Professional Documents
Culture Documents
التدبير المالي الجهوي على ضوء الاصلاحات السياسية بالمغرب - الجهوية المتقدمة - الاكراهات و الآفاق
التدبير المالي الجهوي على ضوء الاصلاحات السياسية بالمغرب - الجهوية المتقدمة - الاكراهات و الآفاق
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
التدبير المالي الجهوي عمى ضوء االصالحات السياسية بالمغرب -الجهوية المتقدمة :االكراهات و اآلفاق
الــنــــــــــــــاشـــــــــر :
املركز الدًمقراطي العربي
للدراساث الاستراجيجيت والسياسيت والاقخصادًت
أملانيا/برلين
No part of this book may be reproduced, stored in a retrieval system, or
transmitted in any form or by any means, without the prior written
permission of the publisher.
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
التدبير المالي الجهوي عمى ضوء االصالحات السياسية بالمغرب -الجهوية المتقدمة :االكراهات و اآلفاق
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
عنوان الكتاب:
1
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
شك ـر و ع ـرف ـ ـان
بادئ ذي بدئ ،و انطالقا من آلاية الكريمة أعاله أحمد هلل وحده جل
وعلى الذي أعانني على إكمال هذا الكتاب وإخراجه إلى حيز الوجود...
كما أتقدم بجزيل الشكر إلى الدكتور عبد اللطيف بن منصور أستاذ
التعليم العالي بكلية الحقوق الحسن ألاول بسطات ،و الدكتور سعيد
خمري و الدكتور زهير لخيار أستاذي التعليم العالي بكلية الحقوق
الحسن الثاني باملحمدية ،و الدكتور محمد الطالب أستاذ التعليم
العالي بكلية الحقوق الحسن ألاول بسطات .
2
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
إلاهداء
3
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
مقدمة :
عرف النظام الجهوي باملغرب إصالحات متوالية منذ فترة الاستقالل ،كانت أهمها إلاصالحات السياسية التي
جاء بها دستور ،2011الذي كرس الجهوية املتقدمة في مادته ألاولى مؤكدا على أن'' التنظيم الترابي للمملكة
تنظيم ال مركزي ،يقوم على الجهوية املتقدمة '' .و قد صاحب هذه إلاصالحات السياسية املنبثقة عن الوثيقة
الدستورية إصالحات جهوية جديدة جسدها القانون التنظيمي الجديد املتعلق بالجهات رقم ، 111.14
مسجال بذلك تحوال جذريا في تاريخ الجهوية باملغرب.
تبنت العديد من الدول خيار الجهوية ،إال أن تبنيها لهذا الطرح يختلف من بلد آلخر ،و ذلك حسب ظروف
كل بلد و خصوصياته السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية ،ف » نظرا لتباين الخصوصيات التي تتميز بها كل
دولة على حدة ،اتخذت الجهوية عدة أشكال ،«1فهناك من الدول من تبنت جهوية سياسية و أخرى جهوية
فيدرالية ،في حين تبنت دول أخرى جهوية إدارية ،ما يستدعي منا استعراض بعض هذه التجارب على سبيل
املثال ،كالتجربة إلايطالية و التجربة الفرنسية ،حتى تكون لهذا البحث فائدة علمية و عملية.
فقد اعتمدت إيطاليا النظام الجهوي » ملواجهة بعض املناطق املطالبة باالستقالل ،« 2و بذلك سارت » على
درب إلاصالحات إلادارية و السياسية التي تهم كافة املجاالت الجهوية ،في إطار راعي وحدة الدولة و الحيلولة
دون وقوع نوع من التجزيئ ،حيث تنص مقتضيات املادة الخامسة من الدستور إلايطالي ل 72دجنبر 7492
على أن ''الجمهورية واحدة ال تتجزأ ،تقر باالستقاللية في التسيير املحلي و تفضله ،و تحقق أكبر قدر ممكن من
الالمركزية إلادارية في املرافق املستقلة عن الدولة ،و تكيف مبادئها و مناهجها التشريعية مع ضرورات التسيير
املحلي املستقل و مع الالمركزية''. « 3
يمكن التمييز في التركيبة الجهوية إلايطالية » بين جهازين على مستوى إلاطار العام ،حيث يحدد الدستور
إلايطالي ذلك في مادته . 777
أ – جهاز تشريعي :يمثله املجلس الجهوي ،الذي ينتخب باالقتراع العام املباشر ملدة خمس سنوات ،و هو
الذي ينتخب الهيئة التنفيذية و رئيسها ،و يضع النظام ألاساس ي للجهة باألغلبية املطلقة ألعضائه قبل أن
يصادق عليه البرملان املركزي بقانون عادي من قوانين الدولة .
1
-عبد المجيد السماللي '' ،النموذج األلماني للجهوية ''،أشغال اليوم الدراسي المنظم من طرف مؤسسة عالل الفاسي والمجلة المغربية لألنظمة القانونية و
السياسية حول موضوع ''النظام الجهوي بالمغرب واقع و آفاق '' 62 ،فبراير ، 6002ص . 522 –522
2
-عبد العزيز أشرقي '' ،الجهوية الموسعة نمط جديد للحكامة الترابية و التنمية المندمجة '' ،مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء ،الطبعة األولى ،سنة
، 6055ص .521
3
-رشيد لبكر ''،إعداد التراب الوطني و رهان التنمية الجهوية'' ،منشورات عكاض -الرباط ،سنة ، 6002ص . 511
4
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
ب – جهاز تنفيذي :يمثله جهاز الحكومة أو ما يدعى بمجلس ''الجونطا'' ،و الذي يضم لجنة تنفيذية .هذا
ألاخير ينتخب من قبل املجلس الجهوي باالقتراع السري ،و هو يتولى نشر القوانين و اللوائح الجهوية ،و يعمل
على تنفيذ البرنامج الاقتصادي و السياس ي املعد من طرف الهيئة التنفيذية للمجلس الجهوي ،كما يسهر
على التسيير إلاداري املفوض من الدولة للجهة تبعا لتوجيهات الحكومة املركزية . «4و لإلشارة » ،فالتنظيم
الجهوي إلايطالي يضم نوعين من الجهات ممثلة في مجملها في مجلس الشيوخ ،حيث تكون كل جهة ممثلة
نيابيا بسبعة برملانيين على ألاقل ،باستثناء جهة '' أوست '' املمثلة ببرملاني واحد ،و تتمثل هذه الجهات في :
-جهات ذات نظام خاص :تم إحداثها بمقتض ى املادة 771من الدستور إلايطالي لعام 7491و عددها خمس
جهات و هي كاآلتي :
Sicile ,
Sardaigne ,
Trentin – haut –adige ,
Vallée d’aoste ,
Frioul Vénétie julienne ,
-جهات ذات نظام عادي :عددها خمسة عشر جهة ،تستقل مجالسها بوضع نظامها الخاص لتتم املصادقة
عليه فيما بعد بقانون عادي ،إال أن هذا إلاجراء لم يتم العمل به إال بعد أن صادق البرملان إلايطالي على
قانون 72يناير ، 7411الذي دخل حيز التنفيذ سنة . 7421
كما تجدر إلاشارة إلى أنه رغم الاختالف في أنظمة هذه الجهات الخاصة و العادية ،فإن هناك اتفاق مبدئي
يقض ي بإلزامية مراعاة هذه ألانظمة لألحكام و القواعد ألاساسية الواردة في الدستور ،ال سيما املواد من 779
إلى ، 711و التي تمثل قدرا مشتركا من القواعد العامة التي يجب وجودها في كل نظام أساس ي من أنظمة هذه
الجهات . «5أما النظام الجهوي في فرنسا ،فقد خصص املشرع الفرنس ي استنادا إلى مقتضيات دستور
الجمهورية الفرنسية الخامسة لعام ،67491بابا كامال للتنظيم الالمركزي(الباب الثاني عشر) ،حيث تنص
املادة 72من هذه الوثيقة على أن الجماعات الترابية هي الجماعات و العماالت و الجهات ،و الجماعات ذات
4
-عزيزي مفتاح ''،الالمركزية من التسيير اإلداري إلى تدبير التنمية '' ،أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق ،شعبة القانون العام ،جامعة محمد الخامس
-الرباط ،السنة الجامعية ، 6005 - 6000 :ص . 622
5
-محمد بوبوش ''،الجهوية السياسية أداة لتجاوز مشكل الصحراء '' ،منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمية ،سلسلة مواضيع الساعة ،عدد
- 26سنة ، 6002ص . 556
6
-المادة ، 72الدستور الفرنسي الصادر بتاريخ 4أكتوبر ، 1958مع آخر التعديالت التي لحقت به إلى غاية سنة .2008
5
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
الوضع الخاص و الجماعات الواقعة فيما وراء البحار .و تخول بموجب نفس املادة 72للجماعات الترابية عملية
اتخاذ القرارات في كل الاختصاصات التي يمكن تطبيقها في إطار صالحياتها ،مع منحها صفة الشخصية املعنوية
املستقلة .
نظرا للتحوالت التي عرفها التنظيم الجهوي بفرنسا ،و التي ارتقت بمكانة الجهة إلى جانب الجماعات الترابية
ألاخرى حدد املشرع الفرنس ي التركيبة الجهوية و اختصاصاتها في :
-مجلس الجهة :يتشكل بمقتض ى » القانون رقم 10يوليوز سنة ،1985من املستشارين الجهويين الذين يتم
انتخابهم باالقتراع العام املباشر ،«7على أساس التمثيلية النسبية و الاقتراع الالئحي ،و التمثيل النسبي ملدة
ست سنوات . 8و يقوم مجلس الجهة املنتخب » بانتخاب الرئيس و اللجان الدائمة التي تتفرع بدورها إلى لجان
متخصصة ذات طابع استشاري . « 9مع إلزامية اجتماعه » مرة كل ثالثة أشهر على ألاقل في جلسة علنية ،كما
يضع قانونه الداخلي ،و عند حصول النصاب القانوني ،يتم التصويت على املقترحات املعروضة و على
امليزانية فصال فصال ،كما يمارس مجلس الجهة سلطة تقريرية فيما يتعلق ب :
التصويت على امليزانية ؛
الاشتراك في التجهيزات الجماعية أو تحقيقها ؛
إبرام الاتفاقات مع جهات أخرى ؛
تبني التصميم الجهوي ؛
تقديم املساعدات ؛
املهام التي تنقلها الدولة أو الجماعات الترابية. « 10
يعتبر رئيس مجلس الجهة الفرنس ي ،منذ صدور » قانون 2مارس 1982السلطة التنفيذية للجهة و آلامر
بالصرف ،فهو الذي يستدعي ألاعضاء للجلسات و يرأسها ،كما ينفذ املداوالت ،و يدبر املرافق ،و يمكنه تفويض
7
-فاطمة المصلوحي '' ،مقاربة مقارنة لتطور الجهوية بالمغرب '' ،الجهوية الموسعة بالمغرب ،أي نموذج مغربي على ضوء التجارب المقارنة ،سلسلة
الالمركزية و اإلدارة المحلية ،مطبعة طوب بريس – الرباط ،الطبعة األولى ،سنة ، 2010ص . 27
8
-قانون 6يناير 1986الذي تم توضيح مضامينه بموجب مذكرة وزير الداخلية Pierre Joxeفي 20فبراير ، 1986مع ما لحق هذا القانون من
تعديالت طفيفة بموجب قانون 19غشت ، 1986حيث سعى هذا القانون إلى توحيد آليات تسيير المجلس الجهوي ،و جعله ممثال لنموذج باقي الجماعات
المحلية بما في ذ لك نظام المنتخب و قواعد التسيير الداخلي مع إعطاء الرئيس الوظيفة التنفيذية لمقررات المجلس الجهوي.
9
-خالد الغازي '' ،التنظيم الجهوي بفرنسا ''،المجلة المغربية لألنظمة القانونية و السياسية ،مطبعة الرسالة -الرباط ،عدد خاص ،يونيو -سنة ، 2005
ص . 88
10
-فاطمة المصلوحي '' ،مقاربة مقارنة لتطور الجهوية بالمغرب '' ،مرجع سابق ،ص . 91
6
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
بعض صالحياته لنوابه أو ألعضاء املجلس آلاخرين ،و يمارس هذا التفويض تحت رقابته و على مسؤوليته و هو
قابل دائما للرجوع عنه ،كما أنه :
يحضر مداوالت املجلس و ينفذها ؛
يمثل الجهة ،و يوقع بهذه الصفة العقود و يتولى الدعاوى أمام القضاء ؛
يحضر امليزانية و يقدمها على أساس التوجهات الناشئة عن مناقشة املوازنة ،و ينفذها ،و هو آلامر
بصرف نفقات الجهة و تنفيذ إيراداتها .
– ممثل الدولة على الصعيد الجهوي :أصبحت قراراته متطابقة مع التوجهات الجهوية ،و ذلك بموجب قانون
6فبراير ،1992الذي أسس لرؤية حداثية لعالقة الدولة بالجهة ،بحيث أصبحت سياسة الالتركيز إلاداري ،و
على رأسها ممثل الدولة '' '' Le préfetتنصب أساسا إلى تسيير عقود البرامج بين الدولة و الجهات إلنجاز
السياسة ألاوروبية الهادفة إلى القضاء على الفوارق الجهوية . « 11و للتخفيف من الدور الرقابي املمارس على
مقررات مجالس الجهات تم حرمان ممثل الدولة املركزية من » سلطة الوصاية السابقة على مقررات املجلس
الجهوي ،و الاكتفاء بمنحه إمكانية اللجوء إلى القضاء إلاداري املختص ،إذا تعلق ألامر بقرارات غير شرعية ،
بحيث أصبح رؤساء املجالس يتمتعون بسلطة التنفيذ الفعلي. « 12
– املجلس الاقتصادي و الاجتماعي الجهوي :يتشكل هذا املجلس » من ممثلين عن كل الهيئات و النشاطات ذات
الطابع الاقتصادي ،و الاجتماعي ،و الثقافي ،و املنهي ،و العائلي ،و التربوي ،و الرياض ي في الجهة .
يشارك املجلس الاقتصادي و الاجتماعي الجهوي في تسيير القضايا الجهوية عبر إبداء آراءه الاستشارية بشكل
إلزامي فيما يلي :
الوثائق املتعلقة بإعداد و تنفيذ البرنامج الوطني داخل الجهة ،و كذا البيان السنوي لكيفية تنفيذه ،
عالوة على كل الوثائق املرتبطة بالتخطيط و تصاميم التهيئة؛
وثائق امليزانية إلبداء الرأي حول التوجهات العامة الجهوية .
كما يمكن املجلس إبداء رأيه إذا طلب منه في كل الصالحيات املخولة للجهة. « 13
11
-خالد الغازي '' ،التنظيم الجهوي بفرنسا '' ،مرجع سابق ،ص .88
12
-رشيد لبكر '' ،إعداد التراب الوطني و رهان التنمية الجهوية '' ،أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام ،جامعة الحسن الثاني ،كلية العلوم القانونية و
االقتصادية و االجتماعية -الدار البيضاء ،السنة الجامعية ، 2001- 2000 :ص .205
13
-فاطمة المصلوحي '' ،مقاربة مقارنة لتطور الجهوية بالمغرب '' ،مرجع سابق ،ص . 93
7
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
فقد تطلب تحديث النظام الجهوي الفرنس ي عدة إصالحات على مستوى الاختصاصات ،الش ي الذي جعل
املشرع الفرنس ي يمنح للجهات عدة اختصاصات ،حيث أصبحت هذه الجهات تتمتع منذ » إصالح 7417
باختصاصات أصلية كتلك املتعلقة بالتنمية الاقتصادية و التخطيط .و اختصاصات أخرى مخولة لها من
طرف الدولة ،كتلك املتعلقة بالتكوين املنهي و التربية و الاختصاصات املتعلقة ببعض جوانب إعداد التراب
الوطني .«14فقد أصبحت تتمتع بموجب هذا إلاصالح باختصاصات مهمة تشمل عدة مجاالت و املتمثلة فيما يلي:
– » الاختصاص في مجال التنمية الاقتصادية :لقد وسع القانون رقم 2مارس 1982من تدخل الجهات في
التنمية الاقتصادية ،بحيث أصبح للجهات إمكانية املشاركة في كل نشاط تنموي يرمي إلى تحقيق املصلحة
الجهوية مباشرة ،و كذا املساهمة في رأس مال شركات التنمية الجهوية .» 15
– » الاختصاص في مجال التخطيط و إعداد التراب و التعمير :أعطى قانون 22يوليوز 1982للجهة دورا
أساسيا في إعداد املخططات الجهوية بموازاة مع املخطط الوطني .و ذلك بعد استشارة املحافظات و املجلس
الاقتصادي و الاجتماعي الجهوي ،كما ينص قانون 7يوليوز 1981على أن " الجماعات و ألاقاليم ،و الجهات ،
تساهم بجانب الدولة في إعداد التراب و في التنمية و كذا حماية البيئة''.
– الاختصاص في مجال التربية و التكوين و الثقافة و البيئة :حيث تتكلف الجهات بتجهيز الثانويات و
املؤسسات التربوية املتخصصة ،و مؤسسات التكوين املنهي و مدارس التكوين في املجال البحري ،من خالل
حرصها على ضمان عمليات البناء و مصاريف الصيانة و التسيير ،كما تساهم الجهات في إنجاز البنيات
الجامعية للطلبة و بنايات ملدارس املهندسين و املؤسسات املتخصصة ،باإلضافة إلى صالحيات أخرى على
مستوى اتخاذ بعض القرارات ،و إنجاز بعض البرامج التي تهم املسار الاجتماعي للطلبة .إضافة إلى الاختصاص
في املجال الثقافي .
– الاختصاص في مجال الشباب و الرياضة :حيث أصبحت الجهات تهتم أكثر بهذه امليادين نظرا ألهميتها
الانتخابية ،و ذلك عبر م نح بعض املساعدات ملجموعة من الجامعات الرياضية ،على شكل إعانات إلحداث
مجموعة من التجهيزات الرياضية الكبرى ،كاملالعب و املسابح.» 16
14
-عبد الحق المرجاني ''،الجهوية في بعض الدول المتقدمة و واقعها وآفاقها بالمغرب '' ،المجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمية ،عدد مزدوج - 8-1
أبريل ،سنة ،5991ص . 82
15
-هشام مليح '' ، ،تجربة الجهوية الموسعة بفرنسا '' ،سلسلة الالمركزية و اإلدارة المحلية ،عدد ، 2سنة ، 6050ص . 95
16
-نفس المرجع ،ص .96
8
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
تأسيسا على ما سبق ،فقد أصبح رؤساء مجالس الجهات يتمتعون بصالحيات تنفيذية» حيث أصبحوا
ينفذون مقررات مجالسهم الجهوية ،في حين أصبح والي الجهة يتمتع بصالحيات نوعية تتمثل في :
إلاشراف على املصالح الخارجية للدولة ؛
تمثيل الوزير ألاول و الوزراء بدائرة نفوذ جهته ؛
اتخاذ القرارات في القضايا الاقتصادية و الاجتماعية التي تدخل في اختصاص الدولة ؛
إحالة املداوالت و القرارات و ألاعمال التي يراها مخالفة للدستور و القانون على املحكمة إلادارية. « 17
إذا كان لكل تجربة جهوية دولية سياق و منطق معين يحدد معامله ،فاملغرب بدوره عرف تطورا على مستوى
نظامه الجهوي و الذي كانت له مبرراته ،فقد عرف التنظيم الجهوي باملغرب تطورا عبر مراحل متعددة بدءا
من عهد الحماية سنة 1912و صدور الظهير رقم 1.71.77بتاريخ 16يونيو ، 1971و الارتقاء بالجهة مع صدور
دستور 1992إلى مرتبة جماعة محلية ،ثم مع املراجعة الدستورية لعام 1996و صدور القانون رقم 96.47
املتعلق بتنظيم الجهات بتاريخ أبريل ، 1997كما ال ننس ى مشروع نظام الحكم الذاتي لجهة الصحراء ،كأهم
املبررات السياسية التي ستجعل املغرب يفكر جديا في تجسيد طرح الجهوية املتقدمة بشكل فعلي و الارتقاء بها
في ألاخير إلى قانون تنظيمي و هو القانون التنظيمي رقم 111.14املتعلق بالجهات .
تتطلب معالجة موضوع الجهوية باملغرب على مستوى إلاصالحات السياسية و الجهوية الجديدة ،تناول
املسار التاريخي لهذا الطرح و لو بشكل مقتضب يساعد القارئ على معرفة أهم املحطات التاريخية التي عرفها
مسار التنظيم الجهوي باملغرب ،و ذلك انطالقا من سنتي ، 1912و ،1971و صوال إلى سنة . 1997
فقد كان التنظيم الجهوي باملغرب قبل عهد الحماية » يعكس التنظيم املؤسساتي لتلك املرحلة ،و كانت
البنيات الجهوية جنينية لكنها تتميز ببعض الجوانب الايجابية مثل البساطة في تركيبتها ،و السرعة و الفعالية في
التدخل . « 18عكس ذلك اصطدم التنظيم الجهوي في مرحلة الحماية الفرنسية » ،باالعتبارات العسكرية التي
كانت تتمثل في إخضاع كل مناطق و جهات البالد إلى سلطة الحماية ،و التي دفعت إلى استعمال مفهوم الجهة و
التقييم الجهوي في املغرب باعتباره يسمح في بلد شاسع و مترامي ألاطراف بالقيام بعمل فوري و فعال .و هكذا
تم إحداث جهات عسكرية بقرار صادر عن املقيم الفرنس ي في 4غشت ، 1912أما الجهات ''ألامنية'' فلم تحدث
إال ابتداء من سنة ، 1919حيث تم إحداث الجهات التالية :
17
-عبد العزيز أشرقي '' ،الجهوية الموسعة نمط جديد للحكامة الترابية و التنمية المندمجة '' ،مرجع سابق ،ص . 156
18
-محمد اليعكوبي ''،تأمالت حول الديمقراطية المحلية بالمغرب'' ،مطبعة المعرف الجديدة -الرباط ،الطبعة األولى ،سنة ، 2005ص .111
9
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
جهة الدار البيضاء ؛
جهة الرباط ،بالقرار املقيمي الصادر في 27مارس 1919؛
جهة وجدة بالقرار املقيمي الصادر في 22دجنبر 1919؛
جهة الغرب سنة . 1920
و في 11دجنبر 1923صدر نص تنظيمي عن إلاقامة الفرنسية يعدل التنظيم الترابي للمغرب ،و بذلك تم
تقسيم البالد إلى أربع جهات مدنية هي :
جهة الرباط ؛
جهة الدار البيضاء ؛
جهة الغرب .
إضافة إلى ثالث جهات عسكرية تتمثل في كل من فاس ،مراكش ،و مكناس .و في سنة 1935تغير هذا
التقسيم بدوره ،لتقسم البالد إلى منطقتين :مدنية و عسكرية و ذلك على الشكل التالي :
املناطق املدنية :تضم جهات وجدة ،الدار البيضاء ،الرباط و ثالث أقاليم هي :إقليم أسفي ،ميناء
ليوطي ،مازكان ؛
املناطق العسكرية :تضم جهات فاس ،مكناس مراكش و أربعة أقاليم هي :تازة ،تافياللت ،تغو
مدرعة ،وسط ألاطلس. « 19
لقد اصطدم املغرب بعد حصوله على الاستقالل ب » تركة استعمارية جسيمة على صعيد الفوارق الجهوية
على كافة ألاصعدة الاقتصادية ،الاجتماعية و السياسية ،و بعد ما تبين العجز الواضح لإلقليم كإطار ملحو تلك
الفوارق و التفاوتات ،ظهرت ضرورة الاعتماد على تنظيم جديد ،فكانت الجهة الوسيلة املالئمة الختيارات
إعداد التراب الوطني و التنمية الجهوية . « 20فقد كانت الاعتبارات الاقتصادية في هذه املرحلة ألاسباب الرئيسية
وراء اعتماده النظام الجهوي ،حيث كانت » التحديات الاقتصادية التي واجهت املغرب هي التي جعلته يعتمد
الجهوية بمقتض ى ظهير رقم 1- 71 – 77بتاريخ 16يونيو ، 1971و ذلك للتخفيف من ظاهرة و مركزية القرار و
لتفادي تعثر التنمية و للحد من الفوارق الجهوية . «21على إثر ذلك اعتمد املغرب » تجربة املناطق الاقتصادية
19
-صالح المسنق '' ،التطور اإلداري في أفق الجهوية بالمغرب من الالمركزية إلى الالمركزية '' ،دكتوراه السلك الثالث ،مؤسسة نشر للطباعة والنشر
– الدار البيضاء ،سنة ، 1999ص .273
20
-لبكر رشيد '' ،إعداد التراب الوطني ورهان التنمية الجهوية '' ،مرجع سابق ،ص .520
21
-نفس المرجع ،ص . 152
11
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
التي جاء بها ظهير 71يونيو ،7427و املتمثلتين في مشروع تهيئة حوض سبو ،ثم مشروع التنمية الاقتصادية
القروية للريف الغربي ،« 22إال أن هذه التجربة اصطدمت ببعض العراقيل تمثلت في » عدم املعرفة بالحقائق
املحلية ،و بالتالي ضرورة إقحام البعد املجالي لعمليات التنمية في املخططات ،و في هذا إلاطار صدر الظهير
الشريف بتاريخ 7427/11/71بشأن إحداث الجهات الاقتصادية السبعة. « 23
رغم التطور الذي عرفه التنظيم الجهوي في هذه املرحلة إال أن التقسيم الجهوي الذي جاء به ظهير 1971
» أبان عن اختالالت مجالية متعددة ،كان أهمها ذلك الفارق الكبير الذي يميز الجهة الوسطى عن باقي جهات
اململكة ،فرغم أن املشرع املغربي في إطار ظهير 16يونيو 1971قد جعل ضمن أهدافه ألاساسية تحقيق تنمية
منسجمة و متوازنة بمختلف أجزاء اململكة ،فإن ألاهداف لم يتم تحقيقها على أرض الواقع. « 24
و فيما يخص اختصاصات املجالس الجهوية التي أحدثت بمقتض ى ظهير ، 1971يمكن القول » أنها كانت تفتقد
إلى الكثير من الفعالية بسبب غياب الطابع التقريري الذي كان باإلمكان أن يجعل من تدخالتها أمرا ملموسا و ذا
جدوى و نفع في مختلف امليادين الاقتصادية و الاجتماعية ،فقد شكلت هذه املجالس هياكل مفرغة املحتوى ،
حيث انحصر دورها في إبداء الرأي في برامج التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و إعداد التراب ،و تتبع حالة
تقدم تنفيذ هذه البرامج و كذا تقديم الاقتراحات بشأنها . « 25مما جعلها » حلقة استشارية في مسلسل صنع
القرار بل إن هذا الدور الاستشاري غالبا ما يتم تهميشه ،فضعف املجالس الجهوية الاستشارية يرجع باألساس
لعدم توفرها على دراسات قطاعية شمولية ،و كذلك العجز الهيكلي الذي تترجمه بنياتها ،أي عدم وجود
سلطة تقريرية و وسائل فعلية ملتابعة أعمالها و ضعف التنظيم إلاداري على املستوى الجهوي قابله مستوى
إقليمي ذي سلطات في تزايد مستمر. « 26
نظرا لهذه الانتقادات ،كان ال بد من إيجاد صيغة جديدة لتطوير النظام الجهوي ،وذلك و فق تصور جديد
يكون مالئما و مواكبا للتطورات التي تعرفها البالد على جميع املجاالت السياسية ،و الاقتصادية و الاجتماعية و
22
-يحيا عبد الكبير ''،التقسيم الجهوي بالمغرب و رهان التنمية '' ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة ،في القانون العام ،جامعة عبد المالك السعدي ،
كلية الحقوق – طنجة ،السنة الجامعية ، 6002 -6001:ص .20
23
-ظهير شريف رقم 5-15-11بتاريخ 66ربيع الثاني 5295الموافق ل 52يونيو ،5915المتعلق بإحداث المناطق ،جريدة رسمية عدد 2020
بتاريخ 69ربيع الثاني ،5295الموافق ل 62يونيو ،5915ص .5226
24
-أحمد الناجم '' ،السياسات الجهوية بالمغرب '' ،رسالة لنيل دبلوم السلك العالي ،المدرسة الوطنية لإلدارة ،السنة الجامعية ، 1993-1994 :ص
.132
25
-رشيد صروخ ''،التنظيم الجهوي بالمغرب الواقع و التطلعات :دراسة تقييمية لقانون 47.96المؤرخ في 2أبريل ، ''1997بحث لنيل دبلوم
الدراسات العليا بالمدرسة الوطنية لإلدارة ،السنة الجامعية ، 1997-1996 :ص.21
26
-قصابي عبد العزيز '' ،الجهوية في المغرب حصيلة و آفاق '' ،رسالة لنيل دبلوم السلك العالي ،المدرسة الوطنية لإلدارة العمومية -الرباط ،السنة
الجامعية ، 1988-1987 :ص .45
11
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
الثقافية .الش يء الذي سيعمل املشرع املغربي جاهدا على تكريسه من خالل التعديل الدستوري لعامي 1992و
1996و صدور القانون رقم 96.47املتعلق بالجهات .
تحتل املالية الجهوية في التنظيم الالمركزي مكانة محورية .إذ تشكل الوسيلة ألاساسية التي بمقتضاها يتم
تنفيذ السياسات الجهوية في مختلف امليادين ،سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية أو البيئية على
املستوى الترابي.
غير خاف ،أن هذا التدبير مر »بمحطات تاريخية ،ساهمت في وضع اللبنات ألاولى ملالية الجماعات الترابية،
بدءا من الفترة التي سبقت نظام الحماية ،حيث تم الاهتمام بمؤسسة ألامناء ،كجهاز مكلف بتدبير املال العام في
العهد املخزني . «27إضافة إلى عدة نصوص تشريعية ظهرت في فترة الحماية ،و التي كانت » تهدف إلى إعطاء نفس
جديد للنظام املالي و املحاسبي للبلديات ،كظهير فاتح أبريل 1913املتعلق باملحاسبة البلدية ،و ظهير 22يوليوز
،1916الذي حدد الرسوم و الحقوق البلدية ،و ظهير 28مارس ، 1917الذي جاء برسوم بلدية أخرى . «28و
مع فترة الاستقالل ،خضع التنظيم املالي للجماعات الترابية إلصالح قانوني مهم في ظل ظهير 23يونيو 1960
املتعلق بالتنظيم الجماعي . 29كما عرفت هذه الفترة بدورها صدور مجموعة من القوانين التشريعية و
التنظيمية بسبب التطورات التي لحقت ميزانيات الجماعات الترابية و من أهم هذه القوانين :
-7الظهير املتعلق بالتنظيم املالي للجماعات املحلية و هيآتها30؛
-2املرسوم املتعلق بالتنظيم املالي للجماعات املحلية و هيآتها 31؛
-3املرسوم املتعلق بسن نظام ملحاسبة الجماعات املحلية و هيآتها32؛
-4املرسوم الخاص بمراقبة صحة الالتزام بالنفقات املتعلقة بالجماعات املحلية و هيآتها .33
27
-نعيمة هراج التوزاني ''،األمناء في المغرب في ظل حكم السلطان ، '' 1894-1873مطبعة فضالة -المحمدية ،سنة ، 1985ص . 102
28
- Mohammed Sbihi, ‘’la gestion des finances communales’’, société Babel pour l’imprimer-Rabat, 1992,
p.1.
29
-الظهير الشريف رقم 1.59.315بتاريخ ذي الحجة 1379الموافق ل ( 23يونيو ، )1960المتعلق بالتنظيم الجماعي ،الجريدة الرسمية عدد
، 2487بتاريخ 24يونيو . 1960
30
-الظهير الشريف رقم 1.76.584بتاريخ 30شتنبر 1976بمثابة قانون ،المتعلق بالتنظيم المالي للجماعات المحلية و هيئاتها ،الجريدة الرسمية
عدد 3335مكرر ،بتاريخ 1أكتوبر ،1976ص . 3034
31
-المرسوم رقم 2.76.575بتاريخ 30شتنبر ،1976يتعلق بتطبيق الظهير الشريف رقم 1.76.584المتعلق بالتنظيم المالي للجماعات المحلية
وهيئاتها ،الجريدة الرسمية عدد ،3335بتاريخ 1أكتوبر ،1976ص . 3039
32
-المرسوم رقم 2.76.576يتعلق بسن نظام لمحاسبة الجماعات المحلية وهيئاتها ،بتاريخ 30شتنبر ، 1976الجريدة رسمية عدد ، 3335بتاريخ
1أكتوبر ، 1976ص . 3039
33
-المرسوم رقم 2.76.577بتاريخ 30شتنبر 1976الخاص بمراقبة صحة االلتزام بالنفقات المتعلقة بالجماعات المحلية و هيئاتها ،الجريدة الرسمية
عدد ، 3335بتاريخ 1أكتوبر ، 1976ص. 3052
12
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
و لتجاوز سلبيات النظام الجبائي ،سن املشرع سنة 1984قانونا يتعلق باإلصالح الجبائي للدولة ،إذ أمكن
بموجبه التحويل الكلي ملدخول الضريبة على ألارباح املهنية للجماعات الترابية ،مع تخويل هاته الجماعات
نسبة 30%على ألاقل من موارد الضريبة على القيمة املضافة.34
و تعزيزا لالستقالل املالي للجماعات املحلية ،عمل املشرع سنة 1989على سن قانون جديد للجبايات
املحلية ،كان الهدف أيضا مسايرة التطورات الحاصلة على مستوى النظام الجبائي للدولة.35
في السياق نفسه ،صدر القانون رقم 47.06املتعلق بجبايات الجماعات املحلية سنة ،362008كما تم صدور
القانون رقم 45.08املتعلق بالتنظيم املالي للجماعات املحلية و مجموعاتها الصادر بتاريخ فبراير ،37 2009الذي
جاء ليحدد طبيعة إلاصالحات املزمع القيام بها لتحديث النظام املالي املحلي .
و مع إلاصالحات السياسية التي انبثق عنها التعديل الدستوري لعام ، 2011قامت الدولة بإعادة النظر في
تنظيمها الترابي .حيث عمدت على وضع تصور جديد للتقسيم الجهوي و توزيع اختصاصات هذا املجال الترابي .
بل هم هذا إلاصالح أيضا مختلف أوجه التدبير املعتمدة في تدبير الشأن الترابي الجهوي .فقد قامت الدولة بتبني
آليات جديدة للتدبير إلاداري و املالي الجهوي القائمة على مبادئ الحكامة و التي جسدها القانون التنظيمي
الجديد املتعلق بالجهات رقم ، 111.14تجاوزا لكل إلاكراهات و الاختالالت التي يمكن أن تشكل حاجزا دون
تحقيق التنمية الجهوية املنشودة .
من هذا املنطلق ،تبرز أهمية موضوع التدبير املالي للجهات من خالل راهنيته ،و دوره الرئيس ي الذي يلعبه
في املحافظة على املوارد املالية الجهوية و استمراريتها و رفع مستوى الكفاءات البشرية و فاعلية ألانظمة الرقابية
،و بالتالي ضمان تحقيق مبتغى التنمية الجهوية املنشودة ،كما تبرز أهمية هذا املوضوع و راهنيته ،من خالل
مجموعة من النقط ،نذكر منها ما يلي :
-1التوجه الدولي و الوطني نحو تقوية النظام الجهوي ،و تطوير إمكانياته املالية ؛
-2مكانة الجهوية في الخطاب السياس ي املغربي ؛
34
-الظهير الشريف رقم ، 1.83.38بتاريخ 21رجب ، 1404الموافق ل 23أبريل ، 1984المتعلق باإلصالح الجبائي للدولة ،الجريدة الرسمية عدد
20 ، 3731ماي . 1984
35
-الظهير الشريف رقم ، 1.89.187بتاريخ 21ربيع الثاني ، 1410الموافق ل 21نوفمبر ، 1989الصادر بتنفيذ القانون رقم ، 30.89المتعلق
بنظام الضرائب المستحقة للجماعات المحلية و هيئاتها ،الجريدة الرسمية ،عدد ، 4032بتاريخ 6دجنبر ، 1989ص . 1573
36
-الظهير الشريف رقم 1.07.195يتعلق بجبايات الجماعات المحلية و مجموعاتها ،صادر في 19من ذي العقدة 30 ( 1428نوفمبر ،) 2007
الجريدة الرسمية عدد 5583بتاريخ 22ذو القعدة 3( 1428ديسمبر . )2007
37
-القانون رقم 45.08المتعلق بالتنظيم المالي للجماعات المحلية و مجموعاتها الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.09.02صادر في 22من
صفر ، 1430الموافق ل ( 18فبراير ، (2009الجريدة الرسمية عدد 5711الصادرة في 27صفر 23 ) 1430فبراير . ) 2009
13
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
-3تكريس دستور 2011املغربي لقواعد التدبير الجهوي )مبدأ التدبير الحر(و ( مبدأ التفريع ) .ذلك
انسجاما مع التوجه إلاصالحي الجديد للدولة ،املبني على قواعد الحكامة ؛
-4املستجدات التي جاء بها القانون التنظيمي الجديد املتعلق بالجهات رقم ، 111.14و مراسيمه
التطبيقية ؛
-5الاختالالت و الاكراهات التي تعيق التدبير املالي السليم للجهات.
يكتس ي موضوع التدبير املالي للجهات باملغرب أهمية كبرى ،لكونه يأتي في سياق مواكبة خطاب إلاصالحات
الكبرى التي يعلن عنها إلاعالم الرسمي باملغرب ،خصوصا بعد صدور دستور 2011و القانون التنظيمي للجهات
رقم ،111.14و مجموعة من املراسيم التطبيقية التي تهم مختلف أوجه التدبير املالي الجهوي و التي تهدف إلى
اعتماد مبادئ الحكامة الجيدة ،كرافعة أساسية لتخليق مجال تدبير الشأن العام الجهوي .
إن اختيار موضوع التدبير املالي للجهات ،له مبرراته الذاتية و املوضوعية .
تتمثل ألاسباب الذاتية في الاهتمام الشخص ي بالتخصص املالي و موضوعات املالية ،منذ الدراسة بسلك إلاجازة،
و الرغبة في البحث عن املعيقات التي تعرفها .من هنا جاء اختيارنا ملوضوع التدبير املالي الجهوي لراهنيته .هو ما
دفعنا إلى تعميق البحث فيه ،بغية رصد مستجداته و كشف ثغراته .
أما ألاسباب املوضوعية ،فتشمل الرغبة في إلاسهام العلمي في رصد الاختالالت التدبيرية ملختلف مسارات التدبير
املالي الجهوي ،و البحث عن سبل و بدائل لتجاوزها.
واجهتنا صعوبات .منها أن بعض إلادارات تتحفظ في إعطاء املعلومة بحجية السر املنهي أو تخوفا مما قد
يكشفه البحث في شقه املالي .و بالتالي نأمل أن يتم تفعيل الحق في الوصول إلى املعلومة ،حتى يقوم الباحثون
بتعرية الظاهرة املدروسة عوض حجبها ،ألن ذلك لن يزيد إال من التستر عن املشاكل و تعميقها ،عوض إيجاد
حل لها.
تقتض ي معالجة موضوع التدبير املالي الجهوي تحديد املفهوم الرئيس ي له ،أي مفهوم التدبير املالي .و الذي
بدونه سيستعص ي فهم مضمون املوضوع و حل إشكاالته .
وضع القرآن الكريم أسسا عديدة للتدبير املالي ،كقوله تعالى :
ََٰ َ ين إ َذا َأ َنف ُقوا َل ْم ُي ْسر ُفوا و َل ْم َي ْق ُت ُروا َو َك َ
ان َب ْي َن ذ ِل َك ق َو ًاما﴾ .38 َ َّ َ
ِ ﴿ و ال ِذ ِ
يحث مضمون التدبير املالي بهذا املعنى على ضرورة التوازن في تدبير املوارد و النفقات .
38
-القرآن الكريم :سورة الفرقان ،اآلية .67
14
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
فإذا أردنا معرفة معنى هذا املفهوم على مستوى أهم التوجهات الدولية ،نجد مضمونه » يختلف في ظل التوجه
ألانجلوساكسوني ،حيث يتميز بمفهوم واسع ،يأخذ بعين الاعتبار تأثير املحيط الداخلي و الخارجي على املنظمة ،
و له ثالث مدلوالت عامة و متكاملة ،فهو يفيد مجموع املعارف التي تهتم بتنظيم و تدبير املقاولة ،و يفيد كذلك
تطبيق هذه املعارف على عملية تجارية أو مقاوالتية ،كما يفيد في مرحلة ثالثة قيادة إدارة عملية التدبير نفسها .في
حين يحيل مفهوم التدبير حسب التوجه الفرنس ي على مجموع الوسائل املعتمدة و القواعد و إلاجراءات القانونية
الواجب الالتزام بها عند مزاولة مهمة التدبير ،و هو بهذا املعنى له بعد أحادي هو املطابقة ،عكس مفهوم التدبير
لدى املدرسة الانجلوساكسونية الذي يشمل املطابقة و الاقتصاد و الفعالية ،ثم النجاعة . «39على هذا ألاساس،
فالتدبير املالي الجهوي ال يتوقف فقط عند النصوص القانونية ،بقدر ما يعتمد على مقومات التدبير الحديثة ،و
مدى تفعيلها .بمعنى الانتقال من مرحلة الخطاب و تغيير النصوص القانونية إلى مرحلة الفعل التي تعكس ثقافة
التدبير السليم ،لدى كل املتدخلين في عملية تدبير الشأن العام الجهوي .كما أن الجهات ،أصبحت اليوم
مطالبة بمواجهة إلاكراهات التدبيرية أكثر من أي وقت مض ى ،عن طريق استحضار و تفعيل مبادئ الحكامة
الجيدة .
تأسيسا على ما سبق ،وقع اختيارنا على إشكالية محورية متمثلة في ثالث مفارقات أساسية ،هي على الشكل
آلاتي :
ما مدى تبني املشرع املغربي آلليات التدبير املالي الجهوي ؟ و ما هي الاختالالت و العوائق التي يشهدها
هذا التدبير؟ و ما هي سبل تجاوزها ؟
تفرض هذه إلاشكالية إلاجابة عن مجموعة من ألاسئلة الفرعية :
ما هي أسس و حدود النظام املالي الجهوي ؟
كيف ساهم دستور ، 2011و القانون التنظيمي للجهات رقم ، 111.14و مراسيمه التطبيقية في
تقوية التدبير املالي للجهات ؟
ما هي أسس الحكامة التي يقوم عليها تدبير املالية الجهوية ؟ و ما هي أعطاب حكامة التدبير املالي
الجهوي وسبل تجاوزها ؟
لنتمكن من إلاجابة عن ألاسئلة الفرعية و معالجة إلاشكالية الرئيسة بشكل دقيق و عملي ارتأينا الاعتماد
على أربعة فرضيات و املتمثلة في آلاتي :
39
-بهيجة هسكر"،الجماعة المقاولة بالمغرب األسس ،المقومات والرهانات" ،طوب بريس -الرباط ،الطبعة األولى ،سنة ، 2010ص. 7
15
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
الفرضية ألاولى :من املحتمل أن يكون التمويل هو أساس التدبير املالي الجهوي .
الفرضية الثانية :يمكن أن يكون استقالل القرار املالي الجهوي شرط أساس لتقوية و تجويد التدبير املالي
الجهوي .
الفرضية الثالثة :إذا كان تدبير املالية الجهوية ينبني باألساس على توفر املوارد املالية الالزمة و حد معقول
من الاستقاللية ،فمن املفترض أن يستلزم التقيد بقواعد الحكامة التي تقوم على عدة أسس كاملشاركة و
النجاعة و سيادة القانون و املسؤولية و املحاسبة .
الفرضية الرابعة :من املفترض أن تجويد التدبير املالي الجهوي يستلزم دعامات أخرى مرتبطة أساسا
بالعنصر البشري و آلاليات الرقابية .
ملعالجة إلاشكالية املطروحة ،نعتمد توظيف بعض مناهج البحث العلمي .منها املنهج التاريخي ،من خالل
التطور التاريخي للتنظيم الجهوي باملغرب و أهم التجارب املقارنة في هذا الشأن ملعرفة مستوى تطور التنظيم
الجهوي على املستوى إلاداري و املالي ببعض الدول ،معتمدين في ذلك على املنهج الاستنباطي ( قاعدة العام إلى
الخاص ) .إضافة إلى املنهج الوظيفي ،الذي يقوم على معرفة وظائف و أدوار إلادارة الجهوية و مختلف الفاعلين
في تدبير شؤونها ،و مدى تأثيرهم على صناعة القرار املالي الجهوي ،مع إرفاق املنهج القانوني عبر مختلف القوانين
و املراسيم التطبيقية .ذلك بهدف تحديد مختلف اختالالت مسارات التدبير املالي الجهوي ،على اعتبار أن هناك
عالقة جدلية بين هذه الاختالالت و أزمة التدبير املالي الجهوي .
لإلحاطة بإشكالية البحث -إذن -نعمد إلى مقاربتها من زاويتين رئيسيتين .ألاولى تعمل على إبراز مكانة
الجهوية في الخطاب التاريخي و السياس ي و القانوني .و نحاول من خالل الثانية التطرق ألهم إكراهات التدبير
املالي التي تحول دون تحقيق مبتغى التنمية الجهوية ،إضافة إلى البحث عن حلول لتجاوز هذه إلاكراهات ،
مستندين في ذلك على أهم املستجدات السياسية الجديدة وفق التصميم آلاتي :
القسم ألاول :الخطاب السياس ي و القانوني للجهوية املتقدمة .
الباب ألاول :املرجعية السياسية للجهوية املتقدمة .
الباب الثاني :املقاربة القانونية و التنظيمية و املالية الجديدة للجهوية املتقدمة .
القسم الثاني :املالية الجهوية :اكراهات التدبير املالي الجهوي و آفاق التجاوز.
الباب ألاول :املالية الجهوية :إكراهات التمويل و الاستقاللية .
الباب الثاني :أعطاب حكامة التدبير املالي الجهوي و التحديات املمكنة .
16
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
القسم ألاول :الخطاب السياس ي و القانوني للجهوية املتقدمة.
تعرف املسألة الجهوية اهتماما متزايدا من قبل دول العالم ،حيث أصبحت ترى فيها إلاطار ألامثل لبلورة و
تنفيذ الاستراتيجيات الجديدة للتنمية ،فقد تبنتها العديد من الدول كأملانيا و اسبانيا ،و جعلت منها أساس
التنمية الاجتماعية و الاقتصادية ،بل أكثر من ذلك فقد تبنتها بعض الدول لحل أزماتها السياسية .فالجهوية »
كمفهوم تنبني على أساس معايير موحدة متكاملة تشكلها معطيات بشرية تاريخية ،و طبيعية ،تعبر عن
خصوصية املجال الترابي و تعلن عن هويته الاجتماعية و التاريخية التي تميزه عن باقي مناطق البالد. «40
يقتض ي موضوع الجهوية منا البحث في التحديد املفاهيمي ملثل هذه املصطلحات ،ما يستوجب التمييز بين
الجهوية السياسية و الجهوية إلادارية » .فمفهوم الجهوية إلادارية ذي الطابع الاقتصادي يسعى لخلق إطار من
التكامل و الانسجام و التوازن ،من خالل ما يفرضه املنطق املؤسساتي الذي يهدف تحقيق الوحدة ،و في نفس
الوقت تحقيق التنمية على املستوى املحلي «41و الجهوي على حد السواء .في حين » يحيل مفهوم الجهوية
السياسية -املؤسساتية إلى أقص ى درجة الالمركزية في إطار الدولة املوحدة دون الوصول إلى مستوى الدولة
الفيدرالية ،حيث تتوفر فيها الجهة على سيادتها و بالتالي فهي وسيلة لتحديث الدولة دون تجزئة سيادة الدولة ،
فالجهوية على هذا الشكل تسعى إلى هدفين رئيسيين :
أولهما :تعميق التعددية السياسية و الثقافية .
ثانيهما :الحرص على الاندماج الاجتماعي و التضامن املجتمعي. «42
تتطلب عملية الاستيعاب الدقيق ملفهوم الجهوية » التمييز بين الجهوية السياسية التي هي أقص ى درجة
الالمركزية في إطار الدولة املوحدة ،و بين الجهوية السياسية في إطار الدولة الفيدرالية التي هي أعلى مستوى
بحيث تتوفر فيها الجهة على السيادة .و عليه فهي وسيلة للحفاظ على وحدة الدولة ،فعلماء إلادارة
يصطلحون على تسمية الدولة املوحدة التي تتبنى الجهوية السياسية بالدولة الجهوية كما هو الشأن بالنسبة
40
-عبد الواحد مبعوث ''،التنمية الجهوية بين عدم التركيز اإلداري والالمركزية'' ،أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام كلية الحقوق الرباط -أكدال ،
السنة الجامعية ، 1999-2000 :ص .345
41
-حسن صحيب'' ،الجهة بين الالمركزية اإلدارية والالمركزية السياسية'' ،المجلة الدولية ،العدد الثاني ،سنة ، 2006ص . 30
42
-عبد الحق المرجاني ''،الجهوية في بعض الدول المتقدمة و واقعها وآفاقها بالمغرب '' ،المجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمية ،عدد مزدوج 7-8
-أبريل ،سنة ،1994ص . 85
17
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
إليطاليا عكس الدولة إلاسبانية التي يصفها الباحثون في العلوم السياسية و إلادارية بدولة املجموعات
املستقلة. «43
إن النواقص التي شابت مسار التجربة الجهوية باملغرب جعلت الخطاب السياس ي املغربي يعلن عن رغبته في
الارتقاء بمكانة النظام الجهوي إلى وضع متقدم تحظى به الجهة .
فمشروع الجهوية املتقدمة جاء بغية ''… الارتقاء من جهوية ناشئة إلى جهوية متقدمة ذات جوهر ديمقراطي
تنموي …'' ،فقد كانت دعوة ( رئيس الدولة ) محمد السادس للجنة الاستشارية للجهوية من خالل الخطاب
امللكي ل 3يناير ، 2010رسالة صريحة إليجاد نموذج مغربي للجهوية يكون نابعا من خصوصيات املغرب ،فقد
حث ( رئيس الدولة ) على كون الجهوية املنشودة'' … ليست مجرد إجراء تقني أو إداري ،بل توجها حاسما لتطور و
تحديث هياكل الدولة ،و النهوض بالتنمية املندمجة … ''.
فبمراجعة الخطاب الرسمي سنجد خطب رئيس الدولة ،ملحة على مسألة الجهوية املتقدمة و نرى فيها حال
نظريا استراتيجيا لتجاوز كل الاختالالت و القضايا العالقة .و على رأس هذه القضايا قضية الصحراء .مما جعل
الحكومة تسارع بالعمل على وضع قانون تنظيمي للجهات ،مع النداء للمقاربة التشاركية كمبدأ للتنزيل ،من
خالل ادعائها إشراك ألاحزاب السياسية إلبداء مالحظاتها حول مسودة مشروع القانون التنظيمي املتعلق
بالجهات الذي حض ي بنقاش جد موسع ،نتج عنه عدة مالحظات و تعديالت في مواد هذا القانون .
تعتبر الجهوية من العناصر ألاساسية التي جاء بها دستور ،2011حيث بدأ خطاب إصالح التنظيم الالمركزي،
من خالل التنصيص بموجب الفصل ألاول من الدستور على أن التنظيم الترابي تنظيم ال مركزي يقوم على
الجهوية املتقدمة ،و اعتبار الجهة إلى جانب الجماعات الترابية ألاخرى جماعة ترابية عوض جماعات محلية ،و
منحها الاستقالل إلاداري و املالي و الحرية في التدبير بكيفية ديمقراطية ،إضافة إلى تخويلها عدة صالحيات جديدة
.و قد بدا القانون التنظيمي للجهات رقم 111.14محاوال تأكيد و تنزيل مقتضيات الدستور فيما يخص الجهوية
املتقدمة ،إذ روج آلليات من أهمها التخفيف من الوصاية املركزية لصالح املراقبة إلادارية و الرقابة القضائية
من خالل املحاكم إلادارية و املحاكم املالية ،إلى جانب التنصيص على مجموعة من املبادئ التي يعد مبدأ التدبير
الحر و مبدأ التفريع أبرزها ،و كذا التنصيص على منح رئيس الجهة سلطة تنفيذ مداوالت و مقررات مجلس
الجهة ،باعتباره آلامر بصرف أموال الجهة ،إضافة إلى سن مرسوم خاص بالالتمركز إلاداري .
43
-إدريس األزهري ''،الجهوية والتنمية اإلدارية بالمغرب ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون العام ،جامعة محمد الخامس أكدال – الرباط ،
السنة الجامعية ، 1999- 2000 :ص .31
18
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
إن مقاربة موضوع التدبير املالي الجهوي باملغرب ،إن في شقه النظري أو على مستوى إبراز أهم إكراهاته
التدبيرية و سبل تجاوزها ،تستوجب منا استيعاب مكانة السياسات الجهوية في الخطاب السياس ي للمؤسسات
الرسمية للدولة ،و ابراز أهم '' إلاصالحات الجهوية '' ،و التي جاء بها القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم
111.14و مراسيمه التطبيقية ،هذا ما سنعمل على اتخاذه كبنية لهذا الجانب من البحث .
يعتبر التنظيم الجهوي في املغرب في مساره التاريخي العام ذا ارتباط قوي باملؤسسة امللكية ،خصوصا بعد
املراجعات الدستورية لعامي 1992و ، 1996و التي ستصبح بفضلها الجهات أحد املكونات الرئيسية للجماعات
الترابية ،و كذا التحول الفعلي للتنظيم الجهوي الذي سيكرسه القانون رقم 47.96املتعلق بالجهات لعام
، 1997الذي سيشكل إطارا جديدا للتنظيم الجهوي ،و أيضا انطالقا من التطورات السياسية التي ستعرفها
قضية الصحراء التي ستجعل املغرب يتعاطى مع خيار الجهوية املتقدمة و طرحه ملبادرة الحكم الذاتي كأفق و
اقعي للتسوية ،ما أجبره على إلاعالن عن خيار جهوية متقدمة و متدرجة تشمل مختلف الجهات ،و في مقدمتها
جهات الصحراء .و هو ما جعل مسألة الجهوية مطلبا وطنيا استعجاليا ،يسعى إلعطاء الجهات هامشا أوسع في
التدبير الذاتي و التخلص من املركزية املفرطة .
إن تطوير و تجويد تدبير املوارد املالية للجهات ،يستوجب إعداد سياسية عمومية في مجال املالية الجهوية ،و
التي تجمع كل مكونات و عناصر املوارد املالية الجهوية سواء الجبائية و غير الجبائية وفق إرادة سياسية قوية .
فأمام رهان الجهوية املتقدمة ،سيطالب صناع القرار ببالدنا ،بفتح أوراش متعددة من إلاصالحات البنيوية ،من
خالل تعديل الترسانة القانونية للجهات ،و ذلك بهدف توفير الشروط ألاساسية ،لنجاح رهان الجهوية
املتقدمة ،و اسناد اختصاصات جديدة للجهات ،في مجال التنمية الاقتصادية و الاجتماعية ،و تمويلها.
فإذا كان تحقيق مطلب دولة الجهات يتطلب إقامة مجموعة من الجهات تتمتع باستقاللية عن املركز في
بعض امليادين املحددة أو تلك املفوضة لها من قبل السلطة املركزية ،فإنه يستدعي كذلك استراتيجية
للسياسات الجهوية يضعها رأس التنظيم السياس ي ) رئيس الدولة ( ،إلى جانب برامج الحكومات و ألاحزاب
السياسية ،مع احترام مبدأ فصل السلط ( :توزيع وظائف الحكم :سلطة وضع القوانين ،و سلطة تنفيذ
ألاوامر العامة ،و سلطة القضاء ) .
19
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
إن الحديث عن نوع مغاير من الجهوية يتطلب الاعتماد على أهم املحطات و التجارب التي عرفها التنظيم
الجهوي باملغرب انطالقا من القانون رقم ، 92.41و مشروع نظام الحكم الذاتي ،إضافة إلى إبراز مكانة
الجهوية املتقدمة في خطاب املؤسسات الرسمية للدولة عبر مضامين الخطاب السياس ي الجديد للمؤسسة
امللكية و برامج الحكومات و ألاحزاب السياسية ،و هو ما سنتناوله في هذا الباب .
الفصل ألاول :خيار الجهوية و فق منظور القانون رقم ، 69.74و مشروع نظام الحكم الذاتي .
لقد جاء القانون رقم 92.41املتعلق بتنظيم الجهات سنة ،7442من أجل تعزيز الدور التنموي للجهة، 44
و الذي مكن الجهة من جهاز تشريعي هو املجلس الجهوي ،و جهاز تنفيذي على رأسه عامل الجهة و رئيس
املجلس الجهوي ،و تم بموجبه تقسيم املغرب إلى 71جهة.45
و هو ما أكده نص املادة 711من الدستور املراجع في 71شتنبر 7441حيث جاء فيها '' إلى جانب الدستور
ينظم الجهات القانون رقم 92.41و أيضا القانون رقم 4.42املتعلق باالنتخابات…'' .
إن البحث في موضوع الجهوية يقتض ي منا تناوله على ضوء القانون ، 92.41لننتقل بعد ذلك إلى مشروع
نظام الحكم الذاتي لجهات الصحراء .باعتبار هاتين التجربتين من أهم املحطات السياسية التي عرفها التنظيم
الجهوي باملغرب .
تطلب صدور القانون رقم 47-41املنظم للجهات مدة زمنية دامت » أربع سنوات عن دستور 4شتنبر
1992الذي جعل من هذه الجهة جماعة محلية بموجب املادة ، 94و في الواقع لم يكن ذلك إلاصدار وليد
الصدفة ،و إنما أتى كتتويج ملجموعة من ألاعمال السياسية ،و القانونية التي انطلقت باملشاورات حول
إلاصالحات السياسية التي ما فتئت السلطات العمومية تنوي القيام بها.« 46
44
-ظهير شريف رقم 5.91.81صادر في 62من ذي القعدة 5151الموافق ل 6ابريل 5991بتنفيذ القانون رقم 11.92المتعلق بتنظيم الجهات ،
جريدة رسمية عدد 1110بتاريخ 61ذي القعدة 5151الموافق ل 2أبريل ، 5991ص .222
45
-مرسوم رقم 6.91.612صادر في 56من ربيع اآلخر 5158الموافق ل 51غشت 5991المتعلق بتحديد عدد الجهات و أسمائها و مراكزها و
دوائر نفوذها و عدد المستشارين الواجب انتخابهم في كل جهة و كذا توزيع المقاعد على مختلف الهيئات الناخبة و كذا إعداد المقاعد الراجعة للجماعات
المحلية و توزيعها على العماالت واألقاليم المكونة لها ،جريدة رسمية عدد 1209بتاريخ 58غشت ،5991ص .2612
46
-المهدي بنمير '' ،التنظيم اإلداري المحلي بالمغرب '' ،المطبعة و الوراقة الوطنية – مراكش ،سنة ، 1993ص .175
21
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
على هذا ألاساس ،يتطلب ألامر منا التطرق ألهم ألاسس و املرتكزات التشريعية التي وضعها املشرع املغربي
كأساس للتدبير الجهوي و التي تحدد كيفية انتخاب أعضاء مجالس الجهات و تشكيلها و حدود اختصاصاتها (
املطلب ألاول ) ،فضال عن تقييم هذه املرحلة انطالقا من مقتضيات القانون رقم ( 92-41املطلب الثاني ).
املطلب ألاول :تشكيل مجالس الجهات و حدود اختصاصاتها وفق القانون رقم . 47-74
إن إصرار الفاعل السياس ي على جعل الجهوية تتبوأ مكانة مهمة في التنظيم إلاداري املغربي ،ترجمه قانونيا
صدور ظهير 7442املتعلق بتنظيم الجهات ،الذي جاء نتيجة رؤية إصالحية تروم تجاوز إكراهات التنمية ،و
الذي بموجبه تم تقسيم تراب اململكة إلى 71جهة ،حيث أصبح نظريا لكل جهة كيان مستقل متمتع
بالشخصية املعنوية و الاستقالل املالي و إلاداري ،فضال عن إعطاءها مجموعة من الاختصاصات التقريرية و
أخرى استشارية .و هو ما سنتطرق إليه من خالل أهم املرتكزات التشريعية التي نظمت مسارات التدبير الجهوي
في هذه املرحلة ،و التي كانت تنظم كيفية تشكيل و تنظيم مجالس الجهات (الفقرة ألاولى ) ،و تلك التي كانت
توضح حدود اختصاصاتها ( الفقرة الثانية ).
الفقرة ألاولى :تشكيل و تنظيم مجالس الجهات .
تطلب تدبير العمل الجهوي وفق القانون رقم ، 92-41تحديد كيفية تشكيل و تأليف مجالس الجهات(أوال )
و تنظيمها ( ثانيا ) ،و حدود اختصاصاتها ( ثالثا ).
أوال :تأليف مجالس الجهات .
تتألف مجالس الجهات من عدة أعضاء يتم انتخابهم بطريقة الاقتراع غير املباشر ،47يمثلون الهيئات آلاتية:48
ممثلون عن مجالس الجماعات الحضرية و القروية و مجالس العماالت و ألاقاليم تنتخبهم على
مستوى كل عمالة أو إقليم هيئة ناخبة تتألف من ألاعضاء املنتخبين باملجالس املذكورة؛
ممثلون عن الغرق املهنية :تنتخبهم هيئة ناخبة تتألف من ألاعضاء املنتخبين بالغرف املذكورة ؛
ممثلو املأجورين :تنتخبهم هيئة ناخبة تتألف من مندوبين و ممثلين ينتخبون وفق إلاجراءات ،
و الشروط القانونية املطبقة على كل فئة من فئات املستخدمين .
و ينضاف إلى هؤالء ألاعضاء السالف ذكرهم أعضاء ( مجلس املستشارين ) املنتخبين في الجهة ،و رؤساء
مجالس العماالت و ألاقاليم داخل الجهة الذي يحضرون اجتماعاتها بصفة استشارية حسب منطوق املادة
47
-المادة 511من مدونة االنتخابات لعام .6002
48
-المادة 3من القانون المنظم للجهات رقم ، 47.96و المادة 143من قانون االنتخابات رقم . 9.97
21
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
143من قانون الانتخابات رقم . 9.97و ينتخب أعضاء مجلس الجهة ملدة ست سنوات بموجب نص املادة 43
من قانون الانتخابات السالف الذكر .
و ال يؤهل للترشح لالنتخاب بصفة مستشار جهوي كل من:49
املتجنسون بالجنسية املغربية خالل السنوات الخمس التالية لحصولهم عليها ما لم يرفع عنهم هذا
القيد وفق الشروط املنصوص عليها في الفصل 72من الظهير الشريف الصادر في 77من صفر 7121
( 1سبتمبر )7491املعتبر بمثابة قانون الجنسية املغربية ؛
ألاشخاص الذين اختل فيهم نهائيا شرط أو أكثر من الشروط املطلوبة ليكونوا ناخبين ؛ ألاشخاص
الذين يزاولون فعليا الوظائف آلاتي بيانها أو الذين يكونون قد انتهوا من مزاولتها منذ أقل من ستة
أشهر في التاريخ املحدد لالقتراع ؛
القضاة ؛
قضاة املجلس ألاعلى للحسابات وقضاة املجالس الجهوية للحسابات ؛
العمال و الكتاب العامون للعماالت أو ألاقاليم و الخلفاء ألاولون للعمال و الباشوات و رؤساء دواوين
العمال و رؤساء املقاطعات الحضرية و رؤساء الدوائر و القواد و خلفائهم و خلفاء املقاطعات و الشيوخ
و املقدمون ؛
املحتسبون ؛
حكام الجماعات و املقاطعات و نوابهم ؛
ألاشخاص آلاخرون غير املشار إليهم أعاله الذين فقدوا الاستفادة من الحق النقابي عمال باملرسوم رقم
7.92.7919الصادر في 79من رجب 9( 7122فبراير )7491في شأن ممارسة املوظفين الحق النقابي،
كما وقع تغييره باملرسوم امللكي رقم 171.11بتاريخ 72من جمادى آلاخرة 77( 7111أكتوبر .)7411
ثانيا :تنظيم و تسيير املجلس الجهوي .
ينتخب مجلس الجهة من بين أعضائه رئيسا و عدة نواب يؤلفون مكتب الجهة املذكور ملدة تالث سنوات ،
حيث يجري انتخاب أعضاء املكتب الجهوي خالل خمسة عشر يوما املوالية النتخاب املجلس أو انقضاء مدة
انتداب اعضاء املكتب املنتهية مهامهم أو لتاريخ انقطاع املكتب عن مزاولة مهامه ألي سبب من ألاسباب .
يتم انتخاب رئيس مكتب الجهة و نائبه ألاول و الثاني طبقا لشروط النصاب القانوني املقررة في املادة 28من
نفس القانون و بواسطة الاقتراع السري ،و ال يمكن أن يقع الانتخاب في الدورتين ألاوليتين لالقتراع إال باألغلبية
22
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
املطلقة لألعضاء الحاضرين ،و إذا كان من الضروري اجراء اقتراع ثالث فإن الانتخاب في هذه الحالة يكون
باألغلبية النسبية لألعضاء املذكورين ،و في حالة تعادل ألاصوات يعلن عن انتخاب املترشح ألاكبر سنا ،و في
حالة تعادل ألاصوات و السن يعين املترشح املنتخل عن طريق القرعة ،أما باقي نواب الرئيس فيتم انتخابهم
طبقا لنفس الشروط املتعلقة بالنصاب و التصويت السري ،باالقتراع بالقاعة عن طريق التمثيل النسبي على
أساس قاعدة أكبر بقية .50
و قد حدد املشرع املغربي عدد نواب رئيس مكتب الجهة تبعا لعدد سكان كل جهة على الشكل التالي:
-خمسة نواب في الجهات التي يكون عدد سكانها أقل من مليون نسمة .
-سبعة نواب في الجهات التي يتراوح عدد سكانها أقل من مليون نسمة .
-تسعة نواب في الجهات التي يبلغ عدد سكانها مليونين نسمة فأكثر.51
يمكن اقالة رئيس الجهة من مهامه بعد انصرام أجل سنة من تاريخ انتخابه ،و ذلك بقرار معلل يوافق عليه
باالقتراع السري الثلثان على ألاقل من ألاعضاء املزاولين مهامهم في املجلس الجهوي ،و تترتب عن هذه الاقالة
التي يسري أثرها ابتداء من تاريخ تبليغها إلى عامل العمالة أو الاقليم مركز الجهة إقالة نواب الرئيس .52
و يتم توقيف أو عزل رؤساء املجالس الجهوية و نوابهم بعد الاستماع إليهم أو استدعائهم لإلدالء بإيضاحات
مكتوبة حول ألافعال املنسوبة إليهم ،على أن ال تتجاوز مدة هذا التوقيف شهرا واحدا بموجب قرار معلل
يصدره وزير الداخلية و ينشر في الجريدة الرسمية .53و يمكن حل مجلس الجهة بمرسوم معلل في الجريدة
الرسمية ،و في حالة الاستعجال ،يمكن توقيف املجلس بقرار معلل يصدره وزير الداخلية و ينشر في الجريدة
الرسمية ،على أن ال تتجاوز مدة التوقيف تالث أشهر.54
الفقرة الثانية :حدود الاختصاصات الجهوية .
أصبحت الجهة بموجب الظهير املتعلق بتنفيذ القانون رقم 92.41املتعلق بتنظيم الجهات لسنة ، 7442
تتوفر ألول مرة على اختصاصات و صالحيات في مجال التنمية الجهوية عكس ما كان عليه ألامر سابقا في ظهير
71يونيو . 7427حيث أصبح بإمكانها ممارسة عدة اختصاصات منها ما يدخل في نطاق الاختصاصات التي
يمارسها مجلس الجهة ،و أخرى أسندت لرئيس الجهة ،و عامل العمالة أو إلاقليم مركز الجهة .
23
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
أوال :اختصاصات املجلس الجهوي .
فيما يخص الاختصاصات املنوطة بمجالس الجهات أكد القانون رقم 47 – 41املتعلق بتنظيم الجهات
على ثالثية الاختصاصات ،منها ما هو ذاتي و منها ما هو منقول و آخر استشاري.
أ -الاختصاصات الخاصة بمجلس الجهة :
يختص مجلس الجهة وفق املادة السادسة من القانون رقم 47 – 41املتعلق بتنظيم الجهات بالبث في
مختلف قضايا الجهة ،و يقر لهذه الغاية التدابير الواجب اتخاذها لضمان تنميتها الاقتصادية و الاجتماعية و
الثقافية .
و قد اعترفت املادة السابعة من نفس القانون إلى جانب هذا الاختصاص العام ببعض الاختصاصات املحددة
للجهة على سبيل الحصر و املتمثلة في ما يلي:55
دراسة امليزانية الجهوية و التصويت عليها ،و دراسة الحساب إلاداري و املصادقة عليه؛
إعداد مخطط للتنمية الاقتصادية و الاجتماعية للجهة ،وفق التوجيهات و ألاهداف املعتمدة في
املخطط الوطني للتنمية ،و في حدود الوسائل الخاصة بالجهة و املوضوعة رهن تصرفها ؛
إعداد التصميم الجهوي لتهيئة التراب وفقا للتوجهات و ألاهداف املعتمدة على املستوى الوطني ؛
تحديد كيفية وضع أساس الرسوم ،و ألاتاوى ،و مختلف الحقوق املحصلة لفائدة الجهة ،و تحديد
تعريفاتها و قواعد تحصيلها و ذلك وفق القوانين الجاري بها العمل ؛
القيام باألعمال الالزمة إلنعاش الاستثمارات الخاصة و التشجيع على إنجاز تلك الاستثمارات ،السيما
تنظيم و إقامة مناطق صناعية و أخرى لألنشطة الاقتصادية؛
اعتماد التدابير املتعلقة بالتكوين املنهي ؛
القيام باألعمال الالزمة إلنعاش التشغيل ؛
القيام باألعمال الالزمة إلنعاش الرياضة ؛
اعتماد التدابير الهادفة إلى حماية البيئة ؛
اتخاذ إلاجراءات الهادفة إلى عقلنة تدبير املوارد املائية ؛
اعتماد التدابير املتعلقة بإنعاش ألانشطة الاجتماعية ؛
55
-المادة 7من القانون المنظم للجهات رقم . 47.96
24
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
اعتماد التدابير املتعلقة بمساندة أعمال التضامن الاجتماعي ؛
اعتماد التدابير املتعلقة املحافظة على الخصائص املعمارية الجهوية و إنعاشها .
على هذا ألاساس ،يمكن تجميع مختلف هذه الاختصاصات في ثالث وظائف أساسية ،ألاولى تتمثل في التخطيط
و إعداد التراب من خالل مساهمة مجالس الجهات في إعداد التصاميم الجهوية للتهيئة العمرانية ،و الثانية
تتمثل في التنمية الاقتصادية من خالل املساهمة املباشرة للجهات في إنجاز التجهيزات الالزمة للتنمية املحلية ،
و إقامة و تنظيم املناطق الصناعية ،أما الثالثة فتتجلى في التنمية الاجتماعية و الثقافية ،و ذلك من خالل
إنعاش الرياضة ،و التشغيل ،و ألانشطة الاجتماعية و الثقافية ،و كذا مساندة ألاعمال التضامنية
الاجتماعية .
ب -الاختصاصات املنقولة أو املحولة :
عالوة على الاختصاصات الخاصة بالجهة نص نفس القانون املنظم للجهات على اختصاصات أخرى ،تتمثل
في الاختصاصات املحولة أو املنقولة من الدولة إلى الجهة و التي يمكن حصرها في املجاالت التالية:
إقامة و صيانة املستشفيات و الثانويات و املؤسسات الجامعية و توزيع املنح الدراسية؛
تكوين أعوان و أطر الجماعات املحلية ؛
توفير التجهيزات ذات الفائدة الجهوية.56
على أن يكون نقل كل عبء أو اختصاص للدولة مقرونا بتحويل للموارد املطابقة لذلك.
و لإلشارة » ،فممارسة مجلس الجهة لالختصاصات املخولة من طرف الدولة يدخل ضمن استراتيجية
تنموية محلية تستجيب لثالثة أسباب موضوعية تتمثل في ما يلي:
الشروع في مرحلة جديدة من الالمركزية عن طريق الارتقاء بالجماعة املحلية نحو أعلى مستويات
املسؤولية ؛
التخفيف من ألاعباء ذات الصبغة املحلية امللقاة على كاهل الدولة و التي يمكن للجماعات املحلية أن
تتكلف بها ؛
ضمان أجود الخدمات بأقل تكلفة مع مراعاة املصلحة العامة. «57
56
-المادة 8من القانون المنظم للجهات رقم . 47.96
57
-المهدي بنمير ''،التنظيم الجهوي بالمغرب دراسة تحليلية للقانون رقم 11-92المتعلق بتنظيم الجهات '' ،سلسلة الالمركزية والجماعات المحلية ،
المطبعة والوراقة الوطنية -مراكش ،سنة ، 1997ص .69
25
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
ج -الاختصاصات الاستشارية :
يمارس مجلس الجهة اختصاصات أخرى تم التنصيص عليها في القانون رقم 47 – 41املتعلق بالتنظيم
الجهوي تتمثل في تقديم الاقتراحات و إبداء آلاراء في ميدان التنمية الجهوية و لهذه الغاية فهو:
يقترح على إلادارة و على ألاشخاص املعنوية ألاخرى الخاضعة للقانون العام ألاعمال الواجب القيام بها
إلنعاش تنمية الجهة ،إذا كانت هذه ألاعمال تتجاوز نطاق اختصاص الجهة املذكورة أو تفوق
الوسائل املتوفرة لديها أو املوضوعة رهن تصرفها ؛
يقترح إحداث املرافق العامة الجهوية و طرق تنظيمها و تدبيرها ،خاصة عن طريق الوكالة املباشرة أو
الوكالة املستقلة ،و إما عن طريق الامتياز ؛
يقترح كل تدبير يتعلق باختيار الاستثمار املراد إنجازها في الجهة من لدن الدولة أو من لدن شخص من
ألاشخاص املعنوية الخاضعة للقانون العام ؛
يبدي رأيه في السياسات املتعلقة بإعداد التراب الوطني و التعمير و وسائلها ؛
. 58
يبدي رأيه في السياسات املتعلقة بإقامة املؤسسات الجامعية و املستشفيات في نطاق الجهة
ثانيا :اختصاصات رئيس مجلس الجهة .
يمارس رئيس مجلس الجهة فور انتخابه الاختصاصات املسندة إليه طبقا ملقتضيات القانون املنظم للجهات
رقم 47 – 41و املتمثلة في الاختصاصات التالية :
رئاسة مجلس الجهة ؛
تمثيل مجلس الجهة في املؤسسات العامة الجهوية ،كما يمكن أن ينوب عنه أحد نوابه طبقا
ملقتضيات املادة 49من نفس القانون ؛
يحدد هو و عامل العمالة أو إلاقليم مركز الجهة عدد املكلفين بمهمة و املكلفين بالدراسات الذين هم
من إلادارة ؛
توظيف املكلفين بمهمة أو بالدراسات مباشرة بموجب عقدة ؛
تعيين الكاتب العام و املكلفين بمهمة و املكلفين بالدراسات بمقتض ى مقرر يؤشر عليه عامل العمالة أو
إلاقليم مركز الجهة طبقا ملقتضيات املادة 51من نفس القانون ؛
58
-المادة 9من القانون المنظم للجهات رقم . 47.96
26
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
تفويض بعض الاختصاصات إلى واحد أو أكثر من النواب ،أو إلى واحد أو أكثر من املستشارين
الجهويين إذا عاق عائق نواب رئيس مجلس الجهة ؛
تفويض إلامضاء بقرار في مجال التسيير إلاداري إلى الكاتب العام للجهة و مراقبته
و مسؤوليته على أن يتم نشر القرار املذكور في الجريدة الرسمية للجماعات املحلية ،و ذلك طبقا
ملقتضيات املادة 52من نفس القانون .
تأسيسا على ما سبق ،نستنتج أن اختصاصات رئيس مجلس الجهة تبقى مجرد اختصاصات شكلية ترتبط
أساسا في تسيير ألاعمال الداخلية ملجلس الجهة و تمثليه داخل املؤسسات العامة ،في حين تعود السلطة
الرئيسية لعامل العمالة أو إلاقليم مركز الجهة بالنظر لالختصاصات الهامة و املختلفة التي يضطلع بها و التي
تتوزع إلى اختصاصات في املجال التنفيذي و أخرى في املجال املالي ،فضال عن ممارسة بعض الاختصاصات
التي تهم مجاالت أخرى ،و لعل أهم هذه الاختصاصات هي التي نصت عليها املادة 12من القانون املنظم
للجهات رقم 47 – 41التي جعلت عامل العمالة أو إلاقليم مركز الجهة هو آلامر بالصرف .
املطلب الثاني :تقييم التجربة الجهوية على ضوء القانون رقم . 69 – 74
رغم املجهودات التي قامت بها الدولة لتنزيل خيار الجهوية قبل و مع صدور القانون املتعلق بتنظيم الجهات
رقم ، 92 – 41فإن كل املبادرات املتبناة لم تحقق الهدف املنشود ،فقد اتسم واقع تدبير الجهات في إطار
القانون املتعلق بتنظيم الجهات رقم ، 92 – 41بتعدد الاكراهات و هو ما أثر سلبا على ممارسة الفعل الجهوي
.و بغرض كشف عمق هذه الثغرات ،سيتم تقييم نجاعة التدبير الجهوي من خالل تحليل بعض املقتضيات
القانونية التي جاء بها القانون رقم . 92 – 41و املتمثلة في اختالالت مؤسساتية و تنظيمية و قانونية ( الفقرة
ألاولى ) ،و هشاشة استقالل القرار املالي و تشديد الوصاية املالية ( الفقرة الثانية ) .
27
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
ذلك بدليل الصالحيات التقريرية التي خولت له بموجب املواد 55و 56من القانون رقم 92 – 41و املتمثلة
في :
انجاز أعمال الكراء و البيع و الشراء و ابرام الصفقات؛
تنفيذ امليزانية و اعداد الحساب إلاداري؛
اتخاذ القرارات املتعلقة بفرض الرسوم و ألاتاوى ؛
تمثيل الجهة لدى املحاكم؛
و هو ما يؤكد تطاول مؤسسة العامل على وظائف و اختصاصات رئيس مجلس الجهة و مساسا بمبدأ
الديمقراطية املحلية ،و الذي يعتبر مبدأ عاما لدمقرطة مؤسسة الجهة .على اعتبار أن الديمقراطية
املحلية هي اختيارا استراتيجي وطني من شأنه أن يؤدي إلى التغيير املؤسساتي على املستوى الترابي ككل.
- 2تداخل و هزالة الاختصاصات .
من بين الانتقادات التي يمكن اثارتها بخصوص اختصاصات املجالس الجهوية التي جاء بها القانون رقم 41
– 92املتعلق بتنظيم الجهات تتجلى في تضارب الاختصاصات بين الجهات و باقي الجماعات الترابية ،كذلك بين
هذه الجماعات و عماالت ألاقاليم ،و ذلك نتيجة عدم تحديد واضح الختصاص كل جماعة ترابية ،و كذا
تحديد عالقتها القانونية فيما بينها و فيما بينها و بين باقي إدارات الدولة و مؤسساتها العمومية .و هو ما يمكن
استنتاجه عند مقارنة الاختصاصات الذاتية التي منحها املشرع للجهات من خالل املادة 2مع اختصاصات
بعض إدارات الدولة و مؤسساتها من قبيل اعتماد التدابير املتعلقة بالتكوين املنهي )الفقرة ، ( 7و انعاش
التشغيل ) الفقرة ،( 8و انعاش الرياضة ) الفقرة ،( 9و حماية البيئة )الفقرة ،( 10و عقلنة تدبير املوارد
املائية )الفقرة ( 11و املحافظة على الخصائص املعمارية الجهوية و انعاشها )الفقرة . (14
من جهة أخرى نجد املشرع املغربي رغم منحه للجهات امكانية نقل بعض الاختصاصات من الدولة و التي
تمارسها كل جهة في حدودها الترابية من خالل مضامين املادة 8و التي حصرها في اقامة و صيانة املستشفيات
و الثانويات و املؤسسات الجامعية و توزيع املنح الدراسية و تكوين أعوان و أطر الجماعات الترابية و التجهيزات
،إال أـنه أثار اشكالية تنظيم هذه الاختصاصات ،حيث أغفل تحديد كيفية و سبل نقل هذه الاختصاصات و
ظرفها الزمني ،إضافة الى عدم تحديده ملعايير الاستفادة من هذه الاختصاصات املنقولة و التي تراعي مؤشر
التفاوتات املجالية بين الجهات ،خاصة و أنه أكد في الفقرة الثانية من نفس املادة 1املذكورة أعاله على أن
نقل كل اختصاص من اختصاصات الدولة يكون مقرونا بتحويل املوارد املطابقة لذلك خاصة الاعتمادات
املالية ،و ذلك بنص تشريعي أو تنظيمي مالئم لطبيعة الاختصاص املنقول .
28
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
فرغم إشارة املشرع إلى امكانية سعي الجهات للتعاون مع الدولة و بين ألاشخاص الخاضعة للقانون العام
في من خالل الفقرة ألاخيرة من املادة ، 1إال أنه ترك املجال ضيقا لهذا التعاون حيث لم يحدد مجاالت هذا
التعاون و حدوده و تمويله ،في حين اكتفى بتحديد شروطه باتفاقية ،كما أنه حرم الجهات من فرص
التعاون التي يمكن أن يحصل بين هاته الجهات و باقي الجهات و املنظمات الدولية و الذي يمكن أن يشمل
كافة املجاالت التدبيرية و التي تعود بفائدة على الجهات و تحقيق التنمية بها .
- 3غياب مراسيم تطبيقية تحدد اختصاصات املجالس الجهوية .
نظرا ملا يتطلبه تنفيذ املشاريع التنموية بالجهات من آليات و تمويل و تحديد للمسؤوليات لم تصاحب
مقتضيات القانون رقم 92 – 41املتعلق بتنظيم الجهات املراسيم التطبيقية الكافية ،و التي تحدد بوضوح
اختصاصات الجهة في جميع مسارات التدبير الجهوي ،و تضع الحدود الفاصلة بين تدخالتها و تدخالت الدولة
و باقي الجماعات الترابية ،ما أدى إلى تعليق ممارسة العديد من الاختصاصات و املسؤوليات الجهوية ،و
الحجز على املشاريع التنموية بجهات اململكة ،و جعل السياسة الجهوية في هذه املرحلة يكتنفها الغموض ،مع
العلم أن املشرع املغربي منح الجهات الشخصية املعنوية و الاستقالل املالي نظريا بموجب مقتضيات املادة
ألاولى من القانون رقم 92 – 41املتعلق بتنظيم الجهات ،و التي ال تستقيم دون توفر آليات التنزيل ،و
بالتالي ظلت مؤسسة في هذه املرحلة مؤسسة ذات سيادة غير مباشرة و التي تمارسها في املجال السياس ي كباقي
الهيئات السياسية الاستشارية ألاخرى .
– 4التفاوتات املجالية ما بين الجهات .
شهد املغرب خالل التجربة الجهوية التي أطرها القانون رقم 47.96املتعلق بتنظيم الجهات اشكالية
التفاوتات املجالية بين الجهات نظرا للتقسيم الجهوي الذي قسم تراب اململكة إلى 16جهة ،59و الذي فشل في
القضاء على التباينات الاجتماعية و الاقتصادية بين جهات اململكة ،و هو ما أدى إلى عدم التوازن الاقتصادي
و الاجتماعي و التوزيع الغير العادل للثروات ما بين الجهات و الجماعات الترابية ،و كذا غياب التجانس بين
الجماعات الترابية املكونة للجهة الواحدة رغم تمركز ثروات مهمة ببعض الجهات ،الش يء الذي أفرز جهات
غنية و جهات معتدلة و أخرى فقيرة .و هو ما ضيع على املغرب في هذه املرحلة فرصة تحقيق مطلب التنمية
- 59مرسوم رقم 9.79.964صادر في 29من ربيع اآلخر 29( 2621أغسطس (2779بتحديد عدد الجهات وأسمائها ومراكزها ودوائر نفوذها وعدد
المستشارين الواجب انتخابهم في كل جهة وكذا توزيع المقاعد على مختلف الهيئات الناخبة وكذا أعداد المقاعد الراجعة للجماعات المحلية وتوزيعها على
العماالت واألقاليم المكونة لكل جهة .
29
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية للجهات الذي كان مطلبا دستوريا بموجب املادة 100من دستور 1996و
املادة ألاولى من القانون رقم 92.41املتعلق بتنظيم الجهات .
رغم إلايجابيات التي حملها القانون املتعلق بالجهات رقم 92 – 41و املتمثلة في الحد من حاالت التنافي ،و
ذلك من خالل مضامين املادة 72التي نصت على تنافي رئيس مجلس الجهة مع مهام رئيس جماعة ترابية
أخرى أو مهام رئيس غرفة مهنية أو صفة عضو في الحكومة ،و مجلس النواب أو في مجلس املستشارين أو في
املجلس الاقتصادي و الاجتماعي و البيئي ،إال أن هشاشة استقاللية القرار املالي )أوال( و تشديد الوصاية
املالية (ثانيا) كانت من أهم الهفوات التي طالت القانون رقم 92 – 41املتعلق بتنظيم الجهات .
أوال :هشاشة استقاللية القرار املالي الجهوي .
من العيوب التي شابت التجربة الجهوية في ضوء القانون املنظم للجهات رقم « ،92 – 41تجسدت في
ً ً
وضعية رئيس الجهة الذي لم يكن آمرا بالصرف ،كما لم يكن مصدرا لبلورة خطط مستقبلية للتنمية
الجهوية » ،و هو ما يحيل إلى أن والي الجهة هو املتحكم ألاول في املمارسة املالية للجهة باعتباره آمرا بالصرف
حسب منطوق الفقرة الثالثة من الفصل الثاني من املادة 67من القانون رقم 92 – 41املنظم للجهات ،و
الذي جسدته مضامين املادة 16من قانون التنظيم املالي املحلي رقم 99.11التي تلزم على أنه“ تحضر امليزانية
من لدن رئيس املجلس بالنسبة للجماعات الحضرية و القروية و مجموعاتها ومن طرف آلامر بالصرف بالنسبة
للجهات و العماالت و ألاقاليم…” .و هو ما يجعلنا أمام نظام جهوي يتسم بهشاشة استقالل القرار املالي.
فاالرتباط بين هشاشة الاستقالل املالي الجهوي و التدخل املركزي في تدبير الشأن املالي الجهوي يتجسد في
هيمنة القرار املالي املركزي عن طريق مؤسسة الوالي ،و هو ما يؤثر بشكل مباشر في ممارسة الجهات لشتى
مهامها التدبيرية خاصة في شقها املالي و املتمثل في إعداد و تنفيذ امليزانية و املشاريع التنموية املرتبطة بها.
حيث يتولى عامل العمالة أو إلاقليم مركز الجهة سلطة إنجاز أعمال الكراء و البيع و الشراء و إبرام صفقات
ألاشغال و التوريدات و تقديم الخدمات ،و تنفيذ امليزانية و اعداد الحساب إلاداري ،و فرض الرسوم و
ألاتاوى.60
31
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
ثانيا :تشديد الوصاية املالية .
رغم دسترة الجهوية سنة ،1996و اقتران ذلك بإطار قانوني منظم للفعل الجهوي بموجب القانون رقم
،92 – 41إال أن الجهات ظلت بموجب مضامين هذا القانون محدودة الجدوى و النفاذ مثل ألاحزاب
السياسية و النقابات ،و ذلك بسبب ثقل نظام الوصاية املمارسة عليها من طرف مؤسسة الوالي الذي كان
''آلامر بالصرف'' و رئيس الجهة الفعلي ،إضافة إلى طبيعة الاختصاصات املمنوحة للمجالس الجهوية التي
اتسمت بالهزالة ،و استقاللها املالي املعدوم مقارنة مع باقي الجماعات الترابية ،و من ثم سيكون من املضلل في
ظل هذه املرحلة إلاقرار بجهوية حقيقة حتى و إن كانت الجهات ذات مجالس منتخبة .
فمن القرارات السلبية للقانون رقم 92 – 41املتعلق بتنظيم الجهات التي شددت من الوصاية املمارسة
على القرارات املالية ملجالس الجهات و التي ال تكون قابلة للتنفيذ إال بعد مصادقة سلطات الوصاية ،نجد
القرارات املالية املتعلقة بامليزانية الجهوية ،و الاقتراضات املراد ابرامها ،و الضمانات الواجب منحها ،و فتح
الحسابات الخصوصية ،و الاعتمادات الجديدة و تحويلها من فصل إلى فصل ،و قبول الهبات و الوصايا أو
رفضها ،و تحديد كيفية وضع أساس الرسوم ،و ألاتاوى و مختلف الحقوق املحصلة لفائدة الجهة و تحديد
تعريفاتها و قواعد تحصيلها و جميع املسائل املرتبطة بتدبير شؤون املرافق العمومية الجهوية و الشركات
الاقتصادية املختلطة ،و املعامالت املتعلقة بتدبير عقارات امللك الخاص و العام .61و هو ما يضيق بشكل
مجحف من استقاللية القرار املالي لرئيس الجهة .
من جهة أخرى ،نجد نفس التشديد من الوصاية يطال التمثيل القانوني للجهة ،حيث أن عامل العمالة أو
إلاقليم مركز الجهة هو من يمثل الجهة أمام املحاكم فيما يخص الدعاوي املتعلقة بالحيازة و يدافع عن
التعرضات املقدمة ضد اللوائح املوضوعة لتحصيل الديون املستحقة للجهة.62
فرغم « الطفرة النوعية التي لحقت تطور الجهوية خالل هذه املرحلة ،إال أنها لم تمثل سوى تجاوبا شكليا
مع ألاصوات املطالبة بتجاوز انحسار التجربة الجهوية منذ السبعينات التي لم تقدم ما كان يرجى منها ، »63و
التي « ظلت حبيسة إكراهات ضعف الاختصاصات و هزالة املوارد البشرية و املالية و ألاليات التدبيرية ،هذا
إضافة إلى أن التقطيعين الجهويين الذي كان ألاول ذو طابع اقتصادي (سبع جهات سنة ،) 7427و الثاني ذو
31
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
طابع إداري ( ستة عشر جهة سنة ، ( 1997لم يحققا املرامي املرجوة من ورائهما بسبب التفاوتات املجالية
الصارخة داخل الجهات و فيما بينها.» 64
إن تقييمنا لتجربة الجهوية باملغرب انطالقا من القانون املنظم للجهات رقم 92 –41يهدف من جهة إلى
معرفة أهم الاكراهات التي عانى منها الفعل الجهوي في شقه القانوني و التنظيمي و املؤسساتي في هذه
املرحلة ،و التي أثرة سلبا على أداءه و فعاليته ،و من جهة أخرى مصداقية املغرب في مواكبة التحديات
الوطنية و الدولية التي أصبح يطرحها املجتمع الوطني ،و الدولي و املرتبطة بتدبير املجال الترابي ،و التي
سيترجمها من خالل نظام جهوي بديل أكثر تكيفا مع تطور منظومة الالمركزية و املتمثل في القانون التنظيمي
رقم ،777.79و املكانة الدستورية الجديدة التي منحها املشرع املغربي للجهات بموجب مقتضيات دستور
. 7177
املبحث الثاني :قضية الصحراء كمبرر سياس ي لقيام الجهوية املتقدمة .
تعتبر قضية الصحراء من املواضيع التي تكتس ي حساسية بالغة و مركزا محوريا في العملية السياسية
الرسمية ،و انشغاال هاما في الفكر السياس ي املغربي ،فقد أصبحت قضية الصحراء املحيط الفعلي لكل
التأثيرات التدبيرية و السياسية للدولة .
إن اعتمادنا ألهم املحطات التاريخية و السياسية التي عرفها التنظيم الجهوي باملغرب و التي كانت له عدة
دوافع كما أشرنا سالفا ،و التي تهدف إلى الحد من الفوارق الجهوية على جميع املستويات و املتمثلة في :
مبررات إدارية » :جعلت السلطة املركزية تعمل منذ الاستقالل على إنشاء مصالح و مرافق إدارية تساعد
الحكومة على الصعيد املحلي ،و أيضا على الزيادة في عدد الواليات ،و العمالت ،و ألاقاليم ،و الجماعات
الحضرية و القروية ،و إحداث وحدات ترابية جديدة ،و هي الجهات بغية تقريب إلادارة من املواطنين. «65
مبررات اقتصادية و اجتماعية :و التي كانت دافعا أساسيا نحو تفعيل دعم وجود الجهة ،بمقتض ى ظهير
رقم 1- 71 – 77بتاريخ 16يونيو . 1971
مبررات تنموية :من أجل تعزيز الدور التنموي للجهة سنة 1997عن طريق إصدار القانون رقم 92.41
املتعلق بتنظيم الجهات .
- 64عبد العزيو أشرقي ،الحكامة الترابية و تدبير المرافق العمومية المحلية على ضوء مشروع الجهوية المتقدمة ،مرجع سابق ،ص . 183
65
-رشيد السعيد '' ،مدى مساهمة الالمركزية و الالتمركز اإلداري في دعم الجهوية'' ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام ،كلية الحقوق أكدال
– الرباط ،السنة ، 2001 – 2002 :ص .61
32
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
يفرض علينا تناول أهم املبررات السياسية التي كانت السبب الرئيس ي لقيام الحهوية من وجهة نظرنا
بشكل فعلي ،و التي جعلت املغرب يقدم على التفكير و اختيار نمط جديد لنظامه الجهوي ،أال و هو نظام
الحكم الذاتي ،و الذي يقتصر على جهات الصحراء دون الجهات الترابية ألاخرى للملكة ،بغرض تعزيز
سلطات و اختصاصات و موارد مالية لهذه الجهات) املطلب ألاول ( ،و كذا إعادة النظر في تحديد مكانة
الدولة و الجهة في ظل هذا النظام ) املطلب الثاني ( .
املطلب ألاول :الهيئات و الاختصاصات و املوارد املالية لجهة نظام الحكم الذاتي .
عرف التنظيم الجهوي باملغرب محطات هامة و أساسية في تاريخ التنظيم الجهوي ،خاصة بعد الرسالة
التي قدمها سفير املغرب لدى ألامم املتحدة ملشروع الحكم الذاتي بالصحراء بتاريخ 11أبريل ، 66 2007و التي
تتعلق بقضية الصحراء التي كانت و الزالت من أهم و أبرز املبررات لقيام الجيل الجديد للجهوية باملغرب ،و
بالتالي تطور النظام الجهوي على ضوء مقتضيات الحكم الذاتي الذي سيتبناه املغرب بشكل رسمي عن طريق
املبادرة املغربية للحكم الذاتي .فرغم أن نظام الحكم الذاتي الذي اختاره املغرب الزال مشروعا نظريا ،إال
أنه يعكس الرغبة امللحة لواضعيه في تجسيده كنظام جديد للتنظيم الجهوي باملغرب ،ما يستدعي منا إلاملام
بتركيبة هذا النظام ( الفقرة ألاولى ) ،و الاختصاصات املخولة له و موارده املالية (الفقرة الثانية).
إللقاء الضوء على متطلبات إقامة نظام الحكم الذاتي بجهات الصحراء و استعراض ايجابيات و سلبياته،
البد من تحديد هذا املفهوم و مجاله الجغرافي و املؤسساتي الحالي .فاملعنى القانوني ملفهوم الحكم الذاتي في
القانون الدول ي يفيد منح نوع من الاستقالل الذاتي لتلك ألاقاليم املستعمرة ،مع تمتع الدولة املركز بالسيادة
عليها .67أما القانون العام الداخلي ،فهو يعرف مفهوم الحكم الذاتي على أنه « نظام المركزي يقوم على
أساس الاعتراف لجهة ما باالستقالل في إدارة شؤونها بنفسها تحت اشراف و رقابة السلطة املركزية. » 68
66
…( -وأمام استحالة تطبيق المقترحات السابقة ،الهادفة إلى حل هذا الخالف ،أصبح هذا الملف في طريق مسدود ،ما حدا بمجلس األمن ،منذ
،2004للدعوة إلى تجاوزه ،بغية التوصل إلى حل سياسي مقبول من جميع األطراف.
واستجابة لهذا النداء ،يشرفني أن أوافيكم بالوثيقة المتضمنة ل“ المبادرة المغربية للتفاوض بشأن نظام للحكم الذاتي لجهة الصحراء” ،و ذلك في إطار
سيادة المملكة و وحدتها الوطنية … ).
- 67المادة 73من ميثاق األمم المتحدة .
- 68حكيم التوزاني ،تداعيات مبادرة الحكم الذاتي المغربي لجهة الصحراء على ضوء التجارب الدولية المقارنة ،أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام
،كلية العلوم القانونية و االقتصادية واالجتماعية السويسي -سال ، 2015-2016 ،ص . 107
33
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
إن مشروع نظام الحكم الذاتي املغربي يخص كل من جهة '' العيون السمارة بوجدور الساقية الحمراء''،
و جهة '' الداخلة وادي الذهب '' حسب التقسيم الجهوي املعتمد باململكة .و تبلغ مساحة جهة العيون
الساقية الحمراء » 140.018كيلومتر مربع ،أي ٪19.7من التراب الوطني .يحدها من الشمال منطقة كلميم -
واد نون ،و من الجنوب منطقة الداخلة واد الذهب ،و من الشرق الجمهورية إلاسالمية املوريتانية ،و من
الغرب املحيط ألاطلس ي .و تشمل الجهة على املستوى إلاداري أربع أقاليم و هي بوجدور ،السمارة ،العيون ،و
طرفاية ، «69و يوضح الجدول أدناه املساحة و السكان و الكثافة السكانية و التنظيم إلاداري للجهة كالتالي :
الجدول رقم 1 :
70
املساحة و السكان و الكثافة السكانية و التنظيم إلاداري لجهة العيون الساقية الحمراء حسب إحصائيات . 2014
1 2 3 5 21.6 11002 235 2 238 العيون
2 1 4 5 1 12838 8 5 13 طرفاية
1 1 3 4 0.9 54178 42 8 50 بوجدور
1 1 5 6 1 62000 57 9 66 السمارة
5 5 15 20 2.6 140018 343 24 367 املجموع
املصدر :مونوغرافية جهة العيون الساقية الحمراء لعام . 2018
و تبلغ مساحة جهة الداخلة أوسرد وادي الذهب » 130.898كيلومتر مربع ،أي 18.4%من التراب الوطني.
و يحدها من الشمال إقليم بوجدور ،و من الجنوب و الشرق منطقة الجمهورية إلاسالمية املوريتانية و من
الغرب املحيط ألاطلس ي .
69
- Ministère de l’intérieur , Direction Générale des Collectivités locales , La Région de Laayoune-Sakia el Hamra,
Monographie Générale ,2015 , p. 2 .
- 70المديرية الجهوية للتخطيط بالعيون :مونوغرافية جهة العيون الساقية الحمراء ،سنة ، 9121ص . 9-10
34
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
تشمل الجهة على املستوى إلاداري إقليمين و هما وادي الذهب ،و أوسرد ،«71و يوضح الجدول أدناه
املساحة و السكان و الكثافة السكانية و التنظيم إلاداري للجهة كالتالي:
الجدول رقم 2 :
املساحة و الكثافة السكانية و التنظيم إلاداري لجهة الداخلة و ادي الذهب حسب إحصائيات .72 2014
تيسيرا لتجانس ألافراد و تحقيق املساوات بينهم و منطلقا للحفاظ على املزاوجة بين مطلبي استمرارية
وحدة الدولة وفق مبدأ السيادة للدولة ،و معالجة تطلعات ألاقليات بصفة ايجابية اختار املشروع املغربي
لنظام الحكم الذاتي بجهة الصحراء كباقي أنظمة الحكم الذاتي القائمة في بعض الدول الغربية الصالحيات
التي يمكن أن تمارسها هاته الجهة عن طريق عدة هيآت ذات سلطات تنفيذية ،و تشريعية ،و أخرى
قضائية .
- 1السلطة التنفيذية :يمارسها رئيس حكومة ينتخبه برملان الجهة و ينصبه امللك ،73باعتباره املسؤول عن
تشكيل حكومته الجهوية و تعيين املوظفين إلاداريين للجهة ملزاولة الاختصاصات املوكولة للجهة ،و يعتبر
71
- Ministère de l’intérieur , Direction Générale des Collectivités locales , La Région de Dakhla-Oued Eddahab,
Monographie Générale ,2015 , p. 3 .
72
- Direction régionale de l'aménagement de Dakhla : Monographie de la région de Dakhla-Oued Eddahab, 2018, p.8.
73
-الفقرة '' ، 20مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية'' ،سلسلة دفاتر الصحراء ،إصدار وزارة االتصال ،شارع عالل الفاسي ،مدينة العرفان-
الرباط ،طبعة جديدة بمناسبة الذكرى األربعين للمسيرة الخضراء ،نونبر -سنة . 6052
35
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
مسؤوال أمام برملان الجهة بموجب نظام الحكم الذاتي .74فهو بذلك يزاول اختصاصات الدولة في جهة الحكم
الذاتي للصحراء املنصوص عليها في الفقرة 14من مشروع الحكم الذاتي بصفته مندوبا للحكومة املغربية و
ليس رئيسا لحكومة مستقلة .
- 2السلطة التشريعية :حسب مقتضيات الفقرة 19من مشروع الحكم الذاتي في الصحراء يتكـون برملـان
جهة الصحراء مـن أعضـاء يتم انتخابهم مـن طـرف مختلـف القبائـل الصحراويـة ،و كـذا مـن أعضـاء ينتخبون
باالقـتراع العــام املبــاشر مــن طــرف مجمــوع ســكان جهــة الصحراء .على أن تتضمــن تشــكيلة برملــان هذه الجهــة
نسـبة مالئمـة للنسـاء .مع العلم أنه يجــب أن تكــون القوانيــن التشريعيــة و التنظيميــة مطابقــة لنظــام الحكــم
الــذاتي في الجهــة ،و كــذا لدســتور اململكــة.75
-3السلطة القضائية :لقد منح مشرع الحكم الذاتي املغربي لبرملان جهة الصحراء حق إحداث محاكم عادية
تبث في املنازعات الناشئة عن تطبيق الضوابط التي تضعها الهيئات املختصة لجهة الصحراء و تتولى إصدار
ألاحكام بكل استقاللية و باسم امللك .
في نفس السياق ،منح املشروع لبرملان الجهة حق إحداث محكمة عليا كأعلى هيئة قضائية بالجهة تتولى
النظر نهائيا في تأويل قوانين الجهة ،مع ضرورة احترام اختصاصات املجلس ألاعلى للقضاء و املجلس
الدستوري باململكة ،76و مطابقة ألاحكام القضائية لنظام الحكم الذاتي بالجهة و املقتضيات الدستورية
للمملكة ،و ذلك ملضمون الفقرة 24من مشروع الحكم الذاتي السالفة الذكر .
لتجاوز أي تعسف قضائي قد يطال مواطني جهات الصحراء يمنح مشروع الحكم الذاتي سـكان هذه
الجهات كافـة الضمانـات التـي يكفلهـا الدسـتور املغـربي في مجـال حقـوق إلانسـان كما هو متعارف عليها دوليا.77
و إلى جانب الهيئات التشريعية ،و التنفيذية و القضائية نص مشروع الحكم الذاتي على ضرورة توفر هذه
الجهة على مجلس اقتصادي و اجتماعي يتكون من عدة أعضاء ينتمون إلى قطاعات مختلفة كما يلي:78
مممثلين عن القطاعات الاقتصادية ؛
مممثلين عن القطاعات إلاجتماعية ؛
مممثلين عن القطاعات املهنية ؛
74
-الفقرة '' ، 21مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية'' ،نفس المرجع السابق .
75
-الفقرة ، 24نفس المرجع .
76
-الفقرة ، 23نفس المرجع.
77
-الفقرة ، 25نفس المرجع .
78
-الفقرة ، 26نفس المرجع.
36
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
مممثلين عن القطاعات الجمعوية .
إضافة إلى ممثلي القطاعات املذكورة أعاله ،أشار املشروع في نفس الفقرة إلى ضرورة توفر املجلس الاقتصادي
و الاجتماعي للجهة على شخصيات ذات كفاءة عالية .
الفقرة الثانية :اختصاصات جهات نظام الحكم الذاتي و مواردها املالية .
إن نظام الحكم الذاتي بجهات الصحراء يستوجب ضرورة تمتيع هذه الجهات بمجموعة من
الاختصاصات مع استثناء بعضها ،خاصة الاختصاصات املتعلقة بالسيادة و التي تبقى من صالحيات الدولة
املركزية ،فهل تضمن املشروع املغربي للحكم الذاتي تحديد هذه الاختصاصات ؟
- 1الاختصاصات الذاتية :
خص مشروع الحكم الذاتي جهات الصحراء ببعض الاختصاصات في عدة ميادين تمارسها داخل الحدود
الترابية هيئات تنفيذية و تشريعية و قضائية ،في حين أبقى هذا املشروع على اختصاصات حصرية لفائدة
الدولة ،و أخرى تتم ممارستها باتفاق بين الدولة و الجهة ،و قد شملت الاختصاصات الذاتية لهذه الجهات
امليادين التالية:
على املستوى إلاداري و ألامني و القضاء :إلادارة املحلية و الشرطة و املحاكم ؛
عـلى املسـتوى الاقتصـادي :التنميـة الاقتصاديـة ،و التخطيـط الجهوي ،و تشـجيع الاسـتثمارات ،و
التجـارة و الصناعة و السـياحة و الفالحة ؛
على املستوى املالي :ميزانية الجهة و نظامها الجبائي؛
على املستوى الاجتماعي :السكن ،و التربية ،و الصحة ،و التشغيل ،و الرياضة ،و الضمان
الاجتماعي ،و الرعاية الاجتماعية ؛
على مستوى التنمية الثقافية :النهوض بالتراث الثقافي الصحراوي الحساني ؛
على مستوى البنى التحتية و البيئية :املاء ،و املنشآت املائية و الكهربائية ،و ألاشغال العمومية ،ثم
النقل و البيئة. 79
79
-الفقرة '' ،12مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية'' ،مرجع السابق.
37
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
كما تمثـل الجهة سـاكنة جهـة الصحـراء في البرملـان و باقـي املؤسسـات الوطنيـة ،و تشـارك في كل الانتخابـات
الوطنيـة ،و ذلك طبقا ملضمون الفقرة 18من املبادرة املغربية للحكم الذاتي لجهات الصحراء .
-2الاختصاصات الحصرية لفائدة الدولة :
مقابل الاختصاصات الخاصة بجهات الصحراء احتفظ مشروع الحكم الذاتي باختصاصات خاصة
بالدولة تتجلى في عدة مجاالت أهمها: 80
مقومات السيادة :املتمثلة في العلم و النشيد الوطني و العملة ؛
مقومــات املؤسسة امللكية :املتمثلة في الاختصاصــات الدســتورية و الدينيــة للملــك ،بصفتـه أميـرا
للمؤمنيـن ،و الضامـن لحريـة ممارسـة الشـعائر الدينيـة ،و للحريــات الفرديــة و الجماعيــة .
ينضاف لهذه املجاالت اختصاصات أخرى تتجلى في ألامن الوطني و الدفاع الخارجي و الوحدة الترابية ،ثم
العالقات الخارجية ،و النظام القضائي .
-3الاختصاصات املمارسة عن طريق اتفاق بين الدولة و جهات نظام الحكم الذاتي :
هي تلك الاختصاصات التي ال يوجد لها سند قانوني و لم يتـم التنصيـص صراحة علــى تخويلهــا ،حيث
يمكن أن تمارس جهات الصحراء اختصاصات أخرى بناء على اتفــاق يتم ب ـينها و بين الدولة ،عم ـال بمبــدأ
التفريـع .
-4الاختصاصات املمارسة في إطار التشاور و التعاون :
يجوز لجه ـات الحكــم الــذاتي بالصح ـراء ،بعد التشــاور مــع الحكومــة ،أن تسعى إلقامــة عالقــات تعــاون مــع
جهــات أجنبيــة بهــدف تطويــر الحــوار و التعــاون ب ـين الجهــات ،مع ألاخذ بعين الاعتبار أن الدولة هي املسؤولة
عن العالقات الخارجية فيما يتعلق بـكل القضايــا ذات الصلــة املبــاشرة باختصاصــات جهــة الصحراء بعد
التشاور مع هذه ألاخيرة.81
: 5املوارد املالية .
للحديث عن املوارد املالية ملنطقة نظام الحكم الذاتي بجهات الصحراء البد لنا من استحضار أهم املوارد
التي تتوفر عليها كل من جتهي العيون الساقية الحمراء و الداخلة وادي الذهب ،و التي ستكون ال محالة
مصدرا أساسيا لتمويل نظام الحكم الذاتي .
80
-الفقرة ''،14مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية'' ،نفس المرجع السابق .
81
-الفقرة ،15نفس المرجع.
38
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
يشكل الفوسفات إلى جانب الرمل بالنسبة لجهة العيون الساقية الحمراء » الجزء ألاكبر من الثروة
املعدنية املستغلة بالجهة و الذي يستخرج من رواسب منطقة بوكراع ،و املقدر حسب معطيات عام 7177
بنحو 7471ألف طن ،و ٪71من إلانتاج الوطني (مقابل ٪71في عام .)7117
كذلك نجد تصدير الرمل ،املصنف على أنه نشاط تعديني ،و الذي من شأنه أن يساهم بشكل كبير في
الدخل الناتج عن قطاع التعدين في املنطقة ،و املنظم على شكل موافقات ممنوحة الستغالل املحاجر ،
خاصة بالقرب من ميناء العيون حيث يتم شحن الرمال إلى جزر الكناري.
إضافة إلى الفوسفاط و الرمال ،نجد قطاع الصيد البحري الذي يمثل أحد أهم قطاعات الاقتصاد الجهوي .
فمن حيث إلانتاج ،تأتي غالبية املصايد من ميناء العيون بنسبة ، ٪ 41و التي تشكل نسبة ٪11من املصيد
الوطني ،فقد حقق هذا القطاع من حيث القيمة 211مليار درهم في عام . « 827177
أما بالنسبة لجهة الداخلة وادي الذهب فهناك » تنوع كبير يميز باطن تربة هذه الجهة ،حيث هناك
الفوسفات ،و الذي بدأ استغالله في الستينيات بعد اكتشاف كميات كبيرة من هذه املادة في أمسليكن و
عزيق و العبادلة و في منطقة واد دهب.
إلى جانب الفوسفات ،يعد الحديد أيضا أحد الثروات املعدنية املوجودة و تقدر احتياطيات هذا املعدن
بنحو 911مليون طن على طول ساحل املحيط ألاطلس ي بنسبة ، ٪92كذلك النحاس فهو موجود أيضا في
صورة منجمه بمنطقة أكجوت قرب الحدود املوريتانية.
و في املجال الزراعي تتوفر منطقة و اذي الذهب على تربة خصبة تصل مساحتها 911هكتار من ألاراض ي
الزراعية مجهزة بأحدث املعدات ،و التي يمكن أن تساهم في الاكتفاء الذاتي الغذائي للجهة . «83
إضافة إلى كل هذه املوارد الطبيعية التي تزخر بها جهات الصحراء ،توجد أيضا املحاليل امللحية ،و يمكننا
أن نذكر :تازغا ،أم ضباء ،تسليتين ،تسفورين .و تعتبر أكبر مصانع امللح في ، Tazghaحيث تنتشر على
مساحة كبيرة تقدر احتياطياتها بـ 9.9مليون طن ،و تعمل منذ عام 7447بواسطة ، Somaselو هي شركة
كذلك تنتج ما يقرب من 71111طن من امللح سنويا و توظف ما يقرب من 911شخص كل موسم.
الصيد البحري ،و الذي يعد قاطرة التنمية بجهة الداخلة وادي الذهب ،حيث يزخر بثروة سمكية هائلة .
82
- Ministère de l’intérieur , Direction Générale des Collectivités locales , La Région de Laayoune-Sakia el Hamra,
Monographie Générale ,2015 , p. 36-38-39 .
83
- Ministère de l’intérieur , Direction Générale des Collectivités locales , La Région de Dakhla-Oued Eddahab,
Monographie Générale ,2015 , p. 41-45 .
39
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
فإذا كان ألاصل في توزيع الاختصاصات بين الدولة و الجهات هو أن يقترن نقل كل اختصاص باملوارد
املالية الضرورية له ،فهل تضمن املشروع املغربي للحكم الذاتي هذا املبدأ؟ بغية تحقيق التنمية املنشودة ،
و بالتالي إعطاء املشروعية و الشرعية الالزمتين لهذا املشروع .
ضمانا لتمكين الجهات موضوع نظام الحكم الذاتي من ممارسة اختصاصاتها ،و تحقيقا للتنمية في جميع
املجاالت على صعيد الجهة ،حدد مشروع الحكم الذاتي املوارد املالية الالزمة التي ستساعد هذه الجهات في
ذلك و املتمثلة في ما يلي :
الضرائــب و الرســوم و املســاهمات املحليــة املقــررة مــن لــدن الهيئــات املختصــة للجهة؛
العائــدات املتأتيــة مــن اســتغالل املــوارد الطبيعيــة ،املرصــودة للجهــة؛
جــزء مــن العائــدات املحصلــة مــن طــرف الدولــة و املتأتيــة مــن املــوارد الطبيعيــة املوجــودة داخــل
الجهــة؛
املوارد الضرورية املخصصة في إطار التضامن الوطني؛
عائدات ممتلكات الجهة .84
على هذا ألاساس يكون املشرع املغربي قد سلك مسلك أهم النماذج املقارنة لنظام الحكم الذاتي في
توزيع الاختصاصات ،و التي اعتمدت تالث طرق لتوزيع الاختصاصات بين الدولة و الجهات كما يلي :
« تعيين و تحديد الصالحيات التشريعية و التنفيذية و القضائية بين إلاقليم و الجهة و السلطة
املركزية ؛
الاقتصار على توزيع و تحديد صالحيات إلاقليم املحكوم ذاتيا في مجاالت معينة؛
الاكتفاء بتعيين و تحديد صالحيات السلطة املركزية ذات السيادة،أما الباقي فيترك للجهات.» 85
املطلب الثاني :تقييم املشروع النظري لنظام الحكم الذاتي بجهات الصحراء .
يمنح املشروع النظري لجهات الحكم الذاتي بالصحراء عدة اختصاصات تتمثل في سلطات تنفيذية ،و
تشريعية و قضائية ،مع جعل هذه الاختصاصات تبقى تابعة لوصاية الدولة املركزية ،لذلك عملت املبادرة
املغربية للحكم الذاتي على خلق عالقات بين الدولة و جهات الصحراء ،تكريسا ملبدأ الوحدة الوطنية التي يقوم
84
-الفقرة '' ،13مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية'' ،مرجع سابق.
- 85عبد القادر الكيحل ،الرهانات السياسية والتنموية للجهوية بالمغرب ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون العام ،جامعة محمد
الخامس السويسي – الرباط ،سنة ، 2009ص . 152
41
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
عليها نظام الحكم في املغرب .و هو ما يعتبر قاعدة للفقه الدستوري الذي يشترط في تسيير ألاقاليم ذات نظام
الحكم الذاتي أن يتم « عن طريق هيئات سواء تشريعية أو تنفيذية تحدد طريقة انتخابها و صالحياتها
بمقتض ى قواعد القانون الدستوري ،التي تفرض ضرورة توافق التشريعات املحلية مع التشريعات الوطنية
تحقيقا لالستقالل النسبي و مبدأ الوحدة . «86فهل أسس مشروع نظام الحكم الذاتي لقواعد و مرتكزات
تشريعية فعلية و عملية لفض النزاع حول قضية الصحراء ؟
هذا ما سنتناوله من خالل الاختصاصات الحصرية التي تحدد مجاالت تدخل الدولة داخل جهات نظام الحكم
الذاتي بالصحراء ) الفقرة ألاولى ( ،و مكانة هاته الجهات داخل الدولة ) الفقرة الثانية ( .
الفقرة ألاولى :سلطة الدولة داخل جهات نظام الحكم الذاتي بالصحراء .
إن تناول املشروع املغربي للحكم الذاتي على مستوى السلطات التنفيذية في الفقرة 16على أن مزاولة جميع
الاختصاصات املمنوحة للدولة في جهة الحكم الذاتي بالصحراء تتم عن طريق مندوب حكومي ،تنصبه السلطة
املركزية حسب مضمون الفقرة . 20معناه ،أن نظام الحكم الذاتي الذي جاء به هذا املشروع قائم على عنصر
الوصاية الذي بواسطته تضل الدولة املركزية هي صاحبة القرار ،خاصة القرارات املتعلقة بميادين السيادة
،حيث تحتفظ الدولة باختصاصاتها في ميادين السيادة ،خصوصا فيما يتعلق بالدفاع و العالقات
الخارجية و الاختصاصات الدستورية و الدينية للملك .87كذلك مقومات السيادة التي تشير إليها الفقرة ،14و
املتمثلة في العلم و العملة و النشيد الوطني ،إضافة إلى النظام القضائي الذي تصدر محاكمه ألاحكام باسم
امللك حسب ما جاء في الفقرة ،22و كذا ألامر بالنسبة لألحكام و القوانين التشريعية و التنظيمية الصادرة عن
هيئات جهة الحكم الذاتي للصحراء التي يجب أن تكون مطابقة لنظام الحكم الذاتي في الجهة و دستور اململكة
طبقا ملا جاء في مضمون الفقرة . 24
فاملالحظ أنه رغم احتفاظ الدولة على جل هذه الاختصاصات املذكورة أعاله ،إال أنه نجدها تتخلى عنها من
جانب آخر ،و هو ما يؤكده مضمون الفقرة ، 16حيث جاء فيها '' يـزاول منـدوب الحكومـة اختصاصـات الدولـة
في جهـة الحكـم الـذاتي للصحـراء ،املنصـوص عليهـا في الفقـرة 79أعـاله'' ،ما يعني أن رئيس جهة الصحراء
بصفته مندوبا للحكومة سيمارس إضافة إلى الاختصاصات املرتبطة بالسيادة و ألامن و الدفاع و العالقات
- 86محمد بوبوش ،قضية الصحراء و مفهوم االستقالل الذاتي ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون العام ،كلية العلوم القانونية و
االقتصادية و االجتماعية أكدال – الرباط ،سنة ، 2002-2003ص . 25
87
-الفقرة ''، 6مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية'' ،مرجع سابق .
41
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
الخارجية و القضاء ،الاختصاصات املتعلقة بمقومات املؤسسة امللكية ،و هو الش يء الذي يجعل القارئ يتوه
عن املعنى الحقيقي لهذه الفقرة.
أما من الناحية املالية ،فرغم ما نص عليه مشروع الحكم الذاتي من موارد مالية ،تبقى استقاللية القرار
املالي لجهات الصحراء ضئيلة ،حيث تضل الدولة املركزية هي صاحبة القرار املالي ،و هذا ما تجسده مقتضيات
الفقرة 13املتعلقة باملوارد املالية لجهات الصحراء ،و املتمثلة في ممارسة الدولة لصالحية تحصيل جزء من
املوارد الطبيعية املوجودة داخل هذه الجهات ،و كذا ألامر بالنسبة للموارد املخصصة في إطار التضامن الوطني
عمال بمبدأ التضامن بين جهات اململكة .و هو ما يؤكد تبعية جهات نظام الحكم الذاتي للدولة املركزية و عدم
تمتيعها بالشخصية القانونية ،باعتبارها مجرد وحدات إدارية المركزية في ظل نظام جهوي موسع.
و بالتالي فالسلطات املالية لجهات نظام الحكم الذاتي جد محدودة ،مما يشكل انعكاسا على استقاللها
املالي ،بحيث أن الدولة املركزية تبسط هيمنتها على أهم مصادر التمويل ،حيث أن نظام التمويل املركزي
لهذه الجهات يستند أساسا على املوارد املالية املتأتية من املوارد الطبيعية لجهات نظام الحكم الذاتي و
عائدات ممتلكاتها حسب مضامين الفقرة الثالثة عشر من مبادرة الحكم الذاتي .و هو ألامر الذي نهجته بعض
ألانظمة املقارنة التي تعتمد نظام الجهوية السياسية في تمويلها لجهات نظام الحكم الذاتي ،و التي سنتطرق
إليها في شق أخر من هذا البحث .
الفقرة الثانية :مكانة جهات الصحراء داخل الدولة في ظل نظام الحكم الذاتي .
باستقراء مضامين مشروع الحكم الذاتي نجده قد احتفظ بمكانة متميزة لجهات نطام الحكم الذاتي داخل
هياكل الدولة ،و لعل أبرز هذه املضامين ما جاء في الفقرة 15التي جعلت مبدأ التشاور بين الدولة املركزية
و جهات الحكم الذاتي أساسيا في ما يتعلق بالعالقات الخارجية ،التي لها صلة باختصاصات هذه الجهات .و
الذي يتجسد في رغبة هذه ألاخيرة بإقامة عالقات تعاون مع جهات أجنبية بهدف تطوير الحوار و التعاون بينها
و بين جهات أخرى .كما أن هذا املشروع في شقه املتعلق باالختصاصات التشريعية نجده قد اختار طريقتين
لتشكيل التركيبة البرملانية لجهة الصحراء .
ألاولى :تتجلى في اختيار منتخبي الجهة عن طريق القبائل الصحراوية ،أي ممثل عن كل قبيلة ( البعد القبلي )
،مع العلم أن هذا الاختيار يعرف بدوره عدة تأويالت على مستوى القبائل ألاصلية للصحراء .
42
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
الثانية :تتمثل في اختيار منتخبين باالقتراع العام املباشر من طــرف مجمــوع ســكان جهــة الصحراء ،و بهذه
الطريقة يتم ضمان انخراط ساكنة الصحراء من ألاصول غير الصحراوية في تمثيلية برملان جهة الصحراء ،ما
يضمن سيطرة الدولة املركزية على هذا الجهاز التشريعي.
أما على مستوى السلطة القضائية ،فيفهم من التصور العام للنظام القضائي لجهات الصحراء حسب
مضامين مشروع الحكم الذاتي أن هذا الجهاز ال يتمتع باالستقاللية بل يبقى تابعا للجهاز القضائي املركزي ،و
هو ما تأكده مضامين الفقرتين 24و 25و املشار إليهما سالفا .
نضرا للخصوصية و الاعتبارات السياسية لجهات مشروع نظام الحكم الذاتي ،يبدو أن هذه الجهات
ستعرف استثناء عن باقي الجهات الترابية ألاخرى ،و هو ما يتضح من خالل مقتضيات مشروع الحكم الذاتي ،
إال أنه و حتى يتم تجسيد هذا املشروع على أرض الواقع فالدولة ملزمة أوال بأن تقر بذلك في دستورها ،حيث
التزمت بأن'' تتــم مراجعــة الدســتور املغــربي و إدراج نظــام الحكــم الـذاتي فيـه ،ضمانـا السـتقرار هـذا النظـام و
إحاللـه املكانـة الخاصـة الالئقــة بــه داخــل املنظومــة القانونيــة للمملكــة'' .88و هو ما يتعارض مع مضامين الفقرة
27من نفس املشروع ،حيث تؤكد هذه الفقرة على أن تنزيل هذا املشروع لن يتم إال بعد التفـاوض ،و طـرحه
عـلـى الســكان املعني ـين بموجــب اســتفتاء حــر ،إضافة إلى اعتماد الاستشــارة الديمقراطيـة ،و التي تعد طبقـا
للشرعيـة الدولية ممارسـة حـرة للحق في تقريـر املصيـر ،و ذلك طبقا للمواثيق و القرارات الدولية .و بالتالي
يبقى مشروع الحكم الذاتي مجرد حبر على ورق إلى أن يتم الحسم فيه من قبل جميع أطراف القضية و
مصادقة املنتظم الدولي .
تحيلنا مضامين مشروع نظام الحكم الذاتي املغربي على أن هذا النظام ال يتعدى في كونه نظام المركزي ذو
واجهة سياسية ،فجهات الصحراء طبقا ملقتضيات مشروع نظام الحكم الذاتي ال تتمتع باالستقالل السياس ي
مقابل تمتيعها باستقاللية نسبية في ممارسة اختصاصاتها بمقتض ى مبدأ التدبير الحر الذي أقره الدستور
املغربي لعام ، 2011و بالتالي يظهر التقاطع الواضح بين إكراهات تنزيل هذا املشروع و تفعيل خيار الجهوية
املتقدمة بباقي جهات اململكة داخل الدولة املوحدة .كما أن مشروع الحكم الذاتي هذا بقي جامدا ،فهو لم
يواكب الاصالحات التي طالت الوثيقة الدستورية لعام ، 2011ما يتطلب تعديل بعض فقراته .فرغم ،ما
تحمله الاختصاصات املمنوحة نظريا لجهات الصحراء بموجب مشروع الحكم الذاتي في طياتها من قيود خاصة
على مستوى الاختصاصات التشريعية و التنفيذية و املالية .إال أنها تعكس رغبة واضعيه في تكريس جيل
88
-الفقرة '' ، 29مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية'' ،مرجع سابق .
43
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
جديد من تاريخ التنظيم الجهوي باملغرب .حيث سيتولى سكان الصحراء تدبير شؤونهم من خالل هيئات
تشريعية و تنفيذية و قضائية ،تتمتع باختصاصات حصرية » .89و هاهنا يبرز مبدأ التفريع ،املنصب على توزيع
الاختصاصات ،ناجعا من حيث أساسه املذهبي ،بيد أن تجسيده على أرض الواقع يظل صعبا دونما دمقرطة
حقيقية للتنظيم السياس ي و القانوني للدولة ككل ،حتى و إن نصت عليه املبادرة املغربية بتوصيفه تفريعا
بالتوافق . » 90فرغم الانتصارات الدبلوماسية التي حققها املغرب في آلاونة الاخيرة ،و املتمثلة في نهج سياسة
فتح القنصليات ألاجنبية في مدن الصحراء ،و اعتراف مؤسسة الرئيس ألامريكي الراحل ''دونالد ترامب'' ،و
إعادة العالقات الدبلوماسية املغربية إلاسرائيلية يمكن أن تشكل مكسبا سياسيا ظرفيا للنزاع في الصحراء ،
إال أن الحل ألامثل يكمن في ترجمة مقتضيات مشروع نظام الحكم الذاتي على مستوى الواقع ،و ذلك عن
طريق الحد من هفوات التنظيم الترابي املحلي و الجهوي الحالي بجهات الصحراء ،و التخلي الفعلي عن املنطق
التقليدي لتوزيع السلط ،و الحد من سياسة الريع و الامتيازات الفئوية ،و التفعيل الصارم ملبدأي ربط ''
املسؤولية باملحاسبة '' و ''سيادة القانون'' و تحقيق مطلب العدالة الاجتماعية ،باعتبار الجهوية املتقدمة هي
التربة الخصبة لتقييم حاضر و مستقبل التدبير الاداري و املالي و السياس ي لجهات الصحراء و كسب تأييد
املجتمع الوطني و الدولي « .فمن املستحيل تصور إطار مؤسس ي عام ينهض على أجيال الحقوق ،دونما عالقة
بالحسم في دمقرطة نظام الحكم ،قبل أن تكون القضية املصيرية مرتبطة بمنظومة حكامة ديمقراطية
جهوية. « 91
89
-الفقرة ، 5نفس المرجع السابق .
90
-عبد الرحيم العماري '' ،في منطق الترافع عن قضية الصحراء أو أصول القوة الترافعية '' :حفريات نقدية عن المغرب السياسي ،الجزء األول ،ملف
الصحراء ( ،)1975 – 2015مطبعة طوب بريس – الرباط ،الطبعة األولى ،سنة ،2016ص . 189
91
-عبد الرحيم العماري '' ،في منطق الترافع عن قضية الصحراء أو أصول القوة الترافعية '' :مرجع سابق ،ص . 183
44
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
الفصل الثاني :مكانة الجهوية في الخطاب السياس ي الجديد للمؤسسات الرسمية .
تحظى املؤسسة امللكية بمكانة دستورية ،حيث يعتبر امللك رئيسا للدولة ،و ممثلها ألاسمى ،و رمز
وحدتها ،و ضامن دوامها و استمرارها ،و الحكم ألاسمى بين مؤسساتها ،و الساهر على احترام دستورها ،و
حسن سير مؤسساتها الدستورية ،و على صيانة اختيارها الديمقراطي ،و حقوق و حريات مواطنيها و مواطناتها
و كذا الجماعات ،و على احترام تعهداتها الدولية .و ضامن استقاللها و حوزتها في دائرة حدودها الحقة.92
انطالقا من السلطة املخولة لرئيس الدولة في مخاطبة ألامة و البرملان ،و تالوة خطابه أمام كال املجلسين ،
و الذي ال يمكن أن يكون مضمونه موضوع أي نقاش داخلهما .93إضافة إلى السلطة التي تمارسها الحكومة
تحت سلطة رئيسها ،من خالل تنفيذ برنامجها الحكومي و ضمان تنفيذ القوانين و إلاشراف و الوصاية على
املؤسسات و املقاوالت العمومية ،94و دور ألاحزاب السياسية في تأطير املواطنات و املواطنين و تكوينهم
السياس ي ،و تعزيز انخراطهم في الحياة الوطنية و تدبير الشأن العام ،و املساهمة في التعبير عن إرادة الناخبين،
و املشاركة في ممارسة السلطة ،لى أساس التعددية و التناوب ،بالوسائل الديمقراطية ،و في نطاق املؤسسات
الدستورية .95ارتأينا أن نبرز مكانة الجهوية في الخطاب السياس ي الجديد للمؤسسات الرسمية ،من خالل
الخطب امللكية و البرامج الحكومية ( املبحث ألاول ) ،إضافة إلى برامج ألاحزاب السياسية ( املبحث الثاني ) .
املبحث ألاول :الجهوية في الخطاب السياس ي لرئيس الدولة و السلطة التنفيذية .
تعتبر الجهوية في املغرب في مسارها التاريخي العام و تطوراتها الحديثة بناء ذات ارتباط قوي باملؤسسة
امللكية ،سواء على مستوى التصور العام لهذه ألاخيرة للجهوية ،أو انطالقا من التحول الذي سيشهده
التكريس الفعلي للتنظيم الجهوي باملغرب منذ تولي امللك محمد السادس العرش ( املطلب ألاول ) ،كما
تعتبر إحدى املحاور الرئيسية للحكومات التي تعاقبت على الحياة السياسية باملغرب منذ 7177إلى نهاية
حكومة حزب العدالة و التنمية( املطلب الثاني ).
92
-المادة 16من الدستور المغربي لعام .6055
93
-المادة 26من الدستور المغربي لعام .6055
94
-المادة 89من الدستور المغربي لعام .6055
95
-المادة 1من الدستور المغربي لعام .6055
45
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
املطلب ألاول :الجهوية في الخطب امللكية .
احتلت الجهوية املتقدمة مرتبة الصدارة في خطب رئيس الدولة محمد السادس ،حيث نجد تجلياتها في
أدبيات الخطب امللكية الواردة قبل صدور الدستور املغربي الجديد لعام ، 2011و الفترة التي تليه ،و هو ما
سنتطرق إليه من خالل خطاب الجهوية ما قبل دستور 2011انطالقا من سنة ( ، 7444الفقرة ألاولى ) ،و
الجهوية املتقدمة ما بعد دستور ( 2011الفقرة الثانية).
تلعب املؤسسة امللكية دورا هاما في رسم السياسات الجهوية .تتجسد هذه ألاهمية في »الخطوط
العريضة التي يشير إليها امللك في خطبه السامية بخصوص مختلف امليادين السياسية ،و الاقتصادية ،و كذا
الاجتماعية . « 96و قد كان الخطاب امللكي الذي وجهه رئيس الدولة محمد السادس يوم الثالثاء 77أكتوبر
سنة ،7444أول خطبه امللكية بعد توليه العرش ،
و التي تؤكد على أهمية الجهوية املتقدمة في الخطب امللكية ،حيث يؤكد رئيس الدولة في خطابه هذا على
"...أن الجهة التي كرسها دستور اململكة تعتبر حلقة أساسية في دعم الديمقراطية املحلية ،و كذا مجاال
خصبا للتنمية الاقتصادية ،و الاجتماعية ،و فضاء فسيحا للتفكير و التخطيط في إطار واسع ملستقبل
أفضل في انسجام مع الوحدات الترابية ألاخرى باعتبارها أداة توحيد و عنصر التحام .97''...و هو ألامر الذي
جعل رئيس الدولة آنذاك يصدر أوامره للحكومة املتمثلة في التعجيل بوضع مجموعة من النصوص
التطبيقية للقانون املنظم للجهة ،و ذلك بهدف تمكين مؤسسة الجهة من املساهمة في التنمية .مؤكدا في
نفس الخطاب على ،أنه ال يمكن للالمركزية أن تحقق أهدافها املنتظرة ،دون أن يواكبها مسلسل عدم
التركيز الذي يقض ي بنقل اختصاصات إلادارة املركزية إلى مندوبيها املحليين .و حرصا منه على ضرورة نهوض
املجالس الجهوية بدورها املنوط كفاعل أساس ي في التنمية الاقتصادية و التكافل الاجتماعي و التدبير املجالي ،
أصدر تعليماته للحكومة آنذاك ،قصد إلاسراع بإصدار كل النصوص التنظيمية الخاصة بها و تفعيل
صندوق التضامن للتنمية الجهوية ،مؤكدا على أن ''...تفعيل دور الجهة في إلاقالع الاقتصادي يستلزم توفر
96
-عبد الواحد مبعوث ،التنمية الجهوية بين عدم التركيز اإلداري و الالمركزية ،أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام ،جامعة محمد الخامس ،كلية
الحقوق أكدال -الرباط ،مرجع سابق ،ص . 692
97
-الخطاب الملكي ،الموجه إلى المسؤولين عن الجهات و الواليات و العمالت واألقاليم من رجال اإلدارة و ممثلي المواطنين 56 ،أكتوبر -سنة
. 5999
46
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
كل مجلس جهوي على منظور استراتيجي شمولي و متناسق لتنمية الجهة و على بنك ملشاريع الاستثمار املمكن
إنجازها في دائرة ترابه أو بالتشارك مع جهات أخرى ،مع اعتماد آليات لتقويم و تكييف و تحيين و إعادة
توجيه عملية التنمية الجهوية ،آخذا بعين الاعتبار ما يعرفه املحيط الاقتصادي و التكنولوجي من تحوالت و
مستجدات متسارعة .98''...
شكلت الجهوية على مستوى الخطاب الرسمي » مرجعا شبه دائم في خطاب رئيس الدولة ،سواء في
تطوره العام أو في مختلف أبعاده و ديناميته الخارجية منها و الداخلية ،و هذا ما يكرسه الخطاب امللكي في
جانب من محطاته التاريخية ، « 99كما هو الشأن بالنسبة لخطاب العرش لعام 7117الذي أكد فيه عنايته
القصوى في مجال الجهوية التي يعتبرها خيارا استراتيجيا ،و ليس مجرد بناء نظري ،إضافة إلى خطاب
الذكرى السادسة و العشرين النطالق املسيرة الخضراء الذي ورد فيه '' ...إننا عازمون على توطيد الجهوية
بمنظور للتنمية الجهوية املتوازنة ، ''...ليأتي بعد ذلك خطاب العرش لسنة 7112الذي أكد فيه رئيس
الدولة من جديد توجهه الراسخ إلقامة جهوية متدرجة و متطورة .
بالعودة إلى التطورات التي مر منها التنظيم الجهوي باملغرب و التي تطرقنا إليها في الجزء السابق من هذا
البحث ،نستنتج أن السياسات الجهوية كانت على املستوى العملي مجرد جهوية صورية ،مادامت لم تتوفر
فيها املقومات املجالية و إلادارية و املالية و الحكماتية .إال أن املستجدات التي عرفتها قضية الصحراء جعلت
رئيس الدولة يغير لهجة الخطاب ليعلن بموجب خطاب 1نونبر 7111عن عزمه و إصراره الفعلي إلطالق
مبادرة جهوية متقدمة و موسعة تنطلق من أقاليم الصحراء ،حيث جاء في نص هذا الخطاب " ،قررنا
بعون هللا ..إطالق جهوية متقدمة و متدرجة تشمل كل مناطق اململكة و في مقدمتها جهة الصحراء ...تقوم
على مجموعة من املرتكزات في مقدمتها تحديد الاختصاصات و توفير املوارد املالية الذاتية ،إضافة إلى
اعتماد تقسيم جهوي يؤدي إلى إحداث و حدات مجالية متجانسة.100"...
إن هذا الخطاب ،كان إشارة لإلصالحات التي يعتزم رئيس الدولة القيام بها على مستوى السياسات
الجهوية من خالل رسم الخطوط العريضة لنجاح هذا إلاصالح و تنزيله على أرض الواقع ،لتنتقل املؤسسة
امللكية هذه املرة من مرحلة تغيير خطاب الجهوية إلى مرحلة التغيير بالخطاب .
98
-الخطاب الملكي ،بمناسبة افتتاح الدورة األولى من السنة التشريعية الرابعة ،الجمعة 52أكتوبر -سنة .6000
-محمد اليعقوبي ،مفهوم الجهوية المتقدمة في الخطب الملكية ،منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمية ،سلسلة دراسات ،عدد ، 92سنة
99
، 6050ص . 55
100
-الخطاب الملكي ،بمناسبة الذكرى 22للمسيرة الخضراء ،بتاريخ 06نونبر -سنة .6008
47
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
على هذا ألاساس ،قام رئيس الدولة في هذه املرحلة بتنصيب اللجنة الاستشارية للجهوية بتاريخ
،7171/17/11حيث أكد في خطابه بهذه املناسبة على ضرورة التنسيق و التوازن في الصالحيات و إلامكانات
و تفادي تداخل الاختصاصات أو تضاربها بين مختلف الجماعات املحلية و السلطات و املؤسسات .مؤكدا على
أن منح موارد مالية مهمة للجهوية املوسعة ش يء ضروري لتمكينها من وسائل العمل ،و القدرة على القيام
باالختصاصات املمنوحة لها في مجال التخطيط ،و التنمية الاقتصادية ،و الاجتماعية و الثقافية .
لقد جاء خطاب تنصيب اللجنة الاستشارية للجهوية ،ليدقق شيئا ما في التوجيهات ،حيث اعتبر أن بلورة
الجهوية يتعين أن تقوم على أربعة مرتكزات تتمثل في :
'' التشبث بمقدسات ألامة و ثوابتها ،املتمثلة في وحدة الدولة و الوطن و التراب ؛
الالتزام بالتضامن ،إذ ال ينبغي اختزال الجهوية في مجرد توزيع جديد للسلطات بين املركز و
الجهات ؛
اعتماد التناسق و التوازن في الصالحيات وإلامكانات و تفادي تداخل الاختصاصات أو تضاربها
بين مختلف الجماعات املحلية و السلطات و املؤسسات ؛
انتهاج ''الالتمركز'' الواسع الذي لن تستقيم الجهوية بدون تفعيله في نطاق حكامة ترابية ناجحة
قائمة على التناسق والتفاعل''.101
إلنجاح إلاصالح الجهوي في هذه املرحلة و ضعت املؤسسة امللكية مجموعة من الشروط ''… من خالل
نقاش وطني واسع و بناء ،و بالتعبئة الهادفة إلى تبنيه الجماعي و الانخراط القوي إلنجاحه… .102مع جعل
الجهوية ''… السبيل لتقدم البالد و صيانة الوحدة و ضمان املزيد من مقومات العيش الكريم للمواطنين ،
السيما الشباب و الفئات ،و الجهات املعوزة .103''...
من خالل القراءة املتأنية للخطب امللكية لرئيس الدولة محمد السادس في هذه املرحلة ،استنتجنا بعض
املالحظات التي البد من إبرازها و املتمثلة في :
» -إلاشارة املتكررة إلى فكرة الوحدة كدعامة من دعامات الجهوية .فحسب خطاب ل 1نونبر،7111
فالوحدة '' تشمل وحدة الدولة و الوطن و التراب التي ال يمكن ألي جهوية أن تتم إال في نطاقها''.
101
-الخطاب الملكي بمناسبة تنصيب اللجنة االستشارية للجهوية ،بتاريخ 02يناير -سنة . 6050
- 102
الخطاب الملكي ،بمناسبة الذكرى السابعة و الخمسين لثورة الملك و الشعب ،بتاريخ 60غشت -سنة . 6050
- 103
الخطاب الملكي ،بمناسبة ترؤس الملك الفتتاح الدورة الخريفية للسنة التشريعية ، 6055-6050بتاريخ 8أكتوبر -سنة .6050
48
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
-تتعلق بأصالة املنهجية املعتمدة إلعداد إلاصالح الجهوي الجديد ،و التي تتميز بمزايا كبيرة .فهي أوال ،
تذكرنا باملنهجية املطبقة إلعداد مشروع الحكم الذاتي املوسع للصحراء .كما أنه ،حسب نفس الخطاب ،
سيتمخض ''التصور العام لهذا املشروع الكبير عن نقاش وطني بناء تشارك فيه كل املؤسسات و السلطات
املختصة ،و الفعاليات التمثيلية و الحزبية و ألاكاديمية ،ثم الجمعوية املؤهلة''.
يتعلق ألامر -إذن -بطلب عام للتعبير عن آلاراء و ألافكار ،مما يعني أن املطلوب ال يتجلى فقط في إبراز
إلايجابيات ،بل كذلك في التركيز على املعيقات التي تحول دون تطبيق هذا إلاصالح الهيكلي و العميق ،و
الشروط الواجب توفرها ليصبح هذا املشروع قابال للتنفيذ. «104
ال شك أن كل السلطات التي تتمتع بها املؤسسة امللكية » من داخل الدستور املغربي ،أو على الخارطة
السياسية ،أو من القدرة على استعارة حقول رمزية أخرى دينية (إمارة املؤمنين) ،أو عرفية (املخزن) تدل
على قوة و موقع امللكية داخل الحقل السياس ي املغربي ،و تجعل صاحبها محل إجماع و عصمة. «105
فبعد فترة إلاصالحات الدستورية التي عرفها املغرب ،أصبحت املسألة الجهوية باملغرب ،خاصة في
خطابات املؤسسة امللكية تطرح نفسها بقوة ،ففي ظل التراكمات التي حققتها املؤسسة امللكية على مستوى
السياسات الجهوية في املراحل السابقة ،قام رئيس الدولة محمد السادس بتغيير لغة خطاب الجهوية ،
حي ث أعلن في خطابه عن مرحلة الانطالقة الفعلية للجيل الجديد من الجهوية ،و الذي جاء فيه '':
...أخاطبك اليوم ،بشأن الشروع في املرحلة املوالية ،من مسار الجهوية املتقدمة ،بما تنطوي عليه من
تطوير لنموذجنا الديمقراطي التنموي املتميز ،و ما تقتضيه من مراجعة دستورية عميقة ،نعتبرها عمادا ملا
نعتزم إطالقه من إصالحات جديدة شاملة ،في تجاوب دائم مع كل مكونات ألامة.106''...
فتنزيال لهذه إلاصالحات بادر رئيس الدولة بوضع املرتكزات ألاساسية التي يجب أن يقوم عليها التدبير
الجهوي .حيث دعا لضرورة وضع صيغة قانونية ملجلس املستشارين حتى يواكب إلاصالحات الدستورية
املنشودة ،حيث جاء في نص الخطاب امللكي .. '' :ففيما يتعلق بإصالح التنظيم الترابي ٬و الذي يعد من أهم
104
-محمد اليعكوبي '' ،مفهوم الجهوية المتقدمة في الخطب الملكية'' ،نشر في المساء يوم 65دجنبر ،سنة . 6050
www.Almassae.com 10/07/2018 تاريخ ولوج الموقع :
105
-محمد ظريف '' ،النسق السياسي المغربي المعاصر مقاربة سوسيوسياسية '' ،مطبعة إفريقيا الشرق – الدار البيضاء ،سنة ،1991ص .13
106
-مقتطف من خطاب الملك محمد السادس ليوم األربعاء 9مارس حول الجهوية الموسعة ،و إعالنه عن تكوين لجنة خاصة لمراجعة الدستور ،سنة
. 2011
49
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
املجاالت املهيكلة ٬فإنه يتعين توفير الشروط القانونية و التنظيمية إلقامة مجلس املستشارين في صيغته
الدستورية الجديدة ٬و ذلك بهدف تمكين بالدنا من الجهوية املتقدمة ٬التي نتطلع إليها.107
في سياق ،ربط املسؤولية باملحاسبة شددت املؤسسة امللكية على املسؤولية التدبيرية للمجالس الجماعية
أمام املواطنين ،حيث جاء في الخطاب امللكي''...فاملجالس الجماعية هي املسؤولة عن تدبير الخدمات
السياسية ،التي يحتاجها املواطن كل يوم .أما الحكومة ،فتقوم بوضع السياسات العمومية ،و املخططات
القطاعية ،و تعمل على تطبيقيها ،''...و كذا مسؤولية كل من الحكومة ،و البرملان ،و ألاحزاب السياسية في
اختيار النخب املؤهلة ،و الالتزام بإخراج املقتضيات القانونية الخاصة بالجهة إلى حيز التطبيق ،و هو ما
يؤكده نص الخطاب امللكي الذي جاء فيه ''' ...و أمام ما تشهده العديد من املدن الكبرى و املتوسطة ،و املراكز
القروية ،من اختالالت ،فإننا نتوجه ألحزاب السياسية ،لضرورة العمل على إفراز كفاءات و نخب جهوية
جديدة ،مؤهلة لتدبير الشأن العام ،خاصة في ظل ما يخوله الدستور للجماعات الترابية من اختصاصات
واسعة.108''...
تأسيسا على ما سبق ،نجد رئيس الدولة يعلن عن مسؤولية ألاحزاب السياسية في اختيار نخبها السياسية
و إعداد برامجها الانتخابية ،و مدى تأثير ذلك على العملية الانتخابية و التدبيرية للشأن املحلي و الجهوي و
الوطني ،و بالتالي ضمان خدمة مصالح املواطنين على أحسن وجه ،موجها إليهم السؤال املحوري و الذي
جاء في خطابه ''… على بعد أقل من سنة ،على الانتخابات املحلية و الجهوية ،أتوجه إلى جميع الفاعلين
السياسيين :ماذا أعددتم من نخب و برامج ،للنهوض بتدبير الشأن العام.109''...
إلى جانب املسؤوليات امللقاة على عاتق الحكومة و ألاحزاب السياسية ،لم ينس ى رئيس الدولة إثارة
املسؤولية امللقاة على عاتق املواطنين في تدبير الشأن العام من خالل اختيار منتخبيهم ،حيث أكد في خطابه
الذي جاء فيه ...''،و على املواطن أن يعرف أن املسؤولين عن هذه الخدمات إلادارية و الاجتماعية ،التي
يحتاجها في حياته اليومية ،هم املنتخبون الذين يصوت عليهم ،في الجماعة و الجهة ،لتدبير شؤونه املحلية.
107
-مقتطف من الخطاب الملكي بمناسبة افتتاح الدورة األولى من السنة التشريعية الثانية من الوالية التشريعية التاسعة 56 ،أكتوبر -سنة .6056
108
-مقتطفات من نص الخطاب الملكي الذي ألقاه الملك محمد السادس بمناسبة افتتاح الدورة األولى من السنة التشريعية الثالثة من الوالية التشريعية
التاسعة 11أكتوبر -سنة . 6052
109
-مقتطف من نص الخطاب الذي ألقاه الملك في افتتاح الدورة األولى من السنة التشريعية الرابعة من الوالية التشريعية التاسعة ،الرباط ،بتاريخ 21
أكتوبر -سنة . 9126
51
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
و خالصة القول ،فإن السلطة التي يتوفر عليها املواطن ،للحفاظ على مصالحه ،و حل بعض مشاكله ،و
محاسبة و تغيير املنتخبين ،تتمثل في كلمة واحدة من ثالثة حروف " صوت.110''...
ليؤكد رئيس الدولة في خطاب آخر على ...'' ،أن البعض يستغلون التفويض ،الذي يمنحه لهم املواطن،
لتدبير الشأن العام في إعطاء ألاسبقية لقضاء املصالح الشخصية و الحزبية ،بدل خدمة املصلحة العامة ،
و ذلك لحسابات انتخابية .و هم بذلك يتجاهلون بأن املواطن هو ألاهم في الانتخابات ،و ليس املرشح
أو الحزب ،و يتنكرون لقيم العمل السياس ي النبيل ،111''...و هو بذلك يعيد التأكيد على أن املسؤولية
الجوهرية في تدبير الشأن العام املحلي و الجهوي تعود للمواطنين من الدرجة ألاولى من خالل طريقة
اختيارهم لألشخاص الذين فوضوا لهم سلطة هذا التدبير .
تجسيدا لخيار الجهوية في بعدها الاجتماعي و التنموي ،أكد رئيس الدولة في خطابه على أنه '' :ما فتئنا
ندعو لتسريع التطبيق الكامل للجهوية املتقدمة ،ملا تحمله من حلول و إجابات للمطالب الاجتماعية و
التنموية ،بمختلف جهات اململكة .فالجهوية ليست مجرد قوانين ،و مساطر إدارية ،إنما هي تغيير عميق في
هياكل الدولة ،و مقاربة عملية في الحكامة الترابية .و هي أنجع الطرق ملعالجة املشاكل املحلية ،و
الاستجابة ملطالب سكان املنطقة ،ملا تقوم عليه من إصغاء للمواطنين ،و إشراكهم في اتخاذ القرار ،ال سيما
من خالل ممثليهم في املجالس املنتخبة…'' .112فهو بموجب هذا الخطاب يدعوا إلى التسريع بتفعيل ورش
الجهوية املتقدمة ،و كذا العمل على نقل الكفاءات التي من شأنها إلاسهام في نجاح تحدي ورش الجهوية
املتقدمة ،مع ترسيخ مبادئ الحكامة في التدبير .و هو نفس التصور الذي عبر عنه من خالل دعوته للحد من
الفوارق الاجتماعية و املجالية بين كافة جهات اململكة ،حيث جعل رئيس الدولة هاتين إلاشكاليتين أساس
إلاصالحات الاقتصادية و الاجتماعية على املستوى الجهوي ،وهو ما أكد عليه في خطابه''...هو ما نهدف إلى
تحقيقه من خالل الاصالحات ،و التدابير الاقتصادية و الاجتماعية التي نعتمدها ،من أجل تحسين ظروف
العيش املشترك بين جميع املغاربة ،و كذا الحد من الفوارق الاجتماعية و املجالية…''.113
-مقتطف من نص الخطاب الملكي الذي وجهه الملك محمد السادس إلى األمة بمناسبة الذكرى الثانية والستين لثورة الملك و الشعب ،مساء يوم
110
51
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
من املألوف في أن الجهوية في الخطابات امللكية لم تكن » بينها قطيعة ابستمولوجية أو منهجية بل هناك
تكرار لنفس العبارات . «114إال أن هذا الخطاب بعد إلاصالحات السياسية و الذي أصبحت تفرضه التطورات
السياسية و الاقتصادية التي أصبح يعرفها املغرب ،جعل الجهوية تحظى بالفعل بمكانة جد متميزة في خطاب
املؤسسة امللكية ،حيث يمكن اعتبار هذه ألاخيرة خارطة طريق لتفعيل السياسات الجهوية الجديدة .
فالخطاب الرسمي لرئيس الدولة « ليس ممارسة فردية ،و إنما هو ممارسة مؤسساتية ،أي أن من يقوم بها
هي مؤسسة دستورية تنتج خطبها السياسية لتوجيه املؤسسات الرسمية ألاخرى التابعة لها بموجب السلطة
الرسمية املنصوص عليها دستوريا ،كذلك التأثير في املواطنين لكسب الشرعية السياسية.
و بالتالي يكون رئيس الدولة هو الفاعل املركزي في انتاج السلطة و ممارستها .و خطابه الرسمي ألاسمى
صادر عن من له الحق في ذلك بموجب مضامين الوثيقة الدستورية من خالل القراءة املتأنية ملضامين
خطب رئيس الدولة في هذه املرحلة ،نجد أنفسنا أمام جيل جديد من الخطاب الرسمي لرئيس الدولة ،و
الذي يتمظهر من خالل لغة الخطاب الغير املألوفة لدى الرأي العام الوطني و الدولي ،و التي تتميز بحكامة
املضمون و التناغم بين تصريف مضامين الوثيقة الدستورية و املمارسة الفعلية ،كما تحيل القارء على أنها
بمثابة دليل لتدبير مسارات الشأن العام الجهوي ،و ذلك انطالقا من تشخيص و تنظيم و إعداد ،و
تنسيق و تقييم و مراقبة ،و متابعة السياسات التدبيرية املتبعة من طرف جل الفاعلين السياسيين .فهو
بذلك ،خطاب يمكن وصفه بالخطاب الرسمي التأسيس ي الذي يسمح لرئيس الدولة بوضع تصوراته حول
النموذج الجهوي الجديد وفق اختصاصاته الدستورية ،و التي يعرضها على باقي الفاعلين السياسيين
املعنيين بالتنفيذ من أجل تنزيلها على أرض الواقع . » 115لكن السؤال الذي يبقى قائما ،هو هل واكب هذه
الرؤية امللكية اهتمام باقي الفاعلين السياسيين و في مقدمتهم الحكومة ،و ألاحزاب السياسية ؟ ''… ذلك أن
املغاربة ال يريدون مؤسسات جهوية حبرا على ورق ،و إنما يتطلعون لجهات فاعلة ،تتجاوب مع انشغاالتهم
امللحة ،و تساهم في تحسين معيشهم اليومي….116
« إن املتتبع للخطاب السياس ي الرسمي للمؤسسة امللكية ،يسجل ال محالة وعي رئيس الدولة بأهمية
الجهوية في بعدها السياس ي و الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي ،إال أنه بالرجوع إلى الخطب امللكية التي
114
-شحشي عبد الرحمان '' ،الجهوية الموسعة في الخطب الملكية بين التحليل السيميائي و التحليل السياسي'' ،سلسلة الالمركزية و اإلدارة المحلية ،
العدد ، 2فبراير -سنة ، 6050ص .11
- 115سيدي ابراهيم فعرس'' ،الجهوية الجديدة في الخطاب الرسمي للمؤسسة الملكية بالمغرب '' ،مجلة اتجاهات سياسية ،دورية علمية محكمة تصدر عن
المركز الديمقراطي العربي ،العدد الثاني عشر ،المجلد الثالث ،برلين -ألمانيا ،سبتمبر – سنة ، 2020ص . 36
116
-مقتطف من الرسالة الملكية الموجهة إلى المشاركين في أشغال الملتقى البرلماني الثالث للجهات ،الرباط 59 ،دجنبر -سنة .6058
52
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
جاءت بعد مرحلة إلاصالحات الدستورية ،نالحظ تارة خطابا عاطفيا يميل إلى املواطنين ،و تارة أخرى
خطابا سياسيا يرمي املسؤولية على جل الفاعلين السياسيين املعنيين بتدبير الشأن العام املحلي و الجهوي ،
كما توحي في جانب منها إلى تمرير نوع من التوبيخ و املعاتبة لهؤالء ،و ذلك بسبب املشاكل الاقتصادية و
الاجتماعية التي كشفت سوء تدبير الشأن العام املحلي و الجهوي على مستوى التنفيذ ،و تسببت في إحراج
الخطاب السياس ي الرسمي للمؤسسة امللكية ،و التي تجد سندها في تقارير ملجموعة من الهيئات الدستورية
املعنية باملراقبة ،و التفتيش ،و حماية املال العام ،و هو ما يؤكد أن تحديد السياسة الجهوية و ترتيب
أولوياتها هو شأن ملكي سيادي باعتبار املؤسسة امللكية هي مؤسسة املؤسسات السياسية.
نافلة القول ،فتفعيل مضامين الخطب امللكية ،يتطلب الانتقال بتدبير املجال الترابي الجهوي من تدبير
بيروقراطي منغلق إلى تدبير ديمقراطي تشاركي يواكب املستجدات و التطورات الاقتصادية و الاجتماعية ،و
السياسية ،و ذلك في إطار الخطاب الرسمي الذي ينادي بتفعيل الدور التنموي للجهات .و هذا لن يتأتى إال
بتطوير املشهد السياس ي في املغرب عبر تحديد مكانة ألاحزاب السياسية و املسؤولية امللقاة على عاتقها ،و
التنفيذ الفعلي و الصارم ملبادئ ''سيادة القانون '' ،و ''فصل السلط'' ،و ''ربط املسؤولية باملحاسبة'' ،و التي
تجد مصدرها في الخطب امللكية ،حتى ال يوصف الخطاب الرسمي للمؤسسة امللكية بخطاب املراوغة.» 117
عرف موضوع الجهوية مكانة مهمة في برامج الحكومات و تصوراتها ،و ذلك في إطار التعاقد الذي يحكم
سلوك الحكومات ،و الذي يهدف إلى خدمة املصالح العليا للوطن ،و املواطنين ،هذا التعاقد الذي يلزم
بموجب املقتضيات الدستورية رئيس الحكومة بعد تعيين أعضاء حكومته بعرض البرنامج الحكومي الذي
يعتزم تنفيذه في املجاالت السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و البيئية ،و الثقافية ،118و هو ما سنحاول
تبيانه في ما يتعلق بالجهوية املتقدمة ،و ذلك على مستوى الوالية التشريعية ( 2011-2016الفقرة ألاولى ) ،
و الوالية التشريعية ( 2016-2021الفقرة الثانية ).
- 117سيدي ابراهيم فعرس ،الجهوية الجديدة في الخطاب الرسمي للمؤسسة الملكية بالمغرب ،مرجع سابق ،ص . 46
118
-المادة 88من الدستور المغربي لعام . 2011
53
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
الفقرة ألاولى :الوالية التشريعية . 2011-2016
و فقا للمقتضيات الدستورية ،و حرصا على التواصل املنتظم مع الرأي العام ،و ضمانا للتدبير التشاركي و
املندمج و املتضامن و الفعال للعمل الحكومي ،و أساسا لصياغة السياسات ،و تحديد املواقف و وضع
البرامج ثم آليات للتنزيل و املتابعة ،و بعد التعيين امللكي ألعضاء الحكومة ،تقدمت هذه ألاخيرة ببرنامجها و
الذي وصفته بذي الطبيعة التعاقدية ،و الذي يقوم على ثالث مرتكزات ،تتمثل في العمل املندمج و املتكامل،
و املقاربة التشاركية و ربط املسؤولية باملحاسبة ،سواء على مستوى إعداد السياسات أو تنفيذها ،و توفير
الشروط الالزمة إلنتاج الثروة و تحقيق التضامن بين مختلف الشرائح ،و ذلك وفق خمس توجهات كبرى
تتمثل في :
تعزيز الهوية الوطنية املوحدة و صيانة تالحم و تنوع مكوناتها و الانفتاح على الثقافات و
الحضارات؛
ترسيخ دولة القانون و الجهوية املتقدمة و الحكامة الرشيدة ،الضامنة للكرامة و الحقوق و
الحريات و ألامن ،و القائمة على املواطنة الحقة و ربط املسؤولية باملحاسبة ؛
مواصلة بناء اقتصاد وطني قوي متنوع الروافد القطاعية و الجهوية و تنافس ي و منتج للثروة و
للشغل الالئق و سياسة اقتصادية ضامنة للتوزيع العادل لثمار النمو ؛
تطوير و تفعيل البرامج الاجتماعية بما يضمن الولوج إلى الخدمات ألاساسية خصوصا التعليم و
الصحة و السكن ،و يكرس التضامن و تكافؤ الفرص بين ألافراد و الفئات ،و ألاجيال و الجهات ؛
تعزيز التفاعل إلايجابي مع املحيط الجهوي و العالمي و تقوية ألاداء العمومي لخدمة املغاربة
املقيمين في الخارج.119
خصصت الحكومة في برنامجها الحكومي للوالية التشريعية 2011-2016شقا خاصا بالجهوية املتقدمة و
الذي أكدت خالله على عزمها محاربة الاختالالت و أوجه الفساد من خالل التنزيل التشاركي و الديمقراطي
ملقتضيات الدستور ،و الجهوية املتقدمة ،و إصالح إلادارة ،إضافة إلى تكريس استقاللية السلطة القضائية
و فعاليتها.
فعلى مستوى التنزيل التشاركي و الديمقراطي ملقتضيات الدستور ،أكدت الحكومة في برنامجها الانتخابي على
تفعيل مجموعة من الالتزامات من أهمها :
119
-رئاسة الحكومة ،البرنامج الحكومي ،يناير – سنة ، 2012ص .10
54
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
ترسيخ مبادئ دولة الحق و القانون ،و املؤسسات بناء على فصل السلط ،و التوازن و التعاون ،و
مبادئ الحكامة الجيدة ،و ربط املسؤولية باملحاسبة ،و الحقوق بالواجبات؛
تفعيل ورش الديمقراطية التشاركية ،بتطوير العالقة مع املجتمع املدني ؛
إصالح املنظومة الانتخابية ؛
إرساء املؤسسات الدستورية ،و مؤسسات الحكامة ،و تعميق التشاور مع الفاعلين الاجتماعيين و
الاقتصاديين و منظمات املجتمع املدني ،و الجماعات الترابية في بلورة السياسات العمومية و تفعيلها و
تنفيذها و تقييمها ؛
تطوير و تحديث املنظومة القانونية على ضوء الدستور الجديد و البدء بالقوانين التنظيمية ذات
ألاولوية. 120
ففي سياق إرساء الجهوية املتقدمة و تعزيز الالمركزية و الالتمركز ،أكدت الحكومة على أن ألاقاليم
الجنوبية للمملكة ستحظى بأهمية خاصة في إرساء الجهوية املتقدمة على أن يتم ذلك في انسجام تام مع
مقترح الحكم الذاتي .كما التزمت بإصدار قانون تنظيمي للجهات و الجماعات الترابية ألاخرى ،ضمانا إلفراز
مؤسسات جهوية منتخبة قوية و ذات اختصاصات فعلية ،إضافة إلى اعتمادها تقطيع جهوي جديد يوفر
كل مؤهالت التنمية .
و في إطار توزيع الاختصاصات و املوارد ،أكدت الحكومة على تمكينها الجهات من جهاز تنفيذي قادر على
القيام بمهامه ،مع تمتيعها باالختصاصات و املوارد الضرورية ،مع ضمانها للتعاقد الفعال بين الجهة و
الدولة ،و تشجيع الشراكة بين القطاعين العام و الخاص ،و إدماج البعد الجهوي في مشاريع إصالح القانون
التنظيمي لقانون املالية ،و تفعيل التضامن بين الجهات ،و تمكينها من الوسائل املالية و البشرية الالزمة .
تعزيزا لكل هذه الاختصاصات التزمت الحكومة في هذه املرحلة ،بالعمل على إرساء صندوق التأهيل
الاجتماعي ،و صندوق التضامن بين الجهات ،مع العمل على تطوير مداخيلها ،مع ألاخذ بعين الاعتبار تنظيم
توزيع املوارد املالية بمرسوم ،و إصالح الجبايات املحلية .و إعادة النظر في توزيع الاختصاصات بين الدولة و
الجهات و في ما بينها و بين الجماعات الترابية ألاخرى ،مع تمكين الجهة من إلامكانيات التدبيرية و التمويلية
الضرورية للقيام باختصاصاتها.
120
-البرنامج الحكومي ،نفس المرجع السابق ،ص .19
55
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
تيسيرا لعمل الجهات و الحد من الوصاية املفرطة للسلطة املركزية ،أكدت الحكومة على عزمها اعتماد
مشروع الالتمركز إلاداري ،من خالل التعجيل بإصدار امليثاق الوطني لالتمركز إلاداري ،و ذلك بهدف تخويل
الجهات السلط ،و الصالحيات ،و إلامكانيات التي من شأنها وضع نظام فعال لإلدارة الالمتمركزة التي سيتم
تجميعها في بنيات لتحقيق التكامل ،و الاندماج بين مختلف القطاعات العمومية ،إضافة إلى تبنيها املنهجية
التعاقدية و التشاركية في التسيير و التدبير بين املستوى املركزي و الجهوي ،مع مراعاة التنسيق ،و التشاور
في مجاالت انجاز البرامج التنموية ،بهدف مراقبة أساليب التدبير و تحقيقا ملبدأ إلادارة باألهداف ،إضافة إلى
عزمها اعتماد املقاربة املجالية املندمجة في برمجة امليزانية العامة للدولة ،و تطوير آليات التحفيز املالي عالقة
بأولويات إعداد التراب. 121
بخصوص الحكامة الجيدة في التدبير العمومي ،التزمت الحكومة في هذه املرحلة بإصدار ميثاق للمرافق
العمومية ،الذي يحدد قواعد الحكامة الجيدة املتعلقة بتسيير الجهات ،طبقا للمقتضيات الدستورية.122
و تفعيال للدور الريادي لإلدارة الترابية ،أكدت الحكومة على عزمها العمل على تقوية املؤسسات الرقابية
و تكريس استقالليتها ،و تفعيل توصيات تقاريرها ،كما التزمت بوضع ميثاق وطني ملكافحة الفساد ،و تطوير
التشريع املتعلق بالتصريح باملمتلكات ،123حيث تلزم املقتضيات الدستورية كل شخص ،منتخبا كان أو معينا
،يمارس مسؤولية عمومية ،أن يقدم ،طبقا للكيفيات املحددة في القانون ،تصريحا كتابيا باملمتلكات و
ألاصول التي في حيازته ،بصفة مباشرة أو غير مباشرة ،بمجرد تسلمه ملهامه ،و خالل ممارستها و عند
انتهائها ،124كما تعتزم الحكومة حسب تصريحها ،تفعيل دور الهيئة الوطنية للنزاهة و الوقاية من الرشوة
املنصوص عليها دستوريا.125
أما على مستوى السلطة القضائية ،التزمت الحكومة بتفعيل الالتمركز إلاداري و املالي ،ضمانا لفعالية
إلادارة القضائية على املستوى الجهوي. 126
تنزيال للمادة 86من الدستور ، 127و اعتبارا لألهمية الكبيرة التي تحظى بها الجماعات الترابية الستكمال تنزيل
املقتضيات الدستورية املتعلقة بالجهوية ،و اعتبارا لدور الجماعات الترابية في تحقيق التنمية الاقتصادية و
121
-نفس المرجع السابق ،ص .20-21
122
-المادة 157من الدستور المغربي لعام .2011
123
-رئاسة الحكومة ،البرنامج الحكومي ،يناير – سنة ، 2012مرجع سابق ،ص .25
124
-المادة 158من الدستور المغربي لعام .2011
125
-المادة 167من الدستور المغربي لعام : 2011تتولى الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة و محاربتها ،المحدثة بموجب الفصل ، 36على
الخصوص ،مهام المبادرة و التنسيق واإلشراف و ضمان تتبع تنفيذ سياسات محاربة الفساد ،و تلقي ونشر المعلومات في هذا المجال ،والمساهمة في
تخليق الحياة العامة ،و ترسيخ مبادئ الحكامة الجيدة ،و ثقافة المرفق العام ،و قيم المواطنة المسؤولة.
126
-رئاسة الحكومة ،البرنامج الحكومي ،يناير – سنة ، 2012مرجع سابق ،ص .26
56
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
الاجتماعية و الثقافية و الرياضية و البيئية ،عرضت الحكومة مشروع القانون التنظيمي للجهات ،و باقي
الجماعات الترابية على البرملان من أجل الدراسة و التصويت عليها .يتعلق ألامر بمشروع قانون تنظيمي رقم
111.14يتعلق بالجهات ،الذي دخل حيز التنفيذ في 2يوليو .1287179
و قد اعتمدت الحكومة حسب تصريحها ''املقاربة التشاركية'' ألجل إخراج هذه القوانين التنظيمية ،عن
طريق مشاورات مع كل املكونات السياسية املمثلة و غير املمثلة في البرملان ،و التي امتدت من يونيو 2014إلى
غاية نهاية دجنبر من السنة نفسها.129
كان ترسيخ الجهوية املتقدمة من أهم التدابير و إلاجراءات املسطرة في البرنامج الحكومي للوالية
التشريعية ، 2016-2021و التي سنتناولها بالتفصيل حسب ما جاء في مضامين البرنامج الحكومي لهذه
الوالية التشريعية .فنظرا لتميز النموذج املغربي للجهوية املتقدمة ،و الذي غايته املساهمة في التنمية
الاقتصادية و الاجتماعية للبالد ،ارتأت حكومة هذه املرحلة بأن تولي أهمية استراتيجية لهذا إلاصالح النوعي و
املهيكل ،على مستوى تنزيل خيار الجهوية املتقدمة و تكريس الحكامة الترابية من خالل عدة التزامات كالتالي:
اعتمادها مليثاق الالتمركز؛ و تفعيل الالتمركز إلاداري ؛
استكمالها للترسانة القانونية و التنظيمية لتفعيل مضامين القوانين التنظيمية املتعلقة بالجماعات
الترابية؛
وضع آلية للتشاور و التتبع والتنسيق و ضمان تنزيل ورش الجهوية املتقدمة عن طريق لجنة وطنية،
تتبع البرامج الحكومية و الجهوية وتقيم السياسات الترابية دوريا؛
مواكبة الجماعات الترابية لبلوغ حكامة جيدة في التدبير و ممارسة الاختصاصات ،و العمل على تحويل
هذه الاختصاصات و املوارد البشرية و املالية املرتبطة بها؛
تفعيل صندوقي التأهيل الاجتماعي ،و التضامن بين الجهات؛
127
-تعرض مشاريع القوانين التنظيمية المنصوص عليها في هذا الدستور وجوبا قصد المصادقة عليها من قبل البرلمان ،في أجل ال يتعدى مدة
الوالية التشريعية األولى التي تلي صدور األمر بتنفيذ هذا الدستور.
128
-الجريدة الرسمية ،عدد ، 2280الصادرة بتاريخ 2شوال 62( 5122يوليو .)6052
129
-مجلس النواب ،فريق حزب العدالة و التنمية ،القوانين التنظيمية الخاصة بالجماعات الترابية ورهان تنزيل الجهوية المتقدمة ،حصيلة مناقشة فرق
األغلبية بمجلس النواب لمشاريع القوانين المتعلقة بالجماعة الترابية على ضوء مقتضيات دستور ،سنة ، 2015ص . 24
57
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
التسريع بإنجاز املخططات التنموية الجهوية و إلاقليمية و الجماعية للتنمية و دعم تنفيذها في إطار
التعاقد مع الدولة؛
استكمال التنفيذ ألامثل لعقود البرامج الخاصة بالتنمية املندمجة لألقاليم الجنوبية.130
ضمانا للتنمية املندمجة و املستدامة و إرساء الجهوية املتقدمة و النموذج التنموي الترابي املعتمد على مبدأ
الالتركيز و الالتمركز ،اعتمدت الحكومة نضريا مقاربة استشرافية ترتكز على مرجعيات وطنية متقاسمة
إلعداد التراب ،و اقترحت من أجل ذلك ،عدة تدابير و إجراءات كما يلي :
تبني نموذج متجدد لسياسات إعداد التراب الوطنية ،باعتماد قانون إلعداد التراب الوطني ،و
مرجعياته الوطنية و الجهوية ،و وضع مخطط وطني للشبكة الحضرية و إحداث مرصد وطني للتتبع و
التقييم؛
وضع سياسة حضرية وطنية شاملة ؛
تنزيل سياسة املدينة لتقليص مظاهر العجز في املناطق التي تعرف ضغطا ،و إبراز ألادوار التنموية مع
املنظومات املحلية يضمن التقائية التدخالت و البرامج كل حسب اختصاصاته؛
إعادة تموقع الوكاالت على املستوى الجهوي ،و تمكينها من وضع تصور مندمج للتخطيط الترابي
بمختلف مستوياته و دعم سياسة القرب.131
و هو ما أكده السيد رئيس الحكومة عز الدين العثماني ،خالل الجلسة العمومية املشتركة ملجلس ي البرملان،
التي خصصت لتقديم البرنامج الحكومي ،حيث أكد على أن أوراش إلاصالح على املستوى الجهوي تهم ،أيضا
،تحديث إلادارة القضائية من خالل تدابير أهمها تحسين جودة الخدمات املقدمة مشيرا إلى أن الحكومة
ستعمل على :
دعم الجهوية املتقدمة و الالتمركز إلاداري في املجال القضائي ؛
اعتماد ميثاق الالتمركز؛
تفعيل الالتمركز إلاداري؛
استكمال النصوص التنظيمية الالزمة لتفعيل القوانين التنظيمية.
130
-رئاسة الحكومة ،البرنامج الحكومي ،الوالية التشريعية ، 2016-2021 :رجب – 1438أبريل – ،2017ص .24
131
-البرنامج الحكومي ،الوالية التشريعية ، 2016-2021 :نفس المرجع السابق ،ص .25
58
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
و إلى جانب ذلك أكد رئيس الحكومة على أهمية تخليق إلادارة من خالل اعتماد منظومة متكاملة لتدبير
الشكايات تتضمن وضع إطار تنظيمي لتدبيرها ،يكون ملزما لإلدارات العمومية و الجماعات الترابية و
املؤسسات العمومية ،و يحدد مسطرة و آجال معالجة الشكاية ،و كذا تطوير بوابة وطنية موحدة للشكايات،
إضافة إلى ضرورة تعزيز الشراكات على املستوى الجهوي و القاري و الدولي.132
لقد أكد رئيس الحكومة السيد سعد الدين العثماني ،مرة أخرى خالل الجلسة الشهرية املتعلقة
السياسة العامة بمجلس النواب املنعقدة بتاريخ 7172/71/17عزم حكومته على تنزيل ورش الجهوية
املتقدمة من أجل الارتقاء بالجماعات الترابية ،و في صدارتها الجهات ،إلى مرتبة شريك كامل للدولة في وضع
و تنفيذ السياسات العمومية ،حيث أبرز في جوابه على سؤال حول "الجهوية املتقدمة" ،اتخاذ جملة من
التدابير العملية الهادفة إلى تسريع التنزيل الفعلي للجهوية املتقدمة ،على مختلف املستويات .كما أكد أن
الحكومة تعمل على تسريع وتيرة استكمال الترسانة القانونية املرتبطة بالجهوية ،حيث تم إصدار 17مرسوما
تطبيقيا للقوانين التنظيمية املتعلقة بالجماعات الترابية ،كما تمت املصادقة على أربعة مراسيم أخرى ،و
التحضير إلصدار سبعة قرارات تنظيمية تهم تدبير الوضع الانتقالي للموارد البشرية و ممتلكات مجالس
العماالت و إحداث مؤسسة ألاقاليم و الوكيل القضائي للجماعات الترابية و تدبير مالية هذه ألاخيرة ،و كل
ذلك في احترام لآلجال القانونية لصدور جميع النصوص املؤطرة للجهوية املتقدمة .
كما تم العمل إعداد عدة مشاريع قوانين من أهمها :
مشروع قانون يتعلق بنظام ألامالك العقارية للجماعات الترابية و القواعد املطبقة عليها لضمان
التدبير ألامثل ألمالك الجماعات الترابية و املحافظة عليها؛
مشروع قانون بتحيين القانون املتعلق بالجبايات املحلية بهدف مواكبة الاختصاصات الجديدة
للجماعات الترابية ،و تقليص عدد الرسوم ،و تقوية ربطها بجبايات الدولة ؛
مراجعة قواعد تأسيس الرسوم في اتجاه تبسيط احتسابها و ربطها بوتيرة النشاط الاقتصادي و كذا
الرفع من مردوديتها؛
مشروع قانون املحدد لكيفيات و شروط تنفيذ مقتضيات تصاميم التهيئة و مخططات التنمية
القروية بخصوص فتح مناطق جديدة للتعمير.
132
-مجلس النواب ،الجلسة العمومية المشتركة لمجلسي البرلمان ،التي خصصت لتقديم البرنامج الحكومي يوم األربعاء 19أبريل -سنة .2017
59
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
أما في ما يتعلق بالالتمركز إلاداري ،فقد أكد رئيس الحكومة على أنه تم العمل على إعداد ميثاق
الالتمركز إلاداري بمثابة سند لتنزيل ورش الجهوية املتقدمة ،و مواكبتها لتحقيق عدة أهداف منها:
دعم الديمقراطية املحلية ؛
تطوير الخدمات إلادارية ؛
دعم فاعلية إلادارة الالمتمركزة.133
و هو ما تم تبنيه في املنشور ،الذي وجهه رئيس الحكومة إلى السيد وزير الدولة و السادة الوزراء و املندوبين
الساميين و املندوب العام ،بخصوص إعداد مشروع قانون املالية .1342018
و قد أوضح رئيس الحكومة ،أنه تأسيسا على املبادئ الدستورية و التوجيهات امللكية ،تم اختزال
الخطوط العريضة للتصور الجديد لإلدارة الالممركزة في املحاور املتمثلة بالخصوص في توضيح أدوار
إلادارات املركزية و حصرها في:
مهام التأطير و التصور و التوجيه و التقييم و مراقبة أداء إلادارات الالممركزة ،و مواكبة إلاصالح
الجهوي ألاخير؛
تمكين الجماعات الترابية من الكفاءات البشرية املؤهلة و املوارد املالية الكافية لتنفيذ املخططات
الجهوية للتنمية.
من جانب آخر ،أكد رئيس الحكومة على التزام حكومته باعتماد التشغيل بموجب عقود بالجماعات
الترابية ،مع ألاخذ بعين الاعتبار طبيعة و خصوصيات هذا القطاع ،لتمكين الجماعات الترابية من استقطاب
الكفاءات و الخبرات و سد الخصاص الحاصل على مستوى املوارد البشرية املؤهلة ،و املتخصصة.
سنة .2117 - 133مجلس النواب ،الجلسة الشهرية المتعلقة بالسياسة العامة المنعقدة بتاريخ 31أكتوبر -
134
-رئيس الحكومة ،المنشور الوزاري رقم 8/2017المتعلق بإعداد مشروع قانون المالية لعام : 2018
ترسيخ الجهوية المتقدمة :تشكل الجهة اإلطار المؤسساتي األمثل لتحقيق التوازن و الفعالية و االلتقائية في تنزيل السياسات العمومية و االجتماعية منها
على الخصوص .
لكن تنزيل الجهوية على النحو األمثل يتطلب ،إضافة إلى مواصلة تحويل الموارد المالية و تنزيل النصوص التنظيمية المنصوص عليها في القانون
التنظيمي للجهة ،مواكبة الجماعات الترابية لبلوغ حكامة جيدة في تدبير شؤونها و ممارسة اختصاصاتها وتنمية مواردها الذاتية ،وخاصة على مستوى
تأهيل الموارد البشرية .
كما يتطلب اعتماد ميثاق الال تمركز اإلداري و الشروع في تفعيله ،و وضع مخطط لتحويل االختصاصات للجهات يأخذ بعين االعتبار مبدأ التدرج في
التنزيل ،و قدرة الجهات على القيام بهذه االختصاصات ،و مراعاة التوازنات المالية للدولة .
وينبغي في نفس الوقت إيالء أهمية خاصة لتفعيل التزامات القطاعات الوزارية و المؤسسات العمومية في إطار اتفاقيات برامج التنمية الحضرية المندمجة
الموقعة مع مختلف المدن و األقاليم ،موازة مع تقديم المواكبة الالزمة ،و في حدود اإلمكانات المتاحة ،لتسريع إنجاز المخططات التنموية الجهوية و
اإلقليمية و الجماعية ،و على رأسها النموذح التنموي لألقاليم الجنوبية الذي يعتبر نموذجا لالرتقاء و التطور لباقي الجهات ،و مثاال متميزا لتفعيل
االلتقائية و العمل المتكامل بين المصالح المركزية و الجهات من أجل نمو جهوي متوازن .
61
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
أما على مستوى املوارد املالية ،فقد أكد السيد رئيس الحكومة على الشروع في مد الجهات باالعتمادات
امللتزم بها ،مع احترام سقف 71ماليير درهم سنويا التي ستحول إلى الجهات في أفق سنة .7177
كما أكد على أن الجهود متواصلة لتعزيز قدرات إلادارة الجبائية الجهوية ،سواء على املستوى البشري أو
اللوجستيكي ،و ذلك لتمكينها من تطوير وسائل الاستخالص و تنمية املداخيل.135
في نفس السياق ،أكد جواب رئيس الحكومة املتعلق بتخليق الحياة العامة أثناء الجلسة الشهرية املتعلقة
بالسياسة العامة بمجلس النواب طبقا ملقتضيات املادة 100من الدستور ،136على إصالح املالية العمومية و
ترشيد النفقات ،عن طريق تفعيل القانون التنظيمي لقانون املالية ،و مواصلة إلاصالح الضريبي و خاصة
تحسين مردودية التحصيل و تبسيط مساطره و إقرار العدالة الجبائية.137
و في مجال التشريع ،عملت الحكومة في هذه املرحلة على تسريع اعتماد و إصدار املراسيم التطبيقية
الخاصة بالقانون التنظيمي للجهات ،حيث تمت املصادقة على 31مرسوما ،و التي ستسهم في تمكين
الجهات من ممارسة اختصاصاتها فعليا .كما صادق مجلس الحكومة على مشروع قانون رقم 92.71يتعلق
بإصالح املراكز الجهوية لالستثمار و بإحداث اللجان الجهوية املوحدة لالستثمار ،و مشروع مرسوم رقم
2.17.618بمثابة ميثاق وطني لالتمركز إلاداري .
يتضح من خالل مضامين البرامج الحكومية للواليتين التشريعيتين السالفتين الذكر أن الحكومات التي
قادت املرحلتين السياسية جاءت بدورها بعدة اختيارات أو إجراءات تهم إصالح مختلف جوانب التدبير
الترابي الجهوي ،و التي جسدته أصال مضامين الخطب امللكية ،و هو ما يفيد أن الجهات املعنية بتنزيل هذا
النموذج جعلت من هذه املسألة إحدى أولوياتها الكبرى ،و بدأت على نحو ملموس نسبيا أعمال كبرى
مختلفة تهدف إلى تجسيد خيار الجهوية الجديدة ،و ذلك يتجلى من خالل اعتماد تقسيم جهوي جديد ،و
تنزيل قانون تنظيمي للجهات رقم ، 777.79و مجموعة من املراسيم التطبيقية املتعلقة بتنظيم مختلف
أوجه التدبير الترابي الجهوي سواء في شقه إلاداري أو املالي ،و إصدار قانون جديد لالتمركز إلاداري ،و
الذي بموجبه يتم تفويض بعض الصالحيات و الاختصاصات من املركز إلى املجال الترابي الجهوي بالدقة و
135
-الجلسة الشهرية المتعلقة بالسياسة العامة المنعقدة بتاريخ 25أكتوبر -سنة ، 6051مرجع سابق .
136
-تخصص باألسبقية جلسة في كل أسبوع ألسئلة أعضاء مجلسي البرلمان و أجوبة الحكومة.
تدلي الحكومة بجوابها خالل العشرين يوما الموالية إلحالة السؤال إليها.
تقدم األجوبة على األسئلة المتعلقة بالسياسة العامة من قبل رئيس الحكومة ،وتخصص لهذه األسئلة جلسة واحدة كل شهر ،و ُتقدم األجوبة عنها أمام
المجلس الذي يعنيه األمر خالل الثالثين يوما الموالية إلحالة األسئلة إلى رئيس الحكومة.
137
-مجلس النواب ،الجلسة الشهرية المتعلقة بالسياسة العامة ،جواب رئيس الحكومة سعد الدين العثماني عن السؤال المتعلق بتخليق الحياة العامة ،
الجلسة رقم . 2017،1
61
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
التفصيل ،إضافة إلى إحداث مجموعة من املشاريع الاستثمارية على صعيد بعض الجهات .الش يء الذي
يؤكد ألاهمية الحقيقة ملؤسسة رئيس الدولة في رسم السياسات الجهوية ،مع ألاخذ بعين الاعتبار لغة
خطاب هذه املؤسسة و التي كانت السبب الرئيس ي وراء تسريع هذه الحكومات باقتراح و اعتماد مجموعة من
إلاجراءات املرتبطة بتدبير الشأن الجهوي .ما يجعل الحكومات أمام مجموعة من ألاوراش الضخمة التي
تحتاج إلى إدارة خاصة لتتبعها و استراتيجية متكاملة في تنزيلها .حتى ال تبقى هاته البرامج مجرد استعراض
للمنجزات التي تنوي الحكومات القيام بها .فهل واكبت ألاحزاب السياسية هذه إلاجراءات ؟
تحتل ألاحزاب السياسية مكانة خاصة داخل النسق السياس ي املغربي .و بالتالي فاعال أساسيا في صناعة
السياسات الجهوية ،ما يجعل من تناول الجهوية في خطاب ألاحزاب السياسية مسألة غاية في ألاهمية ،و
ذلك بغرض الوقوف على مدى تضمين السياسات الجهوية داخل أجندة هذه ألاحزاب السياسية ،و كذا
تبيان مواقفها حول هذا الخيار الوطني .فهل تتوفر ألاحزاب السياسية املغربية على برامج للسياسات الجهوية
تنبع من قناعاتها إلايديولوجية أو املرجعية؟ بل هل تمتلك هذه ألاحزاب أصال رؤية حقيقية لخيار الجهوية ؟
هذا ما سنتطرق إليه من خالل بعض النماذج املجسدة لتصورات حزب العدالة و التنمية و حزب ألاصالة
و املعاصرة ( املطلب ألاول ) ،و برنامجيهما الانتخابية و كذا مقترحات كل الهيآت السياسية بشأن مشروع
القانون التنظيمي املتعلق بالجهات ( املطلب الثاني ) ،و قد وقع اختيارنا على حزب العدالة و التنمية و حزب
ألاصالة و املعاصرة العتبارين ،أولهما تبوأ هذين الحزبين ملكانة الصدارة على مستوى النتائج الانتخابية
للواليتين التشريعيتين ألاخيرتين ،و ثانيهما أن املشهد السياس ي املغربي أصبح في هذه املرحلة خاضعا حسب
رأينا للتقاطب وفق ثنائية حزبية جعلت ألاحزاب السياسية ألاخرى على الهامش ،و التي تبخرت بفعل
التصويت العقابي ل''مؤسسة الشعب'' أثناء الاستحقاقات التشريعية و الجماعية لعام ، 2021و التي يبدو
أنها ستكون قاعدة لتجسيد مبدأ ربط املسؤولية باملحاسبة .
62
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
املطلب ألاول :الجهوية وفق مذكرات حزب العدالة و التنمية و حزب ألاصالة و املعاصرة .
حظيت الجهوية في خطاب ألاحزاب السياسية بمكانة خاصة ،حيث حاولت بعض هذه ألاحزاب بناء على
خطاب الجهوية التأسيس ملشروعيتها ،و لتقريب القارئ بصورة أكبر من تجليات هذا املعطى ،سوف نأخذ
كمثال على ذلك تصور كل من حزب العدالة و التنمية (الفقرة ألاولى ) و حزب ألاصالة و املعاصرة (الفقرة
الثانية).
الفقرة ألاولى :تصور حزب العدالة و التنمية حول الجهوية املتقدمة .
جاء تصور حزب العدالة و التنمية بخصوص الجهوية املوجه لرئيس اللجنة الاستشارية للجهوية بناء على
عمليات تقييم النظام الجهوي التي أبانت عن فشل السياسات الالمركزية باملغرب ،ما جعله يصف الجهوية
قبل مرحلة إلاصالحات الدستورية لعام 7177بجهوية صورية سواء على مستوى البنية أو الاختصاصات أو
املوارد ما أدى حسب تصوره إلى تعميق الفوارق الاقتصادية و الاجتماعية بين الجهات و داخل الجهة
الواحدة .و ينطلق حزب العدالة و التنمية في نظرته لقيام نموذج جهوي مغربي فعال من قناعته بضرورة
تحقيق هذا النموذج ألربعة أهداف :
سياس ي :يتمثل في نظام ديمقراطي جهوي ،يضمن فرز مؤسسات جهوية منتخبة ذات اختصاصات فعلية.
تنموي :يمكن من تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و البيئية ،و ما يتطلبه ذلك من موارد و
برامج.
ثقافي :يتجلى في دعم الخصوصيات الثقافية الجهوية ،و تعميق اندراجها في تعزيز الهوية املغربية و ضمان
الوحدة الوطنية .
إداري :و ذلك بتعميق مسلسل الالمركزية و الالتمركز ،مع توفير شروط نظام الحكامة .
كما يعتبر حزب العدالة و التنمية ،أن النجاح في تحقيق هذه ألاهداف يستلزم احترام عدة شروط و
املتمثلة في :
-وحدة الثوابت :حيث تلتزم الجهوية بمقدسات و ثوابت و مقومات الدولة املغربية .
-تعزيز السيادة :حيث تعزز قدرة الدولة على النهوض بمهامها في القطاعات الحيوية ،و التي ال يمكن تفويتها
للجهات ،كالدفاع و العالقات الخارجية و الشؤون إلاسالمية و ألاوقاف ...
التدرج :باالنطالق من ايجابيات و مكتسبات تجربة الجماعات املحلية ،ضمانا لنجاح ورش الجهوية .
63
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
-التنصيص الدستوري :و ذلك بالتنصيص على القواعد املنظمة للهيآت الجهوية و اختصاصاتها في
الدستور ،مع اعتماد قانون تنظيمي للجهات يحدد عدد هذه الجهات و هيآتها و اختصاصاتها و طرق تدبيرها
و عالقتها مع املركز.138
و يقوم تصور حزب العدالة و التنمية بشأن النظام الجهوي املنشود على خمس مرتكزات كاآلتي:
- 0تحديد الاختصاصات :
في هذا الاتجاه ،يؤكد حزب العدالة و التنمية على ضرورة توفر شروط ضمان النجاعة و القرب بالنسبة
لتفويت القطاعات و الاختصاصات إلى الجهة ،على أن يشمل تفويت هذه القطاعات كل من التعليم و
الصحة ،إضافة إلى السكن و التشغيل و التضامن ،و كذا الفالحة و الصيد البحري و الصناعة و السياحة و
التجارة و الاتصاالت ،و التجهيز و التعمير ،و إعداد التراب و البيئة ،و الثقافات املحلية و اللغات الوطنية و
التنمية الرياضية ،إضافة إلى إلادارة املحلية ،في حين يبقى للدولة حق التدخل في هذه القطاعات ضمانا
لثوابت ألامة و تحقيق الانسجام .على أن يتم إقرار آلية للتشاور و إلاشراك بين الجهات فيما يخص
العالقات الخارجية ذات ألاثر على القطاعات التي تم تفويتها للجهات ،مع ضرورة اعتماد القطاعات الوزارية
ملخططات و سياسات وطنية تنبثق عن مخطط للتنمية الاقتصادية و الاجتماعية ،التي تمثل مرجعا بالنسبة
للجهات في وضع مخططاتها القطاعية الجهوية ،و كذا بالنسبة للحكومة املركزية في تخصيص الدعم املالي
املركزي في إطار امليزانية العامة للدولة .مقابل ذلك ،دعا الحزب إلى احتفاظ الحكومة املركزية باختصاصات
التوجيه و الرقابة و التنسيق بين الجهات ،مع منح والي الجهة صفة ممثل الدولة داخل الجهة .و في نفس
الاتجاه ،طالب الحزب بضرورة إحداث وزارة للجهوية و الجماعات املحلية ،مع وجوب مراجعة اختصاصات
الجماعات املحلية ألاخرى إلزالة التعارض بين الاختصاصات و تحقيق التناغم بينها .
- 8إدارة الجهة :
يتولى إدارة الجهة كل من املجلس الجهوي و رئيسه و مكتب الجهة .
املجلس الجهوي :ينتخب باالقتراع العام املباشر وفق نظام الالئحة والتمثيل النسبي في دورة واحدة و فق
أكبر معدل مع عتبة انتخابية بنسبة 2في املائة ،و يختص املجلس بسلطة تقريرية في املجاالت و وفق
الكيفيات التي يحددها الدستور و القانون التنظيمي للجهات ،إضافة إلى صالحيات اقتراح مشاريع القوانين .
138
-حزب العدالة و التنمية،األمانة العامة ،مذكرة حول الجهوية الموسعة ،الرباط في 6رمضان 1431ه الموافق 17غشت -سنة ، 2010ص .1
64
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
كما يختص مجلس الجهة حصريا باملصادقة على مخطط التنمية الجهوية و على ميزانية الجهة و حسابها
إلاداري و نظام مجلسها الداخلي و أمر استخالص ضرائبها الجهوية .
رئيس املجلس الجهوي :هو املسؤول عن تنفيذ قرارات املجلس الجهوي و ممثل الجهة أمام جميع
املؤسسات الوطنية و القضائية ،و رئيس مكتبها الجهوي ،و هو آلامر بالصرف و املكلف بإحداث املناصب و
الوظائف الجهوية ،و تربطه عالقة تنسيق مع والي الجهة.139
- 3التقطيع الجهوي:
يراعي التقطيع الجهوي حسب تصور حزب العدالة و التنمية إنشاء جهات تضمن أهداف التنمية،و
الديمقراطية و الانسجام املحلي ،بعيدا عن الركون للصيغ ذات ألاساس ألامني و إلاداري ،مع ضرورة اعتماد
عدد موسع نسبيا من الجهات وفق قواعد تنطلق من دمج املعطيات الجغرافية و الثقافية مع املعطيات
الاقتصادية و املجالية و الديموغرافية و التوزيع العادل للثروات ،تجاوزا لتهميش بعض مكونات الجهات في
نظام جهوي مقلص.
- 6مالية الجهة :
في هذا إلاطار ،يؤكد الحزب على ضرورة تمتيع الجهات باالستقالل املالي ،و ما يتطلبه هذا الاستقالل من
موارد تتمثل في :
ضرائب الجهات و عائدات ممتلكاتها ؛
نسبة 11في املائة من الضرائب الوطنية املحصلة على مستوى الجهات باستثناء الضريبة على الدخل
بالنسبة ملوظفي الدولة و الجيش ؛
املوارد املخصصة في إطار التضامن بين الجهات ؛
كما تبقى للجهات سلطة إبرام الصفقات و اتفاقيات القروض و التشاور معها فيما يتعلق باالستثمارات
الكبرى املنفذة على مستوى الجهات.
– 5جهة الصحراء :
ينحصر تصور حزب العدالة و التنمية بالنسبة لجهات الصحراء ،في تمتيع أقاليمها بنفس وضعية النظام
الجهوي املقترح بالنسبة لباقي أقاليم اململكة ،مع منحها صالحيات و مقتضيات خاصة في انتظار الحل النهائي
لقضية الصحراء.140
139
-نفس المرجع السابق ،ص .2
65
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
و ضمانا لنجاح ورش الجهوية املتقدمة ،يؤكد حزب العدالة و التنمية وفق تصوراته على ترسيخ الشفافية
و الديمقراطية في اختيار املواطنين ملن يسير شؤونهم الجهوية بكل حرية ،مع الحد من أساليب التدبير
السياس ي املتسم بالتحكمية .141و هو هنا يشير إلى تسلط السلطة السياسية املتحكمة في تدبير شؤون جهة
الصحراء .
الفقرة الثانية :تصور حزب ألاصالة و املعاصرة حول الجهوية املتقدمة .
تعتبر الجهوية إحدى أهم ألاهداف و املرتكزات ألاساسية لحزب ألاصالة و املعاصرة الذي تأسس سنة
، 7111و التي تجسدها مقتضيات املادة الثانية من نظامه ألاساس ي التي تنص على '' ...ترسيخ الحكامة
الترابية الجيدة بالجهوية املتقدمة و الالتمركز الواسع و الارتكاز على التضامن في أبعاده الاجتماعية ،بين
مختلف الفئات ،و املجالية بين سائر الجهات ،و إلايكولوجية التنموية بين مختلف ألاجيال و في كل املجاالت
.142''...و هو الش يء الذي تجسد من خالل دعوة الحزب لضرورة إعادة النظر في النظام الجهوي ،بهدف بناء
جهوية موسعة تساير مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها املغرب ،143إضافة إلى التصريح الصحفي الذي
قدمه ألامين العام للحزب بعد فترة وجيزة من تأسيس الحزب ،و الذي أكد من خالله أن الجهوية تشكل
إحدى ألاولويات ألاساسية للحزب ،و أن الحزب سيعمل على تجنيد كل طاقاته للمض ي قدما نحو تطوير
الجهوية املتقدمة.144
أوال :تصورات الحزب حول الجهوية .
تأسيسا على نتائج اللقاءات الجهوية التي عقدها حزب ألاصالة و املعاصرة في موضوع الجهوية املتقدمة ،
صادق املجلس الوطني للحزب في دورته الاستثنائية بتاريخ 77يونيو سنة 7171على تصوره الخاص
بخصوص موضوع الجهوية و الذي وضعه بين يدي اللجنة الاستشارية للجهوية ،هذا التصور يحمل في
طياته هو آلاخر العديد من املقترحات التي اعتبرها الحزب أساس نجاح مسلسل الجهوية ،و التي اختزلها في
عدة مجاالت .
66
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
– 0التأطير الدستوري للجهوية :
ضمانا لديمومة ركائز الدولة املتمثلة في و حدة الدولة و الوطن و التراب ،145و من أجل ضمان نجاح خيار
الجهوية ،يدعو حزب ألاصالة واملعاصرة إلى دسترة أربعة مبادئ ،و التي تتحكم حسب تصوره في الجهوية ،
و املتمثلة في :
-الوحدة :ترجمها في وحدة السيادة و الوحدة السياسية و الدينية و العسكرية في املؤسسة امللكية ،و وحدة
املجال باعتباره غير قابل للتقسيم ،و وحدة السلطة القضائية ،إضافة إلى وحدة الاختيارات من قبيل
الانخراط في املشروع الديمقراطي الحداثي و جعل الصالح العام كإطار لتجسيد الوحدة الاقتصادية و
السياسية .
-التوازن :بين الصالحيات املنقولة للجهات و املوارد املرصودة لها ،و كذا التوازن في توزيع الاختصاصات بين
الدولة و الجهات و بين الجهات و الجماعات الترابية ألاخرى ،إضافة إلى التوازن بين الصالحيات و آليات
املراقبة و التتبع و كذا على مستوى املوارد املخصصة للجهات.
-التضامن :أوال من خالل ضمان الدولة على تحقيق هذا التضامن ،و كذا عن طريق تقطيع ترابي عادل و
التكامل الاقتصادي بين الجهات ،و تسخير املوارد املالية ملواجهة الاختالالت املجالية .
-املساواة :و ذلك من خالل التمتع بنفس آلاليات و الحقوق املجالية ،و الامتيازات الاقتصادية و القانونية.
إضافة إلى هذه املبادئ ألاربع ،طالب الحزب بإعادة النضر في طريقة تشكيل مجلس املستشارين ،و ذلك
بجعله مؤسسة للتمثيل الترابي ،إضافة إلى التنصيص على مقتضيات تمنع على أعضاء و رؤساء املجالس
الجهوية الترشح النتخابات مجلس النواب ،مع التنصيص على إحداث لجنة للجهات خاصة بموضوع التدبير
املجالي .
و بوجه يختلف عن تصور حزب العدالة و التنمية ،يرى حزب ألاصالة و املعاصرة ضرورة تمييز الجهة بوضع
دستوري خاص مستقل عن املقتضيات الدستورية الخاصة بالجماعات الترابية ألاخرى ،مع إلاحالة على
قانون تنظيمي خاص بجهة الصحراء ،و آخر خاص بباقي جهات اململكة ألاخرى.146
145
-حزب األصالة والمعاصرة '' ،التقرير التركيبي الصادر عن اليوم الدراسي المنعقد حول الجهة و النظام الجهوي بالمغرب '' ،الجديدة 21 – 17 ،يناير
-سنة ، 9117ص .4
146
-حزب األصالة و المعاصرة ،مذكرة حول موضوع الجهوية الموسعة ،الرباط 16يوليوز -سنة ، 2111ص . 3
67
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
– 8التقطيع الجهوي :
يتأسس التقطيع الترابي الجهوي و فق تصور حزب ألاصالة و املعاصرة على تقليص عدد الجهات ،بهدف
الرفع من حجم الاستثمار ،و ضمان التوازن بين الجهات و الحد من الفوارق بينها من خالل إدماج الجهات
الفقيرة بالجهات ذات مستوى تنموي ،و كذا توفير شروط خلق عدالة مجالية .و هو عكس ما نادى به حزب
العدالة و التنمية .
و لتحقيق هذه املحددات ،يقترح حزب ألاصالة و املعاصرة بأن يتم صدور هذا التقطيع الجهوي وفق
مقتضيات قانونية ،و أن يتم تكييف سياسات إعداد التراب مع طبيعة و خصوصيات كل فضاء جهوي ،مع
إعداد جيل جديد من وثائق التعمير تتناسب مع التوجهات الجديدة ملشروع مدونة التعمير ،مع ألاخذ بعين
الاعتبار البعد البيئي في الهندسة املجالية ،إضافة إلى تمتيع مدن الرباط و الدار البيضاء بأنظمة إدارية
خاصة سواء العتبارات ديبلوماسية ( العاصمة إلادارية ) ،أو اقتصادية ( العاصمة الاقتصادية ) .
– 3تشكيل مجلس الجهة :
يرى حزب ألاصالة و املعاصرة أنه يجب انتخاب أعضاء املجالس الجهوية عن طريق الاقتراع العام املباشر
،بعد توافق الفرقاء السياسيين على نظام انتخابي و نمط اقتراع ،بغية وحدة مجالس الجهات و عقلنة
التعددية الحزبية .
فانتخاب مجالس الجهات بطريقة مباشرة في رأي حزب ألاصالة يقود إلى التخلي عن ألاسس التقليدية التي
إنبنت عليها التجربة الجهوية في ظل قانون ، 41-92ما يدعو إلى إحداث مجالس جهوية اقتصادية و
اجتماعية لتمثيل مختلف املأجورين و الغرف املهنية .
في نفس السياق يقترح الحزب أن يتم الاقتراع على الاختيارين في نفس الوقت بغية ضمان وصول ذات
ألاغلبيات إلى نفس املجالس ،مع إلاشارة لإليجابيات التي يحملها هذا إلاجراء على مستوى عقلنة الزمن
الانتخابي .أما بخصوص انتخاب رئيس مجلس الجهة ،يقترح الحزب انتخابه عن طريق الاقتراع الغير املباشر
ألعضاء املجلس انسجاما مع فلسفة التمثيل الوطني املحكومة بمنطق ''برملاني'' و ليس ''رئاس ي'' .
– 6صالحيات مجالس الجهات :
في هذا إلاطار ،يقترح حزب ألاصالة و املعاصرة ،نقل عدة اختصاصات ملجالس الجهات اختزلها في عدة
قطاعات ،تتمثل في التعليم و الصحة و السكن و التشغيل و التضامن ،و كذا الفالحة و الصيد البحري ،و
الصناعة و السياحة و التجارة و الاتصاالت ،و التجهيز و التعمير و إعداد التراب و البيئة و الثقافات املحلية و
68
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
اللغات الوطنية و التنمية الرياضية ،إضافة إلى تمكين الجهات من سلطة املصادقة على مخطط التنمية
الجهوية ،و على ميزانية الجهة و حسابها إلاداري .
– 5مالية الجهة :
في هذا إلاطار ،يقترح حزب ألاصالة و املعاصرة أن يتم العمل على تطوير املوارد املالية للجهات و حصتها
الوطنية من الضرائب بناء على الصالحيات املنقولة من املركز ،مع منح الجهات فقط إمكانية تحديد قيمة
الضرائب و طرق تحصيلها ،مع إمكانية منح خيار تفاوض الجهات مع املركز على الحصة الضريبية مقابل
صالحيات أخرى ،و جعل اختصاص التشريع الضريبي اختصاصا برملانيا .
في نفس الاتجاه ،يقترح حزب ألاصالة و املعاصرة أن تتشكل مالية الجهات من الضريبة على الدخل ،و
الضريبة على القيمة املضافة ،و الضريبة على الشركات ،على أن يتم توزيع هذه الضرائب بناء على معايير
موضوعية قابلة للتطور ،كاملعيار الجبائي و الجغرافي و الديمغرافي و الاقتصادي .147إضافة إلى املوارد املتأتية
من املمتلكات و الرسوم الجهوية ،و النسب املخصصة للجهات من الصناديق التنموية و عمليات القروض و
الهبات و أموال املساهمة ،مع ضرورة بحث الجهات عن مصادر تمويلية أخرى ،كتضريب القطاع الفالحي و
البيئي و بعض فروع القطاع املالي .
و لنجاح مشروع الجهوية ،يرى حزب ألاصالة واملعاصرة ضرورة إحداث أدوات مالية خاصة بهدف تجاوز
الاختالالت املجالية قبل إرساء مقومات التنظيم الجهوي ،و السعي للوصول الحترام املعدالت الوطنية في
مؤشرات التنمية ،إضافة إلى تمويل مشاريع ليست للجهات القدرة على تغطية مصاريفها .و يشترط في
إحداث هذه ألادوات املالية أن يتم موازاة مع إعادة النضر في وظيفة صندوق املقاصة و ربطه برهان التنمية
الجهوية ،و تكييف عمل وكاالت التنمية مع البناء الجهوي الجديد .
إن كل هذه التصورات السالفة الذكر صاحبتها بعض الاقتراحات ألاخرى التي صاغها حزب ألاصالة و
املعاصرة في مذكرته التوجيهية حول الجهوي ة ،و التي المست بعض الجوانب املهمة في نظرنا و التي تشكل
أساسا لنجاح ورش الجهوية املتقدمة .حيث يؤكد الحزب على ضرورة تغيير قانون ألاحزاب السياسية بشكل
يتيح إمكانية تأسيس أحزاب جهوية بجهة الصحراء و بآليات للتمويل تأخذ بعين الاعتبار املتغير الجهوي ،و
كذا تغيير قانون الانتخابات بصيغة تتطابق مع التعديالت املقترحة لتشكيل مجالس الجهات ،إضافة إلى
وضع قانون مالي جديد ملالية الجماعات الترابية .
147
-حزب األصالة و المعاصرة ،مذكرة حول موضوع الجهوية الموسعة ،مرجع سابق ،ص .9
69
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
كما تبنى الحزب مقترح ''ميثاق الالتركيز'' ،و ذلك عن طريق وضع مخطط لجهوية إلادارات العمومية و
التسريع بنقل صالحيات املديريات املركزية إلى املصالح الخارجية بالجهات .
من جانب آخر ،ألح الحزب ضرورة الاهتمام بالقضاء املالي و إلاداري و التجاري ،وذلك عن طريق وضع
خريطة قضائية منضبطة ملحدد الجهوية .148كما لم ينس ى الحزب الشق املتعلق بالنخب املحلية حيث طالب
بتجاوز الاختالالت القانونية املتمثلة في النصوص القانونية املتفرقة املؤطرة لعمل املنتخب الجماعي ،مع
تأكيده على ضرورة إعادة النظر في شرط املستوى الدراس ي املحصور في الشهادة الابتدائية ،و كذا في شرط
الكفاءة التدبيرية .149بهدف تقوية شرعية النخب املحلية .150
إضافة إلى تجاوز الاختالالت املتمثلة في مركزة الكفاءات ،و ثنائية الرئاسة املتمظهرة في التبعية لإلدارة
املركزية وسلطة العامل ،و كذا مركزية املناصب املالية .
من جانب آخر ،طالب حزب ألاصالة و املعاصرة بضرورة تعزيز مقومات '' املواطنة املحلية '' عن طريق
تمكين املواطنين من متابعة أشغال مجالس الجهات و توفير آليات قانونية تمكنهم من املشاركة في صياغة
املقتضيات التنظيمية و إلادارية التي تهم مجال الجهة و لو بشكل استشاري أو تعاقدي ،مع تمكينهم من
الاطالع على الوثائق ذات الصلة بعمل الجهة ،إضافة إلى إحداث هيئت جهوية لتظلم املواطنين لدى إلادارة (
جهوية ديوان املظالم ). 151
رغم تباين إيديولوجيات ألاحزاب السياسية باملغرب ،إال أن نقطة الالتقاء ألاساسية لهذه ألاحزاب تتمثل
في إجماعها على تبني السياسة الجهوية في مذكراتها و برامجها الانتخابية ،و لو بنسب متفاوتة على مستوى
منطلقاتها لتدبير الشأن الجهوي ،فإذا كانت الجهوية في املغرب التزال مطلبا و غاية ،فإن ركنها ألاساس ي
يتمثل في سندها السياس ي املتمثل في دور ألاحزاب السياسية كأساس استراتيجي لنجاحها .
من هذا املنطلق ،يعد الحديث عن مكانة الجهوية في البرامج الانتخابية لهذه ألاحزاب أساسيا ( الفقرة ألاولى
) ،ناهيك عن مساهماتها الاقتراحية في مجال التشريع الجهوي ( الفقرة الثانية ).
148
-نفس المرجع السابق ،ص .9
149
-نفس المرجع ،ص .50
150
-حزب األصالة و المعاصرة '' ،التقرير التركيبي للقاءات الجهوية و مساهمات لجنة اإلشراف'' ،ص .6
151
-حزب األصالة و المعاصرة ،مذكرة حول موضوع الجهوية الموسعة ،مرجع سابق ،ص .55
71
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
الفقرة ألاولى :الجهوية في برامج الانتخابات التشريعية ل 7أكتوبر . 2016
يعتبر الخطاب الدعائي لألحزاب السياسية عنصرا هاما في أي حملة انتخابية ،و يشكل البرنامج الانتخابي
لب هذا الخطاب ،فماذا عن الجهوية في برامج ألاحزاب السياسية املغربية ؟ خاصة حزب العدالة و التنمية
( أوال ) ،و حزب ألاصالة و املعاصرة ( ثانيا ) ،باعتبارهما محور الثنائية القطبية الحزبية باملغرب حاليا ،و
ما هي أولوياتهما الجهوية ؟
أوال :الجهوية في البرنامج الانتخابي لحزب العدالة و التنمية .
نضرا إلخفاقات الحكومة السابقة لالنتخابات التشريعية ل 25نونبر 2011في تحقيق التنمية ،تمحور
البرنامج الانتخابي لحزب العدالة و التنمية حول تكريس الحكامة الجيدة على املستويات السياسية و
الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية ،و القائمة على الديمقراطية و املسؤولية و املنافسة الشريفة و الشفافية و
النزاهة.
مجسدا بذلك مقاربة جديدة ترتكز على ثالث خيارات تتمثل في :
جعل املواطن املحور والهدف ألاساس ي للبرامج التنموية و جعل الدولة في خدمته؛
تحرير طاقات إلانسان املغربي في التنافس و إلانتاج و القطع مع اقتصاد الريع ؛
وضع نضام فعال في التضامن و التوازن الاجتماعي و تصحيح الفوارق و العدالة في توزيع الثروة.152
و قد تضمن البرنامج الانتخابي لحزب العدالة و التنمية الجهوية املتقدمة ضمن إجراءاته على أساس:
تعزيز الديمقراطية و اعتماد تقطيع جهوي يضمن تحقيق أهداف التنمية ؛
اعتماد املقاربة املجالية في و ضع وتنزيل املشاريع في إطار سياسة شمولية لتأهيل املجال و بمنطق تكاملي
بين الدولة و الجماعات الترابية؛
إعادة النظر بشكل جذري في أشكال التدبير و التخطيط في مجالي إعداد التراب و التعمير ،و كذا وضع
منظومة متكاملة للتعمير تدمج ألادوات التنظيمية و التخطيطية و العملياتية و التمويلية ؛
تعميق مسلسل الالمركزية إلادارية و الالتمركز إلاداري و إحداث وزارة مختصة في الجهوية و الجماعات
املحلية ؛
إصالح نظام الجبايات الجهوية بما يضمن الاستقالل املالي و التضامن و تحديد قواعد توزيع حصص
الجماعات الترابية من ضرائب الدولة بقانون .
152
-حزب العدالة والتنمية '' ،البرنامج االنتخابي القتراع 25نونبر ، '' 2011ص . 2
71
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
و قد ربط حزب العدالة و التنمية تحقيق مطلب إرساء الجهوية املتقدمة بضرورة النهوض بنظام الحكامة
و مكافحة الفساد و إصالح إلادارة و إعادة الاعتبار للخدمة العمومية ،و ذلك عن طريق:
تعزيز سيادة القانون في عالقة املواطن بالدولة و تقوية املقاربة التشاركية في بلورة و تنفيذ و تقييم
السياسات العمومية و إلانتاج التشريعي ؛
مكافحة الفساد و تخليق الحياة و إعداد ميثاق وطني للوقاية من الفساد ؛
تعزيز الشفافية و الرقابة و املسائلة من خالل إصالح إلاطار القانوني للصفقات العمومية و تقوية
اختصاصات املحاكم املالية و إصالح أنظمة املفتشية العامة للمالية و املفتشية العامة لإلدارة
الترابية.153
تبنى حزب العدالة و التنمية في برنامجه الانتخابي لالنتخابات التشريعية 2اكتوبر 7171قضية العدالة
الاجتماعية و هي املقاربة نفسها التي تعاطى معها في الانتخابات السابقة و املشار إليها سالفا ،حيث أكد على
أن تعزيز العدالة الاجتماعية رهين باعتماد استراتيجية إرادية تتحمل فيها الدولة مسؤوليتها من خالل سياسة
اقتصادية تسهم في توفير الشروط ألاساسية إلنتاج الثروة و توزيعها ،عبر سياسة اجتماعية تتمثل في الاضطالع
بدورها في إحداث التوازن بين الجهات و الفئات بما يضمن الحد ألادنى للعيش الكريم لألفراد و الجماعات.
على هذا ألاساس ،حرص الحزب في برنامجه الانتخابي على أن يجمع كل إلاجراءات التي تسعى إلى تعزيز
العدالة اجتماعيا و مجاليا ،ضمن نسق يسعى إلى الحد من الفوارق في الدخل و محاربة الفقر و الهشاشة و
إلاقصاء الاجتماعي ،و ضمان تكافؤ الفرص في الشغل ،و الاستفادة املتكافئة من البنيات و التجهيزات و
الخدمات العمومية خصوصا في العالم القروي ،و حصول الطبقات الفقيرة و املتوسطة على سكن الئق.154
على إثر ذلك ،ألح الحزب على ضرورة تقليص الفوارق الاجتماعية الصارخة ،خاصة فيما يخص مستوى
الدخل و شروط العيش ،و تقليص التفاوتات بين الوسطين الحضري و القروي و ما بين الجهات املتباينة
مستويات تنميتها .مقترحا بذلك مجموعة من التدابير و املتمثلة في :
تفعيل السياسة الوطنية إلعداد التراب و التصاميم الجهوية إلعداد التراب؛
دعم الوكاالت الجهوية لتنفيذ املشاريع؛
مساهمة الدولة في إنجاز البنيات التحتية على مستوى الجماعات الترابية.155
153
-نفس المرجع السابق ،ص. 11
154
-حزب العدالة والتنمية '' ،البرنامج االنتخابي لالنتخابات التشريعية 7 ،أكتوبر – سنة ، '' 2016ص . 57
155
-نفس المرجع ،ص . 66 - 65
72
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
و ضمانا للتنزيل ألامثل للجهوية املتقدمة و الحكامة الترابية ،اقترح حزب العدالة و التنمية على أن تسند
للجهات املهام التالية :
بلورة و اقتراح السياسة العمومية إلعداد التراب الوطني و التنمية املجالية و تنسيق و تنفيذ و تقييم
نجاعتها ؛
املساهمة في تحقيق التقائية السياسات العمومية و في تقييمها؛
السهر على تنفيذ برامج الشراكة بين الدولة و الجماعات الترابية وفق آليات التعاقد .
و سعيا من الحزب إلى املساهمة في تنزيل ورش الجهوية املتقدمة ،اقترح :
وضع مخطط لتعزيز املوارد املالية و البشرية للجماعات الترابية؛
تسريع إنجاز املخططات التنموية الجهوية و إلاقليمية و الجماعية للتنمية و دعم تفعيلها في إطار
تعاقدي مع الدولة؛
إحداث مرصد لتتبع مؤشرات التنمية بالعالم القروي.156
ثانيا :الجهوية في البرنامج الانتخابي لحزب ألاصالة و املعاصرة .
سار حزب ألاصالة و املعاصرة على خطى حزب العدالة و التنمية في تبنيه لنفس ألاسباب التي شكلت
ألارضية التي بادر بناء عليها طرح مشروع أرضية التوجهات الكبرى لبرنامجه الانتخابي ،حيث أشار في مقدمة
برنامجه الانتخابي إلى خطورة الوضع التي يعيشه املغرب ،واصفا حصيلة الحكومة املنتهية و اليتها و حزبها
ألاغلبي (العدالة و التنمية ) قبل إجراء الانتخابات التشريعية ل 7أكتوبر 2016بالكارثية ،و ذلك على كل
مستويات تدبير الشأن العام .مؤكدا على غياب رؤية متكاملة للحكومة على مستوى تفعيل الجهوية ،خاصة
فيما يتعلق بنقل املوارد البشرية و املادية نحو الجهات ) الالمركزية و الالتمركز). 157
على غرار باقي ألاحزاب السياسية ،وعد حزب ألاصالة واملعاصرة انطالقا من برنامجه الانتخابي بتنفيذ
عدة التزامات تهم مجاالت مختلفة .حيث التزم الحزب على املستوى القطاعي بتطبيق مبدأ الجهوية املوسعة
بقطاع الصيد البحري ،كما التزم على مستوى الاستثمار بإنشاء أرضية لوجستيكية ،في كل جهة ،و ذلك
بشراكة بين القطاعين العام و الخاص ،إضافة إرساء مبدأ الشراكة بين القطاعين العام و الخاص في
الاستثمار العمومي ،و كذا ترشيد استثمارات املؤسسات و املقاوالت العمومية و الجماعات الترابية ،إضافة
156
-نفس المرجع السابق ،ص .73
157
-حزب األصالة و المعاصرة '' ،البرنامج االنتخابي التوجهات الكبرى'' ،االنتخابات التشريعية 7أكتوبر -سنة ، 2016ص.7
73
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
إلى دعم الاستثمار الخاص عن طريق إعادة صياغة أدوار املراكز الجهوية لالستثمار املتمثلة في التمويل و
العقار و الجانب التقني قصد إلاجابة على حاجيات املقاوالت الصغرى و املتوسطة ،و صياغة ميثاق لالستثمار
خاصة بالجهات للنهوض بالجهات ألاقل نموا .
أما على مستوى إلاعفاءات الضريبية فقد اقترح الحزب إعفاء املقاوالت الجديدة في قطاع التصنيع من
الضريبة على الشركات ملدة تصل إلى 5سنوات ،و الرفع من الوعاء العقاري املوجه نحو الاستثمار من 1147
هكتار إلى 2000هكتار ،موزعة بشكل متوازن بين جهات اململكة و بسعر تنافس ي.158
و في املجال القضائي ،التزم الحزب بمراجعة خريطة محاكم اململكة ،مع ألاخذ بعين الاعتبار التقطيع
الترابي على ضوء الجهوية املتقدمة .موازاة مع ذلك التزم بالعمل على إعداد مخطط لنقل الاختصاصات و
املوارد من املركز إلى الجهات ،مع مراعاة التوازنات املالية للدولة ،و تعزيز التعاقد بين الحكومة و الجهات في
مجال السياسات العمومية بغرض التنسيق و الالتقائية ثم الشراكة ،إضافة إلى العمل على دعم النموذج
التنموي الجديد لألقاليم الجنوبية و تسريع أجرأته.159
مؤكدا على أن تنزيل الجهوية يقتض ي وضع مخطط إجرائي متعدد السنوات ،يمكن من تأهيل الجهات على
جميع املستويات املالية و البشرية و الاجتماعية و الاقتصادية ،يأخذ بعين الاعتبار مبدأ التدرج في تحويل
الاختصاصات ،و مدى قدرة الجهات على تدبيرها ،مع ضرورة مراعاة التوازنات الاقتصادية و املالية و
الاجتماعية ،مع إشارته إلى أن التنزيل السليم للجهوية لن يتحقق دون استباقه بتصور واضح لالتمركز
إلاداري.160
الفقرة الثانية :مالحظات ألاحزاب السياسية حول مسودة مشروع القانون التنظيمي املتعلق بالجهة.
نظرا لألهمية الكبرى التي يلعبها القانون التنظيمي للجهات رقم 111.14كمرتكز تشريعي للتدبير الجهوي
في شموليته ،ارتأينا أن نبرز أهم املالحظات التي تبنتها ألاحزاب السياسية حول مسودة مشروع هذا القانون
قبل دخوله حيز التنفيذ ،و بالتالي إبراز الدور الذي لعبته مقترحات هذه ألاحزاب في إنتاج مشروع القانون
التنظيمي املتعلق بالجهات .
158
-نفس المرجع السابق ،ص . 23 -25 -22
159
-نفس المرجع ،ص . 40 -39
160
-حزب األصالة و المعاصرة ''،قراءة نقدية للحصيلة الحكومية ، '' 2012- 2016ص .18
74
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
إلبراز دور ألاحزاب السياسية في هذا الشأن ،تقدمت هذه ألاخيرة بمجموعة من املقترحات بشأن مشروع
القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ،111.14حيث تلقت وزارة الداخلية من الهيئات السياسية 26جوابا
3 ،أحزاب منها تقدمت بمذكرة مشتركة .و قد ثمن و ساند 13حزبا سياسيا مشروع القانون التنظيمي املتعلق
بالجهات ،في حين انتقدت 6أحزاب أخرى عدة جوانب منه.161
تضمنت أجوبة ألاحزاب السياسية 309اقتراحا ،تم اعتماد 107منها ،بنسبة ، 36 %مع اعتماد مجموعة
من الاقتراحات همت مواضيع أخرى كالتقطيع الجهوي ،و الالتركيز إلاداري ،ثم القوانين الانتخابية ،و
إلاشراف على الانتخابات .و قد تم اعتماد 32مقترح من بين 74مقترح تقدمت به أحزاب ألاغلبية ،بنسبة 43 %
،في حين تم اعتماد 30مقترح من بين 73مقترح تقدمت به أربعة أحزاب من املعارضة ،بنسبة ، 43 %إضافة
إلى 45مقترح من بين 162مقترح تقدمت به باقي ألاحزاب ،بنسبة . 28 %و من بين أهم مقترحات ألاحزاب
السياسية التي تم اعتمادها في مشروع القانون التنظيمي املتعلق بالجهات نجد:
التنصيص على تنظيم فرق داخل مجالس و تحقيق مبدأ املناصفة بين الرجال و النساء في رئاسة اللجان
الدائمة؛
التنصيص على تخصيص رئاسة لجنة دائمة لفرق املعارضة ؛
التنصيص على اعتبار مبادئ التدرج و التمايز و التعاقد كركائز محددة في منح الاختصاصات لكافة
الجماعات الترابية ؛
التنصيص على توضيح اختصاصات الجهة و صالحيات مجالسها ؛ و تحديد اختصاصاتها الذاتية بشكل
حصري من منطلق مبدأ التفريع؛
التنصيص على نقل الاختصاصات و املوارد املطابقة لها بناء على التعاقد مع الدولة؛
التنصيص على تحديد مجال املراقبة إلادارية و جعل القضاء بمثابة السلطة الوحيدة املخولة لها بالبث
في حالة التنازع ؛
التنصيص على إسناد سلطة عزل ألاعضاء و حل املجلس و إعمال سلطة الحلول إلى املحاكم إلادارية؛
التنصيص على تحديد مدة عمل اللجنة الخاصة املحدثة في حالة توقيف أو حل املجلس أو استقالة
نصف أعضائه في 3أشهر على ألاكثر ؛
161
-البرلمان – مجلس النواب '' ،القوانين التنظيمية الخاصة بالجماعة الترابية و رهان تنزيل الجهوية المتقدمة '' ،حصيلة مناقشة فرق األغلبية بمجلس
النواب لمشاريع القوانين المتعلقة بالجماعات الترابية على ضوء مقتضيات دستور ، 2011سنة ، 2015ص .8
75
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
التنصيص على إسناد وضع الهيكلة إلادارية للجهة للرئيس و اعتماد نظام أساس ي ملوظفي الجماعات
الترابية؛
التنصيص على إخضاع ألاجهزة إلادارية للجهة لتعيين مباشر من طرف رئيس املجلس طبقا للشروط و
الكيفيات الجاري بها العمل ؛
التنصيص على الرفع من التحويالت القارة املخولة للجهات و الرفع من حصة الجهة من الرسوم و
الضرائب التي تستخلصها الدولة ،مع تسجيل املخصصات املالية للجهات بقوانين املالية ؛
التنصيص على تخويل الجهات حق الاستفادة من حصة من عائدات الضريبة على القيمة املضافة.162
فمقابل قبول املقترحات التي تقدمت بها ألاحزاب السياسية و املذكورة أعاله ،إال أنه تم رفض باقي
املقترحات ألاخرى لعدة أسباب:
السبب ألاول :العتبار هذه املقترحات غير دستورية من قبيل :
التنصيص على توفر رئيس املجلس و نوابه على مستوى جامعي ؛
التنصيص على منع املوظفين العاملين بالجماعات الترابية من الترشح بنفس الجهة التي يعملون بها ؛
التنصيص على جعل مسؤولية آلامر بالصرف مشتركة بين رئيس املجلس و والي الجهة ؛
التنصيص على جعل سلطة الرقابة و الافتحاص من صالحيات املجالس الجهوية للحسابات حصريا و
إلغاء كل مظاهر املراقبة على مالية الجهة و أن تقتصر عالقة رئيس الجهة بالوالي في إلاخبار و التبليغ.
السبب الثاني :العتبار موضوع املقترحات ال يتعلق بمشروع القانون التنظيمي املتعلق بالجهات من قبيل :
التنصيص على إحداث املجلس الاقتصادي و الاجتماعي و البيئي الجهوي ؛
التنصيص على تكليف املصالح الجبائية للدولة بتحديد الوعاء الضريبي و تصفيته بناء على تعاقد
محدد؛
التنصيص على تبويب قانون املالية بحسب الجهات ؛
التنصيص على اختصاص املحكمة الدستورية في النزاع بين الدولة و الجهات.
السبب الثالث :ألن هذه املقترحات غير عملية كاملقترحات التالية :
162
-نفس المرجع السابق ،ص . 9
76
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
التنصيص على جعل كل املؤسسات العمومية و البالغ عددها 178مؤسسة عمومية جهوية بموارد
تبلغ 22مليار درهم تابعة ملجلس الجهة ؛
التنصيص على عدم حصر العدد املطلوب من املواطنات و املواطنين لتقديم العرائض؛
التنصيص على تخويل مجلس الجهة تحديد التعويضات التي ستمنح ألعضاء املكتب الجهوي و رؤساء
اللجان ،بناء على اقتراح من رئيس املجلس الجهوي ؛
التنصيص على توسيع قاعدة تغطية صندوق التأهيل الاجتماعي ليشمل برامج التنمية البشرية ؛
التنصيص على نقل جميع الاختصاصات املنقولة أو اعتمادها بموجب القانون املالي 2016؛
التنصيص على إحداث و كاالت للتنمية الجهوية ،تدمج فيها وكالة إلانعاش و التنمية الاقتصادية و
الاجتماعية ألقاليم الجنوب ،و الوكاالت الجهوية ألاخرى و وكالة التنمية الاجتماعية ،و املراكز الجهوية
لالستثمار ،و الوكاالت الحضرية ؛
التنصيص على تمكين أعضاء املجلس غير املزاولين ملهام تنفيذية من الاستفادة من تعويض عن
مصاريف حضانة ألاطفال أو ألاشخاص املسنين ؛
التنصيص على حصر مدة العمل بصندوق التأهيل الاجتماعي في الوالية ألاولى .163
مما ال ريب فيه ،أن جل ألاحزاب السياسية تتوفر نضريا على برامج و تصورات حول موضوع الجهوية و
التي التختلف كثيرا في مضامينها ،إال أن ألاهم يبقى هو مدى التزام هذه ألاحزاب بتفعيل هذه الوعود ؟ و
مدى قدرتها على تحمل املسؤولية التدبيرية لورش الجهوية املتقدمة؟ و التي يتقلدها ممثلي هذه ألاحزاب من
خالل املناصب الوزارية ،أو من خالل منتخبيها الجهويين من رؤساء و أعضاء للمجالس الجهوية .و بالتالي
فاإلجابة على هذه ألاسئلة تبقى رهينة بمردودية و فعالية هؤالء الوزراء و املنتخبين ،و الذين يشكلون
الوجه الحقيقي لألحزاب السياسية .فتطور النظام الجهوي في الخطاب السياس ي الرسمي ،ال يمكن الحسم
فيه مالم يتم الوقوف على تجليات السياسات الجهوية على مستوى مخرجات هؤالء الفاعلين السياسيين ،
فخطاب الجهوية يكتس ي أهميته أصال من خالل املكانة التي تحظى بها الجهات املنتجة لهذا الخطاب .و هو ما
يستدعي الانتقال من مرحلة تغيير الخطاب إلى التغيير بالخطاب .
163
-البرلمان – مجلس النواب '' ،القوانين التنظيمية الخاصة بالجماعة الترابية و رهان تنزيل الجهوية المتقدمة '' ،نفس المرجع السابق ،ص . 10
77
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
الباب الثاني :املقاربة القانونية و التنظيمية و املالية الجديدة للجهوية املتقدمة.
من املالحظ أن املغرب راكم تجربة كبيرة على مستوى الجهوية انطلقت كمفهوم و شكل للتنظيم إلاداري،
مع صدور ظهير 71يونيو ،7427و مع دستوري 7447و ،7441اللذان وضعا الركائز الدستورية للجهوية ،و
منحا للجهوية دفعة قوية ،باعتبارها في الوقت نفسه جماعة ترابية ،و وحدة إدارية متمتعة بالشخصية
املعنوية لها استقالل مالي و إداري شأنها في ذلك شأن الجماعات املحلية ألاخرى ،كذلك صدور ظهير
7442املتعلق بتنظيم الجهات ،الذي منح للجهات مجموعة من الاختصاصات التقريرية و الاستشارية .إال أن
هذه املحاوالت تبقى من وجهة نظرنا مجرد محاوالت محتشمة مقارنة مع املستجدات التي طرأت على النظام
الجهوي بموجب الاصالحات السياسية املنبثقة عن الوثيقة الدستورية لعام ، 2011و القوانين املواكبة لها .
فاملالحظ من خالل تتبع تطور النظام الجهوي في املغرب ،هو تبني مقاربة تدرجية في تنزيل هذا النظام
نظرا للظروف و التحوالت السياسية و دواعي الانتقال الديمقراطي ،و ما أفرزه سؤال الحكامة الترابية من
قواعد و ضمانات لتجاوز ألاخطاء و التصدي للهفوات التي شابت ألانظمة الجهوية السابقة .
إن هذا التدرج و التطور في التجربة الجهوية باملغرب جاء نتيجة تقييم التجارب الجهوية السابقة ،و
الرغبة امللحة في تجاوز صعوبات و عوائق التنمية الترابية ،خاصة على مستوى إلاطارات القانونية السالف
ذكرها .و هو ما حاول املشرع تفاديه من خالل إلاصالحات الدستورية لعام ، 2011حيث بوأ دستور 7177
الجهة مركز الصدارة بالنسبة للجماعات الترابية ألاخرى في عمليات إعداد و تتبع برامج التنمية الجهوية ،و
التصاميم الجهوية لإلعداد التراب ،و جعل الجهوية املتقدمة دعامة أساسية لإلدارة .
هو ألامر – إذن -الذي جسده نظريا القانون التنظيمي الجديد املتعلق بالجهات رقم ، 111.14الذي منح
للجهات عدة اختصاصات و صالحيات تحدد كيفية تسيير و تنظيم أعمالها ،و كذا التصرف في أموالها الذي
يخضع للعديد من النصوص القانونية أهمها املرسوم رقم 7.72.794الصادر في 71نوفمبر ،7172املتعلق
بسن نظام للمحاسبة العمومية للجهات و مجموعاتها ،إضافة إلى القواعد التي تنظم عالقاتها مع مصالح
الدولة الالممركزة ،و الذي عمل املرسوم الجديد املتعلق بالالتمركز إلاداري على تحديده بالتفصيل و الدقة.
78
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
الفصل ألاول :البناء الجديد للتنظيم الالمركزي على املستوى الجهوي .
نظرا لقصور املقتضيات التشريعية التي كان يحكـم تنظيمهـا القـانون 41.92و املبررات السياسية لقضية
الصحراء ،أثـير النقـاش حـول نظـام جهـوي بـديل أكثـر قـدرة على التطـور ،و بهذا انتقل املغرب إلى مرحلة
الجيل الجهوي الجديد الذي عرف في دستور 2011ب ''الجهوية املتقدمة ''.
يرتكز التنظيم الجهوي و فقا ألحكام الوثيقة الدستورية لعام ،7177على مجموعة من املبادئ التي يمكن
تلخيصها حسب مضمون املادة 711من دستور 7177في مبدأ التدبير الحر و التعاون و التضامن بين الجهات
فيما بينها و بين الجماعات الترابية ألاخرى،و إشراك السكان في تدبير شؤونهم ،و الرفع من مساهمة املواطنين
في التنمية املندمجة املستدامة ،و مساهمة الجهة في تفعيل السياسات العامة للدولة ،و مساهمة الجهة في
إعداد السياسات الترابية من خالل ممثليها في مجلس املستشارين حسب مضمون املادة . 712
إن ضبط موضوع التنظيم الجهوي وفق تركيبته الجديدة تتطلب تناوله من زاوية كيفية تنظيم املجالس
الجهوية على مستوى تأليفها و جهازها املسير ،و كذا كيفية تسيير أعمالها ( املبحث ألاول) ،و من زاوية أخرى
يتطلب ألامر تحديد اختصاصات هذه املجالس و عالقتها بمصالح الدولة الالممركزة في إطار الالتمركز إلاداري
( املبحث الثاني ) ،و هو ما حاول املشرع تجسيده من خالل املقتضيات التي جاء بها القانون التنظيمي
املتعلق بالجهات رقم ، 111.14و بعض املراسيم و القوانين التنظيمية ألاخرى .
تطلب تدعيم الجهات منحها مكانة دستورية كباقي الجماعات الترابية ألاخرى ،حيث نص مضمون املادة
719من دستور 7177على أن الجماعات الترابية باململكة هي الجهات و ألاقاليم و الجماعات ،و تعد
الجهات طبقا ملقتضيات نفس املادة السالفة الذكر ،و حدات ترابية تتمتع بشخصية معنوية و استقالل
مالي .فهي خاضعة للقانون العام ،و تشكل أحد مستويات التنظيم الترابي للمملكة ،باعتباره تنظيما المركزيا
يقوم على الجهوية املتقدمة.164
إن فهم البناء الجهوي الجديد يستدعي منا دراسة تشكيل و تنظيم مجالس الجهات ( ،املطلب ألاول )،
فضال عن كيفية تسيير أعمالها ( املطلب الثاني ) ،ما يساعد على فهم نظامها و طرق تدبيرها.
164
-المادة 2من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .555.51
79
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
املطلب ألاول :تشكيل و تنظيم مجلس الجهة .
ارتأينا ألجل إلاحاطة بجوانب التنظيم الجهوي الجديد تناوله اعتمادا على املستجدات التي جاء بها
القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم 111.14و الذي تولى بيان كيفية تشكيل مجالس الجهات ( الفقرة
ألاولى ) ،و كيفية تنظيمها ( الفقرة الثانية ) ،مع الاستدالل بمقتضيات القانون التنظيمي رقم 94.77
املتعلق بانتخاب أعضاء مجالس الجماعات الترابية .
تنص الفقرة الثانية من املادة 7من دستور اململكة لعام 7177على أن اختيار ألامة ملمثليها في املؤسسات
املنتخبة يتم باالقتراع الحر و النزيه و املنتظم ،مع الالتزام بشروط وموانع أهلية الترشح لالنتخاب و حاالت
التنافي املنصوص عليها في القانون التنظيمي املتعلق بانتخاب أعضاء مجالس الجماعات الترابية رقم
،16594.77و ذلك تجسيدا ملقتضيات الفقرة ألاولى من املادة 77من الدستور التي تؤكد على أن الانتخابات
الحرة و النزيهة و الشفافة هي أساس مشروعية التمثيل الديمقراطي .
على هذا ألاساس ،فاملجلس الجهوي هو جهاز منتخب بطريقة ديمقراطية ملدة ست سنوات ، 1تنتهي
عضوية منتخبيه في انتخابات جزئية أو تكميلية بمجرد انتهاء عضوية ألاعضاء املنتخبين في الانتخابات
العامة ،166ينتخب أعضاؤه باالقتراع املباشر ،و تتكون أجهزة هذا املجلس من مكتب و لجان دائمة و كاتب
للمجلس و نائبه ،كما يتألف مكتب املجلس من رئيس و نواب للرئيس ،167و يعتبر التصويت العلني قاعدة
النتخاب رئيس املجلس و نوابه و أجهزة املجلس .168كما تناط بهذا املجلس مهمة تدبير شؤون املواطنين على
مستوى الجهة دون املساس باالختصاصات املخولة للجماعات املحلية ألاخرى . 169كما يحدد عدد ألاعضاء
الواجب انتخابهم في مجالس الجهات وفقا ألحكام القانون التنظيمي رقم 94.77املتعلق بانتخاب أعضاء
165
-أنظر المواد ، 82- 86- 85- 80 – 19 – 2 - 2 - 1ظهير شريف رقم 5.55.512صادر في 61من ذي الحجة 65 ( 5126نوفمبر 6055
) بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 29.55المتعلق بانتخاب اعضاء مجالس الجماعات الترابية ،الجريدة الرسمية عدد 2991مكرر – ذو الحجة 66( 5126
نوفمبر )6055ص . 2219
166
-المادة ، 6نفس المرجع .
167
-المادة 9من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .555.51
168
-المادة 8من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .555.51
169
-اتالتي طارق '' ،القانون اإلداري'' ،دار القلم للطباعة و النشر و التوزيع ،الطبعة األولى -سنة ،6001ص .522
81
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
مجالس الجماعات الترابية ،و بناء على آخر إحصاء رسمي للسكان صدر بالجريدة الرسمية .170و بذلك يعد
انتخاب أعضاء مجالس الجهات باالقتراع املباشر معطى جديدا لتكريس الشرعية الديمقراطية .
يتألف مجلس الجهة حسب مقتضيات القانون التنظيمي رقم 94.77املتعلق بانتخاب أعضاء مجالس
الجماعات الترابية من :
11 عضوا في الجهة التي ال يتجاوز عدد سكانها 791.111نسمة ؛
14 عضوا في الجهة التي يتراوح عدد سكانها ما بين 791.117و 7.111.111نسمة ؛
99 عضوا في الجهة التي يتراوح عدد سكانها ما بين ، 7.111.117و 7.291.111نسمة ؛
92 عضوا في الجهة التي يتراوح عدد سكانها ما بين 7.911.117و 1.111.111
نسمة ؛
11 عضوا في الجهة التي يتراوح عدد سكانها ما بين 1.111.117و 1.291.111نسمة ؛
14 عضوا في الجهة التي يتراوح عدد سكانها ما بين 1.291.117و 9.911.111نسمة ؛
29 عضوا في الجهة التي يتجاوز عدد سكانها 9.911.111نسمة .
و يحدد بمرسوم يتخذ باقتراح من وزير الداخلية عدد ألاعضاء الواجب انتخابهم في مجلس كل جهة و توزيع
عدد املقاعد على العماالت و ألاقاليم و عماالت املقاطعات املكونة لكل جهة ،كما يجب أن يمثل عدد مقاعد
الدائرة الانتخابية املخصصة للنساء في كل عمالة أو إقليم أو عمالة مقاطعات على ألاقل ثلث عدد املقاعد
املخصصة للعماالت أو ألاقاليم أو عمالة املقاطعات املعنية برسم مجلس الجهة.171
من جهة أخرى ،تم التنصيص في املادة 22من القانون التنظيمي رقم 94.77املتعلق بانتخاب أعضاء
مجالس الجماعات الترابية على تمثيلية النساء خالل تحديد عدد ألاعضاء الواجب انتخابهم في مجلس كل
جهة وتوزيع عدد املقاعد على العماالت و ألاقاليم و عماالت املقاطعات املكونة لكل جهة حيث تشير
مقتضيات املادة 22السالفة الذكر على أن '' يمثل عدد مقاعد الدائرة الانتخابية املخصصة للنساء في كل
عمالة أو إقليم أو عمالة مقاطعات على ألاقل ثلث عدد املقاعد املخصصة للعمالة أو إلاقليم أو عمالة
املقاطعات املعنية برسم مجلس الجهة ،و هو ما يوضحه الجدول التالي:172
170
-المادة 50من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .555.51
171
-المادة ، 11ظهير شريف رقم 5.55.512صادر في 61من ذي الحجة 65 ( 5126نوفمبر ) 6055بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 29.55
المتعلق بانتخاب أعضاء مجالس الجماعات الترابية ،الجريدة الرسمية عدد 2991مكرر ،مرجع سابق ،ص .2219
172
-المرسوم رقم 6.52.212صادر في 1شوال 61( 5122يوليوز ) 6052المتعلق بتحديد عدد األعضاء الواجب انتخابهم في مجلس كل جهة و
توزيع عدد المقاعد على العماالت و األقاليم و عماالت المقاطعات المكونة لكل جهة ،الجريدة الرسمية ،عدد 50 ، 2285شوال 61( 5122يوليوز
، ) 6052ص . 2129 – 2128
81
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
الفقرة الثانية :تنظيم املجلس الجهوي .
ينتخب مجلس الجهة من بين أعضائه رئيسا و عدة نواب يكونون مكتب املجلس طبقا للشروط و
الكيفيات املنصوص عليها في القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ،777.79و ال يمكن أن يتداول بكيفية
صحيحة إال بحضور ألاغلبية املطلقة لألعضاء املزاولين مهامهم و الذين ال يوجدون في إحدى الحاالت
التالية:
الوفاة؛
الاستقالة الاختيارية؛
إلاقالة الحكمية؛
العزل؛
إلالغاء النهائي لالنتخاب؛
إلاقالة ألي سبب من ألاسباب املنصوص عليها في هذا القانون التنظيمي؛
التوقيف طبقا ألحكام املادة 12من هذا القانون التنظيمي؛
إلادانة بحكم نهائي نتج عنه عدم ألاهلية الانتخابية.173
و يجري انتخاب رئيس املجلس و نوابه في جلسة واحدة مخصصة لهذه الغاية خالل الخمسة عشر يوما
املوالية النتخاب أعضاء املجلس .174و يمتد انتخابهم ملدة انتداب املجلس ،175مع مراعاة مقتضيات املادة 21
،176من القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم .777.79
أوال :انتخاب رئيس مجلس الجهة .
يسمح بالترشح ملنصب رئيس مجلس الجهة لألعضاء و العضوات املرتبون على رأس لوائح الترشيح بكل
الدوائر الانتخابية املحدثة بالقانون التنظيمي رقم 94.77املتعلق بانتخاب أعضاء الجماعات الترابية التي
فازت بمقاعد داخل املجلس ،مع استيفاء شرطين أساسين كالتالي:
173
-المادة 22من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
174
-المادة 29من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
175
-المادة 91من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
176
-يجوز ،بعد انصرام السنة الثالثة من مدة انتداب المجلس ،لثلثي ( ) 3/2أعضاء المجلس المزاولين مهامهم تقديم طلب بإقالة الرئيس من مهامه.
وال يمكن تقديم هذا الطلب إال مرة واحدة خالل مدة انتداب المجلس.
-يدرج طلب اإلقالة وجوبا في جدول أعمال الدورة العادية األولى من السنة الرابعة التي يعقدها المجلس.
-يعتبر الرئيس مقاال من مهامه بعد الموافقة على طلب اإلقالة بتصويت ثالثة أرباع ( )4/3أعضاء المجلس المزاولين مهامهم.
82
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
أن يكون املرشح منتميا ألحد ألاحزاب التي حصلت على املراتب الخمس ألاولى ،بناءا على مجموع املقاعد
املحصل عليها في مجلس الجهة ؛
و يمكن للمترشح املوجود على رأس أحد لوائح املرشحين املستقلين أن يتقدم للترشيح إذا تعادل أو فاق
عدد املقاعد املحصل عليها في الئحته عدد مقاعد الحزب الذي جاء ضمن ألاحزاب التي حصلت على املراتب
الخمس ألاولى كما أشرنا سابقا .
أن يرفق طلب الترشيح بتزكية مسلمة من الحزب السياس ي الذي ينتمي إليه املترشح ،مع استثناء هذا
الشرط بالنسبة للمترشحين املستقلين ؛
و يؤهل بحكم القانون ،للترشح لشغل منصب رئيس مجلس الجهة في حالة وفاة املترشح أو املترشحة ،أو
فقدان ألاهلية الانتخابية ألي سبب من ألاسباب أو بسبب الاستقالة أو مانع قانوني آخر ،املترشح الذي يليه
مباشرة على مستوى الترتيب في الالئحة نفسها ،أو املترشح املوالي إذا دعت الضرورة .177على أن تودع
الترشيحات بصفة شخصية لدى والي الجهة خالل الخمسة عشر يوما املوالية النتخاب أعضاء مجلس الجهة
،مقابل وصل يسلمه هذا ألاخير ،و الذي يدعو بصفة شخصية أو من طرف من يفوض له ذلك النعقاد
انعقاد الجلسة املخصصة النتخاب رئيس مجلس الجهة و نوابه و التي أشرنا إليها سابق طبقا ملقتضيات
املادة ، 77و التي يتولى رئاستها طبقا ملقتضيات القانون التنظيمي للجهات رقم 777.79العضو ألاكبر سنا من
ألاعضاء غير املرشحين ،في حين يتولى مهمة كتابة هذه الجلسة ،و تحرير محضرها املتعلق بانتخاب رئيس
مجلس الجهة العضو ألاصغر سنا من غير املترشحين.178
يتم انتخاب رئيس مجلس الجهة في الدور ألاول لالقتراع باألغلبية املطلقة لألعضاء املزاولين مهامهم ،و في
حال عدم الحصول على ألاغلبية من قبل املترشحين ،يتم إجراء دور ثان في نفس الجلسة بين املترشحين
املرتبين بحسب عدد ألاصوات املحصل عليها في كل من الرتبتين ألاولى و الثانية .في هذه الحالة يتم الانتخاب
باألغلبية املطلقة لألعضاء املزاولين مهامهم ،و في عدم حصول أي مترشح على ألاغلبية املطلقة لألعضاء
املزاولين مهامهم ،يتم إجراء دور ثالث في نفس الجلسة ينتخب فيه الرئيس باألغلبية النسبية لألعضاء
الحاضرين ،و في حالة تعادل ألاصوات خالل الدور الثالث ،يعلن عن فوز املترشح ألاصغر سنا ،و في حالة
177
-المادة 21من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
178
-المادة 26من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
83
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
التعادل في السن ،يعلن عن فوز املترشح الفائز بواسطة القرعة ،و ذلك تحت إشراف رئيس الجلسة .179مع
مراعات مقتضيات املادة ،18071و املادة ، 18172من نفس القانون التنظيمي .
ضمانا الستمرارية مجلس الجهة في أداء مهامه التنموية و تلبية متطلبات الساكنة وضع املشرع سبال
قانونية لتجاوز ذلك .حيث يحل املكتب في حالة انقطاع رئيس مجلس الجهة عن مزاولة مهامه بسبب الوفاة
أو الاعتقال ملدة تفوق ستة أشهر أو إلادانة بحكم نهائي نتج عنه عدم ألاهلية الانتخابية ،182و يستدعى
مجلس الجهة النتخاب رئيس جديد و أعضاء جدد ملجلس الجهة داخل أجل 79يوما ابتداء من تاريخ
معاينة الانقطاع و ذلك بقرار للسلطة الحكومية املكلفة بالداخلية وفق مقتضيات القانون التنظيمي للجهات
رقم ،777.79كذلك ألامر في حالة انقطاع الرئيس أو امتناعه دون مبرر عن أداء مهامه ملدة شهرين حسب
مدلول البند السابع من املادة ،77بعد إقرار القضاء الاستعجالي وجود حالة الانقطاع أو الامتناع.183
ثانيا :انتخاب نواب رئيس مجلس الجهة .
يتم انتخاب نواب رئيس مجلس الجهة عن طريق الانتخاب بالالئحة ،و ذلك في جلسة خاصة
النتخابهم تنعقد مباشرة بعد جلسة انتخاب الرئيس و يحضرها والي الجهة أومن يفوض له ذلك .
خالل هذه الجلسة يقدم الرئيس املنتخب الئحة النواب التي يقترحها ،مع جواز تقديم لوائح أخرى يقترحها
باقي أعضاء املجلس ،مع ألاخذ بعين الاعتبار أن تقدم كل الئحة من هذه اللوائح من قبل العضو الذي يوجد
على رأسها .كما يجب أن تتضمن كل الئحة عددا من أسماء املترشحين يطابق عدد نواب الرئيس ،مع ترتيب
هؤالء النواب .علما أنه يجب أن تتضمن كل الئحة لترشيحات النواب عددا من املرشحات ال يقل عن ثلث
النواب .كما ال يجوز ترشح أي عضو في املجلس إال في الئحة واحدة.184
179
-المادة 21من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
180
-ال يجوز أن ينتخب رئيسا لمجلس الجهة أو نوابا للرئيس وال أن يزاولوا مهامهم بصفة مؤقتة المحاسبون العموميون الذين يرتبط نشاطهم مباشرة
بالجهة المعنية.
و يمنع أن ينتخب نوابا للرئيس األعضاء الذين هم مأجورون للرئيس.
181
-تتنافى مهام رئيس مجلس الجهة أو نائب رئيس مجلس الجهة مع مهام رئيس أو نائب رئيس مجلس جماعة ترابية اخرى او مهام رئيس أو نائب
رئيس غرفة مهنية أو مهام رئيس او نائب رئيس مجلس مقاطعة .وفي حالة الجمع بين هذه المهام يعتبر المعني باالمر مقاال بحكم القانون من أول رئاسة
أو إنابة انتخب لها.
-تتم معاينة هذه اإلقالة بموجب قرار للسلطة الحكومية المكلفة بالداخلية.
-ال يجوز الجمع بين رئاسة مجلس الجهة وصفة عضو في الحكومة أو في مجلس النواب أو مجلس المستشارين أو المجلس االقتصادي واالجتماعي
والبيئي ،أو الهيئة العليا لالتصال السمعي البصري أو مجلس المنافسة أو الهيئة الوطنية للنزاهة و الوقاية من الرشوة و محاربتها.
182
-المادة 99من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
183
-المادة 91من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
184
-المادة 27من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
84
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
و ينتخب نواب الرئيس وفق نفس املسطرة املتبعة النتخاب رئيس مجلس الجهة حسب مقتضيات الفقرة
ألاولى و الثانية من املادة 79السالفة الذكر .ما عدا ما جاء في الفقرة الثالثة منها ،حيث في حالة تعادل
ألاصوات خالل الدور الثالث النتخاب نواب الرئيس ،يتم ترجيح الالئحة التي يقدمها الرئيس.185
و يحدد عدد نواب رؤساء مجالس الجهات حسب التقسيم التالي :
ستة نواب بالنسبة للمجالس التي يبلغ عدد أعضائها أو يقل عن 14عضوا؛
سبعة نواب بالنسبة للمجالس التي يبلغ عدد أعضائها 99أو 97عضوا ؛
ثمانية نواب بالنسبة للمجالس التي يبلغ عدد أعضائها 92أو 11عضوا ؛
تسعة نواب بالنسبة للمجالس التي يفوق عدد أعضائها 11عضوا .186
في حالة انقطاع نائب أو عدة نواب عن أداء مهامهم لنفس ألاسباب املشار إليها سابقا في البنود 7و 1و 1
من املادة 77املشار إليها أعاله ،و ذلك بسبب الوفاة أو الاعتقال ملدة تفوق ستة أشهر أو إلادانة بحكم نهائي
نتج عنه عدم ألاهلية الانتخابية ،يرتقي بحكم القانون النواب الذين يوجدون في املراتب الدنيا حسب
ترتيبهم مباشرة إلى املنصب ألاعلى الذي أصبح شاغرا ،
و يقوم الرئيس في هذه الحالة بدعوة املجلس النتخاب النائب أو النواب الذين سيشغلون املناصب التي
أصبحت شاغرة باملكتب ،وفق الكيفيات املقتضيات املنصوص عليها في القانون التنظيمي للجهات.
كذلك ألامر ،في حالة انقطاع نائب أو عدة نواب عن العمل دون مبرر أو امتناعهم عن مزاولة مهامهم ملدة
شهرين ،حسب الحالة املشار إليها في البند 2من املادة 77املشار إليه أعاله ،انعقد املجلس في دورة
استثنائية بدعوة من الرئيس إلقالة املعنيين باألمر ،في حالة عدم استئناف مهامهم داخل أجل سبعة أيام
بواسطة بعد إشعارهم بذلك من طرف الرئيس بواسطة كتاب مع إشعار بالتسلم ،و يوجه الرئيس في هذه
الحالة الدعوة للمجلس النتخاب النائب أو النواب الذين سيشغلون املنصب أو املناصب الدنيا التي أصبحت
شاغرة ،وفق املقتضيات القانونية املنصوص عليها في القانون التنظيمي للجهات.187
185
-المادة 92من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
186
-المادة 21من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
187
-المادة 96من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
85
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
ثالثا :كتابة مجلس الجهة .
ينتخب مجلس الجهة من بين أعضاء مكتبه و خارجه كاتبا يعهد إليه مهمة تحرير محاضر جلسات
املجلس و حفظها .و يجرى التصويت على املترشحين لشغل هذا املنصب ،باألغلبية النسبية لألعضاء
الحاضرين خالل الجلسة املخصصة النتخاب نواب الرئيس.
و في حالة تعادل ألاصوات ،يعلن عن فوز املترشح ألاصغر سنا .أما في حالة التعادل في السن ،يعلن عن فوز
املترشح الفائز بواسطة القرعة ،و ذلك تحت إشراف رئيس املجلس ،و ينتخب املجلس نائبا لكاتب املجلس
وفق نفس املسطرة املتبعة في انتخاب كاتب املجلس و املشار إليها سابقا .188و يمكن إقالة كل واحد بمفرده
أو كالهما معا من مهامهما ،بمقرر يصوت عليه أعضاء املجلس باألغلبية املطلقة لألصوات املعبر عنها ،
باقتراح معلل من الرئيس املنتخب ملجلس الجهة .و على إثر ذلك يقوم املجلس بانتخاب جديد لكاتب املجلس
أو نائبه أو هما معا ،حسب الحالة داخل أجل خمسة عشر يوما من تاريخ إلاقالة ،وفق املقتضيات
القانونية املتبعة في هذا الشأن و املنصوص عليها في املادة 79املشار إليها أعاله.189
رابعا :فرق مجلس الجهة .
يمكن ألعضاء مجلس الجهة أن يشكلوا فرقا من أجل التنسيق فيما بينهم و التي يضع رئيس املجلس
الوسائل الالزمة لتسهيل ذلك ،حيث يختار كل فريق تم تكوينه باملجلس رئيسا و إسما له ،و يسلم كل فريق
الئحة تضم أسماء أعضاءه موقع عليها من طرفهم ،على أال يقل عدد أعضاء كل فريق خمسة أعضاء ،و
تعلق هذه الالئحة وجوبا بمقر الجهة املعنية ،كما يمكن لألعضاء الغير املنتمين ألي فريق ،أن يختاروا
الانتساب ألحد هذه الفرق بعد تأسيسها .و ذلك طبقا ملضامين النظام الداخلي ملجلس الجهة املنصوص عليه
في املادة 19من القانون التنظيمي للجهات رقم ،111.14و الذي يحدد كيفية تأليف و تسيير و اختيار رؤساء
هذه الفرق.190
خامسا :اللجان الدائمة و املؤقتة ملجلس الجهة .
- 1اللجان الدائمة :
يقوم مجلس الجهة ب عد املصادقة على نظامه الداخلي الذي يحدد عدد اللجان الدائمة و تسميتها و
الهدف منها و كذا كيفية تأليفها ،و الذي تعتبر مقتضياته ملزمة ألعضاء املجلس،191بإحداث ثالث لجان
188
-المادة 91من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
189
-المادة 94من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
190
-المادة 99من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
191
-المادة 11من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
86
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
دائمة و سبعة على ألاكثر ،تتولى كل من دراسة البرمجة و ميزانية الجهة و شؤونها املالية ،و قضايا التنمية
الاقتصادية و الثقافية و البيئية بالجهة و إعداد التراب ،و يشترط أال يقل عدد أعضاء كل لجنة دائمة عن
خمسة ،و أال ينتسب أي عضو إلى أكثر من لجنة واحدة.192
و ينتخب تحت إشراف رئيس مجلس الجهة باألغلبية النسبية للحاضرين رئيس لكل لجنة و نائب له من
بين أعضائها ،و خارج أعضاء املكتب ،و تتم إقالتهما باألغلبية املطلقة لألصوات املعبر عنها ،و في حالة
تعادل ألاصوات ،يعلن عن فوز املترشح ألاصغر سنا .أما في حالة التعادل في السن ،يعلن عن فوز املترشح
الفائز بواسطة القرعة ،كما أنه في حالة تعذر و جود أي مترشح أو مترشحة لرئاسة أحد هذه اللجان من
خارج أعضاء املكتب ،يمكن لكل عضو من أعضاء املكتب الترشح لهذا املنصب ماعدا رئيس مجلس الجهة ،
و يشترط لرئاسة أحد اللجان الدائمة مراعاة مبدأ املناصفة بين النساء و الذكور حسب منطوق املادة 74من
دستور .1937177مع تخصيص رئاسة أحد هذه اللجان الدائمة للمعارضة و التي يحدد النظام الداخلي
للجهة كيفية ممارستها.194
تجتمع هذه اللجان ،بطلب من رئيس مجلس الجهة الذي يزود هذه اللجان باملعلومات و الوثائق الضرورية
ملزاولة مهامها ،أو من رئيس اللجنة الدائمة املعنية أو من ثلث أعضائها ،بهدف دراسة القضايا املعروضة
عليها .حيث تعرض النقط املدرجة في جدول أعمال املجلس لزوما على اللجان الدائمة املختصة لدراستها ،
ماعدا في حال انعقاد الدورات الاستثنائية سواء بمبادرة من رئيس مجلس الجهة أو بطلب من ثلث أعضاء
املجلس املزاولين مهامهم على ألاقل حسب منطوق املادة 14من القانون التنظيمي للجهات رقم ، 111.14أو
بطلب من والي الجهة ،حسب مقتضيات املادة 91من نفس القانون التنظيمي .و في حالة عدم دراسة لجنة
دائمة ألي سبب من ألاسباب ملسألة عرضت عليها ،يتخذ املجلس مقررا بدون مناقشة يقض ي بالتداول أو
عدم التداول في شأنها.
و يكون رئيس اللجنة هو املقرر ألشغالها ،كما يجوز له استدعاء املوظفين املزاولين مهامهم بمصالح الجهة
بواسطة رئيس املجلس ،للمشاركة في أشغال اللجنة بصفة استشارية ،كما يمكنه أن يستدعي للغاية نفسها
192
-المادة 91من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
193
-المادة 97من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
194
-المادة 11من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
87
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
موظفي و أعوان الدولة أو املؤسسات العمومية أو املقاوالت العمومية الذين يشمل اختصاصهم الدائرة
الترابية للجهة ،و ذلك بواسطة رئيس املجلس و عن طريق والي الجهة.195
- 2اللجان املؤقتة :
منح املشرع ملجالس الجهات حق إحداث لجان مؤقتة يعد إليها بدراسة قضايا معينة ،و التي تنتهي مدة
إحداثها بمجرد إيداعها لتقريرها املتعلق بالغرض الذي أحدثت من أجله لدى رئيس املجلس بغرض عرضه
على مجلس الجهة .و هي بذلك ال يمكن أن تحل محل اللجان الدائمة .196و لإلشارة ال يمكن سواء للجان
الدائمة أو املؤقتة أن تمارس صالحيات مجلس الجهة أو رئيسه .197كما أن الطعون املتعلقة بانتخاب هذه
ألاجهزة تقدم طبقا للطعون املقدمة في شأن انتخاب أعضاء مجالس الجهات ،و فقا ألحكام القانون
التنظيمي املتعلق بانتخاب أعضاء مجالس الجماعات الترابية رقم . 19894.77
تعمل مجالس الجهات بعد انتخابها و تشكيلها و تكوينها ملكتبها كما هو الشأن لباقي مجالس الجماعات
الترابية ألاخرى على تحضير و إعداد جدول أعمال دوراتها و مداوالتها التي ستعقدها (الفقرة ألاولى) ،كما
تجعل لها تمثيلية داخل الهيئات التداولية لألشخاص الاعتبارية الخاضعة للقانون العام ،و تحدد طبيعة
جلساتها و تعمل على تنفيذ مداوالت مجالسها و مقرراتها عن طريق رؤسائها ( الفقرة الثانية ) .
الفقرة ألاولى :دورات مجلس الجهة و جدول ألاعمال و حدود املداوالت .
منح املشرع املجالس الجهوية املنتخبة عدة آليات تنظم عملها و تضفي عليه الصبغة القانونية على
مستوى اتخاذ القرارات التي تدخل ضمن اختصاصها ،و هو ما يتم من خالل عقد دورات ملجالسها ،سواء
العادية ( أوال ) أو الاستثنائية ( ثانيا ) ،و التي تلزم بموجبها هذه املجالس بإعداد جدول أعمال دورات
مجالسها الجهوية ( ثالثا ) ،و ذلك لرسم حدود النقط املزمع التداول بشأنها و التي تدخل في صالحيات
املجالس الجهوية املنتخبة ( رابعا ) .
195
-المادة 12من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
196
-المادة 19من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
197
-المادة 11من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
198
-المادة 16من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
أنظر ظهير شريف رقم 5.55.512صادر في 61من ذي الحجة 65( 5126نوفمبر )6055بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 29.55المتعلق بانتخاب
أعضاء مجالس الجماعات الترابية ،الجريدة الرسمية عدد 2991مكرر ،الجزء الثالث و المتعلق بالمنازعات االنتخابية ،ص .2211
88
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
أوال :الدورات العادية ملجلس الجهة .
تنعقد الدورة العادية ملجلس الجهة يوم الاثنين ألاول من الشهر املحدد لعقد الدورة العادية أو في اليوم
املوالي من أيام العمل إذا صادف هذا التاريخ يوم عطلة ،و تتكون الدورة من جلسة أو عدة جلسات ،و
تحدد لكل دورة جدولة زمنية للجلسات و النقط التي سيتداول في شأنها مجلس الجهة خالل كل جلسة ،
كما تحدد املدة الزمنية لهذه الجلسات و توقيت انعقادها في النظام الداخلي للمجلس .199على أن ال تتجاوز
كل دورة عادية خمسة عشر يوما متتالية ،و يمكن تمديد هذه املدة مرة واحدة بقرار لرئيس مجلس الجهة
الذي يبلغ قرار التمديد وجوبا إلى والي الجهة فور اتخاذه ،على أن ال يتعدى ذلك التمديد خمسة عشر يوما
متتالية.200
يحضر هذه الدورات والي الجهة بدعوة من رئيس مجلس الجهة ،و حضوره هذا ال يتعدى تقديم املالحظات
والتوضيحات املتعلقة بالقضايا املتداول في شأنها ،و ذلك بمبادرة منه أو بطلب من رئيس أو أعضاء مجلس
الجهة ،و هو بالتالي ال يشارك في التصويت طبقا ملقتضيات القانون التنظيمي للجهات .كما يمكن أن
يستدعي رئيس مجلس الجهة لحضور الجلسات املوظفين املزاولين ملهامهم بمصالح الجهة و ذلك بصفة
استشارية فقط .و هو نفس ألامر بالنسبة موظفي وأعوان الدولة أو املؤسسات العمومية أو املقاوالت
العمومية الذين يشمل اختصاصهم الدائرة الترابية للجهة عندما يتعلق ألامر بدراسة نقاط في جدول ألاعمال
ترتبط بنشاط هيئاتهم.201
و يقوم رئيس مجلس الجهة وجوبا بإشعار أعضاء املجلس سبعة أيام على ألاقل قبل انعقاد الدورة بتاريخ و
ساعة و مكان انعقادها و العنوان املصرح به لدى مجلس الجهة .و يكون هذا إلاخبار مرفقا بجدول أعمال
الجلسة أو جلسات الدورة و جدولتها الزمنية و النقط التي سيتم التداول في شأنها خالل كل جلسة ،و كذا
الوثائق ذات الصلة بها .
ثانيا :الدورات الاستثنائية ملجلس الجهة .
يستدعي رئيس مجلس الجهة بمبادرة منه أو بطلب من ثلث أعضاء املجلس املزاولين مهامهم على ألاقل
أعضاء املجلس لعقد دورة استثنائية كلما دعت الضرورة إلى ذلك ،على أن يكون الطلب مرفقا بالنقط
املزمع عرضها على مجلس الجهة من لجل التداول .
199
-المادة 14من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
200
-المادة 19من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
201
-المادة 14من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ،222.26مرجع سابق .
89
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
و في حال كان عقد الدورة الاستثنائية بطلب من ثلث أعضاء مجلس الجهة ،و قوبل بالرفض من طرف
الرئيس ،وجب على هذا ألاخير تعليل هذا الرفض بقرار يبلغ ألعضاء املجلس املعنيين باألمر و ذلك في أجل ال
يتعدى عشرة أيام من تاريخ توصله بالطلب .
إذا قدم الطلب من قبل ألاغلبية املطلقة ألعضاء مجلس الجهة ،تنعقد لزوما دورة استثنائية على أساس
جدول أعمال محدد خالل ثالثين يوما من تاريخ تقديم الطلب ،على أن يبلغ رئيس املجلس جدول أعمال
الدورة إلى والي الجهة عشرين يوما على ألاقل قبل تاريخ انعقاد الدورة ،طبقا ملدلول الفقرة الثانية من
املادة 97من القانون التنظيمي للجهات رقم .111.14
يجتمع املجلس في الدورة الاستثنائية طبقا للكيفيات املتبعة في الدورات العادية و املنصوص عليها في املادة
11املشار إليها سالفا مع مراعاة مقتضيات املادة 99من القانون التنظيمي للجهات .و تختتم هذه الدورة
بمجرد استنفاذ جدول أعمالها .على أن ال يتجاوز أجل هذه الدورات الاستثنائية في كل ألاحوال مدة سبعة
أيام متتالية ،دون إمكانية تمديد هذه املدة .202إال أنه يمكن انعقاد هذه الدورة في حالة تلقي رئيس مجلس
الجهة طلبا بذلك من والي الجهة ،خالل عشرة أيام من تاريخ تقديم الطلب و الذي يكون مرفقا بالوثائق و
النقط املقترح إدراجها في جدول أعمال الدورة ،و ذلك بعد استدعاء رئيس مجلس الجهة لباقي أعضاء
املجلس لحضور هذه الدورة خالل ثالث أيام على ألاقل قبل انعقاد الدورة الاستثنائية ،و يشترط أن تكون
هذه الاستدعاءات مرفقة وجوبا بجدول أعمال الدورة الاستثنائية املزمع انعقادها .و التي ال تنعقد إال
بحضور أكثر من نصف أعضاء مجلس الجهة املزاولين ملهامهم ،و في حالة عدم توفر هذا الشرط تؤجل
الدورة إلى اليوم املوالي من أيام العمل الذي تنعقد فيه دون توفر شرط النصاب القانوني املذكور أعاله.203
ثالثا :جدول أعمال دورات مجلس الجهة .
طبقا ملقتضيات القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم 777.79يعد رئيس مجلس الجهة جدول أعمال
الدورات ،و ذلك بتعاون مع باقي أعضاء املكتب ،ليبلغ به والي الجهة في أجل ال يتعدى عشرين يوما على
ألاقل قبل انعقاد الدورة ،و يشترط أن تسجل بحكم القانون في جدول ألاعمال العرائض املقدمة من طرف
املواطنين و املواطنات و الجمعيات التي تم قبولها طبقا ملقتضيات املادة 777من نفس القانون التنظيمي ،
و ذلك في الدورة العادية التي تلي تاريخ البث فيها من طرف مكتب مجلس الجهة .204مع إدراج النقاط
202
-المادة 17من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
203
-المادة 61من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
204
-المادة 62من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
91
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
املقترحة من طرف والي الجهة وجوبا ،خاصة النقاط ذات الطابع الاستعجالي ،على أن يتم إخبار رئيس
مجلس الجهة بها في أجل ثمانية أيام من تاريخ توصل والي الجهة بجدول أعمال الدورة املزمع عقدها.205
كما يجوز ألعضاء مجلس الجهة الذين ال يوجدون في إحدى الحاالت املنصوص عليها في املادة 77من
القانون التنظيمي أن يقدموا طلبا كتابيا لرئيس مجلس الجهة ،سواء بصفة فردية أو عن طريق فريقهم ،و
ذلك إلدراج نقطة في جدول أعمال الدورات ،و التي تدخل في صالحيات املجلس .و يكون رفض إدراج هذه
النقطة املقترحة معلال و أن يبلغ إلى أصحاب الطلب ،على أن يحاط مجلس الجهة عند افتتاح الدورة بهذا
الرفض دون مناقشته ،و تدون تلك إلاحاطة وجوبا بمحضر الجلسة .إال أنه عند تقديم طلب إدراج هذه
النقطة من قبل نصف عدد أعضاء مجلس الجهة تسجل وجوبا في جدول أعمال الدورة.206
رابعا :حدود مداوالت مجلس الجهة .
ال يسمح ملجلس الجهة و لجانه بالتداول إال في النقط التي تدخل في صالحياتهم و التي تم إدراجها في
جدول ألاعمال ،و في حالة وقوع عكس ذلك يجب أن يعترض رئيس املجلس أو رئيس اللجنة ،حسب الحالة
،على مناقشة ذلك ،كما هو الشأن بالنسبة لوالي الجهة الذي يتعرض بدوره بموجب مقتضيات القانون
التنظيمي للجهات على كل نقطة مدرجة في جدول ألاعمال ال تدخل في اختصاصات الجهة أو صالحيات
املجلس ،على أن يبلغ تعرضه هذا لرئيس الجهة املعنية في أجل ال يتعدى ثمانية أيام حسب مدلول املادة
97املشار إليها سالفا ،مع تخويله إمكانية إحالة ألامر إلى القضاء الاستعجالي للبث بواسطة حكم قضائي
داخل أجل 91ساعة تبتدئ من تاريخ توصل املحكمة إلادارية بهذا التعرض ،و عند الاقتضاء يتم هذا
الحكم دون استدعاء ألاطراف املعنية .
و كقاعدة ملزمة ،ال يمكن ملجلس الجهة أن يتداول تحت طائلة البطالن ،في النقط التي كانت موضوع
تعرض من طرف والي الجهة و الذي تم تبليغه إلى رئيس مجلس الجهة و إحالته إلى القضاء الاستعجالي
باملحكمة إلادارية و لم يتم البت فيها بعد .و كل إخالل متعمد بهذه القاعدة يتعرض بموجبه مجلس الجهة
لتطبيق إلاجراءات التأديبية من عزل لألعضاء أو توقيف أو حل للمجلس ،و املنصوص عليها حسب الحالة،
في املادتين 12و 21من القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم .207777.79
205
-المادة 69من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
206
-المادة 61من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
207
-المادة 66من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم . 222.26
91
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
يشترط الكتمال النصاب القانوني ملداوالت مجلس الجهة ،حضور أكثر من نصف عدد أعضاء املجلس
املزاولين ملهامهم عند افتتاح الدورة ،و في حالة عدم اكتمال النصاب القانوني املذكور بعد استدعاء أول
ألعضاء مجلس الجهة ،يوجه الرئيس استدعاء ثان في أجل ثالثة أيام على ألاقل و خمسة أيام على أبعد
تقدير بعد اليوم املحدد لالجتماع ألاول ،و يعد التداول في هذه الحالة صحيحا بحضور أكثر من نصف عدد
ألاعضاء املزاولين مهامهم عند افتتاح الدورة ،و إذا تكرر ألامر في الاجتماع الثاني ،يجتمع مجلس الجهة
بنفس املكان و نفس الساعة بعد اليوم الثالث املوالي من أيام العمل ،و بذلك تكون مداوالته صحيحة كيفما
كان عدد ألاعضاء الحاضرين.
و كقاعدة قانونية ،يحتسب النصاب القانوني ملداوالت مجلس الجهة عند افتتاح الدورة ،و كل تخلف
لألعضاء عن حضور جلسات الدورة أو انسحابهم منها ألي سبب من ألاسباب خالل انعقادها ،ال يؤثر على
مشروعية هذا النصاب القانوني للمداوالت ،و ذلك إلى حين انتهائها.208
الفقرة الثانية :تمثيلية الجهة و شروط اتخاذ القرار و طبيعة الجلسات .
إضافة إلى الوسائل التنظيمية التي منحها املشرع املغربي ملجالس الجهات بموجب القانون التنظيمي
املتعلق بالجهات رقم 111.14و املتمثلة في عقد دوراتها و مداوالتها و إعداد جدول أعمالها ،فقد منحها
كذلك إمكانية خلق تمثيلية لها داخل الهيئات التداولية لألشخاص الاعتبارية الخاضعة للقانون العام ( أوال
) ،كما خولها صالحيات اتخاذ مقرراتها ( ثانيا ) ،و عقد جلساتها ( ثالثا ) ،و ذلك وفق الكيفيات التي
يحددها القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم . 111.14
أوال :تمثيلية الجهة داخل الهيئات التداولية لألشخاص الاعتبارية الخاضعة للقانون العام.
يتم تحديد هذه التمثيلية من خالل القوانين أو املراسيم التطبيقية .سواء كانت هذه التمثيلية ذات
صفة تقريرية أو استشارية ،على أن يتم هذا التمثيل من طرف رئيس مجلس الجهة أو نائبه ،أو أعضاء
ينتدبهم مجلس الجهة لهذا الغرض .209كما يمكن تعيين أعضاء مجلس الجهة كأعضاء منتدبين لدى هيئات
أو مؤسسات عمومية أو خاصة أو شخص اعتباري خاضع للقانون العام أو في كل هيأة أخرى تقريرية أو
استشارية محدثة بنص تشريعي أو تنظيمي تكون الجهة عضوا فيها ،باألغلبية النسبية لألصوات املعبر عنها.210
208
-المادة 61من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم . 222.26
209
-المادة 69من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم . 222.26
210
-المادة 61من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم . 222.26
92
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
ثانيا :كيفية اتخاذ مقررات مجلس الجهة .
منح املشرع لرئيس الجهة اختصاصات تنفيذية ،و ذلك طبقا ملقتضيات املادة 714من الدستور التي
تنص على أنه '' يقوم رؤساء مجالس الجهات بتنفيذ مداوالت املجالس و مقرراتها '' ،الش يء الذي جسده
املشرع من خالل القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ، 777.79و ذلك وفق املسطرة املتبعة في هذا
الشأن .
تتخذ مقررات مجلس الجهة باألغلبية املطلقة لألصوات املعبر عنها ،ما عدا في القضايا التي يشترط
العتمادها ألاغلبية املطلقة لألعضاء املزاولين ملهامهم و املتعلقة ببرنامج التنمية الجهوية ،و التصميم الجهوي
إلعداد التراب ،و إحداث شركات التنمية الجهوية أو تغيير غرضها أو املساهمة في رأسمالها أو الزيادة فيه أو
تخفيضه أو تفويته ،و كذا طرق تدبير املرافق العمومية التابعة للجهة ،إضافة إلى الشراكة مع القطاع
الخاص ،ثم العقود املتعلقة بممارسة الاختصاصات املشتركة مع الدولة و املنقولة من هذه ألاخيرة إلى
الجهة.
و استثناء تتخذ املقررات في شأن القضايا املذكورة أعاله في جلسة ثانية ،إذا تعذر الحصول على ألاغلبية
املطلقة لألعضاء املزاولين مهامهم في التصويت ألاول ،و يتم التصويت عليها باألغلبية املطلقة لألصوات املعبر
عنها ،و عند التعادل في ألاصوات ،يرجح الجانب الذي يكون فيه رئيس املجلس ،و يدرج في املحضر بيان
التصويت الخاص بكل مصوت.211
ثالثا :طبيعة جلسات مجلس الجهة .
يعقد مجلس الجهة طبقا ملقتضيات الفقرة ألاولى من املادة 11السالفة الذكر جلساته وجوبا أثناء ثالث
دورات عادية في السنة خالل أشهر مارس و يوليو و أكتوبر .و يخصص مجلس الجهة جلسة واحدة عن كل
دورة لتقديم أجوبة على ألاسئلة املطروحة ،حيث يمكن ألعضاء مجلس الجهة أن يوجهوا أسئلة كتابية إلى
رئيس مجلس الجهة ،سواء بصفة فردية أو عن طريق الفريق الذي املنتمين إليه ،حول كل مسألة يرونها
تهم مصالح الجهة ،على أن تسجل هذه ألاسئلة وجوبا في جدول أعمال دورة املجلس املوالية لتاريخ التوصل
بها ،شرط أن يتم التوصل بهذه ألاسئلة قبل انعقاد الدورة بشهر على ألاقل ،و تقدم إلاجابة عليها بعد ذلك
في جلسة تنعقد لهذا الغرض ،و في حالة عدم الجواب خالل هذه الجلسة ،يسجل السؤال بطلب من
211
-المادة 64من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم . 222.26
93
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
العضو أو الفريق املعني ،حسب الترتيب في الجلسة املخصصة لإلجابة على ألاسئلة خالل الدورة املوالية،
و يحدد النظام الداخلي ملجلس الجهة كيفيات إشهار ألاسئلة و ألاجوبة.212
ضمانا لصدقية مقررات مجلس الجهة يحرر كاتب املجلس املنتخب محضرا لجلسات مجلس الجهة يوثق
فيه كل املقررات التي اتخذها املجلس .و يحفظ هذا املحضر في سجل للمحاضر يرقمه و يؤشر عليه رئيس
املجلس و كاتبه .
و كقاعدة ملزمة توقع كل املقررات التي اتخذها مجلس الجهة من قبل الرئيس و الكاتب و تحفظ بشكل
مرتب حسب تواريخها في سجل املقررات ،و في حالة غياب كاتب مجلس الجهة أو رفضه أو امتناعه عن
التوقيع على املقررات ،يتولى التوقيع على املقررات نائبه ،أما إذا تعذر ذلك يمكن لرئيس مجلس الجهة أن
يعين كاتبا للجلسة من بين أعضاء مجلس الجهة الحاضرين يتولى التوقيع على مقررات املجلس ،على أن
يشار في محضر الجلسة إلى سبب عدم توقيع املقررات من قبل الكاتب أو نائبه.213
عموما ،تكون جلسات مجلس الجهة مفتوحة أمام العموم ،بل أكثر من ذلك يتم تعليق جدول أعمال
الدورات و تواريخ انعقادها بمقر الجهة ،و يعتبر رئيس مجلس الجهة املسؤول عن النظام أثناء الجلسات،
لذلك له الحق في أن يطرد كل شخص يخل بالنظام ،و عند الاقتضاء يمكنه أن يطلب من والي الجهة
التدخل إذا تعذر عليه ذلك .إال أن هذا الطرد ال يمكن أن يشمل أعضاء مجلس الجهة ،إال إذا قرر املجلس
ذلك بعد إنذار املعني باألمر.
و لإلشارة ،فقاعدة عمومية جلسات مجلس الجهة ليست ملزمة ملجلس الجهة ،حيث يمكن للمجلس أن
يقرر ،دون مناقشة ،بطلب من الرئيس أو من ثلث أعضاء املجلس عقد اجتماع غير مفتوح للعموم ،كما
أنه يمكن لوالي الجهة طلب ذلك إذا تبين أن هذا الاجتماع قد يخل بالنظام العام.214
212
-المادة 67من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم . 222.26
213
-المادة 11من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم . 222.26
214
-المادة 12من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم . 222.26
94
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
املبحث الثاني :اختصاصات و صالحيات الجهة و الالتمركز إلاداري ملصالح الدولة و عالقتها بالجهات.
تنص املادة 11من القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم 777.79على أن تناط بالجهات مهام النهوض
بالتنمية املندمجة و املستدامة مع مراعاة اختصاصات الجماعات الترابية ألاخرى ،و العمل على تنظيمها و
تنسيقها و تتبعها ،على أن تراعي الجهة عند اتخاذها لهذه املهام السياسات العامة و القطاعية للدولة.215
تأسيسا على ما سبق ،أصبحت الجهة تمارس عدة اختصاصات و صالحيات يؤطرها القانون التنظيمي
املتعلق بالجهات رقم ( 777.79املطلب ألاول ) ،مع ألاخذ بعين الاعتبار حدود توزيع هذه الاختصاصات بين
إلادارات الالمركزية و الجهة ( املطلب الثاني ) ،و التي ينظمها املرسوم الجديد لالتمركز إلادراي.
أصبحت الجهة بموجب القانون التنظيمي رقم 111.14تتوفر ألول مرة على عدة اختصاصات و صالحيات
واسعة على خالف ما كان عليه ألامر في ظهير التنظيم الجهوي لسنة ، 7442حيث كان دورها يقتصر على
تقديم الاستشارة فقط بخصوص بعض القضايا الاقتصادية التي تعرض عليها ،ما يستوجب إلاحاطة بهذه
الاختصاصات (الفقرة ألاولى) ،و الصالحيات (الفقرة الثانية) .
يمكن التمييز داخل اختصاصات مجالس الجهات بين الاختصاصات التي تمارسها هذه املجالس (أوال) ،و
الاختصاصات املشتركة مع الدولة ،و املنقولة إليها من هذه ألاخيرة (ثانيا).
215
-المادة 11من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم . 222.26
216
-المادة 12من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم . 222.26
95
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
- 0الاختصاصات في مجال التنمية :
منح املشرع للجهة بموجب القانون التنظيمي رقم 111.14اختصاصات ذاتية في مجال التنمية الجهوية.
حتى » تساهم بشكل حاسم في التنمية الاقتصادية و الاجتماعية للبالد ،و في الاستثمار ألامثل للمؤهالت و
املوارد الذاتية. «217
أ -ميادين التنمية الجهوية :
تتوفر الجهات طبقا ملقتضيات القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم 777.79على اختصاصات ذاتية
في مجال التنمية الجهوية ،و التي حددها املشرع في ما يلي :
-ميادين التنمية الاقتصادية و القروية و النقل :عن طريق جذب الاستثمار و دعم املقاوالت ،و العمل
على استقطاب و تنظيم مناطق لألنشطة الاقتصادية بالجهة و إنعاش الاقتصاد الاجتماعي و منتجات الجهة
و أسواق الجملة الجهوية ،و العمل على إحداث مناطق لألنشطة التقليدية والحرفية ،و تيهئ الطرق و
املسالك السياحية في العالم القروي التابع للجهة .و العمل على إنعاش ألانشطة غير الفالحية بالوسط
القروي و بناء و تحسين و صيانة الطرق غير املصنفة في املجال القروي التابع للجهة ،و إعداد تصميم
النقل الخاص بالدائرة الترابية للجهة و السعي لتوفير خدمات النقل الطرقي غير الحضري بين الجماعات
الترابية داخل النفوذ للجهة .
-ميادين الثقافة و التكوين املنهي والتكوين املستمر و الشغل و البيئة :عن طريق إلاسهام في املحافظة
على املواقع ألاثرية و الترويج لها و تنظيم املهرجانات الثقافية و الترفيهية ،و إحداث مراكز جهوية للتكوين و
التشغيل و تطوير الكفاءات من أجل إلادماج في سوق الشغل ،و كذا إلاشراف على التكوين املستمر لفائدة
أعضاء املجالس و موظفي الجماعات الترابية ،و كذا الاهتمام بالجانب البيئي للجهة من خالل تهيئة و تدبير
املنتزهات الجهوية و وضع استراتيجية جهوية القتصاد الطاقة و املاء ،و إنعاش املبادرات املرتبطة بالطاقة
املتجددة .
-ميدان التعاون الدولي :يتجلى في إبرام الجهة التفاقيات مع فاعلين من خارج اململكة و كذا تخويلها
إمكانية الحصول على تمويالت أجنبية في إطار التعاون الدولي ،و ذلك بعد موافقة السلطات العمومية طبقا
217
-كريم لحرش ،الجهوية المتقدمة بالمغرب في ضوء المرجعية الملكية و خالصات تقرير اللجنة اإلستشارية ،سلسلة الالمركزية والتنمية المحلية ،عدد
مزدوج 12 -11تحت عنوان "،الجهوية المتقدمة بالمغرب" ،مطبعة طوب بريس -الرباط ،الطبعة الثانية ،سنة ، 2111ص . 22
96
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
للقوانين و ألانظمة الجاري بها العمل في هذا الشأن .على أن ال يتم إبرام هذه الاتفاقيات بين جهة و
مجموعة جهات أو مجموعة الجماعات الترابية و دولة أجنبية.218
ب -برنامج التنمية الجهوية :
يوضع برنامج التنمية الجهوية تحت إشراف رئيس مجلس الجهة خالل السنة ألاولى من مدة انتداب
املجلس ،و يحدد هذا البرنامج ملدة ست سنوات ألاعمال التنموية املقرر برمجتها أو إنجازها بتراب الجهة ،و
فق منهج تشاركي ،و بتنسيق مع والي الجهة بصفته املكلف بتنسيق أنشطة املصالح الالممركزة لإلدارة
املركزية .على أن يتضمن هذا البرنامج تشخيصا لحاجيات و إمكانيات الجهة و تحديدا ألولوياتها و تقييما
ملواردها و نفقاتها التقديرية الخاصة بالسنوات الثالث ألاولى.219
على هذا ألاساس ،فالجهة مطالبة عند وضع ميزانيتها بمراعاة مضامين برنامج التنمية الجهوية في الجزء
املتعلق بالتجهيز ،على أن يكون في حدود مواردها .220و لفتح املجال أمام مجالس الجهات في تفعيل برنامج
التنمية الجهوية ،منح املشرع لهذه املجالس إمكانية تفعيل هذه البرامج في إطار تعاقدي بينها و بين الدولة و
باقي املتدخلين ،إذا دعت الضرورة لذلك.221
عموما ،يمكن تحيين برنامج التنمية الجهوية ابتداء من السنة الثالثة من دخوله حيز التنفيذ .222و تحدد
بنص تنظيمي مسطرة إعداده و تتبعه و تحيينه ،و كذا مسطرة تقييمه و آليات الحوار و التشاور
إلعداده.223
-7الاختصاصات الذاتية في مجال إعداد التراب :
منح املشرع صالحية إعداد التصميم الجهوي إلعداد التراب ملجالس الجهات تحت إشراف رؤسائها ،على
أن يتم ذلك في إطار التوجهات العامة لسياسة إعداد التراب على املستوى الوطني ،و بتشاور مع الجماعات
الترابية ألاخرى ،و إلادارات و املؤسسات العمومية و ممثلي القطاع الخاص املعنيين بتراب الجهة .على أن يتم
تنفيذ هذا التصميم بمساعدة والي الجهة .224طبقا ملقتضيات الفقرة الثالثة من املادة 799من دستور
218
-المادة 19من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم . 222.26
219
-المادة 11من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم . 222.26
220
-المادة 16من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم . 222.26
221
-المادة 11من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
222
-المادة 11من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم . 222.26
223
-المادة 14من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم . 222.26
224
-المادة 11من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم . 222.26
97
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
. 2257177و ضمانا لحسن إعداد و تنفيذ هذا التصميم الجهوي إلعداد التراب ألزم املشرع إلادارة و
الجماعات الترابية و املؤسسات العمومية و املقاوالت العمومية ،بأن تمد الجهة بالوثائق املتوفرة املتعلقة
بمشاريع التجهيز املراد إنجازها بتراب الجهة .226و أن تأخذ بعين الاعتبار برامجها القطاعية أو تلك التي تم
التعاقد في شأنها.227
ثانيا :الاختصاصات املشتركة و املنقولة .
يمارس مجلس الجهة داخل نفوذ الجهة الترابي اختصاصات مشتركة بينه و بين الدولة ،و ذلك طبقا
ملبدأي التدرج و التمايز ،كما يمارس الاختصاصات التي يمكن أن تنقلها له الدولة بما يسمح بتوسيع
الاختصاصات الذاتية للجهة بشكل تدريجي. 228
-0الاختصاصات املشتركة :
تمارس الجهة طبقا ملقتضيات القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم 777.79اختصاصات مشتركة بينها
و بين الدولة ،بشكل تعاقدي ،إما بمبادرة من الدولة أو بطلب من الجهة .229و ذلك في املجاالت التالية:
-التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و القروية :عبر تحسين جاذبية املجاالت الترابية و تقوية التنافسية ،
عالوة على التنمية املستدامة و الشغل و البحث العلمي التطبيقي .و التأهيل الاجتماعي ،و تأهيل العالم
القروي .
-الثقافة و البيئة و السياحة :بدعم الخصوصيات الجهوية عن طريق صيانة آلاثار و الاعتناء بالتراث و
الثقافة املحلية و إحداث و تدبير املؤسسات الثقافية ،و كذا املحافظة على املوارد املائية و الطبيعية و
الغابوية و املناطق املحمية و التنوع البيولوجي و الحماية من الفيضانات ،و إنعاش السياحة على صعيد
الجهة.230
عالوة على ذلك يمكن للجهة ،أن تتولى اعتمادا على مواردها الذاتية تمويل أو تشارك في تمويل إنجاز مرفق
أو تجهيزه أو تقديم خدمة عمومية بمبادرة منها ،و ذلك بشكل تعاقدي مع الدولة إذا تبين أن هذا التمويل
يساهم في بلوغ أهدافها ،شرط أن ال يدخل ذلك ضمن اختصاصاتها الذاتية.231
225
-يساعد الوالة والعمال رؤساء الجماعات الترابية ،و خاصة رؤساء المجالس الجهوية ،على تنفيذ المخططات والبرامج التنموية .
226
-المادة 19من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم . 222.26
227
-المادة 71من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم . 222.26
228
-المادة 11من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
229
-المادة 79من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم . 222.26
230
-المادة 72من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم . 222.26
231
-المادة 71من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم . 222.26
98
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
-8الاختصاصات املنقولة :
يمارس مجلس الجهة إلى جانب اختصاصاته الذاتية و املشتركة مع الدولة في ،اختصاصات أخرى يمكن
أن تنقلها إليه الدولة .و ذلك بناء على مبدأ التدرج و التمايز بين الجهات حسب مدلول الفقرة ألاولى من
املادة 49من القانون التنظيمي للجهات رقم .777.79
تشمل هذه الاختصاصات كل من مجاالت الصناعة و الصحة و التجارة و التعليم و الرياضة و الثقافة و
الطاقة و املاء والبيئة ،إضافة إلى التجهيزات و البنيات التحتية ذات البعد الجهوي ،مع العلم أن تحديد
هذه املجاالت يتم اعتمادا على مبدأ التفريع.232
إن ما يميز هذه الاختصاصات هو إمكانية تحويلها من اختصاصات منقولة إلى اختصاصات ذاتية بموجب
تعديل القانون التنظيمي للجهات رقم ، 111.14و ذلك طبقا ملقتضيات البند الرابع من املادة 791من
دستور .2337177
منح املشرع املغربي ملجالس الجهات عدة صالحيات جسدتها مقتضيات القانون التنظيمي للجهات رقم
، 111.14و التي يمكن التمييز فيها بين الصالحيات املسندة ملجالس الجهات ،املرتبطة بمجاالت التنمية و
إعداد التراب و املرافق العمومية و الجبايات و ألامالك ،إضافة إلى املالية الجهوية و الشراكة و التعاون مع
املنظمات املهتمة بالشؤون املحلية ( أوال ) ،ثم الصالحيات ألاخرى املسندة لرؤساء مجالسها الجهوية (ثانيا )
،و املرتبطة إما باإلعداد و التنفيذ أو بالتنظيم و املصادقة و تفويض إلامضاء .
أوال :صالحيات املجلس .
إلى جانب الاختصاصات املوكولة إلى مجلس الجهة و التي تطرقنا إليها سالفا ،فهو يفصل بمداوالته في
القضايا التي تدخل في هذه الاختصاصات و يمارس الصالحيات املوكولة إليه بموجب أحكام القانون
التنظيمي ،234و املتمثلة في :
-0التنمية الجهوية وإعداد التراب واملرافق العمومية :حيث يتداول مجلس الجهة في القضايا املتعلقة
ببرنامج التنمية الجهوية و التصميم الجهوي إلعداد التراب و تنظيم إدارة الجهة و تحديد اختصاصاتها ،إلى
جانب إحداث شركات التنمية الجهوية املشار إليها في املادة 799من القانون التنظيمي للجهات أو املساهمة في
232
-المادة 76من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم . 222.26
233
-المادة 71من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم . 222.26
234
-المادة 74من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم . 222.26
99
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
رأسمالها أو تغيير غرضها أو الزيادة في رأسمالها أو تخفيضه أو تفويته .و كذا إحداث املرافق العمومية التابعة
للجهة و طرق تدبيرها طبقا للقوانين و ألانظمة الجاري بها العمل.235
-8املالية والجبايات وأمالك الجهة :في هذا إلاطار يفصل مجلس الجهة في القضايا املرتبطة بمالية الجهة و
جباياتها و أمالكها ،حيث يتداول مجلس الجهة في ميزانية الجهة و الحسابات الخصوصية و امليزانيات
امللحقة مع مراعاة أحكام املواد 717و 719و 719من القانون التنظيمي للجهات ،كما يتداول حول إمكانية
فتح اعتمادات جديدة و الرفع من مبالغ الاعتمادات و تحويلها داخل نفس الفصل ،إضافة إلى تحديد سعر
الرسوم و ألاتاوى و مختلف الحقوق التي تقبض لفائدة الجهة في حدود النسب املحددة ،و كذا إحداث
أجرة عن الخدمات املقدمة و تحديد سعرها ،و الاقتراضات و الضمانات الواجب منحها ،و مخصصات
التسيير و الاستثمار املرصودة لفائدة الوكالة الجهوية لتنفيذ املشاريع املنصوص عليها في املادة 797من نفس
القانون التنظيمي للجهات ،كذلك تدبير أمالك الجهة و املحافظة عليها و صيانتها ،كما يتداول حول اقتناء
العقارات الالزمة الضطالع الجهة باملهام املوكولة إليها أو مبادلتها أو تخصيصها أو تغيير تخصيصها طبقا
للقوانين و ألانظمة الجاري بها العمل ،و الهبات و الوصايا.236
-3التعاون والشراكة :في هذا إلاطار يمتلك مجلس الجهة صالحية التداول في شأن القضايا املتعلقة
باالنخراط و املشاركة في أنشطة املنظمات املهتمة بالشؤون املحلية ،و العقود املتعلقة بممارسة الاختصاصات
املشتركة و املنقولة ،و كذا في شأن املساهمة في إحداث مجموعات الجهات و مجموعات الجماعات الترابية أو
الانضمام إليها أو الانسحاب منها ،إضافة إلى صالحية التداول حول اتفاقيات التعاون و الشراكة مع القطاع
العام و الخاص و مشاريع اتفاقيات التوأمة والتعاون الالمركزي مع جماعات الترابية الوطنية أو ألاجنبية ،و
كل أشكال التبادل مع الجماعات الترابية ألاجنبية مع الاحترام التام لاللتزامات الدولية للمملكة.237
ثانيا :صالحيات رئيس املجلس .
منح املشرع عدة صالحيات لرئيس مجلس الجهة و التي يمارسها طبقا ملقتضيات القانون التنظيمي املتعلق
بالجهات رقم ، 777.79ما يجعله صاحب السلطة التدبيرية سواء على مستوى إلاعداد أو التنفيذ ،باعتباره
رئيس مجلسها و آلامر بقبض مداخيلها و صرف نفقاتها ،و ممثلها الرسمي ،و الساهر على مصالحها طبقا
235
-المادة 79من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم . 222.26
236
-المادة 71من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم . 222.26
237
-المادة 77من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم . 222.26
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
ألحكام الفقرة الثانية من املادة 717من نفس القانون التنظيمي السالف الذكر ،و هو على هذا ألاساس
يمارس الصالحيات القانونية التالية :
- 0صالحيات إلاعداد :على مستوى إلاعداد يتولى رئيس مجلس الجهة إعداد برنامج التنمية الجهوية و
التصميم الجهوي إلعداد التراب طبقا ملقتضيات املادتين 11و 11من القانون التنظيمي رقم ، 111.14كما
يعمل على إعداد ميزانية الجهة ،و إبرام صفقاتها سواء كانت صفقات ألاشغال أو التوريدات أو الخدمات،
كما يقوم برفع الدعاوى القضائية املتعلقة بمنازعات الجهة التي يرأسها.238
- 2الصالحيات التنفيذية :يتخذها الرئيس بناء على مداوالت املجلس و مقرراته ،حيث
يقوم بتنفيذ برنامج التنمية الجهوية و التصميم الجهوي إلعداد التراب و ميزانية الجهة ،كما يقوم باتخاذ
القرارات املتعلقة بتنظيم إدارة الجهة و تحديد اختصاصاتها ،و القرارات املتعلقة بإحداث أجرة عن
الخدمات املقدمة و تحديد سعرها ،و القرارات املتعلقة بتحديد سعر الرسوم و ألاتاوى ،إضافة إلى ذلك ،
فهو يقوم بإبرام و تنفيذ العقود املتعلقة بالقروض ،كما أنه املسؤول عن تدبير أمالك الجهة ،و كذا اتخاذ
إلاجراءات الالزمة لتدبير املرافق العمومية التابعة للجهة ،عالوة على إبرامه التفاقيات التعاون و الشراكة و
التوأمة طبقا ملقتضيات املادة 17من القانون التنظيمي ،و العمل على حيازة الهبات و الوصايا.239
- 3السلطة التنظيمية :يمارسها رئيس مجلس الجهة بموجب قرارات تنشر بالجريدة الرسمية للجماعات
الترابية طبقا ألحكام املادة 797من القانون التنظيمي للجهات رقم ، 777.79و ذلك تطبيقا ملقتضيات
الفقرة الثانية من املادة 791من دستور .2407177فهو على هذا ألاساس يسير املصالح إلادارية التابعة
للجهة ،و يعتبر الرئيس التسلسلي للعاملين بها ،و الساهر على تدبير شؤونهم ،و املسؤول عن التعيين في جميع
املناصب بإدارة الجهة .241إضافة إلى توليه مسؤولية حفظ جميع الوثائق التي تتعلق بأعمال املجلس وجميع
مقرراته و قراراته املتخذة و كذا الوثائق التي تثبت التبليغ و النشر.242
- 6املصادقة و تفويض إلامضاء :يمكن لرئيس مجلس الجهة أن يفوض صالحية املصادقة على صفقات
ألاشغال أو التوريدات أو الخدمات حسب منطوق املادة 711من القانون التنظيمي رقم ، 777.79كما يجوز
له تحت مسؤوليته و مراقبته ،تفويض إمضاءه بقرار إلى نوابه باستثناء التسيير إلاداري و ألامر بالصرف ،و
238
-المادة 211من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم . 222.26
239
-المادة 212من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم . 222.26
240
-المادة 219من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم . 222.26
241
-المادة 211من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم . 222.26
242
-المادة 216من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم . 222.26
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
كذا تفويض بعض صالحياته لنوابه بقرار ،شريطة أن ينحصر التفويض في قطاع محدد لكل نائب ،مع
مراعاة أحكام القانون التنظيمي للجهات ،243إضافة إلى إمكانية تفويض إمضاءه للمدير العام ملصالح الجهة
تحت مسؤوليته و مراقبته و ذلك بقرار في مجال التدبير إلاداري ،و كذا تفويض إمضاءه بقرار لرؤساء أقسام
و مصالح إدارة الجهة باقتراح من املدير العام للمصالح .244كما يمكنه أن يسند لهذا ألاخير نيابة عنه تفويض
إلامضاء على الوثائق املتعلقة بقبض مداخيل الجهة و صرف نفقاتها ،و ذلك تحت مسؤوليته و رقابته .245و
يقدم وجوبا رئيس مجلس الجهة تقريرا إخباريا للمجلس حول ألاعمال التي قام بها في إطار الصالحيات
املخولة له ،عند بداية كل دورة عادية.246
املطلب الثاني :الالتمركز إلاداري ملصالح الدولة و عالقة املصالح الالممركزة بالجهات .
نظرا الستحالة مباشرة السلطات املركزية ملهامها بكل جهات اململكة ،و كذا القيود التي تشكلها وصاية
هذه السلطات على مسارات تدبير الشؤون الجهوية ،كان البد لها أن تفكر في إيجاد صيغة جديدة تواكب
مستجدات التنظيم الجهوي التي يجسدها القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ، 111.14و هو ما حاول
املرسوم املتعلق بالالتمركز إلاداري الجديد لعام 2018أن يعمل على تفاديه من خالل تحديد اختصاصات
كل من إلادارات املركزية و مصالحها الالممركزة ،و كذا القواعد املنظمة للعالقة القائمة بينهما ( الفقرة
ألاولى ) ،إضافة إلى تحديد القواعد املنظمة لعالقة هذه املصالح الالممركزة بالجهات و هيئاتها و والة هذه
الجهات ،و كذا عالقة هذه املصالح بالهيئات و املؤسسات ألاخرى ذات الاختصاص الترابي ( الفقرة الثانية )
،و ذلك تطبيقا لسياسة تقريب إلادارة من املواطنين و تبسيطا لإلجراءات إلادارية .
243
-المادة 219من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم . 222.26
244
-المادة 211من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم . 222.26
245
-المادة 217من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم . 222.26
246
-المادة 221من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم . 222.26
112
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
الفقرة ألاولى :توزيع الاختصاصات بين إلادارات املركزية و املصالح الالممركزة و القواعد املنظمة
لعالقاتها .
تتجسد أهمية الالتمركز إلاداري من خالل معالجته » للسلبيات الناتجة عن املركزية املفرطة لسلطة
القرار املركزي ،«247لذلك تم منح » الوزراء صالحية التفويض إلى رؤساء املصالح الخارجية التابعة لهم ،و
العمال للتصرف باسمهم ضمن حدود اختصاصاتهم. «248
فإن كانت الجهوية املتقدمة تتطلب توزيعا عموديا للسلطات و الاختصاصات التقريرية ،بهدف تقريب
إلادارة من املواطنين و العمل على تيسير اتخاذ جميع التدابير و القرارات الالزمة ملواجهة تحديات التنمية
الجهوية ،فالالتمركز إلاداري يهم فقط نقل بعض صالحيات الحكومة لفائدة مصالحها الالممركزة مع تبعية
هذه ألاخيرة للسلطات املركزية في إطار السلطة الرئاسية الرسمية ،و هو ما يستوجب تحديد الاختصاصات و
ألاسس التي تنبني عليها هذه العالقة ،الش يء الذي جاء ليحدده املرسوم رقم 2.17.618املتعلق بالالتمركز
إلاداري لعام 2018سواء على مستوى توزيع الاختصاصات بين إلادارات املركزية و املصالح الالممركزة ( أوال )
،أو على مستوى القواعد املنظمة للعالقات القائمة فيما بينها ( ثانيا ) .
أوال :توزيع الاختصاصات بين إلادارات املركزية و املصالح الالممركزة .
يتطلب توزيع الاختصاص بين إلادارات املركزية للدولة و مصالحها الالممركزة في إطار الجهوية املتقدمة
إعفاء الدولة من بعض الاختصاصات التي تكون الجهة بمكوناتها الترابية ألاخرى في موقع أفضل للقيام بها ،
مع الحفاظ على هيمنة إلادارة املركزية .
انطالقا من هذه الاعتبارات أصبح مرسوم الالتمركز إلاداري الجديد لعام 2018يفرض نفسه بإلحاح ،حيث
أصبحت املصالح الالممركزة للدولة على مستوى الجهات تتولى بموجب هذا املرسوم مهمة السهر على تدبير
املرافق العمومية الجهوية و تنفيذ السياسات العمومية ،و كذا إلاسهام في إعداد و تنفيذ البرامج و املشاريع
العمومية املبرمجة على صعيد الجهة .
247
- El mahmdi Ahmed , La Coordination dans l’administration centrale du maroc , thèse de doctorat d’etat
en droit , paris 2 , 1982, P 7.
248
- EL YAAGOUBI Mohammed ,‘’ La déconcentration administrative à la lumière du 20 octobre 1993 ‘’,
REMALD, N 10,1995, p 43.
113
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
و يحدد إلاطار العام الختصاصات هذه املصالح الالممركزة في ممارسة مجموعة من املهام حددها املرسوم في
املادة :24915
ثانيا :القواعد املنظمة لعالقات إلادارات املركزية و املصالح الالممركزة .
يلزم املشرع السلطات الحكومية بمقتض ى املادة 18من املرسوم رقم 2 .17.618املتعلق بالالتمركز
إلاداري ،باتخاذ التدابير الالزمة لتمكين املصالح الالممركزة التابعة لها من ممارسة الصالحيات الالزمة .
ألجل ذلك ،فهي تقوم بإعداد تصاميم مديرية لالتمركز إلاداري خاصة باملصالح الالممركزة التابعة لها ،و
التي تراعي في إعدادها مبادئ التنسيق و التكامل بين مكونات التمثيليات الجهوية املعنية و وحدة عملها و
التعاضد في الوسائل املوضوعة رهن إشارتها .
تحال مشاريع هذه التصاميم وجوبا على اللجنة الوزارية لالتمركز إلاداري املشار إليها في املادة 38من
نفس املرسوم بهدف املصادقة عليها قبل البدء في تنفيذها ،و ذلك في أجل ال يتجاوز شهرا واحدا ابتداء من
تاريخ التوصل بها ، 250و تحدد مدة سريان التصاميم املديرية لالتمركز إلاداري في ثالث سنوات ،يتم تقييم
تنفيذها و تحيينها سنويا داخل نفس ألاجل ،على أن تنزيلها على املستوى الجهوي يتم في إطار تعاقدي بين
السلطات الحكومية املعنية و والي الجهة و رؤساء التمثيليات إلادارية الجهوية املعنية.251
و تحدد هذه التصاميم املذكورة أعاله مع ألاخذ بعين الاعتبار خصوصيات و طبيعة كل قطاع وزاري ،
الجوانب املتمثلة في ما يلي:
الاختصاصات ذات الطابع التقريري املزمع نقلها إلى املصالح الالممركزة للدولة ،و كذا الاختصاصات
التي يمكن أن تكون موضوع تفويض ؛
املوارد املادية و البشرية الالزمة ملمارسة الاختصاصات ؛
- 249تفعيل قرارات السلطات الحكومية المتعلقة بتنفيذ سياسات القطاع الوزاري التابعة له .
-تنفيذ االستراتيجيات الوطنية و القطاعية .و إعداد و تنفيذ السياسات و البرامج و المشاريع العمومية المبرمجة على مستوى الجهة.
-تأمين جودة الخدمات العمومية المقدمة من طرف المرافق العمومية المكلفة بتدبيرها و ضمان استمراريتها .
-المساهمة في إعداد التصاميم المديرية لالتمركز اإلداري المتعلقة بها و تنفيذها وفق البرمجة الزمنية المحددة لذلك .
-توجيه و تأطير عمل المصالح الالممركزة اإلقليمية التابعة لها و حسن سيرها و مراقبة أنشطتها .
-تقديم المبادرات و المقترحات الهادفة لتطوير األداء و تفعيل السياسات العمومية الجهوية ،و رفع مقترحات البرمجة الميزانياتية ثالثية
السنوات إلى السلطات الحكومية التابعة لها .
-إعداد و تنفيذ االتفاقيات و العقود المرتبطة بانجاز المشاريع و البرامج العمومية بالجهة و تتبعها .
-إعداد مشاريع تقارير نجاعة األداء المتعلقة بمختلف المصالح التابعة لها على المستوى الجهوي .
- 250المادة ، 21مرسوم رقم 2.17.618صادر في 18من ربيع اآلخر 26 ( 1440ديسمبر )2018بمثابة ميثاق وطني لالتمركز
اإلداري .
251
-المادة ، 22نفس المرجع .
114
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
مؤشرات قياس نجاعة ألاداء و ألاهداف املراد تحقيقها من طرف املصالح الالممركزة ؛
البرنامج الزمني املتعلق بتنفيذ مضمون التصاميم املديرية ،مع احترام ألاجل املشار إليه في املادة 22
و املشار إليه أعاله. 252
طبقا ملقتضيات املادة 19من نفس املرسوم املتعلق بالالتمركز إلاداري ،يمارس رؤساء املصالح الالممركزة
للدولة و كل العاملين تحت إمرتهم بكامل املسئولية مهامهم تحت سلطة الوزاراء التابعين لهم و إشراف والي
الجهة.
و على هذا ألاساس ،تكلف املصالح الالممركزة تحت إشراف والي الجهة بتنفيذ البرامج و املشاريع املندرجة
ضمن السياسات العمومية للدولة أو إحدى هيآتها وفق ألاهداف و إلاجراءات و آلاجال املحددة ،على أن
يتولى والي الجهة تنسيق التنفيذ تحت سلطة الوزراء املعنيين. 253
لتوجيه املصالح الالممركزة على مستوى املمارسة و املواكبة و التتبع و الدعم تعمل السلطات الحكومية
بتنسيق مع والي الجهة على اتخاذ التدابير الالزمة ألجل تحقيق ذلك ،حيث يتعين عليها القيام بتقييم أداء
املصالح الالممركزة التابعة لها بصفة منتظمة للتأكد بصفة خاصة من مدى :
تقيدها باألهداف و املبادئ و الالتزامات املضمنة في التصاميم املديرية املنصوص عليها في املادة 20
من نفس املرسوم املتعلق بالالتمركز إلاداري ؛
تنفيذها اللتزاماتها ،سواء تلك الناتجة عن تطبيق النصوص التشريعية و التنظيمية الجاري بها
العمل ،أو املتعلقة بتنفيذ البرامج و املشاريع التي تسهر على انجازها في إطار العقود أو الاتفاقيات
املبرمة بشأنها ؛
التزاماتها باإلجراءات الواجب التقيد بها في ممارستها الختصاصاتها .
على إثر عملية التقييم املنجزة هذه ،تعد مصالح إلادارة املركزية املكلفة بعملية التقييم تقريرا في هذا الشأن
يرفع إلى السلطة الحكومية املعنية للبث في خالصاته ،كما توجه نسخة من هذا التقرير إلى والي الجهة ،مع
العلم أن تقييم أداء املصالح الالممركزة املتعلق بانجاز املشاريع و البرامج العمومية املشتركة بين هذه املصالح
يتم بتنسيق مع والي الجهة.254
252
-المادة ، 20نفس المرجع السابق.
253
-المادة ، 23نفس المرجع.
- 254المادة ، 24نفس المرجع.
115
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
الفقرة الثانية :القواعد املنظمة لعالقات املصالح الالممركزة للدولة بالجهات ووالتها .
يتطلب تنفيذ السلطات املفوضة للمصالح الالممركزة ،و بالتالي التنسيق مع باقي املسؤولين عن تدبير
الشأن الجهوي ،وضع قواعد و أسس تنظم هذه العالقة ،و هو ما حاول املشرع تبنيه بمقتض ى املرسوم رقم
2.17.618املتعلق بالالتركيز إلاداري عن طريق سن قواعد تنظم هذه العالقات ،سواء تلك املنظمة لعالقة
املصالح الالممركزة بالجهات ( أوال ) ،أو املنظمة لعالقة املصالح الالممركزة بوالة هذه الجهات ( ثانيا ) .
أوال :عالقة املصالح الالممركزة للدولة بالجهات و هيئاتها .
تتولى املصالح الالممركزة طبقا ملقتضيات املرسوم رقم 2 . 17 . 618املتعلق بالالتمركز إلاداري تحت
سلطة السلطات الحكومية و إشراف والي الجهة ،وفي حدود الصالحيات املوكولة لها ممارسة املهام املرتبطة
بالجهة املتمثلة في ما يلي:
تقديم الدعم و املساعدة لفائدة الجهات ؛
إرساء أسس الشراكة الفاعلة مع الجهة و هيآتها في مختلف املجاالت ؛
العمل على تنمية قدرات الجهة و هيآتها ؛
مواكبة الجهة و هيآتها في ممارسة الاختصاصات املكولة إليها ،ال سيما تلك املرتبطة بانجاز البرامج و
املشاريع الاستثمارية و تقديم املساعدة الالزمة لها ؛
تعزيز آليات الحوار و التشاور مع كافة املتدخلين على مستوى الجهة. 255
كما يتعين على هذه املصالح الالممركزة أن تقوم بكل أعمال التنسيق و التعاون مع املركز الجهوي
لالستثمار ،لتمكينه من القيام باملهام املوكولة له ،السيما تلك املتعلقة بمساعدة املستثمرين من أجل
الحصول على التراخيص الضرورية طبقا للنصوص التشريعية و التنظيمية الجاري بها العمل إلنجاز
مشاريعهم الاستثمارية و مواكبتها. 256
و لضمان تحقيق ذلك ،تحدث لدى رئيس الحكومة لجنة وزارية لالتمركز إلاداري باملهام التالية:
اقتراح إحدى التمثيليات إلادارية املشتركة بين قطاعين وزاريين أو أكثر على املستوى الجهوي وعلى
مستوى العمالة أو إلاقليم ؛
اقتراح جميع التدابير الالزمة للرفع من فعالية أداء املصالح الالممركزة للدولة و نجاعتها؛
255
-المادة ، 36نفس المرجع السابق.
256
-المادة ، 37نفس المرجع .
116
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
التأشير على مشاريع التصاميم املديرية لالتمركز إلاداري ؛
تقييم سياسة الالتمركز إلاداري و نتائجها ؛
اقتراح كل إجراء من شأنه تطوير سياسة الالتمركز إلاداري.257
تتشكل هذه اللجنة الوزارية لالتمركز إلاداري تحت رئاسة رئيس الحكومة من عدة أعضاء ،حددتها املادة
40من نفس املرسوم .258
و لإلشارة ،فالوزارة املكلف بإصالح إلادارة و الوظيفة العمومية هي التي تتولى مهام الكتابة الدائمة للجنة
الوزارية لالتمركز إلاداري ،فهي بذاك تقوم على وجه الخصوص بتحضير اجتماعات اللجنة و السهر على
تنظيمها و تنسيق أعمالها و إعداد محاضرها و مسك و حفظ مستنداتها.259
و ضمانا ألداء اللجنة الوزارية لالتمركز إلاداري للمهام املوكولة إليها ،يتعين على جميع السلطات
الحكومية أن تواف ي هذه اللجنة بتقرير مفصل عن الاختصاصات التي تم نقلها إلى املصالح الالممركزة التابعة
لها خالل السنة الجارية ،و كذا الاختصاصات املزمع نقلها إلى هذه املصالح برسم السنة أو السنوات املوالية
،إضافة إلى جدول بياني حول توزيع املوارد البشرية بين إلادارات املركزية و املصالح الالممركزة للدولة
التابعة لها على مستوى الجهة و العمالة و ألاقاليم ،و عند الاقتضاء التدابير التي تقترحها كل سلطة حكومية
لتعزيز سياسة الالتمركز إلاداري.260
ثانيا :عالقة املصالح الالممركزة للدولة بوالة الجهات .
يحتل والي الجهة مكانة هامة على الصعيد الجهوي ،فهو يمثل » السلطة إلادارية و السياسية و
إلاقتصادية العليا في نطاق الحدود الجهوية التي يمارس فيها صالحياته ،كما يمثل الدولة على الصعيد
الجهوي بموجب الدستور الذي منحه بموجب املادة 145صالحية تنسيق أنشطة املصالح الالممركزة و
السهر على حسن سيرها.« 261
257
-المادة ، 38نفس المرجع السابق.
- 258وزارة الداخلية -.وزارة المالية -الوزارة المكلف بإصالح اإلدارة و الوظيفة العمومية -األمين العام للحكومة -كل سلطة حكومية
معنية بالقضايا و النقط المدرجة في جدول أعمال اللجنة .
- 259المادة ، 43مرسوم رقم ، 2.17.618بمثابة ميثاق وطني لالتمركز االداري ،مرجع سابق.
260
-المادة ، 39نفس المرجع .
261
-بوبكر الجوهري '' ،والي الوالية بين المركزية و الالمركزية '' ،رسالة لنيل شهادة الدراسات العليا في القانون العام ،كلية الحقوق عين الشق ،السنة
الجامعية ، 1997- 1998 :ص .26
117
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
على هذا ألاساس ،و طبقا ملقتضيات املادة 26من املرسوم املتعلق بالالتمركز إلاداري رقم ، 2. 17.618
يشرف والة الجهات على تحضير البرامج و املشاريع املقررة من قبل السلطات العمومية أو التي كانت موضوع
اتفاقيات ،أو عقود مع هيآت أخرى طبقا ألحكام املادة 23من نفس املرسوم .
كما يمكنهم اقتراح كل تدبير ذي طابع قانوني أو مالي أو إداري أو تقني أو بيئي يندرج ضمن اختصاصات
السلطات الحكومية املعنية .262مع إحاطة هذه السلطات الحكومية باإلجراءات املتخذة لضمان انجاز برامج
الاستثمار و أشغال التجهيز التي تتولى الدولة أو املؤسسات العمومية أو املقاوالت العمومية أو القطاع الخاص
إنجازها على مستوى الجهة ،و كذا بوضعية تنفيذ هذه البرامج و ألاشغال ،إضافة إلى إبداء مالحظاتهم و
اقتراحاتهم عند الاقتضاء لتجاوز الصعوبات التي قد تعترض انجازها في آلاجال املحددة.263
لتيسير ممارسة الاختصاصات املوكولة لوالي الجهة في مجال تنسيق أنشطة املصالح الالممركزة للدولة و
املؤسسات العمومية ،و التي تمارس مهامها على مستوى الجهة و السهر على حسن سيرها ،تحدث إليه و
تحت رئاسته لجنة جهوية تحمل اسم ''اللجنة الجهوية للتنسيق'' ،تسهر على :
انسجام و التقائية و وحدة عمل املصالح الالممركزة على املستوى الجهوي؛
تحقيق الانسجام ما بين السياسات العمومية و البرامج و املشاريع و التصاميم الجهوية إلعداد التراب
و برامج التنمية الجهوية ؛
تأمين استمرارية الخدمات العمومية التي تقدمها املصالح الالممركزة ؛
إبداء الرأي حول مشاريع السياسات و البرامج العمومية للدولة على املستوى الجهوي؛
إبداء الرأي بخصوص مقترحات البرمجة امليزانياتية ثالثية السنوات و تقارير نجاعة ألاداء القطاعية ،
و كذا مقترحات إعداد مشاريع امليزانيات القطاعية املعدة على املستوى الجهوي و مخططات الدولة
لالستثمار املتالئمة معها؛
إبداء الرأي بخصوص مقترحات توزيع الاعتمادات املالية حسب الحاجيات و البرامج الجهوية على أن
يراعى في ذلك الانسجام مع التوجهات العامة للدولة ؛
مواكبة برامج ومشاريع الاستثمار و أشعال التجهيز املقررة واملراد إنجازها على املستوى الجهوي و
اقتراح التدابير الالزمة لتجاوز الصعوبات التي قد تعترض انجازها ؛
262
-المادة ، 28المرسوم رقم 2 . 17 . 618بمثابة ميثاق وطني لالتمركز اإلداري ،مرجع سابق .
263
-المادة ، 29نفس المرجع .
118
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
تتبع تنفيذ السياسات العمومية و القطاعية على املستوى الجهوي في ضوء الكتابة العامة للشؤون
الجهوية املنصوص عليها في املادة 33من نفس املرسوم ،و انجاز تقييمات مرحلية ملستوى تنفيذها؛
اقتراح التدابير الالزمة الكفيلة بتحسين جودة الخدمات العمومية املقدمة من قبل املصالح
الالممركزة لفائدة املرتفقين عل مستوى الجهة ؛
الدراسة و إبداء الرأي في شأن مشاريع الاتفاقيات و العقود املنصوص عليها في املادة 23من نفس
املرسوم؛
إبداء الرأي في شأن عقود البرامج ذات الطابع الجهوي التي تربط الدولة باملؤسسات العمومية و
بالجماعات الترابية ال سيما الجهة ؛
املصادقة على التقرير السنوي ملنجزات اللجنة و اقتراحاتها بشأن تعزيز الالتمركز إلاداري ؛
الرفع من نجاعة و فعالية أداء املصالح الالممركزة على املستوى الجهوي؛
دراسة كل قضية من القضايا التي يحيلها إليها والي الجهة و التي تندرج غي مجال اختصاصها.264
تتألف اللجنة الجهوية املكلفة بالتنسيق من عمال العماالت و ألاقاليم التابعة لدائرة النفوذ الترابي للجهة
و الكاتب العام للشؤون الجهوية املنصوص عليه في املادة 33من نفس املرسوم املتعلق بالالتمركز إلاداري ،
إضافة إلى رؤساء املصالح الالممركزة على مستوى الجهة و املسؤولون عن املراكز الجهوية لالستثمار و
مسؤولو املؤسسات العمومية الجهوية ألاخرى ،كما يمكن لوالي الجهة أن يستدعي حسب القضايا املدرجة
في جدول ألاعمال كل شخص ذاتي أو اعتباري يرى فائدة في حضوره.265
و تجتمع هذه اللجنة في حالتين :
ألاولى :بدعوة من والي الجهة مرة كل شهر على ألاقل و كلما دعت الضرورة ذلك ،على أن تخصص اجتماعا
واحدا مرة في السنة لتقييم حصيلة تنفيذ البرامج و املشاريع العمومية التي يتم انجازها على مستوى الجهة ،
ترفع نتائج هذا التقييم للسلطات الحكومية املعنية .
الثانية :بطلب من السلطة أو السلطات الحكومية املعنية لدراسة التقرير أو التقارير املرحلية التي تعدها
املصالح الالممركزة حول مستوى تنفيذ البرامج و املشاريع املذكورة .
264
-المادة ، 30المرسوم رقم 2 . 17 . 618بمثابة ميثاق وطني لالتمركز اإلداري ،نفس المرجع السابق .
265
-المادة ، 31نفس المرجع .
119
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
و يعود الاختصاص في تحديد جدول أعمال اجتماعات هذه اللجنة لوالي الجهة.266
ملساندة والي الجهة على أداء املهام املوكولة إليه ،يتم إحداث ''الكتابة العامة للشؤون الجهوية'' يرأسها
تحت سلطة والي الجهة كاتب عام يعينه وزير الداخلية يتولى املهام التي يوكلها له والي الجهة و يضطلع بمهام
التنسيق و املواكبة الالزمة ملساعدة والي الجهة و تحضير و تنظيم اجتماعات اللجنة الجهوية للتنسيق ،و
السهر إعداد محاضرها و تنسيق أشغالها ،إضافة إلى إعداد تقارير دورية ترفع إلى اللجنة حول حصيلة تنفيذ
السياسات العمومية و القطاعية على مستوى الجهة ،و إعداد التقرير السنوي للجنة الجهوية للتنسيق الذي
يبعثه والي الجهة .267
فإذا كان دستور 2011قد وضع الخطوط العريضة للمهام املنوطة بوالة الجهات ،كممثلين للحكومة و
ممارسين للمراقبة إلادارية و الساهرين على تطبيق القانون ،و تناول القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم
111.14بعض اختصاصاتهم على صعيد الجهة ،فقد جاء املرسوم املتعلق بالالتمركز إلاداري السالف الذكر
باختصاصات أخرى تحد من حالة الغموض التي كانت تبدو في جانب من هذه الاختصاصات ،خاصة فيما
يتعلق بعالقة والي الجهة بمجالس الجهات و هيئاتها ،و كذا املؤسسات ذات الاختصاص الترابي ،و ألاهم من
ذلك عالقة الوالي باملصالح الالممكزة للدولة .
رغم الطابع الذي سلكه املشرع من خالل مقتضيات مرسوم الالتمركز الاداري الجديد في توزيع
الاختصاصات تجاوزا لبعض العقبات على مستوى التدبير الجهوي ،إال أن املقتضيات التي جاء بها هذا
املرسوم املتعلق بالالتركيز إلاداري ال زالت تكرس الوصاية املركزية تحت ظل عنوان ''الالتمركز إلاداري'' ،و
هو ما يتضح من خالل صالحيات إلاعداد و إلاشراف املخولة لوالي الجهة بموجب هذا املرسوم و التي تزيد من
تقوية سلطة مؤسسة الوالي مقابل إضعاف سلطة رئيس الجهة ،مع تحميل والي الجهة ما ال طاقة لديه.
فمن عيوب مرسوم الالتمركز إلاداري الجديد هذا ،هو عدم إستقاللية القرار إلاداري على مستوى املصالح
الخارجية ،فاملسؤول إلاداري في إطار هذا القانون يكون غالبا تابعا لإلدارة املركزية ،كما أن سياسة عدم
الالتمركز إلاداري يتم اختزالها بشدة في مؤسسة الوالي الذي يجسد سلطة الدولة على مستوى الجهة .
266
-المادة ، 32نفس المرجع السابق.
267
-المادة ، 33نفس المرجع .
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
الفصل الثاني :النظام املالي للجهة في ضوء القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم 111.14و املراسيم
التطبيقية .
تعتبر امليزانية مدخال رئيسيا للتدبير الجهوي السليم .العتبارها محور الخير و الشر لكافة املجاالت
السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية بالجهة ،و هي بالتالي »'' السلطة السياسية التي ارتضاها
املجتمع لنفسه'' ،« 268فقد » أوضح الاقتصادي الشهير '' '' Musgraveأن لسياسة امليزانية ثالث وظائف
رئيسية حصرها في :
- 0و ظيفة التخصيص :تتعلق بالبحث عن إشباع الحاجات العامة عن طريق النفقات العامة.
- 8وظيفة إعادة التوزيع :عن طريق إعادة توزيع الدخل و تحقيق العدالة في توزيع الثروة عن طريق
الجباية و التحويالت الاجتماعية .
- 3وظيفة الاستقرار :بمحاولة التدخل في بعض الظروف الاقتصادية ،عن طريق تحريك قوى الطلب
الفعلي و سوق العمل ،و بالتالي معدالت النمو على املدى الطويل ،و ذلك بانتهاج سياسات لدعم بعض
النشاطات ،كدعم السياسة الصناعية. «269
على هذا ألاساس ،يجب على الجهات أن تبحث عن توزيع إمكانياتها املالية بين هذه الوظائف الثالث ،و
ذلك في حدود مكونات ميزانيتها املالية ( املبحث ألاول ) ،مع وجوب احترام القواعد املطبقة على هذه املوارد
أو إنفاقها ( املبحث الثاني ) ،و ذلك في إطار الحدود التي تراعي ألاوضاع الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية
للمواطنين ،و التي يؤطرها الدستور و القوانين املنظمة .
تتوفر الجهة طبقا للمقتضيات الدستورية و التنظيمية على موارد مالية ذاتية و موارد مالية ترصدها لها
الدولة و حصيلة الاقتراضات من أجل ممارسة اختصاصاتها ،على اقتران كل اختصاص يتم نقله من الدولة
إلى الجهة بتحويل املوارد املالية املطابقة ملمارسته ،كما تعتبر ميزانية الجهة حسب مقتضيات القانون
التنظيمي املتعلق بالجهات رقم 111.14تلك الوثيقة التي يقدر و يؤذن بموجبها ،بالنسبة لكل سنة مالية ،
268
-درواسي مسعود '' ،السياسة المالية و دورها في تحقيق التوازن االقتصادي حالة الجزائر ، '' 9116 – 2771رسالة دكتوراه دولة ،جامعة الجزائر ،
السنة الجامعية ، 9114 -9111 :ص .219
269
- Le budget de l’état nouvelles régles , nouvelles pratiques , les études de la documentation française , Paris 2006 , p
10.
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
مجموع موارد و تكاليف الجهة ،و يشترط فيها أن تقدم بشكل صادق مجموع مواردها و تكاليفها .و أن يتم
تقييم صدقية هذه املوارد و التكاليف بناء على املعطيات املتوفرة أثناء إعدادها و التوقعات التي يمكن أن
تنتج عنها .270فهي بذلك توقع و تقدير قبلي ،بشأن تحمالت و موارد الجهة خالل السنة املالية ،التي يقتضيها
استخالص املوارد و الوفاء بتحمالت الجهة ،و ذلك داخل حدود إلاطار الزمني لهذا التوقع .و هو اثنا عشر
شهرا ،تبتدئ من فاتح يناير و تنتهي في 17ديسمبر ،حسب منطوق املادة 711من نفس القانون التنظيمي .و
هو ما يستلزم منا التطرق إلى موارد و تكاليف الجهة ( املطلب ألاول ) ،و كذا سبل إعداد و اعتماد ميزانيتها و
تنفيذها و حصرها ( املطلب الثاني ) ،و ذلك وفق املقتضيات القانونية التنظيمية و التطبيقية .
يتطلب الخوض في موضوع امليزانية الجهوية منا كباحثين التطرق بشكل منهجي إلى املوارد املالية التي
منحها املشرع للجهات طبقا للمقتضيات القانونية و التنظيمية ( الفقرة ألاولى ) ،ليتأتى لنا بعد ذلك معرفة
السبل القانونية لتدبيرها سواء على مستوى إلاعداد و الاعتماد و املصادقة أو التنفيذ و التعديل و الحصر
(الفقرة الثانية).
تتكون وثيقة ميزانية الجهة من ميزانية رئيسية وميزانيات ملحقة و حسابات خصوصية.
أوال :امليزانية الرئيسية .
تشتمل هذه امليزانية على جزء أول تدرج فيه عمليات التسيير سواء فيما يخص املداخيل أو النفقات ،و
جزء ثاني يتعلق بعمليات التجهيز ،يشمل جميع املوارد املرصودة للتجهيز و الاستعمال الذي خصصت ألجله
،و يشترط في هذه امليزانية أن تكون متوازنة في جزأيها هذين .علما أنه في حالة ظهور فائض تقديري في
الجزء ألاول من امليزانية ،وجب رصده بالجزء الثاني .
و استثناء ،تدرج وجوبا الحصص التي توزع على الجهات املعنية في إطار تدخالت صندوق التضامن بين
الجهات املنصوص عليه في املادة 719من القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم 111.14في موارد الجزء
270
-المادة 241من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
112
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
الثاني للميزانية و املتعلق بعمليات التجهيز ،كما ال يجوز استعمال مداخيل الجزء الثاني في مقابل نفقات
الجزء ألاول.
- 0الاعتمادات املتعلقة بالتسيير :
تلغى اعتمادات التسيير املفتوحة برسم امليزانية و غير امللتزم بها عند اختتام السنة املالية ،كما ترحل
اعتمادات التسيير امللتزم بها و غير املؤداة عند اختتام السنة املالية إلى السنة املوالية ،271في حين تخول
اعتمادات التسيير امللتزم بها وغير املؤداة و كذا اعتمادات ألاداء املرحلة املتعلقة بنفقات التجهيز الحق في
مخصص من نفس املبلغ يضاف إلى مخصصات السنة .و تحدد إجراءات ترحيل الاعتمادات بنص
تنظيمي.272
- 8الاعتمادات املتعلقة بنفقات التجهيز:
تشتمل هذه الاعتمادات على اعتمادات ألاداء التي تمثل الحد ألاعلى للنفقات املمكن ألامر بصرفها خالل
السنة املالية ،و كذا اعتمادات الالتزام التي تمثل الحد ألاعلى للنفقات املأذون لآلمرين بالصرف بااللتزام بها
قصد تنفيذ التجهيزات و ألاشغال املقررة.273
إضافة إلى هذه الاعتمادات ،تشتمل ميزانية الجهة على ميزانيات ملحقة و حسابات خصوصية حسب
مقتضيات املادتين 717و 711من القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم . 777.79
ثانيا :امليزانيات امللحقة .
تحدث بقرار للسلطة الحكومية املكلفة بالداخلية ،و تدرج فيها العمليات املالية لبعض املصالح التي ال
تتمتع بالشخصية الاعتبارية و التي يهدف نشاطها بصفة أساسية إلى إنتاج سلع أو إلى تقديم خدمات مقابل
أداء أجر ،و تشتمل هذه امليزانيات في جزء أول على مداخيل و نفقات التسيير ،و في جزء ثان على نفقات
التجهيز و املوارد املرصودة لهذه النفقات .و تقدم هذه امليزانيات متوازنة و جوبا .
إن تحضير هذه الاعتمادات و التأشير عليها و تنفيذها و مراقبتها يتم طبقا لنفس الشروط املتعلقة بامليزانية
،و في حالة عدم كفاية مداخيل التسيير يعوض بدفع مخصص للتسيير مقرر برسم التكاليف في الجزء ألاول
من امليزانية ،كما يرصد الفائض التقديري املحتمل في مداخيل التسيير بالنسبة للنفقات لتمويل نفقات
التجهيز ،و يدرج الباقي منه في مداخيل الجزء الثاني من امليزانية.274
271
-المادة 297من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
272
-المادة 212من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
273
-المادة 299من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
274
-المادة 219من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
113
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
ثالثا :الحسابات الخصوصية .
تهدف هذه الحسابات إلى بيان العمليات التي ال يمكن إدراجها بطريقة مالئمة في امليزانية نظرا لطابعها
الخاص أو لعالقة سببية متبادلة بين املدخول والنفقة ،أو إلى بيان عمليات مع الاحتفاظ بنوعها الخاص و
ضمان استمرارها من سنة مالية إلى أخرى ،و إما إلى الاحتفاظ بأثر عمليات تمتد على ما يزيد على سنة دون
تمييز بين السنوات املالية ،و تشتمل هذه الحسابات على حسابات مرصدة ألمور خصوصية ،و حسابات
النفقات من املخصصات.275
-0حسابات مرصودة ألمور خصوصية :
يتم إحداث هذه الحسابات بقرار للسلطة الحكومية املكلفة بالداخلية ،و ذلك بناء على برنامج استعمال
يعده آلامر بالصرف ،تنفيذا ملداوالت مجلس الجهة .و يشترط في هذه الحسابات أن تبين املداخيل املتوقعة
املرصودة لتمويل صنف معين من النفقات و الاستعمال الذي خصصت له هذه املداخيل .
يدرج مبلغ التقديرات في امللخص العام مليزانية الجهة ،على أن تفتح اعتمادات ألاداء في حدود املداخيل
املحصل عليها بترخيص من السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية أو من تفوض له ذلك.
أما إذا تبين أن املداخيل املحصل عليها تفوق التوقعات ،أمكن فتح اعتمادات إضافية في حدود هذا الفائض
.في حين ترحل املوارد املالية املتوفرة في الحساب املرصود ألمور خصوصية إلى السنة املالية املوالية من أجل
ضمان استمرار العمليات من سنة إلى أخرى ،و يصفى بحكم القانون في نهاية السنة الثالثة كل حساب
مرصد ألمور خصوصية لم تترتب عليه نفقات خالل ثالث سنوات متتالية ،ويدرج الباقي منه في باب املداخيل
بالجزء الثاني من امليزانية .على أن تتولى السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية مسألة التأشير على تغييرات
الحساب املرصود ألمور خصوصية ،و كذا تصفية و قفل لحساب املرصود ألمور خصوصية بقرار للسلطة
الحكومية نفسها.276
- 8حسابات النفقات من املخصصات :
تحدث بقرار للسلطة الحكومية املكلفة بالداخلية ،و تدرج فيها العمليات التي تمول بموارد يتم
تحديدها مسبقا .شريطة أن تكون هذه املوارد متوفرة قبل إنجاز النفقة.
يتم ترحيل فائض املوارد في حسابات النفقات من املخصصات عن كل سنة مالية إلى السنة املوالية ،و في
حالة عدم استهالك هذا الفائض خالل السنة املوالية ،و جب إدراجه في باب املداخيل بالجزء الثاني من
275
-المادة 211من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
276
-المادة 216من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
114
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
امليزانية الثانية املوالية للميزانية التي تم الحصول عليه فيها .و يتم إعداد هذه الحسابات و التأشير عليها و
تنفيذها و مراقبتها وفق الشروط املتعلقة بامليزانية.277
عموما ،تتوفر الجهة على عدة موارد مالية يمكن حصرها فيما يلي :
حصيلة الضرائب أو حصص ضرائب الدولة املخصصة للجهة بمقتض ى قوانين املالية ،السيما
فيما يتعلق بالضريبة على الشركات و بالضريبة على الدخل ،و الرسم على عقود التأمين ؛
املخصصات املالية من امليزانية العامة للدولة ؛
حصيلة الضرائب و الرسوم املأذون للجهة في تحصيلها ؛
حصيلة ألاتاوى املحدثة طبقا للتشريع الجاري به العمل؛
حصيلة ألاجور عن الخدمات املقدمة ؛
حصيلة الغرامات طبقا للتشريع الجاري به العمل؛
حصيلة الاستغالالت و ألاتاوى و حصص ألارباح ،و كذلك املوارد و حصيلة املساهمات
املالية املتأتية من املؤسسات و املقاوالت التابعة للجهة أو املساهمة فيها؛
إلامدادات املمنوحة من قبل الدولة أو ألاشخاص الاعتبارية الخاضعة للقانون العام؛
حصيلة الاقتراضات املرخص بها ؛
دخول ألامالك و املساهمات ؛
حصيلة بيع املنقوالت و العقارات ؛
أموال املساعدات و الهبات و الوصايا؛
مداخيل مختلفة و املوارد ألاخرى املقررة في القوانين و ألانظمة الجاري بها العمل.278
يمكن للجهة أن تستفيد من تسبيقات تقدمها لها الدولة في شكل تسهيالت مالية إلى حين استخالص
املداخيل الواجب تحصيلها برسم املوارد الضريبية و برسم حصتها من ضرائب الدولة ،على أن يتم تحديد
كيفيات تقديم منح هذه التسبيقات و تسديدها بنص تنظيمي. 279
277
-المادة 211من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
278
-المادة 217من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
279
-المادة 272من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
115
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
و لإلشارة ،ف عمليات الاقتراضات التي تقوم بها الجهة تخضع لقواعد تحدد بنص تنظيمي .280تدرج وجوبا
توازنات ميزانية الجهة و ميزانياتها امللحقة و حساباتها الخصوصية في بيان مجمع ،يتضمن املعطيات املتعلقة
ب:
باملداخيل أو النفقات املدرجة بالجزء ألاول من ميزانية الجهة ؛
باملداخيل أو النفقات املدرجة بالجزء الثاني من ميزانية الجهة ؛
باملداخيل أو النفقات املدرجة بالحسابات املرصودة ألمور خصوصية ؛
باملداخيل أو النفقات املدرجة بحسابات النفقات من املخصصات ؛
باملداخيل أو النفقات املدرجة بامليزانيات امللحقة281؛
يقوم رئيس مجلس الجهة بإعداد مشروع البيان املجمع عند إعداد مشروع امليزانية .و يرفقا ببعضهما عند
عرضهما على لجنة امليزانية و الشؤون املالية و البرمجة .مع لزوم بعث رئيس مجلس الجهة لنسخة من البيان
املجمع إلى والي الجهة و إلى املصالح املركزية بوزارة الداخلية املكلفة باملالية املحلية و املصالح املختصة التابعة
للسلطة الحكومية املكلفة باملالية ،قصد إلاخبار .و يحدد شكل هذا البيان املجمع وفق نموذج يحدد بمرسوم
،على أنه يمكن تغييره أو تتميمه عند الاقتضاء بقرار مشترك لوزير الداخلية و وزير الاقتصاد و املالية.282
من جهة أخرى ،ال يمكن رصد مدخول لنفقة من بين املداخيل التي تساهم في تأليف مجموع الجزء ألاول
من امليزانية و امليزانيات امللحقة ،في حين يمكن رصد مدخول لنفقة من الجزء الثاني في إطار ميزانية الجهة
و ميزانياتها امللحقة و كذا في إطار حساباتها الخصوصية .283على أن يحدد بنص تنظيمي تبويب امليزانية، 284
حيث يحدد هذا التبويب بقرار مشترك للسطلة الحكومية املكلفة بالداخلية و السلطة الحكومية املكلفة
باملالية حسب مقتضيات املادة ألاولى من املرسوم رقم 7.72.197املتعلق بتحديد تبويب ميزانية الجهة ،و
الصادر في 1يوليو . 7172
280
-المادة 271من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
281
-المادة 249من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
282
-مرسوم رقم 2.17.291صادر في 14من رمضان 7 ( 1438يونيو ) 2017المتعلق بتحديد كيفيات إدراج توازنات ميزانية الجهة و الميزانيات الملحقة
والحسابات الخصوصية في بيان مجمع .
283
-المادة 241من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
284
-المادة 247من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
116
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
الفقرة الثانية :التكاليف املالية للجهة .
» تعتبر مجاالت إلانفاق املالي الترابي شكال مصغرا ملجاالت إلانفاق ، « 285مقارنة مع مجاالت إلانفاق املركزي
،إال أنها ال تختلف في طبيعة بعض مجاالتها .
على هذا ألاساس ،تشتمل تكاليف الجهة على نفقات امليزانية و نفقات امليزانيات امللحقة و نفقات الحسابات
الخصوصية .286و باملقابل تشتمل نفقات الجهة على نفقات التسيير و نفقات التجهيز.287
285
-مكاوي نصير ''،تدبير مالية الجماعات المحلية'' ،دار أبي رقراق للطباعة والنشر -الرباط ،الطبعة األولى ،سنة ، 2111ص . 22
286
-المادة 279من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
287
-المادة 271من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
288
-المادة 276من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
- 289
عبد المجيد أسعد '' ،مالية الجماعات المحلية بالمغرب'' ،مطبعة النجاح الجديدة -البيضاء ،الطبعة الثانية ،سنة ،2771ص .1 -6
117
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
على صدقية التوقعات ،و إعطاء ألاولوية للمصاريف إلاجبارية ،دون إلاخالل بجودة الخدمات املقدمة
للمواطنين. «290
ثانيا :نفقات التجهيز .
و تشتمل على :
نفقات ألاشغال و جميع برامج التجهيز التي تدخل في اختصاصات الجهة؛
املخصصات املرصودة للوكالة الجهوية لتنفيذ املشاريع ؛
استهالك رأسمال الدين املقترض و إلامدادات املمنوحة و حصص املساهمات.291
و يضاف إلى تكاليف الجهة هذه ،نفقات أخرى تنص عليها املادة 17من القانون التنظيمي رقم 777.79
املتعلق بالجهات ضمن اختصاصاتها الذاتية ،و التي تمس كل من امليادين الاقتصادية و الاجتماعية و
الثقافية ،و ذلك وفق برنامج التنمية الجهوية ،الذي يضعه مجلس الجهة تحت إشراف رئيسه ،خالل سنته
ألاولى من مدة الانتداب ،و الذي يحدد فيه ،ألاعمال التنموية املقرر برمجتها أو إنجازها بتراب الجهة ،ملدة ست
سنوات .
نضرا لتعدد مجاالت إلانفاق الجهوي ،حدد املشرع في القانون التنظيمي للجهات رقم ، 777.79و بنوع من
التفصيل النفقات إلاجبارية للجهة و التي حصرها في ما يلي :
الرواتب و التعويضات املمنوحة للموارد البشرية بالجهة و كذا أقساط التأمين؛
مساهمة الجهة في هيئات الاحتياط و صناديق تقاعد املوارد البشرية بالجهة و املساهمة في نفقات
التعاضديات ؛
املصاريف املتعلقة باستهالك املاء والكهرباء و املواصالت ؛
الديون املستحقة؛
املساهمات الواجب تحويلها لفائدة مجموعات الجهات و مجموعات الجماعات الترابية؛
الالتزامات املالية الناتجة عن الاتفاقيات و العقود املبرمة من لدن الجهة؛
النفقات املتعلقة بتنفيذ القرارات و ألاحكام القضائية الصادرة ضد الجهة.292
290
-وزارة الداخلية ،المديرية العامة للجماعات الترابية ،مديرية المالية المحلية ،وزير الداخلية '' الدورية الموجهة إلى والة وعمال عماالت و أقاليم
المملكة و رؤساء مجالس الجماعات الترابية ،حول إعداد وتنفيذ ميزانيات الجماعات الترابية برسم سنة ،''6059عدد ، F2707بتاريخ 56سبتمبر
.6058
291
-المادة 276من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ، 222.26مرجع سابق .
118
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
يشترط وجوبا أن تقدم نفقات ميزانية الجهة داخل ألابواب في فصول مقسمة إلى برامج و مشاريع أو
عمليات .في حين تقدم نفقات امليزانيات امللحقة داخل كل فصل في برامج ،و عند الاقتضاء في برامج
مقسمة إلى مشاريع أو عمليات ،أما نفقات الحسابات الخصوصية فتقدم هي ألاخرى في برامج و عند
الاقتضاء في برامج منقسمة إلى مشاريع أو عمليات .293حيث يتم تقسيم املشروع إلى سطور في ميزانية الجهة
تبرز الطبيعة الاقتصادية للنفقات املرتبطة باألنشطة و العمليات املنجزة .294على أن تظل الالتزامات
بالنفقات في حدود ترخيصات ميزانية الجهة ،و أن تتوقف هذه الالتزامات على توفر الاعتمادات بميزانية
الجهة.295
مما الشك فيه أن الجهات أصبحت تتمتع بموارد و صالحيات مالية مهمة لإلنفاق ،ما يستلزم مراعات »
املردودية و إلانتاج و توسيع مجاالت املبادرة املحلية ،في أفق تجاوز مختلف إلاشكاالت التي تعترضها في سبيل
تحقيق مختلف أهدافها. « 296
فالغاية من هذه املوارد و الصالحيات املالية تكمن في » إشباع حاجات عامة محلية و تحقيق لنفع العام ،و
ليس تحقيق نفع خاص أو مصلحة خاصة لفئة معينة ،فكما يتساوى جميع ألافراد في تحمل ألاعباء العامة
فإنهم يتساوون كذلك في الانتفاع بالنفقات العامة.« 297
تمر ميزانية الجهة بدورها ملراحل زمنية متعاقبة و متداخلة تشكل ما يسمى ب''دورة امليزانية'' املعمول بها
في امليزانية العامة للدولة ،و التي تقوم بها السلطة التنفيذية ( مجلس الجهة ) ،دون إغفال دور السلطات
التي تقوم باملراقبة إلادارية ( والي الجهة ) .لذلك سنتناول العمليات املكونة مليزانية الجهة من خالل إلاعداد و
الاعتماد و املصادقة ( الفقرة ألاولى ) ،ثم التنفيذ و التعديل و الحصر( الفقرة الثانية ) .
292
-المادة 274من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
293
-المادة 291من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
-البرنامج عبارة عن مجموعة متناسقة من المشاريع أو العمليات ،تقرن به أهداف محددة وفق غايات ذات منفعة عامة وكذا مؤشرات مرقمة لقياس
النتائج المتوخاة والتي ستخضع للتقييم قصد التحقق من شروط الفعالية و النجاعة والجودة المرتبطة باإلنجازات.
-المشروع أو العملية عبارة عن مجموعة من األنشطة و األوراش التي يتم إنجازها بهدف االستجابة لمجموعة من االحتياجات المحددة(.أنضر المواد
171 - 171من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .)111.11
294
-المادة 291من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
295
-المادة 296من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
296
-خليل الفاهي '' ،الجهوية و البعد التنموي المحلي :دراسة في األسس و المقومات '' ،المجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمية ،العدد ، 52سنة
، 5998ص .502
297
-محمد حنين '' ،تدبير المالية العمومية :الرهانات و اإلكراهات '' ،دار القلم للطباعة و النشر و التوزيع -الرباط ،الطبعة األولى ،سنة ، 6002ص
.209
119
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
الفقرة ألاولى :إعداد و اعتماد و التأشير على امليزانية .
تخضع امليزانية الجهوية لنفس املساطر املتبعة في امليزانية العامة و املتمثلة في إلاعداد ( أوال ) و الاعتماد (
ثانيا ) و املصادقة ( ثالثا ) .
أوال :تحضير امليزانية .
تنص الفقرة الثانية من املادة 719من القانون التنظيمي رقم 777.79املتعلق بالجهات ،على تولي رئيس
مجلس الجهة مسألة إعداد امليزانية ،على أن يتم إعداد هذه امليزانية على أساس برمجة تمتد على ثالث
سنوات ملجموع موارد و تكاليف الجهة ،و ذلك طبقا لبرنامج التنمية الجهوية ،و تحين هذه البرمجة كل سنة
ملالءمتها مع تطور املوارد و التكاليف ،طبقا ملقتضيات املادة 742من نفس القانون التنظيمي .
يتم إعداد مشروع البرمجة ثالثية السنوات في أجل أقصاه نهاية شهر'' أغسطس '' من كل سنة ،كما يكون
هذا املشروع مقرونا بأهداف و مؤشرات النجاعة ،و تحين البرمجة كل سنة ملالئمتها مع تطور مجموع موارد و
تكاليف الجهة ،مع إعادة ترتيب ألاولويات بالنسبة للمشاريع املبرمجة .و تكون تقديرات املداخيل و النفقات
برسم السنة ألاولى متطابقة مع تقديرات امليزانية .كما يحدد بقرار للسلطة الحكومية املكلفة بالداخلية نموذج
بيان البرمجة املمتدة على ثالث سنوات الخاصة بميزانية الجهة.298
ثانيا :دراسة و اعتماد امليزانية .
بعد عملية إعداد مشروع امليزانية ،يتم عرض هذه ألاخيرة ،مرفقة بالوثائق الضرورية ،لدراستها على لجنة
امليزانية و الشؤون املالية و البرمجة ،داخل أجل عشرة أيام ،قبل افتتاح الدورة املتعلقة باملصادقة على
امليزانية من طرف مجلس الجهة ،299و تتمثل هذه الوثائق في :
بيان عن البرمجة املمتدة على ثالث سنوات الخاصة بميزانية الجهة ؛
مشروع نجاعة ألاداء برسم السنة املعنية؛
بيان خاص عن الضمانات املمنوحة للجهة و كذا الالتزامات املالية الناتجة عن الاتفاقيات و العقود
املبرمة من قبل الجهة ؛
بيان خاص عن ألاقساط السنوية املتعلقة بتسديد القروض برسم السنة املالية املعنية؛
298
-مرسوم رقم 2.16.305صادر في 23من رمضان 29( 1437يونيو ) 2016المتعلق بتحديد مسطرة و آجال إعداد البرمجة الممتدة على ثالث
سنوات الخاصة بميزانية الجهة .
299
-المادة 271من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
121
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
بيان عن القرارات وألاحكام القضائية الصادرة ضد الجهة ؛
بيان خاص عن املداخيل املستخلصة ،و تلك التي لم يتم استخالصها بعد خالل السنتين املنصرمتين،
و كذا املداخيل املستخلصة إلى غاية شهر سبتمبر من السنة الجارية ؛
بيان خاص عن النفقات امللتزم بها و املؤداة برسم ميزانيتي التسيير و التجهيز خالل السنتين
املنصرمتين ،و كذا النفقات امللتزم بها و املؤداة إلى غاية شهر سبتمبر من السنة الجارية ؛
مذكرة تقديم حول نفقات التسيير تبرز تطور هذه النفقات و بنيتها و خصائصها و تقديراتها برسم
السنة املالية املعنية و السنة املوالية ،و كذا تطور عدد املوظفين300؛
يقتض ي العمل بمبدأ سنوية امليزانية ،ضرورة إعداد ميزانية الجهة و التصويت و التأشير عليها ،قبل بداية
السنة التي تتعلق بالسنة املالية ،أي من فاتح يناير إلى 17دجنبر و هو ألاجل املنصوص عليه في املادة 711من
القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ،111.14فبواسطة وثيقة امليزانية هاته يمكن للجهة البدء في تحصيل
املداخيل و صرف النفقات .
يستدعي التصويت على ميزانية الجهة التصويت على املداخيل قبل النفقات ،حيث يجرى في شأن
تقديرات املداخيل تصويت إجمالي فيما يخص امليزانية و امليزانيات امللحقة و الحسابات الخصوصية ،أما في
شان النفقات فيتم التصويت عن كل باب.301
يتم اعتماد ميزانية الجهة في تاريخ ال يتجاوز 9نوفمبر ،طبقا ملقتضيات الفقرة الثالثة من املادة 741
املشار إليها سابقا ،و في حالة لم يتأت ذلك ،يدعى املجلس لالجتماع في دورة استثنائية داخل أجل أقصاه
خمسة عشر يوما ابتداء من تاريخ الاجتماع الذي تم خالله رفض امليزانية ،لتدارس جميع الاقتراحات املتعلقة
بتعديل امليزانية التي من شأنها تفادي أسباب رفضها.
كما يتعين على رئيس مجلس الجهة باعتباره آلامر بالصرف أن يوجه إلى السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية في
تاريخ أقصاه فاتح ديسمبر امليزانية املعتمدة أو امليزانية غير املعتمدة مرفقة بمحاضر مداوالت املجلس .302و عند
عدم اعتماد امليزانية وفق هذه املسطرة ،و املنصوص عليها في املادة 711السالفة الذكر ،تقوم السلطة
الحكومية املكلفة بالداخلية ،بوضع ميزانية للتسيير على أساس آخر ميزانية مؤشر عليها مع مراعاة تطور
300
-مرسوم رقم 2.16.314صادر في 23من رمضان 69 ( 1437يونيو ) 2016المتعلق بتحديد قائمة الوثائق الواجب إرفاقها بميزانية الجهة
المعروضة على لجنة الميزانية والشؤون المالية والبرمجة.
301
-المادة 277من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
302
-المادة 911من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
121
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
تكاليف و موارد الجهة ،و ذلك بعد دراسة امليزانية غير املعتمدة و أسباب رفضها و مقترحات التعديالت
املقدمة من لدن مجلس الجهة و كذا أجوبة رئيس الجهة املقدمة في شأنها ،و ذلك داخل أجل أقصاه 17
ديسمبر .و على إثر ذلك تستمر الجهة في هذه الحالة في أداء ألاقساط السنوية لالقتراضات.303
و تصبح ميزانية الجهة قابلة للتنفيذ بعد التأشير عليها من قبل السلطة املكلفة بالداخلية في أجل ال
يتعدى 71نونبر ،بعد مراقبة ما يلي :
احترام أحكام هذا القانون التنظيمي و القوانين و ألانظمة الجاري بها العمل ؛
توازن امليزانية على أساس صدقية تقديرات املداخيل و النفقات ؛
تسجيل النفقات إلاجبارية املشار إليها في املادة 741من القانون التنظيمي املتعلق بالجهات .
ثالثا :التأشير على امليزانية .
تؤشر السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية على ميزانية الجهة داخل أجل عشرين يوما من تاريخ التوصل
بها .304مع مراعاة مقتضيات الفقرة ألاخيرة من املادة 779من القانون التنظيمي رقم ،111.14و التي تنص على
أن عدم اتخاذ أي قرار في شأن املقررات ذات الوقع املالي على النفقات و املداخيل بعد انصرام ألاجل
املنصوص عليه أعاله ،يعد بمثابة تأشيرة .شرط أن تكون امليزانية املوجهة إلى السلطة الحكومية املكلفة
بالداخلية مرفقة حسب منطوق املادة 711من نفس القانون التنظيمي ببيان عن البرمجة املمتدة على ثالث
سنوات ،و الذي يحدد بقرار للسلطة الحكومية املكلفة بالداخلية حسب مقتضيات املادة الرابعة من املرسوم
رقم 2.16.305املتعلق بتحديد مسطرة و آجال إعداد البرمجة املمتدة على ثالث سنوات الخاصة بميزانية الجهة
.كما يجب أن تكون امليزانية مرفقة بالقوائم املحاسبية و املالية للجهة ،و التي يتولى إعدادها آلامر بالصرف (
رئيس الجهة ) بكيفية صادقة ،طبقا للنصوص التنظيمية املتعلقة بسن نظام للمحاسبة العمومية للجماعات
الترابية و مجموعاتها .305و في حالة رفضت السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية التأشير على ميزانية الجهة ألي
سبب من ألاسباب املشار إليها في املادة 717أعاله ،قامت بتبليغ رئيس املجلس بأسباب رفض التأشير داخل
أجل ال يتعدى خمسة عشرة يوما ابتداء من تاريخ توصلها بامليزانية ،و يقوم رئيس مجلس الجهة في هذه
الحالة بتعديل ميزانية الجهة و عرضها على املجلس للتصويت عليها داخل أجل عشرة أيام ابتداء من تاريخ
303
-المادة 912من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
304
-المادة 912من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
305
-مرسوم رقم 2.16.317صادر في 23من رمضان 69 (1437يونيو( 2016المتعلق بتحديد كيفيات تحضير القوائم المالية و المحاسبية المرفقة
بميزانية الجهة.
122
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
التوصل بأسباب رفض التأشير ،و يتعين عليه عرضها من جديد للتأشير عليها قبل 71دجنبر .لتؤشر السلطة
الحكومية املكلفة بالداخلية بعد ذلك على امليزانية في تاريخ أقصاه 11دجنبر . 306و عند عدم أخذ رئيس
مجلس الجهة أسباب رفض الـتأشير بعين الاعتبار ،أمكن للسلطة الحكومية املكلفة بالداخلية ،بعد طلب
استفسارات من رئيس املجلس ،أن تقوم قبل فاتح يناير بوضع ميزانية للتسيير للجهة على أساس آخر ميزانية
مؤشر عليها مع مراعاة تطور تكاليف و موارد الجهة .307و إذا لم يتم التأشير على ميزانية الجهة قبل فاتح يناير،
أمكن أن يؤهل رئيس املجلس ،بقرار للسلطة الحكومية املكلفة بالداخلية للقيام بتحصيل املداخيل و الالتزام
بنفقات التسيير و تصفيتها و ألامر بصرفها في حدود الاعتماد املقيد برسم آخر ميزانية تم التأشير عليها ،و ذلك
إلى غاية التأشير على امليزانية ،كما يقوم رئيس مجلس الجهة خالل نفس الفترة بتصفية ألاقساط السنوية
لالقتراضات و الدفوعات املتعلقة بالصفقات التي تم الالتزام بنفقاتها و ألامر بصرفها.308
يتطلب إشهار امليزانية إيداع هذه ألاخيرة بمقر الجهة خالل خمسة عشر يوما املوالية للتأشير عليها .و بذلك
توضع امليزانية رهن إشارة العموم بأي وسيلة من وسائل إلاشهار ،و يتم تبليغها فورا إلى الخازن لدى الجهة
من قبل آلامر بالصرف ،رئيس الجهة.309
306
-المادة 916من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
307
-المادة 911من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
308
-المادة 914من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
309
-المادة 919من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
310
-المادة 919من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
311
-المادة 921من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
123
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
الكيفيات و الشروط املنصوص عليها في املادة 103من املرسوم رقم 2.09.441املتعلق بسن نظام للمحاسبة
العمومية للجماعات املحلية و مجموعاتها ،الصادر في 17يناير ،3127171حيث تودع أموال الجهة حسب
مقتضيات املادة 711من هذا املرسوم ،وجوبا بالخزينة العامة و التي تنتج فوائد يحدد سعرها وفق
الشروط املحددة بقرار مشترك لوزير الداخلية و الوزير املكلف باملالية ،و تدرج هذه ألاموال في حسابات
لإليداع مفتوحة باسم الجهة لدى الخزينة العامة للمملكة،كما يجوز للجهة أن تستفيد من تسبيقات تقدمها
الدولة بمثابة تسهيالت للخزينة حسب مقتضيات نفس املادة .711و التي يتم تحديد شروط منحها بقرار
مشترك للوزير املكلف باملالية ووزير الداخلية .
تمنح هذه التسبيقات لتسديد النفقات إلاجبارية املتعلقة بالتسيير حسب منطوق املادة 747من القانون
التنظيمي رقم ، 111.14و التي يكون منحها موضوع طلب معلل يوجهه رئيس مجلس الجهة إلى السلطة
الحكومية املكلفة باملالية عن طريق السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية ،مشفوعا ببيان عن وضعية استخالص
املداخيل الضريبية و حصة الجهة من ضرائب الدولة .و يحال هذا الطلب إلى السلطة الحكومية املكلفة باملالية
بعد موافقة وزير الداخلية .و يتم تسديد التسبيقات املالية التي استفادت منها الجهة داخل نفس السنة املالية
313
.و في حالة امتناع رئيس املجلس عن ألامر بصرف نفقة وجب تسديدها ،حق لعامل موضوع الاستفادة
العمالة أو إلاقليم بالنسبة للجماعات و العماالت و ألاقاليم ،أو الوالي بالنسبة للجهات ،أن يقوم ،بعد طلب
استفسارات من آلامر بالصرف ،بتوجيه إعذار إليه من أجل ألامر بصرف النفقة املعنية ،و في حالة عدم ألامر
بصرف هذه النفقة في أجل أقصاه خمسة عشر يوما من تاريخ إلاعذار ،تطبق مقتضيات الفقرتين الثانية
والثالثة من املادة 24من هذا القانون التنظيمي ، 314حيث تحيل السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية حسب
مقتضيات هذه املادة ألامر إلى القضاء الاستعجالي باملحكمة إلادارية من أجل التصريح من أجل البت في
وجود حالة الامتناع ،و يبت القضاء الاستعجالي داخل أجل 91ساعة من تاريخ تسجيل طلب إلاحالة بكتابة
الضبط بهذه املحكمة.
312
-مرسوم رقم 2.17.282صادر في 14من رمضان 9( 1438يونيو ) 2017المتعلق بتحديد كيفيات إيداع أموال الجهة لدى الخزينة العامة
للمملكة .
313
-مر سوم رقم 2.17.279صادر في 14من رمضان 9 ( 1438يونيو ، ) 2017المتعلق بتحديد كيفيات منح التسبيقات المالية من طرف
الدولة لفائدة الجهة و تسديدها .
314
-المادة 922من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
124
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
أما بالنسبة لإلمدادات املترتبة على الالتزامات الناتجة على الاتفاقيات و العقود املبرمة من لدن الجهة فتمنح
على أساس برنامج استعمال تعده الهيئة املستفيدة ،و يمكن للجهة ،عند الاقتضاء تتبع استعمال ألاموال
املمنوحة من خالل تقرير تنجزه الهيئة املستفيدة من إلامدادات.315
ثانيا :تعديل امليزانية .
يتم تعديل ميزانية الجهة خالل نفس السنة الجارية بوضع ميزانيات معدلة ،و التي تكون وفقا لنفس
الشكليات و الشروط املتبعة في اعتماد امليزانية و التأشير عليها ،كما يمكن القيام بتحويالت لالعتمادات داخل
نفس البرنامج أو داخل نفس الفصل ،316حيث تحول اعتمادات التسيير داخل نفس الفصل بقرار لرئيس
مجلس الجهة يتخذ بعد مداولة املجلس ،في حين تحول اعتمادات التسيير داخل نفس البرنامج بقرار لرئيس
مجل س الجهة يتخذ دون حاجة مداولة املجلس .أما بالنسبة العتمادات التجهيز داخل نفس الفصل ،فتحول
بقرار لرئيس مجلس الجهة يتخذ بعد مداولة مجلس الجهة و تأشيرة السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية.
عكس تحويل اعتماداتها داخل نفس البرنامج ،و الذي يتم بقرار لرئيس مجلس الجهة و يتخذ دون مداولة
املجلس .و تؤشر السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية على قرارات تحويل اعتمادات التجهيز داخل نفس
الفصل خالل أجل عشرين 20يوما من تاريخ التو صل بها ،بعد التأكد من احترام أحكام هذا املرسوم .و في
حالة لم تتخذ السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية أي قرار في شأن قرارات تحويل اعتمادات التجهيز داخل
نفس الفصل خالل ألاجل املنصوص عليه في الفقرة ألاولى أعاله ،فإن هذه القرارات تعتبر في حكم املؤشر عليها.
و تبلغ قرارات تحويل اعتمادات التسيير والتجهيز فور إقرارها إلى السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية و الخازن
لدى الجهة.317
ثالثا :حصر امليزانية .
يتم حصر ميزانية الجهة عن طريق تثبيت املبلغ النهائي للمداخيل املقبوضة و النفقات املأمور بصرفها و
املتعلقة بنفس السنة في بيان تنفيذ امليزانية تحصر فيه النتيجة العامة للميزانية في أجل أقصاه 31يناير من
السنة املوالية ،على أن يدرج الفائض في حالة وجوده في ميزانية السنة املوالية برسم مداخيل الجزء الثاني
تحت عنوان "فائض السنة السابقة.318
315
-المادة 929من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
316
-المادة 926من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
317
-مرسوم رقم 2.16.308صادر في 23من رمضان 29 ( 1437يونيو ) 2016المتعلق بتحديد شروط و كيفيات تحويل االعتمادات المفتوحة في
ميزانية الجهة .
318
-المادة 924من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
125
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
تحصر في النتيجة العامة للميزانية النتائج النهائية املتعلقة بتنفيذ امليزانية و كذا امليزانيات امللحقة و
الحسابات الخصوصية ،مع مراعاة الشروط املنصوص عليها في الفقرة ألاخيرة من املادة 216و املادة 217من
القانون التنظيمي رقم 111.14بالنسبة للميزانية ،أما بالنسبة للحسابات املرصودة ألمور خصوصية ،فيجب
مراعاة الشروط املنصوص عليها في الفقرتين 7و 8من املادة 184من القانون التنظيمي رقم ، 319 777.79
حيث ترحل املوارد املالية املتوفرة حسب هذه مقتضيات هاتين الفقرتين في الحساب املرصود ألمور
خصوصية إلى السنة املالية املوالية من أجل ضمان استمرار العمليات من سنة إلى أخرى ،و يصفى بحكم
القانون في نهاية السنة الثالثة كل حساب مرصد ألمور خصوصية لم تترتب عليه نفقات خالل ثالث سنوات
متتالية ،و يدرج الباقي منه في باب املداخيل بالجزء الثاني من امليزانية .و بالنسبة لحسابات النفقات من
املخصصات ،يجب مراعاة الشروط املنصوص عليها في الفقرة 3من املادة 185من القانون التنظيمي رقم
،320111.14حيث يرحل إلى السنة املوالية فائض املوارد في حسابات النفقات من املخصصات عن كل سنة
مالية ،و إذا لم يستهلك هذا الفائض خالل السنة املوالية ،وجب إدراجه في باب املداخيل بالجزء الثاني من
امليزانية الثانية املوالية للميزانية التي تم الحصول عليه فيها .و تحصر و جوبا النتيجة العامة مليزانية الجهة
وفق نماذج يحددها مرسوم ،و التي يمكن تغييرها و تتميمها عند الاقتضاء ،بقرار مشترك لوزير الداخلية و
وزير الاقتصاد و املالية.
املبحث الثاني :القواعد املطبقة على تنفيذ عمليات املوارد و النفقات .
يخضع التصرف املالي و املحاسبي للجهات و مجموعاتها إلى العديد من النصوص القانونية أهمها املرسوم
رقم 7.72.794الصادر في 71نوفمبر ، 7172املتعلق بسن نظام للمحاسبة العمومية للجهات و مجموعاتها ،و
الذي جاء كتتويج ملجموعة من إلاصالحات التي همت القوانين املنظمة لتدبير الشأن العام الجهوي و تنظيمه
املالي ،بغية مسايرة التطورات الحاصلة على مستوى املهام املوكولة بهذه الجهات و الرقي بها إلى مؤسسات
فاعلة تتوخى تحقيق املردودية و جودة ألاداء ،و ذلك في إطار ربط املسؤولية باملحاسبة .ما يستدعي احترام
املجالس الجهوية املنتخبة و املحاسبين العموميين للقواعد املطبقة على التصرفات املالية ،سواء على
مستوى املوارد ( املطلب ألاول ) ،أو النفقات ( املطلب الثاني ).
319
-مرسوم رقم 2.17.285صادر في 14من رمضان 9 ( 1438يونيو ) 2017المتعلق بتحديد كيفيات و شروط حصر النتيجة العامة لميزانية الجهة.
320
-نفس المرجع .
126
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
املطلب ألاول :القواعد املطبقة على تنفيذ عمليات املوارد .
يراد باملحاسبة العمومية املطبقة على الجهات و مجموعاتها ،مجموع القواعد املنظمة لتنفيذ و مراقبة
عملياتها املالية و املحاسبية ،و كذا مسك محاسبتها ،باإلضافة إلى تحديدها اللتزامات و مسؤوليات ألاعوان
املكلفين بتطبيقها .و تشمل هذه العمليات املالية و املحاسبية على العمليات املتعلقة بامليزانية و الخزينة و
املمتلكات .و التي يعهد بها إلى آلامرين بالصرف ،321و املحاسبين العموميين ،322الذين تتنافى مهام كل واحد
منهم مع آلاخر ،ما لم تنص أحكام على خالف ذلك.323
يتطلب تنفيذ عمليات املوارد املالية على مستوى الجهة ضبط مجموعة من إلاجراءات ،منها ما هو
مرتبط باألمر باملداخيل و تحصيلها ( الفقرة ألاولى ) ،و أخرى تحدد كيفيات استيفاء الحقوق و الرسوم و
إلغاء الديون الغير القابلة للتحصيل ( الفقرة الثانية ).
321
-ظهير شريف رقم 1.12.25صادر في 19من محرم 3( 1423أبريل )2112بتنفيذ القانون رقم 61.99المتعلق بتحديد مسؤولية اآلمرين
بالصرف والمراقبين والمحاسبين العموميين.
يراد باألمر بالصرف ل لدولة والجماعات المحلية وهيئاتها ،وكذا المؤسسات والمقاوالت العمومية الخاضعة للمراقبة المالية للدولة :األمر بالصرف بحكم
القانون واآلمر بالصرف المعين واآلمر بالصرف المنتدب واآلمر المساعد بالصرف ونوابهم .
يعتبرون مسؤولين بصفة شخصية طبقا للقوانين واألنظمة المعمول بها ،عن :
*التقيد بقواعد االلتزام بالنفقات العمومية وتصفيتها واألمر بصرفها
*التقيد بالنصوص التنظيمية المتعلقة بالصفقات العمومية
*التقيد بالنصوص التشريعية والتنظيمية الخاصة بتدبير شؤون الموظفين واألعوان
*أ وامر التسخير التي استعملوها فيما يخص أداء النفقات العمومية التقيد بالقواعد المتعلقة بإثبات الديون العمومية وتصفيتها واألمر بصرفها
* تحصيل الديون العمومية الذي قد يعهد إليهم عمال بالنصوص التشريعية الجاري بها العمل
* التقيد بقواعد تدبير شؤون ممتلكات الهيئة العمومية بصفتهم آمرين بقبض مواردها وصرف نفقاتها.
322
-نفس المرجع :المحاسب العمومي :كل موظف أو عون مؤهل ألن ينفذ باسم ا لدولة والجماعات المحلية وهيئاتها ،وكذا المؤسسات والمقاوالت
العمومية الخاضعة للمراقبة المالية للدولة بالنسبة للقرارات التي يتخذونها أو يؤشرون عليها أو ينفذونها خالل ممارسة مهامهم عمليات المداخيل أو
النفقات أو التصرف في السندات إما بواسطة أموال وقيم يتولى حراستها وإما بتحويالت داخلية للحسابات وإما بواسطة محاسبين عموميين آخرين أو
حسابات خارجية لألموال المتوفرة التي يراقب حركتها أو يأمر بها.
ي عتبر المحاسبون العموميون للدولة والجماعات المحلية وهيئاتها ،ماعدا في حالة إصدار أمر بالتسخير بكيفية مشروعة عن اآلمر بالصرف ،مسؤولين
شخصيا وماليا في حدود االختصاصات المسندة إليهم بمقتضى النصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل عما يلي :
* المحافظة على األموال والقيم المعهود إليهم بحراستها.
* وضعية الحسابات الخارجية لألموال المتوفرة التي يراقبونها أو يأمرون بحركاتها .
* القبض القانوني للمداخيل المعهود إليهم بتحصيلها .
* مراقبة صحة النفقة فيما يتعلق بإثبات العمل المنجز وصحة حسابات التصفية ووجود التأشيرة المسبقة لاللتزام والتقيد بقواعد التقادم وسقوط الحق
والطابع اإلبرائي للتسديد .
* األداءات التي يقومون بها.
ويعتبرون فضال عن ذلك ،مسؤولين عن التحقق مما يلي :
* صفة اآلمر بالصرف .
* توفر اإلعتمادات .
* صحة تقييد النفقات في أبواب الميزانية المتعلقة بها .
* تقديم الوثائق المثبتة التي يتعين عليهم طلبها قبل أداء النفقات ،تطبيقا للنصوص التنظيمية الجاري بها العمل.
323
-المواد ، 4 - 3 - 2 - 1مرسوم رقم 2.19.441صادر في 17من محرم 3( 1431يناير )2111المتعلق بسن نظام للمحاسبة العمومية
للجماعات المحلية و مجموعاتها ،الجريدة الرسمية عدد 5811الصادرة بتاريخ 23صفر 8( 1431فبراير .)2111
127
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
الفقرة ألاولى :إصدار و التكفل بأوامر مداخيل الجهة و تحصيلها .
تعتبر محظورة بتاتا كل املساهمات املباشرة و غير املباشرة ،دون املساهمات املرخصة بموجب ألاحكام
التشريعية و التنظيمية الجاري بها العمل ،و بموجب ميزانيات الجهات أو مجموعاتها ،مهما كان الوصف أو
إلاسم الذي تستخلص به ،و تتعرض السلطات التي قد تأمر بها ،و املستخدمون الذين قد يضعون جداولها و
يحددون تعاريفها أو الذين يقومون بتحصيلها للمتابعة باعتبارهم مرتكبين لجريمة الغدر .كما يتعرض
للعقوبات املقررة في شأن مرتكبي جريمة الغدر جميع املمارسين للسلطة العمومية أو املوظفين العموميين
الذين ،بشكل أو بآخر و ألي سبب كان ،يمنحون دون ترخيص قانوني أو تنظيمي إعفاءات من الحقوق أو
الضرائب أو الرسوم ،أو يقومون بتسليم منتوجات أو خدمات مقدمة من طرف الجهة أو املجموعة مجانا ،في
حين أنها تخضع طبقا للنصوص التشريعية و التنظيمية الجاري بها العمل ،ألداء إتاوة أو أجرة عن الخدمات
املقدمة.324
تأسيسا على ما سبق ،و تجاوزا لكل انحراف قد يمس مالية الجهة وضع املشرع أسسا جديدة لتدبير املوارد
املالية الجهوية و حمايتها سواء على مستوى إصدار أوامر باملداخيل أو تحصيلها .
أوال :إصدار ألامر باملداخيل .
يكون كل دين تمت تصفيته محل أمر باملداخيل سواء أكان فرديا أو جماعيا يصدره آلامر بالصرف مذيال
بالصيغة التنفيذية و معززا بكل الوثائق التي تثبت مشروعية الاستخالص ما لم تنص أحكام أخرى على خالف
ذلك ،إال أنه ال يتم إصدار أوامر باملداخيل برسم الرسوم املحدثة لفائدة الجهة التي يقل مبلغها عن مائة درهم
،تطبيقا ألحكام القانون رقم 47.06املتعلق بجبايات الجماعات املحلية .على أن يبين كل أمر باملداخيل
أساس تصفية الدين و العناصر التي تمكن من التحقق من هوية املدين .
بمجرد الشروع في تحصيل ألاوامر باملداخيل املذكورة أو حلول أجل الاستحقاق املحدد في السند الذي نتج
عنه الدين ،تستحق الرسوم و الديون ألاخرى التي تكون محل أوامر باملداخيل ،سواء كانت فردية أو جماعية ،
ما لم ترد أحكام مخالفة في النصوص الخاصة بكل واحد منها .كما يترتب على كل اتفاقية أو عقد أو التزام
يتضمن استخالص مداخيل على أقساط يمتد تسديدها لعدة سنوات ،إصدار آلامر بالصرف ألامر باملداخيل
عن املبلغ املستحق برسم كل سنة ،يوجهه إلى املحاسب العمومي شهرين قبل تاريخ الاستحقاق ،على أن يكون
ألامر باملداخيل الصادر برسم السنة ألاولى معززا بنظير من السند الذي نتج عنه الدين.
324
-المادة ،11نفس المرجع السابق.
128
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
و في حالة حدوث تغيير ،يلحق السند املتضمن للتغيير باألمر باملداخيل الصادر برسم السنة املعنية.325
ثانيا :التكفل بأوامر مداخيل الجهة و تحصيلها .
يعتبر املحاسب املكلف بالتحصيل هو املسؤول عن ألاوامر باملداخيل التي تم إصدارها ،حيث تسجل أوامر
املداخيل الفردية بصورة إجمالية في أوراق لإلصدار أو في جذاذة إلكترونية تبلغ إلى املحاسب املكلف
بالتحصيل ،الذي يتحقق من مطابقة املجموع العام مع التكفالت التي قبلها ،و هو نفس ألامر الذي ينطبق على
تخفيض و إلغاء ألاوامر باملداخيل ،في حين تصدر أوامر املداخيل الجماعية وفق ألاشكال و الشروط
املنصوص عليها في القوانين و ألانظمة التي تخضع لها الديون املتعلقة بها.326
و في إطار مراقبة املشروعية ،يتوجب على املحاسب املكلف بالتحصيل أن يقوم سلفا بمراقبة مشروعية
عملية القبض و إلادراج املالي ،و كذا التحقق من الوثائق املثبتة املحددة قائمتها بقرار مشترك لوزير الداخلية
و الوزير املكلف باملالية .كما يقوم بمراقبة مشروعية عملية تخفيضات املداخيل و إلغائها ،و ذلك وفق نفس
الشروط .إال أنه في حالة اكتشافه ألي إغفال أو خطأ مادي أثناء قيامه بمراقبة املشروعية على العمليات
السالفة الذكر أعاله ،يقوم بإرجاع ألامر باملداخيل أو ألامر باإللغاء أو بالتخفيض إلى آلامر بالصرف ،على أن
يكون ذلك مدعما بمذكرة معللة بصفة قانونية بغرض التسوية.327
و كقاعدة قانونية ملزمة ،يتم تحصيل ديون الجهات و مجموعاتها بموجب أوامر باملداخيل طبقا للتشريع
الجاري به العمل ،و كذا ألانظمة أو الاتفاقيات التي أحدثتها ،و السيما القانون رقم 15.97بمثابة مدونة تحصيل
الديون العمومية ،328حيث يتم تحصيل ديون الجهة إما :
عن طريق ألاداء التلقائي بالنسبة إلى الحقوق الواجب دفعها نقدا؛
بواسطة تصريح امللزمين بالنسبة للضرائب املصرح بها؛
بموجب أوامر باملداخيل فردية أو جماعية يصدرها وفقا للقانون آلامرون بالصرف املختصون.329
على أن يتم استيفاء املداخيل بالدفع نقدا أو بتسليم شيكات بنكية أو بريدية أو بتحويلها لحساب مفتوح باسم
املحاسب العمومي املعني باألمر .إال أنه يمكن استيفاء املداخيل أيضا بأي وسيلة أخرى من و سائل ألاداء
325
-المواد ، 31 – 29 – 28 – 27مرسوم رقم 2.17.449صادر في 4ربيع األول 23 ( 1439نوفمبر ( 2117المتعلق بسن نظام للمحاسبة
العمومية للجهات و مجموعاتها.
326
-المادة ، 12نفس المرجع.
327
-المادة ،19نفس المرجع .
328
-المادة ،11نفس المرجع .
329
-المادة ، 6ظهير شريف رقم 2.11.291صادر في 91من محرم 1( 2692ماي ) 9111المتعلق بتنفيذ القانون رقم 21.79بمثابة مدونة تحصيل
الديون العمومية .
129
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
املنصوص عليها في النصوص التشريعية و التنظيمية الجاري بها العمل ،أو لدى مؤسسات الائتمان املعتمدة ،
أو بوضع جميع و سائل ألاداء رهن تصرف العمالء ،أو القيام بتدبيرها ،على أن يتم تحديد كيفيات تطبيق
وسائل ألاداء ألاخيرة هذه بقرار للوزير املكلف باملالية.330
و كضمان لألداء ،يتعين على املحاسب العمومي ،تسليم و صل أو مخالصة تكون بمثابة سند تجاه الجهة
أو املجموعة الدائنة عند كل دفع نقدا ،كما يمكن اللجوء إلى إصدار إلكترونية.
و استثناء على هذه القاعدة ،ال يمكن تسليم و صل أو مخالصة في حالة تسلم الطرف الذي قام بالدفع ،
مقابل ذلك ،طوابع أو أوراق أو بصفة عامة ،توريدات تثبت حيازتها لوحدها أداء الحقوق و عندما يتم
بتسليم مخالصة بخصوص وثيقة يتم إرجاعها أو تسليمها للطرف الذي قام بالدفع.331
الفقرة الثانية :استيفاء الحقوق و الرسوم املصرح بها و إلغاء الديون الغير القابلة للتحصيل على
مستوى الجهة .
إلى جانب إصدار ألامر بمداخيل الجهة و التكفل بتحصيلها ،تشمل القواعد املطبقة على تنفيذ عمليات
موارد الجهة عمليات و إجراءات مالية أخرى تتمثل في استيفاء الحقوق و الرسوم املصرح بها لدى الجهة
(أوال) ،و إلغاء الديون الغير القابلة للتحصيل على املستوى الجهوي (ثانيا) .
أوال :استيفاء الحقوق والرسوم املصرح بها .
يعتبر الشسيع منصبا تم إدراجه في مقتضيات املرسوم املتعلق بسن نظام للمحاسبة العمومية للجهات و
مجموعاتها لعام 7172نظرا لشساعات املداخيل » مع إلاشارة إلى طبيعة املداخيل التي يتم الترخيص
بتحصيلها من طرف الشسيع أو الشسيعين ،وفقا ملقررات إحداث شساعة املداخيل. «332
أصبحت تحدث شساعات املداخيل بموجب مقتضيات املرسوم الجديد املتعلق بسن نظام للمحاسبة
العمومية للجهات و مجموعاتها لعام ، 7172بقرار لآلمر بالصرف .وفقا لقرارات إحداث شساعة املداخيل.333
حيث يجوز أن يعهد باستيفاء املداخيل على مستوى الجهة ،إلى شسيعي املداخيل إذا كانت املداخيل
مستحقة نقدا ،أو عندما تكون هناك فائدة في أداء الخدمة بشكل جيد أو من أجل التقليص من إجراءات
330
-المادة ، 16نفس المرجع السابق .
331
-المادة ، 11نفس المرجع .
332
-مكاوي نصير ''،تدبير مالية الجماعات المحلية'' ،مرجع سابق ،ص.67
333
-المادة ، 66مرسوم رقم 2.17.449المتعلق بسن نظام للمحا سبة العمومية للجهات ومجموعاتها ،مرجع سايق .
131
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
تنقالت املدينين . 334كذلك ألامر بالنسبة للرسوم املصرح بها ،مع إمكانية استعانتهم بشسيعين مساعدين.335
على أن تدفع فورا املداخيل املحصل عليها عن طريق الدفع التلقائي برسم الحقوق املستحقة نقدا ،أو تلك
الرسوم التي تم التصريح بها من طرف املحاسب املختص و الشسيعين الذين قاموا باستيفائها إلى املحاسب
املكلف الذي يتعين عليه إدراج املبلغ ،بمجرد تسلمه ،بميزانية الجهة أو املجموعة املعنية.
على هذا ألاساس ،يقوم املحاسب املكلف بمجرد حصر حسابات الشهر ،و على أبعد تقدير في اليوم الثامن من
الشهر املوالي ،بتبليغ آلامر بالصرف املعني بمبلغ املداخيل املنجزة خالل الشهر املنصرم بوا سطة شهادة
إجمالية للمداخيل مدعمة باإلثباتات املطلوبة ،قصد إصدار أمر بمداخيل التسوية برسم الشهر الذي تم فيه
إثبات املداخيل .و يجب أن يتم إصدار ألامر باملداخيل املذكور من طرف آلامر بالصرف قبل اليوم الخامس
عشر من الشهر املوالي ،و في حالة عدم إصدار ألامر باملداخيل ،يقوم املحاسب املذكور بإرفاق نسخة من
شهادة املداخيل السالفة الذكر بحساب الجهة أو املجموعة.336
عموما يقوم املحاسب املكلف ،دون سابق إشعار ،كلما ارتأى ذلك أو بطلب من آلامر بالصرف ،في مكتب
شسيع املداخيل و في مراكز نوابه ،باإلجراءات التالية:
مراقبة الصندوق و املحاسبة ؛
جرد التذاكر و القيم ألاخرى و دفاتر املخالصات ؛
تقييم سير الشساعة و أدائها.
على أن يتم ،إجراء املراقبة و الجرد السالفي الذكر مرة كل سنة على ألاقل .مع وجوب تقديم شسيع
املداخيل لجميع الوثائق أو القيم املطلوبة عند إجراء كل مراقبة .و يطلع املحاسب املكلف ،فورا ،آلامر
بالصرف و وزير الداخلية و وزير املالية ،بكل إخالل أو مخالفة ألانظمة ،ضبطها أثناء القيام بعملية املراقبة.
و يحدد تنظيم شساعات املداخيل و تسييرها و عالقاتها مع املحاسب املكلف ،بتعليمية مشتركة لوزير
الداخلية و وزير املالية.337
و لإلشارة ،يخضع شسيعو املداخيل إضافة إلى املراقبة السالفة الذكر ،للمراقبة املنصوص عليها في املادة
159من نفس املرسوم املتعلق بسن نظام للمحاسبة العمومية للجهات و مجموعاتها املشار إليه أعاله.338
334
-المادة ، 41نفس المرجع السابق .
335
-المادة ، 69نفس المرجع .
- 336المادة ، 61نفس المرجع .
337
-المادة ، 61نفس المرجع .
338
-يقوم بمراقبة تدبير المحا سبين العموميين رؤساؤهم التسلسليون وهيئات المراقبة المختصة.
131
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
في إطار املسؤولية امللقاة على عاتق الشسيعين و نوابهم ،يعتبر هؤالء مسؤولين عن كل اختالس و تالعب و
خصاص و عجز مرتكب أو تمت معاينته في صندوق الشسيعين أو في صناديق ألاعوان الذين يعملون تحت
إمرتهم ،فضال عن التصريح بكونهم مدينين بمقرر يصدره وزير املالية أو الشخص الذي ينتدبه لهذا الغر ض،
إما باقتراح من آلامر بالصرف بعد استطالع رأي وزير الداخلية و إما بناء على محضر املراقبة ،تحرره إحدى
هيئات التفتيش املؤهلة ،بعد إخبار وزير الداخلية .و بذلك يحل الشسيع الذي قام بسد الخصاص أو تغطية
العجز ،محل الجهة أو املجموعة في حقوقها من أجل تحصيل املبالغ التي كانت موضوع أداء مسبق ،إال أنه
يمكن أن يحصل الشسيع و نوابه على إعفاء من هذه املسؤولية ،و إبراء الذمة على وجه إلاحسان من الديون
وفق الشروط املنصوص عليها في القانون رقم 61.99املتعلق بتحديد مسؤولية آلامرين بالصرف و املراقبين و
املحاسبين العموميين ،339حيث يمكن أن يعفى من هذه املسؤولية في حالة القوة القاهرة ،و ذلك بناء على
طلبه أو بناء على طلب من لدن ذوي حقوقه ،شريطة أال يكون العمل الذي أدى إلى اتخاذ مقررات إرجاع
ألاموال أو تبوث العجز أو التصريح بمديونيته قد عاد عليه بمنفعة شخصية ،و هو نفس ألامر الذي يسري
على ألامر بالصرف ( ،340رئيس الجهة ).
و ضمانا ملسؤولية شسيع املداخيل الشخصية و املالية ،يتعين على هذا ألاخير إبرام عقد تأمين لدى
إحدى شركات التأمين املعتمدة ،و ذلك بمجرد استالمه ملهامه ،وذلك طبقا للتشريع الجاري به العمل ،و في
حالة انتهاءه من مهامه أو انتقاله ،يسلم إليه إبراء من طرف آلامر بالصرف بناء على شهادة صادرة عن
املحاسب املكلف تثبت عدم مديونيته للجهة أو للمجموعة بأي مبلغ أو قيمة عند انتهاء مدة تسييره.341
في نفس إلاطار ،يمكن أن تثار مسؤولية املحاسب املكلف ،إذا لم يقم بأعمال املراقبة املوكولة إليه أو لم
يطالب فورا بدفع املداخيل التي لم يتم إنجازها في ألاجل املحدد ،و ذلك في حالة ارتكاب خطأ من طرف شسيع
املداخيل ،342باعتباره مسؤوال بصفة شخصية عن أعمال املراقبة التي يتعين عليه القيام بها على قرارات
الالتزام بالنفقات ،و ذلك بمقتض ى القوانين و ألانظمة الجاري بها العمل وفق مقتضيات املادة ، 343 9من
القانون رقم 17.44املتعلق بتحديد مسؤولية آلامرين بالصرف
يتم إجراء المراقبة المذكورة في عين المكان و /أو بناء على الوثائق المحا سبية.
339
-المادة ، 64مرسوم رقم 2.17.449المتعلق بسن نظام للمحا سبة العمومية للجهات ومجموعاتها ،مرجع سابق .
340
-المادة 21من القانون رقم 42.77المتعلق بتحديد مسؤولية اآلمرين بالصرف والمراقبين والمحاسبين العموميين ،مرجع سابق .
341
-المادة ، 61مرسوم رقم 2.17.449المتعلق بسن نظام للمحا سبة العمومية للجهات ومجموعاتها ،مرجع سابق.
342
-المادة ، 69نفس المرجع .
343
-غيرت و تممت بالمادة 26من قانون المالية رقم 11-19للسنة المالية 9111الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 2.19.922بتاريخ 24ذي الحجة
99 ( 2691ديسمبر ، ) 9119الجريدة الرسمية عدد 1172بتاريخ 91ذي الحجة 12( 2691ديسمبر . ) 9119
132
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
و املراقبين و املحاسبين العموميين .
ثانيا :الشكايات و إلالغاءات وقبول إلغاء الديون غير القابلة للتحصيل .
تسري على الشكايات و إلالغاءات املتعلقة بديون الجهات و مجموعاتها القوانين و ألانظمة التي أحدثت
الديون املذكورة ،344و يترتب على كل خطأ في التصفية أو استعمال مزدوج أو خاطئ يضر باملدين ،إصدار أمر
بإلغاء املداخيل أو التخفيض منها ،كما يحدد ألامر املذكور أسباب إلالغاء و في حالة التخفيض ،أسس
التصفية الجديدة .و عندما يتعلق ألامر باستعمال مزدوج أو بخطأ حسابي مادي ،يعد آلامر بالصرف ،تلقائيا أو
بطلب من املدينين ،قرارات إلالغاء أو التخفيض ،مذيلة بصيغة التنفيذ .و يوجهها إلى املحاسب املكلف
بالتحصيل من أجل تخفيض املبالغ املتكفل بها ،الذي يتولى عند الاقتضاء ،توجيه نسخة من هذه القرارات إلى
املحاسب املكلف قصد التقييد و التخفيض.
فيما يتعلق بالديون املدرجة في جداول الضرائب و الرسوم التي تصدرها مصالح الوزارة املكلفة باملالية ،تبلغ
التخفيضات و إلالغاءات إلى املحاسب املكلف بالتحصيل ،على شكل شهادات إلغاء أو تخفيض.على أن تكون
إلارجاعات املترتبة على إلالغاء أو التخفيض ،محل أمر بالدفع من ميزانية الجهة أو املجموعة.
و يترتب على إلغاء الديون ،تخفيض املبالغ املتكفل بها في حسابات املحاسب املكلف بالتحصيل ،و ذلك
بموجب مقرر قضائي مكتسب لقوة الش يء املقض ي به.345
في حالة تبين أن الديون غير قابلة للتحصيل أو تعذر التعرف على املدينين ألي سبب من ألاسباب ،يقترح
املحاسب املكلف بالتحصيل قبول إلغائها بواسطة بيانات معززة باإلثباتات املطلوبة يوجهها إلى آلامر بالصرف
قصد اتخاذ قرار في شأنها ،و ذلك وفق الشروط املقررة في املادة 126من القانون رقم 15.97بمثابة مدونة
تحصيل الديون العمومية .و ال يترتب على قبول إلغاء دين غير قابل للتحصيل إبراء ذمة املدين من هذا الدين ،و
ال يمكن أن يشكل هذا ألامر عائقا أمام مباشرة التحصيل إذا ما تحسنت حالة املدين املادية أو تم تحديد
مكانه ،كما ال يؤدي قبول إلغاء ديون غير قابلة للتحصيل تتعلق بحصص تم من خاللها الحصول على دفعات
إلى أي إرجاع أو استرداد .كما يشترط في تبليغ قبول الديون امللغاة املدرجة في جداول الضرائب و الرسوم
الصادرة عن مصالح الوزارة املكلفة باملالية ،إلى املحاسب املكلف بالتحصيل أن يتم بواسطة شهادات قبول
إلغاء الديون. 346
344
-المدة ، 14مرسوم رقم 2.17.449المتعلق بسن نظام للمحاسبة العمومية للجهات و مجموعاتها ،مرجع سابق.
345
-المادة ، 19نفس المرجع .
346
-المادة ، 11نفس المرجع .
133
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
يتم إبراء الذمة على وجه إلاحسان بقرار يصدره آلامر بالصرف بعد مداولة املجلس و تأشيرة السلطة
الحكومية املكلفة بالداخلية طبقا ملقتضيات املادة 115من القانون التنظيمي املتعلق الجهات رقم 111.14
املتعلق بالجهات .347إال أن هذا إلابراء ال يجوز منحه إذا كان طالب إلابراء قد افتعل العسر كما هو محدد في
املادة 84من القانون رقم 15.97بمثابة مدونة تحصيل الديون العمومية ،كما أن إبراء الذمة على وجه
إلاحسان ال يترتب عنه أي استرداد للمبالغ التي قد سبق أداؤها قصد التخفيف من الدين ألاصلي.
و تعتبر نسخة من القرار املشار إليه في الفقرة ألاولى أعاله وثيقة إثبات لتخفيض الدين محل إبراء الذمة أو
إلغائه .إال أن أحكام هذه املادة ال تطبق على الديون املترتبة باألساس على ديون جبائية مستحقة و ال على
الديون املترتبة على أحكام صادرة لفائدة الجهات أو مجموعاتها .348و يحتفظ و جوبا املحاسب املكلف
بالتحصيل بالجداول إلى غاية انصرام أجل عشر سنوات بعد تصفية آخر حصة ،ليتم إيداعها بعد ذلك في
أرشيف الجهة أو املجموعة املعنية ،على أن يتم تسليم الجداول املحتفظ بها بطريقة إلكترونية لدى
املحاسب املكلف بالتحصيل إلى الجهة أو املجموعة املعنية بعد تصفي'ة آخر حصة.349
املطلب الثاني :القواعد املطبقة على تنفيذ عمليات نفقات الجهة .
النفقة الجهوية ،هي » مبلغ من النقود ينفقه شخص معنوي من إلاعتمادات املفتوحة في امليزانية بعد
ترخيص السلطة املختصة بقصد تحقيق منفعة عامة. « 350
فمن خالل تعريف النفقة الجهوية يمكن استخراج عناصرها و هي :
» النفقة مبلغ نقدي؛
صدورها عن جهاز عام محلي؛
أن تحقق النفقة منفعة عامة محلية. «351
طبقا ألحكام القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ،111.14يجب أن تظل الالتزامات بنفقات الجهة في
حدود ترخيصات امليزانية ،حيث تتوقف هذه الالتزامات على توفر اعتمادات امليزانية بخصوص ألاشغال و
347
...( -المقررات ذات الوقع المالي على النفقات و المداخيل .)...
348
-المادة ، 17مرسوم رقم 2.17.449المتعلق بسن نظام للمحاسبة العمومية للجهات و مجموعاتها ،مرجع سابق.
349
-المادة ، 61نفس المرجع .
350
-عبد القادر باينة ''،الرقابة المالية على النشاط اإلداري'' ،الجزء األول ،دار القلم – الرباط ،الطبعة األولى ،سنة ، 9122ص . 32
350
-المادة 296من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
351
-عبد القادر باينة ''،الرقابة المالية على النشاط اإلداري'' ،مرجع سابق .
134
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
التوريدات و الخدمات و عمليات تحويل املوارد و توفر املناصب املالية بالنسبة للتوظيف .352على أن نفقات
الجهات و مجموعاتها تخضع إلى مراقبة مسبقة في مرحلة الالتزام (الفقرة ألاولى) ،و مراقبة صحة النفقة في
مرحلة ألاداء (الفقرة الثانية) ،حسب مقتضيات املادة 99من املرسوم رقم 2.17.449املتعلق بسن نظام
للمحاسبة العمومية الخاص بالجهات و مجموعاتها .و هو ما سيتيح التكفل عن قرب بالجوانب املتعلقة
بالتكوين و الدعم املوجهين إلى املراقبين و آلامرين املساعدين بالصرف على حد سواء.353
يعتبر جهاز مراقبة الالتزام بالنفقات ،التابع لوزارة املالية أحد أقدم أجهزة املراقبة باملغرب ،حيث تم
إحداثه بموجب ظهير 71دجنبر 7477و أعيد تعديله عدة مرات إلى حدود 1975حيث أصبح هذا الجهاز
354
. يعمل بموجب مرسوم 11دجنبر ، 7429إلى حين تعديله هو آلاخر بمرسوم 7117
و ملسايرة هذا إلاصالح ثم إدماج مصالح مراقبة الالتزام بنفقات الدولة و مصالح الخزينة العامة للمملكة
و إسناد الاختصاصات املوكولة للمراقب العام لاللتزام بنفقات الدولة إلى الخازن العام للمملكة ابتداء من
،355 7111و تعزز هذا التطور بإصدار مرسوم » ، 3567111ليعهد بصالحيات هامة إلى املصالح آلامر بالصرف
كانت تقوم بها سابقا مصالح مراقبة الالتزام بالنفقات في إطار املراقبة املسبقة على مقترحات الالتزام
بالنفقات ،بحيث أصبحت املراقبة املسبقة على الالتزام بالنفقات و مراقبة ألاداء ابتداء من 7177موضوع
تخفيف يدعى مراقبة ترابية.
و بذلك أصبحت تخضع الالتزامات بنفقات الدولة الصادرة عن املصالح آلامرة بالصرف ملراقبة املحاسب
العمومي ،حيث أضحى هذا ألاخير يمارس التأشيرة القبلية في مرحلة الالتزام ،و بذلك في إطار ممارسة
املراقبة الترابية للنفقات. «357
تفض ي مراقبة مقترحات الالتزام بالنفقات من قبل املحاسب العمومي وضع الاجراءات التالية :
352
-المادة 296من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .222.26
353
-منشور رقم -11-21د الصادر بتاريخ 91شوال 21 ( 2696دجنبر ) 9111المتعلق بإصالح مراقبة االلتزام بنفقات الدولة.
354
-المرسوم رقم 2.11.2678بتاريخ 31دجنبر ,2111الذي دخل حيز التنفيذ ابتداء من ، 2113/17/1المتعلق بتعديل وتتميم المرسوم رقم
2.75.839المؤرخ في 31دجنبر 1975المتعلق بمراقبة االلتزام بنفقات الدولة.
355
-المرسوم رقم 2.16.52الصادر في 13فبراير 2116القاضي بإلحاق مراقبة االلتزام بنفقات الدولة بالخزينة العامة للمملكة و تخويل اختصاصات
المراقب العام لاللتزام بالنفقات إلى الخازن العام للمملكة.
356
-المرسوم رقم 2.17.1235الصادر بتاريخ 4نونبر 2118المتعلق بمراقبة نفقات الدولة.
357
-ضياء السمن و ابراهيم صبري ''،المالية العامة'' ،مطبعة الحمامة – تطوان ،الطبعة األولى ،سنة ، 2116ص .144
135
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
» وضع التأشيرة على مقترح الالتزام بالنفقة ؛
إيقاف التأشيرة على مقترح الالتزام بالنفقة و إرجاع امللف غير مؤشر عليه إلى آلامر بالصرف من أجل
تسويته؛
و تحدد آجال وضع التأشيرة على مقترح الالتزام بالنفقة أو إيقافها أو رفضها في:
اثني عشر يوما كاملة من أيام العمل بالنسبة لصفقات الدولة ,ابتداء من تاريخ إيداع املقترح املذكور؛
خمسة أيام عمل كاملة ,تبتدئ من تاريخ إيداع مقترح الالتزام بالنفقة،بخصوص النفقات ألاخرى.« 358
ال ريب » أن الحرص على سالمة و صحة عقود النفقات جعلت معظم قوانين العالم تنص على بعض
التدابير الوقائية التي من شأن اتخاذها حسن تنفيذ امليزانية ، «359لذلك أصبح إصالح جهاز مراقبة الالتزام
بالنفقات ضرورة ملحة ،لعقلنة إلانفاق العام على مستوى الجهات ،و هذا ما تم العمل به من خالل
املرسوم مرسوم رقم 2.17.449املتعلق بسن نظام للمحاسبة العمومية للجهات و مجموعاتها .إال أن ألامر
يتطلب الحيطة و الحذر من جعل هذا الجهاز في بعض ألاحيان و سيلة لتصفية الحسابات السياسية و
الشخصية ،و خير دليل على ذلك ما قام به الخازن إلاقليمي من عرقلة لعمل جهة درعة تافياللت ،حسب
ما جاء في بيان رئيس مجلس جهة درعة تافياللت ،حيث » تم رفض تحويل مبلغ 8مليون درهم كالتزامات
للجهة لحساب جمعية ذات منفعة عامة (جمعية عالم ألارياف ) ،التي تربطها اتفاقية شراكة مع مجلس
الجهة لبناء 12قنطرة و 10جماعات قروية جبلية. « 360
-0مساطر الالتزام :
طبقا ملقتضيات املرسوم املتعلق بسن نظام للمحاسبة العمومية للجهات و مجموعاتها ،يبلغ آلامر
بالصرف ،بواسطة دعامة ورقية أو إلكترونية ،كل مقترح التزام أو إلغاء أو تخفيض التزام إلى املحاسب
املكلف ،من أجل التأشير عليه و إدراجه في محاسبته ،361على أن يتم الالتزام ،منذ بداية السنة املالية
بالنفقات الدائمة املحدثة بوثائق ال تتضمن مدة محددة ،و ال يمكن وقف العمل بها إال بوثائق تنهي العمل بها .
و تحدد قائمة هذه النفقات بقرار لوزير الداخلية.
358
-عسور منصور ،قانون الميزانية العامة و رهان الحكامة المالية الجيدة ،مطبعة المعارف الجديدة -الرباط ،الطبعة األولى ،سنة ، 2117ص. 297
359
-عبد الفتاح بلخال ،علم المالية العامة و التشريع المالي المغربي ،مطبعة فضالة -الدار البيضاء ،الطبعة األولى ،سنة ، 9111ص .111
360
-مجلس درعة تافياللت ،رئيس مجلس الجهة '' ،بيان للرأي العام حول عرقلة الخازن اإلقليمي لعمل مجلس جهة درعة تافياللت '' ،بتاريخ 1نونبر -
سنة . 2018
361
-المادة ، 14مرسوم رقم 2.17.449المتعلق بسن نظام للمحا سبة العمومية للجهات و مجموعاتها ،مرجع سابق.
136
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
و لهذا الغرض ،يبلغ آلامر بالصرف املحاسب املكلف بمقترح الالتزام مدعوما ببيان موجز يضم ،حسب كل
سطر في امليزانية ،الوثائق الجارية الصالحية.362
تعتبر النفقات الدائمة ملتزما بها في بداية السنة املالية ،و كذا جميع النفقات ألاخرى حسب صدور القرارات
املتخذة من طرف آلامر بالصرف.363
لذلك يقوم ( رئيس الجهة) ،آلامر بالصرف ،خالل شهر يناير من كل سنة ،بإعداد:
قائمة بأسماء موظفي و أعوان الجهة أو املجموعة ،تتضمن مبلغ رواتبهم ،و يتم تسليم نظيرين من هذه
القائمة إلى املحاسب املكلف ؛
قائمة مفصلة بالنفقات الدائمة ألاخرى كاألكرية و الاشتراكات و ألاقساط السنوية للقروض؛
و في حالة حدوث تغييرات خالل السنة برسم النفقات الدائمة أو قائمة املوظفين و ألاعوان ،يقوم آلامر
بالصرف بإعداد بيانات تعديلية و يوجهها فورا في نظيرين إلى املحاسب املكلف . 364كما يجوز الالتزام بنفقات
التجهيز موضوع ترخيص في البرنامج في حدود اعتمادات الالتزام املقررة في هذا الترخيص.365
-8ممارسة مراقبة الالتزام :
على مستوى مراقبة الالتزام ،يقوم املحاسب املكلف بمراقبة املشروعية من خالل التأكد من أن مقترحات
الالتزام بالنفقات مشروعة مقارنة باألحكام التشريعية و التنظيمية ذات الطابع املالي الجاري بها العمل ،كما
يقوم املحاسب املكلف باملراقبة املالية بالتأكد من :
توفر الاعتمادات و املناصب املالية ؛
إلادراج املالي للنفقة ؛
صحة العمليات الحسابية ملبلغ الالتزام في ضوء العناصر املتوفرة ؛
مجموع النفقة التي تلتزم بها الجهة أو املجموعة طيلة السنة التي أدرجت خاللها .
و لإلشارة ،فهناك مجموعة من النفقات ال تخضع ملراقبة املشروعية بالنظر إلى ألاحكام التشريعية ذات
الطابع املالي ،إال أنها تبقى خاضعة للمراقبة املالية ،و التي تحددها املادة 61من املرسوم رقم 2.17.449
362
-المادة ، 19نفس المرجع السابق .
363
-المادة ، 11نفس المرجع .
364
-المادة ، 17نفس المرجع .
365
-المادة ، ، 41نفس المرجع.
137
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
املتعلق بسن نظام للمحا سبة العمومية للجهات و مجموعاتها .و تتكون ملفات الالتزام بالنفقات الغير الخاضعة
ملراقبة املشروعية من بطاقة إرساليات تحدد ،على وجه الخصوص ،بنود امليزانية و الاعتمادات املتوفرة و كذا
مبلغ مقترح الالتزام ألجل و ضع التأشيرة على توفر الاعتمادات أو املناصب املالية و التكفل املحاسبي بهما ،و
يحدد نموذج بطاقة إلارساليات بمقرر لوزير الداخلية.
و يحتفظ وجوبا آلامر بالصرف ( رئيس الجهة) ،بالوثائق املتعلقة بملفات الالتزام بالنفقات غير الخاضعة
ملراقبة املشروعية ،قصد إرفاقها بملف ألامر بالدفع املتعلق بها.
تتم مراقبة الالتزام بالنفقات إما بوضع التأشيرة على مقترح الالتزام بالنفقات ،أو بتعليقها و إعادة ملفات
الالتزام غير املؤشر عليها إلى آلامر بالصرف قصد تسويتها ،و إما برفضها مع تعليل ذلك .و في حالة تعليق هذه
التأشيرة أو رفضها ،تضمن جميع املالحظات التي يثيرها مقترح الالتزام و تبلغ مرة واحدة إلى آلامر بالصرف .و
يحدد ألاجل املخول للمحاسب املكلف ،لوضع التأشيرة أو تعليقها في إثنى عشر يوم عمل كاملة بالنسبة
للصفقات و خمسة أيام عمل كاملة بالنسبة للنفقات ألاخرى ،و ذلك ابتداء من تاريخ إيداع مقترح الالتزام .
و عند غياب أي جواب داخل ألاجل املحدد ،يتعين على املحاسب املكلف و ضع تأشيرته على مقترح الالتزام ،
بمجرد انصرام ألاجل املذكور و إرجاعه إلى آلامر بالصرف .مع العلم أنه ال يجوز الاحتجاج بأحكام هذه املادة
ضد املحاسب املكلف إال من طرف آلامر بالصرف املعني.
و لإلشارة ،فالنفقات املؤداة بدون أمر سابق بالصرف املشار إليها في املادة 54أعاله ،ال تخضع للتأشيرة عند
مراقبة الالتزام بالنفقات.366
قبل الشروع في تنفيذ ألاشغال أو الخدمات أو تسليم التوريدات ،يتعين على آلامر بالصرف أن يبلغ إلى
املقاول أو املورد أو الخدماتي املعني ،املصادقة و مراجع التأشيرة التي تم
و ضعها على مقترحات الالتزام املتعلقة بالصفقات العمومية و سندات الطلب و الاتفاقات و العقود و كذا
بالعقود امللحقة إن وجدت ،مع جواز طلب املقاول أو املورد أو الخدماتي من ألامر بالصرف بمراجع التأشيرة
املذكورة .367و في حالة تمسك آلامر بالصرف بمقترح الالتزام بنفقة رفض املحاسب التأشير عليها ،يعرض ألامر
على وزير الداخلية أو الشخص املفوض من لدنه من أجل البت فيه.
366
-المواد ، 41- 46 – 14 – 49نفس المرجع السابق .
367
-المادة ، 44نفس المرجع .
138
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
على إثر ذلك يجوز لوزير الداخلية أو الشخص املفوض من لدنه بموجب مقرر ،تجاوز رفض التأشير املذكور،
ماعدا إذا كان رفض التأشير هذا معلال بنقص أو عدم توفر الاعتمادات أو املناصب املالية ،أو بعدم التقيد
بنص تشريعي أو تنظيمي. 368
- 3املراقبة التراتبية :
تكون املراقبة املسبقة على الالتزام موضوع تخفيف يدعى ''املراقبة التراتبية'' ،و ذلك وفق الشروط و
الكيفيات املنصوص عليها في املرسوم رقم 2.17.449املتعلق بسن نظام للمحاسبة العمومية للجهات و
مجموعاتها ،و ذلك تطبيقا ملقتضيات الفقرة ألاخيرة من املادة 99من نفس املرسوم .
يقصد باملراقبة التراتبية حسب مقتضيات املادة 11من املرسوم املتعلق بسن نظام للمحاسبة العمومية
للجهات و مجموعاتها السالف الذكر ،تلك املراقبة املخففة و املطبقة على نفقات الجهات و املجموعات التي
يجب أن تتوفر على نظام مراقبة داخلية تمكنها من التأكد ،من بين عمليات املراقبة املسندة إليها بموجب
النصوص التنظيمية الجاري بها العمل:
أ -في مرحلة الالتزام :من املشروعية بالنظر إلى ألاحكام التشريعية و التنظيمية ذات الطابع املالي لاللتزام
بالنفقات غير تلك املشار إليها في البند 4من املادة ، 69كذلك مجموع النفقة التي تلتزم بها الجهة أو املجموعة
طيلة سنة إلادراج ،إضافة إلى انعكاس الالتزام على استعمال مجموع الاعتمادات برسم السنة الجارية و
السنوات الالحقة.
ب -في مرحلة ألامر بالصرف :من توفر الاعتمادات و وجود التأشيرة القبلية لاللتزام ،حينما تكون هذه
التأشيرة مطلوبة ،كذلك من عدم ألاداء املكرر لنفس الدين.
عند ممارسة املراقبة التراتبية يقوم املحاسب العمومي حسب مقتضيات املادة 14من نفس املرسوم التأكد،
في مرحلة الالتزام من توفر الاعتمادات و املناصب املالية ،كذلك من صحة العمليات الحسابية ملبلغ الالتزام ،
و كذا إلدراج املالي ،كذلك من مشروعية مقترحات الالتزام بالنفقات املتعلقة بقرارات التعيين و الترسيم و
إعادة إلادماج و تغيير الدرجة و مغادرة الخدمة الخاصة باملوظفين و ألاعوان ،و كذا من مشروعية العقود
ألاصلية لإليجار و العقود التعديلية املرتبطة بها ،باإلضافة إلى التأكد من مشروعية نفقات املوظفين و
ألاعوان غير تلك املشار إليها في البند( أ ) من الفقرة الثالثة من املادة ، 61و التي يفوق مبلغها عشرة آالف درهم
،كذلك ألامر بالنسبة لنفقات املعدات و الخدمات التي يفوق مبلغها مائة ألف درهم ،مع إلزامية التأكد من
368
-المادة ، 49نفس المرجع السابق .
139
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
مشروعية الصفقات و العقود امللحقة و القرارات التعديلية املرتبطة بها والتي تفوق قيمتها ،مأخوذة بشكل
منفصل ،أربعة مائة ألف درهم ،و كذا مشروعية الصفقات التفاوضية مهما كان مبلغها ،و العقود املبرمة مع
املهندسين املعماريين املتعلقة بالصفقات ،إضافة إلى التأكد من مدى مشروعية الاتفاقيات و عقود القانون
العادي التي يفوق مبلغها مائتي ألف 200.000درهم .و استثناء ،يمكن للمراقبة التراتبية أن تكون موضوع
تخفيف إضافي بموجب مقتضيات املادة 21من نفس املرسوم السالف الذكر ،و ذلك لفائدة الجهات أو
املجموعات التي تتوفر ،عالوة على املعايير املنصوص عليها في املادة 68أعاله ،على نظام افتحاص و مراقبة
داخلية تمكنها من التأكد من املشروعية بالنظر إلى ألاحكام التشريعية و التنظيمية ذات الطابع املالي لاللتزام
بالنفقات غير تلك املشار إليها في البند 7من الفقرة ألاولى من املادة 27من نفس املرسوم ،و كذا من صحة
العمليات الحسابية ملبلغ الالتزام ،و صحة إلادراج املالي للنفقة.
369
،من نفس املرسوم املتعلق بسن نضام و كقاعدة قانونية ملزمة ،تنص مقتضيات املادة 21
للمحاسبة للجهة و مجموعاتها ،على أنه ال يجوز تصفية أي نفقة وألامر بصرفها من قبل آلامر بالصرف إال
بعد إثبات حقوق الدائن.
يقوم املحاسب املكلف ،حسب مقتضيات املادة 11من املرسوم رقم 2.17.449املتعلق بسن نظام
للمحاسبة العمومية للجهات و مجموعاتها ،قبل التأشير من أجل ألاداء بمراقبة صحة النفقة من حيث وجود
التأشيرة القبلية على مقترح الالتزام عند طلبها ،إضافة إلى صحة حسابات التصفية و الصفة إلابرائية
للتسديد ،إضافة إلى ذلك يكلف املحاسب العمومي بالتأكد من إمضاء آلامر بالصرف أو الشخص املفوض
من لدنه ،و كذا توفر اعتمادات ألاداء ،و توفر ألاموال التي تندرج في إطار قاعدة وحدة الصندوق ،و التي يتم
بموجبها استعمال مجموع ألاموال املتوفرة لتغطية مجموع النفقات بصرف النظر عن التخصيص ألاصلي
لألموال .إضافة إلى وجوب إلادالء بالوثائق املثبتة املحددة قائمتها بقرار مشترك لوزير الداخلية و الوزير
369
... -ويكون هذا اإلثبات إما بشهادة إنجاز الخدمة أو بكشف تفصيلي يتضمن كمية ومبلغ التوريدات المسلمة أو الخدمات المقدمة أو األشغال
المنجزة .ويجب أن يتم حصر مجموع البيانات الحسابية و الفاتورات المتعلقة بالكشف التفصيلي المذكور باألرقام والحروف و أن يؤرخها ويوقع عليها
الدائنون الذين يتعين عليهم أن يشيروا فيه ،باإلضافة إلى ذلك ،إلى عنوانهم و إلى بيان هويتهم البنكية.
ويجب أن تذيل البيانات الحسابية و الفاتورات المذكورة باإلشهاد على الخدمة المنجزة من طرف ا آلمر بالصرف ،ماعدا إذا تم إثبات تسليمها في محضر
يدخل في عداد الوثائق المثبتة أو بتصريح العون المختص .
141
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
املكلف باملالية ،بما في ذلك الوثائق املتضمنة لإلشهاد على الخدمة املنجزة .370و ال يجوز ،للمحاسب املكلف في
أي حال من ألاحوال ،أن يقوم أو يعيد القيام بمراقبة مشروعية النفقة في مرحلة ألاداء.
عموما ،يتوفر املحاسب املكلف على خمسة أيام لوضع تأشيرته أو تعليقها بالنسبة لنفقات املوظفين ،و
خمسة عشر يوما بالنسبة للنفقات ألاخرى ،على أن هذه آلاجال تسري ابتداء من تاريخ تسلم ألاوامر بالصرف و
حوالات ألاداء.
و في حالة قام املحاسب املكلف بتعليق أداء نفقة بموجب أحكام الفقرة السابعة من املادة 11السالفة
الذكر ،و طلب آلامر بالصرف ،كتابة و تحت مسؤوليته ،تجاوز هذا الرفض ،يقوم املحاسب املكلف ،الذي
تستبعد حينئذ مسؤوليته ،بوضع تأشيرته على ألامر باألداء ،الذي يرفق بنسخة من مذكرة مالحظاته و من ألامر
بالتسخير.
و استثناء على ذلك ،يرفض املحاسب املكلف الامتثال ألوامر التسخير إذا كان تعليق ألاداء معلال ب:
عدم وجود الاعتمادات أو عدم توفرها أو عدم كفايتها ؛
عدم توفر ألاموال أو عدم وجودها أو عدم كفايتها ؛
غياب التأشيرة القبلية على مقترح الالتزام ؛
عدم الصفة إلابرائية للتسديد.
و في حالة رفض التسخير ،يقوم املحاسب املكلف فورا بإخبار الوزير املكلف باملالية أو الشخص املفوض من
لدنه لهذا الغرض للبت في ألامر.371
و طبقا ملقتضيات املادة 17من املرسوم املتعلق بسن نظام املحاسبة العمومية للجهات ومجموعاتها يرخص
للمحاسب املكلف ب :
التأشير على ألاوامر باألداء املطابقة لنفقات التجهيز امللتزم بها ؛
التأشير على ألاوامر باألداء الصادرة من اعتمادات التسيير غير املؤداة بعد انتهاء السنة.
شريطة أن يكون ذلك في حدود الاعتمادات املرحلة ،و بناء على البيان املفصل الذي أعده آلامر بالصرف ،و
الذي تم إلاشهاد عليه سلفا من طرف املحاسب .
370
In :Note du Trésorier Général du Royaume n1459 du 19 – 5- 1993 -محددة بقرار وزير المالية بتاريخ 27ماي : 2771
إضافة إلى بعض النفقات ذات خصوصية معينة تنظم بنص خاص مثل تلك المتعلقة بالمبادرة المحلية للتنمية البشرية المنظمة بقرار وزير المالية رقم
14.241بتاريخ 21يناير (9114ج.ر،عدد 1174بتاريخ 24فبراير . ) 9114
371
-المادة ، 85مرسوم رقم 2.17.449المتعلق بسن نظام للمحاسبة العمومية للجهات و مجموعاتها ،مرجع سابق.
141
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
بالنسبة للدائنين الحاملين لسندات أو أحكام مشمولة بالتنفيذ ضد جهة أو مجموعة ،ال يجوز لهم أن
يقوموا بطلب ألاداء بكيفية صحيحة إال أمام آلامر بالصرف لهذه الجهة أو لهذه املجموعة ،372و في حالة
امتناع آلامر بالصرف املعني عن إصدار آلامر بالصرف ،جاز اللجوء إلى حق الحلول وفق الشروط املنصوص
عليها في القانون التنظيمي رقم 111.14املتعلق بالجهات ،حيث يحق لوالي الجهة أن يقوم ،بعد طلب
استفسارات من آلامر بالصرف ،بتوجيه إعذار إليه من أجل ألامر بصرف النفقة املعنية.373
و عند عدم ألامر بصرف النفقة في أجل أقصاه خمسة عشر يوما من تاريخ إلاعذار ،تحيل السلطة
الحكومية املكلفة بالداخلية ألامر إلى القضاء الاستعجالي باملحكمة إلادارية ،و الذي يبث بعد ذلك داخل
أجل 91ساعة من تاريخ تسجيل طلب إلاحالة بكتابة الضبط بهذه املحكمة ،و ذلك بواسطة حكم قضائي
نهائي و عند الاقتضاء بدون استدعاء ألاطراف .374كما يجب على آلامر بالصرف أن يتدخل لدى الدائنين
لدعوتهم إلى مده بفاتوراتهم أو بياناتهم الحسابية في أجل ال يتعدى 30ديسمبر من نفس السنة ،نضرا العتبار
هذا ألاجل هو أقص ى أجل و الذي تعرض فيه ألاوامر باألداء الصادرة برسم سنة مالية للتأشير عليها من طرف
املحاسب املكلف ،تطبيقا ملقتضيات املادة 19من نفس املرسوم املتعلق بسن نظام للمحاسبة العمومية
للجهات و مجموعاتها .
أما إذا تم إدراج نفقة بكيفية غير صحيحة برسم السنة املالية الجارية ،يسلم آلامر بالصرف إلى املحاسب
املكلف شهادة بإعادة إلادراج يثبت بموجبها املحاسب الزيادة أو التخفيض من النفقات بأسطر امليزانية املعنية،
على أن ترفق هذه الشهادة بالوثائق املثبتة بحساب الجهة أو املجموعة.375
و في الحالة التي يتم فيها إدراج نفقة من قبل آلامر بالصرف بصورة قانونية ،و لم ترتب كما يجب في
حسابات املحاسب املكلف ،حرر هذا ألاخير شهادة تستعمل كما هو مبين في شهادة إعادة إلادراج املشار إليها
سابقا ،و تبلغ فورا نسخة منها إلى آلامر بالصرف (،376رئيس الجهة) .عكس ذلك ،فالحالة التي يتم فيها
أداء نفقة يتجاوز مبلغها حقوق الدائن ،و جب على آلامر بالصرف إصدار أمر باملداخيل ضد املستفيد من هذا
ألاداء ،و ذلك في حدود املبلغ املقبوض الزائد.377
372
-المادة ، 82نفس المرجع السابق .
373
-المادة 655من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .555.51
374
-المادة 19من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .555.51
375
-المادة ، 82مرسوم رقم 2.17.449المتعلق بسن نظام للمحا سبة العمومية للجهات و مجموعاتها ،مرجع سابق.
376
-المادة ، 81نفس المرجع .
377
-المادة ، 82نفس المرجع .
142
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
و بموجب أحكام املادة 11من نفس املرسوم السالف الذكر ،يمكن أن يترتب على إعادة دفع ألاموال برسم
نفقات امليزانية إعادة إقرار اعتمادات خالل السنة املالية التي تحملت النفقة املطابقة ،أو فتح اعتمادات خالل
السنة املوالية للسنة التي تحملت هذه النفقة ،أو إعادة إقرار الاعتمادات أو فتحها بقرار لآلمر بالصرف بناء
على التصريح باملداخيل الذي يعده املحاسب املكلف ،و ذلك تطبيقا ألحكام الفقرة ألاخيرة من املادة 779من
القانون التنظيمي للجهات رقم .378777.79
378
-يمكن أن يتم من جديد فتح اعتمادات في شأن المداخيل المتأتية من استرجاع الجهة لمبالغ مؤداة ،بوجه غير قانوني أو بصفة مؤقتة ،من
اعتمادات مالية وفق الشروط و الكيفيات المحددة بنص تنظيمي .
143
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
خاتمة القسم ألاول :
تطرقنا في الشق ألاول من البحث ألهم املحطات التاريخية للنظام الجهوي باملغرب ،فقد تم التركيز على
إبراز أهم ألاسس التشريعية التي قام عليها التنظيم الجهوي في هذه الفترة و كذا الاختصاصات التي تمتعت
بها املجالس الجهوية املنتخبة وفق القانون رقم ، 92.41لننتقل بعد ذلك إلى تناول موضوع خيار الجهوية
وفق مشروع نظام الحكم الذاتي ملنطقة الصحراء ،كأهم مبرر سياس ي فعلي لقيام الجهة من وجهة نظرنا ،
و الذي جعل املغرب يقدم على اختيار نمط جديد لنظامه الجهوي ،يحدد من خالله مكانة الدولة و الجهة
في ظل هذا النظام .
قمنا من زاوية أخرى ،بتناول الجهوية في الخطاب السياس ي للمؤسسات الرسمية للدولة من خالل تحديد
مكانتها في خطاب هذه املؤسسات و إعطاء بعض القرائن على ذلك ،و ذلك انطالقا من خطب رئيس الدولة
محمد السادس منذ توليه العرش ،إضافة إلى البرامج الحكومية للواليتين التشريعيتين ألاخيرتين ،ثم
مذكرات و برامج ألاحزاب السياسية و مقترحاتها حول مشروع القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم
777.79قبل املصادقة عليه و دخوله حيز التنفيذ .كل ذلك حتى يسهل علينا كباحثين من جهة ،و على
القارئ من جهة أخرى ،فهم و استيعاب الجانب التحليلي لهذا البحث ،خاصة و أن التدبير املالي الجهوي
يرتبط أساسا بالتدبير إلاداري ،أي باالختصاصات و السلطات إلادارية املسندة ملجالس الجهات ،ما يجعل
لهذا البحث فائدة علمية و عملية .
يتضح مما سبق ،أن التنظيم الجهوي باملغرب جاء نتيجة لتطور البناء املؤسساتي على املستوى الترابي ،و
للمتغيرات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية ،زيادة على ظهور مجموعة من الاختالالت التدبيرية ،
الش يء الذي فرض تجاوز القانون رقم 92.41املتعلق بتنظيم الجهات لسنة ، 7442على ضوء التفكير في
إعادة ترتيب مكونات النظام الجهوي من خالل سن قانون جديد يسعى لتحديد اختصاصات مجالس
الجهات و صالحياتها ،و الذي واكبته مجموعة من القوانين ألاخرى ،التي تعنى بتنظيم مختلف مجاالت
التدبير الجهوي سواء منه املالي أو العملياتي.
ال شك ،أن إلاصالحات السياسية و الجهوية الجديدة التي همت النظام الجهوي باملغرب ،كرست
مجموعة املبادئ و القواعد ،جسدها املشرع املغربي من خالل مقتضيات القانون التنظيمي املتعلق
بالجهات رقم ، 777.79و اكبتها مجموعة من القوانين و املراسيم التطبيقية املنظمة للفعل الجهوي في بعده
املالي أو إلاداري ،و التي اعتمدناها كمرجع ملعالجة موضوع البناء الجديد للنظام الجهوي ،حيث المسنا من
144
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
خاللها مختلف الجوانب التنظيمية و املالية و إلادارية للنظام الجهوي الجديد ،سواء على مستوى
الاختصاص و الصالحيات أو على مستوى العالقات بين مختلف مكونات النظام الجهوي و بينها و بين
السلطات املركزية ،فخطاب الجهوية اليوم لم يعد كما كان سابقا مجرد مشروع يفتقد إلى نصوص قانونية
تؤطره ،فقد واكبه املشرع بجملة من القوانين التنظيمية و التطبيقية و كذا بمؤسسات تجلت في تمثيلية
الوالة للسلطة املركزية على مستوى الجهات إلاثني عشر ،و الذين هم ملزمون بموجب سلطتهم الرسمية على
تطبيق القانون ،و تنفيذ النصوص التنظيمية للحكومة و مقرراتها ،و ممارسة املراقبة إلادارية عليها ،
يساعدهم في ذلك رؤساء مجالس الجهات .فقد شكلت الجهوية املتقدمة التي كرسها دستور ٬ 2011ورشا
كبيرا يستدعي إحداث تغيير جوهري و تدريجي على مستوى توزيع الاختصاصات بين السلطات املركزية و
الالمركزية ،ما جعل املشرع املغربي يعكف على تفعيل نظام الالتمركز إلاداري عن طريق إخراج مرسوم
بمثابة ميثاق للالتمركز إلاداري ،الذي حدد بموجبه كيفية توزيع الاختصاصات سواء بين السلطات املركزية
و الالمركزية ،أو بين السلطات الالمركزية و الجهات ،و الذي يأمل منه العمل على توزيع السلطة بين
املستويات إلادارية املختلفة في التنظيم إلاداري على مستوى الدولة و الجهة ،كذلك تخويل املصالح الجهوية
صالحيات اتخاذ القرار وفق آليات تفويض السلطة و إلامضاء،و هو نفس املنحى الذي دعا إليه امللك محمد
السادس في 3يناير 2010على '' أن الجهوية ستعمل على إعادة توزيع الاختصاصات بشكل منسجم على
مختلف املستويات إلادارية ''.
إن الصالحيات و الاختصاصات املخولة للجهات باملغرب ،بحكم القانون التنظيمي للجهات رقم 111.14و
املراسيم التطبيقية ،تتطلب إنفاقا ماليا يتناسب و حجم هذه الاختصاصات املعهود بها إلى مجالس الجهات
املنتخبة ،و الذي يقتض ي تدبيرا محكما ،و الاستغناء عن بعض املمارسات الالأخالقية في التدبير املالي الجهوي
.فشرعية الجهة لها عالقة بكيفية تدبيرها الداخلي ،و النجاعة في إنفاق أموالها و توظيفها في التنمية السليمة.
كما أن تطوير و تجويد أداء مجالس الجهات ،يستوجب ال محالة إعداد سياسة عمومية في مجال املالية
الترابية ،و الاستفادة من التجربة الجهوية الحالية عن طريق تقييمها ،فمسألة التدبير املالي الجهوي ،
باعتباره أحد ركائز التنمية الترابية ،التي أناط املشرع للجهة القيام بها ،مازالت تطرح نفسها و بحدة ،رغم
العوائق القانونية و املوضوعية التي تعترضها و آلاثار السلبية التي تترتب عن سلطات الوصاية رغم محاوالت
التخفيف التي عرفتها في التعديالت ألاخيرة ،و هو ما سيتم التطرق إليه من خالل إبداء أهم إكراهات التدبير
املالي الجهوي ،و كذا إبداء سبل للتجاوز.
145
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
القسم الثاني :املالية الجهوية :اكراهات التدبير املالي الجهوي و آفاق التجاوز.
جاء القانون التنظيمي رقم 111.14املتعلق بالجهات ،كامتداد طبيعي لإلصالحات السياسية و الجهوية الكبرى
التي همت إلادارة الالمركزية باملغرب ،و خصوصا إلاصالحات التي أتى بها دستور اململكة لعام ،2011و الذي بوأ
الجهة مكانة الصدارة بالنسبة لباقي الجماعات الترابية ألاخرى .فمع املراجعة الدستورية لسنة ، 2011بدأ تفعيل
متطلبات إصالح التنظيم الالمركزي ،من خالل التنصيص على أن التنظيم الترابي للمملكة تنظيم المركزي يقوم
على الجهوية املتقدمة ،إلى جانب التنصيص على مجموعة من املبادئ التي يعد مبدأ التدبير الحر أبرزها ،و اعتبار
الجهة جماعة ترابية عوض جماعة محلية ،و التنصيص على اختصاص رئيس مجلس الجهة املتعلق بتنفيذ
مداوالت و مقررات املجلس و اعتباره آمرا بالصرف .
إن غاية هذا إلاصالح ،هي جعل إلاطار القانوني للجهوية يواكب إلاطار املؤسساتي ،في إطار مقاربة مالية ترتكز
على توفير املوارد املالية الضرورية ،و ترفع من فعالية التدبير املالي الجهوي املبنية على منطق الجودة و الفعالية في
اتجاه إقرار توسيع هامش الاستقاللية ،و منح آلامرين بالصرف الجهويين مسؤولية أوسع في تدبير شؤون جهاتهم.
فنظرا لحجم الاختصاصات املسندة ملجالس الجهات بموجب القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم 111.14
أصبحت مهام هذه املجالس تطرح عدة أسئلة بخصوص مواردها املالية ،كوسيلة لتغطية نفقاتها على املستوى
الاقتصادي و الاجتماعي.
فتصرفات الجهة املالية ،تستجيب لحاجيات املواطنين الاقتصادية،و الاجتماعية،و الثقافية و البيئية ،..كما
تخضع لقواعد و قوانين تنظمها و تستعمل لتحقيق أهداف يتم تخطيطها .فهي ال تختلف عن العمليات التدبيرية
ألاخرى ،فنشاط و عمل الجهات يتوقف وجوده و استمراره على الجانب املالي ،فبدون املوارد املالية ال يمكن
للجهات القيام بمهامها .
لهذه ألاسباب ،فإن نجاح الجهوية رهين بصياغة و إعداد و تنفيذ البرامج املالية ،التي تعتمد عليها مجالس
الجهات ،في بلورة تصوراتها ،من خالل التدبير الجيد مليزانياتها ،و هو ما يجعل التدبير املالي ضرورة ملحة لتحقيق
ألاهداف املسطرة سلفا لكل جهة على حدة ،و املبنية على التخطيط املحكم و الدقيق و املراقبة الهادفة .فإصالح
املشهد املالي الجهوي رهين بمراجعة القوانين التنظيمية للمالية العمومية ،و بمدى مواكبتها للمستجدات التي
تعرفها الساحة املالية الجهوية ،حيث يمكن القول بأن هناك عالقة جدلية بين املتطلبات املالية الجهوية و تعديل
القوانين التنظيمية للمالية العامة .فالتدبير املالي الجهوي يستلزم تطبيق مجموعة من املقتضيات و املرتكزات
641
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
املالية التي تم تكريسها كمبادئ و قواعد ملزمة للتدبير املالي الجهوي ،وذلك وفق مقتضيات الوثيقة الدستورية و
القانون التنظيمي للجهات رقم . 111.14
إن التدبير املالي الجهوي يستدعي عقلنة املوارد املالية ،و تجاوز كل الاختالالت الناتجة عن محدودية املوارد
املالية ،نظرا لالرتباط الوثيق لقرارات مجالس الجهات إلادارية و املالية بالدولة ،و الاختالالت املتمثلة في عجز
املجالس الجهوية املنتخبة عن تدبير نفقاتها نظرا ملحدودية تكوينها املعرفي .كما أن التدبير املالي الجهوي السليم
يقتض ي تنزيل قواعد الحكامة املالية من شفافية و احترام للقانون و ربط املسؤولية باملحاسبة ،كما يقتض ي
إعمال جميع آلاليات القانونية و القضائية املوكولة للمؤسسات الدستورية الرقابية التي تضطلع بدور عقلنة
تدبير ألاموال العمومية.
فإذا كانت مقاربة موضوع الجهوية ،تستدعي منا معرفة أهم املحطات التاريخية التي عرفها التنظيم الجهوي
باملغرب ،و مكانته في الخطاب السياس ي الرسمي للمؤسسة امللكية ،و الحكومة و ألاحزاب السياسية ،إضافة إلى
معرفة أهم املستجدات التي همت إلادارة الجهوية على مستوى تركيبتها و اختصاصاتها و صالحياتها و عالقتها
بالسلطات املركزية و الالمركزية ،و كذا حدود نظامها املالي ،إال أنه تبقى معرفة إكراهات تدبيرها املالي و سبل
تجاوزها أهم املواضيع التي يجب أن ينصب عليها موضوع البحث ،و هو ما يستدعي منا إبراز أهم هذه إلاكراهات و
سبل تجاوزها ،و ذلك بوضع موضوع التدبير املالي الجهوي تحت املجهر بغرض استخالص ثغراته و استشراف
سبل تجويده .
يستقطب موضوع التدبير املالي الجهوي اهتماما متزايدا بمختلف دول العالم ،خاصة تلك التي تبنت النظام
الجهوي ،و من ضمنها املغرب كإطار مالئم لتطوير البناء الجهوي و تحقيق التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و
املجالية ،فتحقيق رهان التنمية في كل أبعاده الجهوية يتطلب توفر إمكانات مالية حتى تستطيع الجهات أن
تضطلع بالدوار املوكول إليها فرغم أن إلاطار التشريعي النظري للجهوية يؤكد على أن الجهة تتوفر على استقالل
مالي ،إال أن واقع الحال يؤكد على أنها تعرف عدة إكراهات على صعيد تدبيرها املالي ،ما يحد من وظائفها
التنموية ،إذ يعتبر التمويل و الاستقاللية من بين أهم الوسائل التدخلية التي تتوفر عليها الجهات لتنفيذ و إنجاز
برامجها و مشاريعها التنموية .
641
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
فتحقيق رهان التنمية في كل أبعاده الجهوية يتطلب توفر حد أدنى من إلامكانيات املالية و مستوى معقول من
الاستقاللية حتى تستطيع الجهات أن تضطلع بالدوار املوكول إليها ،كما أن ضمان فعالية الجهات في سياستها
التدبيرية املالية ،يستدعي منها ابتكار آليات جديدة لتقوية مواردها الجهوية و تفعيل تلك املوارد ضمن مقاربة
تتضمن تحقيق نوع من النجاعة في إلانفاق ،و أن تكون قادرة على تلبية الحاجيات ألاساسية للسكان خاصة
ألاولوية منها
إن مقاربة موضوع التدبير املالي على املستوى الجهوي ،يستدعي منا دراسة مدى استقاللية القرار املالي ،ألامر
الذي يفرض علينا اعتماد مقاربة قانونية تحليلية و مقارنة تعتمد على التشريعات الدولية و الوطنية ،الش يء
الذي سيساعد على إبراز أهم إلاكراهات على مستوى التمويل الجهوي ،و كذا تبيان درجة استقاللية هذه الجهات
في اتخاذ قراراتها املالية بكل حرية و التي تؤثر ال محالة على قدرتها في جلب املوارد املالية و تدبيرها و هو ما يفرض
علينا ربط هاتين املتالزمتين في شكل منهجي وفق الشكل املتبع في هذا الباب
الفصل ألاول :التمويل الجهوي على ضوء التشريعات الوطنية و الدولية .
تعتبر الجهوية أحد مستويات التنظيم الترابي التي يراهن عليها املغرب بشكل كبير لتحقيق إلاصالح الترابي
الشامل ،و ذلك في إطار الوحدة الوطنية التي تقوم على مبادئ التعاون و التوازن و التضامن بين كل الجهات ،
لبلوغ التنمية الجهوية املندمجة و املستدامة 1و هي التنمية التي ال شك يسعى خيار الجهوية املتقدمة لتحقيقها ،و
التي تتطلب تمكين كل الجهات من إلامكانيات املالية ملمارسة اختصاصاتها و هو ما تؤسس له جل التشريعات
الدولية و الوطنية من خالل الضمانات الدستورية (املبحث ألاول) ،و القوانين التنظيمية و الجبائية ( املبحث
الثاني )
املبحث ألاول :التمويل الجهوي وفق الدساتير الغربية و الدستور املغربي لعام. 2011
يرجععع املصععدر ألاسععال ملسععألة التمويععل الجهععوي إلععى الخطععاب امللكععي ل 6نععونبر 8002الععذي كععان وا ععحا فععي هععذا
الشععأن ،حيععث جععاء فيععه و يظععل التضععامن الععوط ي جععر الزاويععة فععي الجهويععة املتقدمععة إذ أن تحويععل الاختصاصععات
2
و بالتععالي فدراسععة مسععألة التمويععل الجهععوي تسععتدعي منععا إلاحاطععة للجهععة يقتععرن بتععوفير مععوارد ماليععة عامععة و ذاتيععة
1
-المادة 341من دستور المملكة ،الصادر بتنفذه الظهير الشريف رقم 31331.3بتاريخ 72شعبان 3417الموافق ل 7.يوليو ، 7133ج.ر :عدد
4.94مكرر بتاريخ 72شعبان 3417الموافق ل 11يوليو .7133
2
-الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى 11للمسيرة الخضراء ،بتاريخ 19نونبر ،سنة . 7112
641
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
ب ععأهم التج ععارب املقارن ععة ف ععي ه ععذا املج ععال ( املطل ععب ألاول ) ،و تحلي ععل الض ععمانات الدس ععتورية عل ععى مس ععتوى التش ععريع
املغربي و التي تؤسس لهذا التمويل في بعده الجهوي ( املطلب الثاني )
يهدف الاعتماد على التجارب املقارنة ،إلى استكشاف الجوانب إلايجابية ملختلف التنظيمات الجهوية بهذه
الدول ،حيث توفر هذه التجارب ،خاصة في شقها املالي ،العديد من الخالصات التي يمكن استثمارها إللقاء
الضوء على بعض سبل التمويل املمكنة ،بالنسبة لطرح الجهوية املتقدمة باملغرب ،و سنتطرق في هذا الجانب لكل
من التجربة إلاسبانية و ألاملانية (الفقرة ألاولى) ،و التجربة الفرنسية ( الفقرة الثانية ) .
يختلف تدبير املوارد املالية املخصصة للجهات حسب ألاسلوب إلاداري املتبع بكل تنظيم جهوي لكل بلد ،و الذي
يحدد هذه املوارد و قواعد توزيعها ،و هو ما سنتطرق إليه من خالل تبيان أسس هذا التمويل في كل من
التجربتين إلاسبانية ( أوال ) و ألاملانية ( ثانيا ) .
أوال :التمويل الجهوي في دولة إسبانيا .
تختلف مصادر التمويل الجهوي بإسبانيا باختالف الجهات » حيث تعتبر معظمها جهات عادية يحكمها قانون
التمويل العضوي إلاقليمي ( ،) LOFCAصادقت عليه في عام ، 0820و تم تعديله عدة مرات ،ال سيما في عام
8008
تقوم إسبانيا املركزية في كل سنة مالية بتحويل عائدات الضرائب الوطنية بما يتناسب مع عدد سكان كل
مجتمع مستقل ،لكن هذا النظام من التمويل يتنازع عليه بشدة العديد من الجهات كما تتمتع ( ،) La Navarre
و ( ) le Pays Basباستقاللية مالية أكبر بكثير ،لن لديها نظام ضرائب خاص بها ،بما في ذلك الضريبة على
الدخل ،لكل من ألافراد و الشركات و يدفع هاتين الجهتين للدولة مبلغا يعادل توفير الخدمات العامة للدولة
داخل أراضيها كما أن جزر الكناري لديها بعض الخصائص ،خاصة فيما يتعلق بالضريبة على القيمة املضافة. « 3
3
- Marie-Madeleine MIALOT MULLER, Évolution de la régionalisation dans les États membres du Conseil de
l’Europe, Commission de la gouvernance, 29e SESSION, Strasbourg, 20-22 octobre 2015.
Résumé : Le rapport a pour objectif d’établir un tableau des grandes tendances de la régionalisation dans les Etats membres du Conseil
de l’Europe depuis 2007, qu’elle aille dans le sens d’un renforcement ou d’un affaiblissement. A cette fin, le rapport examine respectivement
les pays non régionalisés, les pays à régionalisation faible et les pays à régionalisation forte. Le rapport porte principalement sur les
développements survenus en matière d’organisation institutionnelle et administrative des régions, de leurs compétences et de leur autonomie
financière. Plusieurs études de cas présentent des développements récents particulièrement significatifs en matière de régionalisation.
641
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
أما بالنسبة للموارد املالية و الجبايات املحلية ،فقد » حدد الدستور إلاسباني الامدادات و املوارد الضريبية التي
تستفيد منها املجموعات املستقلة و املتمثلة في :
أ -ضرائب ذاتية :يمكن للجماعات املستقلة خلقها ،على أن يكون منصوص عليها في نظامها ألاساس ي ،و أن
تحترم املبادئ ألاساسية التي جاء بها القانون التنظيمي لسنة ، 0820و الذي يحدد املرتكزات التشريعية للنظام
املالي لهاته الجماعات .
ب -الضرائب إلاضافية :ال تتوفر فيها املجموعات املستقلة على حرية التصرف عكس الضرائب الذاتية .
ج -الضرائب املحولة من الدولة :يتم تحويل هذه الضرائب بشكل تلقائي بالنسبة للمجموعات ذات النظام
الخاص نافار ،و إقليم الباسك ،على العكس فتحويلها بالنسبة للمجموعات ألاخرى ذات النظام العادي يتم
بناء على نص صريح بذلك. «4
د » -القروض :في هذا املجال ال تتوفر املجموعات املستقلة على حرية كاملة ،حيث حدد القانون التنظيمي لعام
0820بعض القيود ،كتخصيصها لتمويل الاستثمارات الجديدة ،شريطة أال تتجاوز ألاقساط السنوية و الفوائد
% 82من املداخيل الجارية للمجموعة املقترضة ،إضافة إلى املراقبة التي يمارسها املجلس الوط ي للسياسة املالية،
على سياسة الاقتراض«. 5
فرغم التحديات التي واجهتها إسبانيا في مجال الالمركزية » ،إال أن السلطة املركزية ما زال لها حضور قوي ٬على
مستوى املمارسة الحصرية للمهام السيادية ٬إضافة إلى تحديد املعايير املنسجمة التي تسمح بممارسة الصالحيات
املنقولة ٬و مراقبة مالية مناطق الحكم الذاتي ،كما أن نظام الالمركزية مسلسل متواصل ٬و يخضع باستمرار
لتعديالت بصفة دورية ،فالالمركزية في إسبانيا تتحقق بدرجة عالية على مستوى النفقات الاجتماعية ٬فنسبة 80
في املائة من النفقات الاجتماعية للدولة نقلت صالحياتها إلى مناطق الحكم الذاتي ،حيث يمكن تحديد مؤشرات
متجانسة و نسب مقارنة من قيال الفوارق املوجودة بين مناطق الحكم الذاتي ٬و النتائج املحصل عليها على
مستوى ممارسة صالحياتها .و يتم تدارك الاختالالت عبر الحوار و البحث عن التوافقات ٬بهدف إعادة التوازن بين
مختلف مناطق الحكم الذاتي. «6
La résolution recommande aux autorités régionales de poursuivre les politiques de régionalisation, en gardant à l’esprit la nécessité d’une
solidarité territoriale, dans le cadre des états Etats nationaux. Il affirme également que les régions doivent disposer de ressources, qu’elles
peuvent employer librement, leur permettant la mise en œuvre efficace et effective de leurs compétences, dans le cadre d’une solidarité
nationale ou fédérale.
4
-المواد 157-158-159من الدستور االسباني لعام ، 1978مرجع سابق .
- -5المصطفى بلقزبور'' ،تجربة الجهوبة الموسعة بإسبانبا )المجموعات المستقلة( '' ،الجهوية الموسعة بالمغرب أي نموذج مغربي على ضوء التجارب
المقارنة ،مرجع سابق ،ص . 109-110
6
-المجلس االقتصادي و االجتماعي و البيئي '' ،تقرير حول متطلبات الجهوية و تحديات اندماج السياسات القطاعية '' ،سنة ، 2016ص .112
651
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
ثانيا :التمويل الجهوي بدولة أملانيا .
تعتمد أملانيا توزيع ماليتها العمومية بين مختلف املستويات الترابية (،الفيدرالية و الجهة أي الالندر و
الجماعات الترابية ) .فما يميز النظام ألاملاني الفيدرالي ،هو توفر كل من الاتحاد كمستوى مركزي ،و الالندر
كمستوى المركزي ،على درجة معينة من الاستقاللي املالي .فاملوارد املالية الجبائية ،تشكل املصدر ألاساس ي للتمويل
الجهوي ألاملاني ،إضافة إلى القروض و بعض إلامدادات .
» – 1املوارد الجبائية الخاصة :نظمها املشرع ألاملاني من خالل املادة 106من الدستور ألاملاني ،خاصة في
فقرته ألاولى ،حيث حدد من خاللها الئحة الضرائب التي تؤول ل الاتحاد و الالندر ،و هي كالتالي :
-الضرائب الحصرية على الاتحاد ،و تتمثل في :
رسوم الجمارك ؛
الضرائب على النقل البري للبضائع ؛
الضرائب على الاستهالك غير املدرجة ضمن الئحة الضرائب التي تعود منتوجاتها للواليات.
-الضرائب الحصرية على الالندر و تتمثل في :
تؤول هذه إلايرادات حسب الفقرة الثانية من املادة 106حصرا ل الالندر و املتمثلة في :
الضريبة على الثروة املالية ؛
الضريبة على السيارات ؛
الضريبة على الخمور ؛
الضريبة على القمار و امليسر. «7
باإلضافة إلى توفر الجهات ألاملانية الالندر » على موارد جبائية ذاتية ،فإنها تشترك مع الاتحاد في حصيلة
مجموعة من الضرائب ،ذلك أن أهم املوارد املالية يتم اقتسامها بالتساوي أحيانا بين الالندر و الاتحاد الفيدرالي
،و أحيانا أخرى بنسب مختلفة ،حيث أن إلايرادات الضريبية املشتركة تشكل قرابة 70%من مجموع إيرادات
كل الضرائب. «8
- 7عبد اإلله منظم ''،تجربة الجهوية الموسعة بألمانيا الفدرالية '' ،الجهوية الموسعة بالمغرب أي نموذج مغربي على ضوء التجارب المقارنة ،مرجع سابق
،ص . 142
8
-المجلس االقتصادي و االجتماعي و البيئي '' ،تقرير حول متطلبات الجهوية و تحديات اندماج السياسات القطاعية '' ،مرجع سابق ،ص .143
656
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
-الضريبة على الدخل و الضريبة على الشركات :يتم توزيع إيرادات هذه الضرائب » مناصفة بحكم الدستور
بنسبة 42 ,5 %لكل من الاتحاد و الالندر ،في حين ال تحصل الجماعات و املراكز و الدوائر سوى على 15%
املتبقية . «9
-الضريبة على القيمة املضافة :يتم تقسيم حصة هذا النوع من الضرائب» بين كل من الاتحاد و الواليات
بواسطة قانون فيدرالي ،و ذلك من أجل تمكين الواليات ذات الامكانيات الضريبية املحدودة ،و البنيات السكانية
الكبيرة التي تستوجب نفقات أكبر من مداخيل ضريبة أكثر دعما لحاجياتها .
إضافة إلى وسائل التمويل الجبائية املتأتية من الضرائب ،هناك وسائل تمويلية أخرى غير جبائية تتمثل في
القروض و إلامدادات.«10
القروض :تلجأ الواليات ألاملانية لهذا النوع من إلايرادات » قصد تمويل بعض املشروعات املرتبطة بالتنمية
املحلية و تحفيز الاستثمار و التجهيزات .هكذا ،وضع املشرع ألاملاني من خالل القانون ألاساس ي لالتحاد ألاملاني
هذه إلامكانية املالية كلما كانت الضرورة تستدعي ذلك .
إلامدادات :بالرجوع إلى املادة العاشرة املتعلقة بالشؤون املالية ،تتعرض املادة 104من القانون ألاساس ي
لالتحاد الفيدرالي ألاملاني ،و الخاصة بتوزيع تحمل النفقات بين الاتحاد و الواليات ،إلى أن الاتحاد يستطيع أن
يمنح الواليات مساعدات مالية لغرض استثمارات ذات أهمية خاصة للواليات و البلديات التي تلتزم لدرء خلل
التوازن الاقتصادي الشامل ،أو ملعادلة تباين القوة الاقتصادية في مناطق الاتحاد أو لتحفيز النمو الاقتصادي. «11
على غرار أساليب التمويل الجهوي املتبعة في كل من أملانيا و إسبانيا سوف نحاول إبراز أهم سبل هذا التمويل
في كل من التجربة الفرنسية ( أوال ) ،و التجربة إلايطالية ( ثانيا ).
أوال :التمويل الجهوي في دولة فرنسا .
تتمتع الجهات بفرنسا بمصادر للتمويل » تتمثل في كل من الضرائب و نظام التحويالت ،إضافة إلى عملية
الاقتراض. « 12
9
-عبد الجبار عراش '' ،النظام الفيدرالي األلماني بين الوحدة و التعددية '' ،منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمية ،عدد مزدوج 24 – 24
،مرجع سابق ،ص . 132
10
-عبد اإلله منظم ''،تجربة الجهوية الموسعة بألمانيا الفدرالية '' ،مرجع سابق ،ص .145- 146
11
-نفس المرجع ،ص .147
12
-محمد حيمود ''،تمويل الجهوية المتقدمة بالمغرب المرتكزات المالية و التدبيرية '' ،مرجع سابق ،ص . 138
651
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
فعرغم مصعادر التمويعل الجهويعة هاتعه ،إال » أن التمويعل الضعرييي فعي فرنسعا ،ععرف بععض التراجعع ،حيعث كانعت
تحتل فرنسا املرتبة ألاولى على الصعيد ألاوربي ،من حيث أهمية الضرائب ضمن املوارد املالية املحلية بنسعبة ، 54 %
لتتراجعع هعذه املكانعة بشعكل تعدريجي سعنة 2000ل ،36 %بالنسعبة للجهعات ،و لعم يقعف الوضعع عنعد هعذا الحعد ،بعل
هنعاك قعرار بإلغعاء الرسعم املنهعي ،و العذي تعم اعتمعاده معن خعالل القعانون املعالي لععام ، 2010و هعذا معا أثعار نقاشعا حعادا
بعالنظر لهميعة هعذا املعورد املعالي ،العذي يمثعل نصعف املعداخيل العامعة للجماععات الترابيعة ،و سعتكون الجهعة أكبعر
متضعرر معن هعذا إلالغعاء .كعذلك ألامعر بالنسعبة لنقعل الصعالحيات ،حيعث تعم سعنة 2015إلغعاء مقتضع ى الصعالحية
العامعة التعي كانعت مخولعة لكعل الجماععات الترابيعة ٬و تحديعد صعالحيات خاصعة بكعل فئعة معن الجماععات الترابيعة دون
رسعم حعدود فاصعلة بعين مجعال الاختصاصعات ٬إضعافة إلعى تشعتت الصعالحيات بعين الجماععات الترابيعة ،بعيعدا ععن أي
سياسعة وا عحة فعي مجعال إععداد التعراب و دون اعتبعار للمجعاالت ذات ألاولويعة بالنسعبة إلعى الجهعات .13فقعد بلغعت
الاعتمعادات املاليعة املخصصعة لنقعل الاختصاصعات معن املركعز إلعى الجهعات » ٬معا بعين 30و 40فعي املائعة معن معوارد
الجهعات .فعرغم تغيعر قيمعة عملعة ألاورو ،فالقيمعة املاليعة لهعذه التحعويالت ال تععرف أي مراجععة ٬بعل تعنخفض بسعبب
التضخم و بعض تدابير التقشف الحاصلة في امليزانية. « 14
ثانيا :التمويل الجهوي في دولة إيطاليا .
يعتبر الدستور إلايطالي املرتكز ألاسال لتمويل الجهات إلايطالية ،فبما أن إيطاليا » تأخذ بنظام الجهوية
السياسية ،فإن تمويل جهاتها يرجع مصدره بالسال إلى الدستور ،و تتمثل هذه املوارد في :
– 1موارد ذاتية :تتجلى في الضريبة على امتيازات الدولة و الامتيازات الجهوية ،إضافة إلى الضريبة على
السيارات و الضريبة على احتالل امللك العمومي « .إال أن ما يؤخذ على هذه املوارد ،أنها ال تتجاوز نسبة 1%من
املوارد املالية ،كما أن الجهة ال تتمتع بسلطة جبائية ،حيث أن تأسيس الضرائب و تحديد أسعارها يتطلب
مصادقة البرملان.15
– 2حصص الضرائب العامة :حسب قانون 1971فهي ستة أنواع كالتالي :
15% من الضريبة على مواد الزينة ؛
25% من الرسم على استغالل التبغ ؛
75% من الضريبة على املشروبات الروحية ؛
13
-المجلس االقتصادي و االجتماعي و البيئي '' ،تقرير حول متطلبات الجهوية وتحديات اندماج السياسات القطاعية '' ،مرجع سابق ،ص . 113
14
-هشام مليح ،تجربة الجهوية الموسعة في فرنسا ،الجهوية الموسعة بالمغرب ) أي نموذج مغربي في ضوء التجارب المقارنة( ،مرجع سابق ،
ص.98
- 15رشيد لبكر ''،إعداد التراب الوطني و رهان التنمية الجهوية '' ،منشورات عكاظ – الرباط ،سنة ،2003مرجع سابق ،ص .144
651
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
75% من الضريبة على املواد البترولية و الغاز ؛
75% من الرسم على الجعة ؛
75% من الرسم على السكر .
فبخصوص حصص الجهات من هذه املداخيل الجبائية ،فإن الدولة هي التي تقوم بتوزيعها على الجهات ،
انطالقا من صندوق خاص تموله هذه ألاخيرة بناء على مقتضيات القانون املالي الذي يحدد الضرائب التي تمول
هذا الصندوق. «16
فإلى جانب املوارد الذاتية التي تتوفر عليها الجهات إلايطالية عن طريق الضرائب و الرسوم ،فهي تتوفر على
مصادر أخرى للتمويل تتمثل في :
» – 3إلامدادات :تعتبر املصدر ألاساس ي للموارد التمويلية ،و التي غالبا ما تكون مخصصة لبعض النفقات ،
باالضافة الى املساعدات املالية التي يقدمها الاتحاد ألاوروبي بحسب حركية تدبير الشأن الجهوي و بحسب قوة
الجهة اقتصاديا .
-4القروض :نظرا للتفاوتات املوجودة بين الجهات بخصوص إلامكانيات املالية ،فقد قام املشرع بمجموعة من
إلاصالحات تخص الجانب التمويلي للجهة بايطاليا نذكر :
القانون رقم 1999 - 256الذي نص على مبدأ التعاون و التضامن الجهوي في شكل اتفاقيات تساهم في
إدماج املناطق النائية في الحركية الاقتصادية و الاجتماعية ؛
القانون رقم 1997 – 59الذي عمل على إحداث ضريبة جهوية على مداخيل ألاشخاص ،و ضريبة
خاصة على القطاع الخاص ؛
املرسوم التشريعي رقم 1997 - 446املنظم لكيفية تحصيل هذه املوارد و إعمالها في تدبير ميزانيات
الجهات إلايطالية ؛
املرسوم التشريعي رقم 2000 - 56املتعلق بإحداث فدرالية ضريبية و الذي كان له أثر كبير على مختلف
ألانظمة املالية الجهوية الخاصة و العادية. « 17
فرغم السلطات التشريعية و التنفيذية التي تتمتع بها الجهات إلايطالية ،إال أن » سلطتها الجبائية و املالية
تبقى جد محدودة ،مما يشكل انعكاسا على الاستقالل الحقيقي للجهات ،بحيث أن الدولة تراقب هذه الجهات
- 16عبد الحق المرجاني ''،الجهوية في بعض الدول المتقدمة ''،المجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمية ،مرجع سابق ،ص .85
17
-توفيق المنصوري '' ،النموذج اإليطالي للجهوية'' ،منشورات المجلة المغربية لألنظمة القانونية و السياسية ،مرجع سابق ،ص .149
654
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
من خالل هيمنتها على حوالي 85%من مصادر التمويل الجهوي ،و بالتالي فإن النظام املالي للجهة يعتبر هو الحلقة
الضعيفة في التجربة الجهوية إلايطالية .« 18مع العلم أن نظام التمويل الجهوي بهذه ألاخيرة يستند » أساسا إلى
حصة من ضرائب الوالية املنسوبة إلى الجهة. «19
املطلب الثاني :مرتكزات و حدود التمويل الجهوي وفق الدستور املغربي .
إن دور الجهة في تعزيز الالمركزية ،و إتمام البناء املؤسساتي ،يظهر بشكل وا ح من خالل هياكلها و وظائفها ،و
سبل العمل في التسيير اليومي للشؤون الجهوية ،خصوصا املهام املنوطة بالجهاز التداولي املجلس الجهوي .و كلها
اختصاصات تحتاج ملوارد مالية ،قادرة على الاستجابة للحاجيات الترابية و التنموية.
لقد أقرت التوصيات التي جاء بها تقرير اللجنة الاستشارية للجهوية على ضرورة تعزيز القدرات املالية للجهات
لتجاوز أزمة التدبير ،حيث أشارت استنتاجات اللجنة الاستشارية للجهوية » أن املوارد املالية للجهات ليست
مالئمة لهداف مشروع الجهوية ،سواء على مستوى الاختالالت املتعلقة بالتحصيل الجبائي أو الاقتراض و كذا
مساطر امليزانية كما أكدت اللجنة الاستشارية للجهوية في نفس التقرير على أن تحسين و تطوير قدرات الجهات
على الانخراط الفعلي في مشروع الجهوية املتقدمة ،يبقى رهينا بمختلف إلاصالحات و إلاجراءات التي سيتم
اتخاذها من أجل الرفع من مواردها املالية . «20لهذه الغاية جاء الدستور املغربي لعام ،8000بمجموعة من
النصوص و التي تشير إلى مختلف موارد التمويل الجهوي ( فقرة أولى ) ،كما و ضع حدودا لهذا التمويل من خالل
تنصيصه على مبدأي التدبير الحر و التفريع ( ،الفقرة ثانية )
نظرا لألعطاب التي عرفها مسار الجهوية ببالدنا على مستوى التفاوت الحاصل في املؤهالت و املوارد الجهوية،
كان ال بد من البحث عن مصادر تمويل جديدة تواكب املستجدات الجهوية الجديدة ،هكذا فقد حرص املشرع
املغربي من خالل الباب التاسع من دستور اململكة لعام 8000على دسترة العديد من مقتضيات التنظيم الالمركزي
و املتعلقة بالتمويل ،حيث نص في املادة 040من دستور 8000على أنه :تتوفر الجهات و الجماعات الترابية
ألاخرى على موارد مالية ذاتية ،و موارد مالية مرصودة من قبل الدولة ،على أن يكون كل اختصاص تنقله الدولة
18
-عبد الحق المرجاني ''،الجهوية في بعض الدول المتقدمة ''،المجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمية ،مرجع سابق ،ص .86
19
- Marie-Madeleine MIALOT MULLER, Évolution de la régionalisation dans les États membres du Conseil de l’Europe,
Commission de la gouvernance, 29e SESSION, Strasbourg, 20-22 octobre 2015.
20
-اللجنة االستشارية للجهوية ،تقرير حول الجهوية المتقدمة ،الكتاب الثاني ،الجوانب المؤسساتية ،سنة ، 7133ص .120
655
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
إلى الجهات و الجماعات الترابية ألاخرى مقترنا بتخويل املوارد املطابقة له .21و تجاوزا لزمة التمويل الجهوي ،نجد
املشرع يفصح عن منافذ جديدة للتمويل من خالل تبنيه ملبدأي التضامن و التعاون ،فقد أكد دستور 8000في
الفقرة ألاولى من املادة 048على أنه :يحدث لفترة معينة و لفائدة الجهات صندوق للتأهيل الاجتماعي ،يهدف إلى
سد العجز في مجاالت التنمية البشرية ،و البنيات التحتية ألاساسية و التجهيزات .
يهدف هذا التأهيل الاجتماعي » ،إلى إلاسراع بسد مظاهر العجز الكبرى في الجوانب املرتبطة مباشرة بالتنمية
البشرية ،و التي تتقاطع بشكل واسعع مع مجاالت اختصاص الجهات .فهو تأهيل كعاف لتجنب ضغط مالي ال
تتحمله موارد الدولة و لتمكين كل من البنيات الجهوية الجديدة من بناء قعدراتها الذاتية على الفعل و املواكبة
22
« .و بموجب مقتضيات الفقرة الثانية من املادة 048السالفة الذكر ،يؤكد املشرع أيضا اعتبارا لخصوصياتها
على ضرورة إحداث صندوق للتضامن بين الجهات ،بهدف التوزيع املتكافئ للموارد ،قصد التقليص من التفاوتات
23
للحعد معن التفاوتعات الناجمة عن تركيز الثروات و عن النمو غير املتكافئ ملجاالتها الترابية و ععن الفعوارق بينها
الجغرافيعة و الديمغرافية بينها ،تضخ فيه بداية 00%من املوارد الجديدة املرصودة من طرف الدولة لكل جهة ،
و توزع مداخيل هذا الصندوق بالنظر إلى حاجيعات الجهعات املحدودة إلامكانات. 24
لقد كرل املشرع مبدأي التضامن و التعاون على مستوى الدستور في املادة ،036و الذي تؤكد على أنه " يرتكز
التنظيم الجهوي و الترابي ،على مبادئ التدبير الحر ،و على التعاون و التضامن ،و يؤمن مشاركة السكان املعنيين في
25
تدبير شؤونهم ،و الرفع من مساهمتهم في التنمية البشرية املندمجة و املستدامة"
إضافة إلى التكريس الدستوري للمشرع ي على هذين املبدأين ،فقد عمل على وضع الوسائل و آلاليات الكفيلة
لتحقيقهما على أرض الواقع ،و التي من املفروض أن تدعم الدور التنموي للجهات ،و الحد من الاختالالت و
الفوارق فيما بينها ،و كضمانة قانونية على ذلك تحيل املادة 35من الدستور املغربي لعام 8000على ":تعمل
الدولة و املؤسسات العمومية و الجماعات الترابية ،على تعبئة كل الوسائل املتاحة ،لتيسير استفادة املواطنين و
املواطنات ،على قدم املساواة من الحق في :
العالج و العناية الصحية؛
الحماية الاجتماعية و التغطية الصحية ،و التضامن التعاضدي أو املنظم من طرف الدولة؛
21
-المادة 343من الدستور المغربي لعام .7133
22
-اللجنة االستشارية للجهوية ،تقرير حول الجهوية المتقدمة ،الكتاب األول ،التصور العام ،سنة ص . 7.
23
-المادة 347من الدستور المغربي لعام .7133
24
-اللجنة االستشارية للجهوية ،تقرير حول الجهوية المتقدمة ،الكتاب األول ،مرجع سابق ،ص .11
25
-المادة 319من الدستور المغربي لعام .7133
651
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
الحصول على تعليم عصري ميسر الولوج و ذي جودة ؛
التنشئة على التشبت بالهوية املغربية ،و التوابث الوطنية الراسخة ؛
السكن الالئق ؛
الشغل و الدعم من طرف السلطات املحلية في البحث عن منصب شغل ،أو في التشغيل الذاتي ؛
ولوج الوظائف العمومية حسب الاستحقاق ؛
الحصول على املاء والعيش الكريم في بيئة سليمة ؛
التنمية املستدامة. 26
إن ما ينبغي إلاشارة إليه من خالل املادة 32من الدستور ،هو أن على املشرع أن يعي ،أنه بقدر ما يضع
ضمانات و مرتكزات قانونية للتمويل الجهوي ،بقدر ما يتزايد جم إلانفاق على مستوى الجهات ،ما يتطلب
تضافر الجهود من قبل الحكومات و ألاحزاب السياسية و الجماعات الترابية ألاخرى و الهيئات الرقابية و املجتمع
املدني ،لتنمية املوارد املالية الجهوية تجاوزا لكل الاختالالت التدبيرية على املالي الجهوي سواء على مستوى تدبير
املوارد أو التكاليف و هو الش يء الذي نجد إلاشارة إليه في املادة 40من الدستور حيث تلزم على الجميع أن
يتحمل ،بصفة تضامنية ،و بشكل يتناسب مع الوسائل التي يتوفرون عليها ،التكاليف التي تتطلبها تنمية البالد ،
و كذا تلك الناتجة عن ألاعباء الناجمة عن آلافات و الكوارث الطبيعية التي تصيب البالد.27
تعزيزا لهذا املنطق ،الذي يعد أحد مرتكزات مشروع الجهوية املتقدمة ،نصت املادة 044من دستور 2011على
إمكانية تأسيس الجماعات الترابية ملجموعات فيما بينها ،و ذلك بهدف التعاضد في البرامج و الوسائل ،28و هي منفذ
آخر لتمويل املشاريع ذات ألاهداف املشتركة على املستوى الجهوي ،و بذلك ستصبح النصوص املتعلقة بخيار
الجهوية مؤطرة بقانون تنظيمي ،حسب مقتضيات املادة 046من دستور ، 8000و كلها مقتضيات تتعلق بالتمويل
الجهوي و طرق تدبيره كما يلي :
شروط تدبير الجهات لشؤونها بكيفية ديمقراطية ،و عدد أعضاء مجالسها ،والقواعد املتعلقة بأهلية
الترشيح ،و حاالت التنافي ،و منع الجمع بين الانتدابات ،و كذا النظام الانتخابي ،و ألاحكام املرتبطة
بتحسين التمثيلية النسائية داخل املجالس الجهوية ؛
26
-المادة 14من الدستور المغربي لعام .7133
27
-المادة 41من الدستور المغربي لعام .7133
28
-المادة 344من الدستور المغربي لعام .7133
651
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
شروط تنفيذ رؤساء املجالس الجهوية للمداوالت و املقررات طبقا ملقتضيات املادة 032من الدستور؛
الشروط املرتبطة بتقديم العرائض من طرف املواطنين و الجمعيات طبقا ملقتضيات املادة 038من
الدستور؛
الاختصاصات الذاتية و املشتركة بين الجهات و الدولة و الاختصاصات املنقولة إليها من هذه ألاخيرة طبقا
ملضامين املادة 040من الدستور ؛
النظام املالي للجهات ؛
املصادر التمويلية للجهات املنصوص عليها في املادة 040من الدستور؛
املوارد و الكيفيات التي يتم بها تسيير كل من صندوقي التأهيل الاجتماعي و التضامن بين الجهات طبقا
ملقتضيات املادة 048من الدستور ،وشروط و كيفيات تأسيس املجموعات الجهوية طبقا ملضامين املادة
044من الدستور؛
املقتضيات الهادفة لتشيع تنمية التعاون بين املجموعات الجهوية ،و كذا آلاليات الهادفة إلى ضمان
تكييف تطور التنظيم الترابي ؛
قواعد الحكامة املتعلقة بمبدأ التدبير الحر و حسن تطبيقه ،و مراقبة الصناديق و البرامج ،و تقييم
29
ألاعمال و إلاجراءات املحاسبية
خصص املشرع املغربي من خالل الوثيقة الدستورية لعام 8000بابا كامال للجماعات الترابية ،حيث عملت كل
مقتضياته التشريعية على هندسة إلاطار العام املتعلق بتدبير الجهات باعتبارها في صدارة باقي الجماعة الترابية
فتماشيا مع روح الوثيقة الدستورية ،و خاصة املقتضيات املتعلقة بالتمويل الجهوي و سبل تدبيره و التي تطرقنا
إليها في الفقرة السابقة ،نجد أنه ال يمكننا الحديث عن مسألة التمويل الجهوي دون التطرق إلى بعض املبادئ و
التي تعتبر في نظرنا أهم املرتكزات الدستورية التي تحدد مسارات تدبير املوارد املالية الجهوية ،سواء على مستوى
جلب املوارد املالية أو صرفها ،و هو ما سنتطرق إليه من خالل مبدأ التدبير الحر ( أوال ) ،و مبدأ التفريع ( ثانيا )،
نظرا ملا يؤسس له هذين املبدأين من حدود على مستوى التمويل و الاستقاللية
29
-المادة 349من الدستور المغربي لعام .7133
651
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
أوال :مبدأ التدبير الحر .
جعل املشرع املغربي التدبير الجهوي من خالل الوثيقة الدستورية لعام 8000يرتكز على مبدأ التدبير الحر ،و
الذي تمت إلاشارة إليه ،في مجموعة من مواد الدستور و التي تؤسس لهذا املبدأ ،سواء بشكل مباشر أو غير
مباشر ،كما هو الحال بالنسبة للمادة 036الذي أشرنا إليها سابقا ،و التي تؤكد على أن التنظيم الجهوي يرتكز
على مبادئ التدبير الحر
يفيد هذا املبدأ اصطالحا » الحرية في التدبير و إلادارة ،و من ثم فهو ال يع ي الحرية في الحكم ،بل يقتصر على
الحرية في تدبير أو إدارة الشؤون إلادارية دون السياسية . «30و تعود » أصول هذا املبدأ إلى الدساتير الفرنسية ،
حيث تمت إلاشارة إليه في بداية ألامر من خالل املادة 28من دستور ،0846ليتم بعد ذلك التأكيد عليه بموجب
املادتين 34و 88من دستور الجمهورية الخامسة لسنة . «310822و هو ما منح الجماعات املحلية بفرنسا مزيدا
من حرية التدبير والتصرف في شؤونها » ،فقد منح هذا املبدأ للجماعات حرية إدارة مجالها و تدبير مواردها املالية
و البشرية وفق الشروط املحددة في الدستور و القانون و قد كان الجتهادات القضاء الدستوري الفرنس ي أهمية
بارزة في وضع ألاسس ألاولية و النظرية للمبدأ ،و كذا تحديد مضمونه و توضيح مجاله و ضمان الالتزام بتطبيقه
و حمايته من تدخل املشرع . «32و بذلك تكون عالقة هذا املبدأ بالجهات ببالدنا ،تع ي ( حرية و استقاللية هذه
33
و هي قاعدة يقرها الجهات في تدبير شؤونها ) لتشمل هذه الحرية أو الاستقاللية عناصر مختلفة في التدبير
املشرع املغربي في الوثيقة الدستورية.
على هذا ألاسال ،يكون املشرع املغربي جعل من هذا املبدأ ،مبدأ عاما يشمل كل املجاالت إلادارية و السياسية و
الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و البيئية و املالية الخ ،و هو بذلك سار اتجاه نظيره الفرنس ي حيث ترك
للمجالس الجهوية حرية التصرف و التدبير وفق مقتضيات الدستور و القانون ،و حدد هذه املقتضيات بنص
تنظيمي ،حيث نص في املادة 046من الدستور على قانون تنظيمي يحدد مبادئ و قواعد و شروط تنظيم وتدبير
الجماعات الترابية ،بما في ذلك قواعد الحكامة املتعلقة بحسن تطبيق مبدأ التدبير الحر.34
في نفس السياق ،نجد املادة 040تتضمن مقتضيات ترتبط بإحدى تطبيقات هذا املبدأ ،حيث تنص املادة
املذكورة أعاله على أنه :تتوفر الجهات و الجماعات الترابية ألاخرى على موارد مالية ذاتية ،و موارد مالية مرصودة
من قبل الدولة ،و كل اختصاص تنقله الدولة إلى هذه الجماعات الترابية يكون مقترنا بتحويل املوارد املطابقة له
30
- Tarik Zair : «Le principe de libre administration des collectivités territoriales » REMALD n° 107 Novembre -
Décembre 2012 , p.14.
31
-Bernard stirn, les sources constitutionnelles de droit administratif 3 Edition L.G.D.J 1999,p. 1141
32
-أحمد بوسيدي "،التدبير الحر للجماعات الترابية" ،مجلة المنبر القانوني عدد مزدوج أبريل -أكتوبر -سنة ، 7137ص13.2
33
-الفقرة األخيرة من المادة 3من الدستور المغربي " : 7133التنظيم الترابي للمملكة تنظيم ال مركزي ،يقوم على الجهوية المتقدمة…''
34
-المادة 349من الدستور المغربي لعام .7133
651
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
إن مضامين املادة 040تحيل القارئ على استقاللية الجهات في تدبير مواردها املالية خاصة املوارد الذاتية ،و هو
الش يء الذي يتنافى مع مقتضيات القانون الجبائي للجماعات الترابية و القوانين املالية ،على مستوى بعض
الضرائب و الرسوم و ألاتاوى ،و التي سنتطرق إليها على مستوى التمويل الجبائي الجهوي فبالرجوع للمادة 032
من الدستور املغربي نجدها تنص على ما يلي " :يقوم رؤساء مجالس الجهات و رؤساء مجالس الجماعات الترابية
بتنفيذ مداوالت هذه املجالس و مقرراتها" كما حدد املشرع من خالل املادة 046شروط تفعيل مقتضيات املادة
032السالفة ،و الذي تمت ترجمته من خالل مضامين املادة 000من القانون التنظيمي للجهات رقم 000 04و
الذي جاء فيها ما يلي " :يقوم رئيس مجلس الجهة بتنفيذ مداوالت املجلس و مقرراته ،و يتخذ جميع التدابير
الالزمة لذلك… ، " …..و بالتالي ،فمنح املشرع السلطة التنفيذية لرؤساء الجهات من خالل مقتضيات املادة 000
السالفة الذكر يشكل أساسا قانونيا للتدبير الحر الذي يع ي في نفس الوقت سلطة التقرير و سلطة تطبيق
القرارات املالية الجهوية ،و بهذا تكون مقتضيات املادة 000من القانون التنظيمي تتماش ى مع مقتضيات املادة
032من الدستور و تحترم بذلك مبدأ الهرمية في التشريع و هو الش يء الذي أقره مجلس الدولة الفرنس ي في أحد
قراراته الشهيرة ،الذي أكد على أن مبدأ التدبير الحر يشكل أحد الحريات العامة التي ال يجب املسال بها مقرا
35
بذلك أن حرية التصرف و التدبير يجب أن تمارل وفق املقتضيات التشريعية
انطالقا من املقتضيات السابق ذكرها ،يمكننا اعتبار مبدأ التدبير الحر أساسا للتمويل الجهوي و بذلك يكون
املشرع املغربي » ،قد و ضع أسسا دستورية ملبدأ التدبير الحر ،كما حدد بعض تطبيقاته و مقوماته ،غير أن ذلك
ال يع ي ،تحديد مدى و نطاق هذا املبدأ إال في حدود ضيقة . « 36و هو ما سيؤسس له من خالل القانون التنظيمي
للجهات رقم 111.14
ثانيا :مبدأ التفريع .
جعل املشرع املغربي لول مرة من مبدأ التفريع قاعدة دستورية من خالل املادة 040من دستور ،8000و الذي
يعد مبدأ » من مبادئ القانون العام الدولي ،حيث استعمل لول مرة كمعيار لتوزيع الاختصاصات بين املجموعة
ألاوروبية ،و الدول ألاعضاء في معاهدة ماستريخت سنة ،0888و قد استعمل هذا املبدأ ،كذلك في العالقات
الدولية ،فيما يخص دور ألامم املتحدة في تطبيق مبدأ حق التدخل ،أو واجب التدخل ،ليع ي ضرورة توزيع
611
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
الاختصاصات و السلطات بين الدول ،و املنظمات الدولية ، « 37كما » تم التنصيص على هذا املبدأ في املادة 3
ب ،من معاهدة ماستريخت ،و التي تنص على املبادئ التالية:
37
-أحمد بوسيدي '' ،األسس الدستورية للجماعات الترابية '' ،مرجع سابق ،ص . 719
- 38إبراهيم أولتيت ''،بعض إشكاليات الجهوية المتقدمة في دستور ، '' 7133أشغال األيام المغاربية التاسعة للقانون المنظمة من طرف شبكة
الحقوقيين المغاربيين ،أيام 79 72أبريل -سنة ، 7112ص . 43
-اللجنة االستشارية للجهوية ،الكتاب األول ،التصور العام ،مرجع سابق ،ص . 71
39
616
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
ذاتية ،و اختصاصات مشتركة و أخرى منقولة إليها .40كما تشير مقتضيات الفقرة الثانية من نفس املادة ،على
توفر هاته الجهات على سلطة تنظيمية ملمارسة صالحياتها
نجد بموجب هذا املبدأ ،و حسب ما ورد في املادة 040من الدستور اعتراف املشرع الجهات ،باختصاصات
ذاتية ،و التي تدخل في نطاقها ،الاختصاصات املالية ،إال أن املشرع اكتفى باإلشارة لهذه الاختصاصات الذاتية
دون ذكر حدودها ،كما أنه لم يعطي توضيحا لكيفية توزيع هذه الاختصاصات بين الدولة و الجماعات الترابية ،و
ال بين الجماعات الترابية فيما بينها ،و هو ألامر عينه بالنسبة للجهات
يبدو أن املشرع املغربي جعل من مبدأ التفريع مبدأ فضفاضا على مستوى تطبيقاته من خالل مقتضيات
الوثيقة الدستورية ،و هو ما يتضح من خالل املادة 040السالفة الذكر ،و التي توحي مضامينها إلى الاختصاصات
و الصالحيات في شقها إلاداري و املالي و الاقتصادي الخ ،و هو ما أشرنا إليه سابقا
فعندما تشير الفقرة ألاولى من املادة 040إلى منح الجهات اختصاصات ذاتية ،فهذا يحيلنا بطبيعة الحال إلى
صالحية تدبير املوارد املالية ،و هو نفس الش يء بالنسبة للفقرة الثانية من نفس املادة ،و التي تشير إلى توفر هاته
بذلك يكون الجهات على الصالحيات في مجاالت اختصاصاتها ،ما يجعلها ذات صالحيات على املستوى املالي
املشرع املغربي قد خول للجهات هاته الاختصاصات بناء على مبدأ التفريغ بهدف التخفيف من سلطات الوصاية
املركزية على مستوى ألاعمال إلادارية و املالية ،و تيسير ممارستها من قبل املعنيين بها على املستوى الجهوي ،ما
يشكل دعما على مستوى إعداد و تخطيط و تنفيذ القرارات املالية للجهات
من خالل القراءة التحليلية لنصوص الوثيقة الدستورية ،و املرتبطة بمبدأ التدبير الحر و مبدأ التفريع ،البد
من إلاشارة لهم املالحظات في هذا الشأن ،و املتمثلة في أن املشرع كان واعيا بضرورة إدراج هذين املبدأين ضمن
مقتضيات الوثيقة الدستورية ،و ذلك ضمانا للتوازن بين املوارد و الاختصاصات ،و هو بذلك جعل من مبدأ
التدبير الحر هندسة دستورية تو ح حدود املوارد املالية ،في حين جعل من مبدأ التفريع إطارا تشريعيا لتحديد
الاختصاصات ،و ترك للقانون التنظيمي للجهات رقم 111.14مسألة تحديد مبادئ و قواعد و شروط تنظيم و
تدبير هاته الجهات الختصاصاتها و صالحياتها حسب مضامين املادة 046من الدستور ،و هو ما عمل على تكريسه
املرسوم رقم 2.17.618بمثابة ميثاق الالتمركز إلاداري الجديد لعام . 2018فرغم وعي املشرع بضرورة إدراج
مبدأ التدبير الحر و مبدأ التفريع ضمن مقتضيات الوثيقة الدستورية ،إال أن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا
إلاطار ،يتمثل في :ما هي حدود هذين املبدأين على مستوى التدبير املالي الجهوي في ظل غياب حد أدنى من
40
-المادة 341من الدستور المغربي لعام .7133
611
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
الاستقالل املالي؟ ،بمع ى ما مدى توفر الجهات على املوارد املالية الالزمة ملمارسة الاختصاصات (مبدأ التفريع) ،و ما
مدى توفرها على درجة من الاستقاللية في إنفاق مواردها املالية (مبدأ التدبير الحر) ،و هو ما سنتطرق إليه في
املطلب املوالي من خالل مقتضيات القانون التنظيمي للجهات رقم 111.14و القانون املنظم للجبايات املحلية رقم
48 06املعدل و املتمم بالقانون رقم 08 80
املبحث الثاني :التمويل الجهوي على ضوء القانون التنظيمي للجهات رقم 111.14و القانون املنظم
للجبايات املحلية رقم 60.74كما تم تتميمه و تغييره بالقانون رقم .70.77
استنادا إلى املقتضيات الدستورية لعام ،2011صدر القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ،111.14محددا
ملصادر املوارد املالية الجهوية في مجموعة من املواد كأسال قانوني للتمويل الجهوي ،و قد جاء القانون املنظم
للجبايات املحلية رقم 48 06كما تم تتميمه و تغييره بالقانون رقم 08 80لعام 2020ليفصل إجراءات التمويل
الذاتي الجهوي في شقه الجبائي فرغم املستجدات التي جاءت بها هذه الترسانة القانونية و املزايا التي تهدف إلى
عقلنة التدبير املالي الجهوي ،فإنها مع ذلك ال تخلو من بعض النواقص التي تحول دون تحقيق ألاهداف املالئمة
لتطلعات املعنيين بمسارات التدبير املالي الجهوي ،و هو ما سنتطرق إليه من خالل إبراز حدود و إكراهات التمويل
على املستوى الجهوي انطالقا من القانون التنظيمي رقم 000 04املتعلق بالجهات ( املطلب ألاول ) ،و القانون
املنظم للجبايات املحلية رقم 48 06كما تم تتميمه و تغييره بالقانون رقم ( 08 80املطلب الثاني )
املطلب ألاول :مستجدات التمويل الجهوي على ضوء القانون التنظيمي للجهات رقم . 111.16
أقرت اللجنة الاستشارية للجهوية في تقريرها املتعلق بالجهوية ،بأن » وضعية املوارد املالية املخصصة للجهات
ال تتالءم مع ألاهداف املتوخاة من مشروع الجهوية املتقدمة في ظل وجود عدة اختالالت ،تتعلق بالتحصيل و
إلامكانيات الجبائية و الاقتراض و املساطر املتعلقة بامليزانية ،و التي تشكل عائقا أمام تقديم الجهة لخدماتها
العمومية و تحقيق التنمية املنشودة .كما أكدت اللجنة على أن الانخراط الفعلي للجهات رهين بالتدابير و
إلاصالحات التي سيتم اتخادها للرفع من مواردها املالية ،«41لذلك جاء التنصيص على ذلك من خالل الوثيقة
الدستورية للمملكة في املادة ،141و التي تؤكد على توفر الجهات إلى جانب الجماعات الترابية ألاخرى ،على موارد
مالية مرصودة من قبل الدولة ،و ربطت كل اختصاص منقول بموارد مالية مطابقة له كما جاء القانون
41
-اللجنة االستشارية للجهوية ،الكتاب األول ،التصور العام ،مرجع سابق ،ص .24
611
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
التنظيمي رقم 000 04املتعلق بالجهات كتجسيد لهاته املقتضيات الدستورية ( الفقرة ألاولى ) ،و عمل املشرع
بتفصيلها و رسم حدودها من خالل عدة مراسيم تطبيقية ،و التي ال تخلوا من بعض املالحظات ،و التي سنتطرق
إليها في ( الفقرة الثانية ) .
الفقرة ألاولى :تمويل الجهوية املتقدمة من خالل القانون التنظيمي للجهات رقم . 114.11
يرتكز التمويل الجهوي على مجموعة من املوارد ،و التي جعل لها املشرع حدودا من خالل القانون التنظيمي
للجهات رقم ،114.11على غرار ما جاء في مضامين الوثيقة الدستورية لعام 2011حيث تشتمل موارد الجهة
حسب مضمون املادة 028من القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ،114.11على حصص ضرائب الدولة
املخصصة للجهة بمقتض ى قوانين املالية ،خاصة فيما يتعلق بالضريبة على الشركات و بالضريبة على الدخل ،و
الرسم على عقود التأمين ،إضافة إلى املخصصات املالية من امليزانية العامة للدولة طبقا لحكام املادة 022من
نفس القانون ،42و التي تؤكد طبقا لحكام الفقرة ألاولى من املادة 040من الدستور ،أنه ترصد الدولة للجهات ،
بموجب قوانين املالية ،بصفة تدريجية ،نسبا محددة في % 2من حصيلة الضريبة على الشركات ،و % 2من
حصيلة الضريبة على الدخل ،و 80%من حصيلة الرسم على عقود التأمين ،تضاف إليها اعتمادات مالية من
امليزانية العامة للدولة في أفق بلوغ سقف 00ماليير درهم سنة 438080و تفعيال لحكام هذا القانون التنظيمي
أدرج املشرع خالل قوانين املالية لسنوات 2019 2016 -2018 – 2017حصص الضرائب املخصصة لفائدة هاته
الجهات و قد أضاف املشرع من خالل املادة 189من القانون التنظيمي إلى جانب حصص ضرائب الدولة
املخصصة للجهة بمقتض ى قوانين املالية و املخصصات املالية من امليزانية العامة للدولة املشار إليها في املادة 022
أعاله و السالفة الذكر ،مصادر مالية أخرى تم حصرها في الفصل الثاني من القسم الخامس من القانون املتعلق
بالجهات رقم ، 111.14تحت عنوان " النظام املالي للجهة و مصدر مواردها املالية " ،و التي حددها في ما يلي:
حصيلة الضرائب و الرسوم املأذون للجهة في تحصيلها طبقا للتشريع الجاري به العمل؛
حصيلة ألاتاوى املحدثة طبقا للتشريع الجاري به العمل؛
حصيلة ألاجور عن الخدمات املقدمة ،طبقا ملقتضيات املادة 82من هذا القانون التنظيمي؛
حصيلة الغرامات طبقا للتشريع الجاري به العمل؛
42
-المادة 189من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم . 111.14
43
-المادة 188من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم . 111.14
614
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
حصيلة الاستغالالت و ألاتاوى و حصص ألارباح ،و كذلك املوارد و حصيلة املساهمات املالية املتأتية
من املؤسسات و املقاوالت التابعة للجهة أو املساهمة فيها؛
إلامدادات املمنوحة من قبل الدولة أو ألاشخاص الاعتبارية الخاضعة للقانون العام؛
حصيلة الاقتراضات املرخص بها ؛
دخول ألامالك و املساهمات ؛
حصيلة بيع املنقوالت و العقارات ؛
أموال املساعدات و الهبات و الوصايا؛
44
مداخيل مختلفة و املوارد ألاخرى املقررة في القوانين وألانظمة الجاري بها العمل
كما منح املشرع للجهات حق الاستفادة من تسبيقات مالية تقدمها الدولة في شكل تسهيالت مالية إلى حين
استخالص املداخيل الواجبة التحصيل برسم املوارد الضريبية و حصتها من ضرائب الدولة 45و التي تمنح لتسديد
النفقات إلاجبارية املتعلقة بالتسيير .حيث يكون منح هذه التسبيقات املالية بطلب معلل لرئيس مجلس الجهة
يوجهه إلى السلطة الحكومية املكلفة باملالية عن طريق السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية بعد موافقة وزير هذه
ألاخيرة ،مشفوعا ببيان عن وضعية استخالص املداخيل الضريبية و حصة الجهة من ضرائب الدولة .و يتم تسديد
التسبيقات املالية التي استفادت منها الجهة داخل نفس السنة املالية موضوع الاستفادة ،كما يحدد سعر فائدة هذه
التسبيقات و شروط منحها ومدة ومسطرة تسديدها بقرار مشترك لوزير الداخلية و الوزير املكلف املالية.46
في سياق التنوع و الرفع من املوارد املالية الجهوية و حسن تدبيرها ،جاء القانون التنظيمي رقم 111.14املتعلق
بالجهات بمصادر تمويلية أخرى على املستوى الجهوي ،و التي بدورها ستساهم في الرفع من القدرات التمويلية
للجهات أو على ألاقل تكون بمثابة آليات تدبيرية للمال العام الجهوي ،كصندوق التأهيل الاجتماعي ،و صندوق
التضامن بين الجهات ،و وكالة تنفيذ املشاريع ،تحت مراقبة املجلس الجهوي ،و مجموعة الجهات ،و غيرها من
إلاجراءات ،التي ستساهم في إخراج الجهات من ألازمة التمويلية التي تعاني منها.
44
-المادة ،189القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم . 111.14
45
-المادة 191من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم . 111.14
46
-مرسوم رقم 2.17.279صادر في 14من رمضان 9 ( 1438يونيو ) 2017بتحديد كيفيات منح التسبيقات المالية من طرف الدولة لفائدة
الجهة وتسديدها .
615
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
أوال :صندوق التأهيل الاجتماعي للجهات .
نضرا لضرورة سد العجز الحاصل فعي مجعاالت التنميعة البشعرية ،و التجهيعزات و البنيعات التحتيعة ألاساسعية ،نعص
القععانون التنظيمععي املتعلععق بالجهععات رقععم 111.14علععى إحععداث صععندوق التأهيععل الاجتمععاعي للجهععات ،فععي حععين تععرك
لقوانين املالية مهمة تحديد مدة العمل بهذا الصندوق و موارده و نفقاتعه و كيفيعات تسعييره ،طبقعا ملقتضعيات املعادة
142من الدستور 47كمعا جعلعت مقتضعيات هعذا القعانون معن رئعيس الحكومعة آمعرا بقعبض معداخيل و صعرف نفقعات
هععذا الصععندوق ،إضععافة إلععى منحععه صععالحية تعيععين والة الجهععات ك عآمرين مسععاعدين بقععبض م عداخيل الصععندوق ،و
ص ععرف نفقات ععه وف ععق إلاج عراءات املق ععررة ف ععي النص ععوص التنظيمي ععة املتعلق ععة باملحاس ععبة العام ععة 48كم ععا جع ععل الق ععانون
التنظيم ععي املتعل ععق بالجه ععات رق ععم 111.14مع ععايير الاس ععتفادة م ععن ص ععندوق التأهي ععل الاجتم ععاعي و البع عرامج الس ععنوية و
القطاعية في مجال التأهيل الاجتماعي و كيفيات تتبع و تقييم البرامج و افتحاصها و تحيينهعا مرحليعا تحعدد بمرسعوم
يتخع ععذ بع ععاقتراح مع ععن السع ععلطة الحكوميع ععة املكلفع ععة بالداخليع ععة والسع ععلطة الحكوميع ععة املكلفع ععة باملاليع ععة 49و التع ععي حع ععددها
املرسوم في املادة ألاولى كما يلي:
الناتج الداخلي الخام الفردي ؛
عدد الساكنة بالعالم القروي ؛
جم استثمارات الدولة واملؤسسات العمومية املنجزة بالجهة ؛
نسبة الهشاشة بالجهة ؛
طبيعة املشاريع املرد تمويلها.50
كما تحدد كيفيات تطبيق نسب املعايير املحددة في املادة ألاولى أعاله ،و إنجاز التشخيص املشار إليه في املادة ، 3و
إعداد البرامج املشار إليها في املادة 2من نفس املرسوم ،و تقييمها و تتبعها بمقتض ى قرار لوزير الداخلية.51
ثانيا :إحداث صندوق عمومي للتضامن بين الجهات .
يحدث صندوق للتضامن بين الجهات بهدف التوزيع املتكافئ للموارد و التقليص من التفاوتات الحاصلة بين
الجهات ،وذلك بموجب املادة 048من الدستور ،و الذي تحدد قوانين املالية موارده و نفقاته و كيفيات
47
-المادة 229من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم . 111.14
48
-المادة 230من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم . 111.14
49
-المادة 231من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم . 111.14
50
-المادة ، 1مرسوم رقم 2.17.598صادر في فاتح ربيع األول 20 ( 1439نوفمبر ) 2017بتطبيق أحكام المادة 231من القانون التنظيمي
رقم 111.14المتعلق بالجهات فيما يخص صندوق التأهيل االجتماعي .
51
-المادة ،5نفس المرجع .
611
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
تسييره ،52و يعتبر وزير الداخلية طبقا ملقتضيات القانون التنظيمي للجهات آمرا بقبض مداخيل و صرف نفقات
هذا الصندوق ،53و تحديدا ملعايير توزيع مداخيل هذا الصندوق على الجهات املعنية سن املشرع مرسوما لذلك
يتخذ باقتراح من السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية بعد استشارة رؤساء مجالس الجهات ،54و الذي جعل
توزيع هذه املوارد املالية بموجب املادة ألاولى من املرسوم توزع وفق املعايير التالية:
مؤشر التنمية البشرية ؛
الناتج الداخلي الخام الفردي ؛
عدد العاطلين ؛
عدد الساكنة القروية ؛
عدد الساكنة في الهوامش الحضرية ؛
طبيعة املشاريع املمولة حسب أولويات السياسات العمومية .
و قد جعل املشرع النسب املئوية ملعايير التوزيع املنصوص عليها في املادة ألاولى املذكورة أعاله تحدد بمقتض ى قرار
لوزير الداخلية بعد استشارة رؤساء مجالس الجهات ،و ذلك بموجب مقتضيات املادة الثانية من نفس املرسوم.55
فمن إلايجابيات التي جاء بها القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم 111.14في إطار التمويل الجهوي ،هو تخويل
الجهات إمكانية الحصول على تمويالت أخرى ،و ذلك عن طريق إبرام اتفاقيات التعاون و الشراكة ،56و كذا عن
طريق الاتفاقيات املبرمة مع فاعلين من خارج اململكة في إطار التعاون الدولي . 57و في نفس السياق ،منح القانون
التنظيمي رقم 000 04للجهات ،آلية تمويلية أخرى تتمثل في عمليات الاقتراض حيث منح املشرع ملجلس الجهة
حق التداول في الاقتراضات و الضمانات الواجب منحها ،58و إبرام و تنفيذ العقود املتعلقة بالقروض ،59و التي
52
-المادة 234من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم . 111.14
53
-المادة 235من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم . 111.14
54
-المادة 236من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم . 111.14
55
-مرسوم رقم 2.17.667صادر في فاتح ربيع األول 20( 1439نوفمبر ) 2017بتحديد معايير توزيع مداخيل صندوق التضامن بين الجهات.
56
-القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم : 111.14
المادة '' : 93يمكن للجهة ،بمبادرة منها ،و اعتمادا على مواردها الذاتية ،أن تتولى تمويل أو تشارك في تمويل إنجاز مرفق أو تجهيز أو تقديم خدمة
عمومية ال تدخل ضمن اختصاصاتها الذاتية بشكل تعاقدي مع الدولة إذا تبين أن هذا التمويل يساهم في بلوغ أهدافها''.
المادة '': 162يمكن للجهات في إطار االختصاصات المخولة لها أن تبرم فيما بينها أو مع جماعات ترابية أخرى أو مع اإلدارات العمومية أو
المؤسسات العمومية أو الهيئات غير الحكومية األجنبية أو الهيئات العمومية األخرى أو الجمعيات المعترف لها بصفة المنفعة العامة اتفاقيات للتعاون أو
الشراكة من أجل إنجاز مشروع أو نشاط ذي فائدة مشتركة ال يقتضي اللجوء إلى إحداث شخص اعتباري خاضع للقانون العام أو الخاص''.
57
-المادة : 82يمكن للجهة إبرام اتفاقيات مع فاعلين من خارج المملكة في إطار التعاون الدولي و كذا الحصول على تمويالت في نفس اإلطار بعد
موافقة السلطات العمومية طبقا للقوانين واألنظمة الجاري بها العمل.
58
-المادة 98من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .111.14
59
-المادة 101من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .111.14
611
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
جعلها تخضع لقواعد تحدد بنص تنظيمي ،60حيث تخصص هذه القروض ،بصفة حصرية ،لتمويل نفقات
61
التجهيز ،كما يمكن أن تخصص لتمويل مساهمات الجهة في مشاريع تكون موضوع عقود تعاون أو شراكة
الفقرة الثانية :مالحظات حول املستجدات املالية للقانون التنظيمي رقم 111.14للجهات .
من خالل قراءتنا ملقتضيات املادة 022من القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ، 111.14خاصة الشق
املتعلق بالتدرج في رفع نسب الضرائب املخصصة للجهات تتبين لنا الالتزام بمقتضيات هذه املادة ،الش يء الذي
يظهر لنا جليا من خالل املقارنة ما بين نسبة الضرائب املخصصة للجهات برسم سنتي 2016و ، 8008و ألاخرى
املخصصة برسم سنتي 8002و ، 2019كذلك ألامر بالنسبة للضريبة على عقود التأمين و التي تم الرفع منها إلى
%20بدل 13 %التي كانت سابقا ،و هو ما يتضح من خالل الجدول التالي :
الجدول رقم3 :
توزيع الحصص الضريبية املرصودة للجهات حسب نوع الضرائب برسم سنوات 2016-2017/2018-2019
النسب املئوية النسب املئوية النسب املئوية النسب املئوية الضرائب
65 64 63 62
2019 7712 7710 2016
5% 6% 3% 2% الضريبة
على الدخل
5% 6% 3% الضريبة على الشركات 2%
77%على الشكل التالي: 77%على الشكل التالي: 77 %على الشكل التالي 77 % :على الشكل التالي: الضريبة
12 % -الصندوق 12 % -الصندوق 12 % -الصندوق الخاص 12 % -الصندوق على عقود
الخاص لحصيلة الخاص لحصيلة لحصيلة حصص الخاص لحصيلة حصص التأمين
حصص الضرائب حصص الضرائب -الضرائب الضرائب املرصودة
املرصودة للجهات. املرصودة للجهات. املرصودة للجهات. للجهات.
2% -لصندوق 7 % -لصندوق 2% -لصندوق التضامن 2% -لصندوق
التضامن بين الجهات. التضامن بين الجهات. التضامن بين الجهات. بين الجهات.
إنجاز شخص ي بناء على معطيات قوانين املالية لسنوات .2016-2017/2018-2019
611
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
تعد ألارقام املشار إليها سابقا مؤشرا و التزاما آخر باملقتضيات الدستورية ،و التي تنص عليها الفقرة ألاولى من املادة
040من الدستور ،الش يء الذي سيساعد هذه الجهات من رفع إمكانياتها املالية ،و بالتالي يكون املشرع قد التزم
بتوصيات اللجنة الاستشارية للجهوية ،و التي أوصت في توصياتها على ضرورة تعزيز إلامكانيات املالية في أقرب
آلاجال على ألاقل على مستوى الضريبة على الدخل و الضريبة على الشركات ،و إن كانت اللجنة أوصت من الرفع
من حصة الرسم املفروض على عقود التأمين ليصل إلى 25 %بدل 20 %املعمول بها حاليا و التي جعلها املشرع
كسقف لهذا الرسم
إن ما يعاب في هذا الجانب ،هو الكيفية التي يتم بها توزيع حصص الضرائب املرصدة للجهات و التي تظهر عدة
تفاوتات على صعيد مختلف الجهات و التي يبينها الجدول أدناه:
الجدول رقم4 :
توزيع حصيلة الضريبة املرصودة للجهات برسم سنة 7712بماليين الدراهم. 66
حصة الضريبة الجهة
171 الدار البيضاء -سطات
014.1 مراكش – اسفي
412.1 الرباط -سال – القنيطرة
417.1 فاس -مكناس
474.6 طنجة – تطوان – الحسيمة
601 الجهة الشرقية
607.2 سوس ماسة
670.3 بني مالل – خنيفرة
611.0 درعة – تافياللت
644.1 العيون – الساقية الحمراء
636.0 الداخلة -وادي الذهب
343.1 كلميم – وادنون
املصدر :إنجاز شخص ي بناءا على معطيات قانون املالية .7712
66
-ظهير شريف رقم 1.17.110صادر في 6ربيع اآلخر 25 ( 1439ديسمبر ) 2017بتنفيذ قانون المالية رقم 68.17للسنة المالية ، 2018مرجع
سابق.
611
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
من جهة أخرى ،فاعتماد املشرع للتدرج فيما يخص رصد حصة الجهات من حصيلة ضرائب الدولة و
املخصصات املالية من امليزانية العامة ،ال يتماش ى و مقتضيات املادة 197من القانون التنظيمي رقم 000 04
للجهات ،و التي تؤكد على أن إعداد امليزانية يتم على أسال برمجة تمتد على ثالث سنوات ملجموع موارد و
تكاليف الجهة طبقا لبرنامج التنمية الجهوية ،و تحين هذه البرمجة كل سنة ملالءمتها مع تطور املوارد و التكاليف
إن عدم معرفة الجهات للموارد املرصودة لها عن كل سنة مالية بشكل مسبق يشكل عائقا أمام برمجتها
ملواردها و نفقاتها ،مع العلم أن برمجة امليزانية املتعددة السنوات تستوجب تشخيصا و معرفة بحاجيات و
أولويات الجهات ،مع ألاخذ بعين الاعتبار إلامكانيات املالية املتاحة ،ناهيك عن منح املشرع صالحية إعداد مشروع
البرمجة املمتدة على ثالث سنوات الخاصة بميزانية الجهة لرئيس الجهة بناء على توقعات مجموع موارد وتكاليف
الجهة طبقا لبرنامج التنمية الجهوية و الذي يكون مشروع هذه البرمجة مقرونا بأهداف و مؤشرات النجاعة .67و هو
ما يتعارض مع واقع املؤهالت العلمية لرؤساء الجهات و التي تتطلبها عملية برمجة و تخطيط امليزانية .علما أن
نموذج بيان البرمجة املمتدة على ثالث سنوات الخاصة بميزانية الجهة يحدد بقرار للسلطة الحكومية املكلفة
بالداخلية .68و هو ما يشكل نوعا من التدخل في القرارات املالية الجهوية .
في نفس السياق ،نجد إشكالية التدرج هذه تطال الاختصاصات الجهوية هي ألاخرى ،حيث تم ربط نقل
الاختصاص الذاتي بحدود املوارد املتاحة ،كما تم ربط ذلك بالتخطيط و البرمجة ،إضافة إلى إلانجاز و التدبير و
الصيانة كما تتم ممارسة الاختصاصات املشتركة طبقا ملبدأي التدرج و التمايز ،كما تشمل الاختصاصات
املنقولة الاختصاصات التي تنقل من الدولة إلى الجهة بما يسمح بتوسيع الاختصاصات الذاتية بشكل تدريجي.69
من زاوية أخرى ،إذا كان املشرع قد منح للجهات إمكانية القيام بعمليات الاقتراضات ،حيث تضمن في القانون
التنظيمي للجهات رقم 111.14مقاربة جديدة للتمويل ،و التي جعلها تخضع لقواعد تحدد بنص تنظيمي حسب
منطوق املادة ،190فإنه قيد حرية اللجوء إلى هذه الاقتراضات ،حيث جعل هذه إلامكانية رهينة بموافقة
السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية ،ذلك أن مقررات املجلس املتعلقة باقتراضات الجهة ال تكون قابلة للتنفيذ
71
إال بعد تأشير السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية عليها ،70داخل أجل عشرين 80يوما من تاريخ التوصل بها
67
-المادة األولى ،مر سوم رقم 2.16.305صادر في 23من رمضان 29( 1437يونيو ) 2016بتحديد مسطرة و آجال إعداد البرمجة الممتدة على
ثالث سنوات الخاصة بميزانية الجهة ،مرجع سابق .
68
-المادة الرابعة ،نفس المرجع .
69
-المادة 80من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .111.14
70
-المادة 115من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .111.14
71
-المادة 202من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .111.14
611
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
نفس التحكم تؤكده مقتضيات املادة الخامسة من املرسوم املتعلق بتحديد القواعد التي تخضع لها عمليات
الاقتراضات التي تقوم بها الجهة ،حيث يتم الترخيص باالقتراضات لدى مؤسسات الائتمان الوطنية أو ألاجنبية أو
الدولية ،و ذلك بموجب قرار مشترك للسلطة الحكومية املكلفة بالداخلية ،و السلطة الحكومية املكلفة باملالية،
72
إال أن اشتراط املشرع أن يكون عرض مشروع ميزانية الجهة على لجنة بعد موافقة مؤسسة الائتمان املعنية
امليزانية و الشؤون املالية و البرمجة لدراسته ،مرفقا ضمن الوثائق الضرورية ببيان خاص عن ألاقساط السنوية
املتعلقة بتسديد القروض برسم كل سنة مالية ، 73يعد مسألة إيجابية لتقديم ميزانية جهوية صادقة ملجموع
املوارد و التكاليف ،و هو ما يعكس اعتماد مبدأ صدقية امليزانية ،حيث تقدم ميزانية الجهة بشكل صادق
مجموع مواردها و تكاليفها و يتم تقييم صدقية هذه املوارد و التكاليف بناء على املعطيات املتوفرة أثناء إعدادها
74
و التوقعات التي يمكن أن تنتج عنها
لتمكين الجهات من تحديد دقيق للحاجيات و ألاولويات و منحها حرية أكبر التخاذ القرارات املالية لتحقيق
أهدافها ،كرل املشرع املغربي من خالل مقتضيات القانون التنظيمي للجهات رقم ، 111.14التدبير املالي حسب
ألاهداف ،75و النتائج ،حيث تقدم نفقات ميزانية الجهة داخل ألابواب في فصول منقسمة إلى برامج و مشاريع أو
عمليات ،76تقرن بها أهداف محددة وفق غايات ذات منفعة عامة ،و كذا مؤشرات مرقمة لقيال النتائج
77
املتوخاة ،و التي تخضع للتقييم للتحقق من فعاليتها و نجاعتها و جودة إنجازاتها
إن أولويات التدبير املالي للجهات ،تستدعي التحديد الدقيق للحاجيات و ألاولويات الجهوية ملختلف الفئات و
معرفة أثر إلانفاق املالي على فئات املجتمع ككل ،و هو ما تؤكده مضامين املادة 171من القانون التنظيمي املتعلق
بالجهات رقم ،111.14حيث يؤخذ بعين الاعتبار معيار النوع في تحديد أهداف و مؤشرات البرامج ،ما سيخفف
من الفوارق الاجتماعية و أثارها السياسية ،و يأتي إدماج النوع الاجتماعي في مراحل إعداد و تنفيذ امليزانية تتويجا
ملجموعة من الانجازات و إلاصالحات التي يشهدها املغرب بهدف إرساء مبادئ املساواة و العدالة ،78و هو ما يجب
العمل و الالتزام به في تدبير الشأن العام الجهوي
72
-مر سوم رقم 2.17.294صادر في 14من رمضان 9 ( 1438يونيو ) 2017بتحديد القواعد التي تخضع لها عمليات االقترا ضات التي تقوم بها
الجهة ،مرجع سابق 1
73
-مرسوم رقم 2.16.314صادر في 23من رمضان 29( 1437يونيو ) 2016بتحديد قائمة الوثائق الواجب إرفاقها بميزانية الجهة المعروضة على
لجنة الميزانية والشؤون المالية والبرمجة ،مرجع سابق 1
74
-المادة 165من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .111.14
75
-المادة 245من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .111.14
76
-المادة 170من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .111.14
77
-المادة 171من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .111.14
78
-وزارة المالية و الخوصصة ''،تقرير النوع االجتماعي '' ،المرفق بقانون المالية لعام ، 2016ص .131
616
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
املطلب الثاني :ثغرات التمويل الجبائي الجهوي .
يتطلب تشخيص واقع التمويل الجبائي الجهوي معرفة مصادر هذا التمويل ( الفقرة ألاولى ) ،و تحديد عوائقه
( الفقرة الثانية ) انطالقا من املستجدات التي جاء بها القانون رقم 48 06املتعلق بجبايات الجماعات املحلية كما
تم تتميمه و تغييره بالقانون رقم 08 80و هو ما سنتطرق إليه في هذا الشق من البحث .
الفقرة ألاولى :حدود سلطة الجهة في اتخاذ القرار الجبائي على ضوء القانون املنظم للجبايات املحلية رقم
47.06كما تم تتميمه و تغييره بالقانون رقم .70.77
يشكل القانون رقم 08 80بتغيير وتتميم القانون رقم 48 06املتعلق بجبايات الجماعات املحلية و الذي تم
نشره بالجريدة الرسمية عدد 6842بتاريخ 30دجنبر 8080رغبة إلصالح النظام الجبائي املحلي في انتظار صدور
القانون إلاطار املتعلق بالجبايات و يرتكز هذا القانون على محورين أساسيين يتعلق ألاول بقواعد الوعاء و
التحصيل و الجزاءات ،و الثاني بمساطر املراقبة و املنازعات الجبائية ،و يتضمن 6مواد أتت لتعديل و تغيير 28
مادة و نسخ و تعويض 00مادة من القانون الجبائي رقم 48 06الصادرة بتاريخ 30نوفمبر .8008
باستقراء مضامين الباب السادل عشر من القانون املنظم للجبايات املحلية رقم 48 06كما تم تتميمه و
تغييره بالقانون رقم ، 07.20نجد أن املشرع بتحديده أسعار و تعريفات الرسوم املستحقة لفائدة الجهات قد
سهل نظريا ملجالس الجهات سلطة التدخل و اتخاذ القرار الجبائي .
لقد حدد املشرع في املادة الرابعة من نفس القانون الرسوم املستحقة لفائدة الجهات و التي قام بحصرها في
ثالث رسوم على الشكل التالي:
الرسم على رخص الصيد البري ؛
الرسم على استغالل املناجم ؛
الرسم على الخدمات املقدمة للموانئ .
موازاة مع ذلك قام املشرع بتحديد أسعار هذه الرسوم وفق شروط حددها على الشكل التالي :
611
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
بالنسبة للرسم املفروض على رخص الصيد البري فقد حدد املشرع سعره في مبلغ 600درهم عن كل سنة ،79كما
80
أسند عملية استخالص هذا الرسم للقباض التابعين للخزينة العامة للمملكة
أم ا بالنسبة لتحديد سعر الرسم على استغالل املناجم و الرسم على الخدمات املقدمة للموانئ ،فقد اكتفى
املشرع بتحديد سقفهما ألادنى و الحد ألاقص ى ،ما بين درهم واحد وثالثة دراهم عن كل طن مستخرج بالنسبة
للرسم على استغالل املناجم 81و يوزع عائد هذا الرسم بموجب املادة 120مكررة مناصفة بين الجهة و الجماعة
الترابية كما يلي:
20% -لفائدة ميزانية الجهات التي يفرض هذا الرسم داخل مجالها الترابي؛
20% -لفائدة ميزانية الجماعات التي يفرض هذا الرسم داخل مجالها الترابي
يدفع مبلغ هذا الرسم بموجب مضامين نفس املادة تلقائيا لدى صندوق شسيع مداخيل الجهة أو لدى
املحاسب العمومي املكلف بالتحصيل كل ربع سنة قبل انصرام الشهر املوالي لكل ربع سنة ،على أسال الكميات
املستخرجة خالل هذه الفترة ،بناء على بيان ألاداء يعد وفق مطبوع نموذجي لإلدارة
بالنسبة للرسم على الخدمات املقدمة للموانئ ،فقد حدد املشرع سعره ما بين 2%إلى % 5من رقم ألاعمال
دون احتساب الضريبة على القيمة املضافة بالنسبة 82و يستخلص هذا الرسم من طرف الهيئة التي تقدم هده
الخدمات طبقا ملنطوق املادة 124من نفس القانون
على هذا ألاسال ،يكون املشرع املغربي قد منح املجالس الجهوية من خالل مقتضيات هذه املواد السالفة الذكر
السلطة التنظيمية ،و هو ما يزكي ما جاء في مضامين املادة 82من القانون التنظيمي املتعلق بالجهات ،83و كذا ما
جعله املشرع أساسا لهذه السلطة التنظيمية من خالل الفقرة الثالثة من املادة 040من دستور اململكة ،و التي
اعترف من خاللها للمجالس الجهوية بحق ممارسة السلطة التنظيمية 84إال أن هذا املجال لم يتركه املشرع مطلقا
.حيث قام بتقييده من خالل املادة 168من القانون رقم 48 06كما تم تتميمه و تغييره بالقانون رقم ، 08 80و
79
-المادة : 111القانون رقم 74.60المتعلق بجبايات الجماعات الترابية الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.70.1.1بتاريخ 1.من ذي القعدة )
07 1641نوفمبر ( 4770كما وقع تغييره و تتميمه بالقانون رقم 47.70الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم .1.47.1بتاريخ ( 14جمادى األولى
01( 1664ديسمبر .1 4747
- 80المادة ، 116نفس المرجع
81
-المادة ، 11.نفس المرجع.
82
-المادة ، 140نفس المرجع.
83
-المادة .1من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم : 111.14
الفقرة الرابعة :تحديد سعر الرسوم واألتاوى ومختلف الحقوق التي تقبض لفائدة الجهة في حدود النسب المحددة ،عند االقتضاء ،بموجب القوانين
واألنظمة الجاري بها العمل.
84
-المادة 167من الدستور المغربي :4711
الفقرة الثانية :تتوفر الجهات والجماع ات الترابية األخرى ،في مجاالت اختصاصاتها ،وداخل دائرتها الترابية ،على سلطة تنظيمية لممارسة صالحياتها.
611
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
ذلك بمنحه هذه الصالحية للسلطة املركزية للداخلية املمثلة في وزيرها أو الشخص الذي يفوض له هذا
85
الاختصاص في حالة امتناع آلامر بالصرف ،أي رئيس الجهة من إصدار قرار تحديد سعر هذه الرسوم
إن هذه املعطيات تشير إلى أن املشرع من خالل القانون املتعلق بالجبايات املحلية جعل مجالس الجهات تحت
سلطة الوصاية املركزية ،سواء على مستوى تحديد سعر الرسوم أو من خالل تحديده املسبق للحد ألادنى و
ألاقص ى لسعر الرسوم ، ،ما يجعل الجهات أمام ضعف مواردها املالية رهينة بالدعم املالي الدائم للدولة إضافة
إلى ذلك ،فإن هناك من الرسوم بحكم طبيعة أوعيتها ،ال يمكن فرضها بجميع جهات اململكة ،و ذلك بسبب
عدم توفر كل الجهات على املناجم ،كما أن املشرع لم يحدد نوع و طبيعة هذه املناجم ،فهل يستقيم كمثال أن
يكون سعر الرسم املحدد للذهب هو درهم واحد و ثالثة دراهم عن كل طن مستخرج .نفس الش يء ينطبق على
الجهات التي ال تتوفر على موانئ ،ما يضيع على بعض الجهات مجموعة من املوارد املالية الجبائية و يجعلها لن «
تستفيد من الرسوم املفروضة عليها «86نظريا .
إن الهدف من التوزيع الضرييي هو تحقيق نوع من التوازن على مستوى إلامكانيات الجبائية للجميع الجماعات
الترابية .بهدف التقليص من الفوارق في قدراتها املالية ،و ذلك بالتوفيق بين إمكانياتها و حاجياتها املالية .فإذا
أخذنا التجربة ألاملانية كمثال » ،نجد أن توزيع املنتوج الجبائي للضريبة على الدخل و الضريبة على الشركات يتم
وفق املصدر الجغرافي للضريبة .كما تخضع هذه العملية بشكل أساس ي آلليات املوازنة الجبائية ألافقية ،كما أن
آلية اقتسام منتوج الضريبة على القيمة املضافة التي تقوم على منح إمداد مسبق للجهات التي يقل معدل مواردها
الجبائية لكل فرد عن املعدل الوط ي ،تندرج ضمن املوازنة الجبائية العمودية. «87
85
-المادة 141من القانون رقم 60.74المتعلق بالجبايات المحلية ،مرجع سابق:
إذا لم ينص هذا القانون على أسعار أو تعريفات ثابتة للرسوم الواردة فيه ،يتم تحديد هذه األسعار و التعريفات بقرار يصدره اآلمر بالصرف للجماعة
المحلية المعنية بعد مصادقة مجلس الجماعة المحلية.
غير أنه إذا امتنع اآلمر بالصرف أو لم يصدر القرار الذي يحدد أ سعار أو تعريفات الر سوم ونتج عن هذا االمتناع أو عدم اإلصدار تملص من أحكام هذا
القانون أو ضرر بالمنفعة العامة للجماعة ،يجوز لوزير الداخلية أو للشخص المفوض من لدنه لهذا الغر ض بالنسبة للجهات والعمالت واألقاليم
والجماعات الحضرية أو العامل أو الشخص المفوض من لدنه لهذا الغرض بالنسبة للجماعات القروية ،تحديد أ سعار أو تعريفات هذه الر سوم بشكل تلقائي
وذلك بعد إعالم اآلمر بالصرف.
86
-سعيد الميري '' ،التدبير اإلقتصادي للجماعات المحلية بالمغرب '' ،أطروحة ىلنيل الدكتورة في الحقوق ،وحدة القانون العام الداخلي ،تخصص تسيير
السلطات العمومية ،كلية العلوم القانونية واإلقتصادية و اإلجتماعية – الرباط ،السنة الجامعية ،4770-4774 :ص .111
87
-المجلس األعلى للحسابات ،تقرير حول الجبايات المحلية ،ماي -سنة ،4711ص.41
614
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
الفقرة الثانية :إكراهات التمويل الجبائي على املستوى الجهوي .
بالرغم من أهمية املقتضيات القانونية التي جاء بها القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم 111.14على
مستوى التمويل الجبائي ،إال أنه الزالت هناك عدة إكراهات على مستوى النظام الجبائي تستوجب اتخاذ عدة
تدابير يمكن أن تساهم في الرفع من مصادر التمويل على املستوى الجهوي
بالرجوع إلى مقتضيات هذا القانون املغير و املتمم للقانون ،48 06نجده قد قلص من مصادر التمويل الجبائي
الجهوي ،و مس باملكانة الدستورية للجهة باعتبارها صاحبة الصدارة مقارنة مع باقي الجماعات الترابية ألاخرى ،
و التي عمد املشرع إلى توسيع مجال تطبيق عدد من الرسوم املستحقة لها ،و املتمثلة في:88
-الرسم املنهي؛
-رسم السكن؛
-رسم الخدمات الجماعية؛
-الرسم على ألاراض ي الحضرية غير املبنية؛
-الرسم على عمليات البناء؛
-الرسم على عمليات تجزئة ألاراض ي؛
-الرسم على محال بيع املشروبات؛
-الرسم على إلاقامة باملؤسسات السياحية و أشكال إلايواء السياحي ألاخرى؛
-الرسم على املياه املعدنية ومياه املائدة؛
-الرسم على النقل العمومي للمسافرين؛
-الرسم على استخراج مواد املقالع
باملقابل ،حصر املشرع املغربي مصادر التمويل الجبائي الجهوي في :
-الرسم على رخص الصيد البري؛
-الرسم على استغالل املناجم؛
89
-الرسم على الخدمات املقدمة باملوانئ
- 88المادة : 2القانون رقم 74.60المتعلق بجبايات الجماعات الترابية الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.70.1.1بتاريخ 1.من ذي القعدة )
07 1641نوفمبر ( 4770كما وقع تغييره و تتميمه بالقانون رقم 47.70الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم .1.47.1بتاريخ ( 14جمادى األولى
01( 1664ديسمبر 11 4747
- 89المادة : 4نفس المرجع .
615
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
كما لم يترك سلطة تحديد أسعار الرسوم التي تقبض لفائدة الجهة ،مادام قد حدد أسعارها و جعلها ثابتة
سلفا بموجب مقتضيات القانون 48 06السالف الذكر ،و بالتالي فشرعية تدخل مجالس الجهات و سلطتها
الجبائية تستمدها من منطوق املادة 168من القانون رقم 48 06املغير و املتمم بموجب القانون رقم ،08 80و
مضامين القانون التنظيمي للجهات رقم ، 111.14التي تؤكد على أن تحديد سعر الرسوم و ألاتاوى و مختلف
الحقوق التي تقبض لفائدة الجهة يتم في حدود النسب املحددة ،عند الاقتضاء ،بموجب القوانين و ألانظمة
الجاري بها العمل . 90دون إغفال مقتضيات املادة 115من القانون التنظيمي للجهات رقم ، 000 04و التي
تشترط لنفاذ مقررات مجالس الجهات ذات الوقع املالي على النفقات و املداخيل ،و السيما تحديد سعر الرسوم و
ألاتاوى و مختلف الحقوق وتفويت أمالك الجهة و تخصيصها أن تخضع ملصادقة السلطة املكلفة بالداخلية في
إطار املراقبة إلادارية التي تمارسها السلطة املركزية .
فبالرغم من أن املشرع منح صالحية تنفيذ القرارات املرتبطة بتحديد سعر الرسوم و ألاتاوى و مختلف الحقوق
طبقا للنصوص التشريعية و التنظيمية الجاري بها العمل لرئيس الجهة تنفيذا ملداوالت مجلس الجهة و مقرراته
طبقا ملقتضيات املادة 101من القانون التنظيمي للجهات رقم ، 000 04إال أنه قيد هذه السلطة من خالل
املراقبة الادارية التي تقوم بها سلطات الداخلية بموجب املادة 115السالفة الذكر .
نجد نفس التدخل على مستوى التحصيل ،حيث تستخلص مبالغ الرسوم املستحقة للجهة على الشكل التالي:
الرسم على الصيد البري :من طرف القباض التابعين للخزينة العامة للمملكة
الرسم على استغالل املناجم :من طرف شسيع مداخيل الجهة أو املحاسب العمومي املكلف بالتحصيل
الرسم على الخدمات املقدمة باملوانئ :من طرف الهيئة التي تقدم الخدمات ) إدارة استغالل املوانئ( .
إن اليات تحصيل الرسوم املستحقة لفائدة الجهة هاته التي رسمها املشرع تؤكد محدودية سلطة القرار املالي
الجبائي على املستوى الجهوي ،و هو ما يمكن اختزاله على مستوى مسطرة التحصيل من خالل تضارب
الاختصاص الحاصل بين السلطات التي تقوم بتحصيل الرسوم املستحقة لفائدة الجهات و اختصاص رؤساء
الجهات باعتبارهم الامرين بالصرف للجهة ،و كذا على مستوى وحدة الصندوق الذي تؤول إليه املداخيل التي
تستخلص لفائدة الجهة .و هو ما يؤكد احتكار املصالح املركزية و مصالحها الخارجية لسلطة القرار املالي الجهوي.
611
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
إذن ،فما يالحظ من خالل مضامين هذه املقتضيات الجبائية التي جاء بها القانون رقم 48 06املغير و املتمم
بموجب القانون رقم ،08 80أنها لم تواكب الاصالحات السياسية و الجهوية الجديدة ،و بالتالي تبقى سلطة القرار
الجبائي للجهة محدودة ،مادامت هذه الرسوم مقيدة ب :
نص قانوني يحدد مصادر الرسوم الجبائية املستحقة للجهة و أسعارها الثابتة ؛
مصادقة السلطة املركزية املكلفة باملراقبة إلادارية ؛
احتكار سلطة التحصيل الجبائي من طرف املصالح الخارجية للوزارات
من املالحظ أن التعديالت التي طالت القانون رقم 48 06كما تم تتميمه و تغييره بالقانون رقم 08 80لم تأتي
لتعالج بعض املفاهيم املرتبطة بتدبير جبايات الجماعات الترابية ،من قبيل استبدال مفهوم “الجماعات املحلية”
بع”الجماعات الترابية” تماشيا مع مقتضيات دستور 8000و القوانين التنظيمية للجماعات الترابية الصادرة سنة
،8002كما لم تأتي لتحقيق مطلب العدالة الجبائية و حل معضلة املوارد الذاتية لجهات اململكة ،كما يتماش ى و
التحوالت التي عرفها مسلسل الالمركزية بعد دخول القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم 111.14حيز التنفيذ .
و هو ما يمكن استنتاجه من التعديل الذي طال مضمون املادة الرابعة من القانون رقم 47.06الصادر بتاريخ 30
نوفمبر ، 2007و التي كان مضمونها يحيل إلى استفادة الجهات من الرسم على رخص الصيد ،و هو ما يمنح
الجهات حق استخالص الرسم على الصيد البحري ،الش يء الذي فوته املشرع على الجهات من خالل نفس املادة
املعدلة بمقتض ى القانون رقم 08 80الصادر بتاريخ 31ديسمبر ، 2020و التي أصبحت الجهات بموجبها تستفيد
من الرسم على رخص الصيد البري فقط .فالتعديالت التي جاء بها القانون رقم 48 06املغير و املتمم بموجب
القانون رقم 08 80لم تأتي بجبايات جديدة تعزز املوارد الذاتية للجهات و تعزز قدراتها التدبيرية في املجال
الجبائي ،كما لم يعالج هذا القانون التفاوتات الجبائية بين الجهات ،بل كرل نفس الوضع القائم منذ عقود .و
بالتالي ،يمكن القول أنه مادامت الجهات ال تتوفر على املوارد املالية الالزمة و الكفاءة القانونية ،فهي ال تعدو أن
تكون مؤسسة دستورية ذات شخصية معنوية رمزية .خصوصا و أن املوارد املالية و الكفاءة القانونية للجهة «
مرتبطتين بطريقة وثيقة .فالجهة التي تتوفر على الكفاءة القانونية للتصرف بدون وسائل مالية تصبح شخصا
قاصرا ،و اذا توفرت على الوسائل املالية الكافية دون سلطة التدخل القانوني ستصبح شخصا فاقدا
للكفاءة.»91
- 91محمد على أديبا ،اش كالية االستقالل المالي للجماعات المحلية بالمغرب نحو مقاربة واقعية ،منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمية ،
سلسلة مواضيع الساعة ،عدد ، 29الطبعة األولى ،سنة ، 2001ص . 229
611
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
إن إلاجراءات املسطرية التي جاء بها القانون رقم 48 06املتعلق بالجبايات املحلية املغير و املتمم بموجب
القانون رقم ،08 80تتطلب قراءة ثانية ،حيث يجب أن تعدل نصوصه و تدعم بمجموعة من الضمانات التي
تدعم مجاالت تطبيق الرسوم املستحقة لفائدة الجهات و طرق استخالصها ،و ذلك لتحرير تدخل املجالس
الجهوية في املجال الجبائي و تمكينها من مالءمة مجال تطبيق هذه الرسوم مع حاجيات التمويل
الفصل الثاني :انعكاسات عوائق الاستقالل املالي الجهوي .
بقدر ما تعتبر الرقابة على مالية الجهات أساسية باعتبارها إحدى مبادئ النظام الالمركزي ،بقدر ما تحد هذه
الرقابة من القدرة التدبيرية للجهات ،و تقلص من استقاللها املالي ،فكلما تزايدت الاكراهات الرقابية و كذا
التأثير الذي تخلفه على تدبيرها املالي ،كلما نقص مستوى استقاللها املالي و بقيت تحت وطأة توجيهات و تدخالت
السلطات املركزية و بالتالي يبقى الحديث عن مفهوم الاستقالل املالي الجهوي و أسسه و حدوده و رهاناته (
املبحث ألاول ) ،مرتبط بمدى قدرة هاته الجهات على اتخاذ قراراتها ،على أنها ألاقرب إلى فهم خصوصياتها و
حاجياتها الترابية ،كما تعتبر الضمانات القانونية و التنظيمية و الضمانات العملية ( املبحث ثاني ) ،أهم
العناصر التي تساعد على ضبط مفاهيم و أسس الاستقالل املالي للجهات
يرتبط الحديث عن الاستقالل املالي للجهات » باملهام و الاختصاصات املنوطة بهذه الوحدات الالمركزية و مدى
تخويلها الوسائل املالية الالزمة ملمارستها . «92فموضوع الاستقالل املالي على املستوى الجهوي يستوجب منا
كباحثين معرفة و ضبط ألاسال املفاهيمي لهذا الاستقالل ( املطلب ألاول ) ،الش يء الذي يسهل علينا استيعابه
و دراسته و تحليله و قيال درجته من خالل ألاسس القانونية ( املطلب الثاني )
92
- Frizon , claire Marand,Renard sophie , et Scarbonchi François ,’la perceptions de l’autonomie financière des
collectivités locales en Europe’’,étude réalisé par les élèves administrateurs territoriaux ,CNFPT,9eme
éd.,2001 ;p.7.
611
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
املطلب ألاول :املفهوم و ألاساس النظري لالستقالل املالي الجهوي .
عادة ما يعبر الجانب املفاه يمي لي مفهوم عن ضبط املصطلحات و التعريفات املتداولة ،غير أن ضبط مفهوم
الاستقالل املالي للجهات ( الفقرة ألاولى ) ،ال يقتصر من وجهة نظرنا على مناقشة املصطلحات القانونية فقط ،
بقدر ما يعتبر ضبط أسس هذا الاستقالل املالي ( الفقرة الثانية) ،إحدى الجوانب التي تمكن من فهم و تطوير
النظام الجهوي
على نفس خطى النظام الجهوي السابق ،لم تتضمن النصوص التشريعية و التنظيمية الجديدة أية مقتضيات
تتعلق بتحديد ألاسس املفاهيمية أو تخص ضبط الجانب الاصطالحي لالستقالل املالي للجهات ،فالقانون
التنظيمي املتعلقة بالجهات 000 04بدوره عندما تحدث عن هذا املجال شأنه شأن باقي القوانين التنظيمية
للجماعات الترابية ألاخرى ،اقتصر فقط على إيراد نفس العبارة املتعلقة ب التدبير الحر و بتمتعها بالشخصية
الاعتبارية و الاستقالل إلاداري ،و املالي ،93دون أي تفصيل لحدود و مجاالت هذا الاستقالل ،نفس الش يء
94
فهناك من » يربطه بالوضعية املالية التي توجد عليها الجماعة بالنسبة ملنطوق املادة 036من دستور اململكة
الترابية الجهة و تخويلها سلطة تدبير العمليات املالية و املحاسبية املرتبطة بها ، «95و هناك من » يفصل بين
عناصر و حيثيات هذا التعريف و يضع مستويات ملسألة تدقيقه تبدأ من الجانب العضوي الصرف ،و انتهاء
بالجانب الوظيفي للهيآت الالمركزية ملمارسة الاختصاصات ذات الطابع الترابي ،فيجعل بالتالي ممارسة
الاختصاصات املالية من قبل هيآت المركزية ترابية تتم وفق مقاربة متناسقة بين الاستقالل إلاداري و نظيره املالي
على أسال قاعدة تخويل هذه الهيآت كامل صالحية التدخل حسب إلامكانيات املالية املتاحة و املالئمة ملمارسة
هذه الاختصاصات و تدبير الشؤون و املشاريع التنموية الترابية. « 96
93
-القانون التنظيمي رقم 111.16المتعلق بالجهات،القسم التمهيدي''،أحكام عامة '':
المادة '' :0الجهة جماعة ترابية خاضعة للقانون العام ،تتمتع بالشخصية االعتبارية واالستقالل اإلداري والمالي ،وتشكل أحد مستويات التنظيم الترابي
للمملكة ،باعتباره تنظيما ال مركزيا يقوم على الجهوية المتقدمة''.
المادة '':6يرتكز تدبير الجهة لشؤونها على مبدأ التدبير الحر الذي يخول بمقتضاه لكل جهة ،في حدود اختصاصاتها المنصوص عليها في القسم الثاني
من هذا القانون التنظيمي ،سلطة التداول بكيفية ديمقراطية ،وسلطة تنفيذ مداوالتها ومقرراتها ،طبقا ألحكام هذا القانون التنظيمي والنصوص التشريعية
والتنظيمية المتخذة لتطبيقه''.
94
-المادة ،104دستور المملكة المغربية'' :يرتكز التنظيم الجهوي والترابي على مبادئ التدبير الحر ،وعلى التعاون ; ويؤمن مشاركة السكان المعنيين
في تدبير شؤونهم ،والرفع من مساهمتهم في التنمية البشرية المندمجة و المستدامة''.
95
-أدبيا محمد عالي '' ،إشكالية االستقالل المالي للجماعات المحلية بالمغرب نحو مقاربة أكثر واقعية'' مرجع سابق ،ص .61-67
-96
محمد بومدين '' ،دور البلديات في رفع المستوى الصحي للسكان و تحقيق التنمية'' ،مطبعة دار ليلى للطباعة و النشر -الجزائر ،سنة ،1...ص .1
611
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
من جهة ثانية » ،ذهب العديد من املهتمين بمجال الالمركزية الترابية في أوروبا إلى تعريف ذات طابع خاص
يركز على مضامين النشاط املالي أكثر مما يهتم بالجانب املصطلحي الصرف ،فهناك من يجعل الاستقالل املالي
بمثابة القدرة على تدبير التكاليف بواسطة املوارد املتاحة أو الذاتية و هو ما يشكل نوعا من المركزية املوارد
الجبائية . «97فمن جهة يعتبر حق التصرف املمنوح للجهات بموجب الدستور و القانون التنظيمي رقم 111.14
املتعلق بالجهات بمثابة استقالل مالي قانوني ،ف » أساسه التشريعي و التنظيمي يمثل إحدى أهم عناصره التي
تمثل في واقع ألامر أحد مبادئ الالمركزية إلادارية ،و يعتبر من جهة ثانية استقالال ماليا ذا طابع هيكلي و تق ي
يتأسس على انفراد مالية الجماعات الترابية بقواعد مالية و محاسبية مستقلة تتميز عن القواعد املطبقة على
املالية العمومية و تختلف منهجيا و عمليا عنها«98
فال شك أن الاستقالل املالي املمنوح للجهات بموجب الدستور و القانون التنظيمي رقم 111.14ل » يسمح لها
بشكل مباشر بالتوفر على الذمة املالية املستقلة ،و بالتالي يأتي الاعتراف لها بتحقيق مداخيل ذات طبيعة ترابية
يندرج في سياق المركزية املوارد الجبائية املوازي لنظام الالمركزية إلادارية ،و التي يعتبرها البعض بمثابة تمويل
ذاتي للتكاليف الترابية بواسطة جبايات يساهم بها السكان الترابيين أنفسهم مقابل القدرة املالية على تدبير
شؤونهم الترابية. « 99
تأسيسا على ما سبق ،تكون الجهة بتوفرها على ميزانية جهوية التي منحها لها القانون مع صالحيات إلاعداد و
التنفيذ تتوفر على استقالل مالي جهوي » .غير أن التساؤل ألاهم الذي يطرح هنا يتعلق بالسال بالعالقة بين
التوفر على ميزانية مستقلة و الاستقالل املالي نفسه ، « 100و بالتالي » ،فالعالقة بين وجود ميزانية جهوية مستقلة
و الاستقالل املالي ي بقى نسبيا في هذا السياق ،على اعتبار أن مجرد الوجود القانوني و العملي لهذه الوثيقة املالية
و املحاسبية ال يع ي بالضرورة وجود استقالل مالي محلي حقيقي مثلما أن التبعية املالية و التمويل الخارجي ال
يفيد بالضرورة انعدام هذا الاستقالل. « 101
97
- ‘’Appui à la décentralisation et à la gouvernance locale dans les pays tiers’’,Rapport de la commission
européene,Pub,EuropeAID,DOC.Réf.n°2,janvier2007,p.17et 19.
98
-محمد بومدين ''،دور البلديات في رفع المستوى الصحي للسكان وتحقيق التنمية '' ،مرجع سابق ،ص .1 -6
99
-‘’Appui à la décentralisation et à la gouvernance locale dans les pays tiers’’,op.cit.,p.11 et 19.
100
-أدبيا محمد عالي '' ،إشكالية االستقالل المالي للجماعات المحلية بالمغرب نحو مقاربة أكثر واقعية'' ،مرجع سابق ،ص.0.
101
-عبد اللطيف بروحو''،مالية الجماعات الترابية بين واقع الرقابة و متطلبات التنمية'' ،المجلة المغربية لالدارة المحلية و التنمية ،سلسلة مواضيع الساعة
،مطبعة المعارف الجديدة -الرباط ،الطبعة الثانية ،العدد ، 97سنة ، 4714ص . 40.
611
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
الفقرة الثانية :ألاساس النظري لالستقالل املالي للجهات .
إن معالجة مفهوم الاستقالل املالي الجهوي يرتبط بمختلف مجاالت املالية الترابية ،فجلب املوارد املالية أو
القدرة على خلقها يعتبر جوهر التمويل الذاتي الجهوي ،إال أن هذا الاستقالل املالي للجهة يرتبط باستقاللها
إلاداري من جهة ،من حيث كيفية ممارسة الاختصاصات و تدبير الشؤون الجهوية و كذا تنفيذ ميزانيتها ،و من
جهة أخرى باستقاللها الجبائي و الذي يعتبر نوعا من الاستقالل املالي للجهة و هذا ما يدل على أن الجهة تتمتع
بمستوى من الاستقاللية ،رغم خضوعها لوصاية السلطة املركزية ف » توفر الجماعة الترابية على أجهزة تنفيذية
خاصة بها من أهم أسس الاستقالل إلاداري نفسه ،فهذا الجهاز يختص بتنفيذ امليزانية الترابية ،و بالتالي يجسد
قانونيا و عمليا استقالل الذمة املالية بصفته آمرا بالتحصيل و بالصرف ،ما يرسخ عمليا و وظيفيا مبدأ التالزم
بين الاستقاللين إلاداري و املالي . «102و بالتالي فالجهاز إلاداري للجهة هو بذاته املسؤول عن تسيير شؤونها و تدبير
نشاطها املالي
إن تمتيععع الجهععات باالسععتقالل املععالي » مععن شععأنه أن يععؤدي إلععى تعزيععز الاسععتقالل إلاداري علععى ألاقععل مععن الناحيععة
النظريععة ،و إذا كانععت الجماعععة الترابيععة تتمتععع بآليععات ماليععة و محاسععبية ( امليزانيععة الترابيععة بالخصععوص ) تمكنهععا مععن
برمج ععة املش ععاريع التنموي ععة و أداء نفق ععات تس ععيير مص ععالحها و أجهزته ععا ،ف ععإن مس ععألة تموي ععل ه ععذه التك ععاليف و النفق ععات
يتوقف عليها تنفيذ هذه العمليات املالية ذاتها. «103
من جهة ثانية » ،يعتبر الحديث عن الاستقالل الجبائي في واقع ألامر نوعا من التمييز إلاصطالحي لنوع من
املوارد الترابية أكثر منه إقرارا قانونيا لنظام قائم بذاته ،فتخصيص أصناف محددة من املداخيل الجبائية
للجماعات الترابية و تنازل الدولة عنها لفائدة الجماعات الترابية يعتبر في واقع ألامر دعما قانونيا لهذه الوحدات
الالمركزية ،و إرساء نوع من الاستقالل املالي املب ي على التمويل الذاتي فاالستقالل الجبائي ،إذن يتأسس على
قاعدة المركزية املداخيل الجبائية التي تهم قطاعات معينة مرتبطة بالشأن الترابي أو املجالي ،بل إن هذا
املصطلح يدل حسب البعض على نظام واقعي قائم الذات يتعلق ب الالمركزية الجبائية التي تفيد تخلي الدولة
عن هذه املوارد للوحدات الالمركزية ،و هو ما يقابل تفويض الاعتمادات للمصالح الخارجية للوزارات . «104فهل
يمكن اعتبار قدرة الجهات على التمويل الذاتي هي حل لزمة الاستقالل املالي الجهوي ؟
102
-أدبيا محمد عالي '' ،إشكالية االستقالل المالي للجماعات المحلية بالمغرب نحو مقاربة أكثر واقعية'' ،مرجع سابق ،ص.64
-المهدي بنمير ''،الجماعات المحلية والممارسة المالية بالمغرب '' ،المطبعة و الوراقة الوطنية – مراكش ،سنة ،1..6ص.46
103
104
- ’'Appui à la décentralisation et à la gouvernance locale dans les pays tiers’’,op.cit.,p.19.
616
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
إن قدرة الجهات على التمويل الذاتي » ،و إن كانت تعد أهم مؤشراته ،فإنها قد ال تع ي بالضرورة توسيع
الاستقالل املالي ،وإذا كانت الجبايات الترابية تعتبر أهم قواعد تأسيس الاستقالل املالي فإنها في واقع ألامر ال تمثل
مجموع وسائل تمويل النشاط املالي ،ففي فرنسا ال تمثل الجبايات الترابية أكثر من 20في املائة من مجموع موارد
الجماعات الترابية و بالرغم من ذلك ال أحد يتحدث عن ضعف أو هشاشة الاستقالل املالي للهيآت الالمركزية«105
.عكس ذلك نجد مجموع املوارد املسيرة من طرف الجماعات الترابية باملغرب قد بلغت متوسطا سنويا قدره 6,8
مليار درهم خالل الفترة 2011-2015و قد حققت هذه املوارد أقص ى مستوياتها بمبلغ يناهز 8,6مليار درهم سنة
، 8002موزعة بنسبة 52,3 %للرسوم املحلية و إلاتاوات املختلفة ،و 24,2 %لعوائد الخدمات و 23,4 %ملنتوج
عوائد ألامالك.106
و قد احتلت الجهات ،نسبة إلى مجموع مداخيل الجماعات الترابية خالل الفترة ، 8002-8000املركز ألاخير
بنسبة ، 2,6%مقارنة مع الجماعات الحضرية في املركز ألاول بنسبة 23 %و الجماعات القروية في املركز الثاني
107
بنسبة 88%و العماالت و ألاقاليم في املركز الثالث بنسبة 80%
و يتضح أن املوارد الذاتية ال تغطي نفقات الجماعات الترابية العادية إال بمعدل سنوي بلغ ،في املتوسط % ،
60خالل الفترة ، 8002-8000حيث عرف أعلى مستوى له سنة 8003بنسبة 62 %ثم انخفض إلى 57 %سنة
، 8004ليرتفع من جديد إلى 60 %سنة ،8002ما يؤشر على ضعف الاستقالل املالي للجماعات الترابية و لوال
املوارد املحولة لبقي الرصيد سلبيا.108
إن الهدف من هذه ألارقام هو الداللة على واقع قدرة الجهات على تمويل نفقاتها مما يثير حقيقة أزمة
استقاللها املالي فهيمنة الدولة على املوارد املحولة بهذا الشكل ،يجعل مالية الجهات رهينة بالتمويل املركزي ،
مما يؤثر على استقاللها املالي و إلاداري غير أنه مقابل ذلك ،و تفعيال ملبدأ الاستقالل املالي املرتبط باالستقالل
إلاداري للجهة ،يتعين أن يرتبط تطور التمويل الجهوي بتطور الاختصاصات املخولة أصال للجهات و » توسيع
مجال تدخلها و تطور الحاجيات الترابية التي يلزم تلبيتها و تحقيقها. « 109
105
-Frizon , claire Marand,Renard sophie , et Scarbonchi François ,’la perceptions de l’autonomie financière des
collectivités locales en Europe’’, op.cit.,p.41 .
106
-تقرير المجلس األعلى للحسابات''،التحليل المالي'' ،سنة ، 4711ص. 64
107
-نفس المرجع ،ص.60
108
-نفس المرجع ،ص .64
109
-كامل بربر '' ،نظم اإلدارة المحلية دراسة مقارنة'' ،مطبعة المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر و التوزيع -بيروت ،الطبعة األولى ،سنة ،1996
ص .171-177
611
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
و هكذا ،يبقى الاستقالل املالي الجهوي ذو ارتباط وثيق بحجم املوارد الجبائية ،فكلما كانت مداخيل الجهة
محدودة يصبح هامش الاعتماد على املوارد الغير الذاتية واردا ،و بالتالي ما يدفع بالقول أن املوارد الجبائية ال
تكف ي لدعم الاستقالل املالي للجهات ،ما يؤدي بهاته ألاخيرة إلى التبعية املالية للدولة تفعيال ملبدأ ،من يملك
القرار املالي هو من يملك القرار إلاداري و السياس ي
املطلب الثاني :ألاساس القانوني لالستقالل املالي الجهوي على ضوء الهندسة التشريعية الوطنية الجديدة .
إذا كان الدستور املغربي لسنة 8000قد استجاب إلى حد كبير لرهان تمكين الجهات من تعزيز مكانتها
املؤسساتية في إطار جهوية متقدمة ،فإنه باملقابل و بصدور القانون التنظيمي رقم ،000 04و الذي جاء كتنزيل
ملقتضيات املادة 046من الدستور ،يكون املغرب قد أعطى مكانة جديدة للجهات قائمة على مبدأ التدبير الحر
وفق أسس دستورية (الفقرة ألاولى) ،و تنظيمية (الفقرة الثانية)
الفقرة ألاولى :الاستقالل املالي الجهوي وفق الوثيقة الدستورية لعام . 7711
تضمنت الوثيقة الدستورية لعام ، 8000بابا مستقال عن الجماعات الترابية ،كما أشارت إلى عدة مبادئ تحيل
داللتها على الاستقالل املالي الجهوي ،نجد من هذه املبادئ » ،مبدأ التدبير الحر ،و مبدأ التفريع ،إضافة إلى
بعض املبادئ ألاخرى التي توفر أرضية لالستقالل املالي ،مع الاستعانة بآليات أخرى مساعدة ،من قبيل التضامن
و التعاون و التعاضد ،للحد من التفاوتات في القدرات التمويلية ،و يكون املشرع بهذا قد أقر قاعدتين تشكالن
عماد الاستقالل املالي الجهوي فربط مبدأ التدبير الحر الذي نص عليه دستور اململكة ،بالجهة كجماعات ترابية
يع ي ،استقاللية هذه الجماعة في تدبير شؤونها و هذه الاستقاللية تمتد لتشمل عناصر مختلفة في التدبير. «110
ما يع ي ضرورة توفر الجهات على الحرية و الاستقالل على املستوى املالي كعنصر من عناصر التدبير حسب املع ى
الاصطالحي لهذا املفهوم ،لكن هل هذه الحرية بهذا املع ى ،هي نفسها التي تجسدها مقتضيات الوثيقة
الدستورية التي سنها املشرع ،أم أنه تم رسم حدود أخرى لها ؟
لقد كان اختيار املشرع املغربي لهذا املبدأ بهدف تمكين الجهات من تدبير شؤونها بنفسها و تحديد اختياراتها
التي قد تنهض بالتنمية الجهوية من جهة ،و الحد من تدخل السلطة املركزية الش يء الذي جعل املشرع ينص
110
-Tarik Zair : «Le principe de libre administration des collectivités territoriales » REMALD n° 107 Novembre -
Décembre 2012 p.14.
611
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
على هذا املبدأ في الوثيقة الدستورية ( املادة ،111) 136و املقتضيات التنظيمية الواردة في الفقرة ألاولى ( املادة 4
) ،112من القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ،111.14و فق عدة شروط تحدد بقانون تنظيمي بصفة خاصة،
لعل أبرزها شروط تدبير الجهات لشؤونها بكيفية ديمقراطية و تنفيذها للمداوالت و املقررات و تلك التي تو ح
حدود اختصاصاتها ،و مواردها املالية و سبل تسييرها و مراقبتها و إجراءات املحاسبة ،113و التي تلزم املجالس
الجهوية و رؤسائها بضمان احترام شفافية املداوالت ،و تعزيز آليات الديمقراطية التشاركية و احترام املقتضيات
املتعلقة بوضع امليزانية و التصويت عليها ،و تنفيذها و املقتضيات املنظمة للصفقات و القواعد املتعلقة بربط
املسؤولية باملحاسبة و الحد من استغالل التسريبات املخلة باملنافسة النزيهة و التصريح باملمتلكات و عدم تنازع
114
املصالح
إن تفعيل مبدأ التدبير الحر في ظل عجز امليزانية الجهوية الذاتية ،و محدودية املوارد الذاتية على املستوى
الجهوي ،ال يمكن أن يتحقق دون تمكين الجهات من املوارد الالزمة ،بمع ى توفر الجهات على الحد ألادنى من
الاستقالل املالي ملمارسة اختصاصاتها ،و صرفه هذه املوارد ،لتجاوز التبعية املالية للدولة ،و بالتالي الحد من
التأثير على امليزانية العامة للدولة ،ما جعل املشرع يؤكد بموجب املقتضيات الدستورية على ضرورة توفر الجهات
على موارد مالية ذاتية و أخرى مرصودة من قبل الدولة ،و جعل لكل اختصاص تنقله الدولة إلى الجهات موارد
مالية .115و هو بهذا املع ى يمنح للجهات استقالل ماليا و لو على مستوى التمويل الذاتي ،في حين أبقى على تدخل
الدولة من خالل املوارد املالية املرصودة من قبل هذه ألاخيرة لفائدة الجهات ،و كذا املوارد املخصصة لنقل
الاختصاصات .ما يع ي أن املشرع رغم تنصيصه على مبدأ التدبير الحر ضمن الوثيقة الدستورية ،إال أنه جعل
هذا املبدأ مقيدا بموجب مقتضيات نصوص أخرى من نفس الوثيقة ،و هو ما يؤكده التناقض الحاصل بين
مضامين عدة نصوص في الوثيقة الدستورية ،ما يجعل هذا املبدأ تارة يشير إلى الحرية و الاستقالل املالي في
صورة مطلقة ،و تارة تأتي نصوص أخرى يتالش ى فيها مضمون التدبير الحر ،لتظهر تجليات الوصاية املركزية .
فإذا كان املشرع قد قيد مبدأ التدبير الحر على املستوى الجهوي ،إال أنه جعل من هذا القيد حاجزا يساهم في
الحد من التفاوتات و مجابهة الفوارق التي يمكن أن تعرفها الجهات ،و هو ما جعل املشرع يكرل باملوازاة ملبدأ
111
-يرتكز التنظيم الجهوي و الترابي على مبادئ التدبير الحر ،وعلى التعاون و التضامن ،ويؤمن مشاركة السكان المعنيين في تدبير شؤونهم ،والرفع
من مساهمتهم في التنمية البشرية المندمجة والمستدامة .
112
-يرتكز تدبير الجهة لشؤو نها على مبدأ التدبير الحر الذي يخول بمقتضاه لكل جهة ،في حدود اختصاصاتها المنصوص عليها في القسم الثاني من
هذا القانون التنظيمي ،سلطة التداول بكيفية ديمقراطية ،وسلطة تنفيذ مداوالتها ومقرراتها ،طبقا ألحكام هذا القانون التنظيمي والنصوص التشريعية
والتنظيمية المتخذة لتطبيقه.
113
-المادة 146من الدستور المغربي لعام . 2011
114
-المادة 466من القانون التنظيمي للجهات رقم .111.14
115
-المادة 141من الدستور المغربي لعام . 2011
614
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
التدبير الحر ،مبدأي التعاون و التضامن ،إليجاد آليات للتعاون ،بهدف التوزيع املتكافئ للموارد بين كل
الجهات ،من خالل إحداث صندوق التضامن بين الجهات حسب الفقرة الثانية من املادة 142من الدستور ،و
إن كان قد أشار إلى هذين املبدأين بشكل غامض من خالل املادة . 136إال أن درجة الاستقالل املالي الجهوي بناء
على مبدأ التدبير الحر تبقى رهينة بمدى القوة الاقتراحية لألجهزة التنفيذية ،التي أوكل إليها املشرع تفعيل
السياسات العامة للدولة و إعداد السياسات الترابية ،من خالل ممثليها في مجلس املستشارين ،و منها السياسات
املالية ،116و كذا درجة الاستقاللية املؤسساتية لهذه الجهات من خالل القوة التنفيذية ملداوالت املجالس الجهوية
و مقرراتها من طرف رؤساء مجالس الجهات ،و هو ما تضمنته مقتضيات املادة ، 032مع العلم أن املصدر
ألاساس ي التخاذ القرار النهائي يرجع للسلطة املركزية أو سلطة الوصاية.
حية التأويالت من طرف املعنيين بتفعيله على إن ما يمكن أن يعاب على مبدأ التدبير الحر هو أن يكون
املستوى الجهوي رغم حدوده التي رسمها القانون التنظيمي للجهات رقم 111.14و املراسيم التطبيقية املرتبطة
بتنزيل بعض مضامينه .كما ال ننس ى أن العمل بمبدأ التفريع الذي يربط كل نقل لالختصاص بمورد مالي ،117من
شأنه أن يعزز الاستقالل املالي على املستوى الجهوي ،و منها القدرات التمويلية ،بين تلك التي تكون للجهات القدرة
على توفيرها ،من خالل الاختصاص الذاتي ،و تلك التي تحتاج إلى التعاون ،من خالل الاختصاصات املشتركة ،
و ألاخرى املحولة إليها ،و التي تستوجب تحويل إمكانيات مالية موازية ،ما يستلزم ربط املالية العامة للدولة باملالية
الجهوية ،فيما يخص توزيع املوارد املالية و توزيع الاختصاص في مجال إلانفاق العمومي بين الدولة و الجهات ،و
تعزيز صالحيات املجالس التداولية للجهات و تقوية اختصاصات رؤسائها .و هو الش يء الذي كرسه الدستور
الفرنس ي ،الذي كان أكثر جرأة بشأن توفير املقومات الدستورية لالستقالل املالي ،إذ نجد بأن الدستور الفرنس ي نص
في املادة 88-8منه على أن املوارد الذاتية تشكل الحصة ألاكبر ضمن مجموع املوارد املخصصة لكل صنف من
الجماعات الترابية ،و ترك لقانون تنظيمي تحديد شروط تطبيق هذه القاعدة ،كما خصص موردا ماليا لكل
تنصيص على أي اختصاص جديد أو توسيعه .كما صدر في هذا السياق ،القانون التنظيمي ل 88يونيو ، 8004
املتعلق باالستقالل املالي للجماعات الترابية ،118تطبيقا ملقتضيات املادة ، 88-8السالفة الذكر.
116
-المادة 137من الدستور المغربي لعام . 2011
117
-المادة 141من الدستور المغربي لعام . 2011
118
- Loi organique n° 2004-758 du 29 juillet 2004 prise en application de l’article 72-2 de la constitution relative à
l’autonomie financière des collectivités territoriale, JORF n°175 du 30 juillet 2004, p. 13561.
615
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
الفقرة الثانية :الاستقالل املالي الجهوي وفق القانون التنظيمي للجهات رقم . 111.16
يعتبر القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ، 111.14تجسيدا للنقلة النوعية التي أسس لها دستور ، 8000
على املستوى الالمركزي ،لكن تبقى درجة الاستقالل املالي على مستوى املوارد الذاتية ضعيفة ،حيث لم يقدم
القانون التنظيمي للجهات أي جديد ،بخصوص هذه املوارد .فقد نصت املادتين 186و 187من القانون التنظيمي
للجهات رقم ،111.14على نفس مضمون املادة 040من الدستور ،دون أي جديد في تحديد مكانة املوارد الذاتية ،
مقارنة مع باقي مصادر التمويل ألاخرى ،بل اقتصرت محاولة تحديد جم املوارد املرصودة من قبل الدولة ،على
استقرارها و كفايتها بموجب قوانين املالية .إضافة إلى املوارد املالية ألاخرى املحددة بموجب املواد - 190 - 189
191من نفس القانون التنظيمي للجهات
فمقابل مصادر التمويل التي خصصها املشرع للجهات ،نجده قد أثقل كاهلها على مستوى التكاليف املتمثلة في
نفقات امليزانية ،نفقات امليزانيات امللحقة ،و نفقات الحسابات الخصوصية .119ما يع ي عدم تناسب جم
املوارد مع النفقات ،و بالتالي املسال بدرجة الاستقالل املالي الجهوي على مستوى تدبير إلانفاق
فإذا كان املشرع يهدف من خالل تقييد درجة الاستقالل املالي على مستوى املوارد املالية الذاتية الجهوية ،إلى
الالتزام باملقتضيات التي حددها في قانونه التنظيمي ،و التي تجسد حدود مبدأ التدبير الحر حسب القانون العام
املغربي ،حفاظا على التوازن املالي للدولة و تجاوزا للتفاوتات على مستوى الجهات ،كان و البد أن يراعي تناسب
تدخل السلطة املركزية التي تحدد جم املوارد املالية املخصصة للجهات ،مع درجة تدخلها في تحمل التكاليف ،
و إال قد يكون قد منح للمجالس الجهوية صالحيات و اختصاصات ليست لها القدرة عليها ،ال على مستوى تدبير
املوارد ،أو إنفاقها ،ما يشكل مساسا باستقاللها املالي و مبدأ التدبير الحر الذي جعله كقاعدة دستورية للتدبير
الجهوي .
لقد كان الدستور صريحا في املادة ،046فيما يخص شروط تدبير الجهات لشؤونها و تنفيذ مداوالتها و
اختصاصاتها و تمويلها ،و حتى درجة استقالليتها انطالقا من مبدأ التدبير الحر ،إال أن القانون التنظيمي رقم
000 04و املتعلق بالجهات ،رجح في هذا إلاطار كفة والي الجهة على رئيس املجلس الجهوي ،ما يشكل إذعانا على
مستوى اتخاذ القرار املالي الجهوي ،يظهر جليا من خالل الرقابة القبلية املشددة التي تمارسها السلطات املركزية
في هذا املجال و هو ما يتعارض مع مقتضيات الفقرة الثانية من املادة 040من الوثيقة الدستورية التي خول
119
-المادة 192من القانون التنظيمي للجهات رقم .111.14
611
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
120
ما يستوجب » إعادة النظر بخصوص بموجبها املشرع للجهات حق السلطة التنظيمية ملمارسة اختصاصاتها
املنظومة الرقابية املمارسة على املجالس الجهوية مع ألاخذ بعين الاعتبار ،عالقتها بمطلب الاستقالل املالي ،و ذلك
بالتخفيف من الرقابة القبلية للسلطات املركزية و اعتماد الرقابة الذاتية كاالفتحاص ،و التقييم ،و املراقبة
الداخلية .فخضوع الهيئات الالمركزية للوصاية أو الرقابة ،تعد بمثابة استثناء أمام قاعدة الاستقالل إلاداري ،و
املالي ،و التمتع بالشخصية املعنوية. «121
من زاوية أخرى ،إذا توقفنا عند مبدأ التدبير الحر و الذي يعتبر أسال تدبير و تنفيذ الجهات لشؤونها
انطالقا من املادة الرابعة و الخامسة من القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ، 000 04نجد أن املشرع أعطى
للجهات موقع الصدارة فيما يتعلق بتيهئ و تحضير البرنامج التنموية الجهوية ،الش يء الذي يتعارض مع مبدأ
التدبير الحر الذي جاء به الدستور من خالل املادة ، 036إذ ال يعقل أن تأتي هاته الجهات في موقع الصدارة
في إعداد برامجها التنموية و في نفس الوقت تكون مجبرة على أن تقبل مبدأ التدبير الحر للجماعات التربية
ألاخرى ،ما يؤثر غالبا على استقاللية قراراتها املالية
التدبير الحر ،يجب العمل على مأسسة ممارسة الجهة الختصاصاتها إذن فتطبيقا ملبدأ
فإذا كان غرض املشرع من املقتضيات الدستورية و القانون التنظيمي املتعلق بالجهات ،يسعى إلى تنظيم
العالقة بين الجهة و ممثلي إلادارة املركزية ، ،فإنه يجب مقابل ذلك أن يضمن لهذه الجهات نوعا من
الاستقاللية في تدبير شؤونها و ذلك سواء على املستوى املؤسساتي أو التدبيري » فمبدأ التدبير الحر يؤسس
مبدئيا ،لحرية تصرف كل جماعة ترابية ،و يعمل مبدأ التفريع من جانبه على التأسيس ملستويات هذا التصرف
بالنسبة لكل منها ،ليأتي مبدأ التعاون لوضع مقومات التضامن و التعاضد املمكنة ،و التي بها يمكن تحقيق
انتظارات الساكنة فقد عمل القانون التنظيمي رقم 000 04الصادر في 8يوليو على تنظيم مختلف النقط
الواردة في الدستور ،إال ما جاء في الفصل ،043و لعل صدور ثالث قوانين تنظيمية مع إمكانية صدور قانون
تنظيمي واحد خير دليل على ذلك. « 122
120
-المادة ، 341الباب التاسع من دستور : 2011الفقرة الثانية '' :تتوفر الجهات والجماعات الترابية األخرى ،في مجاالت اختصاصها وداخل دائرتها
الترابية ،على سلطة تنظيمية لممارسة صالحيتها''.
121
-عبد اللطيف بروحو '' ،مالية الجماعات المحلية بين واقع الرقابة و متطلبات التنمية'' ،منشوارت المجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمية ،سلسلة
مواضيع الساعة ،مطبعة المعارف الجديدة – الرباط ،العدد ،70سنة ، 2011ص . 49
122
-عبد الفتاح بلخال و جواد الرباع ،تنسيق إدريس أيتلحو''،الجهة بين تبوء مكانة الصدارة ترابيا و حدود التمويل الجبائي'' ،التمويل الترابي في ضوء
القوانين التنظيمية للجماعات الترابية بالمغرب ،المركز المغربي للبحث و الدراسات الترابية ،سلسلة الندوات حول التمويل الترابي بالمغرب ،مكتبة المعرفة
– مراكش ،الطبعة األولى ،العدد األول ،سنة ، 2017ص .61
611
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
كما أن الاختصاصات املخولة للجهات بموجب القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم 111.14تقوم على ثالثة
مبادئ ،وهي :
أوال :مبدأ التدبير الحر ،الذي یخول بمقتضاه لكل جهة ،في حدود اختصاصاتها ،سلطة التداول بكیفیة دیمقراطیة،
و سلطة تنفیذ مداوالتها ومقرراتها .
ثانيا :مبدأ التفریع ،الذي یع ي إسناد الاختصاص للجهات ألاقرب للمواطن وألانسب ملمارسة هذا الاختصاص.
ثالثا :مبدأ التعاون و التضامن ،سواء بين الجهات في ما بینها أو بینها و بين الجماعات الترابیة ،من أجل تحقيق
أهدافها ،خاصة املتعلقة بإنجاز املشاریع املشتركة الاختصاص.
رابعا :مبدأ التدرج ،عند ممارسة الجهات لالختصاصات املشتركة و نقل الاختصاصات من الدولة إليها ،حيث یجب
تقییم أداء الجهات في تدبير شؤونها ،و معرفة مدى قدرتها لالضطالع بمزید من الاختصاصات ألاخرى .
فإذا كان الهدف من لجوء املشرع لتأسيس ضمانات قانونية تعزز نجاح خيار الجهوية املتقدمة ،فالبد من تعزيز
درجة الاستقالل املالي للجهات ،و الحد من مجال تدخل السلطات املركزية في مسألة اتخاذ القرار املالي الجهوي ،
إال أن ذلك يبقى غير كاف لتمويلها ،ما يستدعي البحث عن ضمانات و سبل عملية أخرى لدعمها
إذا كان موضوع التدبير املالي الجهوي يستدعي مناقشة أبعاد الاستقالل املالي على مستوى التمويل ،فإن كل
دعم لهذا الاستقالل املالي يتطلب إرساء نصوص و ضمانات قانونية مالئمة من شأنها أن تعزز و تدعم هذا
الاستقالل و إذا كانت امليزانية الجهوية هي الوثيقة التي تسطر مجموع موارد و نفقات الجهة ،فالبد من الحد من
قيود الاختصاص الجهوي (املطلب ألاول) ،و اشكالية ضعف التمويل و افات التوزيع و الانفاق ( املطلب الثاني )
إن تدبير الجهة لشؤونها الترابية و ممارسة اختصاصاتها املسندة اليها قانونا يتطلب توفر استقالل مالي جهوي
يتناسب و درجة استقاللها إلاداري باعتباره أساسا للنظام الالمركزي
فإذا كانت الرقابة املالية املطبقة على الجهة » تعتبر ضرورة قانونية و واقعية و تفرضها مبادئ الالمركزية إلادارية
ذاتها ، «123فترسيخ الاستقالل املالي لهذه الجهات يقتض ي تنزيل مجموعة من الضمانات العملية للحد من سلبيات
123
-كمال بربر ''،نظم اإلدارة المحلية دراسة مقارنة '' ،مرجع سابق ،ص .110
611
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
الرقابة ،و تجويد القدرة الذاتية للجهات على اتخاذ قراراتها املالية ،حيث يقترن بمقابل الاختصاصات املوكولة
للجهة ،وضع أسس عملية وا حة سواء على مستوى الاختصاصات (الفقرة ألاولى) ،أو الحد من الرقابة القبلية
على ميزانية الجهة (الفقرة الثانية) ،و التي تعتبر أسال الاستقالل املالي تفعيال للمقتضيات الدستورية و تنزيال
للمستجدات املالية ع و آخرها التوجهات التي جاءت بها قوانين املالية لسنوات 8002و ،2019و التي تؤكد على
دعم و مواصلة سياسة تنزيل الجهوية املتقدمة و مواصلة إصالح نظام الحكامة و إصالح إلادارة.
رغم رصد قانون املالية لسنة 8002ملوارد مالية مهمة تفعيال لصرح الجهوية املتقدمة و دعم الجهات في
ممارسة الاختصاصات الوكولة إليها ،من أجل الرفع من حصتها الضريبية على الدخل و الضريبة على الشركات
لتنتقل من 3 %إلى ، 4%إضافة على اعتمادات مالية من امليزانية العامة للدولة ،و باستفادة الجهات من
تحويالت مالية من ميزانية الدولة بما مجموعه 8ماليير درهم زيادة على الاعتماد على ميثاق الالتمركز إلاداري و
الشروع في تفعليه ،و وضع مخطط لتحويل الاختصاصات للجهات موازاة مع تحويل املوارد املالية و البشرية،124
إال أنه البد أن نعي بأن التطور القانوني الحاصل على مستوى اختصاصات الجهة و التي يؤطرها القانون
التنظيمي للجهات 000 04ينعكس بشكل تلقائي و مباشر على مجاالت اشتغالها على مستوى املمارسة من حيث
املوارد املالية املطلوبة لبرمجة و تنفيذ ميزانيتها و مشاريعها التنموية مما أصبح لزاما وجود مواكبة قانونية الهدف
منها تعزيز الاستقالل املالي لهاته الجهات و دعم مواردها املالية ،بدل أن تبقى املوارد الجبائية هي املورد الذاتي
الوحيد الذي تعتمده هاته الجهات لتحقيق استقاللها املالي فاملادة 036من الدستور ،تنص على أن التنظيم
الجهوي و الترابي يرتكز على مبدأ التدبير الحر ،نفس املبدأ تشير إليه املادة الرابعة من القانون التنظيمي 000 04
املتعلق بالجهات ،بمع ى أن الجهة تمارل اختصاصاتها بناء على املقتضيات القانونية ،في حين يبقى حق املراقبة
البعدية للسلطة املركزية
يتضح من خالل مضامين املادة 036أن الدولة تمنح الحرية لإلدارة الجهوية في ممارسة اختصاصاتها و تمتعها
بحرية التصرف في مواردها املالية املتاحة لها قانونا
124
-ظهير شريف رقم 1.17.110صادر في 6ربيع االخر 25 ( 1439ديسمبر ) 2017بتنفيذ قانون المالية رقم 68.17للسنة المالية ، 2018مرجع
سابق .
611
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
من هذا املنطلق ،يتضح لنا نظريا رفع الوصاية املمارسة على أعمال الجهات ،و كذا كل أشكال الرقابة املرتبطة
باالختيارات الجهوية ،في حين يبقى دور ممثلي السلطة املركزية في عالقتهم بالجهة منحصرا في مؤازرة رؤساء هذه
ألاخيرة على ممارسة الصالحيات و الاختصاصات الرسمية املخولة قانونا ،بل أكثر من ذلك فالقانون التنظيمي
000 04خصص القسم السابع تحت عنوان املنازعات ابتداء من املادة 038إلى حدود املادة ، 848كما أنه في
الحاالت التي يتم فيها تسجيل ما يمكن اعتباره إخالال باحترام املقتضيات القانونية في تدبير هاته الجهات ،فإنه
يجب الطعن في ذلك أمام املحاكم إلادارية وفق الحاالت التي تنظمها هاته املواد ،بل زد على ذلك أنه يعين بقرار
من وزير الداخلية طبقا للمادة 848من نفس القانون وكيل قضائي يتولى املساعدة القانونية للجهات و الترافع
عنها أمام القضاء
في نفس الاتجاه ،يمكن تسجيل بعض القصور في القانون التنظيمي للجهة رقم ، 111.14و املتمثل في الرقابة
إلادارية التي يمارسها الوالة و العمال و التي تؤكده مقتضيات املادة 042من الدستور التي تنص على أنه :يعمل
الوالة و العمال ،باسم الحكومة ،على تأمين تطبيق القانون ،و تنفيذ النصوص التنظيمية للحكومة و مقرراتها،
كما يمارسون املراقبة إلادارية عكس ما جاء به القانون التنظيمي 000 04املتعلق بالجهات ،من خالل عدة
مواد منها املادة ، 32و املعنونة ب تسيير الجهات ،و التي تلزم رئيس الجهة بإحالة مقرر مداولة املجلس بشأن
املوافقة على النظام الداخلي ،كذلك ألامر بالنسبة للمادة 38و التي تلزم رئيس املجلس الجهوي بتبليغ والي الجهة
بقرار تمديد أجل انعقاد الدورة العادية للمجلس و الذي ال يجب أن يتعدى 02يوما متتالية كما هو الشأن
بالنسبة للمواد 88 - 86 - 82و املتعلقة بالحاالت التي يمكن أن تهدد تسيير الجهة أو توقيف أو حل املجلس
الجهوي و التي يتعين بموجبها تعيين لجنة خاصة بقرار للسلطة الحكومية املكلفة بالداخلية ،داخل أجل ال يتعدى
خمسة عشر يوما املوالية لتاريخ حصول إحدى الحاالت املشار إليها في املواد أعاله ،و التي تجعل من والي الجهة
بقوة القانون الرئيس الفعلي لهذه اللجنة بموجب الصالحيات املخولة لرئيس مجلس الجهة ،بل أكثر من ذلك
يمكنه أن يفوض بعض صالحياته لحد أعضاء هذه اللجنة
من جهة أخرى ،تؤكد املادة 44من القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم 000 04على أن لوالي الجهة حق
الاعتراض على أي نقطة مدرجة في جدول ألاعمال و التي ال تدخل في اختصاصات الجهة أو صالحيات املجلس
الجهوي كما يبلغ تعرضه إلى القضاء الاستعجالي باملحكمة إلادارية للبث فيه داخل أجل 42ساعة ابتداء من
تاريخ التوصل به
611
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
يشير مضمون املادة 44السالفة الذكر إلى أنه مادامت السلطات املركزية لم توافق على القرار املتخذ،
فالسلطة الالمركزية ال يمكن لها أن تمر إلى مرحلة التنفيذ ،و بالتالي فإن سلطة الوصاية يمكن لها على هذا
الشكل أن تعوق بصفة مستمرة عمل السلطات الجهوية بعدم موافقتها مما يشكل خطرا على حرية تصرف
املجالس الجهوية و هو ما يشير إلى أن املشرع كان واعيا » بخطورة وصاية املالئمة باعتبارها عنصرا يحد كثيرا من
ممارسة الحريات املحلية و هذا ما أدى باملشرع إلى سن قواعد قانونية مالئمة ،كما يمكن القول أن املشرع سلك
مسلك صانع الدواء املر الذي يعمد على تحليته من أجل تسهيل تناوله . « 125فهذا النوع من الوصاية يمارل »
باملصادقة أو رفض املصادقة ،و يمكن تحليلها في كونها عبارة عن فيتو دائم الاحتمال ملعارضة تنفيذ قرارات
السلطات الالمركزية ،الجهوية فإذا نظرنا إلى ألاشياء من قريب فممارسة و صاية املالئمة تؤدي حتما إلى إشراك
سلطات الوصاية في سلطة القرار املخولة قانونا إلى السلطات الالمركزية ،الجهوية
من هذا املنظور و على عكس وصاية املالئمة ،فإن مراقبة املشروعية هي التي بمفردها تحترم فكرة الالمركزية
باعتبار أن ألامر يتعلق بمراقبة موضوعية. «126
فارتباطا باملوضوع البد أن نشير إلى الخطاب امللكي بتاريخ 3يناير ،8000حيث أكد رئيس الدولة محمد
السادل على ضرورة انبثاق مجالس ديمقراطية تتوفر على صالحيات
و موارد ،و جهات تجسد مجالس تمثيلية للنخب املؤهلة لحسن تدبير شؤون مناطقها ،و ليس جهازا صوريا ،أو
127
بيروقراطيا
توضيحا أكثر ملهام و مسؤوليات الجهات يتعين التمييز بين ميادين الاختصاص التي من باب التبسيط تتحدد
على أسال التنظيم الحكومي ( املاء ،الطاقة ،إلاسكان ،التربية ) ،ثم الاختصاصات في حد ذاتها التي تشكل
مهام لصيقة بكل ميدان هذا التمييز يسمح توا بإبداء مالحظات مفادها أن الجوانب الاستراتيجية ،و التقنينية و
املعيارية و املراقبة و الجزاء في ميدان ما ،تظل من اختصاص الدولة املركزية في حين أن الاختصاصات ألاخرى (
املهام ) املرتبطة بنفس هذا امليدان يمكن توزيعها بين الدولة و الجهة ،و العمالة ،أو إلاقليم و الجماعة حسب
مستوى الاستعداد لكل طرف و الحدود املرغوب فيها لالتمركز أو الالمركزية و في إطار هذا التوزيع ،يمكن ترك
هامش من الحرية للجماعات الترابية فيما يخص الاختصاصات الذاتية و التي تغطى بموارد ذاتية أو مشابهة ( بما
في ذلك الناتجة عن اعتمادات من طرف الدولة بدون تخصيص معين) ،فيما ستكون الاختصاصات املنقولة أو
125
-محمد اليعكوبي '' ،تأمالت حول الدي مقراطية المحلية بالمغرب'' ،مطبعة المعارف الجديدة -الرباط ،الطبعة الثانية ،سنة ، 4771ص.6.
126
-نفس المرجع ،ص .11-17
127
-اللجنة اإلستشارية للجهوية ،تقرير حول الجهوية المتقدمة ،الكتاب الثاني :الجوانب المؤسساتية ،مرجع سابق ،ص .00-04
616
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
القابلة للنقل مغطاة بتحويل مالئم للموارد ،في حين يتم بطبيعة الحال استبعاد وظائف السيادة للدولة ( الدفاع
128
كما أن ألامر يتطلب إطالق مسار تجرييي الوط ي ،ألامن ،العدل ،الشؤون الدينية ،الشؤون الخارجية )
ملمارسة الاختصاصات املشتركة للجهات (املواد 80إلى 83من القانون التنظيمي 04-000املتعلق بالجهات) ،و
كذا الاختصاصات املنقولة للجهات (املواد 84إلى 82من القانون التنظيمي 04-000املتعلق بالجهات) ،مع تحديد
129
و هو ما يجب أن ينطبق على جهات الصحراء أوال ،بتمكينها من إطار تنظيمي مالئم و موحد لهذا املسار
ممارسة اختصاصاتها ،تحقيقا ملطلب الحكم الذاتي ،و ذلك بتوفير املوارد املالية الضرورية التي حددتها املبادرة
املغربية للحكم الذاتي » في :
الرسوم و الضرائب و املساهمات املحلية املقررة من لدن الهيئات املختصة للجهة؛
العائدات التي يمكن تحقيقها من استغالل املوارد الطبيعية املرصودة للجهة؛
جزء من العائدات املحصلة من طرف الدولة واملتأتية من املوارد الطبيعية املوجودة داخل الجهة؛
املوارد الضرورية املخصصة في إطار التضامن الوط ي؛
عائدات ممتلكات الجهة. «130
الفقرة الثانية :على مستوى الرقابة القبلية على امليزانية الجهوية .
إن استعراض مختلف آلاليات التي تحرص السلطات املركزية سلطات الوصاية على تضمينها للمذكرات و
الدوريات التي تصدرها بمناسبة إعداد ميزانيات الجهات ،يضع تصورا وا حا حول جم و ثقل الرقابة التي
تمارسها على هذه امليزانيات حتى قبل إعدادها ،و كمثال على ذلك ،الدورية الوزارية رقم ،0680و الصادرة بتاريخ
8006/00/08بشأن إعداد ميزانيات الجماعات الترابية برسم سنة ،8008و التي تسعى إلى التذكير بااللتزامات و
التوجيهات املنظمة إلعداد امليزانيات انسجاما مع القوانين و ألانظمة الجاري بها العمل ،و كذا الدورية رقم 2707
بتاريخ 08سبتمبر ، 8002حول إعداد و تنفيذ ميزانيات الجماعات الترابية برسم سنة ،8008و التي تضع تصورا
للتوجهات العامة الالزم اتباعها من طرف املجالس املنتخبة ،و ذلك تماشيا مع إلاطار العام للسياسات العمومية
للدولة ،كما تتضمن بعض إلاجراءات إلادارية و التنفيذية املتعلقة بإعداد امليزانية و اعتمادها و مراقبتها و التأشير
128
-نفس المرجع السابق ،ص.06-00
129
-خالصات و توصيات الملتقى البرلماني للجهات الرباط 14 ،نونبر. 4710
130
-الفقرة ، 24المبادرة المغربية حول منح الحكم الذاتي للصحراء .
611
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
عليها و تنفيذها وفق القوانين و الانظمة الجاري بها العمل ،و ذلك بغية تقوية و تعزيز القدرات التدبيرية
للجماعات الترابية ،و تفعيل قواعد الحكامة الجيدة و ضبط و توحيد أنماط التدبير املالي
بمناسبة إعداد الجهة مليزانيتها و تقديم مشروعها ملصادقة سلطات الوصاية » تكون الجهة مطالبة بتطبيق و
احترام مجموعة من الضوابط التي تحكم إعداد هذه املشاريع،و التي أصبحت تشكل قواعد إجرائية لتقدير املوارد
و النفقات ،تضعها سلطات الوصاية قصد ضبط عملية التقدير هاته و التحكم نسبيا في جم و نوعية العمليات
املال ية املتضمنة في امليزانية سواء تعلق ألامر بالتوجيهات املتعلقة باملداخيل أو تلك املحددة للنفقات . «131و التي
تؤكدها مضامين الدوريتان الوزاريتان السالفتان الذكر
إن هاته التوجيهات املتعلقة بامليزانية ،و الصادرة عن سلطات الوصاية تهدف بالخصوص إلى » احترام
القواعد و التوجيهات املتعلقة بمداخيل الجهة ،و خاصة املتعلقة بحصة الجهات من الضريبة على القيمة
املضافة ،و من ضرائب الدولة ،و من املوارد العمومية ،و تتعلق باالستخالصات الفعلية برسم السنوات الفارطة
،مع استحضار مبدأ الصدقية ،أما فيما يخص ميزانية التجهيز فيتوجب على الجهة أن تحدد املوارد املرتقب
رصدها إلنجاز املشاريع املزمع تمويلها جزئيا أو كليا عن طريق القروض ،و التي تتعلق بحصة الجهة في تمويل هذه
املشاريع ،و كذا املوارد املرتقب تعبئتها خالل السنة املالية على ضوء الترخيصات بالبرامج املؤشر عليها ، «132أما
فيما يخص الجانب املتعلق بالنفقات ،فمن املالحظ أن سلطات الوصاية تمارل نوعا من الرقابة القبلية على
مالية الجهة ،فهي تعمل هنا على ترشيد هذه النفقات سواء على مستوى التسيير أو التجهيز أو الاستثمار
يالحظ من خالل توجيهات وزارة الداخلية لرؤساء الجهات ،أهم تجليات الوصاية و التي تسبق حتى عملية
تخطيط أو البرمجة الجهة مليزانيتها ،علما أن هناك نصوص منظمة سواء على مستوى الدستور أو القانون
التنظيمي ،أو حتى املراسيم التطبيقية ،و منها املرسوم رقم 2.17.449الصادر في 83نوفمبر ، 2017و املتعلق بسن
نظام للمحاسبة العمومية للجهات و مجموعاتها ،و الذي يو ح في الباب ألاول و الثاني من القسم الثاني منه
القواعد املطبقة على تنفيذ عمليات املداخيل و النفقات ،إضافة إلى عدة مراسيم أخرى دخلت إلى حيز التنفيذ منذ
عام ،8002إلى حدود آلان و املتعلقة بمختلف اختصاصات الجماعات الترابية فلعل تدخل سلطات الوصاية من
خالل هذه التوجيهات يأتي جراء معرفة ضعف القدرات املعرفية و املهنية لرؤساء املجالس ،و هو ما سنتطرق إليه
في محور آخر من هذا البحث
131
-عبد اللطيف بروحو''،مالية الجماعات الترابية بين واقع الرقابة و متطلبات التنمية'' ،المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،سلسلة مواضيع الساعة ،
مطبعة المعارف الجديدة – الرباط ،الطبعة الثانية ،سنة ، 2016مرجع سابق ،ص.46
132
-وزير الداخلية ''،دورية حول إعداد ميزانيات الجماعات الترابية برسم سنة ،'' 4710ص.4
611
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
من زاوية أخرى ،فدخول القانون التنظيمي للجهات رقم 000 04حيز التنفيذ و إصداره في الجريدة الرسمية
بتاريخ 23يوليوز ،8002يتبين أن الدولة التزمت فعال بما جاء في مضمون املادة 022من القانون التنظيمي 000 04
املتعلق بالجهات ،و تطبيقا لحكام املادة 040من الدستور بخصوص املوارد املالية املرصودة من قبل الدولة
لفائدة الجهات بموجب قوانين املالية ،و هو ما يتضح من خالل قانون امليزانية لعام ،8006حيث » تم رصد موارد
إضافية بصفة تدريجية في أفق بلوغ 00ماليير درهم سنة 8080على الشكل التالي:
8% من حصيلة الضريبة على الشركات بدل 0 %حاليا في أفق بلوغ 2 %؛
2% من حصيلة الضريبة على الدخل بدل 0 %حاليا في أفق بلوغ 2 %؛
80% من حصيلة الرسم على عقود التأمين بدل 03 %حاليا .
كما رصد مخصصات مالية إضافية من امليزانية العامة تقدر ب 2مليار درهم ،و ما مجموعه أربعة ماليير درهم
للجهات لتمكينها من ممارسة اختصاصاتها على الوجه املطلوب . « 133مع العلم أن هذه املوارد املالية املخصصة
للجهات » تعززت لتبلغ سبعة مليار درهم برسم قانون املالية لسنة ،2018في أفق بلوغ 10ماليير درهم سنة
. « 134 8080
من جهة أخرى ،فطبقا ملقتضيات املادة 002من القانون التنظيمي للجهات رقم 111.14يتولى رئيس املجلس
الجهوي إعداد امليزانية و يوجهها بعد عرضها على لجنة املالية مرفقة بالوثائق الالزمة إلى السلطة الحكومية
املكلفة بالداخلية في أجل أقصاه فاتح ديسمبر من كل سنة ،طبقا لحكام املادة ،800على أن يتم اعتمادها في
أجل أقصاه 2نوفمبر ،كما أن الباب الثالث من القسم الخامس املخصص للتأشير على امليزانية ،يتعارض في
مضمونه مع مبدأ التدبير الحر و املحاسبة على النتائج ،الذي أبرزته املادة ألاولى من القانون التنظيمي رقم
000 04الذي يحدد أيضا قواعد الحكامة املتعلقة بحسن تطبيق مبدأ التدبير الحر و تدبير الصناديق و البرامج
وتقييم ألاعمال و إجراءات املحاسبة فمنطق التعارض يظهر من خالل املادة 808من نفس القانون التنظيمي
للجهات التي تنص على أنه :تصبح امليزانية قابلة للتنفيذ بعد التأشير عليها من قبل السلطة الحكومية املكلفة
بالداخلية كما تنص الفقرة الخامسة من املادة 004على أنه :تكون مقررات املجلس قابلة للتنفيذ بعد
انصرام أجل التعرض من قبل والي الجهة و املنصوص عليه في الفقرة ألاولى من نفس املادة ،و هذا ما يبرز
133
-وزارة اإلقتصاد والمالية ،ميزانية المواطن ،دليل المواطن لالطالع والتفاعل مع الميزانية ''،تسريع تفعيل الجهوية واإلصالحات الهيكلية الكبرى''،
سنة ،4714ص.01
134
-ظهير شريف رقم 1.17.110صادر في 6ربيع االخر 25 ( 1439ديسمبر ) 2017بتنفيذ قانون المالية رقم 68.17للسنة المالية ، 2018مرجع
سابق .
614
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
هيمنة وزارة الداخلية على مسار التدبير امليزانياتي على مستوى التأشير على امليزانية ،فهل هذا راجع إلى نوع من
الرقابة القبلية على املالية الجهوية أو أنها رغبة املشرع في تفعيل مبدأ التدبير الحر في إطار ربطه باملسؤولية و
املحاسبة رغم أن وزارة الداخلية ليست صاحبة الاختصاص املالي
يقوم التمويل الجهوي على » نظام يجمع بين املوارد الذاتية بما فيها الجبايات املحلية و املوارد املحولة من
طرف الدولة و كذا القروض ، «135فإذا كان تعزيز التمويل الترابي الجهوي املمنوح من قبل املركز يساهم من
حيث دعم الجانب املالي ،إال أنه يشكل عائقا لالستقالل املالي للجهات ،من حيث التدخل في الشؤون املالية
الجهوية و تدبير هاته ألاخيرة لنشاطها املالي سواء على مستوى التخطيط أو التنسيق أو التنفيذ أو الرقابة ،و
بالتالي ستبقى هاته الجهات رهينة هذا التدخل مادامت في حاجة إلى التمويل املركزي أو غيره من التمويالت
املسموح بها حسب ما تسمح به النصوص التشريعية املنظمة ملالية الجهة ،و بالتالي تبقى من بين أهم إكراهات
الاستقالل املالي الجهوي ،هشاشة إلامكانيات املالية ( الفقرة ألاولى) ،و قصور العدالة في توزيع و إنفاق املوارد
املالية ( الفقرة ثانية) ،مع ألاخذ بعين الاعتبار الجهات املنتجة للثروة
إن بناء جهوية متقدمة وفق التصور الدستوري الجديد لن يتحقق إال إذا تم إيجاد حل لزمة الاستقالل املالي،
و ذلك من خالل إيجاد حلول واقعية مبنية على أسال قانوني ،حتى تتم مطالبتها بتحمل املسؤولية امللقاة على
عاتقها في تدبير سياساتها الجهوية ،لكن من خالل قراءتنا املتواضعة لهذه القوانين إرتئ لنا أن إشكالية الاستقالل
املالي للجهات ترتبط حقيقة في محدودية إلامكانيات املالية من جهة ،لكن تبقى طرق التدبير املالي الجهوي السبب
الرئيس ي في مدى رغبة و قدرة هذه الجهات على تخطي أزمة الاستقالل املالي
فالجهة لن تكون لها القدرة على القيام بدورها في تدبير هذه السياسات ،إال من خالل القدرة على إعداد و تنفيذ
سياسات مالية تتماش ى في انسجام تام مع التوازن املالي للدولة ،و تكريس التدبير املرتكز على النتائج من خالل
القوانين التنظيمية للقوانين املالية ،و التعجيل بدخول أحكام املواد 2و( 48د) و( 42الفقرة ألاخيرة) من القانون
135
-تقرير المجلس األعلى للحسابات ''،التحليل المالي'' ،مرجع سابق ،ص. 61
615
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
03 030حيز التنفيذ ،و الانتقال من املقاربة القانونية و التقنية للتدبير إلى مقاربة قائمة على ثقافة تدبيرية في
خدمة املواطنين.136
لقد أغ ى املشرع املغربي الترسانة القانونية املتعلقة بالتنظيم الجهوي على املستوى التشريعي بصدور القانون
التنظيمي للجهات رقم ، 111.14و حدد من خالله املوارد املالية لهذه الجهات في الفصل الثاني ،املواد -026
، 080و في مقابل ذلك حدد تكاليف هاته الجهات من خالل الفصل الثالث ،املواد ، 086 -088كما عمل على
إصدار العديد من املراسيم التطبيقية في هذا الشأن كما أن القانون التنظيمي للمالية رقم ، 030 30حدد هو
آلاخر في الفصل الثالث من الباب ألاول منه موارد و تكاليف الدولة
لقد أكد وزير الداخلية من خالل التقرير املشترك إعداده بين لجنة الداخلية و الجماعات الترابية و السك ى و
سياسة املدينة ،و املتعلق بامليزانيات الفرعية لهاتين الوزارتان لعام ،8008على أن وزارته » تتعامل مع
الجماعات الترابية بناء على منطق املصاحبة الذي تؤطره القوانين التنظيمية للجماعات الترابية بدل سلطة
الوصاية التي كانت سابقا ،مؤكدا على أنه ال يمكن تعديل حصة الجماعات الترابية من القيمة املضافة ،رغم
اعترافه بأن إلاشكالية الرئيسية بالنسبة لهذه الجماعات هي املوارد املالية ،كما دعاها إلى ضرورة العمل على تنمية
مواردها عن طريق الجبايات املحلية ،كما أكد على أن ورش الجهوية املتقدمة ليس ورشا و إنما هو خيار ال رجعة
فيه ،و الذي البد له من العمل املستمر و تصحيح ألاخطاء التي تشوب عملية التنزيل. «137
و لإلشارة ،فقد بلغت حصص الجهات سنة 4 08 ، 8008مليار درهم لتنفيذ برامجها ،في حين بلغت امليزانية
الفرعية املرصودة لوزارة الداخلية برسم ،8002ما مجموعه 82 84مليار درهم بما في ذلك اعتمادات الالتزام و
يتوزع هذا الغالف املالي كاآلتي:
-صندوق الدعم املقدم للمنافسة ومراقبة ألاسعار واملدخرات الاحتياطي ( 2ماليين درهم)؛
-صندوق مواكبة إصالحات النقل الحضري والرابط بين املدن ( 004مليون درهم) ؛
-حصة الجماعات املحلية من حصيلة الضريبة على القيمة املضافة 82 38مليار درهم؛
-الصندوق الخاص بدعم وتنمية الوقاية املدنية 800مليون درهم ؛
136
-ظهير شريف 1.11.44صادر في 16من شعبان 4(1604يونيو )4711بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 107.07لقانون المالية ،الجريدة الرسمية عدد
:6370
المادة ،4.الفقرة األخيرة '' :تدخل أحكام المواد 1و( 60د) و ( 61الفقرة األخيرة ) حيز التنفيذ ابتداء من فاتح يناير .471.
137
-تقرير لجنة الداخلية و الجماعات الترابية و السكنى و سياسة المدينة '' ،الميزانيات الفرعية لكل من وزارة الداخلية و وزارة إعداد التراب الوطني و
التعمير و اإلسكان و سياسة المدينة '' ،سنة ، 1161ص 114-11
611
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
-الصندوق الخاص لحصيلة حصص الضرائب املخصصة للجهات 6 88مليار درهم ؛
-حساب تمويل نفقات التجهيز ومحاربة البطالة 0 80مليار درهم؛
-صندوق دعم ألامن الوط ي 30مليون درهم؛
-الصندوق الخاص بالوثائق إلالكترونية ووثائق السفر 463 88مليون درهم؛
-صندوق التطهير السائل وتصفية املياه املستعملة 004مليون درهم؛
-صندوق مكافحة آثار الكوارث الطبيعية 800مليون درهم.
ميزانية التسيير 88 03 :مليار درهم ،ويشمل هذا اعتمادات املوظفين ،02 26و اعتماد املعدات و الاعتمادات
املختلفة ب 3 28مليار درهم يناهز .
ميزانية إلاستثمار 6 00 :مليار درهم بما في ذلك اعتمادات ألاداء 8 23مليار درهم و اعتمادات الالتزام 3 82مليار
درهم .
الحسابات الخصوصية 32 83 :و يتوزع هذا الاعتماد حس ي ما يلي:
-مرافق الدولة املسيرة بصورة مستقلة :يناهز سقف التحمالت 020مليون درهم ،منها 80مليون درهم
مخصصة للمراكز الجهوية لالستثمار ،و 20مليون درهم ملديرية تكوين ألاطر إلادارية والتقنية؛
-حصة الوزارة من املناصب املحدثة برسم سنة 8002:2000منصبا. 138
املثير لالنتباه أنه خالل هذا التقرير تمت مطالبة وزارة الداخلية على لسان وزيرها بالزيادة في ميزانية قطاعها
بدعوى مالئمتها للمجاالت التي تدبرها مع العلم أن نفس التقرير يشير إلى أن هذا القطاع يتحمل لوحده 86 8
مليار من امليزانية العامة ،و أكثر من 32 2مليار درهم في الحسابات الخصوصية من خالل عشر حسابات تشكل ما
يقرب 60في املائة من مجموع الحسابات املرصودة لمور خصوصية دون احتساب حسابات ما يسمى
139
()CAS.INDH
انطالقا من هاته ألارقام نستنتج هيمنة وزارة الداخلية على الغالف املالي ألاكبر على مستوى امليزانية العامة
للدولة ،في حين تبقى املوارد املالية املخص صة للجهات ألاضعف إن لم نقل الهزيلة ،و التي ال تشكل إال الجزء
اليسير من موارد هذه الوزارة مقابل الاختصاصات املسندة إليها و جم الوصاية املمارسة عليها ،ما يتوجب إعادة
النظر في املوارد املالية لهذه الوزارة مقابل املوارد املالية املخصصة للجهات نفس ألامر بالنسبة ملقدار تعويضات
138
-نفس المرجع السابق ،ص .16
139
-نفس المرجع ،ص.10
611
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
أعضاء املجالس الجهوية املنتخبة عن التمثيل و التي حددها املشرع من خالل املرسوم رقم 2.16.495و الصادر في
6أكتوبر عام ،8006و التي تتطلب بدورها إعادة النظر خاصة على مستوى تعويضات رؤساء الجهات و نوابهم و
التي يو حها الجدول أسفله
الجدول رقم5:
تعويضات أعضاء املجالس الجهوية املنتخبة عن التمثيل .
مقدار التعويض الشهري عن التمثيل بالدرهم
رؤساء الفرق نائب رئيس نائب كاتب نواب رئيس مجلس
رئيس لجنة كاتب املجلس الرئيس
لجنة املجلس دائمة
دائمة
8 000 8 000 4 000 8 000 4 000 02 000 40 000
نفس ألامر بالنسبة للمصاريف الانتخابية املخصصة للمرشحين ،و التي أكد وزير الداخلية من خالل نفس
140
التقرير على أنه تمت مراجعتها لتصل إلى 200ألف درهم لكل مترشح أو مترشحة
الفقرة الثانية :قصور العدالة في توزيع و إنفاق املوارد املالية للجهات .
يعرف تدبير القرار املالي الجهوي عدة إكراهات تؤثر على مسار الاستقالل املالي للجهات ،حيث نجد التدخل
املفرط للسلطة املركزية سواء على مستوى التمويل أو التدبير ،ما يستوجب إعادة النظر في سبل دعم استقالل
القرار املالي الجهوي ،و ذلك من خالل توزيع عادل للموارد املالية املرصودة للجهات وفق معايير تراعي كل املجاالت
الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية ،ثم البيئية لكل الجهات على حد السواء ،مع تفعيل آلية التدبير التشاركي
على مستوى إلانفاق
140
-تقرير لجنة الداخلية و الجماعات الترابية و السكنى و سياسة المدينة ،نفس المرجع السابق ،ص.4
611
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
انطالقا من توزيع املوارد املالية على جهات اململكة ،البد و أن نشير إلى إحدى املالحظات البارزة و املتعلقة
بتوزيع مساهمات امليزانية العامة للجهات ،حيث توزع وفق معايير معينة وفقا لحكام املادة ألاولى من املرسوم
املتعلق بتحديد معايير توزيع مساهمات امليزانية العامة للجهات ،و ذلك وفق التوزيع التالي» :
%50 بالتساوي على الجهات ؛
%37,5 بناء على عدد سكان الجهة ؛
%12,5 بناء على مساحة الجهة. « 141
و هو ما يمكن استخالصه من ألارقام املشار إليها في الجدول التالي:142
الجدول رقم 6 :
توزيع مساهمات امليزانية العامة للجهات :
النسبة عدد السكان املساحة الجهة
13% 4 533 082 12.326 الرباط -سال -قنيطرة
20% 6 861 739 76.237 الدارالبيضاء ،سطات
8% 2 676 847 61.701 سوس ،ماسة
7% 2 520 776 34.7726 بني مالل ،خنيفرة
13% 4 236 892 32.221 فاس ،مكناس
5% 1 635 008 116.617 درعة تافياللت
1% 433 757 62.701 كلميم واد نون
1% 367 758 771.767 العيون بوجدور الساقية
الحمراء
13% 4 520 569 67.366 مراكش اسفي
0,42% 142 955 131.777 الداخلة واذي الذهب
7% 2 314 346 17.170 الشرق
11% 3 556 729 16.177 طنجة تطوان الحسيمة
املصدر :تقرير وزارة الداخلية ''الالمركزية في أرقام '' ،سنة .7716 -7716
141
-وزارة االقتصاد و المالية '' :ميزانية المواطن'' ،سنة ، 4714مرجع سابق ،ص.01
142
-وزارة الداخلية :المديرية العامة للجماعات المحلية ''،الالمركزية في أرقام'' ،سنة ، 4711 -4716ص. .
www.hcp.ma: -نتائج اإلحصاء لسنة /.4716تاريخ الولوج 16/5/2019
611
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
طبقا ملا جاء في ديباجة املرسوم املتعلق بتحديد معايير توزيع مساهمات امليزانية العامة للجهات السالف الذكر
،فقد جاء هذا التوزيع و اختيار هاته املعايير بناء على املادة 188من القانون التنظيمي رقم 111.14املتعلق
بالجهات ،و تطبيقا لحكام املادة 040من الدستور ،143و بناء على البند الثالث من املادة 22من قانون املالية
رقم 70.15للسنة املالية 2016الصادر في ديسمبر ، 2015و بعد املداولة في مجلس الحكومة املنعقد بتاريخ 11من
ربيع ألاول 23 ( 1437ديسمبر ) 2015
بالرجوع إلى املادة 040من الدستور ،نجد مضمونها ال يحيل إلى هاته املعايير ،حيث أن منطوق املادة كان
وا حا ،فهو يحيل فقط في فقرته ألاولى على توفر الجهات على املوارد الذاتية و املرصودة من قبل الدولة ،في
حين املادة 022من القانون التنظيمي املتعلق بالجهات ،تحيل هي ألاخرى إلى املوارد املالية املرصودة من قبل
الدولة من حصيلة الضريبة على الشركات ،ثم الضريبة على الدخل و الرسم على عقد التأمين ،تضاف إليها
144
بعض الاعتمادات املالية من امليزانية العامة للدولة في أفق بلوغ 00ماليير درهم سنة 8080
انطالقا مما سبق ،نستنتج أن تحويل املوارد من خالل النصوص القانونية يكون انطالقا من حصيلة
الضرائب على الدخل و الشركات و رسم التأمين حسب مضمون القانون التنظيمي للجهات رقم ،111.14و هذا ما
تؤكده الفقرة ألاولى من املادة 040من الدستور ،في حين أن الفقرة الثانية من نفس املادة تحيل على أن هذه
املوارد تقترن حسب الاختصاصات املنقولة و بالتالي فتوزيع هاته املساهمات بناء على معايير التساوي بين
الجهات و عدد الساكنة و املساحة ال يجد له أي سند قانوني كما أن هذا التوزيع يتنافى مع مبدأ الصدقية
145
و هو ما يتضح امليزانياتية ،الذي تقدم على أساسه قوانين املالية بشكل صادق ملجموع موارد و تكاليف الدولة
من خالل كيفية توزيع حصص استثمارات الجهات » ،حيث ستشهد كل من جهة الدار البيضاء -سطات ،و جهة
الرباط -سال – القنيطرة ،و جهة مراكش – أسفي ،و جهة سول – ماسة ،و جهة درعة -تافياللت ارتفاعا في
حصة كل منها ،لتنتقل على التوالي من 27 %و 22 %و 9%و 3%و 1%سنة ، 2016إلى 28 %و 23 %و 10 %و
5%ثم 3%سنة . «1462018
143
-المادة 161من الدستور المغربي لعام '' :4711تتوفر الجهات والجماعات الترابية األخرى على موارد ذاتية و موارد مالية مرصودة من الدولة ،و
كل اختصاص تنقله الدولة إلى الجهات والجماعات الترابية األخرى يكون مقترنا بتحويل الموارد المطابقة اليه '' .
144
-المادة 111من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات '':111.16تطبيقا ألحكام الفقرة األولى من الفصل 141من الدستور ،ترصد الدولة للجهات،
بموجب قوانين المالية ،بصفة تدريجية ،نسبا محددة في % 5من حصيلة الضريبة على الشركات ،و % 5من حصيلة الضريبة على الدخل ،و02%
من حصيلة الرسم على عقود التأمين ،تضاف إليها اعتمادات مالية من الميزانية العامة للدولة في أفق بلوغ سقف 12ماليير درهم سنة .''0201
145
-المادة ، 10ظهير شريف رقم 1.15.62صادر 14من شعبان 2( 1436يونيو )2015بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 130.13لقانون المالية ،مرجع
سابق ،ص . 5811
146
-وزارة االقتصاد والمالية :مجلة المالية ''،قانون المالية ،''4711عدد خاص -أبريل ،سنة ،4711ص.46
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
افتراضا أن هذه املؤشرات عادلة ،تبقى ألارقام التي تصدر عن التقارير التي تصدرها وزارة املالية تتنافى مع
مقتضيات هذا التوزيع ،و هو ما يجعل توزيع املوارد املالية حسب الجهات تسوده الضبابية و تحكمه مؤشرات
أخرى ما يتطلب إعادة النضر في املعايير املعتمدة لتوزيع مساهمات الدولة للجهات ،و هو ما يمكن تأكيده من
خالل توزيع الدولة لالستثمارات حسب الجهات و الذي يو حه الجدول التالي:147
الجدول رقم 7 :
توزيع الاستثمارات املتوقعة ألهم املؤسسات واملقاوالت العمومية .
نصيب الفرد الحصة املبلغ باملليون الجهة
من الاستثمار الدرهم
من نافلة القول ،إذا كانت الجهات تتمتع من الناحية القانونية باستقالل قرارها املالي و لو نضريا ،فإن هذا
الاستقالل ليس مطلقا في ظل الوصاية املركزية ،فاالستقالل املطلق للجهات معناه أن تمارل هذه الجهات
نشاطها املالي في استقالل تام عن السلطات املركزية ،بعيدا عن دعمها و توجيهاتها ،لكن مقابل ذلك ال بد أن
تكون لهذه الجهات القدرة على التمويل الذاتي باعتبار أن املوارد املالية تبقى هي املرتكز ألاسال الستقاللها املالي
147
-نفس المرجع السابق ،ص .24
116
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
الفعلي ،و بالتالي تكون قدرة الجهات على التمويل الذاتي مؤشرا من املؤشرات إلايجابية للتدبير املالي الجهوي
السليم
الباب الثاني :أعطاب حكامة التدبير املالي الجهوي و التحديات املمكنة .
إن املتتبع للشأن الترابي الجهوي ،سيقر ال محالة بحجم ألادوار و املهام املسندة ملجالس الجهات نظريا ،و
الهادفة إلى تحقيق رهان التنمية الجهوية بمختلف أبعادها ،و التي منح املشرع بموجبها عدة صالحيات تنظيمية و
مالية ملجالس الجهات ،شكل القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم 111.14ألاسال القانوني لها .فالجهات
تستند في تدبير شؤونها على عدة مقومات قانونية و مالية و بشرية ،إال أنه رغم كل هذه املقومات و الصالحيات
املسندة ملجالس الجهات ،فهناك مجموعة من الاكراهات التي الزالت تعيق مسارات التدبير املالي الجهوي ،و
بالتالي مسلسل التنمية الاقتصادية و الاجتماعية الجهوية ،ألامر الذي يؤكد محدودية النجاعة و الحكامة
التدبيرية خاصة في شقها املالي .
إن مقاربة موضوع التدبير املالي الجهوي ،تتطلب الاحاطة بمفهوم الحكامة و أسسها على املستوى الجهوي ،كما
أن ألامر يتطلب معرفة أهم املرتكزات التشريعية للحكامة املالية الجهوية ،سواء تلك املتضمنة في الوثيقة
الدستورية أو املجسدة في القانون التنظيمي للجهات رقم 111.14و املراسيم التطبيقية .كما أن مقاربة هذا
املوضوع ،تستدعي منا تناول أهم الاختالالت و ألاعطاب على مستوى حكامة التدبير و التي تكمن في إكراهات
قانونية و أخرى بشرية و قصور في دور املؤسسات الرقابية .من هنا يكون التساؤل مشروعا حول ماهي هذه
إلاكراهات و ماهي سبل تجاوزها ؟
الفصل ألاول :الحكامة املالية الجهوية :املرتكزات التشريعية و الاختالالت التدبيرية .
يتطلب موضوع التدبير املالي للجهات إلاحاطة بجميع جوانبه ،فإضافة إلى تمكين الجهات من املوارد املالية
الكفيلة بتحقيق مطلب التنمية الجهوية ،و تحقيق مطلب الاستقاللية على مستوى اتخاذ قراراتها املالية ،البد من
ضبط آلاليات و القواعد التدبيرية املعتمدة على قواعد الحكامة املالية ،و هو ما يتطلب مناقشة املبادئ و ألاسس
املفاهيمية للحكامة املالية (املبحث ألاول) ،قبل تناول املرتكزات التشريعية و آلافات التدبيرية ( املبحث الثاني ) ،
على مستوى حكامة التدبير املالي الجهوي
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
املبحث ألاول :الحكامة املالية :املبادئ و ألاسس .
إن الحد يث عن الضمانات و املرتكزات التشريعية التي تؤسس ملفهوم الحكامة املالية ،باعتماد التدبير الرشيد
و الناجع للموارد العمومية خاصة على املستوى الجهوي ،و كذا النقائص التدبيرية التي تضر بمستقبل التنمية
الجهوية ،ال يستقيم دون تحديد مدلوالت مفهوم الحكامة املالية ( املطلب ألاول ) ،و أساسه الالمركزي و التنموي
( املطلب الثاني) ،خاصة و أن الانطالقة السليمة للبحث تفرض علينا التحديد الدقيق لألسس و املفاهيم
لإلحاطة بجوانب مفهوم الحكامة املالية ،و تجاوزا للجدال الذي يمكن أن يثيره مصطلح الحكامة على املستوى
التخصص املالي ،وقع اختيارنا على مقاربته من زاويتين ،ألاولى تهتم بالناحية اللغوية و الاصطالحية ( الفقرة
ألاولى ) ،و الثانية سنتطرق فيها إلى مبادئ الحكامة املالية ( الفقرة الثانية ) » و التي ال تمثل في واقع ألامر كامل
القواعد املرتبطة بمفهوم الحكامة و مدلوالته املختلفة. «148
يتطلب الحديث عن مفهوم الحكامة الكثير من البحوث و النظريات ،فقد أثار هذا املفهوم » من الجدال ما لم
تثره مفاهيم و مصطلحات أخرى تهم التدبير العمومي و التسيير املالي الترابي ،فقد حظي باهتمام بالغ من الاجتهاد
الفقهي الذي أفاض في إيراد مفاهيمه و أسسه و مضامينه املختلفة ،و ال نجد في واقع ألامر تعريفا قانونيا أو
تفصيال في النصوص التشريعية و التنظيمية ملدلوالت هذا املصطلح و مضامينه الوظيفية أو املادية ،فكل ما
نجده نوعا من إلاحالة أو الاستشهاد بهذا املصطلح و قواعده و أسسه التي تؤكد في مجملها على حسن التدبير و
ترسيخ ثقافة التخطيط و الشفافية و املسائلة «149فقد تم استخدام » هذا املصطلح في أدبيات إلادارة العامة
و السياسات العامة و الحكومات املقارنة ،منذ العقد ألاخير من القرن املاض ي ،كما جاء في سياق عالمي ،يتسم
148
-محمد زين الدين ''،الحكامة :مقاربة ايسمولوجية في المفهوم و السياق'' ،مجلة الفكر و السياسة االقتصادية ،العدد ، 1مطبعة النجاح الجديدة -الدار
البيضاء ،سنة ،4771ص .17
-نفس المرجع ،ص . . -1
149
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
بهيمنة صيغ التعامل الدولي بمفاهيم الخوصصة و العوملة التي تسير في اتجاه تنميط حياة الدول و املجموعات و
ألافراد ،خاصة بعد فشل سياسات إلاصالح بالدول النامية«150
أما بالنسبة للمغرب فقد » برز مصطلح الحكامة الجيدة في ظل بروز مجموعة من التغيرات ،التي عرفتها بنيات
الدولة كامتداد للتغييرات الدولية ،و التي تتجسد في تراجع دور الدولة ،في مقابل فسح املجال أكثر لفاعلين جدد
من جهة ،و من جهة أخرى ،جاء املفهوم في سياق يتميز فيه التدبير العمومي باملحدودية و الرداءة.
و كغيره من املفاهيم ،التي يتم ترجمتها من اللغة إلانجليزية أو الفرنسية إلى اللغة العربية ،تعترض الحكامة
الجيدة’‘ ’’la bonne gouvernanceعدة إشكاالت ،فيما يخص تحديد وا ح و جامع ،وأبرزها عدم وجود ترجمة
واحدة متفق عليها ، «151إضافة إلى عدة تعاريف أخرى و » التي تختلف باختالف املؤسسات الدولية .حيث لوحظ
وجود عدة ترجمات لهذا املفهوم من قبيل الحكم الصالح ،و الحكم الرشيد ،و إدارة الحكم ،و إلادارة املجتمعية و
الحكماتية و الحوكمة و الحكامة و الحكامة الجيدة . «152فبالرغم من كل التعاريف التي سبق ذكرها » ،تبقى
إلاشكالية املطروحة بالنسبة لتعريف مفهوم الحكامة ،هي تعدد العناصر و ألابعاد املكونة ملختلف التعاريف التي
أعطيت له ،سواء من لدن املنظمات الدولية أو حتى من خالل بعض ألادبيات الفقهية ،و ذلك نظرا لنوعية املقاربة
املعتمدة في تعريفه.
- 1املقاربة السياسية للمفهوم :ترى هذه املقاربة ،أن الحكامة تقوم على الديمقراطية الليبيرالية ،و هو ما يتطلب
إقامة نظام ديمقراطي من أجل الاستفادة من املساعدات التنموية
و تعتبر الحكامة حسب هذه املقاربة السياسية و سيلة لتحقيق الفعالية و التسيير النزيه للشؤون العامة إلقامة
الدولة الحقوقية ،التي تحترم فيها حقوق إلانسان و املبادئ الديمقراطية. « 153
» - 7املقاربة الاقتصادية التنموية :تعتبر هذه املقاربة مصطلح الحكامة على أنه مجرد تقنية إدارية لتسيير
عملية التنمية .فالبنك الدولي ،يعرفها اعتمادا على هذه املقاربة ،على أنها الحالة التي من خاللها تتم إدارة املوارد
الاقتصادية و الاجتماعية للمجتمع بهدف التنمية . «154
- 150رشيد السعيد ،كريم لحرش" ،الحكامة الجيدة بالمغرب ومتطلبات التنمية البشرية" ،مكتبة الرشاد -الدار البيضاء ،الطبعة األولى ،أبريل -سنة
، 1111ص111
151
-محمد زين الدين ،الحكامة :مقاربة إبستمولوجية في المفهوم و السياق ،مرجع سابق ،ص 1 1
152
-عبد الرحمان الماضي '' ،حكامة المجتمع المدني العمل الجمعوي نموذجا '' ،مجلة مسالك في الفكر و السياسة و االقتصاد ،عدد 61 – 1سنة 1111
،ص 116
153
- Fares Wafaa, du gouvernement à la gouvernance, étude d’un concept ambigu, Revue Massalik, N° 8, 2008, p.4.
154
- The Word Bank , Governance and Depelopment , the Word Bank Publication, Washington , DC. 1992, p.1.
114
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
» - 3املقاربة الفقهية :ترى هذه املقاربة أنه ليس من السهل ضبط مصطلح الحكامة و تعريفه ،الرتباطه بعدة
مجاالت و لتعدد صيغ تداوله .فقد حاول بعض الباحثين تعريفها ،على أنها تعبير عن ش يء ما يتقرر كنظام حكم
دون تخطيط مسبق و دون رسم أو تحديد لنظام معين ،فهي نظام ينبع من الضرورة ،و ليس نظاما يتقرر وفق
تصور سابق. «155
و بغض النظر عن تطور مفهوم الحكامة » ،فقد عرف املصطلح بمدلوله الحالي ،و مضامينه الحديثة تنوعا في
التعاريف بين مختلف الهيآت و التيارات الفقهية و املؤسساتية ،فقد اعتبرها البنك الدولي بمثابة نمط أو
ممارسة عملية صادرة عن السلطة العمومية في مجال تدبير املوارد الاقتصادية و الاجتماعية بهدف تحقيق
التنمية ،أما برنامج ألامم املتحدة إلانمائي ،فيعتبر أن الحكم يعبر عن ممارسة السلطة الاقتصادية و السياسية
و إلادارية لتدبير الشأن العام ، « 156في مقابل ذلك نجد » الاتحاد ألاوروبي يعتبرها مجموعة من املبادئ و ألاسس
التي يقوم عليها التدبير العمومي ،بغية حماية املصالح العمومية و تحقيق الحاجيات الترابية ،و ذلك عن طريق
الاستعمال ألامثل للموارد . « 157و عليه » ،يمكن تعريف الحكامة على أنها مقاربة عصرية في صنع القرار و التدبير
الجيد للشأن العام ،تعتد بتطوير املفاهيم التقليدية املستعملة في مجال التدبير،و هي تعبر عن ممارسة السلطة
السياسية و إدارتها لشؤون املجتمع بمستوياته الترابية ،الوطنية و العاملية ،و املوارد املختلفة عن طريق منهجية
للعمل املتعدد ألاطراف ) سلطات عمومية ،قطاع خاص و مجتمع مدني ( ،و عن طريق آليات للفعل ،تعتمد معايير
حكماتية من قبيل املشاركة و املشروعية و الشفافية و املسؤولية بهدف تحقيق شرط التنمية بأبعادها السياسية و
الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و البيئية ،فهي بذلك عبارة عن آلية تتطلب تعدد ألاطراف املتدخلة ،و التنوع
في ألاسس و املرجعيات املعتمدة ،التي تقوم من جانب على وضع مبادئ للحكامة الجيدة . «158ما يجعل الجهات
مطالبة اليوم باستحضار مبادئ الحكامة الجيدة ،من أجل تجاوز كل إلاكراهات التدبيرية
-زهير عبد الكريم الكايد '' ،الحكماتية :قضايا و تطبيقات '' ،المنظمة العربية للتنمية اإلدارية – القاهرة ،سنة ،3002ص . 55
155
156
-برنامج األمم المتحدة اإلنمائي :تقرير حول'' إدارة الحكم لخدمة التنمية البشرية المستدامة'' ،إصدار خاص للوكالة األممية ،كانون الثاني 1.،يناير،
سنة ، 4771ص . 1
157
-‘’les procédures et la gestion budgétaire au niveau des collectivités locales’’,Rapport du comité sur démocratie
locale et régioal pub conseil de l’europe,mai 2002,page 6 .
158
-المهدي بنمير ''،الحكامة المحلية بالمغرب و سؤال التنمية البشرية'' ،مطبعة و ليلي -مراكش ،الطبعة األولى ،سنة ، 1161ص 161
115
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
الفقرة الثانية :مبادئ الحكامة املالية .
يتطلب تجسيد مفهوم الحكامة املالية على املستوى الجهوي ،التزام املجالس املنتخبة للجهات ،بتفعيل مبادئ
هذه الحكامة ،و أخذها بمحمل الجد في مسلسل تدبير الشأن الجهوي ،الش يء الذي سيمكنها من تحقيق
الانتظارات و الاحتياجات الجهوية عند إعدادها لسياساتها املالية و على هذا ألاسال يمكن استعراض مجموعة
من املبادئ التي تقوم عليها هذه الحكامة بشكل عام و املتمثلة في ما يلي :
-املسؤولية و سيادة القانون :على اعتبار أن تدبير الشأن العام الجهوي » ،يتطلب احترام املنظومة القانونية
املؤطرة له ،مع ضمان تطبيق القانون و تحديد املسؤوليات بشكل وا ح يسمح باملسائلة كما يتعلق ألامر بشكل
أساس ي بمبدأ املساواة أمام القانون ،و بفصل السلط و استقالل القضاء ،و كذا وضوح القوانين و انسجامها
مع التطبيق العملي ، «159فدولة الحق و القانون ،تقتض ي سيادة القانون و جعل هذا املبدأ أساسا لحل كل ألامور
املتعلقة بتدبير الشأن الجهوي » فالحكامة و دولة القانون تتحقق بوجود طبقة سياسية مسؤولة العتبارها
الضامن الحترام الحقوق و املؤسسات ،بتعزيز العدالة الاجتماعية و املساواة ،و ضمان احترام و تطبيق القوانين ،و
إتاحة مشاركة أوسع في صنع القرار عن طريق تعزيز كفاءة الفاعلين كسلطة تجاه املسؤولين السياسيين ،و توفير
املراقبة و الحكامة الجيدة للمؤسسات ،و الوسائل الضرورية مقرونة بدعم الشفافية و إرساء مبدأ مساءلة صناع
القرار السياس ي« 160
و لتحقيق ذلك البد للمجالس الجهوية املنتخبة أن تدبر شؤونها وفقا لالختصاصات و السلطات الرسمية
املنصوص عليها في القانون ،و هو نفس ألامر الذي يسري على ممثلي السلطات املركزية في الجهات ،و املعنيين
باملراقبة إلادارية على مستوى التدبير الجهوي للمجالس املنتخبة ،باعتبارهم املسؤولين الفعليين لتدبير الشأن
الجهوي
-املشاركة :و تع ي » توسيع دائرة املتدخلين في عملية التخطيط و صياغة القرارات ،سواء تعلق ألامر بالفاعلين
العموميين و الخواص ،أو حتى بمشاركة املجتمع املدني و باقي الفاعلين الترابيين «161فهي تع ي » مجموعة من
آلاليات و إلاجراءات ،التي تسمح بإشراك املجتمع املدني و عموم املواطنين في صنع السياسات العمومية و تقوية
دورهم في اتخاذ القرارات املتعلقة بتدبير الشأن العام ،و تعد أحد أهم املبادئ التي تقوم عليها الحكامة الجيدة
159
-محمد زين الدين''،الحكامة :مقاربة ايستمولوجية في المفهوم و السياق'' ،مرجع سابق ،ص . 17
160
-المندوبية السامية للتخطيط ،التقرير الوطني '' ،المغرب بين أهداف االلفية من أجل التنمية و أهداف التنمية المستدامة :المكتسبات و التحديات '' ،
سنة ، 4711ص .17
161
- Bouachik ahmed , la Gestion locale à la lumiére de la nouvelle charte communale, REMALD , série Thémes
actuels, N° 46 ?2004 ,P 11.
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
،باعتبارها إحدى منهجيات العمل املرتبطة بتدبير املجال ،و مسلسل تواصلي يمكن ألافراد و ألاطراف املعنية
من تحديد احتياجاتهم و أهدافهم ،كما يؤدي إلى قرارات مركزة تأخذ بعين الاعتبار أراء و تطلعات كل ألاطراف
املعنية « 162و هو ما جعل املشرع املغربي يسن عدة مقتضيات قانونية تحدد شروط هذه املشاركة و سبل
تفعيلها على مستوى الجهات ،ضمانا للتدبير ألامثل للموارد املالية لذلك يتطلب ألامر ،تكريعس الديمقراطيعة
املحليعة معن خعالل إلاشعراك الفعلعي لكل من السعكان املحليعين ،و كذا للفاعلين من املجتمع املدني فعي مسلسعل
التنميعة الجهويعة ،حيث ينعص القانون التنظيمي املتعلق بالجهعات رقم 111.14علعى إحعداث هيئعات استشعارية
لدى مجالس الجهات من تم »،يحق لنا التساؤل حول مدى تفعيل هذه الهيآت و انخراطها فععي تدبيععر الشأن
الجهععوي ،و في صياغة انتظاراتهعا و مقترحاتهعا ،و كعذا تقييعمها املوضوععي ملستوى فعالية التدبير على املستوى
الجهوي« 163
إن تأخيعر أجرأة ألادوار الدسعتورية الجديعدة للمجتمعع املدنعي ،و هيئعات التشعاور و آليعات الديمقراطيعة
التشععاركية ،مععن شععأنه أن يفرغ الوثيقة الدسععتورية و القانون التنظيمي للجهات من مضمونهما ،و يضع الدولة
فعي مواجهعة عدة إكراهات تدبيرية على املستوى الجهوي ،و خير دليل على ذلك تلك الاحتجاجات الاجتماعية التعي
عرفتهعا بالدنعا خعالل سعنة 8008و التي تستدعي ضرورة التسععريع من وتيععرة إلاصالحععات الاقتصادية و الاجتماعية
التعي تضمن العيعش الكريعم لجميعع املواطنين على حد السواء ،إذ » ،يتعيعن علعى السعلطات العموميعة العمعل
بالتشعاور معع املجتمععع املدنععي علععى املسععتوى املحلععي و تزويععده بالوسععائل الالزمععة حتععى يتمكععن مععن القيععام بععدوره علععى
الوجععه ألاكمععل ،و املتمثععل بالسععال فععي مواكبععة و تأطيععر املواطنيععن و التحععاور معهععم و العمععل علععى انخراطهععم فععي
تدبيععر الشعأن املحلعي« 164
-اعتماد مناهج التدبير الحديثة :حيث يقوم التدبير الجهوي » على استعمال الوسائل الحديثة في علوم إلادارة
و التدبير ،كذلك اعتماد مبادئ الترشيد و الفعالية ،و التعامل مع املواطن بصفته مستفيدا من الخدمات
العمومية ،و ليس مجرد خاضع لإلدارة « 165و ذلك لتمكين املواطنات و املواطنين » من التقدم و الرفاه ،في إطار
دولة حديثة يسودها الحق و القانون. « 166
162
-نجيب جيري "،الديمقراطية المحلية و سؤال الحكامة الجيدة " ،مجلة مسالك في الفكر و السياسة و االقتصاد ،العدد ، 2015 ، - 30 / 29ص1 19
163
-التقرير السنوي للمجلس اإلقتصادي واإلجتماعي و البيئي ،سنة ،4710ص .101
164
-نفس المرجع ،ص ..6
165
- Bouachik ahmed , ’’La gouvernance locale à la lumiére de la nouvelle charte communale,op. cit., p. 2.
166
-الوزارة المكلفة مع البرلمان و المجتمع المدني '' ،الميثاق الوطني للديمقراطية التشاركية'' ،ص . 17-18
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
-النجاعة و الفعالية :عن طريق » تدبير جيد للمشاريع التنموية و البرامج املالية وفق مقاربة تقوم على الجودة و
الاستعمال ألامثل للموارد و الوسائل
-التخطيط الاستراتيجي التنموي :عن طريق املرونة في تقدير و إقرار السياسات العمومية ،موازاة مع القدرة
على وضع مخططات منسجمة مع توسع مجاالت التدخل التنموي الترابي. «167
-املراقبة و املساءلة :حيث » يكون كل مسؤول عن أي مرفق أو مؤسسة معرض للمساءلة وفقا الختصاصاته و
طبيعة عمله ،و ذلك بهدف ضمان السير العادي و ألامثل ملرافق الدولة و محاربة لكل أشكال الغش و الفساد . « 168و
هو ما يستوجب ،التعزام للسعلطات العموميعة بتطبيعق أكثعر لصرامعة القانعون ،و كعذا تعزيعز و تعميعم مبعدأ ربعط
169
» مما قد يدفع املسؤولين إلى املسعؤولية باملحاسعبة ،بهعدف محاربعة الزبونيعة و الامتيازات و الريعع و الفسعاد
الحذر و اليقظة في تدبير الشأن العام و اتقاء عواقب املساءلة الشعبية الانتخابية . « 170و هو ما ينطبق على أعضاء
مجالس الجهات و فق املساطر التشريعية و آلاليات املتبعة في هذا الشأن
إن تعدد اختصاصات املجالس الجهوية و مجاالت تدخلها على مستوى تدبير الشؤون الترابية في شقها املالي ،
يستلزم العمل بمبادئ الحكامة املالية ،فبقدر ما يعتبر النظام الالمركزي ( الفقرة ألاولى ) أساسا لتوسيع مجاالت
تدخلها ،فهو يبقى رهين بتحقيق مطلب التنمية و فق أسسها القانونية و الواقعية ( الفقرة الثانية ) ،من خالل
القدرة على إعداد مخططات و برامج التنمية الجهوية ،و التي تعد إحدى أهم أسس الحكامة املالية و أهم ضمانة
للتدبير الجيد للشأن الجهوي
167
- Kargne Hamani,TIC, décentralisation administrative et bonne gouvernance , Projet d’appui des volontaires des
Nation – Unies à la décentralisation , Mali , 2004 , p . 69 – 76.
168
-عبد العزيز أشرقي " ،الحكامة الترابية و تدبير المرافق العمومية المحلية على ضوء الجهوية المتقدمة" ،مطبعة النجاح الجديدة -الدار البيضاء ،الطبعة
األولى ،سنة ، 2014ص 1 103
169
-التقرير السنوي للمجلس اإلقتصادي واإلجتماعي و البيئي ،سنة ،4710مرجع سابق ،ص .100
170
-رشيد قاعدة '' ،المحاكم المالية والتدبير العمومي الجديد'' ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام ،كلية الحقوق السويسي ،السنة الجامعية
،2016 / 2017ص 1 111
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
الفقرة ألاولى :ألاساس الالمركزي .
يتطلب التنظيم الجهوي اعتماد مبادئ الحكامة أكثر من التنظيم املركزي نضرا لن » إدارة املرافق العمومية و
تقديم الخدمات العمومية على املستوى الترابي ،تكون أكثر فعالية و نجاعة منه على املستوى املركزي أو
الوط ي « 171ما يستلزم إعمال مبادئ التدبير الديمقراطي الترابي
فإذا كانت الديمقراطية الترابية أسال التدبير الجهوي ،فإنها تصبح أسال حكامة هذا التدبير » من جهة على
املستوى املؤسساتي الذي يتعلق بآليات تكوين و انتخاب ألاجهزة أو الهيآت الترابية ،و هو أسال الديمقراطية
الترابية ،و من جهة ثانية على مستوى التدبير الترابي و عناصره و مضامينه و مجاالته « 172فحكامة التدبير املالي
الجهوي » ال تعدو أن تكون أداة لتبسيط التوجهات إلاستراتيجية لإلدارة ،و ألاسس الديمقراطية إنما تجسد
التنزيل املؤسساتي آلليات التدبير الترابي للنشاط املالي و للمخططات و التدابير التنموية الترابية. «173
على هذا ألاسال » ،تعتبر مبادئ الالمركزية الترابية و التدبير الترابي للتنمية أحد تمظهرات ألاسال الالمركزي
للحكامة ،فالتدبير الديمقراطي الترابي يعد أحد أسس نجاح املبادرات التنموية ،فالنظام الدستوري و القانون
املغربي يتطرق نسبيا لألسال الديمقراطي للتدبير الترابي و يؤكد بالتالي على انتخاب هياكل أو مجالس ترابية تدبر
شؤونها الترابية بشكل ديمقراطي و بالتالي تعتبر الجهة ،و لو نظريا ،قاطرة التنمية الترابية و أداة التدبير املندمج و
املنسجم و تنسيق عمل املصالح الالممركزة مع مجاالت تدخل الجماعات الترابية فالسال الترابي أو الالمركزي
للحكامة املالية إنما يرتبط بالنظام املؤسساتي و إلاطار الديمقراطي للوحدات الترابية ،و كذا بمجاالت التسيير و
آليات تدبير الشؤون الترابية و مستوياتها« 174
بذلك تكون » الالمركزية إلادارية ،بشقيها الانتخابي و التدبيري «175بمثابة تفويض الدولة الختصاصاتها التنموية
لفائدة الجهات
فرغم منح الدستور املغربي لعام 8000الجهات حرية التدبير وفق مبدأ التدبير الحر ،فقد اشترط املشرع
املغربي أن يكون هذا التدبير بصفة ديمقراطية ،حيث أكد على أن شروط تدبير الجهات و الجماعات الترابية
171
- Jean - Pierre GILLY, Jacques PERRAT, Dévelepement local et coopération décentralisée – Entre gouvernance
locale et régulation globale , GDRI – EMMA , Université de Sfax , Tunis , septembre 2002, p 4.
172
-عبد الحق المساوي ''،اإلدارة المحلية المغربية وتحديات الحكامة'' ،رسالة لنيثل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون العام ،وحدة اإلدارة و التنمية
،كلية الحقوق ،جامعة عبد المالك السعدي – طنجة ،السنة الجامعية ، 4771 -4776 :ص . 142
173
-محمد زين الدين ''،الحكامة :مقاربة ايستمولوجية في المفهوم و السياق'' ،مرجع سابق ،ص .10 -14
174
- Bouachik Ahmed.’’La gouvernance locale…’’,op.cit.,p5.
175
-التقرير الوطني حول التنمية البشرية المستدامة و الفقر ،منشورات ، PNUDنواكشوط -موريتانيا ،سنة ،4771ص .01
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
176
و هو ما أكد عليه من خالل القانون التنظيمي للجهات رقم ألاخرى لشؤونها ،تكون بكيفية ديمقراطية
،111.14حيث جعل تدبير الجهة لشؤونها يرتكز على مبدأ التدبير الحر الذي يخول بمقتضاه لكل جهة ،في حدود
177
اختصاصاتها املنصوص عليها في القسم الثاني من هذا القانون التنظيمي ،سلطة التداول بكيفية ديمقراطية
و هو بذلك يكون قد سلك نفس املنحى الذي سار عليه الدستور الفرنس ي ،الذي نص على التدبير الحر و
الاستقاللية في ممارسة الاختصاصات املخولة للجماعات الترابية ،و كذا على استقالليتها املالية و إلادارية في
مواجهة هاته ألاخيرة للسلطات املركزية ،و باقي الجماعات الترابية ألاخرى ،مع اشتراطه احترام هاته الجماعات
178
و هو نفس ألامر الذي سار عليه القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم الترابية للمقتضيات القانونية فقط
، 000 04تطبيقا ملقتضيات املادة 046من الدستور السالفة الذكر ،و الذي نص على أن شروط تدبير شؤون
الجهات يتم بصفة ديمقراطية ،179و هو ما ينسجم مع مبادئ الحكامة الترابية في بعدها املالي ،رغم جم الرقابة و
املراقبة املمارسة على مستوى التدبير الجهوي
يرتبط »ألاسال الالمركزي للحكامة املالية بالنظام املؤسساتي و إلاطار الديمقراطي للوحدات الترابية ،و كذا
180
« فالجهات يفترض أن تمثل البنية املتكاملة بمجاالت التسيير و آليات تدبير الشؤون الترابية و مستوياتها
الحتضان كل املخططات التنموية الترابية و ضمان انسجامها مع البرامج و املشاريع املركزية ،مع ألاخذ بعين
الاعتبار كل إلاكراهات التنموية ذات الطابع الجهوي » فالسال الترابي أو املجالي ،و الذي يمثل إطار و قالب
الالمركزية إلادارية ،يعد أحد العناصر ألاساسية لتحقيق التنمية الترابية املندمجة و املستدامة ،و أحد مظاهر
الحكامة الترابية املرتبطة بإعداد التراب و تنسيق الجهود التنموية ،و على هذا ألاسال يعتبر الدور التنموي
املخول للجماعات الترابية كوحدات ال مركزية ،و الذي يعتبر أسال ممارستها ملهامها و اختصاصاتها ،من أهم
أسس الحكامة و من أكثر مجاالت تطبيق مبادئها و قواعدها أهمية ،بالنظر الرتباط التنمية بالتدبير الترابي من
جهة ،و بقدرة الجماعات الترابية على برمجة مشاريعها املالية التنموية و تنفيذ مخططاتها املرتبطة بها « 181و هو
ما ينطبق على الجهة ،باعتبارها جماعة ترابية خاضعة للقانون العام ،تتمتع بالشخصية الاعتبارية و الاستقالل
176
-المادة 164من الدستور المغربي لعام .4711
177
-المادة 6من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .111.16
178
-المادة 04من الدستور الفرنسي لعام .1.11
179
-المادة 1من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .111.16
180
- Bouachik Ahmed.’’La gouvernance locale…’’,op.cit.,p5.
181
-عبد اللطيف بروحو ،مالية الجماعات الترابية بين واقع الرقابة و متطلبات التنمية '' ،مرجع سابق ،ص .671
161
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
إلاداري و املالي ،و تشكل أحد مستويات التنظيم الترابي للمملكة ،باعتباره تنظيما ال مركزيا يقوم على الجهوية
182
املتقدمة
يرتكز البعد التنموي للحكامة على تمكين الهيآت الالمركزية من آلاليات الضرورية و من القدرة على التخطيط
و تدبير الشؤون الترابية ،و على تركيز الجهود الترابية على القطاعات الاقتصادية التنموية ،و على توجيه النشاط
املالي نحو إشباع حاجات السكان و تحقيق تنمية مندمجة و هو ما كان املشرع املغربي وا حا في شأنه على
مستوى الجهات ،حيث جعل التنظيم الجهوي ،يرتكز على مبادئ التدبير الحر ،و التعاون و التضامن ،و تأمين
مشاركة السكان املعنيين في تدبير شؤونهم ،و كذا الرفع من مساهمتهم في التنمية البشرية املندمجة و املستدامة
183
مع جعل الجهة تتبوأ مكانة الصدارة بالنسبة للجماعات الترابية ألاخرى في عمليات إعداد برامج التنمية
الجهوية و ا لتصاميم الجهوية إلعداد التراب و تنفيذها و تتبعها ،مع مراعاة الاختصاصات الذاتية للجماعات
184
الترابية ألاخرى ،و ذلك تطبيقا لحكام املادة 043من الدستور
و من أجل التأكيد على أن التنمية تأتي في صلب ألاهداف ألاساسية لخيار الجهوية ،فقد تم تخويل الجهات
حق وضع آليات تشاركية للتشاور و الحوار ،و ذلك تيسيرا ملساهمات املواطنين و املواطنات و الجمعيات في إعداد
185
برامج التنمية و تتبعها
من هذا املنطلق يرتكز البعد التنموي للحكامة على تمكين الجهات من القدرة على التخطيط و تدبير الشؤون
الجهوية ،و توجيه نشاطها املالي بالتركيز على القطاعات الاقتصادية التنموية تحقيقا لحاجيات و متطلبات
املواطنين و ذلك في حدود اختصاصاتها الذاتية املرتبطة بمجال التنمية الجهوية ،حسب مقتضيات املادة 20
من القانون التنظيمي للجهات رقم 111.14فالتنمية الجهوية ،تعد بمثابة » التنزيل العملي لحكامة ترابية ناجعة
،تقوم على تعزيز دور املنتخبين و ترسيخ ثقافة املشاركة و التفاعل مع الفاعلين الترابيين و املجتمع املدني ،«186
وهي أيضا تقوم » على التخطيط املندمج للبرامج املالية و التنموية ،و كذا على توضيح مجاالت التدخل التنموي
182
-المادة 0من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .111.16
183
-المادة 104من الدستور المغربي لعام .4711
184
-المادة 1من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .111.16
185
-المادة 10.من الدستور المغربي لعام .4711
186
- Jean-Bernard,Réussir le développement des collectivités locales , Pub . Colloque ASRDLF , Bruxelles , 2004 ,
p.17.
166
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
للجماعات الترابية و دورها في التخطيط التنموي عبر آليات التشارك و الاستعمال ألامثل للموارد و إلامكانات و
الوسائل« 187
على هذا ألاسال ،تعتبر التنمية الجهوية رهان التدبير املالي على مستوى الجهات في حدود مواردها بطبيعة
الحال ،و بالتالي يمكن اعتبار التخطيط و البرمجة املالية أحد أهم قواعد الحكامة املالية على مستوى الجهات ،
فاالختصاصات الذاتية للجهة في مجال التنمية الجهوية تشمل مختلف املجاالت املتعلقة بالتدبير املالي ،و هو ما
يتضح من خالل امليادين التي جعلها املشرع ضمن الاختصاصات الذاتية للجهات في مجال التنمية الجهوية و
املتمثلة في التنمية الاقتصادية ،و التنمية القروية ،و الشغل ،و النقل ،و الثقافة ،و البيئة ،بل أكثر من ذلك
يمكن للجهات الحصول على تمويالت في إطار التعاون الدولي عن طريق إبرام اتفاقيات مع فاعلين خارج
188
فإذا كان ألاسال املالي ،هو أهم الشروط الضرورية لتنزيل برامج و مخططات التنمية الجهوية ،فهو اململكة
يصطدم ببعض العوائق التي تحد من تحقيق التنمية الجهوية املنشودة ،و التي تتمثل في :
- 1دور املجالس التداولية للجهات على مستوى البرامج التنموية:
إن أهمية املخططات و البرامج التنموية الجهوية في سياق التدبير الاستراتيجي الترابي ،تطرح إشكالية محدودية
مجال تدخل أعضاء مجالس الجهات ،و املجالس التداولية على مستوى إعداد و تنفيذ هذه املخططات » فإذا
كانت الحكامة بصفة عامة هي كفاءة املجتمعات إلانسانية على التوفر على أنظمة تمثيلية و مؤسسات و قواعد و
بنيات و مساطر و وسائل التقييم و هيآت اجتماعية قادرة على تسيير و تدبير الترابطات و الروابط بطريقة
سليمة ، « 189فإن نجاح الجهات في ممارسة اختصاصاتها التنموية ،هو رهين بقدرتها على تخطيط و إعداد و
تنفيذ مخططاتها التنموية
فإذا كان القانون التنظيمي للجهات رقم ، 111.14اكتفى بإشارة مختصرة لالختصاصات املخولة للجهات في
مجال التنمية الجهوية و التي أشرنا إليها سالفا ،و املتمثلة في التنمية الاقتصادية و التنمية القروية و الثقافية و
البيئية و الشغل ،دون إشارة وا حة لدور املجالس الجهوية املنتخبة في إعداد و تنفيذ و تقييم البرامج التنموية
للجهات إال أن مقتضيات املرسوم رقم 8 06 888املتعلق بتحديد مسطرة إعداد و تتبع و تحيين و تقييم برنامج
التنمية الجهوية ،و كذا آليات الحوار و التشاور إلعداده تشير إلى هذا الدور ،من خالل عرض رئيس مجلس
187
- R apport de développement humain 2003 , Rapport PNUD – maroc ,juillet 2003 , p. 84
188
-المادة 14من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .111.16
189
-محمد اليعكوبي ''،تأمالت حول الديمقراطية المحلية بالمغرب'' ،مطبعة المعارف الجديدة -الرباط ،الطبعة الثانية ،سنة ، 4771مرجع سابق ،ص
.07
161
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
الجهة ملشروع برنامج التنمية الجهوية على اللجان الدائمة لدراسته 30يوما على ألاقل قبل عقد مجالس الجهات
لدوراتها العادية أو إلاستثنائية من أجل املصادقة عليه ،من جهة ،و من جهة أخرى بعرض مشروع برنامج
التنمية الجهوية ،قبل نهاية السنة ألاولى من مدة الانتداب ،على مجالس الجهات قصد اتخاذ مقرر في شأنه ،مع
ضرورة إرفاقه بمنظومة تتبع املشاريع و البرامج املشار إليها في الفقرة ه من املادة 6من هذا املرسوم املذكور سالفا
،و تقارير اللجان الدائمة ،كما يعرض تقرير تقييم تنفيذ برنامج التنمية الجهوية على اللجان الدائمة للمجلس
إلبداء الرأي حوله داخل أجل 30يوما و املنصوص عليه في املادة 10من نفس املرسوم .ليتدارل بعد ذلك مجلس
الجهة هذا التقرير في أول دورة عادية أو استثنائية يعقدها بعد التوصل بتقارير اللجان الدائمة.190
فبالرغم من املستجدات التي جاء بها املرسوم املتعلق بتحديد مسطرة إعداد برنامج التنمية الجهوية و تتبعه
وتحيينه و تقييمه ،و كذا آليات الحوار و التشاور إلعداده ،إال أنها لم تمأل الفراغ القانوني الحاصل على مستوى
القانون التنظيمي املتعلق بالجهات فيما يخص دور املجالس الجهوية في إعداد البرامج التنموية الجهوية و الرقابة
على تنفيذها و تتبعها ،ما دام إعداد و تنفيذ هذه البرامج يخضع لرؤساء مجالس الجهات ،بل أكثر ما يؤكد هذا
الفراغ القانوني هو أن إعداد التقرير السنوي لتقييم تنفيذ البرامج التنموية للجهات يدخل في اختصاصات رئيس
مجلس الجهة حسب مقتضيات املرسوم السالف الذكر ،مع العلم أن هذا التقرير يشير إلى قيال الفعالية
املتعلقة باملشاريع املبرمجة في برامج التنمية الجهوية ،و إلامكانيات املرصودة لهذه ملشاريع و البرامج ،و كذا
إلاكراهات املحتملة التي قد تعترض إنجازها ،مع اقتراح الحلول الكفيلة بتجاوزها ،و هو ما يؤكد أن رئيس الجهة هو
الذي يمارل مهمة إلاعداد و التنفيذ و التقييم ،ما يجعل املجالس التداولية للجهات ذات دور شكلي يتجلى في
التصويت و املصادقة
- 7محدودية استقاللية املخططات التنموية الجهوية:
رغم منح الجهات مهام النهوض بالتنمية املندمجة و املستدامة عن طريق تنظيمها و تنسيقها و تتبعها ،إال أن
الجهات مطالبة عند قيامها بهذه املهام ،بمراعاة السياسات و الاستراتيجيات العامة و القطاعية للدولة في هذه
191
كما أنه رغم الطابع التعاقدي بين الدولة و الجهات و باقي املتدخلين الذي يوحي به القانون التنظيمي املجاالت
للجهات ،و الذي يهم تفعيل برامج التنمية الجهوية في إطار اختصاصات الجهات التنموية ،192إال أن نفس القانون
190
-المرسوم رقم ، 15615111المتعلق بتحديد مسطرة إعداد برنامج التنمية الجهوية و تتبعه وتحيينه و تقييمه ،و آليات الحوار و التشاور إلعداده ،
الصادر في 11يونيو -سنة 11161
191
-المادة 17من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات ،رقم .111.16
192
-المادة 14من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ، 111.16مرجع سابق.
161
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
يشترط مواكبة برامج التنمية الجهوية للتوجهات الاستراتيجية لسياسة الدولة ،193و هو ما تؤكده مقتضيات املادة
3من املرسوم رقم 8 06 888السالف الذكر حيث تتضح هيمنة السلطات الوصية في مختلف مراحل
التخطيط الاستراتيجي لبرامج التنمية الجهوية ،ما يؤثر بشكل أو بآخر على استقاللية الجهات التدبيرية على
مستوى إعداد استراتيجيات تنمية مجاالتها الترابية
- 3ضعف التمويل الذاتي للمخططات التنموية :
يشكل ضعف التمويل الجهوي عائقا أمام قدرة الجهات على التخطيط و برمجة استراتيجياتها التنموية ،
فرغم أن املشرع منحها آلية للتمويل الذاتي في إطار اختصاصاتها الذاتية في مجال التنمية الجهوية ،عن طريق
إلاتفاقيات التي يمكن أن تبرمها مع فاعلين من خارج اململكة في إطار التعاون الدولي و التي يمكن أن تحصل
بموجبها على تمويالت ،إال أن املشرع قيد هذا الحق ،حيث جعل الحصول على هذه التمويالت رهين بموافقة
السلطات العمومية ،حسب مقتضيات الفقرة ألاخيرة من املادة 28من القانون التنظيمي املتعلق بالجهات ما
يجعل الجهات أمام ندرة التمويل الذاتي ،عاجزة عن تمويل البرامج التنموية ،و بالتالي في حالة التبعية املالية
للتمويل املركزي .
عموما ،يضل الخوض في موضوع قدرة الجهات على إعداد مخططاتها و برامجها التنموية ذا ارتباط قوي
بمدى قدرة أعضاء مجالسها في تدبير هذه املخططات ،و مدى استقالليتهم في اتخاذ القرارات املالية ،و درجة
الرقابة املمارسة على مستوى التدبير املالي الجهوي و كذا ترسيخ ثقافة التخطيط الاستراتيجي و جعلها أساسا
تنمويا للحكامة على املستوى الجهوي
193
-المادة 10من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات ،رقم .111.16
164
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
املبحث الثاني :حكامة التدبير املالي الجهوي :ألاسس التشريعية و آلافات التدبيرية .
يرتكز إصالح مالية الجهة ،بالدرجة ألاولى ،على مواءمة إلاطار القانوني و املؤسساتي ،الذي يحكم تدبير الشأن
العام الجهوي ،و العمل على عصرنة و تبسيط إجراءاته ،إضافة إلى دعم الفعالية في مجال إعداد و تنفيذ
القرارات املالية الجهوية ،و بلوغ الحكامة في تدبير الشأن إلاداري و املالي الجهوي .فغاية هذا إلاصالح تمكن في »
جعل إلاطار القانوني يواكب إلاطار املؤسساتي و الذي صادق عليه البرملان في يونيو 8002و الذي يكرل مفهوم
الجهوية املتقدمة ، « 194في إطار مقاربة مالية ترتكز على منطق الفعالية و الجودة ،و ترفع من مردودية النفقة
العمومية في اتجاه إقرار و تنزيل ألاسس الحكاماتية التي أقرها الدستور الجديد لعام ، 2011و التي ينظمها طبقا
ملقتضياته القانون التنظيمي للجهات رقم ( 000 04املطلب ألاول) من جهة ،مع العمل على تجاوز كل ألاعطاب و
الاختالالت التدبيرية (املطلب الثاني)
إن العبرة في حكامة التدبير املالي الجهوي بقدر ما تكمن في املوارد البشرية و املالية الالزمة ،فهي تتجلى في
الكفاءة التدبيرية من خالل املزج بين هذه املوارد و القدرة على تدبيرها من أجل تحقيق أهداف الجهوية املنشودة
على هذا ألاسال ،بادر املشرع املغربي بدوره في وضع قواعد قانونية للحكامة ،تتجسد من خالل مجموعة من
املرتكزات الدستورية ( الفقرة ألاولى) ،و التنظيمية من خالل القانون التنظيمي للجهات رقم ( 000 04الفقرة
الثانية) ،بمثابة هندسة تشريعية جهوية جديدة
أنتج املشرع مجموعة من ألاسس الدستورية كضمانة لحكامة التدبير املالي الجهوي .فقد» تبلور الطابع
الدستوري للحكامة الجيدة و تخليق الحياة العامة عبر ربط املسؤولية باملحاسبة و دسترة املؤسسات املكلفة
بإعداد و تنفيذ السياسات الرامية ملكافحة الرشوة و تخليق الحياة العامة مع الحرص على تمكين هذه املؤسسات
من آلاليات الضرورية لتحقيق هذه ألاهداف ،كما تم تعزيز دور املجلس ألاعلى للحسابات في مجال املراقبة«195
194
-المندوبية السامية للتخطيط '' ،ال مغرب بين أهداف األلفية من أجل التنمية وأهداف التنمية المستدامة ،المكتسبات والتحديات'' ،التقرير الوطني ،غشت
، 1165مرجع سابق .
195
-مجلة المالية ،مديرية الدراسات و التوقعات المالية ''،الحكامة الجيدة في تدبير المالية العمومية ،العدد ،11نونبر -سنة .4714
165
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
يؤكد الدستور املغربي لعام 8000في بابه التاسع ،على أن التنظيم الجهوي و الترابي يرتكز على مبادئ التدبير
الحر ،و على التعاون و التضامن ،كما يؤمن مشاركة السكان املعنيين في تدبير شؤونهم ،و الرفع من مساهماتهم
في التنمية البشرية املندمجة و املستدامة ،196فقد أريد بذلك للجهوية املوسعة أن تكون مدخال لديمقراطية
محلية حقيقية ،و كذا مدخال إلصالح عميق لهياكل الدولة من خالل التدرج نحو المركزية و ال تمركز فعليين و
ديمقراطية معمقة و حكامة جيدة
من خالل القراءة املتأنية ملقتضيات املادة 036من دستور 2011نجدها تجعل من مبدأ التدبير الحر أحد
املرتكزات التي يقوم عليها التنظيم الترابي الجهوي ،و الذي يستمد أسسه من الشخصية املعنوية التي تتمتع بها
الجهة كجماعة ترابية ،و التي بمقتضاها تتمتع هذه ألاخيرة باستقالل مالي و إداري » .فعلى غرار القانون
الفرنس ي ،نص الدستور املغربي على عدة مقتضيات ال تشير إلى مبدأ التدبير الحر مباشرة لكن تهم تطبيقاته ،كما
أوكل في املادة 146للمشرع مهمة تفعيل مبدأ التدبير الحر . « 197و الذي جعل من مبدأ التفريع ضمانة قانونية
لتحديد اختصاصات الجهة و املنصوص عليها في املادة 040من الدستور
و من ضمن أهم النصوص الدستورية التي جاء بها دستور 8000لجل ضمان حكامة جيدة ،نجد املادة ألاولى ،و
التي تشير إلى أن نظام امللكية الدستورية باملغرب ،يقوم على أسال فصل السلط ،و توازنها و تعاونها ،و
الديمقراطية املواطنة و التشاركية ،و على مبادئ الحكامة الجيدة ،و ربط املسؤولية باملحاسبة
و فقا لهذه املرجعية ،جاء دستور اململكة بإشارات وا حة حول مسألة الحكامة الجيدة بمعناها الواسع و بهذا
يكون الدستور من خالل نص املادة ألاولى السالفة الذكر ،قد جعل من الحكامة الجيدة أساسا للنظام
الدستوري للمملكة ،و بالتالي قاعدة تسير عليها الجهات في تدبير ماليتها الجهوية
من جهة أخرى ،نجد املشرع املغربي يمنع و يعاقب بناء على مقتضيات املادة 36كل أشكال الانحراف في تدبير
الشأن العام ،كما يحث على محاربة الرشوة ،حيث تنص املادة 36على معاقبة املخالفات املتعلقة بحاالت تنازع
املصالح ،و استغالل التسريبات املخلة بالتنافس النزيه ،و كل مخالفة ذات طابع مالي ،كما تؤكد نفس املادة على
الزامية السلطات العمومية بتوفير الوقاية من كل أشكال انحراف نشاط إلادارات و الهيئات العمومية ،و كذا
استعمالها لألموال العمومية املوجودة تحت تصرفها ،و كذا طرق إبرام الصفقات العمومية و تدبيرها ،و الشطط
في استغالل مواقع النفوذ و الامتياز ،و وضعيات الاحتكار و الهيمنة .و تحدث بموجب هذه املادة هيئة وطنية
196
-الدستور المغربي لعام .4711
197
-أحمد مفيد '' ،من أجل حكامة محلية جيدة'' ،تقرير عن الدورات التكوينية لفائدة المنتخبين والمنتخبات ،بدعم من السفارة البريطانية ،مارس – سنة
،4710ص .17
161
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
للنزاهة و الوقاية من الرشوة و محاربتها .198أما فيما يخص مراقبة املالية العمومية ،فتؤكد املادة 147على أن
الهيئة العليا للمراقبة العليا للمالية العمومية تناط إلى املجلس ألاعلى للحسابات .،و هو الذي يمارل مهمة تدعيم و
حماية مبادئ و قيم الحكامة الجيدة و الشفافية و املحاسبة بالنسبة للدولة و ألاجهزة العمومية ،كما خوله
الدستور حق املراقبة العليا على تنفيذ قوانين املالية ،إضافة إلى التحقق من سالمة العمليات املتعلقة بمداخيل و
مصاريف ألاجهزة الخاضعة ملراقبته بمقتض ى القانون ،و يقيم كيفية تدبيرها لشؤونها ،و عند الضرورة ،له الحق
في اتخاذ العقوبات ،كما يتولى عمليات مراقبة و تتبع التصريح باملمتلكات ،و تدقيق حسابات ألاحزاب السياسية ،و
فحص النفقات املتعلقة بالعمليات الانتخابية.199
إن تقوية سلطات القضاء املالي و هيآت الحكامة الجيدة بهذا الشكل ،يحيلنا إلى حقيقة وحيدة مفادها أن
تقلد مناصب املسؤولية لم تعد وسيلة لتحقيق املصالح الذاتية ،و يرسخ اقتناع املشرع بتفش ي ظاهرة الفساد
على شتى املستويات و يؤكد قناعة املشرع بضرورة مساهمة جميع املعنيين بتعزيز مهام الحكامة و مكافحة
الفساد
من زاوية أخرى ،نجد املشرع لم يغفل عن وضع قواعد و مبادئ للحكامة الجيدة تنظم عملية الولوج
للخدمات التي تقدمها املرافق العمومية للمواطنين و كذا املعايير التي تخضع لها هاته املرافق في تدبير شؤونها ،
حيث تنص مقتضيات املادة 154من الدستور على أن تنظيم املرافق العمومية يتم على أسال املساواة بين
املواطنات و املواطنين في الولوج إليها ،و إلانصاف في تغطية التراب الوط ي ،و الاستمرارية في أداء الخدمات .كما
تخضع هذه املرافق العمومية ملعايير الجودة و الشفافية و املحاسبة و املسؤولية ،و تخضع في تسييرها للمبادئ و
200
القيم الديمقراطية
في نفس السياق ،نجد املادة 155تحدد مبادئ الحكامة الجيدة التي يجب أن يمارل أعوان هذه املرافق وظائفهم
بناء عليها و فقا ملبادئ احترام القانون و الحياد و الشفافية و النزاهة و املصلحة العامة .إلى جانب تلقي هذه املرافق
ملالحظات و اقتراحات و تظلمات املرتفقين ،و تتبعها.201
إن تنصيص املشرع على قواعد الحكامة التي يجب أن ينضبط بها تدبير املرافق الجهوية يجسد وعي املشرع بأن
تدبير الشأن العام الجهوي ،ال يمكن ممارسته دون توفر مقومات الكفاءة املطلوبة ،كما أن التأكيد على ضرورة
ربط املسؤولية باملحاسبة ،يعكس وعي املشرع بأن مطلب املحاسبة و املسائلة ،ال يمكن التغاض ي عنه في أية
198
-الدستور المغربي لعام . 2011
-199الدستور المغربي لعام .2011
-200الدستور المغربي لعام .2011
-201الدستور المغربي لعام .2011
161
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
سياسة عمومية وطنية أو محلية ،أو جهوية لجل ذلك ،يؤكد املشرع مرة أخرى على إلزامية تقديم الحسابات
املتعلقة بتدبير ألاموال العمومية ،و الخضوع للمراقبة و التقييم حسب منطوق املادة ،026كما يحدد ميثاق
املرافق العمومية قواعد الحكامة الجيدة املتعلقة بتسيير إلادارات العمومية و الجهات ،و الجماعات الترابية و
202
ألاجهزة العمومية املادة 028
و في نفس السياق ،ألزم املشرع من خالل مقتضيات املادة 022كل ألاشخاص املنتخبين أو املعينين و الذين
يمارسون مسؤولية عمومية ،بتصريح كتابي عن كل ممتلكاتهم و ألاصول املوجودة في حيازتهم سواء كانت هاته
ألاصول بصفة مباشرة أو غير مباشرة ،فور تسلمهم ملهامهم و أثناء ممارستها و حتى عند انتهائها ،و ذلك طبقا
203
للطرق و الكيفيات التي حددها القانون في هذا الشأن
إن ربط املقتضيات املتعلقة بالحكامة و إعطاء الحساب و املسائلة ،و الحد من الانحرافات من خالل الوثيقة
الدستورية ،يؤكد اقتناع املشرع املغربي بأن محاربة الفساد و تعزيز الحكامة ،هما آليتان متالزمتان لتأطير
سياسة التخليق و محاربة الفساد داخل الجهات ،كما أن تنصيصه عل مقاربة التخليق و مكافحة الفساد في
نفس الوثيقة الدستورية ،معناه أن السلط الجهوية الجديدة ستكون أمام امتحان عسير لتفعيل صالحياتها
إن القراءة املتأنية ملقتضيات الوثيقة الدستورية و املتعلقة بالحكامة ،تكشف عن ألابعاد العميقة ملضامينها
التي تمنح لهذه املقتضيات مفعوال عمليا يوفر منطلقات أساسية لتصحيح الهفوات على مستوى تطبيق الحكامة
املالية الجهوية فتب ي املضامين الدستورية ملبادئ الحكامة الجيدة يعتبر اعترافا ضمنيا من املشرع بعجز على
مستوى الحكامة ،و إشارة منه بأن الحكامة الجيدة ستظل بمثابة الحجر ألاسال الذي يجب أن يقوم عليه
التدبير الجهوي في شموليته ،خاصة في شقه املالي
الفقرة الثانية :قواعد الحكامة املالية من خالل القانون التنظيمي للجهات رقم . 111.16
يعتبر القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ، 111.14امتدادا طبيعيا لإلصالحات السياسية التي جاء بها
دستور ،2011و التي غايتها النهوض بالجهات ،و جعلها شريكا رئيسيا في التنمية ،و هي الفكرة العامة التي أعلنها
رئيس الدولة يوم الجمعة 04أكتوبر ،8000في خطابه إلى أعضاء البرملان بمجلسيه في الصيغة التالية :و في هذا
الصدد ،يعد إرساء الجهوية املتقدمة من ألاوراش الاستراتيجية ملغرب الحاضر و املستقبل ،ليس الرتباطها بإقامة
204
مجلس املستشارين ،و لكن بالسال ملا تتيحه مع الالتمركز إلاداري ،من حكامة ترابية جيدة
161
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
205
و هي شراكة تعتبر ضرورية و التي تفرض العمل بمبادئ تدبير جديدة
تعتبر إلاجراءات املتعلقة بالحكامة املالية الجهوية من أبرز مستجدات القانون التنظيمي املتعلق بالجهة رقم
،111.14حيث نص هذا القانون التنظيمي على عدة إجراءات تهدف الى اعتماد مبادئ الحكامة الجيدة في التدبير
املالي ملجالس الجهات .تتمثل هذه إلاجراءات فيما يلي:
» -رئيس مجلس الجهة هو آلامر بالصرف مليزانية الجهة و يمكنه أن يفوض للمدير العام آلامر بقبض مداخيل
الجهة و صرف نفقاتها ؛
-يتم تنفيذ امليزانية من طرف آلامر بالصرف و الخازن لدى الجهة ؛
-يثبت في بيان تنفيذ امليزانية املبلغ النهائي للمداخيل املقبوضة و النفقات املأمور بصرفها و املتعلقة بنفس
السنة و تحصر في النتيجة العامة للميزانية ؛
-تتوفر الجهة على موارد ذاتية و موارد مالية محولة إليها من طرف الدولة ؛
-يكون نقل الاختصاص من الدولة إلى الجهة مقترنا بتحويل املوارد املطابقة لهذا النقل ؛
-اعتماد الجهة حسابا لإليداع بالخزينة العامة للملكة تودع فيه عائدات الجهة ؛
-إخضاع العمليات املالية و املحاسباتية للجهة لتدقيق سنوي تنجزه بشكل مشترك املفتشية العامة للمالية ،
و املفتشة العامة لإلدارة الترابية مع إمكانية املجلس إحداث لجنة للتقص ي حول كل مسالة تهم تدبير شؤون
الجهة ؛
-إرساء هيكلة جديدة مليزانية الجهة تقوم على تبويب يعتمد على البرامج و املشاريع في إطار التدبير املرتكز على
النتائج ؛
-في حالة امتناع رئيس املجلس عن صرف نفقة وجب تسديدها يقوم الوالي باستفساره ثم إعذاره ،و في حالة
عدم التنفيذ يتم اللجوء إلى القضاء لطلب التصريح بجواز حلول الوالي محل الرئيس في صرف النفقة . « 206
و ضمانا لتفعيل هذه إلاجراءات نص القانون التنظيمي للجهات رقم 000 04في القسم الثامن منه على قواعد
الحكامة املتعلقة بحسن تطبيق مبدأ التدبير الحر و التي يراد بها حسب مدلول املادة 843من نفس القانون
التنظيمي ،العمل على احترام مجموعة من املبادئ و املتمثلة في املساواة بين املواطنين في ولوج املرافق العمومية
205
-تقرير المجموعة الموضوعاتية المؤقتة المكلفة بالتحضير للجلسة السنوية لتقييم السياسات العمومية ''،الحكامة الترابية و متطلبات التنمية الجهوية ،
البرلمان ،مجلس المستشارين ،يوليوز -سنة . 7134
-206مجلس النواب ،فريق العدالة والتنمية ''،القوانين التنظيمية الخاصة بالجماعات الترابية ورهان تنزيل الجهوية المتقدمة'' ،حصيلة مناقشة
فرق األغلبية بمجلس النواب لمشاريع القوانين المتعلقة بالجماعة الترابية على ضوء مقتضيات دستور ،1166مرجع سابق ،ص 111-11
161
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
التابعة للجهة ،و الاستمرارية في أداء الخدمات من قبل الجهة و ضمان جودتها ،و تكريس قيم الديمقراطية و
207
الشفافية و املحاسبة و املسؤولية ،و ترسيخ سيادة القانون ،التشارك و الفعالية و النزاهة
فعلى مستوى احترام القانون و التحلي بالنزاهة و تكريس الشفافية و ربط املسؤولية باملحاسبة ،تلزم مقتضيات
املادة 844كل من مجلس الجهة و رئيسه و الهيآت التابعة للجهات و مجموعاتها التقيد بقواعد الحكامة
املنصوص عليها في املادة 843السالفة الذكر ،و غاية لذلك يتم اتخاذ مجموعة من إلاجراءات من أجل ضمان
احترام مقتضيات النظام الداخلي ملجلس الجهة ،و التداول خالل جلساته بكيفية ديمقراطية ،و كذا الانتظام
على مستوى حضور و مشاركة أعضاءه في املداوالت ،و الشفافية فيها مع اعتماد آليات الديمقراطية التشاركية و
احترام املقتضيات املتعلقة بوضع و التصويت و تنفيذ امليزانية ،و كذا املقتضيات املنظمة للصفقات و الشروط
املتعلقة بولوج وظائف إدارة الجهة و هيئاتها و مجموعاتها ،مع إعمال قواعد ربط املسؤولية باملحاسبة ،و الحد
من استغالل التسريبات املخلة باملنافسة النزيهة ،و كذا الالتزام بالتصريح باملمتلكات و تجاوز آفتي عدم تنازع
208
املصالح و استغالل مواقع النفوذ
و بالنسبة لفعالية التدبير الجهوي ،نجد املادة 842تؤكد على ضرورة اعتماد رئيس مجلس الجهة لإلجراءات و
ألاساليب الالزمة و الفعالة لتدبير الجهة ،من خالل تحديد املهام و وضع دالئل املساطر املتعلقة بالنشطة و
املهام املنوطة بإدارة الجهة ،و بأجهزتها التنفيذية و التدبيرية ،و تب ي نظام التدبير حسب ألاهداف ،و ضع
209
منظومة لتتبع املشاريع و البرامج مع تحديد ألاهداف ،و مؤشرات الفعالية
و في سياق اعتماد تقييم ألاداء و املراقبة الداخلية و الافتحاص ،تؤكد املادة 846على ضرورة اعتماد الجهة
تحت إشراف رئيس مجلسها الجهوي آلليات التقييم و املراقبة و إلافتحاص ،عن طريق برمجة دراسات تقارير في
هذا الشأن ،و تقديم حصيلتها في جدول أعمال املجلس ،مع وضعه هذه التقارير رهن إشارة العموم مع إمكانية
إخضاع تدبير الجهة و الهيآت التابعة لها أو التي تساهم فيها حسب مقتضيات املادة 842لعمليات التدقيق من
قبل الهيآت صاحبة إلاختصاص و املؤهلة قانونا لذلك ،و ذلك بطلب املجلس أو رئيسه بعد إخبار والي الجهة أو
210
بمبادرة من هذا ألاخير
207
-المادة 460من القانون التنظيمي رقم 111.16المتعلق بالجهات.
208
-المادة 466من القانون التنظيمي رقم 111.16المتعلق بالجهات.
209
-المادة 461من القانون التنظيمي رقم 111.16المتعلق بالجهات.
210
-المادتين 464و 461من القانون التنظيمي رقم 111.16المتعلق بالجهات.
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
أما على مستوى الحصول على املعلومة ،فتؤكد مقتضيات املادة 848على الزامية إعداد القوائم املحاسبية و
املالية املتعلقة بتسيير الجهة و وضعيتها املالية ،مع وجوب إطالع العموم عليها ،و ذلك من قبل رئيس املجلس
الجهوي ،و كذا ألاشخاص الاعتبارية الخاضعة للقانون العام أو الخاص و التي تقوم بتسيير مرفق عمومي تابع
للجهة مع إمكانية النشر بالطريقة إلالكترونية في حين تحدد بمرسوم يتخذ باقتراح من السلطة الحكومية
211
كما قام املكلفة بالداخلية صالحية اختيار املعلومات واملعطيات و كذا كيفيات إعداد هذه القوائم و نشرها
بتفصيلها من خالل املرسوم رقم 2.17.288الصادر في 8يونيو ، 2017و الذي يؤكد من خالل مادته الثالثة على
نشر القوائم املحاسبية و املالية املشار إليها في املادة أعاله على ألاقل باملقر إلاداري الرئيس ي إلدارة املعنية و بالبوابة
الالكترونية للمديرية العامة للجماعات املحلية.212
و في ما يتعلق بمواكبة و مساندة الجهة لبلوغ الحكامة الجيدة في تدبير شؤونها و ممارسة اختصاصاتها ،حدد
213
كما قام بتفصيلها املشرع آلاليات و ألادوات الالزمة التي تقوم بها الدولة في هذا الشأن ،من خالل املادة 820
من خالل املرسوم رقم 2.17.304الصادر في 3يوليو ، 8008الذي حدد هذه آلاليات و ألادوات في ما يلي :
-دالئل حول اختصاصات الجهة و صالحيات املجلس و الرئيس ،و ال سيما تلك املتعلقة بالنظام املالي و إعداد
التصميم الجهوي إلعداد التراب و برنامج التنمية الجهوية و التصميم املديري الجهوي للتكوين املستمر و
تدبير املوارد البشرية ؛
-مونوغرافية الجهة ؛
-منظومة لتقديم الاستشارة لرئيس مجلس الجهة في مجال صالحياته ،على مستوى مصالح السلطة الحكومية
املكلفة بالداخلية.214
إضافة إلى قواعد الحكامة املتعلقة بحسن تطبيق مبدأ التدبير ،فقد نص القانون التنظيمي للجهات رقم
، 000 04على عدة مقتضيات أخرى ال تشير إلى مبدأ التدبير الحر مباشرة لكن تهم تطبيقات الحكامة املالية
فاملشرع لم يغفل عن وضع مرتكزات قانونية أخرى تمنع أعضاء املجلس الجهوي و رئيسه من تضارب املصالح و
التسريبات املخلة باملنافسة النزيهة ،حيث أعطى الحق ملمثل السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية و والي الجهة
211
-المادة 46.من القانون التنظيمي رقم 111.16المتعلق بالجهات.
212
-مرسوم رقم 2.17.288صادر في 64من رمضان 1( 6411يونيو ،) 2017بتحديد طبيعة و كيفيات إعداد ونشر المعلومات و المعطيات المضمنة
في القوائم المحا سبية والمالية المنصو ص عليها في المادة 249من القانون التنظيمي رقم 111.14المتعلق بالجهات1
213
-المادة 417من القانون التنظيمي رقم 111.16المتعلق بالجهات.
214
-مرسوم رقم 2.17.304صادر في 11شوال ( ،6411يوليو ،)1161بتحديد اآلليات و األدوات الالزمة لمواكبة الجهة لبلوغ حكامة جيدة في تدبير
شؤونها وممارسة االختصاصات الموكولة إليها1
116
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
حق الاستفسار حول ألافعال املنسوبة وفق مدة محددة ،و كذا رفع طلب عزل املع ي من أعضاء املجلس أو
الرئيس من طرف املحاكم إلادارية ،و ذلك حسب مدلول الفقرة ألاولى و الثانية و الثالثة من املادة ،68مع
إعطاء صالحية توقيف املع ي بالمر إلى حين البت في طلب العزل للمحاكم إلادارية حسب مدلول الفقرة السادسة
215
،مع إمكانية املتابعات القضائية عند الاقتضاء حسب منطوق الفقرة السابعة من نفس املادة
في نفس السياق يشدد املشرع من خالل املادة 62على منع أعضاء املجالس الجهوية من ربط مصالح خاصة ،أو
إبرام أعمال أو عقود أو اقتناء أو تبادل أو أعمال ترتبط بأمالك الجهة أو صفقاتها ،أو عقود الامتياز أو الوكالة ،أو
أي عقد مرتبط بتدبير املرافق العمومية الجهوية مع الجهات أو مجموعاتها أو مع الجماعات الترابية التي تكون
هاته الجهات عضوا فيها ،أو حتى الهيئات أو املؤسسات العمومية أو شركات التنمية التابعة لها ،بل أكثر من ذلك
يمنع أعضاء املجالس الجهوية طبقا ملقتضيات نفس املادة من ممارسة أي نشاط قد يؤدي إلى تنازع املصالح ،
مع تطبيق نفس ألاحكام نفس ألاحكام على عقود الشركات و تمويل مشاريع الجمعيات التي هم أعضاء فيها مع
تطبيق مقتضيات املادة 68أعاله عل كل عضو ثبتت مسؤوليته في استغالل التسريبات املخلة باملنافسة النزيهة ،
216
أو استغالل مواقع النفوذ و الامتياز أو ارتكب مخالفة ذات طابع مالي تلحق ضررا بمصالح الجهة
من جهة أخرى ،كان املشرع واعيا بأهمية و ضرورة توفر شرط إقامة رؤساء الجهات و نوابهم داخل الوطن و
هو ما تلزم به مقتضيات املادة ،88حيث تتم عند مخالفة أحكام هذه املادة إقالة املعنيين الذي ثبت بعد
217
كما أن املشرع ألزم الجهات و هيئاتها بموجب مقتضيات املادتين 803و 802 انتخابهم أنهم مقيمين بالخارج
على ضمان حسن تدبير املال العام الجهوي ،خاصة ألانظمة املتعلقة بمراقبة نفقات الجهة و هيئاتها و باملحاسبة
العمومية املطبقة عليها ،218و هو ما تطرق إليه بالتفصيل في املرسوم رقم 2.17.449الصادر في 23نوفمبر 2017
من خالل 064مادة ،و الذي تم من خالله تحديد القواعد املطبقة على تنفيذ عمليات املداخيل و النفقات
الجهوية ،و كذا عمليات الخزينة ،و القواعد املتعلقة بتصفية امليزانية و تقديم الحسابات و املراقبة إضافة إلى
219
كما جعل املشرع املادة 888امتدادا للمادة 846 عدة قواعد أخرى جاء بها هذا املرسوم في أبواب أخرى
السالفة الذكر ،حيث يلزم نص املادة 888خضوع العمليات املالية و املحاسبية للجهات لتدقيق سنوي ينجز
215
-المادة 40من القانون التنظيمي رقم 111.16المتعلق بالجهات.
216
-المادة 41من القانون التنظيمي رقم 111.16المتعلق بالجهات.
217
-المادة 04من القانون التنظيمي رقم 111.16المتعلق بالجهات.
218
-المادتين 410و 411من القانون التنظيمي رقم 111.16المتعلق بالجهات.
219
-المرسوم رقم 2.17.449الصادر في 6ربيع األول 23 ( ،نوفمبر ،) 2017بسن نظام المحاسبة العمومية للجهات و مجموعاتها.
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
بهذه الجهات بشكل مشترك بين املفتشية العامة للمالية ،و املفتشية العامة لإلدارة الترابية . 220و بذلك يكون
املشرع أسس صراحة لسنوية التدقيقات املالية و املحاسبية للجهات
إن املشرع بمقتض ى هذه املواد التي جاء بها القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ، 111.14يكون قد منح
ملجالس الجهات و رؤسائهم و لو نضريا ،أسسا و مرتكزات لحكامة التدبير املالي لجهاتهم ،و هو بذلك يكون قد
كرل مبادئ الحكامة املالية على املستوى الجهوي ،و قام بتأسيس ثقافة شفافية التدبير و تعزيز مبدأ ربط
املسؤولية باملحاسبة و املسائلة في بعدها الجهوي لكن السؤال الذي يطرح نفسه ،هل تبقى هذه ألاسس و
املقتضيات القانونية كافية بالنظر لتعدد ألاعطاب التدبيرية على مستوى واقع الحكامة املالية للجهات؟ لذلك البد
من اتخاذ إجراءات مواكبة من خالل تحديد املسببات و تجاوز الانعكاسات
بقدر ما يمثله الدستور و القانون التنظيمي للجهات من أسال قانوني لحكامة التدبير املالي الجهوي ،إال أن
أجرأة هذا التدبير تواجه عدة نقائص ،مما يؤدي إلى إفشال تدبير الشأن الجهوي ،خاصة في شقه املالي ،و هو ما
سنحاول التطرق إليه من خالل ذكر بعض الاختالالت التدبيرية ( الفقرة ألاولى ) ،ثم أسباب و انعكاسات هذه
الاختالالت ( الفقرة الثانية )
تستدعي معالجة اختالالت التدبير املالي الجهوي معرفة مكامن الخلل بجميع عناصر التدبير ،ف » إذا كان
الحكم الصالح أو الحكم الرشيد ،هو ذلك الحكم الذي تقوم به قيادات سياسية منتخبة و أطر إدارية ملتزمة
بتطوير موارد املجتمع ،و بتقديم املواطنين و بتحسين نوعية حياتهم و رفاهيتهم ،فإن ما يميز إدارة شؤون املجتمع
طبقا لفكرة الصالح العام هو أنها تتضمن مبادئ مرتبطة ببعضها البعض « 221فرغم املرتكزات التي وضعها
املشرع و التي تقوم عليها الحكامة املالية الجهوية من منظور الدستور ،و القانون التنظيمي رقم 000 04املتعلق
بالجهات كأسس لعقلنة التدبير املالي الجهوي ،إال أن واقع الحال يشير أن هذا التدبير ال زال أمام تحديات كبيرة
حتى يتفاعل إيجابا مع متطلبات الجهوية و كسب رهاناتها و كبرهان على هذه الحقيقة يكفي أن نطرح عناصر
للمسائلة الستجالء بعض أعطاب الحكامة املالية على املستوى الجهوي كما يلي:
220
-المادة 440من القانون التنظيمي رقم 111.16المتعلق بالجهات.
221
- Bouachik Ahmed.’’La gouvernance locale…’’,op.cit.,p20.
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
-هل يستقيم مطلب التكوين املستمر لعضاء املجالس الجهوية مع غياب تشبع ألاحزاب السياسية بقيم
التربية السياسية في مفهومها الشمولي؟
-كيف يمكن تملك آليات فعالية التدبير املالي من قبل رؤساء املجالس الجهوية في ظل غياب مبدأ تطابق
البرامج الانتخابية الجهوية لألحزاب السياسية و املرشحين املؤهلين لتنفيذها؟
-كيف يمكن ضمان الانخراط في بناء نظام للمعلومات في ظل النشر الغير املنتظم أو املنعدم للتقارير و
القوائم املالية على مستوى الجهات التي تكتفي بإبراز مؤهالتها الطبيعية و هيكلها التنظيمي في مواقعها
إلالكترونية ؟
-إلى أي حد يمكن الحديث عن ضمان انخراط مجالس الجهات في احترام القانون ،و التحلي بالنزاهة ،و
تكريس الشفافية ،و ربط املسؤولية باملحاسبة ،و اعتماد تقييم ألاداء و املراقبة الداخلية و الافتحاص .و
الواقع أن ألاحزاب السياسية ال تمتلك برامج انتخابية محددة ،و ال ثقافة تدبيرية لموالها الحزبية ،مع
اعتمادها ملبدأ زواج املال بالسياسة كشرط للترشح ؟
-كيف يمكن تأهيل املواطنات و املواطنين و الجمعيات لتقديم العرائض على املستوى الجهوي في ظل
الجفاء الحاصل بين املواطن و الجمعوي املثقف النزيه و السلطة و دوره في هندسة السياسات الجهوية؟
-كيف يمكن ضمان تحقيق مبادئ الشفافية و الاستقاللية و الفعالية و النجاعة و املسؤولية في ضل
قصور حكامة القضاء ؟
و السؤال ألاهم هو :
-كيف يمكن الحديث عن تأسيس حكامة مالية على املستوى الجهوي ،و نفس الاختالالت يمكن اختزالها
على املستوى املركزي؟
تدفعنا هذه التساؤالت إلى استنتاج ،أنه بقدر ما توجد الاختالالت في تفاصيل التدبير الجهوي بقدر ما تظل هذه
الاختالالت كامنة في الواقع التدبيري لألحزاب السياسية و التدبير العمومي املركزي
من خالل التساؤالت املذكورة أعاله البد لنا من الوقوف على بعض الانحرافات املهيكلة للحكامة املالية على
املستوى الجهوي و املتمثلة في ما يلي :
- 1الاختالالت املخلة بالضوابط ألاخالقية في مجال تدبير النفقات :
-تحويل املصاريف املخصصة لوقود السيارات و الزيوت لفائدة أشخاص ال صلة لهم بالجماعات الترابية؛
-تخصيص مصاريف إبرام عقود كراء صورية لبعض املسؤولين بالجماعات الترابية ؛
114
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
-تحمل مصاريف استهالك املاء و الكهرباء لبنايات غير تابعة للجماعات الترابية؛
-املبالغة في نفقات الهاتف وفي اقتناء بعض ألادوات و آلاليات ؛
-تخصيص بعض املمتلكات لسكن يقطنه بعض املقربين لرئيس بعض املجالس الترابية ؛
-منح مبالغ مالية تتجاوز قيمة ألاشغال التي تم إنجازها ؛
-استغالل امللك العام البحري دون ترخيص قانوني ؛
-صرف نفقات خارج إطار التحمالت .
-2اختالالت مخلة باملقتضيات القانونية و التنظيمية :
أ -في مجال الصفقات املحلية :
-املصادقة على بعض الصفقات من قبل سلطة ليست صاحبة الاختصاص ؛
-استشارة مقاولين و ممونين ال عالقة لهم بموضوع الشراء ؛
-تصفية نفقة رغم غياب إلاثبات القانوني إلنهاء الخدمة ؛
-تضمين ملفات الصفقات لبيانات غير مطابقة للواقع ؛
-التناقض بين تواريخ الاستالم الفعلي للتوريدات و التواريخ الواردة في الكشوفات و محاضر الاستالم املؤقتة و
النهائية. 222
ب -في مجال ألامالك الجماعية :
-عدم تطبيق مسطرة فسخ عقود الكراء رغم إخالل ألاطراف املكترية بأداء واجبات الكراء ؛
-التهاون في استخالص الرسوم املفروضة على الشغل املؤقت لألمالك الجماعية و تسوية ألامالك العقارية ؛
-عدم إبرام عقود الكراء ،وعدم تحيين أثمان الكراء ؛
-التغاض ي على مستوى تفويت استغالل العقارات بين الخواص .
د -في مجال التدبير املفوض :
-حالة التنافي بين العضوية باملجلس و استغالل عقد امتياز ؛
-عدم تطبيق ألاسعار املتعاقد بشأنها ؛
-إخالل الشركة ببعض مقتضيات دفتر التحمالت ؛
222
-الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة ''،نحو بناء منظومة للحكامة الجيدة'' ،دراسة بطلب من مجلس المستشارين ،ماي ، 1165ص 1 11
115
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
-تجاوز مسطرة املنافسة الجتياز املفوض إليه ؛
-التهاون في تيهئ دفتر التحمالت املخصص لتحديد الشروط التقنية وإلادارية لتدبير املرفق.223
و -في مجال الجبايات و املداخيل :
-استخالص بعض الضرائب و الرسوم دون سند قانوني ؛
-مصادرة أمالك الغير دون وجه حق ؛
-عدم فرض الرسوم التي يحددها القانون ؛
-عدم إصدار ألاوامر املتعلقة بتحصيل املداخيل ؛
-فرض رسوم دون القيام بالخدمات التي تؤدى مقابلها ؛
-التهاون في استخالص الضريبة على ألاراض ي غير املبنية و غرامات التأخير ؛
-التغاض ي عن استخالص إتاوات شغل امللك العام الجماعي من طرف إحدى الشركات ؛
-عدم فرض الرسم جراء إتالف الطرق .
ر -في مجال املوارد البشرية :
-القيام بعمليات توظيف بأثر رجعي سابق و التوظيف دون توفر مناصب مالية ؛
ز -في مجال التعاون و الدعم :
-استفادة بعض الجمعيات من مبالغ و امتيازات مهمة دون وجود أي اتفاقية تحدد ألاهداف املنتظرة من هذه
إلاعانات ؛
- 3اختالالت مخلة بقواعد التدبير الجيد :
أ -في مجال إنجاز الصفقات املحلية :
-تكرار اللجوء إلى صفقات التسوية ؛
-انعدام الشفافية واملنافسة في طلبات العروض و غالء العرض املالي ؛
-غياب التقارير التي تثبت إتمام تنفيذ الصفقات و تقارير املراقبة الداخلية و التدقيق الداخلي ؛
عدم تطابق املشتريات املثبتة في سندات الطلب مع تلك املسلمة أو املنجزة ؛ -
223
-نفس المرجع السابق ،ص 111
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
ج -في مجال تدبير مخطط التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و املشاريع الجماعية :
-البطء في وثيرة إنجاز املشاريع ؛
-ضبابية الدراسات القبلية ؛
-ضعف القدرة على تنفيذ الالتزامات التعاقدية من قبل املقاولة ؛
-غياب املراقبين املحلفين ؛
-غياب اتفاقيات تؤطر مصادر تمويل املشاريع ؛
-تغيير مضمون املخطط دون عرضه على التصويت .
و -في مجال تدبير الحسابات الخصوصية :
-تنفيذ نفقات قبل تحقيق أي موارد برسم هذه؛ الحسابات ؛
-التهاون في تصفية الحسابات الخصوصية224؛
ر -في مجال الجبايات و املداخيل :
-القصور على مستوى تحصيل وتصفية املداخيل الجبائية ،و مراجعة إقرارات امللزمين بالضريبة؛
-الضعف على مستوى التحكم في املادة الجبائية .
ز -في مجال تدبير النفقات :
-تنفيذ نفقات دون أهمية ؛
-الالتزام ببعض النفقات رغم غياب الاعتمادات ؛
-املبالغة في التكليف املخصصة لصيانة الشاحنات و آلاليات ؛
-التهاون في تصفية النفقات و إلاثباتات املتعلقة بتسليم املقتنيات.225
ينضاف إلى كل هذه الاختالالت » ،عدم مواكبة الالمركزية الجهوية« 226
تأسيسا على ما سبق ،يمكننا تقييم مخرجات الحكامة في مختلف مستوياتها الترابية في املاض ي الختبار مدى
قدرتها على تحقيق التنمية املنشودة بجهات اململكة في الحاضر و املستقبل ،و مدى مساهمتها في التدبير الجيد
للشأن العام الجهوي كخيار استراتيجي للدولة و بالتالي فربطنا ملوضوع الحكامة املالية بالشأن الجهوي لم يأت من
فرا غ ،بل يحمل في طياته حموالت داللية قوية تجعل من هذه الحكامة آلية لتدبير الشأن العام الجهوي بما توفره
224
-الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة ''،نحو بناء منظومة للحكامة الجيدة'' ،نفس المرجع السابق ،ص 1 15 -14
225
-نفس المرجع ،ص .26
226
-مؤسسة وسيط المملكة ،موجز التقرير السنوي المرفوع الى الملك محمد السادس برسم ،4710سنة ، 4711ص .1
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
من أدوات و معايير حديثة للتدبير السليم ليشمل املستويات السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية و إلادارية و
املالية للجهات ،ما يحافظ على استقرار الدولة و أمنها
- 227سيدي ابراهيم فعرس ،الحكامة المالية في ضوء القانون التنظيمي للجهات رقم 111.14بالمغرب '' :األسس التشريعية و األعطاب التدبيرية '' ،
مجلة العلوم السياسية والقانون –المركز الديمقراطي العربي ،العدد – 26ديسمبر /كانون األول ،المجلد ،4سنة ،2020ص . 108
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
16شهرا من توقيع الاتفاقية -إلاطار ،أما بخصوص إنجاز البرنامج ،أشار املجلس إلى اتسام املشروع بالبطء في
انطالقته ،حيث أنه منذ التوقيع على الاتفاقية إلاطار في أكتوبر ، 2015و إلى غاية شهر فبراير ، 2017أشار التقرير
إلى غياب أية مبادرة فعلية للشروع في إنجاز املشاريع من قبل أغلبية املتدخلين على املستويين املركزي و املحلي ،إذ
أنه من بين 644مشروعا مبرمجا لم تسجل حصيلة سنة 2016سوى إنجاز 5مشاريع بقيمة 146,8مليون درهم و
البدء في إنجاز 45مشروعا آخرا بقيمة 565مليون درهم. 228
إن حيثيات هذا التقرير تحيلنا على حقيقة واحدة ،و هي أن مظاهر ضعف الحكامة تتشابه على الصعيدين
الوط ي و الجهوي ،و بالتالي تكون املسؤولية هنا مسؤولية تضامنية للسلطات املركزية و الجهوية على مستوى
الحكامة و التدبير ما يجعلنا مجبرين على إلاحاطة بأهم ألاسباب و الانعكاسات لهذه الاختالالت ،ثم البحث عن
بعض السبل لتجاوزها
للوقوف على ألاسباب املوضوعية لهذه الاختالالت ،يمكن أن نستخلصها من خالل املظاهر التالية :
» الرغبة امللحة لالغتناء و تحقيق املصالح الشخصية أو لفائدة املقربين ؛
تدني مستوى التأهيل القانوني للمنتخبين ؛
العجز على مستوى املؤهالت املطلوبة للنهوض بتدبير الشأن املحلي ،من تخطيط و برمجة و تنفيذ و
مواكبة و تتبع ؛
التساهل و عدم الحكم باسترجاع املبالغ املطابقة للخسائر املترتبة عن املخالفات املرتكبة ؛
اتساع دائرة الشطط في استعمال السلطة ؛
هزالة املتابعات الجنائية ضد مرتكيي املخالفات ؛
انغالق التدبير املحلي في إعداد و تنفيذ مخططات التنمية املحلية و الجهوية ؛
محدودية الاستقاللية املالية املتمثلة في انعدام سلطة جبائية حقيقية ؛
عدم الالتزام بسيادة القانون و التساهل في املتابعات و شيوع حاالت الالعقاب ؛
تدني وازع املواطنة و تراجع آثار القيم ألاخالقية على املمارسات و املعامالت املجتمعية؛
قصور الهيآت الرقابية على مستوى التنفيذ و صياغة التقارير و نشرها. « 229
228
-المجلس األعلى للحسابات ''،مذكرة مرفوعة إلى الملك محمد السادس بخصوص التقرير المتعلق ببرنامج التنمية المجالية إلقليم الحسيمة منارة
المتوسط" ،أكتوبر -سنة ،1161ص 1و1 1
229
-الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة ''،نحو بناء منظومة للحكامة الجيدة'' ،مرجع سابق ،ص . 4. - 41
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
على ضوء هذه ألاسباب ليس من الغريب أن يترجم سوء الحكامة املالية الترابية على املستوى الجهوي إلى بروز
ممارسات غير مشروعة قد تتجلى في عدة ممارسات ،من قبيل تبديد و اختالل ألاموال العمومية و الرشوة و
املحسوبية و الزبونية و استغالل النفوذ ،خصوصا في ظل غياب برامج و تصورات وا حة ملكافحة الفساد على
مستوى الجهات.
انطالق مما سبق يتضح لنا جليا » أن املنظومة الحكماتية ال على مستوى التسيير و ال على مستوى استخدام
ألاموال العمومية ،توحي إلى قلق شديد حول مصير الجهوية و بالتالي هناك خياران أمام املغرب :إما سيحقق
قفزة نوعية في الوقت املناسب من أجل الوصول إلى درجة جديدة من الوعي و التقدم ،و إما سيؤدي تنامي
املنافسة السلبية و السيطرة الذاتية و التهور و عدم التبصر و النهب إلى ما ال يحمد عقباه«230
إذا كان املشرع اعترف للجهات بالشخصية املعنوية ،و زودها بالوسائل القانونية و املالية لداء رسالتها
التنموية ،فان التشخيص املتوصل إليه من خالل تحليل البنية الجهوية ،يظهر أن هذه البنية تعتريها مجموعة
من الاختالالت و الثغرات التي تضعف و تحد من نجاعة و فعالية التدبير املالي الجهوي.
فنجاح خيار الجهوية املتقدمة ال يتوقف فقط على تخويل مجالس الجهات اختصاصات نظرية ،بل تمكينها
أيضا من املوارد البشرية الكفؤة لتسييرها و حد من الاستقاللية و ضمانات رقابية ،لن أي عملية لتوسيع
الاختصاصات الجهوية بدون إعادة توزيع هذه الوسائل بين الدولة و الجهات ،سيؤدي ال محالة إلى نقل
اختصاصات صورية ،و هذا القول يدفعنا من جهة لتحديد الاكراهات البشرية و الرقابية (املبحث ألاول ) ،و
استنتاج أهم التحديات و آلافاق املمكنة ( املبحث الثاني )
يتطلب ترسيخ قواعد حكامة التدبير املالي جهويا و تجاوز كل الاختالالت و النواقص التدبيرية على املستوى
الجهوي ،إعادة النضر في أهمية دور النخب السياسية الجهوية في هذا الشأن ،فمهما كانت القوانين متقدمة ،
فإن إرساء مؤسسات جهوية منتخبة قوية قادرة على التدبير الجيد للموارد املالية ،و بالتالي تحقيق أهداف
التنمية ،يبقى رهينا بنوع النخب الجهوية و مدى تأطيرها السياس ي و تكوينها املعرفي (املطلب ألاول ) ،و التي
ستتولى هذه املهمة من جهة ،و هي مسؤولية ملقاة على عاتق ألاحزاب السياسية و السلطات الوصية و املعنية
230
-محمد اليعكوبي '' ،تأمالت حول الديمقراطية المحلية '' ،مطبعة المعارف الجديدة ،الطبعة الثانية -الرباط ،سنة ، 4771مرجع سابق ،ص.16.
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
بتأهيل و تكوين النخب الجهوية ،و من جهة أخرى بالحد من اكراهات املراقبة إلادارية و الرقابتين السياسية و
القضائية ( املطلب الثاني)
املطلب الاول :تأثير ضعف التأطير السياس ي و التكوين املعرفي على تدبير املالية الجهوية .
تعتبر إشكالية إنتاج النخب الجهوية أحد املعوقات ألاساسية للتدبير املالي الجهوي ،و ذلك نتيجة املزج بين
السلطتين الاقتصادية و السياسية في إنتاج النخب الجهوية ،ما يؤثر بشكل كبير على بناء مؤسسة الجهة و
إضعاف بنياتها عن طريق سلوك النخب من نهب للمال العام ،و سوء التدبير و ذلك راجع لضعف التأطير السياس ي
و الكفاءة العلمية للمنتخب الجهوي ( الفقرة ألاولى) ،و التكوين املستمر على صعيد الجهات و املصالح املركزية (
الفقرة الثانية) و هو ما يتطلب تفعيل أحكام القانون التنظيمي رقم 000 04املتعلق بالجهات ،و تطوير املمارسة
على مستوى الواقع ،من خالل الدورات التكوينية و التحسيسية للمجالس املنتخبة لتدارك النقائص الحاصلة في
هذا الشأن و تداركها .
الفقرة ألاولى :أثر محدودية التأطير السياس ي و الكفاءة العلمية للمنتخب الجهوي .
ال زالت تعاني املجالس الجهوية املنتخبة من ضعف التأطير السياس ي داخل ألاحزاب السياسية ( أوال ) ،حيث
أن جل ألاحزاب السياسية املغربية تمنح تزكيات بناء على معايير املحسوبية و تبادل املصالح ناهيك عن املستوى
التعليمي املتدني لغلبية املنتخبين ( ثانيا) ،و الذي أبانت عنه التقارير الرسمية
فكيف تتوفر نخب من هذا املستوى على قدرة تسيير البرامج و املشاريع التنموية ،و تتولى إلاشراف على التكوين ،
و إعداد امليزانيات ،و تدبير املوارد املالية في ظل ندرتها ؟
اعتبارا لكون أزمة التنمية الجهوية تتجلى في عدم قدرة النحب على تسيير جيد و تدبير عقالني ،فإن التساؤل
املطروح هو ما مدى النضج السياس ي و الحزبي لهذه النخب حتى تكون مؤهلة لتدبير أمثل للمجال الترابي
الجهوي؟
فاملالحظ أن هناك » وجود هشاشة كبرى و ضعف بين في التأطير السياس ي للنخب ،و الذي من املفترض أن
تلعبه ألاحزاب السياسية ،فمحاوالت هذه ألاخيرة ظلت في هذا إلاطار محدودة ،حيث اقتصرت على بعض
116
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
الندوات التي انحصرت في بعض ألاحزاب « 231و عليه » ،فاالنتماء السياس ي املتقلب و الضبابي للمنتخبين ،يفسر
عجز التنظيمات الحزبية عن القيام بالتزاماتها الدستورية املتمثلة في التنظيم و التمثيل الشعيي ،و هذا العجز
الحزبي نابع بالسال من إكراهات سوسيولوجية و تاريخية
و بالرغم من كون الدولة قد بذلت جهودا كبيرة لدعم العمل الحزبي بغرض ايجاد نخب قادرة على الاضطالع
بمهامها الجهوية ،فإن الامر لم يؤد الى نتائج إلايجابية املرجوة ،و يعود هذا إلاخفاق الى عوائق اجتماعية
بالسال تتمثل في كون الكثير من النخب الاجتماعية و السياسية لم تستطع بعد من إنضاج وعي اجتماعي و
سياس ي مسؤول مكرل للمصالح الوطنية العليا« 232
و مما يزيد من ضعف التأطير السياس ي لدى املنتخبين الجهويين » ،ظاهرة اختالل املمارسة الحزبية باملغرب ،
خاصة ضعف الثقافة الديمقراطية داخل ألاحزاب ،إذ يعتبر عدم الالتزام بدورية عقد املؤتمرات العامة و ما
يعنيه ذلك من جمود للحياة السياسية ،و ضعف التناوب على ألاجهزة القيادية ،و سيادة إلاقصاء الداخلي عند
كل خروج عن توجهات النخبة املسيطرة إضافة إلى ظاهرة الانشقاقات املستمرة ،و التحالفات السياسية
الغريبة و املؤقتة ،و هي أمور مرتبطة بالنخبة السياسية ،و بوسائل الاشتغال و املمارسة الحزبية ،و
بالديمقراطية الداخلية و الثقافة الحزبية ،ثم باملوروث التاريخي و الثقافة السياسية للمغاربة « 233حيث تشكل
الانشقاقات و التحالفات السياسية داخل مجالس الجهات ،عائقا خطيرا يحول دون إنجاز املشاريع التنموية ،
حيث يصبح تدبير الشأن الجهوي رهينا بالتوافق حول املصالح الشخصية و السياسية ،و هو ما يؤثر على
استقرار املجلس و بالتالي على مسارات التدبير الجهوي خاصة منها املالي و بما أن » شرط املحاسبة و املراقبة
يبقى من أهم الشروط لخلق التقويم املستمر ،فإن العمل الحزبي كيفما كان نوعه ينبغي أن يخضع للتقويم و
املراقبة داخليا و خارجيا ،فغياب ثقافة املراقبة داخليا تجعل ممارسة العمل الحزبي من خالل املشاركة في تدبير
الشأن العام املحلي ،يظهر في صورة مشوهة النعدام ثقافة التقويم في عملية التكوين و التأطير داخل ألاحزاب ،و
شرط املحاسبة يجعل كل منخرط في الحزب من خالل موقعه خصوصا إذا كان مسؤوال قادرا على معرفة ما
يجب عليه القيام به و متى و كيفية التعامل مع الظرفية ،كما يجنب سوء التدبير و يعمل على حماية املال في
اتجاه تحقيق إلادارة الرشيدة ماليا و إداريا« 234
231
-السعيدي مزروع فاطمة '' ،اإلدارة المحلية الالمركزية بالمغرب'' ،الطبعة األولى ،مطبعة النجاح الجديدة -الدار البيضاء ،سنة ، 4770ص .076
232
-مصطفى محسن '' ،المسألة الجهوية و اشكالية التنمية بالمغرب رؤية اجتماعية نقدية'' ،منشورات المجلة المغربية لإلدارة و التنمية ،سلسلة مواضيع
الساعة ،العدد ، 14سنة ،1..1ص .114
233
-محمد الرضواني ''،الحداثة السياسية في المغرب إشكالية و تجربة '' ،الطبعة االولى ،مطبعة المعارف الجديدة -الرباط ،سنة ،477.ص .11
234
-طارق أتالتي '' ،الحكامة الحزبية بالمغرب '' ،مجلة مسالك في الفكر و السياسة و اإلقتصاد ،العدد ، 1سنة ، 4771ص .1.
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
إن املتتبع للشأن السياس ي ال يكاد يرى » في برامج ألاحزاب املغربية ما يمكن أن يسمى بفلسفة إيديولوجية
وا حة املضمون تدافع عن مشروع مجتمعي محدد ،و ذلك لن الثقافة الحزبية في املغرب ،ال تقيم تمييزا بين
الدور السياس ي و الهوية إلايديولوجية ،و حتى ألاوصاف السياسية املستعملة في تحديد طبيعة ألاحزاب املغربية
تنحصر ،في أحزاب ألاغلبية و أحزاب املعارضة ،و هكذا يتم تحديد الحزب انطالقا من دوره السياس ي و ليس
انطالقا من هويته إلايديولوجية « 235و هو عكس ما أسست له الخطب امللكية الال الداعية إلى تأهيل العمل
الحزبي ،236و انبثاق مجالس جهوية للنخب املؤهلة لحسن تدبير شؤون مناطقها ،كما جاء في الخطاب امللكي
بتاريخ 3يناير 2010بمناسبة تنصيب اللجنة الاستشارية للجهوية ،و هذا ما يفسر غياب مدارل و خاليا التكوين
السياس ي و إلايديولوجي في جل ألاحزاب املغربية ،مع استثناء يتعلق بالحزاب التقليدية منها .انطالقا من هذه
الزاوية ،نالحظ وجود العديد من مظاهر الريع و الانحراف بين املستشارين الجهويين ،عن مواقعهم السياسية
ألاصلية مستغلين فرصة مشروعية السلطة السياسية املستمدة من الدوائر الانتخابية ،فغيروا انتماءاتهم
237
فغالبا » ،يتحدد الوعي السياس ي للنخب من خالل تنشئتها الاجتماعية ،إذ تمكنها من إلادراك بأن الحزبية
الانتخابات ليست لحظة سياسية ب ل خيار استراتيجي يرهن مستقبلها الاجتماعي و الاقتصادي قبل أن يرهن
مستقبلها السياس ي « 238كما أن دور املواطنين ال يقل أهمية عن دور ألاحزاب السياسية في اختيار النخب املؤهلة
لتدبير شؤونهم الجهوية فهشاشة التأطير السياس ي لهذه النخب من شأنه أن يجعل منها مجرد مجالس صورية
هدفها ألاسال تحقيق املصالح الذاتية ،مما يؤثر سلبا على وظيفتها إلادارية و املالية و هو ما تؤكده الاختالالت
التدبيرية التي أشار إليها التقرير ألاخير للمجلس ألاعلى للحسابات لعامي 8006و ،8008حيث أصدرت غرف هذا
املجلس » 222قرارا قضائيا فيما يخص مادة التدقيق و البت في الحسابات و 60قرارا في ميدان التأديب املتعلق
بامليزانية و الشؤون املالية ،إضافة إلى إحالة أربعة قضايا على السلطة القضائية تتعلق بأفعال قد تستوجب
عقوبة جنائية « 239و هو ما يؤكد أن هذا التدبير تشوبه اختالالت مالية عديدة أدت في بعض الحاالت إلى
التعجيل بعزل عدد من املنتخبين.
235
-محمد ظريف''،المغرب في مفترق الطرق :قراءة في المشهد السياسي'' ،منشورات المجلة المغربية لعلم االجتماع السياسي ،سنة ،1..4ص .11
236
-الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش 07 ،يوليوز -سنة .4776
237
-محمد ا ألسعد '' ،الثقافة السياسية للمنتخبين و تنظيم المجال المحلي بالمغرب '' ،مجلة أمل ،العدد ، 11 – 17سنة ، 1..0ص .471
238
-محمد زين الدين '' ،المرتكزات القانونية و السياسية إلنجاح العملية اإلنتخابية '' ،المجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمية ،العدد ، 10نونبر–
دجنبر ،سنة ، 4770ص .140
239
-التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات ،سنة ، 4710 - 4714ص .8-9
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
تحقيقا لألهداف املنشودة لخيار الجهوية ،أصبحت ألاحزاب السياسية اليوم ملزمة » بشفافية تشكيالتها ،و
240
«،و العمل على اختيار و تزكية نخب جديدة مؤهلة ذات كفاءة علمية .و ذلك بناء على مبادئ ديمقراطية
تكوينهم و تأهيلهم تجسيدا ملقتضيات املادة الثانية من قانون ألاحزاب السياسية رقم 36.04التي تنص على
تساهم ألاحزاب في تنظيم املواطنين و تمثيلهم و هي بهذه الصفة تساهم في نشر التربية السياسية و مشاركة
املواطنين في الحياة العامة و تأهيل نخب قادرة على تحمل املسؤوليات العمومية و تنشيط الحقل السياس ي
فالحزاب السياسية اليوم أصبحت مجبرة على إعادة النظر في طريقة اختيارها ملرشحيها على مستوى الجهات ،
فاالختالالت التدبيرية التي تعرفها الجهات ،هي نتيجة تزكيتها لشخاص ال تتوفر فيهم شروط النزاهة و املسؤولية ،
ناهيك عن اعتمادها في اختيار مرشحيها على معايير ال تراعي جم ألامانة و املسؤولية بقدر ما تراعي املصالح
الشخصية الضيقة كما البد لألحزاب السياسية أن تعتمد شرط الكفاءة العلمية في اختيار مرشحيها لالنتخابات
الجهوية ،تجاوزا للفراغ التشريعي الذي تركه املشرع في هذا الشأن و الذي يستث ي شرط الكفاءة العلمية التي
يعتبر من أهم املعايير التي يتطلب توفرها في أعضاء املجالس الجهوية املنتخبة ،و التي هي ضمان التدبير الجيد
للشؤون الجهوية و ترشيد نفقاتها
ثانيا :الكفاءة العلمية .
أصبح املنتخب الجهوي يمثل إحدى الدعائم الرئيسية لتدبير الشأن الترابي ،و هو ما بات يفرض توفره على
شروط باملستوى املعرفي و الثقافي ملمارسة املهام الانتدابية ،خاصة أن الوظائف التنموية املوكولة للجهات في
تطور مستمر بفعل ما تعرفه الجهوية من تحوالت متسارعة ،و بالتالي فعدم كفاءة املنتخبين و قلة إملامهم
باملقتضيات القانونية و التدبيرية ينعكس ال محالة على تحقيق التنمية الجهوية املأمولة ذلك أن املشرع املغربي ،
» لم يشر إلى شرط الكفاءة التعليمية في املترشحين لعضوية املجالس الجهوية ،مما يطرح صعوبة على املنتخبين
في تحليل الوثائق الجهوية التقنية ،من قبيل امليزانية و الحساب إلاداري و غيرهما .فاملالحظ أن املشرع املغربي
اشترط في هيأة املترشحين لعضوية املجالس الجهوية بعض الشروط املتعلقة بالسن و إلاقامة الخ ،في مقابل
غياب التنصيص على شرط الكفاءة ،ولو على مستوى رئاسة الجهة ،على غرار التشريع املتعلق بالجماعات
الحضرية و القروية« 241
240
-المادة ، 46ظهير شريف رقم 1.06.18صادر في 15من محرم 14 ( 1427فبراير ) 2006بتنفيذ القانون رقم 36.04المتعلق باألحزاب
السياسية الجريدة الرسمية عدد 21– 5397محرم 20 ( 1427فبراير .) 2006
241
-أحمد حضراني '' ،المنتخب الجماعي و صعوبات التسيير'' ،المجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمية ،العدد ، 4.أكتوبر – دجنبر ،سنة ، 1...
ص .46
114
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
لقد حدد املشرع املغربي شروط أهلية الترشح النتخاب أعضاء مجالس الجهات من خالل الباب الثاني من
القسم الثاني من القانون التنظيمي 28 00املتعلق بانتخاب أعضاء مجالس الجماعات الترابية في املواد 88إلى
، 23مع إلاحالة على املادة 6التي حدد من خاللها املشرع الحاالت التي يمنع فيها الترشح لعضوية املجالس
الجهوية
من خالل القراءة املتأنية ملضامين لهذا القانون ،خاصة تلك املتعلقة بأهلية انتخاب أعضاء مجالس الجهات
نالحظ أن املشرع قد أغفل شرط الكفاءة كشرط للترشح لعضوية املجالس الجهوية ،و لو على مستوى رئاسة
الجهة على ألاقل فاعتقاد البعض» بأن التنصيص على شرط التعليم أو عنصر الكفاءة من شأنه أن يمس
باملبادئ الديمقراطية ،يعد اعتقادا خاطئا ،إذ أن املصلحة العامة و التمثيلية الديمقراطية ال تتعارض مع عنصر
التعليم و الكفاءة ،بل هي في حاجة إليها إن لم يكن شرطا لفعاليتها و صحتها ،إذ من غير املقبول في ظل
تعقيدات الشأن املحلي أن يتولى قيادته و مسؤوليته أشخاص ال يتوفرون على الحد ألادنى من التعليم و
الكفاءة « 242و هو ما يتضح من خالل التقرير الذي أعدته وزارة الداخلية ،و الذي يبينه الجدول التالي :
الجدول رقم 8 :
توزيع أعضاء مجالس الجهات حسب املستوى التعليمي و الجنس بناء على نتائج انتخابات 6شتنبر . 2437716
بدون التعليم العالي التعليم الثانوي التعليم مستوى التعليم
املجموع الابتدائي
402 7 6 2 34 07 10 106 726 نوع املستشارين :
مستشاري
مجالس
الجهات
املصدر :تقرير لوزارة الداخلية حول '' الالمركزية في أرقام '' -سنة . 7716 – 7716
242
-كريم الحرش '' ،الحكامة المحلية بالمغرب '' ،سلسلة الالمركزية و اإلدارة المحلية ،العدد الثاني ،غشت -سنة ،477.ص .06
243
-وزارة الداخلية ،المديرية العامة للجماعات المحلية '' ،الالمركزية في أرقام '' ،سنة ، 4711 – 4716ص .14
115
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
إن تنصيص املشرع على إبرام الجهة التفاقيات مع فاعلين من خارج اململكة في إطار التعاون الدولي و كذا
الحصول على تمويالت حسب مقتضيات املادة 28من القانون التنظيمي املتعلق بالجهات ،و اتخاذ قرارات مالية
من قبيل التداول و التصويت على امليزانية و الحسابات الخصوصية و امليزانيات امللحقة ،و تحديد سعر الرسوم
و تدبير ألامالك و صيانتها ،و اقتناء العقارات الالزمة الضطالع الجهة باملهام املوكولة إليها أو مبادلتها أو تخصيصها
أو تغيير تخصيصها طبقا للقوانين و ألانظمة الجاري بها العمل حسب مدلول املادة 82من نفس القانون ،ال
يستقيم أن يمنح كاختصاص بيد أشخاص ذوي قدرات علمية محدودة ،خاصة و أن تنفيذ املقررات ذات الوقع
املالي على النفقات و املداخيل ال تكون قابلة للتنفيذ ،إال بعد التأشير عليها من قبل السلطة الحكومية املكلفة
بالداخلية ،ما يقوي من الرقابة املمارسة من سلطات الوصاية ،و بالتالي يصبح ضعف املستوى التعليمي ملنتخيي
مجالس الجهات هو أحد أهم إكراهات التدبير املالي للجهات و الذي يزداد سوءا » عند رئيس الجهة باعتباره
مجسدا لالمركزية الجهوية ،إذ يطرح التساؤل حول مدى قدرته على تدبير الاختصاصات املسندة إليه ،و هنا قد
يفتح املجال الحتمالين كالهما أسوء من آلاخر ،فإما إلاخالل بتدبير الشأن العام الجهوي ،و إما نقل ممارسة تلك
الاختصاصات إلى السلطة الوصائية « 244فإذا كان رئيس الجهة و هو بهذا املستوى التكوي ي يتولى إعداد و تعديل
و تنفيذ امليزانية ،أليس من العبث أن تطالب الدولة ( إلادارة ) ،مثال كشرط الجتياز مباراة رئيس مصلحة املالية
إلحدى إداراتها أن يتوفر املترشح على دبلوم الدراسات العليا أو املاستر ،مع ميزة مستحسن ،بل أكثر من ذلك
تطالبه باجتياز املباراة بعد قبوله الجتيازها وفق مراحل معينة
بالرجوع إلى الباب ألاول من القسم الثاني من القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم 000 04نجد املشرع قد
حمل املجالس الجهوية ما ال طاقة لها عليه من خالل الاختصاصات التي منحها إياها من خالل املواد 20إلى ، 82
كذلك من خالل الصالحيات التي منحها املشرع من خالل الباب ألاول من القسم الثالث املواد 86إلى ،000و ما
يزيد الطينة بلة هي الصالحيات التي أسندها املشرع لرئيس الجهة من خالل 000إلى ، 000و الغريب أن املشرع
مق ابل إغفاله لشرط الكفاءة بالنسبة النتخابات أعضاء املجالس الجهوية نجده من خالل مقتضيات املادة 28
يسند مهمة إلاشراف على التكوين املستمر لفائدة أعضاء املجالس و موظفي الجماعات الترابية ،علما أن فاقد
الش يء ال يعطيه
244
-عبد هللا اإلدريسي '' ،إصالح التنظيم الجماعي ،التنصيص و الحصيلة '' ،مطبعة الجسور -وجدة ،الطبعة األولى ،سنة ، 4770ص .41
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
انطالقا مما سبق ،يتبين لنا أن إغفال املشرع لشرط الكفاءة كان مقصودا و الهدف منه هو تعزيز سلطة
الوصاية املركزية بصفتها املحتكرة على ألاطر و املوارد البشرية املؤهلة للتدبير على جميع املستويات ،مقابل
إضعاف املجالس الجهوية خوفا من تقلد ألاطر الجهوية املؤهلة التي يمكن أن تكون صوتا للمعارضة ،باعتبارها
متمكنة من قوانين اللعبة السياسية ،ما سيؤثر سلبا على مسارات التدبير املالي للجهات و القرارات املالية ،و هو
ما تبث من خالل الاختالالت التدبيرية التي أشارت إليها تقارير املجلس ألاعلى للحسابات و مجالسه الجهوية ألاخيرة
لعامي 8006و 8008
بناء على املسؤوليات التي منحها املشرع للجهات بموجب الدستور و القانون التنظيمي رقم ، 000 04أصبحت
هذه ألاخيرة مطالبة بممارسة اختصاصات معقدة ،ما يجعل التدبير املالي الجهوي رهين بوجود نخب ذات تكوين
مالئم ،و تملك سليم للمفاهيم و القوانين الجديدة ،مما يجعل من ورش التكوين املستمر لعضاء مجالس
الجهات و رفع قدراتهم املعرفية و التدبيرية رافعة أساسية لتطوير و تجويد أداءهم التدبيري ،و بالتالي تحقيق
ألاهداف املنتظرة من البرامج التنموية للجهات ،و هو ما سنتطرق إليه من خالل الصالحيات و آلاليات التي وضعها
املشرع كأسس قانونية لتدبير مسارات التكوين املستمر ،و ذلك على مستوى الاشراف ( أوال ) ،و املواكبة ( ثانيا )
أوال :على مستوى إلاشراف .
تجاوزا للعوائق املتعلقة بقصور التكوين املعرفي لعضاء مجالس الجهات ،منح املشرع من خالل مقتضيات
القانون التنظيمي رقم 000 04املتعلق بالجهات ،الحق لعضاء مجالس الجهات من الاستفادة من التكوين
245
حيث حصر التكوين املستمر في الندوات و املستمر في املجالت املرتبطة باالختصاصات املخولة للجهة
اللقاءات و حلقات و ورشات التكوين ،ثم التكوين عن بعد ،كما يمكن أن يشمل التكوين املستمر زيارات ميدانية
مرتبطة بموضوع التكوين.246
و ضمانا لتحقيق هذا املبتغى ،منح املشرع لعضاء مجالس الجهات عدة ضمانات قانونية حيث جعلهم
يستفيدون من رخص للتغيب للمشاركة في دورات التكوين املستمر املشار إليها في املادة 26أعاله ،و ذلك في
245
-المادة 14من القانون التنظيمي رقم 111.16المتعلق بالجهات .
246
-المادة 6من المرسوم رقم 15615111المتعلق بتحديد كيفيات تنظيم دورات التكوين المستمر لفائدة أعضاء مجالس الجماعات الترابية و مدتها و
شروط االستفادة منها و مساهمة الجماعات الترابية في تغطية مصاريفها ،الصادر بتاريخ 11يونيو 11161
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
247
كما ألزم املشرع املشغلين حدود املدة الفعلية لهذه الدورات ،دون التأثير على رواتب أعضاء مجالس الجهات
الذين يشغلون العاملين في مقاوالتهم و الذين انتخبوا أعضاء في مجلس الجهة ،رخصا بالتغيب للمشاركة في
دورات التكوين املستمر و ذلك في حدود املدة الفعلية لهذه الدورات و حماية لعضاء مجالس الجهات ،خاصة
املأجورين منهم من أي تعسف قد يلحقهم جراء غياباتهم املتكررة لحضور الدورات التكوينية ،فقد جعل املشرع
ذلك ال يكون سببا إلنهاء عقد الشغل من قبل املشغل ،و في حال حدوث ذلك يتم أداء تعويضات عن الضرر
248
و جعل الجهة هي املسؤولة عن ألاضرار الناجمة عن الحوادث التي لفائدة املأجورين أعضاء مجالس الجهات
249
قد يتعرض لها أعضاء مجالس الجهات بمناسبة مشاركتهم في هذه الدورات التكوينية
ضمانا لتحقيق مطلب التكوين املستمر ،منح املشرع للجهات نظريا صالحية إلاشراف على عملية التكوين
املستمر ،كما وفر سبل الدعم لذلك عن طريق مواكبة املصالح املركزية
طبقا ملقتضيات املادة 20من القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم 000 04فالجهة تمارل اختصاصات
ذاتية في مجال التنمية الجهوية ،كما تتولى مسألة إعداد و تتبع و تنفيذ برنامج التنمية الجهوية و التصميم
الجهوي إلعداد التراب و في إطار هذه الاختصاصات الذاتية املتعلقة بالتنمية الجهوية ،تتولى الجهات عملية
250
إلاشراف على التكوين املستمر لفائدة أعضاء املجالس و موظفي الجماعات الترابية
لقد جاءت مقتضيات املرسوم رقم 8 06 888املتعلق بتحديد كيفيات تنظيم دورات التكوين املستمر لفائدة
أعضاء مجالس الجماعات الترابية ومدتها وشروط الاستفادة منها و مساهمة الجماعات الترابية في تغطية
مصاريفها على املستوى النظري ،متماشية مع غايات القانون التنظيمي املتعلق بالجهة ،و خاصة املادة 28التي
أوكلت للجهة مهمة إلاشراف على التكوين املستمر لفائدة أعضاء مجالسها ،وجعلتها ضمن اختصاصاتها الذاتية
و بالرجوع إلى مقتض ى املادة 20السالف الذكر ،يتضح أن املشرع قد منح للجهات اختصاص إلاشراف على
الدورات التكوينية لعضاء مجالس الجهات ،بل تجاوز ذلك ليمنحها كذلك صالحية و اختصاص إلاشراف على
تكوين موظفي الجماعات الترابية ،و هو ما يتنافى مع واقع املمارسة العملية ،و ذلك لسببين :
السبب ألاول :املستوى املتدني لغلبية أعضاء مجالس الجهات و هو ما أشارت إليه تقارير السلطة املركزية لوزارة
الداخلية
247
-المادة 11من القانون التنظيمي رقم 111.16المتعلق بالجهات .
248
-المادة 1.من القانون التنظيمي رقم 111.16المتعلق بالجهات .
249
-المادة 10من القانون التنظيمي رقم 111.16المتعلق بالجهات .
250
-المادة 14من القانون التنظيمي رقم 111.16المتعلق بالجهات .
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
السبب الثاني :إسناد رئاسة الجهة بناء على معيار ألاكبر سنا
فباستثناء شرط الكفاءة العلمية كشرط النتخاب أعضاء املجالس الجهوية ،ال نجد أمامنا إال أمرين و كالهما مر
أوال :هدر املزيد من املال العام في دورات تكوينية و ندوات و أيام تحسيسية ال تنب ي على أسس التدبير ،و خاصة
إن كان هذا التدبير يتعلق بمسارات عدة لتدبير املوارد البشرية و التي لن يقوى على إلاشراف عليها من لهم أدنى
كفاءة علمية
ثانيا :تدخل السلطات املركزية في مواكبة و العمل على تقوية قدرات املنتخبين ،و هو ما يعزز تدخل سلطات
الوصاية حتى على مستوى التكوين ،ما يمس بال مركزة التكوين الذي تبنته العديد من الدول املتقدمة ،دون
تحقيق املستوى املطلوب لتدبير الشأن العام الجهوي خاصة في اتخاذ القرارات املالية ،مع العلم أن املستويات
التعليمية لقرابة نصف أعضاء املجالس املنتخبة ال تتجاوز املستوى الابتدائي و الثانوي ،و في بعض الحاالت تبقى
دون مستوى إطالقا
ثانيا :على مستوى مواكبة املصالح املركزية لوزارة الداخلية املكلفة بالتكوين املستمر .
ضمانا للتدبير الجيد لعضاء املجالس املنتخبة وضع املشرع املغربي ضمانات و مرتكزات قانونية لدعم و تقوية
قدرات أعضاء الجماعات الترابية في مجال التكوين املستمر ،حيث منح املشرع لرؤساء مجالس الجهات الحق في
عقد اتفاقيات في مجال التكوين املستمر مع وزارة الداخلية ،بهدف تنظيم و تأطير دورات تكوينية خاصة بأعضاء
251
الجماعات الترابية ،و ذلك بعد املناقشة و التصويت على ذلك في مداوالت مجالس الجهات
و قد أوكل املشرع للسلطة الحكومية املكلفة بالداخلية عن طريق املصالح املركزية لوزارة الداخلية املكلفة بالتكوين
املستمر مهمة مواكبة الجهات على املستوى تدبير مجاالت التكوين املستمر ،حيث ألزمها طبقا ملقتضيات املادة
الخامسة من املرسوم رقم 8 06 888املتعلق بتحديد كيفيات تنظيم دورات التكوين املستمر لفائدة أعضاء
مجالس الجماعات الترابية بإعداد و نشر الوثائق املرجعية و البيداغوجية ذات الصلة بالتكوين املستمر ،و تقديم
الاستشارة لهاته الجهات في مجال هندسة التكوين ،كما جعلها بموجب القانون السلف الذكر تتكلف بتدبير
شبكة للمكونين ،و تنظيم لقاءات تحسيسية فور بداية مدة انتداب مجالس الجهات حول طرق تدبير و عمل
251
-المادة 4من المرسوم رقم 4.14.4.0المتعلق بتحديد كيفيات تنظيم دورات التكوين المستمر لفائدة أعضاء مجالس الجماعات الترابية ومدتها وشروط
االستفادة منها و مساهمة الجماعات الترابية في تغطية مصاريفها ،مرجع سابق.
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
252
و هو الش يء مجالسها ،إضافة إلى تنظيمها دورات للتكوين املستمر لفائدة أعضاء مجالس الجماعات الترابية
الذي يو حه الجدول التالي :
الجدول رقم 9 :
253
املستفيدون من الندوات وألايام التحسيسية الوطنية والعاملية لفائدة املنتخبات واملنتخبين وأطر الجماعات الترابية
عدد املستفيدين عدد الندوات امليادين التكوينية
7716 7716 7716 7716
7 1736 7 4 الندوات الجهوية حول إلافتحاص
466 1764 3 6 الندوات الجهوية حول القيادة النسوية لفائدة
املنتخبات املحليات
736 7 3 7 الندوات الجهوية حول املنازعات القضائية بالجماعات الترابية
7 201 7 3 املؤتمرات الدولية (تقديم الحسابات -تمويل املدن إلاقريقية)..
171 7 1 7 املساهمة في تنظيم القمة السابعة ملنظمة املدن والحكومات املحلية
بإفريقيا(افريستي) التي نظمت
بافريقيا الجنوبية
7 771 7 3 الندوات في املياداين التقنية ) البيئة و التنقل الحضري
127 3101 0 10 املجموع
املصدر :وزارة الداخلية ،املديرية العامة للجماعات الترابية ،الالمركزية في أرقام . 7716 – 7716 ،
و قد عرفت بدورها سنة ، 8008تدخل املصالح املركزية املكلفة بمواكبة الجماعات الترابية في التكوين املستمر و
هو ما نستنتجه من الجدول التالي :
252
-مرسوم رقم 2.16.297المتعلق بتحديد كيفيات تنظيم دورات التكوين المستمر لفائدة أعضاء مجالس الجماعات الترابية ومدتها و شروط االستفادة منها
ومساهمة الجماعات الترابية في تغطية مصاريفها،مرجع سابق1
253
-وزارة الداخلية ،المديرية العامة للجماعات الترابية ،الالمركزية في أرقام ، 4711 – 4716 ،مرجع سابق ،ص .10
141
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
الجدول رقم 10 :
منجزات 7710في مجال دعم قدرات املنتخبين في إطار مواكبة الجهات .254
173 العمليات التكوينية
7477 املستفيدين
1077منتخبا البرنامج الخاص 66 -عملية
116من أعضاء اللجن الجهوية ألايام التحسيسية – 17
327رؤساء الجماعات الترابية مواكبة الجهات إلعداد التصاميم
374منتخبا التكوين املستمر – 66
املصدر :وزارة الداخلیة ،مدیریة تكوین ألاطر إلاداریة والتقنیة ،التكوین وتقویة قدرات املوارد البشریة بالجماعات الترابیة '':السیاق وآلالیات''،
فاس 70نونبر – سنة .7710
يتضح لنا جليا من خالل الجداول السابقة الذكر جم املواكبة التي تقوم بها املصالح املركزية في سبيل تقوية
القدرات املعرفية للمنتخبين إال أنه و بالرجوع للجدول رقم 10يتضح لنا أن التكوينات عرفت تناقصا خالل سنة
8002على مستوى املستفيدين منها مقارنة مع سنة ، 8004هذا من جهة ،من جهة أخرى نالحظ أنه رغم عدد
املستفيدين من بعض التكوينات خاصة املتعلقة باالفتحاص و املنازعات القضائية للجماعات الترابية ،إال أن
ذلك لم يفي بالغرض املطلوب ،و الدليل على ذلك التقرير ألاخير للمجلس ألاعلى للحسابات برسم 8008 – 8006
الذي سنتطرق إليه الحقا ،و الذي أشار في إحدى مالحظاته البارزة املتعلقة بمنازعات الجماعات الترابية إلى
صدور أحكام تتضمن غرامات تهديدية أو أوامر بالحجز على أموال و ممتلكات الجماعات الترابية ،ما يع ي أن
التكوين املستمر في ظل غياب الكفاءة العلمية ش يء من الصعب تحقيقه خاصة في بعض املجاالت الصعبة و التي
تتطلب مستوى تعليمي عالي
254
-وزارة الداخلية ،المديرية العامة للجماعات المحلية ،مديرية تكوين األطر اإلدارية والتقنية'' ،التكوين وتقوية قدرات الموارد البشرية بالجماعات
الترابية'' :السياق واآلليات ،فاس 40نونبر – سنة .4710
http://www.pncl.gov.ma الموقع اإللكتروني للبوابة الوطنية للجماعات الترابية :تاريخ ولوج الموقع 4711-71 -17 /
146
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
املطلب الثاني :إلاكراهات الرقابية .
إن ممارسة الجهات الختصاصاتها و مهامها التنموية ال يتم إال عبر تخطيط مالي يتم بمقتضاه برمجة التكاليف
و ال نفقات ،عن طريق تحديد أولويات و مجاالت التدبير ،و في مقابل هذا التخطيط تنص القوانين الوطنية على
مجموعة من القواعد املتعلقة بالرقابة و املراقبة التي تمارل في إطار الجهوية املتقدمة املعتمدة سواء من خالل
املقتضيات الدستورية ،أو املحددة في القانون التنظيمي املتعلق بالجهات ،و املتمثلة في املراقبة إلادارية و الرقابة
السياسية ( الفقرة ألاولى ) ،و الرقابة القضائية ( الفقرة الثانية ) ،بشقيها املالي و إلاداري
منح املشرع بموجب مقتضيات القانون التنظيمي رقم 111.14صالحيات رقابية لفائدة ممثل السلطة املركزية
في الجهة (الوالي) ،كما ترك جانبا من الرقابة ملجالس الجهات و التي تمارسها من خالل أعضائها ،فال أحد يشك
في الدور الهام الذي تلعبه سلطات الوصاية على الصعيد الجهوي من خالل املراقبة إلادارية التي يمارسها الوالة على
مجالس الجهات ( أوال ) ،إلى جانب رقابة أعضاء املجالس الجهوية املنتخبة ( ثانيا ) بغية مراقبة و مواكبة تدبيرها
املالي.
أحدث الدستور املغربي لعام ، 2011نقلة نوعية بخصوص مؤسسة الوالي ،حيث تم الارتقاء بصالحيات هذا
ألاخير ،سواء على مستوى تمثيل السلطة املركزية و ممارسة املراقبة إلادارية ،أو عالقاته بالسلطات الالمركزية ،
حيث ينص الدستور على أن والي الجهة هو من يمثل والة الجهات و عمال ألاقاليم و العماالت السلطة املركزية في
الجماعات الترابية ،و يعملون باسم الحكومة على تأمين تطبيق القانون ،و تنفيذ النصوص التنظيمية للحكومة و
مقرراتها ،كما يمارسون الرقابة إلادارية ،و يساعد الوالة و العمال رؤساء الجماعات الترابية ،و خاصة رؤساء
املجالس الجهوية على تنفيذ املخططات والبرامج الشمولية التنموية ،و يقوم الوالة و العمال تحت سلطة الوزراء
املعنيين ،بتنسيق أنشطة املصالح الالممركزة لإلدارة املركزية ،و يسهرون على حسن سيرها .255و هو ما تم تجسيده
من خالل مقتضيات القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ، 000 04و الذي منح حق ممارسة املراقبة إلادارية
255
-المادة 145من الدستور المغربي لعام . 2011
141
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
على شرعية قرارات رؤساء املجالس الجهوية و مقرراتها لوالي الجهة ،و منح للمحاكم الادارية حق البث في كل
النزاعات املرتبطة بهذا الشأن.256
انطالقا من هذه املستجدات الدستورية ،نستنتج أن املشرع أضفى على مؤسسة الوالي و أعمالها صبغة
جديدة ،و ذلك من خالل الانتقال بدورها و لو نضريا ،من الوصاية إلى التعاون ،ثم التنسيق ،و هو ما تم
التأسيس له بموجب القانون التنظيمي للجهات رقم 111.14خاصة على مستوى تنفيذ التصميم الجهوي إلعداد
257
التراب
لقد خصص املشرع بابا كامال للمراقبة إلادارية ضمن القانون التنظيمي للجهات ،و الذي ألزم بموجبه مجلس
الجهة بتبليغ نسخ من محاضر دورات و مقررات و قرارات رئيس الجهة املتخذة إلى والي الجهة و حدد أجال لذلك
ال يتعدى عشرة أيام من أيام العمل املوالية لتاريخ اختتام الدورة أو لتاريخ اتخاذ القرارات املذكورة ،و ذلك
258
كما منح املشرع ملؤسسة الوالي صالحية التعرض على النظام الداخلي مقابل وصل تمنحه والية الجهة
للمجلس الجهوي ومقرراته التي ال تدخل في صالحيات هذا ألاخير ،أو التي تشكل خرقا لحكام القانون التنظيمي
للجهات و النصوص التشريعية املعمول بها ،و منح حق البث في طلب إيقاف تنفيذ املقرر للقضاء الاستعجالي
للمحاكم إلادارية في حالة بقاء مجلس الجهة على املقرر الذي تعرض له والي الجهة ،مع وقف تنفيذ املقرر إلى
259
كما جعل املشرع بموجب املادة 115مجموعة من املقررات املالية ملجلس الجهة غير حين بت املحكمة في ألامر
قابلة للتنفيذ إال بعد تأشير سلطات الوالي في أجل ال يتجاوز عشرين يوما من تاريخ التوصل بها من رئيس مجلس
الجهة ،من أهمها املقررات ذات الوقع املالي على النفقات و املداخيل ،خاصة ما يخص تحديد سعر الرسوم
وألاتاوى و مختلف الحقوق و تفويت أمالك الجهة و تخصيصها ،و كذا ألامر بالنسبة ملقررات املجلس املتعلقة
بامليزانية و الاقتراضات و الضمانات و جعل سكوت مؤسسة الوالي بعدم اتخاذ أي قرار في شأن مقرر من املقررات
املنصوص عليها بعد انصرام أجل 20يوما املنصوص عليه في املادة 808من القانون التنظيمي املتعلق بالجهات
260
فكل » القرارات الخاضعة لسلطة الوصاية حسب هذا املنظور تكون محددة و منصوص بمثابة تصريح ضم ي
256
-المادة 112من القانون التنظيمي للجهات رقم . 111.14
257
-المادة 88من القانون التنظيمي للجهات رقم . 111.14
258
-المادة 110من القانون التنظيمي للجهات رقم . 111.14
259
-المادة 116من القانون التنظيمي للجهات رقم . 111.14
260
-المادة 115من القانون التنظيمي للجهات رقم . 111.14
141
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
ال وصاية بدون نص أو ال و صاية خارج عليها بصريح العبارة في القوانين ،و هذا ما تترجمه عبارة
النصوص « 261و هو ما أكده املشرع من خالل املادة 042من الدستور ،و السالفة الذكر
فرغم حصر املشرع للمقتضيات التي تهم املراقبة إلادارية حسب تعبيره في باب خاص ،إال أنه نس ي أن هذه
الرقابة تظهر مالمحها من خالل أغلب املواد التي جاء بها القانون التنظيمي املتعلق بالجهات ،و خاصة تلك
املتعلقة بالجانب املالي و الذي تفرض علينا منهجية البحث التطرق إليها في هذا الجانب ،رغم معالجة بعض
تجلياتها ضمن الباب املتعلق باملراقبة إلادارية ،و التي تضمنتها املادة 115التي أشرنا إليها سابقا و املتمثلة في
مقررات املجلس الجهوي ذات الوقع املالي على النفقات و املداخيل ،و املقررات املتعلقة بامليزانية و الاقتراضات و
الضمانات ما يعكس تدخل سلطات الوالي على حساب السلطات التي كان من املمكن تخويلها لرئيس املجلس
الجهوي ،ما يجعلنا أمام رئيسين للجهة ،ألاول رئيس فعلي له سلطة تنفيذية و التي يستمدها من السلطات
املركزية ،و رئيس صوري له سلطة جزئية مفوضة تخضع لسلطات الوالي ،ما يجعل بعض املضامين التي جاء بها
القانون التنظيمي املتعلق بالجهات تسمو على املقتضيات الدستورية املرتبطة بهذا الشأن
فإذا كان املقصود باملراقبة الادارية التي يمارسها الوالي على املجالس الجهوية في شقها املالي بموجب املقتضيات
التنظيمية ،هو تأمين تنفيذ القانون و النصوص التنظيمية و مساعدة رؤساء املجالس الجهوية ،على تنفيذ
املخططات و البرامج الشمولية التنموية ،و تنسيق أنشطة هذه املجالس و برامجها و حسن تدبيرها ،فإن املشرع
قد ألزم رئيس مجلس الجهة و كذا ألاشخاص الاعتبارية الخاضعة للقانون العام أو الخاص و التي تقوم بتسيير
مرفق عمومي تابع للجهة ،بإعداد قوائم محاسبية و مالية تتعلق بتسييرها و وضعيتها املالية و إطالع العموم
عليها ،262و التي يتولى رئيس مجلس الجهة باعتباره آلامر بالصرف املع ي تحت مسؤوليته القيام بإعدادها و نشرها
حسب منطوق املادة الثانية من املرسوم رقم 2.17.288الصادر 9يونيو ، 2017املتعلق بتحديد طبيعة و كيفيات
إعداد و نشر املعلومات و املعطيات املتضمنة في القوائم املحاسبية و املالية ،املنصوص عليها في املادة 249من
القانون التنظيمي رقم 11.14املتعلق بالجهات ،كما منح إمكانية إخضاع تدبير الجهة و الهيئات التابعة لها ،أو
التي تساهم فيها لعمليات التدقيق ،بما في ذلك عمليات التدقيق املالي ،بمبادرة من املجلس الجهوي أو رئيسه بعد
إخبار والي الجهة أو بمبادرة من هذا ألاخير ،263ما يؤكد تجليات املراقبة إلادارية في شقها املالي .
261
-محمد اليعكوبي ''،تأمالت حول الديمقراطية المحلية بالمغرب'' ،مطبعة المعارف الجديدة – الرباط ،الطبعة الثانية ،سنة ، 4771مرجع سابق ،ص
.17
262
-المادة 46.من القانون التنظيمي للجهات رقم . 111.14
263
-المادة 461من القانون التنظيمي للجهات رقم . 111.14
144
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
من جهة أخرى ،جعل املشرع الجهات تخضع للتدقيق و البث في حساباتها هي و هيئاتها ،من قبل املجالس
الجهوية للحسابات في حدود دائرة اختصاصها ،264و إطالع العموم عليها من خالل تقارير سنوية يعدها املجلس
ألاعلى للحسابات .و هو ما نفتقده على مستوى مراقبة مؤسسة الوالي التي تعرف بدورها عدة اختالالت سواء على
مستوى الكفاءة أو املسؤولية ،علما أن هذا املنصب ال يعتمد في مسطرة التعيين على معايير الكفاءة العلمية ،
بقدر ما يعتمد على الاعتبارات الحزبية و السياسية .ما يجعلنا نتساءل ،هل يتوفر الوالة على الكفاءة الكافية
ملراقبة أعمال الجهات ؟ و ما هو دور املفتشية العامة لإلدارة الترابية في ظل جب تقاريرها عن الرأي العام ؟
إن الدور الذي تقوم به سلطات املراقبة إلادارية على املستوى الجهوي رغم أهميته في إطار مواكبة الجهات و
مساعدتها ،إال أنه يمكن لهذا النوع من املراقبة أن يشكل عائقا على مستوى املمارسة ،خاصة بعد إقرار املشرع
على مبدأ التدبير الحر في الوثيقة الدستورية .فالتأشير على جل املقررات و القرارات الجهوية خاصة املالية منها
أصبح بيد الوالة ،بل أكثر من ذلك ،فاملشرع منح للوالة صالحية ترأل اللجنة الخاصة في حالة توقيف املجلس
الجهوي أو حله ،أو استقالة نصف عدد أعضاءه املزاولين ملهامهم ،أو في حالة تعذر انتخاب أعضاءه لي سبب
من ألاسباب ، 265مع العلم أن املشرع منح لرئيس املجلس الجهوي صفة ،آلامر بقبض مداخيل الجهة وصرف
نفقاتها ،266و جعله املسؤول عن إعداد ميزانية الجهة و إبرام صفقاتها فيما يخص ألاشغال و التوريدات و
268 267
و املصادقة على هذه الصفقات شخصيا أو بتفويض ملن يراه مناسبا لذلك الخدمات
تأسيسا على ما سبق ،يمكن القول أنه إلرساء نظام للمراقبة إلادارية فعال و قادر أن يؤثر إيجابا لتحقيق
الكفاءة و الفعالية إلادارية على املستوى الجهوي ،يتطلب بالضرورة و بالدرجة ألاولى ،أن تستوعب السلطات
املركزية ،ضرورة إصالح منظومة تعيين رجال السلطة ( الوالة ) ،و الذي يتم باقتراح من رئيس الحكومة ،و
بمبادرة من الوزير املع ي ،269و جعلهم في املستوى الذي سيساهم في تحقيق أهداف الجهوية املتقدمة ،و
خاضعين فعليا للمراقبة الصارمة ،علما أنهم امتداد للسياسة الحكومية ،فالتدبير الجهوي السليم ،يقتض ي
إيجاد رقابة إدارية هدفها الحفاظ على سيادة القانون ،و السهر على تدبير و استخدام ألاموال العمومية ،و
حماية حقوق و حريات املواطنين
264
-المادة 126ظهير شريف رقم 1.02.124صادر في فاتح ربيع اآلخر 13 (1423يونيو ) 2002بتنفيذ القانون رقم 62.99المتعلق بمدونة المحاكم
المالية .
265
-المادة 77من القانون التنظيمي للجهات رقم . 111.14
266
-المادة 101من القانون التنظيمي للجهات رقم . 111.14
267
-المادة 105من القانون التنظيمي للجهات رقم . 111.14
268
-المادة 106من القانون التنظيمي للجهات رقم . 111.14
269
-المادة 49من الدستور المغربي لعام 1 2011
145
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
ثانيا :الرقابة السياسية .
تعتبر الرقابة السياسية من أهم أنواع الرقابة التي يمكن أن تساهم في ضمان تدبير مالي جهوي سليم إذا
توفرت فيها الشروط الضرورية ف » إذا كان منطق التشارك و املشاركة في إعداد امليزانية يعتبر إحدى مقومات
الحكامة املالية ،«270فهو بذلك يعد شكال من أشكال الرقابة السياسة التي يمكن أن يمارسها أعضاء مجالس
الجهات ،و املواطنين و املواطنات على مستوى عملية اتخاذ القرار املالي الجهوي
-1رقابة املجلس الجهوي املنتخب وإشكاالت مراقبة النشاط املالي للجهة .
إذا كان القانون التنظيمي املتعلق بالجهات ينص على دور مجالس الجهات في دراسة امليزانية و اعتمادها
حسب مقتضيات املادة ، 082و ترك مسألة إعدادها لرئيس مجلس الجهة ،271باعتباره آلامر بقبض مداخيل
الجهة و صرف نفقاتها حسب مدلول املادة 000من نفس القانون ،فإن الاختصاص املمنوح لهذا ألاخير يعد
مجاال يستوجب إجراء مراقبة سياسية على ميزانية الجهة في مختلف مراحلها
-رقابة مالئمة مشروع امليزانية لوضعية الجهة :
تسمح مناقشة أو دراسة ميزانية الجهة ملجلسها » بالتداول في مضامين مشروع هذه امليزانية و تناول مختلف
املعطيات املتعلقة بالتقديرات و البرامج التي تحتويها ،و تبدأ في واقع ألامر داخل اللجنة الدائمة املكلفة بامليزانية و
الشؤون املالية ،حيث يتم التفصيل في مضامين املشروع املقدم قبل عرضه الحقا على املجلس ككل من أجل
الحسم فيه . « 272لذلك يلزم القانون التنظيمي للجهات مجالس الجهات بعد مصادقتها على نظامها الداخلي ،
بإحداث ثالث لجان دائمة على ألاقل ،و سبعة على ألاكثر يعهد إليها على التوالي بدراسة القضايا املتعلقة بامليزانية
و الشؤون املالية و البرمجة ،و التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و البيئية ،و إعداد التراب ،و ترك
للنظام الداخلي عملية تحديد عدد اللجان الدائمة وتسميتها و غرضها و كيفيات تأليفها ،مع منع أعضاء
274
و املجلس من الانتماء إلى أكثر من لجنة دائمة واحدة . 273كما منح تخصص رئاسة هذه اللجان للمعارضة
275
جعل التصويت العل ي قاعدة التخاذ جميع مقررات مجلس الجهة
270
-محمد حركات '' ،كيف تستطيع الحكامة المالية الجيدة إبطال مفعول الفساد'' ،المجلة المغربية للتدقيق و التنمية ،سلسلة التدبير اإلستراتيجي ،عدد ، 4
سنة ، 4771ص .47
271
-المادة 1.0من القانون التنظيمي للجهات رقم . 111.14
272
-المهدي بنمير ''،الجماعات المحلية و الممارسة المالية بالمغرب'' ،المطبعة و الوراقة الوطنية -مراكش ،سنة ،1..6ص .160
273
-المادة 41من القانون التنظيمي للجهات رقم . 111.14
274
-المادة 07من القانون التنظيمي للجهات رقم . 111.14
275
-المادة 1من القانون التنظيمي للجهات رقم . 111.14
141
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
على هذا ألاسال ،فمجلس الجهة يفصل في مداوالته املتعلقة بقضايا الجهة ،فهو بذلك يتولى دراسة مخطط
التنمية الاقتصادية و الاجتماعية والثقافية و البيئية ،و يترك مسألة تنفيذ مداوالت املجلس و مقرراته للرئيس ،
حسب مدلول املادة 000من القانون التنظيمي للجهات رقم ،111.14و هو ما يمنح نظريا لهذا املجلس مجاال
ملراقبة التطابق الحاصل بين مشروع امليزانية ،و التوجهات الكبرى التي وضعها مجلس الجهة و هو ما تؤكده
مقتضيات املادة 008من القانون التنظيمي للجهات تطبيقا لحكام الفقرة الثانية من املادة 040من الدستور،
حيث يمارل رئيس مجلس الجهة ،بعد مداوالت املجلس ،السلطة التنظيمية بموجب قرارات تنشر بالجريدة
الرسمية للجماعات الترابية طبقا لحكام املادة 820من نفس القانون التنظيمي للجهات رقم ، 000 04خاصة
القوائم املحاسبية و املالية املشار إليها في املادة 848من نفس القانون التنظيمي ،التي تحدد طبيعة املعلومات و
املعطيات املضمنة فيها و كذا كيفيات إعدادها و نشرها بمرسوم يتخذ باقتراح من السلطة الحكومية املكلفة
بالداخلية فعندما يعرض مشروع ميزانية الجهة على مجلس الجهة املنتخب قصد دراسته ،فهو » يكون مذيال و
جوبا بتقرير رئيس أو مندوب لجنة املالية ،باإلضافة إلى التقرير الذي يعده مقرر امليزانية حول التوجهات
ألاساسية للمشروع ،و هي التوجهات التي يفترض أن تكون نابعة من املجلس نفسه ،و هنا يستطيع املنتخبون
مراقبة مدى احترام املشروع ملا سطروه سابقا و مدارسة مدى مالءمته للحاجيات« 276
-تعديل و رفض مشروع ميزانية الجهة من قبل املجلس.
إذا كان تدخل مجالس الجهات ال يتم إال بعد تحضير ميزانية الجهة و عرضها على مجلس الجهة للدراسة و
التصويت حسب املواد 082و 088من القانون التنظيمي املتعلق بالجهات ،فإن مجال تدخل هذه املجالس
يتجاوز ذلك ،حيث منح املشرع لهذه املجالس إمكانية دراسة جميع الاقتراحات املتعلقة بتعديل امليزانية التي من
شأنها تفادي أسباب رفضه العتمادها في الدورة العادية املتعلقة باعتماد امليزانية من قبل املجلس حسب ما أشير
إليه في املادة 082السالفة الذكر و ذلك في دورة استثنائية داخل أجل أقصاه خمسة عشر يوما ابتداء من تاريخ
الاجتماع الذي تم خالله رفض امليزانية ،حيث يمكن أن يلزم رفض املجلس اعتماد امليزانية رئيس الجهة بأن
يوجه امليزانية الغير املعتمدة مرفقة بمحاضر مداوالت املجلس إلى السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية في تاريخ
أقصاه فاتح ديسمبر ،حسب منطوق املادة 800من نفس القانون التنظيمي إضافة إلى ذلك ،فقد منح املشرع
ملجلس الجهة إمكانية أخرى لتعديل امليزانية ،عن طريق وضع ميزانيات معدلة وفقا للشكليات و الشروط املتبعة
في اعتماد امليزانية و التأشير عليها حسب مدلول املادة 804من القانون التنظيمي السالف الذكر و بهذا يكون
276
-المهدي بنمير ''،الجماعات المحلية و الممارسة المالية بالمغرب'' ،مرجع سابق ،ص . 161 -166
141
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
املشرع قد منح للمجالس الجهوية املنتخبة سلطة رقابية على مستوى اتخاذ القرار املالي املتمثل في طلب تعديل
امليزانية أو رفضها قبل اعتمادها
فبالرغم من هامش التدخل الذي منحه القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم 111.14ملجالس الجهات في
هذا الشأن إال أنه يبقى » ،مجال التدخل الرقابي للمجالس املنتخبة على مستوى إعداد امليزانية يتمحور في
عمومه على دراسة املشاريع الجاهزة لهذه امليزانيات و التصويت عليها . «277يتأكد هذا القول من خالل ما جاء في
مقتضيات الفقرة الثانية من املادة ، 804حيث يقوم رئيس مجلس الجهة في حالة رفض السلطة الحكومية
املكلفة بالداخلية التأشير على امليزانية ،بتعديل امليزانية و عرضها على املجلس للتصويت عليها داخل أجل عشرة
أيام ابتداء من تاريخ التوصل بأسباب رفض التأشير
على هذا ألاسال ،فرئيس مجلس الجهة هو من يتولى تعديل امليزانية كما هو الشأن في تحضيرها ،و يكتفي
املجلس بالتصويت ،و هو ما من شأنه أن يثير جدال بشأن دور مجالس الجهات في هذا الباب على مستوى النص
و املمارسة
-مراقبة مجالس الجهات لتنفيذ امليزانية .
تعتبر وضعية مجالس الجهات و مجال تدخلها القانوني على مستوى مراقبة إلاجراءات املالية املمارسة من قبل
الهيئة التنفيذية ملجلس الجهة معقدة في هذا الجانب ،فرغم إسناد العمليات املالية و املحاسباتية املترتبة عن
تنفيذ ميزانية الجهة إلى آلامر بالصرف و الخازن لدى الجهة حسب مدلول املادة 808من القانون التنظيمي
للجهات رقم 000 04بعد إيداع أموال الجهة وجوبا بالخزينة العامة للمملكة وفق الكيفيات املحددة بنص
تنظيمي حسب مقتضيات املادة ، 800إال أن القانون التنظيمي املتعلق بالجهات منح هذا الاختصاص لسلطات
الداخلية ،حيث ال يمكن تنفيذ مقررات الجهة ذات الوقع املالي إال بعد تأشير هذه ألاخيرة عليها ،مع خضوع هذه
الجهات لنظام املحاسبة العمومية طبقا لإلجراءات و الضوابط التي يحددها املرسوم املتعلق بسن نظام املحاسبة
العمومية املتعلق بالجهات و مجموعاتها رقم ، 2.17.449إضافة إلى الرقابة التي تقوم بها باقي الهيآت الرقابية ،
كاملفتشية العامة لإلدارة الترابية و املفتشية العامة للمالية و املجالس الجهوية للحسابات
277
-ربحي كريمة و بركان زهية '' ،وضع دينامية جديدة لتفعيل دور الجماعات المحلية في التنمية'' ،دراسة مقدمة في الملتقى الدولي حول :تسيير و
تمويل الجماعات المحلية في ضوء التحوالت االقتصادية ،جامعة الحاج لخضر ،باتنة -الجزائر ،دجنبر -سنة ، 4776ص .11
141
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
على هذا ألاسال ،يكون املشرع قد استث ى دور مجالس الجهات على مستوى تنفيذ امليزانية ،ما يحد من
ممارستها لرقابة سياسية حقيقية على القرارات املالية للجهاز التنفيذي للجهة و بالتالي فهذه املحدودية في مراقبة
تنفيذ امليزانية يمكن أن تنضاف إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه هذه املجالس قبل اعتماد امليزانية
- 2رقابة الرأي العام على التدبير املالي للجهة .
تعتبر رقابة الرأي العام على مستوى الجهات أسال الرقابة السياسية ،فالرأي العام يتحدد حسب مقتضيات
القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ، 111.14في املواطنين و املواطنات ،ثم الجمعيات ،مكرسا بذلك
مجموعة من الحقوق ذات الصلة بالديمقراطية التشاركية الترابية .حيث ينص القانون التنظيمي رقم 000 04
املتعلق بالجهات ،على أن تحدث مجالس الجهات تطبيقا لحكام الفقرة ألاولى من املادة 038من الدستور ،
آليات تشاركية للحوار و التشاور لتيسير مساهمة املواطنات و املواطنين و الجمعيات في إعداد برامج التنمية و
تتبعها طبق الكيفيات املحددة في النظام الداخلي للجهة .278و حدد بموجب املادة 117منه ثالث هيئات استشارية
تحدث لدى مجلس الجهة . 279
بغض النظر عن املقتضيات املتعلقة بالديمقراطية التشاركية الترابية املتضمنة في الوثيقة الدستورية لعام
، 8000و املشار إليها في املواد ،280 03 ،و ،281 04و .28202و التي جعل شروط تحقيقها محددة في نص تنظيمي
حسب املادة 046من الدستور ،فإن ممارسة تلك الحقوق املرتبطة بهاته الديمقراطية التشاركية على مستوى
الجهات ال يمكن تحقيقها دون ضمانات قانونية أكثر وضوحا ،و التي ستمكن من املشاركة الفعلية للمواطنات و
املواطنين في تدبير املسار الجهوي .
لقد ترجم القانون التنظيمي للجهات رقم 111.14هذه املقتضيات ،و التي تعتبر أهم أوجه الرقابة السياسية
على املستوى الترابي ،و املتمثلة في تقديم العرائض من قبل املواطنات و املواطنين .حيث وضع لها تعريفا حسب
مدلول املادة ،283119و جعل لها شروطا بالنسبة للعرائض املقدمة من قبل املواطنين و املواطنات جسدها من
278
-المادة 114من القانون التنظيمي للجهات رقم . 111.14
279
-تحدث لدى مجلس الجهة ثالث ( )3هيئات استشارية :
-هيئة استشارية بشراكة مع فعاليات المجتمع المدني تختص بدراسة القضايا الجهوية المتعلقة بتفعيل مبادئ المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع ؛
-هيئة استشارية تختص بدراسة القضايا المتعلقة باهتمامات الشباب ؛
-هيئة استشارية بشراكة مع الفاعلين االقتصاديين بالجهة تهتم بدراسة القضايا الجهوية ذات الطابع االقتصادي.
يحدد النظام الداخلي للمجلس تسمية هاته الهيئات و كيفيات تأليفها وتسييرها.
280
-تعمل السلطات العمومية على إحداث هيئات للتشاور ،قصد إشراك مختلف الفاعلين االجتماعيين ،في إعداد السياسات العمومية وتفعيلها وتنفيذها
وتقييمها.
281
-للمواطنات والمواطنين ،ضمن شروط و كيفيات يحددها قانون تنظيمي ،الحق في تقديم ملتمسات في مجال التشريع.
282
-للمواطنات والمواطنين الحق في تقديم عرائض إلى السلطات العمومية .و يحدد قانون تنظيمي شروط و كيفيات ممارسة هذا الحق.
283
-العريضة بالنسبة للجهات هي '' :كل محرر يطالب بموجبه المواطنات والمواطنون والجمعيات مجلس الجماعة الترابية بإدراج نقطة تدخل في
صالحياته ضمن جدول أعماله'' .
141
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
خالل مقتضيات املادة ،284 120كذلك ألامر بالنسبة للعرائض املقدمة من قبل الجمعيات و التي حدد شروطها
285
من خالل منطوق املادة 121
تيسيرا لعملية إيداع هاته العرائض على اختالف حامليها ،تودع العريضة لدى رئيس مجلس الجهة مرفقة
بالوثائق املثبتة للشروط املنصوص عليها في املواد 080و 080إليها أعاله مقابل و صل يسلمه فورا رئيس املجلس
أو من يفوضه لذلك ،و الذي يحيل العريضة إلى مكتب املجلس الذي يتحقق من استيفاءها للشروط الواردة في
نفس املادتين 080أو 080أعاله ،حسب الحالة
و تسجل وجوبا في جدول ألاعمال العرائض املقدمة من قبل املواطنات و املواطنين و الجمعيات التي تم قبولها،
وفقا لحكام املادة 088من هذا القانون التنظيمي ،و ذلك في الدورة العادية املوالية لتاريخ البت فيها من لدن
286
مكتب املجلس
انطالقا مما سبق ،نستنتج أن سن املشرع لتقنية تقديم العرائض من قبل املواطنين و املواطنات و كذا
الجمعيات على مستوى الجهات ستشكل ال محالة دورا مهما في تدبير املوارد املالية الجهوية ،و يتضح ذلك في
الرقابة التي يمكن ممارستها على مجالس الجهات خاصة في شقها املالي من جهة ،و من جهة أخرى تقوية مجال
الديمقراطية التشاركية في تدبير هذه املوارد ،و املتمثلة في ممارسة القرار املالي إلى جانب مجالس الجهات و لو
بصفة استشارية في ممارسة الوظيفة املالية لهذه املجالس ،خاصة الشق املتعلق بتدبير امليزانية الجهوية علما
أن املشرع خول ملقدمي العرائض إضافة إلى ،إلاعالن على عمومية جلسات مجالس الجهات و تعليق جدول
أعمالها ،287ضمانة قانونية أخرى و املتمثلة في :إلزام رؤساء مجالس الجهات و كذا ألاشخاص الاعتبارية
284
-يجب أن يستوفي مقدمو العريضة من المواطنات و المواطنين الشروط التالية :
أن يكونوا من ساكنة الجهة المعنية أو يمارسوا بها نشاطا اقتصاديا أو تجاريا أو مهنيا ؛
أن تكون لهم مصلحة مشتركة في تقديم العريضة ؛
أن ال يقل عدد التوقيعات على ما يلي:
033 -توقيع بالنسبة للجهات التي يقل عدد سكانها عن مليون نسمة ؛
033 -توقيع بالنسبة للجهات التي يتراوح عدد سكانها بين مليون و 0ماليين نسمة ؛
033 -توقيع بالنسبة للجهات التي يتجاوز عدد سكانها 0ماليين نسمة ؛
يتعين أن يكون الموقعون موزعين بحسب مقرات إقامتهم الفعلية على عماالت و أقاليم الجهة ،شرط أن ال يقل عددهم في كل عمالة أو إقليم تابع
للجهة عن 0في المائة من العدد المطلوب .
285
-يجب على الجمعيات التي تقدم العريضة استيفاء الشروط التالية:
-أن تكون الجمعية معترفا بها ومؤسسة بالمغرب طبقا للتشريع الجاري به العمل لمدة تزيد على ثالث سنوات ،وتعمل طبقا للمبادئ الديمقراطية
و ألنظمتها األساسية؛
-أن تكون في وضعية سليمة إزاء القوانين واألنظمة الجاري بها العمل ؛
-أن يكون مقرها أو أحد فروعها واقعا بتراب الجهة المعنية بالعريضة ؛
-أن يكون نشاطها مرتبطا بموضوع العريضة.
286
-المادة 61من القانون التنظيمي للجهات رقم . 111.14
287
-المادة 11من القانون التنظيمي للجهات رقم . 111.14
151
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
الخاضعة للقانون العام أو الخاص و التي تقوم بتسيير مرفق عمومي تابع للجهة ،بإعداد القوائم املحاسبية و
288
على ألاقل باملقر إلاداري الرئيس ي لإلدارة املالية املتعلقة بتسيير الجهات و وضعيتها املالية و إطالع العموم عليها
املعنية و بالبوابة الالكترونية للمديرية العامة للجماعات املحلية ،و ذلك طبقا ملقتضيات املرسوم رقم 2.17.288
،و املتعلق بتحديد طبيعة و كيفيات إعداد ونشر املعلومات واملعطيات املضمنة في القوائم املحاسبية واملالية
املنصوص عليها في املادة 249من القانون التنظيمي رقم 111.14املتعلق بالجهات
إن الرقابة السياسية التي يمارسها الرأي العام على تنفيذ امليزانيات الجهوية ،تكتس ي أهمية بالغة على
مستوى مسارات التدبير املالي للجهات ،العتبارها آلية تمكن القائمين بها من تتبع تدبير املوارد املالية لجهاتهم أثناء
إعدادها ،كما تساهم في التأثير على التخطيط في إنفاقها » لكن يحق التساؤل في هذا السياق حول مدى فعالية
هذه الرقابة في ظل صعوبة الحصول على املعلومة املالية الجهوية عمليا ؟ ،و هو ما يؤكده واقع املقرات إلادارية
الرئيسية للجهات و البوابة الالكترونية للمديرية العامة للجماعات الترابية في هذا الشأن كما يحق التساؤل حول
مدى حضور الرقابة املالية في اهتمامات املواطن و انشغاالته ،أو مدى اقتناعه بجدوى و فعالية الرقابة املالية
ذاتها «289و هو ما يترجمه قلة إن لم نقل انعدام العرائض املقدمة في هذا الشأن ،سواء من املواطنين و
املواطنات أو من جمعيات املجتمع املدني ،مع العلم أن تفعيل طرح الجهوية املتقدمة الجديد قارب عمره الخمس
سنوات
نظرا لألهمية التي يمكن أن تنجم عن الرقابة القضائية في حكامة تدبير املوارد املالية للجهات ،و الدور الذي
يمكن أن تلعبه هذه الرقابة في تجاوز مختلف الاختالالت املرتبطة بتدبير املوارد املالية سواء في مرحلة إلاعداد أو
التنفيذ ، ،كان البد لنا من إلاحاطة بها من خالل رقابة املحاكم املالية( أوال ) ،و رقابة القضاء إلاداري ( ثانيا )،
باعتبارهما آليتين من آليات حكامة التدبير املالي الجهوي .
156
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
عند الحاجة عقوبات عن كل إخالل في هذا الشأن ،كما يتولى مهمة مراقبة و تتبع التصريح باملمتلكات ،و تدقيق
حسابات ألاحزاب السياسية ،و فحص النفقات املتعلقة بالعمليات الانتخابية.290
و طبقا لحكام القانون رقم 88 68املتعلق بمدونة املحاكم املالية ،تتولى املجالس الجهوية مراقبة حسابات
الجماعات املحلية و هيئاتها و كيفية قيامها بتدبير شؤونها .و في هذا إلاطار ،تقوم املجالس الجهوية للحسابات ،في
حدود دائرة اختصاصها ،بالتدقيق و البت في حسابات الجماعات املحلية و هيئاتها ،و كذا في حسابات ألاجهزة
املنصوص عليها في املادة 086من القانون رقم 88 68السالف الذكر ،كما تتولى البت في حسابات املحاسبين بحكم
الواقع .و تمارل مهمة قضائية في ميدان التأديب املتعلق بامليزانية و الشؤون املالية تجاه ألاشخاص املشار إليهم في
الفقرة الرابعة من املادة 002من القانون رقم 88 68املذكور أعاله .كما تمارل هذه املجالس اختصاص مراقبة
التسيير و مراقبة استخدام ألاموال العمومية و في هذا الصدد تقوم ،في إطار برنامج سنوي ،بمراقبة تسيير
الجماعات املحلية و هيئاتها و مراقبة تدبير املقاوالت املخولة الامتياز في مرفق عام محلي ،أو املعهود إليها بتسييرها و
الشركات و املقاوالت التي تملك فيها هذه الجماعات ،أو املؤسسات العمومية الخاضعة لوصايتها أغلب ألاسهم أو
سلطة مرجحة في اتخاذ القرار .و تشمل هذه املراقبة جميع أوجه التسيير ،بحيث تقيم هذه املجالس مدى تحقيق
ألاهداف املحددة و النتائج املحققة ،و كذا تكاليف و شروط اقتناء و استخدام الوسائل املستعملة .عالوة على
ذلك ،فهي تقوم ،في نفس إلاطار ،بمراقبة استعمال ألاموال العمومية التي تتلقاها مختلف الجمعيات و كل ألاجهزة
ألاخرى التي تستفيد من مساهمة في الرأسمال ،أو من مساعدة كيفما كان شكلها من طرف الجماعات الترابية ،
باملوازاة مع ذلك ،فهي تساهم في مراقبة إلاجراءات املتعلقة بتنفيذ ميزانيات الجماعات املحلية و هيئاتها ،كما تتولى
مراقبة التصريح إلاجباري باملمتلكات لبعض منتخيي املجالس املحلية و الغرف املهنية و بعض فئات املوظفين و
ألاعوان العموميين.291
نظرا للقصور الحاصل على مستوى رقابة املحاكم املالية ،و املتمثل في عدم إدراج الجهات ضمن التقارير
ألاخيرة الخاصة بالجماعات الترابية ،و التي أنجزتها املجالس الجهوية للحسابات طبقا للمقتضيات الدستورية و
القانونية و التي أشرنا إليها أعاله ،علما أنه كان ألاحرى بها أن تقوم بإنجاز تقرير خاص بالجهات ،خاصة في هذه
املرحلة ،و ذلك لتقييم إنجازات مجالس الجهات على مستوى التدبير و ألاداء ،تجاوزا لكل الاختالالت التي يمكن أن
تحد من التدبير السليم للبرامج و املوارد على حد السواء
290
-المادة 160من الدستور المغربي لعام .4711
291
-التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات ،سنة ، 2014ص .8-9
151
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
من خالل قراءتنا املتأنية لتقرير املجلس ألاعلى للحسابات ألاخير برسم ، 2016-2017أثارنا أن هذا التقرير
تحدث عن الجهات بشكل ضم ي ضمن بعض محاوره ،و املتعلقة باملنازعات ،و التصريح إلاجباري للممتلكات ،في
شكل شمولي يشير إلى كل الجماعات الترابية ،عكس املحاور ألاخرى التي خصصها للجماعات الترابية ألاخرى دون
ذكر الجهات ،و هو ما سنتطرق إليه ضمن التدبير املالي للمنازعات ،و التصريح إلاجباري للممتلكات و ذلك على
مستوى الجهات و أعضاء مجالسها املنتخبة
- 1التدبير املالي للمنازعات الجهوية .
لقد عرف إلاطار القانوني لتدبير منازعات الجماعات الترابية تطورا ملحوظا على امتداد ألاربعين سنة ألاخيرة،
هم ،بالخصوص ،موضوعي التمثيلية و الدفاع عن مصالح تلك الجماعات ،و ذلك بغية إرساء أسس الالمركزية و
ترسيخ مبدأ تقييم أداء املتدخلين و تحديد املسؤوليات في كل مرحلة من مراحل تدبير املنازعات ،و كذا ترشيد
النفقات و يسهر رؤساء الجماعات الترابية حاليا ،وفقا للقوانين الجاري بها العمل ،بصفة مباشرة على تدبير
292
فقد منح املشرع صالحية تدبير منازعات الجهة لرئيس املجلس املنازعات املتعلقة بالجماعات التي يرأسونه
حيث يتولى هذا ألاخير بموجب مقتضيات القانون التنظيمي للجهات رقم 000 04مهمة تمثيل الجهة لدى املحاكم
في القضايا التي ال تهمه بصفة شخصية أو بصفته وكيال عن غيره أو شريكا أو مساهما أو تهم زوجه أو أصوله أو
فروعه و بموجب ذلك يتعين عليه السهر على الدفاع عن مصالح الجهة أمام القضاء فهو املع ي بإقامة جميع
الدعاوى القضائية املتعلقة بالجهة و متابعتها في جميع املراحل ،كما يقيم جميع الدعاوى املتعلقة بالحيازة و
يدافع عنها ،و يقوم بجميع ألاعمال التحفظية أو املوقفة لسقوط الحق ،و يدافع عن التعرضات املقدمة ضد
اللوائح املوضوعة لتحصيل الديون املستحقة للجهة ،كما يقدم بخصوص القضايا املتعلقة بالجهة ،كل طلب
لدى القضاء الاستعجالي ،و يتتبع القضية عند استئناف ألاوامر الصادرة عن قاض ي املستعجالت و استئناف هذه
293
و يطلع وجوبا املجلس على كل الدعاوى القضائية التي تم رفعها خالل الدورة ألاوامر و جميع مراحل الدعوى
294
العادية أو الاستثنائية املوالية لتاريخ إقامتها
فمقابل صالحية تدبير املنازعات املتعلقة بالجهة التي منحها املشرع املغربي لرئيس املجلس ،و تجاوزا لكل
إخالل باتخاذ إلاجراءات الالزمة لتحصيل ديون الجهة التي تدخل في إطار الاختصاصات املخولة للرئيس في هذا
الشأن و ضع املشرع عقوبات يترتب عنها إحالة السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية ألامر إلى املحكمة إلادارية
292
-التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم 2016-2017سنة ،2018مرجع سابق ،ص . 47
293
-المادة 400من القانون التنظيمي للجهات رقم .111.16
294
-المادة 401من القانون التنظيمي للجهات رقم .111.16
151
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
لتوقيف رئيس مجلس الجهة عن ممارسة مهامه إلى حين البت في طلب عزله ،و ذلك بعد توصل هذا ألاخير
بمراسلته قصد إلادالء بإيضاحات كتابية حول ألافعال املنسوبة إليه و توصل السلطة الحكومية املكلفة
295
بالداخلية بإيضاحاته الكتابية ،مع إمكانية متابعة رئيس مجلس الجهة قضائيا
و بصدور القانون التنظيمي الخاصة بالجهات رقم ، 000 04تم تعويض مؤسسة املساعد القضائي بمؤسسة
الوكيل القضائي الذي يعين بقرار لوزير الداخلية ،حيث يتولى هذا ألاخير تقديم املساعدة القانونية للجهات و
هيئاتها و مجموعاتها ،و يؤهل للترافع أمام املحكمة املحال إليها ألامر ،و قد خول القانون التنظيمي للجهات رقم
000 04للوكيل القضائي إمكانية مباشرة الدفاع عن الجهات في مختلف مراحل الدعوى ،حيث يلزم هذا القانون
إدخال الوكيل القضائي للجماعات الترابية ،تحت طائلة عدم القبول ،في جميع الدعاوى التي تستهدف مطالبة
الجهات و هيئاتها و مجموعاتها بأداء دين أو تعويض ،و يخول له بناء على ذلك ،إمكانية مباشرة الدفاع عن
الجهة و هيئاتها و مجموعاتها في مختلف مراحل الدعوى كما يمكن للجهة و هيئاتها و مجموعاتها أن توكل الوكيل
القضائي النيابة عنها في جميع الدعاوي ألاخرى ،كما يمكن أن تكون خدماته املقدمة للجهة و هيئاتها و
296
مجموعاتها موضوع اتفاقيات
تأسيسا على ما سبق ،نجد أن الجهات لم تحترم هذه املقتضيات القانونية باعتبارها صاحبة الصدارة على
مستوى الجماعات الترابية ،و هو ما يؤكده تقرير املجلس ألاعلى للحسابات ألاخير لسنة ، 8002الذي أكد على
عدم تعيين الوكيل القضائي للجماعات الترابية ،إضافة إلى عدم توفر املتدخلين في هذا الشأن على إحصائيات
دقيقة ،سواء فيما يتعلق بعدد القضايا الرائجة أو ألاحكام و القرارات النهائية املنفذة منها و الغير املنفذة ،حيث
أرجع املجلس ألاعلى للحسابات أسباب ذلك إلى غياب التنسيق و التأطير ،و عدم اعتماد نظام معلوماتي خاص
بتدبير املنازعات كما أشار التقرير إلى عدم تنفيذ نسبة مهمة من ألاحكام و القرارات الصادرة لصالح الجماعات
الترابية ،و ضعف الاعتمادات املالية املبرمجة لتنفيذ ألاحكام و القرارات القضائية النهائية ،زد على ذلك تراكم
املبالغ املحكوم بها ،و صدور أحكام تتضمن غرامات تهديدية ،بل أكثر من ذلك فقد وصل ألامر بإصدار أوامر
297
و هو ما يو ح عدم الالتزام باملقتضيات القانونية ،خاصة ما جاء في املواد بالحجز على ألاموال و املمتلكات
836و 838من القانون التنظيمي للجهات السالفتي الذكر ،و بالتالي يستوجب ألامر تطبيق مقتضيات املادة 68
من نفس القانون التنظيمي رقم ،000 04لتوقيف رؤساء مجالس الجهات املعنيين بهذه الاختالالت عن ممارسة
295
-المادة 40من القانون التنظيمي للجهات رقم .111.16
296
-المادة 141من القانون التنظيمي للجهات رقم 1666564
297
-التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم ، 4710 -4714سنة ، 4711مرجع سابق ،ص .20
154
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
مهامهم إلى حين البت في طلب عزل هم ، ،مع تحريك مسطرة املتابعة القضائية في حقهم وفق املقتضيات القانونية
املعمول بها في هذا الشأن
و في إطار التدبير إلاداري للمنازعات و تأثيره على اتخاذ القرار املالي ،فقد أشار تقرير املجلس ألاعلى للحسابات ،
إلى أن مهمة التدبير إلاداري لهذه املنازعات تتم بشكل أفقي على مستوى جميع املصالح الجماعية ،و هو نفس
ألامر بالنسبة ملؤسسة الوكيل القضائي ،ما يؤكد تفش ي هذا ألاسلوب على مستوى الجهات ،حيث يؤكد التقرير
على عدم اعتماد الجهة و باقي الجماعات الترابية إلدارة املخاطر في مجال املنازعات لتجاوزها و إيجاد الحلول
املناسبة للحد منها ،كإبرام اتفاقيات ودية مع املدينين الحائزين على أحكام و قرارات قضائية نهائية من أجل
تنفيذها ،ثم التحسيس بالدور الوقائي في املنازعات لتفادي اللجوء إلى القضاء ،و تفعيل آليات الاستشارة القانونية
،و اللجوء املحدود ملساطر الطعن في ألاحكام و القرارات الصادرة ضدها ،و إبرام اتفاقيات ودية مع املدينين
298
الحائزين على أحكام و قرارات قضائية نهائية من أجل تنفيذها
ضمانا للحقوق املالية للغير ،و التي تتعلق بمطالبة الجهة بأداء دين أو تعويض ،فقد جعل املشرع هذه
الدعاوى مرفوضة تحت طائلة عدم القبول من لدن املحاكم املختصة ،إال بعد إحالة هذه الشكايات مسبقا إلى
والي الجهة ،الذي يدرل الشكاية في أجل أقصاه ثالثون يوما ابتداء من تاريخ تسليم الوصل ليبقى للجهة
املشتكية حق الاختيار بعد ذلك إما برفع شكايته هاته إلى السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية التي تدرسها داخل
299
أجل أقصاه ثالثون يوما ابتداء من تاريخ توصلها بالشكاية ،أو رفع الدعوى مباشرة أمام املحاكم املختصة
في هذا الاتجاه وقف تقرير املجلس ألاعلى للحسابات ألاخير لعام 8002على عدة اختالالت تمس بإحدى الحقوق
املكتسبة و املتمثلة أساسا في:
أوال :الاعتداء املادي على أراض ي الغير ،و الذي يحرم الجماعات الترابية من الاستفادة من مزايا مسطرة نزع امللكية
،و يحملها أعباء إضافية ،و هو نفس ألامر بالنسبة للجهات
ثانيا :التهاون في نقل ملكية العقارات موضوع أحكام و قرارات نهائية صادرة في إطار قضايا الاعتداء املادي ،ما يؤثر
على الرصيد العقاري للجهات
ففي ظل هذا التهاون الحاصل على مستوى تنفيذ املقتضيات القانونية و كذا الاختالالت على مستوى التدبير
ستظل الجماعات الترابية و في صدارتها الجهات تعاني من سوء التدبير املالي للمنازعات القضائية ،ما يجعلها
298
-نفس المرجع السابق ،ص .21
299
-المادة 40من القانون التنظيمي للجهات رقم .111.16
155
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
تستنزف موارد مالية أخرى هي في غ ى عنها من خالل الديون امللقاة على عاتقها و الغرامات ،إضافة إلى خطر
الحجز على ممتلكاتها و هو ما يؤثر سلبا على استقرارها املالي
- 2التصريح إلاجباري للممتلكات.
عرفت « منظومة التصريح الاجباري باملمتلكات باملغرب تطورا قانونيا ،بدأ بالقانون رقم 29.25بتاريخ 07
دجنبر 1992املتعلق بإقرار موظفي و مستخدمي للدولة ،و الجماعات املحلية و الغرف املهنية ،و أعضاء مجلس
النواب باملمتلكات العقارية و القيم املنقولة التي يملكونها أو يملكها أوالدهم القاصرين ،و القانون رقم 54.06
لعام 2008املتعلق بإحداث التصريح الاجباري لبعض منتخيي املجالس املحلية و الغرف املهنية و بعض املوظفين
أو ألاعوان العموميين بممتلكاتهم ،كما تم تعزيز الترسانة القانونية للتصريح الاجباري باملمتلكات باملرسوم رقم
02.09.207بتاريخ 08ديسمبر 2009املتعلق بتحديد نموذج التصريح الاجباري باملمتلكات و وصل التسلم و بالحد
ألادنى لألموال املنقولة الواجب التصريح بها ،كذلك مصادقة املغرب على الاتفاقية ألاممية ملحاربة الفساد لعام
2003التي نشرت بالجريدة الرسمية بتاريخ 17يناير 2008عدد ، 5596و التي كان التصريح الاجباري للممتلكات
أهم عناصرها .و الذي جعله املشرع املغربي من اختصاص املجلس ألاعلى للحسابات بموجب املادة 147من
دستور ،2011و نظاما ملزما بموجب مقتضيات الوثيقة الدستورية .»300حيث يجب على كل شخص منتخبا كان
أو معينا ،يمارل مسؤولية عمومية ،أن يقدم طبقا للكيفيات املحددة في القانون ،تصريحا كتابيا باملمتلكات و
301
. ألاصول التي في حيازته ،بصفة مباشرة أو غير مباشرة ،بمجرد تسلمه ملهامه ،خالل ممارستها و عند انتهائها
جعل املشرع مالية الجهات تخضع للمقتضيات القانونية للمحاكم املالية باعتبار الجهة أحد الجماعات الترابية
،و بذلك أصبحت الجهات كمثيالتها من الجماعات الترابية تخضع لرقابة املجالس الجهوية للحسابات ،حيث
تخضع العمليات املالية و املحاسباتية لهذه الجهات لتدقيق سنوي يتم في عين املكان و بناء على الوثائق املالية و
املحاسباتية ،تنجزه بشكل مشترك املفتشية العامة للمالية و املفتشية العامة لإلدارة الترابية ،و التي تنجز بناء
عليه تقريرا تبلغ نسخ منه إلى رئيس مجلس الجهة و إلى والي الجهة و إلى السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية ،و
كذا إلى املجلس الجهوي للحسابات املع ي الذي يتخذ بناء على خالصات التدقيق إلاجراءات التي يراها مناسبة ،
مع تبليغ هذا ألاخير نسخة من التقرير إلى مجلس الجهة من أجل التداول فقط دون اتخاذ أي مقرر في هذا
- 300سيدي ابراهيم فعرس ،التدبير المالي الجهوي الجديد في ضوء تقارير المحاكم المالية بالمغرب ،المركز العربي الديمقراطي -مجلة العلوم السياسية و
القانون ،العدد 24أكتوبر /تشرين األول ،المجلد ،4سنة ،2020ص . 199
- 301المادة 158من الدستور المغربي لعام . 2011
151
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
302
ما يجعل املجالس الجهوية للحسابات ،و املجلس ألاعلى للحسابات بحكم الاختصاص املركزي هو الشأن
صاحب القرار ذات القوة إلالزامية حسب مقتضيات القانون التنظيمي للجهات رقم 000 04
بمناسبة اختصاص املجالس الجهوية للحسابات بالتصريح باملمتلكات ،أشار تقرير هذه ألاخيرة برسم ، 8004
أن عدد التصاريح إلاجبارية للممتلكات التي توصل بها املجلس الجهوي للحسابات بجهة العيون الساقية الحمراء
كمثال على ذلك خالل سنة 8004حسب معطيات تقريره السنوي لعام ، 8004بغض النظر عن طبيعتها 882 ،
تصريحا 884 ،منها يخص املوظفين ،إضافة إلى تصريح واحد يرجع للمنتخبين و منذ دخول قانون التصريح
إلاجباري باملمتلكات حيز التنفيذ سنة 8000توصل املجلس الجهوي للحسابات بما مجموعه 00838تصريحا،
منها 10861تهم املوظفين بمختلف فئاتهم و 382تهم املنتخبين .و مقارنة بلوائح امللزمين املدلى بها من طرف
املصالح املعنية ،فإن نسبة تقديم التصاريح تجاوزت 22في املائة بالنسبة للموظفين و لم تتجاوز % 2بالنسبة
303
للمنتخبين
في نفس السياق ،أشار تقرير املحاكم املالية برسم ، 8008 -8006إلى أن هذه ألاخيرة قد تلقت خالل سنتي 2016و
2017ما مجموعه ، 67.552منها 61.396على مستوى املجالس الجهوية ،ليصل بذلك العدد إلاجمالي للتصريحات
التي تلقتها املحاكم املالية منذ سنة 2010ما مجموعه 222.026تصريحا
على هذا ألاسال ،نستنتج كباحثين أن هناك تطورا كبيرا على مستوى التصريحات املصرح بها لدى املجالس
الجهوية للحسابات ،إال أن الغريب أن تقارير هذه املجالس تعود لسنتي 2014و ، 8002في حين أن التقارير نفسها
تشير على أن املجلس توصل بالتصريحات السالفة الذكر ما بعد دخول القانون رقم 24 06املتعلق بإحداث التصريح
إلاجباري لبعض منتخيي املجالس املحلية و الغرف املهنية و بعض فئات املوظفين أو ألاعوان العموميين بممتلكاتهم
حيز التنفيذ سنة ، 2010بمع ى أن امللزمين بالتصريح قد زاولوا مهامهم طيلة املدة الفاصلة بين دخول القانون حيز
التنفيذ و صياغة تقارير املجالس الجهوية للحسابات لعامي ، 2014و 8002
فاملالحظة ألاولى التي يمكن استنتاجها ،هي املدة الطويلة التي مرت على اكتشاف أو الفصح عن عدم التصريح
باملمتلكات من قبل املجلس مع العلم أن املجلس يقوم بصياغة تقارير سنوية
302
-المادة 440من القانون التنظيمي للجهات رقم .111.16
303
-تقرير المجلس األعلى للحسابات ،سنة ، 2014مرجع سابق ،ص . 11
151
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
أما املالحظة الثانية ،فتتجلى في مدى إلزامية املادة 0من القانون رقم 24 06السالف الذكر ،304التي تلح على
ضرورة تصريح امللزمين داخل أجل ثالثة أشهر املوالية لإلعالن عن انتخابهم ،و التي يجب أن ال تتجاوز ثالثة أشهر
تحتسب ابتداء من تاريخ انتهاء مهمتهم املذكورة ،كذلك املواد
،3077-3058-30610من نفس القانون ،مع العلم أن بعض املنتخبين يتوفرون على جنسيات أجنبية أخرى ،إضافة إلى
أمالك و حسابات بنكية بدول أجنبية ما يجعلنا أمام إشكالية و املتمثلة في مفارقتين مفادهما ،ما مآل املالية
العمومية و الجهوية في ظل هذا التهرب و التملص من التصريح باملمتلكات ؟ و ما مدى إلزامية توصيات املجلس
ألاعلى للحسابات و مجالسه الجهوية في ظل غياب مبدأ سيادة القانون ؟
فإذا كان التنظيم القانوني للمحاكم املالية باملغرب ،تحكمه املقتضيات الدستورية ،خاصة املادتين 048و
042منه ،و القانون رقم 08.88املتعلق باملجلس ألاعلى للحسابات الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ، 0.88.082
إضافة إلى مقتضيات القانون رقعم 68.88املتعلعق بمدونة املحاكعم املالية ،الصادر بتنفيذه الظهير الشريعف رقم
،0.08.084و إن كان تقدير القوة امللزمة لتوصيات املجلس ألاعلى و مجالسه الجهوية في عالقتها بمنتخيي مجالس
الجهات ،يرجع أوال إلى النظر في طبيعة املحاكم املالية و مجاالت تدخلها ،باعتبارها مؤسسة قضائية مستقلة و
متخصصة تتولى إلاسهام في ترسيخ سيادة القانون و العمل على تكريس قيم التخليق و الشفافية في تدبير املرافق
العمومية بما فيها الجهات و السهر على تنميتها فإن توصيات املجلس ألاعلى و مجالسه الجهوية التي يصدرها هذا
ألاخير بما فيها قراراته القضائية تستمد قوتها إلالزامية بداية من إلزامية القانون ذاته ،ما دام الهدف منها هو إعادة
تصرفات الجهات املعنية إلى دائرة املشروعية و الالتزام بالقانون الذي يبقى ملزما لكل املواطنين على السواء ،و هو
ما تؤكده مقتضيات املادة 048من الدستور بالنسبة للطابع امللزم لتوصيات هذه املجالس ،حيث تنص نفس املادة
على :تتولى املجالس الجهوية للحسابات مراقبة حسابات الجهات و الجماعات الترابية ألاخرى و هيئاتها ،و كيفية
قيامها بتدبير شؤونها و تعاقب عند الاقتضاء ،عن كل إخالل بالقواعد السارية على العمليات املذكورة
304
-القانون رقم 16.74المتعلق بإحداث التصريح اإلجباري لبعض منتخبي المجالس المحلية والغرف المهنية وبعض فئات الموظفين أو األعوان العموميين
بممتلكاتهم ،الجريدة الرسمية رقم 140.الصادرة يوم اإلثنين 0نونبر . 4771
305
-يطلع رئيس المجلس الجهوي للحسابات المعني باألمر على تقرير المستشار المقرر المكلف بدارسة تصريحه ويمنحه أجل ستين يوما للرد على
مالحظات هذا األخير.
يتعين إعداد تقرير المستشار المقرر داخل أجل شهرين ابتداء من تاريخ عرض القضية عليه.
يمكن لرئيس المجلس الجهوي للحسابات عند االقتضاء أن يطلب من أي ملزم التصريح بممتلكات ومداخيل زوجه.
306
-عندما يتبين من تقرير المستشار ا لمقرر وجود أفعال تشكل مخالفات للقوانين الزجرية ،يحيل وكيل الملك لدى المجلس الجهوي للحسابات ملف
القضية على السلطة القضائية المختصة ،بطلب من رئيس المجلس المذكور.
307
-يخبر رئيس المجلس الجهوي للحسابات وزير الداخلية بالقرارات المتخذة تطبيقا للبنود 6و 7و 8أعاله.
151
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
ثانيا :رقابة القضاء إلاداري على مجالس الجهات .
تشكل الرقابة القضائية الفيصل ألاسال في ضمان تدبير أمثل ملجالس الجهات إلى جانب باقي أشكال الرقابة
ألاخرى و التي أشرنا إليها سالفا ،فهي تشكل » الضمانة ألاساسية التي من خاللها يسمح للسلطة القضائية املكلفة
بالرقابة ،التدخل ملنع الجماعات الترابية من إلحاق الضرر باملصلحة الوطنية ،و ذلك بإلزامها باملنظومة
القانونية ،«308و املتمثلة في مقتضيات الوثيقة الدستورية و املقتضيات التنظيمية ،و التي ينظمها القانون التنظيمي
رقم 111.14املتعلق بالجهات ،و الذي وضع أسسا لتدخل القضاء إلاداري ،سواء على مستوى أشخاص الجهة ،أو
أعمالها ،حيث يمنع بموجبها رؤساء مجالس الجهات و نوابهم من مزاولة مهامهم ،سواء بشكل فردي أو جماعي ،و
التي تختلف باختالف الحاالت التي سنتناولها في هذا الشأن
- 1على مستوى أشخاص الجهة .
تجاوزا للوصاية املفرطة للسلطات املركزية املتمثلة في املراقبة إلادارية التي يمارسها والة الجهات ،و حماية
لعضاء املجالس الجهوية و رؤسائها ،قد حدد القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ، 111.14الحاالت التي تمنع
رؤساء املجالس الجهوية و أعضائها من مزاولة مهامهم ،فقد كان وا حا في تحديد الشروط التي تسمح لعضاء
املجالس الجهوية بمزاولة مهامهم ،حيث اشترط على أعضاء املجلس الجهوي ملزاولة مهامهم الانتخابية ،أال
يتواجدون في إحدى الحاالت املنصوص عليها في املادة 11من القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم .309111.14
310
كما حدد الحاالت التي تجعل رئيس املجلس الجهوي و نوابه في وضعية انقطاع عن مزاولة مهامهم في املادة 88
308
-محمد الشريف بنخي '' ،الرقابة اإلدارية و القضائية على أعمال الجماعات الترابية'' :أي تكريس لمبدأ فصل السلط ؟ المجلة المغربية لإلدارة المحلية
و التنمية ،العدد ، 122سنة .2016
309
-الوفاة.
-االستقالة االختيارية.
-اإلقالة الحكمية.
-العزل.
-اإللغاء النهائي لالنتخاب.
-اإلقالة ألي سبب من األسباب المنصوص عليها في القانون التنظيمي للجهات رقم .111.14
-اإلدانة بحكم نهائي نتج عنه عدم األهلية االنتخابية.
-التوقيف طبقا ألحكام المادة 76من القانون التنظيمي للجهات رقم .111.14
310
-الوفاة.
-االستقالة االختيارية.
-اإلقالة الحكمية .
-اإللغاء النهائي لالنتخاب.
-االعتقال لمدة تفوق ستة أشهر.
-االنقطاع بدون مبرر أو االمتناع عن مزاولة المهام لمدة شهرين.
-اإلدانة بحكم نهائي نتج عنه عدم األهلية االنتخابية .
-العزل ،بما فيه حالة التجريد المشار إليها في المادة 54من القانون التنظيمي للجهات رقم .111.14
151
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
من املالحظ أن املشرع قد فصل بين الشروط التي تمنع أعضاء املجالس الجهوية من مزاولة املهام ،و الشروط
التي تمنع رؤساء هاته الجهات و نوابهم ،في مادتين منفصلتين من القانون التنظيمي للجهات رقم ،000 04رغم أن
الشروط هي نفسها سواء على مستوى الشكل و املوضوع ،إال ما يخص حالة التوقيف ،فلم يشر إليها ضمن
الشروط املتعلقة بالرئيس و نوابه ،و املشار إليها في املادة 22أعاله ،كما هو الشأن بالنسبة لعضاء املجلس آلاخرين
حسب مدلول املادة ،11علما أنه قام باإلشارة إلى مسطرة توقيف الرئيس في املادة ، 68و هو ما سنتطرق إليه
الحقا
إن املالحظة التي شدت انتباهنا في هذا الشأن ،تتمثل في كون املشرع قد حدد ضمن الشروط التي تمنع رئيس
املجلس الجهوي و نوابه من مزاولة مهامهم الانتخابية ،شرط الاعتقال ملدة تفوق ستة أشهر ،في حين أعفى باقي
أعضاء املجلس الجهوي من هذا الشرط ،و هو ما يجعل غاية املشرع تسودها الضبابية في هذا الشأن ،خاصة و
نحن نتحدث عن تدبير املوارد املالية
من جهة أخرى ،منح املشرع للقضاء إلاداري آلية رقابية على أشخاص مجالس الجهات بشكل فردي ،تتمثل في
التالي :
-التوقيف :يتخذ قرار التوقيف عند » وجود حالة قانونية وحيدة تتمثل في املتابعة الجزائية التي تحول دون متابعة
املهام الانتخابية ،ضمانا ملصداقية املجالس املحلية ،حيث يترتب على إحالة ألامر إلى املحكمة توقيف املع ي بالمر
عن ممارسة مهامه إلى حين البث في طلب العزل ،« 311طبقا لشروط التوقيف املحددة في املادة 67من القانون
التنظيمي للجهات رقم ،312 111.14و التي تختلف مساطرها ،باختالف املع ي بها
-إلاقالة :تعتبر إلاقالة من أهم صور الرقابة املمارسة على أعضاء املجالس الجهوية ،و التي يمكن أن تشكل آلية
تدبيرية على املستوى املالي ،نظرا لالختالالت التي قد تمس سير العملية التدبيرية في شقها املالي سواء على مستوى
311
-أمير حيزية '' ،الرقابة الوصائية على الجماعات المحلية في ظل قانون البلدية و الوالية الجديدين '' ،مذكرة ماستر أكاديمي ،كلية الحقوق و العلوم
السياسية ،جامعة قاصد بن مرباح -ورقلة -الجزائر ،سنة ، 2013ص .10
- 312إذا ارتكب عضو من أعضاء مجلس الجهة غير رئيسها أفعاال مخالفة للقوانين واألنظمة الجاري بها العمل تضر بأخالقيات المرفق العمومي و
مصالح الجهة قام والي الجهة عن طريق رئيس المجلس بمراسلة المعني باألمر لإلدالء بإيضاحات كتابية حول األفعال المنسوبة إليه داخل أجل ال يتعدى
عشرة ( )12أيام ابتداء من تاريخ التوصل.
إذا ارتكب رئيس المجلس أفعاال مخالفة للقوانين واألنظمة الجاري بها العمل ،قامت السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية بمراسلته قصد اإلدالء
بإيضاحات كتابية حول األفعال المنسوبة إليه ،داخل أجل ال يتعدى عشرة ( )12أيام ابتداء من تاريخ التوصل.
يجوز للسلطة الحكومية المكلفة بالداخلية أو لوالي الجهة ،بعد التوصل باإليضاحات الكتابية المشار إليها في الفقرتين األولى والثانية أعاله ،حسب
الحالة ،أو عند عدم اإلدالء بها بعد انصرام األجل المحدد ،إحالة األمر إلى المحكمة اإلدارية وذلك لطلب عزل عضو المجلس المعني باألمر من مجلس
الجهة أو عزل الرئيس أو نوابه من عضوية المكتب أو المجلس.
وتبت المحكمة في الطلب داخل أجل ال يتعدى شهرا من تاريخ توصلها باإلحالة.
وفي حالة االستعجال ،يمكن إحالة األمر إلى القضاء االستعجالي بالمحكمة اإلدارية الذي يبت فيه داخل أجل 44ساعة من تاريخ توصله بالطلب.
يترتب على إحالة األمر إلى المحكمة اإلدارية توقيف المعني باألمر عن ممارسة مهامه إلى حين البت في طلب العزل.
ال تحول إحالة األمر إلى المحكمة اإلدارية دون المتابعات القضائية ،عند االقتضاء.
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
إلاعداد و التخطيط ،أو التأشير أو التنفيذ ،و هو ما عمل املشرع على تفاديه من خالل مقتضيات املادة 83من
القانون التنظيمي للجهات رقم ،313 111.14حيث تتم إقالة رئيس املجلس إذا تبت توقفه عن مزاولة مهامه بسبب
الوفاة أو الانقطاع بدون مبرر أو الامتناع عن مزاولة املهام ملدة شهرين أو العزل ،بما فيه حالة التجريد املشار إليها
في املادة 24من القانون التنظيمي للجهات رقم ، 111.14طبقا للحاالت املشار اليها في البنود 1-6-8من املادة 88من
نفس القانون و املشار إليها سابقا .314أما إذا امتنع أحد نواب رئيس املجلس الجهوي عن القيام بإحدى املهام املنوطة
به أو املفوضة إليه وفق أحكام القانون التنظيمي للجهات رقم 000 04دون عذر مقبول ،جاز للرئيس مطالبة
املجلس باتخاذ مقرر يقض ي بإحالة طلب عزل املع ي بالمر من عضوية مكتب املجلس إلى املحكمة إلادارية و في هذه
الحالة ،يقوم الرئيس فورا بسحب جميع التفويضات التي منحت للمع ي بالمر و بموجبه يمنع نائب الرئيس املع ي،
بحكم القانون ،من مزاولة مهامه بصفته نائبا للرئيس إلى حين بت املحكمة إلادارية في ألامر ،و ذلك داخل أجل شهر
315
من تاريخ تسجيل الطلب لدى كتابة الضبط بهذه املحكمة
-العزل :يعتبر من بين إلاجراءات القانونية التي تتخذ في حق أعضاء املجلس الجهوي ،و التي تعتبر أقص ى العقوبات
التي أتى بها املشرع من خالل مقتضيات القانون التنظيمي رقم ، 000 04إلى جانب عقوبة التوقيف .و يختص
القضاء وحده بعزل أعضاء مجلس الجهة ،316و يتم عزل عضو املجلس املع ي بالمر من مجلس الجهة أو الرئيس أو
نوابه من عضوية املكتب أو املجلس طبقا ملقتضيات املادة 68من القانون التنظيمي رقم 000 04املتعلق
بالجهات.317
…. - 313بموجب ذلك يحل المكتب إلى حين انتخاب رئيس جديد للمكتب و باقي أعضاءه داخل أجل خمسة عشر يوما من تاريخ معاينة االنقطاع بقرار
للسلطة الحكومية المكلفة بالداخلية .و هو نفس األمر بالنسبة إلدانة رئيس مجلس الجهة بحكم نهائي نتج عنه عدم األهلية االنتخابية و المشار اليها في
البند 6من المادة ، 00حيث يقوم والي الجهة بإعذاره الستئناف مهامه داخل أجل سبعة أيام من أيام العمل بواسطة كتاب مع إشعار بالتسلم .و يبتدئ
هذا األجل من تاريخ توصل المعني باألمر باإلعذار .و إذا تخلف رئيس المجلس الجهوي ،أو رفض ذلك بعد انقضاء هذا األجل ،أحالت السلطة الحكومية
المكلفة بالداخلية األمر إلى القضاء االستعجالي بالمحكمة اإلدارية ،للبث في وجود حالة االنقطاع أو االمتناع داخل أجل 44ساعة من إحالة القضية إليه
بناء على مقتضيات القانون التنظيمي المتعلق بالجهات ،و يتم البث المشار إليه في الفقرة السابقة بواسطة حكم قضائي نهائي و عند االقتضاء بدون
استدعاء األطراف
314
-المادة 23من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .111.14
315
-المادة 71من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .111.14
316
-المادة 66من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .111.14
- 317يمنع على كل عضو من أعضاء مجلس الجهة أن يربط مصالح خاصة مع الجهة أو مع مجموعات الجهات أو مع مجموعات الجماعات الترابية
التي تكون الجهة عضوا فيها ،أو مع الهيئات أو مع المؤسسات العمومية أو مع شركات التنمية التابعة لها ،أو أن يبرم معها أعماال أو عقودا للكراء أو
االقتناء أو التبادل ،أو كل معاملة أخرى تهم أمالك الجهة ،أو أن يبرم معها صفقات األشغال أو التوريدات أو الخدمات ،أو عقودا لالمتياز أو الوكالة أو
أي عقد يتعلق بطرق تدبير المرافق العمومية للجهة ،أو أن يمارس بصفة عامة كل نشاط قد يؤدي إلى تنازع المصالح ،سواء كان ذلك بصفة شخصية
أو بصفته مساهما أو وكيال عن غيره أو لفائدة زوجه أو أصوله أو فروعه.
و تطبق نفس األحكام على عقود الشركات و تمويل مشاريع الجمعيات التي هو عضو فيها.
تطبق مقتضيات المادة 76أعاله على كل عضو أخل بمقتضيات الفقرتين السابقتين أو ثبتت مسؤوليته في استغالل التسريبات المخلة بالمنافسة
النزيهة ،أو استغالل مواقع النفوذ و االمتياز أو ارتكب مخالفة ذات طابع مالي تلحق ضررا بمصالح الجهة.
116
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
إن هدف املشرع من وضع شروط تمنع أعضاء و رؤساء املجال الجهوية من مزاولة املهام الانتخابية على املستوى
الجهوي ،هو الحد من كل أشكال الانحراف أو الاستغالل ملواقع النفوذ لعضاء املجالس الجهوية و رؤسائها ،و كذا
من كل الاختالالت التدبيرية ،و التي قد تؤثر ال محالة على تدبير املالية الجهوية ،كما تحد من السلطة التقديرية
لسلطات الوصاية ،رغم أن تحريك املساطر املرتبطة بهذه الحاالت يبقى بيد هذه ألاخيرة
على غرار الحاالت التي جعل فيها املشرع أعضاء مجالس الجهات يخضعون لتدخل القضاء إلاداري و التي
تناولناها سابقا ،قد منح املشرع تقنية أخرى لرقابة القضاء إلاداري ،و التي يمكن أن تمس مجلس الجهة بكامله و
املتمثلة في :
-الحل :تخضع املجالس الجهوية كجماعة ترابية ملقتضيات القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ،000 04و التي
تمنح للقضاء إلاداري حق البث في القضايا املحالة إليه ،و التي تكون قد أخلت فيها مجالس الجهات بمصالحها ،فإذا
كانت مصالح الجهة مهددة لسباب تمس بحسن سير مجلس الجهة ،جاز للسلطة الحكومية املكلفة بالداخلية إحالة
ألامر إلى املحكمة إلادارية من أجل حل املجلس 318كما أنه ال يجوز أن يتداول مجلس الجهة أو لجانه التداول إال في
النقط التي حددتها مضامين املادة 44من القانون التنظيمي املتعلق بالجهات ،319و ذلك في أجل ال يتجاوز ثمانية أيام
320
و يوجب كل إخالل متعمد بأحكام املادة 75 و املشار إليه في املادة 48من نفس القانون التنظيمي رقم 000 04
املشار إليها أعاله حل للمجلس ،حيث إذا رفض املجلس القيام بالعمال املنوطة به بمقتض ى أحكام القانون التنظيمي
للجهات و القوانين و ألانظمة ألاخرى الجاري بها العمل أو رفض التداول و اتخاذ املقرر املتعلق بامليزانية أو بتدبير
املرافق العمومية التابعة للجهة ،أو إذا وقع اختالل في سير مجلس الجهة من شأنه تهديد سيرها الطبيعي ،تعين على
الرئيس أن يتقدم بطلب إلى السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية ،عن طريق والي الجهة ،لتوجيه إعذار إلى املجلس
للقيام باملتعين و إذا رفض املجلس القيام بذلك ،أو إذا استمر الاختالل بعد مرور شهر ابتداء من تاريخ توجيه
318
-المادة 75من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .111.14
319
-ال يجوز للمجلس أو للجانه التداول إال في النقط التي تدخل في نطاق صالحياتهم والمدرجة في جدول األعمال ،ويجب على رئيس المجلس أو
رئيس اللجنة ،حسب الحالة ،أن يتعرض على مناقشة كل نقطة غير مدرجة في جدول األعمال المذكور.
يتعرض والي الجهة على كل نقطة مدرجة في جدول األعمال ال تدخل في اختصاصات الجهة أو صالحيات المجلس ،ويبلغ تعرضه معلال إلى رئيس
مجلس الجهة داخل األجل المشار إليه في المادة 40أعاله ،وعند االقتضاء يحيل الوالي تعرضه إلى القضاء االستعجالي بالمحكمة اإلدارية للبت فيه
داخل أجل 44ساعة ابتداء من تاريخ التوصل به.
يتم البث المشار إليه في الفقرة السابقة بواسطة حكم قضائي نهائي و عند االقتضاء بدون استدعاء األطراف.
ال يتداول مجلس الجهة ،تحت طائلة البطالن ،في النقط التي كانت موضوع تعرض تم تبليغه إلى رئيس المجلس من قبل والي الجهة وإحالته إلى
القضاء االستعجالي بالمحكمة اإلدارية ولم يتم بعد البت فيها.
كل إخالل بشكل متعمد بأحكام هذه المادة يوجب تطبيق اإلجراءات التأديبية من عزل لألعضاء أو توقيف أو حل للمجلس المنصوص عليها ،حسب
الحالة ،في المادتين 76و 67من هذا القانون التنظيمي.
320
-تدرج ،بحك م القانون ،في جدول أعمال الدورات النقط اإلضافية التي يقترحها والي الجهة ،و ال سيما تلك التي تكتسي طابعا استعجاليا ،على أن
يتم إشعار الرئيس بها ،داخل أجل ثمانية ( )8أيام ابتداء من تاريخ توصل الوالي بجدول األعمال.
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
إلاعذار ،أمكن للسلطة الحكومية املكلفة بالداخلية إحالة ألامر إلى املحكمة إلادارية من أجل حل املجلس طبقا
ملقتضيات املادة ،32182و املشار إليها سابقا
تجاوزا لآلثار التي يمكن أن يخلفها حل مجالس الجهات على مستوى تخطيط و تنفيذ أعمالها إلادارية و املالية
،فإن املشرع وضع أسسا أخرى ملعالجة ذلك ،حيث إذا تم حل مجلس الجهة و جب تعيين لجنة خاصة بقرار للسلطة
الحكومية املكلفة بالداخلية ،و ذلك داخل أجل أقصاه خمسة عشر يوما املوالية لتاريخ حل مجلس الجهة و قد
جعل املشرع والي الجهة هو من يترأل هذه اللجنة التي تعمل على تصريف أمور الجهة ،و الذي يمارل بهذه الصفة
الصالحيات املخولة لرئيس مجلس الجهة بموجب أحكام القانون التنظيمي للجهات كما خوله املشرع إمكانية تفويض
بعض صالحياته بقرار إلى عضو أو أكثر من أعضاء اللجنة كما جعل نقل هذه الصالحية ال تلزم أموال الجهة إال في
322
حدود املوارد املتوفرة في السنة املالية الجارية
فرغم الصالحيات التي منحها املشرع لسلطة القضاء الاداري ،من خالل القانون التنظيمي للجهات رقم ،111.14
للتدخل كسلطة رقابية على أعضاء مجالس الجهات سواء بشكل فردي أو جماعي ،و التي يمكن أن يكون الهدف منها
هو التخفيف من وصاية سلطات وزارة الداخلية ،نستنتج أن القانون التنظيمي رقم 111.14لم يكن حاسما في هذا
الشأن ،مادامت مسطرة تحريك الدعاوى القضائية في هذا املجال بيد سلطات الوصاية ،و كذا سلطتها الرئاسية
الفعلية للجهة ،و التي تتمظهر من خالل رئاسة والي الجهة للجنة التي تمارل تسيير أمور الجهة في حال حلها ،بل
أكثر من ذلك فقد جعل املشرع سلطات الوالي أحيانا تسمو على املقتضيات الدستورية ،حيث ال يمكن رفع دعوى
قضائية بخصوص تجاوز السلطة ضد الجهة أو ضد قرارات جهازها التنفيذي ،إال إذا كان املدعي قد أخبر من قبل
رئيس الجهة و وجه إلى والي الجهة مذكرة تتضمن موضوع و أسباب شكايته ،و يسلم على إثرها للمدعي فورا وصل
و هو ما يتعارض مع مقتضيات املادة 107من الدستور ،324الش يء الذي يجعلنا نتساءل ملاذا لم يمنح 323
بذلك
املشرع لعضاء مجالس الجهات حق رفع دعوى تجاوز السلطة ضد والي الجهة ؟
- 2على مستوى أعمال الجهة .
منح القانون التنظيمي للجهات رقم 111.14لسلطات القضاء إلاداري صالحية رقابة أعمال الجهة سواء املتعلقة
بجول ألاعمال ،أو تلك املتعلقة باملقررات و القرارات .
321
-المادة 76من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .111.14
322
-المادة 77من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .111.14
323
-المادة 40.من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .111.14
324
-السلطة القضائية مستقلة عن السلطة التشريعية وعن السلطة التنفيذية… و الملك هو الضامن الستقالل السلطة القضائية .
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
أ -الرقابة على جدول ألاعمال :يعتبر موضوع رقابة القضاء إلاداري على جدول أعمال مجالس الجهات من املواضيع
ذات ألاهمية و التي تهدف من جهة ،إلى دعم املمارسة الديمقراطية لنظام مجالس الجهات في اتخاذ القرارات
الجهوية ،و من جهة أخرى من خالل الصالحيات املخولة لها بموجب القانون التنظيمي للجهات رقم 000 04لذلك
منح املشرع حق التعرض لوالي الجهة على كل نقطة مدرجة في جدول أعمال الجهة ،و التي ال تدخل في اختصاصاتها و
صالحياتها ،حيث يبلغ والي الجهة تعرضه معلال إلى رئيس مجلس الجهة داخل أجل ثمانية أيام ،كما هو مشار إليه في
املادة 48من القانون التنظيمي للجهات رقم ، 000 04و عند الاقتضاء يحيل تعرضه هذا إلى القضاء الاستعجالي
باملحكمة إلادارية التي تبث فيه داخل أجل 42ساعة ابتداء من تاريخ التوصل به ،و التي يمكن أن تبث فيه دون
استدعاء أطراف القضية ،كما أن هذا التعرض الذي تمت إحالته من قبل والي الجهة إلى القضاء الاستعجالي
باملحكمة إلادارية و لم يتم بعد البت فيها ،يمنع مجالس الجهات من التداول تحت طائلة البطالن في النقط التي كانت
موضوع التعرض ،و جعل كل إخالل متعمد بهذه ألاحكام يوجب تطبيق إلاجراءات التأديبية من عزل لألعضاء أو
325
توقيف أو حل للمجلس املنصوص عليها ،حسب الحالة ،و املشار إليها في املادتين 68و 86أعاله
إن فرض رقابة القضاء إلاداري على جداول أعمال الجهات ،بقدر ما تستهدف مدى مشروعية النقاط املدرجة في
جدول أعمال املجالس الجهوية ،بقدر ما تبقى محدودة ،ما دامت سلطات الوصاية تتدخل في هذا الشأن و خير
دليل على ذلك التوقيف الذي طال مجلس جهة كلميم واد نون ملدة ستة أشهر متتالية بحجة رفض مجلس الجهة
التصويت باإليجاب على جل النقط املدرجة في جدول أعمال الدورات العادية و الاستثنائية التي عقدها املجلس خالل
سنوات 2017و ، 2018و ذلك بناء على قرار لوزير الداخلية املستند على تقرير والي الجهة املعنية عدد 1254بتاريخ 4
ماي ،3262018و الذي نجد نسخة منه باملالحق ،ما يمكن اعتباره تطاوال على وظيفة القضاء إلاداري
ب -الرقابة على مقررات و قرارات مجلس الجهة و رئيسه :
تطبيقا ملقتضيات الفقرة الثانية من املادة 042من الدستور املغربي ،يمارل الوالة و العمال املراقبة إلادارية على
شرعية قرارات رؤساء املجالس و مقررات مجالس الجماعات الترابية ،و كل نزاع في هذا الشأن تبث فيه املحاكم
إلادارية ،و بذلك تبقى قرارات رؤساء مجالس الجهات و مقررات مجالسها رهينة بتدخل القضاء إلاداري الذي يبحث
في مدى شرعيتها
325
-المادة 66من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .111.14
326
-قرار لوزير الداخلية رقم 1528.18الصادر في 29من شعبان 16 ( 1439ماي ) 2018بمقتضى توقيف مجلس جهة كلميم -واد نون و تعيين
لجنة خاصة ،الجريدة الرسمية عدد 5 ، 6675رمضان 21 ( 1439ماي ، ) 2018ص .2914
114
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
فرغم الصالحيات املالية التي منحها املشرع املغربي لرئيس مجلس الجهة و املنصوص عليها في املادتين 28و 000
من القانون التنظيمي للجهات رقم 000 04و التي تطرقنا إليها سابقا إال أننا نجد املشرع قيد هذه الصالحيات من
خالل املراقبة إلادارية التي يمارسها الوالي على شرعية قرارات رئيس مجلس الجهة و كذا مقررات مجلس الجهة ،
تطبيقا ملقتضيات الفقرة الثانية من املادة 042من الدستور ،حيث تعتبر باطلة بحكم القانون املقررات و القرارات
التي ال تدخل في صالحيات مجلس الجهة أو رئيسه ،أو تلك املتخذة خرقا لحكام القانون التنظيمي للجهات رقم000 04
و النصوص التشريعية و التنظيمية الجاري بها العمل و تبت املحكمة إلادارية في طلب البطالن بعد إحالة ألامر إليها
327
و هو تؤكده مقتضيات القانون التنظيمي للجهات في كل وقت و حين من قبل السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية
رقم ،000 04من خالل تنصيص املشرع على إلزامية تأشير السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية على مقررات املجلس
داخل أجل عشرين يوما من تاريخ التوصل بها من رئيس مجلس الجهة ،خاصة املقررات ذات الوقع املالي على
النفقات و املداخيل ،السيما تحديد سعر الرسوم و ألاتاوى و مختلف الحقوق و تفويت أمالك الجهة و تخصيصها ،و
328
و بالتالي ،تبقى رقابة القضاء إلاداري على قرارات و مقررات مجلس الجهة املقررات املتعلقة بامليزانية و الاقتراضات
و رئيسها ،رقابة رمزية مادام النص القانوني املنظم للفعل الجهوي ينص أصال على ضرورة تأشير السلطة الحكومية
على هذه القرارات و املقررات
فبالرغم أن ضمان احترام مبدأ سيادة القانون ،يستوجب تدخل القضاء إلاداري كجهاز رقابي على التدبير املالي
ملجالس الجهات ،إال أنه لتحقيق ذلك البد من التخفيف من التدخل املفرط لسلطات الوالي ،مقابل تكريس مبدأ
التدبير الحر على املستوى العملي ،و تكريس مفهوم فصل السلط ،باستقاللية السلطة القضائية عن السلطتين
329
التشريعية و التنفيذية
إذا كانت التنمية الاقتصادية و الاجتماعية على املستوى الجهوي هي الغاية ،فان صدقية تدبير امليزانيات الجهوية
هي الوسيلة التي تستند عليها الجهات لتجسيد و تفعيل تدخالتها الاقتصادية و الاجتماعية .و بالتالي فنجاح الجهوية
املتقدمة ،ال يتوقف فقط على تخويل الجهات اختصاصات متعددة و متنوعة في مختلف املجاالت التنموية ،و موارد
مالية كافية ،بل يتحقق بالسال على تحقيق مطلب العدالة في الانفاق و تجسيد مطلب العدالة الاجتماعية.
327
-المادة 114من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .111.14
328
-المادة 111من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم .111.14
329
-المادة 170من الدستور المغربي لعام . 4711
115
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
املطلب ألاول :التدبير املالي الجهوي :جهة كلميم واد نون نموذجا .
من خالل استقراء مجموعة من الوثائق و البيانات املالية الرسمية ،بتبين أن جهات الصحراء تتوفر على
إمكانيات مالية مهمة يمكن أن تغطي كافة النفقات ألاساسية املنصوص عليها في مضامين القانون التنظيمي املنظم
للجهات رقم ،111.14و املراسيم التطبيقية ،و التي سنتطرق إليها من خالل بعض الجداول و البيانات املتعلق بميزانية
جهة كلميم واد نون كنموذج ،و التي على ضوئها سنحاول تشخيص مدى صدقيتها التدبيرية.
إن دراسة واقع التدبير املالي لجهة كلميم واد نون ستساعدنا ال محالة على الوقوف عند مدى صدقية تدبير
امليزانيات الجهوية ،و التي تعد مؤشرا مهما إلبراز مدى قدرة مجالس الجهات ،و أصحاب سلطة القرار إلاداري و املالي
الجهوي على تدبير الشأن العام الجهوي و الترابي و ذلك من خالل تبيان املوارد املالية لهاته الجهة (الفقرة ألاولى ) ،مع
إبراز نفقاتها و سبل تدبيرها و أثرها الفعلي على التنمية الجهوية املنشودة (الفقرة الثانية) .
الفقرة ألاولى :و ضعية املوارد املالية لجهة كلميم واد نون برسم سنة . 2021
تعتبر ميزانية الجهة تلك الوثيقة املالية القانونية السنوية التي يقدر و يؤذن بموجبها للجهات مجموع مواردها و
نفقاتها ،فقد أحاط املشرع املغربي عملية إعدادها بمجموعة من املرتكزات التشريعية ،باعتبارها تلك الوثيقة املالية
التي ترسم السياسة العامة ملالية الجهة على املدى القريب و املتوسط و البعيد ،فهي تخضع في إعدادها و تنفيذها
ملجموعة من إلاجراءات املسطرية ،و التي يتعين على كل أصحاب سلطة القرار إلاداري و املالي الجهوي ،و الفاعلين فيه
احترامها و التقيد بها ،و ذلك عن طريق ترشيد الانفاق العام باعتماد معايير البرامج و ألاداء ،و منح ألاولوية للبرامج التي
لها انعكاسات ايجابية على املواطنين ضمانا ملصداقيتها ،و مشروعيتها ،و تفاديا لكل الهفوات و الاختالالت التدبيرية و
تعطيل تدخالتها التنموية املستقبلية ،مع ألاخذ بعين الاعتبار أن سياسة التدبير إلاداري و املالي الجهوي هي جزء من
منظومة التدبير إلاداري و املالي املركزي.
تت ععوفر جه ععة كلم ععيم واد ن ععون ملمارس ععة اختصاص ععاتها طبق ععا ملقتض ععيات الفص ععل الث ععاني م ععن الق ععانون التنظيم ععي املتعل ععق
بالجهععات رقععم 111.14ابتععداء مععن املععادة 186إلععى املععادة 191علععى مععوارد ماليععة ذاتيععة و مععوارد ماليععة ترصععدها لهععا الدولععة و
حص ععيلة م ععن الاقتراض ععات ،و الت ععي س ععنتناولها م ععن خ ععالل بع ععض املعطي ععات املالي ععة الرس ععمية الت ععي تحص ععلنا عليه ععا م ععن خ ععالل
املوقع الرسمي للجماعات الترابية ،على الشكل التالي :
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
الجدول رقم 11 :
املوارد املالية للتسيير برسم السنة املالية 2021
املوارد املالية املوارد التي نوع نطاق املوارد املالية حسب
التي لم يتم تم تحصيلها املدخول املالي مضامين القانون التنظيمي
تحصيلها للجهات رقم 111.14
0.00 111674445.22 حصة من منتوج الضريبة على
الشركات حصص ضرائب
الدولة املخصصة
0.00 102098692.58 حصة من منتوج الضريبة على
للجهة
الدخل
0.00 5161208.06 حصة من منتوج الرسم على عقود
التأمين
0.00 30617170.50 مدفوع الجزء الثاني من امليزانية املخصصات املالية من
امليزانية العامة للدولة
0.00 280800.00 الرسم املفروض على رخص الصيد
البري
1675856.02 743028.36 الرسم على الخدمات الجماعية حصيلة الضرائب و
0.00 424670.00 الرسم املفروض على استغالل املناجم الرسوم املأذون
للجهة
0.00 1838966.74 الرسم املفروض على الخدمات املقدمة
في تحصيلها
باملوانئ
121669.80 265173.60 حصة من منتوج الرسم املفروض على
استخراج مواد املقالع
0.00 4550990.16 منتوج فائدة ألاموال املودعة بالخزينة حصص ألارباح
0.00 222293601.71 إلامدادات املمنوحة من قبل الدولة إلامدادات املمنوحة من قبل
الدولة
0.00 0.00 منتوج بيع أثاث و أدوات و مواد استغني عنها حصيلة بيع املنقوالت و
العقارات
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
انطالقا من العطيات املالية السالفة الذكر ،يظهر لنا جليا جم املوارد املالية التي تستفيد منها الجهات ،و
الدور الذي تلعبه إلادارة املركزية في توفير املوارد املالية الضرورية لتدبير الشؤون العامة الجهوية و الترابية ككل ،
رغم إكراهات املالية العامة للدولة ،فإضافة إلى حصص الضرائب و املخصصات املالية من امليزانية العامة
للدولة و حصيلة الضرائب و الرسوم املأذون للجهة في تحصيلها ،كذلك حصص ألارباح من ألاموال املودعة من
الخزينة ،و إلامدادات املمنوحة من قبل الدولة ،و حصيلة بيع املنقوالت و العقارات ،و املداخيل و املوارد ألاخرى
املقررة في القوانين و ألانظمة الجاري بها العمل ،تستفيد الجهة من موارد مالية أخرى تتمثل في التالي :
الجدول رقم 12 :
املوارد املالية للتجهيز برسم السنة املالية 7771
من جهة أخرى ،تشكل القروض أحد املوارد املالية التي تغطي حاجيات الجهة ،خاصة فيما يتعلق بميزانيات
تجهيزها ،و التي حدد املشرع القواعد التي تخضع لها هذه الاقتراضات بموجب املرسوم رقم 2.17.294الصادر
بتاريخ 9يونيو ،2017حيث تعتبر هذه الاقتراضات مصدرا تمويليا استثنائيا ،يتطلب توافر شرط ألاهلية سواء
بالنسبة للجهة التي لها الرغبة في الاقتراض ،أو للمشاريع املراد تنفيذها بالجهة املعنية باالقتراض ،مع العلم أن
هذه الاقتراضات تخضع للفوائد كباقي القروض وفق مساطر و اجراءات معينة ،و هو ما لجأت إليه جهة كلميم
واد نون من خالل املعطيات املالية التالية :
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
الجدول رقم 13 :
املوارد املالية املتأتية من قروض التجهيز برسم السنة املالية 7771
املشروع القروض
صندوق التجهيز الجماعي 8000000.00 ربط الطريق بين اسا و
15سنة
عوينة لهنا
9000000.00 برنامج التطهير السائل
صندوق التجهيز الجماعي 16سنة
بإقليم اسا الزاك و
قروض
الجماعة الحضرية طانطان
التجهيز
8229299.00 برنامج التنمية الحضرية
صندوق التجهيز الجماعي 16سنة
بإقليم اسا الزاك و الجماعة
الحضرية طانطان
اتمام البرنامج الوطني الثاني 3629886.00
صندوق التجهيز الجماعي 16سنة
للطرق القروية
28859185.00 املجموع
1117396.99 فوائد الديون
املصدر :املكتبة الالكترونية للبوابة الوطنية للجماعات الترابية .
بناء على املعطيات املالية التي بين أيدينا ،نستنتج أن املوارد املالية للتسيير شكلت الصدارة بالنسبة للموارد
املالية املتعلقة بالتجهيز و املوارد املالية املتأتية من الاقتراضات ،و هو ما يعكس رغبة أصحاب القرار املالي الجهوي
و الفاعلين فيه بالجهة و خططهم التدبيرية على مستوى املوارد ،و هو ما يو حه الشكل التالي:
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
الشكل رقم 1 :
معدل املوارد املالية املرصودة لجهة واد نون برسم السنة املالية 2021
الموارد المالية للتسيير الموارد المالية للتجهيز الموارد المالية من قروض التجهيز
10%
25%
65%
املصدر :انجاز شخص ي بناء على معطيات البوابة الوطنية للجماعات الترابية .
نالحععظ مععن خععالل املعطيععات املاليععة السععابقة الععذكر أن جهععة كلمععيم واد نععون و بععاقي جهععات اململكععة تتععوفر علععى
ميزاني ععات س ععنوية مهم ععة لت ععدبير ش ععؤونها الترابي ععة ،و الت ععي منحه ععا املش ععرع املغرب ععي حري ععة التص ععرف طبق ععا املقتض ععيات
التشريعية املنظمة للشؤون العامة الجهوية إلادارية منها و املالية و املضعمونة بمبعدأي التفريعع و التعدبير الحعر ،و
نععوع مععن الاسععتقاللية فععي اتخععاذ قراراتهععا املاليععة ،و بالتععالي فهععي مطالبععة بضععرورة اسععتيعاب فلسععفة و مضععامين هععذه
املقتضععيات ،حتععى يتسع ى لهاتععه الجهععة و بععاقي جهععات اململكععة القيععام باملهععام املوكلععة إليهعا و تحقيععق خططهععا و أهععدافها
املسععطرة ،و اسععتغالل مواردهععا املاليععة بالشععكل ألامثععل ،و تطععوير أسععاليب تسععييرها و ترشععيد الانفععاق مععن خععالل انتهععاج
اسععتراتيجيات مبنيععة علععى دراسععات للواقععع الترابععي .هععذا مععا سنسععتنتج مععدى صععحته مععن عدمععه مععن خععالل واقععع التععدبير
املعالي لهاتععه الجهععات ،لن التعدبير املععالي الجهععوي يععرتبط فعي شععموليته بحسععن التصععرف فعي ألامععوال العموميععة الترابيععة ،و
العذي يظهعر معن خعالل الطعرق املتبععة فعي تعدبير و تنفيعذ ميزانيتهعا بشعقيها املعوارد و النفقعات و شعفافية و نزاهعة التعدبير
املالي و نجاعة تدخالتها التنموية .
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
الفقرة الثانية :تشخيص واقع التدبير املالي لجهة كلميم واد نون .
حدد القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم 000 04تحمالت الجهة في نفقات امليزانية و نفقات امليزانيات
امللحقة و نفقات الحسابات الخصوصية 330و باملقابل تشتمل نفقات الجهة على نفقات التسيير و نفقات
التجهيز 331و هي بالتالي مطالبة بتدبير نفقاتها و حسن التصرف فيها حسب مضامين املقتضيات التشريعية
املنظمة لتدبير ألاموال العمومية الجهوية .و هو ما سنحاول إماطة اللثام عنه من خالل تشخيص واقع التدبير
املالي لجهة كلميم واد نون و ضبط ثغراته من خالل املعطيات املالية التي تو حها الجداول و ألاشكال التالية :
الجدول رقم 14 :
تعويضات و مصاريف أعضاء املجلس الجهوي لجهة كلميم واد نون إلى غاية . 7771/17/31
نوع النفقة
الاعتمادات النهائية نوع املصاريف
2918000.00 تعويضات الرئيس و ذوي الحقوق من املستشارين نفقات
200000.00 مصاريف نقل الرئيس و املستشارين داخل اململكة رئيس
300000.00 مصاريف نقل الرئيس و املستشارين خارج اململكة مجلس
324900.00 مصاريف املهمة للرئيس و املستشارين خارج اململكة الجهة و
100000 مصاريف تأمين ألاعضاء أعضائه
1481921.95 مصاريف إلاقامة و إلاطعام والاستقبال
6376271.16 املجموع
املصدر :املكتبة الالكترونية للبوابة الوطنية للجماعات الترابية .
يبدو من خالل املعطيات و ألارقام التي بين أيدينا أن معدل التعويضات و النفقات املتعلقة برئيس جهة كلميم
وادنون و أعضاء مجلسها يشكل ما يعادل 55%من مجموع نفقات موظفي الجهة و أعوانها ،كما يفوق معدل نفقات
العقود املبرمة ،و الاعانات املالية ،و النفقات الطارئة ،و نفقات معدات التسيير و الصيانة ،و هو ما يؤكد التواطؤ
الحاصل على مستوى تدبير ميزانية الجهة و الاستغالل الغير املعقلن ملالية الجهة ،و قصور الرقابة إلادارية .و هو ما
نستنتجه من خالل املعطيات املتعلقة بنفقات جهة الداخلة وادي الذهب و باقي جهات الصحراء ،و إن لم نتطرق
لبعضها ،نضرا لضبابتيها ،و جب بعضها في تقارير املؤسسات الرسمية .
330
-المادة 611من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم 1666564
331
-المادة 611من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم 1666564
116
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
الشكل رقم2 :
معدل نفقات التسيير لجهة كلميم واد نون برسم السنة املالية 2021
100%
90%
80%
70%
60%
50%
40%
30%
20%
10%
0%
تعويضات الرئيس و أعضاء نفقات الموظفين و األعوان نفقات العقود المبرمة و االعانات نفقات معدات التسيير و الصيانة
مجلس الجهة المالية و النفقات الطارئة
املصدر :انجاز شخص ي بناء على معطيات البوابة الوطنية للجماعات الترابية .
نفس الش يء ،نستنتجه من خالل املعطيات املرتبطة بنفقات التجهيز ،و التي تحتل فيها النفقات املتعلقة
باتفاقيات الشراكة مرتبة الصدارة متبوعة بنفقات القروض املمنوحة من قبل صندوق التجهيز الجماعي ،تليها
نفقات ألاشغال ،ثم مساهمات انجاز املشاريع ،و في ألاخير النفقات املرتبطة باملشاريع املندمجة ،و هو ما يو حه
الشكل التالي :
الشكل رقم3 :
املصدر :انجاز شخص ي بناء على معطيات البوابة الوطنية للجماعات الترابية .
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
في نفس السياق ،عرف الدعم املالي املمنوح للجمعيات و التعاونيات مكانة مهمة في ميزانيات الجهات منذ تفعيل
الجهوية املتقدمة عام ، 2015و ذلك نظرا للدور ألاساس ي الذي تلعبه هذه الجمعيات في املساهمة إلى جانب
املؤسسات الرسمية للدولة في تحقيق التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية ،إال أن هذا الدعم و سبل
الاستفادة منه و كيفية توظيفه أصبح يطرح أكثر من سؤال بجهات الصحراء عند عامة املواطنين و املهتمين بالشأن
السياس ي و املالي لهذه الجهات ،خاصة و أن « الوتيرة السريعة لتطور نفقات الجهات ،مقارنة بنسب تطور املداخيل،
قد تؤثر مستقبال ،إن لم يتم التحكم في توازناتها املالية.»332
9633000.00 التعاونيات
- 332
التقرير السنوي للمجلس ألاعلى للحسابات -املحاور الرئيسية ،سنة ، 2021ص . 92
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
الشكل رقم 4 :
جمعية األعمال الجمعيات الخيرية الجمعيات الرياضية الجمعيات االجتماعية الجمعيات الثقافية التعاونيات
االجتماعية لموظفي و
أعوان الجهة
املصدر :انجاز شخص ي بناء على معطيات البوابة الوطنية للجماعات الترابية.
إن السياسات النقدية املتبعة في برمجة وإنفاق ميزانيات جهات الصحراء ،و التمييز و التهميش الحاصل للطاقات
البشرية املثقفة ،والاقصاء الاجتماعي ،و الصراع الطبقي ،و ظاهرة السلطة املحتكرة ،و سوء توزيع املوارد الطبيعية
،و ضعف اليات التمكين السياس ي ،و انعدام تكافؤ الفرص أمام جميع النخب املثقفة في تولي مناصب املسؤولية
جعل أغلب املواطنين و شباب املنطقة يفقدون الثقة في الدولة ،و يجعلهم في حيرة من إشكاليتي سيادة الدولة
و سيادة القانون «.مما خلق توازنات سياسية شوشت و ستشوش على مسار الحل السلمي لقضية الصحراء "حكم
ذاتي في ظل جهوية متقدمة" ،أي إطار مؤسس ي ضمن "دولة قانون" باملع ى الكوني للتركيبة السياسية ،كذلك لتحديد
مسؤولية الدولة عن قراراتها أعمال السيادة . »333فبما أن امليزانية تعتبر الوثيقة املالية القانونية التي يؤذن
بموجبها للجماعات الترابية باستخالص مواردها وأداء نفقاتها ،و تمثل كذلك إطارا مرجعيا للبرامج التنموية ،فقد
أحاط املشرع عملية إعدادها بمجموعة من الضمانات الدستورية و التشريعية ،جاءت على شكل إصالحات
جوهرية ،فامليزانية باعتبارها وثيقة مالية أساسية ،ترسم السياسة العامة ملالية الجماعة على املدى القريب و
املتوسط و البعيد ،فهي تخضع في إعدادها و تنفيذها و تعديلها ملجموعة من املبادئ و القواعد التي تدخل ضمن
333
-عبد الرحيم العماري ،ال PJDصار حارسا مأجورا للدولة العميقة ،مقال بجريدة هسبريس 20،أكتوبر ،2013على الرابط التالي http://www.hespress.com :تاريخ
الاطالع .19/04/2023
114
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
إلاجراءات املسطرية الشكلية و الجوهرية ،يتعين على الجماعات الترابية احترامها و التقيد بها ،ضمانا ملصداقيتها و
مشروعيتها ،ألامر الذي يحتم على هذه الجماعات التعامل مع عملية إعداد وثيقة امليزانية بكل دقة و موضوعية،
تفاديا لكل ما يمكن أن يؤثر على تصرفاتها املالية و تعطيل تدخالتها التنموية املستقبلية.
يعتبر مطلب العدالة الاجتماعية السبيل لحل كل القضايا الاجتماعية ،و الاقتصادية ،و القانونية ،و القضائية،
و السياسية ،و هو السبيل لنجاح التجربة الجهوية باملغرب ،خاصة أقاليم و جهات الصحراء ،حتى ال يبقى خيار
الجهوية املتقدمة مجرد مشروع نضري ،و يزيد من جم إلاشكاالت العالقة للدولة املركزية بدل حلها .
لقد أبان تقرير املجلس الاقتصادي و الاجتماعي و البيئي لسنة 8002عن الوضعية الاقتصادية و الاجتماعية و
البيئية باململكة ،و املرفوع إلى رئيس الدولة امللك محمد السادل ،من طرف رئيس املجلس نزار بركة ،عن رزمة من
ألارقام املخيفة في عدة ميادين واملرتبطة بالصحة و التعليم و الشغل على وجه الخصوص ،حيث عكست هذه
ألارقام الوضع املزري للبالد في فترة الخمس سنوات ألاخيرة لحكومة العدالة و التنمية الش يء الذي انعكس بشكل
سليي على عجلة التنمية ،و جرت على البالد ويالت و أرقام مخيفة خصنا بها تقرير املجلس الاقتصادي و الاجتماعي و
البيئي السالف الذكر و الذي قام بإنجاز تحليل لوضعية امليادين املرتبطة باملستويات الاقتصادية و الاجتماعية و
البيئية و التنمية الجهوية ،و كذا وضع توصيات تهم كيفية التطوير و الرقي بامليادين املذكورة في إطار مقاربة
تشاركية تساهم في تنمية مستدامة ترقى ببالدنا و تطورها و تساهم في تحديثها فهل يا ترى استطاع التقرير الذي
أصدره املجلس الاقتصادي و الاجتماعي و البيئي إيصال صوت الحقيقة املرة ؟ و ماهي تبعاته الاجرائية ؟
فإذا عدنا مللخص تقرير النموذج التنموي لألقاليم الجنوبية لكتوبر 8003نجده يشير بأن ألاقاليم الجنوبية
تمثل 28باملائة من التراب الوط ي من حيث املساحة ،و يقيم بها 0 082 206من السكان ،أي ما نسبته 3 8باملائة من
ساكنة اململكة ونسبة السكان الحضريين مرتفعة في هذه ألاقاليم قياسا إلى نظيراتها في باقي أرجاء اململكة 84باملائة
مقابل 60باملائة و تعد هذه ألاقاليم من بين أكثر املناطق جفافا و أقلها سكانا على املستوى العالمي ،كما يعد
الساحل الصحراوي الذي يبلغ طوله حوالي 0400كيلومتر من أغ ى ألاحواض السمكية في العالم .كما يشير نفس
التقرير في الفقرة الثالثة والرابعة من الصفحة 6إلى أن فرص الشغل بقيت غير كافية و مستوى البطالة املرتفع 02
باملائة ،مقابل 8باملائة وطنيا و خصوصا بين صفوف الشباب 82باملائة ،و حاملي الشهادات العليا 40باملائة ،و
النساء 32باملائة ،يمثل أحد أهم التحديات الاقتصادية و الاجتماعية التي يتعين رفعها أما النساء فتعترضهن
صعوبات متزايدة تعوق ولوجهن إلى الشغل و يضاف إلى صعوبات الاندماج املنهي مشاعر الحرمان ،و إلاحسال
بالحيف ،و التعبير عن الضرورة امللحة لالستجابة الفورية لالنتظارات ،و كثيرا ما يكون ذلك في ارتباط مع ضعف
115
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
منظورية سياسات املساعدة الاجتماعية هذا ما أكده تقرير أو كتاب ( WAR AND INSURGENCY IN THE
)WESTERN SAHARAالصادر عن معهد الدراسات الاستراتيجية ،334التابع للجيش ألامريكي ماي « ،2013أن
الحكومات املغربية حققت في املجال الاقتصادي استثمارات معتبرة ال يمكن إنكارها في إقليم الصحراء و بالرغم من
خمة من املال على تكاليف ألامن و البنية التحتية العسكرية ،إال أنها جنت بعض املكاسب أنها أنفقت مبالغ
الاقتصادية فعلى سبيل املثال ،صيد ألاسماك هو من بين موارد الصحراء الطبيعية ألاكثر درا لألرباح ،كما يتضح من
مصانع تعليب السردين في العيون التي توظف أكثر من ألف شخص ،و املياه الواقعة قبالة سواحل الصحراء تولد أكثر
من % 60من أنشطة و إيرادات الصيد في املغرب ،كما تولد أكثر من 20ألف منصب عمل و مع ذلك يشتكي العديد
من الصحراويين من أنهم لم يستفيدوا الكثير من هذه الاستثمارات التي يقولون إن املستفيد ألاول منها هم املغاربة
الوافدون من مدن الشمال و الذين لهم وساطات سياسية، ..أما نسبة البطالة فتبلغ رسميا % 82في املنطقة ،و لكن
في الواقع يمكن أن تكون ضعف ذلك» 335
ال يجادل أحد في «أهمية جم امليزانيات املرصودة للسكن و املساعدات فقد تم انجاز ما يفوق 44.000سكن ،
أغلبها في العيون ( 6777سكنا و 28500قطعة أرضية ) من قبل الدولة منذ ،1976كما أن عدد املستفيدين من
مساعدات الانعاش الوط ي يقدر بنحو 34000في هذه الجهات بميزانيات قدرها 589مليون درهم .فقد تطرق املجلس
أن طريقة الاقتصادي و الاجتماعي و البيئي بناء على تقرير قدمته لجنة التحقيق البرملانية حول أحداث كديم إزيك
توزيع املساعدات الاجتماعية كانت سببا رئيسيا ملا سماه شعورا بالظلم و التهميش لدى قسم كبير من ساكنة
الاقاليم الجنوبية ،كما أن ميزانيات املجالس املنتخبة ،و برامج الانعاش الوط ي ،و السكن الاجتماعي ،و املبادرة
الوطنية للتنمية البشرية ،و برامج دعم املواد الغذائية و املحروقات و إنعاش الاستثمار ،تظل كلها رهينة باملصالح
الفئوية للنخبة السياسية املهيمنة ،و هو ما جعل املؤسسات املحلية و إلادارية و املنتخبة تعجز عن ضبط غضب
السكان و توجيهه و جهة متحكما فيها .و قد رأى أحد املراقبين الجمعويين في ذلك دليال على إفالل املؤسسات
العمومية في الصحراء ،فيبدو أن هناك نخبة محلية ،توصف بأنها جاءت عبر انتخابات غير شفافة ،تتحكم حسب
- 334معهد الدراسات الاستراتيجية هو جزء من كلية الحرب التابعة للجيش ألامريكي ،وهو وكالة للدراسات من املستوى الاستراتيجي بالنسبة
للموضوعات املتعلقة باألمن القومي و الاستراتيجية العسكرية ،مع التركيز على التحليل الجيوستراتيجي ،كما أن الدراسات التي يصدرها
املعهد و التي يعدها محللون مدنيون و عسكريون ،تـتـمحور حول موضوعات ذات أهمية استراتيجية للجيش ووزارة الدفاع وألامن القومي
في الواليات املتحدة ألامريكية.
335
تاريخ الاطالع - WAR AND INSURGENCY IN THE WESTERN SAHARA.P42-43 https://www.files.ethz.ch/isn/164495/pub1152.pdf 11/02/2023
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
املراقبين الدوليين في كل املوارد التمويلية للدولة» ،336كما أن « املسألة الاجتماعية هي في حقيقتها سياسية ،بحكم أنها
نتيجة للميز و نهب الثروات الجاريين في املنطقة». 337
فبالعودة لتقرير النموذج التنموي لألقاليم الجنوبية لكتوبر 8003نجده يؤكد في الفقرة الخامسة على أنه من
الضروري ،إلطالق دينامية تنموية إيجابية في ألاقاليم الجنوبية ،إقرار حكامة مجددة تكون قادرة على العمل بفعالية
على معالجة ألاسباب الكامنة وراء انتظارية الفاعلين الخواص و تطلعات املواطنين من السياسات العمومية و بغض
النظر عن املعطيات التقنية أو املالية الصرفة ،فإنه من الضروري إرساء ممارسة السلطة و تفويضها على أسال
احترام قاعدة القانون ،و تقديم املعلومة و املحاسبة ،و احترام الحقوق إلانسانية ألاساسية ،و الشفافية في آليات منح
الرخص و حقوق استغالل املوارد الطبيعية إن هذا التوجه ال مندوحة عنه لالستجابة لالنتظار ات شريحة واسعة من
املواطنين في املنطقة و الرامية إلى ضرورة إعمال مبدأ املساواة و التكافؤ في الفرص" .و في ألاخير اقترح نفس التقرير
إجراء عدد من التحوالت الهامة املعتمدة على عناصر التشخيص الذي أنجزه املجلس في تقريره املرحلي الصادر في مار
ل 8003و املتمثلة في ما يلي:
« استعادة الثقة عبر تشجيع مشاركة السكان و ضمان سمو القانون؛
القطع مع سياسة الريع ،عبر تحرير املبادرة الخاصة؛
نظام تحويالت نقدية مشروطة يستهدف الساكنة الهشة؛
تدبير املوارد الطبيعية و توزيعها باعتماد مبدأي الاستدامة و إلانصاف لفائدة الساكنة؛
تعويض السياسات الاجتماعية الحالية باستراتيجية مندمجة للتنمية البشرية؛
الاعتراف بالثقافة كحق و رافعة للتنمية؛
القطع مع استراتيجية املدى القصير و اعتماد مبادئ و ضوابط الاستدامة؛
فك العزلة عن ألاقاليم الجنوبية؛
338
كسب رهان الجهوية املتقدمة»
فاليوم ،و بعد مرور عشر سنوات عن صدور تقرير النموذج التنموي الجهوي لألقاليم الجنوبية ،و ما يقرب عن
ثماني سنوات من سن املقتضيات النظرية للجهوية املتقدمة املتمثلة في القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم
- 336
التقرير املرحلي للمجلس الاقتصادي و الاجتماعي و البيئي ،النموذج التنموي الجهوي لألقاليم الجنوبية ،تقييم فعلية الحقوق الانسانية ألاساسية في ألاقاليم الجنوبية
،سنة ، 2013ص . 114
- 337
نفس املرجع ،ص . 114
- 338
ملخص النموذج التنموي الجديد لألقاليم الجنوبية ،أكتوبر -سنة ،2013ص 8 -14
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
،111.14و ميثاق الالتمركز إلاداري ،و العديد من املراسيم التطبيقية التي تنظم املسارات التدبيرية للجهات ،يستنتج
املتتبع ملسار تدبير الشأن العام الجهوي أو املحلي لجهات و مدن الصحراء ،و يوقن ال محالة أن مضامين و توصيات
النموذج التنموي لألقاليم الصحراوية لعام 2013و التقارير التي تليه حتى تلك املرتبطة باملراقبة و الرقابة املالية ،و
الذي أعطى الانطالقة الفعلية لتطبيقها رئيس الدولة امللك محمد السادل ،بمناسبة الذكرى ألاربعين للمسيرة
الخضراء يوم 6نونبر ،8002بقيت مجرد حبر على ورق فال ثقة للساكنة تم استعادتها في ظل الفساد املستشري و
البيروقراطية بمفهومها القدحي ل ماكس فيبر ،و ال هناك ضمان لسمو القانون من خالل صمت صوت العدالة
صمت القبر في قول كلمة الفصل في ملفات الفساد املالي و إلاداري منذ حرب الصحراء ،بسبب « قضاء يعاني من
ضعف الثقة إضافة إلى ثقل البيروقراطية و تعثر سبل الانتصاف» ،339و ال هناك قطع مع سياسة الريع ،ما دامت
الامتيازات تستفيد منها بعض الوجوه ،و «الذين يشكلون جيوب مقاومة تعيق التغيير و تهدد التماسك الاجتماعي ،على
اعتبار أن املواطنين أصبحوا أكثر وعيا و أقل قبوال ملظاهر الحيف و الامتيازات و الفوارق ،و هو ما يفسر تنامي وتيرة
الاحتجاج ذات املطالب الاجتماعية » ،340الش يء الذي يجعل «العديد من الاصالحات املعلن عنها من أعلى مستوى في
341
.فكيف سيكسب املغرب في هذه الظروف الدولة … تعاني من بطئ في التنزيل و تعترضها عدة مقومات للتغيير»
رهان الجهوية املتقدمة ؟ خاصة و إن كانت جهات الصحراء ذات طبيعة سياسية تهدف إلى حكم ذاتي
إن وضعية استخدام ألاموال العمومية بجهات الصحراء تو ح مشكال آخر أكثر شمولية من شأنه أن يفاقم
عواقب قلة محاوالت املغرب لكسب القلوب و العقول في الصحراء ،ما دامت املكافأة على أسال الوساطة التي
يحظى بها الشخص و والءه السياس ي فقط .فاملحسوبية ،و ضبابية الرقابة املالية و إلادارية ،و سوء إلادارة التي ال
تشجع كثيرا روح املبادرة أو إلايمان الحقيقي ب شرعية الدولة قد أكدت مدى تعفن حالة النهب و السطو الذي
تعرض و يتعرض له املال العام ،كذلك تقرير الهيئة الدستورية املجلس الاقتصادي و الاجتماعي ،و البيئي ،الذي
نعت جهات محددة باالستفادة من الريع في الصحراء ،دون أن يكون لذلك أثر اقتصادي و اجتماعي ،و وصف جهات
الصحراء من قبل أحد أعضاء بعض املجالس الجهوية بالبقرة الحلوب لبعض املعنيين بتدبير امليزانيات الجهوية و
املحلية ،عن طريق تبذير املال العام و الاستيالء عليه و شرعنته بالتحايل على القانون ،و هو ما يمكن استنتاجه من
خالل معطيات و أرقام امليزانيات الجهوية املصادق عليها من طرف السلطة إلادارية صاحبة قرار التأشير املالي ،و التي
يرى فيها العارف ،و امللم بالتدبير املالي أنها ال تراعي في مضمونها مبدأ صدقية امليزانية .
- 339
اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي الجديد ،تحرير الطاقات و استعادة الثقة لتسريع وثيرة التقدم و تحقيق الرفاه للجميع ،أبريل -سنة ،2021ص . 7
- 340
مساهمة املجلس الاقتصادي والاجتماعي و البيئي ،النموذج التنموي الجديد للمغرب ،سنة ، 2019ص . 55
- 341
تحرير الطاقات و استعادة الثقة لتسريع وثيرة التقدم و تحقيق الرفاه للجميع ،مرجع سابق ،ص . 7
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
من املسلمات التي عليها إلاجماع بين مختلف الفاعلين ،هو محدودية النموذج التنموي الحالي لجهات الصحراء
من زاوية آثاره ،و الذي تقره العديد من التقارير الوطنية من قبيل تقرير الخمسينية ،و تقارير املجلس الاقتصادي و
الاجتماعي و البيئي ،و املندوبية السامية للتخطيط و غيرها ،و هو ما يتطلب إعادة النظر في بلورة نموذج تنموي
يتأسس على العدالة الاجتماعية و الولوج إلى الحقوق الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية والبيئية ،و املساواة و
الشفافية و ربط املسؤولية باملحاسبة و سيادة القانون ،الش يء الذي يقتض ي إعادة تحليل و فحص و تقييم و تحيين
جل التوصيات التي جاءت بها كل تقارير املؤسسات ،و الهيئات الدستورية الوطنية منها و الدولية .في املقابل ،البد أن
نشير على أنه البد من التدخل إليجاد و صياغة سبل تضمن حكامة و شفافية سلطة املراقبة إلادارية لوالة الجهات و
التمهيد لطريق التأثير في كيفيات تنفيذ اختيارات الجهة ،و كذا تفعيل دور املفتشية العامة لإلدارة الترابية و نشر
تقاريرها للرأي العام ،و مراجعة الصياغة املعتمدة ملبدأ التدبير الحر التي جاء به القانون التنظيمي للجهات ، 000 04
و نص عليه دستور 8000في املادة ،036و الذي يقصد به حرية الجهة في التداول و التقرير في إطار الاختصاصات
املمنوحة لها قانونا ،كما يجب أن يضع أصحاب القرار نصب أعينهم أن كرامة املواطن في جميع القرارات هي
أسال نجاح أي إصالح كيف ما كان ،كما نص على ذلك خطاب رئيس الدولة بمناسبة عيد العرش في 30يوليو 2012
،و الذي جاء فيه " لذا جعلنا من صيانة املواطن الهدف من كل إلاصالحات السياسية و الاجتماعية ،و املبادرات
التنموية .فإقامة املؤسسات على أهميتها ليست غاية في حد ذاتها كما أن النمو الاقتصادي لن يكون له أي مع ى ،إذا لم
يؤثر في تحسين ظروف عيش املواطنين ،342كما نشير أن حماية املال العام تعد رهانا أساسيا في سياق الحديث عن
إلاصالحات السياسية و في ظل تنصيب حكومة ديمقراطية منتخبة باملغرب فبدون تفعيل الرقابة القضائية و
إلادارية على املالية الترابية بجهات الصحراء و تعزيز دورها و توسيع مهامها ،و تدبير السلطة و الثروة ،و البدئ
بمحاسبة كل املعنيين بقضايا الفساد املالي الترابي من منتخبين و أعيان و فاعلين ،على أن تشمل التحقيقات
املسؤولين إلاداريين الذين راكموا الثروات خالل فترة تحملهم املسؤولية بما يضمن الحريات و الحقوق و املساءلة.
كشكل من أشكال املصالحة مع مؤسسة املواطن ،و تطوير عالقة الحاكم باملجتمع و استعادة الثقة في املؤسسات
املحلية و الجهوية و املركزية .فإذا كانت الدول املتقدمة نهجت خيار الجهوية باختالف توجهاتها ،فذلك راجع إلى أنها
أدركت أن تحقيق نهضتها التنموية و عدالتها الاجتماعية و استقرارها السياس ي رهين بنظام جهوي عادل يسعى
لرفاهية شعوبها و املحافظة على مكانتها الدولية ،و بذلك يكون التدبير املالي السليم لجهات الصحراء السبيل
لتحقيق ذلك
- 342
تقرير املجلس الاقتصادي الاجتماعي و البيئي ،حول متطلبات الجهوية وتحديات اندماج السياسات القطاعية ،مارل ، 2016ص . 3
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
املطلب الثاني :آفاق التدبير املالي الجهوي .
إن النموذج املغربي و دينامية مساره الاصالحي الجهوي ،مع أنه لم يرتق على غرار التجارب الجهوية الدولية ،فان
قدرته على الحد من إكراهات التدبير املالي الجهوي تتطلب منه التأسيس ملزيد من التوازنات املالية بين الدولة و
الجهات عبر دعم إلامكانيات املالية و عدالة التوزيع و إلانفاق )الفقرة ألاولى( ،مع منح الجهات قدر معقول من
الاستقاللية املالية ) الفقرة الثانية ( ،و تدعيم حكامة التدبير املالي الجهوي ( الفقرة الثالثة ) .
الفقرة ألاولى :الرفع من املردودية التمويلية الجبائية على املستوى الجهوي و العدالة في التوزيع و إلانفاق.
إن وضعية التبعية املالية للجهات ستجعلها رهينة باإلمدادات املالية للدولة ،و عاطلة عن أدائها لدوارها
التنموية التي هي سبب وجودها ،فإذا كان القانون املتعلق بالجبايات املحلية رقم 48 06جاء بتوجهات إصالحية
الهدف منها هو تبسيط و مواكبة و مالئمة إلاجراءات الجبائية على املستوى الجهوي و املحلي ،إال أنه ال يزال غير
كاف لسد كل النواقص التي يمكن أن تشكل عائقا على مستوى الرفع من القدرة التمويلية ملجالس الجهات ،و
بالتالي تحقيقها للتنمية الجهوية املنشودة
فمن املالحظ ،هو قصور املنظومة القانونية الجبائية في التدخل من أجل تضريب بعض القطاعات املهمة و
التي يمكن أن تساهم في الرفع من رصيد املوارد الذاتية الجهوية ،ما » يثبت بوضوح أوجه الحيف الاجتماعي في
التعامل مع فرض الجباية ،حيث تستفيد طبقات معينة في املجتمع من إلاعفاءات و الامتيازات املختلفة التي
تمنحها القوانين و هذا التمييز في التعامل مع الفرض الجبائي من شأنه أن يعمق الالمساواة الضريبية ،خاصة
عندما يعجز املشرع عن إخضاع جميع أفراد املجتمع للقانون بالتساوي كمبدأ دستوري واجب التحقيق. «343
فمن من أجل إصالح النظام الجبائي الجهوي ،فاملشرع مطالب بتوسيع الوعاء الجبائي الجهوي ،بإعادة النظر
مقتضيات املادة 4من القانون رقم 47.06املعدل لعام 2020و التي تحدد نطاق و أسعار الرسوم املستحقة
لفائدة الجهة ،مع منحها حق الاستفادة من إتاوات الصيد البحري و ألاتاوى املفروضة على الامتياز الستغالل
ألاماكن املخصصة للصيد داخل ألامالك العامة البحرية ،و مساهمات الصيد البحري ،و الرسم على استغالل
املناجم ،و الرسم على الخدمات املقدمة في املوانئ و املبالغ املحصل عليها عن طريق املصالحات املبرمة قبل صدور
الحكم في الجنح املتعلقة بالصيد البحري ،و التي تشكل موارد مهمة على مستوى املوارد املالية للدولة ،و هو ما
تو حه معطيات قانون املالية لعام 8002حسب الجدول التالي :
343
-رضوان العنبي''،جبايات الجهة بين اكراهات الواقع ورهان الجهوية المتقدمة'' ،المركز المغربي للبحث و الدراسات الترابية ،سلسلة الندوات حول
التمويل الترابي المغربي ، ،مكنبة المعرفة – مراكش مطبعة النجاح الجديدة -العدد األول ،سنة ، 4710ص .116
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
الجدول رقم 16 :
موارد وزارة الفالحة والصيد البحري و التنمية القروية واملياه و الغابات( قطاع الصيد البحري) حسب قانون املالية لعام
.344
7712
4 600 000 ألاتاوى املفروضة على إلامتياز الستغالل ألاماكن املخصصة للصيد
داخل ألامالك العامة البحرية
إن ألاموال التي تجنيها خزينة الدولة من قطاع الصيد البحري كفيلة بجعل املشرع يجد مخرجا للرفع من
التمويل الجهوي و لو على مستوى الرسوم الجبائية بالرفع من أسعارها و التي لن تشكل عائقا على مستوى
التشدد الضرييي خاصة بالنسبة للمقاوالت الكبرى للصيد البحري ،و التي يضم املغرب عدد كبيرا منها ،و التي
تج ي بدورها أرباحا طائلة من هذا القطاع مقابل عدة امتيازات كما ال ننس ى الرسوم التي تدخل في نطاق موارد
مديرية املوانئ و امللك العمومي البحري
نفس ألامر بالنسبة للرسم على استغالل املناجم و الذي يعرف بدوره موارد مالية البأل بها ،إضافة إلى موارد و
رسوم أخرى تدخل في نطاق املوارد املالية لوزارة الطاقة و املعادن و التي يو ح لنا الجدول أدناه موارد هذا
الرسم حسب معطيات قانون املالية لعام . 8002
344
-ظهير شريف رقم 1.17.110صادر في 6ربيع االخر 25 ( 1439ديسمبر 2017بتنفيذ قانون المالية رقم 68.17للسنة المالية ، 2018مرجع
سابق.
116
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
الجدول رقم 17 :
345
الرسم املفروض على رخص التنقيب عن املناجم ورخص الاستغالل ورسم نقل ملكية الرخص حسب قانون املالية لعام 2018
إن الغاية من الرفع من أسعار هذه الرسوم و خلق رسوم مماثلة ،هو توسيع مجال تطبيق الضرائب املحلية و
346
و بالتالي الرفع من القدرة التمويلية للجهات نظرا لندرة املوارد املالية الرسوم شبه الضريبية لصالح الجهات
مقابل جم الاختصاصات املوكولة إليها ،كما أن الرفع من أسعار هذه الرسوم سيساهم و لو بشكل يسير في حل
أزمة الاستقالل املالي للجهات ،و لو على مستوى الاستقالل املالي الجبائي كما أن املشرع ملزم برصد موارد مالية
قارة و كافية للجهات من أجل تمكينها من ممارسة الاختصاصات الذاتية املخولة لها تطبيقا لحكام الفقرة ألاولى
من املادة 040من الدستور ،عكس التدرج الذي يعمل به لرصد املوارد املالية املخصصة للجهات بموجب أحكام
املادة 022من القانون التنظيمي للجهات ،علما أنه جعل من التدرج مبدأ لنقل الاختصاصات طبقا ملقتضيات
املادة 20من نفس القانون التنظيمي كما يجب خالل إصالح النظام الجبائي الترابي ،عدم اعتبار الجبايات مجرد
آلية لتحصيل املوارد املالية الكفيلة بتغطية التكاليف العمومية ،بل يجب اعتبار آلالية الجبائية أداة للسياسة
347
الاقتصادية لها دورها البالغ ألاهمية في تعزيز مسلسل الالمركزية
فمن املبادئ الرئيسية املوجهة إلصالح النظام الجبائي املحلي ،نجد استهداف التبسيط و الانسجام و التركيز
على النجاعة و العدالة و الشفافية ،حيث يجب أن يكون هذا النظام وا ح الرؤية حتى يسهل تقبله و التفاعل
معه على نحو إيجابي من طرف امللزمين ،كما يجب أن يشمل إلاصالح ،باإلضافة إلى مراجعة و تحسين املنظومة
القانونية ،و إصالح ألاجهزة و املساطر إلادارية و أنماط القيادة و التوجيه ،و كذا املوارد املخصصة إلدارة الجبايات
345
-ظهير شريف رقم 1.17.110صادر في 6ربيع االخر 25 ( 1439ديسمبر 2017بتنفيذ قانون المالية رقم 68.17للسنة المالية ، 2018مرجع
سابق.
346
-اللجنة اإلستشارية للجهوية ،الكتاب الثاني ،سنة ، 2011ص.104
347
-المجلس األعلى للحسابات ،تقرير حول الجبايات المحلية ،مرجع سابق ،ص .140
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
348
و هو ما جاء في توصيات تقرير املجلس ألاعلى للحسابات لعام 8002املتعلق بالجبايات املحلية في املحلية
سياق الجهوية املتقدمة ،حيث يوص ي املجلس ب :
بلورة منظور موحد للجبايات املحلية تتيح تنمية املوارد الجبائية الالزمة للجماعات الترابية؛
تبسيط و تحقيق الانسجام و التركيز أكثر على النجاعة و العدالة و الشفافية الجبائية التي من شأنها
تسهيل انخراط امللزمين و تقوية تقبلهم للجبابات املحلية؛
ضرورة اعتماد منهجية تقوم على تدوين موحد للتشريع الجبائي ،يضم في نفس الوقت تشريعا خاصا
بالدولة و آخر بالجماعات الترابية؛
مراجعة بعض املساطر الجبائية قصد جعلها أكثر مرونة و بساطة و انسجام؛
إبالء ألاولوية لنشر دورية تطبيقية للجبايات املحلية؛
الالتزام بإعداد تقارير سنوية حول الجبايات املحلية تتضمن على الخصوص إلاصالحات الجارية أو املرتقبة ،و
كذا إنجازات السنة املالية املعنية فيما يتعلق بالرسوم املحلية املدبرة من طرف الدولة ،و املدبرة من طرف
الجماعات الترابية و املوارد املحولة إليها ؛
إحداث لجنة مالية للجماعات الترابية تكون ذات بعد أفقي.349
من جهة أخرى ،نجد أن مسألة توزيع املوارد املالية على املستوى الجهوي » الزالت تطرح نفسها في الوقت
الراهن من خالل املعايير التي تقوم بناء عليها السلطات املركزية على توزيع هاته ألاموال على الجهات ،و هو ما
يطرح التساؤل التالي :إلى أي حد يسمح نظام التوزيع بإدخال تعديل جديد ؟ و ماهو معيار التوزيع الذي سيكون
ألاكثر مالئمة؟ و ماهي طرق و شروط ألاهلية الواجب اعتمادها؟. «350
من زاوية أخرى ،تنص املادة 139من دستور 2011على أن الجهات تضع آليات تشاركية للحوار و التشاور ،و
ذلك لتيسير مساهمة املواطنات و املواطنين و الجمعيات في إعداد برامج التنمية و تتبعها
إن الجهات مطالبة اليوم طبقا للمقتضيات الدستورية بعقلنة نفقاتها عن طريق تطبيق امليزانية التشاركية
فإشراك املواطنات و املواطنين في تحديد نفقات هذه الجهات يسمح لهذه ألاخيرة باالستفادة من خبرتهم بصفتهم
348
-نفس المرجع السابق ،ص .146
349
-نفس المرجع ،ص .170
350
-اللجنة اإلستشارية للجهوية ،تقرير حول الجهوية المتقدمة ،الكتاب الثاني ،التقطيع الجهوي ،مرجع سابق ،ص .104
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
مرتفقين للمرافق الجهوية ،و بالتالي إلانفاق بشكل أفضل كما يمكن أيضا أن يضع قراراتها املشتركة تدعم
شفافية ميزانيتها و شفافية ماليتها الجهوية
ففي بعض تطبيقات امليزانية التشاركية ،يمكن القرار املشترك من الرفع من حس املسؤولية لدى املواطنات و
املواطنين ،يصل إلى حد الرفع من نسبة استخالص الضرائب املحلية .فعلى سبيل املثال ،في كامبينال و ريسيفي
ب ) البرازيل( ،و في كوينكا ب )إلاكوادور( ،تحسن تحصيل الضرائب بشكل ملمول خالل بضع سنوات فقط ،
بينما في بورتو اليغري ب ) البرازيل( ،انخفض مستوى متأخرات الضريبة العقارية من 20 %إلى 15 %و كانت
النتيجة املنطقية أنه في أقل من 10سنوات ،انتقلت الضريبة العقارية من 6 %الى 12 %من املداخيل العادية
الجماعة.351
فامليزانية التشاركية ال تمس مجموع امليزانية ،فهي تتعلق فقط بنسبة من ميزانية التجهيز أو ميزانية الاستثمار،
352
حيث يختار مجلس الجماعة إخضاع نسبة منها ملسلسل القرار املشترك
إن اعتماد املقاربة التشاركية في اتخاذ القرارات املالية الجهوية » سيسمح ال محالة في ترتيب أولويات هذه
الجهات ،حيث يتم توجيه املوارد املالية العامة الجهوية نحو الاحتياجات الحقيقية بدل إنفاقها في حاجات تعتبر
ثانوية بالنسبة للمواطنين ،و عدم الاتكال على املوارد املرصودة من قبل الدولة ،و التخفيض من حدة التشدد
الضرييي على املواطنين . « 353فاملوارد املالية املرصودة للجهات تحتاج إذن إصالحا جذريا على مستوى التوزيع و
إلانفاق و هو ما أكدت عليه اللجنة الاستشارية للجهوية و املجلس الاقتصادي و الاجتماعي و البيئي و كذا امللتقى
البرملاني للجهات لعام 8008في مجموعة من التوصيات أهمها ما يلي:
» استخدام التحويالت املبنية على النتائج ،حيث يبقى الحصول على التمويالت و جمها رهينا بالنتائج التي
تحققها الجهات. « 354
» تحديد سبل مبتكرة و ِ
منصفة و متناسبة مع حاجيات الجهات في مجال التمويل ٬لتوزيع املوارد املالية و
الضريبية ٬بما في ذلك موارد صندوق التأهيل الاجتماعي و صندوق التضامن بين الجهات ٬مع اعتماد معايير و
-351المديرية العامة للجماعات المحلية ''،الحكامة التشاركية المحلية :القرار المشترك نموذج آلية الميزانية التشاركية'' ،يوليوز -سنة
،1161ص 1 61 - 66
352
-نفس المرجع ،ص.44
353
-رضوان العنبي''،جبايات الجهة بين إكراهات الواقع و رهان الجهوية المتقدمة'' ،التمويل الترابي في ضوء القوانين التنظيمية للجماعات الترابية ،
المركز المغربي للبحث و الدراسات الترابية ،سلسلة الندوات حول التمويل الترابي ،مكتبة المعرفة -مراكش ،العدد األول ،ص .110
354
-نفس المرجع السابق ،ص.100
114
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
مؤشرات يراعى فيها أساسا مستوى التنمية البشرية و التجهيزات العمومية و البنيات التحتية و املعدل العام
للنشاط في الجهة ؛
املراقبة الصارمة لتطور نفقات التسيير ٬و خاصة تلك املتعلقة باملوظفين ٬عن طريق تحديد سقف أعلى لهذه
النفقات ٬و إجراء عمليات افتحاص مالية لتتبع هذا السقف املحدد ٬و اقتراح تدابير مناسبة لإلبقاء على
النفقات ضمن الحدود املقررة مسبقا. « 355
» ضرورة وضع آليات للتتبع عن طريق وضع نظام جهوي للمعلومات إلاحصائية و تتبع املالية الترابية. «356
» العمل على تحديد اختصاصات الجهات بشكل يمكنها من معرفة املشاريع و القضايا املسؤولة قانونا عن
تمويلها. «357
» استعجالية بلورة نموذج تنموي يعتمد على آليات منصفة و سياسات عمومية للحد من الفوارق و محاربة
الفقر و الهشاشة و التوزيع العادل للثروات ؛
الاستهداف العقالني للفئات ألاكثر فقرا و في و ضعية هشاشة ،و ضررا و إرساء آليات منصفة لتوزيع الثروة
الوطنية املنتجة ؛
التعجيل ببناء نماذج تنموية جهوية و ترابية تمكن من القضاء على الفجوات املجالية بين املناطق و الجهات ،من
خالل تفعيل جميع آليات التضامن بين الجهات ،و إعادة صياغة عالقة جديدة و أجرأة أكثر و اقعية لصندوقي
التضامن و التأهيل الاجتماعي. «358
إذ كان للعنصر املالي مكانة هامة في كل السياسات العمومية الجهوية و أداة تمول و تنفد بها السياسات و
املشاريع التنموية بالجهات ،و تترجم به املجالس الجهوية املنتخبة برامجها السياسية على الواقع امللمول ،
فاملوارد الذاتية سواء الجبائية و غير الجبائية لتمويل ميزانية الجهات ) أوال ( ،مقابل الحد من الرقابة القبلية
املمارسة عليها ) ثانيا ( يعتبران جرا الزاوية ملنح الجهات حد معقول من الاستقاللية
355
-المجلس اإلقتصادي و اإلجتماعي و البيئي ،تقرير حول متطلبات الجهوية وتحديات اندماج السياسات القطاعية ،مرجع سابق ،ص.170
356
-المجلس االقتصادي و اإلجتماعي و البيئي '' ،التوزيع المجالي لالستثمار العمومي في أفق الجهوية المتقدمة ،و دور المراكز الجهوية لالستثمار في
إعداد و بلورة المخططات التنموية على الصعيد الجهوي وتعزيز االستثمار و تحسين مناخ األعمال على صعيد الجهة'' ،مرجع سابق ،ص . 41
357
-خالصات و توصيات الملتقى البرلماني للجهات ،مرجع سابق1
358
-المنتدى البرلماني الدولي الثالث للعدالة االجتماعية ،مرجع سابق ،ص 11 -1 -1-1
115
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
أوال :دعم املوارد املالية الجهوية .
يتضح لنا أن الاستقالل املالي الجهوي رهين في شقه ألاول بإشكالية التدبير املالي املركزي للميزانية العامة
للدولة ،و في تحديد ألاولويات التي يجب أن تصرف فيها هاته ألاموال ،مع ألاخذ بعين الاعتبار مدى تأثير البعد املالي
للجهات على استقالليتها ،و بالتالي على مكانة الجهوية املتقدمة كخيار للدولة ال رجعة فيه
على هذا ألاسال تحتاج الجهات إذن إلى تنمية موارد جديدة ذاتية ٬من أجل الرفع من قدرتها على تمويل أعمالها و
مشاريعها ٬و الاستجابة لتطلعاتها التنموية .و نستعرض في هذا الشأن بعض املقترحات العملية التي تظل في متناول
الجهات:
َ
» التشجيع على خلق أنشطة ومشاريع مبتكرة ٬تدر موارد مالية إضافية؛
توسيع نطاق املنظومة القانونية للشراكة بين القطاعين الخاص و العام ليشمل الجماعات الترابية ٬و بصفة
خاصة لجعلها تستفيد من آليات" الحوار التنافس ي " ٬بهدف سد حاجتها الوا حة إلى الخبرة و التمويل ؛
اللجوء إلى الاقتراض في حدود مؤطرة ٬و بكيفية معقولة متناسبة مع قدرات الجهات على الاقتراض ٬مع ترجيح
كفة القروض ذات الكلفة التفضيلية التي يمكن تحملها؛
تعزيز قدرات الجهات على الاقتراض ؛
359
النهوض بالتعاون الدولي الالمركزي الذي يمكن أن يشكل حال لتعبئة التمويالت إلاضافية«
» التعجيل بإعادة النظر في قانون الجبايات املحلية للرفع من املداخيل الذاتية للجهات (الرسوم الثالثة
املخولة لها و نسب الرسمين على الخدمات الجماعية ،و موارد املقالع) ؛
تنظيم لقاءات تشاورية مع املجلس ألاعلى للحسابات و املجالس الجهوية للحسابات من أجل تحديد تشاركي
للتوصيات ذات ألاولوية التي يمكن أجرأتها على املديين القصير و املتوسط في مجال التدبير املالي للجهات« 360
» وضع إ طار منهجي يمكن من استثمار آليات التشاور املنصوص عليها في القانون التنظيمي للجهات ،و كذا
آليات التخطيط الترابي التشاركي. «361
-المجلس االقتصادي و االجتماعي والبيئي '' ،تقرير حول متطلبات الجهوية و تحديات اندماج السياسات القطاعية '' ،مرجع سابق ،ص.170
359
360
-خالصات و توصيات الملتقى البرلماني للجهات 61 ،نونبر ،1161مرجع سابق 1
361
-المنتدى البرلماني الدولي الثالث للعدالة االجتماعية "،اإلطار االسترشادي إلعادة بناء النموذج التنموي لمغرب الغد من مدخل العدالة االجتماعية
والمجالية '' 20 - 19 ،فبراير -سنة ،1161ص11
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
ثانيا :تقليص الرقابة القبلية املمارسة على الجهات .
تعتبر الرقابة القبلية املمارسة على الجهات قيدا على استقالل القرار املالي الجهوي » من حيث اعتماد و
تنفيذ برامجها بشكل مستقل الش يء الذي جعل اللجنة الجهوية الاستشارية للجهوية املتقدمة تقترح ضرورة
إعادة النظر في مفهوم الوصاية التقليدي ،و ذلك بالحد من املراقبة القبلية مع الحفاظ على الرقابة القضائية
للشرعية ،كما اقترحت إلابقاء على املصادقة املسبقة على املداوالت املتعلقة بااللتزام املالي ،و ذلك الحترام
مبدأ التوازن املالي . «362و في نفس الاتجاه اقترحت اللجنة الاستشارية للجهوية املتقدمة » ،حذف املصادقة
القبلية التي تقوم بها وزارة الداخلية على صفقات ألاشغال و التوريدات و الخدمات في إطار امليزانيات املصادق
364
إن عليها .«363و هو نفس إلاتجاه الذي سار نحوه التطور الحديث للوصاية الترابية في التشريع املقارن
خامة الحاجيات الجهوية ،تتطلب نوعا من التمويالت التي تتناسب و حاجياتها ٬ما يتطلب مجهودا إضافيا
من طرف الجهات للرفع من قدرتها التمويلية .كما أن السلطات املركزية مجبرة هي ألاخرى مستقبال على منح
هذه الجهات اختصاصات واسعة و الحد من الرقابة القبلية املمارسة عليها تأهيال الستقالل قرارها املالي و
إعطاءها البعد الدستوري في مدلوله الحقيقي .فمختلف أعطاب التدبير الجهوي املرصودة من قبل أجهزة
الرقابة تثير عدة تساؤالت » حول :
362
-اللجنة اإلستشارية للجهوية ،تقرير حول الجهوية المتقدمة الكتاب الثاني ،مرجع سابق ،ص .47
363
-نفس المرجع ،ص.44
364
-لقد عرفت التجربة الفرنسية منذ الثمانينات تحوالت جوهرية مست مختلف مؤسساتها اإلدارية ،فبفعل قوانين الالمركزية استبدلت الوصاية السابقة
بالوصاية الالحقة ، ،كما عمل قانون 0مارس 1840الخاص بالجهة ،على وضع حد للوصاية السابقة .أنظر :
Autin Jean-louis et Ribot catherne , droit administratif général imprimerie roto impression en France,4° édition, jouilet -
2005,p,58-59.
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
إلابقاء على املصادقة املسبقة على املداوالت املتعلقة بمخططات التنمية و ألاعمال التي تقتض ي الالتزام
املالي ،للسهر على تجانس ألاولى مع إلاستراتيجية الوطنية و على احترام متطلب التوازن املالي من قبل
الثانية ،مع مراعات بعض الشروط على سبيل املثال ال الحصر :
-توافر شروط الحكامة الجيدة في ميدان الشفافية ؛
-اعتماد معايير ملزمة وسهلة لالفتحاص( إجبارية فائض املداخيل العادية ،تحديد سقف للمديونية
وخدمة الدين ،تحديد أعباء التسيير/املداخيل العادية أو املوارد الذاتية ) ؛
-التخفيف من املراقبة القبلية على صحة املداوالت و القرارات ألاخرى للمجالس ،خاصة بالتقليص من
آجال الرد من قبل السلطات املكلفة بالرقابة ؛
-تقوية طرق الطعن أمام الوزير ألاول و الاحتكام لدى أجهزة مستقلة ؛
-حذف وزارة الداخلية للمصادقة القبلية على صفقات ألاشغال و التوريدات و الخدمات املبرمة في إطار
امليزانيات املصادق عليها ؛
-الاكتفاء باملراقبة املالية و املحاسباتية للخزينة العامة على الالتزام و أداء النفقات ؛
-تعزيز املراقبة البعدية املمارسة من طرف املجالس الجهوية للحسابات ،و املفتشية العامة للمالية ،و
املفتشية العامة لإلدارة الترابية ؛
-اطالع املجالس الجهوية على تقارير الافتحاص و املراقبة ،و التقييم لدراستها و مناقشتها و استنتاج
إلاجراءات التصويبية ؛
-إنشاء ثقافة حقيقية للمطابقة و لتدبير املخاطر. « 365
تعويض املراقبة القبلية باملراقبة املواكبة ٬و تعزيز املراقبة البعدية و تأطيرها و تنظيمها ٬انسجاما مع -
مبدأ" التدبير الحر " ٬من أجل تكريس منطق تقييم التدبير من خالل النتائج ٬املب ي على تعزيز مبدأ ربط
املسؤولية باملحاسبة. 366
365
-اللجنة اإلستشارية للجهوية ،تقرير حول الجهوية المتقدمة ،الكتاب الثاني ،التقطيع الجهوي ،مرجع سابق ،ص ..110- 114
366
-المجلس االقتصادي واإلجتماعي والبيئي '' ،التوزيع المجالي لالستثمار العمومي في أفق الجهوية المتقدمة ،و دور المراكز الجهوية لالستثمار في
إعداد و بلورة المخططات التنموية على الصعيد الجهوي و تعزيز االستثمار وتحسين مناخ األعمال على صعيد الجهة'' ،إحالة رقم ،1165،61ص 1665
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
الفقرة الثالثة :تكريس دعامات حكامة التدبير املالي الجهوي .
تعد الحكامة ،وسيلة حاسمة لقيال درجة نجاح أي نظام جهوي و مدى أجرأته على أرض الواقع ،و نظرا
لهميتها في ترشيد و ضبط مسارات التدبير املالي الجهوي ،ارتأينا أن نتخذ مدخال لها في هذا الشق من البحث ،
عبر شفافية تدبير املال العام ) أوال ( ،ثم تدعيم حكامة ألاحزاب السياسية ) ثانيا ( ،و حكامة تدبير التكوين
املستمر ) ثالثا ( .
أوال :شفافية تدبير املال العام الجهوي .
نظرا لحجم آلافات التدبيرية التي أبانت عنها التجربة الجهوية ألاخيرة ،يكون من الطبيعي أن تنعكس أسبابها
بشكل سليي على مستوى التدبير املالي للجهات ،إن لم يتم تدارك ألامر بش يء من الصرامة و الحزم ،من خالل
بلورة سبل لإلصالح و بدائل لتجاوز الاختالالت التدبيرية التي يمكن أن تعترض سبيل نجاح خيار الجهوية املتقدمة
،و هو ما سنحاول إبرازه من خالل بعض التوصيات التي جاءت بها الهيئة املركزية للوقاية من الرشوة باعتبارها
هيئة دستورية
فعلى مستوى الهيئة إلزامية اعتماد منظومة مالئمة لتدبير املوارد البشرية تنب ي على ضرورة العمل بإعادة
انتشار الكفاءات ،و تخصيص مكانة متميزة للتكوين ،و اعتماد إجراءات للوقاية من تضارب املصالح ،في حين
توص ي الهيئة بتعزيز شفافية إلادارة الترابية من خالل نهج سياسة إعالمية إلخبار املواطنين بالنشطة و البرامج
مع ضمان احترام حق املواطنين في الولوج إلى املعلومات ،و مراجعة و تبسيط املساطر إلادارية املعتمدة على
مستوى إلادارة الترابية
من جانب آخر ،توص ي الهيئة بالتأكيد على النزاهة و الشفافية في التدبير املالي من خالل توضيح إجراءات
اعتماد امليزانية ،و اعتماد آليات امليزانية املفتوحة مع الالتزام بوضع إجراءات ملنع أي تحايل على مساطر تنفيذ
امليزانية
في نفس السياق ،توص ي الهيئة الهيئة املركزية للوقاية من الرشوة بتوحيد املبادئ و القواعد املتعلقة بالصفقات
العمومية للدولة و املؤسسات العمومية و الجماعات املحلية ،و تأطير السلطة التقديرية املخولة لصاحب
املشروع بضوابط تحول دون التحريف ،مع ضرورة مراجعة تركيبة لجنة التتبع و الطعن ،لضمان الاستقاللية و
الانفتاح على فعاليات من خارج إلادارة ،مع التأكيد على عضوية الهيئة املركزية ،و العمل على تبسيط مساطر
إبرام الصفقات
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
تطويرا لنظمة املراقبة و املساءلة ،ترى الهيئة ضرورة مراجعة نظام الوصاية و املراقبة من خالل التخفيف من
حدة الوصاية ،تفعيل املراقبة البعدية بدل املراقبة القبلية ،مع الاحتفاظ باملراقبة الشرعية و تدعيم فعاليتها هي
ألاخرى ،مع ضمان تفعيل مقتضيات القانون املتعلق بالتصريح باملمتلكات رقم 24 06من طرف املسؤولين عن
تدبير الشأن املحلي ،و كذا تعزيز فعالية املجالس الجهوية للحسابات ،و ذلك بتسوية املشاكل املتعلقة باإلدالء
بالحسابات ،و تقديم املساعدة التقنية لتطوير تحسين التدبير املالي املحلي ،مع اعتماد املراقبة املندمجة لتقييم
أداء مختلف املتدخلين في مسلسل التدبير املالي املحلي
تعزيزا لدور الهيئة املركزية للوقاية من الرشوة في مكافحة الفساد على املستوى الجهوي ،توص ي هذه الهيئة
بضرورة إحداث لجن جهوية أو محلية يعهد إليها بتقديم العون و املساعدة للهيئة في القيام بمهامها ،و تزويدها
بالوسائل املالية و البشرية ،كما توص ي بمواصلة تدعيم ديوان املظالم ماليا و بشريا لتعزيز دوره في مواكبة
دينامية الجهوية املوسعة
في نفس السياق ،توص ي الهيئة بتقوية التنسيق و التعاون بين هيئات املراقبة و الوساطة و التتبع من خالل
إحداث أقطاب جهوية للكفاءة للدراسة و تبادل املعلومات و ضبط املخالفات و الوقاية منها ،مع ضمان ربط
عالقات منتظمة بين املحاكم إلادارية و املالية لتبادل آلاراء و املقترحات ،ثم ألاحكام الصادرة ،مع تمكين هذه
ألاخيرة من حق اللجوء إلى وكيل امللك لدى املحاكم املختصة عند الوقوف على أفعال مجرمة بمقتض ى القانون
الجنائي
توسيعا لدائرة التعاون و التواصل من أجل التصدي لظاهرة الفساد ،تؤكد الهيئة على ضرورة تنمية و تفعيل
آليات التواصل و التبليغ من خالل إنجاز حمالت تواصلية و تحسيسية بغرض انخراط مختلف الشرائح
الاجتماعية في برنامج مكافحة الفساد ،مع إدماج مفاهيم النزاهة و القيم املهنية في مخططات التربية و التكوين
على مختلف املستويات ،إضافة إلى استصدار قانون لحماية الشهود و الضحايا و املبلغين ومراجعة الفصل 02
من النظام ألاساس ي العام للوظيفة العمومية لتيسير انخراط املوظفين املحليين في التحالف املوضوعي ملكافحة
الفساد ،كذلك العمل على تشجيع املشاركة النشطة للمجتمع املدني في محاربة الفساد ،و تشجيع الهيئة في
الانخراط في عقد شراكات بينها و بين الجهات و الجماعات
و في سياق تدعيم النزاهة و الشفافية والاستقاللية ،توص ي الهيئة في تقريرها على اعتماد سياسة جنائية
جديدة ملكافحة الفساد عبر ضمان حقيقي لالستقالل الوظيفي للقضاة ،و تحسين املساطر املتعلقة بالبت في
قضايا الفساد ،و الحد من مختلف الامتيازات و الحصانات كما توص ي بتحصين الجهاز القضائي نفسه من
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
الفساد من خالل تفعيل نظام التصريح باملمتلكات ،مع تمكين املتقاضين من الحصول على املعلومات القانونية
و القضائية ،و الرفع من كفاءة و فعالية الجهاز القضائي عبر اعتماد سقف زم ي معقول للبت في القضايا
367
املعروضة ،و إزالة العقبات الحائلة دون تنفيذ ألاحكام ،و تب ي قضاء متخصص في مجال مكافحة الفساد
كما يتطلب ألامر:
« الاحترام الصارم و التكريس الفعلي ملبدأ سيادة القانون ؛
إعادة النظر في منظومة الرقابة املالية من حيث ألادوار ،و الوظائف و التمويل و الاستقاللية ؛
تعزيز دينامية مراقبة املحاكم املالية من خالل التفعيل الكامل لصالحياتها في ميدان التأديب املالي؛
تطوير اليات املساءلة و اعطاء الحساب
التنصيص على الزامية نشر املحاكم املالية لتقارير سنوية خاصة بالجهات ؛
اعداد برامج عمل جهوية لتعزيز النزاهة و مكافحة الفساد ؛
تحريك املتابعات الجنائية في حق مرتكيي املخالفات املالية املرصودة ؛
العمل على حصر و ضبط املنازعات القضائية التي تدبرها مختلف الجهات عن طريق احداث اليات
تمكن من تتبعها و الرفع من نجاعة تدبيرها ؛
تحيين املقتضيات القانونية املنظمة الختصاصات الوكيل القضائي للجهة ،و توسيع صالحياته بمنحه
اختصاصات ملزمة بقوة القانون بدل دوره الاستشاري ،و كذا مهمة الدفاع عن الجهات بشكل
تلقائي بدل تكليفه من الجهة ،و منحه الوسائل و السلطات الكفيلة لحماية املال العام الجهوي و
تمكينه من الوسائل القانونية الكفيلة لقيامه باالجراءات التحفظية ضمانا لتنفيذ ألاحكام القضائية
عند صدورها ؛
التكوين املستمر في مجال تدبير املنازعات و جعل الاستشارة القانونية في هذا املجال أساسا لتدبير
املنازعات ؛
ايجاد الحلول البديلة لفض املنازعات عن طرق املسطرة التصالحية في كل القضايا التي تكون فيها
جم مسؤولية الجهة ثابتة ،نظرا للدور الذي يمكن أن تلعبه هذه املسطرة في التقليص من
املنازعات ،و الاسراع في حلها ،و بالتالي ربح الجهد و الوقت و التكلفة .»368
367
-الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة ،الجهوية الموسعة ومستلزمات الحكامة الجيدة والوقاية من الرشوة ،مارس – سنة ،4717ص .46-41
116
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
ثانيا :تدعيم الحكامة الحزبية :عن طريق تعزيز شفافية الحياة السياسية و تخليق الشأن املحلي ،و ضرورة
مراجعة املقتضيات الرادعة للفساد املتضمنة باملنظومة الحزبية و الانتخابية الحالية من خالل تب ي ميثاق وط ي
لألخالقيات من طرف ألاحزاب السياسية و العمل على نشر مضامينه عن طريق » توفير فرص عملية لتأهيل
املنتسبين لألحزاب أخالقيا و مهنيا ،ملمارسة تدبير الشأن العام الترابي ،و ذلك من خالل إرساء هياكل قارة لدى
ألاحزاب السياسية أو بالتضامن فيما بينها ،تعمل على وضع و تنظيم برامج و دورات تكوينية لفائدة منخرطيها ،
مع ربط تزكيات الانتخابات بضرورة الاستفادة من البرامج و الدورات التكوينية ،و كذا وضع اجراءات تعاقدية
تضمن التزام ألاحزاب في اختيارها املرشحين لالنتخابات ،بمبدأ التطابق بين البرنامج الحزبي الانتخابي و بين
املرشحين املؤهلين لتنفيذه « 369كما يتطلب ألامر » تضمين قانون ألاحزاب مقتضيات تنص على املسؤولية املدنية
لألحزاب فيما يتعلق بجميع أفعال الفساد املرتكبة من طرف املترشحين لالنتخابات املنتسبين إليها ،بما يتفق مع
مقتضيات املادة 26من الاتفاقية ألاممية ملكافحة الفساد «370و تعزيز الحكامة الانتخابية عبر :التنصيص على
عدم ألاهلية للترشح بالنسبة ل:
ألاشخاص الذين صدرت في حقهم أحكاما بالغرامات من طرف املجلس ألاعلى للحسابات ،أو باستعادة
ألاموال املطابقة للخسائر التي سببوها للمرافق التي تحملوا مسؤولية تدبيرها ؛
ألاشخاص الذين حكم عليهم بحكم نهائي بسبب ارتكابهم جرائم ألاموال املنصوص عليها في القانون
الجنائي ؛
ألاشخاص الذين أصدر املجلس الدستوري قرارات بإلغاء نجاحهم على خلفية ارتكابهم مناورات
تدليسية أو تقديمهم لموال أو منافع قصد التأثير على الناخبين؛
ألاشخاص الذين توجد في ذمتهم ديون ترجع للدولة.371
كما أن ألامر يتطلب من جانب آخر إعادة النظر في القانون املنظم النتخاب أعضاء املجالس الترابية ،خاصة
الجهات على مستوى الشق املتعلق بشرط الكفاءة العلمية بالنسبة لكافة أعضاء مجالس الجهات
- 368سيدي ابراهيم فعرس ،التدبير المالي الجهوي الجديد في ضوء تقارير المحاكم المالية بالمغرب ،المركز العربي الديمقراطي -مجلة العلوم السياسية
و القانون ،العدد 46أكتوبر /تشرين األول ،المجلد ،6سنة ، 4747ص . 203-204
369
-الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة '' ،نحو بناء منظومة للحكامة الجيدة على المستوى الترابي '' ،دراسة بطلب من مجلس المستشارين ،مرجع سابق
،ص . 66
370
-الملخص التنفيذي لتقرير الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة ،سنة ، 4711 – 4717ص .1.
371
-نفس المرجع ،ص .1.
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
ثالثا :حكامة تدبير التكوين املستمر .
تتطلب عملية تقوية القدرات التكوينية للمنتخبين عدة آليات لتحقيق ألاهداف املنشودة ،لذلك توفر الدولة
آلاليات الضرورية ملساندة الجهات لبلوغ حكامة جيدة في تدبير شؤونها وممارسة الاختصاصات املوكولة لها ،و
372
ذلك بدعم قدراتهم التدبيرية
و هو ما يتطلب إعادة النظر في سبل إعداد التصميم املديري الجهوي للتكوين املستمر(أوال ) و عقلنة مساهمات
الجهات في تحمل مصاريفه ( ثانيا )
- 1التصمیم املدیري الجهوي للتكوین املستمر .
تشرف الجهات كم أشرنا سابقا بتنسيق مع الجماعات الترابية ألاخرى ،على إعداد تصميم مديري جهوي
للتكوين املستمر ،373لفائدة أعضاء مجالس الجماعات الترابية
و يعهد إلى اللجنة الجهوية املكلفة بالتكوين املستمر التي تحدث تحث رئاسة رؤساء مجالس الجهات ،عملية
إعداد التصميم املديري الجهوي للتكوين املستمر و تحيينه ،و كذا وضع البرنامج السنوي لهذه الدورات التكوينية
،مع تحديد الفئات املستهدفة منها و املدة الزمنية و التكاليف املالية املخصصة لذلك ،إضافة إلى إعداد تقرير
سنوي حول حصيلة برنامج التكوين في متم شهر نوفمبر من كل سنة ،و تتألف هذه اللجنة من :
رؤساء مجالس العماالت و ألاقاليم الواقعة داخل النفوذ الترابي للجهة أو من ينوب عنهم؛
رئيسا الجماعتين اللتين تضمان أكبر عدد من السكان على مستوى كل عمالة أو إقليم من العماالت أو
ألاقاليم املكونة للجهة ؛
ممثلو عمال العماالت و ألاقاليم بالجهة ؛
رئيس اللجنة الدائمة التابعة ملجلس الجهة املكلفة بالتكوين املستمر ؛
ممثل و إلي الجهة ؛
مسؤول التكوين املستمر بإدارة الجهة.374
يتضح للمهتمين بتدبير الشأن الجهوي ،أن كل مسارات التدبير سواء كان تدبيرا إداريا أو ماليا ،تتواله هيآت
غير منتخبة ،إما سلطات الوصاية و مصالحها املركزية ،و إما جهات و مؤسسات أخرى في إطار التعاون أو
372
-المادة 417من القانون التنظيمي رقم 111.16المتعلق بالجهات .
373
-التصميم المديري الجهوي للتكوين المستمر وثيقة جهوية تحدد ،انطالقا من تشخيص أولي لمؤهالت أعضاء مجالس الجماعات الترابية ،والمهام
التدبيرية المسندة إليهم ،واالختصاصات المخولة للجماعات الترابية محاور و أولويات التكوين ،والمدة الزمنية الني يستغرقها ،والغالف المالي الذي يتعين
رصده له.
374
-المادة 6من المرسوم رقم 4.14.4.0المتعلق بتحديد كيفيات تنظيم دورات التكوين المستمر لفائدة أعضاء مجالس الجماعات الترابية ومدتها وشروط
االستفادة منها و مساهمة الجماعات الترابية في تغطية مصاريفها ،مرجع سابق.
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
الشراكات و هو ما سار على مستوى إعداد التصميم املديري الجهوي للتكوين املستمر ،لفائدة أعضاء مجالس
الجماعات الترابية ،و الذي تشرف عليه نضريا الجهات حسب مقتضيات املادة 820من القانون التنظيمي
للجهات ،و هو ما ال يمكن تحقيقه في ظل تدني املستويات التعليمية للمنتخبين ،و الدليل على ذلك هو لجوء
غالبية الجهات إلى مكاتب الدراسات و الجامعات إلعداد تصاميم التكوين املستمر الجهوية و كمثال على ذلك
التصميم املديري ملجلس جهة فال -مكنال ،و الذين اعتمدنا عليه في هذا الشق على مستوى التشخيص أعاله
،حيث لجأ مجلس هذه الجهة إلى جامعات و مؤسسات التعليم العالي بالجهة و التنسيق مع جامعة ألاخوين
إلعداد هذا التصميم ،ما يؤكد إلزامية شرط الكفاءة العلمية
فرغم املهام التي ألزم املشرع بها الجهات عن طريق لجانها الجهوية املكلفة بالتكوين املستمر طبقا ملقتضيات
املادة الرابعة من املرسوم املتعلق بتحديد كيفيات تنظيم دورات التكوين املستمر لفائدة أعضاء مجالس
الجماعات الترابية و مدتها و شروط الاستفادة منها و مساهمة الجماعات الترابية في تغطية مصاريفها يبقى
تحديد الحاجيات في مجال التكوين يقتض ي معرفة مستوى قدرات املنتخبين و طبيعة ألادوار و املهام املخولة إليهم ،
كما أن تحديد محاور و عناصر التكوين يجب أن تنسجم و الحاجة إلى الفعل و ألاداء الجيدين ،ذلك أن تطوير
ألاداء و تقوية القدرات تعززان فاعلية ألاعضاء حتى ال ينحصر فقط في الحضور ومتابعة أشغال املجالس الترابية
التي ينتمون إليها ،ولكن أيضا في جعل مشاركتهم قوة اقتراحية و أداء فعاال ملهامهم التدبيرية.
لذلك البد أن يتم إعداد التصميم املديري الجهوي للتكوين املستمر انطالقا من عملية التشخيص ألاولي ،وفق
منهجية علمية تجعل من صياغة وثيقة التصميم املديري الجهوي للتكوين ،وثيقة جهوية ،منسجمة مع كل العناصر
و املراحل التي تعرفها دورة املشروع .و من تم فعملية التشخيص هاته تسعى إلى رصد:
طبيعة الاختصاصات املخولة للجماعات الترابية في جميع املجاالت :املالية ،القانونية ،إلادارية وغيرها؛
شرائح املستفيدين من برامج التكوين ؛
طبيعة املهام التدبيرية املسندة إليها ؛
قدرات ومؤهالت أعضاء مجالس الجماعات الترابية ؛
أولويات التكوين املستمر ؛
أشكال التكوينات حسب مخرجات التشخيص ؛
إلاطار الزم ي إلنجاز دورات التكوين ؛
114
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
امليزانية التقديرية لبرامج التكوين حسب السنوات .
لتأتي بعد ذلك مرحلة فرز مخرجات التشخيص و املتمثلة في :
تحديد إلاطار املنطقي ملشروع التصميم املديري الجهوي للتكوين املستمر للجهات كإطار منهجي و بيداغوجي
للتجاوب مع حاجيات التكوين املستمر لعضاء مجالس الجماعات الترابية التابعة للجهة ؛
إعداد معطيات و بيانات عن طبيعة و نوعية املعارف والتكوينات املتعلقة بمجال اختصاص الجماعات
الترابية ؛
رصد املعارف التي تعكس التجربة املهنية لعضاء مجالس الجماعات الترابية ؛
إنجاز بيانات تعكس نوعية مهارات أعضاء مجالس الجماعات الترابية في مجالي التدبير ،و التسيير ؛
مسك معطيات تعكس نوعية ألادوار و املهام املسندة إلى أعضاء مجالس الجماعات الترابية؛
حصر أهم املعيقات وإلاكراهات التي تواجه أعضاء مجالس الجماعات الترابية في مزاولتهم للمهام املسندة
إليهم ؛
فهم نوع الكفايات التنظيمية والقانونية واملؤسساتية لعضاء مجالس الجماعات الترابية ؛
الوقوف على ظروف وآليات الاشتغال لدى ألاعضاء في املجالس الجماعية ؛
فهم كيفية اشتغال أجهزة مجالس الجماعات الترابية من خالل تحديد نقط القوة و نقط الضعف ؛
فهم ألادوار والعالقات الخارجية للجماعات الترابية من خالل تحديد نوع الفرص و إلاكراهات حسب طبيعة
السياقات الاجتماعية والاقتصادية لكل جماعة ترابية ؛
إعداد مصفوفة الحاجيات حسب ألاولوية في موضوعات التكوين بالنسبة لعضاء املجالس الترابية ؛
وضع الوثيقة النهائية التي تتضمن الاستراتيجية الجهوية للتكوين املستمر للمنتخبين
البرامج السنوية للتكوين املستمر.375
- 2عقلنة مساهمات الجهات في تحمل مصاريف التكوين املستمر .
تتحمل الجهات تطبيقا ملقتضيات املادة 26من القانون التنظيمي املتعلق بالجهات و املادة الثامنة من املرسوم
رقم 8 06 888املتعلق بتحديد كيفيات تنظيم دورات التكوين املستمر لفائدة أعضاء مجالس الجماعات الترابية
،نسبة 82 %كحد أدنى من مصاريف البرنامج السنوي للتكوين املستمر الذي تعده اللجنة الجهوية ،في حين
375
-مجلس جهة فاس – مكناس '' ،الورقة المنهجية إلعداد التصميم المديري الجهوي للتكوين المستمر ألعضاء مجالس الجماعات الترايية لجهة فاس
– مكناس '' ،من إعداد جامعات و مؤسسات التعليم العالي بجهة فاس – مكناس – تنسيق جامعة األخوين ،سنة ، 1161ص . 1 - 1
115
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
تتحمل العماالت أو ألاقاليم و الجماعات الواقعة داخل النفوذ الترابي للجهة النسبة املتبقية على أسال قاعدة
عدد أعضاء املجالس املستفيدين ،كما ترك املشرع إمكانية الرفع من مساهمات تمويل البرنامج السنوي للتكوين
املستمر مفتوحا أمام كل الجماعات الترابية مع إمكانية تفعيل هذه املساهمات في إطار التعاقد بين الجهات و
العماالت أو ألاقاليم والجماعات الواقعة داخل النفوذ الترابي للجهة.
إن مسألة فتح املشرع املجال أمام الجهات و باقي الجماعات الترابية بتخصيص 82 %من ميزانية الجهات و %
82من ميزانيات العماالت أو ألاقاليم و الجماعات الواقعة داخل النفوذ الترابي للجهات املعنية بتنظيم الدورات
التكوينية ،يعتبر أمرا غير منطقي ،باعتباره سيؤدي إلى مزيد من الاختالالت على املستوى التدبير املالي للجهات و
باقي الجماعات الترابية ،و خاصة أن املشرع قد منح لكل الجماعات الترابية حق الرفع من مساهمات تمويل
البرامج السنوية للتكوين املستمر ،مع العلم أن املشرع نفسه هو من استث ى شرط املستوى التعليمي كشرط
للترشح بالنسبة للجهات ،و بالتالي يبقى السؤال مطروحا ،ما هو الهدف من التكوين املستمر في ظل تدني
املستويات التعليمية للمنتخبين ،و الحل يكمن في فرض شرط املستوى التعليمي ،بل أكثر من ذلك ،يجب أن
يكون املستوى التعليمي ،هو (التعليم العالي) ،على ألاقل بالنسبة لرؤساء الجهات ،و إن كان البد من هذا
التكوين فهناك املجتمع املدني و الجامعات التي يمكن أن تدخل مع الجهات في إطار اتفاقيات شراكة في مجال
التكوين املستمر ،و التي لن تتطلب أموالا طائلة لذلك
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
خاتمة القسم الثاني :يتطلب تجويد أداء املجالس الجهوية إعادة النظر في ألاسس و املرتكزات التشريعية التي
يقوم عليها تدبير النشاط املالي الجهوي .إذ تتنظم وفقها مختلف مسارات هذا التدبير .منها املتعلقة بانتخاب
أعضاء املجالس الجهوية املنتخبة و اختصاصاتها و صالحياتها ،أو املحددة لكيفيات تمويلها و درجة استقالليتها و
الرقابة املمارسة عليها ،مع ألاخذ بعين الاعتبار التنفيذ الصارم لقواعد الحكامة ،و تفعيل العقوبات الجزرية في
حالة جرائم املال العام .و عليه ،يؤدي غياب قدرة الجهات على التمويل بالضرورة ،إلى إضعاف طاقتها التدبيرية.
فإذا كانت الجهات تعتمد في تمويلها على التمويل املركزي ،فإن هذه التبعية املالية يصاحبها عادة نوع من التدخل
يؤثر على برمجة نشاطها املالي ،و على هذا ألاسال ،يعتبر الحفاظ على استقاللية القرار املالي للجهات ،أهم
الرهانات التي تقوم عليها ألاسس املالية للتنمية الجهوية .كضمانة تفيد حرية اتخاذ القرار املالي و تنفيذه .لتسمو
استقاللية القرار املالي الجهوي التي يقوم عليها نجاح تدبير التنمية الجهوية .مما يتطلب اعتماد منظومة متوازنة
للتمويل ،تقوم على مأسسة التمويل املركزي بشكل يضمن استقاللية القرار املالي الجهوي و حرية الجهات و
استقالليتها في إعداد ميزانياتها الجهوية و برمجة و تنفيذ مشاريعها التنموية .كما يتطلب التدبير املالي الجهوي
السليم إعادة النظر في طريقة انتخاب أعضاء املجالس الجهوية و إرساء مقومات الحكامة الجيدة ،كحل لإلشكال .
تأسيسا على ما تقدم ،يمكن القول أن التدبير املالي الجهوي يخضع ملجموعة من الاختالالت و الهفوات ستحول
ال محالة دون إرساء نظام جهوي حقيقي و فعال قادر أن يمتد بتأثيراته إلايجابية لزيادة الكفاءة و الفعالية
إلادارية و املالية على النطاق الجهوي ،فالمر يتطلب بالدرجة ألاولى أن يستوعب مسؤولو إلادارات املركزية هذه
الحقيقة كما يتطلب و يستلزم ألامر من جميع املتدخلين من حكومة و أحزاب سياسية و مجتمع مدني و
منتخبين و غيرهم ،أن يكونوا في املستوى املطلوب إليجاد مخرج لتجاوز هذه الاختالالت و املمارسات ،و التي لن
تساعد على نجاح ورش الجهوية املأمول .فاختالالت التدبير املالي التي يعرفها النظام الجهوي راجعة في ألاسال
إلى اعتبارات عدة قمنا بذكرها إال أن الاختالل البنيوي الذي يعتري التدبير الجهوي في شموليته يكمن بالسال في
القائمين على هذا التدبير من الدرجة ألاولى ،و على كيفية تدبير السلطة و الثروة ،و عليه فالعنصر البشري يبقى
محور الاختالالت و الحجر ألاسال الكفيل بتجويد التدبير الجهوي ،خاصة في شقه املالي ،سواء أكان هذا العنصر
البشري مسؤوال عن إعداد السياسات العمومية الجهوية ،أو مسؤوال عن تنفيذها أو مراقبتها .فتحسين أداء
الفعل الجهوي بشكل يرقى إلى طموحات و تطلعات املواطنين يتطلب الاحترام الصارم للقوانين و تفعيلها بواسطة
النص و ليس بواسطة حامليه .
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
خاتمة عامة:
لقد عرف التنظيم القانوني لتدبير املالية الجهوية مجموعة من إلاصالحات بهدف تجويد مسارات التدبير املالي
للجهات ،و تجاوز جل الهفوات ،فمقابل الصالحيات و الاختصاصات املالية املمنوحة ملجالس الجهات ،خاصة
تلك التي يمارسها رؤساء الجهات ،تم صدور مجموعة من املراسيم التطبيقية في هذا الشأن ،و التي تجسد
مقتضيات القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ،000 04لعل أبرزها املرسوم رقم 8 08 448بسن نظام
للمحاسبة العمومية للجهات و مجموعاتها
كما أن املشرع املغربي جعل التدبير املالي للجهات يقوم نظريا على مبادئ الحكامة و التي يعتبر مبدأي التدبير
الحر و التفريع أبرزها إلى جانب قواعد الحكامة الجيدة التي نص عليها دستور اململكة لعام ، 8000إضافة إلى
جعل املالية الجهوية تخضع لرقابة مجموعة من الهيئات الرقابية املتمثلة في رقابة املحاكم املالية و رقابة القضاء
إلاداري و املراقبة إلادارية التي يمارسها والي الجهة ،خاصة املراقبة املتعلقة بميزانية الجهة إلى جانب الرقابة التي
يمارسها أعضاء املجالس الجهوية ،و رقابة الرأي العام املتمثلة في رقابة املواطنين و املجتمع املدني
مما ال شك فيه ،أن املغرب أصبح مقتنعا بضرورة السير في تفعيل ورش الجهوية ،فبالرغم من كل املرتكزات
التشريعية و الوسائل املالية و آلاليات الرقابية ،الزال تفعيل خيار الجهوية باملغرب يتخلله مجموعة من العوائق
على مستوى التدبير سواء في شقه إلاداري أو املالي و التي تقف عائقا و تحد من مدى فعالية الجهوية ،فبالرغم
من تنصيص الوثيقة الدستورية لعام 8000على مجموعة من املبادئ ك مبدأ التدبير الحر و مبدأ التفريع ،
إال أن دورها يبقى مختصرا في املساهمة إلى جانب الجماعات الترابية ألاخرى ،في تنفيذ السياسة العامة للدولة،
دون املساهمة في إعدادها.
إن عدم تحكم الجهات في مواردها املالية يجعل استقاللها املالي مقيدا ،و بالتالي ،يظل الحديث عن تدبير مالي
جهوي متكامل و سليم صعبا ،و هو ما يستوجب إعطاء الجهات فرصة التصرف و تحمل املسؤولية في التدبير
املالي خاصة في ما يرتبط بتطبيق ميزانياتها الجهوية.
فالجهات يجب أن تكون لديها اليوم املوارد املالية القارة و الكافية لتنفيذ مشاريعها التنموية ،و هو ما يقوي
هامش قدرة التسيير لديها ،و يسمح بمسائلتها على اخفاقاتها التدبيرية كما أن ألامر يتطلب أوال إعادة النظر في
نمط التدبير املالي العمومي املركزي ملالية الدولة فاملتصفح لقوانين املالية ،خاصة تلك الجداول التي تحدد
املوارد و الاعتمادات الخاصة بتوزيع الاعتمادات على بعض القطاعات الوزارية و املؤسسات ،يوقن ال محالة أن
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
إكراهات التدبير املالي بقدر ما تتمثل في التمويل فهي تكمن في كيفية تدبير إنفاق هذه ألاموال و القائمين على
تدبيرها.
إن التناقض الحاصل على مستوى تمويل الجهات و درجة استقالليتها مرده بالسال إلى تضافر عوامل و
اختالالت عدة ،فالتدبير املالي الجهوي ،ال يتوقف فقط على توفر املوارد املالية و درجة الاستقاللية ،بل يتطلب
كذلك تحسين استغالل املوارد املالية و توظيفها بشكل دقيق يرمي إلى تحقيق ألاهداف املنشودة ،و ال يتأتى هذا
إال بوجود مقومات لحكامة التدبير املالي تعمل على صيانة املال العام من كل الانحرافات و ألاعطاب التدبيرية.
تأسيسا على ما تقدم ،يمكن القول أن التدبير املالي الجهوي يخضع ملجموعة من الاختالالت و الهفوات ستحول
ال محالة دون إرساء نظام جهوي حقيقي و فعال قادر أن يمتد بتأثيراته إلايجابية لزيادة الكفاءة و الفعالية
إلادارية و املالية على النطاق الجهوي ،فالمر يتطلب بالدرجة ألاولى أن يستوعب مسؤولو إلادارات املركزية هذه
الحقيقة كما يتطلب و يستلزم ألامر من جميع املتدخلين من حكومة و أحزاب سياسية و مجتمع مدني و
منتخبين و غيرهم ،أن يكونوا في املستوى املطلوب إليجاد مخرج لتجاوز هذه الاختالالت و املمارسات ،و التي لن
تساعد على نجاح ورش الجهوية املأمول.
فعلى الرغم من كل إلاصالحات الجهوية ،مازال التدبير املالي الجهوي يعرف مجموعة من الهفوات و
الاختالالت التي تحول دون تحقيق ألاهداف التنموية املأمولة ،و هو ما يتطلب إيجاد سبل لتجاوزها ،فهاجس
إلاصالحات يجب أن ينصب أوال حول استكمال تثبيت ثقة املواطنين بمن يتولى تدبير دواليب إداراتهم الجهوية ،ثم
مدى تب ي و تفعيل مبادئ و قواعد الحكامة الجيدة.
يفرض ألامر إذن تصورا إصالحيا شموليا قائما على مجموعة من الدعامات الهادفة إلى تحقيق التنمية الجهوية
في شموليتها منها :
- 1إعادة النظر في كيفية تدبير املالية العمومية للدولة بشكل يضمن التوزيع العادل للثروة على مختلف
مؤسسات الدولة و الجهات و الجماعات الترابية ألاخرى ؛
– 2منح املزيد من مصادر التمويل الجهوية لتحقيق التنمية الجهوية في أبعادها الاقتصادية و الاجتماعية و
البيئية و الثقافية ؛
- 3اعادة النضر في كيفية توزيع املوارد املالية و املشاريع الاستثمارية على الجهات بشكل عادل يأخذ بعين
الاعتبار جم الثروات املحلية و ألابعاد الاجتماعية لساكنة الجهات ؛
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
- 4توفير الحد ألاقص ى ملجالس الجهات استقاللية القرار إلاداري ،و املالي عن طريق سلطات مركزية و ال
مركزية ،ذات اختصاصات مصاحبة على مستوى تدبير الشأن العام الجهوي ،تعمل كشريك و كفاعل
أساس ي في مسلسل التنمية الجهوية ؛
- 5مجالس جهوية منتخبة مسؤولة و كفئة ذات تكوين عال يؤهلها الستيعاب و تنفيذ الاختصاصات و
املسؤوليات امللقاة على عاتقها و التواصل و الانفتاح على مختلف الفاعلين في التدبير الجهوي ؛
- 6إعادة النظر في مسطرة التوظيف بالجهات التي تمنح الصالحيات لرؤساء مجالس الجهات بتوظيف املوارد
البشرية ،و تأهيل املوارد البشرية للجهات ،عن طريق التكوين املستمر ؛
- 7إشراك ساكنة الجهات في النقاشات الجهوية املرتبطة بمختلف مجاالت التنمية الجهوية عن طريق مجتمع
مدني كفء و مسؤول ،ذي قوة اقتراحية ،منفتح على مختلف ميادين التدبير الجهوي؛
- 8ضرورة تفعيل آلاليات املرتبطة باملراقبة املالية و القضائية و مراقبة التسيير ،خاصة تلك املتعلقة
بالصفقات العمومية ،من خالل تقوية أجهزة و أدوار الهيئات الرقابية ،و منحها صالحيات أكبر ،و انفتاحها
على رقابة الرأي العام الترابي ؛
- 9استقاللية السلطة القضائية عن السلطة التنفيذية ،خاصة بالنسبة للقضايا املرتبطة بعزل و توقيف
أعضاء و رؤساء مجالس الجهات ،و جعل السلطة القضائية صاحبة الاختصاص في هذا الشأن؛
- 10مشاركة القطاع الخاص في مسلسل التنمية الجهوية و اعتماده املسؤولية الاجتماعية منهجا للتدبير ؛
- 11الحسم في مسألة التدبير الجهوي لجهة الصحراء العتبارها املحدد ألاساس ي ملسلسل اتخاذ القرار
السياس ي املغربي لقضية الصحراء .
تأسيسا على ما تقدم ،يقتض ي تجويد التدبير العمومي بالجهات ،حماية ألاموال العمومية من التبذير و
الانحراف و ضمان الحقوق و الحريات .حيث ال نتصور أن نجاح خيار الجهوية دون هذه املقومات .إذ يفترض
على الساهرين على التدبير الشأن الجهوي التعامل معها بنوع من الاعتدال و املالئمة
إن ما نطمح إليه من خالل هذا البحث ،أن تصبح الجهات مستقبال ،مؤسسات فاعلة بشكل يضمن لها
النجاعة الاقتصادية و الاجتماعية و املساهمة الفاعلة و املنتجة و املستدامة على املستوى الترابي و الوط ي.
ختاما ،ال يمكن الادعاء أن البحث في موضوع التدبير املالي الجهوي باملغرب على ضوء الاصالحات السياسية و
الجهوية الجديدة يرقى ملستوى الكمال ،الحال أنه انطالقة ملواكبة املستجدات التي سيعرفها النظام الجهوي
باملغرب مستقبال ،أمال في أن يكون بداية لتفكير علمي محقق صوب إلاشكاالت املثارة بشكل دائم
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
: امل ع ع ععال ح ع ع ع ع ع ععق
116
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
114
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
الئـ ـ ـ ـ ـ ـ ـح ـ ـ ـ ـ ــة املـ ـ ـ ـ ـراج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع
الكتب :
القرآن الكريم :سورة الفرقان ،آلاية .67
املهدي بنمير ،الحكامة املحلية باملغرب و سؤال التنمية البشرية ،مطبعة و ليلي -مراكش ،الطبعة ألاولى ،سنة 8000
املهدي بنمير ،الجماعات املحلية و املمارسة املالية باملغرب ،املطبعة و الوراقة الوطنية -مراكش ،سنة 0884
السعيدي مزروع فاطمة ،إلادارة املحلية الالمركزية باملغرب ،الطبعة ألاولى ،مطبعة النجاح الجديدة -الدار البيضاء
،سنة 8003
بهيجة هسكر"،الجماعة املقاولة باملغرب ألاسس ،املقومات والرهانات" ،طوب بريس -الرباط ،الطبعة ألاولى ،سنة . 2010
خالد الغازي ،التنظيم الجهوي بفرنسا ،املجلة املغربية لألنظمة القانونية و السياسية ،مطبعة الرسالة -الرباط ،
عدد خاص ،يونيو -سنة . 2005
عسور منصور ،قانون امليزانية العامة و رهان الحكامة املالية الجيدة ،مطبعة املعارف الجديدة -الرباط ،الطبعة
ألاولى ،سنة 8008
عبد الفتاح بلخال و جواد الرباع ،تنسيق إدريس أيتلحو ،الجهة بين تبوء مكانة الصدارة ترابيا و حدود التمويل
الجبائي ،التمويل الترابي في ضوء القوانين التنظيمية للجماعات الترابية باملغرب ،املركز املغربي للبحث و الدراسات
الترابية ،سلسلة الندوات حول التمويل الترابي باملغرب ،مكتبة املعرفة – مراكش ،الطبعة ألاولى ،العدد ألاول ،سنة
2017
عبد الرحيم العماري ،في منطق الترافع عن قضية الصحراء أو أصول القوة الترافعية :حفريات نقدية عن املغرب
السياس ي ،الجزء ألاول ،ملف الصحراء ( ،)1975 – 2015مطبعة طوب بريس – الرباط ،الطبعة ألاولى ،سنة 2016
.
عبد العزيز أشرقي " ،الحكامة الترابية و تدبير املرافق العمومية املحلية على ضوء الجهوية املتقدمة" ،مطبعة النجاح
الجديدة -الدار البيضاء ،الطبعة ألاولى ،سنة 2014
عبد العزيز أشرقي ،الجهوية املوسعة نمط جديد للحكامة الترابية و التنمية املندمجة ،مطبعة النجاح الجديدة الدار
البيضاء ،الطبعة ألاولى ،سنة 8000
عبد القادر باينة ،الرقابة املالية على النشاط إلاداري ،الجزء ألاول ،دار القلم – الرباط ،الطبعة ألاولى ،سنة 8000
عبد الفتاح بلخال ،علم املالية العامة و التشريع املالي املغربي ،مطبعة فضالة -الدار البيضاء ،الطبعة ألاولى ،سنة
8002
عبد هللا إلادريس ي ،إصالح التنظيم الجماعي ،التنصيص و الحصيلة ،مطبعة الجسور -وجدة ،الطبعة ألاولى ،
سنة 8003
عبد املجيد أسعد ،مالية الجماعات املحلية باملغرب ،مطبعة النجاح الجديدة -البيضاء ،الطبعة الثانية ،سنة 0882
طارق اتالتي ،القانون إلاداري ،دار القلم للطباعة و النشر و التوزيع ،الطبعة ألاولى -سنة ،8008
ضياء السمن و ابراهيم صبري ،املالية العامة ،مطبعة الحمامة – تطوان ،الطبعة ألاولى ،سنة . 8006
115
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
محمد اليعكوبي ،تأمالت حول الديمقراطية املحلية باملغرب ،مطبعة املعارف الجديدة -الرباط ،الطبعة الثانية ،
سنة 8002
محمد اليعكوبي ،تأمالت حول الديمقراطية املحلية باملغرب ،مطبعة املعرف الجديدة -الرباط ،الطبعة ألاولى ،سنة
. 2005
مكاوي نصير ،تدبير مالية الجماعات املحلية ،دار أبي رقراق للطباعة والنشر -الرباط ،الطبعة ألاولى ،سنة 8000
محمد حنين ،تدبير املالية العمومية :الرهانات و إلاكراهات ،دار القلم للطباعة و النشر و التوزيع -الرباط ،الطبعة
ألاولى ،سنة 8002
محمد بومدين ،دور البلديات في رفع املستوى الصحي للسكان و تحقيق التنمية ،مطبعة دار ليلى للطباعة و النشر-
الجزائر ،سنة 0888
محمد ظريف ،النسق السياس ي املغربي املعاصر مقاربة سوسيو سياسية ،مطبعة إفريقيا الشرق – الدار البيضاء ،
سنة . 1991
كامل بربر ،نظم إلادارة املحلية دراسة مقارنة ،مطبعة املؤسسة الجامعية للدراسات والنشر و التوزيع -بيروت ،
الطبعة ألاولى ،سنة 1996
رشيد لبكر ،إعداد التراب الوط ي و رهان التنمية الجهوية ،منشورات عكاض -الرباط ،سنة 8003
فاطمة املصلوحي ،مقاربة مقارنة لتطور الجهوية باملغرب ،الجهوية املوسعة باملغرب ،أي نموذج مغربي على ضوء
التجارب املقارنة ،سلسلة الالمركزية و إلادارة املحلية ،مطبعة طوب بريس – الرباط ،الطبعة ألاولى ،سنة . 2010
رشيد السعيد ،كريم لحرش" ،الحكامة الجيدة باملغرب ومتطلبات التنمية البشرية" ،مكتبة الرشاد -الدار البيضاء ،الطبعة
ألاولى ،أبريل -سنة 8008
نعيمة هراج التوزاني ،ألامناء في املغرب في ظل حكم السلطان ، 1894-1873مطبعة فضالة -املحمدية ،سنة
. 1985
المجالت :
أحمد بوسيدي "،التدبير الحر للجماعات الترابية" ،مجلة املنبر القانوني عدد مزدوج أبريل -أكتوبر -سنة . 8008
أحمد حضراني ،املنتخب الجماعي و صعوبات التسيير ،املجلة املغربية لإلدارة املحلية و التنمية ،العدد ، 88أكتوبر
– دجنبر ،سنة 0888
املهدي بنمير ،التنظيم الجهوي باملغرب دراسة تحليلية للقانون رقم 48-86املتعلق بتنظيم الجهات ،سلسلة
الالمركزية والجماعات املحلية ،املطبعة والوراقة الوطنية -مراكش ،سنة . 1997
حسن صحيب ،الجهة بين الالمركزية إلادارية والالمركزية السياسية ،املجلة الدولية ،العدد الثاني ،سنة . 2006
خليل الفاهي ،الجهوية و البعد التنموي املحلي :دراسة في ألاسس و املقومات ،املجلة املغربية لإلدارة املحلية و
التنمية ،العدد ، 06سنة 0882
عبد الخالق عالوي ،مبدأ التدبير الحر للجماعات الترابية و إعداد التراب في ضوء دستور ، 8000املجلة املغربية لإلدارة
املحلية و التنمية ،العدد ، 002سنة .8004
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
عبد اللطيف بروحو ،مالية الجماعات الترابية بين واقع الرقابة و متطلبات التنمية ،املجلة املغربية لالدارة املحلية و
التنمية ،سلسلة مواضيع الساعة ،مطبعة املعارف الجديدة -الرباط ،الطبعة الثانية ،سنة ، 8006
عبد اللطيف بروحو ،مالية الجماعات املحلية بين واقع الرقابة و متطلبات التنمية ،منشوارت املجلة املغربية لإلدارة
املحلية و التنمية ،سلسلة مواضيع الساعة ،مطبعة املعارف الجديدة – الرباط ،العدد ،70سنة . 2011
عبد الرحمان املاض ي ،حكامة املجتمع املدني العمل الجمعوي نموذجا ،مجلة مسالك في الفكر و السياسة و الاقتصاد ،
عدد 00 – 8سنة 8008
عبد الحق املرجاني ،الجهوية في بعض الدول املتقدمة و واقعها وآفاقها باملغرب ،املجلة املغربية لإلدارة املحلية و
التنمية ،عدد مزدوج - 2-8أبريل ،سنة 0884
طارق أتالتي ،الحكامة الحزبية باملغرب ،مجلة مسالك في الفكر و السياسة و إلاقتصاد ،العدد ، 2سنة 8002
محمد املرغدي ،الجهة نحو مرحلة ثالثة ومنتجة ،املجلة املغربية للسياسات العمومية ،العدد ، 6سنة . 2010
محمد اليعقوبي ،مفهوم الجهوية املتقدمة في الخطب امللكية ،منشورات املجلة املغربية لإلدارة املحلية و التنمية ،
سلسلة دراسات ،عدد ، 83سنة 8000
محمد زين الدين ،الحكامة :مقاربة ايسمولوجية في املفهوم و السياق ،مجلة الفكر و السياسة الاقتصادية ،العدد ، 2
مطبعة النجاح الجديدة -الدار البيضاء ،سنة 8002
محمد بوبوش ،الجهوية السياسية أداة لتجاوز مشكل الصحراء ،منشورات املجلة املغربية لإلدارة املحلية و التنمية
،سلسلة مواضيع الساعة ،عدد - 28سنة 8006
محمد زين الدين ،املرتكزات القانونية و السياسية إلنجاح العملية إلانتخابية ،املجلة املغربية لإلدارة املحلية و
التنمية ،العدد ، 23نونبر– دجنبر ،سنة 8003
محمد ظريف ،املغرب في مفترق الطرق :قراءة في املشهد السياس ي ،منشورات املجلة املغربية لعلم الاجتماع السياس ي،
سنة 0886
محمد ألاسعد ،الثقافة السياسية للمنتخبين و تنظيم املجال املحلي باملغرب ،مجلة أمل ،العدد ، 00 – 00سنة
0888
مصطفى محسن ،املسألة الجهوية و اشكالية التنمية باملغرب رؤية اجتماعية نقدية ،منشورات املجلة املغربية
لإلدارة و التنمية ،سلسلة مواضيع الساعة ،العدد ، 06سنة 0882
محمد حركات ،كيف تستطيع الحكامة املالية الجيدة إبطال مفعول الفساد ،املجلة املغربية للتدقيق و التنمية ،
سلسلة التدبير إلاستراتيجي ،عدد ، 6سنة 8002
نجيب جيري "،الديمقراطية املحلية و سؤال الحكامة الجيدة " ،مجلة مسالك في الفكر و السياسة و الاقتصاد ،العدد - 30
،/ 29سنة . 2015
كريم لحرش ،الجهوية املتقدمة باملغرب في ضوء املرجعية امللكية و خالصات تقرير اللجنة إلاستشارية ،سلسلة الالمركزية
والتنمية املحلية ،عدد مزدوج 08 -00تحت عنوان "،الجهوية املتقدمة باملغرب" ،مطبعة طوب بريس -الرباط ،الطبعة
الثانية ،سنة . 8000
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
شحش ي عبد الرحمان ،الجهوية املوسعة في الخطب امللكية بين التحليل السيميائي و التحليل السياس ي ،سلسلة
الالمركزية و إلادارة املحلية ،العدد ، 6فبراير -سنة 8000
هشام مليح ،تجربة الجهوية املوسعة بفرنسا ،سلسلة الالمركزية و إلادارة املحلية ،عدد ، 6سنة . 8000
رضوان العنيي ،جبايات الجهة بين اكراهات الواقع ورهان الجهوية املتقدمة ،املركز املغربي للبحث و الدراسات الترابية
،سلسلة الندوات حول التمويل الترابي املغربي ، ،مكنبة املعرفة – مراكش مطبعة النجاح الجديدة -العدد ألاول ،سنة
. 8008
زهير عبد الكريم الكايد ،الحكماتية :قضايا و تطبيقات ،املنظمة العربية للتنمية إلادارية – القاهرة ،سنة . 8003
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
محمد على أديبا ،اشكالية الاستقالل املالي للجماعات املحلية باملغرب نحو مقاربة واقعية ،منشورات املجلة املغربية
لإلدارة املحلية و التنمية ،سلسلة مواضيع الساعة ،عدد ، 29الطبعة ألاولى ،سنة . 2001
محمد بوبوش ،قضية الصحراء و مفهوم الاستقالل الذاتي ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا املعمقة في القانون
العام ،كلية العلوم القانونية و الاقتصادية و الاجتماعية أكدال – الرباط ،سنة . 2002-2003
سعيد امليري ،التدبير إلاقتصادي للجماعات املحلية باملغرب ،أطروحة ىلنيل الدكتورة في الحقوق ،وحدة القانون
العام الداخلي ،تخصص تسيير السلطات العمومية ،كلية العلوم القانونية و إلاقتصادية و إلاجتماعية – الرباط ،
السنة الجامعية 8008-8006 :
رشيد قاعدة ،املحاكم املالية والتدبير العمومي الجديد ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام ،كلية الحقوق
السويس ي ،السنة الجامعية2016 / 2017
رشيد لبكر ،إعداد التراب الوط ي و رهان التنمية الجهوية ،أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام ،جامعة
الحسن الثاني ،كلية العلوم القانونية و الاقتصادية و الاجتماعية -الدار البيضاء ،السنة الجامعية . 2001- 2000 :
رشيد السعيد ،مدى مساهمة الالمركزية و الالتمركز إلاداري في دعم الجهوية ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في
القانون العام ،كلية الحقوق أكدال – الرباط ،السنة الجامعية . 2001 – 2002 :
رشيد صروخ ،التنظيم الجهوي باملغرب الواقع و التطلعات :دراسة تقييمية لقانون 47.96املؤرخ في 2أبريل ، 1997
بحث لنيل دبلوم الدراسات العليا باملدرسة الوطنية لإلدارة ،السنة الجامعية . 1997-1996 :
يحيا عبد الكبير ،التقسيم الجهوي باملغرب و رهان التنمية ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا املعمقة ،في القانون
العام ،جامعة عبد املالك السعدي ،كلية الحقوق – طنجة ،السنة الجامعية 8002 -8004:
درواس ي مسعود ،السياسة املالية و دورها في تحقيق التوازن الاقتصادي حالة الجزائر ، 8004 – 0880رسالة
دكتوراه دولة ،جامعة الجزائر ،السنة الجامعية 8006 -8002 :
املقاالت :
عبد الرحيم العماري ،ال PJDصار حارسا مأجورا للدولة العميقة ،مقال بجريدة هسبريس 20،أكتوبر . 2013
محمد اليعكوبي ،مفهوم الجهوية املتقدمة في الخطب امللكية ،نشر في املساء يوم 80دجنبر ،سنة 8000
سيدي ابراهيم فعرل ،الحكامة املالية في ضوء القانون التنظيمي للجهات رقم 111.14باملغرب :ألاسس التشريعية و
ألاعطاب التدبيرية ،مجلة العلوم السياسية والقانون –املركز الديمقراطي العربي ،العدد – 26ديسمبر /كانون ألاول ،
املجلد ،4سنة . 2020
سيدي ابراهيم فعرل ،الجهوية الجديدة في الخطاب الرسمي للمؤسسة امللكية باملغرب ،مجلة اتجاهات سياسية ،
دورية علمية محكمة تصدر عن املركز الديمقراطي العربي ،العدد الثاني عشر ،املجلد الثالث ،برلين -أملانيا ،سبتمبر
– سنة . 2020
سيدي ابراهيم فعرل ،التدبير املالي الجهوي الجديد في ضوء تقارير املحاكم املالية باملغرب ،املركز العربي الديمقراطي -
مجلة العلوم السياسية و القانون ،العدد 24أكتوبر /تشرين ألاول ،املجلد ،4سنة . 2020
ألايام الدراسية :
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
إبراهيم أولتيت ،بعض إشكاليات الجهوية املتقدمة في دستور ، 8000أشغال ألايام املغاربية التاسعة للقانون املنظمة من
طرف شبكة الحقوقيين املغاربيين ،أيام 86 88أبريل -سنة .8008
عبد املجيد السماللي ،النموذج ألاملاني للجهوية ،أشغال اليوم الدراس ي املنظم من طرف مؤسسة عالل الفاس ي و
املجلة املغربية لألنظمة القانونية و السياسية حول موضوع النظام الجهوي باملغرب واقع و آفاق 86 ،فبراير 8002
ربحي كريمة و بركان زهية ،وضع دينامية جديدة لتفعيل دور الجماعات املحلية في التنمية ،دراسة مقدمة في امللتقى
الدولي حول :تسيير و تمويل الجماعات املحلية في ضوء التحوالت الاقتصادية ،جامعة الحاج لخضر ،باتنة -الجزائر ،
دجنبر -سنة 8004
الخطب امللكية :
الرسالة امللكية املوجهة إلى املشاركين في أشغال امللتقى البرملاني الثالث للجهات ،الرباط 08 ،دجنبر -سنة .8002
الخطاب الملكي أمام أعضاء مجلسي البرلمان ،بمناسبة افتتاح الدورة ألاولى من السنة التشريعية الثالثة من الوالية
التشريعية العاشرة ،بتاريخ 08أكتوبر -سنة 8002
الخطاب امللكي ،بمناسبة الدورة التشريعية الخريفية من السنة التشريعية الثانية من الوالية العاشرة ،الجمعة 03
أكتوبر -سنة . 8008
الخطاب امللكي الذي ألقاه امللك في افتتاح الدورة ألاولى من السنة التشريعية ألاولى من الوالية التشريعية العاشرة
بتاريخ 04أكتوبر -سنة 8006
الخطاب امللكي الذي وجهه امللك محمد السادل إلى ألامة بمناسبة الذكرى الثانية والستين لثورة امللك و الشعب ،
مساء يوم الخميس 80غشت -سنة 8002
الخطاب الذي ألقاه امللك في افتتاح الدورة ألاولى من السنة التشريعية الرابعة من الوالية التشريعية التاسعة ،الرباط ،
بتاريخ 00أكتوبر -سنة 8004
الخطاب امللكي الذي ألقاه امللك محمد السادل بمناسبة افتتاح الدورة ألاولى من السنة التشريعية الثالثة من الوالية
التشريعية التاسعة 11أكتوبر -سنة 8003
الخطاب امللكي بمناسبة افتتاح الدورة ألاولى من السنة التشريعية الثانية من الوالية التشريعية التاسعة 08 ،أكتوبر -سنة
8008
الخطاب امللكي محمد السادل ليوم ألاربعاء 8مارل حول الجهوية املوسعة ،و إعالنه عن تكوين لجنة خاصة ملراجعة
الدستور ،سنة . 2011
الخطاب امللكي ،بمناسبة افتتاح الدورة ألاولى من السنة التشريعية الخامسة من الوالية التشريعية الثامنة ،بتاريخ 04
اكتوبر. 8000
الخطاب امللكي بمناسبة تنصيب اللجنة الاستشارية للجهوية ،بتاريخ 03يناير -سنة . 8000
الخطاب امللكي ،بمناسبة الذكرى السابعة و الخمسين لثورة امللك و الشعب ،بتاريخ 80غشت -سنة 8000
الخطاب امللكي ،بمناسبة ترؤل امللك الفتتاح الدورة الخريفية للسنة التشريعية ، 8000-8000بتاريخ 2أكتوبر -سنة
8000
161
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
الخطاب امللكي ،بمناسبة الذكرى 33للمسيرة الخضراء ،بتاريخ 06نونبر -سنة 8002
الخطاب امللكي بمناسبة عيد العرش 30 ،يوليوز -سنة 8004
الخطاب امللكي بمناسبة الذكرى 33للمسيرة الخضراء ،بتاريخ 06نونبر ،سنة 8002
الخطاب امللكي ،بمناسبة افتتاح الدورة ألاولى من السنة التشريعية الرابعة ،بتاريخ 03أكتوبر -سنة 8000
الخطاب امللكي ،املوجه إلى املسؤولين عن الجهات و الواليات و العمالت وألاقاليم من رجال إلادارة و ممثلي املواطنين ،
08أكتوبر -سنة 0888
166
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
مجلس النواب ،الجلسة الشهرية املتعلقة بالسياسة العامة املنعقدة بتاريخ 30أكتوبر -سنة 8008
مجلس النواب ،الجلسة الشهرية املتعلقة بالسياسة العامة ،جواب رئيس الحكومة سعد الدين العثماني عن السؤال
املتعلق بتخليق الحياة العامة ،الجلسة رقم . 2017،1
التقرير السنوي للمجلس ألاعلى للحسابات ،سنة 8008 – 8006
مجلس جهة فال – مكنال ،الورقة املنهجية إلعداد التصميم املديري الجهوي للتكوين املستمر لعضاء مجالس
الجماعات الترايية لجهة فال – مكنال ،من إعداد جامعات و مؤسسات التعليم العالي بجهة فال – مكنال – تنسيق
جامعة ألاخوين ،سنة .8008
التقرير السنوي للمجلس إلاقتصادي وإلاجتماعي و البيئي ،سنة 8008
املجلس الاقتصادي و الاجتماعي و البيئي ،تقرير حول متطلبات الجهوية و تحديات اندماج السياسات القطاعية ،سنة
. 2016
حزب العدالة والتنمية ،البرنامج الانتخابي لالنتخابات التشريعية 7 ،أكتوبر – سنة . 2016
وزارة املالية و الخوصصة ،تقرير النوع الاجتماعي ،املرفق بقانون املالية لعام . 2016
وزارة إلاقتصاد واملالية ،ميزانية املواطن ،دليل املواطن لالطالع والتفاعل مع امليزانية ،تسريع تفعيل الجهوية
وإلاصالحات الهيكلية الكبرى ،سنة 8006
تقرير املجلس الاقتصادي الاجتماعي و البيئي ،حول متطلبات الجهوية وتحديات اندماج السياسات القطاعية ،مارل
. 2016
املجلس الاقتصادي و إلاجتماعي و البيئي ،التوزيع املجالي لالستثمار العمومي في أفق الجهوية املتقدمة ،و دور املراكز
الجهوية لالستثمار في إعداد و بلورة املخططات التنموية على الصعيد الجهوي و تعزيز الاستثمار وتحسين مناخ ألاعمال على
صعيد الجهة ،إحالة رقم ،08سنة 8002
املجلس ألاعلى للحسابات ،تقرير حول الجبايات املحلية ،ماي -سنة 8002
تقرير املجلس ألاعلى للحسابات ،التحليل املالي ،سنة 8002
تقرير املجموعة املوضوعاتية املؤقتة املكلفة بالتحضير للجلسة السنوية لتقييم السياسات العمومية ،الحكامة الترابية و
متطلبات التنمية الجهوية ،البرملان ،مجلس املستشارين ،يوليوز -سنة 8002
املندوبية السامية للتخطيط ،املغرب بين أهداف ألالفية من أجل التنمية وأهداف التنمية املستدامة ،املكتسبات
والتحديات ،التقرير الوط ي ،غشت . 8002
الهيئة املركزية للوقاية من الرشوة ،نحو بناء منظومة للحكامة الجيدة ،دراسة بطلب من مجلس املستشارين ،ماي
8002
البرملان – مجلس النواب ،القوانين التنظيمية الخاصة بالجماعة الترابية و رهان تنزيل الجهوية املتقدمة ،حصيلة
مناقشة فرق ألاغلبية بمجلس النواب ملشاريع القوانين املتعلقة بالجماعات الترابية على ضوء مقتضيات دستور ، 2011
سنة . 2015
161
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
مجلس النواب ،فريق حزب العدالة و التنمية ،القوانين التنظيمية الخاصة بالجماعات الترابية ورهان تنزيل الجهوية
املتقدمة ،حصيلة مناقشة فرق ألاغلبية بمجلس النواب ملشاريع القوانين املتعلقة بالجماعة الترابية على ضوء مقتضيات
دستور ،سنة . 2015
املغرب بين أهداف الالفية من أجل التنمية و أهداف التنمية املندوبية السامية للتخطيط ،التقرير الوط ي ،
املستدامة :املكتسبات و التحديات ،سنة 8002
مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء املغربية ،سلسلة دفاتر الصحراء ،إصدار وزارة إلاتصال ،شارع عالل الفاس ي،
مدينة العرفان -الرباط ،طبعة جديدة بمناسبة الذكرى ألاربعين للمسيرة الخضراء ،نونبر -سنة . 8002
وزارة الداخلية :املديرية العامة للجماعات املحلية ،الالمركزية في أرقام ،سنة 8002 -8004
حزب ألاصالة و املعاصرة ،قراءة نقدية للحصيلة الحكومية . 2012- 2016
التقرير السنوي للمجلس ألاعلى للحسابات ،سنة 2014
حزب ألاصالة و املعاصرة ،مذكرة حول موضوع الجهوية املوسعة ،الرباط 06يوليوز -سنة ، 000ص 3
التقرير املرحلي للمجلس الاقتصادي و الاجتماعي و البيئي ،النموذج التنموي الجهوي لألقاليم الجنوبية ،تقييم فعلية
الحقوق الانسانية ألاساسية في ألاقاليم الجنوبية ،سنة . 2013
مجلة املالية ،مديرية الدراسات و التوقعات املالية ،الحكامة الجيدة في تدبير املالية العمومية ،العدد ،02نونبر -سنة
8008
رئاسة الحكومة ،البرنامج الحكومي ،يناير – سنة . 2012
اللجنة الاستشارية للجهوية ،تقرير حول الجهوية املتقدمة ،الكتاب الثاني ،الجوانب املؤسساتية ،سنة 8000
امللخص التنفيذي لتقرير الهيئة املركزية للوقاية من الرشوة ،سنة 8000 – 8000
حزب العدالة والتنمية ،البرنامج الانتخابي القتراع 25نونبر . 2011
الهيئة املركزية للوقاية من الرشوة ،الجهوية املوسعة ومستلزمات الحكامة الجيدة والوقاية من الرشوة ،مارل – سنة
8000
حزب العدالة و التنمية ،ألامانة العامة ،مذكرة حول الجهوية املوسعة ،الرباط في 6رمضان 1431ه املوافق 17غشت -
سنة 2010
حزب ألاصالة واملعاصرة ،التقرير التركييي الصادر عن اليوم الدراس ي املنعقد حول الجهة و النظام الجهوي باملغرب ،
الجديدة 00 – 08 ،يناير -سنة 8008
البيان الختامي للمؤتمر الوط ي ألاول لحزب ألاصالة و املعاصرة ،فبراير -سنة 8008
تصريح ألامين العام لحزب ألاصالة و املعاصرة بتاريخ – 08 – 08سنة 8008
التقرير الوط ي حول التنمية البشرية املستدامة و الفقر ،منشورات ، PNUDنواكشوط -موريتانيا ،سنة ،8002
برنامج ألامم املتحدة إلانمائي :تقرير حول إدارة الحكم لخدمة التنمية البشرية املستدامة ،إصدار خاص للوكالة
ألاممية ،كانون الثاني 08،يناير ،سنة 8000
161
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
القوانين:
الدستور املغربي لعام 2011
الدستور الفرنس ي الصادر بتاريخ 4أكتوبر ، 1958مع آخر التعديالت التي لحقت به إلى غاية سنة.2008
ظهير شريف رقم ،1.18.104صادر في 12ربيع آلاخر 20 (1440ديسمبر ) 2018بتنفيذ قانون املالية رقم 80.18للسنة
املالية ، 2019الجريدة الرسمية عدد 6736مكرر 13،ربيع آلاخر 21 ( 1440ديسمبر .) 2018
ظهير شريف رقم ، 0 00 083بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 28 00املتعلق بانتخاب أعضاء مجالس الجماعات الترابية ،
الجريدة الرسمية عدد 2888مكرر ،الجزء الثالث و املتعلق باملنازعات الانتخابية ظهير شريف رقم 0 00 083صادر في
84من ذي الحجة 80( 0438نوفمبر )8000بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 28 00املتعلق بانتخاب أعضاء مجالس
الجماعات الترابية ،الجريدة الرسمية عدد 2888مكرر ،الجزء الثالث و املتعلق باملنازعات الانتخابية
ظهير شريف رقم 1.17.13صادر في 14رمضان 9 ( 1438يونيو ) 2017بتنفيذ قانون املالية رقم 73 16للسنة املالية
، 2017الجريدة الرسمية عدد 17 ، 6577رمضان 12 ( 1438يونيو .) 2017
ظهير شريف رقم 1.17.110صادر في 6ربيع آلاخر 25 ( 1439ديسمبر 2017بتنفيذ قانون املالية رقم 68 17للسنة
املالية ، 2018الجريدة الرسمية عدد 6 ، 6633ربيع آلاخر 25( 1439ديسمبر . )2017
ظهير شريف رقم ، 020 02 0صادر في 8ربيع ألاول 08 (0438ديسمبر ) 8002بتنفيذ قانون املالية رقم 80 15للسنة
املالية ، 8006الجريدة الرسمية عدد 8 ، 6483ربيع ألاول 21 ( 1437ديسمبر .) 2015
ظهير شريف ، 0 02 68بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 030 30لقانون املالية ،الجريدة الرسمية عدد ، 6370صادر في
04من شعبان 8(0436يونيو. )8002
الظهير الشريف رقم 1.07.195يتعلق بجبايات الجماعات املحلية و مجموعاتها ،صادر في 19من ذي العقدة ( 1428
30نوفمبر ،) 2007الجريدة الرسمية عدد 5583بتاريخ 22ذو القعدة 3( 1428ديسمبر . )2007
ظهير شريف رقم 1.06.18صادر في 15من محرم 14 ( 1427فبراير ) 2006بتنفيذ القانون رقم 36.04املتعلق
بالحزاب السياسية الجريدة الرسمية عدد 21– 5397محرم 20 ( 1427فبراير .) 2006
ظهير شريف رقم 0 00 083صادر في 84من ذي الحجة 80 ( 0438نوفمبر ) 8000بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 28 00
املتعلق بانتخاب اعضاء مجالس الجماعات الترابية ،الجريدة الرسمية عدد 2888مكرر – ذو الحجة 88( 0438نوفمبر
)8000ص 2248املادة 048من مدونة الانتخابات لعام .8003
ظهير شريف رقم ،0 08 82بتنفيذ القانون رقم 60 88املتعلق بتحديد مسؤولية آلامرين بالصرف واملراقبين واملحاسبين
العموميين صادر في 08من محرم 3( 0483أبريل . )8008
ظهير شريف رقم 0 00 082صادر في 82من محرم 3( 0480ماي ) 8000املتعلق بتنفيذ القانون رقم 02 88بمثابة
مدونة تحصيل الديون العمومية
ظهير شريف رقم 0 88 24صادر في 83من ذي القعدة 0408املوافق ل 8ابريل 0888بتنفيذ القانون رقم 48 86
املتعلق بتنظيم الجهات ،جريدة رسمية عدد 4480بتاريخ 84ذي القعدة 0408املوافق ل 3أبريل 0888
164
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
الظهير الشريف رقم ، 1.89.187بتاريخ 21ربيع الثاني ، 1410املوافق ل 21نوفمبر ، 1989الصادر بتنفيذ القانون رقم
، 30.89املتعلق بنظام الضرائب املستحقة للجماعات املحلية و هيئاتها ،الجريدة الرسمية ،عدد ، 4032بتاريخ 6
دجنبر . 1989
الظهير الشريف رقم ، 1.83.38بتاريخ 21رجب ، 1404املوافق ل 23أبريل ، 1984املتعلق باإلصالح الجبائي للدولة ،
الجريدة الرسمية عدد 20 ، 3731ماي . 1984
الظهير الشريف رقم 1.76.584بتاريخ 30شتنبر 1976بمثابة قانون ،املتعلق بالتنظيم املالي للجماعات املحلية و هيئاتها
،الجريدة الرسمية عدد 3335مكرر ،بتاريخ 1أكتوبر 1976
ظهير شريف رقم 0-80-88بتاريخ 88ربيع الثاني 0380املوافق ل 06يونيو ،0880املتعلق بإحداث املناطق ،جريدة
رسمية عدد 3060بتاريخ 88ربيع الثاني ،0380املوافق ل 83يونيو 0880
الظهير الشريف رقم 1.59.315بتاريخ ذي الحجة 1379املوافق ل ( 23يونيو ، )1960املتعلق بالتنظيم الجماعي ،
الجريدة الرسمية عدد ، 2487بتاريخ 24يونيو . 1960
القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم 000 04
القانون رقم 62.99املتعلق بمدونة املحاكم املالية .
القانون رقم 45.08املتعلق بالتنظيم املالي للجماعات املحلية و مجموعاتها الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.09.02
صادر في 22من صفر ، 1430املوافق ل ( 18فبراير ، (2009الجريدة الرسمية عدد 5711الصادرة في 27صفر 23 1430
) فبراير . ) 2009
القانون رقم 24 06املتعلق بإحداث التصريح إلاجباري لبعض منتخيي املجالس املحلية والغرف املهنية وبعض فئات
املوظفين أو ألاعوان العموميين بممتلكاتهم ،الجريدة الرسمية رقم 2688الصادرة يوم إلاثنين 3نونبر 8002
القانون املنظم للجهات رقم 47.96
القانون الانتخابات رقم . 9.97
القانون الفرنس ي ل 6يناير 1986الذي تم توضيح مضامينه بموجب مذكرة وزير الداخلية Pierre Joxeفي 20فبراير
، 1986مع ما لحق هذا القانون من تعديالت طفيفة بموجب قانون 19غشت 1986.
املرسوم رقم ، 2.17.279بتحديد كيفيات منح التسبيقات املالية من طرف الدولة لفائدة الجهة وتسديدها ،صادر في 14
من رمضان 9 ( 1438يونيو .) 2017
املرسوم رقم ، 2.17.598بتطبيق أحكام املادة 231من القانون التنظيمي رقم 111.14املتعلق بالجهات فيما يخص صندوق
التأهيل الاجتماعي ،صادر في فاتح ربيع ألاول 20 ( 1439نوفمبر . ) 2017
املرسوم رقم ، 2.17.294بتحديد القواعد التي تخضع لها عمليات الاقتراضات التي تقوم بها الجهة ،صادر في 14من
رمضان 9 ( 1438يونيو ) 2017
املرسوم رقم ، 2.17.288بتحديد طبيعة و كيفيات إعداد ونشر املعلومات و املعطيات املضمنة في القوائم املحا سبية
واملالية املنصو ص عليها في املادة 249من القانون التنظيمي رقم 111.14املتعلق بالجهات ،صادر في 04من رمضان 0432
( 8يونيو ،) 2017
165
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
املرسوم رقم ، 2.17.304بتحديد آلاليات و ألادوات الالزمة ملواكبة الجهة لبلوغ حكامة جيدة في تدبير شؤونها وممارسة
الاختصا صات املوكولة إليها ،صادر في 04من رمضان 8( 0432يونيو ) 2017
املرسوم رقم ، 2.17.618بمثابة ميثاق وط ي لالتمركز إلاداري ،صادر في 18من ربيع آلاخر 26 ( 1440ديسمبر .)2018
املرسوم رقم ، 2.16.305املتعلق بتحديد مسطرة و آجال إعداد البرمجة املمتدة على ثالث سنوات الخاصة بميزانية الجهة
،صادر في 18من ربيع آلاخر 26 ( 1440ديسمبر )2018
املرسوم رقم ، 2.17.291املتعلق بتحديد كيفيات إدراج توازنات ميزانية الجهة و امليزانيات امللحقة والحسابات الخصوصية
في بيان مجمع ،صادر في 14من رمضان 8 ( 1438يونيو . ) 2017
املرسوم رقم 2.76.575بتاريخ 30شتنبر ،1976يتعلق بتطبيق الظهير الشريف رقم 1.76.584املتعلق بالتنظيم املالي
للجماعات املحلية وهيئاتها ،الجريدة الرسمية عدد ،3335بتاريخ 1أكتوبر . 1976
الصادر في املرسوم رقم ، 8 06 888املتعلق بتحديد مسطرة إعداد برنامج التنمية الجهوية و تتبعه وتحيينه و تقييمه ،و
آليات الحوار و التشاور إلعداده 88 ،يونيو -سنة 8006
املرسوم رقم ، 2.17.449بسن نظام املحاسبة العمومية للجهات و مجموعاتها ،الصادر في 4ربيع ألاول 23 ( ،
نوفمبر ،) 2017
مرسوم رقم ، 2.17.282املتعلق بتحديد كيفيات إيداع أموال الجهة لدى الخزينة العامة للمملكة ،صادر في 14من رمضان
8( 1438يونيو ) 2017
املر سوم رقم ، 2.17.279املتعلق بتحديد كيفيات منح التسبيقات املالية من طرف الدولة لفائدة الجهة و تسديدها ،
صادر في 14من رمضان 8 ( 1438يونيو ) 2017
املرسوم رقم ، 2.17.285املتعلق بتحديد كيفيات و شروط حصر النتيجة العامة مليزانية الجهة ،صادر في 14من رمضان
8 ( 1438يونيو . ) 2017
املرسوم رقم ، 2.17.449املتعلق بسن نظام للمحاسبة العمومية للجهات و مجموعاتها ،صادر في 14من رمضان 8 ( 1438
يونيو ) 2017
املرسوم رقم ، 2.16.314املتعلق بتحديد قائمة الوثائق الواجب إرفاقها بميزانية الجهة املعروضة على لجنة امليزانية
والشؤون املالية والبرمجة ،صادر في 23من رمضان 88 ( 1437يونيو ) 2016
املرسوم رقم ، 2.16.317املتعلق بتحديد كيفيات تحضير القوائم املالية و املحاسبية املرفقة بميزانية الجهة ،صادر في 23
من رمضان 88 (1437يونيو ) 2016
املرسوم رقم ، 2.16.308املتعلق بتحديد شروط و كيفيات تحويل الاعتمادات املفتوحة في ميزانية الجهة ،صادر في 23من
رمضان 88 (1437يونيو ) 2016
املرسوم رقم ، 8 02 286املتعلق بتحديد عدد ألاعضاء الواجب انتخابهم في مجلس كل جهة و توزيع عدد املقاعد على
العماالت و ألاقاليم و عماالت املقاطعات املكونة لكل جهة ،صادر في 8شوال 84( 0436يوليوز . ) 8002
املرسوم رقم 8 08 440صادر في 08من محرم 3( 0430يناير )8000املتعلق بسن نظام للمحاسبة العمومية للجماعات
املحلية و مجموعاتها ،الجريدة الرسمية عدد 2200الصادرة بتاريخ 83صفر 2( 0430فبراير )8000
161
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
املرسوم رقم 8 08 0832الصادر بتاريخ 4نونبر 8002املتعلق بمراقبة نفقات الدولة.
املرسوم رقم ، 8 06 28القاض ي بإلحاق مراقبة الالتزام بنفقات الدولة بالخزينة العامة للمملكة و تخويل اختصاصات
املراقب العام لاللتزام بالنفقات إلى الخازن العام للمملكة ،الصادر في 03فبراير . 8006
املرسوم رقم 8 00 8682بتاريخ 30دجنبر ,8000الذي دخل حيز التنفيذ ابتداء من ، 8003/08/0املتعلق بتعديل
وتتميم املرسوم رقم 8 82 238املؤرخ في 30دجنبر 0882املتعلق بمراقبة الالتزام بنفقات الدولة
املرسوم رقم ، 8 08 0832الصادر بتاريخ 4نونبر 8002املتعلق بمراقبة نفقات الدولة.
املرسوم رقم ، 8 88 846الصادر في 08من ربيع آلاخر 0402املوافق ل 08غشت 0888املتعلق بتحديد عدد الجهات و
أسمائها و مراكزها و دوائر نفوذها و عدد املستشارين الواجب انتخابهم في كل جهة و كذا توزيع املقاعد على مختلف
الهيئات الناخبة و كذا إعداد املقاعد الراجعة للجماعات املحلية و توزيعها على العماالت وألاقاليم املكونة لها ،جريدة
رسمية عدد 4208بتاريخ 02غشت ،0888ص 3882
املرسوم رقم ، 8 88 846الصادر في 08من ربيع آلاخر 08( 0402أغسطس )0888بتحديد عدد الجهات وأسمائها
ومراكزها ودوائر نفوذها وعدد املستشارين الواجب انتخابهم في كل جهة وكذا توزيع املقاعد على مختلف الهيئات
الناخبة وكذا أعداد املقاعد الراجعة للجماعات املحلية وتوزيعها على العماالت وألاقاليم املكونة لكل جهة
املرسوم رقم 2.76.576يتعلق بسن نظام ملحاسبة الجماعات املحلية وهيئاتها ،بتاريخ 30شتنبر ، 1976الجريدة رسمية
عدد ، 3335صادر بتاريخ 1أكتوبر . 1976
املرسوم رقم 2.76.577بتاريخ 30شتنبر 1976الخاص بمراقبة صحة الالتزام بالنفقات املتعلقة بالجماعات املحلية و
هيئاتها ،الجريدة الرسمية عدد ، 3335بتاريخ 1أكتوبر . 1976
قرار لوزير الداخلية رقم 1528.18الصادر في 29من شعبان 16 ( 1439ماي ) 2018بمقتض ى توقيف مجلس جهة
كلميم -واد نون و تعيين لجنة خاصة ،الجريدة الرسمية عدد 5 ، 6675رمضان 21( 1439ماي . ) 2018
املنشور الوزاري رقم 8/2017املتعلق بإعداد مشروع قانون املالية لعام . 2018
املنشور رقم -03-02د الصادر بتاريخ 80شوال 02 ( 0484دجنبر ) 8003املتعلق بإصالح مراقبة الالتزام بنفقات
الدولة.
املراجع باللغة الفرنسية :
Autin Jean-louis et Ribot catherne ,’’ droit administratif général imprimerie roto impression en France’’,4°
édition, jouilet - 2005.
Bouachik ahmed , la Gestion locale à la lumiére de la nouvelle charte communale, REMALD , série Thémes
actuels, N° 46 ?2004 .
Bernard stirn, les sources constitutionnelles de droit administratif 3 Edition L.G.D.J 1999
EL YAAGOUBI Mohammed ,‘’ La déconcentration administrative à la lumière du 20 octobre 1993 ‘’, REMALD,
N 10,1995.
161
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
El mahmdi Ahmed , La Coordination dans l’administration centrale du maroc , thèse de doctorat d’etat en
droit , paris 2 , 1982.
Frizon , claire Marand,Renard sophie , et Scarbonchi François ,’la perceptions de l’autonomie financière des
collectivités locales en Europe’’,étude réalisé par les élèves administrateurs territoriaux ,CNFPT,9eme
éd.,2001 .
HARAKAT Med ,’’Réflexion sur l’adaptation du control de la cour des comptes au maroc
Jean-Bernard,Réussir le développement des collectivités locales , Pub . Colloque ASRDLF , Bruxelles , 2004.
Jean - Pierre GILLY, Jacques PERRAT, Dévelepement local et coopération décentralisée – Entre gouvernance
locale et régulation globale , GDRI – EMMA , Université de Sfax , Tunis , septembre 2002.
Kargne Hamani,TIC, décentralisation administrative et bonne gouvernance , Projet d’appui des volontaires
des Nation – Unies à la décentralisation , Mali , 2004.
Marie-Madeleine MIALOT MULLER,’’ Évolution de la régionalisation dans les États membres du Conseil de
l’Europe’’, Commission de la gouvernance, 29e SESSION, Strasbourg, 20-22 octobre 2015.
Mohammed Sbihi, ‘’la gestion des finances communales’’, société Babel pour l’imprimer-Rabat, 1992.
Tarik Zair : ‘’Le principe de libre administration des collectivités territoriales ‘’, REMALD n° 107 Novembre -
Décembre 2012 .
Rapports :
Direction régionale de l'aménagement de Dakhla , Monographie de la région de Dakhla-Oued Eddahab,
2018 .
Ministère de l’intérieur , Direction Générale des Collectivités locales , La Région de Laayoune-Sakia el Hamra,
Monographie Générale ,2015 .
Ministère de l’intérieur , Direction Générale des Collectivités locales , La Région de Dakhla-Oued Eddahab,
Monographie Générale ,2015 .
Ministère de l’intérieur , Direction Générale des Collectivités locales , La Région de Laayoune-Sakia el Hamra,
Monographie Générale ,2015 .
Ministère de l’intérieur , Direction Générale des Collectivités locales , La Région de Dakhla-Oued Eddahab,
Monographie Générale ,2015 .
Fares Wafaa, du gouvernement à la gouvernance, étude d’un concept ambigu, Revue Massalik, N° 8, 2008.
161
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
Rapport du comité sur démocratie locale et régioal pub conseil de l’europe .‘’les procédures et la gestion
budgétaire au niveau des collectivités locales’’, mai 2002.
WAR AND INSURGENCY IN THE WESTERN SAHARA. https://www.files.ethz.ch/isn/164495/pub1152.pdf
Le budget de l’état nouvelles régles , nouvelles pratiques , les études de la documentation française , Paris
2006 .
Appui à la décentralisation et à la gouvernance locale dans les pays tiers’’,Rapport de la commission
européene,Pub,EuropeAID,DOC.Réf.n°2,janvier2007.
Lois et Conseils :
Loi organique n° 2004-758 du 29 juillet 2004 prise en application de l’article 72-2 de la constitution relative à
l’autonomie financière des collectivités territoriale, JORF n°175 du 30 juillet 2004, p. 13561.
Conseil d'Etat de France ,18 janvier2001(requête n° 229247), Commune de Venelles
The Word Bank , Governance and Depelopment , the Word Bank Publication, Washington , DC. 1992.
R apport de développement humain 2003 , Rapport PNUD – maroc ,juillet 2003 , p. 84
161
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
الفهرس :
مقدمة 4 .................................................................................................................................................................................... :
القسم ألاول :الخطاب السياس ي و القانوني للجهوية املتقدمة17 .................................................................................... .
الباب ألاول :املرجعية السياسية للجهوية املتقدمة 19 .........................................................................................................
الفصل ألاول :خيار الجهوية وفق منظور القانون ، 47.96و مشروع نظام الحكم الذاتي 20 .......................................
املبحث ألاول :التجربة الجهوية على ضوء القانون 20 ............................................................................................. 47.96
املطلب ألاول :تشكيل مجالس الجهات و حدود اختصاصاتها وفق القانون 21 ................................................... 47.96
الفقرة ألاولى :تشكيل و تنظيم مجالس الجهات 21 ..............................................................................................................
الفقرة الثانية :حدود الاختصاصات الجهوية 23 ..................................................................................................................
املطلب الثاني :تقييم التجربة الجهوية على ضوء القانون 27 .................................................................................69.74
الفقرة ألاولى :اختالالت مؤسساتية و تنظيمية و قانونية 27 ..............................................................................................
الفقرة الثانية :هشاشة الاستقالل املالي و تشديد الوصاية املالية 30 ..............................................................................
املبحث الثاني :قضية الصحراء كمبرر سياس ي لقيام الجهوية املتقدمة32 ......................................................................
املطلب ألاول :الهيئات و الاختصاصات و املوارد املالية لجهة نظام الحكم الذاتي 33 ....................................................
الفقرة ألاولى :تركيبة نظام الحكم الذاتي33 .........................................................................................................................
الفقرة الثانية :اختصاصات جهات نظام الحكم الذاتي و مواردها املالية 37 .................................................................
املطلب الثاني :تقييم املشروع النظري لنظام الحكم الذاتي بالصحراء 40 .......................................................................
الفقرة ألاولى :سلطة الدولة داخل جهات نظام الحكم الذاتي بالصحراء 41 .................................................................
الفقرة الثانية :مكانة جهات الصحراء داخل الدولة في ظل نظام الحكم الذاتي42 …………………...………….……..
الفصل الثاني :مكانة الجهوية في الخطاب السياس ي الجديد للمؤسسات الرسمية45 ...................................................
املبحث ألاول :الجهوية في الخطاب السياس ي لرئيس الدولة و السلطة التنفيذية 45 ......................................................
املطلب ألاول :الجهوية في الخطب امللكية 46 .........................................................................................................................
الفقرة ألاولى :الجهوية ما بين 9777إلى حدود 46 ..............................…………………..………………………0292
الفقرة الثانية :الجهوية ما بعد دستور 49. ……………………………………….……………………………………..2011.
املطلب الثاني :الجهوية املتقدمة في البرامج الحكومية 53 ...................................................................................................
الفقرة ألاولى :الوالية التشريعية 54 ................................................................................................................ 2011-2016
الفقرةالثانية الوالية التشريعية 57………………………………………………………………………………….………………………………………………..………...2016-2021
املبحث الثاني :الجهوية في الخطاب الجديد لألحزاب السياسية 62 ...................................................................................
املطلب ألاول :الجهوية وفق مذكرات حزب العدالة والتنمية و حزب ألاصالة و املعاصرة 63 ........................................
الفقرة ألاولى :تصور حزب العدالة و التنمية حول الجهوية املتقدمة 63 .......................................................................
الفقرة لثانية :تصور حزب ألاصالة و املعاصرة حول الجهوية املتقدمة 66 ………………….………………………..
املطلب الثاني :الجهوية وفق البرامج الانتخابية و مقترحات ألاحزاب السياسية 70 ..........................................................
الفقرة ألاولى :الجهوية في برامج الانتخابات التشريعية ل 7أكتوبر 71 ................................................................ . 2016
الفقرة الثانية :مالحظات ألاحزاب السياسية حول مسودة مشروع القانون التنظيمي املتعلق بالجهة………74 …..
الباب الثاني :املقاربة القانونية و التنظيمية و املالية الجديدة للجهوية املتقدمة 78 ......................................................
الفصل ألاول :البناء الجديد للتنظيم الالمركزي على املستوى الجهوي79 .......................................................................
املبحث ألاول :التنظيم على املستوى الجهوي 79 ...................................................................................................................
املطلب ألاول :تشكيل و تنظيم مجلس الجهة 80 ...................................................................................................................
الفقرة ألاولى :تأليف مجلس الجهة 80 ...................................................................................................................................
الفقرة الثانية :تنظيم املجلس الجهوي82 ………………...……………………………………………………………………..
املطلب الثاني :تسيير مجلس الجهة 88 ....................................................................................................................................
الفقرة ألاولى :دورات مجلس الجهة و جدول ألاعمال و حدود املداوالت 88 .....................................................................
الفقرة الثانية ; تمثيلية الجهة و شروط اتخاذ القرار و طبيعة الجلسات92 …………………….………………………..
املبحث الثاني :اختصاصات و صالحيات الجهة و الالتمركز إلاداري ملصالح الدولة و عالقتها بالجهات 95 ..................
املطلب ألاول :اختصاصات و صالحيات مجلس الجهة95 ....................................................................................................
الفقرة ألاولى :اختصاصات الجهة 95 .....................................................................................................................................
الفقرة الثانية :صالحيات مجلس الجهة …………………………………………………………99 ……………………………..
املطلب الثاني :الالتمركز إلاداري ملصالح الدولة و عالقة املصالح الالممركزة بالجهات102 .........................................
الفقرة ألاولى :توزيع الاختصاصات بين إلادارات املركزية و املصالح الالممركزة و القواعد املنظمة لعالقاتها
103…………………………………………………………..……………………………………………………………………………..
الفقرة الثانية :القواعد املنظمة لعالقات املصالح الالممركزة للدولة بالجهات ووالتها 106 ………………………….
الفصل الثاني :النظام املالي للجهة في ضوء القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم 111.14و املراسيم التطبيقية 111
املبحث ألاول :مكونات ميزانية الجهة وطرق تدبيرها 111 .....................................................................................................
املطلب ألاول :ميزانية الجهة :املوارد و التكاليف 112 ..........................................................................................................
الفقرة ألاولى :مكونات ميزانية الجهة و مواردها املالية 112 ...............................................................................................
الفقرة الثانية :التكاليف املالية للجهة 117…...………………………………..………………………………………… ……..
املطلب الثاني :وضع ميزانية الجهة119 .................................................................................................................................
الفقرة ألاولى :إعداد و اعتماد و التأشير على امليزانية 120 ..................................................................................................
الفقرة الثانية :تنفيذ و تعديل ميزانية الجهة و حصرها123 ……………………………..…………………… ……….……..
املبحث الثاني :القواعد املطبقة على تنفيذ عمليات املوارد و النفقات 126 ....................................................................
املطلب ألاول :القواعد املطبقة على تنفيذ عمليات املوارد 127 .........................................................................................
الفقرة ألاولى :إصدار و التكفل بأوامر مداخيل الجهة و تحصيلها 128 ............................................................................
الفقرة الثانية :استيفاء الحقوق و الرسوم املصرح بها و إلغاء الديون الغير القابلة للتحصيل على مستوى الجهة
130…………………………………………………………………………………………………………………………………………..
املطلب الثاني :القواعد املطبقة على تنفيذ عمليات نفقات الجهة 134 ...........................................................................
الفقرة ألاولى :كيفيات ممارسة مراقبة الالتزام بالنفقات 135 .............................................................................................
الفقرة الثانية :مراقبة صحة النفقات 140 ………………………………………………………..…………………………....
خاتمة القسم ألاول 144 ......................................................................................................................................................... :
القسم الثاني :املالية الجهوية :اكراهات التدبير املالي الجهوي وآفاق التجاوز146 .......................................................
الباب ألاول :اكراهات التمويل و الاستقاللية147 ................................................................................................................
الفصل ألاول :التمويل الجهوي على ضوء التشريعات الوطنية والدولية 148 .................................................................
املبحث ألاول :التمويل الجهوي وفق الدساتير الغربية و الدستور املغربي لعام 148 ........................................... 2011
املطلب ألاول :التمويل الجهوي على ضوء التجارب املقارنة 149 ........................................................................................
الفقرة ألاولى :تمويل الجهة في دولتي إسبانيا و أملانيا 149 ..................................................................................................
الفقرة الثانية :التمويل الجهوي في دولتي فرنسا و إيطاليا152 ………………………………..……………………………..
املطلب الثاني :مرتكزات و حدود التمويل الجهوي وفق الدستور املغربي 155 .................................................................
الفقرة ألاولى :املرتكزات الدستورية للتمويل الجهوي 155 .................................................................................................
الفقرة الثانية :حدود التمويل الجهوي 158………………………………………………………..……………………………..
املبحث الثاني :التمويل الجهوي على ضوء القانون التنظيمي للجهات رقم ،111.14و القانون املنظم للجبايات املحلية رقم
47.06كما تم تتميمه و تغييره بالقانون رقم 163 ..................................................................................................... 07.20
املطلب ألاول :مستجدات التمويل الجهوي على ضوء القانون التنظيمي للجهات رقم 163 ........................... 111.14
الفقرة ألاولى :تمويل الجهوية املتقدمة من خالل القانون التنظيمي للجهات رقم 164 .................................... 114.11
الفقرة الثانية :مالحظات حول املستجدات املالية للقانون التنظيمي رقم 111.14للجهات …168 ………………..
املطلب الثاني :ثغرات التمويل الجبائي الجهوي 172 ............................................................................................................
الفقرة ألاولى :حدود سلطة الجهة في اتخاذ القرار الجبائي على ضوء القانون املنظم للجبايات املحلية رقم 47.06كما تم
تتميمه و تغييره بالقانون رقم 172 ...............................................................................................................................29.02
الفقرة الثانية :إكراهات التمويل الجبائي على املستوى الجهوي 175……………………………………….……………..
الفصل الثاني :انعكاسات عوائق الاستقالل املالي الجهوي 178 .........................................................................................
املبحث ألاول :ألاسس النظرية و التشريعية لالستقالل املالي الجهوي 178 .......................................................................
املطلب ألاول :املفهوم و ألاساس النظري لالستقالل املالي الجهوي 179 ............................................................................
الفقرة ألاولى :مفهوم الاستقالل املالي 179 ............................................................................................................................
الفقرة الثانية :ألاساس النظري لالستقالل املالي للجهات 181 ………………………………………………………………..
املطلب الثاني :ألاساس القانوني لالستقالل املالي الجهوي على ضوء الهندسة التشريعية الوطنية الجديدة 183 ....
الفقرة ألاولى :الاستقالل املالي الجهوي وفق الوثيقة الدستورية لعام 183 ......................................................... 0299
الفقرة الثانية :الاستقالل املالي الجهوي وفق القانون التنظيمي للجهات رقم 186 …….. ………………..…..999.96
املبحث الثاني :اكراهات الاستقالل املالي الجهوي 188 .........................................................................................................
املطلب ألاول :قيود الاختصاص الجهوي و الرقابة القبلية 188 ..........................................................................................
الفقرة ألاولى :على مستوى الاختصاص 192 .........................................................................................................................
الفقرة الثانية :على مستوى الرقابة القبلية على امليزانية الجهوية194……………………………………………………..
املطلب الثاني :ضعف التمويل و آفات التوزيع و الانفاق 195 ............................................................................................
الفقرة ألاولى :هشاشة إلامكانيات املالية 195 .......................................................................................................................
الفقرة الثانية :قصور العدالة في توزيع و إنفاق املوارد املالية للجهات 198 …………………………………..……..…..
الباب الثاني :أعطاب حكامة التدبير املالي الجهوي و التحديات وسبل التجاوز املمكنة 202 .........................................
الفصل ألاول :الحكامة املالية الجهوية :املرتكزات التشريعية و الاختالالت التدبيرية203 ..............................................
املبحث ألاول :الحكامة املالية :املبادئ و ألاسس 203 ..........................................................................................................
املطلب ألاول :مضمون الحكامة املالية 203 ...........................................................................................................................
الفقرة ألاولى :مفهوم الحكامة 203 .........................................................................................................................................
الفقرة الثانية :مبادئ الحكامة املالية 206……………………………………..………………………………………………...
املطلب الثاني :أسس الحكامة املالية على املستوى الجهوي 208 .......................................................................................
الفقرة ألاولى :ألاساس الالمركزي 209 ....................................................................................................................................
الفقرة الثانية :ألاساس التنموي 211….……………………………..……………………………………………………………..
املبحث الثاني :حكامة التدبير املالي الجهوي :ألاسس التشريعية و آلافات التدبيرية 215 ...............................................
املطلب ألاول :ألاسس و املرتكزات الدستورية و التنظيمية للحكامة املالية 215 ..............................................................
الفقرة ألاولى :مرتكزات الحكامة املالية من خالل دستور 215 ........................................................................ . 0299
الفقرة الثانية :قواعد الحكامة املالية من خالل القانون التنظيمي للجهات رقم 218… ………………..…..999.96
املطلب الثاني :عوائق حكامة التدبير املالي الجهوي223 .......................................................................................................
الفقرة ألاولى :الاختالالت التدبيرية223 ..................................................................................................................................
الفقرة الثانية :ألاسباب و الانعكاسات228……………………..………………………………………………………………...
الفصل الثاني :تحديات وآفاق التدبير املالي الجهوي 230 ....................................................................................................
املبحث ألاول :انعكاسات محدودية الكفاءة العلمية و الاكراهات الرقابية 230 ...............................................................
املطلب ألاول :تأثير ضعف التأطير السياس ي و التكوين املعرفي على تدبير املالية الجهوية 231 ......................................
الفقرة ألاولى :أثر محدودية التأطير السياس ي و الكفاءة العلمية للمنتخب الجهوي 231 ..............................................
237 الفقرة الثانية :هفوات التكوين املستمر للمنتخب الجهوي……………………………..………………………..
املطلب الثاني :إلاكراهات الرقابية 242 ...................................................................................................................................
الفقرة ألاولى :املراقبة إلادارية و الرقابة السياسية 251 ....................................................................................................
الفقرة الثانية :الرقابة القضائية 265 ……………………..…………………………………………………………………..…..
املبحث الثاني :واقع و آفاق التدبير املالي الجهوي 265 ........................................................................................................
املطلب ألاول :التدبير املالي الجهوي :جهة كلميم واد نون نموذجا 266 ...........................................................................
الفقرة ألاولى :و ضعية املوارد املالية لجهة كلميم واد نون برسم سنة 266 ..........................................................2021
الفقرة الثانية :تشخيص واقع التدبير املالي لجهة كلميم واد نون 271……………………..…………………………..…..
املطلب الثاني :آفاف التدبير املالي الجهوي280 ....................................................................................................................
الفقرة ألاولى:الرفع من املردودية التمويلية الجبائية على املستوى الجهوي و العدالة في التوزيع و
الانفاق…………………………………………………………………………………………………………………………………280
الفقرة الثانية :تعزيز الاستقالل املالي الجهوي……………… 285.……………….…………………………..………………..
الفقرة الثالثة :تكريس دعامات حكامة التدبير املالي الجهوي 289 ....................................................................................
خاتمة القسم الثاني 297 ........................................................................................................................................................ :
خاتمة عامة 298 ...................................................................................................................................................................... :
املالحق 301 ............................................................................................................................................................................... :