You are on page 1of 327

‫التدبير المالي الجهوي عمى ضوء االصالحات السياسية بالمغرب ‪ -‬الجهوية المتقدمة ‪ :‬االكراهات و اآلفاق‬

‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫التدبير المالي الجهوي عمى ضوء االصالحات السياسية بالمغرب ‪ -‬الجهوية المتقدمة ‪ :‬االكراهات و اآلفاق‬

‫الــنــــــــــــــاشـــــــــر ‪:‬‬
‫املركز الدًمقراطي العربي‬
‫للدراساث الاستراجيجيت والسياسيت والاقخصادًت‬
‫أملانيا‪/‬برلين‬

‫‪Democratic Arab Center‬‬


‫‪For Strategic, Political & Economic Studies‬‬
‫‪Berlin / Germany‬‬
‫ال يسمح بإعادة إصدار هذا الكتاب أو أي جزء منه أو تخزينه‬
‫في نطاق استعادة المعلومات أو نقله بأي شكل من األشكال‪،‬دون إذن مسبق خطي من الناشر‪.‬‬

‫جميع حقوق الطبع محفوظة‬


‫‪All rights reserved‬‬

‫‪No part of this book may be reproduced, stored in a retrieval system, or‬‬
‫‪transmitted in any form or by any means, without the prior written‬‬
‫‪permission of the publisher.‬‬

‫املركز الدًمقراطي العربي للدراساث الاستراجيجيت والسياسيت والاقخصادًت أملانيا‪ /‬برلين‬


‫الربيداإللكرتوين‪book@democraticac.d‬‬

‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫التدبير المالي الجهوي عمى ضوء االصالحات السياسية بالمغرب ‪ -‬الجهوية المتقدمة ‪ :‬االكراهات و اآلفاق‬

‫كتاب ‪ :‬التدبير المالي الجهوي عمى ضوء االصالحات السياسيةبالمغرب ‪-‬‬

‫الجهوية المتقدمة ‪ :‬االكراهات و اآلفاق‬

‫تأليف ‪ :‬د‪.‬سيدي ابراهيم فعرس‬

‫رئيس املركز الدًمقراطي العربي‪ :‬أ‪ .‬عمار شرعان‬

‫مدًر النشر‪ :‬د‪.‬أحمد بوهكو املركز العربي الدًمقراطي برلين أملانيا‬

‫رئيست اللجخت العلميت ‪ :‬الدكخورة ربيعت جمار املركز الدًمقراطي العربي‬


‫الرقم الدولي المعياري ‪ISBN 978-3-68929-015-3‬‬

‫الطبعت ألاولى‪ 2024‬م‬


‫آلاراء الواردة أدناه ّ‬
‫حعبر عن رأي الكاجب وال حعكس بالضرورة وجهت نظر املركز الدًمقراطي العربي‬

‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫عنوان الكتاب‪:‬‬

‫التدبير املالي الجهوي على ضوء إلاصالحات السياسية باملغرب‬


‫الجهوية املتقدمة ‪ :‬إلاكراهات و آلافاق ‪.‬‬
‫‪:Regional financial management in light of political reforms in Morocco‬‬
‫‪And Prospects Advanced regionalism : Constraints‬‬

‫الدكتور سيدي ابراهيم فعرس‬


‫‪SIDI BRAHIM FAARAS‬‬
‫دكتوراه في القانون العام و العلوم السياسية‪.‬‬
‫أستاذ و باحث باألكاديمية الجهوية للتربية و التكوين‪ -‬العيون الساقية الحمراء‪ -‬وزارة التربية الوطنية‬
‫والتعليم ألاولي و الرياضة – املغرب ‪.‬‬
‫‪Morocco‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫شك ـر و ع ـرف ـ ـان‬

‫و له الحمد في السموات و ألارض و عشيا و حين تظهرون (الروم‪) 18 :‬‬

‫بادئ ذي بدئ ‪ ،‬و انطالقا من آلاية الكريمة أعاله أحمد هلل وحده جل‬
‫وعلى الذي أعانني على إكمال هذا الكتاب وإخراجه إلى حيز الوجود‪...‬‬

‫كما ال يسعني إال أن أتقدم بجزيل الشكر و العرفان إلى أستاذي‬


‫الفاضل الدكتور املحترم العماري عبد الرحيم أستاذ التعليم العالي‬
‫بكلية الحقوق الحسن الثاني باملحمدية على كل مجهوداته و توجيهاته‬
‫النبيلة و املستمرة ‪ ،‬و التي لواله ما خرج هذا الجهد املتواضع إلى حيز‬
‫الوجود ‪.‬‬

‫كما أتقدم بجزيل الشكر إلى الدكتور عبد اللطيف بن منصور أستاذ‬
‫التعليم العالي بكلية الحقوق الحسن ألاول بسطات ‪،‬و الدكتور سعيد‬
‫خمري و الدكتور زهير لخيار أستاذي التعليم العالي بكلية الحقوق‬
‫الحسن الثاني باملحمدية‪ ،‬و الدكتور محمد الطالب أستاذ التعليم‬
‫العالي بكلية الحقوق الحسن ألاول بسطات ‪.‬‬

‫كما أتقدم بجزيل الشكر و العرفان إلى كل من مد يد العون و‬


‫املساعدة لي‪ ،‬إلى الذين طوقوني بجميل صنيعهم ‪ ،‬إلى الذين وافقوني‬
‫الرأي والذين خالفـ ــوا‪...‬عظيــم شكــري و امتناني‪....‬‬

‫‪2‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫إلاهداء‬

‫إلى جدي و جدتي رحمهما هللا‪...‬‬


‫إلى والداي ‪ ،‬رمزا التضحية و العطاء‪...‬‬
‫عرفانا بالجميل‪...‬‬
‫والدي رحمه هللا و أسكنه فسيح جناته ‪ :‬الذي علمني معنى الحياة ‪ ،‬علمني معنى النجاح و‬
‫الصبر ‪.‬‬
‫أمي ‪ :‬التي كانت و الزالت و ستبقى شمسي التي أستمد منها دفئي و طاقتي ‪.‬‬
‫الى زوجتي و التي يجمعني معها ترابط قوي ال يمكن التغافل عنه‪.‬‬
‫إلى ابنتي قرة عيني ‪.‬‬
‫إلى إخوتي و أخواتي‪...‬اعترافا بدورهم ومساندتهم أثناء‬
‫رحلتي العلمية ‪.‬‬
‫إلى كل فرد من عائلتي صغيرها و كبيرها‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫مقدمة ‪:‬‬
‫عرف النظام الجهوي باملغرب إصالحات متوالية منذ فترة الاستقالل‪ ،‬كانت أهمها إلاصالحات السياسية التي‬
‫جاء بها دستور ‪ ،2011‬الذي كرس الجهوية املتقدمة في مادته ألاولى مؤكدا على أن'' التنظيم الترابي للمملكة‬
‫تنظيم ال مركزي ‪ ،‬يقوم على الجهوية املتقدمة ''‪ .‬و قد صاحب هذه إلاصالحات السياسية املنبثقة عن الوثيقة‬
‫الدستورية إصالحات جهوية جديدة جسدها القانون التنظيمي الجديد املتعلق بالجهات رقم ‪، 111.14‬‬
‫مسجال بذلك تحوال جذريا في تاريخ الجهوية باملغرب‪.‬‬
‫تبنت العديد من الدول خيار الجهوية‪ ،‬إال أن تبنيها لهذا الطرح يختلف من بلد آلخر‪ ،‬و ذلك حسب ظروف‬
‫كل بلد و خصوصياته السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية‪ ،‬ف » نظرا لتباين الخصوصيات التي تتميز بها كل‬
‫دولة على حدة‪ ،‬اتخذت الجهوية عدة أشكال‪ ،«1‬فهناك من الدول من تبنت جهوية سياسية و أخرى جهوية‬
‫فيدرالية ‪ ،‬في حين تبنت دول أخرى جهوية إدارية‪ ،‬ما يستدعي منا استعراض بعض هذه التجارب على سبيل‬
‫املثال ‪ ،‬كالتجربة إلايطالية و التجربة الفرنسية ‪ ،‬حتى تكون لهذا البحث فائدة علمية و عملية‪.‬‬
‫فقد اعتمدت إيطاليا النظام الجهوي » ملواجهة بعض املناطق املطالبة باالستقالل‪ ،« 2‬و بذلك سارت » على‬
‫درب إلاصالحات إلادارية و السياسية التي تهم كافة املجاالت الجهوية ‪ ،‬في إطار راعي وحدة الدولة و الحيلولة‬
‫دون وقوع نوع من التجزيئ‪ ،‬حيث تنص مقتضيات املادة الخامسة من الدستور إلايطالي ل ‪ 72‬دجنبر ‪7492‬‬
‫على أن ''الجمهورية واحدة ال تتجزأ‪ ،‬تقر باالستقاللية في التسيير املحلي و تفضله‪ ،‬و تحقق أكبر قدر ممكن من‬
‫الالمركزية إلادارية في املرافق املستقلة عن الدولة ‪ ،‬و تكيف مبادئها و مناهجها التشريعية مع ضرورات التسيير‬
‫املحلي املستقل و مع الالمركزية''‪. « 3‬‬
‫يمكن التمييز في التركيبة الجهوية إلايطالية » بين جهازين على مستوى إلاطار العام ‪ ،‬حيث يحدد الدستور‬
‫إلايطالي ذلك في مادته ‪. 777‬‬
‫أ – جهاز تشريعي ‪ :‬يمثله املجلس الجهوي ‪ ،‬الذي ينتخب باالقتراع العام املباشر ملدة خمس سنوات ‪ ،‬و هو‬
‫الذي ينتخب الهيئة التنفيذية و رئيسها ‪ ،‬و يضع النظام ألاساس ي للجهة باألغلبية املطلقة ألعضائه قبل أن‬
‫يصادق عليه البرملان املركزي بقانون عادي من قوانين الدولة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬عبد المجيد السماللي ‪'' ،‬النموذج األلماني للجهوية ''‪،‬أشغال اليوم الدراسي المنظم من طرف مؤسسة عالل الفاسي والمجلة المغربية لألنظمة القانونية و‬
‫السياسية حول موضوع ''النظام الجهوي بالمغرب واقع و آفاق ''‪ 62 ،‬فبراير ‪ ، 6002‬ص ‪. 522 –522‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-‬عبد العزيز أشرقي ‪ '' ،‬الجهوية الموسعة نمط جديد للحكامة الترابية و التنمية المندمجة ''‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬سنة‬
‫‪ ، 6055‬ص ‪.521‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬رشيد لبكر ‪''،‬إعداد التراب الوطني و رهان التنمية الجهوية'' ‪ ،‬منشورات عكاض ‪ -‬الرباط ‪ ،‬سنة ‪ ، 6002‬ص ‪. 511‬‬

‫‪4‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫ب – جهاز تنفيذي ‪ :‬يمثله جهاز الحكومة أو ما يدعى بمجلس ''الجونطا''‪ ،‬و الذي يضم لجنة تنفيذية‪ .‬هذا‬
‫ألاخير ينتخب من قبل املجلس الجهوي باالقتراع السري‪ ،‬و هو يتولى نشر القوانين و اللوائح الجهوية ‪ ،‬و يعمل‬
‫على تنفيذ البرنامج الاقتصادي و السياس ي املعد من طرف الهيئة التنفيذية للمجلس الجهوي ‪ ،‬كما يسهر‬
‫على التسيير إلاداري املفوض من الدولة للجهة تبعا لتوجيهات الحكومة املركزية‪ . «4‬و لإلشارة‪ » ،‬فالتنظيم‬
‫الجهوي إلايطالي يضم نوعين من الجهات ممثلة في مجملها في مجلس الشيوخ ‪ ،‬حيث تكون كل جهة ممثلة‬
‫نيابيا بسبعة برملانيين على ألاقل ‪ ،‬باستثناء جهة '' أوست '' املمثلة ببرملاني واحد ‪ ،‬و تتمثل هذه الجهات في ‪:‬‬
‫‪ -‬جهات ذات نظام خاص ‪ :‬تم إحداثها بمقتض ى املادة ‪ 771‬من الدستور إلايطالي لعام ‪ 7491‬و عددها خمس‬
‫جهات و هي كاآلتي ‪:‬‬
‫‪Sicile , ‬‬
‫‪Sardaigne , ‬‬
‫‪Trentin – haut –adige , ‬‬
‫‪Vallée d’aoste , ‬‬
‫‪Frioul Vénétie julienne , ‬‬
‫‪ -‬جهات ذات نظام عادي ‪ :‬عددها خمسة عشر جهة ‪ ،‬تستقل مجالسها بوضع نظامها الخاص لتتم املصادقة‬
‫عليه فيما بعد بقانون عادي ‪ ،‬إال أن هذا إلاجراء لم يتم العمل به إال بعد أن صادق البرملان إلايطالي على‬
‫قانون ‪ 72‬يناير ‪ ، 7411‬الذي دخل حيز التنفيذ سنة ‪. 7421‬‬
‫كما تجدر إلاشارة إلى أنه رغم الاختالف في أنظمة هذه الجهات الخاصة و العادية ‪ ،‬فإن هناك اتفاق مبدئي‬
‫يقض ي بإلزامية مراعاة هذه ألانظمة لألحكام و القواعد ألاساسية الواردة في الدستور ‪ ،‬ال سيما املواد من ‪779‬‬
‫إلى ‪ ، 711‬و التي تمثل قدرا مشتركا من القواعد العامة التي يجب وجودها في كل نظام أساس ي من أنظمة هذه‬
‫الجهات‪ . «5‬أما النظام الجهوي في فرنسا‪ ،‬فقد خصص املشرع الفرنس ي استنادا إلى مقتضيات دستور‬
‫الجمهورية الفرنسية الخامسة لعام‪ ،67491‬بابا كامال للتنظيم الالمركزي(الباب الثاني عشر)‪ ،‬حيث تنص‬
‫املادة ‪ 72‬من هذه الوثيقة على أن الجماعات الترابية هي الجماعات و العماالت و الجهات ‪ ،‬و الجماعات ذات‬

‫‪4‬‬
‫‪ -‬عزيزي مفتاح ‪ ''،‬الالمركزية من التسيير اإلداري إلى تدبير التنمية '' ‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق ‪ ،‬شعبة القانون العام ‪ ،‬جامعة محمد الخامس‬
‫‪ -‬الرباط ‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ، 6005 - 6000 :‬ص ‪. 622‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬محمد بوبوش ‪ ''،‬الجهوية السياسية أداة لتجاوز مشكل الصحراء '' ‪ ،‬منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمية ‪ ،‬سلسلة مواضيع الساعة ‪ ،‬عدد‬
‫‪ - 26‬سنة ‪ ، 6002‬ص ‪. 556‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ، 72‬الدستور الفرنسي الصادر بتاريخ ‪ 4‬أكتوبر‪ ، 1958‬مع آخر التعديالت التي لحقت به إلى غاية سنة ‪.2008‬‬

‫‪5‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫الوضع الخاص و الجماعات الواقعة فيما وراء البحار‪ .‬و تخول بموجب نفس املادة ‪ 72‬للجماعات الترابية عملية‬
‫اتخاذ القرارات في كل الاختصاصات التي يمكن تطبيقها في إطار صالحياتها‪ ،‬مع منحها صفة الشخصية املعنوية‬
‫املستقلة ‪.‬‬
‫نظرا للتحوالت التي عرفها التنظيم الجهوي بفرنسا ‪ ،‬و التي ارتقت بمكانة الجهة إلى جانب الجماعات الترابية‬
‫ألاخرى حدد املشرع الفرنس ي التركيبة الجهوية و اختصاصاتها في ‪:‬‬
‫‪ -‬مجلس الجهة ‪ :‬يتشكل بمقتض ى » القانون رقم ‪ 10‬يوليوز سنة ‪ ،1985‬من املستشارين الجهويين الذين يتم‬
‫انتخابهم باالقتراع العام املباشر‪ ،«7‬على أساس التمثيلية النسبية و الاقتراع الالئحي‪ ،‬و التمثيل النسبي ملدة‬
‫ست سنوات‪ . 8‬و يقوم مجلس الجهة املنتخب » بانتخاب الرئيس و اللجان الدائمة التي تتفرع بدورها إلى لجان‬
‫متخصصة ذات طابع استشاري‪ . « 9‬مع إلزامية اجتماعه » مرة كل ثالثة أشهر على ألاقل في جلسة علنية‪ ،‬كما‬
‫يضع قانونه الداخلي ‪ ،‬و عند حصول النصاب القانوني ‪ ،‬يتم التصويت على املقترحات املعروضة و على‬
‫امليزانية فصال فصال ‪ ،‬كما يمارس مجلس الجهة سلطة تقريرية فيما يتعلق ب ‪:‬‬
‫‪ ‬التصويت على امليزانية ؛‬
‫‪ ‬الاشتراك في التجهيزات الجماعية أو تحقيقها ؛‬
‫‪ ‬إبرام الاتفاقات مع جهات أخرى ؛‬
‫‪ ‬تبني التصميم الجهوي ؛‬
‫‪ ‬تقديم املساعدات ؛‬
‫‪ ‬املهام التي تنقلها الدولة أو الجماعات الترابية‪. « 10‬‬
‫يعتبر رئيس مجلس الجهة الفرنس ي‪ ،‬منذ صدور » قانون ‪ 2‬مارس ‪ 1982‬السلطة التنفيذية للجهة و آلامر‬
‫بالصرف ‪ ،‬فهو الذي يستدعي ألاعضاء للجلسات و يرأسها ‪ ،‬كما ينفذ املداوالت‪ ،‬و يدبر املرافق‪ ،‬و يمكنه تفويض‬

‫‪7‬‬
‫‪ -‬فاطمة المصلوحي ‪'' ،‬مقاربة مقارنة لتطور الجهوية بالمغرب '' ‪ ،‬الجهوية الموسعة بالمغرب ‪ ،‬أي نموذج مغربي على ضوء التجارب المقارنة ‪ ،‬سلسلة‬
‫الالمركزية و اإلدارة المحلية ‪ ،‬مطبعة طوب بريس – الرباط ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬سنة ‪ ، 2010‬ص ‪. 27‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ -‬قانون ‪ 6‬يناير ‪ 1986‬الذي تم توضيح مضامينه بموجب مذكرة وزير الداخلية ‪ Pierre Joxe‬في ‪ 20‬فبراير ‪ ، 1986‬مع ما لحق هذا القانون من‬
‫تعديالت طفيفة بموجب قانون ‪ 19‬غشت ‪ ، 1986‬حيث سعى هذا القانون إلى توحيد آليات تسيير المجلس الجهوي ‪ ،‬و جعله ممثال لنموذج باقي الجماعات‬
‫المحلية بما في ذ لك نظام المنتخب و قواعد التسيير الداخلي مع إعطاء الرئيس الوظيفة التنفيذية لمقررات المجلس الجهوي‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ -‬خالد الغازي ‪'' ،‬التنظيم الجهوي بفرنسا ''‪،‬المجلة المغربية لألنظمة القانونية و السياسية ‪ ،‬مطبعة الرسالة ‪ -‬الرباط ‪ ،‬عدد خاص ‪ ،‬يونيو ‪ -‬سنة ‪، 2005‬‬
‫ص ‪. 88‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ -‬فاطمة المصلوحي ‪'' ،‬مقاربة مقارنة لتطور الجهوية بالمغرب '' ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 91‬‬

‫‪6‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫بعض صالحياته لنوابه أو ألعضاء املجلس آلاخرين‪ ،‬و يمارس هذا التفويض تحت رقابته و على مسؤوليته و هو‬
‫قابل دائما للرجوع عنه ‪ ،‬كما أنه ‪:‬‬
‫‪ ‬يحضر مداوالت املجلس و ينفذها ؛‬
‫‪ ‬يمثل الجهة ‪ ،‬و يوقع بهذه الصفة العقود و يتولى الدعاوى أمام القضاء ؛‬
‫‪ ‬يحضر امليزانية و يقدمها على أساس التوجهات الناشئة عن مناقشة املوازنة ‪ ،‬و ينفذها ‪ ،‬و هو آلامر‬
‫بصرف نفقات الجهة و تنفيذ إيراداتها ‪.‬‬
‫– ممثل الدولة على الصعيد الجهوي ‪ :‬أصبحت قراراته متطابقة مع التوجهات الجهوية‪ ،‬و ذلك بموجب قانون‬
‫‪ 6‬فبراير ‪ ،1992‬الذي أسس لرؤية حداثية لعالقة الدولة بالجهة ‪ ،‬بحيث أصبحت سياسة الالتركيز إلاداري‪ ،‬و‬
‫على رأسها ممثل الدولة '' ‪ '' Le préfet‬تنصب أساسا إلى تسيير عقود البرامج بين الدولة و الجهات إلنجاز‬
‫السياسة ألاوروبية الهادفة إلى القضاء على الفوارق الجهوية‪ . « 11‬و للتخفيف من الدور الرقابي املمارس على‬
‫مقررات مجالس الجهات تم حرمان ممثل الدولة املركزية من » سلطة الوصاية السابقة على مقررات املجلس‬
‫الجهوي ‪ ،‬و الاكتفاء بمنحه إمكانية اللجوء إلى القضاء إلاداري املختص ‪ ،‬إذا تعلق ألامر بقرارات غير شرعية ‪،‬‬
‫بحيث أصبح رؤساء املجالس يتمتعون بسلطة التنفيذ الفعلي‪. « 12‬‬
‫– املجلس الاقتصادي و الاجتماعي الجهوي‪ :‬يتشكل هذا املجلس » من ممثلين عن كل الهيئات و النشاطات ذات‬
‫الطابع الاقتصادي‪ ،‬و الاجتماعي‪ ،‬و الثقافي‪ ،‬و املنهي‪ ،‬و العائلي‪ ،‬و التربوي ‪ ،‬و الرياض ي في الجهة ‪.‬‬
‫يشارك املجلس الاقتصادي و الاجتماعي الجهوي في تسيير القضايا الجهوية عبر إبداء آراءه الاستشارية بشكل‬
‫إلزامي فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬الوثائق املتعلقة بإعداد و تنفيذ البرنامج الوطني داخل الجهة ‪ ،‬و كذا البيان السنوي لكيفية تنفيذه ‪،‬‬
‫عالوة على كل الوثائق املرتبطة بالتخطيط و تصاميم التهيئة؛‬
‫‪ ‬وثائق امليزانية إلبداء الرأي حول التوجهات العامة الجهوية ‪.‬‬
‫كما يمكن املجلس إبداء رأيه إذا طلب منه في كل الصالحيات املخولة للجهة‪. « 13‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ -‬خالد الغازي ‪'' ،‬التنظيم الجهوي بفرنسا ''‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.88‬‬
‫‪12‬‬
‫‪ -‬رشيد لبكر ‪'' ،‬إعداد التراب الوطني و رهان التنمية الجهوية ''‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام ‪ ،‬جامعة الحسن الثاني ‪ ،‬كلية العلوم القانونية و‬
‫االقتصادية و االجتماعية ‪ -‬الدار البيضاء ‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ، 2001- 2000 :‬ص ‪.205‬‬
‫‪13‬‬
‫‪ -‬فاطمة المصلوحي ‪'' ،‬مقاربة مقارنة لتطور الجهوية بالمغرب '' ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 93‬‬

‫‪7‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫فقد تطلب تحديث النظام الجهوي الفرنس ي عدة إصالحات على مستوى الاختصاصات‪ ،‬الش ي الذي جعل‬
‫املشرع الفرنس ي يمنح للجهات عدة اختصاصات‪ ،‬حيث أصبحت هذه الجهات تتمتع منذ » إصالح ‪7417‬‬
‫باختصاصات أصلية كتلك املتعلقة بالتنمية الاقتصادية و التخطيط ‪ .‬و اختصاصات أخرى مخولة لها من‬
‫طرف الدولة‪ ،‬كتلك املتعلقة بالتكوين املنهي و التربية و الاختصاصات املتعلقة ببعض جوانب إعداد التراب‬
‫الوطني‪ .«14‬فقد أصبحت تتمتع بموجب هذا إلاصالح باختصاصات مهمة تشمل عدة مجاالت و املتمثلة فيما يلي‪:‬‬
‫– » الاختصاص في مجال التنمية الاقتصادية ‪ :‬لقد وسع القانون رقم ‪ 2‬مارس ‪ 1982‬من تدخل الجهات في‬
‫التنمية الاقتصادية‪ ،‬بحيث أصبح للجهات إمكانية املشاركة في كل نشاط تنموي يرمي إلى تحقيق املصلحة‬
‫الجهوية مباشرة‪ ،‬و كذا املساهمة في رأس مال شركات التنمية الجهوية ‪.» 15‬‬
‫– » الاختصاص في مجال التخطيط و إعداد التراب و التعمير ‪ :‬أعطى قانون ‪ 22‬يوليوز ‪ 1982‬للجهة دورا‬
‫أساسيا في إعداد املخططات الجهوية بموازاة مع املخطط الوطني ‪ .‬و ذلك بعد استشارة املحافظات و املجلس‬
‫الاقتصادي و الاجتماعي الجهوي‪ ،‬كما ينص قانون ‪ 7‬يوليوز ‪ 1981‬على أن " الجماعات و ألاقاليم ‪ ،‬و الجهات ‪،‬‬
‫تساهم بجانب الدولة في إعداد التراب و في التنمية و كذا حماية البيئة''‪.‬‬
‫– الاختصاص في مجال التربية و التكوين و الثقافة و البيئة ‪ :‬حيث تتكلف الجهات بتجهيز الثانويات و‬
‫املؤسسات التربوية املتخصصة‪ ،‬و مؤسسات التكوين املنهي و مدارس التكوين في املجال البحري‪ ،‬من خالل‬
‫حرصها على ضمان عمليات البناء و مصاريف الصيانة و التسيير‪ ،‬كما تساهم الجهات في إنجاز البنيات‬
‫الجامعية للطلبة و بنايات ملدارس املهندسين و املؤسسات املتخصصة‪ ،‬باإلضافة إلى صالحيات أخرى على‬
‫مستوى اتخاذ بعض القرارات‪ ،‬و إنجاز بعض البرامج التي تهم املسار الاجتماعي للطلبة ‪ .‬إضافة إلى الاختصاص‬
‫في املجال الثقافي ‪.‬‬
‫– الاختصاص في مجال الشباب و الرياضة ‪ :‬حيث أصبحت الجهات تهتم أكثر بهذه امليادين نظرا ألهميتها‬
‫الانتخابية‪ ،‬و ذلك عبر م نح بعض املساعدات ملجموعة من الجامعات الرياضية‪ ،‬على شكل إعانات إلحداث‬
‫مجموعة من التجهيزات الرياضية الكبرى‪ ،‬كاملالعب و املسابح‪.» 16‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ -‬عبد الحق المرجاني ‪ ''،‬الجهوية في بعض الدول المتقدمة و واقعها وآفاقها بالمغرب '' ‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمية ‪ ،‬عدد مزدوج ‪- 8-1‬‬
‫أبريل ‪ ،‬سنة ‪ ،5991‬ص ‪. 82‬‬
‫‪15‬‬
‫‪ -‬هشام مليح ‪ '' ، ،‬تجربة الجهوية الموسعة بفرنسا ''‪ ،‬سلسلة الالمركزية و اإلدارة المحلية ‪ ،‬عدد ‪ ، 2‬سنة ‪ ، 6050‬ص ‪. 95‬‬
‫‪16‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪.96‬‬

‫‪8‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫تأسيسا على ما سبق ‪ ،‬فقد أصبح رؤساء مجالس الجهات يتمتعون بصالحيات تنفيذية» حيث أصبحوا‬
‫ينفذون مقررات مجالسهم الجهوية‪ ،‬في حين أصبح والي الجهة يتمتع بصالحيات نوعية تتمثل في ‪:‬‬
‫‪ ‬إلاشراف على املصالح الخارجية للدولة ؛‬
‫‪ ‬تمثيل الوزير ألاول و الوزراء بدائرة نفوذ جهته ؛‬
‫‪ ‬اتخاذ القرارات في القضايا الاقتصادية و الاجتماعية التي تدخل في اختصاص الدولة ؛‬
‫‪ ‬إحالة املداوالت و القرارات و ألاعمال التي يراها مخالفة للدستور و القانون على املحكمة إلادارية‪. « 17‬‬
‫إذا كان لكل تجربة جهوية دولية سياق و منطق معين يحدد معامله ‪ ،‬فاملغرب بدوره عرف تطورا على مستوى‬
‫نظامه الجهوي و الذي كانت له مبرراته ‪ ،‬فقد عرف التنظيم الجهوي باملغرب تطورا عبر مراحل متعددة بدءا‬
‫من عهد الحماية سنة ‪ 1912‬و صدور الظهير رقم ‪1.71.77‬بتاريخ ‪ 16‬يونيو ‪ ، 1971‬و الارتقاء بالجهة مع صدور‬
‫دستور ‪ 1992‬إلى مرتبة جماعة محلية ‪ ،‬ثم مع املراجعة الدستورية لعام ‪ 1996‬و صدور القانون رقم ‪96.47‬‬
‫املتعلق بتنظيم الجهات بتاريخ أبريل ‪ ، 1997‬كما ال ننس ى مشروع نظام الحكم الذاتي لجهة الصحراء ‪ ،‬كأهم‬
‫املبررات السياسية التي ستجعل املغرب يفكر جديا في تجسيد طرح الجهوية املتقدمة بشكل فعلي و الارتقاء بها‬
‫في ألاخير إلى قانون تنظيمي و هو القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬املتعلق بالجهات ‪.‬‬
‫تتطلب معالجة موضوع الجهوية باملغرب على مستوى إلاصالحات السياسية و الجهوية الجديدة‪ ،‬تناول‬
‫املسار التاريخي لهذا الطرح و لو بشكل مقتضب يساعد القارئ على معرفة أهم املحطات التاريخية التي عرفها‬
‫مسار التنظيم الجهوي باملغرب ‪ ،‬و ذلك انطالقا من سنتي ‪ ، 1912‬و ‪ ،1971‬و صوال إلى سنة ‪. 1997‬‬
‫فقد كان التنظيم الجهوي باملغرب قبل عهد الحماية » يعكس التنظيم املؤسساتي لتلك املرحلة ‪ ،‬و كانت‬
‫البنيات الجهوية جنينية لكنها تتميز ببعض الجوانب الايجابية مثل البساطة في تركيبتها ‪ ،‬و السرعة و الفعالية في‬
‫التدخل‪ . « 18‬عكس ذلك اصطدم التنظيم الجهوي في مرحلة الحماية الفرنسية‪ » ،‬باالعتبارات العسكرية التي‬
‫كانت تتمثل في إخضاع كل مناطق و جهات البالد إلى سلطة الحماية ‪ ،‬و التي دفعت إلى استعمال مفهوم الجهة و‬
‫التقييم الجهوي في املغرب باعتباره يسمح في بلد شاسع و مترامي ألاطراف بالقيام بعمل فوري و فعال ‪ .‬و هكذا‬
‫تم إحداث جهات عسكرية بقرار صادر عن املقيم الفرنس ي في ‪ 4‬غشت ‪ ، 1912‬أما الجهات ''ألامنية'' فلم تحدث‬
‫إال ابتداء من سنة ‪ ، 1919‬حيث تم إحداث الجهات التالية ‪:‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ -‬عبد العزيز أشرقي ‪ '' ،‬الجهوية الموسعة نمط جديد للحكامة الترابية و التنمية المندمجة ''‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 156‬‬
‫‪18‬‬
‫‪ -‬محمد اليعكوبي ‪ ''،‬تأمالت حول الديمقراطية المحلية بالمغرب'' ‪ ،‬مطبعة المعرف الجديدة ‪ -‬الرباط ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬سنة ‪ ، 2005‬ص ‪.111‬‬

‫‪9‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪ ‬جهة الدار البيضاء ؛‬
‫‪ ‬جهة الرباط ‪ ،‬بالقرار املقيمي الصادر في ‪ 27‬مارس ‪ 1919‬؛‬
‫‪ ‬جهة وجدة بالقرار املقيمي الصادر في ‪ 22‬دجنبر ‪ 1919‬؛‬
‫‪ ‬جهة الغرب سنة ‪. 1920‬‬
‫و في ‪ 11‬دجنبر ‪ 1923‬صدر نص تنظيمي عن إلاقامة الفرنسية يعدل التنظيم الترابي للمغرب ‪ ،‬و بذلك تم‬
‫تقسيم البالد إلى أربع جهات مدنية هي ‪:‬‬
‫‪ ‬جهة الرباط ؛‬
‫‪ ‬جهة الدار البيضاء ؛‬
‫‪ ‬جهة الغرب ‪.‬‬
‫إضافة إلى ثالث جهات عسكرية تتمثل في كل من فاس ‪ ،‬مراكش ‪ ،‬و مكناس ‪ .‬و في سنة ‪ 1935‬تغير هذا‬
‫التقسيم بدوره ‪ ،‬لتقسم البالد إلى منطقتين ‪ :‬مدنية و عسكرية و ذلك على الشكل التالي ‪:‬‬
‫‪ ‬املناطق املدنية ‪ :‬تضم جهات وجدة ‪ ،‬الدار البيضاء ‪ ،‬الرباط و ثالث أقاليم هي ‪ :‬إقليم أسفي‪ ،‬ميناء‬
‫ليوطي‪ ،‬مازكان ؛‬
‫‪ ‬املناطق العسكرية ‪ :‬تضم جهات فاس ‪ ،‬مكناس مراكش و أربعة أقاليم هي ‪ :‬تازة ‪ ،‬تافياللت‪ ،‬تغو‬
‫مدرعة‪ ،‬وسط ألاطلس‪. « 19‬‬
‫لقد اصطدم املغرب بعد حصوله على الاستقالل ب » تركة استعمارية جسيمة على صعيد الفوارق الجهوية‬
‫على كافة ألاصعدة الاقتصادية ‪ ،‬الاجتماعية و السياسية‪ ،‬و بعد ما تبين العجز الواضح لإلقليم كإطار ملحو تلك‬
‫الفوارق و التفاوتات ‪ ،‬ظهرت ضرورة الاعتماد على تنظيم جديد ‪ ،‬فكانت الجهة الوسيلة املالئمة الختيارات‬
‫إعداد التراب الوطني و التنمية الجهوية‪ . « 20‬فقد كانت الاعتبارات الاقتصادية في هذه املرحلة ألاسباب الرئيسية‬
‫وراء اعتماده النظام الجهوي ‪ ،‬حيث كانت » التحديات الاقتصادية التي واجهت املغرب هي التي جعلته يعتمد‬
‫الجهوية بمقتض ى ظهير رقم ‪ 1- 71 – 77‬بتاريخ ‪ 16‬يونيو ‪ ، 1971‬و ذلك للتخفيف من ظاهرة و مركزية القرار و‬
‫لتفادي تعثر التنمية و للحد من الفوارق الجهوية‪ . «21‬على إثر ذلك اعتمد املغرب » تجربة املناطق الاقتصادية‬

‫‪19‬‬
‫‪ -‬صالح المسنق ‪ '' ،‬التطور اإلداري في أفق الجهوية بالمغرب من الالمركزية إلى الالمركزية ''‪ ،‬دكتوراه السلك الثالث ‪ ،‬مؤسسة نشر للطباعة والنشر‬
‫– الدار البيضاء ‪ ،‬سنة ‪ ، 1999‬ص ‪.273‬‬
‫‪20‬‬
‫‪ -‬لبكر رشيد ‪ '' ،‬إعداد التراب الوطني ورهان التنمية الجهوية '' ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.520‬‬
‫‪21‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪. 152‬‬

‫‪11‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫التي جاء بها ظهير ‪ 71‬يونيو ‪ ،7427‬و املتمثلتين في مشروع تهيئة حوض سبو‪ ،‬ثم مشروع التنمية الاقتصادية‬
‫القروية للريف الغربي‪ ،« 22‬إال أن هذه التجربة اصطدمت ببعض العراقيل تمثلت في » عدم املعرفة بالحقائق‬
‫املحلية ‪ ،‬و بالتالي ضرورة إقحام البعد املجالي لعمليات التنمية في املخططات‪ ،‬و في هذا إلاطار صدر الظهير‬
‫الشريف بتاريخ ‪ 7427/11/71‬بشأن إحداث الجهات الاقتصادية السبعة‪. « 23‬‬
‫رغم التطور الذي عرفه التنظيم الجهوي في هذه املرحلة إال أن التقسيم الجهوي الذي جاء به ظهير ‪1971‬‬
‫» أبان عن اختالالت مجالية متعددة ‪ ،‬كان أهمها ذلك الفارق الكبير الذي يميز الجهة الوسطى عن باقي جهات‬
‫اململكة‪ ،‬فرغم أن املشرع املغربي في إطار ظهير ‪ 16‬يونيو ‪ 1971‬قد جعل ضمن أهدافه ألاساسية تحقيق تنمية‬
‫منسجمة و متوازنة بمختلف أجزاء اململكة‪ ،‬فإن ألاهداف لم يتم تحقيقها على أرض الواقع‪. « 24‬‬
‫و فيما يخص اختصاصات املجالس الجهوية التي أحدثت بمقتض ى ظهير‪ ، 1971‬يمكن القول » أنها كانت تفتقد‬
‫إلى الكثير من الفعالية بسبب غياب الطابع التقريري الذي كان باإلمكان أن يجعل من تدخالتها أمرا ملموسا و ذا‬
‫جدوى و نفع في مختلف امليادين الاقتصادية و الاجتماعية ‪ ،‬فقد شكلت هذه املجالس هياكل مفرغة املحتوى ‪،‬‬
‫حيث انحصر دورها في إبداء الرأي في برامج التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و إعداد التراب ‪ ،‬و تتبع حالة‬
‫تقدم تنفيذ هذه البرامج و كذا تقديم الاقتراحات بشأنها‪ . « 25‬مما جعلها » حلقة استشارية في مسلسل صنع‬
‫القرار بل إن هذا الدور الاستشاري غالبا ما يتم تهميشه ‪ ،‬فضعف املجالس الجهوية الاستشارية يرجع باألساس‬
‫لعدم توفرها على دراسات قطاعية شمولية ‪ ،‬و كذلك العجز الهيكلي الذي تترجمه بنياتها ‪ ،‬أي عدم وجود‬
‫سلطة تقريرية و وسائل فعلية ملتابعة أعمالها و ضعف التنظيم إلاداري على املستوى الجهوي قابله مستوى‬
‫إقليمي ذي سلطات في تزايد مستمر‪. « 26‬‬
‫نظرا لهذه الانتقادات‪ ،‬كان ال بد من إيجاد صيغة جديدة لتطوير النظام الجهوي ‪ ،‬وذلك و فق تصور جديد‬
‫يكون مالئما و مواكبا للتطورات التي تعرفها البالد على جميع املجاالت السياسية ‪ ،‬و الاقتصادية و الاجتماعية و‬

‫‪22‬‬
‫‪ -‬يحيا عبد الكبير‪ ''،‬التقسيم الجهوي بالمغرب و رهان التنمية ''‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة ‪ ،‬في القانون العام ‪ ،‬جامعة عبد المالك السعدي ‪،‬‬
‫كلية الحقوق – طنجة ‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ، 6002 -6001:‬ص ‪.20‬‬
‫‪23‬‬
‫‪ -‬ظهير شريف رقم ‪ 5-15-11‬بتاريخ ‪ 66‬ربيع الثاني ‪ 5295‬الموافق ل ‪ 52‬يونيو ‪ ،5915‬المتعلق بإحداث المناطق ‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪2020‬‬
‫بتاريخ ‪ 69‬ربيع الثاني ‪ ،5295‬الموافق ل ‪ 62‬يونيو ‪ ،5915‬ص ‪.5226‬‬
‫‪24‬‬
‫‪ -‬أحمد الناجم ‪ '' ،‬السياسات الجهوية بالمغرب ''‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم السلك العالي ‪ ،‬المدرسة الوطنية لإلدارة ‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ، 1993-1994 :‬ص‬
‫‪.132‬‬
‫‪25‬‬
‫‪ -‬رشيد صروخ‪ ''،‬التنظيم الجهوي بالمغرب الواقع و التطلعات ‪ :‬دراسة تقييمية لقانون ‪ 47.96‬المؤرخ في ‪ 2‬أبريل ‪ ، ''1997‬بحث لنيل دبلوم‬
‫الدراسات العليا بالمدرسة الوطنية لإلدارة ‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ، 1997-1996 :‬ص‪.21‬‬
‫‪26‬‬
‫‪ -‬قصابي عبد العزيز ‪'' ،‬الجهوية في المغرب حصيلة و آفاق '' ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم السلك العالي ‪ ،‬المدرسة الوطنية لإلدارة العمومية ‪ -‬الرباط ‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية ‪ ، 1988-1987 :‬ص ‪.45‬‬

‫‪11‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫الثقافية ‪ .‬الش يء الذي سيعمل املشرع املغربي جاهدا على تكريسه من خالل التعديل الدستوري لعامي ‪ 1992‬و‬
‫‪ 1996‬و صدور القانون رقم ‪ 96.47‬املتعلق بالجهات ‪.‬‬
‫تحتل املالية الجهوية في التنظيم الالمركزي مكانة محورية ‪ .‬إذ تشكل الوسيلة ألاساسية التي بمقتضاها يتم‬
‫تنفيذ السياسات الجهوية في مختلف امليادين ‪ ،‬سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية أو البيئية على‬
‫املستوى الترابي‪.‬‬
‫غير خاف‪ ،‬أن هذا التدبير مر »بمحطات تاريخية ‪ ،‬ساهمت في وضع اللبنات ألاولى ملالية الجماعات الترابية‪،‬‬
‫بدءا من الفترة التي سبقت نظام الحماية ‪ ،‬حيث تم الاهتمام بمؤسسة ألامناء‪ ،‬كجهاز مكلف بتدبير املال العام في‬
‫العهد املخزني‪ . «27‬إضافة إلى عدة نصوص تشريعية ظهرت في فترة الحماية‪ ،‬و التي كانت » تهدف إلى إعطاء نفس‬
‫جديد للنظام املالي و املحاسبي للبلديات ‪ ،‬كظهير فاتح أبريل ‪ 1913‬املتعلق باملحاسبة البلدية ‪ ،‬و ظهير ‪ 22‬يوليوز‬
‫‪ ،1916‬الذي حدد الرسوم و الحقوق البلدية ‪ ،‬و ظهير ‪ 28‬مارس ‪ ، 1917‬الذي جاء برسوم بلدية أخرى‪ . «28‬و‬
‫مع فترة الاستقالل ‪ ،‬خضع التنظيم املالي للجماعات الترابية إلصالح قانوني مهم في ظل ظهير ‪ 23‬يونيو ‪1960‬‬
‫املتعلق بالتنظيم الجماعي‪ . 29‬كما عرفت هذه الفترة بدورها صدور مجموعة من القوانين التشريعية و‬
‫التنظيمية بسبب التطورات التي لحقت ميزانيات الجماعات الترابية و من أهم هذه القوانين ‪:‬‬
‫‪ -7‬الظهير املتعلق بالتنظيم املالي للجماعات املحلية و هيآتها‪30‬؛‬
‫‪ -2‬املرسوم املتعلق بالتنظيم املالي للجماعات املحلية و هيآتها ‪31‬؛‬
‫‪ -3‬املرسوم املتعلق بسن نظام ملحاسبة الجماعات املحلية و هيآتها‪32‬؛‬
‫‪ -4‬املرسوم الخاص بمراقبة صحة الالتزام بالنفقات املتعلقة بالجماعات املحلية و هيآتها ‪.33‬‬

‫‪27‬‬
‫‪ -‬نعيمة هراج التوزاني ‪ ''،‬األمناء في المغرب في ظل حكم السلطان ‪ ، '' 1894-1873‬مطبعة فضالة ‪ -‬المحمدية ‪ ،‬سنة ‪ ، 1985‬ص ‪. 102‬‬
‫‪28‬‬
‫‪- Mohammed Sbihi, ‘’la gestion des finances communales’’, société Babel pour l’imprimer-Rabat, 1992,‬‬
‫‪p.1.‬‬
‫‪29‬‬
‫‪ -‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.59.315‬بتاريخ ذي الحجة ‪ 1379‬الموافق ل ( ‪ 23‬يونيو ‪ ، )1960‬المتعلق بالتنظيم الجماعي ‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد‬
‫‪ ، 2487‬بتاريخ ‪ 24‬يونيو ‪. 1960‬‬
‫‪30‬‬
‫‪ -‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.76.584‬بتاريخ ‪ 30‬شتنبر ‪ 1976‬بمثابة قانون ‪ ،‬المتعلق بالتنظيم المالي للجماعات المحلية و هيئاتها ‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫عدد ‪ 3335‬مكرر‪ ،‬بتاريخ ‪ 1‬أكتوبر ‪ ،1976‬ص ‪. 3034‬‬
‫‪31‬‬
‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 2.76.575‬بتاريخ ‪ 30‬شتنبر ‪ ،1976‬يتعلق بتطبيق الظهير الشريف رقم ‪ 1.76.584‬المتعلق بالتنظيم المالي للجماعات المحلية‬
‫وهيئاتها ‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،3335‬بتاريخ ‪ 1‬أكتوبر ‪ ،1976‬ص ‪. 3039‬‬
‫‪32‬‬
‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 2.76.576‬يتعلق بسن نظام لمحاسبة الجماعات المحلية وهيئاتها‪ ،‬بتاريخ ‪ 30‬شتنبر ‪ ، 1976‬الجريدة رسمية عدد ‪ ، 3335‬بتاريخ‬
‫‪1‬أكتوبر ‪ ، 1976‬ص ‪. 3039‬‬
‫‪33‬‬
‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 2.76.577‬بتاريخ ‪ 30‬شتنبر ‪ 1976‬الخاص بمراقبة صحة االلتزام بالنفقات المتعلقة بالجماعات المحلية و هيئاتها ‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫عدد ‪ ، 3335‬بتاريخ ‪ 1‬أكتوبر ‪ ، 1976‬ص‪. 3052‬‬

‫‪12‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫و لتجاوز سلبيات النظام الجبائي ‪ ،‬سن املشرع سنة ‪ 1984‬قانونا يتعلق باإلصالح الجبائي للدولة‪ ،‬إذ أمكن‬
‫بموجبه التحويل الكلي ملدخول الضريبة على ألارباح املهنية للجماعات الترابية ‪ ،‬مع تخويل هاته الجماعات‬
‫نسبة ‪ 30%‬على ألاقل من موارد الضريبة على القيمة املضافة‪.34‬‬
‫و تعزيزا لالستقالل املالي للجماعات املحلية‪ ،‬عمل املشرع سنة ‪ 1989‬على سن قانون جديد للجبايات‬
‫املحلية ‪ ،‬كان الهدف أيضا مسايرة التطورات الحاصلة على مستوى النظام الجبائي للدولة‪.35‬‬
‫في السياق نفسه‪ ،‬صدر القانون رقم ‪ 47.06‬املتعلق بجبايات الجماعات املحلية سنة ‪ ،362008‬كما تم صدور‬
‫القانون رقم ‪ 45.08‬املتعلق بالتنظيم املالي للجماعات املحلية و مجموعاتها الصادر بتاريخ فبراير ‪ ،37 2009‬الذي‬
‫جاء ليحدد طبيعة إلاصالحات املزمع القيام بها لتحديث النظام املالي املحلي ‪.‬‬
‫و مع إلاصالحات السياسية التي انبثق عنها التعديل الدستوري لعام ‪ ، 2011‬قامت الدولة بإعادة النظر في‬
‫تنظيمها الترابي ‪ .‬حيث عمدت على وضع تصور جديد للتقسيم الجهوي و توزيع اختصاصات هذا املجال الترابي ‪.‬‬
‫بل هم هذا إلاصالح أيضا مختلف أوجه التدبير املعتمدة في تدبير الشأن الترابي الجهوي ‪ .‬فقد قامت الدولة بتبني‬
‫آليات جديدة للتدبير إلاداري و املالي الجهوي القائمة على مبادئ الحكامة و التي جسدها القانون التنظيمي‬
‫الجديد املتعلق بالجهات رقم ‪ ، 111.14‬تجاوزا لكل إلاكراهات و الاختالالت التي يمكن أن تشكل حاجزا دون‬
‫تحقيق التنمية الجهوية املنشودة ‪.‬‬
‫من هذا املنطلق ‪ ،‬تبرز أهمية موضوع التدبير املالي للجهات من خالل راهنيته ‪ ،‬و دوره الرئيس ي الذي يلعبه‬
‫في املحافظة على املوارد املالية الجهوية و استمراريتها و رفع مستوى الكفاءات البشرية و فاعلية ألانظمة الرقابية‬
‫‪ ،‬و بالتالي ضمان تحقيق مبتغى التنمية الجهوية املنشودة ‪ ،‬كما تبرز أهمية هذا املوضوع و راهنيته ‪ ،‬من خالل‬
‫مجموعة من النقط ‪ ،‬نذكر منها ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬التوجه الدولي و الوطني نحو تقوية النظام الجهوي ‪ ،‬و تطوير إمكانياته املالية ؛‬
‫‪ -2‬مكانة الجهوية في الخطاب السياس ي املغربي ؛‬

‫‪34‬‬
‫‪ -‬الظهير الشريف رقم ‪ ، 1.83.38‬بتاريخ ‪ 21‬رجب ‪ ، 1404‬الموافق ل ‪ 23‬أبريل ‪ ، 1984‬المتعلق باإلصالح الجبائي للدولة ‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد‬
‫‪ 20 ، 3731‬ماي ‪. 1984‬‬
‫‪35‬‬
‫‪ -‬الظهير الشريف رقم ‪ ، 1.89.187‬بتاريخ ‪ 21‬ربيع الثاني ‪ ، 1410‬الموافق ل ‪ 21‬نوفمبر ‪ ، 1989‬الصادر بتنفيذ القانون رقم ‪ ، 30.89‬المتعلق‬
‫بنظام الضرائب المستحقة للجماعات المحلية و هيئاتها ‪ ،‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬عدد ‪ ، 4032‬بتاريخ ‪ 6‬دجنبر ‪ ، 1989‬ص ‪. 1573‬‬
‫‪36‬‬
‫‪ -‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.07.195‬يتعلق بجبايات الجماعات المحلية و مجموعاتها ‪ ،‬صادر في ‪ 19‬من ذي العقدة ‪ 30 ( 1428‬نوفمبر ‪،) 2007‬‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 5583‬بتاريخ ‪ 22‬ذو القعدة ‪ 3( 1428‬ديسمبر ‪. )2007‬‬
‫‪37‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 45.08‬المتعلق بالتنظيم المالي للجماعات المحلية و مجموعاتها الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.09.02‬صادر في ‪ 22‬من‬
‫صفر‪ ، 1430‬الموافق ل ( ‪ 18‬فبراير ‪ ، (2009‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5711‬الصادرة في ‪ 27‬صفر ‪ 23 ) 1430‬فبراير ‪. ) 2009‬‬

‫‪13‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪ -3‬تكريس دستور‪ 2011‬املغربي لقواعد التدبير الجهوي )مبدأ التدبير الحر(و ( مبدأ التفريع )‪ .‬ذلك‬
‫انسجاما مع التوجه إلاصالحي الجديد للدولة ‪ ،‬املبني على قواعد الحكامة ؛‬
‫‪ -4‬املستجدات التي جاء بها القانون التنظيمي الجديد املتعلق بالجهات رقم ‪ ، 111.14‬و مراسيمه‬
‫التطبيقية ؛‬
‫‪ -5‬الاختالالت و الاكراهات التي تعيق التدبير املالي السليم للجهات‪.‬‬
‫يكتس ي موضوع التدبير املالي للجهات باملغرب أهمية كبرى ‪ ،‬لكونه يأتي في سياق مواكبة خطاب إلاصالحات‬
‫الكبرى التي يعلن عنها إلاعالم الرسمي باملغرب ‪ ،‬خصوصا بعد صدور دستور ‪ 2011‬و القانون التنظيمي للجهات‬
‫رقم ‪ ،111.14‬و مجموعة من املراسيم التطبيقية التي تهم مختلف أوجه التدبير املالي الجهوي و التي تهدف إلى‬
‫اعتماد مبادئ الحكامة الجيدة ‪ ،‬كرافعة أساسية لتخليق مجال تدبير الشأن العام الجهوي ‪.‬‬
‫إن اختيار موضوع التدبير املالي للجهات ‪ ،‬له مبرراته الذاتية و املوضوعية ‪.‬‬
‫تتمثل ألاسباب الذاتية في الاهتمام الشخص ي بالتخصص املالي و موضوعات املالية‪ ،‬منذ الدراسة بسلك إلاجازة‪،‬‬
‫و الرغبة في البحث عن املعيقات التي تعرفها ‪ .‬من هنا جاء اختيارنا ملوضوع التدبير املالي الجهوي لراهنيته‪ .‬هو ما‬
‫دفعنا إلى تعميق البحث فيه‪ ،‬بغية رصد مستجداته و كشف ثغراته ‪.‬‬
‫أما ألاسباب املوضوعية ‪ ،‬فتشمل الرغبة في إلاسهام العلمي في رصد الاختالالت التدبيرية ملختلف مسارات التدبير‬
‫املالي الجهوي ‪ ،‬و البحث عن سبل و بدائل لتجاوزها‪.‬‬
‫واجهتنا صعوبات‪ .‬منها أن بعض إلادارات تتحفظ في إعطاء املعلومة بحجية السر املنهي أو تخوفا مما قد‬
‫يكشفه البحث في شقه املالي ‪ .‬و بالتالي نأمل أن يتم تفعيل الحق في الوصول إلى املعلومة ‪ ،‬حتى يقوم الباحثون‬
‫بتعرية الظاهرة املدروسة عوض حجبها‪ ،‬ألن ذلك لن يزيد إال من التستر عن املشاكل و تعميقها ‪ ،‬عوض إيجاد‬
‫حل لها‪.‬‬
‫تقتض ي معالجة موضوع التدبير املالي الجهوي تحديد املفهوم الرئيس ي له ‪ ،‬أي مفهوم التدبير املالي ‪ .‬و الذي‬
‫بدونه سيستعص ي فهم مضمون املوضوع و حل إشكاالته ‪.‬‬
‫وضع القرآن الكريم أسسا عديدة للتدبير املالي ‪ ،‬كقوله تعالى ‪:‬‬
‫ََٰ َ‬ ‫ين إ َذا َأ َنف ُقوا َل ْم ُي ْسر ُفوا و َل ْم َي ْق ُت ُروا َو َك َ‬
‫ان َب ْي َن ذ ِل َك ق َو ًاما﴾ ‪.38‬‬ ‫َ َّ َ‬
‫ِ‬ ‫﴿ و ال ِذ ِ‬
‫يحث مضمون التدبير املالي بهذا املعنى على ضرورة التوازن في تدبير املوارد و النفقات ‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫‪ -‬القرآن الكريم ‪ :‬سورة الفرقان ‪ ،‬اآلية ‪.67‬‬

‫‪14‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫فإذا أردنا معرفة معنى هذا املفهوم على مستوى أهم التوجهات الدولية ‪ ،‬نجد مضمونه » يختلف في ظل التوجه‬
‫ألانجلوساكسوني ‪ ،‬حيث يتميز بمفهوم واسع ‪ ،‬يأخذ بعين الاعتبار تأثير املحيط الداخلي و الخارجي على املنظمة ‪،‬‬
‫و له ثالث مدلوالت عامة و متكاملة ‪ ،‬فهو يفيد مجموع املعارف التي تهتم بتنظيم و تدبير املقاولة ‪ ،‬و يفيد كذلك‬
‫تطبيق هذه املعارف على عملية تجارية أو مقاوالتية ‪ ،‬كما يفيد في مرحلة ثالثة قيادة إدارة عملية التدبير نفسها ‪ .‬في‬
‫حين يحيل مفهوم التدبير حسب التوجه الفرنس ي على مجموع الوسائل املعتمدة و القواعد و إلاجراءات القانونية‬
‫الواجب الالتزام بها عند مزاولة مهمة التدبير‪ ،‬و هو بهذا املعنى له بعد أحادي هو املطابقة ‪ ،‬عكس مفهوم التدبير‬
‫لدى املدرسة الانجلوساكسونية الذي يشمل املطابقة و الاقتصاد و الفعالية ‪ ،‬ثم النجاعة‪ . «39‬على هذا ألاساس‪،‬‬
‫فالتدبير املالي الجهوي ال يتوقف فقط عند النصوص القانونية‪ ،‬بقدر ما يعتمد على مقومات التدبير الحديثة‪ ،‬و‬
‫مدى تفعيلها ‪ .‬بمعنى الانتقال من مرحلة الخطاب و تغيير النصوص القانونية إلى مرحلة الفعل التي تعكس ثقافة‬
‫التدبير السليم ‪ ،‬لدى كل املتدخلين في عملية تدبير الشأن العام الجهوي ‪ .‬كما أن الجهات ‪ ،‬أصبحت اليوم‬
‫مطالبة بمواجهة إلاكراهات التدبيرية أكثر من أي وقت مض ى ‪ ،‬عن طريق استحضار و تفعيل مبادئ الحكامة‬
‫الجيدة ‪.‬‬
‫تأسيسا على ما سبق‪ ،‬وقع اختيارنا على إشكالية محورية متمثلة في ثالث مفارقات أساسية ‪ ،‬هي على الشكل‬
‫آلاتي ‪:‬‬
‫‪ ‬ما مدى تبني املشرع املغربي آلليات التدبير املالي الجهوي ؟ و ما هي الاختالالت و العوائق التي يشهدها‬
‫هذا التدبير؟ و ما هي سبل تجاوزها ؟‬
‫تفرض هذه إلاشكالية إلاجابة عن مجموعة من ألاسئلة الفرعية ‪:‬‬
‫‪ ‬ما هي أسس و حدود النظام املالي الجهوي ؟‬
‫‪ ‬كيف ساهم دستور‪ ، 2011‬و القانون التنظيمي للجهات رقم ‪ ، 111.14‬و مراسيمه التطبيقية في‬
‫تقوية التدبير املالي للجهات ؟‬
‫‪ ‬ما هي أسس الحكامة التي يقوم عليها تدبير املالية الجهوية ؟ و ما هي أعطاب حكامة التدبير املالي‬
‫الجهوي وسبل تجاوزها ؟‬
‫لنتمكن من إلاجابة عن ألاسئلة الفرعية و معالجة إلاشكالية الرئيسة بشكل دقيق و عملي ارتأينا الاعتماد‬
‫على أربعة فرضيات و املتمثلة في آلاتي ‪:‬‬
‫‪39‬‬
‫‪ -‬بهيجة هسكر‪"،‬الجماعة المقاولة بالمغرب األسس‪ ،‬المقومات والرهانات"‪ ،‬طوب بريس‪ -‬الرباط ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬سنة ‪ ، 2010‬ص‪. 7‬‬

‫‪15‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫الفرضية ألاولى ‪ :‬من املحتمل أن يكون التمويل هو أساس التدبير املالي الجهوي ‪.‬‬
‫الفرضية الثانية ‪ :‬يمكن أن يكون استقالل القرار املالي الجهوي شرط أساس لتقوية و تجويد التدبير املالي‬
‫الجهوي ‪.‬‬
‫الفرضية الثالثة ‪ :‬إذا كان تدبير املالية الجهوية ينبني باألساس على توفر املوارد املالية الالزمة و حد معقول‬
‫من الاستقاللية ‪ ،‬فمن املفترض أن يستلزم التقيد بقواعد الحكامة التي تقوم على عدة أسس كاملشاركة و‬
‫النجاعة و سيادة القانون و املسؤولية و املحاسبة ‪.‬‬
‫الفرضية الرابعة ‪ :‬من املفترض أن تجويد التدبير املالي الجهوي يستلزم دعامات أخرى مرتبطة أساسا‬
‫بالعنصر البشري و آلاليات الرقابية ‪.‬‬
‫ملعالجة إلاشكالية املطروحة ‪ ،‬نعتمد توظيف بعض مناهج البحث العلمي ‪ .‬منها املنهج التاريخي‪ ،‬من خالل‬
‫التطور التاريخي للتنظيم الجهوي باملغرب و أهم التجارب املقارنة في هذا الشأن ملعرفة مستوى تطور التنظيم‬
‫الجهوي على املستوى إلاداري و املالي ببعض الدول‪ ،‬معتمدين في ذلك على املنهج الاستنباطي ( قاعدة العام إلى‬
‫الخاص ) ‪ .‬إضافة إلى املنهج الوظيفي ‪ ،‬الذي يقوم على معرفة وظائف و أدوار إلادارة الجهوية و مختلف الفاعلين‬
‫في تدبير شؤونها‪ ،‬و مدى تأثيرهم على صناعة القرار املالي الجهوي‪ ،‬مع إرفاق املنهج القانوني عبر مختلف القوانين‬
‫و املراسيم التطبيقية ‪ .‬ذلك بهدف تحديد مختلف اختالالت مسارات التدبير املالي الجهوي‪ ،‬على اعتبار أن هناك‬
‫عالقة جدلية بين هذه الاختالالت و أزمة التدبير املالي الجهوي ‪.‬‬
‫لإلحاطة بإشكالية البحث ‪ -‬إذن ‪ -‬نعمد إلى مقاربتها من زاويتين رئيسيتين ‪ .‬ألاولى تعمل على إبراز مكانة‬
‫الجهوية في الخطاب التاريخي و السياس ي و القانوني ‪ .‬و نحاول من خالل الثانية التطرق ألهم إكراهات التدبير‬
‫املالي التي تحول دون تحقيق مبتغى التنمية الجهوية‪ ،‬إضافة إلى البحث عن حلول لتجاوز هذه إلاكراهات ‪،‬‬
‫مستندين في ذلك على أهم املستجدات السياسية الجديدة وفق التصميم آلاتي ‪:‬‬
‫القسم ألاول ‪ :‬الخطاب السياس ي و القانوني للجهوية املتقدمة ‪.‬‬
‫الباب ألاول‪ :‬املرجعية السياسية للجهوية املتقدمة ‪.‬‬
‫الباب الثاني‪ :‬املقاربة القانونية و التنظيمية و املالية الجديدة للجهوية املتقدمة ‪.‬‬
‫القسم الثاني ‪ :‬املالية الجهوية ‪ :‬اكراهات التدبير املالي الجهوي و آفاق التجاوز‪.‬‬
‫الباب ألاول‪ :‬املالية الجهوية ‪ :‬إكراهات التمويل و الاستقاللية ‪.‬‬
‫الباب الثاني‪ :‬أعطاب حكامة التدبير املالي الجهوي و التحديات املمكنة ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫القسم ألاول ‪:‬الخطاب السياس ي و القانوني للجهوية املتقدمة‪.‬‬

‫تعرف املسألة الجهوية اهتماما متزايدا من قبل دول العالم‪ ،‬حيث أصبحت ترى فيها إلاطار ألامثل لبلورة و‬
‫تنفيذ الاستراتيجيات الجديدة للتنمية ‪ ،‬فقد تبنتها العديد من الدول كأملانيا و اسبانيا ‪ ،‬و جعلت منها أساس‬
‫التنمية الاجتماعية و الاقتصادية‪ ،‬بل أكثر من ذلك فقد تبنتها بعض الدول لحل أزماتها السياسية‪ .‬فالجهوية »‬
‫كمفهوم تنبني على أساس معايير موحدة متكاملة تشكلها معطيات بشرية تاريخية ‪ ،‬و طبيعية ‪ ،‬تعبر عن‬
‫خصوصية املجال الترابي و تعلن عن هويته الاجتماعية و التاريخية التي تميزه عن باقي مناطق البالد‪. «40‬‬
‫يقتض ي موضوع الجهوية منا البحث في التحديد املفاهيمي ملثل هذه املصطلحات ‪ ،‬ما يستوجب التمييز بين‬
‫الجهوية السياسية و الجهوية إلادارية ‪ » .‬فمفهوم الجهوية إلادارية ذي الطابع الاقتصادي يسعى لخلق إطار من‬
‫التكامل و الانسجام و التوازن ‪ ،‬من خالل ما يفرضه املنطق املؤسساتي الذي يهدف تحقيق الوحدة ‪ ،‬و في نفس‬
‫الوقت تحقيق التنمية على املستوى املحلي‪ «41‬و الجهوي على حد السواء ‪ .‬في حين » يحيل مفهوم الجهوية‬
‫السياسية‪ -‬املؤسساتية إلى أقص ى درجة الالمركزية في إطار الدولة املوحدة دون الوصول إلى مستوى الدولة‬
‫الفيدرالية ‪ ،‬حيث تتوفر فيها الجهة على سيادتها و بالتالي فهي وسيلة لتحديث الدولة دون تجزئة سيادة الدولة ‪،‬‬
‫فالجهوية على هذا الشكل تسعى إلى هدفين رئيسيين ‪:‬‬
‫أولهما ‪ :‬تعميق التعددية السياسية و الثقافية ‪.‬‬
‫ثانيهما ‪ :‬الحرص على الاندماج الاجتماعي و التضامن املجتمعي‪. «42‬‬
‫تتطلب عملية الاستيعاب الدقيق ملفهوم الجهوية » التمييز بين الجهوية السياسية التي هي أقص ى درجة‬
‫الالمركزية في إطار الدولة املوحدة ‪ ،‬و بين الجهوية السياسية في إطار الدولة الفيدرالية التي هي أعلى مستوى‬
‫بحيث تتوفر فيها الجهة على السيادة ‪ .‬و عليه فهي وسيلة للحفاظ على وحدة الدولة ‪ ،‬فعلماء إلادارة‬
‫يصطلحون على تسمية الدولة املوحدة التي تتبنى الجهوية السياسية بالدولة الجهوية كما هو الشأن بالنسبة‬

‫‪40‬‬
‫‪ -‬عبد الواحد مبعوث ‪ ''،‬التنمية الجهوية بين عدم التركيز اإلداري والالمركزية''‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام كلية الحقوق الرباط ‪-‬أكدال ‪،‬‬
‫السنة الجامعية ‪ ، 1999-2000 :‬ص ‪.345‬‬
‫‪41‬‬
‫‪ -‬حسن صحيب‪'' ،‬الجهة بين الالمركزية اإلدارية والالمركزية السياسية''‪ ،‬المجلة الدولية ‪ ،‬العدد الثاني ‪ ،‬سنة ‪ ، 2006‬ص ‪. 30‬‬
‫‪42‬‬
‫‪ -‬عبد الحق المرجاني‪ ''،‬الجهوية في بعض الدول المتقدمة و واقعها وآفاقها بالمغرب '' ‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمية ‪ ،‬عدد مزدوج ‪7-8‬‬
‫‪ -‬أبريل ‪ ،‬سنة ‪ ،1994‬ص ‪. 85‬‬

‫‪17‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫إليطاليا عكس الدولة إلاسبانية التي يصفها الباحثون في العلوم السياسية و إلادارية بدولة املجموعات‬
‫املستقلة‪. «43‬‬
‫إن النواقص التي شابت مسار التجربة الجهوية باملغرب جعلت الخطاب السياس ي املغربي يعلن عن رغبته في‬
‫الارتقاء بمكانة النظام الجهوي إلى وضع متقدم تحظى به الجهة ‪.‬‬
‫فمشروع الجهوية املتقدمة جاء بغية ''… الارتقاء من جهوية ناشئة إلى جهوية متقدمة ذات جوهر ديمقراطي‬
‫تنموي …''‪ ،‬فقد كانت دعوة ( رئيس الدولة ) محمد السادس للجنة الاستشارية للجهوية من خالل الخطاب‬
‫امللكي ل ‪ 3‬يناير ‪ ، 2010‬رسالة صريحة إليجاد نموذج مغربي للجهوية يكون نابعا من خصوصيات املغرب‪ ،‬فقد‬
‫حث ( رئيس الدولة ) على كون الجهوية املنشودة'' … ليست مجرد إجراء تقني أو إداري ‪ ،‬بل توجها حاسما لتطور و‬
‫تحديث هياكل الدولة ‪ ،‬و النهوض بالتنمية املندمجة … ''‪.‬‬
‫فبمراجعة الخطاب الرسمي سنجد خطب رئيس الدولة ‪ ،‬ملحة على مسألة الجهوية املتقدمة و نرى فيها حال‬
‫نظريا استراتيجيا لتجاوز كل الاختالالت و القضايا العالقة ‪ .‬و على رأس هذه القضايا قضية الصحراء ‪ .‬مما جعل‬
‫الحكومة تسارع بالعمل على وضع قانون تنظيمي للجهات ‪ ،‬مع النداء للمقاربة التشاركية كمبدأ للتنزيل ‪ ،‬من‬
‫خالل ادعائها إشراك ألاحزاب السياسية إلبداء مالحظاتها حول مسودة مشروع القانون التنظيمي املتعلق‬
‫بالجهات الذي حض ي بنقاش جد موسع‪ ،‬نتج عنه عدة مالحظات و تعديالت في مواد هذا القانون ‪.‬‬
‫تعتبر الجهوية من العناصر ألاساسية التي جاء بها دستور ‪ ،2011‬حيث بدأ خطاب إصالح التنظيم الالمركزي‪،‬‬
‫من خالل التنصيص بموجب الفصل ألاول من الدستور على أن التنظيم الترابي تنظيم ال مركزي يقوم على‬
‫الجهوية املتقدمة‪ ،‬و اعتبار الجهة إلى جانب الجماعات الترابية ألاخرى جماعة ترابية عوض جماعات محلية‪ ،‬و‬
‫منحها الاستقالل إلاداري و املالي و الحرية في التدبير بكيفية ديمقراطية ‪ ،‬إضافة إلى تخويلها عدة صالحيات جديدة‬
‫‪.‬و قد بدا القانون التنظيمي للجهات رقم ‪ 111.14‬محاوال تأكيد و تنزيل مقتضيات الدستور فيما يخص الجهوية‬
‫املتقدمة ‪ ،‬إذ روج آلليات من أهمها التخفيف من الوصاية املركزية لصالح املراقبة إلادارية و الرقابة القضائية‬
‫من خالل املحاكم إلادارية و املحاكم املالية ‪ ،‬إلى جانب التنصيص على مجموعة من املبادئ التي يعد مبدأ التدبير‬
‫الحر و مبدأ التفريع أبرزها ‪ ،‬و كذا التنصيص على منح رئيس الجهة سلطة تنفيذ مداوالت و مقررات مجلس‬
‫الجهة ‪ ،‬باعتباره آلامر بصرف أموال الجهة ‪ ،‬إضافة إلى سن مرسوم خاص بالالتمركز إلاداري ‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫‪ -‬إدريس األزهري ‪ ''،‬الجهوية والتنمية اإلدارية بالمغرب ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون العام ‪ ،‬جامعة محمد الخامس أكدال – الرباط ‪،‬‬
‫السنة الجامعية ‪ ، 1999- 2000 :‬ص ‪.31‬‬

‫‪18‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫إن مقاربة موضوع التدبير املالي الجهوي باملغرب ‪ ،‬إن في شقه النظري أو على مستوى إبراز أهم إكراهاته‬
‫التدبيرية و سبل تجاوزها ‪ ،‬تستوجب منا استيعاب مكانة السياسات الجهوية في الخطاب السياس ي للمؤسسات‬
‫الرسمية للدولة ‪ ،‬و ابراز أهم '' إلاصالحات الجهوية '' ‪ ،‬و التي جاء بها القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم‬
‫‪ 111.14‬و مراسيمه التطبيقية ‪ ،‬هذا ما سنعمل على اتخاذه كبنية لهذا الجانب من البحث ‪.‬‬

‫الباب ألاول ‪ :‬املرجعية السياسية للجهوية املتقدمة‪.‬‬

‫يعتبر التنظيم الجهوي في املغرب في مساره التاريخي العام ذا ارتباط قوي باملؤسسة امللكية ‪ ،‬خصوصا بعد‬
‫املراجعات الدستورية لعامي ‪ 1992‬و ‪ ، 1996‬و التي ستصبح بفضلها الجهات أحد املكونات الرئيسية للجماعات‬
‫الترابية ‪ ،‬و كذا التحول الفعلي للتنظيم الجهوي الذي سيكرسه القانون رقم ‪ 47.96‬املتعلق بالجهات لعام‬
‫‪ ، 1997‬الذي سيشكل إطارا جديدا للتنظيم الجهوي ‪ ،‬و أيضا انطالقا من التطورات السياسية التي ستعرفها‬
‫قضية الصحراء التي ستجعل املغرب يتعاطى مع خيار الجهوية املتقدمة و طرحه ملبادرة الحكم الذاتي كأفق و‬
‫اقعي للتسوية ‪ ،‬ما أجبره على إلاعالن عن خيار جهوية متقدمة و متدرجة تشمل مختلف الجهات ‪ ،‬و في مقدمتها‬
‫جهات الصحراء ‪ .‬و هو ما جعل مسألة الجهوية مطلبا وطنيا استعجاليا ‪ ،‬يسعى إلعطاء الجهات هامشا أوسع في‬
‫التدبير الذاتي و التخلص من املركزية املفرطة ‪.‬‬
‫إن تطوير و تجويد تدبير املوارد املالية للجهات‪ ،‬يستوجب إعداد سياسية عمومية في مجال املالية الجهوية‪ ،‬و‬
‫التي تجمع كل مكونات و عناصر املوارد املالية الجهوية سواء الجبائية و غير الجبائية وفق إرادة سياسية قوية ‪.‬‬
‫فأمام رهان الجهوية املتقدمة‪ ،‬سيطالب صناع القرار ببالدنا‪ ،‬بفتح أوراش متعددة من إلاصالحات البنيوية‪ ،‬من‬
‫خالل تعديل الترسانة القانونية للجهات ‪ ،‬و ذلك بهدف توفير الشروط ألاساسية‪ ،‬لنجاح رهان الجهوية‬
‫املتقدمة‪ ،‬و اسناد اختصاصات جديدة للجهات‪ ،‬في مجال التنمية الاقتصادية و الاجتماعية‪ ،‬و تمويلها‪.‬‬
‫فإذا كان تحقيق مطلب دولة الجهات يتطلب إقامة مجموعة من الجهات تتمتع باستقاللية عن املركز في‬
‫بعض امليادين املحددة أو تلك املفوضة لها من قبل السلطة املركزية ‪ ،‬فإنه يستدعي كذلك استراتيجية‬
‫للسياسات الجهوية يضعها رأس التنظيم السياس ي ) رئيس الدولة (‪ ،‬إلى جانب برامج الحكومات و ألاحزاب‬
‫السياسية ‪ ،‬مع احترام مبدأ فصل السلط ‪ ( :‬توزيع وظائف الحكم ‪ :‬سلطة وضع القوانين ‪ ،‬و سلطة تنفيذ‬
‫ألاوامر العامة ‪ ،‬و سلطة القضاء ) ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫إن الحديث عن نوع مغاير من الجهوية يتطلب الاعتماد على أهم املحطات و التجارب التي عرفها التنظيم‬
‫الجهوي باملغرب انطالقا من القانون رقم ‪ ، 92.41‬و مشروع نظام الحكم الذاتي ‪ ،‬إضافة إلى إبراز مكانة‬
‫الجهوية املتقدمة في خطاب املؤسسات الرسمية للدولة عبر مضامين الخطاب السياس ي الجديد للمؤسسة‬
‫امللكية و برامج الحكومات و ألاحزاب السياسية ‪ ،‬و هو ما سنتناوله في هذا الباب ‪.‬‬

‫الفصل ألاول ‪ :‬خيار الجهوية و فق منظور القانون رقم ‪ ، 69.74‬و مشروع نظام الحكم الذاتي ‪.‬‬

‫لقد جاء القانون رقم ‪ 92.41‬املتعلق بتنظيم الجهات سنة ‪ ،7442‬من أجل تعزيز الدور التنموي للجهة‪، 44‬‬
‫و الذي مكن الجهة من جهاز تشريعي هو املجلس الجهوي‪ ،‬و جهاز تنفيذي على رأسه عامل الجهة و رئيس‬
‫املجلس الجهوي ‪ ،‬و تم بموجبه تقسيم املغرب إلى ‪ 71‬جهة‪.45‬‬
‫و هو ما أكده نص املادة ‪ 711‬من الدستور املراجع في ‪ 71‬شتنبر ‪ 7441‬حيث جاء فيها '' إلى جانب الدستور‬
‫ينظم الجهات القانون رقم ‪ 92.41‬و أيضا القانون رقم ‪ 4.42‬املتعلق باالنتخابات…'' ‪.‬‬
‫إن البحث في موضوع الجهوية يقتض ي منا تناوله على ضوء القانون ‪ ، 92.41‬لننتقل بعد ذلك إلى مشروع‬
‫نظام الحكم الذاتي لجهات الصحراء ‪ .‬باعتبار هاتين التجربتين من أهم املحطات السياسية التي عرفها التنظيم‬
‫الجهوي باملغرب ‪.‬‬

‫املبحث ألاول ‪ :‬التجربة الجهوية على ضوء القانون ‪. 69.74‬‬

‫تطلب صدور القانون رقم ‪ 47-41‬املنظم للجهات مدة زمنية دامت » أربع سنوات عن دستور ‪ 4‬شتنبر‬
‫‪ 1992‬الذي جعل من هذه الجهة جماعة محلية بموجب املادة ‪ ، 94‬و في الواقع لم يكن ذلك إلاصدار وليد‬
‫الصدفة ‪ ،‬و إنما أتى كتتويج ملجموعة من ألاعمال السياسية ‪ ،‬و القانونية التي انطلقت باملشاورات حول‬
‫إلاصالحات السياسية التي ما فتئت السلطات العمومية تنوي القيام بها‪.« 46‬‬

‫‪44‬‬
‫‪ -‬ظهير شريف رقم ‪ 5.91.81‬صادر في ‪ 62‬من ذي القعدة ‪ 5151‬الموافق ل ‪ 6‬ابريل ‪ 5991‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 11.92‬المتعلق بتنظيم الجهات ‪،‬‬
‫جريدة رسمية عدد ‪ 1110‬بتاريخ ‪ 61‬ذي القعدة ‪ 5151‬الموافق ل ‪ 2‬أبريل ‪ ، 5991‬ص ‪.222‬‬
‫‪45‬‬
‫‪ -‬مرسوم رقم ‪ 6.91.612‬صادر في ‪ 56‬من ربيع اآلخر ‪ 5158‬الموافق ل‪ 51‬غشت ‪ 5991‬المتعلق بتحديد عدد الجهات و أسمائها و مراكزها و‬
‫دوائر نفوذها و عدد المستشارين الواجب انتخابهم في كل جهة و كذا توزيع المقاعد على مختلف الهيئات الناخبة و كذا إعداد المقاعد الراجعة للجماعات‬
‫المحلية و توزيعها على العماالت واألقاليم المكونة لها‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 1209‬بتاريخ ‪ 58‬غشت ‪ ،5991‬ص ‪.2612‬‬
‫‪46‬‬
‫‪ -‬المهدي بنمير ‪'' ،‬التنظيم اإلداري المحلي بالمغرب ''‪ ،‬المطبعة و الوراقة الوطنية – مراكش ‪ ،‬سنة ‪ ، 1993‬ص ‪.175‬‬

‫‪21‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫على هذا ألاساس‪ ،‬يتطلب ألامر منا التطرق ألهم ألاسس و املرتكزات التشريعية التي وضعها املشرع املغربي‬
‫كأساس للتدبير الجهوي و التي تحدد كيفية انتخاب أعضاء مجالس الجهات و تشكيلها و حدود اختصاصاتها (‬
‫املطلب ألاول ) ‪ ،‬فضال عن تقييم هذه املرحلة انطالقا من مقتضيات القانون رقم ‪ ( 92-41‬املطلب الثاني )‪.‬‬
‫املطلب ألاول‪ :‬تشكيل مجالس الجهات و حدود اختصاصاتها وفق القانون رقم ‪. 47-74‬‬
‫إن إصرار الفاعل السياس ي على جعل الجهوية تتبوأ مكانة مهمة في التنظيم إلاداري املغربي‪ ،‬ترجمه قانونيا‬
‫صدور ظهير ‪ 7442‬املتعلق بتنظيم الجهات‪ ،‬الذي جاء نتيجة رؤية إصالحية تروم تجاوز إكراهات التنمية‪ ،‬و‬
‫الذي بموجبه تم تقسيم تراب اململكة إلى ‪ 71‬جهة‪ ،‬حيث أصبح نظريا لكل جهة كيان مستقل متمتع‬
‫بالشخصية املعنوية و الاستقالل املالي و إلاداري‪ ،‬فضال عن إعطاءها مجموعة من الاختصاصات التقريرية و‬
‫أخرى استشارية‪ .‬و هو ما سنتطرق إليه من خالل أهم املرتكزات التشريعية التي نظمت مسارات التدبير الجهوي‬
‫في هذه املرحلة ‪ ،‬و التي كانت تنظم كيفية تشكيل و تنظيم مجالس الجهات (الفقرة ألاولى )‪ ،‬و تلك التي كانت‬
‫توضح حدود اختصاصاتها ( الفقرة الثانية )‪.‬‬
‫الفقرة ألاولى ‪ :‬تشكيل و تنظيم مجالس الجهات ‪.‬‬
‫تطلب تدبير العمل الجهوي وفق القانون رقم ‪ ، 92-41‬تحديد كيفية تشكيل و تأليف مجالس الجهات(أوال )‬
‫و تنظيمها ( ثانيا ) ‪ ،‬و حدود اختصاصاتها ( ثالثا )‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬تأليف مجالس الجهات ‪.‬‬
‫تتألف مجالس الجهات من عدة أعضاء يتم انتخابهم بطريقة الاقتراع غير املباشر‪ ،47‬يمثلون الهيئات آلاتية‪:48‬‬
‫‪ ‬ممثلون عن مجالس الجماعات الحضرية و القروية و مجالس العماالت و ألاقاليم تنتخبهم على‬
‫مستوى كل عمالة أو إقليم هيئة ناخبة تتألف من ألاعضاء املنتخبين باملجالس املذكورة؛‬
‫‪ ‬ممثلون عن الغرق املهنية ‪ :‬تنتخبهم هيئة ناخبة تتألف من ألاعضاء املنتخبين بالغرف املذكورة ؛‬
‫‪ ‬ممثلو املأجورين‪ :‬تنتخبهم هيئة ناخبة تتألف من مندوبين و ممثلين ينتخبون وفق إلاجراءات ‪،‬‬
‫و الشروط القانونية املطبقة على كل فئة من فئات املستخدمين ‪.‬‬
‫و ينضاف إلى هؤالء ألاعضاء السالف ذكرهم أعضاء ( مجلس املستشارين ) املنتخبين في الجهة ‪ ،‬و رؤساء‬
‫مجالس العماالت و ألاقاليم داخل الجهة الذي يحضرون اجتماعاتها بصفة استشارية حسب منطوق املادة‬

‫‪47‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 511‬من مدونة االنتخابات لعام ‪.6002‬‬
‫‪48‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 3‬من القانون المنظم للجهات رقم ‪ ، 47.96‬و المادة ‪ 143‬من قانون االنتخابات رقم ‪. 9.97‬‬

‫‪21‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪ 143‬من قانون الانتخابات رقم ‪ . 9.97‬و ينتخب أعضاء مجلس الجهة ملدة ست سنوات بموجب نص املادة ‪43‬‬
‫من قانون الانتخابات السالف الذكر ‪.‬‬
‫و ال يؤهل للترشح لالنتخاب بصفة مستشار جهوي كل من‪:49‬‬
‫‪ ‬املتجنسون بالجنسية املغربية خالل السنوات الخمس التالية لحصولهم عليها ما لم يرفع عنهم هذا‬
‫القيد وفق الشروط املنصوص عليها في الفصل ‪ 72‬من الظهير الشريف الصادر في ‪ 77‬من صفر ‪7121‬‬
‫(‪ 1‬سبتمبر ‪ )7491‬املعتبر بمثابة قانون الجنسية املغربية ؛‬
‫‪ ‬ألاشخاص الذين اختل فيهم نهائيا شرط أو أكثر من الشروط املطلوبة ليكونوا ناخبين ؛ ألاشخاص‬
‫الذين يزاولون فعليا الوظائف آلاتي بيانها أو الذين يكونون قد انتهوا من مزاولتها منذ أقل من ستة‬
‫أشهر في التاريخ املحدد لالقتراع ؛‬
‫‪ ‬القضاة ؛‬
‫‪ ‬قضاة املجلس ألاعلى للحسابات وقضاة املجالس الجهوية للحسابات ؛‬
‫‪ ‬العمال و الكتاب العامون للعماالت أو ألاقاليم و الخلفاء ألاولون للعمال و الباشوات و رؤساء دواوين‬
‫العمال و رؤساء املقاطعات الحضرية و رؤساء الدوائر و القواد و خلفائهم و خلفاء املقاطعات و الشيوخ‬
‫و املقدمون ؛‬
‫‪ ‬املحتسبون ؛‬
‫‪ ‬حكام الجماعات و املقاطعات و نوابهم ؛‬
‫‪ ‬ألاشخاص آلاخرون غير املشار إليهم أعاله الذين فقدوا الاستفادة من الحق النقابي عمال باملرسوم رقم‬
‫‪ 7.92.7919‬الصادر في ‪ 79‬من رجب ‪ 9( 7122‬فبراير ‪ )7491‬في شأن ممارسة املوظفين الحق النقابي‪،‬‬
‫كما وقع تغييره باملرسوم امللكي رقم ‪ 171.11‬بتاريخ ‪ 72‬من جمادى آلاخرة ‪ 77( 7111‬أكتوبر ‪.)7411‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تنظيم و تسيير املجلس الجهوي ‪.‬‬
‫ينتخب مجلس الجهة من بين أعضائه رئيسا و عدة نواب يؤلفون مكتب الجهة املذكور ملدة تالث سنوات ‪،‬‬
‫حيث يجري انتخاب أعضاء املكتب الجهوي خالل خمسة عشر يوما املوالية النتخاب املجلس أو انقضاء مدة‬
‫انتداب اعضاء املكتب املنتهية مهامهم أو لتاريخ انقطاع املكتب عن مزاولة مهامه ألي سبب من ألاسباب ‪.‬‬
‫يتم انتخاب رئيس مكتب الجهة و نائبه ألاول و الثاني طبقا لشروط النصاب القانوني املقررة في املادة ‪ 28‬من‬
‫نفس القانون و بواسطة الاقتراع السري ‪ ،‬و ال يمكن أن يقع الانتخاب في الدورتين ألاوليتين لالقتراع إال باألغلبية‬

‫‪ - 49‬المادة ‪ 42‬من قانون االنتخابات رقم ‪. 9.97‬‬

‫‪22‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫املطلقة لألعضاء الحاضرين ‪ ،‬و إذا كان من الضروري اجراء اقتراع ثالث فإن الانتخاب في هذه الحالة يكون‬
‫باألغلبية النسبية لألعضاء املذكورين ‪ ،‬و في حالة تعادل ألاصوات يعلن عن انتخاب املترشح ألاكبر سنا‪ ،‬و في‬
‫حالة تعادل ألاصوات و السن يعين املترشح املنتخل عن طريق القرعة ‪ ،‬أما باقي نواب الرئيس فيتم انتخابهم‬
‫طبقا لنفس الشروط املتعلقة بالنصاب و التصويت السري ‪ ،‬باالقتراع بالقاعة عن طريق التمثيل النسبي على‬
‫أساس قاعدة أكبر بقية ‪.50‬‬
‫و قد حدد املشرع املغربي عدد نواب رئيس مكتب الجهة تبعا لعدد سكان كل جهة على الشكل التالي‪:‬‬
‫‪ -‬خمسة نواب في الجهات التي يكون عدد سكانها أقل من مليون نسمة ‪.‬‬
‫‪ -‬سبعة نواب في الجهات التي يتراوح عدد سكانها أقل من مليون نسمة ‪.‬‬
‫‪ -‬تسعة نواب في الجهات التي يبلغ عدد سكانها مليونين نسمة فأكثر‪.51‬‬
‫يمكن اقالة رئيس الجهة من مهامه بعد انصرام أجل سنة من تاريخ انتخابه ‪ ،‬و ذلك بقرار معلل يوافق عليه‬
‫باالقتراع السري الثلثان على ألاقل من ألاعضاء املزاولين مهامهم في املجلس الجهوي ‪ ،‬و تترتب عن هذه الاقالة‬
‫التي يسري أثرها ابتداء من تاريخ تبليغها إلى عامل العمالة أو الاقليم مركز الجهة إقالة نواب الرئيس ‪.52‬‬
‫و يتم توقيف أو عزل رؤساء املجالس الجهوية و نوابهم بعد الاستماع إليهم أو استدعائهم لإلدالء بإيضاحات‬
‫مكتوبة حول ألافعال املنسوبة إليهم ‪ ،‬على أن ال تتجاوز مدة هذا التوقيف شهرا واحدا بموجب قرار معلل‬
‫يصدره وزير الداخلية و ينشر في الجريدة الرسمية ‪ .53‬و يمكن حل مجلس الجهة بمرسوم معلل في الجريدة‬
‫الرسمية ‪ ،‬و في حالة الاستعجال ‪ ،‬يمكن توقيف املجلس بقرار معلل يصدره وزير الداخلية و ينشر في الجريدة‬
‫الرسمية ‪ ،‬على أن ال تتجاوز مدة التوقيف تالث أشهر‪.54‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬حدود الاختصاصات الجهوية ‪.‬‬
‫أصبحت الجهة بموجب الظهير املتعلق بتنفيذ القانون رقم ‪ 92.41‬املتعلق بتنظيم الجهات لسنة ‪، 7442‬‬
‫تتوفر ألول مرة على اختصاصات و صالحيات في مجال التنمية الجهوية عكس ما كان عليه ألامر سابقا في ظهير‬
‫‪ 71‬يونيو ‪ . 7427‬حيث أصبح بإمكانها ممارسة عدة اختصاصات منها ما يدخل في نطاق الاختصاصات التي‬
‫يمارسها مجلس الجهة ‪ ،‬و أخرى أسندت لرئيس الجهة ‪ ،‬و عامل العمالة أو إلاقليم مركز الجهة ‪.‬‬

‫‪ - 50‬المادة ‪ 10‬من القانون المتعلق بتنظيم الجهات رقم ‪. 47.96‬‬


‫‪ - 51‬المادة ‪ 12‬من القانون المتعلق بتنظيم الجهات رقم ‪. 69.74‬‬
‫‪ - 52‬المادة ‪ 16‬من القانون المتعلق بتنظيم الجهات رقم ‪. 69.74‬‬
‫‪ - 53‬المادة ‪ 17‬من القانون المتعلق بتنظيم الجهات رقم ‪. 69.74‬‬
‫‪ - 54‬المادة ‪ 19‬من القانون المتعلق بتنظيم الجهات رقم ‪. 69.74‬‬

‫‪23‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫أوال‪ :‬اختصاصات املجلس الجهوي ‪.‬‬
‫فيما يخص الاختصاصات املنوطة بمجالس الجهات أكد القانون رقم ‪ 47 – 41‬املتعلق بتنظيم الجهات‬
‫على ثالثية الاختصاصات ‪ ،‬منها ما هو ذاتي و منها ما هو منقول و آخر استشاري‪.‬‬
‫أ ‪ -‬الاختصاصات الخاصة بمجلس الجهة ‪:‬‬
‫يختص مجلس الجهة وفق املادة السادسة من القانون رقم ‪ 47 – 41‬املتعلق بتنظيم الجهات بالبث في‬
‫مختلف قضايا الجهة ‪ ،‬و يقر لهذه الغاية التدابير الواجب اتخاذها لضمان تنميتها الاقتصادية و الاجتماعية و‬
‫الثقافية ‪.‬‬
‫و قد اعترفت املادة السابعة من نفس القانون إلى جانب هذا الاختصاص العام ببعض الاختصاصات املحددة‬
‫للجهة على سبيل الحصر و املتمثلة في ما يلي‪:55‬‬
‫‪ ‬دراسة امليزانية الجهوية و التصويت عليها ‪ ،‬و دراسة الحساب إلاداري و املصادقة عليه؛‬
‫‪ ‬إعداد مخطط للتنمية الاقتصادية و الاجتماعية للجهة‪ ،‬وفق التوجيهات و ألاهداف املعتمدة في‬
‫املخطط الوطني للتنمية‪ ،‬و في حدود الوسائل الخاصة بالجهة و املوضوعة رهن تصرفها ؛‬
‫‪ ‬إعداد التصميم الجهوي لتهيئة التراب وفقا للتوجهات و ألاهداف املعتمدة على املستوى الوطني ؛‬
‫‪ ‬تحديد كيفية وضع أساس الرسوم‪ ،‬و ألاتاوى‪ ،‬و مختلف الحقوق املحصلة لفائدة الجهة‪ ،‬و تحديد‬
‫تعريفاتها و قواعد تحصيلها و ذلك وفق القوانين الجاري بها العمل ؛‬
‫‪ ‬القيام باألعمال الالزمة إلنعاش الاستثمارات الخاصة و التشجيع على إنجاز تلك الاستثمارات ‪ ،‬السيما‬
‫تنظيم و إقامة مناطق صناعية و أخرى لألنشطة الاقتصادية؛‬
‫‪ ‬اعتماد التدابير املتعلقة بالتكوين املنهي ؛‬
‫‪ ‬القيام باألعمال الالزمة إلنعاش التشغيل ؛‬
‫‪ ‬القيام باألعمال الالزمة إلنعاش الرياضة ؛‬
‫‪ ‬اعتماد التدابير الهادفة إلى حماية البيئة ؛‬
‫‪ ‬اتخاذ إلاجراءات الهادفة إلى عقلنة تدبير املوارد املائية ؛‬
‫‪ ‬اعتماد التدابير املتعلقة بإنعاش ألانشطة الاجتماعية ؛‬

‫‪55‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 7‬من القانون المنظم للجهات رقم ‪. 47.96‬‬

‫‪24‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪ ‬اعتماد التدابير املتعلقة بمساندة أعمال التضامن الاجتماعي ؛‬
‫‪ ‬اعتماد التدابير املتعلقة املحافظة على الخصائص املعمارية الجهوية و إنعاشها ‪.‬‬
‫على هذا ألاساس‪ ،‬يمكن تجميع مختلف هذه الاختصاصات في ثالث وظائف أساسية‪ ،‬ألاولى تتمثل في التخطيط‬
‫و إعداد التراب من خالل مساهمة مجالس الجهات في إعداد التصاميم الجهوية للتهيئة العمرانية‪ ،‬و الثانية‬
‫تتمثل في التنمية الاقتصادية من خالل املساهمة املباشرة للجهات في إنجاز التجهيزات الالزمة للتنمية املحلية ‪،‬‬
‫و إقامة و تنظيم املناطق الصناعية‪ ،‬أما الثالثة فتتجلى في التنمية الاجتماعية و الثقافية‪ ،‬و ذلك من خالل‬
‫إنعاش الرياضة ‪ ،‬و التشغيل ‪ ،‬و ألانشطة الاجتماعية و الثقافية ‪ ،‬و كذا مساندة ألاعمال التضامنية‬
‫الاجتماعية ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬الاختصاصات املنقولة أو املحولة ‪:‬‬
‫عالوة على الاختصاصات الخاصة بالجهة نص نفس القانون املنظم للجهات على اختصاصات أخرى ‪ ،‬تتمثل‬
‫في الاختصاصات املحولة أو املنقولة من الدولة إلى الجهة و التي يمكن حصرها في املجاالت التالية‪:‬‬
‫‪ ‬إقامة و صيانة املستشفيات و الثانويات و املؤسسات الجامعية و توزيع املنح الدراسية؛‬
‫‪ ‬تكوين أعوان و أطر الجماعات املحلية ؛‬
‫‪ ‬توفير التجهيزات ذات الفائدة الجهوية‪.56‬‬
‫على أن يكون نقل كل عبء أو اختصاص للدولة مقرونا بتحويل للموارد املطابقة لذلك‪.‬‬
‫و لإلشارة ‪ » ،‬فممارسة مجلس الجهة لالختصاصات املخولة من طرف الدولة يدخل ضمن استراتيجية‬
‫تنموية محلية تستجيب لثالثة أسباب موضوعية تتمثل في ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬الشروع في مرحلة جديدة من الالمركزية عن طريق الارتقاء بالجماعة املحلية نحو أعلى مستويات‬
‫املسؤولية ؛‬
‫‪ ‬التخفيف من ألاعباء ذات الصبغة املحلية امللقاة على كاهل الدولة و التي يمكن للجماعات املحلية أن‬
‫تتكلف بها ؛‬
‫‪ ‬ضمان أجود الخدمات بأقل تكلفة مع مراعاة املصلحة العامة‪. «57‬‬

‫‪56‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 8‬من القانون المنظم للجهات رقم ‪. 47.96‬‬
‫‪57‬‬
‫‪ -‬المهدي بنمير ‪ ''،‬التنظيم الجهوي بالمغرب دراسة تحليلية للقانون رقم ‪ 11-92‬المتعلق بتنظيم الجهات '' ‪ ،‬سلسلة الالمركزية والجماعات المحلية ‪،‬‬
‫المطبعة والوراقة الوطنية ‪ -‬مراكش ‪ ،‬سنة ‪ ، 1997‬ص ‪.69‬‬

‫‪25‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫ج ‪ -‬الاختصاصات الاستشارية ‪:‬‬
‫يمارس مجلس الجهة اختصاصات أخرى تم التنصيص عليها في القانون رقم ‪ 47 – 41‬املتعلق بالتنظيم‬
‫الجهوي تتمثل في تقديم الاقتراحات و إبداء آلاراء في ميدان التنمية الجهوية و لهذه الغاية فهو‪:‬‬
‫‪ ‬يقترح على إلادارة و على ألاشخاص املعنوية ألاخرى الخاضعة للقانون العام ألاعمال الواجب القيام بها‬
‫إلنعاش تنمية الجهة ‪ ،‬إذا كانت هذه ألاعمال تتجاوز نطاق اختصاص الجهة املذكورة أو تفوق‬
‫الوسائل املتوفرة لديها أو املوضوعة رهن تصرفها ؛‬
‫‪ ‬يقترح إحداث املرافق العامة الجهوية و طرق تنظيمها و تدبيرها‪ ،‬خاصة عن طريق الوكالة املباشرة أو‬
‫الوكالة املستقلة‪ ،‬و إما عن طريق الامتياز ؛‬
‫‪ ‬يقترح كل تدبير يتعلق باختيار الاستثمار املراد إنجازها في الجهة من لدن الدولة أو من لدن شخص من‬
‫ألاشخاص املعنوية الخاضعة للقانون العام ؛‬
‫‪ ‬يبدي رأيه في السياسات املتعلقة بإعداد التراب الوطني و التعمير و وسائلها ؛‬
‫‪. 58‬‬
‫‪ ‬يبدي رأيه في السياسات املتعلقة بإقامة املؤسسات الجامعية و املستشفيات في نطاق الجهة‬
‫ثانيا ‪ :‬اختصاصات رئيس مجلس الجهة ‪.‬‬
‫يمارس رئيس مجلس الجهة فور انتخابه الاختصاصات املسندة إليه طبقا ملقتضيات القانون املنظم للجهات‬
‫رقم ‪ 47 – 41‬و املتمثلة في الاختصاصات التالية ‪:‬‬
‫‪ ‬رئاسة مجلس الجهة ؛‬
‫‪ ‬تمثيل مجلس الجهة في املؤسسات العامة الجهوية ‪ ،‬كما يمكن أن ينوب عنه أحد نوابه طبقا‬
‫ملقتضيات املادة ‪ 49‬من نفس القانون ؛‬
‫‪ ‬يحدد هو و عامل العمالة أو إلاقليم مركز الجهة عدد املكلفين بمهمة و املكلفين بالدراسات الذين هم‬
‫من إلادارة ؛‬
‫‪ ‬توظيف املكلفين بمهمة أو بالدراسات مباشرة بموجب عقدة ؛‬
‫‪ ‬تعيين الكاتب العام و املكلفين بمهمة و املكلفين بالدراسات بمقتض ى مقرر يؤشر عليه عامل العمالة أو‬
‫إلاقليم مركز الجهة طبقا ملقتضيات املادة ‪ 51‬من نفس القانون ؛‬
‫‪58‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 9‬من القانون المنظم للجهات رقم ‪. 47.96‬‬

‫‪26‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪ ‬تفويض بعض الاختصاصات إلى واحد أو أكثر من النواب ‪ ،‬أو إلى واحد أو أكثر من املستشارين‬
‫الجهويين إذا عاق عائق نواب رئيس مجلس الجهة ؛‬
‫‪ ‬تفويض إلامضاء بقرار في مجال التسيير إلاداري إلى الكاتب العام للجهة و مراقبته‬
‫و مسؤوليته على أن يتم نشر القرار املذكور في الجريدة الرسمية للجماعات املحلية ‪ ،‬و ذلك طبقا‬
‫ملقتضيات املادة ‪ 52‬من نفس القانون ‪.‬‬
‫تأسيسا على ما سبق ‪ ،‬نستنتج أن اختصاصات رئيس مجلس الجهة تبقى مجرد اختصاصات شكلية ترتبط‬
‫أساسا في تسيير ألاعمال الداخلية ملجلس الجهة و تمثليه داخل املؤسسات العامة ‪ ،‬في حين تعود السلطة‬
‫الرئيسية لعامل العمالة أو إلاقليم مركز الجهة بالنظر لالختصاصات الهامة و املختلفة التي يضطلع بها و التي‬
‫تتوزع إلى اختصاصات في املجال التنفيذي و أخرى في املجال املالي ‪ ،‬فضال عن ممارسة بعض الاختصاصات‬
‫التي تهم مجاالت أخرى ‪ ،‬و لعل أهم هذه الاختصاصات هي التي نصت عليها املادة ‪ 12‬من القانون املنظم‬
‫للجهات رقم ‪ 47 – 41‬التي جعلت عامل العمالة أو إلاقليم مركز الجهة هو آلامر بالصرف ‪.‬‬

‫املطلب الثاني ‪ :‬تقييم التجربة الجهوية على ضوء القانون رقم ‪. 69 – 74‬‬

‫رغم املجهودات التي قامت بها الدولة لتنزيل خيار الجهوية قبل و مع صدور القانون املتعلق بتنظيم الجهات‬
‫رقم ‪ ، 92 – 41‬فإن كل املبادرات املتبناة لم تحقق الهدف املنشود‪ ،‬فقد اتسم واقع تدبير الجهات في إطار‬
‫القانون املتعلق بتنظيم الجهات رقم ‪ ، 92 – 41‬بتعدد الاكراهات و هو ما أثر سلبا على ممارسة الفعل الجهوي‬
‫‪ .‬و بغرض كشف عمق هذه الثغرات ‪ ،‬سيتم تقييم نجاعة التدبير الجهوي من خالل تحليل بعض املقتضيات‬
‫القانونية التي جاء بها القانون رقم ‪ . 92 – 41‬و املتمثلة في اختالالت مؤسساتية و تنظيمية و قانونية ( الفقرة‬
‫ألاولى ) ‪ ،‬و هشاشة استقالل القرار املالي و تشديد الوصاية املالية ( الفقرة الثانية ) ‪.‬‬

‫الفقرة ألاولى ‪ :‬اختالالت مؤسساتية و تنظيمية و قانونية ‪.‬‬


‫‪ – 1‬غياب الديمقراطية املحلية ‪.‬‬
‫نالحظ من خالل تحليل مضامين القانون رقم ‪ 92 – 41‬املتعلق بتنظيم الجهات أن املشرع املغربي لم يترك‬
‫مجاال لتعزيز مبدأ الديمقراطية املحلية و الذي هو املدخل ألاساس للتنمية الترابية ‪ ،‬حيث منح املشرع املغربي‬
‫السلطة التقريرية ملؤسسة عامل إلاقليم مركز الجهة ‪ ،‬و هو ما كرس هيمنة مؤسسة العامل على أعمال رئيس‬
‫مجلس الجهة ‪ ،‬حيث يعتبر عامل العمالة أو إلاقليم مركز الجهة السلطة التنفيذية الحقيقية ملؤسسة الجهة و‬

‫‪27‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫ذلك بدليل الصالحيات التقريرية التي خولت له بموجب املواد ‪ 55‬و ‪ 56‬من القانون رقم ‪ 92 – 41‬و املتمثلة‬
‫في ‪:‬‬
‫‪ ‬انجاز أعمال الكراء و البيع و الشراء و ابرام الصفقات؛‬
‫‪ ‬تنفيذ امليزانية و اعداد الحساب إلاداري؛‬
‫‪ ‬اتخاذ القرارات املتعلقة بفرض الرسوم و ألاتاوى ؛‬
‫‪ ‬تمثيل الجهة لدى املحاكم؛‬
‫و هو ما يؤكد تطاول مؤسسة العامل على وظائف و اختصاصات رئيس مجلس الجهة و مساسا بمبدأ‬
‫الديمقراطية املحلية ‪ ،‬و الذي يعتبر مبدأ عاما لدمقرطة مؤسسة الجهة ‪ .‬على اعتبار أن الديمقراطية‬
‫املحلية هي اختيارا استراتيجي وطني من شأنه أن يؤدي إلى التغيير املؤسساتي على املستوى الترابي ككل‪.‬‬
‫‪ - 2‬تداخل و هزالة الاختصاصات ‪.‬‬
‫من بين الانتقادات التي يمكن اثارتها بخصوص اختصاصات املجالس الجهوية التي جاء بها القانون رقم ‪41‬‬
‫– ‪ 92‬املتعلق بتنظيم الجهات تتجلى في تضارب الاختصاصات بين الجهات و باقي الجماعات الترابية‪ ،‬كذلك بين‬
‫هذه الجماعات و عماالت ألاقاليم‪ ،‬و ذلك نتيجة عدم تحديد واضح الختصاص كل جماعة ترابية‪ ،‬و كذا‬
‫تحديد عالقتها القانونية فيما بينها و فيما بينها و بين باقي إدارات الدولة و مؤسساتها العمومية‪ .‬و هو ما يمكن‬
‫استنتاجه عند مقارنة الاختصاصات الذاتية التي منحها املشرع للجهات من خالل املادة ‪ 2‬مع اختصاصات‬
‫بعض إدارات الدولة و مؤسساتها من قبيل اعتماد التدابير املتعلقة بالتكوين املنهي )الفقرة ‪، ( 7‬و انعاش‬
‫التشغيل ) الفقرة ‪ ،( 8‬و انعاش الرياضة ) الفقرة ‪،( 9‬و حماية البيئة )الفقرة ‪ ،( 10‬و عقلنة تدبير املوارد‬
‫املائية )الفقرة ‪ ( 11‬و املحافظة على الخصائص املعمارية الجهوية و انعاشها )الفقرة ‪. (14‬‬
‫من جهة أخرى نجد املشرع املغربي رغم منحه للجهات امكانية نقل بعض الاختصاصات من الدولة و التي‬
‫تمارسها كل جهة في حدودها الترابية من خالل مضامين املادة ‪ 8‬و التي حصرها في اقامة و صيانة املستشفيات‬
‫و الثانويات و املؤسسات الجامعية و توزيع املنح الدراسية و تكوين أعوان و أطر الجماعات الترابية و التجهيزات‬
‫‪ ،‬إال أـنه أثار اشكالية تنظيم هذه الاختصاصات ‪ ،‬حيث أغفل تحديد كيفية و سبل نقل هذه الاختصاصات و‬
‫ظرفها الزمني ‪ ،‬إضافة الى عدم تحديده ملعايير الاستفادة من هذه الاختصاصات املنقولة و التي تراعي مؤشر‬
‫التفاوتات املجالية بين الجهات ‪ ،‬خاصة و أنه أكد في الفقرة الثانية من نفس املادة ‪ 1‬املذكورة أعاله على أن‬
‫نقل كل اختصاص من اختصاصات الدولة يكون مقرونا بتحويل املوارد املطابقة لذلك خاصة الاعتمادات‬
‫املالية ‪ ،‬و ذلك بنص تشريعي أو تنظيمي مالئم لطبيعة الاختصاص املنقول ‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫فرغم إشارة املشرع إلى امكانية سعي الجهات للتعاون مع الدولة و بين ألاشخاص الخاضعة للقانون العام‬
‫في من خالل الفقرة ألاخيرة من املادة ‪ ، 1‬إال أنه ترك املجال ضيقا لهذا التعاون حيث لم يحدد مجاالت هذا‬
‫التعاون و حدوده و تمويله ‪ ،‬في حين اكتفى بتحديد شروطه باتفاقية ‪ ،‬كما أنه حرم الجهات من فرص‬
‫التعاون التي يمكن أن يحصل بين هاته الجهات و باقي الجهات و املنظمات الدولية و الذي يمكن أن يشمل‬
‫كافة املجاالت التدبيرية و التي تعود بفائدة على الجهات و تحقيق التنمية بها ‪.‬‬
‫‪ - 3‬غياب مراسيم تطبيقية تحدد اختصاصات املجالس الجهوية ‪.‬‬
‫نظرا ملا يتطلبه تنفيذ املشاريع التنموية بالجهات من آليات و تمويل و تحديد للمسؤوليات لم تصاحب‬
‫مقتضيات القانون رقم ‪ 92 – 41‬املتعلق بتنظيم الجهات املراسيم التطبيقية الكافية‪ ،‬و التي تحدد بوضوح‬
‫اختصاصات الجهة في جميع مسارات التدبير الجهوي‪ ،‬و تضع الحدود الفاصلة بين تدخالتها و تدخالت الدولة‬
‫و باقي الجماعات الترابية ‪ ،‬ما أدى إلى تعليق ممارسة العديد من الاختصاصات و املسؤوليات الجهوية‪ ،‬و‬
‫الحجز على املشاريع التنموية بجهات اململكة ‪ ،‬و جعل السياسة الجهوية في هذه املرحلة يكتنفها الغموض‪ ،‬مع‬
‫العلم أن املشرع املغربي منح الجهات الشخصية املعنوية و الاستقالل املالي نظريا بموجب مقتضيات املادة‬
‫ألاولى من القانون رقم ‪ 92 – 41‬املتعلق بتنظيم الجهات ‪ ،‬و التي ال تستقيم دون توفر آليات التنزيل ‪ ،‬و‬
‫بالتالي ظلت مؤسسة في هذه املرحلة مؤسسة ذات سيادة غير مباشرة و التي تمارسها في املجال السياس ي كباقي‬
‫الهيئات السياسية الاستشارية ألاخرى ‪.‬‬
‫‪ – 4‬التفاوتات املجالية ما بين الجهات ‪.‬‬
‫شهد املغرب خالل التجربة الجهوية التي أطرها القانون رقم ‪ 47.96‬املتعلق بتنظيم الجهات اشكالية‬
‫التفاوتات املجالية بين الجهات نظرا للتقسيم الجهوي الذي قسم تراب اململكة إلى ‪ 16‬جهة‪ ،59‬و الذي فشل في‬
‫القضاء على التباينات الاجتماعية و الاقتصادية بين جهات اململكة‪ ،‬و هو ما أدى إلى عدم التوازن الاقتصادي‬
‫و الاجتماعي و التوزيع الغير العادل للثروات ما بين الجهات و الجماعات الترابية‪ ،‬و كذا غياب التجانس بين‬
‫الجماعات الترابية املكونة للجهة الواحدة رغم تمركز ثروات مهمة ببعض الجهات‪ ،‬الش يء الذي أفرز جهات‬
‫غنية و جهات معتدلة و أخرى فقيرة ‪ .‬و هو ما ضيع على املغرب في هذه املرحلة فرصة تحقيق مطلب التنمية‬

‫‪ - 59‬مرسوم رقم ‪ 9.79.964‬صادر في ‪ 29‬من ربيع اآلخر ‪ 29( 2621‬أغسطس ‪ (2779‬بتحديد عدد الجهات وأسمائها ومراكزها ودوائر نفوذها وعدد‬
‫المستشارين الواجب انتخابهم في كل جهة وكذا توزيع المقاعد على مختلف الهيئات الناخبة وكذا أعداد المقاعد الراجعة للجماعات المحلية وتوزيعها على‬
‫العماالت واألقاليم المكونة لكل جهة ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية للجهات الذي كان مطلبا دستوريا بموجب املادة ‪ 100‬من دستور ‪ 1996‬و‬
‫املادة ألاولى من القانون رقم ‪ 92.41‬املتعلق بتنظيم الجهات ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬هشاشة الاستقالل املالي و تشديد الوصاية املالية ‪.‬‬

‫رغم إلايجابيات التي حملها القانون املتعلق بالجهات رقم ‪ 92 – 41‬و املتمثلة في الحد من حاالت التنافي‪ ،‬و‬
‫ذلك من خالل مضامين املادة ‪ 72‬التي نصت على تنافي رئيس مجلس الجهة مع مهام رئيس جماعة ترابية‬
‫أخرى أو مهام رئيس غرفة مهنية أو صفة عضو في الحكومة ‪ ،‬و مجلس النواب أو في مجلس املستشارين أو في‬
‫املجلس الاقتصادي و الاجتماعي و البيئي ‪ ،‬إال أن هشاشة استقاللية القرار املالي )أوال( و تشديد الوصاية‬
‫املالية (ثانيا) كانت من أهم الهفوات التي طالت القانون رقم ‪ 92 – 41‬املتعلق بتنظيم الجهات ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬هشاشة استقاللية القرار املالي الجهوي ‪.‬‬
‫من العيوب التي شابت التجربة الجهوية في ضوء القانون املنظم للجهات رقم ‪ « ،92 – 41‬تجسدت في‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وضعية رئيس الجهة الذي لم يكن آمرا بالصرف‪ ،‬كما لم يكن مصدرا لبلورة خطط مستقبلية للتنمية‬
‫الجهوية »‪ ،‬و هو ما يحيل إلى أن والي الجهة هو املتحكم ألاول في املمارسة املالية للجهة باعتباره آمرا بالصرف‬
‫حسب منطوق الفقرة الثالثة من الفصل الثاني من املادة ‪ 67‬من القانون رقم ‪ 92 – 41‬املنظم للجهات‪ ،‬و‬
‫الذي جسدته مضامين املادة ‪ 16‬من قانون التنظيم املالي املحلي رقم ‪ 99.11‬التي تلزم على أنه“ تحضر امليزانية‬
‫من لدن رئيس املجلس بالنسبة للجماعات الحضرية و القروية و مجموعاتها ومن طرف آلامر بالصرف بالنسبة‬
‫للجهات و العماالت و ألاقاليم…” ‪ .‬و هو ما يجعلنا أمام نظام جهوي يتسم بهشاشة استقالل القرار املالي‪.‬‬
‫فاالرتباط بين هشاشة الاستقالل املالي الجهوي و التدخل املركزي في تدبير الشأن املالي الجهوي يتجسد في‬
‫هيمنة القرار املالي املركزي عن طريق مؤسسة الوالي‪ ،‬و هو ما يؤثر بشكل مباشر في ممارسة الجهات لشتى‬
‫مهامها التدبيرية خاصة في شقها املالي و املتمثل في إعداد و تنفيذ امليزانية و املشاريع التنموية املرتبطة بها‪.‬‬
‫حيث يتولى عامل العمالة أو إلاقليم مركز الجهة سلطة إنجاز أعمال الكراء و البيع و الشراء و إبرام صفقات‬
‫ألاشغال و التوريدات و تقديم الخدمات‪ ،‬و تنفيذ امليزانية و اعداد الحساب إلاداري‪ ،‬و فرض الرسوم و‬
‫ألاتاوى‪.60‬‬

‫‪ - 60‬المادة ‪ 55‬من القانون رقم ‪ 47.96‬المتعلق بتنظيم الجهات ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تشديد الوصاية املالية ‪.‬‬
‫رغم دسترة الجهوية سنة ‪ ،1996‬و اقتران ذلك بإطار قانوني منظم للفعل الجهوي بموجب القانون رقم‬
‫‪ ،92 – 41‬إال أن الجهات ظلت بموجب مضامين هذا القانون محدودة الجدوى و النفاذ مثل ألاحزاب‬
‫السياسية و النقابات ‪ ،‬و ذلك بسبب ثقل نظام الوصاية املمارسة عليها من طرف مؤسسة الوالي الذي كان‬
‫''آلامر بالصرف'' و رئيس الجهة الفعلي ‪ ،‬إضافة إلى طبيعة الاختصاصات املمنوحة للمجالس الجهوية التي‬
‫اتسمت بالهزالة ‪ ،‬و استقاللها املالي املعدوم مقارنة مع باقي الجماعات الترابية‪ ،‬و من ثم سيكون من املضلل في‬
‫ظل هذه املرحلة إلاقرار بجهوية حقيقة حتى و إن كانت الجهات ذات مجالس منتخبة ‪.‬‬
‫فمن القرارات السلبية للقانون رقم ‪ 92 – 41‬املتعلق بتنظيم الجهات التي شددت من الوصاية املمارسة‬
‫على القرارات املالية ملجالس الجهات و التي ال تكون قابلة للتنفيذ إال بعد مصادقة سلطات الوصاية‪ ،‬نجد‬
‫القرارات املالية املتعلقة بامليزانية الجهوية‪ ،‬و الاقتراضات املراد ابرامها‪ ،‬و الضمانات الواجب منحها‪ ،‬و فتح‬
‫الحسابات الخصوصية‪ ،‬و الاعتمادات الجديدة و تحويلها من فصل إلى فصل‪ ،‬و قبول الهبات و الوصايا أو‬
‫رفضها‪ ،‬و تحديد كيفية وضع أساس الرسوم ‪ ،‬و ألاتاوى و مختلف الحقوق املحصلة لفائدة الجهة و تحديد‬
‫تعريفاتها و قواعد تحصيلها و جميع املسائل املرتبطة بتدبير شؤون املرافق العمومية الجهوية و الشركات‬
‫الاقتصادية املختلطة ‪ ،‬و املعامالت املتعلقة بتدبير عقارات امللك الخاص و العام‪ .61‬و هو ما يضيق بشكل‬
‫مجحف من استقاللية القرار املالي لرئيس الجهة ‪.‬‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬نجد نفس التشديد من الوصاية يطال التمثيل القانوني للجهة ‪ ،‬حيث أن عامل العمالة أو‬
‫إلاقليم مركز الجهة هو من يمثل الجهة أمام املحاكم فيما يخص الدعاوي املتعلقة بالحيازة و يدافع عن‬
‫التعرضات املقدمة ضد اللوائح املوضوعة لتحصيل الديون املستحقة للجهة‪.62‬‬
‫فرغم « الطفرة النوعية التي لحقت تطور الجهوية خالل هذه املرحلة ‪ ،‬إال أنها لم تمثل سوى تجاوبا شكليا‬
‫مع ألاصوات املطالبة بتجاوز انحسار التجربة الجهوية منذ السبعينات التي لم تقدم ما كان يرجى منها‪ ، »63‬و‬
‫التي « ظلت حبيسة إكراهات ضعف الاختصاصات و هزالة املوارد البشرية و املالية و ألاليات التدبيرية‪ ،‬هذا‬
‫إضافة إلى أن التقطيعين الجهويين الذي كان ألاول ذو طابع اقتصادي (سبع جهات سنة ‪ ،) 7427‬و الثاني ذو‬

‫‪ - 61‬المادة ‪ 41‬من القانون رقم ‪ 69.74‬المتعلق بتنظيم الجهات ‪.‬‬


‫‪ - 62‬المادة ‪ 56‬من القانون رقم ‪ 69.74‬المتعلق بتنظيم الجهات ‪.‬‬
‫‪ - 63‬محمد المرغدي ‪ ،‬الجهة نحو مرحلة ثالثة ومنتجة ‪ ،‬المجلة المغربية للسياسات العمومية ‪ ،‬العدد ‪ ، 6‬سنة ‪ ، 2010‬ص ‪. 26‬‬

‫‪31‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫طابع إداري ( ستة عشر جهة سنة ‪ ، ( 1997‬لم يحققا املرامي املرجوة من ورائهما بسبب التفاوتات املجالية‬
‫الصارخة داخل الجهات و فيما بينها‪.» 64‬‬
‫إن تقييمنا لتجربة الجهوية باملغرب انطالقا من القانون املنظم للجهات رقم ‪ 92 –41‬يهدف من جهة إلى‬
‫معرفة أهم الاكراهات التي عانى منها الفعل الجهوي في شقه القانوني و التنظيمي و املؤسساتي في هذه‬
‫املرحلة‪ ،‬و التي أثرة سلبا على أداءه و فعاليته‪ ،‬و من جهة أخرى مصداقية املغرب في مواكبة التحديات‬
‫الوطنية و الدولية التي أصبح يطرحها املجتمع الوطني ‪ ،‬و الدولي و املرتبطة بتدبير املجال الترابي ‪ ،‬و التي‬
‫سيترجمها من خالل نظام جهوي بديل أكثر تكيفا مع تطور منظومة الالمركزية و املتمثل في القانون التنظيمي‬
‫رقم ‪ ،777.79‬و املكانة الدستورية الجديدة التي منحها املشرع املغربي للجهات بموجب مقتضيات دستور‬
‫‪. 7177‬‬

‫املبحث الثاني ‪ :‬قضية الصحراء كمبرر سياس ي لقيام الجهوية املتقدمة ‪.‬‬

‫تعتبر قضية الصحراء من املواضيع التي تكتس ي حساسية بالغة و مركزا محوريا في العملية السياسية‬
‫الرسمية‪ ،‬و انشغاال هاما في الفكر السياس ي املغربي‪ ،‬فقد أصبحت قضية الصحراء املحيط الفعلي لكل‬
‫التأثيرات التدبيرية و السياسية للدولة ‪.‬‬
‫إن اعتمادنا ألهم املحطات التاريخية و السياسية التي عرفها التنظيم الجهوي باملغرب و التي كانت له عدة‬
‫دوافع كما أشرنا سالفا ‪ ،‬و التي تهدف إلى الحد من الفوارق الجهوية على جميع املستويات و املتمثلة في ‪:‬‬
‫مبررات إدارية ‪ » :‬جعلت السلطة املركزية تعمل منذ الاستقالل على إنشاء مصالح و مرافق إدارية تساعد‬
‫الحكومة على الصعيد املحلي‪ ،‬و أيضا على الزيادة في عدد الواليات‪ ،‬و العمالت ‪ ،‬و ألاقاليم‪ ،‬و الجماعات‬
‫الحضرية و القروية‪ ،‬و إحداث وحدات ترابية جديدة ‪ ،‬و هي الجهات بغية تقريب إلادارة من املواطنين‪. «65‬‬
‫مبررات اقتصادية و اجتماعية ‪ :‬و التي كانت دافعا أساسيا نحو تفعيل دعم وجود الجهة ‪ ،‬بمقتض ى ظهير‬
‫رقم ‪ 1- 71 – 77‬بتاريخ ‪ 16‬يونيو ‪. 1971‬‬
‫مبررات تنموية ‪ :‬من أجل تعزيز الدور التنموي للجهة سنة ‪ 1997‬عن طريق إصدار القانون رقم ‪92.41‬‬
‫املتعلق بتنظيم الجهات ‪.‬‬

‫‪ - 64‬عبد العزيو أشرقي‪ ،‬الحكامة الترابية و تدبير المرافق العمومية المحلية على ضوء مشروع الجهوية المتقدمة ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 183‬‬
‫‪65‬‬
‫‪ -‬رشيد السعيد ‪'' ،‬مدى مساهمة الالمركزية و الالتمركز اإلداري في دعم الجهوية''‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام ‪ ،‬كلية الحقوق أكدال‬
‫– الرباط ‪ ،‬السنة ‪ ، 2001 – 2002 :‬ص ‪.61‬‬

‫‪32‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫يفرض علينا تناول أهم املبررات السياسية التي كانت السبب الرئيس ي لقيام الحهوية من وجهة نظرنا‬
‫بشكل فعلي‪ ،‬و التي جعلت املغرب يقدم على التفكير و اختيار نمط جديد لنظامه الجهوي‪ ،‬أال و هو نظام‬
‫الحكم الذاتي‪ ،‬و الذي يقتصر على جهات الصحراء دون الجهات الترابية ألاخرى للملكة ‪ ،‬بغرض تعزيز‬
‫سلطات و اختصاصات و موارد مالية لهذه الجهات) املطلب ألاول ( ‪ ،‬و كذا إعادة النظر في تحديد مكانة‬
‫الدولة و الجهة في ظل هذا النظام ) املطلب الثاني ( ‪.‬‬

‫املطلب ألاول ‪ :‬الهيئات و الاختصاصات و املوارد املالية لجهة نظام الحكم الذاتي ‪.‬‬

‫عرف التنظيم الجهوي باملغرب محطات هامة و أساسية في تاريخ التنظيم الجهوي‪ ،‬خاصة بعد الرسالة‬
‫التي قدمها سفير املغرب لدى ألامم املتحدة ملشروع الحكم الذاتي بالصحراء بتاريخ ‪ 11‬أبريل ‪، 66 2007‬و التي‬
‫تتعلق بقضية الصحراء التي كانت و الزالت من أهم و أبرز املبررات لقيام الجيل الجديد للجهوية باملغرب ‪ ،‬و‬
‫بالتالي تطور النظام الجهوي على ضوء مقتضيات الحكم الذاتي الذي سيتبناه املغرب بشكل رسمي عن طريق‬
‫املبادرة املغربية للحكم الذاتي ‪ .‬فرغم أن نظام الحكم الذاتي الذي اختاره املغرب الزال مشروعا نظريا‪ ،‬إال‬
‫أنه يعكس الرغبة امللحة لواضعيه في تجسيده كنظام جديد للتنظيم الجهوي باملغرب‪ ،‬ما يستدعي منا إلاملام‬
‫بتركيبة هذا النظام ( الفقرة ألاولى ) ‪ ،‬و الاختصاصات املخولة له و موارده املالية (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة ألاولى ‪ :‬تركيبة نظام الحكم الذاتي ‪.‬‬

‫إللقاء الضوء على متطلبات إقامة نظام الحكم الذاتي بجهات الصحراء و استعراض ايجابيات و سلبياته‪،‬‬
‫البد من تحديد هذا املفهوم و مجاله الجغرافي و املؤسساتي الحالي ‪ .‬فاملعنى القانوني ملفهوم الحكم الذاتي في‬
‫القانون الدول ي يفيد منح نوع من الاستقالل الذاتي لتلك ألاقاليم املستعمرة ‪ ،‬مع تمتع الدولة املركز بالسيادة‬
‫عليها ‪ .67‬أما القانون العام الداخلي ‪ ،‬فهو يعرف مفهوم الحكم الذاتي على أنه « نظام المركزي يقوم على‬
‫أساس الاعتراف لجهة ما باالستقالل في إدارة شؤونها بنفسها تحت اشراف و رقابة السلطة املركزية‪. » 68‬‬

‫‪66‬‬
‫‪ …( -‬وأمام استحالة تطبيق المقترحات السابقة‪ ،‬الهادفة إلى حل هذا الخالف‪ ،‬أصبح هذا الملف في طريق مسدود‪ ،‬ما حدا بمجلس األمن‪ ،‬منذ‬
‫‪ ،2004‬للدعوة إلى تجاوزه‪ ،‬بغية التوصل إلى حل سياسي مقبول من جميع األطراف‪.‬‬
‫واستجابة لهذا النداء‪ ،‬يشرفني أن أوافيكم بالوثيقة المتضمنة ل“ المبادرة المغربية للتفاوض بشأن نظام للحكم الذاتي لجهة الصحراء”‪ ،‬و ذلك في إطار‬
‫سيادة المملكة و وحدتها الوطنية … )‪.‬‬
‫‪ - 67‬المادة ‪ 73‬من ميثاق األمم المتحدة ‪.‬‬
‫‪ - 68‬حكيم التوزاني ‪ ،‬تداعيات مبادرة الحكم الذاتي المغربي لجهة الصحراء على ضوء التجارب الدولية المقارنة ‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام‬
‫‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية واالجتماعية السويسي ‪ -‬سال‪ ، 2015-2016 ،‬ص ‪. 107‬‬

‫‪33‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫إن مشروع نظام الحكم الذاتي املغربي يخص كل من جهة '' العيون السمارة بوجدور الساقية الحمراء''‪،‬‬
‫و جهة '' الداخلة وادي الذهب '' حسب التقسيم الجهوي املعتمد باململكة ‪ .‬و تبلغ مساحة جهة العيون‬
‫الساقية الحمراء » ‪ 140.018‬كيلومتر مربع ‪ ،‬أي‪ ٪19.7‬من التراب الوطني‪ .‬يحدها من الشمال منطقة كلميم ‪-‬‬
‫واد نون‪ ،‬و من الجنوب منطقة الداخلة واد الذهب ‪ ،‬و من الشرق الجمهورية إلاسالمية املوريتانية ‪ ،‬و من‬
‫الغرب املحيط ألاطلس ي ‪ .‬و تشمل الجهة على املستوى إلاداري أربع أقاليم و هي بوجدور‪ ،‬السمارة‪ ،‬العيون ‪،‬و‬
‫طرفاية‪ ، «69‬و يوضح الجدول أدناه املساحة و السكان و الكثافة السكانية و التنظيم إلاداري للجهة كالتالي ‪:‬‬
‫الجدول رقم ‪1 :‬‬
‫‪70‬‬
‫املساحة و السكان و الكثافة السكانية و التنظيم إلاداري لجهة العيون الساقية الحمراء حسب إحصائيات ‪. 2014‬‬

‫عدد‬ ‫عدد الجماعات‬ ‫الكثافة‬ ‫السكان باأللف نسمة املساحة‬ ‫إلاقليم‬


‫الدوائر‬ ‫السكانية‬ ‫بالكلم‬
‫في الكلم‬ ‫مربع‬
‫مربع‬
‫حضرية‬ ‫قروية‬ ‫املجموع‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪21.6‬‬ ‫‪11002‬‬ ‫‪235‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪238‬‬ ‫العيون‬

‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪12838‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪13‬‬ ‫طرفاية‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪0.9‬‬ ‫‪54178‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪50‬‬ ‫بوجدور‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪62000‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪66‬‬ ‫السمارة‬

‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪2.6‬‬ ‫‪140018‬‬ ‫‪343 24‬‬ ‫‪367‬‬ ‫املجموع‬
‫املصدر ‪ :‬مونوغرافية جهة العيون الساقية الحمراء لعام ‪. 2018‬‬

‫و تبلغ مساحة جهة الداخلة أوسرد وادي الذهب » ‪ 130.898‬كيلومتر مربع ‪ ،‬أي ‪ 18.4%‬من التراب الوطني‪.‬‬
‫و يحدها من الشمال إقليم بوجدور‪ ،‬و من الجنوب و الشرق منطقة الجمهورية إلاسالمية املوريتانية و من‬
‫الغرب املحيط ألاطلس ي ‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫‪- Ministère de l’intérieur , Direction Générale des Collectivités locales , La Région de Laayoune-Sakia el Hamra,‬‬
‫‪Monographie Générale ,2015 , p. 2 .‬‬
‫‪ - 70‬المديرية الجهوية للتخطيط بالعيون ‪ :‬مونوغرافية جهة العيون الساقية الحمراء ‪ ،‬سنة ‪ ، 9121‬ص ‪. 9-10‬‬

‫‪34‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫تشمل الجهة على املستوى إلاداري إقليمين و هما وادي الذهب ‪ ،‬و أوسرد‪ ،«71‬و يوضح الجدول أدناه‬
‫املساحة و السكان و الكثافة السكانية و التنظيم إلاداري للجهة كالتالي‪:‬‬
‫الجدول رقم ‪2 :‬‬

‫املساحة و الكثافة السكانية و التنظيم إلاداري لجهة الداخلة و ادي الذهب حسب إحصائيات ‪.72 2014‬‬

‫عدد الدوائر‬ ‫عدد الجماعات‬ ‫الكثافة‬ ‫املساحة‬ ‫إلاقليم‬


‫السكانية‬ ‫بالكلم مربع‬
‫في الكلم‬
‫مربع‬
‫حضرية‬ ‫قروية‬ ‫املجموع‬
‫لعام ‪2014‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪1.82‬‬ ‫وادي الذهب ‪69528‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪0.26‬‬ ‫‪61370‬‬ ‫أوسرد‬

‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪1.09‬‬ ‫‪130898‬‬ ‫املجموع‬


‫املصدر ‪ :‬مونوغرافية جهة الداخلة و ادي الذهب لعام ‪. 8102‬‬

‫تيسيرا لتجانس ألافراد و تحقيق املساوات بينهم و منطلقا للحفاظ على املزاوجة بين مطلبي استمرارية‬
‫وحدة الدولة وفق مبدأ السيادة للدولة‪ ،‬و معالجة تطلعات ألاقليات بصفة ايجابية اختار املشروع املغربي‬
‫لنظام الحكم الذاتي بجهة الصحراء كباقي أنظمة الحكم الذاتي القائمة في بعض الدول الغربية الصالحيات‬
‫التي يمكن أن تمارسها هاته الجهة عن طريق عدة هيآت ذات سلطات تنفيذية ‪ ،‬و تشريعية ‪ ،‬و أخرى‬
‫قضائية ‪.‬‬
‫‪ - 1‬السلطة التنفيذية ‪ :‬يمارسها رئيس حكومة ينتخبه برملان الجهة و ينصبه امللك‪ ،73‬باعتباره املسؤول عن‬
‫تشكيل حكومته الجهوية و تعيين املوظفين إلاداريين للجهة ملزاولة الاختصاصات املوكولة للجهة ‪ ،‬و يعتبر‬

‫‪71‬‬
‫‪- Ministère de l’intérieur , Direction Générale des Collectivités locales , La Région de Dakhla-Oued Eddahab,‬‬
‫‪Monographie Générale ,2015 , p. 3 .‬‬
‫‪72‬‬
‫‪- Direction régionale de l'aménagement de Dakhla : Monographie de la région de Dakhla-Oued Eddahab, 2018, p.8.‬‬
‫‪73‬‬
‫‪ -‬الفقرة ‪'' ، 20‬مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية'' ‪ ،‬سلسلة دفاتر الصحراء‪ ،‬إصدار وزارة االتصال ‪ ،‬شارع عالل الفاسي‪ ،‬مدينة العرفان‪-‬‬
‫الرباط ‪ ،‬طبعة جديدة بمناسبة الذكرى األربعين للمسيرة الخضراء ‪ ،‬نونبر‪ -‬سنة ‪. 6052‬‬

‫‪35‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫مسؤوال أمام برملان الجهة بموجب نظام الحكم الذاتي‪ .74‬فهو بذلك يزاول اختصاصات الدولة في جهة الحكم‬
‫الذاتي للصحراء املنصوص عليها في الفقرة ‪ 14‬من مشروع الحكم الذاتي بصفته مندوبا للحكومة املغربية و‬
‫ليس رئيسا لحكومة مستقلة ‪.‬‬
‫‪ - 2‬السلطة التشريعية‪ :‬حسب مقتضيات الفقرة ‪ 19‬من مشروع الحكم الذاتي في الصحراء يتكـون برملـان‬
‫جهة الصحراء مـن أعضـاء يتم انتخابهم مـن طـرف مختلـف القبائـل الصحراويـة ‪ ،‬و كـذا مـن أعضـاء ينتخبون‬
‫باالقـتراع العــام املبــاشر مــن طــرف مجمــوع ســكان جهــة الصحراء‪ .‬على أن تتضمــن تشــكيلة برملــان هذه الجهــة‬
‫نسـبة مالئمـة للنسـاء‪ .‬مع العلم أنه يجــب أن تكــون القوانيــن التشريعيــة و التنظيميــة مطابقــة لنظــام الحكــم‬
‫الــذاتي في الجهــة‪ ،‬و كــذا لدســتور اململكــة‪.75‬‬
‫‪ -3‬السلطة القضائية ‪ :‬لقد منح مشرع الحكم الذاتي املغربي لبرملان جهة الصحراء حق إحداث محاكم عادية‬
‫تبث في املنازعات الناشئة عن تطبيق الضوابط التي تضعها الهيئات املختصة لجهة الصحراء و تتولى إصدار‬
‫ألاحكام بكل استقاللية و باسم امللك ‪.‬‬
‫في نفس السياق ‪ ،‬منح املشروع لبرملان الجهة حق إحداث محكمة عليا كأعلى هيئة قضائية بالجهة تتولى‬
‫النظر نهائيا في تأويل قوانين الجهة ‪ ،‬مع ضرورة احترام اختصاصات املجلس ألاعلى للقضاء و املجلس‬
‫الدستوري باململكة‪ ،76‬و مطابقة ألاحكام القضائية لنظام الحكم الذاتي بالجهة و املقتضيات الدستورية‬
‫للمملكة ‪ ،‬و ذلك ملضمون الفقرة ‪ 24‬من مشروع الحكم الذاتي السالفة الذكر ‪.‬‬
‫لتجاوز أي تعسف قضائي قد يطال مواطني جهات الصحراء يمنح مشروع الحكم الذاتي سـكان هذه‬
‫الجهات كافـة الضمانـات التـي يكفلهـا الدسـتور املغـربي في مجـال حقـوق إلانسـان كما هو متعارف عليها دوليا‪.77‬‬
‫و إلى جانب الهيئات التشريعية ‪ ،‬و التنفيذية و القضائية نص مشروع الحكم الذاتي على ضرورة توفر هذه‬
‫الجهة على مجلس اقتصادي و اجتماعي يتكون من عدة أعضاء ينتمون إلى قطاعات مختلفة كما يلي‪:78‬‬
‫‪ ‬مممثلين عن القطاعات الاقتصادية ؛‬
‫‪ ‬مممثلين عن القطاعات إلاجتماعية ؛‬
‫‪ ‬مممثلين عن القطاعات املهنية ؛‬
‫‪74‬‬
‫‪ -‬الفقرة ‪'' ، 21‬مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية'' ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪75‬‬
‫‪ -‬الفقرة ‪ ، 24‬نفس المرجع ‪.‬‬
‫‪76‬‬
‫‪ -‬الفقرة ‪ ، 23‬نفس المرجع‪.‬‬
‫‪77‬‬
‫‪ -‬الفقرة ‪ ، 25‬نفس المرجع ‪.‬‬
‫‪78‬‬
‫‪ -‬الفقرة ‪ ، 26‬نفس المرجع‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪ ‬مممثلين عن القطاعات الجمعوية ‪.‬‬
‫إضافة إلى ممثلي القطاعات املذكورة أعاله ‪ ،‬أشار املشروع في نفس الفقرة إلى ضرورة توفر املجلس الاقتصادي‬
‫و الاجتماعي للجهة على شخصيات ذات كفاءة عالية ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬اختصاصات جهات نظام الحكم الذاتي و مواردها املالية ‪.‬‬

‫إن نظام الحكم الذاتي بجهات الصحراء يستوجب ضرورة تمتيع هذه الجهات بمجموعة من‬
‫الاختصاصات مع استثناء بعضها ‪ ،‬خاصة الاختصاصات املتعلقة بالسيادة و التي تبقى من صالحيات الدولة‬
‫املركزية ‪ ،‬فهل تضمن املشروع املغربي للحكم الذاتي تحديد هذه الاختصاصات ؟‬
‫‪ - 1‬الاختصاصات الذاتية ‪:‬‬
‫خص مشروع الحكم الذاتي جهات الصحراء ببعض الاختصاصات في عدة ميادين تمارسها داخل الحدود‬
‫الترابية هيئات تنفيذية و تشريعية و قضائية ‪ ،‬في حين أبقى هذا املشروع على اختصاصات حصرية لفائدة‬
‫الدولة ‪ ،‬و أخرى تتم ممارستها باتفاق بين الدولة و الجهة ‪ ،‬و قد شملت الاختصاصات الذاتية لهذه الجهات‬
‫امليادين التالية‪:‬‬
‫‪ ‬على املستوى إلاداري و ألامني و القضاء ‪ :‬إلادارة املحلية و الشرطة و املحاكم ؛‬
‫‪ ‬عـلى املسـتوى الاقتصـادي ‪ :‬التنميـة الاقتصاديـة ‪ ،‬و التخطيـط الجهوي ‪ ،‬و تشـجيع الاسـتثمارات ‪ ،‬و‬
‫التجـارة و الصناعة و السـياحة و الفالحة ؛‬
‫‪ ‬على املستوى املالي‪ :‬ميزانية الجهة و نظامها الجبائي؛‬
‫‪ ‬على املستوى الاجتماعي ‪ :‬السكن ‪ ،‬و التربية ‪ ،‬و الصحة ‪،‬و التشغيل ‪ ،‬و الرياضة ‪ ،‬و الضمان‬
‫الاجتماعي ‪ ،‬و الرعاية الاجتماعية ؛‬
‫‪ ‬على مستوى التنمية الثقافية ‪ :‬النهوض بالتراث الثقافي الصحراوي الحساني ؛‬
‫‪ ‬على مستوى البنى التحتية و البيئية ‪ :‬املاء ‪ ،‬و املنشآت املائية و الكهربائية ‪ ،‬و ألاشغال العمومية ‪ ،‬ثم‬
‫النقل و البيئة‪. 79‬‬

‫‪79‬‬
‫‪ -‬الفقرة ‪'' ،12‬مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية'' ‪،‬مرجع السابق‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫كما تمثـل الجهة سـاكنة جهـة الصحـراء في البرملـان و باقـي املؤسسـات الوطنيـة ‪ ،‬و تشـارك في كل الانتخابـات‬
‫الوطنيـة ‪ ،‬و ذلك طبقا ملضمون الفقرة ‪ 18‬من املبادرة املغربية للحكم الذاتي لجهات الصحراء ‪.‬‬
‫‪ -2‬الاختصاصات الحصرية لفائدة الدولة ‪:‬‬
‫مقابل الاختصاصات الخاصة بجهات الصحراء احتفظ مشروع الحكم الذاتي باختصاصات خاصة‬
‫بالدولة تتجلى في عدة مجاالت أهمها‪: 80‬‬
‫‪ ‬مقومات السيادة ‪ :‬املتمثلة في العلم و النشيد الوطني و العملة ؛‬
‫‪ ‬مقومــات املؤسسة امللكية‪ :‬املتمثلة في الاختصاصــات الدســتورية و الدينيــة للملــك‪ ،‬بصفتـه أميـرا‬
‫للمؤمنيـن‪ ،‬و الضامـن لحريـة ممارسـة الشـعائر الدينيـة‪ ،‬و للحريــات الفرديــة و الجماعيــة ‪.‬‬
‫ينضاف لهذه املجاالت اختصاصات أخرى تتجلى في ألامن الوطني و الدفاع الخارجي و الوحدة الترابية ‪ ،‬ثم‬
‫العالقات الخارجية‪ ،‬و النظام القضائي ‪.‬‬
‫‪ -3‬الاختصاصات املمارسة عن طريق اتفاق بين الدولة و جهات نظام الحكم الذاتي ‪:‬‬
‫هي تلك الاختصاصات التي ال يوجد لها سند قانوني و لم يتـم التنصيـص صراحة علــى تخويلهــا‪ ،‬حيث‬
‫يمكن أن تمارس جهات الصحراء اختصاصات أخرى بناء على اتفــاق يتم ب ـينها و بين الدولة ‪ ،‬عم ـال بمبــدأ‬
‫التفريـع ‪.‬‬
‫‪ -4‬الاختصاصات املمارسة في إطار التشاور و التعاون ‪:‬‬
‫يجوز لجه ـات الحكــم الــذاتي بالصح ـراء‪ ،‬بعد التشــاور مــع الحكومــة‪ ،‬أن تسعى إلقامــة عالقــات تعــاون مــع‬
‫جهــات أجنبيــة بهــدف تطويــر الحــوار و التعــاون ب ـين الجهــات ‪ ،‬مع ألاخذ بعين الاعتبار أن الدولة هي املسؤولة‬
‫عن العالقات الخارجية فيما يتعلق بـكل القضايــا ذات الصلــة املبــاشرة باختصاصــات جهــة الصحراء بعد‬
‫التشاور مع هذه ألاخيرة‪.81‬‬
‫‪ : 5‬املوارد املالية ‪.‬‬
‫للحديث عن املوارد املالية ملنطقة نظام الحكم الذاتي بجهات الصحراء البد لنا من استحضار أهم املوارد‬
‫التي تتوفر عليها كل من جتهي العيون الساقية الحمراء و الداخلة وادي الذهب ‪ ،‬و التي ستكون ال محالة‬
‫مصدرا أساسيا لتمويل نظام الحكم الذاتي ‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫‪ -‬الفقرة ‪''،14‬مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية''‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪81‬‬
‫‪ -‬الفقرة ‪ ،15‬نفس المرجع‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫يشكل الفوسفات إلى جانب الرمل بالنسبة لجهة العيون الساقية الحمراء » الجزء ألاكبر من الثروة‬
‫املعدنية املستغلة بالجهة و الذي يستخرج من رواسب منطقة بوكراع ‪ ،‬و املقدر حسب معطيات عام ‪7177‬‬
‫بنحو ‪ 7471‬ألف طن ‪ ،‬و ‪ ٪71‬من إلانتاج الوطني (مقابل ‪ ٪71‬في عام ‪.)7117‬‬
‫كذلك نجد تصدير الرمل ‪ ،‬املصنف على أنه نشاط تعديني ‪ ،‬و الذي من شأنه أن يساهم بشكل كبير في‬
‫الدخل الناتج عن قطاع التعدين في املنطقة ‪ ،‬و املنظم على شكل موافقات ممنوحة الستغالل املحاجر ‪،‬‬
‫خاصة بالقرب من ميناء العيون حيث يتم شحن الرمال إلى جزر الكناري‪.‬‬
‫إضافة إلى الفوسفاط و الرمال‪ ،‬نجد قطاع الصيد البحري الذي يمثل أحد أهم قطاعات الاقتصاد الجهوي ‪.‬‬
‫فمن حيث إلانتاج ‪ ،‬تأتي غالبية املصايد من ميناء العيون بنسبة ‪ ، ٪ 41‬و التي تشكل نسبة ‪ ٪11‬من املصيد‬
‫الوطني ‪ ،‬فقد حقق هذا القطاع من حيث القيمة ‪ 211‬مليار درهم في عام ‪. « 827177‬‬
‫أما بالنسبة لجهة الداخلة وادي الذهب فهناك » تنوع كبير يميز باطن تربة هذه الجهة ‪ ،‬حيث هناك‬
‫الفوسفات ‪ ،‬و الذي بدأ استغالله في الستينيات بعد اكتشاف كميات كبيرة من هذه املادة في أمسليكن و‬
‫عزيق و العبادلة و في منطقة واد دهب‪.‬‬
‫إلى جانب الفوسفات ‪ ،‬يعد الحديد أيضا أحد الثروات املعدنية املوجودة و تقدر احتياطيات هذا املعدن‬
‫بنحو ‪ 911‬مليون طن على طول ساحل املحيط ألاطلس ي بنسبة ‪ ، ٪92‬كذلك النحاس فهو موجود أيضا في‬
‫صورة منجمه بمنطقة أكجوت قرب الحدود املوريتانية‪.‬‬
‫و في املجال الزراعي تتوفر منطقة و اذي الذهب على تربة خصبة تصل مساحتها ‪ 911‬هكتار من ألاراض ي‬
‫الزراعية مجهزة بأحدث املعدات ‪ ،‬و التي يمكن أن تساهم في الاكتفاء الذاتي الغذائي للجهة ‪. «83‬‬
‫إضافة إلى كل هذه املوارد الطبيعية التي تزخر بها جهات الصحراء‪ ،‬توجد أيضا املحاليل امللحية‪ ،‬و يمكننا‬
‫أن نذكر‪ :‬تازغا ‪ ،‬أم ضباء ‪ ،‬تسليتين ‪ ،‬تسفورين‪ .‬و تعتبر أكبر مصانع امللح في ‪ ، Tazgha‬حيث تنتشر على‬
‫مساحة كبيرة تقدر احتياطياتها بـ ‪ 9.9‬مليون طن ‪ ،‬و تعمل منذ عام ‪ 7447‬بواسطة ‪ ، Somasel‬و هي شركة‬
‫كذلك‬ ‫تنتج ما يقرب من ‪ 71111‬طن من امللح سنويا و توظف ما يقرب من ‪ 911‬شخص كل موسم‪.‬‬
‫الصيد البحري ‪ ،‬و الذي يعد قاطرة التنمية بجهة الداخلة وادي الذهب ‪ ،‬حيث يزخر بثروة سمكية هائلة ‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫‪- Ministère de l’intérieur , Direction Générale des Collectivités locales , La Région de Laayoune-Sakia el Hamra,‬‬
‫‪Monographie Générale ,2015 , p. 36-38-39 .‬‬
‫‪83‬‬
‫‪- Ministère de l’intérieur , Direction Générale des Collectivités locales , La Région de Dakhla-Oued Eddahab,‬‬
‫‪Monographie Générale ,2015 , p. 41-45 .‬‬

‫‪39‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫فإذا كان ألاصل في توزيع الاختصاصات بين الدولة و الجهات هو أن يقترن نقل كل اختصاص باملوارد‬
‫املالية الضرورية له ‪ ،‬فهل تضمن املشروع املغربي للحكم الذاتي هذا املبدأ؟ بغية تحقيق التنمية املنشودة ‪،‬‬
‫و بالتالي إعطاء املشروعية و الشرعية الالزمتين لهذا املشروع ‪.‬‬
‫ضمانا لتمكين الجهات موضوع نظام الحكم الذاتي من ممارسة اختصاصاتها ‪ ،‬و تحقيقا للتنمية في جميع‬
‫املجاالت على صعيد الجهة ‪ ،‬حدد مشروع الحكم الذاتي املوارد املالية الالزمة التي ستساعد هذه الجهات في‬
‫ذلك و املتمثلة في ما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬الضرائــب و الرســوم و املســاهمات املحليــة املقــررة مــن لــدن الهيئــات املختصــة للجهة؛‬
‫‪ ‬العائــدات املتأتيــة مــن اســتغالل املــوارد الطبيعيــة‪ ،‬املرصــودة للجهــة؛‬
‫‪ ‬جــزء مــن العائــدات املحصلــة مــن طــرف الدولــة و املتأتيــة مــن املــوارد الطبيعيــة املوجــودة داخــل‬
‫الجهــة؛‬
‫‪ ‬املوارد الضرورية املخصصة في إطار التضامن الوطني؛‬
‫‪ ‬عائدات ممتلكات الجهة ‪.84‬‬
‫على هذا ألاساس يكون املشرع املغربي قد سلك مسلك أهم النماذج املقارنة لنظام الحكم الذاتي في‬
‫توزيع الاختصاصات ‪ ،‬و التي اعتمدت تالث طرق لتوزيع الاختصاصات بين الدولة و الجهات كما يلي ‪:‬‬
‫‪ « ‬تعيين و تحديد الصالحيات التشريعية و التنفيذية و القضائية بين إلاقليم و الجهة و السلطة‬
‫املركزية ؛‬
‫‪ ‬الاقتصار على توزيع و تحديد صالحيات إلاقليم املحكوم ذاتيا في مجاالت معينة؛‬
‫‪ ‬الاكتفاء بتعيين و تحديد صالحيات السلطة املركزية ذات السيادة‪،‬أما الباقي فيترك للجهات‪.» 85‬‬

‫املطلب الثاني ‪ :‬تقييم املشروع النظري لنظام الحكم الذاتي بجهات الصحراء ‪.‬‬

‫يمنح املشروع النظري لجهات الحكم الذاتي بالصحراء عدة اختصاصات تتمثل في سلطات تنفيذية ‪ ،‬و‬
‫تشريعية و قضائية ‪ ،‬مع جعل هذه الاختصاصات تبقى تابعة لوصاية الدولة املركزية ‪ ،‬لذلك عملت املبادرة‬
‫املغربية للحكم الذاتي على خلق عالقات بين الدولة و جهات الصحراء ‪ ،‬تكريسا ملبدأ الوحدة الوطنية التي يقوم‬
‫‪84‬‬
‫‪ -‬الفقرة ‪'' ،13‬مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية'' ‪،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ - 85‬عبد القادر الكيحل ‪ ،‬الرهانات السياسية والتنموية للجهوية بالمغرب ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون العام ‪ ،‬جامعة محمد‬
‫الخامس السويسي – الرباط ‪ ،‬سنة ‪ ، 2009‬ص ‪. 152‬‬

‫‪41‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫عليها نظام الحكم في املغرب ‪ .‬و هو ما يعتبر قاعدة للفقه الدستوري الذي يشترط في تسيير ألاقاليم ذات نظام‬
‫الحكم الذاتي أن يتم « عن طريق هيئات سواء تشريعية أو تنفيذية تحدد طريقة انتخابها و صالحياتها‬
‫بمقتض ى قواعد القانون الدستوري ‪ ،‬التي تفرض ضرورة توافق التشريعات املحلية مع التشريعات الوطنية‬
‫تحقيقا لالستقالل النسبي و مبدأ الوحدة‪ . «86‬فهل أسس مشروع نظام الحكم الذاتي لقواعد و مرتكزات‬
‫تشريعية فعلية و عملية لفض النزاع حول قضية الصحراء ؟‬
‫هذا ما سنتناوله من خالل الاختصاصات الحصرية التي تحدد مجاالت تدخل الدولة داخل جهات نظام الحكم‬
‫الذاتي بالصحراء ) الفقرة ألاولى ( ‪ ،‬و مكانة هاته الجهات داخل الدولة ) الفقرة الثانية ( ‪.‬‬

‫الفقرة ألاولى ‪ :‬سلطة الدولة داخل جهات نظام الحكم الذاتي بالصحراء ‪.‬‬

‫إن تناول املشروع املغربي للحكم الذاتي على مستوى السلطات التنفيذية في الفقرة ‪ 16‬على أن مزاولة جميع‬
‫الاختصاصات املمنوحة للدولة في جهة الحكم الذاتي بالصحراء تتم عن طريق مندوب حكومي‪ ،‬تنصبه السلطة‬
‫املركزية حسب مضمون الفقرة ‪ . 20‬معناه ‪ ،‬أن نظام الحكم الذاتي الذي جاء به هذا املشروع قائم على عنصر‬
‫الوصاية الذي بواسطته تضل الدولة املركزية هي صاحبة القرار ‪ ،‬خاصة القرارات املتعلقة بميادين السيادة‬
‫‪ ،‬حيث تحتفظ الدولة باختصاصاتها في ميادين السيادة ‪ ،‬خصوصا فيما يتعلق بالدفاع و العالقات‬
‫الخارجية و الاختصاصات الدستورية و الدينية للملك‪ .87‬كذلك مقومات السيادة التي تشير إليها الفقرة ‪ ،14‬و‬
‫املتمثلة في العلم و العملة و النشيد الوطني‪ ،‬إضافة إلى النظام القضائي الذي تصدر محاكمه ألاحكام باسم‬
‫امللك حسب ما جاء في الفقرة ‪ ،22‬و كذا ألامر بالنسبة لألحكام و القوانين التشريعية و التنظيمية الصادرة عن‬
‫هيئات جهة الحكم الذاتي للصحراء التي يجب أن تكون مطابقة لنظام الحكم الذاتي في الجهة و دستور اململكة‬
‫طبقا ملا جاء في مضمون الفقرة ‪. 24‬‬
‫فاملالحظ أنه رغم احتفاظ الدولة على جل هذه الاختصاصات املذكورة أعاله ‪ ،‬إال أنه نجدها تتخلى عنها من‬
‫جانب آخر‪ ،‬و هو ما يؤكده مضمون الفقرة ‪ ، 16‬حيث جاء فيها '' يـزاول منـدوب الحكومـة اختصاصـات الدولـة‬
‫في جهـة الحكـم الـذاتي للصحـراء ‪ ،‬املنصـوص عليهـا في الفقـرة ‪ 79‬أعـاله''‪ ،‬ما يعني أن رئيس جهة الصحراء‬
‫بصفته مندوبا للحكومة سيمارس إضافة إلى الاختصاصات املرتبطة بالسيادة و ألامن و الدفاع و العالقات‬

‫‪ - 86‬محمد بوبوش ‪ ،‬قضية الصحراء و مفهوم االستقالل الذاتي ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون العام ‪ ،‬كلية العلوم القانونية و‬
‫االقتصادية و االجتماعية أكدال – الرباط ‪ ،‬سنة ‪ ، 2002-2003‬ص ‪. 25‬‬
‫‪87‬‬
‫‪ -‬الفقرة ‪''، 6‬مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية'' ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫الخارجية و القضاء‪ ،‬الاختصاصات املتعلقة بمقومات املؤسسة امللكية ‪ ،‬و هو الش يء الذي يجعل القارئ يتوه‬
‫عن املعنى الحقيقي لهذه الفقرة‪.‬‬
‫أما من الناحية املالية ‪ ،‬فرغم ما نص عليه مشروع الحكم الذاتي من موارد مالية‪ ،‬تبقى استقاللية القرار‬
‫املالي لجهات الصحراء ضئيلة‪ ،‬حيث تضل الدولة املركزية هي صاحبة القرار املالي‪ ،‬و هذا ما تجسده مقتضيات‬
‫الفقرة ‪ 13‬املتعلقة باملوارد املالية لجهات الصحراء‪ ،‬و املتمثلة في ممارسة الدولة لصالحية تحصيل جزء من‬
‫املوارد الطبيعية املوجودة داخل هذه الجهات‪ ،‬و كذا ألامر بالنسبة للموارد املخصصة في إطار التضامن الوطني‬
‫عمال بمبدأ التضامن بين جهات اململكة‪ .‬و هو ما يؤكد تبعية جهات نظام الحكم الذاتي للدولة املركزية و عدم‬
‫تمتيعها بالشخصية القانونية ‪ ،‬باعتبارها مجرد وحدات إدارية المركزية في ظل نظام جهوي موسع‪.‬‬
‫و بالتالي فالسلطات املالية لجهات نظام الحكم الذاتي جد محدودة ‪ ،‬مما يشكل انعكاسا على استقاللها‬
‫املالي ‪ ،‬بحيث أن الدولة املركزية تبسط هيمنتها على أهم مصادر التمويل ‪ ،‬حيث أن نظام التمويل املركزي‬
‫لهذه الجهات يستند أساسا على املوارد املالية املتأتية من املوارد الطبيعية لجهات نظام الحكم الذاتي و‬
‫عائدات ممتلكاتها حسب مضامين الفقرة الثالثة عشر من مبادرة الحكم الذاتي ‪ .‬و هو ألامر الذي نهجته بعض‬
‫ألانظمة املقارنة التي تعتمد نظام الجهوية السياسية في تمويلها لجهات نظام الحكم الذاتي ‪ ،‬و التي سنتطرق‬
‫إليها في شق أخر من هذا البحث ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬مكانة جهات الصحراء داخل الدولة في ظل نظام الحكم الذاتي ‪.‬‬

‫باستقراء مضامين مشروع الحكم الذاتي نجده قد احتفظ بمكانة متميزة لجهات نطام الحكم الذاتي داخل‬
‫هياكل الدولة ‪ ،‬و لعل أبرز هذه املضامين ما جاء في الفقرة ‪ 15‬التي جعلت مبدأ التشاور بين الدولة املركزية‬
‫و جهات الحكم الذاتي أساسيا في ما يتعلق بالعالقات الخارجية ‪ ،‬التي لها صلة باختصاصات هذه الجهات ‪ .‬و‬
‫الذي يتجسد في رغبة هذه ألاخيرة بإقامة عالقات تعاون مع جهات أجنبية بهدف تطوير الحوار و التعاون بينها‬
‫و بين جهات أخرى‪ .‬كما أن هذا املشروع في شقه املتعلق باالختصاصات التشريعية نجده قد اختار طريقتين‬
‫لتشكيل التركيبة البرملانية لجهة الصحراء ‪.‬‬
‫ألاولى‪ :‬تتجلى في اختيار منتخبي الجهة عن طريق القبائل الصحراوية ‪ ،‬أي ممثل عن كل قبيلة ( البعد القبلي )‬
‫‪ ،‬مع العلم أن هذا الاختيار يعرف بدوره عدة تأويالت على مستوى القبائل ألاصلية للصحراء ‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫الثانية ‪ :‬تتمثل في اختيار منتخبين باالقتراع العام املباشر من طــرف مجمــوع ســكان جهــة الصحراء ‪ ،‬و بهذه‬
‫الطريقة يتم ضمان انخراط ساكنة الصحراء من ألاصول غير الصحراوية في تمثيلية برملان جهة الصحراء ‪ ،‬ما‬
‫يضمن سيطرة الدولة املركزية على هذا الجهاز التشريعي‪.‬‬
‫أما على مستوى السلطة القضائية ‪ ،‬فيفهم من التصور العام للنظام القضائي لجهات الصحراء حسب‬
‫مضامين مشروع الحكم الذاتي أن هذا الجهاز ال يتمتع باالستقاللية بل يبقى تابعا للجهاز القضائي املركزي ‪ ،‬و‬
‫هو ما تأكده مضامين الفقرتين ‪ 24‬و ‪ 25‬و املشار إليهما سالفا ‪.‬‬
‫نضرا للخصوصية و الاعتبارات السياسية لجهات مشروع نظام الحكم الذاتي ‪ ،‬يبدو أن هذه الجهات‬
‫ستعرف استثناء عن باقي الجهات الترابية ألاخرى ‪ ،‬و هو ما يتضح من خالل مقتضيات مشروع الحكم الذاتي ‪،‬‬
‫إال أنه و حتى يتم تجسيد هذا املشروع على أرض الواقع فالدولة ملزمة أوال بأن تقر بذلك في دستورها ‪ ،‬حيث‬
‫التزمت بأن'' تتــم مراجعــة الدســتور املغــربي و إدراج نظــام الحكــم الـذاتي فيـه ‪ ،‬ضمانـا السـتقرار هـذا النظـام و‬
‫إحاللـه املكانـة الخاصـة الالئقــة بــه داخــل املنظومــة القانونيــة للمملكــة''‪ .88‬و هو ما يتعارض مع مضامين الفقرة‬
‫‪ 27‬من نفس املشروع ‪ ،‬حيث تؤكد هذه الفقرة على أن تنزيل هذا املشروع لن يتم إال بعد التفـاوض‪ ،‬و طـرحه‬
‫عـلـى الســكان املعني ـين بموجــب اســتفتاء حــر‪ ،‬إضافة إلى اعتماد الاستشــارة الديمقراطيـة ‪ ،‬و التي تعد طبقـا‬
‫للشرعيـة الدولية ممارسـة حـرة للحق في تقريـر املصيـر ‪ ،‬و ذلك طبقا للمواثيق و القرارات الدولية ‪ .‬و بالتالي‬
‫يبقى مشروع الحكم الذاتي مجرد حبر على ورق إلى أن يتم الحسم فيه من قبل جميع أطراف القضية و‬
‫مصادقة املنتظم الدولي ‪.‬‬
‫تحيلنا مضامين مشروع نظام الحكم الذاتي املغربي على أن هذا النظام ال يتعدى في كونه نظام المركزي ذو‬
‫واجهة سياسية ‪ ،‬فجهات الصحراء طبقا ملقتضيات مشروع نظام الحكم الذاتي ال تتمتع باالستقالل السياس ي‬
‫مقابل تمتيعها باستقاللية نسبية في ممارسة اختصاصاتها بمقتض ى مبدأ التدبير الحر الذي أقره الدستور‬
‫املغربي لعام ‪ ، 2011‬و بالتالي يظهر التقاطع الواضح بين إكراهات تنزيل هذا املشروع و تفعيل خيار الجهوية‬
‫املتقدمة بباقي جهات اململكة داخل الدولة املوحدة ‪ .‬كما أن مشروع الحكم الذاتي هذا بقي جامدا ‪ ،‬فهو لم‬
‫يواكب الاصالحات التي طالت الوثيقة الدستورية لعام ‪ ، 2011‬ما يتطلب تعديل بعض فقراته ‪ .‬فرغم ‪ ،‬ما‬
‫تحمله الاختصاصات املمنوحة نظريا لجهات الصحراء بموجب مشروع الحكم الذاتي في طياتها من قيود خاصة‬
‫على مستوى الاختصاصات التشريعية و التنفيذية و املالية ‪ .‬إال أنها تعكس رغبة واضعيه في تكريس جيل‬

‫‪88‬‬
‫‪ -‬الفقرة ‪'' ، 29‬مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية'' ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫جديد من تاريخ التنظيم الجهوي باملغرب ‪ .‬حيث سيتولى سكان الصحراء تدبير شؤونهم من خالل هيئات‬
‫تشريعية و تنفيذية و قضائية ‪ ،‬تتمتع باختصاصات حصرية‪ » .89‬و هاهنا يبرز مبدأ التفريع ‪ ،‬املنصب على توزيع‬
‫الاختصاصات ‪ ،‬ناجعا من حيث أساسه املذهبي ‪ ،‬بيد أن تجسيده على أرض الواقع يظل صعبا دونما دمقرطة‬
‫حقيقية للتنظيم السياس ي و القانوني للدولة ككل ‪ ،‬حتى و إن نصت عليه املبادرة املغربية بتوصيفه تفريعا‬
‫بالتوافق‪ . » 90‬فرغم الانتصارات الدبلوماسية التي حققها املغرب في آلاونة الاخيرة ‪ ،‬و املتمثلة في نهج سياسة‬
‫فتح القنصليات ألاجنبية في مدن الصحراء ‪ ،‬و اعتراف مؤسسة الرئيس ألامريكي الراحل ''دونالد ترامب''‪ ،‬و‬
‫إعادة العالقات الدبلوماسية املغربية إلاسرائيلية يمكن أن تشكل مكسبا سياسيا ظرفيا للنزاع في الصحراء ‪،‬‬
‫إال أن الحل ألامثل يكمن في ترجمة مقتضيات مشروع نظام الحكم الذاتي على مستوى الواقع‪ ،‬و ذلك عن‬
‫طريق الحد من هفوات التنظيم الترابي املحلي و الجهوي الحالي بجهات الصحراء‪ ،‬و التخلي الفعلي عن املنطق‬
‫التقليدي لتوزيع السلط‪ ،‬و الحد من سياسة الريع و الامتيازات الفئوية ‪ ،‬و التفعيل الصارم ملبدأي ربط ''‬
‫املسؤولية باملحاسبة '' و ''سيادة القانون'' و تحقيق مطلب العدالة الاجتماعية ‪ ،‬باعتبار الجهوية املتقدمة هي‬
‫التربة الخصبة لتقييم حاضر و مستقبل التدبير الاداري و املالي و السياس ي لجهات الصحراء و كسب تأييد‬
‫املجتمع الوطني و الدولي ‪ « .‬فمن املستحيل تصور إطار مؤسس ي عام ينهض على أجيال الحقوق ‪ ،‬دونما عالقة‬
‫بالحسم في دمقرطة نظام الحكم ‪ ،‬قبل أن تكون القضية املصيرية مرتبطة بمنظومة حكامة ديمقراطية‬
‫جهوية‪. « 91‬‬

‫‪89‬‬
‫‪ -‬الفقرة ‪ ، 5‬نفس المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪90‬‬
‫‪ -‬عبد الرحيم العماري ‪'' ،‬في منطق الترافع عن قضية الصحراء أو أصول القوة الترافعية ''‪ :‬حفريات نقدية عن المغرب السياسي ‪ ،‬الجزء األول ‪ ،‬ملف‬
‫الصحراء ( ‪ ،)1975 – 2015‬مطبعة طوب بريس – الرباط ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬سنة ‪ ،2016‬ص ‪. 189‬‬
‫‪91‬‬
‫‪ -‬عبد الرحيم العماري ‪'' ،‬في منطق الترافع عن قضية الصحراء أو أصول القوة الترافعية ''‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 183‬‬

‫‪44‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬مكانة الجهوية في الخطاب السياس ي الجديد للمؤسسات الرسمية ‪.‬‬

‫تحظى املؤسسة امللكية بمكانة دستورية‪ ،‬حيث يعتبر امللك رئيسا للدولة‪ ،‬و ممثلها ألاسمى‪ ،‬و رمز‬
‫وحدتها‪ ،‬و ضامن دوامها و استمرارها ‪ ،‬و الحكم ألاسمى بين مؤسساتها ‪ ،‬و الساهر على احترام دستورها ‪ ،‬و‬
‫حسن سير مؤسساتها الدستورية‪ ،‬و على صيانة اختيارها الديمقراطي‪ ،‬و حقوق و حريات مواطنيها و مواطناتها‬
‫و كذا الجماعات‪ ،‬و على احترام تعهداتها الدولية ‪ .‬و ضامن استقاللها و حوزتها في دائرة حدودها الحقة‪.92‬‬
‫انطالقا من السلطة املخولة لرئيس الدولة في مخاطبة ألامة و البرملان‪ ،‬و تالوة خطابه أمام كال املجلسين ‪،‬‬
‫و الذي ال يمكن أن يكون مضمونه موضوع أي نقاش داخلهما‪ .93‬إضافة إلى السلطة التي تمارسها الحكومة‬
‫تحت سلطة رئيسها‪ ،‬من خالل تنفيذ برنامجها الحكومي و ضمان تنفيذ القوانين و إلاشراف و الوصاية على‬
‫املؤسسات و املقاوالت العمومية‪ ،94‬و دور ألاحزاب السياسية في تأطير املواطنات و املواطنين و تكوينهم‬
‫السياس ي‪ ،‬و تعزيز انخراطهم في الحياة الوطنية و تدبير الشأن العام‪ ،‬و املساهمة في التعبير عن إرادة الناخبين‪،‬‬
‫و املشاركة في ممارسة السلطة‪ ،‬لى أساس التعددية و التناوب ‪ ،‬بالوسائل الديمقراطية ‪ ،‬و في نطاق املؤسسات‬
‫الدستورية‪ .95‬ارتأينا أن نبرز مكانة الجهوية في الخطاب السياس ي الجديد للمؤسسات الرسمية ‪ ،‬من خالل‬
‫الخطب امللكية و البرامج الحكومية ( املبحث ألاول ) ‪ ،‬إضافة إلى برامج ألاحزاب السياسية ( املبحث الثاني ) ‪.‬‬

‫املبحث ألاول‪ :‬الجهوية في الخطاب السياس ي لرئيس الدولة و السلطة التنفيذية ‪.‬‬

‫تعتبر الجهوية في املغرب في مسارها التاريخي العام و تطوراتها الحديثة بناء ذات ارتباط قوي باملؤسسة‬
‫امللكية ‪ ،‬سواء على مستوى التصور العام لهذه ألاخيرة للجهوية ‪ ،‬أو انطالقا من التحول الذي سيشهده‬
‫التكريس الفعلي للتنظيم الجهوي باملغرب منذ تولي امللك محمد السادس العرش ( املطلب ألاول ) ‪ ،‬كما‬
‫تعتبر إحدى املحاور الرئيسية للحكومات التي تعاقبت على الحياة السياسية باملغرب منذ ‪ 7177‬إلى نهاية‬
‫حكومة حزب العدالة و التنمية( املطلب الثاني )‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 16‬من الدستور المغربي لعام ‪.6055‬‬
‫‪93‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 26‬من الدستور المغربي لعام ‪.6055‬‬
‫‪94‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 89‬من الدستور المغربي لعام ‪.6055‬‬
‫‪95‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 1‬من الدستور المغربي لعام ‪.6055‬‬

‫‪45‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫املطلب ألاول‪ :‬الجهوية في الخطب امللكية ‪.‬‬

‫احتلت الجهوية املتقدمة مرتبة الصدارة في خطب رئيس الدولة محمد السادس‪ ،‬حيث نجد تجلياتها في‬
‫أدبيات الخطب امللكية الواردة قبل صدور الدستور املغربي الجديد لعام ‪ ، 2011‬و الفترة التي تليه ‪ ،‬و هو ما‬
‫سنتطرق إليه من خالل خطاب الجهوية ما قبل دستور ‪ 2011‬انطالقا من سنة ‪ ( ، 7444‬الفقرة ألاولى ) ‪ ،‬و‬
‫الجهوية املتقدمة ما بعد دستور ‪ ( 2011‬الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة ألاولى ‪ :‬الجهوية ما بين ‪ 0777‬إلى حدود ‪.8101‬‬

‫تلعب املؤسسة امللكية دورا هاما في رسم السياسات الجهوية ‪ .‬تتجسد هذه ألاهمية في »الخطوط‬
‫العريضة التي يشير إليها امللك في خطبه السامية بخصوص مختلف امليادين السياسية ‪،‬و الاقتصادية‪ ،‬و كذا‬
‫الاجتماعية‪ . « 96‬و قد كان الخطاب امللكي الذي وجهه رئيس الدولة محمد السادس يوم الثالثاء ‪ 77‬أكتوبر‬
‫سنة ‪ ،7444‬أول خطبه امللكية بعد توليه العرش ‪،‬‬
‫و التي تؤكد على أهمية الجهوية املتقدمة في الخطب امللكية ‪ ،‬حيث يؤكد رئيس الدولة في خطابه هذا على‬
‫"‪...‬أن الجهة التي كرسها دستور اململكة تعتبر حلقة أساسية في دعم الديمقراطية املحلية ‪ ،‬و كذا مجاال‬
‫خصبا للتنمية الاقتصادية‪ ،‬و الاجتماعية‪ ،‬و فضاء فسيحا للتفكير و التخطيط في إطار واسع ملستقبل‬
‫أفضل في انسجام مع الوحدات الترابية ألاخرى باعتبارها أداة توحيد و عنصر التحام‪ .97''...‬و هو ألامر الذي‬
‫جعل رئيس الدولة آنذاك يصدر أوامره للحكومة املتمثلة في التعجيل بوضع مجموعة من النصوص‬
‫التطبيقية للقانون املنظم للجهة ‪ ،‬و ذلك بهدف تمكين مؤسسة الجهة من املساهمة في التنمية‪ .‬مؤكدا في‬
‫نفس الخطاب على ‪ ،‬أنه ال يمكن للالمركزية أن تحقق أهدافها املنتظرة ‪ ،‬دون أن يواكبها مسلسل عدم‬
‫التركيز الذي يقض ي بنقل اختصاصات إلادارة املركزية إلى مندوبيها املحليين‪ .‬و حرصا منه على ضرورة نهوض‬
‫املجالس الجهوية بدورها املنوط كفاعل أساس ي في التنمية الاقتصادية و التكافل الاجتماعي و التدبير املجالي ‪،‬‬
‫أصدر تعليماته للحكومة آنذاك ‪ ،‬قصد إلاسراع بإصدار كل النصوص التنظيمية الخاصة بها و تفعيل‬
‫صندوق التضامن للتنمية الجهوية‪ ،‬مؤكدا على أن ''‪...‬تفعيل دور الجهة في إلاقالع الاقتصادي يستلزم توفر‬

‫‪96‬‬
‫‪ -‬عبد الواحد مبعوث ‪ ،‬التنمية الجهوية بين عدم التركيز اإلداري و الالمركزية ‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام ‪ ،‬جامعة محمد الخامس ‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق أكدال ‪ -‬الرباط ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 692‬‬
‫‪97‬‬
‫‪ -‬الخطاب الملكي ‪ ،‬الموجه إلى المسؤولين عن الجهات و الواليات و العمالت واألقاليم من رجال اإلدارة و ممثلي المواطنين ‪ 56 ،‬أكتوبر‪ -‬سنة‬
‫‪. 5999‬‬

‫‪46‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫كل مجلس جهوي على منظور استراتيجي شمولي و متناسق لتنمية الجهة و على بنك ملشاريع الاستثمار املمكن‬
‫إنجازها في دائرة ترابه أو بالتشارك مع جهات أخرى‪ ،‬مع اعتماد آليات لتقويم و تكييف و تحيين و إعادة‬
‫توجيه عملية التنمية الجهوية‪ ،‬آخذا بعين الاعتبار ما يعرفه املحيط الاقتصادي و التكنولوجي من تحوالت و‬
‫مستجدات متسارعة ‪.98''...‬‬
‫شكلت الجهوية على مستوى الخطاب الرسمي » مرجعا شبه دائم في خطاب رئيس الدولة ‪ ،‬سواء في‬
‫تطوره العام أو في مختلف أبعاده و ديناميته الخارجية منها و الداخلية ‪ ،‬و هذا ما يكرسه الخطاب امللكي في‬
‫جانب من محطاته التاريخية‪ ، « 99‬كما هو الشأن بالنسبة لخطاب العرش لعام ‪ 7117‬الذي أكد فيه عنايته‬
‫القصوى في مجال الجهوية التي يعتبرها خيارا استراتيجيا ‪ ،‬و ليس مجرد بناء نظري ‪ ،‬إضافة إلى خطاب‬
‫الذكرى السادسة و العشرين النطالق املسيرة الخضراء الذي ورد فيه ''‪ ...‬إننا عازمون على توطيد الجهوية‬
‫بمنظور للتنمية الجهوية املتوازنة ‪ ، ''...‬ليأتي بعد ذلك خطاب العرش لسنة ‪ 7112‬الذي أكد فيه رئيس‬
‫الدولة من جديد توجهه الراسخ إلقامة جهوية متدرجة و متطورة ‪.‬‬
‫بالعودة إلى التطورات التي مر منها التنظيم الجهوي باملغرب و التي تطرقنا إليها في الجزء السابق من هذا‬
‫البحث ‪ ،‬نستنتج أن السياسات الجهوية كانت على املستوى العملي مجرد جهوية صورية ‪ ،‬مادامت لم تتوفر‬
‫فيها املقومات املجالية و إلادارية و املالية و الحكماتية ‪ .‬إال أن املستجدات التي عرفتها قضية الصحراء جعلت‬
‫رئيس الدولة يغير لهجة الخطاب ليعلن بموجب خطاب ‪ 1‬نونبر ‪ 7111‬عن عزمه و إصراره الفعلي إلطالق‬
‫مبادرة جهوية متقدمة و موسعة تنطلق من أقاليم الصحراء ‪ ،‬حيث جاء في نص هذا الخطاب ‪ " ،‬قررنا‬
‫بعون هللا ‪ ..‬إطالق جهوية متقدمة و متدرجة تشمل كل مناطق اململكة و في مقدمتها جهة الصحراء‪ ...‬تقوم‬
‫على مجموعة من املرتكزات في مقدمتها تحديد الاختصاصات و توفير املوارد املالية الذاتية ‪ ،‬إضافة إلى‬
‫اعتماد تقسيم جهوي يؤدي إلى إحداث و حدات مجالية متجانسة‪.100"...‬‬
‫إن هذا الخطاب ‪ ،‬كان إشارة لإلصالحات التي يعتزم رئيس الدولة القيام بها على مستوى السياسات‬
‫الجهوية من خالل رسم الخطوط العريضة لنجاح هذا إلاصالح و تنزيله على أرض الواقع ‪ ،‬لتنتقل املؤسسة‬
‫امللكية هذه املرة من مرحلة تغيير خطاب الجهوية إلى مرحلة التغيير بالخطاب ‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫‪ -‬الخطاب الملكي ‪ ،‬بمناسبة افتتاح الدورة األولى من السنة التشريعية الرابعة ‪ ،‬الجمعة ‪ 52‬أكتوبر ‪ -‬سنة ‪.6000‬‬
‫‪ -‬محمد اليعقوبي ‪ ،‬مفهوم الجهوية المتقدمة في الخطب الملكية ‪ ،‬منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمية ‪ ،‬سلسلة دراسات ‪ ،‬عدد ‪ ، 92‬سنة‬
‫‪99‬‬

‫‪ ، 6050‬ص ‪. 55‬‬
‫‪100‬‬
‫‪ -‬الخطاب الملكي ‪ ،‬بمناسبة الذكرى ‪ 22‬للمسيرة الخضراء ‪ ،‬بتاريخ ‪ 06‬نونبر ‪ -‬سنة ‪.6008‬‬

‫‪47‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫على هذا ألاساس‪ ،‬قام رئيس الدولة في هذه املرحلة بتنصيب اللجنة الاستشارية للجهوية بتاريخ‬
‫‪ ،7171/17/11‬حيث أكد في خطابه بهذه املناسبة على ضرورة التنسيق و التوازن في الصالحيات و إلامكانات‬
‫و تفادي تداخل الاختصاصات أو تضاربها بين مختلف الجماعات املحلية و السلطات و املؤسسات‪ .‬مؤكدا على‬
‫أن منح موارد مالية مهمة للجهوية املوسعة ش يء ضروري لتمكينها من وسائل العمل ‪ ،‬و القدرة على القيام‬
‫باالختصاصات املمنوحة لها في مجال التخطيط ‪ ،‬و التنمية الاقتصادية ‪ ،‬و الاجتماعية و الثقافية ‪.‬‬
‫لقد جاء خطاب تنصيب اللجنة الاستشارية للجهوية ‪ ،‬ليدقق شيئا ما في التوجيهات‪ ،‬حيث اعتبر أن بلورة‬
‫الجهوية يتعين أن تقوم على أربعة مرتكزات تتمثل في ‪:‬‬
‫‪ '' ‬التشبث بمقدسات ألامة و ثوابتها‪ ،‬املتمثلة في وحدة الدولة و الوطن و التراب ؛‬
‫‪ ‬الالتزام بالتضامن‪ ،‬إذ ال ينبغي اختزال الجهوية في مجرد توزيع جديد للسلطات بين املركز و‬
‫الجهات ؛‬
‫‪ ‬اعتماد التناسق و التوازن في الصالحيات وإلامكانات و تفادي تداخل الاختصاصات أو تضاربها‬
‫بين مختلف الجماعات املحلية و السلطات و املؤسسات ؛‬
‫‪ ‬انتهاج ''الالتمركز'' الواسع الذي لن تستقيم الجهوية بدون تفعيله في نطاق حكامة ترابية ناجحة‬
‫قائمة على التناسق والتفاعل''‪.101‬‬
‫إلنجاح إلاصالح الجهوي في هذه املرحلة و ضعت املؤسسة امللكية مجموعة من الشروط ''… من خالل‬
‫نقاش وطني واسع و بناء‪ ،‬و بالتعبئة الهادفة إلى تبنيه الجماعي و الانخراط القوي إلنجاحه…‪ .102‬مع جعل‬
‫الجهوية ''… السبيل لتقدم البالد و صيانة الوحدة و ضمان املزيد من مقومات العيش الكريم للمواطنين ‪،‬‬
‫السيما الشباب و الفئات ‪ ،‬و الجهات املعوزة ‪.103''...‬‬
‫من خالل القراءة املتأنية للخطب امللكية لرئيس الدولة محمد السادس في هذه املرحلة ‪ ،‬استنتجنا بعض‬
‫املالحظات التي البد من إبرازها و املتمثلة في ‪:‬‬
‫‪ » -‬إلاشارة املتكررة إلى فكرة الوحدة كدعامة من دعامات الجهوية‪ .‬فحسب خطاب ل ‪ 1‬نونبر‪،7111‬‬
‫فالوحدة '' تشمل وحدة الدولة و الوطن و التراب التي ال يمكن ألي جهوية أن تتم إال في نطاقها''‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫‪ -‬الخطاب الملكي بمناسبة تنصيب اللجنة االستشارية للجهوية ‪ ،‬بتاريخ ‪ 02‬يناير‪ -‬سنة ‪. 6050‬‬
‫‪- 102‬‬
‫الخطاب الملكي ‪ ،‬بمناسبة الذكرى السابعة و الخمسين لثورة الملك و الشعب ‪ ،‬بتاريخ ‪ 60‬غشت ‪ -‬سنة ‪. 6050‬‬
‫‪- 103‬‬
‫الخطاب الملكي ‪ ،‬بمناسبة ترؤس الملك الفتتاح الدورة الخريفية للسنة التشريعية ‪ ، 6055-6050‬بتاريخ ‪ 8‬أكتوبر ‪ -‬سنة ‪.6050‬‬

‫‪48‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪ -‬تتعلق بأصالة املنهجية املعتمدة إلعداد إلاصالح الجهوي الجديد‪ ،‬و التي تتميز بمزايا كبيرة‪ .‬فهي أوال ‪،‬‬
‫تذكرنا باملنهجية املطبقة إلعداد مشروع الحكم الذاتي املوسع للصحراء‪ .‬كما أنه ‪ ،‬حسب نفس الخطاب ‪،‬‬
‫سيتمخض ''التصور العام لهذا املشروع الكبير عن نقاش وطني بناء تشارك فيه كل املؤسسات و السلطات‬
‫املختصة ‪ ،‬و الفعاليات التمثيلية و الحزبية و ألاكاديمية ‪ ،‬ثم الجمعوية املؤهلة''‪.‬‬
‫يتعلق ألامر‪ -‬إذن ‪ -‬بطلب عام للتعبير عن آلاراء و ألافكار‪ ،‬مما يعني أن املطلوب ال يتجلى فقط في إبراز‬
‫إلايجابيات ‪ ،‬بل كذلك في التركيز على املعيقات التي تحول دون تطبيق هذا إلاصالح الهيكلي و العميق ‪ ،‬و‬
‫الشروط الواجب توفرها ليصبح هذا املشروع قابال للتنفيذ‪. «104‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الجهوية ما بعد دستور ‪. 2011‬‬

‫ال شك أن كل السلطات التي تتمتع بها املؤسسة امللكية » من داخل الدستور املغربي ‪ ،‬أو على الخارطة‬
‫السياسية ‪ ،‬أو من القدرة على استعارة حقول رمزية أخرى دينية (إمارة املؤمنين) ‪ ،‬أو عرفية (املخزن) تدل‬
‫على قوة و موقع امللكية داخل الحقل السياس ي املغربي ‪ ،‬و تجعل صاحبها محل إجماع و عصمة‪. «105‬‬
‫فبعد فترة إلاصالحات الدستورية التي عرفها املغرب ‪ ،‬أصبحت املسألة الجهوية باملغرب ‪ ،‬خاصة في‬
‫خطابات املؤسسة امللكية تطرح نفسها بقوة ‪ ،‬ففي ظل التراكمات التي حققتها املؤسسة امللكية على مستوى‬
‫السياسات الجهوية في املراحل السابقة ‪ ،‬قام رئيس الدولة محمد السادس بتغيير لغة خطاب الجهوية ‪،‬‬
‫حي ث أعلن في خطابه عن مرحلة الانطالقة الفعلية للجيل الجديد من الجهوية ‪ ،‬و الذي جاء فيه ‪'':‬‬
‫‪...‬أخاطبك اليوم‪ ،‬بشأن الشروع في املرحلة املوالية ‪ ،‬من مسار الجهوية املتقدمة‪ ،‬بما تنطوي عليه من‬
‫تطوير لنموذجنا الديمقراطي التنموي املتميز ‪ ،‬و ما تقتضيه من مراجعة دستورية عميقة ‪ ،‬نعتبرها عمادا ملا‬
‫نعتزم إطالقه من إصالحات جديدة شاملة ‪ ،‬في تجاوب دائم مع كل مكونات ألامة‪.106''...‬‬
‫فتنزيال لهذه إلاصالحات بادر رئيس الدولة بوضع املرتكزات ألاساسية التي يجب أن يقوم عليها التدبير‬
‫الجهوي ‪ .‬حيث دعا لضرورة وضع صيغة قانونية ملجلس املستشارين حتى يواكب إلاصالحات الدستورية‬
‫املنشودة ‪ ،‬حيث جاء في نص الخطاب امللكي‪ .. '' :‬ففيما يتعلق بإصالح التنظيم الترابي‪ ٬‬و الذي يعد من أهم‬
‫‪104‬‬
‫‪ -‬محمد اليعكوبي ‪ '' ،‬مفهوم الجهوية المتقدمة في الخطب الملكية'' ‪ ،‬نشر في المساء يوم ‪ 65‬دجنبر‪ ،‬سنة ‪. 6050‬‬
‫‪www.Almassae.com‬‬ ‫‪10/07/2018‬‬ ‫تاريخ ولوج الموقع ‪:‬‬

‫‪105‬‬
‫‪ -‬محمد ظريف ‪ '' ،‬النسق السياسي المغربي المعاصر مقاربة سوسيوسياسية '' ‪ ،‬مطبعة إفريقيا الشرق – الدار البيضاء ‪ ،‬سنة ‪ ،1991‬ص ‪.13‬‬
‫‪106‬‬
‫‪ -‬مقتطف من خطاب الملك محمد السادس ليوم األربعاء ‪ 9‬مارس حول الجهوية الموسعة ‪ ،‬و إعالنه عن تكوين لجنة خاصة لمراجعة الدستور ‪ ،‬سنة‬
‫‪. 2011‬‬

‫‪49‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫املجاالت املهيكلة‪ ٬‬فإنه يتعين توفير الشروط القانونية و التنظيمية إلقامة مجلس املستشارين في صيغته‬
‫الدستورية الجديدة ‪ ٬‬و ذلك بهدف تمكين بالدنا من الجهوية املتقدمة ‪ ٬‬التي نتطلع إليها‪.107‬‬
‫في سياق‪ ،‬ربط املسؤولية باملحاسبة شددت املؤسسة امللكية على املسؤولية التدبيرية للمجالس الجماعية‬
‫أمام املواطنين ‪ ،‬حيث جاء في الخطاب امللكي''‪...‬فاملجالس الجماعية هي املسؤولة عن تدبير الخدمات‬
‫السياسية‪ ،‬التي يحتاجها املواطن كل يوم ‪ .‬أما الحكومة‪ ،‬فتقوم بوضع السياسات العمومية ‪ ،‬و املخططات‬
‫القطاعية ‪ ،‬و تعمل على تطبيقيها‪ ،''...‬و كذا مسؤولية كل من الحكومة ‪ ،‬و البرملان ‪ ،‬و ألاحزاب السياسية في‬
‫اختيار النخب املؤهلة ‪ ،‬و الالتزام بإخراج املقتضيات القانونية الخاصة بالجهة إلى حيز التطبيق ‪ ،‬و هو ما‬
‫يؤكده نص الخطاب امللكي الذي جاء فيه '''‪ ...‬و أمام ما تشهده العديد من املدن الكبرى و املتوسطة‪ ،‬و املراكز‬
‫القروية‪ ،‬من اختالالت‪ ،‬فإننا نتوجه ألحزاب السياسية ‪ ،‬لضرورة العمل على إفراز كفاءات و نخب جهوية‬
‫جديدة ‪ ،‬مؤهلة لتدبير الشأن العام ‪ ،‬خاصة في ظل ما يخوله الدستور للجماعات الترابية من اختصاصات‬
‫واسعة‪.108''...‬‬
‫تأسيسا على ما سبق‪ ،‬نجد رئيس الدولة يعلن عن مسؤولية ألاحزاب السياسية في اختيار نخبها السياسية‬
‫و إعداد برامجها الانتخابية‪ ،‬و مدى تأثير ذلك على العملية الانتخابية و التدبيرية للشأن املحلي و الجهوي و‬
‫الوطني‪ ،‬و بالتالي ضمان خدمة مصالح املواطنين على أحسن وجه ‪ ،‬موجها إليهم السؤال املحوري و الذي‬
‫جاء في خطابه ''… على بعد أقل من سنة‪ ،‬على الانتخابات املحلية و الجهوية‪ ،‬أتوجه إلى جميع الفاعلين‬
‫السياسيين ‪ :‬ماذا أعددتم من نخب و برامج‪ ،‬للنهوض بتدبير الشأن العام‪.109''...‬‬
‫إلى جانب املسؤوليات امللقاة على عاتق الحكومة و ألاحزاب السياسية ‪ ،‬لم ينس ى رئيس الدولة إثارة‬
‫املسؤولية امللقاة على عاتق املواطنين في تدبير الشأن العام من خالل اختيار منتخبيهم ‪ ،‬حيث أكد في خطابه‬
‫الذي جاء فيه ‪...''،‬و على املواطن أن يعرف أن املسؤولين عن هذه الخدمات إلادارية و الاجتماعية‪ ،‬التي‬
‫يحتاجها في حياته اليومية‪ ،‬هم املنتخبون الذين يصوت عليهم‪ ،‬في الجماعة و الجهة‪ ،‬لتدبير شؤونه املحلية‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫‪ -‬مقتطف من الخطاب الملكي بمناسبة افتتاح الدورة األولى من السنة التشريعية الثانية من الوالية التشريعية التاسعة ‪ 56 ،‬أكتوبر ‪ -‬سنة ‪.6056‬‬
‫‪108‬‬
‫‪ -‬مقتطفات من نص الخطاب الملكي الذي ألقاه الملك محمد السادس بمناسبة افتتاح الدورة األولى من السنة التشريعية الثالثة من الوالية التشريعية‬
‫التاسعة ‪ 11‬أكتوبر ‪ -‬سنة ‪. 6052‬‬
‫‪109‬‬
‫‪ -‬مقتطف من نص الخطاب الذي ألقاه الملك في افتتاح الدورة األولى من السنة التشريعية الرابعة من الوالية التشريعية التاسعة ‪ ،‬الرباط ‪ ،‬بتاريخ ‪21‬‬
‫أكتوبر‪ -‬سنة ‪. 9126‬‬

‫‪51‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫و خالصة القول ‪ ،‬فإن السلطة التي يتوفر عليها املواطن‪ ،‬للحفاظ على مصالحه‪ ،‬و حل بعض مشاكله‪ ،‬و‬
‫محاسبة و تغيير املنتخبين‪ ،‬تتمثل في كلمة واحدة من ثالثة حروف " صوت‪.110''...‬‬
‫ليؤكد رئيس الدولة في خطاب آخر على ‪...'' ،‬أن البعض يستغلون التفويض ‪ ،‬الذي يمنحه لهم املواطن‪،‬‬
‫لتدبير الشأن العام في إعطاء ألاسبقية لقضاء املصالح الشخصية و الحزبية ‪ ،‬بدل خدمة املصلحة العامة ‪،‬‬
‫و ذلك لحسابات انتخابية ‪ .‬و هم بذلك يتجاهلون بأن املواطن هو ألاهم في الانتخابات ‪ ،‬و ليس املرشح‬
‫أو الحزب ‪ ،‬و يتنكرون لقيم العمل السياس ي النبيل‪ ،111''...‬و هو بذلك يعيد التأكيد على أن املسؤولية‬
‫الجوهرية في تدبير الشأن العام املحلي و الجهوي تعود للمواطنين من الدرجة ألاولى من خالل طريقة‬
‫اختيارهم لألشخاص الذين فوضوا لهم سلطة هذا التدبير ‪.‬‬
‫تجسيدا لخيار الجهوية في بعدها الاجتماعي و التنموي ‪ ،‬أكد رئيس الدولة في خطابه على أنه‪ '' :‬ما فتئنا‬
‫ندعو لتسريع التطبيق الكامل للجهوية املتقدمة‪ ،‬ملا تحمله من حلول و إجابات للمطالب الاجتماعية و‬
‫التنموية‪ ،‬بمختلف جهات اململكة ‪ .‬فالجهوية ليست مجرد قوانين ‪ ،‬و مساطر إدارية‪ ،‬إنما هي تغيير عميق في‬
‫هياكل الدولة ‪ ،‬و مقاربة عملية في الحكامة الترابية ‪ .‬و هي أنجع الطرق ملعالجة املشاكل املحلية ‪ ،‬و‬
‫الاستجابة ملطالب سكان املنطقة‪ ،‬ملا تقوم عليه من إصغاء للمواطنين‪ ،‬و إشراكهم في اتخاذ القرار‪ ،‬ال سيما‬
‫من خالل ممثليهم في املجالس املنتخبة…''‪ .112‬فهو بموجب هذا الخطاب يدعوا إلى التسريع بتفعيل ورش‬
‫الجهوية املتقدمة‪ ،‬و كذا العمل على نقل الكفاءات التي من شأنها إلاسهام في نجاح تحدي ورش الجهوية‬
‫املتقدمة ‪ ،‬مع ترسيخ مبادئ الحكامة في التدبير ‪ .‬و هو نفس التصور الذي عبر عنه من خالل دعوته للحد من‬
‫الفوارق الاجتماعية و املجالية بين كافة جهات اململكة ‪ ،‬حيث جعل رئيس الدولة هاتين إلاشكاليتين أساس‬
‫إلاصالحات الاقتصادية و الاجتماعية على املستوى الجهوي ‪ ،‬وهو ما أكد عليه في خطابه''‪...‬هو ما نهدف إلى‬
‫تحقيقه من خالل الاصالحات ‪ ،‬و التدابير الاقتصادية و الاجتماعية التي نعتمدها‪ ،‬من أجل تحسين ظروف‬
‫العيش املشترك بين جميع املغاربة‪ ،‬و كذا الحد من الفوارق الاجتماعية و املجالية…''‪.113‬‬

‫‪ -‬مقتطف من نص الخطاب الملكي الذي وجهه الملك محمد السادس إلى األمة بمناسبة الذكرى الثانية والستين لثورة الملك و الشعب ‪ ،‬مساء يوم‬
‫‪110‬‬

‫الخميس ‪ 21‬غشت ‪ -‬سنة ‪. 2115‬‬


‫‪111‬‬
‫‪ -‬مقتطف من نص الخطاب الملكي الذي ألقاه الملك في افتتاح الدورة األولى من السنة التشريعية األولى من الوالية التشريعية العاشرة بتاريخ ‪26‬‬
‫أكتوبر ‪ -‬سنة ‪. 9124‬‬
‫‪112‬‬
‫‪ -‬مقتطف من الخطاب الملكي ‪ ،‬بمناسبة الدورة التشريعية الخريفية من السنة التشريعية الثانية من الوالية العاشرة‪،‬الجمعة ‪ 52‬أكتوبر ‪ -‬سنة ‪. 6051‬‬
‫‪113‬‬
‫‪ -‬مقتطف من الﺨﻄاب الﻤلﻜي أمام أعﻀاﺀ مﺠلﺴي الﺒﺮلﻤان ‪ ،‬بمناسبة افتتاح الدورة األولى من السنة التشريعية الثالثة من الوالية التشريعية العاشرة ‪،‬‬
‫بتاريخ ‪ 56‬أكتوبر ‪ -‬سنة ‪. 6058‬‬

‫‪51‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫من املألوف في أن الجهوية في الخطابات امللكية لم تكن » بينها قطيعة ابستمولوجية أو منهجية بل هناك‬
‫تكرار لنفس العبارات‪ . «114‬إال أن هذا الخطاب بعد إلاصالحات السياسية و الذي أصبحت تفرضه التطورات‬
‫السياسية و الاقتصادية التي أصبح يعرفها املغرب‪ ،‬جعل الجهوية تحظى بالفعل بمكانة جد متميزة في خطاب‬
‫املؤسسة امللكية ‪ ،‬حيث يمكن اعتبار هذه ألاخيرة خارطة طريق لتفعيل السياسات الجهوية الجديدة ‪.‬‬
‫فالخطاب الرسمي لرئيس الدولة « ليس ممارسة فردية ‪ ،‬و إنما هو ممارسة مؤسساتية ‪ ،‬أي أن من يقوم بها‬
‫هي مؤسسة دستورية تنتج خطبها السياسية لتوجيه املؤسسات الرسمية ألاخرى التابعة لها بموجب السلطة‬
‫الرسمية املنصوص عليها دستوريا ‪ ،‬كذلك التأثير في املواطنين لكسب الشرعية السياسية‪.‬‬
‫و بالتالي يكون رئيس الدولة هو الفاعل املركزي في انتاج السلطة و ممارستها ‪ .‬و خطابه الرسمي ألاسمى‬
‫صادر عن من له الحق في ذلك بموجب مضامين الوثيقة الدستورية من خالل القراءة املتأنية ملضامين‬
‫خطب رئيس الدولة في هذه املرحلة ‪ ،‬نجد أنفسنا أمام جيل جديد من الخطاب الرسمي لرئيس الدولة ‪ ،‬و‬
‫الذي يتمظهر من خالل لغة الخطاب الغير املألوفة لدى الرأي العام الوطني و الدولي ‪ ،‬و التي تتميز بحكامة‬
‫املضمون و التناغم بين تصريف مضامين الوثيقة الدستورية و املمارسة الفعلية ‪ ،‬كما تحيل القارء على أنها‬
‫بمثابة دليل لتدبير مسارات الشأن العام الجهوي ‪ ،‬و ذلك انطالقا من تشخيص و تنظيم و إعداد ‪ ،‬و‬
‫تنسيق و تقييم و مراقبة ‪ ،‬و متابعة السياسات التدبيرية املتبعة من طرف جل الفاعلين السياسيين ‪.‬فهو‬
‫بذلك ‪ ،‬خطاب يمكن وصفه بالخطاب الرسمي التأسيس ي الذي يسمح لرئيس الدولة بوضع تصوراته حول‬
‫النموذج الجهوي الجديد وفق اختصاصاته الدستورية ‪ ،‬و التي يعرضها على باقي الفاعلين السياسيين‬
‫املعنيين بالتنفيذ من أجل تنزيلها على أرض الواقع ‪ . » 115‬لكن السؤال الذي يبقى قائما ‪ ،‬هو هل واكب هذه‬
‫الرؤية امللكية اهتمام باقي الفاعلين السياسيين و في مقدمتهم الحكومة ‪ ،‬و ألاحزاب السياسية ؟ ''… ذلك أن‬
‫املغاربة ال يريدون مؤسسات جهوية حبرا على ورق ‪ ،‬و إنما يتطلعون لجهات فاعلة‪ ،‬تتجاوب مع انشغاالتهم‬
‫امللحة ‪ ،‬و تساهم في تحسين معيشهم اليومي…‪.116‬‬
‫« إن املتتبع للخطاب السياس ي الرسمي للمؤسسة امللكية ‪ ،‬يسجل ال محالة وعي رئيس الدولة بأهمية‬
‫الجهوية في بعدها السياس ي و الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي ‪ ،‬إال أنه بالرجوع إلى الخطب امللكية التي‬

‫‪114‬‬
‫‪ -‬شحشي عبد الرحمان ‪ '' ،‬الجهوية الموسعة في الخطب الملكية بين التحليل السيميائي و التحليل السياسي''‪ ،‬سلسلة الالمركزية و اإلدارة المحلية ‪،‬‬
‫العدد ‪ ، 2‬فبراير ‪ -‬سنة ‪ ، 6050‬ص ‪.11‬‬
‫‪ - 115‬سيدي ابراهيم فعرس‪'' ،‬الجهوية الجديدة في الخطاب الرسمي للمؤسسة الملكية بالمغرب ''‪ ،‬مجلة اتجاهات سياسية ‪ ،‬دورية علمية محكمة تصدر عن‬
‫المركز الديمقراطي العربي ‪ ،‬العدد الثاني عشر ‪ ،‬المجلد الثالث ‪ ،‬برلين ‪ -‬ألمانيا ‪ ،‬سبتمبر – سنة ‪ ، 2020‬ص ‪. 36‬‬
‫‪116‬‬
‫‪ -‬مقتطف من الرسالة الملكية الموجهة إلى المشاركين في أشغال الملتقى البرلماني الثالث للجهات ‪ ،‬الرباط ‪ 59 ،‬دجنبر ‪ -‬سنة ‪.6058‬‬

‫‪52‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫جاءت بعد مرحلة إلاصالحات الدستورية ‪ ،‬نالحظ تارة خطابا عاطفيا يميل إلى املواطنين ‪ ،‬و تارة أخرى‬
‫خطابا سياسيا يرمي املسؤولية على جل الفاعلين السياسيين املعنيين بتدبير الشأن العام املحلي و الجهوي ‪،‬‬
‫كما توحي في جانب منها إلى تمرير نوع من التوبيخ و املعاتبة لهؤالء ‪ ،‬و ذلك بسبب املشاكل الاقتصادية و‬
‫الاجتماعية التي كشفت سوء تدبير الشأن العام املحلي و الجهوي على مستوى التنفيذ ‪ ،‬و تسببت في إحراج‬
‫الخطاب السياس ي الرسمي للمؤسسة امللكية ‪ ،‬و التي تجد سندها في تقارير ملجموعة من الهيئات الدستورية‬
‫املعنية باملراقبة‪ ،‬و التفتيش ‪ ،‬و حماية املال العام ‪ ،‬و هو ما يؤكد أن تحديد السياسة الجهوية و ترتيب‬
‫أولوياتها هو شأن ملكي سيادي باعتبار املؤسسة امللكية هي مؤسسة املؤسسات السياسية‪.‬‬
‫نافلة القول ‪ ،‬فتفعيل مضامين الخطب امللكية ‪ ،‬يتطلب الانتقال بتدبير املجال الترابي الجهوي من تدبير‬
‫بيروقراطي منغلق إلى تدبير ديمقراطي تشاركي يواكب املستجدات و التطورات الاقتصادية و الاجتماعية ‪ ،‬و‬
‫السياسية ‪ ،‬و ذلك في إطار الخطاب الرسمي الذي ينادي بتفعيل الدور التنموي للجهات ‪ .‬و هذا لن يتأتى إال‬
‫بتطوير املشهد السياس ي في املغرب عبر تحديد مكانة ألاحزاب السياسية و املسؤولية امللقاة على عاتقها ‪ ،‬و‬
‫التنفيذ الفعلي و الصارم ملبادئ ''سيادة القانون '' ‪ ،‬و ''فصل السلط''‪ ،‬و ''ربط املسؤولية باملحاسبة''‪ ،‬و التي‬
‫تجد مصدرها في الخطب امللكية ‪ ،‬حتى ال يوصف الخطاب الرسمي للمؤسسة امللكية بخطاب املراوغة‪.» 117‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬الجهوية املتقدمة في البرامج الحكومية ‪.‬‬

‫عرف موضوع الجهوية مكانة مهمة في برامج الحكومات و تصوراتها ‪ ،‬و ذلك في إطار التعاقد الذي يحكم‬
‫سلوك الحكومات ‪ ،‬و الذي يهدف إلى خدمة املصالح العليا للوطن ‪ ،‬و املواطنين ‪ ،‬هذا التعاقد الذي يلزم‬
‫بموجب املقتضيات الدستورية رئيس الحكومة بعد تعيين أعضاء حكومته بعرض البرنامج الحكومي الذي‬
‫يعتزم تنفيذه في املجاالت السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و البيئية ‪ ،‬و الثقافية‪ ،118‬و هو ما سنحاول‬
‫تبيانه في ما يتعلق بالجهوية املتقدمة‪ ،‬و ذلك على مستوى الوالية التشريعية ‪ ( 2011-2016‬الفقرة ألاولى ) ‪،‬‬
‫و الوالية التشريعية ‪ ( 2016-2021‬الفقرة الثانية )‪.‬‬

‫‪ - 117‬سيدي ابراهيم فعرس ‪ ،‬الجهوية الجديدة في الخطاب الرسمي للمؤسسة الملكية بالمغرب ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 46‬‬
‫‪118‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 88‬من الدستور المغربي لعام ‪. 2011‬‬

‫‪53‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫الفقرة ألاولى ‪ :‬الوالية التشريعية ‪. 2011-2016‬‬

‫و فقا للمقتضيات الدستورية‪ ،‬و حرصا على التواصل املنتظم مع الرأي العام‪ ،‬و ضمانا للتدبير التشاركي و‬
‫املندمج و املتضامن و الفعال للعمل الحكومي‪ ،‬و أساسا لصياغة السياسات ‪ ،‬و تحديد املواقف و وضع‬
‫البرامج ثم آليات للتنزيل و املتابعة ‪ ،‬و بعد التعيين امللكي ألعضاء الحكومة‪ ،‬تقدمت هذه ألاخيرة ببرنامجها و‬
‫الذي وصفته بذي الطبيعة التعاقدية‪ ،‬و الذي يقوم على ثالث مرتكزات‪ ،‬تتمثل في العمل املندمج و املتكامل‪،‬‬
‫و املقاربة التشاركية و ربط املسؤولية باملحاسبة‪ ،‬سواء على مستوى إعداد السياسات أو تنفيذها‪ ،‬و توفير‬
‫الشروط الالزمة إلنتاج الثروة و تحقيق التضامن بين مختلف الشرائح‪ ،‬و ذلك وفق خمس توجهات كبرى‬
‫تتمثل في ‪:‬‬
‫‪ ‬تعزيز الهوية الوطنية املوحدة و صيانة تالحم و تنوع مكوناتها و الانفتاح على الثقافات و‬
‫الحضارات؛‬
‫‪ ‬ترسيخ دولة القانون و الجهوية املتقدمة و الحكامة الرشيدة ‪ ،‬الضامنة للكرامة و الحقوق و‬
‫الحريات و ألامن ‪ ،‬و القائمة على املواطنة الحقة و ربط املسؤولية باملحاسبة ؛‬
‫‪ ‬مواصلة بناء اقتصاد وطني قوي متنوع الروافد القطاعية و الجهوية و تنافس ي و منتج للثروة و‬
‫للشغل الالئق و سياسة اقتصادية ضامنة للتوزيع العادل لثمار النمو ؛‬
‫‪ ‬تطوير و تفعيل البرامج الاجتماعية بما يضمن الولوج إلى الخدمات ألاساسية خصوصا التعليم و‬
‫الصحة و السكن ‪ ،‬و يكرس التضامن و تكافؤ الفرص بين ألافراد و الفئات‪ ،‬و ألاجيال و الجهات ؛‬
‫‪ ‬تعزيز التفاعل إلايجابي مع املحيط الجهوي و العالمي و تقوية ألاداء العمومي لخدمة املغاربة‬
‫املقيمين في الخارج‪.119‬‬
‫خصصت الحكومة في برنامجها الحكومي للوالية التشريعية ‪ 2011-2016‬شقا خاصا بالجهوية املتقدمة و‬
‫الذي أكدت خالله على عزمها محاربة الاختالالت و أوجه الفساد من خالل التنزيل التشاركي و الديمقراطي‬
‫ملقتضيات الدستور‪ ،‬و الجهوية املتقدمة ‪ ،‬و إصالح إلادارة ‪ ،‬إضافة إلى تكريس استقاللية السلطة القضائية‬
‫و فعاليتها‪.‬‬
‫فعلى مستوى التنزيل التشاركي و الديمقراطي ملقتضيات الدستور ‪ ،‬أكدت الحكومة في برنامجها الانتخابي على‬
‫تفعيل مجموعة من الالتزامات من أهمها ‪:‬‬

‫‪119‬‬
‫‪ -‬رئاسة الحكومة ‪ ،‬البرنامج الحكومي ‪ ،‬يناير – سنة ‪ ، 2012‬ص ‪.10‬‬

‫‪54‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪ ‬ترسيخ مبادئ دولة الحق و القانون ‪ ،‬و املؤسسات بناء على فصل السلط ‪ ،‬و التوازن و التعاون ‪ ،‬و‬
‫مبادئ الحكامة الجيدة ‪ ،‬و ربط املسؤولية باملحاسبة ‪ ،‬و الحقوق بالواجبات؛‬
‫‪ ‬تفعيل ورش الديمقراطية التشاركية ‪ ،‬بتطوير العالقة مع املجتمع املدني ؛‬
‫‪ ‬إصالح املنظومة الانتخابية ؛‬
‫‪ ‬إرساء املؤسسات الدستورية ‪ ،‬و مؤسسات الحكامة ‪ ،‬و تعميق التشاور مع الفاعلين الاجتماعيين و‬
‫الاقتصاديين و منظمات املجتمع املدني ‪ ،‬و الجماعات الترابية في بلورة السياسات العمومية و تفعيلها و‬
‫تنفيذها و تقييمها ؛‬
‫‪ ‬تطوير و تحديث املنظومة القانونية على ضوء الدستور الجديد و البدء بالقوانين التنظيمية ذات‬
‫ألاولوية‪. 120‬‬
‫ففي سياق إرساء الجهوية املتقدمة و تعزيز الالمركزية و الالتمركز ‪ ،‬أكدت الحكومة على أن ألاقاليم‬
‫الجنوبية للمملكة ستحظى بأهمية خاصة في إرساء الجهوية املتقدمة على أن يتم ذلك في انسجام تام مع‬
‫مقترح الحكم الذاتي ‪ .‬كما التزمت بإصدار قانون تنظيمي للجهات و الجماعات الترابية ألاخرى ‪ ،‬ضمانا إلفراز‬
‫مؤسسات جهوية منتخبة قوية و ذات اختصاصات فعلية ‪ ،‬إضافة إلى اعتمادها تقطيع جهوي جديد يوفر‬
‫كل مؤهالت التنمية ‪.‬‬
‫و في إطار توزيع الاختصاصات و املوارد ‪ ،‬أكدت الحكومة على تمكينها الجهات من جهاز تنفيذي قادر على‬
‫القيام بمهامه ‪ ،‬مع تمتيعها باالختصاصات و املوارد الضرورية ‪ ،‬مع ضمانها للتعاقد الفعال بين الجهة و‬
‫الدولة ‪ ،‬و تشجيع الشراكة بين القطاعين العام و الخاص ‪ ،‬و إدماج البعد الجهوي في مشاريع إصالح القانون‬
‫التنظيمي لقانون املالية ‪ ،‬و تفعيل التضامن بين الجهات ‪ ،‬و تمكينها من الوسائل املالية و البشرية الالزمة ‪.‬‬
‫تعزيزا لكل هذه الاختصاصات التزمت الحكومة في هذه املرحلة ‪ ،‬بالعمل على إرساء صندوق التأهيل‬
‫الاجتماعي‪ ،‬و صندوق التضامن بين الجهات ‪ ،‬مع العمل على تطوير مداخيلها ‪ ،‬مع ألاخذ بعين الاعتبار تنظيم‬
‫توزيع املوارد املالية بمرسوم ‪ ،‬و إصالح الجبايات املحلية ‪ .‬و إعادة النظر في توزيع الاختصاصات بين الدولة و‬
‫الجهات و في ما بينها و بين الجماعات الترابية ألاخرى ‪ ،‬مع تمكين الجهة من إلامكانيات التدبيرية و التمويلية‬
‫الضرورية للقيام باختصاصاتها‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫‪ -‬البرنامج الحكومي ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.19‬‬

‫‪55‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫تيسيرا لعمل الجهات و الحد من الوصاية املفرطة للسلطة املركزية ‪ ،‬أكدت الحكومة على عزمها اعتماد‬
‫مشروع الالتمركز إلاداري ‪ ،‬من خالل التعجيل بإصدار امليثاق الوطني لالتمركز إلاداري ‪ ،‬و ذلك بهدف تخويل‬
‫الجهات السلط ‪ ،‬و الصالحيات ‪ ،‬و إلامكانيات التي من شأنها وضع نظام فعال لإلدارة الالمتمركزة التي سيتم‬
‫تجميعها في بنيات لتحقيق التكامل ‪ ،‬و الاندماج بين مختلف القطاعات العمومية ‪ ،‬إضافة إلى تبنيها املنهجية‬
‫التعاقدية و التشاركية في التسيير و التدبير بين املستوى املركزي و الجهوي ‪ ،‬مع مراعاة التنسيق ‪ ،‬و التشاور‬
‫في مجاالت انجاز البرامج التنموية ‪ ،‬بهدف مراقبة أساليب التدبير و تحقيقا ملبدأ إلادارة باألهداف ‪ ،‬إضافة إلى‬
‫عزمها اعتماد املقاربة املجالية املندمجة في برمجة امليزانية العامة للدولة ‪ ،‬و تطوير آليات التحفيز املالي عالقة‬
‫بأولويات إعداد التراب‪. 121‬‬
‫بخصوص الحكامة الجيدة في التدبير العمومي ‪ ،‬التزمت الحكومة في هذه املرحلة بإصدار ميثاق للمرافق‬
‫العمومية‪ ،‬الذي يحدد قواعد الحكامة الجيدة املتعلقة بتسيير الجهات ‪ ،‬طبقا للمقتضيات الدستورية‪.122‬‬
‫و تفعيال للدور الريادي لإلدارة الترابية ‪ ،‬أكدت الحكومة على عزمها العمل على تقوية املؤسسات الرقابية‬
‫و تكريس استقالليتها ‪ ،‬و تفعيل توصيات تقاريرها ‪ ،‬كما التزمت بوضع ميثاق وطني ملكافحة الفساد ‪ ،‬و تطوير‬
‫التشريع املتعلق بالتصريح باملمتلكات‪ ،123‬حيث تلزم املقتضيات الدستورية كل شخص ‪ ،‬منتخبا كان أو معينا‬
‫‪ ،‬يمارس مسؤولية عمومية ‪ ،‬أن يقدم ‪ ،‬طبقا للكيفيات املحددة في القانون ‪ ،‬تصريحا كتابيا باملمتلكات و‬
‫ألاصول التي في حيازته ‪ ،‬بصفة مباشرة أو غير مباشرة ‪ ،‬بمجرد تسلمه ملهامه ‪ ،‬و خالل ممارستها و عند‬
‫انتهائها‪ ،124‬كما تعتزم الحكومة حسب تصريحها ‪ ،‬تفعيل دور الهيئة الوطنية للنزاهة و الوقاية من الرشوة‬
‫املنصوص عليها دستوريا‪.125‬‬
‫أما على مستوى السلطة القضائية ‪ ،‬التزمت الحكومة بتفعيل الالتمركز إلاداري و املالي‪ ،‬ضمانا لفعالية‬
‫إلادارة القضائية على املستوى الجهوي‪. 126‬‬
‫تنزيال للمادة ‪ 86‬من الدستور‪ ، 127‬و اعتبارا لألهمية الكبيرة التي تحظى بها الجماعات الترابية الستكمال تنزيل‬
‫املقتضيات الدستورية املتعلقة بالجهوية ‪ ،‬و اعتبارا لدور الجماعات الترابية في تحقيق التنمية الاقتصادية و‬
‫‪121‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.20-21‬‬
‫‪122‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 157‬من الدستور المغربي لعام ‪.2011‬‬
‫‪123‬‬
‫‪ -‬رئاسة الحكومة ‪ ،‬البرنامج الحكومي ‪ ،‬يناير – سنة ‪ ، 2012‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪124‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 158‬من الدستور المغربي لعام ‪.2011‬‬
‫‪125‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 167‬من الدستور المغربي لعام ‪ : 2011‬تتولى الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة و محاربتها‪ ،‬المحدثة بموجب الفصل ‪ ، 36‬على‬
‫الخصوص‪ ،‬مهام المبادرة و التنسيق واإلشراف و ضمان تتبع تنفيذ سياسات محاربة الفساد‪ ،‬و تلقي ونشر المعلومات في هذا المجال‪ ،‬والمساهمة في‬
‫تخليق الحياة العامة‪ ،‬و ترسيخ مبادئ الحكامة الجيدة‪ ،‬و ثقافة المرفق العام‪ ،‬و قيم المواطنة المسؤولة‪.‬‬
‫‪126‬‬
‫‪ -‬رئاسة الحكومة ‪ ،‬البرنامج الحكومي ‪ ،‬يناير – سنة ‪ ، 2012‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.26‬‬

‫‪56‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫الاجتماعية و الثقافية و الرياضية و البيئية ‪ ،‬عرضت الحكومة مشروع القانون التنظيمي للجهات ‪ ،‬و باقي‬
‫الجماعات الترابية على البرملان من أجل الدراسة و التصويت عليها ‪.‬يتعلق ألامر بمشروع قانون تنظيمي رقم‬
‫‪ 111.14‬يتعلق بالجهات ‪ ،‬الذي دخل حيز التنفيذ في ‪ 2‬يوليو ‪.1287179‬‬
‫و قد اعتمدت الحكومة حسب تصريحها ''املقاربة التشاركية'' ألجل إخراج هذه القوانين التنظيمية ‪ ،‬عن‬
‫طريق مشاورات مع كل املكونات السياسية املمثلة و غير املمثلة في البرملان ‪ ،‬و التي امتدت من يونيو ‪ 2014‬إلى‬
‫غاية نهاية دجنبر من السنة نفسها‪.129‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الوالية التشريعية ‪. 2016-2021‬‬

‫كان ترسيخ الجهوية املتقدمة من أهم التدابير و إلاجراءات املسطرة في البرنامج الحكومي للوالية‬
‫التشريعية ‪ ، 2016-2021‬و التي سنتناولها بالتفصيل حسب ما جاء في مضامين البرنامج الحكومي لهذه‬
‫الوالية التشريعية ‪ .‬فنظرا لتميز النموذج املغربي للجهوية املتقدمة ‪ ،‬و الذي غايته املساهمة في التنمية‬
‫الاقتصادية و الاجتماعية للبالد ‪ ،‬ارتأت حكومة هذه املرحلة بأن تولي أهمية استراتيجية لهذا إلاصالح النوعي و‬
‫املهيكل ‪ ،‬على مستوى تنزيل خيار الجهوية املتقدمة و تكريس الحكامة الترابية من خالل عدة التزامات كالتالي‪:‬‬
‫‪ ‬اعتمادها مليثاق الالتمركز؛ و تفعيل الالتمركز إلاداري ؛‬
‫‪ ‬استكمالها للترسانة القانونية و التنظيمية لتفعيل مضامين القوانين التنظيمية املتعلقة بالجماعات‬
‫الترابية؛‬
‫‪ ‬وضع آلية للتشاور و التتبع والتنسيق و ضمان تنزيل ورش الجهوية املتقدمة عن طريق لجنة وطنية‪،‬‬
‫تتبع البرامج الحكومية و الجهوية وتقيم السياسات الترابية دوريا؛‬
‫‪ ‬مواكبة الجماعات الترابية لبلوغ حكامة جيدة في التدبير و ممارسة الاختصاصات‪ ،‬و العمل على تحويل‬
‫هذه الاختصاصات و املوارد البشرية و املالية املرتبطة بها؛‬
‫‪ ‬تفعيل صندوقي التأهيل الاجتماعي ‪ ،‬و التضامن بين الجهات؛‬

‫‪127‬‬
‫‪ -‬تعرض مشاريع القوانين التنظيمية المنصوص عليها في هذا الدستور وجوبا قصد المصادقة عليها من قبل البرلمان‪ ،‬في أجل ال يتعدى مدة‬
‫الوالية التشريعية األولى التي تلي صدور األمر بتنفيذ هذا الدستور‪.‬‬
‫‪128‬‬
‫‪ -‬الجريدة الرسمية ‪،‬عدد ‪، 2280‬الصادرة بتاريخ ‪ 2‬شوال ‪ 62( 5122‬يوليو ‪.)6052‬‬
‫‪129‬‬
‫‪ -‬مجلس النواب ‪ ،‬فريق حزب العدالة و التنمية ‪ ،‬القوانين التنظيمية الخاصة بالجماعات الترابية ورهان تنزيل الجهوية المتقدمة ‪ ،‬حصيلة مناقشة فرق‬
‫األغلبية بمجلس النواب لمشاريع القوانين المتعلقة بالجماعة الترابية على ضوء مقتضيات دستور ‪ ،‬سنة ‪ ، 2015‬ص ‪. 24‬‬

‫‪57‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪ ‬التسريع بإنجاز املخططات التنموية الجهوية و إلاقليمية و الجماعية للتنمية و دعم تنفيذها في إطار‬
‫التعاقد مع الدولة؛‬
‫‪ ‬استكمال التنفيذ ألامثل لعقود البرامج الخاصة بالتنمية املندمجة لألقاليم الجنوبية‪.130‬‬
‫ضمانا للتنمية املندمجة و املستدامة و إرساء الجهوية املتقدمة و النموذج التنموي الترابي املعتمد على مبدأ‬
‫الالتركيز و الالتمركز ‪ ،‬اعتمدت الحكومة نضريا مقاربة استشرافية ترتكز على مرجعيات وطنية متقاسمة‬
‫إلعداد التراب ‪ ،‬و اقترحت من أجل ذلك ‪ ،‬عدة تدابير و إجراءات كما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬تبني نموذج متجدد لسياسات إعداد التراب الوطنية ‪ ،‬باعتماد قانون إلعداد التراب الوطني‪ ،‬و‬
‫مرجعياته الوطنية و الجهوية‪ ،‬و وضع مخطط وطني للشبكة الحضرية و إحداث مرصد وطني للتتبع و‬
‫التقييم؛‬
‫‪ ‬وضع سياسة حضرية وطنية شاملة ؛‬
‫‪ ‬تنزيل سياسة املدينة لتقليص مظاهر العجز في املناطق التي تعرف ضغطا ‪ ،‬و إبراز ألادوار التنموية مع‬
‫املنظومات املحلية يضمن التقائية التدخالت و البرامج كل حسب اختصاصاته؛‬
‫‪ ‬إعادة تموقع الوكاالت على املستوى الجهوي‪ ،‬و تمكينها من وضع تصور مندمج للتخطيط الترابي‬
‫بمختلف مستوياته و دعم سياسة القرب‪.131‬‬
‫و هو ما أكده السيد رئيس الحكومة عز الدين العثماني‪ ،‬خالل الجلسة العمومية املشتركة ملجلس ي البرملان‪،‬‬
‫التي خصصت لتقديم البرنامج الحكومي ‪ ،‬حيث أكد على أن أوراش إلاصالح على املستوى الجهوي تهم ‪ ،‬أيضا‬
‫‪ ،‬تحديث إلادارة القضائية من خالل تدابير أهمها تحسين جودة الخدمات املقدمة مشيرا إلى أن الحكومة‬
‫ستعمل على ‪:‬‬
‫‪ ‬دعم الجهوية املتقدمة و الالتمركز إلاداري في املجال القضائي ؛‬
‫‪ ‬اعتماد ميثاق الالتمركز؛‬
‫‪ ‬تفعيل الالتمركز إلاداري؛‬
‫‪ ‬استكمال النصوص التنظيمية الالزمة لتفعيل القوانين التنظيمية‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫‪ -‬رئاسة الحكومة ‪ ،‬البرنامج الحكومي ‪ ،‬الوالية التشريعية ‪ ، 2016-2021 :‬رجب ‪ – 1438‬أبريل – ‪ ،2017‬ص ‪.24‬‬
‫‪131‬‬
‫‪ -‬البرنامج الحكومي ‪ ،‬الوالية التشريعية ‪ ، 2016-2021 :‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.25‬‬

‫‪58‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫و إلى جانب ذلك أكد رئيس الحكومة على أهمية تخليق إلادارة من خالل اعتماد منظومة متكاملة لتدبير‬
‫الشكايات تتضمن وضع إطار تنظيمي لتدبيرها‪ ،‬يكون ملزما لإلدارات العمومية و الجماعات الترابية و‬
‫املؤسسات العمومية‪ ،‬و يحدد مسطرة و آجال معالجة الشكاية‪ ،‬و كذا تطوير بوابة وطنية موحدة للشكايات‪،‬‬
‫إضافة إلى ضرورة تعزيز الشراكات على املستوى الجهوي و القاري و الدولي‪.132‬‬
‫لقد أكد رئيس الحكومة السيد سعد الدين العثماني‪ ،‬مرة أخرى خالل الجلسة الشهرية املتعلقة‬
‫السياسة العامة بمجلس النواب املنعقدة بتاريخ ‪ 7172/71/17‬عزم حكومته على تنزيل ورش الجهوية‬
‫املتقدمة من أجل الارتقاء بالجماعات الترابية ‪ ،‬و في صدارتها الجهات ‪ ،‬إلى مرتبة شريك كامل للدولة في وضع‬
‫و تنفيذ السياسات العمومية ‪ ،‬حيث أبرز في جوابه على سؤال حول "الجهوية املتقدمة" ‪ ،‬اتخاذ جملة من‬
‫التدابير العملية الهادفة إلى تسريع التنزيل الفعلي للجهوية املتقدمة‪ ،‬على مختلف املستويات ‪ .‬كما أكد أن‬
‫الحكومة تعمل على تسريع وتيرة استكمال الترسانة القانونية املرتبطة بالجهوية ‪ ،‬حيث تم إصدار ‪ 17‬مرسوما‬
‫تطبيقيا للقوانين التنظيمية املتعلقة بالجماعات الترابية ‪ ،‬كما تمت املصادقة على أربعة مراسيم أخرى ‪ ،‬و‬
‫التحضير إلصدار سبعة قرارات تنظيمية تهم تدبير الوضع الانتقالي للموارد البشرية و ممتلكات مجالس‬
‫العماالت و إحداث مؤسسة ألاقاليم و الوكيل القضائي للجماعات الترابية و تدبير مالية هذه ألاخيرة ‪ ،‬و كل‬
‫ذلك في احترام لآلجال القانونية لصدور جميع النصوص املؤطرة للجهوية املتقدمة ‪.‬‬
‫كما تم العمل إعداد عدة مشاريع قوانين من أهمها ‪:‬‬
‫‪ ‬مشروع قانون يتعلق بنظام ألامالك العقارية للجماعات الترابية و القواعد املطبقة عليها لضمان‬
‫التدبير ألامثل ألمالك الجماعات الترابية و املحافظة عليها؛‬
‫‪ ‬مشروع قانون بتحيين القانون املتعلق بالجبايات املحلية بهدف مواكبة الاختصاصات الجديدة‬
‫للجماعات الترابية ‪ ،‬و تقليص عدد الرسوم ‪ ،‬و تقوية ربطها بجبايات الدولة ؛‬
‫‪ ‬مراجعة قواعد تأسيس الرسوم في اتجاه تبسيط احتسابها و ربطها بوتيرة النشاط الاقتصادي و كذا‬
‫الرفع من مردوديتها؛‬
‫‪ ‬مشروع قانون املحدد لكيفيات و شروط تنفيذ مقتضيات تصاميم التهيئة و مخططات التنمية‬
‫القروية بخصوص فتح مناطق جديدة للتعمير‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫‪ -‬مجلس النواب ‪ ،‬الجلسة العمومية المشتركة لمجلسي البرلمان ‪ ،‬التي خصصت لتقديم البرنامج الحكومي يوم األربعاء ‪ 19‬أبريل ‪ -‬سنة ‪.2017‬‬

‫‪59‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫أما في ما يتعلق بالالتمركز إلاداري‪ ،‬فقد أكد رئيس الحكومة على أنه تم العمل على إعداد ميثاق‬
‫الالتمركز إلاداري بمثابة سند لتنزيل ورش الجهوية املتقدمة‪ ،‬و مواكبتها لتحقيق عدة أهداف منها‪:‬‬
‫‪ ‬دعم الديمقراطية املحلية ؛‬
‫‪ ‬تطوير الخدمات إلادارية ؛‬
‫‪ ‬دعم فاعلية إلادارة الالمتمركزة‪.133‬‬
‫و هو ما تم تبنيه في املنشور ‪ ،‬الذي وجهه رئيس الحكومة إلى السيد وزير الدولة و السادة الوزراء و املندوبين‬
‫الساميين و املندوب العام ‪ ،‬بخصوص إعداد مشروع قانون املالية ‪.1342018‬‬
‫و قد أوضح رئيس الحكومة ‪ ،‬أنه تأسيسا على املبادئ الدستورية و التوجيهات امللكية ‪ ،‬تم اختزال‬
‫الخطوط العريضة للتصور الجديد لإلدارة الالممركزة في املحاور املتمثلة بالخصوص في توضيح أدوار‬
‫إلادارات املركزية و حصرها في‪:‬‬
‫‪ ‬مهام التأطير و التصور و التوجيه و التقييم و مراقبة أداء إلادارات الالممركزة‪ ،‬و مواكبة إلاصالح‬
‫الجهوي ألاخير؛‬
‫‪ ‬تمكين الجماعات الترابية من الكفاءات البشرية املؤهلة و املوارد املالية الكافية لتنفيذ املخططات‬
‫الجهوية للتنمية‪.‬‬
‫من جانب آخر ‪ ،‬أكد رئيس الحكومة على التزام حكومته باعتماد التشغيل بموجب عقود بالجماعات‬
‫الترابية‪ ،‬مع ألاخذ بعين الاعتبار طبيعة و خصوصيات هذا القطاع‪ ،‬لتمكين الجماعات الترابية من استقطاب‬
‫الكفاءات و الخبرات و سد الخصاص الحاصل على مستوى املوارد البشرية املؤهلة‪ ،‬و املتخصصة‪.‬‬

‫سنة ‪.2117‬‬ ‫‪ - 133‬مجلس النواب‪ ،‬الجلسة الشهرية المتعلقة بالسياسة العامة المنعقدة بتاريخ ‪ 31‬أكتوبر ‪-‬‬
‫‪134‬‬
‫‪ -‬رئيس الحكومة ‪ ،‬المنشور الوزاري رقم ‪ 8/2017‬المتعلق بإعداد مشروع قانون المالية لعام ‪: 2018‬‬
‫ترسيخ الجهوية المتقدمة‪ :‬تشكل الجهة اإلطار المؤسساتي األمثل لتحقيق التوازن و الفعالية و االلتقائية في تنزيل السياسات العمومية و االجتماعية منها‬
‫على الخصوص ‪.‬‬
‫لكن تنزيل الجهوية على النحو األمثل يتطلب‪ ،‬إضافة إلى مواصلة تحويل الموارد المالية و تنزيل النصوص التنظيمية المنصوص عليها في القانون‬
‫التنظيمي للجهة‪ ،‬مواكبة الجماعات الترابية لبلوغ حكامة جيدة في تدبير شؤونها و ممارسة اختصاصاتها وتنمية مواردها الذاتية ‪ ،‬وخاصة على مستوى‬
‫تأهيل الموارد البشرية ‪.‬‬
‫كما يتطلب اعتماد ميثاق الال تمركز اإلداري و الشروع في تفعيله ‪ ،‬و وضع مخطط لتحويل االختصاصات للجهات يأخذ بعين االعتبار مبدأ التدرج في‬
‫التنزيل ‪ ،‬و قدرة الجهات على القيام بهذه االختصاصات ‪ ،‬و مراعاة التوازنات المالية للدولة ‪.‬‬
‫وينبغي في نفس الوقت إيالء أهمية خاصة لتفعيل التزامات القطاعات الوزارية و المؤسسات العمومية في إطار اتفاقيات برامج التنمية الحضرية المندمجة‬
‫الموقعة مع مختلف المدن و األقاليم ‪ ،‬موازة مع تقديم المواكبة الالزمة‪ ،‬و في حدود اإلمكانات المتاحة ‪ ،‬لتسريع إنجاز المخططات التنموية الجهوية و‬
‫اإلقليمية و الجماعية ‪ ،‬و على رأسها النموذح التنموي لألقاليم الجنوبية الذي يعتبر نموذجا لالرتقاء و التطور لباقي الجهات ‪ ،‬و مثاال متميزا لتفعيل‬
‫االلتقائية و العمل المتكامل بين المصالح المركزية و الجهات من أجل نمو جهوي متوازن ‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫أما على مستوى املوارد املالية‪ ،‬فقد أكد السيد رئيس الحكومة على الشروع في مد الجهات باالعتمادات‬
‫امللتزم بها ‪ ،‬مع احترام سقف ‪ 71‬ماليير درهم سنويا التي ستحول إلى الجهات في أفق سنة ‪.7177‬‬
‫كما أكد على أن الجهود متواصلة لتعزيز قدرات إلادارة الجبائية الجهوية‪ ،‬سواء على املستوى البشري أو‬
‫اللوجستيكي‪ ،‬و ذلك لتمكينها من تطوير وسائل الاستخالص و تنمية املداخيل‪.135‬‬
‫في نفس السياق ‪ ،‬أكد جواب رئيس الحكومة املتعلق بتخليق الحياة العامة أثناء الجلسة الشهرية املتعلقة‬
‫بالسياسة العامة بمجلس النواب طبقا ملقتضيات املادة ‪ 100‬من الدستور‪ ،136‬على إصالح املالية العمومية و‬
‫ترشيد النفقات ‪ ،‬عن طريق تفعيل القانون التنظيمي لقانون املالية ‪ ،‬و مواصلة إلاصالح الضريبي و خاصة‬
‫تحسين مردودية التحصيل و تبسيط مساطره و إقرار العدالة الجبائية‪.137‬‬
‫و في مجال التشريع ‪ ،‬عملت الحكومة في هذه املرحلة على تسريع اعتماد و إصدار املراسيم التطبيقية‬
‫الخاصة بالقانون التنظيمي للجهات ‪ ،‬حيث تمت املصادقة على ‪ 31‬مرسوما ‪ ،‬و التي ستسهم في تمكين‬
‫الجهات من ممارسة اختصاصاتها فعليا ‪ .‬كما صادق مجلس الحكومة على مشروع قانون رقم ‪ 92.71‬يتعلق‬
‫بإصالح املراكز الجهوية لالستثمار و بإحداث اللجان الجهوية املوحدة لالستثمار‪ ،‬و مشروع مرسوم رقم‬
‫‪ 2.17.618‬بمثابة ميثاق وطني لالتمركز إلاداري ‪.‬‬
‫يتضح من خالل مضامين البرامج الحكومية للواليتين التشريعيتين السالفتين الذكر أن الحكومات التي‬
‫قادت املرحلتين السياسية جاءت بدورها بعدة اختيارات أو إجراءات تهم إصالح مختلف جوانب التدبير‬
‫الترابي الجهوي ‪ ،‬و التي جسدته أصال مضامين الخطب امللكية ‪ ،‬و هو ما يفيد أن الجهات املعنية بتنزيل هذا‬
‫النموذج جعلت من هذه املسألة إحدى أولوياتها الكبرى ‪ ،‬و بدأت على نحو ملموس نسبيا أعمال كبرى‬
‫مختلفة تهدف إلى تجسيد خيار الجهوية الجديدة ‪ ،‬و ذلك يتجلى من خالل اعتماد تقسيم جهوي جديد ‪ ،‬و‬
‫تنزيل قانون تنظيمي للجهات رقم ‪ ، 777.79‬و مجموعة من املراسيم التطبيقية املتعلقة بتنظيم مختلف‬
‫أوجه التدبير الترابي الجهوي سواء في شقه إلاداري أو املالي ‪ ،‬و إصدار قانون جديد لالتمركز إلاداري ‪ ،‬و‬
‫الذي بموجبه يتم تفويض بعض الصالحيات و الاختصاصات من املركز إلى املجال الترابي الجهوي بالدقة و‬
‫‪135‬‬
‫‪ -‬الجلسة الشهرية المتعلقة بالسياسة العامة المنعقدة بتاريخ ‪ 25‬أكتوبر ‪ -‬سنة ‪ ، 6051‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪136‬‬
‫‪ -‬تخصص باألسبقية جلسة في كل أسبوع ألسئلة أعضاء مجلسي البرلمان و أجوبة الحكومة‪.‬‬
‫تدلي الحكومة بجوابها خالل العشرين يوما الموالية إلحالة السؤال إليها‪.‬‬
‫تقدم األجوبة على األسئلة المتعلقة بالسياسة العامة من قبل رئيس الحكومة‪ ،‬وتخصص لهذه األسئلة جلسة واحدة كل شهر‪ ،‬و ُتقدم األجوبة عنها أمام‬
‫المجلس الذي يعنيه األمر خالل الثالثين يوما الموالية إلحالة األسئلة إلى رئيس الحكومة‪.‬‬
‫‪137‬‬
‫‪ -‬مجلس النواب ‪ ،‬الجلسة الشهرية المتعلقة بالسياسة العامة ‪ ،‬جواب رئيس الحكومة سعد الدين العثماني عن السؤال المتعلق بتخليق الحياة العامة ‪،‬‬
‫الجلسة رقم ‪. 2017،1‬‬

‫‪61‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫التفصيل ‪ ،‬إضافة إلى إحداث مجموعة من املشاريع الاستثمارية على صعيد بعض الجهات ‪ .‬الش يء الذي‬
‫يؤكد ألاهمية الحقيقة ملؤسسة رئيس الدولة في رسم السياسات الجهوية ‪ ،‬مع ألاخذ بعين الاعتبار لغة‬
‫خطاب هذه املؤسسة و التي كانت السبب الرئيس ي وراء تسريع هذه الحكومات باقتراح و اعتماد مجموعة من‬
‫إلاجراءات املرتبطة بتدبير الشأن الجهوي ‪ .‬ما يجعل الحكومات أمام مجموعة من ألاوراش الضخمة التي‬
‫تحتاج إلى إدارة خاصة لتتبعها و استراتيجية متكاملة في تنزيلها ‪ .‬حتى ال تبقى هاته البرامج مجرد استعراض‬
‫للمنجزات التي تنوي الحكومات القيام بها ‪ .‬فهل واكبت ألاحزاب السياسية هذه إلاجراءات ؟‬

‫املبحث الثاني ‪ :‬الجهوية في الخطاب الجديد لألحزاب السياسية ‪.‬‬

‫تحتل ألاحزاب السياسية مكانة خاصة داخل النسق السياس ي املغربي ‪ .‬و بالتالي فاعال أساسيا في صناعة‬
‫السياسات الجهوية‪ ،‬ما يجعل من تناول الجهوية في خطاب ألاحزاب السياسية مسألة غاية في ألاهمية‪ ،‬و‬
‫ذلك بغرض الوقوف على مدى تضمين السياسات الجهوية داخل أجندة هذه ألاحزاب السياسية ‪ ،‬و كذا‬
‫تبيان مواقفها حول هذا الخيار الوطني‪ .‬فهل تتوفر ألاحزاب السياسية املغربية على برامج للسياسات الجهوية‬
‫تنبع من قناعاتها إلايديولوجية أو املرجعية؟ بل هل تمتلك هذه ألاحزاب أصال رؤية حقيقية لخيار الجهوية ؟‬
‫هذا ما سنتطرق إليه من خالل بعض النماذج املجسدة لتصورات حزب العدالة و التنمية و حزب ألاصالة‬
‫و املعاصرة ( املطلب ألاول ) ‪ ،‬و برنامجيهما الانتخابية و كذا مقترحات كل الهيآت السياسية بشأن مشروع‬
‫القانون التنظيمي املتعلق بالجهات ( املطلب الثاني )‪ ،‬و قد وقع اختيارنا على حزب العدالة و التنمية و حزب‬
‫ألاصالة و املعاصرة العتبارين ‪ ،‬أولهما تبوأ هذين الحزبين ملكانة الصدارة على مستوى النتائج الانتخابية‬
‫للواليتين التشريعيتين ألاخيرتين ‪ ،‬و ثانيهما أن املشهد السياس ي املغربي أصبح في هذه املرحلة خاضعا حسب‬
‫رأينا للتقاطب وفق ثنائية حزبية جعلت ألاحزاب السياسية ألاخرى على الهامش‪ ،‬و التي تبخرت بفعل‬
‫التصويت العقابي ل''مؤسسة الشعب'' أثناء الاستحقاقات التشريعية و الجماعية لعام ‪ ، 2021‬و التي يبدو‬
‫أنها ستكون قاعدة لتجسيد مبدأ ربط املسؤولية باملحاسبة ‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫املطلب ألاول ‪ :‬الجهوية وفق مذكرات حزب العدالة و التنمية و حزب ألاصالة و املعاصرة ‪.‬‬

‫حظيت الجهوية في خطاب ألاحزاب السياسية بمكانة خاصة ‪ ،‬حيث حاولت بعض هذه ألاحزاب بناء على‬
‫خطاب الجهوية التأسيس ملشروعيتها ‪ ،‬و لتقريب القارئ بصورة أكبر من تجليات هذا املعطى ‪ ،‬سوف نأخذ‬
‫كمثال على ذلك تصور كل من حزب العدالة و التنمية (الفقرة ألاولى ) و حزب ألاصالة و املعاصرة (الفقرة‬
‫الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬تصور حزب العدالة و التنمية حول الجهوية املتقدمة ‪.‬‬

‫جاء تصور حزب العدالة و التنمية بخصوص الجهوية املوجه لرئيس اللجنة الاستشارية للجهوية بناء على‬
‫عمليات تقييم النظام الجهوي التي أبانت عن فشل السياسات الالمركزية باملغرب ‪ ،‬ما جعله يصف الجهوية‬
‫قبل مرحلة إلاصالحات الدستورية لعام ‪ 7177‬بجهوية صورية سواء على مستوى البنية أو الاختصاصات أو‬
‫املوارد ما أدى حسب تصوره إلى تعميق الفوارق الاقتصادية و الاجتماعية بين الجهات و داخل الجهة‬
‫الواحدة ‪ .‬و ينطلق حزب العدالة و التنمية في نظرته لقيام نموذج جهوي مغربي فعال من قناعته بضرورة‬
‫تحقيق هذا النموذج ألربعة أهداف ‪:‬‬
‫سياس ي ‪ :‬يتمثل في نظام ديمقراطي جهوي ‪ ،‬يضمن فرز مؤسسات جهوية منتخبة ذات اختصاصات فعلية‪.‬‬
‫تنموي‪ :‬يمكن من تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و البيئية ‪ ،‬و ما يتطلبه ذلك من موارد و‬
‫برامج‪.‬‬
‫ثقافي ‪ :‬يتجلى في دعم الخصوصيات الثقافية الجهوية ‪ ،‬و تعميق اندراجها في تعزيز الهوية املغربية و ضمان‬
‫الوحدة الوطنية ‪.‬‬
‫إداري ‪ :‬و ذلك بتعميق مسلسل الالمركزية و الالتمركز ‪ ،‬مع توفير شروط نظام الحكامة ‪.‬‬
‫كما يعتبر حزب العدالة و التنمية ‪ ،‬أن النجاح في تحقيق هذه ألاهداف يستلزم احترام عدة شروط و‬
‫املتمثلة في ‪:‬‬
‫‪ -‬وحدة الثوابت ‪ :‬حيث تلتزم الجهوية بمقدسات و ثوابت و مقومات الدولة املغربية ‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز السيادة ‪ :‬حيث تعزز قدرة الدولة على النهوض بمهامها في القطاعات الحيوية ‪ ،‬و التي ال يمكن تفويتها‬
‫للجهات ‪ ،‬كالدفاع و العالقات الخارجية و الشؤون إلاسالمية و ألاوقاف ‪...‬‬
‫التدرج ‪ :‬باالنطالق من ايجابيات و مكتسبات تجربة الجماعات املحلية ‪ ،‬ضمانا لنجاح ورش الجهوية ‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪ -‬التنصيص الدستوري‪ :‬و ذلك بالتنصيص على القواعد املنظمة للهيآت الجهوية و اختصاصاتها في‬
‫الدستور‪ ،‬مع اعتماد قانون تنظيمي للجهات يحدد عدد هذه الجهات و هيآتها و اختصاصاتها و طرق تدبيرها‬
‫و عالقتها مع املركز‪.138‬‬
‫و يقوم تصور حزب العدالة و التنمية بشأن النظام الجهوي املنشود على خمس مرتكزات كاآلتي‪:‬‬
‫‪ - 0‬تحديد الاختصاصات ‪:‬‬
‫في هذا الاتجاه‪ ،‬يؤكد حزب العدالة و التنمية على ضرورة توفر شروط ضمان النجاعة و القرب بالنسبة‬
‫لتفويت القطاعات و الاختصاصات إلى الجهة‪ ،‬على أن يشمل تفويت هذه القطاعات كل من التعليم و‬
‫الصحة‪ ،‬إضافة إلى السكن و التشغيل و التضامن‪ ،‬و كذا الفالحة و الصيد البحري و الصناعة و السياحة و‬
‫التجارة و الاتصاالت ‪ ،‬و التجهيز و التعمير‪ ،‬و إعداد التراب و البيئة‪ ،‬و الثقافات املحلية و اللغات الوطنية و‬
‫التنمية الرياضية ‪ ،‬إضافة إلى إلادارة املحلية‪ ،‬في حين يبقى للدولة حق التدخل في هذه القطاعات ضمانا‬
‫لثوابت ألامة و تحقيق الانسجام ‪ .‬على أن يتم إقرار آلية للتشاور و إلاشراك بين الجهات فيما يخص‬
‫العالقات الخارجية ذات ألاثر على القطاعات التي تم تفويتها للجهات ‪ ،‬مع ضرورة اعتماد القطاعات الوزارية‬
‫ملخططات و سياسات وطنية تنبثق عن مخطط للتنمية الاقتصادية و الاجتماعية ‪ ،‬التي تمثل مرجعا بالنسبة‬
‫للجهات في وضع مخططاتها القطاعية الجهوية ‪ ،‬و كذا بالنسبة للحكومة املركزية في تخصيص الدعم املالي‬
‫املركزي في إطار امليزانية العامة للدولة‪ .‬مقابل ذلك‪ ،‬دعا الحزب إلى احتفاظ الحكومة املركزية باختصاصات‬
‫التوجيه و الرقابة و التنسيق بين الجهات ‪ ،‬مع منح والي الجهة صفة ممثل الدولة داخل الجهة ‪ .‬و في نفس‬
‫الاتجاه‪ ،‬طالب الحزب بضرورة إحداث وزارة للجهوية و الجماعات املحلية‪ ،‬مع وجوب مراجعة اختصاصات‬
‫الجماعات املحلية ألاخرى إلزالة التعارض بين الاختصاصات و تحقيق التناغم بينها ‪.‬‬
‫‪ - 8‬إدارة الجهة ‪:‬‬
‫يتولى إدارة الجهة كل من املجلس الجهوي و رئيسه و مكتب الجهة ‪.‬‬
‫املجلس الجهوي ‪ :‬ينتخب باالقتراع العام املباشر وفق نظام الالئحة والتمثيل النسبي في دورة واحدة و فق‬
‫أكبر معدل مع عتبة انتخابية بنسبة ‪ 2‬في املائة ‪ ،‬و يختص املجلس بسلطة تقريرية في املجاالت و وفق‬
‫الكيفيات التي يحددها الدستور و القانون التنظيمي للجهات‪ ،‬إضافة إلى صالحيات اقتراح مشاريع القوانين ‪.‬‬

‫‪138‬‬
‫‪ -‬حزب العدالة و التنمية‪،‬األمانة العامة ‪ ،‬مذكرة حول الجهوية الموسعة ‪ ،‬الرباط في ‪ 6‬رمضان ‪ 1431‬ه الموافق ‪ 17‬غشت ‪ -‬سنة ‪ ، 2010‬ص ‪.1‬‬

‫‪64‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫كما يختص مجلس الجهة حصريا باملصادقة على مخطط التنمية الجهوية و على ميزانية الجهة و حسابها‬
‫إلاداري و نظام مجلسها الداخلي و أمر استخالص ضرائبها الجهوية ‪.‬‬
‫رئيس املجلس الجهوي ‪ :‬هو املسؤول عن تنفيذ قرارات املجلس الجهوي و ممثل الجهة أمام جميع‬
‫املؤسسات الوطنية و القضائية‪ ،‬و رئيس مكتبها الجهوي‪ ،‬و هو آلامر بالصرف و املكلف بإحداث املناصب و‬
‫الوظائف الجهوية ‪ ،‬و تربطه عالقة تنسيق مع والي الجهة‪.139‬‬
‫‪ - 3‬التقطيع الجهوي‪:‬‬
‫يراعي التقطيع الجهوي حسب تصور حزب العدالة و التنمية إنشاء جهات تضمن أهداف التنمية‪،‬و‬
‫الديمقراطية و الانسجام املحلي‪ ،‬بعيدا عن الركون للصيغ ذات ألاساس ألامني و إلاداري‪ ،‬مع ضرورة اعتماد‬
‫عدد موسع نسبيا من الجهات وفق قواعد تنطلق من دمج املعطيات الجغرافية و الثقافية مع املعطيات‬
‫الاقتصادية و املجالية و الديموغرافية و التوزيع العادل للثروات ‪ ،‬تجاوزا لتهميش بعض مكونات الجهات في‬
‫نظام جهوي مقلص‪.‬‬
‫‪ - 6‬مالية الجهة ‪:‬‬
‫في هذا إلاطار ‪ ،‬يؤكد الحزب على ضرورة تمتيع الجهات باالستقالل املالي ‪ ،‬و ما يتطلبه هذا الاستقالل من‬
‫موارد تتمثل في ‪:‬‬
‫‪ ‬ضرائب الجهات و عائدات ممتلكاتها ؛‬
‫‪ ‬نسبة ‪ 11‬في املائة من الضرائب الوطنية املحصلة على مستوى الجهات باستثناء الضريبة على الدخل‬
‫بالنسبة ملوظفي الدولة و الجيش ؛‬
‫‪ ‬املوارد املخصصة في إطار التضامن بين الجهات ؛‬
‫كما تبقى للجهات سلطة إبرام الصفقات و اتفاقيات القروض و التشاور معها فيما يتعلق باالستثمارات‬
‫الكبرى املنفذة على مستوى الجهات‪.‬‬
‫‪ – 5‬جهة الصحراء ‪:‬‬
‫ينحصر تصور حزب العدالة و التنمية بالنسبة لجهات الصحراء ‪ ،‬في تمتيع أقاليمها بنفس وضعية النظام‬
‫الجهوي املقترح بالنسبة لباقي أقاليم اململكة ‪ ،‬مع منحها صالحيات و مقتضيات خاصة في انتظار الحل النهائي‬
‫لقضية الصحراء‪.140‬‬

‫‪139‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.2‬‬

‫‪65‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫و ضمانا لنجاح ورش الجهوية املتقدمة ‪ ،‬يؤكد حزب العدالة و التنمية وفق تصوراته على ترسيخ الشفافية‬
‫و الديمقراطية في اختيار املواطنين ملن يسير شؤونهم الجهوية بكل حرية ‪ ،‬مع الحد من أساليب التدبير‬
‫السياس ي املتسم بالتحكمية‪ .141‬و هو هنا يشير إلى تسلط السلطة السياسية املتحكمة في تدبير شؤون جهة‬
‫الصحراء ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬تصور حزب ألاصالة و املعاصرة حول الجهوية املتقدمة ‪.‬‬

‫تعتبر الجهوية إحدى أهم ألاهداف و املرتكزات ألاساسية لحزب ألاصالة و املعاصرة الذي تأسس سنة‬
‫‪ ، 7111‬و التي تجسدها مقتضيات املادة الثانية من نظامه ألاساس ي التي تنص على ''‪ ...‬ترسيخ الحكامة‬
‫الترابية الجيدة بالجهوية املتقدمة و الالتمركز الواسع و الارتكاز على التضامن في أبعاده الاجتماعية‪ ،‬بين‬
‫مختلف الفئات‪ ،‬و املجالية بين سائر الجهات‪ ،‬و إلايكولوجية التنموية بين مختلف ألاجيال و في كل املجاالت‬
‫‪ .142''...‬و هو الش يء الذي تجسد من خالل دعوة الحزب لضرورة إعادة النظر في النظام الجهوي‪ ،‬بهدف بناء‬
‫جهوية موسعة تساير مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها املغرب‪ ،143‬إضافة إلى التصريح الصحفي الذي‬
‫قدمه ألامين العام للحزب بعد فترة وجيزة من تأسيس الحزب‪ ،‬و الذي أكد من خالله أن الجهوية تشكل‬
‫إحدى ألاولويات ألاساسية للحزب ‪ ،‬و أن الحزب سيعمل على تجنيد كل طاقاته للمض ي قدما نحو تطوير‬
‫الجهوية املتقدمة‪.144‬‬
‫أوال ‪ :‬تصورات الحزب حول الجهوية ‪.‬‬
‫تأسيسا على نتائج اللقاءات الجهوية التي عقدها حزب ألاصالة و املعاصرة في موضوع الجهوية املتقدمة ‪،‬‬
‫صادق املجلس الوطني للحزب في دورته الاستثنائية بتاريخ ‪ 77‬يونيو سنة ‪ 7171‬على تصوره الخاص‬
‫بخصوص موضوع الجهوية و الذي وضعه بين يدي اللجنة الاستشارية للجهوية ‪ ،‬هذا التصور يحمل في‬
‫طياته هو آلاخر العديد من املقترحات التي اعتبرها الحزب أساس نجاح مسلسل الجهوية ‪ ،‬و التي اختزلها في‬
‫عدة مجاالت ‪.‬‬

‫‪ - 140‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.4‬‬


‫‪141‬‬
‫‪ -‬حزب العدالة و التنمية ‪ ،‬األمانة العامة ‪ ،‬مذكرة حول الجهوية الموسعة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.1‬‬
‫‪142‬‬
‫‪ -‬المادة الثانية من النظام األساسي لحزب األصالة و المعاصرة ‪.‬‬
‫‪143‬‬
‫‪ -‬البيان الختامي للمؤتمر الوطني األول لحزب األصالة و المعاصرة ‪ ،‬فبراير ‪ -‬سنة ‪.6009‬‬
‫‪144‬‬
‫‪ -‬تصريح األمين العام لحزب األصالة و المعاصرة بتاريخ ‪ – 09 – 01‬سنة ‪. 6009‬‬

‫‪66‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪ – 0‬التأطير الدستوري للجهوية ‪:‬‬
‫ضمانا لديمومة ركائز الدولة املتمثلة في و حدة الدولة و الوطن و التراب‪ ،145‬و من أجل ضمان نجاح خيار‬
‫الجهوية ‪ ،‬يدعو حزب ألاصالة واملعاصرة إلى دسترة أربعة مبادئ ‪ ،‬و التي تتحكم حسب تصوره في الجهوية ‪،‬‬
‫و املتمثلة في ‪:‬‬
‫‪ -‬الوحدة ‪ :‬ترجمها في وحدة السيادة و الوحدة السياسية و الدينية و العسكرية في املؤسسة امللكية ‪ ،‬و وحدة‬
‫املجال باعتباره غير قابل للتقسيم ‪ ،‬و وحدة السلطة القضائية ‪ ،‬إضافة إلى وحدة الاختيارات من قبيل‬
‫الانخراط في املشروع الديمقراطي الحداثي و جعل الصالح العام كإطار لتجسيد الوحدة الاقتصادية و‬
‫السياسية ‪.‬‬
‫‪ -‬التوازن ‪ :‬بين الصالحيات املنقولة للجهات و املوارد املرصودة لها ‪ ،‬و كذا التوازن في توزيع الاختصاصات بين‬
‫الدولة و الجهات و بين الجهات و الجماعات الترابية ألاخرى ‪ ،‬إضافة إلى التوازن بين الصالحيات و آليات‬
‫املراقبة و التتبع و كذا على مستوى املوارد املخصصة للجهات‪.‬‬
‫‪ -‬التضامن ‪ :‬أوال من خالل ضمان الدولة على تحقيق هذا التضامن ‪ ،‬و كذا عن طريق تقطيع ترابي عادل و‬
‫التكامل الاقتصادي بين الجهات ‪ ،‬و تسخير املوارد املالية ملواجهة الاختالالت املجالية ‪.‬‬
‫‪ -‬املساواة ‪ :‬و ذلك من خالل التمتع بنفس آلاليات و الحقوق املجالية ‪ ،‬و الامتيازات الاقتصادية و القانونية‪.‬‬
‫إضافة إلى هذه املبادئ ألاربع ‪ ،‬طالب الحزب بإعادة النضر في طريقة تشكيل مجلس املستشارين ‪ ،‬و ذلك‬
‫بجعله مؤسسة للتمثيل الترابي ‪ ،‬إضافة إلى التنصيص على مقتضيات تمنع على أعضاء و رؤساء املجالس‬
‫الجهوية الترشح النتخابات مجلس النواب ‪ ،‬مع التنصيص على إحداث لجنة للجهات خاصة بموضوع التدبير‬
‫املجالي ‪.‬‬
‫و بوجه يختلف عن تصور حزب العدالة و التنمية ‪ ،‬يرى حزب ألاصالة و املعاصرة ضرورة تمييز الجهة بوضع‬
‫دستوري خاص مستقل عن املقتضيات الدستورية الخاصة بالجماعات الترابية ألاخرى ‪ ،‬مع إلاحالة على‬
‫قانون تنظيمي خاص بجهة الصحراء ‪ ،‬و آخر خاص بباقي جهات اململكة ألاخرى‪.146‬‬

‫‪145‬‬
‫‪ -‬حزب األصالة والمعاصرة ‪'' ،‬التقرير التركيبي الصادر عن اليوم الدراسي المنعقد حول الجهة و النظام الجهوي بالمغرب ''‪ ،‬الجديدة ‪ 21 – 17 ،‬يناير‬
‫‪ -‬سنة ‪ ، 9117‬ص ‪.4‬‬
‫‪146‬‬
‫‪ -‬حزب األصالة و المعاصرة ‪ ،‬مذكرة حول موضوع الجهوية الموسعة ‪ ،‬الرباط ‪ 16‬يوليوز ‪ -‬سنة ‪ ، 2111‬ص ‪. 3‬‬

‫‪67‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪ – 8‬التقطيع الجهوي ‪:‬‬
‫يتأسس التقطيع الترابي الجهوي و فق تصور حزب ألاصالة و املعاصرة على تقليص عدد الجهات ‪ ،‬بهدف‬
‫الرفع من حجم الاستثمار ‪ ،‬و ضمان التوازن بين الجهات و الحد من الفوارق بينها من خالل إدماج الجهات‬
‫الفقيرة بالجهات ذات مستوى تنموي‪ ،‬و كذا توفير شروط خلق عدالة مجالية‪ .‬و هو عكس ما نادى به حزب‬
‫العدالة و التنمية ‪.‬‬
‫و لتحقيق هذه املحددات ‪ ،‬يقترح حزب ألاصالة و املعاصرة بأن يتم صدور هذا التقطيع الجهوي وفق‬
‫مقتضيات قانونية ‪ ،‬و أن يتم تكييف سياسات إعداد التراب مع طبيعة و خصوصيات كل فضاء جهوي ‪ ،‬مع‬
‫إعداد جيل جديد من وثائق التعمير تتناسب مع التوجهات الجديدة ملشروع مدونة التعمير‪ ،‬مع ألاخذ بعين‬
‫الاعتبار البعد البيئي في الهندسة املجالية ‪ ،‬إضافة إلى تمتيع مدن الرباط و الدار البيضاء بأنظمة إدارية‬
‫خاصة سواء العتبارات ديبلوماسية ( العاصمة إلادارية ) ‪ ،‬أو اقتصادية ( العاصمة الاقتصادية ) ‪.‬‬
‫‪ – 3‬تشكيل مجلس الجهة ‪:‬‬
‫يرى حزب ألاصالة و املعاصرة أنه يجب انتخاب أعضاء املجالس الجهوية عن طريق الاقتراع العام املباشر‬
‫‪ ،‬بعد توافق الفرقاء السياسيين على نظام انتخابي و نمط اقتراع ‪ ،‬بغية وحدة مجالس الجهات و عقلنة‬
‫التعددية الحزبية ‪.‬‬
‫فانتخاب مجالس الجهات بطريقة مباشرة في رأي حزب ألاصالة يقود إلى التخلي عن ألاسس التقليدية التي‬
‫إنبنت عليها التجربة الجهوية في ظل قانون ‪ ، 41-92‬ما يدعو إلى إحداث مجالس جهوية اقتصادية و‬
‫اجتماعية لتمثيل مختلف املأجورين و الغرف املهنية ‪.‬‬
‫في نفس السياق يقترح الحزب أن يتم الاقتراع على الاختيارين في نفس الوقت بغية ضمان وصول ذات‬
‫ألاغلبيات إلى نفس املجالس ‪ ،‬مع إلاشارة لإليجابيات التي يحملها هذا إلاجراء على مستوى عقلنة الزمن‬
‫الانتخابي ‪ .‬أما بخصوص انتخاب رئيس مجلس الجهة ‪ ،‬يقترح الحزب انتخابه عن طريق الاقتراع الغير املباشر‬
‫ألعضاء املجلس انسجاما مع فلسفة التمثيل الوطني املحكومة بمنطق ''برملاني'' و ليس ''رئاس ي'' ‪.‬‬
‫‪ – 6‬صالحيات مجالس الجهات ‪:‬‬
‫في هذا إلاطار‪ ،‬يقترح حزب ألاصالة و املعاصرة‪ ،‬نقل عدة اختصاصات ملجالس الجهات اختزلها في عدة‬
‫قطاعات‪ ،‬تتمثل في التعليم و الصحة و السكن و التشغيل و التضامن‪ ،‬و كذا الفالحة و الصيد البحري‪ ،‬و‬
‫الصناعة و السياحة و التجارة و الاتصاالت ‪ ،‬و التجهيز و التعمير و إعداد التراب و البيئة و الثقافات املحلية و‬

‫‪68‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫اللغات الوطنية و التنمية الرياضية‪ ،‬إضافة إلى تمكين الجهات من سلطة املصادقة على مخطط التنمية‬
‫الجهوية‪ ،‬و على ميزانية الجهة و حسابها إلاداري ‪.‬‬
‫‪ – 5‬مالية الجهة ‪:‬‬
‫في هذا إلاطار‪ ،‬يقترح حزب ألاصالة و املعاصرة أن يتم العمل على تطوير املوارد املالية للجهات و حصتها‬
‫الوطنية من الضرائب بناء على الصالحيات املنقولة من املركز ‪ ،‬مع منح الجهات فقط إمكانية تحديد قيمة‬
‫الضرائب و طرق تحصيلها‪ ،‬مع إمكانية منح خيار تفاوض الجهات مع املركز على الحصة الضريبية مقابل‬
‫صالحيات أخرى ‪ ،‬و جعل اختصاص التشريع الضريبي اختصاصا برملانيا ‪.‬‬
‫في نفس الاتجاه ‪ ،‬يقترح حزب ألاصالة و املعاصرة أن تتشكل مالية الجهات من الضريبة على الدخل‪ ،‬و‬
‫الضريبة على القيمة املضافة‪ ،‬و الضريبة على الشركات‪ ،‬على أن يتم توزيع هذه الضرائب بناء على معايير‬
‫موضوعية قابلة للتطور‪ ،‬كاملعيار الجبائي و الجغرافي و الديمغرافي و الاقتصادي ‪ .147‬إضافة إلى املوارد املتأتية‬
‫من املمتلكات و الرسوم الجهوية ‪ ،‬و النسب املخصصة للجهات من الصناديق التنموية و عمليات القروض و‬
‫الهبات و أموال املساهمة‪ ،‬مع ضرورة بحث الجهات عن مصادر تمويلية أخرى ‪ ،‬كتضريب القطاع الفالحي و‬
‫البيئي و بعض فروع القطاع املالي ‪.‬‬
‫و لنجاح مشروع الجهوية ‪ ،‬يرى حزب ألاصالة واملعاصرة ضرورة إحداث أدوات مالية خاصة بهدف تجاوز‬
‫الاختالالت املجالية قبل إرساء مقومات التنظيم الجهوي ‪ ،‬و السعي للوصول الحترام املعدالت الوطنية في‬
‫مؤشرات التنمية ‪ ،‬إضافة إلى تمويل مشاريع ليست للجهات القدرة على تغطية مصاريفها‪ .‬و يشترط في‬
‫إحداث هذه ألادوات املالية أن يتم موازاة مع إعادة النضر في وظيفة صندوق املقاصة و ربطه برهان التنمية‬
‫الجهوية ‪ ،‬و تكييف عمل وكاالت التنمية مع البناء الجهوي الجديد ‪.‬‬
‫إن كل هذه التصورات السالفة الذكر صاحبتها بعض الاقتراحات ألاخرى التي صاغها حزب ألاصالة و‬
‫املعاصرة في مذكرته التوجيهية حول الجهوي ة ‪ ،‬و التي المست بعض الجوانب املهمة في نظرنا و التي تشكل‬
‫أساسا لنجاح ورش الجهوية املتقدمة ‪ .‬حيث يؤكد الحزب على ضرورة تغيير قانون ألاحزاب السياسية بشكل‬
‫يتيح إمكانية تأسيس أحزاب جهوية بجهة الصحراء و بآليات للتمويل تأخذ بعين الاعتبار املتغير الجهوي ‪ ،‬و‬
‫كذا تغيير قانون الانتخابات بصيغة تتطابق مع التعديالت املقترحة لتشكيل مجالس الجهات ‪ ،‬إضافة إلى‬
‫وضع قانون مالي جديد ملالية الجماعات الترابية ‪.‬‬

‫‪147‬‬
‫‪ -‬حزب األصالة و المعاصرة ‪ ،‬مذكرة حول موضوع الجهوية الموسعة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.9‬‬

‫‪69‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫كما تبنى الحزب مقترح ''ميثاق الالتركيز'' ‪ ،‬و ذلك عن طريق وضع مخطط لجهوية إلادارات العمومية و‬
‫التسريع بنقل صالحيات املديريات املركزية إلى املصالح الخارجية بالجهات ‪.‬‬
‫من جانب آخر ‪ ،‬ألح الحزب ضرورة الاهتمام بالقضاء املالي و إلاداري و التجاري ‪ ،‬وذلك عن طريق وضع‬
‫خريطة قضائية منضبطة ملحدد الجهوية‪ .148‬كما لم ينس ى الحزب الشق املتعلق بالنخب املحلية حيث طالب‬
‫بتجاوز الاختالالت القانونية املتمثلة في النصوص القانونية املتفرقة املؤطرة لعمل املنتخب الجماعي ‪ ،‬مع‬
‫تأكيده على ضرورة إعادة النظر في شرط املستوى الدراس ي املحصور في الشهادة الابتدائية ‪ ،‬و كذا في شرط‬
‫الكفاءة التدبيرية‪ .149‬بهدف تقوية شرعية النخب املحلية ‪.150‬‬
‫إضافة إلى تجاوز الاختالالت املتمثلة في مركزة الكفاءات ‪ ،‬و ثنائية الرئاسة املتمظهرة في التبعية لإلدارة‬
‫املركزية وسلطة العامل ‪ ،‬و كذا مركزية املناصب املالية ‪.‬‬
‫من جانب آخر ‪ ،‬طالب حزب ألاصالة و املعاصرة بضرورة تعزيز مقومات '' املواطنة املحلية '' عن طريق‬
‫تمكين املواطنين من متابعة أشغال مجالس الجهات و توفير آليات قانونية تمكنهم من املشاركة في صياغة‬
‫املقتضيات التنظيمية و إلادارية التي تهم مجال الجهة و لو بشكل استشاري أو تعاقدي ‪ ،‬مع تمكينهم من‬
‫الاطالع على الوثائق ذات الصلة بعمل الجهة ‪ ،‬إضافة إلى إحداث هيئت جهوية لتظلم املواطنين لدى إلادارة (‬
‫جهوية ديوان املظالم )‪. 151‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬الجهوية وفق البرامج الانتخابية و مقترحات ألاحزاب السياسية‪.‬‬

‫رغم تباين إيديولوجيات ألاحزاب السياسية باملغرب‪ ،‬إال أن نقطة الالتقاء ألاساسية لهذه ألاحزاب تتمثل‬
‫في إجماعها على تبني السياسة الجهوية في مذكراتها و برامجها الانتخابية‪ ،‬و لو بنسب متفاوتة على مستوى‬
‫منطلقاتها لتدبير الشأن الجهوي ‪ ،‬فإذا كانت الجهوية في املغرب التزال مطلبا و غاية ‪ ،‬فإن ركنها ألاساس ي‬
‫يتمثل في سندها السياس ي املتمثل في دور ألاحزاب السياسية كأساس استراتيجي لنجاحها ‪.‬‬
‫من هذا املنطلق ‪ ،‬يعد الحديث عن مكانة الجهوية في البرامج الانتخابية لهذه ألاحزاب أساسيا ( الفقرة ألاولى‬
‫) ‪ ،‬ناهيك عن مساهماتها الاقتراحية في مجال التشريع الجهوي ( الفقرة الثانية )‪.‬‬

‫‪148‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪149‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪.50‬‬
‫‪150‬‬
‫‪ -‬حزب األصالة و المعاصرة ‪ '' ،‬التقرير التركيبي للقاءات الجهوية و مساهمات لجنة اإلشراف'' ‪ ،‬ص ‪.6‬‬
‫‪151‬‬
‫‪ -‬حزب األصالة و المعاصرة ‪ ،‬مذكرة حول موضوع الجهوية الموسعة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.55‬‬

‫‪71‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫الفقرة ألاولى ‪ :‬الجهوية في برامج الانتخابات التشريعية ل ‪ 7‬أكتوبر ‪. 2016‬‬

‫يعتبر الخطاب الدعائي لألحزاب السياسية عنصرا هاما في أي حملة انتخابية ‪ ،‬و يشكل البرنامج الانتخابي‬
‫لب هذا الخطاب ‪ ،‬فماذا عن الجهوية في برامج ألاحزاب السياسية املغربية ؟ خاصة حزب العدالة و التنمية‬
‫( أوال ) ‪ ،‬و حزب ألاصالة و املعاصرة ( ثانيا ) ‪ ،‬باعتبارهما محور الثنائية القطبية الحزبية باملغرب حاليا ‪ ،‬و‬
‫ما هي أولوياتهما الجهوية ؟‬
‫أوال ‪ :‬الجهوية في البرنامج الانتخابي لحزب العدالة و التنمية ‪.‬‬
‫نضرا إلخفاقات الحكومة السابقة لالنتخابات التشريعية ل ‪ 25‬نونبر‪ 2011‬في تحقيق التنمية‪ ،‬تمحور‬
‫البرنامج الانتخابي لحزب العدالة و التنمية حول تكريس الحكامة الجيدة على املستويات السياسية و‬
‫الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية‪ ،‬و القائمة على الديمقراطية و املسؤولية و املنافسة الشريفة و الشفافية و‬
‫النزاهة‪.‬‬
‫مجسدا بذلك مقاربة جديدة ترتكز على ثالث خيارات تتمثل في ‪:‬‬
‫‪ ‬جعل املواطن املحور والهدف ألاساس ي للبرامج التنموية و جعل الدولة في خدمته؛‬
‫‪ ‬تحرير طاقات إلانسان املغربي في التنافس و إلانتاج و القطع مع اقتصاد الريع ؛‬
‫‪ ‬وضع نضام فعال في التضامن و التوازن الاجتماعي و تصحيح الفوارق و العدالة في توزيع الثروة‪.152‬‬
‫و قد تضمن البرنامج الانتخابي لحزب العدالة و التنمية الجهوية املتقدمة ضمن إجراءاته على أساس‪:‬‬
‫‪ ‬تعزيز الديمقراطية و اعتماد تقطيع جهوي يضمن تحقيق أهداف التنمية ؛‬
‫‪ ‬اعتماد املقاربة املجالية في و ضع وتنزيل املشاريع في إطار سياسة شمولية لتأهيل املجال و بمنطق تكاملي‬
‫بين الدولة و الجماعات الترابية؛‬
‫‪ ‬إعادة النظر بشكل جذري في أشكال التدبير و التخطيط في مجالي إعداد التراب و التعمير ‪ ،‬و كذا وضع‬
‫منظومة متكاملة للتعمير تدمج ألادوات التنظيمية و التخطيطية و العملياتية و التمويلية ؛‬
‫‪ ‬تعميق مسلسل الالمركزية إلادارية و الالتمركز إلاداري و إحداث وزارة مختصة في الجهوية و الجماعات‬
‫املحلية ؛‬
‫‪ ‬إصالح نظام الجبايات الجهوية بما يضمن الاستقالل املالي و التضامن و تحديد قواعد توزيع حصص‬
‫الجماعات الترابية من ضرائب الدولة بقانون ‪.‬‬
‫‪152‬‬
‫‪ -‬حزب العدالة والتنمية ‪ '' ،‬البرنامج االنتخابي القتراع ‪ 25‬نونبر ‪ ، '' 2011‬ص ‪. 2‬‬

‫‪71‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫و قد ربط حزب العدالة و التنمية تحقيق مطلب إرساء الجهوية املتقدمة بضرورة النهوض بنظام الحكامة‬
‫و مكافحة الفساد و إصالح إلادارة و إعادة الاعتبار للخدمة العمومية ‪ ،‬و ذلك عن طريق‪:‬‬
‫‪ ‬تعزيز سيادة القانون في عالقة املواطن بالدولة و تقوية املقاربة التشاركية في بلورة و تنفيذ و تقييم‬
‫السياسات العمومية و إلانتاج التشريعي ؛‬
‫‪ ‬مكافحة الفساد و تخليق الحياة و إعداد ميثاق وطني للوقاية من الفساد ؛‬
‫‪ ‬تعزيز الشفافية و الرقابة و املسائلة من خالل إصالح إلاطار القانوني للصفقات العمومية و تقوية‬
‫اختصاصات املحاكم املالية و إصالح أنظمة املفتشية العامة للمالية و املفتشية العامة لإلدارة‬
‫الترابية‪.153‬‬
‫تبنى حزب العدالة و التنمية في برنامجه الانتخابي لالنتخابات التشريعية ‪ 2‬اكتوبر ‪ 7171‬قضية العدالة‬
‫الاجتماعية و هي املقاربة نفسها التي تعاطى معها في الانتخابات السابقة و املشار إليها سالفا ‪ ،‬حيث أكد على‬
‫أن تعزيز العدالة الاجتماعية رهين باعتماد استراتيجية إرادية تتحمل فيها الدولة مسؤوليتها من خالل سياسة‬
‫اقتصادية تسهم في توفير الشروط ألاساسية إلنتاج الثروة و توزيعها ‪ ،‬عبر سياسة اجتماعية تتمثل في الاضطالع‬
‫بدورها في إحداث التوازن بين الجهات و الفئات بما يضمن الحد ألادنى للعيش الكريم لألفراد و الجماعات‪.‬‬
‫على هذا ألاساس ‪ ،‬حرص الحزب في برنامجه الانتخابي على أن يجمع كل إلاجراءات التي تسعى إلى تعزيز‬
‫العدالة اجتماعيا و مجاليا‪ ،‬ضمن نسق يسعى إلى الحد من الفوارق في الدخل و محاربة الفقر و الهشاشة و‬
‫إلاقصاء الاجتماعي‪ ،‬و ضمان تكافؤ الفرص في الشغل ‪ ،‬و الاستفادة املتكافئة من البنيات و التجهيزات و‬
‫الخدمات العمومية خصوصا في العالم القروي ‪ ،‬و حصول الطبقات الفقيرة و املتوسطة على سكن الئق‪.154‬‬
‫على إثر ذلك ‪ ،‬ألح الحزب على ضرورة تقليص الفوارق الاجتماعية الصارخة ‪ ،‬خاصة فيما يخص مستوى‬
‫الدخل و شروط العيش‪ ،‬و تقليص التفاوتات بين الوسطين الحضري و القروي و ما بين الجهات املتباينة‬
‫مستويات تنميتها‪ .‬مقترحا بذلك مجموعة من التدابير و املتمثلة في ‪:‬‬
‫‪ ‬تفعيل السياسة الوطنية إلعداد التراب و التصاميم الجهوية إلعداد التراب؛‬
‫‪ ‬دعم الوكاالت الجهوية لتنفيذ املشاريع؛‬
‫‪ ‬مساهمة الدولة في إنجاز البنيات التحتية على مستوى الجماعات الترابية‪.155‬‬

‫‪153‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪. 11‬‬
‫‪154‬‬
‫‪ -‬حزب العدالة والتنمية ‪ '' ،‬البرنامج االنتخابي لالنتخابات التشريعية ‪ 7 ،‬أكتوبر – سنة ‪ ، '' 2016‬ص ‪. 57‬‬
‫‪155‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪. 66 - 65‬‬

‫‪72‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫و ضمانا للتنزيل ألامثل للجهوية املتقدمة و الحكامة الترابية ‪ ،‬اقترح حزب العدالة و التنمية على أن تسند‬
‫للجهات املهام التالية ‪:‬‬
‫‪ ‬بلورة و اقتراح السياسة العمومية إلعداد التراب الوطني و التنمية املجالية و تنسيق و تنفيذ و تقييم‬
‫نجاعتها ؛‬
‫‪ ‬املساهمة في تحقيق التقائية السياسات العمومية و في تقييمها؛‬
‫‪ ‬السهر على تنفيذ برامج الشراكة بين الدولة و الجماعات الترابية وفق آليات التعاقد ‪.‬‬
‫و سعيا من الحزب إلى املساهمة في تنزيل ورش الجهوية املتقدمة ‪ ،‬اقترح ‪:‬‬
‫‪ ‬وضع مخطط لتعزيز املوارد املالية و البشرية للجماعات الترابية؛‬
‫‪ ‬تسريع إنجاز املخططات التنموية الجهوية و إلاقليمية و الجماعية للتنمية و دعم تفعيلها في إطار‬
‫تعاقدي مع الدولة؛‬
‫‪ ‬إحداث مرصد لتتبع مؤشرات التنمية بالعالم القروي‪.156‬‬
‫ثانيا‪ :‬الجهوية في البرنامج الانتخابي لحزب ألاصالة و املعاصرة ‪.‬‬
‫سار حزب ألاصالة و املعاصرة على خطى حزب العدالة و التنمية في تبنيه لنفس ألاسباب التي شكلت‬
‫ألارضية التي بادر بناء عليها طرح مشروع أرضية التوجهات الكبرى لبرنامجه الانتخابي ‪ ،‬حيث أشار في مقدمة‬
‫برنامجه الانتخابي إلى خطورة الوضع التي يعيشه املغرب‪ ،‬واصفا حصيلة الحكومة املنتهية و اليتها و حزبها‬
‫ألاغلبي (العدالة و التنمية ) قبل إجراء الانتخابات التشريعية ل ‪ 7‬أكتوبر ‪ 2016‬بالكارثية ‪ ،‬و ذلك على كل‬
‫مستويات تدبير الشأن العام ‪ .‬مؤكدا على غياب رؤية متكاملة للحكومة على مستوى تفعيل الجهوية ‪ ،‬خاصة‬
‫فيما يتعلق بنقل املوارد البشرية و املادية نحو الجهات ) الالمركزية و الالتمركز)‪. 157‬‬
‫على غرار باقي ألاحزاب السياسية ‪ ،‬وعد حزب ألاصالة واملعاصرة انطالقا من برنامجه الانتخابي بتنفيذ‬
‫عدة التزامات تهم مجاالت مختلفة ‪ .‬حيث التزم الحزب على املستوى القطاعي بتطبيق مبدأ الجهوية املوسعة‬
‫بقطاع الصيد البحري ‪ ،‬كما التزم على مستوى الاستثمار بإنشاء أرضية لوجستيكية ‪ ،‬في كل جهة ‪ ،‬و ذلك‬
‫بشراكة بين القطاعين العام و الخاص ‪ ،‬إضافة إرساء مبدأ الشراكة بين القطاعين العام و الخاص في‬
‫الاستثمار العمومي ‪ ،‬و كذا ترشيد استثمارات املؤسسات و املقاوالت العمومية و الجماعات الترابية ‪ ،‬إضافة‬

‫‪156‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.73‬‬
‫‪157‬‬
‫‪ -‬حزب األصالة و المعاصرة ‪'' ،‬البرنامج االنتخابي التوجهات الكبرى'' ‪ ،‬االنتخابات التشريعية ‪ 7‬أكتوبر ‪ -‬سنة ‪ ، 2016‬ص‪.7‬‬

‫‪73‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫إلى دعم الاستثمار الخاص عن طريق إعادة صياغة أدوار املراكز الجهوية لالستثمار املتمثلة في التمويل و‬
‫العقار و الجانب التقني قصد إلاجابة على حاجيات املقاوالت الصغرى و املتوسطة‪ ،‬و صياغة ميثاق لالستثمار‬
‫خاصة بالجهات للنهوض بالجهات ألاقل نموا ‪.‬‬
‫أما على مستوى إلاعفاءات الضريبية فقد اقترح الحزب إعفاء املقاوالت الجديدة في قطاع التصنيع من‬
‫الضريبة على الشركات ملدة تصل إلى ‪ 5‬سنوات‪ ،‬و الرفع من الوعاء العقاري املوجه نحو الاستثمار من ‪1147‬‬
‫هكتار إلى ‪ 2000‬هكتار‪ ،‬موزعة بشكل متوازن بين جهات اململكة و بسعر تنافس ي‪.158‬‬
‫و في املجال القضائي ‪ ،‬التزم الحزب بمراجعة خريطة محاكم اململكة ‪ ،‬مع ألاخذ بعين الاعتبار التقطيع‬
‫الترابي على ضوء الجهوية املتقدمة ‪ .‬موازاة مع ذلك التزم بالعمل على إعداد مخطط لنقل الاختصاصات و‬
‫املوارد من املركز إلى الجهات‪ ،‬مع مراعاة التوازنات املالية للدولة ‪ ،‬و تعزيز التعاقد بين الحكومة و الجهات في‬
‫مجال السياسات العمومية بغرض التنسيق و الالتقائية ثم الشراكة ‪ ،‬إضافة إلى العمل على دعم النموذج‬
‫التنموي الجديد لألقاليم الجنوبية و تسريع أجرأته‪.159‬‬
‫مؤكدا على أن تنزيل الجهوية يقتض ي وضع مخطط إجرائي متعدد السنوات‪ ،‬يمكن من تأهيل الجهات على‬
‫جميع املستويات املالية و البشرية و الاجتماعية و الاقتصادية ‪ ،‬يأخذ بعين الاعتبار مبدأ التدرج في تحويل‬
‫الاختصاصات ‪ ،‬و مدى قدرة الجهات على تدبيرها ‪ ،‬مع ضرورة مراعاة التوازنات الاقتصادية و املالية و‬
‫الاجتماعية ‪ ،‬مع إشارته إلى أن التنزيل السليم للجهوية لن يتحقق دون استباقه بتصور واضح لالتمركز‬
‫إلاداري‪.160‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مالحظات ألاحزاب السياسية حول مسودة مشروع القانون التنظيمي املتعلق بالجهة‪.‬‬

‫نظرا لألهمية الكبرى التي يلعبها القانون التنظيمي للجهات رقم ‪ 111.14‬كمرتكز تشريعي للتدبير الجهوي‬
‫في شموليته ‪ ،‬ارتأينا أن نبرز أهم املالحظات التي تبنتها ألاحزاب السياسية حول مسودة مشروع هذا القانون‬
‫قبل دخوله حيز التنفيذ ‪ ،‬و بالتالي إبراز الدور الذي لعبته مقترحات هذه ألاحزاب في إنتاج مشروع القانون‬
‫التنظيمي املتعلق بالجهات ‪.‬‬

‫‪158‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 23 -25 -22‬‬
‫‪159‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪. 40 -39‬‬
‫‪160‬‬
‫‪ -‬حزب األصالة و المعاصرة ‪''،‬قراءة نقدية للحصيلة الحكومية ‪ ، '' 2012- 2016‬ص ‪.18‬‬

‫‪74‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫إلبراز دور ألاحزاب السياسية في هذا الشأن ‪ ،‬تقدمت هذه ألاخيرة بمجموعة من املقترحات بشأن مشروع‬
‫القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ‪ ،111.14‬حيث تلقت وزارة الداخلية من الهيئات السياسية ‪ 26‬جوابا‬
‫‪ 3 ،‬أحزاب منها تقدمت بمذكرة مشتركة‪ .‬و قد ثمن و ساند ‪ 13‬حزبا سياسيا مشروع القانون التنظيمي املتعلق‬
‫بالجهات ‪ ،‬في حين انتقدت ‪ 6‬أحزاب أخرى عدة جوانب منه‪.161‬‬
‫تضمنت أجوبة ألاحزاب السياسية ‪ 309‬اقتراحا ‪ ،‬تم اعتماد ‪ 107‬منها ‪ ،‬بنسبة ‪ ، 36 %‬مع اعتماد مجموعة‬
‫من الاقتراحات همت مواضيع أخرى كالتقطيع الجهوي ‪ ،‬و الالتركيز إلاداري ‪ ،‬ثم القوانين الانتخابية‪ ،‬و‬
‫إلاشراف على الانتخابات‪ .‬و قد تم اعتماد ‪ 32‬مقترح من بين ‪ 74‬مقترح تقدمت به أحزاب ألاغلبية ‪ ،‬بنسبة ‪43 %‬‬
‫‪ ،‬في حين تم اعتماد ‪ 30‬مقترح من بين ‪ 73‬مقترح تقدمت به أربعة أحزاب من املعارضة ‪ ،‬بنسبة ‪ ، 43 %‬إضافة‬
‫إلى ‪ 45‬مقترح من بين ‪ 162‬مقترح تقدمت به باقي ألاحزاب ‪ ،‬بنسبة ‪ . 28 %‬و من بين أهم مقترحات ألاحزاب‬
‫السياسية التي تم اعتمادها في مشروع القانون التنظيمي املتعلق بالجهات نجد‪:‬‬
‫‪ ‬التنصيص على تنظيم فرق داخل مجالس و تحقيق مبدأ املناصفة بين الرجال و النساء في رئاسة اللجان‬
‫الدائمة؛‬
‫‪ ‬التنصيص على تخصيص رئاسة لجنة دائمة لفرق املعارضة ؛‬
‫‪ ‬التنصيص على اعتبار مبادئ التدرج و التمايز و التعاقد كركائز محددة في منح الاختصاصات لكافة‬
‫الجماعات الترابية ؛‬
‫‪ ‬التنصيص على توضيح اختصاصات الجهة و صالحيات مجالسها ؛ و تحديد اختصاصاتها الذاتية بشكل‬
‫حصري من منطلق مبدأ التفريع؛‬
‫‪ ‬التنصيص على نقل الاختصاصات و املوارد املطابقة لها بناء على التعاقد مع الدولة؛‬
‫‪ ‬التنصيص على تحديد مجال املراقبة إلادارية و جعل القضاء بمثابة السلطة الوحيدة املخولة لها بالبث‬
‫في حالة التنازع ؛‬
‫‪ ‬التنصيص على إسناد سلطة عزل ألاعضاء و حل املجلس و إعمال سلطة الحلول إلى املحاكم إلادارية؛‬
‫‪ ‬التنصيص على تحديد مدة عمل اللجنة الخاصة املحدثة في حالة توقيف أو حل املجلس أو استقالة‬
‫نصف أعضائه في ‪ 3‬أشهر على ألاكثر ؛‬

‫‪161‬‬
‫‪ -‬البرلمان – مجلس النواب ‪'' ،‬القوانين التنظيمية الخاصة بالجماعة الترابية و رهان تنزيل الجهوية المتقدمة ''‪ ،‬حصيلة مناقشة فرق األغلبية بمجلس‬
‫النواب لمشاريع القوانين المتعلقة بالجماعات الترابية على ضوء مقتضيات دستور ‪ ، 2011‬سنة ‪ ، 2015‬ص ‪.8‬‬

‫‪75‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪ ‬التنصيص على إسناد وضع الهيكلة إلادارية للجهة للرئيس و اعتماد نظام أساس ي ملوظفي الجماعات‬
‫الترابية؛‬
‫‪ ‬التنصيص على إخضاع ألاجهزة إلادارية للجهة لتعيين مباشر من طرف رئيس املجلس طبقا للشروط و‬
‫الكيفيات الجاري بها العمل ؛‬
‫‪ ‬التنصيص على الرفع من التحويالت القارة املخولة للجهات و الرفع من حصة الجهة من الرسوم و‬
‫الضرائب التي تستخلصها الدولة‪ ،‬مع تسجيل املخصصات املالية للجهات بقوانين املالية ؛‬
‫‪‬‬
‫التنصيص على تخويل الجهات حق الاستفادة من حصة من عائدات الضريبة على القيمة املضافة‪.162‬‬
‫فمقابل قبول املقترحات التي تقدمت بها ألاحزاب السياسية و املذكورة أعاله ‪ ،‬إال أنه تم رفض باقي‬
‫املقترحات ألاخرى لعدة أسباب‪:‬‬
‫السبب ألاول ‪ :‬العتبار هذه املقترحات غير دستورية من قبيل ‪:‬‬
‫‪ ‬التنصيص على توفر رئيس املجلس و نوابه على مستوى جامعي ؛‬
‫‪ ‬التنصيص على منع املوظفين العاملين بالجماعات الترابية من الترشح بنفس الجهة التي يعملون بها ؛‬
‫‪ ‬التنصيص على جعل مسؤولية آلامر بالصرف مشتركة بين رئيس املجلس و والي الجهة ؛‬
‫‪ ‬التنصيص على جعل سلطة الرقابة و الافتحاص من صالحيات املجالس الجهوية للحسابات حصريا و‬
‫إلغاء كل مظاهر املراقبة على مالية الجهة و أن تقتصر عالقة رئيس الجهة بالوالي في إلاخبار و التبليغ‪.‬‬
‫السبب الثاني ‪ :‬العتبار موضوع املقترحات ال يتعلق بمشروع القانون التنظيمي املتعلق بالجهات من قبيل ‪:‬‬
‫‪ ‬التنصيص على إحداث املجلس الاقتصادي و الاجتماعي و البيئي الجهوي ؛‬
‫‪ ‬التنصيص على تكليف املصالح الجبائية للدولة بتحديد الوعاء الضريبي و تصفيته بناء على تعاقد‬
‫محدد؛‬
‫‪ ‬التنصيص على تبويب قانون املالية بحسب الجهات ؛‬
‫‪ ‬التنصيص على اختصاص املحكمة الدستورية في النزاع بين الدولة و الجهات‪.‬‬
‫السبب الثالث ‪ :‬ألن هذه املقترحات غير عملية كاملقترحات التالية ‪:‬‬

‫‪162‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 9‬‬

‫‪76‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪ ‬التنصيص على جعل كل املؤسسات العمومية و البالغ عددها ‪ 178‬مؤسسة عمومية جهوية بموارد‬
‫تبلغ ‪ 22‬مليار درهم تابعة ملجلس الجهة ؛‬
‫‪ ‬التنصيص على عدم حصر العدد املطلوب من املواطنات و املواطنين لتقديم العرائض؛‬
‫‪ ‬التنصيص على تخويل مجلس الجهة تحديد التعويضات التي ستمنح ألعضاء املكتب الجهوي و رؤساء‬
‫اللجان‪ ،‬بناء على اقتراح من رئيس املجلس الجهوي ؛‬
‫‪ ‬التنصيص على توسيع قاعدة تغطية صندوق التأهيل الاجتماعي ليشمل برامج التنمية البشرية ؛‬
‫‪ ‬التنصيص على نقل جميع الاختصاصات املنقولة أو اعتمادها بموجب القانون املالي ‪ 2016‬؛‬
‫‪ ‬التنصيص على إحداث و كاالت للتنمية الجهوية ‪ ،‬تدمج فيها وكالة إلانعاش و التنمية الاقتصادية و‬
‫الاجتماعية ألقاليم الجنوب‪ ،‬و الوكاالت الجهوية ألاخرى و وكالة التنمية الاجتماعية‪ ،‬و املراكز الجهوية‬
‫لالستثمار‪ ،‬و الوكاالت الحضرية ؛‬
‫‪ ‬التنصيص على تمكين أعضاء املجلس غير املزاولين ملهام تنفيذية من الاستفادة من تعويض عن‬
‫مصاريف حضانة ألاطفال أو ألاشخاص املسنين ؛‬
‫‪ ‬التنصيص على حصر مدة العمل بصندوق التأهيل الاجتماعي في الوالية ألاولى ‪.163‬‬
‫مما ال ريب فيه ‪ ،‬أن جل ألاحزاب السياسية تتوفر نضريا على برامج و تصورات حول موضوع الجهوية و‬
‫التي التختلف كثيرا في مضامينها ‪ ،‬إال أن ألاهم يبقى هو مدى التزام هذه ألاحزاب بتفعيل هذه الوعود ؟ و‬
‫مدى قدرتها على تحمل املسؤولية التدبيرية لورش الجهوية املتقدمة؟ و التي يتقلدها ممثلي هذه ألاحزاب من‬
‫خالل املناصب الوزارية ‪ ،‬أو من خالل منتخبيها الجهويين من رؤساء و أعضاء للمجالس الجهوية ‪ .‬و بالتالي‬
‫فاإلجابة على هذه ألاسئلة تبقى رهينة بمردودية و فعالية هؤالء الوزراء و املنتخبين ‪ ،‬و الذين يشكلون‬
‫الوجه الحقيقي لألحزاب السياسية ‪ .‬فتطور النظام الجهوي في الخطاب السياس ي الرسمي ‪ ،‬ال يمكن الحسم‬
‫فيه مالم يتم الوقوف على تجليات السياسات الجهوية على مستوى مخرجات هؤالء الفاعلين السياسيين ‪،‬‬
‫فخطاب الجهوية يكتس ي أهميته أصال من خالل املكانة التي تحظى بها الجهات املنتجة لهذا الخطاب‪ .‬و هو ما‬
‫يستدعي الانتقال من مرحلة تغيير الخطاب إلى التغيير بالخطاب ‪.‬‬

‫‪163‬‬
‫‪ -‬البرلمان – مجلس النواب ‪'' ،‬القوانين التنظيمية الخاصة بالجماعة الترابية و رهان تنزيل الجهوية المتقدمة ''‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 10‬‬

‫‪77‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬املقاربة القانونية و التنظيمية و املالية الجديدة للجهوية املتقدمة‪.‬‬
‫من املالحظ أن املغرب راكم تجربة كبيرة على مستوى الجهوية انطلقت كمفهوم و شكل للتنظيم إلاداري‪،‬‬
‫مع صدور ظهير ‪ 71‬يونيو ‪ ،7427‬و مع دستوري ‪ 7447‬و‪ ،7441‬اللذان وضعا الركائز الدستورية للجهوية ‪ ،‬و‬
‫منحا للجهوية دفعة قوية‪ ،‬باعتبارها في الوقت نفسه جماعة ترابية ‪ ،‬و وحدة إدارية متمتعة بالشخصية‬
‫املعنوية لها استقالل مالي و إداري شأنها في ذلك شأن الجماعات املحلية ألاخرى ‪ ،‬كذلك صدور ظهير‬
‫‪ 7442‬املتعلق بتنظيم الجهات‪ ،‬الذي منح للجهات مجموعة من الاختصاصات التقريرية و الاستشارية ‪ .‬إال أن‬
‫هذه املحاوالت تبقى من وجهة نظرنا مجرد محاوالت محتشمة مقارنة مع املستجدات التي طرأت على النظام‬
‫الجهوي بموجب الاصالحات السياسية املنبثقة عن الوثيقة الدستورية لعام ‪ ، 2011‬و القوانين املواكبة لها ‪.‬‬
‫فاملالحظ من خالل تتبع تطور النظام الجهوي في املغرب‪ ،‬هو تبني مقاربة تدرجية في تنزيل هذا النظام‬
‫نظرا للظروف و التحوالت السياسية و دواعي الانتقال الديمقراطي‪ ،‬و ما أفرزه سؤال الحكامة الترابية من‬
‫قواعد و ضمانات لتجاوز ألاخطاء و التصدي للهفوات التي شابت ألانظمة الجهوية السابقة ‪.‬‬
‫إن هذا التدرج و التطور في التجربة الجهوية باملغرب جاء نتيجة تقييم التجارب الجهوية السابقة ‪ ،‬و‬
‫الرغبة امللحة في تجاوز صعوبات و عوائق التنمية الترابية ‪ ،‬خاصة على مستوى إلاطارات القانونية السالف‬
‫ذكرها ‪ .‬و هو ما حاول املشرع تفاديه من خالل إلاصالحات الدستورية لعام ‪ ، 2011‬حيث بوأ دستور ‪7177‬‬
‫الجهة مركز الصدارة بالنسبة للجماعات الترابية ألاخرى في عمليات إعداد و تتبع برامج التنمية الجهوية ‪ ،‬و‬
‫التصاميم الجهوية لإلعداد التراب ‪ ،‬و جعل الجهوية املتقدمة دعامة أساسية لإلدارة ‪.‬‬
‫هو ألامر – إذن ‪ -‬الذي جسده نظريا القانون التنظيمي الجديد املتعلق بالجهات رقم ‪ ، 111.14‬الذي منح‬
‫للجهات عدة اختصاصات و صالحيات تحدد كيفية تسيير و تنظيم أعمالها ‪ ،‬و كذا التصرف في أموالها الذي‬
‫يخضع للعديد من النصوص القانونية أهمها املرسوم رقم ‪ 7.72.794‬الصادر في ‪ 71‬نوفمبر ‪ ،7172‬املتعلق‬
‫بسن نظام للمحاسبة العمومية للجهات و مجموعاتها ‪ ،‬إضافة إلى القواعد التي تنظم عالقاتها مع مصالح‬
‫الدولة الالممركزة ‪ ،‬و الذي عمل املرسوم الجديد املتعلق بالالتمركز إلاداري على تحديده بالتفصيل و الدقة‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫الفصل ألاول ‪ :‬البناء الجديد للتنظيم الالمركزي على املستوى الجهوي ‪.‬‬

‫نظرا لقصور املقتضيات التشريعية التي كان يحكـم تنظيمهـا القـانون ‪ 41.92‬و املبررات السياسية لقضية‬
‫الصحراء‪ ،‬أثـير النقـاش حـول نظـام جهـوي بـديل أكثـر قـدرة على التطـور‪ ،‬و بهذا انتقل املغرب إلى مرحلة‬
‫الجيل الجهوي الجديد الذي عرف في دستور ‪ 2011‬ب ''الجهوية املتقدمة ''‪.‬‬
‫يرتكز التنظيم الجهوي و فقا ألحكام الوثيقة الدستورية لعام ‪ ،7177‬على مجموعة من املبادئ التي يمكن‬
‫تلخيصها حسب مضمون املادة ‪ 711‬من دستور‪ 7177‬في مبدأ التدبير الحر و التعاون و التضامن بين الجهات‬
‫فيما بينها و بين الجماعات الترابية ألاخرى‪،‬و إشراك السكان في تدبير شؤونهم‪ ،‬و الرفع من مساهمة املواطنين‬
‫في التنمية املندمجة املستدامة‪ ،‬و مساهمة الجهة في تفعيل السياسات العامة للدولة‪ ،‬و مساهمة الجهة في‬
‫إعداد السياسات الترابية من خالل ممثليها في مجلس املستشارين حسب مضمون املادة ‪. 712‬‬
‫إن ضبط موضوع التنظيم الجهوي وفق تركيبته الجديدة تتطلب تناوله من زاوية كيفية تنظيم املجالس‬
‫الجهوية على مستوى تأليفها و جهازها املسير ‪ ،‬و كذا كيفية تسيير أعمالها ( املبحث ألاول) ‪ ،‬و من زاوية أخرى‬
‫يتطلب ألامر تحديد اختصاصات هذه املجالس و عالقتها بمصالح الدولة الالممركزة في إطار الالتمركز إلاداري‬
‫( املبحث الثاني ) ‪ ،‬و هو ما حاول املشرع تجسيده من خالل املقتضيات التي جاء بها القانون التنظيمي‬
‫املتعلق بالجهات رقم ‪ ، 111.14‬و بعض املراسيم و القوانين التنظيمية ألاخرى ‪.‬‬

‫املبحث ألاول‪ :‬التنظيم على املستوى الجهوي ‪.‬‬

‫تطلب تدعيم الجهات منحها مكانة دستورية كباقي الجماعات الترابية ألاخرى ‪ ،‬حيث نص مضمون املادة‬
‫‪ 719‬من دستور ‪ 7177‬على أن الجماعات الترابية باململكة هي الجهات و ألاقاليم و الجماعات ‪ ،‬و تعد‬
‫الجهات طبقا ملقتضيات نفس املادة السالفة الذكر ‪ ،‬و حدات ترابية تتمتع بشخصية معنوية و استقالل‬
‫مالي ‪ .‬فهي خاضعة للقانون العام‪ ،‬و تشكل أحد مستويات التنظيم الترابي للمملكة‪ ،‬باعتباره تنظيما المركزيا‬
‫يقوم على الجهوية املتقدمة‪.164‬‬
‫إن فهم البناء الجهوي الجديد يستدعي منا دراسة تشكيل و تنظيم مجالس الجهات‪ ( ،‬املطلب ألاول )‪،‬‬
‫فضال عن كيفية تسيير أعمالها ( املطلب الثاني )‪ ،‬ما يساعد على فهم نظامها و طرق تدبيرها‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 2‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.555.51‬‬

‫‪79‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫املطلب ألاول‪ :‬تشكيل و تنظيم مجلس الجهة ‪.‬‬

‫ارتأينا ألجل إلاحاطة بجوانب التنظيم الجهوي الجديد تناوله اعتمادا على املستجدات التي جاء بها‬
‫القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ‪ 111.14‬و الذي تولى بيان كيفية تشكيل مجالس الجهات ( الفقرة‬
‫ألاولى ) ‪ ،‬و كيفية تنظيمها ( الفقرة الثانية ) ‪ ،‬مع الاستدالل بمقتضيات القانون التنظيمي رقم ‪94.77‬‬
‫املتعلق بانتخاب أعضاء مجالس الجماعات الترابية ‪.‬‬

‫الفقرة ألاولى ‪ :‬تأليف مجلس الجهة ‪.‬‬

‫تنص الفقرة الثانية من املادة ‪ 7‬من دستور اململكة لعام ‪ 7177‬على أن اختيار ألامة ملمثليها في املؤسسات‬
‫املنتخبة يتم باالقتراع الحر و النزيه و املنتظم ‪ ،‬مع الالتزام بشروط وموانع أهلية الترشح لالنتخاب و حاالت‬
‫التنافي املنصوص عليها في القانون التنظيمي املتعلق بانتخاب أعضاء مجالس الجماعات الترابية رقم‬
‫‪ ،16594.77‬و ذلك تجسيدا ملقتضيات الفقرة ألاولى من املادة ‪ 77‬من الدستور التي تؤكد على أن الانتخابات‬
‫الحرة و النزيهة و الشفافة هي أساس مشروعية التمثيل الديمقراطي ‪.‬‬
‫على هذا ألاساس ‪ ،‬فاملجلس الجهوي هو جهاز منتخب بطريقة ديمقراطية ملدة ست سنوات ‪ ، 1‬تنتهي‬
‫عضوية منتخبيه في انتخابات جزئية أو تكميلية بمجرد انتهاء عضوية ألاعضاء املنتخبين في الانتخابات‬
‫العامة‪ ،166‬ينتخب أعضاؤه باالقتراع املباشر ‪ ،‬و تتكون أجهزة هذا املجلس من مكتب و لجان دائمة و كاتب‬
‫للمجلس و نائبه ‪ ،‬كما يتألف مكتب املجلس من رئيس و نواب للرئيس‪ ،167‬و يعتبر التصويت العلني قاعدة‬
‫النتخاب رئيس املجلس و نوابه و أجهزة املجلس‪ .168‬كما تناط بهذا املجلس مهمة تدبير شؤون املواطنين على‬
‫مستوى الجهة دون املساس باالختصاصات املخولة للجماعات املحلية ألاخرى‪ . 169‬كما يحدد عدد ألاعضاء‬
‫الواجب انتخابهم في مجالس الجهات وفقا ألحكام القانون التنظيمي رقم ‪ 94.77‬املتعلق بانتخاب أعضاء‬

‫‪165‬‬
‫‪ -‬أنظر المواد ‪ ، 82- 86- 85- 80 – 19 – 2 - 2 - 1‬ظهير شريف رقم ‪ 5.55.512‬صادر في ‪ 61‬من ذي الحجة ‪ 65 ( 5126‬نوفمبر ‪6055‬‬
‫) بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪ 29.55‬المتعلق بانتخاب اعضاء مجالس الجماعات الترابية ‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 2991‬مكرر – ذو الحجة ‪66( 5126‬‬
‫نوفمبر ‪ )6055‬ص ‪. 2219‬‬
‫‪166‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ، 6‬نفس المرجع ‪.‬‬
‫‪167‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 9‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.555.51‬‬
‫‪168‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 8‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.555.51‬‬
‫‪169‬‬
‫‪ -‬اتالتي طارق ‪ '' ،‬القانون اإلداري'' ‪ ،‬دار القلم للطباعة و النشر و التوزيع ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ -‬سنة ‪ ،6001‬ص ‪.522‬‬

‫‪81‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫مجالس الجماعات الترابية ‪ ،‬و بناء على آخر إحصاء رسمي للسكان صدر بالجريدة الرسمية‪ .170‬و بذلك يعد‬
‫انتخاب أعضاء مجالس الجهات باالقتراع املباشر معطى جديدا لتكريس الشرعية الديمقراطية ‪.‬‬
‫يتألف مجلس الجهة حسب مقتضيات القانون التنظيمي رقم ‪ 94.77‬املتعلق بانتخاب أعضاء مجالس‬
‫الجماعات الترابية من ‪:‬‬
‫‪ 11 ‬عضوا في الجهة التي ال يتجاوز عدد سكانها ‪ 791.111‬نسمة ؛‬
‫‪ 14 ‬عضوا في الجهة التي يتراوح عدد سكانها ما بين ‪ 791.117‬و ‪ 7.111.111‬نسمة ؛‬
‫‪ 99 ‬عضوا في الجهة التي يتراوح عدد سكانها ما بين ‪ ، 7.111.117‬و ‪ 7.291.111‬نسمة ؛‬
‫‪ 92 ‬عضوا في الجهة التي يتراوح عدد سكانها ما بين ‪ 7.911.117‬و ‪1.111.111‬‬
‫نسمة ؛‬
‫‪ 11 ‬عضوا في الجهة التي يتراوح عدد سكانها ما بين ‪ 1.111.117‬و ‪ 1.291.111‬نسمة ؛‬
‫‪ 14 ‬عضوا في الجهة التي يتراوح عدد سكانها ما بين ‪ 1.291.117‬و ‪ 9.911.111‬نسمة ؛‬
‫‪ 29 ‬عضوا في الجهة التي يتجاوز عدد سكانها ‪ 9.911.111‬نسمة ‪.‬‬
‫و يحدد بمرسوم يتخذ باقتراح من وزير الداخلية عدد ألاعضاء الواجب انتخابهم في مجلس كل جهة و توزيع‬
‫عدد املقاعد على العماالت و ألاقاليم و عماالت املقاطعات املكونة لكل جهة ‪ ،‬كما يجب أن يمثل عدد مقاعد‬
‫الدائرة الانتخابية املخصصة للنساء في كل عمالة أو إقليم أو عمالة مقاطعات على ألاقل ثلث عدد املقاعد‬
‫املخصصة للعماالت أو ألاقاليم أو عمالة املقاطعات املعنية برسم مجلس الجهة‪.171‬‬
‫من جهة أخرى ‪ ،‬تم التنصيص في املادة ‪ 22‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 94.77‬املتعلق بانتخاب أعضاء‬
‫مجالس الجماعات الترابية على تمثيلية النساء خالل تحديد عدد ألاعضاء الواجب انتخابهم في مجلس كل‬
‫جهة وتوزيع عدد املقاعد على العماالت و ألاقاليم و عماالت املقاطعات املكونة لكل جهة حيث تشير‬
‫مقتضيات املادة ‪ 22‬السالفة الذكر على أن '' يمثل عدد مقاعد الدائرة الانتخابية املخصصة للنساء في كل‬
‫عمالة أو إقليم أو عمالة مقاطعات على ألاقل ثلث عدد املقاعد املخصصة للعمالة أو إلاقليم أو عمالة‬
‫املقاطعات املعنية برسم مجلس الجهة ‪ ،‬و هو ما يوضحه الجدول التالي‪:172‬‬
‫‪170‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 50‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.555.51‬‬
‫‪171‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ، 11‬ظهير شريف رقم ‪ 5.55.512‬صادر في ‪ 61‬من ذي الحجة ‪ 65 ( 5126‬نوفمبر ‪ ) 6055‬بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪29.55‬‬
‫المتعلق بانتخاب أعضاء مجالس الجماعات الترابية ‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 2991‬مكرر ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.2219‬‬
‫‪172‬‬
‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 6.52.212‬صادر في ‪ 1‬شوال ‪ 61( 5122‬يوليوز ‪ ) 6052‬المتعلق بتحديد عدد األعضاء الواجب انتخابهم في مجلس كل جهة و‬
‫توزيع عدد المقاعد على العماالت و األقاليم و عماالت المقاطعات المكونة لكل جهة ‪ ،‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬عدد ‪ 50 ، 2285‬شوال ‪ 61( 5122‬يوليوز‬
‫‪ ، ) 6052‬ص ‪. 2129 – 2128‬‬

‫‪81‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬تنظيم املجلس الجهوي ‪.‬‬

‫ينتخب مجلس الجهة من بين أعضائه رئيسا و عدة نواب يكونون مكتب املجلس طبقا للشروط و‬
‫الكيفيات املنصوص عليها في القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ‪ ،777.79‬و ال يمكن أن يتداول بكيفية‬
‫صحيحة إال بحضور ألاغلبية املطلقة لألعضاء املزاولين مهامهم و الذين ال يوجدون في إحدى الحاالت‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ ‬الوفاة؛‬
‫‪ ‬الاستقالة الاختيارية؛‬
‫‪ ‬إلاقالة الحكمية؛‬
‫‪ ‬العزل؛‬
‫‪ ‬إلالغاء النهائي لالنتخاب؛‬
‫‪ ‬إلاقالة ألي سبب من ألاسباب املنصوص عليها في هذا القانون التنظيمي؛‬
‫‪ ‬التوقيف طبقا ألحكام املادة ‪ 12‬من هذا القانون التنظيمي؛‬
‫‪ ‬إلادانة بحكم نهائي نتج عنه عدم ألاهلية الانتخابية‪.173‬‬
‫و يجري انتخاب رئيس املجلس و نوابه في جلسة واحدة مخصصة لهذه الغاية خالل الخمسة عشر يوما‬
‫املوالية النتخاب أعضاء املجلس‪ .174‬و يمتد انتخابهم ملدة انتداب املجلس‪ ،175‬مع مراعاة مقتضيات املادة ‪21‬‬
‫‪ ،176‬من القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ‪.777.79‬‬
‫أوال ‪ :‬انتخاب رئيس مجلس الجهة ‪.‬‬
‫يسمح بالترشح ملنصب رئيس مجلس الجهة لألعضاء و العضوات املرتبون على رأس لوائح الترشيح بكل‬
‫الدوائر الانتخابية املحدثة بالقانون التنظيمي رقم ‪ 94.77‬املتعلق بانتخاب أعضاء الجماعات الترابية التي‬
‫فازت بمقاعد داخل املجلس ‪ ،‬مع استيفاء شرطين أساسين كالتالي‪:‬‬

‫‪173‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 22‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬
‫‪174‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 29‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬
‫‪175‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 91‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬
‫‪176‬‬
‫‪ -‬يجوز‪ ،‬بعد انصرام السنة الثالثة من مدة انتداب المجلس‪ ،‬لثلثي (‪ ) 3/2‬أعضاء المجلس المزاولين مهامهم تقديم طلب بإقالة الرئيس من مهامه‪.‬‬
‫وال يمكن تقديم هذا الطلب إال مرة واحدة خالل مدة انتداب المجلس‪.‬‬
‫‪ -‬يدرج طلب اإلقالة وجوبا في جدول أعمال الدورة العادية األولى من السنة الرابعة التي يعقدها المجلس‪.‬‬
‫‪ -‬يعتبر الرئيس مقاال من مهامه بعد الموافقة على طلب اإلقالة بتصويت ثالثة أرباع (‪ )4/3‬أعضاء المجلس المزاولين مهامهم‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪ ‬أن يكون املرشح منتميا ألحد ألاحزاب التي حصلت على املراتب الخمس ألاولى‪ ،‬بناءا على مجموع املقاعد‬
‫املحصل عليها في مجلس الجهة ؛‬
‫و يمكن للمترشح املوجود على رأس أحد لوائح املرشحين املستقلين أن يتقدم للترشيح إذا تعادل أو فاق‬
‫عدد املقاعد املحصل عليها في الئحته عدد مقاعد الحزب الذي جاء ضمن ألاحزاب التي حصلت على املراتب‬
‫الخمس ألاولى كما أشرنا سابقا ‪.‬‬
‫‪ ‬أن يرفق طلب الترشيح بتزكية مسلمة من الحزب السياس ي الذي ينتمي إليه املترشح ‪ ،‬مع استثناء هذا‬
‫الشرط بالنسبة للمترشحين املستقلين ؛‬
‫و يؤهل بحكم القانون‪ ،‬للترشح لشغل منصب رئيس مجلس الجهة في حالة وفاة املترشح أو املترشحة‪ ،‬أو‬
‫فقدان ألاهلية الانتخابية ألي سبب من ألاسباب أو بسبب الاستقالة أو مانع قانوني آخر ‪ ،‬املترشح الذي يليه‬
‫مباشرة على مستوى الترتيب في الالئحة نفسها ‪ ،‬أو املترشح املوالي إذا دعت الضرورة‪ .177‬على أن تودع‬
‫الترشيحات بصفة شخصية لدى والي الجهة خالل الخمسة عشر يوما املوالية النتخاب أعضاء مجلس الجهة‬
‫‪ ،‬مقابل وصل يسلمه هذا ألاخير ‪ ،‬و الذي يدعو بصفة شخصية أو من طرف من يفوض له ذلك النعقاد‬
‫انعقاد الجلسة املخصصة النتخاب رئيس مجلس الجهة و نوابه و التي أشرنا إليها سابق طبقا ملقتضيات‬
‫املادة ‪ ، 77‬و التي يتولى رئاستها طبقا ملقتضيات القانون التنظيمي للجهات رقم ‪ 777.79‬العضو ألاكبر سنا من‬
‫ألاعضاء غير املرشحين ‪ ،‬في حين يتولى مهمة كتابة هذه الجلسة ‪ ،‬و تحرير محضرها املتعلق بانتخاب رئيس‬
‫مجلس الجهة العضو ألاصغر سنا من غير املترشحين‪.178‬‬
‫يتم انتخاب رئيس مجلس الجهة في الدور ألاول لالقتراع باألغلبية املطلقة لألعضاء املزاولين مهامهم ‪ ،‬و في‬
‫حال عدم الحصول على ألاغلبية من قبل املترشحين ‪ ،‬يتم إجراء دور ثان في نفس الجلسة بين املترشحين‬
‫املرتبين بحسب عدد ألاصوات املحصل عليها في كل من الرتبتين ألاولى و الثانية‪ .‬في هذه الحالة يتم الانتخاب‬
‫باألغلبية املطلقة لألعضاء املزاولين مهامهم‪ ،‬و في عدم حصول أي مترشح على ألاغلبية املطلقة لألعضاء‬
‫املزاولين مهامهم‪ ،‬يتم إجراء دور ثالث في نفس الجلسة ينتخب فيه الرئيس باألغلبية النسبية لألعضاء‬
‫الحاضرين ‪ ،‬و في حالة تعادل ألاصوات خالل الدور الثالث ‪ ،‬يعلن عن فوز املترشح ألاصغر سنا ‪ ،‬و في حالة‬

‫‪177‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 21‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬
‫‪178‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 26‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬

‫‪83‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫التعادل في السن‪ ،‬يعلن عن فوز املترشح الفائز بواسطة القرعة‪ ،‬و ذلك تحت إشراف رئيس الجلسة‪ .179‬مع‬
‫مراعات مقتضيات املادة ‪ ،18071‬و املادة ‪ ، 18172‬من نفس القانون التنظيمي ‪.‬‬
‫ضمانا الستمرارية مجلس الجهة في أداء مهامه التنموية و تلبية متطلبات الساكنة وضع املشرع سبال‬
‫قانونية لتجاوز ذلك ‪ .‬حيث يحل املكتب في حالة انقطاع رئيس مجلس الجهة عن مزاولة مهامه بسبب الوفاة‬
‫أو الاعتقال ملدة تفوق ستة أشهر أو إلادانة بحكم نهائي نتج عنه عدم ألاهلية الانتخابية‪ ،182‬و يستدعى‬
‫مجلس الجهة النتخاب رئيس جديد و أعضاء جدد ملجلس الجهة داخل أجل ‪ 79‬يوما ابتداء من تاريخ‬
‫معاينة الانقطاع و ذلك بقرار للسلطة الحكومية املكلفة بالداخلية وفق مقتضيات القانون التنظيمي للجهات‬
‫رقم ‪ ،777.79‬كذلك ألامر في حالة انقطاع الرئيس أو امتناعه دون مبرر عن أداء مهامه ملدة شهرين حسب‬
‫مدلول البند السابع من املادة ‪ ،77‬بعد إقرار القضاء الاستعجالي وجود حالة الانقطاع أو الامتناع‪.183‬‬
‫ثانيا ‪ :‬انتخاب نواب رئيس مجلس الجهة ‪.‬‬
‫يتم انتخاب نواب رئيس مجلس الجهة عن طريق الانتخاب بالالئحة ‪ ،‬و ذلك في جلسة خاصة‬
‫النتخابهم تنعقد مباشرة بعد جلسة انتخاب الرئيس و يحضرها والي الجهة أومن يفوض له ذلك ‪.‬‬
‫خالل هذه الجلسة يقدم الرئيس املنتخب الئحة النواب التي يقترحها ‪ ،‬مع جواز تقديم لوائح أخرى يقترحها‬
‫باقي أعضاء املجلس ‪ ،‬مع ألاخذ بعين الاعتبار أن تقدم كل الئحة من هذه اللوائح من قبل العضو الذي يوجد‬
‫على رأسها ‪ .‬كما يجب أن تتضمن كل الئحة عددا من أسماء املترشحين يطابق عدد نواب الرئيس ‪ ،‬مع ترتيب‬
‫هؤالء النواب ‪ .‬علما أنه يجب أن تتضمن كل الئحة لترشيحات النواب عددا من املرشحات ال يقل عن ثلث‬
‫النواب ‪ .‬كما ال يجوز ترشح أي عضو في املجلس إال في الئحة واحدة‪.184‬‬

‫‪179‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 21‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬
‫‪180‬‬
‫‪ -‬ال يجوز أن ينتخب رئيسا لمجلس الجهة أو نوابا للرئيس وال أن يزاولوا مهامهم بصفة مؤقتة المحاسبون العموميون الذين يرتبط نشاطهم مباشرة‬
‫بالجهة المعنية‪.‬‬
‫و يمنع أن ينتخب نوابا للرئيس األعضاء الذين هم مأجورون للرئيس‪.‬‬
‫‪181‬‬
‫‪ -‬تتنافى مهام رئيس مجلس الجهة أو نائب رئيس مجلس الجهة مع مهام رئيس أو نائب رئيس مجلس جماعة ترابية اخرى او مهام رئيس أو نائب‬
‫رئيس غرفة مهنية أو مهام رئيس او نائب رئيس مجلس مقاطعة ‪ .‬وفي حالة الجمع بين هذه المهام يعتبر المعني باالمر مقاال بحكم القانون من أول رئاسة‬
‫أو إنابة انتخب لها‪.‬‬
‫‪ -‬تتم معاينة هذه اإلقالة بموجب قرار للسلطة الحكومية المكلفة بالداخلية‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجوز الجمع بين رئاسة مجلس الجهة وصفة عضو في الحكومة أو في مجلس النواب أو مجلس المستشارين أو المجلس االقتصادي واالجتماعي‬
‫والبيئي‪ ،‬أو الهيئة العليا لالتصال السمعي البصري أو مجلس المنافسة أو الهيئة الوطنية للنزاهة و الوقاية من الرشوة و محاربتها‪.‬‬
‫‪182‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 99‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬
‫‪183‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 91‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬
‫‪184‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 27‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬

‫‪84‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫و ينتخب نواب الرئيس وفق نفس املسطرة املتبعة النتخاب رئيس مجلس الجهة حسب مقتضيات الفقرة‬
‫ألاولى و الثانية من املادة ‪ 79‬السالفة الذكر ‪ .‬ما عدا ما جاء في الفقرة الثالثة منها‪ ،‬حيث في حالة تعادل‬
‫ألاصوات خالل الدور الثالث النتخاب نواب الرئيس ‪ ،‬يتم ترجيح الالئحة التي يقدمها الرئيس‪.185‬‬
‫و يحدد عدد نواب رؤساء مجالس الجهات حسب التقسيم التالي ‪:‬‬
‫‪ ‬ستة نواب بالنسبة للمجالس التي يبلغ عدد أعضائها أو يقل عن ‪ 14‬عضوا؛‬
‫‪ ‬سبعة نواب بالنسبة للمجالس التي يبلغ عدد أعضائها ‪ 99‬أو ‪ 97‬عضوا ؛‬
‫‪ ‬ثمانية نواب بالنسبة للمجالس التي يبلغ عدد أعضائها ‪ 92‬أو ‪ 11‬عضوا ؛‬
‫‪ ‬تسعة نواب بالنسبة للمجالس التي يفوق عدد أعضائها ‪ 11‬عضوا ‪.186‬‬
‫في حالة انقطاع نائب أو عدة نواب عن أداء مهامهم لنفس ألاسباب املشار إليها سابقا في البنود ‪ 7‬و ‪ 1‬و ‪1‬‬
‫من املادة ‪ 77‬املشار إليها أعاله ‪ ،‬و ذلك بسبب الوفاة أو الاعتقال ملدة تفوق ستة أشهر أو إلادانة بحكم نهائي‬
‫نتج عنه عدم ألاهلية الانتخابية ‪ ،‬يرتقي بحكم القانون النواب الذين يوجدون في املراتب الدنيا حسب‬
‫ترتيبهم مباشرة إلى املنصب ألاعلى الذي أصبح شاغرا ‪،‬‬
‫و يقوم الرئيس في هذه الحالة بدعوة املجلس النتخاب النائب أو النواب الذين سيشغلون املناصب التي‬
‫أصبحت شاغرة باملكتب‪ ،‬وفق الكيفيات املقتضيات املنصوص عليها في القانون التنظيمي للجهات‪.‬‬
‫كذلك ألامر ‪ ،‬في حالة انقطاع نائب أو عدة نواب عن العمل دون مبرر أو امتناعهم عن مزاولة مهامهم ملدة‬
‫شهرين ‪ ،‬حسب الحالة املشار إليها في البند ‪ 2‬من املادة ‪ 77‬املشار إليه أعاله ‪ ،‬انعقد املجلس في دورة‬
‫استثنائية بدعوة من الرئيس إلقالة املعنيين باألمر ‪ ،‬في حالة عدم استئناف مهامهم داخل أجل سبعة أيام‬
‫بواسطة بعد إشعارهم بذلك من طرف الرئيس بواسطة كتاب مع إشعار بالتسلم ‪ ،‬و يوجه الرئيس في هذه‬
‫الحالة الدعوة للمجلس النتخاب النائب أو النواب الذين سيشغلون املنصب أو املناصب الدنيا التي أصبحت‬
‫شاغرة‪ ،‬وفق املقتضيات القانونية املنصوص عليها في القانون التنظيمي للجهات‪.187‬‬

‫‪185‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 92‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬
‫‪186‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 21‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬
‫‪187‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 96‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬

‫‪85‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫ثالثا ‪ :‬كتابة مجلس الجهة ‪.‬‬
‫ينتخب مجلس الجهة من بين أعضاء مكتبه و خارجه كاتبا يعهد إليه مهمة تحرير محاضر جلسات‬
‫املجلس و حفظها‪ .‬و يجرى التصويت على املترشحين لشغل هذا املنصب ‪ ،‬باألغلبية النسبية لألعضاء‬
‫الحاضرين خالل الجلسة املخصصة النتخاب نواب الرئيس‪.‬‬
‫و في حالة تعادل ألاصوات‪ ،‬يعلن عن فوز املترشح ألاصغر سنا‪ .‬أما في حالة التعادل في السن ‪ ،‬يعلن عن فوز‬
‫املترشح الفائز بواسطة القرعة ‪ ،‬و ذلك تحت إشراف رئيس املجلس ‪ ،‬و ينتخب املجلس نائبا لكاتب املجلس‬
‫وفق نفس املسطرة املتبعة في انتخاب كاتب املجلس و املشار إليها سابقا‪ .188‬و يمكن إقالة كل واحد بمفرده‬
‫أو كالهما معا من مهامهما ‪ ،‬بمقرر يصوت عليه أعضاء املجلس باألغلبية املطلقة لألصوات املعبر عنها ‪،‬‬
‫باقتراح معلل من الرئيس املنتخب ملجلس الجهة ‪ .‬و على إثر ذلك يقوم املجلس بانتخاب جديد لكاتب املجلس‬
‫أو نائبه أو هما معا‪ ،‬حسب الحالة داخل أجل خمسة عشر يوما من تاريخ إلاقالة ‪ ،‬وفق املقتضيات‬
‫القانونية املتبعة في هذا الشأن و املنصوص عليها في املادة ‪ 79‬املشار إليها أعاله‪.189‬‬
‫رابعا ‪ :‬فرق مجلس الجهة ‪.‬‬
‫يمكن ألعضاء مجلس الجهة أن يشكلوا فرقا من أجل التنسيق فيما بينهم و التي يضع رئيس املجلس‬
‫الوسائل الالزمة لتسهيل ذلك ‪ ،‬حيث يختار كل فريق تم تكوينه باملجلس رئيسا و إسما له ‪ ،‬و يسلم كل فريق‬
‫الئحة تضم أسماء أعضاءه موقع عليها من طرفهم ‪ ،‬على أال يقل عدد أعضاء كل فريق خمسة أعضاء ‪ ،‬و‬
‫تعلق هذه الالئحة وجوبا بمقر الجهة املعنية ‪ ،‬كما يمكن لألعضاء الغير املنتمين ألي فريق ‪ ،‬أن يختاروا‬
‫الانتساب ألحد هذه الفرق بعد تأسيسها‪ .‬و ذلك طبقا ملضامين النظام الداخلي ملجلس الجهة املنصوص عليه‬
‫في املادة ‪ 19‬من القانون التنظيمي للجهات رقم ‪ ،111.14‬و الذي يحدد كيفية تأليف و تسيير و اختيار رؤساء‬
‫هذه الفرق‪.190‬‬
‫خامسا ‪ :‬اللجان الدائمة و املؤقتة ملجلس الجهة ‪.‬‬
‫‪ - 1‬اللجان الدائمة ‪:‬‬
‫يقوم مجلس الجهة ب عد املصادقة على نظامه الداخلي الذي يحدد عدد اللجان الدائمة و تسميتها و‬
‫الهدف منها و كذا كيفية تأليفها ‪ ،‬و الذي تعتبر مقتضياته ملزمة ألعضاء املجلس‪،191‬بإحداث ثالث لجان‬

‫‪188‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 91‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬
‫‪189‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 94‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬
‫‪190‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 99‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬
‫‪191‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 11‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬

‫‪86‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫دائمة و سبعة على ألاكثر‪ ،‬تتولى كل من دراسة البرمجة و ميزانية الجهة و شؤونها املالية ‪ ،‬و قضايا التنمية‬
‫الاقتصادية و الثقافية و البيئية بالجهة و إعداد التراب ‪ ،‬و يشترط أال يقل عدد أعضاء كل لجنة دائمة عن‬
‫خمسة ‪ ،‬و أال ينتسب أي عضو إلى أكثر من لجنة واحدة‪.192‬‬
‫و ينتخب تحت إشراف رئيس مجلس الجهة باألغلبية النسبية للحاضرين رئيس لكل لجنة و نائب له من‬
‫بين أعضائها ‪ ،‬و خارج أعضاء املكتب ‪ ،‬و تتم إقالتهما باألغلبية املطلقة لألصوات املعبر عنها ‪ ،‬و في حالة‬
‫تعادل ألاصوات ‪ ،‬يعلن عن فوز املترشح ألاصغر سنا‪ .‬أما في حالة التعادل في السن‪ ،‬يعلن عن فوز املترشح‬
‫الفائز بواسطة القرعة‪ ،‬كما أنه في حالة تعذر و جود أي مترشح أو مترشحة لرئاسة أحد هذه اللجان من‬
‫خارج أعضاء املكتب‪ ،‬يمكن لكل عضو من أعضاء املكتب الترشح لهذا املنصب ماعدا رئيس مجلس الجهة ‪،‬‬
‫و يشترط لرئاسة أحد اللجان الدائمة مراعاة مبدأ املناصفة بين النساء و الذكور حسب منطوق املادة ‪ 74‬من‬
‫دستور ‪ .1937177‬مع تخصيص رئاسة أحد هذه اللجان الدائمة للمعارضة و التي يحدد النظام الداخلي‬
‫للجهة كيفية ممارستها‪.194‬‬
‫تجتمع هذه اللجان‪ ،‬بطلب من رئيس مجلس الجهة الذي يزود هذه اللجان باملعلومات و الوثائق الضرورية‬
‫ملزاولة مهامها‪ ،‬أو من رئيس اللجنة الدائمة املعنية أو من ثلث أعضائها ‪ ،‬بهدف دراسة القضايا املعروضة‬
‫عليها‪ .‬حيث تعرض النقط املدرجة في جدول أعمال املجلس لزوما على اللجان الدائمة املختصة لدراستها ‪،‬‬
‫ماعدا في حال انعقاد الدورات الاستثنائية سواء بمبادرة من رئيس مجلس الجهة أو بطلب من ثلث أعضاء‬
‫املجلس املزاولين مهامهم على ألاقل حسب منطوق املادة ‪ 14‬من القانون التنظيمي للجهات رقم ‪ ، 111.14‬أو‬
‫بطلب من والي الجهة ‪ ،‬حسب مقتضيات املادة ‪ 91‬من نفس القانون التنظيمي ‪ .‬و في حالة عدم دراسة لجنة‬
‫دائمة ألي سبب من ألاسباب ملسألة عرضت عليها‪ ،‬يتخذ املجلس مقررا بدون مناقشة يقض ي بالتداول أو‬
‫عدم التداول في شأنها‪.‬‬
‫و يكون رئيس اللجنة هو املقرر ألشغالها‪ ،‬كما يجوز له استدعاء املوظفين املزاولين مهامهم بمصالح الجهة‬
‫بواسطة رئيس املجلس ‪ ،‬للمشاركة في أشغال اللجنة بصفة استشارية ‪ ،‬كما يمكنه أن يستدعي للغاية نفسها‬

‫‪192‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 91‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬
‫‪193‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 97‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬
‫‪194‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 11‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬

‫‪87‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫موظفي و أعوان الدولة أو املؤسسات العمومية أو املقاوالت العمومية الذين يشمل اختصاصهم الدائرة‬
‫الترابية للجهة‪ ،‬و ذلك بواسطة رئيس املجلس و عن طريق والي الجهة‪.195‬‬
‫‪ - 2‬اللجان املؤقتة ‪:‬‬
‫منح املشرع ملجالس الجهات حق إحداث لجان مؤقتة يعد إليها بدراسة قضايا معينة ‪ ،‬و التي تنتهي مدة‬
‫إحداثها بمجرد إيداعها لتقريرها املتعلق بالغرض الذي أحدثت من أجله لدى رئيس املجلس بغرض عرضه‬
‫على مجلس الجهة ‪ .‬و هي بذلك ال يمكن أن تحل محل اللجان الدائمة‪ .196‬و لإلشارة ال يمكن سواء للجان‬
‫الدائمة أو املؤقتة أن تمارس صالحيات مجلس الجهة أو رئيسه‪ .197‬كما أن الطعون املتعلقة بانتخاب هذه‬
‫ألاجهزة تقدم طبقا للطعون املقدمة في شأن انتخاب أعضاء مجالس الجهات ‪ ،‬و فقا ألحكام القانون‬
‫التنظيمي املتعلق بانتخاب أعضاء مجالس الجماعات الترابية رقم ‪. 19894.77‬‬

‫املطلب الثاني ‪ :‬تسيير مجلس الجهوي ‪.‬‬

‫تعمل مجالس الجهات بعد انتخابها و تشكيلها و تكوينها ملكتبها كما هو الشأن لباقي مجالس الجماعات‬
‫الترابية ألاخرى على تحضير و إعداد جدول أعمال دوراتها و مداوالتها التي ستعقدها (الفقرة ألاولى) ‪ ،‬كما‬
‫تجعل لها تمثيلية داخل الهيئات التداولية لألشخاص الاعتبارية الخاضعة للقانون العام ‪ ،‬و تحدد طبيعة‬
‫جلساتها و تعمل على تنفيذ مداوالت مجالسها و مقرراتها عن طريق رؤسائها ( الفقرة الثانية ) ‪.‬‬

‫الفقرة ألاولى ‪ :‬دورات مجلس الجهة و جدول ألاعمال و حدود املداوالت ‪.‬‬

‫منح املشرع املجالس الجهوية املنتخبة عدة آليات تنظم عملها و تضفي عليه الصبغة القانونية على‬
‫مستوى اتخاذ القرارات التي تدخل ضمن اختصاصها‪ ،‬و هو ما يتم من خالل عقد دورات ملجالسها ‪ ،‬سواء‬
‫العادية ( أوال ) أو الاستثنائية ( ثانيا )‪ ،‬و التي تلزم بموجبها هذه املجالس بإعداد جدول أعمال دورات‬
‫مجالسها الجهوية ( ثالثا ) ‪ ،‬و ذلك لرسم حدود النقط املزمع التداول بشأنها و التي تدخل في صالحيات‬
‫املجالس الجهوية املنتخبة ( رابعا ) ‪.‬‬

‫‪195‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 12‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬
‫‪196‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 19‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬
‫‪197‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 11‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬
‫‪198‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 16‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬
‫أنظر ظهير شريف رقم ‪ 5.55.512‬صادر في ‪ 61‬من ذي الحجة ‪ 65( 5126‬نوفمبر ‪ )6055‬بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪ 29.55‬المتعلق بانتخاب‬
‫أعضاء مجالس الجماعات الترابية ‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 2991‬مكرر ‪ ،‬الجزء الثالث و المتعلق بالمنازعات االنتخابية ‪ ،‬ص ‪.2211‬‬

‫‪88‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫أوال ‪ :‬الدورات العادية ملجلس الجهة ‪.‬‬
‫تنعقد الدورة العادية ملجلس الجهة يوم الاثنين ألاول من الشهر املحدد لعقد الدورة العادية أو في اليوم‬
‫املوالي من أيام العمل إذا صادف هذا التاريخ يوم عطلة ‪ ،‬و تتكون الدورة من جلسة أو عدة جلسات‪ ،‬و‬
‫تحدد لكل دورة جدولة زمنية للجلسات و النقط التي سيتداول في شأنها مجلس الجهة خالل كل جلسة ‪،‬‬
‫كما تحدد املدة الزمنية لهذه الجلسات و توقيت انعقادها في النظام الداخلي للمجلس‪ .199‬على أن ال تتجاوز‬
‫كل دورة عادية خمسة عشر يوما متتالية‪ ،‬و يمكن تمديد هذه املدة مرة واحدة بقرار لرئيس مجلس الجهة‬
‫الذي يبلغ قرار التمديد وجوبا إلى والي الجهة فور اتخاذه ‪ ،‬على أن ال يتعدى ذلك التمديد خمسة عشر يوما‬
‫متتالية‪.200‬‬
‫يحضر هذه الدورات والي الجهة بدعوة من رئيس مجلس الجهة ‪ ،‬و حضوره هذا ال يتعدى تقديم املالحظات‬
‫والتوضيحات املتعلقة بالقضايا املتداول في شأنها ‪ ،‬و ذلك بمبادرة منه أو بطلب من رئيس أو أعضاء مجلس‬
‫الجهة ‪ ،‬و هو بالتالي ال يشارك في التصويت طبقا ملقتضيات القانون التنظيمي للجهات ‪ .‬كما يمكن أن‬
‫يستدعي رئيس مجلس الجهة لحضور الجلسات املوظفين املزاولين ملهامهم بمصالح الجهة و ذلك بصفة‬
‫استشارية فقط ‪ .‬و هو نفس ألامر بالنسبة موظفي وأعوان الدولة أو املؤسسات العمومية أو املقاوالت‬
‫العمومية الذين يشمل اختصاصهم الدائرة الترابية للجهة عندما يتعلق ألامر بدراسة نقاط في جدول ألاعمال‬
‫ترتبط بنشاط هيئاتهم‪.201‬‬
‫و يقوم رئيس مجلس الجهة وجوبا بإشعار أعضاء املجلس سبعة أيام على ألاقل قبل انعقاد الدورة بتاريخ و‬
‫ساعة و مكان انعقادها و العنوان املصرح به لدى مجلس الجهة ‪ .‬و يكون هذا إلاخبار مرفقا بجدول أعمال‬
‫الجلسة أو جلسات الدورة و جدولتها الزمنية و النقط التي سيتم التداول في شأنها خالل كل جلسة‪ ،‬و كذا‬
‫الوثائق ذات الصلة بها ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الدورات الاستثنائية ملجلس الجهة ‪.‬‬
‫يستدعي رئيس مجلس الجهة بمبادرة منه أو بطلب من ثلث أعضاء املجلس املزاولين مهامهم على ألاقل‬
‫أعضاء املجلس لعقد دورة استثنائية كلما دعت الضرورة إلى ذلك‪ ،‬على أن يكون الطلب مرفقا بالنقط‬
‫املزمع عرضها على مجلس الجهة من لجل التداول ‪.‬‬

‫‪199‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 14‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬
‫‪200‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 19‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬
‫‪201‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 14‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪ ،222.26‬مرجع سابق ‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫و في حال كان عقد الدورة الاستثنائية بطلب من ثلث أعضاء مجلس الجهة ‪ ،‬و قوبل بالرفض من طرف‬
‫الرئيس ‪ ،‬وجب على هذا ألاخير تعليل هذا الرفض بقرار يبلغ ألعضاء املجلس املعنيين باألمر و ذلك في أجل ال‬
‫يتعدى عشرة أيام من تاريخ توصله بالطلب ‪.‬‬
‫إذا قدم الطلب من قبل ألاغلبية املطلقة ألعضاء مجلس الجهة ‪ ،‬تنعقد لزوما دورة استثنائية على أساس‬
‫جدول أعمال محدد خالل ثالثين يوما من تاريخ تقديم الطلب‪ ،‬على أن يبلغ رئيس املجلس جدول أعمال‬
‫الدورة إلى والي الجهة عشرين يوما على ألاقل قبل تاريخ انعقاد الدورة ‪ ،‬طبقا ملدلول الفقرة الثانية من‬
‫املادة ‪ 97‬من القانون التنظيمي للجهات رقم ‪.111.14‬‬
‫يجتمع املجلس في الدورة الاستثنائية طبقا للكيفيات املتبعة في الدورات العادية و املنصوص عليها في املادة‬
‫‪ 11‬املشار إليها سالفا مع مراعاة مقتضيات املادة ‪ 99‬من القانون التنظيمي للجهات ‪ .‬و تختتم هذه الدورة‬
‫بمجرد استنفاذ جدول أعمالها‪ .‬على أن ال يتجاوز أجل هذه الدورات الاستثنائية في كل ألاحوال مدة سبعة‬
‫أيام متتالية‪ ،‬دون إمكانية تمديد هذه املدة‪ .202‬إال أنه يمكن انعقاد هذه الدورة في حالة تلقي رئيس مجلس‬
‫الجهة طلبا بذلك من والي الجهة ‪ ،‬خالل عشرة أيام من تاريخ تقديم الطلب و الذي يكون مرفقا بالوثائق و‬
‫النقط املقترح إدراجها في جدول أعمال الدورة ‪ ،‬و ذلك بعد استدعاء رئيس مجلس الجهة لباقي أعضاء‬
‫املجلس لحضور هذه الدورة خالل ثالث أيام على ألاقل قبل انعقاد الدورة الاستثنائية ‪ ،‬و يشترط أن تكون‬
‫هذه الاستدعاءات مرفقة وجوبا بجدول أعمال الدورة الاستثنائية املزمع انعقادها‪ .‬و التي ال تنعقد إال‬
‫بحضور أكثر من نصف أعضاء مجلس الجهة املزاولين ملهامهم ‪ ،‬و في حالة عدم توفر هذا الشرط تؤجل‬
‫الدورة إلى اليوم املوالي من أيام العمل الذي تنعقد فيه دون توفر شرط النصاب القانوني املذكور أعاله‪.203‬‬
‫ثالثا ‪ :‬جدول أعمال دورات مجلس الجهة ‪.‬‬
‫طبقا ملقتضيات القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ‪ 777.79‬يعد رئيس مجلس الجهة جدول أعمال‬
‫الدورات‪ ،‬و ذلك بتعاون مع باقي أعضاء املكتب ‪ ،‬ليبلغ به والي الجهة في أجل ال يتعدى عشرين يوما على‬
‫ألاقل قبل انعقاد الدورة ‪ ،‬و يشترط أن تسجل بحكم القانون في جدول ألاعمال العرائض املقدمة من طرف‬
‫املواطنين و املواطنات و الجمعيات التي تم قبولها طبقا ملقتضيات املادة ‪ 777‬من نفس القانون التنظيمي ‪،‬‬
‫و ذلك في الدورة العادية التي تلي تاريخ البث فيها من طرف مكتب مجلس الجهة‪ .204‬مع إدراج النقاط‬

‫‪202‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 17‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬
‫‪203‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 61‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬
‫‪204‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 62‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬

‫‪91‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫املقترحة من طرف والي الجهة وجوبا ‪ ،‬خاصة النقاط ذات الطابع الاستعجالي ‪ ،‬على أن يتم إخبار رئيس‬
‫مجلس الجهة بها في أجل ثمانية أيام من تاريخ توصل والي الجهة بجدول أعمال الدورة املزمع عقدها‪.205‬‬
‫كما يجوز ألعضاء مجلس الجهة الذين ال يوجدون في إحدى الحاالت املنصوص عليها في املادة ‪ 77‬من‬
‫القانون التنظيمي أن يقدموا طلبا كتابيا لرئيس مجلس الجهة ‪ ،‬سواء بصفة فردية أو عن طريق فريقهم ‪ ،‬و‬
‫ذلك إلدراج نقطة في جدول أعمال الدورات ‪ ،‬و التي تدخل في صالحيات املجلس ‪ .‬و يكون رفض إدراج هذه‬
‫النقطة املقترحة معلال و أن يبلغ إلى أصحاب الطلب ‪ ،‬على أن يحاط مجلس الجهة عند افتتاح الدورة بهذا‬
‫الرفض دون مناقشته ‪ ،‬و تدون تلك إلاحاطة وجوبا بمحضر الجلسة ‪ .‬إال أنه عند تقديم طلب إدراج هذه‬
‫النقطة من قبل نصف عدد أعضاء مجلس الجهة تسجل وجوبا في جدول أعمال الدورة‪.206‬‬
‫رابعا ‪ :‬حدود مداوالت مجلس الجهة ‪.‬‬
‫ال يسمح ملجلس الجهة و لجانه بالتداول إال في النقط التي تدخل في صالحياتهم و التي تم إدراجها في‬
‫جدول ألاعمال ‪ ،‬و في حالة وقوع عكس ذلك يجب أن يعترض رئيس املجلس أو رئيس اللجنة ‪ ،‬حسب الحالة‬
‫‪ ،‬على مناقشة ذلك ‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة لوالي الجهة الذي يتعرض بدوره بموجب مقتضيات القانون‬
‫التنظيمي للجهات على كل نقطة مدرجة في جدول ألاعمال ال تدخل في اختصاصات الجهة أو صالحيات‬
‫املجلس ‪ ،‬على أن يبلغ تعرضه هذا لرئيس الجهة املعنية في أجل ال يتعدى ثمانية أيام حسب مدلول املادة‬
‫‪ 97‬املشار إليها سالفا ‪ ،‬مع تخويله إمكانية إحالة ألامر إلى القضاء الاستعجالي للبث بواسطة حكم قضائي‬
‫داخل أجل ‪ 91‬ساعة تبتدئ من تاريخ توصل املحكمة إلادارية بهذا التعرض ‪ ،‬و عند الاقتضاء يتم هذا‬
‫الحكم دون استدعاء ألاطراف املعنية ‪.‬‬
‫و كقاعدة ملزمة ‪ ،‬ال يمكن ملجلس الجهة أن يتداول تحت طائلة البطالن‪ ،‬في النقط التي كانت موضوع‬
‫تعرض من طرف والي الجهة و الذي تم تبليغه إلى رئيس مجلس الجهة و إحالته إلى القضاء الاستعجالي‬
‫باملحكمة إلادارية و لم يتم البت فيها بعد ‪ .‬و كل إخالل متعمد بهذه القاعدة يتعرض بموجبه مجلس الجهة‬
‫لتطبيق إلاجراءات التأديبية من عزل لألعضاء أو توقيف أو حل للمجلس ‪ ،‬و املنصوص عليها حسب الحالة‪،‬‬
‫في املادتين ‪ 12‬و ‪ 21‬من القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ‪.207777.79‬‬

‫‪205‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 69‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬
‫‪206‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 61‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬
‫‪207‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 66‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪. 222.26‬‬

‫‪91‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫يشترط الكتمال النصاب القانوني ملداوالت مجلس الجهة ‪ ،‬حضور أكثر من نصف عدد أعضاء املجلس‬
‫املزاولين ملهامهم عند افتتاح الدورة ‪ ،‬و في حالة عدم اكتمال النصاب القانوني املذكور بعد استدعاء أول‬
‫ألعضاء مجلس الجهة ‪ ،‬يوجه الرئيس استدعاء ثان في أجل ثالثة أيام على ألاقل و خمسة أيام على أبعد‬
‫تقدير بعد اليوم املحدد لالجتماع ألاول‪ ،‬و يعد التداول في هذه الحالة صحيحا بحضور أكثر من نصف عدد‬
‫ألاعضاء املزاولين مهامهم عند افتتاح الدورة ‪ ،‬و إذا تكرر ألامر في الاجتماع الثاني ‪ ،‬يجتمع مجلس الجهة‬
‫بنفس املكان و نفس الساعة بعد اليوم الثالث املوالي من أيام العمل‪ ،‬و بذلك تكون مداوالته صحيحة كيفما‬
‫كان عدد ألاعضاء الحاضرين‪.‬‬
‫و كقاعدة قانونية ‪ ،‬يحتسب النصاب القانوني ملداوالت مجلس الجهة عند افتتاح الدورة ‪ ،‬و كل تخلف‬
‫لألعضاء عن حضور جلسات الدورة أو انسحابهم منها ألي سبب من ألاسباب خالل انعقادها‪ ،‬ال يؤثر على‬
‫مشروعية هذا النصاب القانوني للمداوالت ‪ ،‬و ذلك إلى حين انتهائها‪.208‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬تمثيلية الجهة و شروط اتخاذ القرار و طبيعة الجلسات ‪.‬‬
‫إضافة إلى الوسائل التنظيمية التي منحها املشرع املغربي ملجالس الجهات بموجب القانون التنظيمي‬
‫املتعلق بالجهات رقم ‪ 111.14‬و املتمثلة في عقد دوراتها و مداوالتها و إعداد جدول أعمالها ‪ ،‬فقد منحها‬
‫كذلك إمكانية خلق تمثيلية لها داخل الهيئات التداولية لألشخاص الاعتبارية الخاضعة للقانون العام ( أوال‬
‫) ‪ ،‬كما خولها صالحيات اتخاذ مقرراتها ( ثانيا ) ‪ ،‬و عقد جلساتها ( ثالثا ) ‪ ،‬و ذلك وفق الكيفيات التي‬
‫يحددها القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ‪. 111.14‬‬
‫أوال ‪ :‬تمثيلية الجهة داخل الهيئات التداولية لألشخاص الاعتبارية الخاضعة للقانون العام‪.‬‬
‫يتم تحديد هذه التمثيلية من خالل القوانين أو املراسيم التطبيقية ‪ .‬سواء كانت هذه التمثيلية ذات‬
‫صفة تقريرية أو استشارية ‪ ،‬على أن يتم هذا التمثيل من طرف رئيس مجلس الجهة أو نائبه ‪ ،‬أو أعضاء‬
‫ينتدبهم مجلس الجهة لهذا الغرض‪ .209‬كما يمكن تعيين أعضاء مجلس الجهة كأعضاء منتدبين لدى هيئات‬
‫أو مؤسسات عمومية أو خاصة أو شخص اعتباري خاضع للقانون العام أو في كل هيأة أخرى تقريرية أو‬
‫استشارية محدثة بنص تشريعي أو تنظيمي تكون الجهة عضوا فيها‪ ،‬باألغلبية النسبية لألصوات املعبر عنها‪.210‬‬

‫‪208‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 61‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪. 222.26‬‬
‫‪209‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 69‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪. 222.26‬‬
‫‪210‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 61‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪. 222.26‬‬

‫‪92‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫ثانيا ‪ :‬كيفية اتخاذ مقررات مجلس الجهة ‪.‬‬
‫منح املشرع لرئيس الجهة اختصاصات تنفيذية ‪ ،‬و ذلك طبقا ملقتضيات املادة ‪ 714‬من الدستور التي‬
‫تنص على أنه '' يقوم رؤساء مجالس الجهات بتنفيذ مداوالت املجالس و مقرراتها ''‪ ،‬الش يء الذي جسده‬
‫املشرع من خالل القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ‪ ، 777.79‬و ذلك وفق املسطرة املتبعة في هذا‬
‫الشأن ‪.‬‬
‫تتخذ مقررات مجلس الجهة باألغلبية املطلقة لألصوات املعبر عنها‪ ،‬ما عدا في القضايا التي يشترط‬
‫العتمادها ألاغلبية املطلقة لألعضاء املزاولين ملهامهم و املتعلقة ببرنامج التنمية الجهوية ‪ ،‬و التصميم الجهوي‬
‫إلعداد التراب ‪ ،‬و إحداث شركات التنمية الجهوية أو تغيير غرضها أو املساهمة في رأسمالها أو الزيادة فيه أو‬
‫تخفيضه أو تفويته ‪ ،‬و كذا طرق تدبير املرافق العمومية التابعة للجهة ‪ ،‬إضافة إلى الشراكة مع القطاع‬
‫الخاص ‪ ،‬ثم العقود املتعلقة بممارسة الاختصاصات املشتركة مع الدولة و املنقولة من هذه ألاخيرة إلى‬
‫الجهة‪.‬‬
‫و استثناء تتخذ املقررات في شأن القضايا املذكورة أعاله في جلسة ثانية ‪ ،‬إذا تعذر الحصول على ألاغلبية‬
‫املطلقة لألعضاء املزاولين مهامهم في التصويت ألاول ‪ ،‬و يتم التصويت عليها باألغلبية املطلقة لألصوات املعبر‬
‫عنها ‪ ،‬و عند التعادل في ألاصوات‪ ،‬يرجح الجانب الذي يكون فيه رئيس املجلس‪ ،‬و يدرج في املحضر بيان‬
‫التصويت الخاص بكل مصوت‪.211‬‬
‫ثالثا ‪ :‬طبيعة جلسات مجلس الجهة ‪.‬‬
‫يعقد مجلس الجهة طبقا ملقتضيات الفقرة ألاولى من املادة ‪ 11‬السالفة الذكر جلساته وجوبا أثناء ثالث‬
‫دورات عادية في السنة خالل أشهر مارس و يوليو و أكتوبر ‪ .‬و يخصص مجلس الجهة جلسة واحدة عن كل‬
‫دورة لتقديم أجوبة على ألاسئلة املطروحة ‪ ،‬حيث يمكن ألعضاء مجلس الجهة أن يوجهوا أسئلة كتابية إلى‬
‫رئيس مجلس الجهة ‪ ،‬سواء بصفة فردية أو عن طريق الفريق الذي املنتمين إليه ‪ ،‬حول كل مسألة يرونها‬
‫تهم مصالح الجهة ‪ ،‬على أن تسجل هذه ألاسئلة وجوبا في جدول أعمال دورة املجلس املوالية لتاريخ التوصل‬
‫بها ‪ ،‬شرط أن يتم التوصل بهذه ألاسئلة قبل انعقاد الدورة بشهر على ألاقل‪ ،‬و تقدم إلاجابة عليها بعد ذلك‬
‫في جلسة تنعقد لهذا الغرض‪ ،‬و في حالة عدم الجواب خالل هذه الجلسة ‪ ،‬يسجل السؤال بطلب من‬

‫‪211‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 64‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪. 222.26‬‬

‫‪93‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫العضو أو الفريق املعني‪ ،‬حسب الترتيب في الجلسة املخصصة لإلجابة على ألاسئلة خالل الدورة املوالية‪،‬‬
‫و يحدد النظام الداخلي ملجلس الجهة كيفيات إشهار ألاسئلة و ألاجوبة‪.212‬‬
‫ضمانا لصدقية مقررات مجلس الجهة يحرر كاتب املجلس املنتخب محضرا لجلسات مجلس الجهة يوثق‬
‫فيه كل املقررات التي اتخذها املجلس‪ .‬و يحفظ هذا املحضر في سجل للمحاضر يرقمه و يؤشر عليه رئيس‬
‫املجلس و كاتبه ‪.‬‬
‫و كقاعدة ملزمة توقع كل املقررات التي اتخذها مجلس الجهة من قبل الرئيس و الكاتب و تحفظ بشكل‬
‫مرتب حسب تواريخها في سجل املقررات ‪ ،‬و في حالة غياب كاتب مجلس الجهة أو رفضه أو امتناعه عن‬
‫التوقيع على املقررات ‪ ،‬يتولى التوقيع على املقررات نائبه ‪ ،‬أما إذا تعذر ذلك يمكن لرئيس مجلس الجهة أن‬
‫يعين كاتبا للجلسة من بين أعضاء مجلس الجهة الحاضرين يتولى التوقيع على مقررات املجلس ‪ ،‬على أن‬
‫يشار في محضر الجلسة إلى سبب عدم توقيع املقررات من قبل الكاتب أو نائبه‪.213‬‬
‫عموما ‪ ،‬تكون جلسات مجلس الجهة مفتوحة أمام العموم ‪ ،‬بل أكثر من ذلك يتم تعليق جدول أعمال‬
‫الدورات و تواريخ انعقادها بمقر الجهة ‪ ،‬و يعتبر رئيس مجلس الجهة املسؤول عن النظام أثناء الجلسات‪،‬‬
‫لذلك له الحق في أن يطرد كل شخص يخل بالنظام ‪ ،‬و عند الاقتضاء يمكنه أن يطلب من والي الجهة‬
‫التدخل إذا تعذر عليه ذلك ‪ .‬إال أن هذا الطرد ال يمكن أن يشمل أعضاء مجلس الجهة ‪ ،‬إال إذا قرر املجلس‬
‫ذلك بعد إنذار املعني باألمر‪.‬‬
‫و لإلشارة ‪ ،‬فقاعدة عمومية جلسات مجلس الجهة ليست ملزمة ملجلس الجهة ‪ ،‬حيث يمكن للمجلس أن‬
‫يقرر‪ ،‬دون مناقشة ‪ ،‬بطلب من الرئيس أو من ثلث أعضاء املجلس عقد اجتماع غير مفتوح للعموم ‪ ،‬كما‬
‫أنه يمكن لوالي الجهة طلب ذلك إذا تبين أن هذا الاجتماع قد يخل بالنظام العام‪.214‬‬

‫‪212‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 67‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪. 222.26‬‬
‫‪213‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 11‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪. 222.26‬‬
‫‪214‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 12‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪. 222.26‬‬

‫‪94‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬اختصاصات و صالحيات الجهة و الالتمركز إلاداري ملصالح الدولة و عالقتها بالجهات‪.‬‬

‫تنص املادة ‪ 11‬من القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ‪ 777.79‬على أن تناط بالجهات مهام النهوض‬
‫بالتنمية املندمجة و املستدامة مع مراعاة اختصاصات الجماعات الترابية ألاخرى ‪ ،‬و العمل على تنظيمها و‬
‫تنسيقها و تتبعها ‪ ،‬على أن تراعي الجهة عند اتخاذها لهذه املهام السياسات العامة و القطاعية للدولة‪.215‬‬
‫تأسيسا على ما سبق ‪ ،‬أصبحت الجهة تمارس عدة اختصاصات و صالحيات يؤطرها القانون التنظيمي‬
‫املتعلق بالجهات رقم ‪ ( 777.79‬املطلب ألاول )‪ ،‬مع ألاخذ بعين الاعتبار حدود توزيع هذه الاختصاصات بين‬
‫إلادارات الالمركزية و الجهة ( املطلب الثاني ) ‪ ،‬و التي ينظمها املرسوم الجديد لالتمركز إلادراي‪.‬‬

‫املطلب ألاول ‪ :‬اختصاصات و صالحيات مجلس الجهة ‪.‬‬

‫أصبحت الجهة بموجب القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬تتوفر ألول مرة على عدة اختصاصات و صالحيات‬
‫واسعة على خالف ما كان عليه ألامر في ظهير التنظيم الجهوي لسنة ‪ ، 7442‬حيث كان دورها يقتصر على‬
‫تقديم الاستشارة فقط بخصوص بعض القضايا الاقتصادية التي تعرض عليها ‪ ،‬ما يستوجب إلاحاطة بهذه‬
‫الاختصاصات (الفقرة ألاولى) ‪ ،‬و الصالحيات (الفقرة الثانية) ‪.‬‬

‫الفقرة ألاولى ‪ :‬اختصاصات الجهة‪.‬‬

‫يمكن التمييز داخل اختصاصات مجالس الجهات بين الاختصاصات التي تمارسها هذه املجالس (أوال) ‪ ،‬و‬
‫الاختصاصات املشتركة مع الدولة ‪ ،‬و املنقولة إليها من هذه ألاخيرة (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬الاختصاصات الذاتية للجهة ‪.‬‬


‫تشتمل الاختصاصات الذاتية حسب منطوق املادة ‪ 11‬من القانون التنظيمي للجهات على الاختصاصات‬
‫املوكولة للجهة في مجال معين بما يمكنها من القيام باألعمال الخاصة بهذا املجال‪ ،‬و ال سيما التخطيط و‬
‫البرمجة و إلانجاز و التدبير و الصيانة ‪ .‬و على هذا ألاساس تمارس اختصاصات ذاتية في مجال التنمية‬
‫الجهوية ‪ ،‬و تقوم بإعداد و تتبع تنفيذ برنامج التنمية الجهوية و التصميم الجهوي إلعداد التراب‪.216‬‬

‫‪215‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 11‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪. 222.26‬‬
‫‪216‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 12‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪. 222.26‬‬

‫‪95‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪ - 0‬الاختصاصات في مجال التنمية ‪:‬‬
‫منح املشرع للجهة بموجب القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬اختصاصات ذاتية في مجال التنمية الجهوية‪.‬‬
‫حتى » تساهم بشكل حاسم في التنمية الاقتصادية و الاجتماعية للبالد ‪ ،‬و في الاستثمار ألامثل للمؤهالت و‬
‫املوارد الذاتية‪. «217‬‬
‫أ ‪ -‬ميادين التنمية الجهوية ‪:‬‬
‫تتوفر الجهات طبقا ملقتضيات القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ‪ 777.79‬على اختصاصات ذاتية‬
‫في مجال التنمية الجهوية ‪ ،‬و التي حددها املشرع في ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬ميادين التنمية الاقتصادية و القروية و النقل ‪ :‬عن طريق جذب الاستثمار و دعم املقاوالت ‪ ،‬و العمل‬
‫على استقطاب و تنظيم مناطق لألنشطة الاقتصادية بالجهة و إنعاش الاقتصاد الاجتماعي و منتجات الجهة‬
‫و أسواق الجملة الجهوية ‪ ،‬و العمل على إحداث مناطق لألنشطة التقليدية والحرفية ‪ ،‬و تيهئ الطرق و‬
‫املسالك السياحية في العالم القروي التابع للجهة ‪ .‬و العمل على إنعاش ألانشطة غير الفالحية بالوسط‬
‫القروي و بناء و تحسين و صيانة الطرق غير املصنفة في املجال القروي التابع للجهة ‪ ،‬و إعداد تصميم‬
‫النقل الخاص بالدائرة الترابية للجهة و السعي لتوفير خدمات النقل الطرقي غير الحضري بين الجماعات‬
‫الترابية داخل النفوذ للجهة ‪.‬‬
‫‪ -‬ميادين الثقافة و التكوين املنهي والتكوين املستمر و الشغل و البيئة ‪ :‬عن طريق إلاسهام في املحافظة‬
‫على املواقع ألاثرية و الترويج لها و تنظيم املهرجانات الثقافية و الترفيهية ‪ ،‬و إحداث مراكز جهوية للتكوين و‬
‫التشغيل و تطوير الكفاءات من أجل إلادماج في سوق الشغل ‪ ،‬و كذا إلاشراف على التكوين املستمر لفائدة‬
‫أعضاء املجالس و موظفي الجماعات الترابية ‪ ،‬و كذا الاهتمام بالجانب البيئي للجهة من خالل تهيئة و تدبير‬
‫املنتزهات الجهوية و وضع استراتيجية جهوية القتصاد الطاقة و املاء ‪ ،‬و إنعاش املبادرات املرتبطة بالطاقة‬
‫املتجددة ‪.‬‬
‫‪ -‬ميدان التعاون الدولي ‪ :‬يتجلى في إبرام الجهة التفاقيات مع فاعلين من خارج اململكة و كذا تخويلها‬
‫إمكانية الحصول على تمويالت أجنبية في إطار التعاون الدولي ‪ ،‬و ذلك بعد موافقة السلطات العمومية طبقا‬

‫‪217‬‬
‫‪ -‬كريم لحرش‪ ،‬الجهوية المتقدمة بالمغرب في ضوء المرجعية الملكية و خالصات تقرير اللجنة اإلستشارية ‪ ،‬سلسلة الالمركزية والتنمية المحلية ‪ ،‬عدد‬
‫مزدوج ‪ 12 -11‬تحت عنوان ‪ "،‬الجهوية المتقدمة بالمغرب"‪ ،‬مطبعة طوب بريس ‪ -‬الرباط ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،‬سنة ‪ ، 2111‬ص ‪. 22‬‬

‫‪96‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫للقوانين و ألانظمة الجاري بها العمل في هذا الشأن ‪ .‬على أن ال يتم إبرام هذه الاتفاقيات بين جهة و‬
‫مجموعة جهات أو مجموعة الجماعات الترابية و دولة أجنبية‪.218‬‬
‫ب ‪ -‬برنامج التنمية الجهوية ‪:‬‬
‫يوضع برنامج التنمية الجهوية تحت إشراف رئيس مجلس الجهة خالل السنة ألاولى من مدة انتداب‬
‫املجلس‪ ،‬و يحدد هذا البرنامج ملدة ست سنوات ألاعمال التنموية املقرر برمجتها أو إنجازها بتراب الجهة ‪ ،‬و‬
‫فق منهج تشاركي ‪ ،‬و بتنسيق مع والي الجهة بصفته املكلف بتنسيق أنشطة املصالح الالممركزة لإلدارة‬
‫املركزية ‪ .‬على أن يتضمن هذا البرنامج تشخيصا لحاجيات و إمكانيات الجهة و تحديدا ألولوياتها و تقييما‬
‫ملواردها و نفقاتها التقديرية الخاصة بالسنوات الثالث ألاولى‪.219‬‬
‫على هذا ألاساس ‪ ،‬فالجهة مطالبة عند وضع ميزانيتها بمراعاة مضامين برنامج التنمية الجهوية في الجزء‬
‫املتعلق بالتجهيز‪ ،‬على أن يكون في حدود مواردها‪ .220‬و لفتح املجال أمام مجالس الجهات في تفعيل برنامج‬
‫التنمية الجهوية ‪ ،‬منح املشرع لهذه املجالس إمكانية تفعيل هذه البرامج في إطار تعاقدي بينها و بين الدولة و‬
‫باقي املتدخلين ‪ ،‬إذا دعت الضرورة لذلك‪.221‬‬
‫عموما ‪ ،‬يمكن تحيين برنامج التنمية الجهوية ابتداء من السنة الثالثة من دخوله حيز التنفيذ‪ .222‬و تحدد‬
‫بنص تنظيمي مسطرة إعداده و تتبعه و تحيينه ‪ ،‬و كذا مسطرة تقييمه و آليات الحوار و التشاور‬
‫إلعداده‪.223‬‬
‫‪ -7‬الاختصاصات الذاتية في مجال إعداد التراب ‪:‬‬
‫منح املشرع صالحية إعداد التصميم الجهوي إلعداد التراب ملجالس الجهات تحت إشراف رؤسائها ‪ ،‬على‬
‫أن يتم ذلك في إطار التوجهات العامة لسياسة إعداد التراب على املستوى الوطني ‪ ،‬و بتشاور مع الجماعات‬
‫الترابية ألاخرى ‪ ،‬و إلادارات و املؤسسات العمومية و ممثلي القطاع الخاص املعنيين بتراب الجهة‪ .‬على أن يتم‬
‫تنفيذ هذا التصميم بمساعدة والي الجهة‪ .224‬طبقا ملقتضيات الفقرة الثالثة من املادة ‪ 799‬من دستور‬

‫‪218‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 19‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪. 222.26‬‬
‫‪219‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 11‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪. 222.26‬‬
‫‪220‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 16‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪. 222.26‬‬
‫‪221‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 11‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬
‫‪222‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 11‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪. 222.26‬‬
‫‪223‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 14‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪. 222.26‬‬
‫‪224‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 11‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪. 222.26‬‬

‫‪97‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪ . 2257177‬و ضمانا لحسن إعداد و تنفيذ هذا التصميم الجهوي إلعداد التراب ألزم املشرع إلادارة و‬
‫الجماعات الترابية و املؤسسات العمومية و املقاوالت العمومية ‪ ،‬بأن تمد الجهة بالوثائق املتوفرة املتعلقة‬
‫بمشاريع التجهيز املراد إنجازها بتراب الجهة‪ .226‬و أن تأخذ بعين الاعتبار برامجها القطاعية أو تلك التي تم‬
‫التعاقد في شأنها‪.227‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الاختصاصات املشتركة و املنقولة ‪.‬‬
‫يمارس مجلس الجهة داخل نفوذ الجهة الترابي اختصاصات مشتركة بينه و بين الدولة ‪ ،‬و ذلك طبقا‬
‫ملبدأي التدرج و التمايز‪ ،‬كما يمارس الاختصاصات التي يمكن أن تنقلها له الدولة بما يسمح بتوسيع‬
‫الاختصاصات الذاتية للجهة بشكل تدريجي‪. 228‬‬
‫‪ -0‬الاختصاصات املشتركة ‪:‬‬
‫تمارس الجهة طبقا ملقتضيات القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ‪ 777.79‬اختصاصات مشتركة بينها‬
‫و بين الدولة ‪ ،‬بشكل تعاقدي‪ ،‬إما بمبادرة من الدولة أو بطلب من الجهة‪ .229‬و ذلك في املجاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و القروية ‪ :‬عبر تحسين جاذبية املجاالت الترابية و تقوية التنافسية ‪،‬‬
‫عالوة على التنمية املستدامة و الشغل و البحث العلمي التطبيقي‪ .‬و التأهيل الاجتماعي ‪ ،‬و تأهيل العالم‬
‫القروي ‪.‬‬
‫‪ -‬الثقافة و البيئة و السياحة ‪ :‬بدعم الخصوصيات الجهوية عن طريق صيانة آلاثار و الاعتناء بالتراث و‬
‫الثقافة املحلية و إحداث و تدبير املؤسسات الثقافية ‪ ،‬و كذا املحافظة على املوارد املائية و الطبيعية و‬
‫الغابوية و املناطق املحمية و التنوع البيولوجي و الحماية من الفيضانات ‪ ،‬و إنعاش السياحة على صعيد‬
‫الجهة‪.230‬‬
‫عالوة على ذلك يمكن للجهة ‪ ،‬أن تتولى اعتمادا على مواردها الذاتية تمويل أو تشارك في تمويل إنجاز مرفق‬
‫أو تجهيزه أو تقديم خدمة عمومية بمبادرة منها ‪ ،‬و ذلك بشكل تعاقدي مع الدولة إذا تبين أن هذا التمويل‬
‫يساهم في بلوغ أهدافها ‪ ،‬شرط أن ال يدخل ذلك ضمن اختصاصاتها الذاتية‪.231‬‬

‫‪225‬‬
‫‪ -‬يساعد الوالة والعمال رؤساء الجماعات الترابية ‪ ،‬و خاصة رؤساء المجالس الجهوية ‪ ،‬على تنفيذ المخططات والبرامج التنموية ‪.‬‬
‫‪226‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 19‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪. 222.26‬‬
‫‪227‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 71‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪. 222.26‬‬
‫‪228‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 11‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬
‫‪229‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 79‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪. 222.26‬‬
‫‪230‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 72‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪. 222.26‬‬
‫‪231‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 71‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪. 222.26‬‬

‫‪98‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪ -8‬الاختصاصات املنقولة ‪:‬‬
‫يمارس مجلس الجهة إلى جانب اختصاصاته الذاتية و املشتركة مع الدولة في ‪ ،‬اختصاصات أخرى يمكن‬
‫أن تنقلها إليه الدولة ‪ .‬و ذلك بناء على مبدأ التدرج و التمايز بين الجهات حسب مدلول الفقرة ألاولى من‬
‫املادة ‪ 49‬من القانون التنظيمي للجهات رقم ‪.777.79‬‬
‫تشمل هذه الاختصاصات كل من مجاالت الصناعة و الصحة و التجارة و التعليم و الرياضة و الثقافة و‬
‫الطاقة و املاء والبيئة ‪ ،‬إضافة إلى التجهيزات و البنيات التحتية ذات البعد الجهوي ‪ ،‬مع العلم أن تحديد‬
‫هذه املجاالت يتم اعتمادا على مبدأ التفريع‪.232‬‬
‫إن ما يميز هذه الاختصاصات هو إمكانية تحويلها من اختصاصات منقولة إلى اختصاصات ذاتية بموجب‬
‫تعديل القانون التنظيمي للجهات رقم ‪ ، 111.14‬و ذلك طبقا ملقتضيات البند الرابع من املادة ‪ 791‬من‬
‫دستور ‪.2337177‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬صالحيات مجلس الجهة ‪.‬‬

‫منح املشرع املغربي ملجالس الجهات عدة صالحيات جسدتها مقتضيات القانون التنظيمي للجهات رقم‬
‫‪ ، 111.14‬و التي يمكن التمييز فيها بين الصالحيات املسندة ملجالس الجهات ‪ ،‬املرتبطة بمجاالت التنمية و‬
‫إعداد التراب و املرافق العمومية و الجبايات و ألامالك ‪ ،‬إضافة إلى املالية الجهوية و الشراكة و التعاون مع‬
‫املنظمات املهتمة بالشؤون املحلية ( أوال )‪ ،‬ثم الصالحيات ألاخرى املسندة لرؤساء مجالسها الجهوية (ثانيا )‬
‫‪ ،‬و املرتبطة إما باإلعداد و التنفيذ أو بالتنظيم و املصادقة و تفويض إلامضاء ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬صالحيات املجلس ‪.‬‬
‫إلى جانب الاختصاصات املوكولة إلى مجلس الجهة و التي تطرقنا إليها سالفا ‪ ،‬فهو يفصل بمداوالته في‬
‫القضايا التي تدخل في هذه الاختصاصات و يمارس الصالحيات املوكولة إليه بموجب أحكام القانون‬
‫التنظيمي‪ ،234‬و املتمثلة في ‪:‬‬
‫‪ -0‬التنمية الجهوية وإعداد التراب واملرافق العمومية ‪ :‬حيث يتداول مجلس الجهة في القضايا املتعلقة‬
‫ببرنامج التنمية الجهوية و التصميم الجهوي إلعداد التراب و تنظيم إدارة الجهة و تحديد اختصاصاتها ‪ ،‬إلى‬
‫جانب إحداث شركات التنمية الجهوية املشار إليها في املادة ‪ 799‬من القانون التنظيمي للجهات أو املساهمة في‬
‫‪232‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 76‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪. 222.26‬‬
‫‪233‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 71‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪. 222.26‬‬
‫‪234‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 74‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪. 222.26‬‬

‫‪99‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫رأسمالها أو تغيير غرضها أو الزيادة في رأسمالها أو تخفيضه أو تفويته‪ .‬و كذا إحداث املرافق العمومية التابعة‬
‫للجهة و طرق تدبيرها طبقا للقوانين و ألانظمة الجاري بها العمل‪.235‬‬
‫‪ -8‬املالية والجبايات وأمالك الجهة ‪ :‬في هذا إلاطار يفصل مجلس الجهة في القضايا املرتبطة بمالية الجهة و‬
‫جباياتها و أمالكها ‪ ،‬حيث يتداول مجلس الجهة في ميزانية الجهة و الحسابات الخصوصية و امليزانيات‬
‫امللحقة مع مراعاة أحكام املواد ‪ 717‬و‪ 719‬و‪ 719‬من القانون التنظيمي للجهات ‪ ،‬كما يتداول حول إمكانية‬
‫فتح اعتمادات جديدة و الرفع من مبالغ الاعتمادات و تحويلها داخل نفس الفصل‪ ،‬إضافة إلى تحديد سعر‬
‫الرسوم و ألاتاوى و مختلف الحقوق التي تقبض لفائدة الجهة في حدود النسب املحددة ‪ ،‬و كذا إحداث‬
‫أجرة عن الخدمات املقدمة و تحديد سعرها‪ ،‬و الاقتراضات و الضمانات الواجب منحها ‪ ،‬و مخصصات‬
‫التسيير و الاستثمار املرصودة لفائدة الوكالة الجهوية لتنفيذ املشاريع املنصوص عليها في املادة ‪ 797‬من نفس‬
‫القانون التنظيمي للجهات ‪ ،‬كذلك تدبير أمالك الجهة و املحافظة عليها و صيانتها ‪ ،‬كما يتداول حول اقتناء‬
‫العقارات الالزمة الضطالع الجهة باملهام املوكولة إليها أو مبادلتها أو تخصيصها أو تغيير تخصيصها طبقا‬
‫للقوانين و ألانظمة الجاري بها العمل ‪ ،‬و الهبات و الوصايا‪.236‬‬
‫‪ -3‬التعاون والشراكة ‪ :‬في هذا إلاطار يمتلك مجلس الجهة صالحية التداول في شأن القضايا املتعلقة‬
‫باالنخراط و املشاركة في أنشطة املنظمات املهتمة بالشؤون املحلية ‪ ،‬و العقود املتعلقة بممارسة الاختصاصات‬
‫املشتركة و املنقولة ‪ ،‬و كذا في شأن املساهمة في إحداث مجموعات الجهات و مجموعات الجماعات الترابية أو‬
‫الانضمام إليها أو الانسحاب منها ‪ ،‬إضافة إلى صالحية التداول حول اتفاقيات التعاون و الشراكة مع القطاع‬
‫العام و الخاص و مشاريع اتفاقيات التوأمة والتعاون الالمركزي مع جماعات الترابية الوطنية أو ألاجنبية ‪ ،‬و‬
‫كل أشكال التبادل مع الجماعات الترابية ألاجنبية مع الاحترام التام لاللتزامات الدولية للمملكة‪.237‬‬
‫ثانيا ‪ :‬صالحيات رئيس املجلس ‪.‬‬
‫منح املشرع عدة صالحيات لرئيس مجلس الجهة و التي يمارسها طبقا ملقتضيات القانون التنظيمي املتعلق‬
‫بالجهات رقم ‪ ، 777.79‬ما يجعله صاحب السلطة التدبيرية سواء على مستوى إلاعداد أو التنفيذ ‪ ،‬باعتباره‬
‫رئيس مجلسها و آلامر بقبض مداخيلها و صرف نفقاتها ‪ ،‬و ممثلها الرسمي ‪ ،‬و الساهر على مصالحها طبقا‬

‫‪235‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 79‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪. 222.26‬‬
‫‪236‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 71‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪. 222.26‬‬
‫‪237‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 77‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪. 222.26‬‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫ألحكام الفقرة الثانية من املادة ‪ 717‬من نفس القانون التنظيمي السالف الذكر ‪ ،‬و هو على هذا ألاساس‬
‫يمارس الصالحيات القانونية التالية ‪:‬‬
‫‪ - 0‬صالحيات إلاعداد ‪ :‬على مستوى إلاعداد يتولى رئيس مجلس الجهة إعداد برنامج التنمية الجهوية و‬
‫التصميم الجهوي إلعداد التراب طبقا ملقتضيات املادتين ‪ 11‬و‪ 11‬من القانون التنظيمي رقم ‪ ، 111.14‬كما‬
‫يعمل على إعداد ميزانية الجهة ‪ ،‬و إبرام صفقاتها سواء كانت صفقات ألاشغال أو التوريدات أو الخدمات‪،‬‬
‫كما يقوم برفع الدعاوى القضائية املتعلقة بمنازعات الجهة التي يرأسها‪.238‬‬
‫‪ - 2‬الصالحيات التنفيذية ‪ :‬يتخذها الرئيس بناء على مداوالت املجلس و مقرراته ‪ ،‬حيث‬
‫يقوم بتنفيذ برنامج التنمية الجهوية و التصميم الجهوي إلعداد التراب و ميزانية الجهة ‪ ،‬كما يقوم باتخاذ‬
‫القرارات املتعلقة بتنظيم إدارة الجهة و تحديد اختصاصاتها‪ ،‬و القرارات املتعلقة بإحداث أجرة عن‬
‫الخدمات املقدمة و تحديد سعرها ‪ ،‬و القرارات املتعلقة بتحديد سعر الرسوم و ألاتاوى ‪ ،‬إضافة إلى ذلك ‪،‬‬
‫فهو يقوم بإبرام و تنفيذ العقود املتعلقة بالقروض ‪ ،‬كما أنه املسؤول عن تدبير أمالك الجهة ‪ ،‬و كذا اتخاذ‬
‫إلاجراءات الالزمة لتدبير املرافق العمومية التابعة للجهة ‪ ،‬عالوة على إبرامه التفاقيات التعاون و الشراكة و‬
‫التوأمة طبقا ملقتضيات املادة ‪ 17‬من القانون التنظيمي ‪ ،‬و العمل على حيازة الهبات و الوصايا‪.239‬‬
‫‪ - 3‬السلطة التنظيمية ‪ :‬يمارسها رئيس مجلس الجهة بموجب قرارات تنشر بالجريدة الرسمية للجماعات‬
‫الترابية طبقا ألحكام املادة ‪ 797‬من القانون التنظيمي للجهات رقم ‪ ، 777.79‬و ذلك تطبيقا ملقتضيات‬
‫الفقرة الثانية من املادة ‪ 791‬من دستور ‪ .2407177‬فهو على هذا ألاساس يسير املصالح إلادارية التابعة‬
‫للجهة‪ ،‬و يعتبر الرئيس التسلسلي للعاملين بها‪ ،‬و الساهر على تدبير شؤونهم‪ ،‬و املسؤول عن التعيين في جميع‬
‫املناصب بإدارة الجهة‪ .241‬إضافة إلى توليه مسؤولية حفظ جميع الوثائق التي تتعلق بأعمال املجلس وجميع‬
‫مقرراته و قراراته املتخذة و كذا الوثائق التي تثبت التبليغ و النشر‪.242‬‬
‫‪ - 6‬املصادقة و تفويض إلامضاء ‪ :‬يمكن لرئيس مجلس الجهة أن يفوض صالحية املصادقة على صفقات‬
‫ألاشغال أو التوريدات أو الخدمات حسب منطوق املادة ‪ 711‬من القانون التنظيمي رقم ‪ ، 777.79‬كما يجوز‬
‫له تحت مسؤوليته و مراقبته ‪ ،‬تفويض إمضاءه بقرار إلى نوابه باستثناء التسيير إلاداري و ألامر بالصرف ‪ ،‬و‬

‫‪238‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 211‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪. 222.26‬‬
‫‪239‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 212‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪. 222.26‬‬
‫‪240‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 219‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪. 222.26‬‬
‫‪241‬‬
‫‪ -‬المادة ‪211‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪. 222.26‬‬
‫‪242‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 216‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪. 222.26‬‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫كذا تفويض بعض صالحياته لنوابه بقرار ‪ ،‬شريطة أن ينحصر التفويض في قطاع محدد لكل نائب ‪ ،‬مع‬
‫مراعاة أحكام القانون التنظيمي للجهات‪ ،243‬إضافة إلى إمكانية تفويض إمضاءه للمدير العام ملصالح الجهة‬
‫تحت مسؤوليته و مراقبته و ذلك بقرار في مجال التدبير إلاداري ‪ ،‬و كذا تفويض إمضاءه بقرار لرؤساء أقسام‬
‫و مصالح إدارة الجهة باقتراح من املدير العام للمصالح‪ .244‬كما يمكنه أن يسند لهذا ألاخير نيابة عنه تفويض‬
‫إلامضاء على الوثائق املتعلقة بقبض مداخيل الجهة و صرف نفقاتها ‪ ،‬و ذلك تحت مسؤوليته و رقابته‪ .245‬و‬
‫يقدم وجوبا رئيس مجلس الجهة تقريرا إخباريا للمجلس حول ألاعمال التي قام بها في إطار الصالحيات‬
‫املخولة له ‪ ،‬عند بداية كل دورة عادية‪.246‬‬

‫املطلب الثاني ‪ :‬الالتمركز إلاداري ملصالح الدولة و عالقة املصالح الالممركزة بالجهات ‪.‬‬

‫نظرا الستحالة مباشرة السلطات املركزية ملهامها بكل جهات اململكة ‪ ،‬و كذا القيود التي تشكلها وصاية‬
‫هذه السلطات على مسارات تدبير الشؤون الجهوية ‪ ،‬كان البد لها أن تفكر في إيجاد صيغة جديدة تواكب‬
‫مستجدات التنظيم الجهوي التي يجسدها القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ‪ ، 111.14‬و هو ما حاول‬
‫املرسوم املتعلق بالالتمركز إلاداري الجديد لعام ‪ 2018‬أن يعمل على تفاديه من خالل تحديد اختصاصات‬
‫كل من إلادارات املركزية و مصالحها الالممركزة ‪ ،‬و كذا القواعد املنظمة للعالقة القائمة بينهما ( الفقرة‬
‫ألاولى ) ‪ ،‬إضافة إلى تحديد القواعد املنظمة لعالقة هذه املصالح الالممركزة بالجهات و هيئاتها و والة هذه‬
‫الجهات ‪ ،‬و كذا عالقة هذه املصالح بالهيئات و املؤسسات ألاخرى ذات الاختصاص الترابي ( الفقرة الثانية )‬
‫‪ ،‬و ذلك تطبيقا لسياسة تقريب إلادارة من املواطنين و تبسيطا لإلجراءات إلادارية ‪.‬‬

‫‪243‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 219‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪. 222.26‬‬
‫‪244‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 211‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪. 222.26‬‬
‫‪245‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 217‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪. 222.26‬‬
‫‪246‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 221‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪. 222.26‬‬

‫‪112‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫الفقرة ألاولى ‪ :‬توزيع الاختصاصات بين إلادارات املركزية و املصالح الالممركزة و القواعد املنظمة‬
‫لعالقاتها ‪.‬‬

‫تتجسد أهمية الالتمركز إلاداري من خالل معالجته » للسلبيات الناتجة عن املركزية املفرطة لسلطة‬
‫القرار املركزي‪ ،«247‬لذلك تم منح » الوزراء صالحية التفويض إلى رؤساء املصالح الخارجية التابعة لهم ‪ ،‬و‬
‫العمال للتصرف باسمهم ضمن حدود اختصاصاتهم‪. «248‬‬
‫فإن كانت الجهوية املتقدمة تتطلب توزيعا عموديا للسلطات و الاختصاصات التقريرية ‪ ،‬بهدف تقريب‬
‫إلادارة من املواطنين و العمل على تيسير اتخاذ جميع التدابير و القرارات الالزمة ملواجهة تحديات التنمية‬
‫الجهوية ‪ ،‬فالالتمركز إلاداري يهم فقط نقل بعض صالحيات الحكومة لفائدة مصالحها الالممركزة مع تبعية‬
‫هذه ألاخيرة للسلطات املركزية في إطار السلطة الرئاسية الرسمية ‪ ،‬و هو ما يستوجب تحديد الاختصاصات و‬
‫ألاسس التي تنبني عليها هذه العالقة ‪ ،‬الش يء الذي جاء ليحدده املرسوم رقم ‪ 2.17.618‬املتعلق بالالتمركز‬
‫إلاداري لعام ‪ 2018‬سواء على مستوى توزيع الاختصاصات بين إلادارات املركزية و املصالح الالممركزة ( أوال )‬
‫‪ ،‬أو على مستوى القواعد املنظمة للعالقات القائمة فيما بينها ( ثانيا ) ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬توزيع الاختصاصات بين إلادارات املركزية و املصالح الالممركزة ‪.‬‬
‫يتطلب توزيع الاختصاص بين إلادارات املركزية للدولة و مصالحها الالممركزة في إطار الجهوية املتقدمة‬
‫إعفاء الدولة من بعض الاختصاصات التي تكون الجهة بمكوناتها الترابية ألاخرى في موقع أفضل للقيام بها ‪،‬‬
‫مع الحفاظ على هيمنة إلادارة املركزية ‪.‬‬
‫انطالقا من هذه الاعتبارات أصبح مرسوم الالتمركز إلاداري الجديد لعام ‪ 2018‬يفرض نفسه بإلحاح ‪ ،‬حيث‬
‫أصبحت املصالح الالممركزة للدولة على مستوى الجهات تتولى بموجب هذا املرسوم مهمة السهر على تدبير‬
‫املرافق العمومية الجهوية و تنفيذ السياسات العمومية ‪ ،‬و كذا إلاسهام في إعداد و تنفيذ البرامج و املشاريع‬
‫العمومية املبرمجة على صعيد الجهة ‪.‬‬

‫‪247‬‬
‫‪- El mahmdi Ahmed , La Coordination dans l’administration centrale du maroc , thèse de doctorat d’etat‬‬
‫‪en droit , paris 2 , 1982, P 7.‬‬
‫‪248‬‬
‫‪- EL YAAGOUBI Mohammed ,‘’ La déconcentration administrative à la lumière du 20 octobre 1993 ‘’,‬‬
‫‪REMALD, N 10,1995, p 43.‬‬

‫‪113‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫و يحدد إلاطار العام الختصاصات هذه املصالح الالممركزة في ممارسة مجموعة من املهام حددها املرسوم في‬
‫املادة ‪:24915‬‬
‫ثانيا ‪ :‬القواعد املنظمة لعالقات إلادارات املركزية و املصالح الالممركزة ‪.‬‬
‫يلزم املشرع السلطات الحكومية بمقتض ى املادة ‪ 18‬من املرسوم رقم ‪ 2 .17.618‬املتعلق بالالتمركز‬
‫إلاداري ‪ ،‬باتخاذ التدابير الالزمة لتمكين املصالح الالممركزة التابعة لها من ممارسة الصالحيات الالزمة ‪.‬‬
‫ألجل ذلك ‪ ،‬فهي تقوم بإعداد تصاميم مديرية لالتمركز إلاداري خاصة باملصالح الالممركزة التابعة لها ‪ ،‬و‬
‫التي تراعي في إعدادها مبادئ التنسيق و التكامل بين مكونات التمثيليات الجهوية املعنية و وحدة عملها و‬
‫التعاضد في الوسائل املوضوعة رهن إشارتها ‪.‬‬
‫تحال مشاريع هذه التصاميم وجوبا على اللجنة الوزارية لالتمركز إلاداري املشار إليها في املادة ‪ 38‬من‬
‫نفس املرسوم بهدف املصادقة عليها قبل البدء في تنفيذها ‪ ،‬و ذلك في أجل ال يتجاوز شهرا واحدا ابتداء من‬
‫تاريخ التوصل بها‪ ، 250‬و تحدد مدة سريان التصاميم املديرية لالتمركز إلاداري في ثالث سنوات ‪ ،‬يتم تقييم‬
‫تنفيذها و تحيينها سنويا داخل نفس ألاجل ‪ ،‬على أن تنزيلها على املستوى الجهوي يتم في إطار تعاقدي بين‬
‫السلطات الحكومية املعنية و والي الجهة و رؤساء التمثيليات إلادارية الجهوية املعنية‪.251‬‬
‫و تحدد هذه التصاميم املذكورة أعاله مع ألاخذ بعين الاعتبار خصوصيات و طبيعة كل قطاع وزاري ‪،‬‬
‫الجوانب املتمثلة في ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬الاختصاصات ذات الطابع التقريري املزمع نقلها إلى املصالح الالممركزة للدولة ‪ ،‬و كذا الاختصاصات‬
‫التي يمكن أن تكون موضوع تفويض ؛‬
‫‪ ‬املوارد املادية و البشرية الالزمة ملمارسة الاختصاصات ؛‬

‫‪ - 249‬تفعيل قرارات السلطات الحكومية المتعلقة بتنفيذ سياسات القطاع الوزاري التابعة له ‪.‬‬
‫‪ -‬تنفيذ االستراتيجيات الوطنية و القطاعية ‪ .‬و إعداد و تنفيذ السياسات و البرامج و المشاريع العمومية المبرمجة على مستوى الجهة‪.‬‬
‫‪ -‬تأمين جودة الخدمات العمومية المقدمة من طرف المرافق العمومية المكلفة بتدبيرها و ضمان استمراريتها ‪.‬‬
‫‪ -‬المساهمة في إعداد التصاميم المديرية لالتمركز اإلداري المتعلقة بها و تنفيذها وفق البرمجة الزمنية المحددة لذلك ‪.‬‬
‫‪ -‬توجيه و تأطير عمل المصالح الالممركزة اإلقليمية التابعة لها و حسن سيرها و مراقبة أنشطتها ‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم المبادرات و المقترحات الهادفة لتطوير األداء و تفعيل السياسات العمومية الجهوية ‪ ،‬و رفع مقترحات البرمجة الميزانياتية ثالثية‬
‫السنوات إلى السلطات الحكومية التابعة لها ‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد و تنفيذ االتفاقيات و العقود المرتبطة بانجاز المشاريع و البرامج العمومية بالجهة و تتبعها ‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد مشاريع تقارير نجاعة األداء المتعلقة بمختلف المصالح التابعة لها على المستوى الجهوي ‪.‬‬
‫‪ - 250‬المادة ‪ ، 21‬مرسوم رقم ‪ 2.17.618‬صادر في ‪ 18‬من ربيع اآلخر ‪ 26 ( 1440‬ديسمبر ‪ )2018‬بمثابة ميثاق وطني لالتمركز‬
‫اإلداري ‪.‬‬
‫‪251‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ، 22‬نفس المرجع ‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪ ‬مؤشرات قياس نجاعة ألاداء و ألاهداف املراد تحقيقها من طرف املصالح الالممركزة ؛‬
‫‪ ‬البرنامج الزمني املتعلق بتنفيذ مضمون التصاميم املديرية ‪ ،‬مع احترام ألاجل املشار إليه في املادة ‪22‬‬
‫و املشار إليه أعاله‪. 252‬‬
‫طبقا ملقتضيات املادة ‪ 19‬من نفس املرسوم املتعلق بالالتمركز إلاداري ‪ ،‬يمارس رؤساء املصالح الالممركزة‬
‫للدولة و كل العاملين تحت إمرتهم بكامل املسئولية مهامهم تحت سلطة الوزاراء التابعين لهم و إشراف والي‬
‫الجهة‪.‬‬
‫و على هذا ألاساس ‪ ،‬تكلف املصالح الالممركزة تحت إشراف والي الجهة بتنفيذ البرامج و املشاريع املندرجة‬
‫ضمن السياسات العمومية للدولة أو إحدى هيآتها وفق ألاهداف و إلاجراءات و آلاجال املحددة ‪ ،‬على أن‬
‫يتولى والي الجهة تنسيق التنفيذ تحت سلطة الوزراء املعنيين‪. 253‬‬
‫لتوجيه املصالح الالممركزة على مستوى املمارسة و املواكبة و التتبع و الدعم تعمل السلطات الحكومية‬
‫بتنسيق مع والي الجهة على اتخاذ التدابير الالزمة ألجل تحقيق ذلك ‪ ،‬حيث يتعين عليها القيام بتقييم أداء‬
‫املصالح الالممركزة التابعة لها بصفة منتظمة للتأكد بصفة خاصة من مدى ‪:‬‬
‫‪ ‬تقيدها باألهداف و املبادئ و الالتزامات املضمنة في التصاميم املديرية املنصوص عليها في املادة ‪20‬‬
‫من نفس املرسوم املتعلق بالالتمركز إلاداري ؛‬
‫‪ ‬تنفيذها اللتزاماتها ‪ ،‬سواء تلك الناتجة عن تطبيق النصوص التشريعية و التنظيمية الجاري بها‬
‫العمل ‪ ،‬أو املتعلقة بتنفيذ البرامج و املشاريع التي تسهر على انجازها في إطار العقود أو الاتفاقيات‬
‫املبرمة بشأنها ؛‬
‫‪ ‬التزاماتها باإلجراءات الواجب التقيد بها في ممارستها الختصاصاتها ‪.‬‬
‫على إثر عملية التقييم املنجزة هذه ‪ ،‬تعد مصالح إلادارة املركزية املكلفة بعملية التقييم تقريرا في هذا الشأن‬
‫يرفع إلى السلطة الحكومية املعنية للبث في خالصاته ‪ ،‬كما توجه نسخة من هذا التقرير إلى والي الجهة ‪ ،‬مع‬
‫العلم أن تقييم أداء املصالح الالممركزة املتعلق بانجاز املشاريع و البرامج العمومية املشتركة بين هذه املصالح‬
‫يتم بتنسيق مع والي الجهة‪.254‬‬

‫‪252‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ، 20‬نفس المرجع السابق‪.‬‬
‫‪253‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ، 23‬نفس المرجع‪.‬‬
‫‪ - 254‬المادة ‪ ، 24‬نفس المرجع‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬القواعد املنظمة لعالقات املصالح الالممركزة للدولة بالجهات ووالتها ‪.‬‬

‫يتطلب تنفيذ السلطات املفوضة للمصالح الالممركزة ‪ ،‬و بالتالي التنسيق مع باقي املسؤولين عن تدبير‬
‫الشأن الجهوي ‪ ،‬وضع قواعد و أسس تنظم هذه العالقة ‪ ،‬و هو ما حاول املشرع تبنيه بمقتض ى املرسوم رقم‬
‫‪ 2.17.618‬املتعلق بالالتركيز إلاداري عن طريق سن قواعد تنظم هذه العالقات ‪ ،‬سواء تلك املنظمة لعالقة‬
‫املصالح الالممركزة بالجهات ( أوال ) ‪ ،‬أو املنظمة لعالقة املصالح الالممركزة بوالة هذه الجهات ( ثانيا ) ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬عالقة املصالح الالممركزة للدولة بالجهات و هيئاتها ‪.‬‬
‫تتولى املصالح الالممركزة طبقا ملقتضيات املرسوم رقم ‪ 2 . 17 . 618‬املتعلق بالالتمركز إلاداري تحت‬
‫سلطة السلطات الحكومية و إشراف والي الجهة ‪ ،‬وفي حدود الصالحيات املوكولة لها ممارسة املهام املرتبطة‬
‫بالجهة املتمثلة في ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬تقديم الدعم و املساعدة لفائدة الجهات ؛‬
‫‪ ‬إرساء أسس الشراكة الفاعلة مع الجهة و هيآتها في مختلف املجاالت ؛‬
‫‪ ‬العمل على تنمية قدرات الجهة و هيآتها ؛‬
‫‪ ‬مواكبة الجهة و هيآتها في ممارسة الاختصاصات املكولة إليها ‪ ،‬ال سيما تلك املرتبطة بانجاز البرامج و‬
‫املشاريع الاستثمارية و تقديم املساعدة الالزمة لها ؛‬
‫‪ ‬تعزيز آليات الحوار و التشاور مع كافة املتدخلين على مستوى الجهة‪. 255‬‬
‫كما يتعين على هذه املصالح الالممركزة أن تقوم بكل أعمال التنسيق و التعاون مع املركز الجهوي‬
‫لالستثمار ‪ ،‬لتمكينه من القيام باملهام املوكولة له ‪ ،‬السيما تلك املتعلقة بمساعدة املستثمرين من أجل‬
‫الحصول على التراخيص الضرورية طبقا للنصوص التشريعية و التنظيمية الجاري بها العمل إلنجاز‬
‫مشاريعهم الاستثمارية و مواكبتها‪. 256‬‬
‫و لضمان تحقيق ذلك ‪ ،‬تحدث لدى رئيس الحكومة لجنة وزارية لالتمركز إلاداري باملهام التالية‪:‬‬
‫‪ ‬اقتراح إحدى التمثيليات إلادارية املشتركة بين قطاعين وزاريين أو أكثر على املستوى الجهوي وعلى‬
‫مستوى العمالة أو إلاقليم ؛‬
‫‪ ‬اقتراح جميع التدابير الالزمة للرفع من فعالية أداء املصالح الالممركزة للدولة و نجاعتها؛‬
‫‪255‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ، 36‬نفس المرجع السابق‪.‬‬
‫‪256‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ، 37‬نفس المرجع ‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪ ‬التأشير على مشاريع التصاميم املديرية لالتمركز إلاداري ؛‬
‫‪ ‬تقييم سياسة الالتمركز إلاداري و نتائجها ؛‬
‫‪ ‬اقتراح كل إجراء من شأنه تطوير سياسة الالتمركز إلاداري‪.257‬‬
‫تتشكل هذه اللجنة الوزارية لالتمركز إلاداري تحت رئاسة رئيس الحكومة من عدة أعضاء ‪ ،‬حددتها املادة‬
‫‪ 40‬من نفس املرسوم ‪.258‬‬
‫و لإلشارة ‪ ،‬فالوزارة املكلف بإصالح إلادارة و الوظيفة العمومية هي التي تتولى مهام الكتابة الدائمة للجنة‬
‫الوزارية لالتمركز إلاداري ‪ ،‬فهي بذاك تقوم على وجه الخصوص بتحضير اجتماعات اللجنة و السهر على‬
‫تنظيمها و تنسيق أعمالها و إعداد محاضرها و مسك و حفظ مستنداتها‪.259‬‬
‫و ضمانا ألداء اللجنة الوزارية لالتمركز إلاداري للمهام املوكولة إليها‪ ،‬يتعين على جميع السلطات‬
‫الحكومية أن تواف ي هذه اللجنة بتقرير مفصل عن الاختصاصات التي تم نقلها إلى املصالح الالممركزة التابعة‬
‫لها خالل السنة الجارية ‪ ،‬و كذا الاختصاصات املزمع نقلها إلى هذه املصالح برسم السنة أو السنوات املوالية‬
‫‪ ،‬إضافة إلى جدول بياني حول توزيع املوارد البشرية بين إلادارات املركزية و املصالح الالممركزة للدولة‬
‫التابعة لها على مستوى الجهة و العمالة و ألاقاليم ‪ ،‬و عند الاقتضاء التدابير التي تقترحها كل سلطة حكومية‬
‫لتعزيز سياسة الالتمركز إلاداري‪.260‬‬
‫ثانيا ‪ :‬عالقة املصالح الالممركزة للدولة بوالة الجهات ‪.‬‬
‫يحتل والي الجهة مكانة هامة على الصعيد الجهوي ‪ ،‬فهو يمثل » السلطة إلادارية و السياسية و‬
‫إلاقتصادية العليا في نطاق الحدود الجهوية التي يمارس فيها صالحياته ‪ ،‬كما يمثل الدولة على الصعيد‬
‫الجهوي بموجب الدستور الذي منحه بموجب املادة ‪ 145‬صالحية تنسيق أنشطة املصالح الالممركزة و‬
‫السهر على حسن سيرها‪.« 261‬‬

‫‪257‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ، 38‬نفس المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ - 258‬وزارة الداخلية ‪ -.‬وزارة المالية ‪ -‬الوزارة المكلف بإصالح اإلدارة و الوظيفة العمومية ‪ -‬األمين العام للحكومة ‪ -‬كل سلطة حكومية‬
‫معنية بالقضايا و النقط المدرجة في جدول أعمال اللجنة ‪.‬‬
‫‪ - 259‬المادة ‪ ، 43‬مرسوم رقم ‪ ، 2.17.618‬بمثابة ميثاق وطني لالتمركز االداري ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪260‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ، 39‬نفس المرجع ‪.‬‬
‫‪261‬‬
‫‪ -‬بوبكر الجوهري ‪'' ،‬والي الوالية بين المركزية و الالمركزية ''‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الدراسات العليا في القانون العام ‪ ،‬كلية الحقوق عين الشق ‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية ‪ ، 1997- 1998 :‬ص ‪.26‬‬

‫‪117‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫على هذا ألاساس ‪ ،‬و طبقا ملقتضيات املادة ‪ 26‬من املرسوم املتعلق بالالتمركز إلاداري رقم ‪، 2. 17.618‬‬
‫يشرف والة الجهات على تحضير البرامج و املشاريع املقررة من قبل السلطات العمومية أو التي كانت موضوع‬
‫اتفاقيات ‪ ،‬أو عقود مع هيآت أخرى طبقا ألحكام املادة ‪ 23‬من نفس املرسوم ‪.‬‬
‫كما يمكنهم اقتراح كل تدبير ذي طابع قانوني أو مالي أو إداري أو تقني أو بيئي يندرج ضمن اختصاصات‬
‫السلطات الحكومية املعنية ‪ .262‬مع إحاطة هذه السلطات الحكومية باإلجراءات املتخذة لضمان انجاز برامج‬
‫الاستثمار و أشغال التجهيز التي تتولى الدولة أو املؤسسات العمومية أو املقاوالت العمومية أو القطاع الخاص‬
‫إنجازها على مستوى الجهة ‪ ،‬و كذا بوضعية تنفيذ هذه البرامج و ألاشغال ‪ ،‬إضافة إلى إبداء مالحظاتهم و‬
‫اقتراحاتهم عند الاقتضاء لتجاوز الصعوبات التي قد تعترض انجازها في آلاجال املحددة‪.263‬‬
‫لتيسير ممارسة الاختصاصات املوكولة لوالي الجهة في مجال تنسيق أنشطة املصالح الالممركزة للدولة و‬
‫املؤسسات العمومية ‪ ،‬و التي تمارس مهامها على مستوى الجهة و السهر على حسن سيرها ‪ ،‬تحدث إليه و‬
‫تحت رئاسته لجنة جهوية تحمل اسم ''اللجنة الجهوية للتنسيق'' ‪ ،‬تسهر على ‪:‬‬
‫‪ ‬انسجام و التقائية و وحدة عمل املصالح الالممركزة على املستوى الجهوي؛‬
‫‪ ‬تحقيق الانسجام ما بين السياسات العمومية و البرامج و املشاريع و التصاميم الجهوية إلعداد التراب‬
‫و برامج التنمية الجهوية ؛‬
‫‪ ‬تأمين استمرارية الخدمات العمومية التي تقدمها املصالح الالممركزة ؛‬
‫‪ ‬إبداء الرأي حول مشاريع السياسات و البرامج العمومية للدولة على املستوى الجهوي؛‬
‫‪ ‬إبداء الرأي بخصوص مقترحات البرمجة امليزانياتية ثالثية السنوات و تقارير نجاعة ألاداء القطاعية ‪،‬‬
‫و كذا مقترحات إعداد مشاريع امليزانيات القطاعية املعدة على املستوى الجهوي و مخططات الدولة‬
‫لالستثمار املتالئمة معها؛‬
‫‪ ‬إبداء الرأي بخصوص مقترحات توزيع الاعتمادات املالية حسب الحاجيات و البرامج الجهوية على أن‬
‫يراعى في ذلك الانسجام مع التوجهات العامة للدولة ؛‬
‫‪ ‬مواكبة برامج ومشاريع الاستثمار و أشعال التجهيز املقررة واملراد إنجازها على املستوى الجهوي و‬
‫اقتراح التدابير الالزمة لتجاوز الصعوبات التي قد تعترض انجازها ؛‬

‫‪262‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ، 28‬المرسوم رقم ‪ 2 . 17 . 618‬بمثابة ميثاق وطني لالتمركز اإلداري ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪263‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ، 29‬نفس المرجع ‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪ ‬تتبع تنفيذ السياسات العمومية و القطاعية على املستوى الجهوي في ضوء الكتابة العامة للشؤون‬
‫الجهوية املنصوص عليها في املادة ‪ 33‬من نفس املرسوم‪ ،‬و انجاز تقييمات مرحلية ملستوى تنفيذها؛‬
‫‪ ‬اقتراح التدابير الالزمة الكفيلة بتحسين جودة الخدمات العمومية املقدمة من قبل املصالح‬
‫الالممركزة لفائدة املرتفقين عل مستوى الجهة ؛‬
‫‪ ‬الدراسة و إبداء الرأي في شأن مشاريع الاتفاقيات و العقود املنصوص عليها في املادة ‪ 23‬من نفس‬
‫املرسوم؛‬
‫‪ ‬إبداء الرأي في شأن عقود البرامج ذات الطابع الجهوي التي تربط الدولة باملؤسسات العمومية و‬
‫بالجماعات الترابية ال سيما الجهة ؛‬
‫‪ ‬املصادقة على التقرير السنوي ملنجزات اللجنة و اقتراحاتها بشأن تعزيز الالتمركز إلاداري ؛‬
‫‪ ‬الرفع من نجاعة و فعالية أداء املصالح الالممركزة على املستوى الجهوي؛‬
‫‪‬‬
‫دراسة كل قضية من القضايا التي يحيلها إليها والي الجهة و التي تندرج غي مجال اختصاصها‪.264‬‬
‫تتألف اللجنة الجهوية املكلفة بالتنسيق من عمال العماالت و ألاقاليم التابعة لدائرة النفوذ الترابي للجهة‬
‫و الكاتب العام للشؤون الجهوية املنصوص عليه في املادة ‪ 33‬من نفس املرسوم املتعلق بالالتمركز إلاداري ‪،‬‬
‫إضافة إلى رؤساء املصالح الالممركزة على مستوى الجهة و املسؤولون عن املراكز الجهوية لالستثمار و‬
‫مسؤولو املؤسسات العمومية الجهوية ألاخرى ‪ ،‬كما يمكن لوالي الجهة أن يستدعي حسب القضايا املدرجة‬
‫في جدول ألاعمال كل شخص ذاتي أو اعتباري يرى فائدة في حضوره‪.265‬‬
‫و تجتمع هذه اللجنة في حالتين ‪:‬‬
‫ألاولى ‪ :‬بدعوة من والي الجهة مرة كل شهر على ألاقل و كلما دعت الضرورة ذلك ‪ ،‬على أن تخصص اجتماعا‬
‫واحدا مرة في السنة لتقييم حصيلة تنفيذ البرامج و املشاريع العمومية التي يتم انجازها على مستوى الجهة ‪،‬‬
‫ترفع نتائج هذا التقييم للسلطات الحكومية املعنية ‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬بطلب من السلطة أو السلطات الحكومية املعنية لدراسة التقرير أو التقارير املرحلية التي تعدها‬
‫املصالح الالممركزة حول مستوى تنفيذ البرامج و املشاريع املذكورة ‪.‬‬

‫‪264‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ، 30‬المرسوم رقم ‪ 2 . 17 . 618‬بمثابة ميثاق وطني لالتمركز اإلداري ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪265‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ، 31‬نفس المرجع ‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫و يعود الاختصاص في تحديد جدول أعمال اجتماعات هذه اللجنة لوالي الجهة‪.266‬‬
‫ملساندة والي الجهة على أداء املهام املوكولة إليه ‪ ،‬يتم إحداث ''الكتابة العامة للشؤون الجهوية'' يرأسها‬
‫تحت سلطة والي الجهة كاتب عام يعينه وزير الداخلية يتولى املهام التي يوكلها له والي الجهة و يضطلع بمهام‬
‫التنسيق و املواكبة الالزمة ملساعدة والي الجهة و تحضير و تنظيم اجتماعات اللجنة الجهوية للتنسيق ‪ ،‬و‬
‫السهر إعداد محاضرها و تنسيق أشغالها‪ ،‬إضافة إلى إعداد تقارير دورية ترفع إلى اللجنة حول حصيلة تنفيذ‬
‫السياسات العمومية و القطاعية على مستوى الجهة ‪ ،‬و إعداد التقرير السنوي للجنة الجهوية للتنسيق الذي‬
‫يبعثه والي الجهة ‪.267‬‬
‫فإذا كان دستور‪ 2011‬قد وضع الخطوط العريضة للمهام املنوطة بوالة الجهات ‪ ،‬كممثلين للحكومة و‬
‫ممارسين للمراقبة إلادارية و الساهرين على تطبيق القانون ‪ ،‬و تناول القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم‬
‫‪ 111.14‬بعض اختصاصاتهم على صعيد الجهة ‪ ،‬فقد جاء املرسوم املتعلق بالالتمركز إلاداري السالف الذكر‬
‫باختصاصات أخرى تحد من حالة الغموض التي كانت تبدو في جانب من هذه الاختصاصات ‪ ،‬خاصة فيما‬
‫يتعلق بعالقة والي الجهة بمجالس الجهات و هيئاتها ‪ ،‬و كذا املؤسسات ذات الاختصاص الترابي ‪ ،‬و ألاهم من‬
‫ذلك عالقة الوالي باملصالح الالممكزة للدولة ‪.‬‬
‫رغم الطابع الذي سلكه املشرع من خالل مقتضيات مرسوم الالتمركز الاداري الجديد في توزيع‬
‫الاختصاصات تجاوزا لبعض العقبات على مستوى التدبير الجهوي ‪ ،‬إال أن املقتضيات التي جاء بها هذا‬
‫املرسوم املتعلق بالالتركيز إلاداري ال زالت تكرس الوصاية املركزية تحت ظل عنوان ''الالتمركز إلاداري'' ‪ ،‬و‬
‫هو ما يتضح من خالل صالحيات إلاعداد و إلاشراف املخولة لوالي الجهة بموجب هذا املرسوم و التي تزيد من‬
‫تقوية سلطة مؤسسة الوالي مقابل إضعاف سلطة رئيس الجهة ‪ ،‬مع تحميل والي الجهة ما ال طاقة لديه‪.‬‬
‫فمن عيوب مرسوم الالتمركز إلاداري الجديد هذا ‪ ،‬هو عدم إستقاللية القرار إلاداري على مستوى املصالح‬
‫الخارجية ‪ ،‬فاملسؤول إلاداري في إطار هذا القانون يكون غالبا تابعا لإلدارة املركزية ‪ ،‬كما أن سياسة عدم‬
‫الالتمركز إلاداري يتم اختزالها بشدة في مؤسسة الوالي الذي يجسد سلطة الدولة على مستوى الجهة ‪.‬‬

‫‪266‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ، 32‬نفس المرجع السابق‪.‬‬
‫‪267‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ، 33‬نفس المرجع ‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬النظام املالي للجهة في ضوء القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ‪111.14‬و املراسيم‬
‫التطبيقية ‪.‬‬

‫تعتبر امليزانية مدخال رئيسيا للتدبير الجهوي السليم ‪ .‬العتبارها محور الخير و الشر لكافة املجاالت‬
‫السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية بالجهة ‪ ،‬و هي بالتالي »'' السلطة السياسية التي ارتضاها‬
‫املجتمع لنفسه''‪ ،« 268‬فقد » أوضح الاقتصادي الشهير '' ‪ '' Musgrave‬أن لسياسة امليزانية ثالث وظائف‬
‫رئيسية حصرها في ‪:‬‬
‫‪ - 0‬و ظيفة التخصيص ‪ :‬تتعلق بالبحث عن إشباع الحاجات العامة عن طريق النفقات العامة‪.‬‬
‫‪ - 8‬وظيفة إعادة التوزيع ‪ :‬عن طريق إعادة توزيع الدخل و تحقيق العدالة في توزيع الثروة عن طريق‬
‫الجباية و التحويالت الاجتماعية ‪.‬‬
‫‪ - 3‬وظيفة الاستقرار ‪ :‬بمحاولة التدخل في بعض الظروف الاقتصادية ‪ ،‬عن طريق تحريك قوى الطلب‬
‫الفعلي و سوق العمل ‪ ،‬و بالتالي معدالت النمو على املدى الطويل ‪ ،‬و ذلك بانتهاج سياسات لدعم بعض‬
‫النشاطات ‪ ،‬كدعم السياسة الصناعية‪. «269‬‬
‫على هذا ألاساس ‪ ،‬يجب على الجهات أن تبحث عن توزيع إمكانياتها املالية بين هذه الوظائف الثالث ‪ ،‬و‬
‫ذلك في حدود مكونات ميزانيتها املالية ( املبحث ألاول ) ‪ ،‬مع وجوب احترام القواعد املطبقة على هذه املوارد‬
‫أو إنفاقها ( املبحث الثاني )‪ ،‬و ذلك في إطار الحدود التي تراعي ألاوضاع الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية‬
‫للمواطنين ‪ ،‬و التي يؤطرها الدستور و القوانين املنظمة ‪.‬‬

‫املبحث ألاول ‪ :‬مكونات ميزانية الجهة و طرق تدبيرها ‪.‬‬

‫تتوفر الجهة طبقا للمقتضيات الدستورية و التنظيمية على موارد مالية ذاتية و موارد مالية ترصدها لها‬
‫الدولة و حصيلة الاقتراضات من أجل ممارسة اختصاصاتها ‪ ،‬على اقتران كل اختصاص يتم نقله من الدولة‬
‫إلى الجهة بتحويل املوارد املالية املطابقة ملمارسته ‪ ،‬كما تعتبر ميزانية الجهة حسب مقتضيات القانون‬
‫التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ‪ 111.14‬تلك الوثيقة التي يقدر و يؤذن بموجبها‪ ،‬بالنسبة لكل سنة مالية ‪،‬‬

‫‪268‬‬
‫‪ -‬درواسي مسعود ‪'' ،‬السياسة المالية و دورها في تحقيق التوازن االقتصادي حالة الجزائر ‪ ، '' 9116 – 2771‬رسالة دكتوراه دولة ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪،‬‬
‫السنة الجامعية ‪ ، 9114 -9111 :‬ص ‪.219‬‬
‫‪269‬‬
‫‪- Le budget de l’état nouvelles régles , nouvelles pratiques , les études de la documentation française , Paris 2006 , p‬‬
‫‪10.‬‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫مجموع موارد و تكاليف الجهة ‪ ،‬و يشترط فيها أن تقدم بشكل صادق مجموع مواردها و تكاليفها‪ .‬و أن يتم‬
‫تقييم صدقية هذه املوارد و التكاليف بناء على املعطيات املتوفرة أثناء إعدادها و التوقعات التي يمكن أن‬
‫تنتج عنها‪ .270‬فهي بذلك توقع و تقدير قبلي‪ ،‬بشأن تحمالت و موارد الجهة خالل السنة املالية‪ ،‬التي يقتضيها‬
‫استخالص املوارد و الوفاء بتحمالت الجهة ‪ ،‬و ذلك داخل حدود إلاطار الزمني لهذا التوقع‪ .‬و هو اثنا عشر‬
‫شهرا ‪ ،‬تبتدئ من فاتح يناير و تنتهي في ‪ 17‬ديسمبر‪ ،‬حسب منطوق املادة ‪ 711‬من نفس القانون التنظيمي ‪ .‬و‬
‫هو ما يستلزم منا التطرق إلى موارد و تكاليف الجهة ( املطلب ألاول ) ‪ ،‬و كذا سبل إعداد و اعتماد ميزانيتها و‬
‫تنفيذها و حصرها ( املطلب الثاني )‪ ،‬و ذلك وفق املقتضيات القانونية التنظيمية و التطبيقية ‪.‬‬

‫املطلب ألاول‪ :‬ميزانية الجهة ‪ :‬املوارد و التكاليف ‪.‬‬

‫يتطلب الخوض في موضوع امليزانية الجهوية منا كباحثين التطرق بشكل منهجي إلى املوارد املالية التي‬
‫منحها املشرع للجهات طبقا للمقتضيات القانونية و التنظيمية ( الفقرة ألاولى ) ‪ ،‬ليتأتى لنا بعد ذلك معرفة‬
‫السبل القانونية لتدبيرها سواء على مستوى إلاعداد و الاعتماد و املصادقة أو التنفيذ و التعديل و الحصر‬
‫(الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة ألاولى ‪ :‬مكونات ميزانية الجهة و مواردها املالية ‪.‬‬

‫تتكون وثيقة ميزانية الجهة من ميزانية رئيسية وميزانيات ملحقة و حسابات خصوصية‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬امليزانية الرئيسية ‪.‬‬
‫تشتمل هذه امليزانية على جزء أول تدرج فيه عمليات التسيير سواء فيما يخص املداخيل أو النفقات ‪ ،‬و‬
‫جزء ثاني يتعلق بعمليات التجهيز‪ ،‬يشمل جميع املوارد املرصودة للتجهيز و الاستعمال الذي خصصت ألجله‬
‫‪ ،‬و يشترط في هذه امليزانية أن تكون متوازنة في جزأيها هذين ‪ .‬علما أنه في حالة ظهور فائض تقديري في‬
‫الجزء ألاول من امليزانية ‪ ،‬وجب رصده بالجزء الثاني ‪.‬‬
‫و استثناء‪ ،‬تدرج وجوبا الحصص التي توزع على الجهات املعنية في إطار تدخالت صندوق التضامن بين‬
‫الجهات املنصوص عليه في املادة ‪ 719‬من القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ‪ 111.14‬في موارد الجزء‬

‫‪270‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 241‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬

‫‪112‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫الثاني للميزانية و املتعلق بعمليات التجهيز ‪ ،‬كما ال يجوز استعمال مداخيل الجزء الثاني في مقابل نفقات‬
‫الجزء ألاول‪.‬‬
‫‪ - 0‬الاعتمادات املتعلقة بالتسيير ‪:‬‬
‫تلغى اعتمادات التسيير املفتوحة برسم امليزانية و غير امللتزم بها عند اختتام السنة املالية ‪ ،‬كما ترحل‬
‫اعتمادات التسيير امللتزم بها و غير املؤداة عند اختتام السنة املالية إلى السنة املوالية‪ ،271‬في حين تخول‬
‫اعتمادات التسيير امللتزم بها وغير املؤداة و كذا اعتمادات ألاداء املرحلة املتعلقة بنفقات التجهيز الحق في‬
‫مخصص من نفس املبلغ يضاف إلى مخصصات السنة ‪ .‬و تحدد إجراءات ترحيل الاعتمادات بنص‬
‫تنظيمي‪.272‬‬
‫‪ - 8‬الاعتمادات املتعلقة بنفقات التجهيز‪:‬‬
‫تشتمل هذه الاعتمادات على اعتمادات ألاداء التي تمثل الحد ألاعلى للنفقات املمكن ألامر بصرفها خالل‬
‫السنة املالية ‪ ،‬و كذا اعتمادات الالتزام التي تمثل الحد ألاعلى للنفقات املأذون لآلمرين بالصرف بااللتزام بها‬
‫قصد تنفيذ التجهيزات و ألاشغال املقررة‪.273‬‬
‫إضافة إلى هذه الاعتمادات ‪ ،‬تشتمل ميزانية الجهة على ميزانيات ملحقة و حسابات خصوصية حسب‬
‫مقتضيات املادتين ‪ 717‬و‪ 711‬من القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ‪. 777.79‬‬
‫ثانيا ‪ :‬امليزانيات امللحقة ‪.‬‬
‫تحدث بقرار للسلطة الحكومية املكلفة بالداخلية ‪ ،‬و تدرج فيها العمليات املالية لبعض املصالح التي ال‬
‫تتمتع بالشخصية الاعتبارية و التي يهدف نشاطها بصفة أساسية إلى إنتاج سلع أو إلى تقديم خدمات مقابل‬
‫أداء أجر‪ ،‬و تشتمل هذه امليزانيات في جزء أول على مداخيل و نفقات التسيير‪ ،‬و في جزء ثان على نفقات‬
‫التجهيز و املوارد املرصودة لهذه النفقات‪ .‬و تقدم هذه امليزانيات متوازنة و جوبا ‪.‬‬
‫إن تحضير هذه الاعتمادات و التأشير عليها و تنفيذها و مراقبتها يتم طبقا لنفس الشروط املتعلقة بامليزانية‬
‫‪،‬و في حالة عدم كفاية مداخيل التسيير يعوض بدفع مخصص للتسيير مقرر برسم التكاليف في الجزء ألاول‬
‫من امليزانية ‪ ،‬كما يرصد الفائض التقديري املحتمل في مداخيل التسيير بالنسبة للنفقات لتمويل نفقات‬
‫التجهيز‪ ،‬و يدرج الباقي منه في مداخيل الجزء الثاني من امليزانية‪.274‬‬
‫‪271‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 297‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬
‫‪272‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 212‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬
‫‪273‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 299‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬
‫‪274‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 219‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬

‫‪113‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫ثالثا ‪ :‬الحسابات الخصوصية ‪.‬‬
‫تهدف هذه الحسابات إلى بيان العمليات التي ال يمكن إدراجها بطريقة مالئمة في امليزانية نظرا لطابعها‬
‫الخاص أو لعالقة سببية متبادلة بين املدخول والنفقة ‪ ،‬أو إلى بيان عمليات مع الاحتفاظ بنوعها الخاص و‬
‫ضمان استمرارها من سنة مالية إلى أخرى ‪ ،‬و إما إلى الاحتفاظ بأثر عمليات تمتد على ما يزيد على سنة دون‬
‫تمييز بين السنوات املالية‪ ،‬و تشتمل هذه الحسابات على حسابات مرصدة ألمور خصوصية ‪ ،‬و حسابات‬
‫النفقات من املخصصات‪.275‬‬
‫‪ -0‬حسابات مرصودة ألمور خصوصية ‪:‬‬
‫يتم إحداث هذه الحسابات بقرار للسلطة الحكومية املكلفة بالداخلية ‪ ،‬و ذلك بناء على برنامج استعمال‬
‫يعده آلامر بالصرف ‪ ،‬تنفيذا ملداوالت مجلس الجهة ‪ .‬و يشترط في هذه الحسابات أن تبين املداخيل املتوقعة‬
‫املرصودة لتمويل صنف معين من النفقات و الاستعمال الذي خصصت له هذه املداخيل ‪.‬‬
‫يدرج مبلغ التقديرات في امللخص العام مليزانية الجهة ‪ ،‬على أن تفتح اعتمادات ألاداء في حدود املداخيل‬
‫املحصل عليها بترخيص من السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية أو من تفوض له ذلك‪.‬‬
‫أما إذا تبين أن املداخيل املحصل عليها تفوق التوقعات‪ ،‬أمكن فتح اعتمادات إضافية في حدود هذا الفائض‬
‫‪ .‬في حين ترحل املوارد املالية املتوفرة في الحساب املرصود ألمور خصوصية إلى السنة املالية املوالية من أجل‬
‫ضمان استمرار العمليات من سنة إلى أخرى‪ ،‬و يصفى بحكم القانون في نهاية السنة الثالثة كل حساب‬
‫مرصد ألمور خصوصية لم تترتب عليه نفقات خالل ثالث سنوات متتالية‪ ،‬ويدرج الباقي منه في باب املداخيل‬
‫بالجزء الثاني من امليزانية‪ .‬على أن تتولى السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية مسألة التأشير على تغييرات‬
‫الحساب املرصود ألمور خصوصية ‪ ،‬و كذا تصفية و قفل لحساب املرصود ألمور خصوصية بقرار للسلطة‬
‫الحكومية نفسها‪.276‬‬
‫‪ - 8‬حسابات النفقات من املخصصات ‪:‬‬
‫تحدث بقرار للسلطة الحكومية املكلفة بالداخلية ‪ ،‬و تدرج فيها العمليات التي تمول بموارد يتم‬
‫تحديدها مسبقا ‪ .‬شريطة أن تكون هذه املوارد متوفرة قبل إنجاز النفقة‪.‬‬
‫يتم ترحيل فائض املوارد في حسابات النفقات من املخصصات عن كل سنة مالية إلى السنة املوالية ‪ ،‬و في‬
‫حالة عدم استهالك هذا الفائض خالل السنة املوالية ‪ ،‬و جب إدراجه في باب املداخيل بالجزء الثاني من‬

‫‪275‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 211‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬
‫‪276‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 216‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬

‫‪114‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫امليزانية الثانية املوالية للميزانية التي تم الحصول عليه فيها‪ .‬و يتم إعداد هذه الحسابات و التأشير عليها و‬
‫تنفيذها و مراقبتها وفق الشروط املتعلقة بامليزانية‪.277‬‬
‫عموما ‪ ،‬تتوفر الجهة على عدة موارد مالية يمكن حصرها فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬حصيلة الضرائب أو حصص ضرائب الدولة املخصصة للجهة بمقتض ى قوانين املالية‪ ،‬السيما‬
‫فيما يتعلق بالضريبة على الشركات و بالضريبة على الدخل ‪ ،‬و الرسم على عقود التأمين ؛‬
‫‪ ‬املخصصات املالية من امليزانية العامة للدولة ؛‬
‫‪ ‬حصيلة الضرائب و الرسوم املأذون للجهة في تحصيلها ؛‬
‫‪ ‬حصيلة ألاتاوى املحدثة طبقا للتشريع الجاري به العمل؛‬
‫‪ ‬حصيلة ألاجور عن الخدمات املقدمة ؛‬
‫‪ ‬حصيلة الغرامات طبقا للتشريع الجاري به العمل؛‬
‫‪ ‬حصيلة الاستغالالت و ألاتاوى و حصص ألارباح ‪ ،‬و كذلك املوارد و حصيلة املساهمات‬
‫املالية املتأتية من املؤسسات و املقاوالت التابعة للجهة أو املساهمة فيها؛‬
‫‪ ‬إلامدادات املمنوحة من قبل الدولة أو ألاشخاص الاعتبارية الخاضعة للقانون العام؛‬
‫‪ ‬حصيلة الاقتراضات املرخص بها ؛‬
‫‪ ‬دخول ألامالك و املساهمات ؛‬
‫‪ ‬حصيلة بيع املنقوالت و العقارات ؛‬
‫‪ ‬أموال املساعدات و الهبات و الوصايا؛‬
‫‪ ‬مداخيل مختلفة و املوارد ألاخرى املقررة في القوانين و ألانظمة الجاري بها العمل‪.278‬‬
‫يمكن للجهة أن تستفيد من تسبيقات تقدمها لها الدولة في شكل تسهيالت مالية إلى حين استخالص‬
‫املداخيل الواجب تحصيلها برسم املوارد الضريبية و برسم حصتها من ضرائب الدولة ‪ ،‬على أن يتم تحديد‬
‫كيفيات تقديم منح هذه التسبيقات و تسديدها بنص تنظيمي‪. 279‬‬

‫‪277‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 211‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬
‫‪278‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 217‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬
‫‪279‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 272‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬

‫‪115‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫و لإلشارة ‪ ،‬ف عمليات الاقتراضات التي تقوم بها الجهة تخضع لقواعد تحدد بنص تنظيمي‪ .280‬تدرج وجوبا‬
‫توازنات ميزانية الجهة و ميزانياتها امللحقة و حساباتها الخصوصية في بيان مجمع‪ ،‬يتضمن املعطيات املتعلقة‬
‫ب‪:‬‬
‫‪ ‬باملداخيل أو النفقات املدرجة بالجزء ألاول من ميزانية الجهة ؛‬
‫‪ ‬باملداخيل أو النفقات املدرجة بالجزء الثاني من ميزانية الجهة ؛‬
‫‪ ‬باملداخيل أو النفقات املدرجة بالحسابات املرصودة ألمور خصوصية ؛‬
‫‪ ‬باملداخيل أو النفقات املدرجة بحسابات النفقات من املخصصات ؛‬
‫‪ ‬باملداخيل أو النفقات املدرجة بامليزانيات امللحقة‪281‬؛‬
‫يقوم رئيس مجلس الجهة بإعداد مشروع البيان املجمع عند إعداد مشروع امليزانية ‪ .‬و يرفقا ببعضهما عند‬
‫عرضهما على لجنة امليزانية و الشؤون املالية و البرمجة‪ .‬مع لزوم بعث رئيس مجلس الجهة لنسخة من البيان‬
‫املجمع إلى والي الجهة و إلى املصالح املركزية بوزارة الداخلية املكلفة باملالية املحلية و املصالح املختصة التابعة‬
‫للسلطة الحكومية املكلفة باملالية ‪ ،‬قصد إلاخبار ‪ .‬و يحدد شكل هذا البيان املجمع وفق نموذج يحدد بمرسوم‬
‫‪ ،‬على أنه يمكن تغييره أو تتميمه عند الاقتضاء بقرار مشترك لوزير الداخلية و وزير الاقتصاد و املالية‪.282‬‬
‫من جهة أخرى ‪ ،‬ال يمكن رصد مدخول لنفقة من بين املداخيل التي تساهم في تأليف مجموع الجزء ألاول‬
‫من امليزانية و امليزانيات امللحقة ‪ ،‬في حين يمكن رصد مدخول لنفقة من الجزء الثاني في إطار ميزانية الجهة‬
‫و ميزانياتها امللحقة و كذا في إطار حساباتها الخصوصية‪ .283‬على أن يحدد بنص تنظيمي تبويب امليزانية‪، 284‬‬
‫حيث يحدد هذا التبويب بقرار مشترك للسطلة الحكومية املكلفة بالداخلية و السلطة الحكومية املكلفة‬
‫باملالية حسب مقتضيات املادة ألاولى من املرسوم رقم ‪ 7.72.197‬املتعلق بتحديد تبويب ميزانية الجهة ‪ ،‬و‬
‫الصادر في ‪ 1‬يوليو ‪. 7172‬‬

‫‪280‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 271‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬
‫‪281‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 249‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬
‫‪282‬‬
‫‪ -‬مرسوم رقم ‪ 2.17.291‬صادر في ‪ 14‬من رمضان ‪ 7 ( 1438‬يونيو ‪ ) 2017‬المتعلق بتحديد كيفيات إدراج توازنات ميزانية الجهة و الميزانيات الملحقة‬
‫والحسابات الخصوصية في بيان مجمع ‪.‬‬
‫‪283‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 241‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬
‫‪284‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 247‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬

‫‪116‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬التكاليف املالية للجهة ‪.‬‬

‫» تعتبر مجاالت إلانفاق املالي الترابي شكال مصغرا ملجاالت إلانفاق‪ ، « 285‬مقارنة مع مجاالت إلانفاق املركزي‬
‫‪ ،‬إال أنها ال تختلف في طبيعة بعض مجاالتها ‪.‬‬
‫على هذا ألاساس ‪ ،‬تشتمل تكاليف الجهة على نفقات امليزانية و نفقات امليزانيات امللحقة و نفقات الحسابات‬
‫الخصوصية‪ .286‬و باملقابل تشتمل نفقات الجهة على نفقات التسيير و نفقات التجهيز‪.287‬‬

‫أوال ‪ :‬نفقات التسيير ‪.‬‬


‫و تشتمل على ‪:‬‬
‫‪ ‬نفقات املوظفين و ألاعوان و املعدات املرتبطة بتسيير املرافق التابعة للجهة ؛‬
‫‪ ‬املصاريف املتعلقة بإرجاع الدين و إلامدادات املمنوحة من لدن الجهة ؛‬
‫‪ ‬النفقات املتعلقة بتنفيذ القرارات و ألاحكام القضائية الصادرة ضد الجهة ؛‬
‫‪ ‬املخصصات املرصودة لتسيير الوكالة الجهوية لتنفيذ املشاريع ؛‬
‫‪ ‬النفقات املتعلقة بالتسديدات و التخفيضات و إلارجاعات الضريبية ؛‬
‫‪ ‬النفقات الطارئة و املخصصات الاحتياطية ؛‬
‫‪ ‬النفقات املتعلقة بااللتزامات املالية الناتجة عن الاتفاقيات و العقود املبرمة من لدن الجهة؛‬
‫‪ ‬النفقات املختلفة املتعلقة بتدخل الجهة‪.288‬‬
‫الشك أن حجم إلانفاق املرتبط بالتسيير سيؤثر سلبا على ميزانية الجهة فهو » يمتص املوارد العادية ‪ ،‬و‬
‫يجعلها في وضعية عجز مالي‪ ،‬يوازن عن طريق إمدادات التسيير‪ ،‬الش يء الذي ال يخدم تدعيم الاستقالل‬
‫املالي‪ .« 289‬و هو ما يستوجب » مراعاة ترشيد النفقات عند وضع تقديرات املصاريف بميزانية التسيير بناء‬

‫‪285‬‬
‫‪ -‬مكاوي نصير‪ ''،‬تدبير مالية الجماعات المحلية'' ‪ ،‬دار أبي رقراق للطباعة والنشر‪ -‬الرباط ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬سنة ‪ ، 2111‬ص ‪. 22‬‬
‫‪286‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 279‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬
‫‪287‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 271‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬
‫‪288‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 276‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬
‫‪- 289‬‬
‫عبد المجيد أسعد ‪ '' ،‬مالية الجماعات المحلية بالمغرب'' ‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة ‪ -‬البيضاء‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،‬سنة ‪ ،2771‬ص ‪.1 -6‬‬

‫‪117‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫على صدقية التوقعات ‪ ،‬و إعطاء ألاولوية للمصاريف إلاجبارية ‪ ،‬دون إلاخالل بجودة الخدمات املقدمة‬
‫للمواطنين‪. «290‬‬
‫ثانيا ‪ :‬نفقات التجهيز ‪.‬‬
‫و تشتمل على ‪:‬‬
‫‪ ‬نفقات ألاشغال و جميع برامج التجهيز التي تدخل في اختصاصات الجهة؛‬
‫‪ ‬املخصصات املرصودة للوكالة الجهوية لتنفيذ املشاريع ؛‬
‫‪ ‬استهالك رأسمال الدين املقترض و إلامدادات املمنوحة و حصص املساهمات‪.291‬‬
‫و يضاف إلى تكاليف الجهة هذه ‪ ،‬نفقات أخرى تنص عليها املادة ‪ 17‬من القانون التنظيمي رقم ‪777.79‬‬
‫املتعلق بالجهات ضمن اختصاصاتها الذاتية ‪ ،‬و التي تمس كل من امليادين الاقتصادية و الاجتماعية و‬
‫الثقافية ‪ ،‬و ذلك وفق برنامج التنمية الجهوية‪ ،‬الذي يضعه مجلس الجهة تحت إشراف رئيسه‪ ،‬خالل سنته‬
‫ألاولى من مدة الانتداب‪ ،‬و الذي يحدد فيه‪ ،‬ألاعمال التنموية املقرر برمجتها أو إنجازها بتراب الجهة‪ ،‬ملدة ست‬
‫سنوات ‪.‬‬
‫نضرا لتعدد مجاالت إلانفاق الجهوي ‪ ،‬حدد املشرع في القانون التنظيمي للجهات رقم ‪ ، 777.79‬و بنوع من‬
‫التفصيل النفقات إلاجبارية للجهة و التي حصرها في ما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬الرواتب و التعويضات املمنوحة للموارد البشرية بالجهة و كذا أقساط التأمين؛‬
‫‪ ‬مساهمة الجهة في هيئات الاحتياط و صناديق تقاعد املوارد البشرية بالجهة و املساهمة في نفقات‬
‫التعاضديات ؛‬
‫‪ ‬املصاريف املتعلقة باستهالك املاء والكهرباء و املواصالت ؛‬
‫‪ ‬الديون املستحقة؛‬
‫‪ ‬املساهمات الواجب تحويلها لفائدة مجموعات الجهات و مجموعات الجماعات الترابية؛‬
‫‪ ‬الالتزامات املالية الناتجة عن الاتفاقيات و العقود املبرمة من لدن الجهة؛‬
‫‪ ‬النفقات املتعلقة بتنفيذ القرارات و ألاحكام القضائية الصادرة ضد الجهة‪.292‬‬

‫‪290‬‬
‫‪ -‬وزارة الداخلية ‪ ،‬المديرية العامة للجماعات الترابية‪ ،‬مديرية المالية المحلية ‪ ،‬وزير الداخلية '' الدورية الموجهة إلى والة وعمال عماالت و أقاليم‬
‫المملكة و رؤساء مجالس الجماعات الترابية ‪ ،‬حول إعداد وتنفيذ ميزانيات الجماعات الترابية برسم سنة ‪ ،''6059‬عدد ‪ ، F2707‬بتاريخ ‪ 56‬سبتمبر‬
‫‪.6058‬‬
‫‪291‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 276‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪ ، 222.26‬مرجع سابق ‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫يشترط وجوبا أن تقدم نفقات ميزانية الجهة داخل ألابواب في فصول مقسمة إلى برامج و مشاريع أو‬
‫عمليات ‪ .‬في حين تقدم نفقات امليزانيات امللحقة داخل كل فصل في برامج ‪ ،‬و عند الاقتضاء في برامج‬
‫مقسمة إلى مشاريع أو عمليات ‪ ،‬أما نفقات الحسابات الخصوصية فتقدم هي ألاخرى في برامج و عند‬
‫الاقتضاء في برامج منقسمة إلى مشاريع أو عمليات‪ .293‬حيث يتم تقسيم املشروع إلى سطور في ميزانية الجهة‬
‫تبرز الطبيعة الاقتصادية للنفقات املرتبطة باألنشطة و العمليات املنجزة‪ .294‬على أن تظل الالتزامات‬
‫بالنفقات في حدود ترخيصات ميزانية الجهة‪ ،‬و أن تتوقف هذه الالتزامات على توفر الاعتمادات بميزانية‬
‫الجهة‪.295‬‬
‫مما الشك فيه أن الجهات أصبحت تتمتع بموارد و صالحيات مالية مهمة لإلنفاق ‪ ،‬ما يستلزم مراعات »‬
‫املردودية و إلانتاج و توسيع مجاالت املبادرة املحلية ‪ ،‬في أفق تجاوز مختلف إلاشكاالت التي تعترضها في سبيل‬
‫تحقيق مختلف أهدافها‪. « 296‬‬
‫فالغاية من هذه املوارد و الصالحيات املالية تكمن في » إشباع حاجات عامة محلية و تحقيق لنفع العام ‪ ،‬و‬
‫ليس تحقيق نفع خاص أو مصلحة خاصة لفئة معينة ‪ ،‬فكما يتساوى جميع ألافراد في تحمل ألاعباء العامة‬
‫فإنهم يتساوون كذلك في الانتفاع بالنفقات العامة‪.« 297‬‬

‫املطلب الثاني ‪ :‬وضع ميزانية الجهة ‪.‬‬

‫تمر ميزانية الجهة بدورها ملراحل زمنية متعاقبة و متداخلة تشكل ما يسمى ب''دورة امليزانية'' املعمول بها‬
‫في امليزانية العامة للدولة ‪ ،‬و التي تقوم بها السلطة التنفيذية ( مجلس الجهة ) ‪ ،‬دون إغفال دور السلطات‬
‫التي تقوم باملراقبة إلادارية ( والي الجهة )‪ .‬لذلك سنتناول العمليات املكونة مليزانية الجهة من خالل إلاعداد و‬
‫الاعتماد و املصادقة ( الفقرة ألاولى ) ‪ ،‬ثم التنفيذ و التعديل و الحصر( الفقرة الثانية ) ‪.‬‬

‫‪292‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 274‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬
‫‪293‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 291‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬
‫‪ -‬البرنامج عبارة عن مجموعة متناسقة من المشاريع أو العمليات‪ ،‬تقرن به أهداف محددة وفق غايات ذات منفعة عامة وكذا مؤشرات مرقمة لقياس‬
‫النتائج المتوخاة والتي ستخضع للتقييم قصد التحقق من شروط الفعالية و النجاعة والجودة المرتبطة باإلنجازات‪.‬‬
‫‪ -‬المشروع أو العملية عبارة عن مجموعة من األنشطة و األوراش التي يتم إنجازها بهدف االستجابة لمجموعة من االحتياجات المحددة‪(.‬أنضر المواد‬
‫‪ 171 - 171‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.)111.11‬‬
‫‪294‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 291‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬
‫‪295‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 296‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬
‫‪296‬‬
‫‪ -‬خليل الفاهي ‪ '' ،‬الجهوية و البعد التنموي المحلي ‪ :‬دراسة في األسس و المقومات ''‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمية ‪ ،‬العدد ‪ ، 52‬سنة‬
‫‪ ، 5998‬ص ‪.502‬‬
‫‪297‬‬
‫‪ -‬محمد حنين ‪ '' ،‬تدبير المالية العمومية ‪ :‬الرهانات و اإلكراهات '' ‪ ،‬دار القلم للطباعة و النشر و التوزيع ‪ -‬الرباط ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬سنة ‪ ، 6002‬ص‬
‫‪.209‬‬

‫‪119‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫الفقرة ألاولى ‪ :‬إعداد و اعتماد و التأشير على امليزانية ‪.‬‬

‫تخضع امليزانية الجهوية لنفس املساطر املتبعة في امليزانية العامة و املتمثلة في إلاعداد ( أوال ) و الاعتماد (‬
‫ثانيا ) و املصادقة ( ثالثا ) ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬تحضير امليزانية ‪.‬‬
‫تنص الفقرة الثانية من املادة ‪ 719‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 777.79‬املتعلق بالجهات ‪ ،‬على تولي رئيس‬
‫مجلس الجهة مسألة إعداد امليزانية ‪ ،‬على أن يتم إعداد هذه امليزانية على أساس برمجة تمتد على ثالث‬
‫سنوات ملجموع موارد و تكاليف الجهة ‪ ،‬و ذلك طبقا لبرنامج التنمية الجهوية ‪ ،‬و تحين هذه البرمجة كل سنة‬
‫ملالءمتها مع تطور املوارد و التكاليف‪ ،‬طبقا ملقتضيات املادة ‪ 742‬من نفس القانون التنظيمي ‪.‬‬
‫يتم إعداد مشروع البرمجة ثالثية السنوات في أجل أقصاه نهاية شهر'' أغسطس '' من كل سنة ‪ ،‬كما يكون‬
‫هذا املشروع مقرونا بأهداف و مؤشرات النجاعة ‪ ،‬و تحين البرمجة كل سنة ملالئمتها مع تطور مجموع موارد و‬
‫تكاليف الجهة ‪ ،‬مع إعادة ترتيب ألاولويات بالنسبة للمشاريع املبرمجة‪ .‬و تكون تقديرات املداخيل و النفقات‬
‫برسم السنة ألاولى متطابقة مع تقديرات امليزانية ‪ .‬كما يحدد بقرار للسلطة الحكومية املكلفة بالداخلية نموذج‬
‫بيان البرمجة املمتدة على ثالث سنوات الخاصة بميزانية الجهة‪.298‬‬
‫ثانيا ‪ :‬دراسة و اعتماد امليزانية ‪.‬‬
‫بعد عملية إعداد مشروع امليزانية ‪ ،‬يتم عرض هذه ألاخيرة ‪ ،‬مرفقة بالوثائق الضرورية ‪ ،‬لدراستها على لجنة‬
‫امليزانية و الشؤون املالية و البرمجة ‪ ،‬داخل أجل عشرة أيام ‪ ،‬قبل افتتاح الدورة املتعلقة باملصادقة على‬
‫امليزانية من طرف مجلس الجهة‪ ،299‬و تتمثل هذه الوثائق في ‪:‬‬
‫‪ ‬بيان عن البرمجة املمتدة على ثالث سنوات الخاصة بميزانية الجهة ؛‬
‫‪ ‬مشروع نجاعة ألاداء برسم السنة املعنية؛‬
‫‪ ‬بيان خاص عن الضمانات املمنوحة للجهة و كذا الالتزامات املالية الناتجة عن الاتفاقيات و العقود‬
‫املبرمة من قبل الجهة ؛‬
‫‪ ‬بيان خاص عن ألاقساط السنوية املتعلقة بتسديد القروض برسم السنة املالية املعنية؛‬

‫‪298‬‬
‫‪ -‬مرسوم رقم ‪ 2.16.305‬صادر في ‪ 23‬من رمضان ‪ 29( 1437‬يونيو ‪ ) 2016‬المتعلق بتحديد مسطرة و آجال إعداد البرمجة الممتدة على ثالث‬
‫سنوات الخاصة بميزانية الجهة ‪.‬‬
‫‪299‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 271‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬

‫‪121‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪ ‬بيان عن القرارات وألاحكام القضائية الصادرة ضد الجهة ؛‬
‫‪ ‬بيان خاص عن املداخيل املستخلصة ‪ ،‬و تلك التي لم يتم استخالصها بعد خالل السنتين املنصرمتين‪،‬‬
‫و كذا املداخيل املستخلصة إلى غاية شهر سبتمبر من السنة الجارية ؛‬
‫‪ ‬بيان خاص عن النفقات امللتزم بها و املؤداة برسم ميزانيتي التسيير و التجهيز خالل السنتين‬
‫املنصرمتين‪ ،‬و كذا النفقات امللتزم بها و املؤداة إلى غاية شهر سبتمبر من السنة الجارية ؛‬
‫‪ ‬مذكرة تقديم حول نفقات التسيير تبرز تطور هذه النفقات و بنيتها و خصائصها و تقديراتها برسم‬
‫السنة املالية املعنية و السنة املوالية‪ ،‬و كذا تطور عدد املوظفين‪300‬؛‬
‫يقتض ي العمل بمبدأ سنوية امليزانية ‪ ،‬ضرورة إعداد ميزانية الجهة و التصويت و التأشير عليها‪ ،‬قبل بداية‬
‫السنة التي تتعلق بالسنة املالية‪ ،‬أي من فاتح يناير إلى ‪ 17‬دجنبر و هو ألاجل املنصوص عليه في املادة ‪ 711‬من‬
‫القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ‪ ،111.14‬فبواسطة وثيقة امليزانية هاته يمكن للجهة البدء في تحصيل‬
‫املداخيل و صرف النفقات ‪.‬‬
‫يستدعي التصويت على ميزانية الجهة التصويت على املداخيل قبل النفقات ‪ ،‬حيث يجرى في شأن‬
‫تقديرات املداخيل تصويت إجمالي فيما يخص امليزانية و امليزانيات امللحقة و الحسابات الخصوصية ‪ ،‬أما في‬
‫شان النفقات فيتم التصويت عن كل باب‪.301‬‬
‫يتم اعتماد ميزانية الجهة في تاريخ ال يتجاوز ‪ 9‬نوفمبر ‪ ،‬طبقا ملقتضيات الفقرة الثالثة من املادة ‪741‬‬
‫املشار إليها سابقا ‪ ،‬و في حالة لم يتأت ذلك ‪ ،‬يدعى املجلس لالجتماع في دورة استثنائية داخل أجل أقصاه‬
‫خمسة عشر يوما ابتداء من تاريخ الاجتماع الذي تم خالله رفض امليزانية‪ ،‬لتدارس جميع الاقتراحات املتعلقة‬
‫بتعديل امليزانية التي من شأنها تفادي أسباب رفضها‪.‬‬
‫كما يتعين على رئيس مجلس الجهة باعتباره آلامر بالصرف أن يوجه إلى السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية في‬
‫تاريخ أقصاه فاتح ديسمبر امليزانية املعتمدة أو امليزانية غير املعتمدة مرفقة بمحاضر مداوالت املجلس‪ .302‬و عند‬
‫عدم اعتماد امليزانية وفق هذه املسطرة ‪ ،‬و املنصوص عليها في املادة ‪ 711‬السالفة الذكر ‪ ،‬تقوم السلطة‬
‫الحكومية املكلفة بالداخلية‪ ،‬بوضع ميزانية للتسيير على أساس آخر ميزانية مؤشر عليها مع مراعاة تطور‬

‫‪300‬‬
‫‪ -‬مرسوم رقم ‪ 2.16.314‬صادر في ‪ 23‬من رمضان ‪ 69 ( 1437‬يونيو ‪ ) 2016‬المتعلق بتحديد قائمة الوثائق الواجب إرفاقها بميزانية الجهة‬
‫المعروضة على لجنة الميزانية والشؤون المالية والبرمجة‪.‬‬
‫‪301‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 277‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬
‫‪302‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 911‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬

‫‪121‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫تكاليف و موارد الجهة‪ ،‬و ذلك بعد دراسة امليزانية غير املعتمدة و أسباب رفضها و مقترحات التعديالت‬
‫املقدمة من لدن مجلس الجهة و كذا أجوبة رئيس الجهة املقدمة في شأنها ‪ ،‬و ذلك داخل أجل أقصاه ‪17‬‬
‫ديسمبر‪ .‬و على إثر ذلك تستمر الجهة في هذه الحالة في أداء ألاقساط السنوية لالقتراضات‪.303‬‬
‫و تصبح ميزانية الجهة قابلة للتنفيذ بعد التأشير عليها من قبل السلطة املكلفة بالداخلية في أجل ال‬
‫يتعدى ‪ 71‬نونبر ‪ ،‬بعد مراقبة ما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬احترام أحكام هذا القانون التنظيمي و القوانين و ألانظمة الجاري بها العمل ؛‬
‫‪ ‬توازن امليزانية على أساس صدقية تقديرات املداخيل و النفقات ؛‬
‫‪ ‬تسجيل النفقات إلاجبارية املشار إليها في املادة ‪ 741‬من القانون التنظيمي املتعلق بالجهات ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬التأشير على امليزانية ‪.‬‬

‫تؤشر السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية على ميزانية الجهة داخل أجل عشرين يوما من تاريخ التوصل‬
‫بها‪ .304‬مع مراعاة مقتضيات الفقرة ألاخيرة من املادة ‪ 779‬من القانون التنظيمي رقم ‪ ،111.14‬و التي تنص على‬
‫أن عدم اتخاذ أي قرار في شأن املقررات ذات الوقع املالي على النفقات و املداخيل بعد انصرام ألاجل‬
‫املنصوص عليه أعاله ‪ ،‬يعد بمثابة تأشيرة ‪ .‬شرط أن تكون امليزانية املوجهة إلى السلطة الحكومية املكلفة‬
‫بالداخلية مرفقة حسب منطوق املادة ‪ 711‬من نفس القانون التنظيمي ببيان عن البرمجة املمتدة على ثالث‬
‫سنوات ‪ ،‬و الذي يحدد بقرار للسلطة الحكومية املكلفة بالداخلية حسب مقتضيات املادة الرابعة من املرسوم‬
‫رقم ‪ 2.16.305‬املتعلق بتحديد مسطرة و آجال إعداد البرمجة املمتدة على ثالث سنوات الخاصة بميزانية الجهة‬
‫‪ .‬كما يجب أن تكون امليزانية مرفقة بالقوائم املحاسبية و املالية للجهة ‪ ،‬و التي يتولى إعدادها آلامر بالصرف (‬
‫رئيس الجهة ) بكيفية صادقة ‪ ،‬طبقا للنصوص التنظيمية املتعلقة بسن نظام للمحاسبة العمومية للجماعات‬
‫الترابية و مجموعاتها‪ .305‬و في حالة رفضت السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية التأشير على ميزانية الجهة ألي‬
‫سبب من ألاسباب املشار إليها في املادة ‪ 717‬أعاله ‪ ،‬قامت بتبليغ رئيس املجلس بأسباب رفض التأشير داخل‬
‫أجل ال يتعدى خمسة عشرة يوما ابتداء من تاريخ توصلها بامليزانية ‪ ،‬و يقوم رئيس مجلس الجهة في هذه‬
‫الحالة بتعديل ميزانية الجهة و عرضها على املجلس للتصويت عليها داخل أجل عشرة أيام ابتداء من تاريخ‬

‫‪303‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 912‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬
‫‪304‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 912‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬
‫‪305‬‬
‫‪ -‬مرسوم رقم ‪ 2.16.317‬صادر في ‪ 23‬من رمضان ‪ 69 (1437‬يونيو( ‪ 2016‬المتعلق بتحديد كيفيات تحضير القوائم المالية و المحاسبية المرفقة‬
‫بميزانية الجهة‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫التوصل بأسباب رفض التأشير‪ ،‬و يتعين عليه عرضها من جديد للتأشير عليها قبل ‪ 71‬دجنبر ‪ .‬لتؤشر السلطة‬
‫الحكومية املكلفة بالداخلية بعد ذلك على امليزانية في تاريخ أقصاه ‪ 11‬دجنبر‪ . 306‬و عند عدم أخذ رئيس‬
‫مجلس الجهة أسباب رفض الـتأشير بعين الاعتبار‪ ،‬أمكن للسلطة الحكومية املكلفة بالداخلية ‪ ،‬بعد طلب‬
‫استفسارات من رئيس املجلس‪ ،‬أن تقوم قبل فاتح يناير بوضع ميزانية للتسيير للجهة على أساس آخر ميزانية‬
‫مؤشر عليها مع مراعاة تطور تكاليف و موارد الجهة‪ .307‬و إذا لم يتم التأشير على ميزانية الجهة قبل فاتح يناير‪،‬‬
‫أمكن أن يؤهل رئيس املجلس‪ ،‬بقرار للسلطة الحكومية املكلفة بالداخلية للقيام بتحصيل املداخيل و الالتزام‬
‫بنفقات التسيير و تصفيتها و ألامر بصرفها في حدود الاعتماد املقيد برسم آخر ميزانية تم التأشير عليها ‪ ،‬و ذلك‬
‫إلى غاية التأشير على امليزانية ‪ ،‬كما يقوم رئيس مجلس الجهة خالل نفس الفترة بتصفية ألاقساط السنوية‬
‫لالقتراضات و الدفوعات املتعلقة بالصفقات التي تم الالتزام بنفقاتها و ألامر بصرفها‪.308‬‬

‫رابعا ‪ :‬إشهار امليزانية ‪.‬‬

‫يتطلب إشهار امليزانية إيداع هذه ألاخيرة بمقر الجهة خالل خمسة عشر يوما املوالية للتأشير عليها‪ .‬و بذلك‬
‫توضع امليزانية رهن إشارة العموم بأي وسيلة من وسائل إلاشهار‪ ،‬و يتم تبليغها فورا إلى الخازن لدى الجهة‬
‫من قبل آلامر بالصرف‪ ،‬رئيس الجهة‪.309‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬تنفيذ و تعديل ميزانية الجهة و حصرها ‪.‬‬


‫تمر ميزانية الجهة بعد عمليات التحضير و الدراسة و الاعتماد و املصادقة ‪ ،‬من مراحل أخرى يمكن‬
‫حصرها في التنفيذ ( أوال ) و التعديل ( ثانيا ) و الحصر ( ثالثا ) ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬تنفيذ امليزانية ‪.‬‬
‫يعتبر رئيس مجلس الجهة طبقا ملقتضيات القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ‪ 111.14‬آمرا بقبض‬
‫مداخيل الجهة و صرف نفقاتها‪ ،310‬و يعهد له بالعمليات املالية و املحاسباتية املترتبة عن تنفيذ امليزانية‪ ،‬و‬
‫تودع وجوبا بالخزينة العامة أموال الجهة ‪ ،311‬حيث تودع أموال الجهة وجوبا بالخزينة العامة للمملكة‪ ،‬و فق‬

‫‪306‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 916‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬
‫‪307‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 911‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬
‫‪308‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 914‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬
‫‪309‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 919‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬
‫‪310‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 919‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬
‫‪311‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 921‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬

‫‪123‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫الكيفيات و الشروط املنصوص عليها في املادة ‪ 103‬من املرسوم رقم ‪ 2.09.441‬املتعلق بسن نظام للمحاسبة‬
‫العمومية للجماعات املحلية و مجموعاتها ‪ ،‬الصادر في‪ 17‬يناير‪ ،3127171‬حيث تودع أموال الجهة حسب‬
‫مقتضيات املادة ‪ 711‬من هذا املرسوم ‪ ،‬وجوبا بالخزينة العامة و التي تنتج فوائد يحدد سعرها وفق‬
‫الشروط املحددة بقرار مشترك لوزير الداخلية و الوزير املكلف باملالية ‪ ،‬و تدرج هذه ألاموال في حسابات‬
‫لإليداع مفتوحة باسم الجهة لدى الخزينة العامة للمملكة‪،‬كما يجوز للجهة أن تستفيد من تسبيقات تقدمها‬
‫الدولة بمثابة تسهيالت للخزينة حسب مقتضيات نفس املادة ‪ .711‬و التي يتم تحديد شروط منحها بقرار‬
‫مشترك للوزير املكلف باملالية ووزير الداخلية ‪.‬‬
‫تمنح هذه التسبيقات لتسديد النفقات إلاجبارية املتعلقة بالتسيير حسب منطوق املادة ‪ 747‬من القانون‬
‫التنظيمي رقم ‪ ، 111.14‬و التي يكون منحها موضوع طلب معلل يوجهه رئيس مجلس الجهة إلى السلطة‬
‫الحكومية املكلفة باملالية عن طريق السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية‪ ،‬مشفوعا ببيان عن وضعية استخالص‬
‫املداخيل الضريبية و حصة الجهة من ضرائب الدولة‪ .‬و يحال هذا الطلب إلى السلطة الحكومية املكلفة باملالية‬
‫بعد موافقة وزير الداخلية‪ .‬و يتم تسديد التسبيقات املالية التي استفادت منها الجهة داخل نفس السنة املالية‬
‫‪313‬‬
‫‪ .‬و في حالة امتناع رئيس املجلس عن ألامر بصرف نفقة وجب تسديدها‪ ،‬حق لعامل‬ ‫موضوع الاستفادة‬
‫العمالة أو إلاقليم بالنسبة للجماعات و العماالت و ألاقاليم‪ ،‬أو الوالي بالنسبة للجهات‪ ،‬أن يقوم‪ ،‬بعد طلب‬
‫استفسارات من آلامر بالصرف‪ ،‬بتوجيه إعذار إليه من أجل ألامر بصرف النفقة املعنية‪ ،‬و في حالة عدم ألامر‬
‫بصرف هذه النفقة في أجل أقصاه خمسة عشر يوما من تاريخ إلاعذار‪ ،‬تطبق مقتضيات الفقرتين الثانية‬
‫والثالثة من املادة ‪ 24‬من هذا القانون التنظيمي‪ ، 314‬حيث تحيل السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية حسب‬
‫مقتضيات هذه املادة ألامر إلى القضاء الاستعجالي باملحكمة إلادارية من أجل التصريح من أجل البت في‬
‫وجود حالة الامتناع ‪ ،‬و يبت القضاء الاستعجالي داخل أجل ‪ 91‬ساعة من تاريخ تسجيل طلب إلاحالة بكتابة‬
‫الضبط بهذه املحكمة‪.‬‬

‫‪312‬‬
‫‪ -‬مرسوم رقم ‪ 2.17.282‬صادر في ‪ 14‬من رمضان ‪ 9( 1438‬يونيو ‪ ) 2017‬المتعلق بتحديد كيفيات إيداع أموال الجهة لدى الخزينة العامة‬
‫للمملكة ‪.‬‬
‫‪313‬‬
‫‪ -‬مر سوم رقم ‪ 2.17.279‬صادر في ‪ 14‬من رمضان ‪ 9 ( 1438‬يونيو ‪ ، ) 2017‬المتعلق بتحديد كيفيات منح التسبيقات المالية من طرف‬
‫الدولة لفائدة الجهة و تسديدها ‪.‬‬
‫‪314‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 922‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬

‫‪124‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫أما بالنسبة لإلمدادات املترتبة على الالتزامات الناتجة على الاتفاقيات و العقود املبرمة من لدن الجهة فتمنح‬
‫على أساس برنامج استعمال تعده الهيئة املستفيدة‪ ،‬و يمكن للجهة ‪ ،‬عند الاقتضاء تتبع استعمال ألاموال‬
‫املمنوحة من خالل تقرير تنجزه الهيئة املستفيدة من إلامدادات‪.315‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تعديل امليزانية ‪.‬‬
‫يتم تعديل ميزانية الجهة خالل نفس السنة الجارية بوضع ميزانيات معدلة ‪ ،‬و التي تكون وفقا لنفس‬
‫الشكليات و الشروط املتبعة في اعتماد امليزانية و التأشير عليها‪ ،‬كما يمكن القيام بتحويالت لالعتمادات داخل‬
‫نفس البرنامج أو داخل نفس الفصل‪ ،316‬حيث تحول اعتمادات التسيير داخل نفس الفصل بقرار لرئيس‬
‫مجلس الجهة يتخذ بعد مداولة املجلس ‪ ،‬في حين تحول اعتمادات التسيير داخل نفس البرنامج بقرار لرئيس‬
‫مجل س الجهة يتخذ دون حاجة مداولة املجلس‪ .‬أما بالنسبة العتمادات التجهيز داخل نفس الفصل ‪ ،‬فتحول‬
‫بقرار لرئيس مجلس الجهة يتخذ بعد مداولة مجلس الجهة و تأشيرة السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية‪.‬‬
‫عكس تحويل اعتماداتها داخل نفس البرنامج ‪ ،‬و الذي يتم بقرار لرئيس مجلس الجهة و يتخذ دون مداولة‬
‫املجلس ‪ .‬و تؤشر السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية على قرارات تحويل اعتمادات التجهيز داخل نفس‬
‫الفصل خالل أجل عشرين ‪ 20‬يوما من تاريخ التو صل بها‪ ،‬بعد التأكد من احترام أحكام هذا املرسوم ‪ .‬و في‬
‫حالة لم تتخذ السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية أي قرار في شأن قرارات تحويل اعتمادات التجهيز داخل‬
‫نفس الفصل خالل ألاجل املنصوص عليه في الفقرة ألاولى أعاله‪ ،‬فإن هذه القرارات تعتبر في حكم املؤشر عليها‪.‬‬
‫و تبلغ قرارات تحويل اعتمادات التسيير والتجهيز فور إقرارها إلى السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية و الخازن‬
‫لدى الجهة‪.317‬‬
‫ثالثا ‪ :‬حصر امليزانية ‪.‬‬
‫يتم حصر ميزانية الجهة عن طريق تثبيت املبلغ النهائي للمداخيل املقبوضة و النفقات املأمور بصرفها و‬
‫املتعلقة بنفس السنة في بيان تنفيذ امليزانية تحصر فيه النتيجة العامة للميزانية في أجل أقصاه ‪ 31‬يناير من‬
‫السنة املوالية ‪ ،‬على أن يدرج الفائض في حالة وجوده في ميزانية السنة املوالية برسم مداخيل الجزء الثاني‬
‫تحت عنوان "فائض السنة السابقة‪.318‬‬

‫‪315‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 929‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬
‫‪316‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 926‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬
‫‪317‬‬
‫‪ -‬مرسوم رقم ‪ 2.16.308‬صادر في ‪ 23‬من رمضان ‪ 29 ( 1437‬يونيو ‪ ) 2016‬المتعلق بتحديد شروط و كيفيات تحويل االعتمادات المفتوحة في‬
‫ميزانية الجهة ‪.‬‬
‫‪318‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 924‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬

‫‪125‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫تحصر في النتيجة العامة للميزانية النتائج النهائية املتعلقة بتنفيذ امليزانية و كذا امليزانيات امللحقة و‬
‫الحسابات الخصوصية ‪ ،‬مع مراعاة الشروط املنصوص عليها في الفقرة ألاخيرة من املادة ‪ 216‬و املادة ‪ 217‬من‬
‫القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬بالنسبة للميزانية ‪ ،‬أما بالنسبة للحسابات املرصودة ألمور خصوصية ‪ ،‬فيجب‬
‫مراعاة الشروط املنصوص عليها في الفقرتين ‪ 7‬و ‪ 8‬من املادة ‪ 184‬من القانون التنظيمي رقم ‪، 319 777.79‬‬
‫حيث ترحل املوارد املالية املتوفرة حسب هذه مقتضيات هاتين الفقرتين في الحساب املرصود ألمور‬
‫خصوصية إلى السنة املالية املوالية من أجل ضمان استمرار العمليات من سنة إلى أخرى ‪ ،‬و يصفى بحكم‬
‫القانون في نهاية السنة الثالثة كل حساب مرصد ألمور خصوصية لم تترتب عليه نفقات خالل ثالث سنوات‬
‫متتالية‪ ،‬و يدرج الباقي منه في باب املداخيل بالجزء الثاني من امليزانية ‪ .‬و بالنسبة لحسابات النفقات من‬
‫املخصصات ‪ ،‬يجب مراعاة الشروط املنصوص عليها في الفقرة ‪ 3‬من املادة ‪ 185‬من القانون التنظيمي رقم‬
‫‪ ،320111.14‬حيث يرحل إلى السنة املوالية فائض املوارد في حسابات النفقات من املخصصات عن كل سنة‬
‫مالية‪ ،‬و إذا لم يستهلك هذا الفائض خالل السنة املوالية ‪ ،‬وجب إدراجه في باب املداخيل بالجزء الثاني من‬
‫امليزانية الثانية املوالية للميزانية التي تم الحصول عليه فيها‪ .‬و تحصر و جوبا النتيجة العامة مليزانية الجهة‬
‫وفق نماذج يحددها مرسوم ‪ ،‬و التي يمكن تغييرها و تتميمها عند الاقتضاء‪ ،‬بقرار مشترك لوزير الداخلية و‬
‫وزير الاقتصاد و املالية‪.‬‬

‫املبحث الثاني ‪ :‬القواعد املطبقة على تنفيذ عمليات املوارد و النفقات ‪.‬‬

‫يخضع التصرف املالي و املحاسبي للجهات و مجموعاتها إلى العديد من النصوص القانونية أهمها املرسوم‬
‫رقم ‪ 7.72.794‬الصادر في ‪ 71‬نوفمبر ‪ ، 7172‬املتعلق بسن نظام للمحاسبة العمومية للجهات و مجموعاتها ‪ ،‬و‬
‫الذي جاء كتتويج ملجموعة من إلاصالحات التي همت القوانين املنظمة لتدبير الشأن العام الجهوي و تنظيمه‬
‫املالي ‪ ،‬بغية مسايرة التطورات الحاصلة على مستوى املهام املوكولة بهذه الجهات و الرقي بها إلى مؤسسات‬
‫فاعلة تتوخى تحقيق املردودية و جودة ألاداء ‪ ،‬و ذلك في إطار ربط املسؤولية باملحاسبة ‪ .‬ما يستدعي احترام‬
‫املجالس الجهوية املنتخبة و املحاسبين العموميين للقواعد املطبقة على التصرفات املالية ‪ ،‬سواء على‬
‫مستوى املوارد ( املطلب ألاول ) ‪ ،‬أو النفقات ( املطلب الثاني )‪.‬‬

‫‪319‬‬
‫‪ -‬مرسوم رقم ‪ 2.17.285‬صادر في ‪ 14‬من رمضان ‪ 9 ( 1438‬يونيو ‪ ) 2017‬المتعلق بتحديد كيفيات و شروط حصر النتيجة العامة لميزانية الجهة‪.‬‬
‫‪320‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع ‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫املطلب ألاول‪ :‬القواعد املطبقة على تنفيذ عمليات املوارد ‪.‬‬

‫يراد باملحاسبة العمومية املطبقة على الجهات و مجموعاتها ‪ ،‬مجموع القواعد املنظمة لتنفيذ و مراقبة‬
‫عملياتها املالية و املحاسبية ‪ ،‬و كذا مسك محاسبتها ‪ ،‬باإلضافة إلى تحديدها اللتزامات و مسؤوليات ألاعوان‬
‫املكلفين بتطبيقها‪ .‬و تشمل هذه العمليات املالية و املحاسبية على العمليات املتعلقة بامليزانية و الخزينة و‬
‫املمتلكات‪ .‬و التي يعهد بها إلى آلامرين بالصرف‪ ،321‬و املحاسبين العموميين‪ ،322‬الذين تتنافى مهام كل واحد‬
‫منهم مع آلاخر‪ ،‬ما لم تنص أحكام على خالف ذلك‪.323‬‬
‫يتطلب تنفيذ عمليات املوارد املالية على مستوى الجهة ضبط مجموعة من إلاجراءات ‪ ،‬منها ما هو‬
‫مرتبط باألمر باملداخيل و تحصيلها ( الفقرة ألاولى )‪ ،‬و أخرى تحدد كيفيات استيفاء الحقوق و الرسوم و‬
‫إلغاء الديون الغير القابلة للتحصيل ( الفقرة الثانية )‪.‬‬

‫‪321‬‬
‫‪ -‬ظهير شريف رقم ‪ 1.12.25‬صادر في ‪ 19‬من محرم ‪ 3( 1423‬أبريل ‪ )2112‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 61.99‬المتعلق بتحديد مسؤولية اآلمرين‬
‫بالصرف والمراقبين والمحاسبين العموميين‪.‬‬
‫يراد باألمر بالصرف ل لدولة والجماعات المحلية وهيئاتها‪ ،‬وكذا المؤسسات والمقاوالت العمومية الخاضعة للمراقبة المالية للدولة‪ :‬األمر بالصرف بحكم‬
‫القانون واآلمر بالصرف المعين واآلمر بالصرف المنتدب واآلمر المساعد بالصرف ونوابهم ‪.‬‬
‫يعتبرون مسؤولين بصفة شخصية طبقا للقوانين واألنظمة المعمول بها‪ ،‬عن ‪:‬‬
‫*التقيد بقواعد االلتزام بالنفقات العمومية وتصفيتها واألمر بصرفها‬
‫*التقيد بالنصوص التنظيمية المتعلقة بالصفقات العمومية‬
‫*التقيد بالنصوص التشريعية والتنظيمية الخاصة بتدبير شؤون الموظفين واألعوان‬
‫*أ وامر التسخير التي استعملوها فيما يخص أداء النفقات العمومية التقيد بالقواعد المتعلقة بإثبات الديون العمومية وتصفيتها واألمر بصرفها‬
‫* تحصيل الديون العمومية الذي قد يعهد إليهم عمال بالنصوص التشريعية الجاري بها العمل‬
‫* التقيد بقواعد تدبير شؤون ممتلكات الهيئة العمومية بصفتهم آمرين بقبض مواردها وصرف نفقاتها‪.‬‬
‫‪322‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع ‪ :‬المحاسب العمومي ‪ :‬كل موظف أو عون مؤهل ألن ينفذ باسم ا لدولة والجماعات المحلية وهيئاتها‪ ،‬وكذا المؤسسات والمقاوالت‬
‫العمومية الخاضعة للمراقبة المالية للدولة بالنسبة للقرارات التي يتخذونها أو يؤشرون عليها أو ينفذونها خالل ممارسة مهامهم عمليات المداخيل أو‬
‫النفقات أو التصرف في السندات إما بواسطة أموال وقيم يتولى حراستها وإما بتحويالت داخلية للحسابات وإما بواسطة محاسبين عموميين آخرين أو‬
‫حسابات خارجية لألموال المتوفرة التي يراقب حركتها أو يأمر بها‪.‬‬
‫ي عتبر المحاسبون العموميون للدولة والجماعات المحلية وهيئاتها‪ ،‬ماعدا في حالة إصدار أمر بالتسخير بكيفية مشروعة عن اآلمر بالصرف‪ ،‬مسؤولين‬
‫شخصيا وماليا في حدود االختصاصات المسندة إليهم بمقتضى النصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل عما يلي ‪:‬‬
‫* المحافظة على األموال والقيم المعهود إليهم بحراستها‪.‬‬
‫* وضعية الحسابات الخارجية لألموال المتوفرة التي يراقبونها أو يأمرون بحركاتها ‪.‬‬
‫* القبض القانوني للمداخيل المعهود إليهم بتحصيلها ‪.‬‬
‫* مراقبة صحة النفقة فيما يتعلق بإثبات العمل المنجز وصحة حسابات التصفية ووجود التأشيرة المسبقة لاللتزام والتقيد بقواعد التقادم وسقوط الحق‬
‫والطابع اإلبرائي للتسديد ‪.‬‬
‫* األداءات التي يقومون بها‪.‬‬
‫ويعتبرون فضال عن ذلك‪ ،‬مسؤولين عن التحقق مما يلي ‪:‬‬
‫* صفة اآلمر بالصرف ‪.‬‬
‫* توفر اإلعتمادات ‪.‬‬
‫* صحة تقييد النفقات في أبواب الميزانية المتعلقة بها ‪.‬‬
‫* تقديم الوثائق المثبتة التي يتعين عليهم طلبها قبل أداء النفقات‪ ،‬تطبيقا للنصوص التنظيمية الجاري بها العمل‪.‬‬
‫‪323‬‬
‫‪ -‬المواد ‪ ، 4 - 3 - 2 - 1‬مرسوم رقم ‪ 2.19.441‬صادر في ‪ 17‬من محرم ‪ 3( 1431‬يناير ‪ )2111‬المتعلق بسن نظام للمحاسبة العمومية‬
‫للجماعات المحلية و مجموعاتها ‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5811‬الصادرة بتاريخ ‪ 23‬صفر ‪ 8( 1431‬فبراير ‪.)2111‬‬

‫‪127‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫الفقرة ألاولى ‪ :‬إصدار و التكفل بأوامر مداخيل الجهة و تحصيلها ‪.‬‬

‫تعتبر محظورة بتاتا كل املساهمات املباشرة و غير املباشرة‪ ،‬دون املساهمات املرخصة بموجب ألاحكام‬
‫التشريعية و التنظيمية الجاري بها العمل‪ ،‬و بموجب ميزانيات الجهات أو مجموعاتها‪ ،‬مهما كان الوصف أو‬
‫إلاسم الذي تستخلص به‪ ،‬و تتعرض السلطات التي قد تأمر بها‪ ،‬و املستخدمون الذين قد يضعون جداولها و‬
‫يحددون تعاريفها أو الذين يقومون بتحصيلها للمتابعة باعتبارهم مرتكبين لجريمة الغدر‪ .‬كما يتعرض‬
‫للعقوبات املقررة في شأن مرتكبي جريمة الغدر جميع املمارسين للسلطة العمومية أو املوظفين العموميين‬
‫الذين‪ ،‬بشكل أو بآخر و ألي سبب كان ‪ ،‬يمنحون دون ترخيص قانوني أو تنظيمي إعفاءات من الحقوق أو‬
‫الضرائب أو الرسوم‪ ،‬أو يقومون بتسليم منتوجات أو خدمات مقدمة من طرف الجهة أو املجموعة مجانا‪ ،‬في‬
‫حين أنها تخضع طبقا للنصوص التشريعية و التنظيمية الجاري بها العمل‪ ،‬ألداء إتاوة أو أجرة عن الخدمات‬
‫املقدمة‪.324‬‬
‫تأسيسا على ما سبق ‪ ،‬و تجاوزا لكل انحراف قد يمس مالية الجهة وضع املشرع أسسا جديدة لتدبير املوارد‬
‫املالية الجهوية و حمايتها سواء على مستوى إصدار أوامر باملداخيل أو تحصيلها ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬إصدار ألامر باملداخيل ‪.‬‬
‫يكون كل دين تمت تصفيته محل أمر باملداخيل سواء أكان فرديا أو جماعيا يصدره آلامر بالصرف مذيال‬
‫بالصيغة التنفيذية و معززا بكل الوثائق التي تثبت مشروعية الاستخالص ما لم تنص أحكام أخرى على خالف‬
‫ذلك‪ ،‬إال أنه ال يتم إصدار أوامر باملداخيل برسم الرسوم املحدثة لفائدة الجهة التي يقل مبلغها عن مائة درهم‬
‫‪ ،‬تطبيقا ألحكام القانون رقم ‪ 47.06‬املتعلق بجبايات الجماعات املحلية ‪ .‬على أن يبين كل أمر باملداخيل‬
‫أساس تصفية الدين و العناصر التي تمكن من التحقق من هوية املدين ‪.‬‬
‫بمجرد الشروع في تحصيل ألاوامر باملداخيل املذكورة أو حلول أجل الاستحقاق املحدد في السند الذي نتج‬
‫عنه الدين‪ ،‬تستحق الرسوم و الديون ألاخرى التي تكون محل أوامر باملداخيل‪ ،‬سواء كانت فردية أو جماعية ‪،‬‬
‫ما لم ترد أحكام مخالفة في النصوص الخاصة بكل واحد منها‪ .‬كما يترتب على كل اتفاقية أو عقد أو التزام‬
‫يتضمن استخالص مداخيل على أقساط يمتد تسديدها لعدة سنوات ‪ ،‬إصدار آلامر بالصرف ألامر باملداخيل‬
‫عن املبلغ املستحق برسم كل سنة ‪ ،‬يوجهه إلى املحاسب العمومي شهرين قبل تاريخ الاستحقاق ‪ ،‬على أن يكون‬
‫ألامر باملداخيل الصادر برسم السنة ألاولى معززا بنظير من السند الذي نتج عنه الدين‪.‬‬
‫‪324‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ،11‬نفس المرجع السابق‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫و في حالة حدوث تغيير‪ ،‬يلحق السند املتضمن للتغيير باألمر باملداخيل الصادر برسم السنة املعنية‪.325‬‬
‫ثانيا ‪ :‬التكفل بأوامر مداخيل الجهة و تحصيلها ‪.‬‬
‫يعتبر املحاسب املكلف بالتحصيل هو املسؤول عن ألاوامر باملداخيل التي تم إصدارها‪ ،‬حيث تسجل أوامر‬
‫املداخيل الفردية بصورة إجمالية في أوراق لإلصدار أو في جذاذة إلكترونية تبلغ إلى املحاسب املكلف‬
‫بالتحصيل‪ ،‬الذي يتحقق من مطابقة املجموع العام مع التكفالت التي قبلها‪ ،‬و هو نفس ألامر الذي ينطبق على‬
‫تخفيض و إلغاء ألاوامر باملداخيل‪ ،‬في حين تصدر أوامر املداخيل الجماعية وفق ألاشكال و الشروط‬
‫املنصوص عليها في القوانين و ألانظمة التي تخضع لها الديون املتعلقة بها‪.326‬‬
‫و في إطار مراقبة املشروعية ‪ ،‬يتوجب على املحاسب املكلف بالتحصيل أن يقوم سلفا بمراقبة مشروعية‬
‫عملية القبض و إلادراج املالي‪ ،‬و كذا التحقق من الوثائق املثبتة املحددة قائمتها بقرار مشترك لوزير الداخلية‬
‫و الوزير املكلف باملالية‪ .‬كما يقوم بمراقبة مشروعية عملية تخفيضات املداخيل و إلغائها ‪ ،‬و ذلك وفق نفس‬
‫الشروط ‪ .‬إال أنه في حالة اكتشافه ألي إغفال أو خطأ مادي أثناء قيامه بمراقبة املشروعية على العمليات‬
‫السالفة الذكر أعاله ‪ ،‬يقوم بإرجاع ألامر باملداخيل أو ألامر باإللغاء أو بالتخفيض إلى آلامر بالصرف‪ ،‬على أن‬
‫يكون ذلك مدعما بمذكرة معللة بصفة قانونية بغرض التسوية‪.327‬‬
‫و كقاعدة قانونية ملزمة ‪ ،‬يتم تحصيل ديون الجهات و مجموعاتها بموجب أوامر باملداخيل طبقا للتشريع‬
‫الجاري به العمل‪ ،‬و كذا ألانظمة أو الاتفاقيات التي أحدثتها‪ ،‬و السيما القانون رقم ‪ 15.97‬بمثابة مدونة تحصيل‬
‫الديون العمومية‪ ،328‬حيث يتم تحصيل ديون الجهة إما ‪:‬‬
‫‪ ‬عن طريق ألاداء التلقائي بالنسبة إلى الحقوق الواجب دفعها نقدا؛‬
‫‪ ‬بواسطة تصريح امللزمين بالنسبة للضرائب املصرح بها؛‬
‫‪ ‬بموجب أوامر باملداخيل فردية أو جماعية يصدرها وفقا للقانون آلامرون بالصرف املختصون‪.329‬‬
‫على أن يتم استيفاء املداخيل بالدفع نقدا أو بتسليم شيكات بنكية أو بريدية أو بتحويلها لحساب مفتوح باسم‬
‫املحاسب العمومي املعني باألمر‪ .‬إال أنه يمكن استيفاء املداخيل أيضا بأي وسيلة أخرى من و سائل ألاداء‬

‫‪325‬‬
‫‪ -‬المواد ‪ ، 31 – 29 – 28 – 27‬مرسوم رقم ‪ 2.17.449‬صادر في ‪ 4‬ربيع األول ‪ 23 ( 1439‬نوفمبر ‪ ( 2117‬المتعلق بسن نظام للمحاسبة‬
‫العمومية للجهات و مجموعاتها‪.‬‬
‫‪326‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ، 12‬نفس المرجع‪.‬‬
‫‪327‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ،19‬نفس المرجع ‪.‬‬
‫‪328‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ،11‬نفس المرجع ‪.‬‬
‫‪329‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ، 6‬ظهير شريف رقم ‪ 2.11.291‬صادر في ‪ 91‬من محرم ‪ 1( 2692‬ماي ‪ ) 9111‬المتعلق بتنفيذ القانون رقم ‪ 21.79‬بمثابة مدونة تحصيل‬
‫الديون العمومية ‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫املنصوص عليها في النصوص التشريعية و التنظيمية الجاري بها العمل‪ ،‬أو لدى مؤسسات الائتمان املعتمدة ‪،‬‬
‫أو بوضع جميع و سائل ألاداء رهن تصرف العمالء ‪ ،‬أو القيام بتدبيرها‪ ،‬على أن يتم تحديد كيفيات تطبيق‬
‫وسائل ألاداء ألاخيرة هذه بقرار للوزير املكلف باملالية‪.330‬‬
‫و كضمان لألداء ‪ ،‬يتعين على املحاسب العمومي ‪ ،‬تسليم و صل أو مخالصة تكون بمثابة سند تجاه الجهة‬
‫أو املجموعة الدائنة عند كل دفع نقدا‪ ،‬كما يمكن اللجوء إلى إصدار إلكترونية‪.‬‬
‫و استثناء على هذه القاعدة ‪ ،‬ال يمكن تسليم و صل أو مخالصة في حالة تسلم الطرف الذي قام بالدفع ‪،‬‬
‫مقابل ذلك ‪ ،‬طوابع أو أوراق أو بصفة عامة‪ ،‬توريدات تثبت حيازتها لوحدها أداء الحقوق و عندما يتم‬
‫بتسليم مخالصة بخصوص وثيقة يتم إرجاعها أو تسليمها للطرف الذي قام بالدفع‪.331‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬استيفاء الحقوق و الرسوم املصرح بها و إلغاء الديون الغير القابلة للتحصيل على‬
‫مستوى الجهة ‪.‬‬

‫إلى جانب إصدار ألامر بمداخيل الجهة و التكفل بتحصيلها ‪ ،‬تشمل القواعد املطبقة على تنفيذ عمليات‬
‫موارد الجهة عمليات و إجراءات مالية أخرى تتمثل في استيفاء الحقوق و الرسوم املصرح بها لدى الجهة‬
‫(أوال) ‪ ،‬و إلغاء الديون الغير القابلة للتحصيل على املستوى الجهوي (ثانيا) ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬استيفاء الحقوق والرسوم املصرح بها ‪.‬‬
‫يعتبر الشسيع منصبا تم إدراجه في مقتضيات املرسوم املتعلق بسن نظام للمحاسبة العمومية للجهات و‬
‫مجموعاتها لعام ‪ 7172‬نظرا لشساعات املداخيل » مع إلاشارة إلى طبيعة املداخيل التي يتم الترخيص‬
‫بتحصيلها من طرف الشسيع أو الشسيعين ‪ ،‬وفقا ملقررات إحداث شساعة املداخيل‪. «332‬‬
‫أصبحت تحدث شساعات املداخيل بموجب مقتضيات املرسوم الجديد املتعلق بسن نظام للمحاسبة‬
‫العمومية للجهات و مجموعاتها لعام ‪ ، 7172‬بقرار لآلمر بالصرف‪ .‬وفقا لقرارات إحداث شساعة املداخيل‪.333‬‬
‫حيث يجوز أن يعهد باستيفاء املداخيل على مستوى الجهة‪ ،‬إلى شسيعي املداخيل إذا كانت املداخيل‬
‫مستحقة نقدا‪ ،‬أو عندما تكون هناك فائدة في أداء الخدمة بشكل جيد أو من أجل التقليص من إجراءات‬

‫‪330‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ، 16‬نفس المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪331‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ، 11‬نفس المرجع ‪.‬‬
‫‪332‬‬
‫‪ -‬مكاوي نصير‪ ''،‬تدبير مالية الجماعات المحلية''‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.67‬‬
‫‪333‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ، 66‬مرسوم رقم ‪ 2.17.449‬المتعلق بسن نظام للمحا سبة العمومية للجهات ومجموعاتها‪ ،‬مرجع سايق ‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫تنقالت املدينين‪ . 334‬كذلك ألامر بالنسبة للرسوم املصرح بها‪ ،‬مع إمكانية استعانتهم بشسيعين مساعدين‪.335‬‬
‫على أن تدفع فورا املداخيل املحصل عليها عن طريق الدفع التلقائي برسم الحقوق املستحقة نقدا ‪ ،‬أو تلك‬
‫الرسوم التي تم التصريح بها من طرف املحاسب املختص و الشسيعين الذين قاموا باستيفائها إلى املحاسب‬
‫املكلف الذي يتعين عليه إدراج املبلغ ‪ ،‬بمجرد تسلمه ‪ ،‬بميزانية الجهة أو املجموعة املعنية‪.‬‬
‫على هذا ألاساس ‪ ،‬يقوم املحاسب املكلف بمجرد حصر حسابات الشهر‪ ،‬و على أبعد تقدير في اليوم الثامن من‬
‫الشهر املوالي ‪ ،‬بتبليغ آلامر بالصرف املعني بمبلغ املداخيل املنجزة خالل الشهر املنصرم بوا سطة شهادة‬
‫إجمالية للمداخيل مدعمة باإلثباتات املطلوبة‪ ،‬قصد إصدار أمر بمداخيل التسوية برسم الشهر الذي تم فيه‬
‫إثبات املداخيل ‪ .‬و يجب أن يتم إصدار ألامر باملداخيل املذكور من طرف آلامر بالصرف قبل اليوم الخامس‬
‫عشر من الشهر املوالي‪ ،‬و في حالة عدم إصدار ألامر باملداخيل ‪ ،‬يقوم املحاسب املذكور بإرفاق نسخة من‬
‫شهادة املداخيل السالفة الذكر بحساب الجهة أو املجموعة‪.336‬‬
‫عموما يقوم املحاسب املكلف ‪ ،‬دون سابق إشعار‪ ،‬كلما ارتأى ذلك أو بطلب من آلامر بالصرف ‪ ،‬في مكتب‬
‫شسيع املداخيل و في مراكز نوابه‪ ،‬باإلجراءات التالية‪:‬‬
‫‪ ‬مراقبة الصندوق و املحاسبة ؛‬
‫‪ ‬جرد التذاكر و القيم ألاخرى و دفاتر املخالصات ؛‬
‫‪ ‬تقييم سير الشساعة و أدائها‪.‬‬
‫على أن يتم ‪ ،‬إجراء املراقبة و الجرد السالفي الذكر مرة كل سنة على ألاقل ‪ .‬مع وجوب تقديم شسيع‬
‫املداخيل لجميع الوثائق أو القيم املطلوبة عند إجراء كل مراقبة ‪ .‬و يطلع املحاسب املكلف‪ ،‬فورا ‪ ،‬آلامر‬
‫بالصرف و وزير الداخلية و وزير املالية ‪ ،‬بكل إخالل أو مخالفة ألانظمة ‪ ،‬ضبطها أثناء القيام بعملية املراقبة‪.‬‬
‫و يحدد تنظيم شساعات املداخيل و تسييرها و عالقاتها مع املحاسب املكلف‪ ،‬بتعليمية مشتركة لوزير‬
‫الداخلية و وزير املالية‪.337‬‬
‫و لإلشارة ‪ ،‬يخضع شسيعو املداخيل إضافة إلى املراقبة السالفة الذكر‪ ،‬للمراقبة املنصوص عليها في املادة‬
‫‪ 159‬من نفس املرسوم املتعلق بسن نظام للمحاسبة العمومية للجهات و مجموعاتها املشار إليه أعاله‪.338‬‬

‫‪334‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ، 41‬نفس المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪335‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ، 69‬نفس المرجع ‪.‬‬
‫‪ - 336‬المادة ‪ ، 61‬نفس المرجع ‪.‬‬
‫‪337‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ، 61‬نفس المرجع ‪.‬‬
‫‪338‬‬
‫‪ -‬يقوم بمراقبة تدبير المحا سبين العموميين رؤساؤهم التسلسليون وهيئات المراقبة المختصة‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫في إطار املسؤولية امللقاة على عاتق الشسيعين و نوابهم ‪ ،‬يعتبر هؤالء مسؤولين عن كل اختالس و تالعب و‬
‫خصاص و عجز مرتكب أو تمت معاينته في صندوق الشسيعين أو في صناديق ألاعوان الذين يعملون تحت‬
‫إمرتهم‪ ،‬فضال عن التصريح بكونهم مدينين بمقرر يصدره وزير املالية أو الشخص الذي ينتدبه لهذا الغر ض‪،‬‬
‫إما باقتراح من آلامر بالصرف بعد استطالع رأي وزير الداخلية و إما بناء على محضر املراقبة‪ ،‬تحرره إحدى‬
‫هيئات التفتيش املؤهلة‪ ،‬بعد إخبار وزير الداخلية ‪ .‬و بذلك يحل الشسيع الذي قام بسد الخصاص أو تغطية‬
‫العجز‪ ،‬محل الجهة أو املجموعة في حقوقها من أجل تحصيل املبالغ التي كانت موضوع أداء مسبق ‪ ،‬إال أنه‬
‫يمكن أن يحصل الشسيع و نوابه على إعفاء من هذه املسؤولية ‪ ،‬و إبراء الذمة على وجه إلاحسان من الديون‬
‫وفق الشروط املنصوص عليها في القانون رقم ‪ 61.99‬املتعلق بتحديد مسؤولية آلامرين بالصرف و املراقبين و‬
‫املحاسبين العموميين‪ ،339‬حيث يمكن أن يعفى من هذه املسؤولية في حالة القوة القاهرة ‪ ،‬و ذلك بناء على‬
‫طلبه أو بناء على طلب من لدن ذوي حقوقه ‪ ،‬شريطة أال يكون العمل الذي أدى إلى اتخاذ مقررات إرجاع‬
‫ألاموال أو تبوث العجز أو التصريح بمديونيته قد عاد عليه بمنفعة شخصية ‪ ،‬و هو نفس ألامر الذي يسري‬
‫على ألامر بالصرف‪ ( ،340‬رئيس الجهة )‪.‬‬
‫و ضمانا ملسؤولية شسيع املداخيل الشخصية و املالية ‪ ،‬يتعين على هذا ألاخير إبرام عقد تأمين لدى‬
‫إحدى شركات التأمين املعتمدة ‪ ،‬و ذلك بمجرد استالمه ملهامه‪ ،‬وذلك طبقا للتشريع الجاري به العمل ‪ ،‬و في‬
‫حالة انتهاءه من مهامه أو انتقاله‪ ،‬يسلم إليه إبراء من طرف آلامر بالصرف بناء على شهادة صادرة عن‬
‫املحاسب املكلف تثبت عدم مديونيته للجهة أو للمجموعة بأي مبلغ أو قيمة عند انتهاء مدة تسييره‪.341‬‬
‫في نفس إلاطار‪ ،‬يمكن أن تثار مسؤولية املحاسب املكلف‪ ،‬إذا لم يقم بأعمال املراقبة املوكولة إليه أو لم‬
‫يطالب فورا بدفع املداخيل التي لم يتم إنجازها في ألاجل املحدد‪ ،‬و ذلك في حالة ارتكاب خطأ من طرف شسيع‬
‫املداخيل‪ ،342‬باعتباره مسؤوال بصفة شخصية عن أعمال املراقبة التي يتعين عليه القيام بها على قرارات‬
‫الالتزام بالنفقات ‪ ،‬و ذلك بمقتض ى القوانين و ألانظمة الجاري بها العمل وفق مقتضيات املادة ‪ ، 343 9‬من‬
‫القانون رقم ‪ 17.44‬املتعلق بتحديد مسؤولية آلامرين بالصرف‬

‫يتم إجراء المراقبة المذكورة في عين المكان و‪ /‬أو بناء على الوثائق المحا سبية‪.‬‬
‫‪339‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ، 64‬مرسوم رقم ‪ 2.17.449‬المتعلق بسن نظام للمحا سبة العمومية للجهات ومجموعاتها‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪340‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 21‬من القانون رقم ‪ 42.77‬المتعلق بتحديد مسؤولية اآلمرين بالصرف والمراقبين والمحاسبين العموميين ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪341‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ، 61‬مرسوم رقم ‪ 2.17.449‬المتعلق بسن نظام للمحا سبة العمومية للجهات ومجموعاتها ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪342‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ، 69‬نفس المرجع ‪.‬‬
‫‪343‬‬
‫‪ -‬غيرت و تممت بالمادة ‪ 26‬من قانون المالية رقم ‪ 11-19‬للسنة المالية ‪ 9111‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 2.19.922‬بتاريخ ‪ 24‬ذي الحجة‬
‫‪ 99 ( 2691‬ديسمبر ‪ ، ) 9119‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 1172‬بتاريخ ‪ 91‬ذي الحجة ‪ 12( 2691‬ديسمبر ‪. ) 9119‬‬

‫‪132‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫و املراقبين و املحاسبين العموميين ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الشكايات و إلالغاءات وقبول إلغاء الديون غير القابلة للتحصيل ‪.‬‬
‫تسري على الشكايات و إلالغاءات املتعلقة بديون الجهات و مجموعاتها القوانين و ألانظمة التي أحدثت‬
‫الديون املذكورة‪ ،344‬و يترتب على كل خطأ في التصفية أو استعمال مزدوج أو خاطئ يضر باملدين‪ ،‬إصدار أمر‬
‫بإلغاء املداخيل أو التخفيض منها ‪ ،‬كما يحدد ألامر املذكور أسباب إلالغاء و في حالة التخفيض‪ ،‬أسس‬
‫التصفية الجديدة‪ .‬و عندما يتعلق ألامر باستعمال مزدوج أو بخطأ حسابي مادي‪ ،‬يعد آلامر بالصرف‪ ،‬تلقائيا أو‬
‫بطلب من املدينين‪ ،‬قرارات إلالغاء أو التخفيض‪ ،‬مذيلة بصيغة التنفيذ‪ .‬و يوجهها إلى املحاسب املكلف‬
‫بالتحصيل من أجل تخفيض املبالغ املتكفل بها‪ ،‬الذي يتولى عند الاقتضاء‪ ،‬توجيه نسخة من هذه القرارات إلى‬
‫املحاسب املكلف قصد التقييد و التخفيض‪.‬‬
‫فيما يتعلق بالديون املدرجة في جداول الضرائب و الرسوم التي تصدرها مصالح الوزارة املكلفة باملالية‪ ،‬تبلغ‬
‫التخفيضات و إلالغاءات إلى املحاسب املكلف بالتحصيل‪ ،‬على شكل شهادات إلغاء أو تخفيض‪.‬على أن تكون‬
‫إلارجاعات املترتبة على إلالغاء أو التخفيض‪ ،‬محل أمر بالدفع من ميزانية الجهة أو املجموعة‪.‬‬
‫و يترتب على إلغاء الديون‪ ،‬تخفيض املبالغ املتكفل بها في حسابات املحاسب املكلف بالتحصيل‪ ،‬و ذلك‬
‫بموجب مقرر قضائي مكتسب لقوة الش يء املقض ي به‪.345‬‬
‫في حالة تبين أن الديون غير قابلة للتحصيل أو تعذر التعرف على املدينين ألي سبب من ألاسباب‪ ،‬يقترح‬
‫املحاسب املكلف بالتحصيل قبول إلغائها بواسطة بيانات معززة باإلثباتات املطلوبة يوجهها إلى آلامر بالصرف‬
‫قصد اتخاذ قرار في شأنها‪ ،‬و ذلك وفق الشروط املقررة في املادة ‪ 126‬من القانون رقم ‪ 15.97‬بمثابة مدونة‬
‫تحصيل الديون العمومية‪ .‬و ال يترتب على قبول إلغاء دين غير قابل للتحصيل إبراء ذمة املدين من هذا الدين‪ ،‬و‬
‫ال يمكن أن يشكل هذا ألامر عائقا أمام مباشرة التحصيل إذا ما تحسنت حالة املدين املادية أو تم تحديد‬
‫مكانه‪ ،‬كما ال يؤدي قبول إلغاء ديون غير قابلة للتحصيل تتعلق بحصص تم من خاللها الحصول على دفعات‬
‫إلى أي إرجاع أو استرداد‪ .‬كما يشترط في تبليغ قبول الديون امللغاة املدرجة في جداول الضرائب و الرسوم‬
‫الصادرة عن مصالح الوزارة املكلفة باملالية‪ ،‬إلى املحاسب املكلف بالتحصيل أن يتم بواسطة شهادات قبول‬
‫إلغاء الديون‪. 346‬‬

‫‪344‬‬
‫‪ -‬المدة ‪ ، 14‬مرسوم رقم ‪ 2.17.449‬المتعلق بسن نظام للمحاسبة العمومية للجهات و مجموعاتها ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪345‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ، 19‬نفس المرجع ‪.‬‬
‫‪346‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ، 11‬نفس المرجع ‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫يتم إبراء الذمة على وجه إلاحسان بقرار يصدره آلامر بالصرف بعد مداولة املجلس و تأشيرة السلطة‬
‫الحكومية املكلفة بالداخلية طبقا ملقتضيات املادة ‪ 115‬من القانون التنظيمي املتعلق الجهات رقم ‪111.14‬‬
‫املتعلق بالجهات‪ .347‬إال أن هذا إلابراء ال يجوز منحه إذا كان طالب إلابراء قد افتعل العسر كما هو محدد في‬
‫املادة ‪ 84‬من القانون رقم ‪ 15.97‬بمثابة مدونة تحصيل الديون العمومية‪ ،‬كما أن إبراء الذمة على وجه‬
‫إلاحسان ال يترتب عنه أي استرداد للمبالغ التي قد سبق أداؤها قصد التخفيف من الدين ألاصلي‪.‬‬
‫و تعتبر نسخة من القرار املشار إليه في الفقرة ألاولى أعاله وثيقة إثبات لتخفيض الدين محل إبراء الذمة أو‬
‫إلغائه‪ .‬إال أن أحكام هذه املادة ال تطبق على الديون املترتبة باألساس على ديون جبائية مستحقة و ال على‬
‫الديون املترتبة على أحكام صادرة لفائدة الجهات أو مجموعاتها‪ .348‬و يحتفظ و جوبا املحاسب املكلف‬
‫بالتحصيل بالجداول إلى غاية انصرام أجل عشر سنوات بعد تصفية آخر حصة‪ ،‬ليتم إيداعها بعد ذلك في‬
‫أرشيف الجهة أو املجموعة املعنية ‪ ،‬على أن يتم تسليم الجداول املحتفظ بها بطريقة إلكترونية لدى‬
‫املحاسب املكلف بالتحصيل إلى الجهة أو املجموعة املعنية بعد تصفي'ة آخر حصة‪.349‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬القواعد املطبقة على تنفيذ عمليات نفقات الجهة ‪.‬‬

‫النفقة الجهوية ‪ ،‬هي » مبلغ من النقود ينفقه شخص معنوي من إلاعتمادات املفتوحة في امليزانية بعد‬
‫ترخيص السلطة املختصة بقصد تحقيق منفعة عامة‪. « 350‬‬
‫فمن خالل تعريف النفقة الجهوية يمكن استخراج عناصرها و هي ‪:‬‬
‫‪ » ‬النفقة مبلغ نقدي؛‬
‫‪ ‬صدورها عن جهاز عام محلي؛‬
‫‪ ‬أن تحقق النفقة منفعة عامة محلية‪. «351‬‬
‫طبقا ألحكام القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ‪ ،111.14‬يجب أن تظل الالتزامات بنفقات الجهة في‬
‫حدود ترخيصات امليزانية ‪ ،‬حيث تتوقف هذه الالتزامات على توفر اعتمادات امليزانية بخصوص ألاشغال و‬

‫‪347‬‬
‫‪...( -‬المقررات ذات الوقع المالي على النفقات و المداخيل ‪.)...‬‬
‫‪348‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ، 17‬مرسوم رقم ‪ 2.17.449‬المتعلق بسن نظام للمحاسبة العمومية للجهات و مجموعاتها ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪349‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ، 61‬نفس المرجع ‪.‬‬
‫‪350‬‬
‫‪ -‬عبد القادر باينة ‪''،‬الرقابة المالية على النشاط اإلداري''‪ ،‬الجزء األول ‪ ،‬دار القلم – الرباط ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬سنة ‪ ، 9122‬ص ‪. 32‬‬
‫‪350‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 296‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬
‫‪351‬‬
‫‪ -‬عبد القادر باينة ‪''،‬الرقابة المالية على النشاط اإلداري''‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫التوريدات و الخدمات و عمليات تحويل املوارد و توفر املناصب املالية بالنسبة للتوظيف‪ .352‬على أن نفقات‬
‫الجهات و مجموعاتها تخضع إلى مراقبة مسبقة في مرحلة الالتزام (الفقرة ألاولى) ‪ ،‬و مراقبة صحة النفقة في‬
‫مرحلة ألاداء (الفقرة الثانية) ‪ ،‬حسب مقتضيات املادة ‪ 99‬من املرسوم رقم ‪ 2.17.449‬املتعلق بسن نظام‬
‫للمحاسبة العمومية الخاص بالجهات و مجموعاتها ‪ .‬و هو ما سيتيح التكفل عن قرب بالجوانب املتعلقة‬
‫بالتكوين و الدعم املوجهين إلى املراقبين و آلامرين املساعدين بالصرف على حد سواء‪.353‬‬

‫الفقرة ألاولى ‪ :‬كيفيات ممارسة مراقبة الالتزام بالنفقات ‪.‬‬

‫يعتبر جهاز مراقبة الالتزام بالنفقات ‪ ،‬التابع لوزارة املالية أحد أقدم أجهزة املراقبة باملغرب ‪ ،‬حيث تم‬
‫إحداثه بموجب ظهير ‪ 71‬دجنبر ‪ 7477‬و أعيد تعديله عدة مرات إلى حدود ‪ 1975‬حيث أصبح هذا الجهاز‬
‫‪354‬‬
‫‪.‬‬ ‫يعمل بموجب مرسوم ‪ 11‬دجنبر ‪ ، 7429‬إلى حين تعديله هو آلاخر بمرسوم ‪7117‬‬
‫و ملسايرة هذا إلاصالح ثم إدماج مصالح مراقبة الالتزام بنفقات الدولة و مصالح الخزينة العامة للمملكة‬
‫و إسناد الاختصاصات املوكولة للمراقب العام لاللتزام بنفقات الدولة إلى الخازن العام للمملكة ابتداء من‬
‫‪ ،355 7111‬و تعزز هذا التطور بإصدار مرسوم ‪ » ، 3567111‬ليعهد بصالحيات هامة إلى املصالح آلامر بالصرف‬
‫كانت تقوم بها سابقا مصالح مراقبة الالتزام بالنفقات في إطار املراقبة املسبقة على مقترحات الالتزام‬
‫بالنفقات ‪ ،‬بحيث أصبحت املراقبة املسبقة على الالتزام بالنفقات و مراقبة ألاداء ابتداء من ‪ 7177‬موضوع‬
‫تخفيف يدعى مراقبة ترابية‪.‬‬
‫و بذلك أصبحت تخضع الالتزامات بنفقات الدولة الصادرة عن املصالح آلامرة بالصرف ملراقبة املحاسب‬
‫العمومي ‪ ،‬حيث أضحى هذا ألاخير يمارس التأشيرة القبلية في مرحلة الالتزام‪ ،‬و بذلك في إطار ممارسة‬
‫املراقبة الترابية للنفقات‪. «357‬‬
‫تفض ي مراقبة مقترحات الالتزام بالنفقات من قبل املحاسب العمومي وضع الاجراءات التالية ‪:‬‬

‫‪352‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 296‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.222.26‬‬
‫‪353‬‬
‫‪ -‬منشور رقم ‪ -11-21‬د الصادر بتاريخ ‪ 91‬شوال ‪ 21 ( 2696‬دجنبر ‪ ) 9111‬المتعلق بإصالح مراقبة االلتزام بنفقات الدولة‪.‬‬
‫‪354‬‬
‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 2.11.2678‬بتاريخ ‪ 31‬دجنبر ‪ ,2111‬الذي دخل حيز التنفيذ ابتداء من ‪ ، 2113/17/1‬المتعلق بتعديل وتتميم المرسوم رقم‬
‫‪ 2.75.839‬المؤرخ في ‪ 31‬دجنبر ‪ 1975‬المتعلق بمراقبة االلتزام بنفقات الدولة‪.‬‬
‫‪355‬‬
‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 2.16.52‬الصادر في ‪ 13‬فبراير ‪ 2116‬القاضي بإلحاق مراقبة االلتزام بنفقات الدولة بالخزينة العامة للمملكة و تخويل اختصاصات‬
‫المراقب العام لاللتزام بالنفقات إلى الخازن العام للمملكة‪.‬‬
‫‪356‬‬
‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 2.17.1235‬الصادر بتاريخ ‪ 4‬نونبر ‪ 2118‬المتعلق بمراقبة نفقات الدولة‪.‬‬
‫‪357‬‬
‫‪ -‬ضياء السمن و ابراهيم صبري ‪''،‬المالية العامة'' ‪ ،‬مطبعة الحمامة – تطوان ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬سنة ‪ ، 2116‬ص ‪.144‬‬

‫‪135‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪ » ‬وضع التأشيرة على مقترح الالتزام بالنفقة ؛‬
‫‪ ‬إيقاف التأشيرة على مقترح الالتزام بالنفقة و إرجاع امللف غير مؤشر عليه إلى آلامر بالصرف من أجل‬
‫تسويته؛‬
‫و تحدد آجال وضع التأشيرة على مقترح الالتزام بالنفقة أو إيقافها أو رفضها في‪:‬‬
‫‪ ‬اثني عشر يوما كاملة من أيام العمل بالنسبة لصفقات الدولة‪ ,‬ابتداء من تاريخ إيداع املقترح املذكور؛‬
‫‪ ‬خمسة أيام عمل كاملة‪ ,‬تبتدئ من تاريخ إيداع مقترح الالتزام بالنفقة‪،‬بخصوص النفقات ألاخرى‪.« 358‬‬
‫ال ريب » أن الحرص على سالمة و صحة عقود النفقات جعلت معظم قوانين العالم تنص على بعض‬
‫التدابير الوقائية التي من شأن اتخاذها حسن تنفيذ امليزانية ‪ ، «359‬لذلك أصبح إصالح جهاز مراقبة الالتزام‬
‫بالنفقات ضرورة ملحة ‪ ،‬لعقلنة إلانفاق العام على مستوى الجهات ‪ ،‬و هذا ما تم العمل به من خالل‬
‫املرسوم مرسوم رقم ‪ 2.17.449‬املتعلق بسن نظام للمحاسبة العمومية للجهات و مجموعاتها‪ .‬إال أن ألامر‬
‫يتطلب الحيطة و الحذر من جعل هذا الجهاز في بعض ألاحيان و سيلة لتصفية الحسابات السياسية و‬
‫الشخصية ‪ ،‬و خير دليل على ذلك ما قام به الخازن إلاقليمي من عرقلة لعمل جهة درعة تافياللت ‪ ،‬حسب‬
‫ما جاء في بيان رئيس مجلس جهة درعة تافياللت ‪ ،‬حيث » تم رفض تحويل مبلغ ‪ 8‬مليون درهم كالتزامات‬
‫للجهة لحساب جمعية ذات منفعة عامة (جمعية عالم ألارياف ) ‪ ،‬التي تربطها اتفاقية شراكة مع مجلس‬
‫الجهة لبناء ‪ 12‬قنطرة و ‪ 10‬جماعات قروية جبلية‪. « 360‬‬
‫‪ -0‬مساطر الالتزام ‪:‬‬
‫طبقا ملقتضيات املرسوم املتعلق بسن نظام للمحاسبة العمومية للجهات و مجموعاتها ‪ ،‬يبلغ آلامر‬
‫بالصرف ‪ ،‬بواسطة دعامة ورقية أو إلكترونية ‪ ،‬كل مقترح التزام أو إلغاء أو تخفيض التزام إلى املحاسب‬
‫املكلف‪ ،‬من أجل التأشير عليه و إدراجه في محاسبته‪ ،361‬على أن يتم الالتزام ‪ ،‬منذ بداية السنة املالية‬
‫بالنفقات الدائمة املحدثة بوثائق ال تتضمن مدة محددة ‪ ،‬و ال يمكن وقف العمل بها إال بوثائق تنهي العمل بها ‪.‬‬
‫و تحدد قائمة هذه النفقات بقرار لوزير الداخلية‪.‬‬

‫‪358‬‬
‫‪ -‬عسور منصور‪ ،‬قانون الميزانية العامة و رهان الحكامة المالية الجيدة ‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة ‪ -‬الرباط‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬سنة ‪ ، 2117‬ص‪. 297‬‬
‫‪359‬‬
‫‪ -‬عبد الفتاح بلخال ‪،‬علم المالية العامة و التشريع المالي المغربي ‪ ،‬مطبعة فضالة ‪ -‬الدار البيضاء ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬سنة ‪ ، 9111‬ص ‪.111‬‬
‫‪360‬‬
‫‪ -‬مجلس درعة تافياللت ‪ ،‬رئيس مجلس الجهة ‪ '' ،‬بيان للرأي العام حول عرقلة الخازن اإلقليمي لعمل مجلس جهة درعة تافياللت '' ‪ ،‬بتاريخ ‪ 1‬نونبر ‪-‬‬
‫سنة ‪. 2018‬‬
‫‪361‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ، 14‬مرسوم رقم ‪ 2.17.449‬المتعلق بسن نظام للمحا سبة العمومية للجهات و مجموعاتها ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪136‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫و لهذا الغرض ‪ ،‬يبلغ آلامر بالصرف املحاسب املكلف بمقترح الالتزام مدعوما ببيان موجز يضم‪ ،‬حسب كل‬
‫سطر في امليزانية‪ ،‬الوثائق الجارية الصالحية‪.362‬‬
‫تعتبر النفقات الدائمة ملتزما بها في بداية السنة املالية ‪ ،‬و كذا جميع النفقات ألاخرى حسب صدور القرارات‬
‫املتخذة من طرف آلامر بالصرف‪.363‬‬
‫لذلك يقوم ( رئيس الجهة) ‪ ،‬آلامر بالصرف ‪ ،‬خالل شهر يناير من كل سنة ‪ ،‬بإعداد‪:‬‬
‫‪ ‬قائمة بأسماء موظفي و أعوان الجهة أو املجموعة‪ ،‬تتضمن مبلغ رواتبهم‪ ،‬و يتم تسليم نظيرين من هذه‬
‫القائمة إلى املحاسب املكلف ؛‬
‫‪ ‬قائمة مفصلة بالنفقات الدائمة ألاخرى كاألكرية و الاشتراكات و ألاقساط السنوية للقروض؛‬
‫و في حالة حدوث تغييرات خالل السنة برسم النفقات الدائمة أو قائمة املوظفين و ألاعوان ‪ ،‬يقوم آلامر‬
‫بالصرف بإعداد بيانات تعديلية و يوجهها فورا في نظيرين إلى املحاسب املكلف‪ . 364‬كما يجوز الالتزام بنفقات‬
‫التجهيز موضوع ترخيص في البرنامج في حدود اعتمادات الالتزام املقررة في هذا الترخيص‪.365‬‬
‫‪ -8‬ممارسة مراقبة الالتزام ‪:‬‬
‫على مستوى مراقبة الالتزام ‪ ،‬يقوم املحاسب املكلف بمراقبة املشروعية من خالل التأكد من أن مقترحات‬
‫الالتزام بالنفقات مشروعة مقارنة باألحكام التشريعية و التنظيمية ذات الطابع املالي الجاري بها العمل ‪ ،‬كما‬
‫يقوم املحاسب املكلف باملراقبة املالية بالتأكد من ‪:‬‬
‫‪ ‬توفر الاعتمادات و املناصب املالية ؛‬
‫‪ ‬إلادراج املالي للنفقة ؛‬
‫‪ ‬صحة العمليات الحسابية ملبلغ الالتزام في ضوء العناصر املتوفرة ؛‬
‫‪ ‬مجموع النفقة التي تلتزم بها الجهة أو املجموعة طيلة السنة التي أدرجت خاللها ‪.‬‬
‫و لإلشارة ‪ ،‬فهناك مجموعة من النفقات ال تخضع ملراقبة املشروعية بالنظر إلى ألاحكام التشريعية ذات‬
‫الطابع املالي ‪ ،‬إال أنها تبقى خاضعة للمراقبة املالية ‪ ،‬و التي تحددها املادة ‪ 61‬من املرسوم رقم ‪2.17.449‬‬

‫‪362‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ، 19‬نفس المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪363‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ، 11‬نفس المرجع ‪.‬‬
‫‪364‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ، 17‬نفس المرجع ‪.‬‬
‫‪365‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ، ، 41‬نفس المرجع‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫املتعلق بسن نظام للمحا سبة العمومية للجهات و مجموعاتها ‪ .‬و تتكون ملفات الالتزام بالنفقات الغير الخاضعة‬
‫ملراقبة املشروعية من بطاقة إرساليات تحدد‪ ،‬على وجه الخصوص‪ ،‬بنود امليزانية و الاعتمادات املتوفرة و كذا‬
‫مبلغ مقترح الالتزام ألجل و ضع التأشيرة على توفر الاعتمادات أو املناصب املالية و التكفل املحاسبي بهما‪ ،‬و‬
‫يحدد نموذج بطاقة إلارساليات بمقرر لوزير الداخلية‪.‬‬
‫و يحتفظ وجوبا آلامر بالصرف ( رئيس الجهة) ‪ ،‬بالوثائق املتعلقة بملفات الالتزام بالنفقات غير الخاضعة‬
‫ملراقبة املشروعية‪ ،‬قصد إرفاقها بملف ألامر بالدفع املتعلق بها‪.‬‬
‫تتم مراقبة الالتزام بالنفقات إما بوضع التأشيرة على مقترح الالتزام بالنفقات‪ ،‬أو بتعليقها و إعادة ملفات‬
‫الالتزام غير املؤشر عليها إلى آلامر بالصرف قصد تسويتها‪ ،‬و إما برفضها مع تعليل ذلك‪ .‬و في حالة تعليق هذه‬
‫التأشيرة أو رفضها‪ ،‬تضمن جميع املالحظات التي يثيرها مقترح الالتزام و تبلغ مرة واحدة إلى آلامر بالصرف‪ .‬و‬
‫يحدد ألاجل املخول للمحاسب املكلف‪ ،‬لوضع التأشيرة أو تعليقها في إثنى عشر يوم عمل كاملة بالنسبة‬
‫للصفقات و خمسة أيام عمل كاملة بالنسبة للنفقات ألاخرى ‪ ،‬و ذلك ابتداء من تاريخ إيداع مقترح الالتزام ‪.‬‬
‫و عند غياب أي جواب داخل ألاجل املحدد‪ ،‬يتعين على املحاسب املكلف و ضع تأشيرته على مقترح الالتزام ‪،‬‬
‫بمجرد انصرام ألاجل املذكور و إرجاعه إلى آلامر بالصرف‪ .‬مع العلم أنه ال يجوز الاحتجاج بأحكام هذه املادة‬
‫ضد املحاسب املكلف إال من طرف آلامر بالصرف املعني‪.‬‬
‫و لإلشارة ‪ ،‬فالنفقات املؤداة بدون أمر سابق بالصرف املشار إليها في املادة ‪ 54‬أعاله ‪ ،‬ال تخضع للتأشيرة عند‬
‫مراقبة الالتزام بالنفقات‪.366‬‬
‫قبل الشروع في تنفيذ ألاشغال أو الخدمات أو تسليم التوريدات‪ ،‬يتعين على آلامر بالصرف أن يبلغ إلى‬
‫املقاول أو املورد أو الخدماتي املعني‪ ،‬املصادقة و مراجع التأشيرة التي تم‬
‫و ضعها على مقترحات الالتزام املتعلقة بالصفقات العمومية و سندات الطلب و الاتفاقات و العقود و كذا‬
‫بالعقود امللحقة إن وجدت‪ ،‬مع جواز طلب املقاول أو املورد أو الخدماتي من ألامر بالصرف بمراجع التأشيرة‬
‫املذكورة‪ .367‬و في حالة تمسك آلامر بالصرف بمقترح الالتزام بنفقة رفض املحاسب التأشير عليها‪ ،‬يعرض ألامر‬
‫على وزير الداخلية أو الشخص املفوض من لدنه من أجل البت فيه‪.‬‬

‫‪366‬‬
‫‪ -‬المواد ‪ ، 41- 46 – 14 – 49‬نفس المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪367‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ، 44‬نفس المرجع ‪.‬‬

‫‪138‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫على إثر ذلك يجوز لوزير الداخلية أو الشخص املفوض من لدنه بموجب مقرر‪ ،‬تجاوز رفض التأشير املذكور‪،‬‬
‫ماعدا إذا كان رفض التأشير هذا معلال بنقص أو عدم توفر الاعتمادات أو املناصب املالية ‪ ،‬أو بعدم التقيد‬
‫بنص تشريعي أو تنظيمي‪. 368‬‬
‫‪ - 3‬املراقبة التراتبية ‪:‬‬
‫تكون املراقبة املسبقة على الالتزام موضوع تخفيف يدعى ''املراقبة التراتبية'' ‪ ،‬و ذلك وفق الشروط و‬
‫الكيفيات املنصوص عليها في املرسوم رقم ‪ 2.17.449‬املتعلق بسن نظام للمحاسبة العمومية للجهات و‬
‫مجموعاتها ‪ ،‬و ذلك تطبيقا ملقتضيات الفقرة ألاخيرة من املادة ‪ 99‬من نفس املرسوم ‪.‬‬
‫يقصد باملراقبة التراتبية حسب مقتضيات املادة ‪ 11‬من املرسوم املتعلق بسن نظام للمحاسبة العمومية‬
‫للجهات و مجموعاتها السالف الذكر ‪ ،‬تلك املراقبة املخففة و املطبقة على نفقات الجهات و املجموعات التي‬
‫يجب أن تتوفر على نظام مراقبة داخلية تمكنها من التأكد‪ ،‬من بين عمليات املراقبة املسندة إليها بموجب‬
‫النصوص التنظيمية الجاري بها العمل‪:‬‬
‫أ‪ -‬في مرحلة الالتزام ‪ :‬من املشروعية بالنظر إلى ألاحكام التشريعية و التنظيمية ذات الطابع املالي لاللتزام‬
‫بالنفقات غير تلك املشار إليها في البند ‪ 4‬من املادة ‪ ، 69‬كذلك مجموع النفقة التي تلتزم بها الجهة أو املجموعة‬
‫طيلة سنة إلادراج‪ ،‬إضافة إلى انعكاس الالتزام على استعمال مجموع الاعتمادات برسم السنة الجارية و‬
‫السنوات الالحقة‪.‬‬
‫ب ‪ -‬في مرحلة ألامر بالصرف ‪ :‬من توفر الاعتمادات و وجود التأشيرة القبلية لاللتزام‪ ،‬حينما تكون هذه‬
‫التأشيرة مطلوبة ‪ ،‬كذلك من عدم ألاداء املكرر لنفس الدين‪.‬‬
‫عند ممارسة املراقبة التراتبية يقوم املحاسب العمومي حسب مقتضيات املادة ‪ 14‬من نفس املرسوم التأكد‪،‬‬
‫في مرحلة الالتزام من توفر الاعتمادات و املناصب املالية ‪ ،‬كذلك من صحة العمليات الحسابية ملبلغ الالتزام ‪،‬‬
‫و كذا إلدراج املالي ‪ ،‬كذلك من مشروعية مقترحات الالتزام بالنفقات املتعلقة بقرارات التعيين و الترسيم و‬
‫إعادة إلادماج و تغيير الدرجة و مغادرة الخدمة الخاصة باملوظفين و ألاعوان ‪ ،‬و كذا من مشروعية العقود‬
‫ألاصلية لإليجار و العقود التعديلية املرتبطة بها ‪ ،‬باإلضافة إلى التأكد من مشروعية نفقات املوظفين و‬
‫ألاعوان غير تلك املشار إليها في البند( أ ) من الفقرة الثالثة من املادة ‪ ، 61‬و التي يفوق مبلغها عشرة آالف درهم‬
‫‪ ،‬كذلك ألامر بالنسبة لنفقات املعدات و الخدمات التي يفوق مبلغها مائة ألف درهم‪ ،‬مع إلزامية التأكد من‬

‫‪368‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ، 49‬نفس المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫مشروعية الصفقات و العقود امللحقة و القرارات التعديلية املرتبطة بها والتي تفوق قيمتها‪ ،‬مأخوذة بشكل‬
‫منفصل‪ ،‬أربعة مائة ألف درهم‪ ،‬و كذا مشروعية الصفقات التفاوضية مهما كان مبلغها ‪ ،‬و العقود املبرمة مع‬
‫املهندسين املعماريين املتعلقة بالصفقات ‪ ،‬إضافة إلى التأكد من مدى مشروعية الاتفاقيات و عقود القانون‬
‫العادي التي يفوق مبلغها مائتي ألف ‪ 200.000‬درهم ‪ .‬و استثناء ‪ ،‬يمكن للمراقبة التراتبية أن تكون موضوع‬
‫تخفيف إضافي بموجب مقتضيات املادة ‪ 21‬من نفس املرسوم السالف الذكر ‪ ،‬و ذلك لفائدة الجهات أو‬
‫املجموعات التي تتوفر‪ ،‬عالوة على املعايير املنصوص عليها في املادة ‪ 68‬أعاله‪ ،‬على نظام افتحاص و مراقبة‬
‫داخلية تمكنها من التأكد من املشروعية بالنظر إلى ألاحكام التشريعية و التنظيمية ذات الطابع املالي لاللتزام‬
‫بالنفقات غير تلك املشار إليها في البند ‪ 7‬من الفقرة ألاولى من املادة ‪ 27‬من نفس املرسوم ‪ ،‬و كذا من صحة‬
‫العمليات الحسابية ملبلغ الالتزام‪ ،‬و صحة إلادراج املالي للنفقة‪.‬‬
‫‪369‬‬
‫‪ ،‬من نفس املرسوم املتعلق بسن نضام‬ ‫و كقاعدة قانونية ملزمة ‪ ،‬تنص مقتضيات املادة ‪21‬‬
‫للمحاسبة للجهة و مجموعاتها ‪ ،‬على أنه ال يجوز تصفية أي نفقة وألامر بصرفها من قبل آلامر بالصرف إال‬
‫بعد إثبات حقوق الدائن‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مراقبة صحة النفقات ‪.‬‬

‫يقوم املحاسب املكلف‪ ،‬حسب مقتضيات املادة ‪ 11‬من املرسوم رقم ‪ 2.17.449‬املتعلق بسن نظام‬
‫للمحاسبة العمومية للجهات و مجموعاتها ‪ ،‬قبل التأشير من أجل ألاداء بمراقبة صحة النفقة من حيث وجود‬
‫التأشيرة القبلية على مقترح الالتزام عند طلبها ‪ ،‬إضافة إلى صحة حسابات التصفية و الصفة إلابرائية‬
‫للتسديد ‪ ،‬إضافة إلى ذلك يكلف املحاسب العمومي بالتأكد من إمضاء آلامر بالصرف أو الشخص املفوض‬
‫من لدنه ‪ ،‬و كذا توفر اعتمادات ألاداء ‪ ،‬و توفر ألاموال التي تندرج في إطار قاعدة وحدة الصندوق ‪ ،‬و التي يتم‬
‫بموجبها استعمال مجموع ألاموال املتوفرة لتغطية مجموع النفقات بصرف النظر عن التخصيص ألاصلي‬
‫لألموال ‪ .‬إضافة إلى وجوب إلادالء بالوثائق املثبتة املحددة قائمتها بقرار مشترك لوزير الداخلية و الوزير‬

‫‪369‬‬
‫‪... -‬ويكون هذا اإلثبات إما بشهادة إنجاز الخدمة أو بكشف تفصيلي يتضمن كمية ومبلغ التوريدات المسلمة أو الخدمات المقدمة أو األشغال‬
‫المنجزة‪ .‬ويجب أن يتم حصر مجموع البيانات الحسابية و الفاتورات المتعلقة بالكشف التفصيلي المذكور باألرقام والحروف و أن يؤرخها ويوقع عليها‬
‫الدائنون الذين يتعين عليهم أن يشيروا فيه‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬إلى عنوانهم و إلى بيان هويتهم البنكية‪.‬‬
‫ويجب أن تذيل البيانات الحسابية و الفاتورات المذكورة باإلشهاد على الخدمة المنجزة من طرف ا آلمر بالصرف‪ ،‬ماعدا إذا تم إثبات تسليمها في محضر‬
‫يدخل في عداد الوثائق المثبتة أو بتصريح العون المختص ‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫املكلف باملالية‪ ،‬بما في ذلك الوثائق املتضمنة لإلشهاد على الخدمة املنجزة‪ .370‬و ال يجوز‪ ،‬للمحاسب املكلف في‬
‫أي حال من ألاحوال‪ ،‬أن يقوم أو يعيد القيام بمراقبة مشروعية النفقة في مرحلة ألاداء‪.‬‬
‫عموما ‪ ،‬يتوفر املحاسب املكلف على خمسة أيام لوضع تأشيرته أو تعليقها بالنسبة لنفقات املوظفين‪ ،‬و‬
‫خمسة عشر يوما بالنسبة للنفقات ألاخرى‪ ،‬على أن هذه آلاجال تسري ابتداء من تاريخ تسلم ألاوامر بالصرف و‬
‫حوالات ألاداء‪.‬‬
‫و في حالة قام املحاسب املكلف بتعليق أداء نفقة بموجب أحكام الفقرة السابعة من املادة ‪ 11‬السالفة‬
‫الذكر ‪ ،‬و طلب آلامر بالصرف ‪ ،‬كتابة و تحت مسؤوليته‪ ،‬تجاوز هذا الرفض ‪ ،‬يقوم املحاسب املكلف‪ ،‬الذي‬
‫تستبعد حينئذ مسؤوليته‪ ،‬بوضع تأشيرته على ألامر باألداء‪ ،‬الذي يرفق بنسخة من مذكرة مالحظاته و من ألامر‬
‫بالتسخير‪.‬‬
‫و استثناء على ذلك ‪ ،‬يرفض املحاسب املكلف الامتثال ألوامر التسخير إذا كان تعليق ألاداء معلال ب‪:‬‬
‫‪ ‬عدم وجود الاعتمادات أو عدم توفرها أو عدم كفايتها ؛‬
‫‪ ‬عدم توفر ألاموال أو عدم وجودها أو عدم كفايتها ؛‬
‫‪ ‬غياب التأشيرة القبلية على مقترح الالتزام ؛‬
‫‪ ‬عدم الصفة إلابرائية للتسديد‪.‬‬
‫و في حالة رفض التسخير‪ ،‬يقوم املحاسب املكلف فورا بإخبار الوزير املكلف باملالية أو الشخص املفوض من‬
‫لدنه لهذا الغرض للبت في ألامر‪.371‬‬
‫و طبقا ملقتضيات املادة ‪ 17‬من املرسوم املتعلق بسن نظام املحاسبة العمومية للجهات ومجموعاتها يرخص‬
‫للمحاسب املكلف ب ‪:‬‬
‫‪ ‬التأشير على ألاوامر باألداء املطابقة لنفقات التجهيز امللتزم بها ؛‬
‫‪ ‬التأشير على ألاوامر باألداء الصادرة من اعتمادات التسيير غير املؤداة بعد انتهاء السنة‪.‬‬
‫شريطة أن يكون ذلك في حدود الاعتمادات املرحلة ‪ ،‬و بناء على البيان املفصل الذي أعده آلامر بالصرف‪ ،‬و‬
‫الذي تم إلاشهاد عليه سلفا من طرف املحاسب ‪.‬‬

‫‪370‬‬
‫‪In :Note du Trésorier Général du Royaume n1459 du 19 – 5- 1993‬‬ ‫‪ -‬محددة بقرار وزير المالية بتاريخ ‪ 27‬ماي ‪: 2771‬‬
‫إضافة إلى بعض النفقات ذات خصوصية معينة تنظم بنص خاص مثل تلك المتعلقة بالمبادرة المحلية للتنمية البشرية المنظمة بقرار وزير المالية رقم‬
‫‪ 14.241‬بتاريخ ‪ 21‬يناير ‪ (9114‬ج‪.‬ر‪،‬عدد ‪ 1174‬بتاريخ ‪ 24‬فبراير ‪. ) 9114‬‬
‫‪371‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ، 85‬مرسوم رقم ‪ 2.17.449‬المتعلق بسن نظام للمحاسبة العمومية للجهات و مجموعاتها ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫بالنسبة للدائنين الحاملين لسندات أو أحكام مشمولة بالتنفيذ ضد جهة أو مجموعة ‪ ،‬ال يجوز لهم أن‬
‫يقوموا بطلب ألاداء بكيفية صحيحة إال أمام آلامر بالصرف لهذه الجهة أو لهذه املجموعة ‪ ،372‬و في حالة‬
‫امتناع آلامر بالصرف املعني عن إصدار آلامر بالصرف ‪ ،‬جاز اللجوء إلى حق الحلول وفق الشروط املنصوص‬
‫عليها في القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬املتعلق بالجهات‪ ،‬حيث يحق لوالي الجهة أن يقوم‪ ،‬بعد طلب‬
‫استفسارات من آلامر بالصرف‪ ،‬بتوجيه إعذار إليه من أجل ألامر بصرف النفقة املعنية‪.373‬‬
‫و عند عدم ألامر بصرف النفقة في أجل أقصاه خمسة عشر يوما من تاريخ إلاعذار‪ ،‬تحيل السلطة‬
‫الحكومية املكلفة بالداخلية ألامر إلى القضاء الاستعجالي باملحكمة إلادارية ‪ ،‬و الذي يبث بعد ذلك داخل‬
‫أجل ‪ 91‬ساعة من تاريخ تسجيل طلب إلاحالة بكتابة الضبط بهذه املحكمة‪ ،‬و ذلك بواسطة حكم قضائي‬
‫نهائي و عند الاقتضاء بدون استدعاء ألاطراف‪ .374‬كما يجب على آلامر بالصرف أن يتدخل لدى الدائنين‬
‫لدعوتهم إلى مده بفاتوراتهم أو بياناتهم الحسابية في أجل ال يتعدى ‪ 30‬ديسمبر من نفس السنة ‪ ،‬نضرا العتبار‬
‫هذا ألاجل هو أقص ى أجل و الذي تعرض فيه ألاوامر باألداء الصادرة برسم سنة مالية للتأشير عليها من طرف‬
‫املحاسب املكلف‪ ،‬تطبيقا ملقتضيات املادة ‪ 19‬من نفس املرسوم املتعلق بسن نظام للمحاسبة العمومية‬
‫للجهات و مجموعاتها ‪.‬‬
‫أما إذا تم إدراج نفقة بكيفية غير صحيحة برسم السنة املالية الجارية‪ ،‬يسلم آلامر بالصرف إلى املحاسب‬
‫املكلف شهادة بإعادة إلادراج يثبت بموجبها املحاسب الزيادة أو التخفيض من النفقات بأسطر امليزانية املعنية‪،‬‬
‫على أن ترفق هذه الشهادة بالوثائق املثبتة بحساب الجهة أو املجموعة‪.375‬‬
‫و في الحالة التي يتم فيها إدراج نفقة من قبل آلامر بالصرف بصورة قانونية‪ ،‬و لم ترتب كما يجب في‬
‫حسابات املحاسب املكلف‪ ،‬حرر هذا ألاخير شهادة تستعمل كما هو مبين في شهادة إعادة إلادراج املشار إليها‬
‫سابقا ‪ ،‬و تبلغ فورا نسخة منها إلى آلامر بالصرف‪ (،376‬رئيس الجهة)‪ .‬عكس ذلك ‪ ،‬فالحالة التي يتم فيها‬
‫أداء نفقة يتجاوز مبلغها حقوق الدائن‪ ،‬و جب على آلامر بالصرف إصدار أمر باملداخيل ضد املستفيد من هذا‬
‫ألاداء‪ ،‬و ذلك في حدود املبلغ املقبوض الزائد‪.377‬‬

‫‪372‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ، 82‬نفس المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪373‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 655‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.555.51‬‬
‫‪374‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 19‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.555.51‬‬
‫‪375‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ، 82‬مرسوم رقم ‪ 2.17.449‬المتعلق بسن نظام للمحا سبة العمومية للجهات و مجموعاتها ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪376‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ، 81‬نفس المرجع ‪.‬‬
‫‪377‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ، 82‬نفس المرجع ‪.‬‬

‫‪142‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫و بموجب أحكام املادة ‪ 11‬من نفس املرسوم السالف الذكر ‪ ،‬يمكن أن يترتب على إعادة دفع ألاموال برسم‬
‫نفقات امليزانية إعادة إقرار اعتمادات خالل السنة املالية التي تحملت النفقة املطابقة‪ ،‬أو فتح اعتمادات خالل‬
‫السنة املوالية للسنة التي تحملت هذه النفقة ‪ ،‬أو إعادة إقرار الاعتمادات أو فتحها بقرار لآلمر بالصرف بناء‬
‫على التصريح باملداخيل الذي يعده املحاسب املكلف ‪ ،‬و ذلك تطبيقا ألحكام الفقرة ألاخيرة من املادة ‪ 779‬من‬
‫القانون التنظيمي للجهات رقم ‪.378777.79‬‬

‫‪378‬‬
‫‪ -‬يمكن أن يتم من جديد فتح اعتمادات في شأن المداخيل المتأتية من استرجاع الجهة لمبالغ مؤداة‪ ،‬بوجه غير قانوني أو بصفة مؤقتة‪ ،‬من‬
‫اعتمادات مالية وفق الشروط و الكيفيات المحددة بنص تنظيمي ‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫خاتمة القسم ألاول ‪:‬‬
‫تطرقنا في الشق ألاول من البحث ألهم املحطات التاريخية للنظام الجهوي باملغرب ‪ ،‬فقد تم التركيز على‬
‫إبراز أهم ألاسس التشريعية التي قام عليها التنظيم الجهوي في هذه الفترة و كذا الاختصاصات التي تمتعت‬
‫بها املجالس الجهوية املنتخبة وفق القانون رقم ‪ ، 92.41‬لننتقل بعد ذلك إلى تناول موضوع خيار الجهوية‬
‫وفق مشروع نظام الحكم الذاتي ملنطقة الصحراء ‪ ،‬كأهم مبرر سياس ي فعلي لقيام الجهة من وجهة نظرنا ‪،‬‬
‫و الذي جعل املغرب يقدم على اختيار نمط جديد لنظامه الجهوي ‪ ،‬يحدد من خالله مكانة الدولة و الجهة‬
‫في ظل هذا النظام ‪.‬‬
‫قمنا من زاوية أخرى ‪ ،‬بتناول الجهوية في الخطاب السياس ي للمؤسسات الرسمية للدولة من خالل تحديد‬
‫مكانتها في خطاب هذه املؤسسات و إعطاء بعض القرائن على ذلك ‪ ،‬و ذلك انطالقا من خطب رئيس الدولة‬
‫محمد السادس منذ توليه العرش ‪ ،‬إضافة إلى البرامج الحكومية للواليتين التشريعيتين ألاخيرتين ‪ ،‬ثم‬
‫مذكرات و برامج ألاحزاب السياسية و مقترحاتها حول مشروع القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم‬
‫‪ 777.79‬قبل املصادقة عليه و دخوله حيز التنفيذ ‪ .‬كل ذلك حتى يسهل علينا كباحثين من جهة ‪ ،‬و على‬
‫القارئ من جهة أخرى ‪ ،‬فهم و استيعاب الجانب التحليلي لهذا البحث ‪ ،‬خاصة و أن التدبير املالي الجهوي‬
‫يرتبط أساسا بالتدبير إلاداري ‪ ،‬أي باالختصاصات و السلطات إلادارية املسندة ملجالس الجهات ‪ ،‬ما يجعل‬
‫لهذا البحث فائدة علمية و عملية ‪.‬‬
‫يتضح مما سبق‪ ،‬أن التنظيم الجهوي باملغرب جاء نتيجة لتطور البناء املؤسساتي على املستوى الترابي‪ ،‬و‬
‫للمتغيرات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية ‪ ،‬زيادة على ظهور مجموعة من الاختالالت التدبيرية ‪،‬‬
‫الش يء الذي فرض تجاوز القانون رقم ‪ 92.41‬املتعلق بتنظيم الجهات لسنة ‪ ، 7442‬على ضوء التفكير في‬
‫إعادة ترتيب مكونات النظام الجهوي من خالل سن قانون جديد يسعى لتحديد اختصاصات مجالس‬
‫الجهات و صالحياتها ‪ ،‬و الذي واكبته مجموعة من القوانين ألاخرى ‪ ،‬التي تعنى بتنظيم مختلف مجاالت‬
‫التدبير الجهوي سواء منه املالي أو العملياتي‪.‬‬
‫ال شك ‪ ،‬أن إلاصالحات السياسية و الجهوية الجديدة التي همت النظام الجهوي باملغرب ‪ ،‬كرست‬
‫مجموعة املبادئ و القواعد ‪ ،‬جسدها املشرع املغربي من خالل مقتضيات القانون التنظيمي املتعلق‬
‫بالجهات رقم ‪ ، 777.79‬و اكبتها مجموعة من القوانين و املراسيم التطبيقية املنظمة للفعل الجهوي في بعده‬
‫املالي أو إلاداري ‪ ،‬و التي اعتمدناها كمرجع ملعالجة موضوع البناء الجديد للنظام الجهوي ‪ ،‬حيث المسنا من‬

‫‪144‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫خاللها مختلف الجوانب التنظيمية و املالية و إلادارية للنظام الجهوي الجديد ‪ ،‬سواء على مستوى‬
‫الاختصاص و الصالحيات أو على مستوى العالقات بين مختلف مكونات النظام الجهوي و بينها و بين‬
‫السلطات املركزية ‪ ،‬فخطاب الجهوية اليوم لم يعد كما كان سابقا مجرد مشروع يفتقد إلى نصوص قانونية‬
‫تؤطره ‪ ،‬فقد واكبه املشرع بجملة من القوانين التنظيمية و التطبيقية و كذا بمؤسسات تجلت في تمثيلية‬
‫الوالة للسلطة املركزية على مستوى الجهات إلاثني عشر‪ ،‬و الذين هم ملزمون بموجب سلطتهم الرسمية على‬
‫تطبيق القانون‪ ،‬و تنفيذ النصوص التنظيمية للحكومة و مقرراتها‪ ،‬و ممارسة املراقبة إلادارية عليها ‪،‬‬
‫يساعدهم في ذلك رؤساء مجالس الجهات ‪ .‬فقد شكلت الجهوية املتقدمة التي كرسها دستور‪ ٬ 2011‬ورشا‬
‫كبيرا يستدعي إحداث تغيير جوهري و تدريجي على مستوى توزيع الاختصاصات بين السلطات املركزية و‬
‫الالمركزية ‪ ،‬ما جعل املشرع املغربي يعكف على تفعيل نظام الالتمركز إلاداري عن طريق إخراج مرسوم‬
‫بمثابة ميثاق للالتمركز إلاداري ‪ ،‬الذي حدد بموجبه كيفية توزيع الاختصاصات سواء بين السلطات املركزية‬
‫و الالمركزية ‪ ،‬أو بين السلطات الالمركزية و الجهات ‪ ،‬و الذي يأمل منه العمل على توزيع السلطة بين‬
‫املستويات إلادارية املختلفة في التنظيم إلاداري على مستوى الدولة و الجهة ‪ ،‬كذلك تخويل املصالح الجهوية‬
‫صالحيات اتخاذ القرار وفق آليات تفويض السلطة و إلامضاء‪،‬و هو نفس املنحى الذي دعا إليه امللك محمد‬
‫السادس في ‪ 3‬يناير ‪ 2010‬على '' أن الجهوية ستعمل على إعادة توزيع الاختصاصات بشكل منسجم على‬
‫مختلف املستويات إلادارية ''‪.‬‬
‫إن الصالحيات و الاختصاصات املخولة للجهات باملغرب‪ ،‬بحكم القانون التنظيمي للجهات رقم ‪ 111.14‬و‬
‫املراسيم التطبيقية ‪ ،‬تتطلب إنفاقا ماليا يتناسب و حجم هذه الاختصاصات املعهود بها إلى مجالس الجهات‬
‫املنتخبة ‪ ،‬و الذي يقتض ي تدبيرا محكما‪ ،‬و الاستغناء عن بعض املمارسات الالأخالقية في التدبير املالي الجهوي‬
‫‪ .‬فشرعية الجهة لها عالقة بكيفية تدبيرها الداخلي‪ ،‬و النجاعة في إنفاق أموالها و توظيفها في التنمية السليمة‪.‬‬
‫كما أن تطوير و تجويد أداء مجالس الجهات ‪ ،‬يستوجب ال محالة إعداد سياسة عمومية في مجال املالية‬
‫الترابية ‪ ،‬و الاستفادة من التجربة الجهوية الحالية عن طريق تقييمها ‪ ،‬فمسألة التدبير املالي الجهوي ‪،‬‬
‫باعتباره أحد ركائز التنمية الترابية ‪ ،‬التي أناط املشرع للجهة القيام بها ‪ ،‬مازالت تطرح نفسها و بحدة ‪ ،‬رغم‬
‫العوائق القانونية و املوضوعية التي تعترضها و آلاثار السلبية التي تترتب عن سلطات الوصاية رغم محاوالت‬
‫التخفيف التي عرفتها في التعديالت ألاخيرة ‪ ،‬و هو ما سيتم التطرق إليه من خالل إبداء أهم إكراهات التدبير‬
‫املالي الجهوي ‪ ،‬و كذا إبداء سبل للتجاوز‪.‬‬

‫‪145‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫القسم الثاني ‪ :‬املالية الجهوية ‪ :‬اكراهات التدبير املالي الجهوي و آفاق التجاوز‪.‬‬

‫جاء القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬املتعلق بالجهات‪ ،‬كامتداد طبيعي لإلصالحات السياسية و الجهوية الكبرى‬
‫التي همت إلادارة الالمركزية باملغرب ‪ ،‬و خصوصا إلاصالحات التي أتى بها دستور اململكة لعام ‪ ،2011‬و الذي بوأ‬
‫الجهة مكانة الصدارة بالنسبة لباقي الجماعات الترابية ألاخرى ‪ .‬فمع املراجعة الدستورية لسنة ‪ ، 2011‬بدأ تفعيل‬
‫متطلبات إصالح التنظيم الالمركزي ‪ ،‬من خالل التنصيص على أن التنظيم الترابي للمملكة تنظيم المركزي يقوم‬
‫على الجهوية املتقدمة‪ ،‬إلى جانب التنصيص على مجموعة من املبادئ التي يعد مبدأ التدبير الحر أبرزها‪ ،‬و اعتبار‬
‫الجهة جماعة ترابية عوض جماعة محلية ‪ ،‬و التنصيص على اختصاص رئيس مجلس الجهة املتعلق بتنفيذ‬
‫مداوالت و مقررات املجلس و اعتباره آمرا بالصرف ‪.‬‬
‫إن غاية هذا إلاصالح‪ ،‬هي جعل إلاطار القانوني للجهوية يواكب إلاطار املؤسساتي‪ ،‬في إطار مقاربة مالية ترتكز‬
‫على توفير املوارد املالية الضرورية‪ ،‬و ترفع من فعالية التدبير املالي الجهوي املبنية على منطق الجودة و الفعالية في‬
‫اتجاه إقرار توسيع هامش الاستقاللية‪ ،‬و منح آلامرين بالصرف الجهويين مسؤولية أوسع في تدبير شؤون جهاتهم‪.‬‬
‫فنظرا لحجم الاختصاصات املسندة ملجالس الجهات بموجب القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ‪111.14‬‬
‫أصبحت مهام هذه املجالس تطرح عدة أسئلة بخصوص مواردها املالية ‪ ،‬كوسيلة لتغطية نفقاتها على املستوى‬
‫الاقتصادي و الاجتماعي‪.‬‬
‫فتصرفات الجهة املالية‪ ،‬تستجيب لحاجيات املواطنين الاقتصادية‪،‬و الاجتماعية‪،‬و الثقافية و البيئية‪ ،..‬كما‬
‫تخضع لقواعد و قوانين تنظمها و تستعمل لتحقيق أهداف يتم تخطيطها‪ .‬فهي ال تختلف عن العمليات التدبيرية‬
‫ألاخرى ‪ ،‬فنشاط و عمل الجهات يتوقف وجوده و استمراره على الجانب املالي‪ ،‬فبدون املوارد املالية ال يمكن‬
‫للجهات القيام بمهامها ‪.‬‬
‫لهذه ألاسباب ‪ ،‬فإن نجاح الجهوية رهين بصياغة و إعداد و تنفيذ البرامج املالية‪ ،‬التي تعتمد عليها مجالس‬
‫الجهات‪ ،‬في بلورة تصوراتها‪ ،‬من خالل التدبير الجيد مليزانياتها‪ ،‬و هو ما يجعل التدبير املالي ضرورة ملحة لتحقيق‬
‫ألاهداف املسطرة سلفا لكل جهة على حدة‪ ،‬و املبنية على التخطيط املحكم و الدقيق و املراقبة الهادفة‪ .‬فإصالح‬
‫املشهد املالي الجهوي رهين بمراجعة القوانين التنظيمية للمالية العمومية‪ ،‬و بمدى مواكبتها للمستجدات التي‬
‫تعرفها الساحة املالية الجهوية‪ ،‬حيث يمكن القول بأن هناك عالقة جدلية بين املتطلبات املالية الجهوية و تعديل‬
‫القوانين التنظيمية للمالية العامة ‪ .‬فالتدبير املالي الجهوي يستلزم تطبيق مجموعة من املقتضيات و املرتكزات‬

‫‪641‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫املالية التي تم تكريسها كمبادئ و قواعد ملزمة للتدبير املالي الجهوي‪ ،‬وذلك وفق مقتضيات الوثيقة الدستورية و‬
‫القانون التنظيمي للجهات رقم ‪. 111.14‬‬
‫إن التدبير املالي الجهوي يستدعي عقلنة املوارد املالية ‪ ،‬و تجاوز كل الاختالالت الناتجة عن محدودية املوارد‬
‫املالية ‪ ،‬نظرا لالرتباط الوثيق لقرارات مجالس الجهات إلادارية و املالية بالدولة ‪ ،‬و الاختالالت املتمثلة في عجز‬
‫املجالس الجهوية املنتخبة عن تدبير نفقاتها نظرا ملحدودية تكوينها املعرفي ‪ .‬كما أن التدبير املالي الجهوي السليم‬
‫يقتض ي تنزيل قواعد الحكامة املالية من شفافية و احترام للقانون و ربط املسؤولية باملحاسبة ‪ ،‬كما يقتض ي‬
‫إعمال جميع آلاليات القانونية و القضائية املوكولة للمؤسسات الدستورية الرقابية التي تضطلع بدور عقلنة‬
‫تدبير ألاموال العمومية‪.‬‬
‫فإذا كانت مقاربة موضوع الجهوية‪ ،‬تستدعي منا معرفة أهم املحطات التاريخية التي عرفها التنظيم الجهوي‬
‫باملغرب‪ ،‬و مكانته في الخطاب السياس ي الرسمي للمؤسسة امللكية ‪ ،‬و الحكومة و ألاحزاب السياسية‪ ،‬إضافة إلى‬
‫معرفة أهم املستجدات التي همت إلادارة الجهوية على مستوى تركيبتها و اختصاصاتها و صالحياتها و عالقتها‬
‫بالسلطات املركزية و الالمركزية‪ ،‬و كذا حدود نظامها املالي ‪ ،‬إال أنه تبقى معرفة إكراهات تدبيرها املالي و سبل‬
‫تجاوزها أهم املواضيع التي يجب أن ينصب عليها موضوع البحث‪ ،‬و هو ما يستدعي منا إبراز أهم هذه إلاكراهات و‬
‫سبل تجاوزها ‪ ،‬و ذلك بوضع موضوع التدبير املالي الجهوي تحت املجهر بغرض استخالص ثغراته و استشراف‬
‫سبل تجويده ‪.‬‬

‫الباب ألاول ‪ :‬إكراهات التمويل و الاستقاللية‪.‬‬

‫يستقطب موضوع التدبير املالي الجهوي اهتماما متزايدا بمختلف دول العالم‪ ،‬خاصة تلك التي تبنت النظام‬
‫الجهوي‪ ،‬و من ضمنها املغرب كإطار مالئم لتطوير البناء الجهوي و تحقيق التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و‬
‫املجالية‪ ،‬فتحقيق رهان التنمية في كل أبعاده الجهوية يتطلب توفر إمكانات مالية حتى تستطيع الجهات أن‬
‫تضطلع بالدوار املوكول إليها فرغم أن إلاطار التشريعي النظري للجهوية يؤكد على أن الجهة تتوفر على استقالل‬
‫مالي ‪ ،‬إال أن واقع الحال يؤكد على أنها تعرف عدة إكراهات على صعيد تدبيرها املالي ‪ ،‬ما يحد من وظائفها‬
‫التنموية ‪ ،‬إذ يعتبر التمويل و الاستقاللية من بين أهم الوسائل التدخلية التي تتوفر عليها الجهات لتنفيذ و إنجاز‬
‫برامجها و مشاريعها التنموية ‪.‬‬

‫‪641‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫فتحقيق رهان التنمية في كل أبعاده الجهوية يتطلب توفر حد أدنى من إلامكانيات املالية و مستوى معقول من‬
‫الاستقاللية حتى تستطيع الجهات أن تضطلع بالدوار املوكول إليها‪ ،‬كما أن ضمان فعالية الجهات في سياستها‬
‫التدبيرية املالية‪ ،‬يستدعي منها ابتكار آليات جديدة لتقوية مواردها الجهوية و تفعيل تلك املوارد ضمن مقاربة‬
‫تتضمن تحقيق نوع من النجاعة في إلانفاق ‪ ،‬و أن تكون قادرة على تلبية الحاجيات ألاساسية للسكان خاصة‬
‫ألاولوية منها‬
‫إن مقاربة موضوع التدبير املالي على املستوى الجهوي‪ ،‬يستدعي منا دراسة مدى استقاللية القرار املالي ‪ ،‬ألامر‬
‫الذي يفرض علينا اعتماد مقاربة قانونية تحليلية و مقارنة تعتمد على التشريعات الدولية و الوطنية ‪ ،‬الش يء‬
‫الذي سيساعد على إبراز أهم إلاكراهات على مستوى التمويل الجهوي‪ ،‬و كذا تبيان درجة استقاللية هذه الجهات‬
‫في اتخاذ قراراتها املالية بكل حرية و التي تؤثر ال محالة على قدرتها في جلب املوارد املالية و تدبيرها و هو ما يفرض‬
‫علينا ربط هاتين املتالزمتين في شكل منهجي وفق الشكل املتبع في هذا الباب‬

‫الفصل ألاول ‪ :‬التمويل الجهوي على ضوء التشريعات الوطنية و الدولية ‪.‬‬

‫تعتبر الجهوية أحد مستويات التنظيم الترابي التي يراهن عليها املغرب بشكل كبير لتحقيق إلاصالح الترابي‬
‫الشامل‪ ،‬و ذلك في إطار الوحدة الوطنية التي تقوم على مبادئ التعاون و التوازن و التضامن بين كل الجهات ‪،‬‬
‫لبلوغ التنمية الجهوية املندمجة و املستدامة‪ 1‬و هي التنمية التي ال شك يسعى خيار الجهوية املتقدمة لتحقيقها‪ ،‬و‬
‫التي تتطلب تمكين كل الجهات من إلامكانيات املالية ملمارسة اختصاصاتها و هو ما تؤسس له جل التشريعات‬
‫الدولية و الوطنية من خالل الضمانات الدستورية (املبحث ألاول) ‪ ،‬و القوانين التنظيمية و الجبائية ( املبحث‬
‫الثاني )‬

‫املبحث ألاول‪ :‬التمويل الجهوي وفق الدساتير الغربية و الدستور املغربي لعام‪. 2011‬‬

‫يرجععع املصععدر ألاسععال ملسععألة التمويععل الجهععوي إلععى الخطععاب امللكععي ل ‪ 6‬نععونبر ‪ 8002‬الععذي كععان وا ععحا فععي هععذا‬
‫الشععأن ‪ ،‬حيععث جععاء فيععه و يظععل التضععامن الععوط ي جععر الزاويععة فععي الجهويععة املتقدمععة إذ أن تحويععل الاختصاصععات‬
‫‪2‬‬
‫و بالتععالي فدراسععة مسععألة التمويععل الجهععوي تسععتدعي منععا إلاحاطععة‬ ‫للجهععة يقتععرن بتععوفير مععوارد ماليععة عامععة و ذاتيععة‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 341‬من دستور المملكة ‪ ،‬الصادر بتنفذه الظهير الشريف رقم ‪ 31331.3‬بتاريخ ‪ 72‬شعبان ‪ 3417‬الموافق ل ‪ 7.‬يوليو‪ ، 7133‬ج‪.‬ر‪ :‬عدد‬
‫‪ 4.94‬مكرر بتاريخ ‪ 72‬شعبان ‪ 3417‬الموافق ل ‪ 11‬يوليو ‪.7133‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى ‪ 11‬للمسيرة الخضراء‪ ،‬بتاريخ ‪ 19‬نونبر‪ ،‬سنة ‪. 7112‬‬

‫‪641‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫ب ععأهم التج ععارب املقارن ععة ف ععي ه ععذا املج ععال ( املطل ععب ألاول ) ‪ ،‬و تحلي ععل الض ععمانات الدس ععتورية عل ععى مس ععتوى التش ععريع‬
‫املغربي و التي تؤسس لهذا التمويل في بعده الجهوي ( املطلب الثاني )‬

‫املطلب ألاول‪ :‬التمويل الجهوي على ضوء التجارب املقارنة ‪.‬‬

‫يهدف الاعتماد على التجارب املقارنة ‪ ،‬إلى استكشاف الجوانب إلايجابية ملختلف التنظيمات الجهوية بهذه‬
‫الدول ‪ ،‬حيث توفر هذه التجارب ‪ ،‬خاصة في شقها املالي ‪ ،‬العديد من الخالصات التي يمكن استثمارها إللقاء‬
‫الضوء على بعض سبل التمويل املمكنة ‪ ،‬بالنسبة لطرح الجهوية املتقدمة باملغرب ‪ ،‬و سنتطرق في هذا الجانب لكل‬
‫من التجربة إلاسبانية و ألاملانية (الفقرة ألاولى) ‪ ،‬و التجربة الفرنسية ( الفقرة الثانية ) ‪.‬‬

‫الفقرة ألاولى ‪ :‬تمويل الجهة في دولتي إسبانيا و أملانيا ‪.‬‬

‫يختلف تدبير املوارد املالية املخصصة للجهات حسب ألاسلوب إلاداري املتبع بكل تنظيم جهوي لكل بلد‪ ،‬و الذي‬
‫يحدد هذه املوارد و قواعد توزيعها ‪ ،‬و هو ما سنتطرق إليه من خالل تبيان أسس هذا التمويل في كل من‬
‫التجربتين إلاسبانية ( أوال ) و ألاملانية ( ثانيا ) ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬التمويل الجهوي في دولة إسبانيا ‪.‬‬
‫تختلف مصادر التمويل الجهوي بإسبانيا باختالف الجهات » حيث تعتبر معظمها جهات عادية يحكمها قانون‬
‫التمويل العضوي إلاقليمي (‪ ،) LOFCA‬صادقت عليه في عام ‪ ، 0820‬و تم تعديله عدة مرات ‪ ،‬ال سيما في عام‬
‫‪8008‬‬
‫تقوم إسبانيا املركزية في كل سنة مالية بتحويل عائدات الضرائب الوطنية بما يتناسب مع عدد سكان كل‬
‫مجتمع مستقل ‪ ،‬لكن هذا النظام من التمويل يتنازع عليه بشدة العديد من الجهات كما تتمتع ( ‪،) La Navarre‬‬
‫و ( ‪ ) le Pays Bas‬باستقاللية مالية أكبر بكثير‪ ،‬لن لديها نظام ضرائب خاص بها ‪ ،‬بما في ذلك الضريبة على‬
‫الدخل‪ ،‬لكل من ألافراد و الشركات و يدفع هاتين الجهتين للدولة مبلغا يعادل توفير الخدمات العامة للدولة‬
‫داخل أراضيها كما أن جزر الكناري لديها بعض الخصائص‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بالضريبة على القيمة املضافة‪. « 3‬‬

‫‪3‬‬
‫‪- Marie-Madeleine MIALOT MULLER, Évolution de la régionalisation dans les États membres du Conseil de‬‬
‫‪l’Europe, Commission de la gouvernance, 29e SESSION, Strasbourg, 20-22 octobre 2015.‬‬
‫‪Résumé : Le rapport a pour objectif d’établir un tableau des grandes tendances de la régionalisation dans les Etats membres du Conseil‬‬
‫‪de l’Europe depuis 2007, qu’elle aille dans le sens d’un renforcement ou d’un affaiblissement. A cette fin, le rapport examine respectivement‬‬
‫‪les pays non régionalisés, les pays à régionalisation faible et les pays à régionalisation forte. Le rapport porte principalement sur les‬‬
‫‪développements survenus en matière d’organisation institutionnelle et administrative des régions, de leurs compétences et de leur autonomie‬‬
‫‪financière. Plusieurs études de cas présentent des développements récents particulièrement significatifs en matière de régionalisation.‬‬

‫‪641‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫أما بالنسبة للموارد املالية و الجبايات املحلية‪ ،‬فقد » حدد الدستور إلاسباني الامدادات و املوارد الضريبية التي‬
‫تستفيد منها املجموعات املستقلة و املتمثلة في ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬ضرائب ذاتية ‪ :‬يمكن للجماعات املستقلة خلقها ‪ ،‬على أن يكون منصوص عليها في نظامها ألاساس ي ‪ ،‬و أن‬
‫تحترم املبادئ ألاساسية التي جاء بها القانون التنظيمي لسنة ‪ ، 0820‬و الذي يحدد املرتكزات التشريعية للنظام‬
‫املالي لهاته الجماعات ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬الضرائب إلاضافية ‪ :‬ال تتوفر فيها املجموعات املستقلة على حرية التصرف عكس الضرائب الذاتية ‪.‬‬
‫ج ‪ -‬الضرائب املحولة من الدولة ‪ :‬يتم تحويل هذه الضرائب بشكل تلقائي بالنسبة للمجموعات ذات النظام‬
‫الخاص نافار ‪ ،‬و إقليم الباسك ‪ ،‬على العكس فتحويلها بالنسبة للمجموعات ألاخرى ذات النظام العادي يتم‬
‫بناء على نص صريح بذلك‪. «4‬‬
‫د ‪ » -‬القروض‪ :‬في هذا املجال ال تتوفر املجموعات املستقلة على حرية كاملة‪ ،‬حيث حدد القانون التنظيمي لعام‬
‫‪ 0820‬بعض القيود‪ ،‬كتخصيصها لتمويل الاستثمارات الجديدة‪ ،‬شريطة أال تتجاوز ألاقساط السنوية و الفوائد‬
‫‪ % 82‬من املداخيل الجارية للمجموعة املقترضة‪ ،‬إضافة إلى املراقبة التي يمارسها املجلس الوط ي للسياسة املالية‪،‬‬
‫على سياسة الاقتراض‪«. 5‬‬
‫فرغم التحديات التي واجهتها إسبانيا في مجال الالمركزية ‪ » ،‬إال أن السلطة املركزية ما زال لها حضور قوي ‪ ٬‬على‬
‫مستوى املمارسة الحصرية للمهام السيادية ‪ ٬‬إضافة إلى تحديد املعايير املنسجمة التي تسمح بممارسة الصالحيات‬
‫املنقولة ‪ ٬‬و مراقبة مالية مناطق الحكم الذاتي‪ ،‬كما أن نظام الالمركزية مسلسل متواصل ‪ ٬‬و يخضع باستمرار‬
‫لتعديالت بصفة دورية ‪ ،‬فالالمركزية في إسبانيا تتحقق بدرجة عالية على مستوى النفقات الاجتماعية ‪ ٬‬فنسبة ‪80‬‬
‫في املائة من النفقات الاجتماعية للدولة نقلت صالحياتها إلى مناطق الحكم الذاتي‪ ،‬حيث يمكن تحديد مؤشرات‬
‫متجانسة و نسب مقارنة من قيال الفوارق املوجودة بين مناطق الحكم الذاتي ‪ ٬‬و النتائج املحصل عليها على‬
‫مستوى ممارسة صالحياتها ‪.‬و يتم تدارك الاختالالت عبر الحوار و البحث عن التوافقات ‪ ٬‬بهدف إعادة التوازن بين‬
‫مختلف مناطق الحكم الذاتي‪. «6‬‬

‫‪La résolution recommande aux autorités régionales de poursuivre les politiques de régionalisation, en gardant à l’esprit la nécessité d’une‬‬
‫‪solidarité territoriale, dans le cadre des états Etats nationaux. Il affirme également que les régions doivent disposer de ressources, qu’elles‬‬
‫‪peuvent employer librement, leur permettant la mise en œuvre efficace et effective de leurs compétences, dans le cadre d’une solidarité‬‬
‫‪nationale ou fédérale.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬المواد ‪ 157-158-159‬من الدستور االسباني لعام ‪ ، 1978‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪- -5‬المصطفى بلقزبور‪'' ،‬تجربة الجهوبة الموسعة بإسبانبا )المجموعات المستقلة( ''‪ ،‬الجهوية الموسعة بالمغرب أي نموذج مغربي على ضوء التجارب‬
‫المقارنة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 109-110‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬المجلس االقتصادي و االجتماعي و البيئي ‪ '' ،‬تقرير حول متطلبات الجهوية و تحديات اندماج السياسات القطاعية ''‪ ،‬سنة ‪ ، 2016‬ص ‪.112‬‬

‫‪651‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫ثانيا‪ :‬التمويل الجهوي بدولة أملانيا ‪.‬‬
‫تعتمد أملانيا توزيع ماليتها العمومية بين مختلف املستويات الترابية‪ (،‬الفيدرالية و الجهة أي الالندر و‬
‫الجماعات الترابية ) ‪ .‬فما يميز النظام ألاملاني الفيدرالي ‪ ،‬هو توفر كل من الاتحاد كمستوى مركزي ‪ ،‬و الالندر‬
‫كمستوى المركزي ‪ ،‬على درجة معينة من الاستقاللي املالي ‪ .‬فاملوارد املالية الجبائية ‪ ،‬تشكل املصدر ألاساس ي للتمويل‬
‫الجهوي ألاملاني ‪ ،‬إضافة إلى القروض و بعض إلامدادات ‪.‬‬
‫‪ » – 1‬املوارد الجبائية الخاصة ‪ :‬نظمها املشرع ألاملاني من خالل املادة ‪ 106‬من الدستور ألاملاني ‪ ،‬خاصة في‬
‫فقرته ألاولى ‪ ،‬حيث حدد من خاللها الئحة الضرائب التي تؤول ل الاتحاد و الالندر ‪ ،‬و هي كالتالي ‪:‬‬
‫‪ -‬الضرائب الحصرية على الاتحاد ‪ ،‬و تتمثل في ‪:‬‬
‫‪ ‬رسوم الجمارك ؛‬
‫‪ ‬الضرائب على النقل البري للبضائع ؛‬
‫‪ ‬الضرائب على الاستهالك غير املدرجة ضمن الئحة الضرائب التي تعود منتوجاتها للواليات‪.‬‬
‫‪ -‬الضرائب الحصرية على الالندر و تتمثل في ‪:‬‬
‫تؤول هذه إلايرادات حسب الفقرة الثانية من املادة ‪ 106‬حصرا ل الالندر و املتمثلة في ‪:‬‬
‫‪ ‬الضريبة على الثروة املالية ؛‬
‫‪ ‬الضريبة على السيارات ؛‬
‫‪ ‬الضريبة على الخمور ؛‬
‫‪ ‬الضريبة على القمار و امليسر‪. «7‬‬
‫باإلضافة إلى توفر الجهات ألاملانية الالندر » على موارد جبائية ذاتية ‪ ،‬فإنها تشترك مع الاتحاد في حصيلة‬
‫مجموعة من الضرائب ‪ ،‬ذلك أن أهم املوارد املالية يتم اقتسامها بالتساوي أحيانا بين الالندر و الاتحاد الفيدرالي‬
‫‪ ،‬و أحيانا أخرى بنسب مختلفة ‪ ،‬حيث أن إلايرادات الضريبية املشتركة تشكل قرابة ‪ 70%‬من مجموع إيرادات‬
‫كل الضرائب‪. «8‬‬

‫‪ - 7‬عبد اإلله منظم ‪ ''،‬تجربة الجهوية الموسعة بألمانيا الفدرالية ''‪ ،‬الجهوية الموسعة بالمغرب أي نموذج مغربي على ضوء التجارب المقارنة ‪ ،‬مرجع سابق‬
‫‪ ،‬ص ‪. 142‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ -‬المجلس االقتصادي و االجتماعي و البيئي ‪ '' ،‬تقرير حول متطلبات الجهوية و تحديات اندماج السياسات القطاعية ''‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.143‬‬

‫‪656‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪ -‬الضريبة على الدخل و الضريبة على الشركات ‪ :‬يتم توزيع إيرادات هذه الضرائب » مناصفة بحكم الدستور‬
‫بنسبة ‪ 42 ,5 %‬لكل من الاتحاد و الالندر ‪ ،‬في حين ال تحصل الجماعات و املراكز و الدوائر سوى على ‪15%‬‬
‫املتبقية ‪. «9‬‬
‫‪ -‬الضريبة على القيمة املضافة‪ :‬يتم تقسيم حصة هذا النوع من الضرائب» بين كل من الاتحاد و الواليات‬
‫بواسطة قانون فيدرالي ‪ ،‬و ذلك من أجل تمكين الواليات ذات الامكانيات الضريبية املحدودة ‪ ،‬و البنيات السكانية‬
‫الكبيرة التي تستوجب نفقات أكبر من مداخيل ضريبة أكثر دعما لحاجياتها ‪.‬‬
‫إضافة إلى وسائل التمويل الجبائية املتأتية من الضرائب ‪ ،‬هناك وسائل تمويلية أخرى غير جبائية تتمثل في‬
‫القروض و إلامدادات‪.«10‬‬
‫القروض ‪ :‬تلجأ الواليات ألاملانية لهذا النوع من إلايرادات » قصد تمويل بعض املشروعات املرتبطة بالتنمية‬
‫املحلية و تحفيز الاستثمار و التجهيزات‪ .‬هكذا ‪ ،‬وضع املشرع ألاملاني من خالل القانون ألاساس ي لالتحاد ألاملاني‬
‫هذه إلامكانية املالية كلما كانت الضرورة تستدعي ذلك ‪.‬‬
‫إلامدادات ‪ :‬بالرجوع إلى املادة العاشرة املتعلقة بالشؤون املالية ‪ ،‬تتعرض املادة ‪ 104‬من القانون ألاساس ي‬
‫لالتحاد الفيدرالي ألاملاني ‪ ،‬و الخاصة بتوزيع تحمل النفقات بين الاتحاد و الواليات ‪ ،‬إلى أن الاتحاد يستطيع أن‬
‫يمنح الواليات مساعدات مالية لغرض استثمارات ذات أهمية خاصة للواليات و البلديات التي تلتزم لدرء خلل‬
‫التوازن الاقتصادي الشامل‪ ،‬أو ملعادلة تباين القوة الاقتصادية في مناطق الاتحاد أو لتحفيز النمو الاقتصادي‪. «11‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬التمويل الجهوي في دولتي فرنسا و إيطاليا ‪.‬‬

‫على غرار أساليب التمويل الجهوي املتبعة في كل من أملانيا و إسبانيا سوف نحاول إبراز أهم سبل هذا التمويل‬
‫في كل من التجربة الفرنسية ( أوال ) ‪ ،‬و التجربة إلايطالية ( ثانيا )‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬التمويل الجهوي في دولة فرنسا ‪.‬‬
‫تتمتع الجهات بفرنسا بمصادر للتمويل » تتمثل في كل من الضرائب و نظام التحويالت ‪ ،‬إضافة إلى عملية‬
‫الاقتراض‪. « 12‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -‬عبد الجبار عراش ‪ '' ،‬النظام الفيدرالي األلماني بين الوحدة و التعددية '' ‪ ،‬منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمية ‪ ،‬عدد مزدوج ‪24 – 24‬‬
‫‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 132‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ -‬عبد اإلله منظم ‪ ''،‬تجربة الجهوية الموسعة بألمانيا الفدرالية ''‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.145- 146‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪.147‬‬
‫‪12‬‬
‫‪ -‬محمد حيمود‪ ''،‬تمويل الجهوية المتقدمة بالمغرب المرتكزات المالية و التدبيرية ''‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 138‬‬

‫‪651‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫فعرغم مصعادر التمويعل الجهويعة هاتعه ‪ ،‬إال » أن التمويعل الضعرييي فعي فرنسعا ‪ ،‬ععرف بععض التراجعع ‪ ،‬حيعث كانعت‬
‫تحتل فرنسا املرتبة ألاولى على الصعيد ألاوربي‪ ،‬من حيث أهمية الضرائب ضمن املوارد املالية املحلية بنسعبة ‪، 54 %‬‬
‫لتتراجعع هعذه املكانعة بشعكل تعدريجي سعنة ‪ 2000‬ل ‪ ،36 %‬بالنسعبة للجهعات ‪ ،‬و لعم يقعف الوضعع عنعد هعذا الحعد ‪ ،‬بعل‬
‫هنعاك قعرار بإلغعاء الرسعم املنهعي ‪ ،‬و العذي تعم اعتمعاده معن خعالل القعانون املعالي لععام ‪ ، 2010‬و هعذا معا أثعار نقاشعا حعادا‬
‫بعالنظر لهميعة هعذا املعورد املعالي ‪ ،‬العذي يمثعل نصعف املعداخيل العامعة للجماععات الترابيعة ‪ ،‬و سعتكون الجهعة أكبعر‬
‫متضعرر معن هعذا إلالغعاء ‪ .‬كعذلك ألامعر بالنسعبة لنقعل الصعالحيات ‪ ،‬حيعث تعم سعنة ‪ 2015‬إلغعاء مقتضع ى الصعالحية‬
‫العامعة التعي كانعت مخولعة لكعل الجماععات الترابيعة‪ ٬‬و تحديعد صعالحيات خاصعة بكعل فئعة معن الجماععات الترابيعة دون‬
‫رسعم حعدود فاصعلة بعين مجعال الاختصاصعات‪ ٬‬إضعافة إلعى تشعتت الصعالحيات بعين الجماععات الترابيعة‪ ،‬بعيعدا ععن أي‬
‫سياسعة وا عحة فعي مجعال إععداد التعراب و دون اعتبعار للمجعاالت ذات ألاولويعة بالنسعبة إلعى الجهعات‪ .13‬فقعد بلغعت‬
‫الاعتمعادات املاليعة املخصصعة لنقعل الاختصاصعات معن املركعز إلعى الجهعات ‪ » ٬‬معا بعين ‪ 30‬و ‪ 40‬فعي املائعة معن معوارد‬
‫الجهعات ‪ .‬فعرغم تغيعر قيمعة عملعة ألاورو‪ ،‬فالقيمعة املاليعة لهعذه التحعويالت ال تععرف أي مراجععة ‪ ٬‬بعل تعنخفض بسعبب‬
‫التضخم و بعض تدابير التقشف الحاصلة في امليزانية‪. « 14‬‬
‫ثانيا‪ :‬التمويل الجهوي في دولة إيطاليا ‪.‬‬
‫يعتبر الدستور إلايطالي املرتكز ألاسال لتمويل الجهات إلايطالية ‪ ،‬فبما أن إيطاليا » تأخذ بنظام الجهوية‬
‫السياسية ‪ ،‬فإن تمويل جهاتها يرجع مصدره بالسال إلى الدستور ‪ ،‬و تتمثل هذه املوارد في ‪:‬‬
‫‪ – 1‬موارد ذاتية ‪ :‬تتجلى في الضريبة على امتيازات الدولة و الامتيازات الجهوية ‪ ،‬إضافة إلى الضريبة على‬
‫السيارات و الضريبة على احتالل امللك العمومي « ‪ .‬إال أن ما يؤخذ على هذه املوارد ‪ ،‬أنها ال تتجاوز نسبة ‪ 1%‬من‬
‫املوارد املالية ‪ ،‬كما أن الجهة ال تتمتع بسلطة جبائية ‪ ،‬حيث أن تأسيس الضرائب و تحديد أسعارها يتطلب‬
‫مصادقة البرملان‪.15‬‬
‫‪ – 2‬حصص الضرائب العامة ‪ :‬حسب قانون ‪ 1971‬فهي ستة أنواع كالتالي ‪:‬‬
‫‪ 15% ‬من الضريبة على مواد الزينة ؛‬
‫‪ 25% ‬من الرسم على استغالل التبغ ؛‬
‫‪ 75% ‬من الضريبة على املشروبات الروحية ؛‬
‫‪13‬‬
‫‪ -‬المجلس االقتصادي و االجتماعي و البيئي‪ '' ،‬تقرير حول متطلبات الجهوية وتحديات اندماج السياسات القطاعية '' ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 113‬‬
‫‪14‬‬
‫‪ -‬هشام مليح ‪ ،‬تجربة الجهوية الموسعة في فرنسا‪ ،‬الجهوية الموسعة بالمغرب ) أي نموذج مغربي في ضوء التجارب المقارنة(‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬‬
‫ص‪.98‬‬
‫‪ - 15‬رشيد لبكر ‪ ''،‬إعداد التراب الوطني و رهان التنمية الجهوية '' ‪ ،‬منشورات عكاظ – الرباط ‪ ،‬سنة ‪ ،2003‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.144‬‬

‫‪651‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪ 75% ‬من الضريبة على املواد البترولية و الغاز ؛‬
‫‪ 75% ‬من الرسم على الجعة ؛‬
‫‪ 75% ‬من الرسم على السكر ‪.‬‬
‫فبخصوص حصص الجهات من هذه املداخيل الجبائية ‪ ،‬فإن الدولة هي التي تقوم بتوزيعها على الجهات ‪،‬‬
‫انطالقا من صندوق خاص تموله هذه ألاخيرة بناء على مقتضيات القانون املالي الذي يحدد الضرائب التي تمول‬
‫هذا الصندوق‪. «16‬‬
‫فإلى جانب املوارد الذاتية التي تتوفر عليها الجهات إلايطالية عن طريق الضرائب و الرسوم ‪ ،‬فهي تتوفر على‬
‫مصادر أخرى للتمويل تتمثل في ‪:‬‬
‫‪ » – 3‬إلامدادات ‪ :‬تعتبر املصدر ألاساس ي للموارد التمويلية ‪ ،‬و التي غالبا ما تكون مخصصة لبعض النفقات ‪،‬‬
‫باالضافة الى املساعدات املالية التي يقدمها الاتحاد ألاوروبي بحسب حركية تدبير الشأن الجهوي و بحسب قوة‬
‫الجهة اقتصاديا ‪.‬‬
‫‪ -4‬القروض ‪ :‬نظرا للتفاوتات املوجودة بين الجهات بخصوص إلامكانيات املالية ‪ ،‬فقد قام املشرع بمجموعة من‬
‫إلاصالحات تخص الجانب التمويلي للجهة بايطاليا نذكر ‪:‬‬
‫‪ ‬القانون رقم ‪ 1999 - 256‬الذي نص على مبدأ التعاون و التضامن الجهوي في شكل اتفاقيات تساهم في‬
‫إدماج املناطق النائية في الحركية الاقتصادية و الاجتماعية ؛‬
‫‪ ‬القانون رقم ‪ 1997 – 59‬الذي عمل على إحداث ضريبة جهوية على مداخيل ألاشخاص ‪ ،‬و ضريبة‬
‫خاصة على القطاع الخاص ؛‬
‫‪ ‬املرسوم التشريعي رقم ‪ 1997 - 446‬املنظم لكيفية تحصيل هذه املوارد و إعمالها في تدبير ميزانيات‬
‫الجهات إلايطالية ؛‬
‫‪ ‬املرسوم التشريعي رقم ‪ 2000 - 56‬املتعلق بإحداث فدرالية ضريبية و الذي كان له أثر كبير على مختلف‬
‫ألانظمة املالية الجهوية الخاصة و العادية‪. « 17‬‬
‫فرغم السلطات التشريعية و التنفيذية التي تتمتع بها الجهات إلايطالية ‪ ،‬إال أن » سلطتها الجبائية و املالية‬
‫تبقى جد محدودة ‪ ،‬مما يشكل انعكاسا على الاستقالل الحقيقي للجهات ‪ ،‬بحيث أن الدولة تراقب هذه الجهات‬

‫‪ - 16‬عبد الحق المرجاني ‪ ''،‬الجهوية في بعض الدول المتقدمة ''‪،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.85‬‬
‫‪17‬‬
‫‪ -‬توفيق المنصوري ‪'' ،‬النموذج اإليطالي للجهوية'' ‪ ،‬منشورات المجلة المغربية لألنظمة القانونية و السياسية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.149‬‬

‫‪654‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫من خالل هيمنتها على حوالي ‪ 85%‬من مصادر التمويل الجهوي ‪ ،‬و بالتالي فإن النظام املالي للجهة يعتبر هو الحلقة‬
‫الضعيفة في التجربة الجهوية إلايطالية‪ .« 18‬مع العلم أن نظام التمويل الجهوي بهذه ألاخيرة يستند » أساسا إلى‬
‫حصة من ضرائب الوالية املنسوبة إلى الجهة‪. «19‬‬

‫املطلب الثاني ‪ :‬مرتكزات و حدود التمويل الجهوي وفق الدستور املغربي ‪.‬‬

‫إن دور الجهة في تعزيز الالمركزية‪ ،‬و إتمام البناء املؤسساتي‪ ،‬يظهر بشكل وا ح من خالل هياكلها و وظائفها‪ ،‬و‬
‫سبل العمل في التسيير اليومي للشؤون الجهوية‪ ،‬خصوصا املهام املنوطة بالجهاز التداولي املجلس الجهوي ‪ .‬و كلها‬
‫اختصاصات تحتاج ملوارد مالية‪ ،‬قادرة على الاستجابة للحاجيات الترابية و التنموية‪.‬‬
‫لقد أقرت التوصيات التي جاء بها تقرير اللجنة الاستشارية للجهوية على ضرورة تعزيز القدرات املالية للجهات‬
‫لتجاوز أزمة التدبير ‪ ،‬حيث أشارت استنتاجات اللجنة الاستشارية للجهوية » أن املوارد املالية للجهات ليست‬
‫مالئمة لهداف مشروع الجهوية ‪ ،‬سواء على مستوى الاختالالت املتعلقة بالتحصيل الجبائي أو الاقتراض و كذا‬
‫مساطر امليزانية كما أكدت اللجنة الاستشارية للجهوية في نفس التقرير على أن تحسين و تطوير قدرات الجهات‬
‫على الانخراط الفعلي في مشروع الجهوية املتقدمة ‪ ،‬يبقى رهينا بمختلف إلاصالحات و إلاجراءات التي سيتم‬
‫اتخاذها من أجل الرفع من مواردها املالية‪ . «20‬لهذه الغاية جاء الدستور املغربي لعام ‪ ،8000‬بمجموعة من‬
‫النصوص و التي تشير إلى مختلف موارد التمويل الجهوي ( فقرة أولى ) ‪ ،‬كما و ضع حدودا لهذا التمويل من خالل‬
‫تنصيصه على مبدأي التدبير الحر و التفريع ‪ ( ،‬الفقرة ثانية )‬

‫الفقرة ألاولى ‪ :‬املرتكزات الدستورية للتمويل الجهوي ‪.‬‬

‫نظرا لألعطاب التي عرفها مسار الجهوية ببالدنا على مستوى التفاوت الحاصل في املؤهالت و املوارد الجهوية‪،‬‬
‫كان ال بد من البحث عن مصادر تمويل جديدة تواكب املستجدات الجهوية الجديدة ‪ ،‬هكذا فقد حرص املشرع‬
‫املغربي من خالل الباب التاسع من دستور اململكة لعام ‪ 8000‬على دسترة العديد من مقتضيات التنظيم الالمركزي‬
‫و املتعلقة بالتمويل ‪ ،‬حيث نص في املادة ‪ 040‬من دستور ‪ 8000‬على أنه ‪ :‬تتوفر الجهات و الجماعات الترابية‬
‫ألاخرى على موارد مالية ذاتية ‪ ،‬و موارد مالية مرصودة من قبل الدولة ‪ ،‬على أن يكون كل اختصاص تنقله الدولة‬
‫‪18‬‬
‫‪ -‬عبد الحق المرجاني ‪ ''،‬الجهوية في بعض الدول المتقدمة ''‪،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.86‬‬
‫‪19‬‬
‫‪- Marie-Madeleine MIALOT MULLER, Évolution de la régionalisation dans les États membres du Conseil de l’Europe,‬‬
‫‪Commission de la gouvernance, 29e SESSION, Strasbourg, 20-22 octobre 2015.‬‬
‫‪20‬‬
‫‪ -‬اللجنة االستشارية للجهوية ‪ ،‬تقرير حول الجهوية المتقدمة ‪ ،‬الكتاب الثاني ‪ ،‬الجوانب المؤسساتية ‪ ،‬سنة ‪ ، 7133‬ص ‪.120‬‬

‫‪655‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫إلى الجهات و الجماعات الترابية ألاخرى مقترنا بتخويل املوارد املطابقة له ‪ .21‬و تجاوزا لزمة التمويل الجهوي ‪ ،‬نجد‬
‫املشرع يفصح عن منافذ جديدة للتمويل من خالل تبنيه ملبدأي التضامن و التعاون ‪ ،‬فقد أكد دستور ‪ 8000‬في‬
‫الفقرة ألاولى من املادة ‪ 048‬على أنه ‪ :‬يحدث لفترة معينة و لفائدة الجهات صندوق للتأهيل الاجتماعي ‪ ،‬يهدف إلى‬
‫سد العجز في مجاالت التنمية البشرية ‪ ،‬و البنيات التحتية ألاساسية و التجهيزات ‪.‬‬
‫يهدف هذا التأهيل الاجتماعي ‪ » ،‬إلى إلاسراع بسد مظاهر العجز الكبرى في الجوانب املرتبطة مباشرة بالتنمية‬
‫البشرية‪ ،‬و التي تتقاطع بشكل واسعع مع مجاالت اختصاص الجهات ‪ .‬فهو تأهيل كعاف لتجنب ضغط مالي ال‬
‫تتحمله موارد الدولة و لتمكين كل من البنيات الجهوية الجديدة من بناء قعدراتها الذاتية على الفعل و املواكبة‬
‫‪22‬‬
‫« ‪.‬و بموجب مقتضيات الفقرة الثانية من املادة ‪ 048‬السالفة الذكر ‪ ،‬يؤكد املشرع أيضا‬ ‫اعتبارا لخصوصياتها‬
‫على ضرورة إحداث صندوق للتضامن بين الجهات‪ ،‬بهدف التوزيع املتكافئ للموارد‪ ،‬قصد التقليص من التفاوتات‬
‫‪23‬‬
‫للحعد معن التفاوتعات الناجمة عن تركيز الثروات و عن النمو غير املتكافئ ملجاالتها الترابية و ععن الفعوارق‬ ‫بينها‬
‫الجغرافيعة و الديمغرافية بينها‪ ،‬تضخ فيه بداية ‪ 00%‬من املوارد الجديدة املرصودة من طرف الدولة لكل جهة ‪،‬‬
‫و توزع مداخيل هذا الصندوق بالنظر إلى حاجيعات الجهعات املحدودة إلامكانات‪. 24‬‬
‫لقد كرل املشرع مبدأي التضامن و التعاون على مستوى الدستور في املادة ‪ ،036‬و الذي تؤكد على أنه " يرتكز‬
‫التنظيم الجهوي و الترابي‪ ،‬على مبادئ التدبير الحر‪ ،‬و على التعاون و التضامن‪ ،‬و يؤمن مشاركة السكان املعنيين في‬
‫‪25‬‬
‫تدبير شؤونهم‪ ،‬و الرفع من مساهمتهم في التنمية البشرية املندمجة و املستدامة"‬
‫إضافة إلى التكريس الدستوري للمشرع ي على هذين املبدأين‪ ،‬فقد عمل على وضع الوسائل و آلاليات الكفيلة‬
‫لتحقيقهما على أرض الواقع ‪ ،‬و التي من املفروض أن تدعم الدور التنموي للجهات ‪ ،‬و الحد من الاختالالت و‬
‫الفوارق فيما بينها ‪ ،‬و كضمانة قانونية على ذلك تحيل املادة ‪ 35‬من الدستور املغربي لعام ‪ 8000‬على ‪ ":‬تعمل‬
‫الدولة و املؤسسات العمومية و الجماعات الترابية‪ ،‬على تعبئة كل الوسائل املتاحة ‪ ،‬لتيسير استفادة املواطنين و‬
‫املواطنات‪ ،‬على قدم املساواة من الحق في ‪:‬‬
‫‪ ‬العالج و العناية الصحية؛‬
‫‪ ‬الحماية الاجتماعية و التغطية الصحية‪ ،‬و التضامن التعاضدي أو املنظم من طرف الدولة؛‬

‫‪21‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 343‬من الدستور المغربي لعام ‪.7133‬‬
‫‪22‬‬
‫‪ -‬اللجنة االستشارية للجهوية‪ ،‬تقرير حول الجهوية المتقدمة ‪ ،‬الكتاب األول ‪ ،‬التصور العام ‪ ،‬سنة ص ‪. 7.‬‬
‫‪23‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 347‬من الدستور المغربي لعام ‪.7133‬‬
‫‪24‬‬
‫‪ -‬اللجنة االستشارية للجهوية‪ ،‬تقرير حول الجهوية المتقدمة ‪ ،‬الكتاب األول ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪25‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 319‬من الدستور المغربي لعام ‪.7133‬‬

‫‪651‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪ ‬الحصول على تعليم عصري ميسر الولوج و ذي جودة ؛‬
‫‪ ‬التنشئة على التشبت بالهوية املغربية‪ ،‬و التوابث الوطنية الراسخة ؛‬
‫‪ ‬السكن الالئق ؛‬
‫‪ ‬الشغل و الدعم من طرف السلطات املحلية في البحث عن منصب شغل‪ ،‬أو في التشغيل الذاتي ؛‬
‫‪ ‬ولوج الوظائف العمومية حسب الاستحقاق ؛‬
‫‪ ‬الحصول على املاء والعيش الكريم في بيئة سليمة ؛‬
‫‪ ‬التنمية املستدامة‪. 26‬‬
‫إن ما ينبغي إلاشارة إليه من خالل املادة ‪ 32‬من الدستور ‪ ،‬هو أن على املشرع أن يعي ‪ ،‬أنه بقدر ما يضع‬
‫ضمانات و مرتكزات قانونية للتمويل الجهوي ‪ ،‬بقدر ما يتزايد جم إلانفاق على مستوى الجهات ‪ ،‬ما يتطلب‬
‫تضافر الجهود من قبل الحكومات و ألاحزاب السياسية و الجماعات الترابية ألاخرى و الهيئات الرقابية و املجتمع‬
‫املدني ‪ ،‬لتنمية املوارد املالية الجهوية تجاوزا لكل الاختالالت التدبيرية على املالي الجهوي سواء على مستوى تدبير‬
‫املوارد أو التكاليف و هو الش يء الذي نجد إلاشارة إليه في املادة ‪ 40‬من الدستور حيث تلزم على الجميع أن‬
‫يتحمل‪ ،‬بصفة تضامنية‪ ،‬و بشكل يتناسب مع الوسائل التي يتوفرون عليها‪ ،‬التكاليف التي تتطلبها تنمية البالد ‪،‬‬
‫و كذا تلك الناتجة عن ألاعباء الناجمة عن آلافات و الكوارث الطبيعية التي تصيب البالد‪.27‬‬
‫تعزيزا لهذا املنطق‪ ،‬الذي يعد أحد مرتكزات مشروع الجهوية املتقدمة‪ ،‬نصت املادة ‪044‬من دستور ‪ 2011‬على‬
‫إمكانية تأسيس الجماعات الترابية ملجموعات فيما بينها‪ ،‬و ذلك بهدف التعاضد في البرامج و الوسائل‪ ،28‬و هي منفذ‬
‫آخر لتمويل املشاريع ذات ألاهداف املشتركة على املستوى الجهوي‪ ،‬و بذلك ستصبح النصوص املتعلقة بخيار‬
‫الجهوية مؤطرة بقانون تنظيمي‪ ،‬حسب مقتضيات املادة ‪ 046‬من دستور ‪ ، 8000‬و كلها مقتضيات تتعلق بالتمويل‬
‫الجهوي و طرق تدبيره كما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬شروط تدبير الجهات لشؤونها بكيفية ديمقراطية‪ ،‬و عدد أعضاء مجالسها‪ ،‬والقواعد املتعلقة بأهلية‬
‫الترشيح ‪ ،‬و حاالت التنافي‪ ،‬و منع الجمع بين الانتدابات‪ ،‬و كذا النظام الانتخابي ‪ ،‬و ألاحكام املرتبطة‬
‫بتحسين التمثيلية النسائية داخل املجالس الجهوية ؛‬

‫‪26‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 14‬من الدستور المغربي لعام ‪.7133‬‬
‫‪27‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 41‬من الدستور المغربي لعام ‪.7133‬‬
‫‪28‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 344‬من الدستور المغربي لعام ‪.7133‬‬

‫‪651‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪ ‬شروط تنفيذ رؤساء املجالس الجهوية للمداوالت و املقررات طبقا ملقتضيات املادة ‪ 032‬من الدستور؛‬
‫‪ ‬الشروط املرتبطة بتقديم العرائض من طرف املواطنين و الجمعيات طبقا ملقتضيات املادة ‪ 038‬من‬
‫الدستور؛‬
‫‪ ‬الاختصاصات الذاتية و املشتركة بين الجهات و الدولة و الاختصاصات املنقولة إليها من هذه ألاخيرة طبقا‬
‫ملضامين املادة ‪ 040‬من الدستور ؛‬
‫‪ ‬النظام املالي للجهات ؛‬
‫‪ ‬املصادر التمويلية للجهات املنصوص عليها في املادة ‪ 040‬من الدستور؛‬
‫‪ ‬املوارد و الكيفيات التي يتم بها تسيير كل من صندوقي التأهيل الاجتماعي و التضامن بين الجهات طبقا‬
‫ملقتضيات املادة ‪ 048‬من الدستور‪ ،‬وشروط و كيفيات تأسيس املجموعات الجهوية طبقا ملضامين املادة‬
‫‪ 044‬من الدستور؛‬
‫‪ ‬املقتضيات الهادفة لتشيع تنمية التعاون بين املجموعات الجهوية ‪ ،‬و كذا آلاليات الهادفة إلى ضمان‬
‫تكييف تطور التنظيم الترابي ؛‬
‫‪ ‬قواعد الحكامة املتعلقة بمبدأ التدبير الحر و حسن تطبيقه‪ ،‬و مراقبة الصناديق و البرامج ‪ ،‬و تقييم‬
‫‪29‬‬
‫ألاعمال و إلاجراءات املحاسبية‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬حدود التمويل الجهوي ‪.‬‬

‫خصص املشرع املغربي من خالل الوثيقة الدستورية لعام ‪ 8000‬بابا كامال للجماعات الترابية ‪ ،‬حيث عملت كل‬
‫مقتضياته التشريعية على هندسة إلاطار العام املتعلق بتدبير الجهات باعتبارها في صدارة باقي الجماعة الترابية‬
‫فتماشيا مع روح الوثيقة الدستورية‪ ،‬و خاصة املقتضيات املتعلقة بالتمويل الجهوي و سبل تدبيره و التي تطرقنا‬
‫إليها في الفقرة السابقة‪ ،‬نجد أنه ال يمكننا الحديث عن مسألة التمويل الجهوي دون التطرق إلى بعض املبادئ و‬
‫التي تعتبر في نظرنا أهم املرتكزات الدستورية التي تحدد مسارات تدبير املوارد املالية الجهوية ‪ ،‬سواء على مستوى‬
‫جلب املوارد املالية أو صرفها ‪ ،‬و هو ما سنتطرق إليه من خالل مبدأ التدبير الحر ( أوال )‪ ،‬و مبدأ التفريع ( ثانيا )‪،‬‬
‫نظرا ملا يؤسس له هذين املبدأين من حدود على مستوى التمويل و الاستقاللية‬

‫‪29‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 349‬من الدستور المغربي لعام ‪.7133‬‬

‫‪651‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫أوال ‪ :‬مبدأ التدبير الحر ‪.‬‬
‫جعل املشرع املغربي التدبير الجهوي من خالل الوثيقة الدستورية لعام ‪ 8000‬يرتكز على مبدأ التدبير الحر ‪ ،‬و‬
‫الذي تمت إلاشارة إليه ‪ ،‬في مجموعة من مواد الدستور و التي تؤسس لهذا املبدأ ‪ ،‬سواء بشكل مباشر أو غير‬
‫مباشر ‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة للمادة ‪ 036‬الذي أشرنا إليها سابقا ‪ ،‬و التي تؤكد على أن التنظيم الجهوي يرتكز‬
‫على مبادئ التدبير الحر‬
‫يفيد هذا املبدأ اصطالحا » الحرية في التدبير و إلادارة ‪ ،‬و من ثم فهو ال يع ي الحرية في الحكم‪ ،‬بل يقتصر على‬
‫الحرية في تدبير أو إدارة الشؤون إلادارية دون السياسية‪ . «30‬و تعود » أصول هذا املبدأ إلى الدساتير الفرنسية ‪،‬‬
‫حيث تمت إلاشارة إليه في بداية ألامر من خالل املادة ‪ 28‬من دستور ‪ ،0846‬ليتم بعد ذلك التأكيد عليه بموجب‬
‫املادتين ‪ 34‬و ‪ 88‬من دستور الجمهورية الخامسة لسنة ‪ . «310822‬و هو ما منح الجماعات املحلية بفرنسا مزيدا‬
‫من حرية التدبير والتصرف في شؤونها ‪ » ،‬فقد منح هذا املبدأ للجماعات حرية إدارة مجالها و تدبير مواردها املالية‬
‫و البشرية وفق الشروط املحددة في الدستور و القانون و قد كان الجتهادات القضاء الدستوري الفرنس ي أهمية‬
‫بارزة في وضع ألاسس ألاولية و النظرية للمبدأ‪ ،‬و كذا تحديد مضمونه و توضيح مجاله و ضمان الالتزام بتطبيقه‬
‫و حمايته من تدخل املشرع‪ . «32‬و بذلك تكون عالقة هذا املبدأ بالجهات ببالدنا ‪ ،‬تع ي ( حرية و استقاللية هذه‬
‫‪33‬‬
‫و هي قاعدة يقرها‬ ‫الجهات في تدبير شؤونها ) لتشمل هذه الحرية أو الاستقاللية عناصر مختلفة في التدبير‬
‫املشرع املغربي في الوثيقة الدستورية‪.‬‬
‫على هذا ألاسال ‪ ،‬يكون املشرع املغربي جعل من هذا املبدأ ‪ ،‬مبدأ عاما يشمل كل املجاالت إلادارية و السياسية و‬
‫الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و البيئية و املالية الخ ‪ ،‬و هو بذلك سار اتجاه نظيره الفرنس ي حيث ترك‬
‫للمجالس الجهوية حرية التصرف و التدبير وفق مقتضيات الدستور و القانون ‪ ،‬و حدد هذه املقتضيات بنص‬
‫تنظيمي‪ ،‬حيث نص في املادة ‪ 046‬من الدستور على قانون تنظيمي يحدد مبادئ و قواعد و شروط تنظيم وتدبير‬
‫الجماعات الترابية‪ ،‬بما في ذلك قواعد الحكامة املتعلقة بحسن تطبيق مبدأ التدبير الحر‪.34‬‬
‫في نفس السياق ‪ ،‬نجد املادة ‪ 040‬تتضمن مقتضيات ترتبط بإحدى تطبيقات هذا املبدأ‪ ،‬حيث تنص املادة‬
‫املذكورة أعاله على أنه ‪ :‬تتوفر الجهات و الجماعات الترابية ألاخرى على موارد مالية ذاتية ‪ ،‬و موارد مالية مرصودة‬
‫من قبل الدولة ‪ ،‬و كل اختصاص تنقله الدولة إلى هذه الجماعات الترابية يكون مقترنا بتحويل املوارد املطابقة له‬
‫‪30‬‬
‫‪- Tarik Zair : «Le principe de libre administration des collectivités territoriales » REMALD n° 107 Novembre -‬‬
‫‪Décembre 2012 , p.14.‬‬
‫‪31‬‬
‫‪-Bernard stirn, les sources constitutionnelles de droit administratif 3 Edition L.G.D.J 1999,p. 1141‬‬
‫‪32‬‬
‫‪ -‬أحمد بوسيدي‪ "،‬التدبير الحر للجماعات الترابية"‪ ،‬مجلة المنبر القانوني عدد مزدوج أبريل‪ -‬أكتوبر ‪ -‬سنة ‪ ، 7137‬ص‪13.2‬‬
‫‪33‬‬
‫‪ -‬الفقرة األخيرة من المادة ‪ 3‬من الدستور المغربي ‪" : 7133‬التنظيم الترابي للمملكة تنظيم ال مركزي‪ ،‬يقوم على الجهوية المتقدمة…''‬
‫‪34‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 349‬من الدستور المغربي لعام ‪.7133‬‬

‫‪651‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫إن مضامين املادة ‪ 040‬تحيل القارئ على استقاللية الجهات في تدبير مواردها املالية خاصة املوارد الذاتية‪ ،‬و هو‬
‫الش يء الذي يتنافى مع مقتضيات القانون الجبائي للجماعات الترابية و القوانين املالية ‪ ،‬على مستوى بعض‬
‫الضرائب و الرسوم و ألاتاوى ‪ ،‬و التي سنتطرق إليها على مستوى التمويل الجبائي الجهوي فبالرجوع للمادة ‪032‬‬
‫من الدستور املغربي نجدها تنص على ما يلي‪ " :‬يقوم رؤساء مجالس الجهات و رؤساء مجالس الجماعات الترابية‬
‫بتنفيذ مداوالت هذه املجالس و مقرراتها" كما حدد املشرع من خالل املادة ‪ 046‬شروط تفعيل مقتضيات املادة‬
‫‪ 032‬السالفة‪ ،‬و الذي تمت ترجمته من خالل مضامين املادة ‪ 000‬من القانون التنظيمي للجهات رقم ‪ 000 04‬و‬
‫الذي جاء فيها ما يلي‪ " :‬يقوم رئيس مجلس الجهة بتنفيذ مداوالت املجلس و مقرراته‪ ،‬و يتخذ جميع التدابير‬
‫الالزمة لذلك…‪ ، " …..‬و بالتالي ‪ ،‬فمنح املشرع السلطة التنفيذية لرؤساء الجهات من خالل مقتضيات املادة ‪000‬‬
‫السالفة الذكر يشكل أساسا قانونيا للتدبير الحر الذي يع ي في نفس الوقت سلطة التقرير و سلطة تطبيق‬
‫القرارات املالية الجهوية ‪ ،‬و بهذا تكون مقتضيات املادة ‪ 000‬من القانون التنظيمي تتماش ى مع مقتضيات املادة‬
‫‪ 032‬من الدستور و تحترم بذلك مبدأ الهرمية في التشريع و هو الش يء الذي أقره مجلس الدولة الفرنس ي في أحد‬
‫قراراته الشهيرة ‪ ،‬الذي أكد على أن مبدأ التدبير الحر يشكل أحد الحريات العامة التي ال يجب املسال بها مقرا‬
‫‪35‬‬
‫بذلك أن حرية التصرف و التدبير يجب أن تمارل وفق املقتضيات التشريعية‬
‫انطالقا من املقتضيات السابق ذكرها‪ ،‬يمكننا اعتبار مبدأ التدبير الحر أساسا للتمويل الجهوي و بذلك يكون‬
‫املشرع املغربي‪ » ،‬قد و ضع أسسا دستورية ملبدأ التدبير الحر‪ ،‬كما حدد بعض تطبيقاته و مقوماته ‪ ،‬غير أن ذلك‬
‫ال يع ي ‪ ،‬تحديد مدى و نطاق هذا املبدأ إال في حدود ضيقة‪ . « 36‬و هو ما سيؤسس له من خالل القانون التنظيمي‬
‫للجهات رقم ‪111.14‬‬
‫ثانيا ‪ :‬مبدأ التفريع ‪.‬‬
‫جعل املشرع املغربي لول مرة من مبدأ التفريع قاعدة دستورية من خالل املادة ‪ 040‬من دستور ‪ ،8000‬و الذي‬
‫يعد مبدأ » من مبادئ القانون العام الدولي ‪ ،‬حيث استعمل لول مرة كمعيار لتوزيع الاختصاصات بين املجموعة‬
‫ألاوروبية ‪ ،‬و الدول ألاعضاء في معاهدة ماستريخت سنة ‪ ،0888‬و قد استعمل هذا املبدأ ‪ ،‬كذلك في العالقات‬
‫الدولية ‪ ،‬فيما يخص دور ألامم املتحدة في تطبيق مبدأ حق التدخل ‪ ،‬أو واجب التدخل ‪ ،‬ليع ي ضرورة توزيع‬

‫‪Conseil d'Etat,18 janvier2001(requête n° 229247), Commune de Venelles‬‬


‫‪35‬‬
‫‪ -‬قرار مجلس الدولة الفرنسي ‪:‬‬
‫‪36‬‬
‫‪ -‬عبد الخالق عالوي ‪'' ،‬مبدأ التدبير الحر للجماعات الترابية و إعداد التراب في ضوء دستور ‪ ، '' 7133‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمية ‪،‬‬
‫العدد ‪ ، 334‬سنة ‪ ، 7134‬ص ‪. 344‬‬

‫‪611‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫الاختصاصات و السلطات بين الدول ‪ ،‬و املنظمات الدولية‪ ، « 37‬كما » تم التنصيص على هذا املبدأ في املادة ‪3‬‬
‫ب ‪ ،‬من معاهدة ماستريخت‪ ،‬و التي تنص على املبادئ التالية‪:‬‬

‫‪ ‬مبدأ التأويل الضيق الختصاصات املجموعة ألاوربية؛‬


‫‪ ‬مبدأ التفريع بصريح العبارة؛‬
‫‪ ‬مبدأ النسبية )منع التعسف( ‪.‬‬
‫فهذا املبدأ لم يبقى حكرا على القانون العام الدولي‪ ،‬و إنما انتقل إلى القانون العام الداخلي‪ ،‬و لهذا ارتبط في فرنسا‬
‫بمجال الالتركيز‪ ،‬حيث تتم معالجة الشؤون على املستوى الترابي‪ ،‬و يبقى تدخل السلطة املركزية استثنائيا‪.‬‬
‫و قد أثار اعتماد هذا املبدأ في فرنسا‪ ،‬نقاشا دستوريا بحجة ارتباطه بالدول الفيدرالية‪ ،‬و يصعب تطبيقه في حالة‬
‫فرنسا العتبارين ‪:‬‬
‫‪ ‬فرنسا دولة موحدة‪ ،‬عرفت تاريخيا‪ ،‬مركزية إدارية وسياسية‪ ،‬لم تعط أهمية ملبدأ التفريغ؛‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬عرفت نوعين من التنظيم إلاداري وتوزيع الاختصاصات‪ ،‬و ما نتج عن ذلك من تنافس‬
‫بينهما‪. «38‬‬
‫و لإلشارة‪ » ،‬فالدستور الفرنس ي ‪ ،‬ال ينص على املبدأ‪ ،‬و إنما يؤكد على مبدأ عدم تجزئ الجمهورية‪ .‬أما في املغرب‬
‫‪ ،‬فقد تم التأكيد على هذا املبدأ في تقرير اللجنة الاستشارية حول الجهوية املتقدمة ‪ ،‬حيث اقترحت اللجنة عمال‬
‫بمبدأ التفريع أن تتقاسم الدولة مع الجهات جل املجاالت املتعلقة بالتنمية املندمجة ‪ ،‬كما اقترحت اللجنة أن‬
‫تكون للجهات اختصاصات ذاتية ‪ ،‬تمكنها من حرية اتخاذ التصرف في إطار القانون بحسب قدرتها التمويلية ‪،‬‬
‫إضافة إلى الاختصاصات املنقولة إليها من طرف الدولة‪ «39‬بمع ى أن يتم توزيع ألاعباء حسب القدرات التمويلية ‪،‬‬
‫بين تلك التي في وسع الجهة ‪ ،‬من خالل اختصاصاتها الذاتية ‪ ،‬و تلك التي تحتاج إلى التعاون ‪ ،‬من خالل‬
‫اختصاصاتها املشتركة مع الدولة ‪ ،‬ثم ألاعباء املحولة إليها ‪ ،‬و التي تتطلب تحويل املوارد املالية املوازية‪ .‬كما نجد من‬
‫تطبيقات مبدأ التفريع مقتضيات املادة ‪ ، 040‬التي تشير إلى الاختصاصات التي منحها املشرع للجهات‪ ،‬حيث تنص‬
‫الفقرة ألاولى من املادة املذكورة أعاله‪ ،‬على أن هاته الجهات باعتبارها جماعة ترابية‪ ،‬تتوفر على اختصاصات‬

‫‪37‬‬
‫‪ -‬أحمد بوسيدي‪ '' ،‬األسس الدستورية للجماعات الترابية '' ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 719‬‬
‫‪ - 38‬إبراهيم أولتيت ‪ ''،‬بعض إشكاليات الجهوية المتقدمة في دستور ‪ ، '' 7133‬أشغال األيام المغاربية التاسعة للقانون المنظمة من طرف شبكة‬
‫الحقوقيين المغاربيين‪ ،‬أيام ‪ 79 72‬أبريل ‪ -‬سنة ‪ ، 7112‬ص ‪. 43‬‬
‫‪ -‬اللجنة االستشارية للجهوية‪ ،‬الكتاب األول ‪ ،‬التصور العام‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 71‬‬
‫‪39‬‬

‫‪616‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫ذاتية‪ ،‬و اختصاصات مشتركة و أخرى منقولة إليها ‪ .40‬كما تشير مقتضيات الفقرة الثانية من نفس املادة‪ ،‬على‬
‫توفر هاته الجهات على سلطة تنظيمية ملمارسة صالحياتها‬
‫نجد بموجب هذا املبدأ ‪ ،‬و حسب ما ورد في املادة ‪ 040‬من الدستور اعتراف املشرع الجهات ‪ ،‬باختصاصات‬
‫ذاتية ‪ ،‬و التي تدخل في نطاقها ‪ ،‬الاختصاصات املالية ‪ ،‬إال أن املشرع اكتفى باإلشارة لهذه الاختصاصات الذاتية‬
‫دون ذكر حدودها ‪ ،‬كما أنه لم يعطي توضيحا لكيفية توزيع هذه الاختصاصات بين الدولة و الجماعات الترابية‪ ،‬و‬
‫ال بين الجماعات الترابية فيما بينها‪ ،‬و هو ألامر عينه بالنسبة للجهات‬
‫يبدو أن املشرع املغربي جعل من مبدأ التفريع مبدأ فضفاضا على مستوى تطبيقاته من خالل مقتضيات‬
‫الوثيقة الدستورية‪ ،‬و هو ما يتضح من خالل املادة ‪ 040‬السالفة الذكر‪ ،‬و التي توحي مضامينها إلى الاختصاصات‬
‫و الصالحيات في شقها إلاداري و املالي و الاقتصادي الخ ‪ ،‬و هو ما أشرنا إليه سابقا‬
‫فعندما تشير الفقرة ألاولى من املادة ‪ 040‬إلى منح الجهات اختصاصات ذاتية ‪ ،‬فهذا يحيلنا بطبيعة الحال إلى‬
‫صالحية تدبير املوارد املالية ‪ ،‬و هو نفس الش يء بالنسبة للفقرة الثانية من نفس املادة ‪ ،‬و التي تشير إلى توفر هاته‬
‫بذلك يكون‬ ‫الجهات على الصالحيات في مجاالت اختصاصاتها ‪ ،‬ما يجعلها ذات صالحيات على املستوى املالي‬
‫املشرع املغربي قد خول للجهات هاته الاختصاصات بناء على مبدأ التفريغ بهدف التخفيف من سلطات الوصاية‬
‫املركزية على مستوى ألاعمال إلادارية و املالية ‪ ،‬و تيسير ممارستها من قبل املعنيين بها على املستوى الجهوي ‪ ،‬ما‬
‫يشكل دعما على مستوى إعداد و تخطيط و تنفيذ القرارات املالية للجهات‬
‫من خالل القراءة التحليلية لنصوص الوثيقة الدستورية‪ ،‬و املرتبطة بمبدأ التدبير الحر و مبدأ التفريع ‪ ،‬البد‬
‫من إلاشارة لهم املالحظات في هذا الشأن‪ ،‬و املتمثلة في أن املشرع كان واعيا بضرورة إدراج هذين املبدأين ضمن‬
‫مقتضيات الوثيقة الدستورية‪ ،‬و ذلك ضمانا للتوازن بين املوارد و الاختصاصات‪ ،‬و هو بذلك جعل من مبدأ‬
‫التدبير الحر هندسة دستورية تو ح حدود املوارد املالية‪ ،‬في حين جعل من مبدأ التفريع إطارا تشريعيا لتحديد‬
‫الاختصاصات‪ ،‬و ترك للقانون التنظيمي للجهات رقم ‪ 111.14‬مسألة تحديد مبادئ و قواعد و شروط تنظيم و‬
‫تدبير هاته الجهات الختصاصاتها و صالحياتها حسب مضامين املادة ‪ 046‬من الدستور‪ ،‬و هو ما عمل على تكريسه‬
‫املرسوم رقم ‪ 2.17.618‬بمثابة ميثاق الالتمركز إلاداري الجديد لعام ‪ . 2018‬فرغم وعي املشرع بضرورة إدراج‬
‫مبدأ التدبير الحر و مبدأ التفريع ضمن مقتضيات الوثيقة الدستورية ‪ ،‬إال أن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا‬
‫إلاطار ‪ ،‬يتمثل في ‪ :‬ما هي حدود هذين املبدأين على مستوى التدبير املالي الجهوي في ظل غياب حد أدنى من‬

‫‪40‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 341‬من الدستور المغربي لعام ‪.7133‬‬

‫‪611‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫الاستقالل املالي؟‪ ،‬بمع ى ما مدى توفر الجهات على املوارد املالية الالزمة ملمارسة الاختصاصات (مبدأ التفريع)‪ ،‬و ما‬
‫مدى توفرها على درجة من الاستقاللية في إنفاق مواردها املالية (مبدأ التدبير الحر)‪ ،‬و هو ما سنتطرق إليه في‬
‫املطلب املوالي من خالل مقتضيات القانون التنظيمي للجهات رقم ‪ 111.14‬و القانون املنظم للجبايات املحلية رقم‬
‫‪ 48 06‬املعدل و املتمم بالقانون رقم ‪08 80‬‬

‫املبحث الثاني ‪ :‬التمويل الجهوي على ضوء القانون التنظيمي للجهات رقم ‪ 111.14‬و القانون املنظم‬
‫للجبايات املحلية رقم ‪ 60.74‬كما تم تتميمه و تغييره بالقانون رقم ‪.70.77‬‬

‫استنادا إلى املقتضيات الدستورية لعام ‪ ،2011‬صدر القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ‪ ،111.14‬محددا‬
‫ملصادر املوارد املالية الجهوية في مجموعة من املواد كأسال قانوني للتمويل الجهوي‪ ،‬و قد جاء القانون املنظم‬
‫للجبايات املحلية رقم ‪ 48 06‬كما تم تتميمه و تغييره بالقانون رقم ‪ 08 80‬لعام ‪ 2020‬ليفصل إجراءات التمويل‬
‫الذاتي الجهوي في شقه الجبائي فرغم املستجدات التي جاءت بها هذه الترسانة القانونية و املزايا التي تهدف إلى‬
‫عقلنة التدبير املالي الجهوي‪ ،‬فإنها مع ذلك ال تخلو من بعض النواقص التي تحول دون تحقيق ألاهداف املالئمة‬
‫لتطلعات املعنيين بمسارات التدبير املالي الجهوي‪ ،‬و هو ما سنتطرق إليه من خالل إبراز حدود و إكراهات التمويل‬
‫على املستوى الجهوي انطالقا من القانون التنظيمي رقم ‪ 000 04‬املتعلق بالجهات ( املطلب ألاول ) ‪ ،‬و القانون‬
‫املنظم للجبايات املحلية رقم ‪ 48 06‬كما تم تتميمه و تغييره بالقانون رقم ‪ ( 08 80‬املطلب الثاني )‬

‫املطلب ألاول ‪ :‬مستجدات التمويل الجهوي على ضوء القانون التنظيمي للجهات رقم ‪. 111.16‬‬

‫أقرت اللجنة الاستشارية للجهوية في تقريرها املتعلق بالجهوية ‪ ،‬بأن » وضعية املوارد املالية املخصصة للجهات‬
‫ال تتالءم مع ألاهداف املتوخاة من مشروع الجهوية املتقدمة في ظل وجود عدة اختالالت ‪ ،‬تتعلق بالتحصيل و‬
‫إلامكانيات الجبائية و الاقتراض و املساطر املتعلقة بامليزانية ‪ ،‬و التي تشكل عائقا أمام تقديم الجهة لخدماتها‬
‫العمومية و تحقيق التنمية املنشودة ‪ .‬كما أكدت اللجنة على أن الانخراط الفعلي للجهات رهين بالتدابير و‬
‫إلاصالحات التي سيتم اتخادها للرفع من مواردها املالية‪ ،«41‬لذلك جاء التنصيص على ذلك من خالل الوثيقة‬
‫الدستورية للمملكة في املادة ‪ ،141‬و التي تؤكد على توفر الجهات إلى جانب الجماعات الترابية ألاخرى ‪ ،‬على موارد‬
‫مالية مرصودة من قبل الدولة ‪ ،‬و ربطت كل اختصاص منقول بموارد مالية مطابقة له كما جاء القانون‬

‫‪41‬‬
‫‪ -‬اللجنة االستشارية للجهوية‪ ،‬الكتاب األول ‪ ،‬التصور العام ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.24‬‬

‫‪611‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫التنظيمي رقم ‪ 000 04‬املتعلق بالجهات كتجسيد لهاته املقتضيات الدستورية ( الفقرة ألاولى )‪ ،‬و عمل املشرع‬
‫بتفصيلها و رسم حدودها من خالل عدة مراسيم تطبيقية ‪ ،‬و التي ال تخلوا من بعض املالحظات‪ ،‬و التي سنتطرق‬
‫إليها في ( الفقرة الثانية ) ‪.‬‬

‫الفقرة ألاولى ‪ :‬تمويل الجهوية املتقدمة من خالل القانون التنظيمي للجهات رقم ‪. 114.11‬‬

‫يرتكز التمويل الجهوي على مجموعة من املوارد‪ ،‬و التي جعل لها املشرع حدودا من خالل القانون التنظيمي‬
‫للجهات رقم ‪ ،114.11‬على غرار ما جاء في مضامين الوثيقة الدستورية لعام ‪ 2011‬حيث تشتمل موارد الجهة‬
‫حسب مضمون املادة ‪ 028‬من القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ‪ ،114.11‬على حصص ضرائب الدولة‬
‫املخصصة للجهة بمقتض ى قوانين املالية‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بالضريبة على الشركات و بالضريبة على الدخل‪ ،‬و‬
‫الرسم على عقود التأمين‪ ،‬إضافة إلى املخصصات املالية من امليزانية العامة للدولة طبقا لحكام املادة ‪ 022‬من‬
‫نفس القانون‪ ،42‬و التي تؤكد طبقا لحكام الفقرة ألاولى من املادة ‪ 040‬من الدستور‪ ،‬أنه ترصد الدولة للجهات ‪،‬‬
‫بموجب قوانين املالية‪ ،‬بصفة تدريجية‪ ،‬نسبا محددة في ‪ % 2‬من حصيلة الضريبة على الشركات‪ ،‬و ‪ % 2‬من‬
‫حصيلة الضريبة على الدخل‪ ،‬و‪ 80%‬من حصيلة الرسم على عقود التأمين ‪ ،‬تضاف إليها اعتمادات مالية من‬
‫امليزانية العامة للدولة في أفق بلوغ سقف ‪ 00‬ماليير درهم سنة ‪ 438080‬و تفعيال لحكام هذا القانون التنظيمي‬
‫أدرج املشرع خالل قوانين املالية لسنوات ‪ 2019 2016 -2018 – 2017‬حصص الضرائب املخصصة لفائدة هاته‬
‫الجهات و قد أضاف املشرع من خالل املادة ‪ 189‬من القانون التنظيمي إلى جانب حصص ضرائب الدولة‬
‫املخصصة للجهة بمقتض ى قوانين املالية و املخصصات املالية من امليزانية العامة للدولة املشار إليها في املادة ‪022‬‬
‫أعاله و السالفة الذكر ‪ ،‬مصادر مالية أخرى تم حصرها في الفصل الثاني من القسم الخامس من القانون املتعلق‬
‫بالجهات رقم ‪ ، 111.14‬تحت عنوان " النظام املالي للجهة و مصدر مواردها املالية " ‪ ،‬و التي حددها في ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬حصيلة الضرائب و الرسوم املأذون للجهة في تحصيلها طبقا للتشريع الجاري به العمل؛‬
‫‪ ‬حصيلة ألاتاوى املحدثة طبقا للتشريع الجاري به العمل؛‬
‫‪ ‬حصيلة ألاجور عن الخدمات املقدمة‪ ،‬طبقا ملقتضيات املادة ‪ 82‬من هذا القانون التنظيمي؛‬
‫‪ ‬حصيلة الغرامات طبقا للتشريع الجاري به العمل؛‬

‫‪42‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 189‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪. 111.14‬‬
‫‪43‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 188‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪. 111.14‬‬

‫‪614‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪ ‬حصيلة الاستغالالت و ألاتاوى و حصص ألارباح‪ ،‬و كذلك املوارد و حصيلة املساهمات املالية املتأتية‬
‫من املؤسسات و املقاوالت التابعة للجهة أو املساهمة فيها؛‬
‫‪ ‬إلامدادات املمنوحة من قبل الدولة أو ألاشخاص الاعتبارية الخاضعة للقانون العام؛‬
‫‪ ‬حصيلة الاقتراضات املرخص بها ؛‬
‫‪ ‬دخول ألامالك و املساهمات ؛‬
‫‪ ‬حصيلة بيع املنقوالت و العقارات ؛‬
‫‪ ‬أموال املساعدات و الهبات و الوصايا؛‬
‫‪44‬‬
‫‪ ‬مداخيل مختلفة و املوارد ألاخرى املقررة في القوانين وألانظمة الجاري بها العمل‬
‫كما منح املشرع للجهات حق الاستفادة من تسبيقات مالية تقدمها الدولة في شكل تسهيالت مالية إلى حين‬
‫استخالص املداخيل الواجبة التحصيل برسم املوارد الضريبية و حصتها من ضرائب الدولة‪ 45‬و التي تمنح لتسديد‬
‫النفقات إلاجبارية املتعلقة بالتسيير‪ .‬حيث يكون منح هذه التسبيقات املالية بطلب معلل لرئيس مجلس الجهة‬
‫يوجهه إلى السلطة الحكومية املكلفة باملالية عن طريق السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية بعد موافقة وزير هذه‬
‫ألاخيرة ‪ ،‬مشفوعا ببيان عن وضعية استخالص املداخيل الضريبية و حصة الجهة من ضرائب الدولة‪ .‬و يتم تسديد‬
‫التسبيقات املالية التي استفادت منها الجهة داخل نفس السنة املالية موضوع الاستفادة‪ ،‬كما يحدد سعر فائدة هذه‬
‫التسبيقات و شروط منحها ومدة ومسطرة تسديدها بقرار مشترك لوزير الداخلية و الوزير املكلف املالية‪.46‬‬
‫في سياق التنوع و الرفع من املوارد املالية الجهوية و حسن تدبيرها‪ ،‬جاء القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬املتعلق‬
‫بالجهات بمصادر تمويلية أخرى على املستوى الجهوي‪ ،‬و التي بدورها ستساهم في الرفع من القدرات التمويلية‬
‫للجهات أو على ألاقل تكون بمثابة آليات تدبيرية للمال العام الجهوي‪ ،‬كصندوق التأهيل الاجتماعي‪ ،‬و صندوق‬
‫التضامن بين الجهات‪ ،‬و وكالة تنفيذ املشاريع‪ ،‬تحت مراقبة املجلس الجهوي‪ ،‬و مجموعة الجهات‪ ،‬و غيرها من‬
‫إلاجراءات‪ ،‬التي ستساهم في إخراج الجهات من ألازمة التمويلية التي تعاني منها‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ،189‬القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪. 111.14‬‬
‫‪45‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 191‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪. 111.14‬‬
‫‪46‬‬
‫‪ -‬مرسوم رقم ‪ 2.17.279‬صادر في ‪ 14‬من رمضان ‪ 9 ( 1438‬يونيو ‪ ) 2017‬بتحديد كيفيات منح التسبيقات المالية من طرف الدولة لفائدة‬
‫الجهة وتسديدها ‪.‬‬

‫‪615‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫أوال ‪ :‬صندوق التأهيل الاجتماعي للجهات ‪.‬‬
‫نضرا لضرورة سد العجز الحاصل فعي مجعاالت التنميعة البشعرية‪ ،‬و التجهيعزات و البنيعات التحتيعة ألاساسعية‪ ،‬نعص‬
‫القععانون التنظيمععي املتعلععق بالجهععات رقععم ‪ 111.14‬علععى إحععداث صععندوق التأهيععل الاجتمععاعي للجهععات‪ ،‬فععي حععين تععرك‬
‫لقوانين املالية مهمة تحديد مدة العمل بهذا الصندوق و موارده و نفقاتعه و كيفيعات تسعييره‪ ،‬طبقعا ملقتضعيات املعادة‬
‫‪ 142‬من الدستور‪ 47‬كمعا جعلعت مقتضعيات هعذا القعانون معن رئعيس الحكومعة آمعرا بقعبض معداخيل و صعرف نفقعات‬
‫هععذا الصععندوق‪ ،‬إضععافة إلععى منحععه صععالحية تعيععين والة الجهععات ك عآمرين مسععاعدين بقععبض م عداخيل الصععندوق ‪ ،‬و‬
‫ص ععرف نفقات ععه وف ععق إلاج عراءات املق ععررة ف ععي النص ععوص التنظيمي ععة املتعلق ععة باملحاس ععبة العام ععة‪ 48‬كم ععا جع ععل الق ععانون‬
‫التنظيم ععي املتعل ععق بالجه ععات رق ععم ‪ 111.14‬مع ععايير الاس ععتفادة م ععن ص ععندوق التأهي ععل الاجتم ععاعي و البع عرامج الس ععنوية و‬
‫القطاعية في مجال التأهيل الاجتماعي و كيفيات تتبع و تقييم البرامج و افتحاصها و تحيينهعا مرحليعا تحعدد بمرسعوم‬
‫يتخع ععذ بع ععاقتراح مع ععن السع ععلطة الحكوميع ععة املكلفع ععة بالداخليع ععة والسع ععلطة الحكوميع ععة املكلفع ععة باملاليع ععة‪ 49‬و التع ععي حع ععددها‬
‫املرسوم في املادة ألاولى كما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬الناتج الداخلي الخام الفردي ؛‬
‫‪ ‬عدد الساكنة بالعالم القروي ؛‬
‫جم استثمارات الدولة واملؤسسات العمومية املنجزة بالجهة ؛‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬نسبة الهشاشة بالجهة ؛‬
‫‪ ‬طبيعة املشاريع املرد تمويلها‪.50‬‬
‫كما تحدد كيفيات تطبيق نسب املعايير املحددة في املادة ألاولى أعاله ‪ ،‬و إنجاز التشخيص املشار إليه في املادة ‪ ، 3‬و‬
‫إعداد البرامج املشار إليها في املادة ‪ 2‬من نفس املرسوم ‪ ،‬و تقييمها و تتبعها بمقتض ى قرار لوزير الداخلية‪.51‬‬
‫ثانيا ‪:‬إحداث صندوق عمومي للتضامن بين الجهات ‪.‬‬
‫يحدث صندوق للتضامن بين الجهات بهدف التوزيع املتكافئ للموارد و التقليص من التفاوتات الحاصلة بين‬
‫الجهات ‪ ،‬وذلك بموجب املادة ‪ 048‬من الدستور‪ ،‬و الذي تحدد قوانين املالية موارده و نفقاته و كيفيات‬

‫‪47‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 229‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪. 111.14‬‬
‫‪48‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 230‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪. 111.14‬‬
‫‪49‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 231‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪. 111.14‬‬
‫‪50‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ، 1‬مرسوم رقم ‪ 2.17.598‬صادر في فاتح ربيع األول ‪ 20 ( 1439‬نوفمبر ‪ ) 2017‬بتطبيق أحكام المادة ‪ 231‬من القانون التنظيمي‬
‫رقم ‪ 111.14‬المتعلق بالجهات فيما يخص صندوق التأهيل االجتماعي ‪.‬‬
‫‪51‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ،5‬نفس المرجع ‪.‬‬

‫‪611‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫تسييره‪ ،52‬و يعتبر وزير الداخلية طبقا ملقتضيات القانون التنظيمي للجهات آمرا بقبض مداخيل و صرف نفقات‬
‫هذا الصندوق‪ ،53‬و تحديدا ملعايير توزيع مداخيل هذا الصندوق على الجهات املعنية سن املشرع مرسوما لذلك‬
‫يتخذ باقتراح من السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية بعد استشارة رؤساء مجالس الجهات‪ ،54‬و الذي جعل‬
‫توزيع هذه املوارد املالية بموجب املادة ألاولى من املرسوم توزع وفق املعايير التالية‪:‬‬
‫‪ ‬مؤشر التنمية البشرية ؛‬
‫‪ ‬الناتج الداخلي الخام الفردي ؛‬
‫‪ ‬عدد العاطلين ؛‬
‫‪ ‬عدد الساكنة القروية ؛‬
‫‪ ‬عدد الساكنة في الهوامش الحضرية ؛‬
‫‪ ‬طبيعة املشاريع املمولة حسب أولويات السياسات العمومية ‪.‬‬
‫و قد جعل املشرع النسب املئوية ملعايير التوزيع املنصوص عليها في املادة ألاولى املذكورة أعاله تحدد بمقتض ى قرار‬
‫لوزير الداخلية بعد استشارة رؤساء مجالس الجهات‪ ،‬و ذلك بموجب مقتضيات املادة الثانية من نفس املرسوم‪.55‬‬
‫فمن إلايجابيات التي جاء بها القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ‪ 111.14‬في إطار التمويل الجهوي‪ ،‬هو تخويل‬
‫الجهات إمكانية الحصول على تمويالت أخرى‪ ،‬و ذلك عن طريق إبرام اتفاقيات التعاون و الشراكة‪ ،56‬و كذا عن‬
‫طريق الاتفاقيات املبرمة مع فاعلين من خارج اململكة في إطار التعاون الدولي‪ . 57‬و في نفس السياق‪ ،‬منح القانون‬
‫التنظيمي رقم ‪ 000 04‬للجهات‪ ،‬آلية تمويلية أخرى تتمثل في عمليات الاقتراض حيث منح املشرع ملجلس الجهة‬
‫حق التداول في الاقتراضات و الضمانات الواجب منحها‪ ،58‬و إبرام و تنفيذ العقود املتعلقة بالقروض‪ ،59‬و التي‬

‫‪52‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 234‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪. 111.14‬‬
‫‪53‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 235‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪. 111.14‬‬
‫‪54‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 236‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪. 111.14‬‬
‫‪55‬‬
‫‪ -‬مرسوم رقم ‪ 2.17.667‬صادر في فاتح ربيع األول ‪ 20( 1439‬نوفمبر ‪ ) 2017‬بتحديد معايير توزيع مداخيل صندوق التضامن بين الجهات‪.‬‬
‫‪56‬‬
‫‪ -‬القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪: 111.14‬‬
‫المادة ‪ '' : 93‬يمكن للجهة‪ ،‬بمبادرة منها‪ ،‬و اعتمادا على مواردها الذاتية ‪ ،‬أن تتولى تمويل أو تشارك في تمويل إنجاز مرفق أو تجهيز أو تقديم خدمة‬
‫عمومية ال تدخل ضمن اختصاصاتها الذاتية بشكل تعاقدي مع الدولة إذا تبين أن هذا التمويل يساهم في بلوغ أهدافها‪''.‬‬
‫المادة ‪ '': 162‬يمكن للجهات في إطار االختصاصات المخولة لها أن تبرم فيما بينها أو مع جماعات ترابية أخرى أو مع اإلدارات العمومية أو‬
‫المؤسسات العمومية أو الهيئات غير الحكومية األجنبية أو الهيئات العمومية األخرى أو الجمعيات المعترف لها بصفة المنفعة العامة اتفاقيات للتعاون أو‬
‫الشراكة من أجل إنجاز مشروع أو نشاط ذي فائدة مشتركة ال يقتضي اللجوء إلى إحداث شخص اعتباري خاضع للقانون العام أو الخاص‪''.‬‬
‫‪57‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ : 82‬يمكن للجهة إبرام اتفاقيات مع فاعلين من خارج المملكة في إطار التعاون الدولي و كذا الحصول على تمويالت في نفس اإلطار بعد‬
‫موافقة السلطات العمومية طبقا للقوانين واألنظمة الجاري بها العمل‪.‬‬
‫‪58‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 98‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.111.14‬‬
‫‪59‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 101‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.111.14‬‬

‫‪611‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫جعلها تخضع لقواعد تحدد بنص تنظيمي‪ ،60‬حيث تخصص هذه القروض‪ ،‬بصفة حصرية‪ ،‬لتمويل نفقات‬
‫‪61‬‬
‫التجهيز‪ ،‬كما يمكن أن تخصص لتمويل مساهمات الجهة في مشاريع تكون موضوع عقود تعاون أو شراكة‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬مالحظات حول املستجدات املالية للقانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬للجهات ‪.‬‬
‫من خالل قراءتنا ملقتضيات املادة ‪ 022‬من القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ‪ ، 111.14‬خاصة الشق‬
‫املتعلق بالتدرج في رفع نسب الضرائب املخصصة للجهات تتبين لنا الالتزام بمقتضيات هذه املادة ‪ ،‬الش يء الذي‬
‫يظهر لنا جليا من خالل املقارنة ما بين نسبة الضرائب املخصصة للجهات برسم سنتي ‪ 2016‬و ‪ ، 8008‬و ألاخرى‬
‫املخصصة برسم سنتي ‪ 8002‬و ‪ ، 2019‬كذلك ألامر بالنسبة للضريبة على عقود التأمين و التي تم الرفع منها إلى‬
‫‪ %20‬بدل ‪ 13 %‬التي كانت سابقا‪ ،‬و هو ما يتضح من خالل الجدول التالي ‪:‬‬
‫الجدول رقم‪3 :‬‬
‫توزيع الحصص الضريبية املرصودة للجهات حسب نوع الضرائب برسم سنوات ‪2016-2017/2018-2019‬‬
‫النسب املئوية‬ ‫النسب املئوية‬ ‫النسب املئوية‬ ‫النسب املئوية‬ ‫الضرائب‬
‫‪65‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪62‬‬
‫‪2019‬‬ ‫‪7712‬‬ ‫‪7710‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪5%‬‬ ‫‪6%‬‬ ‫‪3%‬‬ ‫‪2%‬‬ ‫الضريبة‬
‫على الدخل‬
‫‪5%‬‬ ‫‪6%‬‬ ‫‪3%‬‬ ‫الضريبة على الشركات ‪2%‬‬

‫‪ 77%‬على الشكل التالي‪:‬‬ ‫‪ 77%‬على الشكل التالي‪:‬‬ ‫‪ 77 %‬على الشكل التالي‪ 77 % :‬على الشكل التالي‪:‬‬ ‫الضريبة‬
‫‪ 12 % -‬الصندوق‬ ‫‪ 12 % -‬الصندوق‬ ‫‪ 12 % -‬الصندوق الخاص‬ ‫‪ 12 % -‬الصندوق‬ ‫على عقود‬
‫الخاص لحصيلة‬ ‫الخاص لحصيلة‬ ‫لحصيلة حصص‬ ‫الخاص لحصيلة حصص‬ ‫التأمين‬
‫حصص الضرائب‬ ‫حصص الضرائب‬ ‫‪ -‬الضرائب‬ ‫الضرائب املرصودة‬
‫املرصودة للجهات‪.‬‬ ‫املرصودة للجهات‪.‬‬ ‫املرصودة للجهات‪.‬‬ ‫للجهات‪.‬‬
‫‪ 2% -‬لصندوق‬ ‫‪ 7 % -‬لصندوق‬ ‫‪ 2% -‬لصندوق التضامن ‪ 2% -‬لصندوق‬
‫التضامن بين الجهات‪.‬‬ ‫التضامن بين الجهات‪.‬‬ ‫التضامن بين الجهات‪.‬‬ ‫بين الجهات‪.‬‬
‫إنجاز شخص ي بناء على معطيات قوانين املالية لسنوات ‪.2016-2017/2018-2019‬‬

‫‪ - 60‬المادة ‪ 190‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.111.14‬‬


‫‪61‬‬
‫‪ -‬مرسوم رقم ‪ 2.17.294‬صادر في ‪ 14‬من رمضان ‪ 9 ( 1438‬يونيو ‪ ) 2017‬بتحديد القواعد التي تخضع لها عمليات االقتراضات التي تقوم‬
‫بها الجهة ‪1‬‬
‫‪62‬‬
‫‪ -‬المواد ‪ ، 11-13-14‬ظهير شريف رقم ‪ ، 65156556‬صادر في ‪ 1‬ربيع األول ‪ 61 (6411‬ديسمبر ‪ ) 1165‬بتنفيذ قانون المالية رقم ‪ 11115‬للسنة‬
‫المالية ‪ ، 1161‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 1 ، 1411‬ربيع األول ‪ 21 ( 1437‬ديسمبر ‪ ، ) 2015‬ص ‪. 10107 - 10106‬‬
‫‪63‬‬
‫‪ -‬المواد ‪ ، 7-8‬ظهير شريف رقم ‪ 1.17.13‬صادر في ‪ 14‬رمضان ‪ 9 ( 1438‬يونيو ‪ ) 2017‬بتنفيذ قانون المالية رقم ‪ 73116‬للسنة المالية ‪، 2017‬‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 17 ، 6577‬رمضان ‪ 12 ( 1438‬يونيو ‪ ، ) 2017‬ص ‪. 3499‬‬
‫‪64‬‬
‫‪ -‬المواد ‪ ، 12-13-14‬ظهير شريف رقم ‪ 1.17.110‬صادر في ‪ 6‬ربيع اآلخر ‪ 25 ( 1439‬ديسمبر ‪ 2017‬بتنفيذ قانون المالية رقم ‪ 68117‬للسنة‬
‫المالية ‪ ، 2018‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6 ، 6633‬ربيع اآلخر ‪ 25( 1439‬ديسمبر ‪ ، )2017‬ص ‪. 7383 –7384‬‬
‫‪65‬‬
‫‪ -‬المواد ‪ ، 12-13-14‬ظهير شريف رقم ‪ ، 1.18.104‬صادر في ‪ 12‬ربيع اآلخر ‪ 20 (1440‬ديسمبر ‪ ) 2018‬بتنفيذ قانون المالية رقم ‪ 80.18‬للسنة‬
‫المالية ‪ ، 2019‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6736‬مكرر ‪ 13 ،‬ربيع اآلخر ‪ 21 ( 1440‬ديسمبر ‪ ، ) 2018‬ص ‪. 9650‬‬

‫‪611‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫تعد ألارقام املشار إليها سابقا مؤشرا و التزاما آخر باملقتضيات الدستورية ‪ ،‬و التي تنص عليها الفقرة ألاولى من املادة‬
‫‪ 040‬من الدستور ‪ ،‬الش يء الذي سيساعد هذه الجهات من رفع إمكانياتها املالية ‪ ،‬و بالتالي يكون املشرع قد التزم‬
‫بتوصيات اللجنة الاستشارية للجهوية ‪ ،‬و التي أوصت في توصياتها على ضرورة تعزيز إلامكانيات املالية في أقرب‬
‫آلاجال على ألاقل على مستوى الضريبة على الدخل و الضريبة على الشركات ‪ ،‬و إن كانت اللجنة أوصت من الرفع‬
‫من حصة الرسم املفروض على عقود التأمين ليصل إلى ‪ 25 %‬بدل ‪ 20 %‬املعمول بها حاليا و التي جعلها املشرع‬
‫كسقف لهذا الرسم‬
‫إن ما يعاب في هذا الجانب‪ ،‬هو الكيفية التي يتم بها توزيع حصص الضرائب املرصدة للجهات و التي تظهر عدة‬
‫تفاوتات على صعيد مختلف الجهات و التي يبينها الجدول أدناه‪:‬‬
‫الجدول رقم‪4 :‬‬
‫توزيع حصيلة الضريبة املرصودة للجهات برسم سنة ‪ 7712‬بماليين الدراهم‪. 66‬‬
‫حصة الضريبة‬ ‫الجهة‬
‫‪171‬‬ ‫الدار البيضاء‪ -‬سطات‬
‫‪014.1‬‬ ‫مراكش – اسفي‬
‫‪412.1‬‬ ‫الرباط ‪ -‬سال – القنيطرة‬
‫‪417.1‬‬ ‫فاس ‪ -‬مكناس‬
‫‪474.6‬‬ ‫طنجة – تطوان – الحسيمة‬
‫‪601‬‬ ‫الجهة الشرقية‬
‫‪607.2‬‬ ‫سوس ماسة‬
‫‪670.3‬‬ ‫بني مالل – خنيفرة‬
‫‪611.0‬‬ ‫درعة – تافياللت‬
‫‪644.1‬‬ ‫العيون – الساقية الحمراء‬
‫‪636.0‬‬ ‫الداخلة ‪ -‬وادي الذهب‬
‫‪343.1‬‬ ‫كلميم – وادنون‬
‫املصدر‪ :‬إنجاز شخص ي بناءا على معطيات قانون املالية ‪.7712‬‬

‫‪66‬‬
‫‪ -‬ظهير شريف رقم ‪ 1.17.110‬صادر في ‪ 6‬ربيع اآلخر ‪ 25 ( 1439‬ديسمبر ‪ ) 2017‬بتنفيذ قانون المالية رقم ‪ 68.17‬للسنة المالية ‪ ، 2018‬مرجع‬
‫سابق‪.‬‬

‫‪611‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬فاعتماد املشرع للتدرج فيما يخص رصد حصة الجهات من حصيلة ضرائب الدولة و‬
‫املخصصات املالية من امليزانية العامة‪ ،‬ال يتماش ى و مقتضيات املادة ‪ 197‬من القانون التنظيمي رقم ‪000 04‬‬
‫للجهات‪ ،‬و التي تؤكد على أن إعداد امليزانية يتم على أسال برمجة تمتد على ثالث سنوات ملجموع موارد و‬
‫تكاليف الجهة طبقا لبرنامج التنمية الجهوية‪ ،‬و تحين هذه البرمجة كل سنة ملالءمتها مع تطور املوارد و التكاليف‬
‫إن عدم معرفة الجهات للموارد املرصودة لها عن كل سنة مالية بشكل مسبق يشكل عائقا أمام برمجتها‬
‫ملواردها و نفقاتها‪ ،‬مع العلم أن برمجة امليزانية املتعددة السنوات تستوجب تشخيصا و معرفة بحاجيات و‬
‫أولويات الجهات‪ ،‬مع ألاخذ بعين الاعتبار إلامكانيات املالية املتاحة‪ ،‬ناهيك عن منح املشرع صالحية إعداد مشروع‬
‫البرمجة املمتدة على ثالث سنوات الخاصة بميزانية الجهة لرئيس الجهة بناء على توقعات مجموع موارد وتكاليف‬
‫الجهة طبقا لبرنامج التنمية الجهوية و الذي يكون مشروع هذه البرمجة مقرونا بأهداف و مؤشرات النجاعة‪ .67‬و هو‬
‫ما يتعارض مع واقع املؤهالت العلمية لرؤساء الجهات و التي تتطلبها عملية برمجة و تخطيط امليزانية‪ .‬علما أن‬
‫نموذج بيان البرمجة املمتدة على ثالث سنوات الخاصة بميزانية الجهة يحدد بقرار للسلطة الحكومية املكلفة‬
‫بالداخلية‪ .68‬و هو ما يشكل نوعا من التدخل في القرارات املالية الجهوية ‪.‬‬
‫في نفس السياق‪ ،‬نجد إشكالية التدرج هذه تطال الاختصاصات الجهوية هي ألاخرى‪ ،‬حيث تم ربط نقل‬
‫الاختصاص الذاتي بحدود املوارد املتاحة‪ ،‬كما تم ربط ذلك بالتخطيط و البرمجة ‪ ،‬إضافة إلى إلانجاز و التدبير و‬
‫الصيانة كما تتم ممارسة الاختصاصات املشتركة طبقا ملبدأي التدرج و التمايز ‪ ،‬كما تشمل الاختصاصات‬
‫املنقولة الاختصاصات التي تنقل من الدولة إلى الجهة بما يسمح بتوسيع الاختصاصات الذاتية بشكل تدريجي‪.69‬‬
‫من زاوية أخرى ‪ ،‬إذا كان املشرع قد منح للجهات إمكانية القيام بعمليات الاقتراضات‪ ،‬حيث تضمن في القانون‬
‫التنظيمي للجهات رقم ‪ 111.14‬مقاربة جديدة للتمويل‪ ،‬و التي جعلها تخضع لقواعد تحدد بنص تنظيمي حسب‬
‫منطوق املادة ‪ ،190‬فإنه قيد حرية اللجوء إلى هذه الاقتراضات ‪ ،‬حيث جعل هذه إلامكانية رهينة بموافقة‬
‫السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية ‪ ،‬ذلك أن مقررات املجلس املتعلقة باقتراضات الجهة ال تكون قابلة للتنفيذ‬
‫‪71‬‬
‫إال بعد تأشير السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية عليها‪ ،70‬داخل أجل عشرين ‪ 80‬يوما من تاريخ التوصل بها‬

‫‪67‬‬
‫‪ -‬المادة األولى ‪ ،‬مر سوم رقم ‪ 2.16.305‬صادر في ‪ 23‬من رمضان ‪ 29( 1437‬يونيو ‪ ) 2016‬بتحديد مسطرة و آجال إعداد البرمجة الممتدة على‬
‫ثالث سنوات الخاصة بميزانية الجهة ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪68‬‬
‫‪ -‬المادة الرابعة ‪ ،‬نفس المرجع ‪.‬‬
‫‪69‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 80‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.111.14‬‬
‫‪70‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 115‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.111.14‬‬
‫‪71‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 202‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.111.14‬‬

‫‪611‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫نفس التحكم تؤكده مقتضيات املادة الخامسة من املرسوم املتعلق بتحديد القواعد التي تخضع لها عمليات‬
‫الاقتراضات التي تقوم بها الجهة‪ ،‬حيث يتم الترخيص باالقتراضات لدى مؤسسات الائتمان الوطنية أو ألاجنبية أو‬
‫الدولية‪ ،‬و ذلك بموجب قرار مشترك للسلطة الحكومية املكلفة بالداخلية‪ ،‬و السلطة الحكومية املكلفة باملالية‪،‬‬
‫‪72‬‬
‫إال أن اشتراط املشرع أن يكون عرض مشروع ميزانية الجهة على لجنة‬ ‫بعد موافقة مؤسسة الائتمان املعنية‬
‫امليزانية و الشؤون املالية و البرمجة لدراسته ‪ ،‬مرفقا ضمن الوثائق الضرورية ببيان خاص عن ألاقساط السنوية‬
‫املتعلقة بتسديد القروض برسم كل سنة مالية‪ ، 73‬يعد مسألة إيجابية لتقديم ميزانية جهوية صادقة ملجموع‬
‫املوارد و التكاليف ‪ ،‬و هو ما يعكس اعتماد مبدأ صدقية امليزانية ‪ ،‬حيث تقدم ميزانية الجهة بشكل صادق‬
‫مجموع مواردها و تكاليفها و يتم تقييم صدقية هذه املوارد و التكاليف بناء على املعطيات املتوفرة أثناء إعدادها‬
‫‪74‬‬
‫و التوقعات التي يمكن أن تنتج عنها‬
‫لتمكين الجهات من تحديد دقيق للحاجيات و ألاولويات و منحها حرية أكبر التخاذ القرارات املالية لتحقيق‬
‫أهدافها‪ ،‬كرل املشرع املغربي من خالل مقتضيات القانون التنظيمي للجهات رقم ‪ ، 111.14‬التدبير املالي حسب‬
‫ألاهداف‪ ،75‬و النتائج ‪ ،‬حيث تقدم نفقات ميزانية الجهة داخل ألابواب في فصول منقسمة إلى برامج و مشاريع أو‬
‫عمليات‪ ،76‬تقرن بها أهداف محددة وفق غايات ذات منفعة عامة ‪ ،‬و كذا مؤشرات مرقمة لقيال النتائج‬
‫‪77‬‬
‫املتوخاة ‪ ،‬و التي تخضع للتقييم للتحقق من فعاليتها و نجاعتها و جودة إنجازاتها‬
‫إن أولويات التدبير املالي للجهات‪ ،‬تستدعي التحديد الدقيق للحاجيات و ألاولويات الجهوية ملختلف الفئات و‬
‫معرفة أثر إلانفاق املالي على فئات املجتمع ككل‪ ،‬و هو ما تؤكده مضامين املادة ‪ 171‬من القانون التنظيمي املتعلق‬
‫بالجهات رقم ‪ ،111.14‬حيث يؤخذ بعين الاعتبار معيار النوع في تحديد أهداف و مؤشرات البرامج‪ ،‬ما سيخفف‬
‫من الفوارق الاجتماعية و أثارها السياسية‪ ،‬و يأتي إدماج النوع الاجتماعي في مراحل إعداد و تنفيذ امليزانية تتويجا‬
‫ملجموعة من الانجازات و إلاصالحات التي يشهدها املغرب بهدف إرساء مبادئ املساواة و العدالة‪ ،78‬و هو ما يجب‬
‫العمل و الالتزام به في تدبير الشأن العام الجهوي‬

‫‪72‬‬
‫‪ -‬مر سوم رقم ‪ 2.17.294‬صادر في ‪ 14‬من رمضان ‪ 9 ( 1438‬يونيو ‪ ) 2017‬بتحديد القواعد التي تخضع لها عمليات االقترا ضات التي تقوم بها‬
‫الجهة ‪ ،‬مرجع سابق ‪1‬‬
‫‪73‬‬
‫‪ -‬مرسوم رقم ‪ 2.16.314‬صادر في ‪ 23‬من رمضان ‪ 29( 1437‬يونيو ‪ ) 2016‬بتحديد قائمة الوثائق الواجب إرفاقها بميزانية الجهة المعروضة على‬
‫لجنة الميزانية والشؤون المالية والبرمجة ‪ ،‬مرجع سابق ‪1‬‬
‫‪74‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 165‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.111.14‬‬
‫‪75‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 245‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.111.14‬‬
‫‪76‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 170‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.111.14‬‬
‫‪77‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 171‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.111.14‬‬
‫‪78‬‬
‫‪ -‬وزارة المالية و الخوصصة ‪''،‬تقرير النوع االجتماعي ''‪ ،‬المرفق بقانون المالية لعام ‪ ، 2016‬ص ‪.131‬‬

‫‪616‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫املطلب الثاني ‪ :‬ثغرات التمويل الجبائي الجهوي ‪.‬‬

‫يتطلب تشخيص واقع التمويل الجبائي الجهوي معرفة مصادر هذا التمويل ( الفقرة ألاولى ) ‪ ،‬و تحديد عوائقه‬
‫( الفقرة الثانية ) انطالقا من املستجدات التي جاء بها القانون رقم ‪ 48 06‬املتعلق بجبايات الجماعات املحلية كما‬
‫تم تتميمه و تغييره بالقانون رقم ‪ 08 80‬و هو ما سنتطرق إليه في هذا الشق من البحث ‪.‬‬

‫الفقرة ألاولى ‪ :‬حدود سلطة الجهة في اتخاذ القرار الجبائي على ضوء القانون املنظم للجبايات املحلية رقم‬
‫‪ 47.06‬كما تم تتميمه و تغييره بالقانون رقم ‪.70.77‬‬

‫يشكل القانون رقم ‪ 08 80‬بتغيير وتتميم القانون رقم ‪ 48 06‬املتعلق بجبايات الجماعات املحلية و الذي تم‬
‫نشره بالجريدة الرسمية عدد ‪ 6842‬بتاريخ ‪ 30‬دجنبر ‪ 8080‬رغبة إلصالح النظام الجبائي املحلي في انتظار صدور‬
‫القانون إلاطار املتعلق بالجبايات و يرتكز هذا القانون على محورين أساسيين يتعلق ألاول بقواعد الوعاء و‬
‫التحصيل و الجزاءات ‪ ،‬و الثاني بمساطر املراقبة و املنازعات الجبائية ‪ ،‬و يتضمن ‪ 6‬مواد أتت لتعديل و تغيير ‪28‬‬
‫مادة و نسخ و تعويض ‪ 00‬مادة من القانون الجبائي رقم ‪ 48 06‬الصادرة بتاريخ ‪ 30‬نوفمبر ‪.8008‬‬
‫باستقراء مضامين الباب السادل عشر من القانون املنظم للجبايات املحلية رقم ‪ 48 06‬كما تم تتميمه و‬
‫تغييره بالقانون رقم ‪ ، 07.20‬نجد أن املشرع بتحديده أسعار و تعريفات الرسوم املستحقة لفائدة الجهات قد‬
‫سهل نظريا ملجالس الجهات سلطة التدخل و اتخاذ القرار الجبائي ‪.‬‬
‫لقد حدد املشرع في املادة الرابعة من نفس القانون الرسوم املستحقة لفائدة الجهات و التي قام بحصرها في‬
‫ثالث رسوم على الشكل التالي‪:‬‬
‫‪ ‬الرسم على رخص الصيد البري ؛‬
‫‪ ‬الرسم على استغالل املناجم ؛‬
‫‪ ‬الرسم على الخدمات املقدمة للموانئ ‪.‬‬
‫موازاة مع ذلك قام املشرع بتحديد أسعار هذه الرسوم وفق شروط حددها على الشكل التالي ‪:‬‬

‫‪611‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫بالنسبة للرسم املفروض على رخص الصيد البري فقد حدد املشرع سعره في مبلغ ‪ 600‬درهم عن كل سنة‪ ،79‬كما‬
‫‪80‬‬
‫أسند عملية استخالص هذا الرسم للقباض التابعين للخزينة العامة للمملكة‬
‫أم ا بالنسبة لتحديد سعر الرسم على استغالل املناجم و الرسم على الخدمات املقدمة للموانئ ‪ ،‬فقد اكتفى‬
‫املشرع بتحديد سقفهما ألادنى و الحد ألاقص ى ‪ ،‬ما بين درهم واحد وثالثة دراهم عن كل طن مستخرج بالنسبة‬
‫للرسم على استغالل املناجم‪ 81‬و يوزع عائد هذا الرسم بموجب املادة ‪ 120‬مكررة مناصفة بين الجهة و الجماعة‬
‫الترابية كما يلي‪:‬‬
‫‪ 20% -‬لفائدة ميزانية الجهات التي يفرض هذا الرسم داخل مجالها الترابي؛‬
‫‪ 20% -‬لفائدة ميزانية الجماعات التي يفرض هذا الرسم داخل مجالها الترابي‬
‫يدفع مبلغ هذا الرسم بموجب مضامين نفس املادة تلقائيا لدى صندوق شسيع مداخيل الجهة أو لدى‬
‫املحاسب العمومي املكلف بالتحصيل كل ربع سنة قبل انصرام الشهر املوالي لكل ربع سنة‪ ،‬على أسال الكميات‬
‫املستخرجة خالل هذه الفترة‪ ،‬بناء على بيان ألاداء يعد وفق مطبوع نموذجي لإلدارة‬
‫بالنسبة للرسم على الخدمات املقدمة للموانئ ‪ ،‬فقد حدد املشرع سعره ما بين ‪ 2%‬إلى ‪ % 5‬من رقم ألاعمال‬
‫دون احتساب الضريبة على القيمة املضافة بالنسبة‪ 82‬و يستخلص هذا الرسم من طرف الهيئة التي تقدم هده‬
‫الخدمات طبقا ملنطوق املادة ‪ 124‬من نفس القانون‬
‫على هذا ألاسال‪ ،‬يكون املشرع املغربي قد منح املجالس الجهوية من خالل مقتضيات هذه املواد السالفة الذكر‬
‫السلطة التنظيمية ‪ ،‬و هو ما يزكي ما جاء في مضامين املادة ‪ 82‬من القانون التنظيمي املتعلق بالجهات‪ ،83‬و كذا ما‬
‫جعله املشرع أساسا لهذه السلطة التنظيمية من خالل الفقرة الثالثة من املادة ‪ 040‬من دستور اململكة ‪ ،‬و التي‬
‫اعترف من خاللها للمجالس الجهوية بحق ممارسة السلطة التنظيمية‪ 84‬إال أن هذا املجال لم يتركه املشرع مطلقا‬
‫‪ .‬حيث قام بتقييده من خالل املادة ‪ 168‬من القانون رقم ‪ 48 06‬كما تم تتميمه و تغييره بالقانون رقم ‪ ، 08 80‬و‬

‫‪79‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ : 111‬القانون رقم ‪ 74.60‬المتعلق بجبايات الجماعات الترابية الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.70.1.1‬بتاريخ ‪ 1.‬من ذي القعدة )‬
‫‪ 07 1641‬نوفمبر ‪ ( 4770‬كما وقع تغييره و تتميمه بالقانون رقم ‪ 47.70‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ .1.47.1‬بتاريخ ( ‪ 14‬جمادى األولى‬
‫‪ 01( 1664‬ديسمبر ‪.1 4747‬‬
‫‪ - 80‬المادة ‪ ، 116‬نفس المرجع‬
‫‪81‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ، 11.‬نفس المرجع‪.‬‬
‫‪82‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ، 140‬نفس المرجع‪.‬‬
‫‪83‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ .1‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪: 111.14‬‬
‫الفقرة الرابعة ‪ :‬تحديد سعر الرسوم واألتاوى ومختلف الحقوق التي تقبض لفائدة الجهة في حدود النسب المحددة‪ ،‬عند االقتضاء‪ ،‬بموجب القوانين‬
‫واألنظمة الجاري بها العمل‪.‬‬
‫‪84‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 167‬من الدستور المغربي ‪:4711‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تتوفر الجهات والجماع ات الترابية األخرى ‪ ،‬في مجاالت اختصاصاتها‪ ،‬وداخل دائرتها الترابية‪ ،‬على سلطة تنظيمية لممارسة صالحياتها‪.‬‬

‫‪611‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫ذلك بمنحه هذه الصالحية للسلطة املركزية للداخلية املمثلة في وزيرها أو الشخص الذي يفوض له هذا‬
‫‪85‬‬
‫الاختصاص في حالة امتناع آلامر بالصرف ‪ ،‬أي رئيس الجهة من إصدار قرار تحديد سعر هذه الرسوم‬
‫إن هذه املعطيات تشير إلى أن املشرع من خالل القانون املتعلق بالجبايات املحلية جعل مجالس الجهات تحت‬
‫سلطة الوصاية املركزية ‪ ،‬سواء على مستوى تحديد سعر الرسوم أو من خالل تحديده املسبق للحد ألادنى و‬
‫ألاقص ى لسعر الرسوم‪ ، ،‬ما يجعل الجهات أمام ضعف مواردها املالية رهينة بالدعم املالي الدائم للدولة إضافة‬
‫إلى ذلك ‪ ،‬فإن هناك من الرسوم بحكم طبيعة أوعيتها‪ ،‬ال يمكن فرضها بجميع جهات اململكة ‪ ،‬و ذلك بسبب‬
‫عدم توفر كل الجهات على املناجم ‪ ،‬كما أن املشرع لم يحدد نوع و طبيعة هذه املناجم ‪ ،‬فهل يستقيم كمثال أن‬
‫يكون سعر الرسم املحدد للذهب هو درهم واحد و ثالثة دراهم عن كل طن مستخرج‪ .‬نفس الش يء ينطبق على‬
‫الجهات التي ال تتوفر على موانئ ‪ ،‬ما يضيع على بعض الجهات مجموعة من املوارد املالية الجبائية و يجعلها لن «‬
‫تستفيد من الرسوم املفروضة عليها‪ «86‬نظريا ‪.‬‬
‫إن الهدف من التوزيع الضرييي هو تحقيق نوع من التوازن على مستوى إلامكانيات الجبائية للجميع الجماعات‬
‫الترابية ‪ .‬بهدف التقليص من الفوارق في قدراتها املالية ‪ ،‬و ذلك بالتوفيق بين إمكانياتها و حاجياتها املالية ‪ .‬فإذا‬
‫أخذنا التجربة ألاملانية كمثال‪ » ،‬نجد أن توزيع املنتوج الجبائي للضريبة على الدخل و الضريبة على الشركات يتم‬
‫وفق املصدر الجغرافي للضريبة ‪ .‬كما تخضع هذه العملية بشكل أساس ي آلليات املوازنة الجبائية ألافقية‪ ،‬كما أن‬
‫آلية اقتسام منتوج الضريبة على القيمة املضافة التي تقوم على منح إمداد مسبق للجهات التي يقل معدل مواردها‬
‫الجبائية لكل فرد عن املعدل الوط ي‪ ،‬تندرج ضمن املوازنة الجبائية العمودية‪. «87‬‬

‫‪85‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 141‬من القانون رقم ‪ 60.74‬المتعلق بالجبايات المحلية ‪ ،‬مرجع سابق‪:‬‬
‫إذا لم ينص هذا القانون على أسعار أو تعريفات ثابتة للرسوم الواردة فيه‪ ،‬يتم تحديد هذه األسعار و التعريفات بقرار يصدره اآلمر بالصرف للجماعة‬
‫المحلية المعنية بعد مصادقة مجلس الجماعة المحلية‪.‬‬
‫غير أنه إذا امتنع اآلمر بالصرف أو لم يصدر القرار الذي يحدد أ سعار أو تعريفات الر سوم ونتج عن هذا االمتناع أو عدم اإلصدار تملص من أحكام هذا‬
‫القانون أو ضرر بالمنفعة العامة للجماعة‪ ،‬يجوز لوزير الداخلية أو للشخص المفوض من لدنه لهذا الغر ض بالنسبة للجهات والعمالت واألقاليم‬
‫والجماعات الحضرية أو العامل أو الشخص المفوض من لدنه لهذا الغرض بالنسبة للجماعات القروية‪ ،‬تحديد أ سعار أو تعريفات هذه الر سوم بشكل تلقائي‬
‫وذلك بعد إعالم اآلمر بالصرف‪.‬‬
‫‪86‬‬
‫‪ -‬سعيد الميري ‪ '' ،‬التدبير اإلقتصادي للجماعات المحلية بالمغرب '' ‪ ،‬أطروحة ىلنيل الدكتورة في الحقوق ‪ ،‬وحدة القانون العام الداخلي‪ ،‬تخصص تسيير‬
‫السلطات العمومية ‪ ،‬كلية العلوم القانونية واإلقتصادية و اإلجتماعية – الرباط ‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،4770-4774 :‬ص ‪.111‬‬
‫‪87‬‬
‫‪ -‬المجلس األعلى للحسابات‪ ،‬تقرير حول الجبايات المحلية ‪ ،‬ماي ‪ -‬سنة ‪ ،4711‬ص‪.41‬‬

‫‪614‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬إكراهات التمويل الجبائي على املستوى الجهوي ‪.‬‬

‫بالرغم من أهمية املقتضيات القانونية التي جاء بها القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ‪ 111.14‬على‬
‫مستوى التمويل الجبائي ‪ ،‬إال أنه الزالت هناك عدة إكراهات على مستوى النظام الجبائي تستوجب اتخاذ عدة‬
‫تدابير يمكن أن تساهم في الرفع من مصادر التمويل على املستوى الجهوي‬
‫بالرجوع إلى مقتضيات هذا القانون املغير و املتمم للقانون ‪ ،48 06‬نجده قد قلص من مصادر التمويل الجبائي‬
‫الجهوي ‪ ،‬و مس باملكانة الدستورية للجهة باعتبارها صاحبة الصدارة مقارنة مع باقي الجماعات الترابية ألاخرى ‪،‬‬
‫و التي عمد املشرع إلى توسيع مجال تطبيق عدد من الرسوم املستحقة لها ‪ ،‬و املتمثلة في‪:88‬‬
‫‪ -‬الرسم املنهي؛‬
‫‪ -‬رسم السكن؛‬
‫‪ -‬رسم الخدمات الجماعية؛‬
‫‪ -‬الرسم على ألاراض ي الحضرية غير املبنية؛‬
‫‪ -‬الرسم على عمليات البناء؛‬
‫‪ -‬الرسم على عمليات تجزئة ألاراض ي؛‬
‫‪ -‬الرسم على محال بيع املشروبات؛‬
‫‪ -‬الرسم على إلاقامة باملؤسسات السياحية و أشكال إلايواء السياحي ألاخرى؛‬
‫‪ -‬الرسم على املياه املعدنية ومياه املائدة؛‬
‫‪ -‬الرسم على النقل العمومي للمسافرين؛‬
‫‪ -‬الرسم على استخراج مواد املقالع‬
‫باملقابل ‪ ،‬حصر املشرع املغربي مصادر التمويل الجبائي الجهوي في ‪:‬‬
‫‪ -‬الرسم على رخص الصيد البري؛‬
‫‪ -‬الرسم على استغالل املناجم؛‬
‫‪89‬‬
‫‪ -‬الرسم على الخدمات املقدمة باملوانئ‬

‫‪ - 88‬المادة ‪ : 2‬القانون رقم ‪ 74.60‬المتعلق بجبايات الجماعات الترابية الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.70.1.1‬بتاريخ ‪ 1.‬من ذي القعدة )‬
‫‪ 07 1641‬نوفمبر ‪ ( 4770‬كما وقع تغييره و تتميمه بالقانون رقم ‪ 47.70‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ .1.47.1‬بتاريخ ( ‪ 14‬جمادى األولى‬
‫‪ 01( 1664‬ديسمبر ‪11 4747‬‬
‫‪ - 89‬المادة ‪ : 4‬نفس المرجع ‪.‬‬

‫‪615‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫كما لم يترك سلطة تحديد أسعار الرسوم التي تقبض لفائدة الجهة ‪ ،‬مادام قد حدد أسعارها و جعلها ثابتة‬
‫سلفا بموجب مقتضيات القانون ‪ 48 06‬السالف الذكر ‪ ،‬و بالتالي فشرعية تدخل مجالس الجهات و سلطتها‬
‫الجبائية تستمدها من منطوق املادة ‪ 168‬من القانون رقم ‪ 48 06‬املغير و املتمم بموجب القانون رقم ‪ ،08 80‬و‬
‫مضامين القانون التنظيمي للجهات رقم ‪ ، 111.14‬التي تؤكد على أن تحديد سعر الرسوم و ألاتاوى و مختلف‬
‫الحقوق التي تقبض لفائدة الجهة يتم في حدود النسب املحددة‪ ،‬عند الاقتضاء‪ ،‬بموجب القوانين و ألانظمة‬
‫الجاري بها العمل‪ . 90‬دون إغفال مقتضيات املادة ‪ 115‬من القانون التنظيمي للجهات رقم ‪ ، 000 04‬و التي‬
‫تشترط لنفاذ مقررات مجالس الجهات ذات الوقع املالي على النفقات و املداخيل‪ ،‬و السيما تحديد سعر الرسوم و‬
‫ألاتاوى و مختلف الحقوق وتفويت أمالك الجهة و تخصيصها أن تخضع ملصادقة السلطة املكلفة بالداخلية في‬
‫إطار املراقبة إلادارية التي تمارسها السلطة املركزية ‪.‬‬
‫فبالرغم من أن املشرع منح صالحية تنفيذ القرارات املرتبطة بتحديد سعر الرسوم و ألاتاوى و مختلف الحقوق‬
‫طبقا للنصوص التشريعية و التنظيمية الجاري بها العمل لرئيس الجهة تنفيذا ملداوالت مجلس الجهة و مقرراته‬
‫طبقا ملقتضيات املادة ‪ 101‬من القانون التنظيمي للجهات رقم ‪ ، 000 04‬إال أنه قيد هذه السلطة من خالل‬
‫املراقبة الادارية التي تقوم بها سلطات الداخلية بموجب املادة ‪ 115‬السالفة الذكر ‪.‬‬
‫نجد نفس التدخل على مستوى التحصيل ‪ ،‬حيث تستخلص مبالغ الرسوم املستحقة للجهة على الشكل التالي‪:‬‬
‫‪ ‬الرسم على الصيد البري ‪ :‬من طرف القباض التابعين للخزينة العامة للمملكة‬
‫‪ ‬الرسم على استغالل املناجم ‪ :‬من طرف شسيع مداخيل الجهة أو املحاسب العمومي املكلف بالتحصيل‬
‫‪ ‬الرسم على الخدمات املقدمة باملوانئ ‪ :‬من طرف الهيئة التي تقدم الخدمات ) إدارة استغالل املوانئ( ‪.‬‬
‫إن اليات تحصيل الرسوم املستحقة لفائدة الجهة هاته التي رسمها املشرع تؤكد محدودية سلطة القرار املالي‬
‫الجبائي على املستوى الجهوي ‪ ،‬و هو ما يمكن اختزاله على مستوى مسطرة التحصيل من خالل تضارب‬
‫الاختصاص الحاصل بين السلطات التي تقوم بتحصيل الرسوم املستحقة لفائدة الجهات و اختصاص رؤساء‬
‫الجهات باعتبارهم الامرين بالصرف للجهة ‪ ،‬و كذا على مستوى وحدة الصندوق الذي تؤول إليه املداخيل التي‬
‫تستخلص لفائدة الجهة ‪ .‬و هو ما يؤكد احتكار املصالح املركزية و مصالحها الخارجية لسلطة القرار املالي الجهوي‪.‬‬

‫‪ - 90‬المادة ‪ 98‬من القانون التنظيمي رقم ‪. 111.14‬‬

‫‪611‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫إذن‪ ،‬فما يالحظ من خالل مضامين هذه املقتضيات الجبائية التي جاء بها القانون رقم ‪ 48 06‬املغير و املتمم‬
‫بموجب القانون رقم ‪ ،08 80‬أنها لم تواكب الاصالحات السياسية و الجهوية الجديدة‪ ،‬و بالتالي تبقى سلطة القرار‬
‫الجبائي للجهة محدودة ‪ ،‬مادامت هذه الرسوم مقيدة ب ‪:‬‬
‫‪ ‬نص قانوني يحدد مصادر الرسوم الجبائية املستحقة للجهة و أسعارها الثابتة ؛‬
‫‪ ‬مصادقة السلطة املركزية املكلفة باملراقبة إلادارية ؛‬
‫‪ ‬احتكار سلطة التحصيل الجبائي من طرف املصالح الخارجية للوزارات‬
‫من املالحظ أن التعديالت التي طالت القانون رقم ‪ 48 06‬كما تم تتميمه و تغييره بالقانون رقم ‪ 08 80‬لم تأتي‬
‫لتعالج بعض املفاهيم املرتبطة بتدبير جبايات الجماعات الترابية ‪ ،‬من قبيل استبدال مفهوم “الجماعات املحلية”‬
‫بع”الجماعات الترابية” تماشيا مع مقتضيات دستور‪ 8000‬و القوانين التنظيمية للجماعات الترابية الصادرة سنة‬
‫‪ ،8002‬كما لم تأتي لتحقيق مطلب العدالة الجبائية و حل معضلة املوارد الذاتية لجهات اململكة ‪ ،‬كما يتماش ى و‬
‫التحوالت التي عرفها مسلسل الالمركزية بعد دخول القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ‪ 111.14‬حيز التنفيذ ‪.‬‬
‫و هو ما يمكن استنتاجه من التعديل الذي طال مضمون املادة الرابعة من القانون رقم ‪ 47.06‬الصادر بتاريخ ‪30‬‬
‫نوفمبر ‪ ، 2007‬و التي كان مضمونها يحيل إلى استفادة الجهات من الرسم على رخص الصيد ‪ ،‬و هو ما يمنح‬
‫الجهات حق استخالص الرسم على الصيد البحري ‪ ،‬الش يء الذي فوته املشرع على الجهات من خالل نفس املادة‬
‫املعدلة بمقتض ى القانون رقم ‪ 08 80‬الصادر بتاريخ ‪ 31‬ديسمبر ‪ ، 2020‬و التي أصبحت الجهات بموجبها تستفيد‬
‫من الرسم على رخص الصيد البري فقط ‪ .‬فالتعديالت التي جاء بها القانون رقم ‪ 48 06‬املغير و املتمم بموجب‬
‫القانون رقم ‪ 08 80‬لم تأتي بجبايات جديدة تعزز املوارد الذاتية للجهات و تعزز قدراتها التدبيرية في املجال‬
‫الجبائي ‪ ،‬كما لم يعالج هذا القانون التفاوتات الجبائية بين الجهات‪ ،‬بل كرل نفس الوضع القائم منذ عقود ‪ .‬و‬
‫بالتالي‪ ،‬يمكن القول أنه مادامت الجهات ال تتوفر على املوارد املالية الالزمة و الكفاءة القانونية ‪ ،‬فهي ال تعدو أن‬
‫تكون مؤسسة دستورية ذات شخصية معنوية رمزية ‪ .‬خصوصا و أن املوارد املالية و الكفاءة القانونية للجهة «‬
‫مرتبطتين بطريقة وثيقة‪ .‬فالجهة التي تتوفر على الكفاءة القانونية للتصرف بدون وسائل مالية تصبح شخصا‬
‫قاصرا ‪ ،‬و اذا توفرت على الوسائل املالية الكافية دون سلطة التدخل القانوني ستصبح شخصا فاقدا‬
‫للكفاءة‪.»91‬‬

‫‪ - 91‬محمد على أديبا ‪ ،‬اش كالية االستقالل المالي للجماعات المحلية بالمغرب نحو مقاربة واقعية ‪ ،‬منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمية ‪،‬‬
‫سلسلة مواضيع الساعة ‪ ،‬عدد ‪ ، 29‬الطبعة األولى ‪ ،‬سنة ‪ ، 2001‬ص ‪. 229‬‬

‫‪611‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫إن إلاجراءات املسطرية التي جاء بها القانون رقم ‪ 48 06‬املتعلق بالجبايات املحلية املغير و املتمم بموجب‬
‫القانون رقم ‪ ،08 80‬تتطلب قراءة ثانية‪ ،‬حيث يجب أن تعدل نصوصه و تدعم بمجموعة من الضمانات التي‬
‫تدعم مجاالت تطبيق الرسوم املستحقة لفائدة الجهات و طرق استخالصها‪ ،‬و ذلك لتحرير تدخل املجالس‬
‫الجهوية في املجال الجبائي و تمكينها من مالءمة مجال تطبيق هذه الرسوم مع حاجيات التمويل‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬انعكاسات عوائق الاستقالل املالي الجهوي ‪.‬‬

‫بقدر ما تعتبر الرقابة على مالية الجهات أساسية باعتبارها إحدى مبادئ النظام الالمركزي‪ ،‬بقدر ما تحد هذه‬
‫الرقابة من القدرة التدبيرية للجهات ‪ ،‬و تقلص من استقاللها املالي‪ ،‬فكلما تزايدت الاكراهات الرقابية و كذا‬
‫التأثير الذي تخلفه على تدبيرها املالي ‪ ،‬كلما نقص مستوى استقاللها املالي و بقيت تحت وطأة توجيهات و تدخالت‬
‫السلطات املركزية و بالتالي يبقى الحديث عن مفهوم الاستقالل املالي الجهوي و أسسه و حدوده و رهاناته (‬
‫املبحث ألاول ) ‪ ،‬مرتبط بمدى قدرة هاته الجهات على اتخاذ قراراتها‪ ،‬على أنها ألاقرب إلى فهم خصوصياتها و‬
‫حاجياتها الترابية ‪ ،‬كما تعتبر الضمانات القانونية و التنظيمية و الضمانات العملية ( املبحث ثاني ) ‪ ،‬أهم‬
‫العناصر التي تساعد على ضبط مفاهيم و أسس الاستقالل املالي للجهات‬

‫املبحث ألاول ‪ :‬ألاسس النظرية و التشريعية لالستقالل املالي الجهوي ‪.‬‬

‫يرتبط الحديث عن الاستقالل املالي للجهات » باملهام و الاختصاصات املنوطة بهذه الوحدات الالمركزية و مدى‬
‫تخويلها الوسائل املالية الالزمة ملمارستها‪ . «92‬فموضوع الاستقالل املالي على املستوى الجهوي يستوجب منا‬
‫كباحثين معرفة و ضبط ألاسال املفاهيمي لهذا الاستقالل ( املطلب ألاول ) ‪ ،‬الش يء الذي يسهل علينا استيعابه‬
‫و دراسته و تحليله و قيال درجته من خالل ألاسس القانونية ( املطلب الثاني )‬

‫‪92‬‬
‫‪- Frizon , claire Marand,Renard sophie , et Scarbonchi François ,’la perceptions de l’autonomie financière des‬‬
‫‪collectivités locales en Europe’’,étude réalisé par les élèves administrateurs territoriaux ,CNFPT,9eme‬‬
‫‪éd.,2001 ;p.7.‬‬

‫‪611‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫املطلب ألاول‪ :‬املفهوم و ألاساس النظري لالستقالل املالي الجهوي ‪.‬‬

‫عادة ما يعبر الجانب املفاه يمي لي مفهوم عن ضبط املصطلحات و التعريفات املتداولة ‪ ،‬غير أن ضبط مفهوم‬
‫الاستقالل املالي للجهات ( الفقرة ألاولى ) ‪ ،‬ال يقتصر من وجهة نظرنا على مناقشة املصطلحات القانونية فقط ‪،‬‬
‫بقدر ما يعتبر ضبط أسس هذا الاستقالل املالي ( الفقرة الثانية) ‪ ،‬إحدى الجوانب التي تمكن من فهم و تطوير‬
‫النظام الجهوي‬

‫الفقرة ألاولى ‪ :‬مفهوم الاستقالل املالي ‪.‬‬

‫على نفس خطى النظام الجهوي السابق‪ ،‬لم تتضمن النصوص التشريعية و التنظيمية الجديدة أية مقتضيات‬
‫تتعلق بتحديد ألاسس املفاهيمية أو تخص ضبط الجانب الاصطالحي لالستقالل املالي للجهات‪ ،‬فالقانون‬
‫التنظيمي املتعلقة بالجهات ‪ 000 04‬بدوره عندما تحدث عن هذا املجال شأنه شأن باقي القوانين التنظيمية‬
‫للجماعات الترابية ألاخرى‪ ،‬اقتصر فقط على إيراد نفس العبارة املتعلقة ب التدبير الحر و بتمتعها بالشخصية‬
‫الاعتبارية و الاستقالل إلاداري ‪ ،‬و املالي ‪ ،93‬دون أي تفصيل لحدود و مجاالت هذا الاستقالل‪ ،‬نفس الش يء‬
‫‪94‬‬
‫فهناك من » يربطه بالوضعية املالية التي توجد عليها الجماعة‬ ‫بالنسبة ملنطوق املادة ‪ 036‬من دستور اململكة‬
‫الترابية الجهة و تخويلها سلطة تدبير العمليات املالية و املحاسبية املرتبطة بها‪ ، «95‬و هناك من » يفصل بين‬
‫عناصر و حيثيات هذا التعريف و يضع مستويات ملسألة تدقيقه تبدأ من الجانب العضوي الصرف ‪ ،‬و انتهاء‬
‫بالجانب الوظيفي للهيآت الالمركزية ملمارسة الاختصاصات ذات الطابع الترابي ‪ ،‬فيجعل بالتالي ممارسة‬
‫الاختصاصات املالية من قبل هيآت المركزية ترابية تتم وفق مقاربة متناسقة بين الاستقالل إلاداري و نظيره املالي‬
‫على أسال قاعدة تخويل هذه الهيآت كامل صالحية التدخل حسب إلامكانيات املالية املتاحة و املالئمة ملمارسة‬
‫هذه الاختصاصات و تدبير الشؤون و املشاريع التنموية الترابية‪. « 96‬‬

‫‪93‬‬
‫‪ -‬القانون التنظيمي رقم ‪ 111.16‬المتعلق بالجهات‪،‬القسم التمهيدي‪''،‬أحكام عامة ''‪:‬‬
‫المادة ‪ '' :0‬الجهة جماعة ترابية خاضعة للقانون العام‪ ،‬تتمتع بالشخصية االعتبارية واالستقالل اإلداري والمالي‪ ،‬وتشكل أحد مستويات التنظيم الترابي‬
‫للمملكة‪ ،‬باعتباره تنظيما ال مركزيا يقوم على الجهوية المتقدمة''‪.‬‬
‫المادة ‪ '':6‬يرتكز تدبير الجهة لشؤونها على مبدأ التدبير الحر الذي يخول بمقتضاه لكل جهة‪ ،‬في حدود اختصاصاتها المنصوص عليها في القسم الثاني‬
‫من هذا القانون التنظيمي‪ ،‬سلطة التداول بكيفية ديمقراطية‪ ،‬وسلطة تنفيذ مداوالتها ومقرراتها‪ ،‬طبقا ألحكام هذا القانون التنظيمي والنصوص التشريعية‬
‫والتنظيمية المتخذة لتطبيقه''‪.‬‬
‫‪94‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ،104‬دستور المملكة المغربية‪'' :‬يرتكز التنظيم الجهوي والترابي على مبادئ التدبير الحر ‪،‬وعلى التعاون ; ويؤمن مشاركة السكان المعنيين‬
‫في تدبير شؤونهم‪ ،‬والرفع من مساهمتهم في التنمية البشرية المندمجة و المستدامة''‪.‬‬
‫‪95‬‬
‫‪ -‬أدبيا محمد عالي ‪ '' ،‬إشكالية االستقالل المالي للجماعات المحلية بالمغرب نحو مقاربة أكثر واقعية'' مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.61-67‬‬
‫‪-96‬‬
‫محمد بومدين ‪ '' ،‬دور البلديات في رفع المستوى الصحي للسكان و تحقيق التنمية''‪ ،‬مطبعة دار ليلى للطباعة و النشر‪ -‬الجزائر ‪ ،‬سنة ‪ ،1...‬ص ‪.1‬‬

‫‪611‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫من جهة ثانية ‪ » ،‬ذهب العديد من املهتمين بمجال الالمركزية الترابية في أوروبا إلى تعريف ذات طابع خاص‬
‫يركز على مضامين النشاط املالي أكثر مما يهتم بالجانب املصطلحي الصرف ‪ ،‬فهناك من يجعل الاستقالل املالي‬
‫بمثابة القدرة على تدبير التكاليف بواسطة املوارد املتاحة أو الذاتية و هو ما يشكل نوعا من المركزية املوارد‬
‫الجبائية ‪ . «97‬فمن جهة يعتبر حق التصرف املمنوح للجهات بموجب الدستور و القانون التنظيمي رقم ‪111.14‬‬
‫املتعلق بالجهات بمثابة استقالل مالي قانوني ‪ ،‬ف » أساسه التشريعي و التنظيمي يمثل إحدى أهم عناصره التي‬
‫تمثل في واقع ألامر أحد مبادئ الالمركزية إلادارية‪ ،‬و يعتبر من جهة ثانية استقالال ماليا ذا طابع هيكلي و تق ي‬
‫يتأسس على انفراد مالية الجماعات الترابية بقواعد مالية و محاسبية مستقلة تتميز عن القواعد املطبقة على‬
‫املالية العمومية و تختلف منهجيا و عمليا عنها‪«98‬‬
‫فال شك أن الاستقالل املالي املمنوح للجهات بموجب الدستور و القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬ل » يسمح لها‬
‫بشكل مباشر بالتوفر على الذمة املالية املستقلة ‪ ،‬و بالتالي يأتي الاعتراف لها بتحقيق مداخيل ذات طبيعة ترابية‬
‫يندرج في سياق المركزية املوارد الجبائية املوازي لنظام الالمركزية إلادارية ‪ ،‬و التي يعتبرها البعض بمثابة تمويل‬
‫ذاتي للتكاليف الترابية بواسطة جبايات يساهم بها السكان الترابيين أنفسهم مقابل القدرة املالية على تدبير‬
‫شؤونهم الترابية‪. « 99‬‬
‫تأسيسا على ما سبق ‪ ،‬تكون الجهة بتوفرها على ميزانية جهوية التي منحها لها القانون مع صالحيات إلاعداد و‬
‫التنفيذ تتوفر على استقالل مالي جهوي ‪ » .‬غير أن التساؤل ألاهم الذي يطرح هنا يتعلق بالسال بالعالقة بين‬
‫التوفر على ميزانية مستقلة و الاستقالل املالي نفسه‪ ، « 100‬و بالتالي ‪ » ،‬فالعالقة بين وجود ميزانية جهوية مستقلة‬
‫و الاستقالل املالي ي بقى نسبيا في هذا السياق‪ ،‬على اعتبار أن مجرد الوجود القانوني و العملي لهذه الوثيقة املالية‬
‫و املحاسبية ال يع ي بالضرورة وجود استقالل مالي محلي حقيقي مثلما أن التبعية املالية و التمويل الخارجي ال‬
‫يفيد بالضرورة انعدام هذا الاستقالل‪. « 101‬‬

‫‪97‬‬
‫‪- ‘’Appui à la décentralisation et à la gouvernance locale dans les pays tiers’’,Rapport de la commission‬‬
‫‪européene,Pub,EuropeAID,DOC.Réf.n°2,janvier2007,p.17et 19.‬‬
‫‪98‬‬
‫‪ -‬محمد بومدين ‪ ''،‬دور البلديات في رفع المستوى الصحي للسكان وتحقيق التنمية '' ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.1 -6‬‬
‫‪99‬‬
‫‪-‘’Appui à la décentralisation et à la gouvernance locale dans les pays tiers’’,op.cit.,p.11 et 19.‬‬
‫‪100‬‬
‫‪ -‬أدبيا محمد عالي ‪ '' ،‬إشكالية االستقالل المالي للجماعات المحلية بالمغرب نحو مقاربة أكثر واقعية''‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.0.‬‬
‫‪101‬‬
‫‪ -‬عبد اللطيف بروحو‪''،‬مالية الجماعات الترابية بين واقع الرقابة و متطلبات التنمية''‪ ،‬المجلة المغربية لالدارة المحلية و التنمية ‪ ،‬سلسلة مواضيع الساعة‬
‫‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة ‪ -‬الرباط ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪،‬العدد ‪ ، 97‬سنة ‪ ، 4714‬ص ‪. 40.‬‬

‫‪611‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬ألاساس النظري لالستقالل املالي للجهات ‪.‬‬

‫إن معالجة مفهوم الاستقالل املالي الجهوي يرتبط بمختلف مجاالت املالية الترابية‪ ،‬فجلب املوارد املالية أو‬
‫القدرة على خلقها يعتبر جوهر التمويل الذاتي الجهوي‪ ،‬إال أن هذا الاستقالل املالي للجهة يرتبط باستقاللها‬
‫إلاداري من جهة‪ ،‬من حيث كيفية ممارسة الاختصاصات و تدبير الشؤون الجهوية و كذا تنفيذ ميزانيتها‪ ،‬و من‬
‫جهة أخرى باستقاللها الجبائي و الذي يعتبر نوعا من الاستقالل املالي للجهة و هذا ما يدل على أن الجهة تتمتع‬
‫بمستوى من الاستقاللية‪ ،‬رغم خضوعها لوصاية السلطة املركزية ف » توفر الجماعة الترابية على أجهزة تنفيذية‬
‫خاصة بها من أهم أسس الاستقالل إلاداري نفسه‪ ،‬فهذا الجهاز يختص بتنفيذ امليزانية الترابية ‪ ،‬و بالتالي يجسد‬
‫قانونيا و عمليا استقالل الذمة املالية بصفته آمرا بالتحصيل و بالصرف‪ ،‬ما يرسخ عمليا و وظيفيا مبدأ التالزم‬
‫بين الاستقاللين إلاداري و املالي‪ . «102‬و بالتالي فالجهاز إلاداري للجهة هو بذاته املسؤول عن تسيير شؤونها و تدبير‬
‫نشاطها املالي‬
‫إن تمتيععع الجهععات باالسععتقالل املععالي » مععن شععأنه أن يععؤدي إلععى تعزيععز الاسععتقالل إلاداري علععى ألاقععل مععن الناحيععة‬
‫النظريععة‪ ،‬و إذا كانععت الجماعععة الترابيععة تتمتععع بآليععات ماليععة و محاسععبية ( امليزانيععة الترابيععة بالخصععوص ) تمكنهععا مععن‬
‫برمج ععة املش ععاريع التنموي ععة و أداء نفق ععات تس ععيير مص ععالحها و أجهزته ععا‪ ،‬ف ععإن مس ععألة تموي ععل ه ععذه التك ععاليف و النفق ععات‬
‫يتوقف عليها تنفيذ هذه العمليات املالية ذاتها‪. «103‬‬
‫من جهة ثانية ‪ » ،‬يعتبر الحديث عن الاستقالل الجبائي في واقع ألامر نوعا من التمييز إلاصطالحي لنوع من‬
‫املوارد الترابية أكثر منه إقرارا قانونيا لنظام قائم بذاته‪ ،‬فتخصيص أصناف محددة من املداخيل الجبائية‬
‫للجماعات الترابية و تنازل الدولة عنها لفائدة الجماعات الترابية يعتبر في واقع ألامر دعما قانونيا لهذه الوحدات‬
‫الالمركزية‪ ،‬و إرساء نوع من الاستقالل املالي املب ي على التمويل الذاتي فاالستقالل الجبائي‪ ،‬إذن يتأسس على‬
‫قاعدة المركزية املداخيل الجبائية التي تهم قطاعات معينة مرتبطة بالشأن الترابي أو املجالي ‪ ،‬بل إن هذا‬
‫املصطلح يدل حسب البعض على نظام واقعي قائم الذات يتعلق ب الالمركزية الجبائية التي تفيد تخلي الدولة‬
‫عن هذه املوارد للوحدات الالمركزية‪ ،‬و هو ما يقابل تفويض الاعتمادات للمصالح الخارجية للوزارات‪ . «104‬فهل‬
‫يمكن اعتبار قدرة الجهات على التمويل الذاتي هي حل لزمة الاستقالل املالي الجهوي ؟‬

‫‪102‬‬
‫‪ -‬أدبيا محمد عالي ‪ '' ،‬إشكالية االستقالل المالي للجماعات المحلية بالمغرب نحو مقاربة أكثر واقعية'' ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.64‬‬
‫‪ -‬المهدي بنمير ‪ ''،‬الجماعات المحلية والممارسة المالية بالمغرب ''‪ ،‬المطبعة و الوراقة الوطنية – مراكش ‪ ،‬سنة ‪ ،1..6‬ص‪.46‬‬
‫‪103‬‬
‫‪104‬‬
‫‪- ’'Appui à la décentralisation et à la gouvernance locale dans les pays tiers’’,op.cit.,p.19.‬‬

‫‪616‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫إن قدرة الجهات على التمويل الذاتي‪ » ،‬و إن كانت تعد أهم مؤشراته ‪ ،‬فإنها قد ال تع ي بالضرورة توسيع‬
‫الاستقالل املالي‪ ،‬وإذا كانت الجبايات الترابية تعتبر أهم قواعد تأسيس الاستقالل املالي فإنها في واقع ألامر ال تمثل‬
‫مجموع وسائل تمويل النشاط املالي‪ ،‬ففي فرنسا ال تمثل الجبايات الترابية أكثر من ‪ 20‬في املائة من مجموع موارد‬
‫الجماعات الترابية و بالرغم من ذلك ال أحد يتحدث عن ضعف أو هشاشة الاستقالل املالي للهيآت الالمركزية‪«105‬‬
‫‪ .‬عكس ذلك نجد مجموع املوارد املسيرة من طرف الجماعات الترابية باملغرب قد بلغت متوسطا سنويا قدره ‪6,8‬‬
‫مليار درهم خالل الفترة ‪ 2011-2015‬و قد حققت هذه املوارد أقص ى مستوياتها بمبلغ يناهز ‪ 8,6‬مليار درهم سنة‬
‫‪ ، 8002‬موزعة بنسبة ‪ 52,3 %‬للرسوم املحلية و إلاتاوات املختلفة‪ ،‬و ‪ 24,2 %‬لعوائد الخدمات و ‪ 23,4 %‬ملنتوج‬
‫عوائد ألامالك‪.106‬‬
‫و قد احتلت الجهات ‪ ،‬نسبة إلى مجموع مداخيل الجماعات الترابية خالل الفترة ‪ ، 8002-8000‬املركز ألاخير‬
‫بنسبة ‪ ، 2,6%‬مقارنة مع الجماعات الحضرية في املركز ألاول بنسبة ‪ 23 %‬و الجماعات القروية في املركز الثاني‬
‫‪107‬‬
‫بنسبة ‪ 88%‬و العماالت و ألاقاليم في املركز الثالث بنسبة ‪80%‬‬
‫و يتضح أن املوارد الذاتية ال تغطي نفقات الجماعات الترابية العادية إال بمعدل سنوي بلغ‪ ،‬في املتوسط ‪% ،‬‬
‫‪ 60‬خالل الفترة ‪ ، 8002-8000‬حيث عرف أعلى مستوى له سنة ‪ 8003‬بنسبة ‪ 62 %‬ثم انخفض إلى ‪ 57 %‬سنة‬
‫‪ ، 8004‬ليرتفع من جديد إلى ‪ 60 %‬سنة ‪ ،8002‬ما يؤشر على ضعف الاستقالل املالي للجماعات الترابية و لوال‬
‫املوارد املحولة لبقي الرصيد سلبيا‪.108‬‬
‫إن الهدف من هذه ألارقام هو الداللة على واقع قدرة الجهات على تمويل نفقاتها مما يثير حقيقة أزمة‬
‫استقاللها املالي فهيمنة الدولة على املوارد املحولة بهذا الشكل ‪ ،‬يجعل مالية الجهات رهينة بالتمويل املركزي ‪،‬‬
‫مما يؤثر على استقاللها املالي و إلاداري غير أنه مقابل ذلك ‪ ،‬و تفعيال ملبدأ الاستقالل املالي املرتبط باالستقالل‬
‫إلاداري للجهة ‪ ،‬يتعين أن يرتبط تطور التمويل الجهوي بتطور الاختصاصات املخولة أصال للجهات و » توسيع‬
‫مجال تدخلها و تطور الحاجيات الترابية التي يلزم تلبيتها و تحقيقها‪. « 109‬‬

‫‪105‬‬
‫‪-Frizon , claire Marand,Renard sophie , et Scarbonchi François ,’la perceptions de l’autonomie financière des‬‬
‫‪collectivités locales en Europe’’, op.cit.,p.41 .‬‬
‫‪106‬‬
‫‪ -‬تقرير المجلس األعلى للحسابات‪''،‬التحليل المالي''‪ ،‬سنة ‪ ، 4711‬ص‪. 64‬‬
‫‪107‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع ‪ ،‬ص‪.60‬‬
‫‪108‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪.64‬‬
‫‪109‬‬
‫‪ -‬كامل بربر‪ '' ،‬نظم اإلدارة المحلية دراسة مقارنة'' ‪ ،‬مطبعة المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر و التوزيع ‪ -‬بيروت ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬سنة ‪،1996‬‬
‫ص ‪.171-177‬‬

‫‪611‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫و هكذا ‪ ،‬يبقى الاستقالل املالي الجهوي ذو ارتباط وثيق بحجم املوارد الجبائية‪ ،‬فكلما كانت مداخيل الجهة‬
‫محدودة يصبح هامش الاعتماد على املوارد الغير الذاتية واردا ‪ ،‬و بالتالي ما يدفع بالقول أن املوارد الجبائية ال‬
‫تكف ي لدعم الاستقالل املالي للجهات ‪ ،‬ما يؤدي بهاته ألاخيرة إلى التبعية املالية للدولة تفعيال ملبدأ ‪ ،‬من يملك‬
‫القرار املالي هو من يملك القرار إلاداري و السياس ي‬

‫املطلب الثاني ‪ :‬ألاساس القانوني لالستقالل املالي الجهوي على ضوء الهندسة التشريعية الوطنية الجديدة ‪.‬‬

‫إذا كان الدستور املغربي لسنة ‪ 8000‬قد استجاب إلى حد كبير لرهان تمكين الجهات من تعزيز مكانتها‬
‫املؤسساتية في إطار جهوية متقدمة‪ ،‬فإنه باملقابل و بصدور القانون التنظيمي رقم ‪ ،000 04‬و الذي جاء كتنزيل‬
‫ملقتضيات املادة ‪ 046‬من الدستور‪ ،‬يكون املغرب قد أعطى مكانة جديدة للجهات قائمة على مبدأ التدبير الحر‬
‫وفق أسس دستورية (الفقرة ألاولى) ‪ ،‬و تنظيمية (الفقرة الثانية)‬

‫الفقرة ألاولى ‪ :‬الاستقالل املالي الجهوي وفق الوثيقة الدستورية لعام ‪. 7711‬‬

‫تضمنت الوثيقة الدستورية لعام ‪ ، 8000‬بابا مستقال عن الجماعات الترابية ‪ ،‬كما أشارت إلى عدة مبادئ تحيل‬
‫داللتها على الاستقالل املالي الجهوي ‪ ،‬نجد من هذه املبادئ ‪ » ،‬مبدأ التدبير الحر‪ ،‬و مبدأ التفريع ‪ ،‬إضافة إلى‬
‫بعض املبادئ ألاخرى التي توفر أرضية لالستقالل املالي ‪ ،‬مع الاستعانة بآليات أخرى مساعدة ‪ ،‬من قبيل التضامن‬
‫و التعاون و التعاضد ‪ ،‬للحد من التفاوتات في القدرات التمويلية ‪ ،‬و يكون املشرع بهذا قد أقر قاعدتين تشكالن‬
‫عماد الاستقالل املالي الجهوي فربط مبدأ التدبير الحر الذي نص عليه دستور اململكة ‪ ،‬بالجهة كجماعات ترابية‬
‫يع ي ‪ ،‬استقاللية هذه الجماعة في تدبير شؤونها و هذه الاستقاللية تمتد لتشمل عناصر مختلفة في التدبير‪. «110‬‬
‫ما يع ي ضرورة توفر الجهات على الحرية و الاستقالل على املستوى املالي كعنصر من عناصر التدبير حسب املع ى‬
‫الاصطالحي لهذا املفهوم ‪ ،‬لكن هل هذه الحرية بهذا املع ى ‪ ،‬هي نفسها التي تجسدها مقتضيات الوثيقة‬
‫الدستورية التي سنها املشرع ‪ ،‬أم أنه تم رسم حدود أخرى لها ؟‬
‫لقد كان اختيار املشرع املغربي لهذا املبدأ بهدف تمكين الجهات من تدبير شؤونها بنفسها و تحديد اختياراتها‬
‫التي قد تنهض بالتنمية الجهوية من جهة ‪ ،‬و الحد من تدخل السلطة املركزية الش يء الذي جعل املشرع ينص‬

‫‪110‬‬
‫‪-Tarik Zair : «Le principe de libre administration des collectivités territoriales » REMALD n° 107 Novembre -‬‬
‫‪Décembre 2012 p.14.‬‬

‫‪611‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫على هذا املبدأ في الوثيقة الدستورية ( املادة ‪ ،111) 136‬و املقتضيات التنظيمية الواردة في الفقرة ألاولى ( املادة ‪4‬‬
‫)‪ ،112‬من القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ‪ ،111.14‬و فق عدة شروط تحدد بقانون تنظيمي بصفة خاصة‪،‬‬
‫لعل أبرزها شروط تدبير الجهات لشؤونها بكيفية ديمقراطية و تنفيذها للمداوالت و املقررات و تلك التي تو ح‬
‫حدود اختصاصاتها‪ ،‬و مواردها املالية و سبل تسييرها و مراقبتها و إجراءات املحاسبة ‪ ،113‬و التي تلزم املجالس‬
‫الجهوية و رؤسائها بضمان احترام شفافية املداوالت ‪ ،‬و تعزيز آليات الديمقراطية التشاركية و احترام املقتضيات‬
‫املتعلقة بوضع امليزانية و التصويت عليها ‪ ،‬و تنفيذها و املقتضيات املنظمة للصفقات و القواعد املتعلقة بربط‬
‫املسؤولية باملحاسبة و الحد من استغالل التسريبات املخلة باملنافسة النزيهة و التصريح باملمتلكات و عدم تنازع‬
‫‪114‬‬
‫املصالح‬
‫إن تفعيل مبدأ التدبير الحر في ظل عجز امليزانية الجهوية الذاتية‪ ،‬و محدودية املوارد الذاتية على املستوى‬
‫الجهوي‪ ،‬ال يمكن أن يتحقق دون تمكين الجهات من املوارد الالزمة‪ ،‬بمع ى توفر الجهات على الحد ألادنى من‬
‫الاستقالل املالي ملمارسة اختصاصاتها‪ ،‬و صرفه هذه املوارد‪ ،‬لتجاوز التبعية املالية للدولة‪ ،‬و بالتالي الحد من‬
‫التأثير على امليزانية العامة للدولة‪ ،‬ما جعل املشرع يؤكد بموجب املقتضيات الدستورية على ضرورة توفر الجهات‬
‫على موارد مالية ذاتية و أخرى مرصودة من قبل الدولة‪ ،‬و جعل لكل اختصاص تنقله الدولة إلى الجهات موارد‬
‫مالية‪ .115‬و هو بهذا املع ى يمنح للجهات استقالل ماليا و لو على مستوى التمويل الذاتي‪ ،‬في حين أبقى على تدخل‬
‫الدولة من خالل املوارد املالية املرصودة من قبل هذه ألاخيرة لفائدة الجهات‪ ،‬و كذا املوارد املخصصة لنقل‬
‫الاختصاصات‪ .‬ما يع ي أن املشرع رغم تنصيصه على مبدأ التدبير الحر ضمن الوثيقة الدستورية ‪ ،‬إال أنه جعل‬
‫هذا املبدأ مقيدا بموجب مقتضيات نصوص أخرى من نفس الوثيقة‪ ،‬و هو ما يؤكده التناقض الحاصل بين‬
‫مضامين عدة نصوص في الوثيقة الدستورية ‪ ،‬ما يجعل هذا املبدأ تارة يشير إلى الحرية و الاستقالل املالي في‬
‫صورة مطلقة ‪ ،‬و تارة تأتي نصوص أخرى يتالش ى فيها مضمون التدبير الحر‪ ،‬لتظهر تجليات الوصاية املركزية ‪.‬‬
‫فإذا كان املشرع قد قيد مبدأ التدبير الحر على املستوى الجهوي‪ ،‬إال أنه جعل من هذا القيد حاجزا يساهم في‬
‫الحد من التفاوتات و مجابهة الفوارق التي يمكن أن تعرفها الجهات ‪ ،‬و هو ما جعل املشرع يكرل باملوازاة ملبدأ‬
‫‪111‬‬
‫‪ -‬يرتكز التنظيم الجهوي و الترابي على مبادئ التدبير الحر‪ ،‬وعلى التعاون و التضامن‪ ،‬ويؤمن مشاركة السكان المعنيين في تدبير شؤونهم‪ ،‬والرفع‬
‫من مساهمتهم في التنمية البشرية المندمجة والمستدامة ‪.‬‬
‫‪112‬‬
‫‪ -‬يرتكز تدبير الجهة لشؤو نها على مبدأ التدبير الحر الذي يخول بمقتضاه لكل جهة‪ ،‬في حدود اختصاصاتها المنصوص عليها في القسم الثاني من‬
‫هذا القانون التنظيمي‪ ،‬سلطة التداول بكيفية ديمقراطية‪ ،‬وسلطة تنفيذ مداوالتها ومقرراتها‪ ،‬طبقا ألحكام هذا القانون التنظيمي والنصوص التشريعية‬
‫والتنظيمية المتخذة لتطبيقه‪.‬‬
‫‪113‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 146‬من الدستور المغربي لعام ‪. 2011‬‬
‫‪114‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 466‬من القانون التنظيمي للجهات رقم ‪.111.14‬‬
‫‪115‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 141‬من الدستور المغربي لعام ‪. 2011‬‬

‫‪614‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫التدبير الحر‪ ،‬مبدأي التعاون و التضامن ‪ ،‬إليجاد آليات للتعاون ‪ ،‬بهدف التوزيع املتكافئ للموارد بين كل‬
‫الجهات ‪ ،‬من خالل إحداث صندوق التضامن بين الجهات حسب الفقرة الثانية من املادة ‪ 142‬من الدستور‪ ،‬و‬
‫إن كان قد أشار إلى هذين املبدأين بشكل غامض من خالل املادة ‪ . 136‬إال أن درجة الاستقالل املالي الجهوي بناء‬
‫على مبدأ التدبير الحر تبقى رهينة بمدى القوة الاقتراحية لألجهزة التنفيذية ‪ ،‬التي أوكل إليها املشرع تفعيل‬
‫السياسات العامة للدولة و إعداد السياسات الترابية‪ ،‬من خالل ممثليها في مجلس املستشارين ‪ ،‬و منها السياسات‬
‫املالية‪ ،116‬و كذا درجة الاستقاللية املؤسساتية لهذه الجهات من خالل القوة التنفيذية ملداوالت املجالس الجهوية‬
‫و مقرراتها من طرف رؤساء مجالس الجهات ‪ ،‬و هو ما تضمنته مقتضيات املادة ‪ ، 032‬مع العلم أن املصدر‬
‫ألاساس ي التخاذ القرار النهائي يرجع للسلطة املركزية أو سلطة الوصاية‪.‬‬
‫حية التأويالت من طرف املعنيين بتفعيله على‬ ‫إن ما يمكن أن يعاب على مبدأ التدبير الحر هو أن يكون‬
‫املستوى الجهوي رغم حدوده التي رسمها القانون التنظيمي للجهات رقم ‪ 111.14‬و املراسيم التطبيقية املرتبطة‬
‫بتنزيل بعض مضامينه ‪ .‬كما ال ننس ى أن العمل بمبدأ التفريع الذي يربط كل نقل لالختصاص بمورد مالي‪ ،117‬من‬
‫شأنه أن يعزز الاستقالل املالي على املستوى الجهوي‪ ،‬و منها القدرات التمويلية‪ ،‬بين تلك التي تكون للجهات القدرة‬
‫على توفيرها‪ ،‬من خالل الاختصاص الذاتي ‪ ،‬و تلك التي تحتاج إلى التعاون‪ ،‬من خالل الاختصاصات املشتركة ‪،‬‬
‫و ألاخرى املحولة إليها‪ ،‬و التي تستوجب تحويل إمكانيات مالية موازية‪ ،‬ما يستلزم ربط املالية العامة للدولة باملالية‬
‫الجهوية‪ ،‬فيما يخص توزيع املوارد املالية و توزيع الاختصاص في مجال إلانفاق العمومي بين الدولة و الجهات ‪ ،‬و‬
‫تعزيز صالحيات املجالس التداولية للجهات و تقوية اختصاصات رؤسائها‪ .‬و هو الش يء الذي كرسه الدستور‬
‫الفرنس ي‪ ،‬الذي كان أكثر جرأة بشأن توفير املقومات الدستورية لالستقالل املالي‪ ،‬إذ نجد بأن الدستور الفرنس ي نص‬
‫في املادة ‪ 88-8‬منه على أن املوارد الذاتية تشكل الحصة ألاكبر ضمن مجموع املوارد املخصصة لكل صنف من‬
‫الجماعات الترابية‪ ،‬و ترك لقانون تنظيمي تحديد شروط تطبيق هذه القاعدة‪ ،‬كما خصص موردا ماليا لكل‬
‫تنصيص على أي اختصاص جديد أو توسيعه ‪ .‬كما صدر في هذا السياق‪ ،‬القانون التنظيمي ل ‪ 88‬يونيو ‪، 8004‬‬
‫املتعلق باالستقالل املالي للجماعات الترابية ‪ ،118‬تطبيقا ملقتضيات املادة ‪ ، 88-8‬السالفة الذكر‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 137‬من الدستور المغربي لعام ‪. 2011‬‬
‫‪117‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 141‬من الدستور المغربي لعام ‪. 2011‬‬
‫‪118‬‬
‫‪- Loi organique n° 2004-758 du 29 juillet 2004 prise en application de l’article 72-2 de la constitution relative à‬‬
‫‪l’autonomie financière des collectivités territoriale, JORF n°175 du 30 juillet 2004, p. 13561.‬‬

‫‪615‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬الاستقالل املالي الجهوي وفق القانون التنظيمي للجهات رقم ‪. 111.16‬‬

‫يعتبر القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ‪ ، 111.14‬تجسيدا للنقلة النوعية التي أسس لها دستور ‪، 8000‬‬
‫على املستوى الالمركزي‪ ،‬لكن تبقى درجة الاستقالل املالي على مستوى املوارد الذاتية ضعيفة ‪ ،‬حيث لم يقدم‬
‫القانون التنظيمي للجهات أي جديد‪ ،‬بخصوص هذه املوارد ‪ .‬فقد نصت املادتين ‪ 186‬و ‪ 187‬من القانون التنظيمي‬
‫للجهات رقم ‪ ،111.14‬على نفس مضمون املادة ‪ 040‬من الدستور‪ ،‬دون أي جديد في تحديد مكانة املوارد الذاتية ‪،‬‬
‫مقارنة مع باقي مصادر التمويل ألاخرى‪ ،‬بل اقتصرت محاولة تحديد جم املوارد املرصودة من قبل الدولة‪ ،‬على‬
‫استقرارها و كفايتها بموجب قوانين املالية ‪ .‬إضافة إلى املوارد املالية ألاخرى املحددة بموجب املواد ‪- 190 - 189‬‬
‫‪ 191‬من نفس القانون التنظيمي للجهات‬
‫فمقابل مصادر التمويل التي خصصها املشرع للجهات ‪ ،‬نجده قد أثقل كاهلها على مستوى التكاليف املتمثلة في‬
‫نفقات امليزانية ‪ ،‬نفقات امليزانيات امللحقة ‪ ،‬و نفقات الحسابات الخصوصية‪ .119‬ما يع ي عدم تناسب جم‬
‫املوارد مع النفقات ‪ ،‬و بالتالي املسال بدرجة الاستقالل املالي الجهوي على مستوى تدبير إلانفاق‬
‫فإذا كان املشرع يهدف من خالل تقييد درجة الاستقالل املالي على مستوى املوارد املالية الذاتية الجهوية ‪ ،‬إلى‬
‫الالتزام باملقتضيات التي حددها في قانونه التنظيمي ‪ ،‬و التي تجسد حدود مبدأ التدبير الحر حسب القانون العام‬
‫املغربي ‪ ،‬حفاظا على التوازن املالي للدولة و تجاوزا للتفاوتات على مستوى الجهات ‪ ،‬كان و البد أن يراعي تناسب‬
‫تدخل السلطة املركزية التي تحدد جم املوارد املالية املخصصة للجهات‪ ،‬مع درجة تدخلها في تحمل التكاليف ‪،‬‬
‫و إال قد يكون قد منح للمجالس الجهوية صالحيات و اختصاصات ليست لها القدرة عليها ‪ ،‬ال على مستوى تدبير‬
‫املوارد ‪ ،‬أو إنفاقها‪ ،‬ما يشكل مساسا باستقاللها املالي و مبدأ التدبير الحر الذي جعله كقاعدة دستورية للتدبير‬
‫الجهوي ‪.‬‬
‫لقد كان الدستور صريحا في املادة ‪ ،046‬فيما يخص شروط تدبير الجهات لشؤونها و تنفيذ مداوالتها و‬
‫اختصاصاتها و تمويلها ‪ ،‬و حتى درجة استقالليتها انطالقا من مبدأ التدبير الحر ‪ ،‬إال أن القانون التنظيمي رقم‬
‫‪ 000 04‬و املتعلق بالجهات‪ ،‬رجح في هذا إلاطار كفة والي الجهة على رئيس املجلس الجهوي ‪ ،‬ما يشكل إذعانا على‬
‫مستوى اتخاذ القرار املالي الجهوي ‪ ،‬يظهر جليا من خالل الرقابة القبلية املشددة التي تمارسها السلطات املركزية‬
‫في هذا املجال و هو ما يتعارض مع مقتضيات الفقرة الثانية من املادة ‪ 040‬من الوثيقة الدستورية التي خول‬

‫‪119‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 192‬من القانون التنظيمي للجهات رقم ‪.111.14‬‬

‫‪611‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪120‬‬
‫ما يستوجب » إعادة النظر بخصوص‬ ‫بموجبها املشرع للجهات حق السلطة التنظيمية ملمارسة اختصاصاتها‬
‫املنظومة الرقابية املمارسة على املجالس الجهوية مع ألاخذ بعين الاعتبار‪ ،‬عالقتها بمطلب الاستقالل املالي‪ ،‬و ذلك‬
‫بالتخفيف من الرقابة القبلية للسلطات املركزية و اعتماد الرقابة الذاتية كاالفتحاص‪ ،‬و التقييم‪ ،‬و املراقبة‬
‫الداخلية‪ .‬فخضوع الهيئات الالمركزية للوصاية أو الرقابة ‪ ،‬تعد بمثابة استثناء أمام قاعدة الاستقالل إلاداري‪ ،‬و‬
‫املالي‪ ،‬و التمتع بالشخصية املعنوية‪. «121‬‬
‫من زاوية أخرى ‪ ،‬إذا توقفنا عند مبدأ التدبير الحر و الذي يعتبر أسال تدبير و تنفيذ الجهات لشؤونها‬
‫انطالقا من املادة الرابعة و الخامسة من القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ‪ ، 000 04‬نجد أن املشرع أعطى‬
‫للجهات موقع الصدارة فيما يتعلق بتيهئ و تحضير البرنامج التنموية الجهوية‪ ،‬الش يء الذي يتعارض مع مبدأ‬
‫التدبير الحر الذي جاء به الدستور من خالل املادة ‪ ، 036‬إذ ال يعقل أن تأتي هاته الجهات في موقع الصدارة‬
‫في إعداد برامجها التنموية و في نفس الوقت تكون مجبرة على أن تقبل مبدأ التدبير الحر للجماعات التربية‬
‫ألاخرى ‪ ،‬ما يؤثر غالبا على استقاللية قراراتها املالية‬
‫التدبير الحر ‪ ،‬يجب العمل على مأسسة ممارسة الجهة الختصاصاتها‬ ‫إذن فتطبيقا ملبدأ‬
‫فإذا كان غرض املشرع من املقتضيات الدستورية و القانون التنظيمي املتعلق بالجهات ‪ ،‬يسعى إلى تنظيم‬
‫العالقة بين الجهة و ممثلي إلادارة املركزية‪ ، ،‬فإنه يجب مقابل ذلك أن يضمن لهذه الجهات نوعا من‬
‫الاستقاللية في تدبير شؤونها و ذلك سواء على املستوى املؤسساتي أو التدبيري » فمبدأ التدبير الحر يؤسس‬
‫مبدئيا‪ ،‬لحرية تصرف كل جماعة ترابية‪ ،‬و يعمل مبدأ التفريع من جانبه على التأسيس ملستويات هذا التصرف‬
‫بالنسبة لكل منها‪ ،‬ليأتي مبدأ التعاون لوضع مقومات التضامن و التعاضد املمكنة‪ ،‬و التي بها يمكن تحقيق‬
‫انتظارات الساكنة فقد عمل القانون التنظيمي رقم ‪ 000 04‬الصادر في ‪ 8‬يوليو على تنظيم مختلف النقط‬
‫الواردة في الدستور‪ ،‬إال ما جاء في الفصل ‪ ،043‬و لعل صدور ثالث قوانين تنظيمية مع إمكانية صدور قانون‬
‫تنظيمي واحد خير دليل على ذلك‪. « 122‬‬

‫‪120‬‬
‫‪ -‬المادة ‪، 341‬الباب التاسع من دستور‪ : 2011‬الفقرة الثانية ‪'' :‬تتوفر الجهات والجماعات الترابية األخرى ‪ ،‬في مجاالت اختصاصها وداخل دائرتها‬
‫الترابية‪ ،‬على سلطة تنظيمية لممارسة صالحيتها''‪.‬‬
‫‪121‬‬
‫‪ -‬عبد اللطيف بروحو‪ '' ،‬مالية الجماعات المحلية بين واقع الرقابة و متطلبات التنمية'' ‪ ،‬منشوارت المجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمية ‪ ،‬سلسلة‬
‫مواضيع الساعة ‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة – الرباط ‪ ،‬العدد ‪ ،70‬سنة ‪ ، 2011‬ص ‪. 49‬‬
‫‪122‬‬
‫‪ -‬عبد الفتاح بلخال و جواد الرباع ‪ ،‬تنسيق إدريس أيتلحو‪''،‬الجهة بين تبوء مكانة الصدارة ترابيا و حدود التمويل الجبائي''‪ ،‬التمويل الترابي في ضوء‬
‫القوانين التنظيمية للجماعات الترابية بالمغرب‪ ،‬المركز المغربي للبحث و الدراسات الترابية ‪ ،‬سلسلة الندوات حول التمويل الترابي بالمغرب ‪ ،‬مكتبة المعرفة‬
‫– مراكش ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬العدد األول ‪ ،‬سنة ‪ ، 2017‬ص ‪.61‬‬

‫‪611‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫كما أن الاختصاصات املخولة للجهات بموجب القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ‪ 111.14‬تقوم على ثالثة‬
‫مبادئ‪ ،‬وهي ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬مبدأ التدبير الحر‪ ،‬الذي یخول بمقتضاه لكل جهة‪ ،‬في حدود اختصاصاتها‪ ،‬سلطة التداول بكیفیة دیمقراطیة‪،‬‬
‫و سلطة تنفیذ مداوالتها ومقرراتها ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مبدأ التفریع‪ ،‬الذي یع ي إسناد الاختصاص للجهات ألاقرب للمواطن وألانسب ملمارسة هذا الاختصاص‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مبدأ التعاون و التضامن ‪ ،‬سواء بين الجهات في ما بینها أو بینها و بين الجماعات الترابیة‪ ،‬من أجل تحقيق‬
‫أهدافها‪ ،‬خاصة املتعلقة بإنجاز املشاریع املشتركة الاختصاص‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬مبدأ التدرج ‪ ،‬عند ممارسة الجهات لالختصاصات املشتركة و نقل الاختصاصات من الدولة إليها‪ ،‬حيث یجب‬
‫تقییم أداء الجهات في تدبير شؤونها ‪ ،‬و معرفة مدى قدرتها لالضطالع بمزید من الاختصاصات ألاخرى ‪.‬‬
‫فإذا كان الهدف من لجوء املشرع لتأسيس ضمانات قانونية تعزز نجاح خيار الجهوية املتقدمة‪ ،‬فالبد من تعزيز‬
‫درجة الاستقالل املالي للجهات ‪ ،‬و الحد من مجال تدخل السلطات املركزية في مسألة اتخاذ القرار املالي الجهوي ‪،‬‬
‫إال أن ذلك يبقى غير كاف لتمويلها‪ ،‬ما يستدعي البحث عن ضمانات و سبل عملية أخرى لدعمها‬

‫املبحث الثاني ‪ :‬إكراهات الاستقالل املالي الجهوي‪.‬‬

‫إذا كان موضوع التدبير املالي الجهوي يستدعي مناقشة أبعاد الاستقالل املالي على مستوى التمويل ‪ ،‬فإن كل‬
‫دعم لهذا الاستقالل املالي يتطلب إرساء نصوص و ضمانات قانونية مالئمة من شأنها أن تعزز و تدعم هذا‬
‫الاستقالل و إذا كانت امليزانية الجهوية هي الوثيقة التي تسطر مجموع موارد و نفقات الجهة‪ ،‬فالبد من الحد من‬
‫قيود الاختصاص الجهوي (املطلب ألاول)‪ ،‬و اشكالية ضعف التمويل و افات التوزيع و الانفاق ( املطلب الثاني )‬

‫املطلب ألاول‪ :‬قيود الاختصاص الجهوي و الرقابة القبلية ‪.‬‬

‫إن تدبير الجهة لشؤونها الترابية و ممارسة اختصاصاتها املسندة اليها قانونا يتطلب توفر استقالل مالي جهوي‬
‫يتناسب و درجة استقاللها إلاداري باعتباره أساسا للنظام الالمركزي‬
‫فإذا كانت الرقابة املالية املطبقة على الجهة » تعتبر ضرورة قانونية و واقعية و تفرضها مبادئ الالمركزية إلادارية‬
‫ذاتها‪ ، «123‬فترسيخ الاستقالل املالي لهذه الجهات يقتض ي تنزيل مجموعة من الضمانات العملية للحد من سلبيات‬

‫‪123‬‬
‫‪ -‬كمال بربر‪ ''،‬نظم اإلدارة المحلية دراسة مقارنة ''‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.110‬‬

‫‪611‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫الرقابة ‪ ،‬و تجويد القدرة الذاتية للجهات على اتخاذ قراراتها املالية ‪ ،‬حيث يقترن بمقابل الاختصاصات املوكولة‬
‫للجهة ‪ ،‬وضع أسس عملية وا حة سواء على مستوى الاختصاصات (الفقرة ألاولى)‪ ،‬أو الحد من الرقابة القبلية‬
‫على ميزانية الجهة (الفقرة الثانية) ‪ ،‬و التي تعتبر أسال الاستقالل املالي تفعيال للمقتضيات الدستورية و تنزيال‬
‫للمستجدات املالية ع و آخرها التوجهات التي جاءت بها قوانين املالية لسنوات ‪ 8002‬و ‪ ،2019‬و التي تؤكد على‬
‫دعم و مواصلة سياسة تنزيل الجهوية املتقدمة و مواصلة إصالح نظام الحكامة و إصالح إلادارة‪.‬‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬على مستوى الاختصاص ‪.‬‬

‫رغم رصد قانون املالية لسنة ‪ 8002‬ملوارد مالية مهمة تفعيال لصرح الجهوية املتقدمة و دعم الجهات في‬
‫ممارسة الاختصاصات الوكولة إليها‪ ،‬من أجل الرفع من حصتها الضريبية على الدخل و الضريبة على الشركات‬
‫لتنتقل من ‪ 3 %‬إلى ‪ ، 4%‬إضافة على اعتمادات مالية من امليزانية العامة للدولة‪ ،‬و باستفادة الجهات من‬
‫تحويالت مالية من ميزانية الدولة بما مجموعه ‪ 8‬ماليير درهم زيادة على الاعتماد على ميثاق الالتمركز إلاداري و‬
‫الشروع في تفعليه ‪ ،‬و وضع مخطط لتحويل الاختصاصات للجهات موازاة مع تحويل املوارد املالية و البشرية‪،124‬‬
‫إال أنه البد أن نعي بأن التطور القانوني الحاصل على مستوى اختصاصات الجهة و التي يؤطرها القانون‬
‫التنظيمي للجهات ‪ 000 04‬ينعكس بشكل تلقائي و مباشر على مجاالت اشتغالها على مستوى املمارسة من حيث‬
‫املوارد املالية املطلوبة لبرمجة و تنفيذ ميزانيتها و مشاريعها التنموية مما أصبح لزاما وجود مواكبة قانونية الهدف‬
‫منها تعزيز الاستقالل املالي لهاته الجهات و دعم مواردها املالية ‪ ،‬بدل أن تبقى املوارد الجبائية هي املورد الذاتي‬
‫الوحيد الذي تعتمده هاته الجهات لتحقيق استقاللها املالي فاملادة ‪ 036‬من الدستور ‪ ،‬تنص على أن التنظيم‬
‫الجهوي و الترابي يرتكز على مبدأ التدبير الحر‪ ،‬نفس املبدأ تشير إليه املادة الرابعة من القانون التنظيمي ‪000 04‬‬
‫املتعلق بالجهات ‪ ،‬بمع ى أن الجهة تمارل اختصاصاتها بناء على املقتضيات القانونية ‪ ،‬في حين يبقى حق املراقبة‬
‫البعدية للسلطة املركزية‬
‫يتضح من خالل مضامين املادة ‪ 036‬أن الدولة تمنح الحرية لإلدارة الجهوية في ممارسة اختصاصاتها و تمتعها‬
‫بحرية التصرف في مواردها املالية املتاحة لها قانونا‬

‫‪124‬‬
‫‪ -‬ظهير شريف رقم ‪ 1.17.110‬صادر في ‪ 6‬ربيع االخر ‪ 25 ( 1439‬ديسمبر ‪ ) 2017‬بتنفيذ قانون المالية رقم ‪ 68.17‬للسنة المالية ‪ ، 2018‬مرجع‬
‫سابق ‪.‬‬

‫‪611‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫من هذا املنطلق ‪ ،‬يتضح لنا نظريا رفع الوصاية املمارسة على أعمال الجهات‪ ،‬و كذا كل أشكال الرقابة املرتبطة‬
‫باالختيارات الجهوية‪ ،‬في حين يبقى دور ممثلي السلطة املركزية في عالقتهم بالجهة منحصرا في مؤازرة رؤساء هذه‬
‫ألاخيرة على ممارسة الصالحيات و الاختصاصات الرسمية املخولة قانونا‪ ،‬بل أكثر من ذلك فالقانون التنظيمي‬
‫‪ 000 04‬خصص القسم السابع تحت عنوان املنازعات ابتداء من املادة ‪ 038‬إلى حدود املادة ‪ ، 848‬كما أنه في‬
‫الحاالت التي يتم فيها تسجيل ما يمكن اعتباره إخالال باحترام املقتضيات القانونية في تدبير هاته الجهات‪ ،‬فإنه‬
‫يجب الطعن في ذلك أمام املحاكم إلادارية وفق الحاالت التي تنظمها هاته املواد ‪ ،‬بل زد على ذلك أنه يعين بقرار‬
‫من وزير الداخلية طبقا للمادة ‪ 848‬من نفس القانون وكيل قضائي يتولى املساعدة القانونية للجهات و الترافع‬
‫عنها أمام القضاء‬
‫في نفس الاتجاه‪ ،‬يمكن تسجيل بعض القصور في القانون التنظيمي للجهة رقم ‪ ، 111.14‬و املتمثل في الرقابة‬
‫إلادارية التي يمارسها الوالة و العمال و التي تؤكده مقتضيات املادة ‪ 042‬من الدستور التي تنص على أنه‪ :‬يعمل‬
‫الوالة و العمال‪ ،‬باسم الحكومة‪ ،‬على تأمين تطبيق القانون‪ ،‬و تنفيذ النصوص التنظيمية للحكومة و مقرراتها‪،‬‬
‫كما يمارسون املراقبة إلادارية عكس ما جاء به القانون التنظيمي ‪ 000 04‬املتعلق بالجهات ‪ ،‬من خالل عدة‬
‫مواد منها املادة ‪ ، 32‬و املعنونة ب تسيير الجهات ‪ ،‬و التي تلزم رئيس الجهة بإحالة مقرر مداولة املجلس بشأن‬
‫املوافقة على النظام الداخلي ‪ ،‬كذلك ألامر بالنسبة للمادة ‪ 38‬و التي تلزم رئيس املجلس الجهوي بتبليغ والي الجهة‬
‫بقرار تمديد أجل انعقاد الدورة العادية للمجلس و الذي ال يجب أن يتعدى ‪ 02‬يوما متتالية كما هو الشأن‬
‫بالنسبة للمواد ‪ 88 - 86 - 82‬و املتعلقة بالحاالت التي يمكن أن تهدد تسيير الجهة أو توقيف أو حل املجلس‬
‫الجهوي و التي يتعين بموجبها تعيين لجنة خاصة بقرار للسلطة الحكومية املكلفة بالداخلية‪ ،‬داخل أجل ال يتعدى‬
‫خمسة عشر يوما املوالية لتاريخ حصول إحدى الحاالت املشار إليها في املواد أعاله ‪ ،‬و التي تجعل من والي الجهة‬
‫بقوة القانون الرئيس الفعلي لهذه اللجنة بموجب الصالحيات املخولة لرئيس مجلس الجهة ‪ ،‬بل أكثر من ذلك‬
‫يمكنه أن يفوض بعض صالحياته لحد أعضاء هذه اللجنة‬
‫من جهة أخرى ‪ ،‬تؤكد املادة ‪ 44‬من القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ‪ 000 04‬على أن لوالي الجهة حق‬
‫الاعتراض على أي نقطة مدرجة في جدول ألاعمال و التي ال تدخل في اختصاصات الجهة أو صالحيات املجلس‬
‫الجهوي كما يبلغ تعرضه إلى القضاء الاستعجالي باملحكمة إلادارية للبث فيه داخل أجل ‪ 42‬ساعة ابتداء من‬
‫تاريخ التوصل به‬

‫‪611‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫يشير مضمون املادة ‪ 44‬السالفة الذكر إلى أنه مادامت السلطات املركزية لم توافق على القرار املتخذ‪،‬‬
‫فالسلطة الالمركزية ال يمكن لها أن تمر إلى مرحلة التنفيذ‪ ،‬و بالتالي فإن سلطة الوصاية يمكن لها على هذا‬
‫الشكل أن تعوق بصفة مستمرة عمل السلطات الجهوية بعدم موافقتها مما يشكل خطرا على حرية تصرف‬
‫املجالس الجهوية و هو ما يشير إلى أن املشرع كان واعيا » بخطورة وصاية املالئمة باعتبارها عنصرا يحد كثيرا من‬
‫ممارسة الحريات املحلية و هذا ما أدى باملشرع إلى سن قواعد قانونية مالئمة ‪ ،‬كما يمكن القول أن املشرع سلك‬
‫مسلك صانع الدواء املر الذي يعمد على تحليته من أجل تسهيل تناوله‪ . « 125‬فهذا النوع من الوصاية يمارل »‬
‫باملصادقة أو رفض املصادقة‪ ،‬و يمكن تحليلها في كونها عبارة عن فيتو دائم الاحتمال ملعارضة تنفيذ قرارات‬
‫السلطات الالمركزية‪ ،‬الجهوية فإذا نظرنا إلى ألاشياء من قريب فممارسة و صاية املالئمة تؤدي حتما إلى إشراك‬
‫سلطات الوصاية في سلطة القرار املخولة قانونا إلى السلطات الالمركزية‪ ،‬الجهوية‬
‫من هذا املنظور و على عكس وصاية املالئمة‪ ،‬فإن مراقبة املشروعية هي التي بمفردها تحترم فكرة الالمركزية‬
‫باعتبار أن ألامر يتعلق بمراقبة موضوعية‪. «126‬‬
‫فارتباطا باملوضوع البد أن نشير إلى الخطاب امللكي بتاريخ ‪ 3‬يناير ‪ ،8000‬حيث أكد رئيس الدولة محمد‬
‫السادل على ضرورة انبثاق مجالس ديمقراطية تتوفر على صالحيات‬
‫و موارد ‪ ،‬و جهات تجسد مجالس تمثيلية للنخب املؤهلة لحسن تدبير شؤون مناطقها‪ ،‬و ليس جهازا صوريا ‪ ،‬أو‬
‫‪127‬‬
‫بيروقراطيا‬
‫توضيحا أكثر ملهام و مسؤوليات الجهات يتعين التمييز بين ميادين الاختصاص التي من باب التبسيط تتحدد‬
‫على أسال التنظيم الحكومي ( املاء‪ ،‬الطاقة ‪ ،‬إلاسكان ‪ ،‬التربية ) ‪ ،‬ثم الاختصاصات في حد ذاتها التي تشكل‬
‫مهام لصيقة بكل ميدان هذا التمييز يسمح توا بإبداء مالحظات مفادها أن الجوانب الاستراتيجية ‪ ،‬و التقنينية و‬
‫املعيارية و املراقبة و الجزاء في ميدان ما ‪ ،‬تظل من اختصاص الدولة املركزية في حين أن الاختصاصات ألاخرى (‬
‫املهام ) املرتبطة بنفس هذا امليدان يمكن توزيعها بين الدولة و الجهة ‪ ،‬و العمالة ‪ ،‬أو إلاقليم و الجماعة حسب‬
‫مستوى الاستعداد لكل طرف و الحدود املرغوب فيها لالتمركز أو الالمركزية و في إطار هذا التوزيع ‪ ،‬يمكن ترك‬
‫هامش من الحرية للجماعات الترابية فيما يخص الاختصاصات الذاتية و التي تغطى بموارد ذاتية أو مشابهة ( بما‬
‫في ذلك الناتجة عن اعتمادات من طرف الدولة بدون تخصيص معين)‪ ،‬فيما ستكون الاختصاصات املنقولة أو‬

‫‪125‬‬
‫‪ -‬محمد اليعكوبي ‪'' ،‬تأمالت حول الدي مقراطية المحلية بالمغرب'' ‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة ‪ -‬الرباط ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،‬سنة ‪ ، 4771‬ص‪.6.‬‬
‫‪126‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪.11-17‬‬
‫‪127‬‬
‫‪ -‬اللجنة اإلستشارية للجهوية ‪ ،‬تقرير حول الجهوية المتقدمة ‪،‬الكتاب الثاني ‪ :‬الجوانب المؤسساتية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.00-04‬‬

‫‪616‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫القابلة للنقل مغطاة بتحويل مالئم للموارد‪ ،‬في حين يتم بطبيعة الحال استبعاد وظائف السيادة للدولة ( الدفاع‬
‫‪128‬‬
‫كما أن ألامر يتطلب إطالق مسار تجرييي‬ ‫الوط ي‪ ،‬ألامن‪ ،‬العدل‪ ،‬الشؤون الدينية ‪ ،‬الشؤون الخارجية )‬
‫ملمارسة الاختصاصات املشتركة للجهات (املواد ‪ 80‬إلى ‪ 83‬من القانون التنظيمي ‪ 04-000‬املتعلق بالجهات) ‪ ،‬و‬
‫كذا الاختصاصات املنقولة للجهات (املواد ‪ 84‬إلى ‪ 82‬من القانون التنظيمي ‪ 04-000‬املتعلق بالجهات)‪ ،‬مع تحديد‬
‫‪129‬‬
‫و هو ما يجب أن ينطبق على جهات الصحراء أوال ‪ ،‬بتمكينها من‬ ‫إطار تنظيمي مالئم و موحد لهذا املسار‬
‫ممارسة اختصاصاتها‪ ،‬تحقيقا ملطلب الحكم الذاتي ‪ ،‬و ذلك بتوفير املوارد املالية الضرورية التي حددتها املبادرة‬
‫املغربية للحكم الذاتي » في ‪:‬‬
‫‪ ‬الرسوم و الضرائب و املساهمات املحلية املقررة من لدن الهيئات املختصة للجهة؛‬
‫‪ ‬العائدات التي يمكن تحقيقها من استغالل املوارد الطبيعية املرصودة للجهة؛‬
‫‪ ‬جزء من العائدات املحصلة من طرف الدولة واملتأتية من املوارد الطبيعية املوجودة داخل الجهة؛‬
‫‪ ‬املوارد الضرورية املخصصة في إطار التضامن الوط ي؛‬
‫‪ ‬عائدات ممتلكات الجهة‪. «130‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬على مستوى الرقابة القبلية على امليزانية الجهوية ‪.‬‬

‫إن استعراض مختلف آلاليات التي تحرص السلطات املركزية سلطات الوصاية على تضمينها للمذكرات و‬
‫الدوريات التي تصدرها بمناسبة إعداد ميزانيات الجهات‪ ،‬يضع تصورا وا حا حول جم و ثقل الرقابة التي‬
‫تمارسها على هذه امليزانيات حتى قبل إعدادها‪ ،‬و كمثال على ذلك‪ ،‬الدورية الوزارية رقم ‪ ،0680‬و الصادرة بتاريخ‬
‫‪ 8006/00/08‬بشأن إعداد ميزانيات الجماعات الترابية برسم سنة ‪ ،8008‬و التي تسعى إلى التذكير بااللتزامات و‬
‫التوجيهات املنظمة إلعداد امليزانيات انسجاما مع القوانين و ألانظمة الجاري بها العمل ‪ ،‬و كذا الدورية رقم ‪2707‬‬
‫بتاريخ ‪ 08‬سبتمبر ‪ ، 8002‬حول إعداد و تنفيذ ميزانيات الجماعات الترابية برسم سنة ‪ ،8008‬و التي تضع تصورا‬
‫للتوجهات العامة الالزم اتباعها من طرف املجالس املنتخبة‪ ،‬و ذلك تماشيا مع إلاطار العام للسياسات العمومية‬
‫للدولة‪ ،‬كما تتضمن بعض إلاجراءات إلادارية و التنفيذية املتعلقة بإعداد امليزانية و اعتمادها و مراقبتها و التأشير‬

‫‪128‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.06-00‬‬
‫‪129‬‬
‫‪ -‬خالصات و توصيات الملتقى البرلماني للجهات الرباط ‪ 14 ،‬نونبر‪. 4710‬‬
‫‪130‬‬
‫‪ -‬الفقرة ‪ ، 24‬المبادرة المغربية حول منح الحكم الذاتي للصحراء ‪.‬‬

‫‪611‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫عليها و تنفيذها وفق القوانين و الانظمة الجاري بها العمل ‪ ،‬و ذلك بغية تقوية و تعزيز القدرات التدبيرية‬
‫للجماعات الترابية ‪ ،‬و تفعيل قواعد الحكامة الجيدة و ضبط و توحيد أنماط التدبير املالي‬
‫بمناسبة إعداد الجهة مليزانيتها و تقديم مشروعها ملصادقة سلطات الوصاية » تكون الجهة مطالبة بتطبيق و‬
‫احترام مجموعة من الضوابط التي تحكم إعداد هذه املشاريع‪،‬و التي أصبحت تشكل قواعد إجرائية لتقدير املوارد‬
‫و النفقات‪ ،‬تضعها سلطات الوصاية قصد ضبط عملية التقدير هاته و التحكم نسبيا في جم و نوعية العمليات‬
‫املال ية املتضمنة في امليزانية سواء تعلق ألامر بالتوجيهات املتعلقة باملداخيل أو تلك املحددة للنفقات‪ . «131‬و التي‬
‫تؤكدها مضامين الدوريتان الوزاريتان السالفتان الذكر‬
‫إن هاته التوجيهات املتعلقة بامليزانية ‪ ،‬و الصادرة عن سلطات الوصاية تهدف بالخصوص إلى » احترام‬
‫القواعد و التوجيهات املتعلقة بمداخيل الجهة ‪ ،‬و خاصة املتعلقة بحصة الجهات من الضريبة على القيمة‬
‫املضافة ‪ ،‬و من ضرائب الدولة ‪ ،‬و من املوارد العمومية ‪ ،‬و تتعلق باالستخالصات الفعلية برسم السنوات الفارطة‬
‫‪ ،‬مع استحضار مبدأ الصدقية ‪ ،‬أما فيما يخص ميزانية التجهيز فيتوجب على الجهة أن تحدد املوارد املرتقب‬
‫رصدها إلنجاز املشاريع املزمع تمويلها جزئيا أو كليا عن طريق القروض ‪ ،‬و التي تتعلق بحصة الجهة في تمويل هذه‬
‫املشاريع ‪ ،‬و كذا املوارد املرتقب تعبئتها خالل السنة املالية على ضوء الترخيصات بالبرامج املؤشر عليها‪ ، «132‬أما‬
‫فيما يخص الجانب املتعلق بالنفقات‪ ،‬فمن املالحظ أن سلطات الوصاية تمارل نوعا من الرقابة القبلية على‬
‫مالية الجهة ‪ ،‬فهي تعمل هنا على ترشيد هذه النفقات سواء على مستوى التسيير أو التجهيز أو الاستثمار‬
‫يالحظ من خالل توجيهات وزارة الداخلية لرؤساء الجهات ‪ ،‬أهم تجليات الوصاية و التي تسبق حتى عملية‬
‫تخطيط أو البرمجة الجهة مليزانيتها ‪ ،‬علما أن هناك نصوص منظمة سواء على مستوى الدستور أو القانون‬
‫التنظيمي ‪ ،‬أو حتى املراسيم التطبيقية ‪ ،‬و منها املرسوم رقم ‪2.17.449‬الصادر في ‪ 83‬نوفمبر ‪ ، 2017‬و املتعلق بسن‬
‫نظام للمحاسبة العمومية للجهات و مجموعاتها ‪ ،‬و الذي يو ح في الباب ألاول و الثاني من القسم الثاني منه‬
‫القواعد املطبقة على تنفيذ عمليات املداخيل و النفقات‪ ،‬إضافة إلى عدة مراسيم أخرى دخلت إلى حيز التنفيذ منذ‬
‫عام ‪ ،8002‬إلى حدود آلان و املتعلقة بمختلف اختصاصات الجماعات الترابية فلعل تدخل سلطات الوصاية من‬
‫خالل هذه التوجيهات يأتي جراء معرفة ضعف القدرات املعرفية و املهنية لرؤساء املجالس ‪ ،‬و هو ما سنتطرق إليه‬
‫في محور آخر من هذا البحث‬

‫‪131‬‬
‫‪ -‬عبد اللطيف بروحو‪''،‬مالية الجماعات الترابية بين واقع الرقابة و متطلبات التنمية''‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ‪ ،‬سلسلة مواضيع الساعة ‪،‬‬
‫مطبعة المعارف الجديدة – الرباط ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،‬سنة ‪ ، 2016‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.46‬‬
‫‪132‬‬
‫‪ -‬وزير الداخلية ‪ ''،‬دورية حول إعداد ميزانيات الجماعات الترابية برسم سنة ‪ ،'' 4710‬ص‪.4‬‬

‫‪611‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫من زاوية أخرى ‪ ،‬فدخول القانون التنظيمي للجهات رقم ‪ 000 04‬حيز التنفيذ و إصداره في الجريدة الرسمية‬
‫بتاريخ ‪ 23‬يوليوز‪ ،8002‬يتبين أن الدولة التزمت فعال بما جاء في مضمون املادة ‪ 022‬من القانون التنظيمي ‪000 04‬‬
‫املتعلق بالجهات ‪ ،‬و تطبيقا لحكام املادة ‪ 040‬من الدستور بخصوص املوارد املالية املرصودة من قبل الدولة‬
‫لفائدة الجهات بموجب قوانين املالية ‪ ،‬و هو ما يتضح من خالل قانون امليزانية لعام ‪ ،8006‬حيث » تم رصد موارد‬
‫إضافية بصفة تدريجية في أفق بلوغ ‪ 00‬ماليير درهم سنة ‪ 8080‬على الشكل التالي‪:‬‬
‫‪ 8% ‬من حصيلة الضريبة على الشركات بدل ‪ 0 %‬حاليا في أفق بلوغ ‪ 2 %‬؛‬
‫‪ 2% ‬من حصيلة الضريبة على الدخل بدل ‪0 %‬حاليا في أفق بلوغ ‪ 2 %‬؛‬
‫‪ 80% ‬من حصيلة الرسم على عقود التأمين بدل ‪ 03 %‬حاليا ‪.‬‬
‫كما رصد مخصصات مالية إضافية من امليزانية العامة تقدر ب ‪ 2‬مليار درهم‪ ،‬و ما مجموعه أربعة ماليير درهم‬
‫للجهات لتمكينها من ممارسة اختصاصاتها على الوجه املطلوب‪ . « 133‬مع العلم أن هذه املوارد املالية املخصصة‬
‫للجهات » تعززت لتبلغ سبعة مليار درهم برسم قانون املالية لسنة ‪ ،2018‬في أفق بلوغ ‪ 10‬ماليير درهم سنة‬
‫‪. « 134 8080‬‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬فطبقا ملقتضيات املادة ‪ 002‬من القانون التنظيمي للجهات رقم ‪ 111.14‬يتولى رئيس املجلس‬
‫الجهوي إعداد امليزانية و يوجهها بعد عرضها على لجنة املالية مرفقة بالوثائق الالزمة إلى السلطة الحكومية‬
‫املكلفة بالداخلية في أجل أقصاه فاتح ديسمبر من كل سنة‪ ،‬طبقا لحكام املادة ‪ ،800‬على أن يتم اعتمادها في‬
‫أجل أقصاه ‪ 2‬نوفمبر‪ ،‬كما أن الباب الثالث من القسم الخامس املخصص للتأشير على امليزانية‪ ،‬يتعارض في‬
‫مضمونه مع مبدأ التدبير الحر و املحاسبة على النتائج‪ ،‬الذي أبرزته املادة ألاولى من القانون التنظيمي رقم‬
‫‪ 000 04‬الذي يحدد أيضا قواعد الحكامة املتعلقة بحسن تطبيق مبدأ التدبير الحر و تدبير الصناديق و البرامج‬
‫وتقييم ألاعمال و إجراءات املحاسبة فمنطق التعارض يظهر من خالل املادة ‪ 808‬من نفس القانون التنظيمي‬
‫للجهات التي تنص على أنه‪ :‬تصبح امليزانية قابلة للتنفيذ بعد التأشير عليها من قبل السلطة الحكومية املكلفة‬
‫بالداخلية كما تنص الفقرة الخامسة من املادة ‪ 004‬على أنه‪ :‬تكون مقررات املجلس قابلة للتنفيذ بعد‬
‫انصرام أجل التعرض من قبل والي الجهة و املنصوص عليه في الفقرة ألاولى من نفس املادة ‪ ،‬و هذا ما يبرز‬

‫‪133‬‬
‫‪ -‬وزارة اإلقتصاد والمالية ‪ ،‬ميزانية المواطن ‪ ،‬دليل المواطن لالطالع والتفاعل مع الميزانية ‪ ''،‬تسريع تفعيل الجهوية واإلصالحات الهيكلية الكبرى''‪،‬‬
‫سنة ‪ ،4714‬ص‪.01‬‬
‫‪134‬‬
‫‪ -‬ظهير شريف رقم ‪ 1.17.110‬صادر في ‪ 6‬ربيع االخر ‪ 25 ( 1439‬ديسمبر ‪ ) 2017‬بتنفيذ قانون المالية رقم ‪ 68.17‬للسنة المالية ‪ ، 2018‬مرجع‬
‫سابق ‪.‬‬

‫‪614‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫هيمنة وزارة الداخلية على مسار التدبير امليزانياتي على مستوى التأشير على امليزانية ‪ ،‬فهل هذا راجع إلى نوع من‬
‫الرقابة القبلية على املالية الجهوية أو أنها رغبة املشرع في تفعيل مبدأ التدبير الحر في إطار ربطه باملسؤولية و‬
‫املحاسبة رغم أن وزارة الداخلية ليست صاحبة الاختصاص املالي‬

‫املطلب الثاني ‪ :‬ضعف التمويل و آفات التوزيع و إلانفاق ‪.‬‬

‫يقوم التمويل الجهوي على » نظام يجمع بين املوارد الذاتية بما فيها الجبايات املحلية و املوارد املحولة من‬
‫طرف الدولة و كذا القروض‪ ، «135‬فإذا كان تعزيز التمويل الترابي الجهوي املمنوح من قبل املركز يساهم من‬
‫حيث دعم الجانب املالي ‪ ،‬إال أنه يشكل عائقا لالستقالل املالي للجهات‪ ،‬من حيث التدخل في الشؤون املالية‬
‫الجهوية و تدبير هاته ألاخيرة لنشاطها املالي سواء على مستوى التخطيط أو التنسيق أو التنفيذ أو الرقابة ‪ ،‬و‬
‫بالتالي ستبقى هاته الجهات رهينة هذا التدخل مادامت في حاجة إلى التمويل املركزي أو غيره من التمويالت‬
‫املسموح بها حسب ما تسمح به النصوص التشريعية املنظمة ملالية الجهة ‪ ،‬و بالتالي تبقى من بين أهم إكراهات‬
‫الاستقالل املالي الجهوي‪ ،‬هشاشة إلامكانيات املالية ( الفقرة ألاولى)‪ ،‬و قصور العدالة في توزيع و إنفاق املوارد‬
‫املالية ( الفقرة ثانية) ‪ ،‬مع ألاخذ بعين الاعتبار الجهات املنتجة للثروة‬

‫الفقرة ألاولى ‪ :‬هشاشة إلامكانيات املالية ‪.‬‬

‫إن بناء جهوية متقدمة وفق التصور الدستوري الجديد لن يتحقق إال إذا تم إيجاد حل لزمة الاستقالل املالي‪،‬‬
‫و ذلك من خالل إيجاد حلول واقعية مبنية على أسال قانوني ‪ ،‬حتى تتم مطالبتها بتحمل املسؤولية امللقاة على‬
‫عاتقها في تدبير سياساتها الجهوية ‪ ،‬لكن من خالل قراءتنا املتواضعة لهذه القوانين إرتئ لنا أن إشكالية الاستقالل‬
‫املالي للجهات ترتبط حقيقة في محدودية إلامكانيات املالية من جهة ‪ ،‬لكن تبقى طرق التدبير املالي الجهوي السبب‬
‫الرئيس ي في مدى رغبة و قدرة هذه الجهات على تخطي أزمة الاستقالل املالي‬
‫فالجهة لن تكون لها القدرة على القيام بدورها في تدبير هذه السياسات ‪ ،‬إال من خالل القدرة على إعداد و تنفيذ‬
‫سياسات مالية تتماش ى في انسجام تام مع التوازن املالي للدولة ‪ ،‬و تكريس التدبير املرتكز على النتائج من خالل‬
‫القوانين التنظيمية للقوانين املالية ‪ ،‬و التعجيل بدخول أحكام املواد ‪ 2‬و‪( 48‬د) و‪( 42‬الفقرة ألاخيرة) من القانون‬

‫‪135‬‬
‫‪ -‬تقرير المجلس األعلى للحسابات ‪''،‬التحليل المالي''‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 61‬‬

‫‪615‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪ 03 030‬حيز التنفيذ ‪ ،‬و الانتقال من املقاربة القانونية و التقنية للتدبير إلى مقاربة قائمة على ثقافة تدبيرية في‬
‫خدمة املواطنين‪.136‬‬
‫لقد أغ ى املشرع املغربي الترسانة القانونية املتعلقة بالتنظيم الجهوي على املستوى التشريعي بصدور القانون‬
‫التنظيمي للجهات رقم ‪ ، 111.14‬و حدد من خالله املوارد املالية لهذه الجهات في الفصل الثاني‪ ،‬املواد ‪-026‬‬
‫‪ ، 080‬و في مقابل ذلك حدد تكاليف هاته الجهات من خالل الفصل الثالث ‪ ،‬املواد ‪ ، 086 -088‬كما عمل على‬
‫إصدار العديد من املراسيم التطبيقية في هذا الشأن كما أن القانون التنظيمي للمالية رقم ‪ ، 030 30‬حدد هو‬
‫آلاخر في الفصل الثالث من الباب ألاول منه موارد و تكاليف الدولة‬
‫لقد أكد وزير الداخلية من خالل التقرير املشترك إعداده بين لجنة الداخلية و الجماعات الترابية و السك ى و‬
‫سياسة املدينة ‪ ،‬و املتعلق بامليزانيات الفرعية لهاتين الوزارتان لعام ‪ ،8008‬على أن وزارته » تتعامل مع‬
‫الجماعات الترابية بناء على منطق املصاحبة الذي تؤطره القوانين التنظيمية للجماعات الترابية بدل سلطة‬
‫الوصاية التي كانت سابقا‪ ،‬مؤكدا على أنه ال يمكن تعديل حصة الجماعات الترابية من القيمة املضافة ‪ ،‬رغم‬
‫اعترافه بأن إلاشكالية الرئيسية بالنسبة لهذه الجماعات هي املوارد املالية‪ ،‬كما دعاها إلى ضرورة العمل على تنمية‬
‫مواردها عن طريق الجبايات املحلية‪ ،‬كما أكد على أن ورش الجهوية املتقدمة ليس ورشا و إنما هو خيار ال رجعة‬
‫فيه ‪ ،‬و الذي البد له من العمل املستمر و تصحيح ألاخطاء التي تشوب عملية التنزيل‪. «137‬‬
‫و لإلشارة ‪ ،‬فقد بلغت حصص الجهات سنة ‪ 4 08 ، 8008‬مليار درهم لتنفيذ برامجها‪ ،‬في حين بلغت امليزانية‬
‫الفرعية املرصودة لوزارة الداخلية برسم ‪ ،8002‬ما مجموعه ‪ 82 84‬مليار درهم بما في ذلك اعتمادات الالتزام و‬
‫يتوزع هذا الغالف املالي كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬صندوق الدعم املقدم للمنافسة ومراقبة ألاسعار واملدخرات الاحتياطي (‪ 2‬ماليين درهم)؛‬
‫‪ -‬صندوق مواكبة إصالحات النقل الحضري والرابط بين املدن (‪ 004‬مليون درهم) ؛‬
‫‪ -‬حصة الجماعات املحلية من حصيلة الضريبة على القيمة املضافة ‪ 82 38‬مليار درهم؛‬
‫‪ -‬الصندوق الخاص بدعم وتنمية الوقاية املدنية‪ 800‬مليون درهم ؛‬

‫‪136‬‬
‫‪ -‬ظهير شريف ‪ 1.11.44‬صادر في ‪ 16‬من شعبان ‪ 4(1604‬يونيو‪ )4711‬بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪ 107.07‬لقانون المالية ‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد‬
‫‪:6370‬‬
‫المادة ‪ ،4.‬الفقرة األخيرة ‪'' :‬تدخل أحكام المواد ‪1‬و‪( 60‬د) و ‪ ( 61‬الفقرة األخيرة ) حيز التنفيذ ابتداء من فاتح يناير ‪.471.‬‬
‫‪137‬‬
‫‪ -‬تقرير لجنة الداخلية و الجماعات الترابية و السكنى و سياسة المدينة ‪ '' ،‬الميزانيات الفرعية لكل من وزارة الداخلية و وزارة إعداد التراب الوطني و‬
‫التعمير و اإلسكان و سياسة المدينة ''‪ ،‬سنة ‪ ، 1161‬ص ‪114-11‬‬

‫‪611‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪ -‬الصندوق الخاص لحصيلة حصص الضرائب املخصصة للجهات ‪ 6 88‬مليار درهم ؛‬
‫‪ -‬حساب تمويل نفقات التجهيز ومحاربة البطالة ‪ 0 80‬مليار درهم؛‬
‫‪ -‬صندوق دعم ألامن الوط ي ‪ 30‬مليون درهم؛‬
‫‪ -‬الصندوق الخاص بالوثائق إلالكترونية ووثائق السفر ‪ 463 88‬مليون درهم؛‬
‫‪ -‬صندوق التطهير السائل وتصفية املياه املستعملة ‪ 004‬مليون درهم؛‬
‫‪ -‬صندوق مكافحة آثار الكوارث الطبيعية ‪ 800‬مليون درهم‪.‬‬
‫ميزانية التسيير‪ 88 03 :‬مليار درهم‪ ،‬ويشمل هذا اعتمادات املوظفين ‪ ،02 26‬و اعتماد املعدات و الاعتمادات‬
‫املختلفة ب ‪ 3 28‬مليار درهم يناهز ‪.‬‬
‫ميزانية إلاستثمار‪ 6 00 :‬مليار درهم بما في ذلك اعتمادات ألاداء ‪ 8 23‬مليار درهم و اعتمادات الالتزام ‪ 3 82‬مليار‬
‫درهم ‪.‬‬
‫الحسابات الخصوصية‪ 32 83 :‬و يتوزع هذا الاعتماد حس ي ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬مرافق الدولة املسيرة بصورة مستقلة‪ :‬يناهز سقف التحمالت ‪ 020‬مليون درهم‪ ،‬منها ‪ 80‬مليون درهم‬
‫مخصصة للمراكز الجهوية لالستثمار‪ ،‬و ‪ 20‬مليون درهم ملديرية تكوين ألاطر إلادارية والتقنية؛‬
‫‪ -‬حصة الوزارة من املناصب املحدثة برسم سنة ‪ 8002:2000‬منصبا‪. 138‬‬
‫املثير لالنتباه أنه خالل هذا التقرير تمت مطالبة وزارة الداخلية على لسان وزيرها بالزيادة في ميزانية قطاعها‬
‫بدعوى مالئمتها للمجاالت التي تدبرها مع العلم أن نفس التقرير يشير إلى أن هذا القطاع يتحمل لوحده ‪86 8‬‬
‫مليار من امليزانية العامة‪ ،‬و أكثر من ‪ 32 2‬مليار درهم في الحسابات الخصوصية من خالل عشر حسابات تشكل ما‬
‫يقرب ‪ 60‬في املائة من مجموع الحسابات املرصودة لمور خصوصية دون احتساب حسابات ما يسمى‬
‫‪139‬‬
‫(‪)CAS.INDH‬‬
‫انطالقا من هاته ألارقام نستنتج هيمنة وزارة الداخلية على الغالف املالي ألاكبر على مستوى امليزانية العامة‬
‫للدولة ‪ ،‬في حين تبقى املوارد املالية املخص صة للجهات ألاضعف إن لم نقل الهزيلة ‪ ،‬و التي ال تشكل إال الجزء‬
‫اليسير من موارد هذه الوزارة مقابل الاختصاصات املسندة إليها و جم الوصاية املمارسة عليها‪ ،‬ما يتوجب إعادة‬
‫النظر في املوارد املالية لهذه الوزارة مقابل املوارد املالية املخصصة للجهات نفس ألامر بالنسبة ملقدار تعويضات‬

‫‪138‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪139‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع ‪ ،‬ص‪.10‬‬

‫‪611‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫أعضاء املجالس الجهوية املنتخبة عن التمثيل و التي حددها املشرع من خالل املرسوم رقم ‪ 2.16.495‬و الصادر في‬
‫‪ 6‬أكتوبر عام ‪ ،8006‬و التي تتطلب بدورها إعادة النظر خاصة على مستوى تعويضات رؤساء الجهات و نوابهم و‬
‫التي يو حها الجدول أسفله‬
‫الجدول رقم‪5:‬‬
‫تعويضات أعضاء املجالس الجهوية املنتخبة عن التمثيل ‪.‬‬
‫مقدار التعويض الشهري عن التمثيل بالدرهم‬
‫رؤساء الفرق‬ ‫نائب‬ ‫رئيس‬ ‫نائب‬ ‫كاتب‬ ‫نواب‬ ‫رئيس مجلس‬
‫رئيس‬ ‫لجنة‬ ‫كاتب‬ ‫املجلس‬ ‫الرئيس‬
‫لجنة‬ ‫املجلس دائمة‬
‫دائمة‬

‫‪8 000‬‬ ‫‪8 000‬‬ ‫‪4 000‬‬ ‫‪8 000‬‬ ‫‪4 000‬‬ ‫‪02 000‬‬ ‫‪40 000‬‬

‫املصدر‪ :‬املرسوم رقم ‪ 2.16.495‬الصادر في ‪ 4‬محرم ‪ 4( 1438‬اكتوبر ‪)7714‬املتعلق بالتعويضات عن التمثيل‪.‬‬

‫نفس ألامر بالنسبة للمصاريف الانتخابية املخصصة للمرشحين ‪ ،‬و التي أكد وزير الداخلية من خالل نفس‬
‫‪140‬‬
‫التقرير على أنه تمت مراجعتها لتصل إلى ‪ 200‬ألف درهم لكل مترشح أو مترشحة‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬قصور العدالة في توزيع و إنفاق املوارد املالية للجهات ‪.‬‬

‫يعرف تدبير القرار املالي الجهوي عدة إكراهات تؤثر على مسار الاستقالل املالي للجهات ‪ ،‬حيث نجد التدخل‬
‫املفرط للسلطة املركزية سواء على مستوى التمويل أو التدبير ‪ ،‬ما يستوجب إعادة النظر في سبل دعم استقالل‬
‫القرار املالي الجهوي ‪ ،‬و ذلك من خالل توزيع عادل للموارد املالية املرصودة للجهات وفق معايير تراعي كل املجاالت‬
‫الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية ‪ ،‬ثم البيئية لكل الجهات على حد السواء‪ ،‬مع تفعيل آلية التدبير التشاركي‬
‫على مستوى إلانفاق‬

‫‪140‬‬
‫‪ -‬تقرير لجنة الداخلية و الجماعات الترابية و السكنى و سياسة المدينة ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.4‬‬

‫‪611‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫انطالقا من توزيع املوارد املالية على جهات اململكة‪ ،‬البد و أن نشير إلى إحدى املالحظات البارزة و املتعلقة‬
‫بتوزيع مساهمات امليزانية العامة للجهات‪ ،‬حيث توزع وفق معايير معينة وفقا لحكام املادة ألاولى من املرسوم‬
‫املتعلق بتحديد معايير توزيع مساهمات امليزانية العامة للجهات‪ ،‬و ذلك وفق التوزيع التالي‪» :‬‬
‫‪ %50 ‬بالتساوي على الجهات ؛‬
‫‪ %37,5 ‬بناء على عدد سكان الجهة ؛‬
‫‪ %12,5 ‬بناء على مساحة الجهة‪. « 141‬‬
‫و هو ما يمكن استخالصه من ألارقام املشار إليها في الجدول التالي‪:142‬‬
‫الجدول رقم ‪6 :‬‬
‫توزيع مساهمات امليزانية العامة للجهات ‪:‬‬
‫النسبة‬ ‫عدد السكان‬ ‫املساحة‬ ‫الجهة‬
‫‪13%‬‬ ‫‪4 533 082‬‬ ‫‪12.326‬‬ ‫الرباط ‪ -‬سال ‪ -‬قنيطرة‬
‫‪20%‬‬ ‫‪6 861 739‬‬ ‫‪76.237‬‬ ‫الدارالبيضاء‪ ،‬سطات‬
‫‪8%‬‬ ‫‪2 676 847‬‬ ‫‪61.701‬‬ ‫سوس‪ ،‬ماسة‬
‫‪7%‬‬ ‫‪2 520 776‬‬ ‫‪34.7726‬‬ ‫بني مالل‪ ،‬خنيفرة‬
‫‪13%‬‬ ‫‪4 236 892‬‬ ‫‪32.221‬‬ ‫فاس ‪،‬مكناس‬
‫‪5%‬‬ ‫‪1 635 008‬‬ ‫‪116.617‬‬ ‫درعة تافياللت‬
‫‪1%‬‬ ‫‪433 757‬‬ ‫‪62.701‬‬ ‫كلميم واد نون‬
‫‪1%‬‬ ‫‪367 758‬‬ ‫‪771.767‬‬ ‫العيون بوجدور الساقية‬
‫الحمراء‬
‫‪13%‬‬ ‫‪4 520 569‬‬ ‫‪67.366‬‬ ‫مراكش اسفي‬
‫‪0,42%‬‬ ‫‪142 955‬‬ ‫‪131.777‬‬ ‫الداخلة واذي الذهب‬
‫‪7%‬‬ ‫‪2 314 346‬‬ ‫‪17.170‬‬ ‫الشرق‬
‫‪11%‬‬ ‫‪3 556 729‬‬ ‫‪16.177‬‬ ‫طنجة تطوان الحسيمة‬
‫املصدر ‪ :‬تقرير وزارة الداخلية ''الالمركزية في أرقام '' ‪ ،‬سنة ‪.7716 -7716‬‬

‫‪141‬‬
‫‪ -‬وزارة االقتصاد و المالية‪ '' :‬ميزانية المواطن'' ‪ ،‬سنة ‪ ، 4714‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.01‬‬
‫‪142‬‬
‫‪ -‬وزارة الداخلية ‪ :‬المديرية العامة للجماعات المحلية ‪''،‬الالمركزية في أرقام''‪ ،‬سنة ‪ ، 4711 -4716‬ص‪. .‬‬
‫‪www.hcp.ma:‬‬ ‫‪ -‬نتائج اإلحصاء لسنة ‪ /.4716‬تاريخ الولوج ‪16/5/2019‬‬

‫‪611‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫طبقا ملا جاء في ديباجة املرسوم املتعلق بتحديد معايير توزيع مساهمات امليزانية العامة للجهات السالف الذكر‬
‫‪ ،‬فقد جاء هذا التوزيع و اختيار هاته املعايير بناء على املادة ‪ 188‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬املتعلق‬
‫بالجهات‪ ،‬و تطبيقا لحكام املادة ‪ 040‬من الدستور‪ ،143‬و بناء على البند الثالث من املادة ‪ 22‬من قانون املالية‬
‫رقم ‪ 70.15‬للسنة املالية ‪ 2016‬الصادر في ديسمبر ‪ ، 2015‬و بعد املداولة في مجلس الحكومة املنعقد بتاريخ ‪ 11‬من‬
‫ربيع ألاول ‪ 23 ( 1437‬ديسمبر ‪) 2015‬‬
‫بالرجوع إلى املادة ‪ 040‬من الدستور ‪ ،‬نجد مضمونها ال يحيل إلى هاته املعايير ‪ ،‬حيث أن منطوق املادة كان‬
‫وا حا ‪ ،‬فهو يحيل فقط في فقرته ألاولى على توفر الجهات على املوارد الذاتية و املرصودة من قبل الدولة ‪ ،‬في‬
‫حين املادة ‪ 022‬من القانون التنظيمي املتعلق بالجهات ‪ ،‬تحيل هي ألاخرى إلى املوارد املالية املرصودة من قبل‬
‫الدولة من حصيلة الضريبة على الشركات ‪ ،‬ثم الضريبة على الدخل و الرسم على عقد التأمين ‪ ،‬تضاف إليها‬
‫‪144‬‬
‫بعض الاعتمادات املالية من امليزانية العامة للدولة في أفق بلوغ ‪ 00‬ماليير درهم سنة ‪8080‬‬
‫انطالقا مما سبق ‪ ،‬نستنتج أن تحويل املوارد من خالل النصوص القانونية يكون انطالقا من حصيلة‬
‫الضرائب على الدخل و الشركات و رسم التأمين حسب مضمون القانون التنظيمي للجهات رقم ‪ ،111.14‬و هذا ما‬
‫تؤكده الفقرة ألاولى من املادة ‪ 040‬من الدستور ‪ ،‬في حين أن الفقرة الثانية من نفس املادة تحيل على أن هذه‬
‫املوارد تقترن حسب الاختصاصات املنقولة و بالتالي فتوزيع هاته املساهمات بناء على معايير التساوي بين‬
‫الجهات و عدد الساكنة و املساحة ال يجد له أي سند قانوني كما أن هذا التوزيع يتنافى مع مبدأ الصدقية‬
‫‪145‬‬
‫و هو ما يتضح‬ ‫امليزانياتية ‪ ،‬الذي تقدم على أساسه قوانين املالية بشكل صادق ملجموع موارد و تكاليف الدولة‬
‫من خالل كيفية توزيع حصص استثمارات الجهات ‪ » ،‬حيث ستشهد كل من جهة الدار البيضاء ‪ -‬سطات ‪ ،‬و جهة‬
‫الرباط ‪ -‬سال – القنيطرة ‪ ،‬و جهة مراكش – أسفي ‪ ،‬و جهة سول – ماسة ‪ ،‬و جهة درعة ‪ -‬تافياللت ارتفاعا في‬
‫حصة كل منها ‪ ،‬لتنتقل على التوالي من ‪ 27 %‬و ‪ 22 %‬و ‪ 9%‬و ‪ 3%‬و ‪ 1%‬سنة ‪ ، 2016‬إلى ‪ 28 %‬و ‪ 23 %‬و ‪ 10 %‬و‬
‫‪5%‬ثم ‪ 3%‬سنة ‪. «1462018‬‬

‫‪143‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 161‬من الدستور المغربي لعام ‪ '' :4711‬تتوفر الجهات والجماعات الترابية األخرى على موارد ذاتية و موارد مالية مرصودة من الدولة‪ ،‬و‬
‫كل اختصاص تنقله الدولة إلى الجهات والجماعات الترابية األخرى يكون مقترنا بتحويل الموارد المطابقة اليه '' ‪.‬‬
‫‪144‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 111‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات ‪ '':111.16‬تطبيقا ألحكام الفقرة األولى من الفصل ‪ 141‬من الدستور‪ ،‬ترصد الدولة للجهات‪،‬‬
‫بموجب قوانين المالية ‪ ،‬بصفة تدريجية ‪ ،‬نسبا محددة في ‪ % 5‬من حصيلة الضريبة على الشركات ‪ ،‬و ‪ % 5‬من حصيلة الضريبة على الدخل‪ ،‬و‪02%‬‬
‫من حصيلة الرسم على عقود التأمين‪ ،‬تضاف إليها اعتمادات مالية من الميزانية العامة للدولة في أفق بلوغ سقف ‪ 12‬ماليير درهم سنة ‪.''0201‬‬
‫‪145‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ، 10‬ظهير شريف رقم ‪ 1.15.62‬صادر ‪ 14‬من شعبان ‪ 2( 1436‬يونيو ‪ )2015‬بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪ 130.13‬لقانون المالية ‪ ،‬مرجع‬
‫سابق ‪ ،‬ص ‪. 5811‬‬
‫‪146‬‬
‫‪ -‬وزارة االقتصاد والمالية ‪ :‬مجلة المالية ‪''،‬قانون المالية ‪ ،''4711‬عدد خاص ‪ -‬أبريل ‪ ،‬سنة ‪ ،4711‬ص‪.46‬‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫افتراضا أن هذه املؤشرات عادلة ‪ ،‬تبقى ألارقام التي تصدر عن التقارير التي تصدرها وزارة املالية تتنافى مع‬
‫مقتضيات هذا التوزيع ‪ ،‬و هو ما يجعل توزيع املوارد املالية حسب الجهات تسوده الضبابية و تحكمه مؤشرات‬
‫أخرى ما يتطلب إعادة النضر في املعايير املعتمدة لتوزيع مساهمات الدولة للجهات ‪ ،‬و هو ما يمكن تأكيده من‬
‫خالل توزيع الدولة لالستثمارات حسب الجهات و الذي يو حه الجدول التالي‪:147‬‬
‫الجدول رقم ‪7 :‬‬
‫توزيع الاستثمارات املتوقعة ألهم املؤسسات واملقاوالت العمومية ‪.‬‬
‫نصيب الفرد‬ ‫الحصة‬ ‫املبلغ باملليون‬ ‫الجهة‬
‫من الاستثمار‬ ‫الدرهم‬

‫‪5.315‬‬ ‫‪23%‬‬ ‫‪24.346‬‬ ‫الرباط – سال – قنيطرة‬


‫‪4.359‬‬ ‫‪72%‬‬ ‫‪29.910‬‬ ‫الدارالبيضاء‪ ،‬سطات‬
‫‪1.844‬‬ ‫‪5%‬‬ ‫‪4.935‬‬ ‫سوس‪ ،‬ماسة‬
‫‪2.033‬‬ ‫‪5%‬‬ ‫‪5.126‬‬ ‫بني مالل‪ ،‬خنيفرة‬
‫‪1.344‬‬ ‫‪5%‬‬ ‫‪5.695‬‬ ‫فاس ‪،‬مكناس‬
‫‪1.687‬‬ ‫‪3%‬‬ ‫‪2.758‬‬ ‫درعة تافياللت‬
‫‪2.954‬‬ ‫‪1%‬‬ ‫‪1.281‬‬ ‫كلميم واد نون‬
‫‪8.788‬‬ ‫‪3%‬‬ ‫‪3.232‬‬ ‫العيون بوجدور الساقية الحمراء‬
‫‪2.432‬‬ ‫‪10%‬‬ ‫‪10.995‬‬ ‫مراكش اسفي‬
‫‪5.068‬‬ ‫‪1%‬‬ ‫‪725‬‬ ‫الداخلة واذي الذهب‬
‫‪3.670‬‬ ‫‪8%‬‬ ‫‪8.495‬‬ ‫الشرق‬
‫‪2.839‬‬ ‫‪9%‬‬ ‫‪10.081‬‬ ‫طنجة تطوان الحسيمة‬
‫املصدر ‪ :‬وزارة الاقتصاد واملالية ‪ :‬مجلة املالية ‪''،‬قانون املالية ‪ ،''7712‬عدد خاص ‪ -‬أبريل ‪ ،‬سنة ‪. 7712‬‬

‫من نافلة القول‪ ،‬إذا كانت الجهات تتمتع من الناحية القانونية باستقالل قرارها املالي و لو نضريا‪ ،‬فإن هذا‬
‫الاستقالل ليس مطلقا في ظل الوصاية املركزية‪ ،‬فاالستقالل املطلق للجهات معناه أن تمارل هذه الجهات‬
‫نشاطها املالي في استقالل تام عن السلطات املركزية ‪ ،‬بعيدا عن دعمها و توجيهاتها‪ ،‬لكن مقابل ذلك ال بد أن‬
‫تكون لهذه الجهات القدرة على التمويل الذاتي باعتبار أن املوارد املالية تبقى هي املرتكز ألاسال الستقاللها املالي‬
‫‪147‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.24‬‬

‫‪116‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫الفعلي‪ ،‬و بالتالي تكون قدرة الجهات على التمويل الذاتي مؤشرا من املؤشرات إلايجابية للتدبير املالي الجهوي‬
‫السليم‬
‫الباب الثاني ‪ :‬أعطاب حكامة التدبير املالي الجهوي و التحديات املمكنة ‪.‬‬

‫إن املتتبع للشأن الترابي الجهوي ‪ ،‬سيقر ال محالة بحجم ألادوار و املهام املسندة ملجالس الجهات نظريا ‪ ،‬و‬
‫الهادفة إلى تحقيق رهان التنمية الجهوية بمختلف أبعادها‪ ،‬و التي منح املشرع بموجبها عدة صالحيات تنظيمية و‬
‫مالية ملجالس الجهات ‪ ،‬شكل القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ‪ 111.14‬ألاسال القانوني لها ‪ .‬فالجهات‬
‫تستند في تدبير شؤونها على عدة مقومات قانونية و مالية و بشرية ‪ ،‬إال أنه رغم كل هذه املقومات و الصالحيات‬
‫املسندة ملجالس الجهات ‪ ،‬فهناك مجموعة من الاكراهات التي الزالت تعيق مسارات التدبير املالي الجهوي ‪ ،‬و‬
‫بالتالي مسلسل التنمية الاقتصادية و الاجتماعية الجهوية ‪ ،‬ألامر الذي يؤكد محدودية النجاعة و الحكامة‬
‫التدبيرية خاصة في شقها املالي ‪.‬‬
‫إن مقاربة موضوع التدبير املالي الجهوي ‪ ،‬تتطلب الاحاطة بمفهوم الحكامة و أسسها على املستوى الجهوي ‪ ،‬كما‬
‫أن ألامر يتطلب معرفة أهم املرتكزات التشريعية للحكامة املالية الجهوية ‪ ،‬سواء تلك املتضمنة في الوثيقة‬
‫الدستورية أو املجسدة في القانون التنظيمي للجهات رقم ‪ 111.14‬و املراسيم التطبيقية ‪ .‬كما أن مقاربة هذا‬
‫املوضوع ‪ ،‬تستدعي منا تناول أهم الاختالالت و ألاعطاب على مستوى حكامة التدبير و التي تكمن في إكراهات‬
‫قانونية و أخرى بشرية و قصور في دور املؤسسات الرقابية ‪ .‬من هنا يكون التساؤل مشروعا حول ماهي هذه‬
‫إلاكراهات و ماهي سبل تجاوزها ؟‬

‫الفصل ألاول‪ :‬الحكامة املالية الجهوية ‪ :‬املرتكزات التشريعية و الاختالالت التدبيرية ‪.‬‬

‫يتطلب موضوع التدبير املالي للجهات إلاحاطة بجميع جوانبه‪ ،‬فإضافة إلى تمكين الجهات من املوارد املالية‬
‫الكفيلة بتحقيق مطلب التنمية الجهوية‪ ،‬و تحقيق مطلب الاستقاللية على مستوى اتخاذ قراراتها املالية‪ ،‬البد من‬
‫ضبط آلاليات و القواعد التدبيرية املعتمدة على قواعد الحكامة املالية‪ ،‬و هو ما يتطلب مناقشة املبادئ و ألاسس‬
‫املفاهيمية للحكامة املالية (املبحث ألاول)‪ ،‬قبل تناول املرتكزات التشريعية و آلافات التدبيرية ( املبحث الثاني ) ‪،‬‬
‫على مستوى حكامة التدبير املالي الجهوي‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫املبحث ألاول‪ :‬الحكامة املالية ‪ :‬املبادئ و ألاسس ‪.‬‬

‫إن الحد يث عن الضمانات و املرتكزات التشريعية التي تؤسس ملفهوم الحكامة املالية ‪ ،‬باعتماد التدبير الرشيد‬
‫و الناجع للموارد العمومية خاصة على املستوى الجهوي ‪ ،‬و كذا النقائص التدبيرية التي تضر بمستقبل التنمية‬
‫الجهوية‪ ،‬ال يستقيم دون تحديد مدلوالت مفهوم الحكامة املالية ( املطلب ألاول ) ‪ ،‬و أساسه الالمركزي و التنموي‬
‫( املطلب الثاني) ‪ ،‬خاصة و أن الانطالقة السليمة للبحث تفرض علينا التحديد الدقيق لألسس و املفاهيم‬

‫املطلب ألاول‪ :‬مضمون الحكامة املالية ‪.‬‬

‫لإلحاطة بجوانب مفهوم الحكامة املالية ‪ ،‬و تجاوزا للجدال الذي يمكن أن يثيره مصطلح الحكامة على املستوى‬
‫التخصص املالي ‪ ،‬وقع اختيارنا على مقاربته من زاويتين ‪ ،‬ألاولى تهتم بالناحية اللغوية و الاصطالحية ( الفقرة‬
‫ألاولى ) ‪ ،‬و الثانية سنتطرق فيها إلى مبادئ الحكامة املالية ( الفقرة الثانية ) » و التي ال تمثل في واقع ألامر كامل‬
‫القواعد املرتبطة بمفهوم الحكامة و مدلوالته املختلفة‪. «148‬‬

‫الفقرة ألاولى ‪ :‬مفهوم الحكامة ‪.‬‬

‫يتطلب الحديث عن مفهوم الحكامة الكثير من البحوث و النظريات ‪ ،‬فقد أثار هذا املفهوم » من الجدال ما لم‬
‫تثره مفاهيم و مصطلحات أخرى تهم التدبير العمومي و التسيير املالي الترابي‪ ،‬فقد حظي باهتمام بالغ من الاجتهاد‬
‫الفقهي الذي أفاض في إيراد مفاهيمه و أسسه و مضامينه املختلفة ‪ ،‬و ال نجد في واقع ألامر تعريفا قانونيا أو‬
‫تفصيال في النصوص التشريعية و التنظيمية ملدلوالت هذا املصطلح و مضامينه الوظيفية أو املادية ‪ ،‬فكل ما‬
‫نجده نوعا من إلاحالة أو الاستشهاد بهذا املصطلح و قواعده و أسسه التي تؤكد في مجملها على حسن التدبير و‬
‫ترسيخ ثقافة التخطيط و الشفافية و املسائلة ‪ «149‬فقد تم استخدام » هذا املصطلح في أدبيات إلادارة العامة‬
‫و السياسات العامة و الحكومات املقارنة ‪ ،‬منذ العقد ألاخير من القرن املاض ي ‪ ،‬كما جاء في سياق عالمي ‪ ،‬يتسم‬

‫‪148‬‬
‫‪ -‬محمد زين الدين ‪''،‬الحكامة ‪:‬مقاربة ايسمولوجية في المفهوم و السياق''‪ ،‬مجلة الفكر و السياسة االقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ، 1‬مطبعة النجاح الجديدة ‪ -‬الدار‬
‫البيضاء‪ ،‬سنة ‪ ،4771‬ص ‪.17‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪. . -1‬‬
‫‪149‬‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫بهيمنة صيغ التعامل الدولي بمفاهيم الخوصصة و العوملة التي تسير في اتجاه تنميط حياة الدول و املجموعات و‬
‫ألافراد‪ ،‬خاصة بعد فشل سياسات إلاصالح بالدول النامية‪«150‬‬
‫أما بالنسبة للمغرب فقد » برز مصطلح الحكامة الجيدة في ظل بروز مجموعة من التغيرات ‪ ،‬التي عرفتها بنيات‬
‫الدولة كامتداد للتغييرات الدولية ‪ ،‬و التي تتجسد في تراجع دور الدولة ‪ ،‬في مقابل فسح املجال أكثر لفاعلين جدد‬
‫من جهة‪ ،‬و من جهة أخرى‪ ،‬جاء املفهوم في سياق يتميز فيه التدبير العمومي باملحدودية و الرداءة‪.‬‬
‫و كغيره من املفاهيم ‪ ،‬التي يتم ترجمتها من اللغة إلانجليزية أو الفرنسية إلى اللغة العربية‪ ،‬تعترض الحكامة‬
‫الجيدة’‘‪ ’’la bonne gouvernance‬عدة إشكاالت‪ ،‬فيما يخص تحديد وا ح و جامع‪ ،‬وأبرزها عدم وجود ترجمة‬
‫واحدة متفق عليها‪ ، «151‬إضافة إلى عدة تعاريف أخرى و » التي تختلف باختالف املؤسسات الدولية ‪ .‬حيث لوحظ‬
‫وجود عدة ترجمات لهذا املفهوم من قبيل الحكم الصالح‪ ،‬و الحكم الرشيد‪ ،‬و إدارة الحكم ‪ ،‬و إلادارة املجتمعية و‬
‫الحكماتية و الحوكمة و الحكامة و الحكامة الجيدة‪ . «152‬فبالرغم من كل التعاريف التي سبق ذكرها ‪ » ،‬تبقى‬
‫إلاشكالية املطروحة بالنسبة لتعريف مفهوم الحكامة ‪ ،‬هي تعدد العناصر و ألابعاد املكونة ملختلف التعاريف التي‬
‫أعطيت له ‪ ،‬سواء من لدن املنظمات الدولية أو حتى من خالل بعض ألادبيات الفقهية‪ ،‬و ذلك نظرا لنوعية املقاربة‬
‫املعتمدة في تعريفه‪.‬‬
‫‪ - 1‬املقاربة السياسية للمفهوم ‪ :‬ترى هذه املقاربة ‪ ،‬أن الحكامة تقوم على الديمقراطية الليبيرالية ‪ ،‬و هو ما يتطلب‬
‫إقامة نظام ديمقراطي من أجل الاستفادة من املساعدات التنموية‬
‫و تعتبر الحكامة حسب هذه املقاربة السياسية و سيلة لتحقيق الفعالية و التسيير النزيه للشؤون العامة إلقامة‬
‫الدولة الحقوقية ‪ ،‬التي تحترم فيها حقوق إلانسان و املبادئ الديمقراطية‪. « 153‬‬
‫‪ » - 7‬املقاربة الاقتصادية التنموية ‪ :‬تعتبر هذه املقاربة مصطلح الحكامة على أنه مجرد تقنية إدارية لتسيير‬
‫عملية التنمية ‪ .‬فالبنك الدولي ‪ ،‬يعرفها اعتمادا على هذه املقاربة ‪ ،‬على أنها الحالة التي من خاللها تتم إدارة املوارد‬
‫الاقتصادية و الاجتماعية للمجتمع بهدف التنمية ‪. «154‬‬

‫‪ - 150‬رشيد السعيد‪ ،‬كريم لحرش‪" ،‬الحكامة الجيدة بالمغرب ومتطلبات التنمية البشرية"‪ ،‬مكتبة الرشاد‪ -‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬أبريل ‪ -‬سنة‬
‫‪ ، 1111‬ص‪111‬‬
‫‪151‬‬
‫‪ -‬محمد زين الدين ‪ ،‬الحكامة ‪ :‬مقاربة إبستمولوجية في المفهوم و السياق ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪1 1‬‬
‫‪152‬‬
‫‪ -‬عبد الرحمان الماضي ‪'' ،‬حكامة المجتمع المدني العمل الجمعوي نموذجا ''‪ ،‬مجلة مسالك في الفكر و السياسة و االقتصاد ‪ ،‬عدد ‪ 61 – 1‬سنة ‪1111‬‬
‫‪ ،‬ص ‪116‬‬
‫‪153‬‬
‫‪- Fares Wafaa, du gouvernement à la gouvernance, étude d’un concept ambigu, Revue Massalik, N° 8, 2008, p.4.‬‬
‫‪154‬‬
‫‪- The Word Bank , Governance and Depelopment , the Word Bank Publication, Washington , DC. 1992, p.1.‬‬

‫‪114‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪ » - 3‬املقاربة الفقهية‪ :‬ترى هذه املقاربة أنه ليس من السهل ضبط مصطلح الحكامة و تعريفه ‪ ،‬الرتباطه بعدة‬
‫مجاالت و لتعدد صيغ تداوله ‪ .‬فقد حاول بعض الباحثين تعريفها ‪ ،‬على أنها تعبير عن ش يء ما يتقرر كنظام حكم‬
‫دون تخطيط مسبق و دون رسم أو تحديد لنظام معين ‪ ،‬فهي نظام ينبع من الضرورة ‪ ،‬و ليس نظاما يتقرر وفق‬
‫تصور سابق‪. «155‬‬
‫و بغض النظر عن تطور مفهوم الحكامة‪ » ،‬فقد عرف املصطلح بمدلوله الحالي ‪ ،‬و مضامينه الحديثة تنوعا في‬
‫التعاريف بين مختلف الهيآت و التيارات الفقهية و املؤسساتية ‪ ،‬فقد اعتبرها البنك الدولي بمثابة نمط أو‬
‫ممارسة عملية صادرة عن السلطة العمومية في مجال تدبير املوارد الاقتصادية و الاجتماعية بهدف تحقيق‬
‫التنمية ‪ ،‬أما برنامج ألامم املتحدة إلانمائي ‪ ،‬فيعتبر أن الحكم يعبر عن ممارسة السلطة الاقتصادية و السياسية‬
‫و إلادارية لتدبير الشأن العام‪ ، « 156‬في مقابل ذلك نجد » الاتحاد ألاوروبي يعتبرها مجموعة من املبادئ و ألاسس‬
‫التي يقوم عليها التدبير العمومي ‪ ،‬بغية حماية املصالح العمومية و تحقيق الحاجيات الترابية‪ ،‬و ذلك عن طريق‬
‫الاستعمال ألامثل للموارد‪ . « 157‬و عليه‪ » ،‬يمكن تعريف الحكامة على أنها مقاربة عصرية في صنع القرار و التدبير‬
‫الجيد للشأن العام‪ ،‬تعتد بتطوير املفاهيم التقليدية املستعملة في مجال التدبير‪،‬و هي تعبر عن ممارسة السلطة‬
‫السياسية و إدارتها لشؤون املجتمع بمستوياته الترابية ‪ ،‬الوطنية و العاملية‪ ،‬و املوارد املختلفة عن طريق منهجية‬
‫للعمل املتعدد ألاطراف ) سلطات عمومية‪ ،‬قطاع خاص و مجتمع مدني (‪ ،‬و عن طريق آليات للفعل‪ ،‬تعتمد معايير‬
‫حكماتية من قبيل املشاركة و املشروعية و الشفافية و املسؤولية بهدف تحقيق شرط التنمية بأبعادها السياسية و‬
‫الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و البيئية ‪ ،‬فهي بذلك عبارة عن آلية تتطلب تعدد ألاطراف املتدخلة‪ ،‬و التنوع‬
‫في ألاسس و املرجعيات املعتمدة ‪ ،‬التي تقوم من جانب على وضع مبادئ للحكامة الجيدة‪ . «158‬ما يجعل الجهات‬
‫مطالبة اليوم باستحضار مبادئ الحكامة الجيدة ‪ ،‬من أجل تجاوز كل إلاكراهات التدبيرية‬

‫‪ -‬زهير عبد الكريم الكايد‪ '' ،‬الحكماتية ‪ :‬قضايا و تطبيقات '' ‪ ،‬المنظمة العربية للتنمية اإلدارية – القاهرة ‪ ،‬سنة ‪ ،3002‬ص ‪. 55‬‬
‫‪155‬‬

‫‪156‬‬
‫‪ -‬برنامج األمم المتحدة اإلنمائي ‪ :‬تقرير حول'' إدارة الحكم لخدمة التنمية البشرية المستدامة''‪ ،‬إصدار خاص للوكالة األممية ‪ ،‬كانون الثاني ‪ 1.،‬يناير‪،‬‬
‫سنة ‪ ، 4771‬ص ‪. 1‬‬
‫‪157‬‬
‫‪-‘’les procédures et la gestion budgétaire au niveau des collectivités locales’’,Rapport du comité sur démocratie‬‬
‫‪locale et régioal pub conseil de l’europe,mai 2002,page 6 .‬‬
‫‪158‬‬
‫‪ -‬المهدي بنمير‪ ''،‬الحكامة المحلية بالمغرب و سؤال التنمية البشرية''‪ ،‬مطبعة و ليلي ‪ -‬مراكش‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬سنة ‪ ، 1161‬ص ‪161‬‬

‫‪115‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬مبادئ الحكامة املالية ‪.‬‬

‫يتطلب تجسيد مفهوم الحكامة املالية على املستوى الجهوي ‪ ،‬التزام املجالس املنتخبة للجهات ‪ ،‬بتفعيل مبادئ‬
‫هذه الحكامة ‪ ،‬و أخذها بمحمل الجد في مسلسل تدبير الشأن الجهوي ‪ ،‬الش يء الذي سيمكنها من تحقيق‬
‫الانتظارات و الاحتياجات الجهوية عند إعدادها لسياساتها املالية و على هذا ألاسال يمكن استعراض مجموعة‬
‫من املبادئ التي تقوم عليها هذه الحكامة بشكل عام و املتمثلة في ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬املسؤولية و سيادة القانون ‪ :‬على اعتبار أن تدبير الشأن العام الجهوي ‪ » ،‬يتطلب احترام املنظومة القانونية‬
‫املؤطرة له ‪ ،‬مع ضمان تطبيق القانون و تحديد املسؤوليات بشكل وا ح يسمح باملسائلة كما يتعلق ألامر بشكل‬
‫أساس ي بمبدأ املساواة أمام القانون ‪ ،‬و بفصل السلط و استقالل القضاء ‪ ،‬و كذا وضوح القوانين و انسجامها‬
‫مع التطبيق العملي‪ ، «159‬فدولة الحق و القانون ‪ ،‬تقتض ي سيادة القانون و جعل هذا املبدأ أساسا لحل كل ألامور‬
‫املتعلقة بتدبير الشأن الجهوي » فالحكامة و دولة القانون تتحقق بوجود طبقة سياسية مسؤولة العتبارها‬
‫الضامن الحترام الحقوق و املؤسسات‪ ،‬بتعزيز العدالة الاجتماعية و املساواة ‪ ،‬و ضمان احترام و تطبيق القوانين‪ ،‬و‬
‫إتاحة مشاركة أوسع في صنع القرار عن طريق تعزيز كفاءة الفاعلين كسلطة تجاه املسؤولين السياسيين ‪ ،‬و توفير‬
‫املراقبة و الحكامة الجيدة للمؤسسات‪ ،‬و الوسائل الضرورية مقرونة بدعم الشفافية و إرساء مبدأ مساءلة صناع‬
‫القرار السياس ي‪« 160‬‬
‫و لتحقيق ذلك البد للمجالس الجهوية املنتخبة أن تدبر شؤونها وفقا لالختصاصات و السلطات الرسمية‬
‫املنصوص عليها في القانون ‪ ،‬و هو نفس ألامر الذي يسري على ممثلي السلطات املركزية في الجهات ‪ ،‬و املعنيين‬
‫باملراقبة إلادارية على مستوى التدبير الجهوي للمجالس املنتخبة ‪ ،‬باعتبارهم املسؤولين الفعليين لتدبير الشأن‬
‫الجهوي‬
‫‪ -‬املشاركة ‪ :‬و تع ي » توسيع دائرة املتدخلين في عملية التخطيط و صياغة القرارات ‪ ،‬سواء تعلق ألامر بالفاعلين‬
‫العموميين و الخواص ‪ ،‬أو حتى بمشاركة املجتمع املدني و باقي الفاعلين الترابيين‪ «161‬فهي تع ي » مجموعة من‬
‫آلاليات و إلاجراءات ‪ ،‬التي تسمح بإشراك املجتمع املدني و عموم املواطنين في صنع السياسات العمومية و تقوية‬
‫دورهم في اتخاذ القرارات املتعلقة بتدبير الشأن العام ‪ ،‬و تعد أحد أهم املبادئ التي تقوم عليها الحكامة الجيدة‬
‫‪159‬‬
‫‪ -‬محمد زين الدين‪''،‬الحكامة ‪ :‬مقاربة ايستمولوجية في المفهوم و السياق''‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 17‬‬
‫‪160‬‬
‫‪ -‬المندوبية السامية للتخطيط ‪ ،‬التقرير الوطني ‪ '' ،‬المغرب بين أهداف االلفية من أجل التنمية و أهداف التنمية المستدامة ‪ :‬المكتسبات و التحديات '' ‪،‬‬
‫سنة ‪ ، 4711‬ص ‪.17‬‬
‫‪161‬‬
‫‪- Bouachik ahmed , la Gestion locale à la lumiére de la nouvelle charte communale, REMALD , série Thémes‬‬
‫‪actuels, N° 46 ?2004 ,P 11.‬‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪ ،‬باعتبارها إحدى منهجيات العمل املرتبطة بتدبير املجال ‪ ،‬و مسلسل تواصلي يمكن ألافراد و ألاطراف املعنية‬
‫من تحديد احتياجاتهم و أهدافهم ‪ ،‬كما يؤدي إلى قرارات مركزة تأخذ بعين الاعتبار أراء و تطلعات كل ألاطراف‬
‫املعنية‪ « 162‬و هو ما جعل املشرع املغربي يسن عدة مقتضيات قانونية تحدد شروط هذه املشاركة و سبل‬
‫تفعيلها على مستوى الجهات ‪ ،‬ضمانا للتدبير ألامثل للموارد املالية لذلك يتطلب ألامر‪ ،‬تكريعس الديمقراطيعة‬
‫املحليعة معن خعالل إلاشعراك الفعلعي لكل من السعكان املحليعين ‪ ،‬و كذا للفاعلين من املجتمع املدني فعي مسلسعل‬
‫التنميعة الجهويعة ‪ ،‬حيث ينعص القانون التنظيمي املتعلق بالجهعات رقم ‪ 111.14‬علعى إحعداث هيئعات استشعارية‬
‫لدى مجالس الجهات من تم‪ »،‬يحق لنا التساؤل حول مدى تفعيل هذه الهيآت و انخراطها فععي تدبيععر الشأن‬
‫الجهععوي ‪ ،‬و في صياغة انتظاراتهعا و مقترحاتهعا‪ ،‬و كعذا تقييعمها املوضوععي ملستوى فعالية التدبير على املستوى‬
‫الجهوي‪« 163‬‬
‫إن تأخيعر أجرأة ألادوار الدسعتورية الجديعدة للمجتمعع املدنعي ‪ ،‬و هيئعات التشعاور و آليعات الديمقراطيعة‬
‫التشععاركية‪ ،‬مععن شععأنه أن يفرغ الوثيقة الدسععتورية و القانون التنظيمي للجهات من مضمونهما ‪ ،‬و يضع الدولة‬
‫فعي مواجهعة عدة إكراهات تدبيرية على املستوى الجهوي ‪ ،‬و خير دليل على ذلك تلك الاحتجاجات الاجتماعية التعي‬
‫عرفتهعا بالدنعا خعالل سعنة ‪ 8008‬و التي تستدعي ضرورة التسععريع من وتيععرة إلاصالحععات الاقتصادية و الاجتماعية‬
‫التعي تضمن العيعش الكريعم لجميعع املواطنين على حد السواء ‪ ،‬إذ‪ » ،‬يتعيعن علعى السعلطات العموميعة العمعل‬
‫بالتشعاور معع املجتمععع املدنععي علععى املسععتوى املحلععي و تزويععده بالوسععائل الالزمععة حتععى يتمكععن مععن القيععام بععدوره علععى‬
‫الوجععه ألاكمععل‪ ،‬و املتمثععل بالسععال فععي مواكبععة و تأطيععر املواطنيععن و التحععاور معهععم و العمععل علععى انخراطهععم فععي‬
‫تدبيععر الشعأن املحلعي‪« 164‬‬
‫‪ -‬اعتماد مناهج التدبير الحديثة ‪ :‬حيث يقوم التدبير الجهوي » على استعمال الوسائل الحديثة في علوم إلادارة‬
‫و التدبير ‪ ،‬كذلك اعتماد مبادئ الترشيد و الفعالية ‪ ،‬و التعامل مع املواطن بصفته مستفيدا من الخدمات‬
‫العمومية ‪ ،‬و ليس مجرد خاضع لإلدارة‪ « 165‬و ذلك لتمكين املواطنات و املواطنين » من التقدم و الرفاه ‪ ،‬في إطار‬
‫دولة حديثة يسودها الحق و القانون‪. « 166‬‬

‫‪162‬‬
‫‪ -‬نجيب جيري‪ "،‬الديمقراطية المحلية و سؤال الحكامة الجيدة "‪ ،‬مجلة مسالك في الفكر و السياسة و االقتصاد‪ ،‬العدد ‪ ، 2015 ، - 30 / 29‬ص‪1 19‬‬
‫‪163‬‬
‫‪ -‬التقرير السنوي للمجلس اإلقتصادي واإلجتماعي و البيئي ‪ ،‬سنة ‪ ،4710‬ص ‪.101‬‬
‫‪164‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪..6‬‬
‫‪165‬‬
‫‪- Bouachik ahmed , ’’La gouvernance locale à la lumiére de la nouvelle charte communale,op. cit., p. 2.‬‬
‫‪166‬‬
‫‪ -‬الوزارة المكلفة مع البرلمان و المجتمع المدني ‪ '' ،‬الميثاق الوطني للديمقراطية التشاركية'' ‪ ،‬ص ‪. 17-18‬‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪ -‬النجاعة و الفعالية ‪ :‬عن طريق » تدبير جيد للمشاريع التنموية و البرامج املالية وفق مقاربة تقوم على الجودة و‬
‫الاستعمال ألامثل للموارد و الوسائل‬
‫‪ -‬التخطيط الاستراتيجي التنموي ‪ :‬عن طريق املرونة في تقدير و إقرار السياسات العمومية ‪ ،‬موازاة مع القدرة‬
‫على وضع مخططات منسجمة مع توسع مجاالت التدخل التنموي الترابي‪. «167‬‬
‫‪ -‬املراقبة و املساءلة ‪ :‬حيث » يكون كل مسؤول عن أي مرفق أو مؤسسة معرض للمساءلة وفقا الختصاصاته و‬
‫طبيعة عمله‪ ،‬و ذلك بهدف ضمان السير العادي و ألامثل ملرافق الدولة و محاربة لكل أشكال الغش و الفساد‪ . « 168‬و‬
‫هو ما يستوجب ‪ ،‬التعزام للسعلطات العموميعة بتطبيعق أكثعر لصرامعة القانعون ‪ ،‬و كعذا تعزيعز و تعميعم مبعدأ ربعط‬
‫‪169‬‬
‫» مما قد يدفع املسؤولين إلى‬ ‫املسعؤولية باملحاسعبة ‪ ،‬بهعدف محاربعة الزبونيعة و الامتيازات و الريعع و الفسعاد‬
‫الحذر و اليقظة في تدبير الشأن العام و اتقاء عواقب املساءلة الشعبية الانتخابية‪ . « 170‬و هو ما ينطبق على أعضاء‬
‫مجالس الجهات و فق املساطر التشريعية و آلاليات املتبعة في هذا الشأن‬

‫املطلب الثاني ‪ :‬أسس الحكامة املالية على املستوى الجهوي ‪.‬‬

‫إن تعدد اختصاصات املجالس الجهوية و مجاالت تدخلها على مستوى تدبير الشؤون الترابية في شقها املالي ‪،‬‬
‫يستلزم العمل بمبادئ الحكامة املالية ‪ ،‬فبقدر ما يعتبر النظام الالمركزي ( الفقرة ألاولى ) أساسا لتوسيع مجاالت‬
‫تدخلها ‪ ،‬فهو يبقى رهين بتحقيق مطلب التنمية و فق أسسها القانونية و الواقعية ( الفقرة الثانية )‪ ،‬من خالل‬
‫القدرة على إعداد مخططات و برامج التنمية الجهوية ‪ ،‬و التي تعد إحدى أهم أسس الحكامة املالية و أهم ضمانة‬
‫للتدبير الجيد للشأن الجهوي‬

‫‪167‬‬
‫‪- Kargne Hamani,TIC, décentralisation administrative et bonne gouvernance , Projet d’appui des volontaires des‬‬
‫‪Nation – Unies à la décentralisation , Mali , 2004 , p . 69 – 76.‬‬
‫‪168‬‬
‫‪ -‬عبد العزيز أشرقي‪ " ،‬الحكامة الترابية و تدبير المرافق العمومية المحلية على ضوء الجهوية المتقدمة"‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة ‪ -‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى ‪ ،‬سنة ‪ ، 2014‬ص ‪1 103‬‬
‫‪169‬‬
‫‪ -‬التقرير السنوي للمجلس اإلقتصادي واإلجتماعي و البيئي ‪ ،‬سنة ‪ ،4710‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.100‬‬
‫‪170‬‬
‫‪ -‬رشيد قاعدة ‪'' ،‬المحاكم المالية والتدبير العمومي الجديد''‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق السويسي ‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪ ،2016 / 2017‬ص ‪1 111‬‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫الفقرة ألاولى ‪ :‬ألاساس الالمركزي ‪.‬‬

‫يتطلب التنظيم الجهوي اعتماد مبادئ الحكامة أكثر من التنظيم املركزي نضرا لن » إدارة املرافق العمومية و‬
‫تقديم الخدمات العمومية على املستوى الترابي ‪ ،‬تكون أكثر فعالية و نجاعة منه على املستوى املركزي أو‬
‫الوط ي‪ « 171‬ما يستلزم إعمال مبادئ التدبير الديمقراطي الترابي‬
‫فإذا كانت الديمقراطية الترابية أسال التدبير الجهوي ‪ ،‬فإنها تصبح أسال حكامة هذا التدبير » من جهة على‬
‫املستوى املؤسساتي الذي يتعلق بآليات تكوين و انتخاب ألاجهزة أو الهيآت الترابية ‪ ،‬و هو أسال الديمقراطية‬
‫الترابية ‪ ،‬و من جهة ثانية على مستوى التدبير الترابي و عناصره و مضامينه و مجاالته‪ « 172‬فحكامة التدبير املالي‬
‫الجهوي » ال تعدو أن تكون أداة لتبسيط التوجهات إلاستراتيجية لإلدارة ‪ ،‬و ألاسس الديمقراطية إنما تجسد‬
‫التنزيل املؤسساتي آلليات التدبير الترابي للنشاط املالي و للمخططات و التدابير التنموية الترابية‪. «173‬‬
‫على هذا ألاسال ‪ » ،‬تعتبر مبادئ الالمركزية الترابية و التدبير الترابي للتنمية أحد تمظهرات ألاسال الالمركزي‬
‫للحكامة ‪ ،‬فالتدبير الديمقراطي الترابي يعد أحد أسس نجاح املبادرات التنموية‪ ،‬فالنظام الدستوري و القانون‬
‫املغربي يتطرق نسبيا لألسال الديمقراطي للتدبير الترابي و يؤكد بالتالي على انتخاب هياكل أو مجالس ترابية تدبر‬
‫شؤونها الترابية بشكل ديمقراطي و بالتالي تعتبر الجهة‪ ،‬و لو نظريا‪ ،‬قاطرة التنمية الترابية و أداة التدبير املندمج و‬
‫املنسجم و تنسيق عمل املصالح الالممركزة مع مجاالت تدخل الجماعات الترابية فالسال الترابي أو الالمركزي‬
‫للحكامة املالية إنما يرتبط بالنظام املؤسساتي و إلاطار الديمقراطي للوحدات الترابية‪ ،‬و كذا بمجاالت التسيير و‬
‫آليات تدبير الشؤون الترابية و مستوياتها‪« 174‬‬
‫بذلك تكون » الالمركزية إلادارية ‪ ،‬بشقيها الانتخابي و التدبيري‪ «175‬بمثابة تفويض الدولة الختصاصاتها التنموية‬
‫لفائدة الجهات‬
‫فرغم منح الدستور املغربي لعام ‪ 8000‬الجهات حرية التدبير وفق مبدأ التدبير الحر ‪ ،‬فقد اشترط املشرع‬
‫املغربي أن يكون هذا التدبير بصفة ديمقراطية ‪ ،‬حيث أكد على أن شروط تدبير الجهات و الجماعات الترابية‬

‫‪171‬‬
‫‪- Jean - Pierre GILLY, Jacques PERRAT, Dévelepement local et coopération décentralisée – Entre gouvernance‬‬
‫‪locale et régulation globale , GDRI – EMMA , Université de Sfax , Tunis , septembre 2002, p 4.‬‬
‫‪172‬‬
‫‪ -‬عبد الحق المساوي ‪''،‬اإلدارة المحلية المغربية وتحديات الحكامة''‪ ،‬رسالة لنيثل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون العام ‪ ،‬وحدة اإلدارة و التنمية‬
‫‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة عبد المالك السعدي – طنجة ‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ، 4771 -4776 :‬ص ‪. 142‬‬
‫‪173‬‬
‫‪ -‬محمد زين الدين ‪ ''،‬الحكامة ‪ :‬مقاربة ايستمولوجية في المفهوم و السياق''‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.10 -14‬‬
‫‪174‬‬
‫‪- Bouachik Ahmed.’’La gouvernance locale…’’,op.cit.,p5.‬‬
‫‪175‬‬
‫‪ -‬التقرير الوطني حول التنمية البشرية المستدامة و الفقر ‪ ،‬منشورات ‪ ، PNUD‬نواكشوط ‪ -‬موريتانيا ‪ ،‬سنة ‪ ،4771‬ص ‪.01‬‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪176‬‬
‫و هو ما أكد عليه من خالل القانون التنظيمي للجهات رقم‬ ‫ألاخرى لشؤونها‪ ،‬تكون بكيفية ديمقراطية‬
‫‪ ،111.14‬حيث جعل تدبير الجهة لشؤونها يرتكز على مبدأ التدبير الحر الذي يخول بمقتضاه لكل جهة‪ ،‬في حدود‬
‫‪177‬‬
‫اختصاصاتها املنصوص عليها في القسم الثاني من هذا القانون التنظيمي‪ ،‬سلطة التداول بكيفية ديمقراطية‬
‫و هو بذلك يكون قد سلك نفس املنحى الذي سار عليه الدستور الفرنس ي ‪ ،‬الذي نص على التدبير الحر و‬
‫الاستقاللية في ممارسة الاختصاصات املخولة للجماعات الترابية ‪ ،‬و كذا على استقالليتها املالية و إلادارية في‬
‫مواجهة هاته ألاخيرة للسلطات املركزية ‪ ،‬و باقي الجماعات الترابية ألاخرى ‪ ،‬مع اشتراطه احترام هاته الجماعات‬
‫‪178‬‬
‫و هو نفس ألامر الذي سار عليه القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم‬ ‫الترابية للمقتضيات القانونية فقط‬
‫‪ ، 000 04‬تطبيقا ملقتضيات املادة ‪ 046‬من الدستور السالفة الذكر ‪ ،‬و الذي نص على أن شروط تدبير شؤون‬
‫الجهات يتم بصفة ديمقراطية‪ ،179‬و هو ما ينسجم مع مبادئ الحكامة الترابية في بعدها املالي‪ ،‬رغم جم الرقابة و‬
‫املراقبة املمارسة على مستوى التدبير الجهوي‬
‫يرتبط »ألاسال الالمركزي للحكامة املالية بالنظام املؤسساتي و إلاطار الديمقراطي للوحدات الترابية ‪ ،‬و كذا‬
‫‪180‬‬
‫« فالجهات يفترض أن تمثل البنية املتكاملة‬ ‫بمجاالت التسيير و آليات تدبير الشؤون الترابية و مستوياتها‬
‫الحتضان كل املخططات التنموية الترابية و ضمان انسجامها مع البرامج و املشاريع املركزية ‪ ،‬مع ألاخذ بعين‬
‫الاعتبار كل إلاكراهات التنموية ذات الطابع الجهوي » فالسال الترابي أو املجالي‪ ،‬و الذي يمثل إطار و قالب‬
‫الالمركزية إلادارية ‪ ،‬يعد أحد العناصر ألاساسية لتحقيق التنمية الترابية املندمجة و املستدامة ‪ ،‬و أحد مظاهر‬
‫الحكامة الترابية املرتبطة بإعداد التراب و تنسيق الجهود التنموية ‪ ،‬و على هذا ألاسال يعتبر الدور التنموي‬
‫املخول للجماعات الترابية كوحدات ال مركزية ‪ ،‬و الذي يعتبر أسال ممارستها ملهامها و اختصاصاتها ‪ ،‬من أهم‬
‫أسس الحكامة و من أكثر مجاالت تطبيق مبادئها و قواعدها أهمية ‪ ،‬بالنظر الرتباط التنمية بالتدبير الترابي من‬
‫جهة ‪ ،‬و بقدرة الجماعات الترابية على برمجة مشاريعها املالية التنموية و تنفيذ مخططاتها املرتبطة بها‪ « 181‬و هو‬
‫ما ينطبق على الجهة ‪ ،‬باعتبارها جماعة ترابية خاضعة للقانون العام‪ ،‬تتمتع بالشخصية الاعتبارية و الاستقالل‬

‫‪176‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 164‬من الدستور المغربي لعام ‪.4711‬‬
‫‪177‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 6‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.111.16‬‬
‫‪178‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 04‬من الدستور الفرنسي لعام ‪.1.11‬‬
‫‪179‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 1‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.111.16‬‬
‫‪180‬‬
‫‪- Bouachik Ahmed.’’La gouvernance locale…’’,op.cit.,p5.‬‬
‫‪181‬‬
‫‪ -‬عبد اللطيف بروحو‪ ،‬مالية الجماعات الترابية بين واقع الرقابة و متطلبات التنمية ''‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.671‬‬

‫‪161‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫إلاداري و املالي‪ ،‬و تشكل أحد مستويات التنظيم الترابي للمملكة‪ ،‬باعتباره تنظيما ال مركزيا يقوم على الجهوية‬
‫‪182‬‬
‫املتقدمة‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬ألاساس التنموي ‪.‬‬

‫يرتكز البعد التنموي للحكامة على تمكين الهيآت الالمركزية من آلاليات الضرورية و من القدرة على التخطيط‬
‫و تدبير الشؤون الترابية ‪ ،‬و على تركيز الجهود الترابية على القطاعات الاقتصادية التنموية ‪ ،‬و على توجيه النشاط‬
‫املالي نحو إشباع حاجات السكان و تحقيق تنمية مندمجة و هو ما كان املشرع املغربي وا حا في شأنه على‬
‫مستوى الجهات ‪ ،‬حيث جعل التنظيم الجهوي ‪ ،‬يرتكز على مبادئ التدبير الحر ‪ ،‬و التعاون و التضامن ‪ ،‬و تأمين‬
‫مشاركة السكان املعنيين في تدبير شؤونهم ‪ ،‬و كذا الرفع من مساهمتهم في التنمية البشرية املندمجة و املستدامة‬
‫‪183‬‬
‫مع جعل الجهة تتبوأ مكانة الصدارة بالنسبة للجماعات الترابية ألاخرى في عمليات إعداد برامج التنمية‬
‫الجهوية و ا لتصاميم الجهوية إلعداد التراب و تنفيذها و تتبعها‪ ،‬مع مراعاة الاختصاصات الذاتية للجماعات‬
‫‪184‬‬
‫الترابية ألاخرى ‪ ،‬و ذلك تطبيقا لحكام املادة ‪ 043‬من الدستور‬
‫و من أجل التأكيد على أن التنمية تأتي في صلب ألاهداف ألاساسية لخيار الجهوية ‪ ،‬فقد تم تخويل الجهات‬
‫حق وضع آليات تشاركية للتشاور و الحوار ‪ ،‬و ذلك تيسيرا ملساهمات املواطنين و املواطنات و الجمعيات في إعداد‬
‫‪185‬‬
‫برامج التنمية و تتبعها‬
‫من هذا املنطلق يرتكز البعد التنموي للحكامة على تمكين الجهات من القدرة على التخطيط و تدبير الشؤون‬
‫الجهوية ‪ ،‬و توجيه نشاطها املالي بالتركيز على القطاعات الاقتصادية التنموية تحقيقا لحاجيات و متطلبات‬
‫املواطنين و ذلك في حدود اختصاصاتها الذاتية املرتبطة بمجال التنمية الجهوية ‪ ،‬حسب مقتضيات املادة ‪20‬‬
‫من القانون التنظيمي للجهات رقم ‪ 111.14‬فالتنمية الجهوية ‪ ،‬تعد بمثابة » التنزيل العملي لحكامة ترابية ناجعة‬
‫‪ ،‬تقوم على تعزيز دور املنتخبين و ترسيخ ثقافة املشاركة و التفاعل مع الفاعلين الترابيين و املجتمع املدني ‪،«186‬‬
‫وهي أيضا تقوم » على التخطيط املندمج للبرامج املالية و التنموية ‪ ،‬و كذا على توضيح مجاالت التدخل التنموي‬

‫‪182‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 0‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.111.16‬‬
‫‪183‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 104‬من الدستور المغربي لعام ‪.4711‬‬
‫‪184‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 1‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.111.16‬‬
‫‪185‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 10.‬من الدستور المغربي لعام ‪.4711‬‬
‫‪186‬‬
‫‪- Jean-Bernard,Réussir le développement des collectivités locales , Pub . Colloque ASRDLF , Bruxelles , 2004 ,‬‬
‫‪p.17.‬‬

‫‪166‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫للجماعات الترابية و دورها في التخطيط التنموي عبر آليات التشارك و الاستعمال ألامثل للموارد و إلامكانات و‬
‫الوسائل‪« 187‬‬
‫على هذا ألاسال ‪ ،‬تعتبر التنمية الجهوية رهان التدبير املالي على مستوى الجهات في حدود مواردها بطبيعة‬
‫الحال ‪ ،‬و بالتالي يمكن اعتبار التخطيط و البرمجة املالية أحد أهم قواعد الحكامة املالية على مستوى الجهات ‪،‬‬
‫فاالختصاصات الذاتية للجهة في مجال التنمية الجهوية تشمل مختلف املجاالت املتعلقة بالتدبير املالي ‪ ،‬و هو ما‬
‫يتضح من خالل امليادين التي جعلها املشرع ضمن الاختصاصات الذاتية للجهات في مجال التنمية الجهوية و‬
‫املتمثلة في التنمية الاقتصادية‪ ،‬و التنمية القروية ‪ ،‬و الشغل ‪ ،‬و النقل ‪ ،‬و الثقافة ‪ ،‬و البيئة ‪ ،‬بل أكثر من ذلك‬
‫يمكن للجهات الحصول على تمويالت في إطار التعاون الدولي عن طريق إبرام اتفاقيات مع فاعلين خارج‬
‫‪188‬‬
‫فإذا كان ألاسال املالي ‪ ،‬هو أهم الشروط الضرورية لتنزيل برامج و مخططات التنمية الجهوية ‪ ،‬فهو‬ ‫اململكة‬
‫يصطدم ببعض العوائق التي تحد من تحقيق التنمية الجهوية املنشودة ‪ ،‬و التي تتمثل في ‪:‬‬
‫‪ - 1‬دور املجالس التداولية للجهات على مستوى البرامج التنموية‪:‬‬
‫إن أهمية املخططات و البرامج التنموية الجهوية في سياق التدبير الاستراتيجي الترابي ‪ ،‬تطرح إشكالية محدودية‬
‫مجال تدخل أعضاء مجالس الجهات ‪ ،‬و املجالس التداولية على مستوى إعداد و تنفيذ هذه املخططات » فإذا‬
‫كانت الحكامة بصفة عامة هي كفاءة املجتمعات إلانسانية على التوفر على أنظمة تمثيلية و مؤسسات و قواعد و‬
‫بنيات و مساطر و وسائل التقييم و هيآت اجتماعية قادرة على تسيير و تدبير الترابطات و الروابط بطريقة‬
‫سليمة‪ ، « 189‬فإن نجاح الجهات في ممارسة اختصاصاتها التنموية ‪ ،‬هو رهين بقدرتها على تخطيط و إعداد و‬
‫تنفيذ مخططاتها التنموية‬
‫فإذا كان القانون التنظيمي للجهات رقم ‪ ، 111.14‬اكتفى بإشارة مختصرة لالختصاصات املخولة للجهات في‬
‫مجال التنمية الجهوية و التي أشرنا إليها سالفا ‪ ،‬و املتمثلة في التنمية الاقتصادية و التنمية القروية و الثقافية و‬
‫البيئية و الشغل ‪ ،‬دون إشارة وا حة لدور املجالس الجهوية املنتخبة في إعداد و تنفيذ و تقييم البرامج التنموية‬
‫للجهات إال أن مقتضيات املرسوم رقم ‪ 8 06 888‬املتعلق بتحديد مسطرة إعداد و تتبع و تحيين و تقييم برنامج‬
‫التنمية الجهوية ‪ ،‬و كذا آليات الحوار و التشاور إلعداده تشير إلى هذا الدور ‪ ،‬من خالل عرض رئيس مجلس‬

‫‪187‬‬
‫‪- R apport de développement humain 2003 , Rapport PNUD – maroc ,juillet 2003 , p. 84‬‬
‫‪188‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 14‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.111.16‬‬
‫‪189‬‬
‫‪ -‬محمد اليعكوبي ‪''،‬تأمالت حول الديمقراطية المحلية بالمغرب''‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة ‪ -‬الرباط ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،‬سنة ‪ ، 4771‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‬
‫‪.07‬‬

‫‪161‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫الجهة ملشروع برنامج التنمية الجهوية على اللجان الدائمة لدراسته ‪ 30‬يوما على ألاقل قبل عقد مجالس الجهات‬
‫لدوراتها العادية أو إلاستثنائية من أجل املصادقة عليه ‪ ،‬من جهة ‪ ،‬و من جهة أخرى بعرض مشروع برنامج‬
‫التنمية الجهوية ‪ ،‬قبل نهاية السنة ألاولى من مدة الانتداب‪ ،‬على مجالس الجهات قصد اتخاذ مقرر في شأنه‪ ،‬مع‬
‫ضرورة إرفاقه بمنظومة تتبع املشاريع و البرامج املشار إليها في الفقرة ه من املادة ‪ 6‬من هذا املرسوم املذكور سالفا‬
‫‪ ،‬و تقارير اللجان الدائمة‪ ،‬كما يعرض تقرير تقييم تنفيذ برنامج التنمية الجهوية على اللجان الدائمة للمجلس‬
‫إلبداء الرأي حوله داخل أجل ‪ 30‬يوما و املنصوص عليه في املادة ‪ 10‬من نفس املرسوم ‪ .‬ليتدارل بعد ذلك مجلس‬
‫الجهة هذا التقرير في أول دورة عادية أو استثنائية يعقدها بعد التوصل بتقارير اللجان الدائمة‪.190‬‬
‫فبالرغم من املستجدات التي جاء بها املرسوم املتعلق بتحديد مسطرة إعداد برنامج التنمية الجهوية و تتبعه‬
‫وتحيينه و تقييمه ‪ ،‬و كذا آليات الحوار و التشاور إلعداده ‪ ،‬إال أنها لم تمأل الفراغ القانوني الحاصل على مستوى‬
‫القانون التنظيمي املتعلق بالجهات فيما يخص دور املجالس الجهوية في إعداد البرامج التنموية الجهوية و الرقابة‬
‫على تنفيذها و تتبعها ‪ ،‬ما دام إعداد و تنفيذ هذه البرامج يخضع لرؤساء مجالس الجهات ‪ ،‬بل أكثر ما يؤكد هذا‬
‫الفراغ القانوني هو أن إعداد التقرير السنوي لتقييم تنفيذ البرامج التنموية للجهات يدخل في اختصاصات رئيس‬
‫مجلس الجهة حسب مقتضيات املرسوم السالف الذكر ‪ ،‬مع العلم أن هذا التقرير يشير إلى قيال الفعالية‬
‫املتعلقة باملشاريع املبرمجة في برامج التنمية الجهوية ‪ ،‬و إلامكانيات املرصودة لهذه ملشاريع و البرامج‪ ،‬و كذا‬
‫إلاكراهات املحتملة التي قد تعترض إنجازها‪ ،‬مع اقتراح الحلول الكفيلة بتجاوزها‪ ،‬و هو ما يؤكد أن رئيس الجهة هو‬
‫الذي يمارل مهمة إلاعداد و التنفيذ و التقييم ‪ ،‬ما يجعل املجالس التداولية للجهات ذات دور شكلي يتجلى في‬
‫التصويت و املصادقة‬
‫‪ - 7‬محدودية استقاللية املخططات التنموية الجهوية‪:‬‬
‫رغم منح الجهات مهام النهوض بالتنمية املندمجة و املستدامة عن طريق تنظيمها و تنسيقها و تتبعها ‪ ،‬إال أن‬
‫الجهات مطالبة عند قيامها بهذه املهام ‪ ،‬بمراعاة السياسات و الاستراتيجيات العامة و القطاعية للدولة في هذه‬
‫‪191‬‬
‫كما أنه رغم الطابع التعاقدي بين الدولة و الجهات و باقي املتدخلين الذي يوحي به القانون التنظيمي‬ ‫املجاالت‬
‫للجهات‪ ،‬و الذي يهم تفعيل برامج التنمية الجهوية في إطار اختصاصات الجهات التنموية‪ ،192‬إال أن نفس القانون‬

‫‪190‬‬
‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ ، 15615111‬المتعلق بتحديد مسطرة إعداد برنامج التنمية الجهوية و تتبعه وتحيينه و تقييمه ‪ ،‬و آليات الحوار و التشاور إلعداده ‪،‬‬
‫الصادر في ‪ 11‬يونيو ‪ -‬سنة ‪11161‬‬
‫‪191‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 17‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات ‪ ،‬رقم ‪.111.16‬‬
‫‪192‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 14‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪ ، 111.16‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫يشترط مواكبة برامج التنمية الجهوية للتوجهات الاستراتيجية لسياسة الدولة‪ ،193‬و هو ما تؤكده مقتضيات املادة‬
‫‪ 3‬من املرسوم رقم ‪ 8 06 888‬السالف الذكر حيث تتضح هيمنة السلطات الوصية في مختلف مراحل‬
‫التخطيط الاستراتيجي لبرامج التنمية الجهوية ‪ ،‬ما يؤثر بشكل أو بآخر على استقاللية الجهات التدبيرية على‬
‫مستوى إعداد استراتيجيات تنمية مجاالتها الترابية‬
‫‪ - 3‬ضعف التمويل الذاتي للمخططات التنموية ‪:‬‬
‫يشكل ضعف التمويل الجهوي عائقا أمام قدرة الجهات على التخطيط و برمجة استراتيجياتها التنموية ‪،‬‬
‫فرغم أن املشرع منحها آلية للتمويل الذاتي في إطار اختصاصاتها الذاتية في مجال التنمية الجهوية ‪ ،‬عن طريق‬
‫إلاتفاقيات التي يمكن أن تبرمها مع فاعلين من خارج اململكة في إطار التعاون الدولي و التي يمكن أن تحصل‬
‫بموجبها على تمويالت ‪ ،‬إال أن املشرع قيد هذا الحق ‪ ،‬حيث جعل الحصول على هذه التمويالت رهين بموافقة‬
‫السلطات العمومية ‪ ،‬حسب مقتضيات الفقرة ألاخيرة من املادة ‪ 28‬من القانون التنظيمي املتعلق بالجهات ما‬
‫يجعل الجهات أمام ندرة التمويل الذاتي ‪ ،‬عاجزة عن تمويل البرامج التنموية ‪ ،‬و بالتالي في حالة التبعية املالية‬
‫للتمويل املركزي ‪.‬‬
‫عموما ‪ ،‬يضل الخوض في موضوع قدرة الجهات على إعداد مخططاتها و برامجها التنموية ذا ارتباط قوي‬
‫بمدى قدرة أعضاء مجالسها في تدبير هذه املخططات ‪ ،‬و مدى استقالليتهم في اتخاذ القرارات املالية ‪ ،‬و درجة‬
‫الرقابة املمارسة على مستوى التدبير املالي الجهوي و كذا ترسيخ ثقافة التخطيط الاستراتيجي و جعلها أساسا‬
‫تنمويا للحكامة على املستوى الجهوي‬

‫‪193‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 10‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات ‪ ،‬رقم ‪.111.16‬‬

‫‪164‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬حكامة التدبير املالي الجهوي‪ :‬ألاسس التشريعية و آلافات التدبيرية ‪.‬‬

‫يرتكز إصالح مالية الجهة ‪ ،‬بالدرجة ألاولى ‪ ،‬على مواءمة إلاطار القانوني و املؤسساتي‪ ،‬الذي يحكم تدبير الشأن‬
‫العام الجهوي ‪ ،‬و العمل على عصرنة و تبسيط إجراءاته ‪ ،‬إضافة إلى دعم الفعالية في مجال إعداد و تنفيذ‬
‫القرارات املالية الجهوية ‪ ،‬و بلوغ الحكامة في تدبير الشأن إلاداري و املالي الجهوي‪ .‬فغاية هذا إلاصالح تمكن في »‬
‫جعل إلاطار القانوني يواكب إلاطار املؤسساتي و الذي صادق عليه البرملان في يونيو ‪ 8002‬و الذي يكرل مفهوم‬
‫الجهوية املتقدمة ‪ ، « 194‬في إطار مقاربة مالية ترتكز على منطق الفعالية و الجودة ‪ ،‬و ترفع من مردودية النفقة‬
‫العمومية في اتجاه إقرار و تنزيل ألاسس الحكاماتية التي أقرها الدستور الجديد لعام‪ ، 2011‬و التي ينظمها طبقا‬
‫ملقتضياته القانون التنظيمي للجهات رقم ‪( 000 04‬املطلب ألاول) من جهة ‪ ،‬مع العمل على تجاوز كل ألاعطاب و‬
‫الاختالالت التدبيرية (املطلب الثاني)‬

‫املطلب ألاول‪ :‬ألاسس واملرتكزات الدستورية و التنظيمية للحكامة املالية ‪.‬‬

‫إن العبرة في حكامة التدبير املالي الجهوي بقدر ما تكمن في املوارد البشرية و املالية الالزمة ‪ ،‬فهي تتجلى في‬
‫الكفاءة التدبيرية من خالل املزج بين هذه املوارد و القدرة على تدبيرها من أجل تحقيق أهداف الجهوية املنشودة‬
‫على هذا ألاسال ‪ ،‬بادر املشرع املغربي بدوره في وضع قواعد قانونية للحكامة ‪ ،‬تتجسد من خالل مجموعة من‬
‫املرتكزات الدستورية ( الفقرة ألاولى)‪ ،‬و التنظيمية من خالل القانون التنظيمي للجهات رقم ‪ ( 000 04‬الفقرة‬
‫الثانية) ‪ ،‬بمثابة هندسة تشريعية جهوية جديدة‬

‫الفقرة ألاولى ‪ :‬مرتكزات الحكامة املالية من خالل دستور ‪. 7711‬‬

‫أنتج املشرع مجموعة من ألاسس الدستورية كضمانة لحكامة التدبير املالي الجهوي ‪ .‬فقد» تبلور الطابع‬
‫الدستوري للحكامة الجيدة و تخليق الحياة العامة عبر ربط املسؤولية باملحاسبة و دسترة املؤسسات املكلفة‬
‫بإعداد و تنفيذ السياسات الرامية ملكافحة الرشوة و تخليق الحياة العامة مع الحرص على تمكين هذه املؤسسات‬
‫من آلاليات الضرورية لتحقيق هذه ألاهداف‪ ،‬كما تم تعزيز دور املجلس ألاعلى للحسابات في مجال املراقبة‪«195‬‬

‫‪194‬‬
‫‪ -‬المندوبية السامية للتخطيط ‪'' ،‬ال مغرب بين أهداف األلفية من أجل التنمية وأهداف التنمية المستدامة ‪،‬المكتسبات والتحديات''‪ ،‬التقرير الوطني‪ ،‬غشت‬
‫‪ ، 1165‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪195‬‬
‫‪ -‬مجلة المالية ‪ ،‬مديرية الدراسات و التوقعات المالية ‪''،‬الحكامة الجيدة في تدبير المالية العمومية ‪ ،‬العدد ‪ ،11‬نونبر ‪ -‬سنة ‪.4714‬‬

‫‪165‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫يؤكد الدستور املغربي لعام ‪ 8000‬في بابه التاسع ‪ ،‬على أن التنظيم الجهوي و الترابي يرتكز على مبادئ التدبير‬
‫الحر ‪ ،‬و على التعاون و التضامن‪ ،‬كما يؤمن مشاركة السكان املعنيين في تدبير شؤونهم‪ ،‬و الرفع من مساهماتهم‬
‫في التنمية البشرية املندمجة و املستدامة‪ ،196‬فقد أريد بذلك للجهوية املوسعة أن تكون مدخال لديمقراطية‬
‫محلية حقيقية‪ ،‬و كذا مدخال إلصالح عميق لهياكل الدولة من خالل التدرج نحو المركزية و ال تمركز فعليين و‬
‫ديمقراطية معمقة و حكامة جيدة‬
‫من خالل القراءة املتأنية ملقتضيات املادة ‪ 036‬من دستور ‪ 2011‬نجدها تجعل من مبدأ التدبير الحر أحد‬
‫املرتكزات التي يقوم عليها التنظيم الترابي الجهوي ‪ ،‬و الذي يستمد أسسه من الشخصية املعنوية التي تتمتع بها‬
‫الجهة كجماعة ترابية ‪ ،‬و التي بمقتضاها تتمتع هذه ألاخيرة باستقالل مالي و إداري ‪ » .‬فعلى غرار القانون‬
‫الفرنس ي ‪ ،‬نص الدستور املغربي على عدة مقتضيات ال تشير إلى مبدأ التدبير الحر مباشرة لكن تهم تطبيقاته‪ ،‬كما‬
‫أوكل في املادة ‪146‬للمشرع مهمة تفعيل مبدأ التدبير الحر ‪ . « 197‬و الذي جعل من مبدأ التفريع ضمانة قانونية‬
‫لتحديد اختصاصات الجهة و املنصوص عليها في املادة ‪ 040‬من الدستور‬
‫و من ضمن أهم النصوص الدستورية التي جاء بها دستور ‪ 8000‬لجل ضمان حكامة جيدة ‪ ،‬نجد املادة ألاولى ‪ ،‬و‬
‫التي تشير إلى أن نظام امللكية الدستورية باملغرب ‪ ،‬يقوم على أسال فصل السلط ‪ ،‬و توازنها و تعاونها‪ ،‬و‬
‫الديمقراطية املواطنة و التشاركية‪ ،‬و على مبادئ الحكامة الجيدة ‪ ،‬و ربط املسؤولية باملحاسبة‬
‫و فقا لهذه املرجعية ‪ ،‬جاء دستور اململكة بإشارات وا حة حول مسألة الحكامة الجيدة بمعناها الواسع و بهذا‬
‫يكون الدستور من خالل نص املادة ألاولى السالفة الذكر ‪ ،‬قد جعل من الحكامة الجيدة أساسا للنظام‬
‫الدستوري للمملكة ‪ ،‬و بالتالي قاعدة تسير عليها الجهات في تدبير ماليتها الجهوية‬
‫من جهة أخرى ‪ ،‬نجد املشرع املغربي يمنع و يعاقب بناء على مقتضيات املادة ‪ 36‬كل أشكال الانحراف في تدبير‬
‫الشأن العام ‪ ،‬كما يحث على محاربة الرشوة ‪ ،‬حيث تنص املادة ‪ 36‬على معاقبة املخالفات املتعلقة بحاالت تنازع‬
‫املصالح ‪ ،‬و استغالل التسريبات املخلة بالتنافس النزيه ‪ ،‬و كل مخالفة ذات طابع مالي ‪ ،‬كما تؤكد نفس املادة على‬
‫الزامية السلطات العمومية بتوفير الوقاية من كل أشكال انحراف نشاط إلادارات و الهيئات العمومية‪ ،‬و كذا‬
‫استعمالها لألموال العمومية املوجودة تحت تصرفها ‪ ،‬و كذا طرق إبرام الصفقات العمومية و تدبيرها ‪ ،‬و الشطط‬
‫في استغالل مواقع النفوذ و الامتياز ‪ ،‬و وضعيات الاحتكار و الهيمنة‪ .‬و تحدث بموجب هذه املادة هيئة وطنية‬

‫‪196‬‬
‫‪ -‬الدستور المغربي لعام ‪.4711‬‬
‫‪197‬‬
‫‪ -‬أحمد مفيد‪ '' ،‬من أجل حكامة محلية جيدة''‪ ،‬تقرير عن الدورات التكوينية لفائدة المنتخبين والمنتخبات ‪ ،‬بدعم من السفارة البريطانية ‪ ،‬مارس – سنة‬
‫‪ ،4710‬ص ‪.17‬‬

‫‪161‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫للنزاهة و الوقاية من الرشوة و محاربتها‪ .198‬أما فيما يخص مراقبة املالية العمومية ‪ ،‬فتؤكد املادة ‪147‬على أن‬
‫الهيئة العليا للمراقبة العليا للمالية العمومية تناط إلى املجلس ألاعلى للحسابات ‪ .،‬و هو الذي يمارل مهمة تدعيم و‬
‫حماية مبادئ و قيم الحكامة الجيدة و الشفافية و املحاسبة بالنسبة للدولة و ألاجهزة العمومية ‪ ،‬كما خوله‬
‫الدستور حق املراقبة العليا على تنفيذ قوانين املالية‪ ،‬إضافة إلى التحقق من سالمة العمليات املتعلقة بمداخيل و‬
‫مصاريف ألاجهزة الخاضعة ملراقبته بمقتض ى القانون‪ ،‬و يقيم كيفية تدبيرها لشؤونها‪ ،‬و عند الضرورة ‪ ،‬له الحق‬
‫في اتخاذ العقوبات‪ ،‬كما يتولى عمليات مراقبة و تتبع التصريح باملمتلكات‪ ،‬و تدقيق حسابات ألاحزاب السياسية‪ ،‬و‬
‫فحص النفقات املتعلقة بالعمليات الانتخابية‪.199‬‬
‫إن تقوية سلطات القضاء املالي و هيآت الحكامة الجيدة بهذا الشكل ‪ ،‬يحيلنا إلى حقيقة وحيدة مفادها أن‬
‫تقلد مناصب املسؤولية لم تعد وسيلة لتحقيق املصالح الذاتية ‪ ،‬و يرسخ اقتناع املشرع بتفش ي ظاهرة الفساد‬
‫على شتى املستويات و يؤكد قناعة املشرع بضرورة مساهمة جميع املعنيين بتعزيز مهام الحكامة و مكافحة‬
‫الفساد‬
‫من زاوية أخرى ‪ ،‬نجد املشرع لم يغفل عن وضع قواعد و مبادئ للحكامة الجيدة تنظم عملية الولوج‬
‫للخدمات التي تقدمها املرافق العمومية للمواطنين و كذا املعايير التي تخضع لها هاته املرافق في تدبير شؤونها ‪،‬‬
‫حيث تنص مقتضيات املادة ‪ 154‬من الدستور على أن تنظيم املرافق العمومية يتم على أسال املساواة بين‬
‫املواطنات و املواطنين في الولوج إليها‪ ،‬و إلانصاف في تغطية التراب الوط ي‪ ،‬و الاستمرارية في أداء الخدمات‪ .‬كما‬
‫تخضع هذه املرافق العمومية ملعايير الجودة و الشفافية و املحاسبة و املسؤولية‪ ،‬و تخضع في تسييرها للمبادئ و‬
‫‪200‬‬
‫القيم الديمقراطية‬
‫في نفس السياق ‪ ،‬نجد املادة ‪ 155‬تحدد مبادئ الحكامة الجيدة التي يجب أن يمارل أعوان هذه املرافق وظائفهم‬
‫بناء عليها و فقا ملبادئ احترام القانون و الحياد و الشفافية و النزاهة و املصلحة العامة‪ .‬إلى جانب تلقي هذه املرافق‬
‫ملالحظات و اقتراحات و تظلمات املرتفقين‪ ،‬و تتبعها‪.201‬‬
‫إن تنصيص املشرع على قواعد الحكامة التي يجب أن ينضبط بها تدبير املرافق الجهوية يجسد وعي املشرع بأن‬
‫تدبير الشأن العام الجهوي ‪ ،‬ال يمكن ممارسته دون توفر مقومات الكفاءة املطلوبة ‪ ،‬كما أن التأكيد على ضرورة‬
‫ربط املسؤولية باملحاسبة ‪ ،‬يعكس وعي املشرع بأن مطلب املحاسبة و املسائلة ‪ ،‬ال يمكن التغاض ي عنه في أية‬
‫‪198‬‬
‫‪ -‬الدستور المغربي لعام ‪. 2011‬‬
‫‪ -199‬الدستور المغربي لعام ‪.2011‬‬
‫‪ -200‬الدستور المغربي لعام ‪.2011‬‬
‫‪ -201‬الدستور المغربي لعام ‪.2011‬‬

‫‪161‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫سياسة عمومية وطنية أو محلية ‪ ،‬أو جهوية لجل ذلك ‪ ،‬يؤكد املشرع مرة أخرى على إلزامية تقديم الحسابات‬
‫املتعلقة بتدبير ألاموال العمومية‪ ،‬و الخضوع للمراقبة و التقييم حسب منطوق املادة ‪ ،026‬كما يحدد ميثاق‬
‫املرافق العمومية قواعد الحكامة الجيدة املتعلقة بتسيير إلادارات العمومية و الجهات ‪ ،‬و الجماعات الترابية و‬
‫‪202‬‬
‫ألاجهزة العمومية املادة ‪028‬‬
‫و في نفس السياق ‪ ،‬ألزم املشرع من خالل مقتضيات املادة ‪ 022‬كل ألاشخاص املنتخبين أو املعينين و الذين‬
‫يمارسون مسؤولية عمومية‪ ،‬بتصريح كتابي عن كل ممتلكاتهم و ألاصول املوجودة في حيازتهم سواء كانت هاته‬
‫ألاصول بصفة مباشرة أو غير مباشرة ‪ ،‬فور تسلمهم ملهامهم و أثناء ممارستها و حتى عند انتهائها‪ ،‬و ذلك طبقا‬
‫‪203‬‬
‫للطرق و الكيفيات التي حددها القانون في هذا الشأن‬
‫إن ربط املقتضيات املتعلقة بالحكامة و إعطاء الحساب و املسائلة ‪ ،‬و الحد من الانحرافات من خالل الوثيقة‬
‫الدستورية ‪ ،‬يؤكد اقتناع املشرع املغربي بأن محاربة الفساد و تعزيز الحكامة ‪ ،‬هما آليتان متالزمتان لتأطير‬
‫سياسة التخليق و محاربة الفساد داخل الجهات ‪ ،‬كما أن تنصيصه عل مقاربة التخليق و مكافحة الفساد في‬
‫نفس الوثيقة الدستورية ‪ ،‬معناه أن السلط الجهوية الجديدة ستكون أمام امتحان عسير لتفعيل صالحياتها‬
‫إن القراءة املتأنية ملقتضيات الوثيقة الدستورية و املتعلقة بالحكامة ‪ ،‬تكشف عن ألابعاد العميقة ملضامينها‬
‫التي تمنح لهذه املقتضيات مفعوال عمليا يوفر منطلقات أساسية لتصحيح الهفوات على مستوى تطبيق الحكامة‬
‫املالية الجهوية فتب ي املضامين الدستورية ملبادئ الحكامة الجيدة يعتبر اعترافا ضمنيا من املشرع بعجز على‬
‫مستوى الحكامة ‪ ،‬و إشارة منه بأن الحكامة الجيدة ستظل بمثابة الحجر ألاسال الذي يجب أن يقوم عليه‬
‫التدبير الجهوي في شموليته ‪ ،‬خاصة في شقه املالي‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬قواعد الحكامة املالية من خالل القانون التنظيمي للجهات رقم ‪. 111.16‬‬

‫يعتبر القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ‪ ، 111.14‬امتدادا طبيعيا لإلصالحات السياسية التي جاء بها‬
‫دستور ‪ ،2011‬و التي غايتها النهوض بالجهات‪ ،‬و جعلها شريكا رئيسيا في التنمية‪ ،‬و هي الفكرة العامة التي أعلنها‬
‫رئيس الدولة يوم الجمعة ‪ 04‬أكتوبر‪ ،8000‬في خطابه إلى أعضاء البرملان بمجلسيه في الصيغة التالية‪ :‬و في هذا‬
‫الصدد‪ ،‬يعد إرساء الجهوية املتقدمة من ألاوراش الاستراتيجية ملغرب الحاضر و املستقبل‪ ،‬ليس الرتباطها بإقامة‬
‫‪204‬‬
‫مجلس املستشارين‪ ،‬و لكن بالسال ملا تتيحه مع الالتمركز إلاداري ‪ ،‬من حكامة ترابية جيدة‬

‫‪ -202‬الدستور المغربي لعام ‪.2011‬‬


‫‪ -203‬الدستور المغربي لعام ‪.2011‬‬
‫‪204‬‬
‫‪ -‬مقتطف من الخطاب الملكي بتاريخ ‪ 34‬اكتوبر‪ ، 7133‬بمناسبة افتتاح الدورة األولى من السنة التشريعية الخامسة من الوالية التشريعية الثامنة‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪205‬‬
‫و هي شراكة تعتبر ضرورية و التي تفرض العمل بمبادئ تدبير جديدة‬
‫تعتبر إلاجراءات املتعلقة بالحكامة املالية الجهوية من أبرز مستجدات القانون التنظيمي املتعلق بالجهة رقم‬
‫‪ ،111.14‬حيث نص هذا القانون التنظيمي على عدة إجراءات تهدف الى اعتماد مبادئ الحكامة الجيدة في التدبير‬
‫املالي ملجالس الجهات ‪ .‬تتمثل هذه إلاجراءات فيما يلي‪:‬‬
‫‪ » -‬رئيس مجلس الجهة هو آلامر بالصرف مليزانية الجهة و يمكنه أن يفوض للمدير العام آلامر بقبض مداخيل‬
‫الجهة و صرف نفقاتها ؛‬
‫‪ -‬يتم تنفيذ امليزانية من طرف آلامر بالصرف و الخازن لدى الجهة ؛‬
‫‪ -‬يثبت في بيان تنفيذ امليزانية املبلغ النهائي للمداخيل املقبوضة و النفقات املأمور بصرفها و املتعلقة بنفس‬
‫السنة و تحصر في النتيجة العامة للميزانية ؛‬
‫‪ -‬تتوفر الجهة على موارد ذاتية و موارد مالية محولة إليها من طرف الدولة ؛‬
‫‪ -‬يكون نقل الاختصاص من الدولة إلى الجهة مقترنا بتحويل املوارد املطابقة لهذا النقل ؛‬
‫‪ -‬اعتماد الجهة حسابا لإليداع بالخزينة العامة للملكة تودع فيه عائدات الجهة ؛‬
‫‪ -‬إخضاع العمليات املالية و املحاسباتية للجهة لتدقيق سنوي تنجزه بشكل مشترك املفتشية العامة للمالية ‪،‬‬
‫و املفتشة العامة لإلدارة الترابية مع إمكانية املجلس إحداث لجنة للتقص ي حول كل مسالة تهم تدبير شؤون‬
‫الجهة ؛‬
‫‪ -‬إرساء هيكلة جديدة مليزانية الجهة تقوم على تبويب يعتمد على البرامج و املشاريع في إطار التدبير املرتكز على‬
‫النتائج ؛‬
‫‪ -‬في حالة امتناع رئيس املجلس عن صرف نفقة وجب تسديدها يقوم الوالي باستفساره ثم إعذاره‪ ،‬و في حالة‬
‫عدم التنفيذ يتم اللجوء إلى القضاء لطلب التصريح بجواز حلول الوالي محل الرئيس في صرف النفقة ‪. « 206‬‬
‫و ضمانا لتفعيل هذه إلاجراءات نص القانون التنظيمي للجهات رقم ‪ 000 04‬في القسم الثامن منه على قواعد‬
‫الحكامة املتعلقة بحسن تطبيق مبدأ التدبير الحر و التي يراد بها حسب مدلول املادة ‪ 843‬من نفس القانون‬
‫التنظيمي ‪ ،‬العمل على احترام مجموعة من املبادئ و املتمثلة في املساواة بين املواطنين في ولوج املرافق العمومية‬

‫‪205‬‬
‫‪ -‬تقرير المجموعة الموضوعاتية المؤقتة المكلفة بالتحضير للجلسة السنوية لتقييم السياسات العمومية ‪''،‬الحكامة الترابية و متطلبات التنمية الجهوية ‪،‬‬
‫البرلمان ‪ ،‬مجلس المستشارين ‪ ،‬يوليوز‪ -‬سنة ‪. 7134‬‬
‫‪ -206‬مجلس النواب‪ ،‬فريق العدالة والتنمية ‪''،‬القوانين التنظيمية الخاصة بالجماعات الترابية ورهان تنزيل الجهوية المتقدمة''‪ ،‬حصيلة مناقشة‬
‫فرق األغلبية بمجلس النواب لمشاريع القوانين المتعلقة بالجماعة الترابية على ضوء مقتضيات دستور ‪ ،1166‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪111-11‬‬

‫‪161‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫التابعة للجهة ‪ ،‬و الاستمرارية في أداء الخدمات من قبل الجهة و ضمان جودتها ‪ ،‬و تكريس قيم الديمقراطية و‬
‫‪207‬‬
‫الشفافية و املحاسبة و املسؤولية‪ ،‬و ترسيخ سيادة القانون‪ ،‬التشارك و الفعالية و النزاهة‬
‫فعلى مستوى احترام القانون و التحلي بالنزاهة و تكريس الشفافية و ربط املسؤولية باملحاسبة ‪ ،‬تلزم مقتضيات‬
‫املادة ‪ 844‬كل من مجلس الجهة و رئيسه و الهيآت التابعة للجهات و مجموعاتها التقيد بقواعد الحكامة‬
‫املنصوص عليها في املادة ‪ 843‬السالفة الذكر‪ ،‬و غاية لذلك يتم اتخاذ مجموعة من إلاجراءات من أجل ضمان‬
‫احترام مقتضيات النظام الداخلي ملجلس الجهة‪ ،‬و التداول خالل جلساته بكيفية ديمقراطية ‪ ،‬و كذا الانتظام‬
‫على مستوى حضور و مشاركة أعضاءه في املداوالت ‪ ،‬و الشفافية فيها مع اعتماد آليات الديمقراطية التشاركية و‬
‫احترام املقتضيات املتعلقة بوضع و التصويت و تنفيذ امليزانية‪ ،‬و كذا املقتضيات املنظمة للصفقات و الشروط‬
‫املتعلقة بولوج وظائف إدارة الجهة و هيئاتها و مجموعاتها ‪ ،‬مع إعمال قواعد ربط املسؤولية باملحاسبة ‪ ،‬و الحد‬
‫من استغالل التسريبات املخلة باملنافسة النزيهة ‪ ،‬و كذا الالتزام بالتصريح باملمتلكات و تجاوز آفتي عدم تنازع‬
‫‪208‬‬
‫املصالح و استغالل مواقع النفوذ‬
‫و بالنسبة لفعالية التدبير الجهوي ‪ ،‬نجد املادة ‪ 842‬تؤكد على ضرورة اعتماد رئيس مجلس الجهة لإلجراءات و‬
‫ألاساليب الالزمة و الفعالة لتدبير الجهة ‪ ،‬من خالل تحديد املهام و وضع دالئل املساطر املتعلقة بالنشطة و‬
‫املهام املنوطة بإدارة الجهة ‪ ،‬و بأجهزتها التنفيذية و التدبيرية‪ ،‬و تب ي نظام التدبير حسب ألاهداف ‪ ،‬و ضع‬
‫‪209‬‬
‫منظومة لتتبع املشاريع و البرامج مع تحديد ألاهداف ‪ ،‬و مؤشرات الفعالية‬
‫و في سياق اعتماد تقييم ألاداء و املراقبة الداخلية و الافتحاص ‪ ،‬تؤكد املادة ‪ 846‬على ضرورة اعتماد الجهة‬
‫تحت إشراف رئيس مجلسها الجهوي آلليات التقييم و املراقبة و إلافتحاص‪ ،‬عن طريق برمجة دراسات تقارير في‬
‫هذا الشأن‪ ،‬و تقديم حصيلتها في جدول أعمال املجلس‪ ،‬مع وضعه هذه التقارير رهن إشارة العموم مع إمكانية‬
‫إخضاع تدبير الجهة و الهيآت التابعة لها أو التي تساهم فيها حسب مقتضيات املادة ‪ 842‬لعمليات التدقيق من‬
‫قبل الهيآت صاحبة إلاختصاص و املؤهلة قانونا لذلك ‪ ،‬و ذلك بطلب املجلس أو رئيسه بعد إخبار والي الجهة أو‬
‫‪210‬‬
‫بمبادرة من هذا ألاخير‬

‫‪207‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 460‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 111.16‬المتعلق بالجهات‪.‬‬
‫‪208‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 466‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 111.16‬المتعلق بالجهات‪.‬‬
‫‪209‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 461‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 111.16‬المتعلق بالجهات‪.‬‬
‫‪210‬‬
‫‪ -‬المادتين ‪ 464‬و ‪ 461‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 111.16‬المتعلق بالجهات‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫أما على مستوى الحصول على املعلومة ‪ ،‬فتؤكد مقتضيات املادة ‪ 848‬على الزامية إعداد القوائم املحاسبية و‬
‫املالية املتعلقة بتسيير الجهة و وضعيتها املالية ‪ ،‬مع وجوب إطالع العموم عليها ‪ ،‬و ذلك من قبل رئيس املجلس‬
‫الجهوي ‪ ،‬و كذا ألاشخاص الاعتبارية الخاضعة للقانون العام أو الخاص و التي تقوم بتسيير مرفق عمومي تابع‬
‫للجهة مع إمكانية النشر بالطريقة إلالكترونية في حين تحدد بمرسوم يتخذ باقتراح من السلطة الحكومية‬
‫‪211‬‬
‫كما قام‬ ‫املكلفة بالداخلية صالحية اختيار املعلومات واملعطيات و كذا كيفيات إعداد هذه القوائم و نشرها‬
‫بتفصيلها من خالل املرسوم رقم ‪ 2.17.288‬الصادر في ‪ 8‬يونيو ‪ ، 2017‬و الذي يؤكد من خالل مادته الثالثة على‬
‫نشر القوائم املحاسبية و املالية املشار إليها في املادة أعاله على ألاقل باملقر إلاداري الرئيس ي إلدارة املعنية و بالبوابة‬
‫الالكترونية للمديرية العامة للجماعات املحلية‪.212‬‬
‫و في ما يتعلق بمواكبة و مساندة الجهة لبلوغ الحكامة الجيدة في تدبير شؤونها و ممارسة اختصاصاتها ‪ ،‬حدد‬
‫‪213‬‬
‫كما قام بتفصيلها‬ ‫املشرع آلاليات و ألادوات الالزمة التي تقوم بها الدولة في هذا الشأن ‪ ،‬من خالل املادة ‪820‬‬
‫من خالل املرسوم رقم ‪ 2.17.304‬الصادر في ‪ 3‬يوليو ‪ ، 8008‬الذي حدد هذه آلاليات و ألادوات في ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬دالئل حول اختصاصات الجهة و صالحيات املجلس و الرئيس‪ ،‬و ال سيما تلك املتعلقة بالنظام املالي و إعداد‬
‫التصميم الجهوي إلعداد التراب و برنامج التنمية الجهوية و التصميم املديري الجهوي للتكوين املستمر و‬
‫تدبير املوارد البشرية ؛‬
‫‪ -‬مونوغرافية الجهة ؛‬
‫‪ -‬منظومة لتقديم الاستشارة لرئيس مجلس الجهة في مجال صالحياته‪ ،‬على مستوى مصالح السلطة الحكومية‬
‫املكلفة بالداخلية‪.214‬‬
‫إضافة إلى قواعد الحكامة املتعلقة بحسن تطبيق مبدأ التدبير ‪ ،‬فقد نص القانون التنظيمي للجهات رقم‬
‫‪ ، 000 04‬على عدة مقتضيات أخرى ال تشير إلى مبدأ التدبير الحر مباشرة لكن تهم تطبيقات الحكامة املالية‬
‫فاملشرع لم يغفل عن وضع مرتكزات قانونية أخرى تمنع أعضاء املجلس الجهوي و رئيسه من تضارب املصالح و‬
‫التسريبات املخلة باملنافسة النزيهة ‪ ،‬حيث أعطى الحق ملمثل السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية و والي الجهة‬

‫‪211‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 46.‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 111.16‬المتعلق بالجهات‪.‬‬
‫‪212‬‬
‫‪ -‬مرسوم رقم ‪ 2.17.288‬صادر في ‪ 64‬من رمضان ‪ 1( 6411‬يونيو ‪ ،) 2017‬بتحديد طبيعة و كيفيات إعداد ونشر المعلومات و المعطيات المضمنة‬
‫في القوائم المحا سبية والمالية المنصو ص عليها في المادة ‪ 249‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬المتعلق بالجهات‪1‬‬
‫‪213‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 417‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 111.16‬المتعلق بالجهات‪.‬‬
‫‪214‬‬
‫‪ -‬مرسوم رقم ‪ 2.17.304‬صادر في ‪ 11‬شوال ‪ ( ،6411‬يوليو ‪ ،)1161‬بتحديد اآلليات و األدوات الالزمة لمواكبة الجهة لبلوغ حكامة جيدة في تدبير‬
‫شؤونها وممارسة االختصاصات الموكولة إليها‪1‬‬

‫‪116‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫حق الاستفسار حول ألافعال املنسوبة وفق مدة محددة ‪ ،‬و كذا رفع طلب عزل املع ي من أعضاء املجلس أو‬
‫الرئيس من طرف املحاكم إلادارية ‪ ،‬و ذلك حسب مدلول الفقرة ألاولى و الثانية و الثالثة من املادة ‪ ،68‬مع‬
‫إعطاء صالحية توقيف املع ي بالمر إلى حين البت في طلب العزل للمحاكم إلادارية حسب مدلول الفقرة السادسة‬
‫‪215‬‬
‫‪ ،‬مع إمكانية املتابعات القضائية عند الاقتضاء حسب منطوق الفقرة السابعة من نفس املادة‬
‫في نفس السياق يشدد املشرع من خالل املادة ‪ 62‬على منع أعضاء املجالس الجهوية من ربط مصالح خاصة ‪ ،‬أو‬
‫إبرام أعمال أو عقود أو اقتناء أو تبادل أو أعمال ترتبط بأمالك الجهة أو صفقاتها ‪ ،‬أو عقود الامتياز أو الوكالة ‪ ،‬أو‬
‫أي عقد مرتبط بتدبير املرافق العمومية الجهوية مع الجهات أو مجموعاتها أو مع الجماعات الترابية التي تكون‬
‫هاته الجهات عضوا فيها‪ ،‬أو حتى الهيئات أو املؤسسات العمومية أو شركات التنمية التابعة لها‪ ،‬بل أكثر من ذلك‬
‫يمنع أعضاء املجالس الجهوية طبقا ملقتضيات نفس املادة من ممارسة أي نشاط قد يؤدي إلى تنازع املصالح ‪،‬‬
‫مع تطبيق نفس ألاحكام نفس ألاحكام على عقود الشركات و تمويل مشاريع الجمعيات التي هم أعضاء فيها مع‬
‫تطبيق مقتضيات املادة ‪ 68‬أعاله عل كل عضو ثبتت مسؤوليته في استغالل التسريبات املخلة باملنافسة النزيهة ‪،‬‬
‫‪216‬‬
‫أو استغالل مواقع النفوذ و الامتياز أو ارتكب مخالفة ذات طابع مالي تلحق ضررا بمصالح الجهة‬
‫من جهة أخرى ‪ ،‬كان املشرع واعيا بأهمية و ضرورة توفر شرط إقامة رؤساء الجهات و نوابهم داخل الوطن و‬
‫هو ما تلزم به مقتضيات املادة ‪ ،88‬حيث تتم عند مخالفة أحكام هذه املادة إقالة املعنيين الذي ثبت بعد‬
‫‪217‬‬
‫كما أن املشرع ألزم الجهات و هيئاتها بموجب مقتضيات املادتين ‪ 803‬و ‪802‬‬ ‫انتخابهم أنهم مقيمين بالخارج‬
‫على ضمان حسن تدبير املال العام الجهوي ‪ ،‬خاصة ألانظمة املتعلقة بمراقبة نفقات الجهة و هيئاتها و باملحاسبة‬
‫العمومية املطبقة عليها‪ ،218‬و هو ما تطرق إليه بالتفصيل في املرسوم رقم ‪ 2.17.449‬الصادر في ‪ 23‬نوفمبر ‪2017‬‬
‫من خالل ‪ 064‬مادة ‪ ،‬و الذي تم من خالله تحديد القواعد املطبقة على تنفيذ عمليات املداخيل و النفقات‬
‫الجهوية ‪ ،‬و كذا عمليات الخزينة ‪ ،‬و القواعد املتعلقة بتصفية امليزانية و تقديم الحسابات و املراقبة إضافة إلى‬
‫‪219‬‬
‫كما جعل املشرع املادة ‪ 888‬امتدادا للمادة ‪846‬‬ ‫عدة قواعد أخرى جاء بها هذا املرسوم في أبواب أخرى‬
‫السالفة الذكر ‪ ،‬حيث يلزم نص املادة ‪ 888‬خضوع العمليات املالية و املحاسبية للجهات لتدقيق سنوي ينجز‬

‫‪215‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 40‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 111.16‬المتعلق بالجهات‪.‬‬
‫‪216‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 41‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 111.16‬المتعلق بالجهات‪.‬‬
‫‪217‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 04‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 111.16‬المتعلق بالجهات‪.‬‬
‫‪218‬‬
‫‪ -‬المادتين ‪ 410‬و ‪ 411‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 111.16‬المتعلق بالجهات‪.‬‬
‫‪219‬‬
‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 2.17.449‬الصادر في ‪ 6‬ربيع األول ‪ 23 ( ،‬نوفمبر ‪ ،) 2017‬بسن نظام المحاسبة العمومية للجهات و مجموعاتها‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫بهذه الجهات بشكل مشترك بين املفتشية العامة للمالية ‪ ،‬و املفتشية العامة لإلدارة الترابية‪ . 220‬و بذلك يكون‬
‫املشرع أسس صراحة لسنوية التدقيقات املالية و املحاسبية للجهات‬
‫إن املشرع بمقتض ى هذه املواد التي جاء بها القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ‪ ، 111.14‬يكون قد منح‬
‫ملجالس الجهات و رؤسائهم و لو نضريا ‪ ،‬أسسا و مرتكزات لحكامة التدبير املالي لجهاتهم ‪ ،‬و هو بذلك يكون قد‬
‫كرل مبادئ الحكامة املالية على املستوى الجهوي ‪ ،‬و قام بتأسيس ثقافة شفافية التدبير و تعزيز مبدأ ربط‬
‫املسؤولية باملحاسبة و املسائلة في بعدها الجهوي لكن السؤال الذي يطرح نفسه‪ ،‬هل تبقى هذه ألاسس و‬
‫املقتضيات القانونية كافية بالنظر لتعدد ألاعطاب التدبيرية على مستوى واقع الحكامة املالية للجهات؟ لذلك البد‬
‫من اتخاذ إجراءات مواكبة من خالل تحديد املسببات و تجاوز الانعكاسات‬

‫املطلب الثاني ‪ :‬عوائق حكامة التدبير املالي الجهوي‪.‬‬

‫بقدر ما يمثله الدستور و القانون التنظيمي للجهات من أسال قانوني لحكامة التدبير املالي الجهوي ‪ ،‬إال أن‬
‫أجرأة هذا التدبير تواجه عدة نقائص‪ ،‬مما يؤدي إلى إفشال تدبير الشأن الجهوي ‪ ،‬خاصة في شقه املالي‪ ،‬و هو ما‬
‫سنحاول التطرق إليه من خالل ذكر بعض الاختالالت التدبيرية ( الفقرة ألاولى )‪ ،‬ثم أسباب و انعكاسات هذه‬
‫الاختالالت ( الفقرة الثانية )‬

‫الفقرة ألاولى ‪ :‬الاختالالت التدبيرية ‪.‬‬

‫تستدعي معالجة اختالالت التدبير املالي الجهوي معرفة مكامن الخلل بجميع عناصر التدبير ‪ ،‬ف » إذا كان‬
‫الحكم الصالح أو الحكم الرشيد ‪ ،‬هو ذلك الحكم الذي تقوم به قيادات سياسية منتخبة و أطر إدارية ملتزمة‬
‫بتطوير موارد املجتمع ‪ ،‬و بتقديم املواطنين و بتحسين نوعية حياتهم و رفاهيتهم‪ ،‬فإن ما يميز إدارة شؤون املجتمع‬
‫طبقا لفكرة الصالح العام هو أنها تتضمن مبادئ مرتبطة ببعضها البعض‪ « 221‬فرغم املرتكزات التي وضعها‬
‫املشرع و التي تقوم عليها الحكامة املالية الجهوية من منظور الدستور ‪ ،‬و القانون التنظيمي رقم ‪ 000 04‬املتعلق‬
‫بالجهات كأسس لعقلنة التدبير املالي الجهوي‪ ،‬إال أن واقع الحال يشير أن هذا التدبير ال زال أمام تحديات كبيرة‬
‫حتى يتفاعل إيجابا مع متطلبات الجهوية و كسب رهاناتها و كبرهان على هذه الحقيقة يكفي أن نطرح عناصر‬
‫للمسائلة الستجالء بعض أعطاب الحكامة املالية على املستوى الجهوي كما يلي‪:‬‬
‫‪220‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 440‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 111.16‬المتعلق بالجهات‪.‬‬
‫‪221‬‬
‫‪- Bouachik Ahmed.’’La gouvernance locale…’’,op.cit.,p20.‬‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪ -‬هل يستقيم مطلب التكوين املستمر لعضاء املجالس الجهوية مع غياب تشبع ألاحزاب السياسية بقيم‬
‫التربية السياسية في مفهومها الشمولي؟‬
‫‪ -‬كيف يمكن تملك آليات فعالية التدبير املالي من قبل رؤساء املجالس الجهوية في ظل غياب مبدأ تطابق‬
‫البرامج الانتخابية الجهوية لألحزاب السياسية و املرشحين املؤهلين لتنفيذها؟‬
‫‪ -‬كيف يمكن ضمان الانخراط في بناء نظام للمعلومات في ظل النشر الغير املنتظم أو املنعدم للتقارير و‬
‫القوائم املالية على مستوى الجهات التي تكتفي بإبراز مؤهالتها الطبيعية و هيكلها التنظيمي في مواقعها‬
‫إلالكترونية ؟‬
‫‪ -‬إلى أي حد يمكن الحديث عن ضمان انخراط مجالس الجهات في احترام القانون ‪ ،‬و التحلي بالنزاهة‪ ،‬و‬
‫تكريس الشفافية ‪ ،‬و ربط املسؤولية باملحاسبة ‪ ،‬و اعتماد تقييم ألاداء و املراقبة الداخلية و الافتحاص‪ .‬و‬
‫الواقع أن ألاحزاب السياسية ال تمتلك برامج انتخابية محددة ‪ ،‬و ال ثقافة تدبيرية لموالها الحزبية ‪ ،‬مع‬
‫اعتمادها ملبدأ زواج املال بالسياسة كشرط للترشح ؟‬
‫‪ -‬كيف يمكن تأهيل املواطنات و املواطنين و الجمعيات لتقديم العرائض على املستوى الجهوي في ظل‬
‫الجفاء الحاصل بين املواطن و الجمعوي املثقف النزيه و السلطة و دوره في هندسة السياسات الجهوية؟‬
‫‪ -‬كيف يمكن ضمان تحقيق مبادئ الشفافية و الاستقاللية و الفعالية و النجاعة و املسؤولية في ضل‬
‫قصور حكامة القضاء ؟‬
‫و السؤال ألاهم هو ‪:‬‬
‫‪ -‬كيف يمكن الحديث عن تأسيس حكامة مالية على املستوى الجهوي ‪ ،‬و نفس الاختالالت يمكن اختزالها‬
‫على املستوى املركزي؟‬
‫تدفعنا هذه التساؤالت إلى استنتاج ‪ ،‬أنه بقدر ما توجد الاختالالت في تفاصيل التدبير الجهوي بقدر ما تظل هذه‬
‫الاختالالت كامنة في الواقع التدبيري لألحزاب السياسية و التدبير العمومي املركزي‬
‫من خالل التساؤالت املذكورة أعاله البد لنا من الوقوف على بعض الانحرافات املهيكلة للحكامة املالية على‬
‫املستوى الجهوي و املتمثلة في ما يلي ‪:‬‬
‫‪ - 1‬الاختالالت املخلة بالضوابط ألاخالقية في مجال تدبير النفقات ‪:‬‬
‫‪ -‬تحويل املصاريف املخصصة لوقود السيارات و الزيوت لفائدة أشخاص ال صلة لهم بالجماعات الترابية؛‬
‫‪ -‬تخصيص مصاريف إبرام عقود كراء صورية لبعض املسؤولين بالجماعات الترابية ؛‬

‫‪114‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪ -‬تحمل مصاريف استهالك املاء و الكهرباء لبنايات غير تابعة للجماعات الترابية؛‬
‫‪ -‬املبالغة في نفقات الهاتف وفي اقتناء بعض ألادوات و آلاليات ؛‬
‫‪ -‬تخصيص بعض املمتلكات لسكن يقطنه بعض املقربين لرئيس بعض املجالس الترابية ؛‬
‫‪ -‬منح مبالغ مالية تتجاوز قيمة ألاشغال التي تم إنجازها ؛‬
‫‪ -‬استغالل امللك العام البحري دون ترخيص قانوني ؛‬
‫‪ -‬صرف نفقات خارج إطار التحمالت ‪.‬‬
‫‪ -2‬اختالالت مخلة باملقتضيات القانونية و التنظيمية ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬في مجال الصفقات املحلية ‪:‬‬
‫‪ -‬املصادقة على بعض الصفقات من قبل سلطة ليست صاحبة الاختصاص ؛‬
‫‪ -‬استشارة مقاولين و ممونين ال عالقة لهم بموضوع الشراء ؛‬
‫‪ -‬تصفية نفقة رغم غياب إلاثبات القانوني إلنهاء الخدمة ؛‬
‫‪ -‬تضمين ملفات الصفقات لبيانات غير مطابقة للواقع ؛‬
‫‪ -‬التناقض بين تواريخ الاستالم الفعلي للتوريدات و التواريخ الواردة في الكشوفات و محاضر الاستالم املؤقتة و‬
‫النهائية‪. 222‬‬
‫ب ‪ -‬في مجال ألامالك الجماعية ‪:‬‬
‫‪ -‬عدم تطبيق مسطرة فسخ عقود الكراء رغم إخالل ألاطراف املكترية بأداء واجبات الكراء ؛‬
‫‪ -‬التهاون في استخالص الرسوم املفروضة على الشغل املؤقت لألمالك الجماعية و تسوية ألامالك العقارية ؛‬
‫‪ -‬عدم إبرام عقود الكراء ‪ ،‬وعدم تحيين أثمان الكراء ؛‬
‫‪ -‬التغاض ي على مستوى تفويت استغالل العقارات بين الخواص ‪.‬‬
‫د ‪ -‬في مجال التدبير املفوض ‪:‬‬
‫‪ -‬حالة التنافي بين العضوية باملجلس و استغالل عقد امتياز ؛‬
‫‪ -‬عدم تطبيق ألاسعار املتعاقد بشأنها ؛‬
‫‪ -‬إخالل الشركة ببعض مقتضيات دفتر التحمالت ؛‬

‫‪222‬‬
‫‪ -‬الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة‪ ''،‬نحو بناء منظومة للحكامة الجيدة''‪ ،‬دراسة بطلب من مجلس المستشارين‪ ،‬ماي ‪ ، 1165‬ص ‪1 11‬‬

‫‪115‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪ -‬تجاوز مسطرة املنافسة الجتياز املفوض إليه ؛‬
‫‪ -‬التهاون في تيهئ دفتر التحمالت املخصص لتحديد الشروط التقنية وإلادارية لتدبير املرفق‪.223‬‬
‫و ‪ -‬في مجال الجبايات و املداخيل ‪:‬‬
‫‪ -‬استخالص بعض الضرائب و الرسوم دون سند قانوني ؛‬
‫‪ -‬مصادرة أمالك الغير دون وجه حق ؛‬
‫‪ -‬عدم فرض الرسوم التي يحددها القانون ؛‬
‫‪ -‬عدم إصدار ألاوامر املتعلقة بتحصيل املداخيل ؛‬
‫‪ -‬فرض رسوم دون القيام بالخدمات التي تؤدى مقابلها ؛‬
‫‪ -‬التهاون في استخالص الضريبة على ألاراض ي غير املبنية و غرامات التأخير ؛‬
‫‪ -‬التغاض ي عن استخالص إتاوات شغل امللك العام الجماعي من طرف إحدى الشركات ؛‬
‫‪ -‬عدم فرض الرسم جراء إتالف الطرق ‪.‬‬
‫ر ‪ -‬في مجال املوارد البشرية ‪:‬‬
‫‪ -‬القيام بعمليات توظيف بأثر رجعي سابق و التوظيف دون توفر مناصب مالية ؛‬
‫ز ‪ -‬في مجال التعاون و الدعم ‪:‬‬
‫‪ -‬استفادة بعض الجمعيات من مبالغ و امتيازات مهمة دون وجود أي اتفاقية تحدد ألاهداف املنتظرة من هذه‬
‫إلاعانات ؛‬
‫‪ - 3‬اختالالت مخلة بقواعد التدبير الجيد ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬في مجال إنجاز الصفقات املحلية ‪:‬‬
‫‪ -‬تكرار اللجوء إلى صفقات التسوية ؛‬
‫‪ -‬انعدام الشفافية واملنافسة في طلبات العروض و غالء العرض املالي ؛‬
‫‪ -‬غياب التقارير التي تثبت إتمام تنفيذ الصفقات و تقارير املراقبة الداخلية و التدقيق الداخلي ؛‬
‫عدم تطابق املشتريات املثبتة في سندات الطلب مع تلك املسلمة أو املنجزة ؛‬ ‫‪-‬‬

‫‪223‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪111‬‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫ج ‪ -‬في مجال تدبير مخطط التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و املشاريع الجماعية ‪:‬‬
‫‪ -‬البطء في وثيرة إنجاز املشاريع ؛‬
‫‪ -‬ضبابية الدراسات القبلية ؛‬
‫‪ -‬ضعف القدرة على تنفيذ الالتزامات التعاقدية من قبل املقاولة ؛‬
‫‪ -‬غياب املراقبين املحلفين ؛‬
‫‪ -‬غياب اتفاقيات تؤطر مصادر تمويل املشاريع ؛‬
‫‪ -‬تغيير مضمون املخطط دون عرضه على التصويت ‪.‬‬
‫و ‪ -‬في مجال تدبير الحسابات الخصوصية ‪:‬‬
‫‪ -‬تنفيذ نفقات قبل تحقيق أي موارد برسم هذه؛ الحسابات ؛‬
‫‪ -‬التهاون في تصفية الحسابات الخصوصية‪224‬؛‬
‫ر ‪ -‬في مجال الجبايات و املداخيل ‪:‬‬
‫‪ -‬القصور على مستوى تحصيل وتصفية املداخيل الجبائية ‪ ،‬و مراجعة إقرارات امللزمين بالضريبة؛‬
‫‪ -‬الضعف على مستوى التحكم في املادة الجبائية ‪.‬‬
‫ز ‪ -‬في مجال تدبير النفقات ‪:‬‬
‫‪ -‬تنفيذ نفقات دون أهمية ؛‬
‫‪ -‬الالتزام ببعض النفقات رغم غياب الاعتمادات ؛‬
‫‪ -‬املبالغة في التكليف املخصصة لصيانة الشاحنات و آلاليات ؛‬
‫‪ -‬التهاون في تصفية النفقات و إلاثباتات املتعلقة بتسليم املقتنيات‪.225‬‬
‫ينضاف إلى كل هذه الاختالالت ‪ » ،‬عدم مواكبة الالمركزية الجهوية‪« 226‬‬
‫تأسيسا على ما سبق ‪ ،‬يمكننا تقييم مخرجات الحكامة في مختلف مستوياتها الترابية في املاض ي الختبار مدى‬
‫قدرتها على تحقيق التنمية املنشودة بجهات اململكة في الحاضر و املستقبل ‪ ،‬و مدى مساهمتها في التدبير الجيد‬
‫للشأن العام الجهوي كخيار استراتيجي للدولة و بالتالي فربطنا ملوضوع الحكامة املالية بالشأن الجهوي لم يأت من‬
‫فرا غ ‪ ،‬بل يحمل في طياته حموالت داللية قوية تجعل من هذه الحكامة آلية لتدبير الشأن العام الجهوي بما توفره‬
‫‪224‬‬
‫‪ -‬الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة‪ ''،‬نحو بناء منظومة للحكامة الجيدة''‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪1 15 -14‬‬
‫‪225‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪226‬‬
‫‪ -‬مؤسسة وسيط المملكة ‪ ،‬موجز التقرير السنوي المرفوع الى الملك محمد السادس برسم ‪ ،4710‬سنة ‪ ، 4711‬ص ‪.1‬‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫من أدوات و معايير حديثة للتدبير السليم ليشمل املستويات السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية و إلادارية و‬
‫املالية للجهات ‪ ،‬ما يحافظ على استقرار الدولة و أمنها‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬ألاسباب و الانعكاسات‪.‬‬


‫إن املستجدات املتعلقة بحكامة التدبير املالي الجهوي التي جاء بها القانون التنظيمي للجهات رقم ‪ ،000 04‬و‬
‫التي هي بمثابة هندسة تشريعية نظرية من شأنها أن تعمل على تحسين الجودة و ألاداء ‪ ،‬لم تكن كافية للحد من‬
‫اختالالت و هفوات التدبير الجهوي و الترابي بشقيه إلاداري و املالي ‪ .‬فقد أبانت املمارسة الجهوية الجديد عن‬
‫العديد من املشاكل و العوائق حالت دون تطور العمل الجهوي و مسايرته للواقع الذي تفرضه متطلبات الجيل‬
‫الجديد للجهوية ‪ ،‬و هو ما يجعلنا أمام إشكالية التناقض بين الخطاب و املمارسة‪. 227‬‬
‫يعتبر برنامج التنمية املجالية إلقليم الحسيمة ‪ ،‬و ألاحداث التي تسبب فيها ‪ ،‬و التي على إثرها أعفى رئيس‬
‫الدولة مجموعة من الوزراء و املسؤولين و املنتخبين بناء على بالغ للديوان امللكي بتاريخ ‪ 24‬اكتوبر ‪ ، 2017‬خير‬
‫دليل و الجواب على السؤال املحوري الذي طرحناه في الفقرة السابقة ‪ ،‬حول إمكانية تأسيس حكامة مالية على‬
‫املستوى الجهوي في ظل اختالالت على املستوى املركزي‬
‫فرغم إلامكانيات املالية التي خصصتها الاتفاقية إلاطار ‪ ،‬و التي بلغت مبلغ ‪ 1,2‬مليار درهم كمساهمة من وزارة‬
‫الداخلية لفائدة املجلس إلاقليمي للحسيمة و مبلغ ‪ 600‬مليون درهم من وزارة املالية لفائدة مجلس الجهة ‪ ،‬تبين‬
‫أنه تم تحويل هذه ألاموال دون تحديد املشاريع املزمع تمويلها بواسطة هذه املساهمات ‪ ،‬كما تبين أن وزارتي‬
‫الداخلية و املالية لم تقوما بإعداد برامج استعمال هذه املساهمات بالتشاور مع املجلسين إلاقليمي و الجهوي ‪،‬‬
‫إضافة إلى أن جهة تطوان الحسيمة توصلت بمبلغ ‪ 250‬مليون درهم من وزارة املالية ‪ ،‬ظل مجمدا ملدة سنة كاملة‬
‫في غياب برنامج لالستعمال ‪ ،‬ليتقرر بعد ذلك تحويله إلى وكالة تنمية الشمال من أجل تمويل برنامج طرقي إضافي‬
‫لوزارة التجهيز‪ ،‬و من جانب حكامة البرنامج تبين للمجلس ألاعلى للحسابات أن الاتفاقية‪-‬إلاطار نصت على إحداث‬
‫لجنة محلية للتتبع و التنسيق يترأسها عامل إقليم الحسيمة و لجنة مركزية للتتبع دون تحديد رئيسها ‪ ،‬كما أشار‬
‫تقرير املجلس ألاعلى للحسابات أن اللجنة املحلية للتتبع و التنسيق لم تتمكن من تعبئة جميع املتدخلين للمساهمة‬
‫الفعلية و الدينامية الالزمة النطالق البرنامج على أسس متينة ‪ ،‬في حين أن اللجنة املركزية لم تتطرق إلى الجدول‬
‫الزم ي إلنجاز املشاريع املبرمجة أو امليزانيات املتعلقة بها‪ ،‬إال خالل اجتماعها ألاول املنعقد في فبراير ‪ ، 2017‬أي بعد‬

‫‪ - 227‬سيدي ابراهيم فعرس ‪ ،‬الحكامة المالية في ضوء القانون التنظيمي للجهات رقم ‪ 111.14‬بالمغرب ‪ '' :‬األسس التشريعية و األعطاب التدبيرية '' ‪،‬‬
‫مجلة العلوم السياسية والقانون –المركز الديمقراطي العربي ‪،‬العدد ‪ – 26‬ديسمبر‪ /‬كانون األول ‪ ،‬المجلد ‪ ،4‬سنة ‪ ،2020‬ص ‪. 108‬‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪16‬شهرا من توقيع الاتفاقية‪ -‬إلاطار‪ ،‬أما بخصوص إنجاز البرنامج ‪ ،‬أشار املجلس إلى اتسام املشروع بالبطء في‬
‫انطالقته ‪ ،‬حيث أنه منذ التوقيع على الاتفاقية إلاطار في أكتوبر ‪ ، 2015‬و إلى غاية شهر فبراير ‪ ، 2017‬أشار التقرير‬
‫إلى غياب أية مبادرة فعلية للشروع في إنجاز املشاريع من قبل أغلبية املتدخلين على املستويين املركزي و املحلي‪ ،‬إذ‬
‫أنه من بين ‪ 644‬مشروعا مبرمجا لم تسجل حصيلة سنة ‪ 2016‬سوى إنجاز ‪ 5‬مشاريع بقيمة ‪ 146,8‬مليون درهم و‬
‫البدء في إنجاز ‪ 45‬مشروعا آخرا بقيمة ‪ 565‬مليون درهم‪. 228‬‬
‫إن حيثيات هذا التقرير تحيلنا على حقيقة واحدة ‪ ،‬و هي أن مظاهر ضعف الحكامة تتشابه على الصعيدين‬
‫الوط ي و الجهوي ‪ ،‬و بالتالي تكون املسؤولية هنا مسؤولية تضامنية للسلطات املركزية و الجهوية على مستوى‬
‫الحكامة و التدبير ما يجعلنا مجبرين على إلاحاطة بأهم ألاسباب و الانعكاسات لهذه الاختالالت ‪ ،‬ثم البحث عن‬
‫بعض السبل لتجاوزها‬
‫للوقوف على ألاسباب املوضوعية لهذه الاختالالت ‪ ،‬يمكن أن نستخلصها من خالل املظاهر التالية ‪:‬‬
‫‪ » ‬الرغبة امللحة لالغتناء و تحقيق املصالح الشخصية أو لفائدة املقربين ؛‬
‫‪ ‬تدني مستوى التأهيل القانوني للمنتخبين ؛‬
‫‪ ‬العجز على مستوى املؤهالت املطلوبة للنهوض بتدبير الشأن املحلي ‪ ،‬من تخطيط و برمجة و تنفيذ و‬
‫مواكبة و تتبع ؛‬
‫‪ ‬التساهل و عدم الحكم باسترجاع املبالغ املطابقة للخسائر املترتبة عن املخالفات املرتكبة ؛‬
‫‪ ‬اتساع دائرة الشطط في استعمال السلطة ؛‬
‫‪ ‬هزالة املتابعات الجنائية ضد مرتكيي املخالفات ؛‬
‫‪ ‬انغالق التدبير املحلي في إعداد و تنفيذ مخططات التنمية املحلية و الجهوية ؛‬
‫‪ ‬محدودية الاستقاللية املالية املتمثلة في انعدام سلطة جبائية حقيقية ؛‬
‫‪ ‬عدم الالتزام بسيادة القانون و التساهل في املتابعات و شيوع حاالت الالعقاب ؛‬
‫‪ ‬تدني وازع املواطنة و تراجع آثار القيم ألاخالقية على املمارسات و املعامالت املجتمعية؛‬
‫‪ ‬قصور الهيآت الرقابية على مستوى التنفيذ و صياغة التقارير و نشرها‪. « 229‬‬

‫‪228‬‬
‫‪ -‬المجلس األعلى للحسابات ‪''،‬مذكرة مرفوعة إلى الملك محمد السادس بخصوص التقرير المتعلق ببرنامج التنمية المجالية إلقليم الحسيمة منارة‬
‫المتوسط"‪ ،‬أكتوبر‪ -‬سنة ‪ ،1161‬ص ‪ 1‬و‪1 1‬‬
‫‪229‬‬
‫‪ -‬الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة ‪''،‬نحو بناء منظومة للحكامة الجيدة''‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 4. - 41‬‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫على ضوء هذه ألاسباب ليس من الغريب أن يترجم سوء الحكامة املالية الترابية على املستوى الجهوي إلى بروز‬
‫ممارسات غير مشروعة قد تتجلى في عدة ممارسات ‪ ،‬من قبيل تبديد و اختالل ألاموال العمومية و الرشوة و‬
‫املحسوبية و الزبونية و استغالل النفوذ ‪ ،‬خصوصا في ظل غياب برامج و تصورات وا حة ملكافحة الفساد على‬
‫مستوى الجهات‪.‬‬
‫انطالق مما سبق يتضح لنا جليا » أن املنظومة الحكماتية ال على مستوى التسيير و ال على مستوى استخدام‬
‫ألاموال العمومية ‪ ،‬توحي إلى قلق شديد حول مصير الجهوية و بالتالي هناك خياران أمام املغرب‪ :‬إما سيحقق‬
‫قفزة نوعية في الوقت املناسب من أجل الوصول إلى درجة جديدة من الوعي و التقدم‪ ،‬و إما سيؤدي تنامي‬
‫املنافسة السلبية و السيطرة الذاتية و التهور و عدم التبصر و النهب إلى ما ال يحمد عقباه‪«230‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬تحديات و آفاق التدبير املالي الجهوي ‪.‬‬

‫إذا كان املشرع اعترف للجهات بالشخصية املعنوية‪ ،‬و زودها بالوسائل القانونية و املالية لداء رسالتها‬
‫التنموية‪ ،‬فان التشخيص املتوصل إليه من خالل تحليل البنية الجهوية‪ ،‬يظهر أن هذه البنية تعتريها مجموعة‬
‫من الاختالالت و الثغرات التي تضعف و تحد من نجاعة و فعالية التدبير املالي الجهوي‪.‬‬
‫فنجاح خيار الجهوية املتقدمة ال يتوقف فقط على تخويل مجالس الجهات اختصاصات نظرية‪ ،‬بل تمكينها‬
‫أيضا من املوارد البشرية الكفؤة لتسييرها و حد من الاستقاللية و ضمانات رقابية‪ ،‬لن أي عملية لتوسيع‬
‫الاختصاصات الجهوية بدون إعادة توزيع هذه الوسائل بين الدولة و الجهات‪ ،‬سيؤدي ال محالة إلى نقل‬
‫اختصاصات صورية‪ ،‬و هذا القول يدفعنا من جهة لتحديد الاكراهات البشرية و الرقابية (املبحث ألاول )‪ ،‬و‬
‫استنتاج أهم التحديات و آلافاق املمكنة ( املبحث الثاني )‬

‫املبحث ألاول ‪ :‬انعكاسات محدودية الكفاءة العلمية و إلاكراهات الرقابية ‪.‬‬

‫يتطلب ترسيخ قواعد حكامة التدبير املالي جهويا و تجاوز كل الاختالالت و النواقص التدبيرية على املستوى‬
‫الجهوي ‪ ،‬إعادة النضر في أهمية دور النخب السياسية الجهوية في هذا الشأن ‪ ،‬فمهما كانت القوانين متقدمة ‪،‬‬
‫فإن إرساء مؤسسات جهوية منتخبة قوية قادرة على التدبير الجيد للموارد املالية ‪ ،‬و بالتالي تحقيق أهداف‬
‫التنمية ‪ ،‬يبقى رهينا بنوع النخب الجهوية و مدى تأطيرها السياس ي و تكوينها املعرفي (املطلب ألاول ) ‪ ،‬و التي‬
‫ستتولى هذه املهمة من جهة ‪ ،‬و هي مسؤولية ملقاة على عاتق ألاحزاب السياسية و السلطات الوصية و املعنية‬
‫‪230‬‬
‫‪ -‬محمد اليعكوبي‪ '' ،‬تأمالت حول الديمقراطية المحلية '' ‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ -‬الرباط ‪ ،‬سنة ‪ ، 4771‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.16.‬‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫بتأهيل و تكوين النخب الجهوية ‪ ،‬و من جهة أخرى بالحد من اكراهات املراقبة إلادارية و الرقابتين السياسية و‬
‫القضائية ( املطلب الثاني)‬

‫املطلب الاول‪ :‬تأثير ضعف التأطير السياس ي و التكوين املعرفي على تدبير املالية الجهوية ‪.‬‬

‫تعتبر إشكالية إنتاج النخب الجهوية أحد املعوقات ألاساسية للتدبير املالي الجهوي ‪ ،‬و ذلك نتيجة املزج بين‬
‫السلطتين الاقتصادية و السياسية في إنتاج النخب الجهوية ‪ ،‬ما يؤثر بشكل كبير على بناء مؤسسة الجهة و‬
‫إضعاف بنياتها عن طريق سلوك النخب من نهب للمال العام‪ ،‬و سوء التدبير و ذلك راجع لضعف التأطير السياس ي‬
‫و الكفاءة العلمية للمنتخب الجهوي ( الفقرة ألاولى) ‪ ،‬و التكوين املستمر على صعيد الجهات و املصالح املركزية (‬
‫الفقرة الثانية) و هو ما يتطلب تفعيل أحكام القانون التنظيمي رقم ‪ 000 04‬املتعلق بالجهات‪ ،‬و تطوير املمارسة‬
‫على مستوى الواقع ‪ ،‬من خالل الدورات التكوينية و التحسيسية للمجالس املنتخبة لتدارك النقائص الحاصلة في‬
‫هذا الشأن و تداركها ‪.‬‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬أثر محدودية التأطير السياس ي و الكفاءة العلمية للمنتخب الجهوي ‪.‬‬

‫ال زالت تعاني املجالس الجهوية املنتخبة من ضعف التأطير السياس ي داخل ألاحزاب السياسية ( أوال )‪ ،‬حيث‬
‫أن جل ألاحزاب السياسية املغربية تمنح تزكيات بناء على معايير املحسوبية و تبادل املصالح ناهيك عن املستوى‬
‫التعليمي املتدني لغلبية املنتخبين ( ثانيا)‪ ،‬و الذي أبانت عنه التقارير الرسمية‬
‫فكيف تتوفر نخب من هذا املستوى على قدرة تسيير البرامج و املشاريع التنموية ‪ ،‬و تتولى إلاشراف على التكوين ‪،‬‬
‫و إعداد امليزانيات ‪ ،‬و تدبير املوارد املالية في ظل ندرتها ؟‬

‫أوال ‪ :‬التأطير السياس ي ‪.‬‬

‫اعتبارا لكون أزمة التنمية الجهوية تتجلى في عدم قدرة النحب على تسيير جيد و تدبير عقالني ‪ ،‬فإن التساؤل‬
‫املطروح هو ما مدى النضج السياس ي و الحزبي لهذه النخب حتى تكون مؤهلة لتدبير أمثل للمجال الترابي‬
‫الجهوي؟‬
‫فاملالحظ أن هناك » وجود هشاشة كبرى و ضعف بين في التأطير السياس ي للنخب ‪ ،‬و الذي من املفترض أن‬
‫تلعبه ألاحزاب السياسية ‪ ،‬فمحاوالت هذه ألاخيرة ظلت في هذا إلاطار محدودة ‪ ،‬حيث اقتصرت على بعض‬

‫‪116‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫الندوات التي انحصرت في بعض ألاحزاب‪ « 231‬و عليه ‪ » ،‬فاالنتماء السياس ي املتقلب و الضبابي للمنتخبين ‪ ،‬يفسر‬
‫عجز التنظيمات الحزبية عن القيام بالتزاماتها الدستورية املتمثلة في التنظيم و التمثيل الشعيي ‪ ،‬و هذا العجز‬
‫الحزبي نابع بالسال من إكراهات سوسيولوجية و تاريخية‬
‫و بالرغم من كون الدولة قد بذلت جهودا كبيرة لدعم العمل الحزبي بغرض ايجاد نخب قادرة على الاضطالع‬
‫بمهامها الجهوية ‪ ،‬فإن الامر لم يؤد الى نتائج إلايجابية املرجوة ‪ ،‬و يعود هذا إلاخفاق الى عوائق اجتماعية‬
‫بالسال تتمثل في كون الكثير من النخب الاجتماعية و السياسية لم تستطع بعد من إنضاج وعي اجتماعي و‬
‫سياس ي مسؤول مكرل للمصالح الوطنية العليا‪« 232‬‬
‫و مما يزيد من ضعف التأطير السياس ي لدى املنتخبين الجهويين ‪ » ،‬ظاهرة اختالل املمارسة الحزبية باملغرب ‪،‬‬
‫خاصة ضعف الثقافة الديمقراطية داخل ألاحزاب ‪ ،‬إذ يعتبر عدم الالتزام بدورية عقد املؤتمرات العامة و ما‬
‫يعنيه ذلك من جمود للحياة السياسية ‪ ،‬و ضعف التناوب على ألاجهزة القيادية ‪ ،‬و سيادة إلاقصاء الداخلي عند‬
‫كل خروج عن توجهات النخبة املسيطرة إضافة إلى ظاهرة الانشقاقات املستمرة ‪ ،‬و التحالفات السياسية‬
‫الغريبة و املؤقتة ‪ ،‬و هي أمور مرتبطة بالنخبة السياسية ‪ ،‬و بوسائل الاشتغال و املمارسة الحزبية ‪ ،‬و‬
‫بالديمقراطية الداخلية و الثقافة الحزبية ‪ ،‬ثم باملوروث التاريخي و الثقافة السياسية للمغاربة‪ « 233‬حيث تشكل‬
‫الانشقاقات و التحالفات السياسية داخل مجالس الجهات ‪ ،‬عائقا خطيرا يحول دون إنجاز املشاريع التنموية ‪،‬‬
‫حيث يصبح تدبير الشأن الجهوي رهينا بالتوافق حول املصالح الشخصية و السياسية ‪ ،‬و هو ما يؤثر على‬
‫استقرار املجلس و بالتالي على مسارات التدبير الجهوي خاصة منها املالي و بما أن » شرط املحاسبة و املراقبة‬
‫يبقى من أهم الشروط لخلق التقويم املستمر ‪ ،‬فإن العمل الحزبي كيفما كان نوعه ينبغي أن يخضع للتقويم و‬
‫املراقبة داخليا و خارجيا ‪ ،‬فغياب ثقافة املراقبة داخليا تجعل ممارسة العمل الحزبي من خالل املشاركة في تدبير‬
‫الشأن العام املحلي ‪ ،‬يظهر في صورة مشوهة النعدام ثقافة التقويم في عملية التكوين و التأطير داخل ألاحزاب ‪ ،‬و‬
‫شرط املحاسبة يجعل كل منخرط في الحزب من خالل موقعه خصوصا إذا كان مسؤوال قادرا على معرفة ما‬
‫يجب عليه القيام به و متى و كيفية التعامل مع الظرفية‪ ،‬كما يجنب سوء التدبير و يعمل على حماية املال في‬
‫اتجاه تحقيق إلادارة الرشيدة ماليا و إداريا‪« 234‬‬

‫‪231‬‬
‫‪ -‬السعيدي مزروع فاطمة ‪ '' ،‬اإلدارة المحلية الالمركزية بالمغرب'' ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة ‪ -‬الدار البيضاء ‪ ،‬سنة ‪ ، 4770‬ص ‪.076‬‬
‫‪232‬‬
‫‪ -‬مصطفى محسن ‪ '' ،‬المسألة الجهوية و اشكالية التنمية بالمغرب رؤية اجتماعية نقدية'' ‪ ،‬منشورات المجلة المغربية لإلدارة و التنمية ‪ ،‬سلسلة مواضيع‬
‫الساعة ‪ ،‬العدد ‪ ، 14‬سنة ‪ ،1..1‬ص ‪.114‬‬
‫‪233‬‬
‫‪ -‬محمد الرضواني‪ ''،‬الحداثة السياسية في المغرب إشكالية و تجربة '' ‪ ،‬الطبعة االولى ‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة ‪ -‬الرباط ‪ ،‬سنة ‪،477.‬ص ‪.11‬‬
‫‪234‬‬
‫‪ -‬طارق أتالتي ‪ '' ،‬الحكامة الحزبية بالمغرب '' ‪ ،‬مجلة مسالك في الفكر و السياسة و اإلقتصاد ‪ ،‬العدد ‪ ، 1‬سنة ‪ ، 4771‬ص ‪.1.‬‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫إن املتتبع للشأن السياس ي ال يكاد يرى » في برامج ألاحزاب املغربية ما يمكن أن يسمى بفلسفة إيديولوجية‬
‫وا حة املضمون تدافع عن مشروع مجتمعي محدد ‪ ،‬و ذلك لن الثقافة الحزبية في املغرب ‪ ،‬ال تقيم تمييزا بين‬
‫الدور السياس ي و الهوية إلايديولوجية ‪ ،‬و حتى ألاوصاف السياسية املستعملة في تحديد طبيعة ألاحزاب املغربية‬
‫تنحصر ‪ ،‬في أحزاب ألاغلبية و أحزاب املعارضة ‪ ،‬و هكذا يتم تحديد الحزب انطالقا من دوره السياس ي و ليس‬
‫انطالقا من هويته إلايديولوجية ‪ « 235‬و هو عكس ما أسست له الخطب امللكية الال الداعية إلى تأهيل العمل‬
‫الحزبي ‪ ،236‬و انبثاق مجالس جهوية للنخب املؤهلة لحسن تدبير شؤون مناطقها ‪ ،‬كما جاء في الخطاب امللكي‬
‫بتاريخ ‪ 3‬يناير ‪ 2010‬بمناسبة تنصيب اللجنة الاستشارية للجهوية ‪ ،‬و هذا ما يفسر غياب مدارل و خاليا التكوين‬
‫السياس ي و إلايديولوجي في جل ألاحزاب املغربية ‪ ،‬مع استثناء يتعلق بالحزاب التقليدية منها ‪ .‬انطالقا من هذه‬
‫الزاوية ‪ ،‬نالحظ وجود العديد من مظاهر الريع و الانحراف بين املستشارين الجهويين ‪ ،‬عن مواقعهم السياسية‬
‫ألاصلية مستغلين فرصة مشروعية السلطة السياسية املستمدة من الدوائر الانتخابية ‪ ،‬فغيروا انتماءاتهم‬
‫‪237‬‬
‫فغالبا ‪ » ،‬يتحدد الوعي السياس ي للنخب من خالل تنشئتها الاجتماعية ‪ ،‬إذ تمكنها من إلادراك بأن‬ ‫الحزبية‬
‫الانتخابات ليست لحظة سياسية ب ل خيار استراتيجي يرهن مستقبلها الاجتماعي و الاقتصادي قبل أن يرهن‬
‫مستقبلها السياس ي‪ « 238‬كما أن دور املواطنين ال يقل أهمية عن دور ألاحزاب السياسية في اختيار النخب املؤهلة‬
‫لتدبير شؤونهم الجهوية فهشاشة التأطير السياس ي لهذه النخب من شأنه أن يجعل منها مجرد مجالس صورية‬
‫هدفها ألاسال تحقيق املصالح الذاتية ‪ ،‬مما يؤثر سلبا على وظيفتها إلادارية و املالية و هو ما تؤكده الاختالالت‬
‫التدبيرية التي أشار إليها التقرير ألاخير للمجلس ألاعلى للحسابات لعامي ‪ 8006‬و ‪ ،8008‬حيث أصدرت غرف هذا‬
‫املجلس »‪ 222‬قرارا قضائيا فيما يخص مادة التدقيق و البت في الحسابات و‪ 60‬قرارا في ميدان التأديب املتعلق‬
‫بامليزانية و الشؤون املالية ‪ ،‬إضافة إلى إحالة أربعة قضايا على السلطة القضائية تتعلق بأفعال قد تستوجب‬
‫عقوبة جنائية‪ « 239‬و هو ما يؤكد أن هذا التدبير تشوبه اختالالت مالية عديدة أدت في بعض الحاالت إلى‬
‫التعجيل بعزل عدد من املنتخبين‪.‬‬

‫‪235‬‬
‫‪ -‬محمد ظريف‪''،‬المغرب في مفترق الطرق ‪ :‬قراءة في المشهد السياسي''‪ ،‬منشورات المجلة المغربية لعلم االجتماع السياسي‪ ،‬سنة ‪ ،1..4‬ص ‪.11‬‬
‫‪236‬‬
‫‪ -‬الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش ‪ 07 ،‬يوليوز ‪ -‬سنة ‪.4776‬‬
‫‪237‬‬
‫‪ -‬محمد ا ألسعد ‪ '' ،‬الثقافة السياسية للمنتخبين و تنظيم المجال المحلي بالمغرب '' ‪ ،‬مجلة أمل ‪ ،‬العدد ‪ ، 11 – 17‬سنة ‪ ، 1..0‬ص ‪.471‬‬
‫‪238‬‬
‫‪ -‬محمد زين الدين ‪ '' ،‬المرتكزات القانونية و السياسية إلنجاح العملية اإلنتخابية '' ‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمية ‪ ،‬العدد ‪ ، 10‬نونبر–‬
‫دجنبر ‪ ،‬سنة ‪ ، 4770‬ص ‪.140‬‬
‫‪239‬‬
‫‪ -‬التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات ‪ ،‬سنة ‪ ، 4710 - 4714‬ص ‪.8-9‬‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫تحقيقا لألهداف املنشودة لخيار الجهوية ‪ ،‬أصبحت ألاحزاب السياسية اليوم ملزمة » بشفافية تشكيالتها ‪ ،‬و‬
‫‪240‬‬
‫«‪،‬و‬ ‫العمل على اختيار و تزكية نخب جديدة مؤهلة ذات كفاءة علمية ‪ .‬و ذلك بناء على مبادئ ديمقراطية‬
‫تكوينهم و تأهيلهم تجسيدا ملقتضيات املادة الثانية من قانون ألاحزاب السياسية رقم ‪ 36.04‬التي تنص على‬
‫تساهم ألاحزاب في تنظيم املواطنين و تمثيلهم و هي بهذه الصفة تساهم في نشر التربية السياسية و مشاركة‬
‫املواطنين في الحياة العامة و تأهيل نخب قادرة على تحمل املسؤوليات العمومية و تنشيط الحقل السياس ي‬
‫فالحزاب السياسية اليوم أصبحت مجبرة على إعادة النظر في طريقة اختيارها ملرشحيها على مستوى الجهات ‪،‬‬
‫فاالختالالت التدبيرية التي تعرفها الجهات ‪ ،‬هي نتيجة تزكيتها لشخاص ال تتوفر فيهم شروط النزاهة و املسؤولية ‪،‬‬
‫ناهيك عن اعتمادها في اختيار مرشحيها على معايير ال تراعي جم ألامانة و املسؤولية بقدر ما تراعي املصالح‬
‫الشخصية الضيقة كما البد لألحزاب السياسية أن تعتمد شرط الكفاءة العلمية في اختيار مرشحيها لالنتخابات‬
‫الجهوية ‪ ،‬تجاوزا للفراغ التشريعي الذي تركه املشرع في هذا الشأن و الذي يستث ي شرط الكفاءة العلمية التي‬
‫يعتبر من أهم املعايير التي يتطلب توفرها في أعضاء املجالس الجهوية املنتخبة ‪ ،‬و التي هي ضمان التدبير الجيد‬
‫للشؤون الجهوية و ترشيد نفقاتها‬
‫ثانيا ‪ :‬الكفاءة العلمية ‪.‬‬
‫أصبح املنتخب الجهوي يمثل إحدى الدعائم الرئيسية لتدبير الشأن الترابي ‪ ،‬و هو ما بات يفرض توفره على‬
‫شروط باملستوى املعرفي و الثقافي ملمارسة املهام الانتدابية ‪ ،‬خاصة أن الوظائف التنموية املوكولة للجهات في‬
‫تطور مستمر بفعل ما تعرفه الجهوية من تحوالت متسارعة‪ ،‬و بالتالي فعدم كفاءة املنتخبين و قلة إملامهم‬
‫باملقتضيات القانونية و التدبيرية ينعكس ال محالة على تحقيق التنمية الجهوية املأمولة ذلك أن املشرع املغربي ‪،‬‬
‫» لم يشر إلى شرط الكفاءة التعليمية في املترشحين لعضوية املجالس الجهوية ‪ ،‬مما يطرح صعوبة على املنتخبين‬
‫في تحليل الوثائق الجهوية التقنية ‪ ،‬من قبيل امليزانية و الحساب إلاداري و غيرهما ‪ .‬فاملالحظ أن املشرع املغربي‬
‫اشترط في هيأة املترشحين لعضوية املجالس الجهوية بعض الشروط املتعلقة بالسن و إلاقامة الخ ‪ ،‬في مقابل‬
‫غياب التنصيص على شرط الكفاءة ‪ ،‬ولو على مستوى رئاسة الجهة ‪ ،‬على غرار التشريع املتعلق بالجماعات‬
‫الحضرية و القروية‪« 241‬‬

‫‪240‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ، 46‬ظهير شريف رقم ‪ 1.06.18‬صادر في ‪ 15‬من محرم ‪ 14 ( 1427‬فبراير ‪ ) 2006‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 36.04‬المتعلق باألحزاب‬
‫السياسية الجريدة الرسمية عدد ‪ 21– 5397‬محرم ‪ 20 ( 1427‬فبراير ‪.) 2006‬‬
‫‪241‬‬
‫‪ -‬أحمد حضراني ‪ '' ،‬المنتخب الجماعي و صعوبات التسيير'' ‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمية ‪ ،‬العدد ‪ ، 4.‬أكتوبر – دجنبر ‪ ،‬سنة ‪، 1...‬‬
‫ص ‪.46‬‬

‫‪114‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫لقد حدد املشرع املغربي شروط أهلية الترشح النتخاب أعضاء مجالس الجهات من خالل الباب الثاني من‬
‫القسم الثاني من القانون التنظيمي ‪ 28 00‬املتعلق بانتخاب أعضاء مجالس الجماعات الترابية في املواد ‪ 88‬إلى‬
‫‪ ، 23‬مع إلاحالة على املادة ‪ 6‬التي حدد من خاللها املشرع الحاالت التي يمنع فيها الترشح لعضوية املجالس‬
‫الجهوية‬
‫من خالل القراءة املتأنية ملضامين لهذا القانون ‪ ،‬خاصة تلك املتعلقة بأهلية انتخاب أعضاء مجالس الجهات‬
‫نالحظ أن املشرع قد أغفل شرط الكفاءة كشرط للترشح لعضوية املجالس الجهوية ‪ ،‬و لو على مستوى رئاسة‬
‫الجهة على ألاقل فاعتقاد البعض» بأن التنصيص على شرط التعليم أو عنصر الكفاءة من شأنه أن يمس‬
‫باملبادئ الديمقراطية ‪ ،‬يعد اعتقادا خاطئا ‪ ،‬إذ أن املصلحة العامة و التمثيلية الديمقراطية ال تتعارض مع عنصر‬
‫التعليم و الكفاءة ‪ ،‬بل هي في حاجة إليها إن لم يكن شرطا لفعاليتها و صحتها ‪ ،‬إذ من غير املقبول في ظل‬
‫تعقيدات الشأن املحلي أن يتولى قيادته و مسؤوليته أشخاص ال يتوفرون على الحد ألادنى من التعليم و‬
‫الكفاءة‪ « 242‬و هو ما يتضح من خالل التقرير الذي أعدته وزارة الداخلية ‪ ،‬و الذي يبينه الجدول التالي ‪:‬‬
‫الجدول رقم ‪8 :‬‬
‫توزيع أعضاء مجالس الجهات حسب املستوى التعليمي و الجنس بناء على نتائج انتخابات ‪ 6‬شتنبر ‪. 2437716‬‬
‫بدون‬ ‫التعليم العالي التعليم الثانوي التعليم‬ ‫مستوى التعليم‬
‫املجموع‬ ‫الابتدائي‬

‫إناث ذكور إناث‬ ‫ذكور‬ ‫ذكور إناث‬ ‫ذكور إناث‬ ‫الجنس‬

‫‪402‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪07‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪726‬‬ ‫نوع املستشارين ‪:‬‬
‫مستشاري‬
‫مجالس‬
‫الجهات‬

‫املصدر ‪ :‬تقرير لوزارة الداخلية حول '' الالمركزية في أرقام '' ‪ -‬سنة ‪. 7716 – 7716‬‬

‫‪242‬‬
‫‪ -‬كريم الحرش ‪ '' ،‬الحكامة المحلية بالمغرب '' ‪ ،‬سلسلة الالمركزية و اإلدارة المحلية ‪ ،‬العدد الثاني ‪ ،‬غشت ‪ -‬سنة ‪ ،477.‬ص ‪.06‬‬
‫‪243‬‬
‫‪ -‬وزارة الداخلية ‪ ،‬المديرية العامة للجماعات المحلية ‪ '' ،‬الالمركزية في أرقام '' ‪ ،‬سنة ‪ ، 4711 – 4716‬ص ‪.14‬‬

‫‪115‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫إن تنصيص املشرع على إبرام الجهة التفاقيات مع فاعلين من خارج اململكة في إطار التعاون الدولي و كذا‬
‫الحصول على تمويالت حسب مقتضيات املادة ‪ 28‬من القانون التنظيمي املتعلق بالجهات ‪ ،‬و اتخاذ قرارات مالية‬
‫من قبيل التداول و التصويت على امليزانية و الحسابات الخصوصية و امليزانيات امللحقة ‪ ،‬و تحديد سعر الرسوم‬
‫و تدبير ألامالك و صيانتها ‪ ،‬و اقتناء العقارات الالزمة الضطالع الجهة باملهام املوكولة إليها أو مبادلتها أو تخصيصها‬
‫أو تغيير تخصيصها طبقا للقوانين و ألانظمة الجاري بها العمل حسب مدلول املادة ‪ 82‬من نفس القانون ‪ ،‬ال‬
‫يستقيم أن يمنح كاختصاص بيد أشخاص ذوي قدرات علمية محدودة ‪ ،‬خاصة و أن تنفيذ املقررات ذات الوقع‬
‫املالي على النفقات و املداخيل ال تكون قابلة للتنفيذ ‪ ،‬إال بعد التأشير عليها من قبل السلطة الحكومية املكلفة‬
‫بالداخلية ‪ ،‬ما يقوي من الرقابة املمارسة من سلطات الوصاية ‪ ،‬و بالتالي يصبح ضعف املستوى التعليمي ملنتخيي‬
‫مجالس الجهات هو أحد أهم إكراهات التدبير املالي للجهات و الذي يزداد سوءا » عند رئيس الجهة باعتباره‬
‫مجسدا لالمركزية الجهوية ‪ ،‬إذ يطرح التساؤل حول مدى قدرته على تدبير الاختصاصات املسندة إليه ‪ ،‬و هنا قد‬
‫يفتح املجال الحتمالين كالهما أسوء من آلاخر ‪ ،‬فإما إلاخالل بتدبير الشأن العام الجهوي ‪ ،‬و إما نقل ممارسة تلك‬
‫الاختصاصات إلى السلطة الوصائية‪ « 244‬فإذا كان رئيس الجهة و هو بهذا املستوى التكوي ي يتولى إعداد و تعديل‬
‫و تنفيذ امليزانية ‪ ،‬أليس من العبث أن تطالب الدولة ( إلادارة ) ‪ ،‬مثال كشرط الجتياز مباراة رئيس مصلحة املالية‬
‫إلحدى إداراتها أن يتوفر املترشح على دبلوم الدراسات العليا أو املاستر ‪ ،‬مع ميزة مستحسن ‪ ،‬بل أكثر من ذلك‬
‫تطالبه باجتياز املباراة بعد قبوله الجتيازها وفق مراحل معينة‬
‫بالرجوع إلى الباب ألاول من القسم الثاني من القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ‪ 000 04‬نجد املشرع قد‬
‫حمل املجالس الجهوية ما ال طاقة لها عليه من خالل الاختصاصات التي منحها إياها من خالل املواد ‪ 20‬إلى ‪، 82‬‬
‫كذلك من خالل الصالحيات التي منحها املشرع من خالل الباب ألاول من القسم الثالث املواد ‪ 86‬إلى ‪ ،000‬و ما‬
‫يزيد الطينة بلة هي الصالحيات التي أسندها املشرع لرئيس الجهة من خالل ‪ 000‬إلى ‪ ، 000‬و الغريب أن املشرع‬
‫مق ابل إغفاله لشرط الكفاءة بالنسبة النتخابات أعضاء املجالس الجهوية نجده من خالل مقتضيات املادة ‪28‬‬
‫يسند مهمة إلاشراف على التكوين املستمر لفائدة أعضاء املجالس و موظفي الجماعات الترابية‪ ،‬علما أن فاقد‬
‫الش يء ال يعطيه‬

‫‪244‬‬
‫‪ -‬عبد هللا اإلدريسي ‪ '' ،‬إصالح التنظيم الجماعي ‪ ،‬التنصيص و الحصيلة '' ‪ ،‬مطبعة الجسور‪ -‬وجدة ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬سنة ‪ ، 4770‬ص ‪.41‬‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫انطالقا مما سبق ‪ ،‬يتبين لنا أن إغفال املشرع لشرط الكفاءة كان مقصودا و الهدف منه هو تعزيز سلطة‬
‫الوصاية املركزية بصفتها املحتكرة على ألاطر و املوارد البشرية املؤهلة للتدبير على جميع املستويات ‪ ،‬مقابل‬
‫إضعاف املجالس الجهوية خوفا من تقلد ألاطر الجهوية املؤهلة التي يمكن أن تكون صوتا للمعارضة ‪ ،‬باعتبارها‬
‫متمكنة من قوانين اللعبة السياسية ‪ ،‬ما سيؤثر سلبا على مسارات التدبير املالي للجهات و القرارات املالية ‪ ،‬و هو‬
‫ما تبث من خالل الاختالالت التدبيرية التي أشارت إليها تقارير املجلس ألاعلى للحسابات و مجالسه الجهوية ألاخيرة‬
‫لعامي ‪ 8006‬و ‪8008‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬هفوات التكوين املستمر للمنتخب الجهوي ‪.‬‬

‫بناء على املسؤوليات التي منحها املشرع للجهات بموجب الدستور و القانون التنظيمي رقم ‪ ، 000 04‬أصبحت‬
‫هذه ألاخيرة مطالبة بممارسة اختصاصات معقدة ‪ ،‬ما يجعل التدبير املالي الجهوي رهين بوجود نخب ذات تكوين‬
‫مالئم ‪ ،‬و تملك سليم للمفاهيم و القوانين الجديدة ‪ ،‬مما يجعل من ورش التكوين املستمر لعضاء مجالس‬
‫الجهات و رفع قدراتهم املعرفية و التدبيرية رافعة أساسية لتطوير و تجويد أداءهم التدبيري ‪ ،‬و بالتالي تحقيق‬
‫ألاهداف املنتظرة من البرامج التنموية للجهات ‪ ،‬و هو ما سنتطرق إليه من خالل الصالحيات و آلاليات التي وضعها‬
‫املشرع كأسس قانونية لتدبير مسارات التكوين املستمر ‪ ،‬و ذلك على مستوى الاشراف ( أوال ) ‪ ،‬و املواكبة ( ثانيا )‬
‫أوال ‪ :‬على مستوى إلاشراف ‪.‬‬
‫تجاوزا للعوائق املتعلقة بقصور التكوين املعرفي لعضاء مجالس الجهات ‪ ،‬منح املشرع من خالل مقتضيات‬
‫القانون التنظيمي رقم ‪ 000 04‬املتعلق بالجهات ‪ ،‬الحق لعضاء مجالس الجهات من الاستفادة من التكوين‬
‫‪245‬‬
‫حيث حصر التكوين املستمر في الندوات و‬ ‫املستمر في املجالت املرتبطة باالختصاصات املخولة للجهة‬
‫اللقاءات و حلقات و ورشات التكوين ‪ ،‬ثم التكوين عن بعد‪ ،‬كما يمكن أن يشمل التكوين املستمر زيارات ميدانية‬
‫مرتبطة بموضوع التكوين‪.246‬‬
‫و ضمانا لتحقيق هذا املبتغى ‪ ،‬منح املشرع لعضاء مجالس الجهات عدة ضمانات قانونية حيث جعلهم‬
‫يستفيدون من رخص للتغيب للمشاركة في دورات التكوين املستمر املشار إليها في املادة ‪ 26‬أعاله ‪ ،‬و ذلك في‬

‫‪245‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 14‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 111.16‬المتعلق بالجهات ‪.‬‬
‫‪246‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 6‬من المرسوم رقم ‪ 15615111‬المتعلق بتحديد كيفيات تنظيم دورات التكوين المستمر لفائدة أعضاء مجالس الجماعات الترابية و مدتها و‬
‫شروط االستفادة منها و مساهمة الجماعات الترابية في تغطية مصاريفها‪ ،‬الصادر بتاريخ ‪ 11‬يونيو ‪11161‬‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪247‬‬
‫كما ألزم املشرع املشغلين‬ ‫حدود املدة الفعلية لهذه الدورات ‪ ،‬دون التأثير على رواتب أعضاء مجالس الجهات‬
‫الذين يشغلون العاملين في مقاوالتهم و الذين انتخبوا أعضاء في مجلس الجهة ‪ ،‬رخصا بالتغيب للمشاركة في‬
‫دورات التكوين املستمر و ذلك في حدود املدة الفعلية لهذه الدورات و حماية لعضاء مجالس الجهات ‪ ،‬خاصة‬
‫املأجورين منهم من أي تعسف قد يلحقهم جراء غياباتهم املتكررة لحضور الدورات التكوينية ‪ ،‬فقد جعل املشرع‬
‫ذلك ال يكون سببا إلنهاء عقد الشغل من قبل املشغل ‪ ،‬و في حال حدوث ذلك يتم أداء تعويضات عن الضرر‬
‫‪248‬‬
‫و جعل الجهة هي املسؤولة عن ألاضرار الناجمة عن الحوادث التي‬ ‫لفائدة املأجورين أعضاء مجالس الجهات‬
‫‪249‬‬
‫قد يتعرض لها أعضاء مجالس الجهات بمناسبة مشاركتهم في هذه الدورات التكوينية‬
‫ضمانا لتحقيق مطلب التكوين املستمر ‪ ،‬منح املشرع للجهات نظريا صالحية إلاشراف على عملية التكوين‬
‫املستمر ‪ ،‬كما وفر سبل الدعم لذلك عن طريق مواكبة املصالح املركزية‬
‫طبقا ملقتضيات املادة ‪ 20‬من القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ‪ 000 04‬فالجهة تمارل اختصاصات‬
‫ذاتية في مجال التنمية الجهوية ‪ ،‬كما تتولى مسألة إعداد و تتبع و تنفيذ برنامج التنمية الجهوية و التصميم‬
‫الجهوي إلعداد التراب و في إطار هذه الاختصاصات الذاتية املتعلقة بالتنمية الجهوية ‪ ،‬تتولى الجهات عملية‬
‫‪250‬‬
‫إلاشراف على التكوين املستمر لفائدة أعضاء املجالس و موظفي الجماعات الترابية‬
‫لقد جاءت مقتضيات املرسوم رقم ‪ 8 06 888‬املتعلق بتحديد كيفيات تنظيم دورات التكوين املستمر لفائدة‬
‫أعضاء مجالس الجماعات الترابية ومدتها وشروط الاستفادة منها و مساهمة الجماعات الترابية في تغطية‬
‫مصاريفها على املستوى النظري ‪ ،‬متماشية مع غايات القانون التنظيمي املتعلق بالجهة ‪ ،‬و خاصة املادة ‪ 28‬التي‬
‫أوكلت للجهة مهمة إلاشراف على التكوين املستمر لفائدة أعضاء مجالسها ‪ ،‬وجعلتها ضمن اختصاصاتها الذاتية‬
‫و بالرجوع إلى مقتض ى املادة ‪ 20‬السالف الذكر ‪ ،‬يتضح أن املشرع قد منح للجهات اختصاص إلاشراف على‬
‫الدورات التكوينية لعضاء مجالس الجهات ‪ ،‬بل تجاوز ذلك ليمنحها كذلك صالحية و اختصاص إلاشراف على‬
‫تكوين موظفي الجماعات الترابية ‪ ،‬و هو ما يتنافى مع واقع املمارسة العملية ‪ ،‬و ذلك لسببين ‪:‬‬
‫السبب ألاول ‪ :‬املستوى املتدني لغلبية أعضاء مجالس الجهات و هو ما أشارت إليه تقارير السلطة املركزية لوزارة‬
‫الداخلية‬

‫‪247‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 11‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 111.16‬المتعلق بالجهات ‪.‬‬
‫‪248‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 1.‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 111.16‬المتعلق بالجهات ‪.‬‬
‫‪249‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 10‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 111.16‬المتعلق بالجهات ‪.‬‬
‫‪250‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 14‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 111.16‬المتعلق بالجهات ‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫السبب الثاني ‪ :‬إسناد رئاسة الجهة بناء على معيار ألاكبر سنا‬
‫فباستثناء شرط الكفاءة العلمية كشرط النتخاب أعضاء املجالس الجهوية ‪ ،‬ال نجد أمامنا إال أمرين و كالهما مر‬
‫أوال ‪ :‬هدر املزيد من املال العام في دورات تكوينية و ندوات و أيام تحسيسية ال تنب ي على أسس التدبير ‪ ،‬و خاصة‬
‫إن كان هذا التدبير يتعلق بمسارات عدة لتدبير املوارد البشرية و التي لن يقوى على إلاشراف عليها من لهم أدنى‬
‫كفاءة علمية‬
‫ثانيا‪ :‬تدخل السلطات املركزية في مواكبة و العمل على تقوية قدرات املنتخبين ‪،‬و هو ما يعزز تدخل سلطات‬
‫الوصاية حتى على مستوى التكوين ‪ ،‬ما يمس بال مركزة التكوين الذي تبنته العديد من الدول املتقدمة ‪ ،‬دون‬
‫تحقيق املستوى املطلوب لتدبير الشأن العام الجهوي خاصة في اتخاذ القرارات املالية ‪ ،‬مع العلم أن املستويات‬
‫التعليمية لقرابة نصف أعضاء املجالس املنتخبة ال تتجاوز املستوى الابتدائي و الثانوي ‪ ،‬و في بعض الحاالت تبقى‬
‫دون مستوى إطالقا‬
‫ثانيا ‪ :‬على مستوى مواكبة املصالح املركزية لوزارة الداخلية املكلفة بالتكوين املستمر ‪.‬‬
‫ضمانا للتدبير الجيد لعضاء املجالس املنتخبة وضع املشرع املغربي ضمانات و مرتكزات قانونية لدعم و تقوية‬
‫قدرات أعضاء الجماعات الترابية في مجال التكوين املستمر‪ ،‬حيث منح املشرع لرؤساء مجالس الجهات الحق في‬
‫عقد اتفاقيات في مجال التكوين املستمر مع وزارة الداخلية‪ ،‬بهدف تنظيم و تأطير دورات تكوينية خاصة بأعضاء‬
‫‪251‬‬
‫الجماعات الترابية ‪ ،‬و ذلك بعد املناقشة و التصويت على ذلك في مداوالت مجالس الجهات‬
‫و قد أوكل املشرع للسلطة الحكومية املكلفة بالداخلية عن طريق املصالح املركزية لوزارة الداخلية املكلفة بالتكوين‬
‫املستمر مهمة مواكبة الجهات على املستوى تدبير مجاالت التكوين املستمر‪ ،‬حيث ألزمها طبقا ملقتضيات املادة‬
‫الخامسة من املرسوم رقم ‪ 8 06 888‬املتعلق بتحديد كيفيات تنظيم دورات التكوين املستمر لفائدة أعضاء‬
‫مجالس الجماعات الترابية بإعداد و نشر الوثائق املرجعية و البيداغوجية ذات الصلة بالتكوين املستمر ‪ ،‬و تقديم‬
‫الاستشارة لهاته الجهات في مجال هندسة التكوين ‪ ،‬كما جعلها بموجب القانون السلف الذكر تتكلف بتدبير‬
‫شبكة للمكونين ‪ ،‬و تنظيم لقاءات تحسيسية فور بداية مدة انتداب مجالس الجهات حول طرق تدبير و عمل‬

‫‪251‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 4‬من المرسوم رقم ‪ 4.14.4.0‬المتعلق بتحديد كيفيات تنظيم دورات التكوين المستمر لفائدة أعضاء مجالس الجماعات الترابية ومدتها وشروط‬
‫االستفادة منها و مساهمة الجماعات الترابية في تغطية مصاريفها‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪252‬‬
‫و هو الش يء‬ ‫مجالسها ‪ ،‬إضافة إلى تنظيمها دورات للتكوين املستمر لفائدة أعضاء مجالس الجماعات الترابية‬
‫الذي يو حه الجدول التالي ‪:‬‬
‫الجدول رقم ‪9 :‬‬
‫‪253‬‬
‫املستفيدون من الندوات وألايام التحسيسية الوطنية والعاملية لفائدة املنتخبات واملنتخبين وأطر الجماعات الترابية‬
‫عدد املستفيدين‬ ‫عدد الندوات‬ ‫امليادين التكوينية‬
‫‪7716 7716‬‬ ‫‪7716 7716‬‬
‫‪7 1736‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪4‬‬ ‫الندوات الجهوية حول إلافتحاص‬
‫‪466 1764‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪6‬‬ ‫الندوات الجهوية حول القيادة النسوية لفائدة‬
‫املنتخبات املحليات‬
‫‪736‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪7‬‬ ‫الندوات الجهوية حول املنازعات القضائية بالجماعات الترابية‬
‫‪7‬‬ ‫‪201‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪3‬‬ ‫املؤتمرات الدولية (تقديم الحسابات‪ -‬تمويل املدن إلاقريقية‪)..‬‬
‫‪171‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪7‬‬ ‫املساهمة في تنظيم القمة السابعة ملنظمة املدن والحكومات املحلية‬
‫بإفريقيا(افريستي) التي نظمت‬
‫بافريقيا الجنوبية‬

‫‪7‬‬ ‫‪771‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪3‬‬ ‫الندوات في املياداين التقنية ) البيئة و التنقل الحضري‬
‫‪127‬‬ ‫‪3101‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪10‬‬ ‫املجموع‬
‫املصدر ‪ :‬وزارة الداخلية ‪ ،‬املديرية العامة للجماعات الترابية ‪ ،‬الالمركزية في أرقام ‪. 7716 – 7716 ،‬‬
‫و قد عرفت بدورها سنة ‪ ، 8008‬تدخل املصالح املركزية املكلفة بمواكبة الجماعات الترابية في التكوين املستمر و‬
‫هو ما نستنتجه من الجدول التالي ‪:‬‬

‫‪252‬‬
‫‪ -‬مرسوم رقم ‪ 2.16.297‬المتعلق بتحديد كيفيات تنظيم دورات التكوين المستمر لفائدة أعضاء مجالس الجماعات الترابية ومدتها و شروط االستفادة منها‬
‫ومساهمة الجماعات الترابية في تغطية مصاريفها‪،‬مرجع سابق‪1‬‬
‫‪253‬‬
‫‪ -‬وزارة الداخلية ‪ ،‬المديرية العامة للجماعات الترابية ‪ ،‬الالمركزية في أرقام ‪ ، 4711 – 4716 ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.10‬‬

‫‪141‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫الجدول رقم ‪10 :‬‬
‫منجزات ‪ 7710‬في مجال دعم قدرات املنتخبين في إطار مواكبة الجهات ‪.254‬‬
‫‪173‬‬ ‫العمليات التكوينية‬
‫‪7477‬‬ ‫املستفيدين‬
‫‪ 1077‬منتخبا‬ ‫البرنامج الخاص ‪ 66 -‬عملية‬
‫‪ 116‬من أعضاء اللجن الجهوية‬ ‫ألايام التحسيسية – ‪17‬‬
‫‪ 327‬رؤساء الجماعات الترابية‬ ‫مواكبة الجهات إلعداد التصاميم‬
‫‪ 374‬منتخبا‬ ‫التكوين املستمر – ‪66‬‬
‫املصدر ‪ :‬وزارة الداخلیة ‪ ،‬مدیریة تكوین ألاطر إلاداریة والتقنیة ‪ ،‬التكوین وتقویة قدرات املوارد البشریة بالجماعات الترابیة ‪'':‬السیاق وآلالیات''‪،‬‬
‫فاس ‪ 70‬نونبر – سنة ‪.7710‬‬

‫يتضح لنا جليا من خالل الجداول السابقة الذكر جم املواكبة التي تقوم بها املصالح املركزية في سبيل تقوية‬
‫القدرات املعرفية للمنتخبين إال أنه و بالرجوع للجدول رقم ‪ 10‬يتضح لنا أن التكوينات عرفت تناقصا خالل سنة‬
‫‪ 8002‬على مستوى املستفيدين منها مقارنة مع سنة ‪ ، 8004‬هذا من جهة ‪ ،‬من جهة أخرى نالحظ أنه رغم عدد‬
‫املستفيدين من بعض التكوينات خاصة املتعلقة باالفتحاص و املنازعات القضائية للجماعات الترابية ‪ ،‬إال أن‬
‫ذلك لم يفي بالغرض املطلوب ‪ ،‬و الدليل على ذلك التقرير ألاخير للمجلس ألاعلى للحسابات برسم ‪8008 – 8006‬‬
‫الذي سنتطرق إليه الحقا ‪ ،‬و الذي أشار في إحدى مالحظاته البارزة املتعلقة بمنازعات الجماعات الترابية إلى‬
‫صدور أحكام تتضمن غرامات تهديدية أو أوامر بالحجز على أموال و ممتلكات الجماعات الترابية ‪ ،‬ما يع ي أن‬
‫التكوين املستمر في ظل غياب الكفاءة العلمية ش يء من الصعب تحقيقه خاصة في بعض املجاالت الصعبة و التي‬
‫تتطلب مستوى تعليمي عالي‬

‫‪254‬‬
‫‪ -‬وزارة الداخلية ‪ ،‬المديرية العامة للجماعات المحلية ‪ ،‬مديرية تكوين األطر اإلدارية والتقنية‪'' ،‬التكوين وتقوية قدرات الموارد البشرية بالجماعات‬
‫الترابية''‪ :‬السياق واآلليات‪ ،‬فاس ‪ 40‬نونبر – سنة ‪.4710‬‬
‫‪http://www.pncl.gov.ma‬‬ ‫الموقع اإللكتروني للبوابة الوطنية للجماعات الترابية ‪ :‬تاريخ ولوج الموقع ‪4711-71 -17 /‬‬

‫‪146‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫املطلب الثاني ‪ :‬إلاكراهات الرقابية ‪.‬‬

‫إن ممارسة الجهات الختصاصاتها و مهامها التنموية ال يتم إال عبر تخطيط مالي يتم بمقتضاه برمجة التكاليف‬
‫و ال نفقات ‪ ،‬عن طريق تحديد أولويات و مجاالت التدبير ‪ ،‬و في مقابل هذا التخطيط تنص القوانين الوطنية على‬
‫مجموعة من القواعد املتعلقة بالرقابة و املراقبة التي تمارل في إطار الجهوية املتقدمة املعتمدة سواء من خالل‬
‫املقتضيات الدستورية ‪ ،‬أو املحددة في القانون التنظيمي املتعلق بالجهات ‪ ،‬و املتمثلة في املراقبة إلادارية و الرقابة‬
‫السياسية ( الفقرة ألاولى ) ‪ ،‬و الرقابة القضائية ( الفقرة الثانية )‪ ،‬بشقيها املالي و إلاداري‬

‫الفقرة ألاولى ‪ :‬املراقبة إلادارية و الرقابة السياسية ‪.‬‬

‫منح املشرع بموجب مقتضيات القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬صالحيات رقابية لفائدة ممثل السلطة املركزية‬
‫في الجهة (الوالي) ‪ ،‬كما ترك جانبا من الرقابة ملجالس الجهات و التي تمارسها من خالل أعضائها ‪ ،‬فال أحد يشك‬
‫في الدور الهام الذي تلعبه سلطات الوصاية على الصعيد الجهوي من خالل املراقبة إلادارية التي يمارسها الوالة على‬
‫مجالس الجهات ( أوال ) ‪ ،‬إلى جانب رقابة أعضاء املجالس الجهوية املنتخبة ( ثانيا ) بغية مراقبة و مواكبة تدبيرها‬
‫املالي‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬املراقبة إلادارية ‪.‬‬

‫أحدث الدستور املغربي لعام ‪ ، 2011‬نقلة نوعية بخصوص مؤسسة الوالي ‪ ،‬حيث تم الارتقاء بصالحيات هذا‬
‫ألاخير ‪ ،‬سواء على مستوى تمثيل السلطة املركزية و ممارسة املراقبة إلادارية ‪ ،‬أو عالقاته بالسلطات الالمركزية ‪،‬‬
‫حيث ينص الدستور على أن والي الجهة هو من يمثل والة الجهات و عمال ألاقاليم و العماالت السلطة املركزية في‬
‫الجماعات الترابية ‪ ،‬و يعملون باسم الحكومة على تأمين تطبيق القانون‪ ،‬و تنفيذ النصوص التنظيمية للحكومة و‬
‫مقرراتها‪ ،‬كما يمارسون الرقابة إلادارية‪ ،‬و يساعد الوالة و العمال رؤساء الجماعات الترابية‪ ،‬و خاصة رؤساء‬
‫املجالس الجهوية على تنفيذ املخططات والبرامج الشمولية التنموية ‪ ،‬و يقوم الوالة و العمال تحت سلطة الوزراء‬
‫املعنيين‪ ،‬بتنسيق أنشطة املصالح الالممركزة لإلدارة املركزية‪ ،‬و يسهرون على حسن سيرها ‪ .255‬و هو ما تم تجسيده‬
‫من خالل مقتضيات القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ‪ ، 000 04‬و الذي منح حق ممارسة املراقبة إلادارية‬

‫‪255‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 145‬من الدستور المغربي لعام ‪. 2011‬‬

‫‪141‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫على شرعية قرارات رؤساء املجالس الجهوية و مقرراتها لوالي الجهة ‪ ،‬و منح للمحاكم الادارية حق البث في كل‬
‫النزاعات املرتبطة بهذا الشأن‪.256‬‬
‫انطالقا من هذه املستجدات الدستورية ‪ ،‬نستنتج أن املشرع أضفى على مؤسسة الوالي و أعمالها صبغة‬
‫جديدة ‪ ،‬و ذلك من خالل الانتقال بدورها و لو نضريا ‪ ،‬من الوصاية إلى التعاون ‪ ،‬ثم التنسيق‪ ،‬و هو ما تم‬
‫التأسيس له بموجب القانون التنظيمي للجهات رقم ‪ 111.14‬خاصة على مستوى تنفيذ التصميم الجهوي إلعداد‬
‫‪257‬‬
‫التراب‬
‫لقد خصص املشرع بابا كامال للمراقبة إلادارية ضمن القانون التنظيمي للجهات ‪ ،‬و الذي ألزم بموجبه مجلس‬
‫الجهة بتبليغ نسخ من محاضر دورات و مقررات و قرارات رئيس الجهة املتخذة إلى والي الجهة و حدد أجال لذلك‬
‫ال يتعدى عشرة أيام من أيام العمل املوالية لتاريخ اختتام الدورة أو لتاريخ اتخاذ القرارات املذكورة‪ ،‬و ذلك‬
‫‪258‬‬
‫كما منح املشرع ملؤسسة الوالي صالحية التعرض على النظام الداخلي‬ ‫مقابل وصل تمنحه والية الجهة‬
‫للمجلس الجهوي ومقرراته التي ال تدخل في صالحيات هذا ألاخير ‪ ،‬أو التي تشكل خرقا لحكام القانون التنظيمي‬
‫للجهات و النصوص التشريعية املعمول بها‪ ،‬و منح حق البث في طلب إيقاف تنفيذ املقرر للقضاء الاستعجالي‬
‫للمحاكم إلادارية في حالة بقاء مجلس الجهة على املقرر الذي تعرض له والي الجهة‪ ،‬مع وقف تنفيذ املقرر إلى‬
‫‪259‬‬
‫كما جعل املشرع بموجب املادة ‪ 115‬مجموعة من املقررات املالية ملجلس الجهة غير‬ ‫حين بت املحكمة في ألامر‬
‫قابلة للتنفيذ إال بعد تأشير سلطات الوالي في أجل ال يتجاوز عشرين يوما من تاريخ التوصل بها من رئيس مجلس‬
‫الجهة‪ ،‬من أهمها املقررات ذات الوقع املالي على النفقات و املداخيل‪ ،‬خاصة ما يخص تحديد سعر الرسوم‬
‫وألاتاوى و مختلف الحقوق و تفويت أمالك الجهة و تخصيصها ‪ ،‬و كذا ألامر بالنسبة ملقررات املجلس املتعلقة‬
‫بامليزانية و الاقتراضات و الضمانات و جعل سكوت مؤسسة الوالي بعدم اتخاذ أي قرار في شأن مقرر من املقررات‬
‫املنصوص عليها بعد انصرام أجل ‪ 20‬يوما املنصوص عليه في املادة ‪ 808‬من القانون التنظيمي املتعلق بالجهات‬
‫‪260‬‬
‫فكل » القرارات الخاضعة لسلطة الوصاية حسب هذا املنظور تكون محددة و منصوص‬ ‫بمثابة تصريح ضم ي‬

‫‪256‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 112‬من القانون التنظيمي للجهات رقم ‪. 111.14‬‬
‫‪257‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 88‬من القانون التنظيمي للجهات رقم ‪. 111.14‬‬
‫‪258‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 110‬من القانون التنظيمي للجهات رقم ‪. 111.14‬‬
‫‪259‬‬
‫‪ -‬المادة ‪116‬من القانون التنظيمي للجهات رقم ‪. 111.14‬‬
‫‪260‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 115‬من القانون التنظيمي للجهات رقم ‪. 111.14‬‬

‫‪141‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫ال وصاية بدون نص أو ال و صاية خارج‬ ‫عليها بصريح العبارة في القوانين ‪ ،‬و هذا ما تترجمه عبارة‬
‫النصوص ‪ « 261‬و هو ما أكده املشرع من خالل املادة ‪ 042‬من الدستور ‪ ،‬و السالفة الذكر‬
‫فرغم حصر املشرع للمقتضيات التي تهم املراقبة إلادارية حسب تعبيره في باب خاص‪ ،‬إال أنه نس ي أن هذه‬
‫الرقابة تظهر مالمحها من خالل أغلب املواد التي جاء بها القانون التنظيمي املتعلق بالجهات ‪ ،‬و خاصة تلك‬
‫املتعلقة بالجانب املالي و الذي تفرض علينا منهجية البحث التطرق إليها في هذا الجانب ‪ ،‬رغم معالجة بعض‬
‫تجلياتها ضمن الباب املتعلق باملراقبة إلادارية‪ ،‬و التي تضمنتها املادة ‪ 115‬التي أشرنا إليها سابقا و املتمثلة في‬
‫مقررات املجلس الجهوي ذات الوقع املالي على النفقات و املداخيل‪ ،‬و املقررات املتعلقة بامليزانية و الاقتراضات و‬
‫الضمانات ما يعكس تدخل سلطات الوالي على حساب السلطات التي كان من املمكن تخويلها لرئيس املجلس‬
‫الجهوي ‪ ،‬ما يجعلنا أمام رئيسين للجهة ‪ ،‬ألاول رئيس فعلي له سلطة تنفيذية و التي يستمدها من السلطات‬
‫املركزية‪ ،‬و رئيس صوري له سلطة جزئية مفوضة تخضع لسلطات الوالي‪ ،‬ما يجعل بعض املضامين التي جاء بها‬
‫القانون التنظيمي املتعلق بالجهات تسمو على املقتضيات الدستورية املرتبطة بهذا الشأن‬
‫فإذا كان املقصود باملراقبة الادارية التي يمارسها الوالي على املجالس الجهوية في شقها املالي بموجب املقتضيات‬
‫التنظيمية ‪ ،‬هو تأمين تنفيذ القانون و النصوص التنظيمية و مساعدة رؤساء املجالس الجهوية ‪ ،‬على تنفيذ‬
‫املخططات و البرامج الشمولية التنموية ‪ ،‬و تنسيق أنشطة هذه املجالس و برامجها و حسن تدبيرها ‪ ،‬فإن املشرع‬
‫قد ألزم رئيس مجلس الجهة و كذا ألاشخاص الاعتبارية الخاضعة للقانون العام أو الخاص و التي تقوم بتسيير‬
‫مرفق عمومي تابع للجهة ‪ ،‬بإعداد قوائم محاسبية و مالية تتعلق بتسييرها و وضعيتها املالية و إطالع العموم‬
‫عليها‪ ،262‬و التي يتولى رئيس مجلس الجهة باعتباره آلامر بالصرف املع ي تحت مسؤوليته القيام بإعدادها و نشرها‬
‫حسب منطوق املادة الثانية من املرسوم رقم ‪ 2.17.288‬الصادر ‪ 9‬يونيو‪ ، 2017‬املتعلق بتحديد طبيعة و كيفيات‬
‫إعداد و نشر املعلومات و املعطيات املتضمنة في القوائم املحاسبية و املالية ‪ ،‬املنصوص عليها في املادة ‪ 249‬من‬
‫القانون التنظيمي رقم ‪ 11.14‬املتعلق بالجهات ‪ ،‬كما منح إمكانية إخضاع تدبير الجهة و الهيئات التابعة لها ‪ ،‬أو‬
‫التي تساهم فيها لعمليات التدقيق‪ ،‬بما في ذلك عمليات التدقيق املالي‪ ،‬بمبادرة من املجلس الجهوي أو رئيسه بعد‬
‫إخبار والي الجهة أو بمبادرة من هذا ألاخير ‪ ،263‬ما يؤكد تجليات املراقبة إلادارية في شقها املالي ‪.‬‬

‫‪261‬‬
‫‪ -‬محمد اليعكوبي‪ ''،‬تأمالت حول الديمقراطية المحلية بالمغرب''‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة – الرباط ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،‬سنة ‪ ، 4771‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‬
‫‪.17‬‬
‫‪262‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 46.‬من القانون التنظيمي للجهات رقم ‪. 111.14‬‬
‫‪263‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 461‬من القانون التنظيمي للجهات رقم ‪. 111.14‬‬

‫‪144‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫من جهة أخرى ‪ ،‬جعل املشرع الجهات تخضع للتدقيق و البث في حساباتها هي و هيئاتها ‪ ،‬من قبل املجالس‬
‫الجهوية للحسابات في حدود دائرة اختصاصها‪ ،264‬و إطالع العموم عليها من خالل تقارير سنوية يعدها املجلس‬
‫ألاعلى للحسابات ‪ .‬و هو ما نفتقده على مستوى مراقبة مؤسسة الوالي التي تعرف بدورها عدة اختالالت سواء على‬
‫مستوى الكفاءة أو املسؤولية ‪ ،‬علما أن هذا املنصب ال يعتمد في مسطرة التعيين على معايير الكفاءة العلمية ‪،‬‬
‫بقدر ما يعتمد على الاعتبارات الحزبية و السياسية ‪ .‬ما يجعلنا نتساءل ‪ ،‬هل يتوفر الوالة على الكفاءة الكافية‬
‫ملراقبة أعمال الجهات ؟ و ما هو دور املفتشية العامة لإلدارة الترابية في ظل جب تقاريرها عن الرأي العام ؟‬
‫إن الدور الذي تقوم به سلطات املراقبة إلادارية على املستوى الجهوي رغم أهميته في إطار مواكبة الجهات و‬
‫مساعدتها ‪ ،‬إال أنه يمكن لهذا النوع من املراقبة أن يشكل عائقا على مستوى املمارسة ‪ ،‬خاصة بعد إقرار املشرع‬
‫على مبدأ التدبير الحر في الوثيقة الدستورية ‪ .‬فالتأشير على جل املقررات و القرارات الجهوية خاصة املالية منها‬
‫أصبح بيد الوالة ‪ ،‬بل أكثر من ذلك ‪ ،‬فاملشرع منح للوالة صالحية ترأل اللجنة الخاصة في حالة توقيف املجلس‬
‫الجهوي أو حله ‪ ،‬أو استقالة نصف عدد أعضاءه املزاولين ملهامهم ‪ ،‬أو في حالة تعذر انتخاب أعضاءه لي سبب‬
‫من ألاسباب ‪ ، 265‬مع العلم أن املشرع منح لرئيس املجلس الجهوي صفة ‪ ،‬آلامر بقبض مداخيل الجهة وصرف‬
‫نفقاتها‪ ،266‬و جعله املسؤول عن إعداد ميزانية الجهة و إبرام صفقاتها فيما يخص ألاشغال و التوريدات و‬
‫‪268‬‬ ‫‪267‬‬
‫و املصادقة على هذه الصفقات شخصيا أو بتفويض ملن يراه مناسبا لذلك‬ ‫الخدمات‬
‫تأسيسا على ما سبق ‪ ،‬يمكن القول أنه إلرساء نظام للمراقبة إلادارية فعال و قادر أن يؤثر إيجابا لتحقيق‬
‫الكفاءة و الفعالية إلادارية على املستوى الجهوي ‪ ،‬يتطلب بالضرورة و بالدرجة ألاولى ‪ ،‬أن تستوعب السلطات‬
‫املركزية ‪ ،‬ضرورة إصالح منظومة تعيين رجال السلطة ( الوالة ) ‪ ،‬و الذي يتم باقتراح من رئيس الحكومة ‪ ،‬و‬
‫بمبادرة من الوزير املع ي‪ ،269‬و جعلهم في املستوى الذي سيساهم في تحقيق أهداف الجهوية املتقدمة ‪ ،‬و‬
‫خاضعين فعليا للمراقبة الصارمة ‪ ،‬علما أنهم امتداد للسياسة الحكومية ‪ ،‬فالتدبير الجهوي السليم ‪ ،‬يقتض ي‬
‫إيجاد رقابة إدارية هدفها الحفاظ على سيادة القانون ‪ ،‬و السهر على تدبير و استخدام ألاموال العمومية ‪ ،‬و‬
‫حماية حقوق و حريات املواطنين‬

‫‪264‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 126‬ظهير شريف رقم ‪ 1.02.124‬صادر في فاتح ربيع اآلخر ‪ 13 (1423‬يونيو ‪ ) 2002‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 62.99‬المتعلق بمدونة المحاكم‬
‫المالية ‪.‬‬
‫‪265‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 77‬من القانون التنظيمي للجهات رقم ‪. 111.14‬‬
‫‪266‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 101‬من القانون التنظيمي للجهات رقم ‪. 111.14‬‬
‫‪267‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 105‬من القانون التنظيمي للجهات رقم ‪. 111.14‬‬
‫‪268‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 106‬من القانون التنظيمي للجهات رقم ‪. 111.14‬‬
‫‪269‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 49‬من الدستور المغربي لعام ‪1 2011‬‬

‫‪145‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الرقابة السياسية ‪.‬‬
‫تعتبر الرقابة السياسية من أهم أنواع الرقابة التي يمكن أن تساهم في ضمان تدبير مالي جهوي سليم إذا‬
‫توفرت فيها الشروط الضرورية ف » إذا كان منطق التشارك و املشاركة في إعداد امليزانية يعتبر إحدى مقومات‬
‫الحكامة املالية‪ ،«270‬فهو بذلك يعد شكال من أشكال الرقابة السياسة التي يمكن أن يمارسها أعضاء مجالس‬
‫الجهات ‪ ،‬و املواطنين و املواطنات على مستوى عملية اتخاذ القرار املالي الجهوي‬
‫‪ -1‬رقابة املجلس الجهوي املنتخب وإشكاالت مراقبة النشاط املالي للجهة ‪.‬‬
‫إذا كان القانون التنظيمي املتعلق بالجهات ينص على دور مجالس الجهات في دراسة امليزانية و اعتمادها‬
‫حسب مقتضيات املادة ‪ ، 082‬و ترك مسألة إعدادها لرئيس مجلس الجهة‪ ،271‬باعتباره آلامر بقبض مداخيل‬
‫الجهة و صرف نفقاتها حسب مدلول املادة ‪ 000‬من نفس القانون ‪ ،‬فإن الاختصاص املمنوح لهذا ألاخير يعد‬
‫مجاال يستوجب إجراء مراقبة سياسية على ميزانية الجهة في مختلف مراحلها‬
‫‪ -‬رقابة مالئمة مشروع امليزانية لوضعية الجهة ‪:‬‬
‫تسمح مناقشة أو دراسة ميزانية الجهة ملجلسها » بالتداول في مضامين مشروع هذه امليزانية و تناول مختلف‬
‫املعطيات املتعلقة بالتقديرات و البرامج التي تحتويها ‪ ،‬و تبدأ في واقع ألامر داخل اللجنة الدائمة املكلفة بامليزانية و‬
‫الشؤون املالية ‪ ،‬حيث يتم التفصيل في مضامين املشروع املقدم قبل عرضه الحقا على املجلس ككل من أجل‬
‫الحسم فيه‪ . « 272‬لذلك يلزم القانون التنظيمي للجهات مجالس الجهات بعد مصادقتها على نظامها الداخلي ‪،‬‬
‫بإحداث ثالث لجان دائمة على ألاقل ‪ ،‬و سبعة على ألاكثر يعهد إليها على التوالي بدراسة القضايا املتعلقة بامليزانية‬
‫و الشؤون املالية و البرمجة‪ ،‬و التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و البيئية‪ ،‬و إعداد التراب ‪ ،‬و ترك‬
‫للنظام الداخلي عملية تحديد عدد اللجان الدائمة وتسميتها و غرضها و كيفيات تأليفها ‪ ،‬مع منع أعضاء‬
‫‪274‬‬
‫و‬ ‫املجلس من الانتماء إلى أكثر من لجنة دائمة واحدة‪ . 273‬كما منح تخصص رئاسة هذه اللجان للمعارضة‬
‫‪275‬‬
‫جعل التصويت العل ي قاعدة التخاذ جميع مقررات مجلس الجهة‬

‫‪270‬‬
‫‪ -‬محمد حركات ‪ '' ،‬كيف تستطيع الحكامة المالية الجيدة إبطال مفعول الفساد''‪ ،‬المجلة المغربية للتدقيق و التنمية ‪ ،‬سلسلة التدبير اإلستراتيجي ‪ ،‬عدد ‪، 4‬‬
‫سنة ‪ ، 4771‬ص ‪.47‬‬
‫‪271‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 1.0‬من القانون التنظيمي للجهات رقم ‪. 111.14‬‬
‫‪272‬‬
‫‪ -‬المهدي بنمير ‪ ''،‬الجماعات المحلية و الممارسة المالية بالمغرب''‪ ،‬المطبعة و الوراقة الوطنية ‪ -‬مراكش ‪ ،‬سنة ‪ ،1..6‬ص ‪.160‬‬
‫‪273‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 41‬من القانون التنظيمي للجهات رقم ‪. 111.14‬‬
‫‪274‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 07‬من القانون التنظيمي للجهات رقم ‪. 111.14‬‬
‫‪275‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 1‬من القانون التنظيمي للجهات رقم ‪. 111.14‬‬

‫‪141‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫على هذا ألاسال ‪ ،‬فمجلس الجهة يفصل في مداوالته املتعلقة بقضايا الجهة ‪ ،‬فهو بذلك يتولى دراسة مخطط‬
‫التنمية الاقتصادية و الاجتماعية والثقافية و البيئية ‪ ،‬و يترك مسألة تنفيذ مداوالت املجلس و مقرراته للرئيس ‪،‬‬
‫حسب مدلول املادة ‪ 000‬من القانون التنظيمي للجهات رقم ‪ ،111.14‬و هو ما يمنح نظريا لهذا املجلس مجاال‬
‫ملراقبة التطابق الحاصل بين مشروع امليزانية ‪ ،‬و التوجهات الكبرى التي وضعها مجلس الجهة و هو ما تؤكده‬
‫مقتضيات املادة ‪ 008‬من القانون التنظيمي للجهات تطبيقا لحكام الفقرة الثانية من املادة ‪ 040‬من الدستور‪،‬‬
‫حيث يمارل رئيس مجلس الجهة‪ ،‬بعد مداوالت املجلس‪ ،‬السلطة التنظيمية بموجب قرارات تنشر بالجريدة‬
‫الرسمية للجماعات الترابية طبقا لحكام املادة ‪ 820‬من نفس القانون التنظيمي للجهات رقم ‪ ، 000 04‬خاصة‬
‫القوائم املحاسبية و املالية املشار إليها في املادة ‪ 848‬من نفس القانون التنظيمي ‪ ،‬التي تحدد طبيعة املعلومات و‬
‫املعطيات املضمنة فيها و كذا كيفيات إعدادها و نشرها بمرسوم يتخذ باقتراح من السلطة الحكومية املكلفة‬
‫بالداخلية فعندما يعرض مشروع ميزانية الجهة على مجلس الجهة املنتخب قصد دراسته ‪ ،‬فهو » يكون مذيال و‬
‫جوبا بتقرير رئيس أو مندوب لجنة املالية ‪ ،‬باإلضافة إلى التقرير الذي يعده مقرر امليزانية حول التوجهات‬
‫ألاساسية للمشروع ‪ ،‬و هي التوجهات التي يفترض أن تكون نابعة من املجلس نفسه ‪ ،‬و هنا يستطيع املنتخبون‬
‫مراقبة مدى احترام املشروع ملا سطروه سابقا و مدارسة مدى مالءمته للحاجيات‪« 276‬‬
‫‪ -‬تعديل و رفض مشروع ميزانية الجهة من قبل املجلس‪.‬‬
‫إذا كان تدخل مجالس الجهات ال يتم إال بعد تحضير ميزانية الجهة و عرضها على مجلس الجهة للدراسة و‬
‫التصويت حسب املواد ‪ 082‬و ‪ 088‬من القانون التنظيمي املتعلق بالجهات ‪ ،‬فإن مجال تدخل هذه املجالس‬
‫يتجاوز ذلك ‪ ،‬حيث منح املشرع لهذه املجالس إمكانية دراسة جميع الاقتراحات املتعلقة بتعديل امليزانية التي من‬
‫شأنها تفادي أسباب رفضه العتمادها في الدورة العادية املتعلقة باعتماد امليزانية من قبل املجلس حسب ما أشير‬
‫إليه في املادة ‪ 082‬السالفة الذكر و ذلك في دورة استثنائية داخل أجل أقصاه خمسة عشر يوما ابتداء من تاريخ‬
‫الاجتماع الذي تم خالله رفض امليزانية ‪ ،‬حيث يمكن أن يلزم رفض املجلس اعتماد امليزانية رئيس الجهة بأن‬
‫يوجه امليزانية الغير املعتمدة مرفقة بمحاضر مداوالت املجلس إلى السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية في تاريخ‬
‫أقصاه فاتح ديسمبر ‪ ،‬حسب منطوق املادة ‪ 800‬من نفس القانون التنظيمي إضافة إلى ذلك ‪ ،‬فقد منح املشرع‬
‫ملجلس الجهة إمكانية أخرى لتعديل امليزانية ‪ ،‬عن طريق وضع ميزانيات معدلة وفقا للشكليات و الشروط املتبعة‬
‫في اعتماد امليزانية و التأشير عليها حسب مدلول املادة ‪ 804‬من القانون التنظيمي السالف الذكر و بهذا يكون‬

‫‪276‬‬
‫‪ -‬المهدي بنمير ‪''،‬الجماعات المحلية و الممارسة المالية بالمغرب''‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 161 -166‬‬

‫‪141‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫املشرع قد منح للمجالس الجهوية املنتخبة سلطة رقابية على مستوى اتخاذ القرار املالي املتمثل في طلب تعديل‬
‫امليزانية أو رفضها قبل اعتمادها‬
‫فبالرغم من هامش التدخل الذي منحه القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ‪ 111.14‬ملجالس الجهات في‬
‫هذا الشأن إال أنه يبقى ‪ » ،‬مجال التدخل الرقابي للمجالس املنتخبة على مستوى إعداد امليزانية يتمحور في‬
‫عمومه على دراسة املشاريع الجاهزة لهذه امليزانيات و التصويت عليها‪ . «277‬يتأكد هذا القول من خالل ما جاء في‬
‫مقتضيات الفقرة الثانية من املادة ‪ ، 804‬حيث يقوم رئيس مجلس الجهة في حالة رفض السلطة الحكومية‬
‫املكلفة بالداخلية التأشير على امليزانية ‪ ،‬بتعديل امليزانية و عرضها على املجلس للتصويت عليها داخل أجل عشرة‬
‫أيام ابتداء من تاريخ التوصل بأسباب رفض التأشير‬
‫على هذا ألاسال ‪ ،‬فرئيس مجلس الجهة هو من يتولى تعديل امليزانية كما هو الشأن في تحضيرها‪ ،‬و يكتفي‬
‫املجلس بالتصويت ‪ ،‬و هو ما من شأنه أن يثير جدال بشأن دور مجالس الجهات في هذا الباب على مستوى النص‬
‫و املمارسة‬
‫‪ -‬مراقبة مجالس الجهات لتنفيذ امليزانية ‪.‬‬
‫تعتبر وضعية مجالس الجهات و مجال تدخلها القانوني على مستوى مراقبة إلاجراءات املالية املمارسة من قبل‬
‫الهيئة التنفيذية ملجلس الجهة معقدة في هذا الجانب ‪ ،‬فرغم إسناد العمليات املالية و املحاسباتية املترتبة عن‬
‫تنفيذ ميزانية الجهة إلى آلامر بالصرف و الخازن لدى الجهة حسب مدلول املادة ‪ 808‬من القانون التنظيمي‬
‫للجهات رقم ‪ 000 04‬بعد إيداع أموال الجهة وجوبا بالخزينة العامة للمملكة وفق الكيفيات املحددة بنص‬
‫تنظيمي حسب مقتضيات املادة ‪ ، 800‬إال أن القانون التنظيمي املتعلق بالجهات منح هذا الاختصاص لسلطات‬
‫الداخلية ‪ ،‬حيث ال يمكن تنفيذ مقررات الجهة ذات الوقع املالي إال بعد تأشير هذه ألاخيرة عليها ‪ ،‬مع خضوع هذه‬
‫الجهات لنظام املحاسبة العمومية طبقا لإلجراءات و الضوابط التي يحددها املرسوم املتعلق بسن نظام املحاسبة‬
‫العمومية املتعلق بالجهات و مجموعاتها رقم ‪ ، 2.17.449‬إضافة إلى الرقابة التي تقوم بها باقي الهيآت الرقابية ‪،‬‬
‫كاملفتشية العامة لإلدارة الترابية و املفتشية العامة للمالية و املجالس الجهوية للحسابات‬

‫‪277‬‬
‫‪ -‬ربحي كريمة و بركان زهية ‪'' ،‬وضع دينامية جديدة لتفعيل دور الجماعات المحلية في التنمية''‪ ،‬دراسة مقدمة في الملتقى الدولي حول ‪ :‬تسيير و‬
‫تمويل الجماعات المحلية في ضوء التحوالت االقتصادية ‪ ،‬جامعة الحاج لخضر ‪ ،‬باتنة ‪ -‬الجزائر ‪ ،‬دجنبر ‪ -‬سنة ‪ ، 4776‬ص ‪.11‬‬

‫‪141‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫على هذا ألاسال ‪ ،‬يكون املشرع قد استث ى دور مجالس الجهات على مستوى تنفيذ امليزانية ‪ ،‬ما يحد من‬
‫ممارستها لرقابة سياسية حقيقية على القرارات املالية للجهاز التنفيذي للجهة و بالتالي فهذه املحدودية في مراقبة‬
‫تنفيذ امليزانية يمكن أن تنضاف إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه هذه املجالس قبل اعتماد امليزانية‬
‫‪ - 2‬رقابة الرأي العام على التدبير املالي للجهة ‪.‬‬
‫تعتبر رقابة الرأي العام على مستوى الجهات أسال الرقابة السياسية ‪ ،‬فالرأي العام يتحدد حسب مقتضيات‬
‫القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ‪ ، 111.14‬في املواطنين و املواطنات ‪ ،‬ثم الجمعيات ‪ ،‬مكرسا بذلك‬
‫مجموعة من الحقوق ذات الصلة بالديمقراطية التشاركية الترابية‪ .‬حيث ينص القانون التنظيمي رقم ‪000 04‬‬
‫املتعلق بالجهات ‪ ،‬على أن تحدث مجالس الجهات تطبيقا لحكام الفقرة ألاولى من املادة ‪ 038‬من الدستور ‪،‬‬
‫آليات تشاركية للحوار و التشاور لتيسير مساهمة املواطنات و املواطنين و الجمعيات في إعداد برامج التنمية و‬
‫تتبعها طبق الكيفيات املحددة في النظام الداخلي للجهة‪ .278‬و حدد بموجب املادة ‪ 117‬منه ثالث هيئات استشارية‬
‫تحدث لدى مجلس الجهة ‪. 279‬‬
‫بغض النظر عن املقتضيات املتعلقة بالديمقراطية التشاركية الترابية املتضمنة في الوثيقة الدستورية لعام‬
‫‪ ، 8000‬و املشار إليها في املواد ‪ ،280 03 ،‬و ‪ ،281 04‬و ‪ .28202‬و التي جعل شروط تحقيقها محددة في نص تنظيمي‬
‫حسب املادة ‪ 046‬من الدستور ‪ ،‬فإن ممارسة تلك الحقوق املرتبطة بهاته الديمقراطية التشاركية على مستوى‬
‫الجهات ال يمكن تحقيقها دون ضمانات قانونية أكثر وضوحا ‪ ،‬و التي ستمكن من املشاركة الفعلية للمواطنات و‬
‫املواطنين في تدبير املسار الجهوي ‪.‬‬
‫لقد ترجم القانون التنظيمي للجهات رقم ‪ 111.14‬هذه املقتضيات ‪ ،‬و التي تعتبر أهم أوجه الرقابة السياسية‬
‫على املستوى الترابي ‪ ،‬و املتمثلة في تقديم العرائض من قبل املواطنات و املواطنين ‪ .‬حيث وضع لها تعريفا حسب‬
‫مدلول املادة ‪ ،283119‬و جعل لها شروطا بالنسبة للعرائض املقدمة من قبل املواطنين و املواطنات جسدها من‬

‫‪278‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 114‬من القانون التنظيمي للجهات رقم ‪. 111.14‬‬
‫‪279‬‬
‫‪ -‬تحدث لدى مجلس الجهة ثالث (‪ )3‬هيئات استشارية ‪:‬‬
‫‪ -‬هيئة استشارية بشراكة مع فعاليات المجتمع المدني تختص بدراسة القضايا الجهوية المتعلقة بتفعيل مبادئ المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع ؛‬
‫‪ -‬هيئة استشارية تختص بدراسة القضايا المتعلقة باهتمامات الشباب ؛‬
‫‪ -‬هيئة استشارية بشراكة مع الفاعلين االقتصاديين بالجهة تهتم بدراسة القضايا الجهوية ذات الطابع االقتصادي‪.‬‬
‫يحدد النظام الداخلي للمجلس تسمية هاته الهيئات و كيفيات تأليفها وتسييرها‪.‬‬
‫‪280‬‬
‫‪ -‬تعمل السلطات العمومية على إحداث هيئات للتشاور‪ ،‬قصد إشراك مختلف الفاعلين االجتماعيين‪ ،‬في إعداد السياسات العمومية وتفعيلها وتنفيذها‬
‫وتقييمها‪.‬‬
‫‪281‬‬
‫‪ -‬للمواطنات والمواطنين‪ ،‬ضمن شروط و كيفيات يحددها قانون تنظيمي‪ ،‬الحق في تقديم ملتمسات في مجال التشريع‪.‬‬
‫‪282‬‬
‫‪ -‬للمواطنات والمواطنين الحق في تقديم عرائض إلى السلطات العمومية‪ .‬و يحدد قانون تنظيمي شروط و كيفيات ممارسة هذا الحق‪.‬‬
‫‪283‬‬
‫‪ -‬العريضة بالنسبة للجهات هي ‪ '' :‬كل محرر يطالب بموجبه المواطنات والمواطنون والجمعيات مجلس الجماعة الترابية بإدراج نقطة تدخل في‬
‫صالحياته ضمن جدول أعماله'' ‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫خالل مقتضيات املادة ‪ ،284 120‬كذلك ألامر بالنسبة للعرائض املقدمة من قبل الجمعيات و التي حدد شروطها‬
‫‪285‬‬
‫من خالل منطوق املادة ‪121‬‬
‫تيسيرا لعملية إيداع هاته العرائض على اختالف حامليها ‪ ،‬تودع العريضة لدى رئيس مجلس الجهة مرفقة‬
‫بالوثائق املثبتة للشروط املنصوص عليها في املواد ‪ 080‬و ‪ 080‬إليها أعاله مقابل و صل يسلمه فورا رئيس املجلس‬
‫أو من يفوضه لذلك ‪ ،‬و الذي يحيل العريضة إلى مكتب املجلس الذي يتحقق من استيفاءها للشروط الواردة في‬
‫نفس املادتين ‪ 080‬أو ‪ 080‬أعاله‪ ،‬حسب الحالة‬
‫و تسجل وجوبا في جدول ألاعمال العرائض املقدمة من قبل املواطنات و املواطنين و الجمعيات التي تم قبولها‪،‬‬
‫وفقا لحكام املادة ‪ 088‬من هذا القانون التنظيمي‪ ،‬و ذلك في الدورة العادية املوالية لتاريخ البت فيها من لدن‬
‫‪286‬‬
‫مكتب املجلس‬
‫انطالقا مما سبق‪ ،‬نستنتج أن سن املشرع لتقنية تقديم العرائض من قبل املواطنين و املواطنات و كذا‬
‫الجمعيات على مستوى الجهات ستشكل ال محالة دورا مهما في تدبير املوارد املالية الجهوية ‪ ،‬و يتضح ذلك في‬
‫الرقابة التي يمكن ممارستها على مجالس الجهات خاصة في شقها املالي من جهة ‪ ،‬و من جهة أخرى تقوية مجال‬
‫الديمقراطية التشاركية في تدبير هذه املوارد ‪ ،‬و املتمثلة في ممارسة القرار املالي إلى جانب مجالس الجهات و لو‬
‫بصفة استشارية في ممارسة الوظيفة املالية لهذه املجالس ‪ ،‬خاصة الشق املتعلق بتدبير امليزانية الجهوية علما‬
‫أن املشرع خول ملقدمي العرائض إضافة إلى‪ ،‬إلاعالن على عمومية جلسات مجالس الجهات و تعليق جدول‬
‫أعمالها‪ ،287‬ضمانة قانونية أخرى و املتمثلة في ‪ :‬إلزام رؤساء مجالس الجهات و كذا ألاشخاص الاعتبارية‬

‫‪284‬‬
‫‪ -‬يجب أن يستوفي مقدمو العريضة من المواطنات و المواطنين الشروط التالية ‪:‬‬
‫‪ ‬أن يكونوا من ساكنة الجهة المعنية أو يمارسوا بها نشاطا اقتصاديا أو تجاريا أو مهنيا ؛‬
‫‪ ‬أن تكون لهم مصلحة مشتركة في تقديم العريضة ؛‬
‫‪ ‬أن ال يقل عدد التوقيعات على ما يلي‪:‬‬
‫‪ 033 -‬توقيع بالنسبة للجهات التي يقل عدد سكانها عن مليون نسمة ؛‬
‫‪ 033 -‬توقيع بالنسبة للجهات التي يتراوح عدد سكانها بين مليون و‪ 0‬ماليين نسمة ؛‬
‫‪ 033 -‬توقيع بالنسبة للجهات التي يتجاوز عدد سكانها ‪ 0‬ماليين نسمة ؛‬
‫يتعين أن يكون الموقعون موزعين بحسب مقرات إقامتهم الفعلية على عماالت و أقاليم الجهة ‪ ،‬شرط أن ال يقل عددهم في كل عمالة أو إقليم تابع‬
‫للجهة عن ‪ 0‬في المائة من العدد المطلوب ‪.‬‬
‫‪285‬‬
‫‪ -‬يجب على الجمعيات التي تقدم العريضة استيفاء الشروط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬أن تكون الجمعية معترفا بها ومؤسسة بالمغرب طبقا للتشريع الجاري به العمل لمدة تزيد على ثالث سنوات‪ ،‬وتعمل طبقا للمبادئ الديمقراطية‬
‫و ألنظمتها األساسية؛‬
‫‪ -‬أن تكون في وضعية سليمة إزاء القوانين واألنظمة الجاري بها العمل ؛‬
‫‪ -‬أن يكون مقرها أو أحد فروعها واقعا بتراب الجهة المعنية بالعريضة ؛‬
‫‪ -‬أن يكون نشاطها مرتبطا بموضوع العريضة‪.‬‬
‫‪286‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 61‬من القانون التنظيمي للجهات رقم ‪. 111.14‬‬
‫‪287‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 11‬من القانون التنظيمي للجهات رقم ‪. 111.14‬‬

‫‪151‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫الخاضعة للقانون العام أو الخاص و التي تقوم بتسيير مرفق عمومي تابع للجهة‪ ،‬بإعداد القوائم املحاسبية و‬
‫‪288‬‬
‫على ألاقل باملقر إلاداري الرئيس ي لإلدارة‬ ‫املالية املتعلقة بتسيير الجهات و وضعيتها املالية و إطالع العموم عليها‬
‫املعنية و بالبوابة الالكترونية للمديرية العامة للجماعات املحلية ‪ ،‬و ذلك طبقا ملقتضيات املرسوم رقم ‪2.17.288‬‬
‫‪ ،‬و املتعلق بتحديد طبيعة و كيفيات إعداد ونشر املعلومات واملعطيات املضمنة في القوائم املحاسبية واملالية‬
‫املنصوص عليها في املادة ‪ 249‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬املتعلق بالجهات‬
‫إن الرقابة السياسية التي يمارسها الرأي العام على تنفيذ امليزانيات الجهوية ‪ ،‬تكتس ي أهمية بالغة على‬
‫مستوى مسارات التدبير املالي للجهات ‪ ،‬العتبارها آلية تمكن القائمين بها من تتبع تدبير املوارد املالية لجهاتهم أثناء‬
‫إعدادها ‪ ،‬كما تساهم في التأثير على التخطيط في إنفاقها » لكن يحق التساؤل في هذا السياق حول مدى فعالية‬
‫هذه الرقابة في ظل صعوبة الحصول على املعلومة املالية الجهوية عمليا ؟ ‪ ،‬و هو ما يؤكده واقع املقرات إلادارية‬
‫الرئيسية للجهات و البوابة الالكترونية للمديرية العامة للجماعات الترابية في هذا الشأن كما يحق التساؤل حول‬
‫مدى حضور الرقابة املالية في اهتمامات املواطن و انشغاالته ‪ ،‬أو مدى اقتناعه بجدوى و فعالية الرقابة املالية‬
‫ذاتها‪ «289‬و هو ما يترجمه قلة إن لم نقل انعدام العرائض املقدمة في هذا الشأن ‪ ،‬سواء من املواطنين و‬
‫املواطنات أو من جمعيات املجتمع املدني ‪ ،‬مع العلم أن تفعيل طرح الجهوية املتقدمة الجديد قارب عمره الخمس‬
‫سنوات‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬الرقابة القضائية ‪.‬‬

‫نظرا لألهمية التي يمكن أن تنجم عن الرقابة القضائية في حكامة تدبير املوارد املالية للجهات ‪ ،‬و الدور الذي‬
‫يمكن أن تلعبه هذه الرقابة في تجاوز مختلف الاختالالت املرتبطة بتدبير املوارد املالية سواء في مرحلة إلاعداد أو‬
‫التنفيذ ‪ ، ،‬كان البد لنا من إلاحاطة بها من خالل رقابة املحاكم املالية( أوال )‪ ،‬و رقابة القضاء إلاداري ( ثانيا )‪،‬‬
‫باعتبارهما آليتين من آليات حكامة التدبير املالي الجهوي ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬رقابة املحاكم املالية و القوة امللزمة للتوصيات ‪.‬‬


‫يعتبر املجلس ألاعلى للحسابات ‪ ،‬الجهاز ألاعلى للرقابة على املالية العامة ‪ ،‬و يتمتع باالستقاللية في ممارسة‬
‫هذه الرقابة بمقتض ى الدستور‪ ،‬فهو يتولى املراقبة العليا على تنفيذ قوانين املالية ‪ .‬و يتحقق من سالمة العمليات‪،‬‬
‫املتعلقة بمداخيل و مصاريف ألاجهزة الخاضعة ملراقبته بمقتض ى القانون‪ ،‬و يقيم كيفية تدبيرها لشؤونها‪ ،‬و يتخذ‬
‫‪288‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 46.‬من القانون التنظيمي للجهات رقم ‪. 111.14‬‬
‫‪289‬‬
‫‪- HARAKAT Med ,’’Réflexion sur l’adaptation du control de la cour des comptes au maroc ’’,op.cit.,p.233.‬‬

‫‪156‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫عند الحاجة عقوبات عن كل إخالل في هذا الشأن ‪ ،‬كما يتولى مهمة مراقبة و تتبع التصريح باملمتلكات‪ ،‬و تدقيق‬
‫حسابات ألاحزاب السياسية‪ ،‬و فحص النفقات املتعلقة بالعمليات الانتخابية‪.290‬‬
‫و طبقا لحكام القانون رقم ‪ 88 68‬املتعلق بمدونة املحاكم املالية ‪ ،‬تتولى املجالس الجهوية مراقبة حسابات‬
‫الجماعات املحلية و هيئاتها و كيفية قيامها بتدبير شؤونها ‪ .‬و في هذا إلاطار‪ ،‬تقوم املجالس الجهوية للحسابات ‪ ،‬في‬
‫حدود دائرة اختصاصها‪ ،‬بالتدقيق و البت في حسابات الجماعات املحلية و هيئاتها ‪ ،‬و كذا في حسابات ألاجهزة‬
‫املنصوص عليها في املادة ‪ 086‬من القانون رقم ‪ 88 68‬السالف الذكر‪ ،‬كما تتولى البت في حسابات املحاسبين بحكم‬
‫الواقع ‪ .‬و تمارل مهمة قضائية في ميدان التأديب املتعلق بامليزانية و الشؤون املالية تجاه ألاشخاص املشار إليهم في‬
‫الفقرة الرابعة من املادة ‪ 002‬من القانون رقم ‪ 88 68‬املذكور أعاله ‪ .‬كما تمارل هذه املجالس اختصاص مراقبة‬
‫التسيير و مراقبة استخدام ألاموال العمومية و في هذا الصدد تقوم ‪ ،‬في إطار برنامج سنوي ‪ ،‬بمراقبة تسيير‬
‫الجماعات املحلية و هيئاتها و مراقبة تدبير املقاوالت املخولة الامتياز في مرفق عام محلي ‪ ،‬أو املعهود إليها بتسييرها و‬
‫الشركات و املقاوالت التي تملك فيها هذه الجماعات ‪ ،‬أو املؤسسات العمومية الخاضعة لوصايتها أغلب ألاسهم أو‬
‫سلطة مرجحة في اتخاذ القرار ‪ .‬و تشمل هذه املراقبة جميع أوجه التسيير‪ ،‬بحيث تقيم هذه املجالس مدى تحقيق‬
‫ألاهداف املحددة و النتائج املحققة ‪ ،‬و كذا تكاليف و شروط اقتناء و استخدام الوسائل املستعملة ‪ .‬عالوة على‬
‫ذلك ‪ ،‬فهي تقوم ‪ ،‬في نفس إلاطار‪ ،‬بمراقبة استعمال ألاموال العمومية التي تتلقاها مختلف الجمعيات و كل ألاجهزة‬
‫ألاخرى التي تستفيد من مساهمة في الرأسمال ‪ ،‬أو من مساعدة كيفما كان شكلها من طرف الجماعات الترابية ‪،‬‬
‫باملوازاة مع ذلك ‪ ،‬فهي تساهم في مراقبة إلاجراءات املتعلقة بتنفيذ ميزانيات الجماعات املحلية و هيئاتها ‪ ،‬كما تتولى‬
‫مراقبة التصريح إلاجباري باملمتلكات لبعض منتخيي املجالس املحلية و الغرف املهنية و بعض فئات املوظفين و‬
‫ألاعوان العموميين‪.291‬‬
‫نظرا للقصور الحاصل على مستوى رقابة املحاكم املالية ‪ ،‬و املتمثل في عدم إدراج الجهات ضمن التقارير‬
‫ألاخيرة الخاصة بالجماعات الترابية ‪ ،‬و التي أنجزتها املجالس الجهوية للحسابات طبقا للمقتضيات الدستورية و‬
‫القانونية و التي أشرنا إليها أعاله ‪ ،‬علما أنه كان ألاحرى بها أن تقوم بإنجاز تقرير خاص بالجهات ‪ ،‬خاصة في هذه‬
‫املرحلة ‪ ،‬و ذلك لتقييم إنجازات مجالس الجهات على مستوى التدبير و ألاداء ‪ ،‬تجاوزا لكل الاختالالت التي يمكن أن‬
‫تحد من التدبير السليم للبرامج و املوارد على حد السواء‬

‫‪290‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 160‬من الدستور المغربي لعام ‪.4711‬‬
‫‪291‬‬
‫‪ -‬التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات ‪ ،‬سنة ‪ ، 2014‬ص ‪.8-9‬‬

‫‪151‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫من خالل قراءتنا املتأنية لتقرير املجلس ألاعلى للحسابات ألاخير برسم ‪ ، 2016-2017‬أثارنا أن هذا التقرير‬
‫تحدث عن الجهات بشكل ضم ي ضمن بعض محاوره‪ ،‬و املتعلقة باملنازعات ‪ ،‬و التصريح إلاجباري للممتلكات ‪ ،‬في‬
‫شكل شمولي يشير إلى كل الجماعات الترابية ‪ ،‬عكس املحاور ألاخرى التي خصصها للجماعات الترابية ألاخرى دون‬
‫ذكر الجهات ‪ ،‬و هو ما سنتطرق إليه ضمن التدبير املالي للمنازعات ‪ ،‬و التصريح إلاجباري للممتلكات و ذلك على‬
‫مستوى الجهات و أعضاء مجالسها املنتخبة‬
‫‪ - 1‬التدبير املالي للمنازعات الجهوية ‪.‬‬
‫لقد عرف إلاطار القانوني لتدبير منازعات الجماعات الترابية تطورا ملحوظا على امتداد ألاربعين سنة ألاخيرة‪،‬‬
‫هم‪ ،‬بالخصوص‪ ،‬موضوعي التمثيلية و الدفاع عن مصالح تلك الجماعات ‪ ،‬و ذلك بغية إرساء أسس الالمركزية و‬
‫ترسيخ مبدأ تقييم أداء املتدخلين و تحديد املسؤوليات في كل مرحلة من مراحل تدبير املنازعات‪ ،‬و كذا ترشيد‬
‫النفقات و يسهر رؤساء الجماعات الترابية حاليا‪ ،‬وفقا للقوانين الجاري بها العمل‪ ،‬بصفة مباشرة على تدبير‬
‫‪292‬‬
‫فقد منح املشرع صالحية تدبير منازعات الجهة لرئيس املجلس‬ ‫املنازعات املتعلقة بالجماعات التي يرأسونه‬
‫حيث يتولى هذا ألاخير بموجب مقتضيات القانون التنظيمي للجهات رقم ‪ 000 04‬مهمة تمثيل الجهة لدى املحاكم‬
‫في القضايا التي ال تهمه بصفة شخصية أو بصفته وكيال عن غيره أو شريكا أو مساهما أو تهم زوجه أو أصوله أو‬
‫فروعه و بموجب ذلك يتعين عليه السهر على الدفاع عن مصالح الجهة أمام القضاء فهو املع ي بإقامة جميع‬
‫الدعاوى القضائية املتعلقة بالجهة و متابعتها في جميع املراحل‪ ،‬كما يقيم جميع الدعاوى املتعلقة بالحيازة و‬
‫يدافع عنها‪ ،‬و يقوم بجميع ألاعمال التحفظية أو املوقفة لسقوط الحق‪ ،‬و يدافع عن التعرضات املقدمة ضد‬
‫اللوائح املوضوعة لتحصيل الديون املستحقة للجهة‪ ،‬كما يقدم بخصوص القضايا املتعلقة بالجهة‪ ،‬كل طلب‬
‫لدى القضاء الاستعجالي‪ ،‬و يتتبع القضية عند استئناف ألاوامر الصادرة عن قاض ي املستعجالت و استئناف هذه‬
‫‪293‬‬
‫و يطلع وجوبا املجلس على كل الدعاوى القضائية التي تم رفعها خالل الدورة‬ ‫ألاوامر و جميع مراحل الدعوى‬
‫‪294‬‬
‫العادية أو الاستثنائية املوالية لتاريخ إقامتها‬
‫فمقابل صالحية تدبير املنازعات املتعلقة بالجهة التي منحها املشرع املغربي لرئيس املجلس‪ ،‬و تجاوزا لكل‬
‫إخالل باتخاذ إلاجراءات الالزمة لتحصيل ديون الجهة التي تدخل في إطار الاختصاصات املخولة للرئيس في هذا‬
‫الشأن و ضع املشرع عقوبات يترتب عنها إحالة السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية ألامر إلى املحكمة إلادارية‬

‫‪292‬‬
‫‪ -‬التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم ‪ 2016-2017‬سنة ‪ ،2018‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 47‬‬
‫‪293‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 400‬من القانون التنظيمي للجهات رقم ‪.111.16‬‬
‫‪294‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 401‬من القانون التنظيمي للجهات رقم ‪.111.16‬‬

‫‪151‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫لتوقيف رئيس مجلس الجهة عن ممارسة مهامه إلى حين البت في طلب عزله‪ ،‬و ذلك بعد توصل هذا ألاخير‬
‫بمراسلته قصد إلادالء بإيضاحات كتابية حول ألافعال املنسوبة إليه و توصل السلطة الحكومية املكلفة‬
‫‪295‬‬
‫بالداخلية بإيضاحاته الكتابية ‪ ،‬مع إمكانية متابعة رئيس مجلس الجهة قضائيا‬
‫و بصدور القانون التنظيمي الخاصة بالجهات رقم ‪ ، 000 04‬تم تعويض مؤسسة املساعد القضائي بمؤسسة‬
‫الوكيل القضائي الذي يعين بقرار لوزير الداخلية ‪ ،‬حيث يتولى هذا ألاخير تقديم املساعدة القانونية للجهات و‬
‫هيئاتها و مجموعاتها ‪ ،‬و يؤهل للترافع أمام املحكمة املحال إليها ألامر‪ ،‬و قد خول القانون التنظيمي للجهات رقم‬
‫‪ 000 04‬للوكيل القضائي إمكانية مباشرة الدفاع عن الجهات في مختلف مراحل الدعوى ‪ ،‬حيث يلزم هذا القانون‬
‫إدخال الوكيل القضائي للجماعات الترابية ‪ ،‬تحت طائلة عدم القبول ‪ ،‬في جميع الدعاوى التي تستهدف مطالبة‬
‫الجهات و هيئاتها و مجموعاتها بأداء دين أو تعويض ‪ ،‬و يخول له بناء على ذلك ‪ ،‬إمكانية مباشرة الدفاع عن‬
‫الجهة و هيئاتها و مجموعاتها في مختلف مراحل الدعوى كما يمكن للجهة و هيئاتها و مجموعاتها أن توكل الوكيل‬
‫القضائي النيابة عنها في جميع الدعاوي ألاخرى ‪ ،‬كما يمكن أن تكون خدماته املقدمة للجهة و هيئاتها و‬
‫‪296‬‬
‫مجموعاتها موضوع اتفاقيات‬
‫تأسيسا على ما سبق ‪ ،‬نجد أن الجهات لم تحترم هذه املقتضيات القانونية باعتبارها صاحبة الصدارة على‬
‫مستوى الجماعات الترابية‪ ،‬و هو ما يؤكده تقرير املجلس ألاعلى للحسابات ألاخير لسنة ‪ ، 8002‬الذي أكد على‬
‫عدم تعيين الوكيل القضائي للجماعات الترابية ‪ ،‬إضافة إلى عدم توفر املتدخلين في هذا الشأن على إحصائيات‬
‫دقيقة ‪ ،‬سواء فيما يتعلق بعدد القضايا الرائجة أو ألاحكام و القرارات النهائية املنفذة منها و الغير املنفذة ‪ ،‬حيث‬
‫أرجع املجلس ألاعلى للحسابات أسباب ذلك إلى غياب التنسيق و التأطير‪ ،‬و عدم اعتماد نظام معلوماتي خاص‬
‫بتدبير املنازعات كما أشار التقرير إلى عدم تنفيذ نسبة مهمة من ألاحكام و القرارات الصادرة لصالح الجماعات‬
‫الترابية‪ ،‬و ضعف الاعتمادات املالية املبرمجة لتنفيذ ألاحكام و القرارات القضائية النهائية‪ ،‬زد على ذلك تراكم‬
‫املبالغ املحكوم بها ‪ ،‬و صدور أحكام تتضمن غرامات تهديدية‪ ،‬بل أكثر من ذلك فقد وصل ألامر بإصدار أوامر‬
‫‪297‬‬
‫و هو ما يو ح عدم الالتزام باملقتضيات القانونية ‪ ،‬خاصة ما جاء في املواد‬ ‫بالحجز على ألاموال و املمتلكات‬
‫‪ 836‬و ‪ 838‬من القانون التنظيمي للجهات السالفتي الذكر‪ ،‬و بالتالي يستوجب ألامر تطبيق مقتضيات املادة ‪68‬‬
‫من نفس القانون التنظيمي رقم ‪ ،000 04‬لتوقيف رؤساء مجالس الجهات املعنيين بهذه الاختالالت عن ممارسة‬

‫‪295‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 40‬من القانون التنظيمي للجهات رقم ‪.111.16‬‬
‫‪296‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 141‬من القانون التنظيمي للجهات رقم ‪1666564‬‬
‫‪297‬‬
‫‪ -‬التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم ‪ ، 4710 -4714‬سنة ‪ ، 4711‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.20‬‬

‫‪154‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫مهامهم إلى حين البت في طلب عزل هم‪ ، ،‬مع تحريك مسطرة املتابعة القضائية في حقهم وفق املقتضيات القانونية‬
‫املعمول بها في هذا الشأن‬
‫و في إطار التدبير إلاداري للمنازعات و تأثيره على اتخاذ القرار املالي ‪ ،‬فقد أشار تقرير املجلس ألاعلى للحسابات ‪،‬‬
‫إلى أن مهمة التدبير إلاداري لهذه املنازعات تتم بشكل أفقي على مستوى جميع املصالح الجماعية ‪ ،‬و هو نفس‬
‫ألامر بالنسبة ملؤسسة الوكيل القضائي ‪ ،‬ما يؤكد تفش ي هذا ألاسلوب على مستوى الجهات ‪ ،‬حيث يؤكد التقرير‬
‫على عدم اعتماد الجهة و باقي الجماعات الترابية إلدارة املخاطر في مجال املنازعات لتجاوزها و إيجاد الحلول‬
‫املناسبة للحد منها ‪ ،‬كإبرام اتفاقيات ودية مع املدينين الحائزين على أحكام و قرارات قضائية نهائية من أجل‬
‫تنفيذها ‪ ،‬ثم التحسيس بالدور الوقائي في املنازعات لتفادي اللجوء إلى القضاء‪ ،‬و تفعيل آليات الاستشارة القانونية‬
‫‪ ،‬و اللجوء املحدود ملساطر الطعن في ألاحكام و القرارات الصادرة ضدها‪ ،‬و إبرام اتفاقيات ودية مع املدينين‬
‫‪298‬‬
‫الحائزين على أحكام و قرارات قضائية نهائية من أجل تنفيذها‬
‫ضمانا للحقوق املالية للغير ‪ ،‬و التي تتعلق بمطالبة الجهة بأداء دين أو تعويض ‪ ،‬فقد جعل املشرع هذه‬
‫الدعاوى مرفوضة تحت طائلة عدم القبول من لدن املحاكم املختصة‪ ،‬إال بعد إحالة هذه الشكايات مسبقا إلى‬
‫والي الجهة‪ ،‬الذي يدرل الشكاية في أجل أقصاه ثالثون يوما ابتداء من تاريخ تسليم الوصل ليبقى للجهة‬
‫املشتكية حق الاختيار بعد ذلك إما برفع شكايته هاته إلى السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية التي تدرسها داخل‬
‫‪299‬‬
‫أجل أقصاه ثالثون يوما ابتداء من تاريخ توصلها بالشكاية‪ ،‬أو رفع الدعوى مباشرة أمام املحاكم املختصة‬
‫في هذا الاتجاه وقف تقرير املجلس ألاعلى للحسابات ألاخير لعام ‪ 8002‬على عدة اختالالت تمس بإحدى الحقوق‬
‫املكتسبة و املتمثلة أساسا في‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الاعتداء املادي على أراض ي الغير ‪ ،‬و الذي يحرم الجماعات الترابية من الاستفادة من مزايا مسطرة نزع امللكية‬
‫‪ ،‬و يحملها أعباء إضافية ‪ ،‬و هو نفس ألامر بالنسبة للجهات‬
‫ثانيا‪ :‬التهاون في نقل ملكية العقارات موضوع أحكام و قرارات نهائية صادرة في إطار قضايا الاعتداء املادي‪ ،‬ما يؤثر‬
‫على الرصيد العقاري للجهات‬
‫ففي ظل هذا التهاون الحاصل على مستوى تنفيذ املقتضيات القانونية و كذا الاختالالت على مستوى التدبير‬
‫ستظل الجماعات الترابية و في صدارتها الجهات تعاني من سوء التدبير املالي للمنازعات القضائية ‪ ،‬ما يجعلها‬

‫‪298‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪299‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 40‬من القانون التنظيمي للجهات رقم ‪.111.16‬‬

‫‪155‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫تستنزف موارد مالية أخرى هي في غ ى عنها من خالل الديون امللقاة على عاتقها و الغرامات ‪ ،‬إضافة إلى خطر‬
‫الحجز على ممتلكاتها و هو ما يؤثر سلبا على استقرارها املالي‬
‫‪ - 2‬التصريح إلاجباري للممتلكات‪.‬‬
‫عرفت « منظومة التصريح الاجباري باملمتلكات باملغرب تطورا قانونيا ‪ ،‬بدأ بالقانون رقم ‪ 29.25‬بتاريخ ‪07‬‬
‫دجنبر ‪ 1992‬املتعلق بإقرار موظفي و مستخدمي للدولة ‪ ،‬و الجماعات املحلية و الغرف املهنية ‪ ،‬و أعضاء مجلس‬
‫النواب باملمتلكات العقارية و القيم املنقولة التي يملكونها أو يملكها أوالدهم القاصرين ‪ ،‬و القانون رقم ‪54.06‬‬
‫لعام ‪ 2008‬املتعلق بإحداث التصريح الاجباري لبعض منتخيي املجالس املحلية و الغرف املهنية و بعض املوظفين‬
‫أو ألاعوان العموميين بممتلكاتهم ‪ ،‬كما تم تعزيز الترسانة القانونية للتصريح الاجباري باملمتلكات باملرسوم رقم‬
‫‪ 02.09.207‬بتاريخ ‪ 08‬ديسمبر ‪ 2009‬املتعلق بتحديد نموذج التصريح الاجباري باملمتلكات و وصل التسلم و بالحد‬
‫ألادنى لألموال املنقولة الواجب التصريح بها ‪ ،‬كذلك مصادقة املغرب على الاتفاقية ألاممية ملحاربة الفساد لعام‬
‫‪ 2003‬التي نشرت بالجريدة الرسمية بتاريخ ‪ 17‬يناير ‪ 2008‬عدد ‪ ، 5596‬و التي كان التصريح الاجباري للممتلكات‬
‫أهم عناصرها ‪ .‬و الذي جعله املشرع املغربي من اختصاص املجلس ألاعلى للحسابات بموجب املادة ‪ 147‬من‬
‫دستور ‪ ،2011‬و نظاما ملزما بموجب مقتضيات الوثيقة الدستورية‪ .»300‬حيث يجب على كل شخص منتخبا كان‬
‫أو معينا ‪ ،‬يمارل مسؤولية عمومية ‪ ،‬أن يقدم طبقا للكيفيات املحددة في القانون ‪ ،‬تصريحا كتابيا باملمتلكات و‬
‫‪301‬‬
‫‪.‬‬ ‫ألاصول التي في حيازته ‪ ،‬بصفة مباشرة أو غير مباشرة ‪ ،‬بمجرد تسلمه ملهامه ‪ ،‬خالل ممارستها و عند انتهائها‬
‫جعل املشرع مالية الجهات تخضع للمقتضيات القانونية للمحاكم املالية باعتبار الجهة أحد الجماعات الترابية‬
‫‪ ،‬و بذلك أصبحت الجهات كمثيالتها من الجماعات الترابية تخضع لرقابة املجالس الجهوية للحسابات ‪ ،‬حيث‬
‫تخضع العمليات املالية و املحاسباتية لهذه الجهات لتدقيق سنوي يتم في عين املكان و بناء على الوثائق املالية و‬
‫املحاسباتية‪ ،‬تنجزه بشكل مشترك املفتشية العامة للمالية و املفتشية العامة لإلدارة الترابية‪ ،‬و التي تنجز بناء‬
‫عليه تقريرا تبلغ نسخ منه إلى رئيس مجلس الجهة و إلى والي الجهة و إلى السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية‪ ،‬و‬
‫كذا إلى املجلس الجهوي للحسابات املع ي الذي يتخذ بناء على خالصات التدقيق إلاجراءات التي يراها مناسبة ‪،‬‬
‫مع تبليغ هذا ألاخير نسخة من التقرير إلى مجلس الجهة من أجل التداول فقط دون اتخاذ أي مقرر في هذا‬

‫‪ - 300‬سيدي ابراهيم فعرس ‪ ،‬التدبير المالي الجهوي الجديد في ضوء تقارير المحاكم المالية بالمغرب ‪ ،‬المركز العربي الديمقراطي ‪ -‬مجلة العلوم السياسية و‬
‫القانون ‪ ،‬العدد ‪ 24‬أكتوبر ‪ /‬تشرين األول ‪ ،‬المجلد ‪ ،4‬سنة ‪ ،2020‬ص ‪. 199‬‬
‫‪ - 301‬المادة ‪ 158‬من الدستور المغربي لعام ‪. 2011‬‬

‫‪151‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪302‬‬
‫ما يجعل املجالس الجهوية للحسابات‪ ،‬و املجلس ألاعلى للحسابات بحكم الاختصاص املركزي هو‬ ‫الشأن‬
‫صاحب القرار ذات القوة إلالزامية حسب مقتضيات القانون التنظيمي للجهات رقم ‪000 04‬‬
‫بمناسبة اختصاص املجالس الجهوية للحسابات بالتصريح باملمتلكات ‪ ،‬أشار تقرير هذه ألاخيرة برسم ‪، 8004‬‬
‫أن عدد التصاريح إلاجبارية للممتلكات التي توصل بها املجلس الجهوي للحسابات بجهة العيون الساقية الحمراء‬
‫كمثال على ذلك خالل سنة ‪ 8004‬حسب معطيات تقريره السنوي لعام ‪ ، 8004‬بغض النظر عن طبيعتها ‪882 ،‬‬
‫تصريحا‪ 884 ،‬منها يخص املوظفين ‪ ،‬إضافة إلى تصريح واحد يرجع للمنتخبين و منذ دخول قانون التصريح‬
‫إلاجباري باملمتلكات حيز التنفيذ سنة ‪ 8000‬توصل املجلس الجهوي للحسابات بما مجموعه ‪ 00838‬تصريحا‪،‬‬
‫منها ‪ 10861‬تهم املوظفين بمختلف فئاتهم و‪ 382‬تهم املنتخبين ‪ .‬و مقارنة بلوائح امللزمين املدلى بها من طرف‬
‫املصالح املعنية‪ ،‬فإن نسبة تقديم التصاريح تجاوزت ‪ 22‬في املائة بالنسبة للموظفين و لم تتجاوز ‪ % 2‬بالنسبة‬
‫‪303‬‬
‫للمنتخبين‬
‫في نفس السياق ‪ ،‬أشار تقرير املحاكم املالية برسم ‪ ، 8008 -8006‬إلى أن هذه ألاخيرة قد تلقت خالل سنتي ‪ 2016‬و‬
‫‪ 2017‬ما مجموعه ‪ ، 67.552‬منها ‪ 61.396‬على مستوى املجالس الجهوية‪ ،‬ليصل بذلك العدد إلاجمالي للتصريحات‬
‫التي تلقتها املحاكم املالية منذ سنة ‪ 2010‬ما مجموعه ‪ 222.026‬تصريحا‬
‫على هذا ألاسال ‪ ،‬نستنتج كباحثين أن هناك تطورا كبيرا على مستوى التصريحات املصرح بها لدى املجالس‬
‫الجهوية للحسابات ‪ ،‬إال أن الغريب أن تقارير هذه املجالس تعود لسنتي ‪ 2014‬و ‪ ، 8002‬في حين أن التقارير نفسها‬
‫تشير على أن املجلس توصل بالتصريحات السالفة الذكر ما بعد دخول القانون رقم ‪ 24 06‬املتعلق بإحداث التصريح‬
‫إلاجباري لبعض منتخيي املجالس املحلية و الغرف املهنية و بعض فئات املوظفين أو ألاعوان العموميين بممتلكاتهم‬
‫حيز التنفيذ سنة ‪ ، 2010‬بمع ى أن امللزمين بالتصريح قد زاولوا مهامهم طيلة املدة الفاصلة بين دخول القانون حيز‬
‫التنفيذ و صياغة تقارير املجالس الجهوية للحسابات لعامي ‪ ، 2014‬و ‪8002‬‬
‫فاملالحظة ألاولى التي يمكن استنتاجها ‪ ،‬هي املدة الطويلة التي مرت على اكتشاف أو الفصح عن عدم التصريح‬
‫باملمتلكات من قبل املجلس مع العلم أن املجلس يقوم بصياغة تقارير سنوية‬

‫‪302‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 440‬من القانون التنظيمي للجهات رقم ‪.111.16‬‬
‫‪303‬‬
‫‪ -‬تقرير المجلس األعلى للحسابات ‪ ،‬سنة ‪ ، 2014‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 11‬‬

‫‪151‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫أما املالحظة الثانية ‪ ،‬فتتجلى في مدى إلزامية املادة ‪ 0‬من القانون رقم ‪ 24 06‬السالف الذكر‪ ،304‬التي تلح على‬
‫ضرورة تصريح امللزمين داخل أجل ثالثة أشهر املوالية لإلعالن عن انتخابهم ‪ ،‬و التي يجب أن ال تتجاوز ثالثة أشهر‬
‫تحتسب ابتداء من تاريخ انتهاء مهمتهم املذكورة ‪ ،‬كذلك املواد‬
‫‪ ،3077-3058-30610‬من نفس القانون ‪ ،‬مع العلم أن بعض املنتخبين يتوفرون على جنسيات أجنبية أخرى ‪ ،‬إضافة إلى‬
‫أمالك و حسابات بنكية بدول أجنبية ما يجعلنا أمام إشكالية و املتمثلة في مفارقتين مفادهما ‪ ،‬ما مآل املالية‬
‫العمومية و الجهوية في ظل هذا التهرب و التملص من التصريح باملمتلكات ؟ و ما مدى إلزامية توصيات املجلس‬
‫ألاعلى للحسابات و مجالسه الجهوية في ظل غياب مبدأ سيادة القانون ؟‬
‫فإذا كان التنظيم القانوني للمحاكم املالية باملغرب ‪ ،‬تحكمه املقتضيات الدستورية ‪ ،‬خاصة املادتين ‪ 048‬و‬
‫‪ 042‬منه‪ ،‬و القانون رقم ‪ 08.88‬املتعلق باملجلس ألاعلى للحسابات الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪، 0.88.082‬‬
‫إضافة إلى مقتضيات القانون رقعم ‪ 68.88‬املتعلعق بمدونة املحاكعم املالية ‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريعف رقم‬
‫‪ ،0.08.084‬و إن كان تقدير القوة امللزمة لتوصيات املجلس ألاعلى و مجالسه الجهوية في عالقتها بمنتخيي مجالس‬
‫الجهات ‪ ،‬يرجع أوال إلى النظر في طبيعة املحاكم املالية و مجاالت تدخلها‪ ،‬باعتبارها مؤسسة قضائية مستقلة و‬
‫متخصصة تتولى إلاسهام في ترسيخ سيادة القانون و العمل على تكريس قيم التخليق و الشفافية في تدبير املرافق‬
‫العمومية بما فيها الجهات و السهر على تنميتها فإن توصيات املجلس ألاعلى و مجالسه الجهوية التي يصدرها هذا‬
‫ألاخير بما فيها قراراته القضائية تستمد قوتها إلالزامية بداية من إلزامية القانون ذاته‪ ،‬ما دام الهدف منها هو إعادة‬
‫تصرفات الجهات املعنية إلى دائرة املشروعية و الالتزام بالقانون الذي يبقى ملزما لكل املواطنين على السواء ‪ ،‬و هو‬
‫ما تؤكده مقتضيات املادة ‪ 048‬من الدستور بالنسبة للطابع امللزم لتوصيات هذه املجالس ‪ ،‬حيث تنص نفس املادة‬
‫على‪ :‬تتولى املجالس الجهوية للحسابات مراقبة حسابات الجهات و الجماعات الترابية ألاخرى و هيئاتها‪ ،‬و كيفية‬
‫قيامها بتدبير شؤونها و تعاقب عند الاقتضاء‪ ،‬عن كل إخالل بالقواعد السارية على العمليات املذكورة‬

‫‪304‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 16.74‬المتعلق بإحداث التصريح اإلجباري لبعض منتخبي المجالس المحلية والغرف المهنية وبعض فئات الموظفين أو األعوان العموميين‬
‫بممتلكاتهم ‪ ،‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 140.‬الصادرة يوم اإلثنين ‪ 0‬نونبر ‪. 4771‬‬
‫‪305‬‬
‫‪ -‬يطلع رئيس المجلس الجهوي للحسابات المعني باألمر على تقرير المستشار المقرر المكلف بدارسة تصريحه ويمنحه أجل ستين يوما للرد على‬
‫مالحظات هذا األخير‪.‬‬
‫يتعين إعداد تقرير المستشار المقرر داخل أجل شهرين ابتداء من تاريخ عرض القضية عليه‪.‬‬
‫يمكن لرئيس المجلس الجهوي للحسابات عند االقتضاء أن يطلب من أي ملزم التصريح بممتلكات ومداخيل زوجه‪.‬‬
‫‪306‬‬
‫‪ -‬عندما يتبين من تقرير المستشار ا لمقرر وجود أفعال تشكل مخالفات للقوانين الزجرية ‪ ،‬يحيل وكيل الملك لدى المجلس الجهوي للحسابات ملف‬
‫القضية على السلطة القضائية المختصة ‪ ،‬بطلب من رئيس المجلس المذكور‪.‬‬
‫‪307‬‬
‫‪ -‬يخبر رئيس المجلس الجهوي للحسابات وزير الداخلية بالقرارات المتخذة تطبيقا للبنود ‪ 6‬و‪ 7‬و‪ 8‬أعاله‪.‬‬

‫‪151‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫ثانيا ‪ :‬رقابة القضاء إلاداري على مجالس الجهات ‪.‬‬
‫تشكل الرقابة القضائية الفيصل ألاسال في ضمان تدبير أمثل ملجالس الجهات إلى جانب باقي أشكال الرقابة‬
‫ألاخرى و التي أشرنا إليها سالفا ‪ ،‬فهي تشكل » الضمانة ألاساسية التي من خاللها يسمح للسلطة القضائية املكلفة‬
‫بالرقابة ‪ ،‬التدخل ملنع الجماعات الترابية من إلحاق الضرر باملصلحة الوطنية‪ ،‬و ذلك بإلزامها باملنظومة‬
‫القانونية‪ ،«308‬و املتمثلة في مقتضيات الوثيقة الدستورية و املقتضيات التنظيمية‪ ،‬و التي ينظمها القانون التنظيمي‬
‫رقم ‪ 111.14‬املتعلق بالجهات‪ ،‬و الذي وضع أسسا لتدخل القضاء إلاداري ‪ ،‬سواء على مستوى أشخاص الجهة‪ ،‬أو‬
‫أعمالها‪ ،‬حيث يمنع بموجبها رؤساء مجالس الجهات و نوابهم من مزاولة مهامهم ‪ ،‬سواء بشكل فردي أو جماعي ‪ ،‬و‬
‫التي تختلف باختالف الحاالت التي سنتناولها في هذا الشأن‬
‫‪ - 1‬على مستوى أشخاص الجهة ‪.‬‬
‫تجاوزا للوصاية املفرطة للسلطات املركزية املتمثلة في املراقبة إلادارية التي يمارسها والة الجهات ‪ ،‬و حماية‬
‫لعضاء املجالس الجهوية و رؤسائها ‪ ،‬قد حدد القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ‪ ، 111.14‬الحاالت التي تمنع‬
‫رؤساء املجالس الجهوية و أعضائها من مزاولة مهامهم ‪ ،‬فقد كان وا حا في تحديد الشروط التي تسمح لعضاء‬
‫املجالس الجهوية بمزاولة مهامهم ‪ ،‬حيث اشترط على أعضاء املجلس الجهوي ملزاولة مهامهم الانتخابية ‪ ،‬أال‬
‫يتواجدون في إحدى الحاالت املنصوص عليها في املادة ‪ 11‬من القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ‪.309111.14‬‬
‫‪310‬‬
‫كما حدد الحاالت التي تجعل رئيس املجلس الجهوي و نوابه في وضعية انقطاع عن مزاولة مهامهم في املادة ‪88‬‬

‫‪308‬‬
‫‪ -‬محمد الشريف بنخي ‪'' ،‬الرقابة اإلدارية و القضائية على أعمال الجماعات الترابية'' ‪ :‬أي تكريس لمبدأ فصل السلط ؟ المجلة المغربية لإلدارة المحلية‬
‫و التنمية ‪ ،‬العدد ‪ ، 122‬سنة ‪.2016‬‬
‫‪309‬‬
‫‪ -‬الوفاة‪.‬‬
‫‪ -‬االستقالة االختيارية‪.‬‬
‫‪ -‬اإلقالة الحكمية‪.‬‬
‫‪ -‬العزل‪.‬‬
‫‪ -‬اإللغاء النهائي لالنتخاب‪.‬‬
‫‪ -‬اإلقالة ألي سبب من األسباب المنصوص عليها في القانون التنظيمي للجهات رقم ‪.111.14‬‬
‫‪ -‬اإلدانة بحكم نهائي نتج عنه عدم األهلية االنتخابية‪.‬‬
‫‪ -‬التوقيف طبقا ألحكام المادة ‪ 76‬من القانون التنظيمي للجهات رقم ‪.111.14‬‬
‫‪310‬‬
‫‪ -‬الوفاة‪.‬‬
‫‪ -‬االستقالة االختيارية‪.‬‬
‫‪ -‬اإلقالة الحكمية ‪.‬‬
‫‪ -‬اإللغاء النهائي لالنتخاب‪.‬‬
‫‪ -‬االعتقال لمدة تفوق ستة أشهر‪.‬‬
‫‪ -‬االنقطاع بدون مبرر أو االمتناع عن مزاولة المهام لمدة شهرين‪.‬‬
‫‪ -‬اإلدانة بحكم نهائي نتج عنه عدم األهلية االنتخابية ‪.‬‬
‫‪ -‬العزل ‪ ،‬بما فيه حالة التجريد المشار إليها في المادة ‪ 54‬من القانون التنظيمي للجهات رقم ‪.111.14‬‬

‫‪151‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫من املالحظ أن املشرع قد فصل بين الشروط التي تمنع أعضاء املجالس الجهوية من مزاولة املهام ‪ ،‬و الشروط‬
‫التي تمنع رؤساء هاته الجهات و نوابهم‪ ،‬في مادتين منفصلتين من القانون التنظيمي للجهات رقم ‪ ،000 04‬رغم أن‬
‫الشروط هي نفسها سواء على مستوى الشكل و املوضوع ‪ ،‬إال ما يخص حالة التوقيف ‪ ،‬فلم يشر إليها ضمن‬
‫الشروط املتعلقة بالرئيس و نوابه ‪ ،‬و املشار إليها في املادة ‪ 22‬أعاله ‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة لعضاء املجلس آلاخرين‬
‫حسب مدلول املادة ‪ ،11‬علما أنه قام باإلشارة إلى مسطرة توقيف الرئيس في املادة ‪ ، 68‬و هو ما سنتطرق إليه‬
‫الحقا‬
‫إن املالحظة التي شدت انتباهنا في هذا الشأن ‪ ،‬تتمثل في كون املشرع قد حدد ضمن الشروط التي تمنع رئيس‬
‫املجلس الجهوي و نوابه من مزاولة مهامهم الانتخابية ‪ ،‬شرط الاعتقال ملدة تفوق ستة أشهر‪ ،‬في حين أعفى باقي‬
‫أعضاء املجلس الجهوي من هذا الشرط ‪ ،‬و هو ما يجعل غاية املشرع تسودها الضبابية في هذا الشأن ‪ ،‬خاصة و‬
‫نحن نتحدث عن تدبير املوارد املالية‬
‫من جهة أخرى ‪ ،‬منح املشرع للقضاء إلاداري آلية رقابية على أشخاص مجالس الجهات بشكل فردي ‪ ،‬تتمثل في‬
‫التالي ‪:‬‬
‫‪ -‬التوقيف ‪ :‬يتخذ قرار التوقيف عند » وجود حالة قانونية وحيدة تتمثل في املتابعة الجزائية التي تحول دون متابعة‬
‫املهام الانتخابية ‪ ،‬ضمانا ملصداقية املجالس املحلية ‪ ،‬حيث يترتب على إحالة ألامر إلى املحكمة توقيف املع ي بالمر‬
‫عن ممارسة مهامه إلى حين البث في طلب العزل‪ ،« 311‬طبقا لشروط التوقيف املحددة في املادة ‪ 67‬من القانون‬
‫التنظيمي للجهات رقم ‪ ،312 111.14‬و التي تختلف مساطرها ‪ ،‬باختالف املع ي بها‬
‫‪ -‬إلاقالة ‪ :‬تعتبر إلاقالة من أهم صور الرقابة املمارسة على أعضاء املجالس الجهوية ‪ ،‬و التي يمكن أن تشكل آلية‬
‫تدبيرية على املستوى املالي ‪ ،‬نظرا لالختالالت التي قد تمس سير العملية التدبيرية في شقها املالي سواء على مستوى‬

‫‪311‬‬
‫‪ -‬أمير حيزية ‪ '' ،‬الرقابة الوصائية على الجماعات المحلية في ظل قانون البلدية و الوالية الجديدين '' ‪ ،‬مذكرة ماستر أكاديمي ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم‬
‫السياسية ‪ ،‬جامعة قاصد بن مرباح ‪ -‬ورقلة ‪ -‬الجزائر ‪ ،‬سنة ‪ ، 2013‬ص ‪.10‬‬
‫‪ - 312‬إذا ارتكب عضو من أعضاء مجلس الجهة غير رئيسها أفعاال مخالفة للقوانين واألنظمة الجاري بها العمل تضر بأخالقيات المرفق العمومي و‬
‫مصالح الجهة قام والي الجهة عن طريق رئيس المجلس بمراسلة المعني باألمر لإلدالء بإيضاحات كتابية حول األفعال المنسوبة إليه داخل أجل ال يتعدى‬
‫عشرة (‪ )12‬أيام ابتداء من تاريخ التوصل‪.‬‬
‫إذا ارتكب رئيس المجلس أفعاال مخالفة للقوانين واألنظمة الجاري بها العمل‪ ،‬قامت السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية بمراسلته قصد اإلدالء‬
‫بإيضاحات كتابية حول األفعال المنسوبة إليه‪ ،‬داخل أجل ال يتعدى عشرة (‪ )12‬أيام ابتداء من تاريخ التوصل‪.‬‬
‫يجوز للسلطة الحكومية المكلفة بالداخلية أو لوالي الجهة‪ ،‬بعد التوصل باإليضاحات الكتابية المشار إليها في الفقرتين األولى والثانية أعاله‪ ،‬حسب‬
‫الحالة‪ ،‬أو عند عدم اإلدالء بها بعد انصرام األجل المحدد‪ ،‬إحالة األمر إلى المحكمة اإلدارية وذلك لطلب عزل عضو المجلس المعني باألمر من مجلس‬
‫الجهة أو عزل الرئيس أو نوابه من عضوية المكتب أو المجلس‪.‬‬
‫وتبت المحكمة في الطلب داخل أجل ال يتعدى شهرا من تاريخ توصلها باإلحالة‪.‬‬
‫وفي حالة االستعجال‪ ،‬يمكن إحالة األمر إلى القضاء االستعجالي بالمحكمة اإلدارية الذي يبت فيه داخل أجل ‪ 44‬ساعة من تاريخ توصله بالطلب‪.‬‬
‫يترتب على إحالة األمر إلى المحكمة اإلدارية توقيف المعني باألمر عن ممارسة مهامه إلى حين البت في طلب العزل‪.‬‬
‫ال تحول إحالة األمر إلى المحكمة اإلدارية دون المتابعات القضائية‪ ،‬عند االقتضاء‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫إلاعداد و التخطيط ‪ ،‬أو التأشير أو التنفيذ ‪ ،‬و هو ما عمل املشرع على تفاديه من خالل مقتضيات املادة ‪ 83‬من‬
‫القانون التنظيمي للجهات رقم ‪ ،313 111.14‬حيث تتم إقالة رئيس املجلس إذا تبت توقفه عن مزاولة مهامه بسبب‬
‫الوفاة أو الانقطاع بدون مبرر أو الامتناع عن مزاولة املهام ملدة شهرين أو العزل ‪ ،‬بما فيه حالة التجريد املشار إليها‬
‫في املادة ‪ 24‬من القانون التنظيمي للجهات رقم ‪ ، 111.14‬طبقا للحاالت املشار اليها في البنود ‪ 1-6-8‬من املادة ‪ 88‬من‬
‫نفس القانون و املشار إليها سابقا‪ .314‬أما إذا امتنع أحد نواب رئيس املجلس الجهوي عن القيام بإحدى املهام املنوطة‬
‫به أو املفوضة إليه وفق أحكام القانون التنظيمي للجهات رقم ‪ 000 04‬دون عذر مقبول ‪ ،‬جاز للرئيس مطالبة‬
‫املجلس باتخاذ مقرر يقض ي بإحالة طلب عزل املع ي بالمر من عضوية مكتب املجلس إلى املحكمة إلادارية و في هذه‬
‫الحالة‪ ،‬يقوم الرئيس فورا بسحب جميع التفويضات التي منحت للمع ي بالمر و بموجبه يمنع نائب الرئيس املع ي‪،‬‬
‫بحكم القانون‪ ،‬من مزاولة مهامه بصفته نائبا للرئيس إلى حين بت املحكمة إلادارية في ألامر‪ ،‬و ذلك داخل أجل شهر‬
‫‪315‬‬
‫من تاريخ تسجيل الطلب لدى كتابة الضبط بهذه املحكمة‬
‫‪ -‬العزل ‪ :‬يعتبر من بين إلاجراءات القانونية التي تتخذ في حق أعضاء املجلس الجهوي‪ ،‬و التي تعتبر أقص ى العقوبات‬
‫التي أتى بها املشرع من خالل مقتضيات القانون التنظيمي رقم ‪ ، 000 04‬إلى جانب عقوبة التوقيف ‪ .‬و يختص‬
‫القضاء وحده بعزل أعضاء مجلس الجهة‪ ،316‬و يتم عزل عضو املجلس املع ي بالمر من مجلس الجهة أو الرئيس أو‬
‫نوابه من عضوية املكتب أو املجلس طبقا ملقتضيات املادة ‪ 68‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 000 04‬املتعلق‬
‫بالجهات‪.317‬‬

‫‪…. - 313‬بموجب ذلك يحل المكتب إلى حين انتخاب رئيس جديد للمكتب و باقي أعضاءه داخل أجل خمسة عشر يوما من تاريخ معاينة االنقطاع بقرار‬
‫للسلطة الحكومية المكلفة بالداخلية‪ .‬و هو نفس األمر بالنسبة إلدانة رئيس مجلس الجهة بحكم نهائي نتج عنه عدم األهلية االنتخابية و المشار اليها في‬
‫البند ‪ 6‬من المادة ‪ ، 00‬حيث يقوم والي الجهة بإعذاره الستئناف مهامه داخل أجل سبعة أيام من أيام العمل بواسطة كتاب مع إشعار بالتسلم‪ .‬و يبتدئ‬
‫هذا األجل من تاريخ توصل المعني باألمر باإلعذار‪ .‬و إذا تخلف رئيس المجلس الجهوي ‪ ،‬أو رفض ذلك بعد انقضاء هذا األجل‪ ،‬أحالت السلطة الحكومية‬
‫المكلفة بالداخلية األمر إلى القضاء االستعجالي بالمحكمة اإلدارية‪ ،‬للبث في وجود حالة االنقطاع أو االمتناع داخل أجل ‪ 44‬ساعة من إحالة القضية إليه‬
‫بناء على مقتضيات القانون التنظيمي المتعلق بالجهات ‪ ،‬و يتم البث المشار إليه في الفقرة السابقة بواسطة حكم قضائي نهائي و عند االقتضاء بدون‬
‫استدعاء األطراف‬
‫‪314‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 23‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.111.14‬‬
‫‪315‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 71‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.111.14‬‬
‫‪316‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 66‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.111.14‬‬
‫‪ - 317‬يمنع على كل عضو من أعضاء مجلس الجهة أن يربط مصالح خاصة مع الجهة أو مع مجموعات الجهات أو مع مجموعات الجماعات الترابية‬
‫التي تكون الجهة عضوا فيها‪ ،‬أو مع الهيئات أو مع المؤسسات العمومية أو مع شركات التنمية التابعة لها‪ ،‬أو أن يبرم معها أعماال أو عقودا للكراء أو‬
‫االقتناء أو التبادل‪ ،‬أو كل معاملة أخرى تهم أمالك الجهة‪ ،‬أو أن يبرم معها صفقات األشغال أو التوريدات أو الخدمات‪ ،‬أو عقودا لالمتياز أو الوكالة أو‬
‫أي عقد يتعلق بطرق تدبير المرافق العمومية للجهة‪ ،‬أو أن يمارس بصفة عامة كل نشاط قد يؤدي إلى تنازع المصالح‪ ،‬سواء كان ذلك بصفة شخصية‬
‫أو بصفته مساهما أو وكيال عن غيره أو لفائدة زوجه أو أصوله أو فروعه‪.‬‬
‫و تطبق نفس األحكام على عقود الشركات و تمويل مشاريع الجمعيات التي هو عضو فيها‪.‬‬
‫تطبق مقتضيات المادة ‪ 76‬أعاله على كل عضو أخل بمقتضيات الفقرتين السابقتين أو ثبتت مسؤوليته في استغالل التسريبات المخلة بالمنافسة‬
‫النزيهة‪ ،‬أو استغالل مواقع النفوذ و االمتياز أو ارتكب مخالفة ذات طابع مالي تلحق ضررا بمصالح الجهة‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫إن هدف املشرع من وضع شروط تمنع أعضاء و رؤساء املجال الجهوية من مزاولة املهام الانتخابية على املستوى‬
‫الجهوي ‪ ،‬هو الحد من كل أشكال الانحراف أو الاستغالل ملواقع النفوذ لعضاء املجالس الجهوية و رؤسائها ‪ ،‬و كذا‬
‫من كل الاختالالت التدبيرية ‪ ،‬و التي قد تؤثر ال محالة على تدبير املالية الجهوية ‪ ،‬كما تحد من السلطة التقديرية‬
‫لسلطات الوصاية ‪ ،‬رغم أن تحريك املساطر املرتبطة بهذه الحاالت يبقى بيد هذه ألاخيرة‬
‫على غرار الحاالت التي جعل فيها املشرع أعضاء مجالس الجهات يخضعون لتدخل القضاء إلاداري و التي‬
‫تناولناها سابقا ‪ ،‬قد منح املشرع تقنية أخرى لرقابة القضاء إلاداري ‪ ،‬و التي يمكن أن تمس مجلس الجهة بكامله و‬
‫املتمثلة في ‪:‬‬
‫‪ -‬الحل ‪ :‬تخضع املجالس الجهوية كجماعة ترابية ملقتضيات القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ‪ ،000 04‬و التي‬
‫تمنح للقضاء إلاداري حق البث في القضايا املحالة إليه‪ ،‬و التي تكون قد أخلت فيها مجالس الجهات بمصالحها‪ ،‬فإذا‬
‫كانت مصالح الجهة مهددة لسباب تمس بحسن سير مجلس الجهة‪ ،‬جاز للسلطة الحكومية املكلفة بالداخلية إحالة‬
‫ألامر إلى املحكمة إلادارية من أجل حل املجلس‪ 318‬كما أنه ال يجوز أن يتداول مجلس الجهة أو لجانه التداول إال في‬
‫النقط التي حددتها مضامين املادة ‪ 44‬من القانون التنظيمي املتعلق بالجهات‪ ،319‬و ذلك في أجل ال يتجاوز ثمانية أيام‬
‫‪320‬‬
‫و يوجب كل إخالل متعمد بأحكام املادة ‪75‬‬ ‫و املشار إليه في املادة ‪ 48‬من نفس القانون التنظيمي رقم ‪000 04‬‬
‫املشار إليها أعاله حل للمجلس‪ ،‬حيث إذا رفض املجلس القيام بالعمال املنوطة به بمقتض ى أحكام القانون التنظيمي‬
‫للجهات و القوانين و ألانظمة ألاخرى الجاري بها العمل أو رفض التداول و اتخاذ املقرر املتعلق بامليزانية أو بتدبير‬
‫املرافق العمومية التابعة للجهة‪ ،‬أو إذا وقع اختالل في سير مجلس الجهة من شأنه تهديد سيرها الطبيعي‪ ،‬تعين على‬
‫الرئيس أن يتقدم بطلب إلى السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية‪ ،‬عن طريق والي الجهة‪ ،‬لتوجيه إعذار إلى املجلس‬
‫للقيام باملتعين و إذا رفض املجلس القيام بذلك‪ ،‬أو إذا استمر الاختالل بعد مرور شهر ابتداء من تاريخ توجيه‬

‫‪318‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 75‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.111.14‬‬
‫‪319‬‬
‫‪ -‬ال يجوز للمجلس أو للجانه التداول إال في النقط التي تدخل في نطاق صالحياتهم والمدرجة في جدول األعمال‪ ،‬ويجب على رئيس المجلس أو‬
‫رئيس اللجنة‪ ،‬حسب الحالة‪ ،‬أن يتعرض على مناقشة كل نقطة غير مدرجة في جدول األعمال المذكور‪.‬‬
‫يتعرض والي الجهة على كل نقطة مدرجة في جدول األعمال ال تدخل في اختصاصات الجهة أو صالحيات المجلس‪ ،‬ويبلغ تعرضه معلال إلى رئيس‬
‫مجلس الجهة داخل األجل المشار إليه في المادة ‪ 40‬أعاله‪ ،‬وعند االقتضاء يحيل الوالي تعرضه إلى القضاء االستعجالي بالمحكمة اإلدارية للبت فيه‬
‫داخل أجل ‪ 44‬ساعة ابتداء من تاريخ التوصل به‪.‬‬
‫يتم البث المشار إليه في الفقرة السابقة بواسطة حكم قضائي نهائي و عند االقتضاء بدون استدعاء األطراف‪.‬‬
‫ال يتداول مجلس الجهة‪ ،‬تحت طائلة البطالن‪ ،‬في النقط التي كانت موضوع تعرض تم تبليغه إلى رئيس المجلس من قبل والي الجهة وإحالته إلى‬
‫القضاء االستعجالي بالمحكمة اإلدارية ولم يتم بعد البت فيها‪.‬‬
‫كل إخالل بشكل متعمد بأحكام هذه المادة يوجب تطبيق اإلجراءات التأديبية من عزل لألعضاء أو توقيف أو حل للمجلس المنصوص عليها‪ ،‬حسب‬
‫الحالة‪ ،‬في المادتين ‪ 76‬و ‪ 67‬من هذا القانون التنظيمي‪.‬‬
‫‪320‬‬
‫‪ -‬تدرج‪ ،‬بحك م القانون‪ ،‬في جدول أعمال الدورات النقط اإلضافية التي يقترحها والي الجهة‪ ،‬و ال سيما تلك التي تكتسي طابعا استعجاليا‪ ،‬على أن‬
‫يتم إشعار الرئيس بها‪ ،‬داخل أجل ثمانية (‪ )8‬أيام ابتداء من تاريخ توصل الوالي بجدول األعمال‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫إلاعذار‪ ،‬أمكن للسلطة الحكومية املكلفة بالداخلية إحالة ألامر إلى املحكمة إلادارية من أجل حل املجلس طبقا‬
‫ملقتضيات املادة ‪ ،32182‬و املشار إليها سابقا‬
‫تجاوزا لآلثار التي يمكن أن يخلفها حل مجالس الجهات على مستوى تخطيط و تنفيذ أعمالها إلادارية و املالية‬
‫‪ ،‬فإن املشرع وضع أسسا أخرى ملعالجة ذلك‪ ،‬حيث إذا تم حل مجلس الجهة و جب تعيين لجنة خاصة بقرار للسلطة‬
‫الحكومية املكلفة بالداخلية‪ ،‬و ذلك داخل أجل أقصاه خمسة عشر يوما املوالية لتاريخ حل مجلس الجهة و قد‬
‫جعل املشرع والي الجهة هو من يترأل هذه اللجنة التي تعمل على تصريف أمور الجهة ‪ ،‬و الذي يمارل بهذه الصفة‬
‫الصالحيات املخولة لرئيس مجلس الجهة بموجب أحكام القانون التنظيمي للجهات كما خوله املشرع إمكانية تفويض‬
‫بعض صالحياته بقرار إلى عضو أو أكثر من أعضاء اللجنة كما جعل نقل هذه الصالحية ال تلزم أموال الجهة إال في‬
‫‪322‬‬
‫حدود املوارد املتوفرة في السنة املالية الجارية‬
‫فرغم الصالحيات التي منحها املشرع لسلطة القضاء الاداري ‪ ،‬من خالل القانون التنظيمي للجهات رقم ‪،111.14‬‬
‫للتدخل كسلطة رقابية على أعضاء مجالس الجهات سواء بشكل فردي أو جماعي‪ ،‬و التي يمكن أن يكون الهدف منها‬
‫هو التخفيف من وصاية سلطات وزارة الداخلية ‪ ،‬نستنتج أن القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬لم يكن حاسما في هذا‬
‫الشأن ‪ ،‬مادامت مسطرة تحريك الدعاوى القضائية في هذا املجال بيد سلطات الوصاية ‪ ،‬و كذا سلطتها الرئاسية‬
‫الفعلية للجهة ‪ ،‬و التي تتمظهر من خالل رئاسة والي الجهة للجنة التي تمارل تسيير أمور الجهة في حال حلها ‪ ،‬بل‬
‫أكثر من ذلك فقد جعل املشرع سلطات الوالي أحيانا تسمو على املقتضيات الدستورية ‪ ،‬حيث ال يمكن رفع دعوى‬
‫قضائية بخصوص تجاوز السلطة ضد الجهة أو ضد قرارات جهازها التنفيذي‪ ،‬إال إذا كان املدعي قد أخبر من قبل‬
‫رئيس الجهة و وجه إلى والي الجهة مذكرة تتضمن موضوع و أسباب شكايته‪ ،‬و يسلم على إثرها للمدعي فورا وصل‬
‫و هو ما يتعارض مع مقتضيات املادة ‪ 107‬من الدستور‪ ،324‬الش يء الذي يجعلنا نتساءل ملاذا لم يمنح‬ ‫‪323‬‬
‫بذلك‬
‫املشرع لعضاء مجالس الجهات حق رفع دعوى تجاوز السلطة ضد والي الجهة ؟‬
‫‪ - 2‬على مستوى أعمال الجهة ‪.‬‬
‫منح القانون التنظيمي للجهات رقم ‪ 111.14‬لسلطات القضاء إلاداري صالحية رقابة أعمال الجهة سواء املتعلقة‬
‫بجول ألاعمال ‪ ،‬أو تلك املتعلقة باملقررات و القرارات ‪.‬‬

‫‪321‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 76‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.111.14‬‬
‫‪322‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 77‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.111.14‬‬
‫‪323‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 40.‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.111.14‬‬
‫‪324‬‬
‫‪ -‬السلطة القضائية مستقلة عن السلطة التشريعية وعن السلطة التنفيذية… و الملك هو الضامن الستقالل السلطة القضائية ‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫أ ‪ -‬الرقابة على جدول ألاعمال ‪ :‬يعتبر موضوع رقابة القضاء إلاداري على جدول أعمال مجالس الجهات من املواضيع‬
‫ذات ألاهمية و التي تهدف من جهة ‪ ،‬إلى دعم املمارسة الديمقراطية لنظام مجالس الجهات في اتخاذ القرارات‬
‫الجهوية‪ ،‬و من جهة أخرى من خالل الصالحيات املخولة لها بموجب القانون التنظيمي للجهات رقم ‪ 000 04‬لذلك‬
‫منح املشرع حق التعرض لوالي الجهة على كل نقطة مدرجة في جدول أعمال الجهة‪ ،‬و التي ال تدخل في اختصاصاتها و‬
‫صالحياتها‪ ،‬حيث يبلغ والي الجهة تعرضه معلال إلى رئيس مجلس الجهة داخل أجل ثمانية أيام‪ ،‬كما هو مشار إليه في‬
‫املادة ‪ 48‬من القانون التنظيمي للجهات رقم ‪ ، 000 04‬و عند الاقتضاء يحيل تعرضه هذا إلى القضاء الاستعجالي‬
‫باملحكمة إلادارية التي تبث فيه داخل أجل ‪ 42‬ساعة ابتداء من تاريخ التوصل به ‪ ،‬و التي يمكن أن تبث فيه دون‬
‫استدعاء أطراف القضية ‪ ،‬كما أن هذا التعرض الذي تمت إحالته من قبل والي الجهة إلى القضاء الاستعجالي‬
‫باملحكمة إلادارية و لم يتم بعد البت فيها ‪ ،‬يمنع مجالس الجهات من التداول تحت طائلة البطالن في النقط التي كانت‬
‫موضوع التعرض‪ ،‬و جعل كل إخالل متعمد بهذه ألاحكام يوجب تطبيق إلاجراءات التأديبية من عزل لألعضاء أو‬
‫‪325‬‬
‫توقيف أو حل للمجلس املنصوص عليها‪ ،‬حسب الحالة‪ ،‬و املشار إليها في املادتين ‪ 68‬و ‪ 86‬أعاله‬
‫إن فرض رقابة القضاء إلاداري على جداول أعمال الجهات‪ ،‬بقدر ما تستهدف مدى مشروعية النقاط املدرجة في‬
‫جدول أعمال املجالس الجهوية ‪ ،‬بقدر ما تبقى محدودة ‪ ،‬ما دامت سلطات الوصاية تتدخل في هذا الشأن و خير‬
‫دليل على ذلك التوقيف الذي طال مجلس جهة كلميم واد نون ملدة ستة أشهر متتالية بحجة رفض مجلس الجهة‬
‫التصويت باإليجاب على جل النقط املدرجة في جدول أعمال الدورات العادية و الاستثنائية التي عقدها املجلس خالل‬
‫سنوات ‪ 2017‬و ‪ ، 2018‬و ذلك بناء على قرار لوزير الداخلية املستند على تقرير والي الجهة املعنية عدد ‪ 1254‬بتاريخ ‪4‬‬
‫ماي ‪ ،3262018‬و الذي نجد نسخة منه باملالحق‪ ،‬ما يمكن اعتباره تطاوال على وظيفة القضاء إلاداري‬
‫ب ‪ -‬الرقابة على مقررات و قرارات مجلس الجهة و رئيسه ‪:‬‬
‫تطبيقا ملقتضيات الفقرة الثانية من املادة ‪ 042‬من الدستور املغربي ‪ ،‬يمارل الوالة و العمال املراقبة إلادارية على‬
‫شرعية قرارات رؤساء املجالس و مقررات مجالس الجماعات الترابية‪ ،‬و كل نزاع في هذا الشأن تبث فيه املحاكم‬
‫إلادارية‪ ،‬و بذلك تبقى قرارات رؤساء مجالس الجهات و مقررات مجالسها رهينة بتدخل القضاء إلاداري الذي يبحث‬
‫في مدى شرعيتها‬

‫‪325‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 66‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.111.14‬‬
‫‪326‬‬
‫‪ -‬قرار لوزير الداخلية رقم ‪ 1528.18‬الصادر في ‪ 29‬من شعبان ‪ 16 ( 1439‬ماي ‪ ) 2018‬بمقتضى توقيف مجلس جهة كلميم ‪ -‬واد نون و تعيين‬
‫لجنة خاصة ‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5 ، 6675‬رمضان ‪ 21 ( 1439‬ماي ‪ ، ) 2018‬ص ‪.2914‬‬

‫‪114‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫فرغم الصالحيات املالية التي منحها املشرع املغربي لرئيس مجلس الجهة و املنصوص عليها في املادتين ‪ 28‬و ‪000‬‬
‫من القانون التنظيمي للجهات رقم ‪ 000 04‬و التي تطرقنا إليها سابقا إال أننا نجد املشرع قيد هذه الصالحيات من‬
‫خالل املراقبة إلادارية التي يمارسها الوالي على شرعية قرارات رئيس مجلس الجهة و كذا مقررات مجلس الجهة ‪،‬‬
‫تطبيقا ملقتضيات الفقرة الثانية من املادة ‪ 042‬من الدستور‪ ،‬حيث تعتبر باطلة بحكم القانون املقررات و القرارات‬
‫التي ال تدخل في صالحيات مجلس الجهة أو رئيسه‪ ،‬أو تلك املتخذة خرقا لحكام القانون التنظيمي للجهات رقم‪000 04‬‬
‫و النصوص التشريعية و التنظيمية الجاري بها العمل و تبت املحكمة إلادارية في طلب البطالن بعد إحالة ألامر إليها‬
‫‪327‬‬
‫و هو تؤكده مقتضيات القانون التنظيمي للجهات‬ ‫في كل وقت و حين من قبل السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية‬
‫رقم ‪ ،000 04‬من خالل تنصيص املشرع على إلزامية تأشير السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية على مقررات املجلس‬
‫داخل أجل عشرين يوما من تاريخ التوصل بها من رئيس مجلس الجهة‪ ،‬خاصة املقررات ذات الوقع املالي على‬
‫النفقات و املداخيل‪ ،‬السيما تحديد سعر الرسوم و ألاتاوى و مختلف الحقوق و تفويت أمالك الجهة و تخصيصها‪ ،‬و‬
‫‪328‬‬
‫و بالتالي ‪ ،‬تبقى رقابة القضاء إلاداري على قرارات و مقررات مجلس الجهة‬ ‫املقررات املتعلقة بامليزانية و الاقتراضات‬
‫و رئيسها ‪ ،‬رقابة رمزية مادام النص القانوني املنظم للفعل الجهوي ينص أصال على ضرورة تأشير السلطة الحكومية‬
‫على هذه القرارات و املقررات‬
‫فبالرغم أن ضمان احترام مبدأ سيادة القانون ‪ ،‬يستوجب تدخل القضاء إلاداري كجهاز رقابي على التدبير املالي‬
‫ملجالس الجهات ‪ ،‬إال أنه لتحقيق ذلك البد من التخفيف من التدخل املفرط لسلطات الوالي‪ ،‬مقابل تكريس مبدأ‬
‫التدبير الحر على املستوى العملي‪ ،‬و تكريس مفهوم فصل السلط ‪ ،‬باستقاللية السلطة القضائية عن السلطتين‬
‫‪329‬‬
‫التشريعية و التنفيذية‬

‫املبحث الثاني ‪ :‬و اقع و آفاق التدبير املالي الجهوي‪.‬‬

‫إذا كانت التنمية الاقتصادية و الاجتماعية على املستوى الجهوي هي الغاية‪ ،‬فان صدقية تدبير امليزانيات الجهوية‬
‫هي الوسيلة التي تستند عليها الجهات لتجسيد و تفعيل تدخالتها الاقتصادية و الاجتماعية‪ .‬و بالتالي فنجاح الجهوية‬
‫املتقدمة ‪ ،‬ال يتوقف فقط على تخويل الجهات اختصاصات متعددة و متنوعة في مختلف املجاالت التنموية‪ ،‬و موارد‬
‫مالية كافية ‪ ،‬بل يتحقق بالسال على تحقيق مطلب العدالة في الانفاق و تجسيد مطلب العدالة الاجتماعية‪.‬‬

‫‪327‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 114‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.111.14‬‬
‫‪328‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 111‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪.111.14‬‬
‫‪329‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 170‬من الدستور المغربي لعام ‪. 4711‬‬

‫‪115‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫املطلب ألاول ‪ :‬التدبير املالي الجهوي ‪ :‬جهة كلميم واد نون نموذجا ‪.‬‬

‫من خالل استقراء مجموعة من الوثائق و البيانات املالية الرسمية ‪ ،‬بتبين أن جهات الصحراء تتوفر على‬
‫إمكانيات مالية مهمة يمكن أن تغطي كافة النفقات ألاساسية املنصوص عليها في مضامين القانون التنظيمي املنظم‬
‫للجهات رقم ‪ ،111.14‬و املراسيم التطبيقية‪ ،‬و التي سنتطرق إليها من خالل بعض الجداول و البيانات املتعلق بميزانية‬
‫جهة كلميم واد نون كنموذج ‪ ،‬و التي على ضوئها سنحاول تشخيص مدى صدقيتها التدبيرية‪.‬‬

‫إن دراسة واقع التدبير املالي لجهة كلميم واد نون ستساعدنا ال محالة على الوقوف عند مدى صدقية تدبير‬
‫امليزانيات الجهوية‪ ،‬و التي تعد مؤشرا مهما إلبراز مدى قدرة مجالس الجهات‪ ،‬و أصحاب سلطة القرار إلاداري و املالي‬
‫الجهوي على تدبير الشأن العام الجهوي و الترابي و ذلك من خالل تبيان املوارد املالية لهاته الجهة (الفقرة ألاولى ) ‪ ،‬مع‬
‫إبراز نفقاتها و سبل تدبيرها و أثرها الفعلي على التنمية الجهوية املنشودة (الفقرة الثانية) ‪.‬‬

‫الفقرة ألاولى ‪ :‬و ضعية املوارد املالية لجهة كلميم واد نون برسم سنة ‪. 2021‬‬

‫تعتبر ميزانية الجهة تلك الوثيقة املالية القانونية السنوية التي يقدر و يؤذن بموجبها للجهات مجموع مواردها و‬
‫نفقاتها‪ ،‬فقد أحاط املشرع املغربي عملية إعدادها بمجموعة من املرتكزات التشريعية‪ ،‬باعتبارها تلك الوثيقة املالية‬
‫التي ترسم السياسة العامة ملالية الجهة على املدى القريب و املتوسط و البعيد‪ ،‬فهي تخضع في إعدادها و تنفيذها‬
‫ملجموعة من إلاجراءات املسطرية‪ ،‬و التي يتعين على كل أصحاب سلطة القرار إلاداري و املالي الجهوي‪ ،‬و الفاعلين فيه‬
‫احترامها و التقيد بها‪ ،‬و ذلك عن طريق ترشيد الانفاق العام باعتماد معايير البرامج و ألاداء‪ ،‬و منح ألاولوية للبرامج التي‬
‫لها انعكاسات ايجابية على املواطنين ضمانا ملصداقيتها‪ ،‬و مشروعيتها‪ ،‬و تفاديا لكل الهفوات و الاختالالت التدبيرية و‬
‫تعطيل تدخالتها التنموية املستقبلية‪ ،‬مع ألاخذ بعين الاعتبار أن سياسة التدبير إلاداري و املالي الجهوي هي جزء من‬
‫منظومة التدبير إلاداري و املالي املركزي‪.‬‬
‫تت ععوفر جه ععة كلم ععيم واد ن ععون ملمارس ععة اختصاص ععاتها طبق ععا ملقتض ععيات الفص ععل الث ععاني م ععن الق ععانون التنظيم ععي املتعل ععق‬
‫بالجهععات رقععم ‪ 111.14‬ابتععداء مععن املععادة ‪ 186‬إلععى املععادة ‪ 191‬علععى مععوارد ماليععة ذاتيععة و مععوارد ماليععة ترصععدها لهععا الدولععة و‬
‫حص ععيلة م ععن الاقتراض ععات‪ ،‬و الت ععي س ععنتناولها م ععن خ ععالل بع ععض املعطي ععات املالي ععة الرس ععمية الت ععي تحص ععلنا عليه ععا م ععن خ ععالل‬
‫املوقع الرسمي للجماعات الترابية‪ ،‬على الشكل التالي ‪:‬‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫الجدول رقم ‪11 :‬‬
‫املوارد املالية للتسيير برسم السنة املالية ‪2021‬‬
‫املوارد املالية‬ ‫املوارد التي‬ ‫نوع‬ ‫نطاق املوارد املالية حسب‬
‫التي لم يتم‬ ‫تم تحصيلها‬ ‫املدخول املالي‬ ‫مضامين القانون التنظيمي‬
‫تحصيلها‬ ‫للجهات رقم ‪111.14‬‬
‫‪0.00 111674445.22‬‬ ‫حصة من منتوج الضريبة على‬
‫الشركات‬ ‫حصص ضرائب‬
‫الدولة املخصصة‬
‫‪0.00 102098692.58‬‬ ‫حصة من منتوج الضريبة على‬
‫للجهة‬
‫الدخل‬
‫‪0.00‬‬ ‫‪5161208.06‬‬ ‫حصة من منتوج الرسم على عقود‬
‫التأمين‬
‫‪0.00 30617170.50‬‬ ‫مدفوع الجزء الثاني من امليزانية‬ ‫املخصصات املالية من‬
‫امليزانية العامة للدولة‬
‫‪0.00‬‬ ‫‪280800.00‬‬ ‫الرسم املفروض على رخص الصيد‬
‫البري‬
‫‪1675856.02‬‬ ‫‪743028.36‬‬ ‫الرسم على الخدمات الجماعية‬ ‫حصيلة الضرائب و‬
‫‪0.00‬‬ ‫‪424670.00‬‬ ‫الرسم املفروض على استغالل املناجم‬ ‫الرسوم املأذون‬
‫للجهة‬
‫‪0.00‬‬ ‫‪1838966.74‬‬ ‫الرسم املفروض على الخدمات املقدمة‬
‫في تحصيلها‬
‫باملوانئ‬
‫‪121669.80‬‬ ‫‪265173.60‬‬ ‫حصة من منتوج الرسم املفروض على‬
‫استخراج مواد املقالع‬
‫‪0.00 4550990.16‬‬ ‫منتوج فائدة ألاموال املودعة بالخزينة‬ ‫حصص ألارباح‬
‫‪0.00 222293601.71‬‬ ‫إلامدادات املمنوحة من قبل الدولة‬ ‫إلامدادات املمنوحة من قبل‬
‫الدولة‬
‫‪0.00‬‬ ‫‪0.00‬‬ ‫منتوج بيع أثاث و أدوات و مواد استغني عنها‬ ‫حصيلة بيع املنقوالت و‬
‫العقارات‬

‫‪0.00‬‬ ‫‪1346446.71‬‬ ‫مداخيل مختلفة و طارئة‬ ‫مداخيل مختلفة و املوارد‬


‫ألاخرى املقررة في القوانين و‬
‫ألانظمة الجاري بها العمل‬
‫‪1010676.27 621716113.46‬‬ ‫امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـج ـ ـ ـ ـمـ ـ ــوع‬
‫املصدر ‪ :‬املكتبة الالكترونية للبوابة الوطنية للجماعات الترابية ‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫انطالقا من العطيات املالية السالفة الذكر‪ ،‬يظهر لنا جليا جم املوارد املالية التي تستفيد منها الجهات‪ ،‬و‬
‫الدور الذي تلعبه إلادارة املركزية في توفير املوارد املالية الضرورية لتدبير الشؤون العامة الجهوية و الترابية ككل ‪،‬‬
‫رغم إكراهات املالية العامة للدولة ‪ ،‬فإضافة إلى حصص الضرائب و املخصصات املالية من امليزانية العامة‬
‫للدولة و حصيلة الضرائب و الرسوم املأذون للجهة في تحصيلها ‪ ،‬كذلك حصص ألارباح من ألاموال املودعة من‬
‫الخزينة ‪ ،‬و إلامدادات املمنوحة من قبل الدولة‪ ،‬و حصيلة بيع املنقوالت و العقارات‪ ،‬و املداخيل و املوارد ألاخرى‬
‫املقررة في القوانين و ألانظمة الجاري بها العمل ‪ ،‬تستفيد الجهة من موارد مالية أخرى تتمثل في التالي ‪:‬‬
‫الجدول رقم ‪12 :‬‬
‫املوارد املالية للتجهيز برسم السنة املالية ‪7771‬‬

‫املوارد املالية التي تم تحصيلها‬ ‫نوع املدخول املالي‬


‫‪36521901.11‬‬ ‫حصص الجهة من مخصصات امليزانية العامة للدولة‬
‫‪468070433.26‬‬ ‫فائض مداخيل الجزء ألاول من امليزانية‬
‫‪572340671.07‬‬ ‫فائض مداخيل السنوات املاضية‬
‫‪2350000.00‬‬ ‫مساهمة الوزارات‬
‫‪1079283005.44‬‬ ‫املجموع‬
‫املصدر ‪ :‬املكتبة الالكترونية للبوابة الوطنية للجماعات الترابية ‪.‬‬

‫من جهة أخرى‪ ،‬تشكل القروض أحد املوارد املالية التي تغطي حاجيات الجهة‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بميزانيات‬
‫تجهيزها‪ ،‬و التي حدد املشرع القواعد التي تخضع لها هذه الاقتراضات بموجب املرسوم رقم ‪ 2.17.294‬الصادر‬
‫بتاريخ ‪ 9‬يونيو ‪ ،2017‬حيث تعتبر هذه الاقتراضات مصدرا تمويليا استثنائيا‪ ،‬يتطلب توافر شرط ألاهلية سواء‬
‫بالنسبة للجهة التي لها الرغبة في الاقتراض‪ ،‬أو للمشاريع املراد تنفيذها بالجهة املعنية باالقتراض‪ ،‬مع العلم أن‬
‫هذه الاقتراضات تخضع للفوائد كباقي القروض وفق مساطر و اجراءات معينة ‪ ،‬و هو ما لجأت إليه جهة كلميم‬
‫واد نون من خالل املعطيات املالية التالية ‪:‬‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫الجدول رقم ‪13 :‬‬
‫املوارد املالية املتأتية من قروض التجهيز برسم السنة املالية ‪7771‬‬

‫مدة القرض‬ ‫الجهة املانحة للقرض‬ ‫قيمة القرض‬ ‫نوع‬ ‫طبيعة‬

‫املشروع‬ ‫القروض‬
‫صندوق التجهيز الجماعي‬ ‫‪8000000.00‬‬ ‫ربط الطريق بين اسا و‬
‫‪ 15‬سنة‬
‫عوينة لهنا‬
‫‪9000000.00‬‬ ‫برنامج التطهير السائل‬
‫صندوق التجهيز الجماعي ‪ 16‬سنة‬
‫بإقليم اسا الزاك و‬
‫قروض‬
‫الجماعة الحضرية طانطان‬
‫التجهيز‬
‫‪8229299.00‬‬ ‫برنامج التنمية الحضرية‬
‫صندوق التجهيز الجماعي ‪ 16‬سنة‬
‫بإقليم اسا الزاك و الجماعة‬
‫الحضرية طانطان‬
‫اتمام البرنامج الوطني الثاني ‪3629886.00‬‬
‫صندوق التجهيز الجماعي ‪ 16‬سنة‬
‫للطرق القروية‬
‫‪28859185.00‬‬ ‫املجموع‬
‫‪1117396.99‬‬ ‫فوائد الديون‬
‫املصدر‪ :‬املكتبة الالكترونية للبوابة الوطنية للجماعات الترابية ‪.‬‬

‫بناء على املعطيات املالية التي بين أيدينا‪ ،‬نستنتج أن املوارد املالية للتسيير شكلت الصدارة بالنسبة للموارد‬
‫املالية املتعلقة بالتجهيز و املوارد املالية املتأتية من الاقتراضات‪ ،‬و هو ما يعكس رغبة أصحاب القرار املالي الجهوي‬
‫و الفاعلين فيه بالجهة و خططهم التدبيرية على مستوى املوارد‪ ،‬و هو ما يو حه الشكل التالي‪:‬‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫الشكل رقم ‪1 :‬‬
‫معدل املوارد املالية املرصودة لجهة واد نون برسم السنة املالية ‪2021‬‬
‫الموارد المالية للتسيير‬ ‫الموارد المالية للتجهيز‬ ‫الموارد المالية من قروض التجهيز‬

‫‪10%‬‬

‫‪25%‬‬

‫‪65%‬‬

‫املصدر ‪ :‬انجاز شخص ي بناء على معطيات البوابة الوطنية للجماعات الترابية ‪.‬‬

‫نالحععظ مععن خععالل املعطيععات املاليععة السععابقة الععذكر أن جهععة كلمععيم واد نععون و بععاقي جهععات اململكععة تتععوفر علععى‬
‫ميزاني ععات س ععنوية مهم ععة لت ععدبير ش ععؤونها الترابي ععة‪ ،‬و الت ععي منحه ععا املش ععرع املغرب ععي حري ععة التص ععرف طبق ععا املقتض ععيات‬
‫التشريعية املنظمة للشؤون العامة الجهوية إلادارية منها و املالية و املضعمونة بمبعدأي التفريعع و التعدبير الحعر ‪ ،‬و‬
‫نععوع مععن الاسععتقاللية فععي اتخععاذ قراراتهععا املاليععة‪ ،‬و بالتععالي فهععي مطالبععة بضععرورة اسععتيعاب فلسععفة و مضععامين هععذه‬
‫املقتضععيات ‪ ،‬حتععى يتسع ى لهاتععه الجهععة و بععاقي جهععات اململكععة القيععام باملهععام املوكلععة إليهعا و تحقيععق خططهععا و أهععدافها‬
‫املسععطرة‪ ،‬و اسععتغالل مواردهععا املاليععة بالشععكل ألامثععل‪ ،‬و تطععوير أسععاليب تسععييرها و ترشععيد الانفععاق مععن خععالل انتهععاج‬
‫اسععتراتيجيات مبنيععة علععى دراسععات للواقععع الترابععي‪ .‬هععذا مععا سنسععتنتج مععدى صععحته مععن عدمععه مععن خععالل واقععع التععدبير‬
‫املعالي لهاتععه الجهععات‪ ،‬لن التعدبير املععالي الجهععوي يععرتبط فعي شععموليته بحسععن التصععرف فعي ألامععوال العموميععة الترابيععة‪ ،‬و‬
‫العذي يظهعر معن خعالل الطعرق املتبععة فعي تعدبير و تنفيعذ ميزانيتهعا بشعقيها املعوارد و النفقعات و شعفافية و نزاهعة التعدبير‬
‫املالي و نجاعة تدخالتها التنموية ‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬تشخيص واقع التدبير املالي لجهة كلميم واد نون ‪.‬‬

‫حدد القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ‪ 000 04‬تحمالت الجهة في نفقات امليزانية و نفقات امليزانيات‬
‫امللحقة و نفقات الحسابات الخصوصية‪ 330‬و باملقابل تشتمل نفقات الجهة على نفقات التسيير و نفقات‬
‫التجهيز‪ 331‬و هي بالتالي مطالبة بتدبير نفقاتها و حسن التصرف فيها حسب مضامين املقتضيات التشريعية‬
‫املنظمة لتدبير ألاموال العمومية الجهوية ‪ .‬و هو ما سنحاول إماطة اللثام عنه من خالل تشخيص واقع التدبير‬
‫املالي لجهة كلميم واد نون و ضبط ثغراته من خالل املعطيات املالية التي تو حها الجداول و ألاشكال التالية ‪:‬‬
‫الجدول رقم ‪14 :‬‬
‫تعويضات و مصاريف أعضاء املجلس الجهوي لجهة كلميم واد نون إلى غاية ‪. 7771/17/31‬‬
‫نوع النفقة‬
‫الاعتمادات النهائية‬ ‫نوع املصاريف‬
‫‪2918000.00‬‬ ‫تعويضات الرئيس و ذوي الحقوق من املستشارين‬ ‫نفقات‬
‫‪200000.00‬‬ ‫مصاريف نقل الرئيس و املستشارين داخل اململكة‬ ‫رئيس‬
‫‪300000.00‬‬ ‫مصاريف نقل الرئيس و املستشارين خارج اململكة‬ ‫مجلس‬
‫‪324900.00‬‬ ‫مصاريف املهمة للرئيس و املستشارين خارج اململكة‬ ‫الجهة و‬
‫‪100000‬‬ ‫مصاريف تأمين ألاعضاء‬ ‫أعضائه‬
‫‪1481921.95‬‬ ‫مصاريف إلاقامة و إلاطعام والاستقبال‬

‫‪6376271.16‬‬ ‫املجموع‬
‫املصدر ‪ :‬املكتبة الالكترونية للبوابة الوطنية للجماعات الترابية ‪.‬‬
‫يبدو من خالل املعطيات و ألارقام التي بين أيدينا أن معدل التعويضات و النفقات املتعلقة برئيس جهة كلميم‬
‫وادنون و أعضاء مجلسها يشكل ما يعادل ‪ 55%‬من مجموع نفقات موظفي الجهة و أعوانها ‪ ،‬كما يفوق معدل نفقات‬
‫العقود املبرمة‪ ،‬و الاعانات املالية‪ ،‬و النفقات الطارئة‪ ،‬و نفقات معدات التسيير و الصيانة‪ ،‬و هو ما يؤكد التواطؤ‬
‫الحاصل على مستوى تدبير ميزانية الجهة و الاستغالل الغير املعقلن ملالية الجهة‪ ،‬و قصور الرقابة إلادارية‪ .‬و هو ما‬
‫نستنتجه من خالل املعطيات املتعلقة بنفقات جهة الداخلة وادي الذهب و باقي جهات الصحراء‪ ،‬و إن لم نتطرق‬
‫لبعضها‪ ،‬نضرا لضبابتيها‪ ،‬و جب بعضها في تقارير املؤسسات الرسمية ‪.‬‬

‫‪330‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 611‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪1666564‬‬
‫‪331‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 611‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪1666564‬‬

‫‪116‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫الشكل رقم‪2 :‬‬
‫معدل نفقات التسيير لجهة كلميم واد نون برسم السنة املالية ‪2021‬‬
‫‪100%‬‬
‫‪90%‬‬
‫‪80%‬‬
‫‪70%‬‬
‫‪60%‬‬
‫‪50%‬‬
‫‪40%‬‬
‫‪30%‬‬
‫‪20%‬‬
‫‪10%‬‬
‫‪0%‬‬
‫تعويضات الرئيس و أعضاء‬ ‫نفقات الموظفين و األعوان‬ ‫نفقات العقود المبرمة و االعانات نفقات معدات التسيير و الصيانة‬
‫مجلس الجهة‬ ‫المالية و النفقات الطارئة‬

‫املصدر ‪ :‬انجاز شخص ي بناء على معطيات البوابة الوطنية للجماعات الترابية ‪.‬‬
‫نفس الش يء‪ ،‬نستنتجه من خالل املعطيات املرتبطة بنفقات التجهيز‪ ،‬و التي تحتل فيها النفقات املتعلقة‬
‫باتفاقيات الشراكة مرتبة الصدارة متبوعة بنفقات القروض املمنوحة من قبل صندوق التجهيز الجماعي ‪ ،‬تليها‬
‫نفقات ألاشغال ‪ ،‬ثم مساهمات انجاز املشاريع‪ ،‬و في ألاخير النفقات املرتبطة باملشاريع املندمجة‪ ،‬و هو ما يو حه‬
‫الشكل التالي ‪:‬‬
‫الشكل رقم‪3 :‬‬

‫معدل نفقات التجهيز برسم السنة المالية ‪2021‬‬


‫‪100%‬‬
‫‪90%‬‬
‫‪80%‬‬
‫‪70%‬‬
‫‪60%‬‬
‫‪50%‬‬
‫‪40%‬‬
‫‪30%‬‬
‫‪20%‬‬
‫‪10%‬‬
‫‪0%‬‬
‫نفقات األشغال‬ ‫مساهمات انجاز البرامج أصل القروض الممنوحة‬ ‫المشاريع المندمجة‬ ‫اتفاقيات الشراكة‬
‫من طرف صندوق التجهيز‬
‫الجماعي‬

‫املصدر ‪ :‬انجاز شخص ي بناء على معطيات البوابة الوطنية للجماعات الترابية ‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫في نفس السياق ‪ ،‬عرف الدعم املالي املمنوح للجمعيات و التعاونيات مكانة مهمة في ميزانيات الجهات منذ تفعيل‬
‫الجهوية املتقدمة عام ‪، 2015‬و ذلك نظرا للدور ألاساس ي الذي تلعبه هذه الجمعيات في املساهمة إلى جانب‬
‫املؤسسات الرسمية للدولة في تحقيق التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية‪ ،‬إال أن هذا الدعم و سبل‬
‫الاستفادة منه و كيفية توظيفه أصبح يطرح أكثر من سؤال بجهات الصحراء عند عامة املواطنين و املهتمين بالشأن‬
‫السياس ي و املالي لهذه الجهات‪ ،‬خاصة و أن « الوتيرة السريعة لتطور نفقات الجهات‪ ،‬مقارنة بنسب تطور املداخيل‪،‬‬
‫قد تؤثر مستقبال‪ ،‬إن لم يتم التحكم في توازناتها املالية‪.»332‬‬

‫الجدول رقم ‪15 :‬‬


‫إلاعانات و املنح املالية املمنوحة للتعاونيات و الجمعيات بجهة كلميم واد نون إلى غاية ‪. 7771/17/31‬‬
‫مبلغ إلاعانات بالدرهم‬ ‫املستفيد‬ ‫نوع النفقة‬

‫‪2000000.00‬‬ ‫جمعية ألاعمال الاجتماعية ملوظفي و أعوان الجهة‬

‫‪1597000.00‬‬ ‫الجمعيات الخيرية‬


‫إلاعانات و‬
‫‪3824000.00‬‬ ‫الجمعيات الرياضية‬ ‫املنح‬
‫املالية املمنوحة‬
‫‪7583000.00‬‬ ‫للتعاونيات و الجمعيات الاجتماعية‬
‫الجمعيات‬

‫‪2957000.00‬‬ ‫الجمعيات الثقافية‬

‫‪9633000.00‬‬ ‫التعاونيات‬

‫‪70616777.00‬‬ ‫امل ـ ـ ـج ـ ـ ـمـ ـ ـ ــوع‬


‫املصدر ‪ :‬املكتبة الالكترونية للبوابة الوطنية للجماعات الترابية ‪.‬‬

‫‪- 332‬‬
‫التقرير السنوي للمجلس ألاعلى للحسابات ‪ -‬املحاور الرئيسية‪ ،‬سنة ‪ ، 2021‬ص ‪. 92‬‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫الشكل رقم ‪4 :‬‬

‫معدل اإلعانات الممنوحة للتعاونيات و الجمعيات برسم السنة المالية ‪2021‬‬


‫بالدرهم‬
‫‪9633000‬‬
‫‪7583000‬‬
‫‪3824000‬‬
‫‪2957000‬‬
‫‪2000000‬‬
‫‪1597000‬‬

‫جمعية األعمال‬ ‫الجمعيات الخيرية‬ ‫الجمعيات الرياضية‬ ‫الجمعيات االجتماعية‬ ‫الجمعيات الثقافية‬ ‫التعاونيات‬
‫االجتماعية لموظفي و‬
‫أعوان الجهة‬

‫املصدر ‪ :‬انجاز شخص ي بناء على معطيات البوابة الوطنية للجماعات الترابية‪.‬‬
‫إن السياسات النقدية املتبعة في برمجة وإنفاق ميزانيات جهات الصحراء‪ ،‬و التمييز و التهميش الحاصل للطاقات‬
‫البشرية املثقفة‪ ،‬والاقصاء الاجتماعي‪ ،‬و الصراع الطبقي ‪ ،‬و ظاهرة السلطة املحتكرة ‪ ،‬و سوء توزيع املوارد الطبيعية‬
‫‪ ،‬و ضعف اليات التمكين السياس ي‪ ،‬و انعدام تكافؤ الفرص أمام جميع النخب املثقفة في تولي مناصب املسؤولية‬
‫جعل أغلب املواطنين و شباب املنطقة يفقدون الثقة في الدولة‪ ،‬و يجعلهم في حيرة من إشكاليتي سيادة الدولة‬
‫و سيادة القانون ‪ «.‬مما خلق توازنات سياسية شوشت و ستشوش على مسار الحل السلمي لقضية الصحراء "حكم‬
‫ذاتي في ظل جهوية متقدمة"‪ ،‬أي إطار مؤسس ي ضمن "دولة قانون" باملع ى الكوني للتركيبة السياسية‪ ،‬كذلك لتحديد‬
‫مسؤولية الدولة عن قراراتها أعمال السيادة ‪ . »333‬فبما أن امليزانية تعتبر الوثيقة املالية القانونية التي يؤذن‬
‫بموجبها للجماعات الترابية باستخالص مواردها وأداء نفقاتها‪ ،‬و تمثل كذلك إطارا مرجعيا للبرامج التنموية‪ ،‬فقد‬
‫أحاط املشرع عملية إعدادها بمجموعة من الضمانات الدستورية و التشريعية‪ ،‬جاءت على شكل إصالحات‬
‫جوهرية‪ ،‬فامليزانية باعتبارها وثيقة مالية أساسية‪ ،‬ترسم السياسة العامة ملالية الجماعة على املدى القريب و‬
‫املتوسط و البعيد‪ ،‬فهي تخضع في إعدادها و تنفيذها و تعديلها ملجموعة من املبادئ و القواعد التي تدخل ضمن‬

‫‪333‬‬
‫‪ -‬عبد الرحيم العماري‪ ،‬ال‪ PJD‬صار حارسا مأجورا للدولة العميقة ‪ ،‬مقال بجريدة هسبريس‪ 20،‬أكتوبر ‪ ،2013‬على الرابط التالي‪ http://www.hespress.com :‬تاريخ‬
‫الاطالع ‪.19/04/2023‬‬

‫‪114‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫إلاجراءات املسطرية الشكلية و الجوهرية‪ ،‬يتعين على الجماعات الترابية احترامها و التقيد بها‪ ،‬ضمانا ملصداقيتها و‬
‫مشروعيتها‪ ،‬ألامر الذي يحتم على هذه الجماعات التعامل مع عملية إعداد وثيقة امليزانية بكل دقة و موضوعية‪،‬‬
‫تفاديا لكل ما يمكن أن يؤثر على تصرفاتها املالية و تعطيل تدخالتها التنموية املستقبلية‪.‬‬
‫يعتبر مطلب العدالة الاجتماعية السبيل لحل كل القضايا الاجتماعية‪ ،‬و الاقتصادية ‪ ،‬و القانونية‪ ،‬و القضائية‪،‬‬
‫و السياسية‪ ،‬و هو السبيل لنجاح التجربة الجهوية باملغرب‪ ،‬خاصة أقاليم و جهات الصحراء‪ ،‬حتى ال يبقى خيار‬
‫الجهوية املتقدمة مجرد مشروع نضري‪ ،‬و يزيد من جم إلاشكاالت العالقة للدولة املركزية بدل حلها ‪.‬‬
‫لقد أبان تقرير املجلس الاقتصادي و الاجتماعي و البيئي لسنة ‪ 8002‬عن الوضعية الاقتصادية و الاجتماعية و‬
‫البيئية باململكة‪ ،‬و املرفوع إلى رئيس الدولة امللك محمد السادل‪ ،‬من طرف رئيس املجلس نزار بركة‪ ،‬عن رزمة من‬
‫ألارقام املخيفة في عدة ميادين واملرتبطة بالصحة و التعليم و الشغل على وجه الخصوص‪ ،‬حيث عكست هذه‬
‫ألارقام الوضع املزري للبالد في فترة الخمس سنوات ألاخيرة لحكومة العدالة و التنمية الش يء الذي انعكس بشكل‬
‫سليي على عجلة التنمية‪ ،‬و جرت على البالد ويالت و أرقام مخيفة خصنا بها تقرير املجلس الاقتصادي و الاجتماعي و‬
‫البيئي السالف الذكر و الذي قام بإنجاز تحليل لوضعية امليادين املرتبطة باملستويات الاقتصادية و الاجتماعية و‬
‫البيئية و التنمية الجهوية‪ ،‬و كذا وضع توصيات تهم كيفية التطوير و الرقي بامليادين املذكورة في إطار مقاربة‬
‫تشاركية تساهم في تنمية مستدامة ترقى ببالدنا و تطورها و تساهم في تحديثها فهل يا ترى استطاع التقرير الذي‬
‫أصدره املجلس الاقتصادي و الاجتماعي و البيئي إيصال صوت الحقيقة املرة ؟ و ماهي تبعاته الاجرائية ؟‬
‫فإذا عدنا مللخص تقرير النموذج التنموي لألقاليم الجنوبية لكتوبر ‪ 8003‬نجده يشير بأن ألاقاليم الجنوبية‬
‫تمثل ‪ 28‬باملائة من التراب الوط ي من حيث املساحة‪ ،‬و يقيم بها ‪ 0 082 206‬من السكان‪ ،‬أي ما نسبته ‪ 3 8‬باملائة من‬
‫ساكنة اململكة ونسبة السكان الحضريين مرتفعة في هذه ألاقاليم قياسا إلى نظيراتها في باقي أرجاء اململكة ‪ 84‬باملائة‬
‫مقابل ‪ 60‬باملائة و تعد هذه ألاقاليم من بين أكثر املناطق جفافا و أقلها سكانا على املستوى العالمي‪ ،‬كما يعد‬
‫الساحل الصحراوي الذي يبلغ طوله حوالي ‪ 0400‬كيلومتر من أغ ى ألاحواض السمكية في العالم ‪ .‬كما يشير نفس‬
‫التقرير في الفقرة الثالثة والرابعة من الصفحة ‪ 6‬إلى أن فرص الشغل بقيت غير كافية و مستوى البطالة املرتفع ‪02‬‬
‫باملائة‪ ،‬مقابل ‪ 8‬باملائة وطنيا و خصوصا بين صفوف الشباب ‪ 82‬باملائة‪ ،‬و حاملي الشهادات العليا ‪ 40‬باملائة ‪،‬و‬
‫النساء ‪ 32‬باملائة‪ ،‬يمثل أحد أهم التحديات الاقتصادية و الاجتماعية التي يتعين رفعها أما النساء فتعترضهن‬
‫صعوبات متزايدة تعوق ولوجهن إلى الشغل و يضاف إلى صعوبات الاندماج املنهي مشاعر الحرمان‪ ،‬و إلاحسال‬
‫بالحيف‪ ،‬و التعبير عن الضرورة امللحة لالستجابة الفورية لالنتظارات‪ ،‬و كثيرا ما يكون ذلك في ارتباط مع ضعف‬

‫‪115‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫منظورية سياسات املساعدة الاجتماعية هذا ما أكده تقرير أو كتاب ( ‪WAR AND INSURGENCY IN THE‬‬
‫‪ )WESTERN SAHARA‬الصادر عن معهد الدراسات الاستراتيجية‪ ،334‬التابع للجيش ألامريكي ماي ‪« ،2013‬أن‬
‫الحكومات املغربية حققت في املجال الاقتصادي استثمارات معتبرة ال يمكن إنكارها في إقليم الصحراء و بالرغم من‬
‫خمة من املال على تكاليف ألامن و البنية التحتية العسكرية‪ ،‬إال أنها جنت بعض املكاسب‬ ‫أنها أنفقت مبالغ‬
‫الاقتصادية فعلى سبيل املثال‪ ،‬صيد ألاسماك هو من بين موارد الصحراء الطبيعية ألاكثر درا لألرباح‪ ،‬كما يتضح من‬
‫مصانع تعليب السردين في العيون التي توظف أكثر من ألف شخص‪ ،‬و املياه الواقعة قبالة سواحل الصحراء تولد أكثر‬
‫من ‪ % 60‬من أنشطة و إيرادات الصيد في املغرب‪ ،‬كما تولد أكثر من ‪ 20‬ألف منصب عمل و مع ذلك يشتكي العديد‬
‫من الصحراويين من أنهم لم يستفيدوا الكثير من هذه الاستثمارات التي يقولون إن املستفيد ألاول منها هم املغاربة‬
‫الوافدون من مدن الشمال و الذين لهم وساطات سياسية‪، ..‬أما نسبة البطالة فتبلغ رسميا ‪ % 82‬في املنطقة‪ ،‬و لكن‬
‫في الواقع يمكن أن تكون ضعف ذلك‪» 335‬‬
‫ال يجادل أحد في «أهمية جم امليزانيات املرصودة للسكن و املساعدات فقد تم انجاز ما يفوق ‪ 44.000‬سكن ‪،‬‬
‫أغلبها في العيون ( ‪ 6777‬سكنا و ‪ 28500‬قطعة أرضية ) من قبل الدولة منذ ‪ ،1976‬كما أن عدد املستفيدين من‬
‫مساعدات الانعاش الوط ي يقدر بنحو ‪ 34000‬في هذه الجهات بميزانيات قدرها ‪ 589‬مليون درهم ‪ .‬فقد تطرق املجلس‬
‫أن طريقة‬ ‫الاقتصادي و الاجتماعي و البيئي بناء على تقرير قدمته لجنة التحقيق البرملانية حول أحداث كديم إزيك‬
‫توزيع املساعدات الاجتماعية كانت سببا رئيسيا ملا سماه شعورا بالظلم و التهميش لدى قسم كبير من ساكنة‬
‫الاقاليم الجنوبية ‪ ،‬كما أن ميزانيات املجالس املنتخبة ‪ ،‬و برامج الانعاش الوط ي‪ ،‬و السكن الاجتماعي‪ ،‬و املبادرة‬
‫الوطنية للتنمية البشرية‪ ،‬و برامج دعم املواد الغذائية و املحروقات و إنعاش الاستثمار‪ ،‬تظل كلها رهينة باملصالح‬
‫الفئوية للنخبة السياسية املهيمنة‪ ،‬و هو ما جعل املؤسسات املحلية و إلادارية و املنتخبة تعجز عن ضبط غضب‬
‫السكان و توجيهه و جهة متحكما فيها‪ .‬و قد رأى أحد املراقبين الجمعويين في ذلك دليال على إفالل املؤسسات‬
‫العمومية في الصحراء ‪ ،‬فيبدو أن هناك نخبة محلية ‪ ،‬توصف بأنها جاءت عبر انتخابات غير شفافة ‪ ،‬تتحكم حسب‬

‫‪ - 334‬معهد الدراسات الاستراتيجية هو جزء من كلية الحرب التابعة للجيش ألامريكي‪ ،‬وهو وكالة للدراسات من املستوى الاستراتيجي بالنسبة‬
‫للموضوعات املتعلقة باألمن القومي و الاستراتيجية العسكرية‪ ،‬مع التركيز على التحليل الجيوستراتيجي‪ ،‬كما أن الدراسات التي يصدرها‬
‫املعهد و التي يعدها محللون مدنيون و عسكريون ‪ ،‬تـتـمحور حول موضوعات ذات أهمية استراتيجية للجيش ووزارة الدفاع وألامن القومي‬
‫في الواليات املتحدة ألامريكية‪.‬‬
‫‪335‬‬
‫تاريخ الاطالع ‪- WAR AND INSURGENCY IN THE WESTERN SAHARA.P42-43 https://www.files.ethz.ch/isn/164495/pub1152.pdf 11/02/2023‬‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫املراقبين الدوليين في كل املوارد التمويلية للدولة»‪ ،336‬كما أن « املسألة الاجتماعية هي في حقيقتها سياسية ‪ ،‬بحكم أنها‬
‫نتيجة للميز و نهب الثروات الجاريين في املنطقة»‪. 337‬‬
‫فبالعودة لتقرير النموذج التنموي لألقاليم الجنوبية لكتوبر ‪ 8003‬نجده يؤكد في الفقرة الخامسة على أنه من‬
‫الضروري‪ ،‬إلطالق دينامية تنموية إيجابية في ألاقاليم الجنوبية‪ ،‬إقرار حكامة مجددة تكون قادرة على العمل بفعالية‬
‫على معالجة ألاسباب الكامنة وراء انتظارية الفاعلين الخواص و تطلعات املواطنين من السياسات العمومية و بغض‬
‫النظر عن املعطيات التقنية أو املالية الصرفة‪ ،‬فإنه من الضروري إرساء ممارسة السلطة و تفويضها على أسال‬
‫احترام قاعدة القانون‪ ،‬و تقديم املعلومة و املحاسبة‪ ،‬و احترام الحقوق إلانسانية ألاساسية‪ ،‬و الشفافية في آليات منح‬
‫الرخص و حقوق استغالل املوارد الطبيعية إن هذا التوجه ال مندوحة عنه لالستجابة لالنتظار ات شريحة واسعة من‬
‫املواطنين في املنطقة و الرامية إلى ضرورة إعمال مبدأ املساواة و التكافؤ في الفرص" ‪ .‬و في ألاخير اقترح نفس التقرير‬
‫إجراء عدد من التحوالت الهامة املعتمدة على عناصر التشخيص الذي أنجزه املجلس في تقريره املرحلي الصادر في مار‬
‫ل ‪ 8003‬و املتمثلة في ما يلي‪:‬‬
‫‪« ‬استعادة الثقة عبر تشجيع مشاركة السكان و ضمان سمو القانون؛‬
‫‪ ‬القطع مع سياسة الريع‪ ،‬عبر تحرير املبادرة الخاصة؛‬
‫‪ ‬نظام تحويالت نقدية مشروطة يستهدف الساكنة الهشة؛‬
‫‪ ‬تدبير املوارد الطبيعية و توزيعها باعتماد مبدأي الاستدامة و إلانصاف لفائدة الساكنة؛‬
‫‪ ‬تعويض السياسات الاجتماعية الحالية باستراتيجية مندمجة للتنمية البشرية؛‬
‫‪ ‬الاعتراف بالثقافة كحق و رافعة للتنمية؛‬
‫‪ ‬القطع مع استراتيجية املدى القصير و اعتماد مبادئ و ضوابط الاستدامة؛‬
‫‪ ‬فك العزلة عن ألاقاليم الجنوبية؛‬
‫‪338‬‬
‫‪ ‬كسب رهان الجهوية املتقدمة»‬
‫فاليوم‪ ،‬و بعد مرور عشر سنوات عن صدور تقرير النموذج التنموي الجهوي لألقاليم الجنوبية‪ ،‬و ما يقرب عن‬
‫ثماني سنوات من سن املقتضيات النظرية للجهوية املتقدمة املتمثلة في القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم‬

‫‪- 336‬‬
‫التقرير املرحلي للمجلس الاقتصادي و الاجتماعي و البيئي ‪ ،‬النموذج التنموي الجهوي لألقاليم الجنوبية‪ ،‬تقييم فعلية الحقوق الانسانية ألاساسية في ألاقاليم الجنوبية‬
‫‪ ،‬سنة ‪ ، 2013‬ص ‪. 114‬‬
‫‪- 337‬‬
‫نفس املرجع ‪ ،‬ص ‪. 114‬‬
‫‪- 338‬‬
‫ملخص النموذج التنموي الجديد لألقاليم الجنوبية‪ ،‬أكتوبر‪ -‬سنة ‪ ،2013‬ص ‪8 -14‬‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪ ،111.14‬و ميثاق الالتمركز إلاداري‪ ،‬و العديد من املراسيم التطبيقية التي تنظم املسارات التدبيرية للجهات‪ ،‬يستنتج‬
‫املتتبع ملسار تدبير الشأن العام الجهوي أو املحلي لجهات و مدن الصحراء ‪ ،‬و يوقن ال محالة أن مضامين و توصيات‬
‫النموذج التنموي لألقاليم الصحراوية لعام ‪ 2013‬و التقارير التي تليه حتى تلك املرتبطة باملراقبة و الرقابة املالية‪ ،‬و‬
‫الذي أعطى الانطالقة الفعلية لتطبيقها رئيس الدولة امللك محمد السادل‪ ،‬بمناسبة الذكرى ألاربعين للمسيرة‬
‫الخضراء يوم ‪ 6‬نونبر ‪ ،8002‬بقيت مجرد حبر على ورق فال ثقة للساكنة تم استعادتها في ظل الفساد املستشري و‬
‫البيروقراطية بمفهومها القدحي ل ماكس فيبر ‪ ،‬و ال هناك ضمان لسمو القانون من خالل صمت صوت العدالة‬
‫صمت القبر في قول كلمة الفصل في ملفات الفساد املالي و إلاداري منذ حرب الصحراء‪ ،‬بسبب « قضاء يعاني من‬
‫ضعف الثقة إضافة إلى ثقل البيروقراطية و تعثر سبل الانتصاف»‪ ،339‬و ال هناك قطع مع سياسة الريع ‪ ،‬ما دامت‬
‫الامتيازات تستفيد منها بعض الوجوه ‪،‬و «الذين يشكلون جيوب مقاومة تعيق التغيير و تهدد التماسك الاجتماعي ‪ ،‬على‬
‫اعتبار أن املواطنين أصبحوا أكثر وعيا و أقل قبوال ملظاهر الحيف و الامتيازات و الفوارق ‪ ،‬و هو ما يفسر تنامي وتيرة‬
‫الاحتجاج ذات املطالب الاجتماعية » ‪ ،340‬الش يء الذي يجعل «العديد من الاصالحات املعلن عنها من أعلى مستوى في‬
‫‪341‬‬
‫‪ .‬فكيف سيكسب املغرب في هذه الظروف‬ ‫الدولة … تعاني من بطئ في التنزيل و تعترضها عدة مقومات للتغيير»‬
‫رهان الجهوية املتقدمة ؟ خاصة و إن كانت جهات الصحراء ذات طبيعة سياسية تهدف إلى حكم ذاتي‬
‫إن وضعية استخدام ألاموال العمومية بجهات الصحراء تو ح مشكال آخر أكثر شمولية من شأنه أن يفاقم‬
‫عواقب قلة محاوالت املغرب لكسب القلوب و العقول في الصحراء‪ ،‬ما دامت املكافأة على أسال الوساطة التي‬
‫يحظى بها الشخص و والءه السياس ي فقط ‪ .‬فاملحسوبية‪ ،‬و ضبابية الرقابة املالية و إلادارية‪ ،‬و سوء إلادارة التي ال‬
‫تشجع كثيرا روح املبادرة أو إلايمان الحقيقي ب شرعية الدولة قد أكدت مدى تعفن حالة النهب و السطو الذي‬
‫تعرض و يتعرض له املال العام‪ ،‬كذلك تقرير الهيئة الدستورية املجلس الاقتصادي و الاجتماعي‪ ،‬و البيئي ‪ ،‬الذي‬
‫نعت جهات محددة باالستفادة من الريع في الصحراء‪ ،‬دون أن يكون لذلك أثر اقتصادي و اجتماعي‪ ،‬و وصف جهات‬
‫الصحراء من قبل أحد أعضاء بعض املجالس الجهوية بالبقرة الحلوب لبعض املعنيين بتدبير امليزانيات الجهوية و‬
‫املحلية‪ ،‬عن طريق تبذير املال العام و الاستيالء عليه و شرعنته بالتحايل على القانون‪ ،‬و هو ما يمكن استنتاجه من‬
‫خالل معطيات و أرقام امليزانيات الجهوية املصادق عليها من طرف السلطة إلادارية صاحبة قرار التأشير املالي‪ ،‬و التي‬
‫يرى فيها العارف ‪ ،‬و امللم بالتدبير املالي أنها ال تراعي في مضمونها مبدأ صدقية امليزانية ‪.‬‬

‫‪- 339‬‬
‫اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي الجديد‪ ،‬تحرير الطاقات و استعادة الثقة لتسريع وثيرة التقدم و تحقيق الرفاه للجميع ‪،‬أبريل ‪ -‬سنة ‪ ،2021‬ص ‪. 7‬‬
‫‪- 340‬‬
‫مساهمة املجلس الاقتصادي والاجتماعي و البيئي ‪ ،‬النموذج التنموي الجديد للمغرب ‪ ،‬سنة ‪ ، 2019‬ص ‪. 55‬‬
‫‪- 341‬‬
‫تحرير الطاقات و استعادة الثقة لتسريع وثيرة التقدم و تحقيق الرفاه للجميع ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 7‬‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫من املسلمات التي عليها إلاجماع بين مختلف الفاعلين‪ ،‬هو محدودية النموذج التنموي الحالي لجهات الصحراء‬
‫من زاوية آثاره‪ ،‬و الذي تقره العديد من التقارير الوطنية من قبيل تقرير الخمسينية‪ ،‬و تقارير املجلس الاقتصادي و‬
‫الاجتماعي و البيئي ‪ ،‬و املندوبية السامية للتخطيط و غيرها‪ ،‬و هو ما يتطلب إعادة النظر في بلورة نموذج تنموي‬
‫يتأسس على العدالة الاجتماعية و الولوج إلى الحقوق الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية والبيئية‪ ،‬و املساواة و‬
‫الشفافية و ربط املسؤولية باملحاسبة و سيادة القانون‪ ،‬الش يء الذي يقتض ي إعادة تحليل و فحص و تقييم و تحيين‬
‫جل التوصيات التي جاءت بها كل تقارير املؤسسات‪ ،‬و الهيئات الدستورية الوطنية منها و الدولية ‪ .‬في املقابل‪ ،‬البد أن‬
‫نشير على أنه البد من التدخل إليجاد و صياغة سبل تضمن حكامة و شفافية سلطة املراقبة إلادارية لوالة الجهات و‬
‫التمهيد لطريق التأثير في كيفيات تنفيذ اختيارات الجهة‪ ،‬و كذا تفعيل دور املفتشية العامة لإلدارة الترابية و نشر‬
‫تقاريرها للرأي العام‪ ،‬و مراجعة الصياغة املعتمدة ملبدأ التدبير الحر التي جاء به القانون التنظيمي للجهات ‪، 000 04‬‬
‫و نص عليه دستور ‪ 8000‬في املادة ‪ ،036‬و الذي يقصد به حرية الجهة في التداول و التقرير في إطار الاختصاصات‬
‫املمنوحة لها قانونا‪ ،‬كما يجب أن يضع أصحاب القرار نصب أعينهم أن كرامة املواطن في جميع القرارات هي‬
‫أسال نجاح أي إصالح كيف ما كان‪ ،‬كما نص على ذلك خطاب رئيس الدولة بمناسبة عيد العرش في ‪ 30‬يوليو ‪2012‬‬
‫‪ ،‬و الذي جاء فيه " لذا جعلنا من صيانة املواطن الهدف من كل إلاصالحات السياسية و الاجتماعية‪ ،‬و املبادرات‬
‫التنموية‪ .‬فإقامة املؤسسات على أهميتها ليست غاية في حد ذاتها كما أن النمو الاقتصادي لن يكون له أي مع ى‪ ،‬إذا لم‬
‫يؤثر في تحسين ظروف عيش املواطنين ‪ ،342‬كما نشير أن حماية املال العام تعد رهانا أساسيا في سياق الحديث عن‬
‫إلاصالحات السياسية و في ظل تنصيب حكومة ديمقراطية منتخبة باملغرب فبدون تفعيل الرقابة القضائية و‬
‫إلادارية على املالية الترابية بجهات الصحراء و تعزيز دورها و توسيع مهامها‪ ،‬و تدبير السلطة و الثروة ‪ ،‬و البدئ‬
‫بمحاسبة كل املعنيين بقضايا الفساد املالي الترابي من منتخبين و أعيان و فاعلين‪ ،‬على أن تشمل التحقيقات‬
‫املسؤولين إلاداريين الذين راكموا الثروات خالل فترة تحملهم املسؤولية بما يضمن الحريات و الحقوق و املساءلة‪.‬‬
‫كشكل من أشكال املصالحة مع مؤسسة املواطن ‪ ،‬و تطوير عالقة الحاكم باملجتمع و استعادة الثقة في املؤسسات‬
‫املحلية و الجهوية و املركزية ‪ .‬فإذا كانت الدول املتقدمة نهجت خيار الجهوية باختالف توجهاتها‪ ،‬فذلك راجع إلى أنها‬
‫أدركت أن تحقيق نهضتها التنموية و عدالتها الاجتماعية و استقرارها السياس ي رهين بنظام جهوي عادل يسعى‬
‫لرفاهية شعوبها و املحافظة على مكانتها الدولية ‪ ،‬و بذلك يكون التدبير املالي السليم لجهات الصحراء السبيل‬
‫لتحقيق ذلك‬
‫‪- 342‬‬
‫تقرير املجلس الاقتصادي الاجتماعي و البيئي‪ ،‬حول متطلبات الجهوية وتحديات اندماج السياسات القطاعية ‪ ،‬مارل ‪ ، 2016‬ص ‪. 3‬‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫املطلب الثاني ‪ :‬آفاق التدبير املالي الجهوي ‪.‬‬

‫إن النموذج املغربي و دينامية مساره الاصالحي الجهوي‪ ،‬مع أنه لم يرتق على غرار التجارب الجهوية الدولية‪ ،‬فان‬
‫قدرته على الحد من إكراهات التدبير املالي الجهوي تتطلب منه التأسيس ملزيد من التوازنات املالية بين الدولة و‬
‫الجهات عبر دعم إلامكانيات املالية و عدالة التوزيع و إلانفاق )الفقرة ألاولى(‪ ،‬مع منح الجهات قدر معقول من‬
‫الاستقاللية املالية ) الفقرة الثانية ( ‪ ،‬و تدعيم حكامة التدبير املالي الجهوي ( الفقرة الثالثة ) ‪.‬‬

‫الفقرة ألاولى ‪ :‬الرفع من املردودية التمويلية الجبائية على املستوى الجهوي و العدالة في التوزيع و إلانفاق‪.‬‬

‫إن وضعية التبعية املالية للجهات ستجعلها رهينة باإلمدادات املالية للدولة‪ ،‬و عاطلة عن أدائها لدوارها‬
‫التنموية التي هي سبب وجودها ‪ ،‬فإذا كان القانون املتعلق بالجبايات املحلية رقم ‪ 48 06‬جاء بتوجهات إصالحية‬
‫الهدف منها هو تبسيط و مواكبة و مالئمة إلاجراءات الجبائية على املستوى الجهوي و املحلي ‪ ،‬إال أنه ال يزال غير‬
‫كاف لسد كل النواقص التي يمكن أن تشكل عائقا على مستوى الرفع من القدرة التمويلية ملجالس الجهات ‪ ،‬و‬
‫بالتالي تحقيقها للتنمية الجهوية املنشودة‬
‫فمن املالحظ ‪ ،‬هو قصور املنظومة القانونية الجبائية في التدخل من أجل تضريب بعض القطاعات املهمة و‬
‫التي يمكن أن تساهم في الرفع من رصيد املوارد الذاتية الجهوية ‪ ،‬ما » يثبت بوضوح أوجه الحيف الاجتماعي في‬
‫التعامل مع فرض الجباية ‪ ،‬حيث تستفيد طبقات معينة في املجتمع من إلاعفاءات و الامتيازات املختلفة التي‬
‫تمنحها القوانين و هذا التمييز في التعامل مع الفرض الجبائي من شأنه أن يعمق الالمساواة الضريبية‪ ،‬خاصة‬
‫عندما يعجز املشرع عن إخضاع جميع أفراد املجتمع للقانون بالتساوي كمبدأ دستوري واجب التحقيق‪. «343‬‬
‫فمن من أجل إصالح النظام الجبائي الجهوي‪ ،‬فاملشرع مطالب بتوسيع الوعاء الجبائي الجهوي‪ ،‬بإعادة النظر‬
‫مقتضيات املادة ‪ 4‬من القانون رقم ‪ 47.06‬املعدل لعام ‪ 2020‬و التي تحدد نطاق و أسعار الرسوم املستحقة‬
‫لفائدة الجهة ‪ ،‬مع منحها حق الاستفادة من إتاوات الصيد البحري و ألاتاوى املفروضة على الامتياز الستغالل‬
‫ألاماكن املخصصة للصيد داخل ألامالك العامة البحرية‪ ،‬و مساهمات الصيد البحري‪ ،‬و الرسم على استغالل‬
‫املناجم‪ ،‬و الرسم على الخدمات املقدمة في املوانئ و املبالغ املحصل عليها عن طريق املصالحات املبرمة قبل صدور‬
‫الحكم في الجنح املتعلقة بالصيد البحري ‪ ،‬و التي تشكل موارد مهمة على مستوى املوارد املالية للدولة ‪ ،‬و هو ما‬
‫تو حه معطيات قانون املالية لعام ‪ 8002‬حسب الجدول التالي ‪:‬‬

‫‪343‬‬
‫‪ -‬رضوان العنبي‪''،‬جبايات الجهة بين اكراهات الواقع ورهان الجهوية المتقدمة'' ‪ ،‬المركز المغربي للبحث و الدراسات الترابية ‪ ،‬سلسلة الندوات حول‬
‫التمويل الترابي المغربي‪ ، ،‬مكنبة المعرفة – مراكش مطبعة النجاح الجديدة ‪ -‬العدد األول ‪ ،‬سنة ‪ ، 4710‬ص ‪.116‬‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫الجدول رقم ‪16 :‬‬
‫موارد وزارة الفالحة والصيد البحري و التنمية القروية واملياه و الغابات( قطاع الصيد البحري) حسب قانون املالية لعام‬
‫‪.344‬‬
‫‪7712‬‬

‫باملاليين الدراهم‬ ‫بيان املورد‬

‫‪4 600 000‬‬ ‫ألاتاوى املفروضة على إلامتياز الستغالل ألاماكن املخصصة للصيد‬
‫داخل ألامالك العامة البحرية‬

‫‪37 388 000‬‬ ‫رسوم الرخص املؤداة من طرف سفن الصيد‬


‫‪252 013 000‬‬ ‫أتاوات الصيد البحري‬
‫‪398 500 000‬‬ ‫املساهمات املتعلقة بالصيد البحري‬
‫املصالحات املبرمة قبل صدور الحكم في الجنح املتعلقة بالصيد البحري ‪3 500 000‬‬
‫‪6 787 000‬‬ ‫موارد متنوعة‬
‫‪702 788 000‬‬ ‫مجموعة إلادارة العامة‬
‫املصدر ‪ :‬إنجاز شخص ي بناءا على معطيات قانون املالية ‪.7712‬‬

‫إن ألاموال التي تجنيها خزينة الدولة من قطاع الصيد البحري كفيلة بجعل املشرع يجد مخرجا للرفع من‬
‫التمويل الجهوي و لو على مستوى الرسوم الجبائية بالرفع من أسعارها و التي لن تشكل عائقا على مستوى‬
‫التشدد الضرييي خاصة بالنسبة للمقاوالت الكبرى للصيد البحري ‪ ،‬و التي يضم املغرب عدد كبيرا منها‪ ،‬و التي‬
‫تج ي بدورها أرباحا طائلة من هذا القطاع مقابل عدة امتيازات كما ال ننس ى الرسوم التي تدخل في نطاق موارد‬
‫مديرية املوانئ و امللك العمومي البحري‬
‫نفس ألامر بالنسبة للرسم على استغالل املناجم و الذي يعرف بدوره موارد مالية البأل بها‪ ،‬إضافة إلى موارد و‬
‫رسوم أخرى تدخل في نطاق املوارد املالية لوزارة الطاقة و املعادن و التي يو ح لنا الجدول أدناه موارد هذا‬
‫الرسم حسب معطيات قانون املالية لعام ‪. 8002‬‬

‫‪344‬‬
‫‪ -‬ظهير شريف رقم ‪ 1.17.110‬صادر في ‪ 6‬ربيع االخر ‪ 25 ( 1439‬ديسمبر ‪ 2017‬بتنفيذ قانون المالية رقم ‪ 68.17‬للسنة المالية ‪ ، 2018‬مرجع‬
‫سابق‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫الجدول رقم ‪17 :‬‬
‫‪345‬‬
‫الرسم املفروض على رخص التنقيب عن املناجم ورخص الاستغالل ورسم نقل ملكية الرخص حسب قانون املالية لعام ‪2018‬‬

‫السنة‬ ‫بيان املورد‬ ‫طبيعة املورد‬


‫‪7712‬‬
‫الرسم املفروض على رخص التنقيب عن املناجم ورخص ‪7 500 000‬‬ ‫‪17‬‬
‫الاستغالل ورسم نقل ملكية الرخص‬
‫املصدر ‪ :‬انجاز شخص ي بناءا على معطيات قانون املالية ‪.7712‬‬

‫إن الغاية من الرفع من أسعار هذه الرسوم و خلق رسوم مماثلة‪ ،‬هو توسيع مجال تطبيق الضرائب املحلية و‬
‫‪346‬‬
‫و بالتالي الرفع من القدرة التمويلية للجهات نظرا لندرة املوارد املالية‬ ‫الرسوم شبه الضريبية لصالح الجهات‬
‫مقابل جم الاختصاصات املوكولة إليها‪ ،‬كما أن الرفع من أسعار هذه الرسوم سيساهم و لو بشكل يسير في حل‬
‫أزمة الاستقالل املالي للجهات‪ ،‬و لو على مستوى الاستقالل املالي الجبائي كما أن املشرع ملزم برصد موارد مالية‬
‫قارة و كافية للجهات من أجل تمكينها من ممارسة الاختصاصات الذاتية املخولة لها تطبيقا لحكام الفقرة ألاولى‬
‫من املادة ‪ 040‬من الدستور‪ ،‬عكس التدرج الذي يعمل به لرصد املوارد املالية املخصصة للجهات بموجب أحكام‬
‫املادة ‪ 022‬من القانون التنظيمي للجهات‪ ،‬علما أنه جعل من التدرج مبدأ لنقل الاختصاصات طبقا ملقتضيات‬
‫املادة ‪ 20‬من نفس القانون التنظيمي كما يجب خالل إصالح النظام الجبائي الترابي‪ ،‬عدم اعتبار الجبايات مجرد‬
‫آلية لتحصيل املوارد املالية الكفيلة بتغطية التكاليف العمومية ‪ ،‬بل يجب اعتبار آلالية الجبائية أداة للسياسة‬
‫‪347‬‬
‫الاقتصادية لها دورها البالغ ألاهمية في تعزيز مسلسل الالمركزية‬
‫فمن املبادئ الرئيسية املوجهة إلصالح النظام الجبائي املحلي‪ ،‬نجد استهداف التبسيط و الانسجام و التركيز‬
‫على النجاعة و العدالة و الشفافية‪ ،‬حيث يجب أن يكون هذا النظام وا ح الرؤية حتى يسهل تقبله و التفاعل‬
‫معه على نحو إيجابي من طرف امللزمين‪ ،‬كما يجب أن يشمل إلاصالح‪ ،‬باإلضافة إلى مراجعة و تحسين املنظومة‬
‫القانونية‪ ،‬و إصالح ألاجهزة و املساطر إلادارية و أنماط القيادة و التوجيه‪ ،‬و كذا املوارد املخصصة إلدارة الجبايات‬

‫‪345‬‬
‫‪ -‬ظهير شريف رقم ‪ 1.17.110‬صادر في ‪ 6‬ربيع االخر ‪ 25 ( 1439‬ديسمبر ‪ 2017‬بتنفيذ قانون المالية رقم ‪ 68.17‬للسنة المالية ‪ ، 2018‬مرجع‬
‫سابق‪.‬‬
‫‪346‬‬
‫‪ -‬اللجنة اإلستشارية للجهوية ‪ ،‬الكتاب الثاني ‪ ،‬سنة ‪ ، 2011‬ص‪.104‬‬
‫‪347‬‬
‫‪ -‬المجلس األعلى للحسابات ‪ ،‬تقرير حول الجبايات المحلية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.140‬‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪348‬‬
‫و هو ما جاء في توصيات تقرير املجلس ألاعلى للحسابات لعام ‪ 8002‬املتعلق بالجبايات املحلية في‬ ‫املحلية‬
‫سياق الجهوية املتقدمة ‪ ،‬حيث يوص ي املجلس ب ‪:‬‬
‫‪ ‬بلورة منظور موحد للجبايات املحلية تتيح تنمية املوارد الجبائية الالزمة للجماعات الترابية؛‬
‫‪ ‬تبسيط و تحقيق الانسجام و التركيز أكثر على النجاعة و العدالة و الشفافية الجبائية التي من شأنها‬
‫تسهيل انخراط امللزمين و تقوية تقبلهم للجبابات املحلية؛‬
‫‪ ‬ضرورة اعتماد منهجية تقوم على تدوين موحد للتشريع الجبائي‪ ،‬يضم في نفس الوقت تشريعا خاصا‬
‫بالدولة و آخر بالجماعات الترابية؛‬
‫‪ ‬مراجعة بعض املساطر الجبائية قصد جعلها أكثر مرونة و بساطة و انسجام؛‬
‫‪ ‬إبالء ألاولوية لنشر دورية تطبيقية للجبايات املحلية؛‬
‫‪ ‬الالتزام بإعداد تقارير سنوية حول الجبايات املحلية تتضمن على الخصوص إلاصالحات الجارية أو املرتقبة‪ ،‬و‬
‫كذا إنجازات السنة املالية املعنية فيما يتعلق بالرسوم املحلية املدبرة من طرف الدولة‪ ،‬و املدبرة من طرف‬
‫الجماعات الترابية و املوارد املحولة إليها ؛‬
‫‪ ‬إحداث لجنة مالية للجماعات الترابية تكون ذات بعد أفقي‪.349‬‬
‫من جهة أخرى ‪ ،‬نجد أن مسألة توزيع املوارد املالية على املستوى الجهوي » الزالت تطرح نفسها في الوقت‬
‫الراهن من خالل املعايير التي تقوم بناء عليها السلطات املركزية على توزيع هاته ألاموال على الجهات‪ ،‬و هو ما‬
‫يطرح التساؤل التالي‪ :‬إلى أي حد يسمح نظام التوزيع بإدخال تعديل جديد ؟ و ماهو معيار التوزيع الذي سيكون‬
‫ألاكثر مالئمة؟ و ماهي طرق و شروط ألاهلية الواجب اعتمادها؟‪. «350‬‬
‫من زاوية أخرى ‪ ،‬تنص املادة ‪ 139‬من دستور ‪ 2011‬على أن الجهات تضع آليات تشاركية للحوار و التشاور ‪ ،‬و‬
‫ذلك لتيسير مساهمة املواطنات و املواطنين و الجمعيات في إعداد برامج التنمية و تتبعها‬
‫إن الجهات مطالبة اليوم طبقا للمقتضيات الدستورية بعقلنة نفقاتها عن طريق تطبيق امليزانية التشاركية‬
‫فإشراك املواطنات و املواطنين في تحديد نفقات هذه الجهات يسمح لهذه ألاخيرة باالستفادة من خبرتهم بصفتهم‬

‫‪348‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.146‬‬
‫‪349‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪.170‬‬
‫‪350‬‬
‫‪ -‬اللجنة اإلستشارية للجهوية ‪ ،‬تقرير حول الجهوية المتقدمة ‪،‬الكتاب الثاني ‪ ،‬التقطيع الجهوي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.104‬‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫مرتفقين للمرافق الجهوية ‪ ،‬و بالتالي إلانفاق بشكل أفضل كما يمكن أيضا أن يضع قراراتها املشتركة تدعم‬
‫شفافية ميزانيتها و شفافية ماليتها الجهوية‬
‫ففي بعض تطبيقات امليزانية التشاركية‪ ،‬يمكن القرار املشترك من الرفع من حس املسؤولية لدى املواطنات و‬
‫املواطنين‪ ،‬يصل إلى حد الرفع من نسبة استخالص الضرائب املحلية ‪.‬فعلى سبيل املثال ‪ ،‬في كامبينال و ريسيفي‬
‫ب ) البرازيل(‪ ،‬و في كوينكا ب )إلاكوادور(‪ ،‬تحسن تحصيل الضرائب بشكل ملمول خالل بضع سنوات فقط ‪،‬‬
‫بينما في بورتو اليغري ب ) البرازيل(‪ ،‬انخفض مستوى متأخرات الضريبة العقارية من ‪ 20 %‬إلى ‪ 15 %‬و كانت‬
‫النتيجة املنطقية أنه في أقل من ‪ 10‬سنوات ‪ ،‬انتقلت الضريبة العقارية من ‪ 6 %‬الى ‪ 12 %‬من املداخيل العادية‬
‫الجماعة‪.351‬‬
‫فامليزانية التشاركية ال تمس مجموع امليزانية ‪ ،‬فهي تتعلق فقط بنسبة من ميزانية التجهيز أو ميزانية الاستثمار‪،‬‬
‫‪352‬‬
‫حيث يختار مجلس الجماعة إخضاع نسبة منها ملسلسل القرار املشترك‬
‫إن اعتماد املقاربة التشاركية في اتخاذ القرارات املالية الجهوية » سيسمح ال محالة في ترتيب أولويات هذه‬
‫الجهات‪ ،‬حيث يتم توجيه املوارد املالية العامة الجهوية نحو الاحتياجات الحقيقية بدل إنفاقها في حاجات تعتبر‬
‫ثانوية بالنسبة للمواطنين‪ ،‬و عدم الاتكال على املوارد املرصودة من قبل الدولة‪ ،‬و التخفيض من حدة التشدد‬
‫الضرييي على املواطنين‪ . « 353‬فاملوارد املالية املرصودة للجهات تحتاج إذن إصالحا جذريا على مستوى التوزيع و‬
‫إلانفاق و هو ما أكدت عليه اللجنة الاستشارية للجهوية و املجلس الاقتصادي و الاجتماعي و البيئي و كذا امللتقى‬
‫البرملاني للجهات لعام ‪ 8008‬في مجموعة من التوصيات أهمها ما يلي‪:‬‬
‫‪ » ‬استخدام التحويالت املبنية على النتائج ‪ ،‬حيث يبقى الحصول على التمويالت و جمها رهينا بالنتائج التي‬
‫تحققها الجهات‪. « 354‬‬
‫‪ » ‬تحديد سبل مبتكرة و ِ‬
‫منصفة و متناسبة مع حاجيات الجهات في مجال التمويل‪ ٬‬لتوزيع املوارد املالية و‬
‫الضريبية‪ ٬‬بما في ذلك موارد صندوق التأهيل الاجتماعي و صندوق التضامن بين الجهات ‪ ٬‬مع اعتماد معايير و‬

‫‪ -351‬المديرية العامة للجماعات المحلية ‪''،‬الحكامة التشاركية المحلية ‪ :‬القرار المشترك نموذج آلية الميزانية التشاركية''‪ ،‬يوليوز ‪ -‬سنة‬
‫‪ ،1161‬ص ‪1 61 - 66‬‬
‫‪352‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع ‪ ،‬ص‪.44‬‬
‫‪353‬‬
‫‪ -‬رضوان العنبي‪''،‬جبايات الجهة بين إكراهات الواقع و رهان الجهوية المتقدمة''‪ ،‬التمويل الترابي في ضوء القوانين التنظيمية للجماعات الترابية ‪،‬‬
‫المركز المغربي للبحث و الدراسات الترابية ‪ ،‬سلسلة الندوات حول التمويل الترابي‪ ،‬مكتبة المعرفة ‪ -‬مراكش ‪ ،‬العدد األول ‪ ،‬ص ‪.110‬‬
‫‪354‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.100‬‬

‫‪114‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫مؤشرات يراعى فيها أساسا مستوى التنمية البشرية و التجهيزات العمومية و البنيات التحتية و املعدل العام‬
‫للنشاط في الجهة ؛‬
‫‪ ‬املراقبة الصارمة لتطور نفقات التسيير ‪ ٬‬و خاصة تلك املتعلقة باملوظفين‪ ٬‬عن طريق تحديد سقف أعلى لهذه‬
‫النفقات ‪ ٬‬و إجراء عمليات افتحاص مالية لتتبع هذا السقف املحدد ‪ ٬‬و اقتراح تدابير مناسبة لإلبقاء على‬
‫النفقات ضمن الحدود املقررة مسبقا‪. « 355‬‬
‫‪ » ‬ضرورة وضع آليات للتتبع عن طريق وضع نظام جهوي للمعلومات إلاحصائية و تتبع املالية الترابية‪. «356‬‬
‫‪ » ‬العمل على تحديد اختصاصات الجهات بشكل يمكنها من معرفة املشاريع و القضايا املسؤولة قانونا عن‬
‫تمويلها‪. «357‬‬
‫‪ » ‬استعجالية بلورة نموذج تنموي يعتمد على آليات منصفة و سياسات عمومية للحد من الفوارق و محاربة‬
‫الفقر و الهشاشة و التوزيع العادل للثروات ؛‬
‫‪ ‬الاستهداف العقالني للفئات ألاكثر فقرا و في و ضعية هشاشة‪ ،‬و ضررا و إرساء آليات منصفة لتوزيع الثروة‬
‫الوطنية املنتجة ؛‬
‫‪ ‬التعجيل ببناء نماذج تنموية جهوية و ترابية تمكن من القضاء على الفجوات املجالية بين املناطق و الجهات‪ ،‬من‬
‫خالل تفعيل جميع آليات التضامن بين الجهات‪ ،‬و إعادة صياغة عالقة جديدة و أجرأة أكثر و اقعية لصندوقي‬
‫التضامن و التأهيل الاجتماعي‪. «358‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬تعزيز الاستقالل املالي الجهوي ‪.‬‬

‫إذ كان للعنصر املالي مكانة هامة في كل السياسات العمومية الجهوية و أداة تمول و تنفد بها السياسات و‬
‫املشاريع التنموية بالجهات ‪ ،‬و تترجم به املجالس الجهوية املنتخبة برامجها السياسية على الواقع امللمول ‪،‬‬
‫فاملوارد الذاتية سواء الجبائية و غير الجبائية لتمويل ميزانية الجهات ) أوال ( ‪ ،‬مقابل الحد من الرقابة القبلية‬
‫املمارسة عليها ) ثانيا ( يعتبران جرا الزاوية ملنح الجهات حد معقول من الاستقاللية‬

‫‪355‬‬
‫‪ -‬المجلس اإلقتصادي و اإلجتماعي و البيئي‪ ،‬تقرير حول متطلبات الجهوية وتحديات اندماج السياسات القطاعية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.170‬‬
‫‪356‬‬
‫‪ -‬المجلس االقتصادي و اإلجتماعي و البيئي ‪ '' ،‬التوزيع المجالي لالستثمار العمومي في أفق الجهوية المتقدمة‪ ،‬و دور المراكز الجهوية لالستثمار في‬
‫إعداد و بلورة المخططات التنموية على الصعيد الجهوي وتعزيز االستثمار و تحسين مناخ األعمال على صعيد الجهة''‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 41‬‬
‫‪357‬‬
‫‪ -‬خالصات و توصيات الملتقى البرلماني للجهات ‪ ،‬مرجع سابق‪1‬‬
‫‪358‬‬
‫‪ -‬المنتدى البرلماني الدولي الثالث للعدالة االجتماعية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪11 -1 -1-1‬‬

‫‪115‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫أوال ‪ :‬دعم املوارد املالية الجهوية ‪.‬‬
‫يتضح لنا أن الاستقالل املالي الجهوي رهين في شقه ألاول بإشكالية التدبير املالي املركزي للميزانية العامة‬
‫للدولة‪ ،‬و في تحديد ألاولويات التي يجب أن تصرف فيها هاته ألاموال‪ ،‬مع ألاخذ بعين الاعتبار مدى تأثير البعد املالي‬
‫للجهات على استقالليتها ‪ ،‬و بالتالي على مكانة الجهوية املتقدمة كخيار للدولة ال رجعة فيه‬
‫على هذا ألاسال تحتاج الجهات إذن إلى تنمية موارد جديدة ذاتية ‪ ٬‬من أجل الرفع من قدرتها على تمويل أعمالها و‬
‫مشاريعها‪ ٬‬و الاستجابة لتطلعاتها التنموية ‪.‬و نستعرض في هذا الشأن بعض املقترحات العملية التي تظل في متناول‬
‫الجهات‪:‬‬
‫َ‬
‫‪ » ‬التشجيع على خلق أنشطة ومشاريع مبتكرة ‪ ٬‬تدر موارد مالية إضافية؛‬
‫‪ ‬توسيع نطاق املنظومة القانونية للشراكة بين القطاعين الخاص و العام ليشمل الجماعات الترابية ‪ ٬‬و بصفة‬
‫خاصة لجعلها تستفيد من آليات" الحوار التنافس ي "‪ ٬‬بهدف سد حاجتها الوا حة إلى الخبرة و التمويل ؛‬
‫‪ ‬اللجوء إلى الاقتراض في حدود مؤطرة ‪ ٬‬و بكيفية معقولة متناسبة مع قدرات الجهات على الاقتراض ‪ ٬‬مع ترجيح‬
‫كفة القروض ذات الكلفة التفضيلية التي يمكن تحملها؛‬
‫‪ ‬تعزيز قدرات الجهات على الاقتراض ؛‬
‫‪359‬‬
‫‪ ‬النهوض بالتعاون الدولي الالمركزي الذي يمكن أن يشكل حال لتعبئة التمويالت إلاضافية«‬
‫‪ » ‬التعجيل بإعادة النظر في قانون الجبايات املحلية للرفع من املداخيل الذاتية للجهات (الرسوم الثالثة‬
‫املخولة لها و نسب الرسمين على الخدمات الجماعية ‪ ،‬و موارد املقالع) ؛‬
‫‪ ‬تنظيم لقاءات تشاورية مع املجلس ألاعلى للحسابات و املجالس الجهوية للحسابات من أجل تحديد تشاركي‬
‫للتوصيات ذات ألاولوية التي يمكن أجرأتها على املديين القصير و املتوسط في مجال التدبير املالي للجهات‪« 360‬‬
‫‪ » ‬وضع إ طار منهجي يمكن من استثمار آليات التشاور املنصوص عليها في القانون التنظيمي للجهات ‪ ،‬و كذا‬
‫آليات التخطيط الترابي التشاركي‪. «361‬‬

‫‪ -‬المجلس االقتصادي و االجتماعي والبيئي ‪ '' ،‬تقرير حول متطلبات الجهوية و تحديات اندماج السياسات القطاعية '' ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.170‬‬
‫‪359‬‬
‫‪360‬‬
‫‪ -‬خالصات و توصيات الملتقى البرلماني للجهات ‪ 61 ،‬نونبر ‪ ،1161‬مرجع سابق ‪1‬‬
‫‪361‬‬
‫‪ -‬المنتدى البرلماني الدولي الثالث للعدالة االجتماعية‪ "،‬اإلطار االسترشادي إلعادة بناء النموذج التنموي لمغرب الغد من مدخل العدالة االجتماعية‬
‫والمجالية ''‪ 20 - 19 ،‬فبراير ‪ -‬سنة ‪ ،1161‬ص‪11‬‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تقليص الرقابة القبلية املمارسة على الجهات ‪.‬‬

‫تعتبر الرقابة القبلية املمارسة على الجهات قيدا على استقالل القرار املالي الجهوي » من حيث اعتماد و‬
‫تنفيذ برامجها بشكل مستقل الش يء الذي جعل اللجنة الجهوية الاستشارية للجهوية املتقدمة تقترح ضرورة‬
‫إعادة النظر في مفهوم الوصاية التقليدي‪ ،‬و ذلك بالحد من املراقبة القبلية مع الحفاظ على الرقابة القضائية‬
‫للشرعية‪ ،‬كما اقترحت إلابقاء على املصادقة املسبقة على املداوالت املتعلقة بااللتزام املالي‪ ،‬و ذلك الحترام‬
‫مبدأ التوازن املالي‪ . «362‬و في نفس الاتجاه اقترحت اللجنة الاستشارية للجهوية املتقدمة‪ » ،‬حذف املصادقة‬
‫القبلية التي تقوم بها وزارة الداخلية على صفقات ألاشغال و التوريدات و الخدمات في إطار امليزانيات املصادق‬
‫‪364‬‬
‫إن‬ ‫عليها‪ .«363‬و هو نفس إلاتجاه الذي سار نحوه التطور الحديث للوصاية الترابية في التشريع املقارن‬
‫خامة الحاجيات الجهوية‪ ،‬تتطلب نوعا من التمويالت التي تتناسب و حاجياتها ‪ ٬‬ما يتطلب مجهودا إضافيا‬
‫من طرف الجهات للرفع من قدرتها التمويلية‪ .‬كما أن السلطات املركزية مجبرة هي ألاخرى مستقبال على منح‬
‫هذه الجهات اختصاصات واسعة و الحد من الرقابة القبلية املمارسة عليها تأهيال الستقالل قرارها املالي و‬
‫إعطاءها البعد الدستوري في مدلوله الحقيقي‪ .‬فمختلف أعطاب التدبير الجهوي املرصودة من قبل أجهزة‬
‫الرقابة تثير عدة تساؤالت » حول ‪:‬‬

‫‪ ‬فعالية الرقابة القبلية كما هي منصوص عليها و كما هي ممارسة حاليا ؛‬


‫‪ ‬مالءمة تخفيفها لصالح رقابة مصاحبة و رقابة بعدية ‪.‬‬
‫ففي أفق التخفيف مستقبال من الرقابات القبلية لصالح الرقابات املصاحبة و البعدية‪ ،‬يمكن اقتراح ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬إلابقاء على املراقبة على ألاشخاص مع تكييفها مع تطور املسلسل الديمقراطي الذي من شأنه أن تتولد‬
‫عالقات جيدة بين املنتخبين و الوزارة املكلفة بالجماعات الترابية ؛‬

‫‪362‬‬
‫‪ -‬اللجنة اإلستشارية للجهوية‪ ،‬تقرير حول الجهوية المتقدمة الكتاب الثاني ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.47‬‬
‫‪363‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع ‪ ،‬ص‪.44‬‬
‫‪364‬‬
‫‪ -‬لقد عرفت التجربة الفرنسية منذ الثمانينات تحوالت جوهرية مست مختلف مؤسساتها اإلدارية‪ ،‬فبفعل قوانين الالمركزية استبدلت الوصاية السابقة‬
‫بالوصاية الالحقة ‪ ، ،‬كما عمل قانون ‪ 0‬مارس ‪ 1840‬الخاص بالجهة ‪ ،‬على وضع حد للوصاية السابقة‪ .‬أنظر ‪:‬‬
‫‪Autin Jean-louis et Ribot catherne , droit administratif général imprimerie roto impression en France,4° édition, jouilet -‬‬
‫‪2005,p,58-59.‬‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪ ‬إلابقاء على املصادقة املسبقة على املداوالت املتعلقة بمخططات التنمية و ألاعمال التي تقتض ي الالتزام‬
‫املالي ‪ ،‬للسهر على تجانس ألاولى مع إلاستراتيجية الوطنية و على احترام متطلب التوازن املالي من قبل‬
‫الثانية ‪ ،‬مع مراعات بعض الشروط على سبيل املثال ال الحصر ‪:‬‬
‫‪ -‬توافر شروط الحكامة الجيدة في ميدان الشفافية ؛‬
‫‪ -‬اعتماد معايير ملزمة وسهلة لالفتحاص( إجبارية فائض املداخيل العادية‪ ،‬تحديد سقف للمديونية‬
‫وخدمة الدين‪ ،‬تحديد أعباء التسيير‪/‬املداخيل العادية أو املوارد الذاتية ) ؛‬
‫‪ -‬التخفيف من املراقبة القبلية على صحة املداوالت و القرارات ألاخرى للمجالس‪ ،‬خاصة بالتقليص من‬
‫آجال الرد من قبل السلطات املكلفة بالرقابة ؛‬
‫‪ -‬تقوية طرق الطعن أمام الوزير ألاول و الاحتكام لدى أجهزة مستقلة ؛‬
‫‪ -‬حذف وزارة الداخلية للمصادقة القبلية على صفقات ألاشغال و التوريدات و الخدمات املبرمة في إطار‬
‫امليزانيات املصادق عليها ؛‬
‫‪ -‬الاكتفاء باملراقبة املالية و املحاسباتية للخزينة العامة على الالتزام و أداء النفقات ؛‬
‫‪ -‬تعزيز املراقبة البعدية املمارسة من طرف املجالس الجهوية للحسابات‪ ،‬و املفتشية العامة للمالية ‪ ،‬و‬
‫املفتشية العامة لإلدارة الترابية ؛‬
‫‪ -‬اطالع املجالس الجهوية على تقارير الافتحاص و املراقبة ‪ ،‬و التقييم لدراستها و مناقشتها و استنتاج‬
‫إلاجراءات التصويبية ؛‬
‫‪ -‬إنشاء ثقافة حقيقية للمطابقة و لتدبير املخاطر‪. « 365‬‬
‫تعويض املراقبة القبلية باملراقبة املواكبة ‪ ٬‬و تعزيز املراقبة البعدية و تأطيرها و تنظيمها‪ ٬‬انسجاما مع‬ ‫‪-‬‬
‫مبدأ" التدبير الحر "‪ ٬‬من أجل تكريس منطق تقييم التدبير من خالل النتائج ‪ ٬‬املب ي على تعزيز مبدأ ربط‬
‫املسؤولية باملحاسبة‪. 366‬‬

‫‪365‬‬
‫‪ -‬اللجنة اإلستشارية للجهوية ‪ ،‬تقرير حول الجهوية المتقدمة ‪ ،‬الكتاب الثاني ‪ ،‬التقطيع الجهوي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪..110- 114‬‬
‫‪366‬‬
‫‪ -‬المجلس االقتصادي واإلجتماعي والبيئي ‪ '' ،‬التوزيع المجالي لالستثمار العمومي في أفق الجهوية المتقدمة ‪ ،‬و دور المراكز الجهوية لالستثمار في‬
‫إعداد و بلورة المخططات التنموية على الصعيد الجهوي و تعزيز االستثمار وتحسين مناخ األعمال على صعيد الجهة''‪ ،‬إحالة رقم ‪ ،1165،61‬ص ‪1665‬‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫الفقرة الثالثة ‪ :‬تكريس دعامات حكامة التدبير املالي الجهوي ‪.‬‬
‫تعد الحكامة‪ ،‬وسيلة حاسمة لقيال درجة نجاح أي نظام جهوي و مدى أجرأته على أرض الواقع‪ ،‬و نظرا‬
‫لهميتها في ترشيد و ضبط مسارات التدبير املالي الجهوي‪ ،‬ارتأينا أن نتخذ مدخال لها في هذا الشق من البحث ‪،‬‬
‫عبر شفافية تدبير املال العام ) أوال (‪ ،‬ثم تدعيم حكامة ألاحزاب السياسية ) ثانيا ( ‪ ،‬و حكامة تدبير التكوين‬
‫املستمر ) ثالثا ( ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬شفافية تدبير املال العام الجهوي ‪.‬‬
‫نظرا لحجم آلافات التدبيرية التي أبانت عنها التجربة الجهوية ألاخيرة ‪ ،‬يكون من الطبيعي أن تنعكس أسبابها‬
‫بشكل سليي على مستوى التدبير املالي للجهات ‪ ،‬إن لم يتم تدارك ألامر بش يء من الصرامة و الحزم‪ ،‬من خالل‬
‫بلورة سبل لإلصالح و بدائل لتجاوز الاختالالت التدبيرية التي يمكن أن تعترض سبيل نجاح خيار الجهوية املتقدمة‬
‫‪ ،‬و هو ما سنحاول إبرازه من خالل بعض التوصيات التي جاءت بها الهيئة املركزية للوقاية من الرشوة باعتبارها‬
‫هيئة دستورية‬
‫فعلى مستوى الهيئة إلزامية اعتماد منظومة مالئمة لتدبير املوارد البشرية تنب ي على ضرورة العمل بإعادة‬
‫انتشار الكفاءات ‪ ،‬و تخصيص مكانة متميزة للتكوين ‪ ،‬و اعتماد إجراءات للوقاية من تضارب املصالح ‪ ،‬في حين‬
‫توص ي الهيئة بتعزيز شفافية إلادارة الترابية من خالل نهج سياسة إعالمية إلخبار املواطنين بالنشطة و البرامج‬
‫مع ضمان احترام حق املواطنين في الولوج إلى املعلومات ‪ ،‬و مراجعة و تبسيط املساطر إلادارية املعتمدة على‬
‫مستوى إلادارة الترابية‬
‫من جانب آخر ‪ ،‬توص ي الهيئة بالتأكيد على النزاهة و الشفافية في التدبير املالي من خالل توضيح إجراءات‬
‫اعتماد امليزانية‪ ،‬و اعتماد آليات امليزانية املفتوحة مع الالتزام بوضع إجراءات ملنع أي تحايل على مساطر تنفيذ‬
‫امليزانية‬
‫في نفس السياق‪ ،‬توص ي الهيئة الهيئة املركزية للوقاية من الرشوة بتوحيد املبادئ و القواعد املتعلقة بالصفقات‬
‫العمومية للدولة و املؤسسات العمومية و الجماعات املحلية ‪ ،‬و تأطير السلطة التقديرية املخولة لصاحب‬
‫املشروع بضوابط تحول دون التحريف ‪ ،‬مع ضرورة مراجعة تركيبة لجنة التتبع و الطعن‪ ،‬لضمان الاستقاللية و‬
‫الانفتاح على فعاليات من خارج إلادارة ‪ ،‬مع التأكيد على عضوية الهيئة املركزية ‪ ،‬و العمل على تبسيط مساطر‬
‫إبرام الصفقات‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫تطويرا لنظمة املراقبة و املساءلة ‪ ،‬ترى الهيئة ضرورة مراجعة نظام الوصاية و املراقبة من خالل التخفيف من‬
‫حدة الوصاية‪ ،‬تفعيل املراقبة البعدية بدل املراقبة القبلية‪ ،‬مع الاحتفاظ باملراقبة الشرعية و تدعيم فعاليتها هي‬
‫ألاخرى‪ ،‬مع ضمان تفعيل مقتضيات القانون املتعلق بالتصريح باملمتلكات رقم ‪ 24 06‬من طرف املسؤولين عن‬
‫تدبير الشأن املحلي‪ ،‬و كذا تعزيز فعالية املجالس الجهوية للحسابات ‪ ،‬و ذلك بتسوية املشاكل املتعلقة باإلدالء‬
‫بالحسابات‪ ،‬و تقديم املساعدة التقنية لتطوير تحسين التدبير املالي املحلي‪ ،‬مع اعتماد املراقبة املندمجة لتقييم‬
‫أداء مختلف املتدخلين في مسلسل التدبير املالي املحلي‬
‫تعزيزا لدور الهيئة املركزية للوقاية من الرشوة في مكافحة الفساد على املستوى الجهوي ‪ ،‬توص ي هذه الهيئة‬
‫بضرورة إحداث لجن جهوية أو محلية يعهد إليها بتقديم العون و املساعدة للهيئة في القيام بمهامها‪ ،‬و تزويدها‬
‫بالوسائل املالية و البشرية ‪ ،‬كما توص ي بمواصلة تدعيم ديوان املظالم ماليا و بشريا لتعزيز دوره في مواكبة‬
‫دينامية الجهوية املوسعة‬
‫في نفس السياق ‪ ،‬توص ي الهيئة بتقوية التنسيق و التعاون بين هيئات املراقبة و الوساطة و التتبع من خالل‬
‫إحداث أقطاب جهوية للكفاءة للدراسة و تبادل املعلومات و ضبط املخالفات و الوقاية منها‪ ،‬مع ضمان ربط‬
‫عالقات منتظمة بين املحاكم إلادارية و املالية لتبادل آلاراء و املقترحات ‪ ،‬ثم ألاحكام الصادرة ‪ ،‬مع تمكين هذه‬
‫ألاخيرة من حق اللجوء إلى وكيل امللك لدى املحاكم املختصة عند الوقوف على أفعال مجرمة بمقتض ى القانون‬
‫الجنائي‬
‫توسيعا لدائرة التعاون و التواصل من أجل التصدي لظاهرة الفساد ‪ ،‬تؤكد الهيئة على ضرورة تنمية و تفعيل‬
‫آليات التواصل و التبليغ من خالل إنجاز حمالت تواصلية و تحسيسية بغرض انخراط مختلف الشرائح‬
‫الاجتماعية في برنامج مكافحة الفساد‪ ،‬مع إدماج مفاهيم النزاهة و القيم املهنية في مخططات التربية و التكوين‬
‫على مختلف املستويات‪ ،‬إضافة إلى استصدار قانون لحماية الشهود و الضحايا و املبلغين ومراجعة الفصل ‪02‬‬
‫من النظام ألاساس ي العام للوظيفة العمومية لتيسير انخراط املوظفين املحليين في التحالف املوضوعي ملكافحة‬
‫الفساد ‪ ،‬كذلك العمل على تشجيع املشاركة النشطة للمجتمع املدني في محاربة الفساد‪ ،‬و تشجيع الهيئة في‬
‫الانخراط في عقد شراكات بينها و بين الجهات و الجماعات‬
‫و في سياق تدعيم النزاهة و الشفافية والاستقاللية ‪ ،‬توص ي الهيئة في تقريرها على اعتماد سياسة جنائية‬
‫جديدة ملكافحة الفساد عبر ضمان حقيقي لالستقالل الوظيفي للقضاة ‪ ،‬و تحسين املساطر املتعلقة بالبت في‬
‫قضايا الفساد ‪ ،‬و الحد من مختلف الامتيازات و الحصانات كما توص ي بتحصين الجهاز القضائي نفسه من‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫الفساد من خالل تفعيل نظام التصريح باملمتلكات ‪ ،‬مع تمكين املتقاضين من الحصول على املعلومات القانونية‬
‫و القضائية‪ ،‬و الرفع من كفاءة و فعالية الجهاز القضائي عبر اعتماد سقف زم ي معقول للبت في القضايا‬
‫‪367‬‬
‫املعروضة ‪ ،‬و إزالة العقبات الحائلة دون تنفيذ ألاحكام‪ ،‬و تب ي قضاء متخصص في مجال مكافحة الفساد‬
‫كما يتطلب ألامر‪:‬‬
‫‪ « ‬الاحترام الصارم و التكريس الفعلي ملبدأ سيادة القانون ؛‬
‫‪ ‬إعادة النظر في منظومة الرقابة املالية من حيث ألادوار ‪ ،‬و الوظائف و التمويل و الاستقاللية ؛‬
‫‪ ‬تعزيز دينامية مراقبة املحاكم املالية من خالل التفعيل الكامل لصالحياتها في ميدان التأديب املالي؛‬
‫‪ ‬تطوير اليات املساءلة و اعطاء الحساب‬
‫‪ ‬التنصيص على الزامية نشر املحاكم املالية لتقارير سنوية خاصة بالجهات ؛‬
‫‪ ‬اعداد برامج عمل جهوية لتعزيز النزاهة و مكافحة الفساد ؛‬
‫‪ ‬تحريك املتابعات الجنائية في حق مرتكيي املخالفات املالية املرصودة ؛‬
‫‪ ‬العمل على حصر و ضبط املنازعات القضائية التي تدبرها مختلف الجهات عن طريق احداث اليات‬
‫تمكن من تتبعها و الرفع من نجاعة تدبيرها ؛‬
‫‪ ‬تحيين املقتضيات القانونية املنظمة الختصاصات الوكيل القضائي للجهة ‪ ،‬و توسيع صالحياته بمنحه‬
‫اختصاصات ملزمة بقوة القانون بدل دوره الاستشاري ‪ ،‬و كذا مهمة الدفاع عن الجهات بشكل‬
‫تلقائي بدل تكليفه من الجهة ‪ ،‬و منحه الوسائل و السلطات الكفيلة لحماية املال العام الجهوي و‬
‫تمكينه من الوسائل القانونية الكفيلة لقيامه باالجراءات التحفظية ضمانا لتنفيذ ألاحكام القضائية‬
‫عند صدورها ؛‬
‫‪ ‬التكوين املستمر في مجال تدبير املنازعات و جعل الاستشارة القانونية في هذا املجال أساسا لتدبير‬
‫املنازعات ؛‬
‫‪ ‬ايجاد الحلول البديلة لفض املنازعات عن طرق املسطرة التصالحية في كل القضايا التي تكون فيها‬
‫جم‬ ‫مسؤولية الجهة ثابتة ‪ ،‬نظرا للدور الذي يمكن أن تلعبه هذه املسطرة في التقليص من‬
‫املنازعات ‪ ،‬و الاسراع في حلها ‪ ،‬و بالتالي ربح الجهد و الوقت و التكلفة ‪.»368‬‬

‫‪367‬‬
‫‪ -‬الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة ‪ ،‬الجهوية الموسعة ومستلزمات الحكامة الجيدة والوقاية من الرشوة ‪ ،‬مارس – سنة ‪ ،4717‬ص ‪.46-41‬‬

‫‪116‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تدعيم الحكامة الحزبية ‪ :‬عن طريق تعزيز شفافية الحياة السياسية و تخليق الشأن املحلي ‪ ،‬و ضرورة‬
‫مراجعة املقتضيات الرادعة للفساد املتضمنة باملنظومة الحزبية و الانتخابية الحالية من خالل تب ي ميثاق وط ي‬
‫لألخالقيات من طرف ألاحزاب السياسية و العمل على نشر مضامينه عن طريق » توفير فرص عملية لتأهيل‬
‫املنتسبين لألحزاب أخالقيا و مهنيا ‪ ،‬ملمارسة تدبير الشأن العام الترابي ‪ ،‬و ذلك من خالل إرساء هياكل قارة لدى‬
‫ألاحزاب السياسية أو بالتضامن فيما بينها ‪ ،‬تعمل على وضع و تنظيم برامج و دورات تكوينية لفائدة منخرطيها ‪،‬‬
‫مع ربط تزكيات الانتخابات بضرورة الاستفادة من البرامج و الدورات التكوينية ‪ ،‬و كذا وضع اجراءات تعاقدية‬
‫تضمن التزام ألاحزاب في اختيارها املرشحين لالنتخابات ‪ ،‬بمبدأ التطابق بين البرنامج الحزبي الانتخابي و بين‬
‫املرشحين املؤهلين لتنفيذه‪ « 369‬كما يتطلب ألامر » تضمين قانون ألاحزاب مقتضيات تنص على املسؤولية املدنية‬
‫لألحزاب فيما يتعلق بجميع أفعال الفساد املرتكبة من طرف املترشحين لالنتخابات املنتسبين إليها‪ ،‬بما يتفق مع‬
‫مقتضيات املادة ‪ 26‬من الاتفاقية ألاممية ملكافحة الفساد‪ «370‬و تعزيز الحكامة الانتخابية عبر ‪ :‬التنصيص على‬
‫عدم ألاهلية للترشح بالنسبة ل‪:‬‬
‫‪ ‬ألاشخاص الذين صدرت في حقهم أحكاما بالغرامات من طرف املجلس ألاعلى للحسابات ‪ ،‬أو باستعادة‬
‫ألاموال املطابقة للخسائر التي سببوها للمرافق التي تحملوا مسؤولية تدبيرها ؛‬
‫‪ ‬ألاشخاص الذين حكم عليهم بحكم نهائي بسبب ارتكابهم جرائم ألاموال املنصوص عليها في القانون‬
‫الجنائي ؛‬
‫‪ ‬ألاشخاص الذين أصدر املجلس الدستوري قرارات بإلغاء نجاحهم على خلفية ارتكابهم مناورات‬
‫تدليسية أو تقديمهم لموال أو منافع قصد التأثير على الناخبين؛‬
‫‪ ‬ألاشخاص الذين توجد في ذمتهم ديون ترجع للدولة‪.371‬‬
‫كما أن ألامر يتطلب من جانب آخر إعادة النظر في القانون املنظم النتخاب أعضاء املجالس الترابية ‪ ،‬خاصة‬
‫الجهات على مستوى الشق املتعلق بشرط الكفاءة العلمية بالنسبة لكافة أعضاء مجالس الجهات‬

‫‪ - 368‬سيدي ابراهيم فعرس ‪ ،‬التدبير المالي الجهوي الجديد في ضوء تقارير المحاكم المالية بالمغرب ‪ ،‬المركز العربي الديمقراطي ‪ -‬مجلة العلوم السياسية‬
‫و القانون ‪ ،‬العدد ‪ 46‬أكتوبر ‪ /‬تشرين األول ‪ ،‬المجلد ‪ ،6‬سنة ‪ ، 4747‬ص ‪. 203-204‬‬
‫‪369‬‬
‫‪ -‬الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة ‪ '' ،‬نحو بناء منظومة للحكامة الجيدة على المستوى الترابي '' ‪ ،‬دراسة بطلب من مجلس المستشارين ‪ ،‬مرجع سابق‬
‫‪ ،‬ص ‪. 66‬‬
‫‪370‬‬
‫‪ -‬الملخص التنفيذي لتقرير الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة ‪ ،‬سنة ‪ ، 4711 – 4717‬ص ‪.1.‬‬
‫‪371‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪.1.‬‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫ثالثا‪ :‬حكامة تدبير التكوين املستمر ‪.‬‬
‫تتطلب عملية تقوية القدرات التكوينية للمنتخبين عدة آليات لتحقيق ألاهداف املنشودة ‪ ،‬لذلك توفر الدولة‬
‫آلاليات الضرورية ملساندة الجهات لبلوغ حكامة جيدة في تدبير شؤونها وممارسة الاختصاصات املوكولة لها ‪ ،‬و‬
‫‪372‬‬
‫ذلك بدعم قدراتهم التدبيرية‬
‫و هو ما يتطلب إعادة النظر في سبل إعداد التصميم املديري الجهوي للتكوين املستمر(أوال ) و عقلنة مساهمات‬
‫الجهات في تحمل مصاريفه ( ثانيا )‬
‫‪ - 1‬التصمیم املدیري الجهوي للتكوین املستمر ‪.‬‬
‫تشرف الجهات كم أشرنا سابقا بتنسيق مع الجماعات الترابية ألاخرى ‪ ،‬على إعداد تصميم مديري جهوي‬
‫للتكوين املستمر ‪ ،373‬لفائدة أعضاء مجالس الجماعات الترابية‬
‫و يعهد إلى اللجنة الجهوية املكلفة بالتكوين املستمر التي تحدث تحث رئاسة رؤساء مجالس الجهات ‪ ،‬عملية‬
‫إعداد التصميم املديري الجهوي للتكوين املستمر و تحيينه ‪ ،‬و كذا وضع البرنامج السنوي لهذه الدورات التكوينية‬
‫‪ ،‬مع تحديد الفئات املستهدفة منها و املدة الزمنية و التكاليف املالية املخصصة لذلك ‪ ،‬إضافة إلى إعداد تقرير‬
‫سنوي حول حصيلة برنامج التكوين في متم شهر نوفمبر من كل سنة ‪ ،‬و تتألف هذه اللجنة من ‪:‬‬
‫‪ ‬رؤساء مجالس العماالت و ألاقاليم الواقعة داخل النفوذ الترابي للجهة أو من ينوب عنهم؛‬
‫‪ ‬رئيسا الجماعتين اللتين تضمان أكبر عدد من السكان على مستوى كل عمالة أو إقليم من العماالت أو‬
‫ألاقاليم املكونة للجهة ؛‬
‫‪ ‬ممثلو عمال العماالت و ألاقاليم بالجهة ؛‬
‫‪ ‬رئيس اللجنة الدائمة التابعة ملجلس الجهة املكلفة بالتكوين املستمر ؛‬
‫‪ ‬ممثل و إلي الجهة ؛‬
‫‪ ‬مسؤول التكوين املستمر بإدارة الجهة‪.374‬‬
‫يتضح للمهتمين بتدبير الشأن الجهوي ‪ ،‬أن كل مسارات التدبير سواء كان تدبيرا إداريا أو ماليا ‪ ،‬تتواله هيآت‬
‫غير منتخبة ‪ ،‬إما سلطات الوصاية و مصالحها املركزية ‪ ،‬و إما جهات و مؤسسات أخرى في إطار التعاون أو‬

‫‪372‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 417‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 111.16‬المتعلق بالجهات ‪.‬‬
‫‪373‬‬
‫‪ -‬التصميم المديري الجهوي للتكوين المستمر وثيقة جهوية تحدد‪ ،‬انطالقا من تشخيص أولي لمؤهالت أعضاء مجالس الجماعات الترابية‪ ،‬والمهام‬
‫التدبيرية المسندة إليهم‪ ،‬واالختصاصات المخولة للجماعات الترابية محاور و أولويات التكوين‪ ،‬والمدة الزمنية الني يستغرقها‪ ،‬والغالف المالي الذي يتعين‬
‫رصده له‪.‬‬
‫‪374‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 6‬من المرسوم رقم ‪ 4.14.4.0‬المتعلق بتحديد كيفيات تنظيم دورات التكوين المستمر لفائدة أعضاء مجالس الجماعات الترابية ومدتها وشروط‬
‫االستفادة منها و مساهمة الجماعات الترابية في تغطية مصاريفها‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫الشراكات و هو ما سار على مستوى إعداد التصميم املديري الجهوي للتكوين املستمر ‪ ،‬لفائدة أعضاء مجالس‬
‫الجماعات الترابية ‪ ،‬و الذي تشرف عليه نضريا الجهات حسب مقتضيات املادة ‪ 820‬من القانون التنظيمي‬
‫للجهات ‪ ،‬و هو ما ال يمكن تحقيقه في ظل تدني املستويات التعليمية للمنتخبين ‪ ،‬و الدليل على ذلك هو لجوء‬
‫غالبية الجهات إلى مكاتب الدراسات و الجامعات إلعداد تصاميم التكوين املستمر الجهوية و كمثال على ذلك‬
‫التصميم املديري ملجلس جهة فال‪ -‬مكنال ‪ ،‬و الذين اعتمدنا عليه في هذا الشق على مستوى التشخيص أعاله‬
‫‪ ،‬حيث لجأ مجلس هذه الجهة إلى جامعات و مؤسسات التعليم العالي بالجهة و التنسيق مع جامعة ألاخوين‬
‫إلعداد هذا التصميم ‪ ،‬ما يؤكد إلزامية شرط الكفاءة العلمية‬
‫فرغم املهام التي ألزم املشرع بها الجهات عن طريق لجانها الجهوية املكلفة بالتكوين املستمر طبقا ملقتضيات‬
‫املادة الرابعة من املرسوم املتعلق بتحديد كيفيات تنظيم دورات التكوين املستمر لفائدة أعضاء مجالس‬
‫الجماعات الترابية و مدتها و شروط الاستفادة منها و مساهمة الجماعات الترابية في تغطية مصاريفها يبقى‬
‫تحديد الحاجيات في مجال التكوين يقتض ي معرفة مستوى قدرات املنتخبين و طبيعة ألادوار و املهام املخولة إليهم ‪،‬‬
‫كما أن تحديد محاور و عناصر التكوين يجب أن تنسجم و الحاجة إلى الفعل و ألاداء الجيدين‪ ،‬ذلك أن تطوير‬
‫ألاداء و تقوية القدرات تعززان فاعلية ألاعضاء حتى ال ينحصر فقط في الحضور ومتابعة أشغال املجالس الترابية‬
‫التي ينتمون إليها‪ ،‬ولكن أيضا في جعل مشاركتهم قوة اقتراحية و أداء فعاال ملهامهم التدبيرية‪.‬‬
‫لذلك البد أن يتم إعداد التصميم املديري الجهوي للتكوين املستمر انطالقا من عملية التشخيص ألاولي‪ ،‬وفق‬
‫منهجية علمية تجعل من صياغة وثيقة التصميم املديري الجهوي للتكوين‪ ،‬وثيقة جهوية‪ ،‬منسجمة مع كل العناصر‬
‫و املراحل التي تعرفها دورة املشروع ‪ .‬و من تم فعملية التشخيص هاته تسعى إلى رصد‪:‬‬
‫‪ ‬طبيعة الاختصاصات املخولة للجماعات الترابية في جميع املجاالت ‪ :‬املالية‪ ،‬القانونية‪ ،‬إلادارية وغيرها؛‬
‫‪ ‬شرائح املستفيدين من برامج التكوين ؛‬
‫‪ ‬طبيعة املهام التدبيرية املسندة إليها ؛‬
‫‪ ‬قدرات ومؤهالت أعضاء مجالس الجماعات الترابية ؛‬
‫‪ ‬أولويات التكوين املستمر ؛‬
‫‪ ‬أشكال التكوينات حسب مخرجات التشخيص ؛‬
‫‪ ‬إلاطار الزم ي إلنجاز دورات التكوين ؛‬

‫‪114‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪ ‬امليزانية التقديرية لبرامج التكوين حسب السنوات ‪.‬‬
‫لتأتي بعد ذلك مرحلة فرز مخرجات التشخيص و املتمثلة في ‪:‬‬
‫‪ ‬تحديد إلاطار املنطقي ملشروع التصميم املديري الجهوي للتكوين املستمر للجهات كإطار منهجي و بيداغوجي‬
‫للتجاوب مع حاجيات التكوين املستمر لعضاء مجالس الجماعات الترابية التابعة للجهة ؛‬
‫‪ ‬إعداد معطيات و بيانات عن طبيعة و نوعية املعارف والتكوينات املتعلقة بمجال اختصاص الجماعات‬
‫الترابية ؛‬
‫‪ ‬رصد املعارف التي تعكس التجربة املهنية لعضاء مجالس الجماعات الترابية ؛‬
‫‪ ‬إنجاز بيانات تعكس نوعية مهارات أعضاء مجالس الجماعات الترابية في مجالي التدبير ‪ ،‬و التسيير ؛‬
‫‪ ‬مسك معطيات تعكس نوعية ألادوار و املهام املسندة إلى أعضاء مجالس الجماعات الترابية؛‬
‫‪ ‬حصر أهم املعيقات وإلاكراهات التي تواجه أعضاء مجالس الجماعات الترابية في مزاولتهم للمهام املسندة‬
‫إليهم ؛‬
‫‪ ‬فهم نوع الكفايات التنظيمية والقانونية واملؤسساتية لعضاء مجالس الجماعات الترابية ؛‬
‫‪ ‬الوقوف على ظروف وآليات الاشتغال لدى ألاعضاء في املجالس الجماعية ؛‬
‫‪ ‬فهم كيفية اشتغال أجهزة مجالس الجماعات الترابية من خالل تحديد نقط القوة و نقط الضعف ؛‬
‫‪ ‬فهم ألادوار والعالقات الخارجية للجماعات الترابية من خالل تحديد نوع الفرص و إلاكراهات حسب طبيعة‬
‫السياقات الاجتماعية والاقتصادية لكل جماعة ترابية ؛‬
‫‪ ‬إعداد مصفوفة الحاجيات حسب ألاولوية في موضوعات التكوين بالنسبة لعضاء املجالس الترابية ؛‬
‫‪ ‬وضع الوثيقة النهائية التي تتضمن الاستراتيجية الجهوية للتكوين املستمر للمنتخبين‬
‫‪ ‬البرامج السنوية للتكوين املستمر‪.375‬‬
‫‪ - 2‬عقلنة مساهمات الجهات في تحمل مصاريف التكوين املستمر ‪.‬‬
‫تتحمل الجهات تطبيقا ملقتضيات املادة ‪ 26‬من القانون التنظيمي املتعلق بالجهات و املادة الثامنة من املرسوم‬
‫رقم ‪ 8 06 888‬املتعلق بتحديد كيفيات تنظيم دورات التكوين املستمر لفائدة أعضاء مجالس الجماعات الترابية‬
‫‪ ،‬نسبة ‪ 82 %‬كحد أدنى من مصاريف البرنامج السنوي للتكوين املستمر الذي تعده اللجنة الجهوية‪ ،‬في حين‬
‫‪375‬‬
‫‪ -‬مجلس جهة فاس – مكناس ‪ '' ،‬الورقة المنهجية إلعداد التصميم المديري الجهوي للتكوين المستمر ألعضاء مجالس الجماعات الترايية لجهة فاس‬
‫– مكناس '' ‪ ،‬من إعداد جامعات و مؤسسات التعليم العالي بجهة فاس – مكناس – تنسيق جامعة األخوين ‪ ،‬سنة ‪ ، 1161‬ص ‪. 1 - 1‬‬

‫‪115‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫تتحمل العماالت أو ألاقاليم و الجماعات الواقعة داخل النفوذ الترابي للجهة النسبة املتبقية على أسال قاعدة‬
‫عدد أعضاء املجالس املستفيدين‪ ،‬كما ترك املشرع إمكانية الرفع من مساهمات تمويل البرنامج السنوي للتكوين‬
‫املستمر مفتوحا أمام كل الجماعات الترابية مع إمكانية تفعيل هذه املساهمات في إطار التعاقد بين الجهات و‬
‫العماالت أو ألاقاليم والجماعات الواقعة داخل النفوذ الترابي للجهة‪.‬‬
‫إن مسألة فتح املشرع املجال أمام الجهات و باقي الجماعات الترابية بتخصيص ‪ 82 %‬من ميزانية الجهات و ‪%‬‬
‫‪ 82‬من ميزانيات العماالت أو ألاقاليم و الجماعات الواقعة داخل النفوذ الترابي للجهات املعنية بتنظيم الدورات‬
‫التكوينية ‪ ،‬يعتبر أمرا غير منطقي ‪ ،‬باعتباره سيؤدي إلى مزيد من الاختالالت على املستوى التدبير املالي للجهات و‬
‫باقي الجماعات الترابية ‪ ،‬و خاصة أن املشرع قد منح لكل الجماعات الترابية حق الرفع من مساهمات تمويل‬
‫البرامج السنوية للتكوين املستمر ‪ ،‬مع العلم أن املشرع نفسه هو من استث ى شرط املستوى التعليمي كشرط‬
‫للترشح بالنسبة للجهات ‪ ،‬و بالتالي يبقى السؤال مطروحا ‪ ،‬ما هو الهدف من التكوين املستمر في ظل تدني‬
‫املستويات التعليمية للمنتخبين ‪ ،‬و الحل يكمن في فرض شرط املستوى التعليمي ‪ ،‬بل أكثر من ذلك ‪ ،‬يجب أن‬
‫يكون املستوى التعليمي ‪ ،‬هو (التعليم العالي) ‪ ،‬على ألاقل بالنسبة لرؤساء الجهات ‪ ،‬و إن كان البد من هذا‬
‫التكوين فهناك املجتمع املدني و الجامعات التي يمكن أن تدخل مع الجهات في إطار اتفاقيات شراكة في مجال‬
‫التكوين املستمر ‪ ،‬و التي لن تتطلب أموالا طائلة لذلك‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫خاتمة القسم الثاني ‪ :‬يتطلب تجويد أداء املجالس الجهوية إعادة النظر في ألاسس و املرتكزات التشريعية التي‬
‫يقوم عليها تدبير النشاط املالي الجهوي ‪ .‬إذ تتنظم وفقها مختلف مسارات هذا التدبير ‪ .‬منها املتعلقة بانتخاب‬
‫أعضاء املجالس الجهوية املنتخبة و اختصاصاتها و صالحياتها ‪ ،‬أو املحددة لكيفيات تمويلها و درجة استقالليتها و‬
‫الرقابة املمارسة عليها ‪ ،‬مع ألاخذ بعين الاعتبار التنفيذ الصارم لقواعد الحكامة ‪ ،‬و تفعيل العقوبات الجزرية في‬
‫حالة جرائم املال العام ‪ .‬و عليه ‪ ،‬يؤدي غياب قدرة الجهات على التمويل بالضرورة ‪ ،‬إلى إضعاف طاقتها التدبيرية‪.‬‬
‫فإذا كانت الجهات تعتمد في تمويلها على التمويل املركزي ‪ ،‬فإن هذه التبعية املالية يصاحبها عادة نوع من التدخل‬
‫يؤثر على برمجة نشاطها املالي‪ ،‬و على هذا ألاسال‪ ،‬يعتبر الحفاظ على استقاللية القرار املالي للجهات ‪ ،‬أهم‬
‫الرهانات التي تقوم عليها ألاسس املالية للتنمية الجهوية ‪ .‬كضمانة تفيد حرية اتخاذ القرار املالي و تنفيذه ‪ .‬لتسمو‬
‫استقاللية القرار املالي الجهوي التي يقوم عليها نجاح تدبير التنمية الجهوية ‪ .‬مما يتطلب اعتماد منظومة متوازنة‬
‫للتمويل ‪ ،‬تقوم على مأسسة التمويل املركزي بشكل يضمن استقاللية القرار املالي الجهوي و حرية الجهات و‬
‫استقالليتها في إعداد ميزانياتها الجهوية و برمجة و تنفيذ مشاريعها التنموية ‪ .‬كما يتطلب التدبير املالي الجهوي‬
‫السليم إعادة النظر في طريقة انتخاب أعضاء املجالس الجهوية و إرساء مقومات الحكامة الجيدة ‪ ،‬كحل لإلشكال ‪.‬‬
‫تأسيسا على ما تقدم‪ ،‬يمكن القول أن التدبير املالي الجهوي يخضع ملجموعة من الاختالالت و الهفوات ستحول‬
‫ال محالة دون إرساء نظام جهوي حقيقي و فعال قادر أن يمتد بتأثيراته إلايجابية لزيادة الكفاءة و الفعالية‬
‫إلادارية و املالية على النطاق الجهوي ‪ ،‬فالمر يتطلب بالدرجة ألاولى أن يستوعب مسؤولو إلادارات املركزية هذه‬
‫الحقيقة كما يتطلب و يستلزم ألامر من جميع املتدخلين من حكومة و أحزاب سياسية و مجتمع مدني و‬
‫منتخبين و غيرهم ‪ ،‬أن يكونوا في املستوى املطلوب إليجاد مخرج لتجاوز هذه الاختالالت و املمارسات ‪ ،‬و التي لن‬
‫تساعد على نجاح ورش الجهوية املأمول ‪ .‬فاختالالت التدبير املالي التي يعرفها النظام الجهوي راجعة في ألاسال‬
‫إلى اعتبارات عدة قمنا بذكرها إال أن الاختالل البنيوي الذي يعتري التدبير الجهوي في شموليته يكمن بالسال في‬
‫القائمين على هذا التدبير من الدرجة ألاولى‪ ،‬و على كيفية تدبير السلطة و الثروة ‪ ،‬و عليه فالعنصر البشري يبقى‬
‫محور الاختالالت و الحجر ألاسال الكفيل بتجويد التدبير الجهوي‪ ،‬خاصة في شقه املالي‪ ،‬سواء أكان هذا العنصر‬
‫البشري مسؤوال عن إعداد السياسات العمومية الجهوية‪ ،‬أو مسؤوال عن تنفيذها أو مراقبتها ‪ .‬فتحسين أداء‬
‫الفعل الجهوي بشكل يرقى إلى طموحات و تطلعات املواطنين يتطلب الاحترام الصارم للقوانين و تفعيلها بواسطة‬
‫النص و ليس بواسطة حامليه ‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫خاتمة عامة‪:‬‬

‫لقد عرف التنظيم القانوني لتدبير املالية الجهوية مجموعة من إلاصالحات بهدف تجويد مسارات التدبير املالي‬
‫للجهات‪ ،‬و تجاوز جل الهفوات‪ ،‬فمقابل الصالحيات و الاختصاصات املالية املمنوحة ملجالس الجهات‪ ،‬خاصة‬
‫تلك التي يمارسها رؤساء الجهات‪ ،‬تم صدور مجموعة من املراسيم التطبيقية في هذا الشأن‪ ،‬و التي تجسد‬
‫مقتضيات القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ‪ ،000 04‬لعل أبرزها املرسوم رقم ‪ 8 08 448‬بسن نظام‬
‫للمحاسبة العمومية للجهات و مجموعاتها‬

‫كما أن املشرع املغربي جعل التدبير املالي للجهات يقوم نظريا على مبادئ الحكامة و التي يعتبر مبدأي التدبير‬
‫الحر و التفريع أبرزها إلى جانب قواعد الحكامة الجيدة التي نص عليها دستور اململكة لعام ‪ ، 8000‬إضافة إلى‬
‫جعل املالية الجهوية تخضع لرقابة مجموعة من الهيئات الرقابية املتمثلة في رقابة املحاكم املالية و رقابة القضاء‬
‫إلاداري و املراقبة إلادارية التي يمارسها والي الجهة‪ ،‬خاصة املراقبة املتعلقة بميزانية الجهة إلى جانب الرقابة التي‬
‫يمارسها أعضاء املجالس الجهوية‪ ،‬و رقابة الرأي العام املتمثلة في رقابة املواطنين و املجتمع املدني‬
‫مما ال شك فيه ‪ ،‬أن املغرب أصبح مقتنعا بضرورة السير في تفعيل ورش الجهوية ‪ ،‬فبالرغم من كل املرتكزات‬
‫التشريعية و الوسائل املالية و آلاليات الرقابية ‪ ،‬الزال تفعيل خيار الجهوية باملغرب يتخلله مجموعة من العوائق‬
‫على مستوى التدبير سواء في شقه إلاداري أو املالي و التي تقف عائقا و تحد من مدى فعالية الجهوية‪ ،‬فبالرغم‬
‫من تنصيص الوثيقة الدستورية لعام ‪ 8000‬على مجموعة من املبادئ ك مبدأ التدبير الحر و مبدأ التفريع ‪،‬‬
‫إال أن دورها يبقى مختصرا في املساهمة إلى جانب الجماعات الترابية ألاخرى ‪ ،‬في تنفيذ السياسة العامة للدولة‪،‬‬
‫دون املساهمة في إعدادها‪.‬‬
‫إن عدم تحكم الجهات في مواردها املالية يجعل استقاللها املالي مقيدا ‪ ،‬و بالتالي ‪ ،‬يظل الحديث عن تدبير مالي‬
‫جهوي متكامل و سليم صعبا ‪ ،‬و هو ما يستوجب إعطاء الجهات فرصة التصرف و تحمل املسؤولية في التدبير‬
‫املالي خاصة في ما يرتبط بتطبيق ميزانياتها الجهوية‪.‬‬
‫فالجهات يجب أن تكون لديها اليوم املوارد املالية القارة و الكافية لتنفيذ مشاريعها التنموية‪ ،‬و هو ما يقوي‬
‫هامش قدرة التسيير لديها‪ ،‬و يسمح بمسائلتها على اخفاقاتها التدبيرية كما أن ألامر يتطلب أوال إعادة النظر في‬
‫نمط التدبير املالي العمومي املركزي ملالية الدولة فاملتصفح لقوانين املالية‪ ،‬خاصة تلك الجداول التي تحدد‬
‫املوارد و الاعتمادات الخاصة بتوزيع الاعتمادات على بعض القطاعات الوزارية و املؤسسات‪ ،‬يوقن ال محالة أن‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫إكراهات التدبير املالي بقدر ما تتمثل في التمويل فهي تكمن في كيفية تدبير إنفاق هذه ألاموال و القائمين على‬
‫تدبيرها‪.‬‬
‫إن التناقض الحاصل على مستوى تمويل الجهات و درجة استقالليتها مرده بالسال إلى تضافر عوامل و‬
‫اختالالت عدة ‪ ،‬فالتدبير املالي الجهوي ‪ ،‬ال يتوقف فقط على توفر املوارد املالية و درجة الاستقاللية ‪ ،‬بل يتطلب‬
‫كذلك تحسين استغالل املوارد املالية و توظيفها بشكل دقيق يرمي إلى تحقيق ألاهداف املنشودة ‪ ،‬و ال يتأتى هذا‬
‫إال بوجود مقومات لحكامة التدبير املالي تعمل على صيانة املال العام من كل الانحرافات و ألاعطاب التدبيرية‪.‬‬
‫تأسيسا على ما تقدم‪ ،‬يمكن القول أن التدبير املالي الجهوي يخضع ملجموعة من الاختالالت و الهفوات ستحول‬
‫ال محالة دون إرساء نظام جهوي حقيقي و فعال قادر أن يمتد بتأثيراته إلايجابية لزيادة الكفاءة و الفعالية‬
‫إلادارية و املالية على النطاق الجهوي‪ ،‬فالمر يتطلب بالدرجة ألاولى أن يستوعب مسؤولو إلادارات املركزية هذه‬
‫الحقيقة كما يتطلب و يستلزم ألامر من جميع املتدخلين من حكومة و أحزاب سياسية و مجتمع مدني و‬
‫منتخبين و غيرهم ‪ ،‬أن يكونوا في املستوى املطلوب إليجاد مخرج لتجاوز هذه الاختالالت و املمارسات ‪ ،‬و التي لن‬
‫تساعد على نجاح ورش الجهوية املأمول‪.‬‬
‫فعلى الرغم من كل إلاصالحات الجهوية ‪ ،‬مازال التدبير املالي الجهوي يعرف مجموعة من الهفوات و‬
‫الاختالالت التي تحول دون تحقيق ألاهداف التنموية املأمولة ‪ ،‬و هو ما يتطلب إيجاد سبل لتجاوزها ‪ ،‬فهاجس‬
‫إلاصالحات يجب أن ينصب أوال حول استكمال تثبيت ثقة املواطنين بمن يتولى تدبير دواليب إداراتهم الجهوية ‪ ،‬ثم‬
‫مدى تب ي و تفعيل مبادئ و قواعد الحكامة الجيدة‪.‬‬
‫يفرض ألامر إذن تصورا إصالحيا شموليا قائما على مجموعة من الدعامات الهادفة إلى تحقيق التنمية الجهوية‬
‫في شموليتها منها ‪:‬‬
‫‪ - 1‬إعادة النظر في كيفية تدبير املالية العمومية للدولة بشكل يضمن التوزيع العادل للثروة على مختلف‬
‫مؤسسات الدولة و الجهات و الجماعات الترابية ألاخرى ؛‬
‫‪ – 2‬منح املزيد من مصادر التمويل الجهوية لتحقيق التنمية الجهوية في أبعادها الاقتصادية و الاجتماعية و‬
‫البيئية و الثقافية ؛‬
‫‪ - 3‬اعادة النضر في كيفية توزيع املوارد املالية و املشاريع الاستثمارية على الجهات بشكل عادل يأخذ بعين‬
‫الاعتبار جم الثروات املحلية و ألابعاد الاجتماعية لساكنة الجهات ؛‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪ - 4‬توفير الحد ألاقص ى ملجالس الجهات استقاللية القرار إلاداري ‪ ،‬و املالي عن طريق سلطات مركزية و ال‬
‫مركزية ‪ ،‬ذات اختصاصات مصاحبة على مستوى تدبير الشأن العام الجهوي ‪ ،‬تعمل كشريك و كفاعل‬
‫أساس ي في مسلسل التنمية الجهوية ؛‬
‫‪ - 5‬مجالس جهوية منتخبة مسؤولة و كفئة ذات تكوين عال يؤهلها الستيعاب و تنفيذ الاختصاصات و‬
‫املسؤوليات امللقاة على عاتقها و التواصل و الانفتاح على مختلف الفاعلين في التدبير الجهوي ؛‬
‫‪ - 6‬إعادة النظر في مسطرة التوظيف بالجهات التي تمنح الصالحيات لرؤساء مجالس الجهات بتوظيف املوارد‬
‫البشرية ‪ ،‬و تأهيل املوارد البشرية للجهات‪ ،‬عن طريق التكوين املستمر ؛‬
‫‪ - 7‬إشراك ساكنة الجهات في النقاشات الجهوية املرتبطة بمختلف مجاالت التنمية الجهوية عن طريق مجتمع‬
‫مدني كفء و مسؤول‪ ،‬ذي قوة اقتراحية ‪ ،‬منفتح على مختلف ميادين التدبير الجهوي؛‬
‫‪ - 8‬ضرورة تفعيل آلاليات املرتبطة باملراقبة املالية و القضائية و مراقبة التسيير‪ ،‬خاصة تلك املتعلقة‬
‫بالصفقات العمومية ‪ ،‬من خالل تقوية أجهزة و أدوار الهيئات الرقابية ‪ ،‬و منحها صالحيات أكبر ‪ ،‬و انفتاحها‬
‫على رقابة الرأي العام الترابي ؛‬
‫‪ - 9‬استقاللية السلطة القضائية عن السلطة التنفيذية ‪ ،‬خاصة بالنسبة للقضايا املرتبطة بعزل و توقيف‬
‫أعضاء و رؤساء مجالس الجهات‪ ،‬و جعل السلطة القضائية صاحبة الاختصاص في هذا الشأن؛‬
‫‪ - 10‬مشاركة القطاع الخاص في مسلسل التنمية الجهوية و اعتماده املسؤولية الاجتماعية منهجا للتدبير ؛‬
‫‪ - 11‬الحسم في مسألة التدبير الجهوي لجهة الصحراء العتبارها املحدد ألاساس ي ملسلسل اتخاذ القرار‬
‫السياس ي املغربي لقضية الصحراء ‪.‬‬
‫تأسيسا على ما تقدم ‪ ،‬يقتض ي تجويد التدبير العمومي بالجهات‪ ،‬حماية ألاموال العمومية من التبذير و‬
‫الانحراف و ضمان الحقوق و الحريات ‪ .‬حيث ال نتصور أن نجاح خيار الجهوية دون هذه املقومات ‪ .‬إذ يفترض‬
‫على الساهرين على التدبير الشأن الجهوي التعامل معها بنوع من الاعتدال و املالئمة‬
‫إن ما نطمح إليه من خالل هذا البحث ‪ ،‬أن تصبح الجهات مستقبال‪ ،‬مؤسسات فاعلة بشكل يضمن لها‬
‫النجاعة الاقتصادية و الاجتماعية و املساهمة الفاعلة و املنتجة و املستدامة على املستوى الترابي و الوط ي‪.‬‬
‫ختاما ‪ ،‬ال يمكن الادعاء أن البحث في موضوع التدبير املالي الجهوي باملغرب على ضوء الاصالحات السياسية و‬
‫الجهوية الجديدة يرقى ملستوى الكمال‪ ،‬الحال أنه انطالقة ملواكبة املستجدات التي سيعرفها النظام الجهوي‬
‫باملغرب مستقبال ‪ ،‬أمال في أن يكون بداية لتفكير علمي محقق صوب إلاشكاالت املثارة بشكل دائم‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
: ‫امل ع ع ععال ح ع ع ع ع ع ععق‬

116
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
111
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
114
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
‫الئـ ـ ـ ـ ـ ـ ـح ـ ـ ـ ـ ــة املـ ـ ـ ـ ـراج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع‬
‫الكتب ‪:‬‬
‫‪ ‬القرآن الكريم ‪ :‬سورة الفرقان ‪ ،‬آلاية ‪.67‬‬
‫‪ ‬املهدي بنمير‪ ،‬الحكامة املحلية باملغرب و سؤال التنمية البشرية ‪ ،‬مطبعة و ليلي ‪ -‬مراكش‪ ،‬الطبعة ألاولى ‪ ،‬سنة ‪8000‬‬
‫‪ ‬املهدي بنمير ‪ ،‬الجماعات املحلية و املمارسة املالية باملغرب ‪ ،‬املطبعة و الوراقة الوطنية ‪ -‬مراكش ‪ ،‬سنة ‪0884‬‬
‫‪ ‬السعيدي مزروع فاطمة ‪ ،‬إلادارة املحلية الالمركزية باملغرب ‪ ،‬الطبعة ألاولى ‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة ‪ -‬الدار البيضاء‬
‫‪ ،‬سنة ‪8003‬‬
‫‪ ‬بهيجة هسكر‪"،‬الجماعة املقاولة باملغرب ألاسس‪ ،‬املقومات والرهانات"‪ ،‬طوب بريس‪ -‬الرباط ‪ ،‬الطبعة ألاولى‪ ،‬سنة ‪. 2010‬‬
‫‪ ‬خالد الغازي ‪ ،‬التنظيم الجهوي بفرنسا ‪،‬املجلة املغربية لألنظمة القانونية و السياسية ‪ ،‬مطبعة الرسالة ‪ -‬الرباط ‪،‬‬
‫عدد خاص ‪ ،‬يونيو ‪ -‬سنة ‪. 2005‬‬
‫‪ ‬عسور منصور ‪ ،‬قانون امليزانية العامة و رهان الحكامة املالية الجيدة ‪ ،‬مطبعة املعارف الجديدة ‪ -‬الرباط ‪ ،‬الطبعة‬
‫ألاولى ‪ ،‬سنة ‪8008‬‬
‫‪ ‬عبد الفتاح بلخال و جواد الرباع ‪ ،‬تنسيق إدريس أيتلحو‪ ،‬الجهة بين تبوء مكانة الصدارة ترابيا و حدود التمويل‬
‫الجبائي ‪ ،‬التمويل الترابي في ضوء القوانين التنظيمية للجماعات الترابية باملغرب‪ ،‬املركز املغربي للبحث و الدراسات‬
‫الترابية ‪ ،‬سلسلة الندوات حول التمويل الترابي باملغرب ‪ ،‬مكتبة املعرفة – مراكش ‪ ،‬الطبعة ألاولى ‪ ،‬العدد ألاول ‪ ،‬سنة‬
‫‪2017‬‬
‫‪ ‬عبد الرحيم العماري ‪ ،‬في منطق الترافع عن قضية الصحراء أو أصول القوة الترافعية ‪ :‬حفريات نقدية عن املغرب‬
‫السياس ي ‪ ،‬الجزء ألاول ‪ ،‬ملف الصحراء ( ‪ ،)1975 – 2015‬مطبعة طوب بريس – الرباط ‪ ،‬الطبعة ألاولى ‪ ،‬سنة ‪2016‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ ‬عبد العزيز أشرقي‪ " ،‬الحكامة الترابية و تدبير املرافق العمومية املحلية على ضوء الجهوية املتقدمة"‪ ،‬مطبعة النجاح‬
‫الجديدة ‪ -‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة ألاولى ‪ ،‬سنة ‪2014‬‬
‫‪ ‬عبد العزيز أشرقي ‪ ،‬الجهوية املوسعة نمط جديد للحكامة الترابية و التنمية املندمجة ‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة الدار‬
‫البيضاء ‪ ،‬الطبعة ألاولى ‪ ،‬سنة ‪8000‬‬
‫‪ ‬عبد القادر باينة ‪ ،‬الرقابة املالية على النشاط إلاداري ‪ ،‬الجزء ألاول ‪ ،‬دار القلم – الرباط ‪ ،‬الطبعة ألاولى ‪ ،‬سنة ‪8000‬‬
‫‪ ‬عبد الفتاح بلخال ‪،‬علم املالية العامة و التشريع املالي املغربي ‪ ،‬مطبعة فضالة ‪ -‬الدار البيضاء ‪ ،‬الطبعة ألاولى ‪ ،‬سنة‬
‫‪8002‬‬
‫‪ ‬عبد هللا إلادريس ي ‪ ،‬إصالح التنظيم الجماعي ‪ ،‬التنصيص و الحصيلة ‪ ،‬مطبعة الجسور‪ -‬وجدة ‪ ،‬الطبعة ألاولى ‪،‬‬
‫سنة ‪8003‬‬
‫‪ ‬عبد املجيد أسعد ‪ ،‬مالية الجماعات املحلية باملغرب ‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة ‪ -‬البيضاء‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،‬سنة ‪0882‬‬
‫‪ ‬طارق اتالتي ‪ ،‬القانون إلاداري ‪ ،‬دار القلم للطباعة و النشر و التوزيع ‪ ،‬الطبعة ألاولى ‪ -‬سنة ‪،8008‬‬
‫‪ ‬ضياء السمن و ابراهيم صبري ‪ ،‬املالية العامة ‪ ،‬مطبعة الحمامة – تطوان ‪ ،‬الطبعة ألاولى ‪ ،‬سنة ‪. 8006‬‬

‫‪115‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪ ‬محمد اليعكوبي ‪ ،‬تأمالت حول الديمقراطية املحلية باملغرب ‪ ،‬مطبعة املعارف الجديدة ‪ -‬الرباط ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪،‬‬
‫سنة ‪8002‬‬
‫‪ ‬محمد اليعكوبي ‪ ،‬تأمالت حول الديمقراطية املحلية باملغرب ‪ ،‬مطبعة املعرف الجديدة ‪ -‬الرباط ‪ ،‬الطبعة ألاولى ‪ ،‬سنة‬
‫‪. 2005‬‬
‫‪ ‬مكاوي نصير‪ ،‬تدبير مالية الجماعات املحلية ‪ ،‬دار أبي رقراق للطباعة والنشر‪ -‬الرباط ‪ ،‬الطبعة ألاولى ‪ ،‬سنة ‪8000‬‬
‫‪ ‬محمد حنين‪ ،‬تدبير املالية العمومية ‪ :‬الرهانات و إلاكراهات ‪ ،‬دار القلم للطباعة و النشر و التوزيع ‪ -‬الرباط ‪ ،‬الطبعة‬
‫ألاولى ‪ ،‬سنة ‪8002‬‬
‫‪ ‬محمد بومدين ‪ ،‬دور البلديات في رفع املستوى الصحي للسكان و تحقيق التنمية ‪ ،‬مطبعة دار ليلى للطباعة و النشر‪-‬‬
‫الجزائر ‪ ،‬سنة ‪0888‬‬
‫‪ ‬محمد ظريف ‪ ،‬النسق السياس ي املغربي املعاصر مقاربة سوسيو سياسية ‪ ،‬مطبعة إفريقيا الشرق – الدار البيضاء ‪،‬‬
‫سنة ‪. 1991‬‬
‫‪ ‬كامل بربر‪ ،‬نظم إلادارة املحلية دراسة مقارنة ‪ ،‬مطبعة املؤسسة الجامعية للدراسات والنشر و التوزيع ‪ -‬بيروت ‪،‬‬
‫الطبعة ألاولى ‪ ،‬سنة ‪1996‬‬
‫‪ ‬رشيد لبكر ‪ ،‬إعداد التراب الوط ي و رهان التنمية الجهوية ‪ ،‬منشورات عكاض ‪ -‬الرباط ‪ ،‬سنة ‪8003‬‬
‫‪ ‬فاطمة املصلوحي‪ ،‬مقاربة مقارنة لتطور الجهوية باملغرب ‪ ،‬الجهوية املوسعة باملغرب ‪ ،‬أي نموذج مغربي على ضوء‬
‫التجارب املقارنة ‪ ،‬سلسلة الالمركزية و إلادارة املحلية ‪ ،‬مطبعة طوب بريس – الرباط ‪ ،‬الطبعة ألاولى ‪ ،‬سنة ‪. 2010‬‬
‫‪ ‬رشيد السعيد‪ ،‬كريم لحرش‪" ،‬الحكامة الجيدة باملغرب ومتطلبات التنمية البشرية"‪ ،‬مكتبة الرشاد‪ -‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة‬
‫ألاولى ‪ ،‬أبريل ‪ -‬سنة ‪8008‬‬
‫‪ ‬نعيمة هراج التوزاني ‪ ،‬ألامناء في املغرب في ظل حكم السلطان ‪ ، 1894-1873‬مطبعة فضالة ‪ -‬املحمدية ‪ ،‬سنة‬
‫‪. 1985‬‬
‫المجالت ‪:‬‬
‫‪ ‬أحمد بوسيدي‪ "،‬التدبير الحر للجماعات الترابية"‪ ،‬مجلة املنبر القانوني عدد مزدوج أبريل‪ -‬أكتوبر ‪ -‬سنة ‪. 8008‬‬
‫‪ ‬أحمد حضراني ‪ ،‬املنتخب الجماعي و صعوبات التسيير ‪ ،‬املجلة املغربية لإلدارة املحلية و التنمية ‪ ،‬العدد ‪ ، 88‬أكتوبر‬
‫– دجنبر ‪ ،‬سنة ‪0888‬‬
‫‪ ‬املهدي بنمير ‪ ،‬التنظيم الجهوي باملغرب دراسة تحليلية للقانون رقم ‪ 48-86‬املتعلق بتنظيم الجهات ‪ ،‬سلسلة‬
‫الالمركزية والجماعات املحلية ‪ ،‬املطبعة والوراقة الوطنية ‪ -‬مراكش ‪ ،‬سنة ‪. 1997‬‬
‫‪ ‬حسن صحيب‪ ،‬الجهة بين الالمركزية إلادارية والالمركزية السياسية ‪ ،‬املجلة الدولية ‪ ،‬العدد الثاني ‪ ،‬سنة ‪. 2006‬‬
‫‪ ‬خليل الفاهي ‪ ،‬الجهوية و البعد التنموي املحلي ‪ :‬دراسة في ألاسس و املقومات ‪ ،‬املجلة املغربية لإلدارة املحلية و‬
‫التنمية ‪ ،‬العدد ‪ ، 06‬سنة ‪0882‬‬
‫‪ ‬عبد الخالق عالوي ‪ ،‬مبدأ التدبير الحر للجماعات الترابية و إعداد التراب في ضوء دستور ‪ ، 8000‬املجلة املغربية لإلدارة‬
‫املحلية و التنمية ‪ ،‬العدد ‪ ، 002‬سنة ‪.8004‬‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪ ‬عبد اللطيف بروحو‪ ،‬مالية الجماعات الترابية بين واقع الرقابة و متطلبات التنمية ‪ ،‬املجلة املغربية لالدارة املحلية و‬
‫التنمية ‪ ،‬سلسلة مواضيع الساعة ‪ ،‬مطبعة املعارف الجديدة ‪ -‬الرباط ‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬سنة ‪، 8006‬‬
‫عبد اللطيف بروحو‪ ،‬مالية الجماعات املحلية بين واقع الرقابة و متطلبات التنمية ‪ ،‬منشوارت املجلة املغربية لإلدارة‬ ‫‪‬‬
‫املحلية و التنمية ‪ ،‬سلسلة مواضيع الساعة‪ ،‬مطبعة املعارف الجديدة – الرباط ‪ ،‬العدد ‪ ،70‬سنة ‪. 2011‬‬
‫عبد الرحمان املاض ي ‪ ،‬حكامة املجتمع املدني العمل الجمعوي نموذجا ‪ ،‬مجلة مسالك في الفكر و السياسة و الاقتصاد ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫عدد ‪ 00 – 8‬سنة ‪8008‬‬
‫عبد الحق املرجاني ‪ ،‬الجهوية في بعض الدول املتقدمة و واقعها وآفاقها باملغرب ‪ ،‬املجلة املغربية لإلدارة املحلية و‬ ‫‪‬‬
‫التنمية ‪ ،‬عدد مزدوج ‪ - 2-8‬أبريل ‪ ،‬سنة ‪0884‬‬
‫طارق أتالتي ‪ ،‬الحكامة الحزبية باملغرب ‪ ،‬مجلة مسالك في الفكر و السياسة و إلاقتصاد ‪ ،‬العدد ‪ ، 2‬سنة ‪8002‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬محمد املرغدي‪ ،‬الجهة نحو مرحلة ثالثة ومنتجة‪ ،‬املجلة املغربية للسياسات العمومية‪ ،‬العدد ‪ ، 6‬سنة ‪. 2010‬‬
‫‪ ‬محمد اليعقوبي ‪ ،‬مفهوم الجهوية املتقدمة في الخطب امللكية ‪ ،‬منشورات املجلة املغربية لإلدارة املحلية و التنمية ‪،‬‬
‫سلسلة دراسات ‪ ،‬عدد ‪ ، 83‬سنة ‪8000‬‬
‫‪ ‬محمد زين الدين ‪ ،‬الحكامة ‪:‬مقاربة ايسمولوجية في املفهوم و السياق ‪ ،‬مجلة الفكر و السياسة الاقتصادية‪ ،‬العدد ‪، 2‬‬
‫مطبعة النجاح الجديدة ‪ -‬الدار البيضاء‪ ،‬سنة ‪8002‬‬
‫‪ ‬محمد بوبوش ‪ ،‬الجهوية السياسية أداة لتجاوز مشكل الصحراء ‪ ،‬منشورات املجلة املغربية لإلدارة املحلية و التنمية‬
‫‪ ،‬سلسلة مواضيع الساعة ‪ ،‬عدد ‪ - 28‬سنة ‪8006‬‬
‫‪ ‬محمد زين الدين ‪ ،‬املرتكزات القانونية و السياسية إلنجاح العملية إلانتخابية ‪ ،‬املجلة املغربية لإلدارة املحلية و‬
‫التنمية ‪ ،‬العدد ‪ ، 23‬نونبر– دجنبر ‪ ،‬سنة ‪8003‬‬
‫‪ ‬محمد ظريف‪ ،‬املغرب في مفترق الطرق ‪ :‬قراءة في املشهد السياس ي ‪ ،‬منشورات املجلة املغربية لعلم الاجتماع السياس ي‪،‬‬
‫سنة ‪0886‬‬
‫‪ ‬محمد ألاسعد ‪ ،‬الثقافة السياسية للمنتخبين و تنظيم املجال املحلي باملغرب ‪ ،‬مجلة أمل ‪ ،‬العدد ‪ ، 00 – 00‬سنة‬
‫‪0888‬‬
‫‪ ‬مصطفى محسن ‪ ،‬املسألة الجهوية و اشكالية التنمية باملغرب رؤية اجتماعية نقدية ‪ ،‬منشورات املجلة املغربية‬
‫لإلدارة و التنمية ‪ ،‬سلسلة مواضيع الساعة ‪ ،‬العدد ‪ ، 06‬سنة ‪0882‬‬
‫‪ ‬محمد حركات ‪ ،‬كيف تستطيع الحكامة املالية الجيدة إبطال مفعول الفساد ‪ ،‬املجلة املغربية للتدقيق و التنمية ‪،‬‬
‫سلسلة التدبير إلاستراتيجي ‪ ،‬عدد ‪ ، 6‬سنة ‪8002‬‬
‫‪ ‬نجيب جيري‪ "،‬الديمقراطية املحلية و سؤال الحكامة الجيدة "‪ ،‬مجلة مسالك في الفكر و السياسة و الاقتصاد‪ ،‬العدد ‪- 30‬‬
‫‪ ،/ 29‬سنة ‪. 2015‬‬
‫‪ ‬كريم لحرش‪ ،‬الجهوية املتقدمة باملغرب في ضوء املرجعية امللكية و خالصات تقرير اللجنة إلاستشارية ‪ ،‬سلسلة الالمركزية‬
‫والتنمية املحلية ‪ ،‬عدد مزدوج ‪ 08 -00‬تحت عنوان ‪ "،‬الجهوية املتقدمة باملغرب"‪ ،‬مطبعة طوب بريس ‪ -‬الرباط ‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية ‪ ،‬سنة ‪. 8000‬‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪ ‬شحش ي عبد الرحمان ‪ ،‬الجهوية املوسعة في الخطب امللكية بين التحليل السيميائي و التحليل السياس ي ‪ ،‬سلسلة‬
‫الالمركزية و إلادارة املحلية ‪ ،‬العدد ‪ ، 6‬فبراير ‪ -‬سنة ‪8000‬‬
‫‪ ‬هشام مليح ‪ ،‬تجربة الجهوية املوسعة بفرنسا ‪ ،‬سلسلة الالمركزية و إلادارة املحلية‪ ،‬عدد ‪ ، 6‬سنة ‪. 8000‬‬
‫‪ ‬رضوان العنيي‪ ،‬جبايات الجهة بين اكراهات الواقع ورهان الجهوية املتقدمة ‪ ،‬املركز املغربي للبحث و الدراسات الترابية‬
‫‪ ،‬سلسلة الندوات حول التمويل الترابي املغربي‪ ، ،‬مكنبة املعرفة – مراكش مطبعة النجاح الجديدة ‪ -‬العدد ألاول ‪ ،‬سنة‬
‫‪. 8008‬‬
‫‪ ‬زهير عبد الكريم الكايد‪ ،‬الحكماتية ‪ :‬قضايا و تطبيقات ‪ ،‬املنظمة العربية للتنمية إلادارية – القاهرة ‪ ،‬سنة ‪. 8003‬‬

‫الرسائل و ألاطروحات ‪:‬‬


‫‪ ‬أمير حيزية‪ ،‬الرقابة الوصائية على الجماعات املحلية في ظل قانون البلدية و الوالية الجديدين ‪ ،‬مذكرة ماستر أكاديمي ‪،‬‬
‫كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة قاصد بن مرباح ‪ -‬ورقلة ‪ -‬الجزائر ‪ ،‬سنة ‪. 2013‬‬
‫‪ ‬أحمد الناجم‪ ،‬السياسات الجهوية باملغرب ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم السلك العالي ‪ ،‬املدرسة الوطنية لإلدارة ‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية ‪. 1993-1994 :‬‬
‫‪ ‬إدريس ألازهري ‪ ،‬الجهوية والتنمية إلادارية باملغرب ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون العام ‪ ،‬جامعة‬
‫محمد الخامس أكدال – الرباط ‪ ،‬السنة الجامعية ‪. 1999- 2000 :‬‬
‫‪ ‬بوبكر الجوهري ‪ ،‬والي الوالية بين املركزية و الالمركزية ‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الدراسات العليا في القانون العام ‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق عين الشق ‪ ،‬السنة الجامعية ‪. 1997- 1998 :‬‬
‫‪ ‬حكيم التوزاني ‪ ،‬تداعيات مبادرة الحكم الذاتي املغربي لجهة الصحراء على ضوء التجارب الدولية املقارنة ‪ ،‬أطروحة‬
‫لنيل الدكتوراه في القانون العام ‪ ،‬كلية العلوم القانونية و الاقتصادية والاجتماعية السويس ي ‪ -‬سال‪. 2015-2016 ،‬‬
‫عبد القادر الكيحل ‪ ،‬الرهانات السياسية والتنموية للجهوية باملغرب ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا املعمقة في‬ ‫‪‬‬
‫القانون العام ‪ ،‬جامعة محمد الخامس السويس ي – الرباط ‪ ،‬سنة ‪. 2009‬‬
‫عبد الحق املساوي ‪ ،‬إلادارة املحلية املغربية وتحديات الحكامة ‪ ،‬رسالة لنيثل دبلوم الدراسات العليا املعمقة في القانون‬ ‫‪‬‬
‫العام ‪ ،‬وحدة إلادارة و التنمية ‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة عبد املالك السعدي – طنجة ‪ ،‬السنة الجامعية ‪8002 -8004 :‬‬
‫عزيزي مفتاح ‪ ،‬الالمركزية من التسيير إلاداري إلى تدبير التنمية ‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق ‪ ،‬شعبة‬ ‫‪‬‬
‫القانون العام ‪ ،‬جامعة محمد الخامس ‪ -‬الرباط ‪ ،‬السنة الجامعية ‪8000 - 8000 :‬‬
‫عبد الواحد مبعوث ‪ ،‬التنمية الجهوية بين عدم التركيز إلاداري والالمركزية ‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام‬ ‫‪‬‬
‫كلية الحقوق الرباط ‪-‬أكدال ‪ ،‬السنة الجامعية ‪. 1999-2000 :‬‬
‫‪ ‬قصابي عبد العزيز ‪ ،‬الجهوية في املغرب حصيلة و آفاق ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم السلك العالي ‪ ،‬املدرسة الوطنية لإلدارة‬
‫العمومية ‪ -‬الرباط ‪ ،‬السنة الجامعية ‪. 1988-1987 :‬‬
‫‪ ‬صالح املسنق‪ ،‬التطور إلاداري في أفق الجهوية باملغرب من الالمركزية إلى الالمركزية ‪ ،‬دكتوراه السلك الثالث‬
‫‪،‬مؤسسة نشر للطباعة والنشر – الدار البيضاء ‪ ،‬سنة ‪. 1999‬‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫محمد على أديبا ‪ ،‬اشكالية الاستقالل املالي للجماعات املحلية باملغرب نحو مقاربة واقعية ‪ ،‬منشورات املجلة املغربية‬ ‫‪‬‬
‫لإلدارة املحلية و التنمية ‪ ،‬سلسلة مواضيع الساعة ‪ ،‬عدد ‪ ، 29‬الطبعة ألاولى ‪ ،‬سنة ‪. 2001‬‬
‫محمد بوبوش ‪ ،‬قضية الصحراء و مفهوم الاستقالل الذاتي ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا املعمقة في القانون‬ ‫‪‬‬
‫العام ‪ ،‬كلية العلوم القانونية و الاقتصادية و الاجتماعية أكدال – الرباط ‪ ،‬سنة ‪. 2002-2003‬‬
‫سعيد امليري ‪ ،‬التدبير إلاقتصادي للجماعات املحلية باملغرب ‪ ،‬أطروحة ىلنيل الدكتورة في الحقوق ‪ ،‬وحدة القانون‬ ‫‪‬‬
‫العام الداخلي‪ ،‬تخصص تسيير السلطات العمومية ‪ ،‬كلية العلوم القانونية و إلاقتصادية و إلاجتماعية – الرباط ‪،‬‬
‫السنة الجامعية ‪8008-8006 :‬‬
‫رشيد قاعدة ‪ ،‬املحاكم املالية والتدبير العمومي الجديد ‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق‬ ‫‪‬‬
‫السويس ي ‪ ،‬السنة الجامعية‪2016 / 2017‬‬
‫رشيد لبكر ‪ ،‬إعداد التراب الوط ي و رهان التنمية الجهوية ‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام ‪ ،‬جامعة‬ ‫‪‬‬
‫الحسن الثاني ‪ ،‬كلية العلوم القانونية و الاقتصادية و الاجتماعية‪ -‬الدار البيضاء‪ ،‬السنة الجامعية ‪. 2001- 2000 :‬‬
‫رشيد السعيد ‪ ،‬مدى مساهمة الالمركزية و الالتمركز إلاداري في دعم الجهوية ‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في‬ ‫‪‬‬
‫القانون العام ‪ ،‬كلية الحقوق أكدال – الرباط ‪ ،‬السنة الجامعية ‪. 2001 – 2002 :‬‬
‫رشيد صروخ‪ ،‬التنظيم الجهوي باملغرب الواقع و التطلعات ‪ :‬دراسة تقييمية لقانون ‪ 47.96‬املؤرخ في ‪ 2‬أبريل ‪، 1997‬‬ ‫‪‬‬
‫بحث لنيل دبلوم الدراسات العليا باملدرسة الوطنية لإلدارة ‪ ،‬السنة الجامعية ‪. 1997-1996 :‬‬
‫يحيا عبد الكبير‪ ،‬التقسيم الجهوي باملغرب و رهان التنمية ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا املعمقة ‪ ،‬في القانون‬ ‫‪‬‬
‫العام ‪ ،‬جامعة عبد املالك السعدي ‪ ،‬كلية الحقوق – طنجة ‪ ،‬السنة الجامعية ‪8002 -8004:‬‬
‫درواس ي مسعود ‪ ،‬السياسة املالية و دورها في تحقيق التوازن الاقتصادي حالة الجزائر ‪ ، 8004 – 0880‬رسالة‬ ‫‪‬‬
‫دكتوراه دولة ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،‬السنة الجامعية ‪8006 -8002 :‬‬
‫املقاالت ‪:‬‬
‫عبد الرحيم العماري‪ ،‬ال‪ PJD‬صار حارسا مأجورا للدولة العميقة ‪ ،‬مقال بجريدة هسبريس‪ 20،‬أكتوبر ‪. 2013‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬محمد اليعكوبي‪ ،‬مفهوم الجهوية املتقدمة في الخطب امللكية ‪ ،‬نشر في املساء يوم ‪ 80‬دجنبر‪ ،‬سنة ‪8000‬‬
‫‪ ‬سيدي ابراهيم فعرل ‪ ،‬الحكامة املالية في ضوء القانون التنظيمي للجهات رقم ‪ 111.14‬باملغرب ‪ :‬ألاسس التشريعية و‬
‫ألاعطاب التدبيرية ‪ ،‬مجلة العلوم السياسية والقانون –املركز الديمقراطي العربي ‪،‬العدد ‪ – 26‬ديسمبر‪ /‬كانون ألاول ‪،‬‬
‫املجلد ‪ ،4‬سنة ‪. 2020‬‬
‫‪ ‬سيدي ابراهيم فعرل ‪ ،‬الجهوية الجديدة في الخطاب الرسمي للمؤسسة امللكية باملغرب ‪ ،‬مجلة اتجاهات سياسية ‪،‬‬
‫دورية علمية محكمة تصدر عن املركز الديمقراطي العربي ‪ ،‬العدد الثاني عشر ‪ ،‬املجلد الثالث ‪ ،‬برلين ‪ -‬أملانيا ‪ ،‬سبتمبر‬
‫– سنة ‪. 2020‬‬
‫‪ ‬سيدي ابراهيم فعرل ‪ ،‬التدبير املالي الجهوي الجديد في ضوء تقارير املحاكم املالية باملغرب ‪ ،‬املركز العربي الديمقراطي ‪-‬‬
‫مجلة العلوم السياسية و القانون ‪ ،‬العدد ‪ 24‬أكتوبر ‪ /‬تشرين ألاول ‪ ،‬املجلد ‪ ،4‬سنة ‪. 2020‬‬
‫ألايام الدراسية ‪:‬‬

‫‪111‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪ ‬إبراهيم أولتيت‪ ،‬بعض إشكاليات الجهوية املتقدمة في دستور ‪ ، 8000‬أشغال ألايام املغاربية التاسعة للقانون املنظمة من‬
‫طرف شبكة الحقوقيين املغاربيين‪ ،‬أيام ‪ 86 88‬أبريل ‪ -‬سنة ‪.8008‬‬
‫‪ ‬عبد املجيد السماللي ‪ ،‬النموذج ألاملاني للجهوية ‪ ،‬أشغال اليوم الدراس ي املنظم من طرف مؤسسة عالل الفاس ي و‬
‫املجلة املغربية لألنظمة القانونية و السياسية حول موضوع النظام الجهوي باملغرب واقع و آفاق ‪ 86 ،‬فبراير ‪8002‬‬
‫‪ ‬ربحي كريمة و بركان زهية ‪ ،‬وضع دينامية جديدة لتفعيل دور الجماعات املحلية في التنمية ‪ ،‬دراسة مقدمة في امللتقى‬
‫الدولي حول ‪ :‬تسيير و تمويل الجماعات املحلية في ضوء التحوالت الاقتصادية ‪ ،‬جامعة الحاج لخضر ‪ ،‬باتنة ‪ -‬الجزائر ‪،‬‬
‫دجنبر ‪ -‬سنة ‪8004‬‬
‫الخطب امللكية ‪:‬‬
‫‪ ‬الرسالة امللكية املوجهة إلى املشاركين في أشغال امللتقى البرملاني الثالث للجهات ‪ ،‬الرباط ‪ 08 ،‬دجنبر ‪ -‬سنة ‪.8002‬‬
‫‪ ‬الخطاب الملكي أمام أعضاء مجلسي البرلمان‪ ،‬بمناسبة افتتاح الدورة ألاولى من السنة التشريعية الثالثة من الوالية‬
‫التشريعية العاشرة ‪ ،‬بتاريخ ‪ 08‬أكتوبر ‪ -‬سنة ‪8002‬‬
‫‪ ‬الخطاب امللكي ‪ ،‬بمناسبة الدورة التشريعية الخريفية من السنة التشريعية الثانية من الوالية العاشرة ‪ ،‬الجمعة ‪03‬‬
‫أكتوبر ‪ -‬سنة ‪. 8008‬‬
‫‪ ‬الخطاب امللكي الذي ألقاه امللك في افتتاح الدورة ألاولى من السنة التشريعية ألاولى من الوالية التشريعية العاشرة‬
‫بتاريخ ‪ 04‬أكتوبر ‪ -‬سنة ‪8006‬‬
‫‪ ‬الخطاب امللكي الذي وجهه امللك محمد السادل إلى ألامة بمناسبة الذكرى الثانية والستين لثورة امللك و الشعب ‪،‬‬
‫مساء يوم الخميس ‪ 80‬غشت ‪ -‬سنة ‪8002‬‬
‫‪ ‬الخطاب الذي ألقاه امللك في افتتاح الدورة ألاولى من السنة التشريعية الرابعة من الوالية التشريعية التاسعة ‪ ،‬الرباط ‪،‬‬
‫بتاريخ ‪ 00‬أكتوبر‪ -‬سنة ‪8004‬‬
‫‪ ‬الخطاب امللكي الذي ألقاه امللك محمد السادل بمناسبة افتتاح الدورة ألاولى من السنة التشريعية الثالثة من الوالية‬
‫التشريعية التاسعة ‪ 11‬أكتوبر ‪ -‬سنة ‪8003‬‬
‫‪ ‬الخطاب امللكي بمناسبة افتتاح الدورة ألاولى من السنة التشريعية الثانية من الوالية التشريعية التاسعة ‪ 08 ،‬أكتوبر ‪ -‬سنة‬
‫‪8008‬‬
‫‪ ‬الخطاب امللكي محمد السادل ليوم ألاربعاء ‪ 8‬مارل حول الجهوية املوسعة ‪ ،‬و إعالنه عن تكوين لجنة خاصة ملراجعة‬
‫الدستور ‪ ،‬سنة ‪. 2011‬‬
‫‪ ‬الخطاب امللكي ‪ ،‬بمناسبة افتتاح الدورة ألاولى من السنة التشريعية الخامسة من الوالية التشريعية الثامنة‪ ،‬بتاريخ ‪04‬‬
‫اكتوبر‪. 8000‬‬
‫‪ ‬الخطاب امللكي بمناسبة تنصيب اللجنة الاستشارية للجهوية ‪ ،‬بتاريخ ‪ 03‬يناير‪ -‬سنة ‪. 8000‬‬
‫‪ ‬الخطاب امللكي ‪ ،‬بمناسبة الذكرى السابعة و الخمسين لثورة امللك و الشعب ‪ ،‬بتاريخ ‪ 80‬غشت ‪ -‬سنة ‪8000‬‬
‫‪ ‬الخطاب امللكي ‪ ،‬بمناسبة ترؤل امللك الفتتاح الدورة الخريفية للسنة التشريعية ‪ ، 8000-8000‬بتاريخ ‪ 2‬أكتوبر ‪ -‬سنة‬
‫‪8000‬‬

‫‪161‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪ ‬الخطاب امللكي ‪ ،‬بمناسبة الذكرى ‪ 33‬للمسيرة الخضراء ‪ ،‬بتاريخ ‪ 06‬نونبر ‪ -‬سنة ‪8002‬‬
‫‪ ‬الخطاب امللكي بمناسبة عيد العرش ‪ 30 ،‬يوليوز ‪ -‬سنة ‪8004‬‬
‫‪ ‬الخطاب امللكي بمناسبة الذكرى ‪ 33‬للمسيرة الخضراء‪ ،‬بتاريخ ‪ 06‬نونبر‪ ،‬سنة ‪8002‬‬
‫‪ ‬الخطاب امللكي ‪ ،‬بمناسبة افتتاح الدورة ألاولى من السنة التشريعية الرابعة ‪ ،‬بتاريخ ‪ 03‬أكتوبر ‪ -‬سنة ‪8000‬‬
‫‪ ‬الخطاب امللكي ‪ ،‬املوجه إلى املسؤولين عن الجهات و الواليات و العمالت وألاقاليم من رجال إلادارة و ممثلي املواطنين ‪،‬‬
‫‪ 08‬أكتوبر‪ -‬سنة ‪0888‬‬

‫التقارير و الوثائق الرسمية ‪:‬‬


‫‪ ‬مؤسسة وسيط اململكة ‪ ،‬موجز التقرير السنوي املرفوع الى امللك محمد السادل برسم ‪ ،8008‬سنة ‪. 8002‬‬
‫‪ ‬وزارة الداخلية ‪ ،‬املديرية العامة للجماعات الترابية‪ ،‬مديرية املالية املحلية ‪ ،‬وزير الداخلية الدورية املوجهة إلى والة‬
‫وعمال عماالت و أقاليم اململكة و رؤساء مجالس الجماعات الترابية ‪ ،‬حول إعداد وتنفيذ ميزانيات الجماعات الترابية‬
‫برسم سنة ‪ ، 8008‬عدد ‪ ، F2707‬بتاريخ ‪ 08‬سبتمبر ‪8002‬‬
‫‪ ‬املديرية الجهوية للتخطيط بالعيون ‪ :‬مونوغرافية جهة العيون الساقية الحمراء ‪ ،‬سنة ‪. 8002‬‬
‫‪ ‬مجلس درعة تافياللت ‪ ،‬رئيس مجلس الجهة ‪ ،‬بيان للرأي العام حول عرقلة الخازن إلاقليمي لعمل مجلس جهة درعة‬
‫تافياللت ‪ ،‬بتاريخ ‪ 1‬نونبر ‪ -‬سنة ‪. 2018‬‬
‫‪ ‬املنتدى البرملاني الدولي الثالث للعدالة الاجتماعية‪ "،‬إلاطار الاسترشادي إلعادة بناء النموذج التنموي ملغرب الغد من مدخل‬
‫العدالة الاجتماعية واملجالية ‪ 20 - 19 ،‬فبراير ‪ -‬سنة ‪8002‬‬
‫‪ ‬وزارة الاقتصاد واملالية ‪ :‬مجلة املالية ‪ ،‬قانون املالية ‪ ، 8002‬عدد خاص ‪ -‬أبريل ‪ ،‬سنة ‪8002‬‬
‫‪ ‬املديرية العامة للجماعات املحلية ‪ ،‬الحكامة التشاركية املحلية ‪ :‬القرار املشترك نموذج آلية امليزانية التشاركية ‪ ،‬يوليوز ‪-‬‬
‫سنة ‪8008‬‬
‫‪ ‬وزارة الداخلیة ‪ ،‬املدیریة العامة للجماعات املحلیة ‪ ،‬مدیریة تكوین ألاطر إلاداریة والتقنیة‪ ،‬التكوین وتقویة قدرات املوارد‬
‫البشریة بالجماعات الترابیة ‪ :‬السیاق وآلالیات ‪ ،‬فال ‪ 88‬نونبر – سنة ‪8008‬‬
‫‪ ‬املجلس ألاعلى للحسابات ‪ ،‬مذكرة مرفوعة إلى امللك محمد السادل بخصوص التقرير املتعلق ببرنامج التنمية املجالية‬
‫إلقليم الحسيمة منارة املتوسط"‪ ،‬أكتوبر‪ -‬سنة ‪8008‬‬
‫‪ ‬وزير الداخلية ‪ ،‬دورية حول إعداد ميزانيات الجماعات الترابية برسم سنة ‪8008‬‬
‫‪ ‬خالصات و توصيات امللتقى البرملاني للجهات الرباط ‪ 06 ،‬نونبر‪8008‬‬
‫‪ ‬حزب ألاصالة و املعاصرة ‪ ،‬البرنامج الانتخابي التوجهات الكبرى ‪ ،‬الانتخابات التشريعية ‪ 7‬أكتوبر ‪ -‬سنة ‪. 2016‬‬
‫‪ ‬أحمد مفيد‪ ،‬من أجل حكامة محلية جيدة ‪ ،‬تقرير عن الدورات التكوينية لفائدة املنتخبين واملنتخبات ‪ ،‬بدعم من‬
‫السفارة البريطانية ‪ ،‬مارل – سنة ‪8008‬‬
‫‪ ‬مجلس النواب ‪ ،‬الجلسة العمومية املشتركة ملجلس ي البرملان ‪ ،‬التي خصصت لتقديم البرنامج الحكومي يوم ألاربعاء ‪19‬‬
‫أبريل ‪ -‬سنة ‪2017‬‬

‫‪166‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪ ‬مجلس النواب‪ ،‬الجلسة الشهرية املتعلقة بالسياسة العامة املنعقدة بتاريخ ‪ 30‬أكتوبر ‪ -‬سنة ‪8008‬‬
‫‪ ‬مجلس النواب ‪ ،‬الجلسة الشهرية املتعلقة بالسياسة العامة ‪ ،‬جواب رئيس الحكومة سعد الدين العثماني عن السؤال‬
‫املتعلق بتخليق الحياة العامة ‪ ،‬الجلسة رقم ‪. 2017،1‬‬
‫‪ ‬التقرير السنوي للمجلس ألاعلى للحسابات ‪ ،‬سنة ‪8008 – 8006‬‬
‫‪ ‬مجلس جهة فال – مكنال ‪ ،‬الورقة املنهجية إلعداد التصميم املديري الجهوي للتكوين املستمر لعضاء مجالس‬
‫الجماعات الترايية لجهة فال – مكنال ‪ ،‬من إعداد جامعات و مؤسسات التعليم العالي بجهة فال – مكنال – تنسيق‬
‫جامعة ألاخوين ‪ ،‬سنة ‪.8008‬‬
‫‪ ‬التقرير السنوي للمجلس إلاقتصادي وإلاجتماعي و البيئي ‪ ،‬سنة ‪8008‬‬
‫‪ ‬املجلس الاقتصادي و الاجتماعي و البيئي ‪ ،‬تقرير حول متطلبات الجهوية و تحديات اندماج السياسات القطاعية ‪ ،‬سنة‬
‫‪. 2016‬‬
‫‪ ‬حزب العدالة والتنمية ‪ ،‬البرنامج الانتخابي لالنتخابات التشريعية ‪ 7 ،‬أكتوبر – سنة ‪. 2016‬‬
‫‪ ‬وزارة املالية و الخوصصة ‪ ،‬تقرير النوع الاجتماعي ‪ ،‬املرفق بقانون املالية لعام ‪. 2016‬‬
‫وزارة إلاقتصاد واملالية ‪ ،‬ميزانية املواطن ‪ ،‬دليل املواطن لالطالع والتفاعل مع امليزانية ‪ ،‬تسريع تفعيل الجهوية‬ ‫‪‬‬
‫وإلاصالحات الهيكلية الكبرى ‪ ،‬سنة ‪8006‬‬
‫تقرير املجلس الاقتصادي الاجتماعي و البيئي‪ ،‬حول متطلبات الجهوية وتحديات اندماج السياسات القطاعية ‪ ،‬مارل‬ ‫‪‬‬
‫‪. 2016‬‬
‫املجلس الاقتصادي و إلاجتماعي و البيئي ‪ ،‬التوزيع املجالي لالستثمار العمومي في أفق الجهوية املتقدمة ‪ ،‬و دور املراكز‬ ‫‪‬‬
‫الجهوية لالستثمار في إعداد و بلورة املخططات التنموية على الصعيد الجهوي و تعزيز الاستثمار وتحسين مناخ ألاعمال على‬
‫صعيد الجهة ‪ ،‬إحالة رقم ‪ ،08‬سنة ‪8002‬‬
‫املجلس ألاعلى للحسابات‪ ،‬تقرير حول الجبايات املحلية ‪ ،‬ماي ‪ -‬سنة ‪8002‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬تقرير املجلس ألاعلى للحسابات‪ ،‬التحليل املالي ‪ ،‬سنة ‪8002‬‬
‫‪ ‬تقرير املجموعة املوضوعاتية املؤقتة املكلفة بالتحضير للجلسة السنوية لتقييم السياسات العمومية ‪ ،‬الحكامة الترابية و‬
‫متطلبات التنمية الجهوية ‪ ،‬البرملان ‪ ،‬مجلس املستشارين ‪ ،‬يوليوز‪ -‬سنة ‪8002‬‬
‫‪ ‬املندوبية السامية للتخطيط ‪ ،‬املغرب بين أهداف ألالفية من أجل التنمية وأهداف التنمية املستدامة ‪،‬املكتسبات‬
‫والتحديات ‪ ،‬التقرير الوط ي‪ ،‬غشت ‪. 8002‬‬
‫‪ ‬الهيئة املركزية للوقاية من الرشوة‪ ،‬نحو بناء منظومة للحكامة الجيدة ‪ ،‬دراسة بطلب من مجلس املستشارين‪ ،‬ماي‬
‫‪8002‬‬
‫‪ ‬البرملان – مجلس النواب ‪ ،‬القوانين التنظيمية الخاصة بالجماعة الترابية و رهان تنزيل الجهوية املتقدمة ‪ ،‬حصيلة‬
‫مناقشة فرق ألاغلبية بمجلس النواب ملشاريع القوانين املتعلقة بالجماعات الترابية على ضوء مقتضيات دستور ‪، 2011‬‬
‫سنة ‪. 2015‬‬

‫‪161‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪ ‬مجلس النواب ‪ ،‬فريق حزب العدالة و التنمية ‪ ،‬القوانين التنظيمية الخاصة بالجماعات الترابية ورهان تنزيل الجهوية‬
‫املتقدمة ‪ ،‬حصيلة مناقشة فرق ألاغلبية بمجلس النواب ملشاريع القوانين املتعلقة بالجماعة الترابية على ضوء مقتضيات‬
‫دستور ‪ ،‬سنة ‪. 2015‬‬
‫املغرب بين أهداف الالفية من أجل التنمية و أهداف التنمية‬ ‫‪ ‬املندوبية السامية للتخطيط ‪ ،‬التقرير الوط ي ‪،‬‬
‫املستدامة ‪ :‬املكتسبات و التحديات ‪ ،‬سنة ‪8002‬‬
‫‪ ‬مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء املغربية ‪ ،‬سلسلة دفاتر الصحراء‪ ،‬إصدار وزارة إلاتصال ‪ ،‬شارع عالل الفاس ي‪،‬‬
‫مدينة العرفان‪ -‬الرباط ‪ ،‬طبعة جديدة بمناسبة الذكرى ألاربعين للمسيرة الخضراء ‪ ،‬نونبر‪ -‬سنة ‪. 8002‬‬
‫‪ ‬وزارة الداخلية ‪ :‬املديرية العامة للجماعات املحلية ‪ ،‬الالمركزية في أرقام ‪ ،‬سنة ‪8002 -8004‬‬
‫‪ ‬حزب ألاصالة و املعاصرة ‪ ،‬قراءة نقدية للحصيلة الحكومية ‪. 2012- 2016‬‬
‫‪ ‬التقرير السنوي للمجلس ألاعلى للحسابات ‪ ،‬سنة ‪2014‬‬
‫‪ ‬حزب ألاصالة و املعاصرة ‪ ،‬مذكرة حول موضوع الجهوية املوسعة ‪ ،‬الرباط ‪ 06‬يوليوز ‪ -‬سنة ‪ ، 000‬ص ‪3‬‬
‫‪ ‬التقرير املرحلي للمجلس الاقتصادي و الاجتماعي و البيئي ‪ ،‬النموذج التنموي الجهوي لألقاليم الجنوبية‪ ،‬تقييم فعلية‬
‫الحقوق الانسانية ألاساسية في ألاقاليم الجنوبية ‪ ،‬سنة ‪. 2013‬‬
‫‪ ‬مجلة املالية ‪ ،‬مديرية الدراسات و التوقعات املالية ‪ ،‬الحكامة الجيدة في تدبير املالية العمومية ‪ ،‬العدد ‪ ،02‬نونبر ‪ -‬سنة‬
‫‪8008‬‬
‫‪ ‬رئاسة الحكومة ‪ ،‬البرنامج الحكومي ‪ ،‬يناير – سنة ‪. 2012‬‬
‫‪ ‬اللجنة الاستشارية للجهوية ‪ ،‬تقرير حول الجهوية املتقدمة ‪ ،‬الكتاب الثاني ‪ ،‬الجوانب املؤسساتية ‪ ،‬سنة ‪8000‬‬
‫‪ ‬امللخص التنفيذي لتقرير الهيئة املركزية للوقاية من الرشوة ‪ ،‬سنة ‪8000 – 8000‬‬
‫‪ ‬حزب العدالة والتنمية ‪ ،‬البرنامج الانتخابي القتراع ‪ 25‬نونبر ‪. 2011‬‬
‫الهيئة املركزية للوقاية من الرشوة ‪ ،‬الجهوية املوسعة ومستلزمات الحكامة الجيدة والوقاية من الرشوة ‪ ،‬مارل – سنة‬ ‫‪‬‬
‫‪8000‬‬
‫حزب العدالة و التنمية ‪ ،‬ألامانة العامة ‪ ،‬مذكرة حول الجهوية املوسعة ‪ ،‬الرباط في ‪ 6‬رمضان ‪ 1431‬ه املوافق ‪ 17‬غشت ‪-‬‬ ‫‪‬‬
‫سنة ‪2010‬‬
‫حزب ألاصالة واملعاصرة ‪ ،‬التقرير التركييي الصادر عن اليوم الدراس ي املنعقد حول الجهة و النظام الجهوي باملغرب ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫الجديدة ‪ 00 – 08 ،‬يناير ‪ -‬سنة ‪8008‬‬
‫البيان الختامي للمؤتمر الوط ي ألاول لحزب ألاصالة و املعاصرة ‪ ،‬فبراير ‪ -‬سنة ‪8008‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬تصريح ألامين العام لحزب ألاصالة و املعاصرة بتاريخ ‪ – 08 – 08‬سنة ‪8008‬‬
‫‪ ‬التقرير الوط ي حول التنمية البشرية املستدامة و الفقر ‪ ،‬منشورات ‪ ، PNUD‬نواكشوط ‪ -‬موريتانيا ‪ ،‬سنة ‪،8002‬‬
‫‪ ‬برنامج ألامم املتحدة إلانمائي ‪ :‬تقرير حول إدارة الحكم لخدمة التنمية البشرية املستدامة ‪ ،‬إصدار خاص للوكالة‬
‫ألاممية ‪ ،‬كانون الثاني ‪ 08،‬يناير‪ ،‬سنة ‪8000‬‬

‫‪161‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫القوانين‪:‬‬
‫‪ ‬الدستور املغربي لعام ‪2011‬‬
‫‪ ‬الدستور الفرنس ي الصادر بتاريخ ‪ 4‬أكتوبر‪ ، 1958‬مع آخر التعديالت التي لحقت به إلى غاية سنة‪.2008‬‬
‫‪ ‬ظهير شريف رقم ‪ ،1.18.104‬صادر في ‪ 12‬ربيع آلاخر ‪ 20 (1440‬ديسمبر ‪ ) 2018‬بتنفيذ قانون املالية رقم ‪ 80.18‬للسنة‬
‫املالية ‪ ، 2019‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6736‬مكرر‪ 13،‬ربيع آلاخر ‪ 21 ( 1440‬ديسمبر ‪.) 2018‬‬
‫‪ ‬ظهير شريف رقم ‪ ، 0 00 083‬بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪ 28 00‬املتعلق بانتخاب أعضاء مجالس الجماعات الترابية ‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 2888‬مكرر ‪ ،‬الجزء الثالث و املتعلق باملنازعات الانتخابية ظهير شريف رقم ‪ 0 00 083‬صادر في‬
‫‪ 84‬من ذي الحجة ‪ 80( 0438‬نوفمبر ‪ )8000‬بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪ 28 00‬املتعلق بانتخاب أعضاء مجالس‬
‫الجماعات الترابية ‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 2888‬مكرر ‪ ،‬الجزء الثالث و املتعلق باملنازعات الانتخابية‬
‫‪ ‬ظهير شريف رقم ‪ 1.17.13‬صادر في ‪ 14‬رمضان ‪ 9 ( 1438‬يونيو ‪ ) 2017‬بتنفيذ قانون املالية رقم ‪ 73 16‬للسنة املالية‬
‫‪ ، 2017‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 17 ، 6577‬رمضان ‪ 12 ( 1438‬يونيو ‪.) 2017‬‬
‫‪ ‬ظهير شريف رقم ‪ 1.17.110‬صادر في ‪ 6‬ربيع آلاخر ‪ 25 ( 1439‬ديسمبر ‪ 2017‬بتنفيذ قانون املالية رقم ‪ 68 17‬للسنة‬
‫املالية ‪ ، 2018‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6 ، 6633‬ربيع آلاخر ‪ 25( 1439‬ديسمبر ‪. )2017‬‬
‫‪ ‬ظهير شريف رقم ‪ ، 020 02 0‬صادر في ‪ 8‬ربيع ألاول ‪ 08 (0438‬ديسمبر ‪ ) 8002‬بتنفيذ قانون املالية رقم ‪ 80 15‬للسنة‬
‫املالية ‪ ، 8006‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 8 ، 6483‬ربيع ألاول ‪ 21 ( 1437‬ديسمبر ‪.) 2015‬‬
‫‪ ‬ظهير شريف ‪ ، 0 02 68‬بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪ 030 30‬لقانون املالية ‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ، 6370‬صادر في‬
‫‪ 04‬من شعبان ‪ 8(0436‬يونيو‪. )8002‬‬
‫الظهير الشريف رقم ‪ 1.07.195‬يتعلق بجبايات الجماعات املحلية و مجموعاتها ‪ ،‬صادر في ‪ 19‬من ذي العقدة ‪( 1428‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ 30‬نوفمبر ‪ ،) 2007‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5583‬بتاريخ ‪ 22‬ذو القعدة ‪ 3( 1428‬ديسمبر ‪. )2007‬‬
‫ظهير شريف رقم ‪ 1.06.18‬صادر في ‪ 15‬من محرم ‪ 14 ( 1427‬فبراير ‪ ) 2006‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 36.04‬املتعلق‬ ‫‪‬‬
‫بالحزاب السياسية الجريدة الرسمية عدد ‪ 21– 5397‬محرم ‪ 20 ( 1427‬فبراير ‪.) 2006‬‬
‫ظهير شريف رقم ‪ 0 00 083‬صادر في ‪ 84‬من ذي الحجة ‪ 80 ( 0438‬نوفمبر ‪ ) 8000‬بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪28 00‬‬ ‫‪‬‬
‫املتعلق بانتخاب اعضاء مجالس الجماعات الترابية ‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 2888‬مكرر – ذو الحجة ‪ 88( 0438‬نوفمبر‬
‫‪ )8000‬ص ‪ 2248‬املادة ‪ 048‬من مدونة الانتخابات لعام ‪.8003‬‬
‫ظهير شريف رقم ‪ ،0 08 82‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 60 88‬املتعلق بتحديد مسؤولية آلامرين بالصرف واملراقبين واملحاسبين‬ ‫‪‬‬
‫العموميين صادر في ‪ 08‬من محرم ‪ 3( 0483‬أبريل ‪. )8008‬‬
‫ظهير شريف رقم ‪ 0 00 082‬صادر في ‪ 82‬من محرم ‪ 3( 0480‬ماي ‪ ) 8000‬املتعلق بتنفيذ القانون رقم ‪ 02 88‬بمثابة‬ ‫‪‬‬
‫مدونة تحصيل الديون العمومية‬
‫ظهير شريف رقم ‪ 0 88 24‬صادر في ‪ 83‬من ذي القعدة ‪ 0408‬املوافق ل ‪ 8‬ابريل ‪ 0888‬بتنفيذ القانون رقم ‪48 86‬‬ ‫‪‬‬
‫املتعلق بتنظيم الجهات ‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 4480‬بتاريخ ‪ 84‬ذي القعدة ‪ 0408‬املوافق ل ‪ 3‬أبريل ‪0888‬‬

‫‪164‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪ ‬الظهير الشريف رقم ‪ ، 1.89.187‬بتاريخ ‪ 21‬ربيع الثاني ‪ ، 1410‬املوافق ل ‪ 21‬نوفمبر ‪ ، 1989‬الصادر بتنفيذ القانون رقم‬
‫‪ ، 30.89‬املتعلق بنظام الضرائب املستحقة للجماعات املحلية و هيئاتها ‪ ،‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬عدد ‪ ، 4032‬بتاريخ ‪6‬‬
‫دجنبر ‪. 1989‬‬
‫‪ ‬الظهير الشريف رقم ‪ ، 1.83.38‬بتاريخ ‪ 21‬رجب ‪ ، 1404‬املوافق ل ‪ 23‬أبريل ‪ ، 1984‬املتعلق باإلصالح الجبائي للدولة ‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 20 ، 3731‬ماي ‪. 1984‬‬
‫‪ ‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.76.584‬بتاريخ ‪ 30‬شتنبر ‪ 1976‬بمثابة قانون ‪ ،‬املتعلق بالتنظيم املالي للجماعات املحلية و هيئاتها‬
‫‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 3335‬مكرر‪ ،‬بتاريخ ‪ 1‬أكتوبر ‪1976‬‬
‫‪ ‬ظهير شريف رقم ‪ 0-80-88‬بتاريخ ‪ 88‬ربيع الثاني ‪ 0380‬املوافق ل ‪ 06‬يونيو ‪ ،0880‬املتعلق بإحداث املناطق ‪ ،‬جريدة‬
‫رسمية عدد ‪ 3060‬بتاريخ ‪ 88‬ربيع الثاني ‪ ،0380‬املوافق ل ‪ 83‬يونيو ‪0880‬‬
‫‪ ‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.59.315‬بتاريخ ذي الحجة ‪ 1379‬املوافق ل ( ‪ 23‬يونيو ‪ ، )1960‬املتعلق بالتنظيم الجماعي ‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ ، 2487‬بتاريخ ‪ 24‬يونيو ‪. 1960‬‬
‫‪ ‬القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ‪000 04‬‬
‫‪ ‬القانون رقم ‪ 62.99‬املتعلق بمدونة املحاكم املالية ‪.‬‬
‫‪ ‬القانون رقم ‪ 45.08‬املتعلق بالتنظيم املالي للجماعات املحلية و مجموعاتها الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪1.09.02‬‬
‫صادر في ‪ 22‬من صفر‪ ، 1430‬املوافق ل ( ‪ 18‬فبراير ‪ ، (2009‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5711‬الصادرة في ‪ 27‬صفر ‪23 1430‬‬
‫) فبراير ‪. ) 2009‬‬
‫‪ ‬القانون رقم ‪ 24 06‬املتعلق بإحداث التصريح إلاجباري لبعض منتخيي املجالس املحلية والغرف املهنية وبعض فئات‬
‫املوظفين أو ألاعوان العموميين بممتلكاتهم ‪ ،‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 2688‬الصادرة يوم إلاثنين ‪ 3‬نونبر ‪8002‬‬
‫‪ ‬القانون املنظم للجهات رقم ‪47.96‬‬
‫‪ ‬القانون الانتخابات رقم ‪. 9.97‬‬
‫‪ ‬القانون الفرنس ي ل‪ 6‬يناير ‪ 1986‬الذي تم توضيح مضامينه بموجب مذكرة وزير الداخلية ‪ Pierre Joxe‬في ‪ 20‬فبراير‬
‫‪ ، 1986‬مع ما لحق هذا القانون من تعديالت طفيفة بموجب قانون ‪ 19‬غشت ‪1986.‬‬
‫‪ ‬املرسوم رقم ‪ ، 2.17.279‬بتحديد كيفيات منح التسبيقات املالية من طرف الدولة لفائدة الجهة وتسديدها ‪ ،‬صادر في ‪14‬‬
‫من رمضان ‪ 9 ( 1438‬يونيو ‪.) 2017‬‬
‫‪ ‬املرسوم رقم ‪ ، 2.17.598‬بتطبيق أحكام املادة ‪ 231‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬املتعلق بالجهات فيما يخص صندوق‬
‫التأهيل الاجتماعي‪ ،‬صادر في فاتح ربيع ألاول ‪ 20 ( 1439‬نوفمبر ‪. ) 2017‬‬
‫‪ ‬املرسوم رقم ‪ ، 2.17.294‬بتحديد القواعد التي تخضع لها عمليات الاقتراضات التي تقوم بها الجهة ‪ ،‬صادر في ‪ 14‬من‬
‫رمضان ‪ 9 ( 1438‬يونيو ‪) 2017‬‬
‫‪ ‬املرسوم رقم ‪ ، 2.17.288‬بتحديد طبيعة و كيفيات إعداد ونشر املعلومات و املعطيات املضمنة في القوائم املحا سبية‬
‫واملالية املنصو ص عليها في املادة ‪ 249‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬املتعلق بالجهات‪ ،‬صادر في ‪ 04‬من رمضان ‪0432‬‬
‫(‪ 8‬يونيو ‪،) 2017‬‬

‫‪165‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪ ‬املرسوم رقم ‪ ، 2.17.304‬بتحديد آلاليات و ألادوات الالزمة ملواكبة الجهة لبلوغ حكامة جيدة في تدبير شؤونها وممارسة‬
‫الاختصا صات املوكولة إليها‪ ،‬صادر في ‪ 04‬من رمضان ‪ 8( 0432‬يونيو ‪) 2017‬‬
‫‪ ‬املرسوم رقم ‪ ، 2.17.618‬بمثابة ميثاق وط ي لالتمركز إلاداري‪ ،‬صادر في ‪ 18‬من ربيع آلاخر ‪ 26 ( 1440‬ديسمبر ‪.)2018‬‬
‫‪ ‬املرسوم رقم ‪ ، 2.16.305‬املتعلق بتحديد مسطرة و آجال إعداد البرمجة املمتدة على ثالث سنوات الخاصة بميزانية الجهة‬
‫‪ ،‬صادر في ‪ 18‬من ربيع آلاخر ‪ 26 ( 1440‬ديسمبر ‪)2018‬‬
‫‪ ‬املرسوم رقم ‪ ، 2.17.291‬املتعلق بتحديد كيفيات إدراج توازنات ميزانية الجهة و امليزانيات امللحقة والحسابات الخصوصية‬
‫في بيان مجمع‪ ،‬صادر في ‪ 14‬من رمضان ‪ 8 ( 1438‬يونيو ‪. ) 2017‬‬
‫‪ ‬املرسوم رقم ‪ 2.76.575‬بتاريخ ‪ 30‬شتنبر ‪ ،1976‬يتعلق بتطبيق الظهير الشريف رقم ‪ 1.76.584‬املتعلق بالتنظيم املالي‬
‫للجماعات املحلية وهيئاتها ‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،3335‬بتاريخ ‪ 1‬أكتوبر ‪. 1976‬‬
‫‪ ‬الصادر في املرسوم رقم ‪ ، 8 06 888‬املتعلق بتحديد مسطرة إعداد برنامج التنمية الجهوية و تتبعه وتحيينه و تقييمه ‪ ،‬و‬
‫آليات الحوار و التشاور إلعداده ‪ 88 ،‬يونيو ‪ -‬سنة ‪8006‬‬
‫‪ ‬املرسوم رقم ‪ ، 2.17.449‬بسن نظام املحاسبة العمومية للجهات و مجموعاتها‪ ،‬الصادر في ‪ 4‬ربيع ألاول ‪23 ( ،‬‬
‫نوفمبر ‪،) 2017‬‬
‫‪ ‬مرسوم رقم ‪ ، 2.17.282‬املتعلق بتحديد كيفيات إيداع أموال الجهة لدى الخزينة العامة للمملكة‪ ،‬صادر في ‪ 14‬من رمضان‬
‫‪ 8( 1438‬يونيو ‪) 2017‬‬
‫‪ ‬املر سوم رقم ‪ ، 2.17.279‬املتعلق بتحديد كيفيات منح التسبيقات املالية من طرف الدولة لفائدة الجهة و تسديدها ‪،‬‬
‫صادر في ‪ 14‬من رمضان ‪ 8 ( 1438‬يونيو ‪) 2017‬‬
‫‪ ‬املرسوم رقم ‪ ، 2.17.285‬املتعلق بتحديد كيفيات و شروط حصر النتيجة العامة مليزانية الجهة‪ ،‬صادر في ‪ 14‬من رمضان‬
‫‪ 8 ( 1438‬يونيو ‪. ) 2017‬‬
‫‪ ‬املرسوم رقم ‪، 2.17.449‬املتعلق بسن نظام للمحاسبة العمومية للجهات و مجموعاتها‪ ،‬صادر في ‪ 14‬من رمضان ‪8 ( 1438‬‬
‫يونيو ‪) 2017‬‬
‫‪ ‬املرسوم رقم ‪ ، 2.16.314‬املتعلق بتحديد قائمة الوثائق الواجب إرفاقها بميزانية الجهة املعروضة على لجنة امليزانية‬
‫والشؤون املالية والبرمجة‪ ،‬صادر في ‪ 23‬من رمضان ‪ 88 ( 1437‬يونيو ‪) 2016‬‬
‫‪ ‬املرسوم رقم ‪ ، 2.16.317‬املتعلق بتحديد كيفيات تحضير القوائم املالية و املحاسبية املرفقة بميزانية الجهة‪ ،‬صادر في ‪23‬‬
‫من رمضان ‪ 88 (1437‬يونيو ‪) 2016‬‬
‫‪ ‬املرسوم رقم ‪ ، 2.16.308‬املتعلق بتحديد شروط و كيفيات تحويل الاعتمادات املفتوحة في ميزانية الجهة ‪ ،‬صادر في ‪ 23‬من‬
‫رمضان ‪ 88 (1437‬يونيو ‪) 2016‬‬
‫‪ ‬املرسوم رقم ‪ ، 8 02 286‬املتعلق بتحديد عدد ألاعضاء الواجب انتخابهم في مجلس كل جهة و توزيع عدد املقاعد على‬
‫العماالت و ألاقاليم و عماالت املقاطعات املكونة لكل جهة‪ ،‬صادر في ‪ 8‬شوال ‪ 84( 0436‬يوليوز ‪. ) 8002‬‬
‫‪ ‬املرسوم رقم ‪ 8 08 440‬صادر في ‪ 08‬من محرم ‪ 3( 0430‬يناير ‪ )8000‬املتعلق بسن نظام للمحاسبة العمومية للجماعات‬
‫املحلية و مجموعاتها ‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 2200‬الصادرة بتاريخ ‪ 83‬صفر ‪ 2( 0430‬فبراير ‪)8000‬‬

‫‪161‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
‫‪ ‬املرسوم رقم ‪ 8 08 0832‬الصادر بتاريخ ‪ 4‬نونبر ‪ 8002‬املتعلق بمراقبة نفقات الدولة‪.‬‬
‫‪ ‬املرسوم رقم ‪ ، 8 06 28‬القاض ي بإلحاق مراقبة الالتزام بنفقات الدولة بالخزينة العامة للمملكة و تخويل اختصاصات‬
‫املراقب العام لاللتزام بالنفقات إلى الخازن العام للمملكة‪ ،‬الصادر في ‪ 03‬فبراير ‪. 8006‬‬
‫‪ ‬املرسوم رقم ‪ 8 00 8682‬بتاريخ ‪ 30‬دجنبر ‪ ,8000‬الذي دخل حيز التنفيذ ابتداء من ‪ ، 8003/08/0‬املتعلق بتعديل‬
‫وتتميم املرسوم رقم ‪ 8 82 238‬املؤرخ في ‪ 30‬دجنبر ‪ 0882‬املتعلق بمراقبة الالتزام بنفقات الدولة‬
‫‪ ‬املرسوم رقم ‪ ، 8 08 0832‬الصادر بتاريخ ‪ 4‬نونبر ‪ 8002‬املتعلق بمراقبة نفقات الدولة‪.‬‬
‫‪ ‬املرسوم رقم ‪ ، 8 88 846‬الصادر في ‪ 08‬من ربيع آلاخر ‪ 0402‬املوافق ل‪ 08‬غشت ‪ 0888‬املتعلق بتحديد عدد الجهات و‬
‫أسمائها و مراكزها و دوائر نفوذها و عدد املستشارين الواجب انتخابهم في كل جهة و كذا توزيع املقاعد على مختلف‬
‫الهيئات الناخبة و كذا إعداد املقاعد الراجعة للجماعات املحلية و توزيعها على العماالت وألاقاليم املكونة لها‪ ،‬جريدة‬
‫رسمية عدد ‪ 4208‬بتاريخ ‪ 02‬غشت ‪ ،0888‬ص ‪3882‬‬
‫‪ ‬املرسوم رقم ‪ ، 8 88 846‬الصادر في ‪ 08‬من ربيع آلاخر ‪ 08( 0402‬أغسطس ‪ )0888‬بتحديد عدد الجهات وأسمائها‬
‫ومراكزها ودوائر نفوذها وعدد املستشارين الواجب انتخابهم في كل جهة وكذا توزيع املقاعد على مختلف الهيئات‬
‫الناخبة وكذا أعداد املقاعد الراجعة للجماعات املحلية وتوزيعها على العماالت وألاقاليم املكونة لكل جهة‬
‫‪ ‬املرسوم رقم ‪ 2.76.576‬يتعلق بسن نظام ملحاسبة الجماعات املحلية وهيئاتها‪ ،‬بتاريخ ‪ 30‬شتنبر ‪ ، 1976‬الجريدة رسمية‬
‫عدد ‪، 3335‬صادر بتاريخ ‪ 1‬أكتوبر ‪. 1976‬‬
‫‪ ‬املرسوم رقم ‪ 2.76.577‬بتاريخ ‪ 30‬شتنبر ‪ 1976‬الخاص بمراقبة صحة الالتزام بالنفقات املتعلقة بالجماعات املحلية و‬
‫هيئاتها ‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ، 3335‬بتاريخ ‪ 1‬أكتوبر ‪. 1976‬‬
‫‪ ‬قرار لوزير الداخلية رقم ‪ 1528.18‬الصادر في ‪ 29‬من شعبان ‪ 16 ( 1439‬ماي ‪ ) 2018‬بمقتض ى توقيف مجلس جهة‬
‫كلميم ‪ -‬واد نون و تعيين لجنة خاصة‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5 ، 6675‬رمضان ‪ 21( 1439‬ماي ‪. ) 2018‬‬
‫‪ ‬املنشور الوزاري رقم ‪ 8/2017‬املتعلق بإعداد مشروع قانون املالية لعام ‪. 2018‬‬
‫‪ ‬املنشور رقم ‪ -03-02‬د الصادر بتاريخ ‪ 80‬شوال ‪ 02 ( 0484‬دجنبر ‪ ) 8003‬املتعلق بإصالح مراقبة الالتزام بنفقات‬
‫الدولة‪.‬‬
‫املراجع باللغة الفرنسية ‪:‬‬

‫‪ Autin Jean-louis et Ribot catherne ,’’ droit administratif général imprimerie roto impression en France’’,4°‬‬
‫‪édition, jouilet - 2005.‬‬
‫‪ Bouachik ahmed , la Gestion locale à la lumiére de la nouvelle charte communale, REMALD , série Thémes‬‬
‫‪actuels, N° 46 ?2004 .‬‬
‫‪ Bernard stirn, les sources constitutionnelles de droit administratif 3 Edition L.G.D.J 1999‬‬
‫‪ EL YAAGOUBI Mohammed ,‘’ La déconcentration administrative à la lumière du 20 octobre 1993 ‘’, REMALD,‬‬
‫‪N 10,1995.‬‬

‫‪161‬‬
‫‪Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany‬‬
 El mahmdi Ahmed , La Coordination dans l’administration centrale du maroc , thèse de doctorat d’etat en
droit , paris 2 , 1982.
 Frizon , claire Marand,Renard sophie , et Scarbonchi François ,’la perceptions de l’autonomie financière des
collectivités locales en Europe’’,étude réalisé par les élèves administrateurs territoriaux ,CNFPT,9eme
éd.,2001 .
 HARAKAT Med ,’’Réflexion sur l’adaptation du control de la cour des comptes au maroc
 Jean-Bernard,Réussir le développement des collectivités locales , Pub . Colloque ASRDLF , Bruxelles , 2004.
 Jean - Pierre GILLY, Jacques PERRAT, Dévelepement local et coopération décentralisée – Entre gouvernance
locale et régulation globale , GDRI – EMMA , Université de Sfax , Tunis , septembre 2002.
 Kargne Hamani,TIC, décentralisation administrative et bonne gouvernance , Projet d’appui des volontaires
des Nation – Unies à la décentralisation , Mali , 2004.
 Marie-Madeleine MIALOT MULLER,’’ Évolution de la régionalisation dans les États membres du Conseil de
l’Europe’’, Commission de la gouvernance, 29e SESSION, Strasbourg, 20-22 octobre 2015.
 Mohammed Sbihi, ‘’la gestion des finances communales’’, société Babel pour l’imprimer-Rabat, 1992.
 Tarik Zair : ‘’Le principe de libre administration des collectivités territoriales ‘’, REMALD n° 107 Novembre -
Décembre 2012 .

Rapports :
 Direction régionale de l'aménagement de Dakhla , Monographie de la région de Dakhla-Oued Eddahab,
2018 .
 Ministère de l’intérieur , Direction Générale des Collectivités locales , La Région de Laayoune-Sakia el Hamra,
Monographie Générale ,2015 .
 Ministère de l’intérieur , Direction Générale des Collectivités locales , La Région de Dakhla-Oued Eddahab,
Monographie Générale ,2015 .
 Ministère de l’intérieur , Direction Générale des Collectivités locales , La Région de Laayoune-Sakia el Hamra,
Monographie Générale ,2015 .
 Ministère de l’intérieur , Direction Générale des Collectivités locales , La Région de Dakhla-Oued Eddahab,
Monographie Générale ,2015 .
 Fares Wafaa, du gouvernement à la gouvernance, étude d’un concept ambigu, Revue Massalik, N° 8, 2008.

161
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
 Rapport du comité sur démocratie locale et régioal pub conseil de l’europe .‘’les procédures et la gestion
budgétaire au niveau des collectivités locales’’, mai 2002.
 WAR AND INSURGENCY IN THE WESTERN SAHARA. https://www.files.ethz.ch/isn/164495/pub1152.pdf

 Le budget de l’état nouvelles régles , nouvelles pratiques , les études de la documentation française , Paris
2006 .
 Appui à la décentralisation et à la gouvernance locale dans les pays tiers’’,Rapport de la commission
européene,Pub,EuropeAID,DOC.Réf.n°2,janvier2007.
Lois et Conseils :
 Loi organique n° 2004-758 du 29 juillet 2004 prise en application de l’article 72-2 de la constitution relative à
l’autonomie financière des collectivités territoriale, JORF n°175 du 30 juillet 2004, p. 13561.
 Conseil d'Etat de France ,18 janvier2001(requête n° 229247), Commune de Venelles
 The Word Bank , Governance and Depelopment , the Word Bank Publication, Washington , DC. 1992.
 R apport de développement humain 2003 , Rapport PNUD – maroc ,juillet 2003 , p. 84

161
Democratic Arab Center For Strategic, Political & Economic Studies Berlin / Germany
‫الفهرس ‪:‬‬
‫مقدمة ‪4 .................................................................................................................................................................................... :‬‬
‫القسم ألاول ‪:‬الخطاب السياس ي و القانوني للجهوية املتقدمة‪17 .................................................................................... .‬‬
‫الباب ألاول ‪:‬املرجعية السياسية للجهوية املتقدمة ‪19 .........................................................................................................‬‬
‫الفصل ألاول ‪:‬خيار الجهوية وفق منظور القانون ‪ ، 47.96‬و مشروع نظام الحكم الذاتي ‪20 .......................................‬‬
‫املبحث ألاول ‪:‬التجربة الجهوية على ضوء القانون ‪20 ............................................................................................. 47.96‬‬
‫املطلب ألاول ‪:‬تشكيل مجالس الجهات و حدود اختصاصاتها وفق القانون ‪21 ................................................... 47.96‬‬
‫الفقرة ألاولى ‪ :‬تشكيل و تنظيم مجالس الجهات ‪21 ..............................................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬حدود الاختصاصات الجهوية ‪23 ..................................................................................................................‬‬
‫املطلب الثاني ‪:‬تقييم التجربة الجهوية على ضوء القانون ‪27 .................................................................................69.74‬‬
‫الفقرة ألاولى ‪ :‬اختالالت مؤسساتية و تنظيمية و قانونية ‪27 ..............................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬هشاشة الاستقالل املالي و تشديد الوصاية املالية ‪30 ..............................................................................‬‬
‫املبحث الثاني ‪:‬قضية الصحراء كمبرر سياس ي لقيام الجهوية املتقدمة‪32 ......................................................................‬‬
‫املطلب ألاول ‪:‬الهيئات و الاختصاصات و املوارد املالية لجهة نظام الحكم الذاتي ‪33 ....................................................‬‬
‫الفقرة ألاولى ‪ :‬تركيبة نظام الحكم الذاتي‪33 .........................................................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬اختصاصات جهات نظام الحكم الذاتي و مواردها املالية ‪37 .................................................................‬‬
‫املطلب الثاني ‪:‬تقييم املشروع النظري لنظام الحكم الذاتي بالصحراء ‪40 .......................................................................‬‬
‫الفقرة ألاولى ‪ :‬سلطة الدولة داخل جهات نظام الحكم الذاتي بالصحراء ‪41 .................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬مكانة جهات الصحراء داخل الدولة في ظل نظام الحكم الذاتي‪42 …………………...………….……..‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬مكانة الجهوية في الخطاب السياس ي الجديد للمؤسسات الرسمية‪45 ...................................................‬‬
‫املبحث ألاول ‪:‬الجهوية في الخطاب السياس ي لرئيس الدولة و السلطة التنفيذية ‪45 ......................................................‬‬
‫املطلب ألاول ‪:‬الجهوية في الخطب امللكية ‪46 .........................................................................................................................‬‬
‫الفقرة ألاولى ‪ :‬الجهوية ما بين ‪ 9777‬إلى حدود ‪46 ..............................…………………..………………………0292‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬الجهوية ما بعد دستور ‪49. ……………………………………….……………………………………..2011.‬‬
‫املطلب الثاني ‪:‬الجهوية املتقدمة في البرامج الحكومية ‪53 ...................................................................................................‬‬
‫الفقرة ألاولى ‪ :‬الوالية التشريعية ‪54 ................................................................................................................ 2011-2016‬‬
‫الفقرةالثانية الوالية التشريعية ‪57………………………………………………………………………………….………………………………………………..………...2016-2021‬‬
‫املبحث الثاني ‪:‬الجهوية في الخطاب الجديد لألحزاب السياسية ‪62 ...................................................................................‬‬
‫املطلب ألاول ‪:‬الجهوية وفق مذكرات حزب العدالة والتنمية و حزب ألاصالة و املعاصرة ‪63 ........................................‬‬
‫الفقرة ألاولى ‪ :‬تصور حزب العدالة و التنمية حول الجهوية املتقدمة ‪63 .......................................................................‬‬
‫الفقرة لثانية ‪:‬تصور حزب ألاصالة و املعاصرة حول الجهوية املتقدمة ‪66 ………………….………………………..‬‬
‫املطلب الثاني ‪:‬الجهوية وفق البرامج الانتخابية و مقترحات ألاحزاب السياسية ‪70 ..........................................................‬‬
‫الفقرة ألاولى ‪ :‬الجهوية في برامج الانتخابات التشريعية ل ‪ 7‬أكتوبر ‪71 ................................................................ . 2016‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬مالحظات ألاحزاب السياسية حول مسودة مشروع القانون التنظيمي املتعلق بالجهة………‪74 …..‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬املقاربة القانونية و التنظيمية و املالية الجديدة للجهوية املتقدمة ‪78 ......................................................‬‬
‫الفصل ألاول ‪:‬البناء الجديد للتنظيم الالمركزي على املستوى الجهوي‪79 .......................................................................‬‬
‫املبحث ألاول ‪:‬التنظيم على املستوى الجهوي ‪79 ...................................................................................................................‬‬
‫املطلب ألاول ‪:‬تشكيل و تنظيم مجلس الجهة ‪80 ...................................................................................................................‬‬
‫الفقرة ألاولى ‪ :‬تأليف مجلس الجهة ‪80 ...................................................................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬تنظيم املجلس الجهوي‪82 ………………...……………………………………………………………………..‬‬
‫املطلب الثاني ‪:‬تسيير مجلس الجهة ‪88 ....................................................................................................................................‬‬
‫الفقرة ألاولى ‪ :‬دورات مجلس الجهة و جدول ألاعمال و حدود املداوالت ‪88 .....................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية ; تمثيلية الجهة و شروط اتخاذ القرار و طبيعة الجلسات‪92 …………………….………………………..‬‬
‫املبحث الثاني ‪:‬اختصاصات و صالحيات الجهة و الالتمركز إلاداري ملصالح الدولة و عالقتها بالجهات ‪95 ..................‬‬
‫املطلب ألاول ‪:‬اختصاصات و صالحيات مجلس الجهة‪95 ....................................................................................................‬‬
‫الفقرة ألاولى ‪ :‬اختصاصات الجهة ‪95 .....................................................................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬صالحيات مجلس الجهة …………………………………………………………‪99 ……………………………..‬‬
‫املطلب الثاني ‪:‬الالتمركز إلاداري ملصالح الدولة و عالقة املصالح الالممركزة بالجهات‪102 .........................................‬‬
‫الفقرة ألاولى ‪ :‬توزيع الاختصاصات بين إلادارات املركزية و املصالح الالممركزة و القواعد املنظمة لعالقاتها‬
‫‪103…………………………………………………………..……………………………………………………………………………..‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬القواعد املنظمة لعالقات املصالح الالممركزة للدولة بالجهات ووالتها ‪106 ………………………….‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬النظام املالي للجهة في ضوء القانون التنظيمي املتعلق بالجهات رقم ‪ 111.14‬و املراسيم التطبيقية ‪111‬‬
‫املبحث ألاول ‪:‬مكونات ميزانية الجهة وطرق تدبيرها ‪111 .....................................................................................................‬‬
‫املطلب ألاول ‪:‬ميزانية الجهة ‪ :‬املوارد و التكاليف ‪112 ..........................................................................................................‬‬
‫الفقرة ألاولى ‪ :‬مكونات ميزانية الجهة و مواردها املالية ‪112 ...............................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬التكاليف املالية للجهة ‪117…...………………………………..………………………………………… ……..‬‬
‫املطلب الثاني ‪ :‬وضع ميزانية الجهة‪119 .................................................................................................................................‬‬
‫الفقرة ألاولى ‪ :‬إعداد و اعتماد و التأشير على امليزانية ‪120 ..................................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬تنفيذ و تعديل ميزانية الجهة و حصرها‪123 ……………………………..…………………… ……….……..‬‬
‫املبحث الثاني ‪:‬القواعد املطبقة على تنفيذ عمليات املوارد و النفقات ‪126 ....................................................................‬‬
‫املطلب ألاول ‪:‬القواعد املطبقة على تنفيذ عمليات املوارد ‪127 .........................................................................................‬‬
‫الفقرة ألاولى ‪ :‬إصدار و التكفل بأوامر مداخيل الجهة و تحصيلها ‪128 ............................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬استيفاء الحقوق و الرسوم املصرح بها و إلغاء الديون الغير القابلة للتحصيل على مستوى الجهة‬
‫‪130…………………………………………………………………………………………………………………………………………..‬‬
‫املطلب الثاني ‪:‬القواعد املطبقة على تنفيذ عمليات نفقات الجهة ‪134 ...........................................................................‬‬
‫الفقرة ألاولى ‪ :‬كيفيات ممارسة مراقبة الالتزام بالنفقات ‪135 .............................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬مراقبة صحة النفقات ‪140 ………………………………………………………..…………………………....‬‬
‫خاتمة القسم ألاول ‪144 ......................................................................................................................................................... :‬‬
‫القسم الثاني ‪ :‬املالية الجهوية ‪ :‬اكراهات التدبير املالي الجهوي وآفاق التجاوز‪146 .......................................................‬‬
‫الباب ألاول ‪ :‬اكراهات التمويل و الاستقاللية‪147 ................................................................................................................‬‬
‫الفصل ألاول ‪:‬التمويل الجهوي على ضوء التشريعات الوطنية والدولية ‪148 .................................................................‬‬
‫املبحث ألاول ‪:‬التمويل الجهوي وفق الدساتير الغربية و الدستور املغربي لعام ‪148 ........................................... 2011‬‬
‫املطلب ألاول ‪:‬التمويل الجهوي على ضوء التجارب املقارنة ‪149 ........................................................................................‬‬
‫الفقرة ألاولى ‪ :‬تمويل الجهة في دولتي إسبانيا و أملانيا ‪149 ..................................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬التمويل الجهوي في دولتي فرنسا و إيطاليا‪152 ………………………………..……………………………..‬‬
‫املطلب الثاني ‪:‬مرتكزات و حدود التمويل الجهوي وفق الدستور املغربي ‪155 .................................................................‬‬
‫الفقرة ألاولى ‪ :‬املرتكزات الدستورية للتمويل الجهوي ‪155 .................................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬حدود التمويل الجهوي ‪158………………………………………………………..……………………………..‬‬
‫املبحث الثاني ‪:‬التمويل الجهوي على ضوء القانون التنظيمي للجهات رقم ‪ ،111.14‬و القانون املنظم للجبايات املحلية رقم‬
‫‪ 47.06‬كما تم تتميمه و تغييره بالقانون رقم ‪163 ..................................................................................................... 07.20‬‬
‫املطلب ألاول ‪:‬مستجدات التمويل الجهوي على ضوء القانون التنظيمي للجهات رقم ‪163 ........................... 111.14‬‬
‫الفقرة ألاولى ‪ :‬تمويل الجهوية املتقدمة من خالل القانون التنظيمي للجهات رقم ‪164 .................................... 114.11‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬مالحظات حول املستجدات املالية للقانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬للجهات …‪168 ………………..‬‬
‫املطلب الثاني ‪:‬ثغرات التمويل الجبائي الجهوي ‪172 ............................................................................................................‬‬
‫الفقرة ألاولى ‪ :‬حدود سلطة الجهة في اتخاذ القرار الجبائي على ضوء القانون املنظم للجبايات املحلية رقم ‪ 47.06‬كما تم‬
‫تتميمه و تغييره بالقانون رقم ‪172 ...............................................................................................................................29.02‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬إكراهات التمويل الجبائي على املستوى الجهوي ‪175……………………………………….……………..‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬انعكاسات عوائق الاستقالل املالي الجهوي ‪178 .........................................................................................‬‬
‫املبحث ألاول ‪:‬ألاسس النظرية و التشريعية لالستقالل املالي الجهوي ‪178 .......................................................................‬‬
‫املطلب ألاول ‪:‬املفهوم و ألاساس النظري لالستقالل املالي الجهوي ‪179 ............................................................................‬‬
‫الفقرة ألاولى ‪ :‬مفهوم الاستقالل املالي ‪179 ............................................................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬ألاساس النظري لالستقالل املالي للجهات ‪181 ………………………………………………………………..‬‬
‫املطلب الثاني ‪:‬ألاساس القانوني لالستقالل املالي الجهوي على ضوء الهندسة التشريعية الوطنية الجديدة ‪183 ....‬‬
‫الفقرة ألاولى ‪ :‬الاستقالل املالي الجهوي وفق الوثيقة الدستورية لعام ‪183 ......................................................... 0299‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬الاستقالل املالي الجهوي وفق القانون التنظيمي للجهات رقم ‪186 …….. ………………..…..999.96‬‬
‫املبحث الثاني ‪:‬اكراهات الاستقالل املالي الجهوي ‪188 .........................................................................................................‬‬
‫املطلب ألاول ‪:‬قيود الاختصاص الجهوي و الرقابة القبلية ‪188 ..........................................................................................‬‬
‫الفقرة ألاولى ‪ :‬على مستوى الاختصاص ‪192 .........................................................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬على مستوى الرقابة القبلية على امليزانية الجهوية‪194……………………………………………………..‬‬
‫املطلب الثاني ‪:‬ضعف التمويل و آفات التوزيع و الانفاق ‪195 ............................................................................................‬‬
‫الفقرة ألاولى ‪ :‬هشاشة إلامكانيات املالية ‪195 .......................................................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬قصور العدالة في توزيع و إنفاق املوارد املالية للجهات ‪198 …………………………………..……..…..‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬أعطاب حكامة التدبير املالي الجهوي و التحديات وسبل التجاوز املمكنة ‪202 .........................................‬‬
‫الفصل ألاول ‪:‬الحكامة املالية الجهوية‪ :‬املرتكزات التشريعية و الاختالالت التدبيرية‪203 ..............................................‬‬
‫املبحث ألاول ‪:‬الحكامة املالية ‪ :‬املبادئ و ألاسس ‪203 ..........................................................................................................‬‬
‫املطلب ألاول ‪:‬مضمون الحكامة املالية ‪203 ...........................................................................................................................‬‬
‫الفقرة ألاولى ‪ :‬مفهوم الحكامة ‪203 .........................................................................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬مبادئ الحكامة املالية ‪206……………………………………..………………………………………………...‬‬
‫املطلب الثاني ‪:‬أسس الحكامة املالية على املستوى الجهوي ‪208 .......................................................................................‬‬
‫الفقرة ألاولى ‪ :‬ألاساس الالمركزي ‪209 ....................................................................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬ألاساس التنموي ‪211….……………………………..……………………………………………………………..‬‬
‫املبحث الثاني ‪:‬حكامة التدبير املالي الجهوي ‪ :‬ألاسس التشريعية و آلافات التدبيرية ‪215 ...............................................‬‬
‫املطلب ألاول ‪:‬ألاسس و املرتكزات الدستورية و التنظيمية للحكامة املالية ‪215 ..............................................................‬‬
‫الفقرة ألاولى ‪ :‬مرتكزات الحكامة املالية من خالل دستور ‪215 ........................................................................ . 0299‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬قواعد الحكامة املالية من خالل القانون التنظيمي للجهات رقم ‪218… ………………..…..999.96‬‬
‫املطلب الثاني ‪:‬عوائق حكامة التدبير املالي الجهوي‪223 .......................................................................................................‬‬
‫الفقرة ألاولى ‪ :‬الاختالالت التدبيرية‪223 ..................................................................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬ألاسباب و الانعكاسات‪228……………………..………………………………………………………………...‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬تحديات وآفاق التدبير املالي الجهوي ‪230 ....................................................................................................‬‬
‫املبحث ألاول ‪:‬انعكاسات محدودية الكفاءة العلمية و الاكراهات الرقابية ‪230 ...............................................................‬‬
‫املطلب ألاول ‪:‬تأثير ضعف التأطير السياس ي و التكوين املعرفي على تدبير املالية الجهوية ‪231 ......................................‬‬
‫الفقرة ألاولى ‪ :‬أثر محدودية التأطير السياس ي و الكفاءة العلمية للمنتخب الجهوي ‪231 ..............................................‬‬
‫‪237‬‬ ‫الفقرة الثانية ‪ :‬هفوات التكوين املستمر للمنتخب الجهوي‪……………………………..………………………..‬‬
‫املطلب الثاني ‪:‬إلاكراهات الرقابية ‪242 ...................................................................................................................................‬‬
‫الفقرة ألاولى ‪ :‬املراقبة إلادارية و الرقابة السياسية ‪251 ....................................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬الرقابة القضائية ‪265 ……………………..…………………………………………………………………..…..‬‬
‫املبحث الثاني ‪ :‬واقع و آفاق التدبير املالي الجهوي ‪265 ........................................................................................................‬‬
‫املطلب ألاول ‪ :‬التدبير املالي الجهوي ‪ :‬جهة كلميم واد نون نموذجا ‪266 ...........................................................................‬‬
‫الفقرة ألاولى ‪ :‬و ضعية املوارد املالية لجهة كلميم واد نون برسم سنة ‪266 ..........................................................2021‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬تشخيص واقع التدبير املالي لجهة كلميم واد نون ‪271……………………..…………………………..…..‬‬
‫املطلب الثاني ‪ :‬آفاف التدبير املالي الجهوي‪280 ....................................................................................................................‬‬
‫الفقرة ألاولى‪:‬الرفع من املردودية التمويلية الجبائية على املستوى الجهوي و العدالة في التوزيع و‬
‫الانفاق…………………………………………………………………………………………………………………………………‪280‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬تعزيز الاستقالل املالي الجهوي……………… ‪285.……………….…………………………..………………..‬‬
‫الفقرة الثالثة ‪ :‬تكريس دعامات حكامة التدبير املالي الجهوي ‪289 ....................................................................................‬‬
‫خاتمة القسم الثاني ‪297 ........................................................................................................................................................ :‬‬
‫خاتمة عامة ‪298 ...................................................................................................................................................................... :‬‬
‫املالحق ‪301 ............................................................................................................................................................................... :‬‬

You might also like