You are on page 1of 17

Journal of Historical and Cultural Studies, Vol.11, No.

(2/44), (2020): 1-17

Journal Homepage: http://jhcs.tu.edu.iq


JHC
Journal of historical and cultural studies
ISSN:2073-1116(Print) – E- ISSN: 2663-8819(Online) S
Asst.Prof DrHarith A. AL- The Radicalism and its Influence in the life of
Tikrity1*
European Society ( A history study in the
Journal
Asst. proDr.. Ammar . SH. M . Al-
doury 2 feudalism Institution)
ABSTRACT
University of Tikit – College of
The Subject matter : The research presents an important stage
Education for Humanities
Journal Journal of historical and cultural studies (JHCS )

of European Society which Subjects to the law of feudalism institution .


Department of History1
This research concentrates on the life of the third layer which represented
by the slaves and serfs.
The Aims of the study : This study aims at discussing three
University of Tikit – College of
hypotheses : The first discusses the definition of Feudalism , the principles
Arts 2
of its appearance and characteristics .
The second point Concentrates on the stages of this system , its
main principles and its essentials that were adopted to be the system of life
society . The third point sheds light on the life of European society and its
KEY WORDS: way to follow the radicalism which rules the society and divides it to layers
without any religious or moral justification s – This system rules the
- feudalism Societies without humanities but on the basis of what they own of land ,
- layers finance and martial power .
- serfs Question of the Study : This study answers many questions :
- nobility 1- The ability of feudalism . institution to continue as asocial
European society .
- the Slaves 2- The way of European citizen living in unfair and radical
institution.
3- Is the authority power able to apply its judgments.
ARTICLE HISTORY: 4- The great difference of living among the slaves life , nonexistent
Journal of historical and cultural studies (JHCS )

Received: 3/010/2019 layer , the high layers and their flourishing life and how these
Accepted: 1/011/2019 slaves and nonexistent layers were dealt and Comprehended those
change at the end of middle centuries .
Available online: 00/00/2020 Results of the Study : The bad affairs in all European Continent
and the collapse of governmental institution led to an alternative central
government .
1- Those government represented by stable small governments which
formed the feudalism institution .
2- The system of institution lacks to the justice in distribution the
layers and in each sides of life.
3- The radicalism is the most proper characteristic of that institution .
It deals with the human according to its interest .

DOI:

*
Corresponding author: E-mail: Email: Harith_abd2016@tu.edu.iq ,Tell: 07701807379

1
‫‪Journal of Historical and Cultural Studies, Vol.11, No.(2/ 44) (2020): 1-17‬‬

‫الخطرف وارره في حياة الوجخوع االوربي ( دراست حاريخيت في هؤسست‬ ‫أ‪.‬م‪.‬د حارد عبذ الرحون‬
‫االقطاع )‬ ‫الخكريخي‪1‬‬

‫مجلة الدراسات التاريخية والحضارية مجلة الدراسات التاريخية مجلة الدراسات التاريخية والحضارية مجلة الدراسات التاريخية‬
‫الخالصت‪:‬‬ ‫أ‪.‬م‪ .‬د عوار شاكر هحوود‬
‫الذوري ‪2‬‬
‫موضوع الدراسة ‪ :‬درس بحث (التطرف واثره فً حٌاة المجتمع االوربً ( دراسة تارٌخٌة فً مؤسسة‬
‫االقطاع )) مرحلة مهمة من تارٌخ المجتمع االوربً وهو ٌرزح تحت قوانٌن مؤسسة االقطاع ‪ ،‬وركز بشكل‬ ‫جاهعت حكريج ـ كليت الخربيت‬
‫‪1‬‬
‫رئٌس على حٌاة الطبق ة الثالثة وهم العبٌد واالقنان وكٌف تعامل معهم من قبل الطبقتٌن االولى والثانٌة ( طبقتا‬ ‫للعلوم االنسانيت ـ قسن الخاريخ‬
‫رجال الدٌن واالرستقراطٌة)‪ ،‬ومقدار االساءة التً تعرضوا لها ‪.‬‬ ‫جاهعت حكريج ـ كليت اآلداب ـ‬
‫أهداف الدراسة ‪ :‬تهدف الدراسة الى مناقشة عدة فرضٌات تحاول اٌجاد الحلول المناسبة لها من خالل ثالث‬ ‫قسن الخاريخ‪2‬‬
‫نقاط اساسٌة ‪ :‬ناقشت النقطة االولى مفهوم االقطاع من حٌث التعرٌف وعوامل الظهور وسماته االساسٌة التً‬ ‫الكلواث الوفخاحيت‪:‬‬
‫عرف بها ‪ .‬اما المحور النقطة الثانٌة فركزت على المراحل التً خاضها ذلك النظام وماهً ابرز المرتكزات‬
‫التً قام علٌها كما وضحت االركان الرئٌسة التً ارسً من خاللها لٌتحول الى نظام حٌاة للمجتمع ‪ .‬اما النقطة‬ ‫‪ -‬االقطاع‬
‫الثالثة فقد سلطت الضوء على حٌاة المجتمع االوربً ومدى استعمال التطرف كوسٌلة لتدعٌم ذلك النظام‬ ‫‪ -‬الطبقاث‬
‫وتقسٌمه للمجتمع على اساس طبقً لم تراع فٌها اي مسوغات دٌنٌة او خلقٌة ولم تراع فٌها انسانٌة االنسان بل‬ ‫‪ -‬لقن‬
‫عوملت المجتمعات على اساس ما تملك من ارض ومال وقوة عسكرٌة ‪.‬‬ ‫‪ -‬الضيعت‬
‫أسئلة الدراسة‪ :‬تحاول الدراسة االجابة عن عدة تساؤالت منها‪:‬‬ ‫‪ -‬النبالء‬
‫‪ -1‬ما مدى امكانٌة استمرار مؤسسة االقطاع كنظام اجتماعً اوربً ؟‬
‫‪ -2‬طرٌقة العٌش للفرد االوربً فً ظل مؤسسة ظالمة ومتطرفة ؟‬ ‫‪ -‬العبيذ‬
‫‪ -3‬هل تتمكن القوى العلٌا فً المجتمع من تطبٌق كل اسالٌبها كٌفما تشاء وحٌث تشاء ؟‬
‫‪ -4‬الفرق الشاسع والكبٌر بٌن حٌاة العبٌد ومن معهم من الطبقة المعدومة وبٌن الطبقتٌن العلٌتٌن وما‬ ‫هعلوهاث البحذ‪:‬‬
‫ٌتوفر لهما من مباهج الحٌاة المختلفة وكٌف تعاملت مع تلك االحداث ‪ ،‬وكٌف تقبلت عملٌة‬ ‫تواريخ البحث‪:‬‬
‫التحول فً نهاٌات القرون الوسطى ‪.‬‬ ‫‪ -‬االستالم‪0101/01/3‬‬
‫منهجية الدراسة ‪ :‬تعتمد الدراسة على المنهج التارٌخً الوصفً والتحلٌلً وفٌه ٌتم التركٌز على المعلومات‬
‫التارٌخٌة وتحلٌلها وفق معطٌات تارٌخٌة علمٌة تهدف الى توضٌح حٌاة المجتمع االوربً ومدى المأساة التً‬ ‫‪ -‬القبول‪0101/00/0:‬‬
‫عاشها الفرد فً ظل مؤسسة متطرفة بكل قوانٌنها بصورة جعلت االفضلٌة لعدد محدود من البشر فً حٌن‬
‫استعبدت الطبقة العامة والسواد االعظم للمجتمع ‪.‬‬ ‫‪ -‬النشر المباشر‪:‬‬
‫حدود الدراسة‪ :‬الحدود الزمانٌة تتعلق بالمدة التارٌخٌة التً حددت بها الدراسة وهً فترة نشوء االقطاع‬
‫وتطوره ومن ثم انهٌاره بصورة تدرٌجٌة مع ظهور الطبقة البرجوازٌة وبداٌات عصر النهضة ‪ ،‬أما الحدود‬
‫المكانٌة فهً الموقع الذي دارت به االحداث ومكان قٌام تلك المؤسسة فً عموم القارة االوربٌة سٌما فرنسا ‪.‬‬
‫نتائج الدراسة‪ :‬توصلت الدراسة الى نتائج مهمة منها‪:‬‬
‫‪ .1‬ادت االوضاع المتراجعة فً عموم القارة االوربٌة مع انهٌار للمؤسسات الحكومٌة الى اٌجاد بدٌل‬
‫عن الحكومة المركزٌة فتمثل بظهور حكومات صغٌرة مستقلة شكلت فٌما بعد مؤسسة االقطاع ‪.‬‬
‫‪ .2‬لم ٌجعل القائمٌن على سدة القٌادة فً تلك المؤسسة اي معٌار للعدالة سواء فً توزٌع الطبقات‬
‫وانظمة القضاء ومفاصل الحٌاة المختلفة ‪.‬‬
‫‪ .3‬كانت السمة البارزة والواضحة فً تلك المؤسسة التطرف فً كل شًء فلم ٌكن االنسان فً فلسفتها‬
‫اال سلعة تباع وتشترى وقت الحاجة الٌها ‪.‬‬
‫مصادر الدراسة‪ :‬اعتمدت الدراسة على مصادر متنوعة كان فً مقدمتها كتاب عالم العصور الوسطى فً‬
‫النظم والحضارة للمؤلف كولتون فقد وضح فً هذا الكتاب نقاط اساسٌة ومهمة بٌنت مدى االجحاف الذي‬
‫عاشته المجتمعات االوربٌة فً ظل المؤسسة االقطاعٌة ‪ ،‬ومن ثم كتاب حضارة اوربا فً العصور الوسطى‬
‫للمؤلف محمود عمران سعٌد فقد اهتم فً توضٌح اركان المؤسسة وطرٌقة نشأتها‪ ،‬ومن الكتب المهمة االخرى‬
‫االقطاع والعصور الوسطى بغرب اوروبا للمؤلف كوبالند اذ ٌعد هذا الكتاب فً مقدمة المصادر التارٌخٌة التً‬
‫عالجت االقطاع كمؤسسة ادارة بدٌلة عن الحكومة المركزٌة ‪ ،‬فضالً عن ذلك ٌأتً كتاب االقطاع االسالمً فً‬
‫العصر النبوي دراسة مقارنة مع كل من االقطاع الجاهلً واالوروبً فً العصور الوسطى للكاتب الدكتور‬
‫مسعود ٌحٌى االغا وٌعد هذا الكتاب وثٌقة نادرة عالجت تلك المؤسسة فً عالمٌن مختلفٌن موضحا ً فً الوقت‬
‫نفسه اوجه الشبه واالختالف بٌن العالم االسالمً واالوربً ومدى نجاح االقطاع فً كال الجانبٌن ‪.‬‬

‫المقدمة‪:‬‬
‫شيدت القارة االوربية عبر مراحميا التاريخية محطات عدت في حينيا انعطافو تاريخية حاسمة غيرت‬
‫العديد من مفاىيم الحياة التي اعتادت عمييا لقرون من الزمن‪ ،‬فبعد ان عاش االوربيين مرحمة االستقرار والتطور‬
‫ابان العصر الروماني تحول كل ذلك الى تخمف وجيل وتراجع في مختمف الميادين طوال القرون الوسطى لذلك‬
‫ظيرت مؤسسة االقطاع كبديل عن الحكم المركزي متصدية لكل مفاصل الحياة اليومية من سياسة واقتصاد‬

‫‪2‬‬
‫‪Journal of Historical and Cultural Studies, Vol.11, No.(2/ 44) (2020): 1-17‬‬

‫واجتماع ‪ ،‬ثم ما لبثت ان تحولت الى نظام حياة عاش خالليا الفرد االوربي خانعاً ضعيفاً ال يمتمك من امره‬
‫شيء ‪.‬‬
‫بناء عمى ذلك كانت اوروبا تعيش حالة من التطرف والصراعات الداخمية في حين ان العالم في الجية‬ ‫ً‬
‫االخرى كان يعيش حالة من االبداع والتطور والرقي‪ ،‬ونتيجة لذلك جاءت الحاجة الى دراسة وفيم حالة التطرف‬
‫التي عاشتيا اوروبا خالل مرحمة ما بين العصور الوسطى وما تالىا من مراحل اخرى عمى مدار تاريخيا‬
‫الماضي وقد وجدنا خير من يمثل ذلك الوجو السيء من التطرف ىو االقطاع الذي سيطرة عمى كل مرافق حياة‬
‫المجتمع االوروبي خالل الفترات الماضية وظل مترسخاً في اذىان المجتمع االوروبي لحقبة طويمة من التاريخ‪،‬‬
‫لتعيش اوروبا ما بعد الثورة الفرنسية حالة اخرى مغايره لما كانت تعيشو اثناء عصر االقطاع ‪.‬‬
‫االمر الذي ولد تناقضات اجتماعية واقتصادية وسياسية عمى حد السواء‪ ،‬فمن الناحية االجتماعية ظل‬
‫المواطن االوروبي يعيش حالة من النقص الزمتو لقرون طويمة ألنو يعيش تحت سيطرة السيد والنبيل ومن ناحية‬
‫اخرى ان ما فقده السيد والنبيل من امتيازات في ظل المؤسسة االقطاعية حاول الحصول عمييا من مجتمعات‬
‫اخرى مع ظيور االستعمار واالفكار التي رافقت الثورة الفرنسية ‪.‬‬
‫ومن الناحية االقتصادية حاول المنتفعون من االقطاع تعويض خسائرىم االقتصادية في البحث عن وسائل‬
‫اخرى ومناطق نفوذ لتعويض تمك الخسائر‪ ،‬وفي الجانب السياسي حاول ىؤالء الحصول عمى مكاسب سياسية‬
‫من خالل السيطرة عمى مقاليد الحكم او المناصب العميا في المجتمع ‪.‬‬
‫عطفاً عمى ما تقدم فان المجتمع االوروبي الذي عاش حالة من الحرمان والنقص والتبعية والتطرف في‬
‫ظل مؤسسة االقطاع حاول التخمص منيا باستعمال ابشع االساليب وكانو مجتمع متحضر عاش حالة من‬
‫التطور والرقي من العصور الوسطى وامتداداتيا الى العصور الحديثة‪ ،‬مع ظيور فئة من المفكرين والمؤرخين‬
‫والكتاب ساىموا في تبني تمك االفكار وكانو مجتمع متطور عاش تاريخو الماضي بأجمل صور ‪ .‬في حين انو‬
‫عاش حالة من الضياع في ظل مؤسسة االقطاع ‪.‬‬
‫ان االشكالية التي انطمقت منيا الدراسة كانت مبنية عمى مجموعة من التساؤالت حاولت االجابة عمييا في‬
‫صفحات البحث او من خالل النتائج التي تم التوصل الييا‪ ،‬وىذه التساؤالت ىي ‪ :‬ما ىي طبيعة النظام‬
‫االقطاعي في اوروبا ؟ كيف عاش الناس في ظل النظام االقطاعي‪ .‬ماىي ابرز مكونات النظام االقطاعي ؟‬
‫ىل ان النظام االقطاعي كمؤسسة قائمة كان متطرفاً في تعاممو مع الناس ؟ ‪.‬‬
‫كانت تمك السطور اعاله مدعاة لمتوجو والكتابة عن تمك المؤسسة من وجية نظر مختمفة وجديدة عن‬
‫عدىا مرك اًز عمى التطرف االجتماعي واالقتصادي والسياسي‬
‫سابقاتيا فقد حاولت الدراسة التركيز عمى مساوئيا ُب ُ‬
‫‪ ،‬ومن ىذا المنطمق تم تقسيم الموضوع عمى ثالث محاور رئيسة‪ ،‬فقد درس الحور االول مفيوم االقطاع من‬
‫حيث التعريف وعوامل الظيور وسماتو االساسية التي عرف بيا ‪ .‬اما المحور الثاني فركز عمى المراحل التي‬
‫خاضيا ذلك النظام وماىي ابرز المرتكزات التي قام عمييا كما وضحت االركان الرئيسة التي ارسي من خالليا‬
‫ليتحول الى نظام حياة لممجتمع ‪ .‬في حين خصص المحور الثالث لمتعرف عمى حياة المجتمع االوربي ومدى‬
‫استعمال التطرف كوسيمة لتدعيم ذلك النظام وتقسيمو لممجتمع عمى اساس طبقي لم تراع فييا اي مسوغات دينية‬

‫‪3‬‬
‫‪Journal of Historical and Cultural Studies, Vol.11, No.(2/ 44) (2020): 1-17‬‬

‫او خمقية ولم تراع فييا انسانية االنسان بل عوممت المجتمعات عمى اساس ما تممك من ارض ومال وقوة‬
‫عسكرية ‪.‬‬
‫اوالً ‪ :‬تعريف االقطاع ‪:‬‬
‫لإلقطاع تعاريف كثيرة ومتنوعة تم توضيحيا وفق الزمان والمكان الذي وجد فيو‪ ،‬فضالً عن فمسفة كل‬
‫باحث ورؤيتو لو ‪ .‬لذلك البد من تعريفو من الناحية المغوية ‪ .‬واصمو القطع وىو ماضي الفعل وقطع الشيء‬
‫تقطعو قطعاً ‪ ،‬وقطع النير عبره ‪ ،‬وقطع رحمو ‪ ،‬اي ال يصل رحمو‪ ،‬والقطعة من الشيء ‪ ،‬الطائفة منو ‪،‬‬
‫والقطيع الطائفة من البقر او الغنم ‪ ،‬والجمع اقاطيع واقطاع وقطعان وتقطعوا امرىم بينيم اي تقسموه ‪ ،‬واقطعو‬
‫قطيعة اي طائفة من االرض ‪ ،‬والقطعة من الشيء ‪ ،‬الطائفة منو ‪ ،‬وقطاع الطريق الذين يعترضون ابناء السبيل‬
‫فيقطعون بيم السبيل ‪ ،‬والقطع طائفة من الميل وانقطع الشيء(‪.)1‬‬
‫قصد الباحثون من االقطاع ىو ذلك النظام الشامل لمحياة االقتصادية واالجتماعية والسياسية والذي ظير‬
‫في عموم اوربا ابان العصور الوسطى ‪ ،‬وقد اختمف في تصنيفو وواقعو عن نظيره في العصور القديمة وكذلك‬
‫الحديثة (‪ . )2‬واالقطاع كمصطمح لم يظير اال في القرنين السابع عشر والثامن عشر ويعد رجال القانون في‬
‫فرنسا وانكمت ار السباقين فيو ‪ ،‬اذ ازدادت حالة االىتمام في االنظمة القديمة ال سيما بعد الثورة الفرنسية(‪ )3‬عام‬
‫‪ 1789‬وعمى ىذا االساس ظير عنوان االقطاع (‪.)4‬‬
‫وعرفو مجموعة اخرى من الباحثين عمى انو طائفة من الحكام والمتنفذين فرضت عمى الرجل الحر الوالء‬
‫والخدمتين الخاصة والعسكرية وتطمب ذلك االمر من السيد االعمى منح تابعو قطعة من االرض فأطمق عميو‬
‫اقطاع ‪ ،‬اي اقتطاع جزء من ارضو (‪ .)5‬ومن خالل ىذا التوضيح يمكننا عده نظاماً شامالً لعدة انظمة مجتمعية‬
‫وفق مفيوم تحديد العالقة بدءاً من الفرد بعده المبنة االولى في المجتمع وعالقتو بما اعمى مرتبة منو وبمن اقل‬
‫منو ‪ ،‬وعمى ىذا يكون االقطاع مؤسسة متكاممة لكل مناح الحياة من سياسة واقتصاد وحياة مجتمع كامل لكنو‬
‫يؤكد عمى االرض الزراعية والتجزئة في كل شيء وتكون عالقتو باألرض التي كان ييبيا االمبراطور لممموك‬
‫والنبالء لتصل الى رقيق االرض (‪.)6‬‬
‫كما عرف االقطاع بأنو تجربة عممية فرضتيا الحوادث كبديل عن الحكومة المركزية ابتغاء الحصول عمى‬
‫االمن ‪ .‬وقيل عن االقطاع بأنو اسموب من اساليب الحكم تمارس فيو السمطة نتيجة التفاق بين تابع ومتبوع او‬
‫(‪)7‬‬
‫‪ .‬وفي حقيقة االمر قامت االقطاعية تدريجياً عمى انقاض االمبراطورية الرومانية التي غزاىا‬ ‫سيد ومسود‬
‫(‪)8‬‬
‫‪.‬‬ ‫البرابرة في كنف الممالك التي تشكمت من تجمعات اقطاعية كبيرة‬
‫يقتصر اإلقطاع عمى العالقات االجتماعية الريفية في أوربا خالل العصور الوسطى‪ ،‬وقد شيدت أوربا في‬
‫اواخر العصور الوسطى نمواً سكانياً‪ ،‬مما ادى الى خمق مستوطنات جديدة في جميع انحاؤىا ‪ ،‬وبالتالي انعكس‬
‫عمى نمو المدن ذات اإلنتاج الكبير لممحاصيل الزراعية‪ ،‬اذ عززت الواليات سمطتيا ضد الحكام اإلقطاعيين من‬
‫خالل االبتكارات وظيور المؤسسات التجارية (‪. )9‬‬

‫‪4‬‬
‫‪Journal of Historical and Cultural Studies, Vol.11, No.(2/ 44) (2020): 1-17‬‬

‫يرجع أصل اإلقطاع في بعض األحيان إلى التوسع في اإلمبراطورية الرومانية في إيطاليا عمى سبيل المثال‬
‫‪ ،‬كانت ىناك أجزاء كبيرة من األراضي التي يممكيا الجنود الرومان الذين تمقوا تخصيص األراضي مقابل‬
‫الخدمات العسكرية المقدمة إلى الممك(‪.)10‬‬
‫ثانياً ‪ :‬عوامل ظهور االقطاع ومراحل تطوره ‪:‬‬
‫لم يكن االقطاع نظاماً احادياً منذ ظيوره وحتى انيياره فقد تداخمت افكار مجموعة من الدول والحضارات‬
‫انصيرت فيما بينيا لوالدة نظام جديد فرض نفسو لمقتضيات مرحمة ما ‪ ،‬لذلك فمإلقطاع في اوربا منابع واصول‬
‫رومانية وجرمانية لكن فجره يعود الى القرنين الثامن والتاسع الميالدي ‪ ،‬ثم تطور بمرور الزمن وبدا اكثر‬
‫وضوحاً خالل فترة امتدت في القرون العاشر والحادي عشر والثاني عشر ‪ ،‬ثم ما لبث ان تطور اكثر في القرن‬
‫الثالث عشر حتى القرن الخامس عشر ‪ ،‬وكانت نياياتو في القرن السادس عشر نتيجة التقدم الصناعي والتجاري‬
‫(‪.)11‬‬
‫عرفت المجتمعات بمختمف اطيافيا شرقية وغربية االقطاع قبل مولده كمؤسسة معتمدة بزمن لذلك لم يكن‬
‫ظيوره بصورة فجائية بل جاء نتيجة لتراكم مجموعة من االسباب سيما االقتصادية منيا فبزغت لمعالم بنظام‬
‫جديد ظير بصورة واضحة لمعيان معمناً عن تغيرات جديدة لم تكن معمول بيا في سابق عيدىا (‪.)12‬‬
‫نشأ االقطاع من امتزاج النظم الرومانية والكمتية والجرمانية وقد بدأ االمتزاج في عصر الدولة الميروفنجية‬
‫(‪751 – 481‬م) وبمغ طور االكتمال تقريباً في عيد الدولة الكارولنجية (‪987 – 751‬م) وبعد عام ‪732‬م انشأ‬
‫نظام منح االراضي الزراعية لقاء خدمات عسكرية وسمي ىذا النظام نظام االقطاع وىذا النظام يجمع بين ممكية‬
‫االرض والحماية والخدمة العسكرية وفكرة االخالص او الوالء لممسيحية(‪.)13‬‬
‫ادت مجموعة من االسباب فعمتيا في ظيور االقطاع وقد تصدرىا التراجع التجاري الذي عاشتو اوربا اذ لم‬
‫تعد تمك المينة تدر ارباحاً كسالف عيدىا حتى ايام الدولة الكارولنجية‪ ،‬ومن الجدير بالذكر كانت لتراجع التجارة‬
‫اسباب عديدة ابرزىا التحوالت السياسية في الجية الشرقية من العالم والسيطرة عمى الطرق التجارية فضالً عن‬
‫ىجمات قبائل(‪ )14‬الفايكنج (‪.)15‬‬
‫وفي حقيقة االمر كانت االوضاع في القارة االوربية تنحدر يوماً بعد اخر سيما بعد اليجمات الكبيرة التي‬
‫تعرضت ليا من قبل قبائل البرابرة الجرمان والتي بدورىا اثرت بحركة التجارة وقطعت اوربا الى مناطق مستقمة‬
‫حسب سيطرتيا ‪ ،‬ساىم وزاد في سوء االوضاع فقدان االمن في المدن االيطالية والفرنسية منذ تعرضيا لغزو‬
‫في القرن الثامن الميالدي فقرر عمى اثرىا رجال المال والثراء االنتقال الى الريف حفاظاً عمى‬ ‫الفايكنج‬
‫ممتمكاتيم بعدما حصنوا انفسيم بقالع وحراس وفق نظام جديد لم يعتادوا عميو بعد ‪ .‬وبدأ االمر يزداد بمرور‬

‫‪5‬‬
‫‪Journal of Historical and Cultural Studies, Vol.11, No.(2/ 44) (2020): 1-17‬‬

‫الزمن حتى اصبح حول كل دار من السادة االقطاعيين او رجال الدين مجموعة من البشر تحتمي بيم وبذلك‬
‫تحطمت االسس العامة لقوانين التجارة (‪.)16‬‬
‫(‪)17‬‬
‫‪ Charlemagne‬وما جرى عمى‬ ‫وقد ع از بعض المؤرخين االسباب السياسية الى زوال حكم شارلمان‬
‫امالكو بعد النزاع واالقتتال الداخمي بين احفاده وسعي كل طرف في الحصول عمى اكبر قدر ممكن من‬
‫الممتمكات فساعدت تمك االوضاع عمى تجزئة االمبراطورية وتشتتيا تزامن معيا غارات النورمانديين عمى‬
‫(‪)18‬‬
‫‪.‬‬ ‫السواحل االوربية في القرن التاسع كل تمك االسباب دعت الى تغير في حياة المجتمع االوربي‬
‫شيدت عممية والدة مؤسسة اجتماعية جديدة سمسمة من التطورات حسنت كثي اًر من اداء عمميا عمى‬
‫المستوى االقتصادي والسياسي لمجية المستفيدة منو ‪ .‬فبعد ان تجمعت مجموعة عناصر في ظيور النظام‬
‫االقطاعي كنظام مستقل وكانت البدايات االولى وعمى اختالف وجيات النظر تعود الى القرن التاسع الميالدي ‪،‬‬
‫اذ يعد ىذا القرن االنطالقة الحقيقية لما حممو من تطورات كثيرة ساىمت في ظيوره (‪ .)19‬وقد استند المؤرخين‬
‫في ذلك عمى الصراع الذي اندلع بين الممك لويس التقي ( ‪840 – 813‬م) واوالده وذلك بتقسيم المممكة بينيم‬
‫وتحول كل ممك يستولي عمى العرش وكل ما كان تابعاً ليا من الممتمكات وقد تطورت ىذه النزاعات لتشمل‬
‫التنازع بين المموك واالبناء من اجل فرض السيطرة(‪.)20‬‬
‫انقسم المجتمع االوربي الى فئتين حددت في ذلك العصر االولى سعت لمحماية من غوائل الزمن وكانت‬
‫عمى استعداد تام ان تكون تابعة الحد المناطق والمموك ‪ ،‬اما الفئة الثانية فقد اشتممت عمى طبقة الفالحين‬
‫والساعين ليا ‪ ،‬ومن الجدير ذكره رجحان كفة الفئة االولى عمى الثانية (‪ .)21‬ولم يكتفي ذلك العصر بتمك‬
‫التحوالت بل امتد لظيور تقسيمات ادارية عديدة وظيور القاب مختمفة استمرت لقرون فيما بعد ومنيا امير‬
‫وبارون ودوق وغيرىا ثم تحول كل واحد من ىؤالء الى اقطاعية مستقمة (‪.)22‬‬
‫في بداية العصور الوسطي في أوربا واستنادا إلى مورد ضعيف من البيانات‪ ،‬ان ما بين ‪ : 90-80‬من‬
‫النشاط االقتصادي ىو نشاط زراعي ولذلك كسب الجميع العيش من خالل الزراعة كنشاط اقتصادي ‪ .‬ففي‬
‫الييكل االقتصادي السائد والذي يعرف باسم اإلقطاع الذي يكون قائماً عمى السيادة الممكية لألراضي الشاسعة‬
‫من قبل السيد الكبير والذي اعطي الحق في زراعة تمك االراضي إلى الرتب الدنية من الناس(‪.)23‬‬
‫عد لفيف من المؤرخين ان القرن الحادي عشر المرحمة الثانية او مرحمة التكامل االقتصادي والسياسي اذ‬
‫شيد تطور واضح في عموم اوربا ‪ ،‬فقد اكتمل ىذا النظام وساىم في تحول المجتمع اقتصادياً الى مرحمة جديدة‬
‫(‪ .)24‬فقد اصبح ىذا النظام قائماً بذاتو يمبي احتياجات المجتمع سيما وانو حوى مجموعة من االنظمة والعادات‬
‫والتقاليد المحمية لكل اقطاعية وبيا اصبح يرسم نظام مستقل لكل واحدة منيا (‪.)25‬‬

‫‪6‬‬
‫‪Journal of Historical and Cultural Studies, Vol.11, No.(2/ 44) (2020): 1-17‬‬

‫ومن ضمن االمثمة والشواىد عمى ذلك فقد سجمت االوضاع في فرنسا اوضح نموذج لمحياة االقطاعية‬
‫كمؤسسة حياة بديمة عن الحكم المركزي فقد تمكن الكونتات عمى استقالل فعمي عن المموك لكن بالحفاظ عمى‬
‫(‪)26‬‬
‫‪ .‬وفي حقيقة االمر فقد كانت فرنسا في القرن الحادي عشر الدولة االقطاعية‬ ‫سمطتيم في مناطق نفوذىم‬
‫الوحيدة في اوربا اذ كان الممك سيداً اقطاعيا في بالطو عمل عمى تكوين جيش من اتباعو واصبح قصر الممك‬
‫فييا بمثابة ممجأ لمفالحين والفقراء(‪.)27‬‬
‫اما النموذج الثاني فتجسد في انكمت ار فقد جمع االقطاع بين العناصر الرومانية واستمرت ىذه المنطقة‬
‫بعيدة عن االقطاع الى سنة ‪1066‬م بدخول وليم الفاتح(‪ William the Conqueror)28‬الذي طبق فييا قانون‬
‫االقطاع ‪ .‬ومن الجدير بالذكر فقد مثل القرن الحادي عشر الفترة الذىبية لمنظام االقطاعي والذي بسط فيو‬
‫(‪)29‬‬
‫‪.‬‬ ‫سيطرتو واجبر الناس عمى تقبل انظمتو وذلك بتنفيذ اوامر السادة‬
‫ومن الناحية السياسية واالقتصادية واالجتماعية ‪ ،‬كان النظام اإلقطاعي وسيمو لجعل اإلدارة واالتصاالت‬
‫أسيل والسيما لموصول إلى ابعد المناطق األقل سكاناً أو البعيدة عن المركز‪ .‬وعمى ىذا االساس تبمور نظريتين‬
‫‪:‬‬
‫‪ ) 1‬األول ىو ما يمكن ان نسميو نظرية العقد التي يحتفظ بيا المحاميين واالقتصاديين في العصور الوسطى‪،‬‬
‫وتؤكد ىذه النظرية عمى وجود عقدا بين الموردات والعمال الذين دخموا في العقد من اجل تحقيق اقوى الروابط‬
‫االجتماعية في العصور الوسطى من خالل ربط الحياة وتقسيم العقارات الزراعية بين المالك والمستأجر ‪.‬‬
‫‪ )2‬ويمكن وصف النظرية الثانية بأنيا نظرية اإلكراه الذي يري في اإلقطاع مظاىر واسعة من العبودية عمى‬
‫جزء من السيادة عمى العمال الزراعيين ‪ .‬والمفتاح ليذه النظرية ىو ان ىذه العبودية كانت مبنيو عمى القضاء‬
‫عمى حركة العمل ومعيا إلغاء سوق العمل ‪.‬‬
‫وبالتالي كانت حركة اليد العاممة نتيجة لذلك من خالل ‪.‬‬
‫ا‪ .‬مسارات كبيرة من األراضي المتاحة لموردات والمراتب العميا من المجتمع‪.‬‬
‫ب‪ .‬ندره العمالة بسبب انخفاض عدد السكان ‪.‬‬
‫ج‪ .‬القوه السياسية والعسكرية في ايدي أسياد األرض لمقيام بكل ما يريدون‪.‬‬
‫في الواقع ان النظريتين ال تختمف عن بعضيما البعض‪ ،‬ألنيما يتفقان عمى شعور معين من االستعباد من‬
‫جية والمساعدة المتبادلة من جية اخرى ‪ .‬والحقيقة ىي ان البنية العقارية تختمف من مكان إلى أخر ومن حقبة‬
‫إلى أخرى‪ .‬ومن ثم التوصل إلى اتفاق بين االثنين سيكون من الصعب جدا(‪.)30‬‬

‫ثالثا ‪ :‬مكونات االقطاع ‪:‬‬


‫‪ -1‬التبعية‬

‫‪7‬‬
‫‪Journal of Historical and Cultural Studies, Vol.11, No.(2/ 44) (2020): 1-17‬‬

‫تعد التبعية المكون االول والرئيس في المؤسسة االقطاعية وتستند بعالقتيا بين سيد ومسود يتعيد فييا‬
‫االخير الدفاع عسكرياً عن االول مقابل حمايتو من غوائل الدىر‪ ،‬فالتبعية في بداياتيا ترمز الى الناحية العسكرية‬
‫‪ ،‬واصوليا تاريخياً يشير اليو بعض المؤرخين الى اصل جرماني وينسبيا اخرون الى مؤسسة رومانية يشار ليا‬
‫بالحماية (‪ .)31‬وفي حقيقة االمر فقد ارتكز النظام االقطاعي عمى مجموعة تنظيمات فرعية وقواعد رئيسة كان‬
‫الوالء ىو العنصر الميم في ىذه المؤسسة(‪.)32‬‬
‫تعتمد مؤسسة التبعية في االقطاع المتكامل عمى واجبين اساسيين ىما الوالء واالخالص ‪ ،‬فألجل ان يكون‬
‫الشخص تابعاً عميو المثول بين يدي سيده مؤدياً لو واجبي الوالء واالخالص وتجرى مراسيم التدشين حسب‬
‫الطريقة التالية ‪ :‬يظير التابع حاسر الرأس مجردا من سيفو راكعا بثني ركبتو امام سيده ثم يضع يديو بين يدي‬
‫سيده معترفاً بصوت مسموع ‪ .‬انو اصبح من االن فصاعدا تابعا قاطعاً عمى نفسو كافة العيود التي تربط التابع‬
‫بسيده وان يعادي من عاداه ويوالي من وااله من االحياء كانوا او االموات ‪ .‬وبعد ان يتفوه السيد بكممات ترحيبية‬
‫يعمن موافقتو عمى ما قدمو التابع من طاعة عمى رؤوس االشياد فيأخذ بيده منيضاً اياه وطابعا عمى جبينو قبمة‬
‫كمركز لموالء المتبادل كما ىي العادة آنذاك ‪ .‬ثم يقوم التابع بتأدية القسم عمى الكتاب المقدس او عمى اية‬
‫(‪)33‬‬
‫‪ .‬وينص القسم عمى االتي ‪ " :‬انني ادخل في تبعيتك وعهدك‪ ،‬وصرت رجمك بالقول‬ ‫مخمفات او شارات دينية‬
‫واالشارة ( اي بحمف اليمين ‪ ،‬ووضع اليدين بين يدي السيد ) ‪ ،‬واني ألقسم واعد بان احافظ عمى العهد‬
‫والوالء لك ‪ ،‬ازاء كل االخرين ‪ ،‬وان ابذل كل ما بوسعي من قوة لمذود عن حقوقك " (‪.)34‬‬
‫عدت تمك الطقوس في حينيا من االعراف السائدة في مؤسسة االقطاع والتي تمييا عممية التقميد وتسمى‬
‫االرض المقتطعة اقطاعاً بعد ان يؤدي التابع فروض الوالء والطاعة ويقر بما عميو من التزامات (‪ .)35‬ويعد‬
‫الوالء العسكري في مقدمة الميام التي عمى التابع تطبيقيا وتنقسم الى مشاركة في حروب السيد االقطاعي او‬
‫حراسة قمعتو فضالً عن االستشارات التي كانت جزءاً من طقوس االقطاع العسكري فال بد من االتباع مشورة‬
‫كبير االقطاعيين واخذ رأيو في المسائل العسكرية (‪ .)36‬وىكذا كان قداسة القسم ىي اساس كل ىذه االنظمة‬
‫االقطاعية وجعمت من المؤسسة االقطاعية تظم نظما اخالقية اسست عمييا اسس المجتمع االوربي وحددت بيا‬
‫قواعد وقوانين كل المناطق في اوربا خالل العصور الوسطى (‪.)37‬‬
‫ساىمت الكنيسة في ترسيخ تمك العممية واخذت بالتدخل في كافة الشؤون الحياتية حتى تحولت الى‬
‫مؤسسة اقطاعية بصبغة دينية سيما دورىا اثناء الحروب التي اندلعت بين زعماء االقطاع ‪ .‬يضاف الى ذلك‬
‫صبغ المجتمع االقطاعي بنظام االكتفاء الذاتي او الوحدة االقتصادية المتكاممة (‪ .)38‬كما ادى التطور الحاصل‬
‫في مؤسسة االقطاع في القرن الحادي عشر الى ربط عناصر كل مممكة من ممالك اوربا الغربية ذلك ان المموك‬

‫‪8‬‬
‫‪Journal of Historical and Cultural Studies, Vol.11, No.(2/ 44) (2020): 1-17‬‬

‫اخذوا يفرضون حقوقيم االقطاعية تدريجياً بين تابعييم وتمسكوا بيا مما زاد من سطوتيم وقدراتيم وبالتالي ظير‬
‫ما يعرف بالممكيات االقطاعية (‪.)39‬‬
‫‪ -2‬الضيعة‬
‫تستند الضيعة عمى االرض الزراعية المقطعة وعمى كافة حقوق االستثمار االقتصادي سواء اكانت االرض‬
‫المقطعة متألفة من ضيعة واحدة او عدة ضياع ويتم االستثمار بتعيدات عرفية تعاقدية بين سيد وتابعو ‪،‬ويعتقد‬
‫(‪)40‬‬
‫‪.‬‬ ‫ان اصول ىذه المؤسسة يعود الى نوع من االستثمار كان يستعمل لدى الرومان‬
‫كانت تمك االراضي المقتطعة بموجب ذلك النوع االخير من التممك اما ان تكون من مموك وىبوىا التباعيم‬
‫او انيا كانت في االصل لمزارع صغير تنازل عن ممكيتيا خوفا من عاديات الدىر لمؤسسة دينية او لنبيل قوي‬
‫مقابل حمايتو والسماح لو باالنتفاع من استثمار سطحيا مدى الحياة مؤديا الى الجية الحامية ما تنص عميو‬
‫شروط االتفاق ويجوز لمجية المتنازل الييا ان تتصرف باألرض عند موت المستثمر فتحرم الوراثة اال ان العادة‬
‫قد جرت بإبقاء االرض في اسرة المستثمر بحسب شروط االتفاق االول عمى االغمب (‪.)41‬‬
‫‪-3‬العبيد ‪:‬‬
‫تعد من اىم اركان ىذه المؤسسة لما كان يقع عمييم من اعمال في منزل وارض السيد ‪ ،‬وكذلك لممتاجرة‬
‫بيم وفي ىذا الموضع كان لمكنيسة وقفة فقد اصدرت العديد من القوانين منعت بموجبيا المتاجرة بالعبيد‬
‫المسيحي لممسممين لكن في مقابل ذلك فقد شجعت عمى جمب ىذه الفئة من المسممين لخدمتيم ومن الجدير‬
‫بالذكر امتالك الكنيسة االقطاعية بمجموعة من العبيد من مختمف الديانات وقد ميزت بين اولئك العبيد حسب‬
‫(‪)42‬‬
‫‪.‬‬ ‫دياناتيم‬
‫عاش العبد داخل المجتمع االقطاعي بحالة مزرية جداً وخير مثال عمى ذلك مسألة الزواج التي ال يمكن‬
‫(‪)43‬‬
‫‪ .‬اما‬ ‫ان تمرر اال بعد موافقة السيد االقطاعي مع حرمانو من لقب عائمي واالكتفاء بالتبعية لمسيد االعمى‬
‫الفئة الثانية فتتمثل بالعنصر الحر وىم ممن يمتمكون اراضي ويتمتعون بامتيازات تحررىم من قيود العبيد (‪،)44‬‬
‫ويعد القن اىم فئة في مؤسسة االقطاع فيو يمثل القاعدة ليرم النظام وىذه الفئة في حقيقتيا رجال احرار اجبرتيم‬
‫(‪)45‬‬
‫بناء عمى امرين االول‪ :‬تنازل عن احد‬
‫‪ .‬وكان ذلك التنازل ً‬ ‫االحوال لمتنازل عن حريتو ضماناً لسالمتو‬
‫الواجبات تجاه خدمتو في العسكر فدخل في غضب السيد االقطاعي ‪ ،‬والثاني‪ :‬ضيق مالي دعاه لبيع نفسو‬
‫(‪)46‬‬
‫‪ .‬ومن الجدير ذكره ىو التداخل الكبير الذي حصل بين فئتي العبيد وىذه الفئة‬ ‫الحد السادة االقطاعيين‬
‫لتنصير مكونة طبقة واحدة داخل مجتمع االقطاع (‪.)47‬‬

‫‪9‬‬
‫‪Journal of Historical and Cultural Studies, Vol.11, No.(2/ 44) (2020): 1-17‬‬

‫لم تكن تمك الفئات وحدىا ىي اركان مؤسسة االقطاع بل ىناك اخرى وىي القرية التي تمثل العالم‬
‫المصغر لمعالم الصغير الذي يحكمو االمير الذي يتمتع بسمطات شبو مطمقة ‪ ،‬وقد توفرت داخل القرية كل‬
‫مستمزمات الحياة من قصر لمسيد واسوار محاطة بيا فضالً عن دور العبيد واالقنان (‪.)48‬‬
‫يتكون غالبية المجتمع االقطاعي من الفالحين الذين ىم عماد ذلك المجتمع‪ ،‬فمنيم استمد الباباوات ورجال‬
‫الدين والمموك ونبالء وسادة ذلك المجتمع حاجياتيم من مأكل ومشرب وممبس وكان ىناك ترابط قوي بين‬
‫الفالحين ذلك ان اصالح االراضي وزراعتيا يتطمب ذلك الترابط والتعاون المستمر ‪ ،‬كانت القرية في العصور‬
‫الوسطى عبارة عن بيوت الفالحين ودكاكين اصحاب الحرف التي تبيع لمجتمع تمك القرية حاجياتو ولوازمو (‪.)49‬‬
‫والكنيسة تتوسط منازل الفالحين كل ذلك في منطقة واحدة والتي تحيط بيا االراضي الزراعية والمناطق‬
‫المشاعة لرعي الماشية ثم الغابات والمروج ذات الحشائش الكثيفة وكانت كل تمك المناطق تحت سيطرة رجل‬
‫واحد ىو السيد االقطاعي ‪ ،‬اما الفالح فيعيش في بيت صغير سيء البناء بو ما يناسبو من االثاث البسيط الذي‬
‫يستعممو في حياتو وحولو قطعة ارض يزرع فييا ما يستعين بو عمى قوتو اليومي من خضار وبقول ويقوم بزرع‬
‫حصتو من االرض الزراعية في قطع مختمفة المساحة مبعثرة في ارجاء القرية وعند وفاة الفالح تقسم حصتو بين‬
‫ورثتو مما ي زيد من بعثرة تمك االرض وصعوبة اعمارىا واصالحيا ىذا ىو الركن االول من االركان التي قام‬
‫عمييا المجتمع االقطاعي االوربي (‪.)50‬‬
‫(‪)51‬‬
‫‪:‬‬ ‫من القضايا المتطرفة التي فرضت عمى العبد كانت مجموعة فروض وىي‬
‫‪ .1‬اجبار الفالحين عمى استعمال الفرن الذي يممكو السيد المالك مقابل مبمغ من المال متفق عميو‪.‬‬
‫‪ .2‬احتكار الماء وذلك من خالل بناء احواض مائية ‪.‬‬
‫‪ .3‬استعمال الطاحونة الخاص بالممك في طحن الغمة والمحاصيل ولم تكن االحتكارات تمثل حك اًر عمى الفالح‬
‫وانما كان يجب ان يحدث ذلك لكن مع تطور الطرق وزيادة في عدد السكان اصبح االحتكار ثقيالً عمى‬
‫الفالح ‪.‬‬
‫والتزم التابع بعدة اعتبارات حين أقسم يمن الوالء منيا (‪:)52‬‬
‫‪ -1‬تجنب األذى ‪ :‬ويقصد فيو أال يحدث التابع أي أذى في جسد سيده سواء عن طريق الطعن أو الجرح‪.‬‬
‫‪ -2‬األمان ‪ :‬ال يغدر التابع بسيده أو أن يخون ثقتو فيو أو أال يدافع عنو في الميدان بكل ما أوتي من قوة‪.‬‬
‫‪ -3‬الشرف ‪ :‬أال يطعن التابع سيده في عدلو أو في أي شيء يمس شرفو‪.‬‬
‫‪ -4‬المنفعة ‪ :‬أال يتسبب التابع في أي أذى لممتمكات سيده‪.‬‬
‫‪ -5‬العممية ‪ :‬أال يظير لسيده الشيء عمى أنو مستحيل في حال كونو ممكن‬
‫‪ -6‬الميونة ‪ :‬أال يستصعب التابع من أي عمل يستطيع سيده أن يقوم بو بسيولة ويسر ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪Journal of Historical and Cultural Studies, Vol.11, No.(2/ 44) (2020): 1-17‬‬

‫رابعا ‪ :‬طبقات المجتمع ‪:‬‬


‫فرضت التحوالت الجديدة عمى المجتمع االوربي حالة من االنقسام الطبقي كان وجودىا معمول فيو لكن‬
‫زاد وترسخ مع تطبيق االقطاع وتميز باختالف وبعد كل طبقة عن االخرى بصورة متباينة وواضحة اذ شكل‬
‫ثالث طبقات ‪ :‬االولى وىي الطبقة العميا في المجتمع النبالء والفرسان والمحاربين ‪ ،‬ثم تأتي تحتيا الطبقة‬
‫الوسطى وىم طبقة رجال الدين الذين مثموا الطبقة الوسطى ‪ ،‬اما االخيرة وسواد المجتمع ىي الفالحين (‪.)53‬‬
‫وكان واجب رج ال الكنيسة ىو القيام بعبادة الرب واداء الطقوس الدينية وتقديم االسرار المقدسة لممؤمنين وكان‬
‫واجب النبالء ان يسيطروا ويحكموا ويحافظوا عمى السمم واالمن داخل اقاليميم ويصدوا عنيا اي ىجوم‬
‫خارجي(‪.)54‬‬
‫ومن اجل فيم تمك االوضاع التي غيرت الكثير من عادات وتقاليد المجتمعات االوربية وتأثير ذلك عمى‬
‫الحالة السياسية وبنية النظام االقطاعي ‪ ،‬البد من فيم الحياة االجتماعية داخميا اذ تمتاز االقطاعية من الوجية‬
‫االجتماعية بالشكل الذي تممك فيو االرض ومن الوجية السياسية بوجود تسمسل في السمطات تعمل مستقمة‬
‫ماعدا االلتزام الذي من شأنو تأدية واجبات شخصية والمفيوم االقطاعي من الناحية االجتماعية والناحية‬
‫(‪)55‬‬
‫‪.‬‬ ‫السياسية يخالف الماضي والحاضر اي النظام القديم والنظام الحديث‬
‫تعد طبقة النبالء والفرسان في اعمى السمم االجتماعي وتتألف من السادة واالتباع فالسيد الذي حاز عمى‬
‫اقطاعاً من االرض يكون تابعاً لمالك كبير وىذا المالك الكبير يكون تابعا لمالك اكبر ربما يكون كونتا وقد يكون‬
‫تابعا لمالك اكبر الممك في الدولة (‪ .)56‬وعمى ىذا االساس تقاس طبقة النبالء والفرسان بيرم يقف الممك في‬
‫اعاله قمتو ‪ ،‬في حين يقف الفارس المحارب في قاعدتو وبين القمة والقاعدة تتابع سمسمة من السادة واالتباع ‪،‬‬
‫ومن الجدير ذكره ارتفاع قيمة ىذه الطبقة في ظل النظام االقطاعي وذلك لمميام الممقاة عمى عاتق تمك الطبقة‬
‫وىي الدفاع والعمل عمى توفير الحماية ألبناء المجتمع (‪.)57‬‬
‫وما دونو من‬ ‫شكل الطبقة الوسطى داخل مؤسسة االقطاع رجال الدين وقد تربع البابا في اعمى قمتو‬
‫الرتب الدينية المختمفة ‪ ،‬الكرادلة ورؤساء االساقفة والقسيسين والرىبان‪ ،‬وقد استقمت ىذه الطبقة بصفة عامة‬
‫وكانت تدار من قبل الكنيسة من دون تدخل لمسمطة الدنيوية (‪ .)58‬ومن الجدير ذكره فقد استعمل رجال الدين‬
‫وعمى رأسيم الباباوات سالحين روحيين االول توجيو عقوبة الحرمان والثانية الحرمان االجتماعي اذ بموجبيا‬
‫يحرم عميو دخول الكنيسة وما يترتب عمى ذلك من نتائج يتحمميا صاحب العقوبة (‪.)59‬‬

‫‪11‬‬
‫‪Journal of Historical and Cultural Studies, Vol.11, No.(2/ 44) (2020): 1-17‬‬

‫كان لترسيخ االقطاع وتفشيو في المجتمع اثره في انقسام ىذه الطبقة الى مجموعتين اساسيتين ‪ :‬االولى‬
‫تضم رجال الدين الدنيويين وىؤالء يتخذون من القرى والمدن مكان لعيشيم ويؤدون ما مكمفين بو من واجبات‬
‫(‪)60‬‬
‫‪ .‬اما المجموعة الثانية فتضم‬ ‫دينية ويأتي عمى رأس ىذه المجموعة البابا ثم الكرادلة ثم االساقفة ثم القس‬
‫رجال الدين النظاميين الدريين والرىبان الذين يتتبعون نظاما معينا في الصالة والعمل ويعيشون في االديرة ‪.‬‬
‫وتميزت طبقة رجال الدين كذلك بميزة ىامة لم يحصل عمييا الطبقات االجتماعية االخرى (‪.)61‬‬
‫يقع في اسفل الطبقات وفق النظام االقطاعي طبقة العاممين وىي القاعدة التي قام عمييا ىرم المجتمع‬
‫االقطاعي ‪ ،‬كما كانت مصدر الرزق االساسي لذلك المجتمع وىي الطبقة التي اشتممت عمى ىيئتين مختمفتين‬
‫من الرجال االحرار من غير االشراف والذين مارسوا التجارة واحترفوا الصناعة في المدن ‪ ،‬ولما كان المجتمع‬
‫االقطاعي يقوم اساساً عمى االرض فأن افراد ىذه الفئة لم تكن حسنة وعمى الرغم من تمتعيم بالحرية اال انيم‬
‫(‪)62‬‬
‫‪.‬‬ ‫استمروا ضمن اخر طبقة اجتماعية في ظل النظام االقطاعي‬
‫تشكمت ىذه الطبقة بفعل التغيرات التي جرت عمى المجتمع اذ قادت الظروف الكثير من المالك الصغار‬
‫االح ارر الى التنازل عن ممتمكاتيم لمسادة االقوياء من طبقة الفرسان واخذت احواليم تتدىور تدريجياً وذلك‬
‫الرتباطيم باألرض وتفرغيم لفالحييا مقابل تمتعيم بالحماية وعرفت ىذه الجماعات برقيق االرض واالقنان‬
‫والذين شكموا ادنى الطبقات في السمم االقطاعي لكن من دون ان ينزلوا الى مرتبة العبيد (‪.)63‬‬
‫اصبح نظام القنانة ىو القاعدة االساسية التي ارتكز عمييا سمم النظام االقطاعي خالل العصور الوسطى‬
‫ذلك ان تكوين المجتمع في تمك العصور جاء اساس انو لكل فرد واجب وىو اداء نوعاً من العمل وان كل فرد‬
‫ترتبط حيازتو بنوع معين من الخدمة ايضا (‪ .)64‬وقد تمتع القن بحق واحد في ذلك النظام مقابل ما كان يقدمو‬
‫من واجبات وذلك الحق ان السيد ال يمكنو ان يقتمو ‪ ،‬وفي الوقت ذاتو التزم بمجموعة التزامات وىي ‪ :‬دفع‬
‫ضريبة سنوية لسيده رم اًز لخضوعو لو وذلك وفق ما تقرر من ارضو ونتائجيا ‪ ،‬كما ان سمطات السيد االقطاعي‬
‫في سمم المجتمع االقطاعي قد امتدت لتشمل كذلك الحياة الشخصية لمقن في الزواج اذا ان ال يسمح لو بالزواج‬
‫اال بموافقة السيد ودفع مبمغ معين مقابل ذلك ‪ .‬وبذلك ورغم كل التنظيمات وااللتزامات التي نص عمييا النظام‬
‫االقطاعي عمى المجتمع االوربي بمختمف طبقاتو اال انو عاش في ظميا من دون ان يتضرر من اعبائيا وذلك‬
‫من اجل توفير اسباب الطمأنينة لألفراد (‪.)65‬‬
‫وىكذا قام اسوأ اشكال االدارة الحكومية اذ يقوم عمييا مجموعة موظفين الذين يتوارثون وظائفيم وىؤالء‬
‫الموظفون من العسير جدا ايقافيم عن حد او تنحيتيم عن وظائفيم ‪ ،‬وال يسألون عن االموال التي يجمعونيا‬
‫تحت مسمى الغرامات او المستحقات ويندر ان يوجد بينيم المتعمم الذي يالحظ ان االمانة ىي خير الطرق حتى‬
‫لمصمحتو الخاصة (‪.)66‬‬

‫‪12‬‬
‫‪Journal of Historical and Cultural Studies, Vol.11, No.(2/ 44) (2020): 1-17‬‬

‫وحيث اننا بصدد الحديث عن تمك الطبقة الثالثة ( الميانة والمرىقة ) فواجب عمينا ان ندرس العالقة‬
‫وااللتزامات والواجبات الممقاة ع مى عاتق تمك الطبقة تجاه اسيادىم ‪ ،‬وكانت ترتكز عمى ثالثة مواضيع تتمثل في‬
‫الخدمات والمكوس ( الضرائب واالحتكارات ) وفي مقدمة تمك الواجبات ‪ :‬الخدمات وفييا يتم تسخير االقنان في‬
‫فالحة مزرعة سيدىم االقطاعي فيقومون بحرثيا وتسويتيا واتماميا بالكامل ‪ .‬ويوجد نوع اخر من السخرة ىو‬
‫السخرة الفصمية او الموسمية وىي الدور الذي يقوم بو الفالح بخدمتو ألرض سيده االقطاعي في مواسم جمع‬
‫المحصول وحصاده ‪ .‬ومن انواع الخدمات االخرى االجور وىي تتضمن جميع الحقوق التي تتصل باألرض‬
‫وعمى الفالح ان يؤدييا ‪ ،‬فضالً عن الخدمة العسكرية (‪.)67‬‬
‫فضالً عن ذلك المكوس والضرائب وىي كثيرة ومتعددة التي فرضيا السيد االقطاعي عمى فالحيو واقنانو‬
‫ومنيا ضريبة العشر وتدفع من محصولو الزراعي وماشيتو ‪ ،‬وضريبة الجبن واالسماك مقابل السماح ليم بالصيد‬
‫‪ ،‬وضريبة الفحم والميراث ‪ ،‬مما جعل الفالح يتذمر لعدم استعداده لدفع ذلك الرسم والذي لم يحسب حسابو وقد‬
‫(‪)68‬‬
‫‪.‬‬ ‫ادى ذلك الى سخط الفالحين عمى سادتيم وثورتيم في اجزاء من أوربا‬
‫الخاتمة ‪:‬‬
‫توصمت الدراسة الى مجموعة من النتائج ‪:‬‬
‫‪ -1‬لم يعرف المجتمع االوربي معنى االنسانية طوال فترة العصور الوسطى فقد سادىا التطرف والغمو في كل‬
‫تصرفات الحكام سواء الكبار منيم او الصغار ‪.‬‬
‫‪ -2‬مثمت المؤسسة االقطاعية المثال الحي والفعال لمعنى التطرف االجتماعي ونسقتو وفق نظام حكم فرض‬
‫نفسو عمى الواقع االوربي ‪.‬‬
‫‪ -3‬لم يصنف جميع البشر ابان فترة حكم االقطاع باإلنسان اذ عد الكثير منيم بصفة دونية بعيدة عن كل‬
‫المعايير االخالقية ‪.‬‬
‫‪ -4‬من غير المعقول اغفال دور مؤسسة االقطاع في الحفاظ عمى حياة البشر لكن ىذا االمر ال يعني ان‬
‫االوضاع كانت تسير بصورة ايجابية ‪.‬‬
‫‪ -5‬مثل االقطاع ابشع صور التطرف والعبودية من خالل فرض سيطرة مطمقة عمى طبقات المجتمع االوربي‪،‬‬
‫والمقصود ىنا الطبقات الفقيرة في المجتمع ‪.‬‬
‫‪ -6‬كانت النظرة السائدة في المجتمع االوربي خالل العصور الوسطى مبنية عمى اسس ثابتة من خالل التبعية‬
‫المطمقة لمسيد االقطاعي او النبيل عمى افراد المجتمع االوربي االخرى ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪Journal of Historical and Cultural Studies, Vol.11, No.(2/ 44) (2020): 1-17‬‬

‫ال يختمف النظام االقطاعي من حيث المعنى او االسس التي قام عمييا في العالمين الغربي او العربي عن‬ ‫‪-7‬‬
‫بعضيما البعض‪ ،‬غير ان االختالف يكون في صور تطبيق ذلك النظام في العالمين‪ ،‬االمر الذي ولد‬
‫حالة من التطرف صعب تجازوىا او القضاء عمييا بسيولة ‪.‬‬
‫اليوامش ‪-:‬‬

‫)‪ ) 1‬مسعود يحيى االغا ‪ ،‬االقطاع االسالمي في العصر النبوي دراسة مقارنة مع كل من االقطاعين الجاىمي واالوروبي في‬
‫العصور الوسطى ‪ ،‬الجمعية التاريخية السعودية ‪ ،‬الرياض ‪،1988 ،‬ص ‪.37‬‬
‫)‪ )2‬نعيم فرح‪ ،‬الحضارة االوروبية في العصور الوسطى‪ ،‬ط‪ ،2‬منشورات جامعة دمشق‪ ،‬دمشق‪ ،1999 ،‬ص‪.17‬‬
‫)‪ )3‬الثورة الفرنسية ‪ :‬اندلعت الثورة الفرنسية في ‪ 14‬تموز ‪ ،1789‬اذ شكمت مجموعة من العوامل اسباب حقيقية الندالعيا‪ ،‬وفي‬
‫مقدمة تمك العوامل ىو العامل االقتصادي المتمثل باألزمة المالية‪ ،‬إذ كانت الخزينة الفرنسية تعاني من العجز المستمر بسبب‬
‫الحروب وبذخ البالط وعدم دفع الضرائب من النبالء ورجال الدين وكذلك حدوث أزمة القمح في عام ‪ ،1788‬مما أدى إلى ارتفاع‬
‫أسعار الخبز والسمع األخرى عام ‪ ،1789‬أما العامل الثاني فكان العامل االجتماعي إذ ينقسم المجتمع الفرنسي إلى ثالث طبقات‪:‬‬
‫طبقة النبالء التي يقدر عددىا بنحو (‪ )350‬ألف نسمة‪ ،‬وطبقة رجال الدين (األكميروس) التي يقدر عددىا بنحو (‪ )120‬ألف‬
‫نسمة‪ ،‬والطبقة العامة التي تمثل أكثرية الشعب الفرنسي‪ ،‬يقدر عددىا بنحو (‪ )24‬مميون نسمة‪ ،‬وكانت طبقة النبالء وطبقة رجال‬
‫الدين تتمتع بامتيازات كبيرة في حين إن الطبقة العامة تعاني من الفقر والظمم واإلجحاف‪ ،‬أما العامل الثالث فكان العامل السياسي‬
‫المتمثل بنظام الحكم المطمق لممموك الفرنسيين المستند إلى نظرية الحق اإلليي‪ ،‬أي‪ :‬إن الممك يستمد سمطانو من اهلل وال يمكن‬
‫ألي أحد محاسبتو‪ ،‬وطبق ذلك النظام منذ عيد الممك لويس الرابع عشر (‪ )1715-1661‬وصوالً إلى عيد لويس السادس عشر‪،‬‬
‫أما العامل األخير فكان العامل الفكري المتمثل بظيور العديد من المفكرين أمثال مونتسكيو (‪ ،)1775-1689‬وفولتير (‪-1694‬‬
‫‪ ،)1778‬وجان جاك روسو (‪ ،)1778-1712‬الذين أثاروا الجماىير عمى النظام السائد في فرنسا ونظام الحكم الممكي المطمق‬
‫بفضل كتاباتيم‪ ،‬كل ىذه العوامل مجتمعة أدت إلى اندالع الثورة‪ .‬لممزيد من التفاصيل ينظر‪ :‬أشواق سالم إبراىيم الدوري‪ ،‬الجمعية‬
‫ص‪ 34-7‬؛‬ ‫التأسيسية الفرنسية ‪ ،1791-1789‬رسالة ماجستير (غير منشورة)‪ ،‬جامعة سامراء‪ ،‬كمية التربية‪،2013 ،‬‬
‫‪Eward J. Lowell, Eve of the French Revolution, New York, 1‬‬
‫‪‎ 936, PP. 25-51 ; Charles Gomel, les‬‬
‫‪. .causes financières de la Révolution Française, ‎Paris, 1893, PP. 572-634‎‬‬
‫)‪ )4‬محمود سعيد عمران ‪ ،‬حضارة اوروبا في العصور الوسطى ‪ ،‬دار النيضة ‪ ،‬بيروت ‪،1991 ،‬ص‪. 64‬‬
‫)‪ )5‬كولتون ‪ ،‬ج‪.‬ج ‪ ،‬عالم العصور الوسطى في النظم والحضارة ‪ ،‬ترجمة ‪ :‬جوزيف نسيم يوسف ‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة ‪،‬‬
‫القاىرة ‪ ،1983 ،‬ص‪. 54‬‬
‫)‪ )6‬السيد الباز العريني ‪ ،‬الحضارة ونظم اوروبا في العصور الوسطى ‪ ،‬دار النيضة العربية ‪ ،‬بيروت ‪ ،1968 ،‬ص‪. 30‬‬
‫)‪ )7‬محمد عصفور سممان ‪ ،‬الوجيز في تاريخ اوربا الوسيط ‪1453-476‬م ‪ ،‬المطبعة المركزية جامعة ديالى ‪ ،‬ديالى ‪،2012 ،‬‬
‫ص ‪.129‬‬
‫)‪ (8‬عادل خميفة ‪ ،‬الفكر السياسي في العصور القديمة والوسطى ‪ ،‬دار المنيل المبناني ‪ ،‬بيروت ‪،2001 ،‬ج‪ ،1‬ص‪.199‬‬
‫‪(9) Jason W. Moore, The Crisis of Feudalism An Environmental History, University of California,‬‬
‫‪Berkeley, September 2002, PP. 2-3 .‬‬
‫‪(10) George N. Njenga, The Feudal System in Medieval Europe (th‐14th Century A.D. 17),‬‬
‫‪Barcelona, 1986، P. 1 .‬‬
‫)‪ (11‬نعيم فرح ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪.17‬‬

‫‪14‬‬
‫‪Journal of Historical and Cultural Studies, Vol.11, No.(2/ 44) (2020): 1-17‬‬

‫)‪ (12‬كولتون ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.60‬‬


‫)‪ (13‬محمد عصفور سممان ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 130‬‬
‫)‪ )14‬قبائل الفايكنج ‪ :‬يقصد بيم العناصر الشمالية التي سكنت شبو جزيرة الدانمارك‪ ،‬والتي شكمت خط ار كبي ار عمى اوروبا في‬
‫القرن التاسع الميالدي بسبب غاراتيا المتواصمة عمييا‪ ،‬والفايكنج ‪ Vikings‬بمعنى سكان الخمجان وىي الظاىرة الطبيعية التي تمتاز‬
‫بيا شواطئ الجيات الشمالية الغربية من اوروبا‪ ،‬يرجعون من الناحية الجنسية الى االصل التيتوني او الجرماني‪ ،‬اال انيم ظموا‬
‫برابرة خالصين محافظين عمى اوضاعيم التيتونية البدائية ‪ .‬لممزيد من التفاصيل ينظر‪ :‬سعيد عبد الفتاح عاشور‪ ،‬تاريخ اوروبا في‬
‫العصور الوسطى‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،1976 ،‬ص ‪.174‬‬
‫)‪ (15‬كوبالند ‪ ،‬االقطاع والعصور الوسطى بغرب اوروبا ‪ ،‬ترجمة ‪ :‬محمد مصطفى زيادة ‪ ،‬مكتبة النيضة المصرية ‪ ،‬القاىرة ‪،‬‬
‫‪،1977‬ص‪. 234‬‬
‫)‪ (16‬السيد الباز العريني ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪. 40‬‬
‫)‪ )17‬شارلمان‪ 814 - 742( :‬م)‪ ،‬إمبراطور الدولة الكارولنجية‪ ،‬اتصف بضخامة الجسم والطول الفارع‪ ،‬كان مولعاً بالسباحة‪ ،‬حكم‬
‫لممدة ما بين (‪814-769‬م) حدثت خالفات بين شارلمان وأخيو كارلومان‪ ،‬تميز عيده بالمزج ما بين التراث الروماني القديم‬
‫وحضارة الجرمان‪ ،‬بذل جيوداً ثقافية وتعميمية واسعة‪ ،‬كما عمل عمى إحياء الدراسات الدينية واألدبية والفمسفية والتاريخية‪ ،‬شيدت‬
‫دولتو تطو اًر اقتصادياً ممحوظاً‪ ،‬وقد تمكن في عام ‪774‬م من دخول روما‪ ،‬كما خاض حروباً واسعة مع السكسون واالفار والسالف‬
‫والدانيين واالنكميز وبافاريا واألندلسيين‪ ،‬وقبل وفاتو بعاميين وزع أمالكو وأموالو الخاصة بين ولده وحفيده وخصص جزءا لمكنائس‪.‬‬
‫لممزيد من التفاصيل انظر‪ :‬محمود عبد الواحد محمود حبيب القيسي‪ ،‬العالقات الخارجية لمدولة الكاورلنجية في عيد شارلمان‬
‫(‪ 814-768‬م)‪ ،‬أطروحة دكتوراه (غير منشورة)‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬كمية اآلداب‪ ،2003 ،‬ص‪.198-51‬‬
‫)‪ (18‬موريس كين ‪ ،‬حضارة اوروبا بالعصور الوسطى ‪ ،‬ترجمة ‪ :‬قاسم عبدة قاسم ‪ ،‬مكتب العين ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬ص ‪. 60‬‬
‫)‪ (19‬يوسف جوزيف نسيم ‪ ،‬تاريخ العصور الوسطى االوروبية وحضارتيا ‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة ن االسكندرية ‪،‬‬
‫‪،1984‬ص‪. 203‬‬
‫)‪ (20‬سعيد عبدالفتاح عاشور ‪ ،‬حضارة ونظم اوروبا في العصور الوسطى ‪ ،‬دار النيضة ‪ ،‬بيروت ‪ ،1990 ،‬ص‪.382‬‬
‫)‪ (21‬يوسف جوزيف نسيم ‪ ،‬المصدر السابق ن ص‪.290‬‬
‫)‪ (22‬سيدني بانتر ‪ ،‬اوروبا الغربية عشية الحروب الصميبية ‪ ،‬ترجمة‪ :‬سعيد عبد المحسن ‪ ،‬منشورات بيت المقدس ‪ ،‬رام اهلل‬
‫‪،2004،‬ج‪ ،1‬ص‪.26‬‬
‫‪(23) George N .Njenga, OP. Cit. ، P. 1 .‬‬
‫)‪ (24‬ىنري بيرين ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪89‬؛ كوبالند ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫)‪ (25‬كانتور نورمان ‪ ،‬العصور الوسطى الباكرة ‪ ،‬ترجمة ‪ :‬قاسم عبده قاسم ‪ ،‬عين لمدراسات والبحوث االنسانية واالجتماعية ‪،‬‬
‫القاىرة ‪،1993 ،‬ص ‪.240‬‬
‫)‪ (26‬ىربرت فيشر ‪ ،‬تاريخ اوروبا العصور الوسطى ‪ ،‬ترجمة ‪ :‬محمد زيادة والسيد الباز العريني ‪ ،‬ط‪ ،6‬دار المعرفة ‪ ،‬القاىرة ‪،‬‬
‫‪ ،1950‬ص‪.260‬‬
‫)‪ (27‬عبير بركاني ‪ ،‬نظم اوروبا في العصور الوسطى النظام االقطاعي ‪ ،‬د‪ .‬ن‪ ،‬الجزائر ‪ ،2017 ،‬ص ‪. 36‬‬
‫)‪ )28‬وليم الفاتح‪ ،)1087 -1066( :‬ممك انكمت ار ودوق نورمندي (‪ ،)1087 – 1035‬ولد عام ‪ ،1028‬كان ابناً غير شرعي‬
‫لروبرت العظيم ‪ ،‬وبسبب عدم وجود وريث شرعي لمممك ادوارد المعترف الذي توفى عام ‪ ،1066‬دخل وليم انكمت ار عام ‪1066‬‬
‫وتوج نفسو ممكاً عمى انكمت ار ‪ ،‬ادخل العديد من اإلصالحات فييا‪ ،‬توفى عام ‪ .1087‬لممزيد من التفاصيل انظر‪ :‬مواىب عدنان‬

‫‪15‬‬
‫‪Journal of Historical and Cultural Studies, Vol.11, No.(2/ 44) (2020): 1-17‬‬

‫احمد‪ ،‬التطورات االقتصادية في انكمت ار ‪ ،1381 – 1315‬اطروحة دكتوراه (غير منشورة)‪ ،‬كمية التربية لمعموم االنسانية‪ ،‬قسم‬
‫التاريخ‪ ،2016 ،‬ص ‪.17‬‬
‫)‪ (29‬عبدالقادر احمد اليوسف ‪ ،‬العصور الوسطى االوروبية ‪ ،‬دار اق أر ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ص ‪.119‬‬
‫‪(30) George N. Njenga, OP. Cit. ، PP. 3-4 .‬‬
‫)‪ (31‬محمد حمزة حسين و لبنى رياض عبد المجيد ‪ ،‬تاريخ اوربا في العصور الوسطى ‪ ،‬دار ابن االثير لمطباعة والنشر ‪،‬‬
‫الموصل ‪ ،2013 ،‬ص ‪.288-287‬‬
‫)‪ (32‬ىربرت فيشر ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.166‬‬
‫)‪ (33‬عبدالقادر احمد اليوسف ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.121‬‬
‫)‪ (34‬السيد الباز العريني ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.407‬‬
‫)‪ (35‬فير جرادوف ‪ ،‬النظام االقطاعي ‪ ،‬ترجمة ‪ :‬محمد زيادة ‪ ،‬دار المعرفة ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬ص ‪.67‬‬
‫)‪ (36‬السيد الباز العريني ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.30‬‬
‫)‪ (37‬عبير بركاني ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫)‪ (38‬موريس بيشوب ‪ ،‬تاريخ اوروبا في العصور الوسطى ‪ ،‬ترجمة ‪ :‬عمي السيد عمي ‪ ،‬المجمس االعمى لمثقافة‪ ،‬د‪ .‬م‪،2005 ،‬‬
‫ص‪.58‬‬
‫)‪ (39‬ىنري بيرين ‪ ،‬تاريخ اوروبا في العصور الوسطى الحياة االقتصادية واالجتماعية ‪ ،‬ترجمة ‪ :‬عطية قوطي‪ ،‬الييئة المصرية‬
‫العامة لمكتاب ‪ ،‬القاىرة ‪،1996 ،‬ص‪63‬؛ بيشوب موريس ‪ ،‬تاريخ اوروبا في العصور الوسطى ‪ ،‬ترجمة ‪ :‬عمي السيد عمي ‪،‬‬
‫المجمس االعمى لمثقافة‪ ،‬د‪ .‬م ‪،2005 ،‬ص‪.58‬‬
‫)‪ (40‬محمد حمزة حسين و لبنى رياض عبد المجيد ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.290‬‬
‫)‪ (41‬عبدالقادر احمد اليوسف ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.124-123‬‬
‫)‪ (42‬ىمستر ‪ ،‬اوروبا في العصور الوسطى ‪ ،‬ترجمة ‪ :‬محمد فتحي الشاعر ‪ ،‬مكتبة االنجمو المصرية ‪ ،‬القاىرة ‪،1988 ،‬‬
‫ص‪.250‬‬
‫)‪ (43‬موريس كين ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫)‪ (44‬سعيد عبد الفتاح عاشور ‪ ،‬النظم والحضارة ‪ ،‬ص ‪.410‬‬
‫)‪ (45‬سيدني بانتر ‪ ،‬المصدر السابق ‪.12 ،‬‬
‫)‪ (46‬كولتون ج ج ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪.80‬‬
‫)‪ (47‬عبير بركاني ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫)‪ (48‬المصدر نفسو ‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫)‪ (49‬مسعود يحيى االغا ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.218-217‬‬
‫)‪ (50‬المصدر نفسو ‪ ،‬ص‪.218‬‬
‫)‪ (51‬عبير بركاني ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪.26‬‬
‫)‪ (52‬نيفين ظافر حسيب الكردي‪ ،‬االوضاع الدينية والسياسية واالقتصادية واالجتماعية في الغرب االوروبي من القرن التاسع حتى‬
‫القرن الحادي عشر‪ ،‬رسالة ماجستير (غير منشورة)‪ ،‬كمية اآلداب‪ ،‬الجامعة االسالمية بغزة‪ ،2011 ،‬ص ‪.166 -165‬‬
‫)‪ (53‬السيد الباز العريني ‪ ،‬المصدر السابق ‪.132 ،‬‬
‫)‪ (54‬محمد عصفور سممان ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.132‬‬
‫)‪ (55‬نور الدين حاطوم‪ ،‬تاريخ العصر الوسيط في اوروبة ‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬دمشق ‪،1982 ،‬ج‪ ،1‬ص‪.349‬‬

‫‪16‬‬
‫‪Journal of Historical and Cultural Studies, Vol.11, No.(2/ 44) (2020): 1-17‬‬

‫)‪ (56‬نعيم فرح ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.53‬‬


‫)‪ (57‬عبير بركاني ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫)‪ (58‬سعيد عبدالفتاح عاشور ‪ ،‬النظم والحضارة ‪ ،‬ص ‪.427‬‬
‫)‪ (59‬موريس كين ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.98‬‬
‫)‪ (60‬السيد الباز العريني ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.64‬‬
‫)‪ (61‬عبير بركاني ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫)‪ (62‬المصدر نفسو ‪ ،‬ص ‪.37‬‬
‫)‪ (63‬المصدر نفسو ‪ ،‬ص ‪.37‬‬
‫)‪ (64‬موريس كين ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫)‪ (65‬عبير بركاني ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 38‬‬
‫)‪ (66‬ىـ ‪ .‬و ديفز ‪ ،‬اوربا في العصور الوسطى‪ ،‬ترجمة‪ :‬عبدالحميد حمدي محمود ‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬االسكندرية‪ ،1958 ،‬ص‪.93‬‬
‫)‪ (67‬مسعود يحيى االغا ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.227-226‬‬
‫)‪ (68‬المصدر نفسو‪ ،‬ص ‪.228-227‬‬

‫‪17‬‬

You might also like