Professional Documents
Culture Documents
المجلة الدولية للاجتهاد القضائي العدد الثامن كانون الأول - ديسمبر 2022
المجلة الدولية للاجتهاد القضائي العدد الثامن كانون الأول - ديسمبر 2022
0Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
الــنــــــــــــــاشـــــــــر:
املركز الديمقراطي العربي
للدراسات الاساتيجية والسياسية والاقتصادية
أملانيا/برلن
0Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
0Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
مجلة علمية دولية مﺤكمة تصدر عن املركز الديمقراطي العربي -برلن ،تعد املجلة بمثابة مرجع علمي
القضائي
املﺤكمة Rي مختلف الشؤون الفقهية والقضائية وسلك القضاء، لالجMyاد
نشر بﺤوMم للباﺣثنالدولية
واملتخصصن ل املجلة
سواء أكان ذلك Rي مجال القانون والفقه والقضاء خاصة الاجMyاد القضائي وإجراءات التقا ،وطرق
السياسة تعد
العربين -،وبرلن، الديمقراطي
الشريعة والقانو املركز
بذلك ،كعلوم فقهيةعن
املرتبطة تصدر مﺤكمة
القانونية وال دولية
الفروع ٕالاثبات،علمية
باإلضافة إى مجلة
للباﺣثنذلك.واملتخصصن لنشر بﺤوMم املﺤكمة Rي
الشرعية والقضائية ؤالانظمة الدستورية وغ
املجلة بمثابة مرجع علمي
ألفضلمجال تصدر بشكل دوري ولها هيئة علمية دولية فاعلة تشرف عى عملها وتشمل مجموعة كبة
لك Rي مختلف الشؤون الفقهية والقضائية وسلك القضاء ،سواء أكان ذ
ٔالاكاديمين من عدة دول ،ﺣيث تشرف عى تﺤكيم ٔالابﺤاث الواردة إى املجلة .وتستند املجلة إى
الدوليةوطرق
التقا، إجراءات
تعتمد ”املجلة القضائي و
التﺤكيم ،كما
ّ
الاجMyادتنظم عمل خاصة
الئﺤة داخلية والقضاء
فMا ،و إى القانون و
أخال يالفقه
لقواعد النشر ميثاق
الدولية
كعلوم املرتبطةللمجالت
بذلك، والفقهيةواملوضوعية
املواصفات الشكلية مﺤتوياتوعأعدادها
القانونية باإلضافةانتقاءإى الفر
ٕالاثبات،القضائي“ Rي
لالجMyاد
ّ
املﺤكمة.
الشريعة والقانون ،والسياسة الشرعية والقضائية ؤالانظمة الدستورية وغ
ذلك.
تصدر بشكل دوري ولها هيئة علمية دولية فاعلة تشرف عى عملها وتشمل
أ
مجموعة كبة ألفضل ٔالاكاديمين من عدة دول ،ﺣيث تشرف عى تﺤكيم
ٔالابﺤاث الواردة إى املجلة .وتستند املجلة إى ميثاق أخال ي لقواعد النشر
ّ
فMا ،و إى الئﺤة داخلية تنظم عمل التﺤكيم ،كما تعتمد ”املجلة الدولية
لالجMyاد القضائي“ Rي انتقاء مﺤتويات أعدادها املواصفات الشكلية
ّ
واملوضوعية للمجالت الدولية املﺤكمة.
0Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
د.
2022 ا او د ا -ا!د–08آ ن اول – د 2022
نائب رئيس التﺤرير د .محمد كميل ،أستاذ القانون الجنائي ،جامعة فلسط,ن ٔالاهلية ،فلسط,ن.
رئيس اللجنة العلمية:دة ربيعة تمار املركز الديمقراطي العربي أملانيا برلن الجزائر
نائب رئيس التﺤرير التنفيذي :أ .كريم عايش – املركز الديمقراطي العربي – أملانيا – برل,ن
ISSN 2748-5056
6Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 ا
او د ا -ا!د–08آ ن اول – د
2022
انساني ،جامعة عباس لغرور خنشلة ،الجزائر. أ.د ماهر خض -عضو املﺤكمة العليا
د .ميثم منفي كاظم العميدي ،أستاذ مساعد، الشرعية -ديوان قا القضاة -.فلسطن
كلية الحقوق ،جامعة الكاظم ،العراق. أ.د جمال الكيالني ،أستاذ الفقه والتشريع، ،
القانون ،جامعه الكاظم ،العراق. أ.د عودة عبد ﷲ -أستاذ التفس -جامعة
د.يعيش تمام شو ي ،رئيس تﺤرير مجلة الحقوق النجاح الوطنية -فلسطن
والحريات،جامعة بسكرة ،الجزائر. أ .د .عروة عكرمة صtي -جامعة القدس-
وإجراءات قضائية ،كلية أقسام ميسان ،قسم د .مﺤمد مطلق عساف -منسق برنامج
القانون ،العراق الدكتوراﻩ -جامعة القدس – فلسطن.
د .معداوي نجية ،أستاذة مشاركة ،كلية ا.د .عي أبو مارية ،أستاذ القانون الخاص-
الحقوق جامعة البليدة ،الجزائر جامعة فلسطن ٔالاهلية
د .ﺣكمت عمارنة ،أستاذ القانون الجنائي، د .مﺤمد صعابنة ،أستاذ القانون الخاص،
الجامعة العريبة ٔالامريكية ،فلسطن. جامعة فلسطن ٔالاهلية
6Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 ا
او د ا -ا!د–08آ ن اول – د
2022
د .ﺣمزة إسماعيل ،كلية الحقوق – الجامعة د .غسان عليان ،أستاذ القانون الجنائي،
العربية ٔالامريكية. الجامعة العريبة ٔالامريكية ،فلسطن.
د .سامية عبد الالوي ،أستاذ مﺤاضر ،القانون د .عالء السرطاوي ،أستاذ الفقه وأصوله،
الدستوري ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ، جامعة فلسطن ٔالاهلية .فلسطن.
جامعة عباس لغرور خنشلة.
د .مﺤمود سالمة ،أستاذ القانون الخاص،
د عي مراد ،أستاذ مساعد ،قانون ،عالقات الجامعة العريبة ٔالامريكية ،فلسطن.
دولية ،جامعة بوت العربية ،
د.نضال العووادة ،دكتوراﻩ Rي العلوم الجنائية
د .عائشة عبد الحميد -أستاذة مﺤاضرة -كلية -النيابة العامة الفلسطينية،
الحقوق -جامعة الشاذي بن جديد الطارف.
د .أسامة دراج -كلية القانون– جامعة
الجزائر ،
الاستقالل ،فلسطن
د .عبد اللطيف ربايعة ،أستاذ مشارك Rي
د .مهند استي– Êكلية الشريعة – جامعة
القانون الجنائي ،جامعة الاستقالل ،فلسطن
الخليل
د .مﺤمد بدو ،Äأستاذ مساعد Rي القانون
د .أيمن البدارين -كلية الشريعة -جامعة
الجنائي ،جامعة الاستقالل ،فلسطن.
الخليل -فلسطن.
دMÇ .له أﺣمد فوزى الtهيمي -استاذ القانون
د .جمال أبو سالم –كلية الدعوة وأصول
املدنى املساعد -جامعة الحدود الشمالية -
الدين -جامعة القدس
السعودية
د .أنس أبو العون -كلية الحقوق -الجامعة
العربية ٔالامريكية
7Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 ا
او د ا -ا!د–08آ ن اول – د
2022
شروط النشر:
ً
أصيال ً
معدا خصيصا للمجلة الدولية لالج
اد القضائي ،و أال يكون قد نشر جزئ ًيا أو • أن يكون البحث
ً
كليا \ي أي وسيلة نشر إلك!iونية أو ورقية.
• يرفق البحث بمختصر الس!,ة العلمية للباحث باللغت,ن العربية وٕالانجلO,ية.
• تنشر املقاالت باللغات العربية و الفرنسية و ٕالانجلO,ية.
• الالOiام باملعائ !,الاكاديمية والعلمية املعمول }
ا ً
دوليا \ي إعداد ٔالاعمال العلمية ،أهمها ٔالامانة
العلمية.
ً
مكتوبا بلغة سليمة ،مع العناية بما يلحق به من خصوصيات الضبط ؤالاشكال. • أن يكون املقال
• يكتب عى الصفحة ٔالاوى من املقال ما يأتي :اسم ولقب الباحث باللغت,ن العربية وٕالانجلO,ية،
الصفة ،الدرجة العلمية ،مؤسسة الانتساب )الجامعة والكلية( ،ال"!يد ٕالالك!iوني.
• كتابة عنوان املقال باللغت,ن العربية وٕالانجلO,ية.
• وضع ملخص,ن وكلمات مفتاحية للمقال باللغت,ن العربية وٕالانجلO,ية \ي حدود 300كلمة.
• اتباع طريقة ال
ميش أسفل الصفحات بطريقة غ !,تسلسلية حيث يبدأ ترقيم ال
ميش وينت\ opي
كل صفحة كما يأتي :لقب الكاتب ،اسم الكاتب ،عنوان الكتاب ،رقم الطبعة ،بلد النشر ،دار
النشر ،سنة النشر ،ص.
• توثق املراجع حسب ال!iتيب الهجائي \ي
اية املقال وتصنف إى:
– 1مراجع باللغة العربية-1) :الكتب -2-القوان,ن واملواثيق الدولية -3-املقاالت 4-املواقع الالك!iونية( •
7Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 ا
او د ا -ا!د–08آ ن اول – د
2022
-2املراجع باللغة ٔالاجنبية -1) :الكتب -2-القوان,ن واملواثيق الدولية -3-املقاالت 4-املواقع الالك!iونية( •
–3طريقة كتابة املراجع: •
-الكتاب :لقب الكاتب ،اسم الكاتب ،اسم الكتاب ،رقم الطبعة ،بلد النشر :دار النشر ،سنة النشر ،الصفحة. •
-املقال :لقب الكاتب ،اسم الكاتب“،عنوان املقال“ ،اسم املجلة ،العدد ،سنة النشر ،الصفحة •
ٔالاحاديث النبوية :اسم املؤلف ،عنوان الكتاب ،الكتاب ،الباب ،رقم الحديث ،رقم الطبعة ،بلد النشر ،دار النشر، •
سنة النشر ،الصفحة.
املواقع الالك!iونية :لقب الكاتب ،اسم الكاتب “،عنوان املقال“ اسم املوقع الالك!iوني •
– رسالة ماجست !,أو أطروحة دكتوراﻩ :يكتب اسم صاحب البحث ،العنوان ،يذكر رسالة ماجست !,أو
أطروحة دكتوراﻩ ،اسم الجامعة ،اسم الكلية ،السنة.
– إذا كان املرجع نشرة أو إحصائية صادرة عن جهة رسمية :يكتب اسم الجهة ،عنوان التقرير ،أرقام
الصفحات ،سنة النشر
يتم تنسيق الورقة عى قياس ) ، (A4بحيث يكون حجم ونوع الخط كاآلتي: •
نوع الخط هو) Sakkal Majallaحجم 16بارز ) (Grasبالنسبة للعنوان الرئيس ،وحجم 14بارز بالنسبة للعناوين •
الفرعية ،وحجم 14عادي بالنسبة للمiن ،وحجم 11عادي بالنسبة للجداول ؤالاشكال إن وجدت ،وحجم 9عادي
بالنسبة للهوامش(.
أما املقاالت املقدمة باللغة ٔالاجنبية تكون مكتوبة بالخط .Times New Roman12 •
ترك هوامش مناسبة )(2.5من جميع الجهات. •
ي!iاوح عدد كلمات البحث من 4000كلمة إى 7000كلمة •
ٕالالك!iوني: ال"!يد إى وورد، مايكروسفت ملف شكل عى املنسق البحث يرسل •
judgement@democraticac.de
يتم تحكيم البحث من طرف محكم,ن أو ثالثة. •
يتم إبالغ الباحث بالقبول املبدئي للبحث أو الرفض. •
يمكن للباحث إجراء التعديالت املطلوبة وإرسال البحث املعدل إى نفس ال"!يد ٕالالك!iوني املذكور أعالﻩ. •
يخضع ترتيب املقاالت \ي املجلة عى أسس موضوعية. •
ال يرسل املقال إى هيئة التحكيم \ي حالة عدم اتباع كل شروط النشر. •
تع"! املضام,ن الواردة \ي املقال عن آراء أصحا}
ا وال تمثل أراء املجلة. •
8Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 ا
او د ا -ا!د–08آ ن اول – د
2022
فھرس العدد
الصفﺤة املﺤتويات
13 الكلمة الافتتاﺣية
14
املسؤولية الجنائية ملريض التوﺣد Rي الفقه ٕالاسالمي
خليل عي خليل عفانة ماجست Rي الفقه والتشريع وأصوله /جامعة القدس/فلسطن
د .مﺤمد مطلق مﺤمد عساف أستاذ مشارك Rي الفقه وأصوله رئيس قسم الاقتصاد والتمويل
30 اعاض الغ Rي قانون أصول املﺤاكمات املدنية والتجارية الفلسطي Ðرقم 2لسنة 2001
Third party objection in the Palestinian Civil and Commercial
Procedure Code No. 2 of 2001
إMÔاب مﺤمود راغب كميل -محاضر في الجامعة العربية األمريكية _ فلسطين
9Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 ا
او د ا -ا!د–08آ ن اول – د
2022
74
القانون الدوي وعالقته بالتشريع الوطÐ
International law and its relationship to national legislation
م ØÐيﺤ ØÙالدسو ي يوسف ،باﺣثة بالدراسات العليا
كلية الحقوق جامعة عن شمس -القاهرة
د .لؤي عزمي الغزاوئ -الاستاذ املساعد \ي كلية الشريعة /جامعة الخليل
10Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 ا
او د ا -ا!د–08آ ن اول – د
2022
272 التﺤكيم Rي مادة املنازعات ٕالادارية دراسة مقارنة بن اململكة العربية السعودية وتونس
Arbitration in the Article of Administrative Disputes
A Comparative Study between Tunisia and Saudi Arabia
أ .م .سعد بن ناصر آل عزام باحث \ي إدارة ٔالاعمال والقانون ؤالامن السي"!اني واملدن الذكية كلية ٔالاعمال -
قسم إدارة ٔالاعمال -جامعة امللك خالد كلية القانون والدراسات القضائية – قسم القانون -جامعه جدة
كلية الحاسبات ونظم املعلومات -قسم ٔالامن السي"!اني -جامعة بيشة اململكة العربية السعودية
سم سالم مﺤمد بن ﺣديد أستاذ مساعد كلية العلوم والدراسات النظرية الجامعة السعودية الالك!iونية
اململكة العربية السعودية
201 مدى جواز إلزام وي ٔالامر القا الحكم بمذهب معن
أو بقانون وضåي "دراسة فقهية مقارنة"
The extent of the permissibility of obligating the guardian judge to
rule by a specific doctrine or positive law "a comparative
"jurisprudential study
د.أﺣمد ﺣنشل
أستاذ مشارك Rي الفقه املقارن -كلية الحقوق جامعة عدن -اليمن.
السيد دكتوراﻩ القانون املدني كلية الحقوق – جامعة دكتور مﺤمد مختار السيد
الزقازيق
11Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 ا
او د ا -ا!د–08آ ن اول – د
2022
258 املﺤظورات Rي تجارة ُﺣ ِ ّي املرأة من الذهب وبيان الحكم الشرÂي فMا
"دراسة تﺤليلية وصفية"
Prohibitions in the trade of women’s gold jewelry and the explanation of the legal
ruling in it
""A descriptive analytical study
دكتورة إيمان متعب عياش
أستاذة مساعدة Rي الدعوة والعقيدة والفلسفة.
12Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 ا
او د ا -ا!د–08آ ن اول – د
2022
الكلمة الافتتاﺣية
رئيس التﺤرير د .سهيل ٔالاﺣمد
الحمـد هلل رب العــامل,ن والصــالة والســالم عــى املبعــوث للعــامل,ن ســيدنا
محم ـ ــد وع ـ ــى آل ـ ــه وص ـ ــحبه بإحس ـ ــان إ ـ ــى ي ـ ــوم ال ـ ــدين وبع ـ ــد؛ فإن ـ ــه
يسعدفريق املجلة الدولية لالج
اد القضائي أن يضع ب oÌأيـدي قرا
Íـا
ٔالافاضل :العدد الثامن كانون ٔالاول– ديسم ، 2022 tحيث تضمن
العددمجموعــة مم,ــOة مــن املقــاالت الÐــ oتــم انتقاؤهــا بدقــة مــن ضــمن
العديــد مــن املقــاالت الــواردة لهيئــة التحريــر ،إذ تعتمــد املجلــة الدوليــة
لالج
ــاد القض ــائي \ ــي انتقا
Íــا ع ــى املع ــاي !,العلمي ــة املتبع ــة واملعم ــول
}
ـ ــا\ي الدراسـ ــات ٔالاكاديميـ ــة املعروفة،وقـ ــد اشـ ــتمل هـ ــذا العـ ــدد عـ ــى
مجموعــة مــن الدراســات ؤالابحــاث العلميــة املتعــددة \ــي با}
ــا القــانوني
والشرÑي والاج
ادي.
13Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 ا
او د ا -ا!د–08آ ن اول – د
2022
رئيس قسم الاقتصاد والتمويل ٕالاسالمي Rي كلية الدعوة وأصول الدين
ملخص:
يعد مرض التوحد من ٔالامراض ال oÐتؤثر \ي عقل ٕالانسان تأث!,ا متفاوتا بحسب نوع وشدة أعراض
املرض عى املصاب به ،فكان ال بد من البحث \ي التكييف الفق opلتصرفات مر ÓÔÕالتوحد القولية
والفعلية ،وكيف يؤثر مرض التوحد بمستوياته املتعددة \ي اعتبارها.
وقد تناولت هذﻩ الدراسة أحدث النظريات العلمية ال oÐتفسر هذا املرض ،والقدرات املعرفية
وٕالادراكية لدى مر ÓÔÕالتوحد ،ثم بحثت \ي أثر اضطراب طيف التوحدعى أهلية املصاب به ليخاطب
باألحكام الشرعية ،وخلصت هذﻩ الدراسة إى أن أهلية مريض التوحد تختلف باختالف نوع وشدة أعراض
التوحد لديه ،فصنفت مر ÓÔÕالتوحد من حيث ٔالاهلية إى صنف,ن :صنف أول تثبت له أهلية الوجوب
الكاملة ،وتنتفي \ي حقه أهلية ٔالاداء ،ويعامل \ي ٔالاحكام الشرعية معاملة املجنون والص× oغ !,املمO,؛ وصنف
ثان تثبت له أهلية الوجوب الكاملة ،وتثبت له أهلية أداء ناقصة ،ويعامل \ي ٔالاحكام الشرعية معاملة الص×o
املم ،O,ثم بحثت الدراسة \ي أثر مرض التوحد عى املسؤولية الجنائية ملريض التوحد،فخلصت إى أن مريض
التوحد تنتفي عنه املسؤولية الجنائية ،بغض النظر عن تصنيفه ،فال تقام عليه الحدود ،وال يقتص منه ،إذ
ال توصف أفعاله بالجنايات ،وت!iتب عل
Úفي املقابل عقوبات أخرى ،كضمان املتلفات ،وبعض العقوبات
التعزيرية ال oÐتحفظ أمن املجتمع ونظامه.
وقد خرجت الدراسة بعدة توصيات أهمها :أن عى الجهات املختصة إعطاء مر ÓÔÕالتوحد ٔالاهمية
14Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 2022
–آ ن اول – د08 ا!د- ا
او د ا
Abstract:
Autism is one of the diseases that affect the human mind with varying effects,
according to the type and severity of the symptoms of the disease on the sufferer, so it
was necessary to research the jurisprudential adaptation of the verbal and actual
behavior of autistic patients, and how autism with its multiple levels affects its
consideration.
This study dealt with the latest scientific theories that explain this disease, and the
cognitive and perceptual abilities of autistic patients. The study classified autistic
patients in terms of eligibility into two categories: the first category for which the full
capacity for obligatory duty is proven, and the eligibility for performance is denied. In
the religious rulings, he is treated as an insane person and an undistinguished boy.A
second category has full capacity for obligatory duty, and has incomplete performance
capacity, and is treated in Shariah rulings as the distinguished boy.
boy The
he study examined
exam
the impact of autism on the criminal responsibility of the autistic patient, and The
study concluded that the autistic patient is excluded from criminal responsibility,
regardless of his classification, so no limits are imposed on him, and he is not held
accountable, as his actions are not described as felonies, but can be given other
penalties in return, such as damage warranty, and some punitive penalties that preserve
the security and order of society .
The study came out with several recommendations,
recommendations, the most important of which are:
that the competent authorities should give autism patients the necessary importance,
especially in the field of enacting legislation and laws, and making the necessary
amendments in them, so that they include the provisions
provisions of autism patients, in a
manner that takes care of their rights, and shows the provisions related to them.
them
15Page برلن – املانيا ،إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
املقدمة:
الحمد هلل ،والصالة والسالم عى رسول ﷲ ،وعى آله وصحبه ومن والاﻩ ،وبعد:
فإن من النوازل ال oÐظهرت \ي عصرنا الحديث ،وتزايد انتشارها مؤخرا بشكل كب !,وغ !,معهود؛ نازلة
مرض "التوحد" ،الذي يظهر عى ٔالاطفال \ي س oÌطفول
م ٔالاوى ،ثم تمتد أعراضه إى س oÌالبلوغ والشباب،
وقد يرافقه هذا املرض طوال حياته .وهو مرض يؤثر تأث!,ا كب!,ا عى أهلية ٕالانسان بشكل قد يخل }
ا،
وتختل-جراء ذلك-أهلية ٔالاداء لديه ،كماي!iتب عى أقواله وأفعاله أحكام شرعية ،قد تختلف عن أحكام
ٕالانسان الصحيح ،بحسب نسبة تمكن هذا املرض منه.
مشكلة الدراسة:
-1كيف يؤثر مرض التوحد \ي أهلية املصاب به؟ وهل تعت"! أهلية املصاب به أهلية كاملة ،أم أهلية
ناقصة؟
-2كيف يؤثر مرض التوحد \ي املسؤولية الجنائية ملريض التوحد؟ وهل يعتد باألفعال الصادرة عن
مر ÓÔÕالتوحد شرعا؟ وما ٓالاثار امل!iتبة عى أفعالهموتصرفا
âم \ي باب العقوبات تحديدا؟
هدف الدراسة:
جاءت هذﻩ الدراسة ،لبيان أهلية مر ÓÔÕالتوحد،ومدى وجود التكليف الشرÑي بحقهم ،واملسؤولية
الجنائية ال oÐت!iتب عى مريض التوحد بناء عى ذلك.
أهمية املوضوع:
انتشار مرض التوحد \ي العالم ،بشكل يوجب إعطاء هذا املرض ٔالاهمية املناسبة لحجم انتشارﻩ،
ومن ذلك الدراسات الفقهية ألحكام املصاب,ن }
ذا املرض.
الغموض الذي يكتنف هذا املرض وتشخيصهٔ ،الامر الذي يقلق الدائرة الضيقة من أقربائه\ ،ي
كيفية التعامل مع هذا املصاب ،ومن ذلك :املسؤولية الجنائية ملريض التوحد ،وٓالاثار امل!iتبة عى
تصرفاته.
ألهمية املوضوع ،ولعدم وجود دراسة متخصصة \ي موضوع املسؤولية الجنائية ملريض التوحد \ي
الفقه ٕالاسالمي ،اختار الباحث أن يخصص هذﻩ الدراسة للبحث \ي هذا املوضوع.
6Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
الدراسات السابقة:
تم الاطالع عى عدد من الدراسات ال oÐبحثت \ي موضوع أحكام مر ÓÔÕالتوحد الفقهية ،ومن هذﻩ
الدراسات:
أثر التوﺣد عى ٔالاﺣكام التكليفية Rي الشريعة ٕالاسالمية ،دراسة فقهية مقارنة،للباحثة إيمان
حب ،oÔèمدرس بقسم الفقه املقارن ،بكلية الدراسات ٕالاسالمية والعربية باإلسكندرية ،وæي دراسة
منشورة \ي مجلة الكلية ،العدد الرابع ،الجزء ٔالاول2019 ،م .وقد مهدت الباحثة للدراسة بتمهيد
تناولت فيه مع ÓÌالتوحد لغة واصطالحا ،وخصائص املرض ،وأسبابه ،ومراتبه؛ ثم قسمت
الدراسة إى ثالثة مباحث :تناولت \ي املبحث ٔالاول أحكام عبادات التوحدي ،و\ي املبحث الثاني
أحكام معامالت التوحدي والعقوبات عليه ،ثم \ي املبحث الثالث تناولت أحكام ٔالاحوال الشخصية
للتوحدي .وقد خلصت الباحثة من هذﻩ الدراسة بعدة نتائج ،أهمها :إذا كانت ٕالاصابة بالتوحد
شديدة ،فهو نوع من أنواع الجنون ،و\ي هذﻩ الحالة تسقط عنه جميع التكاليف الشرعية ،كما
تسقط عنه أهلية ٔالاداء كاملة .أما إذا كانت ٕالاصابة خفيفة ،فإنه \ي هذﻩ الحالة يأخذ حكم
الص× oاملم ،O,فأهليته لألداء تكون مصحوبة بتوجيه الوي \ي كل التكاليف .وتقع الدراسة \ي )(42
صفحة(1).لكن هذﻩ الدراسة لم تتطرق ملوضوع املسؤولية الجنائية ملريض التوحد.
أﺣكام مرض التوﺣد الفقهية ،دراسة تأصيلية فقهية،للباحث,ن :إبراهيم الجوارنة ،وربا مقدادي،
وæي دراسة منشورة \ي مجلة دراسات ،الصادرة عن الجامعة ٔالاردنية ،املجلد ،46العدد ،1ملحق
،1العام 2019م .وقد اشتملتالدراسة عى أربعة مباحث ،وخاتمة .تناول الباحثان \ي املبحث ٔالاول
م
ìا تعريف التوحد ؤالالفاظ ذات الصلة ،ثم بحثا \ي املبحث الثاني أسباب التوحد ،ومراتبه،
وخصائصه ،وتشخيصه وعالجه؛ وتناوال \ي املبحث الثالث أثر التوحد \ي ٔالاهلية ،وبناء عى ذلك
ّبينا أثر التوحد \ي تصرفات التوحدي فقها ،وذلك \ي املبحث الرابع .وقد توصلت الدراسة إى أن
التوحدي له حكمان :فمن كانت إصابته باملرض شديدة بحيث ال يبقى معه تمي O,وال إدراك،
فحكمه حكم املجنون الذي تنعدم \ي حقه ٔالاهلية ،فال ت!iتب عى تصرفاته آثارها الشرعية؛ ومن
كانت إصابته باملرض خفيفة ،بحيث يبقى معه إدراك وتمي ،O,فحكمه حكم الص× oاملم ،O,الذي
تكون أهلية أدائه قاصرة .أما أهلية الوجوب فال يؤثر ف
Úا التوحد ،ألن مناطها ٕالانسانية ،وæي ثابتة
لكل إنسان .وتقع الدراسة \ي ) (27صفحة(2).وقد أسهبت هذﻩ الدراسة \ي تشخيص مرض التوحد،
\ي ح,ن لم تتطرق ملوضوع املسؤولية الجنائية ملريض التوحد.
) (1حب :oÔèإيمان حمزة) ،أثر التوﺣد عى ٔالاﺣكام التكليفية Rي الشريعة ٕالاسالمية دراسة فقهية مقارنة( ،مجلة كلية
الدراسات ٕالاسالمية والعربية ،1105 ،دم
ìورٕ ،الاسكندرية ،ع ،4ج 2019 ،1م.
) (2إبراهيم الجوارنة وربا مقدادي) ،أﺣكام مر Øالتوﺣد Rي الفقه ٕالاسالمي دراسة تأصيلية فقهية( ،دراسات ،علوم
الشريعة والقانون ،142 ،الجامعة ٔالاردنية ،عمادة البحث العلم ،oع ،1مجلد ،46ملحق 2019 ،1م.
7Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
منهجية الدراسة:
لقد اعتمد الباحث \ي دراسة هذا املوضوع املنهج الوصفي\ ،ي وصف مرض التوحد ،باالعتماد عى
املراجع الطبية وال!iبوية املتخصصة \ي هذا املجال ،ثم اعتمد الباحث املنهج التحليي\ ،ي تحليل أوصاف
هذا املرض ،وكيف يمكن تصنيفه ضمن الحاالت العقلية ال oÐأشار لها العلماء ،ثم قام الباحث باستقراء
آراء العلماء \ي هذﻩ الحاالت العقلية ،ثم انت Ópإى استنباط مدى املسؤولية الجنائية امل!iتبة عى مريض
التوحد.
ثم اعتمد الباحث منهجا محددا \ي التوثيق عى النحو التاي:
خطة الدراسة:
8Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
املبﺤث ٔالاولR :ي التعريف بمرض التوﺣد والخصائص ٕالادراكية والسلوكية ملريض التوﺣد
والواحد ُب oÌعى انقطاع النظ !,وعوز املثل ،والوحيد ُب oÌعى الوحدة والانفراد عن ٔالاصحاب ،ورجل
)(2
متوحد :أي منفرد ،ال أحد معه يؤنسه ،وحكى سيبويه :الوحدة \ي مع ÓÌالتوحد.
و\ي حديث ابن الحنظلية :وكان رجال متوحدا) ،(3أي :منفردا ال يخالط الناس وال يجالسهم.
ويمكن مما سبق القول :إن التوحد \ي اللغة هو :الانفراد ،واجتناب الناس ،وعدم مخالط
م
ومجالس
م.
كلمة التوحد تستخدم لوصف الشخص املنطوي عى نفسه بشكل َم َر oÔÕغ !,طبيøي(4)،ويش !,بعض
الباحث,ن ،إى أن أدق التعريفات ال oÐوصفت هذا املرض ،هو التعريف الذي جاء \ي الدليل التشخيoÔô
ٕالاحصائي الرابع ،الصادر عن جمعية علماء النفس ٔالامريكية ،الذي ينص عى أن التوحد" :حالة من القصور
) (1ابن منظور :محمد بن مكرم بن عي ،لسان العرب ،مادة )وحد( ،ط ،3ب!,وت ،دار صادر1414 ،ه.467/3،
)(2الزبيدي:محمد مرت ÓÔüالحسي ،oÌتاج العروس من جواهر القاموس ،مادة )وحد( ،الكويت ،وزارة ٕالارشاد1422 ،هـ2001-م،
.264/9
)(3رواﻩ أبو داود Rي سننه :كتاب اللباس ،باب ما جاء \ي إسبال ٕالازار ،حديث رقم ) ،(4089قال ٔالارناؤوط :إسنادﻩ محتمل
التحس,ن.
) (4ت!,ل وباسينجر ،التوﺣد-فرط الحركة-خلل القراءة ؤالاداء ،ط ،1ب!,وت ،دار املؤلف1434 ،هـ2013-م.48 ،
9Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
املزمن \ي النمو الارتقائي للطفل ،تتم O,بانحراف وتأخر \ي نمو الوظائف النفسية ٔالاساسية املرتبطة بنمو
املهارات الاجتماعية واللغوية ،وتشمل :الانتباﻩ ،وٕالادراك الح ،oÔýوالنمو الحركي .ويصيب املرض خمسة
أطفال من كل عشرة آالف طفل ،وبنسبة أك"! ب,ن الذكور ) (4:1ع
ìا ب,ن ٕالاناث ،ويحدث \ي كل املجتمعات
بغض النظر عن ٔالاصول العرقية أو الطائفية ،أو الخلفية الاجتماعية ،ولم يكتشف حٓ ÓÐالان عوامل
بيئية مسببة لإلصابة به ،بل يغلب الظن بأن العوامل املسببة له ذات جذور عضوية \ي املخ
سيكولوجية ية
)(1
والجهاز العص× oاملركزي".
وهناك العديد من التعريفات ال oÐقدمها أخصائيون \ي مجاالت الصحة النفسية وال!iبية والسلوك،
لم تبتعد \ي مجملها عن العناصر الرئيسة ال oÐوردت \ي التعريف السابق ،وهذﻩ العناصر æي:
-1إن مرض التوحد هو إعاقة تطورية ،واضطراب نمائي يشمل خلال \ي معظم جوانب النمو ،وم
ìا
نمو العقل.
-2تظهر أعراضها عادة خالل الطفولة املبكرة\ ،ي غضون السنوات الثالث ٔالاوى من عمر الطفل.
-3إن هذﻩ ٕالاعاقة تدوم\-ي الغالب-مدى الحياة.
-4أهم صفا
âا :ضعف \ي السلوك الاجتماÑي ،وٕالادراك الح ،oÔýوالتواصل مع الناس ،والاعتماد عى
عجز \ي الانتباﻩ ،اضطراب \ي الكالم ،ضعف شديد \ي اللغة. الذات؛ جز
-5يغلب الظن أن العوامل املسببة له ذات جذور عضوية \ي املخ والجهاز العص× oاملركزي.
-6يحدث \ي كل املجتمعات بغض النظر عن ٔالاصول العرقية ،أو البيئة الاجتماعية.
-7نسبة إصابة الذكور به أعى م
ìا \ي ٕالاناث بنسبة .1 : 4
ٔالاشخاص بشكل مختلف ،وبدرجات متفاوتة.
خاص -8أعراضه تختلف من شخص آلخر ،وتؤثر عى
ولذلك تسم Óبـ "طيف التوحد" .إذ تش !,كلمة "الطيف" إى وجود تباين واسع \ي سلوك التوحد
)(2
يمتد من حاالت معتدلة إى حاالت حادة.
أوال :الجنون:
)(3
لغة :مصدر جن :بمع ÓÌس ،!iوجن الoÔèء يجنه جنا :س!iﻩ.
)(1
واصطالحا :ذهاب العقل آلفة ،ومظهرﻩ :جريان التصرفات القولية والفعلية عى غ !,نهج العقالء.
) (1القمش :مصطفى نوري ،إضرابات التوﺣد ،ط،1عمان ،دار املس!,ة1432 ،هـ2011-م.23 ،
) (2ت!,ل وباسينجر ،التوﺣد-فرط الحركة-خلل القراءة ؤالاداء.48 ،
) (3مصطفى وآخرون ،املعجم الوسيط ،مادة )جن(.141/1 ،
10Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
ثانيا :الصغر:
)(2
لغة :من )صغر( صغرا :قل حجمه أو سنه فهو صغ.!,
الصغ !,املم :O,وهو الص× oدون البلوغ ،الذي يفرق ب,ن الضار والنافع.
)(3
الصغ !,غ !,املم :O,وهو الص× oدون البلوغ ،لكنه ال يفرق ب,ن الربح والخسارة ،وال ب,ن الضار والنافع.
يضم اضطراب طيف التوحد أربعة أنواع من التوحد ،كما جاء \ي الدليل التشخي oÔôوٕالاحصائي
للطب النف\ oÔýي طبعته الخامسة ،وهذﻩ ٔالانواع æي:
-1اضطراب التوﺣد الكالسيكي :يظهر قبل سن الثالثة من العمر ،وتختلف أعراضه من شخص
آلخر ،ويغلب عى هذﻩ الفئة التأخر الذه،oÌوعدم الاك!iاث باآلخرين ،ويكون لد
لد
م صعوبة \ي
استخدام التواصل البصري واللغوي ،وتأخر \ي الكالم ،إضافة إى فقدان القدرة عى التخيل ،مع
حركات جسدية نمطية تكرارية كرفرفة اليدين ،وتنتا}
م نوبات غضب شديدة \ي حال تغ!,
الروت,ن املعتاد.
-2اضطراب الانتكاس الطفوي :وهو أندر الحاالت ،إذ يصيب طفال واحدا من ب,ن مائة ألف طفل،
و\ي هذا النوع ينمو الطفل بشكل طبيøي من حيث املهارات الحركية والاجتماعية ،لف!iة تصل
لعمر ب,ن 10-2سنوات ،ثم يبدأ بعدها التدهور بحيث يفقد الطفل املهارات ال oÐاكتس
اكتس
ا سابقا،
كاملهارات الاجتماعية ،والكالم ،وقد يصاب بالبكم ،وتنشأ لديه بعض الحركات النمطية ،ويفقد
السيطرة عى التبول والت"!ز.
-3متالزمة أسtغر :يتمتع ٔالاس"!غر بدرجة ذكاء طبيعية ،وال يكون لديه تأخر \ي اكتساب املقدرة
عجز شديد \ي التواصل الاجتماÑي ،قصور \ي الاستخدام العمي
الكالمية ،لكن أعراضه تتمثل \ي :جز
للغة ،صعوبات \ي العالقات الاجتماعية ،أعمال نمطية متكررة ،فقدان القدرة عى التخيل،
أك! شيوعا من اضطراب التوحد صعوبات \ي املهارات الحركية ،وتعت"! متالزمة أس"!غر !
الكالسيكي.
قلعي وحامد قني× ،oمعجم لغة الفقهاء ،ط،2دار النفائس للطباعة والنشر والتوزيع1408 ،هـ1988-م.167 ،
ي ) (1محمد
) (2مصطفى وآخرون ،املعجم الوسيط ،مادة )صغر(.515/1 ،
) (3قلعي وقني× ،oمعجم لغة الفقهاء.274 ،
11Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
ّ
أك! ٔالانواع انتشاراُ ،ويشخص عند وجود بعض
-4الاضطراب النمائي الشامل-غ املﺤدد :وهو !
مالمح التوحد ،وتكون أعراضه أقل شدة من أعراض التوحد الكالسيكي ،وتكون لدى املريض
قدرات إدراكية طبيعية ،لكنه يواجه صعوبة \ي التفاعل الاجتماÑي ،والتواصل اللفظي وغ!,
)(1
اللفظي.
وطبقا لهذا التصنيف ،فإن اضطراب التوحد الكالسيكي ،واضطراب الانتكاس الطفويæ ،ي أشد
يصاح
ا تخلف عقي بنسب متفاوتة ،إذ وجدت الدراسات أن التخلف العقي
مراتب التوحد ،وعادة ما يصاح
ا
)(2
يصاحب ) (%89-70من حاالت التوحد الكالسيكي.
أما فئة متالزمة أس"!غر ،فهم يعانون من مشكالت حسية معتدلة ونسبة ذكاء متوسطة إى طبيعية؛
العجز الشديد \ي التواصل الاجتماÑي ،والقيام بأعمال
فليست مشكل
م عقلية بالدرجة ٔالاوى ،لكن بسبب ال جز
)(3
نمطية متكررة ،وفقدان القدرة عى التخيل ،تم تصنيفهم من الحاالت املعتدلة من التوحد.
ويبقى الاضطراب النمائي الشامل غ !,املحدد\ ،ي املرتبة ٔالاخ!,ة من مراتب التوحد ،إذ يمتلك املريض
قدرات إدراكية طبيعية ،لكن تم اعتبارهم من مر ÓÔÕالتوحد ،بسبب صعوبات التفاعل الاجتماÑي والتواصل
اللفظي.
إن ردود فعل الشخص املصاب بالتوحد للخ"!ات الحسية يكون شاذا \ي الغالب ،ويميلون لالستجابة
في Oف بالدم
لبعض املث!,ات بشكل غ !,طبيøي ،ومن املمكن أال يباي باأللم أو ال"!ودة ،فقد يحدث له جرح في
دون أن يطلب املساعدة من أحد لعدم شعورﻩ باأللم.كما أن الانتباﻩ لدى مريض التوحد يكون غ !,طبيøي،
فقد يتمكن من إدامة انتباهه لف!iات طويلة لألشياء ال
â oÐمه\ ،ي ح,ن يواجه صعوبة \ي الانتباﻩ لألشياء
)(4
ٔالاخرى ،وخاصة صعوبة التوجه نحو ٔالاشخاص ؤالاشياء.
ومن السمات ٕالادراكية لدى مر ÓÔÕالتوحد عدم تقديرهم للمخاطر ال oÐقد يتعرضون لها عند الاق!iاب
)(5
من ٔالاماكن الخطرة ،مثل الحرائق ،واملناطق املرتفعة ،وعدم ظهور أي رد فعل تجاﻩ تلك املخاطر.
سلوكيات ال إرادية ،مثل :رفرفة اليدين ،وهز الجسم ذهابا وإيابا. -1
قصور \ي دافعيته تجاﻩ املث!,ات املوجودة \ي البيئة املحيطة. -2
النمطية ،ويشعرون بقلق زائد عند تغي !,نمط محدد تعودوا عليه. -3
العدوانية تجاﻩ النفس ،وتجاﻩ ٓالاخرين :وغالبا ما يكون عدوان التوحدي نحو نفسه لتخفيف -4
الشعور بالقلق ،لكن \ي بعض ٔالاحيان ،قد يتحول هذا العدوان نحو ٓالاخرين ،خاصة أثناء اللعب
مع ٓالاخرين ،وذلك ناتج عن عدم قدرة التوحدي عى التفاعل الاجتماÑي؛ كما قد يتوجه هذا
العدوان نحو ٔالاشياء ،بتدم !,وتكسٔ !,الاشياء واملمتلكات.
اضطرابات ٕالاخراج :ويقصد }
ا عدم التحكم بالتبول أو الغائط. -5
اضطرابات النوم :وتبلغ معدالت انتشار اضطرابات النوم عند التوحدي,ن ما ب,ن %44إى .%83 -6
والطقو :oÔوالذي قد يكون عدوانيا موجها نحو الذات أو ٓالاخرين. السلوك النمطي والطقو -7
)(1مصطفى والشربي ،oÌالتوحد ،ط ،1عمانٔ ،الاردن ،دار املس!,ة2011 ،م1432-هـ.85-73 ،
) (2ابن منظور ،لسان العرب ،مادة )كلف(.307/9 ،
) (3ابن قدامة :موفق الدين املقد ،oÔروضة الناظر وجنة املناظر ،ط،2ب!,وت ،لبنان ،مؤسسة الريان1423 ،هـ2002-م،
.154/1
13Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
)(1
-4صيغة التكليف :وæي ٔالامر والن ،opوما جرى مجراهما.
أوال :ﺣضور العقل وثباتهُ :ويقصد بذلك أن يكون العقل حاضرا قادرا عى أداء وظيفته من إدراك،
)(3
وتذكر ،وتفك ،!,وفهم للخطاب.و\ي هذﻩ الحالة يكون املكلف أهال للتكليف.
ثانيا :زوال العقل:إذا لم يقم العقل بوظيفته \ي ٕالادراك والتذكر والفهم ،فال يصح خطابه
َ
ثالثة :عن النائم ح ÓÐيستيقظ، ُ
القلم عن ٍ باألحكام(4).فعن عائشة-ر oÔÕﷲ ع
ìا-أن رسول ﷲ ρقالُ ":ر ِف َع
ْ وعن املُ َبت َى ح ÓÐي"!أ ،وعن ﱠ
الص ِ ّ× Óحَ ÓÐيك َ" َ!".(5).و\ي هذﻩ الحالة يسقط التكليف عن املكلف ،وال أثر ألقواله
وال أفعاله ،إال ما كان ف
Úا ضرر بالغ ،!,فيكون عليه الضمان إذا ترتب عليه ضمان ،فلو قتل قتيال فال إثم
)(6
عليه وال قصاص ،ولكن الضمان يثبت \ي ماله أو عى عاقلته ،ألن الضمان ليس مشروطا بالتكليف.
)(1السلم :oعياض بن نامي ،أصول الفقه الذي ال يسع الفقيه جهله ،ط،1الرياض ،دار التدمرية1426 ،هـ2005-م.69 ،
) (2ابن قدامة ،روضة الناظر وجنة املناظر.167/1 ،
) (3الغزاي :أبو حامد محمد بن محمد الغزاي الطو
الطو ،oÔاملستصفى ،ط،1ب!,وت ،لبنان ،دار الكتب العلمية1413 ،هـ1993-م،
.67
) (4السلم :oأصول الفقه الذي ال يسع الفقيه جهله.71 ،
)(5رواﻩ أبو داود Rي سننه :كتاب الحدود ،باب \ي املجنون يسرق أو يصيب حدا ،حديث رقم ) .(4399وصححه ٔالارناؤوط \ي
التحقيق.
) (6السلم :oأصول الفقه الذي ال يسع الفقيه جهله.82 ،
)(7الباقالني :أبو بكر محمد بن الطيب ،التقريب وٕالارشاد )الصغ ،(!,ط،2ب!,وت ،لبنان ،مؤسسة الرسالة1418 ،هـ-
1998م.241/1.
14Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
أوال :التوﺣد الكالسيكي :وهذا غالبا ما يصاحبه تخلف عقي من شديد إى متوسط .فإذا ما صاحبه
تخلف عقي ،فإنه يعت"! كاملجنون ،وألن مرض التوحد يدوم مدى الحياة ،فإنه يصنف ضمن حالة زوال
العقل الدائم ،فال يخاطب باألحكام الشرعية .أما إذا لم يصاحبه تخلف عقي ،فإن العقل \ي هذﻩ الحالة ال
يكون هو املانع من خطاب التكليف ،وقد يكون هناك أمور أخرى ،يتم
ا
بح
ا الحقا.
ثانيا :الانتكاس الطفوي :وæي حالة أشد من التوحد الكالسيكي ،وهذا الانتكاس\-ي العادة-يشمل كل
اكتس
ا الطفل ،وال شك أن العقل يتأثر بذلك تأثرا كب!,ا ،فإذا ما أدى إى تخلف عقي ،فإنه
ا
ا املهارات الoÐ
يصنف ضمن حالة زوال العقل ،وال يخاطب باألحكام الشرعية.
ثالثا :متالزمة أسtغر :وæي حالة متوسطة ،وال تؤثر عادة عى القدرات العقلية للمريض ،بل عى
قدرته عى التواصل الاجتماÑي واللفظي ،وهذا ال يمكن اعتبارﻩ من حالة زوال العقل ،فعقله حاضر ،ولكن
هناك بعض املؤثرات ٔالاخرى ال oÐتؤثر \ي سلوكه،ويمكن بيان حالته حسب نوع أهليته ،كما سنعرض لذلك
الحقا.
رابعا :الاضطراب النمائي الشامل-غ املﺤدد :وهو أخف حاالت التوحد ،وهذﻩ الحالة ال تؤثر عى
القدرات العقلية للمريض ،وتأث !,التوحد عى سلوكه يكون أقل من الحاالت السابقة ،ولذلك يمكن اعتبارﻩ
من حاالت حضور العقل ،وسيتم بحث أهليته لألداء فيما يأتي.
-1أهلية الوجوب :وæي صالحية ٕالانسان لوجوب الحقوق املشروعة له وعليه (2).وأساس وجو}
ا
)(3
الحياة ،لذا ف opتثبت ح ÓÐللجن,ن ،وإن كانت ناقصة ،لوجود الحياة فيه.
-2أهلية ٔالاداء :وæي صالحية ٕالانسان لصدور ٔالافعال ؤالاقوال منه عى وجه يعتد به
شرعا(1)،وأساسها التمي O,وليس مجرد الحياة.
ؤالاهلية-بنوع
Úا-م
ìا كاملة ،وم
ìا ناقصة ،وذلك حسب حالة ٕالانسان ومرحلة حياته:
فالجن,ن تثبت له أهلية وجوب ناقصةالكتساب الحقوق فقط،وال oÐال يحتاج \ي ثبو
âا إى قبول:
كامل!,اث ،والوصية .أما الحقوق ال oÐتحتاج إى قبول :كالهبة ،فال تثبت له وإن كانت نفعا محضا.
أما أهلية ٔالاداء فال وجود لها بالنسبة للجن,ن.
فإذا انفصل الجن,ن عن أمه حيا ،تثبت له أهلية وجوب كاملة ،فتجب الحقوق له وعليه ،ويؤد
ويؤد
ا
وليه نيابة عنه ح ÓÐسن التمي .O,وهذﻩ الحقوق صنف,ن:
• ﺣقوق العباد :فما كان من الحقوق املالية كضمان املتلفات ،فإ
ا تجب عى الص× ،oألن
املقصود م
ìا هو املال ،وأداؤﻩ يحتمل النيابة؛ وما كان من حقوق العباد عقوبة كالقصاص،
يصلح لحكمه ،لقصور مع ÓÌالجناية \ي فعله.
فال يجب عى الص× oألنه ال يصل
oÔء م
ìا ،سواء م
ìا ما كان من العبادات ،ألنه ليس أهال
• ﺣقوق ﷲ تعاى :ال يجب عليه oÔء
لالبتالء؛ أو ما كان عقوبات كالحدود ،ألنه غ !,مؤاخذ بالعقوبة.
أما أهلية ٔالاداء ،فمنعدمة تماما \ي حقه لعدم التمي ،O,ولذلك فال ي!iتب عى أقواله وتصرفاته أي أثر
)(2
شرÑي ،وال يطالب بأداء oÔء من العبادات.
فإذا بلغ الص× oسن السابعة ،تثبت له أهلية الوجوب الكاملة ،كما تثبت له أهلية أداء ناقصة
ح ÓÐبلوغه ،وي!iتب عى ذلك صحة ٔالاداء منه بالنسبة لإليمان وسائر العبادات البدنية ،وال ُيلزم
تصح من دون إجازة }
ا إال عى وجه التمرين (3).أما تصرفاته املالية :فإن كانت نفعا محضا فإ
ا تص
الوي؛ وأما التصرفات الضارة له ضررا محضا فال تصح منه ،وال تنعقد أصال ،وال يملك الوي أو
الو oÔتصحيحها باإلجازة .فإن كانت هذﻩ التصرفات م!iددة ب,ن النفع والضرر بحسب أصل oÔ
)(4
وضعها فإ
ا تكون موقوفة عى إجازة الوي أو الو
الو.oÔ
فإذا غ
بلغ ٕالانسان الحلم عاقال رشيدا ،ثبتت \ي حقه أهلية الوجوب ؤالاداء كاملة (5)،فيخاطب
وتصح منه جميع العقودحي
ìا بجميع ٔالاحكام الشرعية ،ويؤاخذ بكل تصرفاته وأفعاله ،وتص
والتصرفات دون توقف عى إجازة من أحد ،إال ما كان هناك من عوارض ،تمنع تمتعه }
ذﻩ
ٔالاهلية الكاملة ،كما سيتم بيانه \ي الفرع التاي.
ويظهر من التعريفات اللغوية للعارض ،أنه يأتي بمع ÓÌاملانع ،فعوارض ٔالاهلية æي :موانع من ثبوت
ٔالاهلية لإلنسان ،كليا أو جزئيا ،بحسب نوع هذا العارض وديمومته.
وقد قسم ٔالاصوليون عوارض ٔالاهلية إى قسم,ن :عوارض سماوية ،وæي ال oÐال يكون الختيار العبد ف
Úا
مدخل ،بل æي تثبت من قبل صاحب الشرع؛ وعوارض مكتسبة :وæي ال oÐيكون لكسب العباد مدخل ف
Úا
)(4
بمباشرة ٔالاسباب ،كالسكر والجهل.
م الباحث \ي هذﻩ الدراسة العوارض السماوية ،إذ إن مرض التوحد ليس لإلنسان فيه اختيار،
وما
م
لذلك يمكن ّ
عد مرض التوحد من العوارض السماوية.
أوال :الجنون :وهو ذهاب العقل آلفة ،ومظهرﻩ :جريان التصرفات القولية والفعلية عى غ !,نهج
)(6
العقالء(5).وقد اتفق العلماء عى أن الجنون يمنع التكليف \ي الجملة ،ألن العقل هو مناط التكليف.
والجنون نوعان:
ثانيا :العته :آفة تجعل ٕالانسان مختلط العقل ،فبعض كالمه ككالم العقالء ،وبعضه ككالم
املجان,ن(2).
وهو نوعان:
-1عته ال يبقى معه إدراك وال تمي ،O,و\ي هذﻩ الحالة تثبت له أهلية الوجوب ،فيما تنعدم فيه أهلية
)(3
ٔالاداء ،ويكون \ي ٔالاحكام كاملجنون.
-2عته يبقى معه إدراك وتمي ،O,لكن ليس كإدراك العقالء ،و\ي هذﻩ الحالة تثبت له أهلية وجوب
)(4
كاملة ،فيما تثبت له أهلية أداء ناقصة ،ويكون حكمه \ي هذﻩ الحالة حكم الص× oاملم.O,
بعد العرض املوجز لألهلية بأنواعها وعوارضها ،يمكن تصور أثر التوحد \ي ٔالاهلية عى النحو التاي:
أوال :التوﺣد الكالسيكي :هذا النوع يصاحبه \ي أغلب ٔالاحيان تخلف عقي بنسب متفاوتة ،وتفصيل
هذﻩ الحالة يكون عى النحو التاي:
-1إذا صاحبه تخلف عقي ،فهو كاملجنون ،ولذلك تثبت له أهليه الوجوب ،بينما تنعدم \ي حقه
أهلية ٔالاداء.
-2إذا لم يصاحبه تخلف عقي ،ينظر إى مقياس شدة أعراض التوحد لديه:
فإن كانت شديدة تكون أهليته كأهلية الص× oغ !,املم ،O,بسبب القصور ٕالادراكي لديه ،فال تميO,
عندﻩ ب,ن ٔالامور خ!,ها وشرها؛ ولذلك تثبت له أهلية الوجوب ،بينما تنعدم لديه أهلية ٔالاداء.
وإن كانت إصابته باألعراض متوسطة ،تكون أهليته كأهلية الص× oاملم ،O,إذ رغم وجود ضعف
لديه \ي ٕالادراك ،إال أنه يتمتع بتمي O,يشابه تمي O,الص× oاملم O,إى حد ما؛فتثبت لديه أهلية وجوب
كاملة ،وأهلية أداء ناقصة.
18Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
ثانيا :الانتكاس الطفوي :وæي أندر حاالت التوحد ،والفرق الوحيد بي
ìا وب,ن التوحد الكالسيكيæ ،ي
بداية ظهور التدهور النمائي لديه ،ولذلك فإن أهليته تكون كأهلية املصاب بالتوحد الكالسيكي.
يصاح
ا \ي العادة تخلف عقي ،بل إن املصاب,ن بمتالزمة
ا ثالثا :متالزمة أسtغر :وهذﻩ الحالة ال
أس"!غر يتمتعون \ي العادة بقدرات عقلية طبيعية ،ولذلك ينظر \ي هذﻩ الحالة إى مقياس شدة أعراض
التوحد لد
م:
ويرى الباحث تصنيف حاالت التوحدإى صنف,ن ،العتمادهما \ي دراسة املسؤولية الجنائيةملريض
التوحد عى النحو التاي:
الصنف ٔالاولّ :
يصنف كاملجنون ،والص× oغ !,املم ،O,ويعامل معامل
ما \ي ٔالاحكام الشرعية ،وتثبت له
أهلية الوجوب كاملة\ ،ي ح,ن تنتفي \ي حقه أهلية ٔالاداء ،ويدخل فيه كل من:
-1التوحد الكالسيكي :إذا صاحبه تخلف عقي؛ أو لم يصاحبه تخلف عقي ،ولكن كانت شدة
أعراض التوحد لديه شديدة ،حسب مقياس شدة ٔالاعراض.
19Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
-2الانتكاس الطفوي :إذا صاحبه تخلف عقي؛ أو لم يصاحبه تخلف عقي ،ولكن كانت شدة
أعراض التوحد لديه مرتفعة ،حسب مقياس شدة ٔالاعراض.
-3متالزمة أس"!غر :إذا كانت شدة ٔالاعراض لديه كب!,ة حسب مقياس شدة ٔالاعراض.
الصنف الثاني :يصنف كالص× oاملم ،O,ويعامل معاملة الص× oاملم\ O,ي ٔالاحكام الشرعية ،وتثبت له
أهلية وجوب كاملة\ ،ي ح,ن تثبت له أهلية أداء ناقصة ،ويدخل فيه كل من:
-1التوحد الكالسيكي :إذا لم يصاحبه تخلف عقي،وكانت شدة ٔالاعراض متوسطة حسب مقياس
شدة ٔالاعراض.
-2الانتكاس الطفوي :إذا لم يصاحبه تخلف عقي ،وكانت شدة ٔالاعراض متوسطة حسب مقياس
شدة ٔالاعراض.
-3متالزمة أس"!غر :إذا كانت شدة ٔالاعراض متوسطة حسب مقياس شدة ٔالاعراض.
-4الاضطراب النمائي الشامل-غ !,املحدد :إذا كانت شدة ٔالاعراض متوسطة حسب مقياس شدة
ٔالاعراض.
ولن يتم تصنيف املصاب باالضطراب النمائي الشامل-غ !,املحدد \ي حالة كانت شدة ٔالاعراض خفيفة
ضمن هذﻩ ٔالاصناف ،لثبوت أهلية الوجوب ؤالاداء لديه كاملت,ن ،كاإلنسان السوي ،كما تم بيانه سابقا.
ويالحظ مما سبق ،أن مقياس شدة ٔالاعراض ملر ÓÔÕالتوحد كان عامال مهما \ي تصنيف املصاب,ن
باملرض.
الجناية \ي اللغة :من )ج (ÓÌالذنب عليه جناية :جرﻩ ،والجناية :الذنب والجرم ،وما يفعله ٕالانسان مما
)(1
يوجب عليه العقاب أو القصاص \ي الدنيا وٓالاخرة.
وأما الجناية \ي الاصطالح الفق :opف" opاسم لفعل محرم شرعا ،سواء وقع الفعل عى نفس أو مال
أوغ !,ذلك"(2).والجناية والجريمة كلمتان ت!iادفان كث!,ا \ي كتب الفقهاء ،وكث!,ا ما يع"!ون عن الجريمة
بالجناية.
والجرائم \ي الشريعة ٕالاسالمية ثالثة أقسام ،بحسب جسامة العقوبة املقررة عل
Úا ،وæي:
-1جرائم الحدود :وæي الجرائم ال oÐوجبت حقا هلل تعاى،ويعاقب عل
Úا الشارع بالحد،وم
ìا :الردة،
والزنا ،والقذف ،وشرب املسكر ،والسرقة ،والحرابة.
-2جرائم القصاص والدية :وæي الجرائم ال oÐيعاقب عليه الشارع بقصاص أو دية ،وم
ìا :القتل
العمد ،والقتل شبه العمد ،والقتل الخطأ ،والجناية عى ما دون النفس عمدا أو خطأ.
-3جرائم التعزير :وæي الجرائم ال oÐيعاقب عليه الشارع بعقوبة أو أك! من عقوبات التعزير ،وهذﻩ
الجرائم غ !,محدودة ،فقد نصت الشريعة عى بعضها ،مثل الربا ،وخيانة ٔالامانة ،والرشوة،
وتركت ألوي ٔالامر النص عى غ!,ها ،بحسب ما تقتضيه الظروف وحالة الجماعة ومصالحها ،دون
)(1
أن يكون ذلك مخالفا ملبادئ الشريعة وقواعدها العامة.
يقصد باملسؤولية الجنائية :أن يتحمل ٕالانسان عواقب أفعاله ال oÐاق!iفها مختارا ،مدركا ملعان
Úا
ونتائجها ،ويطلق عل
Úا \ي التشريع ٕالاسالمي" :تحمل التبعة" ،فينظر إى الجريمة من حيث مقدار ما يتحمله
)(2
الجاني من تبعات هذﻩ الجريمة ،ومقدار إدراكه وقصدﻩ لها ولتبعا
âا.
وأول شروط املسؤولية الجنائية أن تكون الجناية ناشئة من تصرف الشخص ،سواء كان مباشرا
أصليا لها ،أو شريكا \ي ارتكا}
ا ،بحسب نوع الجناية ،فإن لم يكن فاعال أو شريكا فإنه ال يسأل عن هذﻩ
الجناية .قال تعاى" :وال تكسب كل نفس إال عل
Úا ،وال تزر وازرة وزر أخرى")(3وهذا املبدأ يسم" Óشخصية
ُ
املسؤولية الجنائية" ،وقد ط ِّبق تطبيقا دقيقا \ي الشريعة ٕالاسالمية ،ولم يكن له إال استثناء واحد ،هو
)(4
تحميل العاقلة الدية مع الجاني \ي القتل الخطأ وشبه العمد.
فإذا ثبت قيام الشخص بالجريمة ،ينظر عندئذ \ي أهليته ليكون محال للمسؤولية الجنائية ،وذلك بأن
يكون بالغا عاقال مختارا ،فال مسؤولية عى طفل وال مجنون أو معتوﻩ أو فاقد لإلدراك ،وال مسؤولية عى
وال يع oÌانتفاء املسؤولية الجنائية عن الصغ !,واملجنون أنه ال تجب عل
Úم مسؤوليات أخرى ،فقد
ي!iتب عى أفعالهم مسؤوليات تختلف باختالف الجناية أو الجريمة ال oÐارتكبوها ،كالضمان \ي ٔالاموال
املتلفة ،والانتقال إى عقوبة بديلة ،وغ !,ذلك ،مما سيأتي بحثه وبيانه.
الحد \ي اصطالح الفقهاء :عقوبة مقدرة وجبت حقا هلل تعاى ،زجرا لتمنع من الوقوع \ي مثله (3).وبناء
عى ذلك ،ال يعد القصاص من الحدود ،ألنه عقوبة مقدرة لحق العبد ،وال يعد التعزير من الحدود لعدم
)(4
تقديرﻩ.
وقد اتفق الفقهاء عى أن من شروط إقامة الحد أن يكون مق!iف الجريمة محال للمسؤولية الجنائية،
بأن يكون بالغا عاقال) ،(6ولذلك؛ ال تقام الحدود عى مريض التوحد سواء كان من الصنف ٔالاول أم من
الصنف الثاني إذا اق!iف حدا من هذﻩ الحدود ،ألنه ليس محال للمسؤولية الجنائية ،ولكن يمكن معاقبة
مريض التوحد من الصنف الثاني بالضرب غ !,امل"!ح ،أو الحبس ،إذا اق!iف بعض جرائم الحدود من باب
التأديب ال من باب العقوبة ،قياسا عى ضرب الص× oاملم O,عى ترك الصالة،وقد قال بعض الفقهاء" :ما
أوجب حدا عى مكلفُ ،ع ّزر به املم\ (7)."O,ي ح,ن يضمن مريض التوحد ما ترتب عى جريمته من إتالف
)(8
لألموال ،ألن وجوب ضمان املال ال تش!iط له الجناية وال التكليف.
قصاص صورة ومع :ÓÌوهو أن ي Oل بالجاني من العقوبة املادية مثل ما أنزل باملج oÌعليه ،وهو
ٔالاصل \ي القصاص.
ؤالارش ،وال ينتقل إليه إال إذا تعذر القصاص
، قصاص مع :ÓÌوهو العقوبة املالية للجناية ،كالدية
)(5
ٔالاصي ،إما ألنه غ !,ممكن \ي ذاته ،وإما لعدم استيفاء شروط القصاص ٔالاصي.
فأما القصاص صورة ومع ،ÓÌفقد اتفق الفقهاء) (6عى أن من شروط وجوب القصاص ،أن يكون
الجاني مكلفا ،فال قصاص عى ص× oوال مجنون ،لحديث عائشة-ر oÔÕﷲ ع
ìا-أن رسول ﷲ ρقالُ " :ر ِف َع
ْ ُ ََ َ
× oحَ ÓÐيك َ" َ!" (7)،كما إ
ما ليسا
ﱠ ّ
ثالثة :عن النائم ح ÓÐيستيقظ ،وعن املبتى ح ÓÐي"!أ ،وعن الص ِ
ُ
القلم عن ٍ
من أهل العقوبة ،ألن العقوبة ال تجب إال بالجناية ،وفعلهما ال يوصف بالجناية (8).وبناء عى ذلك ،فإن
مريض التوحد ال يعاقب بالقصاص إذا اعتدى عى نفس معصومة بالجناية عى النفس أو ما دون النفس ،
وينتقل حكمه من القصاص إى العقوبات املالية املقدرة لذلك ،وæي الدية والكفارة واملنع من امل!,اث \ي
القتل ،ؤالارش \ي الجراحات.
فأما الدية ،فقد اتفق الفقهاء عى عدم اش!iاط العقل والبلوغ \ي وجو}
ا(1)،لعموم قوله تعاى" :ومن
قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إى أهله إال أن يصدقوا" (2)،ولم يأت \ي ذلك تخصيص
بالعقل أو البلوغ ،فإذا حصل من مريض التوحد جناية عى النفس وجبت الدية عى عاقلته ،العتبارها قتال
)(3
خطأ ،وتتحملها العاقلة عنه بطريق التعاون ،ألن الن× ρ oق ÓÔüأن دية املرأة عى عاقلة الضاربة.
وأما الكفارة ،فإن الكفارة بتحرير رقبة مؤمنة ال تتصور من مريض التوحد ،إذ ال سبيل إل
Úا اليوم؛
وأما الكفارة بالصيام ،فإ
ا ال تجب عى مريض التوحد ألنه ليس من أهل التكليف ،وإنما تتعلق بذمته ،فإن
شفي من مرضه ،صام شهرين متتابع,ن كفارة لجريمته ال oÐاق!iفها حال مرضه ،وإال فإ
ا تسقط عنه ،أل
ا
متعلقة بحق ﷲ تعاى ،وهو ليس من أهل التكليف.
وأما املنع من امل!,اث ،فقد قال جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة :إن القتل بغ !,الحق،
املوجب للقود أو الدية أو الكفارة ،يمنع امل!,اث ،عمدا كان أو خطأ (4)،ألن فيه
âمة الاست
الاستعجال ،فاقتضت
املصلحة حرمانه ،وألن القتل قطع املوالاة ،وæي سبب ٕالارث .وهو ما يميل إليه الباحث ،لعموم قول الن×:ρ o
كل قاتل ،وقد خصص العلماء م
ìا القتل الذي ال ُيضمن (6)،فبقي ما"وال يرث القاتل شيئا" (5)،إذ عم اللفظ ﱠ
عداﻩ عى مقت ÓÔüالعموم .وبناء عليه ،فإن مريض التوحد إذا قتل مورثه بغ !,حق ،فإنه ال يرثه ،سواء كان
مباشرا للقتل أم متسببا به ،متعمدا ذلك أم عن طريق الخطأ ،فكل ذلك مما يمنع امل!,اث \ي قول جمهور
الفقهاء.
)(1الكاساني ،بدائع الصنائع Rي ترتيب الشرائع .252/7 ،الخر ،oÔشرح مختصر خليل .46/8 ،الرميMÇ ،اية املﺤتاج إى شرح
ال
وتي ،كشاف القناع عن شرح املMNاج.66/6 ،
املMNاج
.316/7 ،وتي،
)(2سورة النساءٓ ،الاية.92 ،
)(3رواﻩ البخاري Rي صحيﺤه :كتاب الديات ،باب جن,ن املرأة وأن العقل عى الوالد وعصبة الوالد ال عى الولد ،حديث رقم
).(6910
) (4ابن عابدين ،رد املﺤتار عى الدر املختار .767/6 ،الشربي ،oÌمغ Ðاملﺤتاج .47/4 ،ال
وتي ،كشاف القناع عن من
ٕالاقناع.492/4 ،
)(5رواﻩ أبو داود Rي سننه :كتاب الديات ،باب ديات ٔالاعضاء ،حديث رقم ) ،(4564وحسنه ٔالالباني \ي صحيح الجامع الصغ!,
وزيادته ،حديث رقم ).(5421
) (6ابن قدامة ،املغ.152/9 ،Ð
24Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
وأما ٔالارش :وهو دية الجراحة ،أو ما يجب من املال \ي الجناية عى ما دون النفس(1).فهو نوعان:
ٔالارش املقدر :وهو ما حدد له الشرع مقدارا ماليا معينا(2)،كالدية الكاملة \ي قطع اليدين أو الرجل,ن،
ونصف الدية \ي قطع يد واحدة ،ونصف عشر الدية \ي السن والضرس ،وهكذا.
ؤالارش غ !,املقدر ،ويسم" Óالحكومة" :وهو ما لم يحدد له مقدارا معلوما من الشرع ،وسم oحكومة،
)(3
ألن تقديرﻩ ي!iك للقا oÔÕأو الحاكم بحسب حالة الجرح.
ولم يش!iط الفقهاء العقل والبلوغ \ي وجوب الدية \ي الجناية عى ما دون النفس ،بناء عى عدم
اش!iاط وجو}
ا \ي الجناية عى النفس (4)،ولذلك تجب الدية \ي جناية الص× oواملجنون عى ما دون النفس،
ولكن اختلف الفقهاء فيما تحمله العاقلة من دية الجناية عى ما دون النفس:
وقال جمهور الفقهاء من املالكية والشافعية والحنابلة (6):تحمل العاقلة ما زاد عى ثلث الدية الكاملة،
وæي دية الذكر الحر املسلم ،ألن ٔالاصل وجوب الضمان عى الجاني ألنه هو املتلف ،فكان عليه الضمان
لك!ته ،فما عداﻩ يبقى عى ٔالاصل.
كغ!,ها من املتلفات ،وإنما خولف \ي الثلث لك !ته،
وبناء عى رأي جمهور الفقهاء ،فإن الدية تجب \ي الجناية الصادرة من مريض التوحد عى ما دون
َّ
تحملها من النفس ،وتحملها عنه عاقلته فيما زاد عن ثلث دية الذكر املسلم الحر ،فإن نقصت عن ذلك
ماله ،قياسا عى ضمانه \ي سائر املتلفات.
ؤالاصل \ي مشروعية التعزير قوله تعاى" :والالتي تخافون نشوزهن فعظوهن واواهجروهن \ي املضاجع
واضربوهن" (2)،فأباح ﷲ تعاى الضرب عند النشوز ،فكان فيه تنبيه عى التعزير (3)،و عن عبد ﷲ بن
عمرو ،τأن رجال من مزينة أتى رسول ﷲ ρفقال :يا رسول ﷲ ،كيف ترى \ي حريسة الجبل؟ فقالæ" :ي
ومثلها والنكال ،وليس \ي oÔء من املاشية قطع إال فيما آواﻩ املراح فبلغ ثمن املجن ففيه قطع اليد ،وما لم
يبلغ ثمن املجن ففيه غرامة مثليه وجلدات نكال" (4)،فكان الجلد ف
Úا عقوبة تعزيرية.
وقد اتفق الفقهاء عى أن شرط وجوب التعزير العقل فقط (5)،فكل من ارتكب جناية ليس لها حد
مقدر \ي الشرع ُع ّزر ،سواء كان ذكرا أم أن ،Ó
أن ،Óمسلما أم غ !,مسلم ،بالغا أو صبيا عاقال ،أل
م من أهل
العقوبة ،إال الص× oالعاقل ،فإنه يعزر من باب التأديب ال من باب العقوبة .لحديث عمرو بن شعيب عن
أبناء سبع س َ
واضربوهم عل
Úا وهم
ِ ن,ن، بالصالة وهم ُ ِ ِ
ِ أوالدكم
ِ
أبيه عن جدﻩ قال :قال رسول ﷲ ُ " :ρ
مروا
َ ّ ُ َ
ضاج ِع")،(6لكن ال يعزر الص× oالعاقل عقوبة تعزيرية تصل للقتل أو القطع،
وفرقوا بي
ìم \ي امل ِ
شرِ ،أبناء ع ٍ
)(7
ألنه ليس من أهل التكليف.
وبناء عى اتفاق الفقهاء \ي هذﻩ املسألة ،فإن مريض التوحد من الصنف ٔالاول ال يعاقب عقوبات
تعزيرية ،ولكنه يضرب أو يحبس إذا اق!iف ما يوجب ذلك زجرا ومنعا له من معاودة فعلته ،وأما مريض
التوحد من الصنف الثاني ،فإنه يؤدب بالتعزير \ي الجنايات ال oÐتوجب حدا عى املكلف,ن ،و\ي الجنايات الoÐ
ال حد ف
Úا ،من باب التأديب ال من باب العقوبة ،بعد استشارة املختص,ن \ي املرض والقائم,ن عى رعاية
املريض لتحديد نوع العقوبة ومقدارها ،وبشرط أال يصل التعزير إى القتل أو القطع مهما كانت املعصية أو
الجريمة ،ألن هذﻩ العقوبة تستدÑي جناية ،وفعله ال يوصف بكونه جناية.
الخاتمة:
-1هناك أربعة أنواع من اضطرابات طيف التوحد ،وقد ترافق هذﻩ الاضطرابات اضطرابات أخرى
تكون مصاحبة لها ،كما أن هناك ثالثة مستويات لإلصابة بمرض التوحد ،ولذلك ال بد من التعامل
مع مر ÓÔÕالتوحد بناء عى تباين هذﻩ املستويات ،وال يمكن املساواة بي
ìم \ي التكليف باألحكام.
-2وبسبب تباين أعراض التوحد وشد
âا من مريض إى آخر ،فإنه يمكن تصنيف حاالت التوحد إى
صنف,ن ،من حيث ٔالاهلية ؤالاحكام الشرعية املرتبطة }
ا:
أ -الصنف ٔالاول :يصنف كاملجنون ،والص× oغ !,املم ،O,ويعامل معامل
ما \ي ٔالاحكام الشرعية،
وتثبت له أهلية الوجوب كاملة\ ،ي ح,ن تنتفي \ي حقه أهلية ٔالاداء.
ب -الصنف الثاني :يصنف كالص× oاملم ،O,ويعامل معاملة الص× oاملم\ O,ي ٔالاحكام الشرعية،
وتثبت له أهلية وجوب كاملة\ ،ي ح,ن تثبت له أهلية أداء ناقصة.
-3تنتفي عن مريض التوحد املسؤولية الجنائية ،بغض النظر عن تصنيفه ،فال تقام عليه الحدود
بأنواعها ،وال يقتص منه ،إذ ال توصف أفعاله بالجنايات ،وت!iتب عليه \ي املقابل عقوبات أخرى:
كضمان املتلفات ،والدية ،وبعض العقوبات التعزيرية ،ال oÐتحفظ أمن املجتمع ونظامه.
-4ال يعاقب مريض التوحد من الصنف ٔالاول بعقوبات تعزيرية ،إال إذا اق!iف ما يوجب ضربه وزجرﻩ
منعا له من معاودة فعلته ،وأما مريض التوحد من الصنف الثاني ،فإنه يؤدب بالتعزير \ي الجنايات
ال oÐتوجب حدا عى املكلف,ن ،و\ي الجنايات ال oÐال حد ف
Úا ،من باب التأديب ال من باب العقوبة،
بشرط أال يصل التعزير إى القتل أو القطع مهما كانت املعصية أو الجريمة ،ألن هذﻩ العقوبة
تستدÑي جناية ،وفعله ال يوصف بكونه جناية.
ثانيا :التوصيات:
يو oÔالباحث بأن تقوم الجهات التشريعية باعتبار مرض التوحد صنفا خاصا ،تتعلق به أحكام
oÔ -1
خاصة \ي أبواب الجنايات ،وذلك الختالف أحكام املر ÓÔÕاملصاب,ن به عن ٔالامراض املشا}
ة ،مثل:
الجنون والسفه ،واعتماد هذﻩ ٔالاحكام \ي املحاكم املختصة بذلك.
يو oÔالباحث بأن يقوم املشرعون والباحثون وطلبة العلم\ ،ي العلوم القانونية والشرعية ،بإجراء
oÔ -2
البحوث والدراسات املكثفة حول مر ÓÔÕالتوحد\ ،ي املجال,ن القانوني والشرÑي ،والخروج بتشريع
خاص }
م يحفظ حقوقهم ،ويقرر ما لهم وما عل
Úم ،باعتبارهم فئة من املجتمع ،لهم أوضاع
خاصة ال بد من مراعا
âا.
27Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
املصادر واملراجع:
ٔ .1الالباني :محمد ناصر الدين ،إرواء الغليل Rي تخريج أﺣاديث منار السبيل ،ط ،2ب!,وت ،املكتب
ٕالاسالمي1405 ،هـ1985-م.
ٔ .2الالباني :محمد ناصر الدين ،صحيح الجامع الصغ وزيادته)،دط( ،املكتب ٕالاسالمي) ،دت(.
ٔ .3الالباني :محمد ناصر الدين ،صحيح سóن أبي داود ،ط،1الكويت ،مؤسسة غراس للنشر والتوزيع،
1420هـ2002-م.
.4الباقالني :القا oÔÕأبو بكر محمد بن الطيب ،التقريب وٕالارشاد )الصغ(،ط،2ب!,وت ،لبنان،
مؤسسة الرسالة1418 ،هـ1998-م.
.5البخاري :أبو عبد ﷲ محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن املغ!,ة ،صحيح البخاري) ،دط( ،القاهرة،
دار الفجر لل!iاث1426 ،هـ2005-م.
.6البخاري :عالء الدين عبد العزيز بن أحمد بن محمد ،كشف ٔالاسرار شرح أصول الïtدوي)،دط(،
دار الكتاب ٕالاسالمي) ،دت(.
.7ال
وتي :منصور بن يونس بن إدريس ،كشاف القناع عن من ٕالاقناع) ،دط( ،ب!,وت ،لبنان ،عالم
الكتب1403 ،هـ1983-م.
.8بوشهاب :مريم عي ÓÔýخليفة) ،اضطراب طيف التوﺣد ) ،((ASDمجلة القراءة واملعرفة ،مصر،
جامعة ع,ن شمس ،العدد ،208شباط .2019
.9ت!,لوباسينجر ،التوﺣد-فرط الحركة-خلل القراءة ؤالاداء ،ط ،1ب!,وت ،دار املؤلف1434 ،هـ-
2013م.
.10الجرجاني :عى بن محمد بن عي الزين الشريف ،كتاب التعريفات ،ط ،1ب!,وت ،لبنان ،دار الكتب
1403هـ1983-م.
العلمية03 ،
.11الخر :oÔأبو عبد ﷲ محمد بن عبد ﷲ ،شرح مختصر خليل) ،دط( ،ب!,وت ،دار الفكر) ،دت(.
.12أبو داود :سليمان بن ٔالاشعث ٔالازدي الالسجستاني ،سóن أبي داود ،ط ،1ب!,وت،دار الرسالة العاملية،
1430هـ2009-م.
.13الرمي :شمس الدين محمد بن أبي العباس أحمد بن حمزةMÇ ،اية املﺤتاج إى شرح
املMNاج،ط،3ب!,وت ،دار الكتب العلمية1424 ،هـ2003-م.
.14الزبيدي :محمد مرت ÓÔüالحسي ،oÌتاج العروس من جواهر القاموس ،الكويت ،وزارة ٕالارشاد
ؤالابناء1422 ،هـ2001-م.
.15الزحيي :وهبة بن مصطفى ،الفقه ٕالاسالمي وأدلته ،ط،4دمشق ،سورية ،دار الفكر) ،دت(.
.16أبو زهرة :محمد ،الجريمة) ،دط( ،القاهرة ،دار الفكر العربي1998 ،م.
.17زيدان :عبد الكريم ،الوجR ïي أصول الفقه ،ط ،6القاهرة ،مصر ،مؤسسة قرطبة1396 ،هـ-
1976م.
28Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
.18الزيلøي :فخر الدين عثمان بن عي بن ممحجن البارÑي ،تبين الحقائق شرح ك ïóالدقائق،
ط،1القاهرة ،املطبعة الك"!ى ٔالام!,ية1313 ،هـ.
.19السلم :oعياض بن نامي ،أصول الفقه الذي ال يسع الفقيه جهله ،ط،1الرياض ،دار التدمرية،
1426هـ2005-م.
.20الشربي :oÌشمس الدين محمد ب أحمد الخطيب ،مغ Ðاملﺤتاج إى معرفة معاني ألفاظ
املMNاج،ط،1ب!,وت ،دار الكتب العلمية1415 ،هـ1994-م.
.21ابن عابدين ،محمد أم,ن بن عمر بن عبدالعزيز الدمشقي ،رد املﺤتار عى الدر املختار،ط،2
ب!,وت ،دار الفكر1412 ،هـ1992-م.
.22عودة :عبدالقادر ،التشريع الجنائي ٕالاسالمي مقارنا بالقانون الوضåي) ،دط( ،ب!,وت ،دار الكتاب
العربي) ،دت(.
الطو ،oÔاملستصفى ،ط،1ب!,وت ،لبنان ،دار الكتب
.23الغزاي :أبو حامد محمد بن محمد الغزاي الطو
العلمية1413 ،هـ1993-م.
املقد ،oÔروضة الناظر وجنة
.24ابن قدامة :موفق الدين عبد ﷲ بن أحمد بن محمد الجماعيي املقد
املناظر،ط،2ب!,وت ،لبنان ،مؤسسة الريان1423 ،هـ2002-م.
املقد oÔالجماعيي ،املغ ،Ðط ،3الرياض،دار
oÔ .25ابن قدامة :موفق الدين عبدﷲ بن أحمد بن محمد
عالم الكتب1417 ،هـ1997-م.
.26القرا\ي :أبو العباس شهاب الدين أحمد بن إدريس بن عبد الرحمن املالكي ،الذخة ،ط،1ب!,وت،
دار الغرب ٕالاسالمي.1994 ،
.27القمش :مصطفى نوري ،إضرابات التوﺣد ،ط،1عمان ،دار املس!,ة1432 ،هـ2011-م.
.28الكاساني :عالء الدين أبو بكر بن مسعود بن أحمد ،بدائع الصنائع Rي ترتيب الشرائع ،ط،2ب!,وت،
دار الكتب العلمية1406 ،هـ1986-م.
.29محمد قلعي وحامد قني× ،oمعجم لغة الفقهاء ،ط،2دار النفائس للطباعة والنشر والتوزيع،
1408هـ1988-م.
.30مصطفى وآخرون ،املعجم الوسيط)،دط( ،دار الدعوة) ،دت(.
.31مصطفى والشربي ،oÌالتوﺣد ،ط ،1عمانٔ ،الاردن ،دار املس!,ة2011 ،م1432-هـ.
.32ابن منظور :محمد بن مكرم بن عي ،لسان العرب ،ط،3ب!,وت ،دار صادر1414 ،هـ.
.33النسائي :أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب ،السóن الكtى ،ط،1ب!,وت ،مؤسسة الرسالة،
1421ه2001-م.
29Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 2022!"–كانون ٔالاول – ديسم08 العدد-املجلة الدولية لالج
اد القضائي
2001لسنة
Third party objection in the Palestinian Civil and Commercial Procedure Code
No. 2 of 2001
امللخص
من خالل التوجه إى، تعمل عى حفظ وحماية حقوق ٓالاخرينoÐتعت"! الدعوى القضائية من أهم السبل ال
و\ي بعض ٔالاحيان يكون الحكم،!ﻩ,السلك القضائي ليتم الحصول عى حكم بحق الشخص املعتدي عى غ
قام املشرع، ونتيجة لذلك، الصادر قد مس بحق من حقوق من كان خارج عن الخصومة ويلحق به الضرر
ومن هذا املنطلق اتبع الباحث املنهج الوصفي،!,!اض الغi! عادي وهو اع, بتقرير طريق طعن غoÌالفلسطي
باإلضافة إى توضيح ٕالاجراءات املتبعة لتقديم هذا،! وأنواعه ونطاقه,!اض الغiالتحليي \ي بيان ماهية اع
وقد خرج الباحث \ي
اية هذﻩ الدراسة بأهم النتائج،!تبة عى تقديمهi وبيان أهم ٓالاثار القانونية امل،الطعن
. والتوصيات
Summary
The lawsuit is considered one of the most important ways that works to preserve
pres and
protect the rights of others, by going to the judiciary to obtain a judgment against the
person who assaulted others, and sometimes the judgment issued has affected the rights
of those who were outside the litigation and harmed him, As a result, thet Palestinian
legislator decided on an unusual method of appeal, which is the objection of others.
From this standpoint, the researcher followed the descriptive analytical approach in
explaining the nature, types and scope of the objection of others, in addition
a to
clarifying the procedures used to submit this appeal, and indicating the most important
legal implications of its submission. At the end of this study, the researcher presents
the most important findings and recommendations.
recommendations
')=
ى إليه كافة املجتمعاتøتعد الدعوى القضائية وسيلة من الوسائل القانونية لتحقيق العدالة ٔالامر الذي تس
حيث من خالل الدعوى تمكن الشخص من حماية حقوقه وذلك عن طريق رفع دعوى،عى مر الزمان
30Page برلن – املانيا ،إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
واستصدار حكم عى الذي تعدى عى أي حق من حقوقه ،عى اعتبار أن ٔالاحكام الصادرة عن املحاكم تع"!
املجتمعات .2لكن ال بد أن ننوﻩ أنه بالرغم من السøي املستمر واملتواصل نحو تحقيق محاكمة عادلة إال أنه
قد يشوب هذﻩ ٔالاحكام بعض ٔالاخطاء ،وعى أثر ذلك ،قام املشرع الفلسطي oÌودرج عى ذلك الفقهاء إى
ي!iاءى للمحكمة ،3وقد قسم مشرعنا الفلسطي oÌطرق الطعن \ي قانون أصول املحاكمات املدنية والتجارية
وسوف تقتصر هذﻩ الدراسة عى موضوع الطعن وهو اع!iاض الغ ،!,وال بد من ٕالاشارة ،أن طرق الطعن
العادية لم تجز ملن لم ينطبق عليه صفة الخصم \ي الدعوى القضائية سلوكها ،ونتيجة لذلك ،قام املشرع
لألشخاص الذين يتضررون ولم يكونوا من أطراف الخصومة ،وإنما خارجها باللجوء إى
الفلسطي oÌبالسماح لأل خاص
طريق طعن وهو عن طريق اع!iاض الغ .!,وقام املشرع الفلسطي\ oÌي تنظيم بعض جوانب هذا الطريق من
الطعن بشكل دقيق ،وهذا يع oÌأن الدقة لم تشمل جميع الجوانب ،عى عكس ما هو موجود \ي طرق
ً
الطعن القانونية ٔالاخرى ،وأيضا الدراسات الفقهية لم تعطيه حقه كما يجب ،حيث كان يييء ذكرها من
.373, + 2007 8! 13 #"
$
–
–
A)
059
F#(
D
E
(
" ! 2
A "#G
. ' A)
B%5%9
:.&> !.A%C H
+ 8.
/ " 0124
. 298,+ 2011 " –
3
31Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
قبلهم بشكل عام ضمن شروح قوان,ن أصول املحاكمات املدنية عى حد سواء ،و\ي هذﻩ الدراسة سوف
أهمية الدراسة
تعد دراسة الطعن عن طريق اع!iاض الغ !,ذات مستوى عال من ٔالاهمية ،لكونه موضوع قلت الدراسات
بشأنه ،ومعظم الباحث,ن تعرضوا لذلك املوضوع بشكل مجمل وعام ولم يقوموا بتخصيصه \ي أبحاث
مستقلة ومنفصلة ،مما أدى إى عدم التعمق فيه وافتقار املكتبات القانونية الفلسطينية لهذﻩ الدراسة،
باإلضافة إى ذلك ،وحال هذﻩ الدراسة نراﻩ بشكل كب !,عى الصعيد العمي ،حيث }
ذﻩ الطريقة باإلمكان أن
تؤدي إى إلغاء الحكم أو تعديله ،ملساس هذا الطعن بشكل مباشر بمبدأ قوة القضية مقضية ،باعتبارﻩ
وسيلة وطريق لحماية حقوق من هم خارج الخصومة ،وذلك عند صدور أحكام \ي الدعوى تمس حقوقهم،
ً
وح ÓÐال يرضخ لحكم مخالف للحقيقة ،حيث أن حاالت املساس بالحقوق خصوصا ملن هم خارج الخصومة
إشكالية الدراسة :هذﻩ الدراسة تث !,إشكاليات،ويمكن عكسها بسؤال رئي ،oÔýما æي أحكام الطعن بطريق
.5ما æي ٔالاحكام ال oÐتقبل الطعن بطريق اع!iاض الغ !,؟
32Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
إلقاء الضوء بشكل مباشر عى موضوع الطعن باع!iاض الغ ،!,ومعرفة جميع الجزئيات املتعلقة فيه،
امل
مة فيه من خالل تحليل نصوص القانون ،وذلك حسب قانون أصول املحاكمات املدنية
وتوضيح ٔالاماكن
مة
والتجارية \ي فلسط,ن ،ولفت النظر إى أوجه القصور ال oÐوردت \ي هذا القانون ومحاولة عالجها .
نطاق الدراسة
منهج الدراسة
بوصف وجمع املعلومات ،وذلك من خالل الاطالع عى الكتب والقوان,ن ورسائل املاجست !,ذات العالقة
بموضوع الدراسة باإلضافة إى الاستعانة باألحكام القضائية ،وكذلك الاستعانة باآلراء الفقهية املختلفة ذات
إن دراسة اع!iاض الغ !,كطريق من طرق الطعن الغ !,العادية يقت oÔüمنا تقسيمه إى مبحث,ن ،املبحث
ٔالاول بعنوان ماهية اع!iاض الغ !,وأنواعه ونطاقه والذي تم تقسيمه إى ثالثة مطالب فاألول بعنوان،
تعريف اع!iاض الغ !,وطبيعته القانونية ،والثاني بعنوان أنواع اع!iاض الغ،!,أما الثالث بعنوان نطاق
ؤالاشخاص .أما املبحث الثاني بعنوان ،إجراءات تقديم طلب اع!iاض الغ!,
اع!iاض الغ !,من حيث ٔالاحكام ؤالا
وآثارﻩ القانونية ،والذي تم تقسيمه إى مطلب,نٔ ،الاول بعنوان إجراءات تقديم الطلب ،والثاني بعنوان آثار
33Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
املبﺤث ٔالاول
بادئ ذي بدء ،قام املشرع الفلسطي oÌبتنظيم ٔالاحكام الخاصة واملتعلقة باع!iاض الغ\ !,ي قانون أصول
املحاكمات املدنية والتجارية الفلسطي oÌوذلك \ي املواد املحصورة ماب,ن ) ، ( 249-244وعليه ،سيقوم
الباحث بتوضيح التعريف بالطعن باع!iاض الغ !,وذلك \ي املطلب ٔالاول ،وأما \ي املطلب الثاني سوف أقوم
يعت"! الحكم الصادر \ي الدعوى القضائية حجة ملا تم الفصل فيه من حقوق املتعلقة بالخصوم ،وذلك عند
يكون هذا الحكم الصادر قد مس بحق من حقوق من اللذين يعت"!ون خارجون عن الخصومة ،وعى اثر
ذلك ،قام املشرع بإقرار الوسيلة الحمائية لحقوق الذين يعت"!ون خارج الخصومة ،مما ففسح له املجال \ي
ً
وتماشيا مع مما تم ذكرﻩ ،علينا أن نب,ن ما هو املقصود من اع!iاض الغ !,وبيان طبيعته القانونية ،وهذا
ٔالامر يتطلب تقسيم املطلب املذكور إى فرع,نٔ ،الاول ،التعريف باع!iاض الغ !,أما الثاني الطبيعة القانونية
–
–
A)
059
F#(
D
E
(
" ! 1
34Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
عند قراءة النصوص املتعلقة باع!iاض الغ !,أي املواد ) ،(249-244باعتبار هذﻩ الطريقة من طرق الطعن،
رأي الباحث \ي عدم وضع تعريف له ،عى أن مهمة وضع التعاريف عى ٔالاغلب يكون من اختصاص الفقه. 1
وعليه ،عند الرجوع لتعريف الطعن باع!iاض الغ\ !,ي كتب الفقهاء نجد بعضهم قام بتعريفه عى أنه :يعد
ً
طريق طعن غ!,العادية وقام القانون بإجاز
âا لأل خاص
لألشخاص اللذين لم يكونوا خصوما أو متدخل,ن أو ممثل,ن \ي
ً
الدعوى ،وذلك \ي حالة كان الحكم الصادر ف
Úا ماسا بحقوقه.2
وعرف أيضاعى أنه :طريقا غ !,عاديا فتحه املشرع لكل من لم يكن طرف أو ممثل \ي الخصومة ،ويكون
باستطاعته من خالل هذا الطريق دفع آثار الحكم الصادر \ي الدعوى لكونه مس بحقه ومصلحته .3و\ي ضوء
ذلك ،يستطيع الباحث بتعريفه عى أنه ،طريق طعن غ !,عادي ويتم منحه ملن لم يكن خصم وال ممثل وال
ً
و\ي هذا املقام ،قام املشرع الفلسطي oÌبرسم هذا الطريق لشخص ثالث خارج الخصومة ،انطالقا من فكرة
أنه قد يصدر حكم \ي دعوى ب,ن خصم,ن ولكن يكون هذا الحكم ماس بشخص الغ ،!,وهذا فيه احتمالية
'A
2 0C
A "#G
'
%8
. ' A)
B%5%9
:.&> !.A%C
D
E
( 2 !"9 : ; 1
.378,. + 2007 8! 13 #"
$
35Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
من لجوء أطراف الدعوى ألساليب احتيالية عى القانون ليتم هدر أو استالب هذا الحق املتعلق بالغ،!,
ً
وعليه ،كان واجبا عى املشرع التصدي ألي أمر قد يمس بالغ !,لكونه بتشريع طريق الطعن باع!iاض الغ!,
ُ
يحقق نوع من العدالة والذي ينعكس إيجابا عى املجتمع ككل.1
فيما يتعلق بطبيعة اع!iاض الغ ،!,هناك بعض الفقهاء قالوا بأنه ال يعت"! طريقا للطعن \ي الحكم ويراﻩ
بعضهم بأنه تدخل \ي خصومة ح ÓÐلو كان يقع بعد إصدار الحكم ،وقال بعضهم عى أنه باعتبارﻩ وسيلة
لدفع ٔالاضرار ال oÐتصيب املع!iض من حكم حيث ٔالاصل ال يمتد إليه أثر.
و\ي هذا الصدد ،يرى الباحث أن الاراء ال oÐتم ذكرها قد تجانبوا الفقهاء ،حيث إن اع!iاض الغ !,من طرق
الطعن والدليل عى ذلك بأنه جاء قانون أصول املحاكمات الفلسطي oÌبذكرﻩ \ي الباب املتعلق بالطعون عى
ٔالاحكام وباإلضافة إى ذلك يعت"! طريق طعن غ !,عادي ، 2حيث جاء \ي حكم محكمة النقض الفلسطينية": ،
ً
هذﻩ النصوص أن املشرع أفرد لدعوى اع!iاض الغ !,الفصل الرابع مستقال عما سبقه من الفصول املتعلقة
بطرق الطعن \ي ٔالاحكام ،واملستفاد من هذﻩ النصوص ،بحيث جعل من الطبيعة القانونية لدعوى اع!iاض
الغ !,عى أ
ا تعد طريق طعن غ !,عادية ،ال يمكن سلوك هذا الطريق إال من قبل كل شخص يعد من الغ!,
ً
عن الدعوى الصادر ف
Úا حكم لم يكن طرفا ف
Úا ال بنفسه وال بواسطة غ!,ﻩ ،ممن تتوافر فيه الشروط
ٔالاساسية لقبول دعوى اع!iاض الغ !,وفق صراحة نص املادت,ن ) (244،245من القانون ". 3
'A
2 0C
A "#G
'
%8
. ' A)
B%5%9
:.&> !.A%C
D
E
( 2 !"9 : ; 1
36Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
تتب ÓÌإال اع!iاض الغٔ !,الاصي كما هو الحال \ي التشريع الجزائري عى سبيل املثال ،1ولبيان موقف املشرع
عرف بعض الفقهاء الاع!iاض ٔالاصي عى أنه :عى أنه يقوم الغ\ !,ي مبادرة الطعن بالحكم املاس بحقه،
تعرض يقوم عى حكم أمام املحكمة ال oÐأصدرته وليس \ي دعوى مقامة لد
لد
ا باالستناد من أحد الخصوم
والسبب \ي تسميته أصي ،يتمثل بأن الحق \ي الطعن من خالله لم يكن عرضا خالل نظرها \ي الدعوى.2
ويتضح لنا من هذا التعريف بأنه يقدم إى ذات املحكمة ال oÐأصدرت الحكم سواء كانت من درجة أوى أو
من درجة ثانية ،وذلك بنفس ٔالاوضاع املعتادة لرفع أي دعوى وهذا ما نصت عليه املادة ) ( 24من قانون
'A
2 0C
A "#G
'
%8
. ' A)
B%5%9
:.&> !.A%C
D
E
( 2 !"9 : ; 1
+ – 056 0 7 "'A
%= '
)" M ' A)
B%5%9
:.&> / ?
!. 0! 2
@ + 2003 !
2ص.985
.386,. + 2007 8! 13 #"
$
37Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
يكون هذا النوع بشأن حكم سابق قام أحد أطراف الخصومة بإبرازﻩ ،وذلك أثناء النظر \ي دعوى قائمة
فعال ،وذلك ح ÓÐيثبت ادعاءﻩ أو ليدحض ادعاء الخصم ٓالاخر ،فيقوم هذا الخصم ٔالاخ !,باالع!iاض عى
الحكم الذي لم يكن فيه طرف أو ممثل أو متدخل ويكون هذا أمام املحكمة ال oÐنظرت \ي الدعوى القائمة
وال بد من ٕالاشارة ،أن هناك شروط ليتم قبول هذا النوع من الاع!iاض وال oÐتتمثل \ي ،أن يتم تقديمه
بالئحة للمحكمة الناظرة \ي الدعوى الرائجة إذا كانت مساوية أو أعى درجة من املحكمة ال oÐقامت بإصدار
الحكم الذي تم الاع!iاض بشأنه ،وأيضا كون الال Oاع الذي تم صدور فيه الحكم كان من اختصاصها هذﻩ
ً
املحكمة ،وأيضا أن يتم تقديم هذا الاع!iاض خالل سريان دعوى أخرى أمام محكمة املقدم إل
Úا الاع!iاض.
واستنادا ملا سبق ،عند تخلف شرط من هذﻩ الشروط ،عى املع!iض أن يقدم اع!iاض الغٔ !,الاصي .وفيما
يتعلق باملشرع الفلسطي ،oÌفلم يقم ببيان أنواع اع!iاض الغ !,وهذا ٔالامر يؤدي بدورﻩ إى تحليل املواد
الواردة بخصوص اع!iاض الغ .1!,برجوعنا لقانون أصول املحاكمات املدنية والتجارية الفلسطي oÌنالحظ أنه
جاء بتقديم اع!iاض الغ !,بالئحة دعوى إى ذات املحكمة ال oÐأصدرت الحكم املطعون فيه وهذا ما نصت
عليه املادة )" : (1/246يقدم اع!iاض الغ !,بالئحة دعوى إى املحكمة ال oÐأصدرت الحكم املع!iض عليه " .
+ – 056 0 7 "'A
%= '
)" M ' A)
B%5%9
:.&> / ?
!. 0! 1
@ + 2003 !
2ص.959
38Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
والغاية من هذﻩ املادة ،هو بيان نوع الاع!iاض الذي تبناﻩ قانون أصول املحاكمات الفلسطي oÌحيث قام
باألخذ بنوع اع!iاض الغٔ !,الاصي ،ولم يقم باألخذ بالنوع ٓالاخر وهذا ٔالامر واواضح من املادة ال oÐتم ذكرها \ي
قامت التشريعات املختلفة بالسماح للغ\ !,ي املطالبة برفع الضرر الواقع عليه ،من جراء صدور حكم قضائي
ماس بحقوقه ،وذلك عن طريق اللجوء إى الطعن باع!iاض الغ ،!,فما æي الشروط الواجب توافرها \ي
ٔالاشخاص لسلوك هذا الطريق ؟ وما æي ٔالاحكام ال oÐتقبل الطعن }
ذا الطريق ؟ هذا ما سنبينه \ي هذا
خاص
أجاز القانون للغ !,الذي يمسه الحكم الصادر \ي حق من حقوقه \ي مطالبته برفع الضرر الذي وقع عليه،
من خالل الطعن باع!iاض الغ ،3!,حيث نصت املادة ) (244من قانون أصول املحاكمات املدنية والتجارية
ً ً ً
شخص لم يكن خصما وال ممثال وال متدخال \ي دعوى صدر ف
Úا حكم يعت"! حجة
الفلسطي oÌعى ":لكل خص
عليه أن يع!iض عى هذا الحكم اع!iاض الغ ،!,ويستث ÓÌمن ذلك أحكام محكمة النقض -2 .يحق للدائن,ن
'A
2 0C
A "#G
'
%8
. ' A)
B%5%9
:.&> !.A%C
D
E
( 2 !"9 : ; 1
19, +2013 "=– 3
" 6" "" 0 2001
–
–
<.=9#
! )
'#8 M A)
059
F#(
D
E
(
" ! 2
–
A)
059
F#(
D
E
(
" ! 3
39Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
واملدين,ن املتضامن,ن أو بالOiام غ !,قابل للتجزئة أن يع!iضوا عى الحكم الصادر عى دائن أو مدين آخر إذا
ً
كان مبنيا عى غش أو حيلة تمس حقوقهم بشرط إثبات الغش أو الحيلة -3 .يحق للوارث أن يستعمل هذا
ً
الحق إذا مثله أحد الورثة \ي الدعوى ال oÐملورثه أو عليه إذا صدر الحكم مشوبا بغش أو بحيلة" .
ونالحظ من هذا النص ،أن املشرع الفلسطي oÌقام بذكر عبارة وæي "يعت"! حجة عليه " أرى ف
Úا بأنه ابتعد
عن الصواب ،لكون الحكم تكون حجيته قاصرة عى أطراف الدعوى وكنت أتم ÓÌباستبدال عبارة " يعت"!
حجة عليه " بعبارة أخرى أال وæي " يمس حق من حقوقه أو مصلحة من مصالحه " ،1وعى أية حال علينا
نالحظ هنا أن املشرع اش!iط ليتم قبول الطعن باع!iاض الغ !,أن ال يكون املع!iض له صفة الخصم \ي
ً ً ً ً ً ً
الدعوى القضائية ،واستنادا إى ذلك ،من كان مدعيا أو مدÑى عليه أو متدخال سواء إدخاال ج"!يا أو تدخال
ً
اختياريا ،فال يجوز له تقديم طعن اع!iاض الغ.2!,
وسبب عدم ٕالاجازة يكمن \ي ،أن هذا الخصم كانت لديه إمكانية ٕالادالء بما عندﻩ سواء من طلبات و دفوع،
وباإلضافة إى ذلك إمكانيته \ي اللجوء إى طرق الطعن ٔالاخرى ال oÐمنحه إياها املشرع ،بالتاي \ي حالة تخلف
+ – 056 0 7 M"'A
%= '
)" M ' A)
B%5%9
:.&> / ?
!. 0! 1
@ 952, + 2003 !
2
– 6
6
#
/
1 32 0 0 ! ../G
62
" ، + 2019ص.481
40Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
ً
ويكون الشخص ممثال \ي الدعوى ،إما من خالل الوكيل الاتفا ي
الاتفاي له أوالوكيل القانوني أو من خالل السلف،
ً
كما من املعلوم أن الدائن أو الوارث أو أي خلف آخر يكون ممثال من خالل املدين أو السلف ـ ونتيجة لذلك
ال يكون لهم أي أحقية \ي تقديم طلب اع!iاض الغ\ !,ي الحكم الصادر عى سلفهم .ولكن ال بد من التنويه،
إى الحالة ال oÐيكون للشخص صفة الخصم \ي دعوى ،هنا يكون لديه ٕالامكانية \ي تقديم اع!iاض الغ،!,
ً
ولكن بصفة أخرى تختلف عن صفته لكونه ممثال \ي الدعوى ،عى سبيل املثال ،صدور حكم \ي مواجهة
شخص ،وعليه هنا يحق للشخص الذي صدر الحكم \ي مواجهته وكان الحق يمس
خصم لكونه ممثل عن خص،
ً
حقا من حقوقه ،أن يقوم باالع!iاض من خالل الطعن باع!iاض الغ ،!,عى أن يكون هذا الطعن بصفته
الشخصية. 1
ومن خالل قراءتنا لنص املادة ) (244نالحظ أن املشرع الفلسطي ،oÌقد أورد لفظ الغ !,بصورة مطلقة ،ومن
ٔالاشخاص يعت"!ون
خاص ال ينطبق عل
Úم وصف الغ ،!,فهؤالء ٔالا
ثم جاء \ي املادة ) ، (3+2/244باستثناء أشخاص
ً
خلفا للخصوم الذي تم صدور الحكم \ي مواجه
م ،فسمح لهم املشرع اللجوء إى اع!iاض الغ ،!,م ÓÐما كان
.1الدائن,ن واملدين,ن املتضامن,ن ،باإلضافة إى الدائن,ن واملدين,ن بالOiام غ !,قابل للتجزئة .
ملور
م أو عليه .2
.2الورثة إذا مثلهم أحدهم \ي الدعوى ال oÐملور
وهنا نالحظ هنا أن املشرع \ي املادة 244الفقرة الثانية من القانون ،قام بذكر فئت,ن :
أ .الدائن,ن واملدين,ن املتضامن,ن ،كقيام الدائن برفع دعوى عى أحد املدين,ن املتضامن,ن ،فيصدر
الحكم ف
Úا بالحكم للدائن املدÑي بطلباته ،لسبب يعود إى غش أو حيلة ما ب,ن الطرف,ن ـ فهذا
ً
الحكم إذا أصبح قطعيا يؤدي لإلضرار }
ذا الدائن املتضامن الذي تم املساس بحق من حقوقه .
41Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
أما فيما يتعلق باملدين املتضامن ،نحو قيام الدائن برفع دعوى عى أحد املدين,ن املتضامن,ن ومطالبته بكل
ً ً
مبلغ الدين ،فيكون الحكم الصادر يق oÔüبإلزام املدين املتضامن بدفعه كامال ،وأيضا لسبب يعود نتيجة
سيؤدي إى املساس بحقوق املدين املتضامن ٓالاخر الذي لم يمكن خصم \ي الدعوى.1
الدائنون واملدينون بالOiام غ !,قابل للتجزئة ،عند ورودﻩ عى محل يكون بطبيعته ال يقبل ب.
ً
التجزئة ،كحق الارتفاق الذي ال يقبل التجزئة عند ترتيبه أو نقله ،وأيضا إذا ذهبت إرادة ٔالاطراف
بشكل صريح أو ضم\ oÌي عدم جواز التجزئة للوفاء بااللOiام الذي يعن
Úم .2
وأيضا ،وفقا لنص املادة فيما يتعلق بالورثة ،يتب,ن لنا أن من حق الورثة سلوك هذا الطعن باع!iاض الغ!,
ٔالاشخاص برفع دعوى عى أحد الوارث,ن وكان املدÑي يطالب بدين م!iتب \ي ذمة مور
مور
م وصدر حكم خاص أحد
يق oÔüبإلزام ال!iكة لهذا الدين امل!iتب ،وذلك بسبب حصول حيل أو غش ب,ن املدÑي وب,ن الوارث الذي يعد
الغ. 4!,
.40," E
3
42Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
ال بد من ٕالاشارة ،أن صور الغش والاحتيال كث!,ة ف opليست محصورة \ي صور معينة ،كأن يخفي أحدهم
مستندات مهمة وضرورية \ي الدعوى والتنازل عن الحق املطالب به . 1ونستنتج من ما تم ذكرﻩ ،عى املع!iض
ً
أن يقوم بإثبات الغش أو الحيلة بكل طرق ٕالاثبات ،أل
ا مسألة موضوعية وتقديرها ي!iك للقا oÔÕوفقا
وال يقبل اع!iاض الغ !,إذا تم تقديمه بعد تنفيذ الحكم ،إال \ي حالة كان التنفيذ من غ !,حضور الشخص
املع!iض أو من يقوم بتمثيله ،وهذا ما جاءت املادة ) (245من قانون أصول املحاكمات املدنية والتجارية
الفلسطينيوال oÐنصت عى ":ال يقبل اع!iاض الغ !,بعد تنفيذ الحكم املع!iض عليه إال إذا كان التنفيذ قد
ً
هذا الشرط من الشروط ٔالاساسية لقبول أي طلب وأي دعوى ،وذلك تطبيقا للقاعدة بأنه ال دعوى بدون
توافر املصلحة ـ وتتمثل املصلحة هنا إذا أصاب الطاعن أي املع!iض ضرر من الحكم الذي تم الطعن فيه ،و
ً ً
يقع عى عاتق املع!iض إثبات ما أصابه من ضرر سواء كان حاال أو محتمال ،وأنه لم يقبل الحكم الذي قدم
ً
بشأنه اع!iاض الغ ،!,حيث هذا القبول يعمل عى نفي املصلحة من هذا الاع!iاض سواء كان ضمنيا أو
ً
صريحا .3
43Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
ومن زاوية أخرى ،هذا الشرط مف!iض \ي الدعاوى ،لكي ال تنشغل املحاكم بب Oاعات ال فائدة م
ìا سوى
تضييع الوقت ، 1حيث جاءت املادة ) (1/3من قانون أصول املحاكمات املدنية والتجارية الفلسطي ": oÌال
تقبل دعوى أو طلب أو دفع أو طعن ال يكون لصاحبه مصلحة قائمة فيه يقرها القانون".
واملصلحة املقصود توافرها \ي هذا النوع من الطعون وال oÐت"!ر قبوله ،عندما يتحقق الضرر نتيجة
الاحتجاج عى املع!iض بالحكم املع!iض عليه .وال بد أن نش !,هنا ،تكون للمحكمة السلطة التقديرية \ي
تقدير مدى وجود الضرر أي تقدير توافر املصلحة يعود للمحكمة 2ـ حيث قضت محكمة التمئ O,الاردنية عى
" :وال يكفي توافر املصلحة وإنما يجب أن تتوافر الصفة \ي املع!iض ،بكونه هو صاحب املركز القانوني الذي
دف لحمايته أو من يقوم مقامه أو من ينوب عنه ،حيث نصت املادة )\ (3ي فقر
âا ٔالاوى من قانون أصول
دف
املحاكمات املدنية والتجارية الفلسطي oÌالجديد " :ال تقبل دعوى أو طلب أو دفع أو طعن ال يكون لصاحبه
ً
استنادا ملا نصت عليه املادة ) (244/1من قانون أصول ملحاكمات
املحاكمات املدنية والتجارية " :لكل شخص لم يكن
ً ً ً
خصما وال ممثال وال متدخال \ي دعوى صدر ف
Úا حكم يعت"! حجة عليه أن يع!iض عى هذا الحكم اع!iاض
بالنسبة لألحكام ال oÐتقبل اع!iاض الغ ،!,لم يقم املشرع الفلسطي oÌبتقييد ٔالاحكام بأنواعها املختلفة ليتم
قبولها للطعن ف
Úا }
ذا الطريق ،وعليه ،تكون جميع ٔالاحكام قابلة للطعن باع!iاض الغ ،!,عى أن يكون
هناك مساس بحق من حقوق الغ ،!,سواء كانت هذﻩ ٔالاحكام صادرة من محكمة ذات درجة أوى أو ح ÓÐمن
'A
2 0C
A "#G
'
%8
. ' A)
B%5%9
:.&> !.A%C
D
E
( 2 !"9 : ; 1
.44, +2013 "=– 3
" 6" "" 0 2001
'A
2 0C
A "#G
'
%8
. ' A)
B%5%9
:.&> !.A%C
D
E
( 2 !"9 : ; 2
+2013 "=– 3
" 6" "" 0 2001ص46
44Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
املستعجل .ولكن يستث ÓÌمن ذلكٔ،الاحكام الصادرة عن محكمة النقض ،لكون هذﻩ ٔالاحكام
عجل عن القضاء
الصادرة ع
ìا ليس من املمكن أن تمس بحق من حقوق الغ !,لكو
ا ال تبحث \ي املسائل املوضوعية ،وإنما
1
فقط \ي املسائل القانونية .
املبﺤث الثاني
قام قانون أصول املحاكمات املدنية والتجارية الفلسطي ،oÌبتحديد ٕالاجراءات لكل طرق الطعن املقررة \ي
ً
هذا القانون الذي يجب إتباعها عند تقديم الطعن باع!iاض الغ ،!,كما حدد أيضا الجهة القانونية الoÐ
يقدم إل
Úا الطعن مع الشروط الواجبة لتقديمه وقام ببيان الئحة الطعن ومشتمال
âا وٓالاثار القانونية الoÐ
ت!iتب عند تقديم طلب الطعن سواء بما يتعلق باألثر امل!iتب عى تقديم طلب الاع!iاض ؤالاثر امل!iتب عند
قبوله أو رفضه لالع!iاض ، 2وعى هذا قسم الباحث هذا املبحث إى مطلب,ن ٔ ،الاول ٕالاجراءات القانونية
لتقديم اع!iاض الغ ،!,والثاني ٓالاثار القانونية امل!iتبة عى تقديمه .
ً ً
قام القانون بتحديد ٕالاجراءات الواجبة ٕالاتباع عند تقديم أي طعن من الطعون املقررة قانونا وأيضا قام
بتحديد املدد الزمنية الواجب تقديم الطعن خاللها ،وأن ما يعنينا \ي هذﻩ الدراسة ٕالاجراءات املتعلقة \ي
ً
تقديم اع!iاض الغ !,مبينا \ي ذلك املحكمة املختصة \ي تقديم الطعن لها ونظرها فيه واملدة الزمنية الواجب
45Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
تقديم الطعن خاللها ، 1وعليه ،سوف أقسم هذا املطلب إى فرع,ن ٔ ،الاول ٕالاجراءات لتقديم اع!iاض الغ!,
بالرجوع عى جاءت املادة ) (1/246وال oÐنصت عى " :يقدم اع!iاض الغ !,بالئحة دعوى إى املحكمة الoÐ
ً
نالحظ من هذا النص أن املشرع الفلسطي oÌحدد املحكمة املختصة ،وذلك بتقديمه حصرا إى املحكمة الoÐ
قامت بإصدار الحكم الذي تم تقديم بشأنه اع!iاض الغ !,نتيجة املساس بحقوق هذا املع!iض ،وأرى هذا
النص جاء \ي مكان سليم وصحيح ألن من املنطق ال تمتلك املحكمة ذات الدرجة ٔالادنى \ي إبطال أو ففسخ أو
تعديل حكم صادر من محكمة ذات درجة أعى . 2ويتم تقديم هذا الطعن بالئحة دعوى إى تلك املحكمة الoÐ
تم تبيا
ا آنفا ،وذلك وفقا لإلجراءات املعتادة لرفع الدعوى العادية املنصوص عل
Úا \ي القانون ،3وهذﻩ
ً
الالئحة تكون مشتملة عى بيان أسماء الخصوم والحكم املع!iض عليه ،وأيضا أسباب الاع!iاض مو
موضحا
" .575,+ 2002
46Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
إن الطعن بطريق اع!iاض الغ !,مثله كمثل باباي طرق الطعن ،أي من الواجب تقديمه قبل ان
اء املدة
ً ً
الزمنية لتقديمه ،وهذا يعد شرطا ليتم قبوله شكليا ،حيث قام مشرعنا الفلسطي oÌبتحديد املهل الزمنية
لكل طريق من طرق الطعن \ي القانون ،ولكنه نالحظ عند قراءتنا للنصوص املتعلقة باع!iاض الغ !,لم يأتي
وواضح فيما يتعلق باملهلة ال oÐيجب عى الطاعن أن يقدم اع!iاض الغ !,خاللها .1
بنص صريح ضح
تقديم اع!iاض الغ !,ال يعدون أطراف \ي الخصومة ال oÐتم إصدار حكم ف
Úا ،والذي تم الاع!iاض عليه،
ً
بالتاي ال تسري \ي مواجهة الغ !,مدد الطعن املقررة قانونا .
ٔالاشخاص اللذين يحق لهم استثناء تقديم هذا الطعن ،من املمكن أن ال تنكشف
باإلضافة إى ذلك ،أن ٔالا خاص
ً
الحيلة أو الغش فورا أو بعد صدور الحكم أو بعد تبليغه .وعليه ،يكون الحق \ي تقديم اع!iاض الغ !,إى ح,ن
ولكن ال بد أن ننوﻩ إى إذا تم التنفيذ للحكم \ي حالة حضور الطاعن أو من يمثله ،فهنا ال يحتسب بأنه
معذور ،بالتاي يسقط حقه \ي اع!iاض الغ ، !,ألنه يجب عليه عند حضورﻩ أن يقوم بتقديم اع!iاضه بمجرد
البدء بالتنفيذ . 2بمع ÓÌأنه ال يجوز له إذا حضر ولم يقم باالع!iاض أن يقوم بعدها بتقديم اع!iاض الغ!,
بعد تمام التنفيذ ،وهذا ما ورد \ي املادة ) (245من قانون أصول املحاكمات املدنية والتجارية الفلسطي": oÌال
يقبل اع!iاض الغ !,بعد تنفيذ الحكم املع!iض عليه إال إذا كان التنفيذ قد تم دون حضور املع!iض أو من
يمثله ".
47Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
قام املشرع الفلسطي oÌبتنظيم ٓالاثار القانونية امل!iتبة عى اع!iاض الغ\ !,ي املواد ) (249- 247من قانون
أصول املحاكمات املدنية والتجارية الفلسطي ،oÌوال oÐجاء من خاللها ببيان ٔالاثر امل!iتب عى تقديم الاع!iاض
\ي مواجهة تنفيذ الحكم الذي طعن فيه ،باإلضافة إى بيان ٔالاثر امل!iتب \ي حال ثبوت الاع!iاض أو عدم
ثبوته .1وعليه ،سوف يقوم الباحث بتقسيم هذا املطلب إى فرع,ن ،ويكون ٔالاول ٓالاثار امل!iتبة عى تقديم
اع!iاض الغ !,والثانئ ،الاثر امل!iتب عى الحكم الصادر \ي اع!iاض الغ.!,
\ي البداية ،علينا أن ننوﻩ إى أن ٔالاثر ٔالاك"! للحكم القضائي يتمثل بفض وإ
اء الال Oاع ما ب,ن ٔالاطراف
والتمكن من الوصول للحقيقة ،2وعليه نصت املادة ) ( 247من قانون أصول املحاكمات املدنية والتجارية
الفلسطي" : oÌال ي!iتب عى تقديم اع!iاض الغ !,وقف تنفيذ الحكم املع!iض عليه ما لم تقرر املحكمة خالف
ذلكً ،
بناء عى طلب املع!iض م ÓÐكان \ي مواصلة تنفيذﻩ ضرر جسيم بكفالة أو بدو
ا ".
ً
من خالل قراءتنا لهذا النص ،يتب,ن لنا أن املشرع قام بإقرار مادة مهمة جدا ،أال وæي أن تقديم طلب
اع!iاض الغ !,ال يؤدي إى تأخ !,أو وقف تنفيذ ٔالاحكام ال oÐصدرت عن املحكمة ،كما أن املشرع \ي نفس
. 391, + 2007 8! 13 #"
$
'A
2 0C
A "#G
'
%8
. ' A)
B%5%9
:.&> !.A%C
D
E
( 2 !"9 : ; 2
48Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
الوقت قام بالسماح للمع!iض أن يقوم بالطلب من املحكمة \ي وقف التنفيذ إذا كان هناك ضرر جسيم
ً
استخالصا ملا سبق ،وجدنا أن اع!iاض الغ !,ال يوقف تنفيذ الحكم الذي تم الاع!iاض عليه ،إال إذا كان
هناك قرار من املحكمة إذا اقتنعت أن الاستمرارية \ي تنفيذ الحكم يؤدي إى إلحاق الضرر ال يمكن
للمع!iض تفاديه ،2ويكون قرارها بناء عى طلب املع!iض \ي حالة كان هناك \ي مواصلة التنفيذ إلحاق ضرر
ال يمكن تالفيه واستبعادﻩ ،وعندما تقرر املحكمة وقف التنفيذ بناء عى طلب املع!iض ،جاز لها أن تأمر الغ!,
بتقديم كفالة ليضمن للمدÑى عليه أي ضرر قد يلحق به نتيجة وقف تنفيذ الحكم أو أن تقوم بإعفائه م
ìا،
ً
تماشيا مع ما تم ذكرﻩ ،لو كان هناك ادعاء من قبل رجل عى امرأة عى أساس أ
ا تكون زوجته وأعطاها
أثبت دعواﻩ وعليه ،قامت املحكمة بإصدار حكم بالزوجية والطاعة ،وبعد ذلك وصل هذا خ"! الحكم
بالطعن وذلك بتقديم اع!iاض الغ ،!,ومن ثم يقوم يطلب وقف تنفيذ الحكم ح ÓÐينت opالاع!iاض ،ملا فيه
. 391, + 2007 8! 13 #"
$
" ،+ 2002ص576
49Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
من الخطورة \ي حالة الاستمرارية \ي تنفيذﻩ وال oÐتتمثل \ي اختالط ٔالانساب .1و\ي هذا الصدد ،قضت
ً
محكمة النقض الفرنسية ،عى القا oÔÕالذي يقوم بالنظر \ي طلب طعن اع!iاض الغ !,يكون ملزما \ي
التوقف \ي إجراءات التنفيذ بما يتعلق بالحكم املع!iض عليه ملا ي!iتب \ي مواصلة التنفيذ ضرر جسيم. 2
")قد أشارت بأنه ال ي!iتب عى تقديم اع!iاض الغ !,وقف تنفيذ الحكم املع!iض عليه ما لم تقرر املحكمة خالف
ذلك بناء عى طلب املع!iض م ÓÐكان بمواصلة تنفيذﻩ ضررا جسيما بكفالة
أو بدو
ا ( أي إن ٔالاصل بإحكام هذﻩ املادة أن تقديم دعوى اع!iاض الغ !,ال يوقف التنفيذ وال ي!iتب عليه وقف
كان تنفيذ الحكم يتوقف بمجرد تقديم هذا الطلب لكان يؤدي إى حصول خلل فادح ومشاكل عديدة \ي
ٕالاجراءات ،وال oÐتتمثل أهمها \ي عدم تمكن أي طرف \ي الخصومة من تنفيذ الحكم ،فسيقوم \ي هذا
الحالة املطلوب منه التنفيذ بإجراء فعل التحريض أو التكليف من قبل شخص آخر أي شخص ثالث ليقوم
.35,": "
"" 0
50Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
ً ً
بتقديم اع!iاض الغ !,عندما يطرح الحكم لتنفيذﻩ ،ملا له انعكاسا سلبيا فيجعل هذا ٔالامر من ٔالاحكام
القضائية املطروحة للتنفيذ غ !,عملية وهذا ٔالامر يؤدي إى جعل املحاكم \ي حالة شلل كامل. 1
الفرع الثاني ٔ :الاثر املتب عى الحكم الصادر Rي اعاض الغ
عند قيام الغ !,بتقديم طلب اع!iاضه عى الحكم الصادر \ي الدعوى ،عى أن هذا الحكم مس بحق من
حقوقه ،فإن املحكمة ال oÐقامت بالنظر \ي هذا الطلب تصدر قرارها ،وعليه ،يكون هذا القرار إما بقبول هذا
الاع!iاض أو رفضه فتقوم بردﻩ ، 2وهذا ما سيبنه الباحث \ي هذا الفرع :
ً
أوال :الحكم بقبول اعاض الغ
ً ً
استنادا لنص املادة ) (248من قانون أصول املحاكمات املدنية والتجارية الفلسطي ": oÌإذا كان الغ !,محقا \ي
اع!iاضه عدلت املحكمة الحكم \ي حدود ما يمس هذا الغ -2 .!,إذا كان الحكم املع!iض عليه ال يقبل
نالحظ هنا \ي هذا النص ،أن املحكمة م ÓÐما قبلت الطعن باع!iاض الغ ،!,تقوم بتعديل الحكم الذي تم
الاع!iاض عليه ،وذلك \ي الحدود ال oÐتمس حقوق املع!iض والذي قدم بشأ
ا اع!iاض الغ ،!,وهذا يع، oÌ
قيام املحكمة بحصر التعديل بما يتعلق بالشخص الذي قدم طعن اع!iاض الغ ،!,و\ي املقابل من ذلك ،بقاء
'A
2 0C
A "#G
'
%8
. ' A)
B%5%9
:.&> !.A%C
D
E
( 2 !"9 : ; 1
. 67, +2013 "=– 3 " 6" "" 0 2001
51Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
الحكم ٔالاصي وآثارﻩ نافذة ب,ن أطراف الال Oاع ٔالاصي ،لكون املغزى من هذا الطعن إزالة ٔالاضرار ال oÐوقعت
هذا الحكم اع!iاض الغ !,أي إن من شروط صحة دعوى اع!iاض الغ !,أن يكون
ً
املع!iض غ !,ممثل \ي الدعوى من حيث الشكل ،وفقا ألحكام املادة ) (206من قانون أصوالملحاكمات املدنية
ً
-3إذا كان الغ !,محقا \ي اع!iاضه ،أن تعدل الحكم \ي حدود ما يمس حقوق الغ !,وإذا كان الحكم املع!iض
ُ
عليه ال يقبل التجزئة فتعدل املحكمة الحكم بكامله ،وذلكوفقا ألحكام املادة ) (211من قانون أصول
، +2013 "=– 3 " 6" "" 0 2001ص. 68
52Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
يكون ذلك الحكم متعلق بoÔèء غ !,قابل لالنقسام بحكم القانون ،1فتقوم املحكمة بتعديل الحكم الذي
قدم بشأنه اع!iاض الغ !,بشكل كي ،وتمتد آثارﻩ لتشمل جميع الخصوم \ي الدعوى. 2
ً
ثانيا :الحكم برفض الطعن باعاض الغ
بالرجوع إى املادة ) (249ال oÐوردت ذكرها \ي قانون أصول املحاكمات املدنية والتجارية الفلسطي oÌالoÐ
نصت عى ":إذا أخفق الغ\ !,ي اع!iاضه يرد الاع!iاض مع إلزامه بالرسوم واملصاريف وأتعاب املحاماة ".
ً
بعد قراءة هذا النص يتب,ن لنا ،إذا توصلت املحكمة أن الغ !,املع!iض بأنه غ !,محقا \ي تقديم اع!iاضه
وذلك لوجود أسباب أدت إى إخفاقه \ي إثبات ما ادعاﻩ فهنا تقوم املحكمة بالحكم برد الاع!iاض ،3كأنيتب,ن
املع!iض. 4
" . 577,+ 2002
""
" . ":ص. 38
53Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
والجدير بالذكر ،أن رد الاع!iاض يلحقه بقاء الحكم الذي قدم بشأنه اع!iاض الغ !,بجميع ٓالاثار امل!iتبة عى
ذلك الحكم ـ عى أن يقوم املع!iض بدفع الرسوم واملصاريف وأتعاب املحاماة .1
ً
استنادا ملا سبق ،نالحظ أن املشرع الفلسطي oÌلم يقم بإلزام املع!iض املخفق \ي اع!iاضه \ي دفع غرامة
مالية ملا ف
Úا من ردع لكل كيد ،لذلك كنت أتم ÓÌمن مشرعنا الفلسطي oÌبإعادة الصياغة لنص هذﻩ املادة
ظروف الدعوى ،ملا ينعكس هذا بشكل إيجابي ملا يؤدي إى استقرار \ي ٔالاحكام ،فعند إلزام املع!iض املخفق
\ي اع!iاضه \ي دفعه إى غرامة يشكل هذا رادع لكل من كان هدفه من تقديم الاع!iاض إى إطالة إجراءات
التقا oÔÕولكل من استند إى أسباب غ !,حقيقية \ي الواقع عند تقديمه لطعن باع!iاض الغ. 2!,
ً
و\ي
اية املطاف ،ال بد أن ننوﻩ إى أن الحكم الذي يصدر \ي اع!iاض الغ ،!,يكون قابال للطعن حسب
القواعد العامة املقررة \ي هذا القانون ،باستثناء الطعن \ي أحكام محكمة النقض وذلك حسب املادة )(244
الخاتمة
عرض الباحث من خالل هذﻩ الدراسة موضوع اع!iاض الغ !,كطريق غ !,عـادي مـن طرق الطعن املقررة
قانونا ،وقمت بتفصيله بكل املسائل املتعلقة به ،والذي أخـذ بـه املشـرع الفلسطي oÌكطريقة من طرق
الطعن \ي قانون أصول املحاكمات املدنية والتجارية الفلسطي، oÌوأفرد له الفصـل الرابع \ي الباب العاشر
2
. 395" E
A "#G
. ' A)
B%5%9
:.&> !.A%C H
+ 8.
/ " 0123
. 303, + 2011 " –
3
54Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
النتائج
ومن خالل هذﻩ الدراسةتوصل الباحث إى عدة نتائج ،أهمها :
.1اع!iاض الغ !,من طرق الطعن الغ !,عادية ،حيث شرعه املشرع للطرف الثالث الخارج عن
.2قام املشرع الفلسطي oÌبتب oÌاع!iاض الغٔ !,الاصي ولم يأخذ باع!iاض الغ !,الطارئ
.3أن يكون هناك للغ !,مصلحة من طعنه \ي طريق اع!iاض الغ. !,
.4اع!iاض الغ !,هو اختياري بالنسبة للغ ، !,فله أن يع!iض وله أن يستغ oÌعنه .
.5يقدم اع!iاض الغ !,إى ذات املحكمة ال oÐأصدرت الحكم املع!iض عليه وذلك بتقديم الئحة دعوى
.6إذا كان الغ !,محقا \ي اع!iاضه ،قامت املحكمة بتعديله \ي الحدود ال oÐتمس هذا الغ !,أي
.7إذا كان الحكم الذي تم الاع!iاض عليه غ !,قابل للتجزئة تقوم املحكمة بتعديل هذا الحكم بكامله
.8الحكم الذي يصدر نتيجة اع!iاض الغ !,يكون قابل للطعن ،مثله مثل أي حكم .
.9اع!iاض الغ !,ال يؤدي إى وقف التنفيذ للحكم إال \ي حال قررت املحكمة خالف ذلك ،وذلك بناء
عى طلب من الطاعن إذا كان هناك ضرر جسيم من مواصلة تنفيذﻩ .
التوصيات :
باع!iاض الغ.!,
55Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
يو oÔالباحث بتعديل املادة ) (249من قانون أصول املحاكمات املدنية والتجارية الفلسطي oÌرقم 2
oÔ .2
لسنة ،2001بجعل الحكم عى املخفق باع!iاض الغ !,بفرض غرامة مالية بالرغم من طابعها
الجزائي إال إ
ا وسيلة رادعة بشكل قوي .
يو oÔالباحث بتعديل املادة ) ،(2/246وذلك بإضافة جميع مشتمالت الئحة الدعوى املقررة \ي
oÔ .3
القانون ،وذلك ح ÓÐيكون النص كامل متكامل ،حيث املشرع قام باإلشارة إل
Úن بشكل مقتضب .
ً
أوال :املصادر
ً
ثانيا :املراجع
الكتب :
املشاي ،حس,ن أحمد ،الوج\ O,ي شرح قانون أصول املحاكمات املدنية والفلسطي ، oÌالطبعة ٔالاوى
ي، .2
.3التكروري،أ.د .عثمان ،الكا\ي \ي شرح قانون أصول املحاكمات املدنية والتجارية ،الطبعة الرابعة،
.4د .الزع× ،oعوض أحمد ،أصول املحاكمات املدنية " ،دراسة مقارنة" ،الجزء الثاني التقا– oÔÕ
ٔالاحكام وطرق الطعن ،الطبعة ٔالاوى ،دار وائل للنشر ،الجامعة ٔالاردنية ،كلية الحقوق-عمان، -
2003م .
.5أبو الرب ،فاروق يونس ،املدخل \ي شرح قانون أصول املحاكمات املدنية والتجارية الفلسطيoÌ
رقم 2لسنة 2001م ،الطبعة ٔالاوى ،مطبعة النور -جن,ن -فلسط,ن 2002 ،م .
56Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
.6صالح ،خالد إسماعيل رشيد ،اع!iاض الغ\ !,ي قانون أصول املحاكمات املدنية والتجارية
الفلسطي oÌرقم 2لسنة 2001م " ،رسالة ماجست، " !,جامعة النجاح –نابلس-فلسط,ن 2013 ،م
.7حامد ،عامر سعدون ،اع!iاض الغ !,عى الحكم املدني ،مجلة الرافدين للحقوق ،جامعة املوصل
.8اللصاصمة ،عبدالعزيز سلمان عبدالعزيز ،اع!iاض الغ !,وفق قانون أصول املحاكمات املدنية
وتعديالته ،مجلة املنارة للبحوث والدراسات ،مجلد ، 13عدد 2007، 8م .
.9الكع×، oهادي حس,ن ،السودي ،مروى عبد الجليل ،الطعن بطريق اع!iاض الغ- ،!,دراسة مقارنة،-
مجلة املحقق الحي السياسية والقانونية ،العدد ٔالاول ،السنة الخامسة .
.10قرارات محكمة النقض الفلسطينية )قاعدة بيانات قسطاس /الجامعة العربية ٔالامريكية( .
57Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
ب .عبد ﷲ جرادات /طالب دكتوراة /جامعة إسطنبول صباح الدين زعيم /تركيا
Abdallah jaradat PhD student Istanbul Sabahattin Zaim University
Turkey
الtيد الالكونيAb.jaradat1994@gmail.com :
امللخــص :جــاء هــذا البحــث بعنــوان "الوعــد امللــزم وأثــرﻩ الشــرÑي \ــي املرابحــة املصــرفية )البنــك ٕالاســالمي العربــي
ً
أنموذج ــا(" للبح ــث \ ــي ماهي ــة الوع ــد ولزوم ــه ،وتحدي ــد مفه ــوم املرابح ــة املص ــرفية ،وتبي ــان الف ــرق ب ــ,ن العق ــد
والوع ــد ،وتن ــاول البح ــث أدل ــة الق ــائل,ن بل ــزوم الوع ــد وأدل ــة الق ــائل,ن بع ــدم لزوم ــه \ ــي املرابح ــة املص ــرفية ،م ــع
التجريح بي
ìا ،وبيان ٔالاثر الشرÑي للوعد امللزم \ي عقد املرابحة املصرفية لدى البنك ٕالاسالمي العربي.
ً
وقد هدف البحث لإلجابة عى كافة التساؤالت السابقة ،متناوال إياهـا بèـoÔء مـن التفصـيل ،وقـد خـرج البحـث
بنت ــائج عدي ــدة م
ìــا :أن ل ــزوم عق ــود املرابح ــة ال تج ,ــOﻩ امل ــذاهب الفقهي ــة ٔالاربع ــة ،أج ــاز الل ــزوم بالوع ــد بع ــض
املتــأخرين مــن العلمــاء ،وأن ال ـرااجح هــو عــدم جــواز اللــزوم \ــي وعــد املرابحــة لألدلــة املــذكورة \ــي البحــث ،إل ـزام
العميل بوعدﻩ \ي عقد املرابحة لدى البنك ٕالاسالمي العربي ال يجوز بحال.
الكلمات املفتاحية :الوعد ،امللزم ،املرابحة ،املصارف ٕالاسالمية ،البنك ٕالاسالمي العربي.
Abstract: This research came under the title "A binding promise and its legal impact on banking
Murabaha (Arabic Islamic Bank as a model)" to investigate the nature of a promise and its
necessity, define
ine the concept of banking Murabaha,
Murabaha and clarify the difference between a contract
58Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
and a promise. , with defamation between themthem, and a statement of the legal effect of the binding
promise in the banking Murabaha contract with the Arab Islamic Bank.
search aimed to answer all the previous questions, addressing them in some detail,
The research detail and the
research came out with many results,
results including: that the obligation of Murabaha contracts is not
permitted by the four schools of jurisprudence. Mentioned in the research,
res obligating the
customer to his promise in the Murabaha contract with the Arab Islamic Bank is not permissible
under any circumstances.
recommendations, including: conducting more studies
Here, the researcher recommended several recommendations
and research related to the subject of the study,
study and the necessity of reviewing the subject by the
atwa and Shariah Supervision Committees in the Arab Islamic Bank, which adopt the opinion that
Fatwa
the promise is permissible, and the importance of the bank having its own exhibit
exhibitions, to sell
directly to the customer and exit from discord.
eywords: promise,
Keywords: promise binding, murabaha, Islamic banks, Arab Islamic Bank.
املقدمة
الحمــد هلل رب العــامل,ن ،الــذي أحــاط بكــل ــoÔء ً
علمــا ،والصــالة والســالم عــى املبعــوث للعــامل,ن بشـ ًـ!,ا ونـ ً
ـذيرا،
وعى آله وصحبه أجمعن ،أما بعد:
فــإن املعــامالت املاليــة اتخــذت صـ ً
ـورا كث,ــ!ة ع"ــ! العصــور ،كــل زمــان بمــا يــتالءم وحاجــات النــاس ،حÐــ Óظهــر \ــي
زماننا النظام املصـر\ي ،وفيمـا بعـد ظهـر النظـام املصـر\ي ٕالاسـالمي ،الـذي يتم,ـ Oبعقـود واسـتثمارات تخصـه عـن
غ,ـ!ﻩ مــن البنـوك ،م
ìــا عقــود الاستصـناع واملزارعــة واملرابحـة ،وهــو مــا أدى بـدورﻩ الج
ــادات جديـدة \ــي الفقــه،
تتناسب مع طبيعة هذﻩ العقود.
ً
عموم ــا ،وذل ــك وم ــن هن ــا ظه ــر عق ــد املرابح ــة ،حي ــث يعت" ــ! م ــن أك ــ! العق ــود املطبق ــة ل ــدى املص ــارف ٕالاس ــالمية
لســهولة تطبيقــه ،وربحــه املرتفــع مقارنــة بغ,ــ!ﻩ مــن العقــود ،إضــافة النخفــاض مخــاطرﻩ املصــرفية ،حيــث يتخــذ
البنك عدة إجراءات لتقليل مخاطر املرابحة ألدنى مستوى ،كالضمانات والرهونـات والكفـاالت ،وإلـزام العميـل
بوعــدﻩ بالش ـراء حــ,ن طلــب تمويــل املرابحــة ،،وهــو موضــوع البحــث ،حيــث نــاقش البحــث لــزوم الوعــد \ــي بيــوع
املرابحة املصرفية لدى البنـك ٕالاسـالمي العربـي ،وآ اء الفقهـاء \ـي ذلـك ،بـ,ن مج,ـ Oومـانعً ،
مبينـا أثـر لـزوم الوعـد ر
عى العقد ذاته لدى البنك من ناحية شرعية.
59Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
أهداف البﺤث
دف البحث لعدة أمور م
ìا:
دف
.1ارثاء املكتبة العلمية بموضوع هام حول عمل البنوك ٕالاسالمية وهو املرابحة ولزوم الوعد ف
Úا.
دف البحث إى تغيٓ !,الاراء \ي البنوك ٕالاسالمية عامة ولدى البنك ٕالاسالمي العربي خاصة،
.2كما
دف
ولدى لجان ٕالافتاء والرقابة الشرعية ف
Úا حول لزوم الوعد \ي املرابحة املصرفية.
منهجية البﺤث
.1الاعتماد عى املنهج الوصفي والتحليي ،وذلك ببيان مفهوم لزوم الوعد \ي املرابحة املصرفية.
.2الرجوع إى املصادر املتعلقة باملوضوع ،القديمة م
ìا والحديثة ،وذلك ألن موضوع البحث تناوله
املتقدم,ن واملتأخرين.
.3دراسة أقوال الفقهاء وآرا
Íم ،وال!iجيح بي
ìا ،حسب قوة الدليل وروح الشريعة.
60Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
مﺤتوى البﺤث:
فالنــا :أنــذرﻩ وهـ ﱠـددﻩ. وعـ َـد َيعــدَ ،و ْعـ ًـدا ،وعـ َـد ًة ،وموعـ ًـدا ،فهــو واعــد ،واملفعــول َم ْوعــود ،و َ
وعــد ً الوعــد \ــي اللغــةَ :
ِ ِ ِ
ّ 1
مناﻩ به ،قال إنه يعطيه له أو ينيله إياﻩ. ٔالامرّ :
فالنا َ وو َعد ً
وقال ابن زكريا :أوعدته خ!,ا وهو نادر ،و\ي الصحاح :تواعد القوم أي :وعد بعضهم ً
بعضا هـذا \ـي الخ,ـ! ،وأمـا
2
\ي الشر :فيقال :اتعدوا ،وٕالايعاد أيضا قبول الوعد.
ً
والوعد \ي الاصطالح :هو ٕالاخبار بإيصال الخ\ !,ي املستقبل وٕالاخالف جعل الوعد خالفا ،وقيل عدم الوفاء به
3 ً
وهو إخبار عن إنشاء املخ"! معروفا \ي املستقبل.
1ابن منظور ،محمد بن مكرم بن عي )1987م( لسان العرب ،مؤسسة الرسالة :ب!,وت ،ط/1ص123
2ابن زكريا ،أبي الحس,ن أحمد فارس )1979م( جم
معجم مقاييس اللغة ،تحقيق وضبط عبد السالم محمد هارون ،ص201
3الغزاي ،أبي حامد محمد ،احباء علوم الدين ،املكتبة التجارية الك"!ى ،القاهرة/ط ،1ص127
61Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
الاصطال&ي للوعـد اعتمـد التعريـف اللغـوي بمعنـاﻩ الايجـابي ،فـاعت"! أن الوعـد هـو الالiـOام
نالحظ أن التعريف الاصطال
ً
بما هو يعد معروفا ب,ن الناس ،أما الوعد بالشر فال يجب الايفاء به.
1حمود ،سامي ،تطوير ٔالاعمال املصرفية بما يتفق مع الشريعة ٕالاسالمية ،مطبعة الشرف/عمان ،ط1982/2م ،ص85
2شب ،!,محمد عثمان ،املعامالت املالية املعاصرة ،عمانٔ/الاردن ،دار النفائس ،ط1996/1م ،ص264
62Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
أما العقد بمعناﻩ العام ،فهو كل ما عزم املرء عى فعله سواء صدر بإدارة منفردة كالوقف وٕالابراء ،أو احتاج
خص أو من شخص,ن ،فالعقد باملعÓÌ مطلقا سواء من شخص ً إى إرادت,ن \ي إنشائه كالبيع ،فهو يتناول الالOiام
2
العام ينظم جميع الالOiامات الشرعية ،وهو }
ذا املع ÓÌيرادف كلمة الالOiام.
والعقد بمعناﻩ الخاص ،هو ارتباط ايجاب بقبول عى وجه مشروع ثبت أثرﻩ \ي محله ،أي \ي املعقود عليه،
3
كاملبيع واملوهوب واملرهون.
4
}
ذا التعريف للعقد بمعناﻩ الخاص ،يمكن التفريق بينه وب,ن الوعد بالنقاط ٓالاتية:
.1إن العقد بمعناﻩ الخاص ال يتحقق إال باجتماع ارادت,ن ،تما الوعد فيتحقق بإرادة واحدة.
.2إن العقد يلزم الوفاء به ديانة وقضاء باتفاق الفقهاء ،أما الوعد فهو محل خالف من حيث لزومه.
.3إن العقد إنشاء تصرف \ي الحال ي!iتب عليه حكم شرÑي ،أما الوعد فهو مجرد إعالن عن رغبة \ي
فعل أمر \ي املستقبل.
\ي الوعد عند الفقهاء ثالثة آراء :الوفاء به مستحب وهو رأي الجمهور ،والوفاء به واجب إال لعذر وهو رأي
ابن ش"!مة وآخرين ،والوفاء به واجب إذا دخل املوعود \ي ورطة )كلفة( كأن يقول له تزوج ولك 10آالف،
فإن تزوج وجب عليه الوفاء بوعدﻩ ،وهو رأي املالكية .وفيما يي تفصيل آلرا
Íم.
الوفاء به مستﺤب ،وهو مذهب الجمهور من الحنفية واملالكية والشافعية والحنابلة ،أما عند الحنفية فقد
عمرا أن يعطيه غالل أرضه الفالنية ،فاستعمله وامتنع من أن يعطيه سئل ابن عابدين "فيما إذا وعد زيد ً
1 بoÔèء ملجرد الوعد ،قال ال يلزمه الوفاء بالوعد ً
شرعا وإن و\ى فف
ا ونعمت". من الغلة ً
شيئا ،فهل يلزم زيد
ٍ
ً
وعند املالكية نقل عن ابن رشد قوال بعد اللزوم بالوعد 2.ونقل عن ابن عالن عن الشافعية قوله "قد تقرر
\ي مذهبنا أن الوفاء بالوعد مندوب ال واجب" 3وورد عن ابن مفلح عند الحنابلة قوله "ال يلزمه الوفاء
4
أك! العلماء".
بالوعد نص عليه ٕالامام احمد وقاله أك
5
ومن أدلة القائل,ن باستحباب الوفاء بالوعد:
.1القيــاس عــى الهبــة ،ودليــل الجمهــور عــى أن الهبــة ال تلــزم إال بــالقبض ،فقــد روي عــن أبــي بكــر رÕــoÔ
وسقا من ماله ،فلما حضرته الوفاة قال ،يا بنيـة ،مـا أحـب ﷲ عنه ،أنه نحل عائشة جذاذ عشرين ً
إي منك وإني كنت نحلتك جذاذ عشـرين وس ًـقا مـن مـاي ،وإذ هـو اليـوم مـال الـوارث ،فاقتسـموﻩ عـى
6
كتاب ﷲ.
.2املوعـود ال يضـارب بمـا وعـد بـه الغرمـاء ،بمعÌـ Óأن الشـخص إذا وعـد بعطيـة أو هبـة ،ومـات الواهـب،
سهما مع الغرماء فيما تبقى من مال الواهب. مفلسا فإن املوعود له ال يأخذ ً مدينا أو ً وكان ً
َ َ ّ َ ََ َ ُ َ ﱠ َ
اعـ ٌـل ذ ِلـ َـك غـ ًـدا( الكهــف 23/فصــح
.3حرمــة الوعــد بــدون اســتثناء ،لقولــه تعــاى )وال تقــولن ِلèــٍ oْ Ôء ِإ ِنــي ف ِ
ـتن فقــد عôــ ÓÔﷲ تعــاى \ــي وعــدﻩ ذلــك ،وال تحــريم الوعــد لغ,ــ! اســتثناء فوجــب أن مــن وعــد ولــم يســت ن
يجوز ان يج"! أحد عى معصية ،فإن استث ÓÌفقال -إن شاء ﷲ-أو نحوﻩ مما يعلقه بـإرادة ﷲ تعـاى
ً
مخلفا لوعدﻩ إن لـم يفعـل؛ ألنـه إنمـا وعـدﻩ أن يفعـل إن شـاء ﷲ تعـاى ،وقـد علمنـا أن ﷲ فال يكون
تعاى لو شاء ألنفذﻩ فلم يشأ ﷲ تعاى كونه.
الوفــاء بــه واجــب ،وهــو رأي ابــن شــ"!مة ،7وابــن ٔالاشــوع )ســعيد ابــن عــامر( خــرج البخــاري \ــي صــحيحه أن
ابن ٔالاشوع قüـ ÓÔبالوعـد ،ونقـل عـن الجصـاص قولـه "أن كـل مـن ألـزم نفسـه عبـادة أو قربـة وأوجـب عـى
ً
نفســه عقـ ًـدا لزمــه الوفــاء لــه ،فــإذا تــرك الوفــاء بــه يوجــب أن يكــون قــائال مــاال يفعــل ،وقــد ذم ﷲ فاعــل
8
ذلك".
ومن أدل
م:
1ابن عابدين ،محمد أم,ن ،العقود الدرية \ي تنقيح الفتاوى الحامدية ،القاهرة/مطبعة امليمنة1310 ،هـ ،ج/2ص353
2ابن رشد ،محمد أحمد ،البيان والتحصيل ،ج/8ص18
3ابن عالن ،محمد ،الفتوحات الربانية عى ٔالاذكار النووية ،املكتبة ٕالاسالمية ،ج/5ص260
مفلح ،برهان الدين ،املبدع \ي شرح املقنع ،دمشق ،املكتب ٕالاسالمي ،ج/9ص345
، 4ابن
5العموري ،مرجع سابق ،ص32
6مالك ،ابن أنس ،املوطأ رواية محمد بن الحسن الشيباني ،لبنان ،دار القلم ،ص286
7ابن حزم ،عي أحمد ،املحى ،ج/8ص28
8الجصاص ،أحمد عي ،أحكام القرآن ،لبنان ،دار الكتاب العربي ،ج/3ص442
64Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
الوفـاء بــه واجــب إذا دخـل املوعــود Rــي كلفـة ،كــأن يقـول الرجــل آلخـر ،طلــق زوجـك وإن فعلــت فلـك مبلــغ مــن
2
املبلغ املوعود ،وهذا هو الرأي الراجح واملشهور عن املالكية.
املال ،فإن طلقها وجب له املبل
ومن أدل
م:
.1دفع الضرر ،وذلك أن املوعود إذا دخل \ي السبب ً
بناءا عى وعد الواعد ،ثم أخلـف الواعـد بوعـدﻩ،
تسـبب بضـرر للموعـود ،والن×ـ oصــى ﷲ عليـه وسـلم يقـول ال ضــرر وال ضـرار ،واسـتنبط العلمـاء م
ìــا
قاعدة الضرر يزال ،وعليه فإن الواعد ملزم بوعدﻩ إذا دخل السبب ح ÓÐال يسبب الضرر لغ!,ﻩ.
ً ً
.2حرية إنشاء الشروط ،وذلك ان املسلمون عى شروطهم إال شرطا أحل حر ًاما أو حرم حـالال ،وعليـه
قالوا بجواز ٕالالزام بالوعد \ي حال دخول سبب الشرط.
هـذا الخـالف \ـي الوعــد املجـرد خـالف منطقــي ومقبـول ،ويـدخل \ـي بــاب "مـا يجـوز فيــه الخـالف لكـن بعــض
الفقهاء املعاصرين قـد نقلـوا هـذا الوعـد مـن بـاب الت"!عـات إـى بـاب املعاوضـات ،ليحـل محـل العقـد ،فقـد
فاس ــتبدلوا الوع ــد بالعق ــد ،أي جعل ــوا العق ــد وع ـ ًـدا ،ول ــو وقف ــوا هن ــا ،وك ــان الوع ــد غ ,ــ! مل ــزم مل ــا ك ــان في ــه
مش ــكلة ،ولك ــ
ìم ق ــالوا بع ــد ذل ــك ،وهن ــا تكم ــن الخط ــورة :نجع ــل الوع ــد ً
ملزم ــا ،وأط ــالوا الك ــالم وفص ــلوا
وشققوا وفرعوا وخوفوا الناس من عدم الوفاء بالوعد ،فحـل الوعـد امللـزم الحـالل عنـدهم ،محـل العقـد
الحرام \ي الشرع ،فهل يجوز؟ أي فرق هنا ب,ن العقد والوعد امللزم.
تظهر أهمية استخدام الوعود امللزمة املتبادلة \ي التطبيقات املعاصرة \ي املصارف ٕالاسـالمية بشـكل واضـح \ـي
لآلمر بالشراء ،وقد تباينـت أراء الفقهـاء املعاصـرين حـول لـزوم الوعـد ،أو عـدم لزومـه ،انطالقـا
صيغة املرابحة مر
1النوويÓ ،
يح* Óشرف الدين ،صحيح مسلم بشرح النووي ،لبنان/دار الكتب العلمية ،ج/2ص48
2ابن رشد ،مرجع سابق ،ص255
65Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
ً
من نكول ٓالامر بالشراء عن تنفيذ وعدﻩ ،مما يسبب إشكاال للمصرف جراء امتالكه للسـلعة الÐـ oوعـد العميـل
بشرا
Íا منه ،لذلك فإن مصلحة املصرف تدور حول إلزامية الوعد.
وتســتخدم املصــارف ٕالاســالمية الوعــد امللــزم للتحــوط مــن خطــر نكــول العميــلٔ ،الامــر الــذي يتســبب \ــي خســارة
املصــرف ،فبعــد أن يشــ!iي املصــرف الســلعة وتــدخل \ــي ذمتــه قــد ي!iاجــع العميــل ع
ìــا ،وهنــا ﱠ
تحمــل املصــرف
الســلعة ولــم يســتفد م
ìــأ ،الامــر الــذي قــد
ــدد املصــرف ،بــل إن بعــض مج,ــOي الوعــد امللــزم مــن ح
حججهــم أن
عــدم لزوميــة الوعــد قــد تــؤدي لخــروج املصــرف مــن الســوق ،فــاألمر يصــ !,وجــود وعــدم ،حيــاة أو مــوت بالنســبة
للمصرف .من هنا تباينت آراء الفقهاء ب,ن القائل,ن بلزوم الوعد وب,ن القائل,ن بعـد لزومـه ،و\ـي املطالـب ٓالاتيـة
توضيح لذلك.
ممن يرى عدم جواز ٕالالزام ،ابن تيمية \ي إقامة الدليل عى إبطال التحليل ،1والشوكاني \ي أدب الطلب،2
وابن بطة \ي إبطال الحيل ،3ومحمد عبد الوهاب بح!,ي \ي الحيل \ي الشريعة ٕالاسالمية ،4ومحمد بن إبراهيم
\ي الحيل الفقهية \ي املعامالت املالية ،5واملصري \ي املصارف ٕالاسالمية )دراسة شرعية( ،6والس
اني \ي الوجO,
7
\ي املصارف ٕالاسالمية
وأما آراء املذاهب الفقهية ٔالاربعة املعتمدة من املالكية والشافعية والحنفية والحنابلة ،ف opكاآلتي:
" إذا أرى الرجــل )املشــ!iي( الرجــل )التــاجر/املصــرف( الســلعة ،فقــال اشــ !iهــذﻩ )عـ ﱠـ,ن الســلعة باإلشــارة( وأربحــك
1
ابن تيمية ،تقي الدين أبو العباس ،إقامة الدليل عى إبطال التحليل ،تحقيق :حمدي عبد املجيد السلفي ،املكتب ٕالاسالمي ،ب!,وت ،ط/1ص259
2
يح* Óالسري,ي ،دار ابن حزم :ب!,وت،
الشوكاني ،محمد بن عي بن محمد بن عبد ﷲ) ،ت1250:هـ( ،أدب الطلب ومنتٔ Ópالادب ،تحقيق :عبد ﷲ يح
ط1419/1هـ ،ص1201
ُْ
العك َ"!ي ،إبطال الحيل ،تحقيق :زه !,الشاويش ،املكتب ٕالاسالمي ،ب!,وت ،ط،2
3
ابن بطة ،أبو عبد ﷲ عبيد ﷲ بن محمد بن محمد بن حمدان
1403هـ ،ص707
4
البح!,ي ،محمد عبد الوهاب ،الحيل \ي الشريعة ٕالاسالمية ،مطبعة السعادة/القاهرة ،ط1974/1م ،ص189
5
ابن إبراهيم ،محمد )2008م( الحيل الفقهية \ي املعامالت املالية ،دار سحنون للنشر والتوزيع :تونس ،ط1
6
املصري ،رفيق يونس ،املصارف ٕالاسالمية )دراسة شرعية( ،دار املكت× ،oدمشق2009 ،م
7
الس
اني ،عبد الجبار )2014م( الوج\ O,ي املصارف ٕالاسالمية ،مطبعة حالوة ،إربد ،ط1
66Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
ف
Úــا بكــذا ،فاشــ!iاها الرجــل )التــاجر/املصــرف( ،فالش ـراء جــائز والــذي قــال أربحــك ف
Úــا بالخيــار :إن شــاء أحــدث
1 ف
Úا ً
بيعا )أنجز وعدﻩ( ،وإن شاء تركه"
.2رأي املالكية :ذهـب املالكيـة \ـي عـدم جـواز مطلـق املواعـدة عـى الشـراء بـثمن آجـل أعـى مـن الحـال ،فقـد نقـل
ـأك! مـن سـعر يومـه ألجـل النسـاء )حÐـ Óبـدون وعـد( ،ونسـب هـذا إـى زيـن العابـدين
الشوكاني " :حرمة بيع الoÔèء بـأك
2
ويح* Óمن الزيدية وأبي بكر الرازي الجصاص الحنفي" . والناصر واملنصور باهلل والهادوية ويح
.3رأي الحنفيــة والحنابلــة :جــاء \ــي املبســوط " :رجــل أمــر رجـ ًـال أن يشــ!iي ً
دارا بــألف درهــم ،وأخ"ــ!ﻩ أنــه إن فعــل
ً
مجيبــا عــن اشــ!iاها )ٓالامــر( منــه بــألف ومائــة ،فخــاف املــأمور إن اشــ!iاها أال يرغــب ٓالامــر \ــي ش ـرا
Íا ،قــال محمــد
هـذا الاحتمـال :يشـ!iي الـدار عـى أنـه بالخيـار ثالثـة أيــام 3".ويفهـم مـن هـذا النقـل جـواز املواعـد عنـدهم دون جــواز
ٕالالزام ف
Úا ،ألنه لو جاز ٕالالزام باملوعد ملا اج
دوا لدفع الضرر عنه بخيار الثالثة أيام.
ً
مطلق ــا كم ــا اتض ــح م ــن نق ــولهم املتقدم ــة ،أم ــا والخالص ــة ًإذا ﱠ
أن املالكي ــة رفض ــوا بي ــع املرابح ــة للوع ــد بالش ـراء
الشــافعية والحنفيــة والحنابلــة ،فقــد أجــازوا هــذا البيــع شــريطة عــدم إي ـراد الوعــد ً
ملزمــا ،صــرح بــذلك ٕالامــام
الشافøي ،وفهم من فحوى نقول الحنفية والحنابلة \ي الحيلة ال oÐيستدفع }
ا الضرر.
.1الن opعـن بيـع مـا لـيس عنـدك ،ففـي حالـة إلـزام العميـل عـى شـراء السـلعة مـن قبـل البنـك ،الـدخول
ش
ة أن البنك يبيع ما ليس عندﻩ ،املجمع عى تحريمها ،فعند توقيع البنك مع العميل الاتفاقية
\ي
ة
ٔالاوى للشراء لم يكن البنك قد تملك السلعة بعد.
.2الن opعن بيع ما لم يضمن ،فالسـلعة وإن كانـت معينـة أو موصـوفة وص ًـفا ً
دقيقـا ،فpـ oلـم تـدخل \ـي
حيــازة البنــك وضــمانه بعــد ،وعليــه ال يحــق للبنــك إل ـزام العميــل }
ــا وضــمان ربحهــا وæــي لــم تــدخل \ــي
ضمان البنك.
1الشافøي ،أبو عبد ﷲ محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان) ،ت204:هـ(ٔ ،الام ،دار املعرفة :ب!,وت) ،بدون طبعة1990/م(
2الشوكاني ،محمد بن عي بن محمد بن عبد ﷲ )ت1250:هـ( أدب الطلب ومنتٔ Ópالادب ،تحقيق :عبد ﷲ يح* Óالسري,ي ،دار
3السرخ ،oÔýمحمد بن أحمد بن أبي سهل )ت483:هـ( املبسوط ،دار املعرفة :ب!,وت1993) ،م(
67Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
.3قياس عقد البيع عى سائر العقود ،فكما أن عقـد الطـالق ال يقـع بمجـرد الوعـد بـه ،وعقـد النكـاح ال
يقع بمجرد الوعد به ،كذلك عقد البيع ال يقع بمجرد الوعد به.
ذه ــب بع ــض العلم ــاء املعاص ــرين إ ــى الق ــول بج ــواز ٕالال ـزام بالوع ــد \ ــي بي ــع املرابح ــة املص ــرفية ،وم ــ
ìم ال ــدكتور
يوســف القرضــاوي ،والــدكتور ســامي حمــود ،والشــيخ عبــد ﷲ بــن منيــع ،والــدكتور عــي القــرة دا.ــي والــدكتور
إب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراهيم فاض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدبو.
كمــا أن غالبيــة البنــوك اليــوم ولجــان ٕالافتــاء والرقابــة الشــرعية تتبÌــ Óالـرأي القائــل بلــزوم الوعــد عــى العميــل،
م
ìا مجموعة دلة ال"!كة وبيت التمويل الكوي oÐومصرف قطر ٕالاسالمي .والكث !,من البنوك ٕالاسالمية.
68Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
ق ــرر مجم ــع الفق ــه ٕالاس ــالمي املنعق ــد \ ــي ج ــدة لع ــام \ 1988ــي دورة م ــؤتمرﻩ الراب ــع بخص ــوص إل ـزام الوع ــد \ ــي
املرابحة ما يي:
ً
لآلمر بالشراء إذا وقع عـى سـلعة بعـد دخولهـا \ـي ملـك املـأمور ،وحصـول القـبض املطلـوب
أوال :أن بيع املرابحة مر
ً
شــرعا ،هــو بيــع جــائز ،طاملــا كانــت تقــع عــى املــأمور مســؤولية التلــف قبــل التســليم ،وتبعــة الــرد بالعيــب الخفــي
ونحوﻩ من موجبات الرد بعد التسليم ،وتوافرت شروط البيع وانتفت موانعه.
ً ً
ثانيــا :الوعــد – وهــو الــذي يصــدر مــن ٓالامــر أو املــأمور عــى وجــه الانفـراد – يكــون ملزمــا للواعــد ديانــة إال لعــذر،
ً
وهــو ملــزم قضــاء إذا كــان معلقــا عــى ســبب ودخــل املوعــود \ــي كلفــة نتيجــة الوعــد .ويتحــدد أثــر ٕالال ـزام \ــي هــذﻩ
ً
الحالة إما بتنفيذ الوعد ،وإما بالتعويض عن الضرر الواقع فعال بسبب عدم الوفاء بالوعد بال عذر.
ً
ثالثــا :املواعــدة – وæــي الÐــ oتصــدر مــن الطــرف,ن – تجــوز \ــي بيــع املرابحــة بشــرط الخيــار للمتواعــدين ،كل
Úمــا أو
أحدهما ،فإذا لم يكن هناك خيار فإ
ا ال تجوز ،ألن املواعدة امللزمة \ي بيع املرابحة تشبه البيع نفسه ،حيث
ً
يش!iط عندئـذ أن يكـون البـائع مالكـا للمبيـع حÐـ Óال تكـون هنـاك مخالفـة لنpـ oالن×ـ oصـى ﷲ عليـه وسـلم عـن
بيع ٕالانسان ما ليس عندﻩ.
ً
وتعليقا عى قرار مجمع الفقه ٕالاسالمي ،فإن قرار املجمـع بمنـع ٕالالـزام للطـرف,ن وأجـازﻩ ألحـدهما هـذا قـرار غ,ـ!
ً
مفهــوم وغ,ــ! معلــل مــن قبــل املجلــس ،فإمــا إل ـزام الطــرف,ن أو ال أحــد ،وأمــا أن يلــزم طرفــا دون ٓالاخــر فهــذا غ,ــ!
ً
ـائال" :ولــم أســت
ìض سـ ً
ـندا لتمي,ــ Oقـرار مجمــع الفقــه بــ,ن منطقــي وال مقبــول .ويعلــق الســ
اني عــى قـرار املجمــع قـ
1
الوعد امللزم واملواعدة امللزمة والذي اعتمدﻩ النظر املصر\ي املعاصر ،إال إذا قلنا بالفرق ب,ن البيع واملبايعة
2
واملآخذ عى هذا القرار يمكن تلخيصها باآلتي:
خذ
.1اســتند املجمــع إــى بحــوث \ــي الوعــد ،جــاءت منفصــلة عــن موضــوع املرابحــة ،وتجاهــل كاتبوهــا صــلة
الوع ــد باملرابح ــة ،م ــع أن احك ــام الوع ــد املج ــرد تختل ــف ً
تمام ــا ع ــن أحك ــام الوع ــد \ ــي املرابح ــة وس ــائر
املعاوضات.
1اني،
الس
اني ،الوج\ O,ي املصارف ٕالاسالمية ،مرجع سابق ،ص87
2املصري ،رفيق يونس ،الوعد امللزم \ي معامالت املصارف ٕالاسالمية ،مركز أبحاث الاقتصاد ٕالاسالمي ،جامعة امللك عبد
العزيز2003 ،م ،ص121
69Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
ـ0ن كــان املـراد مــن الوعــد هـو الت"!عــات ،ومـن املواعــدة املعاوضــات،
.2م,ـ Oالقـرار بـ,ن الوعــد واملواعــدة ،ولـ ن
إال أن هـذا التمي,ـ Oبــ,ن بـ,ن الوعـد واملواعــدة تمي,ـ Oغ,ـ! مفهــوم ً
علميـا ،وكـان مــن ٔالافضـل أن يقـال بــأن
ً
الوعــد املجــرد يجــوز أن يجــري \ــي خــالف الفقهــاء \ــي ٕالالــزام وعدمــه ،وام إذا كــان الوعــد بــديال لعقــد
محــرم ،فــال يجــوز أن يكــون ً
ملزمــا بحــال ،ألن العقــد إذا حــرم \ــي ــoÔء حــرم فيــه الوعــد امللــزم ،يضــاف
إــى ذلــك ان الوعــد واملواعــدة ــoÔء واحــد ،ألن ٕالانســان \ــي الوعــد ال يمكــن ان يقــال بأنــه يعــد نفســه،
ففي كل م
ìما طرفان ،طرف إيجاب وطرف قبول.
منــع القـرار ٕالالـزام للطــرف,ن ولكــن أجــازﻩ ألحــدهما ،وهــذا تحكــم غ,ــ! مفهــوم ً
أيضــا ،فالواجــب إمــا ٕالالـزام للطــرف,ن أو الخيــار لهمــا، .3
الحجــة الثانيــة :ال ضــرر وال ضـرار ،والضــرر الــذي ســيقع عــى البنــك نتيجــة نكــول العميــل عــن وعــدﻩ بالشـراء،
ويج ــاب ع ــى ه ــذا أن البن ــك ل ــيس مج ــرد وكي ــل يق ــوم بش ـراء الس ــلعة للعمي ــل ،وإنم ــا ه ــو ط ــرف بالعق ــد يق ــوم
ً
بالشراء والبيع ،وإذا ما عد وكيال \ي العقد فإن الربح الحاصل له مجرد ربا ال يحل له.
الحجة الثالثـةٔ :الاصـل \ـي املعـامالت ٕالاباحـة ،وهـذﻩ قاعـدة عامـة وصـحيحة ،ولكـن كمـا بينـا أن ٕالالـزام بالعقـد
به محظورات شرعية ،فلم تشمله هذﻩ القاعدة.
1القرط× ،oشمس الدين بن أحمد بن أبي بكر أبو عبد ﷲ ،الجامع ألحكام القرآن ،تحقيق سم !,البخاري ،دار عالم
الكتب/الرياض2003 ،م
70Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
الحجــة الخامســة :القيــاس عــى الاستصــناع ،وعقــد الاستصــناع عقــد غ,ــ! الزم عنــد جمهــور الفقهــاء ،لــم يقــل
يصح القياس هنا.
بلزومه إال قليل ،وم
ìم أبو يوسف تلميذ أبي حنيفة ،وعليه ال يص
الحجــة السادســة :املصــرف ال يبيــع البضــاعة إال بعــد تملكهــا ،والقــول بــأن املصــرف ال يبيــع البضــاعة إال بعــد
تملكهــا قــول غ,ــ! صــحيح؛ ألن اعتبــار البيــع ً
الزمــا باالتفــاق ٔالاول وقبــل تملــك البضــاعة ،يجعــل الاتفــاق الجديــد
بعــد تملــك البضــاعة صـ ً
ـوريا ،ألنــه ال أثــر لــه \ــي لــزوم البيــع ،وال أثــر لــه \ــي قيم ـة الســلعة ،وايجــاب وقبــول هــذا
شــأ
ما ،ال قيمــة لهمــا ،فــإن الايجــاب والقبــول مــن طبيع
مــا يحــددان الســلعة ويحــددان قيم
ــا ،ويع" ـ!ان عــن
رضا املتعاقدين ،ويكـون املشـ!iي بالخيـار قبـل صـدور القبـول ،وهـذا غ,ـ! موجـود \ـي الايجـاب والقبـول الحـادث,ن
1
بعد تملك املصرف للبضاعة.
الحجة السابعة :تحريم البيع قبل التملك نتيجة الغرر ،والغرر اليس !,يغتفر ،يجاب عى ذلك أن تحريم بيع
ما ال تملك وبيـع مـا لـيس عنـدك ،وعـن ربـح مـا لـم يضـمن ،جـاء بـالتحريم بنصـوص صـريحة ،وأن املصـلحة هنـا
ملغاة من وجهة نظر الشارع ،فجعل الوعد ً
الزما يجعله كالعقد ،والعقد عى ما ال تملك محرم باالتفاق.
يقــوم البنــك ٕالاســالمي العربــي ،باألخــذ بــالرأي القائــل بجــواز إلـزام العميــل بالوعــد الصــادر منــه حــال طلبــه بعقــد
املرابحــة ،والـرأي الـراجح للباحــث هــو جــواز عقــد املرابحــة املصــرفية بشــرط عــدم اللــزوم \ــي الوعــد ،وإن جعلنــا
الزما صار كالعقد ،والعقد ببيع ما ليس عندك محرم باالتفاق. الوعد ً
وعلي ــه م ــا يق ــوم ب ــه البن ــك ٕالاس ــالمي العرب ــي ،م ــن إل ـزام العمي ــل بوعــدﻩ \ ــي عق ــد املرابحــة ،ال يج ــوز ع ــى رأي
الباحث ،وعى البنك مراجعة ٓالاراء الفقهية املتعلقة باملوضوع ،ودراس
ا بحيادية وتعمق ،للخروج بما يتوافق
مع الشريعة ٕالاسالمية ،وبشكل ال يلحق الضرر بالعميل أو البنك نفسه.
الخاتمة
يجدر بي وانا \ي
اية البحث ،ذكر النتائج والتوصيات وæي عى النحو ٓالاتي:
لآلمر بالشراء ،شبكة ٔالالوكةٓ ،الافاق الشرعية2011 ،م 1الدبيان ،دبيان محمدٕ ،الالزام بالواعد \ي صي
صيغ املرابحة مر
71Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
تجر
ــا البن ــوك
.1أج ــازت امل ــذاهب ال ــثالث )الش ــافعية والحنفي ــة والحنابل ــة( ص ــورة بي ــع املرابح ــة كم ــا تجر
اليــوم ،بشــرط عــدم لــزوم الوعــد ،ولــم يجــز املــذهب املــالكي صــورة بيــع املرابحــة كمــا تجر
ــا البنــوك
اليوم.
.2بي ــع املرابح ــة املص ــرفية ي ــدخل \ ــي بي ــع م ــا ل ــيس عن ــدك ،وه ــو مح ــرم باإلجم ــاع عن ــد املس ــلم,ن ،تج ,ــOﻩ
عقدا ،والعقد عى بيع ما لـيس املذاهب \ي حال عدم لزوم الوعد ،و\ي حال لزوم الوعد صار الوعد ً
عندك محرم.
.3تفريق مجمع الفقه ٕالاسالمي ب,ن الوعد واملواعدة غ !,مستساغ وال م"!ر ،واش!iاط اللزوم عى طرف
دون ٓالاخر غ !,مفهوم ً
أيضا ،فإما أن يكون ً
ملزما للطرف,ن أو غ !,ملزم لهما.
.4رجح الباحث عدم جواز لزوم الوعد \ي املرابحة املصرفية.
.5بطالن عقد املرابحة املصرفية لدى البنك ٕالاسالمي العربي ،وذلك ألخذﻩ بالرأي القائل بزوم الوعد.
.6كمــا يوــ oÔالباحــث لجــان ٕالافتــاء والرقابــة \ــي املصــارف ٕالاســالمية بمراجعــة موضــوع لــزوم الوعــد \ــي
املرابحة ،والوقوف بجدية عى آراء املذاهب ٔالاربعة املتعلقة بمنع جواز لزوم الوعد.
ـد
ا ،وبيــع العميــل مباشــرة مــن معارضــها ،للخــروج
.7أن تعمــل املصــارف ٕالاســالمية عــى إيجــاد الســلع لــد
ا،
من الخالف ومن بيع ما ليس عندك.
.1ابـ ـ ــن منظـ ـ ــور ،محمـ ـ ــد بـ ـ ــن مكـ ـ ــرم بـ ـ ــن عـ ـ ــي )1987م( لسـ ـ ــان العـ ـ ــرب ،مؤسسـ ـ ــة الرسـ ـ ــالة :ب,ـ ـ ــ!وت،
ط/1ص123
.2ابــن زكريــا ،أبــي الحســ,ن أحمــد فــارس )1979م( معجــم مقــاييس اللغــة ،تحقيــق وضــبط عبــد الســالم
محمد هارون ،ص201
.3الغزاي ،أبي حامد محمد ،احباء علوم الدين ،املكتبة التجارية الك"!ى ،القاهرة/ط ،1ص127
.4حمــود ،ســامي ،تطــوير ٔالاعمــال املصــرفية بمــا يتفــق مــع الشــريعة ٕالاســالمية ،مطبعــة الشــرف/عمــان،
ط1982/2م ،ص85
.5شب ،!,محمد عثمان ،املعامالت املالية املعاصرة ،عمانٔ/الاردن ،دار النفائس ،ط1996/1م ،ص264
.6القرط× ،oمحمد أحمد ،الجامع ألحكام القرآن ،مجلد ،3ج/5ص32
.7الزحيي ،وهبة ،الفقه ٕالاسالمي وادلته ،دمشق/سوريا ،دار الفكر املعاصر ،ط2002/4م ،ص2917
.8الزرقا ،مصطفى ،املدخل الفق opالعام ،ب!,وت/لبنان ،دار الفكر ،ط1968/9م ،ص291
.9العمــوري ،محمــود فهــد أحمــد ،الوعــد امللــزم \ــي صــيغ التمويــل املصــر\ي ٕالاســالمي ،رســالة ماجســت،!,
جامعة ال!,موكٔ/الاردن ،قسم الاقتصاد واملصارف ٕالاسالمية2004 ،م ،ص11
72Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
.10اب ــن تيمي ــة ،تق ــي ال ــدين أب ــو العب ــاس أحم ــد بـ ــن عب ــد الحل ــيم )1418ه ـ ـ( إقام ــة ال ــدليل ع ــى إبطـ ــال
التحليل ،تحقيق :حمدي عبد املجيد السلفي ،املكتب ٕالاسالمي ،ب!,وت ،ط/1ص259
.11الشوكاني ،محمد بن عي بن محمد بـن عبـد ﷲ) ،ت1250:ه ـ( ،أدب الطلـب ومنتpـٔ Óالادب ،تحقيـق:
السري,ي ،دار ابن حزم :ب!,وت ،ط1419/1هـ ،ص1201 عبد ﷲ يح* Óالسري
َ ُْ
.12اب ــن بط ــة ،أب ــو عب ــد ﷲ عبي ــد ﷲ ب ــن محم ــد ب ــن محم ــد ب ــن حم ــدان العك" ــ!ي) ،ت387:هـ ـ( ،إبط ــال
الحيل ،تحقيق :زه !,الشاويش ،املكتب ٕالاسالمي ،ب!,وت ،ط1403 ،2هـ ،ص707
.13البح ,ـ ـ ــ!ي ،محم ـ ـ ــد عب ـ ـ ــد الوه ـ ـ ــاب ،الحي ـ ـ ــل \ ـ ـ ــي الش ـ ـ ــريعة ٕالاس ـ ـ ــالمية ،مطبع ـ ـ ــة الس ـ ـ ــعادة/الق ـ ـ ــاهرة،
ط1974/1م ،ص189
.14اب ــن إبـ ـراهيم ،محم ــد )2008م( الحي ــل الفقهي ــة \ ــي املع ــامالت املالي ــة ،دار س ــحنون للنش ــر والتوزي ــع:
تونس ،ط1
.15املصري ،رفيق يونس ،املصارف ٕالاسالمية )دراسة شرعية( ،دار املكت× ،oدمشق2009 ،م
الس
اني ،عبد الجبار )2014م( الوج\ O,ي املصارف ٕالاسالمية ،مطبعة حالوة ،إربد ،ط1
اني، .16
.17الش ــافøي ،أب ــو عب ــد ﷲ محم ــد ب ــن إدري ــس ب ــن العب ــاس ب ــن عثم ــان) ،ت204:ه ـ ـ(ٔ ،الام ،دار املعرف ــة:
ب!,وت) ،بدون طبعة1990/م(
.18الشــوكاني ،محمــد بــن عــي بــن محمــد بــن عبــد ﷲ )ت1250:ه ـ( أدب الطلــب ومنتpــٔ Óالادب ،تحقيــق:
السري,ي ،دار ابن حزم :ب!,وت ،ط1419/1هـ عبد ﷲ يح* Óالسري
.19السرخ ،oÔýمحمد بن أحمد بن أبي سهل )ت483:هـ( املبسوط ،دار املعرفة :ب!,وت1993) ،م(
.20املص ـ ــري ،رفي ـ ــق ي ـ ــونس ،الوع ـ ــد املل ـ ــزم \ ـ ــي مع ـ ــامالت املص ـ ــارف ٕالاس ـ ــالمية ،مرك ـ ــز أبح ـ ــاث الاقتص ـ ــاد
ٕالاسالمي ،جامعة امللك عبد العزيز2003 ،م ،ص121
.21القرط×ــ ،oشــمس الــدين بــن أحمــد بــن أبــي بك ــر أبــو عبــد ﷲ ،الجــامع ألحكــام الق ـرآن ،تحقيــق س ــم!,
البخاري ،دار عالم الكتب/الرياض2003 ،م
.22اب ــن عاب ــدين ،محم ــد أم ــ,ن ،العق ــود الدري ــة \ ــي تنق ــيح الفت ــاوى الحامدي ــة ،الق ــاهرة/مطبع ــة امليمن ــة،
1310هـ ،ج/2ص353
.23ابن رشد ،محمد أحمد ،البيان والتحصيل ،ج/8ص18
.24ابن عالن ،محمد ،الفتوحات الربانية عى ٔالاذكار النووية ،املكتبة ٕالاسالمية ،ج/5ص260
مفلح ،برهان الدين ،املبدع \ي شرح املقنع ،دمشق ،املكتب ٕالاسالمي ،ج/9ص345
، .25ابن
.26مالك ،ابن أنس ،املوطأ رواية محمد بن الحسن الشيباني ،لبنان ،دار القلم ،ص286
.27ابن حزم ،عي أحمد ،املحى ،ج/8ص28
.28الجصاص ،أحمد عي ،أحكام القرآن ،لبنان ،دار الكتاب العربي ،ج/3ص442
.29النووي ،يح* Óشرف الدين ،صحيح مسلم بشرح النووي ،لبنان/دار الكتب العلمية ،ج/2ص48
73Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
ملخص:
تث !,مسألة العالقة ب,ن القانون الدوي والقانون الوط oÌعدة تساؤالت وæي؛ هل القانون الـدوي أسـم Óأو أدنـى
مرتبــة مــن القــانون الــوطoÌ؟ مــا هــو ٔالاســاس القــانوني لاللiـOام بالقــانون الــدوي؟ مــا æــي القاعــدة ٔالاعــى القــانون
ال ــدوي أم الق ــانون ال ــداخي؟ وه ــل ي ــتم التعام ــل م ــع الق ــانون ال ــدوي ب ــذات الط ــرق ال Ðــ oي ــتم التعام ــل }
ــا م ــع
القانون الداخي داخل إطار الدولة؟ هذﻩ التساؤالت عملت عى وجود العديد من املـذاهب النظريـة القانونيـة
كــي تتوصــل للحلــول العلميــة لهــا .لــذا وجــب التفرقــة بــ,ن مــذهب,ن أولهمــا يميــل لفكــرة وجــود وحــدة القــانون,ن،
ؤالاخــرى تميــل لوجــود فكــرة ثنائيــة القــانون,ن .وحÐــ Óنتوصــل ملكانــة القــانون الــدوي \ــي النظــام القــانوني الــوطoÌ
نجـد أن الدسـتور الـوط\ oÌـي كـل دولـة هـو الـذي يحـدد العالقـة بي
ìمـا .فهنـاك عالقـة وثيقـة بـ,ن القـانون الــدوي
الكلمــات املفتاحي ــة :القــانون ال ــدوي ،القــانون ال ــداخي ،القــانون ال ــوط ،oÌوحــدة الق ــانون,ن ،ثنائيــة الق ــانون,ن،
املعاهدات الدولية.
74Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
Abstract:
The question of the relationship between international law and national law raises
several questions: Is international law higher or lower than national law? What is the
legal basis for adherence to international law? What is the supreme rule of international
law or domestic law? Is international law dealt with in the same ways as domestic law
within the State's framework? These questions worked on the existence of many
doctrines of legal theory to come up with scientific solutions to them. The first two
doctrines had to be distinguished from the idea of a unity of laws, and the other tended
to have a two-law
law idea. Until we find the place of international law in the national legal
system, it is each State's national Constitution that defines their relationship. There is a
close relationship between international law and national law and there are several
differences about the nature of this relationship.
املقدمة:
تواج ـ ــد العالق ـ ــات ب ـ ــ,ن ال ـ ــدول وبعض ـ ــها ال ـ ــبعض ،ف ـ ــرض عل ـ ــ
Úم تط ـ ــوير الق ـ ــانون ال ـ ــدوي وتقدم ـ ــه وأص ـ ــبحت
موضــوعاته مــن صــميم الاختصــاص الــداخي للدولــة .ومــن املعــروف أن مبــدأ ســيادة الــدول هــو حجــر ٔالاســاس
الـذي ُبنيــت عليـه قواعــد القــانون الـدوي ويتثمــل \ــي فـرض ســيطرة الـدول عــى إقليمهــا بالكامـل واســتقالل هــذﻩ
الــدول ،وأنــه ال يحــق ألي دولــة أن تتــدخل \ــي شــئون أي دولــة أخــرى دون رضــاها .فمــن بــد
يات مظــاهر ســيادة
ُ
الدولة هو وضعها لقوان,ن تطبق داخل حدود إقليمها ،إال ا
ا قد تصطدم بقواعد القانون الدوي الواضـح \ـي
ً ً
املعاه ــدات الدولي ــة ال Ðــ oتك ــون الدول ــة طرف ــا ف
Úــا .فيس ــøى القض ــاء دوم ــا للت ــوازن ب ــ,ن قوع ــد الق ــانون ال ــدوي
والداخي.
أهمية البﺤث:
هذا البحث يسلط الضوء عى العالقة ب,ن القانون الدوي والقانون الوط oÌوأوأ
ما يكون له السلطة عى
ٔالاخر ومن يكون له السمو .كما يتم توضيح النتائج امل!iتبة عى كل من النظريت,ن والنقد الذي يوجه إل
Úما.
فمن الدارج رؤيته أن القانون الدوي يسمو القانون الداخي وتطبق املعاهدات والاتفاقيات الدولية عى
75Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
أهداف البﺤث:
دف البحث إى توضيع طبيعة العالقة بـ,ن القـانون الـوط oÌوالقـانون الـدوي ،وتوضـيح النظريـات الÐـ oتحكـم
دف
العالق ــة ب ــ,ن الق ــانون ال ــوط oÌوالق ــانون ال ــدوي ،وتوض ــيح موق ــف القض ــاء ؤالانظم ــة القانوني ــة الداخلي ــة فيم ــا
يخــص العالقــة بــ,ن القــانون الــدوي والقــانون الــوط ،oÌوســرد موقــف الــدول مــن موقــف الفصــل بــ,ن القــانون
مشكلة البﺤث:
أن هنــاك العدي ــد مــن النظري ــات \ــي تفس ــ !,مــا إذا الق ــانون الــداخي ج ــزء مــن الق ــانون الــدوي ويك ــون الق ــانون
ً
ال ــداخي \ ــي املرتب ــة ٔالاع ــى و\ ــي ه ــذا الش ــأن يطب ــق الق ــانون ال ــداخي ح Ðــ Óإذا ك ــان متع ــارض كلي ــا م ــع الق ــانون
ال ــدوي ،أم أن الق ــانون ال ــدوي ج ــزء م ــن الق ــانون ال ــداخي ويص ــبح الق ــانون ال ــدوي بمثاب ــة القاع ــدة القانوني ــة
املوجـودة \ـي قمـة هــرم القواعـد القانونيـة وتلiـOم الدولــة بتطبيقـه مـن خـالل الاتفاقيــات واملعاهـدات الدوليـة \ــي
منهجية البﺤث:
اعتمد البحث عى املنهج الوصفي التحليي ،والذي قد يكون معتمد \ي أغلب ٔالابحاث القانونية حيث إنه
يعتمد عى وصف املوضوع محل الدراسة وجمع املعلومات من مختلف الجوانب ووضع الحلول املناسبة لها.
خطة البﺤث:
املبح ــث ٔالاول :عالق ــة الق ــانون ال ــدوي بالق ــانون ال ــداخي والنظري ــات ال Ðــ oتحك ــم العالق ــة بي
ìم ــا ،ويتك ــون م ــن
مطلب,ن:
76Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
املطلب الثاني :النظريات ال Êتﺤكم العالقة بن القانون الدوي والقانون الوط.Ð
املبﺤث الثاني :موقف القضاء الدوي من العالقة بن القانون الدوي والقانون الداخي
املبحث الثالث :موقف ٔالانظمة القانونية املقارنة والدسات !,من العالقة ب,ن القانون الدوي والقانون الداخي،
ويتكون من مطلب,ن:
املطلب ٔالاول :موقف ٔالانظمة القانونية املقارنة من العالقة ب,ن القانون الدوي والقانون الداخي.
املطلب الثاني :موقف الدسات !,من العالقة ب,ن القانون الدوي والقانون الداخي.
املبﺤث ٔالاول :عالقة القانون الدوي بالقانون الداخي والنظريات ال Êتﺤكم العالقة بيMNما:
تحدي ــد العالق ــة ب ــ,ن الق ــانون ال ــدوي والق ــانون ال ــوط oÌتكم ــن أهميت ــه \ ــي إذا تواج ــد تن ــازع ق ــائم ب ــ,ن دولت ــ,ن،
أح ــداهما تتمس ــك بتطبي ــق الق ــانون ال ــدوي ال ــذي ي ــنظم مس ــألة الخ ــالف ،أم ــا ٔالاخ ــرى تري ــد أن ُتطب ــق الق ــانون
ال ــوط oÌله ــا .ل ــذا يك ــون الس ــؤال املط ــروح ه ــو أي م ــن الق ــانون,ن س ــيطبقه القا Õــ oÔع ــى ال ـOاع املُث ــار ،الق ــانون
الــدوي أم القــانون الــوطoÌ؟ فقــد أثــارت العالقــة بــ,ن القــانون الــداخي والقــانون الــوط oÌجــدل كب,ــ! بــ,ن فقهــاء
القانون ويتمثل هذا الخالف حول أي من القانون,ن سيكون له ٔالاولوية \ي التطبيق .لـذا فالسـؤال الـذي يطـرح
نفسه هو :ما æي طبيعة ٔالاساس القانوني اللOiام الدول بالقانون الدوي؟ هنـاك مـذهب,ن بشـأن هـذا التسـاؤل؛
فاملذهب ٔالاول هو مذهب موضوÑي ،ويميل من يتب ÓÌهذا املذهب إى ٔالاخـذ بنظريـة وحـدة القـانون,ن ،ويتطـرق
إــى أنــه يجــب ٕالاشــارة لفكــرة وجــود هــرم القواعــد القانونيــة ،فكــل قاعــدة قانونيــة يعلوهــا قاعــدة قانونيــة أخــرى
ُ
إى أن نصل إى قمة هـذا الهـرم وهـو القـانون الـدوي الـذي يتمثـل \ـي املعاهـدات الدوليـة املوقعـة عل
Úـا مـن قبـل
الدولــة .وبن ـ ًـاء علي ــه فــأن أي قاع ــدة قانوني ــة تتعل ــق بالقــانون ال ــوط oÌتخ ــالف الق ــانون الــدوي ف pــ oقاع ــدة غ ,ــ!
مشروعة .أما املذهب ٔالاخر فهو يتعلق بإرادة الـدول )فكـرة ٕالاراديـة( ،ومـن يناصـر هـذا املبـدأ يعتمـد عـى نظريـة
ثنائي ــة الق ــانون,ن؛ فه ــذﻩ الفك ــرة تتعل ــق بمب ــدأ س ــيادة الدول ــة وأن الدول ــة ال يمك
ìــا الخض ــوع إلرادة أع ــى م ــن
77Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
إراد
âــا كــي ال تفقــد كيا
ــا ،وبالتــاي ال يمك
ìــا أن تخضــع ألي ســلطة أعــى م
ìــا ســوى إراد
âــا وال يمكــن فــرض أي
قانون عل
Úا من قبل سلطة أخرى.
وما ُي"!ر فكر هذﻩ املذاهب هو أنه قد نصت العديـد مـن الدسـات !,الوطنيـة عـى سـمو املعاهـدات الدوليـة ،وأن
الق ــانون ال ــدوي ج ــزء ال يتج ــزأ م ــن الق ــانون ال ــداخي للدول ــة وأن ال ــدول تجتم ــع إرادا
âــا ع ــى قب ــول الارتب ــاط
ُ
والتقيد بالتصديق عى املعاهـدات الدوليـة املختلفـة .بينمـا ال تعـي بعـض الدسـات !,القـانون الـدوي عـى قانو
ـا
الداخي.
املطلب الثاني :النظريات ال Êتﺤكم العالقة بن القانون الدوي والقانون الوط:Ð
هن ــاك نظريت ــان يحكم ــان العالق ــة ب ــ,ن الق ــانون,ن ال ــدوي وال ــوطoÌ؛ ٔالاو ــى م
ìم ــا æــي نظري ــة ثنائي ــة الق ــانون,ن،
لس ــلطة ٓالاخ ــر .ف ــالفكرة ٔالاساس ــية له ــذﻩ النظري ــة أن قواع ــد الق ــانون ال ــداخي مس ــتقلة تم ــام الاس ــتقالل ع ــن
قواعــد القــانون الــدوي ،وي!iتــب عــى ذلــك أن قواعــد القــانون الــدوي لــن يــتم تطبيقهــا \ــي إقلــيم الدولــة إال إذا
أصبحت هذﻩ القواعد ٌمدرجة ضمن القواعد الوطنية للدولة وتصدر من السلطة املختصة }
ا.
ً
أوالٔ :الاسانيد النظرية:
-1اخـ ــتالف مصـ ــادر القـ ــانونن؛ فالق ــانون ال ــدوي مص ــدرﻩ ه ــو اتف ــاق إرادات ال ــدول املش ــ!iكة بتك ــوين
قواعدﻩ من خالل إبرام معاهدات دولية بشكل صريح ،أو بشكل ضم oÌمن خالل العـرف الـدوي .أمـا
78Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
القانون الوط oÌيكون مصدرﻩ متمثل \ي إرادة الدولة املنفردة حيث يكون من خالل نص دستوري أو
ن ــص تش ــريøي أو الئح ــة داخلي ــة .إذا فمص ــادر الق ــانون,ن مختلف ــة فالق ــانون ال ــدوي يك ــون م ــن خ ــالل
ٕالارادة املش!iكة ب,ن الدول ،أما القانون الداخي يعتمد عى ٕالارادة املنفردة للدولة.
ً ً
-2أيضا اختالف ٔالاشخاص املخاطبن بكال من القانون,ن واختالف موضوعا
âما؛ القانون الـوط oÌمـن
شــأنه الاهتمــام بمــا يتعلــق بمنازعــات بــ,ن ٔالافـراد وبعضــهم الــبعض مثــل القــانون املــدني أو بــ,ن ٔالافـراد
ومؤسســات الدولــة مث ــل القــانون ٕالاداري ،أم ــا \ــي الق ــانون الــدوي فأن ــه يــنظم العالق ــة بــ,ن أش ــخاص
تكــون ُملزمــة بشــكل اجبــاري عــى جميــع ٔالاف ـراد ومؤسســات الدولــة ،أمــا القــانون الــدوي يكــون ٌملــزم
لل ــدول بش ــكل رض ــائي فه ــو يعم ــل ع ــى التنس ــيق ب ــ,ن دول متس ــاوية \ ــي الس ــيادة .فبالنس ــبة للبني ــان
الق ــانوني؛ ال يحت ــوي الق ــانون ال ــدوي ع ــى س ــلطات واض ــحة ومعروف ــة ،أم ــا \ ــي الق ــانون ال ــوط oÌفه ــو
يتضــمن ســلطات معروفــة الشــكل والاختصــاص وواضــحة مثــل الســلطة التشــريعية لســن القــوان,ن،
ً
ثانيا :النتائج املتبة عى ٔالاخذ بنظرية ثنائية القانونن:
-1ع ــدم التعـ ــارض بـ ــن قواعـ ــد القـ ــانون الـ ــدوي وقواع ــد القـ ــانون الـ ــوط :Ðنظ ـ ًـرا ألن التع ــارض ب ــ,ن
القواعــد القانونيــة الÐــ oتنتمــ oإــى نظــام قــانوني يســتند إــى فكــرة التسلســل الهرمــي بــ,ن القواعــد الÐــo
تنتم oإليه ،فليس من املتصور أن مثل هذﻩ الال Oاعات يمكن أن تحدث بسبب الاختالفات \ي نطاقات
التطبيق ذات الصلة بـ,ن قواعـد القـانون الـدوي وقـانون محـي ،بمعÌـ Óأن لكـل قـانون م
ìمـا املوضـوع
ال ــذي ينظم ــه والنط ــاق ال ــذي يطب ــق في ــه وبالت ــاي ال يمك ــن تص ــور فك ــرة التع ــارض بي
ìم ــا وع ــدم ت ــأثر
أحــدهما بــاألخر .لــذا فعــدم مشــروعية العمــل \ــي القــانون الــدوي ال يــؤثر عــى مشــروعيته \ــي القــانون
الــداخي ،وهــذا يعÌــ oأنــه إذا كــان القــانون الــوط oÌيحتــوي عــى مخالفــة اللOiامــات دوليــة ،فــال يــؤدي
-2اس ــتﺤالة تطبي ــق قواع ــد الق ــانوني ال ــدوي مباش ــرة :فقواع ــد الق ــانون ال ــدوي مس ــتقلة ع ــن قواع ــد
القــانون الــداخي ،فــال يحــق للقاÕــ oÔالــوط oÌأن يفســر أو يطبــق القاعــدة الدوليــة إال بــإذن دســتوري.
وم ــن الب ــدي opأن ــه ال يتص ــور تطبي ــق قواع ــد الق ــانون ال ــدوي أم ــا املح ــاكم الوطني ــة للدول ــة إال إذا ت ــم
ً
تحويلها إى قواعد داخلية وفقا ملا يتم النص عليه \ي الدسات !,الوطنية لتطبيق الاتفاقيات الدوليـة.
ً
فوفقـ ــا لدسـ ــات !,الـ ــدول ٓالاخـ ــذة بنظريـ ــة ثنائيـ ــة القـ ــانون,ن ،أنـ ــه يمتنـ ــع عـ ــى القضـ ــاء الـ ــوط oÌتطبيـ ــق
القواعد القانونية الدولية إل إذا تم تحويلها لقواعد وطنية داخل إقليم الدولة.
ً
-3اخ ــتالف نط ــاق تطبي ــق ك ــال مMNم ــا ع ــن ٔالاخ ــر :فلك ــل م ــن الق ــانون ال ــدوي والق ــانون ال ــوط oÌدائ ــرة
انطب ــاق ،فك ــل دائ ــرة انطب ــاق تختل ــف ع ــن دائ ــرة انطب ــاق الق ــانون ٔالاخ ــر .فالق ــانون ال ــدوي ال ينطب ــق
مباشــرة داخــل إقلــيم الدولــة عــى عكــس دائــرة انطبــاق القــانون الــداخي الــذي ينطبــق بشــكل واضــح
وصريح ومباشـر داخـل إقلـيم الدولـة ،لـذا ال يمكـن تصـور تطبيـق قواعـد القـانون الـدوي أمـام محـاكم
القانون الداخي.
ً
ثالثا :الاستثناءات:
هنــاك اســتثناءات يقره ــا أنصــار ه ــذﻩ النظريــة ،وæــي تتعل ــق بتطبيــق قواع ــد القــانون الــدوي \ ــي نطــاق الق ــانون
قـ ــانوني معـ ــ,ن يـ ــنظم مسـ ــألة أو صـ ــفة معينـ ــة؛ كـ ــأن يقـ ــر القـ ــانون الـ ــداخي قواعـ ــد قانونيـ ــة خاصـ ــة
بالدبلوما ــ oÔأو الحـ ــرب أو أعـ ــاي البح ــار أو البحـ ــر ٕالاقليمـ ــ ،oفتشـ ــ !,قواع ــد القـ ــانون الـ ــداخي لتلـ ــك
املصــطلحات القانونيــة وتحــدد وجــوب تمتــع املبعــوث,ن الدبلوماســي,ن بالحصــانات الدبلوماســية تاركــة
80Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
-2التﺤويــل :ويقصــد بــه تحويــل القاعــدة القانونيــة الدوليــة لقاعــدة قانونيــة داخليــة عــن طريــق تشــريع
ً
داخـي بـاإلجراءات القانونيـة املتبعـة وفقــا لدسـتور كـل دولـة ،بعبـارات أخــرى أنـه يكـون تحويـل قاعــدة
ٕ -3الادماج :يقصد به دمج القواعد القانونية الدولية \ي التشريع الـداخي للدولـة؛ وذلـك عنـدما يحتـوي
الدســتور الــوط oÌعــى نــص يبــيح اعتبــار قواعــد القــانون الــدوي جــزء مــن التشــريع الــداخي ،وبالتــاي
يكون مباح للقا oÔÕالوط oÌأن يطبق قواعد القانون الدوي \ي املحاكم الوطنية باعتبار أن الدستور
ومـ ــن خـ ــالل مـ ــا تقـ ــدم ،فـ ــأن أنصـ ــار هـ ــذﻩ النظريـ ــة يعملـ ــون جاهـ ــدين للتوفيـ ــق بـ ــ,ن سـ ــيادة الدولـ ــة الداخليـ ــة
وخض ــوعها \ ــي نف ــس ذات الوق ــت للقواع ــد القانوني ــة الدولي ــة ولك ــن مح ــاوال
âم ق ــد تب ــوء بالفش ــل بس ــبب أن
لقـانون الـدوي يكـون أساسـه وتطبيـق مبـدأ سـيادة الدولـة ،وبالتـاي ال يمكنـه تقبـل الفكـرة ٔالاساسـية الÐـ oتقــوم
عل
Úا هذﻩ النظرية وال oÐتقت oÔüأن القاعـدة الوطنيـة املخالفـة للقـانون الـدوي غ,ـ! قابلـة لإللغـاء دوليـة وæـي ال
ترتـب ســوى املسـئولية الدوليــة عــى الدولـة ،والواقــع أن القضـاء الــدوي ال يـزال قضـاء تعــويض ولـم يصــبح بعــد
قضاء إلغاء.
ً
رابعا :الانتقادات ال Êوجهت لنظرية ثنائية القانونن:
ً
-1الخلط الغ صحيح بن أصل القاعدة القانونية ووسيلة التعب عMNا ،فالقاعدة القانونية \ـي كـال
فحجــة اخــتالف املصــدر ليســت صــحيحة ،فهنــاك اخــتالف بــ,ن أصــل ومصــدر القاعــدة القانونيــة وبــ,ن
81Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
-2الحج ــة ال Êــ ت ــم الاس ــتناد Rــي فكر Mýــا أن ــه هن ــاك اخ ــتالف لك ــل م ــن النظ ــامن؛ تك ــون معتم ــدة ع ــى
ً
ـاري1ي ،فالق ــانون ال ــوط oÌس ــبق الق ــانون ال ــدوي زمني ــا مم ــا يجعل ــه متط ــرق بص ــورة كب ,ــ!ة
التط ــور الت ـ ي،
-3الحجة ال Êتفض اختالف الشخص املخاطب بالقاعدة القانونية ،فهـذﻩ الحجـة يكـون الـدحض
املناسـب لهــا أن القـانون الــدوي يخاطـب ٔالافـراد ولكـن عــن طريـق دولــ
م باعتبارهـا وســيط وباعتبارهــا
شــخص معنــوي .فمــن البــدي opانــه ال وجــود للدولــة دون ٔالاف ـراد ســواء كــانوا مــن أصــحاب الســلطة أو
أفراد عادين.
-4الزعم أن القا الداخي يطبق قانونـه الـوط ÐحÐـ Óوأن كـان متعـارض مـع القـانون الـوط ،oÌهـذا
أمر بدي opألنه قد يحدث أن يكون هناك قانون متعارض مع دستور نفـس الدولـة الـذي يعـد \ـي قمـة
ً ً
أنصار هذﻩ النظرية يتخـذون اتجاهـا مغـايرا التجـاﻩ أصـحاب النظريـة ٔالاوـى الÐـ oتتعلـق بثنائيـة القـانون,ن ،فقـد
تبن ــوا فك ــرة أن الق ــانون ال ــدوي والق ــانون ال ــوط oÌهم ــا وح ــدة واح ــدة ال تقب ــل التجزئ ــة ويش ــكالن نظ ــام ق ــانوني
واح ــد .وتق ــرر ه ــذﻩ النظري ــة وح ــدة الق ــانون,ن م ــع وج ــود فك ــرة الت ــدرج بي
ìم ــا ،واختلف ــوا ح ــول القاع ــدة العام ــة
ٔالاساسية فهل æي موجودة \ي القـانون الـوط oÌأم القـانون الـدوي ،فمـ
ìم مـن ذهـب لفكـرة وجودهـا \ـي القـانون
ومــا يــتم اســتنتاجه مــن تلــك النظريــة أن أي تصــديق مــن لــدول عــى املعاهــدة والاتفاقيــة الدوليــة يجعــل الــدول
املصدقة ملOiمة بتطبيق هذﻩ املعاهدة أو الاتفاقية ،عى أساس أن الانتساب لهذا النوع من املصادر الدولية،
82Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
ويســلم أنص ــار ه ــذا الاتج ــاﻩ بإمكانيــة وج ــود تن ــازع ب ــ,ن القــانون,ن م ــع الاخ ــتالف \ ــي تقريــر ررجح ــان أح ــدهما ع ــى
ً
أوال :وﺣدة القانونن مع سمو القانون الداخي:
يعتمد أنصار هذا الـرأي عـى فكـرة وحـدة القـانون,ن وانـدماجهم مـع علـو القـانون الـداخي عـى القـانون الـدوي،
ويعتمــدون عــى أن القــانون الــدوي منبثــق مــن القــانون الــوط oÌمــع تفضــيل القــانون الــوط oÌللدولــة .فمــا تتبعــه
هــذﻩ النظريــة أن ٔالاســاس امللــزم للمعاهــدات الدوليــة يكــون مــن الــنص عل
Úــا \ــي دســتور الدولــة الــداخي والــذي
يعت"ــ! بمثابــة القــانون ٔالاســم Óداخــل الدولــة .وي!iتــب عــى هــذا القــول ان القــانون الــدوي العــام ســيكون فــرع مــن
املعاهــدة ســيكون نفــس مصــ !,الدســتور \ــي حالــة تعديلــه أو إلغائــه ،وهــذا يتعــارض مــع طبيعــة املعاهــدة الدويــة
ً
ثانيا :وﺣدة القانونن مع سمو القانون الدوي:
هــذا الاتجــاﻩ يميــل إليــه أغلــب الفقهــاء وأحكــام املحــاكم الدوليــة ،ويقüــ oÔهــذا الاتجــاﻩ بــأن القاعــدة ٔالاساســية
العام ــة املوج ــودة \ ــي الق ــانون ال ــدوي الع ــام ،ل ــذا ف ــان ه ــذا الاتج ــاﻩ يق üــ oÔبوح ــدة الق ــانون,ن م ــع عل ــو قاع ــدة
الق ــانون ال ــدوي ويعت" ــ! أن الق ــانون ال ــداخي منبث ــق م ــن الق ــانون ال ــدوي ،وال ــذي يعت" ــ! ٔالاع ــى مم Oل ــة م ــع تبعي ــه
ً
القانون الداخي له .وما يؤخذ عى هذا الرأي ،حجة أن القول بوحدة القانون,ن æي غ !,صحيحة ،ألن كال من
القــانون,ن نشــأ نشــأة مســتقلة عــن ٔالاخــر فيعت"ــ! الق ــانون الــوط oÌســبق القــانون الــدوي \ــي الظهــور ،كمــا أ
م ــا
ً
يختلف ــان م ــن حي ــث املص ــدر وطبيع ــة التنظ ــيم لك ــل م
ìم ــا .وأن قواع ــد الق ــانون ال ــوط oÌال ي ــتم إبطاله ــا تلقائي ــا
وإلغا
Íا أو تعديلها أل
ا \ي املرتبة ٔالاقل ،وإنما يتم اتباع إجراءات داخلية مماثلة لإلجراءات ال oÐوضعت }
ا.
83Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
املبﺤث الثاني :موقف القضاء الدوي من العالقة بن القانون الدوي والقانون الداخي:
أكد القضاء الدوي \ي محافل عديدة عى مبدأ سمو القـانون الـدوي عـى القـانون املحـي ،وبالتـاي فـأن قواعـد
القانون الدوي سواء كانت اتفاقية مكتوبة كاملعاهدات والاتفاقيات أو عرفية تسمو عى سائر قواعد القـانون
ال ــوط oÌأي ــا كان ــت س ــواء كان ــت قواع ــد دس ــتورية أو تش ــريعية أو الئحي ــة أو أحك ــام قض ــائية .ل ــذا ف ــان املح ــاكم
الدولية استقرت عى تغليب قواعد القانون الدوي عى قواعد القانون الداخي عند التعارض بي
ìما.
الدوي .فهناك مجموعة من ٔالاحكام وٓالاراء ال oÐتخدم فكرة ومفهوم سمو القانون الدوي عى القانون الـوطoÌ
ً
أوال :أحكام محاكم التحكيم الدوليـة فقـد حرصـت أحكـام هـذﻩ املحـاكم عـى علـو القـانون الـدوي عـى القـانون
املحي ،ومن ضمن أمثلة هذﻩ املحاكم هو حكم محكمة التحكيم \ـي قضـية املسـتثمر ٔالامريكـي )شـوفيلت( الÐـo
ً
أثــارت خالفــا بــ,ن دولــة غواتيمــاال والواليــات املتحــدة ٔالامريكيــة ،فقــد أبــرم املســتثمر ٔالامريكــي عقــد اســتثمار مــع
حكومة دولة غواتيماال ووافق ال"!ملان عى ذلك ،وبعد عدة أعوام أصدرت غواتيماال قانون داخـي و\ـي فحـواﻩ
أن الحكوم ــة له ــا الح ــق \ ــي وض ــع الي ــد ع ــى مش ــروعات املس ــتثمرين ،وطالب ــت الحكوم ــة ٔالامريكي ــة ب ــالتعويض
لصــالح مواطن
Úــا ،وتــم عــرض ال ـOاع عــى محكمــة تحكــيم دوليــة والÐــ oقضــت بعــدم قبــول احتجــاج غواتيمــاال
بدسـ ــتورية القـ ــانون املحـ ــي الـ ــذي أجـ ــاز لهـ ــا وضـ ــع اليـ ــد عـ ــى مشـ ــروعات املسـ ــتثمرين وأكـ ــدت سـ ــمو القواعـ ــد
القانوني ــة الدولي ــة ع ــى الق ــوان,ن املحلي ــة ،ألن هن ــاك مب ــدأ ثاب ــت \ ــي الق ــانون ال ــدوي ه ــو ع ــدم ج ــواز الاحتج ــاج
بالقوان,ن املحلية بغرض ٕالافالت من الالOiامات الدولية وإلحاق الضرر بمواطن,ن دولة أخرى.
ً ُ
وأيض ــا أث ,ــ!ت املكس ــيك وفرنس ــا مش ــكلة العالق ــة ب ــ,ن الاتفاقي ــة الدولي ــة ؤالاحك ــام املتعلق ــة بم ــنح الجنس ــية \ ــي
الدســتور املكســيكي \ــي قضــية جــورج بينســون ،1928فقــد صــدر حكــم التحكــيم \ــي صــال
ـالح الاتفاقيــة الدوليــة
84Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
ً
املعقودة ب,ن املكسيك وفرنسا بدال من قواعد الدستور املكسيكي ،حيث إنه من املسلم به أن القانون الدوي
ً
ثانيا :فتاوى محكمة العدل الدولية عملت عى سمو القانون الدوي عى القـانون املحـي؛ فمـن ضـمن الفتـاوى
الÐـ oتقüــ oÔبــذلك هـو فتــوى املحكمــة بشـأن ٓالاثــار القانونيــة الناشـئة عــن تشــيد جـدار \ــي ٔالاراÕــ oÔالفلســطينية
مخالف للقانون الدوي واشارت \ي نص ذلك الفتوى لقرار مجلـس ٔالامـن رقـم 478لسـنة 1980والـذي تضـمن
ً ً
ثالثا :أحكام محكمة العدل الدولية الدائمة :فقد اتجهت أيضا محكمة العدل الدولية الدائمة لسـمو القـانون
ال ــداخي ،وم ــن أب ــرز ٔالاحك ــام ال Ðــ oت ــدل ع ــى ذل ــك ،الحك ــم ال ــذي ص ــدر \ ــي قض ــية الس ــفينة ويمبيل ــدون 1923
والــذي قüــ ÓÔبــأن القــانون الــدوي يعلــو القــانون املحــي وبنـ ًـاء عــى ذلــك فانــه يتوجــب تطبيــق أحكــام الاتفاقيــات
الدوليــة وتغلي
ــا عــى القــانون الــوط oÌعنــد التعــارض بي
ìمــا ،حيــث إن املحكمــة رفضــت وجهــه النظــر املتبنيــة
بعمــل مــا ،أن هــذا يكــون تنــازل عــن ســيادة الدولــة ولكــن مــن البــدي opأن أهليــة إب ـرام اتفاقيــات دوليــة وتحمــل
ً
وأيض ــا أص ــدرت محكم ــة الع ــدل الدولي ــة الدائم ــة فت ــوى \ ــي قض ــية تب ــادل الس ــكان ب ــ,ن تركي ــا واليون ــان 1925
تعديالت تكفل هذا الالiـOام وتوضـح كيفيـة تنفيـذﻩ ،فمـن الOiامـات ٔالاطـراف املتعاقـدة جعـل تشـريعا
âا تتوافـق
والذي يتضمن املعاهدات والاتفاقيات الدولية عى القانون املحي ح ÓÐوأن كان هناك تعارض واواضح بي
ìما.
85Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
املبﺤث الثالث :موقـف ٔالانظمـة القانونيـة املقارنـة والدسـات مـن العالقـة بـن القـانون الـدوي
القانون املﺤي:
املطلب ٔالاول :موقف ٔالانظمة القانونية املقارنة من العالقة بن القانون الدوي القانون املﺤي:
موقــف موحــد مــن هــذين النــوع,ن؟ لــذا وجــب التفرقــة بــ,ن القواعــد الدوليــة الاتفاقيــة وقواعــد القــانون الــدوي
العرفية؛
تش ــمل القواع ــد الدولي ــة الاتفاقي ــة املعاه ــدات والاتفاقي ــات الدولي ــة وتتح ــدد العالق ــة ب ــ,ن املعاه ــدات الدولي ــة
والقــانون الــوط oÌمــن خــالل نصــوص الدســات !,الوطنيــة .فالقواعــد الاتفاقيــة الدوليــة تتصــل بصــورة أو بــأخرى
ً
بالســلطة التنفيذيــة وحــدها \ــي الدولــة أو بالســلطة التنفيذيــة والتشــريعية معــا كــي تــتم إجـراءات إبـرام املعاهــدة
وادخالهـ ــا \ـ ــي النظـ ــام الـ ــداخي للدولـ ــة ،وعـ ــى النقـ ــيض مـ ــن العالقـ ــة القائمـ ــة بـ ــ,ن القواعـ ــد الدوليـ ــة العرفيـ ــة
والق ــانون ال ــداخي وال Ðــ oال تتض ــمن أي اعت ــداء ع ــى مب ــدأ الفص ــل ب ــ,ن الس ــلطات لطبيع ــة نش ــأ
âا التقليدي ــة
العرف الدوي هو املصدر الثاني للقـانون الـدوي بعـد املعاهـدات الدوليـة ،والعـرف الـدوي يتكـون مـن عنصـرين،
العرف الدوي يحظى بقبول ن املجتمع الدوي وأصبح بمثابـة قاعـدة قانونيـة ملزمـة .وهنـاك بعـض املوضـوعات
الÐــ oكانــت تنظمهــا قواعــد القــانون الــدوي العر\ــي مــن قــل ،وٓالان تــم تقني
ìــا عــن طريــق املعاهــدات والاتفاقيــات
ً
كق ــانون البح ــار والحص ــانات ،أيض ــا اعت" ــ! بع ــض الشـ ـراح أن ال ــنص الع ــالم oلحق ــوق ٕالانس ــان ه ــو م ــن قبي ــل
86Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
القانون الدوي العر\ي .وتقن,ن بعض القواعد العرفية \ي صـورة معاهـدات أو اتفاقيـات لـم ينـه الـدور ٔالاساـoÔ
فطبيعة العالقة ب,ن القانون الدوي العر\ي والقانون الوط oÌتختلـف بـاختالف موقـف الـدول بالنسـبة لطبيعـة
قواعــد القــانون الــدوي ذات الصــلة .فقــد تعتنــق الدولــة مــذهب وحــدة القــانون,ن بالنســبة للمعاهــدات الدوليــة
وقــد تعتنــق مــذهب ثنائيــة القــانون,ن بالنســبة للعــرف الــدوي \ــي آن واحــد وخ,ــ! مثــال عــى ذلــك دســتور أملانيــا
والنمســا وإيطاليــا الــذي يجعــل القــانون الــدوي العر\ــي أســم Óمــن التشــريعات الداخليــة عــى عكــس املعاهــدات
ً
الدولي ــة ال Ðــ oيعت"!هـ ــا متس ــاوية القيم ــة مـ ــع التش ــريعات الداخليـ ــة ،وع ــى النق ــيض تمامـ ــا بالنس ــبة للدسـ ــتور
الهولندي 1983الذي يجعل املعاهدات الدولية \ي مكانة أعى من الدستور حيث ينص بشكل صريح عى أنه
اذا كــان هنــاك نــص مــن القــانون الــداخي يتعــارض مــع القــانون الــدوي يعت"ــ! مل2ــي عــى عكــس أنــه ال يعiــ!ف
ً
بقيمة القانون الدوي العر\ي أصال ،ومما سبق نستنتج أن الدسات !,الوطنية عل
Úـا أن تحـدد مكانـة املعاهـدات
املطلب الثاني :موقف الدسات من العالقة بن القانون الدوي القانون املﺤي:
بعــض الدســات !,تــنص عــى أنــه ال أثــر للمعاهــدة الدوليــة الا بعــد أن تصــبح قــانون داخــي ،والــبعض ٔالاخــر يأخــذ
بمفهــوم وحــدة القــانون,ن والــذي بمقتضــاﻩ أن الاتفاقيــة أو املعاهــدة الدوليــة يمتــد أثرهــا دون حاجــة لتحويلهــا
القــانون الــوط ،oÌوقســم ٔالاخــر يأخــذ نهــج أن يكــون القــانون املحــي لــه أعــى مكانــه مــن القــانون الــدوي ،وقســم
أخ ــر يناص ــر نه ــج أن الق ــانون ال ــدوي \ ــي مرتب ــة متس ــاوية م ــع الق ــانون املح ــي ،والقس ــم ٔالاخ ,ــ! يجع ــل املعاه ــدة
فالقسـ ــم ٔالاول الـ ــذي يتبÌـ ــ Óفكـ ــرة أن القـ ــانون الـ ــدوي أعـ ــى مكانـ ــة مـ ــن الدسـ ــتور الـ ــوط oÌوالقـ ــانون الـ ــوطoÌ؛
فالدســتور الهولنــدي عــام 1963هــو خ,ــ! مثــال للدســات !,الÐــ oتتبÌــ Óهــذا الــنهج ،فانــه يجعــل القــانون الــدوي \ــي
87Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
أمــا القس ــم الث ــاني وال ــذي يتب Ìــ Óفكــرة أن الق ــانون املح ــي ل ــه أع ــى مكانــه م ــن الق ــانون ال ــدوي ،فف ــي الدس ــتور
ٔالاملاني – عى سبيل املثال -أنه يتضمن أن التشريعات الوطنية أعى مكانه من القواعد القانونية العرفية.
بينمـا القسـم الثالـث والـذي يناصـر فكـرة أن القـانون الـدوي متسـاو مـع القـانون الـوط oÌفيكـون مثالـه الدسـتور
\ــي نفــس ذات مرتبــة القــانون وهــذا منــذ دســتور 1956حÐــ Óالدســتور الحــاي ،2014ولكــن هنــاك عــدة شــروط
ً ً
ك ــي تك ــون املعاه ــدة الدولي ــة ق ــانون يعت ــد ب ــه ،فيج ــب أوال أن ت" ــ!م املعاه ــدة بواس ــطة رئ ــيس الجمهوري ــة وفق ــا
ً
للدســتور ،ويوافــق عل
Úــا مجلــس الن ــواب ،ويصــدق عل
Úــا رئــيس الجمهوري ـة بع ــد املوافقــة ،وأخ ,ـ!ا أن تنشــر \ ــي
ً
الجريــدة الرســمية وفقــا لإلج ـراءات الÐــ oيحــددها القــانون ،وبعــد ذلــك تكــون املعاهــدة الدوليــة \ــي نفــس مرتبــة
القــانون بمعÌــ Óأن ال يعلــو القــانون فــوق املعاهــدة وال تعلــو املعاهــدة فــوق القــانون ولكــن اذا حــدث تعــارض بــ,ن
ً
املعاه ــدة الدولي ــة بع ــد أن اس ــتوفت جمي ــع ٕالاجـ ـراءات املطلوب ــة ك ــي تك ــون قانون ــا وب ــ,ن واي ق ــانون الح ــق له ــا،
أمــا القســم ٔالاخ,ــ! والــذي يجعــل القــانون الــدوي \ــي مرتبــة متوســطة بــ,ن الدســتور والقــانون الــوط ،oÌوهــذا مــن
شأنه أن يجعل الاتفاقيـات الدوليـة تحظـى بشـأن أعـى مـن التشـريعات الـداخي ومل
ìـا تكـون \ـي مرتبـة أدنـى مـن
الدســتور .وم ــن أمثل ــة الدس ــات !,ال Ðــ oأخ ــذت }
ــذا ال ــنهج ه ــو دس ــتور فرنس ــا ع ــام ،1958ودس ــتور الجزائ ــر ع ــام
،1996ودستور تونس لعام 1989وجميعهم جاء \ي نصوصهم أن املعاهـدات الدوليـة الÐـ oتـم التصـديق عل
Úـا
ً
ونشرت باإلجراءات املتبعة وفقا للدستور ف opأعى من التشريعات الداخلية وأقل من الدستور.
خاتمة:
عرض هذا البحث الخطوط العريضة للعالقة ب,ن القانون الدوي والقانون الوط ،oÌوتكمن أهمية هذا
البحث \ي انه موضوع يمس سيادة الدولة و\ي نفس الوقت يمس الOiامات الدولة مع الدول ٔالاخرى .فقد
88Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
إليه بشأن القضاء الدوي أنه استقر عى مبدأ سمو القاعدة القانونية الدولية عى القاعدة القانونية
املحلية ،وأغلب دسات !,الدول تأخذ بوحدة القانون,ن مع سمو القاعدة القانونية الدولية وسموها عى
القانون املحي ولذلك لضرورة الالOiام باح!iام قواعد القانون الدوي املتفق عل
Úا والقواعد العرفية منه.
ُ
وتش!iك معظم ٔالانظمة القانونية \ي الدول املختلفة \ي ا
ا تعي من شأن قواعد القانون الدوي الذي يتمثل
املصادر واملراجع:
-1الكتب:
-جبار ،رياض عبد املحسن ،محاضرات \ي القانون الدوي العام ،بحث منشور عى موقع الجامعة
ٕالاسالمية،
النجف ،العراق.
-مكاي ،ليان ) ،(2015نحو ثقافة سيادة القانون ،معهد الواليات املتحدة للسالم ،واشنطن ،الواليات
الع Oي ،نايف راشد هزاع ) ،(2016العالقة ب,ن املعاهدة الدولية والتشريعات الوطنية ،بحث
O -
منشور \ي مجلة دراسات علوم الشريعة والقانون ،املجلد ،43العدد .2016 ،3
-البطمة ،ريم ،املعاهدات الدولية والقانون الوط ،oÌبحث منشور صادر عن املركز الفلسطيoÌ
89Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
-شطناوي ،فيصل عقلة ) (2015الرقابة عى دستورية املعاهدات الدولية ،بحث منشور \ي مجلة
-الشكري ،عي يوسف ) (2008الرقابة عى دستورية املعاهدات الدولية ،دراسة مقارنة \ي الدسات!,
العربية ،بحث منشور \ي مجلة مركز دراسات الكوفة ،املجلد ٔالاول ،العدد السابع.
-أبو غزالة ،محمد ناصر ) ،(1996التنازع ب,ن املعاهدة الثنائية والقانون \ي املجال الداخي \ي ضوء
-شرون ،حسينة ،موقف القضاء الدوي من التعارض ب,ن الاتفاقيات والقانون الداخي ،بحث
-أبو الخ ،!,أحمد عطية ) ،(2003نفاذ املعاهدات الدولية \ي النظام القانوني الداخي ،الطبعة
-2القوانن:
90Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
د .لؤي عزمي الغزاوئ -الاستاذ املساعد \ي كلية الشريعة /جامعة الخليل
ملخص
يتناول هذا البحث موضوع "عقوبة املرتد عن ٕالاسالم ،مراجعة \ي الخالف القديم واملعاصر" .وقد انقسم
البحث إى مبحث,ن اثن,ن وخاتمة ،أما املبحث ٔالاول فقد تناول تعريف الردة ،والفرق بي
ìا وب,ن الحرية،
ؤالامور ال oÐيحصل }
ا الرجوع عن ٕالاسالم وشروط املرتد ،ومن ثم مناقشة ٕالاجماع \ي مسألة قتل املرتد.
أما املبحث الثاني فقد سلط الضوء عى عقوبة املرتد البدنية ،فناقش الرأي ٔالاول الذي يرى أن ُعقوبة
الردة حدية ،فطرح ٔالادلة وناقشها مناقشة علمية بعيدة عن التعصب ،ثم تناول البحث الرأي الذي يرى أن ﱠ
ً
عقوبة املرتد تعزيرا وليست حدا ،وسرد ٔالادلة ال oÐاستدلوا }
ا وناقشها .وانت Ópهذا املبحث بمناقشة آراء
القائل,ن بأنه ال عقوبة للردة ألن عقوبة الردة تتناقض مع حرية العقيدة فب,ن مدى موافقة هذﻩ ٓالاراء
للنصوص الشرعية ٓالامرة بقتل املرتد .وخلص البحث إى أن املُشكك,ن \ي َحد ّ
الردة ما قالوا ذلك إال محاولة
هجمة الغرب عى املسلم,ن ،كما توصل البحث إى أن لفظ "التارك لدينه" لفظ عام \ي للتخفيف من ِحدة جمة
ً
كل مرتد وبأي ردة كانت وال يش!iط أن ُيصاحب ردته حربا لإلسالم واملسلم,ن ،ألن مجرد ردته عن ٕالاسالم
ً
وبناء عى ذلك فإن املرتد ُيقتل ولو لم يظهر حربا.
تعت"! خيانة عظمً ،Ó
Abstract
This research deals with the topic of "Punishment for apostate from Islam, a review of
the ancient and contemporary dispute". The research was divided into two sections and a
conclusion. As for the first topic, it dealt with the definition of
of apostasy, the difference
between it and freedom, the matters by which a reversion from Islam occurs and the
conditions of the apostate, and then discussing the consensus on the issue of killing the
apostate. As for the second section, it sheds light on the punishment of the apostate. It
discussed the first opinion, which believes that the punishment for apostasy is textual
(hudud). It presents the evidence and discusses it in a scientific discussion that is far from
fanaticism. This topic ended with a discussion of the opinions of those who say that there is
91Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
no punishment for apostasy because the punishment for apostasy contradicts the freedom of
belief, so it shows the extent to which these opinions agree with the legal texts ordering the
killing of thee apostate. The research concluded that the opinion that limit of apostasy only
said that as an attempt to mitigate the intensity of the West's attack on Muslims, and the
research also concluded that the term "abandoning his religion" is a general term for fo every
apostate and with any apostasy, and it is not required that his apostasy be accompanied by a
war against Islam and Muslims, because merely His apostasy from Islam is considered high
treason, and accordingly the apostate is to be killed even if he does
does not appear to be fighting.
مقدمة:
إن ﷲ تعاى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليدل الناس عى ٕالاسالم الذي هو أكمل الشرائع ،1وأمرﻩ أن
يدعو الناس ويرشدهم ح ÓÐيدخلوا \ي ٕالاسالم ويلOiموا طاعة ﷲ ورسوله ،لكنه صى ﷲ عليه وسلم لم ُيؤمر
أن ينقب عن قلوب الناس وال أن يشق عن بطو
م ،ولهذا قبل إسالم ٔالاعراب ،ونفى ع
ìم أن يكونوا مؤمن,ن،
وأ
م \ي الدرك ٔالاسفل من النار .فأحكام ظاهرا ،وأخ"! ّأنه ال ينفعهم يوم القيامة ً
شيئاّ ، ً وقبل إسالم املنافق,ن
ُ
ﷲ تعاى جارية عى ما يظهر للعباد ما لم يقم دليل عى أن ما أظهروﻩ خالف ما أبطنوﻩ .2فانقسم الناس تجاﻩ
ً
دعوته إى املؤمن,ن الصادق,ن ،والكفار الظاهرين ،واملنافق,ن املست!iين ،فعامل كال بما أظهر ،ثم إن أهل
ٕالايمان انقسموا بحسب تفاو
âم \ي ٕالايمان إى درجات كما قال تعاى" :ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من
3
عبادنا فم
ìم ظالم لنفسه وم
ìم مقتصد وم
ìم سابق بالخ!,ات بإذن ﷲ ذلك هو الفضل الكب."!,
ضوء السياسة الشرعية ،أهدف من ورائه اقتفاء رؤية هذا بحث \ي مسألة عقوبة املرتد عن ٕالاسالم عى َ
تطل \ي كل حد املرتد تحديدا ،منطلقا من فهم نصوص ٕالاسالم ورؤيته املتجددة املتجذرة والّ oÐ ٕالاسالم \ي ّ
تصح ّردته ومن ال ّالر ّدة ،ومن تص ّ
شاهرة نفسها .ولن يدخل هذا البحث \ي تفصيالت ًّ
تصح، ح,ن ع"! النصوص
بج oيركز عى جزئية واحدة وæي املر ّتد
واختالفات العلماء \ي الاستتابة وجوبا واستحبابا ،وكم تكون؟ ذلك أن بج o
من حيث قتله أم ٕالابقاء عليه عى َ
ض ْوء السياسة الشرعية
َ
الردة هو خطب َجلل ،ح ÓÐأن البعض يرى \ي مجرد إثارة " ُحكمال يشك الباحث ُبرهة أن البحث \ي مسألة ﱠ
ش
ة ،أما البعض ٓالاخر فكان وما زال يرى \ي تآمر عى الدين وأهله ،ألن املسألة ال تحمل \ي ّ
ط
Úا أية ش
ة، ﱠ
الردة" مر
1
oÔء من الخ !,الذي تستحسنه العقول وترتاح إليه النفوس ،كاألمر
ال يع oÌبطالن ما سوى ٕالاسالم من الديانات أ
ا بالضرورة ال تشتمل \ي تعاليمها وتشريعا
âا عى oÔء
بالرأفة والرحمة وٕالاحسان ونحو ذلك من وجوﻩ الخ ،!,وإنما املقصود أن ٔالاصول ال oÐبنيت عل
Úا هذﻩ الديانات عقائدها وتشريعا
âا æي عى خالف ما يرضاﻩ ﷲ
تعاى مما أنزله عى أنبيائه ورسله؛ الشتمالها عى الكذب الصريح عى ﷲ تعاى وعى أنبيائه \ي معرفة صفاته وطريقة عبادته.
2
إعالم املوقع,ن ،ابن قيم الجوزية.126/2 ،
3
سورة فاطر ،آية .32
92Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
الدراسات السابقة:
ﱠ ُ
كث!,ة æي املراجع الفقهية ال oÐتحدثت \ي ُحكم
ٌ
الردة واملرتدين ،ف opمسألة فقهية شائعة متناثرة \ي ●
ْ ُ
بطون أمهات الكتب الفقهية القديمة ،أما من املحدث,ن ،فقلة هم الذين أثاروا هذا املوضوع ،ومن هؤالء
ُ الدكتور طه جابر العلواني \ي كتابه "ال إكراﻩ \ي الدين :إشكالية ﱠ
الردة واملرتدين من صدر ٕالاسالم إى اليوم"
الصادر عن مكتبة الشروق الدولية بالقاهرة عام 2003م ،تناول فيه صاحبه ُعقوبة ﱠ
الردة \ي الدنيا هل æي
أصال ،واستعرض القول بأن ُعقوبة ﱠ ً
الردة æي القتل وناقشها وخرج بنتيجة أن ال القتل أم أنه ال ُعقوبة لها
للردة \ي الدنيا .وقد تناول البحث بالنقاش ما توصل إليه الشيخ العلواني من نتائج بعد بيان مدى ُعقوبة ﱠ
صحة ٔالادلة ال oÐاستدل }
ا وتمت مناقشته ومحاورته بأسلوب علم oبعيد عن كل تعصب مع استحضار
ُ أدلة أخرى لم يستدل }
ا تتعلق ُ
بعقوبة املرتد.
ً ً قدم الدكتور محمد سليم العوا بحثا بعنوان " ُعقوبة ﱠ كما ّ
الردة تعزيرا ال حدا" منشور عى موقع ●
إسالم أون الين ٕالالك!iوني ،تناول فيه صاحبه هل عقوبة الردة تعزيرية أم æي حد من الحدود ،فخرج
بنتيجة أ
ا عقوبة تعزيرية م!iوكة لإلمام .وقد ناقشت ما ذهب إليه من ٔالادلة ال oÐاستدل }
ا عى ما توصل
إليه من نتائج وأضفت عل
Úا مباحث أخرى ناقشت ف
Úا أقوال من ذهبوا أنه ال عقوبة للردة باإلضافة إى بيان
وجوﻩ السياسة الشرعية \ي عقوبة املرتد.
حسن الدكتور أحمد الريسوني \ي بحثه "حد ﱠ أدل ْو بدلوهم بكالم َ َ
الردة وٕالاشكال ٍ ومن الذين ●
ُ
ٔالاصوي" املنشور عى موقع إسالم أون الين ،تطرق فيه الباحث إى مسألة ُعقوبة املرتد ،خاصة ٔالاحاديث
ُ َُ
ينب2ي أن تفسر \ي ضوء ٔالاصل النبوية ال oÐصرحت بوجوب قتله ،وخلص الباحث إى أن ٔالاحاديث جميعا ينب
ينب2
العام الذي أرساﻩ املوى \ي قوله "ال إكراﻩ \ي الدين".
1حد ﱠ
الردة وٕالاشكال ٔالاصوي ،أحمد الريسوني ،موقع إسالم أون الين www.islamonline.netتاريخ النشر .2002-2-28 :
93Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
ومن الذين أسهموا \ي هذا املوضوع الشائك ٔالاستاذ جمال البنا \ي مقالته "ال ُعقوبة ﱠ
للردة ،وحرية ●
الاعتقاد عماد ٕالاسالم" ،منشور عى موقع إسالم أون الين ،تناول فيه صاحبه مجموعة من ٔالادلة تش !,عى
الردة تتناقض مع حرية العقيدة \ي الشريعة ٕالاسالمية.للردة \ي الدنيا وأن ُعقوبة ﱠ
أنه ال ُعقوبة ﱠ
أدلو بدلوهم \ي هذا املقام ٔالاستاذ محمد عابد الجابري \ي مقاله "الردة ب,ن الخيانة ومن الذين ْ ●
ُ
لألمة والحق \ي الخطأ" حاول فيه كاتبه تتبع الحكم الشرÑي \ي قتل املرتد ،كما حاول إيجاد امل"!ر للمرتد \ي
ارتدادﻩ ع"! ابتداع فكرة "الحق \ي الخطأ" ،فيتحول الكفر -عى رأي الكاتب -ملجرد "حق \ي الخطأ" ويتم َمحو
أض,ى مباحا. مفردة املنكر إذ ﱠ
أن كل oÔء أض
ً
وقد سبق هؤالء جميعا من أشار إى هذا املوضوع من أمثال الدكتور عبد الحميد متوي \ي كتابه ●
"مبادئ نظام الحكم \ي ٕالاسالم" ،والصادق املهدي \ي كتابه "العقوبات الشرعية" ،والكاتب فهم oهويدي \ي
"القرآن والسلطان" ،وعبد املتعال الصعيدي \ي "الحرية الدينية \ي ٕالاسالم" ،ومن قبل هؤالء جميعهم الشيخ
محمد عبدﻩ وآخرون .وقد تمO,ت دراس oÐعن هذﻩ ٔالابحاث واملقاالت بأ
ا شاملة لكل ٓالاراء بالدراسة
والتمحيص والاستدالل ،ولم يكن الهدف الانتصار لرأي دون آخر ،بل الهدف جمع كل مما قيل \ي هذﻩ
املسألة ومن ثم دراس
ا دراسة فقهية عى ضوء فقه الواقع والسياسة الشرعية .فقمت بدراسة كل ٔالادلة
والرد عل
Úا باإلضافة إى كتابة مباحث أخرى لم يتطرقوا إل
Úا بالدارسة.
أهداف البﺤث:
سøى الباحث من خالل الكتابة \ي هذا املوضوع إى تحقيق ٔالاهداف التالية:
● بيان مع ÓÌﱠ
الردة وخطور
âا وأ
ا خروج عى نظام ٔالامة.
● خطورة التشكيك \ي ثوابت ٔالامة وزعزعة عقيد
âا.
1 ً
● التأكيد عى أن ٕالاسالم ال يج"! أحدا عى اعتناقه وإظهار مع" ÓÌال إكراﻩ \ي الدين".
الحساس والشائك ب,ن عوام املسلم,ن ،والتأكيد عى أن مجال الحوار ّ ● بيان خطورة طرح هذا املوضوع
والنقاش ف
Úا ب,ن خواص أهل العلم املشهود لهم بالتقوى والصالح.
الردة دراسة علمية وموضوعية. ● دراسة ٕالاجماع املنعقد عى إقامة حد ﱠ
● مناقشة ٓالاراء املطروحة \ي عقوبة الردة دراسة موضوعية دون تح ،O,وترجيح ما ررجحه الدليل.
الردة ثم إثبات نفي التعارض بي
ìا وب,ن قوله تعاى "ال إكراﻩ \ي ● دراسة ٓالايات ؤالاحاديث ال oÐتناولت مسألة ﱠ
الدين".
ﺣدود الدراسة:
ُ
تركز دراس oÐهذﻩ عى ُعقوبة املرتد الدنيوية هل æي الحد أم التعزير أم ال هذﻩ وال تلك ،ولن يتناول البحث ما
ُ ُ
يع!iي املرتد من أحكام \ي الفقه ٕالاسالمي ،كما ال يتناول البحث ُعقوبة املرتد ٔالاخروية.
1
سورة البقرة ،آية .256
94Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
طريقة البﺤث:
ً َْ
لقد سلكت \ي هذا البحث املنهج الوصفي ،مستفيدا من املنهج,ن الاستقرائي والاستنباطي.
موضوعات البﺤث:
املبحث الثانيُ :عقوبة املرتد عن ٕالاسالم \ي ٕالاسالمي ،وانقسم إى ستة مطالب:
املطلب ٔالاول :القائلون بأن ُعقوبة ﱠ
الردة æي الحد
95Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
1
معجم مقاييس اللغة ،أحمد بن فارس بن زكريا ،386/2 ،لسان العرب ،ابن منظور ،172/3 ،القاموس املحيط ،محمد بن يعقوب الف!,وزآبادي.360 ،
جم
2
سورة ٔالانعام ،آية .147
3
سورة القصص ،آية .13
4
سورة آل عمران ،آية .149
5
الروض املربع مع الحاشية .399/7
6
بدائع الصنائع ،الكاساني.526/9 ،
7
مختصر العالمة خليل املالكي.238 ،
8
مغ oÌاملحتاج ،الخطيب الشربي.427/5 ،oÌ
9
املقد.86/12 ،oÔ
،oÔ املغ ،oÌابن قدامة
96Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
ٌ
واحد يمنعه ،فعى املف oÐأن ٌ
وجوﻩ توجب التكف ،!,ووجه الخالصة \ي فقه الحنفية أنه "إذا كان \ي املسألة
1 يميل إى الوجه الذي يمنع التكف ،!,تحسينا ل ّ
لظن باملسلم".
ومفهوم الرجوع الوارد \ي بعض التعريفات املذكورة يق oÔüبأن ثمة شيئا كان ٕالانسان فيه ففارقه ثم رجع
ّ
املرتد كان كافرا ثم أسلم ثم رجع إى الر ّدة أن
الر ّدة ،أي هل املقصود من ّ
إليه ،فهل هذا هو املقصود من ّ
الكفر؟
أحسب أن الجواب عن هذا السؤال يستحق البحث ،لكن ها هنا أقول :إنه فيما يبدو ي عائد إى أن من جاء
إل
Úم الرسول ρكانوا كفارا ،فأسلم من أسلم م
ìم ،فلما كفر بعض من أسلموا ،كانوا \ي حقيق
م راجع,ن
مصطلح ّ
الردة تعب !,عن مفهوم قرآني \ي ٔالاساس ،فالقرآن هو إى دين كانوا عليه قبل إسالمهم ،ذلك أن مصطل
الذي استعملها \ي آيات عديدة ،وكان حديثه ف
Úا يدور حول أناس كانوا \ي ٔالاصل كافرين ،ثم أسلموا ،ثم
رجعوا إى الكفر ،فالشريحة ال oÐكانت قد ّ
ارتدت ،كانت قبل إسالمها كافرة ،ثم بعد إسالمها رجعت إى ما
َ
إسالمه ٌ
كفر، انسحب هذا اللقب عى كل من كفر بعد أن كان مسلما ،وإن لم يكن قد سبق
كانت عليه ،ثم حب
سحب
وذلك من باب تغليب أصل التسمية القرآنية ،وﷲ تعاى أعلم.
ُ
املطلب الثاني :املرتد ُمنقلب عى ٔالامة:
ً ُ
وصف ٔالاستاذ محمد أحمد باشميل املرتد –ح ÓÐوإن كان منفردا -بأنه ُمنقلب عى ٔالامة ونظامها العام 2،وقد
ّ
أدرك املسلون ٔالاوائل خطورة الر ﱠدة وظهر ذلك جليا \ي فهمهم ،خاصة إذا رافقها خروج مسلح ضد ٔالامة ،وهذا
للمرتدين 3.فاملُرتد حقيقة ُمعلن للحرب عى ﷲ تعاى وعى ٔالامة املسلمة ،يقول
ّ الذي ظهر \ي حرب أبي بكر τ
في ُم ْت وهو كافر،
يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه َ تعاى "وال يزالون يقاتلونكم حّ ÓÐ
1
حاشية ابن عابدين.225/4 ،
2حروب ﱠ
الردة ،محمد أحمد باشميل.13|6 ،
3
املصدر السابق ،ص .25 ،20 ،18
4
سورة البقرة ،آية .217
5
سورة آل عمران ،آية .88-86
97Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
حذر ّّ
أشد التحذير من إحباط العمل ،والخلود \ي العذاب ٔالاليم؛ والشرع بنصوصه ومسالك تطبيقه ،قد
ُ الردة ،والعلماء فيما ُ
ﱠ
ط2ى عى كالمهم التحذير والتخويف م
ìا ،وتبشيع أمرها ،وæي أفحش الكفر وأغلظه
بعد ط ى
ُ
حكما ،1وانطالقا من هذﻩ البشاعة نقلت املذاهب ٔالاربعة وجوب قتل املرتد ،2بل نقل جماعة من العلماء
ُ ً ٕالاجماع عى ذلك ،3وهذا ﱞ
دال عى خطورة أمرها شرعا .4يقول ي
شوي أبو خليل "إن املرتد متمرد عى الدولة
ُ
ٕالاسالمية ،والضرر الذي ينتج منه يعود عى الجماعة ال oÐيستمتع املرتد بمزايا وجودﻩ ب,ن ظهران
Úا ،ومنه
5
فخطر الارتداد \ي هذا املجتمع كخطر الخمر والزنا فيه العدوى ال oÐلو كانت غ !,عقاب النتشرت".
ّ
والحرية: املطلب الثالث :بن ﱠ
الردة
َ ّ َ
الخط !,يجب التفريق ب,ن ﱠ
والحرية ،تلك الكلمة ال oÐلطاملا تغ
} ÓÌا منظروا القرن العشرين
ِ الردة \ي هذا املقام
وما بعدﻩ ،وهذا الذي حدا بالكاتب ٕالاسالمي محمد سليم الغزوي أن يتساءل :هل ّ
حرية الاعتقاد ال oÐكفلها
ٕالاسالم ،واملعطاة \ي الابتداء لغ !,املسلم ،تبقى له بعد دخوله ،فال يؤاخذ بارتدادﻩ عن ٕالاسالم ،كما لم يؤاخذ
بعدم إيمانه قبل دخوله فيه .6الحق أقول :لقد تأثر بعض الكتاب بالفكر الغربي مما حدا بالبعض م
ìم إى
ً
عاديا ُي ّ ً ال
وين من ﱠ
قر ٕالانسان عليه ،من هؤالء الشيخ عبد املتعال الصعيدي الذي الردة ،ح ÓÐاعت"!وها عمال
شخص \ي دولته من مسلم وغ!,ﻩ أن يعتمد ما اعت"! الحرية الدينية حق ﱞ
عام لكل شخص \ي ٕالاسالم ،فلكل خص
يشاء ،وأن يتنقل من دينه إى دين آخر \ي كل وقت و\ي كل مكان ،وال فرق \ي هذا ب,ن دين ودين ،ويجب أن
الحكم ُ
دين ٕالاسالم نفسه ،ح ÓÐال يؤخذ عليه أنه يستعمل سلطاته ويم\ O,ي هذا نفسه عى يدخل \ي هذا ُ
ِ
7
غ!,ﻩ .
1
مغ oÌاملحتاج إى معرفة معاني ألفاظ امل
ìاج ،الخطيب الشربي.427/5 ،oÌ
2
ُينظر :املبسوط ،للسرخ ،98/10 ،oÔýوشرح أحمد الدردير عى مiن خليل ،مع حاشية الدسوي عليه ،304/4 ،وامل
ìاج ،للنووي ،مع شرحه مغ oÌاملحتاج ،الشربي،oÌ
،436/5املغ ،oÌابن قدامة.86/12 ،
3
املغ ،oÌابن قدامة.86/12 ،
فإنه كان قد أسلم وهاجر مع زوجته أم حبيبة بنت أبي سفيان إى الحبشة جحشّ ،
قصة عبيد ﷲ بن حش، 4نقل العلماء وقوع ﱠ
الردة \ي زمن الن× oصى ﷲ عليه وسلم :م
ìا ّ
ّ ُ
تغ!,ت وﷲ حال ُه! فإذا هو يقول حيث أصبح :إني نظرت \ي الدين، فر ًارا بدينه ،قالت أم الحبيبة :رأيت \ي النوم عبيد ﷲ زو6ي بأسوأ صورة وأشوهها ،ففزعت وقلتّ :
ٍ
ﱠ ُ ُ ُ ُ فلم أر ً
دينا ً
يحفل }
ا ،وأكب عى الخمر ..ح ÓÐمات .س !,أعالمخ!,ا من النصرانية ،وكنت قد دنت }
ا ،ثم دخلت \ي دين محمد ،وقد رجعت ،فأخ"!ته بالرؤيا ،فلم ِ
ً ً
النبالء ،221/2طبقات ابن سعد .97/8وم
ìا ما حصل \ي غزوة تبوك :قال رجل \ي غزوة تبوك :ما أرى قراءنا هؤالء إال أرغبنا بطونا ،وأكذبنا ألسنة وأجبننا عند
اللقاء ،فرفع ذلك إى رسول ﷲ صى ﷲ عليه وسلم فجاء إى رسول ﷲ وقد ارتحل وركب ناقته فقال :يا رسول ﷲ إنما كنا نخوض ونلعب .فقال "أباهلل وآياته
ورسوله كنتم تس
زؤن ال تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم" ،تفس !,ابن كث .227/7 !,الس!,ة البن هشام ،542/2تفس !,الط"!ي .333/14
5
ٕالاسالم \ي قفص الا
âام ،شوي أبو خليل ،دار الفكر ،دمشق.156 ،1992 ،
6
الحريات العامة \ي ٕالاسالم ،محمد سليم غزوي.95 ،
7
حرية الفكر \ي ٕالاسالم ،عبد املتعال الصعيدي ،نقال عن الحريات العامة \ي ٕالاسالم ،محمد سليم محمد غزوي.96 ،
98Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
ُ
مرجعه وأجيب عى ذلك بأن ٕالاسالم ال َيأخذ مفاهيمه وقيمه من تجارب البشر ،أخطأت أم أصابت بل
ّ ُ
والاج
ادات الصحيحة ف
Úا ،وهو يرى أن ﱠ ُ
الردة ال تخلو من خلل فكري شنيع عشش \ي رؤوس نصوصه،
ُ َ ُ
البعضُ ،يخ ÓÔèإن ترك وشأنه أن يفسد عقوال أخرى؛ أو æي مؤامرة خبيثة بعيدة عن دعوى الحرية ،وæي تريد
ﱠ
اتخاذها سلما تصل ع"!ﻩ إى زلزلة كيان ٕالاسالم ذاته؛ وٕالاسالم \ي ِكال الحال,ن ال يقف مكتوف ٔالايدي ،بل
اسمه ُ
عدم املؤاخذة، هياب من ِق َيم نبتت \ي أهواء البشر؛ فليس َثمة oÔء ُ يواجه كل حالة بما يكاف
7ا غّ !,
ٍ
الخاص }
ا ،وهو يقسم السلطة ال oÐتواجه ّ
ّ ّ
حرية ٕالانسان فالشرع مهما تسامح \ي حرية ٕالانسان ،فله مفهومه
ُ ّ ّ
ممثلة بأولياء أمرها؛ وسلطة َ
الج ّبار سبحانه متمثلة بمعاقبة املرتد بشكل من ٔالاشكال إى قسم,ن :سلطة ٔالامة،
ُّ والكافر \ي ٓالاخرة بالعذاب املستديم؛ إنه ال يمكن التعامل مع ﱠ
الردة بمنطق ذلك التسامح املدÑى عند الغرب،
الحرّيات الذي َبن ْوﻩ ّ ّ
تدخل \ي شأنه ،انطالقا من صنم ّ
وك"!وﻩ والقا oÔÕب!iك ٕالانسان وما يدين مطلقا ،دونما
ّ
وعظموﻩ ،ثم عكفوا عليه وعبدوﻩ.
1
إعانة الطالب,ن ،البكري الدمياطي ،132/4 ،التشريع الجنائي \ي ٕالاسالم ،عبد القادر عودﻩ.629/2 ،
2
التشريع الجنائي \ي ٕالاسالم ،عبد القادر عودة.636/2 ،
3
املرجع السابق ،626/2وانظر :إعانة الطلب,ن ،البكري الدمياطي.132/4 ،
99Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
ً
ثالثا :قول مناف لإلسالم كسب الذات ٕالالهية أو كقول الرجل كفرت باهلل أو برسوله أو كفرت بالقرآن ،أو
ً ً
بلفظ يستلزم الكفر استلزاما بينا ككجحد مشروعية oÔء
oÔء معلوم من الدين بالضرورة ككجحد فرضية الصالة
ً ً ً ً
ضابطا ﱠ
للردة مثال ،سواء حصل هذﻩ القول اس
ز ًاء أو عنادا أو اعتقادا .1وقد ذكر ابن عابدين \ي حاشيته
جحود ما أدخله فيه ثم ما تيقن أنه ﱠردة يحكم }
ا ،وما يشك أنه ﱠردة ال فقال "ال يخرج ﱠ
الرجل من ٕالايمان إال حود
يحكم }
ا ،إذا ٕالاسالم الثابت ال يزول بالشك مع أن ٕالاسالم يعلو" 2.و\ي هذا املع ÓÌيقول شيخ ٕالاسالم ابن
ً دل عليه الكتاب والسنة أ
م ال ّتقرر من مذهب أهل السنة والجماعة ما ّ تيمية -رحمه ﷲ" -قد ّ
يكفرون أحدا
من أهل القبلة بذنب ،وال يخرجون من ٕالاسالم بعمل ،مثل الزنا والسرقة وشرب الخمر ما لم يتضمن ترك
ٕالايمان ،وأما إن تضمن ترك ما أمر ﷲ باإليمان به ،مثل ٕالايمان باهلل ومالئكته ورسله والبعث بعد املوت فإنه
يكفر به ،وكذلك يكفر بعدم اعتقاد وجوب الواجبات الظاهرة املتواترة ،وعدم تحريم املحرمات الظاهرة
3
املتواترة" .
مسلم عن دينه وخروجه من رقبة ولخطورة هذا ٔالامر وعظم ما ي!iتب عليه ،فإن الذي يملك الفتوى ﱠ
بردة
ٍ
اسخون \ي العلم ،الذين يمO,ون ب,ن القطøي والظ ،oÌوب,ن ما يقبل التأويل ٕالاسالم هم العلماء ّ
الربانيون الرا خو
وما ال يقبله ،أهل الفهم عن ﷲ ورسوله –صى ﷲ عليه وسلم– ،وألن ُيخطئوا فيحكموا عليه باإلسالم،
ً أهون عند ﷲ تعاى من ُ
الحكم عليه بالكفر إن كان ٔالامر محتمال ،وهذا كله من باب الاحتياط بل كل الاحتياط
عند الحكم بتكف !,مسلم ثبت إسالمه بيق,ن.
املطلب الخامس :شروط ﱠ
الردة:
ُ
شروط4يجب أن تتوفر \ي املرتد أهمها:
ٍ تحدث الفقهاء عن
ﱠ
فالردة ال تصح إال من عاقل ،فأما من ال عقل له ،كاملجنون ومن زال عقله -1التكليف :ويشمل العقل والبلوغ،
تصح ردته ،وال حكم لكالمه بغ !,خالف .قال ابن املنذر:
بإغماء أو نوم أو مرض أو شرب دواء يباح شربه فال تص
أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم ،عى أن املجنون إذا ارتد \ي حال جنونه ،أنه مسلم عى ما كان عليه
1
التشريع الجنائي \ي ٕالاسالم ،عبد القادر عودة.637، 636/2 ،
2
حاشية ابن عابدين ،ابن عابدين.224/4 ،
3
مجموع الفتاوى ،ابن تيمية.90/20 ،
4
انظر :املغ ،90/12 :oÌاملجموع شرح املهذب ،النووي ،369/20 ,املوسوعة الفقهية الكويتية.7778/2،
100Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
1
املغ ،oÌابن قدامة.446 /19 ،
2
السجستاني ،كتاب الحجر ،243/4 ،وقال ٔالالباني حديث صحيح.
س ن أبي داود ،أبو داود سجستاني،
3
سورة النحل ،اية .106
4
أخرجه الط"!اني \ي الكب ،7/287 !,قال ٔالالباني حديث صحيح ،انظر :مختصر إرواء الغليل ،511/ 1،املجموع ،النووي.369/20 ،
5
الوج\ O,ي أحكام الحدود والقصاص ،ماجد ابو رخية ،172 ،التشريع الجنائي \ي ٕالاسالم ،عبد القادر عودة.637، 636/2 ،
ّ 6
حزم.189/11 ،
املحى ،البن ٍ
101Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
ُ
حزم أيضا" :وأما قول ﷲ "1
ممتنع باستتابة فتاب ف!iكه ،أو لم يتب ،فقتله ،هذا ما ال يجدونه ،وقال ابن ٍ
تعاى" :ال إكراﻩ \ي الدين" ،فال حجة لهم فيه ،ألنه لم يختلف ٌ
أحد من ٔالامة كلها \ي أن هذﻩ ٓالاية ليست عى
كرﻩ ُوي َ
قتل"2؛ ومن قائلُ :ي َ ُ ُ ُ َ ّ ٌ
قائل :يكرﻩ وال يقتلِ ،
فمن ٍظاهرها ،ألن ٔالامة مجمعة عى إكراﻩ املرتد عن دينهِ ،
الرزاق عناملرتد عن النخøي وسفيان الثوري رحمهما ﷲ تعاى ،روى عبد ّيدل عى عدم قتل ّ وكذلك ورد ما ّ
ّ
املرتد(" :يستتاب أبدا" ،قال سفيان" :هذا الذي الثوري عن عمرو بن قيس عن إبراهيم النخøي أنه قال \ي
3
نأخذ به.
لقد ظهر أن ثمة رأيا هو بخالف دعوى ٕالاجماع ال oÐذكرها كث !,من ٔالائمة ،ψوبالتاي ،فاملسألة ليست ّ
محل
َ ُ
إجماع ،إذ كيف يكون ٕالاجماع \ي مسألة م ÓÔüف
Úا كل هذا الذي ذك ْرته من خالف ف
Úا؟
ٍ
ٌ
إجماع ،فحي
ìا يخرج الاستناد عى ٕالاجماع \ي املسألة ،ويبقى البحث \ي النصوص ّ
املرتد فإذا لم يكن \ي قتل
الهادية ،الستكشاف املسألة عى هداها ،وæي القادرة عى إنشاء الفكرة \ي عقل املسلم ،وإنشاء الحكم \ي
تفك!,ﻩ ،فكيف يكتشف البحث حكم املسألة؟
ّ 1
حزم.194-193/11 ،
املحى ،البن ٍ
ّ 2
حزم.195/11 ،
املحى ،البن ٍ
3
املصنف ،لعبد الرزاق بن همام الصنعاني ،166/10 ،حديث .18697
6
من املعاصرين الذين قالوا بقتل املرتد الشيخ الطاهر بن عاشور \ي كتابه أصول النظام الاجتماÑي ،والشيخ يوسف القرضاوي \ي كتابه جريمة الردة وعقوبة املرتد \ي
ضوء القرآن والسنة ،ؤالاستاذ عبد القادر عودﻩ \ي كتابه التشريع الجنائي \ي ٕالاسالم مقارنا بالقانون الوضøي ،وشو
وشوي أبو خليل \ي كتابه ٕالاسالم \ي قفص الا
âام
وشو
102Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
ً
اتجاها َيف!iض فيه مساواة ﱠ
الردة بـالحرابة ،1بمع ÓÌأن من أعلن بردته عن ٕالاسالم، أصحاب هذا الرأي يتبÓÌ
ٌ
واضح إى درجة القطع واليق,ن ،وهو
ضح فعزم الحرابة \ي نفسهوأصر عى ذلكْ ،
ّ ونافح عن أفكارﻩ املناهضة له،
الكيد هلل تعاى ولرسوله وللمسلم,ن .قال شيخ ٕالاسالم ابن ّ
تيمية " ..ولكو
م أظهروا الكفر ﱠ
والردة ،لهذا دعاهم
أليما \ي الدنيا وٓالاخرة" وهذا ملن أظهر خ!,ا لهم وإن يتولوا" عن التوبة "يعذ}
م ً
عذابا ً إى التوبة فقال "فإن يك ً
والعقوبة .2وقال ابن الجوزي رحمه ﷲ "قوله تعاى "إن يتولوا" أي الكفر فيجاهدﻩ الرسول بإقامة الحد ُ
3
أليما \ي الدنيا" بالقتل و\ي ٓالاخرة بالنار". يعرضوا عن ٕالايمان "يعذ}
م ﷲ ً
عذابا ً
ص ِل ِه َج َه ﱠن َم َو َس َاء ْت الر ُسو َل م ْن َب ْعد َما َت َب ﱠَ ,ن َل ُه ْال ُه َدى َو َي ﱠتب ْع َغ َْ !َ ,سبيل ْاملُ ْؤمن َ,ن ُن َو ّله َما َت َو ﱠى َو ُن ْ ُي َشا ِقق ﱠ
ِِ ِِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
وغ!,هم.
1
هذا رأي املذهب الحنفي ،انظر ،الهداية ،للمرغيناني.872/2 ،
2
مجموع الفتاوى ،ابن تيمية.273/7 ،
3
زاد املس !,ص 596؛ ومثله \ي الكشاف للزمخشري ص 442؛ فتح القدير ،الشوكاني .545/2
4
سورة النحل ،آية .106
5
سورة البقرة ،آية .127
6
سورة آل عمران ،آية .77
7
سورة آل عمران ،آية .87-86
103Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
ُ َ ُ ﱠ ْ َ َ ُ ُ َ ُ َ ُ َ ﱠ ﱠ َ َ
ين آ َم ُنوا ث ﱠم ك َف ُروا ث ﱠم آ َم ُنوا ث ﱠم ك َف ُروا ث ﱠم ْاز َد ُادوا ك ْف ًرا ل ْم َيك ِن الل ُه ِل َيغ ِف َر ل ُه ْم َوالَم ِص ً!,ا" ،1وقوله تعاى " ِإن ال ِذ
َ َ ُ َ ْ َْ َ ﱠَ َ َ ُ ﱠ َ ُ َ ُ َ ﱠ َ ََ ُ َ ُ ََ ْ َْ َ َْ َُ ْ َ ً 2
ض ف َس ًادا أ ْن ُيق ﱠتلوا أ ْو ِلِ
Úد
م س ِبيال" ،وقوله تعاى " ِإنما جزاء ال ِذين يح ِاربون الله ورسوله ويسعون ِ\ي ٔالار ِ
ً ُ َﱠ
صل ُبوا ،3"...يقول ابن تيمية معلقا عى ٓالاية ٔالاخ!,ة "واملحاربة باللسان \ي باب الدين قد تكون أنكى من ي
املحاربة باليد ،وكذلك ٕالافساد قد يكون باليد وقد يكون باللسان وما يفسدﻩ اللسان من ٔالاديان قد يكون
4
أعظم مما تفسدﻩ اليد" .
ً
وقد ّرد أصحاب الرأي الثاني هذﻩ ٓالايات بأ
ا جميعا تتحدث عن لعنة ﷲ وغضبه ،وأن العقاب املذكور هو
5
عقاب أخروي ولم تتحدث ٓالايات عن عقوبة دنيوية.
كما استدل الجمهور بقوله تعاى "يحلفون باهلل ما قالوا ،ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسالمهمّ ،
وهموا
ّ ﱠ بما لم ينالوا ،وما نقموا إال أن أغناهم ﷲ ورسوله من فضله ،فإن يتوبوا ُ
يك خ!,ا لهم ،وإن يتول ْوا يعذ}
م
نصت صراحة عى أ
م كفروا ﷲ عذابا أليما \ي الدنيا وٓالاخرة ،وما لهم \ي ٔالارض من ّ
وي وال نصٓ .6"!,الاية ﱠ
ً
بعد إسالمهم ،وقد توقف الشيخ العلواني عند هذﻩ ٓالاية تحديدا وركز عى التعامل النبوي مع من نزلت
ً 8 ّ
بحقه ،7ثم انت Ópإى أن الن×– oصى ﷲ عليه وسلم -لم ُينقل عنه أنه قتل منافقا .
ً
ثانيا :استدل الجمهور بعدد من ٔالاحاديث الُ oÐرويت عن الن×– oصى ﷲ عليه وسلم م
ìا:
1
سورة النساء ،آية .115
2
سورة النساء ،آية .137
3
سورة املائدة ،آية .33
4
الصارم املسلول ،ابن تيمية.321 ،
5
تحاشيا للتكرار وٕالاطالة ،انظر الرد بالتفصيل ص 16من هذا البحث.
6
سورة التوبة ،آية .74
8
انظر هذا الدليل والرد عليه بالتفصيل ص 24من هذا البحث.
104Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
أ -ما رواﻩ ابن عباس ر oÔÕﷲ عنه عن رسول ﷲ صى ﷲ عليه وسلم "من ﱠبدل دينه فاقتلوﻩ“ 1.يدل هذا
2 ُ
ؤالان ،Óألن كلمة "من" تفيد العموم.
الحديث صراحة عى وجوب قتل املرتد وهو خطاب عام يشمل الذكر ؤالان
الردةَ -يستحق أن ُيبحث \ي سياقه الذي ويرى العوا والريسوني أن هذا الحديث –والذي يعت"! ٔالاهم \ي باب ﱠ
الحكم منه ،هذا ما أشار إليه الريسوني \ي بحثه "حد ﱠ
الردة وٕالاشكال ٔالاصول"، حسن استخراج ُ ورد فيهَ ،لي ُ
ُ ّ
ضمر صاحبهوالذي أكد فيه أن كث!,ا من حاالت دخول ٕالاسالم والخروج منه \ي ذلك العهد كان عمال تتآمريا ي ِ
ّ الردة كان متعلقا بما يق!iن عادة مع ﱠ
الغدر ،وأن كث!,ا من حاالت ﱠ
الردة من جرائم أو التحاق بصف العدو ،أو
تآمري وحركة انقالبية ضد ٔالامة والدين؛ وليس فقط للعقوبة ،3إذن ﱠ
الردة عمل مر نحوها من ٔالافعال املوجبة ُ
4
تحول من دين إى آخر .
ب -كما استدلوا بما رواﻩ عبد ﷲ بن مسعود-ر oÔÕﷲ عنه -قال ،قال رسول ﷲ صى ﷲ عليه وسلم" :ال
يحل دم امرئ مسلم يشهد أن ال إله إال ﷲ وأني رسول ﷲ إال بإحدى ثالث الثيب الزاني ،والنفس بالنفس،
والتارك لدينه املفارق للجماعة" .5وقد علق ٕالامام النووي عى هذا الحديث بأنه عام \ي كل مرتد عن ٕالاسالم
6
بأي ﱠردة كانت فيجب قتله إن لم يرجع إى ٕالاسالم.
2
64انظر سبل السالم ،للصنعاني ،دار ابن حزم ،ب!,وت-لبنان ،ط1423 ،1هـ2003-م ،شرح حديث رقم ، 1127ص 756
3حد ﱠ
الردة وٕالاشكال ٔالاصوي ،أحمد الريسوني ،موقع إسالم أون الين .www.islamonline.netتاريخ النشر.2002-2-28 :
5
67متفق عليه ،صحيح البخاري ،كتاب الديات ،باب رقم 6قوله تعاى "إن النفس بالنفس "...حديث رقم ،6878وانظر صحيح مسلم ،كتاب القسامة ،باب ما يباح به
دم املسلم ،حديث رقم 1676
6
68انظر شرح صحيح مسلم ،لإلمام النووي ،بيت ٔالافكار الدولية ،شرح حديث رقم ، 1676ص 1073
105Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
مؤ ÓÔالاشعري ر oÔÕﷲ عنه أن معاذ بن جبل قدم عليه وهو باليمن فإذا رجل عندﻩ موثق قال ما
د -عن أبي ÓÔ
وديا فاسلم ثم
âود ،قال اجلس ،قال ال أجلس حُ ÓÐيقتل قضاء ﷲ ورسوله ثالث مرات فأمر
هذا؟ قال كان
وديا
3
به فقتل .
ُ
فبلغ ذلك ابن عباس فقال :لو
هـ -عن عكرمة –ر oÔÕﷲ عنه -قال :أ ِتي عي ر oÔÕﷲ عنه بزنادقة فأحرقهم فبل
لن opرسول ﷲ صى ﷲ عليه وسلم "ال تعذبوا بعذاب ﷲ" ولقتل
م لقول رسول ﷲ صى كنت أنا لم أحرقهم ْ
4
ﷲ عليه وسلم" :من بدل دينه فاقتلوﻩ".
ً
جالسا إذ دخل ز -عن عبد ﷲ بن مسعود ر oÔÕﷲ عنه قال :كنت عند رسول ﷲ صى ﷲ عليه وسلم
رجالن وافدين من عند مسيلمة فقال لهما رسول ﷲ "أتشهدان أني رسول ﷲ؟ فقاال له :أتشهد أنت مسيلمة
ً
رسول ﷲ؟ فقال :آمنت باهلل ورسله لو كنت قائال واف ًدا لقتلتكما .5وجاء من حديث نعيم بن مسعود
6 ُ ٔالاشجøي :أما وﷲ لو ال ّ
أن الرسل ال تقتل لضربت أعناقكما.
1
انظر شرح صحيح مسلم ،لإلمام النووي ،شرح حديث رقم ، 1676ص .1073
2
سبل السالم شرح بلوغ املرام ،للصنعاني ،شرح حديث رقم ،1128ص.757
5
رواﻩ الدارمي ،حديث رقم 2545وصححه ابن حبان.4879
6
س ن أبي داود 2762وصححه ٔالالباني \ي صحيح الجامع .5328
106Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
ح -الاستدالل بحديث معاذ عندما أرسله الن× oصى ﷲ عليه وسلم إى اليمن فقال له "أيما رجل ارتد عن
ٕالاسالم فادعه فإن عاد وإال فاضرب عنقه ،وأيما امرأة ارتدت عن ٕالاسالم فادعها ،فإن عادت وإال فاضرب
1
عنقها" .
الدينأ
م باملعقول ،من ذلك أن َفتح هذا الباب لبعض ضعاف النفوس يجعل من ّ كما استدل الجمهور عى رأ
م
ً
ألعوبة بيد هؤالء ،فيدخل فيه اليوم ويخرج منه غدا ،وذلك عى طريقة ال
Úود الذين وصفهم رب العزة بقوله
َ َ ﱠ
الِ
َ ìار َواك ُف ُروا ِآخ َر ُﻩ ل َعل ُه ْم َي ْر ِج ُعون".2
ْ " َو َق َال ْت َطائ َف ٌة م ْن َأ ْهل ْالك َتاب آم ُنوا ب ﱠالذي ُأنز َل َع َى ﱠالذ َ
ين َآم ُنوا َو ْج َه ﱠ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ً ُ يقول الشيخ القرضاوي \ي ذلك "إن فتح الباب ﱠ
للردة يجعل املرتد داعيا لها و}
ذا يكون خطرﻩ أك"! بكث !,من
حرب السالح ،وبدعوته هذﻩ يصبح من الذين يحاربون ﷲ ورسوله -صى ﷲ عليه وسلم ،-فكان من باب
3 السياسة الشرعية منع ﱠ
الردة ح ÓÐال تقوى شوكة أعداء ٕالاسالم.
ً ُ
هذﻩ جملة ٔالادلة ال oÐاستدل }
ا الجمهور عى أن املرتد يقتل حدا ،وقد ناقش الفريق الثاني الذي يرى أن
الردة تعالج \ي باب التعزير ال الحدود ،أن كل هذﻩ ٔالاحاديث الُ oÐذكرت \ي قتل املُرتد يجب أن ُتفسر ً
بناء عى ﱠ
ٔالاصل العام الذي أورته سورة البقرة "ال إكراﻩ \ي الدين" ،4وغ!,ها من النصوص القرآنية الّ oÐ
تحدثت عن ﱠردة
ُ
حرب أو قتال أو خروج من ِق َبل املرتد عى نظام ٔالامة .5وهو ما يمكن أن
غ !,مواجهة بالقتل إال إذا قار
ا ٌ
ً ُ ّ
سياق
ٍ يفسر به سياق جميع ٔالاحاديث ال oÐذكرت آنفا ،ويمكن القول أن هذا الذي ارتد عن ٕالاسالم يعيش \ي
حياتي يجعل منه محاربا ومقاتال ألمة ٕالاسالم ،فإن لم يحصل هذا منه ،وخرج هو عن سياق تلك الحياة ،فلم
يحارب ٕالاسالم وأهله ،فقوله تعاى "ال إكراﻩ \ي الدين" ال تسمح بحربه أو قتله .ويعلق الريسوني عى ذلك بأن
أسسه ،والقول بأنيؤصل أصال ،ثم يأتي \ي فرع من فروعه لينقض هذا ٔالاصل الذي ّ الشرع ال يمكن أن ّ
ٍ
ضحا مع آية "ال إكراﻩ \ي الدين" .6إن القرآن القتل يكون ﱠ
للردة وحدها وال oÔء معها أو سواها ،يتنا\ى تنافيا وا حا
1
فتح الباري ،272/12 ،ذكر هذﻩ الرواية الحافظ \ي فتح الباري وحس
ìا.
2
سورة آل عمران.72 :
4
سورة البقرة ،آية .256
6حد ﱠ
الردة وٕالاشكال ٔالاصوي ،أحمد الريسوني .www.islamonline.net ،تاريخ النشر.2002-2-28 :
107Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
1
املصدر السابق ،تحاشيا للتكرار وٕالاطالة ،انظر الرد بالتفصيل عى هذا لرأي ص 21من هذا البحث.
2
التعزير هو :التأديب عى ذنوب لم يشرع ف
Úا حد وال كفارة ،وهو ُعقوبة غ !,مقدرة تختلف باختالف الجناية وأحوال الناس ،فتقدر بقدر الجناية ،ومقدار ما ي Oجر به
Oجر باليس ،!,وم
ìم من ال يي Oجر إال بالكث .!,انظر :املوسوعة الفقهية الكويتية.193/4 ،
الجاني ،ومن الناس من ي Oجر
ً ً 3من أشهر املعاصرين الذين دافعوا عن هذا الرأي الدكتور محمد سليم العوا \ي بحثه ُعقوبة ﱠ
الردة تعزيرا ال حدا" www.islamonline.com ،والدكتور أحمد الريسوني
\ي بحثه حد ﱠ
الردة وٕالاشكال ٔالاصوي،
5
سورة البقرة ،آية 256
7
جامع البيان عن تأويل آي القرآن ،للط"!ي.1498/2 ،
108Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
تقرر َ
نفي ٕالاكراﻩ \ي الدين ،وهو \ي مع ÓÌالن ،opقال ٔالاستاذ ٕالامام محمد الطاهر بن عاشور رحمه ﷲ وٓالاية ّ
ُ ونفي ٕالاكراﻩ خ"! \ي مع ÓÌالن ،opواملرادُ :
تعاىُ " :
نفي أسباب ٕالاكراﻩ \ي حكم ٕالاسالم ،أي ال تكرهوا أحدا عى
كرﻩ ٌ
أحد عليه؛ ويتضمن مع ÓÌالنفي :بيان أن ّاتباع ٕالاسالم ْ
قسرا"44؛ أي يكون املع :ÓÌليس من شأن الدين أن ُي َ
أبلغ من مع ÓÌالن opعن ٕالاكراﻩ ،وإن كان ّ
املؤدى واحدا فيما ذات الدين تتنا\ى مع ذات ٕالاكراﻩ ،وهو مع ÓÌأبل
الر ّدة.
يتعلق بموضوع ّ
ّ
إن هذا ٔالاصل ٔالاصيل الذي تؤكدﻩ هذﻩ ٓالاية –حسب ما يرى الفريق الثاني ،-هو ما ينب2ي أن نستصحبه \ي
ّ
املرتد ،وهو يكمن \ي كون الدين ليس من شأنه أن يدخل نفسا بإكراﻩ ،دونما تفريق ب,ن الكافر بحث مسألة
ٔالاصي أو ّ
املرتد ،ذلك أنه \ي ٔالاصل "ال ُي ّ
تصور ٕالاكراﻩ \ي الدين ،"5مما يع oÌأن مكان ٕالايمان ،وهو القلب ،غ!,
كرﻩ؛ وإذا كان الشرع يتعامل مع الكافر ٔالاصي }
ذا املنطق ،فإن الكافر باالرتداد يقع \ي ُ
خاضع لسلطة م ِ
1
التحرير والتنوير ،ملحمد الطاهر بن عاشور(26/3) ،؛ ُوينظر لبيان اج
ادات مذاهب العلماء \ي نسخها أو إحكامها :تفس !,القرط×.280/3 ،o
2
النسخ \ي القرآن الكريم ،ملصطفى زيد.14/2 ،
3
النسخ \ي القرآن الكريم ،ملصطفى زيد.15/2 ،
4
التحرير والتنوير ،ملحمد الطاهر بن عاشور.26/3 ،
5
روح املعاني ،لأللو.(19/2) ،oÔ
109Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
املقام ذاته ،يقول الدكتور محمد سعيد رمضان البوطيُ " :كفر الكافر ٔالاصي وكفر الكافر ّ
املرتد سواء ،مع أننا
1
ال نقتل الكافر ٔالاصي.
ُويرد عى ذلك بالقول أال يكفي أن ُتشرع ُ
العقوبة \ي سنة الن×– oصى ﷲ عليه وسلم ،أضف إى ذلك أن
ٓالاية تتحدث عن ضمان حرية العقيدة لغ !,املسلم,ن فقط وال يدخل ف
Úا من دخل ٕالاسالم ثم ارتد ،فقد ورد
عن بن عباس –ر oÔÕﷲ عنه -سبب نزول هذﻩ ٓالاية "أن املرأة تكون مقالتا ،فتجعل عى نفسها إن عا
عاش لها
ولد أن ُ
âودﻩ ،فلما أجليت بنو النض !,كان ف
Úم من أبناء ٔالانصار ،فقالوا ال ندع أبناءنا ،فأنزل ﷲ عز وجل "ال
3 2
املفسرة لهذﻩ املسألة
إكراﻩ \ي الدين" ،قال أبو داود :املقالت ال oÐال يعيش لها ولد .ومن القواعد ٔالاصولية ِ
ً "أن النص الخاص ُيخرج ما ّ
دل عليه من النص العام ،ويبقى العام دالا ما عدا ما أخرجه النص الخاص"، ِ
ً ً
وعى هذا يكون عدم ٕالاكراﻩ \ي ٓالاية الكريمة مقصورا عى من لم يدخل ٕالاسالم أصال ،ويخص بالقتل من
خرج من ٕالاسالم من املسلم,ن.
يقول الشيخ يوسف القرضاوي" :إن ٕالانسان لم يغصبه أحد عى الدخول \ي هذا الدين وبما أنه دخل فيه
َ فهو ملزم بكل ما جاء فيه وم
ìا ُعقوبة ﱠ
الردة وربما يقول قائل :دخلت فيه ثم تب,ن ي بعض التفاصيل ال oÐلم
تعجب oÌفيما بعد .الرد عى ذلك أنك قبل الدخول \ي ٕالاسالم مخ !,ونقول "ال إكراﻩ \ي الدين" هذا يفهم من
سبب نزول هذﻩ ٓالاية كما سيأتي ,ولكن بما أنك دخلت \ي ٕالاسالم فقد قبلت بكل أحكامه وقد بلغك ُعقوبة
4
ترك هذا الدين".
َ ُ َ
بالردة \ي آيات القرآن الكريم كقوله تعاى " َو َم ْن َي ْرت ِد ْد ِم ْنك ْم َع ْن ِدي ِن ِه ف َي ُم ْت َو ُه َو ثانيا :إن النصوص املتعلقة ﱠ
َ َ
الن ِار ُه ْم ِف َ
Úا خ ِال ُدون" ، 5وكقوله تعاى " ِإ ﱠن الد ْن َيا َو ْٓالاخ َرة َو ُأ َولئ َك َأ ْ
ص َح ُ
اب ﱠ َكاف ٌر َف ُأ َولئ َك َحب َط ْت َأ ْع َم ُال ُه ْم \ي ﱡ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ً 6 َ ْ ُ ﱠ ُ َ ً ُ ُ َ ُ َ َ ُ ُ ُ َ َ ُ ُ َ ﱠ
ال ِذين َآمنوا ث ﱠم كف ُروا ث ﱠم َآمنوا ث ﱠم كف ُروا ث ﱠم ازدادوا كفرا ل ْم َيك ِن الله ِل َيغ ِف َر ل ُه ْم َوال ِل َِ
ْ Úد َ ُ
ْم َس ِبيال" ،وكقوله
ْ ْ
ّ
التعدد والاختالف ،89 ،وهو عنوان الندوة ال oÐدعت إل
Úا دار الفكر -بدمشق ،بالتعاون مع معرض ب!,وت الدائم للكتاب\ ،ي 1994/5/13م، الحوار سبيل التعايش مع
1
الر ّدة وهل تدخل \ي باب حرية الرأي والاختالف املسموح به؟
وكان البوطي مشاركا ف
Úا ،وكانت كلمته هذﻩ جوابا عن سؤال حول ّ
2
سورة البقرة ،آية .256
3
س ن أبي داوود بحكم ٔالالباني ،باب ٔالاس !,يكرﻩ عى ٕالاسالم ،حديث رقم ، 2682صححه ٔالالباني .وانظر :التأويل ب,ن ضوابط ٔالاصولي,ن وقراءات املعاصرين ،إبراهيم
ن
بويدان.293 ،
5
سورة البقرة ،آية .217
6
سورة النساء ،آية .137
110Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
ثالثا :ناقش أصحاب هذا الرأي حديث الن× oصى ﷲ عليه وسلم الذي يرويه البخاري ومسلم عن عبد ﷲ بن
مسعود ر oÔÕﷲ عنه عن الن× oصى ﷲ عليه وسلم أنه قال" :ال يحل دم امرئ مسلم يشهد أن ال إله إال ﷲ
وأني رسول ﷲ إال بإحدى ثالث :النفس بالنفس ،والثيب الزاني ،والتارك لدينه املفارق للجماعة" ،و\ي رواية
البخاري "واملارق من الدين التارك الجماعة" ،5حيث يرى جمهور الفقهاء بأن "املارق من الدين املفارق
ً ُ للجماعة" هو املُرتد ،وقرروا ً
بناء عى ذلك أن املرتد يقتل حدا بنص هذا الحديث .أع!iض العوا والريسوني
عى هذا الفهم ،وأثبتا أن هذا التفس !,ليس محل اتفاق ب,ن الفقهاء ،فابن تيمية –رحمه ﷲ -قرر أن املقصود
بقول رسول ﷲ صى ﷲ عليه وسلم" :املارق من الدين املفارق للجماعة "يحتمل أن يكون املحارب قاطع
ُ
الطريق ال املرتد ،ويستند ابن تيمية \ي رأيه هذا إى أن رواية أخرى للحديث املذكور قد جاءت ُم َفسرة عى هذا
النحو عن عائشة ر oÔÕﷲ ع
ìا ،فقد روى أبو داود بسندﻩ عن عائشة-ر oÔÕﷲ ع
ìا -أن رسول ﷲ صى ﷲ
عليه وسلم قال" :ال يحل دم امرئ مسلم يشهد أن ال إله إال ﷲ وأني رسول ﷲ إال \ي ثالثٌ :
رجل زنى بعد
ً ً
إحصان فإنه يرجم ،ورجل خرج محاربا هلل ورسوله فإنه ُيقتل أو يصلب أو ينفى من ٔالارض ،أو َيقتل نفسا
1
سورة التوبة ،آية .66
ً
حدا ،العوا ،ص ،2حد ﱠ ً ُ 2عقوبة ﱠ
الردة وٕالاشكال ٔالاصوي ،أحمد الريسوني. الردة تعزيرا ال
3
سورة النور ،آية .54
4
سورة النساء ،آية ،80انظر :خطورة الردة ..ومواجـهة الفتنة ،د .يوسف القرضاوي.
5
صحيح البخاري كتاب الجنايات ،باب ال يحل دم امرء مسلم ،حديث رقم 6878وصحيح مسلم ،كتاب الجنايات ،حديث رقم .1676
111Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
ً ُ
فيقتل }
ا" ،1وأخذا }
ذا الحديث قال ابن تيمية "فهذا املستث ÓÌهو املذكور \ي قوله :التارك لدينه املفارق
2
للجماعة ،ولهذا وصفه بفراق الجماعة ،وإنما يكون هذا باملحاربة".
فإذا سلمنا بصحة تفس !,ابن تيمية ،فإن ٔالاسباب املبيحة لدم املسلم واملذكورة \ي حديث عبد ﷲ بن مسعود
ر oÔÕﷲ عنه æي نفسها ال oÐوردت \ي حديث عائشة ر oÔÕﷲ ع
ìا الذي رواﻩ أبو داود ،ويكون النص إذا \ي
ً
هذا الحديث عى املروق من الدين ومفارقة الجماعة مقصودا به من ارتد ثم حارب ﷲ ورسوله ،وليس
ُ
الردة ،وعى ذلك فإن ُحكم املرتد الذي لم تق!iن ردته بمحاربة جماعة املسلم,ن ال ُيستدل }
ا عليه بمجرد ﱠ
ُ ﱠ }
ذا الحديث .وبعبارة أخرى فإن هذا الحديث ال يقرر ُحكم ﱠ
املجردة ،وإنما يقرر حكم املحارب هلل الردة
ً ً
سواء أكان مسلما أو غ !,مسلم ،فال يسوغ الاستناد إى قوله صى ﷲ ولرسوله وللمسلم,ن ،واملحارب يقتل
ً
3
عليه وسلم "املارق من الدين املفارق للجماعة" \ي إثبات ُعقوبة القتل حدا للمرتد.
ومع كل تقديري لرأي الشيخ العوا ومناقشته العلمية البناءة ،فإن ٔالامانة العلمية تقت oÔüبأن ُيفهم ما نقله
ُ
ابن تيمية \ي جميع سياقه ،صحيح أن ابن تيمية اج
د ر َأيه فقال أن املقصود \ي الحديث ليس املرتد وإنما هو
ُ
املحارب للجماعة ،ولكن ال يع oÌهذا الفهم البن تيمية أنه ال يقول بقتل املرتد إن لم يفارق الجماعة ،وكان
ُ ً
ٔالاوى أن ُينقل كالم ابن تيمية كامال ح ÓÐتتتتضح الصورة حيث يقول "لو كان أريد املرتد املجرد ملا احتج إى
قوله "املفارق للجماعة" فإن مجرد الخروج من الدين يوجب القتل وإن لم يفارق جماعة الناس فهذا وجه
ُ ً
يحتمله الحديث" .4ويقول أيضا –رحمه ﷲ" -وألنه ال ُيقتل ملجرد الكف واملحاربة ألنه لو كان كذلك ملا قتل
امل!iهب والشيخ الكب !,ؤالاعم Óواملقعد واملرأة ونحوهم ،فلما قتل هؤالء ُعلم أن ﱠ
الردة حد من الحدود ال
ُ
تسقط بالتوبة" .5أضف إى ذلك أنه قد ورد \ي الحديث عن عثمان بن عفان ر oÔÕﷲ عنه أن املرتد ُيقتل
ملجرد ردته وال يش!iط حصول الضرر بخروجه وقتاله للجماعة ،فعن عثمان ر oÔÕﷲ عنه أنه قال :سمعت
رسول ﷲ صى ﷲ عليه وسلم يقول" :ال يحل دم امرئ مسلم إال بإحدى ثالث :رجل زنى بعد إحصانه فعليه
ً
رواية عن عثمان ر oÔÕﷲ عنه "أو
ٍ الرجم ،أو قتل عمدا فعليه القود ،أو ارتد بعد إسالمه فعليه القتل" ،6و\ي
1
س ن أبي داوود بحكم ٔالالباني ،كتاب الحدود ،باب الحكم فيمن ارتد ،حديث رقم ،4353صححه الشيخ ٔالالباني.
ن
2
الصارم املسلول عى شاتم الرسول ،ابن تيمية ،املكتبة الشاملةٕ ،الاصدار الثالث.320/1 ،
4
الصارم املسلول عى شاتم الرسول ،إبن تيمية.320/1 ،
5
املرجع السابق .283/12 ،
ُ 6
س ن النسائي بحكم ٔالالباني ،كتاب تحريم الدم ،باب الحكم \ي املرتد ،حديث رقم ،4057صححه الشيخ ٔالالباني.
ن
112Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
يكفر بعد إسالمه فعليه القتل" .1كما ُيرد عى هذا الفريق بأن لفظ "التارك لدينه" الوارد \ي الحديث ،لفظ
ً
عام \ي كل من ارتد وبأي ﱠردة كانت ،وال يش!iط أن يصاحب ردته حربا لإلسالم واملسلم,ن ،ولفظ "املفارق
للجماعة" يتناول كل خارج عن الجماعة املسلمة سواء كان ببدعة أو نفي إجماع أو أي فعل أو قول مخرج من
2
ملة ٕالاسالم.
ٌ
يرى أصحاب هذا الرأي بأن حديث "من بدل دينه فاقتلوﻩ ،3حديث ال ُيشك \ي صحته من حيث السند ،إال أن
َ ُ
ٔالامر الوارد فيه بقتل املرتد ال ُيحمل عى الظاهر ،وإنما املراد منه إباحة القتل ال إيجابه ،ومن ثم تكون ُعقوبة
ً ُ
املرتد ُعقوبة تعزيرية مفوضة إى السلطة املختصة \ي الدولة ٕالاسالمية ،تقرر ف
Úا ما تراﻩ مالئما من العقوبات
وال oÐقد تصل إى قتل املُرتد .4ويعتمد العوا والريسوني \ي نقاشهما هذا عى أن الحديث آنف الذكر ُ
ص ِرف
فيه ٔالامر من الوجوب عى إى ٕالاباحة ،وذلك لوجود قرائن أخرى من سنة الرسول صى ﷲ عليه وسلم تش!,
الردة إن لم ترتبط بخروج عى نظام الدولة .لذلك – عى أنه صى ﷲ عليه وسلم لم يعاقب عى مجرد ﱠ
ً
يناقش العوا -أن كل ٔالاحاديث ال oÐورد ف
Úا أن رسول ﷲ صى ﷲ عليه وسلم قتل مرتدا أو مرتدة أو أمر
تصح من حيث السند ،ومن ثم فإنه ال يثبت أن رسول ﷲ صى ﷲ عليه وسلم عاقب
بأ
ما أن يقتل ،كلها ال تص
ما
ﱠ 5
عى مجرد الردة .
ً
ُويرد عى ذلك بأن ٔالامر الوارد \ي الحديث ُيحمل عى الوجوب ،بدليل أن معاذا –ر oÔÕﷲ عنه -لم يرض بغ!,
ً
القتل ُحكما لل
Úودي الذي ارتد عن ٕالاسالم ،وكذا فعل عي –ر oÔÕﷲ عنه\ -ي الزنادقة الذين حرقهم \ي
6
النار.
َ
ويضيف العوا أن هناك أحاديث صحيحة ُرويت عنه صى ﷲ عليه وسلم تش !,بكل وضوح أنه ق ِبل خروج
ُ
أحد املرتدين من املدينة دون أن يقيم عليه الحد .فقد روى البخاري ومسلم عن جابر بن عبد ﷲ ر oÔÕﷲ
ً
عنه "أن أعرابيا بايع رسول ﷲ صى ﷲ عليه وسلم عى ٕالاسالم فأصابه َوعك فقال :أقل oÌبيع oÐفأبى ثم
جاءﻩ فقال أقل oÌبيع oÐفأبى فقال رسول ﷲ صى ﷲ عليه وسلم" :إنما املدينة كالك !,تنفي خب
خب
ا وينصع
1
انظر املرجع السابق ،حديث رقم ،4058صححه الشيخ ٔالالباني.
2
انظر شرح صحيح مسلم ،كتاب القسامة واملحراب,ن ،باب ما يباح به دم املسلم ،شرح حديث رقم .1676
3
صحيح البخاري ،كتاب الجهاد والس ،!,باب ال يعذب بعذاب ﷲ ،حديث رقم .6922
5
املرجع,ن السابق,ن.
6
انظر الرد بالتفصيل عى هذا الدليل ص 21من هذا البحث.
113Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
طي
ا" .1الحديث يش !,إى أننا أمام حالة ﱠردة ظاهرة جلية ،ومع ذلك لم يعاقب الرسول صى ﷲ عليه وسلم
2
الرجل وال أمر بعقابه ،بل تركه يخرج من املدينة دون أن يعرض له أحد.
ُويجاب عن ذلك بأن املقصود باإلقالة هنا ليس ٕالاقالة من ٕالاسالم وإنما من الهجرة ،فقد نقل ابن حجر
ً
العسقالني أن املسالة تحتمل ٔالامران معا ،فقال رحمه ﷲ "ظاهرﻩ أنه سأل ٕالاقالة من ٕالاسالم وبه جزم بن
عياض ،وقال غ!,ﻩ إنما استقاله من الهجرة وإال لكان َ
قتله عى ﱠ
الردة" 3.فالن× oصى ﷲ عليه وسلم ال يع,ن
عى معصية ،ألن البيعة \ي أول ٔالامر كانت عى أن ال َيخرج أحد من املدينة إال بإذنه –صى ﷲ عليه وسلم-
َ ً
فخروجه عصيان ،وكانت الهجرة إى املدينة فرضا قبل فتح مكة عى كل من أسلم ،ثم أذن بالهجرة من
4
املدينة بعد فتح مكة.
ً ثم إن هناك حديثا آخر رواﻩ البخاري ومسلم عن أنس بن مالك –ر oÔÕﷲ عنه -قال" :كان ٌ
رجل نصرانيا
فأسلم وقرأ البقرة وآل عمران ،فكان يكتب للن× oصى ﷲ عليه وسلم فعاد نصرانيا ،فكان يقول :ما يدري
محمد إال ما كتبت له ،فأماته ﷲ فدفنوﻩ ،فأصبح وقد لفظته ٔالارض .5"....والحديث فيه ِداللة واضحة أن
هذا الرجل قد تنصر بعد إسالمه وتعلمه سورتي البقرة وآل عمران ،وكان يكتب للن× oصى ﷲ عليه وسلم،
6
ومع ذلك فلم يعاقبه الن× oصى ﷲ عليه وسلم ومات عى ردته.
ُويرد عى ذلك بأن املتتبع لبقية الحديث وللروايات ٔالاخرى يجد أن هذا الرجل الذي ارتد قد هرب من املدينة،
فكيف بمحمد صى ﷲ عليه وسلم أن يقيم عليه الحد ،فرواية البخاري تش !,إى ذلك "فأصبح وقد لفظته
ٔالارض ،فقالوا :هذا فعل محمد وأصحابه ملا هرب م
ìم نبشوا عن صاحبنا فألقوﻩ .7"...وجاء \ي رواية ٕالامام
مسلم عن أنس ابن مالك قال" :كان منا رجل من ب oÌالنجار ،قد قرأ البقرة وآل عمران ،وكان يكتب لرسول
ً
ﷲ صى ﷲ عليه وسلم ،فانطلق هاربا ح ÓÐلحق بأهل الكتاب قال :فرفعوﻩ ،قالوا :هذا قد كان يكتب ملحمد
فأعجبوا به ،فما لبث أن قصم ﷲ عنقه ف
Úم فحفروا له فواروﻩ ،فأصبحت ٔالارض قد نبذته عى وجهها ،ثم
جبوا
1
صحيح البخاري ،كتاب ٔالاحكام ،باب بيعة ٔالاعراب ،حديث رقم ،7209وانظر صحيح مسلم ،كتاب الحج ،باب :املدينة تنفي شرارها ،حديث رقم .1383
3
فتح الباري \ي شرح صحيح البخاري ،ابن حجر العسقالني.139/4 ،
4
انظر املرجع السابق ، 285/13 ،وانظر شرح صحيح مسلم ،كتاب الحج ،باب من أراد أهل املدينة بسوء أذا به ﷲ ،شرح حديث رقم .1383
5
صحيح البخاري ،كتاب املناقب ،باب :عالمات النبوة \ي ٕالاسالم ،حديث رقم ،3617وانظر :صحيح مسلم ،كتاب صفات املنافق,ن وأحكامه ،حديث رقم .2781
7
صحيح البخاري ،كتاب ٔالاحكام ،باب بيعة ٔالاعراب ،حديث رقم.7209
114Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
عادوا فحفروا له فواروﻩ ،فأصبحت ٔالارض قد نبذته عى وجهها ،ثم عادوا فحفروا له فواروﻩ فأصبحت
1
ٔالارض قد نبذته عى وجهها ف!iكوﻩ منبوذا.
ومن ٔالادلة ال oÐساقها هذا الفريق عى رأيه ما ورد \ي القرآن الكريم عن بعض ال
Úود الذين كانوا ي!iددون ب,ن
اب ََ َ ْ َ َ ٌ ْ َْ ْ َ
ٕالاسالم والكفر ليفتنوا املؤمن,ن عن دي
ìم ويردوهم عن ٕالاسالم ،قال تعاى "وقالت طا ِئفة ِمن أه ِل ال ِكت ِ
فالردة \ي هذﻩ القصة كانت ﱠ َ ُ َ َﱠ ُ ْ َ ْ ُ َ 2
الِ
َ ìار َواك ُف ُروا ِآخرﻩ لعلهم ير ِجعون"
ْ آم ُنوا ب ﱠالذي ُأ ْنز َل َع َى ﱠالذ َ
ين َآم ُنوا َو ْج َه ﱠ
ِ ِ ِ ِ ِ
جماعية \ي املدينة املنورة والدولة ٕالاسالمية قائمة ورسول ﷲ صى ﷲ عليه وسلم حاكمها ،ومع ذلك لم
ُ
3
ُيعاقب هؤالء املرتدين الذين يرمون إى فتنة املؤمن,ن \ي دي
ìم وصدهم عنه.
1
صحيح مسلم ،كتاب الحج ،باب املدينة تنفي شراراها ،حديث رقم .6922
2
سورة آل عمران ،آية .72
4
الجامع ألحكام القرآن ،القرط×.99/4 o
115Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
العقوبة عى ﱠ
الردة æي تعزي ًرا ،1هذا الذي يؤكدﻩ القرآن الكريم \ي كل ٓالايات ال oÐتتحدث عن ﱠ
الردة ،وأن ُ
ُعقوبة أخروية موكولة إى ﷲ تبارك وتعاى .ويناقش الشيخ العلواني ذلك بأن تطبيق حد ﱠ
الردة يوقعنا \ي
ُ
واضحة ال تحتمل اللبس وال التأويل،
حة ،وذلك ألن القرآن الكريم يدعو إى حرية املعتقد بصورة واضحة
إشكالية واضحة،
ً
وبناء عى ذلك –يرى الشيخ العلواني والبنا -فإن ٕالانسان يملك بمفردﻩ حرية اختيار الدين الذي يتدين به،
وæي حرية ذاتية نابعة من عمق اختيارﻩ ،وهو مؤتمن عل
Úا من الخالق جل وعال ،فالحرية إذن æي مناط
2 َ
واملج"! عى دين مع,ن يعت"! خارج دائرة التكليف. املسؤولية ٕالانسانية ،وبالتاي فإن املُ َ
كرﻩ
ُ 1أشهر الذين قالوا بذلك الدكتور طه جابر العلواني \ي كتابه "ال إكراﻩ \ي الدين :إشكالية ﱠ
الردة واملرتدين من صدر ٕالاسالم إى اليوم" ،وجمال البنا \ي مقاله "ال ُعقوبة
ً ﱠ
للردة ،وحرية الاعتقاد عماد ٕالاسالم" ،وورد مثل ذلك عن الدكتور حسن ال!iابي ،ففي مقالة له \ي جريدة املحرر قال" :نريد الحوار مع الغرب ،ال نريد حربا معه ،نريد
ً ً ً
أن نحتكم معا إى ديموقراطية عاملية ،أما \ي بلدي ،فاألوى بي وأنا أدعو للحوار \ي مواجهة ٓالاخر ،أن أتحاور مع كل من حوي ،مسلما كان أم غ !,مسلم ،وعربيا كان
ً
أم غ !,عربي ،أتحاور معه وأترك له حرية أن يقول ما يشاء ،ويسود بنتيجة الحوار هذا الرأي أو ذاك ،وأزيد عى كل هذا رأيا هو رأيي الشخ :oÔôح ÓÐإذا ارتد املسلم
ً
تماما وخرج من ٕالاسالم ويريد أن يبقى حيث هو ،فليبق حيث هو ،ال إكراﻩ \ي الدين ..ال إكراﻩ \ي الدين ..وأنا ال أقول إنه ارتد أو لم يرتد فله حريته \ي أن يقول ما
ً
يشاء ،شريطة أن ال يفسد ما هو مش!iك بيننا من نظام" .ويقول أيضا" :وأود أن أقول :إنه \ي إطار الدولة الواحدة والعهد الواحد يجوز للمسلم كما يجوز للمسي
للمسي,ي
ً أن يبدل دينه ..أما ﱠ
الردة الفكرية البحتة ال oÐال تستصحب ثورة عى الجماعة وال انضماما إى الصف الذي يقاتل الجماعة كما كان يحدث عندما ورد الحديث
املشهور عن الرسول ،ρفليس بذلك بأس يذكر ،ولقد كان الناس يؤمنون ويكفرون ،ثم يؤمنون ويكفرون ،ولم يطبق عل
Úم الرسول ρحد ﱠ
الردة" .مقابلة مع حسن
ال!iابي ،أجر
âا جريدة املحرر،العدد ،263 :آب .1994
ﱠ ُ 2
الردة واملرتدين ،طه جابر العلواني ،ص .94 ال إكراﻩ \ي الدين ،إشكالية
3
سورة البقرة ،آية .256
4
سورة الكهف ،آية .29
ﱠ ُ 5
الردة واملرتدين ،طه جابر العلواني ،ص .94 ال إكراﻩ \ي الدين ،إشكالية
116Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
الردة \ي عهد الن×– oصى ﷲ عليه وسلم– وأصحابه ارتبطت بمعاداة ٕالاسالم وأهله وأما استداللهم بأن ﱠ
ُ ُ
وحر}
ما والخروج عى جماعة املسلم,ن وأ
ا ﱠردة سياسية بامتياز ،وبالتاي تحمل أحاديث وجوب قتل املرتد
فيجاب عنه :بأن هذا التقييد وهذا التخصيصّ ،
تقيد املسلح عى الدولة املسلمةُ ،
عى حالة الحرب أو الخروج املسل
من غ !,مقيد وتخصيص من غ !,مخصص ،وهو نوع من أنواع التأويل املرفوض ،فحديث "من ّبدل دينه
فاقتلوﻩ" عام ومطلق \ي نفس الوقت ،و"من" æي من صيغ العموم وجاءت \ي سياق الشرط ،فكانت من أبل
أبلغ
ً
صيغ العموم ،فال يجوز إذا تخصيصه أو تقييدﻩ بحالة الحرب والخروج املسلح عى الدولة املسلمة النعدام
الدليل .3ثم إن الزنادقة الذين َح ّرقهم عي –ر oÔÕﷲ عنه– لم يكونوا محارب,ن ولم يحملوا السالح \ي وجه
ً ٌ
الدولة ،وكذلك ال
Úودي الذي أمر معاذ بقتله لم َيرفع سالحا \ي وجه الدولة ،وإنما غاية ما فعله هو ارتدادﻩ
عن ٕالاسالم.
ً ُ ثم أن oÌأتساءل حيال حالة ﱠ
âديدا لألمة وكيا
ا وأم
ìا ،ونحن نرى
âديد ٔالامة الردة تلك ،كيف ال يمثل املرتد
التدين ،ويقفون \ي صف من يحاربون تطبيق ٕالاسالم باسم ﱡ اليوم من قوم ب,ن ظهرانينا ،ال يزالون ﱠيدعون
الحداثة والحرية وحقوق ٕالانسان؟
ثم ناقش الشيخ العلواني دعوى ٕالاجماع عى قتل املُرتد ،وتوصل إى أن هذﻩ الدعوى غ !,صحيحة ،يقول
الشيخ العلواني "لكن القائل,ن بوجود حد القتل للمرتد \ي شريعتنا ّادعوا ٕالاجماع ،ليحولوا دون الالتفات إى
مخالفة عمر بن الخطاب وإبراهيم النخøي وسفيان الثوري ،وغ!,هم من ناحية ،وليغلقوا الباب دون التفك!,
4 ً
بأية مراجعة لهذا الحد من املتأخرين ،ومن الذي يستطيع أن يراجع حكما أجمع علماء ٔالامة عليه".
ً ُ
ُويرد عى هذا الاستدالل بأن عمر بن الخطاب – ر oÔÕﷲ عنه – كان يقول بوجوب قتل املرتد مطلقا ولم
يصح عنه الرجوع عن هذا الرأي ،ويبدو ّ
أن ِإمهال عمر للمرتد كي يتوب وي!iاجع ،ح ÓÐأنه حبسه ألجل ذلك،
1ال ُعقوبة ﱠ
للردة ،جمال البنا ،تحت عنوان :مثال تاري1ي ونموذج معاصر.
2
انظر ص 18-17من هذا البحث.
3
التأويل ب,ن ضوابط ٔالاصولي,ن وقراءات املعاصرين ،إبراهيم بويدان.296 ،
ﱠ ُ 4
الردة واملرتدين " للدكتور طه جابر العلواني ،ص .19 انظر :ال إكراﻩ \ي الدين ،إشكالية
117Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
هو الذي أحدث ٕالاشكال عند هذا الفريق ففهموا من ذلك أن حبس عمر للمرتد هو الحكم \ي حقه ال القتل!
قلعي \ي كتابه "موسوعة فقه عمر بن الخطاب ،عصرﻩ وحياته"،أن عمر بن وقد ذكر الدكتور محمد رواس قلع
كعقوبة بدل القتل ،فقد روي عنه أن الخطاب أراد من حبس املُرتدين مجرد الاستتابة أليام ،وليس الحبس ُ
ُ ً ُ
املرتد ُيستتاب ثالثا ،فإن تاب ترك ،وإن أبى قتل 1.ونحو ذلك مما جاء عنه \ي اتفاقه هو والصحابة عى قتل
ً
قدامه بن عبد ﷲ إن أصر عى استحالل الخمر،وهل يع oÌذلك شيئا آخر غّ !,ردته .!2ويؤيد هذا الفهم لفقه
مؤ ÓÔالاشعري فقال
عمر بن الخطاب ما رواﻩ ٕالامام مالك ر oÔÕﷲ عنه "أنه قدم عى عمر رجل من قبل أبي مو
له عمر :هل كان من مغربه خ"!؟ قال نعم رجل كفر بعد إسالمه ،فقال ما فعلتم به؟ قال قربناﻩ فضربنا
ّ ً ً
عنقه ،قال عمر :فهال حبستموﻩ ثالثا وأطعمتموﻩ كل يوم رغيفا واستتبتموﻩ لعله يتوب أو يراجع أمر ﷲ ،اللهم
3
لم أحضر ولم آمر ولم أرض إذ بلغ."oÌ
ُ ُ
فالحديث ال يدل عى أن عمر لم َير قتل املرتد ،وإنما براءة عمر من قتل املرتد قبل استتابته ألنه كان من
ً ّ ُ
املمكن إصالحه ،فرأي عمر بالحبس هو الستتابة املرتد قبل قتله ،وإال فما مع ÓÌفهال حبستموﻩ ثالثا؟ فإن لم
ً
تتم التوبة فماذا سيكون بعدها؟ هل يكون إطالق سراحه؟! َمعاذ ﷲ أن يكون هذا فهما لعمر ر oÔÕﷲ عنه،
ُ وإنما قد تكون ﱠ
الش
ة عن املرتد وردﻩ لصوابه فيحتاج إى وقت،
الردة لش
ة فقد يحتاج ملدة لكشف هذﻩ الش
ة
4
ومن هنا رأى عمر الحبس للمرتد قبل قتله.
ً ُ ُ
أما بالنسبة ملا نقل عن إبراهيم النخøي رحمه ﷲ ،وهو "أن املرتد ُيستتاب أبدا" ،يبدو أن املقصود من ذلك
ُ
أن املرتد كلما ارتد ُدÑي إى التوبة وذلك بحبسه وإعطاءﻩ مهلة للمراجعة والتوبة ،ح ÓÐلو كان ارتدادﻩ عن
ٕالاسالم للمرة الثانية والثالثة والرابعة وهكذا ،وليس \ي مقصودﻩ "الحبس املؤبد" .ومما يؤيد هذا التفس !,ما
ً ُ
نقله العالمة ابن حجر رحمه ﷲ \ي فتح الباري \ي تعليقه عى قول النخøي "من أن املرتد ُيستتاب أبدا" " ،كذا
ﱠ 5 ً
نقل عنه مطلقا ،والتحقيق أنه فيمن تكررت منه الردة".
1
قلعي ،ص .430
موسوعة فقه عمر بن الخطاب ،عصرﻩ وحياته ،محمد رواس قلع
2
التأويل ب,ن ضوابط ٔالاصولي,ن وقراءات املعاصرين ،إبراهيم بويدان.300 ،
3
موطأ مالك ،املكتبة الشاملةٕ ،الاصدار الثالث ،باب القضاء فيمن أرتد عن ٕالاسالم حديث رقم .1066/4 ،2728
4
املغ ،oÌابن قدامه.93/12 ،
5
فتح الباري ،ابن حجر العسقالني ،282/12 ،وانظر :التأويل ب,ن ضوابط ٔالاصولي,ن وقراءات املعاصرين ،إبراهيم بويدان.301،
118Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
وكذا نقل البخاري \ي صحيحه \ي باب حكم املُرتد واملُرتدة حيث يقول رحمه ﷲ "وقال ابن عمر والزهري
ً ُ ُ
وإبراهيم –النخøي -تقتل املرتدة" 1.ونقل ذلك أيضا عن عبد الرزاق \ي مصنفه نقال عن النخøي \ي حكم املرأة
2
ال oÐترتد قال "تستتاب فإن تابت وإال قتلت".
ُ
و}
ذا يتضح أن من ُروي عنه القول بعدم قتل املرتد ،عارضه ما روي عنه من قتله ،وترجيح الروايات بالقتل
عى الروايات بعدمه ،ملوافق
ا لسنة صى ﷲ عليه وسلم ،وتطبيق صحابته وغ!,هم .ثم لو فرضنا ثبوت
ُ
أك! ،فال حجة \ي ذلك إلطباق غ!,هم عى القول بقتله ،ولثبوت قتله عن القول بعدم قتل املرتد عن ِ
عالم أو أك !،
الرسول صى ﷲ عليه وسلم وعمل أصحابه \ي حياته وبعد مماته.
ُ
وكذلك ٔالامر بالنسبة لسفيان الثوري رحمه ﷲ ،فهو يرى وجوب قتل املرتد ولكن بعد استتابته املتكررة \ي كل
يرتد ف
Úا ،3وفق ما سبق بيانه \ي توجيه كالم إبراهيم النخøي ،فقد نقل عبد الرزاق \ي مصنفه عن مرة ﱡ
ُ
سفيان الثوري قوله "إذا قتل املرتد قبل أن يرفعه إى ٕالامام فليس عى قاتله oÔء" ،4وهذا معناﻩ أن سفيان
ُ
الثوري يرى أن دم املرتد هدر ،فإن تكررت ردته فإنه يستتاب وال يقتل مباشرة ،وهذا مثل الذي قيل \ي
توجيه رأي إبراهيم النخøي.
ّ ُ
وتوصل بعد واستعرض الشيخ العلواني والبنا أحاديث قتل املرتد ال oÐوردت عن الن× oصى ﷲ عليه وسلم،
مطول أن هذﻩ ٔالاحاديث "أخبار آحاد ظنية" وال تقوى عى أن تكون حجة لقتل ٔالانفس ،وال تقوى أن نقاش ّ
ُ
تعارض عموم ٓالايات القرآنية ال oÐتأمر بحرية العقيدة وعدم ٕالاكراﻩ \ي الدين .5ثم أطال الشيخ العلواني والبنا
النقاش \ي قوله صى ﷲ عليه وسلم "من بدل دينه فاقتتلوﻩ" ،ويرى هذا الفريق أن هذا الحديث "خ"! آحاد
1
فتح الباري ،ابن حجر العسقالني.377/12 ،
2
مصنف عبد الرازق ،املكتبة الشاملة ٕالاصدار ،3.64باب كفر املرأة بعد إسالمها حديث 176/10 ،18726
3
املغ oÌالبن قدامه.74/12 ،
4
مصنف عبد الرزاق ،باب من استقاد بعد أمر السلطان ،حديث رقم .418/9 ، 7850وانظر ،املغ ،oÌالبن قدامه.91/12 ،
5ال ُعقوبة ﱠ
للردة ،جمال البنا ،تحت عنوان نماذج من الفقه التقليدي \ي قضية ﱠ
الردة.
119Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
ومرسل" 1.كما أنه ال يصح تقديم هذا الحديث عى صريح القرآن الكريم الذي لم يحدد ُعقوبة دنيوية ﱠ
للردة،2
وأن هذا الحديث لم ُيب,ن من هو املقصود فيه ،فهل يقصد به املسلمون أم غ!,هم3؟
الصالح \ي مقدمته \ي علوم الحديث بأن ما َ
أتفق عليه وأود قبل مناقشة هذا الرأي أن أنقل ما قاله ابن ّ ﱡ
كل م
ìما يندرج تحت ٔالاحاديث ال oÐتفيد اليق,ن ،ألن ٔالامة ﱠ
تلقت كل واحد من البخاري ومسلم أو ما أنفرد به ٌ
ً َ
كتاب
Úما بالقبول" ،وهذا القسم جميعه مقطوع بصحته والعلم اليقي oÌالنظري واقع به ،خالفا لقول من نفى
4 ً
ذلك محتجا بأنه ال يفيد \ي أصله إال الظن" .
ثم ماذا يقول الشيخ العلواني \ي رأي املذاهب الفقهية ٔالاربعة ال oÐتبنت أحاديث ٓالاحاد \ي ُعقوبة شارب
الردة أصح وأوفر مما ورد \ي ُعقوبة شرب الخمر ،ولو ص
صح هذا الزعم أن الخمر ،5مع أن ما ورد \ي ُعقوبة ﱠ
أما القول بأن حديث "من بدل دينه فاقتلوﻩ" من املراسيل ،6فهو قول مستهجن ،ألن املرسل مردود للجهل
ً
بحال املحذوف ،وكيف يكون كذلك وهو \ي صحيح البخاري ،إضافة إى أن أحدا من علماء الحديث القدامى
أو املحدث,ن املعت"!ين لم يطعن \ي صحة الحديث.
ح ÓÐأن الشيخ عبد ﷲ بن بيه –وهو الذي ﱠ
قدم لكتاب الشيخ العلواني -استغرب هذا التضعيف ملثل هذﻩ
ٔالاحاديث ،فلو أعملنا هذا املنطق ،لخرجت حقوق ﷲ من دائرة الزواجر وأصبح املسلم وغ!,ﻩ \ي دائرة سواء.7
ينب2ي التأكيد بكل وضوح أن ما انفرد به البخاري أو مسلم مندرج \ي قبيل ما ُيقطع بصحته لتلقي ٔالامة
وهنا ي
ﱠ ُ 1
الردة واملرتدين ،طه جابر العلواني ،ص.124 ال إكراﻩ \ي الدين ،إشكالية
2
املرجع السابق ص.125
3انظر ال ُعقوبة ل ﱠ
لردة ،جمال البنا ،تحت عنوان "مصادر ٕالاشكال \ي حديث ابن عباس".
4
مقدمة ابن الصالح \ي علوم الحديث ،أبو عمر الشهرزوري ،ص.10
5
العناية شرح الهداية ،املرغيناني ،املكتبة الشاملة ،252/7 ،بدائع الصنائع \ي ترتيب الشرائع عالء الدين الكاساني الناشر دار الكتاب ،1982ب!,وت ،63/7 ،الحاوى
الكب ،!,أبو الحسن املاوردى ،دار الفكر ،ب!,وتٕ ،243/13 ،الانصاف \ي معرفة الراجح من الخالف عى مذهب ٕالامام أحمد بن حنبل ،عالء الدين عي بن سليمان
املرداوي ،دار إحياء ال!iاث العربي ،ب!,وت،ـ لبنان.181/10 ،1419،
6
الحديث املرسل :الذي يقول فيه التابøي :قال رسول ﷲ صى ﷲ عليه وسلم كذا أو فعل كذا ،ورد املحدثون املرسل للجهل بحال املحذوف ،ألنه يحتمل أن يكون
صحابيا ،أو تابعيا ،وال حجة \ي املجهول ،املوسوعة الفقهية الكويتية.230/26 ،
7
انظر تعليق الشيخ عبد ﷲ بن بيه عى كتاب "ال إكراﻩ \ي الدين" طه العلواني\ ،ي نفس الكتاب ،ص.187
120Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
وأما طعن الشيخ العلواني بعكرمة موى ابن عباس -راوي الحديث ،-وا
âامه بأنه كذوب ال ُيؤخذ من مثلهُ ،3يرد
عليه بعبارة سعيد بن جب" !,إنكم تتحدثون عن عكرمة بأحاديث لو كنت عندﻩ ملا حدث }
ا" ،والحق أ
ا
مشتقة من العبارة ٓالاتية" :عن أبي إسحاق قال :سمعت سعيد بن جب !,يقول :إنكم لتحدثون عن عكرمة
بأحاديث لو كنت عندﻩ ما حدث }
ا ،قال فجاء عكرمة فحدثه بتلك ٔالاحاديث كلها ،قال والقوم سكوت فما
4
تكلم سعيد ،قال ثم قام عكرمة فقالوا :يا أبا عبد ﷲ ما شأنك؟ قال فعقد ثالث,ن وقال :أصاب الحديث.
لقد اتضح للباحث أن الشيخ العلواني َع َمد إى اختيار ما ُيؤيد رأيه \ي وصف عكرمة ،وكأنه لم يقرأ ما ورد \ي
فضل هذا الرجل \ي نفس املرجع الذي استقى منه ما دل عى رأيه ،فالعبارات ال oÐاستقاها للتدليل عى
الطعن \ي عكرمة مجOiأة مقطوعة من نصها الكامل ،ويكفي أن أذكر هنا بعض العبارات ال oÐقيلت \ي حق
عكرمة -ر oÔÕﷲ عنه -من نفس املرجع الذي أخذ منه العلواني من الطبقات.
1
سورة آل عمران ،آية .19
2
انظر فتح الباري شرح صحيح البخاري ،ابن حجر العسقالني.382/12 ،
3
عكرمة بن عبد ﷲ ال"!بري املدني ،أبو عبد ﷲ ،موى عبد ﷲ بن عباس )105 - 25ه( تابøي ،كان من أعلم الناس بالتفس !,واملغازي ،طاف البلدان ،وروى عنه زهاء
أك! من سبع,ن تابعيا .ذهب إى نجد الحروري ،فأقام عند ستة أشهر ،ثم كان يحدث برأي نجدة ،وخرج إى بالد املغرب ،فأخذ عنه أهلها رأي
ثالثمائة رجل ،م
ìم !
"الصفرية" ،وعاد إى املدينة ،فطلبه أم!,ها ،فتغيب عنه ح ÓÐمات .كانت وفاته باملدينة هو و "كث !,عزة" \ي يوم واحد فقيل :مات أعلم الناس وأشعر الناس .انظر:
ٔالاعالم ،خ !,الدين الزر كي ,44،/4 ،دار العلم للمالي,ن ،ب!,وت ،ط. 17
4
وفيات ٔالاعيان وأنباء أبناء الزمان ،أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان ،265/3 ،دار صادر ،ب!,وت ،م .ش.
5
الطبقات الك"!ى 287 /5 ,وما بعدها
121Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
و\ي معرض دفاعه عن رأيه ،ساق الشيخ العلواني عدة وقائع عن الن× oصى ﷲ عليه وسلم لم يقم ف
Úا بقتل
املُرتد ،من ذلك حادثة ﱠ
الردة \ي واقعة ٕالاسراء واملعراج 1،وقصة عبيد ﷲ بن جحش الذي ارتد بعد الهجرة إى
القر oÔالعامري ،3وظاهرة
الو&ي من ب oÌالنجار وعبيد ﷲ بن سعد بن أبي السرح القر الحبشة .2ﱠ
وردة كاتب الو ي
ُ
النفاق ال oÐكانت شائعة \ي املدينة واملنافقون أخطر من املرتدين ومع ذلك لم يقم الن× oصى ﷲ عليه وسلم
الحد عل
Úم ،4وما ورد من شرط \ي صل
صلح الحديبية أن من أراد من املسلم,ن أن يلحق باملشرك,ن فله ذلك دون
مالحقة أو مطالبة من محمد ،فيفهم من ذلك أن الن× oصى ﷲ عليه وسلم وافق عى ترك من ارتد عن
الردة عليه ،وال يكون من الن× oصى ﷲ عليه وسلم أن ُ
مل تنفيذ حكم
ٕالاسالم إى قريش من دون إقامة حد ﱠ
5
يظن أنه من الحدود الشرعية.
ُ ّ ُ ً
ُويرد عى هذﻩ ٔالادلة بأ
ا جميعا كانت قبل تشريع قتل املرتد ،فمن املسلم به أن التشريعات نزلت \ي املدينة
ُ
املنورة ،فكيف يقال بأن الن× oصى ﷲ عليه وسلم لم يقتل املرتدين }
ذا الاستدالل .أضف إى ذلك أن
الردة \ي مكة وقعت واملسلمون ال يستطيعون حماية أنفسهم من بطش قريش ،وما كانوا يستطيعون حادثة ﱠ
ﱠ ُ 1
الردة واملرتدين ،د .طه جابر العلواني ،ص.101 انظرال إكراﻩ \ي الدين ،إشكالية
2
املرجع السابق :ص.103
3
املرجع السابق :ص 104
4
املرجع السابق :ص .109
5
املرجع السابق :ص.114
6
سورة التوبة ،آية .96
7
سورة التوبة ،آية .74
122Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
ً
السرائر ،لذلك فإن الن× oصى عليه وسلم قال ألسامة ابن زيد عندما قتل رجال الذ منه وهو يقول ال إله إال
1
ﷲ "أفال شققت عن قلبه" .
ُ ً ّ
وأخ!,ا ،ركز الشيخ العلواني \ي دفاعه عن وجهة نظرﻩ بأن القول بقتل املرتد يعمق الهوة ب,ن املسلم,ن واملجتمع
يعرض الدين للنقدّ
الغربي ،ويؤكد عى تلك الصورة النمطية السلبية املأخوذة عن ٕالاسالم واملسلم,ن ،كما ِ
2
ويعرض املسلم,ن الذين يعيشون هناك بوصفهم باإلرهاب. ّ
والعزوف عن الدخول فيهِ ،
حق ابتسام غ!,ﻩ \ي وجههّ ، تخوله إذا ّ
ارتد ّ ً
شرعا ،ال ّ ُويجاب عن ذلك بأن ّ
وحق ترحيب الحرية املعطاة لإلنسان
غ!,ﻩ بشأنه وإعالء مقامه ،بل سيلقى من املجتمع ٕالاسالمي أصناف من التحق ،!,ذلك املجتمع الذي انبنت
أسسه عى إعظام مقام ﷲ سبحانه ،واملُرتد إنما ان
ك أول ما ان
ك :مقامه تعاى؛ إنه ال أحد يس
,ن ﱠ
بالردة، ُ
ترحب به ُوت ّ
مظلة دينية إسالمية ّّ ّ ُ وال أحد ّ
كرمه ،بل هو منبوذ الفكر للمرتد من يسوغ ارتداد املرتد ،وليس
َ
ضائع املص ،!,ق ÓÔüعى دنياﻩ وأخراﻩ ،بعد أن لحق }
وى غ!,ﻩ أو بعد أن لحق }
واﻩ .ال ينب2ي أن نرفع مقام
ُ الردة عن َ
ﱠ
ينب2ي أن نرفع املرتد عن مستوى القباحة
دركات البشاعة ال oÐألق
ا ف
Úا مفاهيم الشرع ،كما ال ينب ي
ال oÐأوقع نفسه ف
Úا.
ً
فالدين ليس ُم
ما ح ÓÐندافع عنه أمام هؤالء ،فهذﻩ أحكام ﷲ تعاى ويجب أن تظهر وال تخفى ،مع العلم أن
فأك!هم يدرسون ٕالاسالم قبل كث!ً ,ا من الغربي,ن يدخلون \ي ٕالاسالم مع علمهم بحكم ﱠ
الردة عن هذا الدين ،فأك
الدخول فيه .يقول الشيخ القرضاوي "إن ٕالانسان لم يغصبه أحد عى الدخول \ي هذا الدين وبما أنه دخل
فيه فهو ملزم بكل ما جاء فيه ،وم
ìا ُعقوبة ﱠ
الردة ،وربما يقول قائل :دخلت فيه ثم تب,ن ي بعض التفاصيل
تعجب oÌفيما بعد .الرد عى ذلك أنك قبل الدخول \ي ٕالاسالم مخ !,ونقول "ال إكراﻩ \ي الدين" هذا يفهم
ال oÐلم جبoÌ
من سبب نزول هذﻩ ٓالاية كما سيأتي ,ولكن بما أنك دخلت \ي ٕالاسالم فقد قبلت بكل أحكامه وقد بلغك
ُ
تسول لهم نفوسهم أن ّيتخذواعقوبات صارمة لئال ّ
ٌ ُعقوبة ترك هذا الدين ، ....فال ّبد من أن توضع لهم
الرجوع منهّ ، ّ
الطريق ليس مثله ّ ٕالاسالم لعبة وأن ّيتخذوﻩ ً
طريقا سهالّ ،
فالرجوع صعب ،ما دمت الدخول \ي
ْ ّ ّ بالسهولة ذا
âا ،ادرس ٕالاسالم ّ
قد دخلت فليس لك أن ترجع ّ
ح ÓÐإذا اقتنعت به فاتبعه ،فإذا اتبعته فلتكن
3 ً
مخلصا له".
1
صحيح مسلم ،كتاب ٕالايمان ،باب تحريم قتل الكافر أن قال ال إله إال ﷲ ،حديث رقم .155
2
انظر املرجع السابق ،الصفحات من .23 -22
3خطورة ﱠ
الردة ..ومواجـهة الفتنة ،يوسف القرضاوي www.islamonline.net ،تاريخ النشر.2002-2-28 :
123Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
ً
وتبشيعا لحالهم ،وتبيانا لكيفية التعامل معهم عى ّ ً ُ ّ
النص ّية مع ﱠ
تعدد الردة واملرتدين ،تعريفا بعد هذﻩ الرحلة
ُ
نفسها ماثلة \ي هذﻩ الخاتمة ال oÐأسأل ﷲ ُحس
ìا ،فكانت النتائج
أحوالهم ،فها æي نتائج البحث تعلن عن ِ
كما يي:
2
سورة يونس ،آية .99
3
سورة يوسف ،آية .103
124Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
.10ثبت أن عمر بن الخطاب وإبراهيم النخøي وسفيان الثوري يقولون بقتل املرتد ،وفكرة حبسه الoÐ
اش
رت ع
ìم æي لتوبته ورجوعه إى الحق وإن تكررت منه الردة.
.11الذين قالوا أن ال عقوبة للردة حج
م داحضة واهية ،وذلك ملخالف
ا صريح ٔالاحاديث الصحيحة.
ّ
الحساس والخط !,والذي يتعلق بثوابت ٔالامة الك"!ى ،عى املأل ويو oÔالباحث بعدم طرح هذا املوضوع
oÔ
والنقاش فيه ب,ن خواص أهل والعوام والفضائيات ووسائل التواصل الاجتماÑي ،وليكن مجال الحوار والنقاَ
العلم املشهود لهم بالتقوى والصالح.
ُ
ويو oÔالباحث بعقد مؤتمرات تجمع أهل الفقه والقانون وتعرض فيه البحوث ال oÐترمي إى تعزيز
oÔ كما
ً
ما تنطوي عليه الشريعة ٕالاسالمية من أحكام غراء تتعلق بإصالح الفكر والسلوك تحقيقا ملا يرنو إليه
املسلم املعاصر وﷲ تعاى أعلم.
125Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
التوقيف عى مهمات التعاريف ،ملحمد بن عبد الرؤوف املناوي ،تحقيق محمد رضوان الداية ،دار .14
الفكر ،دمشق1990 ،م.
جامع البيان عن تأويل آي القرآن ،ملحمد بن جرير الط"!ي ،تحقيق أحمد عبد الرزاق البكري وزمالئه، .15
دار السالم ،القاهرة2007 ،م.
القر oÔالدمشقي ،دار تفس !,ابن كث ،!,تفس !,القرآن العظيم ،أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كث !,القر .16
طيبة للنشر والتوزيع ،الطبعة الثانية 1999م.
تفس !,الط"!ي ،ابن جرير الط"!ي ،مؤسسة الرسالة ،ط2000 ،1م ،املكتبة الشاملةٕ ،الاصدار .3.64 .17
الجامع ألحكام القرآن ،القرط× ،oاملكتبة التوفيقية ،القاهرة ،مصر. .18
حاشية ابن عابدين ،دار الفكر ،ب!,وت ،املكتبة الشاملةٕ ،الاصدار الثالث2001 ،م. .19
حاشية إعانة الطالب,ن عى حل ألفاظ فتح املع,ن لشرح قرة الع,ن بمهمات الدين ،أبي بكر ابن السيد .20
محمد شطا الدمياطي ،دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ،ب!,وت.
الدسوي ،دار إحياء الكتب العربية ،القاهرة ،بال
حاشية الدسوي عى الشرح الكب ،!,ملحمد بن عرفة الدسو ي، .21
تاريخ.
الحاوي الكب ،!,أبو الحسن املاوردى ،دار الفكر ،ب!,وت ،املكتبة الشاملةٕ ،الاصدار .3.64 .22
الحريات العامة \ي ٕالاسالم ،ملحمد سليم محمد غزوي ،مؤسسة شباب الجامعةٕ ،الاسكندرية ،بال تاريخ. .23
الردة ،محمد أحمد باشميل ،دار الفكر ،ب!,وت1979 ،م. حروب ﱠ .24
ُ ُ
الحوار سبيل التعايش ،ندوة فكرية لدار الفكر بدمشق ،ألقيت كلما
âا ،وأجريت نقاشا
âا \ي معرض .25
الكتاب الدائم بب!,وت ،بتاريخ 1994/5/13م ،طبع
ا فيما بعد دار الفكر بدمشق1995 ،م.
لفت,ي الدري ،oÌمؤسسة الرسالة ،ب!,وت1982 ،م. خصائص التشريع ٕالاسالمي \ي السياسة والحكم ،لفت ي .26
الخزر6ي ٔالانصاري ،مكتب خالصة تذهيب
âذيب الكمال \ي أسماء الرجال ،ألحمد بن عبد ﷲ الخزر .27
املطبوعات ٕالاسالمية ،حلب1979 ،م.
سبل السالم شرح بلوغ املرام ،الصنعاني ،دار ابن حزم ،ب!,وت ،لبنان ،ط2003 ،1م. .28
السجستاني ،مكتبة املعارف للنشر والتوزيع ،الرياض ،ط.1
س ن أبي داود بحكم ٔالالباني ،أبو داود ال جستاني،
ن .29
السجستاني ،دار الكتاب العربي ،ب!,وت.
س ن أبي داود ،أبو داود سليمان بن ٔالاشعث ال جستاني،ن .30
س ن النسائي بحكم ٔالالباني ،مكتبة املعارف للنشر والتوزيع ،الرياض ،ط.1
ن .31
س !,أعالم النبالء ،املكتبة الشاملة ،قسم الرجال وال!iاجم والطبقات. .32
الس!,ة النبوية ،عبد امللك بن هشام بن أيوب الحم!,ي ،املكتبة الشاملةٕ ،الاصدار .3.64 .33
الشرح الكب ،!,أبو ال"!كات أحمد بن محمد العدوي الشه !,بالدردير ،موقع يعسوب ،املكتبة الشاملة. .34
شرح صحيح مسلم ،لإلمام النووي ،بيت ٔالافكار الدولية. .35
الصارم املسلول عى شاتم الرسول ،ابن تيمية ،املكتبة الشاملةٕ ،الاصدار .3.64 .36
صحيح البخاري ،محمد بن إسماعيل البخاري ،مكتبة ٕالايمان ،املنصورة2003 ،م. .37
صحيح مسلم ،مسلم بن الحجاج النيسابوري ،مكتبة ٕالايمان املنصورة2002 .م .38
الطاهر بن عاشور ،أصول النظام الاجتماÑي ،الدار التونسية للنشر ،تونس .1982 .39
126Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
127Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
.63الهداية ،لعي بن أبي بكر املرغيناني ،تحقيق محمد تامر وحافظ عاشور حافظ ،دار السالم ،القاهرة،
2000م.
.64وفيات ٔالاعيان وأنباء أبناء الزمان ،أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان ،دار صادر ،ب!,وت ،املوسوعة
الشاملةٕ .الاصدار .3.64
املواقع ٕالالك!iونية:
128Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
:OPPJ#
الكلمات املفتاﺣية :املياﻩ العادمة ،امللوثة ،الزراعة ،الفقه ٕالاسالمي ،املوارد الطبيعية ،البيئة.
129Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
ABSTRACT: This study dealt with the use of wastewater in the care of
agricultural interests in Islamic legislation, aiming to identify the
impossibility, its causes, and the possibility of benefiting from wastewater
in agricultural work and the resulting animals that humans may eat even
though they live in wastewater. And preserving it, organizing the
provisions related to its cleanliness and purification in Islamic legislation,
then the study dealt with the possibility of benefiting from polluted
pollut and
waste water for the purposes of agriculture and the resulting interests of
man related to his food, drink, purification, and so on, and this through
clear texts, provisions and details contained in this study.
=)'
الحمــد هلل رب العــامل,ن ،والصــالة والســالم عــى ســيد املرســل,ن ،محمــد بــن عبــد ﷲ وعــى آلــه وصــحبه
أجمع,ن وبعد؛
فإن النصوص الشـرعية قـد أظهـرت كيـف أن ﷲ عـز وجـل قـد جعـل املـاء حيـاة لكـل ـoÔء حيـث قـال
َْ ُ َ ْ
ســبحانهَ " :و َج َعل َنــا ِمـ َـن املــاء كـ ﱠـل ــٍ oْ Ôء َ&ـ ّ ٍـي" )ٔالانبيــاء (30:؛ وألجــل هــذا ٔالامــر فقــد اهتمــت التشــريعات ٕالاســالمية
بتنظيم ٔالاحكام املتعلقة باملاء ،وهذا العتبارﻩ املؤثر \ي بقـاء الحيـاة البشـرية ،واسـتمرار حيـاة للـ!وة الحيوانيـة،
ال!وة النباتية ،وملا له مـن أهميـة بالغـة تـرتبط بعمـود الـدين ٕالاسـالمي املتمثـل بفريضـة الصـالة الÐـ oال
ورعاية !وة
يصح القيام }
ا أو الشروع \ي ذلك إال من خالل الطهارة والوضوء وهذا أمر ال يمكن فيه العمـل والتطبيـق إال
باستعمال املياﻩ ال oÐال بد فيه من معرفة لألحكام والتصورات من الناحية الشرعية والصحية.
ً
أحكام ــا خاص ــة تتعل ــق }
ــا م ــن حي ــث طهار
âــا ونجاس ــ
ا إن التش ــريعات ٕالاس ــالمية ق ــد جعل ــت للمي ــاﻩ
وبالتاي تقرير مسألة الانتفاع }
ا من خالل وسائل تقليدية أو غ !,تقليدية وهذا }
دف الانتقال باملاء من صفة
النجاسة والقذارة إى حكم الطهارة والنظافة الÐـ oتعـد مـن املبـاديء املـؤثرة \ـي شـرعية العبـادات ومشـروعي
ا،
130Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
العجال ــة العلمي ــة ال Ðــ oس ــتقف ع ــى موض ــوعات البح ــث ومتعلقات ــه العلمي ــة
وه ــذا م ــا س ــيتم تناول ــه \ ــي ه ــذﻩ ال جا
والدالليــة بدراســة أقــوال الفقهــاء ،واملجــامع الفقهيــة وفتــاوى مؤسســات ٕالافتــاء الرســمية \ــي الــدول ٕالاســالمية
بخصـوص مسـألة ري املزروعـات واملظـاهر البيئيـة باسـتعمال امليــاﻩ العادمـة بعـد تكريرهـا ،وهـو مـا سـيتم تناولــه
\ي هذا البحث تحت عنوان" :استعمال املياﻩ العادمة Rي رعاية املصالح الزراعية Rي التشريع ٕالاسالمي".
.1تحديد ماهية الاستحالة وبيان كيفية حفظه املصادر املائية والزراعية ورعاية ذلك للوصول إى املوقف
الشرÑي املتعلق بذلك.
.2بيان كيف تكون أسباب الاستحالة وإمكانية حفظ حقوق الكائنات الحية \ي الشرب والانتفاع من املياﻩ \ي
املفهوم الشرÑي.
.3دراسة ما يرتبط بموضوعات الانتفاع من املياﻩ العادمة \ي املصالح الزراعية \ي الفقه ٕالاسالمي من أجل
الوقوف عى هذﻩ القضية بدقة ووضوح.
مشكلة /أسئلة البﺤث:
131Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
.1الاعتماد عى املنهج,ن الوصفي والتحليي ،وذلك ببيان ماهية الاستحالة والانتفاع من املياﻩ العادمة ؤالاحكام
الخاصة به ،وكذلك النصوص الشرعية والفقهية املتعلقة بذلك ،ومن ثم تحليل هذﻩ النصوص }
دف
الوقوف عى املنظور الشرÑي ملتعلقات البحث.
.2الرجوع إى املراجع املتخصصة \ي موضوعات البحث.
مﺤتوى البﺤث:
وقد جاءت هذﻩ الدراسة -إضافة للمقدمة والخاتمة \ -ي أربعة مباحث ،وذلك عى النحو ٓالاتي:
املبﺤث الثاني :مظاهر املﺤافظة عى املياﻩ وتﺤسن طرق استخدامها من ٔالامور ال Êﺣث علMا ٕالاسالم
املبﺤث الثالث :استﺤالة املياﻩ النجسة ومMNا املياﻩ امللوثة )العادمة( إى طاهرة عند الفقهاء
املبﺤث الرابع :استعمال املياﻩ العادمة Rي الزراعة ونﺤوها من منظور شرÂي
ً
وأخ!,ا :فهذا غاية جهد الباحث,ن ،فإن كان ثم توفيق فبفضل ﷲ تعاى ،وإن كانت ٔالاخرى فمن عجز
وتقص !,ونستغفر ﷲ العظيم.
ويتجى بيان أهمية املاء وتنظيم العالقة مع نظافته وغ!,ﻩ من املوارد الطبيعية ونحو ذلك \ي أمور
بيا
ا فيما يأتي:
132Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
ٌ ٌ
املاء نعمة من ﷲ عظيمة حيث به تدوم الحياة وتعيش الكائنات وتخضر ٔالارض وتنبت من كل زوج
ََ ْ َ َْ ُ َ ْ
}
يج؛ وهو عنصر الحياة وسبب البقاء ،كما \ي قوله تعاىَ ) :و َج َعل َنا ِم َن امل ِاء ك ﱠل ٍ oْ Ôء َ& ّ ٍي أفال ُيؤ ِم ُنون( .1وباملاء
ُ َ ُ َ َْ َ ﱠ
تطيب النفوس وتتفاءل ٔالارواح وتنشر الرحمة؛ قال تعاىَ ) :و ُه َو ال ِذي ُي ّ ُِ Oل الغ ْيث ِم ْن َب ْع ِد َما ق َنطوا َو َينش ُر
ْ ََُ ََُ َْ ْ َ
الححم ُ
يد( .2 َرحمته وهو الو ِ ﱡي ال ِ
املعاش وسبيل الرزق ،يقول عمر ر oÔÕﷲ عنه" :أينما كان املاء كان املال" ،وهو عماد
واملاء أصل املعا
وبشح مواردﻩ تحل الكوارث والنكبات ،قال تعاى: اقتصاد الدول ،ومصدر رخا
Íا ،وبتوافرﻩ تتقدم وتزدهر ،وبش
يك ْم ب َم ٍاء َمع,ن( .3وعن أبي ُه َرْي َر َة ر oÔÕﷲ عنه قالَ :ق َ ُ ُ ُ ْ َ ََْ ُ ْ ْ َ ْ َ َ َ ُ ُ ْ َ ْ ً َ َ ْ َ ْ ُ
ﷲال َرسول ِ ِ ٍ )قل أرأيتم ِإن أصبح ماؤكم غورا فمن يأ ِت ِ
َ َ ْ ُ َ َ َ ََ ُ الل ُه َع َل ْيه َو َس ﱠل َم) :إ ﱠن َأ ﱠو َل َما ُي ْس َأ ُل َع ْن ُه َي ْو َم الق َي َامةَ ،ي ْعَ oÌ
الع ْب َد م َن ﱠ َﱠ ﱠ
ال ل ُه :أل ْم ن ِص ﱠح ل َك الن ِع ِيم ،أن يق ِ ِ ِ ِ ِ ِ صى
َ ْ
ج ْس َم َكَ ،و ُن ْرو َي َك م َن امل ِاء َ
الب ِار ِد(. ِ ِ ِ
ً
واضحة باملاء ،حيث ورد ذكرﻩ \ي القرآن الكريم ثالثا
إن املتتبع آليات القرآن الكريم ،يلحظ عناية وا حة
ّ
وست,ن مرة ،4ومن هنا فقد برزت أهمية املاء من خالل عدة أمور æي:
ﱠ َ ً
أوال :املاء مصدر للشرب ،ال يستغ oÌعنـه إنسان ،أو حيـوان ،أو نبــات ،يقـول ﷲ تع ــاى َ " :و ُه َو ال ِذي أ ْر َس َل
َ َ َْ ُ ْ ً الس َماء َماء َط ُه ً َّ َ ُ ْ ً َْ َ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َْ
ورا ِل ُن ْح ِ* َِ oب ِه َبل َدة ﱠم ْي ًتا َون ْس ِق َي ُه ِم ﱠما خل ْق َنا أن َع ًاما نزل َنا م َن ﱠ
ِ الرياح بشرا ب,ن يدي رحم ِت ِه وأ
ِ
ﱠ َ ً 5 ََ
وأنا ،oÔمحتاج,ن إليه غاية الحاجة؛ لشر}
م، ،oÔ َوأن ِا oÔك ِث!,ا " ،أي :وليشرب منه الحيوان ،من أنعام،
6
وزروعهم ،وثمارهم.
ّ ً
ثانيا :املاء متطلب الزم للنظافة ،وبعض العبادات تش!iط الطهـارة لصـح
ا ،ومن معاني الطهارة لغة:
ً َ ً َ
شرعا( ،أو وشرعا :النظافة عن النجاسة حقيقية كانت وهـي الخبث ) عـ,ن مستقذرة النقاء من الدنس،
وصف شرÑي ٌّ
يحل \ي ٔالاعضاء فO,يل الطهارة ،7ويشمل الحدث ٔالاصغر الذي يزيل حكمية وæي الحدث ،وهو:
ّ ّ
الوضوء ،والحدث ٔالاك"! الذي يزول بالغسل 1.وال يصار إى غ !,املاء إال عند فقدﻩ ،أو تعذر استعماله لسبب
شرÑي.
ً
أسا oÔللبيئة ،وضروري الستمرار الحياة ،ونشاطات البشـر الزراعية والصناعية ثالثا :املاء مكون أسا
2 ُ ّ
وغ!,ها ،كما أنه سبب الخضرة ،والنضارة ،واملتعة ،والرفاهية ،والنعيم .
املطلب الثاني :اهتمام التشريع ٕالاسالمي بمبدأ النظافة والطهارة بشكل عام
إن نظام النظافة والطهارة يعد من املباديء ٔالاساس والقضايا الجوهرية املؤثرة \ي تكوين النظام
ٕالاسالمي \ي جانب العبادات ومستلزما
âا من املوارد الطبيعية والزراعية ،وبالتاي فقد كان ذلك من
املحددات ال oÐال يمكن إهمالها أو التجاوز ع
ìا ،أو ح ÓÐالابتعاد عن معرف
ا والاهتمام }
ا ،فالنظافة
والطهارة وفق املنظور الشرÑي من املكونات ٔالاساس \ي ٕالاسالم حيث يرتبط ذلك بعقيدة املسلم ال oÐتلزمه
تطبيق أبعادها الدينية إضافة إى أبعادها القيمية والحضارية ،من حيث الحرص عى تطبيق ذلك لدى
ً
ثقافات املجتمعات ٕالانسانية بعمومها وخصوصها ،امتثاال لقول رسول ﷲ صى ﷲ عليه وسلمٕ" :الايمان
بضع وسبعون شعبة فأفضلها :قول ال إله إال ﷲ وأدناها :إماطة ٔالاذى عن الطريق والحياء شعبة من
ٕالايمان") .(3حيث عد الن× oصى ﷲ عليه وسلم النظافة نصف ٕالايمان عندما قال" :الطهور شطر ٕالايمان،
تمآلن " أو تمأل " ما ب,ن السماء ؤالارض ،والصالة نور،
والحمد هلل تمأل املO,ان ،وسبحان ﷲ والحمد هلل تم
والصدقة برهان ،والص"! ضياء ،والقرآن ُحجه لك أو عليك ،كل الناس يغدو فبايع نفسه فمعتقها أو
موبقها).(4
ً
تصح صالته ،وال يمكن أن
والنظافة املرتبطة }
ا تعد شرطا لصحة الصالة ومن لم يحققها \ي ذلك فلن تص
تنتظم عباداته إال إذا كانت الطهارة من العوامل املؤثرة \ي الفهم والسلوك والفكر والتطبيق ،ولهذا فإن
الواجبات واملستحبات الشرعية ال oÐطلب من املسلم,ن إعمالها \ي عبادا
âم ترمي إى إصابة هدف,ن وتحقيق
غايت,ن \ي آن واحد :أولهما غاية دينية وثان
Úما غاية صحية).(1
وهو ما يحرص عليه \ي بناء التصور الشرÑي للعالقة مع املاء وبناء مبدأ الحفاظ عليه وعى املوارد
ً
صالحة لالستعمال والتعامل من الناحية الشرعية والصحية. الطبيعية وكذلك الزراعية بأن تكون نقية
املبﺤث الثاني :مظاهر املﺤافظة عى املياﻩ وتﺤسن طرق استخدامها من ٔالامور ال Êﺣث علMا ٕالاسالم
جاء التشريع ٕالاسالمي بمبدأ زرع فلسفة املسؤولية ٕالايجابية لدى ٔالافراد والجماعات تجاﻩ املوارد
الطبيعية وذلك من خالل العمل عى رعاي
ا بتقرير املبدأ القائل" :كلكم راع ،ومسؤول عن رعيته .(2)"...حيث
جعل رسول ﷲ صى ﷲ عليه وسلم تنظيف الطرق ؤالاماكن من املستقذرات وإبعاد ٔالاذى ع
ìا ،من ٔالامور
املحصلة للثواب ،فعن الن× oصى ﷲ عليه وسلم أنه قال) :يميط ٔالاذى عن الطريق صدقة() .(3ويقول رسول
ﷲ صى ﷲ عليه وسلمٕ) :الايمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة ،فأفضلها قول ال إله إال ﷲ ،وأدناها
إماطة ٔالاذى عن الطريق ،والحياء شعبة من ٕالايمان() .(4وهذا إلعمال قول رسول ﷲ صى ﷲ عليه وسلم:
)إن ﷲ كتب ٕالاحسان عى كل oÔء .(5)(...ومن ٕالاحسان املحافظة عى املوارد الزراعية والبيئة الطبيعية .
1
+
MM M M M M M M M M
! C2 0! .+T"S 0 1
Z
0! 06
: 42 :MM M M M M M M M M M M" 2 – 1 :MM M M M M M
+2017
6" = MJ 1439 D – + MM M M M M M M M M M
MM M M M
http://www.darululoomdeoband.com/
2
L
X" 0 Z
) ( &Y
:> =D6
7/
?6"L >6 R
%J2
, 9
.412 D 2409 +1 $ [Q\ L9
).423 D 2827 +1 $ IQ 9 :> +R >6 R
%J2
, 9& (3
)M [M
7M M5
MJ/
CM5/
MS >
M2 M! M :>M MS >6 R..A
H
2 0# , 9& (4
.218 D
7 (35) 58 +1 $ S
)MM6
MM6
;QMM MM"\ MM :>M
M MM MMi MM
;@QM
MM >MM6 R..PPA
H
PP2 0#PP , 9PP& (5
.94 D E" 7 (1955) 57 +1 $ D2
135Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
وبشأن املحافظة عى املياﻩ فقد جاء ٕالاسالم بوجوب الاقتصاد \ي استعمال املياﻩ ،وتجنب ٕالاسراف
ُْ ُ ُ ُُ
ﷲ تعاىَ ) :وكلوا َواش َرُبوا َوال ت ْس ِرفوا ِإ ﱠن ُه ال ُي ِح ﱡب امل ْس ِر ِف َ,ن() ،(1ولتأكيد معÓÌ \ي استخدامها ،حيث قال ُ
ْ
ض ُأ ب ْاملُ ّد( ) ،(2و\ي روايةَ " :ك َ
ان الاقتصاد \ي استعماله أن الن× oصى ﷲ عليه وسلم) :كان َي ْغ َتس ُل ب ﱠ َ َ َ َ ﱠ
الص ِاع ،ويتو ِ ِ ِ ِ
ﱠ َ َ ْ َ َ ْ َ َ َ َ َ ﱠ ُ ُْ َْ
ضأ ِبامل ِّد" .وجاء رجل إى ابن عباس ر oÔÕﷲ ع
ìما ،فقال) :يـا ابن َيغت ِس ُلِ ،بالص ِاع ِإى خمس ِة أمد ٍاد ،ويتو
َ ْ الَ :ف َق َ
اعَ ،ق َ لغ ْسل؟ َق َ
ُ َ َ ُ ﱞ َ َ َ ْ َْ عباس َك ْم َي ْكفي oÌم َن ُ ُ
الر ُج ُل :ال َيك ِف ِي.oÌ
ال ﱠ ص ٌالَ :
وء؟ قال :مد .قال :كم يك ِف ِيِ oÌل ِ الوض ِ ِ ِ ِ
َ َ َ َْ ﱞ َ ُ َ َ ْ َ َ ﱠ َ )(3 َﱠ ُ َ َ ْ َ
َ ْ َ ْ ُ َ َ َق َ َ ُ َ َ َ ْ
ﷲ صى ﷲ علي ِه وسلم( .وروي أنه) :جاء أعر ِابي ِإى ال :ال أ ﱠم لك " قد كفى من هو خِ !ٌ ,منكَ ،رسول ِ
َ َ َ ُ ْ ُ ُ َ ََ ً ََ ً ُ ﱠ َ َ َ َ َ ْ ُ ُ ُ َ ُ ََ َ ﱠ َ َُ ُ َ ْ ُ ﱠ ّ َﱠ
وء ،ف َم ْن َز َاد وء ،فأراﻩ الوضوء ثالثا ثالثا ،ثم قال :هكذا الوض صى ﷲ عل ْي ِيهه و َسل َم ي ْسأله ع ِن ال ُوض ِ الن ِ× ِo
َ َ َ َ َ َ َ َ
َعى َهذا فق ْد أ َس َاء َوت َع ﱠدى َوظل َم().(4
1
!.31 K
2
+"
/ X
3
/ X
4
0@" X
5
M3290 0C
PPPPPPP2 M$%PPPPPPP
0)JPPPPPPP ST%PPPPPPPG5 ! PPPPPPP9 PPPPPPP 'PPPPPPP A)
7 0%PPPPPPP*
T%PPPPPPP S
PPPPPPPW) X.%PPPPPPP
https://aliftaa.jo/Research.aspx?ResearchId
6
104 /! W
136Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
ّ ُ ﱠ َ ُ ُْ َ
يحة .قل َناِ :مل ْن؟ الدين الن ِص
والنصح للعامة .قال عليه الصالة والسالمِ ) : املصلحة ،وهو من التعاون عى الخ !,والنص
ُْ َ َ َ ﱠ
الِ :لل ِه َوِل ِك َت ِاب ِه َوِل َر ُسوِل ِه َوِأل ِئ ﱠم ِة امل ْس ِل ِم َ,ن َو َع ﱠام ِ ِ
ْم(").(1 ق
إن إهم ــال ص ــيانة امل ــوارد الطبيعي ــة ال Ðــ oتعتم ــد عل
Úــا الزراع ــة ي ــؤثر \ ــي اس ــتقرار أنظم ــة ٔالاغذي ــة \ ــي
املس ــتقبل ،و\ ــي ت ــوف !,متطلب ــات الحي ــاة م ــن مع ــدات ومتعلق ــات .وله ــذا ف ــإن ترش ــيد اس ــ
الك امل ــوارد وال ــ!وات
الطبيعية ُي َع ّد من أهم الوسائل العمليـة لحمايـة البيئـة ،واملحافظـة عل
Úـا .حيـث اهتمـت التشـريعات ٕالاسـالمية
ّ
بذلك فحثت عى الاعتدال \ي جميع شؤون الحياة ،وهذا ح ÓÐال يؤدي ذلك إى قصور وسائل ٕالانتاج \ي توف!,
املتطلب ـات الض ــرورية والحاجي ــة للمجتمع ــات .وتحف ــل النص ــوص ٕالاس ــالمية بمظ ــاهر تح ــث ع ــى حماي ــة امل ــوارد
الطبيعية والزراعية ومن ذلك:
حماية املصادر املائية من التلوث ،حيث ن Ópالن× oصى ﷲ عليه وسلم عن التبول \ي املاء الراكد
حفاظا عى سالمة املاء من التلوث؛ فقد روي عنه صى ﷲ عليه وسلم أنه) :ن Ópأن ُيبال \ي املاء الراكد().(2
وقال عليه الصالة والسالم) :ال يبولن أحدكم \ي املاء الدائم الذي ال يجري ،ثم يغتسل فيه() .(3ويقول رسول
ﷲ صى ﷲ عليه وسلم) :اتقوا املالعن الثالث :ال"!از \ي املوارد ،وقارعة الطريق ،والظل() .(4وعنه صى ﷲ
عليه وسلم قال) :اتقوا اللعان,ن( .قالوا :وما اللعانان يا رسول ﷲ؟ قال) :الذي يتخى \ي طريق الناس أو \ي
ظلهم() .(5وهذا ألجل املحافظة عى سالمة الطرق وأماكن الظل كالحدائق العامة ونحو ذلك.
1
!MPA)
7 T%P S
W) M$%
0)J ST%G5 ! 9 ' A)
7 0%*
T% S
W) X.% M)9 0
)
https://aliftaa.jo/Research.aspx?ResearchId Ma.92. B%
)0 7 (281) 94 +1 $ 7 0
! 0C > C >6 0# , 9& (2
.162 D
):MR
.59 :58 DM 239 +M1 $M +@M 7M 0M
M :>M 7
M5
>6 R
%J2
, 9& (3
&MA%PP`
T+PP8
(282) 95 +MM1 $MM MM 7MM 0MM
MM MM! 0MMC >MM MMC >MM6 0#PP , 9PP
.162 D
)$ C
! +"
[! n 0 C 06 E5
:> C >6 ).) 2> !A (4
.9 D 26 +1
137Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
ومن النصوص ً
أيضا بيان أنه ال يقبل هدر املصادر املائية حيث روي أنه :كان الن× oصى ﷲ عليه
ً وسلم يغسل -أو كان يغتسل -بالصاع إى خمسة أمداد ،ويتوضأ ّ
باملد() .(1وروي أن رجال أتى الن× oصى ﷲ
ً ً ﱡ
عليه وسلم فقال :يا رسول ﷲ :كيف الطهور؟ فدعا بماء \ي إناء ،فغسل كفيه ثالثا ،ثم غسل وجهه ثالثا،
ً
ومسح بإ}
اميه عى ظاهر ثم غسل ذراعيه ثالثا ،ثم ممسح برأسه ،فأدخل إصبعيه السباحت,ن \ي أذنيه ،وم
ً ً
أذنيه ،وبالسباحت,ن باطن أذنيه ،ثم غسل رجليه ثالثا ثالثا ،ثم قال) :هكذا الوضوء ،فمن زاد عى هذا أو
نقص ،فقد أساء وظلم( ،أو )ظلم وأساء() .(2فهذا يدل عى كراهة ٕالاسراف \ي املاء وقيل :إنه مكروﻩ كراهة
تنـزيه).(3
الن ِ× ﱡ oصى ﷲ عليه وسلم ولضبط التصرفات العقدية ب,ن الناس بخصوص موارد املياﻩ فقد " َن َ Ópﱠ
َْ
َع ْن َب ْي ِع امل ِاء") .(4واملقصود أنه" :ن Ópعن بيعه قبل أن يحرز .وٕالاحراز ال يكون إال \ي ٔالاوعية وٓالانية ،فأما ٓالابار
أيضا أنه" :ن Ópرسول ﷲ صى ﷲ عليه وسلم عن بيع فضل املاء").(6 ؤالاحواض فال") .(5وروي ً
ولذلك فقد جاءت النصوص الشرعية بتنظيم استخدام املوارد الطبيعية فقد روي أن رجال من
ٔالانصار خاصم الزب !,عند الن× oصى ﷲ عليه وسلم \ي شراج الحرة ال oÐيسقون }
ا النخل ،فقال ٔالانصاري:
سرح املاء يمر .فأبى عليه .فاختصما عند الن× oصى ﷲ عليه وسلم ،فقال رسول ﷲ صى ﷲ عليه وسلم ّ
اسق يا زب ،!,ثم أرسل املاء إى جارك" ،فغضب ٔالانصاري ،فقال :أن كان ابن عمتك؟ّ ،
فتلون وجه ْ
للزبِ " :!,
رسول ﷲ صى ﷲ عليه وسلم ،ثم قال" :اسق يا زب ،!,ثم احبس املاء ح ÓÐيرجع إى الجدر" .فقال الزب:!,
(7) "....
وﷲ إني ألحسب أن هذﻩ ٓالاية نـزلت \ي ذلك :فال وربك ال يؤمنون ح ÓÐيحكموك فيما شجر بي
ìم
) (1صحيح البخاري ،كتاب الوضوء ،باب :الوضوء باملد ،الحديث رقم ،201صفحة .54
ً ً
) (2سóن أبي داود ،كتاب الطهارة ،باب :الوضوء ثالثا ثالثا ،الحديث رقم ،135صفحة .25
) (3نيل ٔالاوطار ،محمد بن عي الشوكاني ،دار الجيل ،ب!,وت ،الجزء ٔالاول ،صفحة .250
ﱠ َﱠ ﱠ َ
صى الل ُه َعل ِيه
َﱠ
وسلم ،بابَ :ما َج َاء \ي بيع فضل املاء ،الحديث رقم ،1271 ) (4سóن المذي ،كتاب البيوع عن َر ُسو ِل الل ِه
صفحة .302
) (5الخراج ،أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم ،تحقيق :د .محمد إبراهيم البنا ،دار الاعتصام ،القاهرة ،صفحة .97
) (6صحيح مسلم بشرح النووي ،كتاب املسـاقاة ،بـاب تحـريم فضـل بيـع املـاء الـذي يكـون بـالفالة ويحتـاج إليـه لرÑـي الكـأل وتحـريم منـع بذلـه
وتحريم بيع ضراب الفحل ،الحديث رقم ،(1565) 34الجزء الخامس ،صفحة .390
ً
فخارا ،والزبيب املتنجس النار :كاح!iاق الع,ن النجسة وتحولها إى رماد ،وكص!,ورة الط,ن النجس
ً
دبسا ،بالطبخ والغليان.
الاس
الك واملكاثرة :كوقوع الع,ن النجسة \ي مادة طاهرة فتندثر وتف ÓÌف
Úا بجميع أجزا
Íا
ملحا ،ومثل ذلك :سقوط نجاسةخ Oير \ي مالحة وانقال}
ا ً
وعناصرها ،وتنقلب مادة طاهرة كسقوط ميتة أو خ Oير
قليلة \ي مائع طاهر يغلب عل
Úا ويجعلها منه.
) (1ابن عابدين ،رد املﺤتار ،210/1 ،والحطاب ،مواهب الجليل ،97/1 ،الرميMÇ ،اية املﺤتاج ،248/1 ،الMوتي ،كشاف
القناع ،187/1 ،ابن حزم ،املحى.166/1 ،
) (2الروكي ،محمد ،أثر الاستحالة \ي تطه !,املواد املنجسة وحلي
ا ،دعوة الحق ،مجلة شهرية تع ÓÌبالدراسات
ٕالاسالمية وبشؤون الثقافة والفكر أسست سنة ،1957وزارة ٔالاوقاف والشؤون ٕالاسالمية ،املغرب،
، https://www.habous.gov.ma/daouat-alhaq/itemالعدد 334ذو الحجة /1418أبريل 1998
139Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
الاختالط باألرض والتقادم والتعرض للعوامل الطبيعية :كوقوع النجاسة \ي ٔالارض وانقال}
ا تر ًابا
بعد مدة ،أو انقال}
ا إى أجزاء من النبات والشجر ،أو انقال}
ا إى ط,ن يابس أو كتعرضها أو تعريضها ً
زمانا
لفعل الشمس واملطر والريح فتستحيل إى مادة أخرى طاهرة.
ومسألة الاستحالة ف
Úا خالف ب,ن العلماء عى قول,ن):(2
القول ٔالاول :أن نجس العن يطهر باالستﺤالة وهو مذهب الحنفية واملالكية ورواية عن أﺣمد
وهو مذهب الظاهرية) .(3واستدلوا بما يأتي:
) (3ابن عابدين ،رد املﺤتار ،210/1 ،والحطاب ،مواهب الجليل ،97/1 ،الرميMÇ ،اية املﺤتاج ،248/1 ،الMوتي ،كشاف
القناع ،187/1 ،ابن حزم ،املحى.166/1 ،
140Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
ب -القياس عى ما يطهر باالستحالة كاملسك فإنه طاهر مع أنه من الدم ،ألنه استحال عن جميع صفات
ً ً
الدم ،والخمرة تطهر إذا انقلبت بنفسها خال ،والدم يصبح منيا ،والعلقة تصبح مضغة ،ولحم الجاللة
ً ً
الخبيث يصبح طيبا إذا علف الطيب ،وما سقي بنجس إذا سقي باملاء الطاهر ،والجلد يصبح طاهرا بعد
الدبغ.
ً ً
قال ابن تيمية )رحمه ﷲ( :وتنازعوا فيما إذا صارت النجاسة ملحا \ي املالحة أو صارت رمادا ،أو
ً
صارت امليتة والدم والصديد ترابا ك!iاب املق"!ة فهذا فيه خالف ،ثم قال :والصواب أن ذلك كله طاهر إذ لم
oÔء من النجاسة ال طعمها وال لو
ا وال ريحها) .(1وقال ابن قدامة :يتخرج أن تطهر النجاسات كلها
يبق oÔء
باالستحالة).(2
القول الثاني :أن النجاسة العينية ال تطهر باالستﺤالة وهو قول الشافåي وأﺣد القولن Rي
مذهب مالك وهو إﺣدى الروايتن Rي مذهب أﺣمد) .(3واستدلوا بما يأتي:
ً ً
أ -أن النجاسة لم تحصل باالستحالة فلم تطهر }
ا كالدم إذا صار قيحا وصديدا.
ً
ب -واحتياطا للشك \ي النجاسة.
شيخ ٕالاسالم ابن تيمية رﺣمه ﷲ أن نجس العن يطهر باالستﺤالة ،حيث
ورجح القول ٔالاول شي
قال" :الع,ن النجسة الخبيثة إذا استحالت ح ÓÐصارت طيبة كغ!,ها من ٔالاعيان الطيبة مثل أن يص !,ما يقع
ً ً ً
وخ Oير ملحا طيبا كغ!,ها من امللح أو يص !,الوقود رمادا ونحو ذلك ففيه للعلماء
\ي املالحة من دم وميتة وخ
قوالن:
أحدهما :ال يطهر كقول الشافøي وهو أحد القول,ن \ي مذهب مالك وهو املشهور عن أصحاب أحمد
وإحدى الروايت,ن عنه .والرواية ٔالاخرى :أنه طاهر وهذا مذهب أبي حنيفة ومالك \ي أحد القول,ن وإحدى
الروايت,ن عن أحمد ومذهب أهل الظاهر وغ!,هم :أ
ا تطهر وهذا هو الصواب املقطوع به فإن هذﻩ ٔالاعيان
) (1ابن قدامة ،املغ ،72/1 ،Ðابن تيمية ،مجموع الفتاوى.72/21 ،
) (2ابن قدامة ،املغ.72/1 ،Ð
) (3الحطاب ،مواهب الجليل ،97/1 ،الرميMÇ ،اية املﺤتاجM ،248/1 ،وتي،
الMوتي ،كشاف القناع ،187/1 ،ابن قدامة ،املغ،oÌ
،72/1ابن تيمية ،مجموع الفتاوى.68/21 ،
141Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
ً
لم تتناولها نصوص التحريم ال لفظا وال مع ÓÌفليست محرمة وال \ي مع ÓÌاملحرم فال وجه لتحريمها بل
ً
تتناولها نصوص الحل فإ
ا من الطيبات وæي أيضا \ي مع ÓÌما اتفق عى حله فالنص والقياس يقتoÔü
تحليلها")(1ـ
ً
وقال ابن عثيمن" :إزالة النجاسة ليست مما ُيتعبد به قصدا أي أ
ا ليست عبادة مقصودة وإنما
oÔء أزال النجاسة وزالت وزال أثرها فإنه يكون ذلك إزالة النجاسة هو التخي من ع,ن خبيثة نجسة فبأي oÔء
ّ ً
Oين أو أي مزيل يكون فم ÓÐزالت ع,ن النجاسة بأي oÔء يكون فإنه بالب Oين
مطهرا لها سواء كان باملاء أو بالبالoÔèء ِ
ً
ُيعت"! ذلك تطه!,ا لها ح ÓÐإنه عى القول الراجح الذي اختارﻩ شيخ ٕالاسالم ابن تيمية لو زالت بالشمس
ّ ً
متنجسا }
ا وم ÓÐزالت
والريح فإنه يطهر املحل أل
ا كما قلتæ :ي ع,ن نجسة خبيثة م ÓÐوجدت صار املحل ِ
ّ ً
مطهرا لها".عاد املكان إى أصلة أي إى طهارته فكل ما تزول به ع,ن النجاسة وأثرها ...فإنه يكون ِ
ً
وقال أيضا) :ذهب أبو حنيفة رحمه ﷲ إى أن الشمس تطهر املتنجس إذا زال أثر النجاسة }
ا وأن
ع,ن النجاسة إذا زالت بأي مزيل طهر املحل وهذا هو الصواب ملا يي:
-2أن إزالة النجاسة ليست من باب املأمور بل من باب اجتناب املحظور ِفإذا حصل بأي سبب كان ثبت
الحكم ،ولهذا ال يش!iط إلزالة النجاسة نية فلو نزل املطر عى ٔالارض املتنجسة وزالت النجاسة طهرت ولو
توضأ ِإنسان وقد أصابت ذراعه نجاسة ثم بعد أن فرغ من الوضوء ذكرها فوجدها قد زالت بماء الوضوء
فإن يدﻩ تطهر ( ...
املبﺤث الرابع :استعمال املياﻩ العادمة Rي الزراعة ونﺤوها من منظور شرÂي
وبناء عى ما جاء \ي املحور الثالث \ي حكم استحالة املياﻩ النجسة وم
ìا املياﻩ امللوثة )العادمة( إى
طاهرة عند الفقهاء فإن الراجح \ي ذلك أن املياﻩ العادمة ومياﻩ الصرف الص,ي تعد طاهرة إذا زالت
ً
النجاسة تماما لزوال أوصافها وæي اللون والطعم والرائحة ،حيث تعود املياﻩ إى أصلها وهو الطهورية وإن
ً ً ً
اكتفاء باملياﻩ ٔالاخرى ما وجدوا إى ذلك سبيال احتياطا ،وألن النفس قد تعاف ينب2ي للمسلم,ن اجتنا}
ا
كان ي
تلك املياﻩ وتستقذرها ،وبالتاي فإنه يجوز استعمال هذﻩ املياﻩ املعالجة والعائدة إى طهوري
ا \ي الزراعة،
وهذا ما أفتنت به دور ٕالافتاء كاإلفتاء ٔالاردنية ،واملجامع الفقهية ،وكذلك اللجنة الدائمة للبحوث العلمية
) (1بن تيمية ،مجموع الفتاوى ،68/21 ،الحطاب ،مواهب الجليل ،97/1 ،الرميMÇ ،اية املﺤتاج ،248/1 ،الMوتي ،كشاف
القناع ،187/1 ،ابن قدامة ،املغ ،72/1 ،oÌابن حزم ،املحى.166/1 ،
142Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
وفيه :فإن مجلس ٕالافتاء والبحوث والدراسات ٕالاسالمية \ي جلسته التاسعة املنعقدة يوم الخميس
) /24ذو الحجة1436/هـ( ،املوافق )2015/10/8م( قد اطلع عى السؤال الوارد من عطوفة أم,ن عام سلطة
املياﻩ املهندس توفيق الحباشنة ،حيث جاء فيه):(2
أرجو سماحتكم العلم أن محطات التنقية )الصرف الص,ي( تنتج مياﻩ عادمة معالجة وفق أحدث التقنيات
العاملية ،بما يتطابق مع املواصفات الدولية والعاملية واملحلية.
ولكن ال بد من مراعاة التعليمات الصحية ال oÐتقررها الجهات املختصة \ي هذا الشأن ،كي تكون
عملية السقاية ساملة ،ال تلوث البيئة ،وال تفسد الزرع والثمر ،وال تضر ٕالانسان .وعل
Úا أن تلOiم باملعاي!,
العلمية والطبية \ي هذا املجال").(1
-1الشحود ،عي بن نايف ،موسوعة البحوث واملقاالت العلمية حواي خمسة آالف وتسعمائة مقال وبحث ،العدد ، 35ص
. 35 :
- 2مجلس ٕالافتاء والبحوث والدراسات ٕالاسـالمية \ـي جلسـته التاسـعة املنعقـدة يـوم الخمـيس ) /24ذوالحجـة1436/ه ـ( ،املوافـق
)2015/10/8م( ب ــرقم ،217الزع× ــ ،oمﺤم ــد ،فت ــاوى دائ ــرة ٕالافت ــاء الع ــام ٔالاردني ــة Rــي تﺤس ــن كف ــاءة اس ــتخدام املي ــاﻩ ،دائ ــرة
ٕالافتاء ٔالاردني ،دراسات وبﺤوثhttps://aliftaa.jo/Research.aspx?ResearchId ،
143Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
ً
ثانيا :رأي لجنة الفتوى بالشبكة ٕالاسالمية عى ٕالاننت.
وقد جاء \ي سؤال موجه إى عدد من العلماء املتخصص,ن ،ما نصه " :ما حكم استعمال مياﻩ
الصرف الص,ي -بعد تكريرها معمليا وتنقي
ا بشكل تام من كل الشوائب \ -ي العادات والعبادات\ ،ي
الشرب ؤالاكل و\ي الوضوء والغسل وسائر الطهارات؟ ً
علما بأن هذﻩ املياﻩ -كما جاء \ي النشرات الحكومية -
ً
بأ
ا أنقى من مياﻩ ٓالابار املستعملة قبل ذلك وال oÐنضب جزء كب !,م
ìا ..أفيدونا جزاكم ﷲ خ!,ا ؛ فكان
الجواب عى النحو ٓالاتي:
الحمد هلل والصالة والسالم عى رسول ﷲ وعى آله وصحبه أما بعد" :فإذا أمكن تكرير هذﻩ املياﻩ
ً
وتنقيMyا من آثار النجاسة طعما ولونا ورائﺤة فال ﺣرج Rي استعمالها للطهارة ،وال ﺣرج Rي استعمالها
كذلك Rي ٔالاكل والشرب إذا ثبت خلوها من الضرر ،وذلك ملا قررﻩ أهل العلم من أن املاء الكث املتغ
بنجاسة يطهر إذا زال تغﻩ بنفسه أو بإضافة ماء طهور إليه أو إزالة تغﻩ بطول مكث ونﺤوﻩ ،فزوال
2
وي التغ ،والحكم يزول بزوال علته وﷲ أعلم".
علة النجاسة ي
ً
ثالثا :وقد صدر قرار من هيئة كبار العلماء Rي ﺣكم إعادة استعمال مياﻩ الصرف بعد تنقيMyا.
وفيه ":ففي الدورة الثالثة عشرة لهيئة كبار العلماء املنعقدة \ي النصف ٓالاخر من شهر شوال
1398هـ بمدينة الطائف وبناء عى رغبة املجلس التأسي oÔýلرابطة العالم ٕالاسالمي \ي إحالة موضوع
الاستفتاء الوارد إى الرابطة من رئيس تحرير جريدة )مسلم نيوز( الصادرة بكيب تاون إى هيئة كبار العلماء
إلعداد بحث \ي املوضوع وتقرير ما تراﻩ الهيئة نحوﻩ ،واملتضمن ٕالافادة بأن املسلم,ن \ي تلك الجهة يواجهون
مشكلة كب!,ة بسبب ما أقدم عليه مجلس مشروع التحقيقات العاملية والصناعية الذي يعمل عى إنتاج ماء
للشرب النقي من مياﻩ املجاري ،وأ
م يسألون عن حكم استعمال هذﻩ املياﻩ بعد تنقي
ا للوضوء .بناء عى
ذلك فقد اطلع املجلس عى البحث املعد \ي ذلك من قبل اللجنة الدائمة للبحوث العلمية وٕالافتاء ،كما
اطلع املجلس عى خطاب معاي وزير الزراعة واملياﻩ رقم 1299/1وتاريخ 1398/50/30هـ وبعد البحث
واملداولة واملناقشة قرر املجلس ما يي:
ً
بناء عى ما ذكرﻩ أهل العلم من أن املاء الكث !,املتغ !,بنجاسة يطهر إذا زال تغ!,ﻩ بنفسه أو بإضافة
ماء طهور إليه ،أو زال تغ!,ﻩ بطول مكث أو تأث !,شمس ومرور الرياح عليه أو نحو ذلك لزوال الحكم بزوال
1
!MPA)
7 T%P S
W) M$%
0)J ST%G5 ! 9 ' A)
7 0%*
T% S
W) X.% M)9 0
)
https://aliftaa.jo/Research.aspx?ResearchId Ma.92. B%
2009
18 = MJ 1430
Q 1 T"S 2 I
6 T"S 2 I
6D 2
http://www.islamweb.net +
144Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
ينظر \ي املسألة من جانب إمكانية أكل السمك الذي يعيش \ي املياﻩ غ !,النقية ،وكذلك مدى جواز ٔالاكل من
شجرة تعيش عى مياﻩ حفرة امتصاصية ،وبيان ذلك فيما يأتي:
ثمرة جرة
فاألصح \ي
.1إذا تغ !,ماء السيل بالنجاسة ،ثم أثر \ي السمك ح ÓÐغ !,طعم لحمه أو ريحه أو لونه؛ فاألص
مذهبنا كراهة أكل هذا السمك حُ ÓÐينقل إى املاء الطاهر فيذهب عنه أثر النجاسة؛ فقد ن Ópالن×o
صى ﷲ عليه وسلم عن )أكل الجاللة( رواﻩ أبو داود .والجاللة :كل حيوان يأكل الجلة -أي
النجاسة -ح ÓÐيتغ !,وصفه.
)(3
جاء \ي "مغ oÌاملحتاج شرح امل
ìاج "" :إذا ظهر تغ !,لحم جاللة من نعم أو غ!,ﻩ كدجاج ,ولو يس!,ا حرم
أكله ,وبه قال ٕالامام أحمد; أل
ا صارت من الخبائث ,وقد صح الن opعن أكلها وشرب لب
ìا وركو}
ا كما قاله
أبو داود وغ!,ﻩ - ...وقال النووي ٔ :-الاصح يكرﻩ؛ ألن الن opإنما هو لتغ !,اللحم ,وهو ال يوجب التحريم ،كما لو
َ
نiن اللحم املذكى َوت َر ﱠو َح؛ فإنه يكرﻩ أكله عى الصحيح").(1
.2أما إذا لم يؤثر املاء النجس \ي ٔالاسماك ال oÐتعيش فيه ،فال حرج \ي أكله؛ إذ ٔالاصل فيه ٕالاباحة،
ولكن بشرط أن يؤمن ضررﻩ عى صحة ٕالانسان ،فالدراسات العلمية تنذر بالخطر الذي تحمله
ٔالاسماك امللوثة بسبب ما تحمله من الطفيليات والبكت!,يا الخط!,ة عى صحة ٕالانسان ،والن× oصى
)(2
ﷲ عليه وسلم يقول) :ال ضرر وال ضرار(
ّ )(3
امتصاصية
ِ الثاني :ﺣكم ٔالاكل من ثمرة شجرة قرب ﺣفرة
ُ
امل Oل للطهارة
امل Oل لتجتمع فيه املياﻩ املستعملة \ي امل وبيان ذلك أن :الحفرة الامتصاصية æي ال oÐتحفر بجانب امل O
حرم أكل ثمر الشجرة وال ورقها ُ ّ ّ والنظافة وæي مياﻩ ّ
املتنجسة ال ي ِ ِ متنجسة ،وامتصاص عروق الشجر للمياﻩ ِ
ﱠ ً ّ ُ
مض ﱞر بالصحة حرم أكل ثمرها ،ألن إن كان يؤكل ،هذا مذهب الشافعية وغ!,هم .لكن إذا ثبت طبيا أن ثمرها ِ
َ مضر حرام لقول الرسول صى ﷲ عليه وسلمَ ) :ال َ
ض َر َر َوال ِض َر َار().(4 ٍ
ّ أكل ّ
كل
خاتمة
وبعد هذﻩ املحطة \ي تناول موضوع استعمال املياﻩ العادمة Rي رعاية املصال
املصالح الزراعية Rي التشريع
ٕالاسالمي فإنه يمكن تلخيص أهم ما جاء \ي هذا البحث من نتائج وذلك فيما يأتي:
• إن حفظ الحقوق املائية والعمل عى رعاية البيئة من املقاصد الضرورية للشريعة ٕالاسالمية ال oÐيجب
اح!iامها \ي كل حال.
• يحتاج الوقوف عى ماهية الاستحالة ومعرفة أسبا}
ا وحكمها إى الرجوع إى الكتابات املختصة بذلك من
الناحية الشرعية.
باملصالح الزراعية واملياﻩ بل حثت عى رعاية ذلك
• إن التشريعات ٕالاسالمية بنصوصها ومباد
Íا اهتمت باملصال
بإحسان ظاهر.
- 1الزع×ــ ،oمﺤم ــد ،فت ــاوى دائ ــرة ٕالافت ــاء العــام ٔالاردني ــة Rــي تﺤس ــن كف ــاءة اســتخدام املي ــاﻩ ،دائ ــرة ٕالافت ــاء ٔالاردن ــي ،دراس ــات
وبﺤوثhttps://aliftaa.jo/Research.aspx?ResearchId ،
- 2رواﻩ اب ــن ماج ــه ،الزع× ــ ،oمﺤم ــد ،فت ــاوى دائ ــرة ٕالافت ــاء الع ــام ٔالاردني ــة Rــي تﺤس ــن كف ــاءة اس ــتخدام املي ــاﻩ ،دائ ــرة ٕالافت ــاء
ٔالاردني ،دراسات وبﺤوثhttps://aliftaa.jo/Research.aspx?ResearchId ،
- 3الزع×ــ ،oمﺤم ــد ،فت ــاوى دائ ــرة ٕالافت ــاء العــام ٔالاردني ــة Rــي تﺤس ــن كف ــاءة اســتخدام املي ــاﻩ ،دائ ــرة ٕالافت ــاء ٔالاردن ــي ،دراس ــات
وبﺤوثhttps://aliftaa.jo/Research.aspx?ResearchId ،
- 4رواﻩ أحمد وابن ماجه ،انظر :الزع× ،oمﺤمد ،فتاوى دائرة ٕالافتاء العـام ٔالاردنيـة Rـي تﺤسـن كفـاءة اسـتخدام امليـاﻩ ،دائـرة
ٕالافتاء ٔالاردني ،دراسات وبﺤوثhttps://aliftaa.jo/Research.aspx?ResearchId ،
146Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
ً
وأخ!,ا؛ فإننا نتوجه إى ﷲ سبحانه بخالص الدعاء أن يوفقنا لتحصيل العلم ،وأن يعلمنا ما
ً
ينفعنا ،وأن ينفعنا بما علمنا ،وأن يزدنا علما ،إنه سميع مجيب الدعاء.
• ابـن أبـي شـيبة الكـو\ي ،أبـو بكـر عبـد ﷲ بــن محمـد ،مصـنف ابـن أبـي شـيبة ،مكتبـة الرشـد ،الريــاض،
ط1409 ،1هـ ،تحقيق كمال يوسف الحوت .
ً
• إدريس ،عبد الفتـاح ،أثـر اسـتحالة ٔالاعيـان النجسـة عـى حكمهـا حـال وحرمـة ،ص ،48مجلـة البحـوث
ٕالاسالمية ،السنة السابعة ،العدد ،63يناير .2021 ،دار املنظومة.2022 ،
• البخـاري ،محمد بن إسماعيل ،الصـحيح ،بيت ٔالافكار الدولية ،عمان ،د.ط.2004 ،
ـ ن الب
Úقـي الك"ـ!ى ،مكتبـة دار البـاز ،مكـة
• الب
Úقي ،أحمد بن الحس,ن بـن عـي بـن موـ ÓÔأبـو بكـر ،س ن
املكرمة 1994 ،م.
• ال!iمذي ،الس ن ،بيت ٔالافكار الدولية ،عمان ،د.ط.2004 ،
• الثبيÐــ ،oع ــي ب ــن ج ــابر وادع ،الوقاي ــة الص ــحية \ ــي ٕالاس ــالم .مجل ــة ال ــداÑي الش ــهرية الص ــادرة ع ــن دار
العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلوم ديـ ـ ــوبن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ،املح ـ ـ ــرم – ص ـ ـ ــفر 1439ه ـ ـ ـ ـ = س ـ ـ ــبتم"! -ن ـ ـ ــوفم"!2017م ،الع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدد،2 – 1 :
السن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ،42 :برابطhttp://www.darululoom-deoband.com/ :
• الخراج ،أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم ،تحقيق :د .محمد إبراهيم البنا ،دار الاعتصام ،القاهرة،
صفحة .97
أبو داوود ،السـ ـ ن ،بيت ٔالافكار الدولية ،عمان ،د.ط.2004 ، •
الروكي ،محمد ،أثر الاستحالة \ي تطه !,املواد املنجسة وحلي
ا ،دعوة الحق ،مجلة شهرية تعÓÌ •
بالدراسات ٕالاسالمية وبشؤون الثقافة والفكر أسست سنة ،1957وزارة ٔالاوقاف والشؤون
ٕالاسالمية ،املغرب ، https://www.habous.gov.ma/daouat-alhaq/item ،العدد 334ذو الحجة
/1418أبريل 1998
الزع× ،oمﺤمد ،فتاوى دائرة ٕالافتاء العام ٔالاردنية Rي تﺤسن كفاءة استخدام املياﻩ ،دائرة ٕالافتاء •
https://aliftaa.jo/Research.aspx
https://aliftaa.jo/Research.aspx?ResearchId ٔالاردني ،دراسات وبﺤوث،
الـزواوي ،خالـد محمد ،املاء الذهب ٔالازرق \ي الوطن العربي ،ط .1القاهرة :مجموعة النيل العربية، •
2004م. (69 ) ،
السروري ،أحمد :املاء وٕالانسان والكون ط، 1 .القاهر ،عالم الكتب - 1428 ،هـ 2008م58 ، •
147Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
• الشحود ،عي بن نايف ،موسوعة البحوث واملقاالت العلمية حواي خمسة آالف وتسعمائة مقال
وبحث ،العدد ، 35ص . 35 :
الشوكاني ،محمد بن عي ،نيل ٔالاوطار ،دار الجيل ،ب!,وت1973 ،م ،د.ط. •
العبــدري ،محمــد بــن يوســف ب ــن أبــي القاســم ،التــاج وٕالاكلي ــل ملختصــر خليــل ،دار الكتــب العلمي ــة، •
ب!,وت ،ط1994 ،1م.353/3 ،
العي ،oÌبدر الدين أبو محمد محمود بن أحمد ،عمدة القاري شرح صحيح البخاري ،شركة مكتبة •
ومطبعة مصطفى البابي الحل× oوأوالدﻩ ،مص ،ط 1392 ،1هـ1972 ،م.
فت ـ ـ ــاوى دائ ـ ـ ــرة ٕالافت ـ ـ ــاء الع ـ ـ ــام ٔالاردني ـ ـ ــة Rـ ـ ــي تﺤس ـ ـ ــن كف ـ ـ ــاءة اس ـ ـ ــتخدام املي ـ ـ ــاﻩ ،ب ـ ـ ــرقم ،3290 •
https://aliftaa.jo/Research.aspx?ResearchId
فتح الباري بشرح صحيح البخاري ،ابن حجر العسقالني ،الجزء الخامس ،صفحة .46 :44 •
فتوى صادرة عن هيئة كبار العلماء \ي الدورة الثالثة عشرة لهيئة كبار العلماء املنعقدة \ي النصف •
https://islam
https://islamqa.info ٓالاخر من شهر شوال 1398هـ بمدينة الطائف
• ابن قدامة ،أبو محمد عبد ﷲ بن أحمد ،املغ ،oÌدار الفكر ،ب!,وت ،ط1405 ،1ه
• الكاســاني ،عــالء الــدين أبــو بكــر بــن ســعود ،بــدائع الصــنائع \ــي ترتيــب الش ـرائع ،دار الكتــاب العربــي،
ب!,وت ،ط1982 ،2م.
• ابن كث ،!,إسماعيل بن عمر بن كث !,الدمشقي ،تفس !,القرآن العظيم ،دار الفكر ،ب!,وت1401 ،ه ـ
،د.ط.
لجنة الفتوى بالشبكة ٕالاسالمية ،فتاوى الشبكة ٕالاسالمية 1 ،ذو الحجة ،1430هـ = 18نوفم"!،
2009م http://www.islamweb.net ،
• ابن ماجه ،السـ ـ ن ،بيت ٔالافكار الدولية ،عمان ،د.ط.2004 ،
• املــاوردي ،أبــو الحســن عــي بــن محمــد ب ــن حبيــب البصــري البغــدادئ ،الاحكــام الســلطانية ،املكتب ــة
التوفيقية ،مصر ،د .ت ،د .ط.
• مجلــس ٕالافتــاء والبحــوث والدراســات ٕالاســالمية \ــي جلســته التاســعة املنعقــدة يــوم الخمــيس ) /24ذو
الحجة1436/هـ( ،املوافق )2015/10/8م( برقم ,217
املعجم الوسيط ،تحقيق :مجمع اللغة العربية ،دار الدعوة ،باب: • مصطفى ،إبراهيم ،وآخرون ،امل
الحاء ،مادة حدث.160/1 ،
• املقري ،أحمد بن محمد بن عي :املصباح املنيـر ، .ط. 1ب!,وت :املكتبة العلمية ،لم يذكر تاريخ ال
نشر ،كتاب الطـاء ،مـاد ة طهـر . 379/2 ،
• الن ــووي ،أب ــو زكري ــا مح* ــ oال ــدين ب ــن يح* ــ Óب ــن ش ــرف ،املجم ــوع ،دار إحي ــاء ال iـ!اث العرب ــي1995 ،م،
د.ط ،تحقيق محمد نجيب املطيøي.
• النــووي ،أبــو زكريــا يح*ــ Óبــن شــرف بــن مــري ،شــرح النــووي عــى صــحيح مســلم ،دار إحيــاء ال iـ!اث،
ب!,وت ،ط1392 ،2ه.ـ
148Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
أثرا استخدام بطاقة التيس Rي زياد الاقبال عى منتجات البنك الاسالمي
الفلسطيR Ðي مﺤافظ Êبيت لحم والخليل
The impact of the use of the Tayseer card on demand of the
the products of Palestinian Islamic Bank in
the governorates of Bethlehem and Hebron
سعدي مﺤمود ارزيقات /منسق برنامج التأمن وإدارة املخاطر – كلية العلوم الادارية واملالية -جامعة
فلسطن ٔالاهلية -فلسط,ن -بيت لحم
& Mr. Sadi Irzigat- Lecturer at College of Administrative and Financial Sciences
Coordinator of Insurance and Risk Management Program-
Program Faculty of Administrative
and Financial Sciences - Palestine Al-Ahliya University- Palestine - Bethlehem
ملخص
هدفت هذﻩ الدراسة اى الكشف عن أثر استخدام بطاقة التيس\ !,ي البنك الاسالمي الفلسطي oÌعى زيادة
الاقبال عى املنتجات ال oÐيقدمها البنك ،وكذلك املO,ات ال oÐتقدمها هذﻩ الخدمة ،وما æي املضار ال oÐيمكن أن
بس
ا ،كما وحاولت الدراسة الاجابة عى العديد من الاستفسارات حول شرعية هذﻩ البطاقة ،وكيف يمكن
تنشأ
ا،
ً
اعتبارها بديال عن بطاقات الائتمان \ي البنوك التجارية ،هذا وتوصلت الدراسة اى العديد من النتائج كان من
ّ
توفر للعمالء سهولة الاستخدام واتمام عمليات الشراء ،كما ﱠ أهمها :ﱠ
أن هذﻩ البطاقة تعطي حاملها أن البطاقة
السحب النقدي م ÓÐأراد ذلك وفق سقفه املحدد من قبل البنك حال الضرورة ،وتوصلت الدراسة اى
صالحية حب
أن التعامل مع بطاقة التيس !,يمكن ّ
أن يزيد من نسبة تحويل الرواتب اى حسابات البنك نفسه مقدم هذﻩ ّ
التعامل مع بطاقات الائتمان ،وهو ما انشأت هذﻩ البطاقة من أجلة ،هذا وقد أوصت الدراسة بعدد من
التوصيات كان من أهمها :ضرورة العمل عى زيادة الرقابة عى مش!iيات البطاقة ،حيث أشار العديد من
149Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 2022!"–كانون ٔالاول – ديسم08 العدد-املجلة الدولية لالج
اد القضائي
. الاسالمية
Abstract
This studyy aimed to reveal the effect of using the facilitation card in the Palestinian Islamic Bank on
increasing the demand for the products offered by the bank,
bank as well as the advantages offered by this
service, and what are the harms that can arise because of iit.t. The study also tried to answer many
inquiries
uiries about the legitimacy of this The card
card, and how it can be considered as a substitute for credit
cards in commercial banks. The study found many results,
results the most important of which was that the
card provides customers with ease of use and completion of purchases,
purchases and the card gives its holder the
power to withdraw cash whenever he wants according to the ceiling specified by him. The bank in case
of necessity, and the study concluded that dealing with the facil
facilitation
itation card can increase the percentage
of salary transfer to the accounts of the same bank that provides this service,
service, in addition to that this card
gives an advantage to customers,
customers which is not to fall into usury or interest resulting from dealing with
credit cards, which is What
hat this card was created for
for, and the study recommended a number of
recommendations, the most important of which were: the need to work on increasing control over card
purchases, as many customers indicated that the It is supervise
supervisedd by the Palestine Islamic Bank,
Bank and
works to spread awareness about the facilitation card,
card and explain
plain its advantages to many customers
with the bank, especially those who have not used it yet
yet, with the need to facilitate the procedures for
obtaining it inn accordance with the Sharia standards issued by the Accounting and Auditing
inancial Institutions.
Organization for Islamic Financial
مقدمة
ّ
امن مع ظهور املصارف \يOi وبال،1914 ففي العام،
م اليوميةâيستخدم الناس النقود \ي كافة معامال
ّ املبالغ
!تبةiاملالية امل ّ
اÍخاصة لعمال
ين لتسديد املبالO,املم ّ َ العالم
اعتمدت الفنادق \ي عملها عى اس ِتخدام بطاقات
ّ ّ ُ
ٍ عتمد عى ُمد ٍة ُمحد
دة لدفع ٍ ام ُمOi! ال, ومع توف، وذلك }
دف تقليل الوقت املستغرق \ي عملية السداد،
مÚعل
ً ّ ّ املُستحقات
ظلت ُمستخدمةoÐثم حرصت بعض املتاجر عى إصدار هذا النوع من البطاقات ال
ّ ومن،املالية لهم
150Page برلن – املانيا ،إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
ّ
الائتمانية إى تقليل الثانية؛ حيث ّأدت القيود الصادرة من الحكومات عى ٔالادوات
ّ ّ
العاملية ح ÓÐف!iة الحرب
ً
جددا وانتشرت بشكل سريعّ ،
مما ساهم \ي ٍ إصدار هذﻩ البطاقات ،وبعد ان
اء الحرب عادت البطاقات للعمل ُم
استخدامها \ي القطارات واملطارات ،وبعد ذلك ظهر نوع آخر من البطاقات اعتمد عى فكرة الوساطة التجارّية
مالي ًة ُ ً
أرباحا ّ ُ ُ
زء من املبلغ
كج ٍ ب,ن الشركات وأصحاب البطاقات ،حيث تحقق الشركة املصدرة لهذﻩ البطاقات
ّ ُ
التجارية ،مثل املتاجر واملطاعم ،و\ي عام 1951م املاي الذي ُيفرض عى سداد قيمة املش!iيات من املحالت
رئي oÔýلها ،حيث ُي ّ
ّ ً ّ
عد مصرف فرانكل,ن \ي كمصدر
ٍ الائتمانية معتمدا عى املصارف أصبح إصدار البطاقات
ُ مدينة نيويورك ّأول من أصدر هذﻩ البطاقات ،ومن ّ
ثم تبعته العديد من املصارف ٔالاخرى مع مرور الوقت ،و\ي
ّ َ
ائتمانية وحرص عى تطويرها ِمن ِخالل جعل عام 1959م أصدر أحد املصارف الك"!ى \ي أمريكا بطاقة
َ ً ً املُ ّ
ّ
ائتمانية ؤسسة املسؤولة عن إصدارها ُمستقلة عن املصرف ،والحقا أصبحت البنوك تطمح إلصدار بطاقات
ً ّ
خاصة }
ا ،ففي عام 1977م اتفقت املصارف معا عى تأسيس ُمنظمة تجمع بي
ìا من أجل إصدار بطاقات
ُ كل م
ìاُ ،
تحمل أسماء ّ
وع ِرفت هذﻩ املنظمة باسم منظمة الفO,ا. ٍ
املؤسسات املالية الاسالمية ملواكبة التطورات واملتغ!,ات ،ونتيجة لذلك أصبح من الضروري تقديم خدمات تتالئم
ً
وحاجات املؤسسات ؤالافراد معا ،ومن هذﻩ الخدمات بطاقة التيس !,أو امليسر وال oÐيقدمها البنك الاسالمي
الفلسطي oÌكأحد أهم الخدمات املصرفية البديلة عن الخدمات املقدمة من قبل املؤسسات التجارية ،وال oÐال
ً ً ً ً ً
عطاء ،وال oÐمن املمكن أن تكون بديال شرعيا يل× oاحتياجات املتعامل,ن ،وسببا \ي زيادة تتعامل بالربا أخذا أو
وتعت"! بطاقة التيس !,ابتكار خاص بالبنك الاسالمي الفلسطي ،oÌتتم من خاللها منح العميل سقف ائتماني
يتناسب ووضعه الائتماني ،وبالتاي يمكن من خاللها القيام بعمليات الشراء عن طريق املواقع ٕالالك!iونية
151Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
البنك عن طريق قيد عى حسابه عى شكل أقساط شهرية مقابل استيفاء رسوم اش!iاك سنوية تدفع بشكل
هذا ﱡ
ويعد البنك الاسالمي الفلسطي oÌمن أوائل البنوك الاسالمية \ي فلسط,ن ،حيث تم تأسيسه \ي العام 1995م،
وباشر أعماله \ي العام 1997م ،برأسمال مصرح به 100مليون سهم بقيمة اسمية دوالر أمريكي للسهم الواحد
ح ÓÐوصل \ي العام 2022م اى رأس مال مدفوع 90مليون دوالر ).(2
ً
ومنذ تأسيسه يسøى البنك اى أن يكون رائدا \ي مجال تقديم الخدمات املصرفية الاسالمية ،وال oÐتل× oشريحة
ً
كب!,ة من املجتمع الفلسطي oÌوفقا ألحكام ومعاي !,شرعية من خالل شبكة فروعه املنتشرة \ي جميع مدن
ً ً
فلسط,ن ،وال oÐتزيد عن 40فرعا ومكتبا.
ً
وانطالقا من دورﻩ بمهام املصرف الرقم oوخدماته ،يسøى البنك اى تقديم كل ما هو جديد ويل× oاحتياجات
مشكلة البﺤث
ان استخدام بطاقة التيس !,يعت"! من الخدمات املصرفية الالك!iونية الحديثة ،وال oÐقدمت من قبل البنك
الاسالمي الفلسطي oÌتلبية لحاجات العمالء الباحث,ن عن خدمات مصرفية بدون فوائد ،إال ّ
أن العديد من العمالء
لم يسمع ع
ìا أو لم يستخدمها حٓ ÓÐالان ،والبعض الاخر استفاد م
ìا بقدر احتياجاته ومعامالته ،إال ّ
أن انتشار هذﻩ
ً ً
البطاقة محدودا وليس كب!,ا بالرغم من النجاح امللحوظ الذي حققته بداية اصدارها ،حيث يرتبط تقديم خدمة
ً
مثل هذﻩ بمدى الاقبال عل
Úا وانتشارها ب,ن الجمهور ،ونظرا لذلك وجد الباحث قلة من الدراسات ال oÐتناولت
ً
هذا املوضوع ،بحيث تكاد تكون معدومة ،وربما بسبب حداث
ا نوعا ما ،أو التخوف م
ìا \ي زيادة الطلب الاس
الكي
الغ !,ضروري عندهم ،وهنا تكمن مشكلة الدراسة \ي السؤال الرئي oÔýالتاي :
)(1
مقابلة مع مدير التسھيالت -االدارة العامة ،البنك االسالمي الفلسطيني ،رام ،%فلسطين 2022م.
)(2
موقع البنك االسالمي الفلسطينيwww.islamicbank.ps :
152Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
ّ
الفلسطيÐ؟ والذي
هل استخدام بطاقة امليسر يمكن أن يؤثر Rي زيادة الاقبال عى منتجات البنك الاسالمي الفلسطيÐ
ما مستوى الوÑي ببطاقة التيس !,من قبل جمهور املتعامل,ن مع البنك الاسالمي الفلسطي oÌ؟ -
ما تأث !,استخدام بطاقة امليسر عى الخدمات املقدمة من قبل البنك الاسالمي الفلسطي oÌ؟ -
أهداف البﺤث
âدف هذﻩ الدراسة اى تسليط الضوء عى أهم الخدمات املبتكرة من قبل البنك الاسالمي الفلسطي ،oÌوæي ما
تسم Óببطاقة امليسر أو التيس ،!,وذلك من خالل بيان الفروق الجوهرية بي
ìا وب,ن البطاقات الائتمانية ،ثم
التعرف عى مدى استجابة العمالء للخدمة ،كذلك بيان أهمية وأثر هذﻩ البطاقة \ي زيادة اقبال العمالء عى
التعامل مع الخدمات املقدمة من البنك ،باإلضافة اى معرفة آراء املتعامل,ن مع هذﻩ الخدمة من حيث الراحة
أهميه البﺤث
آراءهم ،وما æي ردود أفعالهم حول الخدمات الاخرى املقدمة من قبل البنك ،وكيف يمكن لهم استخدام هذﻩ
البطاقة ،وما æي املخاطر والتحديات ال oÐتواجههم خالل وبعد استخدامها ،وذلك من أجل الوقوف عل
Úا \ي
محاولة لتحليلها ،وإيجاد الحلول املناسبة لها ،ووضع التوصيات الفنية املناسبة لها ،بحيث أنه من املتوقع أن تلقى
ً ً
هذﻩ الخدمة إقباال واسعا خالل الاعوام القادمة لحاج
ا الكب!,ة) ،(1وتنوع متطلبات العمالء واملؤسسات .
فرضيات البﺤث
.1يؤثر استخدام بطاقة التيس\ !,ي مستوى اقبال العمالء عى منتجات البنك الاسالمي الفلسطيoÌ
.2ال يؤثر استخدام بطاقة التيس\ !,ي مستوى اقبال العمالء عى منتجات البنك الاسالمي الفلسطي.oÌ
)(1
مقابلة مع مدير البنك االسالمي الفلسطيني ،فرع بيت لحم ،بتاريخ 2022/9/11م .
153Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
منهج البﺤث
تم اعتماد املنهج الوصفي ،والذي تم من خالله استقراء املادة العلمية وجمعها وتوظيفها بما يخدم أغراض هذﻩ
الدراسة ،وكذلك املنهج التحليي والذي تم من خالله معالجة هذ البيانات وتحليلها بما يحقق ٔالاهداف املرجوة
واملوضوعة للدراسة ،كما تم الاعتماد عى ٔالاسلوب ٕالاحصائي \ي جمع وتحليل البيانات الخاصة بالعمالء مع
البنك ،باإلضافة اى أسلوب املقابالت ٕالادارية وال oÐتم استخدامها كمادة علمية تم الاستفادة م
ìا \ي خدمة
أغراض الدراسة.
ً
خاصة ّ
أن نتيجة قلة الدراسات السابقة \ي هذا املوضع أو ح ÓÐعدمها ،نكتفي بعدد قليل من الدراسات،
الدراسة تبحث موضوع تحليي ال نظري باألغلب ،ومن الدراسات ال oÐحاولت وصف املوضوع ما يي :
ّ
التعرف عى -1دراسة شاشو 2011م بعنوان :بطاقة الائتمان حقيق
ا وتكييفها الشرÑي :هدفت هذﻩ الدراسة إى
ّ
ماهية التطبيقات والخدمات املصرفية ،وال oÐفرضت نفسها \ي السنوات ٔالاخ!,ة ،وذلك من خالل التعريف }
ا
توصلت الد اسة اى ّ
أن الائتمان وبأنواعها ،وما هو تكييفها الشرÑي مع اق!iاح صيغة لبطاقة ائتمان شرعية ،وقد ّ
ر
املتجدد مخالف ألحكام الشريعة الاسالمية ،كذلك بطاقات الحسم ،عى عكس بطاقة الحسم الفوري وال oÐال
تتعامل بالفائدة املصرفية ،حيث توصلت الد اسة اى ّ
أن البديل الشرÑي لبطاقات الحسم ٓالاجل واملتجدد تكمن \ي ر
ّ
التعرف عى -2دراسة عرفات 2007م بعنوان :بطاقة الائتمان البنكية \ي الفقه الاسالمي ،وهدفت هذ الدراسة
ً
بطاقات الائتمان املصرفية وما يرتبط }
ا من أحكام شرعية ،خاصة بعد أن بادرت العديد من البنوك الاسالمية
بإصدارها ،وقد توصلت الدراسة اى العديد من النتائج كان من أهمها :أن استخدام البطاقات يحقق مكاسب
ّ
لجميع أطراف العملية كل وفق طبيعة عمله ،كما أنه ال يجوز اصدار بطاقة غ !,مغطاة اذا كانت مشروطة بفائدة
محددة ،ويجوز للبنك الاسالمي الذي قام باصدار البطاقة بأن يأخذ رسوم استخدام شهرية شريطة أن يبيع التاجر
بالطاقة بنفس السعر املتفق عليه \ي السوق ،هذا وقد توصلت الدراسة اى العديد من التوصيات كان من أهمها :
154Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
ضرورة توف !,الغطاء النقدي الخاص بالبطاقة الائتمانية ،وعدم اعادة بيع البضاعة لنفس التاجر الذي تم الشراء
منه للحصول عى السيولة النقدية ملا لذلك من مخالفة شرعية صريحة .
منهجية البﺤث
تم تقسيم البحث اى مبحث,ن وتفريعات ،بحيث تناول املبحث الاول :ماهية بطاقة الائتمان \ي البنك الاسالمي
الفلسطي oÌوحكمها )دراسة نظرية( ،من حيث مفهوم البطاقة الائتمانية \ي البنك الاسالمي ،مزايا وشروط بطاقة
التيس ،!,ثم حكم بطاقة التيس ،!,وما æي آثار استخدام بطاقات الائتمان ،أما املبحث الثاني فتناول الدراسة
املبﺤث الاول :ماهية بطاقة الائتمان Rي البنك الاسالمي الفلسطي Ðوﺣكمها
ً
أوال :ماهية بطاقة الائتمان Rي البنك الاسالمي الفلسطيÐ
ً
بداية تعرف بطاقة الائتمان عى أ
ا بطاقة معدنية بالستيكية ممغنطة ،يكون ع
Úا اسم حاملها ،ورقم سري ال
صاح
ا ،وقد عرفها مجمع الفقه الاسالمي بقرارﻩ رقم ) (7/1/65لعام 1991م بأ
ا æي مستند يعطيه
ا، يعرفه إال
وهو عقد ب,ن املصدر ،وب,ن من يعتمدها من مؤسسات ،وشركات ،ومصارف .ومن أهم محتويات هذا العقد،
155Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
ً
هذا هو التعريف العام للبطاقة الائتمانية ،ولكن ال ينطبق عى كل بطاقة ائتمانية ،نظرا الختالف الشروط،
واملواصفات ،من مصدر إى آخر ،لهذا فإن الحكم البد أن يلحق كل بطاقة بعي
ìا ،بمالها من شروط ،ومواصفات،
ً
فضال عن الحكم عى مجموعة الشروط ).(1
أما بطاقة التيس !,ف opبطاقة من ابتكار البنك ٕالاسالمي الفلسطي ،oÌتقوم بمنح العميل سقف ائتماني مناسب
يمكن من خالله القيام بعمليات الشراء العادي أو من خالل مواقع التجارة ٕالالك!iونية ،إضافة إى الالسحب
النقدي عن طريق جميع الصرافات ونقاط البيع عى أن يقوم البنك بتسديد قيمة الالسحوبات وقيد قيم
ا عى
حساب بطاقة العميل ،ويقوم العميل بتسديد املبالغ املستحقة عليه عى شكل أقساط شهرية ،وذلك مقابل
ً
ثانيا :مزايا وشروط بطاقة التيس
سقف ائتماني متجدد يصل إى ثالثة أضعاف الراتب بحد أق 6000 ÓÔôدوالر . •
والسحب النقدي من خالل نقاط البيع واملواقع ٕالالك!iونية والصرافات ٓالالية املنتشرة \ي جميع
حب إمكانية الشراء •
السداد عى أقساط شهرية بواقع % 8.33من السقف املستغل للقسط الواحد شهريا وبحد أدنى 25دوالر . •
اصدار كشف حساب شهري بقيمة الالسحوبات )سحب نقدي ومش!iيات( من البطاقة . •
سحب أو شراء ع"! ارسال رسالة نصية قص!,ة عى الهاتف الخلوي .
اشعار العميل بأي عملية حب •
سحب الرصيد املتاح \ي البطاقة من خالل صرافات البنك الاسالمي الفلسطي oÌودون عمولة .
امكانية حب •
)(1
قرار مجمع الفقه االسالمي لعام 1991ص . 378 -377
)(2
الموقع الرسمي للبنك االسالمي الفلسطيني الموضوع :بطاقة التيسيرwww.islamicbank.ps :
156Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
التمتع باس!iداد نقدي عى قيمة املش!iيات لدى العديد من الشركات واملعارض . •
مما سبق نالحظ أن هذﻩ البطاقة تقدم العديد من املزايا لحاملها شريطة الالOiام بالشروط الفنية والشرعية
تحويل راتب العميل و\ي حال كان العميل غ !,محول الراتب ،يطلب توف !,كفيل موظف محول الراتب . •
تأم,ن نقدي بقيمة %100للعمالء غ !,محوي الراتب \ي حال كان التأم,ن النقدي بنفس عملة البطاقة وبقيمة •
\ %120ي حال كان التأم,ن النقدي بعملة أخرى غ !,عملة البطاقة .
أال تزيد اجماي الOiامات العميل الشهرية عن %50من الدخل الشهري املثبت واملعتمد لألسرة بما ف
Úا قسط •
بطاقة التيس.!,
التوقيع عى شروط وأحكام اصدار البطاقة وعى كمبيالة بقيمة %100من قيمة البطاقة . •
التاي :
✔ ✔ ✔ ✔ ✔ ✔ السحب النقدي ع"! شبكة
تمكنك البطاقة من حب
صرافات البنك مجانا
✔ ✔ ✔ ✔ ✔ ✔ السحب النقدي من خارج شبكة
تمكنك البطاقة من حب
صرافات البنك بعمولة مقابل خدمات الالسحب
✔ ✔ ✔ ✔ ✔ ✔ الشراء بدون عمولة ع"! التسوق ٕالالك!iوني و من
157Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
✔ ✔ ✔ ✔ - - اعفاء من عمولة حوالة صادرة خالل الربع ٔالاول
بحد اعى 10دوالر أمريكي
ً
✔ ✔ ✔ - - - اصدار وتجديد بطاقة الصراف ٓالاي مجانا
✔ ✔ - - - - إصدار دف !iشيكات عادي 20ورقة أو دف!iي شيكات
ً ً
10ورقات عدد 2ملرة واحدة سنويا مجانا
✔ - - - - - اعفاء بقيمة 50دوالر أمريكي من عمولة صندوق
حديدي
الاسداد النقدي
%10 %10 %10 %10 %5 %5 مجمع العمرو للمفروشات -جن,ن
%6 %6 %6 %6 %6 %5 عيادة بيوتي سمايل لألسنان -نابلس
158Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
%20 %20 %15 %15 %10 %10 محالت ابو مرق للمالبس -غزة
%10 %10 %8 %8 %5 %5 مركز تكنو جيم للياقة البدنية -غزة
%15 %15 %12 %12 %10 %10 مطعم وكفي أب تاون -غزة
%20 %20 %15 %15 %10 %10 عيادة أراك لطب ٔالاسنان
ً
ثالثا :ﺣكم بطاقة التيس
أقرت هيئة الرقابة الشرعية للبنك الاسالمي الفلسطي oÌنماذج وعقود وشروط اصدار بطاقة الائتمان
الاسالمية )بطاقة التيس !,الفضية والذهبية( ال oÐيصدرها البنك الاسالمي الفلسطي ،oÌبحيث أ
ا تتوافق مع
أحكام واملعاي !,الشرعية الصادرة عن هيئة املحاسبة واملراجعة للمؤسسات املالية الاسالمية ،ومع ما قررته
حيث يجوز للبنك الاسالمي أن يتقا ÓÔÕرسوم اش!iاك شهرية من حامل هذﻩ البطاقة ،وقد جاء هذا \ي املعيار
املالية الاسالمية أن تتقا ÓÔÕرسوم شهرية ما لم تشتمل عى فوائد ربوية ،بحيث تغطي رسوم الاش!iاك رسوم
159Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
العضوية لشركة الفO,ا ،والتفعيل وخدمات الرسائل النصية القص!,ة ،ورسوم حركة البطاقة وال oÐتدفعها
املؤسسة الاسالمية لشركة الفO,ا العاملية ،وأية رسوم أخرى تدفعها املؤسسة لحامل هذﻩ البطاقة واملنتفع م
ìا ).(1
ال تنتقل من هذا ٔالاصل وهو" الحل " إال إذا كان ف
Úا ظلم للطرف,ن أو مضرة أو ألحدهما باشتمالها عي محرم
ً
شرعا ،أو أكال ألموال الناس بالباطل ،و أن كل معاملة تنقل عن هذا ٔالاصل ،وتحوله إي قالب التحريم ،البد و
أن تعود إي واحدة من قواعد التحريم الثالث ،و æي :
ً ً
قاعدة تحريم الربا ،ومنه كل قرض جر نفعا فهو ربا. .1
وهذا ما ال يجري \ي هذا النوع من املعامالت وفق تكييفها الشرÑي والصادر عن هيئة املحاسبة واملراجعة
ً
رابعا :أثر استخدام بطاقات الائتمان
وغال
ا ايجابية ،سواء عى القطاع املصر\ي من ناحية العموالت أو الرسوم املستوفاة ،أو عى مستوى الافراد
ا
املنتفع,ن من حيث الراحة وسهولة الاستخدام ؤالامان الذي توفرﻩ تلك البطاقات .
ً
ومن جهة أخرى يوجد آثار لتلك البطاقات من حيث مقدار وكيفية الانفاق ،خاصة لحامي هذﻩ البطاقات،
بحيث ّ
أن العالقة ب,ن الدخل والانفاق عى قرار الاس
الك æي عالقة طردية ،مما يع oÌتوفر السيولة انفاق
أك"! ،ذلك ّ
أن من أهم العوامل ال oÐتحدد الانفاق الاس
الكي هو عامل التوقع املستقبي ،وبالتاي زيادة الطلب
)(1
فتوى التكييف الشرعي لبطاقة االئتمان المصرفية – البنك االسالمي الفلسيني – رام - %فلسطيني 2022 ،م.
160Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
ً
عى السلع والخدمات ،باعتبار أن الدفع سيتم مؤجال من خالل الدخول املستقبلية املتوقعة ،مما قد ي!iتب
ً
و\ي املقابل قد يؤثر ذلك سلبا عى مستوى اقبال العمالء عى الخدمات التمويلية املقدمة من قبل البنك
ً
عى التمويالت الاس
الكية خاصة ،ذلك ان تلك البطاقات قامت مقام التمويالت بشكل أو ببآخر .
أما فيما يتعلق بتأث !,بطاقات الائتمان عى زيادة عرض النقود ،فإن زيادة عرض النقود \ي املدى القص!,
تؤدي اى ارتفاع املستوى العام \ي الاسعار ،وبالتاي انخفاض قيمة النقود بسبب الزيادة \ي الطلب عى السلع
التضخم ،وبالتاي
الانتا6ي أن يستوع
ا ،مما ي!iتب عليه زيادة \ي معدالت الت
والخدمات بشكل ال يستطيع الجهاز الانتا
لجوء الحكومات اى سياسات نقدية من أجل تقليل املعروض من النقد بما فيه التمويالت املقدمة من قبل
املصارف .
أما من ناحية اعتماد املصارف للشركات املقدمة لهذﻩ البطاقات ،فقد إعت"! البعض ّ
بأ
ا تعزز من تبعية
هذﻩ املصارف عى الشركات املصدرة لها ،سواء عى مستوى التبعية الاقتصادية واملالية الناتجة عن سياسات
ً
أوال :مجتمع وعينة الدراسية
ﱠ
تكون مجتمع الدراسة من فئة املستفيدين من البطاقة \ي البنك ٕالاسالمي الفلسطي\ oÌي محافظ oÐبيت لحم
والخليل ،وعددهم ،50بحيث ّ
تم توزيع ٕالاستبيان بالتساوي ب,ن الفروع ،تم إس!iداد 43م
ìا ،وبنسبة بلغت
)(1
اسماعيل ،محمد ناصر وآخرون :البطاقة الذكية وأثرھا في التقليل من بعض المخاطر المصرفية ،مجلة كلية بغداد للعلوم
االقتصادية ،العدد السابع والثالثون ،جمھوية العراق-بغداد ،ص . 88
161Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
ّ
،%86بحيث تعت"! هذﻩ النسب كافية لتمثل عينة الدراسة ،ويمكن ٕالاعتماد عل
Úا وتحليلها وتعميم نتائجها بعد
أن ّ
تم التأكد من تحقق الشروط ٕالاحصائية الالزمة لذلك.
عينة الدراسة
ّ
تكونت عينة الدراسة من مجموعة املستخدم,ن لبطاقة التيس\ !,ي البنك الاسالمي الفلسطي ،oÌوالذي بلغ
مجموع أفرادها 50شخص ،وقد ّ
تم اختيار أفراد عينة الدراسة بالطريقة العشوائية من ب,ن أفراد مجتمع
162Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
تصحيح املقياس
تم تفريغ الاستبانة حسب مقياس ليكات الخما oÔوالذي يعطي الدرجات التالية لالختيارات :
يستخدم املتوسط الحسابي العادي \ي حساب الدرجة الكلية ال oÐيحصل عل
Úا املفحوص عى املقياس. -
الدرج ــة العالي ــة تش ــ !,ا ــى ارتف ــاع \ ــي املوافق ــة ع ــى الس ــؤال والعك ــس ص ــحيح ،وبالت ــاي يمك ــن الاس ــتعانة بمفت ــاح -
املتوسطات الحسابية التالية كما \ي الجدول رقم ).(3
163Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
ً
ثالثا :تﺤليل نتائج الدراسة ،واختبار الفرضيات
جدول رقم ) : (4أثر التعامل مع بطاقة التيس\ !,ي زيادة الاقبال عى منتجات البنك الاسالمي الفلسطيoÌ
املتوسط الانﺤ ـ ـ ـ ــراف املﺤور الاول :بطاقة التيس وزيادة الاقبال عى املنتجات
الحسابي املعياري
0.76 3.63 توفر البطاقة لك مO,ة عدم التعامل الربوي مع بطاقات الائتمان التجارية
0.74 3.73 للبطاقة دور \ي زيادة سمعة البنك فيما يتعلق بجانب التكنولوجيا املالية
0.64 3.73 تعمل البطاقة عى زيادة نسبة التمويالت املقدمة من قبل البنك الاسالمي
0.63 3.77 توفر ي الراحة \ي املعامالت الشرعية عى وجه الخصوص
0.68 3.79 تعمل بطاقة التيس !,عى زيادة عدد املتعامل,ن مع البنك وأنا م
ìم
0.50 3.73 الكلية
ّ
نالحظ من الجدول أعالﻩ ،أن أق ÓÔôدرجة كانت ،التعامل مع بطاقة التيس !,تؤدي اى زيادة عدد العمالء بمتوسط
ً
حسابي بلغ 3.79وæي درجة كب!,ة جدا ،مما يدلل ذلك عى أن املجيب,ن مقتنع,ن بأن التعامل مع هذﻩ الخدمة يمكن
أن يجعل م
ìم عمالء لدى البنك ،مما يزيد من قاعدة العمالء لديه .
يحتس
ا العميل بسعر الفائدة عى البطاقة التجاريةٔ ،الامر الذي
وربما يعود السبب اى الرسوم ال oÐتدفع ،وهو ما يحتس
ا
يتطلب من البنك زيادة الوÑي لدى املتعامل,ن ،وايضاح م"!رات الرسوم ال oÐيتقاضاها .
جدول رقم ) : (5أثر استخدام بطاقة التيس !,عى منتجات البنك الاسالمي الفلسطيoÌ
املتوسط الانﺤراف املﺤور الثاني :بطاقة التيس واثرها عى با ي منتجات البنك الاسالمي الفلسطيÐ
الحسابي املعياري
ً
0.84 3.3 تؤثر البطاقة ايجابيا عى رضا الزبائن من الخدمات
164Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
الحاجة اى توف !,خدمات ال تحتاج اى وقت ،و\ي ذات الوقت توفر لهم املتطلبات من الشراء والاس
الك اليومي .
ّ َ
أما أقل الفقرات موافقة فقد كانت :أنذ البطاقة يمكن أن تؤثر عى رضا العمالء عن الخدمات املقدمة من
ويفسر ذلك ّ
أن املتعامل,ن مع البنك الاسالمي الفلسطي oÌبمتوسط حسابي بلبلغ 3.3وæي درجة متوسطة مقبولةّ ،
هذﻩ الخدمة ال يبالون إن كانت تقدم لهم مO,ة شراء ،وينعكس ذلك عى الخدمات الاخرى ،إما لسبب عدم فهم
السؤال أو لعدم املقدرة عى ايجاد رابط ب,ن هذﻩ الخدمة والخدمات الاخرى .
يدلل عى أن املتعامل,ن مع هذﻩ البطاقة قد يش!iون أشياء ال تتوافق مع املعاي !,الشرعية دون رقابة من البنك أو
165Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
ً
الجهة املصدرة لها ،مما يتطلب من البنك وضع آلية لرقابة املش!iيات خوفا من وقوع بعص العمالء \ي املش!iيات
ش
ات حول بطاقة التيس !,وبمتوسط حسابي بلبلغ ،3.13وæي أما أقل الفقرات موافقة فقد كانت :ﱠ
أن هناك
ات
درجة متوسطة ،ويمكن أن ّ
يفسر ذلك اى ﱠ
أن املتعامل,ن مع هذﻩ البطاقة مقتنع,ن أ
ا متوافقة مع معاي !,شرعية،
وأ
ا صادرة ً
بناء عى فتوى من هيئة الرقابة داخل البنك .
أن اجابات أفراد العينة كانت متباينة ،ب,ن موافق بشدة وموافق ،وب,ن محايد ،مما يش !,اى ّ
أن مما سبق نالحظ ﱠ
ً
سواء من حيث زيادة الاقبال عى املتعامل,ن مع هذﻩ البطاقة مقتنع,ن أن لها تأث !,عى منتجات البنك وأهمي
ا لهم،
خدماته ،أو ح ÓÐعى مستوى توسعة قاعدة العمالء ،مما يوفر مO,ة للبنك املصدر لهذﻩ البطاقة عى البنوك الاخرى.
زيادة الاقبال عى منتجات البنك الاسالمي الفلسطي\ oÌي محافظ oÐبيت لحم والخليل ،وبذلك تقبل الفرضية الاوى
وæي :يؤثر استخدام بطاقة التيس\ !,ي مستوى اقبال العمالء عى منتجات البنك الاسالمي الفلسطي ،oÌوترفض
الفرضية الثانية وæي :ال يؤثر استخدام بطاقة التيس\ !,ي مستوى اقبال العمالء عى منتجات البنك الاسالمي
الفلسطي.oÌ
ّ
خالصة ٔالامر ،نستنتج أن التعامل مع بطاقة التيس
النتائج والتوصيات
حيث ﱠأ
ا تعمل عى جذب مزيد من املتعامل,ن لم يكونوا عمالء سابق,ن للبنك ،كونه البنك الاسالمي الوحيد
166Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
غ!,ﻩ .
أن هناك اتفاق عى ﱠ
أن البطاقة تعمل عى زيادة اقبال العمالء عى التمويالت املمنوحة من قبل البنك، .4كما ﱠ
.6تعطي البطاقة مO,ة هامة للعمالء وæي عدم التعامل بالربا أو الفوائد الربوية الناتجة عن التعامل مع بطاقات
الائتمان ،وهو ما أنشأت هذﻩ البطاقة من أجلة ،وبالتاي تقليل الحرج عى املتعامل,ن مع البطاقات التجارية من
.1نشر الوÑي بشكل أك"! عن بطاقة التيس !,أو امليسر ،وشرح مO,ا
âا للعديد من العمالء مع البنك الغ !,مستخدم,ن
.3ضرورة العمل عى زيادة الرقابة عى مش!iيات البطاقة ،حيث أشار العديد من العمالء بضعف الرقابة عل
Úا .
.4ضرورة تسهيل اجراءات الحصول عى بطاقة التيس ،!,وبما ال يتعارض مع املعاي !,الشرعية .
.5ضرورة قيام البنك الاسالمي الفلسطي oÌبمجاراة تكنلوجيا الخدمات املالية الاسالمية ،ومواكبة التطورات .
.6العمل عى انشاء مؤسسة أو منظمة اسالمية خاصة تعمل عى اصدار هذا النوع من البطاقات ،وبما يتوافق مع
167Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
.3البنك الاسالمي الفلسطي – oÌالتكييف الشرÑي لبطاقة الائتمان الاسالمية )بطاقة التيس !,الذهبية
والفضية( ،رام ﷲ فلسط,ن 2021م .
.4حسام عي عبد ﷲ :مغالطات \ي التوصيف التطبيقي للفضالة \ي البطاقات الائتمانية ال oÐتعتمد عى مبدا
الدفع بالتقسيط ،بطاقة تيس !,الاهي التجاري السعودي ،مركز أبحاث فقه املعامالت الاسالمية 2017م.
السحب عى املكشوف وحكمه \ي الفقه الاسالمي ،مجلة الاقتصاد ٕالاسالمي ،العدد ،25
.5محمد عثمان شب :!,حب
املجلد 22لعام 2002م.
.6أحمد مح* oالدين :الاسس الشرعية لبطاقات الائتمان ٓالاجلة ،مؤتمر مجموعة دلة ال"!كة املصرفية املنعقد
\ي اململكة العربية السعودية – جدة \ي العام 2005م.
.7خالد الدعي :املخالفات الشرعية \ي بطاق oÐالخ !,وتيس !,الائتمانيت,ن ،مجلة البيان ،العدد ،19اململكة
العربية السعودية2004 ،م .
.8صالح احمد بدار :منشورات مؤتمر املصارف الاسالمية )الواقع...وتحديات املستقبل ،نادي رجال الاعمال
اليمني,ن ،صنعاء-الجمهورية العربية اليمنية2010 ،م.
.9عبد الحليم غربي :تقييم تجربة الخدمات املالية الاسالمية \ي السوق الجزائرية وآفاقها املستقبلية ،الندوة
العلمية الدولية حول الخدمات املالية وإدارة املخاطر \ي املصارف الاسالمية ،جامعة سطيف ،الجزائر،
2010م.
.10عبد الهادي مسعودي :إدارة املخاطر \ي البنوك الاسالمية ،الامكانات والتحديات ،جامعة عمار ثلي
ثليي
الاغواط ،الجزائر2015 ،م.
.11محمد ناصر اسماعيل وآخرون :البطاقة الذكية وأثرها \ي التقليل من بعض املخاطر املصرفية ،مجلة كلية
بغداد للعلوم الاقتصادية ،العدد السابع والثالثون ،جمهوية العراق-بغداد 2013م.
.12نادر شعبان ابراهيم :النقود البالستيكية ،الطبعة الاوى ،منشورات الدار الجامعية ،جمهورية مصر العربية،
القاهرة2006 ،م.
فت,ي شوكت مصطفى عرفات :بطاقات الائتمان البنكية \ي الفقه الاسالمي ،رسالة ماجست ،!,جامعة النجاح
.13ي
الوطنية ،نابلس – فلسط,ن2007 ،م.
168Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
ملحق الاستبيان
يقوم الباﺣث بإعداد دراسة ﺣول اثر بطاقة التيس عى زيادة اقبال العمالء عى خدمات البنك الاسالمي
الفلسطي ،Ðﺣيث يمثل هذا الاستبيان أﺣد الجوانب الهامة Rي الدراسة ،والMý Êدف إى توضيح هذﻩ الخدمة،
بما لها وما علMا ،باإلضافة اى التعرف عى طريقة بيعها ،وهل لذلك أثر Rي زيادة اقبال العمالء عى منتجات
البنك .
مناسبة عى ٕالاجابة ال ÊتروMÇا مالئمة ،كما وأتوقع أن تغ Ðإجاباتكم وترفع من املستوى البﺤث العلمي لهذﻩ
الدراسة .
يرى العلم أن جميع ٔالاسئلة املطروﺣة ضمن هذا الاستبيان ألغراض البﺤث العلمي فقط ،وأن إجاباتكم
ً
شاكرا تعاونكم وﺣسن استجابتكم,,,
املعلومات العامة :يرى الاجابة عى ٔالاسئلة التالية أدناﻩ بوضع إشارة دائرة ﺣول الرقم املناسب
ً
أوال :الجنس
.2مؤنث .1مذكر
ً
ثانيا :العمر
.4أك من 50 .3من 41إى 50 .2من 31إى 40 .1أقل من 30سنة
ً
ثالثا :املؤهل العلمي
169Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
يرى التفضل بوضع إشارة )×( Rي الخانة املناسبة إزاء كل من العبارات التالية أدناﻩ:
170Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
ً
لطفا ،يرى التفضل بإجابة السؤال التاي :
برأيك هل يمكن أن يؤثر استخدام بطاقة التيس عى زيادة الاقبال عى منتجات البنك الاسالمي؟ وملاذا ؟
........................................................................................... ..................................................
.............................................................................................................................................
....................................................................................................................... ......................
ً ً
شكرا جزيال
171Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
:O#J
هدفت الدراسة إى إبراز موضوع التحكيم \ي مادة املنازعات ٕالادارية باملقارنة مع بعض القوان,ن ،حيث
استخدم الباحث املنهج التحليي املقارن وذلك باعتبارﻩ املنهج ٔالانسب ملوضوع البحث وذلك من خالل
الحصول عى املادة الالزمة إلتمام هذا البحث من املصادر واملراجع املتوفرة وتحليل النصوص القانونية
املتعلقة بموضوع البحث ،وقد توصلت الدراسة لعدة نتائج م
ìا :أجاز التشريع \ي كل من تونس واململكة
اللجوء إى التحكيم \ي مجال العقود ٕالادارية الدولية غ !,أنه هناك اختالف \ي طريقة معالجة كل مشرع لهذﻩ
املسألة .كما أوصت الدراسة بعدة توصيات م
ìا -3 :ضرورة أن تقام لجنة إصالح \ي كل من السعودية
ً
تستو&ي حلوال عملية وناجعة
وتونس ،تراÑي هذﻩ الجنة دائما الصلة الوثيقة ب,ن التحكيم والاستثمار بحيث تستو
تم اعتمادها \ي ٔالانظمة املقارنة مثل القانون الفرن oÔýوالقانون ٔالامريكي وغ!,ﻩ من القوان,ن.
كلمات مفتاﺣية :التحكيم -املنازعات ٕالادارية -تونس -اململكة العربية السعودية
172Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 2022!"–كانون ٔالاول – ديسم08 العدد-املجلة الدولية لالج
اد القضائي
Abstract:
173Page برلن – املانيا ،إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
مقدمة:
يش !,التحكيم إى "قيام ٔالاطراف املتنازعة \ي مسألة معينة باالتفاق عى إخضاع نزاعهم إى طرف
ً ً
ثالث يختارونه لحسم هذا الال Oاع بقرار ملزم لهم" .وقد أقرت العديد من التشريعات معيارا عاما يتم من
خالله قبول املنازعة للتحكيم" ،فكل منازعة تتعلق بحقوق مالية وتقبل الصلح والتصرف يجوز اللجوء ف
Úا
إى التحكيم ،ومن أمثلة هذﻩ املنازعات :الدعاوى املختصة بالتعويض عن ٔالاضرار الناتجة عن أنشطة ٕالادارة
القانونية واملالية ،كذلك الال Oاع الذي ينتج عن العقد ٕالاداري ،إضافة إى املنازعات املتعلقة بالتسويات املالية
الخاصة باملوظف,ن العمومي,ن).(1
وقد حظي التحكيم بأهمية بارزة \ي العديد من ٔالانظمة القانونية للدول ،فإنشاء هيئات التحكيم
ومراكز خاصة به هو خ !,دليل عى الاهمية ال oÐحظي }
ا موضوع التحكيم لدى هذﻩ الدول ،بل إن الامر
تعدى ذلك بكث !,إذ خصصت بعض النظم القانونية تشريعات خاصة بالتحكيم تلبية لتحقيق أغراض
معينة تتجسد \ي حفظ النظام والتوازن املاي ب,ن مصال
مصالح ٔالافراد والدولة متمثلة \ي ٕالادارة كسلطة عامة \ي
حالة نشوب منازعة بي
ìم تتعلق بتنفيذ هذا الالOiام التعاقدي القائم بي
ìم ،وبالتاي لم يعد التحكيم
ً
مقتصرا عى ال Oاع املتعلق باألمور التجارية واملدنية فحسب ،بل تخطى ذلك ليشمل ٕالادارية العقديةٔ ،الامر
الذي ساهم \ي تطوير هذا النظام القانوني ،والذي عرف كوسيلة بديلة واستثنائية عن ٔالاصل العام \ي حل
ال Oاع ٕالاداري).(2
وهكذا ،فإن التحكيم يعت"! طريق لفض الال Oاعات ،حيث أصبح من مظاهر العصر كونه إحدى وسائل
حل ال Oاعات الناشئة \ي املعامالت ،بجانب القضاء الوط oÌال oÐيتفق ٔالاطراف عى حلها بطريق التحكيم،
ويكون اتفاق ٔالاطراف عى التحكيم بموجب عقد يستمد منه املحكم سلطته ،وتنت opإرادة ٔالاطراف بصدور
حكم التحكيم الواجب تنفيذﻩ ،ويظهر موضوع التحكيم \ي صورة سهلة إال أنه \ي الواقع يث !,عدد من
املشكالت القانونية تستوجب الوقوف عندها).(3
)(1
" ! ! 18
"S
!6L #" +6 S
.195, :2017
)(2
0
" :
S #! 0 +6 / u/ +"
/
.2, :2016 "
2
2 t 6" " 0
)(3
! 2
2 t 6" " G6 +6 +R !
n
" .1, :2018
174Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
مشكلة الدراسة
تكمن املشكلة \ي هذﻩ الدراسة حول السؤال الرئيس :ما مدى جواز لجوء ٕالادارة للتﺤكيم Rي كل
والسعودي؟ ويندرج عن هذا التساؤل العديد من ٔالاسئلة الفرعية وæي كما يي:
التون والسعودي
من التشريع
أسئلة الدراسة:
-1ما ماهية اتفاق التحكيم؟
-2ما موقف التشريع السعودي والتون oÔýمن التحكيم \ي املنازعات ٕالادارية؟
-3ما موقف الفقه والقضاء السعودي والتون oÔýمن التحكيم \ي املنازعات ٕالادارية؟
أهداف الدراسة:
-1استعراض الطبيعة القانونية التفاق التحكيم.
-2بيان موقف التشريع السعودي والتون oÔýمن التحكيم \ي املنازعات ٕالادارية.
-3إبراز موقف الفقه والقضاء السعودي والتون oÔýمن التحكيم \ي املنازعات ٕالادارية.
أهمية الدراسة:
تشكل هذﻩ الدراسة أهمية واواضحة من خالل ٓالاتي:
-2تكشف هذﻩ الدراسة عن وجه اهتمام التشريع السعودي والتون oÔýبحقوق ٔالافراد من خالل الاهتمام
}
ذﻩ القوان,ن املتعلقة بالتحكيم \ي املنازعات ٕالادارية.
علميا \ي مجال املعرفة من الناحية القانونية بشكل عام ،وبالتاي تساعد عى نشر ً
إسهاما ً -3تمثل الدراسة
ً
بصورة إيجابية؛ ألن كث!,ا مما يتصل
ٍ ثقافة قانونية بخصوصها ،فينعكس أثرها عى أبناء املجتمع
بموضوعها من جوانب وزوايا ّ
هامة ال تزال الكتابة فيه محدودة أو غ !,كافية.
-4يمكن لهذﻩ الدراسة أن تفيد القانوني,ن واملهتم,ن والذين يعملون \ي هذا املجال ،إضافة إى إفادة
املشرع السعودي والتون\ oÔýي تال\ي الثغرات القانونية فيما يخص موضوعها باألخذ ،بالتوصيات الoÐ
يتوصل الباحث إل
Úا.
ﺣدود الدراسة:
-1الحدود املوضوعية :حيث يتمثل الحد املوضوÑي \ي التحكيم \ي مادة املنازعات ٕالادارية :دراسة مقارنة
ب,ن تونس والسعودية.
175Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
-2الحدود الزمانية :تتمثل \ي قوان,ن التحكيم \ي كل من السعودية وتونس والقوان,ن ٔالاخرى املناسبة
ملوضوع الدراسة ووقت إصدارها.
-3الحدود املكانية :تتمثل \ي كل من اململكة العربية السعودية وجمهورية تونس.
منهج الدراسة:
املناهج ال oÐتناسب موضوع تم الاعتماد \ي البحث عى املنهج الوصفي التحليي املقارن وذلك باعتبارﻩ أحد املنا
البحث وهو موضوع التحكيم \ي مادة املنازعات ٕالادارية ،وذلك من خالل الحصول عى املادة الالزمة إلتمام
هذا البحث من املصادر واملراجع املتوفرة وتحليل النصوص القانونية املتعلقة بموضوع البحث ،ومقارن
ا
بالنصوص القانونية املتعلقة بموضوع الدراسة \ي التشريع املقارن لكال البلدين.
الدراسات السابقة:
-1دراسة بودالل ،فطومة ) ،(2016وæي بعنوان "التحكيم \ي العقود ٕالادارية" ,وæي رسالة دكتوراﻩ غ!,
منشورة ،جامعة الجيالي ليابس ،الجزائر .حيث هدفت الدراسة إى استعراض موضوع التحكيم \ي العقود
ٕالادارية من خالل استعراض القانون الجزائري والتطبيق عليه .وقد استخدمت الدراسة العديد من املنا
املناهج
من أجل الوصول إى املشكلة وم
ìا :املنهج التاري1ي ،واملنهج التحليي ،واملنهج املقارن وغ!,ﻩ .وقد توصلت
الدراسة لعدة نتائج م
ìا :أن مسألة التحكيم \ي العقد ٕالاداري من املسائل الشائكة \ي النظام القانوني لعدم
اتفاق التحكيم مع العقد ٕالاداري .وتوصل البحث لتوصيات م
ìا :ضرورة توسيع نطاق التحكيم ليشمل
املسائل الجزائية ال oÐيغلب عل
Úا الحق الخاص عى الحق العام.
دراسة مﺤمد ،عي ) ،(2017وæي بعنوان "ضوابط التحكيم \ي منازعات العقود ٕالادارية" ,وæي دراسة -2
املناهج
منشورة ،مجلة معالم للدراسات القانونية والسياسية ،العدد .2حيث استخدمت الدراسة العديد من املنا
من أجل الوصول إى املشكلة وم
ìا :واملنهج الوصفي التحليي ،وغ!,ﻩ .وقد توصلت الدراسة لعدة نتائج م
ìا:
أن اللجوء للتحكيم ال يع oÌالتنازل عن اللجوء للقضاء .وتوصل البحث لتوصيات م
ìا :ضرورة تنظيم أحكام
التحكيم \ي تقن,ن خاص ووضع قواعد تفصيلية تتعلق بشروط وإجراءات وضوابط التحكيم \ي منازعات
العقود ٕالادارية.
-3دراسة الخض ،خالد بن عبد ﷲ )1432هـ( ،وæي بعنوان "التحكيم \ي العقود ٕالادارية \ي اململكة
العربية السعودية" ,وæي دراسة منشورة ،مجلة القضائية ،السعودية ،العدد .1حيث استخدمت الدراسة
املناهج من أجل الوصول إى املشكلة وم
ìا :املنهج التحليي ،واملنهج املقارن وغ!,ﻩ .وقد توصلت
ج العديد من
الدراسة لعدة نتائج م
ìا :أن ٔالاحكام والقرارات التحكيمية \ي السعودية جلها \ي قضايا املنازعات التجارية.
دراسة أبريبش ،مﺤمد أبو القاسم ) ،(2016وæي بعنوان "أثر التحكيم \ي املنازعات ٕالادارية العقدية -4
دراسة مقارنة ب,ن القانون ٔالاردني واللي× ,"oوæي رسالة ماجست !,غ !,منشورة ،جامعة الشرق ٔالاوسطٔ ،الاردن.
املناهج من أجل الوصول إى املشكلة وم
ìا :املنهج التحليي الوصفي،
حيث استخدمت الدراسة العديد من املنا ج
176Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
اتفقــت هــذﻩ الدراســة مــع العديــد مــن الدراســات الســابقة \ــي أن هــذﻩ الدراســات عالجــت جميعهــا موضــوعات
التحك ــيم \ ــي م ــادة املنازع ــات ٕالاداري ــة ،إال أ
ــا ل ــم تس ــتطع ٕالاحاط ــة بالجوان ــب املختلف ــة للموض ــوع م ــن خ ــالل
القــوان,ن املقارنــة ســواء التونس ــية أو الســعودية ،ومــا يمك ــن أن تحــيط }
ــذا املوضــوع م ــن جوانــب خفيــة وغ ,ــ!
مرئيــة للــبعض وهــو مــا ســوف تقــوم بــه الدراســة .أمــا هــذﻩ الدراســة فتختلــف عــن بقيــة الدراســات الســابقة \ــي
إحاط
ــا بالعدي ــد م ــن التش ــريعات املهم ــة و æــي الق ــانون الس ــعودي والتون ýــ ،oÔوه ــو م ــا ل ــم تح ــط ب ــه الدراس ــات
السـ ــابقة،وال oÐبـ ــدورها لـ ــم تنشـ ــر إـ ــى القـ ــوان,ن املختلفـ ــة محـ ــل الدراسـ ــة ،وكـ ــذلك أخـ ــذت بقـ ــوان,ن مختلفـ ــة
كالق ــانون الجزائ ــري أو اللي× ــ oأو ٔالاردن ــي .كم ــا أن ــه ل ــم يم ــس الكث ,ــ! م ــن الب ــاحث,ن موض ــوع التحك ــيم \ ــي م ــادة
املنازع ــات ٕالاداري ــة :دراس ــة مقارن ــة ب ــ,ن ت ــونس واململك ــة العربي ــة الس ــعودية ،كم ــا تفتق ــر املكتب ــات العربي ــة ع ــن
ً
مواضيع تحـدثت عـن هـذا العنـوان بشـكل أكـ! تفصـيال ،لكـن تـم تناولـه بكث,ـ! مـن القصـور ،وبعنـاوين هامشـية
دون شرح وتفصيل.
177Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
تقسيم الدراسة
املبﺤث ٔالاول :ماهية اتفاق التﺤكيم
املطلب ٔالاول :مفهوم اتفاق التحكيم وشروطه
املطلب الثاني :محل اتفاق التحكيم واستقالل شرطه
والتون من التﺤكيم Rي املنازعات ٕالادارية
املبﺤث الثاني :موقف التشريع السعودي والتون
املطلب ٔالاول :بالنسبة للتحكيم الداخي
املطلب الثاني :بالنسبة للتحكيم الدوي
املبﺤث الثالث :موقف الفقه والقضاء Rي كل من البلدين من التﺤكيم Rي املنازعات ٕالادارية
املطلب ٔالاول :تطور موقف الفقه نحو قبول التحكيم
املطلب الثاني :موقف القضاء \ي الدولت,ن من املسألة
املطلب الثالث :تباين موقف القضاء \ي الدولت,ن من املسألة
املبﺤث ٔالاول :ماهية اتفاق التﺤكيم
املطلب ٔالاول :مفهوم اتفاق التﺤكيم وشروط صحته
الفرع ٔالاول :مفهوم اتفاق التحكيم
يش !,اتفاق التحكيم إى" :اتفاق ب,ن الطرف,ن عى أن يحيال إى التحكيم جميع أو بعض املنازعات
ال oÐنشأت أو قد تنشأ بي
ìما عالقة قانونية محددة تعاقدية كانت أو غ !,تعاقدية ،ويجوز أن يكون اتفاق
التحكيم \ي صورة شرط تحكيم وارد \ي عقد أو صورة اتفاق منفصل").(1
وقد نصت املادة ) (1/1من املرسوم امللكي السعودي رقم م 34 /بتاريخ 1433 / 5 / 24بشأن نظام
التحكيم عى أنه " :اتفاق ب,ن طرف,ن أو أك! عى أن يحيال إى التحكيم جميع أو بعض املنازعات املحددة الoÐ
)(1
= !
"
! +
I:/
:
+6 +R
1 :=D
.122, :2015 2 J
# v
)(2
44
27 1
G6 +6
q
" G
3D
.324, :2019
178Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
ً
سواء أكان اتفاق نشأت أو قد تنشأ بي
ìما \ي شأن عالقة نظامية محددة ،تعاقدية كانت أم غ !,تعاقدية،
التحكيم \ي صورة شرط تحكيم وارد \ي عقد ،أم \ي صورة مشارطة تحكيم مستقلة").(1
و\ي هذا ٕالاطار أشارت املادة ٔالاوى من نظام التحكيم السعودي لسنة 1403ه عى أنه" :يجوز الاتفاق عى
التحكيم \ي نزاع مع,ن قائم ،كما يجوز الاتفاق مسبقا عى التحكيم \ي أي نزاع يقوم نتيجة تنفيذ هذا
العقد".
كذلك تج O,مجلة التحكيم التونسية صورتي التحكيم ،حيث يؤكد الفصل الثاني من املجلة عى" :اتفاقية
التحكيم æي الOiام أطراف عى أن يفضوا بواسطة التحكيم كل أو بعض الال Oاعات القائمة أو ال oÐقد تقوم
بي
ìم بشأن عالقة قانونية تعاقدية كانت أو غ !,تعاقدية .وتكت oÔýالاتفاقية صيغة الشرط التحكيم oأو
صيغة الاتفاق عى التحكيم".
كذلك فإن القانون التون oÔýأكد عى مفهوم التحكيم \ي قانون التحكيم رقم 42لسنة 1993م ،حيث نص
الفصل ٔالاول من القانون عى أن اتفاق التحكيم هو" :طريقة خاصة لفصل بعض أصناف الال Oاعات من قبل
هيئة تحكيم يسند إل
Úا الاطراف مهمة البت ف
Úا بموجب اتفاقية تحكيم") .(2أما الفصل الثاني من الاتفاقية
فقد أشارت إى مفهوم اتفاقية التحكيم با
ا" :الOiام أطراف عى أن يفضوا بواسطة التحكيم كل أو بعض
ال Oاعات القائمة أو ال oÐقد تقوم بي
ìم بشأن عالقة قانونية معينة تعاقدية كانت أو غ !,تعاقدية وتكتoÔý
التحكیم oأو صيغة الاتفاق عى التحكيم").(3
الاتفاقية صيغة الشرط التحك
الفرع الثاني :شروط صحة اتفاق التحكيم
ً
أوال :الشروط املوضوعية لصحة اتفاق التحكيم
-1الا /حيث يعت"! ال!iا oÔÕركن اتفاق التحكيم الذي ال يقوم بدونه بسبب أن التحكيم نظام قضائي
تالي
اتفاي قوامه توافق وترا oÔÕإرادات أطرافه عى قبوله كأداة لتسوية منازعا
âم ،وجوهر ال!iا oÔÕهو تال
ي
إرادت,ن متطابقت,ن للطرف,ن الراغب,ن \ي التحكيم ،وهو يتطلب صدور إيجاب من أحد الطرف,ن يع"! فيه عن
ً ً
رغبته \ي اتخاذ التحكيم طريقا لتسوية الال Oاع بعيدا عن قضاء الدولة ،ثم يلتقي هذا ٕالايجاب بقبول الطرف
ٓالاخر له).(4
)(1
).+6 +R w2 MJ1433/5/24 A6 34/+ +1 0 G
" +
" (1/1
)(2
.+1993 " 42 +1 0"
6 +6
1
D
)(3
.+1993 " 42 +1 0"
6 +6
1 0 D
)(4
0
D
#72S
! 0 +6 #29 =2 GC GC
.113, :2019 "S
179Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
ً
ٔ -2الاهلية /فصحة اتفاق التحكيم تتوقف عى أهلية ٔالاطراف وفقا لقوان,ن الدولة ال oÐينتمون إل
Úا
بجنسيا
âم ،حيث اختلف رأي الفقه بحق القاصر املأذون له بالتجارة ،إال أن الرأي الرااجح ذهب إى عدم
أهليته \ي إبرام اتفاق التحكيم ،كون التحكيم يتطلب أهلية التصرف وæي تختلف عن أهلية التفاوض).(1
لقد اتجه املشرع السعودي \ي املرسوم امللكي رقم م 34 /بتاريخ 1433 / 5 / 24الخاص بنظام التحكيم إى
ضرورة اعتبار طر\ي التحكيم الالك!iوني يتمتعون باألهلية والصفة القانونية والطبيعية للتحكيم ،فقد نصت
املادة العاشرة فقرة 1من املرسوم عى أنه -1" :ال يصح الاتفاق عى التحكيم إال ممن يملك التصرف \ي
ًّ ً ًّ ً
اعتباريا".(2). طبيعيا ـ أو من يمثله ـ أم شخصا حقوقه سواء أكان شخصا
أما التشريع التون oÔýفقد أبرز ذلك \ي الفصل العاشر من قانون التحكيم التون oÔýرقم 42لسنة ،1993
ً ً
والذي نص عى أنه" :الفصل -10يجب أن يكون املحكم خصا
شخصا طبيعيا رشيدا كفء ومتمتعا بكامل حقوقه
ً
املدنية وباالستقاللية والحياد إزاء ٔالاطراف وإذا عينت اتفاقية التحكيم شخصا اعتباريا فإن هذا الشخص
الاعتباري ينحصر دورﻩ \ي تعي,ن هيئة التحكيم".(3).
)(1
! !
= "
:+6 ! D6L 0"T K6C ,:6 ! #!
"6 G
" .92, :.2018 1 J E
6
2 0
6
)(2
.+6 ,: 1433 / 5 / 24 A6 34 / + +1 G
" 0 +
" 2
)(3
.1993 " 42 +1 0"
6 +6
1 2
D
)(4
! E
6
2 xJ
0 #!
"6 "
+6 "
2
.93, :2014
180Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
بناء عى ما سبق ذكرﻩ ،شرط تعي,ن موضوع الال Oاع الذي يتم عرضه عى لجنة التحكيم يعود \ي يمكن القول ً
ٔالاصل إى ان التحكيم يعت"! نظام استثنائي يتكاتف مع نظام القضاء لفض الال Oاعات ب,ن ٔالافراد ،كونه يحمل
ب,ن طياته وسائل غ !,معروفة \ي القضاء العادي ،بل يقتصر \ي مجمله عى إرادة الطرف,ن بعرض هذا
املوضوع عى التحكيم ،حيث ينتج عنه مدى مراعاة لجنة التحكيم لحدود والي
ا ،فإذا الOiمت }
ا كان الحكم
ً
صحيحا ،وإال تمت إعادته بدعوى البطالن \ي حالة عدم الOiامها }
ذﻩ الحدود ).(4
املطلب الثاني :مﺤل اتفاق التﺤكيم واستقالل شرطه
الفرع ٔالاول :محل اتفاق التحكيم
يقصد بمحل اتفاق التحكيم موضوع املنازعة أو املنازعات ال oÐيشملها اتفاق التحكيم ،وال oÐينص عى حلها
ً ً
بطريق التحكيم ،فال يجوز أن يكون محل الالOiام \ي عقد التحكيم مستحيال \ي ذاته ،وإال كان العقد باطال،
ً ً
كما أن محل الالOiام يتوجب أن يكون معينا بذاته ،فإذا استحال ذلك اصبح معينا بنوعه ومقدارﻩ وإال كان
)(1
.1433 / 5 / 24 A6 34 / + +1 0 +
" 3
2
"6
)(2
.1993 " 42 +1 0"
6 +6
1 6 D
)(3
t 6" " 0 E26 0 " :H 9 +6 / 6
: ! C
.37, :2013 "
2
2
)(4
.3837, :" E
181Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
ً
العقد باطال) .(1ويتم اتفاق التحكيم بعد نشوء الخالف أو الال Oاع ،و\ي هذﻩ الحالة يكون موضوع الال Oاع
ً
معروفا ويمكن تحديدﻩ بدقة وبشكل خاص دون تفصيل أوجه الال Oاع ،مما يتس ÓÌللمحكم,ن بسط رقا}
م
عى موضوع ال Oاع وتحديد مسؤوليا
âم).(2
ً
وعليه ،يش!iط \ي املحل \ي اتفاق التحكيم أن يتم الاتفاق عى تحديدها دون أن يكون الشرط عاما ألي
منازعات تنشأ ب,ن الطرف,ن ،وإنما يجب أن تكون محددة باملنازعات الناشئة عن العقد أو ال oÐستنشأ أو
ً
العقد ٔالاصي ،أيضا فإنه يتحتم أال يخالف محل التحكيم ٓالاداب والنظام العام ؤالاخالق العامة ،وأن يكون
ً
معينا أو قابل للتعي,ن ،وأن يكون موجود أو قابل للوجود).(3
وعليه ،أشار املشرع السعودي إى املوضوعات ال oÐيجوز الاتفاق بشأ
ا عى التحكيم ،وهو يسري عى
كافة املعامالت التجارية واملدنية بكافة أشكالها ،ما عدا بعض النقاط ال oÐال تخضع التفاق التحكيم ،والoÐ
أشارت إل
Úا املادة 2من مرسوم ملكي سعودي رقم م 34 /بتاريخ .1433 / 5 / 24وال oÐأشارت إى" :وال تسري
أحكام هذا النظام عى املنازعات املتعلقة باألحوال الشخصية ،واملسائل ال oÐال يجوز ف
Úا الصلح").(4
أما املشرع التون oÔýفنص \ي الفصل 7من قانون التحكيم رقم 42لسنة 1993عى أنه " :الفصل -7
ً ً ً
ال يجوز التحكيم :أوال – \ي املسائل املتعلقة بالنظام العام .ثانيا – \ي ال Oاعات املتعلقة بالجنسية .ثالثا\ -ي
ً
ال Oاعات املتعلقة بالحالة الشخصية باستثناء الخالفات املالية الناشئة ع
ìا .رابعا\ -ي املسائل ال oÐيجوز ف
Úا
ً
الصلح .خامسا\ -ي ال Oاعات املتعلقة بالدولة واملؤسسات العمومية ذات الصيغة ٕالادارية والجماعات املحلية
إال إذا كانت هذﻩ ال Oاعات ناتجة عن عالقات دولية اقتصادية كانت أو تجارية أو مالية وينظمها الباب الثالث
من املجلة.(5)".
وهكذا ،فإن العديد من القوان,ن خاصة السعودي والتون oÔýقد اش!iطت أن يكون هناك موضوع
ً
للدعوى أو محل نزاع ح ÓÐتكتمل أركان هذﻩ الدعوى كما اش!iطت أن ال يكون محل الال Oاع معيبا أو به نقص
يحول دون إتمامه شرط الاتفاق.
الفرع الثاني :استقالل شرط التحكيم
يعد وجود شرط التحكيم كشرط مستقل من أهم املمO,ات املوجودة \ي التحكيم ،حيث اختلف الفقه
القانوني حول موضوع شرط التحكيم ومدى استقالله عن العقد ٔالاصي \ي ظل النصوص الخاصة
بالتحكيم ،فذهب جانب من الفقه النكسار استقاللية التحكيم عن العقد ٔالاصي ،وذلك ألن القاعدة أن
)(1
! " 0
G
R 0 G6 +6 0
+R D K
.78, :2019 ! T!S
!
E
6
2 0 >6
)(2
.7978, :" E
)(3
61L
6 @
,:2y G Qv 0
+R6 " 3T
? .551, :2014 1
)(4
.1433 / 5 / 24 A6 34 / + +1 G
" 0 +
" 2
)(5
.1993 " 42 +1 0"
6 +6
1 7 D
182Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
املحكم يستمد سلطاته من العقد الذي يتم الاتفاق فيه عى التحكيم ،فإذا كان هذا العقد محل خالف ب,ن
فسخه ،فال يجوز للمحكم نظر هذا ٔالامر أو ذاك ألنه ال يملك الحكم
الخصوم وحصل التمسك ببطالنه أو ف خه،
بنفسه \ي شأن توافر صفته كمحكم أو عدم توافرها أو \ي شأن جواز طرح التحكيم عليه أو عدم جوازﻩ أو
بطالن أو صحة الاتفاق عى منحه سلطة الحكم \ي الال Oاع .كما اتجه رأي فق opآخر إى أن شرط التحكيم ال
يستقل عن العقد الذي تضمنه ورتب عى ذلك أنه إذا تم الادعاء أمام هيئة التحكيم ببطالن العقد فإن
هيئة التحكيم بوصفها خارجة عن إطار محاكم الدولة ال تستطيع الفصل \ي الادعاء ،ويتع,ن عى هيئة
التحكيم عندئذ أن توقف ٕالاجراءات أمامها إى ح,ن صدور حكم قضائي يفصل \ي مسألة بطالن العقد من
املحام القضائية املختصة).(1
وقد أخذت العديد من الدول العربية بمبدأ استقاللية شرط التحكيم ،ومن هذﻩ الدول السعودية
وواضح ،فقد نصت املادة 21من مرسوم وتونس ،حيث اتجه املشرع السعودي لهذا املبدأ بشكل صريح ووا ،
ً
ملكي سعودي رقم م 34 /بتاريخ 1433 / 5 / 24عى أنه" :يعد شرط التحكيم الوارد \ي أحد العقود اتفاقا
ً
مستقال عن شروط العقد ٔالاخرى .وال ي!iتب عى بطالن العقد ـ الذي يتضمن شرط التحكيم ـ أو ففسخه أو
ً
إ
ائه بطالن شرط التحكيم الذي يتضمنه إذا كان هذا الشرط صحيحا \ي ذاته.(2)".
أما املشرع التون oÔýفقد اتخذ الاتجاﻩ ذاته الذي اتخذﻩ املشرع السعودي \ي استقالل شرط التحكيم،
حيث نص الفصل 61فقرة 1من قانون التحكيم التون oÔýعى أنه -1 " :تبت هيئة التحكيم \ي اختصاصها
و\ي أي اع!iاض يتعلق بوجود اتفاقية التحكيم أو بصح
ا ولهذا الغرض ينظر إى الشرط التحكيم oبالعقد
ً ً
كما لو كان اتفاقا مستقال عن شروطه ٔالاخرى والحكم ببطالن العقد ال ي!iتب عنه قانونا بطالن الشرط
التحكيم.(3)"o
)(1
.5655, :XQ " E
:
)(2
.1433 / 5 / 24 A6 34 / + +1 G
" 0 +
" 21
)(3
.1993 " 42 +1 0"
6 +6
1 1 61 D
)(4
; =
>6 : [R6 +6 GQ +6 G/ :z: :9
[6
>" +6
1T! + 0: +6 / G/
: ! +C K/ +6
: 6
6
6 ;
6 ! z
+6 6
:z
/ .
; !
:
183Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
يج O,كل من التشريع,ن السعودي والتون oÔýاليوم اللجوء إى التحكيم بصفة عامة ،لكن صعوبة التحكيم
باألشخاص املعنوية العامة نظرا للطابع الاستثنائي الذي يشكله كل من النظام
تنشأ عندما يتعلق ٔالامر باأل خاص
لألشخاصالقانوني والقضائي الذي يحكمها .وهذا ما يفسر أن املنظم \ي اململكة ال يج O,التحكيم بالنسبة لأل
املعنوية العامة إال ب!iخيص ،حيث تنص املادة العاشرة من نظام التحكيم الصادر باملرسوم امللكي رقم م\34
وتاريخ 1433\5\24هـ عى:
" -2ال يجوز للجهات الحكومية الاتفاق عى التحكيم إال بعد موافقة رئيس مجلس الوزراء ،ما لم يرد نص
نظامي خاص يج O,ذلك" .انطالقا من هذﻩ املادة ،نستنتج أن املبدأ هو إجازة التحكيم \ي جميع الدعاوى
ً
ٕالادارية لكن بشرط املوافقة ٔالاولية من رئيس الوزراء ،فالنظام السعودي جعل موافقته عى التحكيم شرطا
ً ً
الزما سواء كان شرطا أم مشارطة.
لكن نفس املادة أوردت استثناء لشرط املوافقة ٔالاولية ،يتمثل \ي وجود نص خاص يج O,التحكيم
دون أخذ املوافقة املسبقة لرئيس الوزراء ،ومن النصوص الخاصة ال oÐتج O,اللجوء إى التحكيم مباشرة،
نظام الاستثمار التعدي oÌالصادر باملرسوم امللكي رقم م\ 47بتاريخ 1425\8\20ه ،فقد نصت املادة 58منه
عى أنه" :يجوز الاتفاق عى تسوية أي نزاع أو خالف ينشأ ب,ن مرخص له والوزارة عن طريق التحكيم ،وفقا
لنظام التحكيم السعودي".
كذلك جاء الاستثناء من شرط املوافقة ٔالاولية للتحكيم \ي نظام الكهرباء الصادر باملرسوم امللكي
م\ 56بتاريخ 1426\10\20ه من خالل املادة الثالثة عشرة ال oÐتنص \ي الفقرة الثامنة عى أنه" :يجوز
الاتفاق عى تسوية أي نزاع أو خالف ينشأ ب,ن أي مرخص له والهيئة عن طريق التحكيم وفقا ألحكام نظام
التحكيم".
أما \ي تونس فإن الاستعانة بالتحكيم خاصة \ي العقد ٕالاداري ظل لف!iة طويلة محظورا \ي ظل مجلة
ً
ٕالاجراءات واملرافعات املدنية والتجارية ولم يكن مسموحا به إال \ي بعض املجاالت املحددة والضيقة
وبمقت ÓÔüنصوص قانونية خاصة مثل نص القانون عدد 45لسنة 1991املتعلق بمنتوجات النفط الذي
يفرض \ي فصله 11اللجوء القسري وبصفة آمرة \ي كل الخالفات ال oÐقد تحصل عى وجه الخصوص ب,ن
املتدخل,ن \ي السوق الداخلية من مكررين وموردين وموزع,ن وبائع,ن ،إى التحكيم).(1
)(3
ثم جاءت مجلة التحكيم) (2سنة 1993ال oÐأقرت وقننت التحكيم \ي تونس ونظمته وقامت بتعريفه
وتمي O,الشرط التحكيم oعن الاتفاق عى التحكيم) .(4لكنه ظل محظورا بالنسبة ألألشخاص القانون العام.
ً
فالفصل السابع من مجلة التحكيم \ي فقرته الخامسة ينص عى أنه" :ال يجوز التحكيم ..." :خامسا\ :ي
)(1
, D #
6
6 1991
1 0 ~i 1991 " 45 !
11 D
! 6" ! : 2 1 GQ
XT!/ 10 D
Q K :6 KT: " :
K
. T Dw6 +6 ! K /
[5
T
6
=@ K $ +
6 E 9
+!
0
7LiJ
E +
ٕ .+6 +C
1 A6 76 C2 / 0 +C
/ ! >
. 6:
#
+
T1
61i Q +C
.+J:W
1 A6
+
0
+6 } R6 0
!
+C/ 0
6 / ! > 6
0" @ ".T
6
5 61
#79 1 56 Q:6 / 1 K
.1991
9 0 ~i 49 ! "
6
C
)(2
D +
#7S
1 ,
5 2
:
/ 6 R =
6 0 +6 +R6
1993 / 26 0 ~i 1993 " 42 !
56 1993 " L9 [ ,:
1 Z2
D ?
!
QJ .(1993 G 4 A6 33 ! 0" @) +6 \
6
0: +6 6 ! =" +
J
.6
#
284 9 258
)> .+6 Z
/ E 62 !
1
+/ E5
E ($ >) 0
+6
(0
)(3
#! K / ?
D :
J +6" :! , +6
D
."+6 1D6 >
C # C K C9 " +6 @J 1
)(4
+ +6 ! D6L
06 2 # +6 1D6 0 D 0 #! /
J" :
J 06 2 / ! , $ D .E
$ D 0 H K
6 #1
D6L / ! , E D
."+6
UQ !
66 1 06 #! Z5:\ ! K/ + 6
! D6L +9
.+6 @J ! Z QJ ?! +@1 Z K/ X56
6 + 6" :
J +6
! .". +/
2 51 7/
+6
185Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
ال Oاعات املتعلقة بالدولة واملؤسسات العمومية ذات الصبغة ٕالادارية والجماعات املحلية إال إذا كانت هذﻩ
ال Oاعات ناتجة عن عالقات دولية اقتصادية كانت أو تجارية أو مالية وينظمها الباب الثالث من هذﻩ املجلة".
وبالتاي فإن القانون \ي تونس قد أقر مبدأ حظر التحكيم \ي املنازعات املتعلقة بالدولة واملؤسسات العامة
أشخاص القانون العام \ي تونس ألن
ذات الصفة والجماعات املحلية .لكن هذا الحظر ال يشمل جميع خاص
الفصل السابع يستث oÌفقط الدولة واملؤسسات العمومية ذات الصبغة ٕالادارية والجماعات املحلية .وبالتاي
يمكن للمؤسسات العمومية ذات الصبغة غٕ !,الادارية اللجوء إى التحكيم الداخي .فاملشرع التون oÔýقام
بتقسيم املؤسسات العمومية \ي تونس إى مؤسسات عمومية إدارية ومؤسسات عمومية غ !,إدارية منذ
القانون عدد 9لسنة 1989املؤرخ \ي غرة فيفري 1989املتعلق باملساهمات واملنش
واملنشآت واملؤسسات العمومية
ثم بمقت ÓÔüالقانون عدد 74لسنة 1996املؤرخ \ي 29جويلية 1996الذي نقح قانون غرة فيفري .1989
وقد اعت"! هذا القانون \ي فصله الثامن أن "املؤسسات العمومية ال oÐال تكت oÔýصبغة إدارية" æي إحدى
املنشآت العمومية .ثم قسم املشرع املؤسسات العمومية ال oÐال تكت oÔýصبغة إدارية إى صنف,ن: ت مكونات
منشآت عمومية ضبط قائم
ا بأمر هو ٔالامر عدد 2199لسنة 2002املؤرخ \ي 7أكتوبر الصنف ٔالاول ،تعت"! منش
2002والذي تم تعديله \ي عدة مناسبات وæي املؤسسات ذات الصبغة الاقتصادية والصناعية والتجارية.
منشآت عمومية بل æي امتداد لإلدارة ،يضبط الصنف الثاني من املؤسسات العمومية غٕ !,الادارية ال تعت"! منش ت
نظامها القانوني الباب الخامس من قانون غرة فيفري 1989ويحددها ٔالامر عدد 2200لسنة 2002املؤرخ
\ي 7أكتوبر .(1)2002
هذﻩ الامكانية املتاحة للمؤسسات العمومية غٕ !,الادارية تدخل \ي إطار حرص املشرع عى تمك,ن هذﻩ
يتطل
ا مجال نشاطها .هذﻩ
املؤسسات من أداء دورها الاقتصادي عى أفضل وجه ووفقا لالعتبارات ال oÐيتطل
ٕالامكانية تحد من حظر الاستعانة بالتحكيم الداخي من خالل التمي O,ب,ن أشخاص القانون العام.
وبعد الثورة ،خطا املشرع خطوات جديدة باتجاﻩ الانفتاح عى التحكيم \ي مجال العقود ٕالادارية .فالفصل
30من قانون الشراكة ب,ن القطاع العام والقطاع الخاص) (2ينص عى\" :ي حالة نزاع ناجم عن تنفيذ
العقد ،يجب التنصيص عى فض الال Oاع بالحس\ ÓÌي مرحلة أوى وعى املدة القصوى املخصصة لهذﻩ املرحلة
وذلك قبل اللجوء إى القضاء أو التحكيم إن اقتٔ ÓÔüالامر وتعذرت املساÑي الصلحية ،و\ي صورة اللجوء إى
التحكيم ،ينص العقد وجوبا عى أن القانون التون oÔýهو املطبق عى الال Oاع".
ً
انطالقا من هذا النص الجديد \ي التشريع التون oÔýيمكن القول أن التشريع التون oÔýقد ّبدل رفضه وحظرﻩ
للجوء إى التحكيم إى موافقته وإباحته ذلك .هذا التوجه الجديد تعزز من خالل مجلة الاستثمارات
) (1للتعمق واملزيد من املعلومات حول املؤسسات العمومية غٕ !,الادارية \ي تونس ،يمكن الاطالع عى بحث ٔالاستاذ محمد
ميدون" ،املؤسسات العمومية غٕ !,الادارية ،مؤسسات عمومية من نوع ثالث؟"\ ،ي إطار مجموعة أعمال مهداة إى روح ٔالاستاذ
الجبيب العيادي ،مركز النشر الجامøي بنونس ،2000،ص 665وما يعدها.
) - (2قانون عدد 49لسنة 2015مؤرخ \ي 27نوفم"! 2015يتعلق بعقود الشراكة ب,ن القطاع العام والقطاع الخاص ،الرائد
الرسم oللجمهورية التونسية عدد 96بتاريخ 1ديسم"! .2015
186Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
وفيما عدا ذلك ،تختص املحاكم التونسية بالنظر \ي الال Oاع" .وبالتاي خطا املشرع التون oÔýخطوات شجاعة
\ي تب oÌوإقرار التحكيم \ي العقود ٕالادارية الداخلية ألول مرة ،متجاوزا بذلك مختلف الانتقادات ال oÐوجهها
له الفقه.
املطلب الثاني :بالنسبة للتﺤكيم الدوي
لقد أجاز التشريع \ي كل من تونس واململكة العربية السعودية اللجوء إى التحكيم \ي مجال العقود ٕالادارية
الدولية غ !,أنه هناك اختالف \ي طريقة معالجة كل مشرع لهذﻩ املسألة .ففي اململكة تطور التشريع من
الحظر املطلق إى الحظر النس× oألن ٔالاصل هو عدم جواز التحكيم \ي العقود ٕالادارية الدولية إال إذا أجازﻩ
نص تشريøي صريح.
و\ي املقابل يج O,املشرع التون oÔýمنذ سنة ،1993تاريخ صدور مجلة التحكيم ،اللجوء إى التحكيم الدوي
\ي العقود ٕالادارية .فصياغة الفقرة الخامسة من الفصل السابع تع"! عن انفتاح محدود نحو التحكيم
الداخي مقابل انفتاح واسع نحو التحكيم الدوي .هذا ٔالاخ !,خصه املشرع التون oÔýبأحكام متمO,ة عن
التحكيم الداخي تناغما مع الOiام تونس باتفاقية نيويورك لسنة .(2)1958فالفقرة الخامسة من الفصل
السابع من مجلة التحكيم استثنت العقود ٕالادارية الدولية من قاعدة املنع) (3عندما نصت عى أنه" :ال يجوز
) - (1قانون عدد 71لسنة 2016مؤرخ \ي 30سبتم"! 2016يتعلق بقانون الاستثمار ،الرائد الرسم oللجمهورية التونسية عدد
82لسنة .2016
) - (2اتفاقية نيويورك لسنة 1958املتعلقة باالع!iاف بقرارات التحكيم ٔالاجنبية وتنفيذها ال oÐأعد
âا لجنة ٔالامم املتحدة
للقانون التجاري الدوي .للتفاصيلhttps://shortest.link/3WWh :
) - (3العقد ٕالاداري الدوي ،هو عقد ت"!مه الدولة أو أحد أ خاص
أشخاص القانون العام املتفرع ع
ìا باعتبارهم سلطة عامة ،مع
شخص طبيøي أو معنوي أجن× ،oوي!iتب عليه تبادل الخدمات ؤالاموال ع"! الحدود .فهو يتصل بمصالح التجارة الدولية.
وبالتاي يجمع العقد ٕالاداري الدوي ب,ن مقومات العقد ٕالاداري كون أحد طرفيه خصا
شخصا معنويا عاما ويتعلق بمرفق عام وب,ن
بمصالح التجارة الدولية )د .عصمت عبد ﷲ الشيخ ،التحكيم \ي العقود ٕالادارية ذات الطابع
الصفة الدولية من حيث اتصاله بمصال
الدوي ،دار ال
ìضة العربية ،ص .(108 ،وقد اختلف الفقه \ي تعريف العقود ٕالادارية الدولية .فذهب اللورد Mc Nairمثال إى
شخص أجن× oيتمتع بالشخصية القانونية مناعتبار العقد ٕالاداري الدوي" :عقد طويل املدة ي"!م ب,ن الحكومة من جانب وب,ن خص
جانب آخر ويتعلق باستغالل املوارد الطبيعية ،ويتضمن شروطا غ !,مألوفة \ي العقود الداخلية مثل شرط ٕالاعفاء الجمركي
ويخضع هذا العقد Mc Nair, “The ) .",:
[
?
0
+
[
?
0
)general principals of law , recognized, by civilized nations”, B,I,1957, p1 ets
187Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
ً
التحكيم ... :خامسا\ :ي ال Oاعات املتعلقة بالدولة واملؤسسات العمومية ذات الصبغة ٕالادارية والجماعات
املحلية إال إذا كانت هذﻩ الال Oاعات ناتجة عن عالقات دولية اقتصادية أو مالية وينظمها الباب الثالث من
هذﻩ املجلة".
يتضح من خالل الفقرة السابقة أن القانون التون oÔýعدل عن موقفه الرافض للتحكيم بالنسبة للدولة
وأشخاص القانون العام ٔالاخرى ،وذلك حينما نص صراحة عى إمكانية لجو
Íم إى التحكيم \ي املنازعات خاص
الخاصة بعالقا
âم التجارية الدولية .وهذا يع oÌأن القانون \ي تونس ال يقر بالتحكيم \ي منازعات العقود
ٕالادارية وقصر إمكانية استعانة ٔالافراد املعنوية العامة إى التحكيم عى عالقا
âم التجارية الدولية .وقد
خصصت مجلة التحكيم الباب الثالث م
ìا )الفصول من 47إى (82إى التحكيم الدوي .فالفصل 47ينص
عى أن أحكام هذا الباب تنطبق عى التحكيم الدوي مع مراعاة الاتفاقيات الدولية ال oÐالOiمت الدولة
التونسية بتنفيذها .وحدد الفصل املواي الحاالت ال oÐيكون ف
Úا التحكيم دوليا وæي عى التواي" :أ -إذا كان
محل عمل أطراف اتفاقية التحكيم زمن انعقادها واقعا \ي دولت,ن مختلفت,ن .فإذا كان ألحد ٔالاطراف أك! من
محل عمل ،فاملعت"! هو محل العمل ٔالاوثق صلة باتفاقية التحكيم ،وإذا لم يكن ألحد ٔالاطراف محل عمل
فاملعت"! هو محل إقامته املعتاد .ب -إذا كان أحد ٔالاماكن التالية واقعا خارج الدولة ال oÐف
Úا محل عمل
ٔالاطراف (1 :مكان التحكيم إذا نصت عليه اتفاقية التحكيم أو وقع تحديدﻩ وفقا لها (2.أي مكان ينفذ فيه
جزء هام من الالOiامات الناشئة عن العالقة أو املكان الذي يكون ملوضوع الال Oاع أوثق صلة به .ج -إذا اتفق
بأك! من دولة واحدة .بصفة عامة إذا تعلق ٔالاطراف صراحة عى أن موضوع اتفاقية التحكيم متعلق بأك !
التحكيم بالتجارة الدولية").(1
يتضح من املادة أن القانون \ي تونس وسع من النطاق املكاني للمنازعات ال oÐيمكن أن تخضع للباب الثالث
من مجلة التحكيم وجعلها تشمل التجارة الدولية .وقد مكنت هذﻩ املادة املشرع التون oÔýمن مواكبة التطور
العالم oوتقديم ضمانات للمستثمرين الدولي,ن \ي تونس .لذلك اعت"! جانب كب !,من الفقه التونoÔý
ؤالاجن× (2)oأن هذﻩ املادة السابعة من مجلة التحكيم ،تمثل رؤية متطورة لقانون التحكيم .يضاف إى ذلك
ما جاء به القانون عدد 120لسنة 1993املتعلق بتشجيع الاستثمارات ،من إمكانية اللجوء إى التحكيم \ي
عقود الاستثمار الدولية .فالفصل 67من مجلة تشجيع الاستثمارات أقر اختصاص املحاكم التونسية بالنظر
J J
!"
S
6! 9 Piere Regli [D >JQ UQ
#6"
XQJ
66
I:/ C G
/ 0
0/ ,:2
C C E6 C
/
,:2
" RD .) ."
w t
2 566
:5
.(.36 , 1996
5C
)(1
! Q
:w "
6 +6 48 D >"
+6 C
06 #L
.6"
0Q
3/1
)(2
‘ arbitrage, E. Gaillard, Arbitrage commercial international – Convention d
JurisClasseur, Droit international, Fasc. 5863,
586 n 16.
188Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
\ي كل خالف يطرأ ب,ن املستثمر ٔالاجن× oوالدولة التونسية لكنه أجاز اللجوء إى التحكيم \ي حالة اتفاق ينص
عليه "شرط التحكيم أو يخول ألحد الطرف,ن اللجوء إى التحكيم عن طريق إجراءات تحكيم خاصة ،أو
تطبيقا لإلجراءات الصلحية أو التحكيمية املنصوص عل
Úا بإحدى الاتفاقيات.(1)"...
لقد أحدث موضوع جواز الاستعانة بالتحكيم \ي مجال العقد التجاري العديد من الش
الش
ات والجدال سواء
من الناحية الفقهية او القضائية .ولكن ما عدى الحاالت ال oÐيوجد ف
Úا نصوص تشريعية تؤكد وتعطي الحق
باللجوء والاستعانة بالتحكيم إى التحكيم لفض املنازعات ٕالادارية ،فإن القضاء \ي الدولت,ن قد كشف عن
اتجاﻩ معارض للتحكيم كوسيلة لحسم هذﻩ املنازعات ،مقابل ظهور عدة اتجاهات \ي الفقه بشأن مدى جواز
الاستعانة }
يئة قضائية تحكيمية لفض الال Oاع الذي ينشأ عن العقد ٕالاداري.
املطلب ٔالاول :تطور موقف الفقه نﺤو قبول التﺤكيم
اليوم يعت"! أغلب الفقه\ ،ي تونس واململكة عى حد سواء ،أنه يمكن الاستعانة }
يئة تحكيمية \ي الال Oاع
النا EÔعن العقد ٕالاداري .ولو أنه بالنسبة للفقه التون ،oÔýيمكن القول أنه لم تكن هناك دراسات حول
مدى مشروعية اللجوء إى التحكيم \ي العقود ٕالادارية .وأن أغلب الدراسات تعلقت بالجوانب ٔالاخرى
للتحكيم.
ً
أما سابقا ،فقد كان جانب من الفقه التون oÔýمثله مثل الفقه الفرن oÔýوعى رأسه الفقيه إدوارد الفاريار)،(2
يرفض اللجوء إى التحكيم \ي نزاع العقد ٕالاداري عى أساس أنه يتعارض مع سيادة الدولة بسلبه
اختصاص القضاء ٕالاداري \ي نظر هذﻩ املنازعات .وذلك استنادا إى وجود قضاء وط oÌمختص وهو قضاء
ٔالاشخاص املعنوية العامة بمنح هيئة التحكيم جواز أنمجلس الدولة ،حيث من غ !,املنطقي أن تقوم ٔالا خاص
تفصل \ي ال Oاع ٕالاداري \ي ح,ن أن املحكمة العادية ال يجوز لها النظر \ي هذﻩ املنازعات.
ثم تطور موقف الفقه الحقا ،وذهب شق من الفقهاء نحو ضرورة التفرقة ب,ن نوÑي التحكيم سواء التحكيم
أشخاص القانون العام مثلما فعل املشرع \ي
الخار6ي "الدوي" \ي العقود ال oÐي"!مها خاص
الداخي أو التحكيم الخار
مجلة التحكيم .ويذهب إى أنه ال يجوز تضم,ن عقود الدولة الداخلية شرط التحكيم عكس التحكيم
) - (1الفصل 67من مجلة تشجيع الاستثمارات التونسية الصادرة بمقت ÓÔüالقانون عدد 120لسنة ،1993مؤرخ \ي 27
ديسم"! ،1993يتعلق بإصدار مجلة تشجيع الاستثمارات .الرائد الرسم oللجمهورية التونسية عدد 99لسنة 1993مؤرخ \ي 28
ديسم"! .1993
) - (2بالنسبة لهذا الفقيه املبدأ يقت oÔüأنه ال يمكن للدولة أن تعرض نزاعا
âا عى املحكم,ن E. LAFERRIERE: Traité de la
.juridiction
uridiction administrative 1888 tome II,
II p. 145
189Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
الدوي ،فال مانع من تضم,ن العقود شرط التحكيم بضوابطه ال oÐتحقق للدولة مجموع مصالحها \ي املسائل
الاقتصادية والاجتماعية .فانضمام تونس لالتفاقيات ال oÐتج O,التحكيم وتنفيذ أحكام املحكم,ن لم يكن عى
وأشخاص القانون الخاص ألنه ال مجال إليجاد هذﻩ التفرقة \ي
أساس التمي O,ب,ن أشخاص القانون العام خاص
املعاهدات الدولية من جهة ،ومن جهة أخرى فإن املعاهدات الدولية املصادق عل
Úا ،وفقا للدستور التونoÔý
سواء القديم )دستور (1959أو الجديد )دستور (2014أقوى نفوذا من القوان,ن الداخلية).(1
أما اليوم فغالبية الفقهاء يؤكدون عى ضرورة إجازة التحكيم .ويعت"!ون بأن دوافع وم"!رات رفض التحكيم
\ي املادة ٕالادارية لم تعد مقبولة \ي ظل تطور دور الدولة واملؤسسات العمومية الراجعة لها وتدخلها \ي جميع
مجاالت الحياة) .(2فالدولة أصبحت اليوم تتصرف مثل التاجر أو الشركات التجارية و
âدف إى تحقيق الربح
املادي وأصبحت بالتاي املحرك الرئي oÔýللتجارة الدولية .وبالتوازي مع ذلك يمثل التحكيم اليوم أهم أداة
لفض منازعات التجارة الدولية .وبالتاي البد للدولة ومؤسسا
âا من أن تقبل بالتحكيم والبد لهذا ٔالاخ !,من
أن يساير التطور الذي عرفته الدولة ويتكيف مع الدور الجديد لهذا الالعب املحوري ؤالاسا
ؤالاسا oÔللتجارة
الدولية .ولكن بما أن الفصل السابع من املجلة أورد العديد من الاستثناءات ،فإنه يجب تفس !,هذﻩ
الاستثناءات تفس!,ا ضيقا .ليس انطالقا من مبدأ أن الاستثناء يفسر تفس!,ا ضيقا وال يجب التوسع \ي
وأشخاص القانون العام بصفة عامة.
تأويله ،بل من منطلق أهمية التحكيم بالنسبة للدولة بصفة خاصة وأشخاص
ً
ألنه ال يمكن ،اليوم ،اعتبار الاستعانة بالتحكيم التجاري الدوي يعت"! مساسا بالسيادة الوطنية للدولة،
خاصة \ي وجود القضاء الوط oÌاملحي الذي يمتلك دور املراقب عى العملية التحكيمية ومدى نجاحها
ومطابقة شروطها للتحكيم ،وذلك دون أن يتم املساس والتدخل \ي العالقات التعاقدية ب,ن طر\ي التحكيم،
مع ضرورة السøي لتحقيق أق ÓÔôالضمانات املمكنة لسالمة أي قرار تحكيم oيم اتخاذﻩ ،لضمان حقوق
هؤالء ٔالاطراف ،عى أنه يجب عى الدولة حماية مصالحها الوطنية بحسن صياغة عقود الاستثمار وإتقان
بصيغ دقيقة بدال عن الصياغات العامة ال oÐتش !,إى املبادئ العامة للقانون.
الاتفاقيات الدولية لالستثمار بصي
ثم إن القول بأن التحكيم يسلب اختصاص القإ oÔÕالاداري \ي النظر \ي هذﻩ الال Oاعات كما كفله له املشرع
\ي الفصل الثاني من القانون عدد 40لسنة 1972املؤرخ \ي غرة جوان 1972املتعلق باملحكمة ٕالادارية
التونسية) ،(1يجانب الصواب حسب نظرنا ،ألن املشرع لم يقصد \ي هذا املوضع استبعاد التحكيم كوسيلة
لفض املنازعات ٕالادارية ،وإنما مجرد استبعاد اختصاص محاكم القضاء العادي للفصل \ي تلك املنازعات.
كما أن هذا الجدل \ي التكيف القانوني يرجع \ي ٔالاصل إى للمنظومة القانونية النافذة اليوم \ي مادة
ً ً
التحكيم \ي العقد ٕالاداري ،وال oÐبدورها لم تقدم حال نا حا
ناجحا من أجل تجاوز هذا الجدل والخالف ،وتوحد
) (1الفصل الثاني من القانون عدد 40لسنة ) 1972كما تم تنقيحه بمقت ÓÔüالقانون ٔالاسا oÔعدد 39لسنة 1996املؤرخ \ي
3جوان ،(1996ينص عى" :تنظر املحكمة ٕالادارية }
يئا
âا القضائية املختلفة \ي جميع ال Oاعات ٕالادارية عدا ما أسند لغ!,ها
بنص خاص" .الرائد الرسم oللجمهورية التونسية عدد ،47بتاريخ .1996-06-11
) (2لطفي الشاذي ،مرجع سابق ،ص.193 ،
191Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
الرؤية ب,ن القإ oÔÕالاداري وب,ن هيئات التحكيم \ي إطار منظومة قانونية تراÑي مختلف اعتبارات املصلحة
العامة واملصالح الخاصة للمتعاقدين.
لكن إن كنا نتفق مع الرأي السابق لكن يرى الباحث أن عدم الحصول عى موافقة الجهة املختصة ،ال يؤثر
عى صحة الاتفاق عى التحكيم كون هذﻩ املسألة من التشريعات الوطنية الداخلية ال oÐال يجوز للجهات
الحكومية \ي اململكة أن تتمسك به من أجل ٕالاخالل ببنود الاتفاق التحكيم oالذي وافقت عليه منذ البداية،
ً ً
والقول بغ !,ذلك يمكنه أن يصبح إخالال ومساسا بمبدأ حسن النية \ي التعاقد والالOiام }
ذا املبدأ من
أصول هذﻩ التعاقدات ،كما أن ٕالاخالل }
ذا املبدأ يث !,قلق املتعاقدين بسبب عدم اح!iام الدولة أو بقية
أشخاص القانون العام اللOiاما
âم العقدية.
خاص
وبالتاي ،يرى أغلبية فقهاء القانون السعودي عدم جواز الاستعانة بالتحكيم \ي العقد ٕالاداري ،وأنه من
ٔالامور املحظورة إال إذا ورد نص صريح بالجواز .لكن الفقه التون oÔýيعيش اختالفات حادة فيما يخص هذا
املوضوع بسبب تب oÌاملشرع والقضاء بشكل قاطع ،إى وقت قريب ،ملبدأ عدم جواز اللجوء للتحكيم الداخي
وغموض املوقف بالنسبة للجوء إى التحكيم الدوي.
املطلب الثاني :موقف القضاء Rي الدولتن من املسألة
لم يساير القضاء \ي تونس تطور التم oÔèالذي عرفه الفقه والتشريع .فهو ال يزال يرفض التحكيم لفض
ال Oاع الذي ينشأ عن العقد ٕالاداري .فقد ذهب إى أن حظر التحكيم \ي منازعات أأشخاص القانون العام
ً
يعت"! بمثابة مبدأ من املبادئ القانونية العامة ال oÐتعت"! مصدرا من مصادر املشروعية ال oÐتلOiم }
ا الجهات
ً
ٕالادارية \ي ٔالاعمال الصادرة ع
ìا .وبقي متشددا \ي تطبيقه ملبدأ حظر لجوء الدولة وغ!,ها من أأشخاص
القانون العام للتحكيم .وأصر عى عدم مشروعي
م سواء تعلق ٔالامر بعقد من العقود ٕالادارية أو العقود
العادية ال oÐت"!مها جهة ٕالادارة بالرغم من أن ٔالاساس التشريøي لهذا املبدأ يتعارض مع بعض املعاهدات
الدولية ال oÐانضمت إل
Úا تونس ،من بي
ìا اتفاقية واشنطن لتسوية منازعات الاستثمار ب,ن الدول ومواطoÌ
الدول ٔالاخرى لسنة (1)1965والاتفاقية امل"!مة ب,ن الدول العربية سنة 1974ال oÐأنشأت املجلس العربي
لتسوية املنازعات).(2
وقد ساير القضاء العدي توجه القضاء ٕالاداري الرافض للتحكيم \ي املادة ٕالادارية حيث أقرت محكمة
ألشخاص القانون العام .ثم كرست محكمة التعقيب سنة (1)1993مبدأ منع اللجوء إى التحكيم بالنسبة خاص
ً
الاستئناف بتونس هذا التوجه وحكمت ،تطبيقا للفقرة الخامسة من الفصل السابع ،بأن عقد صفقة ناف
عمومية أبرمته وزارة الفالحة من أجل إنشاء سد بمنطقة "سيدي عيش" ،هو عقد إداري لكن ال Oاعات
الاستئناف بتونس بتاريخ 19ماياملتعلقة به ال تخضع للتحكيم ح ÓÐولو كانت دولية .فقد نص حكم محكمة الاست
\ 2009ي القضية رقم ،69135املكلف العام ب Oاعات الدولة \ي حق وزارة الفالحة ضد "مجمع
كوم!iى") (arret Ferrocom)(2عى أن..." :املشرع التون oÔýكرس مبدأ منع التحكيم بالنسبة للصفقات
العمومية مع وضع استثناء خاص بالتحكيم الدوي \ي الفقرة الخامسة من الفصل السابع .هذا الاستثناء
يتعلق بال Oاعات الناتجة عن عالقات دولية اقتصادية أو تجارية أو مالية .وبالتاي تطرح مسألة تفس!,
املقصود بـ"العالقات الدولية الاقتصادية أو التجارية أو املالية" وæي مفاهيم ومصطلحات واسعة ،عامة وغ!,
ً ً
محددة ويمكن أن تشمل جزءا هاما من العقود ال oÐتقوم الدولة بإبرامها مع طرف آخر أجن× .oلكن عقد
الصفقة العمومية موضوع هذا الال Oاع ،ال يمكن أن يندرج ضمن هذا الاستثناء أل
ا ترتبط باملهام والوظائف
و
دف لتحقيق املصلحة العامة وال يمكن أن ٔالاساسية للدولة )بناء سد من صميم وظائف املرفق العام
دف
يتعلق بالتجارة الدولية والاستثمار ،موضوع الفقرة الخامسة من الفصل السابع...وبالتاي ،املحكمة تعت"! أن
موضوع هذا العقد ال يمكن أن يخضع للتحكيم".
)(1
" "@ #6 "" 6 @ 1993
6/ 27 A6 36039 +1 0
6 +
T 22 ! 1996
v "
6 0
2 [ 7 .
2 t 0T
.25 .,
)(2
Ahmed OUERFELLI,”L arbitrage dans la jurisprudence tunisienne”, ed. GLD
257258. .LGDJ, Tunis
Paris, 2010, p
193Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
وبالرغم من أن ٔالاطراف\ ،ي القضية أعالﻩ ،اتفقت عى التحكيم ،فإن املحكمة استندت عى الفصل 547
من مجلة العقود والالOiامات) (1من أجل إقرار طلب ٕالادارة \ي الرجوع \ي اتفاق التحكيم واعتبارﻩ بالتاي
ً
باطال.
هذا املوقف الذي اتخذﻩ القضاء التون oÔýمن خالل قضية Ferrocomوعدة قضايا أخرى ،يدفع املؤسسات
ٔالاجنبية نحو عدم املشاركة \ي الصفقات العمومية وبالتاي حرمان البالد من التكنولوجيا الحديثة وتدفق
الاستثمار الخار6ي.
ً
ثم إن إبطال حكم التحكيم \ي تونس ال يمنع املؤسسة املستفيدة من طلب تنفيذ الحكم \ي فرنسا مثال أو
الواليات املتحدة باعتبار وأن القضاء \ي البلدين ،يعت"! أن إبطال حكم التحكيم \ي بلد املنشأ ،ال يمنع
إكساءﻩ بالصبغة التنفيذية وهذا ما حصل بالفعل \ي العديد من املناسبات والقضايا وم
ìا قضية Becfreres
.& Grand's Travauففي سنة 1981أبرم عقد أشغال عامة ب,ن الحكومة التونسية من جهة Travaux d Afrique
وشركة إخوان بيك الفرنسية وشركة ٔالاشغال الك"!ى التونسية من جهة أخرى ،وكانت دولة الكويت æي
املمول للمشروع .وقد تم الاتفاق \ي العقد عى شرط التحكيم لحل الال Oاع الذي يمكن ان ينشأ عنه .وعندما
حصل نزاع ب,ن الطرف,ن أحالته الشركة إى مؤسسة التحكيم املتفق عل
Úا للفصل فيه ،لكن الحكومة
ٔالاشخاص \ي القانون العام التونسية دفعت ببطالن شرط التحكيم عى أساس مبدأ يمنع استعانة ٔالا
بالتحكيم \ي العقد ٕالاداري ،املعمول به \ي تونس وفرنسا \ي ذلك الوقت .وقد صدرت ٔالاحكام القضائية \ي
تونس سواء من القضاء العدي أو القضاء ٕالاداري ببطالن شرط التحكيم .و\ي املقابل ذهبت هيئة التحكيم،
من خالل حكم,ن منفصل,ن بتاريخ 8فيفري 1990و 13سبتم"! ،1990إى ٕالاقرار بصحة شرط التحكيم
ودفع مبلغ ماي إى الشركت,ن وتحميل الدولة التونسية كافة نفقات التحكيم .وبالتاي التجأت الشركت,ن إى
طلب تنفيذ حكم التحكيم من املحكمة الابتدائية بباريس .وبناء عليه صدر بتاريخ 15أفريل ،1991أمران
بموج
ما الحكم,ن الصادرين عن هيئة عن السيد املفوض من قبل رئيس املحكمة الابتدائية بباريس أعطى بموج
التحكيم القوة التنفيذية \ي فرنسا .فقامت الدولة التونسية بالطعن \ي هذين القرارين أمام محكمة
الاستئناف \ي باريس ال oÐأقرت قبول الطعن شكال ورفضه موضوعا بتأييد القرارين املطعون ف
Úما) .(2وعندها
ناف
طعنت الحكومة التونسية بالنقض عى هذا الحكم بناء عى املادة 1009من قانون املرافعات الفرن ،oÔýأمام
الاستئنا\ي)).((3
محكمة التعقيب الفرنسية لكن هذﻩ ٔالاخ!,ة أيدت الحكم الاست
) - (1الفصل 547من مجلة الالOiامات والعقود التونسية ينص عى" :من سøى \ي نقض ما تم من جهته فسعيه مردود عليه إال
إذا أجاز القانون ذلك بوجه صريح".
الاستئناف بباريس بتاريخ 24فيفري .1994
ئناف ) (2حكم محكمة
) (3ناصر عثمان محمد عثمان ،الدفع بالحصانة القضائية \ي مجال التحكيم ،دار ال
ìضة العربية بالقاهرة ،2006 ،ص 399
وما بعدها.
194Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
هذا التم oÔèجعل جانب من الفقه التون oÔýيؤكد أن القضاء يطبق الحظر دون اح!iام مقتضيات النصوص
القانونية .ويأمل تطور موقف املحكمة الادارية \ي هذا الشأن).(1
وهذا ما دفع املشرع التون oÔýإى التفك\ !,ي إعادة صياغة مجلة التحكيم ،حيث تعمل اليوم لجنة فنية
خاصة عى مستوى وزارة العدل عى مراجع
ا .وبالتاي نرى أنه عى هذﻩ اللجنة اق!iاح حلول ثورية تجعل
ً ً ً
من تونس مركزا إقليميا ودوليا للتحكيم .هذﻩ الحلول يجب أن تشمل جميع جوانب التحكيم بدءا من
ً ً
اتفاقية التحكيم ووصوال إى تنفيذ قرارات التحكيم .ؤالاهم حسب رأينا أن تراÑي لجنة ٕالاصالح دائما الصلة
ً
تستو&ي حلوال عملية وناجعة تم اعتمادها \ي ٔالانظمة املقارنة مثل
ي الوثيقة ب,ن التحكيم والاستثمار بحيث
القانون الفرن oÔýوالقانون ٔالامريكي.
ً ً
أما بالنسبة ملوقف القضاء \ي اململكة فقد اتخذ هو كذلك موقفا متشددا من التحكيم \ي العقد ٕالاداري
بصرف النظر عن كو
ا داخلية أو دولية فالقاعدة عندﻩ هو عدم جواز التحكيم \ي العقد ٕالادارية بصفة
عامة ،ما عدا الحاالت ال oÐتتضمن نصوص قانونية صريحة تج O,ذلك أو ترخيص من قبل رئيس الوزراء.
املطلب الثالث :تباين موقف القضاء Rي الدولتن من املسألة
توافقت كل من السعودية ودولة تونس انه ال يجوز التحكيم \ي املادة ٕالادارية ولكن السعودية استثنت وفقا
للمادة العاشرة الفقرة ) 2نظام التحكيم الصادر مجلس الوزراء لعام 1433هـ ( نتطرق \ي هذا املطلب اى
فرع,ن كمقارنة ب,ن الدولت,ن:
يعد ال Oاع الحاصل \ي دولة تونس واللجوء اى التحكيم \ي املادة ٕالادارية مرفوضا وذلك وفق لنظام قانون
التحكيم التون oÔýلسنه 1993حيث نص الفصل السابع انه ال يجوز التحكيم \ي -1 " :املسائل املتعلقة
بالنظام العام -2 .ال Oاعات املتعلقة بالجنسية -3 .ال Oاعات املتعلقة بالحالة الشخصية واملالية -4 .املسائل
ال oÐيجوز ف
Úا الصلحO -5 .عات
ال Oعات املتعلقة بالدولة واملؤسسات العمومية ذات الصيغة ٕالادارية والجماعات
املحلية الا اذا كانت هذﻩ الال Oاعات ناتجة عن عالقات دولية او مالية ينظمها الباب الثالث من هذا النظام".
نجد ان النظام التون oÔýتوافق مع النظام السعودي ان يكون التحكيم \ي ٔالامور املتعلقة بالتجارة الدولية
واملنازعات الدولية باستثناء ان السعودية تطلب موافقة رئيس الوزراء.
تتم O,املنازعات ٕالادارية بطبيعة خاصة ومغايرة لكافة املنازعات ٔالاخرى ،والقضاء ٕالاداري عندما ينظر \ي
املنازعات ٕالادارية ينظرها بoÔèء من التمايز والتغاير الذي يتالءم مع طبيعة القضية ٕالادارية والذي ال يطبقه
التحكيم \ي الغالب لدى نظرﻩ منازعات ٕالادارة للقانون التون oÔýفقد حظرا اللجوء للتحكيم \ي الال Oاع ٕالاداري.
)(1
." E 0
/
195Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
وكذلك الحال \ي املغرب حيث نص الفصل عى" :غ !,أنه ال يمكن الاتفاق عليه \ي املسائل ال oÐتمس النظام
العام ،وخاصة ال Oاعات املتعلقة بالدولة خاضعة لنظام يحكمه القانون العام".
موقف القضاء عدم جواز الالتجاء للتحكيم \ي املنازعات ٕالادارية ،ولقد استقر القضاء التون oÔýعى اعتبار
ً ً ً
شرط التحكيم \ي املنازعة ٕالادارية الداخلية باطال بطالنا مطلقا لتعلقه بالنظام العام ويمتد البطالن كذلك
إى مشارطة التحكيم وقد فرقت أحكام القضاء التون oÔýب,ن التحكيم \ي العقود ٕالادارية الداخلية والعقود
الدولية فحظرت اللجوء إى التحكيم \ي املادة ٕالادارية الداخلية أما القضاء ٕالاداري التون oÔýفإنه اعتنق
الرأي القائل بحظر اللجوء إى التحكيم \ي املنازعات ٕالادارية ويعت"! القضاء ٕالاداري التون oÔýرائد الاتجاﻩ
املعارض \ي اللجوء إى التحكيم \ي العقود ٕالادارية ،وهذا الحظر مقرر من قبل مجلس الدولة منذ وقت
طويل وقد ب,ن حكم صادر من مجلس الدولة التون oÔýسبب الحظر حيث ذكر أن الوزراء ال يستطيعون
اللجوء إى التحكيم لحل املسائل املتنازع عل
Úا ،ألن هذا العمل محظور عل
Úم ،كما ذكر مجلس الدولة سببا
آخر وهو نقص أهلية الجهة ٕالادارية إى إبرام اتفاق التحكيم.
\ي هذا الفرع سوف يتم توضيح القرارات الوزارية وموقف ديوان املظالم والنظام السعودي من التحكيم \ي
املنازعات ٕالادارية ،فقد صدر قرار مجلس الوزراء السعودي رقم 58وتاريخ 1383/1/117هـ الذي نص عى
أنه" :ال يجوز ألي جهة حكومية أن تقبل التحكيم كوسيلة لفض املنازعات ال oÐنشب بي
ìا وب,ن أي فرد او
ً
شركة أو هيئة خاصة ويستث ÓÌمن ذلك الحاالت ال oÐتمنح ف
Úا الدولة امتيازا هاما ،وتظهر لها مصلحة \ي منح
الامتياز شرط التحكيم" .وقد ترتب عى صدور هذا القرار التاي:
-1هذا القرار اول قرار نظم التحكيم بما يتعلق باملنازعات ٕالادارية \ي النظام السعودي.
-3حضر عى الجهات ٕالادارية التحكيم سوأ داخليا او خارجيا ،وجاء مجمال.
-5والقرار وضح انه البد من موافقة الدولة ممثلة \ي رئيس الوزراء عى قبول التحكيم \ي املنازعات
ٕالادارية.
وضل العمل }
ذا القرار ح ÓÐصدر القرار رقم /46م وتاريخ 1403/7/12هـ ،وانت opالعمل بالقرار أعالﻩ وبذات
مرحلة جديدة لتنظيم التحكيم \ي الال Oاع ٕالاداري \ي التشريع السعودي ،وقد تضمن هذا القرار التاي:
196Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
-2البد من موافقة رئيس الوزراء عند طلب الجهة ٕالادارية التحكيم واملوافقة هنا للرئيس فقط دون غ!,ﻩ
من أعضاء مجلس الوزراء
ثم صدر نظام التحكيم لعام 1433هـ والذي حددت املادة العاشرة من هذا النظام انه يحضر عى الجهات
ٕالادارية اللجوء للتحكيم الا بموافقة رئيس مجلس الوزراء "امللك".
ومن هنا فان الباحث,ن يرون ان هناك توافق ب,ن نظامي تونس والسعودية \ي منع جميع الجهات ٕالادارية
واملعنوية للجوء اى التحكيم الا بموافقة رئيس مجلس الوزراء باململكة العربية السعودية وموافق رئيس
الدولة \ي تونس.
الخاتمة والنتائج والتوصيات:
بعد أن استعرضت الدراسة موضوع التحكيم \ي مادة املنازعات ٕالادارية :دراسة مقارنة ب,ن تونس
والسعودية ،توصل الباحث إى العديد من النتائج يمكن إجمالها عى النحو ٓالاتي:
-2ب,ن كل من املشرع السعودي والتون oÔýعى ضرورة وجود الكتابة وتحديد موضوع الال Oاع كشروط
لصحة اتفاق التحكيم.
-3اش!iط القانون السعودي والتون oÔýأن يكون هناك موضوع للدعوى أو محل نزاع ح ÓÐتكتمل أركان
ً
هذﻩ الدعوى كما اش!iطت أن ال يكون محل الال Oاع معيبا أو به نقص يحول دون إتمامه شرط الاتفاق.
-4يعد وجود شرط التحكيم كشرط مستقل من أهم املمO,ات املوجودة \ي التحكيم ،وهو ما نادت به
العديد من التشريعات كالتشريع التون oÔýوالسعودي وغ!,ﻩ.
-5خطا املشرع التون oÔýخطوات مهمة \ي تب oÌوإقرار التحكيم \ي العقود ٕالادارية الداخلية ألول مرة،
ً
متجاوزا بذلك مختلف الانتقادات ال oÐوجهها له الفقه.
-6أجاز التشريع \ي كل من تونس واململكة اللجوء إى التحكيم \ي مجال العقود ٕالادارية الدولية غ !,أنه
هناك اختالف \ي طريقة معالجة كل مشرع لهذﻩ املسألة
-9ان النظام التون oÔýتوافق مع النظام السعودي ان يكون التحكيم \ي ٔالامور املتعلقة بالتجارة الدولية او
املنازعات الدولية باستثناء السعودية تتطلب موافقة رئيس مجلس الوزراء.
-10أن سبب الحظر للتحكيم \ي القضاء التون oÔýجاء بسبب عدم القدرة عى اللجوء إى التحكيم لحل
املسائل املتنازع عل
Úا ،بسبب نقص أهلية الجهة ٕالادارية إى إبرام اتفاق التحكيم.
-11ان هناك توافق ب,ن نظامي تونس والسعودية \ي منع جميع الجهات ٕالادارية واملعنوية للجوء اى
التحكيم الا بموافقة رئيس الوزراء بالسعودية وموافق رئيس الدولة \ي تونس.
3ضرورة أن تقام لجنة إصالح \ي كل من السعودية وتونس ،تراÑي هذﻩ الجنة دائما الصلة الوثيقة ب,ن
ً
حلوال عملية وناجعة تم اعتمادها \ي ٔالانظمة املقارنة مثل القانون التحكيم والاستثمار بحيث تستو ي
تستو&ي
الفرن oÔýوالقانون ٔالامريكي.
4ضرورة إعداد العديد من ٔالابحاث والدراسات املختصة باملوضوع ملا له من اهمية بالغة سواء عى
املستوى املحي أو الدوي.
قائمة مراجع الدراسة:
التشريعات والقوانن:
-1اتفاقية تسوية منازعات الاستثمار ب,ن الدول املضيفة لالستثمارات العربية وب,ن مواط oÌالدول العربية
ٔالاخرى بتاريخ 10.06.1974ال oÐدخلت ح O,التنفيذ \ي 20أوت 1976بعد أن صادق عل
Úا مجلس الوحدة
الاقتصادية العربية التابع لجامعة الدول العربية \ي ديسم"! .1974
-2اتفاقية نيويورك لسنة 1958املتعلقة باالع!iاف بقرارات التحكيم ٔالاجنبية وتنفيذها ال oÐأعد
âا لجنة
ٔالامم املتحدة للقانون التجاري الدوي.
اعتمدت \ي عامالنموذ6ي للتحكيم التجاري الدوي ) ،(1985مع التعديالت الُ oÐ -3قانون ٔالاونسي!iال النموذ
.2006
-4قانون التحكيم التون oÔýرقم 42لسنة 1993م.
198Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
-5قانون عدد 49لسنة 2015مؤرخ \ي 27نوفم"! 2015يتعلق بعقود الشراكة ب,ن القطاع العام والقطاع
الخاص ،الرائد الرسم oللجمهورية التونسية عدد 96بتاريخ 1ديسم"! .2015
-6قانون عدد 71لسنة 2016مؤرخ \ي 30سبتم"! 2016يتعلق بقانون الاستثمار ،الرائد الرسمo
للجمهورية التونسية عدد 82لسنة .2016
-7مرسوم سعودي ملكي رقم م 34/بتاريخ 1433/5/24هـ بشأن نظام التحكيم.
أﺣكام املﺤاكم:
-1حكم تعقي× oرقم ،36039بتاريخ 27أكتوبر ،1993الدائرة التجارية السادسة تحت رئاسة السيد
محمد العالني ،غ !,منشور .جزء منه منشور \ي املجلة التونسية لإلدارة العمومية ،1996 ،عدد ،22الثالثية
الرابعة.
-2حكم محكمة الاستئناف بباريس بتاريخ 24فيفري .1994
الاستئنافية الثالثة ،قضية عدد ،21920حكم بتاريخ 16جوان ،2000 -3املحكمة ٕالادارية ،الدائرة الاست
املكلف العام ب Oاعات الدولة \ي حق وزارة الفالحة ضد شركة ٔالاشغال الك"!ى مغيث
الكتب العربية:
،تسوية منازعات عقد ترخيص الهاتف الالسلكي باالتفاق عى التحكيم :دراسة تحليلية ،املركز العربي للنشر
-1السعيدي ،ثامر عبد الجبار )(2018
والتوزيع ،القاهرة ،مصر ،ط.1
199Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
املراجع ٔالاجنبية
1- Mc Nair, “The general principals of law , recognized, by civilized
nations”, B,I,1957.
2- E. Gaillard, Arbitrage commercial international – Convention
d‘arbitrage-, JurisClasseur, Droit international, Fasc..
3- E. LAFERRIERE: Traité de la juridiction administrative 1888 tome II.
II
4- Ahmed OUERFELLI,”L arbitrage dans la jurisprudence tunisienne”,
ed. GLD-LGDJ, Tunis--Paris, 2010, p257-258.
200Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
مدى جواز إلزام وي ٔالامر القا الحكم بمذهب معن أو بقانون وضåي "دراسة
فقهية مقارنة"
The extent of the permissibility of obligating the guardian judge
to rule by a specific doctrine or positive law "a comparative
"jurisprudential study
د.أﺣمد ﺣنشل
DR.AHMED HANSHAL
أستاذ مشارك Rي الفقه املقارن -كلية الحقوق
جامعة عدن -اليمن.
ملخص البﺤث:
إذا ﱠ
كان إلزام القا oÔÕبمذهب مع,ن يق oÔüبه ،وال يخرج عنه ،هو الواقع ،وعليه العمل من زمن قديم ،فالقضاة
\ي كل البالد ٕالاسالمية يحكمون وفق مذهب مع,ن من املذاهب ٔالاربعة املشهورة ،والذي يشهد له الواقع وما جرى
ُ
عليــه العمــل منــذ زمــن قــديم ،هــو ال iـOام القاÕــ oÔبــأمر وــي ٔالامــر \ــي أحكامــه بالتقيــد بمــذهب معــ,ن ال يخــرج عنــه،
ً
وعـى هـذا ٔالاســاس فقـد رأيــت أنـه مــن املفيـد أن أذكـر أوال مســألة إلـزام القاÕــ oÔبـالحكم بمــذهب معـ,ن كمــا وردت
عنــد الفقهــاء القــدامى واملعاصــرين لبيــان املعالجــة الفقهيــة الÐــ oقــدمها الفقهــاء \ــي مســألة إلـزام وــي ٔالامــر القاÕــoÔ
الحكم بمذهب مع,ن ،وذلك لتسليط الضوء عى هذﻩ ٔالامور ودراس
ا بصورة تفصيلية وذلك مـن خـالل تحديـد
حكم إلزام وي ٔالامر القا oÔÕبالحكم بمذهب مع,ن دون سواء أو إلزامه بالحكم بموجب قانون وضøي يتم وضعه
من قبل وي ٔالامر أو من يتوب عنه من أهل الاختصاص من علماء الشرع والقانون.
الكلمات املفتاﺣية :قا ،oÔÕمذهب ،قانون ،حكم قضائي.
Abstract
If the judge’s obligation adhere to a specific school of thought, and does
not deviate from it, is the reality, and has to work from an ancient
anci time,
then judges in all Islamic countries judge according to a specific doctrine
of the four well-known
known schools, which is witnessed by reality and what
has been done since ancient times, is an obligation of the judge by the
orders of the guardian in his rulings to adhere to a specific school of
thought that does not depart from it, therefore , I thought it useful to
mention, first of all the issue of obligating the judge to rule with a
particular doctrine as it was mentioned by ancient and contemporary
contempor
201Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
مقدمة
فإن مسألة إلزام وي ٔالامر القا oÔÕبالحكم بمذهب مع,ن أو القانون الوضøي من ٔالامور ال oÐتحتاج
إى تحديد حكمها الشرÑي عند الفقهاء القدامى واملعاصرين لبيان املعالجة الفقهية ال oÐقدمها الفقهاء \ي
مسألة إلزام وي ٔالامر القا oÔÕالحكم بمذهب مع,ن ومدى معرفة الفقه ٕالاسالمي القديم واملعاصر بمسالة
التقن,ن من حيث وضع النصوص الفقهية \ي قوالب محددﻩ يسهل العمل }
ا من قبل القا، oÔÕوقد جاء هذا
البحث لتسليط الضوء عى هذﻩ ٔالامور ودراس
ا بصورة تفصيلية وذلك من خالل تحديد حكم إلزام وي
ٔالامر القا oÔÕبالحكم بمذهب مع,ن دون سوا أو إلزامه بالحكم بموجب قانون وضøي يتم وضعه من قبل وي
ٔالامر أو من يتوب عنه من أهل الاختصاص من علماء الشرع والقانون .
إشــكالية البﺤــث :تتمحــور إشــكالية البحــث حــول مــدى إلـزام القاÕــ oÔبمــذهب أو قــانون معــ,ن ،ومــن
هذا ٕالاشكالية الرئيسية تتفرع أسئلة فرعية أهمها :من الجهة املخولة \ي إلزام القا oÔÕبتباع مذهب أو قـانون
معــ,ن ،وهــل \ــي كــل املســأل يجــب أن يتقيــد القاÕــ oÔبحكمــه ،أم أن هنــاك بعــض ٔالامــور وجــب عليــه التقييــد
بذلك فقط.
منهج البﺤث
وقد اعتمدت \ي هذا البحث عى املنهج العلم oاملقارن من خالل املقارنـة بـ,ن أقـوال الفقهـاء واختيـار
الراجح م
ìا مع بيان سبب ذلك وتم الاعتماد عى كتب الفقهاء ٔالاقدم,ن واملعاصرين و\ي تخـريج ٔالاحاديـث تـم
ذكــر الحــديث مــع ذكــر الحكــم عليــه إن لــم يــرد \ــي الصــحيح,ن وقــد جــاء هــذا البحــث تحــت عنــوان مــدى جــواز
إلزام وي ٔالامر القا oÔÕالحكم بمذهب مع,ن أو بقانون وضøي "دراسة فقهية مقارنة" واقتضـت خطـة البحـث
تقسيمه عى ثالثة مباحث وذلك عى النحو ٓالاتي:
املبﺤث ٔالاول:
ﺣكم إلزام وي ٔالامر القا بمذهب معن
مس ــألة حك ــم إلـ ـزام القا Õــ oÔبق ــول واح ــد يحك ــم ب ــه وال يتج ــاوزﻩ وإن خ ــالف اج
ــادﻩ æ ،ــي حقيق ــة
التقن,ن كما سنب,ن ذلك الحقا ،وهذﻩ املسألة مما اختلف ف
Úا الفقهاء املتقدمون وجاءت آراؤهم عى قول,ن:
202Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
القول ٔالاول :ال يجوز للحاكم الاش!iاط عى القا oÔÕبالحكم بمذهب مع,ن ،وهذا قول الجمهور من
)(1
املالكيــة والشــافعية والحنابلــة كمــا أنــه قــول القاÕــ oÔأبــي يوســف ،ومحمــد بــن الحســن صــاح× oأبــي حنيفــة،
ً
وقــال ابــن قدامــة :ولــم أعلــم فيــه خالفــا (2)،وهــو اختيــار شــيخ ٕالاســالم ابــن تيميــة ،وقــد حكــى الاتفــاق عــى ذلــك
).(3
واستدلوا لذلك بأدلة م
ìا قوله تعاى ) فاحكم ب,ن الناس بالحق (
)(4
يتع,ن باملذهب ،وقد يظهر الحق \ي غ !,ذلك املذهب. والحق ال ّ
ثــم إنــه لــيس ملــن وــي أمـرا مــن أمــور املســلم,ن منــع النــاس مــن التعامــل بمــا يســوغ فيــه الاج
ــاد ملــا \ــي ذلــك مــن
التخفيــف عــى املســلم,ن ،وذكــروا أن عمــر بــن عبــدالعزيز كــان يقــول ":مــا يســرني أن أصــحاب رســول ﷲ صــى
ً
ﷲ عليـه وســلم لــم يختلفــوا ؛ أل
ــم إذا اجتمعــوا عــى قـول فخــالفهم رجــل كــان ضــاال وإذا اختلفــوا فأخــذ رجــل
بقول هذا ورجل بقول هذا كان \ي ٔالامر سعة ").(5
فأمــا الــذي \ــي الجنــة فرجــل عــرف اســتدلوا بقولــه " :ρالقضــاة ثالثــة واحــد \ــي الجنــة واثنــان \ــي النــار ﱠ
الح ــق فق üــ ÓÔب ــه ،ورج ــل ع ــرف الح ــق فج ــار\ي الحك ــم فه ــو \ ــي الن ــار ،ورج ــل ق üــ ÓÔللن ــاس ع ــى جه ــل فه ــو \ ــي
ً
النــار") ,،(6ففيــه بي ــان الوعيــد للقا Õــ oÔإذا حكــم ع ــى خــالف مــا يعتق ــدﻩ حقــا ألن ــه عمــل مح ــرم ،وال خــالف \ ــي
َ َ ُ
ـالم ابـ ُـن تيميــة رحمـ ُـه ﷲ ) :ويجـ ُـب العمـ ُـل ُبموجـ ِـب اعتقـ ِـادﻩ فيمــا لـ ُـه َ
تحريمــه عنــد أهــل العلــم .قــال شــيخ ٕالاسـ ِ
ً
وعليــه إجماعــا ( ) ,(7هــذا الصــدد جــاء \ــي مواهــب الجليــل ) (8مــا نصــه مــا يــيِ " :إ ﱠن ٕالامــام لــو شــرط عــى القاÕــoÔ
الحكم بما يراﻩ من مذهب مع,ن أو اج
اد له ،صح العقد وبطل الشرط".
كمــا ذكــر ابــن فرحــون)\ (9ــي التبصــرة مــا نصــه ":القاÕــ oÔيوليــه ٕالامــام القضــاء ويشــ!iط عليــه أال
ً
يحكم إال بمذهب إمام مع,ن ،...فهذا عى ضرب,ن :أحدهما :أن يش!iط ذلك عموما \ي جميع ٔالاحكام ،فالعقد
باطــل والشــرط باطــل ،...دليلنــا أن هــذا الشــرط ينــا\ي مقتüــ ÓÔالعقــد؛ فــإن العقــد يقتüــ oÔأن يحكــم بــالحق
عندﻩ ،وهذا الشرط قد حجرﻩ عليه ،واقت ÓÔüأن يحكم بمذهب إمامه ،وإن بان له أن الحق \ي سواﻩ ".
َ
ونق ــل ع ــن الش ــافعية :أن ــه ال يج ــوز أ ْن يعق ــد تقل ــد القض ــاء ع ــى أن يحك ــم بم ــذهب بعين ــه؛ مص ــداقا
لقولـه ) : Ιفـاحكم بــ,ن النـاس بــالحق ( ) ،(10والحـق مــا دل عليـه الــدليل ،وذلـك ال يتعــ,ن \ـي مــذهب بعينـه ،فــإن
ُّ
ق ِلد عى هذا الشرط بطلت التولية؛ ألنه علقها عى شرط ،وقد بطل الشرط ،فبطلت التولية).(1
1
) (مواهب الجليل لشرح مختصر خليل ،أبو عبدﷲ بن محمد بن عبدالرحمن الطرابل oÔýاملعروف بالحطاب ،ج ،6ص ،98دار الفكر ،ب!,وت ،ط1398 ،2ه.،
2
) ( املغ ،oÌلعبدﷲ بن أحمد بن قدامه ،ج ،10ص،136
3
) ( مجموع الفتاوى ج / 35ص.373 ،372 ،360 ،357دار عالم الكتب 1412هـ.
ﱠ 4
) (مواهب الجليل لشرح مختصر خليل ،للحطاب ،ج ،6ص ،98واملهذب ،ألبي إسحاق الش!,ازي ،، ،ج ،2ص ،291واملغ ،oÌالبن قدامه ،ج ،10ص.136
ﱠ 5
) ( املغ ،oÌلعبدﷲ بن أحمد بن قدامه ،ج ،10ص،136و املهذب \ي فقه ٕالامام الشافøي ،ألبي إسحاق الش!,ازي ،ج ،2ص.291
6
) ( رواﻩ أبـو داود\ ،ــي ســننه\ ،ــي بـاب القاÕــ oÔيخطــئ ،ج ،9ص ،463بــرقم .3102قـال أبــو داود وهــذا أصــح ــoÔء فيـه يعÌــ oحــديث ابــن بريـدﻩ القضــاة ثالثــة] .ســ ن أبــي داود،
ألبــي داود ســليمان بــن ٔالاشــعث الالسجســتاني ،دار الكتــاب العربــي ،ب,ــ!وت ،د .ط ،د .ت[ ،ورواﻩ ال!iمــذي\ ،ــي الجــامع الكب,ــ! ،بــاب مــا جــاء \ــي نضــح بــول ،ج ،3ص،6
برقم ] .1322الجامع الكب،!,ألبي عي ÓÔýمحمد بن عي ÓÔýا ل!iمذي، ،دار الجيل،ب!,وت،دار العرب ٕالاسالمي،ب!,وت،ط1998 ،2م[ ".
7
) ( مجموع الفتاوى ج / 35ص.373 ،372 ،360 ،357دار عالم الكتب 1412هـ.
8
) ( مواهب الجليل لشرح مختصر خليل ،للحطاب ،ج ،6ص.98
9
) ( تبصــرة الحكــام ،البــن فرحــون ،ج ،1ص ،17-16والشــرح الكب,ــ! مــع حاشــية الدســوي عليــه ،للــدردير ،ج ،4ص ،130وعقــد الجــواهر الثمينــة ،البــن شــاس ،ج ،3ص،101
والذخ!,ة ،للقرا\ي ،، ،ج ،10ص.125
10
) (سورة صٓ ،الاية .26
203Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
الق ــول الث ــاني :يج ــوز للح ــاكم أن يل ــزم القا Õــ oÔب ــالحكم بم ــذهب مع ـ ّـ,ن ،وه ــذا الق ــول م ــروي ع ــن أب ـي
حنيف ــة وق ــد خالف ــه ص ــاحباﻩ كم ــا تق ـ ّـدم ،وق ــد اس ــتدل ل ــذلك ب ــأن تولي ــة القض ــاء تتخص ــص بالزم ــان واملك ــان
ّ
والشخص ،فلو والﻩ السلطان القضاء \ي زمان مخصوص أو مكان مخصوص أو عى جماعة مخصوصة تع,ن
)(2
ذلك ،ألنه نائب عنه ،ولو
اﻩ عن سماع بعض املسائل لم ينفذ حكمه ف
Úا.
وعى ذلك فان جـواز إلـزام وـي ٔالامـر للقاÕـ oÔبـالحكم بمـذهب معـ,ن وتقييـدﻩ بـه ،وفـق رأي أبـي حنيفـة ،مبنيـة
ً
عـى أن واليـة القاÕــ oÔمسـتمدة مــن واليـة الســلطان لكـون القاÕــ oÔوكـيال عنــه ) " :،(3فالـذي يقــول لـه الســلطان:
ً
وليتــك القضــاء عــى مــذهب فــالن ،لــيس لــه أن يتجــاوز مشــهور ذلــك املــذهب إن كــان مقلــدا ،ولــيس لــه مجــاوزة
ـدا؛ ألن التوليـة حصــرته") .(4وعــى ذلـك ،فلــو ّ ً ً
قيــد السـلطان القاÕــ oÔبصــحيح ذلـك املــذهب ،مقلـدا كــان أو مج
ـ
مذهبه ،تقيد بال خالف ).(5
كم ــا ذه ــب إ ــى ج ــواز إلـ ـزام القا Õــ oÔبم ــذهب مع ــ,ن إذا ك ــان القا Õــ oÔمقل ــدا بع ــض فقه ــاء مت ــأخري
املالكية ) (6وبه قال ٕالامام السبكي وغ!,ﻩ من متأخري الشافعية ،وحملوا أقـوال أئمـ
م املتقـدم,ن عـى القاÕـoÔ
البا6ي أن الوالة كانوا بقرطبـة املج
د .من ذلك ما ذكرﻩ ابن فرحون \ي التبصرة ":أخ"!ني القا oÔÕأبو الوليد البا
ً
إذا ولـو رجـال القضـاء شــرطوا عليـه \ـي ســجله أن ال يخـرج عـن قـول ابــن القاسـم مـا وجــدﻩ ،قـال الشـيخ أبــوبكر:
وهذا جهل عظيم م
ìم .يريد ألن الحق ليس \ي oÔء مع,ن .وإنما قال الشيخ أبوبكر هذا
ً
لوجـود املج
ـدين وأهــل النظـر \ـي قضــاة ذلـك الزمــان فـتكلم عـى أهــل زمانـه ،وكــان معاصـرا لإلمـام أبــي عمـر بــن
عبــدال"! ،والقاÕــ oÔأبــي الوليــد البــاـا6ي ،والقاÕــ oÔأبــي الوليــد بــن رشــد ،والقاÕــ oÔأبــي بكــر بــن العربــي ،والقاÕــoÔ
أبي الفضل عياض ،والقا oÔÕأبي محمد بن عطية صاحب التفس ،!,وغ !,هـؤالء مـن نظـرا
Íم ،وقـد ُع ِـدم هـذا
النمط \ي زماننا من املشرق واملغرب").(7
وعنــد الحنابلــة وج ــدنا أن بعــض املت ــأخرين مــن الحنابل ــة يــرون ج ــواز إل ـزام القا Õــ oÔبمــذهب مع ــ,ن
حال القدرة عى الحكم بالعدل جاء \ي مجموع فتاوى شيخ ٕالاسالم ابن تيمية ما نصه " :ثم قد يكون الحـاكم
وقت الوقف له مذهب ،وبعد ذلك يكـون للحـاكم مـذهب آخـر ،كمـا يكـون \ـي العـراق وغ!,هـا مـن بـالد ٕالاسـالم،
ّ
ف ــإ
م ك ــانوا يول ــون القض ــاء ت ــارة لحنف ــي ،وت ــارة مل ــالكي ،وت ــارة لش ــافøي ،وت ــارة لحنب ــي ،وه ــذا القا Õــ oÔي ــوي \ ــي
ٔالاطراف من يوافقه عى مذهبه تارة ومن يخالفه أخرى ،ولو شـرط ٕالامـام عـى الحـاكم ،أو شـرط الحـاكم عـى
خليفته أن يحكم بمذهب مع,ن بطل الشرط ،و\ي فساد العقد وجهان.
ﱠ 1
) ( امله ــذب ،ألب ــي إس ــحاق الش ــ!,ازي ،، ،ج ،2ص ،291ؤالاحك ــام الس ــلطانية ،للم ــاوردي ،، ،ص ،68وروض ــة الط ــالب,ن وعم ــدة املفت,ن،للن ــووي ،، ،ج ،11ص ،199ومغ Ìــo
املحتـاج ،للخطيـب الشـربي ،، ،oÌج ،4ص ،377والحـاوي الكب,ـ! \ـي فقـه مــذهب ٕالامـام الشـافøي ،للمـاوردي ،، ،ج ،16ص ،24وبقيـة مراجـع الشـافعية السـابقة ينظــر:
ص.111
2
) (حاشـية رد املحتــار عــى الـدر املختــار ،البــن عابــدين ،، ،ج ،4ص ،399وموجبـات ٔالاحكــام وواقعــات ٔالايـام ،لقاســم بــن قطلوبغــا الحنفـي ،ص ،194مطبعــة ٕالارشــاد ،بغــداد،
من منشورات وزارة ٔالاوقاف ،د .ط ،د .ت ،وفتح القدير ،البن الهمام ،، ،ج ،7ص.306
3
) ( فتح القدير ،البن الهمام ،، ،ج ،7ص.306
4
) ( موجبات ٔالاحكام وواقعات ٔالايام ،البن قطلوبغا ،، ،ص.194
5
) (حاشية رد املحتار عى الدر املختار ،البن عابدين ،، ،ج ،4ص.369
6
) ( البهجة \ي شرح التحفة ،ألبي الحسن عي بن عبد السالم التسوي ،ج ،1ص ،41دار الكتب العلمية ،ب!,وت ،ط1418 ،1ه.،
7
) ( تبصرة الحكام ،البن فرحون ،، ،ج ،1ص.52
204Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 املجلة الدولية لالج
اد القضائي -العدد–08كانون ٔالاول – ديسم"!2022
وال ريــب أن هــذا إذا أمكــن القضــاة أن يحكمــوا بــالعلم والعــدل مــن غ,ــ! هــذا الشــرط فعلــوا ،فأمــا إذا
ً ً ُ
قـ ّـدر أن \ــي الخــروج عــن ذلــك مــن الفســاد جهــال وظلمــا أعظــم ممــا \ــي التقــدير ،كــان ذلــك مــن بــاب دفــع أعظــم
الفسـ َـادين بــالOiام أدناهمــا") .(1وهنــاك ِمــن متــأخري الحنابلــة َمــن يحمــل املنــع عــى القاÕــ oÔاملج
ــد ،ويقــول بــأن
عمل الناس عى خالفه).(2
كمــا اســتدل أصــحاب هــذا القــول بالشــواهد التاريخيــة الÐــ oتــدل عــى وجــوب إل ـزام القاÕــ oÔبــالحكم
أن فكرة إلزام القا oÔÕبالحكم بمذهب مع,ن اليتعداﻩ قد ُو ِجدت بمذهب مع,ن ؛ إذ يرى أصحاب هذا القول ﱠ
ِ
منذ عصر الرسالة ،وما تالﻩ من عصور ،ومن هذﻩ الشواهد مايي:
دون ف
Úــا الرســولρحقــوق املســلم,ن ،وغ,ــ! املســلم,ن \ــي -1دســتور املدينــة املنــورة :وهــو الوثيقــة الÐــ oﱠ
املدينة املنورة)،(3وكذلك وثيقة زكاة ٕالابل والغنم).(4
-2جمــع القـرآن الكــريم ،وإرســال نســخ منــه إــى ٔالامصــار لاللiـOام }
ــا .وكــذلك تــدوين الســنة \ــي القــرن,ن
الثاني والرابع الهجري).(5
ً
-3موطــأ ٕالامــام مالــك )ت 179ه( ،والــذي طلــب منــه الخليفــة العباــ oÔاملنصــور) (6أن يكــون دســتورا
للدولة آنذاك.
ً
-5كت ــاب الخ ـراج ألب ــي يوس ــف )ت183ه( وال ــذي كت ــب \ ــي مقدمت ــه أن ــه وض ــعه بن ــاء ع ــى طل ــب م ــن
الخليفة العبا oÔهارون الرشيد).(7
بعــد عــرض القــول,ن البــد مــن تقريــر بعــض ٔالامــور وتجلي
ــا بصــورة صــحيحة حÐــ Óيتضــح املقصــود مــن
ترجيح هذا القول أو ذاك إذ البد أن نقرر أمور :
ٔالام ــر ٔالاول :أن ماذه ــب إلي ــه أص ــحاب الق ــول الث ــاني القائ ــل بج ــواز إلـ ـزام و ــي ٔالام ــر للقا Õــ oÔب ــالحكم
بمــذهب معــ,ن يتقيــد بــه \ــي قضــائه وال يتجــاوزﻩ فيــه مــن القبــول وٕالاقـرار بــالواقع املعــيش آنــذاك ؛ ألن الغالــب
َ َ ُ ُ
ـود قــاض بلـ َـغ رتبــة عــى القض ـاة \ــي عهــد الحنفيــة ومتــاخري فقهــاء املالكيــة والشــافعية هــو التقليــد ،ونــدرة وجـ ِ
الاج
ـ ِـاد \ ــي ذل ــك الزم ــان ؛ كم ــا ال يوج ــد الي ــوم القا Õــ oÔاملج
ــد ال ــذي يس ــتطيع النظ ــر \ ــي ٔالادل ــة الش ــرعية،
واستنباط ٔالاحكام م
ìا؛ ومن ثم الحكم بما يرى أنه الحق والعدل ،وال يوجد ح ÓÐالقا oÔÕاملقلد .
ُ
وال ــذي يش ــهد ل ــه الواق ــع ،وم ــا علي ــه العم ــل من ــذ زم ــن ق ــديم ،ه ــو ال iـOام القا Õــ oÔب ــأمر و ــي ٔالام ــر \ ــي
أحكامه بالتقيد بمذهب مع,ن ال يخرج عنه ؛حيـث يـروى أن القاÕـ oÔشـريح تـوى القضـاء لعـي ومعاويـة ،وكـان
ّ َ
معاوية يرى أ ﱠن غ !,املسلم ال يرث املسلم وأن املسلم يرث غ,ـ! املسـلم ،بينمـا شـريح -وهـو ُح ّجـة غ,ـ! ُم ِقلـد -يـرى
1
) ( مجموع فتاوى شيخ ٕالاسالم أحمد بن تيمية ،، ،ج ،31ص.74-73
2
) ( مطالــب أوــي النpــ\ Óــي شــرح غايــة املنتpــ ،Óللفقيــه العالمــة /مصــطفى الســيوطي الرحيبــاني ،ج ،9ص ،257د .ت ،ط1421 ،3ه ،وٕالاقنــاع لطالــب الانتفــاع ،لشــرف الــدين
الحجاوي املقد ،oÔج ،4ص ،394تحقيق :د /عبدﷲ بن عبداملحسن ال!iكي ،دار هجر ،د .بلد نشر ،ط1418 ،1ه.
3
) ( وقد ورد نص الوثيقة \ي :الس!,ة النبوية ،ملحمد بن عبدامللك ابـن هشـام ،ج ،1ص ،571تحقيـق :مصـطفى السـقه ،وإبـراهيم ٕالايبـاري ،وعبـد الحـافظ شـل× ،oدار الفكـر،
ب!,وت ،د .ط1986 ،م ،والبداية وال
ìاية ،للحافظ عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن كث ،!,ج ،3ص ،224دار الكتب العلمية ،ب!,وت ،ط1405 ،2ه1985-م.،
4
) ( و æــي عب ــارة ع ــن بي ــان أنص ــبة الزك ــاة لإلب ــل والغ ــنم .املغ ــازي ،ألب ــي عب ــدﷲ محم ــدبن عم ــربن واق ــد الواق ــدي ،ج ،3ص ، 1084ع ــالم الكت ــب ،ب ,ــ!وت ،د .ط ،د .ت ،وت ــاريخ
الخلفاء ،لعبدالرحمن بن أبي بكرالسيوطي ،ص ،173مطبعة السعادة ،مصر ،ط1371 ،1هـ 1952 -م.
5
) (ٕالاتقــان \ــي علــوم القـرآن ،للحــافظ جــالل الــدين عبــدالرحمن الســيوطي ،ج ،1ص ،283-282تحقيــق :د /محمــود أحمــد القيســية ،ومحمــد أشــرف ســيد ٔالاتاــ ،oÔمؤسســة
النداء ،أبو ظ×ٕ ،oالامارات ،ط1424 ،1ه2003-م ،ص.،124
ّ 6
) (كشــف املغطــا \ــي فضــل املوطــأ ،للحــافظ أبــو القاســم عــي بــن هبــة ﷲ الدمشــقي ابــن عســاكر ،ص ،47دار الفكــر ،ب,ــ!وت ،د .ط1415 ،ه1995-م ،وســ !,أعــالم النــبالء،
للحافظ الذه× ،، ،oج ،8ص.79
7
) ( الخراج،ألبي يوسف يعقوب بن إبراهيم،ص ،3املطبعة السلفية،القاهرة ،ط1382 ،3هـ...
205Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
ﱠ
أنه ال توارث ب,ن أهل ِملتـ,ن شـÓÐ؛ فاملسـلم ال يـرث غ,ـ! املسـلم ،كمـا أن غ,ـ! املسـلم ال يـرث املسـلم .فـإذا جـاءت
هذﻩ املسألة يقول ف
Úا :هذا ما ق ÓÔüبه أم !,املؤمن,ن معاوية ،بينما يقول \ي غ!,ها هذا قضاء ﷲ ورسوله).(1
كمــا أن فكــرة التقنــ,ن كانــت موضــع التنفيــذ \ــي صــورة ٕالال ـزام بــالحكم بمــذهب إمــام بعينــه ،وال ي ـزال
تبÌــ oاململكــة العربيــة الســعودية بشــكل رســمo العمــل }
ــذا يــا \ــي بعــض الــبالد .ومــن ذلــك \ــي العصــر الحاضــر ّ
ِ جار
ُ ً
امل ــذهب الحنب ــي ،وألزم ــت القض ــاة ب ــالحكم وفق ــا للمف Ðــ Óب ــه م ــن ذل ــك امل ــذهب ،فمن ــذ أوائ ــل إنش ــاء الهيئ ــة
القض ـ ـ ــائية أص ـ ـ ــدرت تل ـ ـ ــك الهيئ ـ ـ ــة قراره ـ ـ ــا رق ـ ـ ــم 3بت ـ ـ ــاريخ 1347/1/7ه ،املق iـ ـ ــ!ن بالتص ـ ـ ــديق الع ـ ـ ــاي بت ـ ـ ــاريخ
ً ً
1347/3/24ه ،ليكون نافذا وملزما ،وقد نص هذا القرار عى ما يي:
ً
أ – أن يكــون مجــرى القضــاء \ــي جميــع املحــاكم منطبقــا عــى املفÐــ Óبــه مــن مــذهب ٕالامــام أحمــد بــن
ً
حنبل؛ نظرا لسهولة مراجعة كتبه ،والOiام املؤلف,ن عى مذهبه ذكر ٔالادلة إثر مسائله.
ب – إذا ص ــار جري ــان املح ــاكم الش ــرعية ع ــى التطبي ــق ع ــى املف Ðــ Óب ــه م ــن امل ــذهب امل ــذكور ،ووج ــد
القضــاة \ــي تطبيقهــا عــى مســألة مــن مســائله مشــقة ومخالفــة ملصــلحة العمــوم ،يجــري النظــر والبحــث ف
Úــا مــن
ً
باي املذاهب ،بما تقتضيه املصلحة ،ويقرر الس !,ف
Úا عى ذلك املذهب مراعاة ملا ذكر. ي
ج – يكون اعتماد املحاكم \ي س!,ها عى مذهب ٕالامام أحمد عى الكتب ٓالاتية:
-1شرح املنت – 2 .Ópشرح ٕالاقناع.
فما اتفقا عليه أو انفرد به أحدهما فهو املتبع ،وما اختلفا فيـه ،فالعمـل عـى مـا \ـي املنتpـ ،Óوإذا
ـر&ي ال ـزاد ،أو ال ــدليل ،إ ــى أن يحص ــل }
ــا ل ــم يوج ــد باملحكم ــة الش ــرحان امل ــذكوران ،يك ــون الحك ــم بم ــا \ ــي ش ــر ي
الشرحان ،وإذا لم يجد القا oÔÕنص القضية \ي الشروح املذكورة ،طلـب نصـها \ـي كتـب املـذهب املـذكور الÐـo
æــي أبس ــط م
ìــا ،وق üــ ÓÔب ــالرااجح").(2ولك ــن م ــع ك ــل ذل ــك فاألخ ــذ }
ــذا ال ـرأي ي ــؤدي حرم ــان ٔالام ــة م ــن ال ــ!وة
الفقهية العظيمة للمدارس الفقهية املختلفة.
ٔالامر الثاني :أن ما قاله أصـحاب القـول ٔالاول وهـم جمهـور الفقهـاء مـن املالكيـة والشـافعية والحنابلـة
الــذين يــرون عــدم جــواز إل ـزام وــي ٔالامــر القاÕــ oÔبمــذهب معــ,ن فيــه مــن الفوائــد الكث,ــ!ة لألمــة ؛الن إلـزام وــي
ٔالامر القا oÔÕبمذهب مع,ن يعد حرمان ٔالامة من الاسـتفادة مـن الـ!اء الفقpـ oللمـدارس الفقهيـة ٔالاخـرى ،كمـا
أن ذل ــك يبع ــث ع ــى ج ــر القا Õــ oÔوالفقه ــاء إ ــى الاكتف ــاء ع ــى م ــذهب بعين ــه وه ــذا ي ــؤدي إ ــى الجم ــود الفك ــري
والاحتكار الفق opو\ي هذا من املساوي ما يفوق املنافع ال oÌذكرها املجO,ون للتقييد بمذهب بعينه.
ٔالامــر الثالــث :أن مــا ذكــرﻩ أصــحاب القــول الثــاني )املج,ــOون للتقييــد بمــذهب معــ,ن( مــن ت"!يـرات لهــذا
القول لم يعد لها صدى \ي الواقع املعاصر ألسباب كث!,ة م
ìا:
-وج ــود امل ــدونات القانوني ــة املعاص ــرة ال Ìــ oال يس ــتطيع املشــرع ال ــوط oÌأن يحص ــرها \ ــي م ــذهب بعين ــه
ك!ة املستجدات ال oÐافرزها الواقع. بسب !ة
-لم يعد القا oÔÕمج
دا ،وال مقلدا ؛فقد صار مطبقا للنصوص فقط ومن ثم فليس للقاÕـ oÔاليـوم
مذهبا معيننا ؛ إذ مذهبه القضائي ،إن جاز التعب !,هو نصوص القانون فقط .
1
س ن سعيد بن منصور ،، ،ج ،1ص.87 )( ن
2
) ( املتـون الفقهيـة وصــل
ا بتقنـ,ن الفقــه ،للـدكتور/محمـد ظــافري حمـدي ،، ،ص ،416-415والنــوازل التشـريعية :تقنــ,ن ٔالاحكـام وإلـزام القضــاة بـه ،للــدكتور/ناصـر امليمــان،
،،ص.88-87
206Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
1
) ( القــاموس املحــيط ،للف,ــ!وز آبــادي ،بــاب النــون ،فصــل القــاف ،مــادة )ق ن ن( ،ص ،1105واملصــباح املن,ــ! \ــي غريــب الشــرح الكب,ــ! ،للفيــومي ،فصــل القــاف مــع النــون ومــا
يثل
م ــا ،ج ،2ص ،517وت ــاج الع ــروس م ــن ج ــواهر الق ــاموس ،ملحم ــد مرت üــ ÓÔالحس ــي oÌالزبي ــدي ،م ــادة) :ق ن ن( ،ج ،36ص ،20دار الهداي ــة ،د .بل ــد نش ــر ،د .ط،
1307ه.
ً
املعج ــم الفرن ýــ) oÔالروس( :أن كلم ــة ق ــانون يوناني ــة ٔالاص ــلُ ،ن ِقل ــت إ ــى الالتيني ــة وم
ìــا إ ــى
2
) ( وخالف ــا ل ــذلك ،فهن ــاك م ــن ي ــرى أن لف ــظ ق ــانون يوناني ــة ٔالاص ــل إذ ج ــاء \ ــي امل
ْ
الكنسـية ،ثـم الفرنسية؛ وذلك عندما اقتبس الفرنسيون من كلمة ) (kanonالالتينيـة ،ومعناهـا :القاعـدة أو املسـطرة ،كلمـة ) (canonليطلقوهـا عـى قـرارات املجـامع ِ
ـانون ْ
الكن ýــ .(canon law)oÔمش ــار إلي ــه \ ــي كت ــاب :عل ــم الق ــانون والفق ــه ٕالاس ــالمي ،لل ــدكتور/س ــم !,عالي ــة ،ص،44 ِ أخــذها ٕالانجل ,ــ Oع ــ
ìم وأطلقوه ــا ب ــدورهم ع ــى الق ـ
املؤسسة الجامعية ،ب!,وت ،ط1985 ،2م.
3
) ( الكليات ،ألبي البقاء الكفوي ،، ،ص.734
4
معجم لغة الفقهاء ،للدكتور/محمد رواس قلعه 6ي ،ود/حامد صادق قني× ،oص ،425دار النفائس ،ب!,وت ،ط1408 ،2ه1988-م. ) ( جم
5
) ( تــاج العــروس مــن جــواهر القــاموس ،لزبيــدي ،مــادة) :ق ن ن( ،ج ،36ص ، 20والقــاموس املحــيط ،للف,ــ!وز آبــادي ،بــاب النــون ،فصــل القــاف ،مــادة )ق ن ن( ،ص،1105
يثل
ما ،ج ،2ص.517 واملصباح املن\ !,ي غريب الشرح الكب ،!,للفيومي ،فصل القاف مع النون وما يثل
6
) ( املــدخل للعلــوم القانونيــة ،للــدكتور /توفيــق حســن فــرج ،، ،ص ،223واملــدخل للعلــوم القانونيــة ،للــدكتور /ســليمان مــرقس ،، ،ص ،159وأصــول القــانون ،لعبــد املــنعم
الصدﻩ ،، ،ص.114 ّ
207Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
وعلي ــه فان ــه ينب 2ــي أن تت ــوافر \ ــي التقن ــ,ن الش ــكل الرس ــم ،oأي أن يك ــون التقن ــ,ن \ ــي وثيق ــة رس ــمية
صــادرة مــن املشــرع ،يــتم ف
Úــا تجميــع القواعــد القانونيــة الخاصــة بنــوع متجــانس مــن فــروع القــانون ،وصــياغ
ا
بعبــارات آمــرة م ــوجزة واضــحة ،و\ــي ص ــورة مــواد مرقمــة ومتسلس ــلة ،ثــم إصــدارها \ ــي صــورة قــانون أو نظ ــام
ً ً ً
مخالفا لرأيه هو ،فال يكون تقنينا ما لم يكن ملزما)..(1 تفرضه الدولة وإلزام القضاة بالحكم }
ا ،.ولو كان
ثالثا :تعريف تقن,ن الفقه ٕالاسالمي
مصـطلح التقنــ,ن مــن املصــطلحات الحديثــة واملعاصــرة ،فهـذﻩ التســمية }
ــذا اللفــظ لــم تكــن موجــودة
أو معروف ــة ل ــدى فقه ــاء الش ــريعة ٕالاس ــالمية الق ــدامى ،ولك ــن ع" ــ! الفقه ــاء ع ــن ه ــذا املفه ــوم بـ ـ"إل ـزام القا ÕــoÔ
بــالحكم بمــذهب معــ,ن كمــا مــر معنــا "وعليــه ســيتم تعريــف التقنــ,ن عنــد الفقهــاء املعاصــرين ،إذ الواضــح أ
ــم
ً قد ﱠ
عرفوﻩ بعدة تعريفات نذكر بعضا م
ìا:
َُ ُ ض ُـع َم ّ
عرف بعضهم تقن,ن الفقه ٕالاسالمي بأنهَ " :و ْ
يتجاوزهـا " ْأو ـريعية َيحك ُـم }
ـا القاÕـ oÔوال
ـواد تش ٍ ٍ ﱠ
بالحكم }
ا " . القضاة ألج ِل إلز ِامات إلزامية ْ , الشرعية \ي ِعبار ٍ كام ُ ْ
ِ ِ ٍ ِ بمعِ : ÓÌصياغة ٔالاح ِ
وعرف ــه بعض ــهم بأن ــه" :ص ــياغة أحك ــام املع ــامالت وغ!,ه ــا م ــن عق ــود ونظري ــات ممه ــدة له ــا ،جامع ــة ﱠ
إلطارها \ي صورة مواد قانونية ،يسهل الرجوع إل
Úا").(2
عرفــه بعــض البــاحث,ن بأنــه" :صــياغة أحكــام الشــريعة ٕالاســالمية ،القابلــة للتقنــ,ن ،مــن ِق َبــل أهــل كمــا ﱠ
الخ"ــ!ة والاختصــاص\ ،ــي صــورة مــواد متجانســة ،قابلــة للتطبيــق والتنفيــذ ،بصــورة ملزمــة مــن الحــاكمَ ،يسـ ُـهل
الرجوع إل
Úا").(3
ومـن تعريفـات تقنــ,ن الفقـه ٕالاســالمي" :صـياغة ٔالاحكــام الفقهيـة ذات املوضــوع الواحـد ،الÐــ oلـم ُيiــ!ك
ً ً ً تطبيقهــا الختيــار النــاس\ ،ــي عبــارات آمــرﻩ ُي ﱠ
م,ــ Oبي
ìــا بأرقــام متسلســلة ،ومرتبــة ترتيبــا منطقيــا بعيــدا عــن التكـرار
والتضارب").(4
ومم ــا س ــبق يتض ــح أن تقن ــ,ن الفق ــه ٕالاس ــالمية يقص ــد ب ــه ص ــياغة بع ــض ٔالاحك ــام الفقهي ــة القابل ــة
للتقنــ,ن ووضــعها \ــي مــواد قانونيــة مختصــرة يســهل تطبيقهــا مــن قبــل املختصــ,ن وهــذا التقنــ,ن مــن ال بــاس أن
يخضع للمراجعة بعد كل مدة بحسب النوازل واملستجدات
املطلب الثاني
تاريخ نشأة فكرة التقنن وتطورﻩ
ي ــرى بع ــض الب ــاحث,ن أن مب ــدأ فك ــرة جم ــع الن ــاس ع ــى رأي واح ــد \ ــي القض ــاء -وه ــو خالص ــة )فك ــرة
َل ُ َ
املق ﱠف ــع إقن ـ َ ُ
ـاع أب ــي جعف ـ ٍـر املنص ــور ِ التقن ــ,ن( -ق ــد ج ــاء م ــن قب ــل ٔالادي ـ ُـب عب ــد ﷲ ب ــن املقف ــع ؛حي ــث ح ــاو اب ــن
1
) ( تقنــ,ن الفقــه ِٕالاســالمي :املبــدأ واملــنهج والتطبيــق ،للــدكتور /محمــد زكــي عبــد ال"ــ! ،ص ،35إدارة إحيــاء ال iـ!اث ٕالاســالمي ،قطــر ،ط1407 ،2ه1986-م .الوســيط \ــي شــرح
السعود ،، ،ص.255 مقدمة القانون املدني ،للدكتور /رمضان أبو ُ
2
) ( جهود تقن,ن الفقه ٕالاسالمي ،للدكتور /وهبة الزحيي ،، ،ص.35
3
ليح* Óالخاليلة ،، ،ص.25 ) ( تقن,ن أحكام الشريعة ٕالاسالمية ب,ن النظرية والتطبيق ،ليح
4
) ( مس!,ة الفقه ٕالاسالمي املعاصر ومالمحه ،للدكتور /شويش املحاميد ،، ،ص.437
208Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
ـ!ح عــىـالتقن,ن \ــي بــدء العهــد العباــ\ oÔــي رســالة سـ ﱠـماها ) :رســالة الصــحابة( أي صــحابة الــوالة والخلفــاء ,.واقiـ َ بـ ﱠ
ِ ِ ِ
الخليفة بجمع ٔالاحكام الفقهية وإلزام القضاة بالحكم }
ا ).(1
كمــا أن فكــرة إل ـزام النــاس بالتقاÕــ oÔع ــى رأي واحــد قــد رويــت \ــي لق ــاء ٕالامــام مالــك بــن أنــس وأب ــي
جعف ــر املنص ــور ،وامله ــدي ،ولك ــن ٕالام ــام رف ــض ذل ــك وق ــال ألب ــي جعف ــر :إن الن ــاس ق ــد س ــيقت إل ــ
Úم أقاوي ــل،
وعملـوا بـه ودانـوا مـن اخـتالف أصـحاب رسـول ّ
وسمعوا أحاديث ،ورووا روايات ،وأخذ كل قوم بما سيق إلـ
Úم ِ
ﷲ -صــى ﷲ عليــه وســلم -وغ,ــ!هم ،وإن ّردهــم عمــا اعتقــدوﻩ شــديد ،فــدع النــاس ومــا هــم عليــه ،ومــا اختــار
أهل كل بلد ألنفسهم).(2
أم ــا التقني ــ,ن بمعن ــاﻩ املعاص ــرة؛ فه ــو ع ــى ٔالارج ــح ل ــم يظه ــر إال \ ــي عه ــد الدول ــة العثماني ــة ،الس ــيما \ ــي
أواخــر القــرن الثالــث عشــر الهجــري ،عنــدما تــم إنشــاء املحــاكم النظاميــة ،وتــم نقــل إل
Úــا بعــض اختصاصــات
القضاء الشـرÑي ،فهنـا واجـه قضـاﻩ هـذﻩ املحـاكم)وهـم ليسـوا مـن أهـل الاج
ـاد( مشـقة \ـي مطالعـة كتـب الفقـه
الكث,ــ!ة ،وفهــم مــا تحتويــه؛ واملوازنــة بــ,ن ٓالاراء املتنوعــة ال Ðـ oتعــج }
ــا هــذﻩ الكتــب؛ لهــذﻩ ٔالاســباب مجتمعــة تــم
تشكيل لجنة من العلمـاء برئاسـة أحمـد جـودت باشـا نـاظر ديـوان ٔالاحكـام العدليـة ،بـدأ عمـل اللجنـة مـن سـنة
1285ه1869/م ،حÐـ Óســنة 1293ه1876 -م ،وتــم \ـي
ايــة املطــاف تتـويج هــذا العمــل بإصـدار مدونــة قانونيــة
وفق املذهب الحنفـي سـميت مجلـة ٔالاحكـام العدليـة؛ وتم,ـOﻩ بالسـهولة وعـدم التعقيـد \ـي صـياغ
ا وجـاءت عـى
ش ــكل م ــواد قانوني ــة متسلس ــلة؛ إذ احت ــوت ع ــى م ــا يق ــرب م ــن 1851م ــادة؛ ومازال ــت ه ــذﻩ املجل ــة \ ــي متن ــاول
الباحث,ن واملطلع,ن؛ وæي زاخرة باألحكام ال oÐاستق
ا من املذهب الحنفـي؛ وبعـد هـذا العمـل جـاءت محـاوالت
أخــرى اقتفــت اثــر مجلــة ٔالاحكــام العدليــة؛ ومــن ذلــك كتــاب مرشــد الح ,ـ!ان \ــي معرفــة أحــوال ٕالانســان ،الــذي
ـ ن بعــض أحكــام املعــامالت مــن املــذهب الحنفــي عــى طريقــة مجلــة ٔالاحكــام العدليــة،3ثــم بعــد ذلــك اجتاحــت قـ ن
القوان,ن الوضعية غ,ـ! ٕالاسـالمية العـالم العربـي \ـي
ايـة القـرن التاسـع عشـر مـع أفـول نجـم الخالفـة العثمانيـة
وبروز الاحتالل ٔالاجن× oوأدواته.4
و\ي \ي عهد الخديوي إسماعيل باشا بمصر تم تشكيل لجنـة \ـي سـنة 1883ه برئاسـة حسـ,ن فخـري
باشــا ،وعضــوية كــل مــن فأشــ !,النائــب العمــومي \ــي املحــاكم املختلطــة ،وبطــرس غــاي باشــا وكيــل وزارة العــدل،
)ومــور وين ــدو( ٕالايط ــاي) ،ول ــو( الانجل ,ــOي القاض ــي,ن باملحــاكم املختلط ــة ،فأص ــدرت ه ــذﻩ اللجن ــة مجموع ــة م ــن
القوان,ن؛ وم
ìا :القانون املدني والتجاري والبحري والجنـائي ،وغ,ـ! ذلـك مـن القـوان,ن الوضـعية وقـد كانـت هـذﻩ
أول بـ ــذرة شـ ــيطانية كـ ــان الهـ ــدف م
ìـ ــا إزاحـ ــة الفقـ ــه ٕالاسـ ــالمي ،وإحـ ــالل القـ ــوان,ن الوضـ ــعية محلـ ــه \ـ ــي الـ ــبالد
1
) ( ٕالاســالم وتقنــ,ن ٔالاحكــام ،د /عبــدالرحمن القاســم ،،،ص ،243-239ود /بكــر أبــو زيــد ،فقــه النــوازل :التقنــ,ن وٕالالـزام ،، ،ج ،1ص ،17ود /عبــدالرحمن بــن أحمــد الجرÑــي،
تقنــ,ن ٔالاحكــام الشــرعية بــ,ن املــانع,ن واملج,ــOين ،ص ،3-2بحــث منشــور عــى املوقــع ٕالالك!iون ـي )ٕالاســالم اليــوم( ، http:www.islamtoday.net :ود /عبــدالرحمن بــن
ســعد الش ــ!iي ،تقن ــ,ن ٔالاحك ــام الشــرعية تاريخ ــه وحكم ــه ،ص ،8دار التوحي ــد ،الريــاض ،الطبع ــة ٔالاو ــى1435 ،ه ،ود /عب ــد املــؤمن عب ــدالقادر شــجاع ال ــدين ،موق ــف
الفقهاء من تقن,ن أحكام الشريعة ٕالاسالمية ،، ،ص.[7
ّ 2
) ( كشـف املغطـا \ــي فضـل املوطـأ،البن عســاكر ،، ،ص ،47وترتيـب املـدارك وتقريــب املسـالك ملعرفـة أعــالم مـذهب مالـك ،للقاÕــ oÔأبـو الفضـل عيــاض بـن موـ ÓÔاليحصــ×،o
ج ،1ص ،193-192تحقيق :أحمد بك !,محمود ،دار مكتبة الحياة ،ب!,وت ،د .ط ،د .ت .
3
(هذا الكتاب يسم Óمرشـد الح,ـ!ان إـى معرفـة أحـوال ٕالانسـان ،ملحمـد قـدري باشـا ،وقـد طبـع \ـي املطبعـة الك"ـ!ى ٔالام!,يـة ،مصـر ،ط1308 ،2ه1891-م؛ ومـازال متـداوال \ـي
املكاتب العلمية؛ وكذلك مجلة ٔالاحكام الشرعية عى املذهب الحنبي ال oÐألفها القا oÔÕأحمد بن عبدﷲ القاري سنة 1350ه،وهـو مـن أبنـاء مكـة املكرمـة؛ ونشـرت
محققة \ي 1981م ،عى قرار مجلة ٔالاحكام العدلية؛ولكنه استمد موادها من املذهب الحنبي؛ السيما شـرح منتpـٕ Óالارادات؛ وكشـاف القنـاع؛ ولـم يـتم العمـل }
ـا \ـي
السعودية لعدم أخذهم بفكرة التقني,ن.
4
( مس!,ة تقني,ن الفقه ٕالاسالمي املعاصر للدكتور شويش هزاع عي املحاميد ،ص 225ومايل
Úا ،وتاريخ التشريع ٕالاسالمي ،ملناع القطان ،ص.286
209Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
ٕالاســالمية؛ وهــذا مــا أثبتــه الواقــع فلــم يــتم العمــل بمجلــة ٔالاحكــام العدليــة؛ وعــى أثــر ذلــك تــم تنحيــة الشــريعة
ً
ٕالاسالمية بعيدا عن حياة النـاس ومعـامال
âم ببحجـة أن مؤلفـات الفقهـاء ال يمكـن التقنيـ,ن م
ìـا؛ وهـذا مـا دفـع
أهل ٕالاسالم \ي مصر للدفاع عـن شـريع
م؛ وكـان مـن بيـ
ìم العالمـة محمـد قـدري باشـا وزيـر العـدل الـذي ألـف
ً
كتابــه املشــهور مرشــد الح,ـ!ان ردا عــى هــذﻩ الهجمــة الغربيــة؛ ولكــن مــع هــذا وذاك فمازالــت كث,ــ! مــن القــوان,ن
العربي ــة مص ــابة ب ــداء التقني ــ,ن الغرب ــي وال ع ــالج ن ــاجع له ــا إال ب ــالعودة إ ــى الش ــريعة لت
ìــل م ــن معي
ìــا ال ــذي ال
ينضب.1
أمــا تجربــة الــيمن \ ــي تقنــ,ن أحكــام الفق ــه ٕالاســالمي ،فــال ش ــك \ــي أن الــيمن م ــن الــدول العربيــة ال Ðــo
عملت }
ذا ٔالامر فقد شكلت لجنة لتقني,ن أحكام الشريعة ٕالاسالمية منذ منتصف سبعينيات القرن املاoÔÕ؛
وعمل ــت اللجن ــة ع ــى إص ــدار العدي ــد م ــن الق ــوان,ن الÐـ ــ \ oــي جمل
ــا مس ــتمدة م ــن الفق ــه ٕالاس ــالمي ؛ كمـ ــا أن
الدسـتور اليمÌــ oالنافــذ قــد نــص \ــي املــادة الثالثــة منــه عــى أن" الشــريعة ٕالاســالمية مصــدر جميــع التشــريعات"؛
وعليــه فــال يجــوز إصــدار أي قــانون يخــالف أحكــام الشــريعة ٕالاســالمية؛ وبــذلك فقــد تولــت الســلطة التشــريعية
إصــدار القــوان,ن املســتمدة مــن الفقــه ٕالاســالمي ، 2فقــد صــدر القــانون املــدني بتــاريخ/25 :رمضــان1412/ه بقـرار
ً
وعـ ِّـدل أكــ! مــن مــرة ،وقــد جــاء نــص املــادة ٔالاوــى منــه ،مؤكــدا ملــا ورد \ــي جمهــوري بالقــانون رقــم 1992/19مُ ،
الــنص الدســتوري الســابق مــن وجــوب موافقــة كــل التشــريعات للشــريعة ٕالاســالمية؛ إذ جــاء ف
Úــا" :يســري هــذا
ً
الق ــانون امل ــأخوذ م ــن أحك ــام الش ــريعة ٕالاس ــالمية ع ــى جمي ــع املع ــامالت واملس ــائل ال Ðــ oتتناوله ــا نصوص ــه لفظ ــا
ومعÌــ ،Óفـ ِـإذا لــم يوجــد نــص \ــي هــذا القــانون يمكــن تطبيقــه ،يرجــع إــى مبــادئ الشــريعة ٕالاســالمية املــأخوذ م
ìــا
ً َ
هــذا القــانون ،فـ ِـإذا لــم يوجــد َحكــم القاÕــ oÔبمقتüــ ÓÔالعــرف الجــائز شــرعا ،فـ ِـإذا لــم يوجــد عــرف ،فبمقتüــÓÔ
مبادئ العدالة املوافقة ألصول الشريعة ٕالاسالمية جملة ،ويستأنس برأي من سبق لهم اج
اد من علماء فقه
ً
الش ــريعة ٕالاس ــالمية ،ويش ــ!iط \ ــي الع ــرف أن يك ــون ثابت ــا وال يتع ــارض م ــع مب ــادئ الش ــريعة ٕالاس ــالمية والنظ ــام
العام وٓالاداب العامة".
كمــا صــدر قــانون ٔالاحــوال الشخصــية :بتــاريخ /25رمضــان1412/ه املوافــق/29 :مــارس1992/م ،بق ـرار
جمه ـ ـ ــوري بالق ـ ـ ــانون رق ـ ـ ــم ) (20لس ـ ـ ــنة 1992م ،ونش ـ ـ ــر \ ـ ـ ــي الجري ـ ـ ــدة الرس ـ ـ ــمية الع ـ ـ ــدد ) (6الص ـ ـ ــادر بت ـ ـ ــاريخ:
/27رمضان1412/ه ،املوافق/31 :مارس1992/م .وقد أخذ هذا القانون بأرجح ٓالاراء الفقهية وأصـلحها ،فجـاء
ـاال) ،(1وق ــد نص ــت امل ــادة ) (349من ــه ع ــى ﱠ ً ً
أن" :ك ــل م ــا ل ــم ي ــرد ب ــه ن ــص \ ــي ه ــذا موافق ــا ألحك ــام الش ــريعة إجم ـ
ً ً
القانونُ ،يعمل فيه بأقوى ٔالادلة \ي الشريعة ٕالاسالمية" ،وهذا فيه تأكيـدا للعمـل بأحكـام الشـرع .وصـدر أيضـا
القرار الجمهوري بالقانون رقم ) (28لسنة 1992م ،بشأن املرافعات والتنفيذ املدني ،وقد ألأل2ي بقرار جمهوري
وع ِّدل وفق القرار الجمهوري رقم ) (2لسنة 2010م. بالقانون رقم ) (40لسنة 2002مُ ،
1
( تاريخ التشريع ٕالاسالمي ،ملناع القطان ،ص.286
2
( تجربة الجمهورية اليمنية \ي تقن,ن أحكام الشريعة ،للدكتور أحمد صال
صالح قطران،ص ،3ومايل
Úا
210Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
املبﺤث الثالث
مدى جواز إلزام وي ٔالامر القا بالحكم بتقنن وضåي
هنــا يجــري الحــديث عــن مــدى جــواز إصــدار مــدونات قانونيــة ملزمــة للقاÕــ oÔلــيحكم بمــا جــاء ف
Úــا
من نصوص قانونية)(1؛ والواقع أن هذﻩ املسألة حديثة نسبيا فلم يكن التقن,ن معروفا لدى الفقهاء القـدامى
رحمهــم ﷲ إال مــا ورد عــ
ìم \ــي مســألة تقييــد القاÕــ oÔبمــذهب بعينــه كمــا مــر معنــا ســابقا؛ والواقــع أن مســألة
تقنيــ,ن الفقــه ٕالاســالمي مــن املســائل الÐــ oأختلــف ف
Úــا الفقهــاء املعاصــرين آراؤهــم عــى قــول,ن القــول ٔالاول وهــو
لغالبيــة الفقهــاء املعاصــرين) (2؛ ويــرون انــه يجــوز تقنيــ,ن الفقــه ٕالاســالمي \ــي قــوان,ن معاصــرة شــريطة أن يتــوى
ذل ــك لجن ــة متخصص ــة م ــن علم ــاء الش ــريعة والق ــانون؛ وأن ي ــتم تقني ــ,ن ال ـرااجح أو املالئ ــم م ــن أق ــوال الفقه ــاء
القـدامى ،وال ينحصـر التقنيـ,ن \ـي مـذهب بعينـه؛بل يــتم النظـر \ـي جميـع املـذاهب الفقهيـة املعت"ـ!ة ،واســتنباط
ٔالاحكــام مــن هــذﻩ املــذاهب ؛وال بــاس أن يج
ــد علمــاء ٔالامــة إلصــدار ٔالاحكــام للوقــائع املســتجدة الÐــ oلــم تــرد \ــي
أ
ا الذين آمنوا أطيعـوا ﷲ وأطيعـوا عهد الفقهاء القدامى؛ وقد استدل املجO,ون للتقن,ن) (3بقوله تعاى ) :يا
ا
الرس ــول وأو ــي ٔالام ــر م ــنكم (4) ( ..ق ــالوا ف ــإن و ــي ٔالام ــر إذا أم ــر بم ــا ل ــيس في ــه معص ــية ،وال يتع ــارض م ــع أحك ــام
الشريعة وجبت طاعته لهذﻩ ٓالاية ،وٕالالزام بالتقن,ن ليس فيه معصية؛ ألن تنفيذ القضاة ملا \ي التقن,ن الذي
ألزمــوا بــه الiـOام بطاعــة وــي ٔالامــر الÐــ oأمــرت }
ــا ٓالايــة الكريمــة .والتقنــ,ن مصــلحة رآهــا وــي ٔالامــر إلقامــة العــدل؛
)(5
ولذا يجب الالOiام به
وق ـ ــال ال ـ ــدكتور عب ـ ــدالكريم زي ـ ــدان :إذا ج ـ ــاز ل ـ ــوي ٔالام ـ ــر تقيي ـ ــد القض ـ ــاة بم ـ ــذهب مع ـ ــ,ن للمص ـ ــلحة
ُ
وللض ــرورة ،فإن ــه يج ــوز ل ــوي ٔالام ــر تقن ــ,ن ٔالاحك ــام الفقهي ــة ال Ðــ oاحتواه ــا امل ــذهب الفق pــ oال ــذي أل ــزم القض ــاة
ّ
باألخذ به ،عن طريق اختيار نخبة من أهل الفقه والصالح والدين ُلتقق ن هذﻩ ٔالاحكام الفقهية).(6
كمــا ق ــالوا ِإ ﱠن ٕالال ـزام ب ــالتقن,ن ي ــأتي بنـ ًـاء ع ــى املصــلحة ال Ðــ oتتحق ــق مــن العم ــل بــه ،إذ أن و ــي ٔالام ــر
ً
مطالـب شـرعا بـأن يعمـل عـى درء املفسـدة وتقليلهـا ،وتحقيـق املصـلحة وتكث!,هـا) ،(7وعليـه فـإن إلـزام وـي ٔالامــر
ٌ ً
تصرف ٕالامام عى الرعية منوط باملصلحة").(8 تطبيقا ملا قررﻩ الفقهاء \ي قواعدهم ،وال oÐم
ìا " :ﱡ بالتقن,ن هو
والحقيق ــة الواض ــحة ال Ðــ oيج ــب ذكره ــا \ ــي ه ــذا املق ــام أن ال ــيمن م ــن ال ــدول العربي ــة ال Ðــ oعمل ــت
َ
بالتقن,ن منذ زمن كما أسلفنا ذلك فقـد شـكلت لجنـة لتقنيـ,ن أحكـام الشـريعة ٕالاسـالمية وألـزم املشـرع اليمÌـo
القا oÔÕاليم oÌبـالحكم بموجـب القـانون اليمÌـo؛ وهـذا مـا ماقضـت بـه صـراحة املـادة ) (8مـن قـانون املرافعـات
1
) ( الحديث هنا يجري عن مدونات قانونية مستمدة من أحكام الفقه ٕالاسالمي وليست مخالفه ألحكام الشريعة ٕالاسالمية.
2
ـالح بــن غصـون ،والشــيخ عبداملجيــد بــن حســن، ) ( مـن املج,ــOين لفكــرة تقنــ,ن الفقـه ٕالاســالمي الكــ!ة الكث,ــ!ة مــن الفقهـاء املعاصــرين ،مــن هيئــة كبــار العلمـاء وهــم الشــيخ صــال
والشيخ عبدﷲ بن منيع ،والشيخ عبدﷲ خياط ،والشيخ راشد بن خن,ن،
3
) ( يراجع \ي الاستدالل بماورد \ي استدالل املحO,يناللزام القا oÔÕبمذهب مع,ن ص من البحث
4
) ( سورة ٓالاية
) (5تقن ــ,ن الفق ــه ٕالاس ــالمي ،لل ــدكتور /محم ــد زك ــي ال" ــ! ،، ،ص ،50ونظري ــة الحك ــم القض ــائي \ ــي الش ــريعة والق ــانون ،لل ــدكتور /عبدالناص ــر أب ــو البص ــل ،، ،ص ،293واملت ــون
الفقهية وصل
ا بتقن,ن الفقه ،للدكتور /محمد حمدي ظافري ،، ،ص.426-425
6
) ( نظام القضاء \ي الشريعة ٕالاسالمية ،للدكتور /عبدالكريم زيدان ،ص ،212مؤسسة الرسالة ناشرون ،ب!,وت ،لبنان ،ط1430 ،3ه2009-م[.
7
) ( املــدخل الفقpــ oالعــام ،للــدكتور /مصــطفى الزرقــاء ،، ،ج ،1ص ،217وٕالاســالم وتقنــ,ن ٔالاحكــام ،للــدكتور /عبــدالرحمن القاســم ،، ،ص 78ومــا بعــدها ،وإل ـزام وــي ٔالامــر
وأثرﻩ \ي املسائل الخالفية ،لعبدﷲ املزروع ،، ،ص20وما بعدها.
الس ﱠناري.
8
ِ محمد بن سعيد :تحقيق ،240 ص السيوطي، الدين جالل محمد بن بكر أبي بن عبدالرحمن ) ( ٔالاشباﻩ والنظائر \ي قواعد وفروع فقه الشافعية،لإلمام
211Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
212Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
الاسـتنباط ،إذ ال يوجــد مــذهب واحــد يحتــوي عــى الـرااجح \ــي كــل مســألة .ولعــل \ــي هــذا املســلك مــا يــدفع لزيــادة
الاهتمام بدراسة الفقه املقارن \ي الجامعات ٕالاسالمية و\ي كليات القانون ،وإى خدمة فقه املـذاهب بمؤلفـات
جديدة تخرجه من التعقيد الوعر الذي يشاهد \ي كتب املذاهب ،إى التعقيد والتبسيط).(1
كما انه من املهم ٕالاشارة إى انه ألي جوز إطالقـا تقنـ,ن القـوان,ن الوضـعية املسـتمدة مـن غ,ـ! أحكـام
الفق ــه ٕالاس ــالمي الس ــيما ال Ðــ oنصوص ــها تخ ــالف مخالف ــة ص ــريحة ألحك ــام الفق ــه ٕالاس ــالمي وال تتف ــق كلي ــة م ــع
مقاصــد الشــريعة ٕالاســالمية وهــذا ٔالامــر قــد اجمــع عليــه الفقهــاء املعاصــرون فهــم قــد قــالوا بعــدم جــواز تقنــ,ن
النصـوص املـأخوذة مـن الفقـه ٔالاجن×ـ oاملخـالف للشـريعة ٕالاسـالمية ؛الن شـريعتنا مـن عنـد ﷲ سـبحانه وتعـاى
وتلك القوان,ن مستمدة من العقل البشري الناقص.
الخ ــاتم ـ ــة
و\ــي ختــام بحثنــا ملوضــوع تقنــ,ن أحكــام الفقــه ٕالاســالمي ،نبــ,ن أهــم النتــائج الÐــ oتوصــلنا لهــا ،كمــا
ـتلهم,ن كتابــة ذلــك مــن فصــول هــذﻩ الرســالة ،ومــا تناولنــاﻩ ُ
نشــ !,إــى أبــرز التوصــيات املتعلقــة }
ــذﻩ النتــائج ،مسـ ِ
خاللها من مواضيع.
ً
أوال :أهم النتائ ــج:
وتتلخص أهم نتائج البحث فيما يي:
-1تب,ن لنا من خالل البحث أن جمهور الفقهاء القدامى من املالكية ،والشافعية ،والحنابلة ،يرون
بأنه ال يجوز للحاكم إلزام القا oÔÕبالحكم بمذهب بعينه ،واحتجوا بأن الحق اليتع,ن \ي مذهب وقد يظهر له
الحق \ي غ !,ذلك املذهب وإذا ظهر له الحق وجب عليه العمل به.
-2يرى الحنفية جواز إلزام القا oÔÕبالحكم بمذهب مع,ن ويصح اش!iاط الحاكم عى القا oÔÕأن
يق oÔüبه ،وهو قول عند املالكية وبه قال السبكي وغ!,ﻩ من الشافعية .
-3إن إلزام وي ٔالامر القا oÔÕبمذهب مع,ن يع oÌحرمان ٔالامة من الاستفادة من الال!اء الفقop
للمدارس الفقهية ٔالاخرى ،كما أن ذلك يبعث عى جر القا oÔÕوالفقهاء إى الاكتفاء عى مذهب بعينه وهذا
يؤدي إى الجمود الفكري والاحتكار الفكري يبعث عى جر القا oÔÕوالفقهاء إى الاكتفاء عى مذهب بعينه
وهذا يؤدي إى الجمود الفكري والاحتكار الفق opو\ي هذا من املساوي ما يفوق املنافع ال oÌذكرها املجO,ون
للتقييد بمذهب بعينه كما أن عدم إلزام وي ٔالامر القا oÔÕبمذهب مع,ن فيه من توسعة وفائدة كب!,ة الن
القا oÔÕسي
ìل من كل املذاهب.
- -4التقن,ن من من القضايا الاج
ادية ،ال oÐيسوغ ف
Úا الخالف .كما أن مسألة التقن,ن ليست وليدة
بح
ــا وتوضــيح القــول ف
Úــا بــدعا مــن القـول ،فقــد عمــل بــالتقن,ن قــديما تحــت مســم Óإلـزام وــي السـاعة ،ولــيس
ٔالامــر القاÕــ oÔبــالحكم بمــذهب معــ,ن كمــا أشــار بــذلك الخليفــة العباــ oÔاملنصــور عــى ٕالامــام مالــك ،وقــد جــرى
تطبي ــق التقن ــ,ن عملي ــا \ ــي العص ــر الح ــديث الس ــيما \ ــي أواخ ــر الق ــرن الثال ــث عش ــر الهج ــري ع" ــ! مجل ــة ٔالاحك ــام
العدلية \ي أواخر عهد الدولة العثمانية.
1
) ( فتاوى مصطفى الزرقا ص 373
213Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
ٔ -5الاخذ بالرأي الذي يرى جواز التقن,ن نظرا ملا استجد \ي واقعنا املعاصر من ظروف تقت oÔüإعادة
أك! ضبطا ً،ووضوحا بالنسبة للقا oÔÕأو املتقاÕـ oÔوكـذلك فـإن النظر \ي النظام القضائي ليكون هذا النظام أك !
احتك ــاك بل ــدنا ببقي ــة بل ــدان الع ــالم وخاص ــة م ــع الانفت ــاح الع ــالم oع ــى غ!,ن ــا مم ــا يس ــتدÑي كتاب ــة امل ــواد ال Ðــo
يتقا ÓÔÕإل
Úا.
-7تعــد الــيمن مــن الــدول العربيــة الÐــ oعملــت بــالتقن,ن منــذ منتصــف ســبعينيات القــرن املاÕــ oÔفقــد
َ
شكلت لجنة لتقني,ن أحكام الشريعة ٕالاسـالمية وألـزم املشـرع اليمÌـ oالقاÕـ oÔاليمÌـ oبـالحكم بموجـب القـانون
اليمoÌ
-8ال يجــوز إطالقــا تقنــ,ن القــوان,ن الوضــعية املســتمدة مــن غ,ــ! أحكــام الفقــه ٕالاســالمي الســيما الÐــo
نصوصها تخالف مخالفة صريحة ألحكام الفقه ٕالاسـالمي وال تتفـق كليـة مـع مقاصـد الشـريعة ٕالاسـالمية وهـذا
ٔالامر قد اجمع عليه الفقهاء املعاصرون.
ً
ثانيا :التوصيات:
-1يو ــ oÔالباح ــث الق ــائم,ن ع ــى ش ــؤون الجامع ــات ٔالاكاديمي ــة بص ــفة عام ــة وكلي ــات الحق ــوق بص ــفة خاص ــة
الاهتمام بدراسـة الشـريعة ٕالاسـالمية \ـي مجـاالت التقنـ,ن املختلفـة والسـيما أن الفقـه ٕالاسـالمي لـم ينـل العنايـة
الكافيــة مــن البــاحث,ن ،لــذا فــإن بحــث مســائل الشــريعة ٕالاســالمية \ــي مجــاالت املعرفــة القانونيــة أمــر \ــي غايــة
ٔالاهمية .
ينب2ي جعل مادة ال!iبية ٕالاسالمية \ي املدارس مادة أساسية لها قيمة ومنطلق \ي السلم التعليم. o كما ي
و oÔالبحث القائم,ن عـى تقنـ,ن أحكـام الفقـه ٕالاسـالمي \ـي الـيمن –والـبالد العربيـة وٕالاسـالمية -التوسـع ُ -2ي ِ Ô
\ــي ٔالاخــذ بكــل املــذاهب الفقهيــة املعت"ــ!ة وآراء املفتــ,ن مــن الصــحابة والتــابع,ن ،وأخــذ أفضــل مــا\ي كــل م
ìمــا \ــي
ك ــل مســألة بع ــد النظ ــر والتمح ــيص \ ــي ض ــوء ٔالادل ــة وقواع ــد الاس ــتنباط،دون الاعتم ــاد ع ــى م ــذهب بعين ــه ،إذ
اليوجد مذهب واحد يحتوي عى الرااجح \ي كل مسألة.
ُ -3يو ِــ oÔالبح ــث الق ــائم,ن ع ــى شــئون تقن ــ,ن أحك ــام الفق ــه ٕالاس ــالمي عنــد ص ــياغة ٔالاحك ــام الفقهي ــة القابل ــة
للتقن,ن أن يتم وضعها \ي مواد قانونية مختصرة يسهل تطبيقهـا مـن قبـل املختصـ,ن وهـذا التقنـ,ن البـاس أن
يخضـع للمراجعــة بعــد كــل مـدة بحســب النــوازل واملســتجدات ،يؤخــذ فيــه رأي القضـاة ،وأهــل العلــم الــذين
يقدمون مسوغات كافية إلعادة النظر \ي املواد ال oÐقيدت ،وكذلك املحامون واملهتمون بشأن القانون عموما.
يو oÔالبحث بضرورة الاستفادة من التجارب السابقة للتقن,ن ح ÓÐتلك التجارب ال oÐلم oÔ -4
يكتب لها أن ترى النور إى التطبيق ،فإن املعرفة تراكمية،وذلك ح ÓÐيتم تجنب السلبيات ال oÐرافقت تلك
التجارب.
-5يوــ oÔالبحــث بضــرورة وضــع مــذكرات توضــيحية ،ملــواد التقنــ,ن ،وذلــك لكــي تفصــل الحــاالت وتــذكر
الاح!iازات،وتستدرك ما لم تتضمنه هذﻩ املواأد من التفصيل.
214Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
و oÔالبحث بضرورة تشكيل لجنة عليا \ي الدولة ،مرتبطة بـأعى املسـؤول,ن ،لصـياغة مـواد التقنـ,ن ،وهـذا ُ
-6ي ِ
يتطلـب عـددا وافـرا مـن العلمـاء ،وأسـاتذة الجامعـات مـن ٔالاقسـام الشـرعية والقانونيـة ،وكـذلك مـن البـاحث,ن.
وكذلك من الجامعات ال oÐتحـوي كليـات الشـريعة والقـانون بمـا ف
Úـا مـن علمـاء وأسـاتذة وبـاحث,ن .كمـا تقـوم تلـك
اللجنـ ـ ــة بتفعيـ ـ ــل النـ ـ ــدوات ،وامل ـ ـ ــؤتمرات ،الÐـ ـ ــ oتتنـ ـ ــاول بحـ ـ ــث التقن ـ ـ ــ,ن بكـ ـ ــل مسـ ـ ــائله ،ومنا
ومناهجـ ـ ــه الش ـ ـ ــكلية،
واملوضوعية ،وتشجيع طال}
ا عى خـوض مضـمار مشـروعات التقنـ,ن وهـذا مـن شـأنه أن ُيع ّ ِـزز مكانـة الشـريعة
والفقــه ٕالاســالمي عنــد املشــتغل,ن بالقــانون ،وبــذلك يتخـ ّـرج العديــد مــن النواب ــغ العلميــة الÐــ oتجمــع بــ,ن الفقــه
ٕالاسالمي –وهو ٔالاصل -والقانون؛.
و oÔالبحث بضرورة إعداد القضاة ،والعناية }
م ،وتأهيلهم ورفع قدرا
âم العلمية ،والعملية، ُ -7ي oÔ
وتدري
م عمليا عى أعمال القضاء ،ولو بدورات دراسية وتدريبية ملن يحتاج لذلك ممن عى رأس العمل ،مع
م
ضرورة الاستفادة من خ"!ا
âم العملية ،الحتواء كل جديد من شأنه أن يخدم الشريعة ٕالاسالمية ،مع
الاهتمام بما يبدونه من آراء تسهم بشكل عمليا وجدي \ي تجاوز الاختالالت ال oÐقد تظهر \ي التقن,ن اثنا
عملية التطبيق.
املص ــادر واملراجـ ــع
ً
أوال :القرآن الكريم وعلومه.
ٕ-(1الاتقـان \ـي علــوم القـرآن ،للحــافظ جـالل الـدين عبــدالرحمن السـيوطي ،تحقيــق :د /محمـود أحمــد
ٔالاتا ،oÔمؤسسة النداء ،أبو ظ×ٕ ،oالامارات ،ط1424 ،1ه2003-م. القيسية ،ومحمد أشرف سيد ٔالاتا ،oÔ
-(2ال"!هــان \ــي علــوم الق ـرآن ،لبــدر الــدين محمــد بــن عبــد ﷲ الزركèــ ،oÔتحقيــق :محمــد أبــو الفضــل
إبراهيم ،دار إحياء الكتب العربية ،د .بلد نشر ،ط1376 ،1هـ 1957 -م.
-(3مباحــث \ــي علــوم الق ـرآن ،ﱠملنــاع القطــان ،ص115ومــا بعــدها ،الرســالة ناشــرون ،ب,ــ!وت ،لبنــان،
ط1427 ،1ه2006-م.
-(4مناهل العرفان \ي علوم القرآن ،محمد عبدالعظيم الزرقاني ،دار الفكر ،ب!,وت ،ط1996 ،1م.
ً
ثانيا :كتب الحديث النبوي ،وعلومه:
-(5الجامع الكب ،!,ألبي عي ÓÔýمحمد بن عي ÓÔýال!iمذي ،تحقيق :د /بشار عواد معروف ،دار الجيل،
ب!,وت ،دار العرب ٕالاسالمي ،ب!,وت ،ط1998 ،2م.
-(6الس ن الك"!ى ،ألبي بكر أحمد بن الحس,ن بن عي الب
Úقي ،و\ي ذيلـه الجـوهر النقـي ،ملؤلفـه :عـالء
الــدين عــي بــن عثمــان املــاردي oÌالشــه !,بــابن ال!iكم ــاني ،مجلــس دائــرة املعــارف النظاميــة ،الهنــد ،حيــدر آب ــاد،
ط1344 ،1ه.
ـ ن النسـائي الك"ـ!ى ،ألحمـد بـن شـعيب أبـي عبـدالرحمن النسـائي ،تحقيـق :الـدكتور /عبـد الغفــار -(7س ن
سليمان البنداري ,وسيد كسروي حسن ،دار الكتب العلمية ،ب!,وت ،ط1411 ،1ه1991-م.
ـ ن س ــعيد ب ــن منص ــور ،لس ــعيد ب ــن منص ــور ب ــن ش ــعبة الخرس ــاني املك ــي ،تحقي ــق :د /س ــعد ب ــن
-(8س ـ ن
عبدﷲ بن عبدالعزيز آل حميد ،دار العصيم ،oالرياض ،ط1414 ،1ه.
215Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
-(9فتح الباري بشرح صحيح البخاري ،لإلمام الحافظ /أحمد بـن عـي بـن حجـر العسـقالني ،تحقيـق:
عبدالعزيز عبدﷲ بن باز ،دار الحديث ،القاهرة ،د .ط1424 ،ه2004-م.
-(10ال
ìايـة \ـي غريـب الحــديث ؤالاثـر ،ألبـن ٔالاث,ــ! أبـي السـعادات املبـارك بــن محمـد الجـزري ،تحقيــق:
طاهر أحمد الزاوي ،ومحمود محمد الطنا&ي ،دار إحياء ال!iاث ،ب!,وت ،د .ط ،د .ت .
كتب الفقه:
-(11ب ــدائع الص ــنائع \ ــي ترتي ــب الشـ ـرائع ،لع ــالء ال ــدين أب ــي بك ــر ب ــن مس ــعود الكاس ــاني الحنف ــي ،دار
الكتاب العربي ،ب!,وت ،ط1402 ،2هـ.
تبي,ن الحقـائق شـرح ك ـ Oالـدقائق ،لفخـر الـدين عثمـان بـن عـي الزيلøـي ،دار الكتـاب ٕالاسـالمي ،د .بلـد
نشر ،ط ،2د .ت.
-(12حاش ـ ــية رد املحت ـ ــار ع ـ ــى ال ـ ــدر املخت ـ ــار ،الب ـ ــن عاب ـ ــدين محم ـ ــد أم ـ ــ,ن ب ـ ــ"ن عم ـ ــر ب ـ ــن عب ـ ــدالعزيز
الدمشقي ،دار الفكر ،ب!,وت ،ط1386 ،2ه.
-(13الخراج ،ألبي يوسف يعقوب بن إبراهيم ،املطبعة السلفية ،القاهرة ،ط1382 ،3هـ.
14روضــة القضــاة وطريــق النجــاة ،ألبــي القاســم عــي بــن محمــد بــن أحمــد الســمناني ،تحقيــق :صــالح
الدين الناæي ،مؤسسة الرسالة ،ب!,وت ،دار الفرقان ،عمان ،ط1984 ،2م.
-(15موجبـ ــات ٔالاحكـ ــام وواقعـ ــات ٔالاي ـ ــام ،لقاسـ ــم بـ ــن قطلوبغـ ــا الحنف ـ ــي ،تحقيـ ــق :د /محمـ ــد س ـ ــعود
املعي ،oÌمطبعة ٕالارشاد ،بغداد ،من منشورات وزارة ٔالاوقاف ،د .ط ،د .ت.
-(16بداي ــة املج
ــد و
اي ــة املقتص ــد ،ألب ــي الولي ــد محم ــد ب ــن أحم ــد ب ــن رش ــد القرط× ــ ،oدار الفك ــر،
ب!,وت ،د .ط ،د .ت.
-(17البهجـة \ـي شــرح التحفـة ،ألبــي الحسـن عــي بـن عبـد الســالم التسـوي ،تحقيــق :محمـد عبــدالقادر
شاه,ن ،دار الكتب العلمية ،ب!,وت ،ط1418 ،1ه.
الدسوي عليه ،ألحمد بن محمد الدردير ،طبعة عي ÓÔýالبـابي الحل×ـ،o -(18الشرح الكب !,مع حاشية الدسو ي
القاهرة ،د .ط ،د .ت.
(19مواهب الجليل لشرح مختصر خليل ،أبو عبدﷲ بن محمد بن عبـدالرحمن الطرابلýـ oÔاملعـروف
بالحطاب ،دار الفكر ،ب!,وت ،ط1398 ،2ه.
ٔ-(20الاحكــام الســلطانية ،ألبــي الحســن عــي بــن محمــد ابــن حبيــب البصــري املــاوردي ،تحقيــق :أحمــد
جاد ،دار الحديث ،القاهرة ،د .ط1427 ،ه2006-م.
-(21تحفة املحتاج إى أدلة امل
ìاج ،لسراج الدين عمر بن عي بن أحمد بن امللقن ،تحقيـق :عبـد ﷲ
بن سعاف اللحياني ،دار حراء ،مكة املكرمة ،ط1406 ،1ه.
-(22الحاوي الكب\ !,ي فقه مذهب ٕالامام الشـافøي ،ألبـي الحسـن عـي بـن محمـد بـن حبيـب املـاوردي،
ج ،16دار الكتب العلمية ،ب!,وت ،ط1414 ،1هـ1994-م.
-(23روضـة الطـالب,ن وعمــدة املفتـ,ن ،لإلمــام أبـي زكريــا يح*ـ Óبـن شــرف لنـووي ،تحقيــق بإشـراف :زه,ــ!
الشاويش ،املكتب ٕالاسالمي ،ب!,وت ،ط1405 ،2ه.
216Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
-(24فتاوى السبكي ،ألبي الحسن عي بن عبد الكا\ي السبكي ،دار املعرفة ،ب!,وت ،د .ط ،د .ت.
-(25مغ oÌاملحتاج إى معرفة ألفاظ امل
ìاج ،ملحمـد الخطيـب الشـربي ،oÌدار الفكـر ،ب,ـ!وت ،د .ط ،د.
ت.
ﱠ
-(26املهــذب \ــي فقــه ٕالامــام الشــافøي ،ألبــي إســحاق الشــ!,ازي ،تحقيــق :د /محمــد الزحيــي ،دار القلــم،
دمشق ،الطبعة ٔالاوى1412 ،ه.
-(27اية املحتاج شـرح امل
ìـاج ،لشـمس الـدين محمـد بـن أبـي العبـاس أحمـد بـن حمـزة شـهاب الـدين
الرمي ،دار إحياء ال!iاث العربي ،ب!,وت ،ط1413 ،3ه.
ٔ-(28الاحك ــام الس ــلطانية ،ألب ــي يع ــى محم ــد ب ــن الحس ــن الفـ ـراء ،تحقي ــق :محم ــد حام ــد الفق ــي ،دار
الكتب العلمية ،ب!,وت ،د .ط1403 ،ه.
ٕ-(29الاقنــاع لطالــب الانتفــاع ،لشــرف الــدين الحجــاوي املقدــ ،oÔتحقيــق :د /عبــدﷲ بــن عبداملحســن
ال!iكي ،دار هجر ،د .بلد نشر ،ط1418 ،1ه.
ٕ-(30الانصــاف \ــي معرفــة الـرااجح مــن الخــالف عــى مــذهب ٕالامــام أحمــد ،لعــي بــن ســليمان املــرداوي،
تحقيق :محمد حامد الفقي ،دار إحياء ال!iاث العربي ،ب!,وت ،د .ط ،د .ت.
-(31السياســة الشــرعية \ــي إصــالح الراÑــي والرعيــة ،لشــيخ ٕالاســالم أحمــد بــن عبــدالحليم ابــن تيميــة،
تحقيق :بش !,محمد عون ،مكتبة دار البيان ،دمشق ،د .ط1405 ،هـ.
217Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
ً
ثامنا :الكتب الفقهية ،والقانونية املعاصرة:
-(43أصول القـانون ،للـدكتور /عبـد املـنعم فـرج الص ّـدﻩ ،دار ال
ìضـة العربيـة ،ب,ـ!وت ،ط بـدون،
1987م.
(44نظرية الحكم القضائي \ي الشريعة والقانون ،للدكتور /عبدالناصر أبو البصل ،، ،ص،293
-(45إل ـزام وــي ٔالامــر وأث ــرﻩ \ــي املســائل الخالفي ــة ،لعبــدﷲ بــن محمــد امل ــزروع ،مكتبــة امللــك فه ــد
الوطنية ،الرياض ،ط1434 ،1ه.
46تقن,ن الفقه ِٕالاسالمي :املبدأ واملنهج والتطبيق ،للدكتور /محمد زكـي عبـد ال"ـ! ،ص ،35إدارة
إحياء ال!iاث ٕالاسالمي ،قطر ،ط1407 ،2ه1986-م.
-(47تاريخ التشريع ٕالاسالمي ،للدكتور /وهبة الزحيي ،دار املكت× ،oدمشق ،ط1421 ،1ه.
-(48تاريخ التشريع ٕالاسالمي ،ملناع القطان ،الرسالة ناشرون ،ب!,وت ،لبنان ،ط1421 ،1ه2001-م.
-(49تــاريخ الفقــه ٕالاســالمي ونظريــة امللكيــة والعقــود ،للــدكتور /بــدران أبــو العينــ,ن بــدران ،دار ال
ìضــة
العربية ،ب!,وت ،ط بدون ،د .ت .
فراج حس,ن ،الدار الجامعية ،ب!,وت ،د .ط1988 ،م. -(50تاريخ الفقه ٕالاسالمي ،للدكتور /أحمد ّ
-(51تجديــد الفقــه ٕالاســالمي ،للــدكتورين /جمــال الــدين عطيــة ،ووهبــة الزحيــي ،دار الفكــر ،دمشــق،
سوريه ،ودار الفكر املعاصر ،ب!,وت ،لبنان ،ط بدون1422 ،ه2002-م.
-(52املدخل الفق opالعام ،للدكتور /مصطفى الزرقاء ،دار القلم ،دمشق ،ط2004 ،2م.
194
-(53املدخل لدراسة العلوم القانونية ،للدكتور /عبد القادر الفار ،دار الثقافة ،عمانٔ ،الاردن ،ط،1
1999م.
-(54املدخل لدراسـة الفقـه ٕالاسـالمي ،للـدكتور /عـي أحمـد القليôـ ،oÔمكتبـة ٕالارشـاد ،صـنعاء ،ط،1
2001م.
ثالث عشر :القوان,ن:
-(62الدس ــتور ال ــدائم للجمهوري ــة العربي ــة اليمني ــة \ ــي 1970/12/28م ،املنش ــور بالجري ــدة الرس ــمية
العدد ) (7بتاريخ1970/12/30:م.
-(63دس ــتور دول ــة الوح ــدة ،الص ــادر \ ــي 27ش ــوال 1410ه ،املواف ــق 22م ــايو 1990م ،وت ــم نش ــرﻩ \ ــي
الجريــدة الرســمية العــدد )ٔالاول( ،الســابع مــن ش ـهر ذو القعــدة لســنة 1410ه ،املوافــق 31مــايو 1990م ،وزارة
الشئون القانونية بالجمهورية اليمنية.
-(64القــانون امل ــدني اليم Ìــ oرق ــم ) (14لســنة 2002م ،والص ــادر بت ــاريخ /27 :مح ــرم1423 /ه ،املواف ــق:
/10ابريل2002 /م.
218Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
ال"!يد الالك!iونيdr.mohamedmokhtar89@gmail.com:
املستخلص
هــدفت ه ــذﻩ الدراس ــة إــى توضــيح ٔالاثــر املن èــ EÔللقيــد \ــي الســجل العيÌــ ،oبيــان ٔالاثــر املطهــر للقيــد \ ــي
السجل العي ،oÌإبراز أثر القيد Rي السجل العي Ðعى التنمية الاقتصادية.
التساؤل :ما أبرز ٓالاثار الناتجة عن القيد \ي الالسجل العيoÌ وقد جاءت مشكلة الدراسة من خالل التسا
سواء عى القيد أو عى التنمية الاقتصادية؟
وقد اتبعت خالل هذﻩ الدراسة املنهج الوصفي ملناسبته لذلك النوع من الدراسات.
وقــد خرجــت بعــدة نتــائج أبرزهــا :للقيــد \ــي الســجل العيÌــ oأثــر منèــ EÔعــى الحقــوق العينيــة العقاريــة،
نصت بعض التشريعات العربية كالتشريع السوري واللبناني واملغربـي صـراحة عـى اعتبـار القيـد مصـدر مباشـر
للحقــوق العينيــة العقاريــة بينمــا لــم يــورد الــبعض ٓالاخــر أي نــص عــى ذلــك ،كمــا أن ٔالاثــر املطهــر للقيــد معنــاﻩ
تطه,ــ! العقــار مــن كافــة الحقــوق غ,ــ! املقيــدة ًأيــا كــان ســبب القيــد .فعــدم قيــد الحقــوق معنــاﻩ خلــو العقــار م
ìــا،
وللقيــد \ــي الســجل العيÌــ oأثــر عــى التنميــة الاقتصــادية إذ أن القيــد يضــفي ﱠأمــان واطمئنــان ملــن يتعامــل عــى
ً
العقار وفق البيانات الثابتة بالصحيفة العقارية يجعله ممثال للحقيقة
219Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 2022–كانون األول – ديسمبر08 العدد-المجلة الدولية لالجتھاد القضائي
ُ
فالتســجيل، وجــوب تخفــيض رســوم التســجيل بحيــث تكــون رمزيــة:كمــا خرجــت بعــدة توصــيات أبرزهــا
، ي والاقتص ــادي ع ــى حس ــاب ٕالاس ــكان الف ــاخرÑ التوس ــع \ ــي ٕالاس ــكان الاجتم ــا،ض ــروري ول ــيس م ــن الكمالي ــات
ال يـؤديÓـÐ ح،ن الحكومي واللوائح بمصلحة الشهر العقـاري مـن أجـل التسـجيل وٕالاجـراءات,التقليل من الروت
وهــو مــا يخلـق فــرص املنافســة أمــام،ن ٕالانتــاج وزيـادة التصــدير, العمـل عــى تحســ،إـى هجــر ٔالاغلبيــة للتســجيل
.السلع ٔالاجنبية وفتح منافذ جديدة داخل ٔالاسواق املصرية والعربية
:الكلمات الرئيسية
.oÌالسجل العي
جل-
.الوحدات العقارية-
. امللكية العقارية-
abstract
This study aimed to clarify the constitutive effect of registration in the in-kind
in
register, to show the purifying effect of registration in the in-kind
in kind register, and to
highlight the impact of registration in the in-kind
in kind register on economic development.
devel
The problem of the study came through the question: What are the most
prominent effects resulting from registration in the in
in-kind
kind register, whether on
registration
n or on economic development?
development
During this study, the descriptive approach was followed
followed due to its relevance to
this type of studies.
It came out with several results, the most prominent of which are: Registration
in the in-kind
kind registry has a constitutive effect on real-estate
real estate rights. Some Arab
legislations, such as the Syrian, Lebanese and Moroccan legislations, have explicitly
stated that the record is a direct source of real-estate
real estate rights, while others did not
provide any text on that, and the purifying effect of the record is its meaning. Clearing
the property of all unrestricted rights,
rights, whatever the reason for the restriction. The non-
non
registration of rights means that the property is free of them, and the registration in the
real estate register has an impact on economic development, as the registration adds
security and reassurance too those who deal with the property according to the fixed
data in the real estate newspaper, making it a representative of the truth.
truth
It also came out with several recommendations, the most prominent of which
are: The registration fee should be reduced so that it is symbolic, registration is
necessary and not a luxury, expansion of social and economic housing at the expense
of luxury housing, reducing government red tape and regulations in the interest of the
real estate registry for registration and procedures,
procedures, so as not to lead to the majority
abandonment of registration. Working on improving production and increasing
exports, which creates competition opportunities for foreign goods and opens new
outlets within the Egyptian and Arab markets.
markets
220Page برلن – املانيا ،إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
مقدمة
إن العقـار هــو أحـد أهــم القطاعـات املحركــة للتنميــة داخـل املجتمعــات ،سـواء التنميــة الاقتصــادية أو
السياســية أو البيئيــة أو الاجتماعي ــة ،فهــو يتق ــاطع بشــكل أفق ــي مــع ســائر القطاع ــات ٔالاخــرى ،فه ــو يعــد اللبن ــة
ُ
ٔالاساس ــية ال Ðــ oتنطل ــق م
ìــا كاف ــة املش ــروعات العمراني ــة والس ــياحية والاس ــتثمارية...ال ــخ .فالعق ــار ه ــو مـ ـرادف
ُ ّ ُ
حقــق لــه الــ!وة والاســتقرار، الــ!وة ،فــال زال العقــار هــو أث ﱠمــن مــا يمتلكــه املــواطن \ــي أي مكــان بالعــالم ،فهــو ي ِ
س ــواء ك ــان ه ــذا العق ــار أرض فض ــاء ،أو أرض زراعي ــة أو مب Ìــ ،Óم ــن هن ــا س ــارع املش ــرع املص ــري \ ــي حماي ــة ه ــذا
ال!وة العقارية \ي مصر ب,ن 150و 200تريليـون جنيـه العقار ملا يمثله من أهمية لدى املواطن,ن .وت!iاوح قيمة !وة
التضخم ،وغ !,ذلك مصري ،وæي أرقام قابلة للزيادة ،مع ٔالاخذ \ي الاعتبار معدالت القوة الشرائية ،ومؤشرات الت
من املؤشرات ال oÐتؤثر \ي قياس قيمة العقارات).(1
و\ــي دول الخلــيج ارتفــع حجــم الاســتثمار العقــاري نظـ ًـرا لزيــادة الســيولة ،إذ وصــل حجــم الاســتثمار \ــي
سجلت سوق العقارات استثمارا
âا العقارية وال oÐتتجاوز مشروعات عقارية جديدة \ي دول الخليج ،ففي دبي جلت
230مليــار دوالر ب
ìايــة العــام الحــاي2022م) .(2وقــد أعلــن املركــز املــاي الكــوي oÐحــول النظــرة املســتقبلية للقطــاع
العقـ ــاري لعـ ــام \ 2022ـ ــي اململكـ ــة العربيـ ــة السـ ــعودية وٕالامـ ــارات املتحـ ــدة أن قطـ ــاع العقـ ــار يشـ ــهد نمـ ــو كب,ـ ـ ًـ!ا
ـارعا خ ــالل النص ــف الث ــاني م ــن الع ــام الج ــاري 2022يتبع ــه قاع ــدة اقتص ــادية راس ــخة \ ــي العدي ــد م ــن ومتس ـ ً
القطاعات السكنية واملكتبية والتجزئة وغ!,ها).(3
إن ٔالاثـ ــر ٔالاساـ ــ oÔللقي ـ ـد ٔالاول للوحـ ــدات العقاريـ ــة والـ ــذي يتفـ ــرع عنـ ــه كافـ ــة ٓالاثـ ــار ٔالاخـ ــرى امل!iتبـ ــة
عــن قي ــد الحق ــوق ه ــو إنش ــاء وتأس ــيس الس ــجل العي Ìــ oابتــداء؛ فنظ ــام الس ــجل العي Ìــ oإ ــى حماي ــة تل ــك امللكي ــة
العقارية ملا لها من أهمية كب!,ة للدول ،لذا فمن الطبيøي أن تلك الحماية تتحقق بتثبيت وشـهر تلـك الحقـوق
ُ ً
وفقا لقواعد قانونية صـحيحة ،فـإن لـم تقـم تلـك القواعـد عـى أسـس سـليمة ترتـب عليـه صـعوبة إقامـة نظـام
عقاري سليم داخل املجتمع ويؤدي بالتبعية للتنمية الاقتصادية.
السـجل العيÌـ oأن توجـد الحقـوق العينيـة ،وإذا لـم يـتم قيـدها ي!iتب عـى قيـد العقـارات ألول مـرة \ـي ال ّ
ِ
فــال تكــون حجــة بالنس ـبة للكافــة ،وإذا تــم قيــدها تكــون بمن,ــى عــن أي طعــن ،وهــذا هــو مبــدأ الحجيــة املطلقــة
للقيد ،وكذلك ي!iتب عى القيد تطه !,العقار بما قد يشوبه من عيوب.
1
حوار تلفزيـوني مـع وكيـل لجنـة ٕالاسـكان \ـي مجلـس النـواب املصـري ،بعنـوان :كـم تبلـغ قيمـة الـ!وة العقاريـة \ـي مصـر؟ ،موقـع قنـاة العربيـة 3 ،مـارس 2021م ،تـاريخ الاطـالع
2022/10/23م.
https://www.alarabiya.net/aswaq/realestate/03 03/03/2021
-2موقع العربيةٔ ،الاحد 27ربيع ٔالاول 1444هـ 23 -أكتوبر 2022م ،تاريخ الاطالع 2022/10/23م
https://www.alarabiya.net/aswaq/realestate/230 230/17/07/2022-
-3تقرير املركز املـاي الكـوي ،oÐتـاريخ 2022/7/17م" ،املركـز" يتوقـع تسـارع نمـو القطـاع العقـاري \ـي السـعودية وٕالامـارات خـالل النصـف الثـاني مـن العـام ،2022تـاريخ الاطـالع
2022/10/24م
/2022-2https://www.markaz.com/ar/media
.com/ar/media-center/our-news/markaz-real-estate-outlook-reports-for-ksa-and-uae-forecast forecast-sector-acceleration-in-h
221Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
مشكلة البﺤث
إن نظــام الســجل العيÌــ oهدف ــه الــرئيس الوصــول ملن ــع الال Oاعــات الÐــ oتتعل ــق بــالحقوق العقاريــة من ــذ
البدايــة أو حــل ال Oاعــات الÐــ oتحــدث بعــد ذلــك ،إذ يــؤدي شــهر تلــك الحقــوق العقاريــة ونفاذهــا أن تكــون ُحجــة
.
أمام الغ!,
فالهــدف ٔالاساــ oÔلنظــام الســجل العيÌــ oهــو إعــالم الكافــة بحالــة العقــار الحقيقيــة لتمكــ,ن الغ,ــ! مــن
الاطــالع عل
Úــا إذا مــا أراد أن ي"ــ!م اتفــاق بشــأ
ا ،لــذلك افiــ!ض القــانون أن بالقيــد \ ـي ّ
الســجل العيÌــ oيــتم قيــد
ِ
كافــة مــا للعقــار مــن حقــوق ومــا عليــه مــن أعبــاء والOiامــات حÐــ Óيمكــن الاحتجــاج بتلــك الحقــوق أو ٔالاعبــاء عــى
الغ ,ــ! .وه ــذا ٔالام ــر م ــا ن ــص علي ــه ق ــانون ال ّ
الس ــجل العي Ìــ oاملص ــري بأن ــه" :يج ــب ك ــذلك قي ــد جمي ــع التص ــرفاتِ
ؤالاحكام ال
ìائية املقررة لحق من الحقوق العينية العقارية ٔالاصلية .وي!iتب عى عـدم القيـد أن هـذﻩ الحقـوق
ال تكون حجة ال ب,ن ذوي الشأن وال بالنسبة إى غ!,هم.
وقــد تنــاول البحــث إشــكاليه مــن خــالل التســاؤل :مــا أبــرز ٓالاثــار الناتجــة عــن القيــد \ــي الســجل العيÌــo
سواء عى القيد أو عى التنمية الاقتصادية؟
أهمية البﺤث
تأتي أهميـة هـذا البحـث نظ ًـرا ملـا يمثلـه القيـد \ـي السـجل العيÌـ oمـن آثـار كب,ـ!ة سـواء عـى القيـد ذاتـه أو
ع ــى التنمي ــة الاقتص ــادية فالتس ــجيل \ ــي الس ــجل العي Ìــ oل ــه ٔالاث ــر الكب ,ــ! ع ــى دع ــم ال ــ!وة العقاري ــة وحماي ــة
واستقرار املعامالت \ـي السـوق العقـاري ،إذ أن القيـد \ـي السـجل العيÌـ oعـى الاقتصـاد الـوط oÌمـن خـالل دعـم
السـجل العيÌـ ،oوالÐـ oيجـب وحماية استقرار \ي سوق العقارات ،إال أن هناك بعض املعوقـات \ـي تطبيـق نظـام ال ّ
ِ
مواجه
ا قبل البدء \ي تطبيق هذا النظام.
ُ
إذ أن اســتقرار امللكيــة العقاريــة يس ــاهم \ــي تنميــة ث ــروة الــبالد والــدخل الف ــردي والقــومي \ــي آن واح ــد،
ممــا اقتüــ ÓÔأن تقــوم تلــك امللكيــةحيـ ُـث يــتم الاعتمــاد عليــه \ــي كافــة املشــروعات الصــناعية والزراعيــة وغ!,هــا ﱠ
العقارية عى أساس ثابت يبعث الاطمئنان \ي نفوس الكافة .لـذا فـإن الحفـاظ عليـه وعـى اسـتقرارﻩ سـواء مـن
الناحية التشريعية والفنيـة واملحافظـة عـى حمايتـه ومكوناتـه يعـد أمـر هـام وضـروري .فلقـد أدركـت الـدول تلـك
الحقيقة وهو ما جعلها تسøى \ي الحفاظ عل
Úا وسن القوان,ن لحماي
ا وتحقيق العالنية \ي التصرفات الـواردة
عى العقارات ليتحقق للمتعامل,ن ف
Úا العلم بتلك التصرفات وهو ما ُعرف بنظم الشهر العقاري.
أهداف البﺤث
-1توضيح ٔالاثر املن EÔèللقيد \ي السجل العي.oÌ
-2بيان ٔالاثر املطهر للقيد \ي الالسجل العي.oÌ
-3إبراز أثر القيد Rي السجل العي Ðعى التنمية الاقتصادية.
منهج البﺤث
سأتبع خالل هذا البحث املنهج الوصفي ملناسبته لذلك النوع من الدراسات.
222Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
خطة البﺤث
اقتضت دراسة املوضوع إى تقسيم البﺤث عى النﺤو التاي:
املطلب ٔالاولٓ :الاثار القانونية للقيد \ي نظام ال ّ
السجل العي.oÌ
ِ
السجل العي oÌعى التنمية الاقتصادية.املطلب الثاني :آثار القيد \ي نظام ال ّ
ِ
املطلب ٔالاول
ٓالاثار القانونية للقيد Rي نظام ّ
السجل العيÐ
ِ
السـ ــجل العي Ìــ oمعن ــاﻩ نق ــل التصـ ــرفات ؤالاحك ــام الكاش ــفة أو املق ــررة للحقـ ــوق إن القي ــد \ ــي نظ ــام ال ّ
ِ
مواجهــة العينيــة العقاريــة ٔالاصــلية بال ّ
بالســجل العيÌــ ،oوي!iتــب عــى ذلــك القيــد وجــود القــوة الثبوتيــة املطلقــة \ــي ِ ِ
ّ
الســجل العيÌــ oيأخــذ بمبــدأ القــوة والحجيــة املجــردة ،ســواء الكافــة ،ســواء بــ,ن طر\ــي العقــد أو الغ,ــ! ،فقــانون ال ِ
حرصـا منــه عـى اسـتقرار امللكيـة العقاريـة وتــوف!, ً كـان هنـاك حسـن نيـة أو سـوء نيــة \ـي أطـراف العقـد أو الغ,ـ!،
الثق ــة والاطمئن ــان \ ــي املع ــامالت \ ــي املج ــال العق ــاري .وإن وق ــع الغ ,ــ! \ ــي طري ــق النص ــب أو الغ ــش أو الاحتي ــال
ً
والتواطــؤ أدى الكتســاب أو تقريــر ملكيــة أو حــق عيÌــ oعــى العقــار هنــا يكــون للقضــاء الفصــل وصــوال للعدالــة،
ونـ ــرى أال تتسـ ــرع الجهـ ــات القضـ ــائية \ـ ــي إلغـ ــاء تصـ ــرفات معينـ ــة إال \ـ ــي أضـ ــيق الحـ ــدود؛ نظـ ـ ًـرا ملـ ــا يقـ ــوم عليـ ــه
وأمانـة وحيـاد \ـي التعـامالت كمـا أنـه ال يـتم القيـد إال بعـد أن يـتم التـدقيق والفحــص التسـجيل العيÌـ oمـن ثقـة ﱠ
واملراجعة الفنية والقانونية والتأكد من سالمة املستندات وٕالاجراءات وٕالارادة لدى طر\ي العقد.
كمــا ي!iتــب عــى هــذا القيــد أثــرين همــأ :الاثــر املنèــ EÔللقيــد \ــي الســجل العيÌــ ،oؤالاثــر املطهــر للقيــد \ــي
السجل العي .oÌوهو ما نتناوله عى النحو التاي:
ً
أوالٔ :الاثر املن للقيد Rي ّ
السجل العيÐ
ِ
ٔالاثر املن effect constitutif EÔèللقيد هو أن الحقوق العينية العقارية ال تنشأ وال تنتقـل وال تتغ,ـ! وال
تزول سواء ب,ن املتعاقدين أو بالنسبة للغ !,إال من تاريخ إجراء القيد ،فيعتد بالتصـرف الـوارد عـى العقـار مـن
وقــت قيــدﻩ ال مــن وقــت تــاريخ إبرامــه ،فــال تســري الحقــوق العينيــة العقاريــة أمــام الكافــة إال مــن وقــت القيــد،
السجل العي.oÌ فتستمد الحقوق العينية العقارية -سواء كانت أصلية أم تبعية -وجودها من القيد \ي ال ّ
ِ
ّ
الس ــجل ف ــاألثر املن èــ EÔللقي ــد معن ــاﻩ أن تل ــك الحق ــوق العيني ــة العقاري ــة ال وج ــود له ــا قب ــل القي ــد \ ــي ال ِ
واجبــا مــن أجــل شــهر الســجل العيÌــ ،oفالقيــد لــيس ً العيÌــ ،oفــال تنشــأ أو تنقــل أو تعــدل أو تــزول إال بالقيــد \ــي ّ
ِ
السجل العي oÌهو ٕالاجراء الالزم ّ
الحق أمام الغ ،!,بل هو الزم لنشأته ب,ن املتعاقدين أنفسهم ،إذ أن القيد \ي ال ِ
من أجل نشوء الحق العي.(1)oÌ
-1نجيدة ،عي حس,ن نجيدة ،الشهر العقاري \ي مصر واملغرب ،طبعة أوى ،القاهرة ،دار ال
ìضة العربيـة1986 ،م ،ص ،164أبـو النجـا ،إبـراهيم ّ
السـجل العيÌـ\ oـي التشـريع
ِ
املصري ،رسالة دكتوراﻩ ،جامعة الاسكندرية ،كلية الحقوق ،مطابع جريدة السف1978 ،!,م ،ص.437
223Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
الس ـجل العي Ìــ (oوهــو يعÌــ oأن كاف ــة ُويسـ ﱠـم Óهــذا املبــدأ ً
أيض ــا ب ـ )مبــدأ ٔالاث ــر املنèــ EÔواملقــرر للقي ــد \ــي ّ
ِ
الحقـ ــوق املسـ ــجلة ال تكـ ــون حجـ ــة عـ ــى ٔالاط ـ ـراف أو أمـ ــام الغ,ـ ــ! إال بالتسـ ــجيل ،فـ ــالحقوق تسـ ــتمد قو
âـ ــا مـ ــن
التسجيل.
السـجل العيÌـ oوإنشـاء الحـق العيÌـ ،oبـل إن ّ
املن EÔèال يقف عند حد الربط ب,ن القيد \ـي ِ فمبدأ ٔالاثر املنÔè
ّ ً ً
السـجل العيÌــ\ oــي نشــأته الحـق العيÌــ oيــدور وجـودا وعــدما بالقيــد فهنـاك التصــاق بــ,ن الحــق العيÌـ oوالقيــد \ــي ال ِ
واستمرارﻩ وزواله).(1
أثر القيد املن عى الحقوق
السجل العيoÌ طبقا ألحكام القواعد العامة لكسب الحقوق ،ففي ال ّ إن مصدر الحق هو سبب إنشاءﻩ ً
ِ
السجل العي oÌال يعتد إال بقيـد الحـق كسـبب لكسـبه ،أي أن ال ينشأ الحق العي oÌالعقاري إال بالقيد ،فنظام ال ّ
ِ
السجل العي oÌهو مصدر للحقوق العينية العقارية. القيد \ي ّ
ِ
الســجل العيÌــ oهــو مصــدر للحقــوق العينيــة وقــد نصــت بعــض التشــريعات ص ـراحة عــى أن القيــد \ــي ال ّ
ِ
العقارية كالتشريع السوري واللبناني) (2واملغربي).(3
السجل العي oÌأنه مصدر للحقوق فيفهم من ولكن ح ÓÐوإن لم يتم النص صراحة عى أن القيد \ي ّ
ِ
الســجل العيÌــ oذلــك وم
ìــا مبــدأ القيــد املطلــق ،فكــون القيــد هــو مصــدر للحقــوق املبــادئ الÐــ oيقــوم عل
Úــا نظــام ال ّ
ِ
هو نتيجة طبيعية لهذا املبدأ بأن الحقوق العينية العقارية ال تنشـأ وال تنتقـل وال تتغ,ـ! وال تـزول إال بقيـدها \ـي
السجل العي.(4)oÌ ّ
ِ
طبق عل
Úا نصت املادة ) (9من قانون الشهر العقاري و\ي مصر وال oÐال يزال نظام الشهر الشخُ oÔôم ﱠ
عى أن" :جميع التصرفات ال oÐمن شأ
ا إنشاء حق من الحقوق العينية العقارية ٔالاصلية أو نقله أو تغي!,ﻩ أو
زواله وكذلك ٔالاحكام ال
ìائية املثبتة لoÔèء من ذلك يجب شهرها بطريق التسجيل ويدخل \ي هـذﻩ التصـرفات
الوقــف والوصــية .وي!iتــب عــى عــدم التســجيل أن الحقــوق املشــار إل
Úــا ال تنشــأ وال تنتقــل وال تتغ,ــ! وال تــزول ال
املسجلة من ٔالاثر سوى الالOiامـات الشخصـية ب,ن ذوي الشأن وال بالنسبة إى غ!,هم .وال يكون التصرفات غ !,جلة
ب,ن ذوي الشأن").(5
ُ
ثـ ﱠـم أعــاد املشــرع املصــري الحكــم ذاتــه بموجــب قــانون رقــم 142لســنة 1964م والــذي أخــذ بنظــام
السجل العي ،Ðوالذي لم يوضع إى ٓالان موضع التطبيق ،فنجد أن املادة ) (26منه نصت عى أن: ّ
ِ
-1عبد ﷲ ،هدى ،أحكام الشهر العقاري \ي القانون اللبناني ،طبعة أوى ،ب!,وت ،منشورات الحل× oالحقوقية2020،م ،ص.321
- 2نصت املادة ) (11من القرار 188عى أن " ...الصكوك الرضائية والاتفاقات ال oÐترمي إى إنشاء حق عي oÌأو إـى نقلـه أو إعالنـه او تعديلـه أو اسـقاطه ال تكـون نافـذﻩ حÐـÓ
اعتبارا من تاريخ قيدها".ً ب,ن املتعاقدين إال
-3وق ــد اعت" ــ! التش ــريع املغرب ــي بت ــاريخ 9رمض ــان 1331هـ ـ املواف ـق 12أغس ــطس 1913م ع ــى أن "رس ــم املل ــك – أي س ــند امللكي ــة – ل ــه ص ــفة
ائي ــة وال يقب ــل الطع ــن وه ــو
يكشف نقطة".
- 4أبو النجا ،إبراهيم ،املرجع السابق ،ص.442
السجل العي oÌوأثرﻩ عى مصادر الحقوق العينية ٔالاصلية ،طبعة أوى ،القاهرة ،دار ال
ìضة العربية1982 ،م ،ص.128-126 -5يح* ،Óياس,ن محمد ،نظام ّ
ِ
224Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
ُونالﺣـ ــظ م ــن خ ــالل ن ôــ oÔامل ــادت,ن ) (9م ــن ق ــانون الش ــهر العق ــاري أو ) (26م ــن ّ
الس ــجل العي Ìــ oه ــو
ِ
ُ
تشــا}
هما حيــث ال ينشــأ أو ينتقــل أو يــزول حــق مــن الحقــوق العينيــة ٔالاصــلية ســواء بــ,ن املتعاقــدين أو الغ,ــ! إال
شخصية ب,ن ذوي الشأن. التسجيل فال ي!iتب سوى الOiامات خصية بالتسجيل .وإن لم يتم الت
وأن القول بأن التصرف القانوني هو مصدر الحق ال يع oÌأنه مصدر الحق الوحيد ،بل يمكن كذلك
أن تكــون الواقعــة القانونيــة مصـ ً
ـدرا للحــق كــامل!,اث فــال يعــد امل,ـ!اث حجــة أمــام الغ,ــ! إال بعــد نقــل الحقــوق مــن
بالسجل العيÌـ oهـو مص ً
ـدرا للحـق العيÌـ oيعـد بالسجل العي .oÌوبالتاي فاعتبار القيد ّ املورث إى الورثة وقيدها بال ّ
ِ ِ
طهرا له من كافة العيوب ،وال قيمة بعد ذلك للعيوب ال oÐتمس التصرفات القانونية. ُم ً
ويــرى الــبعض ٓالاخــر) (2أن هــذا الـرأي معنــاﻩ إزالــة كافــة ٓالاثــار القانونيــة عــن التصــرفات غ,ــ! املســجلة
وتصبح كـأن لـم تكـن وهـذا غ,ـ! صـحيح ألن تلـك التصـرفات القانونيـة الصـحيحة تظـل منتجـة آلثارهـا حÐـ Óوإن
تطلب املشرع قيدها لالع!iاف }
ا.
وم ــن هن ــا يؤكـ ــد الـ ــبعض) (3ع ــى الق ــول بأن ــه" :ينعق ــد التص ــرف العق ــاري خ ــارج مكات ــب ومأموري ــات
السجل العي oÌويرتب آثارﻩ القانونية كافة فيما عدا نشوء الحق العي oÌالذي يجـب لنشـوئه أن يقيـد الحـق \ـي ّ
ِ
ّ
السجل العي"...oÌ ِ
225Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
ً
مصدرا للحق العي oÌفال وجود له قبل تمام القيد ،وهو املن EÔèللقيد وجعله
أي أن إعمال مبدأ ٔالاثر املنÔè
ً
وعدما مع القيد ً
وجودا ما يمكن القول إن هذا التصرف املتعلق بحق عي oÌعقاري يصبح تصرف شكي يدور
السجل وليس من الاتفاق أو التصرف. \ي ّ
السجل العي ،oÌوبالتاي الحق يستمد قوته من القيد \ي ال جل
ِ
وهــو مــا يؤكــدﻩ الــبعض) (1مــن القــول بأنــه مــن ٔالاوفــق ملبــادئ القــانون املصــري أنــه يفiــ!ض لكــل قيــد
ســبب صــحيح ســواء مــن واقعــة أو تصــرف منــتج للحــق ،فلــو ذكــر الســبب افiــ!ض صــحته وإنشــاء قرينــة قانونيــة
قاطعــة ال يمكــن دحضــها إال بســبب أجن×ــ ،oوهــذا الســبب ٔالاجن×ــ oقــد يمنــع املالــك الحقيقــي مــن الطعــن أمــام
ُ
اللجنــة .كمــا أن تلــك القرينــة القاطعــة قــد تكــون بــ,ن أط ـراف التصــرف .فحــ,ن يكــون القيــد مبÌــ oعــى عقــد ثـ ﱠـم
ق oÔüببطالنه فال يتأثر القيد ٔالاول بذلك.
ومن مtرات هذا ٔالاثر:
-1لو عملنا بانتقال امللكية بموجب العقد فقط قبل قيدﻩ ،سيؤدي ذلك لوجود ملكية ظاهرة ،وهـو مـا يفسـح
الس ــجل العي Ìــ ،oومن ــه تحقي ــق الاس ــتقرار للعدي ــد م ــن ال Oاع ــات ويتن ــاقض م ــع املب ــادئ ال Ðــ oيق ــوم عل
Úــا نظ ــام ال ّ
ِ
ؤالامان للملكية العقارية وخلوها من الال Oاعات قدر ٕالامكان. ﱠ
الس ـجل العيÌــ oتؤكــد عــى دورهــا \ــي خدمــة الفــرد ،وتحقيــق الوظيفــة الاجتماعيــة للملكيــة -2إن أحكــام نظــام ّ
ِ
ُ ً
وبــث الثقــة \ــي نفــوس ٔالافـراد ضــمانا لتســهيل عمليــات الاقiـ!اض والاســتثمار ،وزيــادة الــدخل الفــردي والــوط،oÌ
ويــؤدي ٔالاخــذ بمبــدأ ٔالاثــر املنèــÔـ EÔللقيــد يعمــل عــى تحقيــق تلــك الوظيفــة الاجتماعيــة ودعــم الاســتقرار وتــوف!,
الثقة ؤالاخذ باملالك الحقيقي للعقار أو الحق العي oÌدون غ!,ﻩ).(2
كذلك من فوائد هذا املبدأ:
-1الحــق العيÌــ oيختلــف عــن الحــق الشخôــ\ oÔــي دورﻩ الاقتصــادي والاجتمــاÑي ،فــأثر امللكيــة العقاريــة ال يكــون
ُﱠ
عــى الفــرد فقــط ،بــل عــى املجتمــع ككــل .فكلمــا كانــت امللكيــة العقاريــة أكــ! اســتقر ًارا تبعــث الثقــة العامــة \ــي
ُ
نفــوس الكافــة وهــو مــا يزيــد معــامال
âم العقاريــة وتــدفعهم لتحســ,ن عقــارا
âم واســتثمارها \ــي مضــاعفة ثــروا
âم
مما ينعكس عى الدخل القومي سواء مـن ناحيـة قيمـة العقـار نفسـه أو مـن ناحيـة الـدخل القـومي العـام ،وهـو ﱠ
عجلــة التنميــة الاقتصــادية إــى ٔالامــام ،فــإذا كــان هــدف املجتمــع ومصــلحته تثبيــت امللكيــة مــا ُيســاهم \ــي دفــع ج
ُ
العقاريــة وبناءهــا عــى أســس ســليمة يجــب إذن أن يكــون ذلــك تحــت مظلــة وإشـراف ومراجعــة الدولــة .فــال ُيعــد
أقرت له الدولة بذلك من خالل قيدﻩ \ي ال ّ مالكا للعقار إال من ﱠ ً
السجل العي.oÌ ِ
السجل العي oÌدون تباطؤ، بتسجيل عقدهم \ي ال ّ -2العمل باألثر ٕالانشائي للقيد سيدفع املتعاقدين إى ٕالاسراع بت جيل
ِ
ّ ُ ُ
السـجل العيÌــo فعـى سـبيل املثـال املشـ!iي لـن يسـتطيع أن يسـتث ﱠمر العقــار أو يجÌـ oثمـارﻩ إال مـن وقـت قيـدﻩ \ـي ال ِ
ً مالكا إال من هذا التاريخ ،ﱠ ً
مما يدفعه إى ٕالاسراع بالقيد ،إذ أنه لو كان الحق نافذا ب,ن طرفيه إذ قبلها ال يعد
دون إجـ ـراء القي ــد لتكاس ــل املتعاق ــدين أو ﱠربم ــا هرب ــا م ــن إجـ ـراء القي ــد ت ـ ً
ـوف!,ا للنفق ــات وه ــو م ــا يف ــوت املب ــالـالغ
الطائلة عى خزينة الدولة.
226Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
السـجل العيÌـ oوبـ,ن الحالـة -3تتجى أهمية ٔالاثر ٕالانشائي للقيد من ناحية ما يؤكدﻩ من تطابق ب,ن القيود \ـي ال ّ
ِ
ّ ً ُ ً
الســجلالقانونيــة والواقعيــة للعقــار ،فــال يعت"ــ! مالكــا للعقــار عــى الطبيعــة إال مــن كــان العقــار مقيــدا باســمه \ــي ال ِ
ً
العيÌــ ،oوبتلــك الطريقــة ال يحــدث التنــاقض بــ,ن امللكيــات العقاريــة ،بــل تتوحــد فاملشــ!iي ال يعــد مالكــا بمجــرد
العقد سواء تجاﻩ البائع أو الغ !,إال من وقت شهر هذا البيع.
-4يؤكــد ٔالاثــر ٕالانشــائي للقيــد عــى نبــذ الال Oاعــات بــ,ن ٔالافـراد ،فلــو كــان انتقــال امللكيــة يــتم بمجــرد إتمــام العقــد
السجل العي oÌحصولها .فلو قـام البـائع بنقـل الحـق العيÌـ oذاتـه يتوMى نظام ّ لحدثت ال Oاعات والدعاوى وال oÐيتو
ِ
شخص وحدثت تصرفات متتالية ألحدهم دون علم ٓالاخرين ويظن كل م
ìم أنه اكتسب الحق وحدﻩ ألك! من خص
ً
مواجهــة ٓالاخـرين حÐــ Óمـن ســبقوﻩ \ــي التعامـل ،وهــو مـا يعمــل عــى فلـو ســارع أحـدهم بقيــد الحـق صــار نافــذا \ـي ِ
ضياع الحقوق).(1
كما يتب عليه ِع ﱠدة نتائج وي:
مالك ــا إال بتس ــجيل املبي ــع ،حي ـ ُـث تظ ــل امللكي ــة للب ــائع إ ــى أن ينقله ــا املش ــ!iين ً
-1أن مش ــ!iي العق ــار ل ــن يك ــو
بالتســجيل ،لــذلك إذا تعــدد املشــ!iين مــن نفــس البــائع كانــت ٔالافضــلية ملــن ســبق بالتســجيل بشــرط أن يكــون
ـوريا ،كـذلك ال يعت"ــ! البـائع \ـي تلـك الحالـة ً ـديا ولـيس ص ً ً
ـاطال ،وج ً عقـدﻩ ص ً
بائعـا مللـك الغ,ـ!؛ ألنــه ـحيحا ولـيس ب
ً
بالتسجيل كان ال زال مالكا ،كما ال يستطيع املشـ!iي الـذي لـم يسـجل أن ينقـل وقت بيعه للمش!iي الذي قام بالت جيل
املسجل أن يطالب من بالتسجيل ،كما أنه ليس من حق املش!iي غ !,امل ملكية العقار ألن امللك لن تؤول إليه إال بالت جيل،
ً ُ
خالل دعوى يرفعها بتثبيت ملكية العقار املبيع؛ ألنه ال يعد مالكا وتلك الدعوى لـم تسـتكمل شـروطها ،ودائـن
ً
اختصاص ــا؛ ألن امللكي ــة ال زال ــت املشــ!iي غ ,ــ! املســجل ال يمكن ــه التنفي ــذ ع ــى العق ــار املبي ــع وال أن يأخ ــذ علي ــه
للبائع وليس ملدينه.
ََ
عى عكس دائن البائع فله الحق \ي التنفيذ عى العقار املبيع وأخذ حق اختصاص عليه ،كما أن له
تسجيل املش!iي لعقدﻩ ما يجعل البيع غ !,نافذ \ي مواجهته. أن يرفع دعوى نزع ملكية قبل ت جيل
\-2ي حالة وفاة البائع فامللكية تنتقل إى ورثته بعكس وفاة املش!iي الذي لم ُيسجل فال تنتقل امللكية لورثته.
فــإن قــام وارث البــائع ببيــع العقــار مــرة أخــرى ،نكــون أمــام تنــازع بــ,ن مشــ!iين أحــدهما مــن املــورث وٓالاخــر مــن
ُ
بالتسجيل فضل عى املش!iي الذي لـم يسـجل ألن امللكيـة ال تنتقـل إال الوارث ،فإن سارع املش!iي من الوارث بالت جيل
بالتسجيل ويفضل املش!iي من الوارث \ي تلك الحالة وهو ما أجمع عليه الفقه والقضاء. جيل
ولكن رغبة من املشرع \ي حمايـة املشـ!iي مـن املـورث بشـكل خـاص وحمايـة دائÌـ oاملـورث بشـكل عـام
فقــد أوجــب تســجيل حــق ٕالارث ،ورتــب عــى عــدم تســجيله منــع إشــهار أي تصــرف صــادر مــن الــوارث \ــي أي مــن
عقارات ال!iكة قبل شهر حق ٕالارث ،والعلة \ي ذلـك أن يتسـ ÓÌلـدائ oÌاملـورث ومـ
ìم املشـ!iي بعقـد غ,ـ! مسـجل
التأشـ !,بحقـوقهم عـى هــامش تسـجيل حـق ٕالارث .وبــذلك فـأي تصـرف يصــدر مـن الـوارث بعــد هـذا التأشـ !,غ,ــ!
نافذ \ي حقهم).(2
227Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
228Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
وك ــذلك ينب 2ــي الق ــول إن ٔالاث ــر املن èــÔـ EÔللقي ــد وم ــا ي!iت ــب علي ــه م ــن آث ــار ال يح ــول دون إح ــداث أث ــر للتص ــرفات
الشخصية كااللOiامات الشخصية ف opتنتج بغـض النظـر عـن القيـد أم ال .وهـو مـا نـص عليـه املشـرع \ـي قـانون
السجل العي oÌصراحة \ي املادة ) (26سالفة الذكر. ّ
ِ
الفرع الثاني
ٔالاثر املطهر للقيد Rي ّ
السجل العيÐ
ِ
إن ٔالاثــر املطهــر للقيــد معنــاﻩ تطه,ــ! العقــار مــن كافــة الحقــوق غ,ــ! املقيــدة ًأيــا كــان ســبب القيــد .فعــدم
قيد الحقوق معناﻩ خلو العقار م
ìا ،كما يقصد به تطه,ـ! الحقـوق املقيـدة مـن كافـة العيـوب الÐـ oتعiـ!ي القيـد
فالقيد يعطي لصاحبه حق جديد غ !,قابل للطعن.
وتــأتي أهميــة ٔالاثــر املطه ــر للقيــد \ــي أنــه يعم ــل عــى دعــم امللكيــة العقاري ــة فالحمايــة القانونيــة للقي ــد
ممـا يشـوبه وتشـمل الحالـة املاديـة والقانونيـة للعقـار املقيـد فـال ُيمكـن املسـاس بحـدودﻩ تكون من خالل تطه!,ﻩ ﱠ
املسـاس حÐـ Óولـو صـدر حكـم ومساحته أو الحقوق العينيـة الÐـ oلـه أو عليـه .فالقيـد يصـبح غ,ـ! قابـل للطعـن أو َ
الســجلقضــائي بفســخ العقــد .فــدعوى الفســخ مــن الــدعاوى الÐــ oتطعــن \ــي التصــرف وال يجــوز التعليــق }
ــا \ــي ال ّ
ِ
العي Ìــ ،oأل
ــا تتع ــارض م ــع ق ــوة الثب ــوت املطلق ــة ،فالقي ــد \ ــي ّ
الس ــجل العي Ìــ oه ــو مص ــدر الح ــق العي Ìــ oول ــيسِ
ُ
التصرف ،وبالتاي فالحق العي oÌاملقيد ال يتأثر بما لحق بالتصـرف مـن عيـوب ،ومعنـاﻩ أن الحقـوق املقيـدة æـي
الحقيقة املؤكدة الغ,ـ! قابلـة للطعـن ف
Úـا ،ﱠأمـا الحقـوق غ,ـ! املقيـدة فـال يعتـد }
ـا ،وال يجـوز التمسـك }
ـا ،سـواء
بالنسبة للمتعاقدين أو الغ ،!,وهذا ما يق oÔüبه مبدأ قوة الثبوت املطلقة والذي يعد من السـمات ٔالاساسـية
السجل العي.(1)oÌ لنظام ّ
ِ
ّ
الســجل العيÌــ oيعÌــ oأنــه إذا تــم قيــد عقــار عــى اســم يمكــن القــول أن مبــدأ القــوة املطلقــة للقيــد \ــي ِ
شـخص معــ,ن ومــرت مواعيـد الطعــن أو صــدر حكـم
ــائي فيــه ي!iتــب عـى ذلــك تطه,ــ! العقـار مــن كافــة الحقــوق
السابقة عى القيد ما دام تم قيـدها \ـي السـجل فتل2ـى تلـك الحقـوق وال تقـوم بعـد ذلـك مهمـا كـان سـبب عـدم
ـتندا إـى بيانـات العقـار حقا من الشـخص الـذي قيـد العقـار \ـي السـجل مس ً قيدها .وكذلك يع oÌأن من اكتسب ً
الســجل العيÌــ oيعــد مكتسـ ًـبا لحــق مــن مالكــه ولــو كــان الواقــع غ,ــ! ذلــك .كــذلك فهنــاك أثــر تطه,ــ!ي للقيــد، مــن ّ
ِ
وبموجبه تطه !,الحقوق املقيدة من كل عيب يمكن أن يلحق به ،فالحقوق بقيدها \ي الالسجل تكون قد بدأت
مرحلة جديدة منفصلة عن ماض
Úا.
1
-أبو النجا ،إبراهيم ،املرجع السابق ،ص.506
229Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
املطلب الثاني
آثار التﺤول إى نظام ّ
السجل العي Ðعى التنمية الاقتصادية
ِ
ُ
لقـ ــد أثبـ ــت العقـ ــار دورﻩ الاسـ ــتثماري لكث,ـ ــ! مـ ــن النـ ــاس أكـ ــ! مـ ــن أي أصـ ــول أخـ ــرى ،وهـ ــو مـ ــا جع ـ ــل
ُ
ٔالاشخاص ﱠيتجهون الستثمار معظم أموالهم \ي القطاع العقاري ،وهو ما شجعهم عى اللجوء لتلتسجيل العقـار
بعد صدور القوان,ن املنظمة للعقار.
ومم ــا ال ش ــك في ــه أن نظ ــام الش ــهر العق ــاري بش ــكل ع ــام يس ــøى لتحقي ــق اس ــتقرار امللكي ــة العقاري ــة ﱠ
السجل العي oÌوالذي يركز عى وأحد
ا هو نظام ال ّ
ا وتدعيم الائتمان العقاري ،وإن من أبرز نظم الشهر العقاري
ِ
شــهر التصــرفات والحقــوق الــواردة عــى العقــار محــل التصــرف ،باعتبــار أن العقــار هــو وحــدة قائمــة بــذا
âا ولهــا
وجــود ق ــانوني ُمعت"ــ! ،م ــن خــالل تخص ــيص لكــل وح ــدة عقاريــة ص ــحيفة ورقيــة أو الك!iوني ــة تــدون ف
Úــا كاف ــة
التص ــرفات ال ــواردة ع ــى ذل ــك العق ــار وبي ــان حقيق ــة مرك ــزﻩ الق ــانوني ،ف ــإذا م ــا أراد أي ش ــخص الوق ــوف ع ــى
حقيقــة الحالــة القانوني ــة أو الوصــفية للعق ــار مــا علي ــه ســوى الاطــالع ع ــى تلــك الص ــحيفة العينيــة املخصص ــة
للعق ــار .وه ــذا ٔالام ــر ه ــو أم ــر \ ــي غاي ــة ٔالاهمي ــة إذ ي ــؤدي إ ــى س ــهولة وس ــرعة ت ــداول العق ــارات وزي ــادة الائتم ــان
السجل العي.oÌ العقاري ،وبث الثقة \ي نفوس املتعامل,ن مع بيانات ال ّ
ِ
الســجلوهــو مــا أكدتــه مﺤكمــة الــنقض املصــرية \ــي أحــد أحكامهــا بــالنص عــى أن" :تنظــيم قــانون ّ
ِ
وفقا ملوقع العقارات .مقصودﻩ .بيان كافة التصرفات الواردة عل
Úا .أثرﻩ .مطابقة البيانـات الـواردة العي oÌللقيد ً
بــه للحقيقــة .مــؤداﻩ .حمايــة املتعامــل مــع املقيــد كمالــك للعقــار مــن كــل دعــوى غ,ــ! ظــاهرة \ــي الســجل الســتقرار
امللكية وانعدام املنازعات بشأ
ا").(1
وجــدير بالــذكر أنــه بــالنظر إــى التطــورات الاقتصــادية املتالحقــة الÐــ oيشــهدها املجتمــع املصــري والÐــo
تــؤثر عــى امللكيــة وتتــأثر امللكيــة العقاريــة \ــي مصــر }
ــا اعــداد قــانون جديــد يناســب مــع هــذﻩ التطــورات .فمصــر
كب!,ا ،وظلت تعمل عى تطويرﻩ باستمرار ،وقد أدركت ً
اهتماما ً كغ!,ها من الدول ال oÐاهتمت بالشهر العقاري
الســجل العيÌــ\ oــي اســتقرار امللكيــة العقاريــة \ــي الــبالد الÐــ oيطب ـق }
ــا ،فعملــت عــى إدخــال مــدى أهميــة نظــام ّ
ِ
ً ً نظــام ّ
الســجل العيÌــ\ oــي الــبالد بــدال مــن نظــام الشــهر الشخôــ oÔاملــأخوذ مــن فرنســا قــديما والــذي كــان يتخــذ ِ
ً ً
ٔالاشــخاص أساســا للشــهر ،بــاختالف نظــام الشــهر العيÌــ oالــذي يتخــذ مــن عــ,ن الوحــدة العقاريــة محــال للشــهر،
ً
نجاح ــا كب ,ـ ًـ!ا ل ــدى فقه ــاء ويعت" ــ! أح ــدث أنظم ــة الش ــهر العق ــاري ال ــذي تأخ ــذ بـ ـه معظ ــم ال ــدول وال ــذي يلق ــى
فضــله عــن نظــام الشــهر الشخôــ oÔوالــذي يقــوم عــى نظــام الســجل العيÌــ oلــه مزايــا عديــدة ُت ّ القــانون ،ونظــام ِ ّس
ِ
ٔالاشخاص أطراف الشهر للتصرف املراد شهرﻩ. شهر خاص
معــا للفاســدين وسماســرة ونظـ ًـرا للقيمــة الكب,ــ!ة للعقــار باعتبــارﻩ يمثــل ثــروة كب,ــ!ة وهــو مــا يجعلــه مط ً
ٔالاراÕــ oÔوهــو مــا يحــدث الكث,ــ! مــن املشــكالت ،لــذا فــإن ســن التشــريعات والــنظم الخاصــة بالتســجيل العقــاري
سيؤدي الستقرار امللكيـة العقاريـة ويسـد تلـك الثغـرات ويحـد مـن الاعتـداء عـى أراÕـ oÔالدولـة وعقـارات ٔالافـراد
230Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
الســجل العي Ìــoوالبعــد ع ــن تحريــر عق ــود تصــرف خ ــارج إطــار ق ــانون الشــهر العق ــاري ،وهنــا ي ــأتي تطبيــق نظ ــام ال ّ
ِ
ليسد تلك الثغرات وعدم السماح ألي تصرف أو حق عي oÌيحدث خارجه).(1
الس ــجل العي Ìــ oت ــداول الائتم ــان العق ــاريُ ،ويقص ــد بتس ــهيل ت ــداول م ــن ناﺣي ــة أخ ــرى يس ــهل نظ ــام ّ
ِ
الائتمــان العقــاري "إعطــاء امللكيــة العقاريــة قيمــة الــرهن الثابــت ،incommutableواســتعمال هــذا الــرهن حÐــÓ
ُ
يمكـن بــذلك أن تجــذب نحــو ٔالارض رؤوس ٔالامــوال الÐــæ oــي \ـي حاجــة إل
Úــا .فمــن الحقــائق املؤكــدة \ــي الاقتصــاد
السيا ــ ،oÔأن ٔالارض ال يمك ــن أن ت ــرد رؤوس ٔالام ــوال املس ــتغلة ف
Úــا ،إال بع ــد ف iــ!ة طويل ــة والس ــيما \ ــي مص ــر،
ُ ُ
حيث يقل ريع ٔالارض بالنسبة لث ﱠمن اكتسا}
ا").(2
فالــدائن الــذي يضــطر إلق ـراض املــدين وينتظــر عــدة ســنوات الســتيفاء دينــه منــه لــن يقــدم عــى هــذا
ً
ٕالاق ـراض إال إن كــان متأكـ ًـدا مــن ســهولة تــداول دينــه ،فــإن كــان التــداول ســهال ســيكتفي بفائــدة قليلــة .ﱠأمــا إن
اضــطر لتثبيــت أموالــه immobilizationلفiــ!ة غ,ــ! محــددة فيتحمــل املــدين نتيجــة ذلــك بزيــادة ســعر الفائــدة.
الس ــجل العيÌــ oيعمــل ع ــى تشــجيع تــدفق ش ــركات وبالتــاي فزيــادة الائتم ــان العقــاري والــذي يس ــøى إليــه نظــام ال ّ
ِ
ُ ُ
التسجيل عل
Úـا ،إذ ال تعطـى التمـويالت إال لكـل عقـار مشـهر ،حÐـ Óتضـمن التمويل العقاري ،وال oÐتقوم عملية الت جيل
تلك الشركات حقوقها ،وهو ما تطبقه الشركات ذات الريادة \ي مجال التمويل العقاري \ي أملانيا.
و\ي ظل توجه الدولة املصرية بإنشاء املدن الجديدة والعمل عى توسيع املسـاحة الزراعيـة ،والعمـل عـى
ُ
ج ــذب الاس ــتثمارات ٔالاجنبي ــة داخ ــل مص ــر ،وك ــل ذل ــك ال يتحق ــق إال بوج ــود نظ ــام عق ــاري كام ــل مس ــتقر ي ــؤمن
الس ــجل العي Ìــoويس ــهل املع ــامالت العقاري ــة ،ويحف ــظ للمتع ــامل,ن أم ــوالهم وممتلك ــا
âم ،وم ــن هن ــا نج ــد أهمي ــة ال ّ
ِ
وال ــذي يلع ــب دور ه ــام واس ــ!iاتي ي
اتيي \ ــي تحقي ــق الحماي ــة للملكي ــة العقاري ــة واس ــتقرارها ،وه ــو ٔالام ــر ال ــذي ي ــؤدي
)(3 ُ
لزيادة املشروعات الاستثمارية \ي كافة املجاالت .
يسـ ــتطيع كـ ــل مـ ــن يريـ ــد أن يتعامـ ــل عـ ــى الوحـ ــدة العقاريـ ــة أن يطمـ ــ0ن لوجـ ــود نظـ ــام عقـ ــاري سـ ــليم
ومنض ــبط يض ــمن ل ــه أن م ــن يتعام ــل مع ــه ه ــو املال ــك الحقيق ــي للعق ــار ،كم ــا يض ــمن ل ــه الاط ــالع بس ــهولة ع ــى
الســجلحقيقــة الحالــة القانونيــة للعقــار حســب مــا هــو ُمقيــد \ــي الصــحيفة العقاريــة بالســجل ،كــذلك فنظــام ال ّ
ِ
العيÌــ oال يضــمن حقــوق املتعــامل,ن عــى العقــار فحســب بــل كــذلك يســتفيد منــه املوثقــون والقــائمون بعمليــة
التس ــجيل ،واملح ــامون والوس ــطاء العق ــاريون ،وجمي ــع الع ــامل,ن \ ــي املج ــال العق ــاري خاص ــة إن ك ــان الس ــجل
ً
الك!iونيا. العقاري
ـالغ ٔالاهميـة والدقـة \ـي آن واحـد ،فهـو السـجل العيÌـ\ oـي الجانـب الاقتصـادي ب غ ويرى الباﺣث :أن دور ّ
ِ
ً
يتن ــاول العق ــارات والÐـ ــ oتتس ــع رقع
ــا لتشـ ــمل ٔالارا Õــ oÔالفضـ ــاء ؤالارا Õــ oÔاملع ــدة للبنـ ــاء ؤالارا Õــ oÔالزراعيـ ــة
ؤالارا oÔÕالصحراوية عى ٕالاقليم املصري وما ُيقام عليه من أنشطة .كما أن املتعامل,ن عى العقارات هـدفهم
ً
تنميـ ــة ثـ ــروا
âم الÐـ ــ oظل ـ ــوا سـ ــنوات طويلـ ــة \ـ ــي تحص ـ ــيلها وتنمي
ـ ــا وأنفقـ ــوا أمـ ــوالا كث ,ـ ــ!ة وجهـ ــود ضـ ــخمة \ ـ ــي
-1الهشامي ،عي بن عزان بن عيٓ ،الاثار القانونية للتسجيل العقاري )دراسة مقارنة( ،رسالة دكتوراﻩ ،جامعة املنصورة ،كلية الحقوق2014 ،م ،ص.11
السجل العي oÌوإدخاله \ي ٕالاقليم املصري ،رسالة دكتوراﻩ ،جامعة القاهرة ،كلية الحقوق1964 ،م ،ص.482 -2وجيه ،منصور محمود ،نظام ّ
ِ
ّ
السـ ــجل العي Ìــ oبـ ــ,ن عمومي ــة النصـ ــوص وثغـ ـرات \ـ ــي التطبي ــق ،رسـ ــالة دكت ــوراﻩ ،جامعـ ــة ع ــ,ن شـ ــمس ،كلي ــة الحقـ ــوق، ال ـام ـ ظ ن ، ـد ـ ـ ي الحم - 3إبـ ـراهيم ،أحم ــد السـ ــيد عب ــد
ِ
2020م،ص.3
231Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
ُ
اس ــتثمارها ،وأن الشـ ــهر العق ــاري هدفـ ــه الحف ــاظ عل
Úـ ــا ،وإذ أن الشـ ــهر العق ــاري يفiـ ــ!ض وج ــود عقـ ــار محـ ــدد
ٔالاوص ــاف القانوني ــة واملادي ــة ،وموق ــع ثاب ــت ومع ــروف ع ــى الخ ـرائط املس ــاحية ،س ــواء أرض أم مب ــاني ،ك ــذلك
يفiــ!ض متعــامل,ن عــى العقــار ،وقــد ُوكــل ألمــر تحديــد أوصــاف العقــار الهيئــة العامــة املصــرية للمســاحة ،ﱠأمــا مــا
يخص املتعامل,ن عى العقار فيختص بأمر أهلي
م إلبرام التصرفات وتحديد ذوا
âم مصلحة ٔالاحوال املدنية.
الخاتمة
الســجل العيÌــ oيمت ــاز بكونــه صــاحب ق ــدرة كب,ــ!ة عــى تحدي ــد أشــكال العقــارات \ ــي مصــر وال ــدول إن ّ
ِ
العربي ــة س ــواء ك ــان العق ــار س ــك oÌأم تج ــاري أم خ ــدمي ،لكون ــه يض ــع وص ــف دقي ــق ملراقب ــة املنظوم ــة العقاري ــة
فالس ــجل العي Ìــ oيلع ــب دور ه ــام \ ــي تنش ــيطاملتداخل ــة وال Ðــ oتط ــورت بش ــكل كب ,ــ! \ ــي الس ــنوات املاض ــية .ل ــذا ّ
ِ
التمويل العقاري \ي مصـر ويعمـل عـى تحقيـق الاسـتفادة مـن الـ!وة العقاريـة الÐـ oتمثـل أهـم محـور مـن محـاور
الس ــجل العي Ìــ oباعتب ــارﻩ ع ــى العق ــار ذات ــه كأس ــاس للقي ــد ول ــيس ٔالاش ــخاص الاقتصــاد الق ــومي .كم ــا أن نظ ــام ال ّ
ِ
ُ
حيث تخصص لكل وحدة عقارية صـحيفة تـدون }
ـا كافـة التعـامالت الـواردة عليـه؛ لـذا فهـو
ـدف إـى تحقيـق
ُ
اســتقرار امللكيــة العقاريــة ويســهم \ــي الاســتفادة م
ìــا واســتثمارها بشــكل أســهل وأســرع .كــذلك باعتبــار مــا يملكــه
السجل العي oÌمن معلومات دقيقة عن كل وحدة عقارية فهو يمكنـه حـل كافـة الال Oاعـات ومواجه
ـا وهـو نظام ّ
ِ
ّ ُ
الســجل العي Ìــ oاملصــدر الوحي ــد الس ــتخراج يســاعد ع ــى بــث الثق ــة \ــي املتعاق ــدين عــى العق ــار ،وبالتــاي يك ــون ال ِ
ســندات امللكي ــة ويحقــق الاطمئن ــان لك ــل مــن يتعام ــل مــع العق ــار وف ــق البيانــات املدون ــة بالســجالت وال Ðــ oتتم ,ــO
بالثبات والاستقرار.
يكف ــل القي ــد \ ــي الس ــجل العي Ìــ oس ــهولة وبس ــاطة ٕالاجـ ـراءات ﱠ
مم ــا ي ــؤدي الس ــتقرار امللكي ــة والحق ــوق
للسجل العي oÌدور هام \ي استقرار امللكيـة العينية .كل ذلك سينعكس بكل تأكيد عى دعم الاقتصاد .كما أن جل
العقاريــة وتخفيــف الضــغوط عــى املــواطن,ن فيمــا يــوفرﻩ مــن ســهولة \ــي الكشــف عــن بيانــات الوحــدة العقاريــة،
باإلضــافة إــى ســهولة إجراءاتــه ،لــذلك فهــو يســهم بشــكل فعــال \ــي تنشــيط التمويــل العقــاري ،لســهولة حصــول
املالـك للوحــدة العقاريـة مــن الحصــول عـى قــرض بضـما
ا .وبموجــب ذلــك التنظـيم الــدقيق الـذي يــوفرﻩ نظــام
السجل العي oÌسيعود بالفائدة الكب!,ة عى املواطن,ن تتمثل \ـي ارتفـاع قيمـة العقـارات ،إذ العقـار غ,ـ! املسـجل ّ
ِ
ال يعطـ ــي صـ ــاحبه ٔالاحقيـ ــة \ـ ــي أخـ ــذ تمويـ ــل أو قـ ــرض بضـ ــمانه ،بينمـ ــا العقـ ــار املسـ ــجل يكـ ــون مسـ ـ ً
ـتودعا ماليـ ــاً
للمواطن,ن.
السجل العي oÌمن بيانات ثابتة للعقار \ي الالسجل ،والحجية املطلقة كما أن املزايا الُ oÐيحققها نظام ال ّ
ِ
السجل العي oÌيعد حجر الزاوية للقانون والذي يعoÌ ّ
السجل ،ومبدأ القوة الثبوتية املطلقة للقيد \ي ال ِ للقيد \ي جل،
أن كــل مــا هــو مقيــد \ــي الســجل هــو عــ,ن الحقيقــة والــذي يجعــل القيــد ً
خاليــا مــن كــل عيــب عــالق بســند امللكيــة
بعد فوات مواعيد الطعن املنصوص عل
Úا ،وكذلك مبدأ املشروعية والذي يع oÌالدقـة \ـي ٕالاجـراءات السـابقة
عــى التســجيل مــن تقــديم ٔالاوراق واملســتندات حÐــ Óال يقيــد إال الحقــوق املشــروعة ،وال يســتفيد مــن القيــد أي
232Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
ادعاء مشكوك فيه وهو ما يؤثر بكل تأكيد عى اسـتقرار امللكيـة العقاريـة ويخفـف مـن الال Oاعـات املنظـورة أمـام
املحاكم ويخفف العبء عى املواطن,ن.
النتائج:
-1للقيــد \ــي الســجل العيÌــ oأثــر منèــÔـ EÔعــى الحقــوق العينيــة العقاريــة ،وبالتــاي فتلــك الحقــوق تســتمد وجودهــا
السجل العي oÌبغض النظر عن مصدر إنشا
Íا أو نقلها أو تعديلها أو انقضا
Íا. من اليد \ي جل
-2نص ــت بع ــض التش ــريعات العربي ــة كالتش ــريع الس ــوري واللبن ــاني واملغرب ــي ص ـراحة ع ــى اعتب ــار القي ــد مص ــدر
مباشر للحقوق العينية العقارية بينما لم يورد البعض ٓالاخر أي نص عى ذلك.
ٔ-3الاثر املطهر للقيد معناﻩ تطه !,العقار من كافة الحقوق غ !,املقيدة ًأيا كان سبب القيد .فعـدم قيـد الحقـوق
معناﻩ خلو العقار م
ìا.
-4مب ــدأ الق ــوة املطلق ــة للقي ــد \ ــي ال ّ
الس ــجل العي Ìــ oيع Ìــ oأن ــه إذا ت ــم قي ــد عق ــار ع ــى اس ــم ش ــخص مع ــ,ن وم ــرت
ِ
مواعيد الطعن أو صدر حكم
ائي فيه ي!iتب عى ذلك تطه !,العقار من كافة الحقوق السابقة عى القيد.
-5للقيــد \ــي الســجل العيÌــ oأثــر عــى التنميــة الاقتصــادية إذ أن القيــد يضــفي ﱠأمــان واطمئنــان ملــن يتعامــل عــى
ـثال للحقيقــة ،طـ ً ً
ـاهرا مــن كافــة الشــوائب الÐــ oقــد العقــار وفــق البيانــات الثابتــة بالصــحيفة العقاريــة يجعلــه ممـ
السجل العي oÌوالتحقق من املستندات قبل إتمام القيد. تطبيقا ملبدأ املشروعية \ي ّ ً تشوب امللكية
ِ
التوصيات:
ُ
-1تخفــيض رســوم التســجيل بحيــث تكــون رمزيــة ،فالتســجيل ضــروري ولــيس مــن الكماليــات ،وذلــك مــن أجــل
التسجيل وعدم قصرﻩ عى فئة املقتدرين فقط، الحفاظ عى امللكية العقارية وتمك,ن الجميع من ٕالاسراع \ي الت جيل
ُ
-2تخفيض رسم حوالة عمل كشـف التحديـد املسـاـا&ي لطلـب التسـجيل والشـهر بحيـث ال تزيـد عـن مبلـغ معـ,ن
مهما زادت موضوعات الطلب الواحد.
-3التوس ــع \ ــي ٕالاس ــكان الاجتم ــاÑي والاقتص ــادي ع ــى حس ــاب ٕالاس ــكان الف ــاخر وه ــو م ــا ي ــتم عمل ــه م ــن خ ــالل
املبادرات املطروحة.
-4التقليــل م ــن الــروت,ن الحك ــومي واللــوائح بمص ــلحة الشــهر العق ــاري مــن أج ــل التســجيل وٕالاج ـراءات ،ح Ðــ Óال
للتسجيل.هجر ٔالاغلبية للت
يؤدي إى جر
-5العمل عى تحس,ن ٕالانتاج وزيادة التصدير ،وهو ما يخلق فرص املنافسة أمام السلع ٔالاجنبية وفتح منافـذ
جديدة داخل ٔالاسواق املصرية والعربية.
233Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
قائمة املراجع
ً
أوال :الكتب العلمية:
السجل العيÌـ oدراسـة \ـي القـانون املصـري ،طبعـة ثانيـة، • الجار&ي ،مصطفى عبد السيد ،أحكام الظاهر \ي ّ
ِ
القاهرة ،دار ال
ìضة العربية1988 ،م.
• عبـ ــد ﷲ ،هـ ــدى ،أحكـ ــام الشـ ــهر العقـ ــاري \ـ ــي الق ـ ــانون اللبنـ ــاني ،طبعـ ــة أوـ ــى ،ب,ـ ــ!وت ،منشـ ــورات الحل× ـ ــo
الحقوقية2020،م.
• العســاف ،تيســ !,عبــد ﷲ املكيــد العســاف ،الســجل العقــاري دراســة قانونيــة مقارنــة ،طبعــة أوــى ،ب,ــ!وت،
منشورات الحل× oالحقوقية2009 ،م.
• نجيــدة ،عــي حســ,ن نجيــدة ،الشــهر العقــاري \ــي مصــر واملغــرب ،طبعــة أوــى ،القــاهرة ،دار ال
ìضــة العربيــة،
1986م.
• يح* ــ ،Óياس ــ,ن محم ــد ،نظ ــام ال ِ ّس ــجل العي Ìــ oوأث ــرﻩ ع ــى مص ــادر الحق ــوق العيني ــة ٔالاص ــلية ،طبع ــة أو ــى،
القاهرة ،دار ال
ìضة العربية1982 ،م.
ثانيا :الرسائل العلمية )املاجست والدكتوراﻩ(: ً
الســجل العيÌــ oبــ,ن عموميــة النصــوص وثغ ـرات \ــي التطبيــق، • إب ـراهيم ،أحمــد الســيد عبــد الحميــد ،نظــام ال ّ
ِ
رسالة دكتوراﻩ ،جامعة ع,ن شمس ،كلية الحقوق2020 ،م.
السجل العي\ oÌي التشريع املصري ،رسالة دكتوراﻩ ،جامعة الاسكندرية ،كلية الحقـوق، • أبو النجا ،إبراهيم ّ
ِ
مطابع جريدة السف1978 ،!,م.
• شــمس الــدين ،عفيــف ،القــوة الثبوتيــة لقيــود الســجل العقــاري ،رســالة دكتــوراﻩ دولــة \ــي الحقــوق ،جامعــة
ب!,وت ،كلية الحقوق1980،م.
• الهش ــامي ،ع ــي ب ــن ع ـزان ب ــن ع ــيٓ ،الاث ــار القانوني ــة للتس ــجيل العق ــاري )دراس ــة مقارن ــة( ،رس ــالة دكت ــوراﻩ،
جامعة املنصورة ،كلية الحقوق2014 ،م.
السجل العي oÌوإدخاله \ي ٕالاقليم املصري ،رسالة دكتوراﻩ ،جامعة القاهرة، • وجيه ،منصور محمود ،نظام ّ
ِ
كلية الحقوق1964 ،م.
ً
ثالثأ :الابﺤاث واملقاالت املنشورة:
• حوار تلفزيوني مع وكيل لجنة ٕالاسكان \ي مجلس النواب املصري ،بعنوان :كم تبلغ قيمة ال!وة العقارية \ي
مصر؟ ،موقع قناة العربية 3 ،مارس 2021م ،تاريخ الاطالع 2022/10/23م.
https://www.alarabiya.net/aswa
https://www.alarabiya.net/aswaq/realestate/03/03/2021
234Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
• موقع العربيةٔ ،الاحد 27ربيع ٔالاول 1444هـ 23 -أكتوبر 2022م ،تاريخ الاطالع 2022/10/23م
https://www.alarabiya.net/aswa
https://www.alarabiya.net/aswaq/realestate/ 230/17/07/2022-
• تقريــر املركــز املــاي الكــوي ،oÐتــاريخ 2022/7/17م" ،املركــز" يتوقــع تســارع نمــو القطــاع العقــاري \ــي الســعودية
وٕالامارات خالل النصف الثاني من العام ،2022تاريخ الاطالع 2022/10/24م
https://www.markaz.com/ar/media
.com/ar/media-center/our-news/markaz-real-estate-outlook outlook-reports-for-
ksa-and-uae-forecast-sector-accele acceleration-in-h/2022-2
235Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
sabreen.yoseif
sabreen.yoseif@albayan.edu.iq
College of Law -Al-Bayan University/ Baghdad- Iraq
امللخص:
ٕالايــذاء املــبهج جريمــة مســتحدثة تــرتبط بتقنيــة املعلومــات الحديثــة ،وترتكــب ع"ــ! اســتعمال الهواتـف
الذكيــة أو الكــام!,ات الرقميــة ،وتتكــون مــن ثالثــة أفعــال æــي الاعتــداء وتصــوير الاعتــداء ونشــرﻩ ع"ــ! الهواتــف أو
أك! منشخص واحد ،كما يمكن أن ترتكب من قبل أك الان!iنت ،ويمكن أن ترتكب جميع هذﻩ ٔالافعال من قبل خص
شخص ،وت!iتب عل
Úا أضرار بدنية ومعنوية عى قدر من الجسامة ،ويكون الضرر املعنوي \ـي العـادة أشـد مـن خص،
الض ــرر الب ــدني ،وتنتش ــر ه ــذﻩ الجريم ــة ب ــ,ن الش ــباب ،وتس ــ
دف جع ــل الض ــحية مح ــال للتس ــلية وامل ــرح ،وه ــذﻩ
الجريمــة ال يمكــن معاقبــة مرتكب
Úــا وفقــا للنصــوص العقابيــة النافــذة بــل البــد مــن تشــريع قــانون خــاص للحــد
م
ìا.
236Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
مقدمة
انعكس ــت التط ــورات التكنولوجي ــة الحديث ــة بص ــورة س ــلبية ع ــى املجتم ــع ٕالانس ــاني ،إذ أدى اخ iـ!اع
الهــاتف النقــال والكــام!,ات وغ!,هــا مــن ٔالاجهــزة الالك!iونيــة إــى اســتحداث أنمــاط جديــدة مــن ٕالاجـرام لــم تكــن
ً ً ً ً
موجودة من قبل ،وترتبط هذﻩ الجرائم ارتباطا وثيقـا بالتقنيـة الحديثـة ،إذ إ
ـا تعـد سـببا أساسـيا النتشـارها؛
كو
ا تعد الوسيلة ال oÐترتكب ع"!ها.
ً
وه ــذﻩ الج ـرائم تش ــكل \ ــي الغال ــب خط ـرا ع ــى حرم ــة الحي ــاة الخاص ــة وان
اك ــا لكرام ــة ٕالانس ــان ،ف pــo
نموذج مستحدث يختلف عن الجرائم التقليدية سواء من حيث مضـمو
ا أم مـن حيـث طريقـة ارتكا}
ـا ،ومـن
هــذﻩ الجــرائم املســتحدثة مــا يســم Óباإليــذاء املــبهج ،أو الصــفع بســعادة ،وæــي جريمــة حديثــة نســبيا ظهــرت \ــي
ٓالاونة ٔالاخ!,ة \ي بعض الدول ٔالاوربية ،وبدأت تنتشر بشكل كب\ !,ي جميع الدول ٔالاخرى.
ً
وتتم,ــ Oهــذﻩ الجريمــة عــن كــل الجــرائم ٔالاخــرى بأ
ــا تجعــل ٕالانســان محــال للتســلية والاســتمتاع؛ وذلــك
بتصــوير الاعتــداء الــذي ينصــب عليــه ،والقيــام بنشــرﻩ ع"ــ! الوســائل الالك!iونيــة املختلفــة ،وعليــه ســنتطرق إــى
بحث أهم الجوانب املتعلقة }
ذﻩ الجريمة:
أهمية البﺤث:
ً
ترج ــع أهمي ــة املوض ــوع إ ــى أن ــه يمث ــل محاول ــة لتج ــريم بع ــض ٔالافع ــال ال Ðــ oتش ــكل مساس ــا بكرام ــة
ً
ٕالانســان ،والÐــ oتســ
دف جعــل ٕالانســان مجــرد مــادة للتســلية ،فضــال عــن جــدة وحداثــة هــذا املوضــوع ،فهــو ال
يرجع إى أبعد من سنة ،2004ويضاف إى ذلك انتشارﻩ الواسع \ي الكث !,من الدول بما ف
Úا الدول العربية \ي
مقابل افتقار تشريعا
âا لنصوص عقابية خاصة بمواجهة هذﻩ النوع من ٕالاجرام.
إشكالية البﺤث:
تتمثــل إشــكالية البحــث \ــي انتشــار الكث,ــ! مــن ٔالافعــال الضــارة بــدنيا ونفســيا بــاألفراد ،وبــاملجتمع تبعــا
لــذلك ،واتســاع نطــاق ارتكا}
ــا بــ,ن فئــات كث,ــ!ة مــن الشــباب والســيما امل ـراهق,ن مــن طلبــة املــدارس ،وتطورهــا
املسـتمر الـذي تفـوق ســرعته قـدرة املشـرع عــن ٕالاحاطـة }
ـا ومواجه
ـا \ــي ظـل القـوان,ن النافــذة ،ومـن هنـا تظهــر
ً
إشــكالية هــذا البحــث ،فالنصــوص القانونيــة النافــذة ال تكفــي لردعهــا أو الحــد م
ìــأ ،الامــر الــذي يســتلزم تــدخال
ً
مستمرا من قبله ،سواء عن طريق إصدار تشريعات خاصة تعاقب عل
Úا أم الاكتفاء بتعديل قوان,ن العقوبات
ً
النافذة حاليا بالشكل الذي يسمح بإدخالها ضمن نطاقها.
منهجية البﺤث:
سنتبع \ي هذا البحث املنهج الاستقرائي كونه املنهج ٔالانسب \ي معالجة إشكالية املوضوع ،وسـنعتمد
\ـي دراسـتنا لـه عـى القـانون الفرنýـ oÔالجديـد الـذي أدرج ضـمن قـانون العقوبـات النافـذ بموجـب املـادة )-222
،(3-33والــذي أجــازﻩ املجلــس الدســتوري الفرنýــ oÔعــام 2007تحــت عنــوان قــانون الوقايــة مــن ٕالاجـرام ،كونــه
أول تشريع جزائي وضع ملجا}
ة هذا النوع من الجرائم ،وسبق به تشريعات جميع الدول الغربية والعربية عى
237Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
حــد ســواء ،فاملشــرع الفرنýــ oÔكــان لــه فضــل الســبق \ــي الوقــوف بوجــه جريمــة ٕالايــذاء املــبهج الÐــ oانتشــرت \ــي
الضحايا بمختلف ٔالاعمار ؤالاجناس والسيما طلبة املـدارس مـ
ìم ،وألحقـت أضـرار املدارس والجامعات وطالت ال حايا
نفسية فاقت حجم ٔالاضرار املادية لها ،وم
ìا انتقلت إى الكث !,من الدول ،وسنش !,إى ما تضـمنه القـانون مـن
تج ــريم وعق ــاب ع ــى تل ــك الان
اك ــات ،ونتط ــرق ل ــبعض ٔالاحك ــام القض ــائية الص ــادرة بش ــأن بع ــض الوق ــائع ال Ðــo
ارتكبت.
خطة البﺤث:
ارتأينـ ــا تقسـ ــيم هـ ــذا البحـ ــث إـ ــى ثالثـ ــة مباحـ ــث ،نبـ ــ,ن \ـ ــي ٔالاول م
ìـ ـا ماهيـ ــة جريمـ ــة ٕالايـ ــذاء املـ ــبهج،
وسنوضح من خالل هذا املبحث مفهوم الجريمـة مـن حيـث تعريفهـا وتميO,هـا عمـا يشـتبه }
ـا \ـي املطلـب ٔالاول،
ونبــ,ن نشــأة الجريمــة ودوافــع ارتكا}
ــا \ــي املطلــب الثــاني ،ونتعــرف عــى أركا
ــا \ــي املطلــب الثالــث ،أمــا \ــي املبحــث
الث ــاني فس ــنتطرق إ ــى م ــدى إمكاني ــة مواجه ــة ه ــذﻩ الجريم ــة وفق ــا للنص ــوص العقابي ــة الناف ــذة ،وس ــنتعرف \ ــي
املطل ــب ٔالاول ع ــى م ــدى إمكاني ــة تج ــريم ك ــل م ــن فع ــي التس ــجيل والتص ــوير وفق ــا لنص ــوص ق ــانون العقوب ــات
النافــذ ،و\ــي املطلــب الثــاني ســنتعرض ملــدى إمكانيــة تجــريم فعــل النشــر\ ،ــي حــ,ن سنخصــص املبحــث الثالــث
لبيـان املواجهــة التشــريعية وفقــا للنصـوص العقابيــة الخاصــة ،وسنقســمه إـى مطلبــ,ن نخصــص ٔالاول للتنظــيم
الق ــانوني لجريم ــة ٕالاي ــذاء امل ــبهج بينم ــا نخص ــص الث ــاني للتع ــرف ع ــى ٓالاث ــار امل!iتب ــة ع ــى ه ــذﻩ الجريم ــة ،ث ــم
سنختتم البحث بأهم ما توصلنا إليه من النتائج واملق!iحات.
املبﺤث ٔالاول
238Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
توجد بعض املصطلحات القريبة من ٕالايـذاء املـبهج تقـوم عـى العنـف أيضـا ،وتتم,ـ Oعنـه بعـدة أمـور،
ومــن هــذﻩ املصــطلحات البلطجــة ٕالالك!iونيــة والتحــرـرش ٕالالك!iونــي وٕالايــذاء التقليــدي ،وســنب,ن كــل م
ìــا عــى
التواي:
1
د.طارق عفيفي صادق ،الجرائم الالك!iونية جرائم الهاتف املحمول ،ط،1املركز القومي لإلصدارات القانونية ،القاهرة ،ص 171هامش.2
2
د.فتحية محمد قوراري ،املسؤولية الجنائية الناشئة عن ٕالايذاء املبهج ،مجلة الشريعة والقانون ،العدد ) ،2010 ،(42ص 235هامش .2
3
د.ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــؤاد بنص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــغ ،!,تج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــريم تس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــجيل ونش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر مش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاهد العن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــف الجن ýـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ،oÔمق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال منش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور ع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــام 2017ع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى املوق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع الالك!iون ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي:
http://www.da3waa.com/2017/02/blog
http://www.da3waa.com/2017/02/blog-post_888.html
4
د.حزام فتيحة ،أحكام جريمة ٕالايذاء املبهج بواسطة الهاتف النقال-دراسة مقارنة ،-مجلة السياسية العاملية ،املجلد ) ،(5العدد ) ،2021 ،(2ص.339
5
د.طارق عفيفي صادق ،مرجع سابق ،ص.171
6
Happy Slapping ,published on: https://fr.wikipedia.org/wiki/Happy_slapping
7
Hans Durrer, Happy Slapping, Oder ist nur wirklich, was dokumentiert dokumentiert ist?, Dezember 2006, published on :
https://www.medienheft.ch/dossier/bibliothek/d26_DurrerHans.html
8 What is 'happy slapping'?, June 2011 , ,published on:
https://www.bbc.co.uk/newsround/13905969
239Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
البلطجة ٕالالك!iونية æي عدوان مقصود ومتكـرر يمـارس ع"ـ! التقنيـة الرقميـة ضـد الضـحية ،و
ـدف
إى إلحاق الضرر النف oÔýبه والسيطرة عليه وأهانته وإذالله أو مضايقته وٕالاساءة إليه ،وتتخذ هـذﻩ الجريمـة
حية ،أو إرسال رسائل السخرية والتشه !,وال
ديد ،أو بب
ا، \ي العادة صورا متعددة م
ìا نشر الشائعة عن الالضحية،
أو إنشاء حسابات غ !,صحيحة لنشر محتويات غ,ـ! مشـروعة ،أو إرسـال ال"!يـد السـري لجميـع جهـات الاتصـال
\ــي هاتفــه }
ــدف إذاللــه ،أو بــث صــور وهميــة أو مــزورة تظهــر الضــحية \ــي مواقــف مســيئة وغ!,هــا ،وي!iتــب عــى
البلطج ــة ٕالالك!iوني ــة أض ـرارا كب ,ــ!ة تف ــوق مثيال
âــا التقليدي ــة ،نظ ـرا ملش ــاهد
âا م ــن قب ــل ع ــدد غ ,ــ! قلي ــل م ــن
الجمه ــور ،وإلمك ــان إع ــادة ب ــث تل ــك الرس ــائل املتض ــمنة إس ــاءة لفظي ــة أو عن ــف ،وه ــو م ــا يجع ــل تأث!,ه ــا ع ــى
املض ــرور أبل ــغ وأش ــد رهب ــة ،وتعتمــد ه ــذﻩ الجريم ــة ع ــى م ــا يملك ــه البلط ــي م ــن مه ــارات إلك!iوني ــة تمكن ــه م ــن
شخصـيته .ويتمثـل الفـرق بـ,ن ٕالايـذاء املـبهج استعمال التقنية الرقمية بالشـكل الـذي يحـول دون الكشـف عـن خ
ٔالاك! حداثة من الثانية ،وأك! انتشارا ب,ن املراهق,ن والشباب والبلطجة ٕالالك!iونية \ي أن الجريمة ٔالاوى تعد ٔالاك
والطلبــة \ــي املــدارس والجامعــات ،و\ــي الغالــب تحــدث عنــدما يهجــم فريــق مــن العصــابة عــى ٔالافـراد ٓالامنــ,ن \ــي
1
ح,ن يتوى فريق آخر م
ìم تصوير الهجوم ونشرﻩ ع"! الهواتف النقالة وشبكات الان!iنت.
أم ــا التح ــرش ٕالالك!iون ــي فه ــو ص ــورة مس ــتحدثة للجـ ـرائم ظه ــرت نتيج ــة انتش ــار اس ــتعمال الهوات ــف
النقالــة ،إذ أصــبح ٔالاف ـراد يســتعملون تلــك ٔالاجهــزة \ــي رصــد حــاالت التحــرش
ـرش ونشــرها ع"ــ! الان!iنــت خاصــة \ــي
أمــاكن العمــل ،ويـراد بــه أي عبــارات أو تصــرفات تنطــوي عــى مضــايقة للغ,ــ! ،وتكــون ذات إيحــاءات مهينــة مــن
شأ
ا أن تحط مـن كرامـة الضـحية ،سـواء ارتكبـت بصـورة متكـررة بقصـد ترهيـب الضـحية وٕالاسـاءة إل
Úـا ،أم
2
غ !,متكررة بقصد الضغط الشديد عل
Úا وإخضاعها لطلبات الجاني أو الغ.!,
التحرش \ي كو
ا أوال تشمل الاعتداءات ويظهر مما سبق ذكرﻩ ،أن جريمة ٕالايذاء املبهج تختلف عن التحر
البدنيــة والجنســية عــى حــد ســواء ،بينمــا التحــرـرش تقتصــر عــى ٔالاقــوال والســلوكيات الجنســية فقــط دون أن
تش ــمل بقي ــة الاعت ــداءات البدني ــة ،وثاني ــا أن التح ــرـرش ممك ــن أن يتحق ــق ب ـالقول فق ــط بينم ــا ٕالاي ــذاء فش ــرط
تحققه هو الفعل ،وثالثا يكون الهدف من ٕالايذاء املبهج التسلية بينما يكـون الهـدف مـن التحـرـرش أمـا الانتقـام
وإما لتحقيق غايات أخرى غ !,مشروعة.
1
د.سم !,حامد عبد العزيز الجمال ،املسئولية املدنية عن ٕالايذاء املبهج ،مجلة البحوث القانونية والاقتصادية ،العدد ) ،(68أبريل ) ،(2019ص.90-88
2
د.سم !,حامد عبد العزيز الجمال ،مرجع سابق ،ص.91
240Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
ـطلح ٔالاخ,ــ! هــو ٕالايــذاء التقليــدي وي ـراد بــه كــل اعتــداء ينــال مــن الحــق \ــي ســالمة الجســد ســواء
واملصـ ح
أكــان بــالجرح أو الضــرب أو العنــف أو بإعطــاء أي مــادة ضــارة أو بفعــل ينطــوي عــى مخالفــة للقــانون ،ويتمثــل
الجــرح بــالتمزق \ــي أنســجة الجســم أو قطعهــا ،بينمــا يتمثــل الضــرب بالضــغط عــى الجســم دون أن يصــل إــى
درج ــة القط ــع والتم ــزق ،أم ــا العن ــف فيك ــون أخ ــف ض ــرر م ــن الص ــورت,ن الس ــابقت,ن ،وأحيان ــا يكتف ــي بتحقق ــه
بال
ديد\ ،ي ح,ن تكون املادة الضارة بكل ما من شأنه أن يـؤثر عـى صـحة الضـحية ويتسـبب \ـي اعتاللـه وربمـا
يص ــل إ ــى درج ــة امل ــوت أو امل ــرض أو الالعج ــز املؤق ــت ،وم ــا ع ــدا م ــا ذك ــر ،فأن ــه ي ــدخل ض ــمن الفع ــل املخ ــالف
1
للقانون ،وهو الصورة ٔالاخ!,ة لإليذاء.
ومــن هنــا يتضــح الفــرق بــ,ن جريمÐــٕ oالايــذاء املــبهج وٕالايــذاء التقليــدي ،فالجريمــة ٔالاوــى تتطلــب وجــود
اعتــداء بــدني أو جنýــ oÔعــى الضــحية مــع وجــود تصــوير للفعــل ونشــر ع"ــ! الهواتــف النقالــة أو أي وســيلة أخــرى،
بينمــا تتحقــق الجريمــة الثانيــة بأحــد صــور الاعتــداء املــذكورة \ــي أعــالﻩ دون أن يصــاحب الفعــل تصــوير أو نشــر
هــذا مــن ناحيــة ،ومــن ناحيــة أخــرى يكــون الضــرر \ــي الجريمــة ٔالاوــى أشــد مــن الثانيــة بــالنظر لتحقــق صــورتي
الض ــرر الب ــدني واملعن ــوي كلتاهم ــا ،ويك ــون الض ــرر املعن ــوي \ ــي الغال ــب أش ــد قس ــوة م ــن الب ــدني ،بينم ــا يقتص ــر
الضــرر \ــي الجريمــة الثانيــة عــى البــدني \ــي أغلــب صــورﻩ ،ومــن ناحيــة ثالثــة ترتكــب الجريمــة \ــي الحالــة ٔالاوــى \ــي
الغالب }
دف التسلية وأحيانا يجتمع معها الانتقام بينما الثانية تكون لغرض الانتقام.
تكاMا
املطلب الثاني :نشأة جريمة ٕالايذاء املبهج ودوافع ارتكا
ســنتطرق \ــي هــذا املطلــب إــى دراســة نشــأة هــذﻩ الجريمــة مــن النــاحيت,ن الزمنيــة واملكانيــة ،ثــم البحــث
\ي أهم الدوافع الحقيقية املؤدية إى ارتكا}
ا ،وذلك \ي ضوء الفرعي,ن ٓالاتي,ن:
ترجــع نشــأة هــذﻩ الجريمــة إــى أواخــر عــام ) (2004وبالتحديــد \ــي جنــوب لنــدن ،إذ تمثــل أول ظهــور لهــا
بقيــام مجموعــة مــن أف ـراد العص ــابة بصــفع ٔالاطفــال واملــارة ،وقيــام ال ــبعض ٓالاخــر مــ
ìم بتســجيل الحــدث ع" ــ!
الفيديو ثم نشرﻩ ع"! الهاتف و الان!iنت ،إذ بدأ كمزحة بسـيطة ثـم تطـورت وأصـبحت أكـ! شراسـة 2،فبعـد أن
كانت عبارة عن ظاهرة عشوائية تمارس من قبل املراهق,ن \ي املدارس والشوارع واملواصالت العامة ،أصبحت
ترتكب بأك! ٔالافعال خطورة كاللكم أو الركل ،وقد تصل إى حد القتل ،3ثم يـتم تبـادل اللقطـات املسـجلة مـن
ً ً
هاتف إى آخر ع"! ال"!يد الالك!iوني لألصدقاء ،وأحيانا تنشر ع"! الان!iنت ،وغالبا ما ترتكـب \ـي املنـاطق الÐـ oال
1
الحدي ،oشرح قانون العقوبات القسم الخاص ،طبعة منقحة ومزيدة ،شركة العاتك ،ب!,وت ،2016 ،ص.149-148
،o د.فخري عبدالرزاق صل×o
2
The meaning and origin of the expression: Happy slapping,published on:
https://www.phrases.org.uk/meanings/170890.html
3
ففـي عـام 2005أصــيبت فتـاة تبلـغ مــن العمـر ) (17سـنة بعــدة طلقـات ناريــة وتـم تصـويرها \ــي أحـد أحيـاء مدينــة ليـدز ،و\ــي واقعـة أخـرى تــم اعتقـال صـ×\ oــي الرابعـة عشــر
من العمر مـن قبـل الشـرطة ال"!يطانيـة لالشـتباﻩ بارتكـاب جريمـة اعتـداء عـى طفـل يبلـغ مـن العمـر) (11سـنة بعـد مشـاهدة الجريمـة عـى هـاتف الطالـب املحمـول ،وتـم تبليــغ
السلطات من قبل إدارة املدرسة.
241Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
توجد ف
Úا كام!,ات ،1CCTVوكان أشهر ظهور لهذﻩ املمارسة \ي جنوب لندن ع"! شريط ُعـرف باسـم ٍ)(Slap TV
نش ــر \ ــي انجلiـ ـ!ا ع ــام 2004ك"!ن ــامج تلفزي ــوني ،وت ــم مش ــاهدته م ــن قب ــل عشـ ـرات ٔالاش ــخاص ،وتض ــمن ه ــذا
ً
تسجيال لوقائع اعتداء بدني ،وكان هذا الشريط محل جدل من قبـل الكث,ـ!ين ،وقـد تناولتـه بـالتقييم الشريط جيال
صــحيفة التــايمز وæــي إحــدى الصــحف ال"!يطانيــة تحــت عنــوان " ،"Bullies film fights by phoneإذ قامــت
بنشر تحقيق حول هذﻩ الظاهرة املستحدثة \ي /21كانون الثاني ،2005 /وأدرجته \ي ملحقها ال!iبوي وأتاحت
الفرصة للمسؤول,ن \ي املدارس )من املعلم,ن وال!iبوي,ن( التعليق عى هذﻩ املمارسة ال oÐانتشرت بشكل واسع
\ ــي م ــدارس لن ــدن2،وم ــن ٔالامثل ــة ٔالاخ ــرى الواقع ــة ال Ðــ oارتكب ــت ع ــام ) (2005ق ــرب محط ــة واترل ــوا \ ــي لن ــدن ،و
تعــرض ف
Úــا رجــل يبلــغ مــن العمــر ) (38ســنة للضــرب حÐــ Óاملــوت ،و\ــي عــام 2009تعــرض عامــل متقاعــد أيضــا
لالعتــداء والقتــل مــن قبــل مـراهق,ن أثنــاء مغادرتــه ململ Oلــه ،وكــان هــذا الهجــوم موضــوع حلقــة BBC3مــن Our
ً
3،Crimeو\ــي أيلــول 2018تعــرض أيضــا تلميــذ \ــي الرابعــة عشــرة مــن عمــرﻩ مــن مدينــة أولــدهام إــى اعتــداء مــن
مراهق,ن وتم تصويرﻩ ع"! الهواتف الذكية 4،و\ي ايرلندا الشمالية ارتكبـت هـذﻩ الاعتـداءات ضـد فـرق مكافحـة
5
الحرائق.
وبعـد ذلــك انتشــرت مــن جنــوب لنـدن ع"ــ! أوربــا وشــمال الواليــات املتحـدة إــى دول كث,ــ!ة أخــرى ،وعــى
ً
الــرغم مــن حداثــة هــذﻩ الجريمــة أال أ
ــا انتشــرت بشــكل واســع جــدا ،إذ تــدل ٕالاحصــائيات املتحققــة عــى مــدى
ً
ســرعة انتشــار تلــك الجريمــة ،وخاصــة \ــي الــدول املتقدمــة تقنيــا ،ونــذكر الــبعض مــن تلــك الوقــائع لالطــالع عــى
مدى خطور
âا مقارنة بالجرائم التقليديـة :ففـي فرنسـا لـوحظ أن هـذﻩ الظـاهرة بـدأت بـالنمو منـذ عـام ،2006
إذ بدأت كممارسة شائعة ب,ن طلبة املدارس ،وكان ينظر إل
Úا عى إ
ا مظهر من مظاهر طيش املراهق,ن ،وكان
ً
يتســامح }
ــا جنائيــا إــى أن وصــلت درجــة مــن العنــف بحيــث أصــبحت ظــاهرة مقلقــةٔ ،6الامــر الــذي دفــع املشــرع
الفرنýـ oÔإـى التـدخل \ـي العقـاب عل
Úـا بموجـب القـانون الصـادر \ـي ) 5مـارس ،(2007وأضـاف بموجبـه الفصــل
7
) (3-33-222إى القانون الجنائي.
ً
بالسجن ملـدة ثمانيـة أشـهر عـن هـذﻩ الجريمـة ،علمـا أن العقوبـات و\ي الدنمارك صدر حكم عى فتاة بال
ً
ال oÐكانت مطبقة \ي عام )æ (2007ي الغرامة أو السجن ) (40يوما مع وقف التنفيذ إذا لم يكن للجاني سجل
السجن ملدة ال تتجاوز ثالث سنوات \ي حالة العكس ،ويعد إجرامي ،ويكون املهاجم عرضة للحكم بالغرامة أو ال جن
ٕالاي ــذاء جريم ــة بس ــيطة \ ــي الق ــانون الجن ــائي ال ــدنماركي حس ــب م ــا نص ــت امل ــادة ) ،(244و\ ــي الس ــويد ارتكب ــت
1 Peter Mörtenböck and Helge Mooshammer, Urban Violence in the Age of Camera Phones, Happy Slapping:
puplished on http://www.monu.org/monu5/happySL.pdf
2 Happy Slapping ,published on: https://en.wikipedia.org/wiki/Happy_slapping
3
Happy Slapping ,published on: https://en.wikipedia.org/wiki/Happy_slapping
4
Alex Mattbews,Schoolboy battered ttered by gang of teens armed with metal bar in shocking park attack, 2018,
published on: https://www.thesun.co.uk/news/7867718/schoolboy-battered-gang-teens-armed-metal
https://www.thesun.co.uk/news/7867718/schoolboy metal-bar-park-
attack /
5
Happy Slapping ,published on: https://en.wikipedia.org/wiki/Happy_slapping
6ومــن أشــهر الوقــائع الÐــ oوقعــت \ــي فرنســا عــام 2005قيــام الجــاني باالعتــداء عــى تلميــذة \ــي أحــدى املــدارس وتصــوير الاعتــداء ،ثــم القيــام بنشــرﻩ \ــي املدرســة لغــرض إيــذاء
الضحية ،وبعدها بعام قام أحد التالميذ باالعتداء عى معلمته ،وقام زميله بتصوير الواقعة ثم نشـر التصـوير ،وذلـك \ـي عـام .2006د.طـارق عفيفـي صـادق ،مرجـع سـابق،
ص.173
7
http://www.da3waa.com/2017/02/blog
http://www.da3waa.com/2017/02/blog-post_888.html محمد أبضار ،الصفع املبهج أو ٕالايذاء املبهج ,مقال منشور عى املوقع الالك!iوني :
242Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
جريمــة ٕالايــذاء املــبهج \ــي عــام )\ (2006ــي قضــية تــتلخص وقائعهــا بقيــام فÐــ Óيبلــغ مــن العمــر ) (16ســنة بصــفع
مهاجرا \ي البلقان يبلغ من العمر) (15سنة \ي مدينة أوريبوا ،وقامت شقيقته وطعنت الفÐـ Óبسـك,ن وصـورت
ً
الواقعــة ع"ــ! الان!iنــت ،كــذلك الحــال \ــي اســ!iاليا \ــي عــام ) (2006حيــث باشــرت شــرطة فيكتوريــا تحقيقــا حــول
قــرص DVDتــم بيعــه \ــي كليــة ويري×ــ oالثانويــة مقابــل ) (10دوالرات ،وقــد أظهــر هــذا القــرص عــدد مــن اللقطــات
1
ملجموعة شبان يعتدون عى فتاة ويشعلون شعرها بالنار.
وتوج ــد دول كث ,ــ!ة أخ ــرى ارتكب ــت وال ت ـزال ترتك ــب ف
Úــا تل ــك الجريم ــة ٔالام ــر ال ــذي يكش ــف ع ــن م ــدى
خطــورة هــذا النــوع مــن ٕالاج ـرام ،والــذي يفــرض عــى جميــع الــدول ضــرورة التــدخل التشــريøي للحــد م
ìــا ،لكــن
السؤال الذي يمكن أن يثار هنا ما هو سبب ظهور هذﻩ الجريمة وانتشارها الواسع }
ذا الوقت القص !,؟! وهو
ما سنوضح \ي الفقرة التالية.
وذهــب جانــب أخ,ــ! إــى أن مصــدرها يكمــن \ــي ٕالاخ ـراج العــادي لــألذى وتبســيط ال"!بريــة ومشــاهد
âا،
ومن ٔالامثلة عى ذلك نشر فضائح سـجن أبـو غريـب الÐـ oكانـت الـدافع الـذي حفـز مرتك×ـ oجـرائم ٕالايـذاء املـبهج
3
عى ارتكاب جرائمهم.
1
Happy Slapping ,published on: https://en.wikipedia.org/wiki/Happy_slapping
2 Peter
eter Mörtenböck and Helge Mooshammer, Urban Violence in the Age of Camera Phones,
Phones, Happy Slapping:
puplished on http://www.monu.org/monu5/happySL.pdf
3د.فتحية محمد قوراري ,مرجع سابق ،ص.237
243Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
انفصــالهما ،أو املــرض ،أو وفــاة فــرد مــن ٔالاســرة ،أو الفقــر الــذي يعانيــه ،فينــدفع تحــت تــأث !,تلــك العوامــل نحــو
1
مزعجة ومحرجة. ممارسة بعض السلوكيات العدوانية كاإليذاء املبهج بما يتضمنه من حاالت مز
ترتكــز فكــرة جريمــة ٕالايــذاء املــبهج عــى قيــام الجــاني بارتكــاب أحــد الاعتــداءات الجنســية أو الجســدية
ض ــد املج Ìــ Óعلي ــه ،وتص ــوير أو تس ــجيل الواقع ــة ،ث ــم نش ــرها إ ــى ٓالاخ ــرين ،وس ــنب,ن أرك ــان ك ــل م
ìــا \ ــي الف ــروع
الثالثة ٓالاتية:
نرجــع \ــي هــذﻩ الج ـرائم إــى أحكــام قــانون العقوبــات النافــذ ،إذ ال يوجــد أي خــالف بــأن فعــل الجــاني
يشــكل جريمــة تقليديــة تــدخل ضــمن القــانون املــذكور ،ومــن ثــم يعاقــب مرتك
مرتك
ــا بالعقوبــة املقــررة لهــا ،وحســب
التكيي ــف الق ــانوني املح ــدد فيم ــا إذا كان ــت م ــن الج ـرائم ٔالاخالقي ــة كج ـرائم الع ــرض أو خ ــدـدش الحي ــاء ،أم م ــن
2
ٔالاشخاص كالجرح أو الضرب أو القتل...الخ. جرائم الاعتداء عى ٔالاش
وعليه فأن تحديد أركان هذﻩ الجرائم يكون بالرجوع إى نصوص قانون العقوبات النافذ ليسـتخلص
م
ìا أحكام الركن,ن املادي واملعنـوي؛ لـذا لـن نتطـرق إل
Úـا ،ونحيـل إـى مـا ورد \ـي شـروح فقهـاء القـانون الجنـائي
\ي كتب قانون العقوبات القسم الخاص.
1
د.سم !,حامد عبد العزيز الجمال ،مرجع سابق ،ص.84
2
د.محم ــود محم ــد محم ــود ج ــابر ،الج ـرائم الناش ــئة ع ــن اس ــتخدام الهوات ــف النقال ــة )ج ـرائم نظ ــم الاتص ــاالت واملعلوم ــات( ،الكت ــاب ٔالاول ،ب ــدون طبع ــة ،املكت ــب الج ــامøي
الحديثٕ ،الاسكندرية ،2018 ،ص.384
3
ففي قضية تعرضت فتاة مراهقـة تـدÑى بيكـي سـميث) طالبـة \ـي ) (GCSEمـن بالكـي \ـي ضـوا&ي مانشسـ (!iللضـرب مـن قبـل بعـض املـراهق,ن )بهجـوم لإليـذاء املـبهج( عانـت
عى أثرﻩ من شلل مؤقت ،وقد تم تصوير الاعتداء وتداول الفيديو بعد يوم واحد من الحادث.
Sam Jones,Girl ,Girl knocked out in 'happy slap' craze, May 2005,published on
: https://www.theguardian.com/uk/2005/may/20/ukcrime.mobilephones&prev=search
4د.طارق عفيفي صادق ،مرجع سابق ،ص.174
244Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
أما عن الركن املعنوي فأن هذﻩ الجريمة تعد من الجرائم العمدية ال oÐتتطلب توافر القصد
ً
الجنائي العام بعنصريه العلم وٕالارادة ،إذ يجب أن يكون عاملا بجميع عناصر الجريمة أي يعلم بعدم
ً
التسجيل أو التصوير ،وان من شأن فعله أن يلحق ضررا باملعتدى عليه ،ومع ذلك تتجهجيل
سجيل مشروعية فعل
2 ً
إرادته إى ممارسة النشاط ٕالاجرامي قاصدا ما ي!iتب عليه من نتائج.
1
املرجع نفسه ،ص.174
2
الصالح ،املسؤولية الجنائية عن نشر صور الاعتداء ،كلية الشريعة الجامعة ٔالاردنية ،مجلة الجامعة ٕالاسالمية
د .محمد محمود عي الطوالبة وعي سليمان عي الصال
للدراسات الشرعية والقانونية ،املجلد ) ،(26العدد ) ،2018 ،(1ص .98-97
3
د.فؤاد بنصغ ،!,مرجع سابق.
4
د.طارق عفيفي صادق ،مرجع سابق ،ص.175
5
د.فؤاد بنصغ ،!,مرجع سابق.
6
الصالح ،مرجع سابق ،ص .98-97
د .محمد محمود عي الطوالبة وعي سليمان عي الصال
7
د.فؤاد بنصغ ،!,مرجع سابق.
245Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
إى الضرر البدني الذي يتحمله الالضحية ،يضاف إليه ضرر آخر هو أشد وطأة منه ،وهو الضرر املعنوي
النا EÔعن التشه !,به ،خاصة أن هذا الجريمة كث !,ما تس
دف فئات يكون التشه
} !,ا اشد من أي اعتداء
مادي تتعرض له ،كاملراهق,ن وطلبة املدارس والسيما أن هذﻩ الظاهرة ابتدأت ب,ن تلك الفئات.
ً
ويش!iط لقيام الجريمة أن يكون نشاط الت جيل
التسجيل أو التصوير أو النشر منصبا عى واقعة عمدية،
ً ً ً
اعتداء بدنيا أم جنسيا ،ومن ثم فإ
ا تشمل كل اعتداء مادي يمس سالمة وان تشكل هذﻩ الواقعة
الشخص سواء أنصبت عى الحق \ي الحياة كجرائم القتل ،أم الحق \ي سالمة الجسم كالجرح والضرب
والعنف وٕالايذاء والتعذيب ،أم الحق \ي حماية العرض كالفعل املخل بالحياء ..الخ.
وهذا يع oÌأن الجرائم املذكورة تنحصر \ي الاعتداءات املادية فقط ،ومن ثم فإ
ا تستبعد من
نطاقها الجرائم القولية ال oÐال تمس بدن املعتدى عليه كالقذف أو السب أو ال
ديد الخ ،ويرجع السبب \ي
ذلك إى أن طبيعة هذﻩ الجرائم تقت oÔüوجود اعتداء مادي ،يتحقق به الغرض الذي
دف إليه املعتدي،
واملتمثل بإظهار املج ÓÌعليه \ي وضع مه,ن ،والتلفظ القوي ال يحقق ذلك الغرض ألنه ح ÓÐوأن تم بصورة
1
علنية فأنه يعاقب عليه وفق نصوصه الواردة \ي قوان,ن العقوبات.
املبﺤث الثاني
مدى إمكانية مواجهة جريمة ٕالايذاء املبهج وفقا للنصوص العقابية النافذة
ً
بين ــا س ــابقا إن ٕالاي ــذاء امل ــبهج ينص ــب ع ــى تص ــوير أو تس ــجيل الاعت ــداءات املادي ــة ال Ðــ oتم ــس جس ــد
املعتدى عليه أو عرضه من أجل نشرها ،فالغاية ٔالاساسية من الاعتداء املادي هـو الحصـول عـى التسـجيل أو
الصـور ،ومـن ثـم فـإن هـذا الاعتـداء لـم يكـن غايـة \ــي ذاتـه ،بـل وسـيلة للوصـول إـى الغايـة ال
ìائيـة املتمثلـة)كمــا
ً
اشرنا سابقا( بإهانة املعتدى عليه .
ً
وذكرنا أيضا أن مرتكب الاعتداء املادي يعاقب حسب التكييف القانوني للجريمة بالعقوبات الـواردة
\ـي القــوان,ن العقابيــة النافـذة ،وأن املشــكلة لــدينا æـي بصــدد مــن يقـوم بالتســجيل أو التصــوير والنشـر ،فمــا هــو
الحكم بالنسبة له ؟
املطلب ٔالاول :مدى إمكانية تجريم فعل التسجيل والتصوير وفقا لقانون العقوبات النافذ
اتج ــه جان ــب م ــن الفق ــه نح ــو تج ــريم فع ــي التس ــجيل والتص ــوير وفق ــا للقواع ــد التقليدي ــة للمس ــاهمة
التبعية ،بينما ذهب رأي آخر إى أ
ا تجرم وفقا لقواعد حرمة الحياة الخاصة أو ما يسم Óحماية الصورة\ ،ي
ح ــ,ن أتج ــه الفري ــق الثال ــث إ ــى أ
ــا تج ــرم وفق ــا للقواع ــد املتعلق ــة باالمتن ــاع ع ــن تق ــديم مس ــاعدة لش ــخص \ ــي
خطر ،وسنب,ن ذلك \ي ثالثة فروع متتالية:
1
الصالح ،مرجع سابق ،ص .100
د .محمد محمود عي الطوالبة وعي سليمان عي الصال
246Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
الفرضـ ــية ٔالاوـ ــى :أن يك ــون م ــن ق ــام بالتصـ ــوير ه ــو الس ــبب وراء وق ــوع الجريمـ ــة ،وذل ــك ب ــان تكـ ــون
ً الجريمة ارتكبت من الغً !,
بناء عـى طلبـه هـو ،ففـي هـذﻩ الحالـة يعـد مصـدرا لالعتـداء بغـض النظـر عـن الغايـة
املنشــودة ،وت!iت ــب مس ــؤوليته الجنائي ــة ع ــى أس ــاس التحــريض ،وتتمث ــل ه ــذﻩ الفرض ــية بإث ــارة الاعت ــداء }
ــدف
التصوير.
الفرضـ ــية الثانيـ ــة :أن يك ــون الش ــخص قـ ــد أتاح ــت ل ــه الظ ــروف مشـ ــاهدة الجريم ــة ح ــال ارتكا}
ـ ــا،
فيســتغل الواقعــة ويســتفيد م
ìــا بتســجيل وقــائع الاعتــداء ،وت!iتــب مســؤوليته الجنائيــة عــى أســاس املســاعدة،
2
وتتمثل هذﻩ الفرضية باستغالل واقعة الاعتداء والقيام بتصويرها.
ويش ــ !,ال ــبعض إ ــى أن الش ــريك هنـ ــا ل ــم يق ــدم أي مس ــاعدة مادي ــة للجـ ــاني وإنم ــا تواج ــد \ ــي مسـ ــرح
ً ً ً
الجريمة وارتكب نشاطا مغايرا له مسـتغال الاعتـداء ،واملعـروف أن املسـاهمة التبعيـة تحتـاج إـى ارتكـاب نشـاط
ً
ايجابي ،مما يع oÌانتفاء الاش!iاك وانتفاء املسـؤولية تبعـا لـه ،ولكـن القضـاء عـدل عـن هـذا املبـدأ \ـي السـنوات
ً
ٔالاخ ,ــ!ة ،واق ــر بقي ــام املس ــاهمة التبعي ــة بنش ــاط املش ــاهد الس ــل× ،oع ــى أن يش ــكل ه ــذا الس ــلوك الس ــل× oدعم ــا
ً
معنويــا يحفــز الفاعــل عــى ارتكــاب الجريمــة .وبنـ ًـاء عليــه ،ذهــب جانــب مــن الفقــه إــى نفــس الاتجــاﻩ الــذي ذهـب
ً
إليــه القضــاء وأق ــر بصــفة املســاهم التب øــي عــى الشــخص ال ــذي يوجــد بــ,ن مجموع ــة معتــدين ومــزودا بك ــام!,ا
إلضفاء الحيوية عى الاعتداء ،واستندوا \ي ذلك إى أن ٕالايذاء يعد جريمة تتصـل بالشـباب \ـي ٔالاصـل وترتكـب
1
تبÌــ Óالقضــاء الانجل,ــOي أحكــام املســاهمة التبعيــة \ــي قضــية " ،"Waterhouseوتــتلخص وقــائع هــذﻩ القضــية بقيــام شخصــ,ن يبل ــغ احــدهما ) (19ســنة وٓالاخــر ) (17ســنة
الضحية املدعو " "Waterhouseالبالغ من العمـر )\ (29ـي ،2007وركلـه عـى ٔالارض وسـحبه ،وأثنـاء ارتكـاب الفعـل طلـب أحـدهما مـن فتـاة تبلــغ مـن العمـر بالضرب عى وجه حية
ً
) (15سنة أن تصـور الواقعـة بعـد أن سـلم إل
Úـا هاتفـه النقـال ،وقـد طلبـت تلـك الفتـاة مـن الضـحية أن يمنحهـا مبلـغ ) (40سـنتا لكنـه رفـض ،فأقـدمت عـى تسـجيل الواقعـة
ملــدة ) (15ثانيــة ،وقــد أدى هــذا الاعتــداء إــى وفــاة املعتــدى عليــه بســبب تمــزق الطحــال مــن أثــر الضــرب ،وقــد تــم نشــر هــذا املقطــع إــى ٓالاخــرين ،و أتــيح له ـم مشــاهدته ع"ــ!
الهواتــف النقالــة ،وســميت هــذﻩ القضــية باســم الضــحية ،وæــي أول قضــية تتعلــق بــاإليذاء املــبهج " "Happy Slappingينظرهــا القضــاء ال"!يطــاني \ــي عــام ،2008وقــد قضــت
محكمة " "Leedsبإدانة مرتك× oجريمة القتل هذﻩ بالحكم عى أحد امل
م,ن باإليداع \ي مؤسسة ٔالاحداث ملدة ) (7سنوات ،وعى امل
م الثـاني بـالحجز ملـدة ) (6سـنوات ،أمـا
ً ً
بتسجيل الاعتداء ع"! الهاتف النقال فقد أدان
ا املحكمة ب
مة املساعدة وتسهيل ارتكاب جريمة القتل ،وحكمت عل
Úـا بع ّـدها مسـاهما تبعيـا بـالحجز ملـدة الفتاة ال oÐقامت جيل
سـنت,ن ،فضـال عـن إلحاقهـا ب"!نـامج تـدريب ،وتعـد هـذﻩ أول قضـية تـتم ف
Úـا محاكمـة ناناجحـة ملـ
م باملسـاهمة التبعيـة تـدخل بتصـوير" "Happy Slappingحسـب مـا صـرح بـه
جهاز الا
âام \ي بريطانيا .ينظر املواقع ٕالالك!iونية:
247Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
ً
ضمن مجموعة ،وأن القيام بتسـجيل الاعتـداء يعـد تشـجيعا عـى ارتكـاب الجريمـة ،و يكشـف \ـي الوقـت نفسـه
ع ــن دخول ــه \ ــي القص ــد الجرم ــي للمجموع ــة ،وينتق ــد ه ــذا ال ـرأي جان ــب م ــن الفق ــه الفرن ýــ oÔببحج ــة إن فص ــل
ً
نشــاط مرتكــب الاعتــداء ومرتكــب التســجيل يعــد أم ـرا غ,ــ! مقبــول ألنــه يخفــي مجموعــة املصــال
ـالح املوجــودة بــ,ن
ٔالاطراف الرئيسة ،فالهدف من الجريمة هو نشر الصور ،وبـدون التصـوير مـا كـان يتصـور أن يتحقـق الاعتـداء،
ً
فضــال عــن أن فعــل التســجيل يعتمــد عــى الاعتــداء والعك ــسٔ ،الامــر الــذي يجعــل مرتك ــب التســجيل أقــرب إ ــى
صورة املساهمة ٔالاصلية )مرتكب الجريمة مـع غ,ـ!ﻩ( مـن املسـاهمة التبعيـة ،يضـاف إـى ذلـك أن ٕالايـذاء املـبهج
جريمــة مركبــة مــن فعلــ,ن ينفــذا \ــي الوقــت نفســه ،وهــو مــا يتنــاقض مــع املســاهمة الÐــ oتقــوم عــى وحــدة الفعــل
ً 1
أك! انطباقا. ٕالاجرامي ،ويستدÑي البحث عن وصف آخر يكون أك
1
املرجع نفسه ،ص 240وما بعدها.
2
د.زينة زھير محمد شيت ،بشار حمد انجاد ،المسؤولية الجنائية لتصوير ضحايا الجريمة ،بحث منشور على الموقع اإللكتروني )تاريخ الزيارة /7
content/uploads/2020/06 :(2022/10
http://wameedalfikr.com/wp-content/uploads/2020/06
3
د.فتحية محمد قوراري ،املرجع السابق ،ص .252-251
4
د.حزام فتيحة ،مرجع سابق ،ص.347
5
د .محمود محمد محمود جابر ،مرجع سابق ،ص .387-386
248Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
املطلب الثاني :مدى إمكانية تجريم فعل النشر وفقا لقانون العقوبات النافذ
تب ــاين الفق ــه أيض ــا \ ــي تج ــريم فع ــل النش ــر لوق ــائع الاعت ــداء ع" ــ! الهوات ــف أو الان!iن ــت ،وانقس ــموا إ ــى
ثالثــة اتجاهــات :أحــدهما يجرمــه وفقــا للقواعــد التقليديــة لجريمــة هتــك العــرض ،والثــاني يجرمــه وفقــا لقواعــد
القذف ،والثالث وفقا للقواعد املتعلقة بالنشر ،وسنب,ن كل م
ìا عى النحو ٓالاتي:
249Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
ً
الضــحية وحســب ،وإنمــا تشــمل أيضــا التســجيل والنشــر ،ومــن ثــم فــإن التغاÕــ oÔع
ìــا وإفال
âــا مــن العقــاب ال
يمكن التسليم به ،وهو ما يؤكد قصور النصوص النافذة .وشهد القضـاء ٕالامـاراتي –رغـم الانتقـاد املوجـه لهـذا
ال ـرأي -أول قضــية مــن هــذا النــوع ،وقــد كيفــت النيابــة العامــة هــذﻩ الواقعــة عــى أ
ــا هتــك عــرض ،وذلــك \ــي
القضــية رقــم ) (2005 /1136أمــام محكمــة جـزاء رأس الخيمــة ،وتــتلخص وقــائع هــذﻩ القضــية باتفــاق شــقيق,ن
مـع شــقيق
م عــى ترتيــب موعــد \ــي م ـOلهم ،لإليقــاع بشـخص كــان يعاكســها ،وعنــدما حضــر للم ــOل قامــا بضــربه
1
ثم تجريدﻩ من مالبسه وتصويرﻩ ،ومن ثم نشر التصوير ع"! الهاتف النقال.
1
د.فتحية محمد قوراري ،مرجع سابق ،ص 259وما بعدها.
2
يمثل ھذا االتجاه الفقه اإلماراتي الذي يدخله ضمن أحكام المادة ) (372من قانون العقوبات االتحادي.
3
،مرجع سابق ،ص 259وما بعدها.قوراري د.فتحية محمد
4
د.محمود محمد محمود جابر ،مرجع سابق ،ص.389-388
5
د.حزام فتيحة ،مرجع سابق ،ص.348-347
250Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
ويظهــر لنــا ممــا ســبق ذكــرﻩ ،أن النصــوص العقابيــة النافــذة ال يمكــن أن تواجــه جريمــة ٕالايــذاء املــبهج
بأفعالهــا املتعــددة ،ألن كــل ٔالاوصــاف الÐــ oذكرهــا الفقــه وحــاول ع"!هــا إدراج الجريمــة ضــم
ìا كانــت قاصــرة عــن
اس ــتيعاب الواقع ــة وٕالاحاط ــة }
ــا ،وأم ــام فش ــل املح ــاوالت الفقهي ــة الس ــابقة \ ــي ض ــمها إ ــى نص ــوص الق ــوان,ن
النافذة ،فأن مواجه
ا ال يمكن أن تتحقق إال عن طريق السـøي نحـو تشـريع قـانون جديـد يكفـل بالفعـل الحـد
م
ìا ،وهو ما سنتعرف عليه \ي املبحث التاي.
املبﺤث الثالث
تع ــد جريم ــة ٕالاي ــذاء امل ــبهج حس ــب الق ــانون الفرن ýــ oÔواقع ــة تتك ــون م ــن ث ــالث أفع ــال ) الاعت ــداء –
التسجيل – النشر( ،ويتمثل الاعتـداء بارتكـاب أحـد ٔالافعـال ٕالاجراميـة الÐـ oحـددها املشـرع \ـي املـادة ) (222مـن
تسجيل وقائع الاعتداءات املذكورة \ـي التسجيل بقيام الجاني بتصوير أو سجيل قانون العقوبات النافذ ،بينما يتمثل الت
هذﻩ املادة أثناء ارتكا}
ا باستخدام أحد أجهزة التصوير أو التسجيل )كالهاتف او الكام!,ا الرقمية( ،وهذا يعoÌ
أن فعــل التس ــجيل م ــرتبط تم ــام الارتب ــاط باالعت ــداء املرتك ــب ،لــذلك نج ــد املش ــرع الفرن ýــ oÔق ــد ن ــص ع ــى ع ـ ّـد
ً
التسجيل شريكا \ي الجريمـة ويعاقـب بعقوبـة الجريمـة املرتكبـة نفسـها ،أي أنـه يتسـاوى \ـي العقوبـة مـع جيل مرتكب
1 ّ
مرتكــب الاعتــداء ،أمــا النشــر فعــى العكــس مــن التســجيل عــدﻩ املشــرع جريمــة قائمــة بــذا
âا ،وتتحقــق بقيــام
الجاني بأي نشاط من شأنه أن يؤدي إى اطالع الغ !,عى صور الاعتداء ،وال يش!iط لتحقق الجريمة أن يطلع
1
املادة) (3-33- 222من قانون العقوبات النافذ.
251Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
ً ً
الغ,ـ ــ! عـ ــى الصـ ــور أو التسـ ــجيل فعـ ــال ،بـ ــل يكفـ ــي أن يكـ ــون الاطـ ــالع محـ ــتمال ،فاملشـ ــرع الفرنýـ ــ oÔبحسـ ــب مـ ــا
1
منصوص عليه \ي القانون املذكور جرم النشر \ي حد ذاته ولم يتطلب الاطالع الفعي.
ويرجع سبب تجريم النشر كجريمة مستقلة إى تال\ي الحـاالت الÐـ oيكـون ف
Úـا القـائم بالنشـر شـخص
آخــر غ,ــ! مرتكــب الاعتــداء أو التســجيل ،وأن لــم يكــن هنــاك مــانع مــن أن يتحــد شــخص املســجل والناش ــر ،أو
2
مرتكب الاعتداء والناشر ،ويطلق عى هذﻩ الحالة التعدد املادي.
وم ــن الج ــدير بال ــذكر أن ٕالاي ــذاء امل ــبهج يتطل ــب لتحقق ــه أن ينص ــب ع ــى تص ــوير جريم ــة م ــن الج ـرائم
التقليديــة املنصــوص عل
Úــا \ــي قــانون العقوبــات ونشــرها ،وقــد قصــر املشــرع الفرنýــٕ oÔالايــذاء املــبهج عــى جـرائم
محــددة أوردهــا عــى ســبيل الحصــر ،وهــذا يعÌــ oأن ٕالايــذاء املــبهج ال يشــمل كــل الاعتــداءات الــواردة \ــي قــانون
العقوبـ ــات ،وإنمـ ــا فقـ ــط الج ـ ـرائم الـ ــواردة \ـ ــي املـ ــواد 1 -222) :إـ ــى (1 -14 -222و ) 23-222إـ ــى (31 -222مـ ــن
القــانون النافــذ .وعليــه فــإن التجــريم يشــمل قســم,ن مــن الجـرائم فقــط ،يتمثــل القســم ٔالاول بجـرائم الاعتــداء
ع ــى س ــالمة الش ــخص ،واملتمثل ــة بالتع ــذيب ؤالاعم ــال ال"!بري ــة وٕالاي ــذاء الب ــدني العم ــدي ،واس ــتث ÓÌم ــن ذل ــك
ٕالايذاء بإعطاء مادة ضارة ومخالفات ٕالايذاء البدني العمديـة البسـيطة املنصـوص عل
Úمـا \ـي املـادت,ن ) 1-624و
(1- 625م ــن ق ــانون العقوب ــات الفرن ýــ oÔالناف ــذ .وبن ـ ًاء ع ــى ه ــذا الاس ــتثناء ف ــإن ٕالاي ــذاء العم ــدي ال ــذي يحق ــق
جريمة ٕالايذاء املبهج يقتصر عى الحاالت ال oÐتنطوي عى قدر من الجسامة ،عى اعتبار أن التسجيل والنشر
)ٕالاي ــذاء امل ــبهج( يس ــ
دف املس ــاس بكرام ــة ٕالانس ــان وآدميت ــه ،وه ــذﻩ ال يمك ــن أن تتحق ــق إال إذا ك ــان الفع ــل
املســجل واملنشــور عــى ق ــدر مــن الجســامة .أم ــا القس ــم الث ــاني مــن ٔالافعــال املجرم ــة ،فpــٔ oالافعــال الجنس ــية،
وتشمل سائر ٔالافعال املجرمـة \ـي القـانون ،باسـتثناء جـنح الاعتـداءات الجنسـية مثـل العـرض الجنýـ ،oÔوالحـث
3
عى املمارسات الجنسية.
ومــن الجــدير بالــذكر أن املشــرع الفرنýــ oÔاســتبعد مــن نطــاق ٕالايــذاء املــبهج جريمــة القتــل العمــدي،4
مرتك
ـا ال يؤاخــذ بجـرم ٕالايــذاء املـبهج ،وهــذا املسـلك انتقــد مـن قبــل
فـإذا تـم تســجيل واقعـة قتــل ونشـرها فــإن مرتك
1
د.طارق عفيفي صادق ،مرجع سابق ،ص.175
2
يتحقــق التعــدد املــادي \ــي جريمــة ٕالايــذاء املــبهج بصــور متعــددة فهــو يمتــد ليشــمل كــل مــن املعتــدي ومرتكــب التســجيل والناشــر ،فبالنســبة للمعتــدي يتحقــق التعــدد عنــدما
يشــ!iك \ــي التســجيل والنشــر) ُيســأل هنــا عــن واقعــة اعتــداء وعــن اشــ!iاك \ــي التســجيل والنشــر( ،كمــا قــد يتــوى أحيانــا النشــر بنفســه ،وعنــدها يكــون مرتكــب لــثالث ج ـرائم
ً ً
)فاعل \ي جريمة الاعتداء والنشر وشـريكا \ـي جريمـة التسـجيل( ،أمـا مرتكـب التسـجيل فيتحقـق التعـدد عـن التسـجيل والنشـر أيضـا ،فيكـون مرتكـب لجريمـة التسـجيل وف
Úـا
يستحق عقوبة الاعتداء الواقع ،وجريمة النشر وف
Úا يستحق العقوبة الخاصة بالنشر )الحبس خمس سنوات والغرامة( ،كما يتحقـق عنـد اشـ!iاكه \ـي الاعتـداء أيضـا سـواء
ً ً ً
بــالتحريض أو الاتفــاق أو املس ــاعدة ،وأخ ,ـ!ا الناش ــر يتحقــق إذا أتح ــد مرتكــب التســجيل والنشــر ،فيك ــون شــريكا \ــي التســجيل وفــاعال أص ــليا \ــي النش ــر ،كمــا ق ــد يســاهم \ ــي
الاعتداء بإحدى وسائل الاش!iاك املذكورة \ي أعالﻩ.
3د.فتحية محمد قوراري ،مرجع سابق ،ص 274وما بعدها.
ً
4يالحظ العكس تماما بالنسبة للدول ٔالاخرى حيث تعاقب عى ٕالايذاء املبهج إذا وصل حد القتل شأنه شأن بقية ٔالافعال ،ومن ٔالامثلة عى ذلك ما حـدث \ـي مدينـة تونـغ
ً
املسجد متجها إى م Oله مـع حفيدتـه ماريـان البالغـة مـن العمـر 3سـنوات، جنوب لندن عندما اعتدى اثنان من املراهق,ن عى رجل يبلغ من العمر 67سنة بعد خروجه من جد
دما.ي لم يكن باإلمكان إصالحه مما أدى إى وفاته بعد أسبوع ،وتم الحكم عى امل
م,ن البـالغ,ن ) 16سـنة ليـون الكـوك (و) 15سـنة حمـزة ل,ـOاي( وسبب هذا الاعتداء تلف .ي ّ
بالسجن بعد أن اع!iفا بالذنب والقتل ،واش!iاكهما \ي اعتداءات أخرى اس
دفوا ف
Úا الضحايا من أجل املتعة. جن سنة
'Happy slapping' teenagers jailed for attack on grandfather Leon Elcock, 16, and Hamza Lyzai, 15, guilty of
manslaughter after ter attacking man in front of his granddaughter, ,published on:
https://www.theguardian.com/uk/2010/jul/26/happy
https://www.theguardian.com/uk/2010/jul/26/happy-slapping-teenagers-jailed-manslaughter
252Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
جانـب كب,ـ! مــن الفقـه ،وعـ ّـدﻩ موقـف غ,ــ! م"ـ!ر وال مفهـوم ،ويــؤدي إـى نتــائج متناقضـة باعتبــار أن املشـرع جــرم
ٕالايـذاء الــذي يصــل إــى درجـة مـن الجســامة ،ومــن بــاب أوـى أن يجــرم القتــل الــذي يعـد أشــد مــن ٕالايــذاء ،ال بــل
1
يعد ذروة ٕالايذاء العمدي.
ونــرى باعتقادنــا املتواضــع أن موقــف املشــرع الفرنýــ oÔكــان موفقــا باســتبعاد القتــل مــن نطــاق ج ـرائم
ٕالايــذاء املــبهج ،وذلــك لخطــورة هــذا النــوع مــن الج ـرائم وأن عقوبــات ٕالايــذاء املـبهج قــد ال تتناســب مــع جســامة
ه ــذﻩ الخط ــورة ،ل ــذا ف ــأن بقاءه ــا محكوم ــة بالنص ــوص التقليدي ــة ال ــواردة \ ــي ق ــانون العقوب ــات يع ــد أك ــ! نفع ــا
وتحقيقا للردع العام بحكم جسامة العقوبة املقررة لها ،ويمكن للمشرع أن يضـيف تعـديال لنصـوص القـانون
الخاصة بالقتل بأن يجعل تتسجيل الفعل ونشرﻩ ظرفا مشددا للعقوبة.
1
د.فتحية محمد قوراري ،مرجع سابق ،ص 274وما بعدها.
2
د.فتحية محمد قوراري ،مرجع سابق.295-283 ،
253Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
وأخ ,ـ!ا نج ــد أن املش ــرع الفرن ýــ oÔق ــد ح ــدد عقوب ــة لجريم ــة النش ــر \ ــي امل ــادة ) (3-33- 222م ــن ق ــانون
العقوبات بالحبس ملدة خمس سنوات والغرامة بمبلغ ) (75,000يورو1.وهذﻩ الجريمة تعد من الجنح وæي أقل
خطورة مما سبق ٕالاشارة إليه.
نص \ي قانون العقوبات النافذ وقبل أن نختم هذا املوضوع ال بد من ٕالاشارة إى أن املشرع الفرنّ oÔý
ً ً
ع ــى ح ــالت,ن ع ـ ّـد تحققهم ــا س ــببا م ــن أس ــباب إباح ــة ٕالاي ــذاء امل ــبهج ،ف ـال يؤخ ــذ مرتك
مرتك
ــا بالعق ــاب نظ ـرا النتف ــاء
القصــد ألجرمــي مــن ناحيــة ،وألهميــة الغــرض الــذي تســøى إــى تحقيقــه تلــك الحــالت,ن مــن ناحيــة أخــرى ،وهمــا:
إثبات الجرائم وحرية ٕالاعالم.
ففي الحالة ٔالاوـى يالحـظ أن املشـرع الفرنýـ oÔأجـاز أفعـال ٕالايـذاء املـبهج إذا كـان القصـد مـن تسـجيل
الواقعة إثبات وقوع الجريمة ،وذلك بتوثيق ارتكا}
ـا ع"ـ! اسـتخدام كـام!,ا الهواتـف النقالـة أم الكـام!,ا الرقميـة
..الــخ ،وتقتصــر ٕالاباحــة \ــي هــذﻩ الحالــة عــى فعــل التســجيل فقــط دون الاعتــداء .أمــا \ــي الحالــة الثانيــة فــيالحظ
ً ً
أن املشــرع الفرنýــ oÔأج ــاز أيضــا فع ــل ٕالايــذاء املــبهج إذا مارس ــه الفاعــل \ ــي إطــار حريــة ٕالاع ــالم ،وذلــك تحقيق ــا
لخدمــة الوقــائع ٕالاخباريــة وضــرورة إعــالم الجمهــور ،فيكــون للفاعــل حريــة تصــوير أي شــخص دون إرادتــه طاملــا
تقيد باألحكام الواردة ي قانون حرية الصحافة الصادر \ي ) ،(1981/7/29وهـذا يعÌـ oأن الاسـتثناء قاصـر عـى
ً
فئ ــة الص ــحفي,ن ال ــذين يمارس ــون أعم ــالهم وفق ــا للق ــانون امل ــذكور ،ومهن ــة الص ــحافة \ ــي فرنس ــا تقتص ــر ع ــى
ً ً
الصــحفي,ن املحiــ!ف,ن الــ,ن يتخــذون مــن الصــحافة نشــاطا رئيسـا لهــم ويمنحــون "البطاقــة الصــحفية" مــن قبــل
2
لجنة تمثل نقابات الصحفي,ن ومنظمات الصحافة.
الخاتمة
جريمة ٕالايـذاء املـبهج جريمـة مسـتحدثة ظهـرت عـى أثـر التطـورات التقنيـة الحديثـة ،وكـان أول ظهـور
لهــا \ ــي ع ــام ،2004ب ــ,ن فئ ــات امل ـراهق,ن وخاص ــة طلب ــة امل ــدارس ،وب ــدأت تنتشــر \ ــي الكث ,ــ! م ــن الدول،وبس ــبب
حداثـة الجريمـة لـم تكــن هنالـك تشـريعات خاصـة ملكافح
ــا ،لـذا نجـد أكـ! الــدول تعمـل عـى تطويـع النصــوص
العقابية النافذة ملواجه
ا ،ومن خالل دراسة هذﻩ الجريمة توصلنا إى جملة استنتاجات ومق!iحات:
-1أن ٕالاي ــذاء امل ــبهج جريم ــة مركب ــة تحت ــوي ع ــى ثالث ــة أفع ــال إجرامي ــة ،أول ه ــذﻩ ٔالافع ــال ه ــو واقع ــة
الاعتداء ،ويقصد }
ا ارتكاب إحدى الجرائم التقليدية الواردة \ي قانون العقوبات )مع مراعاة طبيعة
ً
الجريمة( ،ثم القيام بتسجيل الواقعة أثناء ارتكا}
ا ،وأخ!,ا نشرها إى الغ.!,
-2ترتكب الجريمة من قبل ثالثة أشخاص كل واحد م
ìما يقوم بفعل من ٔالافعال املذكورة أعـالﻩ ،كمـا
أك! من فعل مما يؤدي إى تحقق حالة التعدد املادي.
يمكن أن يقوم أحدهم بارتكاب أك !
1
Happy Slapping ,published on: https://fr.wikipedia.org/wiki/Happy_slapping
2
Happy slapping published on: https://en.wikipedia.org/wiki/Happy_slapping
https://en.wikipedia.org/wiki/Happy_slap
254Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
ً
â -3دف الجريمة إى جعل ٕالانسـان محـال للتسـلية والاسـتمتاع ،ولـذا نجـد أن اغلـب حـاالت ارتكا}
ـا تـتم
من قبل املراهق,ن.
-4أن الضـرر امل!iتـب عـى هـذﻩ الجريمـة يشـمل صــورت,ن اثنـ,ن :أحـدهما مـادي يتمثـل بـاآلالم الÐـ oيعان
Úــا
الضــحية مــن ج ـراء ارتكــاب الفع ــل ،وهــو يتبــاين حســب شــدة الجريم ــة ،وٓالاخــر معنــوي يمــس ش ــعور
ً
املعتــدى عليــه ،بســبب مــا يعانيــه مــن ام
ــان لكرامتــه ،خاصــة أن الواقعــة غالبــا مــا تنشــر ع"ــ! مواقــع
أك! سوء مما لو ارتكبت الجريمة بطريقة تقليدية. التواصل الاجتماÑي ،مما يجعل ٔالامر أك !
-5تع ــد جريم ــة ٕالاي ــذاء امل ــبهج جريم ــة عمدي ــة تتطل ــب ت ــوافر القص ــد ألجرم ــي الع ــام الق ــائم ع ــى العل ــم
التسجيل أو النشر نتيجة خطأ.
وٕالارادة ،وبالتاي ال يمكن أن تتحقق إذا حصل الت جيل
-6يعد قانون الوقاية من ٕالاجرام الفرن oÔýأول قانون يصدر ملعالجـة جريمـة ٕالايـذاء املـبهج ،وقـد تناولهـا
ً
جوان
ا مبينا أركا
ا وعقوبا
âا وحاالت إباح
ا ،لكن مما يعاب عى هذا القانون أنه بالتنظيم من كل جوان
حصـر الجـرائم التقليديــة الÐـ oتقـوم عــى أساسـها ٕالايـذاء املــبهج \ـي حـاالت وردت عــى سـبيل الحصــر،
إذ أنه حددها بجرائم الاعتداء البدني والجن oÔýفقط ،وأورد عى هذﻩ أيضا بعض الاستثناءات.
وعليه فأن املقﺣات ال Êانت ØÞإلMا البﺤث تتمثل باآلتي:
-1دعــوة املشــرع العراــي إــى الاســتفادة مــن التجربــة الفرنســية \ــي تصــد
ا لإليــذاء املــبهج ،وذلــك بتنظــيم
قانون عى غـرار مـا فعلـه املشـرع الفرنýـ oÔيعـالج فيـه جريمـة ٕالايـذاء املـبهج بكـل تفاصـيلها ،ويضـع لهـا
عقوبات أشد عن مثيال
âا \ي الجرائم التقليدية ،وأن ينص عى تجريم فعل النشر كجريمـة مسـتقلة
ً
تسجيل وفرض عقوبة تكفل تحقيق الردع العام والخاص معا. عن ال جيل
-2العمــل عــى نشــر الــوÑي والثقافــة حــول خطــورة هــذا الفعــل والســيما بــ,ن طلبــة املــدارس والجامعــات
وت ــوعي
م بم ــدى م ــا يمك ــن أن ي!iت ــب علي ــه م ــن أضـ ـرار ع ــى مس ــتقبل الج ــاني بم ــا يتع ــرض ل ــه م ــن
عقوبات ،واملج ÓÌعليه بما يتعرض له من أضرار خط!,ة.
-3وضــع رقابــة فعالــة عــى وســائل التواصــل الاجتمــاÑي ،وذلــك بإنشــاء فريــق عمــل بالتعــاون بــ,ن الجهــات
القضائية والوزارات ذات الشأن ،للعمل عى رصد جميع الاعتداءات والحد م
ìا ،مستعين,ن \ي ذلك
بالخ"!اء الفني,ن \ي مجال ٔالامن أملعلوماتي.
التسجيالت -4اتخاذ التداب !,الالزمة للتخفيف من شدة أضرار هذﻩ الجريمة ،وذلك بالعمل عى إتالف الت
أو حــذفها مــن مواقــع التواصــل الاجتمــاÑي ،ووضــع مكافــأة لكــل مــن يبــادر إــى تبلي ــغ الجهــات املختصــة
عـن وجــود اعتـداءات إيــذاء مــبهج ،فضـال عــن إتاحــة الفرصـة للجــاني ليصــلـلح خطـأﻩ ،وذلــك بمصــالحة
املج ÓÌعليه أن كان من شأن ذلك أن يخفف من ٔالاضرار ال oÐلحقت به.
-5تس ـ ــهيل إج ـ ـراءات الش ـ ــكوى أم ـ ــام الض ـ ــحايا وت ـ ــوف !,ال ـ ــدعم النف ýـ ــ oÔله ـ ــم والس ـ ــيما بالنس ـ ــبة للطلب ـ ــة
الص,ي ،ووضع إجراءات للمحاكمة تضمن سرعة حسمها. املراهق,ن ،فضال عن الدعم الص ي،
255Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
-6تـدريب الفئــات العاملـة \ــي التحقيـق عــى كيفيـة التعامــل مـع هــذا النـوع مــن ٕالاجـرام لغــرض املحافظــة
عـى ٔالادلـة املتحصـلة م
ìـا والسـيما أ
ـا أدلـة فنيـة )مقـاطع التسـجيل والصـور( قـد تتعـرض للتلـف إذا
لم يحسن استخدامها.
-7تفعيل التعاون الدوي لالستفادة من خ"!ات الـدول املتقدمـة \ـي طـرق تصـدـد
ا لهـذا النـوع املسـتحدث
من الجرائم.
املراجع
• املراجع العربية
أوال-الكتب
-1د.طــارق عفيفــي ص ــادق ،الج ـرائم الالك!iوني ــة ج ـرائم اله ــاتف املحمــول ،ط،1الق ــاهرة :املركــز الق ــومي
لإلصدارات القانونية.
-2الحـدي،oد.فخــري عبـدالرزاق صــل× ،oشـرح قــانون العقوبـات القســم الخـاص ،طبعــة منقحـة ومزيــدة،
ب!,وت :شركة العاتك.2016 ،
-3د .محمـ ـود محم ــد محم ـ ـود ج ــابر ،الج ـ ـرائم الناش ــئة ع ــن اسـ ــتخدام الهوات ــف النقالـ ــة )جـ ـرائم نظـ ــم
الاتصاالت واملعلومات( ،الكتاب ٔالاول ،بدون طبعةٕ ،الاسكندرية :املكتب الجامøي الحديث.2018 ،
ثانيا-املقاالت
د.ح ـ ـزام فتيحـ ــة" ،أحكـ ــام جريمـ ــة ٕالايـ ــذاء املـ ــبهج بواسـ ــطة الهـ ــاتف النقـ ــال-دراسـ ــة مقارنـ ــة ،"-مجلـ ــة -1
السياسية العاملية ،املجلد ) ،(5العدد ).2021 ،(2
الجمال ،د.سم !,حامد عبد العزيز " ،املسئولية املدنية عـن ٕالايـذاء املـبهج" ،مجلـة البحـوث القانونيـة -2
والاقتصادية ،العدد ) ،(68أبريل ).(2019
القهو6ي ،أ.د.عي عبد القادر " ،تجريم تصوير ٕالايذاء ونشرﻩ" ،مجلة كلية القانون الكويتيـة العامليـة، -3
العدد ) ،(10السنة العاشرة ،سبتم"! .2021
الطوالبـة ،د .محمـد محمــود عـي ،و الصــالح ،عـي ســليمان عـي" ،املســؤولية الجنائيـة عــن نشـر صــور -4
الاعتداء" ،كلية الشريعة الجامعة ٔالاردنية ،مجلة الجامعة ٕالاسالمية للدراسات الشرعية والقانونية،
املجلد ) ،(26العدد ).2018 ،(1
د.فتحيـة محمــد" ،املســؤولية الجنائيــة الناشــئة عــن ٕالايـذاء املــبهج" ،مجلــة الشــريعة والقــانون ،العــدد -5
).2010 ،(42
256Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 2022–كانون األول – ديسمبر08 العدد-المجلة الدولية لالجتھاد القضائي
املواقع ٕالالكونية-ثالثا
بحــث،" "املســؤولية الجنائيــة لتصــوير ضــحايا الجريمــة، بشــار حمــد انجــاد،ــ! محمــد شــيت,زينــة زه. د-1
:(2022/10 /7 !ونـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي )تـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاريخ الزيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارةiمنشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى املوقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع ٕالالك
http://wameedalfikr.com/wp-content/uploads/2020/06
: !ونيi مقال منشور عى املوقع الالك," "الصفع املبهج أو ٕالايذاء املبهج، محمد أبضار-2
http://www.da3waa.com/2017/02/blog-post_888.html
ع ــى2017 مق ــال منش ــور ع ــام،"oÔ ــý "تج ــريم تس ــجيل ونش ــر مش ــاهد العن ــف الجن،!,ف ــؤاد بنص ــغ. د-3
http://www.da3waa.com/2017/02/blog-post_888.html :!ونيiاملوقع الالك
:• املصادر ٔالاجنبية
1-Alex
Alex Mattbews,Schoolboy battered by gang of teens armed with metal bar in
shocking park attack, 2018, published on:
https://www.thesun.co.uk/news/7867718/schoolboy
https://www.thesun.co.uk/news/7867718/schoolboy-battered-gang-teens
teens-armed-metal-
bar-park-attack . /
2-Emma
Emma Henry and agencies 'Happy slap' death girl convicted in legal first, Feb 2008,
published on: https://www.telegraph.co.uk/news/uknews/1578655/Happy-slap-death-
https://www.telegraph.co.uk/news/uknews/1578655/Happy
girl-convicted-in-legal-first.html
first.html
3- Sam Jones,Girl
,Girl knocked out in 'happy slap' craze, May 2005,published on
: https://www.theguardian.com/uk/2005/may/20/ukcrime.mobilephones&prev=search
4-Happy slapping' g' teenagers jailed for attack on grandfather Leon Elcock, 16, and
Hamza Lyzai, 15, guilty of manslaughter after attacking man in front of his
granddaughter, ,published on: https://www.theguardian.com/uk/2010/jul/26/happy-
https://www.theguardian.com/uk/2010/jul/26/happy
slapping-teenagers-jailed-manslaughter
manslaughter
5-Happy
Happy Slapping ,published on: https://fr.wikipedia.org/wiki/Happy_slapping
6-Happy Slapping
ping ,published on: https://en.wikipedia.org/wiki/Happy_slapping
7-Hans
Hans Durrer, Happy Slapping, Oder ist nur wirklich, was dokumentiert ist?,
Dezember 2006, published on :
https://www.medienheft.ch/dossier/bibliothek/d26_DurrerHans.html
8-Peter
Peter Mörtenböck and Helge Mooshammer, Urban Violence in the Age of Camera
Phones,, Happy Slapping: puplished on http://www.monu.org/monu5/happySL.pdf
9-The
The meaning and origin of the expression: Happy slapping,published on:
https://www.phrases.org.uk/meanings/170890.htm
https://www.phrases.org.uk/meanings/170890.html
10-What
What is 'happy slapping'?, June 2011 ,published on
:https://www.bbc.co.uk/newsround/13905969
https://www.bbc.co.uk/newsround/13905969
257Page برلن – املانيا ،إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
Prohibitionss in the trade of women’s gold jewelry and the explanation of the
legal ruling in it
ملخص
ً تعد قضية محظورات تجارة ا ُ
لح ّي من النوازل الفقهية الضرورية؛ حيث أن كال من التاجر واملش!iي \ي كث!,
من ٔالاحيان يقع \ي هذﻩ املحظورات ،وقد بينت هذﻩ الدراسة امليدانية صور الوقوع \ي هذﻩ املحاذير ،فبعد
بيان نتائج ٕالاحصاء التحليي ذا الحدود املكانية املحددة وال oÐشملت البائع واملش!iي ،ثم بيان املحظورات
الح ّي ومعه غ!,ﻩ بجنسه ح ÓÐيفصل عن املصاحب له، حرم بيع ُ
املرتكبة مع تفصيل الحكم ف
Úا ،تب,ن أنه ُي َ
كذلك ُيحرم املتاجرة بالذهب من خالل البورصة ،الشيكات ،الكمبيالة والسند ٕالاذني ،وبالتقسيط أو ﱠ
الدين،
وخرجت الد اسة ببعض التوصيات املهمة كتشديد الرقابة وفرض بعض املخالفات ونشر الوÑي ّ
الدي.oÌ ر
الكلمات املفتاﺣية :فقه املعامالت ،الحظر وٕالاباحة ،املحظورات ،تجارة ُ
الح ِ ّي من الذهب.
258Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 2022–كانون األول – ديسمبر08 العدد-المجلة الدولية لالجتھاد القضائي
Abstract
"A descriptive
ive analytical study"
The issue of the prohibitions of the jewelery trade is one of the necessary jurisprudential
calamities. As both the merchant and the buyer often fall into these prohibitions,
prohibitions and this field
study showed the images of falling into the legal prohibitions when trading women’s
women jewelry of
the seller and the buyer, and then eexplaining the prohibitions committed With the details of the
ruling in it, it was found that it is forbidden to sell jewelry with someone else of his gender until he
with some important recommendations such as imposing control and spreading religious
awareness.
:مقدمة
: وبعد، وعى آله وصحبه ومن والاﻩ، والصالة والسالم عى رسول ﷲ،الحمدهلل
ً ً
!ي \ي املحاذير الشرعية سواء بقصدiك!ة وقوع التاجر أو املش
وانطالقا من ك !ة،انطالقا من أهمية تجارة الذهب
ارتأت الباحثة أن تسلط الضوء عى هذﻩ القضية،أو دون قصد ومدى خطورة حرمة ارتكاب هذا الجرم
ي \ي مثل هذﻩ التطبيقاتÑمعتمدة عى منهجية ٕالاحصاء التحليي الوصفي ومحاولة بيان الحكم الشر
259Page برلن – املانيا ،إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
العملية اليومية املحرمة \ي سبيل مكافحة هذا الفساد وإفادة وتوعية عباد ﷲ \ي معرفة ٔالاحكام الالزمة
لهم .
مشكلة الدراسة:
تساؤالت ،مMNا:
جاءت هذﻩ الدراسة لتجيب عن عدة تسا
يرتك
ا التاجر أو املش!iي \ي تجارة الحي
ما æي نتائج ٕالاحصاء التحليي للمحرمات أو املحاذير الشرعية ال oÐيرتك
ا
من الذهب؟ وما هو الحكم الشرÑي لهذﻩ املحاذير ؟ وما æي التوصيات املق!iحة للحد من هذﻩ املشكلة؟
هدف الدراسة:
أهمية املوضوع:
ّ ً ُ
جهة أخرى
غر جدا للربح الوافر للتجار ،ومن ٍ
.1تنبع أهمية هذﻩ الدراسة من جهة أهمية الذهب كمصدر م ٍ
أهمية َت َم ﱡلك ُ
الح ِ ّي عند املرأة .
الدراسات السابقة:
.1اتـخاذ الذهب والفضة والاتجار Mما للباحث فهد املط!,ي ,وæي أطروحته للماجست !,عام 1418هـ \ي كلية
الشريعة بجامعة ٕالامام
260Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
لم تذكر هذﻩ الرسالة التطبيقات املعاصرة واملعامالت إال القليل ،باإلضافة إى أن هذﻩ الرسالة قديمة
جدا ،ففي ظل هذا التطور هناك الكث !,من املستجدات ال oÐتحتاج إى تسليط الضوء عل
Úا.
.2بيع الذهب والفضة وتطبيقاته املعاصرة Rي الفقه ٕالاسالمي ،للباحث صدام عبد القادر عبدﷲ حس,ن،
إشراف الدكتور عبد املجيد صالح,ن ،أطروحة ماجست !,الجامعة ٔالاردنية2003 ،م.
بينت هذﻩ الدراسة أن بيع الذهب والفضة يخضع لشروط عقد البيع ،و قد توصل البحث إى أن علة الربا
\ي الذهب و الفضة æي مطلق الثمنية ،و أن الثمنية ما زالت موجودة \ي الذهب \ي هذا العصر ،و قد تعددت
صور بيع و شراء الذهب و الفضة \ي هذﻩ ٔالايام ،فم
ìا القديمة و م
ìا الحديثة ،و الصور الحديثة و الحكم
العام \ي هذﻩ الصور من البيوع أ
ا جائزة إذا تحققت شروط بيع الذهب و الفضة ف
Úا ،و محرمة إذا
تخلفت الشروط ع
ìا،تمO,ت دراس oÐكو
ا دراسة إحصائية تقيس مدى وقوع الناس بمحظورات تجارة
لذهب وتسليط الضوء عى هذﻩ الصور وبيان حكمها عند جمهور الفقهاء.
ٔ.3الاﺣكام الفقهية لنوازل الذهب والفضة )Rي املعامالت املالية( ،بحث تكميي لنيل درجة املاجست\ !,ي
الفقه املقارن ،إعداد الطالب /ناصر بن عبد الكريم بن عبدﷲ ال"!كاتي ،إش ـراف :فضيلة الشيخ الدكتـور/
خالد بن زيد الوذيناني ،جامعة ٕالامام محمد بن سعود.2008 ،
منهجية الدراسة:
\ي هذﻩ الدراسة تم اعتماد منهجية \ي البحث تقوم عى :املنهج الوصفي\ ،ي وصف املحظورات \ي تجارة
الذهب ،واملنهج ٕالاحصائي التحليي الوصفي واستنباط النتائج ثم الاعتماد عى املنهج العلم oالذي يرد عى
مشكلة البحث ويب,ن الحكم الشرÑي واملحاولة \ي إيجاد الحلول لها.
خطة الدراسة:
املبﺤث ٔالاولR :ي بيان مفهوم النوازل وخصائص الذهب وشروط بيعه.
261Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
الخاتمة :ويتم عرض أهم التوصيات والنتائج ال oÐتم التوصل إل
Úا \ي هذﻩ الدراسة.
املبﺤث ٔالاولR :ي بيان مفهوم النوازل وخصائص الذهب وشروط بيعه.
النوازل لغة :جمع نازلة ،وجذرها ) ن ز ل ( يدل عى هبوط الoÔèء ووقوعه) .(1والنازلة الشدة من شدائد
الدهر ت Oل بالناس).(2
واصطالحاæ» :ي الحادثة ال oÐتحتاج إى حكم شرÑي« ،وتطلق بشكل عام عى املسائل والوقائع ال oÐتستدÑي
ً ً
حكما شرعيا .والنوازل }
ذا املع ÓÌتشمل جميع الحوادث ال oÐتحتاج لفتوى تبي
ìا ،سواء أكانت هذﻩ الحوادث
)(3
متكررة أم نادرة الحدوث ،وسواء أكانت قديمة أم مستجدة.
1
أبو الحس,ن ،أحمد بن فارس بن زكرياء القزوي oÌالرازي) ،املتو\ى395 :هـ( ،معجم مقاييس اللغة ،تحقيق :عبد السالم محمد هارون ،ب!,وت ،دار الفكر1399 ،هـ -
1979م ،ط ،1ج ،5ص.417
2
أبو الحس,ن ،أحمد بن فارس بن زكرياء القزوي oÌالرازي) ،املتو\ى395 :هـ( ،مجمل اللغة ،زه !,عبد املحسن سلطان ،ب!,وت ،مؤسسة الرسالة1406 ،هـ ، 1986 -
ط ،2ج ،3ص.863
3
قلعي ،محمد رواس ،معجم لغة الفقهاء ،تحقيق :حامد صادق قني× ،oدار النفائس للطباعة والنشر والتوزيع1408 ،هـ 1988 -م ،ط ،2ص .471أبو البصل ،عبد
الناصر ،املدخل إى فقه النوازل ،مؤسسة الرسالة ،ج ،1ص.206
4
ال عمران.14،
5
الباي ،القاهرة ،مطبعة عي ÓÔýالبابي الحل× oوشركاﻩ١٣٧٤ ،
النيسابوري ،أبو الحس,ن مسلم بن الحجاج ،ت ٢٦١ - ٢٠٦) :هـ( ،صحيح مسلم ،تحقيق :محمد فؤاد عبد ي،
هـ ١٩٥٥ -م ،كتاب الزكاة ،باب) :لو أن البن ادم وادي,ن( ،رقم ،1048ج ،2ص.725
262Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
إن من خصائص الذهب أنه ال يتأثر بالعوامل الخارجية ،؛ فهو ال يصدأ لذلك نجدﻩ منذ العصور القديمة،
وقيمة الذهب التتغ !,ويتم O,بثبات سعرﻩ؛ فقوة الذهب الشرائية ال تتغ !,بشكل كب !,كما يحدث \ي العمالت
الورقية.
)(1
ويعت"! الذهب من املعادن ال oÐيمكن ادخارها أزمنة طويلة ,ويمكن استخدامها \ي أيام املحن ؤالازمان.
ومن خصائصه أنه إذا دفن \ي ٔالارض ال يتأثر وال يضرﻩ ال!iاب ،وال ينقصه oÔء من صفاته ،ويتم O,أن ل"!ادته
الفائدة العظيمة \ي حال تم خلطها بالدواء ؛ ف opتقي ضعف القلب ويدخل \ي عالج داء الثعلب ،ويجلو
ً
سريعا ،وإن اتخذ منه ميال واكتحل به ّ ويقو
ا ومن كان به مرض يحتاج إى ّ
قوى الع,ن الكي ي"!أ
ا الع,ن
2
وجالها.
الحلول \ي مبادلة النقدين ،فال يجوز للعاقدين أو ألحدهما اش!iاط التأجيل ،فإن اش!iطاﻩ فسد العقد ،ألن
قبض البدل,ن مستحق قبل الاف!iاق ،ؤالاجل يفوته ،فيفسد العقد).(3
1
ال"!كاتي ،ناصر بن عبد الكريم بن عبد ﷲٔ ،الاﺣكام الفقهية لنوازل الذهب والفضة )Rي املعامالت املالية( ،جامعة ٕالامام محمد بن سعود ٕالاسالمية ،سنة النشر
2008م ،ص.17
2
ابن قيم الجوزية ،محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين) ،املتو\ى751 :هـ( ،زاد املعاد Rي هدي خ العباد ،ب!,وت ،مؤسسة الرسالة1415 ,،هـ 1994/م،
ط ،27ج ،4ص.284
3
انظر :عالء الدين ،أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني الحنفي )املتو\ى587 :هـ ( ،بدائع الصنائع Rي ترتيب الشرائع ،دار الكتب العلمية1406 ،هـ 1986 -م ،ط ،2ج،5
ص .219وانظر :أبو عبد ﷲ ،محمد بن عبد ﷲ الخر oÔاملالكي ) ،املتو\ى1101 :هـ( ،شرح مختصر خليل للخر& ،ب!,وت ،دار الفكر للطباعة ،ج ،5ص .40شمس
الدين ،محمد بن أحمد الخطيب الشربي oÌالشافøي )املتو\ى977 :هـ( ،مغ Ðاملﺤتاج ،دار الكتب العلمية1415 ،هـ 1994 -م ،ج ،2ص .24الحنبى ،منصور بن يونس
بن صالح الدين ابن حسن بن إدريس) ،املتو\ى1051 :هـ( ،كشاف القناع عن من ٕالاقناع ،ج ،3ص.262
263Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
وقد اصطلح الفقهاء عى تسمية بيع الذهب بالذهب أو الفضة بالفضة مراطلة ,وعى تسمية بيع الذهب
بالفضة أو بأي ثمن آخر أو العكس صرفا .واش!iطوا \ي املراطلة املماثلة \ي الوزن والحلول والتقابض \ي
مجلس العقد ,واش!iطوا \ي الصرف التقابض \ي مجلس العقد فقط.
وأصل ذلك ما رواﻩ ٕالامام أحمد ومسلم عن عبادة بن الصامت ر oÔÕﷲ عنه أن الن× oصى ﷲ عليه وسلم
وامللح بامللح مثال بمثل سواء
قال :الذهب بالذهب والفضة بالفضة وال"! بال"! والشع !,بالشع !,والتمر بالتمر واملل
2
شئتم إذا كان يدا بيد ." 1
بسواء يدا بيد ,فإذا اختلفت هذﻩ ٔالاصناف فبيعوا كيف ش تم
َْ
امل ْ الت َق ُاب ُ َ َ َ َْ ُ َ ﱠ ﱡ َ َُ ﱠ
الل ُه َ ") -ي ًدا ب َيد "( َ :و ُي ْس َت َف ُاد م ْن ُه ا ْل ُح ُلو ُل َو ﱠ
س ،3فتقابض
ِ لِ ج ي\ِ ض ِ ٍ ِ قال أحمد والشا ِف ِøي -ر ِحمه
4
البدل,ن قبل الاف!iاق ،سواء أكان الصرف بيع جنس بجنسه أم بغ !,جنسه.
قال ابن املنذر] :أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم أن املتصارف,ن إذا اف!iقا قبل أن يتقابضا أن
الصرف فاسد[ .فلذلك يش!iط \ي عملية بيع عملة بأخرى أن يتم تبادل العملت,ن \ي املجلس وال يجوز تأجيل
قبض إحداهما وإن حصل التأجيل فالعقد باطل.
وبما أن العمالت الورقية تقوم مقام الذهب والفضة وهذا ما قررﻩ مجمع الفقه ٕالاسالمي الدوي فإنه يش!iط
5
\ي بيع هذﻩ العمالت بغ!,ها من العمالت التقابض وال يجوز التأجيل.
و}
ذا فإن شرط التقابض كان ال بد منه سواء أكان \ي حال املراطلة ،أو \ي حال الصرف.
ْ َ ْ َ َ َ ّ
بياعات أنه ال َيصح ِب ُدو ِن تقابض ال َب َدل ِْ ,ن قبل اف ِ!َ iاق
ْ ْ ْ ْ
تص من َسا ِئر ال ف ِع ْند ِات َحاد ال ِجنس َوالقدر ِإنما
ﱠَ ْ
اخ ﱠ
َ َ َ الص ْرف ب َأن َب َ
ْال َعاقدين بأنفسهما َفإذا عقدا عقد ّ
اع ِد َينارا ِب ِد َينار أو ِد َينارا ِبعش َرة َد َر ِاهم َس َواء كانا حاضرين
ْ
ِ ِ ِ
َْ َْ َ ُ َ َ
1
َوقت العقد أوال ف ِإننهه ين َعقد العقد َوينفذ ِإذا وجد التق ُابض قبل اف ِ!iاق العا ِقدين
ﱠ ْ ﱠ
1
مصدر سابق ،صحيح مسلم ،كتاب البيوع ،باب الربا ،ج ،3رقم حديث ،1584ص .1209
2
مجموعة من املؤلف,ن ،فقه املعامالت ،املتاجرة \ي املعادن عامة و\ي الذهب والفضة ،ج ،2ص .208انظر :ابن نجيم املصري ،زين الدين بن إبراهيم بن محمد
املعروف) ،ت بعد 1138هـ( ،البﺤر الرائق شرح ك ïóالدقائق ،دار الكتاب ٕالاسالمي ،ط ،2ج209 ،6ص .ابن رشد ،أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد
)املتو\ى595 :هـ( ،بداية املجMyد ،القاهرة ،دار الحديث1425 ،هـ 2004 -م ،ج ،3ص .212انظر :املاوردي ،أبو الحسن عي بن محمد بن محمد بن حبيب البصري،
)املتو\ى450 :هـ( ،الحاوي الكب Rي فقه مذهب ٕالامام الشافåي وهو شرح مختصر املزني ،تحقيق :الشيخ عي محمد معوض -الشيخ عادل أحمد عبد ،ج ،5ص.77
انظر :ابن ضويان ،إبراهيم بن محمد بن سالم )املتو\ى1353 :هـ( ،منار السبيل Rي شرح الدليل ،تحقيق :زه !,الشاويش ،املكتب ٕالاسالمي1409 ،هـ1989-م ،ط ،7ج،1
ص.333
3
عي بن )سلطان( محمد ،أبو الحسن نور الدين املال الهروي القاري )املتو\ى1014 :هـ( ،مرقاة املفاتيح شرح مشكاة املصابيح ،لبنان ب!,وت ،دار الفكر1422 ،هـ -
2002م ،ط ،1باب الربا ،ج ،5ص.1917
4
مصدر سابق ،البحر الرائق ،ج ،6ص .209مصدر سابق ،بداية املجMyد وMÇاية املقتصد ،ج ،3ص .212مصدر سابق ،الحاوي الكب ،ج ،5ص .77مصدر سابق ،منار
السبيل Rي شرح الدليل ،ج ،1ص .333الخطابي ،أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب البس) ،oÐاملتو\ى388 :هـ( ،معالم السóن ،حلب ،املطبعة العلمية،
1351هـ 1932 -م ،ط ،1ج ،2ص.69
5
مو ÓÔمحمد بن عفانة ،فقه التاجر املسلم ،بيت املقدس1426 ،هـ 2005 -م ،صرف العملة مع تأجيل القبض ،ج ،1ص.155 حسام الدين بن ÓÔ
264Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
لب
ما \ي الجلوس وال طول مصاحب
ما إذا وقع
وال يش!iط التقابض الفوري عقب العقد ,وال يضر طول
ما
2
القبض قبل التفرق باألبدان عند جمهور الفقهاء .وخالفهم املالكية فاش!iطوا الفورية فيه.
ً
فاتفق الفقهاء أن من شرط الصرف أن يقع ناجزا ،واتفق جمهور العلماء أن التقابض \ي الصرف هو
َ
القبض \ي املجلس وإن ترااMى ما لم يف!iق املتبايعان بأبدا
ما ح ÓÐلو قاما من مجلسهما ومشيا معا \ي طريق
3 ً
صح الصرف.أك! ثم تقابضا ص
واحد ميال أو !
وعن ابن عمر ر oÔÕﷲ عنه أنه سأل الن× oصى ﷲ عليه وسلم فقال ":إني أبيع ٕالابل بالبقيع ،فأبيع
بالدنان !,وآخذ بالدراهم ،وأبيع بالدراهم واخذ بالدنان ،!,فقال ":ال بأس أن تأخذها بسعر يومها ما لم تف!iقا
4
وبينكما oÔء"
.2شرط التماثل:
هذا الشرط خاص فيما إذا اتحدا البدالن \ي الجنس كبيع الذهب بالذهب أو الفضة بالفضة ،فإنه يجب
التماثل بي
ìما \ي الوزن وإن اختلفا \ي الجودة ،وال ع"!ة بالصناعة والصياغة وهذا باتفاق العلماء ،أما إن
7 ً
اختلفا \ي جنس
Úما كبيع الذهب بالفضة فيجوز التفاضل بي
ìما إذا كان يدا بيد.
1
محمد بن أحمد بن أبي أحمد ،أبو بكر عالء الدين السمرقندي )املتو\ى :نحو 540هـ( ،تﺤفة الفقهاء ،كتاب الصرف ،ج ،3ص.27
2
مصدر سابق ،فقه املعامالت ،باب تقابض البدل,ن ،ج ،1ص.813
3
السيوا) ،oÔاملتو\ى861 :هـ( ،فتح القدير ،دار الفكر ،ج ،7ص .12انظر :الزرك ،oÔèشمس الدين محمد بن عبد ﷲ ابن الهمام ،كمال الدين محمد بن عبد الواحد السيوا
الزرك oÔèاملصري الحنبي) ،املتو\ى772 :ه( ،شرح الزرك1413 ،هـ 1993 -م ،ط ،1ج ،3ص .472الطحاوي ،أبو جعفر أحمد بن محمد بن سالمة بن عبد امللك بن
سلمة ٔالازدي الحجري املصري ،املتو\ى321 :ه ،مختصر اختالف العلماء ،د .عبد ﷲ نذير أحمد ،ب!,وت ،دار البشائر ٕالاسالمية ، 1417 ،ط ،2ج ،3ص.79
4
رواﻩ النسائي ،كتاب البيوع ،باب بيع الفضة بالذهب وبيع الذهب بالفضة ،رقم ،4582ص.283
5
صحيح البخاري ،كتاب البيوع ،باب الشع !,بالشع ،!,حديث رقم ،2065ج ،2ص.761
6
املقد) ،oÔاملتو\ى620 :هـ( ،املغ ،Ðمكتبة القاهرة1388 ،هـ 1968 -م ،ج،4
ابن قدامة ،أبو محمد موفق الدين عبد ﷲ بن أحمد بن محمد بن قدامة الجماعيي املقد
ص.39
7
مصدر سابق ،البﺤر الرائق ج ،2ص .192الشافøي ،أبو عبد ﷲ محمد بن إدريس بن العباس) ،املتو\ى204 :هـ( ٔ ،الام ،ب!,وت ،دار املعرفة1410 ،هـ1990/م ،ج،4
ص .56مصدر سابق ،بداية املجMyد ،ج ،3ص .211مصدر سابق ،املغ ، Ðج ،4ص.141
265Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
ﱠ َ ُ ﱠ َ َ ْ ﱠُ ْ ﱠ ْ ْ
ض ِة َوال ُ" ﱡ! ِبال ُ" ّ ِ! ودليل ذلك :ما روي عن الن× oصى ﷲ عليه وسلم أنه قال" :الذهب ِبالذه ِب وال ِفضة ِبال ِف
اف َفب ُ َْ ُ َ َ َ ْ َ ْْ ْْ ْ ً ْ
الت ْم ُر ِبال ﱠت ْم ِر َو ِاملل ُح ِب ِاملل ِح ِمثال ِب ِمث ٍل َس َو ًاء ِب َس َو ٍاء َي ًدا ِب َي ٍد ف ِإذا اخ َتل َف ْت َه ِذ ِﻩ ٔالاصن
َ ﱠ ُ ﱠ
الشعَ !,و ﱠ
يعوا ِ والش ِعِ !,ب ِ ِ
ِب َي ٍد"1 َي ًدا انَك َ َ
ِإذا ِشئ ُت ْم
ْ َ َ
ك ْيف
2 ُ
فقد اش!iط تماثل البدل,ن \ي بيع الذهب عند اتحاد الجنس ،فإن اختلف الجنس جاز التفاضل.
َ َ ْز ً َ ْز ْ ً ْ َ ْ ُ ْ َ ْ
فض ِة َوز ًنا ودليل اخر عى ذلك قوله صى ﷲ عليه وسلمَ ":
الذه ُب ِبالذه ِب و نا ِبو ٍنِ .مثال ِب ِمث ٍل .وال ِفضة ِبال
ْ َ َ َ َ ُ َ ً 3 َ ًْ ْ َ
ِب َو ْز ٍنِ .مثال ِب ِمث ٍل .ف َم ْن َز َاد أو اسOiاد فهو ِربا".
ً ً
فاملعيار الشرÑي \ي الذهب الوزن ال الكيل حالة كو
ما )مثال( مقابال )بمثل( يع oÌيش!iط التماثل ب,ن
مثال بمثل( يع oÌأن املعيار ف
Úا ً ً العوض,ن )و( تباع )الفضة بالفضة ً
أيضا الوزن فالحديث يدل عى وزنا بوزن
وجوب تحقيق املماثلة \ي بيع الربوي بجنسه وذلك ال يكون إال بمعيار معلوم مقدارﻩ بالشرع أو بالعادة ً
وزنا أو
ً 4
كيال.
وعن عبادة بن الصامت ر oÔÕﷲ عنه أن رسول ﷲ صى ﷲ عليه وسلم قال " :الذهب ت"!ها وعي
ìا،
والفضة بالفضة ت"!ها وعي
ìا ،وال"! بال"! مدي بمدي ،والشع !,بالشع !,مدي بمدي ،والتمر بالتمر مدي بمدي،
5
وامللح بامللح مدي بمدي ،فمن زاد أو ازداد فقد أربى".
وعن فضالة ب,ن عبيد ر oÔÕﷲ عنه قال ":كنا مع رسول ﷲ صى ﷲ عليه وسلم يوم خي"! نبايع ال
Úود
6
أوقية الذهب بالدينارين والثالثة ،فقال رسول ﷲ عليه وسلم":ال تبيعو الذهب بالذهب إال وزنا بوزن".
ْ َ َ َْ َ ْ َ ُ َ ﱠ َ ُْ ُ ًَْ َْ
وج ُب أ ْن َيكون الت َس ِاوي ِ\ي َهذا ِبال َو ْز ِن ال ِبالك ْي ِلَ ،وال ُفق َه ُاء َُ ْ َ َ ﱠ َ ََْ
قوله " وزنا ِبوز ٍن " يقت ِ oÔüاع ِتبار التس ِاوي ،وي ِ
َ َ َ َ َ ً َ ْ َ ْ 7 َ ْ
ان َم ْو ُز ًونا ف ِبال َو ْز ِن ،وما كان م ِكيال ف ِبالكي ِل.الش ْرعَ ،ف َما َك َ
ﱠ
ار َق ﱠر ُروا َأ ﱠن ُه َيج ُب ﱠ
الت َم ُاث ُل بم ْع َ
ي
ِ ِ ِ ِ ِ
ﱠ ََ ْ ﱠ َ ْ ﱠ َ ُْ ُْ ﱠ َ ﱠ َ َ ُ ّ ُ
وقوله -عليه السالم" :-ال ت ِبيعوا الذه َب بالذه ِب ،وال ال ِفضة بال ِفض ِة ،وال ال" ﱠ! ِبال" ّ ِ! " ...الحديث إى ِ
قول ِهِ " :إال
فاضل؛ ّ ﱠ ُ ْ ﱠ ُ ّ ً بس َو ٍاءَ ،ع ْي ًنا َ
بع ٍ,نَ ،يدا َب ٍ واء ََس ً
ألن ﱠ
الن ﱠ×o ِ َْ الت َماث ِل \ي ُ العل ُ
فساد البي ِع كال ِعل ِم بالت ِ الجهل \ي ماء: يد" فقال
َ 1 ْ َ الس َ ط ّ َ َ َ عليه ّ
واء \ي الك ْي ِل وا ِملث َل \ي العد ِد. السالم شر
1صحيح مسلم ،كتاب املساقاة ،باب الصرف وبيع الذهب بالورق نقدا ،ج ،3رقم ،2970 1587ص.211
2
مصدر سابق ،مغ Ðاملﺤتاج ،ج ،2ص.24
3
صحيح مسلم ،كتاب املساقاة ،باب الصرف وبيع الذهب بالورق نقدا ،ج ،3رقم ،3074ص.453
ََ َ ُ 4
الهرري ،محمد ٔالام,ن بن عبد ﷲ ٔالارمي العلوي ،الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم ،مراجعة :لجنة من العلماء برئاسة ال"!فسور :هاشم محمد عي مهدي ،دار
امل
ìاج ١٤٣٠،هـ ٢٠٠٩ -م ،ط ،1ج ،7ص.307
5
رواﻩ أبو داوود \ي كتاب البيوع ،باب :الصرف ،حديث رقم ،3349 :ج ،3ص.498
6
صحيح مسلم ،كتاب املساقاة ،باب الصرف وبيع الذهب بالورق نقدا ،رقم ،1588ص.693
7أبي الفتح ،تقي الدبن محمد بن دقيق العيد ،إﺣكام ٔالاﺣكام شرح عمدة ٔالاﺣكام ،حديث ال تبيعوا الذهب بالذهب ،ج ،2ص.142
266Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
ً
وقد شرط صى ﷲ عليه وسلم \ي التعامل \ي أموال الربا ثالثة أشياءٔ ،الاول :التماثل \ي القدر بقوله)) :مثال
بمثل(( وأكدﻩ بقوله)) :سواء بسواء(( ألن املماثلة أعم من أن تكون \ي القدر بخالف املساواة ،الثاني والثالث:
ً 2 ً
الحلول والتقابض ،بقوله صى ﷲ عليه وسلم ))يدا بيد(( فإنه دال عي الشرط,ن جميعا.
وعن أبي هريرة -ر ÓÔÕﷲ عنه -قال رسول ﷲ -صى ﷲ عليه وسلم ":-الدينار بالدينار ،والدرهم بالدرهم ال
3
فضل بي
ìما"
4
وهذا يدل عى أنه إذا اتحد جنس العرض,ن ونوعهما اش!iط فيه التماثل والحلول ،والتقابض \ي املجلس.
اتفق جمهور العلماء عدم جواز خيار الشرط \ي عقد الصرف ،وإال يعت"! فاسد5؛ ألن الخيار إنما شرع لتبي,ن
ٔالافضل فيؤخذ أو املفضول في!iك ،والعاقبة \ي املعاوضات والكل منتف هاهنا فقطعنا بانتفاء العلة فينب2ي
6
أن نقطع بانتفاء املعلول.
ً
ثانيا :مبادلة الذهب بالفضة أو الفضة بالذهب
اتفق الفقهاء عى أنه ال يش!iط أي شرط زائد عن شروط البيع املطلق \ي بيع أحد النقدين )الذهب
والفضة( بأحد ٔالاصناف الربوية ٔالاخرى ال oÐتختلف معهما \ي العلة الربوية ،كبيع ذهب بتمر.
1أبو بكر ابن العربي ،القا oÔÕمحمد بن عبد ﷲ ) ،املتو\ى543 :هـ( ،املسالك Rي شرح املوطأ مالك ،ع ّلق عليه :محمد بن الحس,ن ﱡ
السليماني وعائشة بنت الحس,ن
َ
السليمانيَ ،دار الغرب ٕالاسالمي،ط ،1ج1428 ، 6هـ 2007 -م ،ص.25
ﱡ
2
شرف الدين الطي× ،oالحس,ن بن عبد ﷲ 743)،هـ( ،شرح الطي عى مشكاة املصابيح املسمى بـ )الكاشف عن ﺣقائق السóن( ،املحقق :د .عبد الحميد هنداوي ،
الرياض ،مكتبة نزار1417 ،هـ 1997 -م ،باب الربا ،ج ،7ص.2125
3
أخرجه النسائي ،كتاب البيوع ،باب بيع الدينار بالدينار ،رقم الحديث ،4568 :ص.685
ّ
الجع"!ي ،رسوخ ٔالاﺣبار Rي منسوخ ٔالاخبار) ،املتو\ى 732 :هـ ( ،تحقيق :الدكتور حسن محمد مقبوي إسحاق إبراهيم بن عمر بن إبراهيم بن خليل
برهان الدين ،أبو حاق
4
ٔالاهدل ،ب!,وت -لبنان ،مؤسسة الكتب الثقافيه ،ج ،1ط1409 ،1هـ 1988 -م ،ص .416
5
ابن عابدين ،حمد أم,ن بن عمر بن عبد العزيز عابدين ) ،املتو\ى1252 :هـ( ،رد املﺤتار ،دار الفكر-ب!,وت1412 ،هـ 1992 -م ،ط ،2ج ،4ص .234وانظر :الزحيي ،الفقه
ٕالاسالمي وأدلته ،دار الكلم الطيب ،ص.3110
6
القرا\ي ،أبو العباس شهاب الدين أحمد بن إدريس ) ،املتو\ى684 :هـ( ،الذخة ،ب!,وت -دار الغرب ٕالاسالمي1994 ،م ،ط ،1ج ،5ص.23
7
صحيح مسلم ،كتاب املساقاة ،باب الصرف وبيع الذهب بالورق نقدا ،رقم ،1588ص.693
267Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
قال ٕالامام الشافøي" :ال خ\ !,ي أن يصارف الرجل الصائغ الفضة بالحي الفضة املعمولة ويعطيه إجارته؛ ألن
ً
هذا الورق بالورق متفاضال".1
اتفق الفقهاء أيضا عى عدم اش!iاط الشروط الخاصة السابقة \ي مبادلة الذهب أو الفضة بمال غ !,ربوي،
2
كذهب بعقار ،وأنه ال يش!iط فيه إال شروط البيع املطلق.
املطلب الرابع :نتائج التﺤليل ٕالاﺣصائي للمﺤظورات ال Êيقع فMا البائع واملشي Rي تجارة
الذهب.
ً
أوال :تعريف باالستبيان ومجتمع الدراسة وأسئلMyا.
يعت"! هذا الاستبيان أحد أدوات البحث العلم oالذي يحتوي عى مجموعة من ٔالاسئلة ال oÐتتعلق
ُ
باملحظورات املرتكبة من ِق َبل البائع واملش!iي \ي تجارة الذهب وال oÐتم عرضها عى شرائح املجتمع
الفلسطي oÌبغرض جمع املعلومات عن هذﻩ الظاهرة أو املشكلة وإيجاد الفتوى ف
Úا.
أسئلة الدراسة:
ُ
نموذج استبيان املشي:
تش!iي الذهب بالشيك العادي غ !,املُ ّ
ص ّدق عليه من البنك.
1
مصدر سابق ٔ ،الام ،ص.35
2
ال"!كاتي ،ناصر بن عبد الكريم ٔ ،الاﺣكام الفقهية لنوازل الذهب والفضة ،ط ،1ص.31
268Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
املحجر.
تتاجر بالذهب حجر
269Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
2 4 3 4 2 3 2 2 1 11
1 1 2 2 2 2 1 2 1 12
2 4 3 4 2 3 2 2 1 13
2 2 3 1 3 3 2 1 2 14
1 1 2 2 1 1 2 1 1 15
1 4 3 1 1 1 1 1 3 16
2 1 2 2 3 2 1 1 3 17
2 1 2 2 3 3 1 2 1 18
2 1 1 2 3 3 2 3 3 19
1 1 2 1 2 2 2 1 1 20
2 4 3 4 2 3 2 2 1 21
1 1 2 2 2 2 1 2 1 22
12 13 6 3 5 3 9 معارض بشدة 9 12
0.55 0.59 0.27 0.14 0.23 0.14 0.41 0.41 0.55 نسبة
10 2 9 12 8 6 11 9 4 معارض
0.45 0.09 0.41 0.55 0.36 0.27 0.50 0.41 0.18
0 0 7 2 9 12 2 4 6 محايد
0.00 0.00 0.32 0.09 0.41 0.55 0.09 0.18 0.27
0 7 0 5 0 1 0 0 0 موافق
0 0.32 0 0.23 0 0.05 0 0 0
0 0 0 0 0 0 0 0 0 موافق بشدة
0 0 0 0 0 0 0 0 0
ثانيا :تﺤليل نتائج استبيان املشي.
270Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
1 1 2 2 2 2 1 1 1 10
2 2 1 2 2 2 1 1 1 11
2 2 1 2 2 2 2 1 1 12
2 2 2 2 2 2 1 1 1 13
2 1 1 1 2 2 2 2 2 14
1 1 1 2 1 2 1 1 2 15
1 3 3 2 2 1 2 1 1 16
1 1 2 2 2 2 2 2 3 17
2 2 2 2 3 2 1 1 1 18
2 1 1 2 3 3 1 1 3 19
1 1 1 2 1 2 2 2 3 20
1 1 1 1 2 2 2 2 1 21
9 11 13 8 2 1 8 14 معارض بشدة 9
0.41 0.50 0.59 0.36 0.09 0.05 0.36 0.64 0.41 نسبة
12 9 7 13 15 17 11 6 7 معارض
0.55 0.41 0.32 0.59 0.68 0.77 0.50 0.27 0.32
0 1 1 0 4 2 2 1 5 محايد
0.00 0.05 0.05 0.00 0.18 0.09 0.09 0.05 0.23
0 0 0 0 0 1 0 0 0 موافق
0 0.00 0 0.00 0 0.05 0 0 0
0 0 0 0 0 0 0 0 0 موافق بشدة
0 0 0 0 0 0 0 0 0
ُ ًّ
نتج عن هذﻩ الدراسة أن كال من البائع واملش!iي يقع \ي املحظورات ال oÐشمل
ا أسئلة الدراسة بنسب
متفاوتة ً
وباء عليه تم مناقشة الحاالت وتأصيلها من القواعد الفقهية وٕالافتاء حيالها.
املبﺤث الثاني:الحاالت ال Êيقع فMا التاجر أو املشي Rي تجارة الذهب
الحالة ٔالاوى :بيع ﺣي خالطه غﻩ من أأحجار رخيصة وغها ويكون الثمن نقودا ورقيه مع عدم علم
املشي بﺤساب وزن الفص مع وزن الذهب.
271Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
فإذا لم يعلم املش!iي بحساب وزن الحجر الكريم مع وزن الذهب فالبيع غ !,جائز لوجود جهالة عى املش!iي
إذ أنه إنما اش!iى ٕالاسورة ليحسب وزن الذهب عى حدﻩ وثمن الفص عى حدﻩ ال أن يحسب الفص
الرخيص بسعر الذهب.
هذﻩ الصورة من البيع حرام وذلك لعدم تحقق املماثلة \ي بيع الذهب بجنسه ،واملماثلة شرط \ي صحة هذا
البيع وقد ورد النص بتحريم هذا البيع كما \ي حديث فضالة ب,ن عبيد ر oÔÕﷲ عنه قال أتي رسول ﷲ
ً
1الزرك ـ ـ ـ ـ ــون :مع ـ ـ ـ ـ ــدن ي!iك ـ ـ ـ ـ ــب كيماوي ـ ـ ـ ـ ــا م ـ ـ ـ ـ ــن س ـ ـ ـ ـ ــيليكات الزركوني ـ ـ ـ ـ ــوم ،يتبل ـ ـ ـ ـ ــور \ ـ ـ ـ ـ ــي فص ـ ـ ـ ـ ــيلة الرب ـ ـ ـ ـ ــاÑي ،ويس ـ ـ ـ ـ ــتعمل \ ـ ـ ـ ـ ــي ص ـ ـ ـ ـ ــناعة الحراري ـ ـ ـ ـ ــات وك
وكحج ـ ـ ـ ـ ــر ك ـ ـ ـ ـ ــريم
باسم هياسينث ويعت"! الخام الرئي oÔýلعنصر الزركونويم ،.أنظر :مصدر سابق ،قاموس املعاني ،ص.2658
272Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
املطلب الثالث :بيع ُﺣ ِ ّي مخالطة ألألحجار رخيصة وغها ويكون الثمن ﺣليا
ً ً
تش!iي إمرأة خاتما ذهبيا يحتوي عى حجر كريم وتدفع ثمنه إسورة وقد تحتوي هذﻩ ٕالاسورة عى حجر
كريم أو قد ال تحتوي.
يبيع رجل حليا قديما ويش!iي بثمنه جديدا فيعرض عليه صاحب متجر الذهب شراء الحي القديم بشرط
أن يش!iي منه حليا جديدا.
صاحب املتجر يقوم بوزن الذهب القديم وإخراج قيمته بعد الاتفاق عى سعر غرام الذهب \ي حال بيعه
أك! منه \ي حالة البيع ثم يزن الحي الجديد ويخرج قيمته
وشرائه ويكون ثمن غرام الذهب \ي حالة الشراء أك !
املشتملة عى وزن الذهب وثمن املصنوعية ثم يجري املقاصة ب,ن الثمن,ن ويدفع صاحب الحي القديم فارق
السعر إن وجد ،كأن يبيع رجل إسورة قديمة وز
ا 20غم ويش!iي قالدة وز
ا 30غرام ،فيخرج البائع ثمن
الاسورة ولنفرض أنه 100ثم يقوم بإخراج قيمة القالدة ولنفرض أنه 150فيجري مقاصة ب,ن الثمن,ن،
ويدفع الرجل فوق الثمن وهو 50دينارا.
1
صدام عبد القادر عبد ﷲ حس,ن ،إشراف :عبد املجيد محمود صالح,ن ،بيع الذهب والفضة وتطبيقاته املعاصرة ،رسالة ماجستٔ ،!,الاردن ،الجامعة ٔالاردنية،
2003م ،ص.86
273Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
هذا البيع غ !,جائز ألنه فيه تحايل؛ فحقيقته بيع الذهب بالذهب مع عدم تحقيق املماثلة ،ودخلت صورة
البيع مع الشرط للتحايل عى الربا املتمثل \ي بيع الذهب الذهب مع عدم املماثلة.
ويتخرج القول بحرمة هذﻩ الصورة من البيع عى مذهب الحنفية والشافعية والحنابلة عى اعتبارها بيعت,ن
\ي بيعة ،وæي محرمة 1عندهم ،كذلك اعتبارها بيع وشرط وهو محرم ،2كما يتخرج القول بالحرمة عى
3
مذهب املالكية لقولهم بسد الذرائع وتوسعهم فMا.
فيقوم البائع بحساب ثمن العقد عى أساس وزنه ومصنوعيته فإذا كان وزنه عشرين غراما يضيف اليه
غراما واحدا ثمن املصنوعية فيكون ثمن العقد 21غراما من الذهب ثم يقوم بوزن الاسورة فاذا كان وز
ا
21غراما قبلها ثمنا للعقد وان كان أقل من ذلك طلب تكملة ثمن العقد إما من الذهب أو النقود الورقية.
مثال أن تش!iي إمرأة ذهبا بقيمة 400دينارا فتدفع للبائع 300وتقول له ،سأشاور زو
زو6ي إن أعجبه
فسأرجع وأعطيك 100دينارا ،فهذا حرام ألنه ربا نسيئة ،و لعدم جواز خيار الشرط \ي بيع الذهب والفضة
5
بجنس ٔالاثمان باتفاق.
1
مصدر سابقٔ ،الام ،ج 3ص.67
2
السرخ ، oÔýمحمد بن أحمد بن أبي سهل شمس ٔالائمة ) ،املتو\ى ،(483 :املبسوط ،ب!,وت ،دار املعرفة1414 ،هـ 1993 -م ،ج ،13ص13
3
مصدر سابق ،بيع الذهب والفضة وتطبيقاته املعاصرة ،ص.2003 ،92
4
املصدر السابق ،ص.2003 ،130
5
مصدر سابق ،بدائع الصنائع ،ج ،5ص.193
274Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
شخص ذهبا حليا أو سبائك أو غ!,ها عى أن يدفع كل شهر جزءا من ثمنه ،كأن يش!iي ذهبا بمبل
بمبلغ اش!iى خص
3000عى أن يدفع كل شهر 300ملدة 10أشهر ويكتب بذلك شيكات أو كمبياالت أو غ!,ها وقد يدفع
املش!iي جزءا من املبلغ دفعة أوى.
1
وهذا حرام ألنه يعت"! نسيئة قال القرط× ": oال يجوز بيع ذهب بذهب وال بفضة نساء ،وهذا مجمع عليه "
وكما \ي حديث أبي سعيد الخدري أن رسول ﷲ صى ﷲ عليه وسلم قال " :ال تبيعوا الذهب بالذهب إال
مثال بمثل ..وال تبيعوا م
ìا غائبا بناجز"
oÔء من الثمن ،قال رسول ﷲ صى ﷲ عليه وسلم ":الورق بالذهب ربا إال
وهذا حرام حيث ال يجوز تأخoÔ !,ء
2
هاء وهاء"..
شخص شراء حي فذهب إى متجر الذهب وأخذ ما يرغب به من الحي ثم اعطى صاحب املتجر شيكا
أراد خص
بقيمة املبلغ.
إذا كان هذا الشيك غ !,مصدق فإن بيع الذهب بالشيك العادي ال يجوز لعدم تحقق شرط القبض
باملجلس إذ قبضه ليس قبضا ملشموله.
ال يصح قياس البطاقة البنكية عى الشيك املصدق ألن الشيك اعت"! نقودا \ي عرف املتعامل,ن ويجري
تداوله عن طريق التظه ، !,ويستطيع حامله استخدامه بأي وقت وهذا بخالف البطاقة البنكية.
1
مح* oالدين ديب ميستو -أحمد
القرط× ،oأبو العباس أحمد بن عمر بن إبراهيم ٦٥٦ - ٥٧٨) ،ه( ،املفهم ملا أشكل من تلخيص كتاب مسلم ،مجموعة من املحقق,ن ،مح
محمد السيد -يوسف عي بديوي -محمود إبراهيم بزال ،دمشق ب!,وت ،دار الكلم الطيب ١٤١٧ ،هـ ١٩٩٦ -م ،ط ، 1ج ،4ص.468
2
صحيح البخاري ،كتاب البيوع ،باب ما يذكر \ي بيع الطعام والحكرة ،2143،ص.2354
3
محمد صالحٔ ،الاوراق التجارية ،مطبعة جامعة فؤاد ٔالاول ،ط ،2017 ،2ص ) .( 14
275Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
املسحوب عليه :وهو الذي يلOiم بدفع املبلغ املع,ن لحامل الكمبيالة.
الثاني :حوب
املبلغ.
الثاني :املستفيد ،وهو حامل السند الذي يستحق املبل
صورة املسألة:
أراد صاحب متجر أن يش!iي كمية من الحي ملتجرﻩ فيذهب إى تاجر الحي بالجملة ويش!iي ما يرغب به
املبلغ بعد الاتفاق عى ذلك.
ويعطي تاجر الجملة كمبيالة أو سندا إذنيا بقيمة املبل
وهذا غ !,جائز لعدم تحقق شرط القبض فالثمن \ي هذا البيع وهو النقود لم يتم قبضه ،وقبض الكمبياله
أو السند ٕالاذني غ !,كا\ي .
البورصة æي» :سوق منظمة تقام \ي أماكن معينة ،و\ي أوقات محددة يغلب أن تكون يومية ب,ن املتعامل,ن
بيعا وشراء ،بمختلف ٔالاوراق املالية وباملثليات ال oÐتتع,ن مقاديرها بالكيل أو الوزن أو العد ،وذلك بموجب
.1
قوان,ن ونظم تحدد قواعد املعامالت ،والشروط الواجب توفرها \ي املتعامل,ن والسلعة املتعامل }
ا«.
1
أنظر :القليوبي ،سميحةٔ ،الاوراق التجارية ،ص ) . (14زع!iي ،عالء الدين محمود ،الخدمات املصرفية ،ص ) . (401
2
املصدر السابق ،ص ) . (14مصدر سابق ،الخدمات املصرفية ،ص ) . (401
3
املصدر الاسبق ،ص ) . ( 14
4
املصدر السابق ,ص ) . ( 19
276Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
يتم بيع وشراء الذهب ،أو العمالت بطريقة العمليات ٓالاجلة ،وذلك بتحرير عقود كتابية يتبادلها الطرفان،
يتم ف
Úا الاتفاق عى أسعار هذﻩ العملية عند التعاقد ،بينما ال يتم التقابض للذهب أو العمالت املتبادلة إال
\ي وقت الحق \ي املستقبل ،تكون ٔالاسعار فيه قد تغ!,ت غالبا.
وهناك تواريخ تكاد تكون ثابتة للعمليات ٓالاجلة ،وæي ملدة شهر ،وشهرين ،وثالثة شهور ،وستة شهور ،وسنة.
والعمليات ال oÐتقل عن ستة شهور æي ٔالاك !
ٔالاك! تداوال ،وسوقها دائما نشطة ،أما العقود ال oÐتزيد عن ذلك أي
2
ملدة سنة ف opأقل.
ٔالاول :دخول الربا \ي هذا التعامل ،فالعميل يفتح حسابا بالدوالر \ي املصرف أو الشركة املالية املتعاملة \ي
البورصة ويأخذ عل
Úا فوائد ربوية ،ويأخذ املصرف منه فوائد ربوية عى حساب الذهب ،هذا إذا دفع العميل
كامل قيمة الذهب املش!iى ،أما إذا دفع العميل جزءا من القيمة وكان البا
الباي دينا عليه -التعامل بالهامش -
فإن املصرف يأخذ منه فوائد ربوية عى ذلك الدين.
الثاني :أن التعامل ببورصة الذهب نوع من أنواع املقامرة ،فالذهب يش!iيه العميل ليس حقيقيا ،بمع ÓÌأنه
ال يستطيع الحصول عليه ،وال يمكنه أن يقبض معدن الذهب الذي اش!iاﻩ ،وكل ما \ي ٔالامر أنه يش!iي
أونصات الذهب ويدفع ثم
ìا ،ثم تتسجل ٔالاونصات \ي حسابه -حساب الذهب , -وإذا أراد البيع يبيع ما قيد
\ي حسابه من أونصات الذهب وهكذا ..فليس هناك معدن ذهب يمكن أن يش!iيه العميل ويقبضه ،وإنما
4
يقوم املتعاملون باملضاربة عى ٔالاسعار ارتفاعا وهبوطا ح ÓÐيربحوا فارق السعر.
1
أنظر :الدريوش :أحمد يوسف ،أﺣكام السوق Rي ٕالاسالم.(564) ،
4
مصدر سابقٔ ،الاﺣكام الفقهية لنوازل الذهب والفضة ،ص.62
277Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
الخاتمة:
النتائج:
يحرم بيع ُ
الح ِ ّي ومعه غ!,ﻩ بجنسه حُ ÓÐيفصل عن املصاحب له.
التوصيات:
.1نشر الوÑي والثقافة لجميع شرائح املجتمع للحد من الوقوع باملحظورات فيما يتعلق بتجارة الذهب.
.2فرض الرقابة املختصة من قبل الجهات املعنية وٕالاشراف عى س !,عمليات البيع والشراء عى النهج
ٕالاسالمي.
.3فرض عقوبات من قبل وزارة ٔالاوقاف والجهات ٔالامنية لكل من يخالف قواعد الدين ٕالاسالمي \ي هذﻩ
املعامالت.
278Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
املصادر واملراجع:
.1ال"!كاتي :ناصر بن عبد الكريم بن عبد ﷲٔ ،الاﺣكام الفقهية لنوازل الذهب والفضة )Rي املعامالت
املالية( ،جامعة ٕالامام محمد بن سعود ٕالاسالمية)،دط( ،ب!,وت ،دار الكتب العلمية2008 ،م.
.2أبو البصل :عبد الناصر ،املدخل إى فقه النوازل ،ط ،2مؤسسة الرسالة،ج.2005 ،1
.3الجع"!ي :برهان الدين أبو إإسحاق إبراهيم بن عمر بن إبراهيم بن خليل ،رسوخ ٔالاﺣبار Rي منسوخ
ٔالاخبار) ،املتو\ى 732 :هـ ( ،تحقيق :الدكتور حسن محمد مقبوي ٔالاهدل ،ط ،1ب!,وت -لبنان ،مؤسسة
الكتب الثقافيه1409 ،هـ 1988 -م .
.4أبو الحس,ن :أحمد بن فارس بن زكرياء القزوي oÌالرازي) ،املتو\ى395 :هـ( ،معجم مقاييس اللغة ،تحقيق:
عبد السالم محمد هارون ،ط ،1ب!,وت ،دار الفكر ،ج1399 ،5هـ 1979 -م.
،------------.5مجمل اللغة ،تحقيق :زه !,عبد املحسن سلطان ،ط ،2ب!,وت ،مؤسسة الرسالة،ج1406 ،3
هـ . 1986 -
.6الحنبي :منصور بن يونس بن صالح الدين ابن حسن بن إدريس) ،املتو\ى1051 :هـ( ،كشاف القناع عن
من ٕالاقناع) ،دط( ،ج) ،3دت(.
.7الخطابي :أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب البس) ،oÐاملتو\ى388 :هـ( ،معالم السóن،
ط ،1حلب -املطبعة العلمية ،ج1351 ،2هـ 1932 -م.
.8ابن رشد :أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد )املتو\ى595 :هـ( ،بداية املجMyد) ،دط( ،القاهرة،
دار الحديث ،ج1425 ،3هـ 2004 -م.
شرح .9الزرك :oÔèشمس الدين محمد بن عبد ﷲ الزرك oÔèاملصري الحنبي) ،املتو\ى772 :ه(،
الزرك،ط ،1دار الفكر،ج1413 ،3هـ 1993 -م .
.10السرخ : oÔýمحمد بن أحمد بن أبي سهل شمس ٔالائمة ) ،املتو\ى ،(483 :املبسوط) ،دط( ب!,وت -دار
املعرفة،ج1414 ،13هـ 1993 -م .
.11السمرقندي :محمد بن أحمد بن أبي أحمد ،أبو بكر عالء الدين )املتو\ى :نحو 540هـ( ،تﺤفة الفقهاء،
،ط ،2ب!,وت -لبنان ،دار الكتب العلمية1414 ،هـ 1994 -م.
279Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
.12شمس الدين :محمد بن أحمد الخطيب الشربي oÌالشافøي )املتو\ى977 :هـ( ،مغ Ðاملﺤتاج) ،دط( ،دار
الكتب العلمية ،ج1415 ،2هـ 1994 -م
.13صدام عبد القادر عبد ﷲ حس,ن ،إشراف :عبد املجيد محمود صالح,ن ،بيع الذهب والفضة
وتطبيقاته املعاصرة ،رسالة ماجستٔ ،!,الاردن ،الجامعة ٔالاردنية2003 ،م
.14ابن ضويان :إبراهيم بن محمد بن سالم )املتو\ى1353 :هـ( ،منار السبيل Rي شرح الدليل ،تحقيق :زه!,
الشاويش ،ط ، 7املكتب ٕالاسالمي،ج1409 ،1هـ1989-م.
.15الطحاوي :أبو جعفر أحمد بن محمد بن سالمة بن عبد امللك بن سلمة ٔالازدي الحجري املصري ،املتو\ى:
321ه ،مختصر اختالف العلماء ،تحقيق:د .عبد ﷲ نذير أحمد ،ط ،2ب!,وت ،دار البشائر ٕالاسالمية،
ج1417 ،3ه .
.17ابن عابدين :حمد أم,ن بن عمر بن عبد العزيز عابدين ) ،املتو\ى1252 :هـ( ،رد املﺤتار ،ط ،2دار الفكر-
ب!,وت ،ج1412 ،4هـ 1992 -م .
للخر& )،دط(،
الخر oÔاملالكي ) ،املتو\ى1101 :هـ( ،شرح مختصر خليل للخر
.18أبوعبد ﷲ :محمد بن عبد ﷲ الخر
ب!,وت ،دار الفكر للطباعة ،ج)،5دت(.
مو ÓÔمحمد ،فقه التاجر املسلم) ،دط( ،بيت املقدس ،ج1426 ،1هـ 2005 -م .19عفانة :حسام الدين بن مو
ّ
.20ابن العربي :القا oÔÕمحمد بن عبد ﷲ أبو بكر ) ،املتو\ى543 :هـ( ،املسالك Rي شرح املوطأ مالك ،علق
َ
السليماني،طَ ،1دار الغرب ٕالاسالمي ،ج1428 ،6
السليماني وعائشة بنت الحس,ن ﱡ عليه :محمد بن الحس,ن ﱡ
هـ 2007 -م .
.21عالء الدين :أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني الحنفي )املتو\ى587 :هـ ( ،بدائع الصنائع Rي ترتيب
الشرائع ،ط ،2دار الكتب العلمية ،ج1406 ،5هـ 1986 -م.
ُ ََ
العلوي :محمد ٔالام,ن بن عبد ﷲ ٔالا َرمي ،الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم ،مراجعة :لجنة من .22
العلماء برئاسة ال"!فسور :هاشم محمد عي مهدي،ط ،1دار امل
ìاج ،ج1430، 2هـ ٢٠٠٩ -م.
280Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
.23عي بن )سلطان( محمد :أبو الحسن نور الدين املال الهروي القاري )املتو\ى1014 :هـ( ،مرقاة املفاتيح شرح
مشكاة املصابيح ،ط ،1لبنان ب!,وت ،دار الفكر ،ج1422 ،1هـ 2002 -م.
.24عمر ُد ْب َيان بن محمد ﱡ
الد ْب َي ِان ،املعامالت املالية أصالة ومعاصرة ،ط ،2السعودية -الرياض ،مكتبة ِ
امللك فهد الوطنية ،ج1432 ،12م.
.25ابن قدامة :أبو محمد موفق الدين عبد ﷲ بن أحمد بن محمد بن قدامة الجماعيي املقد) ،oÔاملتو\ى:
620هـ( ،املغ)،Ðدط( ،مكتبة القاهرة ،ج1388 ،4هـ 1968 -م.
.26القرا\ي :أبو العباس شهاب الدين أحمد بن إدريس ) ،املتو\ى684 :هـ( ،الذخة ،ط ،1ب!,وت -دار الغرب
ٕالاسالمي،ج1994 ،1م.
.27القرط× :oأبو العباس أحمد بن عمر بن إبراهيم ٦٥٦ - ٥٧٨)،ه( ،املفهم ملا أشكل من تلخيص كتاب
مح* oالدين ديب ميستو -أحمد محمد السيد -يوسف عي بديوي -
مسلم ،مجموعة من املحقق,ن ،مح
محمود إبراهيم بزال،ط ،1دمشق ب!,وت ،دار الكلم الطيب،ج ١٤١٧ ،4هـ ١٩٩٦ -م.
.28ابن قيم الجوزية :محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين) ،املتو\ى751 :هـ( ،زاد املعاد Rي
هدي خ العباد ،ط ،27ب!,وت ،مؤسسة الرسالة ,،ج1415 ،4هـ 1994/م.
.29قلعي :محمد رواس ،معجم لغة الفقهاء ،تحقيق :حامد صادق قني× ،oط ،2دار النفائس للطباعة
والنشر والتوزيع1408 ،هـ 1988 -م.
.30املاوردي :أبو الحسن عي بن محمد بن محمد بن حبيب البصري) ،املتو\ى450 :هـ( ،الحاوي الكب Rي فقه
مذهب ٕالامام الشافåي وهو شرح مختصر املزني ،تحقيق :الشيخ عي محمد معوض -الشيخ عادل أحمد
عبد) ،دط( ،ج) ، 5دت(.
.31مجموعة من املؤلف,ن ،فقه املعامالت ،املتاجرة Rي املعادن عامة وRي الذهب والفضة) ،دط( ،ب!,وت،
دار الفكر ،ج2،1994م.
.32ابن نجيم املصري :زين الدين بن إبراهيم بن محمد) ،ت بعد 1138هـ( ،البﺤر الرائق شرح ك ïóالدقائق،
ط ،2دار الكتاب ٕالاسالمي،ج1992 ،6م.
.33نيسابوري :أبو الحس,ن مسلم بن الحجاج ،ت ٢٦١ - ٢٠٦) :هـ( ،صحيح مسلم ،تحقيق :محمد فؤاد عبد
الباي ،القاهرة ،مطبعة عي ÓÔýالبابي الحل× oوشركاﻩ ١٣٧٤ ،هـ ١٩٥٥ -م.
281Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،
2022 المجلة الدولية لالجتھاد القضائي -العدد–08كانون األول – ديسمبر2022
282Page برلن – املانيا إصدارات املركز الديمقراطي العربي للدراسات ا الساتيجية والسياسية والاقتصادية،