You are on page 1of 2

‫عند التح ّدث عن قصص نجاح ملهمة‪ ،‬الب ّد من التطرّ ق إلى قصّة الالعب الشهير كريستيانو‬

‫جدا العيش فيه‪ .‬عندما كان طفالً‪ ،‬كان‬ ‫رونالدو‪ .‬نشأ كريستيانو رونالدو في منزل من الصعب ً‬
‫عليه أن يتقاسم الغرفة مع ثالثة من إخوته بسبب وضعهم المالي الهزيل‪ .‬كانت هناك أوقات لم‬
‫يكن لديهم فيها ما يكفي من المال لشراء كرة قدم فقط حتى يتمكن من اللعب في الشوارع‪  .‬لكن‬
‫رونالدو لم يدع بيئته وظروفه تتحكم في مصيره‪ .‬كال‪....‬بدالً من ذلك‪ ،‬كان دائمًا ما يجد طر ًقا‬
‫لممارسة الرياضة التي أحبها حتى بدون الكرة‪ .‬كان يستخدم الزجاجات‪ ،‬أو الخرق‪ ،‬أو أي شيء‬
‫في متناول يده لصنع كرة مؤقتة فقط حتى يتمكن من اللعب‪ .‬وكان لتلك المحاوالت نتيجة إيجابية‪،‬‬
‫فقد بدأ تطوره في كرة القدم يظهر ويتضح‪ ،‬وكان عليه أن يقدم التضحية القصوى في سن الحادية‬
‫عشرة لالبتعاد أكثر من ‪ 500‬ميل عن عائلته من أجل التدرّ ب في أكاديمية كرة قدم مرموقة‪.‬‬
‫كانت تلك الخطوة خيارً ا صائبًا ألنها وضعته على المسار الصحيح ليصبح في النهاية أحد أفضل‬
‫الالعبين في التاريخ‪ ،‬حيث يُعرف كريستيانو رونالدو اآلن بأنه أعظم العب برتغالي على مر‬
‫السنين من قبل االتحاد البرتغالي لكرة القدم‪ .‬كما يعتبره الماليين من مشجعي كرة القدم في جميع‬
‫أنحاء العالم األعظم على اإلطالق‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فهو أول العب كرة قدم على اإلطالق‬
‫‪.‬يكسب أكثر من مليار دوالر‪ ،‬ويمتلك أحد أكبر صافي ثروات بين الرياضيين المحترفين‬

‫من منطقة بولمان‪ ،‬بسفوح األطلس المتوسط‪ ،‬انطلق انس الصفريوي يشق طريقه في‬
‫عالم المال واألعمال‪ .‬الرجل الذي أصبح اسمه يتقدم قائمة عشرة أثرياء المغرب ولد‬
‫سنة ‪ 1957‬وانقطع عن الدراسة في المرحلة الثانوية للوقوف إلى جانب والده عبد‬
‫السالم الصفريوي في تسيير مقالع إنتاج الغاسول‪ ،‬فساهم إلى حد كبير في تسويق هذا‬
‫المنتوج على نطاق واسع داخل األسواق المغربية‪ ،‬قبل أن يتم تصديره إلى الخارج‬
‫‪.‬واعتماده من طرف عدد من مختبرات التجميل العالمية‬
‫الغاسول ميؤس منه وأنس الصفريوي الذي كان في قمة شبابه وعطائه فكر في طرق مجاالت أخرى‪ .‬البداية كانت ‪ ‬‬
‫بتأسيس شركة إلنتاج الورق بفاس‪ ،‬وبعد نجاح هذا المشروع قام بتأسيس وحدات أخرى في كل من الدار البيضاء وطنجة‬
‫‪.‬وأكادير‬

‫بعد ذلك اتجه الصفريوي إلى تصنيع مادة كاربونات الكالسيوم‪ ،‬وأسس ألجل ذلك مصنعا في مدينة‪ Q‬الدار البيضاء‪ .‬غير ‪ ‬‬
‫أن الكثيرين ممن يعرفون أنس الصفريوي يؤكدون أن الرجل استطاع بناء ثروته الضخمة انطالقا من اشتغاله في مجال‬
‫العقار‪ .‬سنة ‪ ،1995‬وحين طرح الملك الراحل الحسن الثاني مشروع إحداث ‪ 200‬ألف سكن اجتماعي‪ ،‬كان أنس‬
‫الصفريوي من أكبر المتحمسين لهذا المشروع‪ ،‬وأطلق اسم “الضحى” على مشاريعه العقارية‪ ،‬حيث أقبل المغاربة بكثرة‬
‫‪”.‬على شققه السكنية بعد أن سحرتهم العبارة اإلشهارية الشهيرة “الشرا بثمن الكرا‬

‫إلى جانب ذلك‪ ،‬نجح الصفريوي‪ ،‬إلى حد كبير‪ ،‬في تبسيط اإلجراءات اإلدارية المصاحبة لعمليات الشراء عبر إنجاز ‪ ‬‬
‫“الشباك الوحيد”‪ .‬لكن قبل “الضحى” كان الصفريوي قد أسس شركة عقارية ما زالت تشتغل في المجال ولها أسهم مهمة‬
‫في البورصة وهي شركة “الدجى” التي أسسها سنة ‪ .1988‬وفي سنة ‪ 2006‬حقق الصفريوي رقم معامالت كبير حين‬
‫قرر طرح ‪ 35‬في المائة من أسهم “الضحى” في البورصة لبيعها للعموم‪ ،‬إذ بيع السهم الواحد بحوالي ‪ 580‬درهم‪ .‬العملية‬
‫‪”.‬درت ما يقارب ‪ 2‬مليار درهم‪ .‬بعد‪ Q‬ذلك اتجه الصفريوي إلى شراء ‪ 3‬في المائة من حصة “القرض العقاري والسياحي‬

You might also like