You are on page 1of 96

‫| ‪1‬‬ ‫قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬

‫ّ‬
‫صاغية وخليل الهاشم‬ ‫نزار‬
‫قراءة يف نتائج استامرة حول‬
‫األخالقيات القضائية‪:‬‬
‫قضاة تونسيون كما يتصورون‬
‫مهنتهم‬
‫النارش‪ :‬املفكرة القانونية‬
‫‪info@legal-agenda.com‬‬
‫بناية النخيل‪ ،‬الطابق ‪ ،6‬شارع لور وجوزيف مغيزل‪ ،‬بدارو‪ -‬بريوت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫هاتف‪/‬فاكس‪+ 9611383606 :‬‬
‫‪www.legal-agenda.com‬‬
‫‪www.facebook.com/LegalAgenda‬‬
‫‪legal_agenda‬‬

‫شارك يف تحرير هذا العمل‪:‬‬


‫نزار صاغية ‪:‬‬
‫محام وباحث لبناين‪ ،‬من مؤسيس «املفكرة القانونية» اإلقليمية ويشغل منذ ‪ 2011‬منصب مديرها التنفيذي وعضوية هيئة تحرير‬
‫مجلّتيها يف لبنان وتونس‪ .‬صاغية من ر ّواد التقايض اإلسرتاتيجي يف لبنان للمنارصة والدفاع عن قضايا متعلّقة بالحقوق والحريّات‬
‫املدنية واإلقتصادية واإلجتامعية‪ .‬كام أنه من ر ّواد صناعة وإنتاج السياسات اإلجتامعية‪ ،‬ال سيام تلك املتعلّقة بإستقاللية القضاء‬
‫واألمالك العامة والبيئة والفئات اإلجتامعية امله ّمشة والحريات النقابية والعامة‪ .‬نرش أبحاثاً وشارك يف صياغة مشاريع قوانني‬
‫متعلّقة بإستقاللية القضاء واملفقودين أثناء الحرب اللبنانية واألشخاص الذين يستهلكون املخدرات والتح ّرش داخل مكان العمل‬
‫والعمل إلخ‪.‬‬
‫وخارجه ّ‬

‫خليل الهاشم ‪:‬‬


‫طالب يف القانون وباحث مساعد‪ .‬حائز عىل إجازة يف القانون من جامعة القديس يوسف يف بريوت ويع ّد حاليا ماجستري يف‬
‫القانون العام يف جامعة بانتيون أساس (باريس ‪ .)2‬انض ّم إىل «املفكرة القانونية» كمتد ّرب يف ‪ ،2019‬حيث عمل عىل أبحاث عن‬
‫استقاللية القضاء وحقوق الالجئني والفئات الهشة‬

‫محمد العفيف الجعيدي ‪:‬‬


‫قاض تونيس ساهم يف تأسيس «املفكرة القانونية» مكتب تونس نهاية سنة ‪ .2011‬ويشارك حالياً يف تحرير مجلّة «املفكّرة» يف‬
‫تونس كام يساهم يف نرش عدد من الدراسات واملقاالت حول الحراك القضايئ يف تونس‪.‬‬

‫أسهم يف تحليل النتائج رازي أيوب (باحث مساعد يف املفكرة القانونية وناجي زهار مدير فربيكا)‪.‬‬

‫طبع يف تونس‬
‫تصميم الكتاب و رسم الغالف‪ :‬عثامن ساملي‪.‬‬

‫للحصول عىل مطبوعات املفكرة القانونية‪ ،‬الرجاء زيارة الصفحة اإللكرتونية‪:‬‬


‫‪https://legal-agenda.com/request-publications-lebanon‬‬

‫©حقوق امللكية ‪ 2022‬للمفكرة القانونية‬


‫تسمح املفكرة القانونية بصفتها مالكة لهذه املطبوعة بنسخ أي جزء منه أو تخزينه أو تداوله عىل أن يتم ذلك لغايات غري‬
‫يل يف كل مرة إسم الكاتب واملفكرة القانونية‪.‬‬
‫تجارية ومن دون أي تحوير أو تشويه‪ ،‬وعىل أن يذكر بشكل واضح وج ّ‬
‫قراءة يف نتائج استامرة حول‬
‫األخالقيات القضائية‪:‬‬
‫قضاة تونسيون كما يتصورون‬
‫مهنتهم‬

‫ّ‬
‫صاغية و خليل الهاشم‬ ‫نزار‬

‫تقديم محمد العفيف الجعيدي‬


‫جدول المحتويات‬

‫تقديم ‪10................................................................................................................................................‬‬
‫قراءة يف نتائج استامرة حول األخالقيّات القضائية‪ :‬قضاة تونسيّون كام يتص ّورون مهنتهم ‪13........................‬‬
‫مقدّمة ‪14...............................................................................................................................................‬‬
‫الفصل األ ّول‪ :‬األسئلة التمهيدية لصياغة املد ّونة ‪15..................................................................................‬‬
‫أ‪ -‬أي منوذج ملد ّونة األخالق ّيات القضائية؟ ‪15.............................................................................................‬‬
‫أي هدف ملد ّونة األخالق ّيات القضائية؟ ‪16.......................................................................................‬‬ ‫ب‪ّ -‬‬
‫ت‪َ -‬من يشارك يف صياغة مد ّونة األخالقيّات القضائية؟ ومتى؟ ‪18..............................................................‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬مزايا القضاة امل ُف َرتضة والواقعية ‪21.......................................................................................‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬حني ت ُقاس فضائل القايض مبعايري واقعية ‪25.......................................................................‬‬
‫أ‪ -‬بذل الجهد بصورة معقولة بعيدا ً عن ادّعاءات التفاين ونكران الذات‪25....................................................‬‬
‫ب‪ -‬البطولة والشجاعة‪27..........................................................................................................................‬‬
‫ت‪ -‬التج ّرد والحياديّة‪30............................................................................................................................‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬االنتقال من نظام األخالق ّيات الفردية إىل نظام األخالق ّيات الجامعية‪33...................................‬‬
‫أ‪ -‬األخالقيّات القضائية بوصفها مسؤوليّة مشرتكة‪33...................................................................................‬‬
‫ب‪ -‬النشاط القضايئ‪ ،‬نشاط مشرتك‪37........................................................................................................‬‬
‫املؤسسات والهياكل القضائية ‪40.........................................................‬‬ ‫الخاصة باملسؤولني يف ّ‬ ‫ّ‬ ‫ت‪ -‬املسؤول ّية‬
‫الفصل الخامس‪ :‬الح ّريّة واالستقالليّة‪43.....................................................................................................‬‬
‫أ‪ -‬استقالل ّية من دون ح ّريّة؟ ‪43................................................................................................................‬‬
‫ب‪ -‬حدود الح ّريّة‪46.................................................................................................................................‬‬
‫أي والء لقيم املجتمع الدميقراطي؟‪49...‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬كيف يقارب القضاة وظيفتهم ودورهم القضايئ؟ أو ّ‬
‫ملحق رقم ‪ : 1‬االستامرة ‪53.......................................................................................................................‬‬
‫استامرة مو َّجهة إىل القضاة يف موضوع األخالقيّات القضائية (تونس) ‪55.......................................................‬‬
‫ملحق‬ ‪‭‬رقم‪‭ ‬2‬نتائج االستامرة ‪69 ................................................................................................................‬‬
‫| قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬ ‫‪10‬‬

‫تقديم‬

‫مح ّمد العفيف الجعيدي‬

‫احتـ ّـل القضــاء والقضــاة‪ ،‬طيلــة حقبــة الجمهوريّــة األوىل‪ ،‬املنطقــة املظلمــة مــن املشــهد العــا ّم‪ .‬فقــد‬
‫كان الصمــت الــذي يـ َّرر بوقــار املهنــة ورضورة احـرام خصوصيّتهــا يلـ ّـف بصــور ٍة عا ّمــة قصــور العــدل‪،‬‬
‫يتخلّلــه حديــث مناســبايت يشــارك فيــه كبــار القضــاة عــاد ًة موضوعــه تثمــن رعايــة رئيــس الدولــة‬
‫املوصولــة للقضــاة والقضــاء‪ ،‬باإلضافــة إىل بعــض مــا يُكتَــب عــن القضايــا الجزائيــة‪ .‬وال يشـ ّذ عــن هــذا‬
‫يتمســك‬‫ـج مطالِبـ ًة باإلصــاح ومــا ّ‬
‫األمــر إلّ مــا يجـ ّد مــن فــرة ألخــرى مــن انفــات أصــوات قضائيــة تحتـ ّ‬
‫بــه معارضــو الحكــم وناشــطون حقوقيــون مــن انتقــاد لتوظيــف الســلطة للقضــاء يف رصاعاتها السياســية‪.‬‬
‫الحق ـاً‪ ،‬كــرت الثــورة رتابــة املشــهد القضــايئ وجمــوده يف وقــت وجيــز مبــا ســمحت بــه مــن ح ّريّــة‬
‫تعبــر للقضــاة ومــا فرضتــه مــن إخضــاع لعملهــم وأدائهــم لرقابــة الــرأي العــا ّم‪ .‬وقــد بــات مــذّاك‬
‫منســوب الح ّريّــة الــذي اجتــاح القضــاة يف مامرســاتهم وخطابهــم عالي ـاً‪ ،‬مــا طــرح أســئلة مل ّحــة عــن‬
‫ـس بجوهرهــا‪ .‬وتجـ ّـى هــذا األمــر يف تضمــن‬ ‫الضوابــط التــي تقتضيهــا الوظيفــة القضائيــة مــن دون املـ ّ‬
‫القانــون األســايس للمجلــس األعــى للقضــاء رضور َة وضــع مد ّونــة ســلوك قضائيــة يصدرهــا مجلــس‬
‫القضــاء‪ ،‬ســتكون األوىل يف تاريــخ القضــاء التونــي‪.‬‬
‫ّ‬
‫مدونــة الســلوك‪ ،‬تصـ ّ‬
‫ـور تجديــدي ينطلــق مــن الواقــع ويهــدف‬
‫إلــى تطويــره‬

‫تزامنــت بدايــة التفكــر يف مد ّونــة الســلوك القضائيــة يف تونــس مــع اســتحقاق مامثــل يف اململكــة‬
‫املغربيــة اقتضــاه التعديــل الدســتوري لســنة ‪ ،2011‬والعمــل الــذي بــادرت إليــه املفكّــرة القانونيــة‬
‫ـت‬
‫إلصــاح القضــاء يف لبنــان وكان مــن ضمــن مطالبــه إعــادة التفكــر باملد ّونــة القامئــة هنــاك التــي قاربـ ْ‬
‫ـت إىل العــامل الواقعــي بصلــة‪ .‬تبع ـاً لذلــك‪ ،‬عقــدت املف ّكــرة القانونيــة ُورش عمــل‬ ‫قاضي ـاً متخيّ ـاً ال ميـ ّ‬
‫التوصــل إىل تص ـ ّور تجديــدي للمد ّونــة ينتهــي إىل إرســاء قواعــد مرجعيــة تالئــم‬
‫إقليميــة ع ـدّة بهــدف ّ‬
‫حاجيّــات القضــاء يف املنطقــة وخصوصيّــات مــا يواجهــه مــن تحدّيــات يف ســبل تحقيــق اســتقالليّته‪ ،‬إىل‬
‫تص ـ ّور تجديــدي ينطلــق مــن فهــم عميــق للواقــع بهــدف تطويــره‪ .‬وإذ تكلّــل هــذا العمــل يف وضــع‬
‫تص ّورهــا بالرشاكــة مــع قضــاة تونســيني ومغربيــن يف مقدّمتهــم نــادي قضــاة املغــرب‪ ،‬ارتــأتْ أ ّن مــن‬
‫الــروري‪ ،‬يف مــوازاة ذلــك‪ ،‬سـ ْـر آراء القضــاة حــول تص ّوراتهــم يف هــذا الشــأن عم ـاً مببــدأ التشــاركيّة‬
‫وضامن ـاً النســجام املد ّونــات الجديــدة مــع هــذه التص ـ ّورات‪.‬‬
‫| ‪11‬‬ ‫قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬

‫ّ‬
‫مدونة السلوك القضائي‬ ‫ّ‬
‫مهم لوضع‬ ‫سبر اآلراء‪ :‬مورد‬

‫ِصي َغــت اســتامرة ســر اآلراء تبع ـاً الجتامعــات عقدهــا فريــق املف ّكــرة يف لبنــان مــع قضــاة مــن الــدول‬
‫املذكــورة أعــاه‪ ،‬باإلضافــة إىل ليبيــا‪ .‬وقــد شــارك يف هــذا الجهــد بصــورة ف ّعالــة ممثّلــون عــن جمعيّــة‬
‫القضــاة التونســيني ونــادي قضــاة املغــرب‪ .‬فــإذا ت ـ ّم ذلــك‪ ،‬نجــح فريــق املف ّكــرة القانونيــة يف تونــس‪،‬‬
‫بالتعــاون مــع عــدد مــن القضــاة‪ ،‬يف إقنــاع نســبة كبــرة مــن القضــاة التونســيني مــن مختلِــف الرتــب‪،‬‬
‫يعملــون يف محاكــم توزّعــت عــى مختلــف جهــات البــاد‪ ،‬عــى املشــاركة يف ســر آرائهــم‪ .‬فشــكّل‬
‫املباشيــن وانتشــارهم الجغـرايف‬ ‫املســتجوبون باعتبــار معيــار عددهــم الــذي تجــاوز ‪ 10%‬مــن القضــاة ِ‬
‫ً‬
‫تقــل أه ّميّــة عــن‬
‫عيّنــة ممثِّلــة للقضــاة يصلــح االســتئناس بهــا‪ .‬فــكان املن َجــز يف منتهــاه وثيقــة ال ّ‬
‫املــروع الــذي أُنجــزت صلبــه‪ ،‬فهــو ميثّــل نافــذة مل ت ُفتَــح عــى القضــاء ســابقاً وتصلــح ألن ينظــر فيهــا‬
‫وصــوالً إىل فهــم أفضــل لواقعــه وتطلّعاتــه‪ .‬ويزيــد عامــان مــن أه ّميّــة هــذه االســتامرة‪ )1( :‬رســم‬
‫الخطــاب الســائد بشــأن القضــاء التونــي القائــم أساسـاً عــى فكــرة متخ َّيلــة تــرى جميــع القضــاة واحــدا ً‬
‫وأي حكــم يصــدر عــن إحــدى املحاكــم كأنّــه يعكــس موقــف جميــع القضــاة مــن القض ّيــة التــي تناولهــا؛‬ ‫ّ‬
‫و(‪ )2‬التغيــرات الكبــرة التــي شــهدها القضــاء خــال العرشيّــة الفائتــة نتيجــة التحــ ّوالت السياســية‬
‫واالجتامعيــة التــي شــهدتها تونــس‪ ،‬فض ـاً عــن تشــبيب إطــاره البــري نتيجــة االنتدابــات‪.‬‬
‫الخاصــة بنتائــج ســر آراء القضــاة التونســيني حــول‬
‫ّ‬ ‫ومــن هــذه الزوايــا مجتمعـةً‪ ،‬تبــدو هــذه الدراســة‬
‫انتظاراتهــم مــن مد ّونــة الســلوك وتص ّوراتهــم لهــا عــى درجــة مــن األه ّم ّيــة‪ .‬ويؤ َمــل أن تكــون مدخـاً‬
‫لدراســات اجتامعيــة الحقــة تعتمــد املنهــج العلمــي ذاتــه وتهــدف إىل تحليــل مختلِــف املهــن القضائيــة‪،‬‬
‫مــا مــن شــأنه تطويــر الثقــة العا ّمــة فيهــا وتحســن فــرص النجــاح يف إصالحهــا‪ ،‬الــذي مــن أ ّول رشوطــه‬
‫حســن اإلنصــات للعاملــن فيهــا واملتعاملــن معهــا‪.‬‬
‫كــا وقــد صــادف أن تــم العمــل عــى هــذه الدراســة يف تاريــخ قريــب مــن حــل الرئيــس التونــي‬
‫قيــس ســعيد للمجلــس األعــى للقضــاء وتنصيبــه مجلســا بديــا لــه مواليــا لــه‪ .‬فيبــدو مــن املــروع أن‬
‫يحدونــا األمــل يف أن يكــون نرشهــا ومــا ينتظــر مــن تعــاط معــه مــن الباحثــن واملهتمــن معهــا مناســبة‬
‫لتصحيــح األســئلة وإلعــادة توجيــه االهتــام ملــا هــو مطلــوب مــن بنــاء للقضــاء الســلطة و مــن اســتثامر‬
‫ثقــايف يف صناعــة القــايض الحامــي للحقــوق والحريــات لعــل ذلــك يكــون مــن تباشــر عــودة نأمــل ان‬
‫تكــون قريبــة مــن تونــس لدميوقراطيتهــا التــي لــن يشــتد عودهــا اال بقضــاء مســتقل وبقضــاة يؤمنــون‬
‫بقيــم مهنتهــم و ينتــرون لهــا ‪.‬‬
‫ّ‬
‫األخالقيات القضائية‪:‬‬ ‫قراءة في نتائج استمارة حول‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬ ‫قضاة‬
‫ّ‬
‫صاغية وخليل الهاشم‬ ‫نزار‬
‫| قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬ ‫‪14‬‬

‫ّ‬
‫مقدمة‬
‫________________________________________________________________________‬
‫منــذ نشــأتها‪ ،‬ت ُعلّــق «املف ّكــرة القانونيــة» أه ّم ّيــة كبــرة عــى بيئــة املهــن القانونيــة وفهمهــا‬
‫لوظائفهــا وأخالقيّاتهــا‪ .‬وهــي تــرى أ ّن هــذه البيئــة تُشـكّل عامـاً أساســياً يف تعزيــز احـراف هــذه املهــن‬
‫وقدرتهــا عــى تطويــر وظائفهــا التــي ُوج ـدَتْ مبدئي ـاً مــن أجلهــا‪ :‬ضــان حـ ّـق الدفــاع عــن النفــس‬
‫بالنســبة إىل املحامــن‪ ،‬وحاميــة الحقــوق والح ّريّــات ضمــن منظومــة عادلــة بالنســبة إىل القضــاة‪ .‬مــن‬
‫هــذا املنظــور‪ ،‬مــن شــأن هــذه البيئــة أن تش ـكّل عام ـاً أساســياً يف مواجهــة التد ّخــات الحاصلــة مــن‬
‫خــارج هــذه املهــن بهــدف حرفهــا عــن صلــب مها ّمهــا‪ .‬وعليــه‪ ،‬رأت «املف ّكــرة القانونيــة» أه ّم ّيــة يف‬
‫وبخاصــة يف الــدول التــي تعمــل فيهــا‪ ،‬لبنــان وتونــس‬ ‫ّ‬ ‫إطــاق تفكــر مشــرك يف املنطقــة العربيــة –‬
‫واملغــرب – يف شــأن األخالق ّيــات القضائيــة‪ .‬وقــد زاد إلحــاح هــذه الفكــرة مــع إق ـرار قوانــن لتحقيــق‬
‫اســتقالل ّية القضــاء يف املغــرب وتونــس تنزيــاً لإلصالحــات القضائيــة فيهــا‪ ،‬تحديــدا ً بعدمــا أُنيــط‬
‫باملجالــس العليــا امل ُنشــأة مبوجبهــا وضــع مد ّونــة لألخالقيّــات القضائيــة‪ .‬وعليــه‪ ،‬تعاونــت «املف ّكــرة»‬
‫ـاض إىل إبــداء رأيــه يف شــأن‬ ‫ـكل قـ ٍ‬
‫مــع رشكائهــا يف تونــس واملغــرب إلنجــاز اســتامرة هــي مبثابــة دعــوة لـ ّ‬
‫مد ّونــة األخالقيّــات‪ ،‬ســواء لجهــة املنهجيّــة الواجــب اعتامدهــا أو لجهــة شــكلها أو مضمونهــا‪ .‬ويف هــذا‬
‫االت ّجــاه‪ ،‬ت ـ ّم مــلء االســتامرة يف ‪ 2018‬بجهــود عــد ٍد مــن القضــاة املشــكورين ج ـ ّدا ً‪ ،‬وذلــك مــن قبــل‬
‫‪ 333‬قاضي ـاً تونســياً‪ .‬ولــن تق ـ ّرر االحتفــاظ بـــ‪ 254‬اســتامرة فقــط بعدمــا اتّضــح أ ّن مثّــة خل ـاً يف مــلء‬
‫ســائر االســتامرات بشــكل مناســب‪ ،‬يبقــى العــدد ُمعـ ِّـرا ً حيــث أنّــه يزيــد عــن نســبة ‪ 10%‬مــن مجمــوع‬
‫قضــاة تونــس‪ .‬وتــأيت هــذه املقالــة لتحلّــل نتائــج هــذه االســتامرة‪ ،‬عــى أمــل أن تســهم يف عمل ّيــة صياغــة‬
‫مد ّونــة األخالقيّــات املوعــودة‪.‬‬
‫ـت‪ ،‬بالتعــاون مــع رشكائهــا‪ ،‬تصـ ّورا ً‬ ‫ْ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬
‫َ‬ ‫صا‬ ‫ـة»‬‫ـ‬ ‫القانوني‬ ‫ـرة‬
‫ـ‬ ‫ك‬
‫ّ‬ ‫«املف‬ ‫ن‬
‫ّ‬ ‫ـأ‬
‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـر‬
‫ـ‬ ‫التذك‬ ‫ـي يف ذلــك‪ ،‬يجــدر‬
‫وقبــل املـ ّ‬
‫تجديديــاً لألخالق ّيــات القضائيــة عــى نحــو يجعلهــا أداة أكــر فعال ّيــة وقــدرة عــى تطويــر البيئــة‬
‫القضائيــة‪ .‬فعــى نقيــض التو ّجــه العــا ّم الــذي ينتهــي غالب ـاً إىل رســم صــورة القــايض النموذجــي عــى‬
‫أنّــه شــخص خــارق ذو مواصفــات غــر اعتياديــة وقــادر بفعــل ذلــك عــى مواجهــة جميــع الضغــوط‬
‫والتد ّخــات بق ّوتــه الذاتيــة‪ ،‬يدعــو هــذا التص ـ ّور إىل إعــادة رســم صــورة القــايض النموذجــي انطالق ـاً‬
‫مــن مواصفــات اإلنســان العــادي‪ ،‬مبــا لــه مــن جوانــب ق ـ ّوة وضعــف‪ .‬فــإذا ت ـ ّم ذلــك‪ ،‬تو ّجــب تحديــد‬
‫املوجبــات األخالقيــة القضائيــة عــى النحــو الــذي مي ّكــن القــايض مــن مامرســة دوره بأفضــل الطــرق‪.‬‬
‫ومنهــا مــا يناقــض متامـاً مــا ذهــب إليــه العديــد مــن املد ّونــات يف املنطقــة العربيــة‪ .‬وبذلــك‪ ،‬ننتقــل مــن‬
‫ـاض‪ ،‬مهــا بلغــت التحدّيــات أمامــه‪ ،‬املحافظــة عليهــا‬ ‫كل قـ ٍ‬ ‫نظــام األخالق ّيــات الفرديــة التــي يتعـ ّـن عــى ّ‬
‫منفــردا ً وبصمــت إىل نظــام األخالقيّــات الجامعيــة التــي يجــدر بالجســم القضــايئ بر ّمتــه تطويــر آليّاتــه‬
‫للمحافظــة عليهــا‪ ،‬مبــا يف ذلــك مــن تــاقٍ وتفاعــل وتضامــن وتــآزر؛ أو ننتقــل مــن نظــام تجريــد القــايض‬
‫مــن ح ّريّــة الــكالم والتج ّمــع باســم موجــب التحفّــظ إىل نظــام تشــكّل فيــه ح ّريّــة القــايض إحــدى‬
‫الضامنــات األساســية للمحافظــة عــى اســتقالليّته‪.‬‬
‫ـدي‪ .‬ولكــن مــاذا عــن تص ـ ّور القضــاة‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫التجدي‬ ‫ر‬‫و‬‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫التص‬ ‫هــذا تص ـ ّور «املف ّكــرة القانونيــة» الــذي أســمته‬
‫التونســيني؟ هــذا مــا ســنحاول استكشــافه يف الفصــول اآلتيــة‪.‬‬
‫| ‪15‬‬ ‫قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬

‫ول‪:‬‬
‫الفصل األ ّ‬
‫ّ‬
‫األسئلة التمهيدية لصياغة المدونة‬

‫ونة األخالقيّات القضائية؟‬


‫أ‪ -‬أي منوذج ملد ّ‬

‫مــن األســئلة األوىل التــي تض ّمنتهــا االســتامرة‪ ،‬ســؤال حــول النمــوذج الــذي يرغــب قضــاة الع ّينة‬
‫اعتــاده يف تحريــر مد ّونــة األخالقيّــات القضائيــة‪ .‬فهــل هــم يرغبــون مبد ّونــة ذات طابــع توجيهــي أم‬
‫مد ّونــة تشـكّل أحكا ُمهــا أساسـاً للمالحقــة التأديبيــة أم مد ّونــة تحتمــل املزاوجــة بــن القواعــد التوجيهيــة‬
‫والتأديبيــة‪ ،‬كأن تنحــر القواعــد التأديبيــة يف القواعــد التــي تتّســم بدرجــة معيّنــة مــن الخطــورة أو‬
‫ـص عليهــا القوانــن رصاحــة وبشــكل دقيــق؟‬ ‫القواعــد التــي تنـ ّ‬
‫وقــد جــاءت الغالب ّيــة النســبية لإلجابــات يف مصلحــة الطابــع التوجيهــي للمد ّونــة (‪ .)39%‬وفيــا‬
‫انعدمــت تقريبــاً نســبة الراغبــن مبد ّونــة ذات طابــع تأديبــي رصف (‪ )6%‬أبــدى عــدد مــن القضــاة‬
‫قبولهــم مبد ّونــة تتض ّمــن بعــض القواعــد ذات الق ـ ّوة التأديبيــة‪ ،‬إ ّمــا بفعــل خطورتهــا (‪ )22%‬وإ ّمــا يف‬
‫ـص قانــوين يع ـ ّرف عنهــا برصاحــة وبشــكل دقيــق (‪ .)31%‬نستشـ ّـف مــن ذلــك‬ ‫حــال اســتنادها إىل نـ ّ‬
‫مي ـاً لــدى القضــاة التونســيني إىل اعتــاد مد ّونــة توجيهيــة وإرشــادية‪ ،‬تش ـكّل بالنســبة إليهــم مرجع ـاً‬
‫يسرتشــدون بــه لتحديــد الســلوك ّيات األكــر مالءمــة‪ ،‬ويف اآلن نفســه تو ّجس ـاً حيــال القواعــد التــي قــد‬
‫تشـكّل ســيفاً مصلتـاً عليهــم فــا يقبلــون بهــا ّإل إذا كانــت محـدَّدة قانونـاً وبدقّــة أو إذا كانــت محصــورة‬
‫يف املســائل التــي ترشــح عــن خطــورة مع ّينــة‪.‬‬
‫كــا نستشـ ّـف التو ّجــه نفســه مــن إجاباتهــم عــن ســؤال آخــر يتّصــل مبــدى وجــوب الت ـزام املســؤولني‬
‫القضائيــن بقواعــد أكــر رصامــة‪ .‬ففيــا وافقــت غالب ّيــة القضــاة عــى هــذا املو ِجــب (‪ 152‬قاضيـاً؛ ‪،)60%‬‬
‫عـزا ‪ 70%‬منهــم ذلــك إىل املثــال الــذي يجــب أن يشـكّله هــؤالء لســائر القضــاة مقابــل (‪ )57%‬مــن هؤالء‬
‫رصفــات املســؤولني عــى املجتمــع‪ .‬فكأنّ ــا القضــاة يأملــون مــن‬ ‫عــزوا هــذا الواجــب إىل التأثــر الكبــر لت ّ‬
‫املســؤول أن يكــون مثــاالً يحتــذون بــه أكــر مــن كونــه واجهــة للقضــاء أمــام الــرأي العــا ّم‪ .‬ومــؤدّى ذلــك‬
‫هــو التعبــر عــن الحاجــة إىل املثــال الــذي بإمــكان القضــاة ات ّباعــه‪.‬‬
‫تشـكّل إجاباتهــم يف شــأن تص ّورهــم ألهــداف املد ّونــة‪ ،‬الــذي نعــود إليــه أدنــاه‪ ،‬دليـاً آخــر عــى اختيــار‬
‫النمــوذج التوجيهــي‪ .‬ففيــا رأى ‪ 45‬مــن قضــاة الع ّينــة أ ّن هدفهــا األكــر أه ّم ّيــة هــو توثيــق قواعــد‬
‫أخالقيــة نابعــة مــن روح الجســم القضــايئ وممثِّلــة لــه ضامن ـاً لحســن نفاذهــا‪ ،‬رأى ‪ 5‬منهــم فقــط أ ّن‬
‫للمؤسســات القضائيــة أو الســلطات األخــرى مبســاءلة القضــاة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الهــدف األكــر أه ّم ّيــة هــو الســاح‬
‫ـص شــكل التد ّخــل الــذي‬ ‫ونستشـ ّـف التو ّجــه نفســه مــن املفاضلــة التــي عـ ّـرت عنهــا اإلجابــات يف مــا خـ ّ‬
‫يُفــرض بالقــايض اعتــاده إزاء املخالفــات التــي يرتكبهــا أحــد زمالئــه‪ .‬فقــد رأى ‪ 109‬قضــاة وجــوب‬
‫التد ّخــل يف هــذه الحالــة عــن طريــق النصــح والتوجيــه والحــوار‪ ،‬علـاً أ ّن ‪ 45‬منهــم ص ّنفــوا هــذا الخيــار‬
‫ـي إىل الســلطات املعنيّــة إىل ‪ 82‬قاضيـاً‪ .‬وحتّــى‬ ‫خيــارا ً أ ّوالً‪ .‬يف املقابــل‪ ،‬انخفــض عــدد الذيــن فضّ لــوا التشـ ّ‬
‫| قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬ ‫‪16‬‬

‫ـي آثــروا أن يــؤدّي تحـ ّرك هــذه الســلطات إىل إقنــاع القــايض بــرورة‬ ‫الذيــن فضّ لــوا ســلوك طريــق التشـ ّ‬
‫رصفــه وليــس معاقبتــه (‪ 55‬مــن أصــل ‪.)82‬‬ ‫العــدول عــن ت ّ‬
‫ويُلحــظ يف هــذا الســياق إبــداء قضــاة الع ّينــة رغبــة واضحــة يف أن يتّســم الطابــع التوجيهــي للمد ّونــة‬
‫بالوضــوح والدقّــة‪ .‬وهــذا مــا نستشــفّه مــن الجــواب عــن الســؤال الثامــن حــول درجــة التفصيــل‬
‫الواجــب اعتامدهــا عنــد صياغــة املد ّونــة‪ .‬إذ مالــت غالبيّــة القضــاة إىل وجــوب اعتــاد الدقّــة والوضــوح‬
‫(‪ ،)49%‬فيــا اختــارت نســبة ضئيلــة منهــم فرض ّيــة أن تُصــاغ بطريقــة توجيهيــة ت ُبقــي البــاب مفتوحـاً‬
‫أمــام التفســر والتســاؤل (‪ .)14%‬ويُلحــظ أيض ـاً‪ ،‬أ ّن ‪ 30%‬مــن القضــاة ات ّخــذوا موقف ـاً وســطياً حيــث‬
‫أ ِملــوا أن تتــ ّم الصياغــة بطريقــة توجيهيــة إنّ ــا مــع اعتــاد الدقّــة يف األمــور املتّصلــة بالح ّريّــات أو‬
‫التحدّيــات األساســية‪ .‬وكان الفتـاً أ ّن ‪ 59%‬مــن اإلجابــات كشــفت عــن رغبــة بإرفــاق القواعــد األخالقيــة‬
‫أي غمــوض يف املد ّونــة مــن ‪ 98%‬مــن إجابــات‬ ‫بأمثلــة توضيحيــة‪ .‬كــا نستشـ ّـف التو ّجــه الغالــب لتفــادي ّ‬
‫املؤسســة املعن ّيــة بتوضيــح الواجبــات األخالقيــة يف حــال وجــود شـ ّـك‬‫الع ّينــة عــن الســؤال العــارش حــول ّ‬
‫أو التبــاس بشــأنها‪ .‬فبمعــزل عــن املفاضلــة التــي عـ ّـر عنهــا قضــاة العيّنــة بــن املرجعيّــات التــي ميكنهــا‬
‫مؤسســة‪.‬‬
‫أداء هــذا الــدور‪ ،‬س ـلّمت الغالب ّيــة العظمــى مــن قضــاة الع ّينــة بــرورة وجــود هكــذا ّ‬

‫ونة األخالقيّات القضائية؟‬


‫أي هدف ملد ّ‬
‫ب‪ّ -‬‬

‫ـتهل االســتامرة (الســؤال األ ّول) وذلــك تبيان ـاً‬ ‫طرحنــا الســؤال حــول الهــدف املنشــود للمد ّونــة يف مسـ ّ‬
‫أله ّم ّيتــه وحرصــاً عــى الحصــول عــى العــدد األكــر مــن اإلجابــات‪ .‬وقــد أعطينــا للقضــاة إمكان ّيــة‬
‫اختيــار أكــر مــن إجابــة طالبــن منهــم يف هــذه الحالــة ترتيــب األهــداف التــي يختارونهــا وفــق أه ّم ّيتهــا‬
‫بالنســبة إليهــم‪.‬‬
‫ويُبـ ّـن الجــدول أدنــاه أ ّن قضــاة الع ّينــة غلّبــوا يف خياراتهــم األوىل بُعدهــا التعليمــي والتوجيهــي والتوعوي‬
‫للقضــاة عــى ســائر األبعــاد واألهــداف املطروحــة‪ .‬فــإذا جم ْعنــا اإلجابــات التــي حـدّدت خيــارا ً أ ّوالً أحــد‬
‫األهــداف املتمثّلــة يف إتاحــة املجــال أمــام القضــاة لتعميــق التفكــر يف أدوارهــم (‪ )23‬واق ـراح قواعــد‬
‫ســلوكية وأخالقيــة للقضــاة يف حياتهــم املهنيــة والشــخصية (‪ )26‬وتوثيــق قواعــد أخالقيــة نابعــة مــن‬
‫روح الجســم القضــايئ وممثِّلــة لــه‪ ،‬ضامنـاً لحســن نفاذهــا (‪ )45‬فإنّنــا نحصــل عــى مجمــوع ‪37%( 94‬‬
‫مــن الع ّينــة)‪ .‬وتنــدرج جميــع هــذه األهــداف‪ ،‬رغــم االختالفــات بينهــا‪ ،‬عملي ـاً يف اتّجــاه إطــاق ورشــة‬
‫داخليــة لتطويــر القيــم القضائيــة والتباحــث بــن القضــاة بشــأنها‪.‬‬
‫ومتثّــل االت ّجــاه الثــاين الــذي ذهــب إليــه قضــاة الع ّينــة يف اســتخدام املد ّونــة أدا ًة لتأمــن ثقــة الجمهــور‬
‫بالقضــاء‪ .‬ويجــد هــذا االت ّجــاه تفســره يف إرادة واســعة لــدى القضــاة باســتعادة ثقــة الجمهــور بعدمــا‬
‫بــدا القضــاء أداة يف يــد الديكتاتوريــة يف مواجهــة خصومهــا السياســيني يف فــرة مــا قبــل ‪ .2011‬وكان هــذا‬
‫االت ّجــاه الخيــار األ ّول لـــ‪ 73‬قاضيـاً (‪ ،)29%‬كــا اختــاره ‪ 145‬قاضيـاً ضمــن الخيــارات املناســبة‪.‬‬
‫أ ّمــا االت ّجــاه الثالــث‪ ،‬فتمثّــل يف رغبــة قضــاة العيّنــة يف اســتخدام املد ّونــة أدا ًة للتأكيــد عــى حقــوق‬
‫وح ّريّــات القضــاة‪ .‬وكان هــذا االت ّجــاه الخيــار األ ّول لـــ‪ 37‬قاضيـاً‪ ،‬كــا اختــر ضمــن الخيــارات املناســبة‬
‫مــن قبــل ‪ 143‬قاضيـاً‪ .‬ويعكــس اهتــام القضــاة بهــذا الهــدف قناعتهــم بأه ّم ّيــة التمتّــع بالح ّريّــة ضامنـ ًة‬
‫| ‪17‬‬ ‫قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬

‫الســتقالل ّيتهم‪ .‬وهــذا مــا ســنعود إليــه الحقـاً‪.‬‬

‫عدد اإلجابات التي أوردت عدد اإلجابات التي أوردت‬ ‫الهدف‬


‫الهدف كخيار أ ّول‬ ‫الهدف كخيار‬

‫‪73‬‬ ‫‪145‬‬ ‫تأمني ثقة الجمهور بالقضاء‬

‫‪11‬‬ ‫‪111‬‬ ‫توعية وإطالع الجمهور عىل‬


‫حقوق وواجبات القايض‬

‫‪23‬‬ ‫‪126‬‬ ‫إتاحة املجال أمام القضاة‬


‫لتعميق التفكري يف أدوارهم‬

‫‪26‬‬ ‫‪122‬‬ ‫اقرتاح قواعد سلوكية وأخالقية‬


‫للقضاة يف حياتهم املهنية‬
‫والشخصية‬

‫‪45‬‬ ‫‪139‬‬ ‫توثيق قواعد أخالقية نابعة من‬


‫روح الجسم القضايئ وممثِّلة له‪،‬‬
‫ضامناً لحسن نفاذها‬

‫‪37‬‬ ‫‪143‬‬ ‫التأكيد عىل حقوق وح ّريّات‬


‫القضاة‪ ،‬بالتوازي مع واجباتهم‬

‫‪5‬‬ ‫‪84‬‬ ‫للمؤسسات القضائية‬


‫ّ‬ ‫السامح‬
‫(مجلس القضاء األعىل أو‬
‫التفتيش القضايئ) مبساءلة‬
‫القضاة أو السلطات األخرى‬
‫(وزارة العدل) بذلك‬

‫وت ُظهــر الخيــارات املبيّنــة أعــاه التــي عـ ّـر عنهــا القضــاة تو ّجهــات متكاملــة رغــم اختالفهــا‪ :‬فمنهــا مــا‬
‫| قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬ ‫‪18‬‬

‫يؤســس لقضــاء أكــر علـاً وتفكـرا ً‪ ،‬وتاليـاً التزامـاً بأخالق ّيــات املهنــة‪ ،‬ومنهــا مــا هــو تواصــي‬ ‫هــو معــريف ّ‬
‫يؤســس لعالقــة أفضــل بــن القضــاء واملواطنــن‪ ،‬ومنهــا مــا هــو تح ـ ّرري يع ـ ّزز قــدرات القضــاة عــى‬ ‫ّ‬
‫الدفــاع عــن اســتقالل ّيتهم‪ .‬وتبــدو هــذه التو ّجهــات متناســبة مــع االســتحقاقات الناتجــة عــن تح ـ ّوالت‬
‫‪ 2011‬حيــث وجــد القضــاء نفســه أمــام رضورة تطويــر أدائــه وتحســن صورتــه إىل جانــب انخراطــه يف‬
‫معركــة اســتقالل القضــاء والدفــاع عنــه‪.‬‬
‫يف املقابــل‪ ،‬أبــدى قضــاة الع ّينــة تو ّجس ـاً مــن اســتخدام املد ّونــة أداة للمســاءلة القضائيــة أو الشــعبية‪.‬‬
‫للمؤسســات القضائيــة مبســاءلة القضــاة‬ ‫ّ‬ ‫وهــذا مــا نتبيّنــه مــن قلّــة عــدد القضــاة الذيــن اختــاروا الســاح‬
‫(‪ )5‬أو توعيــة وإطــاع الجمهــور عــى واجبــات القــايض (‪ )11‬خيــارا ً أ ّوالً‪.‬‬

‫ونــة األخالقيّــات القضائيــة؟‬


‫مــن يشــارك يف صياغــة مد ّ‬
‫ت‪َ -‬‬
‫ومتــى؟‬

‫يف هــذا الصــدد‪ ،‬طرحنــا ثالثــة أســئلة تتّصــل يف اآلل ّيــة التــي يُفــرض اعتامدهــا لوضــع مد ّونــة لألخالق ّيــات‬
‫القضائيــة‪ .‬فمــع التســليم بوجــوب ترشيــك القضــاة يف وضــع املد ّونــة‪ ،‬متحــورت األســئلة حــول شــكل هذه‬
‫املشــاركة وتوقيتهــا‪ .‬فهــل تت ـ ّم مــن خــال استشــارات فرديــة آلي ـاً أو مبــارشة‪ ،‬أم مــن خــال جمعيّــات‬
‫أي آل ّيــات أخــرى قــد‬‫كل محكمــة‪ ،‬أو مــن خــال ّ‬ ‫عموميــة أو اجتامعــات لعمــوم القضــاة عــى صعيــد ّ‬
‫أي مرحلــة ينبغــي إرشاك‬ ‫يجدهــا القــايض امل ُشــارك يف مــلء االســتامرة مناســبة؟ ومــن جهــة أخــرى‪ ،‬يف ّ‬
‫القضــاة يف إعــداد مــروع املد ّونــة‪ ،‬وتحديــدا ً يف مــا إذا كان ينبغــي حصــول ذلــك قبــل صياغتهــا أو‬
‫بعدهــا أو يف كال املرحلتــن‪ .‬يف الســياق نفســه‪ ،‬تض ّمنــت االســتامرة أســئلة حــول طريقــة إرشاك منظّــات‬
‫املجتمــع املــدين يف هــذا الجهــد‪.‬‬
‫ّ‬
‫المدونة‬ ‫حماس للمشاركة في صياغة مشر وع‬

‫عنــد النظــر يف إجابــات قضــاة الع ّينــة‪ ،‬يتبـ ّـن أ ّن الغالب ّيــة عـ ّـرت عــن رغبتهــا يف املشــاركة يف استشــارات‬
‫فرديــة وعــدم االكتفــاء باالستشــارات الجامعيــة‪ .‬كــا عـ ّـرت الغالبيّــة الكــرى عــن رغبتهــا يف حصــول‬
‫ـي قبــل الصياغــة األ ّوليــة للمد ّونــة وبعدهــا‪ ،‬مـ ّـا يؤكّــد مـ ّرة جديــدة إرادة القضــاة‬‫املشــاركة يف مرحلتَـ ْ‬
‫يف املشــاركة الف ّعالــة يف إنجازهــا‪ .‬ويف التفاصيــل‪ ،‬تفيدنــا أرقــام العيّنــة بــاآليت‪:‬‬

‫• يف خصــوص كيف ّيــة املشــاركة يف االستشــارة‪ ،‬آثــر ‪ 103‬قضــاة أن تتــ ّم بشــكل فــردي‬
‫ح ـرا ً‪ ،‬وآثــر ‪ 88‬قاضي ـاً أن تت ـ ّم جامعي ـاً ح ـرا ً‪ ،‬فيــا آثــر ‪ 52‬مــن مجمــوع القضــاة أن تت ـ ّم‬
‫االستشــارات فرديـاً وجامعيـاً‪ .‬وعليــه‪ ،‬يكــون ‪ 155‬قاضيـاً (‪ )61%‬قــد عـ ّـروا عــن رغبتهــم بــأن‬
‫تتــ ّم استشــارتهم بصــورة فرديــة‪.‬‬

‫• يف خصــوص املرحلــة التــي يتو ّجــب فيهــا إرشاك القضــاة‪ ،‬آثــر ‪ 156‬قاضيـاً (‪ )61%‬مــن قضــاة‬
‫| ‪19‬‬ ‫قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬

‫الع ّينــة أن تحصــل املشــاركة قبــل صياغــة مــروع املد ّونــة وبعدهــا‪ ،‬وآثــر ‪ 71‬قاضي ـاً (‪)28%‬‬
‫أن تحصــل االستشــارة قبــل وضــع املد ّونــة ح ـرا ً‪ ،‬فيــا آثــر قاضيــان (‪ )1%‬فقــط أن تحصــل‬
‫االستشــارة بعــد وضــع املد ّونــة ح ـرا ً‪ .‬وعليــه‪ ،‬يظهــر أ ّن ‪ 89%‬مــن القضــاة أعلنــوا رغبتهــم‬
‫باملشــاركة قبــل صياغــة مــروع املد ّونــة ح ـرا ً أو قبــل وبعــد هــذه الصياغــة‪.‬‬

‫وعىل ضوء هذه اإلجابات‪ ،‬ميكننا استخالص ما ييل‪:‬‬


‫• مثّــة نيّــة واضحــة لــدى القضــاة باملشــاركة فرديـاً وجامعيـاً‪ ،‬بصــورة قَبْليــة وبَ ْعديــة يف وضــع‬
‫مد ّونــة األخالق ّيــات القضائيــة‪ .‬وتتأكّــد رغبــة القضــاة مبشــاركة ناشــطة وف ّعالــة عــر إرصار‬
‫غالب ّيتهــم عــى أن تتـ ّم استشــارتهم فرديـاً وعــدم االكتفــاء باستشــارة ممثّلــن عنهــم‪ ،‬مــا يعكــس‬
‫رغبــة يف مزيــد مــن الدميقراطيــة املبــارشة داخــل القضــاء يف هــذا الخصــوص‪ .‬وتتع ـ ّزز األدلّــة‬
‫عــى هــذه الرغبــة مــن خــال إرصار غالب ّيــة كــرى عــى املشــاركة ال َق ْبليــة (‪ ،)89%‬مــا يعـ ّـر‬
‫عــن شــعور القضــاة بــأ ّن االستشــارة البَ ْعديــة غالب ـاً مــا تأخــذ طابع ـاً شــكلياً أو تكــون قدرتهــا‬
‫عــى التغيــر محــدودة‪ .‬ونجــد هــذه الن ّيــة يف املشــاركة الفعليــة أيضــاً يف إجابــات القضــاة‬
‫عــن الســؤال رقــم ‪ 26‬مــن االســتامرة الــذي يتنــاول كيف ّيــة تطويــر القــايض ملعارفــه ومواكبتــه‬
‫املســتجدّات القضائيــة والقانونيــة‪ ،‬حيــث عـ ّـر العــدد األكــر نســبياً مــن القضــاة عــى أه ّميّــة‬
‫املبــادرة الفرديــة يف اكتســاب املعــارف‪ ،‬ســواء مــن خــال املطالعــة (كتــب حقوقيــة‪ ،‬أوضــاع‬
‫املؤسســات التعليميــة بنــاء عــى‬ ‫محيطــه االجتامعــي) أو عــر البحــث العلمــي أو مــن خــال ّ‬
‫مبــادرة شــخصية» (‪ 116‬قاضي ـاً؛ ‪.)46%‬‬
‫تــدل بالــرورة عــى تو ّجــس إزاء‬ ‫ِ‬
‫املبــاشة ال ّ‬ ‫• الرغبــة بالتمتّــع بأشــكال مــن الدميقراطيــة‬
‫واملؤسســات التــي قــد تفرزهــا (مجالــس قضائيــة ُمنتخَبــة أو جمعيّــات‬ ‫ّ‬ ‫الدميقراطيــة التمثيليــة‬
‫قضائيــة)‪ .‬والدليــل عــى ذلــك هــو أ ّن نســبة القضــاة الذيــن آثــروا أن تت ـ ّم املشــاركة جامعي ـاً‬
‫كانــت بدورهــا مرتفعــة نســبياً‪.‬‬
‫ّ‬
‫المتخصصة‬ ‫َميل إلى إشراك الجهات‬

‫وجــاء الســؤال الثالــث عــى النحــو التــايل‪ « :‬ضامنـاً إلرشاك املجتمــع املــدين يف إعــداد مد ّونــة األخالق ّيــات‬
‫القضائيــة‪ ،‬بأيّــة طريقــة ينبغــي تنظيــم ذلــك؟» وقــد فُتــح املجــال أمــام القضــاة الختيــار أكــر مــن إجابــة‪.‬‬
‫املتخصصــة باملشــاركة‬‫ّ‬ ‫وإذ اختــار العــدد األكــر منهــم «الســاح لألشــخاص واملنظّــات غــر الحكوميــة‬
‫يف العمل ّيــة املنظِّمــة إلعــداد املد ّونــة» (‪ ،)53%‬تــ ّم تغليــب هــذا الخيــار عــى خيــارات أخــرى مــن‬
‫قبيــل «تشــجيع وســائل اإلعــام عــى متابعــة مســار إعــداد املد ّونــة لغايــة جعلهــا شــأناً عا ّمـاً» (‪،)30%‬‬
‫كل شــخص االطّــاع عــى مــروع املد ّونــة وإبــداء الــرأي»‬ ‫و»اســتطالع الــرأي العــا ّم» (‪ ،)23%‬و»متكــن ّ‬
‫(‪ .)20%‬وعليــه‪ ،‬يــرز «اختصــاص» أشــخاص املجتمــع املــدين رشط ـاً إلرشاكهــم يف إعــداد املد ّونــة‪.‬‬
‫يتوافــق هــذا املوقــف مــع إجابــات قضــاة الع ّينــة عــن أســئلة أخــرى مــن االســتامرة ت ُظهــر رغبتَهــم‬
‫يف املزيــد مــن الدقّــة‪ ،‬مث ـاً يف درجــة التفصيــل الواجــب اعتامدهــا عنــد صياغــة مد ّونــة األخالق ّيــات‬
‫| قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬ ‫‪20‬‬

‫(الســؤال ‪.)8‬‬
‫وعــى عكــس ذلــك‪ ،‬ت ُظهــر النســبة الضئيلــة للراغبــن بــإرشاك الــرأي العــا ّم يف مناقشــة املد ّونــة عــن‬
‫تو ّجــس القضــاة حيالــه‪ .‬ورمبــا يجــد هــذا التو ّجــس مــا يــرره يف فــرة ال ي ـزال فيهــا القضــاء التونــي‬
‫بخاصــة بعــد تغـ ّـرات ‪ .2011‬وهــذا‬ ‫يعمــل الســتعادة ثقــة املتقاضــن بــه وتحســن صورتــه أمامهــم‪ّ ،‬‬
‫مــا عـ ّـرت عنــه الغالبيّــة النســبية مــن إجابــات قضــاة العيّنــة والتــي اعتــرت «تأمــن ثقــة الجمهــور‬
‫بالقضــاء» هدفــاً أ ّوالً لهــا (‪.)73‬‬
‫| ‪21‬‬ ‫قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬

‫الفصل الثاين‪:‬‬
‫مزايا القضاة ُ‬
‫الم َ‬
‫فترضة والواقعية‬
‫م األخالق ّيــات القضائيــة؟ ومــا هــي األخالق ّيــات التــي‬
‫مــا هــي أهـ ّ‬
‫تواجــه تحدّيــات أكــر؟‬

‫يف هــذا الصــدد‪ ،‬طرحنــا ســؤالني عــى قضــاة الع ّينــة‪ .‬تنــاول األ ّول ماه ّيــة القواعــد األخالقيــة‬
‫التــي يجــب عــى القــايض التمتّــع بهــا للقيــام مبها ّمــه وفــق أه ّميّتهــا‪ .‬وتنــاول الثــاين القواعــد التــي‬
‫ينبغــي إيالؤهــا عنايــة أكــر لتجــاوز العوائــق التــي تحــول دون االلت ـزام بهــا‪ .‬وقــد عرضنــا عليهــم يف‬
‫الســؤالني القامئــة نفســها املك َّونــة مــن ‪ 20‬مزيّــة قضائيــة مفرتَضــة‪ ،‬طالبــن منهــم ترتيبهــا وفــق أولويّتهــا‬
‫بالنســبة إليهــم‪ .‬ومــر ّد اختيــار القامئــة نفســها هــو مقارنــة اإلجابــات عــن هذيــن الســؤالني‪ .‬وقــد أملْنــا‬
‫مــن ذلــك الحصــول ليــس فقــط عــى آراء القضــاة حــول أه ّم ّيــة هــذه املزايــا املفرتَضــة‪ ،‬بــل أيضـاً عــى‬
‫(وربــا تقييمهــم الــذايت) حــول مــدى توفّــر هــذه املزايــا فعليـاً والتحدّيــات التــي تحيــط بهــا‪.‬‬ ‫شــهادتهم ّ‬
‫ونكتشــف عنــد االطّــاع عــى إجابــات هذيــن الســؤالني أنّهــا جــاءت متقاربــة‪ ،‬حيــث بــدا واضحـاً تأكيــد‬
‫قضــاة العيّنــة أ ّن املزايــا األساســية التــي يجــب عــى القــايض التمتّــع بهــا‪ ،‬مــن وجهــة نظرهــم‪ ،‬تُعــاين‬
‫بالدرجــة نفســها مــن خلــلٍ يف مــدى توفُّرهــا أو االلتـزام بهــا‪ .‬وهــذا األمــر إنّ ــا يـ ّ‬
‫ـؤش إىل أ ّن قضــاة الع ّينــة‬
‫مييلــون إىل الســلب ّية يف تقييمهــم ملــدى الت ـزام الجســم القضــايئ مبــا يرونــه أكــر األخالق ّيــات أو املزايــا‬
‫القضائيــة أه ّميّــة‪.‬‬
‫كل مــن الســؤالني ‪ 6‬و‪:7‬‬ ‫ـص املزايــا الحاصلــة عــى أعــى ترتيــب يف ّ‬ ‫ويتأكّــد ذلــك عــى األقـ ّـل يف مــا يخـ ّ‬
‫وهــي تباعـاً «التجـ ّرد والحيــاد ومعاملــة املتقاضــن بشــكل متســاوٍ» و»الصــدق والنزاهــة» و»االســتقالليّة‬
‫وأي تد ّخــل خارجــي يف وظيفتــه القضائيــة»‪ ،‬حســبام يظهــر يف‬ ‫أي تد ّخــل مــن الســلطات العا ّمــة ّ‬ ‫إزاء ّ‬
‫الجدول أدناه‪ .‬‬
‫| قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬ ‫‪22‬‬

‫املزايا التي ُيفرتض بذل عناية‬


‫املزايا الواجب التم ّتع بها‬
‫أكرب ضامناً لاللتزام بها‬
‫عدد اإلجابات‬ ‫عدد اإلجابات‬ ‫عدد اإلجابات‬ ‫عدد اإلجابات‬ ‫املز ّية‬
‫التي أوردت‬ ‫التي أوردت‬ ‫التي أوردت‬ ‫التي أوردت‬
‫املزيّة خيارا ً أ ّوالً‬ ‫املزيّة خيارا ً‬ ‫املزيّة خيارا ً أ ّوالً‬ ‫املزيّة خيارا ً‬

‫‪83‬‬ ‫‪161‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪195‬‬ ‫التج ّرد والحياد ومعاملة املتقاضني بشكل متسا ٍو‬

‫‪41‬‬ ‫‪159‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪195‬‬ ‫الصدق والنزاهة‬


‫وأي‬
‫أي تد ّخــل مــن الســلطات العا ّمــة ّ‬ ‫االســتقالليّة إزاء ّ‬
‫‪21‬‬ ‫‪157‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪191‬‬ ‫تد ّخــل خارجــي يف وظيفتــه القضائيــة‬
‫املؤسســات‬
‫أي تد ّخــل مــن ّ‬ ‫االســتقالل ّية الداخليــة إزاء ّ‬
‫‪2‬‬ ‫‪155‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪186‬‬ ‫القضائيــة أو املســؤولني القضائيــن أو مــن ســائر الزمــاء‬
‫‪6‬‬ ‫‪153‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪189‬‬ ‫الجدارة‬

‫‪8‬‬ ‫‪157‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪191‬‬ ‫احرتام القانون‬

‫‪3‬‬ ‫‪153‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪185‬‬ ‫االلتزام بحامية الحقوق والح ّريّات‬

‫‪0‬‬ ‫‪152‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪189‬‬ ‫القدرة عىل ات ّخاذ القرارات‬

‫‪2‬‬ ‫‪152‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪181‬‬ ‫القدرة عىل تجاوز األحكام املسبقة‬

‫‪1‬‬ ‫‪155‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪193‬‬ ‫احرتام املتقاضني‬

‫‪0‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪187‬‬ ‫القدرة عىل االستامع‬

‫‪0‬‬ ‫‪149‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪188‬‬ ‫القدرة عىل التواصل واالنفتاح‬

‫‪0‬‬ ‫‪152‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪182‬‬ ‫اإلملام بظروف املجتمع وحاجاته‬

‫‪0‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪183‬‬ ‫القدرة عىل القيام باملها ّم املوكلة إليه‬

‫‪0‬‬ ‫‪149‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪186‬‬ ‫احرتام العاملني اآلخرين يف مجال القانون‬

‫‪0‬‬ ‫‪157‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪191‬‬ ‫رس املهني‬


‫احرتام ال ّ‬

‫‪0‬‬ ‫‪151‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪183‬‬ ‫الرغبة بالتأهيل الذايت أو تطوير معلوماته‬


‫اح ـرام اللياقــات الرضوريــة ملامرســة مها ّمــه يف حياتــه‬
‫‪0‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪183‬‬ ‫املهنيــة‬
‫اح ـرام اللياقــات الرضوريــة ملامرســة مها ّمــه يف حياتــه‬
‫‪0‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪183‬‬ ‫الشــخصية‬
‫‪0‬‬ ‫‪156‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪188‬‬ ‫االلتزام بالدفاع عن استقالل ّية القضاء‬
‫| ‪23‬‬ ‫قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬

‫وميكن استخالص ما ييل خالل التدقيق أكرث يف اإلجابات‪:‬‬

‫• فيــا بلــغ مجمــوع قضــاة الع ّينــة الذيــن حـدّدوا خيارهــم األ ّول يف جوابهــم عــن الســؤال‬
‫الســادس ‪ ،199‬فــإ ّن ‪ 146‬منهــم (أي مــا نســبته ‪ )% 73‬كان خيارهــم األ ّول متتّــع القــايض‬
‫بإحــدى املزايــا الذاتيــة‪ ،‬وهــي تحديــدا ً االلت ـزام بـ»التج ـ ّرد والحيــاد ومعاملــة املتقاضــن‬
‫بشــكل متســاوٍ» (‪ )86‬و»الصــدق والنزاهــة» (‪ .)60‬وذهبــت غالبيّــة الذيــن حـدّدوا الخيــار‬
‫األ ّول يف إجاباتهــم عــن الســؤال الســابع (‪ 124‬مــن أصــل ‪167‬؛ ‪ )% 74‬يف االتّجــاه نفســه‬
‫حيــث رأوا أ ّن هــذه املزايــا الذاتيــة امله ّمــة هــي التــي تســتوجب بــذل عنايــة أكــر لضــان‬
‫االلتـزام بهــا‪.‬‬
‫ويُســتد َّل مــن ذلــك عــى أ ّن عوامــل الخلــل الرئيســية عــى صعيــد األخالق ّيــات القضائيــة‬
‫تنبــع‪ ،‬مــن منظــور قضــاة العيّنــة‪ ،‬مــن أشــخاصهم‪ .‬ويفــرض التعبــر عــن هــذه القناعــة‬
‫تضمــن املد ّونــة عــددا ً كبـرا ً مــن القواعــد األخالقيــة التفصيليــة ســعياً إىل تعزيــز التجـ ّرد‬
‫والحيــاد والنزاهــة لــدى القضــاة‪ .‬وترتبــط قيــم الصــدق والنزاهــة والتجــ ّرد والحيــاد‬
‫مبســألة االســتقالليّة الذاتيــة للقــايض التــي منحهــا قضــاة العيّنــة املقــام األ ّول بالنســبة إىل‬
‫االســتقاللية الخارجيــة أو الداخليــة‪.‬‬

‫أي تد ّخــل مــن الســلطات‬ ‫• واحتلّــت اعتبــارات االســتقالل ّية الخارجيــة (االســتقالل ّية إزاء ّ‬
‫وأي تدخّــل خارجــي يف الوظيفــة القضائيــة) املرتبــة الثانيــة‪ .‬فقــد حدّدهــا ‪25‬‬ ‫العا ّمــة ّ‬
‫قاضيـاً (‪ % 13‬مــن قضــاة العيّنــة الذيــن حـدّدوا خيــارا ً أ ّوالً) خيــارا ً أ ّوالً لهــم يف إجاباتهــم‬
‫عــن الســؤال الســادس حــول املزايــا التــي يُفــرض توفّرهــا لــدى القــايض‪ ،‬وحدّدهــا ‪21‬‬
‫منهــم خيــارا ً أ ّوالً يف شــأن املزايــا التــي يُفــرض إيالؤهــا عنايــة أكــر لضــان االلت ـزام بهــا‬
‫تــؤش هــذه األرقــام إىل إبــداء قضــاة الع ّينــة اهتاممــاً بإشــكاالت‬ ‫(‪ % 13‬مــن هــؤالء)‪ّ .‬‬
‫االســتقالل ّية الذاتيــة أكــر مــن اهتاممهــم بإشــكاالت االســتقالل ّية الخارجيــة‪ ،‬مــن دون‬
‫أن يعنــي ذلــك بالــرورة اقتناعهــم بتوفّــر مزيّــة االســتقالليّة الخارجيــة لــدى القضــاء‬
‫التونــي حالي ـاً‪.‬‬
‫باإلضافــة إىل ذلــك‪ ،‬يُظهــر التدقيــق يف اإلجابــات اهتاممـاً باالســتقالليّة الخارجيــة أكــر مــن‬
‫املؤسســات‬
‫أي تد ّخــل مــن ّ‬ ‫اهتاممهــم باالســتقالل ّية الداخليــة (االســتقالل ّية الداخليــة إزاء ّ‬
‫القضائيــة أو املســؤولني القضائيــن أو مــن ســائر الزمــاء)‪ .‬فقــد اختــار عــدد قليــل مــن‬
‫القضــاة توفّــر هــذه االســتقالليّة ضمــن أهـ ّم مزايــا القــايض (‪4‬؛ ‪ )% 2‬أو ضمــن املزايــا التــي‬
‫ـؤش هــذه األرقــام إىل‬‫تتطلّــب بــذل العنايــة لضــان تحقيقهــا (‪2‬؛ ‪ % 1‬تقريبـاً)‪ .‬وفيــا تـ ّ‬
‫ـؤش يف اآلن نفســه إىل ارتيــاح نســبي –‬ ‫اســتمرار القلــق إزاء التد ّخــات الخارجيــة فإنّهــا تـ ّ‬
‫أو عــى األقـ ّـل – إىل تراجــع القلــق إزاء تد ّخــات الهرم ّيــة القضائيــة‪ .‬ومــن املمكــن أن نقــرأ‬
‫وبخاصــة لجهــة متكــن القضــاة مــن‬ ‫ّ‬ ‫ـؤش عــى ضــوء اإلصالحــات القضائيــة األخــرة‪،‬‬ ‫هــذا املـ ّ‬
‫| قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬ ‫‪24‬‬

‫انتخــاب ممثّليهــم يف املجلــس األعــى للقضــاء‪.‬‬

‫• يف املرتبــة الثالثــة‪ ،‬بــرزت إشــكال ّية الجــدارة‪ .‬فقــد اعتربهــا عــدد مــن قضــاة الع ّينــة املزيّة‬
‫األه ـ ّم الواجــب توفّرهــا لــدى القــايض (‪11‬؛ ‪ ،)% 6‬بينــا اعتربهــا عــدد متقــارب املزيّــة‬
‫التــي تســتدعي بــذل أكــر قــدر مــن العنايــة لتحقيقهــا (‪6‬؛ ‪ .)% 4‬وتعكــس هــذه األرقــام‬
‫رغبــة قضائيــة يف تعزيــز املكاســب العلميــة واملعرفيــة للقضــاة‪ ،‬عــى نحــو يجعلهــم أكــر‬
‫قــدرة عــى أداء وظيفتهــم‪ .‬وهــذا مــا تؤكّــده اإلجابــات عــن الســؤال ‪ 26‬الــذي نســهب يف‬
‫التعليــق عليــه أدنــاه‪.‬‬

‫• يف املرتبــة الرابعــة‪ ،‬بــرزت االعتبــارات املتّصلــة بالوظيفــة القضائيــة فاعتــرت مجموعــة‬


‫مــن القضــاة أ ّن «احـرام القانــون» هــو املزيّــة األهـ ّم (وقــد بلــغ عددهــم ‪ ،7‬أي مــا نســبته‬
‫‪ ،)% 4‬وأ ّن هــذه املزيّــة تســتوجب بــذل العنايــة األكــر لتحقيقهــا (وقــد بلــغ عددهــم‬
‫‪ ،8‬أي مــا نســبته ‪ .)% 5‬ووضــع قاضيــان فقــط «االلت ـزام بحاميــة الحقــوق والح ّريّــات»‬
‫يف رأس قامئــة املزايــا القضائيــة‪ ،‬وقــد اعتــر ‪ 3‬قضــاة (‪ )% 2‬أ ّن هــذه املزيّــة تســتوجب‬
‫بــذل العنايــة األكــر لتحقيقهــا‪ .‬وعليــه‪ ،‬وفيــا بقــي تص ـ ّور الدســتور للوظيفــة القضائيــة‬
‫الجديــدة (وهــي حاميــة الحقــوق والح ّريّــات) مرتاجع ـاً لــدى قضــاة الع ّينــة‪ ،‬يُس ـ َّجل يف‬
‫متســك فئــة قليلــة منهــم بأولويّــة الوظيفــة القضائيــة التقليديــة‪ ،‬التــي تحبــس‬ ‫املقابــل ُّ‬
‫القــايض يف وظيفــة خــادم القانــون أو فمــه‪ .‬ويطــرح هــذان التو ّجهــان فرض ّيــة عــدم تحـ ّول‬
‫إشــكال ّية الوظيفــة القضائيــة إىل إشــكال ّية عا ّمــة لــدى القضــاة‪ .‬وهــذا مــا ســنعود إليــه يف‬
‫الفصــل الســادس أدنــاه‪.‬‬
‫| ‪25‬‬ ‫قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬

‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫ُ‬
‫حين تقاس فضائل القاضي بمعا�يير واقعية‬
‫هنــا‪ ،‬طرحنــا عــددا ً مــن األســئلة حــول تصـ ّورات قضــاة الع ّينــة عــن أخالق ّياتهــم املهنيــة‪ .‬وقــد‬
‫عـ ّـرت إجاباتهــم إىل ح ـ ّد كبــر عــن تص ـ ّورات تنســجم‪ ،‬مــن وجهــة نظرهــم (أو نظــر غالبيّتهــم)‪ ،‬مــع‬
‫مــا تفرتضــه الوظيفــة القضائيــة مــن ســلوك ّيات‪ ،‬عل ـاً أ ّن بعــض هــذه التص ـ ّورات مل تح ـ َظ بإجامعهــم‬
‫بــل شــهدَتْ انْقســاماً واضحـاً يف مــا بينهــم‪ .‬وفيــا أمكــن التســاؤل والجــدل حــول مــدى انســجام بعــض‬
‫التصـ ّورات التــي عـ ّـروا عنهــا مــع نبالــة الوظيفــة القضائيــة‪ ،‬يبقــى أنّهــا تتم ّيــز بواقع ّيتهــا وربطهــا مبــا هــو‬
‫أي مبالغــة أو إرساف يف ادّعــاء البطولــة أو القداســة أو التج ـ ّرد التــا ّم‪ .‬وهــي‬ ‫معقــول‪ ،‬مــع خل ّوهــا مــن ّ‬
‫تقطــع مــن هــذه الزاويــة مــع التص ـ ّور املتخيَّــل للقــايض املثــايل الــذي غالب ـاً مــا يكــون بفعــل مثاليّتــه‬
‫أي قــدرة عــى التأثــر عــى واقــع العمــل القضــايئ املحفــوف بالصعوبــات والتحدّيــات‪ .‬وهــذا‬ ‫ُمجـ ّردا ً مــن ّ‬
‫مــا نتبيّنــه مــن مجموعــة إجابــات ات ّصلــت مبــدى التـزام القــايض بعملــه أو تجـ ّرده أو متطلّباتــه املاليــة‬
‫أو قدرتــه عــى التص ـدّي للتد ّخــات أو‪ ،‬أيض ـاً‪ ،‬املســافة التــي يتعـ ّـن عليــه املحافظــة عليهــا يف عالقتــه‬
‫مــع اآلخريــن‪.‬‬

‫أ‪ -‬بــذل الجهــد بصــورة معقولــة بعيــدا ً عــن ادّعــاءات التفــاين‬


‫ونكــران الــذات‬

‫وردتْ أســئلة عـدّة يف االســتامرة مــن شــأن إجاباتهــا أن متنحنــا إضــاءات حــول تصـ ّورات القضــاة للجهــد‬
‫الــذي يتعـ ّـن عليهــم بذلــه يف إطــار عملهــم القضــايئ‪ .‬وقــد بيّنــت هــذه اإلجابــات مــا ات ّفقــوا أو اختلفــوا‬
‫عليــه‪ ،‬فضـاً عــن نســبة ات ّفاقهــم أو اختالفهــم يف شــأنه‪.‬‬

‫إصدار األحكام في تواريخها‬

‫متحــور الســؤال األ ّول يف هــذا املجــال حــول مــدى وجــوب احــرام القــايض تواريــخ إصــدار األحــكام‬
‫املق ـ َّررة منهــم أو يف القانــون‪ .‬وهنــا طرحنــا عــددا ً مــن الفرض ّيــات طالبــن مــن القضــاة تحديــد مــا إذا‬
‫كانــوا موافقــن متامـاً أو إىل حـ ّد مــا أو غــر موافقــن متامـاً أو إىل حـ ّد مــا‪ .‬وقــد وافــق ‪ % 76‬مــن قضــاة‬
‫الع ّينــة متام ـاً أو إىل ح ـ ّد مــا عــى الطــرح القائــل بــأ ّن هــذا الواجــب غــر مطلَــق إنّ ــا يُلتَـ َزم بــه «قــدر‬
‫اإلمــكان»‪ .‬وفيــا قطــع القضــاة بذلــك مــع منطــق التفــاين يف العمــل مبــا يتع ـدّى إمكانــات اإلنســان‬
‫العــادي‪ ،‬فإنّهــم يف املقابــل وافقــوا عــى إحاطــة عــدم االســتجابة لهــذا املوجــب مبجموعــة مــن الضوابــط‬
‫أي تأجيــل‬‫الســلوكية‪ :‬فقــد وافــق ‪ % 66‬مــن قضــاة الع ّينــة متامـاً أو إىل حـ ّد مــا عــى وجــوب أن يكــون ّ‬
‫يف إصــدار األحــكام معلَّـاً ومعلَنـاً وأن يراعــي مبــدأ إصدارهــا ضمــن آجــال معقولــة‪ .‬كــا وافــق ‪% 90‬‬
‫| قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬ ‫‪26‬‬

‫منهــم متام ـاً أو إىل ح ـ ّد مــا عــى أ ّن «واجــب االجتهــاد والحيــاد الظاهــري (يتطلّــب) مــن القــايض أن‬
‫أي‬
‫يصــدر أحكامــه يف آجــال معقولــة ومــع احـرام التسلســل الزمنــي املقـ َّرر الــذي يقطــع الطريــق أمــام ّ‬
‫شـ ّـك بأيّــة محســوب ّية يف إنجــاز املل ّفــات» ومل يعــارض ذلــك ّإل ‪.% 6‬‬
‫ّ‬
‫التام للنشاطات القضائية؟‬ ‫ّ‬
‫التفرغ‬

‫مــن األســئلة امله ّمــة يف هــذا اإلطــار أيضـاً‪ ،‬ســؤالنا عــن مــدى تفـ ّرغ القضــاة لوظائفهــم القضائيــة وجــواز‬
‫بــأي نشــاط آخــر (غــر قضــايئ) قــد يشــغلهم عنهــا أو يؤث ّــر عــى إنتاج ّيتهــم يف أدائهــا أو‬ ‫قيامهــم ّ‬
‫يجعلهــم أكــر اعتــادا ً عــى هــذا النشــاط لكســب العيــش مــن اعتامدهــم عليهــا‪ .‬ومــن ّ‬
‫البــن أ ّن‬
‫اإلجابــات قطعــت هنــا أيضـاً مــع منطــق التفــاين والتفـ ّرغ التــا ّم للنشــاطات القضائيــة يف اتّجــاه االعـراف‬
‫أي اهتاممــات مرشوعــة أخــرى تخ ّولــه‬ ‫مبــا قــد يكــون للقــايض مــن اهتاممــات ف ّنيــة أو علميــة مع ّينــة أو ّ‬
‫القيــام بنشــاطات غــر قضائيــة وتحصيــل مداخيــل إضافيــة‪ ،‬إنّ ــا ضمــن ضوابــط تفرضهــا أولويّــة وظيفتــه‬
‫القضائيــة ومقتضياتهــا‪.‬‬
‫وعليــه‪ ،‬وافقــت غالب ّيــة الع ّينــة عــى طروحــات عـدّة بشــأن ماه ّيــة األعــال غــر القضائيــة الجائــز القيــام‬
‫بهــا وردت يف االســتامرة‪:‬‬
‫الطــرح األ ّول الــذي وافقــت عليــه غالب ّيــة ملموســة مــن القضــاة يعتــر أ ّن عــى القــايض أن يحــر‬
‫التزاماتــه املهنيــة غــر القضائيــة بنشــاطات مــن شــأنها توســيع آفاقــه والســاح لــه باالطّــاع عــى‬
‫مشــاكل املجتمــع بشــكل مك ِّمــل للمعــارف التــي يســتمدّها مــن مامرســة مها ّمــه القضائيــة (وقــد وافــق‬
‫عــى ذلــك ‪ % 35‬متامـاً و‪ % 10‬إىل حـ ّد مــا فيــا مل يوافــق عــى ذلــك متامـاً أو إىل حـ ّد مــا ‪ % 12‬وبلغــت‬
‫ـؤش هــذا الطــرح إىل ربــط مرشوعيّــة النشــاط غــر القضــايئ مبــا قــد‬ ‫نســبة عــدم اإلجابــة ‪ .)% 43‬ويـ ّ‬
‫يرت ّبــه مــن آثــار إيجابيــة عــى العمــل القضــايئ نفســه‪.‬‬
‫ـص عــى «أنّــه عــى القــايض أن‬ ‫إىل ذلــك‪ ،‬وافقــت غالبيّــة معتـ َـرة مــن قضــاة العيّنــة عــى طــرح ثــانٍ نـ ّ‬
‫ـس واجــب الحــرص عــى مامرســة مها ّمــه‬ ‫يحــر الوقــت املكـ َّرس اللتزاماتــه غــر القضائيــة بشــكل ال ميـ ّ‬
‫خصوص ـاً لجهــة اح ـرام اآلجــال إلصــدار األحــكام» (وقــد وافــق عــى ذلــك متام ـاً أو إىل ح ـ ّد مــا ‪% 48‬‬
‫فيــا مل يوافــق عــى ذلــك متامـاً أو إىل حـ ّد مــا ‪ % 9‬وبلغــت نســبة عــدم اإلجابــة ‪.)% 43‬‬
‫ـأي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـام‬
‫ـ‬ ‫القي‬ ‫ـن‬‫ـص عــى أنّــه «عــى القــايض االمتنــاع عـ‬ ‫كــا نجــد موافقــة واضحــة عــى طــرح ثالــث نـ ّ‬
‫ـس باســتقالليّته وحياديّتــه ومببــدأ املســاواة مــع زمالئــه اآلخريــن» (وقــد وافــق عــى ذلــك‬ ‫نشــاط ميـ ّ‬
‫متام ـاً أو إىل ح ـ ّد مــا ‪ % 48‬فيــا مل يوافــق عــى ذلــك متام ـاً أو إىل ح ـ ّد مــا ‪ % 8‬وبلغــت نســبة عــدم‬
‫اإلجابــة ‪.)% 44‬‬

‫ـؤش نســب املوافقــة وعــدم املوافقــة عــى تو ّجــس أقلّ ّيــة ُمعتـ َـرة مــن القضــاة إزاء القيــود التــي قــد‬
‫وتـ ّ‬
‫ـؤشا ً واضح ـاً عــى أســباب‬‫تفرضهــا القواعــد األخالقيــة عــى القيــام بنشــاطات غــر قضائيــة‪ .‬ونجــد مـ ّ‬
‫هــذا التو ّجــس يف إجابــات القضــاة عــى مــدى موافقتهــم عــى «أنّــه ال يجــب أن تتخطّــى العائــدات‬
‫يحصلــه القــايض مــن وظيفتــه القضائيــة»‪.‬‬ ‫الناتجــة عــن هــذه النشــاطات غــر القضائيــة مجمــوع مــا ّ‬
‫| ‪27‬‬ ‫قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬

‫توســع لتصبــح عــدم املوافقــة عــى الطــرح غالبــة بنســبة‬‫فهنــا‪ ،‬مل ينحــر التو ّجــس يف أقلّ ّيــة بــل ّ‬
‫‪ % 30‬مقابــل املوافقــة عليــه بنســبة ‪ ،% 21‬علــاً أ ّن عــدم اإلجابــة ارتفعــت هنــا لتصــل إىل ‪.% 49‬‬
‫ويع ـ ّزز اع ـراض القضــاة الكثيــف عــى هــذا الطــرح بالــذات فرض ّيــة أن يكــون تو ّجســهم ناج ـاً ليــس‬
‫عــن توقهــم إىل القيــام بنشــاطات أخــرى بــل بالدرجــة األوىل عــن عــدم رضاهــم مبســتوى رواتبهــم‬
‫الحاليــة وحاجتهــم ورغبتهــم يف زيــادة مدخولهــم مــن خــال القيــام بنشــاطات أخــرى مرشوعــة‪ .‬وهــو‬
‫تو ّجــس قــد يقــوى أو يضعــف عــى ضــوء تط ـ ّور هــذه الرواتــب وقيمتهــا الرشائيــة‪ .‬ويُلحــظ أ ّن هــذه‬
‫أي خدمــات مجانيــة أو‬ ‫الحاجــة مل ت ُحـ ْـل دون موافقــة غالبيّــة كبــرة مــن القضــاة عــى وجــوب رفــض ّ‬
‫هدايــا‪ ،‬ســواء ارتبطــت مبها ّمهــم القضائيــة أو كان مــن شــأنها التأثــر عــى حيادهــم واســتقالل ّيتهم يف‬
‫متســكهم باالســتقالل ّية‬ ‫نظــر مرا ِقــب متّــزن‪ .‬ويـ ّ‬
‫ـؤش هــذا األمــر إىل أ ّن تصـ ّور القضــاة ألنفســهم ينـ ّم عــن ّ‬
‫املاليــة‪ ،‬وأنّهــم يقاربــون حفــظ حقّهــم بتحصيــل مداخيــل إضافيــة مــن نشــاطات غــر قضائيــة عــى أنّــه‬
‫ـدن الرواتــب الحاليــة‪ ،‬أكــر مـ ّـا هــو عامــل يهـدّد بإضعافهــا‪.‬‬
‫رضورة لتعزيــز هــذه االســتقالل ّية يف ظـ ّـل تـ ّ‬

‫ب‪ -‬البطولة والشجاعة‬

‫هنــا أيض ـاً ت ُظهــر إجابــات القضــاة عــن األســئلة املطروحــة نزعــة ملقاربــة أخالقيّاتهــم بصــورة واقعيــة‬
‫خاليــة مــن املبالغــة واإلرساف يف ادّعــاء البطولــة‪.‬‬
‫رف املناســب للقــايض‬ ‫ولعـ ّـل اإلجابــات األكــر داللــة يف هــذا الخصــوص هــي إجابــات القضــاة بشــأن التـ ّ‬
‫ر ّدا ً عــى التد ّخــل يف عملــه‪ ،‬ســواء حصــل هــذا التد ّخــل مــن خــارج القضــاء أو مــن داخلــه‪ .‬وقــد طر ْحنــا‬
‫هنــا عــى القضــاة فرض ّيــات ع ـدّة منهــا أن يعـ ّـر القــايض «عــن اســتيائه مــن هــذا التد ّخــل مــع ص ـ ّد‬
‫الشــخص املتد ِّخــل» أو أن يعـ ّـر «عــن اســتيائه مــن هــذا التد ّخــل مــع تبيــان أســباب اعتبــار التد ّخــل‬
‫ـأي أمــر» أو أن «يتن ّحــى إذا بــدا لــه بشــكل‬ ‫غــر مقبــول» أو أن يســتمع «بتهذيــب مــن دون االلتـزام بـ ّ‬
‫معقــول أنّــه لــن يســتطيع درء التد ّخــل دون تعريــض نفســه أو الغــر إىل خطــر شــديد ج ـ ّدا ً» أو أن‬
‫«يعمــد إىل كشــف التد ّخــل بطريقــة أو بأخــرى» أو أن «يطلــب حضــور األطـراف وإطْالعهــم أنّــه مل ي ُعـ ْد‬
‫يتمتّــع بالصفــاء الــازم ملتابعــة القض ّيــة»‪.‬‬

‫وتتم ّيــز هــذه الطروحــات مــن زوايــا عـدّة أبرزهــا درجــة املواجهــة التــي تفرتضها‪ .‬فـــ «االســتامع بتهذيب‬
‫ـأي أمــر» يشـكّل خيــارا ً ديبلوماســياً يأمــل منــه القــايض عمومـاً اتّقــاء املواجهــة‪ .‬يف‬‫مــن دون االلتـزام بـ ّ‬
‫املقابــل‪ ،‬يش ـكّل التعبــر عــن االســتياء مــع رشح أســبابه أو مــع ص ـ ّد الشــخص املذكــور أشــكاالً مــن‬
‫املواجهــة الفوريــة بدرجــات مختلفــة‪ ،‬حيــث أ ّن األ ّول يأخــذ طابعـاً توجيهيـاً وإن كان حازمـاً‪ ،‬فيــا يأخــذ‬
‫الثــاين طابعـاً تصادميـاً‪ .‬وتــزداد حـدّة املواجهــة مــع اتّخــاذ مواقــف الحقــة لفعــل التد ّخــل (كشــف عــن‬
‫التد ّخــل أو اســتدعاء الفرقــاء إلعالمهــم بحصولــه)‪ ،‬مبــا يعكــس ن ّيــة القــايض ترتيــب نتائــج قانونيــة لهــذا‬
‫التد ّخــل وتحويلــه إىل قضيّــة‪ ،‬وهــو فعــل غالب ـاً مــا يــأيت تبع ـاً لتخطيــط وتصميــم مســبق َْي وتهيّــؤ ملــا‬
‫يتطلّبــه مــن تصـ ٍّد ومواقــف‪ .‬وفيــا ميكــن اعتبــار «التن ّحــي ات ّقــا ًء للخطــر الشــديد» هروبـاً مــن املواجهــة‬
‫مــن بــاب التق ّيــة فإنّــه عــى العكــس مــن ذلــك قــد يتحـ ّول إىل مواجهــة ب ّينــة يف حــال تعليلــه أو أىت تبعـاً‬
‫| قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬ ‫‪28‬‬

‫ألفعــال مختلفــة مــن التصـدّي‪.‬‬

‫و لدى التدقيق يف اإلجابات الحظنا ما ييل‪:‬‬

‫وبخاصــة عنــد‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫تكتــف بخيــار واحــد‪،‬‬ ‫• اعتمــدت إجابــات كثــرة خيــارات متن ّوعــة ومل‬
‫حصــول التد ّخــل مــن خــارج القضــاء‪ .‬فقــد بلــغ عــدد اإلجابــات التــي اختــارت طرح ـاً‬
‫واحــدا ً حـرا ً ‪ 106‬و‪ 152‬عنــد حصــول التد ّخــل مــن خــارج القضــاء أو مــن داخــل القضــاء‬
‫ـت خيــارا ً واحــدا ً‬‫تباع ـاً‪ ،‬بينــا مل تتع ـ َّد نســبة التو ّجــه الغالــب يف اإلجابــات التــي تض ّمنـ ْ‬
‫‪( % 16‬وهــي نســبة اإلجابــات الحرصيــة بصــ ّد املتدخِّــل يف حــال حصــول تدخّــل مــن‬
‫خــارج القضــاء) أو ‪( % 32‬وهــي نســبة اإلجابــات الحرصيــة باالســتامع بتهذيــب يف حــال‬
‫حصــول التد ّخــل مــن داخــل القضــاء) مــن مجمــوع اإلجابــات‪ .‬وهــذا األمــر إنّ ــا يــؤرش إىل‬
‫ميــل العتــاد ســلوكيّات مختلفــة عــى ضــوء هويّــة الجهــة املتدخِّلــة أو وفــق خطــورة‬
‫مناســبة للتعامــل مــع فعــل التد ّخــل‪.‬‬‫الحالــة‪ ،‬مــن دون التســليم بوجــود طريقــة واحــدة ِ‬
‫وربــا تــد ّرج‬
‫ويعكــس هــذا األمــر قناعــة لــدى القضــاة بوجــوب التعامــل بواقع ّيــة ومرونــة ّ‬
‫التمســك بســلوكيّات صارمــة‬ ‫مــع الوضــع االجتامعــي والســيايس والقضــايئ مــن دون ّ‬
‫ومثاليــة ويضعنــا بالتــايل عــى مســافة مــن القــايض املتخ َّيــل الــذي يتصــدّى برصامــة‬
‫ألي تد ّخــل يف عملــه ســواء جــاء مــن خــارج القضــاء أو داخلــه‪.‬‬ ‫وقســوة ّ‬

‫• ذهبــت غالب ّيــة اإلجابــات إىل اختيــار أحــد ســلوك ّيات املواجهــة‪ ،‬أو أكــر‪ ،‬خيــارا ً مناســباً‪،‬‬
‫ســواء انحــرت اإلجابــات يف هــذه الســلوكيّات وحدهــا أو تض ّمنــت إىل جانبهــا ســلوكيّات‬
‫التعامــل الديبلومــايس‪ ،‬وســواء حصــل هــذا التد ّخــل مــن خــارج القضــاء أو مــن داخلــه‪.‬‬
‫فيظهــر لــدى التدقيــق يف تفاصيــل اإلجابــات يف حــال حصــول التد ّخــل مــن خــارج القضــاء‬
‫األقــل أحــد ســلوك ّيات املواجهــة مقابــل اختيــار عــدم‬ ‫ّ‬ ‫أ ّن ‪ 205‬إجابــات اختــارت عــى‬
‫املواجهــة (االســتامع بتهذيــب أو التن ّحــي مــن دون مواجهــة ح ـرا ً) يف ‪ 36‬إجابــة فقــط‪.‬‬
‫ويبقــى االت ّجــاه نحــو املواجهــة غالبـاً حتّــى يف حــال حصــول التد ّخــل مــن داخــل القضــاء‪،‬‬
‫وإن بدرجــة أقـ ّـل حيــث اختــارت ‪ 144‬إجابــة أحــد ســلوك ّيات املواجهــة مقابــل اختيــار ‪101‬‬
‫إجابــة فقــط عــدم املواجهــة‪.‬‬

‫• مــع أه ّم ّيــة املالحظــة املشــار إليهــا أعــاه‪ ،‬مــن الالفــت عنــد التدقيــق يف اإلجابــات‬
‫أ ّن امليــل إىل املواجهــة بــدا أكــر وضوح ـاً يف حــال حصــول التد ّخــل مــن خــارج القضــاء‪،‬‬
‫مـ ّـا هــو عليــه يف حــال حصولــه مــن داخلــه‪ .‬ونستشـ ّـف هــذا األمــر مــن معطيــات عـدّة‬
‫أبرزهــا املقارنــة بــن عــدد اإلجابــات التــي اختــارت «االســتامع بتهذيــب مــن دون االلتـزام‬
‫ـأي أمــر» خيــارا ً حرصيـاً أو ضمــن أحــد الخيــارات املناســبة يف كلتــا الحالتــن‪ .‬ففيــا بلــغ‬
‫بـ ّ‬
‫عــدد هــذه اإلجابــات يف حــال التد ّخــل مــن خــارج القضــاء تباعـاً ‪ 21‬و‪( 61‬أي مــا يقــارب‬
‫| ‪29‬‬ ‫قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬

‫‪ % 25‬مــن اإلجابــات فقــط)‪ ،‬بلــغ عددهــا يف حــاالت التد ّخــل مــن داخــل القضــاء تباع ـاً‬
‫‪ 82‬و‪( 128‬أي مــا تزيــد نســبته عــن ‪ % 50‬مــن اإلجابــات)‪.‬‬
‫وعليــه‪ ،‬يبقــى نَفَــس املواجهــة لــدى الع ّينــة غالبــاً وإن دل ْ‬
‫ّــت االســتامرة عــى مراعــاة‬
‫واضحــة العتبــارات الحفــاظ عــى روابــط الزمالــة وامل َ ْيــل إىل التعاطــي مــع تدخّــات‬
‫القضــاة بطريقــة ديبلوماســية بعيــدا ً عــن التصــادم‪.‬‬

‫• بــدا امليــل للتعامــل الفــوري مــع التد ّخــل مــن دون متابعــة الحقــة واضحـاً أيضـاً‪ ،‬وهــو‬
‫ميــل يــزداد وضوحــا عنــد حصــول تد ّخــل مــن داخــل القضــاء‪ .‬فكأنّ ــا القضــاة يؤثِــرون‬
‫التعامــل مــع التد ّخــل بالطريقــة التــي يرونهــا مناســبة‪ ،‬ســواء بصــورة تصادميــة أو غــر‬
‫أي نتائــج قــد تتحــ ّول إىل موضــوع نــزاع وتعقيــد يف‬ ‫تصادميــة‪ ،‬مــن دون أن يــؤدّي إىل ّ‬
‫اإلج ـراءات‪ .‬ونستشـ ّـف هــذا األمــر مــن بلــوغ مجمــوع اإلجابــات التــي اكتفــت باختيــار‬
‫رف فــوري أو أكــر (التعبــر عــن االســتياء و‪/‬أو االســتامع بتهذيــب) ر ّدا ً عــى التد ّخــل‬ ‫تـ ّ‬
‫‪ 131‬و‪ 183‬وفــق حصولــه مــن خــارج أو مــن داخــل القضــاء‪ ،‬يف حــن بلــغ مجمــوع‬
‫اإلجابــات التــي ض ّمنــت خياراتهــا متابعــة الحقــة ‪ 110‬و‪ 62‬يف هاتــن الحالتــن‪ .‬ومــن‬
‫األدلّــة الجليّــة عــى غلبــة امليــل للتعامــل الفــوري مــع التد ّخــات هــو قلّــة عــدد اإلجابــات‬
‫التــي اختــارت طلــب حضــور أط ـراف الن ـزاع والتــي بلــغ مجموعهــا ‪ 21‬و‪ 14‬فقــط تبع ـاً‬
‫لحصــول التد ّخــل مــن خــارج القضــاء أو مــن داخلــه‪.‬‬

‫• أخ ـرا ً‪ ،‬تجــدر اإلشــارة إىل أ ّن خيــار التن ّحــي ي ـرِد عموم ـاً يف أغلــب اإلجابــات إىل جانــب‬
‫أحــد خيــارات املواجهــة‪ .‬فمــن أصــل ‪ 75‬إجابــة حفظــت خيــار التن ّحــي يف حــال حصــول‬
‫تد ّخــل مــن خــارج القضــاء‪ ،‬يؤكّــد التدقيــق يف تفاصيــل االســتامرات أ ّن ‪ 60‬منهــا تض ّمنــت‬
‫إىل جانــب التن ّحــي أحــد خيــارات املواجهــة‪ ،‬مقابــل ‪ 7‬منهــا أوردت التن ّحــي خيــارا ً حرصيـاً‬
‫أي‬
‫و‪ 8‬أوردت خيــار التن ّحــي إىل جانــب الخيــار الديبلومــايس باالســتامع بتهذيــب مــن دون ّ‬
‫خيــار آخــر‪ .‬ونلحــظ الغالب ّيــة نفســها (أي ورود خيــار التن ّحــي إىل جانــب أحــد خيــارات‬
‫املواجهــة) يف حــال حصــول التد ّخــل مــن داخــل القضــاء وإن بدرجــة أقـ ّـل‪ ،‬حيــث تض ّمنــت‬
‫‪ 23‬اســتامرة أحــد خيــارات املواجهــة إىل جانــب التن ّحــي‪ ،‬مقابــل ‪ 2‬منهــا أوردت التن ّحــي‬
‫خيــارا ً حرصي ـاً و‪ 17‬أوردت خيــار التن ّحــي إىل جانــب خيــار االســتامع بتهذيــب مــن دون‬
‫يــؤش إىل قناعــة لــدى معظــم القضــاة بــأ ّن التن ّحــي‬
‫أي خيــار آخــر‪ .‬وهــذا األمــر إنّ ــا ّ‬ ‫ّ‬
‫هــو شــكل مــن أشــكال املواجهــة‪ ،‬أكــر مـ ّـا هــو هــروب مــن املســؤول ّية أو مــن الخطــر‪.‬‬
‫ويتأكّــد التو ّجــه الغالــب يف هــذا الخصــوص يف ســؤال آخــر حــول مــدى موافقــة القضــاة‬
‫عــى وجــوب إفصــاح القــايض عــن أســباب تن ّحيــه‪ .‬ففيــا أجــاب ‪ % 37‬مــن القضــاة أنّهــم‬
‫موافقــون متامـاً أو إىل حـ ّد مــا مــع هــذا الطــرح‪ ،‬أجــاب ‪ % 29‬منهــم أنّهــم غــر موافقــن‬
‫متامـاً أو إىل حـ ّد مــا معــه‪.‬‬
‫| قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬ ‫‪30‬‬

‫ختام ـاً يف هــذا الخصــوص‪ ،‬تجــدر اإلشــارة إىل أ ّن معظــم قضــاة الع ّينــة وافقــوا عــى وجــوب التضامــن‬
‫قــاض يف حــال تع ّرضــه العتــداء غــر مــ َّرر وغــر متناســب (‪ % 97‬أي ‪ 247‬مــن أصــل ‪254‬‬ ‫أي ٍ‬ ‫مــع ّ‬
‫علـاً أ ّن قاضيـاً واحــدا ً عــارض ذلــك)‪ .‬وعنــد ســؤالهم عــن كيف ّيــة التعبــر عــن هــذا التضامــن مقرتِحــن‬
‫عليهــم أربعــة أشــكال لــه (اللجــوء جامعيـاً إىل املجلــس األعــى للقضــاء أو القيــام بنشــاطات مــن خــال‬
‫الجمعيّــات والهيــاكل املهنيــة أو إقامــة دعــاوى جامعيــة أو إقامــة نشــاطات جامعيــة يف الفضــاء العــا ّم)‪،‬‬
‫آثــرت غالب ّيــة القضــاة هنــا أيض ـاً أن يت ـ ّم التضامــن بطــرق مختلفــة مــن دون االكتفــاء بطريــق واحــد‪.‬‬
‫ففيــا رأت غالبيّتهــم رضورة يف اللجــوء إىل املجلــس األعــى للقضــاء أو إىل الهيــاكل القضائيــة (‪،)% 90‬‬
‫فــإ ّن أقلّ ّيــة مــن القضــاة حــرتْ واجــب التعبــر عــن التضامــن باللجــوء إىل أحــد هــذه املراجــع دون‬
‫ســواه (‪ % 17‬بالنســبة إىل مجلــس القضــاء األعــى و‪ % 16‬بالنســبة إىل الهيــاكل املهنيــة)‪ .‬وهــذا األمــر‬
‫دل عــى أمريــن متالزمــن‪ :‬األ ّول‪ ،‬أ ّن مثّــة ثقــة مقبولــة بهــذه املراجــع؛ والثــاين‪ ،‬أ ّن مثّــة‬‫دل عــى يشء ّ‬ ‫إن ّ‬
‫قناعــة لــدى القضــاة بــرورة تنويــع آل ّيــات التضامــن مــن دون االكتفــاء بإحداهــا أو املراهنــة عليهــا‬
‫وذلــك مــن بــاب تعزيــز أثرهــا يف حاميــة القضــاة حيــال االعتــداءات‪ .‬يف املقابــل‪ ،‬يُسـ َّجل أ ّن نســبة موافقة‬
‫قضــاة الع ّينــة عــى إقامــة دعــاوى قضائيــة جامعيــة أو نشــاطات جامعيــة يف الفضــاء العــا ّم بلغــت ‪% 44‬‬
‫و‪ ،% 23‬وهــي نســبة تبقــى معتـ َـرة وإن أقـ ّـل مــن نســبة اللجــوء إىل الهيئــات املمثِّلــة للقضــاة‪.‬‬
‫كل هــذه اإلجابــات أ ّن غالبيّــة القضــاة تعــي أ ّن شــجاعة القــايض وحدهــا ال تكفــي ملواجهــة‬ ‫ويتبـدّى مــن ّ‬
‫الصعوبــات القضائيــة‪ ،‬وأ ّن ال بـ ّد مــن التعامــل بصــورة واقعيــة مــع هــذه الصعوبــات‪ ،‬ســواء مــن خــال‬
‫كل ظــرف أو مــن خــال مأسســة التضامــن القضــايئ يف اتّجــاه‬ ‫اعتــاد أســاليب مواجهــة مختلفــة وفــق ّ‬
‫تعزيــز قــدرة القضــاء عــى الدفــاع عــن اســتقالل ّيته‪.‬‬

‫ت‪ -‬التج ّرد والحياديّة‬

‫ـت اإلجابــات لتؤكّــد قطــع القضــاة التونســيني مــع التصـ ّور املتخيَّــل للقــايض املثــايل‬ ‫يف هــذا الخصــوص‪ ،‬أتـ ْ‬
‫أي آراء أو روابــط أو ميــول فكريــة‪ .‬ويتبــدّى‬ ‫ّ‬ ‫مــن‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫د‬‫ر‬
‫ّ‬ ‫ومتجــ‬ ‫ال‬
‫ً‬ ‫منعــز‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫صامتــ‬ ‫ظهــره‬ ‫الــذي غالبــاً مــا يُ‬
‫مــن اإلجابــات فهــم قضــايئ ملبــدأَ ْي التجـ ّرد والحيــاد بصــورة أكــر واقع ّيــة ت ُخـرِج القــايض مــن محبســه‬
‫أي مبالغــة‪.‬‬‫املذكــور يف ات ّجــاه تحديــد الضوابــط التــي تفرضهــا عليــه وظيفتــه بحــدود الــرورة مــن دون ّ‬
‫وقــد تط ّرقــت هــذه األســئلة إىل ثالثــة أمــور أساســية متنحنــا كيف ّيــة مقاربتهــا إضــاءات مه ّمــة يف هــذا‬
‫الخصــوص‪ :‬يتّصــل األ ّول بإمكانيّــة ارتبــاط القــايض بالتزامــات عا ّمــة واجتامعيــة؛ ويتّصــل الثــاين بح ّريّــة‬
‫التعبــر ومــا قــد تحتملــه مــن حــدود؛ ويتّصــل الثالــث مبشــاركة القــايض يف الحيــاة العا ّمــة وعالقاتــه‬
‫االجتامعيــة بشــكل عــا ّم‪.‬‬
‫التزامات ّ‬
‫عامة واجتماعية‬

‫أي مــدى ميكــن أن يكــون للقــايض التزامــات عا ّمــة واجتامعيــة؟»‬


‫كان الســؤال األ ّول يف هــذا اإلطــار‪« :‬إىل ّ‬
‫وقــد طُلــب مــن القضــاة اختيــار إحــدى الفرض ّيــات املطروحــة التــي يوافقــون عليهــا‪ .‬وقــد انحــرت‬
‫| ‪31‬‬ ‫قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬

‫كل منهــا‪ .‬ففيــا‬ ‫الفرض ّيــات يف ثــاث تتبايــن فيــا بينهــا مــن حيــث مــدى الح ّريّــة املتاحــة بالنســبة إىل ّ‬
‫ـأي نشــاط عــا ّم باســتثناء‬‫كانــت الفرضيّــة األوىل فرضيّــة وســطية قوامهــا أ ّن بإمــكان القــايض «االلتـزام بـ ّ‬
‫النشــاطات التــي تهــدف إىل الفــوز يف انتخابــات سياســية عا ّمــة»‪ ،‬اقرتحنــا فرض ّيتــن أخريــن متثّــان الحـ ّد‬
‫كأي مواطــن وتاليـاً االنخـراط‬ ‫ـكل الحقــوق العا ّمــة ّ‬ ‫األقــى للح ّريّــة (قوامــه أ ّن بإمــكان القــايض التمتّــع بـ ّ‬
‫أي قيــد) وحدّهــا األدىن (قوامــه أ ّن القــايض «ميكنــه االلتـزام حـرا ً بنشــاطات‬ ‫أي نشــاط عــا ّم بــدون ّ‬ ‫يف ّ‬
‫مرتبطــة بالقضــاء»)‪.‬‬
‫ومــن الالفــت هنــا أ ّن غالبيّــة القضــاة اتّجهــوا نحــو اعتــاد الفرضيّــة الوســطية‪ ،‬وذلــك بحــدود ‪% 59‬‬
‫منهــم‪ .‬وقــد انقســم ســائر القضــاة بــن مؤيّديــن للح ـ ّد األقــى والح ـ ّد األدىن‪ ،‬عل ـاً أ ّن مؤيّــدي الح ـ ّد‬
‫متســك‬‫األقــى (‪ )% 23‬بلغــوا مــا يقــارب ضعــف مؤيّــدي الحـ ّد األدىن (‪ .)% 12‬وهــذا األمــر إنّ ــا يؤكّــد ّ‬
‫وبخاصــة مبــا‬
‫ّ‬ ‫املكتســبة منــذ ‪ 2011‬ومتتّعهــم بجميــع الحقــوق أســو ًة بســائر املواطنــن‬ ‫َ‬ ‫القضــاة بح ّريّتهــم‬
‫أي ارتيــاب مــروع بحياديّتهــم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ـدأ‪،‬‬‫ـ‬ ‫املب‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫حي‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ها‪،‬‬‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ـ‬ ‫مامرس‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫ّ‬ ‫ل‬‫تو‬ ‫ال‬ ‫ـي‬
‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـات‬ ‫يتّصــل بالح ّريّـ‬
‫ّ ّ‬
‫حر ية التعبير‬

‫ات ّصــل الســؤال الثــاين يف هــذا اإلطــار بح ّريّــة التعبــر‪ .‬ففيــا سـلّمت االســتامرة بح ّريّــة التعبــر للقضــاة‬
‫ـي القضــاة‬ ‫متحــور الســؤال حــول حدودهــا‪ .‬وقــد قدّمــت االســتامرة لهــذه الغايــة ثالثــة طروحــات أُعطـ َ‬
‫إمكانيّــة املوافقــة عــى بعضهــا أو جميعهــا‪ .‬متثّــل الطــرح األ ّول بــأ ّن «عــى القــايض أن ميتنــع عــن إطــاق‬
‫أي ترصيــح غــر مسـ َند عــى حجــج‪ ،‬أو يعكــس أفــكارا ً مســبقة أو ينـ ّم عــن خ ّفــة يف إبــداء اآلراء‪ ،‬يف حــال‬ ‫ّ‬
‫كان مــن شــأن هــذه الترصيحــات أن تؤثّــر عــى حقــوق أو اعتبــار الغــر» وهــو الطــرح الــذي ّ‬
‫ربــا يبــدو‬
‫األكــر دقــة يف رســم الحــدود املعقولــة لح ّريّــة التعبــر‪ .‬أ ّمــا الطرحــان اآلخ ـران فقــد اختلفــا عنــه مــن‬
‫كل الحــاالت‪،‬‬ ‫ـص الطــرح الثــاين عــى أ ّن «يف ّ‬ ‫حيــث درجــة الرصامــة يف األســلوب التــي يتطلّبانهــا‪ .‬ففيــا نـ ّ‬
‫للقضــاة الحـ ّـق يف الفكاهــة والنكتــة» (وهــو طــرح مي ّكــن القضــاة مــن اعتــاد أســلوب أقـ ّـل رصامــة)‪،‬‬
‫ـص الطــرح الثالــث عــى أ ّن «عــى القــايض أن يربهــن عــن حــرص ومســؤول ّية» وهــو طــرح يُستشَ ـ ّـف‬ ‫نـ ّ‬
‫منــه وجــوب اعتــاد رصامــة أكــر‪.‬‬
‫وبــدا جلي ـاً مــن اإلجابــات أ ّن رغــم تســليم القضــاة بح ّريّــة التعبــر أبــدى معظمهــم مي ـاً إىل وجــوب‬
‫اعتــاد الرصانــة يف األســلوب والتحليــل‪ .‬ففيــا أيّــد ‪ % 81‬مــن القضــاة الطــرح األ ّول حــاز الطــرح الثالــث‬
‫(الحــرص واملســؤوليّة يف التعبــر) نســبة عاليــة جـ ّدا ً أيضـاً (‪ ،)% 57‬مقابــل تأييــد أقلّيّــة نســبية (ولكــن‬
‫ولربــا أمكــن تفســر تراجــع التأييــد للطــرح الثــاين بتو ّجــس القضــاة مــن‬ ‫معتـ َـرة) للطــرح الثــاين (‪ّ .)% 17‬‬
‫ســوء اســتخدام أســلوب النكتــة والفكاهــة عــى نحــو يقــارب اإلســفاف ويع ـ ّزز حجــج القــوى املناوئــة‬
‫املكتســبة حديث ـاً‪ .‬وهنــا أيض ـاً بــدا تص ـ ّور القضــاة لح ّريّتهــم بالتعبــر وحدودهــا وليــد‬
‫َ‬ ‫لح ّريّــة القضــاة‬
‫واقعهــم أكــر مـ ّـا هــو إســقاط لتصـ ّورات مثاليــة يف ات ّجــاه أو آخــر‪.‬‬
‫| قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬ ‫‪32‬‬

‫الر وابط االجتماعية‬

‫يف هــذا الســياق‪ ،‬وافقــت الغالبيّــة الكــرى مــن اإلجابــات عــى وجــوب امتنــاع القــايض عــن إنشــاء أو‬
‫متابعــة عالقــة قــد تـ ّرر أو تسـ ّهل يف نظــر مراقــب متّــزن مامرسـ ًة جرميـ ًة وعــى وجــوب تج ّنبــه إقامــة‬
‫عالقــات عا ّمــة مــع السياســيني أو أصحــاب النفــوذ يف عــامل املــال والتجــارة‪ .‬يف املقابــل‪ ،‬أعربــت غالبيّــة‬
‫القضــاة عــن عــدم املوافقــة عــى الطــرح الــذي ورد يف االســتامرة لجهــة وجــوب تج ّنــب القــايض «أيّــة‬
‫مشــاركة يف املناســبات االجتامع ّيــة غــر امل ـ ّررة بالروابــط العائليــة أو الصداقــة املتينــة»‪ ،‬وقــد وصلــت‬
‫الغالبيّــة الرافضــة لهــذا الطــرح إىل ‪ % 61‬مــن اإلجابــات مقابــل موافقــة ‪ .% 39‬ونستشـ ّـف مــن هــذه‬
‫اإلجابــات قبــوالً لــدى القضــاة بتقييــد ح ّريّتهــم يف بنــاء عالقــات مــع محــريف اإلجـرام أو أصحــاب النفــوذ‬
‫حفظ ـاً ملظهــر اســتقالليّتهم‪ ،‬مقابــل رفضهــم ّ‬
‫ألي تقييــد لهــذه الح ّريّــة خــارج هــذه الحــاالت‪.‬‬
‫| ‪33‬‬ ‫قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬

‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫ّ‬
‫األخالقيات‬ ‫ّ‬
‫األخالقيات الفردية إلى نظام‬ ‫االنتقال من نظام‬
‫الجماعية‬
‫كل‪ ،‬وأخالق ّياتــه تتك ـ ّون عــى أســاس وظيفتــه التــي يشــرك فيهــا مــع جميــع‬ ‫«القــايض هــو جــز ٌء مــن ّ‬
‫القضــاة‪ .‬ومــن هنــا أه ّميّــة االنتقــال مــن مفهــوم األخالقيّــات الفرديــة إىل مفهــوم األخالقيّــات التــي‬
‫تختــزل روح مجمــوع القضــاة ودينام ّيــات الجســم الــذي ينتمــون إليــه‪ ،‬والتــي تهــدف باألســاس إىل‬
‫تعزيــز ثقــة املتقاضــن بالجســم القضــايئ والوظيفــة القضائيــة»‪ .‬هــذا مــا ورد يف تص ّورنــا التجديــدي‬
‫لألخالق ّيــات القضائيــة يف املنطقــة العربيــة‪ .‬وقــد أضفْنــا إىل ذلــك‪« :‬مــن دون التقليــل مــن أه ّم ّيــة ســعيه‬
‫(أي القــايض) إىل إمنــاء شــخص ّيته وإنجــاح مســاره املهنــي‪ ،‬فــإ ّن عــى القــايض أن يعمــل مــا بوســعه إلمتــام‬
‫واجباتــه تجــاه الجســم القضــايئ وتعزيــز الثقــة فيــه‪ ،‬وأيض ـاً لتوجيــه زمالئــه وتنبيههــم ودعمهــم عنــد‬
‫ـي‬
‫الحاجــة لضــان التزامهــم بهــذه الواجبــات أيضــا‪ .‬بكلمــة هــو مســؤول أمامهــم بقــدر مــا هــو معنـ ّ‬
‫أي منهــم أن‬ ‫رصفــات ّ‬‫كل مــا يتّصــل باألخالقيّــات القضائيــة‪ .‬فمــن شــأن ت ّ‬ ‫ومــا هــم مســؤولون أمامــه يف ّ‬
‫ـح ســواء ات ّصــل األمــر بنشــاط‬‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫تص‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫املقول‬ ‫ـذه‬
‫ـ‬ ‫وه‬ ‫‪.‬‬ ‫ككل‬
‫ّ‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫املواطن‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫وثق‬ ‫تؤثّــر يف أداء الجســم القضــايئ‬
‫القــايض املهنــي أو ســلوك ّياته‪ .‬وبالطبــع‪ ،‬يُفــرض أن يتعـ ّزز شــعور املســؤول ّية لــدى املســؤولني القضائيــن‬
‫والجمعويــن‪ ،‬بحكــم الوظائــف املناطــة بهــم»‪.‬‬
‫يف هــذا الســياق‪ ،‬ســندقّق مع ـاً يف إجابــات قضــاة الع ّينــة عــن األســئلة التــي تض ّمنتهــا االســتامرة ســواء‬
‫الخاصــة‬
‫ّ‬ ‫بهــدف تحديــد األخالقيّــات القضائيــة بوصفهــا مســؤوليّة مشــركة بــن القضــاة‪ ،‬أو األخالقيّــات‬
‫املؤسســات والهيــاكل القضائيــة‪.‬‬ ‫باملســؤولني يف ّ‬

‫أ‪ -‬األخالقيّات القضائية بوصفها مسؤوليّة مشرتكة‬

‫وردت يف االســتامرة أســئل ٌة مه ّمــة يُســتد َّل منهــا عــى مقاربــة القضــاة ألخالقيّاتهــم‪ ،‬وتحديــدا ً يف مــا‬
‫إذا كانــت تش ـكّل شــأناً عا ّم ـاً يتشــاركون فيــه‪ .‬ومــن أه ـ ّم األســئلة التــي تض ّمنتهــا االســتامرة يف هــذا‬
‫الخصــوص‪ ،‬األســئلة املطروحــة حــول مــدى وجــوب تد ّخــل القــايض يف حــال عايــن خرقـاً لقاعــدة أخالقيــة‬
‫مــن قبــل زميــل لــه وم ّربراتهــم لتربيــر واجــب التد ّخــل أو عدمــه‪ .‬ومــن أهـ ّم مــا كشــفته إجابــات هــذه‬
‫األســئلة‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫غالبيــة كبــرى تســلم بموجــب تدخــل القاضــي عنــد حصــول‬
‫خــرق مــن قبــل زميــل لــه‬

‫اعتــرت غالب ّيــة وازنــة مــن قضــاة الع ّينــة أ ّن األخالق ّيــات القضائيــة إنّ ــا تشــكل شــأناً عا ّم ـاً باملعنــى‬
‫الــذي ذكرنــاه أعــاه‪ .‬وهــذا مــا نســتخلصه ليــس فقــط مــن غالبيّــة القضــاة الذيــن س ـلّموا بوجــوب‬
‫| قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬ ‫‪34‬‬

‫تد ّخــل القــايض يف حــال عايــن خرقـاً لقاعــدة أخالقيــة مــن قبــل زميــل لــه‪ ،‬ولكــن أيضـاً مــن التربيـرات‬
‫يتحصــل تفصيلي ـاً مــن‬
‫التــي أدىل بهــا القضــاة ملواقفهــم بالتســليم بهــذا املوجــب أو رفضــه‪ .‬وهــذا مــا ّ‬
‫اإلجابــات اآلتيــة‪:‬‬

‫• بلــغ عــدد القضــاة الذيــن ســلّموا باملوجــب ‪ % 67( 171‬مــن قضــاة العيّنــة)‪ ،‬فيــا‬
‫جــاءت إجابــات ‪ 80‬قاضيــاً فقــط ســلبية يف هــذا الخصــوص‪.‬‬
‫• انقســم الذيــن رفضــوا التســليم بهــذا املوجــب يف تربيــر موقفهــم‪ ،‬وقــد أعطَــوا م ـ ِّررا ً‬
‫أو أكــر ملوقفهــم بعــدم التدخّــل‪ .‬ففــي حــن بــ ّرر ‪ 50‬منهــم فقــط موقفهــم بكــون‬
‫خاص ـاً اكتفــى اآلخــرون (وعددهــم ‪ )30‬بتربيــر موقفهــم بالخــوف مــن‬ ‫األخالق ّيــات شــأناً ّ‬
‫ـي‬‫تبعــات التد ّخــل (ســوء فهــم التد ّخــل مــن ســائر الزمــاء أو خــوف مــن القــايض املعنـ ّ‬
‫نفســه)‪ .‬مــا يعنــي أ ّن هــذه الفئــة الثانيــة ذهبــت يف اتّجــاه رفــض املوجــب ليــس ألســباب‬
‫مبدئيــة بــل ألســباب براغامتيــة تتّصــل بالخــوف مــن تبعاتــه‪.‬‬
‫• يف املقابــل‪ ،‬ب ـ ّررت غالب ّيــة الذيــن س ـلّموا بهــذا املوجــب موقفهــا بشــكل واضــح بــأ ّن‬
‫األخالق ّيــات شــأن عــا ّم (‪ ،)158‬بينــا حــرت قلّــة منهــم (‪ 11‬قاضي ـاً؛ ‪ % 6‬مــن مجمــوع‬
‫مؤيّــدي التدخّــل) تســليمها مبوجــب التدخّــل بالحــاالت التــي يكــون فيهــا للقــايض‬
‫ِ‬
‫مبــاشة‪.‬‬ ‫املتدخِّــل مصلحــة‬
‫املحصلــة‪ ،‬يتبــدّى أ ّن مجمــوع القضــاة الذيــن ســلّموا مببدئيّــة موجــب التدخّــل‬ ‫ّ‬ ‫• يف‬
‫لكــون األخالق ّيــات شــأناً عا ّم ـاً مشــركاً للقضــاة هــو أكــر مــن الذيــن س ـلّموا بتو ُّجبــه يف‬
‫ظــروف القضــاء التونــي ومــا ترشــح عنــه مــن هواجــس أو مخــاوف‪ .‬فــإىل الـــ‪ 171‬قاضيـاً‬
‫الذيــن سـلّموا باملوجــب‪ ،‬يضــاف الـــ‪ 30‬قاضيـاً الذيــن بـ ّرروا رفضهــم التســليم بــه بصــورة‬
‫براغامتيــة وليــس مبدئيــة ويُحســم يف املقابــل الذيــن بـ ّرروا تســليمهم بــه بوجــود مصلحــة‬
‫مبــارشة للتدخّــل (‪ .)11‬وعليــه‪ ،‬ميكــن القــول إ ّن عــدد قضــاة العيّنــة الذيــن يــ َرون أ ّن‬
‫التد ّخــل م ـ َّر ٌر مــن حيــث املبــدأ يصبــح ‪ ،190‬أي مــا ميثّــل ‪ % 75‬منهــم‪.‬‬

‫ختامـاً‪ ،‬نشــر إىل أ ّن التأييــد الواســع ملوجــب تد ّخــل القــايض عنــد حصــول خــرق لقاعــدة‬
‫أخالقيــة مــن قبــل زميــل لــه‪ ،‬يشــهد تراجعـاً عنــد الســؤال عــن طبيعــة الخروقــات التــي‬
‫تســتدعي التدخّــل‪ .‬فهنــا يتبــدّى انخفــاض نســبة الذيــن يؤيّــدون التدخّــل يف جميــع‬
‫الحــاالت ‪ ،% 19‬وأ ّن غالب ّيــة وازنــة مــن القضــاة (‪ )% 68‬أعلنــوا أ ّن موجــب التد ّخــل يجــب‬
‫أن ينحــر يف الحــاالت التــي ترشــح عــن خطــورة مع ّينــة‪.‬‬
‫ّ‬
‫لمــاذا موجــب تدخــل القاضــي عنــد حصــول خــرق مــن زميــل لــه؟‬
‫و كيف ؟‬

‫عنــد التدقيــق يف إجابــات قضــاة الع ّينــة عــن الســؤال املتّصــل مب ـ ّررات موجــب تد ّخــل القــايض عنــد‬
‫| ‪35‬‬ ‫قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬

‫حصــول خــرق مــن زميــل لــه لقاعــدة أخالقيــة‪ ،‬نلحــظ أنّهــا أتــت منســجمة مــع مقاربــة القضــاة‬
‫للهــدف مــن صياغــة مد ّونــة لألخالقيّــات القضائيــة‪ ،‬التــي أرشنــا إليهــا ســابقاً‪ ،‬لجهــة تغليــب «تأمــن ثقــة‬
‫الجمهــور بالقضــاء»‪ .‬فقــد بــدا القضــاة املؤيّــدون للتد ّخــل وكأنّهــم يح ّبــذون «تجنيــب الجســم القضــايئ‬
‫رف عليــه‪ ،‬والحفــاظ بهــذه الطريقــة عــى صــورة العدالــة» (‪ 123‬مــن‬ ‫أيّــة نتائــج وخيمــة لهــذا الت ـ ّ‬
‫ِ‬
‫أصــل ‪ ،171‬ومنهــا ‪ 72‬خيــارا ً أ ّوالً) و»إطــاق حــوار مــع القــايض امل ُخـ ّـل لحثّــه عــى تغيــر موقفــه» (‪109‬‬
‫مــن أصــل ‪ 171‬ومنهــا ‪ 45‬خيــارا ً أ ّوالً)‪ .‬ومــن البـ ّـن أ ّن الهــدف األ ّول يتّصــل باملحافظــة عــى ثقــة العا ّمــة‬
‫يف القضــاء‪ ،‬فيــا يهــدف الثــاين إىل ترميــم البيــت الداخــي للقضــاة مــن خــال عــدول القــايض املخـ ّـل‬
‫ـس بروح ّيتــه املشــركة‪ .‬ويزيــد وضــوح هــذا الجــواب عنــد معاينــة قلّــة اإلجابــات التــي ب ـ ّررت‬ ‫عــن املـ ّ‬
‫خاصــة‪ ،‬ســواء متثّلــت يف حاميــة مصلحــة القــايض املخـ ّـل مــن تبعــة إخاللــه أو‬ ‫التد ّخــل بحاميــة مصالــح ّ‬
‫َ‬
‫يف حاميــة القــايض املتد ِّخــل مـ ّـا قــد يس ـبّبه لــه هــذا اإلخــال بشــكل مبــارش‪ ،‬حيــث مل يح ـظ هــذان‬
‫الهدفــان مجتم َعـ ْـن عــى أكــر مــن ‪ 37‬إجابــة اعتربتهــا خيــارا ً أ ّوالً‪.‬‬

‫وعــى الرغــم مــن التأييــد الواســع ملوجــب التد ّخــل‪ ،‬املشــار إليــه أعــاه‪ ،‬آثــرت غالب ّيــة القضــاة املؤيّديــن‬
‫ـاض مــن دون الحاجــة إىل إطــاع الســلطات القضائيــة عــى‬ ‫ـاض إىل قـ ٍ‬
‫لهــذا التد ّخــل أن يحصــل مــن قـ ٍ‬
‫الخــرق الحاصــل‪ ،‬حيــث انحــر مؤيّــدو إطــاع هــذه الســلطات عــى الخــرق بنســبة ‪ % 32‬منهــم (‪82‬‬
‫قاضي ـاً)‪ .‬ومــن الالفــت أ ّن نــزوع القضــاة عــن إعــام الســلطات القضائيــة إنّ ــا ارتبــط وفــق اإلجابــات‬
‫بالدرجــة األوىل بتج ّنــب ثقافــة الوشــاية واملحافظــة عــى التضامــن داخــل القضــاء (‪ 127‬اعتــروه الســبب‬
‫األ ّول لرفضهــم إطــاع الســلطات‪ ،‬أي مــا ميثّــل ‪ % 97‬مــن القضــاة الذيــن ذكــروا أولويّاتهــم عنــد اإلجابــة‬
‫رصحــوا مبيلهــم إلعــام الســلطات‬ ‫عــن هــذا الســؤال)‪ .‬والالفــت أيض ـاً أ ّن عنــد ســؤال القضــاة الذيــن ّ‬
‫بشــأن الخروقــات‪ ،‬فــإ ّن غالبيّتهــم مت ّنــوا ألّ ينتهــي إعــام الســلطات إىل معاقبــة القــايض (‪ )% 78‬عل ـاً‬
‫أ ّن أقـ ّـل مــن ‪ % 3‬منهــم اختــاروا املعاقبــة هدفـاً أ ّوالً إلعــام الســلطات‪ .‬ويتأكّــد ذلــك مــن خــال ارتفــاع‬
‫رف املخـ ّـل‬ ‫اإلجابــات التــي رأت‪ ،‬عــى العكــس مــن ذلــك متامـاً‪ ،‬أ ّن الهــدف األ ّول إلعــام الســلطات بالتـ ّ‬
‫ـي بحقيقــة الوضــع يف اتّجــاه دفعــه إىل وق ِفـ ِه مــن تلقــاء نفســه‬ ‫هــو «أن يــؤدّي إىل إعــام القــايض املعنـ ّ‬
‫رف» (‪ ،)34‬أي مــا مجموعــه‬ ‫(‪ )45‬و»حاميــة نفــي والجســم القضــايئ بشــكل عــا ّم مــن نتائــج هــذا التـ ّ‬
‫‪ 79‬إجابــة مــن مجمــوع إجابــات القضــاة الذيــن أعلنــوا قبولهــم مبــدأ إعــام الســلطات‪ ،‬أي مــا ميثّــل‬
‫شــبه إجــاع الذيــن أجابــوا عــن هــذا الســؤال‪.‬‬

‫وعليــه‪ ،‬يتبــدّى أ ّن مقاربــة القضــاة ملوجــب التدخّــل عنــد إخــال زميــل بواجباتــه األخالقيــة تتّســم‬
‫بدرجــات ثــاث‪ ،‬أدناهــا درجــة التد ّخــل عــى صعيــد الزمالــة بــن القضــاة (‪ ،)% 63‬وأوســطها الدرجــة‬
‫الثانيــة وهــي تت ـ ّم عــى صعيــد اللجــوء إىل الســلطات (‪ ،)% 32‬وأعالهــا الدرجــة الثالثــة التــي تؤيّدهــا‬
‫أقلّ ّيــة مــن قضــاة الع ّينــة ومتيــل إىل اســتخدام ســاح الســلطات للمعاقبــة (‪ .)% 7‬ومــن املهــ ّم هنــا‬
‫ـأت عــن نــزوع عــن تحويــل القواعــد‬ ‫اإلشــارة إىل أ ّن عــدم إعــام الســلطات أو عــدم تأييــد املعاقبــة يتـ ّ‬
‫ـأت عــن حــذر مــن الســلطات نفســها‪ .‬وهــذا مــا نستش ـفّه‬ ‫األخالقيــة إىل وســيلة للتأديــب أكــر مـ ّـا يتـ ّ‬
‫الســلطات حيــث أجابــت‬ ‫كل مــن إجابــة قضــاة الع ّينــة حــول أســباب نزوعهــم عــن إعــام ّ‬ ‫بوضــوح ّ‬
‫| قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬ ‫‪36‬‬

‫قلّــة منهــم أنّهــم يرفضــون ذلــك لعــدم ثقتهــم بالســلطات القضائيــة (‪ 24‬فقــط علـاً أ ّن ‪ 4‬منهــم فقــط‬
‫اعتــروه الســبب األ ّول)‪ .‬هــذا عل ـاً أ ّن هــذه األقلّيّــة تضمحـ ّـل أكــر حــن نســأل عــن إمكانيّــة إعــام‬
‫الــرأي العــا ّم بهــذا الخــرق (وافــق ‪ 8‬قضــاة مــن أصــل ‪ 254‬عــى وجــوب إطــاع الــرأي العــا ّم يف حــال‬
‫حصــل تد ّخــل داخــي يف عمــل القــايض)‪ .‬وهــذا مــا يتوافــق مــع إجابــة قضــاة الع ّينــة عــن ســؤال آخــر‬
‫ات ّصــل بإمكانيّــة جعــل بعــض قواعــد املد ّونــة أساسـاً للمالحقــة التأديبيــة‪ ،‬حيــث أجــاب عــدد وازن منهــم‬
‫بعــدم موافقتهــم عــى ذلــك طالبــن أن تشــمل املد ّونــة قواعــد توجيهيــة فقــط (‪ ،)% 39‬ومل يســتثنوا‬
‫تنــص عليهــا‬
‫مــن ذلــك غــر الحــاالت التــي تتّســم بدرجــة معيّنــة مــن الخطــورة (‪ ،)% 22‬أو التــي ّ‬
‫القوانــن رصاحــة وبشــكل دقيــق (‪ .)% 31‬ويُســتنتَج مــن ذلــك موقــف عــا ّم حــذر مــن قضــاة الع ّينــة إزاء‬
‫تأديــب القضــاة عــى خلف ّيــة خرقهــم موجباتهــم األخالقيــة مــع تفضيــل واضــح منهــم العتــاد التشــاور‬
‫والتناصــح بــن الزمــاء لتعزيــز اح ـرام األخالقيّــات القضائيــة‪.‬‬

‫وتتأكّــد النتائــج املذكــورة أعــاه مــع اإلجابــات عــن ســؤال آخــر ورد يف االســتامرة يف موضــع آخــر‪ ،‬وهــو‬
‫رف القــايض عنــد حصــول التد ّخــل يف عملــه مــن قبــل زميــل لــه‪ ،‬وهــو خــرق‬ ‫الســؤال الــذي ات ّصــل بتـ ّ‬
‫محـدّد لألخالق ّيــات القضائيــة‪ .‬وتكمــن أه ّم ّيــة هــذا الســؤال يف أنّــه يخ ّولنــا التدقيــق يف مــدى انســجام‬
‫اإلجابــات عنــه مــع اإلجابــات عــن الســؤال الســابق حــول واجــب القــايض يف التد ّخــل عنــد حصــول خــرق‬
‫رسا ً ويكــون فيــه القــايض اآلخــر ليــس‬
‫مــن زميــل‪ ،‬علـاً أ ّن الخــرق يتّســم هنــا بالخطــورة وهــو يحصــل ّ‬
‫مج ـ ّرد شــاهد بــل معنيًّــا بشــكل مبــارش‪ .‬وبالتدقيــق يف اإلجابــات‪ ،‬يتب ـدّى أنّهــا انقســمت عــى النحــو‬
‫اآليت‪ :‬إجابــات ذهبــت يف ات ّجــاه ص ـ ّد التد ّخــل أو التعبــر عــن االســتياء حيالــه (وقــد بلغــت ‪ 144‬مــن‬
‫رف ســلبي‬ ‫أصــل ‪ 254‬أي مــا ميثّــل ‪ )% 57‬وإجابــات ذهبــت عــى العكــس مــن ذلــك إىل تغليــب ت ـ ّ‬
‫وهــي تشــمل االســتامع بتهذيــب والتن ّحــي مــن دون إعــان ســببه (وقــد بلغــت ‪ 101‬مــن أصــل ‪ 254‬أي‬
‫مــا ميثّــل ‪ .)% 40‬وتبــدو هــذه النســب بشــكل عــا ّم متوافقــة مــع اإلجابــات أعــاه حيــث اعتــر ‪% 31‬‬
‫ـأي خــرق‪.‬‬
‫مــن قضــاة العيّنــة أنّهــم يرفضــون التد ّخــل بزميــل لهــم عاينــوا قيامــه بـ ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مســؤولية‬ ‫األخالقيــات بوصفهــا‬ ‫أدلــة أخــرى علــى مقاربــة‬
‫مشــتر كة‬

‫نستشــف مــن إجابــات القضــاة عــن أســئلة أخــرى تو ُّج َه ُهــم إىل مقاربــة‬ ‫ّ‬ ‫باإلضافــة إىل مــا تقــدّم‪،‬‬
‫األخالق ّيــات بوصفهــا مســؤول ّية مشــركة‪.‬‬
‫مــن أبــرز هــذه اإلجابــات تلــك املتّصلــة بالهــدف مــن املد ّونــة‪ .‬فقــد اختــارتْ غالب ّيتهــم أهدافـاً يُستشـ ّـف‬
‫منهــا أنّهــم يعتــرون االلتـزام بالقواعــد األخالقيــة مســؤوليّة جامعيــة إ ّمــا ملــا لــه مــن تأثــر عــى الجســم‬
‫القضــايئ بر ّمتــه وإ ّمــا ملــا متثّلــه هــذه القواعــد مــن روح ّيــة مشــركة‪ .‬وهــذا مــا نستش ـفّه مــن أعــداد‬
‫قضــاة العيّنــة الذيــن ح ـدّدوا مــن ضمــن أهــداف املد ّونــة «تأمــن ثقــة الجمهــور بالقضــاء» (‪ 145‬مــن‬
‫قضــاة الع ّينــة علـاً أ ّن ‪ 73‬منهــم ص ّنفــوه يف رأس قامئــة األهــداف) أو «توثيــق قواعــد أخالقيــة نابعــة عــن‬
‫روح الجســم القضــايئ وممثّلــة لــه‪ ،‬ضامنـاً لحســن نفاذهــا» (‪ 139‬مــن قضــاة الع ّينــة علـاً أ ّن ‪ 45‬منهــم‬
‫| ‪37‬‬ ‫قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬

‫ص ّنفــوه يف رأس قامئــة األهــداف)‪ .‬وعليــه‪ ،‬يكــون مجمــوع القضــاة الذيــن ص ّنفــوا أحــد هذيــن الهدفــن‬
‫يف رأس قامئــة األهــداف ‪ 118‬قاضيـاً أي مــا ميثّــل ‪ % 46‬مــن مجمــوع العيّنــة و‪ % 54‬مــن القضــاة الذيــن‬
‫عـ ّـروا عــن خياراتهــم األوىل‪.‬‬
‫ونستشـ ّـف التو ّجــه نفســه مــن إعــان عــدد كبــر مــن قضــاة الع ّينــة ن ّيتهــم املشــاركة يف مناقشــة مد ّونــة‬
‫األخالقيّــات القضائيــة فرديـاً وجامعيـاً‪ ،‬بصــورة قَبْليــة وبَ ْعديــة‪ .‬ومــا يزيــد هــذه األرقــام داللــة أ ّن القضــاة‬
‫أبــدوا حامســة أقـ ّـل للمشــاركة يف املســائل األخــرى املتّصلــة بالشــؤون القضائيــة‪ ،‬حيــث مل ت ـزِد نســبة‬
‫القضــاة الذيــن وافقــوا متامـاً عــى أ ّن مــن أهـ ّم واجبــات القضــاة املضطلعــن مبســؤوليّة قضائيــة (رؤســاء‬
‫الغــرف واملحاكــم) اح ـرام «أســمى القواعــد الدميقراطيــة» يف اتّخــاذ قراراتهــم عــن ‪ .% 30‬وهــذا األمــر‬
‫ـاص يف صياغــة املد ّونــة‪ ،‬مقابــل قبــول واســع منهــم أن‬ ‫ـؤش إىل إرادة القضــاة املشــاركة بشــكل خـ ّ‬ ‫إنّ ــا يـ ّ‬
‫يتفـ ّرد ممثّلوهــم يف إدارة ســائر الشــؤون القضائيــة‪.‬‬

‫ب‪ -‬النشاط القضايئ‪ ،‬نشاط مشرتك‬

‫قــاض يتكامــل مــع أعــال القضــاة اآلخريــن‬ ‫كل ٍ‬ ‫النشــاط القضــايئ نشــاط مشــرك مبعنــى أ ّن عمــل ّ‬
‫وأي خلــل يف عمــل قــاض واحــد يؤثّــر عــى حامســة زمالئــه وبالتــايل عــى أداء الجســم القضــايئ أمــام‬ ‫ّ‬
‫الجمهــور‪ .‬يف هــذا املجــال أيض ـاً تض ّمنــت االســتامرة عــددا ً مــن األســئلة التــي تســمح لنــا باســتخالص‬
‫فرضيّــات مه ّمــة حــول مــدى مقاربــة القضــاة لهــذه املســألة‪ ،‬أه ّمهــا‪:‬‬

‫ُ‬
‫بالمهل القانونية في إصدار األحكام‬ ‫االلتزام‬

‫أبــدت الغالب ّيــة الكــرى مــن قضــاة الع ّينــة حرصـاً عــى رضورة احـرام املهــل القانونيــة وإصــدار األحــكام‬
‫يف األوقــات املحــدَّدة قــدر املمكــن (‪ % 76‬موافــق متامــاً أو إىل حــ ّد مــا علــاً أ ّن ‪ % 22‬مل يجيبــوا)‬
‫أي تأجيــل (‪ % 66‬موافــق متامــاً أو إىل حــ ّد مــا علــاً أ ّن ‪ % 28‬مل يجيبــوا)‪.‬‬
‫ووجــوب إعــان وتعليــل ّ‬
‫ـؤش هــذا األمــر إىل اعتبــار القضــاة أداء واجباتهــم مــن ضمــن األخالق ّيــات القضائيــة التــي تضمــن‬ ‫ويـ ّ‬
‫حســن ســر املرفــق القضــايئ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫إشكالية التنحي‬

‫تض ّمنــت االســتامرة ســؤاالً آخــر مفيــدا ً يف هــذا الخصــوص‪ .‬هــذا الســؤال الــذي ُو ّجــه للقضــاة رمــى إىل‬
‫معرفــة رأيهــم يف شــأن كيفيّــة تن ّحيهــم عــن املل ّفــات العالقــة أمامهــم‪ ،‬وتحديــدا ً يف مــدى موافقتهــم‬
‫عــى وجــوب أن يكــون التن ّحــي م ـرَّرا ً وعلني ـاً وغــر اعتباطــي‪ .‬ونلحــظ أ ّن العبــارة املق َرتحــة تض ّمنــت‬
‫أي موافقــة عليهــا‬ ‫رشوطـاً عـدّة للتن ّحــي يُستشـ ّـف منهــا وجــوب حصولــه بصــورة جـ ّد شـفّافة‪ ،‬مبعنــى أ ّن ّ‬
‫أي تخـ ٍّـل‬
‫ّ‬ ‫ن‬
‫ّ‬ ‫أ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫طامل‬ ‫تعكــس قناعــة باملســؤول ّية املشــركة الناتجــة عــن انتــاء القــايض إىل الجســم القضــايئ‬
‫ـاض آخــر‪ .‬ويف حــن مالــت غالب ّيــة إجابــات قضــاة‬ ‫أي مــن مها ّمــه يــؤدّي إىل تحميلهــا عمليـاً لقـ ٍ‬
‫منــه عــن ّ‬
‫| قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬ ‫‪38‬‬

‫الع ّينــة إىل املوافقــة إ ّمــا متامـاً (‪ )% 20‬أو إىل حـ ّد مــا (‪ )% 16‬عــى هــذا الطــرح‪ ،‬نلحــظ أ ّن أقلّ ّيــة وازنــة‬
‫منهــم (‪ )% 29‬مل توافــق عليــه‪ ،‬علـاً أ ّن ‪ % 25‬منهــم غــر موافــق متامـاً‪.‬‬
‫حــس عــا ٍل باملســؤول ّية املشــركة لــدى غالب ّيــة القضــاة مبعنــى‬ ‫يبــن هــذا األمــر وجــود ّ‬ ‫ويف حــن ّ‬
‫أنّهــا تعتــر عــدم جــواز التن ّحــي ألســباب ذاتيــة بحتــة‪ ،‬فإنّــه ال ميكــن يف املقابــل أن نســتخلص مــن‬
‫ـس لديهــم أو تغليــب اعتباراتهــم الذاتيــة عــى االعتبــارات‬ ‫مامنعــة اآلخريــن بالــرورة غيــاب هــذا الحـ ّ‬
‫املوضوعيــة‪ ،‬الحتــال أن يكــون دافعهــم إىل ذلــك هــو الخــوف مــن تبعــات اإلعــان أو اإلفصــاح عــن‬
‫وبخاصــة يف حــال حصــل‬ ‫ّ‬ ‫أســباب التن ّحــي أو القناعــة بوجــوب عــدم نــر الغســيل الوســخ يف الخــارج‬
‫التن ّحــي نتيجــة ضغــوط مــن داخــل القضــاء‪.‬‬
‫وللتمحيــص يف حقيقــة م ـ ّررات هــؤالء القضــاة إلبقــاء أســباب التن ّحــي غــر علنيــة‪ ،‬ميكــن االسرتشــاد‬
‫رصفــات التــي قــد يلجــأون إليهــا يف حــال‬ ‫بإجاباتهــم عــن ســؤالني آخريــن وردا يف االســتامرة بشــأن الت ّ‬
‫وبخاصــة مــدى إمكان ّيــة تن ّحيهــم إذا بــدا لهــم بشــكل‬‫ّ‬ ‫حصــول تد ّخــل خارجــي أو داخــي يف ملفّاتهــم‪،‬‬
‫معقــول أنّهــم لــن يســتطيعوا درء التد ّخــل دون تعريــض أنفســهم أو غريهــم إىل خطــر شــديد جـ ّدا ً‪ .‬وقــد‬
‫جــاءت إجاباتهــم هنــا الفتــة ومعـ ّـرة مبــا يعنينــا يف هــذا الخصــوص‪ ،‬عل ـاً أنّهــا تباينــت وفــق طبيعــة‬
‫وبخاصــة يف حــال كان داخليـاً أو خارجيـاً‪ .‬ففــي حــال حصــول تد ّخــل خارجــي‪ ،‬انقســم القضــاة‬ ‫ّ‬ ‫التد ّخــل‬
‫الذيــن أعلنــوا عــن إمكانيّــة التن ّحــي وعددهــم ‪( 75‬أي مــا ميثّــل ‪ ،)% 30‬بــن ‪( 15‬أي مــا ميثّــل ‪)% 6‬‬
‫أي إفصــاح) مقابــل ‪ 60‬أعربــوا‬ ‫أعربــوا عــن ميلهــم إىل التن ّحــي الســلبي (أي مــن دون أن يرتافــق مــع ّ‬
‫عــن ميلهــم إىل التن ّحــي اإليجــايب (أي الــذي يرتافــق مــع ر ّد فعــل أو إفصــاح أو تعبــر عــن اســتياء)‪ .‬أ ّمــا‬
‫يف حــال حصــول تد ّخــل داخــي أي مــن قبــل قــاض آخــر‪ ،‬فقــد تراجــع عــدد اإلجابــات التــي اعتــرت‬
‫التن ّحــي مناســباً مــن ‪ 75‬إىل ‪ 42‬إجابــة أي مــا ميثّــل ‪ ،% 17‬كــا تقلّــص يف املقابــل الفــارق بــن عــدد‬
‫القضــاة الذيــن اختــاروا التن ّحــي الســلبي يف هــذه الحالــة (‪ 19‬مــن أصــل ‪ 254‬أي مــا ميثّــل ‪ )% 7‬والقضــاة‬
‫الذيــن أرفقــوه بفعــل إيجــايب مضــا ّد (‪ 23‬مــن أصــل ‪ 254‬أي مــا ميثّــل ‪ .)% 9‬تشــر هــذه األرقــام إىل‬
‫ميــل قضــاة العيّنــة للتن ّحــي مــن دون اإلفصــاح عــن ســببه هــو أعــى عنــد حصــول تد ّخــل داخــي (‪)19‬‬
‫منــه عنــد حصــول تد ّخــل خارجــي (‪ ،)15‬وهــو التد ّخــل الــذي يكــون إجــاالً أكــر خطــورة‪ .‬وعليــه‪ ،‬أمكن‬
‫تقديــم الفرض ّيــة اآلتيــة وقوامهــا أ ّن عــدم اإلفصــاح يرتبــط مبراعــاة الزمالــة أو عــدم إرادة نــر الغســيل‬
‫الوســخ خــارج القضــاء أكــر مـ ّـا ترتبــط بالخــوف‪.‬‬

‫االلتزام بتطوير المعارف الذاتية‬

‫يف االت ّجــاه نفســه‪ ،‬نجــد حامســة لــدى غالب ّيــة القضــاة يف اإلجابــة عــن الســؤال املتّصــل بكيف ّيــة تطويــر‬
‫معارفهــم الذاتيــة‪ ،‬علـاً أنّــه تُــرك لقضــاة العيّنــة ح ّريّــة إعطــاء أكــر مــن إجابــة عــن هــذا الســؤال وأن‬
‫يرت ّبــوا خياراتهــم وفــق أولويّاتهــم‪ .‬وقــد جــاءت اإلجابــات وفــق الجــدول اآليت‪:‬‬
‫| ‪39‬‬ ‫قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬

‫عدد اإلجابات‬ ‫عدد اإلجابات التي أوردت‬ ‫الطرح‬


‫التي أوردت‬ ‫الطرح خيارا ً‬
‫الطرح خيارا ً أ ّوالً‬
‫‪79‬‬ ‫‪173‬‬ ‫عرب املطالعة (كتب حقوقية‪ ،‬أوضاع محيطه االجتامعي) بناء عىل‬
‫مبادرة شخصية‬

‫‪22‬‬ ‫‪150‬‬ ‫عرب املشاركة مبؤمترات بناء عىل مبادرة شخصية؛ تنظّمها جامعات‬
‫أو هيئات خارج اإلطار القضايئ‬

‫‪37‬‬ ‫‪166‬‬ ‫املؤسسات التعليمية بناء عىل‬


‫عرب البحث العلمي أو من خالل ّ‬
‫مبادرة شخصية‬

‫‪25‬‬ ‫‪175‬‬ ‫عرب املشاركة يف مؤمترات أو ندوات تنظّمها الجمعيّات أو الهياكل‬


‫القضائية‬

‫‪29‬‬ ‫‪157‬‬ ‫عرب املشاركة يف مؤمترات أو ندوات من واجب الجهات القضائية‬


‫املختصة تنظيمها‬
‫ّ‬

‫‪20‬‬ ‫‪137‬‬ ‫كل سنة‪ ،‬من‬


‫عرب املشاركة بح ّد أدىن إلزامي من األيّام التأهيلية ّ‬
‫املؤسسات القضائية‬
‫ضمن فهرس مقرتح من ّ‬

‫‪2‬‬ ‫‪30‬‬ ‫مختلِف‬

‫ونلحظ أ ّن ‪ 214‬منهم قد حدّدوا الخيار املفضّ ل لديهم لتطوير معارفهم الذاتية‪.‬‬

‫أبرز ما نلحظه يف هذا الخصوص‪:‬‬

‫أ ّوالً‪ ،‬أ ّن مجمــل الخيــارات املطروحــة حــازت عــى غالب ّيــة إجابــات القضــاة بنســب تراوحــت بــن‬
‫‪ % 54‬و‪ % 69‬مــن مجمــوع قضــاة الع ّينــة‪ .‬ونستشـ ّـف مــن ذلــك موافقتهــم عــى رضورة التـزام القــايض‬
‫أي مــن الوســائل املذكــورة أعــاه وســواء تح ّقــق ذلــك بفضــل املبــادرة‬
‫بتطويــر معارفــه بطريقــة دامئــة‪ ،‬يف ّ‬
‫املؤسســات والجمع ّيــات القضائيــة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ـن‬‫ـكل قــاض أو بتنظيــم مـ‬
‫الشــخصية لـ ّ‬
‫| قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬ ‫‪40‬‬

‫ثانيـاً‪ ،‬أ ّن الخيــارات الثالثــة التــي حــازت عــى العــدد األكــر مــن اإلجابــات (‪ 166‬إىل ‪ )175‬هــي الخيــارات‬
‫ـاص بهــم الكتســاب‬ ‫التــي يرشــح عنهــا دور فاعــل مــن قبــل القضــاة ســواء مــن خــال بــذل جهــد خـ ّ‬
‫املعرفــة أو مــن خــال االشــراك مــع زمــاء يف تنظيــم النــدوات واملؤمتــرات يف إطــار الجمع ّيــات أو‬
‫الهيــاكل القضائيــة أو مــن خــال املطالعــة أو البحــث العلمــي‪ .‬هــذا مــع العلــم أ ّن عــدد القضــاة الذيــن‬
‫ص ّنفــوا أحــد هــذه الخيــارات خيــارا ً أ ّوالً بلــغ ‪ 141‬قاضيـاً‪ .‬يف املقابــل‪ ،‬تراجــع عــدد اإلجابــات بالنســبة إىل‬
‫الخيــارات األخــرى التــي يــؤدّي فيهــا القــايض دور املتل ّقــي كــا هــو األمــر حــن يحــر مؤمتـرات تنظّمهــا‬
‫املؤسســات القضائيــة أو الجامعــات ســواء بإرادتــه أو إلزاميـاً‪ .‬يشــر هــذا األمــر إىل مقاربــة القضــاة هــذا‬ ‫ّ‬
‫خاصـاً منهــم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫ـ‬ ‫اط‬‫ر‬ ‫انخ‬ ‫ـتدعي‬ ‫ـ‬ ‫يس‬ ‫ام‬‫ز‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـه‬
‫ـ‬‫ّ‬ ‫ن‬‫أ‬ ‫ـى‬
‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ام‬‫ز‬ ‫ـ‬ ‫االلت‬

‫ثالثـاً‪ ،‬أ ّن قضــاة العيّنــة قاربــوا هــذا االلتـزام عــى أنّــه قاعــدة أخالقيــة تــازم الوظيفــة القضائيــة‪ ،‬فيــا‬
‫بــدوا أقـ ّـل حامســة حيــال فرضــه مــن قبــل الهرم ّيــة القضائيــة بصــورة معنويــة أو إلزاميــة‪ .‬وعليــه‪ ،‬وفيــا‬
‫حظيــت وســائل اكتســاب املعرفــة مبعــزل عــن الهرميّــة القضائيــة عــى ‪ 163‬مــن الخيــارات األوىل أي مــا‬
‫نســبته ‪ ،% 64‬مل يحـ َظ خيــار وســائل اكتســاب املعرفــة بفعــل هــذه الهرم ّيــة ّإل عــى ‪ 49‬مــن الخيــارات‬
‫األوىل أي مــا نســبته ‪ .% 19‬ومــن الالفــت أ ّن الخيــار الــذي حظــي عــى أقـ ّـل عــدد مــن اإلجابــات هــو‬
‫كل ســنة‪ ،‬مــن ضمــن فهــرس مقــرح‬ ‫الخيــار الــذي يفــرض إلـزام القضــاة بحـ ّد أدىن مــن األيّــام التأهيليــة ّ‬
‫املؤسســات القضائيــة حيــث مل يعتــره خيــارا ً أ ّوالً ّإل ‪ 20‬قاضي ـاً‪ .‬ويتالقــى هــذا األمــر مــع رفــض‬‫مــن ّ‬
‫القضــاة بــأن ت ُســتخدم املد ّونــة ســبيالً لإلك ـراه أو التأديــب كــا تبـ ّـن عنــد النظــر يف إجاباتهــم بشــأن‬
‫األهــداف املرجـ ّوة منهــا‪.‬‬

‫رابعـاً‪ ،‬أ ّن الخيــار الــذي حظــي بأكــر عــدد مــن اإلجابــات (‪ )175‬هــو خيــار االشـراك بنــدوات ومؤمتـرات‬
‫تنظّمهــا الجمع ّيــات والهيــاكل القضائيــة‪ .‬ويعـ ّـر هــذا األمــر يعـ ّـر بشــكل واضــح عــن تو ّجــه القضــاة إىل‬
‫اعتبــار هــذا االلت ـزام التزام ـاً يتشــاركون فيــه مــع زمالئهــم يف الجســم القضــايئ بهــدف تعزيــز مســتوى‬
‫األداء القضــايئ‪ .‬وعليــه‪ ،‬تكــون مجموعــة وازنــة مــن القضــاة قــد تخطّــت مفهــوم املســؤول ّية الفرديــة‬
‫كل قــاض واجــب تطويــر معارفــه بنفســه وعــى حــدة‪ ،‬لتتب ّنــى نظــام األخالق ّيــات‬ ‫الــذي يرتّــب عــى ّ‬
‫كل قــاض ســاهرا ً عــى جــدارة الجســم القضــايئ بر ّمتــه مــن خــال املشــاركة‬ ‫الجامعيــة الــذي يكــون فيــه ّ‬
‫يف نشــاطات جامعيــة تنظَّــم يف إطــار عــا ّم‪ ،‬يغتنــي فيهــا القــايض مــن خــرة زمالئــه ويُغنيهــا‪ّ .‬إل أ ّن‬
‫حامســة القضــاة إىل اكتســاب املعرفــة بشــكل جامعــي عــى هــذا الوجــه ال تعنــي أبــدا ً تقليلهــم مــن‬
‫وبخاصــة مبــا يتصــل‬
‫ّ‬ ‫أه ّم ّيــة الجهــود الفرديــة يف اكتســاب املعرفــة وفــق مــا يتبـ ّـن مــن الجــدول أعــاه‪،‬‬
‫بجهــود املطالعــة والبحــث العلمــي‪.‬‬

‫املؤسســات والهياكل‬
‫ّ‬ ‫الخاصــة باملســؤولني يف‬
‫ّ‬ ‫ت‪ -‬املســؤول ّية‬
‫ا لقضا ئية‬

‫عنــد ســؤال قضــاة الع ّينــة «هــل يجــب أن تتضمــن مد ّونــة األخالق ّيــات القضائيــة نصوصـاً ّ‬
‫خاصــة للقضــاة‬
‫| ‪41‬‬ ‫قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬

‫الذيــن يضطلعــون مبســؤوليات قضائيــة (رئيــس غرفــة أم رئيــس محكمــة)‪ ،‬أجابــت غالب ّيــة قضــاة الع ّينــة‬
‫باإليجاب (‪.)152‬‬
‫خاصــة بهــؤالء‪ ،‬ب ـ ّررت غالب ّيتهــم موقفهــا بالنظــر إىل‬ ‫ّ‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫قواع‬ ‫ـود‬ ‫ـ‬ ‫لوج‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫دي‬‫ّ‬ ‫ي‬ ‫املؤ‬ ‫ـاة‬
‫ـ‬ ‫القض‬ ‫ولــدى ســؤال‬
‫«املثــال الــذي يجــب أن يش ـكّلوه لباقــي القضــاة» (‪ % 63‬موافــق متام ـاً يضــاف إليهــم ‪ % 8‬موافــق إىل‬
‫حـ ّد مــا مقابــل ‪ % 5‬فقــط غــر موافــق)‪ .‬يف املقابــل‪ ،‬فقــد بـ ّررت نســبة أقـ ّـل هــذا املوقــف بالنظــر «لألثــر‬
‫رصفاتهــم عــى املجتمــع» (‪ % 39‬موافــق متامـاً يضــاف إليهــم ‪ % 18‬موافــق إىل حـ ّد مــا مقابــل‬ ‫األكــر لت ّ‬
‫‪ % 6‬فقــط غــر موافــق وغــر موافــق متام ـاً)‪ .‬نســتنتج مــن ذلــك تص ـ ّورا ً غالب ـاً لــدى قضــاة العيّنــة مبــا‬
‫يفــرض باملســؤولني القضائيــن أن يكونــوا‪ ،‬وتحديــدا ً تصـ ّورا ً غالبـاً بــأن يــؤدّي هــؤالء دور املثــال األعــى‬
‫ـؤش هــذا األمــر إىل أ ّن القضــاة قاربــوا هــذا الســؤال مــن زاويــة مــدى متتّــع املســؤولني‬ ‫للقضــاة‪ .‬ويـ ّ‬
‫خاصــة (مبــا يعكــس غلبــة املقاربــات التقليديــة للهرميــة القضائيــة)‬ ‫القضائيــن مبقامــات معيّنــة أو مبزايــا ّ‬
‫خاصــة‪ .‬ويتعـ ّزز‬
‫أكــر مـ ّـا قاربــوه مــن زاويــة الوظائــف املناطــة بهــم ومــا قــد تســتدعيه مــن موجبــات ّ‬
‫خاصــة‬‫هــذا األمــر مــن خــال امتنــاع نســبة عاليــة مــن قضــاة العيّنــة الذيــن أيّــدوا وضــع قواعــد ّ‬
‫باملســؤولني القضائيــن عــن اإلجابــة عــن األســئلة املتّصلــة مباه ّيــة هــذه القواعــد والتــي تراوحــت بــن‬
‫‪ % 46 % 39‬منهــم‪.‬‬
‫وبالتدقيــق يف آراء القضــاة الذيــن أجابــوا عــى هــذه األســئلة‪ ،‬نــرى أنّهــم وافقــوا يف غالبيّتهــم عــى‬
‫مجمــل الطروحــات التــي قدّمناهــا يف االســتامرة‪ .‬ومــن أهـ ّم القواعــد التــي تجــدر اإلشــارة إليهــا والتــي‬
‫ـت بأعــى نســبة موافقــة بــن هــؤالء القضــاة «تأمــن اح ـرام املســاواة يف املعاملــة بــن القضــاة‬ ‫ِ‬
‫حظيَـ ْ‬
‫كل القـرارات املتّخــذة»‪ .‬فقــد حصــل هــذا الطــرح عــى تأييــد ‪ % 54‬مــن مجمــوع القضــاة‬ ‫واملتقاضــن يف ّ‬
‫خاصــة باملســؤولني القضائيــن (مقابــل ‪ % 7‬رفــض و‪ % 39‬ال جــواب)‪.‬‬ ‫الذيــن أيّــدوا وضــع قواعــد ّ‬
‫ويف املقابــل‪ ،‬يُلحــظ انخفــاض نســبة املوافقــن عــى طــرح آخــر (مراعــاة أســمى قواعــد الدميقراطيــة‬
‫والحوكمــة) مقابــل ارتفــاع نســبة املعارضــن لــه (‪ % 30‬موافــق متامـاً و‪ % 14‬موافــق إىل حـ ّد مــا مقابــل‬
‫‪ % 12‬معــارض متامـاً أو إىل حـ ّد مــا و‪ % 45‬ال جــواب)‪ .‬وينـ ّم تراجــع التأييــد لهــذا الطــرح عــن تســليم‬
‫لــدى أقلّ ّيــة وازنــة مبرشوعيــة املســؤولني القضائيــن التّخــاذ الق ـرارات املتّصلــة بتنظيــم القضــاء (وتالي ـاً‬
‫الثقــة بهــم) أو عــى األقـ ّـل عــن حــذر إزاء التشــارك ّية يف اتّخــاذ الق ـرارات أو متلمــل منهــا‪.‬‬

‫خاصــة باملســؤولني‬ ‫مــن ناحيــة أخــرى‪ ،‬ســألنا قضــاة الع ّينــة الذيــن رفضــوا تضمــن املد ّونــة قواعــد ّ‬
‫القضائيــن عــن مــ ّررات هــذا الرفــض‪ ،‬وقــد طرحنــا عليهــم لهــذه الغايــة طرحــن هــا «إ ّن مبــدأ‬
‫املســاواة بــن القضــاة مينــع التمييــز بحســب امله ّمــة أو املركــز» و»إ ّن القواعــد األخالقيــة عا ّمــة كفايــة»‪،‬‬
‫طالبــن منهــم إبــداء مــدى موافقتهــم عليهــا‪ .‬وفيــا حظــي هــذان الطرحــان مبوافقــة غالب ّيــة قضــاة‬
‫العيّنــة‪ُ ،‬س ـ ّجل يف املقابــل ارتفــاع نســبي لنســبة عــدم املوافقــة‪ .‬فقــد حظــي الطــرح األ ّول مبوافقــة‬
‫‪ % 57‬مــن هــؤالء القضــاة متامـاً أو إىل حـ ّد مــا فيــا عارضــه ‪ % 29‬منهــم متامـاً أو إىل حـ ّد مــا‪ .‬يف املقابــل‪،‬‬
‫حظــي الطــرح الثــاين مبوافقــة ‪ % 53‬مــن هــؤالء القضــاة متامـاً أو إىل حـ ّد مــا فيــا عارضــه ‪ % 34‬منهم‪.‬‬

‫ومن أبرز ما نستشفّه من هذه اإلجابات‪:‬‬


‫| قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬ ‫‪42‬‬

‫أ ّوالً‪ ،‬تظهــر النســبة املرتفعــة لرفــض التمييــز بــن القضــاة (‪ )% 29‬حساســية وازنــة إزاء متتيــع املســؤولني‬
‫ـاص‪ ،‬وهــو موقــف يناقــض متامـاً املوقــف الــذي عـ ّـر عنــه القضــاة املؤيّــدون لوضــع قواعــد‬ ‫ـأي مقــام خـ ّ‬‫بـ ّ‬
‫خاصــة باملســؤولني القضائيــن لجهــة أه ّم ّيــة تأديــة هــؤالء مه ّمــة املثــال األعــى‪ .‬ومــن شــأن هــذا األمــر‬
‫ّ‬
‫ـؤشا ً إىل تفــاوت يف نظـرات القضــاة إىل الهرميّــة القضائيــة الــذي ميكــن ردّه إىل التفــاوت بــن‬ ‫أن يشـكّل مـ ّ‬
‫أجيــال القضــاة وتحديــدا ً بــن قضــاة مــا قبــل ‪ 2011‬وقضــاة مــا بعدهــا‪.‬‬

‫ثانيـاً‪ ،‬يســتدعي ارتفــاع األقلّ ّيــة الرافضــة لهذيــن الطرحــن التســاؤل حــول أســباب هــؤالء لرفــض تخصيص‬
‫خاصــة‪ ،‬األمــر الــذي يعـ ّزز فرض ّيــة أن يكــون الرفــض لــدى هــؤالء مبدئيـاً‬
‫املســؤولني القضائيــن بقواعــد ّ‬
‫يف عمقــه أكــر مـ ّـا هــو مرتبــط بســبب معـ ّـن‪.‬‬

‫ختام ـاً‪ ،‬تجــدر اإلشــارة إىل أ ّن غالبيّــة قضــاة العيّنــة أبــدوا يف مواضــع ع ـدّة مــن االســتامرة ثقتهــم يف‬
‫رؤســائهم‪ .‬وهــذا مــا نستش ـفّه تحديــدا ً مــن منحهــم دورا ً أساســياً يف تطبيــق مد ّونــة األخالق ّيــات‪ :‬أ ّوالً‪،‬‬
‫عنــد اختيــار أغلب ّيــة قضــاة الع ّينــة مجلــس القضــاء األعــى مرجع ّيـ ًة الســتيضاح الواجبــات األخالقيــة يف‬
‫حــال وجــود شـ ّـك أو التبــاس (‪ 128‬مــن أصــل ‪ 254‬أي مــا ميثّــل ‪ .)% 50‬ثاني ـاً‪ ،‬عنــد اختيــار غالبيّتهــم‬
‫ـاض العتــداء غــر م ـرَّر (‪ 153‬مــن أصــل ‪ 247‬أي مــا‬ ‫اللجــوء الجامعــي إىل املجلــس يف حــال تع ـ ّرض قـ ٍ‬
‫ميثّــل ‪ .)% 62‬ثالثـاً‪ ،‬عنــد إعطــاء غالبيّــة قضــاة العيّنــة مجلــس القضــاء األعــى أو رئيــس املحكمــة التــي‬
‫ينتمــي إليهــا القــايض الصالح ّيــة يف تل ّقــي شــكاوى القضــاة يف حــال حصــول تد ّخــل خارجــي أو داخــي يف‬
‫عملــه (تباعـاً ‪ 145‬و‪ 166‬يف حــال حصــول تدخّل خارجــي و‪ 109‬و‪ 179‬يف حال حصــول تدخّل داخيل)‪.‬‬
‫| ‪43‬‬ ‫قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬

‫الفصل الخامس‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّّ‬
‫واالستقاللية‬ ‫الحرية‬
‫خاصــة باســتقالل ّية القــايض وحياديّتــه‪ .‬وتحــدّد هــذه‬ ‫تتض ّمــن غالب ّيــة املد ّونــات القضائيــة فصــوالً ّ‬
‫الخــاص‬
‫ّ‬ ‫املد ّونــات عمومــاً الهامــش الــذي ترتكــه لح ّريّــة القــايض بالتعبــر والتج ّمــع ضمــن الفصــل‬
‫مبوجــب التح ّفــظ أو بواجــب اللياقــة ‪ ،devoir de convenance‬عل ـاً أ ّن معظــم املد ّونــات املعت َمــدة‬
‫يف املنطقــة العربيــة تض ّيــق عــى هاتــن الح ّريّتــن‪ ،‬بحيــث أصبــح موجــب التح ّفــظ هــو املبــدأ والتمتّــع‬
‫بهاتــن الح ّريّتــن هــو االســتثناء‪ .‬وعــدا عــن أ ّن هــذه املد ّونــات حرمــت القضــاة مــن ح ّريّــات دســتورية‪،‬‬
‫ر عمومـاً‬ ‫فإنّهــا عكســت حــذرا ً شــديدا ً وموقفـاً ســلبياً إزاء ح ّريّــة القضــاة‪ ،‬بحيــث ص ّورتهــا عــى أنّهــا تـ ّ‬
‫بالعمــل القضــايئ مــع حجــب اإليجابيّــات التــي قــد تنتــج عنهــا كــا الســلبيّات التــي تنتــج عــن قمعهــا‪.‬‬
‫يتعــن عليــه أن يعمــل بعزلــة‬ ‫ّ‬ ‫وهــي بذلــك اســتعادتْ ال ّنظــرة التقليديــة ملواصفــات القــايض الــذي‬
‫وصمــت تا َّمـ ْـن‪.‬‬
‫خاصــة بعــد جانفــي ‪ ،2011‬حيــث اســتخدم‬ ‫ـبت إشــكاليّة ح ّريّــة القضــاة يف تونــس أه ّميّــة ّ‬ ‫وقــد اكتسـ ْ‬
‫ـي التعبــر والتج ّمــع بشــكل واســع‪ ،‬ويف محطّــات أخــذ العديــد منهــا طابعـاً نضاليـاً يهــدف‬ ‫القضــاة ح ّريّتَـ ْ‬
‫وبخاصــة يف ســياق صياغــة الدســتور ومــروع قانــون املجلــس األعــى‬ ‫ّ‬ ‫إىل تحقيــق اســتقالليّة القضــاة‬
‫للقضــاء‪ .‬وقــد تجـ ّـى ذلــك يف مامرســة القضــاة الواســعة لح ّريّــة التج ّمــع مــن خــال إعــادة إحيــاء الهيئــة‬
‫الرشعيــة لجمع ّيــة القضــاة التونســيني غــداة الثــورة التــي رسعــان مــا تح ّولــت إىل إحــدى القــوى الثوريــة‬
‫البــارزة يف املشــهد التونــي‪ .‬كــا تـ ّم تأســيس نقابــة للقضــاة التونســيني وات ّحــاد القضــاة اإلداريــن فضـاً‬
‫توســعاً‬ ‫عــن جمع ّيــات وات ّحــادات قضائيــة أخــرى‪ .‬وإىل جانــب ذلــك‪ ،‬شــهدتْ ح ّريّــة التعبــر للقضــاة ّ‬
‫كبـرا ً مــن خــال انخـراط العديــد منهــم يف وســائل التواصــل االجتامعــي‪.‬‬
‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ت‬
‫ّ َّ ْ‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ح‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫مقارب‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫كيف‬ ‫ـول‬‫ـ‬ ‫ح‬ ‫وقــد ضُ ِّمــن التص ـ ّور التجديــدي لألخالق ّيــات القضائيــة تســاؤالت ع ـدّة‬
‫القضــاة يف التج ّمــع والتعبــر‪ ،‬ســواء لجهــة وظيفتهــا يف حاميــة اســتقالل القضــاء أو لجهــة حدودهــا التــي‬
‫يتعـ ّـن عــى القضــاة االلت ـزام بهــا‪ .‬وقــد خلــص التص ـ ّور التجديــدي إىل وضــع املعادلــة القامئــة عــى أ ّن‬
‫االســتقالل ّية تبقــى منقوصــة وهشّ ــة مــن دون االع ـراف بح ّريّــة القــايض‪ ،‬وأ ّن متتّــع القــايض بح ّريّتــه ال‬
‫ـتقالل القــايض غاي ـ َة ح ّريّ ِتــه‬
‫تح ـدّه ّإل مقتضيــات االســتقالليّة‪ .‬وعليــه‪ ،‬وفــق هــذا التص ـ ّور‪ ،‬يصبــح اسـ ُ‬
‫وقيدَهــا يف آن‪.‬‬
‫انطالقـاً مــن هــذا التصـ ّور‪،‬ت ضُ ّمنــت االســتامرة عــددا ً مــن األســئلة التــي هدفــت إىل معرفــة مواقــف‬
‫القضــاة مــن الجدليّــة القامئــة بــن ح ّريّتهــم واســتقالليّتهم‪ ،‬ســنعمد هنــا إىل تحليــل إجابــات هــذه‬
‫األســئلة‪.‬‬

‫أ‪ -‬استقالل ّية من دون ح ّريّة؟‬

‫يف هــذا الصــدد‪ ،‬ســنتناول اإلجابــات التــي نستشـ ّـف منهــا موقفـاً لقضــاة العيّنــة بشــأن مــدى ّ‬
‫متســكهم‬
‫| قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬ ‫‪44‬‬

‫بح ّريّــة التعبــر والتج ّمــع‪ ،‬ومــدى تعويلهــم عليهــا يف الدفــاع عــن اســتقالل ّيتهم‪.‬‬
‫أ ّول مــا نجــده يف هــذا املضــار هــو إجاباتهــم عــن الســؤال األ ّول‪ ،‬حــول الهــدف مــن وضــع وثيقــة‬
‫األخالق ّيــات القضائيــة‪ ،‬حيــث ُعــرض عــى القضــاة اختيــار أكــر مــن هــدف مــع إمكان ّيــة ترتيــب أولويّــة‬
‫خياراتهــم‪ .‬ومــن الالفــت أ ّن عــددا ً وازنـاً مــن قضــاة الع ّينــة (‪ 143‬مــن أصــل ‪ )254‬اختــار «التأكيــد عــى‬
‫حقــوق وح ّريّــات القضــاة‪ ،‬بالتــوازي مــع واجباتهــم» هدفـاً للمد ّونــة‪ ،‬علـاً أ ّن ‪ 37‬منهــم اختــاروا هــذا‬
‫الهــدف خيــارا ً أ ّوالً (أي مــا ميثّــل ‪ 17%‬مــن مجمــوع الذيــن حــدّدوا خيارهــم األ ّول)‪ .‬وعليــه‪ ،‬تشــر‬
‫اإلجابــات عــن هــذا الســؤال إىل اهتــام كبــر مــن القضــاة بتضمــن املد ّونــة مــا يضمــن ح ّريّاتهــم‪ .‬ويف‬
‫االت ّجــاه نفســه‪ ،‬نُسـ ّجل إجابــات القضــاة عــن الســؤال املتّصــل بدرجــة التفصيــل الواجــب اعتامدهــا يف‬
‫صياغــة املد ّونــة‪ ،‬حيــث رأى ‪ 30%‬وجــوب «اعتــاد الدقّــة بالنســبة إىل األمــور املتّصلــة بالح ّريّــات أو‬
‫باإلجابــة عــى التحدّيــات األساســية»‪.‬‬
‫متســكهم بح ّريّتهــم‪ ،‬تض ّمنــت االســتامرة أســئلة ذات داللــة عــى‬ ‫وإىل جانــب إعــان قضــاة الع ّينــة ّ‬
‫مقاربتهــم لوظيفتهــا يف حاميــة اســتقالليّتهم‪ .‬ومــن أبــرز األســئلة يف هــذا اإلطــار‪ ،‬األســئلة التــي متحــورتْ‬
‫مــن جهــة حــول مــدى وجــوب تضامــن القضــاة مــع زمالئهــم الذيــن قــد يتع ّرضــون العتــداء غــر مـ َّرر أو‬
‫غــر متناســب‪ ،‬ومــن جهــة أخــرى حــول كيف ّيــة تصـدّي القــايض للتد ّخــل املبــارش يف عملــه‪ .‬وقــد ترافقــت‬
‫هــذه األســئلة مــع طروحــات عــدّة حــول وســائل التضامــن أو التصــدّي (ومنهــا مــا يفــرض التمتّــع‬
‫بح ّريّــة جامعيــة أو فرديــة)‪ ،‬طُلــب مــن القضــاة إبــداء آرائهــم بشــأنها‪.‬‬

‫ومن أبرز ما نستشفّه من اإلجابات عن هذه األسئلة‪:‬‬

‫أي زميــل لهــم قــد يكــون تع ـ ّرض‬


‫• إجــاع قضــاة العيّنــة عــى وجــوب تضامنهــم مــع ّ‬
‫العتــداء غــر مــ َّرر أو غــر متناســب (‪ 247‬نعــم و‪ 1‬كال و‪ 6‬مــن دون إجابــة)‪.‬‬

‫• موافقــة معظــم القضــاة عــى وجــوب التعبــر عــن تضامنهــم مــن خــال وســائل غــر‬
‫مؤسســاتية‪ ،‬ســواء مــن خــال القيــام بنشــاطات مــن خــال الجمع ّيــات والهيــاكل املهنيــة‬ ‫ّ‬
‫أو مــن خــال القيــام بنشــاطات جامعيــة عا ّمــة يف الوســائل اإلعالميــة أو األماكــن العا ّمــة‬
‫حيــث بلــغ مجمــوع هــؤالء ‪ .)64%( 159‬ويُلحــظ هنــا أ ّن القضــاة أبــدوا ميـاً أكــر للقيــام‬
‫بنشــاطات تضامنيــة مــن خــال الجمعيّــات والهيــاكل املهنيــة (‪ 151‬مــن أصــل الـــ‪247‬‬
‫الذيــن أيّــدوا التضامــن أي ‪ 61%‬مــن مجمــوع قضــاة الع ّينــة‪ ،‬علـاً أ ّن ‪ 39‬منهــم أي ‪16%‬‬
‫مــن هــؤالء اعتــروه الــر ّد املناســب الوحيــد) مــن امليــل إىل القيــام بنشــاطات جامعيــة‬
‫عا ّمــة يف الوســائل اإلعالميــة أو األماكــن العا ّمــة (‪ 56‬مــن أصــل ‪ 247‬أي ‪ 23%‬مــن مجمــوع‬
‫قضــاة الع ّينــة‪ ،‬عل ـاً أ ّن ‪ 6‬منهــم فقــط اختــاروا هــذه الوســيلة وســيل ًة حرصيــة للتعبــر‬
‫ـؤش هــذا األمــر إىل بــروز أقلّيّــة وازنــة للتح ـ ّركات يف الفضــاء العــا ّم‪،‬‬
‫عــن تضامنهــم)‪ .‬ويـ ّ‬
‫وإن بقيــت الغالب ّيــة م ّيالــة إىل التح ـ ّرك املؤطَّــر يف جمع ّيــات أو هيــاكل قضائيــة‪.‬‬
‫| ‪45‬‬ ‫قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬

‫يُضــاف إىل ذلــك أ ّن تعويــل القضــاة عــى ح ّريّــة التج ّمــع وتأســيس جمع ّيــات لضــان اســتقالل ّيتهم‬
‫يف مواجهــة االعتــداءات والتد ّخــات ال ينفــي‪ ،‬وفــق مــا يظهــر مــن اإلجابــات عــن األســئلة‪ ،‬تعويلهــم‬
‫وبخاصــة املتمثّلــة باملجلــس األعــى للقضــاء‪ .‬وهــذا مــا نستش ـفّه مــن أ ّن‬
‫ّ‬ ‫املؤسســاتية‬
‫عــى الحاميــة ّ‬
‫القســم األكــر مــن هــؤالء (‪ 97‬أي ‪ )39%‬رأى رضورة يف أن يقــرن الــر ّد مــن خــال الجمع ّيــات بوســائل‬
‫مؤسســاتيّة أه ّمهــا اللجــوء جامعي ـاً إىل مجلــس القضــاء األعــى‪.‬‬

‫وطرحنــا يف آخــر االســتامرة أســئلة مشــابهة بعــض الــيء‪ ،‬لك ّنهــا ال تتعلّــق مبوجــب التضامــن يف ص ـ ّد‬
‫االعتــداء عــى قــاض بــل بالوســائل التــي قــد يلجــأ إليهــا القــايض للدفــاع عــن نفســه يف حــال تع ُّرضــه‬
‫لتد ّخــل‪ .‬ولــدى التدقيــق يف اإلجابــات‪ ،‬أمكــن تســجيل مــا يــي‪:‬‬

‫مؤسســاتية (تحديــدا ً‬ ‫• أ ّوالً‪ ،‬تراجــع ملحــوظ يف اختيــار قضــاة الع ّينــة اللجــوء إىل أطــر غــر ّ‬
‫الجمعيّــات املهنيــة والــرأي العــا ّم) يف معــرض صدّهــم تد ّخ ـاً خارجي ـاً يف عملهــم‪ .‬فلــم‬
‫يتجــاوز عــدد القضــاة الذيــن اختــاروا إحــدى هــذه الوســائل ‪ 82‬قاضيـاً (‪ 32%‬مــن مجموع‬
‫قضــاة الع ّينــة) علـاً أ ّن القســم األكــر مــن هــؤالء (‪ 69‬قاضيـاً؛ ‪ 27%‬مــن مجمــوع هــؤالء)‬
‫املؤسســاتية إىل‬
‫قــد أبقــوا ضمــن وســائل الدفــاع عــن النفــس إمكانيّــة اللجــوء إىل األطــر ّ‬
‫املؤسســاتية‪ ،‬ســواء اتّصــل األمــر بإطــاع رئيــس املحكمــة التــي ينتمــي إليهــا‬ ‫جانــب غــر ّ‬
‫القــايض و‪/‬أو مجلــس القضــاء األعــى و‪/‬أو النيابــة العا ّمــة‪ .‬مقابــل هــذا الرتاجــع‪ ،‬نلحــظ‬
‫ارتفاعـاً يف عــدد القضــاة الذيــن اختــاروا اللجــوء إىل الوســائل ّ‬
‫املؤسســاتية يف هــذه الحــاالت‬
‫حيــث بلــغ مجموعهــم ‪ 225‬قاضي ـاً (‪ .)89%‬وعليــه‪ ،‬يظهــر فــارق واضــح بــن إجابــات‬
‫القضــاة عــن هــذا الســؤال وإجاباتهــم عــن الســؤال املتّصــل بكيفيّــة تضامنهــم مــع زميــل‬
‫املؤسســاتية‬
‫معتــدى عليــه‪ ،‬حيــث أعلــن ‪ 64%‬عــن اســتعدادهم للجــوء إىل األطــر غــر ّ‬
‫املؤسســاتية‪.‬‬
‫مقابــل ‪ 74%‬أعلنــوا اســتعدادهم للجــوء إىل األطــر ّ‬
‫• ثانيــاً‪ ،‬عنــد التدقيــق يف إجابــات القضــاة حــول الوســائل املســتخدَمة لصــ ّد التدخّــل‬
‫الداخــي‪ ،‬أمكــن تســجيل االتّجــاه نفســه لديهــم‪ ،‬حيــث تراجــع أيضـاً عــدد القضــاة الذيــن‬
‫املؤسســاتية ليصبــح ‪ 57‬قاضيــاً (‪ 22%‬مــن مجمــوع‬ ‫اختــاروا اللجــوء إىل الوســائل غــر ّ‬
‫قضــاة الع ّينــة)‪ .‬وهنــا أيض ـاً لحظنــا ارتفاع ـاً يف عــدد القضــاة الذيــن أعلنــوا اســتعدادهم‬
‫املؤسســاتية حيــث بلــغ عددهــم ‪ 217‬أي مــا نســبته ‪.85%‬‬ ‫للجــوء إىل األطــر ّ‬
‫• ثالث ـاً‪ ،‬عنــد التدقيــق يف إجابــات قضــاة الع ّينــة الذيــن أعلنــوا اســتعدادهم اللجــوء إىل‬
‫املؤسســاتية لصـ ّد تد ّخــل خارجــي أو تد ّخــل داخــي‪ ،‬نلحــظ أ ّن قلّــة قليلــة‬ ‫الوســائل غــر ّ‬
‫منهــم اختــارت اللجــوء إىل الــرأي العــا ّم (‪ 16‬لص ـ ّد التد ّخــل الخارجــي و‪ 8‬لص ـ ّد التد ّخــل‬
‫الداخــي)‪ .‬وهــذا األمــر إنّ ــا يشــر إىل اســتمرار حذرهــم إزاء مامرســة ح ّريّــة التعبــر يف‬
‫الفضــاء العــا ّم بصفتهــم أف ـراد لص ـ ّد التد ّخــل يف أعاملهــم‪.‬‬

‫وبالعــودة إىل الســؤال الــذي طرحنــاه أعــاه‪ ،‬حــول مــدى تعويــل القضــاة عــى ح ّريّــة التج ّمــع والتعبــر‬
‫| قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬ ‫‪46‬‬

‫للدفــاع عــن اســتقاللهم‪ ،‬أمكننــا اإلجابــة بــأ ّن تعويلهــم عــى ح ّريّــة التج ّمــع يزيــد بقــدر مــا تزيــد‬
‫املخاطــر عــى اســتقاللهم‪ ،‬حيــث بلغــت نســبة التعويــل عــى هــذه الح ّريّــة ‪ ،64%‬يف حــال «االعتــداء‬
‫عــى قــاض» فيــا انخفضــت إىل ‪ 32%‬يف حــال حصــول تد ّخــل خارجــي يف عمــل القــايض‪ ،‬لتنخفــض أيضـاً‬
‫إىل ‪ 22%‬يف حــال حصــول تد ّخــل داخــي يف عملــه‪ .‬وتجــد هــذه األرقــام مــا ي ّربرهــا يف تو ّجــه القضــاة‬
‫لالقتصــاد يف اختيــار وســائل للدفــاع عــن أنفســهم أو عــن زمالئهــم وفــق خطــورة التهديــد الــذي يحــدق‬
‫كل مســألة‪ .‬يف املقابــل‪ ،‬يس ـ َّجل أ ّن‬ ‫بهــم مــن منطلــق اختيــار الوســيلة التــي تبــدو األكــر تناســباً مــع ّ‬
‫تعويــل القضــاة عــى وســائل التح ـ ّرك أو التعبــر يف الفضــاء العــا ّم يبقــى محصــورا ً بأقلّيــة منهــم‪.‬‬

‫ب‪ -‬حدود الح ّريّة‬

‫ُوضعــت أســئلة االســتامرة عــى أســاس أ ّن الح ّريّــة حـ ٌّـق دســتوري معـ َرف بــه للقــايض شــأنه شــأن جميــع‬
‫املواطنــن‪ .‬وتض ّمنــت أســئلة متكّننــا مــن معرفــة موقــف قضــاة العيّنــة مــن الحـ ّد مــن ح ّريّتهــم هــذه‪.‬‬
‫يف هــذا الســياق‪ ،‬طرحنــا عليهــم الســؤال التــايل‪« :‬إ ّن ح ّريّــة التعبــر للقضــاة حـ ّـق معـ َرف بــه‪ .‬هــل مثّــة‬
‫حــدود برأيكــم ملامرســة هــذه الح ّريّــة؟» وكان بإمكانهــم اختيــار طــر ٍح أو أكــر مــن الطروحــات التاليــة‪:‬‬
‫أي ترصيــح غــر مسـ َند عــى حجــج‪ ،‬أو يعكــس أفــكارا ً مســبقة أو‬ ‫«عــى القــايض أن ميتنــع عــن إطــاق ّ‬
‫ينـ ّم عــن خ ّفــة يف إبــداء اآلراء‪ ،‬يف حــال كان مــن شــأن هــذه الترصيحــات أن تؤثّــر عــى حقــوق أو اعتبــار‬
‫كل الحــاالت للقضــاة الحـ ّـق يف الفكاهــة والنكتــة»‪ ،‬و»عــى القــايض أن يربهــن عــن حــرص‬ ‫الغــر»‪« ،‬يف ّ‬
‫ومســؤول ّية»‪ .‬وعليــه‪ ،‬يُف َهــم أ ّن القضــاة أُعطــوا الخيــار بــن تصـ ّورات مختلفــة عــن ح ّريّــة التعبــر التــي‬
‫يتمتّــع بهــا القــايض‪.‬‬

‫ـاض يُفــرض بــه أن يكــون دقيق ـاً ومنطقي ـاً يف مــا ي ـ ّ‬


‫رح بــه‪ ،‬إنّ ــا يف‬ ‫فالطــرح األ ّول يعكــس تص ـ ّورا ً لقـ ٍ‬
‫الحــاالت التــي قــد تؤثّــر عــى حقــوق أو اعتبــار الغــر فقــط وليــس يف املطلــق‪ .‬فوفــق هــذا الطــرح يكون‬
‫للقــايض أن يطــرح فرض ّيــات أو يــديل بترصيحــات غــر رصينــة‪ ،‬طاملــا أنّهــا ال تؤثّــر عــى حقــوق أو اعتبــار‬
‫الغــر‪ .‬كــا لــه أن يــديل بترصيحــات تؤثّــر عــى حقــوق أو اعتبــار الغــر طاملــا أ ّن هــذه الترصيحــات‬
‫مسـ َندة ورصينــة‪ .‬وهــو طــرح يختلــف إىل حـ ّد مــا عــن الطــرح الثالــث الــذي يفــرض أن يلتــزم القــايض‬
‫كل ترصيحاتــه الحــرص واملســؤول ّية‪ ،‬مبعنــى أن يكــون دقيقـاً ومنطقيـاً يف مجمــل األمــور التــي يخــوض‬ ‫يف ّ‬
‫فيهــا حتّــى لــو مل تؤثّــر بالــرورة عــى حقــوق أو اعتبــار الغــر‪ .‬أ ّمــا الطــرح الثــاين الــذي يتّصــل بحـ ّـق‬
‫القــايض بالفكاهــة والنكتــة فيفــرض تصـ ّو َر متتّـعِ القــايض بدرجــة أعــى مــن الخ ّفــة يف التعبــر‪ ،‬تتجــاوز‬
‫مــا يعكســه الطرحــان اآلخ ـران‪ .‬مبعنــى أ ّن هــذا الســؤال وضــع أمــام القضــاة ثالثــة تص ـ ّورات تعكــس‬
‫درجــات مختلفــة مــن الرصامــة أو الخ ّفــة لــدى القــايض يف مامرســة ح ّريّــة التعبــر‪ .‬والدافــع األســايس يف‬
‫الرتكيــز عــى هــذا الجانــب مــن شــخص ّية القــايض هــو فهــم موقــف القضــاة التونســيني مــن مفاهيــم‬
‫تقليديــة رائجــة تقــوم عــى هيبــة القضــاء ووقــاره‪ .‬ففــي حــن مــن امل ُسـلَّم بــه وفــق معايــر اســتقالل‬
‫كل مــا قــد يس ـ ّبب رضرا ً غــر م ـ َّرر لآلخريــن مبــا يؤثّــر‬
‫القضــاء أ ّن عــى القــايض أن يكــون متحفّظ ـاً يف ّ‬
‫عــى اســتقالله أو تجـ ّرده الظاه َريْــن‪ ،‬يبقــى الجــدل بشــأن مــدى ح ّريّــة القــايض يف مــا ال يتناقــض مــع‬
‫| ‪47‬‬ ‫قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬

‫ذلــك مقبــوالً مــن منظــور هــذه املعايــر‪.‬‬

‫معبة ج ّدا ً‪.‬‬‫وقد جاءت اإلجابات عن هذه األسئلة ِّ‬


‫• الحظنــا حامســة لــدى قضــاة الع ّينــة لإلجابــة عــن هــذا الســؤال‪ ،‬حيــث امتنــع ‪ 4‬منهــم‬
‫فقــط عــن اإلجابــة‪ .‬وهــي حامســة نستشـ ّـف منهــا اهتامم ـاً كب ـرا ً لــدى هــؤالء باملســائل‬
‫املتعلّقــة بح ّريّتهــم وحدودهــا‪.‬‬

‫أي قــول قــد يــيء مــن دون م ـ ِّرر إىل‬ ‫• وس ـلّم مجمــل القضــاة بوجــوب امتناعهــم عــن ّ‬
‫ـس بتج ّردهــم واســتقاللهم)‪ ،‬بدليــل أ ّن الغالب ّيــة الكــرى (‪ 247‬قاضيـاً‬‫حقــوق الغــر (مبــا ميـ ّ‬
‫أي مــا ميثّــل ‪ )97%‬اختــاروا أحــد الطرحــن األ ّول أو الثالــث أو كليهــا معـاً‪.‬‬

‫• يف املقابــل‪ ،‬انقســم القضــاة حــول درجــة الوقــار التــي ينبغــي أن يحافــظ عليهــا القــايض‬
‫أو الخفّــة التــي يُفــرض أن يتمتّــع بهــا‪ .‬ففــي حــن اختــار ‪ 37‬قاضيــاً (‪ )15%‬الطــرح‬
‫متســكهم بتصــور‬ ‫ـؤش إىل ّ‬ ‫الثالــث (أن يربهــن القــايض عــن حــرص ومســؤول ّية) حـرا ً‪ ،‬مبــا يـ ّ‬
‫كل الحــاالت للقضــاة الحـ ّـق‬ ‫تقليــدي للقــايض‪ ،‬أيّــد ‪ 44‬قاضي ـاً (‪ )17%‬الطــرح الثــاين (يف ّ‬
‫ـؤش إىل قبولهــم بدرجــة عاليــة مــن الح ّريّــة للقــايض‪ .‬مبعنــى‬ ‫يف الفكاهــة والنكتــة) مبــا يـ ّ‬
‫متســكاً بالوقــار بــدوا أقـ ّـل عــددا ً بقليــل مــن األكــر انفتاح ـاً عــى الح ّريّــة‪ .‬يف‬
‫أ ّن األكــر ّ‬
‫املقابــل‪ ،‬اختــارت الغالب ّيــة العظمــى (‪ 205‬قاضيــاً أي مــا ميثّــل ‪ )81%‬الطــرح األ ّول مبــا‬
‫يعكســه مــن موقــف وســطي بــن الفئتــن املذكورتــن أعــاه‪.‬‬

‫أخ ـرا ً‪ ،‬تجــدر اإلشــارة إىل أ ّن هــذه النتائــج تتقــارب مــع إجابــات قضــاة الع ّينــة حــول مــدى إمكان ّيــة‬
‫قيامهــم بنشــاطات اجتامعيــة خــارج النطــاق القضــايئ‪ .‬ففــي هــذا الخصــوص أيضـاً‪ ،‬جــاءت غالبيّــة قضــاة‬
‫الع ّينــة لتؤكّــد أ ّن الح ّريّــة هــي املبــدأ واالســتقالل ّية هــي القيــد الوحيــد عليهــا‪ .‬فمــن جهــة‪ ،‬عنــد ســؤالهم‬
‫عــن مــدى إمكان ّيــة أن يكــون للقــايض التزامــات عا ّمــة‪ ،‬مالــت الغالب ّيــة املطلقــة إىل االعـراف بالح ّريّــة‬
‫كمبــدأ مــع تقييدهــا بعــدم االنخ ـراط بنشــاطات تهــدف إىل الفــوز يف انتخابــات سياســية عا ّمــة (‪149‬‬
‫قاضيـاً؛ ‪ .)59%‬يف املقابــل‪ ،‬مل يحصــل الجــواب الــذي يحــر نشــاط القــايض يف وظيفتــه القضائيــة ّإل عــى‬
‫أي‬
‫أي نشــاط عــا ّم دون ّ‬ ‫موافقــة ‪ 30‬قاضيـاً (‪ .)12%‬كــا أ ّن الذيــن أيّــدوا إمكانيّــة القــايض باالنخـراط يف ّ‬
‫قيــد مل تتجــاوز الـــ‪ 59‬قاضيـاً (‪.)23%‬‬

‫كــا يُس ـ َّجل أ ّن قضــاة العيّنــة أيّــدوا ح ّريّــة القــايض يف املشــاركة يف الحيــاة العا ّمــة وإقامــة عالقــات‬
‫ـس باســتقالل ّيته وحيــاده أو باملســاواة مــع زمالئــه‬
‫ـأي نشــاط ميـ ّ‬
‫اجتامعيــة‪ ،‬رشط االمتنــاع عــن القيــام بـ ّ‬
‫(‪ 85%‬مــن القضــاة الذيــن أجابــوا عــن هــذا الســؤال)‪ .‬كــا أيّــدوا امتنــاع القــايض عــن إقامــة عالقــات‬
‫عا ّمــة مــع السياســيني أو أصحــاب النفــوذ يف عــامل املــال والتجــارة (‪ 88%‬مــن القضــاة الذيــن أجابــوا عــن‬
‫هــذا الســؤال)‪.‬‬
‫| ‪49‬‬ ‫قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬

‫الفصل السادس‪:‬‬
‫كيف يقارب القضاة وظيفتهم ودورهم القضائي؟‬
‫أو ّ‬
‫أي والء لقيم المجتمع الديمقراطي؟‬
‫يتنــاول هــذا القســم الغايــة مــن الوظيفــة القضائيــة‪ .‬ويحرصهــا التص ـ ّو ُر التقليــدي لوظيفــة‬
‫القــايض يف خدمــة القانــون‪ ،‬باملعنــى الضيّــق للكلمــة أي الترشيــع‪ ،‬غــر أ ّن الدســتور التونــي الجديــد‬
‫جــاء ليك ـ ّرس وظيفــة تقدّميــة للقــايض يكــون فيهــا حامي ـاً ألســس املجتمــع الدميقراطــي‪ ،‬أي حقــوق‬
‫وح ّريّــات الشــعب‪ .‬بالتــايل‪ ،‬يُفهــم مــن الدســتور أنّــه أنــاط بالقــايض مه ّمــة تفســر القوانــن وتطبيقهــا‬
‫عــى النحــو الــذي يجعلهــا األكــر انســجاماً مــع الحقــوق والح ّريّــات املك َّرســة يف الدســتور كــا يف ّ‬
‫أي‬
‫ـول القــايض دور «عقلنــة» القوانــن لتصبــح أكــر مالءمــة ملبادئ‬ ‫نظــام دميقراطــي‪ .‬ومــن هــذا املنظــور‪ ،‬يتـ ّ‬
‫الدميقراطيــة‪ ،‬ويف مقدّمتهــا الح ّريّــة واملســاواة‪ .‬وقــد تت ـ ّم هــذه العقلنــة مــن خــال تأويــل القوانــن أو‬
‫التوســع يف تطبيــق االت ّفاقيــات الدوليــة مث ـاً‪ .‬وهــذا التص ـ ّور الدســتوري لــدور القضــاء إنّ ــا‬‫مــن خــال ّ‬
‫يشـكّل مدعــاة للنظــر يف مــدى انســجام تصـ ّور قضــاة العيّنــة لدورهــم معــه‪ .‬فهــل يعـ ّد القــايض التونــي‬
‫نفســه اليــوم حامي ـاً للحقــوق والح ّريّــات بالدرجــة األوىل‪ ،‬أم أنّــه ال ي ـزال متأث ّ ـرا ً أو مقتنع ـاً بالتص ـ ّور‬
‫َ‬
‫أي دور يف تقييــم مــدى‬ ‫الكالســييك للقــايض الــذي يحبســه يف تطبيــق القوانــن مــن دون أن يكــون لــه ّ‬
‫عدالتهــا أو تناســبها مــع قيــم مجتمــع دميقراطــي؟‬

‫نجــد‪ ،‬عنــد التدقيــق يف االســتامرة‪ ،‬أ ّن عــددا ً مــن األســئلة قــارب ماهيّــة الوظيفــة القضائيــة وتص ـ ّور‬
‫القضــاة لهــا وإن بصــورة غــر مبــارشة‪.‬‬

‫ومــن أهـ ّم األســئلة التــي متنحنــا إضــاءة يف هــذا الخصــوص‪ ،‬الســؤاالن حــول املزايــا األساســية التــي يجــب‬
‫عــى القــايض أن يتمتّــع بهــا للقيــام مبها ّمــه وحــول املزايــا التــي يقتــي إيالؤهــا عنايــة أكــر لتجــاوز‬
‫العوائــق القامئــة ضامنـاً لاللتـزام بهــا‪ .‬وقــد اقرتحنــا عــى القضــاة ‪ 20‬مزيّــة يف كال الســؤالني طالبــن منهــم‬
‫ترتيــب أولويّاتهــم بشــأنها‪ .‬وقــد جــاءتْ اإلجابــات عــن هذيــن الســؤالني متقاربــة‪ ،‬مبــا يعنــي أ ّن قضــاة‬
‫الع ّينــة رأوا أ ّن املزايــا األهـ ّم هــي نفســها التــي يطــرح توفّرهــا تحدّيــات كبــرة يف واقــع القضــاء التونــي‪.‬‬
‫الخاصــة بالقــايض وأه ّمهــا «التجـ ّرد والحيــاد ومعاملــة املتقاضــن بشــكل‬ ‫ّ‬ ‫أبــرز مــا نلحظــه‪ ،‬أ ّن املواصفــات‬
‫متســاوٍ» و»الصــدق والنزاهــة» أو «الجــدارة» حظيــت مجت ِمعــ ًة باملرتبــة األوىل مــن خيــارات قضــاة‬
‫العيّنــة ر ّدا ً عــى كال الســؤالني (‪ 157‬و‪ 130‬تباعـاً)‪ .‬يشــر هــذا األمــر إىل أ ّن تكريــس هــذه املزايــا البديهيــة‬
‫ـاض ال ت ـزال أم ـرا ً تقــف عقبــات ع ـدّة أمــام تحقيقــه‪ ،‬عل ـاً أ ّن هــذه العقبــات تكمــن أص ـاً يف‬ ‫ألي قـ ٍ‬
‫ّ‬
‫أي مــن العوامــل الخارجــة عنــه واملؤثّــرة يف أدائــه‪ .‬هــذا االهتــام الكبــر مــن‬ ‫شــخص القــايض وليــس يف ّ‬
‫قضــاة العيّنــة بإيــاء األولويّــة للمزايــا املرتبطــة بشــخص القــايض ال نجــد مــا يوازيــه يف مــا يتّصــل باملزايــا‬
‫املرتبطــة مباه ّيــة وظيفتــه ســواء ات ّصلــت بالوظيفــة التقليديــة (احـرام القانــون) أو بالوظيفــة املك َّرســة‬
‫ـر إلّ عــد ٌد قليـ ٌـل مــن القضــاة «احـرام‬ ‫دســتورياً (االلتـزام بحاميــة الحقــوق والح ّريّــات)‪ .‬وعليــه‪ ،‬مل يخـ َ ْ‬
‫القانــون» أو «االلتـزام بحاميــة الحقــوق والح ّريّــات» خيــارا ً أ ّوالً‪ ،‬وهــو عــد ٌد مل يتجــاوز يف كلتــا الحالتــن‬
‫عــدد أصابــع اليديــن‪ .‬وعليــه‪ ،‬أمكــن أن نســتخلص مــن إجابــات القضــاة أمريــن أساســيني‪:‬‬
‫األ ّول‪ ،‬أ ّن الهاجــس األســايس للقضــاة ات ّصــل باملواصفــات األساســية الواجــب توفّرهــا لديهــم‪ ،‬مبــا يعكــس‬
‫اقتناع ـاً منهــم بأولويّــة ضــان هــذه املواصفــات داخــل الجســم القضــايئ مبعــزل عــن ماه ّيــة الوظيفــة‬
‫القضائيــة التــي بــدت مســألة غــر منتجــة يف املرحلــة الراهنــة‪.‬‬
‫الثــاين‪ ،‬وهــو ينتــج عـ ّـا تق ـدّم ويرتبــط بــه‪ :‬أ ّن قلّــة مــن القضــاة ع ّرفــوا أنفســهم أو ح ـدّدوا هويّتهــم‬
‫انطالق ـاً مــن وظيفتهــم القضائيــة‪ ،‬ســواء كانــت تقليديــة أم تجديديــة‪ .‬مبعنــى أنّهــم يبقــون يف منطقــة‬
‫يتمســكون بالتصـ ّور التقليــدي لهــذه الوظيفــة وال هــم‬ ‫رماديــة مبــا يتّصــل مباه ّيــة وظيفتهــم‪ :‬فــا هــم ّ‬
‫رصحــون‬‫يعتنقــون التص ـ ّور التجديــدي املك ـ َّرس يف الدســتور مـ ّـا يبقيهــم عــى مســافة منــه‪ .‬وكأنّهــم ي ّ‬
‫بــأ ّن كســب ثقــة النــاس حاليـاً يتـ ّم مــن خــال التشـدّد يف مواصفــات القــايض وضــان حياديّتــه وتجـ ّرده‬
‫وصدقــه ونزاهتــه‪ ،‬أكــر مـ ّـا يتـ ّم مــن خــال التزامــه بالقانــون ولــو عــى حســاب الح ّريّــات أو مــن خــال‬
‫التزامــه بالح ّريّــات ولــو خالف ـاً لظاهــر القانــون والتــي تبقــى مســألة غــر مل ّحــة راهن ـاً أو أقلّــه قابلــة‬
‫للتأجيــل‪.‬‬

‫ـفت رغــم‬
‫ومــع أه ّميّــة مــا رشــح عــن الســؤالني الســابقني‪ ،‬يبقــى أ ّن اإلجابــات عــن أســئلة أخــرى كشـ ْ‬
‫ذلــك عــن اقتنــاع قضــاة الع ّينــة مبســؤول ّيتهم تجــاه املجتمــع ورضورة أن يكونــوا عــى ب ّينــة مــن مشــاكله‬
‫واملتخصصــة‪ .‬ومــن أه ـ ّم األســئلة املعـ ّـرة يف هــذا‬
‫ّ‬ ‫وحاجاتــه‪ ،‬وعــى تواصــل مــع املنظّــات الحقوقيــة‬
‫الخصــوص‪:‬‬

‫• الســؤال ‪ 1‬مــن االســتامرة بشــأن الهــدف املنشــود مــن وضــع وثيقــة لألخالقيّــات‬
‫القضائيــة‪ ،‬الــذي ك ّنــا تناولنــاه يف مواضــع عـدّة أعــاه‪ .‬ففيــا طُلــب مــن القضــاة اختيــار‬
‫أكــر مــن إجابــة‪ ،‬وترتيــب خياراتهــم وفــق األولويّــة التــي يرونهــا مناســبة‪ ،‬اختــار العــدد‬
‫األكــر مــن القضــاة خيــارا ً أ ّوالً «تأمــن ثقــة الجمهــور بالقضــاء»‪ 73 ،‬قاضي ـاً مــن أصــل‬
‫‪ ،254‬يضــاف إليهــم ‪ 11‬قاضيـاً اختــاروا خيــارا ً أ ّوالً «توعيــة وإطــاع الجمهــور عــى حقــوق‬
‫وواجبــات القــايض»‪ .‬مبعنــى أ ّن جــزءا ً وازن ـاً مــن قضــاة العيّنــة (‪ 84‬قاضي ـاً أي مــا نســبته‬
‫‪ )33%‬اعتــر أ ّن الهــدف األ ّول مــن أخالق ّياتهــم هــو كســب ثقــة النــاس ومتكينهــم مــن‬
‫مســاءلة القضــاة عــى أساســها‪ ،‬علـاً أ ّن غالبيّتهــم وافقــت عــى هــذا الخيــار مــن ضمــن‬
‫الخيــارات املطروحــة (‪ 145‬بالنســبة إىل تأمــن ثقــة الجمهــور؛ ‪ 111‬بالنســبة إىل توعيــة‬
‫وإطــاع الجمهــور عــى حقــوق وواجبــات القضــاة)‪ .‬ويشـكّل هــذا القبــول الواســع لهــذه‬
‫ـؤشا ً إىل تهيّــؤ القضــاة للقبــول بتصـ ّورات تجديديــة لوظيفتهــم يف حــال كانــت‬ ‫األهــداف مـ ّ‬
‫رشط ـاً لكســب ثقــة الجمهــور بهــم أو كان مــن شــأنها تعزيــز هــذه الثقــة‪.‬‬
‫ويتع ـ ّزز قولنــا هــذا عــى ضــوء إعــان غالبيّــة قضــاة العيّنــة (‪ 126‬قاضي ـاً أي مــا ميثّــل‬
‫‪ 50%‬منهــم ‪ 23‬حــدّدوه خيــارا ً أ ّوالً) موقفــاً مرنــاً مــن أخالق ّياتهــم بفعــل اختيارهــم‬
‫«إتاحــة املجــال أمــام القضــاة لتعميــق التفكــر يف أدوارهــم» ضمــن أهــداف وضــع وثيقــة‬
‫األخالق ّيــات القضائيــة‪.‬‬

‫• الســؤال ‪ 5‬عــن كيف ّيــة إرشاك املجتمــع املــدين يف إعــداد مد ّونــة األخالق ّيــات القضائيــة‪.‬‬
‫وقــد آثــرت أكرثيّــة القضــاة يف إجاباتهــا إرشاك األشــخاص واملنظّــات غــر الحكوميــة‬
‫املتخصصــة (‪ 135‬قاضيـاً أي مــا ميثّــل ‪ 53%‬مــن مجمــوع قضــاة العيّنــة ومنهــم ‪ 83‬اختــاروا‬ ‫ّ‬
‫هــذا الطــرح حـرا ً)‪.‬‬

‫• الســؤال ‪ 26‬بشــأن كيف ّيــة تطويــر القضــاة ملعارفهــم‪ .‬وقــد عـ ّـر قضــاة الع ّينــة يف‬
‫إجاباتهــم عــن هــذا الســؤال عــن انفتاحهــم عــى املجتمــع مــن خــال تفضيــل واضــح‬
‫مؤسســات مــن خــارج املــوارد‬ ‫آلليّــات تطويــر املعــارف مــن خــال اللجــوء إىل مــوارد أو ّ‬
‫املؤسســات القضائيــة‪ ،‬فض ـاً عــن تطلّعهــم إىل اكتســاب معــارف أكــر حــول مشــاكل‬ ‫أو ّ‬
‫املجتمــع وحاجاتــه‪ .‬وتأكيــدا ً عــى ذلــك‪ ،‬نســ ّجل أ ّن الخيــار األ ّول للقضــاة متثّــل أ ّوالً يف‬
‫اللجــوء إىل «املطالعــة (كتــب حقوقيــة‪ ،‬أوضــاع محيطــه[م] االجتامعــي)» (‪ 79‬خيــارا ً أ ّوالً؛‬
‫واملؤسســات‬ ‫ّ‬ ‫‪ 31%‬مــن قضــاة الع ّينــة وهــي أعــى نســبة)‪ ،‬وقــد أعقبــه البحــث العلمــي‬
‫التعليميــة (‪ 37‬خيــارا ً أ ّوالً؛ ‪ 15%‬مــن هــؤالء)‪ ،‬تضــاف إليهــا املؤمتـرات املنظّمــة مــن قبــل‬
‫جامعــات أو هيئــات خــارج اإلطــار القضــايئ (‪ 22‬خيــارا ً أ ّوالً؛ ‪ 9%‬مــن هــؤالء)‪ .‬مبعنــى أ ّن‬
‫قرابــة ‪ 54%‬مــن قضــاة العيّنــة اختــاروا إطــارا ً اجتامعيـاً مــن خــارج األطــر القضائيــة خيــارا ً‬
‫أ ّوالً لتطويــر معارفهــم‪ ،‬مبــا يبقيهــم عــى ب ّينــة مــن تطـ ّور أوضــاع املجتمــع وحاجاتــه وتاليـاً‬
‫أكــر قــدرة عــى تفســر القانــون أو تطبيقــه مبــا يتــاءم مــع هــذه األوضــاع والحاجــات‬
‫ويبعدهــم عــن منــوذج القــايض خــادم القانــون ويق ّربهــم مــن منــوذج القــايض الرائــد‬
‫القــادر عــى تطويــر القانــون مــن منطلــق والئــه ملجتمعــه‪.‬‬

‫• الســؤال ‪ 27‬الــذي متحــور حــول مــدى إمكان ّيــة أن يكــون للقــايض التزامــات عا ّمــة‬
‫واجتامعيــة‪ .‬وقــد عـ ّـرت هنــا أيض ـاً إجابــات غالب ّيــة قضــاة الع ّينــة عــن ّ‬
‫متســكهم بح ّريّــة‬
‫االنخ ـراط يف قضايــا مجتمعهــم كســائر املواطنــن‪ .‬فقــد بلــغ مجمــوع الذيــن أيّــدوا حـ ّـق‬
‫بــأي نشــاط عــا ّم باســتثناء النشــاطات التــي تهــدف إىل الفــوز يف‬ ‫القــايض بـ»االلتــزام ّ‬
‫كأي مواطــن؛ (‪ )...‬واالنخـراط‬ ‫ـكل الحقــوق العا ّمــة ّ‬‫انتخابــات سياســية عا ّمــة» أو «التمتّــع بـ ّ‬
‫أي قيــد» ‪ 82%( 208‬منهــم)‪ .‬وبذلــك يكــون قضــاة الع ّينــة قــد‬ ‫أي نشــاط عــا ّم دون ّ‬ ‫يف ّ‬
‫متســكهم بكامــل ح ّريّتهــم للقيــام بنشــاطات اجتامعيــة أو حقوقيــة‪ ،‬مبــا فيهــا‬ ‫أعلنــوا ّ‬
‫منــارصة قضايــا اجتامعيــة معيّنــة‪ ،‬قــد تهــدف إىل تعديــل قانــون أو إلغائــه‪ .‬ويؤ َمــل مــن‬
‫تو ّجــه كهــذا أن يع ـ ّزز هــو اآلخــر النمــوذج التجديــدي للوظيفــة القضائيــة‪.‬‬

‫• الســؤال ‪ 29‬الــذي دُعــي فيــه القضــاة إىل إبــداء مــدى موافقتهــم عــى أ ّن «عــى‬
‫القــايض أن يحــر التزاماتــه املهنيــة غــر القضائيــة بنشــاطات مــن شــأنها توســيع آفاقــه‪،‬‬
‫| قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬ ‫‪52‬‬

‫والســاح لــه باالطّــاع عــى مشــاكل املجتمــع بشــكل مك ّمــل للمعــارف التــي يســتمدّها‬
‫مــن مامرســة مها ّمــه القضائيــة»‪ .‬وقــد وافقــت نســبة ‪ 46%‬متامــاً أو إىل حــ ّد مــا عــى‬
‫أي إجابــة‪ .‬ومــن شــأن هــذه‬ ‫هــذا الطــرح مقابــل ‪ 12%‬مل يوافقــوا عليــه و‪ 43%‬مل يعطــوا ّ‬
‫النتيجــة أن تبـ ّـن مــدى اقتنــاع القضــاة بأه ّم ّيــة االطّــاع عــى مشــاكل املجتمــع بهــدف‬
‫تطويــر أدائهــم القضــايئ‪.‬‬
‫ملحق رقم ‪1‬‬
‫االستمارة‬
‫________________________________________________________________________‬
‫| ‪55‬‬ ‫قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬

‫ّ‬ ‫َّ‬
‫األخالقيات‬ ‫استمارة موجهة إلى القضاة في موضوع‬
‫القضائية (تونس)‬
‫________________________________________________________________________‬

‫ُوضعــت هــذه االســتامرة بهــدف إرشاك القضــاة يف صياغــة مد َّونــة لألخالق ّيــات القضائيــة‬
‫يف تونــس واملغــرب ولبنــان وملــن يرغــب مــن ســائر دول املنطقــة‪ .‬وقــد شــاركت يف وضعهــا جمع ّيــة‬
‫القضــاة التونســيني ونــادي قضــاة املغــرب واملفكّــرة القانونيــة‪.‬‬

‫ـم االســتحقاقات القضائيــة‬ ‫إنّ هــذه املد َّونــة حاجــة قضائيــة ومجتمعيــة ويش ـكّل إعدادُهــا أحــد أهـ ّ‬
‫يف تونــس واملغــرب‪ ،‬فــور االنتهــاء مــن تنصيــب املجالــس األعــى للقضــاء يف هذيــن البلديــن عم ـاً‬
‫بدســتوريهام الجديدَ يْــن‪ .‬وإطــاق ورشــة اإلصالحــات القضائيــة الرضوريــة يف لبنــان يتطلَّــب مراجعــة‬
‫املد َّونــة التــي أق ّرتهــا وزارة العــدل يف ‪ 2005‬عــى ضــوء التطـ ّورات األخــرة يف لبنــان واملنطقــة وصــوالً‬
‫إىل وضــع مد َّونــة موافقــة للمعايــر الدوليــة‪.‬‬
‫واســتعداداً لهــذا االســتحقاق‪ ،‬مــن الــروري أن يشــارك القضــاة يف هــذه العمل ّيــة التــي تشــكّل‪،‬‬
‫بالنســبة إليهــم‪ ،‬مناســبة مه ّمــة لتعميــق التفكــر الــذايت بشــأن األخالق ّيــات واملواصفــات التــي يجــدر‬
‫بهــم التمتــع بهــا‪ .‬باإلضافــة إىل أنّ مشــاركتهم يف وضعهــا رشط أســايس إلنضاجهــا وجعلهــا تعب ـراً عــن‬
‫ـرح إشــكال ّيات غــر موجــودة أو وضـ َـع‬
‫روح الجســم القضــايئ يف الزمــان الــذي نعيشــه‪ ،‬فتتج ّنــب طـ َ‬
‫موجبــات يصعــب تطبيقهــا يف الواقــع‪ .‬مــن هــذه الزاويــة‪ ،‬تصبــح هــذه املشــاركة خــر ضامنــة اللتـزام‬
‫القضــاة التلقــايئ بأحكامهــا‪ ،‬فضـاً عــن أنّ مــن شــأن مشــاركتهم‪ ،‬يف حــال حصولهــا ضمــن مهــل قصــرة‪،‬‬
‫أن تقلّــص مخاطــر اســتخدام املد َّونــة األخالقيــة إللـزام القضــاة مبوجبــات منافيــة للمعايــر الدوليــة أو‬
‫مخلّــة باســتقالل القضــاء‪.‬‬

‫نشــكركم مســبقاً عــى الوقــت الــذي ارتضيتــم تكريســه (مــن ‪ 15‬إىل ‪ 20‬دقيقــة) لإلجابــة عــن األســئلة‬
‫رسيّــة هويّــة املجيبــن‪ ،‬كــا إجاباتهــم‪ ،‬والتزامنــا حاميــة خصوص ّيــة‬
‫أدنــاه‪ ،‬مؤكِّديــن حفاظنــا عــل ّ‬
‫املعلومــات التــي س ـ ُتجمع كاملــة‪.‬‬
‫| قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬ ‫‪56‬‬

‫ونة األخالقية‬
‫ول‪ :‬عن غايات املد َّ‬
‫القسم األ ّ‬

‫‪ .1‬برأيكم‪ ،‬ما هي األهداف املنشودة لوضع وثيقة لألخالق ّيات القضائية؟ (ميكنكم اختيار‬
‫أكرث من إجابة‪ .‬اختاروا اإلجابات وفق األولويّة‪ ،‬من الرقم ‪( 1‬لألكرث أه ّم ّية) ح ّتى الرقم ‪7‬‬
‫(لألقل أه ّم ّية)‪.‬‬
‫ّ‬

‫أ‌‪ .‬تأمني ثقة الجمهور بالقضاء؛‬


‫ب‌‪ .‬توعية وإطالع الجمهور عىل حقوق وواجبات القايض؛‬
‫ت‌‪ .‬إتاحة املجال أمام القضاة لتعميق التفكري يف أدوارهم؛‬
‫ث‌‪ .‬اقرتاح قواعد سلوكية وأخالقية للقضاة يف حياتهم املهنية والشخصية؛‬
‫ج‌‪ .‬توثيق قواعد أخالقية نابعة من روح الجسم القضايئ وممثّلة له‪ ،‬ضامناً لحسن نفاذها؛‬
‫ح‌‪ .‬تأكيد حقوق وح ّريّات القضاة‪ ،‬بالتوازي مع واجباتهم؛‬
‫للمؤسسات القضائية (مجلس القضاء األعىل أو التفتيش القضايئ) مبساءلة القضاة أو‬ ‫ّ‬ ‫خ‌‪ .‬السامح‬
‫للسلطات األخرى (وزارة العدل) بذلك؛‬

‫‪ .2‬هل تشكّل وثيقة األخالق ّيات القضائية أساساً للمالحقات التأديبية؟‬

‫ألي قاعدة أن تشكّل أساساً لذلك أل ّن القواعد السلوكية هي ذات طابع توجيهي؛‬
‫أ‌‪ .‬ال ميكن ّ‬
‫نصت القوانني عىل ذلك رصاحة وبشكل دقيق؛‬ ‫ب‌‪ .‬ميكن لبعض القواعد أن تشكّل أساساً لذلك إذا ّ‬
‫ت‌‪ .‬ميكن لبعض القواعد أن تشكّل أساساً لذلك رشط أن يكون عدم احرتام القاعدة األخالقية قد اتّسم‬
‫بدرجة معيّنة من الخطورة؛‬
‫ً‬
‫ث‌‪ .‬نعم؛ ميكن لجميع القواعد املنصوص عليها يف هكذا وثيقة أن تشكّل أساسا لذلك‪.‬‬

‫ونة األخالقية‬
‫القسم الثاين‪ :‬عن آل ّية إعداد ووضع املد َّ‬

‫‪ .3‬ضامناً إلرشاك القضاة يف صياغة املد َّونة‪ ،‬كيف ينبغي عىل مجلس القضاء األعىل‬
‫والهياكل القضائية ذات التمثيلية االنتخابية تنظيم ذلك؟ (ميكنكم اختيار أكرث من‬
‫إجابة)‪.‬‬

‫أ‌‪ .‬عرب استشارات فردية آلياً أو َ‬


‫مباشةً؛‬
‫كل محكمة؛‬
‫ب‌‪ .‬عرب جمعيّات عمومية أو اجتامعات لعموم القضاة‪ ،‬عىل صعيد ّ‬
‫| ‪57‬‬ ‫قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬

‫ت‌‪ .‬غري ذلك‪ .‬حدّدوا‪.‬‬

‫‪ .4‬ضامناً إلرشاك القضاة يف إعداد مد َّونة لألخالق ّيات القضائية‪ ،‬يف ّ‬


‫أي مرحلة ينبغي حصول ذلك؟‬

‫أ‌‪ .‬قبل صياغة مرشوع املد َّونة؛‬


‫ب‌‪ .‬بعد صياغتها؛‬
‫ت‌‪ .‬قبل وبعد صياغتها؛‬

‫‪ .5‬ضامناً إلرشاك املجتمع املدين يف إعداد مد َّونة لألخالق ّيات القضائية‪ّ ،‬‬
‫بأي طريقة ينبغي‬
‫تنظيم ذلك؟ (ميكنكم اختيار أكرث من إجابة)‪.‬‬

‫أ‌‪ .‬استطالع الرأي العا ّم؛‬


‫كل شخص من االطّالع عىل مرشوع املد َّونة وإبداء الرأي؛‬ ‫ب‌‪ .‬متكني ّ‬
‫املتخصصة باملشاركة يف العمل ّية املنظَّمة إلعداد املد َّونة؛‬
‫ّ‬ ‫ت‌‪ .‬السامح لألشخاص واملنظّامت غري الحكومية‬
‫ث‌‪ .‬تشجيع وسائل اإلعالم عىل متابعة مسار إعداد املد َّونة لغاية جعلها شأناً عا ّماً؛‬

‫ونة األخالقية‬
‫القسم الثالث‪ :‬عن مضمون املد َّ‬

‫‪ .6‬برأيكم‪ ،‬ما هي املزايا (أو الخصال) األساسية التي يجب عىل القايض أن يتم ّتع بها‬
‫للقيام مبها ّمه؟ (اختاروا اإلجابات وفق األولويّة‪ ،‬من الرقم ‪( 1‬الواجب الذي يتطلّب‬
‫أقل قدر من‬‫إيالؤه أكرب قدر من العناية) ح ّتى الرقم ‪( 20‬الواجب الذي يتطلّب إيالؤه ّ‬
‫العناية))‪.‬‬

‫الخاصة بنتائج سرب آراء القضاة التونسيني حول انتظاراتهم‬‫ّ‬ ‫ومن هذه الزوايا مجتمعةً‪ ،‬تبدو هذه الدراسة‬
‫من مد ّونة السلوك وتص ّوراتهم لها عىل درجة من األه ّم ّية‪ .‬ويؤ َمل أن تكون مدخالً لدراسات اجتامعية‬
‫الحقة تعتمد املنهج العلمي ذاته وتهدف إىل تحليل مختلِف املهن القضائية‪ ،‬ما من شأنه تطوير الثقة‬
‫العا ّمة فيها وتحسني فرص النجاح يف إصالحها‪ ،‬الذي من أ ّول رشوطه حسن اإلنصات للعاملني فيها‬
‫واملتعاملني معها‪.‬‬
‫• التج ّرد والحياد ومعاملة املتقاضني بشكل متساوٍ؛‬
‫• الصدق والنزاهة؛‬
‫وأي تدخّل خارجي يف وظيفته القضائية؛‬ ‫أي تدخّل من السلطات العا ّمة ّ‬ ‫• االستقالل ّية إزاء ّ‬
‫املؤسسات القضائية أو املسؤولني القضائيني أو من سائر الزمالء؛‬ ‫أي تدخّل من ّ‬ ‫• االستقالليّة الداخلية إزاء ّ‬
‫| قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬ ‫‪58‬‬

‫• الجدارة؛‬
‫• احرتام القانون؛‬
‫• االلتزام بحامية الحقوق والح ّريّات؛‬
‫• القدرة عىل ات ّخاذ القرارات؛‬
‫• القدرة عىل تجاوز األحكام املسبقة؛‬
‫• احرتام املتقاضني؛‬
‫• القدرة عىل االستامع؛‬
‫• القدرة عىل التواصل واالنفتاح؛‬
‫• اإلملام بظروف املجتمع وحاجاته؛‬
‫• القدرة عىل القيام باملها ّم امل ُوكَلة إليه؛‬
‫• احرتام العاملني اآلخرين يف مجال القانون؛‬
‫رس املهني؛‬
‫• احرتام ال ّ‬
‫• الرغبة بالتأهيل الذايت أو تطوير معلوماته؛‬
‫• احرتام اللياقات الرضورية ملامرسة مها ّمه‪ ،‬يف حياته املهنية؛‬
‫• احرتام اللياقات الرضورية ملامرسة مها ّمه‪ ،‬يف حياته الشخصية؛‬
‫• االلتزام بالدفاع عن استقالل ّية القضاء؛‬

‫‪ .7‬برأيكم‪ ،‬ما هي الواجبات القضائية األخالقية التي ينبغي إيالؤها عناية أكرب لتجاوز‬
‫العوائق القامئة ضامناً لاللتزام بها؟ (اختاروا اإلجابات وفق األولويّة‪ ،‬من الرقم ‪1‬‬
‫(الواجب الذي يتطلّب إيالؤه أكرب قدر من العناية) ح ّتى الرقم ‪( 20‬الواجب الذي‬
‫أقل قدر من العناية))‪.‬‬‫يتطلّب إيالؤه ّ‬

‫• التج ّرد والحياد ومعاملة املتقاضني بشكل متساوٍ؛‬


‫• الصدق والنزاهة؛‬
‫وأي تدخّل خارجي يف وظيفته القضائية؛‬ ‫أي تدخّل من السلطات العا ّمة ّ‬ ‫• االستقالل ّية إزاء ّ‬
‫املؤسسات القضائية أو املسؤولني القضائيني أو من سائر الزمالء؛‬
‫أي تدخّل من ّ‬ ‫• االستقالليّة الداخلية إزاء ّ‬
‫• الجدارة؛‬
‫• احرتام القانون؛‬
‫• االلتزام بحامية الحقوق والح ّريّات؛‬
‫• القدرة عىل اتّخاذ القرارات؛‬
‫• القدرة عىل تجاوز األحكام املسبقة؛‬
‫• احرتام املتقاضني؛‬
‫• القدرة عىل االستامع؛‬
‫| ‪59‬‬ ‫قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬

‫• القدرة عىل التواصل واالنفتاح؛‬


‫• اإلملام بظروف املجتمع وحاجاته؛‬
‫• القدرة عىل القيام باملها ّم امل ُوكَلة إليه؛‬
‫• احرتام العاملني اآلخرين يف مجال القانون؛‬
‫رس املهني؛‬
‫• احرتام ال ّ‬
‫• الرغبة بالتأهيل الذايت أو تطوير معلوماته؛‬
‫• احرتام اللياقات الرضورية ملامرسة مها ّمه‪ ،‬يف حياته املهنية؛‬
‫• احرتام اللياقات الرضورية ملامرسة مها ّمه‪ ،‬يف حياته الشخصية؛‬
‫• االلتزام بالدفاع عن استقاللية القضاء؛‬

‫‪ .8‬ما هي درجة التفصيل الواجب اعتامدها عند صياغة وثيقة األخالق ّيات القضائية؟‬

‫أ‌‪ .‬يجب أن تحصل الصياغة بطريقة إرشادية وتوجيهية تُبقي الباب مفتوحاً أمام التفسري والتساؤل؛‬
‫ب‌‪ .‬يجب أن تحصل الصياغة بطريقة إرشادية وتوجيهية مع اعتامد الدقّة بالنسبة إىل األمور املتّصلة‬
‫بالح ّريّات أو باإلجابة عىل التحدّيات األساسية؛‬
‫ت‌‪ .‬يجب أن تحصل الصياغة بطريقة دقيقة وشاملة‪.‬‬

‫‪ .9‬هل ترغبون بأن تُرفَق القواعد األخالقية بأمثلة توضيحية؟‬

‫أ‌‪ .‬نعم؛‬
‫ب‌‪ .‬ال‪.‬‬

‫‪ .10‬إىل من ينبغي أن يلجأ القايض الستيضاح الواجبات األخالقية يف حال وجود شكّ أو‬
‫التباس لديه بشأنها؟ (ميكنكم اختيار أكرث من إجابة)‪.‬‬

‫خاصة؛‬
‫أ‌‪ .‬لجنة استشارية ّ‬
‫ب‌‪ .‬مجلس القضاء األعىل؛‬
‫ت‌‪ .‬الهيئة العا ّمة للقضاة املنتمني إىل املحكمة نفسها؛‬
‫ث‌‪ .‬رئيس املحكمة‪.‬‬
‫| قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬ ‫‪60‬‬

‫ونة األخالقية‬
‫وة املد َّ‬
‫القسم الرابع‪ :‬عن ق ّ‬

‫‪ .11‬إذا عاينتم خرقاً ألخالق ّيات املهنة من ِقبل زميل لكم‪ ،‬هل يجب أن تتدخّلوا؟‬

‫أ‌‪ .‬نعم؛‬
‫ب‌‪ .‬ال‪ .‬انتقلوا إىل السؤال رقم ‪14‬؛‬

‫أي حاالت؟ (ميكنكم اختيار أكرث من إجابة)‪.‬‬


‫‪ .12‬إذا كانت إجابتكم نعم‪ ،‬يف ّ‬
‫كل الحاالت؛‬
‫أ‌‪ .‬يف ّ‬
‫ب‌‪ .‬تبعاً لخطورة الخرق؛‬
‫مباش ًة بهذا الخرق‪ ،‬أو قد يؤث ّر عليكم‪.‬‬
‫ت‌‪ .‬فقط يف حال كنتم معن ّيني َ‬

‫‪ .13‬هل ميكن أن ترشحوا سبب تدخلّكم هذا؟ (ميكنكم اختيار أكرث من إجابة‪ .‬اختاروا‬
‫األقل‬
‫اإلجابات وفق األولو ّية‪ ،‬من الرقم ‪( 1‬السبب األكرث أه ّم ّية) ح ّتى الرقم ‪( 4‬السبب ّ‬
‫ثم انتقلوا إىل السؤال رقم ‪.)15‬‬
‫أه ّم ّية)‪ّ .‬‬
‫أ‌‪ .‬أمت ّنى إطالق حوار مع زمييل لحثّه عىل تغيري موقفه؛‬
‫رصفه؛‬
‫ب‌‪ .‬أمت ّنى تنبيه زمييل عىل املخاطر التي يع ّرضه لها ت ّ‬
‫رصف زمييل؛‬‫أي عواقب محتملة لت ّ‬ ‫ت‌‪ .‬أمت ّنى حامية نفيس من ّ‬
‫رصف عليه‪ ،‬والحفاظ بهذه الطريقة عىل‬
‫أي نتائج وخيمة لهذا الت ّ‬‫ث‌‪ .‬أمت ّنى تجنيب الجسم القضايئ ّ‬
‫صورة العدالة‪.‬‬

‫‪ .14‬إذا كانت إجابتكم ال‪ ،‬ما هي األسباب؟ (ميكنكم اختيار أكرث من إجابة‪ .‬اختاروا‬
‫األقل‬
‫اإلجابات وفق األولويّة‪ ،‬من الرقم ‪( 1‬السبب األكرث أه ّم ّية) ح ّتى الرقم ‪( 4‬السبب ّ‬
‫أه ّم ّية)‪.‬‬

‫رصفه شأنه الخاص؛‬ ‫أ‌‪ .‬ال أعتقد أبدا ً أ ّن من واجبي التدخّل مع زمييل‪ ،‬فت ّ‬
‫ب‌‪ .‬ميكن لهذا التدخل أن يؤث ّر سلباً عىل عالقاتنا املهنية والشخصية؛‬
‫ت‌‪ .‬ميكن أن يت ّم تفسري هذا التدخّل بشكل خاطئ من قبل الجامعة القضائية؛‬
‫ث‌‪ .‬ميكن أن تكون لهذا التدخّل آثار سلبية عىل مسرييت املهنية‪.‬‬
‫| ‪61‬‬ ‫قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬

‫‪ .15‬إذا شهد القايض عىل خرق ألخالق ّيات املهنة من ِقبل زميل له‪ ،‬هل عليه إطالع‬
‫السلطات املعن ّية؟‬

‫أ‌‪ .‬نعم؛‬
‫ب‌‪ .‬ال‪ .‬انتقلوا إىل السؤال رقم ‪.18‬‬

‫أي حاالت؟‬
‫‪ .16‬إذا كانت إجابتكم نعم‪ ،‬يف ّ‬
‫كل الحاالت؛‬
‫أ‌‪ .‬يف ّ‬
‫ب‌‪ .‬يف حال كان الخرق خطريا ً؛ حتّى لو عن غري قصد؛‬
‫ت‌‪ .‬يف حال كان الخرق مقصودا ً؛ مهام كانت درجة خطورته؛‬
‫ث‌‪ .‬يف حال كان معن ّياً َ‬
‫مباشة بهذا الخرق‪ ،‬أو من املمكن أن يؤث ّر عليه؛‬

‫‪ .17‬هل بإمكانكم رشح سبب إطالعكم السلطات املعن ّية عىل هذا الخرق؟ (ميكنكم‬
‫اختيار أكرث من إجابة‪ .‬اختاروا اإلجابات وفق األولو ّية‪ ،‬من الرقم ‪( 1‬السبب األكرث‬
‫األقل أه ّم ّية)‪ .‬ثم انتقلوا إىل السؤال رقم ‪.)19‬‬
‫أه ّم ّية) ح ّتى الرقم ‪( 4‬السبب ّ‬

‫أ‌‪ .‬أمت ّنى أن تتح ّرك السلطات املعنيّة يك يدرك القايض حقيقة الوضع ويُو ِقف هذا الت ّ‬
‫رصف من تلقاء‬
‫نفسه؛‬
‫ب‌‪ .‬أمت ّنى أن تتح ّرك السلطات املعنية يك تت ّم معاقبة هذا الزميل؛‬
‫رصف؛‬
‫ت‌‪ .‬أمت ّنى حامية نفيس والجسم القضايئ بشكل عا ّم من نتائج مثل هذا الت ّ‬
‫قاض فاضل يدرك الواجبات والسلوك ّيات املطلوبة منه‪.‬‬‫ث‌‪ .‬أمت ّنى إثبات أنّني ٍ‬

‫‪ .18‬إذا كانت إجابتكم ال‪ ،‬ملاذا؟ (ميكنكم اختيار أكرث من إجابة‪ .‬اختاروا اإلجابات وفق‬
‫األقل أه ّم ّية))‪.‬‬
‫األولويّة‪ ،‬من الرقم ‪( 1‬السبب األكرث أه ّم ّية) ح ّتى الرقم ‪( 8‬السبب ّ‬

‫أ‌‪ .‬ليس للقايض أن ييش بزميل له؛‬


‫يخل بواجب التضامن بني القضاة وأن يع ّزز ثقافة الوشاية؛‬‫ب‌‪ .‬أل ّن من شأن ذلك أن ّ‬
‫ت‌‪ .‬أل ّن ال ثقة بأجهزة املحاسبة؛‬
‫ث‌‪ .‬خوفاً من التع ّرض لعقوبة؛‬
‫ج‌‪ .‬خوفاً من التع ّرض لتدابري انتقامية؛‬
‫ح‌‪ .‬خوفاً من ردود أفعال الزمالء؛‬
‫| قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬ ‫‪62‬‬

‫خ‌‪ .‬خوفاً من أن يؤث ّر ذلك سلباً عىل عالقتي بزمييل هذا؛‬


‫د‌‪ .‬خوفاً من أن يكون لذلك أثر سلبي عىل مسرييت املهنية‪.‬‬

‫‪ .19‬هل يجب عىل القضاة التضامن مع زميل تع ّرض العتداء غري مربَّر أو غري متناسب؟‬

‫أ‌‪ .‬نعم؛‬
‫ب‌‪ .‬ال‪( .‬انتقلوا إىل السؤال رقم ‪.)21‬‬

‫‪ .20‬إذا كانت إجابتكم نعم‪ ،‬كيف ينبغي عىل القضاة التعبري عن تضامنهم هذا؟‬
‫(ميكنكم اختيار أكرث من إجابة)‪.‬‬

‫أ‌‪ .‬القيام بنشاطات جامعية عا ّمة يف الوسائل اإلعالمية واألماكن العا ّمة؛‬
‫ب‌‪ .‬القيام بنشاطات من خالل الجمع ّيات والهياكل املهنية يف حال وجودها؛‬
‫ت‌‪ .‬اللجوء جامعياً إىل مجلس القضاء األعىل لطلب ر ّد رسمي مناسب؛‬
‫ث‌‪ .‬إقامة دعوى قضائية جامعية ض ّد املسؤول عن االعتداء‪.‬‬

‫الخاصة بالقضاة الذين‬


‫ّ‬ ‫القسم الخامس‪ :‬عن الواجبات‬
‫يضطلعون مبسؤول ّيات قضائية‬

‫‪ .21‬هل يجب أن تتض ّمن مد َّونة األخالق ّيات القضائية نصوصاً ّ‬


‫خاصة للقضاة الذين‬
‫يضطلعون مبسؤول ّيات قضائية (رئيس غرفة أو رئيس محكمة)؟‬

‫أ‌‪ .‬نعم؛‬
‫ب‌‪ .‬ال‪( .‬انتقلوا إىل السؤال رقم ‪.)24‬‬

‫‪ .22‬إذا كانت إجابتكم نعم‪ ،‬ما هو السبب؟ (الرجاء اإلجابة بحسب التدريج املذكور‪:‬‬
‫موافق متاماً ‪ /‬موافق إىل حدّ ما ‪ /‬غري موافق إىل حدّ ما ‪ /‬غري موافق)‪.‬‬

‫أ‌‪ .‬عليهم االلتزام باحرتام أكرث رصامة ملد َّونة األخالق ّيات القضائية نظرا ً إىل املثال الذي يجب أن يشكّلوه‬
‫لباقي القضاة؛ (موافق متاماً ‪ /‬موافق إىل ح ّد ما ‪ /‬غري موافق إىل ح ّد ما ‪ /‬غري موافق)‬
‫رصفاتهم عىل‬
‫ّ‬ ‫لت‬ ‫األكرب‬ ‫ب‌‪ .‬عليهم االلتزام باحرتام أكرث رصامة ملد َّونة األخالق ّيات القضائية نظرا ً إىل األثر‬
‫| ‪63‬‬ ‫قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬

‫املجتمع‪( .‬موافق متاماً ‪ /‬موافق إىل ح ّد ما ‪ /‬غري موافق إىل ح ّد ما ‪ /‬غري موافق)‬

‫‪ .23‬إذا كانت إجابتكم نعم‪ ،‬ما هي الواجبات األخالقية التي يجب أن تُط َّبق تحديداً عىل‬
‫القضاة الذين يضطلعون مبسؤول ّيات قضائية (رئيس غرفة أو رئيس محكمة)؟ (الرجاء‬
‫اإلجابة بحسب التدريج املذكور‪ :‬موافق متاماً ‪ /‬موافق إىل حدّ ما ‪ /‬غري موافق إىل حدّ ما‬
‫ثم انتقلوا إىل السؤال رقم ‪.)25‬‬
‫‪ /‬غري موافق‪ّ .‬‬
‫كل القرارات املتَّخَذة‪ .‬ويجب تربير‬ ‫أ‌‪ .‬عليهم تأمني احرتام املساواة يف املعاملة بني القضاة واملتقاضني يف ّ‬
‫أي اختالف يف املعاملة وفق املعايري املوضوعية؛ (موافق متاماً ‪ /‬موافق إىل ح ّد ما ‪ /‬غري موافق إىل‬ ‫وتعليل ّ‬
‫ح ّد ما ‪ /‬غري موافق)‬
‫رصف من شأنه أن يشكّل أو يَظ َهر كأنّه يشكّل مساساً باستقالليّة القضاة الذين‬ ‫أي ت ّ‬
‫ب‌‪ .‬عليهم تج ّنب ّ‬
‫ميارسون مها ّمهم يف إطار مسؤول ّياتهم؛ (موافق متاماً ‪ /‬موافق إىل ح ّد ما ‪ /‬غري موافق إىل ح ّد ما ‪ /‬غري‬
‫موافق)‬
‫أي‬
‫ّ‬ ‫ّخاذ‬ ‫ت‬‫ال‬ ‫بع‬‫َّ‬ ‫ت‬ ‫امل‬ ‫املسار‬ ‫يف‬ ‫الرشيدة‬ ‫والحكومة‬ ‫اطية‬ ‫ر‬ ‫الدميق‬ ‫القواعد‬ ‫أسمى‬ ‫ام‬ ‫رت‬ ‫اح‬ ‫وضامن‬ ‫ام‬‫رت‬ ‫اح‬ ‫عليهم‬ ‫ت‌‪.‬‬
‫قرار يف إطار مامرسة مسؤول ّياتهم؛ (موافق متاماً ‪ /‬موافق إىل ح ّد ما ‪ /‬غري موافق إىل ح ّد ما ‪ /‬غري موافق)‬
‫كل التدابري الرضورية واملمكنة إليقاف التدخّل الخارجي أو الداخيل يف شؤون القضاة‬ ‫ث‌‪ .‬عليهم ات ّخاذ ّ‬
‫تعسفي يف هذا الخصوص؛ (موافق متاماً ‪ /‬موافق إىل ح ّد‬ ‫ّ‬ ‫اء‬‫ر‬ ‫إج‬ ‫أو‬ ‫ضغط‬ ‫أي‬
‫ّ‬ ‫من‬ ‫املعنيني‬ ‫وحامية القضاة‬
‫ما ‪ /‬غري موافق إىل ح ّد ما ‪ /‬غري موافق)‬
‫أي انحياز ظاهر يف شؤون املتقاضني؛ (موافق‬ ‫ب‬
‫ّ ّ‬ ‫ن‬ ‫لتج‬ ‫واملمكنة‬ ‫كل التدابري الرضورية‬ ‫ج‌‪ .‬عليهم ات ّخاذ ّ‬
‫متاماً ‪ /‬موافق إىل ح ّد ما ‪ /‬غري موافق إىل ح ّد ما ‪ /‬غري موافق)‬
‫أي انحياز ظاهر يف املسائل التنظيمية للقضاء‪.‬‬ ‫كل التدابري الرضورية واملمكنة لتج ّنب ّ‬ ‫ح‌‪ .‬عليهم ات ّخاذ ّ‬
‫(موافق متاماً ‪ /‬موافق إىل ح ّد ما ‪ /‬غري موافق إىل ح ّد ما ‪ /‬غري موافق)‬

‫‪ .24‬إذا كانت إجابتكم ال‪ ،‬ما هو السبب؟ (الرجاء اإلجابة بحسب التدريج املذكور‪:‬‬
‫موافق متاماً ‪ /‬موافق إىل حدّ ما ‪ /‬غري موافق إىل حدّ ما ‪ /‬غري موافق)‪.‬‬

‫أ‌‪ .‬إ ّن مبدأ املساواة بني القضاة مينع التمييز بحسب امله ّمة أو املركز املناط َْي بهم؛ (موافق متاماً ‪ /‬موافق‬
‫إىل ح ّد ما ‪ /‬غري موافق إىل ح ّد ما ‪ /‬غري موافق)‬
‫خاصة عىل القضاة الذين‬
‫ب‌‪ .‬إ ّن القواعد األخالقية عا ّمة كفاية يك تسمح باستنتاج ما يرتت ّب من موجبات ّ‬
‫يضطلعون مبسؤول ّيات قضائية‪( .‬موافق متاماً ‪ /‬موافق إىل ح ّد ما ‪ /‬غري موافق إىل ح ّد ما ‪ /‬غري موافق)‬
‫| قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬ ‫‪64‬‬

‫م‬
‫القسم السادس‪ :‬عن األخالقيّات القضائية بشكل عا ّ‬

‫‪ .25‬عملياً‪ ،‬يتطلّب واجب االجتهاد والحياد الظاهري من القايض أن يصدر أحكامه يف‬
‫بأي‬
‫أي شكّ ّ‬‫آجال معقولة ويف احرتام التسلسل الزمني املق َّرر‪ ،‬الذي يقطع الطريق أمام ّ‬
‫محسوب ّية يف إنجاز امللفّات‪ .‬هل توافقون عىل هذا الطرح؟‬

‫أ‌‪ .‬نعم؛‬
‫ب‌‪ .‬ال‪.‬‬
‫‪ 25‬ب‪ .‬إذا كانت إجابتكم ال‪ ،‬ارشحوا السبب‪:‬‬
‫________________________________________________________________________‬
‫________________________________________________________________________‬
‫________________________________________________________________________‬

‫‪ .26‬عىل القايض أن يط ّور معارفه وأن يواكب املستجدّ ات القضائية والقانونية‪ .‬كيف‬
‫ميكنه القيام بذلك؟ (ميكنكم اختيار أكرث من إجابة‪ .‬اختاروا اإلجابات وفق األولويّة‪ ،‬من‬
‫األقل أه ّم ّية))‪.‬‬
‫الرقم ‪( 1‬الوسيلة األكرث أه ّم ّية) ح ّتى الرقم ‪( 7‬الوسيلة ّ‬

‫أ‌‪ .‬عرب املطالعة (كتب حقوقية‪ ،‬أوضاع محيطه االجتامعي)‪ ،‬بناء عىل مبادرة شخصية؛‬
‫ب‌‪ .‬عرب املشاركة يف مؤمترات بناء عىل مبادرة شخصية‪ ،‬تنظّمها جامعات أو هيئات خارج اإلطار القضايئ؛‬
‫املؤسسات التعليمية‪ ،‬بناء عىل مبادرة شخصية؛‬
‫ت‌‪ .‬عرب البحث العلمي أو من خالل ّ‬
‫ث‌‪ .‬عرب املشاركة يف مؤمترات أو ندوات تنظّمها الجمع ّيات أو الهياكل القضائية؛‬
‫املختصة تنظيمها؛‬
‫ّ‬ ‫ج‌‪ .‬عرب املشاركة يف مؤمترات أو ندوات من واجب الجهات القضائية‬
‫املؤسسات‬
‫ّ‬ ‫من‬ ‫ح‬ ‫رت‬
‫َ‬ ‫مق‬ ‫فهرس‬ ‫ضمن‬ ‫كل سنة‪ ،‬من‬‫ح‌‪ .‬عرب املشاركة بح ّد أدىن إلزامي من األيّام التأهيلية ّ‬
‫القضائية؛‬
‫خ‌‪ .‬غري ذلك‪ .‬حدّدوا‪:‬‬

‫أي مدى ميكن أن يكون للقايض التزامات عا ّمة واجتامعية؟ (اختاروا اإلجابة التي‬‫‪ .27‬إىل ّ‬
‫توافقون عليها)‪.‬‬

‫أي قيد؛‬ ‫كأي مواطن؛ وميكنه إذا ً االنخراط يف ّ‬


‫أي نشاط عا ّم بدون ّ‬ ‫بكل الحقوق العا ّمة ّ‬
‫أ‌‪ .‬ميكنه التمتّع ّ‬
‫بأي نشاط عا ّم باستثناء النشاطات التي تهدف إىل الفوز يف انتخابات سياسية عا ّمة؛‬‫ب‌‪ .‬ميكنه االلتزام ّ‬
‫ت‌‪ .‬ميكنه االلتزام حرصا ً بنشاطات مرتبطة بالقضاء‪.‬‬
‫| ‪65‬‬ ‫قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬

‫حق معرتف به‪ .‬هل ِمن حدود برأيكم ملامرسة هذه‬‫‪ .28‬إنّ ح ّريّة التعبري للقضاة ّ‬
‫الح ّريّة؟ (ميكنكم اختيار أكرث من إجابة)‪.‬‬

‫أي ترصيح غري ُمس َند عىل حجج‪ ،‬أو يعكس أفكارا ً ُمسبَقة أو ين ّم عن‬‫أ‌‪ .‬عىل القايض أن ميتنع عن إطالق ّ‬
‫خفّة يف إبداء اآلراء‪ ،‬يف حال كان من شأن هذه الترصيحات أن تؤث ّر عىل حقوق أو اعتبار الغري؛‬
‫كل الحاالت؛‬‫الحق يف الفكاهة والنكتة يف ّ‬
‫ب‌‪ .‬للقضاة ّ‬
‫ت‌‪ .‬عىل القايض أن يربهن عن حرص ومسؤوليّة‪.‬‬

‫لكل من املواضيع واملقرتَحات التالية‪ ،‬أجيبوا بحسب التد ّرج املذكور (موافق متاماً ‪/‬‬
‫‪ٍّ .29‬‬
‫موافق إىل حدّ ما ‪ /‬غري موافق إىل حدّ ما ‪ /‬غري موافق)‪.‬‬

‫عن احرتام األصول القضائية‬


‫أ‌‪ .‬عىل القايض احرتام تواريخ إصدار األحكام قدر اإلمكان؛‬
‫كل تأجيل‪ ،‬عىل أن يحرتم مبدأ‬ ‫ب‌‪ .‬إذا وجد نفسه يف استحالة الحرتامها فعىل القايض تعليل وإعالن ّ‬
‫إصدار األحكام ضمن آجال معقولة؛‬
‫ت‌‪ .‬يف حال التأجيل‪ ،‬عىل القايض احرتام الرتتيب الزمني املحدَّد مسبقاً إلصدار األحكام؛‬
‫ث‌‪ .‬عىل القايض اإلفصاح عن أسباب تن ّحيه بشكل علني (كتابة أو شفهياً) وعىل ذلك ألّ يعود لخيار‬
‫اعتباطي من قبله‪.‬‬

‫عن مشاركة القايض يف الحياة العا ّمة وعن عالقاته االجتامعية بشكل عا ّم‬
‫أ‌‪ .‬عىل القايض االمتناع عن إنشاء أو متابعة عالقة قد ت ّربر أو تس ّهل مامرسة جرمية‪ ،‬بنظر مراقب متّزن؛‬
‫ب‌‪ .‬عىل القايض تج ّنب إقامة عالقات عا ّمة مع السياسيني أو أصحاب النفوذ يف عامل املال والتجارة؛‬
‫ت‌‪ .‬عىل القايض تج ّنب القيام بزيارات للسياسيني أو أصحاب النفوذ يف عامل املال والتجارة‪ ،‬أو الظهور‬
‫أي منهم؛‬
‫العلني برفقة ّ‬
‫أي مشاركة يف املناسبات االجتامعية غري امل َّربرة بالروابط العائلية أو الصداقة‬
‫ث‌‪ .‬عىل القايض تج ّنب ّ‬
‫املتينة؛‬
‫أي خدمات م ّجانية‪ ،‬أو خدمات أو هدايا مرتبطة مبها ّمه القضائية؛‬ ‫ج‌‪ .‬عىل القايض رفض ّ‬
‫أي خدمات م ّجانية‪ ،‬أو خدمات أو هدايا قد تبدو وكأنّها تؤث ّر عىل حياده‬ ‫ح‌‪ .‬عىل القايض رفض ّ‬
‫واستقالل ّيته‪ ،‬بنظر مراقب متزن؛‬

‫عن قيام القايض بنشاطات غري نشاطاته القضائية‬


‫ينبغي أن يحصل القايض عىل راتب يضمن له األمن املايل والطأمنينة والحياة الكرمية‪ .‬يف املقابل يفرض‬
‫| قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬ ‫‪66‬‬

‫حرص القايض عىل القيام بوظيفته قيوداً يف استخدام وقته‪:‬‬

‫أ‌‪ .‬عىل القايض أن يحرص التزاماته املهنية غري القضائية بنشاطات من شأنها توسيع آفاقه‪ ،‬والسامح له‬
‫باالطّالع عىل مشاكل املجتمع بشكل مك ّمل للمعارف التي يستمدّها من مامرسة مها ّمه القضائية؛‬
‫ميس واجب الحرص يف‬ ‫ب‌‪ .‬عىل القايض أن يحرص الوقت املك َّرس اللتزاماته غري القضائية بشكل ال ّ‬
‫مامرسة مها ّمه‪ ،‬خصوصاً لجهة احرتام آجال إصدار األحكام؛‬
‫يحصله القايض من‬
‫ت‌‪ .‬يجب ألّ تتخطّى العائدات الناتجة عن هذه النشاطات غري القضائية مجموع ما ّ‬
‫وظيفته القضائية؛‬
‫ميس باستقالل ّيته وحياده أو املساواة مع زمالئه اآلخرين؛‬
‫بأي نشاط ّ‬
‫ث‌‪ .‬عىل القايض االمتناع عن القيام ّ‬

‫مهمت‬
‫ّ‬ ‫القسم السابع‪ :‬الحامية من التدخّل يف‬
‫القايض‬

‫يتعي عىل القايض القيام به يف حال حصول تدخّل من خارج‬


‫رصف الذي ّ‬ ‫‪ .30‬ما هو الت ّ‬
‫القضاء يف أحد ملفّاته؟ (ميكنكم اختيار أكرث من إجابة)‪.‬‬

‫أ‌‪ .‬التعبري عن استيائه من هذا التدخّل‪ ،‬وتبيان أسباب اعتبار التدخّل غري مقبول؛‬
‫ب‌‪‌.‬التعبري عن استيائه من هذا التدخّل مع ص ّد الشخص املتدخِّل؛‬
‫بأي أمر؛‬
‫ت‌‪‌.‬االستامع بتهذيب من دون االلتزام ّ‬
‫ث‪ .‬كشف التدخّل بطريقة أو بأخرى؛‬
‫ج‌‪ .‬طلب حضور األطراف وإطالعهم عىل أنّه مل يعد يتمتّع بالصفاء الالزم ملتابعة النظر يف القضيّة؛‬
‫ح‌‪ .‬التن ّحي إذا بدا له بشكل معقول أنّه لن يستطيع درء التدخّل بدون تعريض نفسه أو الغري إىل خطر‬
‫شديد ج ّدا ً‪.‬‬

‫رصف الذي عىل القايض اعتامده يف حال تدخّل زميل يف أحد ملفّاته؟‬
‫‪ .31‬ما هو الت ّ‬
‫(ميكنكم اختيار أكرث من إجابة)‪.‬‬

‫أ‌‪ .‬التعبري عن استيائه من هذا التدخّل‪ ،‬وتبيان أسباب اعتبار التدخّل غري مقبول؛‬
‫ب‌‪‌.‬التعبري عن استيائه من هذا التدخّل مع ص ّد الشخص املتدخِّل؛‬
‫بأي أمر؛‬
‫ت‌‪‌.‬االستامع بتهذيب من دون االلتزام ّ‬
‫ث‌‪ .‬كشف التدخّل بطريقة أو بأخرى؛‬
‫ج‌‪ .‬طلب حضور األطراف وإطالعهم عىل أنّه مل يعد يتمتّع بالصفاء الالزم ملتابعة النظر يف القض ّية؛‬
‫ح‌‪ .‬التن ّحي إذا بدا له بشكل معقول أنّه لن يستطيع درء التدخّل بدون تعريض نفسه أو الغري إىل خطر‬
‫| ‪67‬‬ ‫قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬

‫شديد ج ّدا ً‪.‬‬

‫‪ .32‬إذا كان عىل القايض ُموجِ ب كشف تدخّل ما‪ ،‬أو رغب هو بذلك‪ ،‬كيف له أن يقوم‬
‫به؟ (ميكنكم اختيار أكرث من إجابة)‪.‬‬

‫يف حال حصول تدخل خارجي يف عمل القايض‪:‬‬


‫أ‌‪ .‬إطالع مجلس القضاء األعىل؛‬
‫ب‌‪ .‬إطالع جمعيّة مهنية يف حال كانت موجودة؛‬
‫مختصة؛‬
‫ّ‬ ‫أي سلطة‬
‫ت‌‪ .‬إطالع النيابة العا ّمة أو ّ‬
‫ث‌‪ .‬إطالع رئيس املحكمة؛‬
‫ج‌‪ .‬إطالع الرأي العا ّم‪.‬‬

‫يف حال حصول تدخّل داخيل يف عمل القايض‪:‬‬


‫أ‌‪ .‬إطالع مجلس القضاء األعىل؛‬
‫ب‌‪ .‬إطالع جمعيّة مهنية يف حال كانت موجودة؛‬
‫مختصة؛‬
‫ّ‬ ‫أي سلطة‬
‫ت‌‪ .‬إطالع النيابة العا ّمة أو ّ‬
‫ث‌‪ .‬إطالع رئيس املحكمة؛‬
‫ج‌‪ .‬إطالع الرأي العا ّم‪.‬‬

‫النهاية‪.‬‬

‫شكرا ً جزيالً عىل مشاركتكم ووقتكم‪.‬‬


‫ملحق رقم ‪2‬‬
‫نتائج االستمارة‬
‫________________________________________________________________________‬
‫| قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬ ‫‪70‬‬

‫السؤال رقم ‪1‬‬

‫• برأيكم‪ ،‬ما هي األهداف املنشودة لوضع وثيقة لألخالق ّيات القضائية؟ مع إمكان ّية‬
‫اختيار أكرث من إجابة وترقيمها وفق األولويّة‪.‬‬

‫وقد جاءت اإلجابات عىل النحو اآليت‪:‬‬


‫أ‪( -‬تأمني ثقة الجمهور بالقضاء)‪ 145 :‬من أصل ‪ ،254‬ومنها ‪ 73‬خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫ب‪( -‬توعية وإطالع الجمهور عىل حقوق وواجبات القايض)‪ 111 :‬من أصل ‪ ،254‬ومنها ‪ 11‬خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫ت‪( -‬إتاحة املجال أمام القضاة لتعميق التفكري يف أدوارهم)‪ 126 :‬من أصل ‪ ،254‬ومنها ‪ 23‬خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫ث‪( -‬اقرتاح قواعد سلوكية وأخالقية للقضاة يف حياتهم املهنية والشخصية)‪ 122 :‬من أصل ‪ ،254‬ومنها ‪26‬‬
‫خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫ج‪( -‬توثيق قواعد أخالقية نابعة من روح الجسم القضايئ وممثّلة له‪ ،‬ضامناً لحسن نفاذها)‪ 139 :‬من‬
‫أصل ‪ ،254‬ومنها ‪ 45‬خيارا ً أوالً؛‬
‫ح‪( -‬تأكيد حقوق وح ّريّات القضاة‪ ،‬بالتوازي مع واجباتهم)‪ 143 :‬من أصل ‪ ،254‬ومنها ‪ 37‬خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫خ‪( -‬السامح للمؤسسات القضائية (مجلس القضاء األعىل أو التفتيش القضايئ) مبساءلة القضاة او‬
‫للسلطات األخرى (وزارة العدل) بذلك)‪ 84 :‬من أصل ‪ ،254‬ومنها ‪ 5‬خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫يُل َحظ أ ّن ‪ 34‬من أصل ‪ 254‬مل يرقّموا أولويّاتهم‪.‬‬

‫السؤال رقم ‪2‬‬

‫• هل تشكل وثيقة األخالقيات القضائية أساساً للمالحقات التأديبية؟‬

‫وقد جاءت اإلجابات عىل النحو اآليت‪:‬‬


‫ألي قاعدة أن تشكّل أساساً لذلك أل ّن القواعد السلوكية هي ذات طابع توجيهي)‪ 98 :‬من‬ ‫أ‪( -‬ال ميكن ّ‬
‫أصل ‪254‬؛‬
‫نصت القوانني عىل ذلك رصاحة وبشكل دقيق)‪80 :‬‬ ‫ّ‬ ‫إذا‬ ‫لذلك‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫أساس‬ ‫ّل‬‫ك‬ ‫تش‬ ‫أن‬ ‫القواعد‬ ‫لبعض‬ ‫(ميكن‬ ‫ب‪-‬‬
‫من أصل ‪254‬؛‬
‫ت‪( -‬ميكن لبعض القواعد أن تشكّل أساساً لذلك رشط أن يكون عدم احرتام القاعدة األخالقية قد ات ّسم‬
‫بدرجة مع ّينة من الخطورة)‪ 56 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫ث‪( -‬نعم؛ ميكن لجميع القواعد املنصوص عليها يف هكذا وثيقة أن تشكّل أساساً لذلك)‪ 14 :‬من أصل‬
‫‪254‬؛‬
‫يُل َحظ أ ّن ‪ 6‬من أصل ‪ 254‬مل يجيبوا عن السؤال‪.‬‬
‫| ‪71‬‬ ‫قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬

‫السؤال رقم ‪3‬‬

‫• ضامناً إلرشاك القضاة يف صياغة املد َّونة‪ ،‬كيف ينبغي عىل مجلس القضاء األعىل‬
‫والهياكل القضائية ذات التمثيلية االنتخابية تنظيم ذلك؟ مع إمكان ّية اختيار أكرث من‬
‫إجابة‪.‬‬

‫وقد جاءت اإلجابات عىل النحو اآليت‪:‬‬


‫أ‪ -‬حرصا ً (عرب استشارات فردية آلياً أو َ‬
‫مباشةً)‪102 :‬؛‬
‫مباشةً) و(عرب جمع ّيات عمومية أو اجتامعات لعموم القضاة‪،‬‬ ‫أ‪ ،-‬ب‪ -‬وهام (عرب استشارات فردية آلياً أو َ‬
‫كل محكمة)‪51 :‬؛‬‫عىل صعيد ّ‬
‫كل محكمة)‪88 :‬؛‬ ‫ب‪ -‬حرصا ً (عرب جمع ّيات عمومية أو اجتامعات لعموم القضاة‪ ،‬عىل صعيد ّ‬
‫كام جاءت إجابات إضافية فردية وهي (عرب تنظيم ملتقيات علمية)‪( ،‬إعداد مرشوع أو مشاريع ملد َّونات‬
‫أخالقية تعرض عىل القضاة إلبداء الرأي بشأنها)‪( ،‬عرب الهياكل املمثِّلة للقضاء)‪( ،‬بالرجوع إىل املعايري‬
‫الدولية مع مراعاة الخصوص ّيات االجتامعية) و(عرب استامرة مامثلة لهذه يت ّم عرضها عىل التقييم الحقاً‬
‫من القضاء يف إطار مجموعات متثيلية أو مجموعات التواصل االجتامعية)؛‬
‫يُل َحظ أ ّن ‪ 8‬من أصل ‪ 254‬مل يجيبوا عن السؤال‪.‬‬

‫أ‪ -‬مجموع (عرب استشارات فردية آلياً أو َ‬


‫مباشةً)‪155 :‬؛‬
‫كل محكمة)‪.140 :‬‬
‫ب‪ -‬مجموع (عرب جمع ّيات عمومية أو اجتامعات لعموم القضاة‪ ،‬عىل صعيد ّ‬

‫السؤال رقم ‪4‬‬

‫• ضامناً إلرشاك القضاة يف إعداد مد َّونة لألخالق ّيات القضائية‪ ،‬يف ّ‬


‫أي مرحلة ينبغي حصول‬
‫ذلك؟‬
‫وقد جاءت اإلجابات عىل النحو اآليت‪:‬‬
‫أ‪( -‬قبل صياغة مرشوع املد َّونة)‪ 71 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫ب‪( -‬بعد صياغة مرشوع املد َّونة)‪ 2 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫ت‪( -‬قبل وبعد صياغة مرشوع املد َّونة)‪ 156 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫يُل َحظ أ ّن ‪ 25‬من أصل ‪ 254‬مل يجيبوا عن السؤال‪.‬‬
‫| قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬ ‫‪72‬‬

‫السؤال رقم ‪5‬‬

‫• ضامناً إلرشاك املجتمع املدين يف إعداد مد َّونة لألخالق ّيات القضائية‪ّ ،‬‬
‫بأي طريقة ينبغي‬
‫تنظيم ذلك؟ مع إمكان ّية اختيار أكرث من إجابة‪.‬‬

‫وقد جاءت اإلجابات عىل النحو اآليت‪:‬‬


‫أ‪ -‬حرصا ً (استطالع الرأي العا ّم)‪ 29 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫كل شخص االطّالع عىل مرشوع املد َّونة وإبداء الرأي)‪ 25 :‬من أصل ‪254‬؛‬ ‫ب‪ -‬حرصا ً (متكني ّ‬
‫املتخصصة باملشاركة يف العمليّة املنظَّمة إلعداد‬
‫ّ‬ ‫ت‪ -‬حرصا ً (السامح لألشخاص واملنظّامت غري الحكومية‬
‫املد َّونة)‪ 83 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫املتخصصة باملشاركة يف العمليّة املنظَّمة‬
‫ّ‬ ‫ت‪ -‬و‪-‬ث‪ -‬وهام (السامح لألشخاص واملنظّامت غري الحكومية‬
‫إلعداد املد َّونة) و(تشجيع وسائل اإلعالم عىل متابعة مسار إعداد املد َّونة لغاية جعلها شأناً عا ّماً)‪ 26 :‬من‬
‫أصل ‪254‬؛‬
‫ث‪ -‬حرصا ً (تشجيع وسائل اإلعالم عىل متابعة مسار إعداد املد َّونة لغاية جعلها شأنا عا ّماً)‪ 22 :‬من أصل‬
‫ً‬
‫‪254‬؛‬
‫اإلجابات األخرى‪ :‬نسب ضئيلة؛‬
‫يُل َحظ أ ّن ‪ 23‬من أصل ‪ 254‬مل يجيبوا عن السؤال‪.‬‬

‫أ‪ -‬مجموع (استطالع الرأي العا ّم)‪ 59 :‬من أصل ‪254‬؛‬


‫كل شخص االطّالع عىل مرشوع املد َّونة وإبداء الرأي)‪ 50 :‬من أصل ‪254‬؛‬ ‫ب‪ -‬مجموع (متكني ّ‬
‫املتخصصة باملشاركة يف العمليّة املنظَّمة‬
‫ّ‬ ‫ت‪ -‬مجموع (السامح لألشخاص واملنظّامت غري الحكومية‬
‫إلعداد املد َّونة)‪ 135 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫ث‪ -‬مجموع (تشجيع وسائل اإلعالم عىل متابعة مسار إعداد املد َّونة لغاية جعلها شأناً عا ّماً)‪ 76 :‬من‬
‫أصل ‪.254‬‬

‫السؤال رقم ‪6‬‬

‫• برأيكم‪ ،‬ما هي املزايا (أو الخصال) األساسية التي يجب عىل القايض أن يتم ّتع بها‬
‫للقيام مبها ّمه؟ مع إمكان ّية اختيار أكرث من إجابة وترقيمها وفق األولو ّية‪.‬‬

‫وقد جاءت اإلجابات عىل النحو اآليت‪:‬‬


‫‪( -‬التج ّرد والحياد ومعاملة املتقاضني بشكل متساوٍ)‪ 195 :‬من أصل ‪ ،254‬ومنها ‪ 86‬خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫‪( -‬الصدق والنزاهة)‪ 195 :‬من أصل ‪ ،254‬ومنها ‪ 60‬خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫| ‪73‬‬ ‫قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬

‫وأي تدخّل خارجي يف وظيفته القضائية)‪ 191 :‬من‬ ‫أي تدخّل من السلطات العا ّمة ّ‬ ‫‪( -‬االستقالل ّية إزاء ّ‬
‫أصل ‪ ،254‬ومنها ‪ 25‬خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫املؤسسات القضائية أو املسؤولني القضائيني أو من سائر‬ ‫ّ‬ ‫من‬ ‫ّل‬‫خ‬ ‫تد‬ ‫أي‬
‫‪( -‬االستقالل ّية الداخلية إزاء ّ‬
‫الزمالء)‪ 186 :‬من أصل ‪ ،254‬ومنها ‪ 4‬خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫‪( -‬الجدارة)‪ 189 :‬من أصل ‪ ،254‬ومنها ‪ 11‬خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫‪( -‬احرتام القانون)‪ 191 :‬من أصل ‪ ،254‬ومنها ‪ 7‬خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫‪( -‬االلتزام بحامية الحقوق والح ّريّات)‪ 185 :‬من أصل ‪ ،254‬ومنها ‪ 2‬خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫‪( -‬القدرة عىل ات ّخاذ القرارات)‪ 189 :‬من أصل ‪ ،254‬ومنها ‪ 2‬خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫‪( -‬القدرة عىل تجاوز األحكام امل ُس َبقة)‪ 181 :‬من أصل ‪ ،254‬ومنها صفر خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫‪( -‬احرتام املتقاضني)‪ 193 :‬من أصل ‪ ،254‬ومنها صفر خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫‪( -‬القدرة عىل االستامع)‪ 187 :‬من أصل ‪ ،254‬ومنها صفر خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫‪( -‬القدرة عىل التواصل واالنفتاح)‪ 188 :‬من أصل ‪ ،254‬ومنها ‪ 1‬خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫‪( -‬اإلملام بظروف املجتمع وحاجاته)‪ 182 :‬من أصل ‪ ،254‬ومنها صفر خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫‪( -‬القدرة عىل القيام باملها ّم امل ُوكَلة إليه)‪ 183 :‬من أصل ‪ ،254‬ومنها صفر خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫‪( -‬احرتام العاملني اآلخرين يف مجال القانون)‪ 186 :‬من أصل ‪ ،254‬ومنها صفر خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫رس املهني)‪ 191 :‬من أصل ‪ ،254‬ومنها صفر خيارا ً أ ّوالً؛‬ ‫‪( -‬احرتام ال ّ‬
‫‪( -‬الرغبة بالتأهيل الذايت أو تطوير معلوماته)‪ 183 :‬من أصل ‪ ،254‬ومنها صفر خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫‪( -‬احرتام اللياقات الرضورية ملامرسة مها ّمه‪ ،‬يف حياته املهنية)‪ 183 :‬من أصل ‪ ،254‬ومنها صفر خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫‪( -‬احرتام اللياقات الرضورية ملامرسة مها ّمه‪ ،‬يف حياته الشخصية)‪ 183 :‬من أصل ‪ ،254‬ومنها صفر خيارا ً‬
‫أ ّوالً؛‬
‫‪( -‬االلتزام بالدفاع عن استقالل ّية القضاء)‪ 188 :‬من أصل ‪ ،254‬ومنها ‪ 1‬خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫يُل َحظ أ ّن ‪ 55‬من أصل ‪ 254‬مل يرقّموا أولويّاتهم‪.‬‬

‫السؤال رقم ‪7‬‬

‫• برأيكم‪ ،‬ما هي الواجبات القضائية األخالقية التي ينبغي إيالؤها عناية أكرب لتجاوز‬
‫العوائق القامئة ضامناً لاللتزام بها؟ مع إمكان ّية اختيار أكرث من إجابة وترقيمها وفق‬
‫األولويّة‪.‬‬

‫وقد جاءت اإلجابات عىل النحو اآليت‪:‬‬


‫‪( -‬التج ّرد والحياد ومعاملة املتقاضني بشكل متساوٍ)‪ 161 :‬من أصل ‪ ،254‬ومنها ‪ 83‬خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫‪( -‬الصدق والنزاهة)‪ 159 :‬من أصل ‪ ،254‬ومنها ‪ 41‬خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫وأي تدخّل خارجي يف وظيفته القضائية)‪ 157 :‬من‬ ‫أي تدخّل من السلطات العا ّمة ّ‬‫‪( -‬االستقالليّة إزاء ّ‬
‫| قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬ ‫‪74‬‬

‫أصل ‪ ،254‬ومنها ‪ 21‬خيارا ً أ ّوالً؛‬


‫املؤسسات القضائية أو املسؤولني القضائيني أو من سائر‬ ‫أي تدخّل من ّ‬ ‫‪( -‬االستقالليّة الداخلية إزاء ّ‬
‫الزمالء)‪ 155 :‬من أصل ‪ ،254‬ومنها ‪ 2‬خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫‪( -‬الجدارة)‪ 153 :‬من أصل ‪ ،254‬ومنها ‪ 6‬خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫‪( -‬احرتام القانون)‪ 157 :‬من أصل ‪ ،254‬ومنها ‪ 8‬خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫‪( -‬االلتزام بحامية الحقوق والح ّريّات)‪ 153 :‬من أصل ‪ ،254‬ومنها ‪ 3‬خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫‪( -‬القدرة عىل ات ّخاذ القرارات)‪ 152 :‬من أصل ‪ ،254‬ومنها صفر خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫‪( -‬القدرة عىل تجاوز األحكام امل ُس َبقة)‪ 152 :‬من أصل ‪ ،254‬ومنها ‪ 2‬خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫‪( -‬احرتام املتقاضني)‪ 155 :‬من أصل ‪ ،254‬ومنها ‪ 1‬خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫‪( -‬القدرة عىل االستامع)‪ 150 :‬من أصل ‪ ،254‬ومنها صفر خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫‪( -‬القدرة عىل التواصل واالنفتاح)‪ 149 :‬من أصل ‪ ،254‬ومنها صفر خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫‪( -‬اإلملام بظروف املجتمع وحاجاته)‪ 152 :‬من أصل ‪ ،254‬ومنها صفر خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫‪( -‬القدرة عىل القيام باملها ّم امل ُوكَلة إليه)‪ 150 :‬من أصل ‪ ،254‬ومنها صفر خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫‪( -‬احرتام العاملني اآلخرين يف مجال القانون)‪ 149 :‬من أصل ‪ ،254‬ومنها صفر خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫رس املهني)‪ 157 :‬من أصل ‪ ،254‬ومنها صفر خيارا ً أ ّوالً؛‬ ‫‪( -‬احرتام ال ّ‬
‫‪( -‬الرغبة بالتأهيل الذايت أو تطوير معلوماته)‪ 151 :‬من أصل ‪ ،254‬ومنها صفر خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫‪( -‬احرتام اللياقات الرضورية ملامرسة مها ّمه‪ ،‬يف حياته املهنية)‪ 150 :‬من أصل ‪ ،254‬ومنها صفر خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫‪( -‬احرتام اللياقات الرضورية ملامرسة مها ّمه‪ ،‬يف حياته الشخصية)‪ 150 :‬من أصل ‪ ،254‬ومنها صفر خيارا ً‬
‫أ ّوالً؛‬
‫‪( -‬االلتزام بالدفاع عن استقالليّة القضاء)‪ 156 :‬من أصل ‪ ،254‬ومنها صفر خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫يُل َحظ أ ّن ‪ 87‬من أصل ‪ 254‬مل يرقموا أولوياتهم‪.‬‬

‫السؤال رقم ‪8‬‬

‫• ما هي درجة التفصيل الواجب اعتامدها عند صياغة وثيقة األخالق ّيات القضائية؟‬
‫وقد جاءت اإلجابات عىل النحو اآليت‪:‬‬

‫أ‪( -‬يجب أن تحصل الصياغة بطريقة إرشادية وتوجيهية تُبقي الباب مفتوحاً أمام التفسري والتساؤل)‪35 :‬‬
‫من أصل ‪254‬؛‬
‫ب‪( -‬يجب أن تحصل الصياغة بطريقة إرشادية وتوجيهية مع اعتامد الدقّة بالنسبة إىل األمور املتّصلة‬
‫بالح ّريّات أو باإلجابة عىل التحدّيات األساسية)‪ 76 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫ت‪( -‬يجب أن تحصل الصياغة بطريقة دقيقة وشاملة)‪ 124 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫يُل َحظ أ ّن ‪ 19‬من أصل ‪ 254‬مل يجيبوا عن السؤال‪.‬‬
‫| ‪75‬‬ ‫قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬

‫السؤال رقم ‪9‬‬

‫• هل ترغبون بأن تُرفَق القواعد األخالقية بأمثلة توضيحية؟‬

‫وقد جاءت اإلجابات عىل النحو اآليت‪:‬‬


‫أ‪( -‬نعم)‪ 151 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫ب‪( -‬ال)‪ 95 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫يُل َحظ أ ّن ‪ 8‬من أصل ‪ 254‬مل يجيبوا عن السؤال‪.‬‬

‫السؤال رقم ‪10‬‬

‫• إىل من ينبغي أن يلجأ القايض الستيضاح الواجبات األخالقية يف حال وجود شكّ أو‬
‫التباس لديه بشأنها؟ مع إمكان ّية اختيار أكرث من إجابة‪.‬‬

‫وقد جاءت اإلجابات عىل النحو اآليت‪:‬‬


‫خاصة)‪ 69 :‬من أصل ‪254‬؛‬‫أ‪ -‬حرصا ً (لجنة استشارية ّ‬
‫خاصة) و(مجلس القضاء األعىل)‪ 14 :‬من أصل ‪254‬؛‬‫أ‪ ،-‬ب‪ -‬وهام (لجنة استشارية ّ‬
‫ب‪ -‬حرصا ً (مجلس القضاء األعىل)‪ 72 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫ب‪ ،-‬ث‪ -‬وهام (مجلس القضاء األعىل) و(رئيس املحكمة)‪ 26 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫ت‪ -‬حرصا ً (الهيئة العا ّمة للقضاة املنتمني إىل املحكمة نفسها)‪ 32 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫اإلجابات األخرى‪ :‬نسب ضئيلة‪.‬‬
‫يُل َحظ أ ّن ‪ 5‬من أصل ‪ 254‬مل يجيبوا عن السؤال‪.‬‬

‫خاصة)‪ 95 :‬من أصل ‪254‬؛‬ ‫أ‪ -‬مجموع (لجنة استشارية ّ‬


‫ب‪ -‬مجموع (مجلس القضاء األعىل)‪ 128 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫ت‪ -‬مجموع (الهيئة العا ّمة للقضاة املنتمني إىل املحكمة نفسها)‪ 55 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫ث‪ -‬مجموع (رئيس املحكمة)‪ 48 :‬من أصل ‪.254‬‬

‫السؤال رقم ‪11‬‬

‫• إذا عاينتم خرقاً ألخالق ّيات املهنة من ِقبل زميل لكم‪ ،‬هل يجب أن تتدخّلوا؟‬

‫وقد جاءت اإلجابات عىل النحو اآليت‪:‬‬


‫| قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬ ‫‪76‬‬

‫أ‪( -‬نعم)‪ 171 :‬من أصل ‪254‬؛‬


‫ب‪( -‬ال‪ .‬انتقلوا إىل السؤال ‪ 80 :)14‬من أصل ‪254‬؛‬
‫يُل َحظ أ ّن ‪ 3‬من أصل ‪ 254‬مل يجيبوا عن السؤال‪.‬‬

‫السؤال رقم ‪12‬‬

‫أي حاالت؟ مع إمكان ّية اختيار أكرث من إجابة‪.‬‬


‫• إذا كانت إجابتكم نعم‪ ،‬يف ّ‬
‫وقد جاءت اإلجابات عىل النحو اآليت‪:‬‬
‫كل الحاالت)‪ 32 :‬من أصل ‪171‬؛‬ ‫أ‪ -‬حرصا ً (يف ّ‬
‫ب‪ -‬حرصا ً (تبعاً لخطورة الخرق)‪ 117 :‬من أصل ‪171‬؛‬
‫مباش ًة بهذا الخرق‪ ،‬أو قد يؤث ّر عليكم)‪ 11 :‬من أصل ‪171‬؛‬
‫ت‪ -‬حرصا (فقط يف حال كنتم معن ّيني َ‬
‫اإلجابات األخرى‪ :‬نسب ضئيلة‪.‬‬
‫يُل َحظ أ ّن ‪ 2‬من أصل ‪ 171‬مل يجيبوا عن السؤال‪.‬‬

‫كل الحاالت)‪ 34 :‬من أصل ‪171‬؛‬


‫أ‪ -‬مجموع (يف ّ‬
‫ب‪ -‬مجموع (تبعاً لخطورة الخرق)‪ 126 :‬من أصل ‪171‬؛‬
‫مباشة بهذا الخرق‪ ،‬أو قد يؤث ّر عليكم)‪ 19 :‬من أصل ‪.171‬‬
‫ت‪ -‬مجموع (فقط يف حال كنتم معنيّني َ ً‬

‫السؤال رقم ‪13‬‬

‫• هل ميكن أن ترشحوا سبب تدخّلكم هذا؟ مع إمكان ّية اختيار أكرث من إجابة وترقيمها‬
‫وفق األولو ّية‪.‬‬

‫وقد جاءت اإلجابات عىل النحو اآليت‪:‬‬


‫أ‪( -‬أمت ّنى إطالق حوار مع زمييل لحثّه عىل تغيري موقفه)‪ 109 :‬من أصل ‪ ،171‬ومنها ‪ 45‬خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫رصفه)‪ 99 :‬من أصل ‪ ،171‬ومنها ‪ 32‬خيارا ً أ ّوالً؛‬ ‫ب‪( -‬أمت ّنى تنبيه زمييل عىل املخاطر التي يع ّرضه لها ت ّ‬
‫رصف زمييل)‪ 66 :‬من أصل ‪ ،171‬ومنها ‪ 5‬خيارا ً أ ّوالً؛‬ ‫أي عواقب محتملة لت ّ‬ ‫ت‪( -‬أمت ّنى حامية نفيس من ّ‬
‫رصف عليه‪ ،‬والحفاظ بهذه الطريقة عىل‬ ‫أي نتائج وخيمة لهذا الت ّ‬ ‫ث‪( -‬أمت ّنى تجنيب الجسم القضايئ ّ‬
‫صورة العدالة)‪ 123 :‬من أصل ‪ ،171‬ومنها ‪ 72‬خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫يُل َحظ أ ّن ‪ 17‬من أصل ‪ 171‬مل يرقم أولوياته‪.‬‬
‫| ‪77‬‬ ‫قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬

‫السؤال رقم ‪14‬‬

‫• إذا كانت إجابتكم ال‪ ،‬ما هي األسباب؟ مع إمكان ّية اختيار أكرث من إجابة وترقيمها وفق‬
‫األولويّة‪.‬‬
‫وقد جاءت اإلجابات عىل النحو اآليت‪:‬‬
‫الخاص)‪ 50 :‬من أصل ‪ ،80‬ومنها ‪41‬‬
‫ّ‬ ‫رصفه شأنه‬‫أ‪( -‬ال أعتقد أبدا ً أ ّن من واجبي التدخّل مع زمييل‪ ،‬فت ّ‬
‫خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫ب‪( -‬ميكن لهذا التدخّل أن يؤث ّر سلباً عىل عالقاتنا املهنية والشخصية)‪ 35 :‬من أصل ‪ ،80‬ومنها ‪ 18‬خيارا ً‬
‫أ ّوالً؛‬
‫ت‪( -‬ميكن أن يت ّم تفسري هذا التدخّل بشكل خاطئ من قبل الجامعة القضائية)‪ 20 :‬من أصل ‪ ،80‬ومنها‬
‫‪ 8‬خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫ث‪( -‬ميكن أن تكون لهذا التدخّل آثار سلبية عىل مسرييت املهنية)‪ 11 :‬من أصل ‪ ،80‬ومنها صفر خيارا ً‬
‫أ ّوالً؛‬
‫يُل َحظ أ ّن ‪ 13‬من أصل ‪ 80‬مل يرقم أولوياته‪.‬‬

‫السؤال رقم ‪15‬‬

‫• إذا شهد القايض عىل خرق ألخالق ّيات املهنة من ِقبل زميل له‪ ،‬هل عليه إطالع‬
‫السلطات املعن ّية؟‬

‫وقد جاءت اإلجابات عىل النحو اآليت‪:‬‬


‫أ‪( -‬نعم)‪ 82 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫ب‪( -‬ال‪ .‬انتقلوا إىل السؤال ‪ 160 :)18‬من أصل ‪254‬؛‬
‫يُل َحظ أ ّن ‪ 12‬من أصل ‪ 254‬مل يجيبوا عن السؤال‪.‬‬

‫السؤال رقم ‪16‬‬

‫أي حاالت؟‬
‫• إذا كانت إجابتكم نعم‪ ،‬يف ّ‬
‫وقد جاءت اإلجابات عىل النحو اآليت‪:‬‬
‫كل الحاالت)‪ 8 :‬من أصل ‪82‬؛‬‫أ‪( -‬يف ّ‬
‫ب‪( -‬يف حال كان الخرق خطريا ً؛ حتّى لو عن غري قصد)‪ 21 :‬من أصل ‪82‬؛‬
‫| قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬ ‫‪78‬‬

‫ت‪( -‬يف حال كان الخرق مقصودا ً؛ مهام كانت درجة خطورته)‪ 46 :‬من أصل ‪82‬؛‬
‫ث‪( -‬يف حال كان معنيّاً َ‬
‫مباشة بهذا الخرق‪ ،‬أو من املمكن أن يؤث ّر عليه)‪ 6 :‬من أصل ‪82‬؛‬
‫يُل َحظ أ ّن ‪ 1‬من أصل ‪ 82‬مل يجب عن السؤال‪.‬‬

‫السؤال رقم ‪17‬‬

‫• هل ميكن أن ترشحوا سبب إطالعكم السلطات املعن ّية عىل هذا الخرق؟ ثم انتقلوا إىل‬
‫السؤال رقم ‪ .19‬مع إمكان ّية اختيار أكرث من إجابة وترقيمها وفق األولويّة‪.‬‬

‫وقد جاءت اإلجابات عىل النحو اآليت‪:‬‬


‫رصف من تلقاء‬ ‫ِ‬
‫أ‪( -‬أمت ّنى أن تتح ّرك السلطات املعنيّة يك يدرك القايض حقيقة الوضع ويُوقف هذا الت ّ‬
‫نفسه)‪ 55 :‬من أصل ‪ ،82‬ومنها ‪ 45‬خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫ب‪( -‬أمت ّنى أن تتح ّرك السلطات املعنيّة يك تت ّم معاقبة هذا الزميل)‪ 18 :‬من أصل ‪ ،82‬ومنها ‪ 2‬خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫ت‪( -‬أمت ّنى حامية نفيس والجسم القضايئ بشكل عا ّم من نتائج مثل هذا الترصف)‪ 57 :‬من أصل ‪،82‬‬
‫ومنها ‪ 34‬خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫ٍ‬
‫ث‪( -‬أمت ّنى إثبات أنّني قاض فاضل يدرك الواجبات والسلوكيّات املطلوبة منه)‪ 20 :‬من أصل ‪ ،82‬ومنها ‪3‬‬
‫خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫يُل َحظ أ ّن قاضيني أجابا عن هذا السؤال عىل الرغم من عدم إجابتهام عن السؤال ‪.15‬‬

‫السؤال رقم ‪18‬‬

‫• إذا كانت إجابتكم ال‪ ،‬ملاذا؟ مع إمكان ّية اختيار أكرث من إجابة وترقيمها وفق األولو ّية‪.‬‬

‫وقد جاءت اإلجابات عىل النحو اآليت‪:‬‬


‫أ‪( -‬ليس للقايض أن ييش بزميل له)‪ 98 :‬من أصل ‪ ،160‬ومنها ‪ 82‬خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫يخل بواجب التضامن بني القضاة وأن يع ّزز ثقافة الوشاية)‪ 88 :‬من أصل ‪،160‬‬ ‫ب‪( -‬أل ّن من شأن ذلك أن ّ‬
‫ومنها ‪ 45‬خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫ت‪( -‬أل ّن ال ثقة بأجهزة املحاسبة)‪ 24 :‬من أصل ‪ ،160‬ومنها ‪ 4‬خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫ث‌‪( -‬خوفاً من التع ّرض لعقوبة)‪ 11 :‬من أصل ‪ ،160‬ومنها صفر خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫ج‌‪( -‬خوفاً من التع ّرض لتدابري انتقامية)‪ 12 :‬من أصل ‪ ،160‬ومنها صفر خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫ح‪( -‬خوفاً من ردود أفعال الزمالء)‪ 13 :‬من أصل ‪ ،160‬ومنها صفر خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫خ‪( -‬خوفاً من أن يؤث ّر ذلك سلباً عىل عالقتي بزمييل هذا)‪ 14 :‬من أصل ‪ ،160‬ومنها صفر خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫د‌‪( -‬خوفاً من أن يكون لذلك أثر سلبي عىل مسرييت املهنية)‪ 9 :‬من أصل ‪ ،160‬ومنها صفر خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫| ‪79‬‬ ‫قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬

‫يُل َحظ أ ّن ‪ 29‬من أصل ‪ 160‬مل يرقّموا أولويّاتهم‪.‬‬

‫السؤال رقم ‪19‬‬

‫• هل يجب عىل القضاة التضامن مع زميل تع ّرض العتداء غري مربَّر أو غري متناسب؟‬

‫وقد جاءت اإلجابات عىل النحو اآليت‪:‬‬


‫أ‪( -‬نعم)‪ 247 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫ب‪( -‬ال‪ .‬انتقلوا إىل السؤال ‪ 1 :)21‬من أصل ‪254‬؛‬
‫يُل َحظ أ ّن ‪ 6‬من أصل ‪ 254‬مل يجيبوا عن السؤال‪.‬‬

‫السؤال رقم ‪20‬‬

‫• إذا كانت إجابتكم نعم‪ ،‬كيف ينبغي عىل القضاة التعبري عن تضامنهم هذا؟ مع‬
‫إمكان ّية اختيار أكرث من إجابة‪.‬‬

‫وقد جاءت اإلجابات عىل النحو اآليت‪:‬‬


‫أ‪ ،-‬ب‪ ،-‬ت‪ ،-‬ث‪ -‬وهي (القيام بنشاطات جامعية عا ّمة يف الوسائل اإلعالمية واألماكن العا ّمة)‪( ،‬القيام‬
‫بنشاطات من خالل الجمعيّات والهياكل املهنية يف حال وجودها)‪( ،‬اللجوء جامعياً إىل مجلس القضاء‬
‫األعىل لطلب ر ّد رسمي مناسب)‪ ،‬و(إقامة دعوى قضائية جامعية ض ّد املسؤول عن االعتداء)‪ 25 :‬من‬
‫أصل ‪247‬؛‬
‫ب‪ -‬حرصا ً (القيام بنشاطات من خالل الجمع ّيات والهياكل املهنية يف حال وجودها)‪ 39 :‬من أصل ‪247‬؛‬
‫ب‪ ،-‬ت‪ -‬وهام (القيام بنشاطات من خالل الجمع ّيات والهياكل املهنية يف حال وجودها) و(اللجوء‬
‫جامعياً إىل مجلس القضاء األعىل لطلب ر ّد رسمي مناسب)‪ 29 :‬من أصل ‪247‬؛‬
‫ب‪ ،-‬ت‪ ،-‬ث‪ -‬وهي (القيام بنشاطات من خالل الجمع ّيات والهياكل املهنية يف حال وجودها)‪( ،‬اللجوء‬
‫جامعياً إىل مجلس القضاء األعىل لطلب ر ّد رسمي مناسب)‪ ،‬و(إقامة دعوى قضائية جامعية ض ّد املسؤول‬
‫عن االعتداء)‪ 25 :‬من أصل ‪247‬؛‬
‫ت‪ -‬حرصا ً (اللجوء جامعياً إىل مجلس القضاء األعىل لطلب ر ّد رسمي مناسب)‪ 42 :‬من أصل ‪247‬؛‬
‫ت‪ ،-‬ث‪ -‬وهام (اللجوء جامعياً إىل مجلس القضاء األعىل لطلب ر ّد رسمي مناسب) و(إقامة دعوى‬
‫قضائية جامعية ض ّد املسؤول عن االعتداء)‪ 28 :‬من أصل ‪247‬؛‬
‫اإلجابات األخرى‪ :‬نسب ضئيلة‪.‬‬
‫يُل َحظ أ ّن ‪ 4‬من أصل ‪ 247‬مل يجيبوا عن السؤال‪.‬‬
‫| قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬ ‫‪80‬‬

‫أ‪ -‬مجموع (القيام بنشاطات جامعية عا ّمة يف الوسائل اإلعالمية واألماكن العا ّمة)‪ 56 :‬من أصل ‪247‬؛‬
‫ب‪ -‬مجموع (القيام بنشاطات من خالل الجمع ّيات والهياكل املهنية يف حال وجودها)‪ 151 :‬من أصل‬
‫‪247‬؛‬
‫ت‪ -‬مجموع (اللجوء جامعياً إىل مجلس القضاء األعىل لطلب ر ّد رسمي مناسب)‪ 153 :‬من أصل ‪247‬؛‬
‫ث‪ -‬مجموع (إقامة دعوى قضائية جامعية ض ّد املسؤول عن االعتداء)‪ 109 :‬من أصل ‪.247‬‬

‫السؤال رقم ‪21‬‬

‫• هل يجب أن تتض ّمن مد َّونة األخالق ّيات القضائية نصوصاً ّ‬


‫خاصة للقضاة الذين‬
‫يضطلعون مبسؤول ّيات قضائية (رئيس غرفة أو رئيس محكمة)؟‬

‫وقد جاءت اإلجابات عىل النحو اآليت‪:‬‬


‫أ‪( -‬نعم)‪ 152 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫ب‪( -‬ال‪ .‬انتقلوا إىل السؤال ‪ 97 :)24‬من أصل ‪254‬؛‬
‫يُل َحظ أ ّن ‪ 5‬من أصل ‪ 254‬مل يجيبوا عن السؤال‪.‬‬

‫السؤال رقم ‪22‬‬

‫• إذا كانت إجابتكم نعم‪ ،‬ما هو السبب؟ مع إمكان ّية اإلجابة بحسب التد ّرج التايل‪:‬‬
‫موافق متاماً ‪ /‬موافق إىل حدّ ما ‪ /‬غري موافق إىل حدّ ما ‪ /‬غري موافق‪.‬‬

‫وقد جاءت اإلجابات عىل النحو اآليت‪:‬‬


‫أ‪( -‬عليهم االلتزام باحرتام أكرث رصامة ملد َّونة األخالقيات القضائية نظرا ً للمثال الذي يجب أن يشكّلوه‬
‫لباقي القضاة)‪:‬‬
‫موافق متاماً‪ 95 :‬من أصل ‪152‬؛‬
‫موافق إىل ّحد ما‪ 12 :‬من أصل ‪152‬؛‬
‫غري موافق إىل ح ّد ما‪ :‬صفر من أصل ‪152‬؛‬
‫غري موافق‪ 7 :‬من أصل ‪152‬؛‬
‫يُل َحظ أ ّن ‪ 38‬من أصل ‪ 152‬مل يجيبوا عن السؤال‪.‬‬
‫ب‪( -‬عليهم االلتزام باحرتام أكرث رصامة ملد َّونة األخالقيّات القضائية نظرا ً إىل األثر األكرب لت ّ‬
‫رصفاتهم عىل‬
‫املجتمع)‪:‬‬
‫موافق متاماً‪ 59 :‬من أصل ‪152‬؛‬
‫| ‪81‬‬ ‫قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬

‫موافق إىل ح ّد ما‪ 28 :‬من أصل ‪152‬؛‬


‫غري موافق إىل ح ّد ما‪ 3 :‬من أصل ‪152‬؛‬
‫غري موافق‪ 6 :‬من أصل ‪152‬؛‬
‫يُل َحظ أ ّن ‪ 56‬من أصل ‪ 152‬مل يجيبوا عن السؤال‪.‬‬

‫السؤال رقم ‪23‬‬

‫• إذا كانت إجابتكم نعم‪ ،‬ما هي الواجبات األخالقية التي يجب أن تُط َّبق تحديداً‬
‫عىل القضاة الذين يضطلعون مبسؤول ّيات قضائية (رئيس غرفة أو رئيس محكمة)؟ مع‬
‫إمكان ّية اإلجابة بحسب التدرج التايل‪ :‬موافق متاماً ‪ /‬موافق إىل حدّ ما ‪ /‬غري موافق إىل‬
‫حدّ ما ‪ /‬غري موافق‪.‬‬

‫وقد جاءت اإلجابات عىل النحو اآليت‪:‬‬


‫كل القرارات املتَّخذة‪ .‬ويجب تربير‬
‫أ‪( -‬عليهم تأمني احرتام املساواة يف املعاملة بني القضاة واملتقاضني يف ّ‬
‫أي اختالف يف املعاملة وفق املعايري املوضوعية)‪:‬‬ ‫وتعليل ّ‬
‫موافق متاماً‪ 75 :‬من أصل ‪152‬؛‬
‫موافق إىل ح ّد ما‪ 7 :‬من أصل ‪152‬؛‬
‫غري موافق إىل ح ّد ما‪ 1 :‬من أصل ‪152‬؛‬
‫غري موافق‪ 9 :‬من أصل ‪152‬؛‬
‫يُل َحظ أ ّن ‪ 60‬من أصل ‪ 152‬مل يجيبوا عن السؤال‪.‬‬

‫رصف من شأنه أن يشكّل أو يَظ َهر كأنّه يشكّل مساساً باستقالليّة القضاة الذين‬ ‫أي ت ّ‬
‫ب‪( -‬عليهم تج ّنب ّ‬
‫ميارسون مها ّمهم يف إطار مسؤول ّياتهم)‪:‬‬
‫موافق متاماً‪ 67 :‬من أصل ‪152‬؛‬
‫موافق إىل ح ّد ما‪ 8 :‬من أصل ‪152‬؛‬
‫غري موافق إىل ح ّد ما‪ :‬صفر من أصل ‪152‬؛‬
‫غري موافق‪ 12 :‬من أصل ‪152‬؛‬
‫يُل َحظ أ ّن ‪ 65‬من أصل ‪ 152‬مل يجيبوا عن السؤال‪.‬‬

‫ت‪( -‬عليهم احرتام وضامن احرتام أسمى القواعد الدميقراطية والحوكمة الرشيدة يف املسار املتَّبع التّخاذ‬
‫أي قرار يف إطار مامرسة مسؤول ّياتهم)‪:‬‬
‫ّ‬
‫موافق متاماً‪ 45 :‬من أصل ‪152‬؛‬
‫موافق إىل ح ّد ما‪ 21 :‬من أصل ‪152‬؛‬
‫| قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬ ‫‪82‬‬

‫غري موافق إىل ح ّد ما‪ 4 :‬من أصل ‪152‬؛‬


‫غري موافق‪ 14 :‬من أصل ‪152‬؛‬
‫يُل َحظ أ ّن ‪ 68‬من أصل ‪ 152‬مل يجيبوا عن السؤال‪.‬‬
‫كل التدابري الرضورية واملمكنة إليقاف التدخّل الخارجي أو الداخيل يف شؤون القضاة‬
‫ث‪( -‬عليهم ات ّخاذ ّ‬
‫تعسفي يف هذا الخصوص)‪:‬‬
‫أي ضغط أو إجراء ّ‬ ‫وحامية القضاة املعنيّني من ّ‬
‫موافق متاماً‪ 70 :‬من أصل ‪152‬؛‬
‫موافق إىل ح ّد ما‪ 5 :‬من أصل ‪152‬؛‬
‫غري موافق إىل ح ّد ما‪ 3 :‬من أصل ‪152‬؛‬
‫غري موافق‪ 11 :‬من أصل ‪152‬؛‬
‫يُل َحظ أ ّن ‪ 63‬من أصل ‪ 152‬مل يجيبوا عن السؤال‪.‬‬

‫أي انحياز ظاهر يف شؤون املتقاضني)‪:‬‬


‫كل التدابري الرضورية واملمكنة لتجنب ّ‬
‫ج‪( -‬عليهم اتّخاذ ّ‬
‫موافق متاماً‪ 63 :‬من أصل ‪152‬؛‬
‫موافق إىل ح ّد ما‪ 6 :‬من أصل ‪152‬؛‬
‫غري موافق إىل ح ّد ما‪ 1 :‬من أصل ‪152‬؛‬
‫غري موافق‪ 16 :‬من أصل ‪152‬؛‬
‫يُل َحظ أ ّن ‪ 66‬من أصل ‪ 152‬مل يجيبوا عن السؤال‪.‬‬

‫أي انحياز ظاهر يف املسائل التنظيمية للقضاء)‪:‬‬


‫كل التدابري الرضورية واملمكنة لتج ّنب ّ‬
‫ح‪( -‬عليهم ات ّخاذ ّ‬
‫موافق متاماً‪ 50 :‬من أصل ‪152‬؛‬
‫موافق إىل ح ّد ما‪ 13 :‬من أصل ‪152‬؛‬
‫غري موافق إىل ح ّد ما‪ 3 :‬من أصل ‪152‬؛‬
‫غري موافق‪ 16 :‬من أصل ‪152‬؛‬
‫يُل َحظ أ ّن ‪ 70‬من أصل ‪ 152‬مل يجيبوا عن السؤال‪.‬‬

‫السؤال رقم ‪24‬‬

‫• إذا كانت إجابتكم ال‪ ،‬ما هو سبب؟) مع إمكان ّية اإلجابة بحسب التد ّرج التايل‪ :‬موافق‬
‫متاماً ‪ /‬موافق إىل حدّ ما ‪ /‬غري موافق إىل حدّ ما ‪ /‬غري موافق‪.‬‬

‫وقد جاءت اإلجابات عىل النحو اآليت‪:‬‬


‫أ‪( -‬إ ّن مبدأ املساواة بني القضاة مينع التمييز بحسب امله ّمة أو املركز املناط َْي بهم)‪:‬‬
‫موافق متاماً‪ 41 :‬من أصل ‪97‬؛‬
‫| ‪83‬‬ ‫قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬

‫موافق إىل ح ّد ما‪ 14 :‬من أصل ‪97‬؛‬


‫غري موافق إىل ح ّد ما‪ 2 :‬من أصل ‪97‬؛‬
‫غري موافق‪ 26 :‬من أصل ‪97‬؛‬
‫يُل َحظ أ ّن ‪ 14‬من أصل ‪ 97‬مل يجيبوا عن السؤال‪.‬‬

‫خاصة عىل القضاة‬


‫ب‪( -‬إ ّن القواعد األخالقية عا ّمة كفاية يك تسمح باستنتاج ما يرتت ّب من ُموجِبات ّ‬
‫الذين يضطلعون مبسؤوليّات قضائية)‪:‬‬
‫موافق متاماً‪ 40 :‬من أصل ‪97‬؛‬
‫موافق إىل ح ّد ما‪ 11 :‬من أصل ‪97‬؛‬
‫غري موافق إىل ح ّد ما‪ 2 :‬من أصل ‪97‬؛‬
‫غري موافق‪ 31 :‬من أصل ‪97‬؛‬
‫يُل َحظ أ ّن ‪ 13‬من أصل ‪ 97‬مل يجيبوا عن السؤال‪.‬‬

‫السؤال رقم ‪25‬‬

‫• عملياً‪ ،‬يتطلّب واجب االجتهاد والحياد الظاهري من القايض أن يصدر أحكامه يف‬
‫بأي‬
‫أي شكّ ّ‬ ‫آجال معقولة ويف احرتام التسلسل الزمني املق َّرر‪ ،‬الذي يقطع الطريق أمام ّ‬
‫محسوب ّية يف إنجاز امللفّات‪ .‬هل توافقون عىل هذا الطرح؟‬

‫وقد جاءت اإلجابات عىل النحو اآليت‪:‬‬


‫أ‪( -‬نعم)‪ 229 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫ب‪( -‬ال)‪ 14 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫يُل َحظ أ ّن ‪ 11‬من أصل ‪ 254‬مل يجيبوا عن السؤال‪.‬‬

‫السؤال رقم ‪26‬‬

‫• عىل القايض أن يط ّور معارفه وأن يواكب املستجدّ ات القضائية والقانونية‪ .‬كيف ميكنه‬
‫القيام بذلك مع إمكان ّية اختيار أكرث من إجابة وترقيمها وفق األولويّة‪.‬‬

‫وقد جاءت اإلجابات عىل النحو اآليت‪:‬‬


‫أ‪( -‬عرب املطالعة (كتب حقوقية‪ ،‬أوضاع محيطه االجتامعي) بناء عىل مبادرة شخصية)‪ 173 :‬من أصل‬
‫‪ ،254‬ومنها ‪ 79‬خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫ب‪( -‬عرب املشاركة مبؤمترات بناء عىل مبادرة شخصية؛ ت ّنظمها جامعات أو هيئات خارج اإلطار القضايئ)‪:‬‬
‫| قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬ ‫‪84‬‬

‫‪ 150‬من أصل ‪ ،254‬ومنها ‪ 22‬خيارا ً أ ّوالً؛‬


‫املؤسسات التعليمية بناء عىل مبادرة شخصية)‪ 166 :‬من أصل‬ ‫ت‪( -‬عرب البحث العلمي أو من خالل ّ‬
‫‪ ،254‬ومنها ‪ 37‬خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫ث‪( -‬عرب املشاركة يف مؤمترات أو ندوات تنظّمها الجمع ّيات أو الهياكل القضائية)‪ 175 :‬من أصل ‪،254‬‬
‫ومنها ‪ 25‬خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫املختصة تنظيمها)‪ 157 :‬من أصل‬
‫ّ‬ ‫ج‪( -‬عرب املشاركة يف مؤمترات أو ندوات من واجب الجهات القضائية‬
‫‪ ،254‬ومنها ‪ 29‬خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫املؤسسات‬
‫ّ‬ ‫من‬ ‫ح‬ ‫رت‬
‫َ‬ ‫مق‬ ‫فهرس‬ ‫ضمن‬ ‫من‬ ‫سنة‪،‬‬ ‫كل‬
‫ّ‬ ‫التأهيلية‬ ‫ام‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫األ‬ ‫من‬ ‫امي‬‫ز‬ ‫إل‬ ‫أدىن‬ ‫ح‪( -‬عرب املشاركة بح ّد‬
‫القضائية)‪ 137 :‬من أصل ‪ ،254‬ومنها ‪ 20‬خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫خ‌‪( -‬مختلِف)‪ 30 :‬من أصل ‪ ،254‬ومنها ‪ 2‬خيارا ً أ ّوالً؛‬
‫يُل َحظ أ ّن ‪ 40‬من أصل ‪ 254‬مل يرقموا أولوياتهم‪.‬‬

‫السؤال رقم ‪27‬‬

‫أي مدى ميكن أن يكون للقايض التزامات عا ّمة واجتامعية؟ اختاروا اإلجابة التي‬
‫• إىل ّ‬
‫توافقون عليها‪.‬‬

‫وقد جاءت اإلجابات عىل النحو اآليت‪:‬‬


‫أي قيد)‪:‬‬ ‫كأي مواطن؛ وميكنه إذا ً االنخراط يف ّ‬
‫أي نشاط عا ّم بدون ّ‬ ‫بكل الحقوق العا ّمة ّ‬‫أ‪( -‬ميكنه التمتّع ّ‬
‫‪ 59‬من أصل ‪254‬؛‬
‫بأي نشاط عا ّم باستثناء النشاطات التي تهدف إىل الفوز يف انتخابات سياسية عا ّمة)‪:‬‬ ‫ب‪( -‬ميكنه االلتزام ّ‬
‫‪ 149‬من أصل ‪254‬؛‬
‫ت‪( -‬ميكنه االلتزام حرصا ً بنشاطات مرتبطة بالقضاء)‪ 30 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫يُل َحظ أ ّن ‪ 16‬من أصل ‪ 254‬مل يجيبوا عن السؤال‪.‬‬

‫السؤال رقم ‪28‬‬

‫حق معرتف به‪ .‬هل ِمن حدود برأيكم ملامرسة هذه الح ّر ّية؟‬‫• إنّ ح ّر ّية التعبري للقضاة ّ‬
‫مع إمكان ّية اختيار أكرث من إجابة‪.‬‬

‫وقد جاءت اإلجابات عىل النحو اآليت‪:‬‬


‫أي ترصيح غري مس َند عىل حجج‪ ،‬أو يعكس أفكارا ً ُمسبِقة أو‬
‫ّ‬ ‫إطالق‬ ‫أ‪ -‬حرصا ً (عىل القايض أن ميتنع عن‬
‫ين ّم عن خف ّة يف إبداء اآلراء‪ ،‬يف حال كان من شأن هذه الترصيحات أن تؤث ّر عىل حقوق أو اعتبار الغري)‪:‬‬
‫| ‪85‬‬ ‫قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬

‫‪ 94‬من أصل ‪254‬؛‬


‫أي ترصيح غري مس َند عىل حجج‪ ،‬أو يعكس أفكارا ً‬‫أ‪،-‬ب‪ ،-‬ت‪ -‬وهي (عىل القايض أن ميتنع عن إطالق ّ‬
‫ُمس َبقة أو ين ّم عن خفّة يف إبداء اآلراء‪ ،‬يف حال كان من شأن هذه الترصيحات أن تؤث ّر عىل حقوق أو‬
‫كل الحاالت) و(عىل القايض أن يربهن عن حرص‬ ‫الحق يف الفكاهة والنكتة يف ّ‬
‫اعتبار الغري)‪( ،‬للقضاة ّ‬
‫ومسؤوليّة)‪ 27 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫أي ترصيح غري مس َند عىل حجج‪ ،‬أو يعكس أفكارا ً ُمس َبقة‬ ‫ّ‬ ‫إطالق‬ ‫عن‬ ‫ميتنع‬ ‫أ‪ ،-‬ت‪ -‬وهام (عىل القايض أن‬
‫أو ين ّم عن خفّة يف إبداء اآلراء‪ ،‬يف حال كان من شأن هذه الترصيحات أن تؤث ّر عىل حقوق أو اعتبار‬
‫الغري) و(عىل القايض أن يربهن عن حرص ومسؤول ّية)‪ 75 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫ت‪ -‬حرصا ً (عىل القايض أن يربهن عن حرص ومسؤول ّية)‪ 37 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫اإلجابات األخرى‪ :‬نسب ضئيلة‪.‬‬
‫يُل َحظ أ ّن ‪ 4‬من أصل ‪ 254‬مل يجيبوا عن السؤال‪.‬‬

‫أي ترصيح غري مس َند عىل حجج‪ ،‬أو يعكس أفكارا ً ُمس َبقة أو‬
‫أ‪ -‬مجموع (عىل القايض أن ميتنع عن إطالق ّ‬
‫ين ّم عن خفّة يف إبداء اآلراء‪ ،‬يف حال كان من شأن هذه الترصيحات أن تؤث ّر عىل حقوق أو اعتبار الغري)‪:‬‬
‫‪ 205‬من أصل ‪254‬؛‬
‫كل الحاالت)‪ 44 :‬من أصل ‪254‬؛‬‫الحق يف الفكاهة والنكتة يف ّ‬
‫ب‪ -‬مجموع (للقضاة ّ‬
‫ت‪ -‬مجموع (عىل القايض أن يربهن عن حرص ومسؤولية)‪ 144 :‬من أصل ‪.254‬‬

‫السؤال رقم ‪29‬‬

‫لكل من املواضيع واملقرتحات التالية‪ ،‬أجيبوا بحسب التد ّرج املذكور‪ :‬موافق متاماً ‪/‬‬‫• ّ‬
‫موافق إىل حدّ ما ‪ /‬غري موافق إىل حدّ ما ‪ /‬غري موافق‪.‬‬

‫وقد جاءت اإلجابات عىل النحو اآليت‪:‬‬


‫عن احرتام النصوص القضائية‬
‫أ‪( -‬عىل القايض احرتام تواريخ إصدار األحكام قدر اإلمكان)‪:‬‬
‫موافق متاماً‪ 171 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫موافق إىل ح ّد ما‪ 23 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫غري موافق إىل ح ّد ما‪ 1 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫غري موافق‪ 4 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫يُل َحظ أ ّن ‪ 55‬من أصل ‪ 254‬مل يجيبوا عن السؤال‪.‬‬
‫كل تأجيل‪ ،‬عىل أن يحرتم مبدأ‬
‫ب‪( -‬إذا وجد نفسه يف استحالة الحرتامها فعىل القايض تعليل وإعالن ّ‬
‫إصدار األحكام ضمن آجال معقولة)‪:‬‬
‫| قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬ ‫‪86‬‬

‫موافق متاماً‪ 122 :‬من أصل ‪254‬؛‬


‫موافق إىل ح ّد ما‪ 45 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫غري موافق إىل ح ّد ما‪ 7 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫غري موافق‪ 10 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫يُل َحظ أ ّن ‪ 70‬من أصل ‪ 254‬مل يجيبوا عن السؤال‪.‬‬

‫ت‪( -‬يف حال التأجيل‪ ،‬عىل القايض احرتام الرتتيب الزمني املحدَّد مسبقاً إلصدار األحكام)‪:‬‬
‫موافق متاماً‪ 104 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫موافق إىل ح ّد ما‪ 52 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫غري موافق إىل ح ّد ما‪ 3 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫غري موافق‪ 19 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫يُل َحظ أ ّن ‪ 76‬من أصل ‪ 254‬مل يجيبوا عن السؤال‪.‬‬

‫ث‪( -‬عىل القايض اإلفصاح عن أسباب تن ّحيه بشكل علني (كتابة أو شفهياً) وعىل ذلك ألّ يعود لخيار‬
‫اعتباطي من قبله)‪:‬‬
‫موافق متاماً‪ 52 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫موافق إىل ح ّد ما‪ 41 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫ما‪ 10 :‬من أصل ‪254‬؛‬ ‫غري موافق إىل ح ّد‬
‫غري موافق‪ 63 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫يُل َحظ أ ّن ‪ 88‬من أصل ‪ 254‬مل يجيبوا عن السؤال‪.‬‬

‫مشاركة القايض يف الحياة العا ّمة وعن عالقاته االجتامعية بشكل عا ّم‬
‫أ‪( -‬عىل القايض االمتناع عن إنشاء أو متابعة عالقة قد ت ّربر أو تس ّهل مامرسة جرمية‪ ،‬بنظر مراقب‬
‫متّزن)‪:‬‬
‫موافق متاماً‪ 119 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫موافق إىل ح ّد ما‪ 15 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫غري موافق إىل ح ّد ما‪ 3 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫غري موافق‪ 14 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫يُل َحظ أ ّن ‪ 103‬من أصل ‪ 254‬مل يجيبوا عن السؤال‪.‬‬

‫ب‪( -‬عىل القايض تج ّنب إقامة عالقات عا ّمة مع السياسيني أو أصحاب النفوذ يف عامل املال والتجارة)‪:‬‬
‫موافق متاماً‪ 101 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫موافق إىل ح ّد ما‪ 33 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫غري موافق إىل ح ّد ما‪ 5 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫| ‪87‬‬ ‫قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬

‫غري موافق‪ 13 :‬من أصل ‪254‬؛‬


‫يُل َحظ أ ّن ‪ 102‬من أصل ‪ 254‬مل يجيبوا عن السؤال‪.‬‬

‫ت‪( -‬عىل القايض تج ّنب القيام بزيارات للسياسيني أو أصحاب النفوذ يف عامل املال والتجارة‪ ،‬أو الظهور‬
‫أي منهم)‪:‬‬
‫العلني برفقة ّ‬
‫موافق متاماً‪ 102 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫موافق إىل ح ّد ما‪ 29 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫غري موافق إىل ح ّد ما‪ 4 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫غري موافق‪ 18 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫يُل َحظ أ ّن ‪ 101‬من أصل ‪ 254‬مل يجيبوا عن السؤال‪.‬‬

‫أي مشاركة يف املناسبات االجتامعية غري امل َّربرة بالروابط العائلية أو الصداقة‬
‫ث‪( -‬عىل القايض تج ّنب ّ‬
‫املتينة)‪:‬‬
‫موافق متاماً‪ 24 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫موافق إىل ح ّد ما‪ 34 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫غري موافق إىل ح ّد ما‪ 14 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫غري موافق‪ 77 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫يُل َحظ أ ّن ‪ 105‬من أصل ‪ 254‬مل يجيبوا عن السؤال‪.‬‬

‫أي خدمات م ّجانية‪ ،‬أو خدمات أو هدايا مرتبطة مبها ّمه القضائية)‪:‬‬
‫ج‪( -‬عىل القايض رفض ّ‬
‫موافق متاماً‪ 146 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫موافق إىل ح ّد ما‪ 6 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫غري موافق إىل ح ّد ما‪ 3 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫غري موافق‪ 11 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫يُل َحظ أ ّن ‪ 88‬من أصل ‪ 254‬مل يجيبوا عن السؤال‪.‬‬

‫أي خدمات م ّجانية‪ ،‬أو خدمات أو هدايا قد تبدو وكأنّها تؤث ّر عىل حياده‬ ‫ح‪( -‬عىل القايض رفض ّ‬
‫واستقالل ّيته‪ ،‬بنظر مراقب متّزن)‪:‬‬
‫موافق متاماً‪ 139 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫موافق إىل ح ّد ما‪ 7 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫غري موافق إىل ح ّد ما‪ :‬صفر من أصل ‪254‬؛‬
‫غري موافق‪ 18 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫يُل َحظ أ ّن ‪ 90‬من أصل ‪ 254‬مل يجيبوا عن السؤال‪.‬‬
‫| قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬ ‫‪88‬‬

‫عن قيام القايض بنشاطات غري قضائية‬


‫أ‪( -‬عىل القايض أن يحرص التزاماته املهنية غري القضائية بنشاطات من شأنها توسيع آفاقه‪ ،‬والسامح له‬
‫باالطّالع عىل مشاكل املجتمع بشكل مك ّمل للمعارف التي يستمدّها من مامرسة مهاّمه القضائية)‪:‬‬
‫موافق متاماً‪ 90 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫موافق إىل ح ّد ما‪ 26 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫غري موافق إىل ح ّد ما‪ 8 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫غري موافق‪ 22 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫يُل َحظ أ ّن ‪ 108‬من أصل ‪ 254‬مل يجيبوا عن السؤال‪.‬‬

‫ميس واجب الحرص يف‬


‫ب‪( -‬عىل القايض أن يحرص الوقت املك َّرس اللتزاماته غري القضائية بشكل ال ّ‬
‫مامرسة مها ّمه‪ ،‬خصوصاً لجهة احرتام آجال إصدار األحكام)‪:‬‬
‫موافق متاماً‪ 103 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫موافق إىل ح ّد ما‪ 19 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫غري موافق إىل ح ّد ما‪ 5 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫غري موافق‪ 17 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫يُل َحظ أ ّن ‪ 110‬من أصل ‪ 254‬مل يجيبوا عن السؤال‪.‬‬

‫يحصله القايض من‬


‫ت‪( -‬يجب ألّ تتخطّى العائدات الناتجة عن هذه النشاطات غري القضائية مجموع ما ّ‬
‫وظيفته القضائية)‪:‬‬
‫موافق متاماً‪ 36 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫موافق إىل ح ّد ما‪ 17 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫غري موافق إىل ح ّد ما‪ 15 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫غري موافق‪ 61 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫يُل َحظ أ ّن ‪ 125‬من أصل ‪ 254‬مل يجيبوا عن السؤال‪.‬‬

‫ميس باستقالل ّيته وحياده أو املساواة مع زمالئه اآلخرين)‪:‬‬


‫بأي نشاط ّ‬‫ث‪( -‬عىل القايض االمتناع عن القيام ّ‬
‫موافق متاماً‪ 113 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫موافق إىل ح ّد ما‪ 9 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫غري موافق إىل ح ّد ما‪ 2 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫غري موافق‪ 19 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫يُل َحظ أ ّن ‪ 111‬من أصل ‪ 254‬مل يجيبوا عن السؤال‪.‬‬
‫| ‪89‬‬ ‫قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬

‫السؤال رقم ‪30‬‬

‫يتعي عىل القايض القيام به يف حال حصول تدخّل من خارج‬‫رصف الذي ّ‬ ‫• ما هو الت ّ‬
‫القضاء يف أحد ملفّاته؟ مع إمكان ّية اختيار أكرث من إجابة‪.‬‬

‫وقد جاءت اإلجابات عىل النحو اآليت‪:‬‬


‫أ‪ -‬حرصا ً (التعبري عن استيائه من هذا التدخّل‪ ،‬وتبيان أسباب اعتبار التدخّل غري مقبول)‪ 26 :‬من أصل‬
‫‪254‬؛‬
‫أ‪ ،-‬ب‪ -‬وهام (التعبري عن استيائه من هذا التدخّل‪ ،‬وتبيان أسباب اعتبار التدخّل غري مقبول) و(التعبري‬
‫عن استيائه من هذا التدخّل مع ص ّد الشخص املتدخِّل)‪ 29 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫ب‪ -‬حرصا ً (التعبري عن استيائه من هذا التدخّل مع ص ّد الشخص املتدخِّل)‪ 40 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫ب‪ ،-‬ح‪ -‬وهام (التعبري عن استيائه من هذا التدخّل مع ص ّد الشخص املتدخِّل) و(التن ّحي إذا بدا له‬
‫بشكل معقول أنّه لن يستطيع درء التدخّل بدون تعريض نفسه أو الغري إىل خطر شديد ج ّدا ً)‪ 16 :‬من‬
‫أصل ‪254‬؛‬
‫ت‪ -‬حرصا ً (االستامع بتهذيب من دون االلتزام ّ‬
‫بأي أمر)‪ 21 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫اإلجابات األخرى‪ :‬نسب ضئيلة‪.‬‬
‫يُل َحظ أ ّن ‪ 13‬من أصل ‪ 254‬مل يجيبوا عن السؤال‪.‬‬

‫أ‪ -‬مجموع (التعبري عن استيائه من هذا التدخّل‪ ،‬وتبيان أسباب اعتبار التدخّل غري مقبول)‪ 106 :‬من‬
‫أصل ‪254‬؛‬
‫ب‪ -‬مجموع (التعبري عن استيائه من هذا التدخّل مع ص ّد الشخص املتدخِّل)‪ 129 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫بأي أمر)‪ 61 :‬من أصل ‪254‬؛‬ ‫ت‪ -‬مجموع (االستامع بتهذيب من دون االلتزام ّ‬
‫ث‪ -‬مجموع (كشف التدخّل بطريقة أو بأخرى)‪ 53 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫ج‪ -‬مجموع (طلب حضور األطراف وإطالعهم عىل أنّه مل يعد يتمتّع بالصفاء الالزم ملتابعة النظر يف‬
‫القض ّية)‪ 21 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫ح‪ -‬مجموع (التن ّحي إذا بدا له بشكل معقول أنّه لن يستطيع درء التدخّل بدون تعريض نفسه أو الغري‬
‫إىل خطر شديد ج ّدا ً)‪ 75 :‬من أصل ‪.254‬‬

‫السؤال رقم ‪31‬‬

‫رصف الذي عىل القايض اعتامده يف حال تدخّل زميل يف أحد ملفّاته؟) مع‬‫• ما هو الت ّ‬
‫إمكان ّية اختيار أكرث من إجابة‪.‬‬
‫| قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬ ‫‪90‬‬

‫وقد جاءت اإلجابات عىل النحو اآليت‪:‬‬


‫أ‪ -‬حرصا ً (التعبري عن استيائه من هذا التدخّل‪ ،‬وتبيان أسباب اعتبار التدخّل غري مقبول)‪ 32 :‬من أصل‬
‫‪254‬؛‬
‫أ‪ ،-‬ب‪ -‬وهام (التعبري عن استيائه من هذا التدخّل‪ ،‬وتبيان أسباب اعتبار التدخّل غري مقبول) و(التعبري‬
‫عن استيائه من هذا التدخّل مع ص ّد الشخص املتدخِّل)‪ 23 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫ب‪ -‬حرصا ً (التعبري عن استيائه من هذا التدخّل مع ص ّد الشخص املتدخِّل)‪ 28 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫ت‪ -‬حرصا ً (االستامع بتهذيب من دون االلتزام بأي أمر)‪ 82 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫بأي أمر) و(التن ّحي إذا بدا له بشكل معقول أنّه لن‬
‫ت‪ ،-‬ح‪ -‬وهام (االستامع بتهذيب من دون االلتزام ّ‬
‫يستطيع درء التدخّل بدون تعريض نفسه أو الغري إىل خطر شديد ج ّدا ً)‪ 17 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫اإلجابات األخرى‪ :‬نسب ضئيلة‪.‬‬
‫يُل َحظ أ ّن ‪ 9‬من أصل ‪ 254‬مل يجيبوا عن السؤال‪.‬‬

‫أ‪ -‬مجموع (التعبري عن استيائه من هذا التدخّل‪ ،‬وتبيان أسباب اعتبار التدخّل غري مقبول)‪ 94 :‬من أصل‬
‫‪254‬؛‬
‫ب‪ -‬مجموع (التعبري عن استيائه من هذا التدخّل مع ص ّد الشخص املتدخِّل)‪ 76 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫بأي أمر)‪ 128 :‬من أصل ‪254‬؛‬ ‫ت‪ -‬مجموع (االستامع بتهذيب من دون االلتزام ّ‬
‫ث‪ -‬مجموع (كشف التدخّل بطريقة أو بأخرى)‪ 22 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫ج‪ -‬مجموع (طلب حضور األطراف وإطالعهم عىل أنّه مل يعد يتمتّع بالصفاء الالزم ملتابعة النظر يف‬
‫القض ّية)‪ 14 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫ح‪ -‬مجموع (التن ّحي إذا بدا له بشكل معقول أنّه لن يستطيع درء التدخّل بدون تعريض نفسه أو الغري‬
‫إىل خطر شديد ج ّدا ً)‪ 42 :‬من أصل ‪.254‬‬

‫السؤال رقم ‪32‬‬

‫• إذا كان عىل القايض ُموجِ ب كشف تدخّل ما‪ ،‬أو رغب هو بذلك‪ ،‬كيف له أن يقوم به؟‬
‫مع إمكان ّية اختيار أكرث من إجابة‪.‬‬

‫وقد جاءت اإلجابات عىل النحو اآليت‪:‬‬


‫يف حال حصول تدخّل خارجي يف عمل القايض‬
‫أ‪ -‬حرصا ً (إطالع مجلس القضاء األعىل)‪ 31 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫أ‪ ،-‬ب‪ ،-‬ت‪ ،-‬ث‪ -‬وهي (إطالع مجلس القضاء األعىل)‪( ،‬إطالع جمعيّة مهنية يف حال كانت موجودة)‪،‬‬
‫مختصة) و(إطالع رئيس املحكمة)‪ 16 :‬من أصل ‪254‬؛‬‫ّ‬ ‫أي سلطة‬‫(إطالع النيابة العا ّمة أو ّ‬
‫أ‪ ،-‬ب‪ ،-‬ث‪ -‬وهي (إطالع مجلس القضاء األعىل)‪( ،‬إطالع جمعيّة مهنية يف حال كانت موجودة) و(إطالع‬
‫| ‪91‬‬ ‫قراءة في نتائج استمارة حول األخالقيات القضائية‪ :‬قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬

‫رئيس املحكمة)‪ 17 :‬من أصل ‪254‬؛‬


‫أ‪ ،-‬ث‪ -‬وهام (إطالع مجلس القضاء األعىل) و(إطالع رئيس املحكمة)‪ 41 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫ث‪ -‬حرصا ً (إطالع رئيس املحكمة)‪ 48 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫اإلجابات األخرى‪ :‬نسب ضئيلة‪.‬‬
‫يُل َحظ أ ّن ‪ 16‬من أصل ‪ 254‬مل يجيبوا عن السؤال‪.‬‬

‫أ‪ -‬مجموع (إطالع مجلس القضاء األعىل)‪ 145 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫ب‪ -‬مجموع (إطالع جمع ّية مهنية يف حال كانت موجودة)‪ 78 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫مختصة)‪ 71 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫ّ‬ ‫أي سلطة‬
‫ت‪ -‬مجموع (إطالع النيابة العا ّمة أو ّ‬
‫ث‪ -‬مجموع (إطالع رئيس املحكمة)‪ 166 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫ج‪ -‬مجموع (إطالع الرأي العا ّم)‪ 16 :‬من أصل ‪.254‬‬

‫يف حال حصول تدخّل داخيل يف عمل القايض‬


‫أ‪ -‬حرصا ً (إطالع مجلس القضاء األعىل)‪ 25 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫أ‪ ،-‬ث‪ -‬وهام (إطالع مجلس القضاء األعىل) و(إطالع رئيس املحكمة)‪ 38 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫ث‪ -‬حرصا ً (إطالع رئيس املحكمة)‪ 80 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫اإلجابات األخرى‪ :‬نسب ضئيلة‪.‬‬

‫أ‪ -‬مجموع (إطالع مجلس القضاء األعىل)‪ 109 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫ب‪ -‬مجموع (إطالع جمعيّة مهنية يف حال كانت موجودة)‪ 56 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫أي سلطة مختصة)‪ 46 :‬من أصل ‪254‬؛‬ ‫ت‪ -‬مجموع (إطالع النيابة العا ّمة أو ّ‬
‫ث‪ -‬مجموع (إطالع رئيس املحكمة)‪ 179 :‬من أصل ‪254‬؛‬
‫ج‪ -‬مجموع (إطالع الرأي العا ّم)‪ 8 :‬من أصل ‪.254‬‬
‫يُل َحظ أ ّن ‪ 29‬من أصل ‪ 254‬مل يجيبوا عن السؤال‪.‬‬
‫©حقوق الملكية ‪ 2022‬للمفكرة القانونية‬
‫قراءة يف نتائج استامرة‬
‫حول األخالقيات القضائية‬

‫قضاة تونسيون كما يتصورون مهنتهم‬


‫المفكــرة‬
‫ّ‬ ‫يغــت اســتمارة ســبر اآلراء تبعــاً الجتماعــات عقدهــا فريــق‬ ‫ِص َ‬
‫فــي لبنــان مــع قضــاة مــن تونــس والمغــرب‪ ،‬باإلضافــة إلــى ليبيــا‪.‬‬
‫جمعيــة‬
‫ّ‬ ‫ممثلــون عــن‬ ‫ّ‬ ‫فعالــة‬‫وقــد شــارك فــي هــذا الجهــد بصــورة ّ‬
‫القضــاة التونســيين ونــادي قضــاة المغــرب‪ .‬فــإذا تـ ّـم ذلــك‪ ،‬نجــح فريق‬
‫المفكــرة القانونيــة فــي تونــس‪ ،‬بالتعــاون مــع عــدد مــن القضــاة‪ ،‬فــي‬ ‫ّ‬
‫إقنــاع نســبة كبيــرة مــن القضــاة التونســيين مــن مختلِ ــف الرتــب‪،‬‬
‫توزعــت علــى مختلــف جهــات البــاد‪ ،‬علــى‬ ‫يعملــون فــي محاكــم ّ‬
‫فشــكل المســتجوبون باعتبــار معيــار‬ ‫ّ‬ ‫المشــاركة فــي ســبر آرائهــم‪.‬‬
‫المباشــرين وانتشــارهم‬ ‫ِ‬ ‫عددهــم الــذي تجــاوز ‪ % 10‬مــن القضــاة‬
‫ممثلــة للقضــاة يصلــح االســتئناس بهــا‪ .‬فــكان‬ ‫ِّ‬ ‫عينــة‬‫الجغرافــي ّ‬
‫أهم ّيـ ًـة عــن المشــروع الــذي ُأنجزت‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫تق‬ ‫ال‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫وثيق‬ ‫المنجــز فــي منتهــاه‬
‫َ‬
‫مدونــة ســلوك القضــاة فــي‬ ‫ّ‬ ‫ـكل مــورداً لصياغــة‬ ‫يؤمــل أن تشـ ّ‬ ‫صلبــه‪َ ،‬‬
‫فتــح علــى القضــاء‬ ‫المنجــز ّ‬
‫يمثــل نافــذة لــم تُ َ‬ ‫َ‬ ‫أن‬ ‫فضــا عــن ّ‬
‫ً‬ ‫تونــس‪.‬‬
‫ســابقاً وتصلــح ألن ينظــر فيهــا وصــو ًال إلــى فهــم أفضــل لواقعــه‬
‫وتطلّ عاتــه‪.‬‬

You might also like