه العناصر‪ ،‬ومن خالله ضهور العديد من‬
‫املفاهيم املرتبطة بالفضاء الالكتروني)‪(desforges, 2014‬‬

‫الفرع الثاني‪-‬ألامن الالكتروني‪:‬‬

‫أن أصول نشأت املصطلح ألامن الالكتروني كان بعد ظهور الهجمات الرقمية التي تستغل نقطة ضعف معينة‬
‫تمكن املهاجم من التالعب بالنظام ‪(political-encyclopedia-org/dictioary/‬الامن السيبراني )‪, site vue 2022‬داخلي‬
‫الفضاء إلالكتروني‪ ،‬ومن هذا املنطلق يعتبر الامن الالكتروني مجموعة من الوسائل التقنية وإلادارية‪ ،‬التي يتم‬
‫استخدامها ملنع الدخول غير املصرح به على شبكات الكمبيوتر وسوء الاستغالل واستعادة املعلومات إلالكترونية التي‬
‫تحتويها بهدف ضمان واستمرارية عمل نظم املعلومات‪ ،‬وتأمين حماية وسرية وخصوصية البيانات الخاصة باألفراد‬
‫‪ ،‬ولهذا يعتبر مفهوم ألامن‬ ‫الالكتروني)‪(okaz.com.sa/article/1585529 , site vue 13/01/2022‬‬ ‫على الفضاء‬
‫الالكتروني من أكثر املفاهيم املثيرة لالهتمام والدراسة‪ ،‬مما نتج عدت تعريفات املقدمة له ومن بينها الفقه قريتشارد‬
‫كمرر ‪ Richard A.Kemmerer‬بقوله أن ألامن السيبرانية عبارة عن وسائل دفاعية من شأنها كشف واحباط املحاوالت‬
‫التي يقوم بها القراصنة )‪((Kemmerer, 2003‬انظر (عطية‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬ن) ‪ ،‬بينما عرفه الفقه إدوارد أمورسو‪Edward Amorso‬‬
‫على أنه وسائل من شأنها الحد من خطر الهجوم على البرمجيات أو أجهزة الحاسوب أو الشباك‪ ،‬وتشمل تلك الوسائل‬
‫ألادوات املستخدمة في مواجهة القرصنة وكشف الفيروسات و وقفها‪...‬إلخ()‪. (Amoroso, 2007‬‬

‫املطلب الثاني‪-‬أنواع الجرائم إلالكترونية املرتكب على املستوى الدولي‪:‬‬

‫تتنوع الجريمة الالكترونية التي ترتكب عبر الشبكة الانترنت‪ ،‬على سبيل املثال‬

‫الفرع ألاول‪ :‬املنظمات إلاجرامية‬

‫تقوم هذه املنظمات إلاجرامية بعمليات القرصنة الالكترونية‪ ،‬وذلك الستهداف مواقع مالية‪ ،‬أي القيام بالسرقة‬
‫املعلومات واختراق الحسابات البنكية وتحويل ألاموال‪ ،‬كما يوجد سوق سوداء على الفضاء الالكتروني‬
‫املظلم‪ DARKWEB‬لتجارة املخدرات وألاسلحة والبشر ‪(political-encyclopedia-org/dictioary/‬الامن السيبراني ‪,‬‬
‫)‪( )site vue 2022‬كركوري‪. )0202 ،‬‬

‫‪108‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الجماعات إلارهابية‬

‫ترتكب الجماعات إلارهابية جرائم ألسباب إيديولوجية‪ ،‬تعد من أبرز الفواعل الدولية الخطيرة خاصة بعد‬
‫أحداث ‪ 77‬سبتمبر ‪ 0227‬بأمريكا‪ ،‬حيث تستغل الفضاء الالكتروني في عمليات التجنيد والتعبئة والدعاية وجمع ألاموال‬
‫واملتطوعين‪ ،‬كما تحاول جمع املعلومات حول ألاهداف العسكرية أو املدنية‪ ،‬وكيفية التعامل مع ألاسلحة وتدريب‬
‫املجندين الجدد عن بعد ( ‪(political-encyclopedia-org/dictioary/‬الامن السيبراني)‪( ), site vue 2022‬بن مرزوق و‬
‫حرشاوي‪)0271 ،‬‬

‫الفرع الثالث‪-‬جرائم التجسس إلالكتروني‪:‬‬

‫اعتمد هذا النوع من الجرائم على تقنيات عالية‪ ،‬حيث لم يعد التجسس (زروقة‪)0272 ،‬على ما يتعلق‬
‫باملعلومات)‪ (Clarke & Knake, 2010‬العسكرية )‪ (shakarian, shakarian, & Ruef, 2013‬أو السياسية بل تعداه إلى‬
‫املجال الاقتصادي والتجاري من خالل التجسس ما بين الشركات واملصانع لصالح الحصول على اسرار إلانتاج ‪....‬الخ‪،‬‬
‫ومن ألاساليب التجسس تتم عن طريق إخفاء برنامج داخل املعلومات موجودة في رسالة الكترونية أو إشهار بعد أن‬
‫يتم فتحها من طرف الضحية يمكن للمجرم إلالكتروني التسرب للحصول على معلومات املوجودة داخل جهاز الحاسب‬
‫ألالي (شرا بشة‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬ن)‬

‫املطلب الثالث‪ :‬العقوبة املوقعة على الجرائم الالكترونية في ضل قانون العقوبات الجزائري‬

‫ركز استراتيجية املشرع الجزائري في مواجهة لظاهرة إلاجرام املعلوماتي على سن في القسم السابع مكرر من‬
‫الفصل الثالث الخاص بجرائم الجنايات والجنح ضد ألاموال من قانون العقوبات رقم ‪ 72-22‬تحت عنوان املساس‬
‫بأنظمة املعالجة الالية للمعطيات (زعيطي‪ ،)0272 ،‬باعتبارها قاعدة موضوعية مجرمة لألفعال املاسة بنظم املعالجة‬
‫الالية للمعطيات وما يقابلها من عقوبة‪ ،‬وقد تم نص على الاحكام املنظمة للركن الشرعي للجريمة في النصوص‬
‫التشريعية‪ ،‬بأن الجريمة الالكترونية ترتكب في نظام معلوماتي أو يسهل ارتكابها عليه‪ ،‬وهو الامر الذي من شأنه أن‬
‫يوسع دائرة التجريم على ألافعال املجرمة واملكونة لقيام الجريمة الرقمية في مضمون الاحكام العقابية واملنصوص عليها‬
‫(كركوري‪)0202 ،‬كما يلي‪:‬‬

‫املادة ‪ 322‬مكرر يعاقب بالحبس من ‪ 3‬أشهر الى سنة وبغرامة من خمسين ألف إلى مائة ألف دينار من يدخل أو يبقى‬
‫عن طريق الغش في كل أو جزء من املنظومة للمعالجة آلالية للمعطيات أو يحاول ذلك‪ ،‬واملادة ‪ 322‬مكرر‪ 7‬من نفس‬
‫القانون تنص على أنه تضاعف العقوبة إذا ترتب حذف أو تغيير ملعطيات املنظمة وإذا ترتب على ألافعال املذكورة‬
‫أعاله تخريب نظام اشغال املنظومة تكون العقوبة من ‪ 6‬أشهر الى سنتين وغرامة من خمسين ألف الى مائة وخمسون‬
‫ألف دينار‪.‬‬

‫املادة ‪ 322‬مكرر ‪ 0‬من نفس القانون يعاقب بالحبس من شهرين الى ‪ 3‬سنوات وبغرامة من ‪ 7222.222‬دج إلى ‪2222.222‬‬
‫دج كل من يقوم عمدا وعن طريق الغش بما يلي ‪-7‬تصميم أو تجميع أو توفير أو نشر أو الاتجار في معطيات مخزنة أو‬

‫‪109‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫معالجة أو مراسلة عن طريق منظومة معلوماتية يمكن ترتكب بها الجرائم املنصوص عليها في هذا القسم‪-0.‬حيازة أو‬
‫إفشاء أو نشر أو استعمال ألي غرض كان املعطيات للتحصل عليها من إحدى الجرائم املنصوص عليها في هذا القسم‬

‫املادة ‪ 322‬مكرر ‪ 3‬من نفس القانون تضاعف العقوبة املنصوص عليها في هذا القسم إذا استهدفت الجريمة الدفاع‬
‫الوطني أو الهيئات واملؤسسات الخاضعة للقانون العام دون الاخالل بتطبيق عقوبات أشد‬
‫)‪(www.wipo.int/edocs/lexdocs/law/ar/dz/dz027ar.pdf, site vue 24/02/2022‬‬

‫املادة ‪ 322‬مكرر ‪ 2‬يعاقب الشخص املعنوي الذي ارتكب احدى الجرائم املنصوص عليها في هذا القسم بغرامة تعادل‬
‫خمس مرات الحد ألاقص ى املقرر للشخص الطبيعي‪.‬‬

‫املادة ‪ 322‬مكرر‪ 2‬كل من شارك في مجموعة أو في اتفاق تألف بغرض إلاعداد لجريمة أو أكثر من الجرائم املنصوص‬
‫عليها في هذا القسم وكان هذا التحضير مجسد أو عدة أفعال مادية يعاقب بالعقوبات املقررة للجريمة ذاتها‪.‬‬

‫املادة ‪ 322‬مكرر‪ 6‬مع الاحتفاظ بحقوق الغير حسن النية يحكم بمصادرة ألاجهزة والبرامج والوسائل املستخدمة مع‬
‫إغالق املواقع التي تكون محال لجريمة من الجرائم املعاقب عليها وفقا لهذا القسم على إغالق املحل أو مكان استغالل‬
‫إذا كانت الجريمة قد ارتكبت بعلم مالكها‪.‬‬

‫املادة ‪ 322‬مكرر ‪ 1‬يعاقب على املشروع في ارتكاب الجنحة املنصوص عليها في هذا القسم بالعقوبات املقررة على‬
‫الجنحة ذاتها قانون العقوبات الجزائري اخر تعديل ‪(www.wipo.int/edocs/lexdocs/law/ar/dz/dz027ar.pdf,‬‬
‫)‪)site vue 24/02/2022‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬إلاطار القانوني لتوفير ألامن ضد الجرائم إلالكترونية‬

‫لقد وضع املشرع الجزائري إطار القانوني يوفر ألامن من مختلف صور الجرائم الالكترونية كما وضع أجهزة‬
‫أمنية ملواجهة أي تهديد يمس الفضاء الالكتروني وهذا كما يلي‪:‬‬

‫املطلب ألاول‪ :‬الصور املختلفة للجرائم إلالكترونية‬

‫تكمن التهديدات إلالكترونية أساسا على الهجومات من أجل استغالل الحاسبات واملعلومات لهدف تخريب‬
‫وتدمير البنية املعلوماتية للضحايا‪ ،‬بل أكثر من ذلك تعطيل منشأة العسكرية‪ ،‬عن طريق اختراق أنظمة املعلومات‬
‫لصالح التجسس أو تعطيل أجهزة الدفاع‪ ،‬وفق خطة ممنهجة (عطية‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬ن)‪،‬تهدد أمن املجتمع وأمن الاقتصاد‬
‫الوطني والجانب ألامني والعسكري للدول‪ ،‬أي تمس كل من الجانب املعنوي واملادي وعلى جميع ألاصعدة ( الشهري‪،‬‬
‫‪( ،)0272‬عطية‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬ن)‪ ،‬وبالتالي يمكن ابراز أخطر التهديدات الالكترونية‪ ،‬التي يوجهها ألافراد والدول (مختار‪)0272 ،‬‬

‫‪110‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫الفرع ألاول‪ :‬إتالف املعلومات أو تعديلها‪:‬‬

‫وهي عملية تقنية تستهدف الوصول إلى معلومات الضحية عبر الفضاء إلالكتروني‪ ،‬وذلك بالتالعب على املعلومات‬
‫أو البيانات ألاساسية‪ ،‬دون أن يكتشف الضحية لهذا الاختراق‪ ،‬فالبيانات تبقى موجودة لكنها مضللة قد تحدث نتائج‬
‫سلبية‪ ،‬إذا كانت تمس خطط عسكرية أو مواعيد أو خرائط سرية (زروقة‪)0272 ،‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التجسس على الشبكات‪:‬‬


‫ويقصد به اختراق غير املسموح به والتجسس على شبكات الضحية‪ ،‬دون تدمير أو تغيير في البيانات والهدف من‬
‫وراء هذه العملية لصالح الحصول على معلومات الاستراتيجية والحساسة‪ ،‬قد تمس أسرار عسكرية أو الحربية أو‬
‫السياسية أو اقتصادية أو املالية‪ ،‬مما تحدث نتائج كارثية تضعف الخصم ضحية التسرب إلالكتروني (زروقة‪)0272 ،‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تدمير املعلومات‬


‫وهي عملية تستهدف إلى مسح وتدمير املعلومات والبيانات املوجودة على الشبكة‪ ،‬التي تهدد لسالمة املحتوى‬
‫عن طريق الحذف أو التدمير من قبل مجرمين لهم تقنية القرصنة توفر لهم إمكانية اختراق جدار الحماية ‪PARE-FEU‬‬
‫)‪ (https://fr.m-wikipedia.org, site vue 11/01/2022‬املوجود في كل جهاز الكمبيوتر (زروقة‪)0272 ،‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬سن القوانين ملكافحة الجرائم إلالكترونية‬


‫لقد وضع املشرع الجزائري قوانين ملكافحة التهديدات الالكترونية‪ ،‬والقوانين الالحقة لها‪ ،‬وهذا لتوفير ألامن‬
‫على الفضاء إلالكتروني وهي كما يلي‪:‬‬

‫الفرع ألاول‪ :‬تدبير ملكافحة الجرائم إلالكترونية على ضوء القانون ‪02-07‬‬
‫قام املشرع الجزائري بوضع مجموعة تدابير الوقائية وجرائية عبر القانون رقم ‪ 22-22‬املتعلق بالوقاية من‬
‫تكنولوجيات إلاعالم والاتصال ومكافحتها وهي كما يلي‪:‬‬

‫أ‪-‬التدابير املراقبة الفضاء الالكتروني‪ :‬وهذا في حاالت محددة حصرها في املادة ‪ 2‬من القانون ‪ 22-22‬سابق الذكر أعاله‪،‬‬
‫ومن خالله يمكن بموجب إذن مكتوب من السلطة القضائية املختصة‪ ،‬للوقاية من ألافعال إلارهابية أو التخريبية أو‬
‫الجرائم املاسة بأمن الدولة‪ ،‬أو في حالة حصول على معلومات ترشد السلطة على احتمال وقوع اعتداء على املنظومة‬
‫املعلوماتية تهدد النظام العام أو الدفاع الوطني‪...‬إلخ (مهدي‪.)0207 ،‬‬

‫ب‪-‬اللجوء إلى مقدم الخدمات للوقاية من الجرائم الالكترونية‪ :‬وهو املكلف بتقديم املساعدة للسلطات أثناء التحري‬
‫وتحقيق القضائي‪ ،‬من أجل جمع وتسجيل املعطيات املتعلقة بمحتوى الاتصاالت تحت تصرف السلطة املختصة‪ ،‬طبقا‬
‫للمادة ‪ 77‬من القانون ‪ 22-22‬سابق الذكر أعاله‪ ،‬كما فرد املشرع في املادة ‪ 70‬من نفس القانون على إجبارها التدخل‬
‫الفوري لسحب املحتويات املخالفة للنظام العام أو حضر الدخول إليها (مهدي‪.)0207 ،‬‬

‫‪111‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫ج‪‘-‬جراء التفتيش وحجز املنظومة املعلوماتية‪ :‬لقد سمح املشرع الجزائري طبقا ألحكام املادتين ‪ 3‬و ‪ 1‬من القانون ‪-22‬‬
‫‪ 22‬املذكور أعاله‪ ،‬إمكانية اللجوء إلى التفتيش بعد الحصول على إذن السلطة املختصة‪ ،‬وذلك عن بعد بسرعة لكل‬
‫منظومة معلوماتية مشتبه بها‪ ،‬كما يمكن التفتيش أيضا عن بعد في منظومة تخزين معلوماتية‪ ،‬أنها تحتوي على‬
‫معلومات تمس النظام العام‪ ،‬ويمكن أثناء القيام بعملية التفتيش من طرف السلطة القضائية‪ ،‬أن تسخر أي شخص‬
‫له دراية بعمل املنظومة املعلوماتية املشتبه بها (مهدي‪.)0207 ،‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬القوانين الالحقة املدعمة للقانون ‪ 02-07‬للحد من التهديد إلالكترونية‬
‫لقد سن املشرع الجزائري عدة قوانين الالحقة لتدعيم القانون ‪ 22-22‬سابق الذكر وهي كما يلي‪:‬‬

‫أ‪-‬القانون ‪ 22-79‬املتعلق بالقواعد العامة املتعلقة بالبريد والاتصاالت إلالكترونية‪ :‬حيث استحدث املشرع هذا القانون‬
‫رقم ‪ 22-79‬سابق الذكر أعاله‪ ،‬وذلك للتصدي للجرائم املتعلقة بالفضاء الالكتروني‪ ،‬وهذا بإعطاء الاستقاللية الوظيفية‬
‫لسلطة ضبط البريد و الاتصاالت إلالكترونية‪ ،‬وذلك بمنحها صالحية تنظيم واستغالل إداري طبقا ألحكام املادة ‪77‬‬
‫من القانون ‪ 22-79‬سابق الذكر (سعيود ‪ ،)0202 ،‬كما استحدث مهام سلطة ضبط من أجل السهر على احترام‬
‫متعاملي البريد والاتصاالت إلالكترونية لألحكام القانونية املنصوص عليه في املادة ‪ 73‬من القانون ‪ 22-79‬سابق الذكر‬
‫(القانون ‪،22-79‬الذي يحدد القواعد املتعلقة بالبريد و الاتصاالت الالكترونية ج‪،‬ر عدد‪ 73/01‬مايو ‪/0279‬ص‪،72‬‬
‫‪ ،)0279‬وذلك بتجريم انتهاك سرية الرساالت البريد إلالكترونية أو إفشاء مضمونها أو نشرها‪ ،‬وتجريم محاولة فتح أو‬
‫تخريب أو تحويل البريد أو املساعدة في ارتكاب هذه الجريمة‪ ،‬ووضعت مجموعة من العقوبات ضمن املواد من ‪ 762‬إلى‬
‫‪ 799‬من هذا القانون (مهدي‪)0207 ،‬‬

‫ب‪-‬القانون ‪ 21-79‬املتعلق بحماية ألاشخاص الطبيعيين في مجال معالجة املعطيات ذات الطابع الشخص ي لقد ساهم‬
‫التفتح نحو تداول البيانات واملعطيات الخاصة في مجال الفضاء الالكترونية على املتاجرة بالبيانات الشخصية لألفراد‬
‫واستغاللها‪ ،‬من أجل التجارة وإلاعالم وخاصة ألغراض اقتصادية أو السياسية‪ ،‬مما ينشأ سلبيات تمس حياة ألافراد‬
‫وهذا الباعث الذي ألزام املشرع الجزائري على فرض إجراءات قانونية صارمة تحمي ألاشخاص الطبيعيين في مجال‬
‫املعطيات ذات الطابع خاص من خالل إصدار القانون ‪ 21-79‬سابق الذكر‪ ،‬والذي يهدف إلى حماية ألافراد إزاء استعمال‬
‫تقنيات املعلومات والاتصال‪ ،‬بحيث نص على إنشاء السلطة الوطنية لحماية املعطيات الشخصية‪ ،‬وأيضا جزاء لكل‬
‫من يخالف قواعد هذا القانون‪ ،‬والسبب من ذلك هو تشجيع املعامالت إلالكترونية و زرع الثقة في النفس ألافراد (بن‬
‫عبيد ‪)0207 ،‬‬

‫املطلب الثالث‪-‬ألاجهزة الوطنية لتوفير ألامن ضد الجرائم إلالكترونية‪:‬‬


‫لقد وضع املشرع الجزائري إطار القانوني ينظم هياكل مخصصة ملواجهة التهديدات الالكترونية‪ ،‬ومدى‬
‫فعاليتها‪ ،‬ألدائها مهام توفير ألامن على الفضاء الرقمي‪ ،‬ومتمثلة أساسا كما يلي‪:‬‬

‫‪112‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫الفرع ألاول‪ -‬مركز الوقاية من جرائم إلاعالم آلالي للدرك الوطني‪:‬‬


‫لقد عملت الجزائر جهدا كبيرا الاستفادة من خبرة البلدان ألاخرى في تأمين املنظومة املعلوماتية عن طريق هيكلة‬
‫جهاز للوقاية ألامنية و املكافحة التهديد الالكتروني (علوي‪ ،)0221-0229 ،‬وهذا من خالل إنشاء مركز مقره في بئر مراد‬
‫رايس لسنة ‪ ،0229‬باعتباره الجهاز الوحيد املختص بهذا الصدد في الجزائر‪ ،‬لصالح تأمين منظومة املعلومات لخدمة‬
‫ألامن الالكتروني‪ ،‬وذلك العتباره بمثابة مركز توثيق‪ ،‬ويقوم بتحليل املعطيات والبيانات للجرائم املعلوماتية املرتكبة أو‬
‫ملحاولة كشف هوية املجرمين سواء كانوا فاعلين منفردين أو عصابات منظمة‪ ،‬وهذا من أجل حماية ألانظمة املعلوماتية‬
‫والحفاظ عليها من أي قرصنة تمس باملؤسسات الرسمية (رابحي‪)0272-0222 ،‬و البنكية (عطية‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬ن)‪ ،‬والجذير‬
‫بالذكر أن املركز استطاع معالجة أزيد من ‪ 722‬جريمة إلكترونية سنة ‪ ،0272‬وما يقوق ‪ 222‬قضية رقمية خالل ‪،0272‬‬
‫وهذا بفضل التركيبة البشرية املؤهلة التي اكتسبها الجهاز من التكوين املستمر وامللتقيات الوطنية والدولية‪ ،‬وتبادل‬
‫الخبرات مع الدول ( بارة‪)0271 ،‬املتحالفة (بوغرارة‪)0279 ،‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬املعهد الوطني لألدلة الجنائية وعلم إلاجرام للدرك الوطني‪:‬‬
‫لقد تم إنشاءه بموجب املرسوم الرئاس ي ‪ ،733/22‬املؤرخ في ‪ ،0222/26/06‬ودخل حيز الخدمة من جانفي‬
‫‪ ،0222‬حيث يتضمن هذا الجهاز ‪ 77‬دائرة متخصصة في عدة مجاالت متباينة وتقدم جميع املساعدات التقنية‪ ،‬كما‬
‫تقوم دائرة إلاعالم ألالي و إلالكتروني املكلفة بمعالجة وتحليل وتقديم كل الدليل رقمي يساعد العدالة مع توفير املساعدة‬
‫للمحققين (فصيلة‪ ،)0271 ،‬كما يحتوي هذا املعهد على املصالح املختصة أهمها مصلحة البصمات ‪ ،‬مصلحة البيئية‪،‬‬
‫أما في ما يخص مجال ألامن إلالكتروني هناك مصلحة إلاعالم ألالي على مستوى هذه املصلحة يتم رصد ومراقبة وتتبع‬
‫عمليات الاختراق والقرصنة املعلوماتية وكذا الاكتشاف املعلومات املسروقة وتفكيك البرامج املعلوماتية (غزال‪ ،‬مشاريع‬
‫الحكومة الالكترونية من الاستراتجية الى التطليق مشروع الجزائر الحكومة الالكترونية‪،)0272 ،‬انظر (عطية‪،‬‬
‫د‪.‬ت‪.‬ن)مخالفة للنظام العام‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪-‬املصلحة املركزية ملكافحة الجريمة املعلوماتية لألمن الوطني‪:‬‬


‫قامت مصالح ألامن بإنشاء املصلحة املركزية للجريمة إلالكترونية استجابة ملطالب ألامن إلالكتروني ومكافحة‬
‫التهديدات ألامنية الناجمة عن الجرائم إلالكترونية‪ ،‬الذي أنش يء سنة ‪ ،0277‬وأضيف للهيكل التنظيمي في سنة ‪،0272‬‬
‫(حمالوي ‪( ،)0272/22/76 ،‬بوغرارة‪)0279 ،‬وذلك بهدف حماية ألامن املعلوماتية ومحاربة التهديدات ألامنية التي تمس‬
‫الفضاء إلالكتروني‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫إن الجرائم الالكترونية باعتبارها من الجرائم املعلوماتية املستحدث في العصر الحالي‪ ،‬وذلك راجع للتقدم‬
‫التكنولوجي خصوصا بعد ظهور شبكة املعلومات الدولية أي انترنت‪ ،‬مما ساهم على انتشار وتنوع هذا السلوك الاجرامي‬
‫والذي أصبح يشكل التهديد إلكتروني خطرا يمس مختلف املجاالت الاقتصادية والاجتماعية والثقافية‪ ،‬مما جعل ظاهرة‬
‫إلاجرام إلالكتروني متطور وسريع الانتشار مع صعوبة اكتشاف هوية املرتكب جريمة إلالكترونية وعدم معاقبته لغياب‬

‫‪113‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫اثبات مادي للجريمة‪ ،‬ولهذا ساهم املشرع الجزائر لوضع اطار قانوني يمكن من وقاية ضد هذا نوع من الجرائم‬
‫إلالكترونية ووضع قانون عقوبات لردع من يرتكبها‬

‫إن التهديدات الفضاء الالكتروني هو خطر والحاضر واملستقبل‪ ،‬والتي مست جميع الدول العالم مهما كانت‬
‫متخلفة أو متقدمة‪ ،‬على حد السواء‪ ،‬حيث أصبحت تشكل خطرا مدمرا ملختلف املجاالت الاقتصادية والاجتماعية‬
‫والسياسية‪ ،‬وحتى الشخصية وهذا التهديد لم تنجي منه الجزائر‪ ،‬التي أدركتها أجهزتها ألامنية‪ ،‬مما دفعها لسن قوانين‬
‫تدافع عنها وتوفر ألامن السيبراني للتصدي لكل التهديدات املوجود داخل الفضاء السيبراني‪.‬‬

‫قائمة املراجع‪:‬‬

‫امنة‪ ،‬زعيطي‪ .)0272( .‬مكافحة الجرائم الالكترونية في ضوء قانون العقوبات الجزائري دراسة مقارنة‪ .‬مجلة‬ ‫‪)7‬‬
‫حقوق إلانسان و الحريات العامة‪ ،)7(2 ،‬صفحة ص‪.033‬‬
‫مباركة‪ ،‬حنان كركوري‪ .)0202( .‬خصوصية ارتكاب الجريمة السيبرانية في النظام املعلوماتي‪-‬دراسة تحليلية‬ ‫‪)0‬‬
‫على ضوء القانون الجزائري‪ .‬مجلة الدراسات الاستراتيجية والعسكرية‪-‬املركز الدمقراطي العربي‪ ،)9(0 ،‬الصفحات ص‪-‬‬
‫‪.70-73‬‬

‫)‪3‬‬ ‫‪Amoroso, E. (2007). cyber security. silicon press.‬‬

‫)‪4‬‬ ‫‪Clarke, A. R., & Knake, R. (2010). cyberwar the next threat the national security and what to do‬‬
‫‪about it. harper Collins.‬‬

‫)‪5‬‬ ‫‪desforges, A. (2014). les représentation ducyberespace un outil géoplitique/. revue hérodote, 1-‬‬
‫‪2(n°152-153)), pp. p67-81. Récupéré sur www.cairn.info/revue-herodot-2014-1-page-67.htm‬‬

‫)‪6‬‬ ‫‪Kemmerer, A. r. (2003). cybersecurity. clifornia, santa Barbara: university of clifornia santa Barbara‬‬
‫‪department of computer science.‬‬

‫)‪7‬‬ ‫‪kempf, o. (2012, novembre). /introduction à la cyberstratégie/. economica, p. p09. Récupéré sur‬‬
‫‪www.cairn.wfo/revu‬‬

‫)‪8‬‬ ‫‪kempf, o. (2012). cyberstratégie à la français. revue internationale et stratégique, 3(87), p. p121.‬‬
‫‪Récupéré sur www.cairn.wfo/revue-internationale-et-stratigique-2012-3-p121‬‬

‫)‪9‬‬ ‫‪okaz.com.sa/article/1585529 . (site vue 13/01/2022). Récupéré sur okaz.com.sa:‬‬


‫) )‪https://www.okaz.com.sa/article/1585529 site vue 13/01/2022‬‬

‫‪. (site vue 2022, 01 23). Récupéré sur‬الامن السيبراني‪10) political-encyclopedia-org/dictioary/‬‬


‫‪ site vue 23/01/2022‬الامن السيبراني‪https://political-encyclopedia-org/dictioary/‬‬

‫‪114‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫‪11) shakarian, P., shakarian, j., & Ruef, A. (2013). introduction to cyber-warfare a multidisciplinary‬‬
‫‪approach. Elsevier.‬‬

‫)‪12‬‬ ‫‪(site vue 11/01/2022). Récupéré sur https://fr.m-wikipedia.org: https://fr.m-wikipedia.org‬‬

‫)‪13‬‬ ‫‪(site vue 24/02/2022). Récupéré sur www.wipo.int/edocs/lexdocs/law/ar/dz/dz027ar.pdf: https‬‬


‫‪;//www.wipo.int/edocs/lexdocs/law/ar/dz/dz027ar.pdf‬‬

‫‪ )72‬اخالص‪ ،‬بن عبيد ‪ .)0207( .‬الحماية القانونية للمعطيات الشخصية في ظل القانون ‪ 21-79‬املتعلقة بحماية‬
‫الاشخاص الطبعيين في مجال معالجة املعطيات ذات الطابع الشخص ي‪ .‬مجلة الجزائرية للحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،)7(6 ،‬الصفحات ص‪.611-616‬‬

‫الوطني‬ ‫ألامن‬ ‫منظومة‬ ‫في‬ ‫السيبراني‬ ‫ألامن‬ ‫‪/‬مكانة‬


‫‪ )72‬إدريس‪،‬‬‫(د‪.‬ت‪.‬ن)‪.‬‬ ‫عطية‪.‬‬
‫الجزائري‪//‬مجلد‪/7‬العدد‪//7‬ص‪ .720‬مجلة مصداقية‪ ،)7(7 ،‬الصفحات ص‪.773-770-720-722-729‬‬

‫‪ )76‬إسماعيل‪ ،‬زروقة‪ .)0272( .‬الفضاء السيبراني والتحول في مفاهيم القوة والصراع‪ .‬مجلة العلوم القانونية‬
‫والسياسية‪ ،)7(72 ،‬الصفحات ص‪.‬ص ‪.7279-7271-7203-0201-‬‬

‫‪ )71‬القانون ‪،22-79‬الذي يحدد القواعد املتعلقة بالبريد والاتصاالت الالكترونية ج‪،‬ر عدد‪ 73/01‬مايو‬
‫‪/0279‬ص‪ 73( .72‬مايو‪ .)0279 ،‬جريدة الرسمية(‪ ،)01‬ص‪ .72‬الجزائر‪.‬‬

‫‪ )79‬حسن بن احمد‪ ،‬الشهري‪/ .)0272( .‬الانظمة الالكترونية الرقمية املطورة لحفظ وحماية سرية املعلومات من‬
‫التجسس‪ .‬مركز النور لالبحاث االاكتروتية‪ ،‬صفحة ص‪.77‬‬

‫‪ )72‬حنين جميل‪ ،‬أبو حسين‪ .)0207( .‬إلاطار القانوني لخدمات ألامن السيبراني‪ .0‬رسالة ماجستير‪ .0 ،‬عمان‪ :‬جامعة‬
‫الشرق ألاوسط‪.‬‬

‫‪ )02‬خيرة‪ ،‬رابحي‪ .)0272-0222( .‬اتفاقية الانترنت دراسة ميدانية الستعالمات الشبكة بمدينة تيصيرت‪ .‬رسالة‬
‫ماجستير‪ ،‬ص‪ .19‬وهران‪ :‬جامعة وهران علم املكتبات والعلوم الوثائقية‪.‬‬

‫‪ )07‬رامي متولي‪ ،‬القاض ي‪ .)0277( .‬مكافحة الجرائم املعلوماتية‪ .‬مصر‪ ،‬مصر‪/ :‬دار النهضة العربية‪.‬‬

‫‪ )00‬رضا‪ ،‬مهدي‪ .)0207( .‬الجرائم السيبرانية وأليات مكافحتها في التشريع الجزائري‪ .‬مجلة إيليزا للبحوث و‬
‫الدراسات‪ ،)0(6 ،‬الصفحات ص ‪.779-770-707-702-772-‬‬

‫‪ )03‬سمير‪ ،‬بارة‪ .)0271( .‬الامن السيبراني((‪ cybersecurity‬الجزائر السياسات واملؤسسات‪ ،)2( .‬الصفحات ص‪-‬‬
‫‪.022-32‬‬

‫‪ )02‬عادل‪ ،‬غزال‪( .‬مارس‪ .)0272 ،‬مشاريع الحكومة الالكترونية من الاستراتجية الى التطليق مشروع الجزائر‬
‫الحكومة الالكترونية‪ .‬مجلة املكتبات و املعلومات(‪ ،)32‬صفحة ص‪.62‬‬

‫‪115‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ )02‬عاقلي‪ ،‬فصيلة‪ .)0271( .‬الجريمة الالكترونية في القانون الجزائري والقانون املقارن‪ .‬املؤتمر الدولي الرابع‬
‫الجريمة الكترونية‪( ،‬صفحة ص‪ .)733‬لبنان‪.‬‬

‫‪ )06‬عبد الرحمان‪ ،‬حمالوي ‪ .)0272/22/76( .‬دور املدير العامة لالمن الوطني في مكافحة الالكترونية الجريمة‬
‫املعلوماتية بين الوقاية واملكافحة‪ .‬ملتقي وطني في مكافحة الجرائم الالكترونية (صفحة ص‪ .)72‬بسكرة ‪:‬‬
‫جامعة بسكرة ‪.‬‬

‫‪ )01‬عنترة‪ ،‬بن مرزوق‪ ،‬و حرشاوي‪ .)0271( .‬الامن السيبراني كبعد جديد في السياسة الدفاعية الجزائرية‪ .‬مؤتمر‬
‫الدولي استراتيجيات الدفاع الوطني (صفحة ص‪ .)69‬ورقلة‪ :‬جامعة ورقلة‪.‬‬

‫‪ )09‬ليندة‪ ،‬شرا بشة‪( .‬د‪.‬ت‪.‬ن)‪ .‬السياسة وإلاقليمية في مجال مكافحة الجريمة الالكترونية الاتجاهات الدولية في‬
‫مكافحة الجريمة الالكترونية‪ ،)7(7 .‬صفحة ص‪.020‬‬

‫‪ )02‬محمد الطاهر‪ ،‬سعيود ‪ .)0202( .‬استقاللية سلطة ضبط البريد والاتصاالت الالكترونية في ظل احكام القانون‬
‫‪ .22-79‬مجلة الدراسات حول فعلية القاعدة القانونية‪ ،)7(2 ،‬صفحة ص‪.26‬‬

‫‪ )32‬محمد‪ ،‬مختار‪ .)0272( .‬هل يمكن ان تتجنب الدول مخاطر الهجمات الالترونية‪ .‬مجلة اتجاهات الاحداث(‪،)6‬‬
‫الصفحات ص‪.6-2‬‬

‫‪ )37‬محمد امين‪ ،‬الشوابكة‪ .)0277( .‬الشوابكة‪ ،‬محمد امين ‪0277‬جرائم الحاسوب و الانترنت‪ .‬دار الثقافة‪.‬‬

‫‪ .)0273( )30‬مكتب الامم املتحدة ‪0273‬املعني باملخدرات والجريمة دراسة شاملة عن الجريمة السيبرانية‪ .‬مكتب‬
‫الامم املتحدة‪.‬‬

‫‪ )33‬مهدي‪ ،‬رضا‪ .)0207( .‬لجرائم السيبرانية وأليات مكافحتها في التشريع الجزائري‪ .‬مجلة إيليزا للبحوث و‬
‫الدراسات‪ ،)0(6 ،‬صفحة ص‪.770‬‬

‫‪ )32‬هند‪ ،‬علوي‪ .)0221-0229( .‬املرصد الوطني ملجتمع املعلومات الجزائري قياس النفاذ الى التكنلوجيا املعلومات‬
‫والاتصاالت بقطاع التعليم بالشرق الجزائري‪ .‬رسالة الدكتوراه‪ ،‬ص‪ .7‬قسنطينة‪ :‬قسنطينة تخصص علم‬
‫املكتبات‪.‬‬

‫‪ )32‬يوسف‪ ،‬بوغرارة‪ .)0279( .‬ألامن السيبراني ‪:‬الاإستراتجية الجزائرية لألمن والدفاع في الفضاء السيبيري‪ .‬مجلة‬
‫الدراسات إلافريقية وحوض النيل‪-‬املركز الديمقراطي العربي‪ ،)3(7 ،‬الصفحات ص‪.777-723-727‬‬

‫‪116‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫إلاكتشاف إلالكترونى & حجية ألادلة الرقمية بالجرائم إلالكترونية‬


‫‪Electronic Discovery & Digital Crime Evidence Authority‬‬
‫د‪.‬أمل فوزي أحمد عوض‪ /‬جامعة حلوان‪ /‬مصر‬
‫‪Dr. Amal Fawzy Ahmed Awad/ Helwan University/ Egypt‬‬

‫ملخص الدراسة‪:‬‬
‫ً‬
‫مركزيا لتطوير خوارزميات الذكاء الاصطناعي لالستخدام الفعلي فى مجال القانون وخاصة باالكتشاف‬ ‫تلعب البيانات ً‬
‫دورا‬
‫إلالكترونى للوصول الاسرع للبيانات القانونية والذى يحقق بالتبعية وصوال اسرع للعدالة‪ ،‬ولكن تطوير واستخدام خوارزميات الذكاء‬
‫الاصطناعي مقيد بنقص البيانات التي يسهل الوصول إليها‪ .‬كما ان إلاشكالية فيما يتعلق باإلثبات التي تثيرها إلاستعانة بالوسائط الرقمية‬
‫بالتقاض ي هي إنه في الوضع العادي عندما يوجد ملف ورقي وآخر رقمي‪ ،‬فيمكن الوقوف علي صحة ألاخير بمقارنته باألول‪ ،‬أما في فرض‬
‫البيئة الرقمية والدليل الرقمي كيف يمكن التحقق من سالمة بيانات مستند معين ؟‪ ،‬وكيف يمكن التعويل علي الدليل الرقمي في إلاجراءات‬
‫عموما خاصة ان التبديل أو التعديل في امللفات الرقمية ال يترك أي أثر عليه ؟‪ ،‬وجميع ما سبق يشكل تحديات غاية في الصعوبة أمام‬
‫مستقبل الاكتشاف إلالكترونى وقبول الدليل الرقمى ‪ ...‬ترى كيف يتم التغلب عليها؟؟؟؟؟؟‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬الاكتشاف إلالكترونى‪ ،‬البيانات‪ ،‬الذكاء الاصطناعي‪ ،‬دليل‪ ،‬رقمي‪ ،‬قبول‪ ،‬حجية‬
‫‪Absract :‬‬
‫‪Data play a central role in the development of artificial intelligence algorithms for actual use in the‬‬
‫‪field of law, in particular in the electronic discovery of faster access to legal data, which, by extension, will‬‬
‫‪achiee faster access to justice, but the development and use of artificial intelligence algorithms is‬‬
‫‪constrained by a lack of easily accessible data. The problem with proof raised by the use of digital media in‬‬
‫‪litigation is that, in the normal situation where a paper file and a digital file exist, the validity of the latter can‬‬
‫‪be seen by comparing it to the former, but in the imposition of the digital environment and the digital‬‬
‫‪directory, how can the integrity of the data of a particular document be verified? How can digital evidence‬‬
‫‪be relied upon in procedures in general, especially since switching or modifying digital files leaves no impact‬‬
‫‪on it? And all of the above poses extremely difficult challenges to the future of electronic discovery and‬‬
‫‪acceptance‬‬ ‫‪of‬‬ ‫‪digital‬‬ ‫‪evidence...‬‬ ‫‪You‬‬ ‫‪see‬‬ ‫‪how‬‬ ‫‪it's‬‬ ‫?‪overcome‬‬
‫‪Keywords: Electronic discovery , data , artificial intelligence , evidence , digital , acceptance , authority.‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫بعد ما يقرب من ‪ً 02‬‬
‫عاما من الابتكار املستمر الذي يركز بشكل أساس ي على الاكتشاف إلالكترونى‪ ،‬يبدو أن‬
‫التكنولوجيا القانونية تدخل مرحلة جديدة في حين أن املهنة القانونية ككل ال تزال متشككة إلى حد ما في التكنولوجيا‬
‫وحذره من التغيير ‪ -‬خاصة عند مقارنتها بالصناعات ألاخرى في حين يقبل معظم املحامين آلان فرضية أن ألاتمتة‬

‫‪117‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫ضرورية إلدارة مكاتب املحاماة وإلادارات القانونية بشكل أكثر كفاءة في ديناميكية بيئة أعمال شديدة التنافسية تعتمد‬
‫على البيانات بشكل متزايد‪.1‬‬
‫وهو ما يترتب عليه ان يتغير فهمنا ملا يجعل ألاتمتة ضرورية ومهمة‪ ،‬وحيث أن الاستثمارات في التكنولوجيا‬
‫ً‬
‫يمكن أن تكون فخا‪ ،‬مع وجود تكاليف باهظة للوصول السريع للبيانات‪ ،‬في ظل التطور املستمر في تكنولوجيا املعلومات‬
‫وتحديث البيانات‪.‬‬
‫تتعرض مكاتب املحاماة وعمالئها من الشركات لضغوط هائلة لتقديم قيمة أكبر في مقابل أقل وألن تكون أكثر‬
‫عرضة للمساءلة أمام أصحاب املصلحة‪ ،‬يتم الشعور بهذا الضغط ً‬
‫أيضا بشكل حاد في قطاع التكنولوجيا القانونية‪،‬‬
‫حيث ستحتاج الشركات التي تبحث عن طريق إلى النجاح املستدام إلى تكييف نماذج أعمالها مع التطور املستمر في‬
‫تكنولوجيا املعلومات وأمن البيانات‪ ،‬هذا ويترتب على استخدام تطبيقات تكنولوجيا املعلومات والتحول الرقمي في‬
‫مجال القانون أن لدينا الكثير من ألادوات الرقمية البد من الوقوف عليها واملعرفة بها‪ ،‬فنحن ً‬
‫كثيرا ما ننقل البيانات‬
‫من أداة إلى أخرى‪ ،‬ونقوم باستمرار بتسجيل الدخول والخروج من تطبيقات متعددة‪ ،‬وهذا يعني ً‬
‫أيضا أن البيانات‬
‫الحساسة أكثر عرضة للضياع والتلف والاختراق ‪.‬‬
‫مشكلة البحث‪:‬‬
‫ً‬
‫مركزيا لتطوير خوارزميات الذكاء الاصطناعي لالستخدام الفعلي فى مجال القانون‬ ‫حيث تلعب البيانات ً‬
‫دورا‬
‫وخاصة باالكتشاف إلالكترونى للوصول الاسرع للبيانات القانونية والذي يحقق بالتبعية وصوال أسرع للعدالة‪ ،‬ولكن‬
‫تطوير واستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي مقيد بنقص البيانات التي يسهل الوصول إليها‪ .‬فاملؤسسات وإلادارات‬
‫والهيات القانونية غنية بالوثائق وفقيرة للبيانات "كاآلراء القضائية إما ألنها غير متوفرة أو متنوعة في الشكل بحيث‬
‫يصعب استخدامها بفعالية‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يمكن أن تؤدي مجموعات البيانات ذات الجودة الرديئة أو املعيبة إلى‬
‫قيام أنظمة الذكاء الاصطناعي بإخراج نتائج غير عادلة‪ ،‬وقد تؤدي تقنيات جمع البيانات‪ ،‬وإعدادها‪ ،‬وتحليلها إلى‬
‫تحيزات إحصائية في مجموعة البيانات‪ .‬كما ان إلاشكالية فيما يتعلق باإلثبات التي تثيرها إلاستعانة بالوسائط الرقمية‬
‫بالتقاض ي هي إنه في الوضع العادي عندما يوجد ملف ورقي وآخر رقمي‪ ،‬فيمكن الوقوف علي صحة ألاخير بمقارنته‬
‫باألول‪ ،‬أما في فرض البيئة الرقمية والدليل الرقمي كيف يمكن التحقق من سالمة بيانات مستند معين؟ وكيف يمكن‬
‫التعويل علي الدليل الرقمي في إلاجراءات عموما خاصة ان التبديل أو التعديل في امللفات الرقمية ال يترك أي أثر عليه‬
‫؟ وهل وجهة النظر القائلة بأن أي عيوب تتبدي بالنظام الرقمى ال يمكن ان تتساوي بحال من ألاحوال مع الوضع قبل‬
‫إلاستعانة بتكنولوجيا املعلومات في القضاء على صواب؟ وكيف يمكن إنتقاء ايجابيات الدليل الرقمي والتعويل عليها؟‬
‫عمدا للحصول على تحليالت‬‫وإتقاء سلبيات الدليل الرقمي ومعالجتها؟‪ ،‬فقد يتم التالعب بمجموعات البيانات أو إتالفها ً‬
‫غير عادلة فباإلضافة إلى مشكالت جودة البيانات ومعالجتها‪ ،‬تنشأ ً‬
‫أيضا مخاوف كبيرة بشأن خصوصية البيانات وألامن‬
‫السيبراني مع استخدام كميات هائلة من البيانات بواسطة أنظمة الذكاء الاصطناعي‪ .‬وجميع ما سبق يشكل تحديات‬

‫‪ 1‬راجع فى ذلك ‪:‬‬


‫‪https://www.lawtechnologytoday.org/2019/07/client-driven-innovation-the-future-of-legal-technology/‬‬

‫‪118‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫غاية في الصعوبة أمام مستقبل الاكتشاف إلالكترونى والدليل الرقمى ‪ ...‬ترى كيف يتم التغلب عليها؟ وبأي الوسائل‬
‫قانونية؟ أم تقنية؟‬
‫ُ‬
‫أن أول ما ُيطرح في موضوع إلاثبات هو توفر السند الخطي‪ ،‬سواء كتب بخط اليد أو باآللة الكاتبة‪ ،‬وما يحتويه‬
‫من البيانات‪ ،‬وتوقيع أطرافه‪ ،‬وتعدد النسخ في العقود املتبأدلة ‪ ،‬والشكل الذي قد يفرضه القانون في حاالت معينة‪.‬‬
‫هذا باالضافة إلى معضلة تحديد القانون الواجب التطبيق على العقود الرقمية الدولية وقوتها الثبوتية‪ ،‬وإشكالية‬
‫إستعماله‪ ،‬وإثباته‪ ،‬وطريقة تقديمه للمحكمة الناظرة في النزاع املتعلق به‪ .‬وكذلك اشكالية تحديد مفهوم أصل السند‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الرقمي وصورته؛ إذ أن النسخة هي تكرار ألاصل في كل جزئياته‪ ،‬لذلك تعتبر النسخة أصال جديدا من دون تمييز بينهما‪.‬‬
‫لكن التساؤل ألاساس ي‪ 1‬في هذا الصدد والذي يستتبع تبني إلاستعانة بالوسائل الرقمية في التقاض ي هو‪:‬‬
‫‪ ‬هل هذه آلاليات‪-‬أي الوسائل الرقمية‪-‬على درجة من الكفاءة بحيث يمكن إلاعتماد عليها في ضمان‬
‫‪2‬‬
‫سالمة البيانات وأمن املعلومات املتداولة رقميا؟‬
‫‪ ‬كيف يمكن التحكم في الصعوبات املرتبطة بإستخدام التكنولوجيا دون إلاخالل بالتنظيم القضائي‬
‫‪3‬‬
‫والضمانات ألاساسية لحسن سير العدالة؟‬
‫ذلك ان إلاشكالية ‪ 4‬فيما يتعلق باإلثبات التي تثيرها إلاستعانة بالوسائل الرقمية‪ 5‬في التقاض ي هي إنه في الوضع‬
‫العادي عندما يوجد ملف ورقي وآخر رقمي‪ ،‬فيمكن الوقوف على صحة ألاخير بمقارنته باألول‪ ،‬أما في فرض البيئة‬
‫الرقمية والدليل الرقمي كيف يمكن التحقق من سالمة بيانات مستند معين (ويمكن التعويل عليه في إلاجراءات عموما‬
‫خاصة ان التبديل أو التعديل في امللفات الرقمية ال يترك أي أثر عليه و العكس‪ )6‬من هذا النقد يري البعض أن أي‬
‫عيوب تتبدي في النظام الرقمي ال يمكن ان تتساوي بحال من ألاحوال مع الوضع قبل إلاستعانة بتكنواوجيا املعلومات‬
‫في القضاء ‪.‬‬
‫إن الذي يضفي الرسمية على ألاوراق ‪ /‬املستندات في النظام الورقي هو التوقيع‪ ،‬وهو نفس آلالية التي سوف‬
‫يعتمدها املشرع إلضفاء الرسمية على املحررات الرقمية‪.‬‬

‫‪ 1‬راجع فى ذلك‪ :‬د‪/‬فاطمةعادل سعيد «التقاض ي عبر وسائل التكنولوجيا والاتصال الحديث " ‪ ،‬بحث مقدم الى مؤتمرالقانون واللتكنولوجيا ‪ -‬كلية‬
‫الحقوق – جامعةعين شمس ‪ ،‬فى الفترة من ‪ 9‬الى ‪ 72‬ديسمبر ‪.0271‬‬
‫‪ 2‬يقصد بمصطلح سالمة البيانات‪" :‬التحقق من ان البيانات التى تضمنتها الوثيقة لم يحدث بها أى تعديل أو حذف سواء ألسباب طبيعية أو عمدية‪".‬‬
‫راجع د‪.‬محمد محمد سادات ‪ .،‬حجية التوقيع الرقمى فى الاثبات‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬ج‪ .‬املنصورة‪ ،٦٢٠٢ ،‬ص ‪٠٩١‬‬
‫‪3‬راجع فى ذلك‪ :‬أسامة املناعسة وآخرون؛ د‪ .‬هاللي عبدالاله أحمد‪ ،‬تفتيش نظم الحاسب آلالي وضمانات املتهم املعلوماتي ـ دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة ألاولى‬
‫‪ ،‬دار النهضة العربية ـ القاهرة ‪ ، 7221 ،‬وقد آثرنا الاشارة دون الافاضة لعدم اتساع املجال لذلك ‪.‬‬
‫‪Helmut Rü�mann, Electronic Documents. Security and Authenticity, Electronic Technology and Civil Procedure- New Paths to Justice 4‬‬
‫‪from Around the World, Springer, 2012, p.235.‬‬
‫‪ 5‬راجع فى ذلك كال من ‪:‬‬
‫‪-Walker, Janet, and Garry D. Watson. "New Trends in Procedural Law: New Technologies and the Civil, Litigation Process." Hastings‬‬
‫‪International‬‬ ‫‪and‬‬ ‫‪Comparative‬‬ ‫‪Law‬‬ ‫‪Review‬‬ ‫‪31.1‬‬ ‫‪(2008),‬‬
‫‪http://www.delmarlearning.com/companions/content/1401824293/guides/CH6.‬‬
‫‪6Jay Thornton, (Cost, Accuracy, and subjective fairness in legal information technology: a response to technological due process critics),‬‬

‫‪New York university law review, December 2016, Vol.91, p.‬‬

‫‪119‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫أهداف البحث‪:‬‬
‫الوقوف على أهم مصطلحات إلاثبات الرقمى‪ :‬كالدليل الرقمى‪ ،‬التوقيع الرقمى‪ ،‬املحررات الرقمية‬ ‫‪.7‬‬
‫الوقوف على أهم إشكاليات قبول ألادلة باإلثبات الرقمى‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫الوقوف على ماهية إدارة املعلومات الذكية إلدارة الخصومة القضائية ً‬
‫رقميا " من خالل عملية الاكتشاف‬ ‫‪.3‬‬
‫إلالكترونى‪. E -discovery‬‬
‫منهج البحث‪:‬‬
‫سوف نستخدم في هذه الورقة البحثية املنهج التحليلي والتأصيلي لعرض مسائله وطرح املعالجات والحلول املالئمة‬
‫خطة البحث‪:‬‬
‫سوف نطرح معالجات للتساؤالت السابق ذكرها على مستوى عدد من املباحث على النحو التالى‪:‬‬
‫املبحث ألاول‪ :‬الاكتشاف إلالكترونى‬
‫املطلب ألاول‪ :‬ماهية الاكتشاف إلالكترونى‬
‫املطلب الثانى‪ :‬متطلبات الاكتشاف إلالكترونى‬
‫املطلب الثالث‪ :‬الذكاء الاصطناعي والاكتشاف إلالكترونى‬
‫املطلب الرابع ‪:‬تحديات الاكتشاف إلالكترونى‬
‫املبحث الثانى‪ :‬ألادلة الرقمية‬
‫املطلب ألاول‪ :‬ماهية ألادلة الرقمية‬
‫املطلب الثاني‪ :‬أنواع ألادلة الرقمية واملستندات الرقمية‬
‫املطلب الثالث‪ :‬تحديات قبول ألادلة الرقمية‬
‫املبحث ألاول‪ :‬الاكتشاف إلالكترونى‬
‫وللوقوف على ماهية الاكتشاف إلالكترونى ومعرفة ما اذا كان مزايا ام تحديات ماهية إدارة املعلومات الذكية‬
‫والاكتشاف إلالكترونى باملطلب ألاول‪ ،‬التخطيط الناجح لألكتشاف الرقمى باملطلب الثانى‪ ،‬متطلبات الاكتشاف‬
‫إلالكترونى باملطلب الثالث‪ ،‬الذكاء الاصطناعي والاكتشاف إلالكترونى باملطلب الرابع‪ ،‬تحديات الاكتشاف إلالكترونى‬
‫(الخصوصية ‪ /‬امن املعلومات) باملطلب الخامس وذلك على النحو التالى‬
‫املطلب ألاول‪ :‬الاكتشاف إلالكترونى‪E - DISCOVERY‬‬
‫‪E - discovery‬؟‪1‬‬ ‫الفرع ألاول‪ :‬ماهية الاكتشاف إلالكترونى‬

‫‪1‬راجع في ذلك كال من ‪:‬‬


‫˗‬ ‫‪https://en.wikipedia.org/wiki/Electronic_discovery‬‬
‫˗‬ ‫‪https://www.exterro.com/basics-of-e-discovery‬‬
‫˗‬ ‫‪https://www.logikcull.com/what-is-ediscovery-software‬‬
‫˗‬ ‫‪https://www.exterro.com/basics-of-e-discovery/e-discovery-process‬‬

‫‪120‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫الاكتشاف هو املصطلح املستخدم للمرحلة ألاولية من التقاض ي حيث يتعين على ألاطراف في النزاع تقديم‬
‫املعلومات والسجالت ألاخرى ذات الصلة‪ ،‬إلى جانب جميع ألادلة ألاخرى املتعلقة بالقضية ‪.‬املفتاح ملعالجة ‪E -‬‬
‫ً‬
‫استباقيا في إدارة املعلومات والسجالت مع التحكم في معالجة طلبات ‪ E - discovery‬املحتملة‪.‬‬ ‫‪discovery‬هو أن تكون‬
‫فاملقصود من تبادل ألادلة واملستندات هو‪ 1‬تسليم صورة من املذكرة باملناولة للخصم أو وكيله مع توقيع املستلم على‬
‫ألاصل قبل تقديمها للمحكمة‪ ،‬في حين أن ألاصل أن يتم إيداع املذكرة في مكتب إدارة الدعوي باملحكمة املختصة (سواء‬
‫أكانت محكمة أول درجة أو محكمة ثاني درجة) ويتم إبالغ الخصم بذلك إلايداع ويتم اطالعه عليها في ملف القضية‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫بمكتب إدارة الدعوي‪ ،‬كما يترتب على إيداع مذكرة الدفاع اعتبار املدعي عليه حاضرا حكما ولو تخلف عن الحضور‪.‬‬
‫وتري الباحثة إنه يجب تعديل نصوص القانون بما يسمح للخصوم بالتقديم والتبادل والاطالع عل هذه املستندات‬
‫رقميا ‪ .2‬وهو ما يعرف آلان باإلكتشاف إلالكترونى‪ ،3‬والذي يعد من تطبيقات التقاض ي الرقمي‪ ،‬ويتم تعريف إلاكتشاف‬
‫إلالكترونى علي أنه العملية القانونية السابقة ألاطراف علي املعلومات املخزنة ً‬
‫رقميا ومراجعتها‪ ،‬وهو إجراء مطبق بالنظم‬
‫القضائية املقارنة حيث عملت القواعد الفيدرالية لإلجراءات املدنية لعام ‪ )FRCP( 0226‬علي وضع املعلومات املخزنة‬
‫ً‬
‫رقميا (‪ )ESI‬علي قدم املساواة مع املستندات الورقية في نظر املحكمة‪.4‬‬
‫يمكن استخدام ‪ ESI5‬أي نوع من بيانات أو ألاجهزة ‪ ESI‬بما في ذلك على سبيل املثال ال الحصر‪ ،‬النصوص‪،‬‬
‫والصور‪ ،‬والصوت‪ ،‬وقواعد البيانات‪ ،‬وجداول البيانات‪ ،‬وألانظمة القديمة‪ ،‬والشري‪ ،‬والهواتف الذكية‪ ،‬وألاجهزة‬
‫اللوحية‪ ،‬والرسائل الفورية‪ ،‬والبريد إلالكترونى‪ ،‬وملفات التقويم‪ ،‬ومواقع الويب‪.6‬‬
‫فاإلكتشاف إلالكترونى‪ (électronica Discovery) ISE 7‬يشبه إلي حد كبير ‪ ، E-filing‬هو موجة الحاضر‬
‫ً‬
‫واملستقبل‪ ،‬وتحدي للواقع أيضا ‪.8‬‬

‫‪ 1‬راجع في ذلك ‪ :‬د‪ /‬سيد احمد محمود ‪"،‬نحو رقمية القضاء املدني الاماراتي" ‪ ،‬ص‪.301‬‬
‫‪ 2‬راجع في ذلك ‪:‬‬

‫كيفية إرسال مستندات املحكمة املدنية‪:‬‬ ‫–‬


‫‪– https://docplayer.net/13527036-File-how-to-transmit-civil-court-documents-by-fax-for-filing-in-court-registries-in-b-c-transmitting-by-‬‬
‫(تاريخ آخر دخول علي املوقع ‪fax-court-services-court-services-branch.html 0202/2/00‬‬
‫‪ 3‬راجع في ذلك‪:‬‬
‫‪Mikl s Kengyel; Zolt n Nemess nyi; International: Electronic technology and civil procedure : new paths to justice from around the world,p285.‬‬
‫‪http://www.worldcat.org/title/electronic-technology-and-civil-procedure-new-paths-to-justice-from-around-the-world/oclc/773670695‬‬
‫‪ 4‬راجع في ذلك‪:‬‬
‫– ‪Legal Technology Vision Towards the digital transformation of the legal sector , Legal Technology Cluster Committee , Singapore Academy‬‬
‫‪of Law , p33‬‬
‫– ‪ https://bok.ahima.org/doc?oid=107115#.YDekLujXLx4‬تاريخ آخر دخول علي املوقع ‪21/2/2021‬‬
‫‪ 5‬راجع في ذلك‪:‬‬
‫‪Ediscovery And Digital Forensics , Solving Legal And Regulatory Issues , P1-6 , Cyber@Bsigroup.Com , Bsigroup.Com‬‬
‫‪ 6‬راجع في ذلك‪:‬‬
‫‪ADAM I. COHEN, DAVID J. LENDER, ELECTRONIC, DISCOVERY, PRACTICE, GUIDELINES, p2-37‬‬
‫‪ 7‬راجع في ذلك ‪:‬‬
‫‪AHIMA. "E- Discovery Litigation and Regulatory Investigation Response Planning: Crucial Components of Your Organization’s Information and Data‬‬
‫‪Governance Processes." Journal of AHIMA 84, no.11 (November–December 2013): expanded web version , p 1-91 .‬‬
‫‪ 8‬راجع في ذلك ‪:‬‬

‫‪121‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫اليوم‪1‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الاكتشاف إلالكترونى ‪-‬التكوين الحقيقي لحركة إدارة املعلومات والبيانات‬
‫دون علم الكثيرين‪ ،‬فإن ألاصل الحقيقي لحركة إدارة املعلومات والبيانات اليوم يكمن في دعوى التمييز بين الجنسين‬
‫العادية التي رفعتها متداولة ألاوراق املالية لورا زوبوالك في املنطقة الجنوبية من نيويورك ‪ (SDNY).‬عندما رفعت متداولة‬
‫ألاوراق املالية‪ ،‬لورا زوبوالكي دعوى قضائية ضد صاحب عملها‪ ،‬يو بي إس واربورغ‪ ،‬في عام ‪ ،0220‬لم يكن من املحتمل‬
‫أن يفهم ً‬
‫يوما ما أنها ستعرف بأنها رائدة في حركة إدارة املعلومات والبيانات اليوم ‪ -‬أو أن قضيتها ستؤثر وتغير الطريقة‬
‫إلى ألابد يدير املستشار القانوني واملنظمات التي يمثلونها معلوماتهم وبياناتهم ‪ -‬أو قد تكون العواقب املترتبة على املعالجة‬
‫غير الصحيحة للمعلومات املخزنة ً‬
‫رقميا من قبل املستشار القانوني أو الادارة التي يمثلونها في سياق التقاض ي وخيمة ‪.‬‬
‫حتى يومنا هذا‪ ،‬بالنسبة إلى قرارات ‪ ،2 Zubulake‬تعد قرارات من أهم قرارات القانون (إن لم تكن ألاكثر أهمية) بشأن‬
‫إدارة املعلومات والبيانات في عصرنا‪ ،‬و أربعة من خمسة من هذه القرارات أثرت على تعديالت ‪ FRCP‬لعام ‪، 0226‬‬
‫وكذلك العديد من تعديالت ‪ 0273‬املقترحة على ‪ FRCP‬إلدارة الاكتشاف إلالكترونى بنجاح ‪.‬‬
‫عملية ‪ E -discovery‬القانونية ‪ -‬تعمل ‪ E - discovery‬من وقت رفع الدعوى حتى وقت تقديم الدليل الرقمي في املحكمة‬
‫كما يلي‪:3‬‬
‫‪ .7‬يتم تحديد البيانات على أنها ذات صلة من قبل املحامين ويتم وضعها قيد الحجز القانوني‪.‬‬
‫‪ .0‬يقوم املحامون من كال الجانبين بتحديد نطاق الاكتشاف‪ ،‬وتحديد ‪ ESI‬ذي الصلة‪ ،‬وتقديم طلبات ‪E - discovery‬‬
‫‪ .3‬يمكن التفاوض مع املستشار القانوني لتحديد ما يتم البحث عنه وللتأكد من تحديد ألادلة املطلوبة واستبعاد‬
‫عدم وجود أدلة‪ ،‬وبالتالي تقليل الجهد إلاجمالي املطلوب للبحث واملراجعة وتقديمه‪.‬‬

‫‪e-Discovery: What Litigation Lawyers Need to Know , Risk Management Practice Guide of Lawyers Mutual, LAWYERS MUTUAL LIABILITY INSURANCE‬‬
‫‪COMPANY OF NORTH CAROLINA , p 2-17‬‬
‫‪, www.lawyersmutualnc.com‬‬
‫‪1‬راجع فى ذلك ‪:‬‬
‫‪https://www.google.com/search?sxsrf=ALeKk03chjd_CNkdk1Fnsot6owkUFOs-‬‬
‫=‪4Q:1622449002937&q=Digital+Evidence+and+Computer+Crime:+Forensic+Science,+Computers+and+the+Internet&stick‬‬
‫‪2‬راجع في ذلك‪:‬‬
‫˗‬ ‫‪https://nydailyrecord.com/2013/07/22/an-interview-with-laura-zubulake/،‬‬
‫˗‬ ‫‪https://www.relativity.com/blog/the-end-of-an-e-discovery-era-judge-scheindlins-law-from-zubulake-to-today/،‬‬
‫˗‬ ‫‪https://en.wikipedia.org/wiki/Zubulake_v._UBS_Warburg،‬‬
‫˗‬ ‫‪https://cloudnine.com/ediscoverydaily/case-law/ediscovery-history-a-look-back-at-zubulake/،‬‬
‫˗‬ ‫‪https://www.larkinhoffman.com/files/OTHER/bjd_ppp_elecdis.pdf‬‬
‫‪3‬راجع في ذلك‪ :‬التحول الرقمي‪ :‬آلاثار الرئيسية لخدمات وعروض تكنولوجيا شركة املحاماة‬
‫‪https://www.lawtechnologytoday.org/2019/05/digital-transformation-key-implications-for-law-firm-technology-services-and-offerings‬‬

‫‪122‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ .2‬ثم يتم استخراج ألادلة وتحليلها باستخدام إجراءات الطب الشرعي الرقمية‪ ،‬والتي عادة ما يتم تحويلها إلى صيغة‬
‫املحكمة‬ ‫في‬ ‫الستخدامها‬ ‫‪2TIFF‬‬ ‫‪1PDF‬أو‬
‫مفتاح النجاح مع ‪ E - discovery‬هو أن يكون لديك سياسة تشدد على‪:‬‬
‫التخلص من املعلومات التي ليس لها قيمة تجارية ً‬
‫وفقا للسياسة وفي سياق العمل العادي‬ ‫‪‬‬
‫تخزين السجالت التي لها قيمة للمؤسسة وإدارتها بشكل صحيح‪ ،‬تحت سيطرة الادارة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تنفيذ مخطط التصنيف الذي يوفر بنية إدارة املعلومات والسجالت لتحقيق الاتساق والتحكم‬ ‫‪‬‬
‫تدمير السجالت التي لم تعد هناك حاجة إليها بطريقة منهجية وموثقة وآمنه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ُ ّ‬
‫مكن تطبيقات ‪ 3E - discovery‬املؤسسات من سحب املعلومات والسجالت من ألاحجام الهائلة للمحتوى‬ ‫كما ت ِ‬
‫‪ ،‬بما في ذلك رسائل البريد إلالكترونى ‪.‬‬
‫إلالكترونى‪4‬‬
‫الفرع الثانى‪ :‬متطلبات الاكتشاف‬
‫ً‬
‫أحيانا في صياغة طلبات الاكتشاف والتفاوض بشأنها هو شكل إنتاج املستندات‪ ،‬يمكن أن يؤدي‬ ‫ما يتم تجاهله‬
‫تحديد شكل ألادلة الرقمية باالكتشاف إلى توفير قدر كبير من الوقت واملال في مرحلة مراجعة املستندات ويؤدي إلى‬
‫إنتاج بيانات قيمة لن يتم إنتاجها على إلاطالق‪.‬‬
‫أوال‪ :‬البيانات الوصفية‬
‫يجب أن تحتوي جميع عمليات إنتاج املستندات الرقمية‪ ،‬واستخراج ألادلة الرقمية على بعض حقول البيانات‬
‫الوصفية ألاساسية‪ ،‬بما في ذلك‪(:‬اسم امللف ;تعديل التواريخ;تاريخ إرسال البريد إلالكترونى;مؤلف الرسالة;التعديل ألاخير‬
‫من قبل املرسل;املستلمون (بما في ذلك النسخ املخفية (نسخة مخفية الوجهة); مسار املصدر;سطر املوضوع( الغرض‬
‫من البيانات الوصفية هو الحفاظ على املعلومات حول املستندات التي قد تضيع إذا تم إعادة معالجتها‪.‬‬
‫ال توفر هذه املعلومات حقائق أساسية غير واضحة من املستند فحسب‪ ،‬بل تساعد ً‬
‫أيضا في املراجعة الفعالة والدقيقة‬
‫للوثائق‪ ،‬ويعد تحليل البيانات الوصفية أحد الطرق الرئيسية التي يمكن لفريق مراجعة املستندات من خاللها التعرف‬
‫بذكاء على املستندات ذات الاهمية دون الحاجة إلى الانخراط في مراجعة خطية يدوية‪.‬‬

‫‪1‬صيغة ال‪ PDF‬هي صيغة رقمية للملفات صممتها أنظمة ال ‪ Adobe‬باستخدام بعض ألاكواد امللحقة بخصائص اللغات‪ .‬يأتي البرنامج الرسمي ملشاهدة امللفات‬
‫ّ‬
‫واملوجهة والنصوص والنصوص املكتوبة بالجافا وعناصر‬ ‫بصيغة ال ‪ .Adobe Reader‬وعادة ما يكون ملف ال ‪ً PDF‬‬
‫دمجا بين النصوص ذات الرسوميات التسامتية‬
‫أخرى‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫‪2‬ال‪ : TIFF‬هي صيغة لتخزين الرسوميات النقطية‪ .‬تستخدم للمسح الضوئي وفي مجال نصوص ال‪ ،OCR‬إلرسالها بالفاكس وطباعتها كما أنه مدعوم من العديد من‬
‫ّ‬
‫املستخدمة لتخزين الصور بعمق رائع للون‪،‬‬ ‫طورت الصيغة شركة ‪ Aldus‬بالتعاون مع مايكروسوفت الستخدامها مع ألاكواد الالحقة بالصيغة‬ ‫التطبيقات الرسومية‪ّ .‬‬
‫والتي تمتلك حقوق النشر الخاصة بها أنظمة أدوبي‪.‬‬
‫‪3 https://www.getapp.com/legal-law-software/electronic-discovery/‬‬

‫‪4‬راجع فى ذلك ‪:‬‬


‫‪https://www.lawtechnologytoday.org/2017/08/e-discovery-request-youre-requesting/‬‬

‫‪123‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫املستند‪1TIFFs‬‬ ‫ثانيا‪ :‬تنسيق‬

‫في حين أن تنسيق ‪ TIFF‬هو شكل مقبول من أشكال إلانتاج للعديد من املستندات‪ ،‬يجب إنتاج أنواع معينة من امللفات‬
‫بتنسيق أصلي بالنسبة إلى مستندات معينة حتى ال يتم فقد املحتوى املهم‪ ،‬مثل مالحظات املتحدث في العروض‬
‫التقديمية أو تتبع التغييرات والتعليقات في مستندات معالجة الكلمات‪.‬‬
‫يمكن أن تكون املعلومات إلاضافية في هذه املستندات مفيدة ً‬
‫جدا ً‬
‫أيضا في صياغة استراتيجية مراجعة املستندات‬
‫وألادلة‬
‫الرقمية مما يسمح لشركة املحاماة والعميل الكتساب فهم أشمل للحقائق في وقت مبكر من عملية الاكتشاف‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تحديد "املستندات"‬
‫من املهم ً‬
‫أيضا تحديد جميع أنواع البيانات املطلوبة حيثران الفشل فيعرض كل فئات "املستندات" املطلوبة‬
‫بشكل فردي يمكن أن يؤدي إلى إغفال مصادر البيانات الرئيسية واملعلومات الهامة فمن املحتمل أن تكون هناك بيانات‬
‫غير عادية‪ ،‬مثل الدردشات والنصوص ومحركات ألاقراص املشتركة والبريد الصوتي والتسجيالت الهاتفية‪.‬‬
‫يضمن طلب هذه ألانواع من املستندات في طلبات الاكتشاف أن يحصل العميل على الحقائق والاتصاالت‬
‫بشكل أساس ي لبناء القضية‪ ،‬ال سيما في الصناعات املعروفة باالعتماد على هذه ألاشكال من الاتصاالت‪.‬‬
‫عند التفكير في أنواع املستندات املطلوب تقديمها كدليل رقمى بالتقاض ى‪ ،‬من املهم أن تضع في اعتبارك أنه‬
‫أيضا على ألارجح إنتاج هذه ألانواع من املستندات ً‬
‫أيضا ‪.‬إذا اعتقد أحد ألاطراف أن العبء سيكون أكبر‬ ‫سيطلب منك ً‬
‫ُ‬
‫بكثير على عاتق الطرف آلاخر ملراجعة وإنتاج فئة معينة من املستندات‪ ،‬وهذا العبء ال يفوقه املنفعة املحتملة لتلقي‬
‫إنتاج الطرف آلاخر لنفس البيانات‪ ،‬لذا يجب إجراء دراسة متأنية من جانب أطراف الدعوى املعنيين بالتفاصيل ألاخرى‬
‫للتقاض ي املطروح للتأكد من أنهم يركزون على أنواع املستندات التي من املرجح أن تحتوي على املعلومات املطلوبة مما‬
‫يسمح بمراجعة مبسطة وفعالة لـ ‪ ESI‬وتطوير فهم كامل للحقائق والقضايا التي تنطوي عليها القضية‪.‬‬
‫إلالكترونى‪2‬‬ ‫املطلب الثانى‪ :‬الذكاء الاصطناعي والاكتشاف‬
‫دورا ً‬
‫مؤثرا بشكل متزايد‬ ‫مع بداية العام الحالى‪ ،‬توقع البعض في املجال القانوني أن الذكاء الاصطناعي )"‪ ("AI‬سيلعب ً‬
‫في تقديم الخدمات القانونية وسيجلب ً‬
‫فهما أكبر لكيفية تعزيز [تحليالت البيانات والذكاء الاصطناعي]‪.‬‬
‫الاصطناعي‪3‬‬ ‫أوال‪ :‬تعريف الذكاء‬

‫‪1‬راجع فى ذلك‪:‬‬
‫‪https://www.lawtechnologytoday.org/2020/02/5-ways-to-retake-control-of-your-document-intensive-business-processes‬‬
‫‪2‬راجع فى ذلك‪:‬‬
‫‪https://www.lawtechnologytoday.org/2021/02/using-artificial-intelligence-to-improve-law-firm-performance‬‬
‫‪3‬راجع فى ذلك‪:‬‬
‫‪“Intellectual property and artificial intelligence Reality & the Future”, BISKRA UNIVERSITY - FACULTY OF LAW AND POLITICAL SCIENCES Laboratory‬‬
‫‪ Vol 35 – (Special Issue - S N 42) – 19 January 2021.‬ـ‪impact of jurisprudence on the dynamics of legislation, Jurisprudence Journal -‬‬

‫‪124‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫ذكاء ً‬ ‫ً‬
‫عادة ً‬
‫بشريا " تتضمن هذه‬ ‫ببساطة‪ ،‬الذكاء الاصطناعي هو استخدام "التكنولوجيا ألتمتة املهام التي تتطلب‬
‫ويتصنف أنظمة الذكاء الاصطناعي‬ ‫املهام القد ات البشرية على التفكير والتحليل والتعميم وحل املشكالت والتعلم‪ُ ،‬‬
‫ر‬
‫بأنها "قوية" أو "ضعيفة" ً‬
‫بناء على درجة قدرتها على أداء القدرات البشرية‪ ،‬ويساعد هذا التمييز في تحديد نطاق قدرات‬
‫أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية‪ ،‬على الرغم من أن هذه القدرات تقع عبر نطاق وليس ضمن فئات متميزة‪.‬‬
‫"قويا" ً‬
‫حقا عندما يمكنه على ألاقل "أداء أي مهمة فكرية يستطيع إلانسان فعلها‬ ‫يكون الذكاء الاصطناعي ً‬
‫بنجاح"‪ ،‬إن لم يكن لديه ً‬
‫أيضا القدرة على تجربة الوعي وفهم مفاهيم مثل اللغة‪ ،‬وعلى الرغم من "ضعف" أنظمة‬
‫الذكاء الاصطناعي مثل‪ ، AlphaGo‬يمكن للذكاء الاصطناعي الضعيف أداء مجموعة متنوعة من املهام البشرية ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬فائدة الذكاء الاصطناعي في الصناعة القانونية‬
‫على وجه التحديد الستخدامه في الصناعة القانونية‪ ،‬يمكن تعريف الذكاء الاصطناعي على أنه أتمتة املهام عبر‬
‫ً‬
‫قانونيا قد قام بالعمل كما "يمكن تجميع املهام القانونية التي تؤديها‬ ‫ً‬
‫ممارسا‬ ‫البرامج لتحقيق نفس النتيجة "كما لو أن‬
‫أنظمة الذكاء الاصطناعي ً‬
‫حاليا في واحد من ثالثة مجاالت‪ :‬تحليل املستندات‪ ، 1‬والبحث القانوني ‪ ،‬وأتمتة املهام ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬حدود الذكاء الاصطناعي‬
‫تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي محدودان فيما يتعلق بالبيانات والخوارزميات والتنفيذ وحيث تلعب‬
‫ً‬
‫مركزيا في أنظمة الذكاء الاصطناعي كمواد تدريبية لتطوير خوارزميات الذكاء الاصطناعي ومواد إلادخال‬ ‫البيانات ً‬
‫دورا‬
‫لالستخدام الفعلي للذكاء الاصطناعي ‪.‬لكن تطوير واستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي مقيد بنقص البيانات التي‬
‫يسهل الوصول إليها والتحليل" فمكاتب املحاماة" غنية بالوثائق وفقيرة للبيانات "والبيانات العامة مثل آلاراء القضائية‬
‫إما أنها غير متوفرة أو متنوعة في الشكل بحيث يصعب استخدامها بفعالية ‪.‬عالوة على ذلك‪ ،‬يمكن أن تؤدي مجموعات‬
‫البيانات ذات الجودة الرديئة أو املعيبة إلى قيام أنظمة الذكاء الاصطناعي بإخراج نتائج متحيزة فقد يكون ملجموعات‬
‫البيانات جودة رديئة أو عيوب لعدة أسباب‪ ،‬وقد تؤدي تقنيات جمع البيانات أو إعدادها إلى تحيزات إحصائية في‬
‫مجموعة البيانات مثل العينات غير التمثيلية (انحياز الاختيار) ‪.‬قد يتم التالعب بمجموعات البيانات أو إتالفها ً‬
‫عمدا‬

‫‪ 1‬تشمل الفئة الواسعة لتحليل املستندات تحليل العقود ومراجعة املستندات وإلاكتشاف إلالكترونى والعناية الواجبة تقدم الشركات القديمة والجديدة أدوات تحليل‬
‫املستندات املدعومة بالذكاء الاصطناعي على سبيل املثال استخدمت ‪ JPMorgan‬برنامجها الخاص بعنوان ‪ ، Contract Intelligence‬امللقب بـ "‪ ، "COIN‬لتقليل وقت‬
‫مراجعة العقد السنوي بمقدار ‪ 362.222‬ساعة‪ ،‬و تقدم الشركات ألاحدث مثل ‪ Kira Systems‬و ‪ eBrevia‬كما ازداد استخدام الذكاء الاصطناعي في إلاكتشاف‬
‫إلالكترونى بشكل كبير ً‬
‫نظرا للكفاءات التي يوفرها‪.‬‬

‫‪125‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫للحصول على تحليالت غير عادلة ‪.‬باإلضافة إلى مشكالت جودة البيانات‪ ،‬وقد تنشأ ً‬
‫أيضا مخاوف كبيرة بشأن خصوصية‬
‫البيانات‪ 1‬وألامن السيبراني‪ 2‬مع استخدام كميات هائلة من البيانات بواسطة أنظمة الذكاء الاصطناعي ‪.3‬‬
‫يجب على مستخدمي الذكاء الاصطناعي املحتملين إدراك أن النشر الفعال للتكنولوجيا قد يكون أصعب مما‬
‫يتوقع فالتحدي ألاكبر هو ببساطة جعل املستخدمين املحتملين يثقون بالتكنولوجيا ‪.4‬‬
‫هذا ويفترض الباحثون أن الذكاء الاصطناعي سيؤثر على الواجبات ألاخالقية للمحامين فيما يتعلق بالكفاءة‬
‫التقنية‪ ،‬والسرية‪ ،‬وإلاشراف‪ ،‬والتواصل مع العميل‪ ،‬والحكم املستقل‪ ،‬واملمارسة غير املصرح بها للقانون‪ ،‬والرسوم‬
‫الزائدة‪ ،‬وتضارب املصالح‪ ،‬ووتيرة التطور السريع للذكاء الاصطناعي تجعل من تحديد حدود تلك الواجبات من جانب‬
‫التشريعات مسألة ملحة‪.‬‬
‫معه؟‪5‬‬ ‫رابعا‪ :‬كيف ينبغي للمحامين التعامل مع صعود الذكاء الاصطناعي في تقديم الخدمات القانونية والتكيف‬
‫الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على التأثير بشكل كبير على مهنة القانون‪ ،‬يخش ى البعض أن يلحق الذكاء‬
‫الاصطناعي الضرر باملحامين وغيرهم من املهنيين القانونيين ألن التكنولوجيا تحل محل أجزاء على ألاقل من وظائفهم‬
‫وتقلل من فرص التدريب كما يتوقع آخرون أن الذكاء الاصطناعي سيساعد املحامين على تطوير ممارساتهم للتركيز على‬
‫املهام ذات القيمة ألاعلى وألادوار الجديدة أو فرص تقديم الخدمات ولقد قدم الكثيرون نصائح عملية حول كيفية‬
‫تكيف املحامين مع استخدام الذكاء الاصطناعي في الصناعة القانونية‪ ،‬ولكن كيف يتعامل كل محام مع الذكاء‬
‫الاصطناعي ويتكيف معه في السوق القانوني هو سؤال يجب أن يجيب عليه املحامى بنفسه‪.‬‬

‫‪1‬راجع فى ذلك‪:‬‬
‫‪Ossama Ahmed Attalla, Is The Legal Protection Of Digital Privacy Enough In Egypt’’? Protection Of Digital Data Privacy '', A Paper Submitted For The‬‬
‫‪Conference Of Cyber Crimes, National Institute Of Intellectual Property April 2020‬‬
‫بحث بعنوان " معالجات تشريعية لضبط الحقوق والحريات فى البيئة الرقمية" املؤتمر العلمى السادس ‪ ،‬القانون والشائعات ‪،‬كلية الحقوق ‪،‬جامعة طنطا ‪02-03،‬‬
‫ابريل ‪.0272‬‬
‫‪2‬راجع فى ذلك ‪:‬‬
‫ألاعمال الصغيرة‪ :‬تدابير اختبار ألامن السيبراني‪:‬‬
‫‪https://www.lawtechnologytoday.org/2021/05/small-business-cyber-security-testing-measures‬‬
‫بحث بعنوان " الامن الانسانى فى ظل تحديات التحول الى الرقمية ملستقبل حقوق الانسان " ‪ ،‬امللتقى الدولى املوسوم " ألامن إلانس ــاني في ظل التحديات العاملية‬
‫املعاصرة " ‪ 2 ،‬و‪ 72‬يناير ‪.0207‬‬
‫‪3‬راجع فى ذلك‪:‬‬
‫اتبع أفضل ممارسات أمان البريد الرقمي‪:‬‬
‫‪https://www.lawtechnologytoday.org/2021/05/working-from-home-7-cybersecurity-tips-to-protect-your-data‬‬
‫‪4‬راجع فى ذلك‪:‬‬
‫مساعد افتراض ي مزايا وجود مساعد افتراض ي في فريقك‬
‫‪https://www.lawtechnologytoday.org/2021/05/advantages-of-having-a-virtual-assistant-in-your-team‬‬
‫الابتكار الذي يحركه العميل‪ :‬مستقبل التكنولوجيا القانونية‬
‫‪https://www.lawtechnologytoday.org/2019/07/client-driven-innovation-the-future-of-legal-technology‬‬
‫التحول الرقمي‪ :‬آلاثار الرئيسية لخدمات وعروض تكنولوجيا شركة املحاماة‬
‫‪https://www.lawtechnologytoday.org/2019/05/digital-transformation-key-implications-for-law-firm-technology-services-and-offerings‬‬
‫‪5‬راجع فى ذلك ‪:‬‬
‫‪https://www.lawtechnologytoday.org/2019/04/artificial-intelligence-will-change-e-discovery-in-the-next-three-years‬‬

‫‪126‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫إن تطور واستخدام الذكاء الاصطناعي )‪ (AI‬آخذ في الارتفاع وال يظهر أي عالمات على التوقف في املستقبل‬
‫القريب‪ ،‬ومن املتوقع أن تزيد إلايرادات العاملية من تطبيقات املؤسسات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي بنحو ‪ 32‬مليار‬
‫دوالر بحلول عام ‪ .0202‬مع هذا النمو الهائل‪ ،‬ولحسن الحظ‪ ،‬فإن املجال القانوني هو أرض خصبة‬
‫ً‬ ‫لفوائد تكنولوجيا حيث يمكن آلان إنجاز املهام التي تستغرق ً‬
‫وقتا طويال باستخدام ألاتمتة والتعلم آلالي في وقت أقل‬
‫وبتكلفة أقل‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬الوضع الحالي لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي‬
‫الذكاء الاصطناعي هو أداة مفيدة يتم استخدامها على نطاق واسع في تطبيقات العالم الواقعي التي تتعلم إكمال‬
‫املهام التي يقوم بها البشر عادة‪ .‬حتى بالنسبة للعباقرة‪ ،‬من غير الواقعي للمحامين الاحتفاظ بقائمة كاملة لكل ما‬
‫يحتاجون إلى معرفته في رؤوسهم في جميع ألاوقات ‪.‬ومع ذلك‪ ،‬فإن الوصول إلى كل جزء من البيانات ذات الصلة بشأن‬
‫إجراء ونتائج مسألة سابقة يمكن أن يكون ميزة كبيرة في تحقيق نتائج إيجابية في مسائل مماثلة في املستقبل ‪.‬هذا هو‬
‫املكان الذي يأتي فيه الذكاء الاصطناعي‪.‬‬
‫ً‬
‫"نظرا ألن الذكاء الاصطناعي يمكنه الوصول إلى املزيد من البيانات ذات الصلة‪ ،‬فإنه يمكن أن يكون أفضل من‬
‫املحامين في التنبؤ بنتائج النزاعات وإلاجراءات القانونية‪ ،‬وبالتالي مساعدة العمالء على اتخاذ القرارات ‪.‬على سبيل املثال‬
‫شهرا إلنشاء نموذج لجدوى حاالت‬ ‫‪ ،‬استخدمت شركة محاماة بلندن بيانات عن نتائج ‪ 622‬قضية على مدى ‪ً 70‬‬
‫إلاصابة الشخصية ‪.‬في الواقع‪ ،‬تم تدريب الذكاء الاصطناعي على ‪ 022‬عام من سجالت املحكمة العليا‪ ،‬وهو بالفعل‬
‫قرارات‪1.‬‬
‫أفضل من العديد من الخبراء البشريين في توقع‬
‫ً‬
‫وضوحا ‪-‬التي يمكن ملكاتب املحاماة الاستفادة‬ ‫للذكاء الاصطناعي ً‬
‫أيضا العديد من التطبيقات ألاخرى ‪-‬ألاكثر‬
‫ً‬
‫منها‪ .‬بدال من قضاء ساعات العمل في إكمال املهام الشاقة والحذرة‪ ،‬والتي يمكن للذكاء الاصطناعي القيام بها بكفاءة‪.‬‬
‫تماما‪ ،‬والصناعة القانونية تستخدم الذكاء الاصطناعي في عملية اكتشاف‬ ‫فالذكاء الاصطناعي "ليس ظاهرة جديدة ً‬
‫التقاض ي منذ ما يقرب من ‪ 72‬سنوات‪".‬لقد شق الذكاء الاصطناعي طريقه بالفعل إلى مهنة القانون من خالل البحث‬
‫القانوني ‪ ،‬ومراجعة العقود‪ ،‬وإلادارة‪ ،‬ومراجعة الوثائق ‪ ،‬والتنبؤ بالنتائج القانونية ‪ ،‬وغير ذلك فمن املحتمل أن يكون‬
‫ظهور الاكتشاف إلالكترونى هو أقرب مثال على استخدام الذكاء الاصطناعي في املهنة القانونية مع كل ش يء منظم في‬
‫شكل رقمي ‪ ،‬و يتيح الذكاء الاصطناعي للمتقاضين تنظيم املعلومات ذات الصلة وترابطها والبحث عنها بطرق أكثر فاعلية‬
‫بكثير مما تسمح به املراجعة اليدوية للوثائق الورقية‪.‬‬
‫وفقا ل ‪ ، Bloomberg Law‬فإن الذكاء الاصطناعي "يساعد الباحثين القانونيين على اكتشاف‬ ‫عالوة على ذلك‪ً ،‬‬
‫الوثائق التي لم يكن بإمكانهم العثور عليها ً‬
‫سابقا وتحديد أوجه التشابه بين آراء املحاكم بسهولة أكبر‪ .‬هذا باإلضافة‬
‫إلى القدرة على تحليل املاليين من نقاط البيانات القانونية‪ ،‬بكفاءة كل ذلك بضغطة زر كما يمكن للذكاء الاصطناعي‬
‫تزويدك بمعلومات لم تكن تعرف حتى للبحث عنها‪.‬‬

‫‪ 1‬راجع في ذلك‪ :‬استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين أداء شركة املحاماة‪:‬‬


‫‪https://www.lawtechnologytoday.org/2021/02/using-artificial-intelligence-to-improve-law-firm-performance‬‬

‫‪127‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬تحديات الاكتشاف إلالكترونى‬


‫كشفت دراسة حديثة أجرتها شركة تأمين ضد املمارسات الخاطئة أن المحاماة كانت ضحية للهجمات الرقمية‬
‫‪.‬كان الضحايا أسماء في هذا املجال مما قد تتوقعه‪ ،‬لكن الشركات ألاصغر ليست مستثناة بأي حال من ألاحوال ‪.‬على‬
‫مؤخرا أن هذا الرقم كان ‪ ٪32‬في مكاتب املحاماة التي تضم ‪ً 22-72‬‬
‫محاما‬ ‫ً‬ ‫سبيل املثال ‪ ،‬وجدت نقابة املحامين ألامريكية‬
‫بعيدا عن كونه مسؤولية‪ ،‬تفيد‬‫‪ -‬مما يعني أن أكثر من ثلث مكاتب املحاماة الصغيرة قد تم اختراقها ‪،‬ومع ذلك‪ً ،‬‬
‫ً‬
‫إضافيا في مكافحة التهديد املستمر للهجمات‬ ‫تقارير منظمات املجتمع املدني أن الذكاء الاصطناعي يوفر ً‬
‫دعما‬
‫الرقمية ‪.‬تسمح خوارزميات التعلم الذاتي املدمجة في تقنية الذكاء الاصطناعي بفهم التهديدات املحتملة والتنبؤ بها‬
‫بشكل أفضل بطرق ال يستطيع البشر في كثير من ألاحيان توقعها‪ .‬في الواقع‪ ،‬ويتسبب تطبيق الذكاء الاصطناعي في‬
‫انخفاض مخاطر ألامن السيبراني‪.‬‬
‫‪ /1‬حاجة املستخدمين إلى املعلومات‪ :‬و هي أحدى التحديات ألاساسية التي تواجه عملية تطوير النظم والاحول بها الى‬
‫الرقمية‪ ،‬وقد أثبتت التجربة أن النظم الرقمية الناجحة هى التى يتم تطويرها إما على يد أو بمساعدة متخصصين‬
‫ومبرجين‪ ،‬حيث يوفر التقارب بين مطوري تلك النظم وبين املتخصصين فهما أعمق فيما يتعلق بطبيعة وخصائص‬
‫املعلومات وكيفية استخدامها‪.‬‬
‫‪ /2‬سهولة إلاستخدام‪ :‬يجب على مطوري النظم أخذ عدة نقاط في إلاعتبار أهمها طبيعة القانونين وحاجاتهم والفرق‬
‫بينهم وبين محترفي العمل فى مجال تكنولوجيا املعلومات وأمن الشبكات‪.‬‬
‫‪ /1‬املعايير‪ :‬فهي تساعد على زيادة الدقة والتكامل بين مختلف املؤسسات وتقلل من ألاخطاء والتكاليف وترفع من‬
‫قيمة البحث العلمي وتزيد من تكامل جهود التطوير واستثماراته‬
‫‪/2‬التحديات الاجتماعية والقانونية‪ :‬وهي تحديات تتعلق بمدى خصوصية وأمن املعلومات الرقمية‪ ،‬فكلما زادت سهولة‬
‫الوصول إلى تلك املعلومات زادت أهمية إنشاء املزيد من قواعد ا ألمن والخصوصية التي تحكم عملية استخدام‬
‫املعلومات وحق إلاطالع عليها‪.‬‬
‫‪/2‬التكاليف مقابل املميزات‪ :‬وهي أهم التحديات إلاقتصادية أمام صناعة نظم السجالت الرقمية‪ ،‬فكلما زادت‬
‫الخواص واملميزات املطلوبة زادت في املقابل تكاليف إنتاجها وتوفيرها‪ ،‬ومن الضروري أن يتم الوصول إلى توازن مناسب‬
‫بينهما‪. 1‬‬
‫وخصوصيتها‪2‬‬ ‫سابعا‪ :‬أمن املعلومات‬
‫على الرغم من أنه كثيرا ما يستخدم مصطلحا «الخصوصية» و«ألامن» بالتبادل‪ ،‬فإنهما تخصصان مختلفان؛‬
‫فأمن املعلومات وخصوصيتها هما تخصصان متميزان مرتبطان معا‪ .‬ومن أجل الحماية املناسبة للخصوصية‪ ،‬تدعو‬
‫الحاجة إلى آليات أمنية سليمة‪ .‬ونظرا لحساسية املعلومات الشخصية التي يتم جمعها‪ ،‬واستخدامها‪ ،‬ومشاركتها في‬

‫‪1‬‬ ‫أمن البيانات الصحية في ألانترنت السحابي‪/‬ملف‪-‬املريض‪-‬السجل‪-‬الطبى‪-‬للمريض‪https://linkitsys.com/ar/‬‬


‫‪2 Ossama Ahmed Attalla , Is The Legal Protection Of Digital Privacy Enough In Egypt'' ? Protection Of Digital Data Privacy '', A Paper Submitted For The‬‬

‫‪Conference Of Cyber Crimes , National Institute Of Intellectual Property April 2020 .‬‬

‫‪128‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫بيئة العمل القانونى‪ ،‬فمن املهم تحديد وتنفيذ آلاليات ألامنية املناسبة التي من شأنها حماية البيانات وخصوصية‬
‫ألافراد‪ .1‬ويجب تحديد متطلبات ألامن والخصوصية واختيار وتنفيذ الضوابط الالزمة خالل مراحل دورة تطوير النظام‪،‬‬
‫وتحديث حماية ألامن والخصوصية حسب الحاجة‪ .‬ومن املهم أيضا أن يتعاون ألافراد في منظمات أمن املعلومات‬
‫والخصوصية إلدارة املخاطر ألامنية وحماية الخصوصية‪.‬‬
‫والخصوصية؟‪2‬‬ ‫‪ :1‬ما الفرق بين ألامان‬
‫في هذه الحقبة الرقمية التي تعتمد على التكنولوجيا يجب أن يكون ألامان والخصوصية من املطالب الرئيسية‪.‬‬
‫ً‬
‫حيث أصبح كل ش ٍيء مرتبطا ببعضه البعض ويمكن الوصول إليه بسهولة‪ ،‬فأغلب بياناتنا ومعلوماتنا الشخصية متاحة‬
‫للقرصنة والتهديدات ألامنية‪ ،‬لذلك أصبح الجميع بحاجة للحماية والخصوصية والسيما ألاشخاص الذين يعملون في‬
‫مجاالت الاتصاالت‪ .‬لكن معظمنا ال يدري ما هو الفرق بين ألامان والخصوصية‪.‬‬
‫جدا‪ً ،‬‬
‫فوفقا لتقرير جرائم إلانترنت لعام ‪ 0271‬تمت سرقة أكثر‬ ‫ولسوء الحظ أصبحت الخروقات ألامنية شائعة ً‬

‫من مليار سجل شخص ي‪ ،‬وفي الواليات املتحدة وحدها أكثر من ‪ 722‬مليون أميركي ُسرقت سجالتهم الطبية في عام‬
‫‪ ،0276‬وإن دلت هذه إلاحصائيات على ش ٍيء فإنها تدل على الحاجة امللحة لتعزيز ألامان والخصوصية‪ 3.‬وقبل الخوض‬
‫في مسألة الفرق بين ألامان والخصوصية ال بد من تعريف كل منهما على حدي‪:‬‬
‫ألامان ‪:‬حالة تشير إلى الحرية الشخصية من القوى الخارجية والتحرر من ألاخطاء املحتملة والتهديدات‪ .‬ومثل‬ ‫‪‬‬
‫نظام ألامان املنزلي الذي يحمي أسرتكم‪ ،‬فأمن البيانات يحمي البيانات واملعلومات الشخصية من خالل حمايته لكلمات‬
‫مروركم ومستنداتكم‪ .‬وكمثال عن ألامان البرامج املضادة للفيروسات على حاسوبك الشخص ي التي تحمي جهازك وتجعل‬
‫ملفاتك آمنة‪ .‬ومع تطور التكنولوجيا ُوضعت إجراءات صارمة وتدابير لحماية البيانات الرقمية من الوصول غير املصرح‬
‫به وحماية هذه البيانات من قراصنة إلانترنت واملجرمين الرقميين‪ ،‬وتحاول جميع التدابير ألامنية معالجة هدف واح ٍد‬
‫من أهداف ألامان وهي‪ :‬حماية السرية والحفاظ على سالمة أصول املعلومات وتعزيز توافر البيانات واملعلومات‪.‬‬
‫الخصوصية ‪:‬هي حق الشخص بالتحرر من ألاعين املتطفلة‪ ،‬وهي إحدى املبادئ ألاساسية للكرامة الانسانية‬ ‫‪‬‬
‫وتتضمن السرية وحماية املعلومات الحساسة كمعلومات لتعريف الشخصية‪ ،4‬وبالتالي من املستحيل تنفيذ برنامج‬
‫برنامج أمني ‪.5‬‬
‫ٍ‬ ‫خصوصية ٍمن دون وجود‬

‫‪ 1‬راجع فى ذلك‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪http://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/page/aaf7afa4-f9ac-4974-ab6e-cdb1ab5102b8#sthash.jTiWe8R0.dpuf‬‬
‫‪‬‬ ‫‪https://www.consumersinternational.org/news-resources/news/arabic-news/blog-will-gdpr-be-the-global-standard-for-data-‬‬
‫لالئحة العامة لحماية البيانات‪ :‬هل ستكون املعيار العالمي لحماية البيانات؟ ‪protection-arabic/‬‬
‫‪ 2‬املهندس‪ /‬سعيد عطا هللا‪ ,‬ما الفرق بين ألامان والخصوصية ‪ ,‬مقال منشور بتاريخ ‪ 0202/2/72:‬على موقع ‪:‬‬
‫‪/ https://www.arageek.com/l‬ما‪-‬الفرق‪-‬بين‪-‬ألامان‪-‬والخصوصية‬
‫اطلع عليه بتاريخ ‪ ،: www.hiv.gov0272-3-1‬من موقع‪3 HIV.gov، The Difference between Security and Privacy and Why It Matters to Your Program‬‬ ‫ّ‬
‫‪،‬‬
‫‪ 4‬للمزيد حول معنى الخصوصية راجع فى ذلك‪:‬‬
‫‪Ossama Ahmed Attalla , Is The Legal Protection Of Digital Privacy Enough In Egypt'' ? Protection Of Digital Data Privacy '', A Paper Submitted For The‬‬
‫‪. Conference Of Cyber Crimes , National Institute Of Intellectual Property April 2020‬‬
‫اطلع عليه بتاريخ ‪ ،: www.globalsign.com0272-3-1‬من موقع?‪5 What’s the Difference Between Privacy and Security‬‬ ‫ّ‬
‫‪،‬‬

‫‪129‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫هذا ولقد نتج عن استخدام إلانترنت تحديات مختلفة ملوضوع حماية الخصوصية‪ ،‬وتختلف أنواع القوانين‬ ‫‪‬‬
‫املختصة بالخصوصية في الفضاء الرقمي فهي تتراوح بين حماية البريد إلالكترونى‪ ،‬وفرض قيود على نشر بيانات التواصل‬
‫الاجتماعي‪ ،‬ومتابعة نشاط متصفح إلانترنت واملخالفات للبيانات املحفوظة‪ .‬وفيما يلي ألانواع املختلفة لقوانين‬
‫الخصوصية الرقمية‪:‬‬
‫قانون حماية البيانات ‪:‬تفرض على الشركات املقدمة لخدمات الانترت والتي تقوم بتخزين معلومات رقمية‬ ‫‪‬‬
‫لعمالئها من نشر هذه املعلومات أو مشاركتها مع أطراف أخري دون إفادة من العميل‪.1‬‬
‫ُ‬
‫قانون مراقبة الاتصاالت‪ :‬تقيد مراقبة وسائل إلاتصال باإلنترنت‪ ،‬والتي تكون في مجال العمل أو املوجودة في‬ ‫‪‬‬
‫ألاماكن العامة أو حتى في املنزل‪.‬‬
‫قانون الحماية من جرائم إلانترنت ‪:‬تمنع الاستيالء على الهوية أو سرقة البريد إلالكترونى وكل ما يخص حماية‬ ‫‪‬‬
‫البيانات الشخصية التي يشاركها الفرد أثناء استخدامه لالنترنت‪.‬‬
‫‪ :2‬كيف يعمل ألامن والخصوصية معا؟‬
‫ُ‬
‫هناك حاجة إلى تدابير أمنية لحماية خصوصية ألافراد‪ .‬تعرف التقنيات وألادوات التي تدعم الخصوصية‬
‫بالتقنيات املعززة للخصوصية‪ ،‬وغالبا ما تتكون من تقنيات أمنية يحمي استخدامها خصوصية ألافراد‪ .‬ويمكن‬
‫استخدام التقنيات املعززة للخصوصية ألداء وظائف مثل تمكين الوصول إلى البيانات واستخدامها على نحو مالئم‬
‫داخليا‪ ،‬ومنع إلافصاح غير املالئم عن البيانات خارجيا‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فمثلما تستخدم آلاليات ألامنية للمساعدة على جهود‬
‫الخصوصية‪ ،‬فإن بعض تدابير الخصوصية تساعد أيضا في الجهود ألامنية‪.‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬ألادلة الرقمية‬
‫يحتل عنصر إلاثبات مكانة مرموقة في كافة العالقات واملجاالت الشخصية واملدنية والتجارية‪ ،‬وهو الوسيلة‬
‫ألاساسية للحصول على الحقوق وإلزام آلاخرين بالوجبات‪ .‬ومن الناحية العملية ليس للحق أية قيمة عندما يعجز‬
‫ّ‬
‫صاحبه عن إثباته‪ ،‬إذ أن إثبات الفعل املولد للحق هو الذي يعطي هذا الحق فعاليته الكاملة‪.‬‬
‫وإلاثبات هو نظام قانوني‪ 2‬بحيث ال ُيقبل من طرقه ووسائله إال تلك التي حددها القانون‪ .‬وقد اعتبر القانون‬
‫أن بعض هذه الوسائل يتمتع بقوة ثبوتية كاملة إلثبات جميع التصرفات القانونية والوقائع املادية؛ مثل‪ :‬السند الكتابي‬
‫(الرسمي أو العادي)‪ ،‬إلاقرار‪ ،‬اليمين الحاسمة والقرائن القانونية‪.‬‬
‫لكن دخول العالم في عصر الثورة الصناعية الرابعة ‪ ، 4.0‬والتحول إلى الرقمية‪ ،‬أدي إلي تغير مفهوم إلاثبات‬
‫ً‬
‫تبعا إلمكانية إنشاء الحقوق والالتزامات بطرق رقمية‪ ،‬والاستغناء في غالبية ألاحيان عن الكتابة الورقية‪.‬‬
‫ولم يعد باإلمكان سوي الاعتراف بهذا العالم الجديد الذي يقوم علي علم املعلوماتية والتكنولوجيا‪ ،‬وهو يعتمد‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫أسلوبا غير ورقي‪ ،‬مرئيا ومنقوال عبر الشاشة الرقمية‪ .‬وقد تم استبدال امللفات الورقية واملخطوطات باألسطوانات‬

‫‪1‬راجع فى ذلك‪:‬‬
‫‪www.dlapiperdataprotection.com., Data Protection Laws of the World‬‬
‫‪ 2‬راجع في ذلك‪ :‬د‪/‬عبد التواب مبارك‪ ،‬الدليل الرقمي أمام القاض ي املدني‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بدون سنة نشر‪ ،‬ص ‪ 2‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪130‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫املمغنطة والسندات الرقمية املحفوظة على أسطوانات ضوئية رقمية أو على أقراص ممغنطة‪ ،‬وهي تنتقل من مكان إلى‬
‫آخر بسهولة وسرعة خارقة من دون أية حاجة للورق‪.‬‬
‫ً‬
‫ولقد أصبحت غالبية الالتزامات والعقود واملعامالت تقوم بالوسائل الرقمية‪ ،‬تبعا ملا يوفره إلانترنت كوسيلة‬
‫سهلة وفعالة‪ ،‬ومتوافرة للعموم‪ ،‬وتتيح الحصول على املعلومات وحفظها وتبادلها‪ ،‬من دون أن تعترضها الحدود‬
‫الجغرافية‪،‬‬
‫الرقمية‪1‬‬ ‫املطلب ألاول‪ :‬ماهية الادلة‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫أحيانا باألدلة الرقمية‪ ،2‬أو باألدلة السيبرانية هي‪ 3‬مصطلح يشير إلى املعلومات‬ ‫ألادلة الرقمية‪ :‬والتي تعرف‬
‫إلاثباتية التي يتم إرسالها أو تخزينها بتنسيق رقمي والتي يمكن استخدامها بعد ذلك في محاكمة أو دعوي قضائية‪ .‬قبل‬
‫ً‬
‫قبول ألادلة الرقمية‪ 4‬من قبل املحكمة‪ ،‬يجب تحديد ما إذا كان هذا الدليل أصيال أو ذا صلة أو إشاعات أو ما إذا كان‬
‫سيتم قبول النسخ أو ما إذا كان يجب تقديم ألاصل‪.5‬‬
‫إيجابيات وسلبيات ألادلة الرقمية‪:6‬‬
‫فيما يتعلق بموثوقية هذه ألادلة‪ ،‬يعتقد بعض القضاة أن دقة وموضوعية ألادلة الرقمية تجعلها أكثر موثوقية‬
‫في حين يعتقد قضاة آخرون أن الافتقار إلى الوسائل الالزمة للتحقق من صحة ألادلة الرقمية‪ 7‬يجعلها أكثر عرضة‬
‫ً‬
‫عموما‪.‬‬ ‫للخطر وبالتالي‪ ،‬فهي أقل موثوقية من ألادلة التقليدية‬
‫هذا ويبرز العديد من الخبراء التقنيين بعض الخصائص إلايجابية حول ألادلة الرقمية فهي‪ :‬دقيقة‪ ،‬كاملة‪،‬‬
‫واضحة‪ ،‬دقيقة‪ ،‬حقيقية‪ ،‬موضوعية‪ ،‬ومحايدة‪ .‬في كثير من الحاالت‪ ،‬يبدو أن ألادلة الرقمية ضرورية لحل نوع معين‬
‫من الجرائم‪ .‬بالنسبة للقضاة‪ ،‬من السهل جمع ألادلة الرقمية وتخزينها وحفظها‪ .‬بشكل عام‪ .‬وبالنظر الي النظم‬

‫‪ 1‬راجع في ذلك‬
‫–‬ ‫‪Mike L. Bridenback, Consultant ,Study of State Trial Courts Use of Remote Technology Final Report, National Association for Presiding‬‬
‫‪Judges and Court Executive Officers, April 2016, p2-27‬‬
‫‪ 2‬راجع في ذلك‪ :‬د‪ .‬محمد كمال شاهين‪ ،‬حجية الدليل الرقمي في إلاثبات الجنائي ـدراسة مقارنة‪ ،‬املؤتمر العلمي الخامس (الافتراض ي) ‪ ،‬كلية الحقوق جامعة السلطان‬
‫قابوس ‪ " ،‬نظم التقاض ي وتحديث قواعد إلاثبات "تطوير نظم التقاض ي وتحديث قواعد إلاثبات" ‪ ٦٦ ،‬ديسمبر ‪ ، ٦٢٦٢‬ص ‪ 2‬وما بعدها ‪ ،‬و راجع أيضا ‪ :‬تاريخ‬
‫آخر دخول ‪ ( :‬تاريخ آخر دخول‪) 0207/7/02 :‬‬
‫_‬ ‫‪https://phys.org/news/2015-03-digital-forensics.html‬‬
‫_‬ ‫‪https://www.lawgazette.co.uk/news/law-enforcers-struggle-with-electronic-evidence-challenges-/5066471.article‬‬
‫‪ 3‬راجع في ذالك‪( :‬تاريخ آخر دخول‪)0202/77/70 :‬‬
‫_‬ ‫‪http://www.stephenmason.eu/articles/electronic-evidence.html‬‬
‫اجع في ذالك (تاريخ آخر دخول‪4) 0207/7/3 :‬‬
‫ر‬
‫حول القبول القانوني لألدلة الرقمية ‪:‬‬
‫_‬ ‫‪https://www.tandfonline.com/doi/abs/10.1080/1360086042000223508?src=recsys&journalCode=cirl2‬‬
‫اجع في ذالك‪ ( :‬تاريخ آخر دخول‪5) 0207/7/70 :‬‬
‫ر‬
‫)‪ :‬نتائج دراسة أوروبية‪ ( :‬تاريخ آخر دخول‪AEEC) 0207/7/70 :‬حول مقبولية ألادلة الرقمية في املحكمة (‬
‫_‬ ‫‪https://www.tandfonline.com/doi/full/10.1080/15567280701418049?src=recsys‬‬
‫‪ 6‬راجع في ذلك‪( :‬تاريخ آخر دخول‪)0207/7/70 :‬‬
‫_‬ ‫‪https://www.tandfonline.com/doi/full/10.1080/15567280701418049?src=recsys‬‬
‫‪7‬حول تفاصيل اكثر عن ألادلة الرقمية‪ ،‬راجع‪( :‬تاريخ آخر دخول‪)0207/7/70 :‬‬
‫_‬ ‫‪https://en.wikipedia.org/wiki/Digital_evidence‬‬

‫‪131‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫القضائية املقارنة نجد باململكة املتحدة‪ ،‬قانون للشرطة وألادلة الجنائية‪ ،‬والذي ينظم جمع "أدلة الكمبيوتر" بطريقة‬
‫محددة ‪ .1‬كما تضمن القانون البلجيكي لجرائم الكمبيوتر بعض التعاليم حول جمع ألادلة التي يمكن تطبيقها ً‬
‫أيضا‬
‫على ألادلة الرقمية‪.‬‬
‫وفيما يتعلق بسلبيات ألادلة الرقمية‪ 2‬يري أخصائيو القانون أن تحديد القيمة القانونية لهذا النوع من ألادلة‬
‫يمثل صعوبة بسبب الجهل الحالي بإجراءات معالجة البيانات‪ .3‬وتنشأ هذه الصعوبة بسبب عدم وجود تنظيم مناسب‬
‫ومنتظم وكذلك عدم وجود فقه متجانس‪ .‬وبالنسبة لخبراء الكمبيوتر‪ ،‬تتمثل بعض السلبيات في الافتقار إلى الدعم‬
‫ً‬
‫القانوني ونماذج الشهادات‪ ،‬ونقص الفهم الذي أبدته الهيئات القضائية في أوروبا‪ ،4‬فضال عن التكاليف الباهظة‬
‫املتعلقة بالحصول على ألادلة الرقمية وتفسيرها‪ ،5‬وهي مهمة تستغرق ً‬
‫وقتا ً‬
‫كبيرا‪ .‬كما ال تشمل املعايير إلاجرائية أي‬
‫إجراء محدد لتنظيم جمع ألادلة الرقمية وحفظها وعرضها في املحكمة‪ً .‬‬
‫وفقا لجميع املوثقين الذين تمت مقابلتهم‪ ،‬ال‬
‫يوجد أي إجراء محدد لحفظ ألادلة الرقمية‪ ،‬وإلاجراءات الوحيدة التي ذكروها هي تلك الخاصة بإنشاء التوقيعات‬
‫الرقمية‪.‬‬
‫‪-‬املبادئ التي تؤثر على مقبولية ألادلة الرقمية‪:6‬‬
‫تلعب املبادئ املتعلقة بالفعالية والفائدة والشرعية ً‬
‫دورا ً‬
‫مهما في التشريعات ألاوروبية املختلفة في مجال قبول‬
‫ألادلة الرقمية‪ .‬إن الحاجة إلى الحصول عل ى أدلة‪ ،‬والشفافية أثناء جمعها‪ ،‬واحترام حرية التعبير هي مبادئ تنعكس‬
‫ً‬
‫أساسا‬ ‫في املعايير في أوروبا‪ ،‬ولكن لها وضع ثانوي فيما يتعلق بقبول ألادلة‪ .‬فاملبادئ التي تؤثر على ألادلة الرقمية هي‬
‫احترام معايير حماية البيانات واحترام سرية الاتصاالت وحق حرية التعبير‪ :7‬وفي املمارسة العملية‪ ،‬يذكر‬ ‫‪‬‬
‫الفقهاء ألاوروبيون إن مبادئ الشرعية‪ ،‬ومالءمة الصلة‪ ،‬واستخدام هذه ألادلة لها تأثير أكبر‪ .‬كما يؤكد الخبراء الفنيون‬

‫‪ 1‬راجع في ذلك‪( :‬تاريخ آخر دخول‪)0207/7/70 :‬‬


‫‪https://www.unodc.org/e4j/en/cybercrime/module-6/key-issues/handling‬‬
‫‪-of-digital-evidence.html‬‬
‫‪ 2‬حول مشاكل الاستخدام في الوثائق الرقمية كدليل في العملية املدنية‪ ،‬راجع‪( :‬تاريخ آخر دخول‪)0207/7/70 :‬‬
‫‪_ http://aurora.turiba.lv/editor/Conference14/vBook/proceeding/pages/EN030_Simeblyte_Nemeiksis/EN030_Simeblyte_Nemeiksis.htm‬‬
‫‪3‬راجع في ذلك‪( :‬تاريخ آخر دخول‪)0207/7/70 :‬‬
‫_‬ ‫‪https://docplayer.net/10509033-Content-management-for-courts-improve-court-operations-by-reducing-costs-speeding-response-times-‬‬
‫‪and-simplifying-paper-intensive-processes.html‬‬
‫حول مقبولية ألادلة الرقمية في املحكمة‪( :‬تاريخ آخر دخول‪4 0207/7/70 :‬‬

‫‪)https://www.tandfonline.com/doi/full/10.1080/15567280701418049?src=recsys‬‬
‫‪ 5‬راجع في ذلك‪( :‬تاريخ آخر دخول‪)0207/7/70 :‬‬
‫‪_ https://www.lawgazette.co.uk/news/law-enforcers-struggle-with-electronic-evidence-challenges-/5066471.article‬‬
‫‪ 6‬للتفصيل أكثر راجع في ذلك كال من ‪( :‬تاريخ آخر دخول‪) 0207/7/70 :‬‬
‫_ حول املقبولية القانونية لألدلة الرقمية‪ ،‬راجع‪:‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪https://www.tandfonline.com/doi/abs/10.1080/1360086042000223508?src=recsys&journalCode=cirl2‬‬
‫_ حول صعود الطب الشرعي الرقمي‪ ،‬راجع‪:‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪https://www.lexology.com/library/detail.aspx?g=29828d6d-8396-4070-9424-05ac2e0ecfae‬‬
‫_ حول ألادلة الرقمية ومقبوليتها في املحكمة‪ ،‬راجع‪:‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪https://blog.signaturit.com/en/electronic-evidence-and-its-admissibility-in-court‬‬
‫‪ 7‬راجع في ذلك‪( :‬تاريخ آخر دخول‪)0207/7/70 :‬‬

‫‪132‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫على أنهم يتصرفون ً‬


‫وفقا الحترام الحقوق الفردية‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬يذكر خبراء الطب الشرعي الرقمي‪ 1‬من أملانيا‬
‫واليونان احترام معايير حماية البيانات‪ ،‬بينما يسلطون الضوء في فرنسا ولوكسمبورغ وأيرلندا على الحفاظ على السرية‪.‬‬
‫بينما يفضل املتخصصون في إيطاليا واململكة املتحدة تطوير وظائفهم من خالل املواد املشفرة كمبادئ أساسية‪ .‬عالوة‬
‫على ذلك‪ ،‬يذكر خبراء آخرون إن بإمكانهم الاعتماد على الدعم القانوني القادم من كاتب عدل أو شاهد‪ ،‬كما في إسبانيا‬
‫ورومانيا‪.‬‬
‫الرقمية‪3‬‬ ‫املطلب الثانى‪-‬أنواع ألادلة الرقمية‪ 2‬واملستندات‬
‫أوال‪ :‬املحرر الرقمي‪ ،4‬الكتابة الرقمية‪:‬‬
‫يعرف املحرر الرقمي ‪5‬بأنه‪ ":‬املعلومات والبيانات املسجلة رقميا‪ 6‬والتي تم تبادلها رقميا باستخدام نظام معالجة‬
‫املعلومات عبر وسيط رقمي‪ " .7‬ألامر الذي يمكن القول معه أن املراسالت بين املحكمة والخصوم بحسب التعبير هي‬
‫محررات رقمية كما في نظام رفع الدعوي ‪ E-Filing‬رقميا‪.‬‬
‫ُ‬
‫وبناءا على ما سبق تعد املحررات الرقمية‪ 8‬من قبيل املحررات املعترف بها ولها ذات الحجية املقررة للمحررات‬
‫الرسمية أو العرفية في أحكام قانون إلاثبات في املواد املدنية والتجارية وفي نطاق املعامالت املدنية والتجارية وإلادارية‪.‬‬
‫‪ .1‬املحررات الرسمية الرقمية‪:9‬‬
‫بحسب تعريف املحرر الرسمي وفقا للمادة العاشرة من قانون إلاثبات املصري باعتباره املحرر الذي يثبت فيه‬
‫موظف عام أو شخص مكلف بخدمة عامة ما تم علي يديه أو ما تلقاه من ذوي الشأن‪ ،‬فإن املحرر الرقمي لن يختلف‬
‫في تعريفه عن املحرر الورقي إال مع مراعاة خصوصية التكنولوجيا فيكون هذه العملية يوثق املرسل البصمة الرقمية‬
‫باستخدام املفتاح الخاص الذي هو بمثابة توقيع بشكل رقمي‪ ،‬ثم يقوم بعملية إلارسال وعند وصول الرسالة إلىاملرسل‬

‫_‬ ‫‪https://articles.forensicfocus.com/2017/06/29/an-introduction-to-challenges-in-digital-forensics‬‬
‫‪ 1‬راجع في ذلك كال من ‪ ( :‬تاريخ آخر دخول‪) 0207/7/70 :‬‬
‫حول الطب الشرعي الرقمي‪ ،‬راجع‪:‬‬
‫_‬ ‫‪https://www.researchgate.net/publication/327644306_Digital_Forensics_Review_of_Issues_in_Scientific_Validat‬‬
‫‪ion_of_Digital_Evidence‬‬
‫‪2‬راجع فى ذلك املادة (‪ )77‬من قانون ‪ 712‬لسنة ‪. 0279‬‬
‫‪ 3‬راجع في ذلك ‪:‬‬
‫_‬ ‫‪https://www.lawteacher.net/free-law-essays/international-law/can-electronic-documents-be-used-as-evidence-international-law-essay.php‬‬
‫‪ 4‬راجع في ذلك ‪ :‬محمد جميل إبراهيم ‪ ،‬اثر التقنيات الحديثة في مجال الدليل الكتابي ‪ ،‬رسالة دكتوراه ‪ ،‬كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة الزقازيق‪ ،‬ص‪ 732‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪ 5‬راجع في ذلك ‪ :‬عقد البيع عبر إلانترنت ‪ ،‬د‪ .‬عمر خالد محمد الزريقات ‪ ،‬دراسة تحليلية ‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬ج‪ .‬عين شمس ‪ ،‬ص ‪. ٠٩٠‬‬
‫‪ 6‬ولقد عرفت املادة ألاولي من قانون ‪ 712‬لسنة ‪ 0279‬البيانات الرقمية بانها‪:‬‬
‫( البيانات واملعلومات إلاليكترونية‪ :‬كل ما يمكن إنشاؤه أو تخزينه ‪ ،‬أو معالجته ‪ ،‬أو تخليقه ‪ ،‬أو نقله ‪ ،‬أو مشاركته ‪ ،‬أو نسخه بواسطة تقنية املعلومات ؛ كاألرقام‬
‫وألاكواد والشفرات والحروف والرموز وإلاشارات والصور وألاصوات وما في حكمها ) ‪.‬‬
‫‪ 7‬هذا وقد نصت املادة ‪ 73‬من قانون ‪ 726‬لسنة ‪ 0272‬بتعديل بعض أحكام قانون املحاكم الاقتصادية الصادر بالقانون رقم ‪ 702‬لسنة ‪ 0229‬علي تحديد املقصود‬
‫باملستند أو املحرر الرقمي انه‪:‬‬
‫( رسالة بيانات تتضمن معلومات تنشا أو تدمج أو تخزن أو ترسل أو تستقبل كليا أو جزئيا بوسيلة رقمية أو رقمية أو ضوئية أو بغيرها من الوسائل املشابهة‪ .‬وهو ما‬
‫يمكن القياس عليه والاستئناس به في مجال إجراءات التقاض ي الرقمي أمام القضاء املدني) ‪.‬‬
‫‪ 8‬راجع في ذلك ‪ :‬د‪ /‬ألانصاري حسن النيداني‪ ،‬القاض ي والوسائل الرقمية الحديثة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪ 29‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪ 9‬راجع في ذلك ‪ :‬محمد جميل إبراهيم ‪ ،‬اثر التقنيات الحديثة في مجال الدليل الكتابي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 722‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪133‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫إليه يتأكد من صحة التوقيع الرقمي بإرسال نسخة منه إلي الجهة التي أصدرته أو من خالل الشهادة الرقمية التي‬
‫بعثها املرسل إلي املرسل إليه مع املحرر الرقمي وهو ما يطلق عليه التصديق الرقمي وفي حالة التأكد من صحة التوقيع‬
‫الرقمي يقوم املرسل إليه بخطوة أخيرة‪ ،‬وهي إعادة حساب البصمة الرقمية ‪ ،‬فإذا نتج عن عملية الحساب بيانات‬
‫غير بيانات البصمة الرقمية املرسلة‪ ،‬فهذا يعني إنه تم العبث باملحرر‪ ،‬وتستطيع البصمة الرقمية اكتشاف أي تغيير‬
‫يلحق باملحرر الرقمي وتتكرر العملية في كل مرة بين املرسل واملرسل إليه‪.‬‬
‫إن الشروط العامة لقبول املحرر الرقمي‪ 1‬كدليل في إلاثبات هي قابلية املحرر الرقمي للقراءة وإمكانية الاطالع‬
‫عليه وذلك لتبين ماورد به‪ ،2‬والحفاظ علي سالمة بيانات املحرر بما يحميه من أي تغيير أو تحريف‪ ،‬وضمان عدم‬
‫الاختراق واعتراض املحتوي كدليل رقمي ‪ ،3‬واملحرر اذا أصبح رقميا في صورة ‪ pdf‬مثال فإن هذا ال يضمن الحماية‬
‫بصورة مطلقة ففي العالم الافتراض ي مخاطر أيضا وإن كانت مختلفة من حيث الطبيعة والتقنية املستخدمة‪ ،‬لذا‬
‫اشترط املشرع الفرنس ي في م‪ ٠‬من القانون املدني لقبول الكتابة في الشكل الرقمي أن يكون من املمكن تحديد الشخص‬
‫الذي صدر عنه‪ ،‬وان تحفظ في ظروف من طبيعتها ضمان سالمة املحرر وهو نفسه موقف املشرع املصري والذي‬
‫نص علي ذلك في قانون التوقيع الرقمي‪ ،‬وقد ورد في م ‪ 77‬من الالئحة التنفيذية للقانون‪ 4‬ضوابط حماية بيانات‬
‫املحرر‪ ،‬وهي ذاتها – من حيث املبدأ– ذات آلاليات الخاصة بالتوقيع الرقمي‪.‬‬
‫والهدف ألاساس ي أن يتم حفظ ملفات القضايا وما يتصل بها من بيانات بحالتها وفي ظروف تضمن لها السالمة‬
‫والبعد عن أي تحريف أو تغيير‪ ،‬وذلك حتى يضمن الرجوع إليها في أي وقت سواء أثناء سير القضية‪ ،‬أو في مرحلة‬
‫الطعن في الحكم‪ ،‬أو حتى ألغراض الحفظ عموما‪.‬‬
‫واملحررات الرقمية عبارة عن كل رسالة بيانات تتضمن معلومات تنشأ وتدمج أو تخزن أو ترسل أو تستقبل كليا‬
‫أو جزئيا بوسيلة رقمية أو رقمية أو ضوئية أو بأية وسيلة آخري مشابهة‪.5‬‬

‫‪ 1‬راجع في ذلك‪ :‬د‪/‬عبد التواب مبارك ‪ ،‬الدليل الرقمي أمام القاض ي املدني ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ 27‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 2‬راجع في ذلك ‪:‬‬
‫‪_ https://www.tandfonline.com/doi/full/10.1080/15567280500541462?src=recsys‬‬
‫‪ 3‬راجع في ذلك املادة ألاولي من جرائم تقنية املعلومات رقم ‪ 712‬لسنة ‪. 0279‬‬
‫‪ 4‬م ‪ ٠٠‬من الالئحة التنفيذية لقانون التوقيع الرقمي‪ ( :‬مع عدم إلاخالل بما هو منصوص عليه في املواد ‪ ٦،٣،٢‬يتم من الناحية الفنية ‪ ،‬التقنية كشف أي تعديل‬
‫أو تبديل في بيانات املحرر الرقمي باس تخدام تقنية شفرة املفتاحين (العام والخاص) وبمضاهاة شهادة التصديق الرقمي وبيانات إنشاء التوقيع الرقمي بأصل هذه‬
‫الشهادة وتلك البيانات أو بأي وسيلة مشابهة) ‪.‬‬
‫‪ 5‬راحع في ذلك ‪ :‬بدر بن عبدهللا الجعفري‪ ،‬بحث بعنوان إلاثبات الرقمي في املنازعات التجارية‪ ،‬مقدم للمتلقي العدلي "وسائل إلاثبات" الذي نظمته الغرفة التجارية‬
‫بمدينة ألاحساء ‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬يناير ‪ ،0273‬ص ‪.32‬‬

‫‪134‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫وهذه البيانات الرقمية تثبت على دعائم رقمية‪ 1‬غير ورقية ذات خواص محددة كاألقراص املمغنطة وذاكرة‬
‫الحاسب آلالي املثبتة والغير مثبتة أو قد تكون مثبتة على دعائم رقمية غير مادية من خالل شبكة إلانترنت بما في ذلك‬
‫البريد إلالكترونى‪.2‬‬
‫وتشمل املحررات الرقمية‪ 3‬أيضا السجل الرقمي وهو عبارة عن البيانات التي تنشأ أو ترسل أو تستلم أو تبث أو تحفظ‬
‫بوسيلة رقمية وتكون قابلة لالسترجاع أو الحصول عليها بشكل يمكن فهمها‪ .‬ولقد ايد حكم محكمة النقض‪ 4‬الصادر‬
‫بالطعن‪ 12214‬لسنة‪ 37‬ق – جلسة ‪ 2017/12/21‬حجية املحررات الرقمية في إلاثبات‪.‬‬
‫التوقيع الرقمي وأهمية في إلاجراءات القضائية‪:5‬‬ ‫‪‬‬
‫وضع التوقيع على مستند يحتوي على معلومات معينة يعني واقعة توقيع‪ ،‬ويأتي التوقيع في صورة عالمة خطية‬
‫خاصة ومميزة يضعها املوقع وتسمح بتمييز شخص املوقع فتنسب إليه شخصيا دون غيره وتعبر عن إقراره بما جاء في‬
‫املستند‪ .6‬وعرفت الفقرة الثالثة من املادة ألاولي من قانون التوقيع الرقمي املصري التوقيع الرقمي بإنه (ما يوضع علي‬
‫محرر رقمي ويتخذ شكل حروف أو أرقام أو رموز أو إشارات أو غيرها ويكون له طابع منفرد يسمح بتحديد شخص‬
‫املوقع وتميزه عن غيره)‪.‬‬
‫في بدايات ظهور فكرة التوقيع الرقمي‪ 7‬كان التركيز عليها باألساس ألغراض التجارة الرقمية وعقود البيع الرقمي‬
‫ً‬
‫فنجد قانون الاؤنسيترال النموذجي للتوقيعات الرقمية الصادر عام ‪ ،٦٢٢٠‬أي أن التوقيع نظرا ملا له من أهمية في‬
‫إلاثبات وله أهمية قصوى في إلاجراءات القضائية‪ ،‬إذ يجب الاستيثاق من صحة البيانات وما تقرره املحررات‪ ،‬ملا لها‬
‫من أثر على إلاجراءات املتبعة في القضية (الصحة أو البطالن)‪ ،‬وعلي الحكم الصادر من القاض ي‪ .‬لذا يجب ضمان‬
‫البيانات‪8.‬‬ ‫املوثوقية عن طريق نظام قانوني محدد للتوقيع الرقمي وآلية تقنية تضمن تحقق سالمة‬

‫‪ 1‬دعامة رقمية‪( :‬أي وسيط مادي لحفظ وتداول البيانات واملعلومات الرقمية ومنها ألاقراص املدمجة أو ألاقراص الضوئية أو الذاكرة الرقمية أو ما في حكمها) ‪.‬‬
‫راجع في ذلك املادة ألاولي من جرائم تقنية املعلومات رقم ‪ 712‬لسنة ‪. 0279‬‬
‫‪ 2‬راجع في ذلك‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬عابد فايد عبد الفتاح فايد‪ ،‬القاض ي والتنازع بين ألادلة الكتابية التقليدية والرقمية ـ دراسة مقارنة ـ بين القانون الفرنس ي وقوانين بعض الدول‬
‫العربية‪ ،‬املؤتمر العلمي الخامس (الافتراض ي) ‪ ،‬كلية الحقوق جامعة السلطان قابوس ‪ " ،‬نظم التقاض ي وتحديث قواعد إلاثبات "تطوير نظم التقاض ي وتحديث قواعد‬
‫إلاثبات" ‪ ٦٦ ،‬ديسمبر ‪ ، ٦٢٦٢‬ص‪ 2‬وما بعدها‬
‫‪ 3‬راجع في ذلك‪ :‬محمد جميل إبراهيم‪ ،‬اثر التقنيات الحديثة في مجال الدليل الكتابي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪722‬‬
‫‪ 4‬راجع في ذلك ‪ ( :‬تاريخ آخر دخول‪) 0207/7/72 :‬‬
‫‪_ https://www.cc.gov.eg/judgment_single?id=111387601&&ja=270764‬‬
‫‪ 5‬راجع في ذلك‪ :‬د‪ /‬ألانصاري حسن النيداني‪ ،‬القاض ي والوسائل الرقمية الحديثة ‪ ،‬ص‪ 722‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪ 6‬راجع في ذلك ‪ :‬د‪ .‬محمد املرس ي زهرة ‪ ،‬الحاسب الرقمي ‪ ،‬إلاثبات والقانون دراسة حول حجية‪ .‬مخرجات الحاسب في إلاثبات ‪ ،‬مكتبة سعيد عبد هللا ‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬
‫‪ ، ٠٩٩٦‬ص ‪.٢٩‬‬
‫‪ 7‬راجع في ذلك‪ :‬د‪/‬عبد التواب مبارك‪ ،‬الدليل الرقمي أمام القاض ي املدني‪ ،‬ص ‪ 22‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 8‬من أجل مواءمة تشريعاتها مع املعايير ألاوروبية‪ ،‬اعتمد املشرع إلايطالي في ‪ 03‬يناير ‪ 0220‬مرسوم تشريعي (مرسوم) ينقل التوجيه ألاوروبي ‪ CE / 23/7222‬بشأن‬
‫التوقيع الرقمي‪ .‬تعتبر الوثيقة الرقمية آلان بمثابة نسخ ميكانيكي باملعني املقصود في املادة ‪ 0120‬من كوديس سيفيلوله نفس الصلة كما في الوثيقة املكتوبة بخط‬
‫اليد‪ .‬عالوة علي ذلك‪ ،‬فإن التوقيع الرقمي املرتبط باملستند الرقمي يعطي نفس التأثير الذي سيكون عليه في العالم الورقي‪ ،‬بقدر ما يطيع التوقيع شروط التوقيع‬
‫املتقدمة ويضمنه مزود شهادة معتمد‪.‬‬

‫‪135‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫ويقصد باملوثوقية ‪ 1‬البيانات التي يتم استقبالها وتتضمن ذات املعلومات التي كانت موجودة بها عند إرسالها‪،‬‬
‫فتصل إلي املرسل إليه (الطرف املستقبل) دون أي تعديل سواء باإلضافة أو الحذف أثناء إرسالها من املرسل إلي‬
‫املرسل إليه وآلالية التي تتحقق بها هي في ألاساس التوقيع إذ إنها تضفي علي املحرر نوع من التصديق‪ ،‬وألغراض‬
‫املوثوقية يكون التوقيع الرقمي َ‬
‫مؤمنا إذا استوفي الشروط آلاتية‪:2‬‬
‫أن يكون خاص باملوقع وحده‬ ‫‪‬‬
‫أن يتم إنشائه بوسيلة تقع تحد سيطرة املوقع وحده ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أن يضمن الكشف عن أي تعديل الحق في البيانات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إلى جانب أن التوقيع الرقمي والسرية في تداول كل ما يخص القضية من أوراق خاصة حال إرسالها من‬
‫املحكمة إلى الخصوم أو العكس بالنظر إلى إلاجراءات في الخصومة ذاتها‪ ،‬فإن الوقوف على حجيتها على درجة كبيرة‬
‫من ألاهمية ألن من املتصور أن تقدم للمحكمة لغرض إلاثبات محررات رقمية وأدلة رقمية‪.‬‬
‫التوقيع الرقمي وآثاره القانونية‪ 3‬كدليل رقمي‪:4‬‬ ‫‪.2‬‬
‫يعد التوقيع الرقمي أداة تكنولوجية تسمح بضمان صحة وسالمة املستندات الرقمية‪ً .‬‬
‫وفقا لالئحة الاتحاد‬
‫ألاوروبي رقم ‪ 0272/272‬والقانون إلاسباني للتوقيع الرقمي ‪( 0223/22‬يتألف التوقيع الرقمي من أداة قادرة على‬
‫السماح بالتحقق من أصل وسالمة الرسائل املتبادلة من خالل شبكات الاتصاالت السلكية والالسلكية‪ ،‬مع توفير‬
‫قواعد لتجنب الرفض أو الطعن في الدليل) بيان دوافع القانون إلاسباني ‪ 0223/22‬بشأن التوقيع الرقمي‪.‬‬
‫ألية ضمان موثوقية التوقيع الرقمي واملحررات الرقمية لضمان حجيتها في إلاجراءات القضائية‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫يجدر إلاشارة إلى أن املشرع املصري في قانون التوقيع الرقمي قد قرر حجية املحررات الرقمية وقبولها في إلاثبات‬
‫علي قدم املساواة مع املحررات الورقية‪ .‬وهو ما أيده حكم محكمة النقض الصادر بالطعن‪ 12214‬لسنة‪ 37‬ق –‬
‫جلسة ‪ 2017/12/21‬بحجية املحررات الرقمية في إلاثبات‪.‬‬
‫وفي إطار إلاجراءات القضائية إذا قام أحد ألاشخاص برفع دعوي بتقديم املطالبة القضائية رقميا فإن التوقيع‬
‫الرقمي هو ما يؤكد صدور هذا التصرف عن هذا الشخص بالذات وإقراره به ونسبته إليه‪ ،‬وباملثل في إعالن املحكمة‬
‫(إلاعالنات أو إلاخطارات الالحقة النعقاد الخصومة) ألحد أطراف الخصومة رقميا‪ ،‬أيضا عند إصدار القاض ي ملسودة‬
‫الحكم هل من املمكن أن يغني توقيع القاض ي الرقمي عن التوقيع العادي‪ ،‬فضال عن الاعتراف بكافة هذه إلاجراءات‬
‫فإن "التوقيع الرقمي املؤمن " له أهمية قصوى في كل هذه إلاجراءات‪.5‬‬

‫‪ 1‬راجع في ذلك‪ :‬د‪ .‬محمد محمد سادات ‪ ،‬حجية التوقيع الرقمي في إلاثبات ‪ ،‬رسالة دكتوراه ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. ٢٩‬‬
‫‪2‬راجع في ذلك‪ :‬د‪ /‬نور خالد عبد املحسن العبد الرازق‪ ،‬حجية املحررات والتوقيع الرقمي في إلاثبات‪ ،‬عبر شبكة إلانترنت‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬ج‪.‬عين شمس ‪، ٦٢٢٩ ،‬‬
‫ص ‪ ، ٠٩٢‬وراجع أيضا ‪ :‬راجع في ذلك‪ :‬د‪/‬عبد التواب مبارك ‪ ،‬الدليل الرقمي أمام القاض ي املدني ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ 22‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 3‬راجع في ذلك‪ :‬د‪/‬عبد التواب مبارك‪ ،‬الدليل الرقمي أمام القاض ي املدني‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪ 27 .‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 4‬راجع في ذلك‪ :‬د‪/‬عبد التواب مبارك‪ ،‬الدليل الرقمي أمام القاض ي املدني‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪ 12 .‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 5‬راجع في ذلك‪ :‬د‪/‬أسامة أحمد بدر‪ ،‬حماية املستهلك في التعاقد الرقمي‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الجامعة الجديد للنشر‪ ،0222 ،‬ص‪. 73 ،02 .‬‬

‫‪136‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫إن التركيز على فكرة املوثوقية والرسمية في ألاساس يمكن إجماله في نقطتين أساسيتين‪:1‬‬
‫النقطة ألاولي‪ :‬إنه في إطار تطور إلاجراءات القضائية والاستعانة بالتكنولوجيا فيها فإن التركيز يكون على ضرورة التثبت‬
‫من نسبة الورقة ‪ /‬املحرر إلى من صدر عنه وبمعني آخر إيجاد صلة بين إلاجراء والشخص الذي صدر عنه إلاجراء‬
‫الرقمي"‪2.‬‬ ‫والوسيلة لذلك هو "التوقيع‬
‫النقطة الثانية‪ :3‬أيضا في إطار إجرائي نجد ضرورة بيان ماهية إلاجراء ذاته بما يوازن بين الضمانات إلاجرائية ‪Le‬‬
‫‪ ،contenu d’ acte‬والطبيعة الرقمية‪ 4‬للوسائل التي يتخذ من خاللها إلاجراء وهو ما يوجد له صدد في قانون إلاجراءات‬
‫املدنية الكندي الجديد الصادر في‪ ٦٢‬فبراير ‪ ٦٢٠٢‬والذي أعتمد التكنولوجيا بصورة ملحوظة في إلاجراءات املدنية‪،‬‬
‫وتناولت م ‪ ٩٩‬بفقرتها الثالث هذا ألامر وبصفة خاصة في عالقته بإجراء املطالبة القضائية سواء تم هذا ألاخير بإرساله‬
‫عبر إلانترنت أو تم إيداعه بواسطة املدعي لدي قلم الكتاب مثبت علي دعامة رقمية‪ 5‬فحددت في الفقرة ألاولي والثانية‬
‫مضمون إلاجراء والبيانات التي يتطلبها من ناحية وهوما يثير شروط املحررات الرقمية ‪ 6‬وحددت الفقرة الثالثة متطلب‬
‫التوقيع الرقمي‪.‬‬

‫‪ 1‬أعلنت املحكمة البلجيكية العليا منذ عشر سنوات ما يلي‪:‬‬


‫'}‪ le juge apprécie la culpabilité du prévenu selon son intime‬إلادانة؛ ‪il le condamne lorsqu'il a la certitude humaine qu'il s'est rendu coupable du fait‬‬
‫‪.{p 1247 ،I ،1992 ،Pas ،10 November 1992 ،mis à sa charge '(Cass‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫'يقدر القاض ي بحرية ذنب املدعي عليه ً‬ ‫ترجمة غير مصرح بها‪ّ :‬‬
‫مقتنعا بأن املتهم ارتكب فعال الجرم‬ ‫وفقا لتقديره الشخص ي لألدلة ؛ ال يمكن إدانته إال عندما يكون‬
‫الذي حوكم من أجله يتعين علي القاض ي أن يزن مدي اعتماده علي ألادلة (خاصة مالحظاته وبيانات املشتبه فيهم والشهود والخبراء ‪ ،‬وكذلك الوثائق املكتوبة)‪.‬‬
‫وراجع في ذلك أيضا ‪( :‬تاريخ آخر دخول علي املوقع ‪) 0202/2/00 :‬‬
‫قانون إلاجراءات الجنائية الفرنس ي علي إلانترنت‪:‬‬ ‫_‬
‫_‬ ‫‪http://www.adminet.com/code/index‐CPROCPEL.html‬‬
‫قانون إلاجراءات الجنائية إلايطالي علي إلانترنت‪:‬‬ ‫_‬
‫_‬ ‫‪http://www.camerapenale‐bologna.org/codice_procedura_penale/codice_di_procedura_penale_index.htm#cpbo.‬‬
‫‪2‬راجع في ذلك أيضا ‪ :‬علي سبيل املثال ‪ ،‬القاعدة ‪( 26‬استبعاد ألادلة لعدم وجود موثوقية أو تأثير علي نزاهة املحكمة بالوسائل التي تم الحصول عليها) القاعدة ‪92‬‬
‫‪ ،‬الفقرة واو (ألاصالة) ‪ ،‬القاعدة ‪ 20‬مكرر أ (ب) (ب) (موثوقية التنفيذ أدلة املحكمة) ‪ ،‬القاعدة ‪ 22‬مكرر (الخبراء) ‪ ،‬القواعد إلاجرائية وقواعد إلاثبات ‪ ،‬املحكمة‬
‫الجنائية الدولية ليوغوسالفيا السابقة ؛ ‪( FRE‬الواليات املتحدة) املادة السادسة ‪ ،‬التي تحدد أوراق اعتماد الشهود ؛ املادة السابعة ‪ ،‬تحدد مؤهالت الشهود الخبراء‬
‫وآرائهم ؛ املادة الثامنة ‪ ،‬التي تحدد الاختبارات املتعلقة باإلشاعة خارج بيانات املحكمة املستخدمة في املحكمة ؛ املادة التاسعة ‪ ،‬التي تحدد اختبارات التصديق علي‬
‫ألادلة‪.‬‬
‫‪ 3‬راجع في ذلك‪( :‬تاريخ آخر دخول علي املوقع‪) 0202/2/00 :‬‬
‫‪_ https://www.tandfonline.com/doi/abs/10.1080/1360086042000223508?src=recsys&journalCode=cirl‬‬
‫‪ 4‬راجع في ذلك‪ :‬د‪ /‬ألانصاري حسن النيداني‪ ،‬القاض ي والوسائل الرقمية الحديثة مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 719.‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 5‬وقد عرفت املادة ألاولي من قانون ‪712‬لسنة ‪ 0279‬الدعامة الرقمية بانها‪:‬‬
‫دعامة رقمية‪ :‬أي وسيط مادي لحفظ وتداول البيانات واملعلومات الرقمية ومنها ألاقراص املدمجة أو ألاقراص الضوئية أو الذاكرة الرقمية أو ما في حكمها‪.‬‬
‫‪6Art.99 Alinéa 1 Canadienne NCPC:« L’acte de procédure doit indiquer sa nature، exposer son objet، énoncer les faits qui le justifient، ainsi que les‬‬

‫‪conclusions recherchées. Il doit indiquer tout ce qui، s’il‬‬


‫‪n’était pas énoncé، pourrait surprendre une autre partie ou soulever un débat imprévu. Ses énoncés doivent être présentés avec clarté، précision et‬‬
‫‪concision، dans un ordre logique et être numérotés‬‬
‫‪consécutivement.».‬‬

‫‪137‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫موقف املشرع املصري بشأن التوقيع الرقمي‪:1‬‬ ‫‪.2‬‬


‫إن الهدف من دراسة موقف املشرع املصري في هذا الصدد هو ضمان أكبر قدر من ألامان املعلوماتي للتوقيع‬
‫الرقمي بما يمنع من التبديل أو التزوير في بيانات املحرر املذيل بالتوقيع الرقمي‪ ،‬عندما قام املشرع املصري بتنظيم‬
‫أحكام التوقيع الرقمي بموجب القانون الصادر في ‪ ٦٢٢٢‬فقد أخذ بمبدأ الحياد التكنولوجي (بمعني أال يتطلب القانون‬
‫إلزاما باستخدام تكنولوجيا معينة في التوقيع الرقمي تاركا للمتعاملين باستخدام التوقيع الرقمي حرية اختيار‬
‫التكنولوجيا املناسبة لهم في إطار معاملتهم الخاصة) ‪ 2‬ويتبدى ذلك من أن املشرع ذكر دائما التوقيع الرقمي دون‬
‫تخصيص أو ربط بنوع معين‪ ،‬وهو ما يقودنا إلى أن أنواع التوقيع الرقمي ‪ 3‬وتحديد نوع التوقيع املعتمد علي درجة عالية‬
‫من ألاهمية ألن أثره القانوني يتحدد بقوة الاتصال بين أدوات التوقيع والوثيقة التي سيتم توقيعها والقدرة علي حماية‬
‫الوثيقة من أي تالعب‪ ،‬وتنقسم صور التوقيع علي هذا النحو علي أساس درجة ألامان التي يتيحها كل توقيع إلي‪:4‬‬
‫أ‪ .‬التوقيع بالنقر على لوحة املفاتيح; ب‪ .‬التوقيع بواسطة الرقم السري‪ ،‬والبطاقة املمغنطة ;ج‪ .‬التوقيع عن طريق قياس‬
‫الخواص الحيوية لجسم إلانسان (بصمة الصوت‪ ،‬بصمة العين‪ ،‬بصمة ألاسنان) ;د‪ .‬التوقيع الرقمي‪.‬إال إنه بالرجوع إلى‬
‫نصوص الالئحة التنفيذية لقانون التوقيع الرقمي واملذكرة إلايضاحية نرى أن املشرع اقتصر على ذكر صورة واحدة‬
‫هي “التوقيع الرقمي"‪ ،5‬كما إن كافة الضوابط التقنية التي اشترطها في الاعتراف بالتوقيع ال يحققها إال التوقيع الرقمي‬
‫علي نحو ما سيلي بيانه‬
‫وما يهمنا في هذا الصدد هو التوقيع الرقمي والذي نوص ي بأن يقرر املشرع صراحة اعتماده كوسيلة للتوقيع‬
‫الرقمي في اطار إلاجراءات القضائية فخالفا للمعامالت الخاصة تتعلق إجراءات التقاض ي بالنظام العام التصالها بتنظيم‬
‫مرفق القضاء وان يتم ذلك التقرير صراحة دون حاجة إلي أن يستشف من الالئحة التنفيذية ‪. 6‬‬
‫والتوقيع الرقمي هو أكثر صور التوقيع الرقمي ضمانا ألمن وسالمة البيانات‪ ،7‬ويعتمد التوقيع الرقمي علي‬
‫التشفير‪ 8‬الذي يحمي صحة وأصالة البيانات‪ ،‬فعن طريق التشفير يتم تحويل الرسائل إلي أشكال غير مفهومة ثم إعادتها‬
‫إلي أشكالها ألاصلية ‪ ،‬ويعبر عن التوقيع الرقمي الذي يعتمد علي التشفير وشهادة التصديق‪" 9‬بالتوقيع الرقمي املتقدم"‬
‫وقد تطلب املرسوم الصادر من مجلس الدولة الفرنس ي رقم ‪ ٦٢٦‬لسنة ‪ ٦٢٠٢‬بخصوص تطبيق نصوص التوقيع‬
‫الرقمي‪ ،‬إنه لكي يصدق على التوقيع وصف "املتقدم" أن يستوفي عدة شروط أن يكون التوقيع خاص باملوقع ويتم‬
‫إنشائه بوسائل تقع تحت سيطرته ورقابته الخاصة‪ ،‬وان يتم التثبت من أن التوقيع يقوم علي استخدام شهادة رقمية‬

‫‪ 1‬راجع في ذلك‪ :‬د‪ /‬ألانصاري حسن النيداني‪ ،‬القاض ي والوسائل الرقمية الحديثة‪ ،‬ص‪ 21‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪ 2‬وقد أخذت بذات املبدأ الواليات املتحدة وإنجلترا‪ ،‬راجع د‪ .‬محمد محمد سادات‪ ،‬ص ‪. ٩٢‬‬
‫‪ 3‬راجع في ذلك‪ :‬د‪/.‬عيس ي غسان عبد هللا الربض ي‪ ،‬القواعد الخاصة بالتوقيع الرقمي‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬ج‪.‬عين شمس ‪ ،‬ص ‪ ١٢‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 4‬راجع في ذلك‪ :‬د‪/‬عبد التواب مبارك‪ ،‬الدليل الرقمي أمام القاض ي املدني‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بدون سنة نشر‪ ،‬ص ‪ 12‬وما يليها‪.‬‬
‫‪ 5‬راجع في ذلك‪ :‬د‪ /‬يوسف احمد النوافلة‪ ،‬رسالة دكتوراه بعنوان "إلاثبات الرقمي" ‪ ،‬كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة إلاسكندرية ‪ ، 0272 ،‬ص‪ 60‬وما يليها‪.‬‬
‫‪ 6‬راجع د‪ .‬محمد محمد سادات‪ ،‬حجية التوقيع الرقمي في إلاثبات‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪. ٠٠٩–٠٠٣‬‬
‫‪ 7‬يقصد بمصطلح سالمة البيانات‪( :‬التحقق من أن البيانات التي تضمنتها الوثيقة لم يحدث بها أي تعديل أو حذف سواء ألسباب طبيعية أو عمدية) ‪ .‬راجع في ذلك‬
‫‪ :‬د‪ /.‬محمد محمد سادات‪ .‬حجية التوقيع الرقمي في إلاثبات‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.٠٩١‬‬
‫‪8‬راجع في ذلك‪ :‬د‪ /‬يوسف احمد النوافلة ‪ ،‬رسالة دكتوراه بعنوان "إلاثبات الرقمي" ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪99‬‬
‫‪ 9‬راجع في ذلك ‪ :‬د‪ /‬يوسف احمد النوافلة ‪ ،‬رسالة دكتوراه بعنوان "إلاثبات الرقمي" ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪ 22‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪138‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫مؤهلة ‪ ،1‬وهو نفس موقف املشرع املصري‪ ،‬وباستيفاء تلك املتطلبات يمكن القول أن التوقيع الرقمي واملحرر يعترف‬
‫بهم القانون ويتمتعوا بأقص ى قدر من ألامان‪.2‬‬
‫(‪:3)SMS‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الرسائل النصية‬
‫تثير الرسائل النصية التي ترسلها أجهزة الهواتف املحمولة (الالسلكية) التساؤل حول إمكانية قبولها كدليل في‬
‫إلاثبات‪.‬‬
‫وقد قبلت محكمة النقص الفرنسية في حكمها الصادر بتاريخ ‪ 0221/2/03‬الرسائل النصية كدليل في إلاثبات‪،‬‬
‫ولكن بشرط أن يكون الحصول عليها قد تم بطريقة ال خداع فيها‪.‬‬
‫وقد اعتد املشرع املصري برسائل البريد العادي كدليل لإلثبات وفقا لنص املادة (‪ )76‬من قانون إلاثبات‪ ،‬وقد‬
‫سوي املشرع بينها وبين املحررات العرفية في إلاثبات‪ ،‬فالرسالة وإن لم يقصد بها أن تكون دليال كتابيا فإنها تعد كذلك‬
‫ما دامت موقعا عليها‪ ،‬وقد تكون حجة على املرسل بصحة املدون فيها إلى أن يثبت العكس بالطرق املقررة قانونا‬
‫لإلثبات‪.‬‬
‫فإذا لم يكون موقعا عليها من املرسل فإنها تعتبر مبدأ ثبوت بالكتابة متى كانت مكتوبة بخطه أما إذا لم تكن‬
‫بخطه فال قيمه لها في إلاثبات‪.‬‬
‫أما بالنسبة للرسائل النصية‪ 4‬الصادرة من الهواتف املحمولة (‪ )SMS‬فإنها دائما وأبدا ال تكن موقعه من مرسلها‬
‫وبالتالي فإنه فيما يتعلق بهوية كاتب أو مرسل الرسالة النصية فإنه من حيث املبدأ يمكن القول بأن الرسالة النصية‬
‫تعد صادرة من قبل صاحب الخط الهاتفي الذي تم إرسال هذه الرسالة منه إال إذا ثبت غير ذلك‪ ،‬ذلك أن صاحب‬
‫الخط هو الذي لجأ بداية إلى املشغل للخطوط الخلوية واقتني أو ملك خط الهاتف الذي من خالله تم إرسال الرسالة‬
‫النصية‪.‬‬

‫‪ 1‬راجع في ذلك ‪:‬‬


‫‪être créée par des moyens - aux exigences suivantes، en outre،Art. 1/ 2 : « Signature électronique sécurisée : une signature électronique qui satisfait‬‬
‫‪ contrôle exclusif ،garantir avec l'acte auquel elle s'attache un lien tel que toute -que le signataire puisse garder sous son être propre au signataire‬؛‬
‫‪modification ultérieure de l'acte soit détectable‬‬
‫‪.last visited 22 October 2017 2222222972https://www.legifrance.gouv.fr/affichTexte.do?cidTexte=JORFTEXT00‬‬
‫‪ 2‬وما يتكفل بضمان تحقيق ذلك أيضا بجانب كل ما سبق اذا ما تعدي شخص واتلف محرر او دليل رقمي فأنه يطبق عليه املادة ‪ 71‬من قانون ‪ 712‬لسنة ‪0279‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ 3‬راجع في ذلك‪ :‬د‪ /‬أحمد محمد عبدالرحمن‪" ،‬نظرة حول نظام التقاض ي الرقمي في مصر" ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 02‬‬
‫‪ 4‬راجع في أمن الرسائل الفورية‪:‬‬
‫‪https://docplayer.net/680438-Instant-messaging-security.html‬‬

‫‪139‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫إلالكترونى‪:1‬‬ ‫ثالثا‪ :‬إلاثبات بالبريد‬


‫تعد رسائل البريد إلالكترونى‪ 2‬ضمن الوسائل الحديثة التي تصلح كدليل في إلاثبات‪ .3‬وكما سبق وأشرنا فإنه ال‬
‫بد من التأكد من هوية الشخص املرسل‪ ،‬وفي هذا الصدد فإنه البد من إلاشارة إلى أن البريد إلالكترونى ال يمكن أن‬
‫يكون دليال كافيا إلثبات هوية املرسل لذلك البد من إضافة ما يفيد ويؤكد هذه الجهة املرسلة وذلك من خالل مركز‬
‫الخدمات التقنية لالتصاالت الذي يقوم بدور توزيع البريد إلالكترونى‪ ،‬ويمكن اشتراط أن تكون رسالة البريد إلالكترونى‬
‫موقعه من مرسلها حتى يمكن الاعتداد بها كوسيلة من وسائل إلاثبات‪.‬‬
‫وأخيرا فإنه لكي تقوم الكتابة الرقمية مكان الكتابة التقليدية في مجال إلاثبات فإنه يجب أن تكون هذه الكتابة‬
‫قابلة للقراءة أوال حتى يتم التعرف على محتوي املحرر وأن تكون هذه الكتابة غير قابلة للتعديل حتى ال يغير أحد‬
‫ألاطراف محتواها دون علم الطرف آلاخر وأن يتم حفظ هذه املحررات حتى يتم الرجوع إليها عند الحاجة لذلك‪.4‬‬
‫حجية البريد الالكترونى في إلاثبات‪:5‬‬ ‫‪‬‬
‫ً‬
‫مقصورا على ما هو مكتوب‬ ‫لقد كانت الكتابة على الورق هي ألاصل الغالب‪ ،‬إال أن املحرر لم يكن في أي وقت‬
‫علي ورق وحده‪ ،‬وكل ما يتطلبه املشرع لإلثبات هو ثبوت نسبة املحرر إلي صاحبه‪ ،‬فال ارتباط ً‬
‫قانونا بين فكرة الكتابة‬
‫والورق‪ ،‬ولذلك ال ُيشترط أن تكون الكتابة علي ورق باملفهوم التقليدي ومذيلة بتوقيع بخط اليد‪ ،‬وهو ما يوجب قبول‬
‫كل الدعامات ألاخرى – ورقية كانت أو رقمية أو ًأيا كانت مادة صنعها – في إلاثبات‪ .‬البريد إلالكترونى (‪ )e - mail‬هو‬
‫وسيلة لتبادل الرسائل الرقمية بين ألاشخاص الذين يستخدمون ألاجهزة الرقمية من أجهزة كمبيوتر أو هواتف‬
‫ُ‬
‫محمولة أو غيرها‪ ،‬تتميز بوصول الرسائل إلي املرسل إليهم في وقت معاصر إلرسالها من م ِ‬
‫رسلها أو بعد برهة وجيزة‪ ،‬عن‬
‫طريق شبكة املعلومات الدولية (إلانترنت) ًأيا كانت وسيلة طباعة مستخرج منها في مكان تلقي الرسالة‪ ،‬وسواء اشتملت‬
‫هذه الرسائل علي مستندات أو ملفات مرفقة ‪ Attachments‬أم ال‪ .‬ولقد أجازت القوانين الوطنية والاتفاقيات الدولية‬
‫للقاض ي استخالص واقعتي إلايجاب والقبول ‪ -‬في حالة التعاقد الرقمي ‪ -‬من واقع تلك الرسائل الرقمية دون حاجة‬
‫ً‬
‫كتابيا في ورقة موقعة من طرفيها‪ ،‬ذلك أن هذه الرسائل يتم تبادلها عن طريق شبكة املعلومات‬ ‫ألن تكون مفرغة‬
‫الدولية (إلانترنت)‪ ،‬ولذلك فإن أصول تلك الرسائل ‪ -‬مفهومة علي أنها بيانات املستند أو املحرر الرقمي ‪ -‬تظل محفوظة‬
‫ً‬ ‫لدي أطرافها ‪ -‬مهما تعددوا ‪ -‬املُرسل واملُ َ‬
‫رسل إليهم داخل الجهاز الرقمي لكل منهم‪ ،‬فضال عن وجودها بمخزنها الرئيس ي‬ ‫ِ‬
‫داخل شبكة إلانترنت في خادمات الحواسب ‪ Servers‬للشركات مزودة خدمة البريد إلالكترونى للجمهور‪ .‬وفي كل‬
‫ُ‬
‫رسل رسالة البريد إلالكترونى أن يقدم أصل املستند أو‬ ‫ألاحوال‪ ،‬فإنه في حالة جحد الصور الضوئية‪ ،‬فال يملك م ِ‬
‫ً‬
‫املحرر الرقمي‪ ،‬ذلك أن كل مستخرجات ألاجهزة الرقمية‪ ،‬ال تعدو أن تكون نسخا ورقية مطبوعة خالية من توقيع‬
‫وحرصا منه علي عدم إهدار حقوق املتعاملين من خالل تلك الوسائل الرقمية الحديثة‬ ‫ً‬ ‫طرفيها‪ ،‬ومن ثم فإن املشرع‬

‫‪1‬راجع في ذلك‪ :‬د‪ /‬أحمد محمد عبدالرحمن‪" ،‬نظرة حول نظام التقاض ي الرقمي في مصر" ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 02‬‬
‫‪ - 2‬البريد الرقمي‪( :‬وسيلة لتبادل رسائل رقمية علي عنوان محدد‪ ،‬بين أكثر من شخص طبيعي أو اعتباري‪ ،‬عبر شبكة معلوماتية‪ ،‬أو غيرها من وسائل الربط الرقمية‪،‬‬
‫من خالل أجهزة الحاسب آلالي وما في حكمها) ‪ .‬املادة ألاولي من قانون تقنية املعلومات رقم ‪ 712‬لسنة ‪. 0279‬‬
‫‪ 3‬راجع في ذلك‪ :‬د‪ /‬يوسف احمد النوافلة‪ ،‬رسالة دكتوراه بعنوان "إلاثبات الرقمي" ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪ 706‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 4‬راجع في ذلك‪ :‬د‪ .‬محمد محمد سادات‪ .‬حجية التوقيع الرقمي في إلاثبات‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬ج‪ .‬املنصورة‪ ، ٦٢٠٢ ،‬ص ‪. ٠٩١‬‬
‫‪ 5‬راجع في ذلك‪ :‬د‪ /‬يوسف احمد النوافلة‪ ،‬رسالة دكتوراه بعنوان "إلاثبات الرقمي" ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ 702‬وما بعدها ‪.‬‬

‫‪140‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫حال عدم امتالكهم إلثباتات مادية علي تلك املعامالت‪ ،‬قد وضع بقانون تنظيم التوقيع الرقمي والئحته التنفيذية‬
‫الضوابط التي تستهدف التيقن من جهة إنشاء أو إرسال املستندات واملحررات الرقمية وجهة أو جهات استالمها وعدم‬
‫التدخل البشري والتالعب بها لإليهام بصحتها‪ ،‬وال يحول دون قبول الرسالة الرقمية كدليل إثبات مجرد أنها جاءت في‬
‫شكل رقمي‪ ،‬ولهذا فإنها تكون عصية علي مجرد جحد الخصم ملستخرجاتها وتمسكه بتقديم أصلها؛ إذ إن ذلك‬
‫املستخرج ما هو إال تفريغ ملا احتواه البريد إلالكترونى‪ ،‬أو الوسيلة الرقمية محل التعامل‪ ،‬وال يبقي أمام من ينكرها‬
‫ً‬
‫تمهيدا لالستعانة بالخبرة الفنية‬ ‫من سبيل إال طريق وحيد هو املبادرة إلي الادعاء بالتزوير وفق إلاجراءات املقررة ً‬
‫قانونا‬
‫في هذا الخصوص‪.‬‬
‫واملرئية)‪1‬‬ ‫رابعا‪ :‬إلاثبات بالتسجيالت الرقمية (املسموعة‬
‫وهي التسجيالت التي يتم ضبطها وتخزينها بواسطة آلالة الرقمية ويقصد بها تسجيل املحادثات الهاتفية سواء‬
‫صوتيا أو فيديو وسواء أكانت هاتفيا أو على إلانترنت من أحد ألاطراف‪.‬‬
‫ولقد ثار خالف بين الفقه حول شرعية استعمال التسجيل الصوتي كدليل إثبات وانقسموا إلى عدة آراء منهم‬
‫من يؤيد ألاخذ بهذه الوسيلة في إلاثبات بصفة مطلقة ومنهم من يعارض ألاخذ بها ومنهم من يحيط هذا الدليل بشروط‬
‫معينة ومنهم من يجيز التسجيالت الصوتية إذا كان التسجيل مقدما للتدليل على براءة املتهم ولو كان الحصول عليه‬
‫غير مشروع‪2.‬‬ ‫بطريق‬
‫ولقد حسم املشرع في قانون إلاجراءات الجنائية ألامر فأجاز إجراء تسجيالت ألحاديث جرت في مكان خاص متي‬
‫كان لذلك فائدة في ظهور الحقيقة ولقد ربط ذلك بشروط معينة هي أن يكون هذا الحديث له فائدة في ظهور الحقيقة‬
‫وأن يكون في جناية أو جنحة معاقب عليها بالحبس ملدة تزيد على ثالثة أشهر ويجب أن يكون هذا التسجيل بناء علي‬
‫أمر مسبب وملدة ال تزيد علي ثالثين يوما قابلة للتجديد ملدة أو مدد آخري مماثلة‪ ،3‬وهو ما يمكن الاستئناس به فى‬
‫مجال القضاء املدنى‪.‬‬
‫الشهود‪4‬‬ ‫خامسا‪ :‬إلاثبات بشهادة‬
‫ترتب أدلة إلاثبات على درجات تأتي في أعالها إلاثبات الخطي أي بالكتابة وبعده مباشرة إلاثبات الشفهي أي‬
‫شهادة الشهود أو البينة‪ ،‬إال إنه ال تقبل الشهادة لإلثبات إال في أحوال محددة نص عليها القانون‪.‬‬
‫ويقصد بشهادة الشهود قيام شخص من غير أطراف الخصومة باإلدالء بأقواله أمام مجلس القضاء حول‬
‫لغيره‪5.‬‬ ‫حقيقة وقائع تصلح محال لإلثبات نشأ عنها حق أو مركز قانوني‬

‫‪ 1‬راجع في ذلك ‪ :‬د‪ /‬يوسف احمد النوافلة ‪ ،‬رسالة دكتوراه بعنوان "إلاثبات الرقمي" ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ ، 09‬ص ‪ 022‬وما بعدها وراجع أيضا ‪:‬‬
‫‪https://www.lexology.com/library/detail.aspx?g=29828d6d-8396-4070-9424-05ac2e0ecfae‬‬
‫‪ 2‬راجع في ذلك ‪ :‬د‪ /‬أحمد محمد عبدالرحمن‪" ،‬نظرة حول نظام التقاض ي الرقمي في مصر" ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 02‬‬
‫‪ 3‬لدراسة أعمق في املسائل القانونية التي تعتمد علي التعامل مع ألادلة الرقمية وحماية الخصوصية ‪ ،‬انظر "القيود القانونية لحماية البيانات والخصوصية‬
‫والشخصية في التعامل مع ألادلة الرقمية" ماريا فيرونيكا بيريز‪ Asinari-‬املجلة الدولية للقانون الحاسبات و ‪.pp 231–250 ،2004 ،No 2 ،Vol 18 ،Technology‬‬
‫‪ 4‬راجع في ذلك ‪ :‬د‪ /‬أحمد محمد عبدالرحمن‪" ،‬نظرة حول نظام التقاض ي الرقمي في مصر" ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 02‬‬
‫‪ 5‬راجع في ذلك ‪ :‬نظر ‪" ، Ken Chasse‬السجالت التي تنتجها الكمبيوتر في إجراءات املحكمة" ‪ )7222( ،‬امللحق ياء لوقائع املؤتمر القانوني املوحد لكندا ‪ ،‬الاجتماع‬
‫السنوي ‪ ، 7222‬املحفوظ في ‪:www.law.ualberta.ca/alri/ulc/94pro/ e94j.htm‬‬

‫‪141‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫وللمحكمة السلطة التقديرية بشأن الاستجابة لطلب الخصوم لسماع شهادة الشهود كدليل لإلثبات من عدمه‪،‬‬
‫فقد تري املحكمة أن املستندات والوثائق املكتوبة كافية للفصل في النزاع أو أن الواقعة التي سيتم الاستعانة بشأنها‬
‫بالشهود قد أصبحت واضحة للمحكمة‪ ،‬كما قد تري أن الجوانب املوضوعية والقانونية للدعوي لم تكتمل وإنه يجب‬
‫الاستعانة بشهادة الشهود من أجل أيضاح تلك ألامور‪ ،‬وللمحكمة أن تطلب من تلقاء نفسها سماع شهادة الشهود‬
‫دون طلب من الخصوم وذلك إذا وجدت أن هناك فائدة جمة من سماعهم‪.‬‬
‫وقد أجاز قانون إلاثبات املصري في حالة عدم استطاعة الشاهد الحضور إلىمقر املحكمة التي تنظر النزاع‬
‫ألسباب جدية تمنعه من ذلك كاملرض الشديد مثال‪ ،‬ففي مثل هذه الحالة يمكن للمحكمة أن تندب أحد قضاتها‬
‫لالنتقال للشاهد وسماع أقواله وإثباتها في محضر تحقيق يوقعه القاض ي املنتدب والكاتب‪.‬‬
‫كما أجازت املادة (‪ )22‬من قانون إلاثبات املصري بصفة استثنائية أن تكون الشهادة مكتوبة إذا كانت طبيعة‬
‫الدعوي تسمح بذلك‪ ،‬ويجب أن يكون محرر الشهادة ممن تتوافر فيه الشروط العامة التي يجب أن تتوافر في الشاهد‪،‬‬
‫أما فيما يخص شكل الشهادة فيجب أن تكتب ألاقوال وتوقع وتؤرخ من الشاهد ويجب أن يتم توثيقها أمام مكتب‬
‫التوثيق والشهر العقاري‪.‬‬
‫ويثور التساؤل في هذا الصدد في حالة تعذر حضور الشاهد ملقر املحكمة لظروف قهرية خارجة عن إرادته‬
‫حول مشروعية استجواب الشهود في العالم الافتراض ي عبر إلانترنت عن طريق استخدام تقنية الفيديوكونفرانس‬
‫وذلك متي ثبت استحالة أو عدم مالئمة مثول الشاهد بنفسه أمام املحكمة‪ ،‬ومدي تأثير هذا إلاجراء على احترام‬
‫مبدأ املواجهة وحق الدفاع عن طريق ضمان تقديم كل طرف لبيناته علي أكمل وجه؟‬
‫ويري البعض أن مناقشة الشهود وإن جاز إجراؤها في ظل التقدم التكنولوجي بطريقة رقمية عبر شبكة إلانترنت‬
‫أو ما شابه‪ 1‬من وسائل الاتصاالت الالسلكية إال أن مناقشة الشهود بالطريقة التقليدية هي الطريقة ألاكثر قوة‬
‫ووضوحا في استجالء وجه الحقيقة نظرا إلمكانية مشاهدة تعبيرات وجه الشاهد ودرجة تأثره ومدي اتزانه وغيرها من‬
‫العوامل التي قد تؤثر على تقدير صحة الشهادة على الواقعة محل الخالف‪.‬‬
‫إال أننا نري إنه في حالة تعذر حضور الشاهد ملقر املحكمة لسفره للخارج أو ملرضه الشديد أو إقامته باملنزل أو‬
‫املستشفى أو لوجود كوارث طبيعية كفيضان وغيره يستحيل معها مثول الشاهد بنفسه أمام املحكمة فإن إجراء‬
‫استجواب الشهود عبر إلانترنت عن طريق استخدام تقنية الفيديوكونفرانس أو أي وسيط رقمي آخر سيتم استحداثه‪.‬‬
‫أما في حالة ما إذا كان الشاهد مقيما بالخارج فإن كان مصريا فإنه يمكن استدعائه عن طريق السفارة املصرية‬
‫بالدولة التي يقيم بها ويحضر في موعد الجلسة املحدد ملقر السفارة املصرية ويتم الاتصال بالسفارة من قبل املحكمة‬
‫أثناء انعقاد الجلسة عبر تقنية الفيديو كونفرانس وسماع شهادة الشاهد بمقر السفارة املصرية وكذلك الحال بالنسبة‬
‫لغير املصريين بعد أن تتم مخاطبة البعثة الدبلوماسية للبلد التابع لها وأخذ موافقتها على سماع شهادته بمقر السفارة‬
‫املصرية بالخارج‪.‬‬

‫‪ 1‬راجع في ذلك ‪ :‬د‪ /‬يوسف احمد النوافلة ‪" ،‬إلاثبات الرقمي" ‪ ،‬رسالة دكتوراه ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ 021‬وما بعدها ‪ ،‬وراجع أيضا ‪ :‬طارق بن عبد هللا بن صالح‬
‫العمر ‪ ،‬أحكام التقاض ي الرقمي ‪ ،‬رسالة دكتوراه ‪ ،‬ص‪. 022‬‬

‫‪142‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫ومن ثم فإن سماع شهادة الشهود عن بعد عبر تقنية الفيديوكونفرانس هو وسيلة احتياطيه يمكن اللجوء إليها‬
‫في حالة الضرورة بعد تعذر اللجوء إلى استدعاء الشخص املطلوب سماع شهادته أو تعذر إرسال إنابة قضائية للسلطة‬
‫القضائية إلى موطن الشخص املطلوب سماع شهادته فعند استنفاد هاتين الوسيلتين وعدم إمكانية استخدامهما‬
‫فإنه يجوز للسلطات القضائية أن تطلب القيام بهذا إلاجراء عبر تقنية الفيديوكونفرانس أو أي وسيط رقمي آخر يتم‬
‫استحداثه في هذا ألامر‪.1‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬تحديات قبول ألادلة الرقمية‬
‫تواجه ألادلة الرقمية التحدي‪ ،‬في أنها تقنية فبعض القوانين ال تعترف باألدلة التي تم الحصول عليها من‬
‫خالل هذه املعاملة‪ ،‬وتعامل كدليل ثانوي بسبب طبيعتها‪ .‬ومن ألامثلة علي ذلك القسم ‪ 2‬من قانون العقود (تنزانيا)‬
‫‪ 2.‬والتحديات الرئيسية ‪3‬التي ستواجه مقبولية ألادلة الرقمية (عبر إلانترنت) في طبيعتها في مجال املصادقة لوجود‬
‫العديد من الفيروسات علي شبكة إلانترنت والتي من املمكن أن تصيب امللفات باإلضافة إلي الهاكر وهو ما سيكون‬
‫معه من الصعب على محكمة القانون أن تتأكد من عدم وصول أي متسللين إلي املعلومات أو التأكد من عدم إصابة‬
‫امللفات التي يتم الحصول عليها ً‬
‫رقميا‪.‬‬
‫هل ألادلة الرقمية مقبولة؟‬ ‫‪4‬‬ ‫‪‬‬
‫ً‬
‫أحيانا بعدم قبول ألادلة الرقمية‪ً 5‬‬
‫نظرا ألنه قد تم الحصول عليها دون إذن من الشخص‬ ‫تقض ي املحاكم‬
‫املعني‪ .‬ففي العديد من النظم القضائية‪ ،‬تعتبر أوامر القبض ضرورية ألخذ أي أجهزة رقمية والتحقيق فيها‪ ،‬وقد يؤدي‬
‫ذلك إلى ظهور مشكالت‪ ،‬خاصة في الحاالت التي يتم فيها تحديد أدلة على وجود جريمة أثناء التحقيق في جريمة أخري‪.‬‬
‫آليات قبول ألادلة الرقمية في املحكمة‪:‬‬ ‫‪o‬‬
‫ً‬
‫يستخدم واحد وتسعون باملائة من البالغين على إلانترنت اليوم شكال من أشكال الاتصال الرقمي بشكل منتظم‬
‫في حياتهم اليومية‪ .‬وبالتالي‪ ،‬أصبحت ألادلة الرقمية ً‬
‫جزءا ً‬
‫كبيرا من العديد من القضايا املدنية والجنائية؛ ومع ذلك‪،‬‬
‫هناك معايير محددة لتحديد مقبولية ألادلة الرقمية‪.‬‬
‫تم تدوين قواعد إلاثبات الفيدرالية (‪ ،)FRE‬وكذلك القواعد الفيدرالية لإلجراءات املدنية (‪ ،)FRCP‬بقصد‬
‫توجيه املحاكم ‪-‬املدنية والجنائية ‪-‬آللية قبول ألادلة‪ .‬في حين تم تطوير ‪ FRCP‬و‪ FRE‬إلمالء إلاجراءات في املحاكم‬

‫‪ 1‬راجع في ذلك‪( :‬تاريخ الدخول ‪)0207/0/73:‬‬


‫_‬ ‫‪https://www.tandfonline.com/doi/full/10.1080/15567280701418049?src=recsys‬‬
‫‪ 2‬راجع في ذلك‪( :‬تاريخ الدخول ‪)0207/0/73:‬‬
‫_‬ ‫‪https://www.lawteacher.net/free-law-essays/international-law/can-electronic-documents-be-used-as-evidence-international-law-‬‬
‫‪essay.‬‬
‫‪ 3‬راجع في ذلك‪( :‬تاريخ الدخول ‪)0207/0/73:‬‬
‫_‬ ‫‪https://blog.signaturit.com/en/electronic-evidence-and-its-admissibility-in-court‬‬
‫‪ 4‬راجع في ذالك‪( :‬تاريخ الدخول ‪)0207/0/73:‬‬
‫–‬ ‫‪https://www.mailxaminer.com/blog/admissibility-of-electronic-evidence-in-court‬‬
‫‪ 5‬راجع في ذلك‪( :‬تاريخ الدخول ‪)0207/0/73:‬‬
‫–‬ ‫‪https://www.unodc.org/e4j/en/cybercrime/module-6/key-issues/digital-evidence-admissibility.html‬‬

‫‪143‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫الفيدرالية‪ ،‬حيث اعتمدت العديد من محاكم الواليات قواعد تعكسها عن قرب‪ .‬كما أن قانون السوابق القضائية ‪،‬‬
‫وكذلك آلاراء الصادرة عن املحاكم ‪ ،‬توجه ألاطراف في تحديد قبول ألادلة‪.‬‬
‫‪ o‬ألادلة الرقمية والقانون‪:‬‬
‫في اململكة املتحدة‪ ،‬تم استخدام قانون ‪ PACE‬لعام ‪ 7292‬لتأسيس وتقييم ألادلة في املحكمة ولكن هذا‬
‫القانون ينطبق على إنجلترا وويلز وليس إسكتلندا‪ .‬تم تطبيق ‪ CMA‬لعام ‪( 7222‬بصيغته املعدلة بموجب قانون‬
‫ً‬
‫الشرطة والعدل لعام ‪ )0226‬عند ظهور قضايا جرائم الكمبيوتر في محاكم اململكة املتحدة‪ .‬ويتبع الفاحصون عادة‬
‫املبادئ‪ 1‬التوجيهية التي تصدرها رابطة كبار ضباط الشرطة (‪ )ACPO‬لتوثيق ألادلة وسالمتها‪ .2‬تم تحديثها إلى إلاصدار‬
‫‪ 2‬في أكتوبر ‪ 0277‬عندما تم استبدال ألادلة املستندة إلى الكمبيوتر باألدلة الرقمية التي تعكس تطور التحقيق في‬
‫حوادث أمن املعلومات في سياق أوسع‪ .‬وهذه املبادئ هي‪:‬‬
‫املبدأ ‪ :1‬يجب أال يغير أي إجراء تتخذه وكاالت إنفاذ القانون ‪ ،‬ألاشخاص العاملون في تلك الوكاالت أو وكالئهم‬
‫‪ ،‬البيانات التي يمكن الاعتماد عليها ً‬
‫الحقا في املحكمة; املبدأ ‪ :2‬في الحاالت التي يجد فيها الشخص أنه من الضروري‬
‫قادرا علي تقديم أدلة تشرح‬ ‫ً‬
‫مختصا بالقيام بذلك ويكون ً‬ ‫الوصول إلي البيانات ألاصلية ‪ ،‬يجب أن يكون ذلك الشخص‬
‫أهمية أفعالهم وآلاثار املترتبة عليها;املبدأ ‪ :1‬يجب إنشاء والحفاظ علي سجل لجميع العمليات املطبقة علي ألادلة‬
‫الرقمية; املبدأ ‪ :2‬يتحمل الشخص املسؤول عن التحقيق املسؤولية الكاملة عن ضمان التقيد بالقانون وهذه املبادئ‪.‬‬
‫ً‬
‫شرطا قا ً‬
‫نونيا‬ ‫يتم قبول هذه املبادئ التوجيهية على نطاق واسع في محاكم إنجلترا وإسكتلندا‪ ،‬لكنها ال تشكل‬
‫وإنما استخدامها طوعي‪.‬‬
‫‪ o‬القواعد الفيدرالية لقبول ألادلة الرقمية‪: 3‬‬
‫طبقت العديد من املحاكم في الواليات املتحدة قواعد إلاثبات الفيدرالية على ألادلة الرقمية بطريقة مماثلة‬
‫للوثائق التقليدية‪ ،‬على الرغم من وجود اختالفات مهمة مثل عدم وجود معايير وإجراءات ثابتة‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪،‬‬
‫تميل ألادلة الرقمية إلى أن تكون أكثر ضخامة‪ ،‬وأكثر صعوبة في التدمير‪ ،‬وتعديلها بسهولة‪ ،‬وتكرارها بسهولة‪ ،‬وربما‬
‫تكون أكثر تعبيرية‪ ،‬ومتاحة بسهولة أكبر‪ ،‬وفي ديسمبر ‪ ،0226‬تم سن قواعد جديدة صارمة داخل القواعد الفيدرالية‬
‫ً‬
‫فغالبا ما تتعرض ألادلة الرقمية للهجوم‬ ‫لإلجراءات املدنية التي تتطلب الحفاظ على ألادلة املخزنة ً‬
‫رقميا والكشف عنها‪.‬‬
‫بسبب أصالتها ً‬
‫نظرا للسهولة التي يمكن بها تعديلها‪.‬‬
‫تستخدم العديد من التطبيقات واملواقع الرقمية وألاجهزة الرقمية خدمات التخزين السحابية‪ .‬املستخدمين‬
‫ً‬
‫وبالتالي‪ ،‬يمكن تخزين البيانات كليا أو على شكل أجزاء بواسطة العديد من مقدمي الخدمات املختلفين في خوادم في‬

‫‪ 1‬راجع في ذلك‪( :‬تاريخ الدخول ‪)0207/0/73:‬‬


‫–‬ ‫)‪https://en.wikipedia.org/wiki/Digital_evidence Tech. 5 (2011‬‬
‫‪ 2‬راجع في ذلك‪( :‬تاريخ الدخول ‪)0207/0/73:‬‬
‫–‬ ‫‪https://www.bcs.org/content-hub/presenting-digital-evidence-to-court‬‬
‫‪ 3‬راجع في ذلك‪( :‬تاريخ الدخول ‪)0207/0/73:‬‬
‫–‬ ‫‪ Cybercrime Module 4 on Introduction to Digital Forensics‬؛ ‪ISO / IEC 27037‬‬

‫‪144‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫صعبا‪ 1.‬وتختلف إجراءات التجميع ً‬


‫تبعا لنوع الجهاز‬ ‫أمرا ً‬
‫مواقع متعددة ولهذا السبب‪ ،‬يعد استرداد البيانات من هؤالء ً‬
‫الرقمي واملوارد العامة والخاصة حيث توجد ألادلة الرقمية (علي سبيل املثال‪ ،‬أجهزة الكمبيوتر والهواتف والوسائط‬
‫الرقمية والسحابة الرقمية؛ لكل منها طريقة للمعالجة في الطب الشرعي الرقمي وخاصة فيما يتعلق بالوسائط‬
‫‪2.‬‬ ‫املتعددة والفيديو والجوال‬
‫تقوم العديد من محاكم الواليات املتحدة آلان بتطبيق قواعد إلاثبات الفيدرالية علي ألادلة في شكل رقمي‬
‫بطريقة مشابهة ً‬
‫تماما للطريقة التي يتم بها تطبيقها علي ألاعمال الورقية التقليدية‪ ،‬ومع ذلك تم الاعتراف باالختالفات‬
‫ً‬ ‫من حيث إلاجراءات واملعايير املعمول بها‪ .‬ألادلة الرقمية هي ً‬
‫أيضا أكثر ضخامة ويصعب تدميرها فضال عن تكرارها أو‬
‫تعديلها بسهولة أكبر‪ .‬أدخلت القواعد الفيدرالية لإلجراءات املدنية قواعد جديدة تتطلب الكشف عن جميع ألادلة‬
‫املخزنة رقم ًيا وحفظها‪ .‬علي الرغم من أن ألادلة الرقمية تتعرض للهجوم بشكل متكرر بسبب وجود مشاكل محتملة‬
‫في أصالتها ‪ ،3‬إال أن املحاكم بدأت آلان في رفض هذه الحجج ما لم يكن هناك دليل علي أنه تم التالعب باألدلة‪.‬‬
‫ُ‬
‫وفي اململكة املتحدة‪ ،‬أصبحت سجالت أجهزة الكمبيوتر التي تسمع بالسمع مقبولة في عام ‪ 7222‬من خالل‬
‫تعديل قانون ألادلة املدنية لعام ‪ 7269‬بسبب عدم وجود اعتراضات من جانب أطراف على هذه ألادلة علي مدار فترة‬
‫زمنية‪ ،‬مما يشير إلي قبولها بين عامة الجمهور‪.‬‬
‫وفي الهند‪ ،‬جاء التغيير في املواقف مع تعديل قانون ألادلة الهندي في عام ‪ .0222‬تم إدخال القسمين ‪ A‬و ‪ B‬في‬
‫الفصل املتعلق باألدلة الوثائقية‪ .‬ينص القسم ‪ A‬على أنه يجوز قبول محتويات السجالت الرقمية كدليل إذا تم‬
‫ً‬
‫الامتثال للمعايير املنصوص عليها في القسم ‪ B.‬تنص املادة ‪ B‬علي أنه يجب اعتبار املستندات‪ ،‬مما يجعلها دليال‬
‫ً‬
‫أساسيا‪ ،‬إذا كان الكمبيوتر الذي أنتج السجل قيد الاستخدام بانتظام‪ ،‬فاملعلومات التي يتم إدخالها في الكمبيوتر‬
‫كانت ً‬
‫جزءا من الاستخدام املنتظم للكمبيوتر وكان الكمبيوتر يحتوي علي سجل كان يعمل بشكل صحيح‪ .‬وينص كذلك‬
‫على أن جميع مخرجات الكمبيوتر تعتبر منتجة بواسطة الكمبيوتر نفسه‪ ،‬سواء تم إنتاجه بشكل مباشر أو غير مباشر‪،‬‬
‫سواء بتدخل بشري أو بدونه‪ .‬يلغي هذا البند مفهوم ألادلة الحاسوبية على أنه سماع‪.‬‬
‫النتائج‪:‬‬
‫هذا وبعد ان عرضنا باملبحث الاول لالكتشاف إلالكترونى من حيث ماهيتة ومتطلباته‪ ،‬والذكاء الاصطناعي بمجال‬
‫الاكتشاف إلالكترونى‪ ،‬وتحديات الاكتشاف إلالكترونى‪ .‬كما عرضنا باملبحث الثانى لألدلة الرقمية من حيث ماهيتها ‪،‬‬
‫وأنواعها‪ ،‬وتحديات قبول ألادلة الرقمية يتضح آلاتى‪:‬‬

‫‪ 1‬ملزيد من املعلومات‪ ،‬انظر موقع‪ Cybercrime Module 7 :‬حول التعاون الدولي ضد الجريمة السيبرانية وقد آثرنا إلاشارة دون إلافاضة لعدم اتساع املجال لذالك‬
‫‪.‬‬
‫‪ 2‬راجع في ذلك‪( :‬تاريخ الدخول ‪)0207/0/73:‬‬
‫–‬ ‫‪https://www.unodc.org/e4j/en/cybercrime/module-6/key-issues/handling-of-digital-evidence.html‬‬
‫‪ 3‬وللوقوف علي املقبولية القانونية لألدلة الرقمية راجع في ذلك‪:‬‬
‫–‬ ‫تاريخ آخر دخول علي املوقع ‪https://www.tandfonline.com/doi/abs/10.1080/1360086042000223508?src=recsys&journalCode=cirl20( :‬‬
‫) ‪0207/7/9‬‬

‫‪145‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫يتيح الجمع بين التعرف على ألانماط البشرية الطبيعية ودعم قدرات التعلم الذاتي للذكاء الاصطناعي‬ ‫‪‬‬
‫للمحامين القدرة على استخراج املعلومات ذات الصلة بشكل أسرع وأسهل من أي وقت مض ى‪.‬‬
‫حاليا وسيلة الكتساب مزايا زيادة إلانتاجية والكفاءة‪ ،‬ومع تطور‬ ‫ً‬ ‫يعد اعتماد تقنية الذكاء الاصطناعي‬ ‫‪‬‬
‫ً‬
‫أخالقيا كأداة ليس هناك سبب وجيه لعدم استخدامها‪.‬‬ ‫التكنولوجيا قد ال يمر وقت طويل قبل أن تصبح التز ًاما‬
‫من أجل الحفاظ على أمن املعلومات يجب ّ‬
‫تدبر آلاتى‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫ستكون هناك عوملة للخصوصية‪ ،‬تكون فيها مبادئ ممارسة املعلومات متسقة نسبيا في جميع أنحاء العالم‪،‬‬ ‫‪.7‬‬
‫مع زيادة املساءلة وتشديد جهود إلانفاذ‪.‬‬
‫توقع نشوء اقتصاد من املعلومات املفتوحة التي تتغلغل عبر الحدود الجغرافية‪ ،‬حيث يطلع على البيانات‬ ‫‪.0‬‬
‫أعداد متزايدة من ألاشخاص‪ ،‬ومن ثم سيكون من الضروري زيادة الشفافية وتحسين توعية مستهلكي البيانات على‬
‫مستوى العالم‪.‬‬
‫ً‬
‫إن أهم ما قد يحافظ على خصوصية ألافرد الرقمية ليس فقط تشريع قانونا ولكن أيضا ضمان تطبيقه‬ ‫‪.3‬‬
‫باإلضافة لقابليته للتعديل بناء على ما قد يجد من انتهاكات تمس الخصوصية الرقمية‪.‬‬
‫التوصيات‪:‬‬
‫هذا وقد املحنا فى ثنايا البحث الى عدد من التوصيات‪:‬‬
‫لقد كان تقاطع الذكاء الاصطناعي والقانون موضوع بحث ومناقشة ملدة خمسين ً‬
‫عاما على ألاقل لكن تطوير‬ ‫‪‬‬
‫ونشر الذكاء الاصطناعي آخذان في التسارع مع ظهور "عصر جديد للذكاء الاصطناعى فعلى الرغم من قيود الذكاء‬
‫الاصطناعي‪ ،‬وربما بسببها‪:‬‬
‫يجب على املحامين النظر في كيفية تأثير صعود الذكاء الاصطناعي على واجباتهم ألاخالقية‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫عموما تعلم كيف يمكنهم الاستفادة من الفرصة آلان لتحسين تقديم‬ ‫ً‬ ‫يجب على املتخصصين القانونيين‬ ‫‪.0‬‬
‫الخدمات القانونية عبر العمليات والتقنيات الجديدة وضمان التطوير ألاخالقي للذكاء الاصطناعي وبذلك‪ ،‬سيكونون أكثر‬
‫قدرة على التأقلم مع التغييرات القادمة في السوق القانوني‪.‬‬
‫يحب تطبيق سياسات صارمة للتحكم بالوصول للمعلومات والبيانات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يجب تطبيق سياسات املراجعة املستمرة للتأكد من جودة عملية الحماية والخصوصية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يجب دمج تدريب الاكتشاف إلالكترونى والادلة الرقمية في كليات الحقوق والتعليم القانوني على موضوعات‬ ‫‪‬‬
‫تشمل‪:‬‬
‫احتضان مستقبل التكنولوجيا القانونية لتجنب التخلف عن الركب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫دورات اكتشاف رقمية منفصلة أو موضوع تكامل أو معسكر تدريب‬ ‫‪‬‬
‫ً‬
‫وتقنيا‪.‬‬ ‫ً‬
‫ثقافيا‬ ‫مواكبة ألاشخاص الذين تمثلهم‬ ‫‪‬‬
‫يجب تنظيم محدد على الصعيدين الوطني والدولى يوفر ألامن القانوني لالدلة الرقمية بكافة أنواعها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪146‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫يجب التدريب املستمر واملتخصص لجميع القانونيين ملعرفة كيفية املض ي قدما في جمع وتخزين ألادلة‬ ‫‪‬‬
‫إلالكترونية والحفاظ على قيمتها إلاثباتية أمام املحكمة عند الحاجة‪.‬‬
‫يجب تنفيذ بروتوكوالت لحماية الحقوق ألاساسية أثناء جمع ألادلة إلالكترونية وحفظها وعرضها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يجب الوفاء باتفاقية بودابست بشأن الجريمة السيبرانية (مجلس أوروبا)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يجب تحقيق تعاون أفضل بين الدول في مجال جمع ألادلة إلالكترونية وحفظها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وفي النهاية ال يخالجني شك في أن هذه الدراسة املتواضعة قد اعتراها بعض ألاخطاء‪ ،‬وعذري فى ذلك انني بشر‪،‬‬
‫يصيب ويخطأ‪ ،‬فالكمال هلل وحده سبحإنه‪ ،‬والخطأ والقصور هما من سمات إلانسان مهما أبدع وأتقن وجد واجتهد‪،‬‬
‫وغاية ما ينشده كل باحث في عمله‪ ،‬هو تجويد هذا العمل‪ ،‬ومحاولة إتقإنه فحسب‪ ،‬فإن كنت قد قاربت ما أنشده أو‬
‫شارفت عليه فهذا فضل من هللا ونعمه وحسبي ان اردد فى ذلك قوله تعإلى "وما توفيقي الا باهلل‪ ،‬والشكر فيه لكل‬
‫من علمنى حرفا ‪ ،‬وإن كانت آلاخرى فحسبى أن أردد فى ذلك قوله تعإلى "وقل رب زذنى علما " ‪.‬‬
‫تم بحمد هللا وفضله وتوفيقه‪،،،،‬‬

‫‪147‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫ال مؤتم ر ال دَّول ي العلمي االفتراضي بعنوان‪:‬‬


‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والق انون الوضعي‬
‫‪Cybercrime in Islamic jurisprudence and positive law‬‬

‫رئيس املركز الديمقراطي العربي‪ :‬أ‪ .‬عمار شرعان‬


‫مدير النشر‪ :‬د‪ .‬أحمد بوهكو‬

‫رقم تسجيل الكتاب‬


‫‪VR .1171- 3327 B‬‬
‫جوان ‪2022‬‬

‫‪148‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي‬
‫الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪2022‬‬

‫‪149‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬

You might also like