Professional Documents
Culture Documents
الجرائم الالكترونية في الفقه الإسلامي والقانون الوضعي الجزء الثاني
الجرائم الالكترونية في الفقه الإسلامي والقانون الوضعي الجزء الثاني
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
إشراف وتنسيق:
2 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
الن ـ ـ ـ ــاشر:
املركز الديمقراطي العربي
للدراسات إلاستراتيجية والسياسية والاقتصادية
أملانيا/برلين
Democratic Arabic Center
Berlin / Germany
ال يسمح بإعادة إصدار هذا الكتاب أو أي جزء منه أو تخزينه
في نطاق استعادة املعلومات أو نقله بأي شكل من ألاشكال ،دون إذن مسبق خطي من الناشر.
جميع حقوق الطبع محفوظة
All rights reserved
No part of this book may be reproduced, stored in a retrieval system, or transmitted in
any form or by any means, without the prior written permission of the publisher
3 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
أيام 11-11ماي2222
إق امة المؤتمر بواسطة تقنية التّحاضر المرئي عبر تطبيق Zoom
ال يتحمل املركز ورئيس املؤتمر واللجان العلمية والتنظيمية مسؤولية ما ورد في هذا الكتاب من آراء ،وهي ال تعبر بالضرورة عن
قناعاتهم ويبقى أصحاب املداخالت هم وحدهم من يتحملون كامل املسؤولية القانونية عنها
4 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
5 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
6 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
سعادة الدكتور عمار شرعان ،رئيس املركز الديمقراطي العربي ،برلين ،بأملانيا
رئيس اللجنة العلمية ،د.محمد عبدالحفيظ الشيخ عميد كلية الحقوق بجامعة الجفرة
رئيس اللجنة التحضيرية ،الدكتورة ناجية سليمان عبد هللا ،رئيس تحرير مجلة العلوم الساسية والقانونية
أصحاب السعادة والسيدات والسادة رؤساء املشاركين في املؤتمر الدولي للجريمة الالكترونية
إن الجرائم بطبيعتها توجد بوجود إلانسان وتتطور بتطوره ،وما أن إلانسان دائما في تطور مستمر بفضل ثورة
املعلومات والتكنولوجيا املتطورة فإننا نجد العلماء يحاولون الاستفادة منها ،وباملقابل نجد أن املجرمين يحاولون
الاستفادة أيضا من التقدم التقني فأصبحت التكنولوجيا شيئا مباحا للحميع للصالح والطالح ،بل إن املجرمين كثر،
واستطاعوا اكتساب خبرات ومهارات أكثر في تعاملهم مع الانترنت وارتكابهم للجرائم إلالكترونية عبر ألاقمار الصناعية،
ولم تعد جرائمهم تقتصر على إقليم دوله واحدة بعينها بل تجاوزت حدود الدولة ،وهى جرائم متكررة ومستحدثة تمثل
ضربا من ضروب الذكاء إلاجرامي ،استعص ى إدراجها ضمن ألاوصاف الجنائية التقليدية في القوانين الجنائية الوطنية
وألاجنبية ،مما أوجب تطوير ألانظمة التشريعية الجنائية الوطنية بذكاء تشريعى مماثل للذكاء إلاجرامى تعكس فيه
الدقة الواجبة على املستوى القانوني وسائر جوائب تلك التقنيات وأبعادها الجديدة
ما يضمن في كافة ألاحوال احترام مبدأ شرعية الجرائم والعقوبات من ناحية ،ومبدأ الشرعية إلاجرائية من
ناحية أخرى ،وتكامل في الدور والهدف مع املعاهدات وألانظمة الدولية ،وهذا كله يمكن الوصول إلى سبل مواجهة هذه
الجرائم إلالكترونية من حالل تعاون ألانظمة الدولية وفهمها للسبل الشرعية والعملل بها في مكاافحة هذا النوع من
الجرائم املتكررة واملستحدثة ،فتكثر الاستفادة من هذه الوسائل وألاجهزة الالكترونية ،ويقل خطرها.
بدأت الثورة املعلوماتية نتيجة اقتران تقنيتي الاتصاالت من جهة ،واملعلومات وما وصلت إليه من جهة أخرى،
فالثورة املعلوماتية هي الطفرة العلمية والتكنولوجية التي نشهدها اليوم ،حتى بات يطلق على هذا العصر عصر
املعلومات .وتعد املعلومة من أهم ممتلكات إلانسان التي اهتم بها على مر العصور ،فجمعها ودونها وسجلها على وسائط
متدرجة التطور ،بدأت بجدران املعابد واملقابر ،ثم انتهت باختراع الورق الذي تعددت أشكاله ،حتى وصل بها املطاف
إلى الحاسب آلالي وألاقراص إلالكترونية املمغنطة.
7 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
وقد تغني ألارقام عن الكثير من ألاقوال ،وأحيانا عن إيجاد مدخل مناسب عندما تزاحم العقل أفكارا عديدة
،ومنذ عقد مض ى لم نكن نتصور إن الحياة سوف تعتمد بصفة أساسية ومطلقة على جهاز الحاسب آلالي وملحقاته،
إال أن ذلك أصبح واقعا وحقيقة ،فمؤسسات الدولة تعتمد على الحاسب آلالي ،والشركات العامة والخاصة كذلك ،بل
إن ألافراد في معامالتهم الخاصة باتوا حريصين على التعامل معه و اعتماده في معامالتهم بصورة تكاد تكون أساسية
يمكن معها القول إن جهاز الحاسب آلالي أصبح يقاسم إلانسان حياته في نهاره وليله ونومه ويقظته ،كيف ال وجهاز
الحاسب آلالي في الطائرة وفي املعمل وفي القوات املسلحة وفي املواصالت والاتصاالت على نحو يمكن معه القول إننا
نعيش ثورة الحاسب آلالي .وقد تعززت منظومة الحاسب آلالي بالكمال بظهور شبكة املعلومات الدولية (الانترنت) والتي
جعلت من العالم قرية صغيرة من حيث ألاحداث والوقائع التي يمكن متابعتها في أي زمان ومكان ،بل لحظة حصول
الحدث ذاته.
ثم استتبع اتساع ونماء كل من تكنولوجيا الاتصاالت والحاسبات من جهة ،والبرمجية بما تضمنته من هندسة
البرمجيات وصناعتها من جهة أخرى ،والاندماج املذهل الذي حدث بينهما إلى الوصول إلى استحداث تقنية نظم املعالجة
آلالية للمعطيات .لكن وعلى الرغم من املزايا الهائلة التي تحققت وتتحقق كل يوم بفضل الحاسب آلالي على جميع
ألاصعدة وفي شتى ميادين الحياة املعاصرة ،فإن هذه الثورة التكنولوجية املتنامية صاحبتها في املقابل جملة من
الانعكاسات السلبية والخطيرة جراء سوء استخدام هذه التقنية ،ذلك أن آلاثار إلايجابية املشرقة لعصر تقنية
املعلومات ال تنف الانعكاسات السلبية التي أفرز تها هذه التقنية.
نتيجة إساءة استخدام ألانظمة املعلوماتية واستغاللها على نحو غير مشروع وبطرق من شأنها أن تلحق الضرر
بمصالح ألافراد والجماعات ،الش يء الذي استتبعه ظهور أنماط جديدة من الاعتداءات على تلك املعلومات املخزنة في
بيئة افتراضية ،ليس هذا فحسب بل سهلت هذه التقنية ارتكاب بعض الجرائم التقليدية ،فازدادت هذه املخاطر تفاقما
في ظل البيئة الافتراضية التي تمثلها شبكة املعلومات ،مما أفرز نوعا جديدا من الجرائم ،لم يكن معهودا من قبل
عرفت بجرائم الحاسوب ،أو الجرائم املعلوماتية.
والخطورة التي تتميز بها هذه الجرائم عن باقي الجرائم التقليدية تكمن في أنها سهلة الارتكاب نتيجة لالستخدام
السلبي للتقنية املعلوماتية بما توفره من تسهيالت ،وأن مرتكبي مثل هاته الجرائم ال ينتموا إلى زمرة املجرمين العاديين
ذلك ألنهم يتسمون بالذكاء والدراية في التعامل مع مجال املعالجة إلالية للمعطيات وإلاملام باملهارات واملعارف التقنية،
فضال على أن آثارها ليست محصورة في النطاق إلاقليمي لدولة بعينها بل تشمل جميع دول العالم على اعتبارها متصلة
ببعضها البعض بواسطة الشبكة العاملية للمعلومات.
وكما تكمن الخطورة كذلك من عدة نواحي ،وعلى سبيل الذكر ال الحصر نذكر من الناحية ألاخالقية أن مثل
الشخصية أو القذف أو التشهير بشركات أو أشخاص بقصد إلاضرار بالسمعة ّ هاته الجرائم تستهدف فضح ألاسرار
الشخصية أو املالية ،ولعل أبرز الجرائم املتواجدة حاليا على مستوى ألانظمة املعلوماتية ومن خالل الانترنت نجد تجارة
الدعارة و والصور الخليعة والاستغالل الجنس ي بكل صوره التي أصبحت أكبر التجارات املتواجدة حاليا على الشبكة
العنكبوتية ،وأصبحت تؤرق جل دول املعمورة من أجل محاربتها ،ولقد أجريت دراسات حول عالقة مثل هاته الجرائم
8 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
عن باقي الجرائم ألاخرى ،حيث وجد أن الجرائم تزداد اطرادا مع الجرائم ألاخرى ،وكثير من الدول سواء املتقدمة او غير
املتطورة باتت تشتكوا من مثل هذه املواقع التي تبث هاته الافكار.
ّ
املتطرفة ومع الخطورة ألاخالقية نجد كذلك هناك خطورة مجتمعية حيث قد ال ُيدرك كثيرون ّ
أن الجماعات
الفكرية التي استخدمت الحاسوب ودخلت العالم إلالكتروني حتى قبل ْ
أن تظهر شبكة إلانترنت ّ كانت من أولى الجماعات
بسنوات ،مما أصبح يهدد مجتمعات بأسرها .ومع الغموض الذي يكتنف جرائم الحاسوب حيث أصبحت تثير بعض
التحديات القانونية والعملية أمام ألاجهزة املعنية بمكافحة الجريمة (أجهزة العدالة الجنائية بجميع مستوياتها وعلى
اختالف أدوارها) ،وبالذات فيما يخص إثبات هذه الجرائم وآلية مباشرة إجراءات الاستدالل والتحقيق عبر البيئة
الافتراضية لتعقب املجرمين وتقديمهم للعدالة.
إن هذا الغموض الذي يصاحب هاته الجرائم جعل مجال البحث فيها يضيق بل جعل الكثير من الفقهاء سواء
من الناحية الشرعية أو القانونية يترددون في إعطاء حكم شرعي أو تجريم بصورة واضحة ،ومع ذلك حاول املشرع
القانوني وكذا فقهاء الشريعة إلاسالمية مسايرة هذا التطور لهذا النوع من الجرائم.
إننا وبكل فخر واعتزاز ،نرحب بكم مجددا وآمل أن نستفيد من هذا املؤتمر على كافة ألاصعدة واملستويات
في ألاخير ،وإذ أتشرف برئاسة هذا املؤتمر أجدد شكري وعرفاني لكل من ساهم في إنجاح هذا املؤتمر من قريب
أو بعيد...
رئيس المؤتمر:
:
9 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
ديباجة املؤتمر:
إن الجريمة الالكترونية فعل يتسبب في ضرر جسيم لألفراد والجماعات واملؤسسات بهدف ابتزاز الضحية
وتشويه سمعتها لتحقيق مكاسب مادية أو لخدمة أهداف سياسية باستخدام وسائل وأنظمة اتصال حديثة مثل
إلانترنت .ويمكن وبحسب البيئات والوسائل املختلفة املستخدمة ،تحدث الجريمة إلالكترونية دون تواجد الجاني في
مكان الحدث ،وتستند الطريقة املستخدمة إلى تكنولوجيا الاتصاالت واملعلومات الحديثة .إن عدد الجرائم الالكترونية
في انتشار واسع نظرا للتطور الحاصل في التكنولوجيا سواء في وسائل التواصل الاجتماعي آو عبر الدول مما أضر
باقتصادها ومختلف تعامالتها ،كما أن ألاساليب إلاجرامية اختلفت وتنوعت من قبل متمرسين في هذا الجانب.
وبما أن الشريعة رادعة في جانب العقوبات فاشتملت على عقوبات توقف كل مجرم يتجاوز حدود هللا تعالى
ويسعى في ألارض فسادا وهللا ال يحب املفسدين .وجاء القانون أيضا معاقبا كل من تسول له نفسه الاعتداء على حقوق
الناس بالسلب أو النهب أو الظلم.
كما أ ن هناك عدة انواع للجرائم الالكترونية وتتمثل في سرقة الهوية حيث يقوم فيها املجرم بإغراء الضحية
واستخراج املعلومات منه بشكل غير مباش ،واستهداف املعلومات الخاصة من أجل الربح واستغاللها لتحقيق مكاسب
مادية وأيضا تهديد ألافراد حيث يقوم املجرم ،من خالل القرصنة وسرقة املعلومات ،بالوصول إلى املعلومات الشخصية
الخاصة بالضحية ،ثم ابتزازهم لكسب املال وتحريضهم على ارتكاب أعمال غير قانونية قد يتعرضون فيها للظلم.
وكذلك من ألانواع التشهير حيث يستخدم املجرم املعلومات املسروقة ويضيف اليها معلومات كاذبة ثم يرسلها
ً
عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو البريد إلالكتروني لكثير من الناس بهدف تشويه سمعة الضحية وتدميرها نفسيا.وغيرها
من ألانواع املتعددة في هذا املجال.
إن خطر الجريمة الالكترونية خطر عظيم تجاوز كل الحدود وألاعراف وأصبح يهدد ألاشخاص والدول ،لذا
وجب الحد من هذا التفاقم املتزايد بمعاقبة املجرمين عقابا صارما دون تردد أو تأخير .الجريمة الالكترونية يصعب
اثباتها جراء التعقيدات التي في ثناياها الن من السهولة اخفاء دليل اثباتها لذلك يجد املحققون صعوبة جمة في اثبات
أدلة الجريمة.
10 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
محاور املؤتمر:
11 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
فهرس املحتويات
د.منير شمام دور املشرع الجزائري في مواجهة مخاطر الجرائم إلكترونية 104
د.أمل فوزي أحمد عوض إلاكتشاف إلالكترونى & حجية ألادلة الرقمية بالجرائم إلالكترونية 113
12 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
ملخص الدراسة:
تسعى الدراسة لتبيان ان الجريمة إلالكترونية هي جريمة تمس في صميمها قيما جوهرية تخص ألافراد واملؤسسات وحتى الدول،
فسارعت العديد من الدول إليجاد الحلول لها من خالل ايجاد اليات وسبل التي يمكن استغاللها التي تؤدي إلى الحد منها اذ قام املشرع
الجزائري بسن نصوص قانونية لقمع الجريمة إلالكترونية وذلك بسبب التزايد الكبير الالمتناهي لالعتداءات الحاصلة على الانظمة
ّ
املعلوماتية في الجزائر ،ومن اهم الامور الني أوالها املشرع اهمية قصوى أمن الدولة والحفاظ على النظام العام.
ّ
املعلوماتية ،آلاليات ،التشريع الجزائري. الكلمات املفتاحية :الجريمة إلالكترونية ،سبل املواجهة،
Abstract:
This study aims to demonstrate that cybercrime is a crime that touches upon its core values for individuals،
institutions and even states. Many States have sought solutions by adopting mechanisms and ways to reduce them. The
Algerian legislator have enacted legal texts to deter cybercrime. This is due to a growing number of attacks on information
systems in Algeria. One of the most important questions to which the legislature attaches the greatest importance is the
security of the state and the maintenance of public order.
مقدمة:
لقد أدى التطور التكنولوجي السريع الذي نعيشه هذه ألايام الذي يطلق عليه عصر ثورة املعلومات أو تدفق
املعلومات إلى ظهور وسائل وأساليب جدبدة الستخدامات ألانترنت والكمبيوتر ،وهذه الوسائل في تطور مستمر بمرور
الوقت ،وبالتالي فإن الجرائم التي ترتكب بمناسباتها في تطور موازي ،مما يصعب أن يحيط القانون بجميع إلالكترونية
أو يضع حال جذريا لها ،لذلك فإن ألافراد ملزمين من أجل الحفاظ على خصوصياتهم وأموالهم باتخاذ الحيطة والحذر،
وباالستخدام العقالني لوسائل الاتصال الحديثة
تعتبر الجريمة إلالكترونية من الجرائم الحديثة التي تطورت وانتشرت بوتيرة سريعة لتنقل عالم الجريمة إلى بعد
جديد ،تطور من خالله كل من مرتكب الجريمة ووسائل ارتكابها لنصبح اليوم أمام مجريمين ذوي درجة عالية من
الذكاء ،متمرسين و ذوي كفاءة كبرى في استعمال التكنولوجيا الحديثة والتحكم فيها ،لينتقل الفعل إلاجرامي من ألافراد
واملجتمعات إلى الدول ومؤسساتها ،وهو ألامر الذي أصبح على التشريعات الوطنية والدولية التجند من أجل مكافحة
الجريمة إلالكترونية بنصوص قانونية صارمة من شأنها الحفاظ على سالمة ألافراد واملؤسسات والدول من خطر
الجريمة إلالكترونية بمختلف صورها (دمان ذبيح ،0202 :ص)731 .
13 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
14 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
ويعرفها آخرون على أنها جريمة ذات طابع مادي ،تتمثل في كل فعل أو سلوك غير مشروع ،من خالل استعمال
الوسائط إلالكترونية ،حيث تتسبب في تحميل أو إمكانية تحميل املجني عليه خسارة ،وحصول أو إمكانية حصول
مرتكبه على أي مكسب ،وتهدف هذه الجرائم إلى الوصول غير املشروع لبيانات سرية غير مسموح باالطالع عليها ونقلها
ونسخها أو حذفها ،أو تهديد وابتزاز ألاشخاص والجهات املعنية بتلك املعلومات ،أو تدمير بيانات وحواسيب الغير بواسطة
فيروسات (مرعي :الجرائم الالكترونية-ألاهداف-ألاسباب-طرق الجرائم ومعالجتها).
الفرع الثاني :خصائص الجريمة إلالكترونية
تميزت الجريمة إلالكترونية بخصائص ميزتها عن غيرها من الجرائم ،سواء تعلقت هذه الخصائص بالشخص
الذي يقدم على هذه الجرائم فميزته عن املجرم التقليدي أو تعلقت بالجريمة ذاتها وصعوبة اكتشافها وإثباتها أو ما
يلعبه الضحية من دور فيها ،أو تعلق ألامر بالنطاف املكاني لهذه الجريمة أو الخسائر التي تخلفها (خليفة ،0222 :ص.
)317
أوال :الجرائم إلالكترونية من الجرائم العابرة للحدود
وسعت شبكات املعلومات عملية الاتصال وتبادل معلومات بين الدول وألانظمة التي يفصل بينها آالف ألاميال،
ومع القدرة التي يتمتع بها الحاسب أدى ذلك إلى إمكانية ارتكاب الجريمة إلالكترونية في أماكن متعددة من العالم وفي
وقت واحد ،كما يمكن أن يكون املجني عليه في غير الدولة التي يقيم فيها الجاني (بولحية ، 2019:ص )7291.إن الجريمة
املعلوماتية هي شكل من أشكال الجرائم العابرة للحدود ،فمسرح الجريمة لم يعد محليا بل أصبح عامليا إذ أن الفاعل
ال يتواجد ماديا على مسرح الجريمة وهذا التباعد في املسافات بين الفعل املرتكب من خالل الحاسوب والفاعل وبين
املعلومات التي كانت محل الاعتداء ،فالجاني يستطيع القيام بجريمته بالدخول إلى ذاكرة الحاسوب آلالي املوجود في
بلد آخر وهذا الفعل قد يضر شخصا ثالثا في بلد آخر .ومن خالل هذه الخاصية الدولية يثار إشكال حول الاختصاص
القضائي في محاكمة املجني عليه بمعنى آخر ما هي الدولة املختصة بمحاكمة الجاني؟ هل هي الدولة التي ارتكب على
إقليمها النشاط إجرامي أم التي يوجد فيها املجني عليه؟ وبمعنى آخر أن هذه الجريمة ال تقع في دولة واحدة وال تعترف
هذه الجريمة بالحدود الجغرافية للدول إذ غالبا ما يكون الجاني في بلد واملجني عليه في بلد آخر وقد يكون الضرر
املحتمل في بلد ثالث.
ثانيا :صعوبة اكتشاف وإثبات الجرائم إلالكترونية
تمتاز الجرائم املعلوماتية بصعوبة الاكتشاف وإلاثبات وذلك نظرا لعدم ترك الجاني آثار تدل على إجرامه،
فالجرائم التي تتم بواسطة إدخال الرموز وألارقام ،هي رموز دقيقة ويصعب اكتشافها وإثباتها لہذا عادة ما يتم اكتشافها
بالصدفة وغالبا ما يتم معاقبة مجرمين وذلك لعدم وجود أدلة قائمة في حقه فالجريمة املعلوماتية ال تترك آثارا ملموسة
وبذلك ال تترك شهودا يمكن الاستدالل بأقوالهم وال أدلة مادية يمكن فحصها ألنها تقع في بيئة افتراضية يتم فيها نقل
املعلومات وتناولها بواسطة نبضات الكترونية غير مرئية (بولحية ،0272 :ص.)7299.
وصعوبة اكتشاف وإثبات الجرائم املعلوماتية راجع لعدة أسباب منها وسيلة التنفيذ التي تتسم في أغلب الحاالت
بالطابع التقني الذي يضفي عليها الكثير من التعقيد ومن ثم فإنها تحتاج إلى خبرة فنية يصعب على املحقق التقليدي
15 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
التعامل معها ،ألنها تتطلب إملاما خاصا بتقنيات الكمبيوتر ونظم املعلومات .ويصعب في جرائم املعلوماتية العثور على
دليل مادي للجريمة وذلك راجع إلى استخدام الجاني وسائل فنية وتقنية معقدة في كثير من ألاحيان ،وهذا السلوك
املادي في ارتكابها ال يستغرق إال ثواني معدودة يتم فيها محو الدليل والتالعب به.
ثالثا :تتطلب وسائل خاصة في الحاسب آلالي وشبكة ألانترنت
إن الجريمة املعلوماتية تستلزم لقيامها توفر الحاسب آلالي وكذلك شبكة الانترنت وسيلة ارتكاب الجريمة وأدواتها
الرئيسية أماكن املعرفة التقنية فتكون ضرورية بحسب درجة خطورة الجريمة املعلوماتية
رابعا :تتطلب خبرة وتحكما في تكنولوجيا املعلوماتية عند متابعتها
إن جريمة املعلوماتية لها طبيعة تقنية وبذلك ال يستطيع رجال الضبطية القضائية التعامل باحترافية ومهارة
أثناء البحث والتحري ،لذلك البد أن يكون املحقق متخصص في جريمة املعلوماتية حتى ال يتسبب في إتالف الدليل
الالكتروني.
خامسا :تعدد الجرائم املعلوماتية أقل عنفا من الجرائم التقليدية
إن هذه الجريمة تعتمد على الدراية الذهنية والتفكير العلمي املدروس القائم على معرفة بتقنيات الحاسب
آلالي ،وفي الواقع ليس هناك شعور بعدم أمان تجاه املجرمين في مجال املعرفة املعلوماتية ألن مرتكبيها ليسوا محترفي
إلاجرام
سادسا :دافع ارتكاب الجريمة املعلوماتية
إن باعث الدافع الجريمة املعلوماتية قد يختلف عن دافع الجريمة التقليدية فقد يكون الدافع مخالفة النظام
العام والخروج على القوانين وقد يكون ماديا يراد به اکتساب مبالغ طائلة أو إلاهانة والتشهير ...إلخ يكن دون الاحتكاك
املباشر باملجني عليه (بولحية ،0272 :ص.)7299.
املطلب الثاني :مظاهر تحديات الجريمة إلالكترونية
َ
ترتب على ظاهرة الجريمة إلالكترونية تحديات عدة :منها ظهور وتنامي ألانشطة إلاجرامية الالكترونية وت َو ُّسل
مرتكبيها بتقنيات جديدة غير مسبوقة في مجال تكنولوجيا املعلومات والاتصاالت يسرت لهم ارتكاب هذه ألانشطة
داخل حدود الدولة وخارجها ،ألامر الذي أدى إلى انشغال املنظمات واملؤتمرات الدولية بهذا النوع من الجرائم ودعوتها
الدول إلى التصدي لها ومكافحتها ،من حيث تستعص ي بعض ألانشطة على إدراجها ضمن ألاوصاف الجنائية التقليدية
في القوانين الجنائية الوطنية وألاجنبية؛ ومن حيث ما يرتبط بهشاشة نظام املالحقة إلاجرائية التي تبدو قاصرة على
استيعاب هذه الظاهرة إلاجرامية الجديدة ،سواء على صعيد املالحقة الجنائية في إطار القوانين الوطنية أم على صعيد
املالحقة الجنائية الدولية.
وعلى خلفية ما ذهب إليه البعض من أن القوانين القائمة تكفي في حد ذاتها ملواجهة الجرائم إلالكترونية ،فإننا
نعتقد إن كان لهذا الرأي شيئا من الواقعية ،وهي أن بعض النصوص القائمة تواجه بعض ألانشطة املجرمة التي
ترتكب بطريق إلانترنت ،فإنه ينبغي أال ننكر أن هناك نصوصا أخر صادف تطبيقها بعض الصعوبات ،منها ما يتعلق
بطبيعة الجريمة إلالكترونية غير املادية ،ومنها ما يتعلق بهاجس التعارض مع مبادئ هامة ومستقرة في القانون الجنائي
16 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
،كمبدأ شرعية الجرائم والعقوبات والتفسير الضيق ،دعا مشرعو بعض الدول إلى التدخل بتعديل بعض النصوص
القائمة أو وضع نصوص جديدة تتالءم وتلك الجرائم ،ودعا أيضا القضاء إلى التوسع في تفسير النصوص الجنائية
السارية.
إذن ال مناص من الاعتراف بأن ظاهرة الجرائم إلالكترونية التي باتت تتخذ أنماطا جديدة وضربا من ضروب الذكاء
إلاجرامي ،تمثل بال شك تحديا جديا وجديدا في الوقت الحاضر ،تجاوزه يتطلب التعرف على هذه التحديات وإبراز
جوانبها ،بما يعني التشخيص ألامثل للظاهرة ومكافحتها على صعيد التجريم والعقاب من ناحية ،وعلى صعيد املالحقة
إلاجرائية من ناحية أخرى ،وهذا أمر يستلزم :أوال -الانطالق من الاقتناع بخطورة هذه الظاهرة ،ومحاولة التوفيق بين
احترام مبدأ السيادة الوطنية لكل دولة في صورته التقليدية ،والنزول ولو بقدر أمام ضرورات ومقتضيات التعاون
القضائي الدولي الذي بقدر نجاحه تتحقق فعالية كل الجهود وإلامكانيات املسخرة للتصدي لظاهرة الجرائم إلالكترونية
ومكافحتها ،وثانيا – تطوير البنية التشريعية الجنائية بذكاء تشريعي متواصل ودؤوب يسد ثغرات ألانظمة الجنائية على
نحو يجعلها قادرة على إخضاع هذه الجرائم ألوصافها ونصوصها ،ومواكبة التطورات التي يتوسل بها مرتكبو هذه
الجرائم ،على أن يتم هذا التطور في إطار القانون وكفالة احترام مبدأ شرعية الجرائم والعقوبات من ناحية ،ومبدأ
الشرعية إلاجرائية من ناحية أخرى ،وأن يتكامل هذا التطور في الدور والهدف مع املعاهدات الدولية(فتح هللا)0279:
املبحث الثاني :سبل مواجهة الجرائم إلالكترونية
الجزائر كغيرها من الدول استقطبت التكنولوجيا وإستهلكت منتجاتها فقد حملت إليها الجانبين إلايجابي املتمثل
في تسهيل وتبسيط الحياة الاجتماعية والسلبي املتمثل في الضرر الناتج عن سوء استعمالها ،عندها لبد من إيجاد إيطار
قانوني مناسب ،بوضع مجموعة مكن إلاجراءات ووضع وسائل خاصة تتماش ى مع طبيعة الجرائم املتسحدثة أو ما
يسمى بالجرائم إلالكترونية (املطلب ألاول) ،مع تطور تقنيات املعلومات وإهتمام ألانظمة الدولية بموضوع الجرائم
املعلوماتية وقعت العديد من الصكوك الدولية من طرف دول أدركت فعال مدى الخطورة التي تشكلها هذه الجريمة
بوصفها من الجرائم العابرة للحدود(شرابشة،0222 :ص( )022 .املطلب الثاني)
املطلب ألاول :سبل مواجهة الجريمة إلالكترونية في التشريع الجزائري
حاول املشرع الجزائري خالل السنوات ألاخيرة تدارك الفراغ القانوني الذي عرفه مجال إلاجرام الالكتروني فقام
بتعدیل قانون العقوبات بموجب قانون رقم (72-22قانون رقم .)0222، 72-22
لقد أدرك املشرع الجزائري جیدا بأن املواجهة الفعالة لإلجرام الالكتروني ال تكون فقط بإرساء قواعد قانونیة
موضوعیة ذات طبیعة ردعیة ،إنما ال بد من مصاحبة هذه القواعد بقواعد أخرى إجرائیة وقائیة وتحفظیة ،والتي من
شانها ان تتفادى وقوع الجریمة إلالكترونية أو على ألاقل الكشف عنها في وقت مبكر یسمح بتدارك مخاطرها .وهو ما
استدركه املشرع بتضمين القانون رقم 00-26املعدل لقانون إلاجراءات الجزائیة تدابير إجرائية مستحدثة تتعلق
بالتحقیق في الجرائم إلالكترونية تتمثل في مراقبة الاتصاالت إلالكترونية تسجیلها (برا هیمي ،0276 :ص)732.
17 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
18 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
املالي .ويتضمن القانون 72مادة موزعة على 6فصول ،أعده نخبة من رجال القانون بمشاركة خبراء ومهنيين مختصين
في مجال إلاعالم إلالكتروني من كافة القطاعات املعنية ،يتضمن القانون أحكاما خاصة بمجال التطبيق وأخرى خاصة
بمراقبة الاتصاالت إلالكترونية وعددت الحاالت التي تسمح باللجوء إلى املراقبة الالكترونية ،باإلضافة إلى القواعد
إلاجرائية املتضمنة تفتيش املنظومات املعلوماتية وكذا حجز املعطيات املعلوماتية التي تكون مفيدة للكشف عن الجرائم
الالكترونية ،ونص القانون في فصله الخامس على إنشاء الهيئة الوطنية للوقاية من الجرائم املتصلة بتكنولوجيات
إلاعالم والاتصال ومكافحتها ،تتولى تنشيط وتنسيق عمليات الوقاية من الجرائم املتصلة بتكنولوجيات إلاعالم والاتصال
ومكافحتها ،ومساعدة السلطات القضائية ومصالح الشرطة القضائية في التحريات التي تجريها بشأن هذه الجرائم،
وتتكفل أيضا بتبادل املعلومات مع نظيراتها في الخارج ،قصد جمع كل املعطيات املفيدة في التعرف على مرتكبي الجرائم
الالكترونية وتحديد مكان تواجدهم ،كما أن هذا القانون أكد في فصله ألاخير على مبدأ التعاون واملساعدة القضائية
الدولية من إطار مبدأ املعاملة باملثل(حفوظة ،غرداين ،0271 :ص)93 .
وفي نفس السياق ،قال رئيس الكتلة البرملانية لجبهة العدالة والتنمية لخضر بن خالف ،في تصريح خص به
«يومية السالم اليوم » أن «مشكلتنا في قوانين ّ
سنتها الحكومة فيما يخص الجريمة إلالكترونية ولم ّ
تطبقها» ،مضيفا
أن هناك مراسيم متعلقة بهذا القانون املصادق عليه سنة ،0222لم تصدر لحد الساعة وألسباب مجهولة ،ما جعل
حسبه ،معالجة القضايا من هذا الشأن تصطدم بشبه فراغ قانوني ،ما أدى في عديد الحاالت إلى استصدار أحكام
وعقوبات تقريبية ال سند لها ،كما دعا نفس املتحدث ،الحكومة إلى ضرورة مراجعة موقفها تجاه هذا القانون ،وقال:
ال بد من إيالئه أهمية أكبر في ظل دخول الشارع الجزائري نفق إلادمان ،والاعتماد الرهيب على شبكة إلانترنت وما
يصاحبها من آليات وخدمات إلكترونية ،فضال عن فتح مجال السمعي البصري ،الذي يمكن أن يصطدم بمثل هذه
الجرائم مستقبال ،مشددا في السياق ذاته على ضرورة تشريع قوانين جديدة ّ
تكرس العقاب الصارم لكبح مثل هذه
ّ
واملدمرة(قاسمي 762،مليار دوالر سنويا مكاسب عصابات الجريمة املنظمة عبر إلانترنت). الجرائم التي وصفها بـالخطيرة
املطلب الثاني :سبل مواجهة الجريمة إلالكترونية في ألانظمة الدولية
ً ً
إن مواجهة الجرائم إلالكترونية قد القت اهتماما عامليا فقد عقدت املؤتمرات والندوات املختلفة ،وصدرت من
خاللها قوانين وتشريعات تجرم من يقدم على ارتكاب هذه الجرائم ،وتعد السويد أول دولة تسن تشريعات خاصة
بجرائم الحاسب آلالي وإلنترنت حيث صدر قانون البيانات السويدي عام 7213الذي عالج قضايا الاحتيال عن طريق
الحاسب آلالي إضافة إلى شموله فقرات عامة تشمل جرائم الدخول غير املشروع على البيانات الحاسوبية أو تزويرها
ً
أو تحويلها أو الحصول غير املشروع عليها ،وجاءت الواليات املتحدة ألامريكية بعد السويد حيث شرعت قانونا خاصا
بحماية أنظمة الحاسب آلالي في الفترة من 7292 - 7296م ،وفي عام 7292م حدد معهد العدالة القومي خمسة أنواع
رئيسة للجرائم املعلوماتية وهي جرائم الحاسب آلالي الداخلية ،وجرائم الاستخدام غير املشروع عن بعد ،وجرائم
التالعب بالحاسب آلالي ،ودعم التعامالت إلاجرامية ،وسرقة البرامج الجاهزة واملكونات املادية للحاسب ،وفي عام
ً ً
7296م صدر قانونا تشريعيا عرف فيه جميع املصطلحات الضرورية لتطبيق القانون على الجرائم املعلوماتية كما
وضعت املتطلبات الدستورية الالزمة التطبيقية ،وعلى أثر ذلك قامت الواليات الداخلية بإصدار تشريعا الخاصة
19 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
وللتعامل مع هذه الجرائم ،ومن ذلك قانون والية تكساس لجرائم الحاسب آلالي ،وقد خولت وزارة العدل ألامريكية في
عام 0222م خمسة جهات منها مكتب التحقيقات الفيدرالية fb1للتعامل مع جرائم الحاسب آلالي وألانترنت (عطايا:
،0272ص)322.
ويلي الواليات املتحدة في الاهتمام بمواجهة الجرائم إلالكترونية مباشرة بريطانيا التي تأتي في املرتبة الثالثة بعد
السويد وأمريكا فقد أقرت قانون مكافحة التزوير والتزيف عام 7297م الذي شمل في تعاريفه الخاصة بتعريف أداة
التزوير وسائط التخزين الحاسوبية املتنوعة أو أي أداة أخرى يتم التسجيل عليها سواء بالطرق التقليدية أو إلالكترونية
أو بأي طريقة أخرى
وتحظى كندا بالتصنيف بين هذه الدولة التي أولت مواجهة الجرائم إلالكترونية عناية فائقة حيث عدلت في
عام 7292م قانونها الجنائي بحيث شمل قوانبن خاصة بجرائم الحاسب آلالي وإلانترنت ،كما شمل القانون الجديد
تجديد عقوبات املخالفات الحاسوبية وجرائم التدمير ،أو الدخول غير املشروع ألنظمة الحاسب آلالي ،كما وضح فيه
صالحيات جهات التحقيق كما جاء في قانون املنافسة الذي يخول املأمور الضبط القضائي متى ما حصل على أمر
قضائي حق تفتيش أنظمة الحاسب آلالي والتعامل معها وضبطها (تمام :دت .ص)022.
وعلى مستوى الدول العربية لم تقم أي دولة عربية بسن قوانين خاصة بجرائم الحاسب آلالي والانترنت ،ففي
مصر مثال ال يوجد نظام قانوني خاص بجرائم املعلومات ،إال أن القانون املصري يجتهد بتطبيق قواعد القانون الجنائي
التقليدي على الجرائم املعلوماتية والتي تفرض نوعا من الحماية الجنائية ضد ألافعال الشبيهة باألفعال املكونة ألركان
الجريمة املعلوماتية واتخاذ إجراءات فورية تجاه املخالفين في املواقع الالكترونية ويتم تدميرها إذا ثبت إضرارها
بمصلحة ألامن القومي أو آلاداب العامة .شهدت فعاليات املؤتمر إلاقليمي ألاول حول الجريمة إلالكترونية« ،تحديات
تكنولوجيا املعلومات والتنمية الاقتصادية» ،العديد من املطالب .دعا عدد من رجال القانون والقضاة وأعضاء النيابة
العامة واملتخصصين في مجال مكافحة الجريمة إلالكترونية إلى ضرورة وضع تشريعات وقوانين تعاقب مرتكبي جرائم
إلانترنت واملعلومات والبيانات ،على شبكة املعلومات الدولية ،وتطوير التشريعات املوجودة حاليا بما يواكب التطور
العلمي والتكنولوجي ،بما يكفل حقوق املواطنين املستخدمين شبكة املعلومات الدولية ،وتحدد واجباتهم .أن التأثير
املجتمعي الذي يحدثه التقدم التكنولوجي يحتاج إلي تنظيم قانوني ،يضع إطارا للعالقات التي تترتب علي استخدامه
بما يكفل حماية الحقوق املترتبة علي هذا الاستعمال ،ويحدد الواجبات تجاهها ،فالبد للتقدم العلمي والتكنولوجي أن
يواكبه تكيف في القواعد القانونية ،إذ ال يجوز للقانون أن يقف صامتا مكتوف ألايدي حيال أساليب انتشار هذا
التقدم ،وحيال القيم التي يروجها وال يقف دور القانون علي مجرد تنظيم العالقات املترتبة علي التقدم التكنولوجي بل
إنه يجب أن يحمي القيم التي تحيط باستخدام التكنولوجيا ،ويحدد املسار الصحيح الذي يجب أن يسلكه التقدم
التكنولوجي حتي ال يتخذه املجرمون أداة لتطوير وسائل إجرامهم ،بل يكون علي العكس من ذلك وسيلة ملحاربة هذا
إلاجرام ،وهو ما يوجب على القانون أن تمتد نصوصه إلي ألانشطة الجديدة التي تفرزها التكنولوجيا حتى تحدد الجريمة
في نصوص منضبطة واضحة ،وال يترك بحثها إلى نصوص قانون العقوبات التقليدي ،التي قد تتسم بعدم اليقين
القانوني أو ال تتسع ملالحقة ألانماط الجديدة من إلاجرام .وقد تتجاوز نتائج هذه الجرائم إلى وقوع جرائم أخرى تهدد
20 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
الحق في الحياة والسالمة البدنية ،إذا ما أدي العبث في املعلومات إلى تغيير طريق العالج أو تركيبة الدواء ،وقد تؤثر
على نطاق الخدمات إلالكترونية وقطاعات التنمية الاقتصادية ،وتكنولوجيا املعلومات ،ألامر الذي يتطلب إعادة هيكلة
قطاع الاتصال ،وتدعيم دور الدولة في حماية املستخدمين تكنولوجيا الاتصاالت ،من خالل إجراءات تتميز بالشفافية
الكاملة ،خاصة أننا نواجه تحديات جديدة بما يعرف بالجريمة إلالكترونية ،التي يجب مكافحتها ،لتشجيع الاستثمار
وحماية حقوق امللكية الفكرية ،ألامر الذي يستلزم أال يتم بمعزل عن الثوابت التشريعية والقانونية (ألادلة القضائية
في امن الفضاء الحاسوبي )2007،أن التقدم التكنولوجي أفرز أنماطا جديدة من الجريمة ،وكذا من املجرمين ،فكان
للتقدم في العلوم املختلفة أثره عل ى نوعية الجرائم ،واستغل املجرم ثمرات هذه العلوم في تطويع املخترعات العلمية
الحديثة لخدمة أهدافه إلاجرامية ،فاملشكلة الرئيسية ال تكمن في استغالل املجرمين إلانترنت ،وإنما في عجز أجهزة
العدالة عن مالحقتهم ،وعدم مالحقة القانون لهم ومسايرة التكنولوجيا الجديدة لتشريعاته (سعدون ،سلمان ،عبد
الرحمن :دت ،ص.)22.
أن مبدأ الشرعية الجنائية يفرض عدم جواز التجريم والعقاب عند انتفاء النص .ألامر الذي يمنع مجازاة مرتكبي
السلوك الضار أو الخطر على املجتمع بواسطة الحاسوب (الكمبيوتر) أو إلانترنت؛ طاملا أن املشرع الجنائي لم يقم بسن
التشريعات الالزمة إلدخال هذا السلوك ضمن دائرة التجريم والعقاب.
يعتبر مبدأ إلاقليمية هو املبدأ املهيمن على تطبيق القانون الجنائي من حيث املكان؛ غير أن هذا املبدأ يفقد
صالحيته للتطبيق بالنسبة للجرائم املعلوماتية؛ التي تتجاوز حدود املكان؛ فجرائم إلانترنت عابرة للحدود وانعدام وجود
تصور واضح املعالم للقانون والقضاء تجاه جرائم الانترنت لكونها من الجرائم الحديثة وتلك مشكلة أكثر من كونها
ظاهرة ،والنعدام وجود تقاليد بشأنها كما هو الشأن في الجرائم ألاخرى ،ويساعد على ذلك انعدام وجود مركزية وملكية
عبر الانترنت و رغم صدور عدد من التشريعات العربية بشأن حماية امللكية الفكرية والصناعية التي تضمنت النص
على برامج الحاسب واعتبرتها من ضمن املصنفات املحمية في القانون إال أنه مكافحة الجرائم املعلوماتية في الدول
العربية مازالت بال غطاء تشريعي يحددها ويجرم كافة صورها( آل سعود ،0221 :ص)22.
خاتمة:
وبناء على ما تم دراسته سابقا توصلنا إلى النتائج التالية:
الحاسوب هو أساس ارتكاب الجريمة إلالكترونية وأهم دوافع ارتكاب الجريمة هو تحقيق عائد مادي
عجز التشريعات عن مكافحة الجريمة إلالكترونية بما فيها التشريع الجزائري يؤدي إلى إفالت مرتكب الجريمة
من العقاب
أن إلاجرام املعلوماتي الذي يقع عن طريق الشبكة العاملية (ألانترنت) له طبيعة من نوع خاص على خالف
الجرائم ألاخرى التقليدية ،وقد تستمد هذه الطبيعة الخاصة من املجال الذي يمكن أن ترتكب فيه أو من املحل الذي
يقع عليه إلاعتداء.
وفي ضوء النتائج السابقة التي أظهرتها الدراسة نوص ي ببعض التوصيات املتمثلة في:
ضرورة إلاسراع في إقرار التشريعات املتعلقة باملعامالت إلالكترونية وبيانات التعريف الشخصية إلالكترونية
21 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
ضرورة مواصلة تطوير الخبرات والوسائل التقنية الالزمة لدى مكتب مكافحة الجرائم املعلوماتية وحماية
امللكية الفكرية ملكافحة الجريمة إلالكترونية واعتماد السياسات وإلاجراءات والنظم املناسبة لتصدي الجريمة
إلالكترونية
ضرور اتخاذ التدابير الالزمة لحماية ألاجهزة إلالكترونية والبريد إلالكتروني من الفيروسات ومن أي عمليات
القرصنة
وأخيرا توعية املجتمع باستخدام كلمة مرور قوية للمواقع إلالكترونية والتأكد من املواقع الرسمية وتجنب
املشبوهة منها ،وكذا توعيتهم بعدم مسايرة الرسائل العشوائية أو التي تطلب معلومات سرية.
قائمة املراجع:
إبراهيم رمضان إبراهيم عطايا ( :)0272الجريمة إلالكترونية وسبل مواجهتها فـ ـ ــي الشريعة إلاسالمية )7
وألانظمة الدولية ،العدد 32الجزء ،0كلية الشريعة والقانون بطنطا.
أحمد حسام طه تمام (د.ت :).الجرائم الناشئة عن استخدام الحاسب آلالي ،دار النهضة العربية ،القاهرة. )0
ألادلة القضائية في أمن الفضاء الحاسوبي إحصاءات وزارة الاقتصاد الوطني في مجال الاتصاالت حتى )3
ديسمبر2007 ،سلطنة عمان ،وزارة العدل.
إسراء جبريل رشاد مرعي ،الجرائم الالكترونية-ألاهداف-ألاسباب-طرق الجرائم ومعالجتها ،مقال منشور على )2
املوقع الالكتروني للمركز الديمقراطي العربي للدراسات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية ،قسم الدراسات
املتخصصة ،على الرابط : http://democraticac.de/?p=35426تاريخ الاطالع 0200/23/32م
إسراء جبريل رشاد مرعي ،الجرائم الالكترونية -ألاهداف-ألاسباب-طرق الجرائم ومعالجتها ،مقال منشور على )2
املوقع الالكتروني للمركز الديمقراطي العربي للدراسات إلاستراتيجية والسياسية والاقتصادية ،قسم الدراسات
املتخصصة ،على الرابط : http://democraticac.de/?p=35426تاريخ الاطالع0200/23/32م.
براهیمي جم ـ ـ ــال(دت :).مكافحة الجرائم إلالكترونية في التشریع الجزائري ،املجلة النقدیة ،كلیة الحقوق )6
والعلوم السیاسیة ،جامعة مولـو د معمري ،تی ــزي وزو،ب.س
بولحية شهرزاد ،خلوفي رشيد( :)0272تحديات الجريمة إلالكترونية في الجزائر ،مجلة الاستاذ الباحث )1
للدارسات القانونية والسياسية -املجلد - 22العدد ،20جامعة الجزائر.7
حفوظة ألامير عبد القادر ،غرداين حسام( :)0271مخبر الحوكمة العمومية والاقتصاد الاجتماعي جامعة )9
أبو بكر بلقايد تلمسان .كتاب أعمال ملتقى آليات مكافحة الجرائم إلالكترونية في التشريع الجزائري املنعقد في الجزائري
العاصمة يوم 02مارس ،0271اطلع عليه يوم 0200/22/20م ،على املوقع https://www.politics-dz.comعلى
الساعة 72:32مساءا.
الحيسناوي علي جبار( :)0222جرائم الحاسوب والانترنيت ،دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ،الاسكندرية. )2
دمان ذبيح عماد ،بهلول سمية( :)0202ألاليات العقابية ملكافحة الجريمة إلالكترونية في التشريع الجزائري، )72
مجلة الحقوق والعلوم السياسية الصادرة عن جامعة عباس لغرور ،خنشلة ،العدد .73
22 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
رستم هشام( :)0222الجرائم املعلوماتية :أصول التحقيق الجنائي الفني واقتراح بإنشاء آلية عربية موحدة )77
للتدريب التخصص ي ،بحوث مؤتمر القانون والكمبيوتر وإلانترنت ،دولة إلامارات العربية املتحدة.
سمير سعدون مصطفى ،محمود خضر سلمان (دت :).حسن كريم عبد الرحمن ،الجريمة إلالكترونية عبر )70
الانترنيت أثرها وسبل مواجهتها.
شيخ سناء ،شيخ محمد زكرياء( ،دت :).مكافحة الجرائم إلالكترونية في القانون الجزائري ،كلية الحقوق )73
والعلوم السياسية ،جامعة عبد الحميد بن باديس ،مستغانم،
علي عبد القادر القهوجي( :)7222الحماية الجنائية لبرامج الحاسب آلالي ،الدار الجامعية للطباعة والنشر، )72
مصر.
قاسمي.أ 762،مليار دوالر سنويا مكاسب عصابات الجريمة املنظمة عبر إلانترنت ،مقال منشور على موقع )72
يومية السالم اليوم ،بتاريخ ،0272/27/02على الرابط،: http://essalamonline.com/ara/permalink/32212.html
تاريخ 0200/22/20م ،على الساعة 72:32مساءا.
قانون رقم 72-22مؤرخ في 0222/77/72یعدل ویتمم الامر رقم ،726- 66یتضمن قانون العقوبات ،جریدة )76
رسمیة عدد ،17صادر بتاریخ ،0222/77/72معدل ومتمم.
كامل فريد السالك (03-07أكتوبر :)0222 ،الجريمة الالكترونية ،محاضرة ألقيت في ندوة التنمية ومجتمع )71
املعلوماتية الجمعية السورية للمعلوماتية ،حلب ،سورية
ليندة شرابشة ( :)0222السياسة الدولية وإلاقليمية في مجال مكافحة الجريمة إلالكترونية ،إلاتجاهات )79
الدولية في مكافحة الجريمة إلالكترونية ،مجلة دراسات وأبحاث الصادرة عن جامعة زيان عاشور بالجلفة ،العدد 27
املجلد27
محمد خليفة( :)0222خصوصية الجريمة إلالكترونية وجهود املشرع الجزائري في موجهتها ،مقال بمجلة )72
دراسات وأبحاث الصادرة عن جامعة زيان عاشور بالجلفة الجزائر ،العدد ،27املجلد . 27
محمود رجب فتح هللا( :)0279التحديات العملية للجرائم الالكترونية ،الحوار املتمدن-العدد0279 - 6270 : )02
،3 / 72 /مقال منشور على املوقع https://www.ahewar.orgاطلع عليه يوم 0200/22/20م ،على الساعة .72:20
موض ي بنت عبد هللا آل سعود( :)0221دور مراكز املعلومات في دعم القرار السياس ي ورقة عمل مقدمة إلى )07
مؤتمر تقنية املعلومات وألامن الوطني الرياض.
23 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
ملخص الدراسة:
إن التطورات والثورات املعرفية والعلمية التي شهدتها مختلف مجاالت العلوم ،خاصة ما تعلق منها بالجانب التكنولوجي ووسائل
إلاتصال الحديث السلكية منها والالسلكية وكذا ما يتصل بالشبكة العنكبوتية العاملية ،على اعتبار أن هذه الوسائل الحديثة التي عرفتها
املجتمعات لم تكن متداولة فيما سبق ،لذا انجر عن استخدامها مساس بحقوق وحريات آلاخرين وهو ما يشكل جريمة في مفهوم القانون
الجنائي.
غير أن حداثة هذه الوسائل وقلة استخدامها سابقا لم يكن يطرح إشكاال كبيرا لدى مختلف املجتمعات أو الدول ،أما في هذا
العصر الحديث ونظرا لتشعب الاتصاالت وتعقد املعامالت بين ألافراد والاعتماد اليومي والكلي علي مثل هذه الوسائل في الحياة اليومية،
منها وسائل الاتصال الحديث وكذا مختلف الشبكات علي غرار إلانترنت وكل ما يتعلق منها باملعلوماتية أو ما يطلق عليه الفضاء السبراني،
حتم علي الدول املجتمعات تنظيم هذا املجال وتأطيره وتحديد ألافعال والتصرفات املسموح منها واملمنوع بموجب قوانين وأنظمة واتفاقات
إقليمية ودولية.
حيث أحاول في هذه الورقة البحثية تسليط الضوء علي تعامل املشرع الجزائري مع هذه الظاهرة وكيف عالجها ،على غرار
التشريعات والقوانين الدولية ألاخرى ،على اعتبار أنه لم تكن هناك سوابق تشريعية في هذا املجال في الجزائر إضافة الي خصوصية هذه
ألافعال وتميزها عن الجرائم العادية ،وذلك من خالل إلاجابة على إلاشكالية التالية :ما هي الجريمة املعلوماتية حسب التشريع الجزائري؟
وكيف واجه املشرع الجزائري هذه الجرائم الحديثة تشريعيا؟ خاصة في ظل التعديل ألاخير لقانون العقوبات الجزائري.
الكلمات املفتاحية :الجريمة الالكترونية ،تكنولوجيا إلاعالم والاتصال ،السياسة الجنائية ،الانترنت ،الفضاء السبراني ،الجريمة
املعلوماتية ،املشرع الجزائري.
Abstract:
The developments and scientific and scientific revolutions witnessed in various fields of science, especially those
related to the technological aspect and the modern means of communication, both wired and wireless, as well as related to
the World Wide Web, considering that these modern methods known by the societies have not been discussed in the past.
Prejudicial to the rights and freedoms of others, which constituted a crime in the sense of criminal law.
However, in modern times, due to the complexity of communication and the complexity of transactions between individuals
and the daily and total dependence on such means in daily life, including modern means of communication as well as various
networks Like the Internet and everything related to informatics or so-called cyberspace, it is imperative for the member states
24 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
to regulate and regulate this area and to identify the acts and behaviors permitted and prohibited by regional and international
laws, regulations and agreements.
In this paper, I try to highlight the Algerian legislator's treatment of this phenomenon and how he treated it, in line
with other international laws and laws, considering that there were no legislative precedents in this field in Algeria, in addition
to the specificity of these acts and their distinction from ordinary crimes. During the answer to the following problem: What
is informational crime according to Algerian legislation? And how did the Algerian legislator deal with these modern crimes
legislatively? Especially in light of the recent amendment to the Algerian Penal Code.
Keywords: Cyber Crime , Information and Communication Technology , Criminal Policy, Internet , Cyberspace , Information
Crime , Algerian Legislator.
مقدمة:
إن التطورات والثورات املعرفية والعلمية التي شهدتها مختلف مجاالت العلوم ،خاصة ما تعلق منها بالجانب
التكنولوجي ووسائل الاتصال الحديث السلكية منها والالسلكية على غرار اجهزة الكمبيوتر والهواتف النقالة الذكية
واللوحات الذكية....الخ ،وكذا كل ما يتصل بالشبكة العنكبوتية العاملية من برامج وكيفيات لالتصاالت مثل البريد
إلالكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك ،تويتر...الخ) ،على اعتبار أن هذه الوسائل الحديثة التي عرفتها
املجتمعات لم تكن متداولة فيما سبق ،لذا انجر عن استخدامها والتعامل بها سواء بشكل حسن أو س يء النية مساس
بحقوق وحريات آلاخرين وهو ما يشكل جريمة في مفهوم القانون الجنائي.
غير أن حداثة هذه الوسائل وقلة استخدامها سابقا لم يكن يطرح إشكاال كبيرا لدى مختلف املجتمعات أو
الدول ،أما في آلاونة ألاخيرة ونظرا لتشعب الاتصاالت وتعقد املعامالت بين ألافراد والاعتماد اليومي والكلي على مثل
هذه الوسائل في الحياة اليومية ،منها وسائل الاتصال الحديث وكذا مختلف الشبكات وكل ما يتعلق منها باملعلوماتية
أو ما يطلق عليه الفضاء السبراني ،حتم على الدول املجتمعات تنظيم هذا املجال و تأطيره وتحديد ألافعال و التصرفات
املسموح منها واملمنوع بموجب قوانين وأنظمة واتفاقيات إقليمية ودولية.
حاول املشرع الجزائري علي غرار بقية التشريعات الوطنية معالجو هذه الظاهرة وتنظيميها بموجب قوانين
منها ما هو خاص بما يتعلق بجانب الاتصاالت كالقانون رقم 22-22املؤرخ في في 22اوت 0222املتعلق بالقواعد
الخاصة للوقاية من الجرائم املتصلة بتكنولوجيا إلاعالم والاتصال ومكافحتها ،ومنها ما هو تحديث ومواكبة للقانون
الجنائي الجزائري (قانون العقوبات وقانون إلاجراءات الجزائية) كالقانون رقم 20-76املؤرخ في 72جوان 0276املتمم
لألمر رقم 726-66املتضمن قانون العقوبات.
قد يرى البعض ان تنظيم هذا النوع من الجرائم وتأطيرها في الجزائر كان متأخرا مقارنة بالتشريعات العاملية
الاخرى ،غير ان املشرع الجزائري كيف قوانينه الجنائية تماشيا مع التطورات الدولية في هذا املجال وما انبثق عنها من
معاهدات واتفاقيات دولية واقليمية في اطار مكافحة الجريمة املعلوماتية ،حيث سنحاول في هذه الورقة البحثية
تسليط الضوء علي تعامل املشرع الجزائري مع هذه الظاهرة وكيف عالجها ،على غرار التشريعات والقوانين الدولية
25 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
ألاخرى ،على اعتبار أنه لم تكن هناك سوابق تشريعية في هذا املجال في الجزائر إضافة إلىخصوصية هذه ألافعال
وتميزها عن الجرائم العادية ،وذلك من خالل إلاجابة علي إلاشكالية التالية :ما هي الجريمة املعلوماتية حسب التشريع
الجزائري؟ وكيف عالج املشرع الجزائري هذه الجرائم الحديثة مقارنة مع الاتفاقيات الدولية؟ وذلك ضمن خطة منهجية
مكونة من محورين رئيسيين ،نتناول في املحور ألاول الجناب املفاهيمي للجريمة املعلوماتية عموما وفي التشريع الجزائري
خصوصا ،وفي املحور الثاني نتطرق إلى أهم الاتفاقيات الدولية وإلاقليمية التي تناولت موضوع الجرائم املعلوماتية،
وكيف تأثر بها املشرع الجزائري.
املحور ألاول :الجانب املفاهيمي للجريمة املعلوماتية
في هذا املحور املتضمن الجريمة املعلوماتية في التشريع الجزائري ،نتطرق الي ماهية هذه الجريمة أوال من خالل
التعريف والخصائص في فرع اول ،ثم نتطرق الي القوانين التي سنها املشرع الجزائري ملكافحة هذا النوع من إلاجرام في
فرع ثان ،وفي الفرع الثالث نتطرق آلاليات امليدانية التي اعتمدها املشرع الجزائري في محاربة إلاجرام أملعلوماتي.
26 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
.1جرائم الحاس ــب آلالي :ويقص ــد بها ألافعال التي تش ــكل اعتداء على أجهزة الحاس ــب آلالي ،س ــواء على مكوناته املادية (
) Hardwareكوحدات إلادخال وإلاخراج ،ووسائل التخزين املرنة والصلبة أو الشـاشة والطـابعة أو علــى مكوناته املعنوية
( (Software data basesكـالبيـانـات واملعلومـات املخزنـة داخـل الحـاسـ ـ ـ ــب آلالي ،وعلى ذلك فإن جرائم الحاس ـ ـ ـ ــب تختلف
ً ً
حسب طبيعة الشـيء محــل الاعتــداء ،فاالعتــداء أحيــانا يقع على أدوات وآالت الحاسب آلالي وأحيانا أخرى يقع على برامج
ومعلومات داخل الحاسب آلالي ،وفي كلتا الحالتين فإن الحاسب ومحتوياته هو هدف السلوك إلاجرامي.
.2جرائم إلانترنــت :وهي كــل فعــل غير مش ـ ـ ـ ــروع يقع على املواقع بقصـ ـ ـ ـ ــد تعطيلهــا أو تش ـ ـ ـ ــويههــا أو تعــديلهــا والــدخول غير
املش ـ ـ ـ ــروع ملواض ـ ـ ـ ــع غير مص ـ ـ ـ ــرح بالدخول إليها ،واس ـ ـ ـ ــتخدام عناوين غير حقيقية للدخول في ش ـ ـ ـ ــبكة املعلومات واقتحام
الشبكات ونقل الفيروسات ،وإرسال الرسائل بكافة أنواعها عبر البريد إلالكتروني كاملاسة بكرامة ألاشخاص أو املستهدفة
ترويج مواد أو أفعال غير مشروعة.
.1جرائم شــبكة املعلومات :وهي كل فعل غير مش ــروع يقع على وثيقة أو نص موجود بالش ــبكة ومن أمثلته انتهاك امللكية
الفكريــة للبرامج وإلانتــاج الفني وألادبي والعلم ،وارتكــاب هــذه الجرائم عبر ش ـ ـ ـ ــبكــة املعلومــات يتطلــب اتصـ ـ ـ ـ ــال بــاألنترنــت
واستخدام الحاسب آلالي للوصول إلى قواعد البيانات لالطالع عليها أو تغييرها.
.2الجرائم املتعلقة باســتخدام الحاســب آلالي :وهي الجرائم التي يكون الحاســب آلالي وســيلة الرتكابها كاالحتيال والتزوير
بواسطة الحاسب ،ولق ــد كــانــت هــذه الجريمة مندمجة في جرائم الحاسب آلالي وتعتبر جزء منها ،إذ كان مصطلح جرائم
ً
الحاس ــب يس ــتخدم للداللة على كل ص ــور جرائم الحاس ــب آلالي س ــواء أكان الحاس ــب هدفا ص ــريحا للفعل إلاجرامي أو
وس ــيلة له ،إال أنه بعد اتس ــاع جرائم الحاسـ ــب ووالدة جرائم الانترنت أص ــبح مص ــطلح الجرائم املتعلقة بالحاسـ ــب آلالي
يعتبر من الجرائم التي يكون الحاسـ ــب وسـ ــيلة الرتكابها ،أي أنها كل فعل غير مشـ ــروع يسـ ــتخدم الحاسـ ــب آلالي في ارتكابه
كأداة رئيسية.
وفي املؤتمر العاشر لهيئة ألامم املتحدة ملنع الجريمة ومعاقبة املجرمين املنعقد في فينا خالل الفترة من 72الي
71افريل ،0222تم تبني تعريفا جامعا للجريمة املعلوماتية بأنها اية جريمة يمكن ارتكابها بواسطة نظام حاسوبي او
شبكة حاسوبية أو داخل نظام حاسوب ،وتشمل تلك الجريمة من الناحية املبدئية جميع الجرائم التي يمكن ارتكابها
في بيئة إلكترونية( .الشوابكة ،0222 ،ص)72.
وبدوره ألاستاذ محمد امين الشوابكة يعرف الجريمة املعلوماتية على أنها كل اعتداء يقع علي نظم الحاسب
آلالي وشبكاته او بواسطتها( .الشوابكة ،0222 ،ص)72.
وقد عرف جريمة الكمبيوتر خبراء متخصصون من بلجيكا في معرض ردهم على استبيان منظمة التعاون
الاقتصادي والتنمية ،OECDبأنها " كل فعل أو امتناع من شانه الاعتداء على ألامواج املادية او املعنوية يكون ناتجا
بطريقة مباشرة أو غير مباشرة عن تدخل التقنية املعلوماتية " (عرب)0220 ،
والتعريف البلجيكي السالف ،متبنى من قبل العديد من الفقهاء والدارسين بوصفه لديهم أفضل التعريفات ألن
هذا التعريف واسع يتيح الاحاطة الشاملة قدر الامكان بظاهرة جرائم التقنية ،وألن التعريف املذكور يعبر عن الطابع
27 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
التقني أو املميز الذي تنطوي تحته أبرز صورها ،وألنه أخيرا يتيح امكانية التعامل مع التطورات املستقبلية التقنية.
(عرب)0220 ،
وهناك من يرى انها جرائم الحاسب آلالي وألانترنات ويعرفها بانها الجريمة التي يتم ارتكابها إذا قام شخص ما
باستخدام معرفته بالحاسب آلالي بعمل غير قانوني( .عياد ،0226 ،ص)70.
أما املشرع الجزائري فقد عرف هذا النوع من الجرائم في الفقرة ألاولي من املادة الثانية من القانون رقم 22-22
املؤرخ في 22أوت 0222املتضمن القواعد الخاصة للوقاية من الجرائم املتصلة بتكنولوجيات إلاعالم والاتصال
ومكافحتها ،حيث أطلق عليها مصطلح الجرائم املتصلة بتكنولوجيات إلاعالم والاتصال وعرفها ( بأنها جرائم املساس
بأنظمة املعالجة آلالية للمعطيات املحددة في قانون العقوبات وأي جريمة أخرى ترتكب او يسهل ارتكابها عن طريق
منظومة معلوماتية او نظام لالتصاالت الالكترونية)(.القانون )22-22
وبالتمعن في تعريف املشرع الجزائري علي غرار التعاريف ألاخرى التي سبق التعرض إليها يتضح لنا أن املشرع
الجزائري أعطي مفهوما موسعا لهذا النوع من الجرائم ،فبالرغم من تحديده ملجالها من خالل كونها متصلة
بتكنولوجيات إلاعالم والاتصال إال أنه ترك فيما بعد املجال وسعا لتضم اليها أي نوع من الجرائم التي قد يسفر عنها
التطور التكنولوجي ،حيث نصت املادة علي العبارة التالية (أو أي جريمة اخرى ترتكب أو يسهل ارتكابها عن طريق
منظومة معلوماتية او نظام لالتصاالت الالكترونية ) ،ونحن نعلم أن هذا امليدان او الحقل يشهد تطورا وتناميا متسارعا.
28 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
ا .تتطلب الرتكابها وجود كمبيوتر ومعرفة تقنية باستخدامه :حيث يعتبر الاستعانة بجهاز الكمبيوتر أساسا الرتكاب
الجريمة املعلوماتية وليس سرقة الجهاز أو إتالفه ألنه يدخل في نطاق الاعتداء أو سرقة ألاموال املادية املنقولة ،وترتكب
الجريمة بتدمير برامج) الكمبيوتر أو سرقتها أو العبث بالبيانات أو املعلومات املخزنة.
كما تعتمد هذه الجرائم على قمة الذكاء في ارتكابها ويصعب على املحقق التقليدي التعامل مع هذه الجرائم ،إذ
يصعب عليه متابعة الجرائم املعلوماتية والكشف عنها وإقامة الدليل عليها ،فهي جرائم تتسم بالغموض وإثباتها بالصعوبة
بمكان والتحقيق فيها يختلف عن التحقيق في الجرائم التقليدية ،كما انه كلما تقدمت املعرفة التقنية كلما زادت احتمالية
توظيف هذه املعارف بشكل غير مشروع وزيادة خطورة الجرائم املعلوماتية( .مزيود)0272 ،
ب .صعوبة اكتشافها وإثباته :تتسم الجريمة املعلوماتية بأنها عالوة على صعوبة الاحتفاظ الفني بأثارها إن وجدت ،ال تترك
أثرا بعد ارتكابها فليس هناك أموال مادية منقولة تم اختالسها وإنما هي أرقام تتغير في السجالت ،كما أن معظم الجرائم
املعلوماتية تم اكتشافها باملصادفة وبعد مرور وقت طويل إضافة انه ال يتم في الغالب إلابالغ عن الجرائم املعلوماتية أما
لعدم اكتشافها من طرف الضحية أو خوفا من التشهير به لذلك ما يرتكب فعال من جرائم معلوماتية اكبر بكثير ما يصرح
به.
ج .خصوصية املجرم املعلوماتي عن غيره من املجرمين :يتصف مرتكبو الجرائم املعلوماتية بعدة صفات تميزهم عن
غيرهم من املتورطين في أشكال إلاجرام ألاخرى واملتمثلة في :املهارة ،املعرفة ،الوسيلة ،السلطة :فيقصد بها الحقوق أو
املزايا التي يتمتع بها املجرم املعلوماتي والتي تمكنه من ارتكاب جريمته كامتالك الشفرة الخاصة بالدخول الي النظام.
(مزيود)0272 ،
الفرع الثاني :القوانين التي سنها املشرع الجزائري ملكافحة الجريمة املعلوماتية
جدير بالذكر إلاشارة الي ان املجتمع الجزائري لم يعرف هذا النوع من الجرائم في السابق ولم يسن املشرع
الجزائري لها قوانين خاصة إال حديثا منذ سنة 0222من خالل سنه للقانون رقم 22-22املؤرخ في 22اوت 0222
املتضمن القواعد الخاصة للوقاية من الجرائم املتصلة بتكنولوجيات إلاعالم والاتصال ومكافحتها ،غير ان هذا ال يعني
عدم وجود نصوص قانونية متفرقة تجرم وتعاقب على إلاجرام املعلوماتي.
حيث صدر اول نص تشريعي جزائري يعاقب على إلاجرام املعلوماتي في 06جوان ،0227من خالل تعديل قانون
العقوبات الجزائري بموجب القانون 22-27املؤرخ في 06جوان 0227املتضمن تعديل قانون العقوبات الجزائري،
(ج.ر )0227،ضمن املواد 722مكرر و 726مكرر و 722مكرر ،7و 722مكرر ،0و ،726من قانون العقوبات الجزائري
واملتعلقة بجريمة القذف والسب التي تطال رئيس الجمهورية او الدين الاسالمي او الهيئات العمومية( .نمديلي،0271 ،
ص)26.
وفي تعديل آخر لقانون العقوبات الجزائري بموجب القانون 72-22املؤرخ 72نوفمبر ،0222وفي الفصل السابع
مكرر املعنون بـ :املساس بأنظمة املعالجة آلالية للمعطيات تضمن املواد من 322مكرر الي 322مكرر (،1ج.ر)0222 ،
حيث نص املشرع الجزائري ضمن هذه املواد علي التجريم واملعاقبة لألفعال املخالفة للقانون والتي تشكل مساسا
بأنظمة املعالجة آلالية للمعطيات( .نمديلي ،0271 ،ص)21
29 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
وبموجب القانون رقم 22-22املؤرخ في 22اوت ،0222املتضمن تعديل قانون العقوبات الجزائري ،املتعلق
بالقواعد الخاصة للوقاية من الجرائم املتصلة بتكنولوجيات إلاعالم والاتصال ومكافحتها ،والذي يعتبر او نص تشريعي
جزائري خاص بمكافحة الجريمة املعلوماتية والذي تضمن 72مادة ،و 26فصول تناولت الهدف من القانون والتعريف
باملصطلحات الخاصة بهذا القانون ،مجال التطبيق ،مراقبة الاتصاالت ،القواعد إلاجرائية لتفتيش املنظومات
املعلوماتية ...الخ.
وفي سنة 0276وفي اطار تكيف املشرع الجزائري وتحيين منظومته التشريعية مع التطورات القانونية الدولية،
خاصة ما تعلق منها بمكافحة جرائم إلارهاب التي عرفت هي كذلك تطورا مطردا وأصبح مجرمو إلارهاب يعتمدون في
تنفيذ جرائمهم على تكنولوجيات الاعالم والاتصال ،ذلك ما حدا باملشرع الجزائري الي تعديل قانون العقوبات الجزائري
بموجب القانون رقم 20-76املؤرخ في 72جوان ( ،0276ج.ر )0276 ،الذي تضمن 23مواد نصت علي اضافة املواد
91مكرر ،77و 91مكرر ،70و 322مكرر 9لقانون العقوبات الجزائري.
الفرع الثالث :آلاليات التي اعتمدها املشرع الجزائري ملكافحة الجريمة املعلوماتية
بعد أن عرجنا في الفرع السابق الي الترسانة القانونية التي اعتمدها املشرع الجزائري ملواجهة الجريمة
املعلوماتية ،نتطرق في هذا الفرع الي آلاليات والهيئات التي استحدثها املشرع الجزائري في سبيل مكافحة هذا النوع من
الاجرام وذلك كما يلي:
.7الهيئة الوطنية للوقاية من الجرائم املتصلة بتكنولوجيا إلاعالم والاتصال :وقد استحدثها املشرع بموجب القانون
رقم 22-22املؤرخ في 22اوت ،0222املتعلق بالقواعد الخاصة للوقاية من الجرائم املتصلة بتكنولوجيات إلاعالم
والاتصال ومكافحتها ،وتم تنظيم عملها بموجب املرسوم الرئاس ي رقم 067-72املؤرخ 29اكتوبر (،0272ج.ر)0272 ،
ومن مهامها تفعيل التعاون القضائي وألامني الدولي وإدارة وتنسيق العمليات الوقاية واملساعدة التقنية للجهات
القضائية والامنية مع إمكانية تكليفها بالقيام بخبرات قضائية في حال الاعتداءات علي منظومة معلوماتية على نحو
يهدد مؤسسات الدولة او الدفاع الوطني او املصالح الاستراتيجية لالقتصاد الوطني(.عاقلي)0271 ،
.0الهيئات القضائية الجزائية املتخصصة :ويقصد بها الاقطاب الجزائية املتخصصة املنشاة بموجب القانون 72-22
املؤرخ في 72نوفمبر ( ،0222ج.ر )0222 ،وتختص هذه الجهات القضائية بموجب املواد 302-22-31من قانون
إلاجراءات الجزائية بالنظر في الجرائم املاسة بأنظمة املعالجة آلالية للمعطيات ،باإلضافة الي الصالحيات ألاخرى
املمنوحة للجهات القضائية او للضبطية القضائية في إطار معالجة مثل هذه الجرائم( .بعرة)0276،
.3جهازي ألامن الوطني والدرك الوطني :حيث سعت املديرية العامة لألمن الوطني وكذا جهاز الدرك الوطني التي إنشاء
فرق خاصة ملكافحة الجرائم املعلوماتية ،وكذا تكوين عناصر متخصصة في هذا املجال سواء على املستوى الداخلي او
املستوى الخارجي ،باإلضافة إلى يتوفر عليه هاذين الجهازين من مخبرين علميين للشرطة العلمية والتقنية يتوفرون على
أحدث ألاجهزة ذات تكنولوجيا متطورة لكشف هذا النوع من إلاجرام( .حمالوي)0272 ،
30 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
املحور الثاني :الاتفاقيات الدولية وإلاقليمية ملكافحة الجريمة املعلوماتية ومدى تأثر املشرع الجزائري
بها.
في هذا املحور نتناول أهم الاتفاقيات واملعاهدات الدولية وإلاقليمية التي تناولت موضوع مكافحة الجرائم
املعلوماتية ،ومدى تأثر املشرع الجزائري بها ،باعتبار أن أغلب التشريعات الوطنية تتأثر دائما بالتطورات الدولية
الحاصلة في أي ميدان من التشريع وبالخصوص املجال املعلوماتي وما يتبع ذلك من ظهور جرائم متصلة بهذا التطور،
وذلك ضمن ثالثة فروع نتطرق في الفرع ألاول إلى أهم الاتفاقيات الدولية ،وفي الفرع الثاني الي الاتفاقيات العربية
كنموذج عن الاتفاقيات إلاقليمية ملكافحة إلاجرام املعلوماتي ،وفي الفرع الثالث نبين مدى تأثير هذه الاتفاقيات علي
التطور التشريعي الجزائري في مجال مكافحة الجريمة املعلوماتية.
31 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
والبيانات وتعطيل وظائف الكمبيوتر ونظام الاتصاالت) الشبكات( ،أو الدخول غير املصرح به عن طريق انتهاك إجراءات
ألامن.
أما من الناحية إلاجرائية فان القرار الصادر عن املؤتمر الدولي الخامس عشر للجمعية الدولية لقانون العقوبات
تضمن جملة من القواعد إلاجرائية في بيئة الجرائم املعلوماتية تتمثل فيما يلي:
القيام بإجراء التفتيش والضبط في بيئة تكنولوجيا املعلومات ،وأيضا تفتيش شبكات الحاسب آلالي.
التعاون الفعال بين املجني عليهم والشهود كذا مستخدمي املعلومات من أجل إتاحة استخدام املعلومات لألغراض
القضائية.
اعتراض الاتصاالت داخل نظام الحاسب آلالي ذاته وممارسة الرقابة عليها.
ج .اتفاقية برن الدولية لحماية املصنفات ألادبية الفنية:
بهدف حماية حقوق املؤلفين على مصنفاتهم ألادبية بأكثر الطرق فعالية تم إبرام اتفاقية برن الدولية في 9سبتمبر
،1886املكملة بباريس في ماي ، 1896واملعدلة في برلين في 13سبتمبر 1908واملكملة ببرن في 20مارس ، 1914واملعدلة
بروما في جوان ،1928بروكسل سنة ، 1948واستوكهولم في جويلية 1967وباريس في جويلية ،1971حيث تشكل الدول
ألاطراف في هذه الاتفاقية اتحادا لحماية حقوق املؤلفين على مصنفاتهم ألادبية الفنية.
وبموجب اتفاقية برن الدولية تتمتع برامج الحاسب آلالي "الكمبيوتر "سواء كانت بلغة املصدر أو بلغة آلالة
بالحماية باعتبارها أعماال أدبية وفقا ملا جاء فيها إضافة إلى اتفاقية " " TRIPISاملتعلقة بالجوانب املتصلة بالتجارة الدولية
حيث تسعى الدول ألاطراف في الاتفاقية إلى تشجيع الحماية الفعالة واملالئمة لحقوق امللكية الفكرية من أجل التخفيف
العراقيل التي تعوق التجارة الدولية.
د .اتفاقية بودابست ملقاومة جرائم املعلوماتية الاتصاالت: 2001
إدراكا من الدول بمدى خطورة الجريمة املعلوماتية بوصفها جريمة عابرة للحدود فقد تم التوقيع عليها من طرف
ثالثون دولة في العاصمة املجرية " بودابست "نذكر منها :دول أعضاء من الاتحاد ألاوروبي ،إضافة إلى كندا ،اليابان ،جنوب
إفريقيا ،أمريكا ،و جاءت هذه الاتفاقية لتعالج إشكالية دولية الجريمة الالكترونية تجاوزها للحدود الدولية بما يساعد
الدول على مكافحة هذه الجريمة وتعقب مرتكبيها واملساعدة على الاستدالل عليهم وضبطهم كما تحدد أفضل الطرق
الواجب إتباعها في التحقيق في جرائم الانترنت التي تعهد الدول املوقعة بالتعاون الوثيق من أجل محاربتها.
واشتملت الاتفاقية ألاوروبية لجرائم الحاسب آلالي وإلانترنت املسماة باتفاقية بودابست ،املوقعة في 77/03
0227/على خمسة عناوين ،ألاربعة ألاول تناولت أربعة أنواع من الجرائم هي:
الجرائم التي تمس س ــرية وأمن وس ــالمة وتوفير بيانات الحاس ــب ومنظوماته وهي تض ــم (الدخول غير املش ــروع -
وإلاعراض غير املشروع -والتدخل في البيانات -والتدخل غير املشروع في املنظومة -وإساءة استخدام ألاجهزة ).
والجرائم املتص ـ ـ ـ ـلــة بــالحــاسـ ـ ـ ــب آلالي وتضـ ـ ـ ــم (جريمــة التزوير املتعلقــة بــالحــاسـ ـ ـ ــب -وجريمــة التــدليس املتعلقــة
بالحاسب).
32 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
والجرائم املتص ـ ـ ـ ـلـة بـاملواد إلابـاحيـة لألطفال (إلانتاج أو النش ـ ـ ـ ــر غير املش ـ ـ ـ ــروع للمواد إلاباحية وص ـ ـ ـ ــور ألاطفال
الفاضحة).
والجرائم املتصلة باالعتداءات الواقعة على امللكية الفكرية والحقوق املرتبطة بها (الطبع والنشر).
والعنوان الخامس خصــص للمســؤولية وللجزاءات ،وهو يشــتمل على بنود إضــافية يشــان الشــروع والاش ـتراك،
وأيضـ ـ ــا الجزاءات أو التدبير وذلك طبقا لالتفاقيات أو املعايير الدولية الحديثة بالنسـ ـ ــبة ملسـ ـ ــؤولية ألاشـ ـ ــخاص املعنوية.
(هاللي ،0221 ،ص)21.
وتعتبر هذه الاتفاقية أحد محاولة وأكثرها تنوعا من أجل تنسيق قوانين جديدة في دول عديدة ضد إساءة
استخدام الانترنت.كما نشير إلى أنها تأتي بعد فترة طويلة من املشاورات بين الحكومات أجهزة الشرطة وقطاع الكمبيوتر
وقد صاغ نصها عدد من الخبراء القانونين في مجلس أوروبا بمساعدة دول أخرى( .هاللي ،0221 ،ص)21.
الفرع الثالث :تأثر املشرع الجزائري بالجهود الدولية وإلاقليمية في مجال مكافحة الجريمة املعلوماتية
إن املحيط الدولي وإلاقليمي في مجال التشريعات القانونية في إطار مكافحة الجرائم الالكترونية أو املعلوماتية
يمكن اعتباره امللهم الحقيقي أن صح التعبير للمشرع الجزائري في هذه املجال ،وذلك لضرورة مواكبة التطورات الدولية
أو إلاقليمية في هذا امليدان ،وكذلك للموقع القانوني لالتفاقيات الدولية املوقعة من طرف الجزائر حيث تسمو علي
33 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
القوانين الداخلية وبالتالي تدعو املشرع الجزائري الي تعديل القوانين الداخلية بما يتماش ي مع هذه الاتفاقيات أو سن
قوانين جديدة ملواكبة هذه التشريعات.
حيث أن أهم ما يالحظ علي التعديالت املتعاقبة للقانون الجنائي الجزائري ( قانون العقوبات وقانون إلاجراءات
الجزائية ) ،أنه دائما ما يتم عقب توقيع الجزائر علي اتفاقيات دولية او اقليمية في هذا املجال وذلك في اطار مواكبة
التطورات التشريعية على املستوى الدولي والاقليمي أو لضمان عدم التناقض مع هذه ألاخيرة ،خاصة وأن املجرمون
املعلموماتيون أصبحو كثيرا ما يستهدفون الدول وألارضيات الرقمية املتواجدة بالدول التي ال تجرم هذا النوع من
ألافعال سواء بسبب عدم تحديث منظومتها القانونية او عدم تعديلها بما يتوافق مع املعاهدات والاتفاقيات الدولية.
أما بخصوص التعديل الاخير لقانون العقوبات الذي جاء ضمن القانون 20-76املؤرخ في 72جوان ،0276
(ج.ر )0276 ،املتمم لألمر رقم 726-66املتضمن قانون العقوبات ،والذي نص ضمن املادة الثانية منه على تتميم
الفصل السابع مكرر من قانون العقوبات الجزائري املعنون باملساس باملعالجة آلالية للمعطيات باملادة 322مكرر9
والتي نصت على العقوبات املسلطة علي مقدم خدمة الانترنت.
حيث بعد تعريف هذا الاخير بموجب القانون رقم 22-22املؤرخ في 22أوت ،0222املتعلق بالقواعد الخاصة
للوقاية من الجرائم املتصلة بتكنولوجيات إلاعالم والاتصال ومكافحتها والذي جاء زمنيا عقب القانون رقم 72-22
املؤرخ في 72نوفمبر 0222الذي نص علي الفصل السابع مكرر بمواده من 322مكرر الي املادة 322مكرر ،1وجد
املشرع الجزائري نفسه مضطرا الي تكملته باملادة 322مكرر 9في إطار تحديد املسؤوليات وتدقيقها خاصة مسؤولية
مقدمو خدمة الانترنت ،كونهم يمتلكون القدرة على الدخول إلى ألارضيات الرقمية والقدرة علي التصرف في البيانات
واملعطيات املنشورة او املخزنة في شبكة ألانترنيت ،كما ان مقدمي خدمات الانترنت قد يكونون اشخاصا طبيعيين كما
قد يكونون أشخاصا معنوية.
خاتمة:
حاولنا من خالل هذه الوقة البحثية التطرق الي الجرائم املعلوماتية باعتبارها نوعا مستحدثا من الاجرام سعت
الدول والتزال تسعي من اجل محاربته ومكافحته أو التقليل من الاضرار السلبية لهذه الجرائم أن على مستوى الافراد
وحقوقهم وحرياتهم الخاصة أو على مستوى املجتمعات أو على مستوى الدولة واملجتمع الدولي ككل وما تخلفه هذه
الجرائم من اضرار اقتصادية او مالية او حتى اخطار اصبحت تهدد كيانات الدول وحدودها وامنها الداخلي والخارجي
عموما.
مبرزين ماهية هذه الجرائم وخصائصها واهم الاتفاقيات الدولية والاقليمية التي تناولت مكافحة هذا إلاجرام،
وكذا ما استحدثه املشرع الجزائري في هذه إلاطار في محاولة منه للتكيف مع التطور التشريعي الدولي ،ويمكن ان نخلص
الي النتائج والتوصيات التالية:
34 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
ضرورة تكاثف جميع الجهود في مكافحة الجرائم املعلوماتية ،خاصة املجتمع املدني بكل اطيافه بداء من
الاسرة ،املدرسة ،الجمعيات...الخ ،والتحسيس والتوعية بمخاطر الاستعمال الس ئ لشبكات الاعالن والاتصال بمختلف
انواعها.
ضرورة املواكبة في سن قواعد جديدة ملكافحة الجرائم املعلوماتية ،تأخذ بعين الاعتبار الطبيعة الخاصة لهذه
الجرائم وال سيما ما يتعلق باإلثبات في الدعاوى الناشئة عن هذه الجرائم ،خاصة في ظل التطور املتسارع لهذا امليدان
(ميدان تكنولوجيات العالم والاتصال).
ضرورة تكثيف وزيادة التعاون والتنسيق الدولي وإلاقليمي في ميدان مكافحة الجرائم املعلوماتية ،نظرا
للطبيعة الالحدودية لهذه الجرائم التي يستخدم في ارتكابها شبكات ال تعرف حدودا وال قيودا.
ضرورة التفعيل امليداني للهيئة الوطنية للوقاية من الجرائم املتصلة بتكنولوجيا إلاعالم والاتصال املستحدثة
بموجب القانون رقم 22-22املؤرخ في 22أوت .0222
ضرورة تخصيص جهاز قضائي وضبطية قضائية متخصصة ملكافحة هذا النوع من الاجرام ،مع املتابعة
املستمرة للتكوين وتحيين املعلومات ألشخاصها للتمكن من مواكبة التطور املتسارع في مجال تكنولوجيات الاعالم
والاتصال.
قائمة املراجع:
بعرة سعيدة ( :)0276الجريمة إلالكترونية في التشريع الجزائري-دراسة مقارنة ،-مذكرة استر قانون جنائي، )7
جامعة بسكرة.
الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية عدد رقم 32بتاريخ 01جوان .0227 )0
الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية عدد رقم 17الصادر بتاريخ 72نوفمبر .0222 )3
حمالوي عبد الرحمان ( :)0272دور املديرية العامة لألمن الوطني في مكافحة الجرائم إلالكترونية ،مداخلة )2
ملقاة خالل امللتقي الوطني الجريمة املعلوماتية بين الوقاية واملكافحة ،املنعقد بجامعة بسكرة خالل الفترة 71-76
نوفمبر .0272
سامي علي حامد عياد ( :)0226الجريمة املعلوماتية واجرام الانترنت ،دار الفكر الجامعي ،إلاسكندرية. )2
فضيلة عاقلي ( :)0271الجريمة إلالكترونية واجراءات مواجهتها من خالل التشريع الجزائري ،دراسة منشورة )6
بكتاب اعمال امللتقى الدولي الرابع عشر الجرائم الالكترونية ،املنعقد خالل الفترة من 02الي 02مارس 0271طربلس
لبنان.
القانون 72-22املؤرخ في 72نوفمبر 0222املعدل واملتمم لألمر رقم 722-66املؤرخ في 29جوان 7266 )1
املتضمن قانون إلاجراءات الجزائية ،الصادر بالجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،عدد ،17بتاريخ 72نوفمبر .0222
القانون 72-22املؤرخ في 72نوفمبر 0222املعدل واملتمم لألمر رقم 722-66املؤرخ في 29جوان 7266 )9
املتضمن قانون إلاجراءات الجزائية ،الصادر بالجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،عدد ،17بتاريخ 72نوفمبر .0222
35 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
محمد امين احمد الشوابكة ( :)0222جرائم الحاسوب والانترنت (الجريمة املعلوماتية) ،ط ،7مكتبة دار )2
الثقافة ،عمان.
املرسوم الرئاس ي رقم 067-72املؤرخ في 29اكتوبر 0272املتضمن تحديد تشكيلة وتنظيم وكيفيات سير )72
الهيئة الوطنية للوقاية من الجرائم املتصلة بتكنولوجيات إلاعالم والاتصال ،الصادر في الجريدة الرسمية للجمهورية
الجزائرية عدد 23بتاريخ 29اكتوبر .0272
مزيود سليم ( :)0272الجرائم املعلوماتية في الجزائر واقعها وآليات مكافحتها ،مقال منشور باملجلة الجزائرية )77
لالقتصاد واملالية ،عدد ،27أفريل ،0272جامعة املدية.
مفتاح بوبكر املطردي ( 02سبتمبر :)0270 ،الجريمة إلالكترونية والتغلب على تحدياتها ،ورقة بحثية مقدمة )70
في املؤتمر الثالث لرؤساء املحاكم العليا في الدول العربية ،املنعقد بجمهورية السودان خالل الفترة من 03الي 02
سبتمبر .0270
نمديلي رحيمة ( :)0271خصوصية الجريمة إلالكترونية في القانون الجائري والقوانين املقارنة ،دراسة منشورة )73
في كتاب اعمال املؤتمر الدولي الرابع عشر (الجرائم الالكترونية) ،املنعقد بطرابلس لبنان في الفترة 02-02مارس .0271
هاللي عبد الاله أحمد ( ،)0221اتفاقية بودابست ملكافحة جرائم املعلوماتية (معلقا عليها) ،دار النهضة العربية، )72
الطبعة ألاولى ،القاهرة
يونس عرب (70-72فيفري :)0222 ،جرائم الكمبيوتر والانترنيت ،ورقة بحثية مقدمة في مؤتمر الامن العربي )72
املنظم من قبل املركز العربي للدراسات والبحوث الجنائية بأبوظبي
36 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
:ملخص الدراسة
وباملقابل كان هذا التوسع املعرفي له آثره في ظهور،كان للتطور إلالكتروني في العالم آثاره إلايجابية الكبيرة على حياة الناس
كانت هذه املسألة عند الفقهاء من باب النوازل، ولكون هذا النوع من الجرائم حادث، وتنوعت أساليبها، التي كثرت،""الجرائم إلالكترونية
. التي تحتاج لتوضيح وبيان،الشرعية
ً
ولهذا قامت هذه، في عالم إلكتروني واسع جدا، لصعوبة إثبات الجريمة، طرق إثباتها:وأهم ش يء في هذا النوع من الجرائم هو
، ثم املنهج التحليلي ببيان تكييفها الشرعي،الدراسة على املنهج الاستقرائي بجمع ألاسس الشرعية في طرق إثبات هذا النوع من ألادلة
. للخروج برؤية واضحة حول طرق إلاثبات في الشريعة إلاسالمية للجرائم إلالكترونية،وضوابط ذلك
حجية: الدليل الرقمي للجريمة إلالكترونية في الفقه إلاسالمي والثاني: فأول املباحث، وملبحثين،وقسمت هذه الدراسة ملقدمة
. مع قائمة للمراجع واملصادر، ثم خاتمة تضمنت أهم النتائج والتوصيات،الدليل الرقمي في الشريعة إلاسالمية
.البي َنة
ِ . ألانترنيت، النوازل الشرعية، طرق إلاثبات، الجريمة إلالكترونية:الكلمات املفتاحية
Abstract:
The electronic development in the world had great positive effects on people’s lives, and on the other hand, this
expansion of knowledge had its effect in the emergence of “electronic crimes”, which abounded and their methods varied ,
also because this type of crime is an accident, this issue was among the jurists from the door of legal calamities, which Need
to clarify and indicate.
The most important thing in this type of crime is: “methods of proving it”, due to the difficulty of proving the crime, in
a very wide electronic world, and for this reason this study was based on the inductive method, collecting the legal
foundations in the methods of proving this type of evidence, then the analytical method by showing its legal adaptation, and
controls That to come up with a clear vision about the methods of proof in Islamic law for electronic crimes.
This study was divided into an introduction and two investigators, the first investigation: the digital evidence of
electronic crime in Islamic jurisprudence, and the second: the authenticity of the digital evidence in Islamic law, then a
conclusion that included the most important results and recommendations, with a list of references and sources.
Keywords: electronic crime, methods of proof, legal calamities, the Internet. The evidence
املدخل:
مع التطور إلالكتروني الهائل الذي يعيشه البشر في هذا العصر ،كان للجرائم تطورها كذلك ،وفتح هذا التطور
ُ
آفاق بحيثية وعلمية في الشريعة إلاسالمية ،والتي تعرف بمرونتها في تناول قضايا العصر ،وبالتالي انصب عمل املعاصرين
على تجلية أحكام هذا النوع من الجرائم في الشريعة.
.3ما كيفية تطبيق أدلة إثبات الجريمة إلالكترونية في الشريعة ،وما مدى قدرتها على مواجهة معوقات التطبيق؟
ً
ثانيا :أهداف الدراسة :والتي تتمثل في:
.7الجريمة إلالكترونية وسبل مواجهتها في الشريعة إلاسالمية ،بحث للدكتور عطايا ،إبراهيم ،منشور في مجلة الشريعة
ً
والقانون ،بطنطا بمصر ،ع ،32م ،0سنة ،0272ولكن كان تطرقه لبيان وسائل إلاثبات مجمال ،ولم يتوسع فيه بالقدر
الكافي.
0حجية ألادلة الرقمية في النظام القضائي إلاسالمي ،للدكتور بهاء الدين الجاسم ،وهو بحث منشور في مجلة البحوث
ّ
الفقهية إلاسالمية ،ع ،31سنة ،0207وهو بحث جيد وفى صاحبه بأهداف البحث وإن كان لم يتطرق لبعض املسائل
التي تتعلق بالدليل الرقمي ،وحجيته في الشريعة.
38 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
ولهذا إلاضافة في هذه الدراسة هو :بيان ماهية الدليل الرقمي ،وتكييفه الشرعي ،وشروط هذا التكييف.
ً
رابعا .حدود البحث:
ً
نطاق البحث سيكون مقتصرا ،على بيان أدلة إثبات الجريمة إلالكترونية -دون التطرق لغيرها من مجاالت الجريمة
إلالكترونية-وعالقة الشريعة إلاسالمية بذلك.
ً
خامسا .منهج البحث :اقتضت طبيعة البحث أن يقام على املناهج التالية:
املبحث ألاول :الدليل الرقمي للجريمة إلالكترونية في الفقه إلاسالمي ،وفيه مطالب:
وسرت في هذه الدراسة على الجادة واملسلك البحثي املعروف في العزو ،وتوثيق النصوص من مصادرها ألاصلية،
مع التركيز على نقطة البحث وحدوده ،والتنكيب عما قد يكون شاذا من ألامثلة ،وترك الاستطراد املخل باملوضوع.
39 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
بحد شرعي ،أو حكم التعزير (عودة( ،د.ت)،الجريمة عند الفقهاء هي املحظورات الشرعية ،التي نهي الشرع عنها ٍ
ً
الب َّد أن يتوفر فيها الشروط املعتبرة شرعا ،في الجريمة ،وهي:
صفحة ،)66/7وبناء عليه؛ فالجريمة إلالكترونية ُ
ً
.7أن يكون فعل الجاني غير شرعي .وفقا ألحكام الشريعة.
.0أن يكون الفاعل ذا أهلية ،وإال ُع َّد فعله من باب العقوبة املدنية ،ال الجنائية.
ً بحد ،أو بغير ّ ً
شرعا ،سواء كانت العقوبة مقدرة ّ
حد ،بل تعزيرا.
ِ ِ .3أن تكون العقوبة الشرعية مقررة
ً
.2أن يكون الفعل صادرا بإرادة الفاعل ،ال باإلكراه (عودة( ،د.ت) ،صفحة . )66/7
.0الركن املادي :وهو الذي يتناول النظر في الجريمة ،من جهة الابتداء ،والشروع ،واملشاركة ،وعدم الاشتراك ،وبكل
جهة من هذه الجهات ًيمكن الحكم على فعل الجاني( .عودة( ،د.ت) ،صفحة . )320/7
َّ
.1الركن املعنوي :وهي الصلة النفسية بين الركن املادي وبين ما يقوم به املكلف ،وهي تقوم على أمرين اثنين ،هما:
ُي َّعد إثبات الدليل الجنائي في الجرائم إلالكترونية ،من النوازل الفقهية الحديثية ،وصار البحث فيها متالئم مع
التطور الجنائي املعاصر ،وزاد هذا التطور الجنائي ألاعباء على السلطات ألامنية؛ للوصول إلى أركان الجريمة .وأول ما
يجب النظر فيه هنا ،هو إقامة الدليل املادي على ثبوت الجريمة نفسها ،بإثبات الوقائع ،وال يكون ذلك إال بإثبات
ألادلة ،باالستعانة بوسائل إلاثبات،
والدليل إلالكتروني هو" :املعلومات التي يقبلها املنطق والعقل ،ويعتمدها العلم ،يتم الحصول عليها باإلجراءات
املخزنة في أجهزة الحاسب آلالي ،وملحقاتها ،وشبكات الاتصال ،ويمكن القانونية ،بترجمة البيانات الحسابيةَّ ،
ّ
أي مرحلة من مراحل التحقيق واملحاكمة" (يوسف ،0226 ،صفحة .")0
استخدامها في ِ
40 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
ً
وليس كل ما يظهر في املجال إلالكتروني يكون دليال ،بل ألادلة فيه على نوعين:
ً
أ .ما يصلح ليكون دليال لإلثبات :وهي قسمان:
ً
السجالت التي تم إنشاؤها بواسطة آلاالت تلقائيا ،مثل سجالت الهاتف ،وفواتير الحاسوب.
السجالت التي جزء منها تم حفظه باإلدخال ،وجزء منه تم إنشاؤه بواسطة آلاالت
ً
ب .ما ال يصلح ليكون دليال لإلثبات :وهو الناش ئ من الجاني دون أن يرغب في إنشائه ،وهو املعروف بالبصمة الرقمية،
وهي تتجسد في آلاثار التي يتركها مستخدم الشبكات املعلوماتية ،بسبب التسجيل ،والاتصال الرقمي ،والتواصل الشبكي
ب .التسجيالت الرقمية :من محادثات صوتية تم تخزينها في الحاسوب ،أو الهاتف.
ت .النصوص املكتوبة :وتشمل كل النصوص املكتوبة عبر الرسائل الهاتفية ،وبالبريد إلالكتروني وغيرها.
ً ُ
وبهذا يظهر أن للدليل إلالكتروني خصائصا ،ت َّميزه عن الدليل التقليدي ،وهي:
ُ
أ .أن ألادلة إلالكترونية تتكون من البيانات ال تدرك بالحواس ،بل ُيتطلب إدراكها الاستعانة باألجهزة إلالكترونية
واستخدام املعدات الخاصة بها.
ُ ّ
صور وقائع إلاجرام بأكثر دقة ،بل قد تصل إلى تصوير الجريمة نفسها.
ب .ألادلة الرقمية ت ِ
َّ
ت .ألادلة الرقمية ُيمكن استخراجها بنسخ مطابقة للواقع لألصل ،مما ُيشكل ضمانة عالية ضد الفقد ،والتلف،
والتغيير (فالك ،0272 ،صفحة .)029
.1املعاينة:
فعند وقوع الجريمة ،تكون الهيئات املسند لها التحقيق في الجريمة ،بمعاينة مسرح الجريمة املعلوماتية ،وهذا
برؤيا املكان ،أو الشخص ،وألاشياء املتصلة بالواقعة ،وهذه املعاينة كما تكون بتنقل املحققين إلى أمكنة الجريمة ،فقد
ُينقل إليهم العتاد الذي قامت به الجريمة.
فاملعاينة هي الوسيلة ألاولى التي يمكن املحققين من البحث الجنائي ،ويتم تقيد الهيئات املحققة بما يلي:
أ .تصوير آلاالت التي وقعت بيد املحققين ،بذكر تاريخ الحصول عليها تفصيال.
41 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
ب .إخطار الفرق التقنية باملعاينة إلالكترونية؛ لالستعداد من الناحية الفنية والعملية.
ث .عدم نقل أي مادة من آلاالت التي وقعت بيد املحققين ،والتحفظ عليها بالشكل الذي يجعلها محفوظة من التلف
الكلي أو الجزئي (بيومي ،0229 ،صفحة .)20
.2التفتيش:
وهو إجراء من إجراءات التحقيق ،يهدف إلى البحث عن ألاشياء املتعلقة بالجريمة ،وله شروطه التي تجعله
ً
موافقا إلجراءات التحقيق ،وهي:
ً
أ .أن يكون ألامر بالتفتيش مسببا ،وله دواعيه القائمة على القرائن.
ب .حضور املتهم ،أو املشكوك فيه ،أو من ينوب عنه إلثبات الصفة.
ً
ت .تحرير محاضر التفتيش التي تجمع حيثيات ما قامت به لجنة التفتيش تفصيال.
ّ
وهذه الوسائل التقنية ال تتعارض مع أصول الشريعة إلاسالمية ،من ث َّم فالقضاء الشرعي ُيعملها ،ويراها
صحيحة (الزحيلي و( ،.د.ت) ،صفحة .)6099/9
.1الخبرة:
وهي الوسيلة التي ُيمكن بها تحديد التفسير الفني لألدلة ،فهي في الحقيقة تقييم لألدلة ،وتكون بعد التفتيش،
وترجع في معناها لعمل الخبير ،وللخبرة أنواع ،أهمها:
أ .الخبرة الخاصة :وهي التي تعود لجهود املحققين الشخصية والتي تتوفر فيهم من خالل املمارسة لهذا الفعل ،يتبع
القضايا الجنائية.
ً
ب .الخبرة العامة :وهي التي تقوم بها الهيئات الفنية العامة ،والتي يرجع لها املحققون غالبا في تتبع الكثير من القضايا
الجنائية املستعصية (فالك ،0272 ،صفحة )072
وإن تقدم العلوم وتفرع البحوث ،وزيادة التخصصات ،وتقسيم ألاعمال إلى نواحي كثيرة ،يؤكد الحاجة إلى الخبرة
وفائدتها وأهميتها ،فالقاض ي آلان في أشد الحاجة ملجموعة متخصصة في كل ما يتعلق بالعلوم إلالكترونية ،يطلب منهم
ً
املساعدة؛ لتحصيل ما يراه دليال في القضايا التي تعرض عليه.
42 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
يبين حقيقة الش يء بعد التجارب وألابحاث العلمية التي استغرقت سنوات كثيرة في حياته ،بحيث يزول والخبير ّ
ً
معه العامل الشخص ي تقريبا ،وبذلك يكون رأي الخبير هو الخبرة ذاتها ،وال ينظر إلى التكوين الشخص ي له ،ويشترط في
ً
الخبير أن يكون ماهرا في التعامالت إلالكترونية ،وال يشترط أن يكون أكثر من واحد (الزحيلي م ،7290 ،.صفحة .)221
فأما إلاثبات عند الفقهاء فهو :إقامة الدليل الشرعي أمام القاض ي في مجلس قضائه على حق أو واقعة من
الوقائع" (وزارة ألاوقاف الكويتية ،7201 ،صفحة .)030/7
ووسائل إلاثبات عند الفقهاء كثيرة ،لكن اختلف علماء الفقه هل هذه الوسائل محصورة بما هو مذكور في
الكتاب والسنة أو ال؟ ،فأما جمهور الفقهاء فيرون أنها محصورة بذلك ،واختلفوا في عددها عند كل مذهب:
فقال ابن عابدبن الحنفي ":الدعوى والحجة :وهي إما البينة أو إلاقرار أو اليمين أو النكول عنه أو القسامة أو
علم القاض ي بما يريد أن يحكم به أو القرائن الواضحة التي تصير ألامر في حيز املقطوع به" (ابن عابدين ،7266 ،صفحة
. )2/322
وقال ابن جزي املالكي ":ال يقض ي بعلمه ،وإنما يحكم بحجة ظاهرة وهي سبعة أشياء وما يتركب منها وهي اعتراف
أو شهادة أو يمين أو نكول أو حوز في املك أو لوث مع القسامة في الذماء أو معرفة العفاص والوقاء في اللقطة" (ابن
جزي( ،د.ت) ،صفحة . )722
وألاخذ بها مذهب الشافعية (الخطيب الشربيني ،7222 ،صفحة ،)202/6ونحوهم الحنابلة فلم يذكروا سوى
ما ورد في النصوص الشرعية (ابن قدامة ،7221 ،صفحة ،)10/72ولهم حجج يمكن حصرها في:
أ .عن ألاشعث بن قيس قال :كانت بيني وبين رجل خصومة في بئر ،فاختصمنا إلى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم،
فيفهم منه حصر ألادلة.فقال رسول هللا :شاهداك أو يمينة" (البخاري ،0220 ،صفحة ،723/3رقمُ ،)0276 :
ب .النصوص الشرعية ذكرت طرق البيان وإلاثبات ،فيجب الوقوف عندها ،دون مجاوزتها ،وإال فقد يدخل التغيير في
أدلة إلاثبات الشرعية (الزحيلي م ،7290 ،.صفحة .)626
ت .فتح الباب لدخول ألادلة غير الثابتة في القرآن والسنة ،يجعل القضاة الظلمة يغيرون ألاحكام الشرعية على أهوائهم
(الزحيلي م ،7290 ،.صفحة .)629
وع ُ
ورضوا ممن يرون عدم الحصر فيما ورد في نصوص الوحي ،ومن هؤالء شيخ إلاسالم ابن تيمية (ابن تيمية، ُ
،7222صفحة ،)322/32وتلميذه ابن القيم الذي يقول " :فالبينة اسم لكل ما يبين الحق ويظهره ومن خصها
بالشاهدين ،أو ألاربعة ،أو الشاهد لم يوف مسماها حقه ،ولم تأت ّ
البينة قط في القرآن مرادا بها الشاهدان ،وإنما أتت
ِ
43 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
مرادا بها الحجة ،والدليل والبرهان ،مفردة مجموعة وكذلك قول النبي -صلى هللا عليه وسلم « :-البينة على املدعي»
املراد به :أن عليه بيان ما يصحح دعواه ليحكم له ،والشاهدان من البينة وال ريب أن غيرها من أنواع البينة قد يكون
أقوى منها ،لداللة الحال على صدق املدعي" (ابن القيم ،د.ت ،صفحة ص.)77:
وهو قول ابن فرحون املالكي ،فقال ":فمتى ظهر الحق وأسفرت طريق العدل ،فثم شرع هللا ودينه ،وملا كانت
البينات مرتبة بحسب الحقوق املشهود فيها ،واملحتاج إلى إقامتها ،وما هي عليه من التوسعة والتضييق والتثقيل
والتخفيف ،وإمكان التوثيق وتعذره ،واختالف مراتبها في القوة والضعف ،احتجنا إلى ذكرها وعد أنواعها وتمثيل
مسائلها" (ابن فرحون ،7296 ،صفحة .)020/7
وحجتهم في ذلك:
ً
أ .عدم الدليل املقيد لهذا الحصر بحديث "شاهداك أو يمينك" ،وجعلوا كل ما كان دليال للوصول للجاني – ما لم يكن
ً ً ً
أمرا محرما شرعا-فهو وسيلة لإلثبات.
ب .أن الشرع جعل ّ
البينة هي دليل إلاثبات ،ولم يحصرها ،فهي اسم قد يكون للشهود ،أو اليمين ،أو النكول واليمين،
ِ
ً
أو خمسين يمينا ،أو أربعة أيمان ،ونحو ذلك من ألادلة (ابن تيمية ،7222 ،الصفحات .)321-322/32
ت .استدلوا بنصوص كثيرة في قضايا متكاثرة عن الصحابة وغيرهم من القضاة زمن التابعين ومن بعدهم في حكمهم
ً
بالقرائن والبيات بما ال يوجد في املنصوص عليه شرعا (ابن القيم ،د.ت ،صفحة .)2
عن حديث البخاري السابق ،فقال ابن دقيق العيد" :وقد يقال في هذا :إن املقصود من الكالم نفي طريق أخرى
إلثبات الحق ،فيعود املعنى إلى حصر الحجة في هذين الجنسين -أعني البينة واليمين -إال أن هذا قليل النفع بالنسبة
إلى املناظرة .وفهم مقاصد الكالم نافع بالنسبة إلى النظر .ولألصوليين في أصل هذا الكالم بحث ،ولم ينبه على هذا حق
التنبيه -أعني اعتبار مقاصد الكالم -وبسط القول فيه إال أحد مشايخ بعض مشايخنا من أهل املغرب ،وقد ذكره قبله
بعض املتوسطين من ألاصوليين املالكيين في كتابه في ألاصول .وهو عندي قاعدة صحيحة ،نافعة للناظر في نفسه ،غير
أن املناظر الجدلي :قد ينازع في املفهوم ويعسر تقريره عليه" (ابن دقيق العيد ،د.ت ،صفحة .)062/0
وقال الشوكاني ":ومن جملة ما استدل به املانعون حديث " شاهداك أو يمينه " وفي لفظ " وليس لك إال ذلك
" ويجاب بما تقدم من أن التنصيص على ما ذكر ال ينفي ما عداه وأما قوله :وليس لك إال ذلك " فلم يقله النبي – صل
هللا عليه وسلم -وقد علم باملحق منهما من املبطل حتى يكون دليال على عدم حكم الحاكم بعلمه ،بل املراد أنه ليس
للمدعي من املنكر إال اليمين وإن كان فاجرا حيث لم يكن للمدعي برهان" (الشوكاني ،7223 ،صفحة ..)300/9
عن قولهم بمنع التوسع ألجل القضاة الظلمة ،فهذا يمكن منعه من جهة وضع الضوابط العامة ،والقواعد
الكلية ،في إلاثبات وتتبع جزئيات الحكم القضائي ،ويعود سبب الخالف يرجع إلى أمرين:
44 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
.7الختالف في تفسير لفظ "البينة" ،فمن فسر "أل" بالعموم جعل كل ما يوصل للحق بينة شرعية ،ومن جعل "أل"
عهدية بما نزله الشرع فجعل ألادلة ما يدل عليه النصوص الشرعية ال غير.
.0أن أدلة إلاثبات عند الجمهور بمنزلة النصوص التعبدية التي ال يجوز الخروج عنها ،بخالف غيرهم الذين يرون أنها
معقولة املعنى ،فيجوز الخروج عنها،
فقال الشوكاني ":،والحق الذي ال ينبغي العدول عنه أن يقال :إن كانت ألامور التي جعلها الشارع أسبابا للحكم
كالبينة واليمين ونحوهما أمورا تعبدنا هللا بها ال يسوغ لنا الحكم إال بها ،وإن حصل لنا ما هو أقوى منها بيقين فالواجب
علينا الوقوف عندها والتقيد بها وعدم العمل بغيرها في القضاء كائنا ما كان ،وإن كانت أسبابا يتوصل الحاكم بها إلى
معرفة املحق من املبطل واملصيب من املخطئ غير مقصودة لذاتها بل ألمر آخر وهو حصول ما يحصل للحاكم بها من
علم أو ظن وأنها أقل ما يحصل له ذلك في الواقع فكان الذكر لها لكونها طرائق لتحصيل ما هو املعتبر" (الشوكاني،
،7223صفحة .)330/9
وقال محمد الزحيلي ":وبناء على ذلك ،تكون وسائل إلاثبات غير محصورة في عدد معين ،وطرق خاصة ،بل
تكون مطلقة وغير محددة ،وكل وسيلة تظهر الحق وتكشف الواقع يصح الاعتماد عليها في الحكم ،والقضاء بموجبها،
وإذا حددت وسائل إلاثبات في قواعد عامة ،وصنفت في ضوابط كلية ،فإنما يقصد منه التنظيم وسد الذرائع في الحدود
ً التي ّ
خولها الشارع لولي ألامر ،يتصرف فيها بما يراه مناسبا للمصلحة العامة" (الزحيلي م ،7290 ،.الصفحات -672
.")676
ت .املطابقة بين الواقعة املستجدة وألاصل :وهو الجمع بين الواقعة املستجدة ،وألاصل في الحكم؛ التحادهما في العلة،
45 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
وهذا يتطلب مجانسة بينهما في ألاركان ،والشروط ،والعالقات بين أطراف الواقعة (شبير ،0272 ،صفحة .)26
الدليل الرقمي من القرائن التي يتحقق بها حكم القاض ي ،وهي من نوازل العصر ،والتي يمكن إدراجها في أبواب القرائن،
ً ً
والقرنية :أمارة ظاهرة تقارن شيئا خفيا فتدل عليه" (الزرقا ،0222 ،صفحة ،)236/0والدليل الرقمي قرينة واضحة
وجلية على إثبات الحكم ،فهو عندهم بمنزلة الوسائل الثابتة الذكر في نصوص الوحي (ابن فرحون ،7296 ،صفحة
.)771/0
والقرائن من أدلة إلاثبات عند جمهور الفقهاء ،كالحنفية (ابن نجيم ،د.ت ،صفحة ،)022/1واملالكية (ابن
فرحون ،7296 ،صفحة ،)23/0والشافعية (ابن عبد السالم ،7227 ،صفحة ، )22/0والحنابلة (ابن القيم ،د.ت ،
الصفحات ،)2-3وإن اختلفوا في التوسع فيها ،والتضييق ،فقال محمد شلتوت ":ومما ينبغي املسارعة إليه ،في هذا
املقام ،أن الناظر في كتب ألائمة يرى أنهم مجمعون على مبدأ ألاخذ بالقرائن في الحكم والقضاء ،وأن أوسع املذاهب في
ألاخذ بها مذهبا املالكية والحنابلة ،ثم الشافعية ،والحنفية" (شلتوت ،0227 ،صفحة .)222
أ .أن هذا شرع من قبلنا ،فال يستدل به ،وتعقب هذا الدليل ،فقال ابن الفرس ":فإن قال القائل إن تلك الشريعة ال
ۡ ۗۡ َّ َّۖ َ تلزمنا .قلنا كل ما أنزله هللا تعالى علينا فإنما أنزله لفائدة فيه ومنفعة لنا وقال تعالىُ " :أ ْو ََٰلئ َك َّٱلذ َ
ين َه َدى ٱلل ُه ف ِب ُه َداهم ٱق َت ِد ۡه ِ ِ
ْ َ َ َ َ َ َُ
ُق ْل ال أ ْسأل ُك ْم َعل ْي ِه أ ْج ًرا َّۖ ِإ ْن ُه َو ِإ َّال ِذ ْك َر َٰى ِلل َع ِامل َين " [ألانعام ]22 :فآيات يوسف مقتدى بها ،معمول بها" (ابن الفرس،0226 ،
صفحة .)079/3
ب .قال ابن الفرس ":وأنكر أبو الحسن-أي الصغير-العمل بالعالمات وقال :إنه اتفق على أنه ال يعمل ،في غير الزوجين
إذا تنازعا في ش يء بمثل ما عمل فيها ،قال :وألاشبه في حديث يوسف أن ذلك كان آية من هللا تعالى فليس في ذلك داللة
إال من جهة خرق هللا تعالى العادة في إنطاق الصبي في املهد( "...ابن الفرس ،0226 ،صفحة . )072/3
46 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
فكون الناطق طفل صغير ضعيف ،فقال ابن الفرس ":ويضعف هذا أن البخاري ومسلم أنه يتكلم في املهد إال
ثالثة عيس ى ابن مريم وصاحب جريج وابن السوداء التي دعت له أن يكون كالفاجر الخبيث وأسقط صاحب يوسف،
وأسند الطبري إلى ابن عباس أنهم أربعة وزاد صاحب يوسف" (ابن الفرس ،0226 ،صفحة ،)372/0وقال القرطبي":
ولو كان طفال لكانت شهادته ليوسف صلى هللا عليه وسلم تغني عن أن يأتي بدليل من العادة ،ألن كالم الطفل آية
معجزة ،فكادت أوضح من الاستدالل بالعادة" (القرطبي ،7262 ،صفحة . )710/2
َ َ َ ۡ َ َّ َ ۡ َ ُ ۡ َ ُ ُ ُ ۡ َ ۡ ٗ َّۖ َ َ ۡ َ َّۖ َ َّ ُ ۡ ُ ۡ َ َ ُ َ َ َ َ ُ ََ َ
ان َعل َٰى َما يص ِهۦ ِب َدم ك ِذب قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر ج ِميل وٱلله ٱملستع .0قال هللا تعالى :وجاءو عل َٰى ق ِم ِ
َ
َت ِص ُفون[ .يوسف ،]79 :فقال القرطبي ":استدل الفقهاء بهذه آلاية في إعمال ألامارات في مسائل من الفقه كالقسامة
وغيرها ،وأجمعوا على أن يعقوب عليه السالم استدل على كذبهم بصحة القميص ،وهكذا يجب على الناظر أن يلحظ
ألامارات والعالمات إذا تعارضت ،فما ترجح منها قض ى بجانب الترجيح ،وهي قوة التهمة ،وال خالف بالحكم بها" (القرطبي،
،7262صفحة .)722/2
.3عن زيد بن خالد الجنهي" :أن النبي صلى هللا عليه وسلم سأله رجل عن اللقطة فقال :اعرف وكاءها ،أو قال وعاءها،
وعفاصها ،ثم عرفها سنة ،ثم استمتع بها ،فإن جاء ربها فأدها إليه .قال :فضالة إلابل؟ فغضب حتى احمرت وجنتاه،
أو قال احمر وجهه ،فقال :وما لك ولها ،معها سقاؤها وحذاؤها ،ترد املاء وترعى الشجر ،فذرها حتى يلقاها ربها .قال:
فضالة الغنم؟ قال :لك أو ألخيك أو للذئب" (البخاري ،0220 ،صفحة ،32/7رقم ،)22 :فقال ابن القيم ":فجعل
وصفه لها قائما مقام البينة ،بل ربما يكون وصفه لها أظهر وأصدق من البينة" (ابن القيم ،د.ت ،صفحة .)77
وساق ابن القيم الجوزرية(ابن القيم ،د.ت ،صفحة ،)22وابن فرحون (ابن فرحون ،7296 ،الصفحات -771/0
، )702الكثير من ألادلة ،وخولفوا في ذلك من طرف أبي بكر الجصاص الحنفي (الجصاص ،د.ت ،صفحة ،)392/3
والنجم الرملي الحنفي (ابن عابدين م ،.د.ت ،صفحة ،)022/1وأبي الحسن الصغير املالكي (ابن الفرس ،0226 ،صفحة
،)072/3الذين منعول العمل بالقرائنُ ،ويمكن أن يستدل لهم بأدلة:
أ .أن القرائن من باب الظن ،والقضاء يوجب اليقين ،ويرد على هذا بقول العز بن عبد السالم ":وإنما عمل بالظنون في
موارد الشرع ومصادره؛ ألن كذب الظنون نادر وصدقها غالب؛ فلو ترك العمل بها خوفا من وقوع نادر كذبها لتعطلت
مصالح كثيرة غالبة خوفا من وقوع مفاسد قليلة نادرة ،وذلك على خالف حكمة إلاله الذي شرع الشرائع ألجلها" (ابن
عبد السالم ،7227 ،صفحة .)62/0
ب .القرائن ال يمكن ضبطها ،وبالتالي ال يمكن العمل وفقها ،ويرد على هذا أن القرائن كبقية ألادلة منها الواهي،
والضعيف ،والصحيح،
وعليه فقول الجمهور أصح ،وقد ثبت العمل بالقرائن في مواطن كثيرة جدا زمن الخلفاء الراشدين ،فمن دونهم،
وقال عوض عبد هللا ":مع هذا التقدم العلمي الذي يشهده عالم اليوم أمكن التوصل إلى قرائن قوية تبين الحق وتعين
على فهم الدعوى كالتحليالت املعملية من فحص للدم وغيره ومطابقة بصمات ألاصابع ومضاهاة الخطوط وغير ذلك.
47 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
فإننا إذا أهملنا هذه القرائن وألقينا بها في البحر بحجة ما يتطرق إليها من الاحتمال لعرضنا الشريعة إلاسالمية لتهمة
الجمود وعدم مسايرة العصر ،وهذا ما لم يقله إال املكابر ،فهي شريعة كل وقت وقانون كل جيل ،وما هذه الفتاوى
املأخوذة من أصولها املعروفة إال دليل مرونتها وقابليتها لحكم ألاجيال املتعاقبة .وعليه فإنه ال مناص من ألاخذ بالقرائن
ً
والرجوع إليها في بناء ألاحكام القضائية إذا لم يكن من دليل غيرها وفقا على فتوى الكثيرين من الفقهاء"(أبو بكر،
،0220الصفحات .)732-739
حينما يأخذ التحقيق بالقرائن ،ويرى ضرورة مراعاتها عند بناء ألاحكام القضائية ،فال يلقى هذا على عواهنه،
فالقرائن التي يحتكم إليها يشترط لها شروط هي:
ب .أن يكون هناك صلة قوية بين ألامر الثابت والاستنتاج التي يستخرج بواسطة الدليل الرقمي ،فال يكتفى باالستنتاج
الذي تكون قرينته خفية ،فحينئذ يضعف الدليل الرقمي أمام ألادلة ألاخرى التي يتمسك بها القاض ي ،وكلما كانت
الصلة اقوى قدم الدليل الرقمي من باب ترجيح أدلة إلاثبات بعضها على بعض (الزحيلي م ،.وسائل إلاثبات في الشريعة
إلاسالمية ،7290 ،الصفحات .)292-299
48 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
ويستدل لذلك بما رواه علي بن أبي طالب رض ي هللا عنه ،فقال" :بعثني رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أنا والزبير
واملقداد بن ألاسود قال :انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة ومعها كتاب فخذوه منها فانطلقنا تعادى بنا
خيلنا حتى انتهينا إلى الروضة فإذا نحن بالظعينة فقلنا :أخرجي الكتاب فقالت :ما معي من كتاب فقلنا لتخرجن الكتاب
أو لنلقين الثياب فأخرجته من عقاصها فأتينا به رسول هللا صلى هللا عليه وسلم( "...البخاري ،0220 ،صفحة ،22/2
رقم،)3221 :
ً
بوب له البخاري بابا ،فقال ":باب من نظر في كتاب من يحذر على املسلمين ليستبين أمره" (البخاري،0220 ،
صفحة ،)21/9ونكت الحافظ فقال ":كأنه يشير إلى أن ألاثر الوارد في النهي عن النظر في كتاب الغير يخص منه ما
يتعين طريقا إلى دفع مفسدة هي أكثر من مفسدة النظر وألاثر املذكور أخرجه أبو داود من حديث بن عباس بلفظ من
نظر في كتاب أخيه بغير إذنه فكأنما ينظر في النار وسنده ضعيف...وقال املهلب في حديث علي هتك ستر الذنب وكشف
املرأة العاصية وما روي أنه ال يجوز النظر في كتاب أحد إال بإذنه إنما هو في حق من لم يكن متهما على املسلمين وأما
من كان متهما فال حرمة له" (ابن حجر ،7221 ،صفحة .)21/77
فظهر أن العبرة في ذلك هو القرينة التي تجعل القاض ي يأمر بالتفتيش في أغراض املتهم ،للوصول إليها ،كل هذا ضمن
الشروط الشرعية والقانونية العامة للتفتيش ،فالدليل الرقمي دليل كبقية ألادلة ويخضع لكل ما تخضع له تلك ألادلة
من املسالك الشرعية والقانونية.
49 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
ً
ت .أن يكون الدليل الرقمي مفيدا لغالب الظن ،كالتسجيالت الصوتية ،أو املرئية ،التي يتغلب على ظن الخبراء صحتها،
ً
دون الجزم القاطع ،وهنا القاض ي سيقوم بترجيح ما عنده من الحجج وألادلة ،بهذا الدليل الرقمي ،الذي سيكون دليال
من أدلة الترجيح ال غير ،قال الشنقيطي ":بين في موضع آخر أن محل العمل بالقرينة ما لم تعارضها قرينة أقوى منها،
ُ َ َّۖ َ َُ َ فإن عارضتها قرينة أقوى منها أبطلتها ،وذلك في قوله تعالىَ :و َجا ُءو َع َل َٰى َقميص ِهۦ ب َدم َك ِذب َق َ
ال َب ۡل َس َّول ۡت لك ۡم أن ُف ُسك ۡم أ ۡم ٗرا ِ ِ ِ
ﵞ [يوسف]79:؛ ألن أوالد يعقوب ملا جعلوا يوسف في غيابة الجب ،جعلوا على قميصه دم سخلة؛ ليكون وجود
الدم على قميصه قرينة على صدقهم في دعواهم أنه أكله الذئب" (الشنقيطي ،0272 ،صفحة .)90/3
ثم الدليل الرقمي ،قد ُيخالف غيره من ألادلة الشرعية في الجنايات في أمرين مهمين
ً ً ً
أوال :إن الدليل الرقمي ليس دليال مباشرا ،وهذا راجع لطبيعته التقنية ،مع كونه عرضة لتدخل الخبراء في الحكم عليه
ً ً
صحة وبطالنا ،وقوة وضعفا ،فهو دليل يلجأ إليه ملعاضدة ألادلة ألاخرى ،من باب إلارشاد والتدليل على صحتها ،وال
ً ً ً
يمنع هذا أن يكون الدليل مرشدا ،أو مرجحا قويا ،ويحق للقاض ي أن َّيقوي حدة الدليل الرقمي من خالل أدلة شرعية
أخرى ،كتحليف املتهمين باليمين ،على صحة الدليل الرقمي ،أو على عدم صحته (حسام ،0207 ،صفحة .)791
ً
ثانيا :الدليل الرقمي ٌ
دليل عام ،يمكن استخدامه في كل القضايا ،سواء كانت تتعلق بحقوق هللا ،أو حق آلادميين ،أو
بالقضايا الجنائية ،أو القضايا املدنية ،وقد يستثنى من ذلك:
أ .الحدود الشرعية :فالشريعة إلاسالمية ضيقت ألادلة الشرعية في قضايا الحدود وربطتها بقاعدة "درء الحدود
بالشبهات" ،فقال ابن املنذر ":وأجمعوا على أن درء الحد بالشبهات" (ابن املنذر ،0222 ،صفحة ،)779وقال كذلك":
وكل من نحفظ عه من أهل العلم يرى أن يدرأ الحد في الشبهة" (ابن املنذر ،إلاشراف إلى مذاهب العلماء،0222 ،
صفحة .)027/1
ً
عائقا أمام تطبيق الحد الشرعيً ، ُّ
بناء على هذه القاعدة ،وكل ألادلة فأي شبهة تدخل الدليل املادي تكون
الرقمية قد تعارض من جهتين:
ً
أ .دخول التزييف والتزوير فيها ،وهذا لتقدم التطور التكنولوجي الذي يكون مساعدا في مواضع كثيرة ،لكنه في الوقت
ً
نفسه يكون عائقا في مواطن أخرى ،وقد وقع الخلط بين ألادلة الصحيحة واملزورة في قضايا كثيرة.
ب .عدم توسيع دائرة التجسس والتفتيش ،واحترام خصوصية الناس؛ ألنه ألاصل ،فرعاية هذا ألاصل ال يخرجه عنه
غال الدليل الجلي الواضح ،وفتح هذا الباب قد يؤدي إلى انتهاك حرمة الناس.
ً ً
ولهذا كان إلانصاف أن ال يكون الدليل الرقمي حجة في القضايا املتعلقة بالحدود ،بل يكون مرجحا ،أو شاهدا مع غيره
من ألادلة الشرعية (أبو صفية ،0222 ،صفحة .)11
.4خاتمة:
في ختام هذه الدراسة ،تظهر بعض النتائج املهمة ،وهي:
50 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
.7أن الجريمة إلالكترونية في الشريعة إلاسالمية لها ثالثة أركان ،كباقي الجرائم ،ركن شرعي ،ومادي ،وأدبي
.2لكي تكون القرينة معتبرة البد لها من ثالثة شروط ،وهي :أن تكون القرينة قوية ،ووقوع الوهم فيها قليل ،وأن تكون
ً ً ً ً
متصلة بالحق اتصاال مباشرا ،وأن يكون الارتباط بينهما وثيقا ،وأن تكون مشروعة ،فالوسائل لها حكم املقاصد شرعا.
.6أن الشريعة إلاسالمية تحترم الخصوصية ،ولهذا ال َّبد أال يتوسع في الدليل الرقمي لخرق هذا ألاصل الشرعي.
.1القوة إلاثباتية للدليل الرقمي تكون وفق قوة القرينة التي تدل عليه ،وقوة اتصالها بالقضية ،ولطبيعة الدليل الرقمي
فالقاض ي ال يمكنه الاستدالل به لوحده في القضايا املتعلقة بالحدود الشرعية ألنها منضبطة بقاعدة "درء الحدود
بالشبهات".
ولهذا توص ي الدراسة بزيادة البحوث املتعلقة باألدلة الرقمية في الشريعة؛ ألجل أن ألادلة الرقمية يزداد نوعها
ّ
يوما بعد يوم؛ ألجل التطور التكنولوجي الذي تعيشه البشرية ،وتزداد البحوث أهمية بكونها في قضايا الجرائم
والجنايات ،ملا لذلك من ألاهمية الكبيرة في حفظ حقوق الناس.
قائمة املراجع:
إبراهيم بن علي ابن فرحون .)7296( .تبصرة الحكام في أصول ألاقضية ومناهج الحكام (املجلد .)7القاهرة: )7
مكتبة الكليات ألازهرية.
أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية .)7222( .مجموع الفتاوى (املجلد ( .)7عبد الرحمن ابن قاسم ،املحرر). )0
السعودية :مجمع امللك فهد.
أحمد بن علي ابن حجر .)7221( .فتح الباري شرح البخاري (املجلد ( .)7فؤاد عبد الباقي ،املحرر) .القاهرة:: )3
الدار السلفية.
أحمد بن علي الجصاص( .د.ت) .أحكام القرآن( .محمد قمحاوي ،املحرر) بيروت :دار إحياء التراث. )2
أمير فرج يوسف .)0226( .الجرائم املعلوماتية على ألانترنيت .الاسكندرية :دار املطبوعات. )2
زين الدين بن إبراهيم ابن نجيم( .د.ت) .البحر الرائق شرح كنز الحقائق (املجلد .)0بيروت :دار الكتاب إلاسالمي. )6
51 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
صالح الدين حسام .)0207( .حجية الدليل الرقمي في النظام القضائي إلاسالمي .مجلة الدراسات الفقهية، )1
العدد .31
عبد العزيز ابن عبد السالم .)7227( .قواعد ألاحكام (املجلد .)7بيروت :دار الكتب العلمية. )9
عبد الفتاح بيومي .)0229( .الدليل الجنائي والتزوير في الجرائم إلالكترونية .القاهرة :دار الكتب. )2
عبد القادر عودة(( .د.ت)) .التشريع الجنائي إلاسالمي مقارنة بالقانون الوضعي .ييروت :دار الكتاب العربي. )72
عبد هللا بن أحمد ابن قدامة .)7221( .املغني شرح الخرقي( .عبد هللا بن عبد املحسن التركي ،املحرر) السعودية: )77
دار عالم الكتب.
عبد املنعم بن عبد الرحيم ابن الفرس .)0226( .أحكام القرآن (املجلد .)7بيروت :دار ابن حزم. )70
عوض عبد هللا أبو بكر .)0220( .نظام إلاثبات في الفقه إلاسالمي .مجلة املدينة النبوية ،العدد .60 )73
فخري أبو صفية .)0222( .مدى حجية وسائل إلاثبات املعاصرة في القضاء .جامعى ألامير عبد القادر ،املجلد )72
،02العدد.7
قطب الريسوني .)0272( .صناعة الفتوى في القضايا املعاصرة (املجلد .)7بيروت :بن حزم. )72
محمد بن أحمد القرطبي .)7262( .أحكام القرآن (املجلد ( .)0احمد البردوني ،و إبراهيم أطفيش ،املحررون) )76
القاهرة :دار الكتب العلمية.
محمد ابن املنذر .)0222( .إلاجماع( .فؤاد عبد املنعم ،املحرر) .الرياض :دار املسلم. )71
محمد ابن املنذر .)0222( .إلاشراف إلى مذاهب العلماء (املجلد ( .)7صغير احمد ألانصاري ،املحرر) .إلامارات )79
املتحدة :مكتبة مكة.
محمد ألامين الشنقيطي .)0272( .اضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن (املجلد .)2الرياض :عطاءات العلم. )72
محمد الزحيلي .)7290( .وسائل إلاثبات في الشريعة إلاسالمية (املجلد .)7سوريا :مكتبة الريان. )02
محمد الزحيلي .)7221( .أصول املحاكمات الشرعية (املجلد .)7سوريا :دامعة دمشق. )07
محمد أمين ابن عابدين .)7266( .الدر املحتار على الدر املختار (املجلد .)0مصر :مصطفى الحلبي. )00
محمد أمين ابن عابدين( .د.ت) .حاشية على البحر الرائق شرح كنز الحقائق (املجلد .)0بيروت :دار الكتاب )03
إلاسالمي.
محمد بن أبي بكر ابن القيم( .د.ت ) .الطرق الحكمية .القاهرة :مكتبة الريان. )02
52 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
محمد بن أحمد ابن جزي(( .د.ت)) .القوانين الفقهية (املجلد (د.ط))( .د.ن). )02
محمد بن أحمد الخطيب الشربيني .)7222( .مغني املحتاج (املجلد .)7بيروت :دار الكتب العلمية. )06
محمد بن إسماعيل البخاري .)0220( .الجامع الصحيح ( .محمد الناصر ،املحرر) .بيروت :دار الطوق. )01
محمد بن علي ابن دقيق العيد( .د.ت) .إحكام إلاحكام شرح عمدة ألاحكام .مصر :ملكتبة املحمدية. )09
محمد بن علي الشوكاني .)7223( .نيل ألاوطار شرح منتقى ألاخبار (املجلد ( .)7عصام الصباطي ،املحرر) مصر: )02
دار الحديث.
محمد شلتوت .)0227( .إلاسالم عقيدة وشريعة (املجلد .)79مصر :دار الشروق. )32
محمد عثمان شبير .)0272( .التكييف الفقهي للوقائع املستجدة .دمشق :دار القلم. )37
مراد فالك .)0272( .آليات الحصول على ألادلة كوسائل إثبات في الجريمة إلالكترونية .مجلة الفكر القانوني )30
والسياس ي(م ،3ع.)7
مصطفى الزرقا .)0222( .املدخل الفقهي العام (املجلد .)0سوريا :دار القلم. )33
وزارة ألاوقاف الكويتية .)7201( .املوسوعة الفقهية الكويتية (املجلد .)0الكويت :مطبعة وزارة ألاوقاف )32
الكويتية.
وهبة الزحيلي(( .د.ت)) .الفقه إلاسالمي وأدلته (املجلد .)2بيروت :دار الفكر. )32
53 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
:ملخص الدراسة
فاالهتمام بمستقبل الطفل هو في الحقيقة ضمان،إن الاهتمام بالطفل هدف من أعز ألاهداف التي تسعى جميع ألاقطار العربية إلى تحقيقها
وهو ألامل في، وإن أطفال اليوم هم رجال الغد فالطفل هو الثروة الحقيقية للوطن العربي، ألن الطفولة هي صانعة املستقبل،مستقبل شعب بأسره
فاألطفال يشكلون أهم نواة في املجتمع ولذلك نجد جميع العهود واملواثيق التي تتكلم عن الطفولة ببالغ من ألاهمية حيث نجد،الحاضر واملستقبل
وعلى املستوى الوطني،7222 إنعقاد عدة مؤتمرات عاملية ومنها القمة العاملية من أجل الطفل والذي عقد تحت رعاية هيئة ألامم املتحدة في سبتمبر
هذا الاهتمام املتزايد، كما أن هناك اتفاقيات عاملية حقوق الطفل، نجد املجلس العربي للطفولة الذي يقدم خدماته للطفل في كافة الدول العربية
،من طرف الدول على املستوى العالمي بالطفل جعل من الطفل محور حياة إلانسان الذي بطبيعة الحال ينطلق من الطفولة وصوال إلى الشيخوخة
لذلك كان من الضروري وضع آلاليات املناسبة لحماية هذا الطفل ووقايته من كل أشكال الجريمة وخاصة التي املتعلقة بالجرائم الرقمية التي باتت
،تهدد البشرية جمعاء بما بالك بالطفل القاصر
الجرائم الرقمية، املعرض للخطر، املجني عليه، الطفل، الحماية القانوني:الكلمات املفتاحية
Abstact :
Caring for the child is one of the dearest goals that all Arab countries seek to achieve. Caring for the
future of the child is in fact ensuring the future of an entire people, because childhood is the maker of the
future, and today’s children are the men of tomorrow. The child is the real wealth of the Arab world, and it
is the hope in the present and the future Children constitute the most important nucleus in society, and
therefore we find all the covenants and charters that talk about childhood very important, as we find the
convening of several international conferences, including the World Summit for Children, which was held
under the auspices of the United Nations in September 1990, and at the national level we find the Arab
Council for Childhood, which It provides its services to children in all Arab countries, and there are
international agreements on the rights of the child. This increasing interest on the part of states at the global
level in the child has made the child the center of human life, which naturally proceeds from childhood to
old age, so it was necessary to put in place appropriate mechanisms to protect This child and his protection
from all forms of crime, especially those related to digital crimes that threaten all of humanity, including
what you think of the minor child.
مقدمة:
يعد الطفل في عاملنا اليوم النموذج ألامثل للضحية لكثرة الجرائم التي يقع فريسة لها وذلك نظرا ملا يمتاز به
من صفات جسدية تكوينية ونفسية واجتماعية تجعل الجرائم املرتكبة ضده تختلف عن الجرائم املرتكبة ضد
ألاشخاص البالغين (سليمان ،والعبيد ،0272،ص)077.
وقد عنيت اتفاقية حقوق الطفل بتكريس حماية للطفل من جميع أشكال إلايذاء البدني والعقلي والاستغالل
الجنس ي وغيره ووجوب اتخاذ إلاجراءات الكفيلة بمنع ذلك بما فيها تدخل القضاء (بولحية ،0272 ،ص )62 .وهو النهج
. الذي سار عليه املشرع الجزائري وذلك بتجريمه ألي فعل يمس الطفل ويهدد كيانه.
ويعتبر تعرض الطفل للعنف من قبل أسرته من أسوء أشكال إلاساءة التي قد يتلقاها في حياته ،والتي لها أثار
سلبية على الصعيد البدني أو الذهني أو الاجتماعي ولذلك وضع املشرع الجزائري نصا دستوريا يحث آلاباء على حماية
ألابناء في املادة 62منه تنص املادة 62من الدستور "يجازى القانون آلاباء على القيام بواجب تربية ألابناء و رعايتهم
" ،ويمنع العنف ضد الطفل الذي يجعله يعيش وضعا اجتماعيا صعبا يهدد بقائه ونمائه وهو ما يسمى بالطفولة
املتواجدة في خطر ولي معالجة الجرائم التي يتعرض لها الطفل املجني عليه واملوجود في خطر قسمنا هذا الفصل إلى
مبحثين :في املبحث ألاول :نتعرض فيه إلى الحماية الجزائية للطفل املجني عليه وذلك بتبيان اخطر الجرائم أما في
املبحث الثاني :نتعرض فيه إلى الحماية القانونية للطفل املعرض للخطر .
املب ــحث ألاول :الحمـ ــاية الجزائية للطـ ــفل املجـ ــني علي ـ ــه
لقد أيقن املشرع الجزائري بأن الطفل هو ذلك إلانسان الذي لم تتوفر لديه امللكات العقلية والجسمية الكافية
وجاءت إرادته لتراعي هذه الحقيقة ،وقد برهنت على هذا الاهتمام نصوص التشريع العقابي سواء قانون العقوبات أو
القوانين املكملة له وذلك بإقراره حماية خاصة لألطفال من الاعتداءات التي يتعرضون لها حماية متميزة عن تلك التي
أعدها للبالغين ،عالوة عن ذلك ما فرضه من عقوبات جزائية على كل مساس بحق الطفل في العيش أو املساس بسالمة
جسمه أو تعرضه للخطر وتحريضه على الانحراف.
إن املتصفح لقانون العقوبات وعلى غرار غيره من القوانين ألاخرى نجده قد أولى أهمية كبيرة لهذه الفئة
الضعيفة من املجتمع وجعل من صفة قصر الضحية كركن من أركانها وسبب في تشديد العقاب وهو الش يء الذي
كرسه تعديل قانون العقوبات 27-72املؤرخ ،0272/20/ 22فاملشرع حاول إلاملام بكافة الجرائم التي طالت هذه
البراءة ،كما جاء قانون حماية الطفل 70-72املؤرخ في 0272/21/72ليعزز هذه الحماية إذ تنص املادة 2منه على
أنه يقع على عاتق الوالدين مسؤولية حماية الطفل في حين تنص املادة 6على أن الدولة تكفل حق الطفل في الحماية
من كافة أشكال الضرر أو إلاهمال أو العنف أو سوء املعاملة أو الاستغالل أو إلاساءة البدنية أو املعنوية أو الجنسية
وتتخذ من أجل ذلك كل التدابير الالزمة للوقاية وقد تم تقسيم الجرائم التي يتعرض لها الطفل تبعا للحق املعتدي
عليه وهي على النحو التالي في املطلب ألاول نتناول حماية حق الطفل في الحياة وسالمة جسمه أما في املطلب الثاني
55 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
نتعرض لحماية حق الطفل في صيانة عرضه وأخالقه وأخيرا املطلب الثالث :حماية الطفل من جرائم املتعلقة بالوضعية
الاجتماعية والعائلية .
كما أشارت املادة 72من املرسوم السابق الذكر أن تتخذ الجزائر جميع التدابير التشريعية وإلادارية والاجتماعية
لحمايته من كافة أشكال العنف والضرر وإلاساءة البدنية والعقلية فما هي الجرائم التي نص عليها املشرع؟ وهل هي
كافية بحماية هذه الحقوق؟
لإلجابة على هذه إلاشكالية سلطا الضوء على أكثر الجرائم التي يتعرض لها الطفل حاليا والتي تشكل أكثر
القضايا املجدولة في محكمة الجنايات وأقسام الجنح وهي التي سنفصلها في الفروع الثالثة آلاتية:
الفرع ألاول نتناول جريمة قتل الطفل أما في الفرع الثاني ندرس جرائم خطف القصر وأخيرا في الفرع الثالث نتعرض
إلى جريمة بيع ألاطفال والاتجار بهم.
الشرط ألاول :يجب أن يقع القتل على مولود حديث العهد بالوالدة أما عن تحديد وصف حداثة العهد بالوالدة فهي
متروكة للقاض ي وقد حددها القانون الفرنس ي بانقضاء اجل تسجيل املولود في سجالت الحالة املدنية وهو محدد
بخمسة أيام في القانون الجزائري.
الشرط الثاني :يجب أن يكون القتل قد وقع من ألام وهو ألامر الذي حددته املادة 0/067التي حددت الشخص
الجاني باألم وغير ألام مهما ربطته باألم عالقته كالزوج وألاخ وألاب ال ينطبق عليه هذا السبب وتشدد املحكمة العليا
56 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
على أن يتضمن حكم إلادانة عنصر الجريمة السيما كون الطفل ولد حيا وكون الجانية أم املجني عليه (بوسقيعة،
،0273ص)39.
الركن املعنوي :هي منى الجرائم العمدية التي تتطلب توفر القصد الجنائي العام وانصرف إرادة ألام إلى ارتكابها مع
علمها بكافة العناصر وقصد خاص وهو أن تتجه إرادة ألام إلى إزهاق روح الطفل.
العقوبة :هي عقوبة مخففة وهي السجن املؤقت من 72إلى 02سنة فهي عقوبة مقررة لألم فقط دون من ساهم
أو شارك معها في ارتكابه
ثانيا :خضوع جريمة قتل الطفل للقواعد العامة :أن جريمة إزهاق روح الطفل من غير ألام تخضع للقواعد العامة
وتطبق عليها أحكام املواد 022و 7/06من قانون العقوبات.
الركن املادي :يتمثل في السلوك إلاجرامي وهو الفعل املوجه للقضاء على حياة الطفل وإزهاق روحه باعتباره إنسانا وال
عبرة بالوسيلة التي حقق الجاني بها فعل القتل والنتيجة :وهي إزهاق روح الطفل وال يشترط تحقيق النتيجة مباشرة إثر
نشاط الجاني إذ يمكن أن يكون هناك فاصل زمني بين الفعل والوفاة والرابطة السببية أن يكون سلوك الجاني هو
املؤدي إلى تحقيق نتيجة الوفاة.
الركن املعنوي :يتكون من القصد العام وهو انصراف إرادة الجاني إلى تحقيق الجريمة مع علمه بعواقب فعله والقصد
الخاص وهو نية إزهاق روح الطفل.
العقوبة :تطبق عليهم العقوبة املنصوص عليها في املادة 3/063وهي السجن املؤبد ولكن هذه العقوبة لم تحقق الغرض
ولم تحقق الردع املطلوب منها إذ تضاعفت جرائم قتل ألاطفال أين تصدر ألاب قائمة الفاعلين ولكن رغم ذلك فاملشرع
الجزائري لم يحرك ساكنا فيما يخص هذه ألاخيرة رغم قيامه بتعديل قانون العقوبات بتاريخ 0272/20/22إال انه لم
يدخل أي تعديل على العقوبة املقررة في هذه الحالة بل سواها مع العقوبة املقررة في حالة كون املجني عليه بالغ ولكن
ألامر ليس سواء فالطفل هو أحد ظروف التشديد وعليه ندعو املشرع إلى تعديل هذه املادة أو باألحر سن مادة خاصة
بالطفل وحده خاصة بعد صدور خاص بحمايته .
وهي من بين الجرائم التي تطرق إليها قانون العقوبات والتي أصبحت هاجسها يطارد كل طفل والتي راح ضحيتها
العديد من ألابرياء نذكر منهم كل من :شيماء ،مهدي ،هارون وإبراهيم رحمة هللا عليهم( .أنظر الحكم الجنائي الصادر
عن محكمة الجنايات بمجلس قضاء قسنطينة بتاريخ 0273/21/07تحت رقم فهرس )0273/029
وتعرف أنها الاعتداء املتعمد الذي يقع على الحرية الفردية للشخص فيقيدها ويكون لالعتداء أسباب متعددة:
الرغبة في الحصول على املال عن طريق الابتزاز والتهديد أو طلب فدية أو ألسباب سياسية ودون سند قانوني وخارج
الحاالت التي يسمح بها القانون وخطف الطفل هو انتزاعه من بيئته بقصد نقله إلى مكان أخر وإخفائه عن ذويه.
57 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
من اجل وضع حد للخطف وحماية للطفل املخطوف والتمكن من إيجاده بسرعة سمحت املادة 21من قانون
حماية الطفل لوكيل الجمهورية اتخاذ مجموعة من إلاجراءات إذ تنص املادة على ما يلي" :يمكن لوكيل الجمهورية
املختص ،بناء على طلب أو موافقة املمثل الشرعي لطفل تم اختطافه ،أن يطلب من أي عنوان أو لسان أو سند إعالمي
نشر إشعارات و/أو أوصاف و/أو صور تخص الطفل ،قصد تلقي معلومات أو شهادات من شأنها املساعدة في التحريات
وألابحاث الجارية ،وذلك مع مراعاة عدم املساس بكرامة الطفل و/او حياته الخاصة.
غير أنه يمكن لوكيل الجمهورية ،إذا اقتضت مصلحة الطفل ذلك أن يأمر بهذا إلاجراء دون القبول املسبق للمثل
الشرعي للطفل "
وتجدر إلاشارة إلى أن الخطف له نفس معنى الاختطاف فهما يشكالن جريمة واحدة ،كما أن املشرع الجزائري
لم يورد تعريفا مفردا لهذه الكلمة بل يلحق بها دائما مفردات أخرى :إبعاد ،حجز ،حبس ،قبض.
أوال :صور جريمة خطف القصر :وتأخذ جريمة خطف القصر صورتين هما:
املنصوص عليها في املادة 023مكرر 7التي استحدثت بموجب القانون رقم 27-72مؤرخ في 0272/20/22
املتضمن تعديل قانون العقوبات على ما يلي " :يعاقب بالسجن املؤبد كل من يخطف أو يحاول خطف قاصر لم يكمل
79سنة عن طريق العنف أو التهديد أو الاستدراج أو غيرهما من الوسائل ،وتطبق على الفاعل العقوبة املنصوص عليها
في الفقرة 7من املادة 063من هذا القانون (إلاعدام ) إذا تعرض القاصر املخطوف إلى تعذيب أو عنف جنس ي أو إذا
كان الدافع إلى الخطف هو تسديد فدية أو إذا ترتب عليه وفاة الضحية وال يستفيد الجاني من ظروف التخفيف
املنصوص عليها في هذا القانون مع مراعاة أحكام املادة 022أدناه " الامر 726-66املؤرخ في 7266/26/9املتضمن
قانون العقوبات جريدة رسمية عدد 22املؤرخة في 7266/26/77املعدل و املتمم بالقانون 27-72املؤرخ في -20-22
0272جريدة رسمية عدد 21املؤرخ في . 0272/20/76
من خالل املادة نستنتج وصف الجريمة هي جناية وان أركانها تتمثل في ركن مادي يتوفر عن طريق النشاط
إلارادي الذي يأتيه الفاعل ويتمثل في الخطف أو الحجز أو النقل وقد يجتمع أكثر من فعل واحد ويكون مصحوبا
باستعمال أساليب العنف أو التهديد أو الاستدراج أو غيره من وسائل الغش والخداع والركن املعنوي الذي يتمثل في
انصراف إرادة الجاني إلى ارتكاب جريمة خطف مع علمه بأنه يوجه فعله إلى طفل لم يكمل 79سنة.
.2جريمة خطف أو إبعاد قاصر دون عنف آو تهديد أو تحايل :هي عبارة عن جنحة منصوص عليها باملادة 306من
قانون العقوبات ،وتقوم جريمة الخطف في هذه الصورة حتى وان رافق القاصر الجاني بمحض إرادته ،ومن الجرائم
امللحقة بهذه الصورة نجد:
58 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
أ) جريمة محاولة خطف آو إبعاد قاصر املادة 123ق ع" :كل من خطف أو ابعد قاصرا لم يكمل الثامنة عشرة
وذلك بغير عنف أو تهديد أو تحايل أو شرع في ذلك فيعاقب بالحبس ملدة سنة إلى خمس سنوات وبغرامة من 02.222
إلى 722.222دينار.
وإذا تزوجت القاصر املخطوفة أو املبعدة من خاطفها فال تتخذ إجراءات املتابعة الجزائية ضد ألاخير إال بناءا
على شكوى ألاشخاص الذين لهم صفة في طلب إبطال الزواج وال يجوز الحكم عليه إال بعد القضاء بإبطاله ".وقد
قضت املحكمة العليا بأن محاكمة متهم وإدانته من أجل جنحة إبعاد قاصر بغير عنف رغم معاينة واقعة الزواج وتنازل
الطرف املدني مخالفتان للقانون ( .قرار املحكمة العليا رقم 373170صادر بتاريخ ، 0226/22/06مجلة املحكمة
العليا عدد ، 7ص.) 212.
ب)– جريمة إخفاء قاصر كان قد خطف أو ابعد أو هربه من البحث عنه املادة 127ق ع " :كل من تعمد إخفاء
قاصر كان قد خطف أو أبعد أو هربه من البحث عنه وكل من أخفاه عن السلطة التي يخضع لها قانونا ،يعاقب بالحبس
من سنة إلى خمس سنوات وبغرامة من 02.222إلى 722.222دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين ،وذلك فينا عدا الحالة
التي يكون فيها الفعل جريمة اشتراك معاقب عليها .وتأخذ هذه الجنحة ثالثة صور وهي:
ـ جريمة خطف أو محاولة خطف قاصر دون عنف او تهديد أو تحايل :تنص املادة 306انه تكون العقوبة الحبس من
سنة إلى خمس سنوات وغرامة من 02.222الى 722.222دج عالوة على العقوبة التكميلية الاختيارية املقررة للجنح في
املادة 2من قانون العقوبات.
جريمة إخفاء قاصر كان قد خطف أو ابعد أو هرب من البحث عنه :هي جنحة تعاقب عليها املادة 302كما -
يلي هي جنحة عقوبتها الحبس من سنة إلى خمس سنوات وغرامة من 02.222إلى 722.222دج أو بإحدى هاتين
العقوبتين فيما عدا الحالة التي يكون فيها الفعل جريمة اشتراك معاقب عليها.
جريمة الخطف أو محاولة الخطف باستعمال العنف أو التهديد أو الاستدراج :تنص عليه املادة 023مكرر7 -
أن العقوبة املقررة هي املؤبد ،وفي حالة تعرض املخطوف إلى التعذيب أو عنف جنس ي أو كان الدافع إلى الخطف هو
تسديد فدية أو إذا ترتبت عليه وفاة الضحية تكون العقوبة هي إلاعدام وهي العقوبة املنصوص عليها في املادة .063
59 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
مالحظة :نالحظ أن املشرع شدد العقوبة املتعلقة بجريمة خطف القاصر مقارنة بالعقوبة املقررة لجريمة خطف
شخص بالغ املعاقب عليها بموجب املادة 023مكرر وهي السجن املؤقت من 72الى 02سنة وذلك بموجب تعديل قانون
العقوبات بقانون 27-72وقد كان قبل ذلك يخضع لنفس العقوبة وذلك حماية منه للقاصر الذي يسهل تنفيذ هذه
الجريمة عليه بسبب ضعفه وعدم قدرته على املقاومة.
كما نصت املادة 023مكرر 7انه الستفيد الجاني من ظروف التخفيف ،مع مراعاة أحكام املادة 022التي تنص
على أعذار مخففة يستفيد منها الجني إذا وضع فورا حدا للحبس أو الحجز أو الخطف حسب مفهوم املادة 20من
قانون العقوبات وذلك على النحو التالي:
يستفيد الجاني من ألاعذار املخففة حسب مفهوم املادة 20إذا وضع فورا حدا للحبس أو الحجز أو الخطف.
إذا انتهى الحبس أو الحجز بعد اقل من عشر 72أيام كاملة من يوم الاختطاف أو القبض أو الحبس أو الحجز
وقبل اتخاذ أية إجراءات تخفض العقوبة إلى الحبس من سنتين إلى خمس سنوات في الحالة املنصوص عليهما في املادة
023وإلى الحبس من ستة أشهر إلى سنتين في الحالتين املنصوص عليهما في املادتين 027و.020
وإذا انتهى الحبس أو الحجز بعد أكثر من عشرة أيام كاملة من يوم الاختطاف أو القبض أو الحبس أو الحجز
بعد أكثر من عشرة أيام كاملة من يوم الاختطاف أو القبض أو الحبس أو الحجز وقبل الشروع في عملية التتبع فتخفض
العقوبة إلى الحبس من خمس إلى عشر سنوات في الحالة املنصوص عليها في املادة 023والى الحبس من سنتين إلى
خمس سنوات في جميع الحاالت ألاخرى.
تخفض العقوبة إلى السجن املؤقت من خمس إلى عشر سنوات في الحالة املنصوص عليها في الفقرة ألاولى من
املادة 023مكرر ،والى السجن املؤقت من عشر إلى عشرين سنة في الحاالت الواردة في الفقرتين 0و 3من نفس املادة.
مالحظة :املشرع لم يذكر املادة 023مكرر 7ضمن حاالت الاستفادة من ألاعذار املخففة املنصوص عليها 022ولكن
استقراء نص املادة نجدها تحمل عبارة «مع مراعاة أحكام املادة 022أدناه " وهو ما يؤكد على سهوه ولكن نظر لعدم
جواز القياس ومبدأ التفسير الضيق للنص التشريعي يتعين النص عليها في فحوى املادة مادامت تخدم مصلحة القاصر
وتدفع الجاني إلى التراجع.
*جريمة إخفاء قاصر بعد خطفه أو إبعاده :عقوبة الفعل منصوص عليها في املادة 302وهي الحبس من سنة إلى خمس
سنوات وغرامة من 02.222إلى 722.222دج أو إحدى هاتين العقوبتين ،عالوة على العقوبات التكميلية الاختيارية
املقررة للجنح.
60 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
املادة 323مكرر 2فقرة 0من قانون العقوبات التي اعتبرت ضعف الضحية الناتج عن سنها ظرفا مشدد عند معاقبة
مرتكبي هذه الجرائم وكذلك املادة 323مكرر 02التي تعاقب على الاتجار باألشخاص بعقوبة مشددة عندما تكون
الضحية قاصرا أو شخصا مصابا بإعاقة ذهنية ،باإلضافة إلى جرائم تهريب املهاجرين املنصوص في املادة 323مكرر
32وتم النص على عقوبات مشددة ملرتكبي هذه الجرائم في الحاالت الواردة في املادة 323مكرر 3ومن ضمن حاالت
التشديد العقوبة عندما يكون من بين ألاشخاص املهربين قاصر.
وبموجب القانون 27-72املعدل واملتمم لقانون العقوبات استحدث املشرع نص املادة 372مكرر الذي يعاقب
على جريمة بيع وشراء ألاطفال وفعل التحريض أو التوسط في عملية بيع الطفل أو محاولة ذلك مع تشديد العقاب إذا
ارتكبت الجريمة جماعة إجرامية منظمة.
ونالحظ أن املشرع استعمل عبارة بيع وشراء ألاطفال وليس عبارة املتاجرة ما يفيد أن املشرع يعاقب على
الفعل ولو ارتكب مرة واحدة وال يشترط تكرار هذه العملية لتصبح متاجرة حتى تقع تحت طائلة القانون.
وقد صدر املرسوم الرئاس ي رقم 027-72مؤرخ في 0272/22/29الذي يتضمن التصديق على الاتفاقية العربية
ملكافحة الجريمة املنظمة املحررة بالقاهرة بتاريخ 0272/72/07وتنص املادة 77منها في الفقرة 0على مايلي ":يعتبر
استخدام طفل أو نقله أو إيوائه أو استقباله لغرض الاستغالل اتجارا باألشخاص حتى إذا لم ينطو على استعمال أي
من الوسائل املبينة في الفقرة 7من هذه املادة وفي جميع ألاحوال ال يعتد برضائه " (املرسوم الرئاس ي رقم 027-72
مؤرخ في 0272/22/29الذي يتضمن التصديق على الاتفاقية العربية ملكافحة الجريمة املنظمة املحررة بالقاهرة بتاريخ
0272/72/07الجريدة الرسمية عدد 26املؤرخة في .)0272/72/02
والوسائل املذكورة في الفقرة 7من هذه املادة هي كل تهديد بالقوة أو استعمالها أو غير ذلك من أشكال القسر
أو الاختطاف أو الاحتيال أو الخداع أو إساءة استعمال السلطة أو استغالل حالة الضعف وذلك من اجل استخدام أو
نقل أو إيواء أو استقبال أشخاص لغرض استغاللهم بشكل غير مشروع.
أوال-تعريف الجريمة:
بيع الطفل هو مبادلة الطفل أو أي جزء منه بمال أو منفعة أو بأي شكل من أشكال التعويض( ،سلمان،
والعيدي ،7273 ،ص )023.وقد عرفها البروتوكول الاختياري الثاني امللحق باتفاقية حقوق الطفل والخاص ببيع
واستغالل ألاطفال في البغاء واملواد إلاباحية في املادة الثانية منه كما يلي :أي فعل أو تعامل يتم بمقتضاه نقل طفل
من جانب أي شخص أو مجموعة إلى شخص أخر لقاء مكافأة أو أي شكل أخر من أشكال العوض.
كما أن هناك غرض أخر لبيع ألاطفال والاتجار بهم وهو التبني غير املشروع لألطفال عبر الدول كما يمكن أن
يكون بيع الطفل أو شراءه أو عرضه للبيع أو تسليمه وتسلمه أو نقله أو استغالله اقتصاديا أو جنسيا أو تجاريا أو في
التجارب العلمية أو غير ذلك من ألاغراض غير مشروعة وقد أصبحت هذه الجريمة تأخذ صورة الجريمة املنظمة العابرة
للحدود.
61 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
ثانيا :أركان الجريمة :الركن املادي :يشتمل على مجموعة من ألافعال حددتها املادة 372مكرر وهي:
.7فعل بيع أو شراء الطفل نظير مقابل مالي أو أي منفعة أخرى وبأي شكل من ألاشكال وألي غرض فاملشرع لم يحدد
إن كان الغرض من البيع والشراء هو تحقيق الربح واملنفعة املالية أو غير ذلك.
.2النشاط ضمن جماعة إجرامية منظمة أو ذات طابع عابر للحدود الوطنية وتكون العقوبة مشددة.
الركن املعنوي :هي جريمة مادية تتحقق بمجرد توافر العناصر املكونة لركنها املادي وذلك لكون املشرع ال يعتد بالغرض
الذي من اجله قام الفاعل ببيع الطفل وال بالشكل الذي حدثت تحت غطائه عملية البيع.
صفة املجني عليه :أن يكون طفال دون الثامنة عشر إذ يختلف الغرض من البيع والشكل الذي يستغل به القاصر
حسب عمره.
-يشكل الفعل جنحة معاقب عليها بنص املادة 372مكرر بالحبس من 2سنوات إلى 72سنة وبغرامة من 222.222
دج إلى 7.222.222دج ويأخذ الوسيط واملحرض في عملية البيع نفس العقوبة.
-ويأخذ الفعل وصف جناية عندما يرتكب من طرف جماعة إجرامية منظمة أو ذات طابع عبر للحدود الوطنية وتكون
العقوبة املقررة السجن من 72سنوات إلى 02سنة وغرامة مالية من 7.222.222دج إلى 0.222.222دج.
ويعاقب على الشروع في هذه الجريمة بنفس عقوبة الجريمة التامة :كما تنص املادة 302مكرر على تطبيق
نظام الفترة ألامنية بخصوص الجرائم املنصوص عليها في مجمعة من املواد من ضمنها املادة 372مكرر.
حرصا منه على حماية حق الطفل في صيانة عرضه وأخالقه جعل املشرع الصغير املجني عليه ظرفا مشددا
للعقوبة في بعض جرائم الاعتداء على العرض وألاخالق وركنا جوهريا في جرائم أخرى من نفس الطائفة وقد انطوى
قانون 27-72املعدل لقانون العقوبات على حماية أكثر للطفل من خالل تجريمه ألفعال الاستغالل الجنس ي لألطفال
ونشر الصور إلاباحية التي تخص القصر أو املساهمة في انجازها أو ترويجها بأي طريقة كانت باإلضافة إلى تجريمه لفعل
التسول بقاصر دون أي إعفاء من العقاب ولو كان املتسول بالقاصر هي أمه.
62 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
أن هذه الجرائم تؤثر سلبا على أخالق القاصر وعرضه إذ تترك أثار نفسية عميقة إلى درجة انه الستطيع حتى
التعبير عما حدث له بسبب الخوف الكبير كما يجد حرجا في إلابالغ على هذه الجرائم ونظرا لتشعب هذه ألاخيرة فضلنا
التطرق إلى البعض منها في الفروع ألاربعة آلاتية :في الفرع ألاول ندرس جريمة الفعل املخل بالحياء على قاصر أما في
الفرع الثاني :تحريض القصر على الفسق وفساد ألاخالق وفي الفرع الثالث :جريمة اغتصاب قاصر والفرع الرابع :جريمة
استغالل القصر في مواد إباحية.
الفرع ألاول :جريمة الفعل املخل بالحياء على قاصر( :بوسقيعة ،0272 ،ص772 .و )772
ومفهوم الفعل املخل بالحياء املنصوص عليه في املادة 332من قانون العقوبات ،هو كل فعل يمارس
على جسم الطفل سواء كان ذكر أو أنثى ،ومن شأنه أن يشكل إخالل باآلداب سواء كان ذلك علنا أو في الخفاء ،وقد
ميز املشرع من حيث الجزاء بين الفعل املخل بالحياء املرتكب بعنف والفعل املرتكب دون عنف
أوال :الفعل املخل بالحياء املرتكب بالعنف :تنص املادة 0/332من قانون العقوبات على" وإذا وقعت الجريمة على
قاصر لم يكمل السادسة عشرة يعاقب الجاني بالسجن املؤقت من عشر سنوات إلى عشرين سنة "
ثانيا :الفعل املخل بالحياء املرتكب بالعنف :يجرم املشرع الجزائري الفعل املخل بالحياء الوقع على القاصر ولو كان
بدون عنف ويميز من حيث الجزاء بين حالتين حسب سن املجني عليه:
7ـ إذا كان املجني عليه قاصرا بلغ سن التميز ( 11سنة) ولم يتجاوز 13سنة :يعد هذا الفعل جنحة تعاقب عليها
املادة 332بالحبس من 2إلى 72سنوات ،وترفع العقوبة إلى السجن املؤقت ن 72الى 02سنة حال توافر أحد الظروف
آلاتية:
ـ إذا كان الجاني من ألاصول أو من الفئة التي لها سلطة على الضحية
ـ إذا استعان الفاعل بشخص أو أكثر (املادة .)331
.2إذا كان املجني عليه قاصر تجاوز سنه 13سنة ولم يبلغ سن الرشد وكان الجاني من ألاصول :يعد الفعل جناية
تعاقب عليها الفقرة الثانية من املادة 322بالسجن من 2إلى 72سنوات إلى جانب تطبيق الفترة ألامنية والعقوبات
التكميلية عليه.
الفرع الثاني :تحريض القصر على الفسق وفساد ألاخالق:
تنص على هذه الجريمة املادة 320من قانون العقوبات وهي حث أو دفع طفل لم يكمل التاسعة عشر من عمره
ذكرا كان أو أنثى على الفسق أو فساد ألاخالق أو القيام بتشجيعهم أو تسهيله لهم ،وتأخذ الجريمة وصفين وهما:
ـ صورة الجريمة العرضية إذا كان الطفل قاصرا لم يكمل 76سنة.
ـ صورة الجريمة الاعتيادية إذا كان الطفل قاصرا أكمل 76سنة ولم يبلغ 79سنة.
الركن املادي :ويتمثل في حث الطفل على أعمال الفسق وفساد ألاخالق أو تشجيعه أو مساعدته على ذلك ،سواء
بالقول أو بغيره ،بغض النظر عن الوسيلة املستعملة من طرف املحرض ليمهد له طريقا للفسق أو يزين له ذلك بالهدايا.
لم يحدد املشرع الجزائري ما املقصود بفساد ألاخالق ،وال يقتصر مفهومه على الجانب الجنس ي بل اعتبر القضاء
الجزائري مجالسة الرجال في أماكن شرب الخمر تحريضا على فساد ألاخالق.
63 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
الركن املعنوي :القصد العام وهو املستخلص من علم املتهم بأن ما يقوم به من تحريض يؤدي بالطفل إلى الدخول في
دائرة الفسق وفساد ألاخالق.
الجزاء :حددت العقوبة من خمسة سنوات إلى عشر سنوات وبغرامة مالية من 02.222إلى 722.222دج.
الفرع الثالث :جريمة اغتصاب قاصر
لقد نص املشرع الجزائري على هذه الجريمة في املادة 336من قانون العقوبات ضمن جرائم انتهاك آلاداب،
وقد كان يسميها جريمة هتك عرض قاصر وتغيرت التسمية بموجب تعديل 27-72إلى جريمة اغتصاب والى جانب تخليه
على التسمية عدلت املادة فيما يخص سن القاصر الذي تم رفعه إلى 79سنة بعدما كان 76سنة كما حذ حذو املشرع
الفرنس ي في التوسيع من مجال هذه الجريمة ليشمل اغتصاب القاصر سواء كان الضحية ذكرا أم أنثى بنصه في الفقرة
الثانية من املادة " 336إذا وقع اغتصاب على قاصر لم يبلغ 79سنة "....
ويعرف الاغتصاب انه كل إيالج جنس ي جرى ارتكابه على شخص الغير ذكرا كان أم أنثى بدون رضاه منها نستنتج
أن أركان الجريمة تتمثل في:
/7الاعتداء الجنس ي :ويتحقق بالعملية الجنسية بين املعتدي والقاصر ويتم باإليالج الجنس ي الطبيعي.
/0انعدام رضا املجني عليه :ويكون باستعمال العنف أو التهديد أو إلاكراه ماديا كان أم معنويا أو قد يكون باستعمال
العنف ولكن عندما يتعلق ألامر بالقاصر فإن انعدام الرضا مفترض عند القاصر دون سن التمييز وسن التميز وفق
للمادة 20من القانون املدني هو 73سنة فال يكون لرضاه قيمة قانونية لنفي الجريمة.
أما الركن املفترض :فهو صغر الضحية والذي ال يتجاوز 79سنة سواء كان ذكر أو أنثى.
أما عن العقوبة املقررة :كون الاغتصاب هو ظرف مشددا إذا وقع على قاصر فتكون العقوبة هي السجن املؤقت من
72إلى 02سنة عمال بنص املادة .336
ــوإذا كان الجاني من ألاصول أو من الفئة التي عليها سلطة على الضحية ترفع العقوبة في هذه الحالة إلى السجن
املؤبد طبقا للمادة 331من قانون العقوبات.
باإلضافة إلى العقوبات التكميلية إلالزامية والعقوبات الاختيارية ،فعند الحكم بجناية يكون إلزاما الحرمان من
ممارسة حق أو أكثر من الحقوق الوطنية واملدنية والعائلية املنصوص عليه في املادة 2مكرر 7وذلك أثناء تنفيذ العقوبة
ألاصلية ،كما تنص املادة 327على تطبيق الفترة ألامنية املنصوص عليها في املادة 62مكرر على املحكوم عليه عند
إلادانة بجريمة الاغتصاب املنصوص واملعاقب عليها في املادتين 336و 331من قانون العقوبات.
64 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
لقد استحدث املشرع الجزائري هذه الجريمة بموجب تعديل قانون العقوبات بالقانون 27-72في املادة 333
مكرر 7وذلك تماشيا مع البرتوكول الاختياري التفاقية حقوق الطفل بشأن بيع واستغالل ألاطفال في البغاء وألاعمال
إلاباحية وتنص املادة " يعاقب بالحبس من خمس ( )2سنوات إلى عشر ( )72سنوات وبغرامة من 222.222دج إلى
7.222.222دج ،كل من صور قاصرا لم يكمل 79سنة بأي وسيلة كانت وهو يمارس أنشطة جنسية بصفة مبينة،
حقيقية أو غير حقيقية ،أو صور ألاعضاء الجنسية للقاصر ألغراض جنسية أساسا ،أو قام بإنتاج أو توزيع أو نشر أو
ترويج أو استيراد أو تصدير أو عرض أو بيع أو حيازة مواد إباحية متعلقة بالقصر " .
أوال :يقصد باستغالل ألاطفال في مواد إباحية هو تصوير أي طفل بأي وسيلة كان يمارس ممارسة حقيقية أو باملحاكاة
أنشطة جنسية صريحة أو أي تصوير لألعضاء الجنسية للطفل إلشباع الرغبة الجنسية أساسا وهي ظاهرة جد خطيرة
انتشرت في السنوات ألاخيرة بين ألاشخاص اللذين يعانون انحراف في التفضيل الجنس ي لألطفال ملمارسة الجنس معهم
أو مشاهدة صور خليعة أو أفالم إباحية.
ـ كما يتم استخدام الطفل إلنتاج أعمال أو أداء عروض إباحية لجني ألاموال من وراء ذلك وقد يكون استغالل الطفل
من طرف الغير أو حتى من طرف ذويه فاألسرة ليست دائما املقر ألامن لحماية الطفل فاآلباء قد ال يمتنعون فقط عن
الاعتداء باألبناء بل قد يعرضونهم إلى الخطر كما يؤدي فقدان أحد الوالدين أو انفصالهما إلى عواقب وخيمة يكون
ضحيتها الطفل القاصر تستدعي إسقاط الوالية ألابوية ملدة قد تطول أو تقصر.
ثانيا :بالرجوع إلى نص املادة نجد أن الركن املادي للجريمة يتمثل في:
تصوير قاصر بأي وسيلة كانت وهو بصدد ممارسة أنشطة جنسية سواء كان ذلك حقيقة أو عن طريق الخدع
التصويرية.
تصوير ألاعضاء الجنسية للقصر ألغراض جنسية فإذا كان التصوير ألغراض عملية أو طبية ال يندرج ضمن
هذه الجريمة
)0إلانتاج والتوزيع والنشر والترويج :وذلك مهما كانت الوسيلة املستعملة سواء السمعية ،البصرية ،الانترنيت
وألانظمة املعلوماتية ،فكل من أنتج أو أرسل أو نشر عن طريق نظام معلومات أو الشبكة املعلوماتية أو كل ما هو
مسموع أو مقروء أو مرئي يتضمن أعماال إباحية وجنسية يشارك فيها القصر وتتعلق باالستغالل الجنس ي لهؤالء الذين
لم يتجاوز سنهم 79سنة.
65 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
)3الاستيراد والتصدير أو البيع والحيازة :كل هذه ألافعال تفيد تداول هذه املنتوجات التي موضوعها أعمال إباحية
وجنسية تتعلق بالقصر سواء باالستيراد أو التصدير أو البيع أو حتى الحيازة ،وهنا نالحظ أن املشرع ذهب في املادة 333
مكرر 7إلى ابعد مما جاء في البروتوكول الاختياري بتجريمه لفعل حيازة هذه املواد.
ثالثا :ما الركن املعنوي فيتمثل في علم الجاني بان ما ينتجه أو ما يتداوله ويروجه أو ينشره أو ما يحوزه يتعلق بمواد
إباحية موضوعها قصر لم يبلغوا 79سنة من العمر.
رابعا :العقوبة :تعاقب املادة 333مكرر 7الفاعل بالحبس من 2سنوات إلى 72سنوات وغرامة مالية من 222.222دج
إلى 7.222.222دج ،مع مصادرة الوسائل املستعملة الرتكاب الجريمة وألاموال املتحصل عليها بصفة غير مشروعة مع
مراعاة حقوق الغير حسن النية.
مالحظة :تنص املادة 72من قانون حماية الطفل أنه "يمنع ،تحت طائلة املتابعات الجزائية ،استعمال الطفل في
ومضات إشهارية أو ألافالم أو صور أو تسجيالت مهما كان شكلها إال بترخيص من ممثله الشرعي خارج فترات التمدرس
وذلك طبقا للتشريع والتنظيم املعمول بهما "وهو ما يشكل وجه أخر للحماية للطفل.
66 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
لقد كان املشرع الجزائري السباق إلى إقرار هذا الحق في الحالة املدنية منذ صدور ألامر املتعلق بها سنة 7212
والذي لم يعدل إال مؤخرا بموجب القانون 29-72املؤرخ في 0272/29/22والذي رسم قواعد إلزام املواطنين باحترامها
وإال تعرضوا إلى عقوبات مخالفتها خاصة تلك املتعلقة بالطفل وتأخذ هذه الجريمة صورتين هما
صورة عدم التصريح بامليالد :تنص املادة 67من أمر 02/12املعدل بقانون 29-72بمايلي " يصرح باملواليد )7
خالل 2أيام من الوالدة إلى ضابط الحالة املدنية للمكان وإال فرضت العقوبات املنصوص عليها في املادة 220ف 3من
قانون العقوبات وتحدد املدة املذكورة في الفقرة ألاولى أعاله بعشرين يوم لواليات الجنوب ....وال يحسب يوم الوالدة
في ألاجل املحدد في الفقرة السابقة عندما يصادف أخر يوم من هذه آلاجال يوم عطلة ،ويحدد هذا ألاجل إلى أول يوم
عمل يلي يوم العطلة " وتنص املادة 60من نفس ألامر "يصرح بوالدة الطفل ألاب أو ألام وإال ألاطباء والقابالت أو أي
شخص أخر حضر الوالدة وعندما تكون ألام ولدت خارج مسكنها فالشخص الذي ولدت عنده ألام ،تحرر شهادة امليالد
فورا "
وبالرجوع إلى قانون العقوبات نجده في املادة 220ف 3منه يعاقب كل من حضر والدة طفل ولم يقدم إلاقرار
املنصوص عليه قانونا في املواعيد املحددة بالحبس من 72أيام إلى شهرين وبغرامة من 9222الى 76222دج أو إحدى
هاتين العقوبتين.
إذن نستنتج من نص املادة 60لكي يلزم الشخص بالتصريح بوالدة طفل إلى ضابط الحالة املدنية يجب أن يكون ألاب
أو ألام أو الطبيب أو القابلة أو أي شخص كان قد حضر فعال الوضع وان يكون التصريح في املدة املحددة في املادة 67
وإذا امتنعوا عن ذلك يكون قد ارتكبوا جريمة ويتعرضون للعقاب املنصوص عليه في املادة 220ف 3من قانون
العقوبات.
)1صورة عدم تسليم طفل حديث العهد بالوالدة :تنص املادة 61فقرة 7من ألامر 02/12املعدل بالقانون رقم -72
29على انه "يتعين على كل شخص وجد مولود حديثا أن يصرح به إلى ضابط الحالة املدنية التابع ملكان العثور عليه
إذا لم تكن له رغبة في التكفل بالطفل يجب عليه تسليمه إلى ضابط الحالة املدنية مع ألالبسة وألامتعة ألاخرى
املوجودة معه "أما املادة 220فقرة 3تنص" يعاقب بالحبس من 72أيام على ألاقل إلى شهرين على ألاكثر و بغرامة من
9222الى 76222دج أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط ،كل من حضر والدة طفل ولم يقدم عنه إلاقرار املنصوص عليه
في القانون في املواعيد املحددة وكل من وجد طفال حديث العهد بالوالدة ولم يسلمه إلى ضابط الحالة املدنية كما
يوجب ذلك القانون ما لم يوافق على أن يتكفل به و يقر بذلك أمام جهة البلدية التي عثر على الطفل في دائرتها .
67 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
إذ تنص املادة 332ف " 3أحد الوالدين الذي يعرض صحة أوالده أو أحد أو أكثر منهم أو يعرض أمنهم أو خلقهم لخطر
جسيم بان يس يء معاملتهم أو يكون مثال سيئا لهم لالعتياد على السكر أو سوء السلوك أو يمهل رعايتهم أو ال يقوم
باإلشراف الضروري عليهم ،وذلك سواء كان قد قض ى بإسقاط سلطته ألابوية عليهم أو لم يقض بإسقاطها "
ـ أعمال ذات طابع مادي :سوء املعاملة وانعدام الرعاية الصحية مثل ضرب الطفل ،الذهاب إلى العمل وترك الطفل
بمفرده في البيت أو الشارع ،عدم عرض الطفل على الطبيب في حالة مرضه.
ـ أعمال ذات طابع أدبي :املثل الش يء مثل تعاطي املخدرات وإلادمان على السكر ،القيام باألعمال املنافية لألخالق
وعدم رعاية ألاطفال.
ـ النتيجة املترتبة عن إلاهمال :يجب أن تعرض سلوكات ألاب وألام صحة ألاوالد وأمنهم لخطر جسيم وتقدير 3
مدى جسامة الخطر تخضع للسلطة التقديرية للقاض ي.
العقوبة :الحبس من شهرين إلى سنة وبغرامة من 02.222دج إلى 722.222دج
مالحظة :فيما يخص إجراءات املتابعة فعلى غرار جريمة ترك ألاسرة التي علق املشرع فيها املتابعة على شكوى املضرور
فان هذا إلاجراء غير واردة في جريمة إلاهمال املعنوي لسبب واحد لكون املضرور هنا طفل أو أوالد لم يكتمل بعد
نضجهم الجسمي والعقلي ويتعذر عليهم تقديم شكوى فلم يخض إجراءات املتابعة ألي قيد وبالتالي يمكن للنيابة
العامة تحريك الدعوى العمومية دو انتظار الشكوى ،كما لم يجعل الصفح سببا لوضع حد للمتابعة الجزائية مثلما
فعل في جريمة ترك ألاسرة و الامتناع عن دفع النفقة (خرباش ،0222 ،ص ) 12 .ولكن رغم مراعاة املشرع للطرف
املضرور إال أن هذه الجرائم كثرا ما ترتكب ويفلت الوالدين من العقاب لكونها تتم داخل ألاسرة ويتعذر وصولها لعلم
النيابة إال إذا تقدم القاصر بشكوى أو قدم أحد الجيران بالغ .
سنتناول في هذا الفرع جريمتين أساسيتين وهما جريمة تقديم طفل إلى ملجأ أو مؤسسة خيرية وجريمة عدم
تسليم طفل تحت رعاية الغير.
68 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
تنص املادة 3/220من قانون العقوبات "يعاقب بالحبس من عشرة أيام على ألاقل إلى شهرين على ألاكثر وبغرامة
من 9.222دج إلى 76.222دج كل من قدم طفال تقل سنه عن سبع سنوات كاملة إلى ملجأ أو إلى مؤسسة خيرية متى
كان قد سلم إليه لرعاية أو ألي سبب أخر ما لم يكن غير مكلف أو غير ملزم بتوفير الطعام له مجانا وبرعايته ولم يوفر
له أحد ذلك "
إذن :من خالل النص نستنتج أن ألامر يتعلق بطفل لم يتجاوز السابعة وقصر الضحية هو ركن في هده الجريمة أما
الشرط الثاني يجب أن يكون الجاني شخصا مكلفا أو ملزما بتوفير الطعام للطفل مجانا وبرعايته وقد يجد هذا إلالزام
مصدره في عالقة الرحم كالجد والجدة وألاخ وألاخت والعم والعمة والخال والخالة او في عقد شرعي كما في الكفالة
طبقا للمادة 776من قانون ألاسرة أما آلاباء و ألامهات فال تقوم الجريمة في حقهم إذ ال يمكن الحديث بشأنهم عن
استالم طفل لرعايته ،كما ال تقوم في حق من هو مكلف أو غير ملزم برعاية الطفل ومن ثم ال يمكن مساءلة من وجد
طفال فقدمه إلى ملجأ أو مؤسسة خيرية (بوسقيعة ،0273 ،ص)790 .
تنص عليها املادة 301من قانون العقوبات التي جاء نصها كاالتي" :كل من لم يسلم طفال موضوعا تحت رعايته
إلى ألاشخاص الذين لهم الحق في املطالبة به يعاقب بالحبس من سنتين إلى خمس سنوات "
أن يكون الطفل قد وكل إلى الغير كان يوكل إلى مربية أو مرضعة والى مدرسة داخلية أو حضانة أو روضة
أطفال ومن ثمة ال تقوم الجريمة في حق الوالدين حتى وان كانت الرابطة الزوجية منحلة وألاصل هوان ال يتجاوز
الطفل 1سنوات قياسا على نص املادة .3/220
أن يطالب به من له الحق في ذلك أي الشخص الذي يتمتع بالحضانة (ألاب ،ألام أو الوص ي) بغض النظر عما
إذا كان الطفل قد وكل إلى املتهم بطريقة غير مباشرة
يجب قيام عدم تسليم سواء امتنع من أو كل له عن رده أو امتنع عن تعيين مكان تواجده.
الركن املعنوي :تقتض ي هذه الجريمة توفر نية إجرامية لدى املجني وال تقوم الجريمة إال إذا تعمد من كان الطفل تحت
رعايته رفض تسليمه إلى من له الحق في املطالبة به أو امتنع عن إلافصاح عن مكان الذي يوجد فيه الطفل
أما عن العقوبة :فقد صنفها املشرع جنحة وذلك من خالل العقوبة املقررة ملرتكبيها والتي هي الحبس من سنتين إلى
خمس سنوات إضافة إلى إمكانية الحكم بالعقوبات التكميلية املقررة في الجنح كل ذلك ما هو إال تكريسا للحماية التي
قررها املشرع للطفل وحمل كل من تولى رعايته مسؤولية الحفاظ عليه ورده إلى أهله متى طلب منه ذلك.
69 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
وقد أحسن املشرع في إدراج هذه املادة الن ظاهرة التسول باألطفال انتشرت بالكثرة وهو ما يشكل خطر عليهم.
70 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
" تعتبر من بين الحاالت التي تعرض الطفل للخطر :فقدان الطفل لوالديه وبقائه دون سند عائلي ،تعرض الطفل
لإلهمال أو التشرد ،املساس بحقه في التعليم ،التسول بالطفل أو تعريضه للتسول ،عجز ألابوين أو من يقوم برعاية
الطفل عن التحكم في تصروفاته التي من شانها أن تؤثر على سالمته البدنية أو النفسية أو التربوية.
التقصير البين واملتواصل في التربية والرعاية ،سوء معاملة الطفل السيما بتعريضه للتعذيب والعتداء على سالمته
البدنية أو احتجازه أو منع الطعام عنه أو إتيان أي عمل ينطوي على القساوة من شانه التأثير على توازن الطفل العاطفي
آو النفس ي ،إذا كان الطفل ضحية جريمة من ممثله الشرعي ،إذا كان الطفل ضحية جريمة من أي شخص أخر إذا
اقتضت مصلحة الطفل حمايته ،الاستغالل الجنس ي للطفل بمختلف أشكاله ،من خالل استغالله السيما في املواد
إلاباحية وفي البغاء وإشراكه في عروض جنسية ،الاستغالل الاقتصادي للطفل ال سيما بتشغيله أو تكليفه بعمل يحرمه
من متابعة دراسته أو يكون ضارا بصحته آو بسالمته البدنية أو املعنوية،
وقوع الطفل ضحية نزاعات مسلحة وغيرها من حاالت الاضطراب وعدم الاستقرار ،الطفل الالجئ.
إن املشرع عند تعداده لحاالت تعرض الطفل للخطر نجده قد شمل كافة امليادين التي لها عالقة بالطفل وأكثر
من ذلك حمى الطفل لالجئ الذي يجتاز الحدود طالبا الحماية ومن اجل تحقيق هذه الحماية جند وسائل الاجتماعية
والقضائية آلاتية:
املطلب الثاني :الحماية الاجتماعية للطفل
قبل صدور قانون الطفل 70-72كانت مهمة تأمين حماية الطفولة واملراهقة موكلة إلى كل من املؤسسات
واملصالح التالية :املركز املتخصصة إلعادة التربية ،املراكز التخصصية للحماية ،مصالح املالحظة والتربية في الوسط
املفتوح ،واملراكز املتعددة الخدمات لوقاية الشبيبة وذلك بموجب ألامر 62-12املؤرخ في 06سبتمبر سنة 7212الذي
يتضمن إحداث املؤسسات واملصالح املكلفة بحماية الطفولة واملراهقة ولكن بموجب 722تم إلغاء هذا ألامر وعهدت
هذه الحماية إلى مؤسسات أخرى ستنشأ على املستويين الوطني واملحلي ففيما تتمثل هذه ألاخير وما هو مصير املصالح
التي حملها هذا ألامر بعد إلغاءه؟.
71 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
ـإنه بالرجوع إلى ألامر رقم 62-12املؤرخ في 06ستمبر 7212الذي يتضمن إحداث املؤسسات واملصالح املكلفة بحماية
الطفولة واملراهقة نجد أن املهمة كانت موكلة إلى وزير الشبيبة والرياضة في حين أن القانون الجديد أوكل املهمة إلى
الوزير ألاول وهو ما يعد أحد أوجه تكريس مبدأ املصلحة الفضلى للطفل.
أما فيما يخص شروط وكيفيات تنظيم الهيئة الوطنية وسيرها فقد أرجعها املشرع صدور تنظيم والذي لم
يصدر بعد.
مهامه :لقد حددت املواد 72 ،73،72و 02املهام املسندة للمفوض الوطني نذكر منها:
وضع برامج وطنية ومحلية لحماية وترقية حقوق الطفل بالتنسيق مع مختلف إلادارات واملؤسسات والهيئات .7
العمومية وألاشخاص املكلفين برعاية الطفولة وتقيمها الدوري.
متابعة ألاعمال املباشرة ميدانيا في مجال حماية الطفل والتنسيق بين مختلف املتدخلين .0
أبداء الرأي في التشريع الوطني الساري املفعول املتعلق بحقوق الطفل. .3
زيارة املصالح املكلفة بحماية الطفولة وتقديم أي اقتراح كفيل بتحسين سيرها وتنظيمها. .2
املساهمة في إعداد التقارير املتعلقة بحقوق الطفل التي تقدمها الدولة إلى الهيئات الدولية والجهوية املختصة. .2
إعداد تقرير سنوي عن حالة حقوق الطفل ومدى تنفيذ اتفاقية حقوق الطفل ،ويرفعه إلى رئيس الجمهورية .6
ويتم نشره وتعميمه خالل الثالثة أشهر املوالية لهذا التبليغ.
ـ كيفية إخطاره وإلاجراءات التي يتخذها :تنص املواد 76،71 ،72و 79من القانون 70-72على ذلك ،إذ يتم إخطار
املفوض الوطني بوجود مساس بحقوق الطفل سواء من الطفل ذاته أو ممثله الشرعي أو من كل شخص طبيعي أو
معنوي ثم يقوم هو باتخاذ إلاجراءات آلاتية:
ـيقوم بتحويل إلاخطارات إلى مصلحة الوسط املفتوح املختصة إقليميا للتحقيق فيها واتخاذ إلاجراءات املناسبة.
ـ يقوم بتحويل إلاخطارات التي يحتمل أن تتضمن وصفا جزائيا إلى وزير العدل الذي يخطر النائب العام
املختص قصد تحريك الدعوى العمومية.
مالحظة :أنه من خالل استقراء املواد املنظمة لدور ومهام املفوض الوطني نستنتج أنه يشكل أحد العناصر الهامة
والفعالة في تجسيد وحماية حقوق الطفولة خاصة وأنه وضعت تحت تصرفه كل الوسائل وال يمكن الاعتداد في
مواجهته بالسر املنهي فهو همزة وصل بين الهيئات املركزية واملحلية.
72 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
لقد تطرقت املواد من 07إلى 37إلى الحماية الاجتماعية على املستوى املحلي أين أسندت املهمة إلى الوسط
املفتوح بالتنسيق مع مختلف الهيئات واملؤسسات العمومية وألاشخاص املكلفين برعاية الطفولة.
ـ ما هو الوسط املفتوح؟ تنص املادة 07على انه تنشأ مصالح الوسط املفتوح بواقع مصلحة واحدة بكل والية مع
إمكانية إنشاء أكثر من مصلحة في الواليات ذات الكثافة السكانية يتشكل من موظفين مختصين السيما :مربين
ومساعدين اجتماعين وأخصائيين نفسانيين وأخصائيين اجتماعيين وحقوقيين وضعت الدولة تحت تصرفه كل
الوسائل املادية والبشرية الالزمة للقيام بمهامه .وسيحدد التنظيم شروط تطبيق هذه املادة الحقا.
مهامه :أسندت للوسط املفتوح املهام آلاتية:
بكل ما من شأنه أن يشكل خطر على الطفل أو على صحته أو سالمته البدنية أو املعنوية كما يمكنه التدخل
تلقائيا ال يمكن للوسط املفتوح رفض التكفل بطفل يقيم خارج اختصاصه إلاقليمي ولكن يمكنه في هذه الحالة أن
يطلب املساعدة من مصلحة مكان إقامة أو سكنه أو تحويله إليه.
إلاجراءات املتخذة:
تنص املادة 03على انه بعد تأكد الوسط املفتوح من الوجود الفعلي لحالة الخطر من خالل القيام باألبحاث الاجتماعية
والانتقال إلى مكان تواجد الطفل والاستماع إليه والى ممثله الشرعي من اجل اتخاذ التدابير املناسبة له أو طلب تدخل
النيابة أو قاض ي ألاحداث إذا تطلب ألامر ذلك أحد إلاجراءات آلاتية:
إلاجراء ألاول :إذا تأكد الوسط من عدم وجود خطر يقوم بإعالم الطفل وممثله الشرعي بذلك.
إلاجراء الثاني :إذا تأكد من وجود الخطر يقوم الوسط املفتوح بما يلي:
الاتصال باملمثل الشرعي للطفل من اجل الوصول إلى الاتفاق بخصوص التدبير ألاكثر مالئمة الحتياجات
الطفل ووضعيته.
إذا كان الطفل يبلغ من العمر ثالثة عشر سنة على ألاقل يقوم بإشراكه في التدبير الذي سيتخذ بشأنه
73 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
يحرر الاتفاق في محضر يوقع عليه جميع ألاطراف بعد تالوته عليهم مع إعالم الطفل وممثله الشرعي بحقهما
في رفض الاتفاق.
يقوم الوسط املفتوح بإبقاء الطفل في أسرته مع اقتراح أحد التدابير الاتفاقية آلاتية:
إلزام ألاسرة باتخاذ التدابير الضرورية املتفق عليها إلبعاد الخطر على الطفل في آلاجال التي تحددها مصالح .7
الوسط املفتوح لحماية الاجتماعية
تقديم املساعدة الضرورية لألسرة وذلك بالتنسيق مع الهيئات املكلفة بالحماية الاجتماعية. .0
إخطار الوالي أو رئيس املجلس الشعبي البلدي املختص أو أية هيئة اجتماعية من اجل التكفل الاجتماعي .3
بالطفل.
اتخاذ الاحتياطات الضرورية ملنع اتصال الطفل مع أي شخص يمكن أن يهدد صحته أو سالمته البدنية أو .2
املعنوية.
يمكن ملصالح الوسط املفتوح تلقائيا أو بناء على طلب الطفل أو ممثله الشرعي ،مراجعة التدبير املتفق عليه .7
كليا أو جزئيا.
إلاجراء الثالث :رفع ألامر إلى قاض ي ألاحداث املختص تنص على هذا إلاجراء املادة 09التي تنص "يجب أن ترفع مصالح
الوسط املفتوح ألامر فورا إلى قاض ي ألاحداث املختص في حاالت الخطر الحال أو في الحاالت التي يستحيل معها إبقاء
الطفل في أسرته السيما إذا كان صحية جريمة ارتكبها ممثله الشرعي وهنا يتم الانتقال إلى الحماية القضائية للطفل.
مالحظة :من خالل تدريبنا امليداني في كل من والية ورقلة ،مسيلة والقالة لحظنا أن قضاة ألاحداث يستنجدون
بمراكز ومصالح موجودة خارج اختصاصهم لوضع الطفل املوجود في خطر فيها فمثال والية املسيلة يستعينون باملراكز
املوجودة على مستوى والية سطيف في حين نجد قاض ي ألاحداث بمحكمة القالة يستعين بمركز إعادة التربية لإلناث
بقسنطينة وان نص املشرع على إنشاء مصلحة في كل والية يخدم الطفل في الدرجة ألاولى ألنه سيبقى في محيطه
كما يخدم قاض ي ألاحداث في الدرجة الثانية الن الطفل يكون تحت مراقبته املستمرة وتسهل عليه إلاجراءات
املطلب الثالث :الحماية القضائية للطفل :إلى جانب الحماية الاجتماعية املقررة للطفل على املستويين الوطني
واملحلي قرر املشرع حماية قضائية والتي خص بها قاض ي ألاحداث على مستوى املحكمة فقد حدد القانون 70-72
املتعلق بحقوق الطفل اختصاصه وكيفية إخطاره كما رسم له التدابير الواجب اتخاذها ملساعدة الطفل في خطر وهو
ما سنبينه في الفرعين آلاتيين:
74 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
كما يجوز لقاض ي ألاحداث أن يتدخل تلقائيا ويمكن تلقي إلاخطار املقدم من الطفل شفاهه "
إنه باستقراء نص املادة الحالية ومقارنتها بنص املادة 0من ألامر 23- 10املتعلق بحماية الطفولة واملراهقة امللغى والتي
تنص "يختص قاض ي ألاحداث ملحل إقامة القاصر أو مسكنه أو محل إقامة أو مسكن والدية أو الولي عليه وكذلك
قاض ي ألاحداث للمكان الذي وجد فيه القاصر في حالة عدم وجود هؤالء بالنظر في العريضة التي ترفع إليه من والد
القاصر أو والدته أو الشخص الذي يسند إليه حق الحضانة على القاصر نفسه ،وكذلك العريضة التي ترفع إليه من
الولي أو وكيل الدولة او رئيس املجلس الشعبي البلدي ملكان إقامة القاصر أو املندوبين املختصين باإلفراج املراقب ،كما
يجوز لقاض ي ألاحداث كذلك ،أن ينظر في القضايا املتعلقة باإلحداث بصفة تلقائية "
نستنتج ما يلي:
أوال :نالحظ أن املشرع احتفظ بالجهات التي يجوز لها إخطار قاض ي ألاحداث بوجد الطفل في خطر مع تعديل في
مصطلحات التي جاء شاملة كما خول حق إلاخطار ألشخاص آخرين لم يتم إدراجهم من قبل وقد حددت كالتالي:
الطفل :نالحظ أن املشرع قد تدارك السهو الذي وقع فيه وذلك بتكريسه لحق الطفل املوجود في خطر برفع .7
عريضة إلى قاض ي ألاحداث وقد ذهب إلى أكثر من ذلك فقد اعتبر إلاخطار الشفهي املقدم من الطفل أحد وسائل تدخله
وذلك ترسيخا منه ملبدأ املصلحة الفضلى للطفل.
ممثله الشرعي :وهو مصطلح واسع باملقارنة عما كان عليه في املادة 0امللغاة التي حصرته والد القاصر ،والدته
والشخص الذي يسند إليه حق الحضانة ،إذ يمكن إدراج تحت مصطلح املمثل الشرعي كل من الوالي ،والوص ي واملقدم
والكفيل.
وكيل الجمهوري :والذي كان يسمى في ضل املادة 20بوكيل الدولة.
الوالي؛ رئيس املجلس الشعبي البلدي ملكان إقامة الطفل؛ مصالح الوسط املفتوح الهيئات العمومية املهتمة
بشؤون الطفل
ثانيا :نالحظ أن املشرع احتفظ بإجراء إلاخطار الذي يكون بتقديم عريضة مكتوبة من قبل الجهات املخول لها الحق
في ذلك كما اعتبر التصريح الشفوي املقدم من الطفل وسيلة إخطار أخدا بعين الاعتبار صغر املبلغ وان املصلحة
املحمية تستدعي التدخل الفوري بعيدا عن إلاجراءات الشكلية خاصة إذا كان املستغيث هو الطفل.
ثالثا :نالحظ أن املشرع في القانون الجديد تخلى عن معيار إقامة الحدث في تحديد اختصاص قاض ي ألاحداث إذ وسع
في نطاق اختصاصه ليشمل محل إقامته ،أو مسكنه أو محل إقامة أو مسكن ممثله الشرعي ومكان تواجد الطفل كل
ذلك حماية ملصلحة الطفل.
75 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
حالة تطبيقية:
1ـ الطلب املوجه من السيدة (ع ل) املوجه إلى السيد قاض ي ألاحداث بالقالة أين تلتمس فيه إيداع ابنها في دار طفولة
املسعفة ألنها تعيش في ظروف صعبة وإنها الستطيع تربية ابنها وعليه تلتمس إيواءه لكي ال يضيع نسخة من طلب
مرفقة (نسخة من طلب املوجه إلى قاض ي ألاحداث من طرف ممثله الشرعي (ألام) مرفقة كملحق)
.2العريضة املوجه من السيد وكيل الجمهورية لدى محكمة القالة إلى قاض ي ألاحداث يلتمس فيها أصدر أمر بوضع
الطفلة (ج ك) املعرضة لخطر معنوي بمركز مخصص في حماية ألاطفال عمال بنص املادة 30و 27من القانون رقم
70/72املتعلق بحماية الطفل (نسخة من العريضة املقدمة من السيد وكيل الجمهورية مرفقة كملحق).
.1الطلب املوجه من الكفيل إلى السيد قاض ي ألاحداث بمسيلة بواسطة محاميه أين يلتمس فيه إيداع الطفل املكفول
لعدم قدرته على رعايته بعد أن توفيت زوجته( .نسخة من الطلب الكفيل مرفقة كملحق)
تنص املواد من 33إلى 22على التدابير الواجب على قاض ي ألاحداث اتخذها عند تلقيه للعريضة أو التصريح
الشفوي من الطفل املوجود في خطر وهي كاألتي:
استدعاء على الفور الطفل ووليه الشرعي وسماع أقوالهم وتلقى أراءهم بالنسبة لوضعية الطفل ومستقبلة .7
مع جواز استعانة الطفل بمحامي أين يتم سماع على محضر يسمى محضر سماع أقوال املسؤول املدني عن الحدث في
خطر معنوي (نسخة من محضر سماع املسؤول املدني مرفق كملحق)
يجوز لقاض ي ألاحداث القيام بدراسة شخصية الطفل بواسطة البحث الاجتماعي والفحوص الطبية والعقلية .0
والنفسانية ومراقبة سلوكه إذا اقتض ى آلامر ذلك فمثال توجيه أمر إلى طبيب من اجل معاينة طفل موجود في خطر
معنوي لكي يقدم له تقرير حول حالته الصحية (نسخة من ألامر املوجه لطبيب مرفق كملحق)
كما يجوز له تلقي كل املعلومات والتقارير املتعلقة بوضعية الطفل من أي شخص يرى فائدة من سماعه وله .3
الاستعانة بالوسط املفتوح
يجوز له أثناء التحقيق أن يتخذ بشأن الطفل وبموجب أمر بالحراسة املؤقتة أحد التدابير آلاتية: .2
إبقاء الطفل في أسرته
تسليم الطفل إلى شخص أو عائلة جديرين بالثقة
أو تكليف الوسط املفتوح بمالحظة الطفل في وسطه ألاسري أو املدرس ي أو املنهي.
.2يمكن لقاض ي ألاحداث أن يأمر بوضع الطفل بصفة مؤقتة في( :نسخة من ألامر مرفقة كملحق)
مركز متخصص في حماية ألاطفال في خطر
مصلحة مكلفة بمساعدة الطفولة
76 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
مركز أو مؤسسة استشفائية ،إذا كان الطفل في حاجة إلى تكفل صحي أو نفس ي.
. 6ال يمكن أن تتجاوز مدة التدابير املؤقتة املتخذة أثناء التحقيق ستة 26أشهر مع وجوب إعالم الطفل وممثله
الشرعي خالل 29ساعة من صدورها بأية وسيلة كانت.
حالة تطبيقية :ألامر الصادر عن قاض ي ألاحداث بمسلة املتضمن وضع الحدث (ي ع) مؤقتا في مركز الطفولة املسعفة
بسطيف ملدة ستة أشهر إلى غاية الفصل النهائي في قضيته.
ثانيا :بعد الانتهاء من التحقيق :بعد الانتهاء من التحقيق يقوم قاض ي ألاحداث بما يلي:
إرسال امللف إلى وكيل الجمهورية لالطالع عليه ويكون ذلك بموجب أمر باإلبالغ( .نسخة من ألامر باإلبالغ مرفق .7
كملحق)
استدعاء الطفل وممثله الشرعي واملحامي عند الاقتضاء بموجب رسالة موص ى عليها مع العلم بالوصول قبل .0
ثمانية أيام على ألاقل من النظر في القضية.
يسمع قاض ي ألاحداث بمكتبه ألاطراف وكل شخص يرى فائدة من سماعه كما يجوز له إعفاء الطفل من .3
املثول أمامه آو آلامر بانسحابه أثناء املناقشات أو بعضها إذا اقتضت مصلحته ذلك.
يتخذ قاض ي ألاحداث بموجب أمر أحد التدابير التي نصت عليها املادة 22على النحو ألاتي: .2
إبقاء الطفل في أسرته (نسخة من ألامر ابقاء الطفل في اسرته مرفق كملحق)
تسليم الطفل لوالده أو لوالدته الذي يمارس حق الحصانة ،ما لم تكن قد سقطت عنه.
تسليم الطفل إلى أحد أقاربه.
تسليم الطفل إلى شخص أو عائلة جديرين بالثقة :ولكن املشرع لم يحدد الشروط الواجب توفرها في
ألاشخاص والعائالت الجديرة بالثقة عن طريق التنظيم وهي تبقى سلطة تقديرية للقاض ي (نسخة من أمر وضع الحدث
لدى الغير مرفق كملحق)
يجوز له أن يكلف مصالح الوسط املفتوح بمتابعة ومالحظة الطفل وتقديم الحماية له من خالل توفير
املساعدة الضرورية لتربيته وتكوينه ورعايته مع وجوب تقديمه لتقرير دوري حول تطور وضعيته( .نسخة من طلب
موجه من قاض ي ألاحداث إلى مدربة مركز الطفولة مسعفة اين يلتمس فيها تقرير حول وضعية حدث مرفق كملحق)
2.يجوز لقاض ي ألاحداث أن يأمر بوضع الطفل إما في :مركز متخصص في حماية ألاطفال في خطر أو بمصلحة مكلفة
بمساعدة الطفولة( .نسخة من ألامر الوضع بمركز حماية ألاحداث مرفق كملحق)
. 6مدة التدبير ونهايتها :تنص املادة 20من قانون حماية الطفل أنه :يجب أن تكون التدابير املقررة في املادتين 22و 27
ملدة سنتين 20قابلة للتجديد وال يمكن أن تتجاوز في كل ألاحوال تاريخ بلوغ الطفل سن الرشد الجزائي.
ـ يمكن لقاض ي ألاحداث عند الضرورة أن يمدد الحماية إلى إحدى وعشرون سنة بناء على طلب من سلم إليه
الطفل أو من قبل املعني (الطفل) أو من تلقاء نفسه.
77 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
ـ تتيهي مدة الحماية بنهاية الوقت املحدد لها ،كما يمكن لقاض ي ألاحداث أن ينهي الحماية بموجب أمر بناء على طلب
املعني بمجرد أن يصبح قادرا على التكفل بنفسه.
تنص املادة 23على أن " تبلغ ألاوامر املنصوص عليها في املادتين 22و 2من هذا القانون بأية وسيلة إلى الطفل
وممثله الشرعي خالل 29ساعة من صدورها
ال تكون هذه ألاوامر قابلة ألي طريق من طرق الطعن " إذن من خالل نص املادة نستنتج أن كافة ألاوامر التي
تصدر عن قاض ي ألاحداث والتي يتخذ بشأنها أحد التدابير املنصوص عليها في املادتين 22و 27ال تكون قابلة ألي طعن
وهو ما يخدم مصلحة الطفل وذلك بالتصدي لوضعية الخطر التي هو فيه.
ـ ولكن سمحت املادة 22لقاض ي ألاحداث أن يعدل ما أمر به أو العدول عنه بناءا على طلب الطفل أو ممثله الشرعي
1. أو وكيل الجمهورية أو من تلقاء نفسه على أن يبت في طلب املراجعة خالل مدة ال تتجاوز شهر من تقديمه له
قائمة املراجع:
اتفاقية حقوق الطفل ،صادقت عليها الجمعية العامة لألمم املتحدة بتاريخ 02نوفمبر 7292والتي دخلت )7
حيز التنفيذ في 7222/22/ 20واملصادق عليها مع تصريحات التفسيرية بموجب املرسوم الرئاس ي رقم 267-20املؤرخ
في 7220-70-73الجريدة الرسمية عدد 27املؤرخة في 03دسمبر .7220
بوسقيعة ،أحسن .)0273( .الوجيز في القانون الجزائي الخاص الجزء ألاول الطبعة الخامسة عشر )0
بولحية ،شهيرة .)0272( .حقوق الطفل بين املواثيق الدولية وقانون العقوبات الجزائري .إلاسكندرية :دار )3
الجامعة الجديد الازاريطة
خرباش ،عقيلة .)0222( .حماية ألاوالد من إلاهمال املعنوي .مجلة دراسات قانونية ،مركز البصيرة للبحوث، )2
70
سليمان ،بشرى ،والعبيدي ،حسين .)0272( .الانتهاكات الجنائية الدولية لحقوق الطفل ،منشورات الحلبي )2
الحقوقية ،الطبعة ألاولى
قانون 70-72املتعلق بحماية الطفل املؤرخ في 0272-21-72جريدة رسمية عدد 32املؤرخة في 72جويلة )6
0272
78 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
:ملخص الدراسة
سرعة التطور التكنولوجي بفعل الانترنت الذي ساهم بشكل مباشر في،تعد جريمة التنمر الالكتروني من الجرائم التي ساعد على انتشارها
. جريمة التنمر الالكتروني،انتشار العديد من الجرائم الالكترونية والتي من بينها
وانتهاك خصوصياتهم والتالعب، وذلك من خالل إلاساءة لهم،حيث إن القصد منها الاضرار باآلخرين ومضايقتهم بشتى السبل والوسائل
. وتشويه سمعتهم واستعمال الفاظ نابية عبر وسائل التواصل الاجتماعي من القذف والسب، ونشرها على أوسع نطاق،بأسرارهم الشخصية
باعتبارها مشكلة خطيرة اضرت باملجتمعات فقامت بالعديد من الجهود من أجل،ولقد تنبهت الكثير من الدول الى جريمة التنمر الالكتروني
، ولقد تناولت تعريف لها في املطلب ألاول، ولقد تناولت في هذه املداخلة جريمة التنمر الالكتروني بمقدمة،مكافحتها للحد من انتشارها
ثم، ثم السبل وآلاليات التي استخدمتها الدول ملكافحتها والحد منها في املطلب الثالث،وتطرقت الى وسائل هذه الجريمة في املطلب الثاني
.الخاتمة التي جاءت بجملة من التوصيات والنتائج
Abstract:
The crime of cyberbullying is one of the crimes that helped its spread, the speed of technological development due
to the Internet, which directly contributed to the spread of many electronic crimes, including the crime of cyberbullying.
As it is intended to harm and harass others in various ways and means, by abusing them, violating their privacy, manipulating
them on the widest scale, distorting their reputation and using profanity through social media, including slander and slander.
Many countries have become aware of the crime of cyber-bullying, as a serious problem that has harmed societies,
So they made many efforts to combat it to limit its spread.
In this intervention, l dealt with the crime of cyber-bullying with an introduction, and I dealt with a definition of it in
the first requirement, and I discussed the means of this crime in The second requirement, then the ways and mechanisms that
countries used to combat and limit them in the third requirement, then the ways and mechanisms that countries used to
combat and limit them in the third requirement, then the conclusion that came with a set of recommendations and results.
مقدمة:
لقد ساعد التقدم التكنولوجي وانتشار الانترنت في العالم ،على تنوع الجرائم إلالكترونية ،وظهور العيد من صور
الانحراف السلوكي القديم في حلة جديدة ،تختلف باختالف تطور وتقدم العلم والتقنية وتغير أفكار الشعوب
ومعتقداتهم ،فظهرت العديد من املمارسات العنيفة والغير سلوكية سواء من فئة ألاطفال أو الشباب عبر وسائل
ً ً
التواصل الاجتماعي والتي أثرت على الكثير من الناس في العالم ،وشكلت سلوكا يعاقب عليه قانونا ومن أشكال وأنواع
هذه السلوكيات والتي أصبحت من الجرائم الالكترونية املعاقب عليها ،هي جريمة التنمر إلالكتروني.
ً
أوال :أهمية الدراسة:
ً
تظهر ألاهمية في دراسة هذا النوع من الجرائم إلالكترونية تحديدا ،هو انتشارها بشكل واسع في مختلف العالم،
وتضرر العديد منه ،خاصة وان الدراسات القانونية وغيرها شحيحة وبالكاد نجد من يتحدث عن هذا النوع من الجرائم
في مؤلفات موسعة ،كما أن املشرعين في مختلف الدول لم يسلطوا الضوء على تشريع قانون خاص بجرائم التنمر
الالكتروني ،ومنها من ال يعده جريمة ويستخف به.
ً
ثانيا :أهداف الدراسة:
نسعى من خالل دراستنا الى التعريف بمضمون جريمة التنمر إلالكتروني ،وإلى الوسائل التي تمكن الجناة من
ارتكابها والدافع إليها ،كما تهدف دراستنا إلى معرفة ألاسباب والوسائل التي سعت إليها الدول ملعرفة أسباب انتشارها
وتوسعها ،والطرق التي لجأت اليها من أجل القضاء عليها ومحاربتها باعتبارها آفة فوق انها جريمة معاقب عليها.
ً
ثالثا :إشكالية الدراسة:
إن تطور وسائل الاتصال الالكتروني الحديث ،ساهمت بدرجة كبيرة الى تصاعد وتيرة الاعتداءات والتهديدات
الالكترونية بين الافراد ،فقد دفعت الشباب واملراهقين وألاطفال الى الدخول عبر منصات التواصل املتعددة ،إلى
استخدام وممارسة العنف والتحرش ،واستعمال وسائل السب والقذف ،وهو ما يطلق عليه التنمر إلالكتروني ،وهو ما
يسمى في كثير من ألاحيان بالتحرش إلالكتروني عبر الانترنت.
ً
رابعا :منهجية الدراسة:
لقد اعتمدت في دراستي على املنهج التحليلي والذي من خالل يمكننا من دراسة هذه الجريمة إلالكترونية،
وتحليل جوانبها للوصول إلى عالج يقض ي أو يخفف من حدتها ،كما لجأنا في الدراسة إلى استخدام املنهج املقارن ،والذي
يمكننا من دراسة الجريمة وذلك بمقارنتها بعدة دول.
ً
خامسا :دراسات سابقة:
ظهرت العديد من الاحصائيات والدراسات التي ال تكاد تجمع في تقييمها على إحصائية يمكن الاعتماد عليها حول
جريمة التنمر إلالكتروني ،إذ أشارت دراسة روبن وسوزان في 0221م إلى أن نسبة %20من الافراد قد تم التنمر عليهم
خالل تواجدهم على ألانترنت ،ثم زادت هذه النسبة في عام 0229م لتتعدى النسبة السابقة إلى %10من التنمر
ً
إلالكتروني الذي يحدث عبر ألانترنت في دراسة اجراها كال من (.)gross & Juvonen
80 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
ً
فضال على أن مرصد حقوق ألانترنت أظهر استطالع أجراه أن %32.3من الشباب هم من ضحايا التنمر عبر
ألانترنت ،وزعم أن %07.0يتعرضون للمضايقات.
ً
سادسا :هيكلية الدراسة:
لقد قسمت الدراسة في هذا البحث من أجل إلاملام باملوضوع الى ثالث مطالب حيث تناولت في املطلب ألاول:
مفهوم التنمر إلالكتروني ،تاله في املطلب الثاني :إلى وسائل الجريمة إلالكترونية ،وفى املطلب الثالث :آلايات التي اتبعتها
الدول ملكافحة جريمة التنمر إلالكتروني ،وانتهيت بخاتمة تضمنت النتائج والتوصيات.
كما ورد في لسان العرب البن منظور في املجلد الخامس ،يقال للرجل الس يء الخلق قد تنمر ونمر وجهه ،أي غيره
ً ً ً
وعبسه ،وتنمر له أي تغير وتنكر وأوعده ،الن النمر ال تلقاه أبدا إال متنكرا غضبانا ،قال ابن بري معنى تنمروا تنكروا
لعدوهم ،وأصله من النمر ألنه من أمكن السباغ وأخبته (ابن منظور7226،م ،ص.)022.
وتأتي كلمة تنمر في املعجم الوسيط تنمر تشبه بالنمر في لونه أو طبعه ،ويقال تنمر لفالن تنكر له وأوعده ،وتنمر
مدد في صوته عند الوعيد ،وفى حديث أبي أيوب :أنه أتى بداية سرجها نمور فنزع الصفة ،يعنى امليثرة ،فقيل الجديات
نمور يعنى البداد ،فقال إنما ينهي عن الصفة.
وقال ثعلب من قال نمر رده إلى أنمر ،ونمار عنده جمع نمر كذئب وذئاب ،وكذلك نمور عنده جمع نمر ،وذهب
ً ً
ألاصمعي في قوله :تنمر له أي تنكر وتغير وأوعده الن النمر ال تلقاه أبدا إال متنكرا غضبان ،وفى حديث الحد يبيه :قد
ً
لبسوا لك جلود النمور ،كونها كناية عن شدة الحقد والغضب وتشبيها بأخالق النمر وشراسته (قاموس اللغة.)0200،
ً
الفرع الثاني :مفهوم التنمر اصطالحا:
التنمر وباإلنجليزية ( )Bullyingوهي ظاهرة تتسم بالعدوانية الغير مرغوبة ،حيث يقوم الشخص املتنمر بتصرفات
ً ً
عدائية ،مثل مهاجمة الاخرين جسديا أو لفظيا أو تهديدهم ،أو نشر اشاعات سيئة عنهم ،وقد يكون هذا التصرف
متكرر مع مرور الزمن ،واذي يعود على كال الشخصين املتنمر واملتنمر عليه بوقوعهم بمشاكل فعلية وطويلة ألامد.
81 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
ً
وغالبا ما يكون الشخص املتنمر أقوى من املتنمر عليه ،حيث يكون موازين اقوى بهذه الحالة غير متوازنة،
فيستخدم الشخص املتنمر قواه ،سواء أكانت هذه القوى جسدية أو معرفته لبعض املعلومات املحرجة عن الشخص
املتنمر عليه ،وذلك بهدف التحكم به أو إلحاق ألاذى به (إلالكتروني.)0200،
كما تناوله البعض حول مفهوم الصعلكة mobbingحيث شاع استخدامه في البلدان الاسكندنافية ،ويقصد
ً
به قيام تلميذ أو أكثر بمضايقة وإيذاء تلميذ آخر إيذاءا متكرر عن طريق ممارسة بعض السلوكيات السلبية عليه.
وقد عرف الباحث النرويجي " دان أولويس" التنمر بأنه " تعرض شخص بشكل متكرر وعلى مدار الوقت ،إلى
أفعال سلبية من جانب واحد أو أكثر من ألاشخاص آلاخرين " كما عرف اعمل السلبي بأنه " تعمد شخص إصابة أو
ازعاج راحة شخص آخر ،من خالل الاتصال الجسدي ،أو من خالل الكلمات ،أو بطرائق أخرى" ،وقدم أولويس عام
ً
7219م تعريفا يعد من أول وأهم التعريفات التي تناولت مفهوم التنمر حيث عرفه بأنه" :تعرض الطالب وبشكل متكرر
خالل فترة من الوقت الى سلوكيات سلبية من جانب طال آخر أو أكثر"( حاس ي ،مليكة ،0202ص.)61.
كما يعرف التنمر كذلك بأنه ":إساءة استخدام القوة الحقيقية أو املدركة بين التالميذ داخل املدرسة ،ويحدث
ً
ذلك بصورة مستمرة ومتكررة ،بغرض السيطرة على آلاخرين ،فالتنمر إذا سلوك سلبي ناتج عن سوء استخدام القوى
ألاخرى بين
( شطبي ،ص.)12.أما سميث وشارب فقد عرفا التنمر بأنه ":هو نهج يتم فيه استغالل التفاوت في القوة على نحو سلبي
" وفى هذا الصدد أكد كل من جوفاتن ،جراهام ،شيستر ،على أن التنمر هو" :سلوك يحصل في وجود عدم التوازن
بين طرفين ،يسمى ألاول املتنمر ،ويسمى آلاخر الضحية ،وهو يتضمن إلايذاء الجسدي وإلايذاء اللفظي وإلاذالل بشكل
عام "( عيناب.)72 ،0271،
ً ً ً ً
في حين عرف ( ) Bartoالتنمر وفقا لثالثة معايير ،ألاول :أنه عام ومتعمد ،وقد يكون ماديا او لفظيا او جسديا
أو إلكترونيا ،الثاني :التنمر يكشف عن ضحايا لعدوان متكرر عبر فترة ممتدة من الزمن ،أما املعيار الثالث :التنمر
يحدث اختالل بالغ في العالقات الشخصية ( القضاة ،الصبحين ،0273 ،ص.)72.
ً
في حين يرى علماء النفس أن سلوك التنمر قد يتحول الى سلوك منحرف والذي يتحول وفقا ملنظورهم "
السلوك املضاد للمجتمع «وعندها تصطدم شخصية املتنمر بالقوانين الجزائية أو ألاعراف العامة أو عدم التوافق مع
ً
الاخرين ،وهو ما يوصف بالشخصية السيكوباتية ،التي تمارس أفعاال مضادة للمجتمع ومنها السلوك التنمري( سايحي،
.)99
ومن وجهة نظري كباحثة أكاديمية أرى أن التنمر هو " :ذلك الفعل أو السلوك الس يء الذي يلحق الضرر باآلخرين
ً
فردا أو مجموعة ،بعدة أساليب ووسائل قد تكون جسدية أو نفسية أو مادية أو اجتماعية وقد تكون إلكترونية ،ويكون
من سبب الضرر هو املتنمر".
82 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
يعتبر التنمر إلالكتروني أحد التبعات السلبية اتى خلفها التطور التكنولوجي ،ورغم إن التنمر سلوك سلبي قديم
من زمن إال إن ظهوره في العالم الافتراض ي زاد من خطورته ،وذلك لتوسع حرية مقترفيه للمساحة التي يمنحها الانترنت
ً
في العالم الافتراض ي ،فضال على تفاقم آثاره على ضحاياه ،وفى ذلك أشار كل من "بفي" و "ديان" أن التنمر الالكتروني
يتضمن مضايقات وتحرشات عن بعد باستخدام وسائل التواصل الالكتروني ،من طرف متنمر إلحداث جو نفس ي
للضحية يتسم بالتهديد والقلق.
كما أكد كل "ترولي" و "هائل" و "شيلدز" إن هذا السلوك يتضمن استخدام وسائل الاتصال الالكتروني في إيقاع
أذى مقصود بطرف آخر دون الاتصال الجسدي املباشر( حبيب .)7 ،وقد فصل "توكيوناجا" في تحديد معنى التنمر
إلالك تروني بأنه سلوك يتم عبر الانترنت أو وسائل إلاعالم إلالكترونية أو الرقمية ،والذي يقوم به فرد أو جماعة من
خالل الاتصال املتكرر الذي يتضمن رسالة عدوانية ،والتي تهدف الى إلحاق ألاذى باآلخرين ،وقد تكون هوية املتنمر
مجهولة أو معروفة لضحية (املكانين وآخرون ،0279،ص.)21.
وقد عرف ( )Belseyفي 0226م التنمر الالكتروني بأنه " :استخدام تكنولوجيا املعلومات والاتصاالت مثل ابريد
الالكتروني و GMSوالرسائل النصية والرسائل الفورية وصفحات الويب الشخصية لتبنى موقف عدائي متعمد ومتكرر
تجاه فرد أو مجموعة ،مع نية التسبب في ضرر لآلخرين .
كما تشير الدراسات أن خمسة من الخصائص املميزة للتكنولوجيا تسمح لألفراد استخدام الانترنت بشكل مسيئ
كما هو الحال في التنمر إلالكتروني وهى استخدام املجهولية ،أو إخفاء الهوية ،مع إمكانية إنشاء حسابات إلكترونية
مؤقتة أو بأسماء مستعارة أو مزورة ،كما إن غياب الاتصال املباشر بين املتنمر والضحية ،مع صعوبة تخلي بعض
املراهقين والشباب من الاستخدام الدائم لالتصال الالكتروني الذي جعل الاتصال عبر الانترنت من الالتزامات
ً
الاجتماعية مما زاد الامر تعقيدا( مقراني ،0279 ،ص.)32.
كما يمكن تعريف التنمر الالكتروني بأنه" :شكل من أشكال العدوان يعتمد على استخدام وسائل الاتصال
الحديثة وتطبيقات الانترنت من الهواتف الذكية ،والحواسيب املحمولة ،وألالواح ،وكاميرات الفيديو ،الحساب البريدي،
وصفحات الواب في نشر منشورات" بوست "أو تعليقات تسبب النكد للضحية أو الترويج إلخبار كاذبة ،أو إرسال رسائل
إلكترونية للتحرش بالضحية بهدف ارباكه وإصابته بحالة من النكد املعنوي واملادي"
كما يعرف التنمر الالكتروني على أنه" :سلوك يتم القيام به عبر امليديا الالكترونية ،أو الرقمية بقصد إيقاع
الضرر باآلخرين ،وعدم راحتهم والتنمر إلالكتروني ما هو إال امتداد للتنمر التقليدي " (املكانين وآخرون ،ص.)91.
ً
ويعرف أيضا :هو ذلك الايذاء املتعمد يتم بنشاط عن طريق ألاجهزة الرقمية كالهواتف املحمولة وذلك بإرسال
رسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر ألالعاب والتطبيقات من خالل شبكة ألانترنت ويشمل عدة أمور تسبب
ضرر للشخص املتنمر عليه وتشمل مشاركة معلومات شخصية محرجة لغرض إزعاج وبث الخوف في نفس الشخص
املتنمر عليه (حاس ي.)62 ،
83 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
كما ذكر موقع ويكيبيديا أن التنمر هو استخدام الانترنت والتقنيات املتعلقة به ،بهدف إلحاق الضرر باآلخرين
بطرق متعمدة متكررة وعدائية ،كما ذكرت الجمعية النسائية البحرينية-التنمية إلانسانية أن التنمر الالكتروني هو
العمل على إيقاع ألاذى على الطرف الاخر وذلك باستخدام ألاجهزة الالكترونية املرتبطة باألنترنت مثل ألاجهزة اللوحية.
ً
كما يعرفه آخرون بأنه فعل عدائي يقوم به املتنمر إلكترونيا ،باستخدام التقنية الحديثة ضد طرف آخر،
ً ً ً ً
بغرض إلحاق الضرر به ماديا ،معنويا ،اجتماعيا ونفسيا ،وتظهر الخطورة في جريمة التنمر إلالكتروني في أن املتنمر
مجهول الهوية في أغلب ألاحيان ،باإلضافة إلى أن مادة املتنمر متوفرة على الشبكة املعلوماتية (ألانترنت) بصورة دائمة
إذا لم يتم التدخل من الجهات ذات العالقة إلزالتها ،وهذا يعنى أن التنمر قد يطول زمنه على الضحية مما يتسبب في
أضرار مختلفة العافية.)0200،
وعليه من خالل جميع التعريفات السالفة الذكر يمكن أن نخلص كباحث أكاديمي إلى أن جريمة التنمر
إلالكتروني ،هي ذلك السلوك العدواني املتعمد من املتنمر باستخدام وسائل التقنية وشبكة الانترنت والتكنولوجيا،
إلحداث الضرر باآلخرين سواء معنوي أو مادي غرض التنمر في إحداث الحصول على نفع من الشخص املتنمر عليه قد
ً ً
يكون ماديا أو معنويا.
)7املكاملات الهاتفية:
تتمثل في املكاملات الصوتية عبر الهواتف الذكية ،أو مواقع الويب التي يستهدف فاعلها ترويع الضحية عبر السب
،القذف ،التهديد ،أو استالء التنمر على بيانات خصوصية بالضحية والتهديد بنشرها واطالع الغير عليها..
)3الرسائل النصية:
84 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
ً ً
تتضمن الرسائل عبارات التهديد بإفشاء الاسرار أو بث الشائعات ،أو ابتزازه ماديا أو جنسيا مقابل عدم تكرار
التهديد.
)2البريد الالكتروني:
ً
تتمثل بإرسال الفاعل رسالة الى بريد الضحية تتضمن فيروسا يستهدف منه الاستيالء على بريده الالكتروني،
والاطالع على رسائله بمجرد فتح رسالة املتنمر ،وهذا يتيح للفاعل إمكانية ارسال رسائل مخلة للحياء ألصدقائه ،أو
ً
رسائل تهديدية للغير على أنها مرسلة باسم الضحية ،واتى قد توقع الضحية في الحرج واملشكالت الاجتماعية ،فضال
على قيام املتنمر بإرسال مواقع إلكترونية مخادعة الفتة لالنتباه ،بمجرد دخول الضحية إليها يتمكن املتنمر من نشر
أخبار وصور زائفة وغير الئقة على صفحة الضحية( الهاجري ،0222،ص.)32.
)2غرف املحاورة:
بالنظر إلى إقبال ألاشخاص على هذه املواقع استغل املتنمرين ضحاياهم عن طريق استدراجهم في محادثات
ً ً ً
تتطور لتكون ذات طبيعة جنسية ،وتأخذ عمقا كبيرا النعدام الرقابة الاجتماعية بين املتحادثين ،فضال عن محاولة
املتنمر إلحاق ألاذى بالضحية عن طريق الاستيالء وقرصنة البيانات الشخصية للضحية عبر او صور منافية لألخالق
وآلاداب العامة (مجيد ،0272 ،ص.)732.
باإلضافة الى وجود العديد من الوسائل ألاخرى التي يقوم فيها املتنمر باصطياد فريسته منها نذكرها على سبيل
املثال هي مواقع شبكات التواصل الاجتماعي ،لوحات الحوار والتي تستخدم للتعليق في موضوع معين ،باإلضافة الى
ألعاب الانترنت.
وبعد التعرف على الوسائل املستخدمة من جانب املتنمر لضحيته والتي تتعدد بتطور التقنية ،واستحداث كل
ً
ما هو جديد عبر التطبيقات املستخدمة عبر الانترنت ،إذا فما هي الوسائل الكفيلة للوقاية من جريمة التنمر الالكتروني،
وما هي الوسائل والسبل الكفيلة للقضاء عليها ،سوف نتعرف على كل هذه ألامور في املطلب الثالث ،وذلك على النحو
الاتي:
املطلب الثالث :الوسائل والاليات الكفيلة للقضاء على جريمة التنمر الالكتروني:
لقد تنوعت ألاساليب والسبل التي قامت بها الدول لحماية مواطنيها والقاطنين فيها من التنمر الالكتروني ،فمنها
ً
من نص على تشريعات قانونية صارمة ومنها من اكتفى بدور العقوبة املخففة ،والتي القت ألاخيرة نقدا واسع املجال،
ومنها مؤسسات املجتمع الدولي واملدني التي بذلت من الجهود للحد منها أو التخفيف من سرعة انتشارها ،ملحاولة
القضاء عليها ،عليه سوف نبين ذلك في عدة فروع وذلك على النحو آلاتي:
الفرع ألاول :وسائل القضاء على جريمة التنمر الالكتروني على املستوى الدولي:
لقد سعت الواليات املتحدة الامريكية الى محاولة القضاء على هذه الجريمة الالكترونية ،والتي ازداد تفشيها
وخاصة بعد سرعة التقدم والتكنولوجيا ،واستعمال ألانترنت بشكل سهل وميسر لكل فرد ،خاصة وأنها من الجريمة
الت ي يصعب اكتشافها وضبط فاعلها ومعاقبته ،الستخدامه ألاسماء الوهمية واملستعارة.
85 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
ففي أمريكا على املستوى الفيدرالي ال يوجد قانون اتحادي يعالج مباشرة جريمة التنمر ،لكن في بعض الحاالت
يتداخل التنمر املبني على أساس ألاصل القومي ،العرقي ،اللون ،الجنس ،الدين ،إلاعاقة ،مع جريمة املضايقة التمييزية
التي تغطيها قوانين الحقوق املدنية الفيدرالية اتى تطبقها وزارة التعليم الامريكية ،ووزارة العدل الامريكية ،فتكون
ً
املدارس ملزمة قانونا بمعالجتها بصرف النظر عن مسمى السلوك (تنمر ،مضايقة ،إغاضة الخ) ( الليثي ،درويش،
،0271ص.)022.
وتعالج وزارة التعليم الامريكية التنمر املبني على أساس عرق الطالب أو لونه أو أصله القومي أو جنسه أو إعاقته
دون التنمر الديني بموجب البند السادس من قانون الحقوق املدنية لعام 7262م ،إال إن وزارة العدل الامريكية لها
اختصاص على الدين بموجب الباب الرابع من قانون الحقوق املدنية لعام 7262م فتعالج التنمر املبنى على أساس
الدين.
واملدارس التي تفشل في الاستجابة بشكل مناسب على سلوكيات التنمر املتداخلة مع جريمة املضايقة التمييزية
ً
ستنتهك فصل أو أكثر من قوانين الحقوق املدنية لعام 7262م التي تنفذها كال من وزارة التعليم ووزارة العدل بما في
ذلك الباب الرابع والسادس من القانون سالف الذكر.
أما على مستوى الواليات املتحدة الامريكية بصفة عامة ،قد أقرت تشريعات تدين التنمر ،وكانت والية جورجيا
ً ً
أول والية سنت تشريعا ضد التنمر املدرس ي في عام 7222م ،في حين تعد والية مونتانا آخر وأحدث والية سنت تشريعا
ضد التنمر املدرس ي في عام 0272م.
فلقد اتخذ املشرعون في مختلف الواليات إجراءات ملنع التنمر وحماية ألاطفال في كل والية ،بما في ذلك جميع
الواليات الخمسين ومقاطعة كولومبيا والاقاليم الخاضعة للوالية الامريكية ،إذ قام البعض منها بتشريع قوانين ووضع
سياسات وأنظمة تتعلق بالتنمر ،في حين طور آخرون سياساتها ولوائحها من املقاطعات الامريكية واملدارس تنفيذ
سياسات وإجراءات معينة ،في التحقيق في سلوكيات التنمر والرد عليها عند حدوثها ،بينما اتجه قسم من الواليات الى
وضع برامج وقائية للتنمر وإدراجها ضمن معايير التعليم الصحي أو التطوير املنهي للمعلم ،في حين ال تنص قوانين هذه
ً
الواليات عموما على عقوبات محددة لألطفال اذين يمارسون سلوك التنمر ،وقليل منهم يصنف التنمر على أنه جريمة
جنائية ( النجار ،0202 ،ص.)722.
وفى بعض ألاحوال نجد بعض الواليات تتناول التنمر التقليدي أو التنمر عبر الانترنت والسلوكيات ذات الصلة
ً
في قانون واحد ،أو عبر قوانين متعددة (التحرش ،املضايقة ،املطاردة إلخ) وفى بعض الحاالت يعاقب جنائيا الحدث
املتنمر ضمن القوانين الخاصة بفئة الاحداث ( ألامريكية.)0200 ،
ونتيجة النتشار التنمر بشكل متسارع في القرن العشرين ،وظهرت الكثير من الحاالت السيما في املدارس ،من
الانتحار وإطالق النار وغيرها ،دفعت بالواليات الى سن تشريعات خاصة بالتنمر الالكتروني ،وجعلها جريمة يعاقب عليها
القانون ،ولكن في الغالب ما تكون املسؤولية مدنية وليست جنائية ،تكتفى بالتعويض وتترك في أيدى مسؤولي املدارس
ً
،وغالبا ما يستخدم املدعون العامين قوانين املضايقة الجنائية واملطاردة إلالكترونية في الدعاوى في حاالت الانتحار
من جراء التنمر ( النجار ،0202،ص.)720.
86 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
فقد تتضمن عن فعل التنمر عقوبات جنائية كما في السابق ،فتطبق قوانين الاعتداء إذا نجم على التنمر إيذاء
بدني ،وتطبق قوانين املضايقة واملطاردة الالكترونية إذا نجم على الفعل ارتكابه عبر الوسائل الالكترونية ،على سبيل
املثال حدث في والية ألالباما يسأل املتنمر ضمن قانون املضايقة أو التحرش كعقوبة جنحة إذا ارتكب الفاعل الازعاج
والتحرش عن طريق شخص آخر سواء بفعل ركالت أو ملس أو اخضاعه التصال جسدي أو استخدام لغة مسيئة أو
فاحشة وتشمل املضايقة التهديد الذي قد يكون لفظى أو غير لفظي وأن يكون القصد منه التهديد (ألامريكية.)0200 ،
على الرغم من وجود استخدام للمواد املنصوص عليها في قانون العقوبات واملتصلة بجرائم السب والتشهير
والتهديد في املواد ( )232،233،032من قانون العقوبات الليبي ،ولكن يشير الباحثين إن عدم إقدام املجنى عليهم على
الشكوى من الجرائم إلالكترونية ،هو عدم وجود قانون خاص يصرح تلك الجرائم ،وبالتالي ضياع حقوق من تم الاعتداء
عليهم (إلالكتروني.)0200 ،
ثم ما لبث أن قام مجلس النواب بتاريخ/06:أكتوبر0207/م باملصادقة على قانون مكافحة الجرائم إلالكترونية،
ً
حيث نص في املادة الرابعة منه على "أن استخدام الانترنت ووسائل التقنية الحديثة يعد مشروعا شريطة احترام
ً
النظام العام وآلاداب العامة "ونص في املادة 31منه على العقوبة التي تصل إلى السجن ملدة 72عاما ،وغرامة مالية
ال تقل عن 72.222عشرة آالف دينار ليبي ،لكل من بث إشاعة أو نشر معلومات أو بيانات تهدد ألامن أو السالمة العامة
في الدولة ،أو أي دولة أخرى "
كما نصت املادة 07من القانون السالف الذكر على عقوبة بالحبس مدة ال تقل عن سنة " :كل من مزج أو ركب
ً
بغير تصريح مكتوب أو الكتروني من صاحب الشأن ،صوتا أو صورة الحد ألاشخاص باستخدام شبكة املعلومات الدولية
أو بأي وسيلة إلكترونية أخرى ،بقصد الاضرار باآلخرين".
وحيث إن هذا القانون تعرض لكثير من الانتقادات والعيوب وذلك ألنه غير صالح لتطبيق ،وناشدت منظمات
حقوقية بضرورة سحب هذا القانون أو إلغائه ألنه يتعارض مع املعايير الدولية لحقوق الانسان والالتزامات الدولية،
من ذلك مان صت عليه املادتين ( )73،21املتعلقتين باالعتراض والتعرض ،والتنصت غير املشروع ،إن ذلك قد يحتم
استخدام إجراءات كتبرير لحجب املعلومات على الصحفيين ،أو منع تواصلهم مع املبلغين بقصد مشاركة معلومات مع
الجمهور ،وهذا يتنافى مع املادة 72من العهد الدولي اخاص بالحقوق املدنية والسياسية التي تنص في الفقرة الثانية
على انه " :لكل انسان الحق في حرية التعبير ويشمل هذا الحق حريته في التماس مختلف ضروب املعلومات وألافكار
87 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
وتلقيها ونقلها ،إلى آخرين دونما اعتبار للحدود سواء في شكل مكتوب أو مطبوع أو في قالب فني ،أو بأي وسيلة أخرى
يختارها" (الجار ،0202 ،ص.)723.
باإلضافة إلى الانتقادات ألاخرى التي تعرض لها بحيث ينادوا الحقوقيون الى ضرورة الاجتماع مع مؤسسات
املجتمع املدني ،واملنظمات التي تتصل بحقوق الانسان وحرياته لكي يتالءم القانون مع الحقوق والحريات وحقوق النشر
واعمال الصحفيين وإلاعالميين.
ً
أما في العراق ،فلقد سعت ابتداء من دستورها الى حماية الحقوق والحريات ومنعت كل صور وأشكال الاعتداء
عليها ،وفرضت الجزاء القانوني على مرتكبها ،ومن خالل تعريف جريمة التنمر نجد أن املتنمر يقحم نفسه في خصوصيات
الضحية وينتهك حرمة حياته الخاصة ،وعلى الرغم من خلو القوانين الجزائية في العراق من النص على تجريم جريمة
التنمر إلالكتروني ،إال إن هذا ال يعنى إفالت الجناة من الجريمة كون فعل التنمر الالكتروني يتداخل مع نصوص
تجريمية في قانون العقوبات العراقي.
ً
وبذلك يكون بإمكان املجنى عليه املطابة بالتعويض املدني والجزاء الجنائي معا ،ومن املواد التي يعاقب على
ً
مخالفتها املتنمر وفقا لقانون العقوبات العراقي رقم 777لسنة 7262م عندما تناول جريمة التهديد في الباب الثالث من
ً ً
الفصل الثالث في املادتين( )230-232إذ قد يعمد املتنمر الالكتروني الى تهديد الضحية قوال أو فعال أو باإلشارة أو
غيرها ،حيث نص في املادة( )7/232على انه " :يعاقب بالسجن مدة ال تزيد على سبع سنوات أو بالحبس كل من هدد
آخر بارتكاب جناية ضد نفسه أو ماله ،أو ضد نفس أو مال غيره بإسناد أمور مخدشة بالشرف أو إفشائها وكان ذلك
ً ً
مصحوبا بطلب أو بتكليف أمر ،أو الامتناع عن فعل أو مقصودا به ذلك" وفى الفقرة الثانية منه نصت على أن تكون
العقوبة ذاتها إذا كان التهديد في خطاب خالي من اسم مرسله ،أو كان منسوب صدوره الى جماعة سرية ،موجودة أو
مزعومة (الفالح.)0200 ،
ومـ ـ ـ ـ ـ ــن الاحك ـ ـ ـ ـ ــام القضـ ـ ـ ـ ـ ــائية الت ـ ـ ـ ـ ــي ش ـ ـ ـ ـ ــهدتها العـ ـ ـ ـ ـ ـراق ،حك ـ ـ ـ ـ ــم محكم ـ ـ ـ ـ ــة اس ـ ـ ـ ـ ــتئناف بغ ـ ـ ـ ـ ــداد الرص ـ ـ ـ ـ ــافة
الاتحادي ـ ـ ـ ـ ــة بص ـ ـ ـ ـ ــفتها التمييزي ـ ـ ـ ـ ــة ب ـ ـ ـ ـ ــالرقم (/29ج ـ ـ ـ ـ ـزاء 0272/م والتـ ـ ـ ـ ــي قض ـ ـ ـ ـ ــت فيـ ـ ـ ـ ــه املحكمـ ـ ـ ـ ــة باإلدان ـ ـ ـ ـ ــة وفـ ـ ـ ـ ــق
املـ ـ ـ ـ ــادة 233م ـ ـ ـ ــن ق ـ ـ ـ ـ ــانون العقوب ـ ـ ـ ـ ــات العراق ـ ـ ـ ـ ــي ،والت ـ ـ ـ ـ ــي ع ـ ـ ـ ـ ــدت أن مواق ـ ـ ـ ـ ــع التواص ـ ـ ـ ـ ــل الاجتم ـ ـ ـ ـ ــاعي مث ـ ـ ـ ـ ــل الف ـ ـ ـ ـ ــيس
ً
بـ ـ ـ ـ ـ ــوك ،مـ ـ ـ ـ ـ ــن وسـ ـ ـ ـ ـ ــائل العالنيـ ـ ـ ـ ـ ــة ،وإن نشـ ـ ـ ـ ـ ــر عبـ ـ ـ ـ ـ ــارات القـ ـ ـ ـ ـ ــذف عـ ـ ـ ـ ـ ــن طريقـ ـ ـ ـ ـ ــه يمثـ ـ ـ ـ ـ ــل نش ـ ـ ـ ـ ـ ـرا بإحـ ـ ـ ـ ـ ــدى وسـ ـ ـ ـ ـ ــائل
العالني ـ ـ ـ ــة مم ـ ـ ـ ــا يوجـ ـ ـ ـ ــب تشـ ـ ـ ـ ــديد العقوب ـ ـ ـ ــة عل ـ ـ ـ ــى الجـ ـ ـ ـ ــاني بقوله ـ ـ ـ ــا موق ـ ـ ـ ــع التواص ـ ـ ـ ــل تن ـ ـ ـ ــدرج عليـ ـ ـ ـ ــه القـ ـ ـ ـ ــوانين
التي تنظم وسائل الاعالم ألاخرى (إلالكتروني.)0200،
وهذا جزء ما اتجهت اليه العراق بشأن التنمر وما استخدمته من وسائل لتجريم التنمر ومعاقبة مرتكبيها ،أما
ً
في الامارات العربية املتحدة فلقد شهدت إصدار تشريع في 02سبتمبر 0207سيكون ساريا ومعمول به ابتداءامن شهر
يناير 0200م وهو ما يسمى قانون مكافحة الشائعات والجرائم الالكترونية ،رقم 32لسنة 0207م حيث استند القانون
على مجموعة كبيرة من القوانين منها قانون إلاجراءات الجنائية ،قانون العقوبات وتعديالته ،وقانون مكافحة جرائم
تقنية املعلومات بتعديالته ،قانون تنظيم قطاع الاتصاالت ،وعدة قوانين أخرى ( العراقي7292 ،م).
88 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
أما في مصر فلقد تصدت املحاكم املصرية لهذا النوع من الجرائم العصرية ،ورغم أن املشرع لم يرصد مواد
من قانون العقوبات ،إال أن العقوبة التي تطبق على املتنمر الجاني هي املادة الخاصة بالتهديد كتابة أو شفاهة أو وتعتبر
جناية مادامت مصحوبة بأمر أو سداد مبالغ مالية.
ويؤكد أحد املحاميين في مصر بأنه إذا تقدم املجنى عليه بشكوى الى مراكز الشرطة ،فتتولى مالحقة الجاني
ً ً
وتعقبه إلكترونيا ومحاكمته جنائيا ويواجه عقوبة ال تقل على ثالث سنوات ،على كل جاني متنمر يهدد بعض ألاشخاص
ً
بنشرهم صورا أو فيديوهات فاضحة ،أو مخلة بالشرف ويطالب مقابل عدم نشرها تنفيذ أمور معينة قد تكون غير
ً ً ً
أخالقية ،أو سداد مبالغ مالية ضخمة ،وأضاف أيضا أن املشرع وضع قانونا خاصا لتطبيق مواده على من يرتكب هذه
الحاالت في القانون رقم 721لسنة 0207م للتعدي على القيم واملبادئ ألاسرية ،كتشويه صورة أو إساءة بالقول أو
نشر صور ساخرة أو مسيئة لألشخاص ،وعقوبتها الحبس التي تتراوح من ستة شهور إلى ثالث سنوات وغامة تتعدى
722ألف جنيه ،كما تقع عقوبة الابتزاز بالقياس على املادة 061من قانون العقوبات مثل جريمة التهديد كتابة( يزيدي،
..)0272
ونالحظ مما سبق أن الجهود املبذولة من الدول للحد من الجريمة الالكترونية ،ومحاربة التنمر ومعاقبة مرتكبيه
منها ما كان موفق ،ومنها ما تعرض لالنتقادات من خالل التشريعات الليبية الصادرة ،منها قانون مكافحة الجرائم
الالكترونية والذي تعرض لكثير من الانتقادات ،وطالبوا بضرورة إلغائه وعدم تطبيقه ،وكذلك في مصر والذي طالب
فيه املحامون بضرورة سن تشريع خاص بالجرائم إلالكترونية.
89 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
تصلهم ،مع ضرورة اتخاذ إلاجراءات الالزمة لحمايتهم وتخليصهم من الابتزاز ،كما يمكن وضع قوانين أسرية يمكن لها
الحد من حدوث التنمر إلالكتروني ،مصل عدم الحديث مع أشخاص مجهولين ،عدم فتح أية رسالة من جهة مجهولة.
مع أهمية إبالغ أحد الوالدين في حال حدوث حاالت التنمر الالكتروني مهما كانت ،وتحديد أوقات الستخدام
ً
ألاجهزة الالكترونية وبرامج التواصل الاجتماعي وال يكون ألامر مفتوحا على مصراعيه لألبناء ،مع ضرورة إيجاد قناة
للتواصل مستمرة مع إدارة املدرسة في هذا الشأن .33
والعمل على نشر املادة التوعوية من التنمر إلالكتروني على مختلف وسائل ألاجهزة ،املرئية منها واملسموعة
وكذلك املقروءة ،وال يمنع من وضع مقررات دراسية في املناهج لألطفال حول أضرار التنمر الالكتروني والتعريف به.
ً
كما إن وسائل الاعالم تعد من الوسائل الفعالة واملؤثرة للتحذير من التنمر ،للتخفيف منه سعيا الى القضاء
عليه ،وخاصة إذا قامت بتلك الاعمال التوعوية والتثقيفية شخصيات محبوبة لدى ألاطفال ،أو املراهقين والشباب،
فتستطيع بذلك التأثير عليهم وتحذيرهم من مخاطر التنمر الالكتروني ،وما يسببه لآلخرين من اضرار مادية أو معنوية
وقد تكون قاتلة.
وكذلك الاجتماعات والندوات واملحاضرات التي تقوم بها تلك الفئات املثقفة والواعية في املجتمع املدني ،من
ً ً
خالل نشر رسائل وصور تحذيرية توضح ضرر اتنمر الالكتروني ،وعقوبة املتنمر جنائيا ومدنيا للحد منه.
خاتمة:
بعد أن استعرضنا في بحثنا دراسة كاملة للتنمر إلالكتروني ،من حيث تعريفه والوقوف على الوسائل املستخدمة
في أفعال التنمر إلالكتروني ،والطرق والسبل التي تسعى إليها الجهود الدولية وإلاقليمية ملكافحة الجريمة الالكترونية
ومنها جريمة التنمر ،وفى نهاية بحثنا نصل إلى جملة من النتائج والتوصيات:
ً
أوال :النتائج:
ً ً
الانترنت وتقنية الاتصاالت أحدث تسارعا كبيرا أدى الى إحداث العديد من الجرائم التي تكون تارة باإللكترونية،
وتارة أخرى باملعلوماتية.
ً
التنمر هو كل سلوك عدواني يحدث ضررا باآلخرين ،القصد منه الحصول على منفعة مادية أو معنوية.
تعتبر جريمة التنمر الالكتروني من الجرائم إلالكترونية ،املستحدثة والتي تسمى بالقاتلة.
تعددت وتنوعت وسائل التنمر إلالكتروني ،منها املكاملات الهاتفية ،الصور ،ومقاطع الفيديو ،مع تعدد أنواعه.
هناك العديد من الدول التي خلت تشريعاتها من قانون خاص بالجرائم إلالكترونية مثل مصر ،مع وجود
بعض التشريعات مثل ليبيا الذي أصدرت قانون خاص بالجرائم إلالكترونية يشوبه النقد والكثير من املثالب.
90 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
يظهر خطورة التنمر الالكتروني في جسامة ألاثر الذي يخلفه على الشخص املتنمر عليه ،املجنى عليه ،التي قد
تصل إلى حد الانتحار.
ً
ثانيا :التوصيات:
نطالب مجلس النواب الليبي من خالل هذا املنبر العلمي ،بضرورة سحب وإلغاء القانون الخاص بالجرائم
الالكترونية الصادر في 6سبتمبر 0207م.
نأمل من الجهة التشريعية في ليبيا عند اصدار قانون خاص بالجرائم الالكترونية ضرورة مناقشته من قبل
ُ
جهات الاختصاص ،خاصة الجلة من املثقفين واملحاميين واملنظمات الحقوقية ومنظمات املجتمع املدني ،ليظهره في
صورته الصحيحة التي يمكن تطبيقها على ارض الواقع.
ضرورة أن يقوم أولياء ألامور ،وإدارة املدرسة باملراقبة املستمرة لألطفال واملراهقين ،ومحاولة تنبيههم إلى
سلوك التنمر العدواني والذي يعود عليهم ولآلخرين بالضرر املباشر والغير مباشر.
كما يقع على وسائل الاعالم ومنظمات املجتمع املدني املسؤولية في ضرورة توعية وتثقيف مختلف شرائح
املجتمع ،بالتنمر إلالكتروني ،من خالل الدورات واملحاضرات املكثفة والداعية الى نبذ سلوك التنمر املس يء.
تشجيع ألاطفال وألاحداث على ضرورة التكلم في حال وقوع تنمر من الغير ،وتوجيههم الى السلوك الصحيح،
في حال كونهم متنمرين.
قائمة املراجع:
ابن منظور .)7226( .لسان العرب ،بيروت :دار صادر )7
أبو العافية ،فاتنة .ما هو التنمر الالكتروني ،عبر الرابط الالكتروني ، www.mawdoo3.com :اخر زيارة )0
ً
للموقع ،ألاربعاء0200/27/06:م ،الساعة 72:32مساءا.
إلامارات .)0207( .بمرسوم قانون اتحادي رقم 32في شأن مكافحة الشائعات والجرائم الالكترونية لدولة )3
الامارات العربية املتحدة.
انظر املوقع الالكتروني www.http//classic.austlii.au/au/journals/UniSAStuLawRW/2015/5pdfآخر )2
زيارة للموقع0200/27/09:م ،الساعة الثامنة.
التنمر إلالكتروني ،انتفاضة ضد الجريمة الرقمية بالدول العربية ،على املوقع الالكتروني: )2
www.almashhadalaraby.com/newsآخر زيارة للموقع0200/27/09:م ،الساعة العاشرة..
حاس ي ،مليكة ،وشرارة ،حياة .)0202( .بحث بعنوان :التنمر الالكتروني ،دراسة نظرية في الابعاد واملمارسات )6
،جامعة الشهيد حمه ألاخضر الوادي ،مجلة الاعالم واملجتمع ،املجلد ،2العدد .61 ،7
حبيب ،أمل عبد املنعم محمد عمر( .د.ت .).فاعلية برنامج قائم على الاثراء النفس ي في تحسين الكفاءة )1
الاجتماعية وخفض سلوك التنمر املدرس ي لدى املتنمرين ذوي صعوبات التعلم باملرحلة الابتدائية ،دراسة أجريت في
كلية التربية ،جامعة بنها.7 ،
91 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
درويش ،عمرو محمد محمد،والليثي ،محمد أحمد حسن .)0271( .بحث بعنوان :فاعلية بيئة تعلم معرفي )9
/سلوكي قائمة على املفضالت الاجتماعية في تنمية استراتيجيات مواجهة التنمر الالكتروني لطالب املرحلة الثانوية،
مجلة العلوم التربوية ،العدد الرابع ،ج ،7أكتوبر.022 ،
سايحي ،سليمة( .د.ت .)،بحث بعنوان :التنمر املدرس ي ،مفهومه ،أسبابه ،طرق عالجه .مجلة التغيير الاجتماعي، )2
جامعة بسكرة ،الجزائر ،العد .99 ،6
)72شطبي ،فاطمة الزهراء( .د.ت .).بحث بعنوان :واقع التنمر في املدرسة الجزائرية ،مرحلة التعليم املتوسط"
دراسة ميدانية" .مجلة دراسات نفسية ،العدد .12 ،77
)77الشيخي ،موس ى محمد .ما هو التنمر الالكتروني ،وسائلة وأساليب عالجه .متاح على الرابط التاليwww.net- :
ً
،educ.comآخر تاريخ لزيارة املوقع0200/27/01:م ،الساعة :الثامنة مساءا.
)70الصبحين ،على موس ى ،والقضاة ،محمد فرحان .)0273( .سلوك التنمر عند ألاطفال واملراهقين ،جامعة نايف
العربية للعلوم ألامنية ،الرياض.72 ،
ً
)73العراقي ،املادة / 72ثالثا من قانون العقوبات ،وينظر :يزيدي ،فائق ،خبير قانوني " القذف على الفيسبوك
جريمة يعاقب عليها القانون " في ،0272 /20/77انظر املوقع الالكترونيwww.pukmedia.com/AR :
، Direje.aspx?jimara=57147وينظر القاض ي أياد محسن ضمد ،القذف والسب عبر مواقع التواصل الاجتماعي الفيس
ً
بوك ،مجلس القضاء ألاعلى0276/26/32 ،م ،آخر زيارة للموقع0200/27/09 ،م ،الساعة 2:32مساءا ،املوقع
الالكترونيwww.hjc.iq/view.3371/ :
العراقي ،قانون العقوبات ،رقم 777لسنة .7292م. )72
)72عيناب لوك وآخرون0271 ،م ،تنمية املسؤولية الشخصية والاجتماعية ومواجهة ظاهرة التنمر ،وزارة التربية
والتعليم ،وحدة تطوير مناخ الامن ومنع العنف ،القدس.72 ،
)76الفالح ،خلود ،مقال بعنوان :العنف الالكتروني في ليبيا ،كراهية ضد النساء ،انظر املوقع الالكتروني:
www.hunalibya.com/dammawashadda/gbvآخر زيارة للموقع0200/27/09:م ،الساعة .72:32:
)71قاموس اللغة العربية املعاصر ،املوقع الالكتروني ،www:almaany.com :اخر زيارة للموقع،0200/27/02 ،
ً
الساعة :التاسعة مساءا.
)79مجيد ،سحر فؤاد .)0272( .الجرائم املستحدثة ،دراسة معمقة ومقارنة في عدة جرائم ،املركز العربي لنشر
والتوزيع ،القاهرة .732،
مقراني ،مباركة .)0279( .التنمر الالكتروني وعالقته بالقلق الاجتماعي ،جامعة قاصدي مرباح ورقلة.32 ، )72
ً
)02املكانين ،عبد الفتاح ،وآخرون .)0279( .تقرير عن :التنمر الالكتروني لدى عينة من الطلبة املضطربين سلوكيا
ً
وانفعاليا في مدينة الزرقاء ،جامعة الهاشمية ،ألاردن21،
)07املوقع الالكتروني، https://ifex.org/ar/libya-cybercrime-law-threatens-to-restrict-free-expression :
آخر زيارة للموقع0200/27/09:م ،الساعة :العاشرة والنصف
92 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
املوقع الالكتروني ،www.almaany.com :املصدر السابق ،اخر زيارة للموقع0200/27/02 :م ،الساعة 2:32 )00
ً
مساءا.
ً
املوقع الالكتروني www.new-educ.com :آخر موعد لزيارة املوقع0200/27/32 :م ،الساعة السابعة مساءا. )03
)02املوقع الالكتروني ، www.joacademy.com:حول ما هو التنمر الالكتروني .اخر زيارة ملوقع0200/27/02:م،
ً
الساعة 72 :مساءا.
. www.stopbullying.gov/resources/lawsآخر زيارة )02املوقع الرسمي للحكومة ألامريكية:
ً
للموقع0200/27/09:م ،الساعة السابعة مساءا.
)06النجار ،سحر فؤاد مجيد .)0202( .بحث بعنوان :جريمة التنمر الالكتروني دراسة في القانون ألامريكي والعراقي،
املجلة الاكاديمية للبحث القانوني ،املجلد ،77العدد.722 ،2
)01النجار ،سحر فؤاد مجيد ،بحث بعنوان :جريمة التنمر الالكتروني دراسة في القانون ألامريكي والعراقي ،املرجع
السابق ،ص.720
)09النجار ،سحر فؤاد مجيد ،بحث بعنوان :جريمة التنمر الالكتروني دراسة في القانون ألامريكي والعراقي ،املرجع
السابق.723،
الهاجري ،إياس بن سمير .)0222( .تاريخ الانترنت في اململكة العربية السعودية.32 ، )02
93 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
ملخص الدراسة:
نتيج ـ ــة النتش ـ ــار وس ـ ــائل التكنولوجي ـ ــة الحديث ـ ــة واس ـ ــتخدامها ف ـ ــي ش ـ ــتى املي ـ ــادين ،ظه ـ ــرت س ـ ــلوكيات وتص ـ ــرفات ض ـ ــارة عرف ـ ــت
في الفقه القانوني بالجريمة إلالكترونية ،وبالتالي ال يمكن مواجهتها والتصدي لها بالقواعد التقليدية.
وعل ـ ــى ه ـ ــذا ألاس ـ ــاس ح ـ ــاول املش ـ ــرع الجزائ ـ ــري ت ـ ــدارك ه ـ ــذا الف ـ ـراغ الق ـ ــانوني م ـ ــن خ ـ ــالل ت ـ ــوفير حماي ـ ــة موض ـ ــوعية إال أنه ـ ــا غي ـ ــر
كافي ـ ــة وإنم ـ ــا يج ـ ــب تعزيزه ـ ــا بقواع ـ ــد إجرائي ـ ــة خاص ـ ــة تض ـ ــمن ت ـ ــوفير حماي ـ ــة فعال ـ ــة م ـ ــن الناحي ـ ــة العملي ـ ــة وه ـ ــو م ـ ــا تض ـ ــمنه ف ـ ــي ق ـ ــانون
إلاجـ ـ ـراءات الجزائي ـ ــة رق ـ ــم00/26 :؛ فق ـ ــد خـ ـ ــول للضـ ـ ــبطية القض ـ ــائية ف ـ ــي مرحلـ ـ ــة البح ـ ــث والتح ـ ــري إجـ ـ ـراءات مس ـ ــتحدثة تسـ ـ ــاهم فـ ـ ــي
الكشف عن مرتكبي إلاجرام إلالكتروني.
الكلمات املفتاحية :إلاج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرام إلالكتروني ،الضبطية القضائية ،ق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــانون إلاجراءات الجزائية.
résumé:
En raison de la diffusion de la technologie moderne et de son utilisation dans divers domaines, des comportements
préjudiciables et des comportements connus dans la jurisprudence sous le nom de cybercriminalité sont apparus et ne
peuvent donc pas être confrontés et traités par les règles traditionnelles.
Sur cette base, le législateur algérien a tenté de combler ce vide juridique en assurant une protection objective, mais
celle-ci n'est pas suffisante. Elle doit plutôt être renforcée par des règles procédurales particulières garantissant une protection
effective dans la pratique, ce qui est inscrit dans le code de procédure pénale. n° 22/06 ; Au stade de la recherche et de
l'enquête, la police judiciaire a été autorisée à mettre en place de nouvelles procédures contribuant à la détection des
cybercriminels.
Mots clés : cybercriminalité - saisie judiciaire - droit de procédure pénale.
مقدمة:
ً ً
تكم ـ ـ ــن طبيع ـ ـ ــة الج ـ ـ ـرائم املعلوماتي ـ ـ ــة عل ـ ـ ــى ّأنه ـ ـ ــا ظ ـ ـ ــاهرة مس ـ ـ ــتحدثة ،وك ـ ـ ــان لزام ـ ـ ــا عل ـ ـ ــى املش ـ ـ ـ ّـرع تماش ـ ـ ــيا م ـ ـ ــع
ّ
تطورهـ ـ ـ ـ ــا اسـ ـ ـ ـ ــتحداث نصـ ـ ـ ـ ــوص قانونيـ ـ ـ ـ ــة تجـ ـ ـ ـ ـ ّـرم وتعاقـ ـ ـ ـ ــب علـ ـ ـ ـ ــى ألافعـ ـ ـ ـ ــال التـ ـ ـ ـ ــي تـ ـ ـ ـ ــدخل ضـ ـ ـ ـ ــمن إطـ ـ ـ ـ ــار الجريمـ ـ ـ ـ ــة
املعلوماتي ـ ــة ،وك ـ ــذا ص ـ ــنع قواعـ ـ ــد قانونيـ ـ ــة إجرائيـ ـ ــة تسـ ـ ـ ّـهل عمـ ـ ــل أجهـ ـ ــزة البحـ ـ ــث والتحـ ـ ـ ّـري فـ ـ ــي املمارسـ ـ ــة العمليـ ـ ــة؛
ّ
أي الاهتمام الدولي والوطني املبكر لهاته الظاهرة.
ّ
لقـ ـ ــد تفطـ ـ ــن املشـ ـ ــرع الجزائـ ـ ــري الثغـ ـ ــرة القانونيـ ـ ــة التـ ـ ــي كانـ ـ ــت تسـ ـ ــود قـ ـ ــانون العقوبـ ـ ــات مـ ـ ــن خـ ـ ــالل تعديلـ ـ ــه
بموج ـ ــب الق ـ ــانون رق ـ ــم 72/22 :باس ـ ــتحداث القس ـ ــم السـ ـ ـابع مك ـ ــرر ض ـ ــمن الفص ـ ــل الثال ـ ــث م ـ ــن الب ـ ــاب الث ـ ــاني م ـ ــن
الكتـ ـ ــاب الثالـ ـ ــث عنوانـ ـ ــه “املسـ ـ ــاس بأنظمـ ـ ــة املعالجـ ـ ــة آلاليـ ـ ــة للمعطيـ ـ ــات” ،ويش ـ ـ ــمل املـ ـ ــواد م ـ ـ ــن ( 322مك ـ ـ ــرر) إل ـ ـ ــى
( 322مك ـ ـ ــرر2002 ،14-02( )1م) ،وك ـ ـ ــذلك تق ـ ـ ــررت عقوب ـ ـ ــات لالعت ـ ـ ــداء عل ـ ـ ــى أنظم ـ ـ ــة املعلوم ـ ـ ــات ف ـ ـ ــي ق ـ ـ ــانون حماي ـ ـ ــة
94 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
حق ـ ـ ـ ــوق املؤل ـ ـ ـ ــف رق ـ ـ ـ ــم ،)2001 ،04-01( 22/23 :كم ـ ـ ــا اسـ ـ ـ ــتوجبت ف ـ ـ ــي فحواه ـ ـ ــا إقـ ـ ـ ـرار عقوب ـ ـ ــات لالعتـ ـ ـ ــداء علـ ـ ـ ــى
أنظم ـ ــة املعلوم ـ ــات ف ـ ــي إط ـ ــار نف ـ ــس الق ـ ــانونين ( أمحم ـ ــدي بوزين ـ ــة0271 ،م) ،ك ـ ــذلك إض ـ ــافة إل ـ ــى إلاجـ ـ ـراءات املتبع ـ ــة
فـ ـ ــي التحـ ـ ــري فـ ـ ــي مجـ ـ ــال الج ـ ـ ـرائم املعلوماتيـ ـ ــة؛ تـ ـ ــم اسـ ـ ــتحدث إج ـ ـ ـراءات تحـ ـ ــري خاصـ ـ ــة بموجـ ـ ــب املـ ـ ــادة 62مكـ ـ ــرر 2
م ـ ــن قـ ـ ــانون إلاج ـ ـ ـراءات الجزائيـ ـ ــة الجزائـ ـ ــري ومـ ـ ــا تالهـ ـ ــا مـ ـ ــن مـ ـ ــواد؛ وكـ ـ ـ ّـرس املشـ ـ ــرع الجزائـ ـ ــري مـ ـ ــن خـ ـ ــالل القـ ـ ــانون
رق ـ ــم 22/22 :قواع ـ ــد تح ـ ــري وحج ـ ــز وتحقي ـ ــق خاص ـ ــة للوقاي ـ ــة م ـ ــن جـ ـ ـرائم املتص ـ ــلة بتكنولوجي ـ ــا إلاع ـ ــالم والاتص ـ ــال
ومكافحتها (0222 ،22-22م).
وترجـ ـ ــع أهميـ ـ ــة الدراس ـ ـ ــة إلـ ـ ــى الانتش ـ ـ ــار الواسـ ـ ــع له ـ ـ ــذا النـ ـ ــوع مـ ـ ــن الج ـ ـ ـرائم سـ ـ ــواء عل ـ ـ ــى املسـ ـ ــتوى ال ـ ـ ــوطني أو
ً ّ
الـ ـ ــدولي ،ومـ ـ ــا أصـ ـ ــبح يشـ ـ ــكل تهديـ ـ ــدا علـ ـ ــى ألامـ ـ ــن املعلومـ ـ ــاتي سـ ـ ــواء لألف ـ ـ ـراد أو الدولـ ـ ــة فـ ـ ــي حـ ـ ــد ذاتهـ ـ ــاّ ،أمـ ـ ــا أهـ ـ ــداف
املتبع ـ ــة م ـ ــن الض ـ ــبطية القض ـ ــائية ف ـ ــي القض ـ ــاء عل ـ ــى الجريم ـ ــة البح ـ ــث فت ـ ــتلخص ف ـ ــي معرف ـ ــة خصوص ـ ــية إلاجـ ـ ـراءات ّ
ّ
التحري. املحور ّ
ألاول :املراقبة إلالكترونية كإجراء من إجراءات
يعتبـ ـ ــر نظ ـ ـ ــام املراقبـ ـ ــة إلالكتروني ـ ـ ــة نظ ـ ـ ــام تقنـ ـ ــي حـ ـ ــديث ومبتكـ ـ ــر (مديح ـ ـ ــة ب ـ ـ ــن زك ـ ـ ــري ب ـ ـ ــن عل ـ ـ ــو ،ونص ـ ـ ــيرة
ً
ش ـ ــيبان ،0272 ،ص ،)391 .أحـ ـ ــدث تطـ ـ ـ ّـورا فـ ـ ــي السياسـ ـ ــة الجنائي ـ ــة املعاص ـ ــرة ،واعتمـ ـ ــاد القضـ ـ ــاء علـ ـ ــى الكثي ـ ــر م ـ ــن
وس ـ ــائل التكنولوجي ـ ــا ف ـ ــي مرحل ـ ــة التحقي ـ ــق القض ـ ــائي م ـ ــن أج ـ ــل الفص ـ ــل ف ـ ــي القض ـ ــايا الت ـ ــي تحت ـ ــاج وس ـ ــائل متط ـ ــورة
للوصول إلى الحقيقة (حوبة 0202 ،م ،ص.)73 .
ّ
فق ـ ـ ــد نظ ـ ـ ــم املش ـ ـ ـ ّـرع الجزائ ـ ـ ــري ف ـ ـ ــي ق ـ ـ ــانون إلاجـ ـ ـ ـراءات الجزائي ـ ـ ــة ال ـ ـ ــذي يس ـ ـ ــعى إل ـ ـ ــى الكش ـ ـ ــف عـ ـ ـ ـن حقيق ـ ـ ــة
ّ ّ
الجريم ـ ـ ـ ــة ومرتكبيه ـ ـ ـ ــا بوص ـ ـ ـ ــول املحقق ـ ـ ـ ــين ورج ـ ـ ـ ــال القض ـ ـ ـ ــاء إل ـ ـ ـ ــى املعلوم ـ ـ ـ ــات املتعلق ـ ـ ـ ــة بالوق ـ ـ ـ ــائع الجرمي ـ ـ ـ ــة وأدلته ـ ـ ـ ــا
وألاش ـ ـ ـ ــخاص املنتمـ ـ ـ ــين إليه ـ ـ ـ ــا (رواب ـ ـ ـ ــح0202 ،م ،ص ،)20 .وكـ ـ ـ ـ ــذا ق ـ ـ ـ ــانون مكافح ـ ـ ـ ــة الج ـ ـ ـ ـ ـرائم تكنولوجي ـ ـ ـ ــا إلاعـ ـ ـ ـ ــالم
ّ ّ ّ
والاتصـ ـ ـ ــال إج ـ ـ ـ ـراء مراقبـ ـ ـ ــة املراسـ ـ ـ ــالت والاتصـ ـ ـ ــاالت إلالكترونيـ ـ ـ ــة عبـ ـ ـ ــر شـ ـ ـ ــبكات إلانترنـ ـ ـ ــت ووسـ ـ ـ ــائل الاتصـ ـ ـ ــال عبـ ـ ـ ــر
ألاقمـ ـ ـ ــار الصـ ـ ـ ــناعية كأسـ ـ ـ ــلوب للتحـ ـ ـ ـ ّـري والتحقيـ ـ ـ ــق فـ ـ ـ ــي بعـ ـ ـ ــض الج ـ ـ ـ ـرائم الخطيـ ـ ـ ــرة ،علـ ـ ـ ــى سـ ـ ـ ــبيل املثـ ـ ـ ــال :جريمـ ـ ـ ــة
إلاره ـ ـ ــاب؛ والجريم ـ ـ ــة املنظم ـ ـ ــة؛ واملخ ـ ـ ـ ّـدرات؛ والفس ـ ـ ــاد؛ وتبي ـ ـ ــيض ألام ـ ـ ــوال ،وك ـ ـ ــذا الج ـ ـ ـرائم املعلوماتي ـ ـ ــة الت ـ ـ ــي ّتتخ ـ ـ ــذ
ً ً
املنظومـ ـ ـ ــة املعلوماتي ـ ـ ـ ــة وشـ ـ ـ ــبكات التواصـ ـ ـ ـ ــل وسـ ـ ـ ـ ــيلة إجراميـ ـ ـ ـ ــة أو هـ ـ ـ ـ ــدفا إجراميـ ـ ـ ـ ــا (روابـ ـ ـ ـ ــح ،0202 ،ص .)27 .ف ـ ـ ـ ــي
ـتمم لقـ ـ ــانون إلاج ـ ـ ـراءات الجزائيـ ـ ــة اسـ ـ ــتخدام آليـ ـ ــات القـ ـ ــانون رقـ ـ ــم 00-26 :املـ ـ ــؤرخ ف ـ ــي0226/70/02 :م املعـ ـ ـ ّـدل واملـ ـ ـ ّ
95 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
وأس ـ ـ ـ ــاليب جدي ـ ـ ـ ــدة للبح ـ ـ ـ ــث والتح ـ ـ ـ ـ ّـري ع ـ ـ ـ ــن ه ـ ـ ـ ــذه الجـ ـ ـ ـرائم (الق ـ ـ ـ ــانون رق ـ ـ ـ ــم0226 ،00-26 :م) وح ـ ـ ـ ـ ّ
ـدد املش ـ ـ ـ ــرع ف ـ ـ ـ ــي
تطبيقها جملة من الشروط وإلاجراءات القانونية التنظيمية (زوزو ،0272 ،ص.)223 .
وتج ـ ـ ـ ــدر إلاش ـ ـ ـ ــارة هن ـ ـ ـ ــا إل ـ ـ ـ ــى دراس ـ ـ ـ ــة املراقب ـ ـ ـ ــة إلالكتروني ـ ـ ـ ــة ك ـ ـ ـ ــإجراء م ـ ـ ـ ــن إجـ ـ ـ ـ ـراءات التح ـ ـ ـ ـ ّـري ،م ـ ـ ـ ــن خ ـ ـ ـ ــالل
اسـ ـ ـ ـ ــتعراض تقنيـ ـ ـ ـ ــة التحـ ـ ـ ـ ـ ّـري كآليـ ـ ـ ـ ــة الكالسـ ـ ـ ـ ــيكية فـ ـ ـ ـ ــي كشـ ـ ـ ـ ــف الجريمـ ـ ـ ـ ــة املعلوماتيـ ـ ـ ـ ــة وهـ ـ ـ ـ ــذا فـ ـ ـ ـ ــي املطلـ ـ ـ ـ ــب ّ
ألاول؛
ّ ّ
التحري وجمع ألادلة في املطلب الثاني. والوسائل املناط استخدامها في أداء
ّ
التحري كآلية الكالسيكية في كشف الجريمة املعلوماتية املطلب ّ
ألاول :تقنية
وض ـ ـ ـ ــع املش ـ ـ ـ ـ ّـرع الجزائ ـ ـ ـ ــري أس ـ ـ ـ ــاليب أو وس ـ ـ ـ ــائل التح ـ ـ ـ ـ ّـري ّ
العام ـ ـ ـ ــة والخاص ـ ـ ـ ــة ف ـ ـ ـ ــي التع ـ ـ ـ ــديالت م ـ ـ ـ ــن ق ـ ـ ـ ــانون
إلاج ـ ـ ـراءات الجزائي ـ ـ ــة رق ـ ـ ــم20-72 :؛ فاألس ـ ـ ــاليب ّ
العام ـ ـ ــة ه ـ ـ ــي ألاس ـ ـ ــاليب التقليدي ـ ـ ــة للبح ـ ـ ــث والتح ـ ـ ـ ّـري م ـ ـ ــن املعاين ـ ـ ــة؛
والضـ ـ ــبط؛ والتفت ـ ـ ــيش؛ واملراقب ـ ـ ــة؛ والخب ـ ـ ــرةّ ،
وأم ـ ـ ــا ألاس ـ ـ ــاليب الخاصـ ـ ــة؛ ف ـ ـ ــيمكن تص ـ ـ ــنيفها إلـ ـ ــى ث ـ ــالث أش ـ ــكال ،هـ ـ ــي:
املراقبـ ـ ـ ــة؛ اعت ـ ـ ـ ـ ـراض املراسـ ـ ـ ـ ــالت وألاصـ ـ ـ ـ ــوات والتقـ ـ ـ ـ ــاط الصـ ـ ـ ـ ــور (خرش ـ ـ ـ ـ ـ ي ،وعمـ ـ ـ ـ ــارة 0202 ،م ،ص )920التسـ ـ ـ ـ ـ ّـرب
(غزالي0202 ،م ،ص.)212.
ّ
فإنـ ـ ــه يسـ ـ ــتلزم علـ ـ ــى املحقـ ـ ــق ّ
تقيـ ـ ــد بقـ ـ ــوانين وتشـ ـ ــريعات ولـ ـ ــوائح عنـ ـ ــد الشـ ـ ــروع فـ ـ ــي تحقيـ ـ ــق فـ ـ ــي جريمـ ـ ــة مـ ـ ــا؛
فني ـ ـ ــة تحق ـ ـ ـ ّـق الش ـ ـ ــرعية ،وس ـ ـ ـهولة الوص ـ ـ ــول إل ـ ـ ــى الج ـ ـ ــاني أو املش ـ ـ ــتبه ب ـ ـ ــه ،وللج ـ ـ ـرائم املعلوماتي ـ ـ ــة مفس ـ ـ ــرة وقواع ـ ـ ــد ّ
ّ
املميز لها (عثماني0279 ،م ،ص.)22 . طابعها الخاص ّ
ً
فمراقب ـ ــة إلالكترونيـ ـ ــة تعتب ـ ــر مـ ـ ــن أهـ ـ ـ ّـم مص ـ ــادر التحـ ـ ـ ّـري الت ـ ــي غالبـ ـ ــا مـ ـ ــا يس ـ ــتعان بهـ ـ ــا ف ـ ــي البحـ ـ ــث والتقص ـ ّـ ـ ي
ً
الحق ـ ـ ــائق ع ـ ـ ــن الج ـ ـ ـرائم املرتكب ـ ـ ــة س ـ ـ ــواءا كان ـ ـ ــت تقليدي ـ ـ ــة أو مس ـ ـ ــتحدثة ك ـ ـ ــ" :ج ـ ـ ـرائم إلانترن ـ ــت"؛ فهـ ـ ــي هم ـ ـ ــزة وصـ ـ ــل
بينه ـ ــا وب ـ ــين أعم ـ ــال رج ـ ــال البح ـ ــث والتح ـ ـ ّـري ،وتعتب ـ ــر أس ـ ــرع درب ف ـ ــي كش ـ ــف الج ـ ـرائم املعلوماتي ـ ــة ،له ـ ــذا تس ـ ـ ّـمى بـ ـ ـ " :
املراقبـ ــة إلالكتروني ـ ــة " .فعملي ـ ــة املراقب ـ ــة ه ـ ــي عمـ ــل أمن ـ ــي أساس ـ ـ ي ل ـ ــه نظ ـ ــام معلوم ـ ــات ،يق ـ ــوم ب ـ ــه املراق ـ ــب بمراقب ـ ــة
محدد وتحرير تقارير بالنتيجة (مرنيز 0276 ،م ،ص ص 723 .و.)726 املراقب بالوسائل لتحقيق غرض ّ
ويكم ـ ــن عم ـ ــل م ـ ــأمور الض ـ ــبط القض ـ ــائي ف ـ ــي إلزاميت ـ ــه بالقي ـ ــام بالبح ـ ــث ع ـ ــن الجـ ـ ـرائم ومرتكبيه ـ ــا عب ـ ــر ش ـ ــبكة
إلانترن ـ ــت ،حس ـ ــب م ـ ــا يق ـ ـ ّـره الق ـ ــانون ،أو م ـ ــا يثن ـ ــي علي ـ ــه الق ـ ــانون بأس ـ ــاليب التح ـ ـ ّـري الخاص ـ ــة ،والت ـ ــي ه ـ ــي جمل ـ ــة م ـ ــن
إلاج ـ ـ ـراءات التـ ـ ــي يقـ ـ ــوم بهـ ـ ــا املتحـ ـ ـ ّـري عبـ ـ ــر شـ ـ ــبكة إلانترنـ ـ ــت بواسـ ـ ــطة التغطيـ ـ ــة إلالكترونيـ ـ ــة الرقميـ ـ ــة ،وعلـ ـ ــى أجهـ ـ ــزة
الحاس ـ ـ ــب آلال ـ ـ ــي ،وذل ـ ـ ــك للحص ـ ـ ــول عل ـ ـ ــى بيان ـ ـ ــات ومعلوم ـ ـ ــات تعريفي ـ ـ ــة أو توض ـ ـ ــيحية ع ـ ـ ــن ألاش ـ ـ ــخاص أو ألام ـ ـ ــاكن أو
ّ
ألاشـ ـ ــياء حسـ ـ ــب طبيعتهـ ـ ــا لضـ ـ ــبط ج ـ ـ ـرائم إلانترنـ ـ ــت؛ فهـ ـ ــي وسـ ـ ــيلة لجمـ ـ ــع املعلومـ ـ ــات وألادل ـ ـ ــة (مرنيـ ـ ــز ،0276 ،ص.
)723
وعل ـ ـ ــى ه ـ ـ ــذا ألاس ـ ـ ــاس ،وف ـ ـ ــي مج ـ ـ ــال املكافح ـ ـ ــة إلاجرائي ـ ـ ــة للجريم ـ ـ ــة املعلوماتي ـ ـ ــة ،ينبغ ـ ـ ــي التط ـ ـ ـ ّـرق إل ـ ـ ــى ال ـ ـ ــدور
ـفة ّ
عام ـ ـ ــة ال ـ ـ ــذي تلعب ـ ـ ــه الش ـ ـ ــرطة القض ـ ـ ــائية ك ـ ـ ــأداة رئيس ـ ـ ــية لص ـ ـ ــيانة أم ـ ـ ــن املجتم ـ ـ ــع وحمايت ـ ـ ــه م ـ ـ ــن الجـ ـ ـ ـرائم بص ـ ـ ـ ٍ
ّ
والجريمة املعلوماتية بصفة خاصة ،وهنا يترتب إبراز إلاجراءات املمكنة على النحو التالي:
96 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
املاسة بأنظمة املعالجة آلالية للمعطيات. ّأو ًال :معاينة مسرح جريمة ّ
ّ ً
ملكافحـ ـ ـ ــة الجريمـ ـ ـ ــة إلالكترونيـ ـ ـ ــة إجرائيـ ـ ـ ــا ،يتـ ـ ـ ــأتى دراسـ ـ ـ ــة تعريفيـ ـ ـ ــة ملقصـ ـ ـ ــود " املعاينـ ـ ـ ــة " ،واملقصـ ـ ـ ــود منهـ ـ ـ ــا
رؤيـ ـ ــة العـ ـ ــين ملكـ ـ ــان أو شـ ـ ــخص أو ش ـ ـ ـ يء إلثبـ ـ ــات حالتـ ـ ــه وضـ ـ ــبط كـ ـ ــل مـ ـ ــا يلـ ـ ــزم لكشـ ـ ــف الحقيقـ ـ ــة ومعاينـ ـ ــة مسـ ـ ــرح
ّ
الج ـ ـ ـ ـرائم املعلوماتيـ ـ ـ ــة (فـ ـ ـ ــالح ،وآيـ ـ ـ ــت عبـ ـ ـ ــد املالـ ـ ـ ــك 0272 ،م ،ص )7621 .ويتطل ـ ـ ـ ــب ه ـ ـ ـ ــذا ألام ـ ـ ـ ــر انتق ـ ـ ـ ــال م ـ ـ ـ ــأمور
الض ـ ــبط القض ـ ــائي إل ـ ــى مك ـ ــان م ـ ــا ملباش ـ ــرتها ف ـ ــي إثب ـ ــات حالت ـ ــه وحالـ ـ ــة م ـ ــا ق ـ ــد يوجـ ـ ــد في ـ ــه م ـ ــن أش ـ ــخاص أو أش ـ ــياء
تفيد في إظهار الحقيقة للكشف عن الجريمة محل إلاجراء.
ً
ثانيا :تفتيش وضبط النظم املعلوماتية
والغ ـ ــرض مـ ـ ــن التفت ـ ــيش هـ ـ ــو البحـ ـ ــث أو ض ـ ــبط ألادلـ ـ ــة املاديـ ـ ــة للكش ـ ــف ع ـ ـ ــن حقيقـ ـ ــة الجريم ـ ـ ــة؛ فك ـ ـ ــل مـ ـ ــا
ّ ّ
يض ـ ـ ــبطه م ـ ـ ــأمور الض ـ ـ ــبط القض ـ ـ ــائي ج ـ ـ ـ ّـراء عملي ـ ـ ــة التفت ـ ـ ــيش م ـ ـ ــن أش ـ ـ ــياء متعلق ـ ـ ــة بالجريم ـ ـ ــة (فـ ـ ــالح ،وآي ـ ـ ــت عب ـ ـ ــد
املالـ ـ ــك ،0272 ،ص )7621 .هـ ـ ــو ألاثـ ـ ــر املباشـ ـ ــر للتفتـ ـ ــيش؛ فـ ـ ــالتفتيش والضـ ـ ــبط يع ـ ـ ـ ّـد م ـ ـ ــن إج ـ ـ ـراءات التحقي ـ ـ ــق ف ـ ـ ــي
الجريمة املعلوماتية (أمحمدي بوزينة.)0271 ،
وه ـ ـ ــذا م ـ ـ ــا اس ـ ـ ــتهدفته املـ ـ ـ ــادة 22مـ ـ ـ ــن القـ ـ ـ ــانون رقـ ـ ـ ــم 22/22 :املـ ـ ـ ــؤرخ فـ ـ ـ ــي 2 :أوت 0222يتضـ ـ ـ ــمن القواعـ ـ ـ ــد
الخاصـ ـ ــة للوقايـ ـ ــة مـ ـ ــن الج ـ ـ ـرائم املتصـ ـ ــلة بتكنولوجيـ ـ ــا إلاعـ ـ ــالم والاتصـ ـ ــال ومكافحتهـ ـ ــا ،التـ ـ ــي قـ ـ ــررت الفقـ ـ ــرة الثانيـ ـ ــة
منهـ ــا أنـ ــه ” :فـ ــي حالـ ــة تـ ــوافر معلومـ ــات عـ ــن احتمـ ــال اعتـ ــداء علـ ــى منظومـ ــة معلوماتيـ ــة علـ ــى نحـ ــو يهـ ــدد النظـ ــام العـ ــام
أو ال ـ ـ ــدفاع ال ـ ـ ــوطني أو مؤسس ـ ـ ــات الدول ـ ـ ــة أو الاقتصـ ـ ــاد ال ـ ـ ــوطني" (امل ـ ـ ــادة 22فقـ ـ ــرة 20م ـ ـ ــن ق ـ ـ ــانون رقـ ـ ـ ــم،22-22 :
املرجع السابق ،ص.)26 .
التحري وجمع ألادلة. ّ املطلب الثاني :الوسائل املناط استخدامها في آداء
تامـ ـ ــة وإدراك لوسـ ـ ــائل وقـ ـ ــوع الجريمـ ـ ــة ،وفـ ـ ــي ألاخي ـ ــر فـ ـ ــك ـتحق فيهـ ـ ــا معرفـ ـ ــة ّفـ ـ ــالتحقيق فـ ـ ــي هـ ـ ــذا املجـ ـ ــال يسـ ـ ـ ّ
املحق ـ ــق عل ـ ــى مجموع ـ ــة م ـ ــن ش ـ ــيفرة ،والوص ـ ــول املباش ـ ــر إل ـ ــى الج ـ ــاني ،وعل ـ ــى ه ـ ــذه ألاس ـ ــاس ي ـ ـ ّـتم ه ـ ــذا ألام ـ ــر باعتم ـ ــاد ّ
إلامكانيات من بينها:
ً
ّأوال :الوس ـ ـ ـ ــائل املادية:
وهـ ـ ــي إلامكانيـ ـ ــات التـ ـ ــي تسـ ـ ــتخدم ف ـ ـ ــي قاعديـ ـ ــة نظـ ـ ــم املعلومـ ـ ــات ،تسـ ـ ــتخدم فـ ـ ــي تنفي ـ ـ ــذ إج ـ ـ ـراءات وأس ـ ـ ــاليب
والتحري والتي تثبت وقوع الجريمة وتساعد على تحديد شخصية مرتكبها ومن ّ
أهمها: ّ التحقيق
برامج املحادثة؛ والب ـ ـ ـ ـ ــريد إلالكتروني ،عناوين .IP
البروكس ـ ـ ـ ـ ي :برن ـ ـ ـ ــامج يعم ـ ـ ـ ــل كوس ـ ـ ـ ــيط ب ـ ـ ـ ــين الش ـ ـ ـ ــبكة ومس ـ ـ ـ ــتخدميها ،بحي ـ ـ ـ ــث تض ـ ـ ـ ــمن الش ـ ـ ـ ــركات الكب ـ ـ ـ ــرى
ّ ّ
املقدمة لخدمة الاتصال بالشبكات قدرها إلدارة الشبكة وضمان ألامن وتوفير خدمات الذاكرة الجاهزة.
ـالتعرف علـ ـ ــى محـ ـ ــاوالت الاختـ ـ ـراق التـ ـ ــي تـ ـ ـ ّـتم مـ ـ ــع تقـ ـ ــديم بيـ ـ ــان بـ ـ ـرامج ّ
التتبـ ـ ــع :حيـ ـ ــث تقـ ـ ــوم هـ ـ ــذه الب ـ ـ ـرامج بـ ـ ـ ّ
ش ـ ــامل بهـ ـ ــا إلـ ـ ــى املسـ ـ ــتخدم الـ ـ ــذي ت ـ ـ ـ ّـم اخت ـ ـ ـراق جهـ ـ ــازه ،ويحتـ ـ ــوي هـ ـ ــذا البي ـ ـ ــان علـ ـ ــى اسـ ـ ــم الحـ ـ ــدث وتـ ـ ــاريخ حدوث ـ ـ ــه
وعنوان .IP
97 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
ّ
نظـ ـ ــام كشـ ـ ــف الاخت ـ ـ ـراق ويرمـ ـ ــز ل ـ ـ ــه بـ ـ ـ ـ ."IDS" :وه ـ ـ ــو برن ـ ـ ــامج يت ـ ـ ــولى مراقب ـ ـ ــة بع ـ ـ ــض العملي ـ ـ ــات الت ـ ـ ــي يج ـ ـ ــري
ً
حـ ـ ــدوثها علـ ـ ــى أجهـ ـ ــزة الحاسـ ـ ــبة إلالكترونيـ ـ ــة أو الشـ ـ ــبكة مـ ـ ــع تحليلهـ ـ ــا بحثـ ـ ــا عـ ـ ــن ّأيـ ـ ــة إشـ ـ ــارة قـ ـ ــد تـ ـ ـ ّـدل علـ ـ ــى وجـ ـ ــود
تهدد أمن الحاسبة إلالكترونية أو الشبكة. مشكلة قد ّ
أدوات ت ـ ـ ــدقيق ومراجع ـ ـ ــة العملي ـ ـ ــات الحاس ـ ـ ــوبية ،وأدوات فحـ ـ ـ ــص ومراقب ـ ـ ــة الش ـ ـ ــبكات (عثم ـ ـ ــاني،0279 ،
ص.)22 .
ً
ثانيا :الوس ـ ـ ــائل إلاجرائية.
واملتغيـ ـ ــرة والغيـ ـ ــر محـ ـ ـ ّـددة
ّ وهـ ـ ــي إج ـ ـ ـراءات بمجـ ـ ـ ّـرد اسـ ـ ــتعمالها يـ ـ ـ ّـتم تنفيـ ـ ــذ طـ ـ ــرق التحقيـ ـ ــق الثابتـ ـ ــة واملحـ ـ ـ ّـددة
وتحدد شخصية مرتكبها ومن بينها: التي تثبت وقوع الجريمة ّ
تم استخدامه للقيام بعملية الاختراق. تتبع أثر الجهاز الذي ّ ويتم عن طريق ّ اقتفاء ألاثرّ :
ّ
الاسـ ـ ــتعانة بالـ ـ ــذكاء الاصـ ـ ــطناعي ،واط ـ ـ ــالع عل ـ ـ ــى عملي ـ ـ ــات النظ ـ ـ ــام املعلوم ـ ـ ــاتي وأس ـ ـ ــلوب حمايت ـ ـ ــه ،ومراقب ـ ـ ــة
ّ
الاتصاالت إلالكترونية (عثماني ،0279 ،ص.)22.
تقنية برنامج كارنيوز :تقنية ّ
طورتها إدارة املعلومات التابعة ملكتب التحقيقات الفيدرالي .F.B.I
تقني ـ ـ ــة ّ
تعقـ ـ ـ ــب املواقـ ـ ـ ــع إلاباحيـ ـ ـ ــة أو مـ ـ ـ ــا يسـ ـ ـ ـ ّـمى ببرن ـ ـ ــامج " نوي ـ ـ ــد ش ـ ـ ــرطة إلانترن ـ ـ ــت" :ويقص ـ ـ ــد ب ـ ـ ــه برن ـ ـ ــامج
ّ
يبح ـ ــث ع ـ ــن الص ـ ــور الجنس ـ ــية املخل ـ ــة عل ـ ــى أنظم ـ ــة الكمبي ـ ــوتر الت ـ ــي تعم ـ ــل ببـ ـ ـرامج تش ـ ــغيل "وين ـ ــدوز" ه ـ ــدفها تطهي ـ ــر
الشبكة من املواقع إلاباحية والجنسية (مرنيز 0276 ،ص.)722 .
ّ
التسرب في كشف الجرائم إلالكترونية. املحور الثاني :تقنية
ّ
يع ـ ـ ـ ّـرف تقني ـ ـ ــة التس ـ ـ ـ ّـرب ف ـ ـ ــي إط ـ ـ ــار جريم ـ ـ ــة املعلوماتي ـ ـ ــة بأن ـ ـ ــه " التس ـ ـ ـ ّـرب الرقم ـ ـ ــي" ال ـ ـ ــذي ي ـ ـ ــتم ع ـ ـ ــن طريق ـ ـ ــه
ّ
متخفي ـ ـ ـ ـ ـ ــة الـ ـ ـ ـ ـ ــدخول والولـ ـ ـ ـ ـ ــوج (بـ ـ ـ ـ ــن عـ ـ ـ ـ ــودة ،ون ـ ـ ـ ـ ــوار 0202 ،م ،ص )309 .إلـ ـ ـ ـ ـ ــى ألانظمـ ـ ـ ـ ـ ــة املعلوماتي ـ ـ ـ ـ ـ ــة بصـ ـ ـ ـ ـ ــورة
ً
مس ـ ــتخدما أس ـ ــماء وأوص ـ ــاف مس ـ ــتعارة أو وهمي ـ ــة ين ـ ــدس ع ـ ــن طريقه ـ ــا ف ـ ــي املجموع ـ ــات لرص ـ ــد ألاش ـ ــخاص املش ـ ــتبه
ف ـ ـ ـ ــيهم الرتك ـ ـ ـ ــابهم أو ش ـ ـ ـ ــروعهم ف ـ ـ ـ ــي ارتك ـ ـ ـ ــاب ج ـ ـ ـ ـرائم والتق ـ ـ ـ ــاط البيان ـ ـ ـ ــات الخاص ـ ـ ـ ــة به ـ ـ ـ ــم (حل ـ ـ ــيم ،0207 ،ص.)033 .
ً ّ
ويقص ـ ــد ب ـ ــه أيض ـ ــا تس ـ ــلل معلوم ـ ــاتي يس ـ ــمح بال ـ ــدخول بطريق ـ ــة احتيالي ـ ــة مخادع ـ ــة ف ـ ــي منت ـ ــدى ح ـ ــوار أو عل ـ ــى املواق ـ ــع
(روابح ،0202 ،ص.)73 .
وعلـ ـ ــى ضـ ـ ــوء هـ ـ ــذا املحـ ـ ــور ،سـ ـ ــوف نتطـ ـ ـ ّـرق إلـ ـ ــى دراسـ ـ ــة تقنيـ ـ ــة التسـ ـ ـ ّـرب كآليـ ـ ــة مسـ ـ ــتحدثة فـ ـ ــي اسـ ـ ــتخالص
الجريم ـ ـ ــة املعلوماتي ـ ـ ــة ف ـ ـ ــي ظ ـ ـ ـ ّـل التش ـ ـ ــريع الجزائ ـ ـ ــري وه ـ ـ ــذا ف ـ ـ ــي املطل ـ ـ ــب ّ
ألاول؛ إلامكاني ـ ـ ــات الرامي ـ ـ ــة إل ـ ـ ــى اس ـ ـ ــتخدام
ّ
التسرب في املطلب الثاني. تقنية
98 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
ـتم عمليـ ـ ـ ــة التسـ ـ ـ ـ ّـرب بقيـ ـ ـ ــام ضـ ـ ـ ــابط أو عـ ـ ـ ــون الشـ ـ ـ ــرطة القضـ ـ ـ ــائية تحـ ـ ـ ــت مسـ ـ ـ ــؤولية ضـ ـ ـ ــابط الشـ ـ ـ ــرطة وتـ ـ ـ ـ ّ
ّ ّ
القض ـ ـ ــائية املكل ـ ـ ــف بتنس ـ ـ ــيق العملي ـ ـ ــة بمراقب ـ ـ ــة ألاش ـ ـ ــخاص املش ـ ـ ــتبه ف ـ ـ ــي ارتك ـ ـ ــابهم جنح ـ ـ ــة أو جناي ـ ـ ــة وإيه ـ ـ ــامهم بأن ـ ـ ــه
هوي ـ ـ ــةفاع ـ ـ ــل معه ـ ـ ــم أو ش ـ ـ ــريك ،كم ـ ـ ــا يس ـ ـ ــمح لع ـ ـ ــون أو ض ـ ـ ــابط الش ـ ـ ــرطة القض ـ ـ ــائية أن يس ـ ـ ــتعمل له ـ ـ ــذه العملي ـ ـ ــة ّ
ً
مس ـ ـ ــتعارة ويرتك ـ ـ ــب عن ـ ـ ــد الض ـ ـ ــرورة ألافع ـ ـ ــال الناص ـ ـ ــة ف ـ ـ ــي امل ـ ـ ــادة 62مك ـ ـ ــرر 72بقوله ـ ـ ــا " :يس ـ ـ ــمح القـ ـ ـ ـانون طبق ـ ـ ــا
هوي ـ ـ ــة مس ـ ـ ــتعارة،ألحك ـ ـ ــام امل ـ ـ ــادة 62مك ـ ـ ــرر 72لض ـ ـ ــابط أو لع ـ ـ ــون الش ـ ـ ــرطة القض ـ ـ ــائية أن يس ـ ـ ــتعمل له ـ ـ ــذا الغ ـ ـ ــرض ّ
وأن يرتك ـ ـ ــب عن ـ ـ ــد الضـ ـ ـ ــرورة ألاعم ـ ـ ــال التالي ـ ـ ــة :اقتنـ ـ ـ ــاء أو حي ـ ـ ــازة أو نق ـ ـ ــل أو تسـ ـ ـ ــليم أو إعط ـ ـ ــاء م ـ ـ ــواد أو أمـ ـ ـ ــوال أو
منتوج ـ ـ ــات أو وث ـ ـ ــائق أو معلوم ـ ـ ــات ّ
متحص ـ ـ ــل عليه ـ ـ ــا م ـ ـ ــن ارتك ـ ـ ــاب الج ـ ـ ـرائم أو املس ـ ـ ــتعملة ف ـ ـ ــي ارتكابه ـ ـ ــا ،واس ـ ـ ــتعمال أو
وض ـ ــع تح ـ ــت تص ـ ـ ّـرف مرتكب ـ ــي الجـ ـ ـرائم الوس ـ ــائل ذات الط ـ ــابع الق ـ ــانوني أو امل ـ ــالي ،وك ـ ــذا وس ـ ــائل النق ـ ــل والتخ ـ ــزين أو
ّ
إلايداع أو الحفظ أو الاتصال" (حليم ،0207 ،ص.)033 .
يتوج ـ ــب ألام ـ ــر ف ـ ــي التح ـ ـ ّـري والتحقي ـ ــق ف ـ ــي الج ـ ـرائم املنص ـ ــوص عليه ـ ــا وي ـ ـ ّـتم اللج ـ ــوء إل ـ ــى ه ـ ــذه الكيفي ـ ــة عن ـ ــدما ّ
ً
حص ـ ـ ـرا فـ ـ ــي نـ ـ ــص املـ ـ ــادة 62مكـ ـ ــرر 22مـ ـ ــن قـ ـ ــانون إلاج ـ ـ ـراءات الجزائيـ ـ ــة علـ ـ ــى ّأنـ ـ ــه ":إذا اقتضـ ـ ــت ضـ ـ ــرورات التحـ ـ ـ ّـري
فـ ـ ـ ــي الجريمـ ـ ـ ــة املتلـ ـ ـ ـ ّـبس بهـ ـ ـ ــا أو التحقيـ ـ ـ ــق الابت ـ ـ ــدائي فـ ـ ـ ــي ج ـ ـ ـ ـرائم املخـ ـ ـ ـ ّـدرات أو الجريم ـ ـ ــة املنظم ـ ـ ــة الع ـ ـ ــابرة للحـ ـ ـ ــدود
الوطني ـ ـ ـ ــة أو الجـ ـ ـ ـ ـرائم ّ
املاس ـ ـ ـ ــة بأنظم ـ ـ ـ ــة املعالج ـ ـ ـ ــة آلالي ـ ـ ـ ــة للمعطي ـ ـ ـ ــات أو جـ ـ ـ ـ ـرائم تبي ـ ـ ـ ــيض ألام ـ ـ ـ ــوال أو إلاره ـ ـ ـ ــاب أو
ّ
الجـ ـ ـ ـرائم املتعلق ـ ـ ــة بالتش ـ ـ ــريع الخ ـ ـ ــاص بالص ـ ـ ــرف ،وك ـ ـ ــذا جـ ـ ـ ـرائم الفس ـ ـ ــاد ،يج ـ ـ ــوز لوكي ـ ـ ــل الجمهوري ـ ـ ــة املخ ـ ـ ـ ّـتص أن
يأذن بما يأتي:
ّ
اعت ـ ـ ـراض املراسـ ـ ــالت (بوض ـ ـ ــياف 0279 ،م ،ص )367 .الت ـ ـ ــي ت ـ ـ ـ ّـتم ع ـ ـ ــن طري ـ ـ ــق وس ـ ـ ــائل الاتص ـ ـ ــال الس ـ ـ ــلكية
والالسلكية؛
ّ
وضـ ـ ـ ــع الترتيب ـ ـ ـ ــات التقني ـ ـ ـ ــة دون موافق ـ ـ ـ ــة املعني ـ ـ ـ ــين م ـ ـ ـ ــن أج ـ ـ ـ ــل التق ـ ـ ـ ــاط وتثبي ـ ـ ـ ــت وب ـ ـ ـ ــث وتس ـ ـ ـ ــجيل الك ـ ـ ـ ــالم
ـفة خاص ـ ـ ــة أو س ـ ـ ـ ّـرية م ـ ـ ــن ط ـ ـ ــرف ش ـ ـ ــخص أو ع ـ ـ ـ ّـدة أش ـ ـ ــخاص ف ـ ـ ــي أم ـ ـ ــاكن خاص ـ ـ ــة أو عمومي ـ ـ ــة أو املتف ـ ـ ـ ّـوه ب ـ ـ ــه بص ـ ـ ـ ٍ
عدة أشخاص يتواجدون في مكان خاص؛ التقاط صور لشخص أو ّ
يس ـ ـ ــمح إلاذن املس ـ ـ ــلم بغ ـ ـ ــرض وض ـ ـ ــع الترتيب ـ ـ ــات التقني ـ ـ ــة بال ـ ـ ــدخول إل ـ ـ ــى املح ـ ـ ــالت الس ـ ـ ــكنية أو غيره ـ ـ ــا ول ـ ـ ــو
خـ ــارج املواعيـ ــد املحـ ـ ّـددة فـ ــي املـ ــادة 21مـ ــن هـ ــذا القـ ــانون وبغيـ ــر علـ ــم أو رضـ ــا ألاشـ ــخاص الـ ــذين لهـ ــم حـ ــق علـ ــى تلـ ــك
ألاماكن؛
تنفذ العمليات املأذون بها على هذا ألاساس تحت املراقبة املباشرة لوكيل الجمهورية ّ
املختص؛ ّ
ف ـ ـ ــي حال ـ ـ ــة ف ـ ـ ــتح تحقي ـ ـ ــق قض ـ ـ ــائي ،ت ـ ـ ـ ّـتم العملي ـ ـ ــات امل ـ ـ ــذكورة بن ـ ـ ــاء عل ـ ـ ــى إذن م ـ ـ ــن قاض ـ ـ ـ ي التحقي ـ ـ ــق (زوزو،
،0272ص )270 .وتحت مراقبته املباشرة " (القانون رقم0221 ،00-26 :م ،ص .)32
ّ
التسرب. املطلب الثاني :إلامكانيات الرامية إلى استخدام تقنية
يعتبـ ـ ــر التسـ ـ ـ ّـرب بمثاب ـ ـ ــة إج ـ ـ ـراء جديـ ـ ــد وح ـ ـ ــديث للبحـ ـ ــث والتح ـ ـ ـ ّـري عـ ـ ــن الج ـ ـ ـرائم الخطي ـ ـ ــرة ،وقـ ـ ــد اس ـ ـ ــتحدثه
املشـ ـ ـ ـ ّـرع الجزائـ ـ ـ ــري بعـ ـ ـ ــد تعديلـ ـ ـ ــه لقـ ـ ـ ــانون إلاج ـ ـ ـ ـراءات الجزائيـ ـ ـ ــة سـ ـ ـ ــنة 0226م و0221م ،وه ـ ـ ــو اختصـ ـ ـ ــاص يمنح ـ ـ ــه
99 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
املش ـ ـ ّـرع ألع ـ ــوان وض ـ ـ ّـباط الش ـ ــرطة القض ـ ــائية بش ـ ــأن ج ـ ـرائم مح ـ ـ ّـددة ف ـ ــي الق ـ ــانون لتس ـ ــهيل عملي ـ ــة البح ـ ــث والتح ـ ـ ّـري
فيها (برابح ،وبوبعاية ،0207 ،ص.)029 .
ّ
والتقي ـ ـ ــد به ـ ـ ــا وط ـ ـ ــرح املش ـ ـ ـ ّـرع الجزائ ـ ـ ــري ه ـ ـ ــذه التقني ـ ـ ــة بجمل ـ ـ ــة ّ
مهم ـ ـ ــة م ـ ـ ــن الش ـ ـ ــروط الت ـ ـ ــي ف ـ ـ ــرض مراعاته ـ ـ ــا
ّ
إلضفاء صفة املشروعية على هذا إلاجراء ،ومنها ما يتعلق بالجانب الشكلي وآلاخر بالجانب املوضوعي.
ً
ّ
التسرب. أ ّوال :الشروط الشكلية إلجراء تقنية
ّ
وتتجل ـ ـ ـ ــى الش ـ ـ ـ ــروط الش ـ ـ ـ ــكلية إلجـ ـ ـ ـ ـراء تقني ـ ـ ـ ــة التس ـ ـ ـ ـ ّـرب ف ـ ـ ـ ــي تقري ـ ـ ـ ــر مح ـ ـ ـ ـ ّـرر م ـ ـ ـ ــن ط ـ ـ ـ ــرف ض ـ ـ ـ ــابط الش ـ ـ ـ ــرطة
القضائية؛ وصدور إذن قضائي بمباشرة العملية.
تحرير تقرير مسبق من طرف ضباط الشرطة القضائية:
يق ـ ــوم أع ـ ــوان وض ـ ــباط الشـ ــرطة القض ـ ــائية قبـ ــل مباشـ ــرة ف ـ ــي إج ـ ـراء تقني ـ ــة التس ـ ـ ّـرب بكتاب ـ ــة تقري ـ ــر إل ـ ــى وكي ـ ــل
ّ
واملتمم. الجمهورية املنصوص عليه في املادة 79من قانون إلاجراءات الجزائية ّ
املعدل
ّ ّ
إذ ت ـ ـ ــنص املـ ـ ـ ــادة 62مكـ ـ ـ ــرر 73علـ ـ ـ ــى أنـ ـ ـ ــه " :يحـ ـ ـ ـ ّـرر ضـ ـ ـ ــابط الشـ ـ ـ ــرطة القضـ ـ ـ ــائية املكلـ ـ ـ ــف بتنسـ ـ ـ ــيق عمليـ ـ ـ ــة
ً
التسـ ـ ـ ّـرب تقري ـ ـ ـرا يتض ـ ـ ـ ّـمن العناصـ ـ ــر الض ـ ـ ــرورية ملعاين ـ ــة الج ـ ـ ـرائم غي ـ ــر تلـ ـ ــك الت ـ ــي تع ـ ــرض للخط ـ ــر أم ـ ــن الض ـ ـ ــابط أو
ً ّ
املتسرب ،وكذا ألاشخاص املسخرين طبقا للمادة 62مكرر ( "72شيخ ،0279 ،ص ص 22 .و.)22 العون
صدور إذن قضائي بمباشرة العملية: أ.
تقتض ـ ـ ي امل ـ ــادة 62مك ـ ــرر 77م ـ ــن ق ـ ــانون إلاجـ ـ ـراءات الجزائي ـ ــة عل ـ ــى ّأن ـ ــه " :عن ـ ــدما تقتضـ ـ ـ ي ض ـ ــرورة التح ـ ـ ّـري
أو التحقي ـ ـ ــق ف ـ ـ ــي إح ـ ـ ــدى الج ـ ـ ـرائم امل ـ ـ ــذكورة ف ـ ـ ــي امل ـ ـ ــادة 62مك ـ ـ ــرر ،22يج ـ ـ ــوز لوكي ـ ـ ــل الجمهوري ـ ـ ــة ،أن ي ـ ـ ــأذن تح ـ ـ ــت
رقابتـ ـ ــه حسـ ـ ــب الحالـ ـ ــة بمباشـ ـ ــرة عمليـ ـ ــة التسـ ـ ـ ّـرب ضـ ـ ــمن الشـ ـ ــروط ّ
املبينـ ـ ــة فـ ـ ــي املـ ـ ــواد" ،ويكـ ـ ــون صـ ـ ــدور إلاذن مـ ـ ــن
قب ـ ـ ــل وكي ـ ـ ــل الجمهوري ـ ـ ــة أو قاض ـ ـ ـ ي التحقي ـ ـ ــق ف ـ ـ ــي مرحل ـ ـ ــة التحقي ـ ـ ــق القض ـ ـ ــائي(قادري0207 ،م ،ص)622 .؛ حس ـ ـ ــب
اس ـ ـ ـ ــتقراء امل ـ ـ ـ ــادة 62مكـ ـ ـ ـ ــرر ( 77ب ـ ـ ـ ـرابح ،وبوبعاي ـ ـ ـ ــة ،0207 ،ص ،)021 .والبيانـ ـ ـ ــات الواج ـ ـ ـ ــب توافرهـ ـ ـ ــا فـ ـ ـ ــي إلاذن،
ً ً
وه ـ ـ ــذا مـ ـ ــا تعكسـ ـ ــه امل ـ ـ ــادة 62مك ـ ـ ــرر 72بقوله ـ ـ ــا " :يج ـ ـ ــب أن يك ـ ـ ــون عملي ـ ـ ــة التس ـ ـ ـ ّـرب مكتوب ـ ـ ــا ،تطبيق ـ ـ ــا للم ـ ـ ــادة 62
ً
مكرر ، 77مكتوبا ( "...شيخ ،0279 ،ص ص 26 .و.)21
ّ ً
التسرب. ثانيا :الشروط املوضوعية إلجراء عملية
أض ـ ــاف املش ـ ـ ّـرع عل ـ ــى الش ـ ــروط الش ـ ــكلية ،ض ـ ــرورة ت ـ ــوافر ش ـ ــروط املوض ـ ــوعية عن ـ ــد ممارس ـ ــة ه ـ ــذه التقني ـ ــة،
ّ ّ ّ ّ
التسرب. التسرب؛ أي إلاشارة إلى دواعي العملية ،وسرية عملية املتمثلة في وجود دوافع اللجوء إلى تقنية
التسرب: ّ دواعي اللجوء إلى تقنية أ.
ـتم التط ـ ـ ـ ّـرق إل ـ ـ ــى تقني ـ ـ ــة إجرائي ـ ـ ــة للتس ـ ـ ـ ّـرب بمج ـ ـ ـ ّـرد وق ـ ـ ــوع إح ـ ـ ــدى الجـ ـ ـ ـرائم املح ـ ـ ـ ّ
ـددة ف ـ ـ ــي التقن ـ ـ ــين لتبري ـ ـ ــر يـــ ّ
التحري أو التحقيق ". ّ أقرته املادة 62مكرر 77في حكمها" :عندما تقتض ي ضرورات العملية ،وهذا ما ّ
ّ
التسرب: سرية عملية ب.
ّ
س ـ ــرية عملي ـ ــة التس ـ ـ ّـرب يتوق ـ ــف ف ـ ــي الس ـ ــير الحس ـ ــن له ـ ــا ،وه ـ ــو اتخ ـ ــاذ لع ـ ــون أو ض ـ ــابط الش ـ ــرطة القض ـ ــائية
ً فـ ـ ــي اسـ ـ ــتعمال ّ
هويـ ـ ــة مسـ ـ ــتعارة ،وهـ ـ ــذا وفقـ ـ ــا للمـ ـ ــادة 62مكـ ـ ــرر 76مـ ـ ــن قـ ـ ــانون إلاج ـ ـ ـراءات الجزائيـ ـ ــة ،كمـ ـ ــا أضـ ـ ــاف
100 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
ّ
بموج ـ ــب امل ـ ــادة 62مك ـ ــرر 79أن ـ ــه " :يج ـ ــوز س ـ ــماع ض ـ ــابط الش ـ ــرطة القض ـ ــائية ال ـ ــذي تج ـ ــري عملي ـ ــة التس ـ ـ ّـرب تح ـ ــت
ً
مسؤوليته دون سواه ،بوصفه شاهدا عن العملية " (شيخ ،0279 ،ص ص 22 .و.)72
التسرب: ّ ج .الجرائم إلالكترونية املقصودة بعملية
وجرمه ـ ـ ـ ــا املش ـ ـ ـ ـ ّـرع الجزائ ـ ـ ـ ــري بموج ـ ـ ـ ــب امل ـ ـ ـ ــادة 62مك ـ ـ ـ ــرر 22م ـ ـ ـ ــن الق ـ ـ ـ ــانون رق ـ ـ ـ ــم 00-26 :املع ـ ـ ـ ـ ّـدل وامل ـ ـ ـ ـ ّ
ـتمم ّ
لقانون إلاجراءات الجزائية ،والتي حصرها في سبع ( )21جرائم ،هي (يامة0272 ،م ،ص:)727 .
جرائم إلاره ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاب (مقالتي ،ومشري0207 ،م ،ص)222 .؛
جرائم املخ ـ ـ ـ ـ ّـدرات؛
جرائم تبييض ألام ـ ـ ـ ــوال؛
جرائم الفس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاد؛
املاسة بأنظمة املعالجة آلالية للمعطيات؛ جرائم ّ
ّ
جرائم املتعلقة بالتشريع الخاص بالصرف (عنتر0271 ،م ،ص)12 .
جـ ـ ـ ـ ـرائم املنظم ـ ـ ـ ــة الع ـ ـ ـ ــابرة للح ـ ـ ـ ــدود الدولي ـ ـ ـ ــة (بوض ـ ـ ـ ــياف ،0279 ،ص )322 .والوطني ـ ـ ـ ــة (ش ـ ـ ـ ــيخ،0279 ،
ص ص 77 .و.)70
ً
ووفق ـ ـ ــا ل ـ ـ ــنص امل ـ ـ ــادة 62مك ـ ـ ــرر 72فق ـ ـ ــرة الثالث ـ ـ ــة ،ال يمك ـ ـ ــن أن تتج ـ ـ ــاوز م ـ ـ ـ ّـدة عملي ـ ـ ــة التس ـ ـ ـ ّـرب أربع ـ ـ ــة ()22
أش ـ ــهر ،ويمكـ ـ ــن أن تتجـ ـ ـ ّـدد العمليـ ـ ــة حسـ ـ ــب مقتضـ ـ ــيات التحـ ـ ـ ّـري والتحقيـ ـ ــق ضـ ـ ــمن الشـ ـ ــروط الشـ ـ ــكلية ،بتـ ـ ــرخيص
من القاض ي (يامة ،0272 ،ص.)720 .
كم ـ ــا ال نس ـ ــتغني ع ـ ــن آلي ـ ــات البح ـ ــث والتح ـ ـ ّـري ع ـ ــن الجـ ـ ـرائم إلالكتروني ـ ــة ف ـ ــي بل ـ ــد الجزائ ـ ــر ،الت ـ ــي تعتب ـ ــر آلي ـ ــة
ّ ّ
مهم ـ ـ ــة متمثل ـ ـ ــة ف ـ ـ ــي الض ـ ـ ــبطية القض ـ ـ ــائية؛ أي ص ـ ـ ــاحبة الاختص ـ ـ ــاص ألاصـ ـ ــيل ف ـ ـ ــي كـ ـ ــل أشـ ـ ــكال الج ـ ـ ـرائم بمـ ـ ــا فيهـ ـ ــا
ّ
الجـ ـ ـ ـ ـرائم إلالكتروني ـ ـ ـ ــة ،وين ـ ـ ـ ــدرج اختصاص ـ ـ ـ ــها عل ـ ـ ـ ــى مس ـ ـ ـ ــتوى أجه ـ ـ ـ ــزة مكلف ـ ـ ـ ــة بالبح ـ ـ ـ ــث والتح ـ ـ ـ ـ ّـري ع ـ ـ ـ ــن الجـ ـ ـ ـ ـرائم
إلالكترونية ،من بينها:
جه ـ ـ ــاز الش ـ ـ ــرطة املديري ـ ـ ــة العام ـ ـ ــة لألم ـ ـ ــن ال ـ ـ ــوطني :مخب ـ ـ ــر مرك ـ ـ ــزي بمرك ـ ـ ــز الش ـ ـ ــرطة ب ـ ـ ـ ـ " :ش ـ ـ ــاطوناف" -
ب ـ ـ ـ ــالجزائر العاص ـ ـ ـ ــمة ،وف ـ ـ ـ ــروع جهوي ـ ـ ـ ــة بك ـ ـ ـ ــل م ـ ـ ـ ــن :قس ـ ـ ـ ــنطينة؛ ووه ـ ـ ـ ـران؛ وبش ـ ـ ـ ــار؛ وورقل ـ ـ ـ ــة؛ وتمنراس ـ ـ ـ ــت مهم ـ ـ ـ ــتهم
التحقيق والكشف على جرائم إلانترنت ،وتعميم هذا النشاط على كافة تراب الوطني.
جهـ ـ ــاز الـ ـ ــدرك الـ ـ ــوطني :يرتقـ ـ ــي دور جهـ ـ ــاز الـ ـ ــدرك الـ ـ ــوطني علـ ـ ــى مكافحـ ـ ــة الجريم ـ ــة إلالكترونيـ ـ ــة بواسـ ـ ــطة -
ّ
املعه ـ ــد ال ـ ــوطني لألدل ـ ــة الجنائي ـ ــة وعل ـ ــم إلاجـ ـ ـرام الك ـ ــائن مق ـ ـ ّـره بـ ـ ــ :بوش ـ ــاوي الت ـ ــابع لقي ـ ــادة ال ـ ــدرك ال ـ ــوطني ّ
العام ـ ــة،
قسـ ـ ــم إلاع ـ ـ ــالم وإلالكتروني ـ ـ ــك الـ ـ ــذي يخ ـ ـ ـ ّـتص ب ـ ـ ــالتحقيق والكشـ ـ ــف ع ـ ـ ــن الج ـ ـ ـرائم إلالكترونيـ ـ ــة (ف ـ ــالح ،وآيـ ـ ــت عب ـ ـ ــد
املالك ،0272 ،ص ص 7622 .و.)7626
خاتمة:
إن س ـ ـ ــرعة الرهيب ـ ـ ــة للجريم ـ ـ ــة املعلوماتي ـ ـ ــة أص ـ ـ ــبح العام ـ ـ ــل ّ
الفت ـ ـ ــاك ف ـ ـ ــي كي ـ ـ ــان البش ـ ـ ــري ف ـ ـ ــي أمن ـ ـ ــه واس ـ ـ ــتقرار ّ
ـأخر املشـ ـ ّـرع الجزائ ـ ــري ف ـ ــي منافسـ ــة هات ـ ــه العملي ـ ــة لوضـ ــع الح ـ ـ ّـد له ـ ــا؛ ّ ّ
ألن وض ـ ــعها موقعـ ــه الجغراف ـ ــي؛ وب ـ ــدا نـ ــوع م ـ ــن ت ـ ـ
101 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
ً
يـ ـ ــزداد بتطـ ـ ــور التكنولـ ـ ــوجي وتـ ـ ــزداد الج ـ ـ ـرائم املعلوماتيـ ـ ــة بكـ ـ ــل أش ـ ـ ـكالها سـ ـ ــواءا كانـ ـ ــت جريمـ ـ ــة معلوماتيـ ـ ــة بالتهديـ ـ ــد؛
ّ ّ
والقتـ ـ ـ ــل؛ والقرصـ ـ ـ ــنة؛ وتحويـ ـ ـ ــل أمـ ـ ـ ــوال أو اتجـ ـ ـ ــار بأعضـ ـ ـ ــاء البشـ ـ ـ ــرية؛ أو اتجـ ـ ـ ــار فـ ـ ـ ــي السـ ـ ـ ــوق إلالكترونـ ـ ـ ــي بمختلـ ـ ـ ــف
أصنافه.
أص ـ ـ ــبحت الجـ ـ ـ ـرائم إلالكترونيـ ـ ـ ــة املرتكب ـ ـ ــة خفيـ ـ ـ ــة أبش ـ ـ ــع م ـ ـ ــن الجريمـ ـ ـ ــة العادي ـ ـ ــة املرتكبـ ـ ـ ــة بمنظ ـ ـ ــور واضـ ـ ـ ــح
املرتكب ـ ــة بأركانه ـ ــا (ال ـ ــركن الش ـ ــرعي؛ واملعن ـ ــوي؛ وامل ـ ــادي) ،والجـ ـ ـرائم إلالكتروني ـ ــة تس ـ ـ ّـهل ّ
وتمه ـ ــد الس ـ ــبيل ف ـ ــي تنش ـ ــيط
وارتكاب عملية إلاجرام والوصول إلى الهدف املبتغى منه والنيل منه بطريقة غامضة.
ً ً
وعل ـ ــى ه ـ ــذا املنب ـ ــر؛ ك ـ ــان لزام ـ ــا عل ـ ــى املش ـ ـ ّـرع الجزائ ـ ــري؛ حرص ـ ــه عل ـ ــى التقن ـ ــين املس ـ ــتحدث واملعاص ـ ــر تماش ـ ــيا
مـ ـ ــع تبلـ ـ ــور التكنولوجيـ ـ ــا ،مـ ـ ــع ط ـ ــرح املش ـ ــكل ه ـ ــذا أمـ ـ ــام البسـ ـ ــاط التش ـ ــريعي ومسـ ـ ــاهمته فـ ـ ــي تـ ـ ــوفير إلاط ـ ــار إلاجرائـ ـ ــي
ملكافحة الجريمة إلالكترونية.
التوصيات:
ومن جملة التوصيات ما يلي:
ضرورة تأطير إجراءات التحري الخاصة ووضع آليات الزمة لتطبيقها من الناحية العملية.
إعطاء ضمانات كافية للمشتبه فيهم بغية احترام حرمة حياتهم الخاصة.
ض ـ ـ ـ ــرورة تك ـ ـ ـ ــوين الض ـ ـ ـ ــبطية القض ـ ـ ـ ــائية م ـ ـ ـ ــن الناحي ـ ـ ـ ــة الالكتروني ـ ـ ـ ــة حت ـ ـ ـ ــى تس ـ ـ ـ ــهل مهم ـ ـ ـ ــة الكش ـ ـ ـ ــف ع ـ ـ ـ ــن
الجرائم وذلك من خالل اعتماد التكوينات والتربصات املختلفة.
يج ـ ــب عل ـ ــى املش ـ ــرع الجزائ ـ ــري ض ـ ــرورة الاس ـ ــتفادة مـ ـ ــن خبـ ـ ـرات ال ـ ــدول الرائ ـ ــدة ف ـ ــي ه ـ ــذا املج ـ ــال والسـ ـ ــباقة
في تقنينه.
قائمة املراجع:
أمحمدي بوزينة ،آمنة 02( ،مارس ،)0271إجراءات التحري الخاصة في مجال مكافحة الجرائم املعلوماتية _ )7
دراسة تحليلية ألحكام قانون إلاجراءات الجزائية وقانون الوقاية من جرائم إلاعالم كلية الحقوق والعلوم السياسية
جامعة حسيبة بن بوعلي-الشلف ،مخبر القانون وألامن إلانساني ،مركز الجيل البحث العلمي ،كتاب أعمال ملتقى آليات
مكافحة الجرائم إلالكترونية في التشريع الجزائري املنعقد في الجزائري العاصمة يوم 02مارس ،0271ص ،21على
ً ً
الساعة 32 : 07 :مساءا ،يوم 73 :أفريل 0200م ،نقال عن املوقع إلالكتروني :
http://jilrc.com
)0ألامر رقم 22/23 :الصادر بتاريخ 0223/21/72 :املتعلق بحق املؤلف والحقوق املجاورة0223 ،م.
)3برابح ،السعيد ،وبوبعاية ،كمال0207( ،م) ،ألاساليب املستحدثة ضمن إستراتيجية الكشف عن الجرائم املستحدثة
ً ّ
التسرب نموذجا ،دفاتر البحوث العلمية ،املجلد ،22 :العدد ،27 :كلية الحقوق والعلوم في التشريع الجزائري _
السياسية ،جامعة محمد بوضياف ،املسيلة ،الجزائر.
102 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
)2بن علو ،مديحة بن زكري ،شيبان ،ونصيرة 70( ،جوان0272 ،م) ،تفعيل نظام الوضع تحت املراقبة إلالكترونية
بالسوار إلالكتروني _ د اسة على ضوء القانون رقمّ 27/79 :
املعدل واملتمم ،العدد ،70 :جامعة عبد الحميد بن باديس، ر
مستغانم.
)2بن عودة ،نبيل ،ونوار ،محمد0202 ( ،م) ،الصالحيات الحديثة للضبطية القضائية للكشف ومالحقة مرتكبي
ً ّ ّ
"التسرب إلالكتروني نموذجا" ،مجلة ألاكاديمية للبحوث في العلوم الجرائم املتعلقة بالتمييز وخطاب الكراهية،
الاجتماعية ،املجلد ،27 :العدد ،20 :جامعة عبد الحميد بن باديس ،مستغانم ،الجزائر.
)6بوضياف ،إسمهان( ،سبتمبر 0279م) الجريمة إلالكترونية وإلاجراءات التشريعية ملواجهتها في الجزائر ،مجلة ألاستاذ
الباحث للدراسات القانونية والسياسية ،العدد الحادي عشر ،جامعة محمد بوضياف ،املسيلة.
)1حوبة ،عبد القادر0202/21/21( ،م ،).املراقبة إلالكترونية في السياسة الجنائية للتشريع الجزائري :تعزيز للرقابة
القضائية وإجراء بديل للعقوبة ،مجلة الحقوق والعلوم إلانسانية ،املجلد الثالث عشر ،كلية الحقوق والعلوم
السياسية ،جامعة الشهيد حمه لخضر الوادي ،الجزائر
)9خرش ي ،عثمان ،وعمارة ،فتيحة( ،سبتمبر0202 ،م) ،الترصد إلالكتروني كآلية ملكافحة الجرائم املعلوماتية ،مجلة
الدراسات الحقوقية ،املجلد ،21:العدد ،23 :كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة سعيدة ،الجزائر.
)2رامي ،حليم0207( ،م) ،إجراءات استخالص الدليل في الجرائم املعلوماتية ،دفاتر البحوث العلمية ،املجلد،22 :
العدد ،27 :كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة البليدة ،0الجزائر.
روابح ،فريد0202( ،م) ،ضمانات حرمة الحياة الخاصة أثناء إجراءات مراقبة الاتصاالت إلالكترونية ،مجلة )72
ألابحاث القانونية والسياسية ،املجلد ،20 :العدد ،20 :جامعة سطيف ،0الجزائر.
زوزو ،زوليخة( ،فيفري 0272م) ،ضوابط املراقبة إلالكترونية في التشريع الجزائي ،مجلة املفكر ،العدد،79 : )77
كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة عباس لغرور ،خنشلة ،الجزائر.
ّ
التسرب في القانون الجزائري _ وسيلة ملكافحة الجرائم املستحدثة ،مجلة )70شيخ ناجية( ،ديسمبر 0279م) إجراء
معارف ،العدد ،73 :كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة تيزي وزو ،الجزائر.
ّ عثماني عزالدين( ،جانفي0279 ،م) ،إجراءات التحقيق والتفتيش في الجرائم ّ
املاسة بأنظمة الاتصال )73
واملعلوماتية ،مجلة دائرة البحوث والدراسات القانونية والسياسية ،مخبر املؤسسات الدستورية والنظم السياسية،
العدد :الرابع ،جامعة تبسة.
ً ّ
التسرب نموذجا " ،مجلة القانون عنتر ،أسماء0271( ،م) ،مكافحة الجرائم املستحدثة في التشريع الجزائري " )72
العام الجزائري واملقارن ،العدد ،26:كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة عبد الحميد بن باديس ،مستغانم.
غزالي ،لخضر0202( ،م) ،التحريات املستحدثة في جرائم التكنولوجيا الحديثة ،مجلة ألاستاذ الباحث )72
للدراسات القانونية والسياسية ،املجلد ،22 :العدد ،27 :كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة موالي الطاهر،
سعيدة.
103 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
فالح ،عبد القادر ،وأيت عبد املالك ،نادية0272( ،م) التحقيق الجنائي للجرائم إلالكترونية وإثباتها في التشريع )76
الجزائري ،مجلة ألاستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ،املجلد ،22 :العدد ،20 :جامعة الجياللي بونعامة،
خميس مليانة.
ّ
)71قادري ،نسيمة ،)0207( ،عن أساليب التحقيق الخاصة املتعلقة بالجريمة إلالكترونية ذات البعد الاقتصادي:
ّ
ّأية فعالية؟ املجلة ألاكاديمية للبحث القانوني ،املجلد ،70 :العدد ،23 :كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة عبد
الرحمان ميره ،بجاية ،الجزائر.
القانون رقم 72/22 :املؤرخ في 01 :رمضان 7202هـ املوافق /لـ 72 :نوفمبر 0222م املعدل واملتمم لقانون )79
العقوبات رقم 726/66 :املؤرخ في 79 :صفر 7396هـ /املوافق لـ 9 :يوليو 7266م ،الجريدة الرسمية ،العدد ،17لسنة
0222م.
القانون رقم 00 /26 :مؤرخ في 02 :ذي القعدة عام 7201ه املوافق لـ 02 :ديسمبر سنة 0226م واملتضمن )72
قانون إلاجراءات الجزائية ،الجريدة الرسمية ،العدد ،92سنة 0226م.
القانون رقم 00-26 :املؤرخ في 02 :ديسمبر ،جريدة رسمية ،العدد ،92 :ص؛ ،29الفصل الرابع بعنوان " :في )02
اعتراض املراسالت وتسجيل ألاصوات والتقاط الصور ،قانون إلاجراءات الجزائية0221 ،م.
)07قانون رقم 22-22 :مؤرخ في 72 :شعبان عام 7232ه املوافق لـ 2 :غشت سنة 0222م ،يتضمن القواعد
ّ
الخاصة للوقاية من الجرائم املتصلة بتكنولوجيات إلاعالم والاتصال ومكافحتها ،جريدة رسمية ،العدد0222 ،21 :م.
مرنيز ،فاطمة0276/22/00( ،م) ،املراقبة إلالكترونية كإجراء استداللي في مواجهة الحق في الخصوصية، )00
مجلة الحقيقة ،العدد ،39 :جامعة بشار.
مقالتي ،مونة ،ومشري ،راضية( ،جوان ،)0207 ،الجريمة إلالكترونية :داللة املفهوم وفعالية املعالجة )03
القانونية ،مجلة أبحاث قانونية وسياسية ،املجلد ،26 :العدد ،27 :جامعة 29ماي 7222م ،قاملة.
ّ
التحري الخاصة بالجريمة املنظمة في القانونين الجزائري والفرنس ي، )02يامة ،إبراهيم( ،جوان 0272م) ،أساليب
دفاتر السياسة والقانون ،املجلد ،77 :العدد الثاني ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة أحمد دراية ،أدرار،
الجزائر.
104 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
ملخص الدراسة:
لقد شهد العالم تطورا تكنولوجي للفضاء الرقمي ،الذي أذى إلى تسبيب تحوالت عميقة على املستويات الاقتصادية والاجتماعية
والثقافية ،وهذا بفضل ما قدمته التكنولوجية الرقمية في التعامالت إلالكترونية ،مما والد نتائج إيجابية ساهمت في ازدهار و تطور الدول
التي استعملتها ،إال أنها شكلت عائق لكل املجتمعات بسبب انتشار الجرائم إلالكترونية ،مما تشكل تحديا كبيرا لألمن الدولي ،ولهذا اعتبر
الفضاء الرقمي بمثابة الجوا املناسب الرتكاب الجرائم الالكتروني ،وهو ما استدعى وجود حمايات القانونية تضمن هذه البيئة الرقمية
التي تساهم في ألامن;الالكتروني.
Abstract:
The world has witnessed a technological development of the digital space, Which has caused profound
transformations at the economic, social and cultural levels, thanks to what digital technology has provided in electronic
transactions, which generated positive results that contributed to the prosperity and development of the countries that used
it, but it formed an obstacle to all societies due to the spread of crimes electronic. Which poses a major challenge to
international security and for this reason the digital space was considered as the appropriate atmosphere for the commission
of electronic crimes, which necessitated the presence of legal protections that guarantee this digital environment that
contributes to electronic security
مقدمة:
لقد عرف املجتمع الدولي سنة 0272ظاهرة انتشار فيروس كوفيد ،72-الذي كبدا ومازال يكبد خسائر بشرية
كل يوم ،وذلك لسبب سرعة املرعب في انتشاره في العديد من الدول ،دون أن يفرق ما بين الدول املتطور والدول نامي،
حيث تخطت إلاصابات مستوى الوباء العالمي ما دفع منظمة الصحة العاملية في شهر مارس ،0202عن إعالن فيروس
كرونا املستجد املسبب ملرض كوفيد ،72-والذي يتفش ى في جميع انحاء العالم عن طريق العملة الوطنية والدولية ،أي
انتقال فيروس كورونا عبر النقود املعدنية وألاوراق ،التي أثبتت الدراسات أنها ناقل مهم للفيروس.
ولهذا جاءت وسائل الدفع الالكترونية كطريقة اضطرار بها الناس الى احترام برتوكول الصحي للتباعد الاجتماعي
في مجال املعامالت الالكترونية ،التي ساهمت في تطور الرقمي و املؤدي من خاللها إلى إنعاش العالقات الاقتصادية
والشخصية و التجارية و إلادارية ،بما يعني تحول املجتمعات الكترونية من نمط الفضاء املغلق إلى نمط الفضاء املفتوح
في كل املجاالت وعلى كل املستويات (مهدي ،)0207 ،أي أصبح الفضاء الرقمي من أحد وسائل توفير الخدمات
105 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
واملستهلكات ،التي تعتبر قيمة زائدة ودعامة أساسية ،ألنشطة الحكومية وألافراد ،وهذا في مجال التجارة إلالكترونية
وغيرها.
ولهذا أصبحت مسألة الجرائم الالكترونية من التحديات الكبرى التي تواجهها كل الدول على الصعيد املحلي
والعالمي ،السيما مع ارتفاع حجم عمليات الدفع إلالكتروني كوسيلة الوفاء بالتعاقدات إلالكترونية أثناء ارتفاع مستوى
إلاصابات الافراد مما يجعلهم يخضعون للحجر الصحي ،الذي يشكل خطرا على املواطن في حياته الشخصية والدول في
سيادتها و اختراق أمنها الوطني ،لدرجة أن العديد من الباحثين اعتبر الفضاء إلالكتروني ،بمثابة املجال الخامس في
الحروب بعد البر و البحر والجو والفضاء (political-encyclopedia-org/dictioary/الامن السيبراني)،, site vue 2022
باعتبار أن التطور التكنولوجي والرقمي له تأثير على املستويات بشكل أو بأخر على أمن و استقرار الشعوب ،أي أصبحت
تداعيات هذه الثورة التكنولوجية تمس حرية املواطنين (مهدي )0207 ،وعدم استقرار النظام العام داخلي الدولة.
ألامر الذي دفع ألامم املتحدة إلى انشاء أحد أفرقتها العاملة لهذه املسألة وتسابقت الدول في حماية فضائها
الرقمي من تعديات ألاخرين ملا في ذلك من خطورة قصوى قد تؤدي الانهيار الاقتصادي ،كما حدث في عدد من الدول
بسبب ظاهرة القرصنة املنظمة على بنيتها الالكترونية (أبو حسين.)0207 ،
والجدير بالذكر ،أن الدول إلافريقية دخلت الفضاء الالكتروني إال حديثا ،وذلك بتبني نهج التعامالت املصرفية
الالكترونية ،دون ألاخذ بعين الاعتبار الانعكاسات الاستراتيجية على أمنها الداخلي ،وتعتبر الجزائر من بين الدول التي
دخلت مصاف الوفاء لاللتزام عن طريق الدفع إلالكتروني وفتح نافذة الفضاء الرقمي (بوغرارة ،)0279 ،مما أبرز
للمشرع الجزائري انعكاسات جراء التغيرات املتسارعة في التكنولوجيا تؤدي إلى خلق تهديدات الرقمية ،لذا البد من
ضرورة لسن قوانين تضمن أمن املعلومات و محاربة الاستخدام غير الشرعي للشبكة العنكبوتية (عطية ،د.ت.ن)من هذه
املخاطر التي تمس الفضاء الرقمي ،وأهم هذه التشريعات القانون ،22-22املتضمن القواعد الخاصة للوقاية من
الجرائم املتصلة بتكنولوجيا إلاعالم والاتصال و مكافحتها و غيرها من القوانين التي تساهم للحد من انتشار هذه الجرائم
الالكترونية ،إلاشكالية ما هو إلاطار القانوني الذي وضعه املشرع الجزائري لتحقيق ألامن من الجرائم الالكترونية ،
سنحاول في هذه املداخلة ابراز اهم القوانين التي وضعها املشرع الجزائري ملواجهة والوقاية من جرائم الالكترونية،
ولهذا انتهجت لوضع الخطة التالية:
مقدمة
املطلب الثالث العقوبة املوقعة على الجرائم الالكترونية في ضل قانون العقوبات الجزائري
106 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
خاتمة
لقد اختلفت آلاراء الفقهية على تعريف موحد للجرائم الالكترونية ،فمنهم من ينظر إلى موضوع الجريمة ،بأنه
كل سلوك إيجابي أو سلبي يقع باستخدام تقنية املعلومات على مصلحة مشروعة باالعتداء ،في حين ينظر أخرون إلى
الوسيلة املستعملة الرتكاب الجريمة على أساس أن كل فعل إجرامي يستخدم الكمبيوتر كأداة رئيسية في تحقيق
الجريمة الالكترونية (القاض ي( ،)0277 ،مكتب الامم املتحدة 0273املعني باملخدرات و الجريمة دراسة شاملة عن
الجريمة السيبرانية)0273 ،
وكان هنا تعريف املضيقة ذهب البعض إلى القول بأن هذه الجرائم هي كل عمل أو امتناع عن عمل يأتيه إلانسان
إضرار بمكونات الحاسب املادية واملعنوية وشبكات الاتصال الخاصة به ،باعتبارها من املصالح والقيم املتطورة التي
يحميها القانون (الشوابكة)0277 ،
والجدير بالذكر أنه يصعب تحديد معنى جرائم الالكترونية ليست مهمة سهلة ،فهي بنية واسعة للعديد من
أنواع الجرائم املمكنة على تقنيات الاتصاالت ،واملعلومات ،وتحتضن السلوكيات إلاجرامية الضارة التي تحدث عبر
الفضاء الرقمي ،والتي تستهدف أعداد كبيرة من ألافراد أو الشركات عبر الحدود الدولية ،والسبب الذي يؤدي ارتفاع
نسبة انتشارها ،هو راجع لصعوبة تحديد هوية الجناة والذين يعتقدون بأن إنفاد القانون ال يعمل في العالم الالكتروني
( بارة ،)7102 ،ومن خالل ذلك يمكن أن ترتكب الجرائم الرقمية لصالح املنفعة املالية أو إلايديولوجية ،عن طريق
تشكيلة املنظمات إلاجرامية أو الجماعات إلارهابية
إن جريمة الالكترونية لها مفاهيم ذات صلة وهي كما يلي:
يعتبر الفضاء الالكتروني مجال افتراض ي من صنع الانسان يعتمد على نظم الكمبيوتر وشباك الانترنيت وكم
هائل من البيانات و املعلومات وألاجهزة ،فأصبح الفضاء الالكتروني من أحد الوسائل ألاساسية التي تؤثر في النظام
الدولي على مختلف مجاالت الحياة سواء الاقتصادية والعسكرية والسياسية ،وهذا راجع فسهولة الاستخدام و قلة
107 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
التكلفة زادا من قيمته (زروقة ،)0272 ،كما عرفته الوكالة الفرنسية ألمن أنظمة إلاعالم (kempf, cyberstratégie à la
) (ANSSI) français, 2012على أنه "فضاء التواصل املشكل من خالل الربط البيئي العالمي ملعدات املعالجة الالية
للمعطيات الرقمية) ،1-( (kempf, /introduction à la cyberstratégie/, 2012ويجدر القول أن هذا التعريف جاء على
الجانب التقني للفضاء الالكتروني ،حيث يولي الاعتبار إلى التجهيزات ،وأن البعد القضائي ناتج عن الربط والتواصل
البيئي العالمي ـ (بوغرارة ،)0279 ،كما يمكن الاعتماد على تعريف الاتحاد الدولي لالتصاالت الذي يصف الفضاء
الالكتروني ،بأنه املجال املادي وغير املادي الذي يتكون وينتج عن عناصر هي أجهزة الكمبيوتر ،الشبكات ،البرمجيات،
حوسبة املعلومات ،املحتوى ،معطيات النقل والتحكم ،ومستخدمو كل هذه العناصر ،ومن خالله ضهور العديد من
املفاهيم املرتبطة بالفضاء الالكتروني)(desforges, 2014
أن أصول نشأت املصطلح ألامن الالكتروني كان بعد ظهور الهجمات الرقمية التي تستغل نقطة ضعف معينة
تمكن املهاجم من التالعب بالنظام (political-encyclopedia-org/dictioary/الامن السيبراني ), site vue 2022داخلي
الفضاء إلالكتروني ،ومن هذا املنطلق يعتبر الامن الالكتروني مجموعة من الوسائل التقنية وإلادارية ،التي يتم
استخدامها ملنع الدخول غير املصرح به على شبكات الكمبيوتر وسوء الاستغالل واستعادة املعلومات إلالكترونية التي
تحتويها بهدف ضمان واستمرارية عمل نظم املعلومات ،وتأمين حماية وسرية وخصوصية البيانات الخاصة باألفراد
،ولهذا يعتبر مفهوم ألامن الالكتروني)(okaz.com.sa/article/1585529 , site vue 13/01/2022 على الفضاء
الالكتروني من أكثر املفاهيم املثيرة لالهتمام والدراسة ،مما نتج عدت تعريفات املقدمة له ومن بينها الفقه قريتشارد
كمرر Richard A.Kemmererبقوله أن ألامن السيبرانية عبارة عن وسائل دفاعية من شأنها كشف واحباط املحاوالت
التي يقوم بها القراصنة )((Kemmerer, 2003انظر (عطية ،د.ت.ن) ،بينما عرفه الفقه إدوارد أمورسوEdward Amorso
على أنه وسائل من شأنها الحد من خطر الهجوم على البرمجيات أو أجهزة الحاسوب أو الشباك ،وتشمل تلك الوسائل
ألادوات املستخدمة في مواجهة القرصنة وكشف الفيروسات و وقفها...إلخ(). (Amoroso, 2007
تتنوع الجريمة الالكترونية التي ترتكب عبر الشبكة الانترنت ،على سبيل املثال
تقوم هذه املنظمات إلاجرامية بعمليات القرصنة الالكترونية ،وذلك الستهداف مواقع مالية ،أي القيام بالسرقة
املعلومات واختراق الحسابات البنكية وتحويل ألاموال ،كما يوجد سوق سوداء على الفضاء الالكتروني
املظلم DARKWEBلتجارة املخدرات وألاسلحة والبشر (political-encyclopedia-org/dictioary/الامن السيبراني ,
)( )site vue 2022كركوري. )0202 ،
108 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
ترتكب الجماعات إلارهابية جرائم ألسباب إيديولوجية ،تعد من أبرز الفواعل الدولية الخطيرة خاصة بعد
أحداث 77سبتمبر 0227بأمريكا ،حيث تستغل الفضاء الالكتروني في عمليات التجنيد والتعبئة والدعاية وجمع ألاموال
واملتطوعين ،كما تحاول جمع املعلومات حول ألاهداف العسكرية أو املدنية ،وكيفية التعامل مع ألاسلحة وتدريب
املجندين الجدد عن بعد ( (political-encyclopedia-org/dictioary/الامن السيبراني)( ), site vue 2022بن مرزوق و
حرشاوي)0271 ،
اعتمد هذا النوع من الجرائم على تقنيات عالية ،حيث لم يعد التجسس (زروقة)0272 ،على ما يتعلق
باملعلومات) (Clarke & Knake, 2010العسكرية ) (shakarian, shakarian, & Ruef, 2013أو السياسية بل تعداه إلى
املجال الاقتصادي والتجاري من خالل التجسس ما بين الشركات واملصانع لصالح الحصول على اسرار إلانتاج ....الخ،
ومن ألاساليب التجسس تتم عن طريق إخفاء برنامج داخل املعلومات موجودة في رسالة الكترونية أو إشهار بعد أن
يتم فتحها من طرف الضحية يمكن للمجرم إلالكتروني التسرب للحصول على معلومات املوجودة داخل جهاز الحاسب
ألالي (شرا بشة ،د.ت.ن)
املطلب الثالث :العقوبة املوقعة على الجرائم الالكترونية في ضل قانون العقوبات الجزائري
ركز استراتيجية املشرع الجزائري في مواجهة لظاهرة إلاجرام املعلوماتي على سن في القسم السابع مكرر من
الفصل الثالث الخاص بجرائم الجنايات والجنح ضد ألاموال من قانون العقوبات رقم 72-22تحت عنوان املساس
بأنظمة املعالجة الالية للمعطيات (زعيطي ،)0272 ،باعتبارها قاعدة موضوعية مجرمة لألفعال املاسة بنظم املعالجة
الالية للمعطيات وما يقابلها من عقوبة ،وقد تم نص على الاحكام املنظمة للركن الشرعي للجريمة في النصوص
التشريعية ،بأن الجريمة الالكترونية ترتكب في نظام معلوماتي أو يسهل ارتكابها عليه ،وهو الامر الذي من شأنه أن
يوسع دائرة التجريم على ألافعال املجرمة واملكونة لقيام الجريمة الرقمية في مضمون الاحكام العقابية واملنصوص عليها
(كركوري)0202 ،كما يلي:
املادة 322مكرر يعاقب بالحبس من 3أشهر الى سنة وبغرامة من خمسين ألف إلى مائة ألف دينار من يدخل أو يبقى
عن طريق الغش في كل أو جزء من املنظومة للمعالجة آلالية للمعطيات أو يحاول ذلك ،واملادة 322مكرر 7من نفس
القانون تنص على أنه تضاعف العقوبة إذا ترتب حذف أو تغيير ملعطيات املنظمة وإذا ترتب على ألافعال املذكورة
أعاله تخريب نظام اشغال املنظومة تكون العقوبة من 6أشهر الى سنتين وغرامة من خمسين ألف الى مائة وخمسون
ألف دينار.
املادة 322مكرر 0من نفس القانون يعاقب بالحبس من شهرين الى 3سنوات وبغرامة من 7222.222دج إلى 2222.222
دج كل من يقوم عمدا وعن طريق الغش بما يلي -7تصميم أو تجميع أو توفير أو نشر أو الاتجار في معطيات مخزنة أو
109 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
معالجة أو مراسلة عن طريق منظومة معلوماتية يمكن ترتكب بها الجرائم املنصوص عليها في هذا القسم-0.حيازة أو
إفشاء أو نشر أو استعمال ألي غرض كان املعطيات للتحصل عليها من إحدى الجرائم املنصوص عليها في هذا القسم
املادة 322مكرر 3من نفس القانون تضاعف العقوبة املنصوص عليها في هذا القسم إذا استهدفت الجريمة الدفاع
الوطني أو الهيئات واملؤسسات الخاضعة للقانون العام دون الاخالل بتطبيق عقوبات أشد
)(www.wipo.int/edocs/lexdocs/law/ar/dz/dz027ar.pdf, site vue 24/02/2022
املادة 322مكرر 2يعاقب الشخص املعنوي الذي ارتكب احدى الجرائم املنصوص عليها في هذا القسم بغرامة تعادل
خمس مرات الحد ألاقص ى املقرر للشخص الطبيعي.
املادة 322مكرر 2كل من شارك في مجموعة أو في اتفاق تألف بغرض إلاعداد لجريمة أو أكثر من الجرائم املنصوص
عليها في هذا القسم وكان هذا التحضير مجسد أو عدة أفعال مادية يعاقب بالعقوبات املقررة للجريمة ذاتها.
املادة 322مكرر 6مع الاحتفاظ بحقوق الغير حسن النية يحكم بمصادرة ألاجهزة والبرامج والوسائل املستخدمة مع
إغالق املواقع التي تكون محال لجريمة من الجرائم املعاقب عليها وفقا لهذا القسم على إغالق املحل أو مكان استغالل
إذا كانت الجريمة قد ارتكبت بعلم مالكها.
املادة 322مكرر 1يعاقب على املشروع في ارتكاب الجنحة املنصوص عليها في هذا القسم بالعقوبات املقررة على
الجنحة ذاتها قانون العقوبات الجزائري اخر تعديل (www.wipo.int/edocs/lexdocs/law/ar/dz/dz027ar.pdf,
))site vue 24/02/2022
لقد وضع املشرع الجزائري إطار القانوني يوفر ألامن من مختلف صور الجرائم الالكترونية كما وضع أجهزة
أمنية ملواجهة أي تهديد يمس الفضاء الالكتروني وهذا كما يلي:
تكمن التهديدات إلالكترونية أساسا على الهجومات من أجل استغالل الحاسبات واملعلومات لهدف تخريب
وتدمير البنية املعلوماتية للضحايا ،بل أكثر من ذلك تعطيل منشأة العسكرية ،عن طريق اختراق أنظمة املعلومات
لصالح التجسس أو تعطيل أجهزة الدفاع ،وفق خطة ممنهجة (عطية ،د.ت.ن)،تهدد أمن املجتمع وأمن الاقتصاد
الوطني والجانب ألامني والعسكري للدول ،أي تمس كل من الجانب املعنوي واملادي وعلى جميع ألاصعدة ( الشهري،
( ،)0272عطية ،د.ت.ن) ،وبالتالي يمكن ابراز أخطر التهديدات الالكترونية ،التي يوجهها ألافراد والدول (مختار)0272 ،
110 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
وهي عملية تقنية تستهدف الوصول إلى معلومات الضحية عبر الفضاء إلالكتروني ،وذلك بالتالعب على املعلومات
أو البيانات ألاساسية ،دون أن يكتشف الضحية لهذا الاختراق ،فالبيانات تبقى موجودة لكنها مضللة قد تحدث نتائج
سلبية ،إذا كانت تمس خطط عسكرية أو مواعيد أو خرائط سرية (زروقة)0272 ،
الفرع ألاول :تدبير ملكافحة الجرائم إلالكترونية على ضوء القانون 02-07
قام املشرع الجزائري بوضع مجموعة تدابير الوقائية وجرائية عبر القانون رقم 22-22املتعلق بالوقاية من
تكنولوجيات إلاعالم والاتصال ومكافحتها وهي كما يلي:
أ-التدابير املراقبة الفضاء الالكتروني :وهذا في حاالت محددة حصرها في املادة 2من القانون 22-22سابق الذكر أعاله،
ومن خالله يمكن بموجب إذن مكتوب من السلطة القضائية املختصة ،للوقاية من ألافعال إلارهابية أو التخريبية أو
الجرائم املاسة بأمن الدولة ،أو في حالة حصول على معلومات ترشد السلطة على احتمال وقوع اعتداء على املنظومة
املعلوماتية تهدد النظام العام أو الدفاع الوطني...إلخ (مهدي.)0207 ،
ب-اللجوء إلى مقدم الخدمات للوقاية من الجرائم الالكترونية :وهو املكلف بتقديم املساعدة للسلطات أثناء التحري
وتحقيق القضائي ،من أجل جمع وتسجيل املعطيات املتعلقة بمحتوى الاتصاالت تحت تصرف السلطة املختصة ،طبقا
للمادة 77من القانون 22-22سابق الذكر أعاله ،كما فرد املشرع في املادة 70من نفس القانون على إجبارها التدخل
الفوري لسحب املحتويات املخالفة للنظام العام أو حضر الدخول إليها (مهدي.)0207 ،
111 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
ج‘-جراء التفتيش وحجز املنظومة املعلوماتية :لقد سمح املشرع الجزائري طبقا ألحكام املادتين 3و 1من القانون -22
22املذكور أعاله ،إمكانية اللجوء إلى التفتيش بعد الحصول على إذن السلطة املختصة ،وذلك عن بعد بسرعة لكل
منظومة معلوماتية مشتبه بها ،كما يمكن التفتيش أيضا عن بعد في منظومة تخزين معلوماتية ،أنها تحتوي على
معلومات تمس النظام العام ،ويمكن أثناء القيام بعملية التفتيش من طرف السلطة القضائية ،أن تسخر أي شخص
له دراية بعمل املنظومة املعلوماتية املشتبه بها (مهدي.)0207 ،
الفرع الثاني :القوانين الالحقة املدعمة للقانون 02-07للحد من التهديد إلالكترونية
لقد سن املشرع الجزائري عدة قوانين الالحقة لتدعيم القانون 22-22سابق الذكر وهي كما يلي:
أ-القانون 22-79املتعلق بالقواعد العامة املتعلقة بالبريد والاتصاالت إلالكترونية :حيث استحدث املشرع هذا القانون
رقم 22-79سابق الذكر أعاله ،وذلك للتصدي للجرائم املتعلقة بالفضاء الالكتروني ،وهذا بإعطاء الاستقاللية الوظيفية
لسلطة ضبط البريد و الاتصاالت إلالكترونية ،وذلك بمنحها صالحية تنظيم واستغالل إداري طبقا ألحكام املادة 77
من القانون 22-79سابق الذكر (سعيود ،)0202 ،كما استحدث مهام سلطة ضبط من أجل السهر على احترام
متعاملي البريد والاتصاالت إلالكترونية لألحكام القانونية املنصوص عليه في املادة 73من القانون 22-79سابق الذكر
(القانون ،22-79الذي يحدد القواعد املتعلقة بالبريد و الاتصاالت الالكترونية ج،ر عدد 73/01مايو /0279ص،72
،)0279وذلك بتجريم انتهاك سرية الرساالت البريد إلالكترونية أو إفشاء مضمونها أو نشرها ،وتجريم محاولة فتح أو
تخريب أو تحويل البريد أو املساعدة في ارتكاب هذه الجريمة ،ووضعت مجموعة من العقوبات ضمن املواد من 762إلى
799من هذا القانون (مهدي)0207 ،
ب-القانون 21-79املتعلق بحماية ألاشخاص الطبيعيين في مجال معالجة املعطيات ذات الطابع الشخص ي لقد ساهم
التفتح نحو تداول البيانات واملعطيات الخاصة في مجال الفضاء الالكترونية على املتاجرة بالبيانات الشخصية لألفراد
واستغاللها ،من أجل التجارة وإلاعالم وخاصة ألغراض اقتصادية أو السياسية ،مما ينشأ سلبيات تمس حياة ألافراد
وهذا الباعث الذي ألزام املشرع الجزائري على فرض إجراءات قانونية صارمة تحمي ألاشخاص الطبيعيين في مجال
املعطيات ذات الطابع خاص من خالل إصدار القانون 21-79سابق الذكر ،والذي يهدف إلى حماية ألافراد إزاء استعمال
تقنيات املعلومات والاتصال ،بحيث نص على إنشاء السلطة الوطنية لحماية املعطيات الشخصية ،وأيضا جزاء لكل
من يخالف قواعد هذا القانون ،والسبب من ذلك هو تشجيع املعامالت إلالكترونية و زرع الثقة في النفس ألافراد (بن
عبيد )0207 ،
112 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
الفرع الثاني :املعهد الوطني لألدلة الجنائية وعلم إلاجرام للدرك الوطني:
لقد تم إنشاءه بموجب املرسوم الرئاس ي ،733/22املؤرخ في ،0222/26/06ودخل حيز الخدمة من جانفي
،0222حيث يتضمن هذا الجهاز 77دائرة متخصصة في عدة مجاالت متباينة وتقدم جميع املساعدات التقنية ،كما
تقوم دائرة إلاعالم ألالي و إلالكتروني املكلفة بمعالجة وتحليل وتقديم كل الدليل رقمي يساعد العدالة مع توفير املساعدة
للمحققين (فصيلة ،)0271 ،كما يحتوي هذا املعهد على املصالح املختصة أهمها مصلحة البصمات ،مصلحة البيئية،
أما في ما يخص مجال ألامن إلالكتروني هناك مصلحة إلاعالم ألالي على مستوى هذه املصلحة يتم رصد ومراقبة وتتبع
عمليات الاختراق والقرصنة املعلوماتية وكذا الاكتشاف املعلومات املسروقة وتفكيك البرامج املعلوماتية (غزال ،مشاريع
الحكومة الالكترونية من الاستراتجية الى التطليق مشروع الجزائر الحكومة الالكترونية،)0272 ،انظر (عطية،
د.ت.ن)مخالفة للنظام العام.
خاتمة:
إن الجرائم الالكترونية باعتبارها من الجرائم املعلوماتية املستحدث في العصر الحالي ،وذلك راجع للتقدم
التكنولوجي خصوصا بعد ظهور شبكة املعلومات الدولية أي انترنت ،مما ساهم على انتشار وتنوع هذا السلوك الاجرامي
والذي أصبح يشكل التهديد إلكتروني خطرا يمس مختلف املجاالت الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ،مما جعل ظاهرة
إلاجرام إلالكتروني متطور وسريع الانتشار مع صعوبة اكتشاف هوية املرتكب جريمة إلالكترونية وعدم معاقبته لغياب
113 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
اثبات مادي للجريمة ،ولهذا ساهم املشرع الجزائر لوضع اطار قانوني يمكن من وقاية ضد هذا نوع من الجرائم
إلالكترونية ووضع قانون عقوبات لردع من يرتكبها
إن التهديدات الفضاء الالكتروني هو خطر والحاضر واملستقبل ،والتي مست جميع الدول العالم مهما كانت
متخلفة أو متقدمة ،على حد السواء ،حيث أصبحت تشكل خطرا مدمرا ملختلف املجاالت الاقتصادية والاجتماعية
والسياسية ،وحتى الشخصية وهذا التهديد لم تنجي منه الجزائر ،التي أدركتها أجهزتها ألامنية ،مما دفعها لسن قوانين
تدافع عنها وتوفر ألامن السيبراني للتصدي لكل التهديدات املوجود داخل الفضاء السيبراني.
قائمة املراجع:
امنة ،زعيطي .)0272( .مكافحة الجرائم الالكترونية في ضوء قانون العقوبات الجزائري دراسة مقارنة .مجلة )7
حقوق إلانسان و الحريات العامة ،)7(2 ،صفحة ص.033
مباركة ،حنان كركوري .)0202( .خصوصية ارتكاب الجريمة السيبرانية في النظام املعلوماتي-دراسة تحليلية )0
على ضوء القانون الجزائري .مجلة الدراسات الاستراتيجية والعسكرية-املركز الدمقراطي العربي ،)9(0 ،الصفحات ص-
.70-73
)4 Clarke, A. R., & Knake, R. (2010). cyberwar the next threat the national security and what to do
about it. harper Collins.
)5 desforges, A. (2014). les représentation ducyberespace un outil géoplitique/. revue hérodote, 1-
2(n°152-153)), pp. p67-81. Récupéré sur www.cairn.info/revue-herodot-2014-1-page-67.htm
)6 Kemmerer, A. r. (2003). cybersecurity. clifornia, santa Barbara: university of clifornia santa Barbara
department of computer science.
)7 kempf, o. (2012, novembre). /introduction à la cyberstratégie/. economica, p. p09. Récupéré sur
www.cairn.wfo/revu
)8 kempf, o. (2012). cyberstratégie à la français. revue internationale et stratégique, 3(87), p. p121.
Récupéré sur www.cairn.wfo/revue-internationale-et-stratigique-2012-3-p121
114 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
11) shakarian, P., shakarian, j., & Ruef, A. (2013). introduction to cyber-warfare a multidisciplinary
approach. Elsevier.
)72اخالص ،بن عبيد .)0207( .الحماية القانونية للمعطيات الشخصية في ظل القانون 21-79املتعلقة بحماية
الاشخاص الطبعيين في مجال معالجة املعطيات ذات الطابع الشخص ي .مجلة الجزائرية للحقوق والعلوم
السياسية ،)7(6 ،الصفحات ص.611-616
)76إسماعيل ،زروقة .)0272( .الفضاء السيبراني والتحول في مفاهيم القوة والصراع .مجلة العلوم القانونية
والسياسية ،)7(72 ،الصفحات ص.ص .7279-7271-7203-0201-
)71القانون ،22-79الذي يحدد القواعد املتعلقة بالبريد والاتصاالت الالكترونية ج،ر عدد 73/01مايو
/0279ص 73( .72مايو .)0279 ،جريدة الرسمية( ،)01ص .72الجزائر.
)79حسن بن احمد ،الشهري/ .)0272( .الانظمة الالكترونية الرقمية املطورة لحفظ وحماية سرية املعلومات من
التجسس .مركز النور لالبحاث االاكتروتية ،صفحة ص.77
)72حنين جميل ،أبو حسين .)0207( .إلاطار القانوني لخدمات ألامن السيبراني .0رسالة ماجستير .0 ،عمان :جامعة
الشرق ألاوسط.
)02خيرة ،رابحي .)0272-0222( .اتفاقية الانترنت دراسة ميدانية الستعالمات الشبكة بمدينة تيصيرت .رسالة
ماجستير ،ص .19وهران :جامعة وهران علم املكتبات والعلوم الوثائقية.
)07رامي متولي ،القاض ي .)0277( .مكافحة الجرائم املعلوماتية .مصر ،مصر/ :دار النهضة العربية.
)00رضا ،مهدي .)0207( .الجرائم السيبرانية وأليات مكافحتها في التشريع الجزائري .مجلة إيليزا للبحوث و
الدراسات ،)0(6 ،الصفحات ص .779-770-707-702-772-
)03سمير ،بارة .)0271( .الامن السيبراني(( cybersecurityالجزائر السياسات واملؤسسات ،)2( .الصفحات ص-
.022-32
)02عادل ،غزال( .مارس .)0272 ،مشاريع الحكومة الالكترونية من الاستراتجية الى التطليق مشروع الجزائر
الحكومة الالكترونية .مجلة املكتبات و املعلومات( ،)32صفحة ص.62
115 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
)02عاقلي ،فصيلة .)0271( .الجريمة الالكترونية في القانون الجزائري والقانون املقارن .املؤتمر الدولي الرابع
الجريمة الكترونية( ،صفحة ص .)733لبنان.
)06عبد الرحمان ،حمالوي .)0272/22/76( .دور املدير العامة لالمن الوطني في مكافحة الالكترونية الجريمة
املعلوماتية بين الوقاية واملكافحة .ملتقي وطني في مكافحة الجرائم الالكترونية (صفحة ص .)72بسكرة :
جامعة بسكرة .
)01عنترة ،بن مرزوق ،و حرشاوي .)0271( .الامن السيبراني كبعد جديد في السياسة الدفاعية الجزائرية .مؤتمر
الدولي استراتيجيات الدفاع الوطني (صفحة ص .)69ورقلة :جامعة ورقلة.
)09ليندة ،شرا بشة( .د.ت.ن) .السياسة وإلاقليمية في مجال مكافحة الجريمة الالكترونية الاتجاهات الدولية في
مكافحة الجريمة الالكترونية ،)7(7 .صفحة ص.020
)02محمد الطاهر ،سعيود .)0202( .استقاللية سلطة ضبط البريد والاتصاالت الالكترونية في ظل احكام القانون
.22-79مجلة الدراسات حول فعلية القاعدة القانونية ،)7(2 ،صفحة ص.26
)32محمد ،مختار .)0272( .هل يمكن ان تتجنب الدول مخاطر الهجمات الالترونية .مجلة اتجاهات الاحداث(،)6
الصفحات ص.6-2
)37محمد امين ،الشوابكة .)0277( .الشوابكة ،محمد امين 0277جرائم الحاسوب و الانترنت .دار الثقافة.
.)0273( )30مكتب الامم املتحدة 0273املعني باملخدرات والجريمة دراسة شاملة عن الجريمة السيبرانية .مكتب
الامم املتحدة.
)33مهدي ،رضا .)0207( .لجرائم السيبرانية وأليات مكافحتها في التشريع الجزائري .مجلة إيليزا للبحوث و
الدراسات ،)0(6 ،صفحة ص.770
)32هند ،علوي .)0221-0229( .املرصد الوطني ملجتمع املعلومات الجزائري قياس النفاذ الى التكنلوجيا املعلومات
والاتصاالت بقطاع التعليم بالشرق الجزائري .رسالة الدكتوراه ،ص .7قسنطينة :قسنطينة تخصص علم
املكتبات.
)32يوسف ،بوغرارة .)0279( .ألامن السيبراني :الاإستراتجية الجزائرية لألمن والدفاع في الفضاء السيبيري .مجلة
الدراسات إلافريقية وحوض النيل-املركز الديمقراطي العربي ،)3(7 ،الصفحات ص.777-723-727
116 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
ملخص الدراسة:
ً
مركزيا لتطوير خوارزميات الذكاء الاصطناعي لالستخدام الفعلي فى مجال القانون وخاصة باالكتشاف تلعب البيانات ً
دورا
إلالكترونى للوصول الاسرع للبيانات القانونية والذى يحقق بالتبعية وصوال اسرع للعدالة ،ولكن تطوير واستخدام خوارزميات الذكاء
الاصطناعي مقيد بنقص البيانات التي يسهل الوصول إليها .كما ان إلاشكالية فيما يتعلق باإلثبات التي تثيرها إلاستعانة بالوسائط الرقمية
بالتقاض ي هي إنه في الوضع العادي عندما يوجد ملف ورقي وآخر رقمي ،فيمكن الوقوف علي صحة ألاخير بمقارنته باألول ،أما في فرض
البيئة الرقمية والدليل الرقمي كيف يمكن التحقق من سالمة بيانات مستند معين ؟ ،وكيف يمكن التعويل علي الدليل الرقمي في إلاجراءات
عموما خاصة ان التبديل أو التعديل في امللفات الرقمية ال يترك أي أثر عليه ؟ ،وجميع ما سبق يشكل تحديات غاية في الصعوبة أمام
مستقبل الاكتشاف إلالكترونى وقبول الدليل الرقمى ...ترى كيف يتم التغلب عليها؟؟؟؟؟؟
الكلمات املفتاحية :الاكتشاف إلالكترونى ،البيانات ،الذكاء الاصطناعي ،دليل ،رقمي ،قبول ،حجية
Absract :
Data play a central role in the development of artificial intelligence algorithms for actual use in the
field of law, in particular in the electronic discovery of faster access to legal data, which, by extension, will
achiee faster access to justice, but the development and use of artificial intelligence algorithms is
constrained by a lack of easily accessible data. The problem with proof raised by the use of digital media in
litigation is that, in the normal situation where a paper file and a digital file exist, the validity of the latter can
be seen by comparing it to the former, but in the imposition of the digital environment and the digital
directory, how can the integrity of the data of a particular document be verified? How can digital evidence
be relied upon in procedures in general, especially since switching or modifying digital files leaves no impact
on it? And all of the above poses extremely difficult challenges to the future of electronic discovery and
acceptance of digital evidence... You see how it's ?overcome
Keywords: Electronic discovery , data , artificial intelligence , evidence , digital , acceptance , authority.
مقدمة:
بعد ما يقرب من ً 02
عاما من الابتكار املستمر الذي يركز بشكل أساس ي على الاكتشاف إلالكترونى ،يبدو أن
التكنولوجيا القانونية تدخل مرحلة جديدة في حين أن املهنة القانونية ككل ال تزال متشككة إلى حد ما في التكنولوجيا
وحذره من التغيير -خاصة عند مقارنتها بالصناعات ألاخرى في حين يقبل معظم املحامين آلان فرضية أن ألاتمتة
117 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
ضرورية إلدارة مكاتب املحاماة وإلادارات القانونية بشكل أكثر كفاءة في ديناميكية بيئة أعمال شديدة التنافسية تعتمد
على البيانات بشكل متزايد.1
وهو ما يترتب عليه ان يتغير فهمنا ملا يجعل ألاتمتة ضرورية ومهمة ،وحيث أن الاستثمارات في التكنولوجيا
ً
يمكن أن تكون فخا ،مع وجود تكاليف باهظة للوصول السريع للبيانات ،في ظل التطور املستمر في تكنولوجيا املعلومات
وتحديث البيانات.
تتعرض مكاتب املحاماة وعمالئها من الشركات لضغوط هائلة لتقديم قيمة أكبر في مقابل أقل وألن تكون أكثر
عرضة للمساءلة أمام أصحاب املصلحة ،يتم الشعور بهذا الضغط ً
أيضا بشكل حاد في قطاع التكنولوجيا القانونية،
حيث ستحتاج الشركات التي تبحث عن طريق إلى النجاح املستدام إلى تكييف نماذج أعمالها مع التطور املستمر في
تكنولوجيا املعلومات وأمن البيانات ،هذا ويترتب على استخدام تطبيقات تكنولوجيا املعلومات والتحول الرقمي في
مجال القانون أن لدينا الكثير من ألادوات الرقمية البد من الوقوف عليها واملعرفة بها ،فنحن ً
كثيرا ما ننقل البيانات
من أداة إلى أخرى ،ونقوم باستمرار بتسجيل الدخول والخروج من تطبيقات متعددة ،وهذا يعني ً
أيضا أن البيانات
الحساسة أكثر عرضة للضياع والتلف والاختراق .
مشكلة البحث:
ً
مركزيا لتطوير خوارزميات الذكاء الاصطناعي لالستخدام الفعلي فى مجال القانون حيث تلعب البيانات ً
دورا
وخاصة باالكتشاف إلالكترونى للوصول الاسرع للبيانات القانونية والذي يحقق بالتبعية وصوال أسرع للعدالة ،ولكن
تطوير واستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي مقيد بنقص البيانات التي يسهل الوصول إليها .فاملؤسسات وإلادارات
والهيات القانونية غنية بالوثائق وفقيرة للبيانات "كاآلراء القضائية إما ألنها غير متوفرة أو متنوعة في الشكل بحيث
يصعب استخدامها بفعالية .باإلضافة إلى ذلك ،يمكن أن تؤدي مجموعات البيانات ذات الجودة الرديئة أو املعيبة إلى
قيام أنظمة الذكاء الاصطناعي بإخراج نتائج غير عادلة ،وقد تؤدي تقنيات جمع البيانات ،وإعدادها ،وتحليلها إلى
تحيزات إحصائية في مجموعة البيانات .كما ان إلاشكالية فيما يتعلق باإلثبات التي تثيرها إلاستعانة بالوسائط الرقمية
بالتقاض ي هي إنه في الوضع العادي عندما يوجد ملف ورقي وآخر رقمي ،فيمكن الوقوف علي صحة ألاخير بمقارنته
باألول ،أما في فرض البيئة الرقمية والدليل الرقمي كيف يمكن التحقق من سالمة بيانات مستند معين؟ وكيف يمكن
التعويل علي الدليل الرقمي في إلاجراءات عموما خاصة ان التبديل أو التعديل في امللفات الرقمية ال يترك أي أثر عليه
؟ وهل وجهة النظر القائلة بأن أي عيوب تتبدي بالنظام الرقمى ال يمكن ان تتساوي بحال من ألاحوال مع الوضع قبل
إلاستعانة بتكنولوجيا املعلومات في القضاء على صواب؟ وكيف يمكن إنتقاء ايجابيات الدليل الرقمي والتعويل عليها؟
عمدا للحصول على تحليالتوإتقاء سلبيات الدليل الرقمي ومعالجتها؟ ،فقد يتم التالعب بمجموعات البيانات أو إتالفها ً
غير عادلة فباإلضافة إلى مشكالت جودة البيانات ومعالجتها ،تنشأ ً
أيضا مخاوف كبيرة بشأن خصوصية البيانات وألامن
السيبراني مع استخدام كميات هائلة من البيانات بواسطة أنظمة الذكاء الاصطناعي .وجميع ما سبق يشكل تحديات
118 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
غاية في الصعوبة أمام مستقبل الاكتشاف إلالكترونى والدليل الرقمى ...ترى كيف يتم التغلب عليها؟ وبأي الوسائل
قانونية؟ أم تقنية؟
ُ
أن أول ما ُيطرح في موضوع إلاثبات هو توفر السند الخطي ،سواء كتب بخط اليد أو باآللة الكاتبة ،وما يحتويه
من البيانات ،وتوقيع أطرافه ،وتعدد النسخ في العقود املتبأدلة ،والشكل الذي قد يفرضه القانون في حاالت معينة.
هذا باالضافة إلى معضلة تحديد القانون الواجب التطبيق على العقود الرقمية الدولية وقوتها الثبوتية ،وإشكالية
إستعماله ،وإثباته ،وطريقة تقديمه للمحكمة الناظرة في النزاع املتعلق به .وكذلك اشكالية تحديد مفهوم أصل السند
ً ً
الرقمي وصورته؛ إذ أن النسخة هي تكرار ألاصل في كل جزئياته ،لذلك تعتبر النسخة أصال جديدا من دون تمييز بينهما.
لكن التساؤل ألاساس ي 1في هذا الصدد والذي يستتبع تبني إلاستعانة بالوسائل الرقمية في التقاض ي هو:
هل هذه آلاليات-أي الوسائل الرقمية-على درجة من الكفاءة بحيث يمكن إلاعتماد عليها في ضمان
2
سالمة البيانات وأمن املعلومات املتداولة رقميا؟
كيف يمكن التحكم في الصعوبات املرتبطة بإستخدام التكنولوجيا دون إلاخالل بالتنظيم القضائي
3
والضمانات ألاساسية لحسن سير العدالة؟
ذلك ان إلاشكالية 4فيما يتعلق باإلثبات التي تثيرها إلاستعانة بالوسائل الرقمية 5في التقاض ي هي إنه في الوضع
العادي عندما يوجد ملف ورقي وآخر رقمي ،فيمكن الوقوف على صحة ألاخير بمقارنته باألول ،أما في فرض البيئة
الرقمية والدليل الرقمي كيف يمكن التحقق من سالمة بيانات مستند معين (ويمكن التعويل عليه في إلاجراءات عموما
خاصة ان التبديل أو التعديل في امللفات الرقمية ال يترك أي أثر عليه و العكس )6من هذا النقد يري البعض أن أي
عيوب تتبدي في النظام الرقمي ال يمكن ان تتساوي بحال من ألاحوال مع الوضع قبل إلاستعانة بتكنواوجيا املعلومات
في القضاء .
إن الذي يضفي الرسمية على ألاوراق /املستندات في النظام الورقي هو التوقيع ،وهو نفس آلالية التي سوف
يعتمدها املشرع إلضفاء الرسمية على املحررات الرقمية.
1راجع فى ذلك :د/فاطمةعادل سعيد «التقاض ي عبر وسائل التكنولوجيا والاتصال الحديث " ،بحث مقدم الى مؤتمرالقانون واللتكنولوجيا -كلية
الحقوق – جامعةعين شمس ،فى الفترة من 9الى 72ديسمبر .0271
2يقصد بمصطلح سالمة البيانات" :التحقق من ان البيانات التى تضمنتها الوثيقة لم يحدث بها أى تعديل أو حذف سواء ألسباب طبيعية أو عمدية".
راجع د.محمد محمد سادات .،حجية التوقيع الرقمى فى الاثبات ،رسالة دكتوراه ،ج .املنصورة ،٦٢٠٢ ،ص ٠٩١
3راجع فى ذلك :أسامة املناعسة وآخرون؛ د .هاللي عبدالاله أحمد ،تفتيش نظم الحاسب آلالي وضمانات املتهم املعلوماتي ـ دراسة مقارنة ،الطبعة ألاولى
،دار النهضة العربية ـ القاهرة ، 7221 ،وقد آثرنا الاشارة دون الافاضة لعدم اتساع املجال لذلك .
Helmut Rü�mann, Electronic Documents. Security and Authenticity, Electronic Technology and Civil Procedure- New Paths to Justice 4
from Around the World, Springer, 2012, p.235.
5راجع فى ذلك كال من :
-Walker, Janet, and Garry D. Watson. "New Trends in Procedural Law: New Technologies and the Civil, Litigation Process." Hastings
International and Comparative Law Review 31.1 (2008),
http://www.delmarlearning.com/companions/content/1401824293/guides/CH6.
6Jay Thornton, (Cost, Accuracy, and subjective fairness in legal information technology: a response to technological due process critics),
119 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
أهداف البحث:
الوقوف على أهم مصطلحات إلاثبات الرقمى :كالدليل الرقمى ،التوقيع الرقمى ،املحررات الرقمية .7
الوقوف على أهم إشكاليات قبول ألادلة باإلثبات الرقمى. .2
الوقوف على ماهية إدارة املعلومات الذكية إلدارة الخصومة القضائية ً
رقميا " من خالل عملية الاكتشاف .3
إلالكترونى. E -discovery
منهج البحث:
سوف نستخدم في هذه الورقة البحثية املنهج التحليلي والتأصيلي لعرض مسائله وطرح املعالجات والحلول املالئمة
خطة البحث:
سوف نطرح معالجات للتساؤالت السابق ذكرها على مستوى عدد من املباحث على النحو التالى:
املبحث ألاول :الاكتشاف إلالكترونى
املطلب ألاول :ماهية الاكتشاف إلالكترونى
املطلب الثانى :متطلبات الاكتشاف إلالكترونى
املطلب الثالث :الذكاء الاصطناعي والاكتشاف إلالكترونى
املطلب الرابع :تحديات الاكتشاف إلالكترونى
املبحث الثانى :ألادلة الرقمية
املطلب ألاول :ماهية ألادلة الرقمية
املطلب الثاني :أنواع ألادلة الرقمية واملستندات الرقمية
املطلب الثالث :تحديات قبول ألادلة الرقمية
املبحث ألاول :الاكتشاف إلالكترونى
وللوقوف على ماهية الاكتشاف إلالكترونى ومعرفة ما اذا كان مزايا ام تحديات ماهية إدارة املعلومات الذكية
والاكتشاف إلالكترونى باملطلب ألاول ،التخطيط الناجح لألكتشاف الرقمى باملطلب الثانى ،متطلبات الاكتشاف
إلالكترونى باملطلب الثالث ،الذكاء الاصطناعي والاكتشاف إلالكترونى باملطلب الرابع ،تحديات الاكتشاف إلالكترونى
(الخصوصية /امن املعلومات) باملطلب الخامس وذلك على النحو التالى
املطلب ألاول :الاكتشاف إلالكترونىE - DISCOVERY
E - discovery؟1 الفرع ألاول :ماهية الاكتشاف إلالكترونى
120 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
الاكتشاف هو املصطلح املستخدم للمرحلة ألاولية من التقاض ي حيث يتعين على ألاطراف في النزاع تقديم
املعلومات والسجالت ألاخرى ذات الصلة ،إلى جانب جميع ألادلة ألاخرى املتعلقة بالقضية .املفتاح ملعالجة E -
ً
استباقيا في إدارة املعلومات والسجالت مع التحكم في معالجة طلبات E - discoveryاملحتملة. discoveryهو أن تكون
فاملقصود من تبادل ألادلة واملستندات هو 1تسليم صورة من املذكرة باملناولة للخصم أو وكيله مع توقيع املستلم على
ألاصل قبل تقديمها للمحكمة ،في حين أن ألاصل أن يتم إيداع املذكرة في مكتب إدارة الدعوي باملحكمة املختصة (سواء
أكانت محكمة أول درجة أو محكمة ثاني درجة) ويتم إبالغ الخصم بذلك إلايداع ويتم اطالعه عليها في ملف القضية
ً ً
بمكتب إدارة الدعوي ،كما يترتب على إيداع مذكرة الدفاع اعتبار املدعي عليه حاضرا حكما ولو تخلف عن الحضور.
وتري الباحثة إنه يجب تعديل نصوص القانون بما يسمح للخصوم بالتقديم والتبادل والاطالع عل هذه املستندات
رقميا .2وهو ما يعرف آلان باإلكتشاف إلالكترونى ،3والذي يعد من تطبيقات التقاض ي الرقمي ،ويتم تعريف إلاكتشاف
إلالكترونى علي أنه العملية القانونية السابقة ألاطراف علي املعلومات املخزنة ً
رقميا ومراجعتها ،وهو إجراء مطبق بالنظم
القضائية املقارنة حيث عملت القواعد الفيدرالية لإلجراءات املدنية لعام )FRCP( 0226علي وضع املعلومات املخزنة
ً
رقميا ( )ESIعلي قدم املساواة مع املستندات الورقية في نظر املحكمة.4
يمكن استخدام ESI5أي نوع من بيانات أو ألاجهزة ESIبما في ذلك على سبيل املثال ال الحصر ،النصوص،
والصور ،والصوت ،وقواعد البيانات ،وجداول البيانات ،وألانظمة القديمة ،والشري ،والهواتف الذكية ،وألاجهزة
اللوحية ،والرسائل الفورية ،والبريد إلالكترونى ،وملفات التقويم ،ومواقع الويب.6
فاإلكتشاف إلالكترونى (électronica Discovery) ISE 7يشبه إلي حد كبير ، E-filingهو موجة الحاضر
ً
واملستقبل ،وتحدي للواقع أيضا .8
1راجع في ذلك :د /سيد احمد محمود "،نحو رقمية القضاء املدني الاماراتي" ،ص.301
2راجع في ذلك :
121 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
اليوم1 ثانيا :الاكتشاف إلالكترونى -التكوين الحقيقي لحركة إدارة املعلومات والبيانات
دون علم الكثيرين ،فإن ألاصل الحقيقي لحركة إدارة املعلومات والبيانات اليوم يكمن في دعوى التمييز بين الجنسين
العادية التي رفعتها متداولة ألاوراق املالية لورا زوبوالك في املنطقة الجنوبية من نيويورك (SDNY).عندما رفعت متداولة
ألاوراق املالية ،لورا زوبوالكي دعوى قضائية ضد صاحب عملها ،يو بي إس واربورغ ،في عام ،0220لم يكن من املحتمل
أن يفهم ً
يوما ما أنها ستعرف بأنها رائدة في حركة إدارة املعلومات والبيانات اليوم -أو أن قضيتها ستؤثر وتغير الطريقة
إلى ألابد يدير املستشار القانوني واملنظمات التي يمثلونها معلوماتهم وبياناتهم -أو قد تكون العواقب املترتبة على املعالجة
غير الصحيحة للمعلومات املخزنة ً
رقميا من قبل املستشار القانوني أو الادارة التي يمثلونها في سياق التقاض ي وخيمة .
حتى يومنا هذا ،بالنسبة إلى قرارات ،2 Zubulakeتعد قرارات من أهم قرارات القانون (إن لم تكن ألاكثر أهمية) بشأن
إدارة املعلومات والبيانات في عصرنا ،و أربعة من خمسة من هذه القرارات أثرت على تعديالت FRCPلعام ، 0226
وكذلك العديد من تعديالت 0273املقترحة على FRCPإلدارة الاكتشاف إلالكترونى بنجاح .
عملية E -discoveryالقانونية -تعمل E - discoveryمن وقت رفع الدعوى حتى وقت تقديم الدليل الرقمي في املحكمة
كما يلي:3
.7يتم تحديد البيانات على أنها ذات صلة من قبل املحامين ويتم وضعها قيد الحجز القانوني.
.0يقوم املحامون من كال الجانبين بتحديد نطاق الاكتشاف ،وتحديد ESIذي الصلة ،وتقديم طلبات E - discovery
.3يمكن التفاوض مع املستشار القانوني لتحديد ما يتم البحث عنه وللتأكد من تحديد ألادلة املطلوبة واستبعاد
عدم وجود أدلة ،وبالتالي تقليل الجهد إلاجمالي املطلوب للبحث واملراجعة وتقديمه.
e-Discovery: What Litigation Lawyers Need to Know , Risk Management Practice Guide of Lawyers Mutual, LAWYERS MUTUAL LIABILITY INSURANCE
COMPANY OF NORTH CAROLINA , p 2-17
, www.lawyersmutualnc.com
1راجع فى ذلك :
https://www.google.com/search?sxsrf=ALeKk03chjd_CNkdk1Fnsot6owkUFOs-
=4Q:1622449002937&q=Digital+Evidence+and+Computer+Crime:+Forensic+Science,+Computers+and+the+Internet&stick
2راجع في ذلك:
˗ https://nydailyrecord.com/2013/07/22/an-interview-with-laura-zubulake/،
˗ https://www.relativity.com/blog/the-end-of-an-e-discovery-era-judge-scheindlins-law-from-zubulake-to-today/،
˗ https://en.wikipedia.org/wiki/Zubulake_v._UBS_Warburg،
˗ https://cloudnine.com/ediscoverydaily/case-law/ediscovery-history-a-look-back-at-zubulake/،
˗ https://www.larkinhoffman.com/files/OTHER/bjd_ppp_elecdis.pdf
3راجع في ذلك :التحول الرقمي :آلاثار الرئيسية لخدمات وعروض تكنولوجيا شركة املحاماة
https://www.lawtechnologytoday.org/2019/05/digital-transformation-key-implications-for-law-firm-technology-services-and-offerings
122 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
.2ثم يتم استخراج ألادلة وتحليلها باستخدام إجراءات الطب الشرعي الرقمية ،والتي عادة ما يتم تحويلها إلى صيغة
املحكمة في الستخدامها 2TIFF 1PDFأو
مفتاح النجاح مع E - discoveryهو أن يكون لديك سياسة تشدد على:
التخلص من املعلومات التي ليس لها قيمة تجارية ً
وفقا للسياسة وفي سياق العمل العادي
تخزين السجالت التي لها قيمة للمؤسسة وإدارتها بشكل صحيح ،تحت سيطرة الادارة.
تنفيذ مخطط التصنيف الذي يوفر بنية إدارة املعلومات والسجالت لتحقيق الاتساق والتحكم
تدمير السجالت التي لم تعد هناك حاجة إليها بطريقة منهجية وموثقة وآمنه.
ُ ّ
مكن تطبيقات 3E - discoveryاملؤسسات من سحب املعلومات والسجالت من ألاحجام الهائلة للمحتوى كما ت ِ
،بما في ذلك رسائل البريد إلالكترونى .
إلالكترونى4
الفرع الثانى :متطلبات الاكتشاف
ً
أحيانا في صياغة طلبات الاكتشاف والتفاوض بشأنها هو شكل إنتاج املستندات ،يمكن أن يؤدي ما يتم تجاهله
تحديد شكل ألادلة الرقمية باالكتشاف إلى توفير قدر كبير من الوقت واملال في مرحلة مراجعة املستندات ويؤدي إلى
إنتاج بيانات قيمة لن يتم إنتاجها على إلاطالق.
أوال :البيانات الوصفية
يجب أن تحتوي جميع عمليات إنتاج املستندات الرقمية ،واستخراج ألادلة الرقمية على بعض حقول البيانات
الوصفية ألاساسية ،بما في ذلك(:اسم امللف ;تعديل التواريخ;تاريخ إرسال البريد إلالكترونى;مؤلف الرسالة;التعديل ألاخير
من قبل املرسل;املستلمون (بما في ذلك النسخ املخفية (نسخة مخفية الوجهة); مسار املصدر;سطر املوضوع( الغرض
من البيانات الوصفية هو الحفاظ على املعلومات حول املستندات التي قد تضيع إذا تم إعادة معالجتها.
ال توفر هذه املعلومات حقائق أساسية غير واضحة من املستند فحسب ،بل تساعد ً
أيضا في املراجعة الفعالة والدقيقة
للوثائق ،ويعد تحليل البيانات الوصفية أحد الطرق الرئيسية التي يمكن لفريق مراجعة املستندات من خاللها التعرف
بذكاء على املستندات ذات الاهمية دون الحاجة إلى الانخراط في مراجعة خطية يدوية.
1صيغة ال PDFهي صيغة رقمية للملفات صممتها أنظمة ال Adobeباستخدام بعض ألاكواد امللحقة بخصائص اللغات .يأتي البرنامج الرسمي ملشاهدة امللفات
ّ
واملوجهة والنصوص والنصوص املكتوبة بالجافا وعناصر بصيغة ال .Adobe Readerوعادة ما يكون ملف ال ً PDF
دمجا بين النصوص ذات الرسوميات التسامتية
أخرى.
ّ ُ
2ال : TIFFهي صيغة لتخزين الرسوميات النقطية .تستخدم للمسح الضوئي وفي مجال نصوص ال ،OCRإلرسالها بالفاكس وطباعتها كما أنه مدعوم من العديد من
ّ
املستخدمة لتخزين الصور بعمق رائع للون، طورت الصيغة شركة Aldusبالتعاون مع مايكروسوفت الستخدامها مع ألاكواد الالحقة بالصيغة التطبيقات الرسوميةّ .
والتي تمتلك حقوق النشر الخاصة بها أنظمة أدوبي.
3 https://www.getapp.com/legal-law-software/electronic-discovery/
123 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
في حين أن تنسيق TIFFهو شكل مقبول من أشكال إلانتاج للعديد من املستندات ،يجب إنتاج أنواع معينة من امللفات
بتنسيق أصلي بالنسبة إلى مستندات معينة حتى ال يتم فقد املحتوى املهم ،مثل مالحظات املتحدث في العروض
التقديمية أو تتبع التغييرات والتعليقات في مستندات معالجة الكلمات.
يمكن أن تكون املعلومات إلاضافية في هذه املستندات مفيدة ً
جدا ً
أيضا في صياغة استراتيجية مراجعة املستندات
وألادلة
الرقمية مما يسمح لشركة املحاماة والعميل الكتساب فهم أشمل للحقائق في وقت مبكر من عملية الاكتشاف.
ثالثا :تحديد "املستندات"
من املهم ً
أيضا تحديد جميع أنواع البيانات املطلوبة حيثران الفشل فيعرض كل فئات "املستندات" املطلوبة
بشكل فردي يمكن أن يؤدي إلى إغفال مصادر البيانات الرئيسية واملعلومات الهامة فمن املحتمل أن تكون هناك بيانات
غير عادية ،مثل الدردشات والنصوص ومحركات ألاقراص املشتركة والبريد الصوتي والتسجيالت الهاتفية.
يضمن طلب هذه ألانواع من املستندات في طلبات الاكتشاف أن يحصل العميل على الحقائق والاتصاالت
بشكل أساس ي لبناء القضية ،ال سيما في الصناعات املعروفة باالعتماد على هذه ألاشكال من الاتصاالت.
عند التفكير في أنواع املستندات املطلوب تقديمها كدليل رقمى بالتقاض ى ،من املهم أن تضع في اعتبارك أنه
أيضا على ألارجح إنتاج هذه ألانواع من املستندات ً
أيضا .إذا اعتقد أحد ألاطراف أن العبء سيكون أكبر سيطلب منك ً
ُ
بكثير على عاتق الطرف آلاخر ملراجعة وإنتاج فئة معينة من املستندات ،وهذا العبء ال يفوقه املنفعة املحتملة لتلقي
إنتاج الطرف آلاخر لنفس البيانات ،لذا يجب إجراء دراسة متأنية من جانب أطراف الدعوى املعنيين بالتفاصيل ألاخرى
للتقاض ي املطروح للتأكد من أنهم يركزون على أنواع املستندات التي من املرجح أن تحتوي على املعلومات املطلوبة مما
يسمح بمراجعة مبسطة وفعالة لـ ESIوتطوير فهم كامل للحقائق والقضايا التي تنطوي عليها القضية.
إلالكترونى2 املطلب الثانى :الذكاء الاصطناعي والاكتشاف
دورا ً
مؤثرا بشكل متزايد مع بداية العام الحالى ،توقع البعض في املجال القانوني أن الذكاء الاصطناعي )" ("AIسيلعب ً
في تقديم الخدمات القانونية وسيجلب ً
فهما أكبر لكيفية تعزيز [تحليالت البيانات والذكاء الاصطناعي].
الاصطناعي3 أوال :تعريف الذكاء
1راجع فى ذلك:
https://www.lawtechnologytoday.org/2020/02/5-ways-to-retake-control-of-your-document-intensive-business-processes
2راجع فى ذلك:
https://www.lawtechnologytoday.org/2021/02/using-artificial-intelligence-to-improve-law-firm-performance
3راجع فى ذلك:
“Intellectual property and artificial intelligence Reality & the Future”, BISKRA UNIVERSITY - FACULTY OF LAW AND POLITICAL SCIENCES Laboratory
Vol 35 – (Special Issue - S N 42) – 19 January 2021.ـimpact of jurisprudence on the dynamics of legislation, Jurisprudence Journal -
124 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
ذكاء ً ً
عادة ً
بشريا " تتضمن هذه ببساطة ،الذكاء الاصطناعي هو استخدام "التكنولوجيا ألتمتة املهام التي تتطلب
ويتصنف أنظمة الذكاء الاصطناعي املهام القد ات البشرية على التفكير والتحليل والتعميم وحل املشكالت والتعلمُ ،
ر
بأنها "قوية" أو "ضعيفة" ً
بناء على درجة قدرتها على أداء القدرات البشرية ،ويساعد هذا التمييز في تحديد نطاق قدرات
أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية ،على الرغم من أن هذه القدرات تقع عبر نطاق وليس ضمن فئات متميزة.
"قويا" ً
حقا عندما يمكنه على ألاقل "أداء أي مهمة فكرية يستطيع إلانسان فعلها يكون الذكاء الاصطناعي ً
بنجاح" ،إن لم يكن لديه ً
أيضا القدرة على تجربة الوعي وفهم مفاهيم مثل اللغة ،وعلى الرغم من "ضعف" أنظمة
الذكاء الاصطناعي مثل ، AlphaGoيمكن للذكاء الاصطناعي الضعيف أداء مجموعة متنوعة من املهام البشرية .
ثانيا :فائدة الذكاء الاصطناعي في الصناعة القانونية
على وجه التحديد الستخدامه في الصناعة القانونية ،يمكن تعريف الذكاء الاصطناعي على أنه أتمتة املهام عبر
ً
قانونيا قد قام بالعمل كما "يمكن تجميع املهام القانونية التي تؤديها ً
ممارسا البرامج لتحقيق نفس النتيجة "كما لو أن
أنظمة الذكاء الاصطناعي ً
حاليا في واحد من ثالثة مجاالت :تحليل املستندات ، 1والبحث القانوني ،وأتمتة املهام .
ثالثا :حدود الذكاء الاصطناعي
تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي محدودان فيما يتعلق بالبيانات والخوارزميات والتنفيذ وحيث تلعب
ً
مركزيا في أنظمة الذكاء الاصطناعي كمواد تدريبية لتطوير خوارزميات الذكاء الاصطناعي ومواد إلادخال البيانات ً
دورا
لالستخدام الفعلي للذكاء الاصطناعي .لكن تطوير واستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي مقيد بنقص البيانات التي
يسهل الوصول إليها والتحليل" فمكاتب املحاماة" غنية بالوثائق وفقيرة للبيانات "والبيانات العامة مثل آلاراء القضائية
إما أنها غير متوفرة أو متنوعة في الشكل بحيث يصعب استخدامها بفعالية .عالوة على ذلك ،يمكن أن تؤدي مجموعات
البيانات ذات الجودة الرديئة أو املعيبة إلى قيام أنظمة الذكاء الاصطناعي بإخراج نتائج متحيزة فقد يكون ملجموعات
البيانات جودة رديئة أو عيوب لعدة أسباب ،وقد تؤدي تقنيات جمع البيانات أو إعدادها إلى تحيزات إحصائية في
مجموعة البيانات مثل العينات غير التمثيلية (انحياز الاختيار) .قد يتم التالعب بمجموعات البيانات أو إتالفها ً
عمدا
1تشمل الفئة الواسعة لتحليل املستندات تحليل العقود ومراجعة املستندات وإلاكتشاف إلالكترونى والعناية الواجبة تقدم الشركات القديمة والجديدة أدوات تحليل
املستندات املدعومة بالذكاء الاصطناعي على سبيل املثال استخدمت JPMorganبرنامجها الخاص بعنوان ، Contract Intelligenceامللقب بـ " ، "COINلتقليل وقت
مراجعة العقد السنوي بمقدار 362.222ساعة ،و تقدم الشركات ألاحدث مثل Kira Systemsو eBreviaكما ازداد استخدام الذكاء الاصطناعي في إلاكتشاف
إلالكترونى بشكل كبير ً
نظرا للكفاءات التي يوفرها.
125 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
للحصول على تحليالت غير عادلة .باإلضافة إلى مشكالت جودة البيانات ،وقد تنشأ ً
أيضا مخاوف كبيرة بشأن خصوصية
البيانات 1وألامن السيبراني 2مع استخدام كميات هائلة من البيانات بواسطة أنظمة الذكاء الاصطناعي .3
يجب على مستخدمي الذكاء الاصطناعي املحتملين إدراك أن النشر الفعال للتكنولوجيا قد يكون أصعب مما
يتوقع فالتحدي ألاكبر هو ببساطة جعل املستخدمين املحتملين يثقون بالتكنولوجيا .4
هذا ويفترض الباحثون أن الذكاء الاصطناعي سيؤثر على الواجبات ألاخالقية للمحامين فيما يتعلق بالكفاءة
التقنية ،والسرية ،وإلاشراف ،والتواصل مع العميل ،والحكم املستقل ،واملمارسة غير املصرح بها للقانون ،والرسوم
الزائدة ،وتضارب املصالح ،ووتيرة التطور السريع للذكاء الاصطناعي تجعل من تحديد حدود تلك الواجبات من جانب
التشريعات مسألة ملحة.
معه؟5 رابعا :كيف ينبغي للمحامين التعامل مع صعود الذكاء الاصطناعي في تقديم الخدمات القانونية والتكيف
الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على التأثير بشكل كبير على مهنة القانون ،يخش ى البعض أن يلحق الذكاء
الاصطناعي الضرر باملحامين وغيرهم من املهنيين القانونيين ألن التكنولوجيا تحل محل أجزاء على ألاقل من وظائفهم
وتقلل من فرص التدريب كما يتوقع آخرون أن الذكاء الاصطناعي سيساعد املحامين على تطوير ممارساتهم للتركيز على
املهام ذات القيمة ألاعلى وألادوار الجديدة أو فرص تقديم الخدمات ولقد قدم الكثيرون نصائح عملية حول كيفية
تكيف املحامين مع استخدام الذكاء الاصطناعي في الصناعة القانونية ،ولكن كيف يتعامل كل محام مع الذكاء
الاصطناعي ويتكيف معه في السوق القانوني هو سؤال يجب أن يجيب عليه املحامى بنفسه.
1راجع فى ذلك:
Ossama Ahmed Attalla, Is The Legal Protection Of Digital Privacy Enough In Egypt’’? Protection Of Digital Data Privacy '', A Paper Submitted For The
Conference Of Cyber Crimes, National Institute Of Intellectual Property April 2020
بحث بعنوان " معالجات تشريعية لضبط الحقوق والحريات فى البيئة الرقمية" املؤتمر العلمى السادس ،القانون والشائعات ،كلية الحقوق ،جامعة طنطا 02-03،
ابريل .0272
2راجع فى ذلك :
ألاعمال الصغيرة :تدابير اختبار ألامن السيبراني:
https://www.lawtechnologytoday.org/2021/05/small-business-cyber-security-testing-measures
بحث بعنوان " الامن الانسانى فى ظل تحديات التحول الى الرقمية ملستقبل حقوق الانسان " ،امللتقى الدولى املوسوم " ألامن إلانس ــاني في ظل التحديات العاملية
املعاصرة " 2 ،و 72يناير .0207
3راجع فى ذلك:
اتبع أفضل ممارسات أمان البريد الرقمي:
https://www.lawtechnologytoday.org/2021/05/working-from-home-7-cybersecurity-tips-to-protect-your-data
4راجع فى ذلك:
مساعد افتراض ي مزايا وجود مساعد افتراض ي في فريقك
https://www.lawtechnologytoday.org/2021/05/advantages-of-having-a-virtual-assistant-in-your-team
الابتكار الذي يحركه العميل :مستقبل التكنولوجيا القانونية
https://www.lawtechnologytoday.org/2019/07/client-driven-innovation-the-future-of-legal-technology
التحول الرقمي :آلاثار الرئيسية لخدمات وعروض تكنولوجيا شركة املحاماة
https://www.lawtechnologytoday.org/2019/05/digital-transformation-key-implications-for-law-firm-technology-services-and-offerings
5راجع فى ذلك :
https://www.lawtechnologytoday.org/2019/04/artificial-intelligence-will-change-e-discovery-in-the-next-three-years
126 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
إن تطور واستخدام الذكاء الاصطناعي ) (AIآخذ في الارتفاع وال يظهر أي عالمات على التوقف في املستقبل
القريب ،ومن املتوقع أن تزيد إلايرادات العاملية من تطبيقات املؤسسات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي بنحو 32مليار
دوالر بحلول عام .0202مع هذا النمو الهائل ،ولحسن الحظ ،فإن املجال القانوني هو أرض خصبة
ً لفوائد تكنولوجيا حيث يمكن آلان إنجاز املهام التي تستغرق ً
وقتا طويال باستخدام ألاتمتة والتعلم آلالي في وقت أقل
وبتكلفة أقل.
خامسا :الوضع الحالي لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي هو أداة مفيدة يتم استخدامها على نطاق واسع في تطبيقات العالم الواقعي التي تتعلم إكمال
املهام التي يقوم بها البشر عادة .حتى بالنسبة للعباقرة ،من غير الواقعي للمحامين الاحتفاظ بقائمة كاملة لكل ما
يحتاجون إلى معرفته في رؤوسهم في جميع ألاوقات .ومع ذلك ،فإن الوصول إلى كل جزء من البيانات ذات الصلة بشأن
إجراء ونتائج مسألة سابقة يمكن أن يكون ميزة كبيرة في تحقيق نتائج إيجابية في مسائل مماثلة في املستقبل .هذا هو
املكان الذي يأتي فيه الذكاء الاصطناعي.
ً
"نظرا ألن الذكاء الاصطناعي يمكنه الوصول إلى املزيد من البيانات ذات الصلة ،فإنه يمكن أن يكون أفضل من
املحامين في التنبؤ بنتائج النزاعات وإلاجراءات القانونية ،وبالتالي مساعدة العمالء على اتخاذ القرارات .على سبيل املثال
شهرا إلنشاء نموذج لجدوى حاالت ،استخدمت شركة محاماة بلندن بيانات عن نتائج 622قضية على مدى ً 70
إلاصابة الشخصية .في الواقع ،تم تدريب الذكاء الاصطناعي على 022عام من سجالت املحكمة العليا ،وهو بالفعل
قرارات1.
أفضل من العديد من الخبراء البشريين في توقع
ً
وضوحا -التي يمكن ملكاتب املحاماة الاستفادة للذكاء الاصطناعي ً
أيضا العديد من التطبيقات ألاخرى -ألاكثر
ً
منها .بدال من قضاء ساعات العمل في إكمال املهام الشاقة والحذرة ،والتي يمكن للذكاء الاصطناعي القيام بها بكفاءة.
تماما ،والصناعة القانونية تستخدم الذكاء الاصطناعي في عملية اكتشاف فالذكاء الاصطناعي "ليس ظاهرة جديدة ً
التقاض ي منذ ما يقرب من 72سنوات".لقد شق الذكاء الاصطناعي طريقه بالفعل إلى مهنة القانون من خالل البحث
القانوني ،ومراجعة العقود ،وإلادارة ،ومراجعة الوثائق ،والتنبؤ بالنتائج القانونية ،وغير ذلك فمن املحتمل أن يكون
ظهور الاكتشاف إلالكترونى هو أقرب مثال على استخدام الذكاء الاصطناعي في املهنة القانونية مع كل ش يء منظم في
شكل رقمي ،و يتيح الذكاء الاصطناعي للمتقاضين تنظيم املعلومات ذات الصلة وترابطها والبحث عنها بطرق أكثر فاعلية
بكثير مما تسمح به املراجعة اليدوية للوثائق الورقية.
وفقا ل ، Bloomberg Lawفإن الذكاء الاصطناعي "يساعد الباحثين القانونيين على اكتشاف عالوة على ذلكً ،
الوثائق التي لم يكن بإمكانهم العثور عليها ً
سابقا وتحديد أوجه التشابه بين آراء املحاكم بسهولة أكبر .هذا باإلضافة
إلى القدرة على تحليل املاليين من نقاط البيانات القانونية ،بكفاءة كل ذلك بضغطة زر كما يمكن للذكاء الاصطناعي
تزويدك بمعلومات لم تكن تعرف حتى للبحث عنها.
127 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
Conference Of Cyber Crimes , National Institute Of Intellectual Property April 2020 .
128 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
بيئة العمل القانونى ،فمن املهم تحديد وتنفيذ آلاليات ألامنية املناسبة التي من شأنها حماية البيانات وخصوصية
ألافراد .1ويجب تحديد متطلبات ألامن والخصوصية واختيار وتنفيذ الضوابط الالزمة خالل مراحل دورة تطوير النظام،
وتحديث حماية ألامن والخصوصية حسب الحاجة .ومن املهم أيضا أن يتعاون ألافراد في منظمات أمن املعلومات
والخصوصية إلدارة املخاطر ألامنية وحماية الخصوصية.
والخصوصية؟2 :1ما الفرق بين ألامان
في هذه الحقبة الرقمية التي تعتمد على التكنولوجيا يجب أن يكون ألامان والخصوصية من املطالب الرئيسية.
ً
حيث أصبح كل ش ٍيء مرتبطا ببعضه البعض ويمكن الوصول إليه بسهولة ،فأغلب بياناتنا ومعلوماتنا الشخصية متاحة
للقرصنة والتهديدات ألامنية ،لذلك أصبح الجميع بحاجة للحماية والخصوصية والسيما ألاشخاص الذين يعملون في
مجاالت الاتصاالت .لكن معظمنا ال يدري ما هو الفرق بين ألامان والخصوصية.
جداً ،
فوفقا لتقرير جرائم إلانترنت لعام 0271تمت سرقة أكثر ولسوء الحظ أصبحت الخروقات ألامنية شائعة ً
من مليار سجل شخص ي ،وفي الواليات املتحدة وحدها أكثر من 722مليون أميركي ُسرقت سجالتهم الطبية في عام
،0276وإن دلت هذه إلاحصائيات على ش ٍيء فإنها تدل على الحاجة امللحة لتعزيز ألامان والخصوصية 3.وقبل الخوض
في مسألة الفرق بين ألامان والخصوصية ال بد من تعريف كل منهما على حدي:
ألامان :حالة تشير إلى الحرية الشخصية من القوى الخارجية والتحرر من ألاخطاء املحتملة والتهديدات .ومثل
نظام ألامان املنزلي الذي يحمي أسرتكم ،فأمن البيانات يحمي البيانات واملعلومات الشخصية من خالل حمايته لكلمات
مروركم ومستنداتكم .وكمثال عن ألامان البرامج املضادة للفيروسات على حاسوبك الشخص ي التي تحمي جهازك وتجعل
ملفاتك آمنة .ومع تطور التكنولوجيا ُوضعت إجراءات صارمة وتدابير لحماية البيانات الرقمية من الوصول غير املصرح
به وحماية هذه البيانات من قراصنة إلانترنت واملجرمين الرقميين ،وتحاول جميع التدابير ألامنية معالجة هدف واح ٍد
من أهداف ألامان وهي :حماية السرية والحفاظ على سالمة أصول املعلومات وتعزيز توافر البيانات واملعلومات.
الخصوصية :هي حق الشخص بالتحرر من ألاعين املتطفلة ،وهي إحدى املبادئ ألاساسية للكرامة الانسانية
وتتضمن السرية وحماية املعلومات الحساسة كمعلومات لتعريف الشخصية ،4وبالتالي من املستحيل تنفيذ برنامج
برنامج أمني .5
ٍ خصوصية ٍمن دون وجود
1راجع فى ذلك:
http://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/page/aaf7afa4-f9ac-4974-ab6e-cdb1ab5102b8#sthash.jTiWe8R0.dpuf
https://www.consumersinternational.org/news-resources/news/arabic-news/blog-will-gdpr-be-the-global-standard-for-data-
لالئحة العامة لحماية البيانات :هل ستكون املعيار العالمي لحماية البيانات؟ protection-arabic/
2املهندس /سعيد عطا هللا ,ما الفرق بين ألامان والخصوصية ,مقال منشور بتاريخ 0202/2/72:على موقع :
/ https://www.arageek.com/lما-الفرق-بين-ألامان-والخصوصية
اطلع عليه بتاريخ ،: www.hiv.gov0272-3-1من موقع3 HIV.gov، The Difference between Security and Privacy and Why It Matters to Your Program ّ
،
4للمزيد حول معنى الخصوصية راجع فى ذلك:
Ossama Ahmed Attalla , Is The Legal Protection Of Digital Privacy Enough In Egypt'' ? Protection Of Digital Data Privacy '', A Paper Submitted For The
. Conference Of Cyber Crimes , National Institute Of Intellectual Property April 2020
اطلع عليه بتاريخ ،: www.globalsign.com0272-3-1من موقع?5 What’s the Difference Between Privacy and Security ّ
،
129 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
هذا ولقد نتج عن استخدام إلانترنت تحديات مختلفة ملوضوع حماية الخصوصية ،وتختلف أنواع القوانين
املختصة بالخصوصية في الفضاء الرقمي فهي تتراوح بين حماية البريد إلالكترونى ،وفرض قيود على نشر بيانات التواصل
الاجتماعي ،ومتابعة نشاط متصفح إلانترنت واملخالفات للبيانات املحفوظة .وفيما يلي ألانواع املختلفة لقوانين
الخصوصية الرقمية:
قانون حماية البيانات :تفرض على الشركات املقدمة لخدمات الانترت والتي تقوم بتخزين معلومات رقمية
لعمالئها من نشر هذه املعلومات أو مشاركتها مع أطراف أخري دون إفادة من العميل.1
ُ
قانون مراقبة الاتصاالت :تقيد مراقبة وسائل إلاتصال باإلنترنت ،والتي تكون في مجال العمل أو املوجودة في
ألاماكن العامة أو حتى في املنزل.
قانون الحماية من جرائم إلانترنت :تمنع الاستيالء على الهوية أو سرقة البريد إلالكترونى وكل ما يخص حماية
البيانات الشخصية التي يشاركها الفرد أثناء استخدامه لالنترنت.
:2كيف يعمل ألامن والخصوصية معا؟
ُ
هناك حاجة إلى تدابير أمنية لحماية خصوصية ألافراد .تعرف التقنيات وألادوات التي تدعم الخصوصية
بالتقنيات املعززة للخصوصية ،وغالبا ما تتكون من تقنيات أمنية يحمي استخدامها خصوصية ألافراد .ويمكن
استخدام التقنيات املعززة للخصوصية ألداء وظائف مثل تمكين الوصول إلى البيانات واستخدامها على نحو مالئم
داخليا ،ومنع إلافصاح غير املالئم عن البيانات خارجيا .ومع ذلك ،فمثلما تستخدم آلاليات ألامنية للمساعدة على جهود
الخصوصية ،فإن بعض تدابير الخصوصية تساعد أيضا في الجهود ألامنية.
املبحث الثاني :ألادلة الرقمية
يحتل عنصر إلاثبات مكانة مرموقة في كافة العالقات واملجاالت الشخصية واملدنية والتجارية ،وهو الوسيلة
ألاساسية للحصول على الحقوق وإلزام آلاخرين بالوجبات .ومن الناحية العملية ليس للحق أية قيمة عندما يعجز
ّ
صاحبه عن إثباته ،إذ أن إثبات الفعل املولد للحق هو الذي يعطي هذا الحق فعاليته الكاملة.
وإلاثبات هو نظام قانوني 2بحيث ال ُيقبل من طرقه ووسائله إال تلك التي حددها القانون .وقد اعتبر القانون
أن بعض هذه الوسائل يتمتع بقوة ثبوتية كاملة إلثبات جميع التصرفات القانونية والوقائع املادية؛ مثل :السند الكتابي
(الرسمي أو العادي) ،إلاقرار ،اليمين الحاسمة والقرائن القانونية.
لكن دخول العالم في عصر الثورة الصناعية الرابعة ، 4.0والتحول إلى الرقمية ،أدي إلي تغير مفهوم إلاثبات
ً
تبعا إلمكانية إنشاء الحقوق والالتزامات بطرق رقمية ،والاستغناء في غالبية ألاحيان عن الكتابة الورقية.
ولم يعد باإلمكان سوي الاعتراف بهذا العالم الجديد الذي يقوم علي علم املعلوماتية والتكنولوجيا ،وهو يعتمد
ً ً ً
أسلوبا غير ورقي ،مرئيا ومنقوال عبر الشاشة الرقمية .وقد تم استبدال امللفات الورقية واملخطوطات باألسطوانات
1راجع فى ذلك:
www.dlapiperdataprotection.com., Data Protection Laws of the World
2راجع في ذلك :د/عبد التواب مبارك ،الدليل الرقمي أمام القاض ي املدني ،دار النهضة العربية ،بدون سنة نشر ،ص 2وما بعدها.
130 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
املمغنطة والسندات الرقمية املحفوظة على أسطوانات ضوئية رقمية أو على أقراص ممغنطة ،وهي تنتقل من مكان إلى
آخر بسهولة وسرعة خارقة من دون أية حاجة للورق.
ً
ولقد أصبحت غالبية الالتزامات والعقود واملعامالت تقوم بالوسائل الرقمية ،تبعا ملا يوفره إلانترنت كوسيلة
سهلة وفعالة ،ومتوافرة للعموم ،وتتيح الحصول على املعلومات وحفظها وتبادلها ،من دون أن تعترضها الحدود
الجغرافية،
الرقمية1 املطلب ألاول :ماهية الادلة
ً ُ
أحيانا باألدلة الرقمية ،2أو باألدلة السيبرانية هي 3مصطلح يشير إلى املعلومات ألادلة الرقمية :والتي تعرف
إلاثباتية التي يتم إرسالها أو تخزينها بتنسيق رقمي والتي يمكن استخدامها بعد ذلك في محاكمة أو دعوي قضائية .قبل
ً
قبول ألادلة الرقمية 4من قبل املحكمة ،يجب تحديد ما إذا كان هذا الدليل أصيال أو ذا صلة أو إشاعات أو ما إذا كان
سيتم قبول النسخ أو ما إذا كان يجب تقديم ألاصل.5
إيجابيات وسلبيات ألادلة الرقمية:6
فيما يتعلق بموثوقية هذه ألادلة ،يعتقد بعض القضاة أن دقة وموضوعية ألادلة الرقمية تجعلها أكثر موثوقية
في حين يعتقد قضاة آخرون أن الافتقار إلى الوسائل الالزمة للتحقق من صحة ألادلة الرقمية 7يجعلها أكثر عرضة
ً
عموما. للخطر وبالتالي ،فهي أقل موثوقية من ألادلة التقليدية
هذا ويبرز العديد من الخبراء التقنيين بعض الخصائص إلايجابية حول ألادلة الرقمية فهي :دقيقة ،كاملة،
واضحة ،دقيقة ،حقيقية ،موضوعية ،ومحايدة .في كثير من الحاالت ،يبدو أن ألادلة الرقمية ضرورية لحل نوع معين
من الجرائم .بالنسبة للقضاة ،من السهل جمع ألادلة الرقمية وتخزينها وحفظها .بشكل عام .وبالنظر الي النظم
1راجع في ذلك
– Mike L. Bridenback, Consultant ,Study of State Trial Courts Use of Remote Technology Final Report, National Association for Presiding
Judges and Court Executive Officers, April 2016, p2-27
2راجع في ذلك :د .محمد كمال شاهين ،حجية الدليل الرقمي في إلاثبات الجنائي ـدراسة مقارنة ،املؤتمر العلمي الخامس (الافتراض ي) ،كلية الحقوق جامعة السلطان
قابوس " ،نظم التقاض ي وتحديث قواعد إلاثبات "تطوير نظم التقاض ي وتحديث قواعد إلاثبات" ٦٦ ،ديسمبر ، ٦٢٦٢ص 2وما بعدها ،و راجع أيضا :تاريخ
آخر دخول ( :تاريخ آخر دخول) 0207/7/02 :
_ https://phys.org/news/2015-03-digital-forensics.html
_ https://www.lawgazette.co.uk/news/law-enforcers-struggle-with-electronic-evidence-challenges-/5066471.article
3راجع في ذالك( :تاريخ آخر دخول)0202/77/70 :
_ http://www.stephenmason.eu/articles/electronic-evidence.html
اجع في ذالك (تاريخ آخر دخول4) 0207/7/3 :
ر
حول القبول القانوني لألدلة الرقمية :
_ https://www.tandfonline.com/doi/abs/10.1080/1360086042000223508?src=recsys&journalCode=cirl2
اجع في ذالك ( :تاريخ آخر دخول5) 0207/7/70 :
ر
) :نتائج دراسة أوروبية ( :تاريخ آخر دخولAEEC) 0207/7/70 :حول مقبولية ألادلة الرقمية في املحكمة (
_ https://www.tandfonline.com/doi/full/10.1080/15567280701418049?src=recsys
6راجع في ذلك( :تاريخ آخر دخول)0207/7/70 :
_ https://www.tandfonline.com/doi/full/10.1080/15567280701418049?src=recsys
7حول تفاصيل اكثر عن ألادلة الرقمية ،راجع( :تاريخ آخر دخول)0207/7/70 :
_ https://en.wikipedia.org/wiki/Digital_evidence
131 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
القضائية املقارنة نجد باململكة املتحدة ،قانون للشرطة وألادلة الجنائية ،والذي ينظم جمع "أدلة الكمبيوتر" بطريقة
محددة .1كما تضمن القانون البلجيكي لجرائم الكمبيوتر بعض التعاليم حول جمع ألادلة التي يمكن تطبيقها ً
أيضا
على ألادلة الرقمية.
وفيما يتعلق بسلبيات ألادلة الرقمية 2يري أخصائيو القانون أن تحديد القيمة القانونية لهذا النوع من ألادلة
يمثل صعوبة بسبب الجهل الحالي بإجراءات معالجة البيانات .3وتنشأ هذه الصعوبة بسبب عدم وجود تنظيم مناسب
ومنتظم وكذلك عدم وجود فقه متجانس .وبالنسبة لخبراء الكمبيوتر ،تتمثل بعض السلبيات في الافتقار إلى الدعم
ً
القانوني ونماذج الشهادات ،ونقص الفهم الذي أبدته الهيئات القضائية في أوروبا ،4فضال عن التكاليف الباهظة
املتعلقة بالحصول على ألادلة الرقمية وتفسيرها ،5وهي مهمة تستغرق ً
وقتا ً
كبيرا .كما ال تشمل املعايير إلاجرائية أي
إجراء محدد لتنظيم جمع ألادلة الرقمية وحفظها وعرضها في املحكمةً .
وفقا لجميع املوثقين الذين تمت مقابلتهم ،ال
يوجد أي إجراء محدد لحفظ ألادلة الرقمية ،وإلاجراءات الوحيدة التي ذكروها هي تلك الخاصة بإنشاء التوقيعات
الرقمية.
-املبادئ التي تؤثر على مقبولية ألادلة الرقمية:6
تلعب املبادئ املتعلقة بالفعالية والفائدة والشرعية ً
دورا ً
مهما في التشريعات ألاوروبية املختلفة في مجال قبول
ألادلة الرقمية .إن الحاجة إلى الحصول عل ى أدلة ،والشفافية أثناء جمعها ،واحترام حرية التعبير هي مبادئ تنعكس
ً
أساسا في املعايير في أوروبا ،ولكن لها وضع ثانوي فيما يتعلق بقبول ألادلة .فاملبادئ التي تؤثر على ألادلة الرقمية هي
احترام معايير حماية البيانات واحترام سرية الاتصاالت وحق حرية التعبير :7وفي املمارسة العملية ،يذكر
الفقهاء ألاوروبيون إن مبادئ الشرعية ،ومالءمة الصلة ،واستخدام هذه ألادلة لها تأثير أكبر .كما يؤكد الخبراء الفنيون
)https://www.tandfonline.com/doi/full/10.1080/15567280701418049?src=recsys
5راجع في ذلك( :تاريخ آخر دخول)0207/7/70 :
_ https://www.lawgazette.co.uk/news/law-enforcers-struggle-with-electronic-evidence-challenges-/5066471.article
6للتفصيل أكثر راجع في ذلك كال من ( :تاريخ آخر دخول) 0207/7/70 :
_ حول املقبولية القانونية لألدلة الرقمية ،راجع:
- https://www.tandfonline.com/doi/abs/10.1080/1360086042000223508?src=recsys&journalCode=cirl2
_ حول صعود الطب الشرعي الرقمي ،راجع:
- https://www.lexology.com/library/detail.aspx?g=29828d6d-8396-4070-9424-05ac2e0ecfae
_ حول ألادلة الرقمية ومقبوليتها في املحكمة ،راجع:
- https://blog.signaturit.com/en/electronic-evidence-and-its-admissibility-in-court
7راجع في ذلك( :تاريخ آخر دخول)0207/7/70 :
132 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
_ https://articles.forensicfocus.com/2017/06/29/an-introduction-to-challenges-in-digital-forensics
1راجع في ذلك كال من ( :تاريخ آخر دخول) 0207/7/70 :
حول الطب الشرعي الرقمي ،راجع:
_ https://www.researchgate.net/publication/327644306_Digital_Forensics_Review_of_Issues_in_Scientific_Validat
ion_of_Digital_Evidence
2راجع فى ذلك املادة ( )77من قانون 712لسنة . 0279
3راجع في ذلك :
_ https://www.lawteacher.net/free-law-essays/international-law/can-electronic-documents-be-used-as-evidence-international-law-essay.php
4راجع في ذلك :محمد جميل إبراهيم ،اثر التقنيات الحديثة في مجال الدليل الكتابي ،رسالة دكتوراه ،كلية الحقوق ،جامعة الزقازيق ،ص 732وما بعدها .
5راجع في ذلك :عقد البيع عبر إلانترنت ،د .عمر خالد محمد الزريقات ،دراسة تحليلية ،رسالة دكتوراه ،ج .عين شمس ،ص . ٠٩٠
6ولقد عرفت املادة ألاولي من قانون 712لسنة 0279البيانات الرقمية بانها:
( البيانات واملعلومات إلاليكترونية :كل ما يمكن إنشاؤه أو تخزينه ،أو معالجته ،أو تخليقه ،أو نقله ،أو مشاركته ،أو نسخه بواسطة تقنية املعلومات ؛ كاألرقام
وألاكواد والشفرات والحروف والرموز وإلاشارات والصور وألاصوات وما في حكمها ) .
7هذا وقد نصت املادة 73من قانون 726لسنة 0272بتعديل بعض أحكام قانون املحاكم الاقتصادية الصادر بالقانون رقم 702لسنة 0229علي تحديد املقصود
باملستند أو املحرر الرقمي انه:
( رسالة بيانات تتضمن معلومات تنشا أو تدمج أو تخزن أو ترسل أو تستقبل كليا أو جزئيا بوسيلة رقمية أو رقمية أو ضوئية أو بغيرها من الوسائل املشابهة .وهو ما
يمكن القياس عليه والاستئناس به في مجال إجراءات التقاض ي الرقمي أمام القضاء املدني) .
8راجع في ذلك :د /ألانصاري حسن النيداني ،القاض ي والوسائل الرقمية الحديثة ،مرجع سابق ،ص 29وما بعدها .
9راجع في ذلك :محمد جميل إبراهيم ،اثر التقنيات الحديثة في مجال الدليل الكتابي ،مرجع سابق ،ص 722وما بعدها.
133 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
إليه يتأكد من صحة التوقيع الرقمي بإرسال نسخة منه إلي الجهة التي أصدرته أو من خالل الشهادة الرقمية التي
بعثها املرسل إلي املرسل إليه مع املحرر الرقمي وهو ما يطلق عليه التصديق الرقمي وفي حالة التأكد من صحة التوقيع
الرقمي يقوم املرسل إليه بخطوة أخيرة ،وهي إعادة حساب البصمة الرقمية ،فإذا نتج عن عملية الحساب بيانات
غير بيانات البصمة الرقمية املرسلة ،فهذا يعني إنه تم العبث باملحرر ،وتستطيع البصمة الرقمية اكتشاف أي تغيير
يلحق باملحرر الرقمي وتتكرر العملية في كل مرة بين املرسل واملرسل إليه.
إن الشروط العامة لقبول املحرر الرقمي 1كدليل في إلاثبات هي قابلية املحرر الرقمي للقراءة وإمكانية الاطالع
عليه وذلك لتبين ماورد به ،2والحفاظ علي سالمة بيانات املحرر بما يحميه من أي تغيير أو تحريف ،وضمان عدم
الاختراق واعتراض املحتوي كدليل رقمي ،3واملحرر اذا أصبح رقميا في صورة pdfمثال فإن هذا ال يضمن الحماية
بصورة مطلقة ففي العالم الافتراض ي مخاطر أيضا وإن كانت مختلفة من حيث الطبيعة والتقنية املستخدمة ،لذا
اشترط املشرع الفرنس ي في م ٠من القانون املدني لقبول الكتابة في الشكل الرقمي أن يكون من املمكن تحديد الشخص
الذي صدر عنه ،وان تحفظ في ظروف من طبيعتها ضمان سالمة املحرر وهو نفسه موقف املشرع املصري والذي
نص علي ذلك في قانون التوقيع الرقمي ،وقد ورد في م 77من الالئحة التنفيذية للقانون 4ضوابط حماية بيانات
املحرر ،وهي ذاتها – من حيث املبدأ– ذات آلاليات الخاصة بالتوقيع الرقمي.
والهدف ألاساس ي أن يتم حفظ ملفات القضايا وما يتصل بها من بيانات بحالتها وفي ظروف تضمن لها السالمة
والبعد عن أي تحريف أو تغيير ،وذلك حتى يضمن الرجوع إليها في أي وقت سواء أثناء سير القضية ،أو في مرحلة
الطعن في الحكم ،أو حتى ألغراض الحفظ عموما.
واملحررات الرقمية عبارة عن كل رسالة بيانات تتضمن معلومات تنشأ وتدمج أو تخزن أو ترسل أو تستقبل كليا
أو جزئيا بوسيلة رقمية أو رقمية أو ضوئية أو بأية وسيلة آخري مشابهة.5
1راجع في ذلك :د/عبد التواب مبارك ،الدليل الرقمي أمام القاض ي املدني ،مرجع سابق ،ص 27وما بعدها.
2راجع في ذلك :
_ https://www.tandfonline.com/doi/full/10.1080/15567280500541462?src=recsys
3راجع في ذلك املادة ألاولي من جرائم تقنية املعلومات رقم 712لسنة . 0279
4م ٠٠من الالئحة التنفيذية لقانون التوقيع الرقمي ( :مع عدم إلاخالل بما هو منصوص عليه في املواد ٦،٣،٢يتم من الناحية الفنية ،التقنية كشف أي تعديل
أو تبديل في بيانات املحرر الرقمي باس تخدام تقنية شفرة املفتاحين (العام والخاص) وبمضاهاة شهادة التصديق الرقمي وبيانات إنشاء التوقيع الرقمي بأصل هذه
الشهادة وتلك البيانات أو بأي وسيلة مشابهة) .
5راحع في ذلك :بدر بن عبدهللا الجعفري ،بحث بعنوان إلاثبات الرقمي في املنازعات التجارية ،مقدم للمتلقي العدلي "وسائل إلاثبات" الذي نظمته الغرفة التجارية
بمدينة ألاحساء ،اململكة العربية السعودية ،يناير ،0273ص .32
134 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
وهذه البيانات الرقمية تثبت على دعائم رقمية 1غير ورقية ذات خواص محددة كاألقراص املمغنطة وذاكرة
الحاسب آلالي املثبتة والغير مثبتة أو قد تكون مثبتة على دعائم رقمية غير مادية من خالل شبكة إلانترنت بما في ذلك
البريد إلالكترونى.2
وتشمل املحررات الرقمية 3أيضا السجل الرقمي وهو عبارة عن البيانات التي تنشأ أو ترسل أو تستلم أو تبث أو تحفظ
بوسيلة رقمية وتكون قابلة لالسترجاع أو الحصول عليها بشكل يمكن فهمها .ولقد ايد حكم محكمة النقض 4الصادر
بالطعن 12214لسنة 37ق – جلسة 2017/12/21حجية املحررات الرقمية في إلاثبات.
التوقيع الرقمي وأهمية في إلاجراءات القضائية:5
وضع التوقيع على مستند يحتوي على معلومات معينة يعني واقعة توقيع ،ويأتي التوقيع في صورة عالمة خطية
خاصة ومميزة يضعها املوقع وتسمح بتمييز شخص املوقع فتنسب إليه شخصيا دون غيره وتعبر عن إقراره بما جاء في
املستند .6وعرفت الفقرة الثالثة من املادة ألاولي من قانون التوقيع الرقمي املصري التوقيع الرقمي بإنه (ما يوضع علي
محرر رقمي ويتخذ شكل حروف أو أرقام أو رموز أو إشارات أو غيرها ويكون له طابع منفرد يسمح بتحديد شخص
املوقع وتميزه عن غيره).
في بدايات ظهور فكرة التوقيع الرقمي 7كان التركيز عليها باألساس ألغراض التجارة الرقمية وعقود البيع الرقمي
ً
فنجد قانون الاؤنسيترال النموذجي للتوقيعات الرقمية الصادر عام ،٦٢٢٠أي أن التوقيع نظرا ملا له من أهمية في
إلاثبات وله أهمية قصوى في إلاجراءات القضائية ،إذ يجب الاستيثاق من صحة البيانات وما تقرره املحررات ،ملا لها
من أثر على إلاجراءات املتبعة في القضية (الصحة أو البطالن) ،وعلي الحكم الصادر من القاض ي .لذا يجب ضمان
البيانات8. املوثوقية عن طريق نظام قانوني محدد للتوقيع الرقمي وآلية تقنية تضمن تحقق سالمة
1دعامة رقمية( :أي وسيط مادي لحفظ وتداول البيانات واملعلومات الرقمية ومنها ألاقراص املدمجة أو ألاقراص الضوئية أو الذاكرة الرقمية أو ما في حكمها) .
راجع في ذلك املادة ألاولي من جرائم تقنية املعلومات رقم 712لسنة . 0279
2راجع في ذلك :أ.د .عابد فايد عبد الفتاح فايد ،القاض ي والتنازع بين ألادلة الكتابية التقليدية والرقمية ـ دراسة مقارنة ـ بين القانون الفرنس ي وقوانين بعض الدول
العربية ،املؤتمر العلمي الخامس (الافتراض ي) ،كلية الحقوق جامعة السلطان قابوس " ،نظم التقاض ي وتحديث قواعد إلاثبات "تطوير نظم التقاض ي وتحديث قواعد
إلاثبات" ٦٦ ،ديسمبر ، ٦٢٦٢ص 2وما بعدها
3راجع في ذلك :محمد جميل إبراهيم ،اثر التقنيات الحديثة في مجال الدليل الكتابي ،مرجع سابق ،ص 722
4راجع في ذلك ( :تاريخ آخر دخول) 0207/7/72 :
_ https://www.cc.gov.eg/judgment_single?id=111387601&&ja=270764
5راجع في ذلك :د /ألانصاري حسن النيداني ،القاض ي والوسائل الرقمية الحديثة ،ص 722وما بعدها .
6راجع في ذلك :د .محمد املرس ي زهرة ،الحاسب الرقمي ،إلاثبات والقانون دراسة حول حجية .مخرجات الحاسب في إلاثبات ،مكتبة سعيد عبد هللا ،القاهرة ،
، ٠٩٩٦ص .٢٩
7راجع في ذلك :د/عبد التواب مبارك ،الدليل الرقمي أمام القاض ي املدني ،ص 22وما بعدها.
8من أجل مواءمة تشريعاتها مع املعايير ألاوروبية ،اعتمد املشرع إلايطالي في 03يناير 0220مرسوم تشريعي (مرسوم) ينقل التوجيه ألاوروبي CE / 23/7222بشأن
التوقيع الرقمي .تعتبر الوثيقة الرقمية آلان بمثابة نسخ ميكانيكي باملعني املقصود في املادة 0120من كوديس سيفيلوله نفس الصلة كما في الوثيقة املكتوبة بخط
اليد .عالوة علي ذلك ،فإن التوقيع الرقمي املرتبط باملستند الرقمي يعطي نفس التأثير الذي سيكون عليه في العالم الورقي ،بقدر ما يطيع التوقيع شروط التوقيع
املتقدمة ويضمنه مزود شهادة معتمد.
135 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
ويقصد باملوثوقية 1البيانات التي يتم استقبالها وتتضمن ذات املعلومات التي كانت موجودة بها عند إرسالها،
فتصل إلي املرسل إليه (الطرف املستقبل) دون أي تعديل سواء باإلضافة أو الحذف أثناء إرسالها من املرسل إلي
املرسل إليه وآلالية التي تتحقق بها هي في ألاساس التوقيع إذ إنها تضفي علي املحرر نوع من التصديق ،وألغراض
املوثوقية يكون التوقيع الرقمي َ
مؤمنا إذا استوفي الشروط آلاتية:2
أن يكون خاص باملوقع وحده
أن يتم إنشائه بوسيلة تقع تحد سيطرة املوقع وحده .
أن يضمن الكشف عن أي تعديل الحق في البيانات.
إلى جانب أن التوقيع الرقمي والسرية في تداول كل ما يخص القضية من أوراق خاصة حال إرسالها من
املحكمة إلى الخصوم أو العكس بالنظر إلى إلاجراءات في الخصومة ذاتها ،فإن الوقوف على حجيتها على درجة كبيرة
من ألاهمية ألن من املتصور أن تقدم للمحكمة لغرض إلاثبات محررات رقمية وأدلة رقمية.
التوقيع الرقمي وآثاره القانونية 3كدليل رقمي:4 .2
يعد التوقيع الرقمي أداة تكنولوجية تسمح بضمان صحة وسالمة املستندات الرقميةً .
وفقا لالئحة الاتحاد
ألاوروبي رقم 0272/272والقانون إلاسباني للتوقيع الرقمي ( 0223/22يتألف التوقيع الرقمي من أداة قادرة على
السماح بالتحقق من أصل وسالمة الرسائل املتبادلة من خالل شبكات الاتصاالت السلكية والالسلكية ،مع توفير
قواعد لتجنب الرفض أو الطعن في الدليل) بيان دوافع القانون إلاسباني 0223/22بشأن التوقيع الرقمي.
ألية ضمان موثوقية التوقيع الرقمي واملحررات الرقمية لضمان حجيتها في إلاجراءات القضائية: .1
يجدر إلاشارة إلى أن املشرع املصري في قانون التوقيع الرقمي قد قرر حجية املحررات الرقمية وقبولها في إلاثبات
علي قدم املساواة مع املحررات الورقية .وهو ما أيده حكم محكمة النقض الصادر بالطعن 12214لسنة 37ق –
جلسة 2017/12/21بحجية املحررات الرقمية في إلاثبات.
وفي إطار إلاجراءات القضائية إذا قام أحد ألاشخاص برفع دعوي بتقديم املطالبة القضائية رقميا فإن التوقيع
الرقمي هو ما يؤكد صدور هذا التصرف عن هذا الشخص بالذات وإقراره به ونسبته إليه ،وباملثل في إعالن املحكمة
(إلاعالنات أو إلاخطارات الالحقة النعقاد الخصومة) ألحد أطراف الخصومة رقميا ،أيضا عند إصدار القاض ي ملسودة
الحكم هل من املمكن أن يغني توقيع القاض ي الرقمي عن التوقيع العادي ،فضال عن الاعتراف بكافة هذه إلاجراءات
فإن "التوقيع الرقمي املؤمن " له أهمية قصوى في كل هذه إلاجراءات.5
1راجع في ذلك :د .محمد محمد سادات ،حجية التوقيع الرقمي في إلاثبات ،رسالة دكتوراه ،مرجع سابق ،ص . ٢٩
2راجع في ذلك :د /نور خالد عبد املحسن العبد الرازق ،حجية املحررات والتوقيع الرقمي في إلاثبات ،عبر شبكة إلانترنت ،رسالة دكتوراه ،ج.عين شمس ، ٦٢٢٩ ،
ص ، ٠٩٢وراجع أيضا :راجع في ذلك :د/عبد التواب مبارك ،الدليل الرقمي أمام القاض ي املدني ،مرجع سابق ،ص 22وما بعدها.
3راجع في ذلك :د/عبد التواب مبارك ،الدليل الرقمي أمام القاض ي املدني ،املرجع السابق ،ص 27 .وما بعدها.
4راجع في ذلك :د/عبد التواب مبارك ،الدليل الرقمي أمام القاض ي املدني ،املرجع السابق ،ص 12 .وما بعدها.
5راجع في ذلك :د/أسامة أحمد بدر ،حماية املستهلك في التعاقد الرقمي ،دراسة مقارنة ،دار الجامعة الجديد للنشر ،0222 ،ص. 73 ،02 .
136 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
إن التركيز على فكرة املوثوقية والرسمية في ألاساس يمكن إجماله في نقطتين أساسيتين:1
النقطة ألاولي :إنه في إطار تطور إلاجراءات القضائية والاستعانة بالتكنولوجيا فيها فإن التركيز يكون على ضرورة التثبت
من نسبة الورقة /املحرر إلى من صدر عنه وبمعني آخر إيجاد صلة بين إلاجراء والشخص الذي صدر عنه إلاجراء
الرقمي"2. والوسيلة لذلك هو "التوقيع
النقطة الثانية :3أيضا في إطار إجرائي نجد ضرورة بيان ماهية إلاجراء ذاته بما يوازن بين الضمانات إلاجرائية Le
،contenu d’ acteوالطبيعة الرقمية 4للوسائل التي يتخذ من خاللها إلاجراء وهو ما يوجد له صدد في قانون إلاجراءات
املدنية الكندي الجديد الصادر في ٦٢فبراير ٦٢٠٢والذي أعتمد التكنولوجيا بصورة ملحوظة في إلاجراءات املدنية،
وتناولت م ٩٩بفقرتها الثالث هذا ألامر وبصفة خاصة في عالقته بإجراء املطالبة القضائية سواء تم هذا ألاخير بإرساله
عبر إلانترنت أو تم إيداعه بواسطة املدعي لدي قلم الكتاب مثبت علي دعامة رقمية 5فحددت في الفقرة ألاولي والثانية
مضمون إلاجراء والبيانات التي يتطلبها من ناحية وهوما يثير شروط املحررات الرقمية 6وحددت الفقرة الثالثة متطلب
التوقيع الرقمي.
137 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
1راجع في ذلك :د /ألانصاري حسن النيداني ،القاض ي والوسائل الرقمية الحديثة ،ص 21وما بعدها .
2وقد أخذت بذات املبدأ الواليات املتحدة وإنجلترا ،راجع د .محمد محمد سادات ،ص . ٩٢
3راجع في ذلك :د/.عيس ي غسان عبد هللا الربض ي ،القواعد الخاصة بالتوقيع الرقمي ،رسالة دكتوراه ،ج.عين شمس ،ص ١٢وما بعدها.
4راجع في ذلك :د/عبد التواب مبارك ،الدليل الرقمي أمام القاض ي املدني ،دار النهضة العربية ،بدون سنة نشر ،ص 12وما يليها.
5راجع في ذلك :د /يوسف احمد النوافلة ،رسالة دكتوراه بعنوان "إلاثبات الرقمي" ،كلية الحقوق ،جامعة إلاسكندرية ، 0272 ،ص 60وما يليها.
6راجع د .محمد محمد سادات ،حجية التوقيع الرقمي في إلاثبات ،رسالة دكتوراه ،املرجع السابق ،ص . ٠٠٩–٠٠٣
7يقصد بمصطلح سالمة البيانات( :التحقق من أن البيانات التي تضمنتها الوثيقة لم يحدث بها أي تعديل أو حذف سواء ألسباب طبيعية أو عمدية) .راجع في ذلك
:د /.محمد محمد سادات .حجية التوقيع الرقمي في إلاثبات ،رسالة دكتوراه ،مرجع سابق ،ص .٠٩١
8راجع في ذلك :د /يوسف احمد النوافلة ،رسالة دكتوراه بعنوان "إلاثبات الرقمي" ،مرجع سابق ،ص99
9راجع في ذلك :د /يوسف احمد النوافلة ،رسالة دكتوراه بعنوان "إلاثبات الرقمي" ،مرجع سابق ،ص 22وما بعدها.
138 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
مؤهلة ،1وهو نفس موقف املشرع املصري ،وباستيفاء تلك املتطلبات يمكن القول أن التوقيع الرقمي واملحرر يعترف
بهم القانون ويتمتعوا بأقص ى قدر من ألامان.2
(:3)SMS ثانيا :الرسائل النصية
تثير الرسائل النصية التي ترسلها أجهزة الهواتف املحمولة (الالسلكية) التساؤل حول إمكانية قبولها كدليل في
إلاثبات.
وقد قبلت محكمة النقص الفرنسية في حكمها الصادر بتاريخ 0221/2/03الرسائل النصية كدليل في إلاثبات،
ولكن بشرط أن يكون الحصول عليها قد تم بطريقة ال خداع فيها.
وقد اعتد املشرع املصري برسائل البريد العادي كدليل لإلثبات وفقا لنص املادة ( )76من قانون إلاثبات ،وقد
سوي املشرع بينها وبين املحررات العرفية في إلاثبات ،فالرسالة وإن لم يقصد بها أن تكون دليال كتابيا فإنها تعد كذلك
ما دامت موقعا عليها ،وقد تكون حجة على املرسل بصحة املدون فيها إلى أن يثبت العكس بالطرق املقررة قانونا
لإلثبات.
فإذا لم يكون موقعا عليها من املرسل فإنها تعتبر مبدأ ثبوت بالكتابة متى كانت مكتوبة بخطه أما إذا لم تكن
بخطه فال قيمه لها في إلاثبات.
أما بالنسبة للرسائل النصية 4الصادرة من الهواتف املحمولة ( )SMSفإنها دائما وأبدا ال تكن موقعه من مرسلها
وبالتالي فإنه فيما يتعلق بهوية كاتب أو مرسل الرسالة النصية فإنه من حيث املبدأ يمكن القول بأن الرسالة النصية
تعد صادرة من قبل صاحب الخط الهاتفي الذي تم إرسال هذه الرسالة منه إال إذا ثبت غير ذلك ،ذلك أن صاحب
الخط هو الذي لجأ بداية إلى املشغل للخطوط الخلوية واقتني أو ملك خط الهاتف الذي من خالله تم إرسال الرسالة
النصية.
139 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
1راجع في ذلك :د /أحمد محمد عبدالرحمن" ،نظرة حول نظام التقاض ي الرقمي في مصر" ،مرجع سابق ،ص . 02
- 2البريد الرقمي( :وسيلة لتبادل رسائل رقمية علي عنوان محدد ،بين أكثر من شخص طبيعي أو اعتباري ،عبر شبكة معلوماتية ،أو غيرها من وسائل الربط الرقمية،
من خالل أجهزة الحاسب آلالي وما في حكمها) .املادة ألاولي من قانون تقنية املعلومات رقم 712لسنة . 0279
3راجع في ذلك :د /يوسف احمد النوافلة ،رسالة دكتوراه بعنوان "إلاثبات الرقمي" ،مرجع سابق ،ص 706وما بعدها.
4راجع في ذلك :د .محمد محمد سادات .حجية التوقيع الرقمي في إلاثبات ،رسالة دكتوراه ،ج .املنصورة ، ٦٢٠٢ ،ص . ٠٩١
5راجع في ذلك :د /يوسف احمد النوافلة ،رسالة دكتوراه بعنوان "إلاثبات الرقمي" ،مرجع سابق ،ص 702وما بعدها .
140 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
حال عدم امتالكهم إلثباتات مادية علي تلك املعامالت ،قد وضع بقانون تنظيم التوقيع الرقمي والئحته التنفيذية
الضوابط التي تستهدف التيقن من جهة إنشاء أو إرسال املستندات واملحررات الرقمية وجهة أو جهات استالمها وعدم
التدخل البشري والتالعب بها لإليهام بصحتها ،وال يحول دون قبول الرسالة الرقمية كدليل إثبات مجرد أنها جاءت في
شكل رقمي ،ولهذا فإنها تكون عصية علي مجرد جحد الخصم ملستخرجاتها وتمسكه بتقديم أصلها؛ إذ إن ذلك
املستخرج ما هو إال تفريغ ملا احتواه البريد إلالكترونى ،أو الوسيلة الرقمية محل التعامل ،وال يبقي أمام من ينكرها
ً
تمهيدا لالستعانة بالخبرة الفنية من سبيل إال طريق وحيد هو املبادرة إلي الادعاء بالتزوير وفق إلاجراءات املقررة ً
قانونا
في هذا الخصوص.
واملرئية)1 رابعا :إلاثبات بالتسجيالت الرقمية (املسموعة
وهي التسجيالت التي يتم ضبطها وتخزينها بواسطة آلالة الرقمية ويقصد بها تسجيل املحادثات الهاتفية سواء
صوتيا أو فيديو وسواء أكانت هاتفيا أو على إلانترنت من أحد ألاطراف.
ولقد ثار خالف بين الفقه حول شرعية استعمال التسجيل الصوتي كدليل إثبات وانقسموا إلى عدة آراء منهم
من يؤيد ألاخذ بهذه الوسيلة في إلاثبات بصفة مطلقة ومنهم من يعارض ألاخذ بها ومنهم من يحيط هذا الدليل بشروط
معينة ومنهم من يجيز التسجيالت الصوتية إذا كان التسجيل مقدما للتدليل على براءة املتهم ولو كان الحصول عليه
غير مشروع2. بطريق
ولقد حسم املشرع في قانون إلاجراءات الجنائية ألامر فأجاز إجراء تسجيالت ألحاديث جرت في مكان خاص متي
كان لذلك فائدة في ظهور الحقيقة ولقد ربط ذلك بشروط معينة هي أن يكون هذا الحديث له فائدة في ظهور الحقيقة
وأن يكون في جناية أو جنحة معاقب عليها بالحبس ملدة تزيد على ثالثة أشهر ويجب أن يكون هذا التسجيل بناء علي
أمر مسبب وملدة ال تزيد علي ثالثين يوما قابلة للتجديد ملدة أو مدد آخري مماثلة ،3وهو ما يمكن الاستئناس به فى
مجال القضاء املدنى.
الشهود4 خامسا :إلاثبات بشهادة
ترتب أدلة إلاثبات على درجات تأتي في أعالها إلاثبات الخطي أي بالكتابة وبعده مباشرة إلاثبات الشفهي أي
شهادة الشهود أو البينة ،إال إنه ال تقبل الشهادة لإلثبات إال في أحوال محددة نص عليها القانون.
ويقصد بشهادة الشهود قيام شخص من غير أطراف الخصومة باإلدالء بأقواله أمام مجلس القضاء حول
لغيره5. حقيقة وقائع تصلح محال لإلثبات نشأ عنها حق أو مركز قانوني
1راجع في ذلك :د /يوسف احمد النوافلة ،رسالة دكتوراه بعنوان "إلاثبات الرقمي" ،مرجع سابق ،ص ، 09ص 022وما بعدها وراجع أيضا :
https://www.lexology.com/library/detail.aspx?g=29828d6d-8396-4070-9424-05ac2e0ecfae
2راجع في ذلك :د /أحمد محمد عبدالرحمن" ،نظرة حول نظام التقاض ي الرقمي في مصر" ،مرجع سابق ،ص. 02
3لدراسة أعمق في املسائل القانونية التي تعتمد علي التعامل مع ألادلة الرقمية وحماية الخصوصية ،انظر "القيود القانونية لحماية البيانات والخصوصية
والشخصية في التعامل مع ألادلة الرقمية" ماريا فيرونيكا بيريز Asinari-املجلة الدولية للقانون الحاسبات و .pp 231–250 ،2004 ،No 2 ،Vol 18 ،Technology
4راجع في ذلك :د /أحمد محمد عبدالرحمن" ،نظرة حول نظام التقاض ي الرقمي في مصر" ،مرجع سابق ،ص. 02
5راجع في ذلك :نظر " ، Ken Chasseالسجالت التي تنتجها الكمبيوتر في إجراءات املحكمة" )7222( ،امللحق ياء لوقائع املؤتمر القانوني املوحد لكندا ،الاجتماع
السنوي ، 7222املحفوظ في :www.law.ualberta.ca/alri/ulc/94pro/ e94j.htm
141 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
وللمحكمة السلطة التقديرية بشأن الاستجابة لطلب الخصوم لسماع شهادة الشهود كدليل لإلثبات من عدمه،
فقد تري املحكمة أن املستندات والوثائق املكتوبة كافية للفصل في النزاع أو أن الواقعة التي سيتم الاستعانة بشأنها
بالشهود قد أصبحت واضحة للمحكمة ،كما قد تري أن الجوانب املوضوعية والقانونية للدعوي لم تكتمل وإنه يجب
الاستعانة بشهادة الشهود من أجل أيضاح تلك ألامور ،وللمحكمة أن تطلب من تلقاء نفسها سماع شهادة الشهود
دون طلب من الخصوم وذلك إذا وجدت أن هناك فائدة جمة من سماعهم.
وقد أجاز قانون إلاثبات املصري في حالة عدم استطاعة الشاهد الحضور إلىمقر املحكمة التي تنظر النزاع
ألسباب جدية تمنعه من ذلك كاملرض الشديد مثال ،ففي مثل هذه الحالة يمكن للمحكمة أن تندب أحد قضاتها
لالنتقال للشاهد وسماع أقواله وإثباتها في محضر تحقيق يوقعه القاض ي املنتدب والكاتب.
كما أجازت املادة ( )22من قانون إلاثبات املصري بصفة استثنائية أن تكون الشهادة مكتوبة إذا كانت طبيعة
الدعوي تسمح بذلك ،ويجب أن يكون محرر الشهادة ممن تتوافر فيه الشروط العامة التي يجب أن تتوافر في الشاهد،
أما فيما يخص شكل الشهادة فيجب أن تكتب ألاقوال وتوقع وتؤرخ من الشاهد ويجب أن يتم توثيقها أمام مكتب
التوثيق والشهر العقاري.
ويثور التساؤل في هذا الصدد في حالة تعذر حضور الشاهد ملقر املحكمة لظروف قهرية خارجة عن إرادته
حول مشروعية استجواب الشهود في العالم الافتراض ي عبر إلانترنت عن طريق استخدام تقنية الفيديوكونفرانس
وذلك متي ثبت استحالة أو عدم مالئمة مثول الشاهد بنفسه أمام املحكمة ،ومدي تأثير هذا إلاجراء على احترام
مبدأ املواجهة وحق الدفاع عن طريق ضمان تقديم كل طرف لبيناته علي أكمل وجه؟
ويري البعض أن مناقشة الشهود وإن جاز إجراؤها في ظل التقدم التكنولوجي بطريقة رقمية عبر شبكة إلانترنت
أو ما شابه 1من وسائل الاتصاالت الالسلكية إال أن مناقشة الشهود بالطريقة التقليدية هي الطريقة ألاكثر قوة
ووضوحا في استجالء وجه الحقيقة نظرا إلمكانية مشاهدة تعبيرات وجه الشاهد ودرجة تأثره ومدي اتزانه وغيرها من
العوامل التي قد تؤثر على تقدير صحة الشهادة على الواقعة محل الخالف.
إال أننا نري إنه في حالة تعذر حضور الشاهد ملقر املحكمة لسفره للخارج أو ملرضه الشديد أو إقامته باملنزل أو
املستشفى أو لوجود كوارث طبيعية كفيضان وغيره يستحيل معها مثول الشاهد بنفسه أمام املحكمة فإن إجراء
استجواب الشهود عبر إلانترنت عن طريق استخدام تقنية الفيديوكونفرانس أو أي وسيط رقمي آخر سيتم استحداثه.
أما في حالة ما إذا كان الشاهد مقيما بالخارج فإن كان مصريا فإنه يمكن استدعائه عن طريق السفارة املصرية
بالدولة التي يقيم بها ويحضر في موعد الجلسة املحدد ملقر السفارة املصرية ويتم الاتصال بالسفارة من قبل املحكمة
أثناء انعقاد الجلسة عبر تقنية الفيديو كونفرانس وسماع شهادة الشاهد بمقر السفارة املصرية وكذلك الحال بالنسبة
لغير املصريين بعد أن تتم مخاطبة البعثة الدبلوماسية للبلد التابع لها وأخذ موافقتها على سماع شهادته بمقر السفارة
املصرية بالخارج.
1راجع في ذلك :د /يوسف احمد النوافلة " ،إلاثبات الرقمي" ،رسالة دكتوراه ،مرجع سابق ،ص 021وما بعدها ،وراجع أيضا :طارق بن عبد هللا بن صالح
العمر ،أحكام التقاض ي الرقمي ،رسالة دكتوراه ،ص. 022
142 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
ومن ثم فإن سماع شهادة الشهود عن بعد عبر تقنية الفيديوكونفرانس هو وسيلة احتياطيه يمكن اللجوء إليها
في حالة الضرورة بعد تعذر اللجوء إلى استدعاء الشخص املطلوب سماع شهادته أو تعذر إرسال إنابة قضائية للسلطة
القضائية إلى موطن الشخص املطلوب سماع شهادته فعند استنفاد هاتين الوسيلتين وعدم إمكانية استخدامهما
فإنه يجوز للسلطات القضائية أن تطلب القيام بهذا إلاجراء عبر تقنية الفيديوكونفرانس أو أي وسيط رقمي آخر يتم
استحداثه في هذا ألامر.1
املطلب الثالث :تحديات قبول ألادلة الرقمية
تواجه ألادلة الرقمية التحدي ،في أنها تقنية فبعض القوانين ال تعترف باألدلة التي تم الحصول عليها من
خالل هذه املعاملة ،وتعامل كدليل ثانوي بسبب طبيعتها .ومن ألامثلة علي ذلك القسم 2من قانون العقود (تنزانيا)
2.والتحديات الرئيسية 3التي ستواجه مقبولية ألادلة الرقمية (عبر إلانترنت) في طبيعتها في مجال املصادقة لوجود
العديد من الفيروسات علي شبكة إلانترنت والتي من املمكن أن تصيب امللفات باإلضافة إلي الهاكر وهو ما سيكون
معه من الصعب على محكمة القانون أن تتأكد من عدم وصول أي متسللين إلي املعلومات أو التأكد من عدم إصابة
امللفات التي يتم الحصول عليها ً
رقميا.
هل ألادلة الرقمية مقبولة؟ 4
ً
أحيانا بعدم قبول ألادلة الرقميةً 5
نظرا ألنه قد تم الحصول عليها دون إذن من الشخص تقض ي املحاكم
املعني .ففي العديد من النظم القضائية ،تعتبر أوامر القبض ضرورية ألخذ أي أجهزة رقمية والتحقيق فيها ،وقد يؤدي
ذلك إلى ظهور مشكالت ،خاصة في الحاالت التي يتم فيها تحديد أدلة على وجود جريمة أثناء التحقيق في جريمة أخري.
آليات قبول ألادلة الرقمية في املحكمة: o
ً
يستخدم واحد وتسعون باملائة من البالغين على إلانترنت اليوم شكال من أشكال الاتصال الرقمي بشكل منتظم
في حياتهم اليومية .وبالتالي ،أصبحت ألادلة الرقمية ً
جزءا ً
كبيرا من العديد من القضايا املدنية والجنائية؛ ومع ذلك،
هناك معايير محددة لتحديد مقبولية ألادلة الرقمية.
تم تدوين قواعد إلاثبات الفيدرالية ( ،)FREوكذلك القواعد الفيدرالية لإلجراءات املدنية ( ،)FRCPبقصد
توجيه املحاكم -املدنية والجنائية -آللية قبول ألادلة .في حين تم تطوير FRCPو FREإلمالء إلاجراءات في املحاكم
143 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
الفيدرالية ،حيث اعتمدت العديد من محاكم الواليات قواعد تعكسها عن قرب .كما أن قانون السوابق القضائية ،
وكذلك آلاراء الصادرة عن املحاكم ،توجه ألاطراف في تحديد قبول ألادلة.
oألادلة الرقمية والقانون:
في اململكة املتحدة ،تم استخدام قانون PACEلعام 7292لتأسيس وتقييم ألادلة في املحكمة ولكن هذا
القانون ينطبق على إنجلترا وويلز وليس إسكتلندا .تم تطبيق CMAلعام ( 7222بصيغته املعدلة بموجب قانون
ً
الشرطة والعدل لعام )0226عند ظهور قضايا جرائم الكمبيوتر في محاكم اململكة املتحدة .ويتبع الفاحصون عادة
املبادئ 1التوجيهية التي تصدرها رابطة كبار ضباط الشرطة ( )ACPOلتوثيق ألادلة وسالمتها .2تم تحديثها إلى إلاصدار
2في أكتوبر 0277عندما تم استبدال ألادلة املستندة إلى الكمبيوتر باألدلة الرقمية التي تعكس تطور التحقيق في
حوادث أمن املعلومات في سياق أوسع .وهذه املبادئ هي:
املبدأ :1يجب أال يغير أي إجراء تتخذه وكاالت إنفاذ القانون ،ألاشخاص العاملون في تلك الوكاالت أو وكالئهم
،البيانات التي يمكن الاعتماد عليها ً
الحقا في املحكمة; املبدأ :2في الحاالت التي يجد فيها الشخص أنه من الضروري
قادرا علي تقديم أدلة تشرح ً
مختصا بالقيام بذلك ويكون ً الوصول إلي البيانات ألاصلية ،يجب أن يكون ذلك الشخص
أهمية أفعالهم وآلاثار املترتبة عليها;املبدأ :1يجب إنشاء والحفاظ علي سجل لجميع العمليات املطبقة علي ألادلة
الرقمية; املبدأ :2يتحمل الشخص املسؤول عن التحقيق املسؤولية الكاملة عن ضمان التقيد بالقانون وهذه املبادئ.
ً
شرطا قا ً
نونيا يتم قبول هذه املبادئ التوجيهية على نطاق واسع في محاكم إنجلترا وإسكتلندا ،لكنها ال تشكل
وإنما استخدامها طوعي.
oالقواعد الفيدرالية لقبول ألادلة الرقمية: 3
طبقت العديد من املحاكم في الواليات املتحدة قواعد إلاثبات الفيدرالية على ألادلة الرقمية بطريقة مماثلة
للوثائق التقليدية ،على الرغم من وجود اختالفات مهمة مثل عدم وجود معايير وإجراءات ثابتة .باإلضافة إلى ذلك،
تميل ألادلة الرقمية إلى أن تكون أكثر ضخامة ،وأكثر صعوبة في التدمير ،وتعديلها بسهولة ،وتكرارها بسهولة ،وربما
تكون أكثر تعبيرية ،ومتاحة بسهولة أكبر ،وفي ديسمبر ،0226تم سن قواعد جديدة صارمة داخل القواعد الفيدرالية
ً
فغالبا ما تتعرض ألادلة الرقمية للهجوم لإلجراءات املدنية التي تتطلب الحفاظ على ألادلة املخزنة ً
رقميا والكشف عنها.
بسبب أصالتها ً
نظرا للسهولة التي يمكن بها تعديلها.
تستخدم العديد من التطبيقات واملواقع الرقمية وألاجهزة الرقمية خدمات التخزين السحابية .املستخدمين
ً
وبالتالي ،يمكن تخزين البيانات كليا أو على شكل أجزاء بواسطة العديد من مقدمي الخدمات املختلفين في خوادم في
144 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
1ملزيد من املعلومات ،انظر موقع Cybercrime Module 7 :حول التعاون الدولي ضد الجريمة السيبرانية وقد آثرنا إلاشارة دون إلافاضة لعدم اتساع املجال لذالك
.
2راجع في ذلك( :تاريخ الدخول )0207/0/73:
– https://www.unodc.org/e4j/en/cybercrime/module-6/key-issues/handling-of-digital-evidence.html
3وللوقوف علي املقبولية القانونية لألدلة الرقمية راجع في ذلك:
– تاريخ آخر دخول علي املوقع https://www.tandfonline.com/doi/abs/10.1080/1360086042000223508?src=recsys&journalCode=cirl20( :
) 0207/7/9
145 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
يتيح الجمع بين التعرف على ألانماط البشرية الطبيعية ودعم قدرات التعلم الذاتي للذكاء الاصطناعي
للمحامين القدرة على استخراج املعلومات ذات الصلة بشكل أسرع وأسهل من أي وقت مض ى.
حاليا وسيلة الكتساب مزايا زيادة إلانتاجية والكفاءة ،ومع تطور ً يعد اعتماد تقنية الذكاء الاصطناعي
ً
أخالقيا كأداة ليس هناك سبب وجيه لعدم استخدامها. التكنولوجيا قد ال يمر وقت طويل قبل أن تصبح التز ًاما
من أجل الحفاظ على أمن املعلومات يجب ّ
تدبر آلاتى:
ستكون هناك عوملة للخصوصية ،تكون فيها مبادئ ممارسة املعلومات متسقة نسبيا في جميع أنحاء العالم، .7
مع زيادة املساءلة وتشديد جهود إلانفاذ.
توقع نشوء اقتصاد من املعلومات املفتوحة التي تتغلغل عبر الحدود الجغرافية ،حيث يطلع على البيانات .0
أعداد متزايدة من ألاشخاص ،ومن ثم سيكون من الضروري زيادة الشفافية وتحسين توعية مستهلكي البيانات على
مستوى العالم.
ً
إن أهم ما قد يحافظ على خصوصية ألافرد الرقمية ليس فقط تشريع قانونا ولكن أيضا ضمان تطبيقه .3
باإلضافة لقابليته للتعديل بناء على ما قد يجد من انتهاكات تمس الخصوصية الرقمية.
التوصيات:
هذا وقد املحنا فى ثنايا البحث الى عدد من التوصيات:
لقد كان تقاطع الذكاء الاصطناعي والقانون موضوع بحث ومناقشة ملدة خمسين ً
عاما على ألاقل لكن تطوير
ونشر الذكاء الاصطناعي آخذان في التسارع مع ظهور "عصر جديد للذكاء الاصطناعى فعلى الرغم من قيود الذكاء
الاصطناعي ،وربما بسببها:
يجب على املحامين النظر في كيفية تأثير صعود الذكاء الاصطناعي على واجباتهم ألاخالقية. .7
عموما تعلم كيف يمكنهم الاستفادة من الفرصة آلان لتحسين تقديم ً يجب على املتخصصين القانونيين .0
الخدمات القانونية عبر العمليات والتقنيات الجديدة وضمان التطوير ألاخالقي للذكاء الاصطناعي وبذلك ،سيكونون أكثر
قدرة على التأقلم مع التغييرات القادمة في السوق القانوني.
يحب تطبيق سياسات صارمة للتحكم بالوصول للمعلومات والبيانات.
يجب تطبيق سياسات املراجعة املستمرة للتأكد من جودة عملية الحماية والخصوصية.
يجب دمج تدريب الاكتشاف إلالكترونى والادلة الرقمية في كليات الحقوق والتعليم القانوني على موضوعات
تشمل:
احتضان مستقبل التكنولوجيا القانونية لتجنب التخلف عن الركب.
دورات اكتشاف رقمية منفصلة أو موضوع تكامل أو معسكر تدريب
ً
وتقنيا. ً
ثقافيا مواكبة ألاشخاص الذين تمثلهم
يجب تنظيم محدد على الصعيدين الوطني والدولى يوفر ألامن القانوني لالدلة الرقمية بكافة أنواعها.
146 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
يجب التدريب املستمر واملتخصص لجميع القانونيين ملعرفة كيفية املض ي قدما في جمع وتخزين ألادلة
إلالكترونية والحفاظ على قيمتها إلاثباتية أمام املحكمة عند الحاجة.
يجب تنفيذ بروتوكوالت لحماية الحقوق ألاساسية أثناء جمع ألادلة إلالكترونية وحفظها وعرضها.
يجب الوفاء باتفاقية بودابست بشأن الجريمة السيبرانية (مجلس أوروبا).
يجب تحقيق تعاون أفضل بين الدول في مجال جمع ألادلة إلالكترونية وحفظها.
وفي النهاية ال يخالجني شك في أن هذه الدراسة املتواضعة قد اعتراها بعض ألاخطاء ،وعذري فى ذلك انني بشر،
يصيب ويخطأ ،فالكمال هلل وحده سبحإنه ،والخطأ والقصور هما من سمات إلانسان مهما أبدع وأتقن وجد واجتهد،
وغاية ما ينشده كل باحث في عمله ،هو تجويد هذا العمل ،ومحاولة إتقإنه فحسب ،فإن كنت قد قاربت ما أنشده أو
شارفت عليه فهذا فضل من هللا ونعمه وحسبي ان اردد فى ذلك قوله تعإلى "وما توفيقي الا باهلل ،والشكر فيه لكل
من علمنى حرفا ،وإن كانت آلاخرى فحسبى أن أردد فى ذلك قوله تعإلى "وقل رب زذنى علما " .
تم بحمد هللا وفضله وتوفيقه،،،،
147 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
148 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين
املؤتمر الدولي
العلمي
الجرائم اإللكترونية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي 2022
149 إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية ،السياسية واالقتصادية /ألمانيا– برلين