Professional Documents
Culture Documents
Droit Prive
Droit Prive
و االجتماعية -السويسي-
ماستر العلوم ا إالدارية والمالية
السداسي الثالث
وحدة السياسات الالمركزية المقارنة
عرض حول:
الجامعية2018/2017 :
1 السنة
مـــــقـــدمــــــــــة:
يدخل موضوع الالمركزية يف جمال التنظمي الإداري ،وتعترب لغواي نقيض املركزية ،ويه عبارة مس تعارة من
الرتسانة املؤسساتية والتنظميية لدلول الغربية ،وتفيد اترخييا مرور ا ألنظمة الإدارية والس ياس ية الغربية من
مرحةل الاستبداد اإىل مرحةل ادلميقراطية ،فاملركزية تنرصف اإىل منط اإداري قامئ عىل الانفراد التام يف يياةة
القرار الس يايس والإداري وتس يري الشؤون العامة لدلوةل انطالقا من املركز الس يايس ،العامصة ،أأما
الالمركزية فيجب المتيزي بني الالمركزية الس ياس ية والالمركزية الإدارية ،فا ألوىل تنصب عىل تويي يمي
وظائف ادلوةل (التنفيذية -القضائية – الترشيعية) بني املركز وامجلاعات الرتابية ،وذلكل فهي ل توجد اإل
ابدلوةل املركبة أأو الفيدرالية ،أأما الالمركزية الإدارية فيقصد هبا تويي الوظائف الإدارية فقط ،بني احلكومة
املركزية يف العامصة وبني هيئات امجلاعات الرتابية ويمت نظام الالمركزية الإدارية مبواكبة الاجتاهات احلديثة
اليت تريم اإىل حتقيق مزيدا من ادلميقراطية للشعوب وذكل ملسامههتا الفعاةل يف تدبري الشؤون الإدارية.
وتنقسم الالمركزية الإدارية بدورها اىل قسمني:
الالمركزية الإدارية املرفقية أأو املصلحية ويقصد هبا تويي العمل طبقا لطبيعة النشاط ونوع املرافق واملشاري
اليت ينصب علهيا هذا النشاط والالمركزية املرفقية يه ما يسمى ابملؤسسات العمومية اليت تتوىل ادارة
نشاط معني يس ند الهيا حب مك القانون ،وتتحقق مبن مرفق عام سوا أأنان وطنيا أأو لحليا الشصصية املعنوية،
وهو ما يرتتب عنه ا إلس تقالل املايل والإداري اإل أأن هذا ا إلس تقالل ةري مطلق.
أأما الالمركزية الإدارية ا إلقلميية أأو الرتابية فيقصد هبا تنظمي الإدارة يف ادلوةل عىل قاعدة تعدد الهيئات
الإدارية ا إلقلميية ،وتتحقق مبن جز من الرتاب الوطين الشصصية املعنوية يعين منحه ا إلس تقالل الإداري
واملايل يف مبارشة الإختصايات املوكوةل اليه هبدف السهر عىل حتقيق املصاحل احمللية حتت ارشاف احلكومة
ورقابهتا ،ويدير شؤوهنا أأفراد منتصبون.
2
و تعد الالمركزية الإدارية الرتابية خيار اعمتده املغرب منذ ا إلس تقالل ويه متثل خيارا ل رجعة فيه وورشا
حيظى اب ألولوية يف الس ياسة العامة للمملكة ،فهي اذن تتعلق ابلنظام الإداري اذلي يعهد للجامعات احمللية
بسلطة تس يري شؤوهنا اخلاية بواسطة ممثلهيا املنتصبني حتت وياية السلطة املركزية فالالمركزية ابملغرب
شهدت تطورا تدرجييا منذ 1960اىل يومنا هذا ،حيث شلك امليثاق امجلاع املؤرخ يف 23يونيو 1960
أأول نص ذا طاب عام اعترب مبثابة النواة ا ألوىل لالمركزية ادارية جعلت دور امجلاعة أنذاك يقترص عىل
التس يري الإداري ،ويف وقت لحق يدر ظهري 12دجنرب 1963اذلي أأحدث مبقتضاه مس توى اثن من
الالمركزية ممتثل أأساسا يف جمالس العاملت وا ألقالمي ،ليتوج مسلسل تعزيز ادلميقراطية احمللية م يدور
ظهري 30ش تنرب 1976املتعلق ابلتنظمي امجلاع واذلي اعترب وقت يدوره ،انطالقة حقيقية ملسامهة
امجلاعات الرتابية يف التمنية احمللية ويف أأبريل 1997مت احداث ينف جديد من امجلاعات الرتابية مبقتىض
القانون املتعلق ابجلهات وذكل بعد أأن مت ا إلرتقا ابجلهة اىل جامعة ترابية بعد التعديالت لسنيت 1992
و 1996لتشلك بذكل اإطارا مالمئا لتطوير اليات ومناجه جديدة ،كفيةل بتمثني أأمثل للموارد البرشية
والطبيعية و البيئية للجهة.
ولإعطا نفس جديد لنظام الالمركزية ببالدان ،مت س نة 2002اإيدار القانون 78.00مبثابة امليثاق
امجلاع ،والقانون 79,00املتعلق بتنظمي العاملت وا ألقالمي ،كام شهدت س نة 2009اإيدار القانون 17.08
املغري و املمتم للقانون 78.00واذلي هيدف اب ألساس اىل مسايرة التحولت وتطوير أأساليب التدبري احملي
لتتوج س نة 2011بدسرتة اجلهوية املتقدمة ،لمتكني املغرب من هجوية متقدمة دميقراطية اجلوهر ،مكرسة
للتمنية املس تدامة و املندجمة اإقتصاداي و اجامتعيا وثقافيا وبيئيا ،تكون مدخال لإيالح معيق لهيالك ادلوةل
من خالل السري احلثيث واملتدرج عىل درب الالمركزية و ادلميقراطية املعمقة و احلاكمة اجليدة والتحديث
الإجامتع والس يايس و الإداري خصويا و أأننا اليوم أأيبحنا نتحدث عن قوانني تنظميية مؤطرة لعمل
وتنظمي امجلاعات الرتابية جيعلها يف املسار الصحي لتحقيق الالمركزية املتوخاة واملبتغاة.
3
وعىل هذا ا ألساس ترتبط الإشاكلية ا ألساس ية لهذا املوضوع بتعدد ا ألبعاد اليت تتح مك يف الالمركزية وذلكل
س نحاول يياغهتا عىل الشلك التايل :
اإىل أأي مدى أأخذ التنظيــم الالمركــزي ابملغرب جوانبـه القانــونية والتـدبيــرية والسيـاس ية يف ظل دس تور
2011والقوانني التنظميية للجامعات الرتابية ؟
وعليه ،س نحاول من خالل هذا املوضوع دراسة النظام الالمركزي املغريب من خالل ثالث مس توايت
أأساس ية ،يمتثل ا ألول يف املقرتب القانوين ناإطار جلـل الهيـالك الإدارية ،ثـم املقرتب التدبريي ،ندرس فيه
القمي الإدارية اليت أأدخلت عىل هذا النظام .ويول اىل البعد الس يايس للنظام الالمركزي وذكل وفق
التصممي املهنج اليت :
4
املبحث ا ألول :املقرتب القانوين للتنظمي الإداري الالمركزي ابملغرب.
املطلب ا ألول :ا إلرتقا بقوانني امجلاعات الرتابية اإىل قوانني تنظميية.
خــامتــة
5
املبحث ا ألول :الإطار القانوين للتنظمي الإداري الالمركزي ابملغرب
س نحاول من خالل هذا املبحث دراسة ثالث مستــوايت أأساسيــة ،انطالقا ابملستــوى ا ألول املتعلـق ابلرتقا
بقوانني امجلاعات الرتبية اإىل قوانني تنظميية ،مرورا ابملس توى املايل واملمتثل يف الرف من املوارد املالية املريودة
للجامعات الرتابية ،ويول اإىل املس توى الثالث اخلاص بتوس ي اختصايات امجلاعات الرتابية.
بد أأ املغرب يف وض ترسـانة قانونيـة مؤطرة للتنظمي الالمركزي منذ جفر الاس تقـالل ،عرب مـراحل متدرجة بد أأت
بصدور أأول تقس مي للمملكة اإىل عاملت و أأقاليـم مبوجب ظهـري 16دجنـرب ،19551مث ظهـري 13أأكتوبر 21963
اذلي رقاها اإىل يف امجلاعات احمللية املس ندة لها سلطة تداولية ،3مث الارتقا هبذا الإطار القانوين اإىل قانون
تنظمي رمق 112.144املتعلق ابلعاملت وا ألقالمي.
من جانبه مر الإطار القانوين املنظم للجامعات عرب مراحل متعددة ،نذكر يف هذا الصدد تعديل امليثاق امجلاع
لس نة ،1960مبيثاق جديد يدر س نة ،51976مث الارتقا هبذا الإطار القانوين اإىل قانون تنظمي رمق 113.14
6املتعلق ابمجلاعات.
من جانب أخر عرف التنظمي اجلهوي تطورا عرب مراحل متعددة بد ا بصدور الظهري رمق 1.71.77بتارخي 16
يونيو ،71971والارتقا ابجلـهة اإىل مرتبة امجلـاعة احمللية م دس تور 1992مث املراجعة ادلس تورية لس نة 1996
ويدور القانون رمق 96.47املتعلق بتنظمي اجلهات بتارخي 2أأبريل ،1997ليمت يف ا ألخري الارتقا هبذا الإطار
-1عدل مبوجب ظهري 23مارس 1956وكذا ظهري 13أأكتوبر 1956بشاأن حتويل اجلهات يف عهد امحلاية اإىل عاملت و أأقالمي.
-2عدل مبقتىض القانون رمق 79.00س نة .2002
-3عبد الفتاح بلخال ومحمد ابس منار ،التنظمي الإداري ،دار أأيب رقراق للطباعة والنرش ،طبعة .2016
-4ظهري 7يوليوي 2015بتنفيذ القانون التنظمي رمق 112.14املتعلق ابلعاملت والأقالمي.
-5مت تعديهل س نة 2002ابلقانون رمق ،78.00وكذا القانون رمق 17.08س نة .2009
-6ظهري 7يوليوي 2015بتنفيذ القانون التنظمي رمق 113.14املتعلق ابمجلاعات.
-7اخلطاب املليك بتارخي 14أأكتوبر 1984اذلي شلك نقطة انطالق عدد من ا ألوراش يف بنا مرشوع هجوي جديد.
6
القانوين اإىل قانون تنظمي مبوجب دس تور 2011ويدور القانون رمق 8111.14املتعلق ابجلهات.
من خالل الرتسانة القانونية املؤطرة للجامعات الرتابية املبينة أأعاله ،يتبني أأهنا مرت بعدة مراحل توجت يف
ا ألخري مبوجب دس تور 2011ابلرتقا هبا اإىل قوانني تنظميية مبنطوق الفصل 146منه ،ويدور القوانني
التنظميية للجامعات الرتابية .مفا الفائدة من هذا الارتقا من قانون عادي إاىل قانون تنظمي ؟ وما يه ا ألمهية اليت
متزي القانون التنظمي عن القانون العادي؟
ياأخذ النظام القانوين املغريب مببد أأ هرمية الترشيعات وتدرهجا أأو ما يصطل عليه بتـراتبية القـوانني وهو ما نص
عليه الفصل السـادس من ادلستـور املغريب ،حيـث تعترب دستـورية القـواعد القانونية وتراتبيـهتا ووجوب نرشها
مبادئ ملزمة ،فالقانون التنظمي ياأيت يف مرتبة أأدىن من ادلس تور اذلي يعترب أأمسى القوانني ،و أأعىل من القانون
العادي.
ولقد عرفت الغرفة ادلس تورية اليت نانت اإحدى الغـرف اليت يتكـون مهنا اجمللـس ا ألعلـى "القانون التنظمي
ينبثق عن ادلس تور ويعد ممكال هل."9
واستنادا عىل ذكل فاإن ادلس تور هو اذلي حييل عىل القانون التنظمي جمال لحددا ،كام هو ا ألمر ابلنس بة جملال
تنظمي اجلهات وامجلاعات الرتابية ا ألخرى اذلي حيدد بقانون تنظمي (الفصل 146من ادلس تور)
ومن جانب أخر يمتزي القانون التنظمي باأمهية شلكية و أأمهية موضوعية :
خبصوص ا ألمهية الشلكيـة :حيظى القانون التنظمي ابإجـرا ات ومسـاطر خـاية ل خيضـ لها القانـون العادي
تمتثل يف عدم التداول يف مشاري ومقرتحات القوانني التنظميية من قبل جملس النواب اإل بعد ميض 10أأايم من
اترخي اإيداعها مبكتبه ،10مث بعد تداول اجمللس الوياري يف مشاري القوانني التنظميية ،11ومصادقة املؤسسة
الترشيعية علهيا ،ختض للرقـابة الإجبـارية من طرف احملمكة ادلس تورية للتاأكد من مدى مطابقهتا لدلس تور ،قبل
8
التنـظمي رقـم 112.14املتعلق ابلعاملت وا ألقالمي واملـادة 173و 174من القانـون التنــظمي رقـم 113.14
املتعلق ابمجلاعات.
وعىل هذا ا ألساس مت حتديد ،وبصفة تدرجيية حصص الرضيبة عىل الرشنات والرضيبة عىل ادلخل
املريودة للجهات يف ،5واحلصة من حصيةل الرمس عىل عقود التاأمني يف .20تضاف اإلهيا اعامتدات مالية من
املزيانية العامة لدلوةل يف أأفق بلوغ سقف 10ماليري درهـم سنـة ،142021ابلإضافة اإىل هذه التحويالت فاإن
هذه اجلهات مؤهةل للحصول عىل قروض والاس تفادة من تسبيقات ادلوةل.
وابلرجوع اإىل قرا ة قوانني مالية الس نة ،لس نة 2015و 2016و 2017ومرشوع القانون املايل لس نة
2018يتض لنا أأن املوارد املالية املريودة من طرف ادلوةل للجامعات الرتابية فامي خيص نس بة الرضائب
املفروضة عىل الرشنات وعىل ادلخل والرسوم عىل عقود التاأمني تعرف يايدة تدرجيية من س نة اإىل أأخرى.
وقد حدد القانون املايل لس نة 2015املبالغ املريودة للجهات فامي خيص الرضائب يف نس بة 1ابلنس بة للرضيبة
عىل الرشنات 15و 1ابلنس بة للرضيبة عىل ادلخل ،16ونس بة 30من الرضيبة عىل القمية املضافة17.يف حني
رف القانون املايل لس نة 2016هذه النس بة اإىل 2ابلنس بة للرضيبة عىل الرشنات والرضيبة عىل ادلخل و20
من حصيةل الرسوم املفروضة عىل عقود التاأمني ،عوض 13وتويع هذه النس بة أأي 20عىل امجلاعـات
اب ألخذ بعني الاعتــبار عــدد الساكن والاختــصايات املسنـــدة للك مستـــوى من مستــــوايت امجلاعات
الرتابية بنا عىل قرار يصدره الويير امللكف ابدلاخلية.
9
مث جا القانون املايل لس نة 2017يف مادته السابعة والثامنة لريف من هذه النس بة اإىل 3 فامي خيص الرضيبة
عىل الرشنات ،لياأيت مرشوع قانون مالية 2018يف املادة 13و 14وبرف هذه النس بة اإىل .%4
وقد أأسس الفصل 142من ادلس تور نظاما جديدا للتضامن بني اجلهات وذكل خبلق يندوقني «يندوق
التاأهيل الاجامتع " لسد العجز يف جمالت التمنية البرشية .ومث اإحداث أأيضا "يندوق التضامن بني اجلهات"
وقد كرس القانون املايل لس نة 2016هذا املعطى من خالل اإحداثه حساابت املريودة ألمور خصويية املسمى
"يندوق التضامن بني اجلهات" و "يندوق التاأهيل الاجامتع " ابلإضافة تغري احلساب املريود ألمور
خصويية املسمى "الصندوق اخلاص حلصيةل حصص الرضائب املريودة للجهات" اذلي أأدرجت الرضائب
الثالث فيه .تضاف ملداخيهل مساهامت من املزيانية العامة املوهجة للجهات.
هذا و أأمام ضعف املوارد اذلاتية للجامعات الرتابية ،فقد بلغت املوارد املدبرة من طرف ادلوةل حلساب
امجلاعات الرتابية 4,9مليار درمه س نة 2014مقابل 3,1مليار درمه س نة 2002أأي بنس بة منو س نوي يعادل
3,8بني 2002و 2014وفامي يتعلق ببنية هذه املوارد فاإهنا ترتكز ابدلرجة ا ألوىل عىل الرمس عىل اخلدمات
امجلاعية حيث يفوق نس بة 59وحيل الرمس املهين يف الرتبة الثانية بنس بة 36أأما الرمس عىل السكن فاإنه
لقد خصص ادلس تور املغريب لس نة 2011اباب خايا ابمجلاعات الرتابية ،من شاأنه الهنوض هبذه الهيئات
الالمركزية ومنحها مجموعة من الصالحيات والاختصـايات لتدبيــر شؤوهنــا بكيفيــة دميقراطية ،وهو ما جـا ت
اجلهات:
تناط ابجلهة داخـل دائرتـها الرتابيـة مجموعة من الإختـصايات جندها مفصةل يف املادة 80من القانون التنظمي
املتعلق ابجلهات ،خبالف ما نان عليه القانون السابق رقـم .47.96
وتاأخذ هذه الاختصايات ثالثة اشاكل :فهناك الاختصايات اذلاتية وهناك الاختصايات املشرتكة م ادلوةل
واليت ميكن ان متارس وفق مبد أأي التدرج والامتيز و أأخريا هناك الاختصايات املنقوةل أأي اليت تنقل من ادلوةل
19. اىل اجلهة مبا يسم بتوس ي الاختصايات اذلاتية بشلك تدرجي
الاختصايات اذلاتية :لقد وردت الاختصايات اذلاتية للجهة مفصةل يف القانون التنظمي 111.14املتعلق
ابجلهات ،وحسب املادة 81منه متارس اجلهة اختصايات ذاتية يف جمال التمنية اجلهوية ،كام تقوم ابإعداد وتتب
تنفيذ برانمج التمنية اجلهوية والتصممي اجلهوي لإعداد الرتاب.
الاختصايات املشــرتكة :متارس اجلــهة اختصــايات مشرتكـة بيهنا وبيــن ادلوةل يف اجملــالت التاليــة :التمنية
الاقتصادية-التمنية القروية-التمنية الاجامتعية-البيئة-الثقافة والس ياحة.
وجدير ابذلكر أأن الاختصايات املشرتكة بني اجلهة وادلوةل متارس بشلك تعاقدي.
الاختصايات املنقوةل :ميكن أأن تقرر ادلوةل بعض من اختصاياهتا اإىل اجلهة واليت حتدد اعامتدا عىل مبد أأ التفري
خاية يف اجملالت التالية :التجهزيات والبنيات التحتية ذات البعد اجلهوي والصناعة والصحة والتجارة والتعلمي
والثقافة والرايضة والطاقة واملا والبيئة .ومبوجب املادة 95من القانون التنظمي املتعلق ابجلهات فاإنه يراعى مبد أأ
التدرج والمتـايــز بني اجلهــات عند نقل الاختصـــايات من ادلوةل اىل اجلـــهة ،ول ميـــكن حتـــويل
-19اإبراهمي كومغار .التنظمي ا إلداري وفق المنوذج املغريب ،يف ضو القوانني التنظميية اجلديدة للجامعات الرتابية .مطبعة قرطبة للنرش والتويي ،طبعة
،2016الصفحة .93
11
الاختصايات املنقوةل اإىل اختصــايــات ذاتية للجــهة أأو اجلـــهات املعنية اإل مبقتــىض تعديــل القانون التنظمي
اذلكر20. السالف
ومن خالل مضامني القانون رمق 47.96املنظم للجهات ســـابقا ،يتبني أأن اختــصايات اجلهة نانــت لحدودة
وتمتثل فقط يف اختصايات خاية هبا واخرى منقــوةل الهيا من ادلوةل م اماكنية تقدمي الاقرتاحات ،وذكل
خبالف القانون التنظمي 111.14واذلي قام بتزنيل مبد أأ التفري عرب هذه الاختصايات املتنوعة ،ابلإضافة اإىل
هذه الاختصايات مت توس ي بعض الصالحيات عىل مس توى لك من اجمللس اجلهوي ورئيسه.
يفصل جملس اجلهة يف مداولتـه يف القضــايـا اليت تدخــل يف اختـصـايات اجلهة وميارس الصالحيات املوكـوةل
اليه مبوجب احاكم هذا القانون التنظمي واليت تتحدد فامي يي:
حيث نص القانون التنظمي احلايل عىل انه تناط العامةل أأو الإقلمي داخل دائرهتا الرتابية همام الهنوض ابلتمنية
الاجامتعية خاية يف الوسط القروي وكذا يف اجملالت احلرضية ،كام تمتثل هذه املهام يف تعزيز النجاعة والتعاضد
والتعاون بني امجلاعات املتواجدة لرتاهبا.
فقد قام املرشع بتوس ي اختصايات العاملت أأو ا ألقالمي ،ومنحها اختصايات جديدة ويه اإما اختصايات
ذاتية ،واختصايات مشرتكة م ادلوةل وتمت ممارس هتا طبقا ملبد أأي التدرج والامتيز ،واختصايات منقوةل الهيا من
هذه ا ألخرية ،وذكل بعدما نان القانون 79.00ينض فقط عىل أأن اجمللس ميارس اختصايات خاية به
وإان من أأمه و أأبري مس تجدات القانون التنظمي اجلديد اعتبار رئيس اجمللس هو السلطة التنفيذية ملداولت
اجمللس ومقرراته ،بعد أأن نانت يف يد الوايل أأو العامل حسب القانون السابق ،ويعترب كذكل َامرا بقبض
مكداخيل العامةل أأو الإقلمي ورصف نفقاهتا ،وير أأس جملسها وميثهل يف يمي اجملالت ،وميارس كذكل السلطة
التنظميية مبوجب قرارات ،تنرش ابجلريدة الرمسية املتعلقة ابمجلاعات الرتابية طبقا ألحاكم املادة 221من القانون
23. التنظمي
ابلإضافة اإىل امجلاعــات الرتابية السالفة اذلكر جند امجلاعات يه الاخرى تــم الارتقا هبـــا من قانون عـــادي اىل
قانون تنظمي يتضمن مجموعة من املس تجدات ،وهو ما س نتناوهل تبعا.
امجلاعات:
لقد جا القانون التنظمي للجمـاعات مبقتضيات معلية هامة تس هتدف تكريس مجموعة من املبادئ ادلس تورية من
أأمهها ،مبد أأ التفري اذلي اعمتد أكساس يف اإس ناد املسؤوليات من خالل الاختصايات اذلاتية واملشرتكة
واملنقوةل اإىل امجلاعة ،والاعرتاف الرصحي بتصويل امجلاعات ممارسة السلطة التنظميية يف جمالت اختصاياته،
وداخل دائرهتا الرتابية.
-23املصطفى قرييش ،سلسةل ادلراسات ادلس تورية والس ياس ية .منشورات جمةل العلوم القانونية ،العدد الراب .الصفحة .263-262
14
وتتجىل هذه املبادئ واملقتضيات عىل اخلصوص فامي يي:
عىل مس توى اختصايات امجلاعة :لقد أأيبحت اختصايات امجلاعة أأكرث وضوحا وبروي ومتفصال مقا نرة م
القانون 78.00السابق أأو ما نان يسمى ابمليثاق امجلاع ،وذكل اإن عىل مس توى الاختصايات اذلاتية أأو
املشرتكة أأو املنقوةل .وهكذا تناط ابمجلاعة داخل دائرهتا الرتابية همام تقدمي خدمات القرب للمواطنات واملواطنني.
وتش متل الاختصايات اذلاتية عىل الاختصايات املوكوةل للجامعة يف جمال معني مبا ميكهنا من القيام ،يف حدود
مواردها ،وداخل دائرهتا الرتابية ،اب ألعامل اخلاية هبذا اجملال ،ول س امي الربجمة ،الاجناي ،التدبري ....أأما
الاختصايات املشرتكة بني ادلوةل وامجلاعة ،فهي تش متل الاختصايات اليت يتبني أأن جناعة ممارس هتا تكون
بشلك مشرتك ،وميكن أأن تمت ممارسة الاختصايات املشرتكة طبقا ملبد أأي التدرج والامتيز .يف حني تشمل
الاختصايات املنقوةل الاختصايات اليت تنقل من ادلوةل اإىل امجلاعة مبا يسم بتوس ي الاختصايات اذلاتية
بشلك تدرجي .
عىل مس توى يالحيات جملس امجلاعة :يفصل جملس امجلاعة مبداولته يف القضااي اليت تدخل يف اختصايات
امجلاعة ،وميارس الصالحيات املوكوةل اإليه مبوجب أأحاكم هذا القانون التنظمي ،كام يتداول جملس امجلاعة يف
القضااي املتعلقة ابلإدارة والتنظمي والتدبري التمنوي للجامعة.
عىل مس توى يالحيات رئيس امجلاعة :يقوم رئيس جملس امجلاعة بتنفيذ مداولت اجمللس ومقرراته ،ويتخذ
يمي التدابري الاليمة ذلكل .وميارس السلطة التنظميية ،ولهذا الغرض أأيب ميارس من الناحية املبدئية سلطة
تنفيذية حقيقية يف امجلاعة .فهو يتخذ القرارات املتعلقة بتنظمي اإدارة امجلاعة وحتديد اختصاياهتا .ويعترب رئيس
اجمللس ا َلمر بقبض مداخيل امجلاعة ورصف نفقاهتا .ويرأأس جملسها ويسهر عىل مصاحلها طبقا ألحاكم هذا
القانون التنظمي والقوانني والانظمة اجلاري هبا العمل.24
جعل ادلس تور املغريب لفاحت يوليوي 2011احلاكمة اجليدة أأحد أأقوى املفاهمي اليت يرتكز علـهيا من أأجـل اإحداث
التغيري املنشود ،بتكريس الإيـالحات الإدارية واملؤسساتية وحامية احلرايت وحقوق الإنسان ،وإاحقاق التمنية
املس تدامة وادلميقراطية التشاركية ،وذكل من خالل دسرتة عدد من الهيات الوطنية املس تقةل.25
اإن اإعامتد مقاربة جديدة ومغايرة يتوىخ اب ألساس اعامتد بعد تدبريي عرصي يكتسب الرشعية الإدارية
والقانونية من خالل ترس يخ مفاهمي حديثة أأمهها" اإدارة القرب واعامتد مبد أأ الش باك الوحيد احلاكمة اجليدة كآلية
حديثة يف ين القرار وترش يد التـدبري ،الشفافية واحملــاسبـة ودمقــرطة املسـؤولية التفاوض واملقاربة التشاركية
التدبري املاجنمنيت والتصطيط الإسرتاتيج ."...
اإن حتديث وعرصنة التدبيــر التــرايب ،لس امي يف املرافـق الإدارية ،يعترب من أأولوايت امجلاعة املقــاوةل ،لكوهنا
وس يةل اتصال هذه ا ألخرية ابمجلهور ،بتقوية بنية الاس تقبال ،وابلتايل فلكام قدمت خدمات مبس توى عال من
اجلودة ،لكام كسبت ثقة واحرتام املواطنني .ويف هذا الإطار ،تعد الإدارة الإلكرتونية وس يةل راقية لتقدمي اخلدمات
الإدارية ،واليت تدخل يف اإطار النقةل النوعية اليت ابت يعرفها التدبري احملي.
وإاذا نان الهدف من ورا مكننة املصاحل الإداريــة امجلاعية هو حتسني مستــوى اخلدمات ،وابلتايل إاعطا يورة
راقية للتدبــري ،تبعث عىل جو الارتيــاح والثـقة ما بني الإدارة امجلاعية واملواطنني ،فاإن ا ألمر يف تقدمي اخلدمات
اليت هتم املصاحل التقنية تعد وس يةل لتقدمي منتوجات تريض املواطن /الزبون من هجة ،وةاية تضمن هبا امجلاعة
ويعد مبدا الشفـافية واملشاركة أأحد رنائــز التاأهيل املؤسسـايت ،اإذ تنشد وض حد للسمة الإنغالقيــة اليت ظلت
تقبــ عىل العمل ا إلجمتــاع ،وادلعوة اإىل مقومات التدبيــر احملي التشــاريك القامئ عىل مياكنزيمات الإنفتاح
والتوايل والإسهام الفعي جملمـوع الفاعلني احملليني اذلين تتصدرهـم الساكنة كشــري أأسايس ل لحيد عنه.
اإن هذه املقاربة اجلديدة يف تدبري املرافق العامة احملليـة ،تستــهدف إاياحـة ثقافة الإقصــا والهتميــش واحتاكر
املبادرة يف اختيار وين القرارات وإاعدادها وتنفيذها .ومن مثة فاإنـها تؤكــد عىل توسيــ دائــرة الرشاكة واملشاركة
والإندماج بني ادلوةل وهيئاهتا من هجة وبني اجملمت والقطاع اخلاص بشلك عام من هجة اخرى.
-26محمد الرشيـد اخلشــني ،احلاكمة والتسويق الرتايب ،مقال منشور جبريدة أأنبا املغرب ،بتارخي 10فرباير .2010
-27مصطفى قرييش "امجلاعات الرتابية بني متطلبات احلاكمة ورهان التمنية" جةل مساكل ،العدد ،31 – 32الصفحة .15
17
وبذكل فاإن التدبري احلديث يقوم عىل أأساس احلاكمة يف تســري املرافق العامة احملليــة ،وذكل أأمــام املطالب
املزتايدة للمرتفقني عىل اخلدمات الإجامتعية وعىل جودهتا وتناس بيتــها .ذكل أأن احلكــامة تعكس مجمــوعة من
العمليات املتــرابطة اليت تعمتد عىل تقنيــات جيدة لتدبيـر لح مك ل إالماكنيات واملوارد بشلك شفاف يقوم عىل
ختطيط انج وفعال لتحقيق أأفضل النتاجئ املضمنة يف ا ألهداف.
اإن املقاربة التشاركية يف تدبري املرفق العام احملي ،كشلك من أأشاكل احلاكمة وادلميقراطية اليت جسدها
ادلس تور ،بل وجعلها من املرتكــزات ا ألساس ية للتنظــمي والتدبيــر اجلهــوي والرتايب ولقد مت تقدمي مبد أأ املشاركة
يف فرنسا مكبـدأأ للعمــل داخل املرافق العموميـة وبــذكل فهو خطــوة رضوريـة من أأجل اإيالح املــرافق العمومية
وحتسني عالقة الإدارة م املواطنــني ،ابلإضافة اإىل ذكل فهـ تشلك أآليــة لالستــامع اليــهم وإادخال أراهئم حــزي
التطبيق ،ويف الهنــاية فاإن املشــاركة مكــا مت التنصيـص علهيا يف التجربة الفرنس ية وس يةل لتقيمي أأدا الإدارة من
طرف املواطنني ،وابلتايل فاإن التصور اجلديد لتــدبري مرافق الهيئــات الالمركزية يقتيض جعل املرتفق يف يلب
هذه العالقة ،وفاعال ومؤثرا يف املرفق العام احملي ،وحىت يمت الريق ابلشاأن العم احملي ابلرتكــاي عىل قواعد
احلكــامة اجليدة املتعلقة بتسيــري املرافق العامة استنادا للفصل 157من ادلس تور ،وليك تكــون احلاكمة الرتابية
احمللية جيـــدة ل بـــد أأن يكـــون هنـــاك حسـن التزنيل وتويي املسؤوليات ويقل القدرات والفعاليات واجلودة
يف اخلدمات والاعامتد عىل الرؤية الاسرتاتيجية يف الربامج التمنوية ودمع التوايل داخل اجملالس.
وقد نصت القوانني التنظميية للجامعات الرتابية لس نة 2015ويف مواد كثرية عىل قمي احلاكمة ونذكر عىل
سبيل املثال ل احلرص بعض جتليات احلاكمة اجليدة الواردة يف هذه القوانني التنظميية ،التنايف يف املهام الإنتدابية
ابلنس بة للرئيس أأو انئب رئيس جملس امجلاعة الرتابية ،احلق يف احلصول عىل املعلومة وحق تقدمي العرائض،
احرتام القانون والتحي ابلزناهة وتكريس الشفافية وربط املسؤولية ابحملاس بة ،اعامتد تقيمي ا ألدا واملراقبة
ادلاخلية والافتحاص.
18
املطلب الثاين :التنصيص عىل مبدأأي التفري والتدبري احلر.
يمتزيمفهوم مبد أأ التفري بتعدد دللته وعدم حتديدها ابدلقة املطلوبة ،ومضمونه وليد تطور اترخي ملصطل
اس تعمل يف عدة سيـــاقات ،حيث هنـــاك لحـــاولت معلت عىل نقهل من النظــــام القانونــ الفرنيس اإىل نظم
قانونية أأخرى تاأثرت يف مشاريعها الإيالحية به كام هو الشاأن يف النظام القانوين املغريب.
ولريد وضبــط دلةل مبد أأ التفري مكبد أأ توجهيي للتنظمي الإداري ،ومرتكزا نظراي يف البنــا القانــوين لالمتركز
الإداري ،يتعني قبل ذكل حرص جمـــال تطبيقه يف هذه ادلراسـة عىل مستـــوى التنظمي الإداري ،وحتديد محولته
ودللتــه عىل اعتبـــار أأن مبدأأ التفري ليس مبد أأ بدهييــا يف الترشيعات املتعلقة ابلالمتـــركز ،مما جعل منه مبد أأ
مضنيــا لتوس ي الإختصايات وابلتـايل يصب من ابب املغالة الفكرية والنظرية ،القول باأن هذا املبد أأ يعترب جز ا
من النظام القانوين الوضع .
وعليه نتسا ل حول املقصود مببد أأ التفري ،وكيف شلك هذا املبدأأ مرجعا مضنيا للتنظمي الإداري الفرنيس
واملغريب؟ ل إالجابة عن هاته ا ألس ئةل سنس تعرض دللت مفهوم مبد أأ التفــري ،مث نظهر كيف شلك مبدأأ التفري
مرجعية مضنية يف التنظمي الإداري الفرنيس واملغريب ،مففهوم مبدأأ التفري ظهر يف أأوربـــا منذ معاهـــدة ماسرتخيت
س نة ،1992ليشمــل التنظيـــم الإداري وادلس توري ،من هجة أأخرى جند أأن jean jaques bouvierقــد
اعترب باأن التعــريف اذلي ميكن أأن نعطيه لهذا املبد أأ فهو مطـــابق لذلي ميكن أأن نعطيه ملصطلـــ الالمركزية
الإدارية 28،ومن تــم فهذا املبــد أأ يعين أأن السلطات الالممــركزة تتوفر عىل اختصــاص عام ،و أأن السلطات
املركزية لن ول متــارس اإل اختصايات لحددة ،وابلتايل يصب الالمتركز الإداري "قاعدة عامة" لتويي
الالممركزة29. الاختصايات ما بني الإدارة املركزية واملصلحة
28- Cédric molitor, le principe de subsidiarité, article sous le titre, la subsidiarité et les collectivités locales », revue
de droit public, LGDJ, 2002, p259.
-29عبد الفتاح البجيوي"،مؤسسة الوايل والعامل وأفاق عدم المتركز الإداري ابملغرب" ،منشورات اجملةل املغربية ل إالدارة احمللية والتمنية ،الطبعة ا ألوىل
،2014الصفحة .207
19
وبشلك عام ،فاإن القمية القانونية ملبد أأ التفــري تمكن يف التصـي وبشلك تلقائـ عن نظام قانــوين ،يعترب املعاجلة
املركـزية يه ا أليــل ،حيث يكون رئيــس الإدارة حــرا يف ا إلختــيار ما بـني ممارسة الإختصـاص بشلك مبارش
أأو تفويضه خملتلف املس توايت الرتابية ،وتنبين نظام الالمتركز الإداري قاعدة عامة لتويي الاختصايات ما بني
الإدارة املركزية واملصاحل الالممركزة ،وعامل لإعادة النظر يف التنظمي الإداري.30
وعليه فــاإن الالمتركز والالمركــزية يه اجملالت الطبيعية لتطبيــق "مبــد أأ التفــري " ومن خــاللها التنظــمي الإداري
لضبط عالقات املركز واحمليط ابس تعامل مفاهمي سوس يولوجيــة ل إالدارة ،ذكل باأن قبول هذا املبد أأ يعين الإقرار
باأن ا ألهجزة احمللية متكل اختصايات أأيلية والإقرار بفكرة ادلوةل واحلــرية احملليــة ،وهذا ما يفسـر ويدمع
احمللية31. الإيالحات املتعلقة بنقل الإختصايات من الإدارة املركزية اإىل الإدارة
ففائدة هذا املبد أأ تمكن يف أأمهية ممارسة أأو جتمي الاختصــايات عىل املستــوى الأكثــر مال مـة لتلبيــة
حاجيــات املواطنــــني ،فف ادلوةل املوحدة ،التفـــري يسمى أأيضا نظام الالمركزية 32،ومن هنــا جيدر بنــا الوقوف
عند هذا املبد أأ يف التنظمي الإداري الفرنيس ومن مت املغريب.
يعود أأيل "مبــد أأ التفري " بفرنسا اإىل تقرير " ،"olivier Guichardواملعروف أأيضا بتقرير" vivre
"ensembleالــذي يـــدر يف 22أأكتــــوبر ،1976من طـــرف جلنــة "،من أأجــل تطويـــر املسؤوليــات
احمللية" ،وخالية مضمون هذا التقرير "ليس من الرضوري اإس ناد أأي اختصاص اإىل هيـــاأة عليا وإان نانــت
ادلوةل ،مىت نانت جامعة ترابية أأدىن وقريبة من املواطن قادرة عىل ضامن اخلدمة املتوخاة" 33.ةري أأن هذا
التقـــرير لن يكـــن يف حد ذاته مصــدرا مبـــارشا للتشـــريعــات الالحقــة اليت مشلـــت قوانيــــن الالمركــــزية
والالمتــركز.1997،1992،1982،
-30عبد الفتاح البجيوي"،مؤسسة الوايل والعامل وأفاق عدم المتركز الإداري ابملغرب" ،املرج السابق ،الصفحة 207
-31عبد الفتاح البجيوي"،مؤسسة الوايل والعامل وأفاق عدم المتركز الإداري ابملغرب" ،املرج السابق ،الصفحة 209
32- Bertand faure, droit des collectivités territoriales ,Dalloz 2011, p481.
-33عبد الفتاح البجيوي"،مؤسسة الوايل والعامل وأفاق عدم المتركز الإداري ابملغرب" ،املرج السابق ،الصفحة 210
20
وهكذا جند أأن قانون 6فرباير 1992رقـم 92-125املتعلق ابلإدارة الرتابية للجمهـورية أأكــــد عىل أأن املصاحل
الالممركزة يه ياحبة الإختصاص العام ،و أأن العالقة القامئة بني الإدارات احمللية لدلوةل وامجلاعات هتدف اإىل
تقوية الالمركزية والالمتركز 34،حبيث أأن املادة ا ألوىل تنص عىل أأن ":الإدارات الرتابية للجمهورية حتت اإمرة
امجلاعات الرتابية وبواسطة املرافق الالممركزة لدلوةل" 35.ولتطبيق هذا القانون يدر مرسوم رقـم 92-609بتارخي
يوليوي 1992بشاأن الالمتركز الإداري ،اذلي أأكد عىل مبد أأ التفري اذلي يض تقدمي املهام بني خمتلف مس توايت
العمومية36. اإدارة ادلوةل ،املس توى املركزي اليت تقوم بدور التوجيه ،التقيمي ،الرقابة....للس ياسات
ومن هنا وجب جر الانتباه اإىل العــالقة اليت جتم خمتلف مس توايت اجملال الرتايب ،علام أأن فرنسا دلهيا
خصويية متزيها عن ابيق ادلول ا ألوربية من حيث تعــدد املستـــوايت ا إلدارية ،حبيــث الإدارة تنظـم يف فرنسا
امجلاعة37. حول 6مس توايت للجامعات ،أأوراب ،ادلوةل ،اجلهة ،القسم ،جتم امجلاعات،
فهذا املبد أأ يظهر بشلك ملموس عندما نؤسس للمسؤوليات اب ألولوية للمس توى امجلاع اإل عندما تكون
حاجات املواطنني قد أأش بعت عىل املس توي القسم مث اجلهوي ويف الهناية ادلوةل مث أأوراب ،38وعليه نانت هذه
حملــة عن مبد أأ التفريــ يف التنظمي الإداري الفرنيس ،وفامي يلــ سنتطــرق اإليه يف التنظمي الإداري املغريب.
مبد أأ التفريــ وملا هل من محوةل تنظميية حبيث يشلك مبد أأ للهيلكة التنظميية ل إالدارة ،يمت تطبيقه عىل خمتلف
مس توايت التنظمي الإداري كام يضمن بطريقة أأمثل ،ممارسة الالمتـــركز ســوا عىل املستــوى ا ألفق أأو عىل
املس توى العمودي39،وغين عن البيان أأن مبد أأ التفــري يعتــرب من املس تجــدات اليت محلها نص ادلستــور اجلديد
عىل مس توى تويي الإختصايات ،حفسب الفصل 140من دستــور " 2011للجامعات الرتابية ،بنــا عىل مبدأأ
34- Assemblée générale, conseil d’Etat, cycle de conférence du conseil d’Etat, 2013-2015, l’administration
territoriales :Etat central, pouvoir locaux, p 4, disponible sur, www.conseilEtat.fr
35- Loi n°92-125 du 6 février 1992 relative à l’administration territoriale de la république.
36- Assemblée générale, conseil d’Etat, cycle de conférence du conseil d’Etat, 2013-2015, op, cit,p6.
37- Serge huteau, la nouvelle gestion publique locale, lemmeteur, 2011, p 92
38- Bertand faure, droit des collectivités territoriales ,op,cit ,p 481
-39عبد الفتاح البجيوي"،مؤسسة الوايل والعامل وأفاق عدم المتركز الإداري ابملغرب"،مرج سابق،ص210
21
التفري ،اختصايات ذاتيــة واختــصايات مشـــرتكة م ادلوةل واختـــصايات منقوةل اإليـــها من هـذه ا ألخرية".
عىل أأساس أأن اسرتاتيجية مبد أأ التفــري تامتىش م توهجات الـــدوةل ،يف اإطار التشــاور م السلطـة اليت متثـــل
ادلولـــة يف اجلهة وابقـــ اجملالس الرتابية ،وهذا املبد أأ يتطابق م مجموعة من املبادئ من حيث ممارسة
الإختصايات اذلي يعين أأن ما تس تطيــــ امجلاعة اجنايه يس ند أألهيا ،وما ل تس تطيـــعه يسنــــد للمستـوى ا ألعىل
من الوحدات الرتابية ويول اإىل ادلوةل.
وقد أأشارت القوانني التنظميية للجامعات الرتابية ملبد أأ التفري و أأكدت عليه حيث جند املادة 6من القانون
التنظمي للجهات رمق 111-14يشري اإىل أأنه « ...بنا عىل مبد أأ التفري ،متارس اجلهة الاختصايات اذلاتية
املس ندة اإلهيا مبوجب هذا القانون التنظمي والنصوص املتخذة لتطبيقه .ومتارس أأيضا الاختصايات املشرتكة بيهنا
وبني ادلوةل ،واملنقوةل اإلهيا من هذه ا ألخرية.»...
فاملغرب يعترب من ادلول البس يطة أأو املوحدة ،فهو ميكل سلطة ترشيعية واحدة تسن القوانني ،وسلطة
تنفيذية واحدة تعمل عىل تنفيذ هذه القواننب ،وسلطة قضائية واحدة تسهر عىل احرتام القانون ،اإن الشلك
املوحد لدلوةل ،جيعلها ياحبة الاختصايات والصالحيــات ،متارســها وفق ما تعمتــده من أأنظمة وهيالك .وقد
تبــىن املغـــرب أأسلوب الإدارة احملليــة يف تنــظميــه الإداري ،عىل غـــــرار معظم ادلول املوحدة ،وبـــذكل فهــــو
التناييل40. يعمتد التويي
أأما التدبري احلر مكبد أأ ،يعترب مرجعا أأســـاس يا يف تعزيز اس تقـــاللية امجلاعات الـــرتابية عن املركـــز ،ويف تنظمي
عالقة ادلوةل ابمجلاعات التــرابية عن طريق احلــد من تدخل ممثلـــ السلطة املركزية والتصفيــف من الوياية
املامرسة علهيا ،فالفقيه bacoyannisعرف التدبري احلر للجامعات الرتابية كحرية :للجامعات احمللية يف ممارسة
شؤوهنا اخلاية41.من هذا املنطلق س نحاول مقاربة هذا املبد أأ ابلتطرق اإليه يف التجربة الفرنس ية ابعتبارها
-40محمد الصــابري ،مبــد أأ التفري وتــويي الاختصايات ابملغـرب يف أأفق اجلهوية املتقــدمة ،حبث لنيل شهـــادة املاســـرت يف القانون العام ،جــــامعة محمــد
اخلـامس السوييس ،لكية العلوم القانونية الاقتصادية والاجامتعية ،سال ،2011-2010،الصفحة 26
41- Mathil de boulet, les collectivités territoriales dans le processus d’integration européenne l’harmattan, 2012 p
22
السبـاقة يف تبـــين هذا املبد أأ ،لننتــقل بعد ذكل اإىل املغرب ،من خالل ادلستــور املؤسس ملبــد أأ التدبيــــر احلر
والقوانني التنظميية املزنةل هل.
مفبد أأ التدبري احلر مل ياأخذ محولته القانونية يف فرنسا اإل يف س نوات الس بعينيات م الإجهتاد الفقهي للمجلس
ادلس توري مث جمللس ادلوةل 42.فقد جــا طبقا للمقتضيــات ادلس تورية حيث "طبقا للرشوط احملددة بواسطة
القانون ،هذه امجلاعات تــدار حبرية بواسطة اجملالس املنتصبة" ،الفصل 72من ادلس تور الفرنيس ،ومن مت فاإن
هناك عنرصين يؤسسان لتشكيل مبد أأ التدبري احلر وهام الاختصايات الترشيعية واجملالس املنتصبة.
فالإجهتاد القضايئ للمجلس ادلس توري حيدد جمـــال ونطاق هذا الاختصــاص حبيـــث أأن احلكــــومة ل تس تطي
التاأثري املبارش بقوانني مس تقةل فامي خيص التدبري احلر ،43التدبري احلر واجملالس املنتصبة ،فالتــاأكيد عىل جمالس
منتصبة ابلإقتــــــراع العام املبـارش يعكــس اشـــراك املواطنــني يف الشاأن احملي ،فامجلاعات لها اإماكنيات متثيلية
متكهنا من البــقا حتت مراقبة املواطنـــني احملليــني وابلتايل فصفة انتخاب جمالس للجامعات ينب من كوهنا خشصية
معنوية مس تقةل عن ادلوةل ممارسة جملمــوعة من احلـــرايت الإداريــة والسيــاس ية لصاحلها.
ويشلك مبدأأ التدبري احلر للشاأن التـرايب ،أأحد أأمه مظاهــر الالمركزية اليت أأقرها ادلس تور املغريب لس نة
،2011وذكل من خالل ما تضمنـه من مقتضيـات تعزي دور امجلـاعات الرتابية ،وتؤسس ملرحةل تدبيـرية جديدة
يف اإطار عالقة جديدة م ممثي السلطة املركزية ،تنبين عىل التعاون واملساعدة ،جيد مبد أأ التدبري احلر للجامعات
الرتابية أأساسه ادلس توري يف مجموعة من فصول ادلس تور بعضها يؤسس للمبد أأ بشلك مبارش ،كام هو احلال
ابلنس بة للفصل 136اذلي ينص عىل ما يي" :يرتكز التنظــمي اجلهــوي والتــرايب عىل مبادئ التدبري احلر وعىل
كام أأن الفصل 146يذكر مبد أأ التدبري احلر بشلك رصحي يف الفقرة ا ألخرية منه ،حيث حييل عىل قانون تنظمي
لتحديد مبادئ وقواعد ورشوط تنظمي وتدبري امجلاعات الرتابية مبا يف ذكل قواعد احلاكمة املتعلقة حبسن تطبيق
مبد أأ التدبري احلر ،ومل يقيده باأي شلك من أأشكــال الوياية ،وإامنا خول للولة والعامل يالحـية تقدمي املساعدة
الاليمة لرؤسا امجلاعات الرتابية 45،مكــا أأن حصــر متثيلية الـــولة والعامل يف السلطة املركزية ،ينقــل العالقة م
اجملالس املنتصبة اإىل مس توى العالقة بني سلط متوايية ل وجود لعالقة تراتبية أأو إارشاف بيهنام ،ما يؤكد هذا
ا ألمر هو أأن ادلس تور نص بوضوح عىل أأن التنظمي اجلهوي والرتايب يرتكز عىل مبادئ التدبري احلر ،مبا يعنيه من
أأن امجلــاعات التـــرابية لها نامـل الصالحية واحلرية يف حتديد وبلورة اختياراهتا وبراجمها ،يف احرتام اتم
املتاحة46. للمقتضيات القانونية والتنظميية ومبراعاة ال إالماكنيات المتويلية
كام أأكد القانون التنظمي للجهات رمق 111-14عىل مبدأأ التدبري احلر من خالل املادة الرابعة منه ،اإذ يشري اإىل
أأنه « يرتكز تدبري اجلهة لشؤوهنا عىل مبد أأ التدبري احلر اذلي خيول مبقتضاه للك هجة ،يف حدود اختصاياهتا
املنصوص علهيا يف القسم الثاين من هذا القانون التنظمي ،سلطة التداول بكيفية دميقراطية ،وسلطة تنفيذ
مداولهتا ومقرراهتا ،طبقا ألحام هذا القانون التنظمي والنصوص املتخذة لتطبيقه»...
اإن التدبري احلر اإذن يعترب من بني ا ألمور اليت نص ادلستــور رصاحة عىل تدخــل املرشع فهيا ،ولعل هذه
املقتضيات تندرج بشلك عام يف التقليــد اذلي اعمتده ادلس تور الفرنيس ومعه ادلساتري املغربية ،والقايض بتصويل
-44عبد اخلالق عالوي ،مبد أأ التدبري احلر للجامعات الرتابية وإاعداد الرتاب يف ضو دس تور 2011اجملةل املغربية ل إالدارة احمللية والتمنية ،مارس -أأبريل2014
الصفحة 153
-45رضوان يهرو ،التدبري احلر لشاأن الرتايب ،جمةل مساكل العدد 33/34مطبعة النجاح 2015،الصفحة 7
-46امليك الراجـــ "،الالتــــركزي الإداري يف اإطـــار السيـــاسة اجلهــــوية املتقـــدمة" ،اجملـــةل املغـــربية ل إالدارة احملليـــة والتمنيــــة ،مــــارس-يونيــــو 2011
الصفحــة .38
24
الصالحيات املتعلقة ابحلقوق واحلرايت ا ألســاس ية للمشـرع ،ابعتـــبار أأن مبد أأ التدبـــري احلر يعتـــرب كام سلف
اذلكر من بني حرايت امجلاعات الرتابية.
أأمام التحولت العميقة واملتسارعة اليت تعرفها ادلوةل يف خمتلف مراحل تطورها ،ومياديــن تدخــالهتا،
و أأمام ما أأيبــ متداول من مفاهمي جديدة متعلقة بتدبري الشـــاأن العام احملي تغــريت النظرة اإىل أأدوار خمتلف
الفاعلني الاقتصاديني والاجامتعيني والس ياس يني املتدخلني يف حتري جعةل التمنية ،سوا عىل املس توى الوطين
أأو احملي فالتوجه اجلديد يف يمي ادلول ،أأيب يتوىخ حتقيق التمنية من ا ألسفل اإىل ا ألعىل ،أأي الانطالق مما
هو لحي حنو القمة ،والغاية من ذكل هو حتقيق حاكمة جيدة ،تنصهر من خاللها هجود يمي الفاعلني احملليني،
اعامتدا عىل مقاربة دينامية قامئة عىل التعاقد والتفاوض.
فادلوةل غيــرت من استــراتيجيهتا يف التــعامل م مكـوانهتا ،وخاية الهيــئات ذات الاستــقالل املــايل
ناملؤسسات العمومية حفـــاولت التصــي عن الصيغة التقليــدية املعروفــة بصبغهتا التحمكــية لفائدة ييــغة عصــرية
تشاركية ،47اإن التدبري التمنوي يتطلب يف واقــ الامر تظافر اجلهود واملــشاركة الفعلية من قبل لك املتدخليـــن
عىل هذا املســتوى ،بل اإن ا ألمر يقتضـــ تعاون يمي الفاعليـــن ومشاركة خمتلف القطاعـــات بشلك منسجـــم
اخلصوص48. ومتناسق قصد الرف من ا ألدا التمنوي والتدبريي للوحدات الالمركزية هبذا
وعىل هذا ا ألساس ينبين التعاقد عىل أأساس التوفيق بني ا ألدوار اخملتلفة لدلوةل (اسرتاتيج ،مسامه ،مراقب،
منظم ) ..ويضمن رؤية عىل املدى املتوسط لالسرتاتيجية و أأحداث املؤسسات العمومية ،ويقوي اس تقاللية
املسريين يف جمال التس يري ،وحيسن النتاجئ التقنية واملالية والاقتصادية لهذه املنشات العامة ،وينبه اإىل اخملاطر
-47ادريس طاهري ،التدبري املايل للجامعة ابملغرب ،أأطروحة لنيل شهادة ادلكتوراه يف القانون العام ،جامعة سيــدي محمد بن عبد هللا ،لكية العلوم
القانونية والاقتصادية والاجامتعية ،فاس،املومس اجلامع ،2014/2013الصفحة .42
-48جمةل املالية ،لويارة الاقتصاد واملالية ،العدد ،21يناير .2014
25
املتعددة ،ويؤسس ويعزي نظـام املراقبة ادلاخلية .ويعط دينامية دلور ا ألهجزة التداولية للمؤسسات العمومية
واللجان املنبثقة عن هذه ا ألخرية ،49كام يرتكز املهنج التعاقدي للعالقات بني ادلوةل واملؤسسات واملنشات العامة
عىل مبادئ الرشاكة والالتقائية والتــوافق والشفافية والتقيـــمي .يكرس ثقافة الثــقة والانفتـــاح واحلـــوار ويعترب
ابمتــياي من الآليــــات ا ألساس ية لتكريس احلاكمة اجليدة ،50وجتدر الإشارة اإىل أأنه منذ تبين القانون رمق 69-00
س نة ،2003أأيب مسلسل التعاقد بني ادلوةل واملؤسسات واملقاولت العمومية ياأخذ ماكنه مككون لس ياسة
تعاقد السلطات العمومية يف جمال احلاكمة وتس يري هذه املنشات العامة ،ابلنظر لنعاكساته اليت ل ميكن اإناكرها
فامي خيص النتاجئ التقنية والاقتصادية واملالية ألمه الوحدات املعنية ،واليت تشغل قطاعات أأساس ية لالقتصاد
املغريب.51
ويف عالقته ابلوحدات الرتابية اخملتلفة عىل املس توى اجلهوي جيد التعاقد مربره يف كون هذه ا ألخرية تمتت
ابلشصصية املعنوية وهذا التنظمي يعين مــيالد عدة أأشخاص معنويني معوميني عىل الصعيــد الالمركزي يمتزيون
عن ادلوةل وهــنا جند ادلس تور يشيــر اإىل أأن امجلاعات وا ألقالمي احمللية يه جامعات ترابية تمتت ابلشصصية
املعنوية والاس تقالل املايل ،ومن نتاجئ هذا الاعرتاف اإماكنية من هذه امجلاعات فرية التعاقد وإابرام معاهدات
دوليني52. م فاعلني
وابلإضافة اإىل املربر القانوين فاإن الواق العمــي يفرض هنـج س ياسة تعاقدية بني الوحدات الرتابية ذكل أأن
الالمركزية املتبعة يف املغرب اعمتدت التقس مي الرتايب دون ا ألخذ بعني الاعتبار الإماكانت املتاحة للك هجة
-49عبد الواحد العسي ،دور اخلاين امللكف اب ألدا يف مــراقبة املؤسسات العمومية ،أأطروحة لنيل ادلكتوراه يف القــانون العام ،جامعة س يدي لحــمد
بن عبد هللا ،لكية العلوم القانونية والاقتصادية والاجامتعية ،فاس ،املومس اجلامع ،2014/2013الصفحة .246
-50التعاقد بني ادلولــة واملؤسســات واملنشـــات العامة ،دليــل مهنجــ يــدر عن ويارة الاقتصاد واملالية ،مديــرية املنشــات العامة واخلــويصة س نة،
،2012ص.12 :
-51عبد الواحد العسي ،املرج السابق ،الصفحة .245
52يقصد بهم الهيئات الغير الحكومية االجنبية حسب الفصل 161من قانون 111.14
26
وابلتايل فتويي الاختصاص اذلي ميزي الهنج الالمركزي يبقى بعيد املنــال مامل يتحقق التاكمل الوظيــف للوحدات
الرتابية.53
يف حني يعترب اجملال املايل من بني أأمه اجملالت اليت يتداول فهيا مفهوم احلاكمة بشلك واس ،ابعتبار أأن العنرص
املايل حيتل ،وبشلك كبري ،ماكنة هامة يف لك الس ياسات العمومية ،فهو ا ألداة اليت تنفذ هبا هذه الس ياسات
ومتول هبا لك املرافق وتنجز هبا املشاري التمنوية ،وترتمج هبا اجملالس املنتصبة براجمها الس ياس ية اإىل واق ملموس.
وإاذا نان املغـرب قد أأولـى اهمتـاما كبريا لالمركزية الإدارية منذ الاس تقالل اإىل اليوم ،وذكل عن طريق مجموعة
من الإيالحات التنظميية والإدارية اليت عرفهتا سوا امجلاعـــات أأو العـــاملت وا ألقاليــــم أأو اجلـهات ،فاإن اجلانب
املايل للجامعات الرتابية عرف يف بدايته بط يف معلية ا إليـــالح ،ونان ظهري 23يونيو 1960أأول قانون ينظم
مالية امجلــاعات الرتابية بعد الاس تقالل ،ويف هذه الفرتة نانت هناك س يطرة ش به مطلقة للسلطات احمللية
(القائد والباشا) عىل حساب رئيس اجمللس امجلاع ،ويف س نة 1976تغريت املنظومة القانونية للجامعات الرتابية
بشلك كبري ومت خاللها اإيدار مجموعة من النصوص القانونية والتنظميية املتعلقة ابلتنظمي املايل احملي ،ليمت يف نفس
الس نة اإيدار امليثاق امجلاع اذلي حاول توس ي اختصايات رئيس اجمللس امجلاع ووض حد للتدبري املزدوج
للجامعة ،وخالل س نة ،2007عرف املغرب لحطة أأخرى من التعديالت القانونية والتنظميية املتعلقة ابملالية
احمللية سعت لعامتد الشفافية والزناهة واحملاس بة.
وم مرشوع اجلهوية املتقدمة وما عرفه التعديل ادلستــوري لس نة 2011معلت ادلولــة عىل إاعـــادة النظر يف
وحــداهتا الرتابية ليــس فقط عىل مستــوى التويي العمــودي وا ألفق لالختصــايات أأو يف التقســـمي الرتايب
لهذه الوحـــدات أأو حـــىت يف فلسفة احلكـــم احملي وما يرتبط به من أأدوار جديــــدة س تلعبــها امجلاعات الرتابية
مس تقبـــال ،بل أأيضا يف املقارابت املمهنجة يف التدبيـــر ،وذكل ابلتفكيــر لتجاوي املقارابت التقليدية يف تدبري
مزيانيات امجلاعات الرتبية اليت ترتكز أأساسا عىل املدخالت املالية والوسائل املتاحة فقط دون العمل عىل اإجياد
-53عبد الصمد الركيــ ،أفاق اجلهوية املتقـــدمة ابملغرب بني الالمـــركزية اجلهوية والالمتـــركز ا إلداري ،رســاةل لنيــــل دبلوم املاسرت يف القانون العام،
جامعة لحـــمد اخلامس ،لكية العلوم القانونية والإقتصادية والإجامتعية – أأكدال – الس نة اجلامعية .2013 – 2012الصفحة .40
27
بدائل للمتويل وتمنية قدراهتا املالية والتفكري يف النتاجئ وا ألهداف ،ما جعل تدخل هذه امجلاعات لحدودا يف اجملال
التمنوي ،ومن مس تجدات تدبري مالية امجلاعات ،تبين مقاربة التدبري حبسب ا ألهداف من أأجل حتقيق الفعالية
والنجاعة وحتسني جودة اخلدمات املقدمة للمواطنني ،ويروم التدبري حبسب ا ألهداف حتويل ا ألدوار التمنوية
للجامعات الرتابية اإىل برامج ومشاري حقيقية قابةل للتنفيذ ،54وذكل من خالل هيلكة املزيانية حول الربامــج
واملشاري ،55والربجمة بعيدة املدى وا ألخــذ بعني الاعتبار معيـــار النوع يف حتديد ا ألهــداف واملؤشــــرات ،حيث
حددت القوانني التنظميية للجامعات الرتابية هذه البنية اجلديدة للمزيانية.56
املبحث الثالث :البعد الس يايس للتنظمي الالمركزي ابملغرب.
بعد الإحاطة ابملس توى الثاين املتعلق حباكمة التدبري الرتايب ،وكذا النظام القانوين أأو اب ألحرى الإطار الترشيع
وما رافقته من متغريات بنيوية ،س نحاول من خالل هذا املبحث ريد ا ألبعاد الس ياس ية احملضة للتنظمي
الالمركزي ابملغرب ،فكونه قبل أأن يكون تنظامي اإداراي ،اعتربه الباحثون يف جمال احلقل الس يايس ،جز ل
يتجز أأ من منظومة ادلوةل ادلميقراطية ،وهذا ما س نحاول التفصيل فيه وفق املطالب التالية.
تعترب اجلهوية من الاختيارات الوطنية الكربى اليت جيسدها الفاعل املركزي هبدف تدعمي النظام الالمركزي،
وتطوير بنياته ،والعمل عىل حتقيق التمنية املنشودة يف خمتلف اجملالت ابلإعامتد عىل اجلهة كآلية تدبريية للرتش يد،
و أأداة من أأدوات الترسي ابلعمل التمنوي عرب دمقرطة ين القرار اجلهوي اذلي ينبغ أأن تشارك يف يياغته نافة
ا ألطراف املس هتدفة ،ألن مفهوم اجلهوية ابعتباره أأداة عقالنية ظهرت يف اجملمتعات الغربية لتدبري الاختالف
اجلهوي ،جفل ادلول ا ألوروبية سعت اإىل بنا نظام هجوي قوي ،تس تطي من خالهل أأن تلعب دورا فعال
داخل الاحتاد ا ألوريب ،كام أأن دول العامل الثالث سعت يه ا ألخرى اإىل اإعادة التواين بني خمتلف هجاهتا الرتابية
واحلديث عن تنظمي هجوي حقيق ابملغرب يعود اإىل مقتضيات ظهري 16يونيو 1971اذلي عرف اجلهة يف
فصهل الثاين عىل أأهنا " مجموعة من ا ألقالمي اليت تربط أأو حيمتل أأن تربط بيهنا عىل الصعيد اجلغرايف و الاقتصادي
عالقات كفيةل لتقوية منوها ،واليت تقتيض من جرا ذكل القيام بهتيئة عامة فهيا ،وتؤلف اجلهة اإطار معل
اقتصادي يبارش داخهل اإجرا دراسات وإاجنار برامج قصد حتقيق تمنية منسجمة ومتواينة خملتلف أأجزا اململكة.59
لكن نظرا اإىل الغموض القانوين و الطبيعة الاستشارية لختصايات اجلهة وكذكل التقس مي اجلهوي اذلي مل
يس تط جتاوي الفوارق بيهنا وبني املناطق الاقتصادية ،ويف ظل هذه العيوب وةريها مت من اجلهة خصوييهتا
ادلس تورية ألول مرة مبوجب دس تور 1992اذلي اعترب اجلهة مس توى اثلث من امجلاعات احمللية ابململكة ،نان
اعرتاف رصحي من ادلوةل باأن اجلهة من أأبري الفاعلني التمنويني املمتوقعني يف يدارة هرم الوحدات الرتابية ،وهو
- 57علي القاسمي التمسماني " ،سياسات الجهوية المتقدمة رهانات وآفاق " مجلة العلوم القانونية ،العدد األول ،ماي ، 2013ص .43
- 58ناصري رتيب"،سلطات الجهة في المجال الترابي بالمغرب :دراسة تحليلية ألدوات السياسات العمومية الترابية الجهوية على ضوء
المقتضيات الدستورية والقانونية لما بعد ،2011رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون العام والعلوم السياسية ،جامعة محمد الخامس -أكدال،
.2015-2014
- 59سيدي موالي أحمد عيالل " النموذج الجهوي بالمغرب بين السياسة والقانون" مجلة مسالك في الفكر و السياسة واالقتصاد ،عدد ،32-31
2015ص .74
29
ما مت تاأكيده من خالل دس تور 1996حيث أأيبحت اجلهات وحدة جامعية لحلية ختض لنفس املقتضيات
ادلس تورية اليت ختض لها الوحدات امجلاعية ا ألخرى وذكل مبقتىض الفصول 100و 101و 102من دس تور
1996وبعد هذا معل املرشع عىل وض اإطار قانوين لتحديد اختصايات اجلهة وتنظميها من أأجل معاجلة وجتاوي
هفوات التنظمي اجلهوي القدمي ،ويف هذا الس ياق يدر قانون رمق 96.47املتعلق بتنظمي اجلهات .60وانطالقا من
مقتضيات دس تور 1996ومن القانون 96.47تبني عىل أأن الارتقا ابجلهة اىل جامعة لحلية اختيار وطين وإارادة
س ياس ية جلعل اجلهة مكس با دس توراي و أأداة س ياس ية لتدعمي الالمركزية وادلميقراطية احمللية يف املغرب وتقليص
الفوارق والاختالفات بني املدن والقرى ،ليدخل املغرب بعد ذكل دائرة ادلول اليت تعمل هبذا المنط من
ادلميقراطية احمللية والالمركزية ،كام حدد هذا القانون اختصايات ومصادر متويل اجلهة اليت تعمل كجامعة لحلية
تتوفر عىل جملس يمتت بسلطة تداولية وإاماكنية مراقبة السلط التنفيذية من خالل أآلية تتسم ابلبتاكر والتجديد
وتغليب جانب التشاور والتوايل والتعاون ،لكن هذا بدوره مل يصب نافيا حيث ظهر جليا أأن ادلور املنوط
ابدلوةل عىل املس توى احملي مل حيظى ابلإقبال ،خاية و أأنه أأيب مصدر لك عائق وفساد يف القطاع العام
واملزيانية والتصطيط مما جعهل مثار انتقاد س يايس وقانوين .61اإذ نان من الرضوري عىل ادلوةل التعامل معه جبدية
يف اإطار س ياسة الإيالحات الهيلكية للمنظومة الإدارية وادلس تورية ومن أأجل توطيد دعامئ دوةل املؤسسات
واحلق والقانون وذكل من أأجل ادلف والريق ابلتجربة اجلهوية .62اليت أأيبحت لحط اهامتم مزتايد بسبب فشل
ادلوةل املركزية وجعزها عن اإجياد حلول جملموع الإشاكلت الاقتصادية والاجامتعية والثقافية.63
ابلإضافة اإىل ما س بق ،وابعتباره احملدد ادلاخي يف تطور مسار اجلهة كتنظمي اداري هيدف اإىل ترس يخ بنا
الالمركزية ابملغرب ،جند البعد ادلويل مكحدد وداف أأسايس يف تفعيل والارتقا بفكرة اجلهة ،ذكل أأن املغرب
يشغل موق جيو-س يليس وجيو-اسرتاتيج جيعهل يف تاألق دامئ للمؤثرات ا ألوروبية حبيث حتولت الساحة
- 60التقرير االستراتيجي المغربي ،2010-2013منشورات و أبحاث مركز الدراسات واألبحاث في العلوم االجتماعية ،2015 ،CERSS
ص.400،
- 61عبد السالم لزرق " الدولة والنظام العالمي الجديد " المجلة المغربية لإلدارة والتنمية المحلية والتنمية ،عدد ،79-78يناير-أبريل
،2008ص .128
- 62ناصر رتيب ،مرجع سابق ،ص .9
- 63حميد أبوالس ' "،أهمية دسترة الجهة في دستور ، "2011المجلة المغربية لإلدارة والتنمية المحلية والتنمية ،عدد 114يناير فبراير ،
،2014ص .45
30
الس ياس ية الاقتصادية والثقافية املغربية اإىل جمال التفاعل م الإفادات ادلولية .64فالوض املتقدم اذلي حظ به
املغرب يف عالقته م الاحتاد ا ألوريب ابعتباره رشياك ممتزيا لبد أأن يكون مقابل ضامانت ابإدخال اإيالحات
واسعة عىل بنيات ادلوةل وحتديهثا.
وتزامنا م هذا التوجه مت تنصيب اللجنة الاستشارية اجلهوية يوم ا ألحد 3يناير 2010اليت أأعدت تقريرا
يتضمن تصورا حول عدد اجلهات املقرتحة ومؤهالهتا ومجموعة من الاقرتاحات من قبيل دمقرطة اجمللس اجلهوي،
خاية عىل مس توى انتخاب اجملالس اجلهوية ،والصالحيات التنفيذية لرؤسا اجملالس ،واملشاركة النسائية وفق
مقاربة النوع وادلميقراطية التشاركية ،مث توس ي حرية تدخل اجمللس اجلهوي وذكل بتقوية الاختصايات واحلد
من املراقبة القبلية والبعدية .65وعىل ضو اقرتاحات اللجنة الاستشارية ،أأكد اخلطاب املليك يف 9مارس 2011
عىل رضورة القيام بتكريس دس توري للجهوية ينبين عىل الالمتركز الواس يف نطاق وحدة ادلوةل والوطن والرتاب
ومتطلبات التواين والتضامن الوطين م اجلهات فامي بيهنا .ويف 30يوليوي 2011يدر دس تور اململكة ومبوجبه
أأيبحت اجلهة ذات أأمهية خاية وممتزية اإذ بو أأها " حتت إارشاف رئيس جملسها ،ماكنة الصدارة ابلنس بة
للجامعات ا ألخرى يف معلية اإعداد وتتب برامج التمنية اجلهوية ،والتصاممي اجلهوية لإعداد الرتاب يف نطاق احرتام
الاختصايات اذلاتية لهذه امجلاعات" .66والويول ابجلهة اإىل هذه املاكنة جا اعتبارا ل ألدوار اليت تلعهبا
والاختصايات اليت منحت لها مبوجب ادلس تور و القوانني التنظميية واليت تمتثل (ا ألدوار) يف عدة مس توايت
مهنا :67
-املس توى الاسرتاتيج :اإذ يلعب اجمللس اجلهوي دور ادلامج وذكل ابستشارة احلكومة هل يف اإعداد وتقدمي
الاسرتاتيجيات الوطنية الشمولية أأو القطاعية يف ميدان التمنية ،وكذا إارشاكه يف اإعداد وسريورة اخملططات
- 64عبد القادر الكيحل " الرهانات السياسية والتنموية للجهوية بالمغرب " ،رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون العام تخصص تدبير الشأن
العام المحلي ،جامعة محمد الخامس كلية العلوم القانونية واالقتصادية و االجتماعية السويسي– بالرباط ،2010-2009ص .98
- 65محمد اليعكوبي " الجهوية المتقدمة على ضوء تقرير اللجنة الملكية االستشارية للجهوية " المجلة المغربية لإلدارة والتنمية المحلية
والتنمية ،عدد ،121مارس-أبريل ، 2015 ،ص.10
- 66الفقرة الثانية من الفصل 143من الدستور.
- 67محمد سالـم بالل " التجربة الجهوية بالمغرب ،تحديات الوضع الراهن ورهانات الجهوية المتقدمة ،رسالة لنـيـل دبلوم الماستر في
القانـــون العــام جامعة محمـــد الخامس ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية -اكدال ، 2015-2014 ،ص.76
31
القطاعية اجلهوية ،اإضافة اإىل توليه قيادة مسلسل ختطيط التمنية اجلهوية املندجمة ويه أأدوار تعترب جتديدا
ابلنس بة لنظام الالمركزية عىل يعيد اجلهة ،اليش اذلي س يعط للمؤسسة اجلهوية بعدا قواي يف مسلسل
ادلميقراطية احمللية ،ويعزي دورها يف التمنية الاقتصادية والاجامتعية.
-املس توى العمليايت :ويمتثل يف توفر اجلهة عىل اختصايات يف ميادين خمتلفة نالبيئة ،املا ،الطاقة ،
البنيات التحتية ،التكوين ،الثقافة والصحة ،اإنعاش الاستامثرات والتشغيل ،السكن الاجامتع ،العامل القروي،
ودلمع هذا ادلور أأيبحت اجلهة تتوفر عىل وناةل هجوية لتنفيذ املشاري تمتت ابلشصصية املعنوية و ابلس تقالل
املايل والتدبريي ،اإذ تتلكف مبد اجمللس اجلهوي بلك أأشاكل املساعدة يف جمال القانون والهندسة التقنية املالية
عند دراسة وإاعداد املشاري وبرامج التمنية وتنفيذها.
وهبذا تصدرت اجلهة اجملال الرتايب اعتبارا ل ألدوار الطالئعية اليت كرسها مسلسل التطور الإداري والتقس مي اجملايل
ابلإضافة اإىل املقتضيات ادلس تورية والقانونية اجلديدة حيث أأحضت مبوجب ذكل رشياك أأساس يا يف تفعيل
الس ياسات العامة لدلوةل ،وعنرصا همام يف اإعداد الس ياسات العمومية الرتابية.
بعد اإلقا نظرة عىل خمتلـف دساتري اململكة املغربية يالحـظ أأنه م تواليــها يزداد املشــرع ادلستــوري
فطنة باأمهية اجلهة يف اخلريطة ادلس تورية للمملكة املغربية ،فيويل لها مكـانة خاية بني فصوهل ،ومنه فقـد نانـت
البداية بفصلني يتميني 94و 95من دس تور اململكة لس نة 1992اذلي مبوجهبام متت دسرتة اجلهة ابعتبارها مبثابة
جامعة لحلية والتنصيص أأيضا عىل انتخاب اجملالس امللكفة بتدبري شؤوهنا بكيفية دميقراطية ،ويــول اإىل دس تور
2011اذلي أأعطاها ماكنة الصدارة كام مت ذكره سلفا ،كام قـام بتصصيص الباب التــاس للتاأطري ادلس توري لها
ولبايق امجلاعات الرتابية ا ألخرى ،وانطالقا من الفقرة ا ألخرية من الفصل ا ألول من ادلستــور جندها تنـص عىل
أأن " :التنظمي الرتايب للمملكة تنظمي لمركزي ،يقوم عىل اجلهوية املتقدمة" ،ومنه فالفصل ا ألول أأكد وبصــرحي
32
العبارة عىل شلك التنظمي الإداري اذلي تقوم عليه اململكة وذكل لغاية تاليف أأي لبس وخلط ميكن أأن يق عىل
مس توى الفهم .
واهمت الباب املذكور يف خمتلف فصوهل البـالغ عددها إاحــدى عرشة فصــال للتاأييـــل ادلستـــوري خملتــــلف
امجلاعات الرتابية ولوضـــ اخلطوط العريضة ملرشوع اجلهوية املتـــقدمة ســـــوا من حيــــث رشوط تدبري اجلهة
واختصاياهتا ونظاهما املايل و أأيضا أأسس احلاكمة املرتبطة هبا.
فبالنس بة لرشوط تدبري اجلهة لشؤوهنا فقد اشرتط أأن يقوم هبذه املهمة جملس يمت انتصــابه ابلقـــرتاع العام املبارش
و أأن يسري شؤوهنا بكيفية دميقـــراطية ،يف حيـــن عهد بتنفيــــذ مداولت هذه اجملــــالس ومقـــــرراهتا لرؤساهئا ،
وفامي يتعلق ابلختصايات فللجهة ابعتبارها جامعة ترابية اختصايات ذاتية واختصايات مشرتكة م ادلوةل
واختصايات منقوةل من هذه ا ألخيــــرة ،وملبارشة هذه الاختصايات فاإهنا تتوفر عىل موارد مالية ذاتية وموارد
مريودة من قبل ادلوةل ،وقد اشتـرط عىل لك اختصاص تنقهل ادلوةل اإلهيا أأو اإىل أأي جامعة ترابية أأخرى أأن
يكون مقرتان بتحويل املوارد املطابقة هل ،وتكريسا للنظرة اجلديدة لتدبري الشاأن العام فقد يســـر ادلس تور
خملتلـــف الفاعلني وعىل ر أأسهم املواطن املشاركة يف املسلسل التدبريي من خالل أآليات تشاركية للحوار
والتشاور هبدف اإعداد و بلورة برامج للتمنية تعكس خمتلف الرؤى والتصورات وتتبعها ،و أأيضا اإماكنية تقدمي
عرائض لإدراج أأحد النقاط مضن جدول أأعامل اجمللس ،ويف نفس الإطار مكن ادلس تور اجلهات و امجلاعات
الرتابية تاأسيس مجموعات فامي بيهنا من أأجل التعاضد يف الوسائل والربامج ،وسعيا من اجل تمثني اجلهود املبذوةل
يف اإعداد الرتاب الوطين واحلد من التفاوت اجملايل بني خمتلف ربوع اململكة فقد مت التنصيص دس توراي عىل
اإحداث يندوقني ا ألول للتاأهيل الاجامتع لسد العجز يف جمالت التمنية البرشية والبنيات التحتية ا ألساس ية
والتجهزيات ،أأما الثاين فيصصص للتضامن بني اجلهات للتويي املتاكئف للموارد.
أأما ابلنس بة لتنسيــق اجلهود املبذوةل عىل املستـــوى التـــرايب وتكل املبذوةل عىل املس توى الوطين فاإن اجلهات
وامجلاعات الرتابية تسامه يف تفعيل الس ياسة العامة لدلوةل ويف اإعداد السيـــاسات التـــرابية من خالل ممثلهيا يف
33
جملس املستشارين ،وفامي خيص الاس تقاللية الإدارية فالتنظمي اجلهوي التـرايب يقوم عىل مبـد أأ التدبري احلر وعىل
التعاون والتضـــامن ،يف حني يتجىل دور ممثي السلطة املركـــزية يف املساعدة والتنس يق و تاأميـــن تطبيق
القانون وتنفيذ النصوص القانونية للحكومة ومقرراهتا وممارسة الرقابة الإدارية.
يف حني يطرح موضوع اجلهوية اإشاكلية التحديد املفاهمي حيث نالحظ وقوع خلط بني اجلهوية املتقدمة واجلهوية
املوسعة يف العديد من القرا ات ،اإل أأن املتتب "للتطور الالمركزي املغريب سوا يف أأبعـاده التارخيية ،أأو يف
أأبعاده احلاضـرة من خالل الرتامك املوضوع لتجربة التنظمي اجلهوي وكذا ا ألبعاد املس تقبلية ذلات املفهوم من
خالل املسار اذلي تعرفه القضية الوطنية )قضية الصحرا ( وادلف املغريب ملبادرة احل مك اذلايت من خالل تطوير
ورش اجلهوية" ،خيرج خبالية مفادها أأن اجلهوية املوسعة مت ذكرها ارتباطا م مقرتح احل مك اذلايت ألهنا "تقوم
عىل أأساس اجلهوية الس ياس ية يف اإطار الالمركزية السيــاس ية ،واذلي يتطلــب وجــــود برملان هجــــوي
وحكومة هجوية حيث يقتصــــر دور ممثل السلطة املركزية عىل ضامن التنس يق بني املركز واجلهات ،أأما اجلهوية
املتقدمة فهي مرحةل سابقة للجهوية املوسعة حيث حتظى اجلهة ابس تقــالل مايل وإاداري دون الويول اإىل ما
هو س يايس".
يرى العديد من الباحثني أأن ادلميقراطية التشاركية ظهرت ارتباطا م التحولت الرسيعة اليت عرفهتا معلية انتاج
القرار نتيجة التحولت العميقة اليت يعرفها اجملمت العامل بقيادة اجملمتعات املتقدمة ،ويف هذا الإطار مل يعد دور
ادلوةل مركزاي يف ش ىت اجملالت .وهمام اختلفت التربيرات اليت تعطى لنسحاب ادلوةل ،فاإن الثابت هو الإجامع
عىل كون مرحةل الس بعينيات نانت مرحةل أأيمة ابلنس بة دلوةل العناية .وشلكت مرحةل حامسة لفهم التحولت
والتبدلت الس ياس ية والاقتصادية اليت عرفها اجملمت ادلويل ،فمل يعد ابإماكن دوةل العناية بنا توايانت اقتصادية
- 68تعرف الديمقراطية التشاركية على أنها " مجموعة من اآلليات واإلجراءات التي تسمح بإشراك المجتمع المدني وعموم المواطنين في صنع
السياسات العمومية وتقوية دورهم في اتخاذ القرارات المتعلقة بتدبير الشأن العام .فهي شكل جديد لتقاسم وممارسة السلطة المرتكز على تقوية
مشاركة المواطن في اتخاذ القرار اسياسي".
34
واجامتعية جديدة ابلنظر اإىل تفامق وتضصم جحم ا أليمة.69فاجتهت اإىل اإعادة النظر يف القرار نفسه ابإيال ا ألمهية
للجامعات الرتابية واجملمت احملي مبصتلف فاعليه يف يناعة القرار وابلتايل مل تكن ولدة ادلميقراطية التشاركية اإذن
منعزةل عن الفلسفة اجلديدة يف تدبري الفعل العمويم وامليل اإىل اإعطا البعد الرتايب ماكنة أأساس ية يف هذا
التدبري .ةري أأن هذا القول م ذكل ل يعين غياب ادلوةل بشلك اتم ،بل يويح اإىل وجود منوذج مرغوب فيه
ميكن تسميته ابدلوةل التعاقدية أأو دوةل الرتكيب ،فهي أأدوات ةري مبنية عىل الإقصا والإكراه بل عىل التفاوض
والإنصات ،فضال عن هذا فادلميقراطية التشاركية سامهت يف مراجعة مفهوم الس ياسة .فاإن نانت ادلميقراطية
التشاركية شلك من أأشاكل التدبري املشرتك للشاأن العام يتاأسس عىل تقوية مشاركة الساكن يف اختاد القرار
الس يايس فهي تشري اإىل منوذج س يايس " بديل " يس هتدف يايدة اخنراط ومشاركة املواطنني يف النقاش
العمويم واختاذ القرار الس يايس ،أأي عندما يمت ا ألفراد ابلقيام ابستشارات كربى هتم مشاري لحلية أأو قرارات
معومية تعنهيم بشلك مبارش ،كام تس هتدف ادلميقراطية التشاركية دمقرطة ادلميقراطية المتثيلية ،وذكل بتعزيز دور
املواطن اذلي ل ينبغ أأن يبقى دوره منحرصا حفسب يف احلق يف التصويت أأو الرتش ي أأو الولوج اإىل اجملالس
املنتصبة ،بل ميتد ليشمل احلق يف الإخبار و الاستشارة والإعداد والتتب والتقيمي.70
وإاذا نانت التمنية احمللية وليدة الالمركزية اليت انهتجها املغرب .فعرب الالمركزية قد يعاد اس تنساخ منوذج ادلوةل
املركزية عىل املس توى الرتايب لهذا نان من الاليم أأل حترص ادلميقراطية احمللية يف جمرد دميقراطية متثيلية ،بل
يتعني أأن تشمل نوع من التاكمل .حفضور ادلميقراطية التشاركية عىل املس توى الرتايب بقدر ما سيسامه يف تظافر
اجلهود بني الفاعلني الاجامتعيني من هجة وادلوةل من هجة أأخرى خللق تمنية لحلية تعيد للمواطن كرامته ،بقدر ما
ستسعى اإىل اإعادة الثقة للفعل الس يايس وجتديد مفهوم ادلميقراطية احمللية اليت س تعود قامئة عىل تعدد الرشنا
والفاعلني احملليني.
- 69عبد المالك ورد " الفاعل المحلي وسياسة المدينة بالمغرب " سلسلة دراسات وأبحاث رقم 20منشورات جامعة موالي إسماعيل كلية
اآلداب والعلوم اإلنسانية مكناس ،الطبعة األولى ، 2006ص .12
- 70بنشريف موالي محمد ،الديمقراطية التشاركية بين اإلطار النظري والممارسة الواقعية ،مطبعة الرشيدية ،كرافيك ،الطبعة األولى 2015
،ص .49
35
وعليه فهناك تقس اميت متعددة للمشارنات حتدد مس توايهتا ،وتعمتد عىل طبيعة مسامهة املشارك " prendre
:"part
ومعوما ابلرجوع ملقتضيات للوثيقة ادلس تورية لس نة 2011جندها تتضمن الكثري من ا ألحاكم املتعلقة مبشاركة
املواطنات واملواطنني يف تدبري الشاأن الرتايب ،وهذا ما يتض جليا من خالل النصوص ادلس تورية التالية :
-الفصل 136من ادلس تور واذلي يقيض باأن " :يرتكز التنظمي اجلهوي عىل مبد أأ التدبري احلر و عىل
التعاون والتضامن ،ويؤمن مشاركة الساكن املعنيني يف تدبري شؤوهنم ،والرف من مسامههتم يف التمنية
البرشية املندجمة و املس تدامة ".
-الفقرة ا ألوىل من الفصل 139من ادلس تور :واليت جا فهيا باأن " تض جمالس اجلهات و امجلاعات الرتابية
ا ألخرى ،أآليات تشاركية للحوار والتشاور ملسامهة املواطنات واملواطنني وامجلعيات يف اإعداد برامج التمنية
وتتبعها ".
-الفقرة الثانية من الفصل 139من ادلس تور واليت عىل أأنه " :ميكن للمواطنات و املواطنني وامجلعيات
تقدمي العرائض ،الهدف مهنا مطالبة اجمللس ابإدراج نقطة تدخل يف اختصايه مضن جدول أأعامهل".
وتفعيال للمقتضيات الواردة يف ادلس تور ،تضمنت القوانني التنظميية للجامعات الرتابية مجموعة من ا ألحاكم املنظمة
ملشاركة املواطنات واملواطنني يف تدبري الشاأن الرتايب ويف تس يري امجلاعات الرتابية ،وذكل ابإحداث أآليات
تشاركية للحوار والتشاور لتيسري مسامهة املواطنني وامجلعيات يف اإعداد برامج العمل وتتبعها ،اإضافة اإىل اإحداث
هيئات استشارية برشاكة م فعاليات اجملمت املدين ختتص بدراسة القضااي اجلهوية املتعلقة بتفعيل مبد أأ املساواة
71
» - Dominique –Paule Decoste « gouvernance locale .Développement local et participation citoyenne
ULB. Charleroi , novembre 2002 , p 12.
36
وتاكفؤ الفرص ومقاربة النوع و أأخرى ختتص بدراسة القضااي املتعلقة ابهامتمات الش باب ،وهيئات استشارية
أأخرى برشاكة م الفاعلني الاقتصاديني ختتص بدراسة القضااي اجلهوية ذات الطاب الاقتصادي ،حيدد النظام
ادلاخي للمجلس تسمية هاته الهيئات وكيفيات تاأليفها وتس يريها .وابلرجوع ل ألنظمة ادلاخلية اليت مت وضعها من
جمالس امجلاعات الرتابية يف اإطار تفعيل مقتضيات القوانني التنظميية املتعلقة هبا ،جند لك هذه اجملالس وضعت
أأحاكم متعلقة مبشاركة املواطنني واملواطنات يف تدبري الشاأن الرتايب من بيهنا:
-1حضور دورات اجمللس :تطبيقا للمقتضيات اليت تنص عىل معومية جلسات هذه اجملالس ما من شاأنه ضامن
احلق يف احلصول عىل املعلومة بشلك مبارش ،كام أأنه ا ألساس اذلي يمت الاستناد اإليه اإىل جانب مؤرشات
أأخرى لتقيمي معل هذه اجملالس والرقابة علهيا.
-2برانمج معل امجلاعة :اذلي يشلك اخملطط اذلي ستتوىل تنفيذه وهذا ما من شاأنه لحاربة لك أأشاكل
التدبري العمويم والتلقايئ والعشوايئ ،حيث تكون امجلاعة ملزمة بوض برانمج معلها اذلي مبقتضاه يمت حتديد
ا ألعامل التمنوية املقرر اإجنايها أأو املسامهة فهيا برتاب امجلاعة خالل مدة 6س نوات واستنادا للهنج التشاريك
،جيب ضامن مشاركة املواطنني يف مجمل املراحل اليت مير مهنا الربانمج سوا يف مرحةل التشصيص أأو مرحةل
بلورة احللول أأو مرحةل اعامتد وتبين الاسرتاتيجيات ،و أأيضا مرحةل التتب والتقيمي املتعلقني ابلربانمج.
-3توجيه ا ألس ئةل لرئيس اجمللس عن طريق أأعضا اجمللس :ميكن للمواطنني أأن يقدموا أأس ئةل للمنتصبني أأعضا
جملس امجلاعة وميكهنم أأن يرتافعوا أأماهمم خبصويها ما س ميكن من تقدمي ا ألس ئةل ،وهذه الإماكنية مبثابة رقابة عىل
معل اجمللس وتدخل أأيضا يف س ياق التتب والتقيمي.
معوما فاإن طرح مفهوم ادلميقراطية التشاركية يعترب جتديدا لدلميقراطية من ادلاخل ،و أأن هذه املراجعة اليت تقوم
عىل مرتكز املشاركة التشاركية ،ابملعىن اذلي مينحها العمق والفعالية والشمول والتوس ،وابملعىن اذلي جيعل
املواطنني واملرتفقني والساكن واجملمت املدين بفاعليه املتعددين ،مضن مركز مسلسل القرار ،يه ما يصطل عليه
بدمقرطة ادلميقراطية .اإذ من أأس باب التعرث والقصور يف ممارسة ادلميقراطية ،بقاؤها مرتبطة ابلعمل الس يايس
املومس ،واملتعلق بشؤون ادلوةل وا ألحزاب يف لحطات و "اس تحقاقات " لحدودة ومتقطعة ،فضال عام يسود
37
تكل احملطات من ييف وتالعب .72فالنتيجة اإذن ،ويه جعز ادلميقراطية المتثيلية واقعيا ،والتشكي يف قدرهتا
عىل حل اإشاكلية مشاركة املواطنني يف تدبري الشاأن الرتايب ،فاأفالطون نفسه قد شك يف ادلميقراطية المتثيلية
اليت تشلك جمال لتح مك ا ألةلبية ،ووض شكوكه يف الكفا ة الس ياس ية للشعب يف رف تكل احلاةل من التح مك،
كام ل يعول عىل ادلميقراطية المتثيلية فلسفيا ونظراي يف معاجلة ذاهتا وتطويرها ،ألهنا خنبوية ومفتقدة لقمي العرص
ا ألساس ية اليت من بيهنا املشاركة املوسعة ابلتوسل ملفهوم وفلسفة ادلميقراطية التشاركية.73
- 72عبد الرحمان الماضي " الحكامة الترابية التشاركية ،منظور تشاركي لدور الساكنة والمجتمع المدني في تدبير الشأن الترابي" ،منشورات
حوارات مجلة الدراسات السياسية و الجتماعية نسلسلة' أطروحات وأبحاث' مطبعة المعارف الجديدة ،الرباط ، 2014،ص .91-90
- 73عبد الرحمان الماضي ،المرجع نفسه ،ص .95
38
خـــــــــــاتـــــــمـــة
ويفوة القول هو أأن الإختصاص ا ألسايس للهيئات الالمركزية الرتابية يمكن يف تدبري الشاأن الرتايب وحتقيق
حاجيات الساكن وتمنية اجملال احملي واجلهوي ،اإذا نانت اليات تدخل هذه الهيات الالمركزية تتنوع وتتعدد
حبسب اجملالت املعنية مبامرسة الإختصايات املعرتف هبا لها قانوان ،فاإن هذا التنوع اإمنا يدل عىل تطور ا ألدوار
التدبريية للجامعات الرتابية مقابل تعقد احلاجيات الرتابية وتطور متطلبات التمنية الرتابية.
فادلور التمنوي للجامعات الرتابية مل يعد يقترص عىل ضامن السري العادي لهذه الهيئات وتدبري الشؤون اجلارية،
وإامنا أأيب يتناول خمتلف منايح التمنية الرتابية ،ويركز عىل اليات التدخل لإنعاش الإقتصاد الرتايب وتاأهيل
امجلاعة الرتابية كوحدة ترابية منسجمة وقادرة عىل تاأهيل ذاهتا اقتصاداي
اإن النصوص القانونية والتنظميية اليوم ايبحت متن امجلاعات الرتابية ،ابختالف أأينافها الإختصاص العام مبدئيا
فامي يتعلق بتدبري الشاأن الرتايب وحتقيق التمنية الرتابية ورف املس توى الإقتصادي والإجامتع للوحدات الالمركزية
فاإن واق الرقابة املالية املفروضة علهيا ،واليت تعزي هبمينة المتويل املركزي املرادف للتبعية املالية للسلطات
املركزية ،جيعل من تدبري امجلاعات الرتابية لشؤوهنا لحاطا بنسق متاكمل لرقابة توجهيية تدخلية ،و أأحياان تتعدى
جمال الرقابة لتطال احللول لحلها يف اإقرار الربامج التمنوية
وإاذا نان اإيالح مالية امجلاعات الرتابية مير ابلرضورة من من تعزيز املوارد الرتابية ورف درجة ا إلس تقالل املايل،
،فاإن ايالح نظام الرقابة املالية ،والتقليص من جمالت الوياية ابدلرجة ا ألوىل ،تعد اإحدى الرهاانت
ا ألساس ية يف س ياق تطوير التدبري الرتايب للتمنية ،كام تعد اإحدى الرهاانت ا ألساس ية يف س ياق تطوير التدبري
الرتايب للتمنية ،كام تعد أأمه جمالت تزنيل قواعد ومبادئ حاكمة مالية امجلاعات الرتابية ،خاية عىل مس توى
تعزيز ادلميقراطية الرتابية وترس يخ ثقافة املسؤولية التدبريية وقواعد الفعالية ،وهذا ما يتطلب ابلرضورة اللجو
39
اىل تقليص للحد ا ألدىن من الوياية القبلية ،وجعلها أأداة مصاحبة وتنس يق عوض أأن تظل أأداة حت مك وتوجيه
سليب و مؤثر عىل القرار املايل الرتايب.
40
لحئة املراج ابللغة العربية:
-1الكتب:
عبد الفتاح بلخال ومحمد ابس منار ،التنظمي الإداري ،دار أأيب رقراق للطباعة والنرش، -
طبعة .2016
-اإبراهمي كومغار ،التنظمي الإداري وفق المنوذج املغريب يف ضو القوانني التنظميية للجامعات
الرتابية ،مطبعة النجاح اجلديدة ادلار البيضا ،طبعة .2016
-محمد كرايم ،القانون الإداري ،مطبعة النجاح اجلديدة ادلار البيضا ،طبعة .2015
-بنرشيف مولي محمد ،ادلميقراطية التشاركية بني الإطار النظري واملامرسة الواقعية ،مطبعة
الرش يدية ،كرافي ،الطبعة ا ألوىل .2015
-عبد الفتاح البجيوي ،مؤسسة الوايل والعامل وأفاق عدم الرتكزي الإداري ابملغرب،
منشورات اجملةل املغربية ل إالدارة احمللية والتمنية ،الطبعة ا ألوىل .2014
-عبد الرحامن املايض ،احلاكمة الرتابية التشاركية ،مطبعة املعارف اجلديدة الرابط ،الطبعة
ا ألوىل .2014
-عبد اخلالق عالوي ،مبد أأ التدبري احلر للجامعات الرتابية وإاعداد الرتاب يف ضو دس تور
،2011منشورات اجملةل املغربية ل إالدارة احمللية والتمنية ،طبعة .2014
-امليك الرايج ،الالتركزي الإداري يف اإطار الس ياسة اجلهوية املتقدمة ،منشورات اجملةل
املغربية ل إالدارة احمللية والتمنية ،طبعة .2016
41
– 2الرسائل وا ألطروحات اجلامعية:
-ادريس طاهري ،التدبري املايل للجامعة ابملغرب ،أأطروحة لنيل شهادة ادلكتوراه يف
القانون العام ،جامعة سيــدي محمد بن عبد هللا ،لكية العلوم القانونية والاقتصادية
والاجامتعية ،فاس.2014/2013 ،
-عبد الواحد العسي ،دور اخلاين امللكف اب ألدا يف مــراقبة املؤسسات العمومية،
أأطروحة لنيل ادلكتوراه يف القــانون العام ،جامعة س يدي لحــمد بن عبد هللا ،لكية العلوم
القانونية والاقتصادية والاجامتعية ،فاس ،املومس اجلامع 2014/2013
-عبد الصمد الركيــ ،أفاق اجلهوية املتقـــدمة ابملغرب بني الالمـــركزية اجلهوية والالمتـــركز
الإداري ،رســاةل لنيــــل دبلوم املاسرت يف القانون العام ،جامعة لحـــمد اخلامس ،لكية العلوم
القانونية والإقتصادية والإجامتعية – أأكدال – الس نة اجلامعية .2013 – 2012
-انرصي رتيب"،سلطات اجلهة يف اجملال الرتايب ابملغرب :دراسة حتليلية ألدوات
الس ياسات العمومية الرتابية اجلهوية عىل ضو املقتضيات ادلس تورية والقانونية ملا بعد
،2011رساةل لنيل شهادة املاسرت يف القانون العام والعلوم الس ياس ية ،جامعة محمد
اخلامس -أأكدال.2015-2014 ،
-محمد الصــابري ،مبــد أأ التفري وتــويي الاختصايات ابملغـرب يف أأفق اجلهوية املتقــدمة،
حبث لنيل شهـــادة املاســـرت يف القانون العام ،جــــامعة محمــد اخلـامس السوييس ،لكية
العلوم القانونية الاقتصادية والاجامتعية ،سال.2011-2010،
42
-عبد القادر الكيحل " الرهاانت الس ياس ية والتمنوية للجهوية ابملغرب " ،رساةل لنيل
شهادة املاسرت يف القانون العام ختصص تدبري الشاأن العام احملي ،جامعة محمد اخلامس
لكية العلوم القانونية والاقتصادية و الاجامتعية السوييس– ابلرابط .2010-2009
-محمد سالـم بالل " التجربة اجلهوية ابملغرب ،حتدايت الوض الراهن ورهاانت اجلهوية
املتقدمة ،رساةل لنـيـل دبلوم املاسرت يف القانـــون العــام جامعة محمـــد اخلامس ،لكية
العلوم القانونية والاقتصادية والاجامتعية -اكدال.2015-2014 ،
– 3النصوص القانونية:
43
-قانون رمق 79.00الصادر بتنفيذه الظهري الرشيف رمق 1.02.269الصادر بتارخي 25من
رجب 3 ( 1423أأكتوبر )2002اجلريدة الرمسية عدد ، 5058الصفحة .3490
-القانون رمق 00 79.00الصادر بتنفيذه الظهري الرشيف رمق 1.02.269الصادر بتارخي
25من رجب 3 ( 1423أأكتوبر )2002اجلريدة الرمسية عدد ، 5058الصفحة .4510
-الظهري الرشيف رمق 1.14.95الصادر بتارخي 1ربي ا ألول 24 ( 1436دجنرب )2014
بتنفيذ القانون رمق 100.14مبثابة قانون مالية الس نة ،2015اجلريدة الرمسية .6320
– 4اجملالت :
44
- HUTEAU SERGIE, la nouvelle gestion publique locale ,
LEMMETIER 2011 .
- DOMINIQUE PAULE DECOSTE, Gouvernance locale ,
développement locale et participation citoyenne, U.L.B,
Charleroi, novembre 2002.
2 - les lois :
3 – les Revues :
45