Professional Documents
Culture Documents
JHC S: Journal of Historical and Cultural Studies
JHC S: Journal of Historical and Cultural Studies
Received: 3/010/2019 layer , the high layers and their flourishing life and how these
Accepted: 1/011/2019 slaves and nonexistent layers were dealt and Comprehended those
change at the end of middle centuries .
Available online: 00/00/2020 Results of the Study : The bad affairs in all European Continent
and the collapse of governmental institution led to an alternative central
government .
1- Those government represented by stable small governments which
formed the feudalism institution .
2- The system of institution lacks to the justice in distribution the
layers and in each sides of life.
3- The radicalism is the most proper characteristic of that institution .
It deals with the human according to its interest .
DOI:
*
Corresponding author: E-mail: Email: Harith_abd2016@tu.edu.iq ,Tell: 07701807379
1
Journal of Historical and Cultural Studies, Vol.11, No.(2/ 44) (2020): 1-17
الخطرف وارره في حياة الوجخوع االوربي ( دراست حاريخيت في هؤسست أ.م.د حارد عبذ الرحون
االقطاع ) الخكريخي1
مجلة الدراسات التاريخية والحضارية مجلة الدراسات التاريخية مجلة الدراسات التاريخية والحضارية مجلة الدراسات التاريخية
الخالصت: أ.م .د عوار شاكر هحوود
الذوري 2
موضوع الدراسة :درس بحث (التطرف واثره فً حٌاة المجتمع االوربً ( دراسة تارٌخٌة فً مؤسسة
االقطاع )) مرحلة مهمة من تارٌخ المجتمع االوربً وهو ٌرزح تحت قوانٌن مؤسسة االقطاع ،وركز بشكل جاهعت حكريج ـ كليت الخربيت
1
رئٌس على حٌاة الطبق ة الثالثة وهم العبٌد واالقنان وكٌف تعامل معهم من قبل الطبقتٌن االولى والثانٌة ( طبقتا للعلوم االنسانيت ـ قسن الخاريخ
رجال الدٌن واالرستقراطٌة) ،ومقدار االساءة التً تعرضوا لها . جاهعت حكريج ـ كليت اآلداب ـ
أهداف الدراسة :تهدف الدراسة الى مناقشة عدة فرضٌات تحاول اٌجاد الحلول المناسبة لها من خالل ثالث قسن الخاريخ2
نقاط اساسٌة :ناقشت النقطة االولى مفهوم االقطاع من حٌث التعرٌف وعوامل الظهور وسماته االساسٌة التً الكلواث الوفخاحيت:
عرف بها .اما المحور النقطة الثانٌة فركزت على المراحل التً خاضها ذلك النظام وماهً ابرز المرتكزات
التً قام علٌها كما وضحت االركان الرئٌسة التً ارسً من خاللها لٌتحول الى نظام حٌاة للمجتمع .اما النقطة -االقطاع
الثالثة فقد سلطت الضوء على حٌاة المجتمع االوربً ومدى استعمال التطرف كوسٌلة لتدعٌم ذلك النظام -الطبقاث
وتقسٌمه للمجتمع على اساس طبقً لم تراع فٌها اي مسوغات دٌنٌة او خلقٌة ولم تراع فٌها انسانٌة االنسان بل -لقن
عوملت المجتمعات على اساس ما تملك من ارض ومال وقوة عسكرٌة . -الضيعت
أسئلة الدراسة :تحاول الدراسة االجابة عن عدة تساؤالت منها: -النبالء
-1ما مدى امكانٌة استمرار مؤسسة االقطاع كنظام اجتماعً اوربً ؟
-2طرٌقة العٌش للفرد االوربً فً ظل مؤسسة ظالمة ومتطرفة ؟ -العبيذ
-3هل تتمكن القوى العلٌا فً المجتمع من تطبٌق كل اسالٌبها كٌفما تشاء وحٌث تشاء ؟
-4الفرق الشاسع والكبٌر بٌن حٌاة العبٌد ومن معهم من الطبقة المعدومة وبٌن الطبقتٌن العلٌتٌن وما هعلوهاث البحذ:
ٌتوفر لهما من مباهج الحٌاة المختلفة وكٌف تعاملت مع تلك االحداث ،وكٌف تقبلت عملٌة تواريخ البحث:
التحول فً نهاٌات القرون الوسطى . -االستالم0101/01/3
منهجية الدراسة :تعتمد الدراسة على المنهج التارٌخً الوصفً والتحلٌلً وفٌه ٌتم التركٌز على المعلومات
التارٌخٌة وتحلٌلها وفق معطٌات تارٌخٌة علمٌة تهدف الى توضٌح حٌاة المجتمع االوربً ومدى المأساة التً -القبول0101/00/0:
عاشها الفرد فً ظل مؤسسة متطرفة بكل قوانٌنها بصورة جعلت االفضلٌة لعدد محدود من البشر فً حٌن
استعبدت الطبقة العامة والسواد االعظم للمجتمع . -النشر المباشر:
حدود الدراسة :الحدود الزمانٌة تتعلق بالمدة التارٌخٌة التً حددت بها الدراسة وهً فترة نشوء االقطاع
وتطوره ومن ثم انهٌاره بصورة تدرٌجٌة مع ظهور الطبقة البرجوازٌة وبداٌات عصر النهضة ،أما الحدود
المكانٌة فهً الموقع الذي دارت به االحداث ومكان قٌام تلك المؤسسة فً عموم القارة االوربٌة سٌما فرنسا .
نتائج الدراسة :توصلت الدراسة الى نتائج مهمة منها:
.1ادت االوضاع المتراجعة فً عموم القارة االوربٌة مع انهٌار للمؤسسات الحكومٌة الى اٌجاد بدٌل
عن الحكومة المركزٌة فتمثل بظهور حكومات صغٌرة مستقلة شكلت فٌما بعد مؤسسة االقطاع .
.2لم ٌجعل القائمٌن على سدة القٌادة فً تلك المؤسسة اي معٌار للعدالة سواء فً توزٌع الطبقات
وانظمة القضاء ومفاصل الحٌاة المختلفة .
.3كانت السمة البارزة والواضحة فً تلك المؤسسة التطرف فً كل شًء فلم ٌكن االنسان فً فلسفتها
اال سلعة تباع وتشترى وقت الحاجة الٌها .
مصادر الدراسة :اعتمدت الدراسة على مصادر متنوعة كان فً مقدمتها كتاب عالم العصور الوسطى فً
النظم والحضارة للمؤلف كولتون فقد وضح فً هذا الكتاب نقاط اساسٌة ومهمة بٌنت مدى االجحاف الذي
عاشته المجتمعات االوربٌة فً ظل المؤسسة االقطاعٌة ،ومن ثم كتاب حضارة اوربا فً العصور الوسطى
للمؤلف محمود عمران سعٌد فقد اهتم فً توضٌح اركان المؤسسة وطرٌقة نشأتها ،ومن الكتب المهمة االخرى
االقطاع والعصور الوسطى بغرب اوروبا للمؤلف كوبالند اذ ٌعد هذا الكتاب فً مقدمة المصادر التارٌخٌة التً
عالجت االقطاع كمؤسسة ادارة بدٌلة عن الحكومة المركزٌة ،فضالً عن ذلك ٌأتً كتاب االقطاع االسالمً فً
العصر النبوي دراسة مقارنة مع كل من االقطاع الجاهلً واالوروبً فً العصور الوسطى للكاتب الدكتور
مسعود ٌحٌى االغا وٌعد هذا الكتاب وثٌقة نادرة عالجت تلك المؤسسة فً عالمٌن مختلفٌن موضحا ً فً الوقت
نفسه اوجه الشبه واالختالف بٌن العالم االسالمً واالوربً ومدى نجاح االقطاع فً كال الجانبٌن .
المقدمة:
شيدت القارة االوربية عبر مراحميا التاريخية محطات عدت في حينيا انعطافو تاريخية حاسمة غيرت
العديد من مفاىيم الحياة التي اعتادت عمييا لقرون من الزمن ،فبعد ان عاش االوربيين مرحمة االستقرار والتطور
ابان العصر الروماني تحول كل ذلك الى تخمف وجيل وتراجع في مختمف الميادين طوال القرون الوسطى لذلك
ظيرت مؤسسة االقطاع كبديل عن الحكم المركزي متصدية لكل مفاصل الحياة اليومية من سياسة واقتصاد
2
Journal of Historical and Cultural Studies, Vol.11, No.(2/ 44) (2020): 1-17
واجتماع ،ثم ما لبثت ان تحولت الى نظام حياة عاش خالليا الفرد االوربي خانعاً ضعيفاً ال يمتمك من امره
شيء .
بناء عمى ذلك كانت اوروبا تعيش حالة من التطرف والصراعات الداخمية في حين ان العالم في الجية ً
االخرى كان يعيش حالة من االبداع والتطور والرقي ،ونتيجة لذلك جاءت الحاجة الى دراسة وفيم حالة التطرف
التي عاشتيا اوروبا خالل مرحمة ما بين العصور الوسطى وما تالىا من مراحل اخرى عمى مدار تاريخيا
الماضي وقد وجدنا خير من يمثل ذلك الوجو السيء من التطرف ىو االقطاع الذي سيطرة عمى كل مرافق حياة
المجتمع االوروبي خالل الفترات الماضية وظل مترسخاً في اذىان المجتمع االوروبي لحقبة طويمة من التاريخ،
لتعيش اوروبا ما بعد الثورة الفرنسية حالة اخرى مغايره لما كانت تعيشو اثناء عصر االقطاع .
االمر الذي ولد تناقضات اجتماعية واقتصادية وسياسية عمى حد السواء ،فمن الناحية االجتماعية ظل
المواطن االوروبي يعيش حالة من النقص الزمتو لقرون طويمة ألنو يعيش تحت سيطرة السيد والنبيل ومن ناحية
اخرى ان ما فقده السيد والنبيل من امتيازات في ظل المؤسسة االقطاعية حاول الحصول عمييا من مجتمعات
اخرى مع ظيور االستعمار واالفكار التي رافقت الثورة الفرنسية .
ومن الناحية االقتصادية حاول المنتفعون من االقطاع تعويض خسائرىم االقتصادية في البحث عن وسائل
اخرى ومناطق نفوذ لتعويض تمك الخسائر ،وفي الجانب السياسي حاول ىؤالء الحصول عمى مكاسب سياسية
من خالل السيطرة عمى مقاليد الحكم او المناصب العميا في المجتمع .
عطفاً عمى ما تقدم فان المجتمع االوروبي الذي عاش حالة من الحرمان والنقص والتبعية والتطرف في
ظل مؤسسة االقطاع حاول التخمص منيا باستعمال ابشع االساليب وكانو مجتمع متحضر عاش حالة من
التطور والرقي من العصور الوسطى وامتداداتيا الى العصور الحديثة ،مع ظيور فئة من المفكرين والمؤرخين
والكتاب ساىموا في تبني تمك االفكار وكانو مجتمع متطور عاش تاريخو الماضي بأجمل صور .في حين انو
عاش حالة من الضياع في ظل مؤسسة االقطاع .
ان االشكالية التي انطمقت منيا الدراسة كانت مبنية عمى مجموعة من التساؤالت حاولت االجابة عمييا في
صفحات البحث او من خالل النتائج التي تم التوصل الييا ،وىذه التساؤالت ىي :ما ىي طبيعة النظام
االقطاعي في اوروبا ؟ كيف عاش الناس في ظل النظام االقطاعي .ماىي ابرز مكونات النظام االقطاعي ؟
ىل ان النظام االقطاعي كمؤسسة قائمة كان متطرفاً في تعاممو مع الناس ؟ .
كانت تمك السطور اعاله مدعاة لمتوجو والكتابة عن تمك المؤسسة من وجية نظر مختمفة وجديدة عن
عدىا مرك اًز عمى التطرف االجتماعي واالقتصادي والسياسي
سابقاتيا فقد حاولت الدراسة التركيز عمى مساوئيا ُب ُ
،ومن ىذا المنطمق تم تقسيم الموضوع عمى ثالث محاور رئيسة ،فقد درس الحور االول مفيوم االقطاع من
حيث التعريف وعوامل الظيور وسماتو االساسية التي عرف بيا .اما المحور الثاني فركز عمى المراحل التي
خاضيا ذلك النظام وماىي ابرز المرتكزات التي قام عمييا كما وضحت االركان الرئيسة التي ارسي من خالليا
ليتحول الى نظام حياة لممجتمع .في حين خصص المحور الثالث لمتعرف عمى حياة المجتمع االوربي ومدى
استعمال التطرف كوسيمة لتدعيم ذلك النظام وتقسيمو لممجتمع عمى اساس طبقي لم تراع فييا اي مسوغات دينية
3
Journal of Historical and Cultural Studies, Vol.11, No.(2/ 44) (2020): 1-17
او خمقية ولم تراع فييا انسانية االنسان بل عوممت المجتمعات عمى اساس ما تممك من ارض ومال وقوة
عسكرية .
اوالً :تعريف االقطاع :
لإلقطاع تعاريف كثيرة ومتنوعة تم توضيحيا وفق الزمان والمكان الذي وجد فيو ،فضالً عن فمسفة كل
باحث ورؤيتو لو .لذلك البد من تعريفو من الناحية المغوية .واصمو القطع وىو ماضي الفعل وقطع الشيء
تقطعو قطعاً ،وقطع النير عبره ،وقطع رحمو ،اي ال يصل رحمو ،والقطعة من الشيء ،الطائفة منو ،
والقطيع الطائفة من البقر او الغنم ،والجمع اقاطيع واقطاع وقطعان وتقطعوا امرىم بينيم اي تقسموه ،واقطعو
قطيعة اي طائفة من االرض ،والقطعة من الشيء ،الطائفة منو ،وقطاع الطريق الذين يعترضون ابناء السبيل
فيقطعون بيم السبيل ،والقطع طائفة من الميل وانقطع الشيء(.)1
قصد الباحثون من االقطاع ىو ذلك النظام الشامل لمحياة االقتصادية واالجتماعية والسياسية والذي ظير
في عموم اوربا ابان العصور الوسطى ،وقد اختمف في تصنيفو وواقعو عن نظيره في العصور القديمة وكذلك
الحديثة ( . )2واالقطاع كمصطمح لم يظير اال في القرنين السابع عشر والثامن عشر ويعد رجال القانون في
فرنسا وانكمت ار السباقين فيو ،اذ ازدادت حالة االىتمام في االنظمة القديمة ال سيما بعد الثورة الفرنسية( )3عام
1789وعمى ىذا االساس ظير عنوان االقطاع (.)4
وعرفو مجموعة اخرى من الباحثين عمى انو طائفة من الحكام والمتنفذين فرضت عمى الرجل الحر الوالء
والخدمتين الخاصة والعسكرية وتطمب ذلك االمر من السيد االعمى منح تابعو قطعة من االرض فأطمق عميو
اقطاع ،اي اقتطاع جزء من ارضو ( .)5ومن خالل ىذا التوضيح يمكننا عده نظاماً شامالً لعدة انظمة مجتمعية
وفق مفيوم تحديد العالقة بدءاً من الفرد بعده المبنة االولى في المجتمع وعالقتو بما اعمى مرتبة منو وبمن اقل
منو ،وعمى ىذا يكون االقطاع مؤسسة متكاممة لكل مناح الحياة من سياسة واقتصاد وحياة مجتمع كامل لكنو
يؤكد عمى االرض الزراعية والتجزئة في كل شيء وتكون عالقتو باألرض التي كان ييبيا االمبراطور لممموك
والنبالء لتصل الى رقيق االرض (.)6
كما عرف االقطاع بأنو تجربة عممية فرضتيا الحوادث كبديل عن الحكومة المركزية ابتغاء الحصول عمى
االمن .وقيل عن االقطاع بأنو اسموب من اساليب الحكم تمارس فيو السمطة نتيجة التفاق بين تابع ومتبوع او
()7
.وفي حقيقة االمر قامت االقطاعية تدريجياً عمى انقاض االمبراطورية الرومانية التي غزاىا سيد ومسود
()8
. البرابرة في كنف الممالك التي تشكمت من تجمعات اقطاعية كبيرة
يقتصر اإلقطاع عمى العالقات االجتماعية الريفية في أوربا خالل العصور الوسطى ،وقد شيدت أوربا في
اواخر العصور الوسطى نمواً سكانياً ،مما ادى الى خمق مستوطنات جديدة في جميع انحاؤىا ،وبالتالي انعكس
عمى نمو المدن ذات اإلنتاج الكبير لممحاصيل الزراعية ،اذ عززت الواليات سمطتيا ضد الحكام اإلقطاعيين من
خالل االبتكارات وظيور المؤسسات التجارية (. )9
4
Journal of Historical and Cultural Studies, Vol.11, No.(2/ 44) (2020): 1-17
يرجع أصل اإلقطاع في بعض األحيان إلى التوسع في اإلمبراطورية الرومانية في إيطاليا عمى سبيل المثال
،كانت ىناك أجزاء كبيرة من األراضي التي يممكيا الجنود الرومان الذين تمقوا تخصيص األراضي مقابل
الخدمات العسكرية المقدمة إلى الممك(.)10
ثانياً :عوامل ظهور االقطاع ومراحل تطوره :
لم يكن االقطاع نظاماً احادياً منذ ظيوره وحتى انيياره فقد تداخمت افكار مجموعة من الدول والحضارات
انصيرت فيما بينيا لوالدة نظام جديد فرض نفسو لمقتضيات مرحمة ما ،لذلك فمإلقطاع في اوربا منابع واصول
رومانية وجرمانية لكن فجره يعود الى القرنين الثامن والتاسع الميالدي ،ثم تطور بمرور الزمن وبدا اكثر
وضوحاً خالل فترة امتدت في القرون العاشر والحادي عشر والثاني عشر ،ثم ما لبث ان تطور اكثر في القرن
الثالث عشر حتى القرن الخامس عشر ،وكانت نياياتو في القرن السادس عشر نتيجة التقدم الصناعي والتجاري
(.)11
عرفت المجتمعات بمختمف اطيافيا شرقية وغربية االقطاع قبل مولده كمؤسسة معتمدة بزمن لذلك لم يكن
ظيوره بصورة فجائية بل جاء نتيجة لتراكم مجموعة من االسباب سيما االقتصادية منيا فبزغت لمعالم بنظام
جديد ظير بصورة واضحة لمعيان معمناً عن تغيرات جديدة لم تكن معمول بيا في سابق عيدىا (.)12
نشأ االقطاع من امتزاج النظم الرومانية والكمتية والجرمانية وقد بدأ االمتزاج في عصر الدولة الميروفنجية
(751 – 481م) وبمغ طور االكتمال تقريباً في عيد الدولة الكارولنجية (987 – 751م) وبعد عام 732م انشأ
نظام منح االراضي الزراعية لقاء خدمات عسكرية وسمي ىذا النظام نظام االقطاع وىذا النظام يجمع بين ممكية
االرض والحماية والخدمة العسكرية وفكرة االخالص او الوالء لممسيحية(.)13
ادت مجموعة من االسباب فعمتيا في ظيور االقطاع وقد تصدرىا التراجع التجاري الذي عاشتو اوربا اذ لم
تعد تمك المينة تدر ارباحاً كسالف عيدىا حتى ايام الدولة الكارولنجية ،ومن الجدير بالذكر كانت لتراجع التجارة
اسباب عديدة ابرزىا التحوالت السياسية في الجية الشرقية من العالم والسيطرة عمى الطرق التجارية فضالً عن
ىجمات قبائل( )14الفايكنج (.)15
وفي حقيقة االمر كانت االوضاع في القارة االوربية تنحدر يوماً بعد اخر سيما بعد اليجمات الكبيرة التي
تعرضت ليا من قبل قبائل البرابرة الجرمان والتي بدورىا اثرت بحركة التجارة وقطعت اوربا الى مناطق مستقمة
حسب سيطرتيا ،ساىم وزاد في سوء االوضاع فقدان االمن في المدن االيطالية والفرنسية منذ تعرضيا لغزو
في القرن الثامن الميالدي فقرر عمى اثرىا رجال المال والثراء االنتقال الى الريف حفاظاً عمى الفايكنج
ممتمكاتيم بعدما حصنوا انفسيم بقالع وحراس وفق نظام جديد لم يعتادوا عميو بعد .وبدأ االمر يزداد بمرور
5
Journal of Historical and Cultural Studies, Vol.11, No.(2/ 44) (2020): 1-17
الزمن حتى اصبح حول كل دار من السادة االقطاعيين او رجال الدين مجموعة من البشر تحتمي بيم وبذلك
تحطمت االسس العامة لقوانين التجارة (.)16
()17
Charlemagneوما جرى عمى وقد ع از بعض المؤرخين االسباب السياسية الى زوال حكم شارلمان
امالكو بعد النزاع واالقتتال الداخمي بين احفاده وسعي كل طرف في الحصول عمى اكبر قدر ممكن من
الممتمكات فساعدت تمك االوضاع عمى تجزئة االمبراطورية وتشتتيا تزامن معيا غارات النورمانديين عمى
()18
. السواحل االوربية في القرن التاسع كل تمك االسباب دعت الى تغير في حياة المجتمع االوربي
شيدت عممية والدة مؤسسة اجتماعية جديدة سمسمة من التطورات حسنت كثي اًر من اداء عمميا عمى
المستوى االقتصادي والسياسي لمجية المستفيدة منو .فبعد ان تجمعت مجموعة عناصر في ظيور النظام
االقطاعي كنظام مستقل وكانت البدايات االولى وعمى اختالف وجيات النظر تعود الى القرن التاسع الميالدي ،
اذ يعد ىذا القرن االنطالقة الحقيقية لما حممو من تطورات كثيرة ساىمت في ظيوره ( .)19وقد استند المؤرخين
في ذلك عمى الصراع الذي اندلع بين الممك لويس التقي ( 840 – 813م) واوالده وذلك بتقسيم المممكة بينيم
وتحول كل ممك يستولي عمى العرش وكل ما كان تابعاً ليا من الممتمكات وقد تطورت ىذه النزاعات لتشمل
التنازع بين المموك واالبناء من اجل فرض السيطرة(.)20
انقسم المجتمع االوربي الى فئتين حددت في ذلك العصر االولى سعت لمحماية من غوائل الزمن وكانت
عمى استعداد تام ان تكون تابعة الحد المناطق والمموك ،اما الفئة الثانية فقد اشتممت عمى طبقة الفالحين
والساعين ليا ،ومن الجدير ذكره رجحان كفة الفئة االولى عمى الثانية ( .)21ولم يكتفي ذلك العصر بتمك
التحوالت بل امتد لظيور تقسيمات ادارية عديدة وظيور القاب مختمفة استمرت لقرون فيما بعد ومنيا امير
وبارون ودوق وغيرىا ثم تحول كل واحد من ىؤالء الى اقطاعية مستقمة (.)22
في بداية العصور الوسطي في أوربا واستنادا إلى مورد ضعيف من البيانات ،ان ما بين : 90-80من
النشاط االقتصادي ىو نشاط زراعي ولذلك كسب الجميع العيش من خالل الزراعة كنشاط اقتصادي .ففي
الييكل االقتصادي السائد والذي يعرف باسم اإلقطاع الذي يكون قائماً عمى السيادة الممكية لألراضي الشاسعة
من قبل السيد الكبير والذي اعطي الحق في زراعة تمك االراضي إلى الرتب الدنية من الناس(.)23
عد لفيف من المؤرخين ان القرن الحادي عشر المرحمة الثانية او مرحمة التكامل االقتصادي والسياسي اذ
شيد تطور واضح في عموم اوربا ،فقد اكتمل ىذا النظام وساىم في تحول المجتمع اقتصادياً الى مرحمة جديدة
( .)24فقد اصبح ىذا النظام قائماً بذاتو يمبي احتياجات المجتمع سيما وانو حوى مجموعة من االنظمة والعادات
والتقاليد المحمية لكل اقطاعية وبيا اصبح يرسم نظام مستقل لكل واحدة منيا (.)25
6
Journal of Historical and Cultural Studies, Vol.11, No.(2/ 44) (2020): 1-17
ومن ضمن االمثمة والشواىد عمى ذلك فقد سجمت االوضاع في فرنسا اوضح نموذج لمحياة االقطاعية
كمؤسسة حياة بديمة عن الحكم المركزي فقد تمكن الكونتات عمى استقالل فعمي عن المموك لكن بالحفاظ عمى
()26
.وفي حقيقة االمر فقد كانت فرنسا في القرن الحادي عشر الدولة االقطاعية سمطتيم في مناطق نفوذىم
الوحيدة في اوربا اذ كان الممك سيداً اقطاعيا في بالطو عمل عمى تكوين جيش من اتباعو واصبح قصر الممك
فييا بمثابة ممجأ لمفالحين والفقراء(.)27
اما النموذج الثاني فتجسد في انكمت ار فقد جمع االقطاع بين العناصر الرومانية واستمرت ىذه المنطقة
بعيدة عن االقطاع الى سنة 1066م بدخول وليم الفاتح( William the Conqueror)28الذي طبق فييا قانون
االقطاع .ومن الجدير بالذكر فقد مثل القرن الحادي عشر الفترة الذىبية لمنظام االقطاعي والذي بسط فيو
()29
. سيطرتو واجبر الناس عمى تقبل انظمتو وذلك بتنفيذ اوامر السادة
ومن الناحية السياسية واالقتصادية واالجتماعية ،كان النظام اإلقطاعي وسيمو لجعل اإلدارة واالتصاالت
أسيل والسيما لموصول إلى ابعد المناطق األقل سكاناً أو البعيدة عن المركز .وعمى ىذا االساس تبمور نظريتين
:
) 1األول ىو ما يمكن ان نسميو نظرية العقد التي يحتفظ بيا المحاميين واالقتصاديين في العصور الوسطى،
وتؤكد ىذه النظرية عمى وجود عقدا بين الموردات والعمال الذين دخموا في العقد من اجل تحقيق اقوى الروابط
االجتماعية في العصور الوسطى من خالل ربط الحياة وتقسيم العقارات الزراعية بين المالك والمستأجر .
)2ويمكن وصف النظرية الثانية بأنيا نظرية اإلكراه الذي يري في اإلقطاع مظاىر واسعة من العبودية عمى
جزء من السيادة عمى العمال الزراعيين .والمفتاح ليذه النظرية ىو ان ىذه العبودية كانت مبنيو عمى القضاء
عمى حركة العمل ومعيا إلغاء سوق العمل .
وبالتالي كانت حركة اليد العاممة نتيجة لذلك من خالل .
ا .مسارات كبيرة من األراضي المتاحة لموردات والمراتب العميا من المجتمع.
ب .ندره العمالة بسبب انخفاض عدد السكان .
ج .القوه السياسية والعسكرية في ايدي أسياد األرض لمقيام بكل ما يريدون.
في الواقع ان النظريتين ال تختمف عن بعضيما البعض ،ألنيما يتفقان عمى شعور معين من االستعباد من
جية والمساعدة المتبادلة من جية اخرى .والحقيقة ىي ان البنية العقارية تختمف من مكان إلى أخر ومن حقبة
إلى أخرى .ومن ثم التوصل إلى اتفاق بين االثنين سيكون من الصعب جدا(.)30
7
Journal of Historical and Cultural Studies, Vol.11, No.(2/ 44) (2020): 1-17
تعد التبعية المكون االول والرئيس في المؤسسة االقطاعية وتستند بعالقتيا بين سيد ومسود يتعيد فييا
االخير الدفاع عسكرياً عن االول مقابل حمايتو من غوائل الدىر ،فالتبعية في بداياتيا ترمز الى الناحية العسكرية
،واصوليا تاريخياً يشير اليو بعض المؤرخين الى اصل جرماني وينسبيا اخرون الى مؤسسة رومانية يشار ليا
بالحماية ( .)31وفي حقيقة االمر فقد ارتكز النظام االقطاعي عمى مجموعة تنظيمات فرعية وقواعد رئيسة كان
الوالء ىو العنصر الميم في ىذه المؤسسة(.)32
تعتمد مؤسسة التبعية في االقطاع المتكامل عمى واجبين اساسيين ىما الوالء واالخالص ،فألجل ان يكون
الشخص تابعاً عميو المثول بين يدي سيده مؤدياً لو واجبي الوالء واالخالص وتجرى مراسيم التدشين حسب
الطريقة التالية :يظير التابع حاسر الرأس مجردا من سيفو راكعا بثني ركبتو امام سيده ثم يضع يديو بين يدي
سيده معترفاً بصوت مسموع .انو اصبح من االن فصاعدا تابعا قاطعاً عمى نفسو كافة العيود التي تربط التابع
بسيده وان يعادي من عاداه ويوالي من وااله من االحياء كانوا او االموات .وبعد ان يتفوه السيد بكممات ترحيبية
يعمن موافقتو عمى ما قدمو التابع من طاعة عمى رؤوس االشياد فيأخذ بيده منيضاً اياه وطابعا عمى جبينو قبمة
كمركز لموالء المتبادل كما ىي العادة آنذاك .ثم يقوم التابع بتأدية القسم عمى الكتاب المقدس او عمى اية
()33
.وينص القسم عمى االتي " :انني ادخل في تبعيتك وعهدك ،وصرت رجمك بالقول مخمفات او شارات دينية
واالشارة ( اي بحمف اليمين ،ووضع اليدين بين يدي السيد ) ،واني ألقسم واعد بان احافظ عمى العهد
والوالء لك ،ازاء كل االخرين ،وان ابذل كل ما بوسعي من قوة لمذود عن حقوقك " (.)34
عدت تمك الطقوس في حينيا من االعراف السائدة في مؤسسة االقطاع والتي تمييا عممية التقميد وتسمى
االرض المقتطعة اقطاعاً بعد ان يؤدي التابع فروض الوالء والطاعة ويقر بما عميو من التزامات ( .)35ويعد
الوالء العسكري في مقدمة الميام التي عمى التابع تطبيقيا وتنقسم الى مشاركة في حروب السيد االقطاعي او
حراسة قمعتو فضالً عن االستشارات التي كانت جزءاً من طقوس االقطاع العسكري فال بد من االتباع مشورة
كبير االقطاعيين واخذ رأيو في المسائل العسكرية ( .)36وىكذا كان قداسة القسم ىي اساس كل ىذه االنظمة
االقطاعية وجعمت من المؤسسة االقطاعية تظم نظما اخالقية اسست عمييا اسس المجتمع االوربي وحددت بيا
قواعد وقوانين كل المناطق في اوربا خالل العصور الوسطى (.)37
ساىمت الكنيسة في ترسيخ تمك العممية واخذت بالتدخل في كافة الشؤون الحياتية حتى تحولت الى
مؤسسة اقطاعية بصبغة دينية سيما دورىا اثناء الحروب التي اندلعت بين زعماء االقطاع .يضاف الى ذلك
صبغ المجتمع االقطاعي بنظام االكتفاء الذاتي او الوحدة االقتصادية المتكاممة ( .)38كما ادى التطور الحاصل
في مؤسسة االقطاع في القرن الحادي عشر الى ربط عناصر كل مممكة من ممالك اوربا الغربية ذلك ان المموك
8
Journal of Historical and Cultural Studies, Vol.11, No.(2/ 44) (2020): 1-17
اخذوا يفرضون حقوقيم االقطاعية تدريجياً بين تابعييم وتمسكوا بيا مما زاد من سطوتيم وقدراتيم وبالتالي ظير
ما يعرف بالممكيات االقطاعية (.)39
-2الضيعة
تستند الضيعة عمى االرض الزراعية المقطعة وعمى كافة حقوق االستثمار االقتصادي سواء اكانت االرض
المقطعة متألفة من ضيعة واحدة او عدة ضياع ويتم االستثمار بتعيدات عرفية تعاقدية بين سيد وتابعو ،ويعتقد
()40
. ان اصول ىذه المؤسسة يعود الى نوع من االستثمار كان يستعمل لدى الرومان
كانت تمك االراضي المقتطعة بموجب ذلك النوع االخير من التممك اما ان تكون من مموك وىبوىا التباعيم
او انيا كانت في االصل لمزارع صغير تنازل عن ممكيتيا خوفا من عاديات الدىر لمؤسسة دينية او لنبيل قوي
مقابل حمايتو والسماح لو باالنتفاع من استثمار سطحيا مدى الحياة مؤديا الى الجية الحامية ما تنص عميو
شروط االتفاق ويجوز لمجية المتنازل الييا ان تتصرف باألرض عند موت المستثمر فتحرم الوراثة اال ان العادة
قد جرت بإبقاء االرض في اسرة المستثمر بحسب شروط االتفاق االول عمى االغمب (.)41
-3العبيد :
تعد من اىم اركان ىذه المؤسسة لما كان يقع عمييم من اعمال في منزل وارض السيد ،وكذلك لممتاجرة
بيم وفي ىذا الموضع كان لمكنيسة وقفة فقد اصدرت العديد من القوانين منعت بموجبيا المتاجرة بالعبيد
المسيحي لممسممين لكن في مقابل ذلك فقد شجعت عمى جمب ىذه الفئة من المسممين لخدمتيم ومن الجدير
بالذكر امتالك الكنيسة االقطاعية بمجموعة من العبيد من مختمف الديانات وقد ميزت بين اولئك العبيد حسب
()42
. دياناتيم
عاش العبد داخل المجتمع االقطاعي بحالة مزرية جداً وخير مثال عمى ذلك مسألة الزواج التي ال يمكن
()43
.اما ان تمرر اال بعد موافقة السيد االقطاعي مع حرمانو من لقب عائمي واالكتفاء بالتبعية لمسيد االعمى
الفئة الثانية فتتمثل بالعنصر الحر وىم ممن يمتمكون اراضي ويتمتعون بامتيازات تحررىم من قيود العبيد (،)44
ويعد القن اىم فئة في مؤسسة االقطاع فيو يمثل القاعدة ليرم النظام وىذه الفئة في حقيقتيا رجال احرار اجبرتيم
()45
بناء عمى امرين االول :تنازل عن احد
.وكان ذلك التنازل ً االحوال لمتنازل عن حريتو ضماناً لسالمتو
الواجبات تجاه خدمتو في العسكر فدخل في غضب السيد االقطاعي ،والثاني :ضيق مالي دعاه لبيع نفسو
()46
.ومن الجدير ذكره ىو التداخل الكبير الذي حصل بين فئتي العبيد وىذه الفئة الحد السادة االقطاعيين
لتنصير مكونة طبقة واحدة داخل مجتمع االقطاع (.)47
9
Journal of Historical and Cultural Studies, Vol.11, No.(2/ 44) (2020): 1-17
لم تكن تمك الفئات وحدىا ىي اركان مؤسسة االقطاع بل ىناك اخرى وىي القرية التي تمثل العالم
المصغر لمعالم الصغير الذي يحكمو االمير الذي يتمتع بسمطات شبو مطمقة ،وقد توفرت داخل القرية كل
مستمزمات الحياة من قصر لمسيد واسوار محاطة بيا فضالً عن دور العبيد واالقنان (.)48
يتكون غالبية المجتمع االقطاعي من الفالحين الذين ىم عماد ذلك المجتمع ،فمنيم استمد الباباوات ورجال
الدين والمموك ونبالء وسادة ذلك المجتمع حاجياتيم من مأكل ومشرب وممبس وكان ىناك ترابط قوي بين
الفالحين ذلك ان اصالح االراضي وزراعتيا يتطمب ذلك الترابط والتعاون المستمر ،كانت القرية في العصور
الوسطى عبارة عن بيوت الفالحين ودكاكين اصحاب الحرف التي تبيع لمجتمع تمك القرية حاجياتو ولوازمو (.)49
والكنيسة تتوسط منازل الفالحين كل ذلك في منطقة واحدة والتي تحيط بيا االراضي الزراعية والمناطق
المشاعة لرعي الماشية ثم الغابات والمروج ذات الحشائش الكثيفة وكانت كل تمك المناطق تحت سيطرة رجل
واحد ىو السيد االقطاعي ،اما الفالح فيعيش في بيت صغير سيء البناء بو ما يناسبو من االثاث البسيط الذي
يستعممو في حياتو وحولو قطعة ارض يزرع فييا ما يستعين بو عمى قوتو اليومي من خضار وبقول ويقوم بزرع
حصتو من االرض الزراعية في قطع مختمفة المساحة مبعثرة في ارجاء القرية وعند وفاة الفالح تقسم حصتو بين
ورثتو مما ي زيد من بعثرة تمك االرض وصعوبة اعمارىا واصالحيا ىذا ىو الركن االول من االركان التي قام
عمييا المجتمع االقطاعي االوربي (.)50
()51
: من القضايا المتطرفة التي فرضت عمى العبد كانت مجموعة فروض وىي
.1اجبار الفالحين عمى استعمال الفرن الذي يممكو السيد المالك مقابل مبمغ من المال متفق عميو.
.2احتكار الماء وذلك من خالل بناء احواض مائية .
.3استعمال الطاحونة الخاص بالممك في طحن الغمة والمحاصيل ولم تكن االحتكارات تمثل حك اًر عمى الفالح
وانما كان يجب ان يحدث ذلك لكن مع تطور الطرق وزيادة في عدد السكان اصبح االحتكار ثقيالً عمى
الفالح .
والتزم التابع بعدة اعتبارات حين أقسم يمن الوالء منيا (:)52
-1تجنب األذى :ويقصد فيو أال يحدث التابع أي أذى في جسد سيده سواء عن طريق الطعن أو الجرح.
-2األمان :ال يغدر التابع بسيده أو أن يخون ثقتو فيو أو أال يدافع عنو في الميدان بكل ما أوتي من قوة.
-3الشرف :أال يطعن التابع سيده في عدلو أو في أي شيء يمس شرفو.
-4المنفعة :أال يتسبب التابع في أي أذى لممتمكات سيده.
-5العممية :أال يظير لسيده الشيء عمى أنو مستحيل في حال كونو ممكن
-6الميونة :أال يستصعب التابع من أي عمل يستطيع سيده أن يقوم بو بسيولة ويسر .
11
Journal of Historical and Cultural Studies, Vol.11, No.(2/ 44) (2020): 1-17
11
Journal of Historical and Cultural Studies, Vol.11, No.(2/ 44) (2020): 1-17
كان لترسيخ االقطاع وتفشيو في المجتمع اثره في انقسام ىذه الطبقة الى مجموعتين اساسيتين :االولى
تضم رجال الدين الدنيويين وىؤالء يتخذون من القرى والمدن مكان لعيشيم ويؤدون ما مكمفين بو من واجبات
()60
.اما المجموعة الثانية فتضم دينية ويأتي عمى رأس ىذه المجموعة البابا ثم الكرادلة ثم االساقفة ثم القس
رجال الدين النظاميين الدريين والرىبان الذين يتتبعون نظاما معينا في الصالة والعمل ويعيشون في االديرة .
وتميزت طبقة رجال الدين كذلك بميزة ىامة لم يحصل عمييا الطبقات االجتماعية االخرى (.)61
يقع في اسفل الطبقات وفق النظام االقطاعي طبقة العاممين وىي القاعدة التي قام عمييا ىرم المجتمع
االقطاعي ،كما كانت مصدر الرزق االساسي لذلك المجتمع وىي الطبقة التي اشتممت عمى ىيئتين مختمفتين
من الرجال االحرار من غير االشراف والذين مارسوا التجارة واحترفوا الصناعة في المدن ،ولما كان المجتمع
االقطاعي يقوم اساساً عمى االرض فأن افراد ىذه الفئة لم تكن حسنة وعمى الرغم من تمتعيم بالحرية اال انيم
()62
. استمروا ضمن اخر طبقة اجتماعية في ظل النظام االقطاعي
تشكمت ىذه الطبقة بفعل التغيرات التي جرت عمى المجتمع اذ قادت الظروف الكثير من المالك الصغار
االح ارر الى التنازل عن ممتمكاتيم لمسادة االقوياء من طبقة الفرسان واخذت احواليم تتدىور تدريجياً وذلك
الرتباطيم باألرض وتفرغيم لفالحييا مقابل تمتعيم بالحماية وعرفت ىذه الجماعات برقيق االرض واالقنان
والذين شكموا ادنى الطبقات في السمم االقطاعي لكن من دون ان ينزلوا الى مرتبة العبيد (.)63
اصبح نظام القنانة ىو القاعدة االساسية التي ارتكز عمييا سمم النظام االقطاعي خالل العصور الوسطى
ذلك ان تكوين المجتمع في تمك العصور جاء اساس انو لكل فرد واجب وىو اداء نوعاً من العمل وان كل فرد
ترتبط حيازتو بنوع معين من الخدمة ايضا ( .)64وقد تمتع القن بحق واحد في ذلك النظام مقابل ما كان يقدمو
من واجبات وذلك الحق ان السيد ال يمكنو ان يقتمو ،وفي الوقت ذاتو التزم بمجموعة التزامات وىي :دفع
ضريبة سنوية لسيده رم اًز لخضوعو لو وذلك وفق ما تقرر من ارضو ونتائجيا ،كما ان سمطات السيد االقطاعي
في سمم المجتمع االقطاعي قد امتدت لتشمل كذلك الحياة الشخصية لمقن في الزواج اذا ان ال يسمح لو بالزواج
اال بموافقة السيد ودفع مبمغ معين مقابل ذلك .وبذلك ورغم كل التنظيمات وااللتزامات التي نص عمييا النظام
االقطاعي عمى المجتمع االوربي بمختمف طبقاتو اال انو عاش في ظميا من دون ان يتضرر من اعبائيا وذلك
من اجل توفير اسباب الطمأنينة لألفراد (.)65
وىكذا قام اسوأ اشكال االدارة الحكومية اذ يقوم عمييا مجموعة موظفين الذين يتوارثون وظائفيم وىؤالء
الموظفون من العسير جدا ايقافيم عن حد او تنحيتيم عن وظائفيم ،وال يسألون عن االموال التي يجمعونيا
تحت مسمى الغرامات او المستحقات ويندر ان يوجد بينيم المتعمم الذي يالحظ ان االمانة ىي خير الطرق حتى
لمصمحتو الخاصة (.)66
12
Journal of Historical and Cultural Studies, Vol.11, No.(2/ 44) (2020): 1-17
وحيث اننا بصدد الحديث عن تمك الطبقة الثالثة ( الميانة والمرىقة ) فواجب عمينا ان ندرس العالقة
وااللتزامات والواجبات الممقاة ع مى عاتق تمك الطبقة تجاه اسيادىم ،وكانت ترتكز عمى ثالثة مواضيع تتمثل في
الخدمات والمكوس ( الضرائب واالحتكارات ) وفي مقدمة تمك الواجبات :الخدمات وفييا يتم تسخير االقنان في
فالحة مزرعة سيدىم االقطاعي فيقومون بحرثيا وتسويتيا واتماميا بالكامل .ويوجد نوع اخر من السخرة ىو
السخرة الفصمية او الموسمية وىي الدور الذي يقوم بو الفالح بخدمتو ألرض سيده االقطاعي في مواسم جمع
المحصول وحصاده .ومن انواع الخدمات االخرى االجور وىي تتضمن جميع الحقوق التي تتصل باألرض
وعمى الفالح ان يؤدييا ،فضالً عن الخدمة العسكرية (.)67
فضالً عن ذلك المكوس والضرائب وىي كثيرة ومتعددة التي فرضيا السيد االقطاعي عمى فالحيو واقنانو
ومنيا ضريبة العشر وتدفع من محصولو الزراعي وماشيتو ،وضريبة الجبن واالسماك مقابل السماح ليم بالصيد
،وضريبة الفحم والميراث ،مما جعل الفالح يتذمر لعدم استعداده لدفع ذلك الرسم والذي لم يحسب حسابو وقد
()68
. ادى ذلك الى سخط الفالحين عمى سادتيم وثورتيم في اجزاء من أوربا
الخاتمة :
توصمت الدراسة الى مجموعة من النتائج :
-1لم يعرف المجتمع االوربي معنى االنسانية طوال فترة العصور الوسطى فقد سادىا التطرف والغمو في كل
تصرفات الحكام سواء الكبار منيم او الصغار .
-2مثمت المؤسسة االقطاعية المثال الحي والفعال لمعنى التطرف االجتماعي ونسقتو وفق نظام حكم فرض
نفسو عمى الواقع االوربي .
-3لم يصنف جميع البشر ابان فترة حكم االقطاع باإلنسان اذ عد الكثير منيم بصفة دونية بعيدة عن كل
المعايير االخالقية .
-4من غير المعقول اغفال دور مؤسسة االقطاع في الحفاظ عمى حياة البشر لكن ىذا االمر ال يعني ان
االوضاع كانت تسير بصورة ايجابية .
-5مثل االقطاع ابشع صور التطرف والعبودية من خالل فرض سيطرة مطمقة عمى طبقات المجتمع االوربي،
والمقصود ىنا الطبقات الفقيرة في المجتمع .
-6كانت النظرة السائدة في المجتمع االوربي خالل العصور الوسطى مبنية عمى اسس ثابتة من خالل التبعية
المطمقة لمسيد االقطاعي او النبيل عمى افراد المجتمع االوربي االخرى .
13
Journal of Historical and Cultural Studies, Vol.11, No.(2/ 44) (2020): 1-17
ال يختمف النظام االقطاعي من حيث المعنى او االسس التي قام عمييا في العالمين الغربي او العربي عن -7
بعضيما البعض ،غير ان االختالف يكون في صور تطبيق ذلك النظام في العالمين ،االمر الذي ولد
حالة من التطرف صعب تجازوىا او القضاء عمييا بسيولة .
اليوامش -:
) ) 1مسعود يحيى االغا ،االقطاع االسالمي في العصر النبوي دراسة مقارنة مع كل من االقطاعين الجاىمي واالوروبي في
العصور الوسطى ،الجمعية التاريخية السعودية ،الرياض ،1988 ،ص .37
) )2نعيم فرح ،الحضارة االوروبية في العصور الوسطى ،ط ،2منشورات جامعة دمشق ،دمشق ،1999 ،ص.17
) )3الثورة الفرنسية :اندلعت الثورة الفرنسية في 14تموز ،1789اذ شكمت مجموعة من العوامل اسباب حقيقية الندالعيا ،وفي
مقدمة تمك العوامل ىو العامل االقتصادي المتمثل باألزمة المالية ،إذ كانت الخزينة الفرنسية تعاني من العجز المستمر بسبب
الحروب وبذخ البالط وعدم دفع الضرائب من النبالء ورجال الدين وكذلك حدوث أزمة القمح في عام ،1788مما أدى إلى ارتفاع
أسعار الخبز والسمع األخرى عام ،1789أما العامل الثاني فكان العامل االجتماعي إذ ينقسم المجتمع الفرنسي إلى ثالث طبقات:
طبقة النبالء التي يقدر عددىا بنحو ( )350ألف نسمة ،وطبقة رجال الدين (األكميروس) التي يقدر عددىا بنحو ( )120ألف
نسمة ،والطبقة العامة التي تمثل أكثرية الشعب الفرنسي ،يقدر عددىا بنحو ( )24مميون نسمة ،وكانت طبقة النبالء وطبقة رجال
الدين تتمتع بامتيازات كبيرة في حين إن الطبقة العامة تعاني من الفقر والظمم واإلجحاف ،أما العامل الثالث فكان العامل السياسي
المتمثل بنظام الحكم المطمق لممموك الفرنسيين المستند إلى نظرية الحق اإلليي ،أي :إن الممك يستمد سمطانو من اهلل وال يمكن
ألي أحد محاسبتو ،وطبق ذلك النظام منذ عيد الممك لويس الرابع عشر ( )1715-1661وصوالً إلى عيد لويس السادس عشر،
أما العامل األخير فكان العامل الفكري المتمثل بظيور العديد من المفكرين أمثال مونتسكيو ( ،)1775-1689وفولتير (-1694
،)1778وجان جاك روسو ( ،)1778-1712الذين أثاروا الجماىير عمى النظام السائد في فرنسا ونظام الحكم الممكي المطمق
بفضل كتاباتيم ،كل ىذه العوامل مجتمعة أدت إلى اندالع الثورة .لممزيد من التفاصيل ينظر :أشواق سالم إبراىيم الدوري ،الجمعية
ص 34-7؛ التأسيسية الفرنسية ،1791-1789رسالة ماجستير (غير منشورة) ،جامعة سامراء ،كمية التربية،2013 ،
Eward J. Lowell, Eve of the French Revolution, New York, 1
936, PP. 25-51 ; Charles Gomel, les
. .causes financières de la Révolution Française, Paris, 1893, PP. 572-634
) )4محمود سعيد عمران ،حضارة اوروبا في العصور الوسطى ،دار النيضة ،بيروت ،1991 ،ص. 64
) )5كولتون ،ج.ج ،عالم العصور الوسطى في النظم والحضارة ،ترجمة :جوزيف نسيم يوسف ،مؤسسة شباب الجامعة ،
القاىرة ،1983 ،ص. 54
) )6السيد الباز العريني ،الحضارة ونظم اوروبا في العصور الوسطى ،دار النيضة العربية ،بيروت ،1968 ،ص. 30
) )7محمد عصفور سممان ،الوجيز في تاريخ اوربا الوسيط 1453-476م ،المطبعة المركزية جامعة ديالى ،ديالى ،2012 ،
ص .129
) (8عادل خميفة ،الفكر السياسي في العصور القديمة والوسطى ،دار المنيل المبناني ،بيروت ،2001 ،ج ،1ص.199
(9) Jason W. Moore, The Crisis of Feudalism An Environmental History, University of California,
Berkeley, September 2002, PP. 2-3 .
(10) George N. Njenga, The Feudal System in Medieval Europe (th‐14th Century A.D. 17),
Barcelona, 1986، P. 1 .
) (11نعيم فرح ،المصدر السابق ،ص.17
14
Journal of Historical and Cultural Studies, Vol.11, No.(2/ 44) (2020): 1-17
15
Journal of Historical and Cultural Studies, Vol.11, No.(2/ 44) (2020): 1-17
احمد ،التطورات االقتصادية في انكمت ار ،1381 – 1315اطروحة دكتوراه (غير منشورة) ،كمية التربية لمعموم االنسانية ،قسم
التاريخ ،2016 ،ص .17
) (29عبدالقادر احمد اليوسف ،العصور الوسطى االوروبية ،دار اق أر ،بيروت ،ص .119
(30) George N. Njenga, OP. Cit. ، PP. 3-4 .
) (31محمد حمزة حسين و لبنى رياض عبد المجيد ،تاريخ اوربا في العصور الوسطى ،دار ابن االثير لمطباعة والنشر ،
الموصل ،2013 ،ص .288-287
) (32ىربرت فيشر ،المصدر السابق ،ص .166
) (33عبدالقادر احمد اليوسف ،المصدر السابق ،ص .121
) (34السيد الباز العريني ،المصدر السابق ،ص .407
) (35فير جرادوف ،النظام االقطاعي ،ترجمة :محمد زيادة ،دار المعرفة ،القاىرة ،ص .67
) (36السيد الباز العريني ،المصدر السابق ،ص .30
) (37عبير بركاني ،المصدر السابق ،ص .19
) (38موريس بيشوب ،تاريخ اوروبا في العصور الوسطى ،ترجمة :عمي السيد عمي ،المجمس االعمى لمثقافة ،د .م،2005 ،
ص.58
) (39ىنري بيرين ،تاريخ اوروبا في العصور الوسطى الحياة االقتصادية واالجتماعية ،ترجمة :عطية قوطي ،الييئة المصرية
العامة لمكتاب ،القاىرة ،1996 ،ص63؛ بيشوب موريس ،تاريخ اوروبا في العصور الوسطى ،ترجمة :عمي السيد عمي ،
المجمس االعمى لمثقافة ،د .م ،2005 ،ص.58
) (40محمد حمزة حسين و لبنى رياض عبد المجيد ،المصدر السابق ،ص .290
) (41عبدالقادر احمد اليوسف ،المصدر السابق ،ص .124-123
) (42ىمستر ،اوروبا في العصور الوسطى ،ترجمة :محمد فتحي الشاعر ،مكتبة االنجمو المصرية ،القاىرة ،1988 ،
ص.250
) (43موريس كين ،المصدر السابق ،ص .56
) (44سعيد عبد الفتاح عاشور ،النظم والحضارة ،ص .410
) (45سيدني بانتر ،المصدر السابق .12 ،
) (46كولتون ج ج ،المصدر السابق ،ص.80
) (47عبير بركاني ،المصدر السابق ،ص .21
) (48المصدر نفسو ،ص.23
) (49مسعود يحيى االغا ،المصدر السابق ،ص .218-217
) (50المصدر نفسو ،ص.218
) (51عبير بركاني ،المصدر السابق ،ص.26
) (52نيفين ظافر حسيب الكردي ،االوضاع الدينية والسياسية واالقتصادية واالجتماعية في الغرب االوروبي من القرن التاسع حتى
القرن الحادي عشر ،رسالة ماجستير (غير منشورة) ،كمية اآلداب ،الجامعة االسالمية بغزة ،2011 ،ص .166 -165
) (53السيد الباز العريني ،المصدر السابق .132 ،
) (54محمد عصفور سممان ،المصدر السابق ،ص .132
) (55نور الدين حاطوم ،تاريخ العصر الوسيط في اوروبة ،دار الفكر ،دمشق ،1982 ،ج ،1ص.349
16
Journal of Historical and Cultural Studies, Vol.11, No.(2/ 44) (2020): 1-17
17