You are on page 1of 26

‫عرض حول املخاطر البيولوجية‬

‫الحيوانية و النباتية و األوبئة‬


‫تقديم‪:‬‬
‫محمد لخلوفي‬
‫محمد اجبيل‬
‫ميدو رحال‬
‫أوال ‪ :‬حرائق الغاابت و املراعي و احملاصيل‬
‫الزراعية‬
‫يمثل الوسط الطبيعي كالغابات و املراعي رئة العالم الحقيقية فهي‬
‫تزود الكرة األرضية بالكمية األكبر من األكسجين‪.‬‬
‫تخلصه من كميات هائلة من غاز ثاني أوكسيد الكربون الذي يعتبر املسؤول املباشر عن‬
‫تفاقم االحتباس الحراري‪.‬‬
‫تعاني معظم دول العالم من حرائق الغابات و الحشائش و املراعي الهائلة التي تأكل اآلالف‬
‫الهكتارات من الغابات ‪ ,‬إما بسبب تصرفات بشرية غير منضبطة و غير مسؤولة أو‬
‫بفعل كوارث طبيعية مثل البراكين ‪ ,‬كما قد تحل باملحاصيل الزراعية مثل القمح‬
‫وخاصة أثناء الحصاد خالل فصل‬
‫الصيف وهي من أسرع املحاصيل قابلة النتشار النيران أثناء احتراقه‬
‫أسباب حرائق الغاابت واملراعي الطبيعية واحملاصيل الزراعية ‪:‬‬
‫تتكرر ظاهرة الحرائق بشكل نسبي منتظم في املراعي و األحراش و الغابات و املحاصيل‬
‫الزراعية وقد يكون وراء حدوثها أسباب طبيعية ال دخل لإلنسان فيها ‪.‬‬
‫و الحقيقة أن اإلنسان بنشاطاته املتعمدة يعد السبب األساس ي في إضرام النيران بمناطق‬
‫الغابات و املراعي ‪ ,‬و قد يكون دوره مقصودا ‪ ,‬أو قد يكون بدون تعمد ‪ ,‬فعلى سبيل املثال‬
‫نجد أن كل الحرائق التي تتعرض لها الغطاءات النباتية في جنوب فرنسا ترجع إلى أسباب‬
‫بشرية تقريبا ‪.‬‬
‫اإلنارة ‪ :‬تعد اإلنارة من أهم األسباب وراء حدوث الحرائق فيقدر انها تسبب ما بين‬
‫‪ 10‬و ‪ % 50‬من حرائق الغابات الغرب األمريكي ‪ ,‬و إن أكثر من نصف حرائق الغابات‬
‫الصنوبر بدولة بيلز بأمريكا الوسطى تنتج عنها أيضا ‪ ,‬بينما تمثل فقط ‪ % 1‬من أسباب‬
‫حرائق حشائش السافانا باستراليا ‪.‬‬
‫ترك املنتزهين الذين يقصدون الغابات لالستجمام ملواقد النار خلفهم دون إطفائها‪.‬‬
‫يقوم بعض املزارعين من التخلص من مخلفات مزارعهم عن طريق الحرق مما يتسبب في‬
‫اندالع الحريق في الحشائش وبالتالي على مستوى الغابة‪.‬‬
‫يلجأ بعض املزارعين إلى حرق مساحات من الغابات بهدف توفير مساحات زراعية‬
‫إضافية‬
‫خصائص حرائق الغاابت وأسباب تباينها‪:‬‬
‫تختلف الحرائق من حيث حجمها ومدة إستمرارها وكثافتها ودرجتها ومعدل تكرار حدوثها‬
‫من منطقة إلى أخرى‪.‬‬
‫الحرائق السطحية ‪:‬‬
‫يكون انتشارها سريعا نسبيا و يقتصر تأثيرها على النباتات القصيرة وتتأثر بها عادة بقايا‬
‫النباتات الساقطة مثل األغصان و األوراق وهذا النوع من الحرائق سهل التحكم فيها‬
‫رغم سرعة انتشارها‪.‬‬
‫حرائق التيجان الشجرية‪:‬‬
‫وهي من الحرائق التي تؤثر على كل مكونات الغابة حتى أعلى مستوى بها‪ ,‬يتولد عنها‬
‫حرارة شديدة اإلرتفاع‪ ,‬وتظهر بوضوح في حالة الغابات ذات األشجار املتباعدة مثلما‬
‫الحال في نطاق السافانا ‪.‬‬
‫حرائق ما بين السيقان ‪:‬‬
‫يساعد على وجودها هبوب رياح حارة قوية مع نباتات شديدة الجفاف‪ ,‬تتميز هذه‬
‫الحرائق األخيرة بإنتشارها ببطء ‪ ,‬وينتج عنها عادة قتل وتدمير للجذور‪.‬‬
‫نجد نوع الوقود املحترق يلعب دوره أيضا في سرعة إنتشار النيران‪,‬‬
‫أشهر احلرائق اليت حدثت يف خمتلف دول العامل‪:‬‬
‫‪-‬حريق سيدار في كاليفورنيا الذي راح ضحيته ‪ 15‬شخصا في سانتياغوا وتزامن مع ‪ 15‬حريقا‬
‫في جنوب الوالية ‪ ,‬مما أسفر عن مقتل ‪ 24‬شخصا وتهجير ‪ 130‬ألف‪ .‬وشمل الحريق‬
‫‪1134‬كلم مربع ‪ .‬وجميعها في أمريكا الشمالية سنة ‪.2003‬‬
‫حريق هايمان في غابة بارك ناشيونال في كولورادو‪ ,‬وقد أسفر عن مقتل ‪ 9‬إطفائين سنة‬
‫‪. 2002‬‬
‫حريق في جنوب غرب فرنسا أسفر عن مقتل ‪ 82‬مسعفا سنة ‪. 1949‬‬
‫حريق في شمال شرق الصين أسفر عن مقتل ‪ 119‬شخصا و إصابة ‪ 102‬آخرين وتشريد‬
‫‪ 51‬ألف نسمة‪.‬‬
‫حريق روديو تشيديسكي في أريزونا‪ ,‬الدي هدد بإحتراق بلدات شو ولو و أريزونا وشمل‬
‫‪ 1890‬كلم مربع سنة ‪.2002‬‬
‫حرائق كاليمتان و جاوا و سومطرة في أندونيسيا وشملت ‪ 36‬ألف كلم مربع ‪.‬‬
‫حريق بوركوباين العظيم سنة ‪ 1911‬شمال شرق مقاطعة أونتاريو الكندية‪ ,‬دمر‬
‫الحريق اكثر من ‪ 500000‬فدان من الغابات باإلضافة إلى العديد من املنازل‬
‫ومخيمات املناجم ولم يعرف عدد الوفيات جراء هدا الحريق الهائل‪.‬‬
‫حريق أوكالند هيلز في كاليفورنيا بأمريكا سنة ‪ 1991‬وأسفر عن مقتل ‪ 25‬شخصا‬
‫وتدمير ‪ 3469‬منزال في كل من مدينتي أوكالند وبيركلي‪.‬‬
‫األاثر اإلكولوجية للحرائق‪:‬‬
‫ينتج عن حرائق الغابات و أراض ي الحشائش و األعشاب اثار إيكولوجية بالغة الخطر‪,‬‬
‫يمكننا هنا أن نشير إلى أهم هده األثار الضارة على النحو التالي ‪:‬‬
‫ينتج عن إحتراق الغابات و الحشائش و األعشاب إنتاج كميات ضخمة من الرماد املكون‬
‫عادة من البوتاسيوم و املغنيزيوم والكلسيوم والفوسفور والدي يدخل في مكونات التربة‪,‬‬
‫ويؤثر على معدالت تحلل املواد العضوية معها‪ ,‬كما يعمل كدالك على زيادة معامل‬
‫حموضة التربة‪.‬‬
‫من األثار السلبية التي تمثل خطرا على البيئة نتيجة لحرائق الغطاءات النباتية‪ ,‬إنطالق‬
‫غازات مختلفة بإتجاه الغالف الغازي مما يؤدي إلى زيادة نسبتها في الجو مثل ثاني أكسيد‬
‫الكاربون الدي زادت نسبته في الغالف الجوي خالل القرن الحالي بنسبة ‪. 15%‬‬
‫‪ ‬ومن املعروف أن زيادة نسبة الكاربون عن الوضع العادي يؤدي إلى إخالل واضح في‬
‫ميزانية الحرارة من خالل إستمرار زيادة معدالت درجة الحرارة وما يترتب عليها من أثار‬
‫سلبية على البيئة ‪.‬‬
‫‪ ‬ومن أثار السلبية كذلك حدوث نقص شديد في مواد الغداء بالنسبة للحيونات املراعي‪,‬‬
‫كذالك تناقص في إنتاج الخشب ‪.‬‬
‫مواجهة اإلنسان لكوارث حرائق الغاابت و احلشائش ‪:‬‬
‫‪ ‬يصعب كثيرا منع حدوث الحرائق بالغابات وخاصة مع النشاطات املتزايدة وإتساع مساحات‬
‫الغابات واملتطلبات املتباينة لإلنسان‪ ,‬وتسعى كثير من الدول بالتعاون مع األمم املتحدة‬
‫والهيئات الدولية إلى محاربة التعدي املنظم على الغابات بهدف تحويلها إلى أراض ي زراعية كما‬
‫يتم في بعض املناطق األسيوية‪ ,‬إد تحرق الغابات ويتم إزالتها إلفساح املجال للمحاصيل‬
‫الزراعية ‪ ,‬فيما يتم مساعدة الدول النامية و الفقيرة في توفير املعدات املناسبة للوقاية من‬
‫حرائق الغابات ومكافحتها و الحد من إنتشارها‪.‬‬
‫‪ ‬تعتمد كل الدول على فرق إطفاء متخصصة عالية التدريب ومجهزة بأفضل الوسائل التي‬
‫تمكنها من مواجهة الحرائق الضخمة دون التعرض لألدى ومن أهم أدوات هده اإلطفاء‬
‫ومعدات الحفر وإزالة أجزاء من الغابات لضمان عدم إنتشار الحرائق إليها‪.‬‬
‫‪ ‬ويستعمل رجال اإلطفاء املياه ومواد مكافحة النيران مع الخشب و الحشائش في الغابات كما‬
‫تقوم بعض الفرق بإشعال حرائق صغيرة في طريق الحريق والتي تساعد في إيقاف زحف الحريق‬
‫نحو مناطق جديدة‪.‬‬
‫اإلحتياجات الفورية واإلحتياجات طويلة األمد ‪:‬‬
‫اإلحتيجات الفورية ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫التحضير لتوفير خدمات املساعدة الخارجية للمرض ى‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إجالء األشخاص من دوي الحساسية املفرطة إزاء الحرائق إلى املأوي الطارئة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫توفير أجهزة التنفس اإلصطناعي لإلطفال والرضع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إحتياجات طويلة األمد ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫وضع نظام لإلندار املبكر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تحسين أليات التنبؤ باملناخ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اثنيا اجلراد ‪:‬‬
‫‪ ‬يعد الجراد من أشد أنواع الحشرات فتكا باملحاصيل الزراعية التي يهاجمها في حقولها‪,‬‬
‫وال توجد حشرة اخرى تماثلها في درجة الخسائر اإلقتصادية والبيئية التي تتسبب عنها‬
‫مما جعلها ترتبط بأخطار تصل إلى حد الكارثة‪ ,‬ودالك في مناطق التي تتعرض لها فهي في‬
‫حقيقة األمر تسبب في إحداث مجاعات من خالل قضاء أسرابه على األخضر واليابس‪.‬‬

‫وتكمن خطورته أساسا إلى أن أية دولة تتعرض ألسرابه يمكنها أن تقض ي عليه بوسائل‬
‫املكافحة‪ ,‬ودالك داخل حدودها بينما ال يمكنها مالحقته خارج‬
‫الحدود‪.‬‬
‫وبرغم املجهودات التي تبدلها منظمة األغدية و الزراعة العاملية بالتعاون مع الدول التي تتعرض‬ ‫▪‬
‫ألخطاره إال أنه لم يتم القضاء عليه بطريقة فعالة‪ ,‬ومن ثم فإنه مزال يمثل احد الكوارث‬
‫الطبيعية خاصة مع ما يتميز به من خصائص تؤكد ما ذكرنا من كونه أفة خطيرة غير عادية‬
‫أهمها قدرته على الطيران ملسافات بعيدة في أسراب ضخمة مع سرعة انتقاله وتحركه من مكان‬
‫ألخر إلى جانب شراهته في األكل وقدرته على التفريق بين النباتات السامة والنباتات الصالحة‬
‫لألكل‪ ,‬فهو مثال يمتنع عن أكل نبات العشار غير الصالح لغداء حيونات املراعي‪.‬‬
‫ويتميز كدالك بسرعة تكاثره في ظروف طبيعية متباينة حيث ال يعترف بالحدود‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫بالنسبة ألنواع الجراد فهو كحشرة يتبع العائلة الجرادية ‪ Acrididac‬التابعة لرتبة‬ ‫‪‬‬
‫الحشرات مستقيمة الجناح‪ ,‬وأهم أنواعه الجراد الرحال أو الصحراوي والجراد املستوطن أو‬
‫الروس ي والجراد املهاجر اإلفريقي واملهاجر األسيوي واملراكش ي واألحمر والجراد املصري‪.‬‬
‫ويعد الجراد الصحراوي من أخطر أنواع الجراد‪ ,‬وتضع أنثاه نحو ‪ 300‬بيضة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مناطق توالد وتكاثر اجلراد‪:‬‬
‫مناطق التكاثرالصيفي‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫يحدث التكاثر في مناطق األمطار الصيفية غرب الهند و باكستان و اليمن و إثيوبيا وتشاد و‬ ‫‪‬‬
‫السودان و معظم دول الساحل اإلفريقي حتى السنغال‪ .‬ويبدأ ظهور األسراب في سبتمبر متجهة‬
‫في معظمها نحو دول شمال إفريقيا وشبه الجزيرة العربية وإيران و البعض يهاجر نحو الجنوب‪.‬‬
‫مناطق التكاثرالشتوي‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫تظهر في مناطق األمطار الشتوية على سواحل البحر األحمر و مصر و السعودية و عمان ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مناطق التكاثرالربيعي‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫تشمل أقاليم كثيرة في شمال إفريقيا و شمال شرق الجزيرة العربية و بعض مناطق شرق‬ ‫‪‬‬
‫إفريقيا و إيران وغرب باكستان و الهند‪ .‬وتبدأ أسراب الجراد في الظهور من أبريل إلى يوليو‬
‫مهاجرة بإتجاه مناطق التكاثر الصيفي‪.‬‬
‫توضح اخلريطة مدى إتساع رقعة إنتشار اجلراد‬
‫الصحراوي‬
‫مكافحة اجلراد‪:‬‬
‫توجد ثالثة طرق ملكافحة الجراد سواء في طور الحورية أو الحشرة الكاملة لكن سنتطرق‬ ‫‪‬‬
‫لطريقتين فقط تتمثل فيما يلي ‪:‬‬
‫املكافحة الكميائية ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫يتم خاللها نشر املواد الكميائية السامة في أماكن تواجد وسير الحريات ومنها مادة الجامكسين‬ ‫‪‬‬
‫التي تضاف إلى مواد حاملة مثل نخالة الذرة أو قشرة بذرة القطن‪ ,‬ويتم توزيعها في الصباح‬
‫الباكر أو قبل الغروب في مناطق اإلصابة‪.‬‬
‫وتعد الطائرات من أفضل الوسائل املستخدمة لرش املبيدات قبل وصول األسراب إلى األراض ي‬ ‫‪‬‬
‫املزروعة و أفضل وضع إلستخدامها في حالة تواجد الجراد في املناطق الصحراوية الواسعة التي‬
‫تنتشر بها األعشاب والنباتات التي تلجأ إليها الحشرة‪ ,‬وأكثر املبيدات إستخداما في طريقة الرش‬
‫الدلدرين الزيتي حيث يستمر مفعوله فترة تتراوح ما بين اربعة وستة أسابيع ‪.‬‬
‫املكافحة البيولوجية ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫توجد العديد من الطفيليات و املفترسات التي تعد من أعداء الجراد بدور كبير في‬ ‫‪‬‬
‫القضاء عليها في أطوارها املختلفة‪.‬‬
‫و من هذه االحياء دبايير السيليو التي تضع بيضها في الكتلة الرغوية املحتوية على بيض‬ ‫‪‬‬
‫الجراد‪ ,‬وينتهي األمر بقتل البيض‪ .‬هي األخرى أعلى كتلة بيض الجراد وتؤدي إلى إتالفه‪,‬‬
‫وهناك أيضا أنواع من الخنافس التي تتغدى على بيض الجراد وكذالك أنواع من النمل‪,‬‬
‫و الزنابير التي يمكنها مهاجمة الجراد و إفتراسه مثل الغراب و غيرها من الطيور كنوع من‬
‫التوازن البيئى‪.‬‬
‫و الجدير بالذكر أن مواجهة اإلنسان ألخطار الجراد وما يرتبط بها من كوارث تصيب‬ ‫‪‬‬
‫األراض ي الزراعية وما ينمو بها من محاصيل تتطلب التضافر و التعاون بين الدول‬
‫القريبة من بعضها و وضع مراكز مراقبة لتتبع حركة و إتجاهات أسراب الجراد‪ .‬مثلما‬
‫يحدث عند مناطق الحدود بين مصر و السودان‪.‬‬
‫اثلثا‪ :‬األوبئة ‪:‬‬
‫‪ ‬تنتشر األمراض التي تسببها الفيروسات و البكتيريا و الطفيليات في كل أنحاء العالم و‬
‫بدرجات مختلفة‪ ,‬و ذالك وفقا للخصائص اإليكولوجية ومدى تقدم سبل الوقاية و‬
‫العالج و القضاء على ناقالت املرض مثل القوارض والناموس و الذباب‪ ,‬و يوجد فرع‬
‫قائم بذاته في الجغرافيا التطبيقية يهتم بهذه القضية هي الجغرافيا الطبية و التي‬
‫تنقسم بدورها إلى ثالثة مجاالت متكاملة أحدها تهتم بتحديد توزيع األمراض و التواصل‬
‫إلى أطالس عاملية و إقليمية و وطنية متخصصة ‪ ,‬و األخر بدراسة العالقة بين البيئة‬
‫الجغرافية و املرض‪ ,‬و الثالث بدراسة املوارد الطبية مثل عدد األطباء و أسرة‬
‫املستشفيات و الفنيين مقابل كل ‪ 1000‬نسمة و تبين الفوارق املكانية في الخدمات‬
‫وحجم اإلصابات‪ .‬فضال عن الدراسات عن مرض بعينه أو بلد محدد‪.‬‬
‫‪ ‬حينما يبدأ املرض في اإلنتشار خارج حدوده الزمنية و املكانية املعتادة فإنه يتحول إلى‬
‫وباء والذي تعرفه منظمة الصحة العاملية بأنه تفش ي املرض باسلوب غيرمتوقع‬
‫ويستدعي اإلستنفار‪ .‬وفي هذه الحالة يصبح الوباء كارثة وخاصة إذا حدث تهديد‬
‫بإنتشاره بكل أنحاء العالم و يدخل التحليل و التعامل في هذا املستوى في دائرة علم‬
‫الكوارث و لكن العالم مع ذالك يميل إلى إعتبار بعض األمراض املتوطنة الثابتة في‬
‫توزيعها مخاطر وكوارث‪ ,‬ذالك لتأثيرها السلبي الحاد على املجتمع البشري ونشاطاته‬
‫اإلقتصادية ومضاعفته املرضية مثل البلهارسيا في مصر و املالريا في البيئات املدارية‬
‫ومرض النوم في إفريقيا و العمى النهري و الجذام والحمى الصفراء واإللتهاب السحائي‬
‫و السل و التهاب الكبد الوبائي املعدي‪.‬‬
‫‪ ‬هكذا ال توجد حدود فاصلة بين املرض والوباء‪ ,‬فاملرض يمثل املخاطر وخاصة إذا كان‬
‫معديا و الوباء هو الكارثة‪ ,‬وهنا ايضا ال نجد مجاال لحسابات الكسب و الخسارة كما‬
‫الحال في الكوارث الجيوفزيائية و التكنولوجية‪.‬‬
‫الكوارث اجليوفيزايئية و األوبئة ‪:‬‬
‫‪ ‬تؤدي الكوارث الجيوفزيائية إلى إطالق كثير من األمراض بحيث تتحول بدورها إلى كوارث‬
‫تضاعف من حدة الكارثة األصلية‪ ,‬فالفيضانات يصاحبها في إفريقيا بالذات إنتشار‬
‫حاالت الكوليرا‪ ,‬وهي في املدن العمالقة تعمل على زيادة حركة الفئران و القوارض األخرى‬
‫وخروجها من مخابئها التقليدية و انفاق الصرف الصحي ونقل األمراض‪ .‬كما تكثر أعداد‬
‫الكالب و الحيونات األخرى الضالة وتتعرض ملرض السعار الذي قد ينتشر بين البشر‪,‬‬
‫كما أنه لوحظ إزدياد حاالت املالريا و التبفويد عقب الزالزل الشديدة وكما يذكر‬
‫)‪ )seaman etal,1984‬فإن اإلرتباط ينشأ من العوامل األتية‪:‬‬
‫وجود األمراض قبل الكارثة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التغيرات اإليكولوجية التي تعقب الكارثة مثل إزدياد املياه و الرطوبة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إنهيار املرافق العامة ووسائل اإلتصال ومصادر الشرب وتلوثها ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تدهور برنامج السيطرة على األمراض‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ضعف مقاومة األفراد لألمراض لتدهور الحالة اإلقتصادية واملعيشية عامة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫شكرا على انتباهكم‬
‫جميعا‬

You might also like