You are on page 1of 39

‫والرَّسول ُ َ ِّ ْ‬

‫الموحد‬ ‫ِ‬ ‫أسد ‬ ‫عبد َ َ ْ‬


‫األحد َ ُ‬ ‫ُ‬
‫الشيخ َ ْ ُ‬

‫ِ ََ‬
‫األحـــــْـد‬ ‫ــد‬ ‫الشْي ُ‬
‫ـــخ َعــْب ُ‬ ‫َّ‬
‫الموحــْد‬ ‫ول‬ ‫ـ‬‫الرس‬
‫ِ َ َّ ُ ِ ُ َ ِّ‬ ‫و‬ ‫ـد‬
‫ُ‬ ‫ـ‬‫أس‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫الصالح َ َ ِ ّ‬
‫البكي{ الخليفة‬ ‫العجالة‪ ،‬نبذة عن حياة وسيرة الشيخ‪ِ َّ } :‬‬
‫وفي ھذه ُ‬
‫البنوية َ ِّ‬
‫الخديمية‪.‬‬ ‫وخاتم الخالفة ُ َ ِ ّ‬
‫ِ‬ ‫الخامس‬
‫ِ‬

‫الرحمان ُمصطفى ْ ِ ّ‬
‫أللوحي‬ ‫عبيد ّ‬
‫للفقير الراجي اإلمام‪/‬الشيخ ُ ْ‬
‫طوبى دار العليم الخبير ـالسنغال ـ‬
‫‪abdourahmanetoubalo@ yahoo.fr‬‬

‫النشرة األولى‬

‫صفر الخير سنة‪1438 :‬ھـ‪ .‬نوفمبر‪2016 :‬م‪.‬‬

‫الرحمان ُمصطفى َ َّ ْ ِ‬
‫أللوحي◌ّ‬ ‫ّ ِ‬
‫للشيخ ُ َ ْ ِ‬
‫عـبيد َّ ْ َ‬ ‫‪1‬‬
‫والرَّسول ُ َ ِّ ْ‬
‫الموحد‬ ‫ِ‬ ‫أسد ‬ ‫عبد َ َ ْ‬
‫األحد َ ُ‬ ‫ُ‬
‫الشيخ َ ْ ُ‬

‫الكاتـب في ســطـــور‪:‬‬
‫ولد الكاتب‪/‬الشيخ عبد الرحمن لوح مصطفى سنة ‪1382‬ھ‪ 1963‬م‪ .‬في مدينة ) َ ْ َ ْ‬
‫كولخ( في السنغال‪.‬‬

‫جربل َ( حيث حفظ القرآن وكتبه سنة ‪ 1978‬م‪.‬‬ ‫ب النفس( ثم ) َ َّ‬


‫غسان( و) ُ ْ ٍ‬ ‫ درس القرآن في )طٍ ي ٍ‬

‫ بدأ طلبه للعلم في نفس السنة في طوبى المحروسة‪ .‬وقد نھل مدة من منابع العلم الصافية في ھذه‬
‫المدينة؛ إال أن غلته لم تشف فقرر شد رحاله إلى جمھورية مصر العربية لمتابعة دراساته‪.‬‬

‫ وصل إلى القاھرة سنة ‪1982‬م‪ .‬بعد رحلة طويلة شاقة‪ .‬حصل على الشھادة اإلعدادية سنة ‪1984‬م‪ .‬ثم‬
‫حصل على الشھادة الثانوية بعد سنتين من ھذا التاريخ‪ .‬وتخرج في جامعة األزھر كلية اللغات والترجمة‬
‫القسم اإلنجليزي شعبة الترجمة الفورية بحصوله على اإلجازة العالية بتقدير عام }جيد{ سنة ‪ 1990‬م‪ .‬بعد‬
‫كفاح ومثابرة متميزين‪.‬‬

‫ وفي سنة ‪1987‬م‪ .‬سافر إلى األراضي المقدسة وحج وزار المدينة المنورة‪.‬‬

‫ وبعد التخرج سافر إلى إيطاليا‪ ،‬وواصل جھوده في المجال الثقافي ورأس )جمعية التعاون على طاعة‬
‫ورسوله( فرع إيطاليا التي تمكنت من ‪ 23‬إلى ‪ 31‬مايو سنة ‪1993‬م‪ .‬في إقامة أول أسبوع ثقافي إسالمي‬
‫في إيطاليا بحضور مؤسس الجمعية فضيلة الشيخ‪ /‬محمد المرتضى البكي والسفير السنغالي والجاليات‬
‫المسلمة في إيطاليا‪.‬‬

‫وأمر‬
‫ٍ‬ ‫باختيار‬
‫ٍ‬ ‫بامبي( منذ نوفمبر‪ 2002:‬م‪.‬‬
‫محمد المرتضى{ ب ) َ ْ ٍ ْ‬
‫ وھو اآلن اإلمام الراتب بجامع الشيخ‪َّ ُ } /‬‬
‫اإلسالمية{‬
‫ّ‬ ‫محمد المرتضى{ نفسه‪ .‬وھو المشرف أيضا على أعمال بناء جامعة الشيخ }أحمد بمبا‬ ‫من الشيخ } ُ َّ‬
‫الجامعي( بطوبى في حي‬
‫ّ‬ ‫ومدير )معھد الشيخ شعيب البكي‬
‫ُ‬ ‫مدرس‬‫بدار العليم الخبير في طوبى السنغال‪ .‬وھو ُ ٍّ‬
‫مور‬
‫مام ُ ْ‬
‫بتعيين من الشيخ‪ْ َ } /‬‬
‫ِ‬ ‫بمبا( منذ األول من يونيو‪2013 :‬‬ ‫)الشام( التابع لـ‪) :‬جامعة الشيخ أحمد َ ْ َ‬
‫َُْ‬
‫مرتضى {‪.‬‬

‫تعالى األكبر عليھم‬ ‫المريدية ومؤسسھا وبعض الشخصيات الكبار رضوان‬


‫ وللكاتب أبحاث قيمة عن ُ‬
‫أجمعين‪.‬‬

‫الرحمان ُمصطفى َ َّ ْ ِ‬
‫أللوحي◌ّ‬ ‫ّ ِ‬
‫للشيخ ُ َ ْ ِ‬
‫عـبيد َّ ْ َ‬ ‫‪2‬‬
‫والرَّسول ُ َ ِّ ْ‬
‫الموحد‬ ‫ِ‬ ‫أسد ‬ ‫عبد َ َ ْ‬
‫األحد َ ُ‬ ‫ُ‬
‫الشيخ َ ْ ُ‬

‫مقدمـــة الكتاب‪:‬‬
‫الرحمان الرحيم‪ ،‬الحمد ‪ d‬رب العالمين؛‬ ‫أعوذ با‪ d‬من الشيطان الرجيم‪ ،‬بسم‬
‫األمي وعلى آله‬
‫ّ‬ ‫النبي‬
‫ّ‬ ‫حمد‬
‫والصالة والسالم على أشرف المرسلين سيدنا وموالنا ُم ّ‬
‫وصحبه وأسنى خديمه وأمته أجمعين‪.‬‬
‫العجالة‪ ،‬نشر العلم والمعرفة‪ ،‬واألخذ بالعبرة واألسوة‬
‫وبعد فالمقصود في ھذه ُ‬
‫وسالمه عليه‬ ‫ورسوله صلوات‬ ‫الحسنة برجال كافحوا وواظبوا على أوامر‬
‫حتى أتاھم اليقين‪ .‬وكتبوا تواريخھم الحافلة بمداد الصبر والتوكل والعزم والطاعة‬
‫المريدية‬
‫المسلمة خدمات جليلة؛ ولألسرة ُ ّ‬ ‫والرحمة والتآخي والمودة‪ .‬وخدموا لألمة ُ‬
‫وللبشرية جمعاء إنجازات عظيمة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫خدمات جبارة؛‬
‫األحد{؛ ھذه الشخصية الفريدة من‬ ‫شخصية }الشيخ عبد‬
‫ّ‬ ‫وشخصيتنا اليوم ھي‬
‫شخصية جعلت ورھنت حياتھا وحركاتھا‬‫ّ‬ ‫شخصية لھا جوانب متعددة؛‬
‫ّ‬ ‫نوعھا؛ وھي‬
‫وسكناتھا كلھا في خدمة اإلسالم والمسلمين‪ ،‬وخدمةوالده وشيخه الكريم }الشيخ‬
‫شخصية قد باعت نفسھا‬
‫ّ‬ ‫والمريدات‪ ،‬وخدمة قومه ووطنه‪.‬‬
‫ُ‬ ‫المريدين‬
‫الخديم{‪ ،‬وخدمة ُ‬
‫عليه وسلم‪ ،‬ولعبت أدوارا مھمة وبارزة لإلسالم‪ ،‬ووقفت‬ ‫‪ d‬وللرسول صلى‬
‫مواقف محمودة وجليلة‪ ،‬واتخذت قرارات جريئة وحاسمة إلنقاذ بني جنسه؛ وقادت‬
‫بر األمان والسالم‪ ،‬كابدت وتحملت الكثير والكثير في ھذه المھمة‬
‫قومھا وجنسھا إلى ّ‬
‫الصعبة والمباركة‪ .‬قد علمت سالمة موقفھا واعتمادھا على الحق الذي ال تقھره كثرة‬
‫ونصب‬
‫ّ‬ ‫األحد{ ھذه الحقيقة الصارخة‪،‬‬ ‫والمفسدين‪ .‬قد علم الشيخ }عبد‬
‫ُ‬ ‫الخبائث‬
‫عينيه إليھا ولذالك كان يقول‪) :‬إن األسد الذي ُيريد الشراب من النھر‪ ،‬ال تصده عن‬
‫ْ‬
‫ذالك أصوات الضفادع الصاخبة حول النھر(‪.‬‬
‫الشخصية بعنوان‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ودراستنا لھذه‬

‫عبـــد‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ِ ََ‬
‫} َّ ْ ُ‬
‫األحــــــد‬
‫الشيــخ‬
‫والرسول ُ َ ِّ ْ‬
‫الموحــد{‬ ‫َ َ ُ‬
‫أســد ِ َّ ُ ِ‬
‫الرحمان ُمصطفى َ َّ ْ ِ‬
‫أللوحي◌ّ‬ ‫ّ ِ‬
‫للشيخ ُ َ ْ ِ‬
‫عـبيد َّ ْ َ‬ ‫‪3‬‬
‫والرَّسول ُ َ ِّ ْ‬
‫الموحد‬ ‫ِ‬ ‫أسد ‬ ‫عبد َ َ ْ‬
‫األحد َ ُ‬ ‫ُ‬
‫الشيخ َ ْ ُ‬

‫ّ‬
‫وتعلـــمه‪:‬‬ ‫نشـــأته‬
‫جربل َ{ في يوم االثنين الثالث والعشرين من‬ ‫لقد ظھر ھذا النورالساطع في } ُ ْ ِ‬
‫كريمين‪ :‬الشيخ أحمد‬
‫ْ‬ ‫بلسش‪1332 :‬ھـ‪ .‬الموافق‪ 14/09/1914 :‬من والدين‬ ‫شوال َ ْ َ‬
‫مد َ ْ‬
‫عشت{ ابن السيد‬ ‫الغني عن التعريف؛ والسيدة }مريم َ َ ِ‬
‫جخت{ بنت الشيخ‪ُ َ } :‬‬ ‫ّ‬ ‫بمبا‬
‫ُ‬
‫واألنفة‬ ‫بنتدن{ أي حمزة‪ .‬ھذا البيت بيت عريق في اإلسالم والمروءة‬ ‫مست ِ ْ َ ُ ْ‬
‫الكريم‪َ َ َ } :‬‬
‫والشھامة والنجابة وغيرھا من األخالق الحميدة والخصال المحمودة‪.‬‬
‫اإلسالم وأھل َ ‪ ،‬قد فرحوا بھذا الضيف‪،‬‬
‫َ‬ ‫وعند ظھوره‪ ،‬أشار }الشيخ الخديم{ أن‬
‫سماه باسمه‬
‫كبير{‪.‬وقد ّ‬
‫ٌ‬ ‫وأشار أشياء في مناقبه‪ ،‬ثم أردف قائال‪} :‬فرجائي وأملي فيه‬
‫األحد{‪ ،‬وأكرمه وأكرم الحاضرين‪ ،‬أيما إكرام لفرحته الغامرة‬ ‫المعروف‪} :‬عبد‬
‫بھذا الضيف العظيم‪ ،‬وھذا النور الساطع‪.‬‬
‫األولية من‬
‫ّ‬ ‫سن التعليم‪ ،‬بدأه}الشيخ الخديم{ بالحروف‬ ‫ولما ترعرع قليال‪ ،‬ووصل َّ‬
‫سلمه بدوره إلى‬ ‫جخت{خاله الذي ّ‬ ‫سلمه للشيخ‪}:‬حمزة َ َ ِ‬ ‫القرآن الكريم‪ ،‬ودعا له‪ ،‬ثم َّ‬
‫والدينية وغيرھا من‬
‫ّ‬ ‫الشرعية‬
‫ّ‬ ‫الحسن َ َ ِ‬
‫جخت{ لتعلم القرآن الكريم والعلوم‬ ‫الشيخ‪َ َ } :‬‬
‫ُْ َ ّ‬
‫واألخروية‪ .‬وكان يختلف‬ ‫الدنيوية‬
‫ّ‬ ‫المسلم في حياته‬
‫الفنون المفيدة التي يحتاجھا ُ ُ‬
‫حمزة َ َ ِ‬
‫جخت{‪ .‬وذات‬ ‫أحيانا على والده في}جربل{ برفقة ابن خاله الشيخ‪} :‬عبد‬
‫مرة‪ ،‬قد أمره }الشيخ الخديم{ بقراءة درسه األخيرمن القرآن الكريم‪ ،‬ولم ُيتقنه جيدا‪،‬‬
‫ليخرج منه النسيان‪ ،،‬ثم فعل‪ ،‬ودعا‬ ‫نسي فيه كلمات؛ وأمره }الشيخ{ بالتقرب إليه ُ َ‬ ‫بل َ ِ َ‬
‫له في فمه‪ ،‬وقال له‪} :‬إن النسيان من حظ الشيطان{‪ .‬ومنذ ذاك‪ ،‬يحفظ كل ما قرأه وال‬
‫ينساه‪.‬‬
‫جخت{ ابن الشيخ‪} :‬حمزة{ خاله؛ أنه ذات يوم‪ ،‬رافق‬ ‫َ َ ِ‬ ‫وقد ُروي عن الشيخ‪} :‬عبد‬
‫الشيخ‪} :‬عبد األحد{ كعادتھما إلى }الشيخ الخديم{؛ وأكرمھما }العبد الخديم{ َ ْ ٍ‬
‫بطعم‬
‫بعد الشيخ‪} :‬عبد جخت{ قائال‪:‬‬ ‫من طعام الجنة؛ ولذالك أنشد فيما ُ‬
‫طعما ِلما قد كان َ ْقبل ُ َحالَ‬ ‫حالوته َ َ ْ َ‬
‫أنستك َ ْ ً‬ ‫ُ‬ ‫جنة َ ْ ً‬
‫طعما‬ ‫ُ ِْ َ‬
‫أطعمت من َ َّ ٍ‬
‫وتالوة؛ وسلم مصحفه‬ ‫ً‬ ‫فائقا‪ًّ ،‬‬
‫خطا‬ ‫جيدا وعجيبا‪ ،‬وأتقنه إتقانا ً‬ ‫قد حفظ القرآن حفظا ّ ً‬
‫محمد المصطفى{ الذي أقامه‬ ‫إلى }الشيخ الخديم{‪ ،‬وقيل سلم المصحف إلى الشيخ } ُ َّ‬
‫جك ُ َ ْ‬
‫كيار{ ثم أمره‬ ‫تندود{ ليتعلم العلوم عند العالم الكبير الشيخ‪} :‬مختار ِ ْ‬ ‫في بلدته‪ِ ُ ْ ِ } :‬‬
‫الرحمان ُمصطفى َ َّ ْ ِ‬
‫أللوحي◌ّ‬ ‫ّ ِ‬
‫للشيخ ُ َ ْ ِ‬
‫عـبيد َّ ْ َ‬ ‫‪4‬‬
‫والرَّسول ُ َ ِّ ْ‬
‫الموحد‬ ‫ِ‬ ‫أسد ‬ ‫عبد َ َ ْ‬
‫األحد َ ُ‬ ‫ُ‬
‫الشيخ َ ْ ُ‬

‫}الشيخ المصطفى{ باإلقامة في}طوبى{ عند العالم العابد اإلمام الشيخ‪} :‬حبيب‬
‫والدينية‪ ،‬وبرع فيھا براعة عجيبة‬
‫ّ‬ ‫الشرعية‬
‫ّ‬ ‫َّ‬
‫وتعلم الفنون العربية والعلوم‬ ‫البكي{‪.‬‬
‫ويبينھا بيانا‬
‫يفسر القرآن بالقرآن‪ّ ُ ،‬‬
‫ّ‬ ‫وفائقة؛ وخاصة القرآن الكريم وعلومه‪ .‬وكان‬
‫وشافيا؛ لكل الناس مع تفاوت درجاتھم وعقولھم ومفاھيمھم؛ }كأن القرآن‬ ‫ً‬ ‫واضحا‬
‫ً‬
‫وشفتيه؟!{ لطالقة لسانه فيه‪ ،‬ومطابقه مقاله في المواضيع‬ ‫ْ‬ ‫مكنون بين لسانه‬
‫المختلفة والقضايا المتنوعة‪.‬‬

‫تربيته والبالد التي أنشأھا للخدمة والتربية‪:‬‬


‫بعد انتقال }الشيخ الخديم{إلى جوار الباقي القديم؛ سنة فراغه‬ ‫وفي سنة‪ ،1927 :‬أي َ‬
‫محمد المصطفى{ الخليفة آنذاك؛‬ ‫القرآني‪ ،‬ذھب إلى أخيه األكبر الشيخ‪َّ ُ } :‬‬ ‫ّ‬ ‫من المكتب‬
‫محمد المصطفى{ باإلقامة في } ِ ْ ُ ِ‬
‫تندود{‬ ‫السمع والطاعة‪ .‬وأمره الشيخ‪َّ ُ } :‬‬ ‫ِ‬ ‫وبايعه على‬
‫كيار{‪ .‬ثم أمره بلزوم الشيخ‪} :‬حبيب‬ ‫جك ُ َ ْ‬‫لمواصلة تعلمه العلوم عند الشيخ‪} :‬مختار ِ ْ‬
‫البكي{ لمواصلة دراساته وتعلمه عنده في }طوبى{‪.‬بقي مطيعا ومنفذا أوامر أخيه‬
‫قرية }دار‬ ‫ِ‬ ‫محمد المصطفى{مدة؛ ثم أمره }الشيخ المصطفى{ بتأسيس‬ ‫األكبر الشيخ‪َّ ُ }:‬‬
‫نار{ أي }دار الرحمان{سنة‪ .1932:‬وھو آنذاك في التاسعة عشر من عمره‬ ‫َ ْ‬
‫بلوج{وفي سنة‪:‬‬ ‫كد َ ُّ ِ‬ ‫}‪19‬سنة{‪ .‬وفي تلك السنة أيضا قد أسسقرية‪ْ َ } :‬‬
‫محمد المصطفى{ الذي‬ ‫كي{ سنة‪ 1936:‬بإذن من الشيخ‪َّ ُ }:‬‬ ‫كب َ ْ‬‫كلوكلْ{ و} َ ْ‬ ‫‪1935‬أسس} ِ َ ْ ِ‬
‫دارجه{ وفي سنة‪1944:‬قد‬ ‫جاك{ و} ُ َ ْ‬‫بران َ َ‬ ‫زائرا في تلك القرية‪ .‬وأسس فيما بعد‪ْ َ َ }:‬‬ ‫ً‬ ‫أتاه‬
‫ومربيا؛‬
‫وعابدا ُ ِّ ً‬
‫ً‬ ‫برك{‪.‬مكث في ھذه القرية الجديدة عامالً‬ ‫برك َ ْ ُ‬
‫أسس }دار السالم ُ ْ ِ‬
‫األوامر‪ ،‬حتى انتقل }الشيخ المصطفى‬ ‫َ‬ ‫وممتثالً‬
‫ومعطيا الھداياالكثيرة من زرعه‪ُ ،‬‬ ‫ُ ً‬
‫تعالى األكبر آمين‪ .‬في الرابع‬ ‫جوارربه الباقي الكريم عليه رضوان‬ ‫ّ‬ ‫الكريم{ إلى‬
‫محرم‬
‫ّ‬ ‫أسس بلدته الشھيرة‪} :‬طوبى ِ ِ‬
‫بللْ{‬ ‫عشر من يوليو سنة‪1945:‬وقد ّ‬
‫سنة‪1389:‬الموافق‪ :‬أبريل سنة‪.1969 :‬‬
‫أسسھا بعد تسعة أشھر من‬ ‫ھذه القرية الواقعة شمال }طوبى{ التي ازدادت وكبرت‪ّ ،‬‬
‫كونه خليفة للشيخ الخديم للخدمة والتربية والخلوة إلخ‪ ..‬ومازالت القرية تنمو وتكبر‪:‬‬
‫قد تصل إليھا مدينة }طوبى{ في توسعاتھا الھائلة‪ ،‬إن لم تصل فعال‪.‬‬

‫الرحمان ُمصطفى َ َّ ْ ِ‬
‫أللوحي◌ّ‬ ‫ّ ِ‬
‫للشيخ ُ َ ْ ِ‬
‫عـبيد َّ ْ َ‬ ‫‪5‬‬
‫والرَّسول ُ َ ِّ ْ‬
‫الموحد‬ ‫ِ‬ ‫أسد ‬ ‫عبد َ َ ْ‬
‫األحد َ ُ‬ ‫ُ‬
‫الشيخ َ ْ ُ‬

‫محمد الفضيل{‪ ،‬بايعه أيضا على السمع والطاعة؛ َ ِ َ‬


‫ولزم‬ ‫تولى الخالفة الشيخ} ُ َّ‬ ‫وعندما ّ‬
‫وعابدا‬
‫ً‬ ‫وأمره‪ .‬ومكث في قريته عامالً‬ ‫والكبيرا إال بإذنه ْ‬
‫ً‬ ‫صغيرا‬
‫ً‬ ‫يحرك‬
‫غرزه‪ ،‬ال ُ ّ‬ ‫َ‬
‫محمد الفضيل{‬‫ومرسالً الھدايا الكثيرة والمتنوعة إلى أخيه وشيخه الشيخ} ُ َّ‬ ‫ُ ًّ ً‬
‫ومربيا‪ُ ،‬‬
‫ومحضرا إسھاماته في بناء الجامع األكبرفي }طوبى{‪ .‬وكان ُيحب الخمول والخفاء‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫ومخبتا‪ .‬وكان ُيحب جدا‬ ‫متواضعا ُ ً‬
‫ً‬ ‫عن أعين الناس‪،‬وال يظھر إال في الضروريات‬
‫الصغارالمسميين بالشيخ الفضيل‪ ،‬ال يدعوھم‬
‫ُ ّ‬ ‫محمد الفضيل{ لدرجة أن‬ ‫}الشيخ ُ َ َّ‬
‫سرج فضل؛ َ َ ْ‬
‫سامك‬ ‫بأسمائھم صراحة؛ إنما يقول‪} :‬الشيخ الفاضل{ أو}أخي الفاضل{ } َ ِ ْ‬
‫َُ ْ ِ‬
‫جباقج{‪.‬‬
‫محمد الفضيل{الخليفة اإلمام؛ ال ُيخالفه في صغيرة وال في كبيرة‪،‬‬
‫ھكذا مع الشيخ } ُ َّ‬
‫ً‬
‫وصدوقا في كالمه وأفعاله؛ ال‬ ‫وال يقطع َ ً‬
‫أمرا إال بإذنه‪ .‬وقد كان متوكال على‬
‫حليما ّ ً‬
‫سباقا إلى الخيرات‪.‬‬ ‫ً‬ ‫جوادا‬
‫ً‬ ‫شجاعا‬
‫ً‬ ‫يتوانى في الحق وفي إظھاره وبيانه‪ .‬وكان‬
‫ويكن لھم الخير‪ ،‬يتفقدھم ويشاركھم في مھامھم‬ ‫وكان ًّ‬
‫ذكيا يحترم الكبار والصغار‪ّ ُ ،‬‬
‫وحوائجھم؛ يساعدھم ويرحمھم رحمة الوالد الشفيق على األوالد والعيال‪.‬‬
‫كان شاعرا وله قصيدة مطلعھا‪:‬‬

‫وبخدمة لجنابه َ َ َ َّ ُ‬
‫نتعلم‬ ‫ٍ‬ ‫نتكرم‬ ‫يامن ُ‬
‫بنور جماله َّ ُ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫الفوائد‬ ‫مكثر‬ ‫ُ‬
‫كونك عندي ُ َ‬ ‫ِ‬
‫القصائد‬ ‫يقودني لكثرة‬
‫ُ‬
‫ودعائية يمدح فيھا شيخه }الشيخ الخديم{ وھي‪:‬‬
‫توسلية ُ ّ‬
‫ّ ّ‬ ‫وقصيدة أخرى‬
‫سيدنا‬‫تعالى على ّ‬ ‫الرحمان الرحيم وصلى‬ ‫من الشيطان الرجيم بسم‬ ‫أعوذ‬
‫السيد‬
‫تسليما‪ .‬واجعلْ ھذه األبيات بجاه ّ ّ‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫وسلم‬ ‫محمد وعلى آله وصحبه‬‫وموالنا ُ َ َّ‬
‫ُ َ ِ‬
‫المخاطب بھا كما ُ‬
‫قلت‪:‬‬
‫المطاع‬
‫خادم ُ ِ‬ ‫ُ َّ‬
‫كليتي يا ِ َ‬ ‫انقطاع‬
‫ِ‬ ‫اليوم بال‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫أعطيتك‬
‫كليتي فلتكفني الباليا‬ ‫أدخلت في جيبك يا مواليا ّ َ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫اآلفات‬ ‫إلى سواك وعن‬ ‫ِ‬
‫التفات‬ ‫قلبي عن‬
‫َ‬ ‫فلتحم‬
‫ِ‬
‫غير ما َترضى وكن لي ْ‬
‫إمام‬ ‫إكثارالكالم في ِ‬
‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ولتحم منطقي عن‬
‫ِ‬

‫الرحمان ُمصطفى َ َّ ْ ِ‬
‫أللوحي◌ّ‬ ‫ّ ِ‬
‫للشيخ ُ َ ْ ِ‬
‫عـبيد َّ ْ َ‬ ‫‪6‬‬
‫والرَّسول ُ َ ِّ ْ‬
‫الموحد‬ ‫ِ‬ ‫أسد ‬ ‫عبد َ َ ْ‬
‫األحد َ ُ‬ ‫ُ‬
‫الشيخ َ ْ ُ‬

‫فضائح‬ ‫َ‬
‫العصمة من‬ ‫وصن جوارحي عن القبائح وھب لي‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫سوء ذا رضى َ َّ َ‬
‫تأبدا‬ ‫ٍ‬ ‫أبدا وكل ِّ‬
‫الفساد َ‬
‫َ‬ ‫عمري‬
‫ولتق ُ َ‬
‫عطاءي‬
‫ِ‬ ‫وزد‬
‫استغناء بك عن الخلق ْ‬
‫ِ‬ ‫قلبي ْ ِ‬
‫أفن فيك ذا‬ ‫َ‬
‫انقضاء‬
‫ِ‬ ‫عنك مع الثنا بال‬ ‫الرضاء‬
‫ِ‬ ‫منطقي في‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ولتفن‬
‫خير ُ َ ْ ّ‬
‫محب‬ ‫الخدم يا َ‬
‫ِ‬ ‫وأسكنن جوارحي فيما ُ ّ‬
‫تحب لك من‬
‫ٍ‬
‫نعمة بال انصرام‬ ‫أجل َّ‬ ‫علي يا إمامي‬
‫َّ‬ ‫َ ْ‬
‫وأسبغن‬

‫ختك ولتكن لي يا جميلْ‬ ‫بغير َ ْ ٍ‬


‫ِ‬ ‫الجميل‬
‫ِ‬ ‫علي سترك‬
‫َّ‬ ‫وأسبلن‬

‫العلي يا ُ َ َّ ُ‬
‫مقدم‬ ‫ِّ‬ ‫خدموا جنابك‬‫وضمني إلى الذين َ‬
‫ُ َّ‬
‫تحب سرمدا‬ ‫َّ‬
‫وحلني بما ُ ُّ‬ ‫سوء أبدا‬
‫ٍ‬ ‫ّ‬
‫وخلني عن كل ِّ‬
‫عناء ُ ْ َ َ‬
‫مسجال‬ ‫ٍ‬ ‫بخدمة لك بال َ َ ُّ ٍ‬
‫تصنع وال‬ ‫ٍ‬ ‫ُ َّ‬
‫وخصني‬
‫بالجموع‬ ‫جميع َأماثلي منك ْ‬
‫وجد لي ُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫يرغب‬
‫ُ‬ ‫ھب ما فيك َ‬
‫ولي َ ْ‬
‫َ‬
‫وحبني ُ ًّ‬
‫خبا يقيني ما يجر لي اشفني‬ ‫وعافني ولتحمني ُ َّ‬
‫بمدد‬
‫وجد لي ِ َ َ ْ‬
‫محبوبا ُ ْ‬
‫أبد لديك َ ْ ُ ً‬
‫حبك واجعلني َ ْ‬
‫ھب ُ َّ‬
‫ولي َ ْ‬
‫َ‬
‫وھب لي َ ْ َ‬
‫خيركا‬ ‫حب غيركا فلتكفني بك َ َ ْ‬
‫قلبي ُ َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫محوت عن‬
‫َ‬
‫وذا َ َ ٍ‬
‫تقـلـب أيا ُموفقي‬ ‫واجعل فؤادي لك ذا َ َ ُّ ِ‬
‫تشوق‬ ‫ِ‬
‫خادما للمصطفى ُ ِ‬
‫المجاب‬ ‫ً‬ ‫ِ ِ‬
‫ذاانجذاب يا‬ ‫موالي‬
‫َ‬ ‫واجعله يا‬
‫بالمطاع‬
‫حباك ُ ْ‬‫لھا من الذي َ َ‬ ‫انقطاع‬
‫ْ‬ ‫ٍ‬
‫صلوات ال‬ ‫عليه َ ْ ُ‬
‫خير‬
‫لقائلھا ولكل من نظر إليھا بعين الرضى آمين يارب العالمين‪.‬‬ ‫غفر‬

‫الرحمان ُمصطفى َ َّ ْ ِ‬
‫أللوحي◌ّ‬ ‫ّ ِ‬
‫للشيخ ُ َ ْ ِ‬
‫عـبيد َّ ْ َ‬ ‫‪7‬‬
‫والرَّسول ُ َ ِّ ْ‬
‫الموحد‬ ‫ِ‬ ‫أسد ‬ ‫عبد َ َ ْ‬
‫األحد َ ُ‬ ‫ُ‬
‫الشيخ َ ْ ُ‬

‫تعالى عنه‪:‬‬ ‫خالفته رضي‬


‫والمحمودة‪،‬مالزما أخاه في أوامره ونواھيه التي ھي أوامر‬
‫ُ ً‬ ‫كان بتلك الصفات الكريمة‬
‫محمد المصطفى{‪ .‬كان‬ ‫اإلسالم ونواھيه‪ ،‬وما كان عليه}الشيخ الخديم{ والشيخ } ُ َ‬
‫محمد‬
‫ومريدا للشيخ } ُ َّ‬
‫محمد المصطفى{ ُ ً‬‫مريدا للشيخ } ُ َّ‬
‫األحد{ كذالك ُ ً‬ ‫الشيخ }عبد‬
‫المحمدية أكبر‬
‫ّ‬ ‫المريدين واألمة ُ‬
‫الفضيل{ حتى انتقال إلى جوار ربھما؛ عليھما وعلى ُ‬
‫رضوان ‪.‬‬
‫األحد{ الخليفة الثالث }للشيخ الخديم{‪ .‬وبادر‬ ‫وفي سنة‪ 1968 :‬كان الشيخ }عبد‬
‫البكيين‬
‫ّ‬ ‫والمريدات‪ ،‬وجميع اإلخوة‬
‫ُ‬ ‫المريدين‬
‫بتعيين يوم للدعوة العامة‪ ،‬لجميع ُ‬
‫المريدين كبارھم وصغارھم‪ ،‬قاصيھم ودانيھم‪.‬‬
‫والبصوبيين‪ ،‬وجميع الشيوخ ُ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫األحد{ في كتابه‪} :‬تاريخ‬ ‫جوج َفالْ{ أول خطاب الشيخ }عبد‬
‫مور ُ َ‬
‫أورد الحاج } ُ ْ‬
‫المعجزات والخدمات َ ِ ّ‬
‫األحدية{ قال في‬ ‫الطوبوية‪ ،‬في إظھار بعض ُ‬
‫ّ‬ ‫بعض المؤسسات‬
‫فجره‬
‫ُ‬ ‫شمس ذالك اليوم‪ ،‬وما انبلج‬
‫ُ‬ ‫اليوم الموعود‪ ،‬ما طلعت‬
‫ُ‬ ‫ھذا الكتاب‪} :‬فلما حان‬
‫إال وشوارع مدينة }طوبى المحروسة{ ُمغتصة بالوفود الطارئة‪ ،‬في البقعة المباركة‬
‫المحروسة‪ ،‬من جميع نواحي السنغال‪ ،‬ومن نواحي أفريقيا‪ ،‬ومن البلدان النائية‪،‬‬
‫كأوروبا وآسيا والدول العربية جمعاء‪.‬‬
‫بعد اجتماعھم في‬ ‫ٌ‬
‫ساعات َ َ‬ ‫األصوات‪ ،‬ومضت من النھار‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الحركات وخشعت‬ ‫فلما ھدأت‬
‫خطيبا فقال‪:‬‬
‫ً‬ ‫البكي{‬
‫ّ‬ ‫األحد‬ ‫الطوباوية‪ .‬قام الشيخ الخليفة الثالث‪} :‬عبد‬
‫ّ‬ ‫العرصات‬
‫جميعا‪ ،‬من بلدان‬
‫ً‬ ‫كلكم‪ ،‬أيھا المحتشدون في ھذه البقعة‬ ‫}السالم عليكم ورحمة‬
‫من ال يوجد ُ‬
‫مثله في‬ ‫فقد َ ْ‬ ‫الملمات ُ ِ َّ ً‬
‫ملمة؛ َ ْ ُ‬ ‫أشد ُ َّ‬‫شتى‪ ،‬للمشاركة معنا في ما نزلت بنا من ِّ‬
‫البكي{ َ ْ ِ ّ‬
‫المرضي عند‬ ‫ّ‬ ‫محمد الفضيل‬ ‫وولينا وقدوتنا الحاج} ُ َّ‬
‫ّ‬ ‫ھذا الزمن‪ ،‬سيدنا‬
‫ورسوله‪ ،‬وعند شيخنا خديم الرسول‪ ،‬صلى عليه وسلم‪.‬‬
‫المريدون‪ ،‬سواء القاصي أو الداني منكم؛ بأني إن‬ ‫جميعا أيھا ُ‬
‫ً‬ ‫وبعد‪ :‬فإني أعلمكم‬
‫أضع قدمي إال على الصراط المستقيم؛ ال أعبد إال ‪ .‬فما بيني‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬
‫أريد أن ال‬ ‫شاء‬
‫ُ‬
‫وترك غيرھما في‬ ‫واستدراج ُ َ َ ٍ‬
‫مستدرج‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫مكرم‪،‬‬
‫إكرام ُ َ ٍ‬
‫ُ‬ ‫وبين الناس إال ھذه الثالثة‪} :‬‬
‫األحد{‪ِّ ُ .‬‬
‫وأعلمكم‬ ‫سماني والدي األعظم خديم الرسول بـ‪} :‬عبد‬ ‫حاله‪ .‬وألجل ھذا ّ‬
‫كريم‬
‫ِ‬ ‫شيء‪ ،‬دون أن يكون ذالكم‪ ،‬في‬‫ٍ‬ ‫نويت أن ال أفعل َ شيئا ً أو أدنى‬
‫ُ‬ ‫اليوم أيضا‪ ،‬بأني‬
‫َ‬

‫الرحمان ُمصطفى َ َّ ْ ِ‬
‫أللوحي◌ّ‬ ‫ّ ِ‬
‫للشيخ ُ َ ْ ِ‬
‫عـبيد َّ ْ َ‬ ‫‪8‬‬
‫والرَّسول ُ َ ِّ ْ‬
‫الموحد‬ ‫ِ‬ ‫أسد ‬ ‫عبد َ َ ْ‬
‫األحد َ ُ‬ ‫ُ‬
‫الشيخ َ ْ ُ‬

‫البمبوية‪ .‬إن شاء ‪ ،‬فلتطب‬


‫المريدية َ ْ َ ِ ّ‬
‫يھم الطريقة ُ ّ‬ ‫األمر ‪ُ َ ،‬‬
‫ُ‬ ‫علمكم؛ إن كان ذالك‬
‫أستبد في َ ْ ٍ‬
‫أمر من األمور اآلتية‪ ،‬وقد شغل الطريقة أبدا‪{.‬‬ ‫ّ‬ ‫نفوسكم في مستقبلكم‪ ،‬وال‬
‫ومما ذكره في خطابه الھام يومئذ‪:‬‬
‫تبارك وتعالى‪ ،‬وبطاعته باإليمان واإلسالم‬ ‫ُ‬
‫قدمت نفسي بتقوى‬ ‫بعد ما‬
‫}أوصيكم َ‬
‫تعالى عليه وسلم‪ ،‬والثبوت‬ ‫صلى‬ ‫واإلحسان‪ ،‬والدوام عليھا‪ ،‬وبسنة رسول‬
‫صلى‬ ‫تعالى بسنة رسول‬ ‫ِ‬
‫عبادة‬ ‫بإدمان‬
‫ِ‬ ‫فيما أمرنا شيخنا خديم الرسول‪،‬‬
‫عليه وسلم‪ ،‬والدوام في الخدمة لشيخنا الخديم في جميع الميادين‪:‬‬
‫ھد َّ ِ‬
‫يات‬ ‫بحب أو َ ِ‬ ‫ٍ‬
‫بخدمة أو ِ ُ ٍّ‬ ‫لھم‬
‫صادق ُ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫مريد‬ ‫طوبى ٍ‬
‫لعبد‬
‫الطوبوي‪ ،‬الذي مازال }الشيخ الخديم{‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫أمرتكم به االجتھاد في أمر الجامع‬ ‫فأول ُ ما‬
‫ّ‬
‫فورا‪،‬‬ ‫ً‬
‫واحدة في عمل بناء الجامع لتتميمه ً‬ ‫يدا‬
‫يأمرنا به ويحثنا على تحصيله‪ .‬فلنكن َ ً‬
‫قريب إن شاء ؛ }لينفق ذوسعة من سعته؛ ومن ُقدر عليه رزقه‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫وترميمه عما‬
‫نفسا إال ما آتاھا{ صدق العظيم‪.‬‬
‫ً‬ ‫فلينفق مما آتاه ؛ ال ُيكلف‬
‫المجتمعين في }طوبى{ والمواطنين والزائرين وصايا شيخنا‬
‫جميع المحتشدين ُ‬
‫ُ‬ ‫وقبل‬
‫‪1‬‬
‫أمره بالعمل والجھاد في سبيل {‬
‫الخليفة بقبول حسن؛ فامتثلوا َ‬

‫الخديمية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫طريقة التربية‬ ‫توضيحه‬
‫والمريدين طريقة التربية‬
‫ُ‬ ‫توضيح الناس‬
‫ُ‬ ‫األحد{ أول ما بدأ به ھو‬ ‫فالشيخ }عبد‬
‫يربي به أصحابه‬‫الخديمية‪ ،‬وتعريفھم بالشيخ الخديم‪ ،‬وتذكيرھم المنھج الذي كان ُ ّ‬ ‫ّ‬
‫المريدين أي‬
‫التجديدية‪ :‬طريقة ُ‬
‫ّ‬ ‫المبايعين له عند تأسيس طريقته‬ ‫وكباره‪ ،‬وأول ُ‬
‫مريد }للشيخ‬
‫سليم‪ .‬قد بدأ بنفسه وقال‪ :‬إني ُ ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫مع قلب‬ ‫السالكين والسالكات إلى‬
‫جعلت حركاتي وسكاني‪ ،‬حياتي‬ ‫ُ‬ ‫السنة‪ ،‬وأطلب مرضاته‪ .‬قد‬ ‫الخديم{‪ ،‬أخدمه في ُّ ّ‬
‫عليه وسلم‪ .‬قد‬ ‫كلھا‪}،‬للشيخ الخديم{‪ ،‬كما فعل ذالك مع مخدومه صلى‬ ‫ومماتي ّ‬
‫عزمه على خدمة الطريقة والتشاور‬ ‫َ‬ ‫أكد في خطبته األولى‬ ‫بيعته ھذه َ َ ً‬
‫علنا؛ كما ّ َ‬ ‫أعلن َ‬
‫يخص مصالح الطريقة‪ ،‬وعدم االستبداد في األمور الخاصة بالطريقة‪.‬‬ ‫فيما َ ُ ُّ‬

‫‪1‬‬
‫ُوج َ ْ‬
‫فال{ ص‪ 3:‬ـ ‪} 5‬‬ ‫الطوبوية{ للشيخ }م ْ‬
‫ُور ج َ‬ ‫ّ‬ ‫تاريخ بعض المؤسسات‬

‫الرحمان ُمصطفى َ َّ ْ ِ‬
‫أللوحي◌ّ‬ ‫ّ ِ‬
‫للشيخ ُ َ ْ ِ‬
‫عـبيد َّ ْ َ‬ ‫‪9‬‬
‫والرَّسول ُ َ ِّ ْ‬
‫الموحد‬ ‫ِ‬ ‫أسد ‬ ‫عبد َ َ ْ‬
‫األحد َ ُ‬ ‫ُ‬
‫الشيخ َ ْ ُ‬

‫ً‬
‫شيوخا يدعون‬ ‫‪ّ (1‬بين لنا مكانة }الشيخ الخديم{ بين الشيوخ‪ ،‬وقال‪} :‬إن ھناك‬
‫ويعملون على قدر جھودھم؛ ولكن‪ ،‬لما استجاب دعوة }الشيخ الخديم{ َ ْ َ‬
‫الجفلى‪،‬‬
‫وحيدا في‬‫ً‬ ‫جميع الناس‪ .‬وكان الشيخ‬ ‫َ‬ ‫أسبغت وغمرت‬ ‫ْ‬ ‫فاضت البركات والنعم‪ ،‬حتى‬
‫أحد ُيساعده‬ ‫غريبا عن أھله وإخوانه وبلده‪ ،‬ولم يكن ٌ‬ ‫ً‬ ‫خدمته وأعماله ودعواته‪،‬‬
‫شيء ما‪ ،‬طوال الغربة الطويلة والخدمة الكبرى؛ لدرجة أنه حين‬ ‫ٍ‬ ‫في وضع ورفع‬
‫خط َ ْ ٍ‬
‫سطر‬ ‫بله عن مساعدته في ِّ‬ ‫يؤمن بدعوته؛ َ ْ َ‬
‫أحد يقف بجانبه ُ َ ِّ ُ‬‫ما كان يدعو‪ ،‬ال َ‬
‫من مكتوباته‪ ،‬أو إصالح المداد أو القلم‪ .‬نفھم من ذالك بدالئل واضحة‪ ،‬أنه الوحيد‬
‫أحد‪ ،‬ولم يرافقه في خدمته الكبرى‬ ‫المسئولية بنفسه‪ .‬ولم يشاركه فيھا ٌ‬‫ّ‬ ‫تحمل‬
‫الذي َّ‬
‫النبوية الشريفة‪.‬‬
‫اإللھية والھداية َ ِ ّ‬
‫ّ‬ ‫والغيبة الطويلة األليمة والشديدة سوى العناية‬
‫ٍ‬
‫واحد‬ ‫في }الشيخ الخديم{ أنه انفرد بأتباعه حيث جعل لكل‬ ‫‪ّ (2‬بين أن من حكمة‬
‫موھبة خاصة؛ يعتقد ذالك الشخص أنه المنفرد بتلك المواھب الخاصة‪ ،‬وال ُيفكر‬
‫أحدا من أتباع الشيخ لم يصل إلى ما وصل إليه‬‫يوما ما أن يبدلھا؛ بل يومن أن ً‬ ‫ً‬
‫أحد منھما أن يكون‬
‫والمريدين‪ ،‬ال ُيريد ٌ‬
‫ُ ْ‬ ‫التلميذين‬
‫ْ‬ ‫وحصل ما حصل منه‪ .‬والدليل أن‬
‫بالخصوصية والحظوة التي غرفھا من بحر}الشيخ الخديم{‪ .‬وھذا يدل‬
‫ّ‬ ‫مكان اآلخر‬
‫أنه ھو الذي أمأل أوانيھم وكئوسھم‪.‬‬
‫المريدين‪ ،‬ال يرجون سوى }الشيخ الخديم{؛ أما ُ ّ ُ‬
‫القواد والزعماء فوسائط‪،‬‬ ‫‪ّ (3‬بين أن ُ‬
‫المريدي‪ ،‬إذا ُوضع‬
‫ّ‬ ‫معلق عند}الشيخ الخديم{ بدليل أن الميت ُ‬‫المريدين ُ َّ‬
‫ولكن رجاء ُ‬
‫غير }الشيخ الخديم{‪ ،‬إذا كانت له حيلة وقوة‪،‬‬ ‫شيخا َ ْ َ‬
‫ً‬ ‫في قبره‪ ،‬وقيل له‪ :‬إن لك‬
‫انتقلت إلى طريقة أخرى ـ رغم كوني على‬‫ُ‬ ‫سوف ُيھاجم ذالك القائل؛ وأنا بنفسي لو‬
‫واضحا أن سر ھذه الطريقة‬‫ً‬ ‫المريدون إلى غيري‪ .‬لقد بدا‬‫رأس الطريقةـ لتوجه ُ‬
‫ً‬
‫صادقا له‬ ‫مريدا‬
‫ألحد دخل ُ سوى كونه ُ ً‬ ‫ٍ‬ ‫ھو شيخنا }الشيخ الخديم{؛ وليس فيھا‬
‫وليس أكثر‪.‬‬

‫إخدام الشيوخ وتربيتھم وترقية ھممھم‪:‬‬


‫ُ‬
‫َّ َ‬
‫وحملھم مسئوليات؛‬ ‫وعرفھم بالناس‬
‫َّ‬ ‫بدأ بأھل بيته نسل }الشيخ الخديم{‬
‫أمرا إال‬
‫تخص الطريقة؛ وكان ال يقطع ً‬
‫ّ‬ ‫وشاركھم في المشاورة في األمور التي‬
‫بموافقة كبرى األسرة آنذاك السيدة الفريدة الفاضلة والعديمة النظير‬
‫جميع إخوته‬
‫َ‬ ‫البكية{‪ .‬وقد ساعد الخليفة الثالث‬ ‫الشيخة‪}:‬عائشة َ َ ْ‬
‫غاوان َ ِ َّ‬
‫الرحمان ُمصطفى َ َّ ْ ِ‬
‫أللوحي◌ّ‬ ‫ّ ِ‬
‫للشيخ ُ َ ْ ِ‬
‫عـبيد َّ ْ َ‬ ‫‪10‬‬
‫والرَّسول ُ َ ِّ ْ‬
‫الموحد‬ ‫ِ‬ ‫أسد ‬ ‫عبد َ َ ْ‬
‫األحد َ ُ‬ ‫ُ‬
‫الشيخ َ ْ ُ‬

‫وأخواته‪ ،‬كل واحد منھم على ھمته وأنشطته‪ .‬قد أسند اإلمامة في أول جمعة‬
‫ألخيه الشيخ‪} :‬عبد القادر البكي{ وھكذا‪.‬‬
‫ووجھه إلى‬
‫ّ‬ ‫شيخ بخدمة‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫المريدين وخلفائھم‪ ،‬قد أمر كل‬
‫أما بالنسبة للشيوخ ُ‬
‫ذالك األمر الذي يكون مع أتباعه في خدمة }الشيخ الخديم{ تحت إذن الخليفة‬
‫يعين كالًّ‬
‫شيوخ في تنفيذ أوامره على أحسن وجه‪ .‬فكان ُ ّ‬ ‫ٌ‬ ‫الثالث‪ .‬قد برع‬
‫باختصاصه‪ ،‬أو األعمال التي كان )الشيخ الخديم( يستخدمه لوالده أو لذالك‬
‫المريدين كانت طيبة‬ ‫ُ‬ ‫البيت وتلك األسرة‪ .‬وعالقته بالشيوخ غير‬
‫جداوودية؛يغدف عليھم باألموال‪ ،‬ويقوم بمصالحھم وحوائجھم‪ ،‬ويحترمھم‬ ‫ُ ّ‬
‫ويكرمھم لإلسالم وأخوة اإليمان وأواصر القرابة والوطن وغيرھا من الروابط‬‫ُ‬
‫الكثيرة التي تربطھم جميعا‪.‬‬

‫الوحدة َّ َ ُ‬
‫والترابط‪:‬‬ ‫الحث على ُ‬
‫النبوية بالوحدة والترابط؛ كان الشيخ‬‫اإللھية‪ ،‬واإلرشادات َ ّ‬
‫ّ‬ ‫بناء على األوامر‬
‫األحد{ يحث الناس بالوحدة وخاصة المسلمين‪ .‬وقال في أكثر ما من‬ ‫}عبد‬
‫بالوحدة؛ ألننا إخوة‪،‬‬ ‫خطبه البالغة في مناسبات عديدة‪} :‬أمرنا‬ ‫مرة من ُ َ‬
‫يربطنا رباط اإليمان لقوله تعالى‪} :‬إنما المومنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم{‬
‫ولذالك‪ ،‬فمن واجبنا إصالح ذات البين التي منھا عدم تمييز وعزل المسلمين‬
‫أحمرھم‬
‫ُ‬ ‫بيوتية أو اعتبارات أخرى‪ .‬إنما المومنون‬‫طرقية ودعاوى ُ ّ‬ ‫بعوامل َ ُ ُ ّ‬
‫وأبيضھم؛ إخوة أشقاء‪ ،‬ومن فصيلة واحدة‪ .‬ال يحاول عزل َ نفسه من‬ ‫ُ‬ ‫وأسودھم‬
‫ُ‬
‫ھذه المحيطة والرابطة إال ذو سفه‪ ،‬ال يعرف عواقب األمور‪ ،‬ونتيجة محاوالته‬
‫االتحاد البد من تحقيق‬
‫َ‬ ‫وبين أن‬
‫المطھرة‪َ َّ .‬‬ ‫ّ‬
‫والسنة ُ ّ‬ ‫الممنوعة من القرآن الكريم‬
‫نتيجة ملموسة‪ .‬المشتركون في أمر‪ ،‬يجب عليھم أن يوحدوا جھودھم وحركاتھم‬
‫إلنجاز ذالك الھدف المنشود‪ .‬وأشار في توضيح ھذه الحقيقة‪ :‬أن الحطب منتشر‬
‫ومتفرق في القفار‪ ،‬وإليصالھا إلى البيوت لالستعمال؛ البد من رباط يربطھا‪.‬‬
‫وكذالك الحركات األخرى مثل البريد والسكك الحديدية‪ ،‬البد من توحيد جھودھم‬
‫للحصول على نتيجة‪ .‬وأضافإلى أن ھذه الوحدة ستأتينا بفوائد ونتائج منھا‪:‬‬

‫الرحمان ُمصطفى َ َّ ْ ِ‬
‫أللوحي◌ّ‬ ‫ّ ِ‬
‫للشيخ ُ َ ْ ِ‬
‫عـبيد َّ ْ َ‬ ‫‪11‬‬
‫والرَّسول ُ َ ِّ ْ‬
‫الموحد‬ ‫ِ‬ ‫أسد ‬ ‫عبد َ َ ْ‬
‫األحد َ ُ‬ ‫ُ‬
‫الشيخ َ ْ ُ‬

‫يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا‬ ‫لنا بقوله جل وعز‪} :‬إن‬ ‫ب‬‫‪ 1‬ـ ُح ُّ‬
‫‪2‬‬
‫كأنھم بنيان مرصوص{‪.‬‬
‫للكافرين على المومنين‬ ‫‪ 2‬ـ التأمين واألمانة‪ ،‬لقوله جل وعز‪ } :‬ولن يجعل‬
‫‪3‬‬
‫سبيال{‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ 3‬ـ طرد الشيطان عنا لقوله تعلى‪} :‬إن عبادي ليس لك عليھم سلطان{‪.‬‬
‫مريدي‪ ،‬ھذا‬
‫ّ‬ ‫َّ‬
‫ويتحزب قائال‪ :‬أنا ُ‬ ‫يتعصب‬
‫ّ‬ ‫وقال بعد بيان ھذه األمور‪} :‬إذا رأيتم من‬
‫سوءا؛ فاستعملوا حينئذ قوله تعالى‪} :‬وإذا‬
‫قادري؛ ويقول في أحدھم ُ‬
‫ّ‬ ‫تيجاني وذاك‬
‫ّ‬
‫رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنھم حتى يخوضوا في حديث غيره{‪.5‬وكل‬
‫المسلمين إخوة‪ ،‬ال فرق بينھم‪ .‬فلتكن نياتنا خالصة‪ ،‬وأعمالنا موحدة؛ وھذا سبيل‬
‫الفوز في الدنيا والسعادة في األخرى‪ .‬فنحن يربطنا أمران‪ :‬اإلسالم والوطن‪ .‬وكل‬
‫ننجو من‬
‫َ‬ ‫يدا واحدة للعبادة والعمل‪ ،‬كي‬
‫واحد منھما ال يقبل التفرقة والتقسيم‪ .‬فلنكن ً‬
‫كيد أعدائنا ومن مكائد الشيطان‪.‬‬

‫أھم أعمــاله وخدمــاته‪:‬‬


‫األكبر‪ ،‬ھو أول خدماته لتكملة مشروع }الشيخ الفضيل‪.‬‬ ‫‪ 1‬ـ تسوير الجامع‬
‫وتنويره بمصابيح وقادة؛ وتجديد الضريح المبارك بالذھب والحرير؛ وفرش الجامع؛‬
‫وتزيين الداخل وتلوين القبات‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ زيادة الجامع األكبرسنة‪ 1987:‬بمليارونصف من الفرنك اإلفريقي{ ُبدئ‬


‫وكمل صفر سنة‪ 1409:‬ھـ‪.‬‬ ‫في الخامس عشر من رجب ‪1407‬ھـ‪ .‬مارس ‪ُ 1987‬‬
‫نوفمبر ‪.1988‬‬
‫ََْ‬
‫أعلن في اإلذاعة الوطنية‪ ،‬أنه ينوي ويعزم زيادة مساحة الجامع األكبر للمصلين‪.‬‬
‫ُ‬
‫جعلت ما في‬ ‫والمبلغ الالزم لذالك يصل إلى مليار ونصف من الفرنك‪ .‬وقال‪ :‬إني‬
‫الزراعية وغيرھا‪ .‬فمن شاء منكم فليأت بما في وسعه‬
‫ّ‬ ‫ُوسعي أوال‪ ،‬من ممتلكاتي‬
‫‪2‬‬
‫سورة الصف‪4/‬‬
‫‪3‬‬
‫سورة النساء‪140/‬‬
‫‪4‬‬
‫سورة الحجر‪42/‬‬
‫‪5‬‬
‫سورة األنعام‪68/‬‬

‫الرحمان ُمصطفى َ َّ ْ ِ‬
‫أللوحي◌ّ‬ ‫ّ ِ‬
‫للشيخ ُ َ ْ ِ‬
‫عـبيد َّ ْ َ‬ ‫‪12‬‬
‫والرَّسول ُ َ ِّ ْ‬
‫الموحد‬ ‫ِ‬ ‫أسد ‬ ‫عبد َ َ ْ‬
‫األحد َ ُ‬ ‫ُ‬
‫الشيخ َ ْ ُ‬

‫كرھا‪ .‬وقبل الناس ھذه الدعوة‪ ،‬وھذا المشروع بالسمع والطاعة‪ .‬حضروا‬ ‫َْ ً‬
‫طوعا ال َ ْ ً‬
‫ٌ‬
‫جاھز‬ ‫المليار ونصف‬
‫ُ‬ ‫في اليوم الموعود منتصف رجب‪1407 :‬ھـ‪ .‬مارس ‪1987‬م‪.‬‬
‫األساسي لھذه‬
‫ّ‬ ‫البكي{ بوضع الحجر‬
‫ّ‬ ‫محمد المرتضى‬
‫وكامل بزيادة‪ .‬تفضل الشيخ‪َّ ُ } :‬‬
‫المريدين وبعض‬ ‫التوسيعات الكبيرة بحضور ذرية }الشيخ الخديم{ وكبار شيوخ ُ‬
‫مشروعا آخر‪ ،‬إال بعد‬
‫ً‬ ‫وبدئاألعمال‪ ،‬وعاھد آنذاك أن ال يبدأ‬
‫زعماء الدين في السنغال‪ُ .‬‬
‫تمام وإكمال ھذا المشروع‪ .‬واصلوا في العمل حتى تم التشطيب في صفر‪1409 :‬ھـ‪.‬‬
‫جميع‬
‫َ‬ ‫نوفمبر‪1988:‬م‪ .‬والحمد ‪ ،d‬قد حضر إكماله‪ ،‬وصلى فيه بعد اإلكمال‪ .‬وشكر‬
‫التوسيع إلى }‪{3000‬‬
‫ُ‬ ‫والمساھمات‪ .‬قد أضاف ھذا‬
‫ُ‬ ‫والمساھمين‬
‫ُ‬ ‫والمريدات‪،‬‬
‫ُ‬ ‫المريدين‬
‫ُ‬
‫ثالثة آالف مصلين آخرين‪ ،‬زيادة عن العدد األول‪ .‬وقد دفع أيضا مبلغ‪000 000} :‬‬
‫لشخص قد وعد أن يد فعه‪ ،‬ولم يلتزم بوعده؛ ودفعه ھو بنفسه لوجه‬ ‫ٍ‬ ‫‪ 50‬فرنك{‬
‫والمريدية وشيخه }الشيخ الخديم{‪.‬‬
‫ُ ّ‬ ‫ولخدمة اإلسالم‬

‫السنغال؛‬ ‫‪ 3‬ـ بيوت الشيخ الخديم المنتشرة داخل‬


‫وخاصة الموجود في طوبى سنة‪ 1982:‬الموافق‪1402:‬ھـ‪.‬‬
‫األحد{ في إيجاد مسكن }للشيخ الخديم{؛ ونادى وبحث فيه؛‬ ‫فكر الشيخ‪} :‬عبد‬
‫حتى وجد المكان المناسب لذالك وھو غرب الجامع األكبر‪ .‬وكان المكان لورثة الشيخ‬
‫محمد البشير ابن الشيخ الخديم{ الذين تنازلوا وأھدوا ذالك المكان للخليفة الثالث؛‬ ‫} ُ َّ‬
‫المكان الذي فيه المحطة الكھربائية؛‬
‫َ‬ ‫األحد{ بدال من ذالك‬ ‫وأعطاھم الشيخ‪} :‬عبد‬
‫والذي كان محطة للسيارات القادمة والخارجة من المدينة‪ .‬أي غرب ھذا البيت‬
‫محمدا مصنب‬
‫محمد البشير{ الشيخ‪ً َّ ُ } :‬‬ ‫الخديمي مباشرة‪ .‬ودعا الشيخ‪} :‬مصطفى ُ َّ‬ ‫ّ‬
‫جيل‬
‫جوب{ والحاج‪ِ } :‬‬ ‫بدر ُ ْ‬
‫محمد َ َ ْ‬
‫محمد المأمون{ الشيخ‪َّ ُ } :‬‬‫محمد رقية ُ َّ‬
‫البكي{ الشيخ‪َّ ُ } :‬‬
‫بي{ وأمرھم بالبدإ واجتھدوا فيه حتى تم البناء‪.‬‬‫َ ْ‬
‫قسطا من ھذه‬ ‫ً‬ ‫األحد{ في اإلذاعة الوطنية‪ :‬أنه أقطع لنفسه‬ ‫وأعلن الشيخ‪} :‬عبد‬
‫قارئا قوله تعالى‪} :‬أتأمرون الناس بالبر وتنسون‬ ‫ً‬ ‫الدار‪ً ِّ ُ ،‬‬
‫مبينا ھذا األمر‬
‫أنفسكم{‪6‬وقال‪ :‬إنه سيدفع مبلغ‪ 210 000 000} :‬فرنك{ لھذا القسط‪َ َّ .‬‬
‫وأكد أنه دفع‬
‫في يوم التعظيم المقبل‪ .‬وقد‬ ‫النصف األول؛ والنصف الباقي سوف يؤديه إن شاء‬

‫‪6‬‬
‫سورة البقرة‪43/‬‬

‫الرحمان ُمصطفى َ َّ ْ ِ‬
‫أللوحي◌ّ‬ ‫ّ ِ‬
‫للشيخ ُ َ ْ ِ‬
‫عـبيد َّ ْ َ‬ ‫‪13‬‬
‫والرَّسول ُ َ ِّ ْ‬
‫الموحد‬ ‫ِ‬ ‫أسد ‬ ‫عبد َ َ ْ‬
‫األحد َ ُ‬ ‫ُ‬
‫الشيخ َ ْ ُ‬

‫ونصيبا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫قسطا‬ ‫والمريدات قائال‪} :‬ولمن شاء منكم أن يتخذ‬
‫ُ‬ ‫المريدين‬
‫جميع ُ‬
‫َ‬ ‫حث‬
‫مفروضا ‪ ،‬كما فعل ھو فليفعل‪ .‬فأجركم على ‪ .‬قال }الشيخ الخديم{‪:‬‬
‫ً‬
‫مــن‬ ‫يحــوز َ ْ َ‬
‫خــيـر َ ِّ‬ ‫بما به َ ُ ُ‬ ‫يمـل َّ ِ ّ‬
‫مني‬ ‫مريــد لم َ َ‬
‫فاز ُ ٌ‬
‫يضيف الضيوف والوافدين والزائرين‪ .‬وھو ُمجھز‬ ‫والحمد ‪ ،d‬تم المسكن الذي ُ ِّ‬
‫والرفاھية المختلفة‪ .‬مازالت عمليات الصيانة والتطوير والتفقد مستمرة‬
‫ّ‬ ‫بأنواع الراحة‬
‫حتى اآلن‪.‬‬
‫الخديمية{ في السنغال وبعض البلدان إإلفريقية‪ ،‬وأمرھم أن‬
‫ّ‬ ‫بعد }الدور‬
‫وانتشرت فيما ُ‬
‫ويسجلوه في دفتر حاكم تلك المنطقة؛ حسب اللوائح‬ ‫يجعلوا اسم }الشيخ الخديم{ فيه ُ‬
‫بر َ َ ُ ِ‬
‫سجغور‪،‬‬ ‫والقوانين التي تحكم بھا أھل تلك المنطقة‪ .‬ومن ھذه الدور الموجودة‪ْ ِ } :‬‬
‫وليبرويلْ وغيرھا من مدن الستغال‬
‫َْ ِ‬ ‫تونو‬ ‫جان‪َ َ ُ ،‬‬
‫دواال‪ُ ،‬كو ُ ُ‬ ‫واندر‪ْ ِ َ .‬‬
‫أبيد َ ْ‬ ‫َْ‬ ‫امبور‪َ ْ ِ ُ ،‬‬
‫روفسك‬ ‫ُْ َ‬
‫والعد‪.‬‬
‫الذكر َ ُّ‬
‫ُ‬ ‫ومدن البالد اإلفريقية مما يطول‬
‫جميع ممتلكاته وماله من قوة وطاقة‬
‫َ‬ ‫األحد{ بإعطائه والده‬ ‫قد بايع الشيخ‪} :‬عبد‬
‫الخديمية وعين الرحمة‬
‫ّ‬ ‫بين ذالك بخط يده‪}:‬أن المكتبة‬ ‫ً‬
‫وباطنا‪ .‬قد َّ َ‬ ‫ظاھرا‬
‫ً‬ ‫وحيل‬
‫وھذية للشيخ‬
‫ّ‬ ‫وقف‬
‫ٌ‬ ‫ودوره المتعددة في األفق والبلدان كلھا‬ ‫ومسكن الشيخ الخديم َ ِ‬
‫سلم نسخة من ھذه الكتابة إلى اإلمام األكبر أخيه الشيخ‪:‬‬ ‫الخديم‪ .‬ال يرثھا وارث{‪ّ .‬‬
‫بي{ و}عبد الكريم َفالْ{ وغيرھم من الشيوخ‬ ‫جيل َ ْ‬
‫البكي{ والحاج‪ِ ِ } :‬‬‫ّ‬ ‫}عبد القادر‬
‫الخديمية‪ ،‬بنى ُ ّ‬
‫مصلى‬ ‫ّ‬ ‫والمسئولين اإلداريين أھل الثقة عنده‪ .‬باإلضافة إلى ھذه الدور‬
‫المحيطة حول الجامع‪ ،‬لكون بعض‬ ‫شرقي الجامع األكبر‪ .‬وأمر بقلع األشجار ُ‬
‫ّ‬ ‫العيدين‬
‫ْ‬
‫الناس يجلسون تحتھا‪ .‬ويخوض بعضھم فيما ال يعنيھم مثل الغيبة والنميمة والشتم؛‬
‫أو اللھو والفجور‪َ ْ َ .‬‬
‫وأبدل َ ھذه المقلوعة بأشجار النخيل‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ مكتبة الشيخ الخديم سنة‪1978 :‬‬


‫كان الشيخ‪} :‬عبد األحد{ يقفو والده‪ ،‬ويحرص على ما يحرص عليه‪ .‬ومن ضمن‬
‫ذالك‪ ،‬العناية الفائقة بالقرآن الكريم‪ .‬ولذالك كان يستكتب المصاحف بكثرة‪ ،‬ومن ذوي‬
‫خط جيد وخطاطين محسنين‪ .‬وكان يعطي للكاتب ھديات قيمة جدا‪ ،‬من نفقة ومالبس‬
‫يوميا حتى امتأل جميع المخازن ُ َ‬
‫المعذة‬ ‫ًّ‬ ‫وغيرھا‪ .‬ولذالك كانت المصاحف تتوارد عليه‬
‫سميه‬
‫ّ‬ ‫الخديمية من كل فن‪ .‬ولما أتم‬
‫ّ‬ ‫لذالك‪ .‬وكان يستكتب أيضا القصائد والمؤلفات‬
‫الرحمان ُمصطفى َ َّ ْ ِ‬
‫أللوحي◌ّ‬ ‫ّ ِ‬
‫للشيخ ُ َ ْ ِ‬
‫عـبيد َّ ْ َ‬ ‫‪14‬‬
‫والرَّسول ُ َ ِّ ْ‬
‫الموحد‬ ‫ِ‬ ‫أسد ‬ ‫عبد َ َ ْ‬
‫األحد َ ُ‬ ‫ُ‬
‫الشيخ َ ْ ُ‬

‫ابن الشيخ‪} :‬شعيب{ شقيقه‪ ،‬كتابة }مجموعة الوصايا{‪ ،‬فرح بھا‪ ،‬وأمر بطبعھا في‬
‫حسن الكتابة البن شقيقه‬
‫ُ‬ ‫}دكار{ العاصمة‪ .‬خرج الطبع ًّ‬
‫نقيا وسليما‪ .‬وقد أغرى‬
‫عبد األحد{ إلى شراء المطبعة لطبع القصائد والمؤلفات‬ ‫َ‬
‫الشيخ‪َ } :‬‬ ‫َ ِ ِّ‬
‫وسميه والطبع‬
‫الخديمية وغيرھا من الوصايا والكتب‪.‬‬
‫ّ‬
‫الطوبوية{‪} :‬ومن‬
‫ّ‬ ‫جوج َفالْ{ في كتابه‪} :‬تاريخ بعض المؤسسات‬
‫مور ُ َ‬
‫يقول الشيخ‪ْ ُ } :‬‬
‫الجدير بالذكر‪ ،‬أن جميع المطابع واآلالت التابعة لھا‪ ،‬قد اشترى }الشيخ{ كلھا من‬
‫والعربية بماليين فضة؛ حتى وصلت ھنا في طوبى المحروسة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫األوروبية‬
‫ّ‬ ‫البلدان‬
‫بحمد وحسن عونه‪ ،‬وبفضل جھود شيخنا الخليفة منھا‪:‬‬
‫ثمن كل منھا سبعة ماليين فرنك؛ والسابعة تقدر ثمنھا بخمسة عشر‬
‫‪ 1‬ـ ستة مطابع‪ُ ،‬‬
‫ماليين فضة‪.‬‬
‫بعد أثمانھا‪ .‬فأصبحت ھذه المطابع‬
‫‪ 2‬ـ ومنھا المطابع الصغيرة‪ ،‬أربعة لم أعرف ُ‬
‫ً‬
‫خارقا للعادة‪.‬‬ ‫حصولھا في السنغال َ ً‬
‫أمرا‬

‫مشروع ابتداء الطبع‪ :‬فلما اشترى ھذه المطابع المذكورة‪ ،‬شيخنا الخليفة العآم‬
‫كتبا قيمة‪،‬‬
‫للمريدين‪} :‬عبد األحد{‪ ،‬أدخلھا في مخازن داره أو منزله‪ ،‬حتى ملئوھا ً‬ ‫ُ‬
‫فلم تتسع المخازن والبيوت حفظ جميع المكاتب الفارغة منھا أي من كتابتھا أو طبعھا‬
‫كالعادة‪.‬‬

‫جوج َفالْ{ في نفس الكتاب‬ ‫مشروع بناء المكتبة‪ :‬يقول أيضا الشيخ‪ْ ُ } :‬‬
‫مور ُ َ‬
‫األحد{ إلى إقامة‬ ‫شمر الشيخ الخليفة‪ ،‬مجادة الشيخ‪} :‬عبد‬ ‫المذكور أعاله‪} :‬وقد ّ‬
‫وتشييد عدة بناءات كبيرة في شرق الجامع األكبر‪ ،‬تشابه مبنى الجامع في كل صفاته‬
‫ببركة الشيخ الخديم‪ .‬ورفع صوته الشريفة‪ُ ،‬يخاطب‬ ‫الظاھرة والباطنة إن شاء‬
‫والمسلمات‪ ،‬سواء القاصي أو الداني‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫والمسلمين‬
‫ُ‬ ‫والمريدات‬
‫ُ‬ ‫جميعھم‬
‫َ‬ ‫المريدين‬
‫ُ‬
‫ضخم‪ ،‬يتضمن‬‫ٍ‬ ‫جميعا إلى المشاركة أي مشاركتھم في مشروع إقامة بناء‬ ‫ً‬ ‫يدعوھم‬
‫ُ‬
‫وافقت فيه مع‬ ‫الجزأين‬
‫ْ‬ ‫أحد‬
‫ومغربي‪ .‬وقال‪ :‬إن َ‬
‫مشرقي َ َ ِ ّ‬ ‫ً‬
‫بيوتا كثيرة ‪ ،‬ويكون جزأين‪ّ ِ َ َ :‬‬
‫المھندس بخمسين مليون فضة }فرنك{ فلذالك‪ ،‬أريد أن تنتھزوا الفرصة في نيل‬
‫واألخروية‪ ،‬ببذل تبرعاتكم‪ .‬فسرعان ما كان الناس يھرعون إليه‪،‬‬‫ّ‬ ‫الدنيوية‬
‫ّ‬ ‫األجور‬
‫ليلقوا ھداياھم وتبرعاتھم بيت يديه‪ .‬أولئك يسارعون في الخيرات‪ ،‬وھم لھا سابقون‪.‬‬

‫الرحمان ُمصطفى َ َّ ْ ِ‬
‫أللوحي◌ّ‬ ‫ّ ِ‬
‫للشيخ ُ َ ْ ِ‬
‫عـبيد َّ ْ َ‬ ‫‪15‬‬
‫والرَّسول ُ َ ِّ ْ‬
‫الموحد‬ ‫ِ‬ ‫أسد ‬ ‫عبد َ َ ْ‬
‫األحد َ ُ‬ ‫ُ‬
‫الشيخ َ ْ ُ‬

‫فكمل الجزء األول أحسن ما يرى‪ .‬وقد قال }الشيخ‬‫فشكر }الشيخ الخليفة{ مسعاھم ‪ُ .‬‬
‫للمريدين‪َ ،‬يحث جميع الراغبين في جزيل الشكر من ‪ ،‬الباذلين‬ ‫الخليفة العام{ ُ‬
‫عنه القائل‪} :‬لينفق ذو سعة من‬ ‫الھدايا‪ ،‬الطالبين رضى }الشيخ الخديم{ رضي‬
‫نفسا إال ما آتاھا{‪.‬‬
‫ً‬ ‫سعته‪ ،‬ومن قدر عليه رزقه‪ ،‬فلينفق مما آتاه ‪ ،‬ال ُيكلف‬
‫فاستأنف المھندس بناء ھذا الجزء األخير‪ ،‬يتراوح بمئات الماليين‪ ،‬منضما إلى الجزء‬
‫جميع ُ َّ‬
‫الخدام‬ ‫عجبا من عجائب الزمان‪ .‬فجزى‬ ‫ً‬ ‫األول‪ ،‬في مدة أشھر قليلة‪ .‬فكان‬
‫‪7‬‬
‫للحضرة الطوبويةالشريفة‪ .‬آمين‪.‬‬
‫قيل إن تكاليف المطبعة بلغت أكثر من }‪ 250 000 000‬فرنك{‪.‬‬

‫القائمون بالمطبعة‪ :‬أشار المؤرخ في كتابه‪} :‬تاريخ بعض المؤسسات‬


‫األحد{‬ ‫الطوبوية{ وقال‪} :‬ومن الجدير بالذكر‪ ،‬ومن واالھم الشيخ الخليفة‪} :‬عبد‬
‫بعد ما أتقنوه جدا‪ .‬وھم‬
‫ويعملون جنبا على جنب في أمر الطباعة وصناعة الطبع َ‬
‫ھؤالء الرجال‪:‬‬
‫مود جخت‬ ‫سرج ِ ْ‬
‫اللكيمي‪ 2 .‬ـ السيد َ ِ ْ‬
‫ّ‬ ‫الدوفاني‬
‫ّ‬ ‫سف َفالْ‬‫السيد َ ِ‬
‫ّ‬ ‫بيد َفالْ ابن‬
‫السيد َ ْ ِ‬
‫ّ‬ ‫‪1‬ـ‬
‫كه‪ 4 .‬ـ السيد‬ ‫شيخ َ ْ‬
‫ْ‬ ‫ابن الشيخ حمزة جخت‪ 3 .‬ـ السيد الحاج فضل َ ْ‬
‫كه ابن السيد‬
‫محمد المرتضى ابن الشيخ‬ ‫جه‪ 5 .‬ـ الشيخ ُ َّ‬ ‫عبد َ ْ‬‫المرضي ُ‬‫ّ‬ ‫محمد اليدالي ابن الشيخ َ‬ ‫ُ َّ‬
‫حه البكي‪ 7 .‬ـ السيد عافية ِغيِ ابن‬ ‫عافية انيانغ‪ 6 .‬ـ السيد الحاج البكي ابن إبراھيم َ ْ‬
‫الطوبوي‪ 9 .‬ـ السيد‬
‫ِ ّ‬ ‫كسم ابن الشيخ عبد َ َ َ‬
‫كسم‬ ‫بك َ َ َ‬ ‫غي َ ُ َ‬
‫بكر‪ 8 .‬ـ السيد َ ِ‬ ‫الشيخ عيسى ِ ْ‬
‫وأيدھم‪ُ .‬يديمون إجراءات‬ ‫الجوخلي‪ .‬بارك فيھم ّ‬ ‫َفالْ ُ َ ِ ّ‬ ‫إبراھيم َفالْ بن السيد عبد‬
‫‪8‬‬
‫اآلالت الكھربائية لطبع الكتب القصائدية والقرآنية‬

‫بعض ما طبع من ھذه اآلالت‪ :‬قد قام العاملون بإذن من الخليفة بطبع أعداد‬
‫محمد المصطفى‬
‫كبيرة غير معدودة من القرآن الكريم‪ ،‬من خطوط مختلفة من الشيخ } ُ َّ‬
‫األولين‪ ،‬وغيرھما من الكتاب المختلفة‪ .‬وقد قيل إن‬
‫ْ‬ ‫الخليفتين‬
‫ْ‬ ‫محمد الفضيل{‬
‫والشيخ ُ َّ‬
‫كتابا‪.{1 11 032} .‬‬
‫الكتب وصلت إلى مائة ألف وأحد عشر ألف واثنين وثالثين ً‬

‫‪7‬‬
‫ُوج َ ْ‬
‫فال{ ص‪ 9‬ـ ‪11‬‬ ‫الطوبوية للشيخ‪} :‬م ْ‬
‫ُور ج َ‬ ‫ّ‬ ‫تاريخ بعض المؤسسات‬
‫‪8‬‬
‫نفس المرجع السابق للمؤلف السالف الذكر‪.‬‬

‫الرحمان ُمصطفى َ َّ ْ ِ‬
‫أللوحي◌ّ‬ ‫ّ ِ‬
‫للشيخ ُ َ ْ ِ‬
‫عـبيد َّ ْ َ‬ ‫‪16‬‬
‫والرَّسول ُ َ ِّ ْ‬
‫الموحد‬ ‫ِ‬ ‫أسد ‬ ‫عبد َ َ ْ‬
‫األحد َ ُ‬ ‫ُ‬
‫الشيخ َ ْ ُ‬

‫مميزين؛ كما طبع ھذه‬ ‫المصاحف المتنوعة‪ ،‬من ّ ٍ‬


‫خطاط ُ َ َّ‬ ‫ُ‬ ‫وقد ُطبع بأعداد كبيرة جدا‬
‫المريدين‪:‬‬
‫الدواوين المتنوعة‪ :‬الفلك المشحون‪ 10 000} :‬نسخة{‪ .‬ديوان سعادة ُ‬
‫}‪ 6000‬نسخة{‪ .‬نور الدارين‪ 5000} :‬نسخة{‪ .‬ديوان المقيدة باآليات القرآنية‪:‬‬
‫}‪ 5000‬نسخة{‪ .‬ديوان الصلوات‪ 5000} :‬نسخة{‪ .‬ديوان سلك الجواھر‪5000} :‬‬
‫المقيدة بغير اآليات القرآنية‪ 5000} :‬نسخة{‪ .‬ديوان الفقه والتوحيد‬
‫ّ‬ ‫نسخة{‪ .‬ديوان‬
‫والتصوف‪ 5000} :‬نسخة{‪.‬‬
‫والدليل على أن الشيخ‪} :‬عبد األحد{ كان يحرص جدا على القرآن الكريم‪ ،‬ھو أنه‬
‫وكرر عليه‬ ‫وأمره أن يكتب له ُ ْ َ ً‬
‫مصحفا ً‪ّ .‬‬ ‫ولد‪ ،‬جاء ويطلب منه سيارة لحوائجه؛ َ َ‬ ‫كان له ٌ‬
‫الولد‬
‫ُ‬ ‫يوم جاءه‬ ‫بكتب ُ ْ َ ِ‬
‫المصحف‪ .‬وذات ٍ‬ ‫يؤكد َ ْ َ‬
‫أمره َ ْ ِ‬ ‫الولد مرات نفس الطلب‪ ،‬والشيخ ّ‬‫ُ‬
‫سيره إلى البيت؛ وضربه الشيخ‬ ‫ملحا له في طلبه أمام المإل؛ وعارض الشيخ أمام ْ‬ ‫ُ ً‬
‫مصحف ولم تفعل‪ ،‬وجئت ُتلحني‬
‫بيده قائال له‪} :‬احذر مني يا فالن‪ ،‬ولقد أمرتك بكتابة ُ ْ َ ٍ‬
‫بالسيارة؟{‪.‬‬
‫نعم كان ال يفرق في تأديبه وتربيته‪ ،‬بين القريب والبعيد؛ بل ُيعيد إلى الصراط‬
‫دابرا عن سواء السبيل‪ .‬وال يخاف في ذالك لومة الئم؛ وال‬ ‫ً‬ ‫المستقيم‪ ،‬كل من كان‬
‫مادح؛ إنما يبتغي رضى ورضى رسوله‪ ،‬صلى عليه وسلم‪ ،‬ورضى‬ ‫ٍ‬ ‫ينتظر مدح‬
‫والده وشيخه }الشيخ الخديم{‪ ،‬عليھما وعلى األمة ُ َّ ِ َّ‬
‫المحمدية أكبر الرضوان‪.‬‬

‫‪ 5‬ـ توسيع مدينة طوبى وإنشاء أحياء جديدة‪:‬مثل‪} :‬مدين‪،‬‬


‫شام{ إلخ‪.‬‬ ‫المنان‪ْ ِ َ َ ،‬‬
‫أسلم‪ْ َ ،‬‬ ‫كرجك‪ ،‬قاھرة‪ ،‬طوبى بغداد‪ ،‬دار ّ‬
‫بند‪ْ َ ْ َ ،‬‬
‫كي ِ ْ َ‬
‫جنة المأوى‪ْ ُ ،‬‬

‫‪1987‬بمبلغ نصف مليار من الفرنك‬ ‫‪ 6‬ـ الجامعة اإلسالمية سنة‪:‬‬


‫األحد{أنه كان من نوايا والده }العبد الخديم{‪،‬‬ ‫اإلفريقي‪ .‬قد عرف الشيخ‪} :‬عبد‬
‫إسالمية يتوجه إليھا طالب العلم والمعرفة‪ .‬وقد كان يسعى لذالك؛ حيث‬
‫ّ‬ ‫إنشاء جامعة‬
‫بص{ بالتحرك في ھذا األمر‪.‬‬ ‫أمر الشيخ‪ِ َ } :‬‬
‫بك ُ ُ‬
‫والمريدات لتحقيق ھذه األمنية‬
‫ُ‬ ‫المريدين‬
‫جميع ُ‬
‫َ‬ ‫األحد{‬ ‫وقد دعا الشيخ‪} :‬عبد‬
‫ربع المشروع بمبلغ مليار ونصف فرنك‪.‬‬‫كمل ُ ُ َ‬
‫الخديمية‪ .‬ومازال في المھمة‪ ،‬حتى ُ‬
‫ّ‬

‫الرحمان ُمصطفى َ َّ ْ ِ‬
‫أللوحي◌ّ‬ ‫ّ ِ‬
‫للشيخ ُ َ ْ ِ‬
‫عـبيد َّ ْ َ‬ ‫‪17‬‬
‫والرَّسول ُ َ ِّ ْ‬
‫الموحد‬ ‫ِ‬ ‫أسد ‬ ‫عبد َ َ ْ‬
‫األحد َ ُ‬ ‫ُ‬
‫الشيخ َ ْ ُ‬

‫البكي{ عليھما وعلى األمة‬


‫ّ‬ ‫الصالح‬ ‫واكتمل المشروع ُ ًّ‬
‫كليا في خالفة أخيه الشيخ‪َّ } :‬‬
‫األمنية ُ ّ‬
‫محققة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫المحمدية أكبر الرضوان‪ .‬أصبحت ھذه‬
‫ُ َّ ّ‬

‫سنة‪1970:‬وتجديدھا لمواكبة الزمن‪ .‬ھذه‬ ‫‪ 7‬ـ بناء سوق عكاظ‬


‫تسميا بسوق }عكاظ{ الشھيرة في الحجاز؛ أول سوق‬ ‫ًّ‬ ‫السوق أقيمت في }طوبى{‬
‫جربل َ{ كانتتزداد وتتوسع‬
‫أقيمت في البلدة المحروسة‪ ،‬أيام }الشيخ الخديم{ وھو في } ُ ْ ِ‬
‫محمد الفضيل{ الذي دعا للسوق ببركة‬ ‫نسبيأ‪ .‬وازدادت أكثر في خالفة الشيخ‪َّ ُ } :‬‬
‫ّ‬
‫فيمن اشترى‪ ،‬أو باع في ھذه السوق{‪ .‬وببركة‬ ‫واسعة‪ .‬وقال ما معناه‪} :‬بارك‬
‫ھذا الدعاء المبارك والمستجاب‪ ،‬توافد الناس إلى السوق‪ ،‬لما سمعوا النداء‪ .‬وكان‬
‫يوم الجمعة نوبة ھذھالسوق‪ .‬توافد الناس إليھا من كل ناحية‪ ،‬حاملين بضاعتھم التي‬
‫ال تزجى في ھذه السوق بالدعوة المباركة المستجابة من }الشيخ الفضيل{‪ ،‬عليه أكبر‬
‫الرضوان ونفعنا ببركاته‪ .‬آمين‪.‬‬
‫الناس في حمل البضائع المختلفة والمتنوعة إلى ھذه السوق‪ .‬بدأ بعضھم‬
‫ُ‬ ‫توسع‬
‫ّ‬
‫شرعا ُ ً‬
‫وعرفا؛ حتى أصبحت ھذه الممنوعات‬ ‫ً‬ ‫ومحرمة‬
‫يدخلون فيھا بضائع ممنوعة ُ ّ‬
‫بعضھم إلى حد الجرأة بالقول‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫وعلنا في بعض األحيان واألماكن‪ .‬وصل‬ ‫منتشرة ً‬
‫الالئقين‪.‬‬
‫ْ‬ ‫والفعل غير‬
‫لما انتشر ھذا األمر وفشى في بعض الناس‪ ،‬دعاھم الشيخ‪} :‬عبد األحد{ َّ َ‬
‫وأكد لھم‬
‫البعضوتجرأَ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫أنه ال يحب أن يباع ھذه األمور في البلدة؛ ويجب إخراجھا َ ْ ً‬
‫فورا‪ .‬التزم‬
‫اآلخرون‪ .‬دعاھم الشيخ في جلسات متعددة في داره لإلصالح والمحاورة الھادئة‪،‬‬
‫وينذرھم بعقبى الظالمين‪ .‬وكل ھذه الجلسات بالحوار الھادئ‪ ،‬لم تمنع‬ ‫ُ ّ‬
‫يحذرھم ُ‬
‫المھرجين والطاغين ألجل المال والغنى من ممارسة أنشطتھم الممنوعة‪ .‬اتخذ‬ ‫ُ ّ‬
‫}الشيخ الخليفة{ قراره الالزم بإزالة الحوانيت ورفع الدكاكين‪ ،‬وبناء السوق من‬
‫جديد‪ .‬وقبل ھذا كانت السوق عبارة عن حوانيت ودكاكين ليس فيھا بناء ُيعتبر أو‬
‫ولكن‬
‫َّ‬ ‫كثير من الطاغين والمستكبرين والعاصين الغاوين؛‬ ‫ٌ‬ ‫األمر‬
‫َ‬ ‫ُيذكر‪ .‬عارض ھذا‬
‫ومتوجه إلى المستنقع والنھر للشرب؛ فال‬ ‫ِّ ٌ‬ ‫عاطش‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫الخليفة قال لھم‪} :‬إني َ َ ٌ‬
‫أسد‬
‫ونفذ كالمه‪ ،‬ورفع‬ ‫عزمه َّ َ‬
‫َ‬ ‫صراخ وأصوات الضفادع عن ُورود الماء‪َ َّ َ {.‬‬
‫أكد‬ ‫ُ‬ ‫يصدني‬
‫الحوانيت والدكاكين والمنصوبات‪ .‬وأمر بتشييد السوق وبنائھا من جديد على شكل‬

‫الرحمان ُمصطفى َ َّ ْ ِ‬
‫أللوحي◌ّ‬ ‫ّ ِ‬
‫للشيخ ُ َ ْ ِ‬
‫عـبيد َّ ْ َ‬ ‫‪18‬‬
‫والرَّسول ُ َ ِّ ْ‬
‫الموحد‬ ‫ِ‬ ‫أسد ‬ ‫عبد َ َ ْ‬
‫األحد َ ُ‬ ‫ُ‬
‫الشيخ َ ْ ُ‬

‫متطور ومواكب مع الزمن‪ .‬وھو الشكل الذي كان عليه اآلن ھذه السوق المباركة‬
‫والشھيرة داخل الوطن وخارجه‪.‬‬
‫أقروا فيما‬
‫المعارضين الذين ّ‬
‫وكمل مراده‪ ،‬رغم أنف معارضة ُ‬‫والحمد ‪ ، d‬قد تم فعله ُ‬
‫جھود‬
‫َ‬ ‫خيب‬
‫بعد ـ أخزاھم ـ أن ھذا الوضع أفضل بكثير مما كان عليه من قبل‪َّ .‬‬‫ُ‬
‫وأيد خطوات وقرارات‬‫والمفسدين؛ ّ َ‬
‫ُ‬ ‫ومحاوالت الطاغين والغاوين‪َ َ َ .‬‬
‫وطرد العاصين‬
‫المريدية وعن اإلسالم والمسلمين أجمعين‬
‫خيرا عن ُ ّ‬ ‫ًَْ‬ ‫الشيخ‪} :‬عبد األحد{ جزاه‬
‫وعن البشرية كلھا‪.‬‬

‫سنة‪.1986 :‬‬ ‫‪ 8‬ـ المقبرة الجديدة }البقيع{‬


‫المريدية التي‬
‫وتوسعات ُ‬
‫ّ‬ ‫األحد{ ُيفكر في تطورات الزمن‪،‬‬ ‫قد كان الشيخ‪} :‬عبد‬
‫فكر الشيخ في توسعة المقابر؛ ألنھا من الحوائج الالزمة‬ ‫تنقل موتاھا إلى }طوبى{‪َّ .‬‬
‫محمد األمين ِ ْ ّ‬
‫جن{وأبدى له ما ُيريد؛ ثم‬ ‫لإلنسان‪ ،‬سواء عاجال أو آجال‪.‬دعا الشيخ‪َّ ُ } :‬‬
‫أمره بالقيام على الواجب في ھذا األمر‪ .‬فرح }الشيخ األمين{ بھذا األمر من الخليفة‬
‫والمريدين وأصحاب الخيرات‪ ،‬لتحصيل وتنفيذ أمر‬ ‫ُ‬ ‫ومريديه‬‫وشمر وحث عياله ُ‬ ‫ّ‬ ‫العآم‪.‬‬
‫تم األمر‪ ،‬وفي الباب مسجد للصلوات الخمس ومكان واسع‬ ‫الخليفة‪ .‬اجتھد فيه‪ ،‬حتى َّ‬
‫للحرس‬
‫مجھزة ومتطورة تواكب والتطورات الزمنية‪ ،‬وبيوت ُ َّ‬ ‫لصالة الموتى‪ ،‬وأماكن ُ ّ‬
‫وغيرھا مما تحتاجھا الظروف‪ .‬والحق ُيقال‪ :‬إن العمل قد فاق الظنون بالجودة‬
‫ووسعة المكان‪ .‬لما تم العمل أتى }الشيخ األمين{ الخليفة الشيخ‪:‬‬ ‫واإلتقان والصالح ُ ْ َ‬
‫وسلمه المفاتيح‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫}عبد األحد{‬
‫َ‬
‫الشيخ األمين{‬ ‫فرح }الشيخ الخليفة{ جدا بالعمل‪ ،‬وبالعزم الذي تم فيه‪ .‬وشكر }‬
‫جن{ وجميع‬ ‫وإخوته المساعدين وعياله وأتباعه وأتباع والده الشيخ‪} :‬عيسى ِ ْ ّ‬
‫معلنا أنه حاز ومن معه في ھذه الخدمة العظيمة الرضوان‬‫والمساھمات؛ ُ ً‬
‫ُ‬ ‫المساھمين‬‫ُ‬
‫ورسوله ومن الشيخ الخديم‪ .‬و يا له ولھم من توفيق؟‪ .‬رجع ھذا‬ ‫األكبر من‬
‫المرضي مع عياله وإخوته إلى منزله‪ ،‬حامدين ورسوله و}الشيخ الخديم{ والشيخ‬ ‫َ ِ ّ‬
‫األحد{ اآلمر لھذه الخدمات الجليلة؛ رضي تعالى عنھم ونفعنا ببركاتھم‪.‬‬ ‫}عبد‬
‫سماھا الخليفة الحالي الشيخ‪} :‬سيدي المختار{ أيده‬
‫أللھم آمين‪ .‬ھذه المقبرة ھي التي ّ‬
‫سماھا ب‪} :‬البقيع{ وھي مشغولة اآلن‬ ‫وكمل مشروعاته أللھم آمين‪ .‬قد ّ‬ ‫ونصره ّ‬
‫بعد أن َ َ َ‬
‫أمر بقفل المقبرة األولى لملئھا وضيق المساحات فيھا‪.‬‬
‫الرحمان ُمصطفى َ َّ ْ ِ‬
‫أللوحي◌ّ‬ ‫ّ ِ‬
‫للشيخ ُ َ ْ ِ‬
‫عـبيد َّ ْ َ‬ ‫‪19‬‬
‫والرَّسول ُ َ ِّ ْ‬
‫الموحد‬ ‫ِ‬ ‫أسد ‬ ‫عبد َ َ ْ‬
‫األحد َ ُ‬ ‫ُ‬
‫الشيخ َ ْ ُ‬

‫كبيرة‪ .‬حفر الشيخ ‪} :‬عبد‬ ‫‪ 9‬ـ بناء عين الرحمة مع مضخة‬


‫محمد المصطفى{‬
‫وعمق بئر }عين الرحمة{ التي حفرھا أوال الشيخ } ُ َّ‬
‫ّ‬ ‫األحد{ من جديد‬
‫الخليفة األول بإذن من }الشيخ الخديم{ الذي قال في ھذه البئر‪:‬‬
‫عين َّ ْ‬
‫الرحمه‬ ‫ماء َ ْ ِ‬ ‫على ُ ِ‬
‫خروج ِ‬ ‫الجزيل ّ َ ْ‬
‫النعمه‬ ‫ِ‬ ‫الحمد ‪d‬‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫أفئدة الذين فازوا با إللى‬ ‫ٍ‬
‫شارب منھا إلى‬ ‫فؤاد‬
‫ضم َ‬ ‫ُ َّ‬
‫ّ‬
‫مضخة ذات فعالية فائقة؛ تتدفق المياه في كل‬ ‫وسع ھذه البئر المباركة‪ ،‬وجعل لھا‬ ‫ّ‬
‫وقت وحين‪ ،‬لتصل إلى جميع المحتاجين‪ .‬وذالك بغض النظر عن التدشينات واللمسات‬
‫والمريدية‪ ،‬بشكلھا العجيب‪،‬‬
‫ُ ّ‬ ‫الطوبوية‬
‫ّ‬ ‫رمزا ً‬
‫بالغا من اآلثار‬ ‫الجمالية َ ّ‬
‫والفنية التي تمثل ً‬ ‫ّ‬
‫وعمق‬
‫ّ‬ ‫وسع الشيخ‪} :‬عبد األحد{‬ ‫الھندسي الفائق‪ .‬وكذالك ّ‬
‫ّ‬ ‫ودقة صناعتھا وھيكلھا‬
‫محمد المصطفى{ وجعلھا‬
‫بئر}عين الرضى{ شرق الجامع األكبر التي حفرھا الشيخ‪َّ ُ } :‬‬
‫في ھيئة أمينة‪ .‬وأجرى المياه بأدوات عصرية ُتخرج الماء‪ ،‬لتكون على متناول‬
‫المريدية واألمة المسلمة‪ .‬اللھم آمين‪.‬‬
‫خيرا عن ُ ّ‬ ‫الطالبين‪ .‬جزاه عنا َ ْ ً‬

‫سنة‪1972:‬‬ ‫‪10‬ـتجديد مضخة }فوراش{ الشيخ عبد األحد‬


‫وإنشاء‪ 12‬مضخة أخرى جاھزة التشغيل؛ ومضخات أخرى مقفلة حول المدينة‬
‫لألحياء التي ستنشأ فيما بعد؛ وعندئذ يفتح ھذه المضخات‪.‬‬

‫علما بأن قبل خالفته؛‬


‫ليصل إلى المواطنين؛ ً‬ ‫‪ 11‬ـ تمديد الخط الھاتفي‪:‬‬
‫حمد المصطفى{ ھما الوحيدان اللذان‬
‫كان }الشيخ الفضيل{ والشيخ }أحمد البكي ُم َّ‬
‫لھما خط التلفوني بواسطة البريد‪.‬‬

‫مترا‪.‬‬
‫‪ 12‬ـ تمديد التوسيع الكھربائي لمسافة ‪ 20‬كيلو ً‬
‫المواطنين‪.‬‬ ‫صحية لعالج‬
‫ّ‬ ‫‪ 13‬ـ إقامة مستشفى ومراكز‬
‫و‪ d‬الحمد‪ ،‬قد تم فتح }مستشفى َ َ ُ‬
‫اندامات{ الذي فتحه وزير الصحة آنذاك‪ .‬وفيه‬
‫أجھزة وأدوات متطورة تلبي بعض حاجات المرضى والمواطنين‪.‬‬

‫الرحمان ُمصطفى َ َّ ْ ِ‬
‫أللوحي◌ّ‬ ‫ّ ِ‬
‫للشيخ ُ َ ْ ِ‬
‫عـبيد َّ ْ َ‬ ‫‪20‬‬
‫والرَّسول ُ َ ِّ ْ‬
‫الموحد‬ ‫ِ‬ ‫أسد ‬ ‫عبد َ َ ْ‬
‫األحد َ ُ‬ ‫ُ‬
‫الشيخ َ ْ ُ‬

‫والخارجية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫الداخلية‬
‫ّ‬ ‫توسيع خطوات وأنشطة الطريقة‬
‫ُ‬ ‫‪ 14‬ـ‬
‫المريدية زيادة واسعة وملموسة؛‬
‫وفي خالفته عليه رضوان تعالى األكبر‪ ،‬ازدادت ُ ّ‬
‫الناس‬
‫َ‬ ‫وحججه الدامغة‪ ،‬وبيانه الواضح‪ ،‬وتحريكه‬ ‫القوية الصادقة ُ َ‬
‫ّ‬ ‫وذالك بسبب لھجته‬
‫يحثھم؛ وخاصة فيما يھم‬‫مقدمھم فيما ّ‬‫دائما ُ ّ َ‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫وحثھم على العبادة والعمل‪ .‬ويكون‬
‫ويشجع الجھود‬
‫والمسلمين ككل‪ .‬وكان يحث ُ‬ ‫ُ‬ ‫المريدية أو يعم اإلسالم‬
‫ويخص بالطريقة ُ ّ‬
‫الخديمية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫النبوية والتوجيھات‬
‫ّ‬ ‫الخالصة التي تعتمد على تعاليم اإلرشادات‬
‫ًّ‬
‫إسالميا في‬ ‫ثقافيا‬
‫ّ‬ ‫وتحت توصياته المباركة وإذنه‪ ،‬أقيم في السنغال ألول مرة أسبوعا‬
‫حياة وأعمال }الشيخ الخديم{ سنة‪ .1977 :‬األسبوع الثقافي للشيخ }أحمد بمبا{ الذي‬
‫نظمه المعھد اإلسالمي بدكار في شھر يوليو‪ 1977‬لذكرى } َ ْ‬
‫الخمسينية{ بعد انتقال‬
‫ِّ‬
‫الثقافي‪ ،‬الذي له صدى واسع جدا داخل‬ ‫ّ‬ ‫الشيخ الخديم إلى جوار ربه‪ .‬ھذا األسبوع‬
‫المريدية بصورة ملحوظة جدا؛ حتى قيل في‬ ‫السنغال وخارجھا‪ .‬وأدى تدفق الناس إلى ُ ّ‬
‫السنتين‪ .‬بدأ التدفق‬
‫ْ‬ ‫ھاتين‬
‫ھذا التدفق الھائل‪} :‬موجة ‪ 78‬ـ ‪ .{ 79‬لكثرة الداخلين في ْ‬
‫عقب اختتام أعمال األسبوع الثقافي الذي حضره وفد كبير من كثير من الدول‬
‫واإلسالمية وغيرھا من بعض الدول الكبرى‪.‬‬
‫ّ‬ ‫والعربية‬
‫ّ‬ ‫األفريقية‬
‫منتشرة في الوطن وفي أفريقيا؛ َ َ َ‬
‫أمر الشيخ‪} :‬عبد‬ ‫ً‬ ‫بعد أن صارت الطريقة‬
‫األحد{بإقامة أسبوع ثقافي عالمي في }فرنسا{ تحت رعاية منظمة}اليونسكو{‬
‫العالمية للتربية والتعليم والثقافة والعلوم إلخ‪ .‬حث على ذالك واتخذ‬ ‫ّ‬ ‫المنظمة‬
‫القرارات الالزمة لذالك‪ .‬اجتھد ُ َّ‬
‫الموكلون والقائمون بالمھمة‪ ،‬حتى تم بمشيئة‬
‫عالمي }للشيخ الخديم{ في }فرنسا{ بالتعاون الكامل وتحت‬
‫ّ‬ ‫إقامة أول أسبوع ثقافي‬
‫العالمية المذكورة أعاله‪.‬األسبوع الثقافي للشيخ }أحمد بمبا{ الذي‬
‫ّ‬ ‫إشراف المنظمة‬
‫األممية والشھيرة‬
‫َ ِّ‬ ‫نظمته منظمة التربية والتعليم وإحياء التراث التابعة للھيئة‬ ‫ّ‬
‫اليونسكو{ }باريس فرنسا{ في يونيو ويوليو‪1979‬م‪ .‬قد حضر ھذا األسبوع‬ ‫ب‪ْ ِ }:‬‬
‫والمفكرين والعلماء من جميع القارات‪ .‬ووقفوا على كثير من‬
‫ُ‬ ‫العالمي كثير من الكتاب‬
‫ّ‬
‫المسلمة خاصة‪.‬‬
‫البشري عامة‪ ،‬ولألمة ُ‬
‫ّ‬ ‫جھود وتضحيات }الشيخ الخديم{ للجنس‬

‫الرحمان ُمصطفى َ َّ ْ ِ‬
‫أللوحي◌ّ‬ ‫ّ ِ‬
‫للشيخ ُ َ ْ ِ‬
‫عـبيد َّ ْ َ‬ ‫‪21‬‬
‫والرَّسول ُ َ ِّ ْ‬
‫الموحد‬ ‫ِ‬ ‫أسد ‬ ‫عبد َ َ ْ‬
‫األحد َ ُ‬ ‫ُ‬
‫الشيخ َ ْ ُ‬

‫لحراسة وأمان المواطنين‬ ‫الدرك‪:‬‬


‫َ‬ ‫‪ 15‬ـ إقامة مركز لرجال‬
‫المواطنين‪،‬‬
‫األمنية لتأمين حركات ُ‬
‫ّ‬ ‫وممتلكاتھم‪ .‬والقيام بأعمال التفتيش والدورات‬
‫وحراسة أموالھم‪ ،‬ليسود األمن واالستقرار‪.‬‬

‫للسيارات‪:‬القادمة والخارجة إلى المناطق األخرى‪.‬‬ ‫‪ 16‬ـ إقامة محطة‬


‫موحد‬
‫بولْ وطوبى{ ودوران كامل ُ َ َّ‬ ‫وإقامة الطريق السريع ُ ْ َ َ‬
‫المزدوج بين }امباكي َ َ‬
‫للمدينة المحروسة‪.‬‬

‫‪ 17‬ـ تطھير}طوبى{ من الفسق والفجور إلخ‪.‬‬


‫وكتحقيق ألوامر والده }العبد الخديم{ بدعوته المستجابة في قصيدته‪} :‬مطلب‬
‫الفوزين{ بقوله‪:‬‬
‫الدھور‬
‫ِ‬ ‫الفجور والفسق والباطل في‬
‫ِ‬ ‫داري عن‬
‫َ‬ ‫ولتحم‬
‫ِ‬
‫كلھا عنھا َ ِّ ْ‬
‫وطيب شربھا وأكلھا‬ ‫الوباء والباليا َّ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫وانف‬
‫َ‬
‫ضامنا‬ ‫حريما آمنا ومن بحفظه كفيالً‬
‫ً‬ ‫حريمنا‬
‫َ‬ ‫واجعلْ‬
‫ِ‬
‫اآلفات‬ ‫ِّ ِّ‬
‫الست واكفھا عن‬ ‫ِ‬
‫الجھات‬ ‫واجب لھا َ ْ َ‬
‫الخير من‬ ‫ُ‬
‫الشيطان يا َ ِ‬
‫جليل ُ ومسكني وكل َّ ما أعول‬ ‫ِ‬ ‫ُحطني عن‬
‫بماء جار‬
‫ٍ‬ ‫الفجار وامنن على األھل‬ ‫ومسكني ِّ‬
‫سلم من ّ ِ‬
‫عبد‬ ‫بجاه َ ْ ِ‬
‫خير َمن َ َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫مثل اسمھا‬ ‫أبد‬
‫واجعلْ إلھي مسكني طوبى ْ‬
‫والمحرم َ ْ ً‬
‫شرعا‬ ‫ّ‬ ‫البعض ُيجاھر بفعله الممنوع‬
‫ُ‬ ‫لما ُ‬
‫كثر الساقطون والفاجرون؛ وبدأ‬
‫الوطنية وقال‪} :‬إنه يمنع أن يباع أو‬
‫ّ‬ ‫ُْ ً‬
‫وعرفا‪ .‬أعلن الشيخ‪} :‬عبد األحد{ في اإلذاعة‬
‫المدمنة‪ ،‬والرقص والغناء‬‫يستعمل في ھذه البلدة ‪ :‬الكحول والخمر والمشروبات ُ‬
‫ورسوله والشيخ الخديم‬ ‫شرعا؛ وكل ما ال ُيرضيه‬
‫ً‬ ‫واللھو؛ وكل ما ھو ممنوع‬
‫وأھل الرشد والصواب‪.‬‬

‫الرحمان ُمصطفى َ َّ ْ ِ‬
‫أللوحي◌ّ‬ ‫ّ ِ‬
‫للشيخ ُ َ ْ ِ‬
‫عـبيد َّ ْ َ‬ ‫‪22‬‬
‫والرَّسول ُ َ ِّ ْ‬
‫الموحد‬ ‫ِ‬ ‫أسد ‬ ‫عبد َ َ ْ‬
‫األحد َ ُ‬ ‫ُ‬
‫الشيخ َ ْ ُ‬

‫بعض الناس باإلشارة والبيان‪ ،‬بل بدأ بعضھم يتحداه بكل الوسائل َ َ ُّ ً‬
‫تمردا‬ ‫ُ‬ ‫ولما لم ينته‬
‫َ‬
‫واتخذ‬ ‫تمسكه بفراره وقال‪} :‬إن نفسي لرھينة لھذا األمر‪.‬‬‫ُّ‬ ‫ً‬
‫وعصيانا‪ .‬أعلن مرة أخرى‬
‫جميع اإلجراءات الالزمة لذالك؛ بما فيھا إيفاد رجال الدرك والشرطة‪ ،‬وتعيين‬ ‫َ ِ َ‬
‫أشخاص في مراكز للتفتيش وغيرھا من اإلجراءات التي يتطلبھا األمر‪.‬‬
‫ومن بعض التحديات الظاھرة‪ ،‬أنه كان بعض الناس يعترض سيارته عندما يتوجه إلى‬
‫كالما ال أدب وال أخالق فيه‪ .‬ويضطر السائق إيقاف‬ ‫ً‬ ‫ويسمعه‬ ‫قريته‪} :‬طوبى ِ ِ‬
‫بللْ{‪ُ ،‬‬
‫أمرا آخر‪ .‬وذات يوم‪ ،‬بينما كانت السيارة واقفة‬
‫السيارة كي ال يصطدم بھم ويكون ً‬
‫شخص مؤخر سيارته‪ ،‬وجلس فوفھا‪ ،‬ثم أوقد سيجارة متحدا‬ ‫ٌ‬ ‫لذالك السبب؛ إذ اعتلى‬
‫البعض أيضا لما أتى برجال الدرك؛ وفال بعضھم‪:‬‬
‫ُ‬ ‫وتحداه‬
‫ّ‬ ‫الشيخ الذي داخل السيارة؟‬
‫األحد{ قام بنفسه‪،‬‬ ‫ولكن الشيخ‪} :‬عبد‬
‫َّ‬ ‫ال يد خلون ھذه المدينة أو يعيشون فيھا؛‬
‫العسكرية إلى األماكن التي كان البعض يرفضون إتيان‬
‫ّ‬ ‫وقاد المسيرة مع الشرطة‬
‫والعبد‬
‫ُ‬ ‫للحر‬
‫اللوم ُ ِّ‬
‫العسكرية في المدينة‪ .‬سكتوا وتململوا على رأي القائل‪ُ ْ } :‬‬ ‫ّ‬ ‫الشرطة‬
‫للعصا{‪.‬‬

‫توضيح مسألة التفتيش في طوبى‪:‬‬


‫وبعض الغاوين والجاھلين يقولون‪ :‬إن التفتيش َ َ ِ ّ‬
‫األحدي ال يقوم على أساس اإلسالم‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ألنھم يفتشون الرجال والنساء على حد سواء؛ واإلسالم يمنع ذالك؟‬
‫الحقيقي وصفاته‬
‫ّ‬ ‫المسلم‬
‫أقول في ھذه المسألة‪ :‬إن المسلم الذي يتخلق بأخالق ُ‬
‫الغالبية العظمى من مسلمي ھذا العصر مسلمون‬
‫ّ‬ ‫وعالماته‪ ،‬ال يجوز تفتيشه؛ ولكن‬
‫وغدارون عند التمكن‪ .‬فھؤالء ال بد من بحثھم‬
‫ّ‬ ‫بثياب الكفر‪ ،‬ومومنون بغطاء النفاق‪،‬‬
‫وتفتيشھم‪.‬‬
‫فلنرجع إلى المصادر اإلسالمية الصحيحة‪ ،‬على سبيل المثال‪} :‬سيرة ابن ھشام{‬
‫و}فقه السيرة{ }لمحمد الغزالي{ وغيرھما من المصادرة المعروفة والموثوقة‪.‬‬
‫عليه وسلم‪} ،‬أنا والزبير‬ ‫صلى‬ ‫عن علي ابن أبي طالب‪} :‬بعثني رسول‬
‫خاخ{‪ ،‬فإن ظعينة معھا كتاب‪ ،‬فخذوه‬‫والمقداد{‪ ،‬فقال‪} :‬انطلقوا حتى تأتوا روضة } َ ْ‬
‫منھا{‪ .‬فانطلقنا حتى أتينا الروضة‪ ،‬فإذا نجن بالظعينة‪ ،‬فقلنا ‪ :‬أخرجي الكتاب‪ .‬فقالت‪:‬‬
‫لتلقين الثياب{‪ .‬فأخرجته من عفاصھا‪.‬‬
‫َّ‬ ‫لتخرجن الكتاب أو‬
‫َّ‬ ‫ما معي شيء‪ .‬فقلنا‪ُ } :‬‬

‫الرحمان ُمصطفى َ َّ ْ ِ‬
‫أللوحي◌ّ‬ ‫ّ ِ‬
‫للشيخ ُ َ ْ ِ‬
‫عـبيد َّ ْ َ‬ ‫‪23‬‬
‫والرَّسول ُ َ ِّ ْ‬
‫الموحد‬ ‫ِ‬ ‫أسد ‬ ‫عبد َ َ ْ‬
‫األحد َ ُ‬ ‫ُ‬
‫الشيخ َ ْ ُ‬

‫عليه وسلم‪ ،‬فإذا فيه‪} :‬من حاطب بن أبي بلتعة‬ ‫صلى‬ ‫فأتينا به الكتاب رسول‬
‫ناس بمكة من المشركين يخبرھم ببعض أمر رسول {‪ .‬فقال ‪:‬يا حاطب‪ ،‬ما‬ ‫ٍ‬ ‫إلى‬
‫ملصقا في قريش‪ُ ،‬‬
‫كنت حليفا‬ ‫ً‬ ‫علي ؛ إني كنت امرءا‬
‫ّ‬ ‫ھذا؟ فقال يا رسول ‪ ،‬ال تعجل‬
‫لھا‪ ،‬ولم أكن من صميمھا‪ ،‬وكان من معك من المھاجرين‪ ،‬لھم قرابات يحمون بھا‬
‫يدا يحمون‬ ‫ُ‬
‫فأحببت إذ فاتتني ذالك من النسب فيھم‪ ،‬أن أتخذ عندھم ً‬ ‫أھليھم وأموالھم‪.‬‬
‫ارتدادا عن ديني وال رضى بالكفر بعد اإلسالم‪ .‬فقال رسول‬
‫ً‬ ‫بھا قرابتي‪ .‬ولم أفعله‬
‫عليه وسلم‪} :‬أما إنه قد صدقكم{ فقال عمر‪} :‬دعني أضرب عنق ھذا‬ ‫صلى‬
‫بدرا{‪ .‬نزلت أوائل الممتحنة في‬
‫َْ ً‬ ‫عليه وسلم‪} :‬إنه َ ِ َ‬
‫شھد‬ ‫المنافق{ فقالصلى‬
‫ھذا الشأن‪:‬‬
‫عدوي وعدوكم أولياء تلقون‬ ‫الرحمان الرحيم يأيھا الذين آمنوا ال تتخذوا ّ‬ ‫}بسم‬
‫بالمودة‪ ،‬وقد كفروا بما جاءكم من الحق‪ ،‬يخرجون الرسول وإياكم‪ ،‬أن تومنوا‬‫ّ‬ ‫إليھم‬
‫جھادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي‪ّ ُ ،‬‬
‫تسرون إليھم بالمودة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫با‪ d‬ربكم إن كنتم خرجتم‬
‫‪9‬‬
‫وأنا أعلم بما أخفيتم كما أعلنتم‪ ،‬ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل{‬
‫يجرد من ثيابھا بدليل‬
‫نفھم من ھذه المسألة‪ ،‬أن المرأة }الظعينة{‪ ،‬إن لم تمتثل سوف ُ ّ‬
‫الكتاب أو ُ َ َّ‬
‫لتلقين الثياب{‪ .‬ھذه الحادثة‬ ‫َ‬ ‫لتخرجن‬
‫َّ‬ ‫وجھه ـ }‬ ‫كرم‬
‫قول باب العلوم ـ ّ‬
‫اإلسالمية؛ كما أن‬
‫ّ‬ ‫بعد ورود معظم القواعد‬ ‫وقعت في السنة الثامنة من الھجرة؛ أي َ ْ َ‬
‫عليه وسلم‪ ،‬كانوا من كبار الصحابة‪،‬‬ ‫المرسلين من قبل الرسول صلى‬
‫األشخاص ُ َ‬
‫علما َ ْ ً‬
‫وسبقا في‬ ‫عليه وسلم‪ ،‬ومن أكثرھم ً‬ ‫ومن أقرب الناس إلى المصطفى صلى‬
‫اإلسالم‪ ،‬رضوان تعلى األكبر عليھم أجمعين‪.‬‬
‫العرف والعادة‪ ،‬له الحق في ذالك‪،‬‬
‫شرعية واضحة وصحيحة‪ .‬وفي قانون ُ‬ ‫ّ‬ ‫ھذه دالئل‬
‫ألن البلد َ َ ُ‬
‫بلد والده }العبد الخديم{ }بالتأميم{‪ ،‬وھو آنذاك خليفة والده }الشيخ الخديم{‪،‬‬
‫واليد األعلى لتنفيذ القرارات واألوامر في ھذه البلدة المحروسة‪ .‬وللولد الحق في‬
‫ببركاته؛‬ ‫المسلمة‪ ،‬ونفعنا‬
‫المدافعة عن والده‪ .‬عليه أكبر الرضوان وعلى األمة ُ‬
‫أللھم آمين‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫أول آية سورة الممتحنة‪.‬‬

‫الرحمان ُمصطفى َ َّ ْ ِ‬
‫أللوحي◌ّ‬ ‫ّ ِ‬
‫للشيخ ُ َ ْ ِ‬
‫عـبيد َّ ْ َ‬ ‫‪24‬‬
‫والرَّسول ُ َ ِّ ْ‬
‫الموحد‬ ‫ِ‬ ‫أسد ‬ ‫عبد َ َ ْ‬
‫األحد َ ُ‬ ‫ُ‬
‫الشيخ َ ْ ُ‬

‫تعالى عنه‪ُ ،‬يرسل‬ ‫وكان رضي‬ ‫بنفقاته‪:‬‬ ‫‪ 18‬ـ إيفاد الناس للحج‬
‫ويرسل طائفة من عيال وذرية‬ ‫بعض الناس في برنامج الحج؛ ُ‬ ‫َ‬ ‫ويوفد‬
‫في كل عام‪ُ ،‬‬
‫عليه‬ ‫}الشيخ الخديم{ وبعض ُمريديه وبعض المسلمين لزيارة الرسول صلى‬
‫الحرام‪ ،‬وعلى رأسھم إمام األئمة وأخوه األصغر الشيخ‪} :‬عبد‬ ‫وحج بيت‬
‫ّ‬ ‫وسلم‪،‬‬
‫وسالمه عليه؛‬ ‫والرسول صلوات‬ ‫القادر البكي{ سنة‪ .1977 :‬وذالك ُ ًّ‬
‫حبا لدين‬
‫الخديمية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ابتغاء مرضاته‪ .‬كان ھذا دأبه منذ توليه الخالفة‬ ‫واإلنفاق في سبيل‬
‫المسلمة‬
‫وحجوا ببركته عليه الرضوان األكبر مع األمة ُ‬ ‫ّ‬ ‫وكثير من الناس زاروا‬
‫المريدية وعن اإلسالم‪.‬‬
‫خيرا عن الطريقة ُ ّ‬ ‫ونفعنا ببركاته‪ ،‬وجزاه َ ْ ً‬

‫الزفاف‪ :‬كان ُيزوج الشبان‬ ‫وتحمل أعباء‬


‫ُّ‬ ‫تزويج الناس‬
‫ُ‬ ‫‪ 19‬ـ‬
‫ويتحمل أعباء الزواج والنفقات كاملة من الضيافة‬
‫َّ‬ ‫والشابات‪ ،‬ويدفع المھور الالزمة‪،‬‬
‫وحملھن إلى أزواجھن والصداق والشبكة وغيرھا من اللوازم المعروفة في مثل ھذه‬
‫جماعية وإيجاد منازل في سنوات عديدة للشبان من ذرية‬ ‫ّ‬ ‫عرائس‬
‫َ‬ ‫المناسبات‪ُ .‬يقيم‬
‫}الشيخ الخديم{ وغيرھم ممن كانوا في حاجة إلى الزواج‪ ،‬ولم يستطيعوا الطول‪.‬‬
‫ُ‬
‫حضرت بعض ھذه الضيافات‬ ‫وأتذكر سنة‪1981 :‬ـ ‪ 1982‬في بلدته‪} :‬طوبى ِ ِ‬
‫بللْ{‬
‫العرائس ‪ 18‬عروسة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ھناك‪ ،‬وكانت‬
‫لم يكتف بالشبان فقط؛ بل كان ُيزوج الكبار الذين كادوا يئسون من الزواج لقصر اليد‬
‫مؤھلين ببركته وبخطواته‬
‫َّ‬ ‫أو عدم توفر الظروف‪ ،‬أو ألسباب أخرى‪ .‬أصبح كثير منھم‬
‫اإلنسانية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المباركة ومبادراته‬
‫كان جوادا يصعب الوصف له‪ ،‬وذالك كله ابتغاء مرضات ورسوله‪ ،‬صلى تعالى‬
‫عليه بآله وصحبه وسلم‪ ،‬ومرضات والده }العبد الخديم{‪ ،‬وإعانة الضعفاء‬
‫غنيا‪ .‬وكان يقوم بحوائج‬ ‫ًّ‬ ‫ويصيره‬
‫فقيرا ُ ِّ‬
‫ً‬ ‫والمحتاجين والمحرومين‪ .‬وأحيانا ُيعين‬
‫سجن ألمر ما؛‬
‫ٍ‬ ‫الناس في المناسبات المختلفة من عقيقة وزفاف‪ ،‬أو موت ومرض‪ ،‬أو‬
‫ويعطي السيارات الضخمة والمراكب الفاخرة لمن يليقون بذالك‪ .‬ويديم البذل والعطاء‬
‫ُ‬
‫للفقراء واألغنياء والشيوخ والزائر والقاطن‪ ،‬مما يتعلق بعيشه وعيش عياله؛ حيث‬
‫بنى خزائن ضخمة مملوءة باألرز والسكر والدخن وغيرھا‪ ،‬ويأمر حملة المفاتيح‬
‫امبار{ مھمتھا حمل‬
‫بإعطاء كل شخص حقه‪ .‬قد كانت ھناك ثالث سيارات شحن } ْ َ ْ‬

‫الرحمان ُمصطفى َ َّ ْ ِ‬
‫أللوحي◌ّ‬ ‫ّ ِ‬
‫للشيخ ُ َ ْ ِ‬
‫عـبيد َّ ْ َ‬ ‫‪25‬‬
‫والرَّسول ُ َ ِّ ْ‬
‫الموحد‬ ‫ِ‬ ‫أسد ‬ ‫عبد َ َ ْ‬
‫األحد َ ُ‬ ‫ُ‬
‫الشيخ َ ْ ُ‬

‫المعيشة ونقلھا إلى من يھمھم األمر‪ .‬كان ُيعطي ً‬


‫آالفا من الضأن السمان في العيد‬
‫المريدين والساكنين في }طوبى{‬ ‫الكبير}عيد األضحى{ إلخوته وأخواته وكبار ُ‬
‫وحواليھا؛ بل وشيوخ الطرق األخرى‪ ،‬والمسئولين اإلداريين في الحكومة وغيرھا من‬
‫يتحمل جميع‬
‫َّ‬ ‫الوجھاء داخل السنغال كلھا‪ .‬وباإلضافة إلى ذالك‪ ،‬ھناك ُ َ ٌ‬
‫اسر كثيرة كان‬
‫السكنية والتزويج والعيش وبعض مصروفات الحياة‬ ‫مصارفھم من بناء البيوت َّ َ ّ‬
‫اليومية‪ ،‬طوال خالفته رضي تعالى عنه‪.‬‬‫ّ‬
‫ويجزل العطاء لشيوخ الطرق األخرى‪ ،‬وبعض أبنائھم‪،‬‬ ‫كان يكرم الزائرين أيما إكرام‪ُ ،‬‬
‫ويشارك بقسط كبير في مشارعھم ومنا سباتھم‪ .‬وال ُيخالطه َ َ ٌ‬
‫أحد إال وقد أعجب بجوده‬ ‫ُ‬
‫وبذله الفائق‪ .‬وحتى ُمريديه الذين كانوا يأتونه للزيارة وإلعطاء ھداياھم‪ُ ،‬يكرمھم‬
‫واثقا با‪ d‬ومتوكالً عليه‪ .‬من لم يثق با‪ d‬ال‬‫ً‬ ‫حتى ُيخجلوا بأنفسھم للكرم البالغ‪ .‬وكان‬
‫يكون جوادا بھذه الدرجة الفائقة؛ لمحاسبة مصروفاته صغيرة أو كبيرة‪.‬‬
‫تحقيقا لھذا القول‪} :‬أرجع كل مالي إلى والرسول صلى عليه وسلم‬ ‫ً‬ ‫كان يقول‬
‫أموال ٌ }للشيخ الخديم{‪ ،‬وبصفة كوني خليفته‪ ،‬ال بد أن‬
‫والشيخ الخديم‪ .‬وھذه األموال ْ َ‬
‫المريدين والمسلمين والمحتاجين‪ .‬ألني قبل أن‬‫أصرف ھذه األموال إلى أصحابھا من ُ‬
‫أكون خليفته‪ ،‬ليست لي ھذه األموال‪ .‬إذن األموال }للشيخ الخديم{‪ ،‬قد أجراھا بين‬
‫يدي‪ ،‬وال بد من القيام بالواجب‪ ،‬وليس أكثر‪ {.‬نعم الشيخ الخديم يقول‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪10‬‬
‫لغيري األذى دنيا وأخرى َ ْ َ ُ‬
‫وبرزخ‬ ‫وزحزحت‬ ‫ربي ُ ْ‬
‫فتحت لي َ َ ْ‬ ‫خزائن ّ‬
‫ُ‬

‫‪ 20‬ـ العناية الفائقة واالھتمام البالغ والتفقد الكامل ألھل البرزخ في‬
‫جربل َ{ والقيام بحوائجھن ومطالبھن على أحسن وجه وأكمله‪.‬‬ ‫} ُْ ِ‬
‫‪ 21‬ـ لكل ثالثة أشھر‪ُ ،‬يوزع الھدايا واألموال التي وردت ألجل الشيخ‬
‫الخديم لجميع أبناء وبنات الشيخ الخديم‪.‬‬
‫تبركا بسنوات خالفته ‪ 21‬سنة‪ .‬والخدمات‬ ‫ً‬ ‫اكتفينا بھذه الخدمات الواحدة والعشرين‬
‫أكثر من ھذا بكثير؛ ولكن لإلشارة والتلميح والتنويه بھذه الخدمات الجليلة‪ .‬جزاه‬

‫‪10‬‬
‫قصيدة }مقدمات األمداح{ للشيخ الخديم‪.‬‬

‫الرحمان ُمصطفى َ َّ ْ ِ‬
‫أللوحي◌ّ‬ ‫ّ ِ‬
‫للشيخ ُ َ ْ ِ‬
‫عـبيد َّ ْ َ‬ ‫‪26‬‬
‫والرَّسول ُ َ ِّ ْ‬
‫الموحد‬ ‫ِ‬ ‫أسد ‬ ‫عبد َ َ ْ‬
‫األحد َ ُ‬ ‫ُ‬
‫الشيخ َ ْ ُ‬

‫خير ما يجازي عباده المحسنين‪ ،‬ورضي عنه رضاه األكبر‪ ،‬ونفعنا ببركاته آمين يارب‬
‫العالمين‬

‫أخالقــه‪:‬‬ ‫بعــض‬
‫جليلة‪،‬مفكرا ذا وفاء بالعھد‪ ،‬وال ينسى‬
‫ُ‬ ‫كان جوادا سموحا شجاعا مقداما‪ ،‬ذا أعمال‬
‫مكرھا‬
‫ً‬ ‫الجميل‪ ،‬صادقا في كل كالمه وأفعاله وحركاته وسكناته‪ًّ ُ ،‬‬
‫محبا الخير للجميع‬
‫محبا جدا شيخه }الشيخ الخديم{ ذاإرادة صادقة‬ ‫ومبغضا السوء والفحشاء والمنكرات‪ً ُ .‬‬
‫ً‬
‫المسلمين‬
‫ُ‬ ‫ُ ً‬
‫ومحسنا لجميع‬ ‫ُ ًّ‬
‫ومحبا‬ ‫والمريدات‪،‬‬
‫ُ‬ ‫المريدين‬
‫ُ‬ ‫وعزم حقيقي‪ًّ ُ .‬‬
‫محبا‬
‫المسلمين‬
‫المريدية‪ ،‬وخدمة ُ‬‫مداوما خدمة والده‪ ،‬وخدمة الطريقة ُ ّ‬ ‫والمسلمات‪ً ُ ،‬‬‫ُ‬
‫البشرية جمعاء‪.‬‬
‫ّ‬ ‫والمسلمات‪ ،‬وخدمة‬
‫ُ‬

‫عنه‪:‬‬ ‫تعالى‬ ‫ومن كالمه رضي‬


‫مفوھا‪ُ ،‬مرتجالً في خطبه ومواعظه‬ ‫خطيبا ُ َّ ً‬
‫ً‬ ‫تعالى عنه‪ُ ،‬مفكرا‪،‬‬ ‫كان رضي‬
‫وإرشاداته‪ .‬والمواطنون يستمعون له عندما يسمعون كالمه وصوته في اإلذاعة‬
‫الوطنية؛ ويستفيدون من كالمه‪ ،‬وخاصة العلماء والمفكرون‪ ،‬والذين لھم حسن الفھم‬ ‫ّ‬
‫متمكنا من القرآن الكريم‪ُ ،‬يفسر القرآن بالقرآن بشكل َ ْ ُ ُ‬
‫يعجز القلم‬ ‫ً‬ ‫واإلدراك الجيد‪ .‬كان‬
‫وصفته في أول ھذه‬‫ُ‬ ‫واللسان عن تعبيره‪ .‬كان القرآن طوع لسانه‪ .‬ولذالك‬
‫ُ‬ ‫عن كتابته‬
‫شفتيه ولسانه{‪ .‬وكان أحد العلماء‬‫ْ‬ ‫مشيرا‪} :‬كأن المصحف الكريم مكنون بين‬
‫ً‬ ‫العجالة‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫سمعت‬ ‫فسرت القرآن مرات؛ ولكن كلما‬ ‫التيجانية يقول‪} :‬إني َّ‬
‫ّ‬ ‫الكبار من الطريقة‬
‫أخر ومفاھيم كثيرة من تفسيره‬ ‫خطابا من الشيخ‪} :‬عبد األحد{ أستنبع معاني ُ َ َ‬ ‫ً‬
‫القرآن بالقرآن؛ ولذالك أستمع خطابه دائما{‪ .‬كان الناس يستبشرون ويفرحون من‬
‫التلقائية‪ .‬ألنه ال ُيالحظ في أقواله إال ورسوله صلى عليه وسلم‬ ‫ّ‬ ‫خطابه وأقواله‬
‫المسلمين يفرحون وينتظرون خطابه بكل‬ ‫والشيخ الخديم‪ .‬وھذا سيب من أسباب كون ُ‬
‫شغف ولھف‪ .‬ويردفون كلمات الشكر واالستحسان لصدق لھجته ووضوح كلماته‪،‬‬
‫وبلوغ بيانه للمفلحين؛ وليس الذين في قلوبھم أقفال ال يسمعون وال يفقھون وال‬
‫يعلمون وال يعقلون‪.‬‬

‫من بعــض أقـــواله‪:‬‬


‫الرحمان ُمصطفى َ َّ ْ ِ‬
‫أللوحي◌ّ‬ ‫ّ ِ‬
‫للشيخ ُ َ ْ ِ‬
‫عـبيد َّ ْ َ‬ ‫‪27‬‬
‫والرَّسول ُ َ ِّ ْ‬
‫الموحد‬ ‫ِ‬ ‫أسد ‬ ‫عبد َ َ ْ‬
‫األحد َ ُ‬ ‫ُ‬
‫الشيخ َ ْ ُ‬

‫أدله{‪} .‬خير القدم‪،‬‬ ‫}من أمر ألجل نفسه‪ ،‬أبى الناس ألجل نفوسھم{‪} .‬خير الكالم ُّ‬
‫القدم الراسخ في اإليمان{‪} .‬التقوى شجرة‪ ،‬وثمرتھا امتثال األوامر واجتناب‬
‫وأصح من قال{‪} .‬أريد أن تعرفوا أن قولي ما يصدر من فمي‪،‬‬ ‫أوكد َ َ ّ‬
‫قلت َ ْ َ ُ‬
‫المناھي{‪ُ } .‬‬
‫وليس ما ُينسب لي وليس مني{‪} .‬التقيد بالصراط المستقيم وعدم اإلسراف‪ ،‬ھما‬
‫عالمتا رجاء الرجاء للشيخ الخديم{‪} .‬الشيخ الخديم بحر‪ ،‬والذي يؤيد مخالطته‪ ،‬البد‬
‫طافيا فوف البحر‪ ،‬أو َ ْ ِ ًّ‬
‫مرميا نحو الشاطئ{‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ماء‪ ،‬وإال سوف يكون‬ ‫أن يجعل نفسه ً‬
‫والمتمردين في ھذه المدينة }طوبى{‪ .‬وغيرھا‬ ‫ّ‬ ‫الفجار‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫رھينة لمحاربة‬ ‫ُ‬
‫جعلت نفسي‬ ‫}‬
‫من أقواله المفيدة المشھورة والواضحة وضوح شمس القيلولة‪ .‬فمن أراد المزيد‬
‫المريد الصادق{ الذي ُجمع فيه خطبه ومواعظه وإرشاداته‬ ‫فليطالع كتاب‪} :‬حياة ُ‬
‫مور َطال َ‬
‫جاج{ طبع‪ْ ُ } :‬‬ ‫محمد َ ْ‬
‫وحكمه ونصائحه البالغة‪ .‬مراجعة وتصحيح الشيخ‪َّ ُ } :‬‬
‫خير ما ُيجازي عباده ُ‬
‫المحسنين‬ ‫والبشرية َ ْ َ‬
‫ّ‬ ‫المريدية وعن اإلسالم‬
‫جاج{‪ .‬جزاه عن ُ ّ‬ ‫َ ْ‬

‫ونذيــــرا‪:‬‬
‫ً‬ ‫ُ ّ ً‬
‫مــبشــرا‬
‫ً‬ ‫ُ ًّ‬
‫مبشراونذيرا؛ يدعو الناس إلى الخير والبر والمعروف؛ وينھاھم عن‬ ‫كان رضي‬
‫الفحشاء والمنكر والبغي واالعتداء والظلم إلخ‪..‬‬
‫ومن عالمات ذالك‪ ،‬قوله عند منع الفجور والفسق في}طوبى{‪} :‬احذروا بيع الخمور‬
‫ّ‬
‫أحذركم‬ ‫والكحول والممنوعات في}طوبى{‪ .‬احذروا ھذه لمصلحة أنفسكم؛ إني‬
‫لمنافعكم‪ ،‬وليس لمنفعتي‪ .‬فذنب اإلثم للمرتكب والعقوبة للظالم‪ .‬ھناك شخص من‬
‫شرب الخمر‪ ،‬زجره مرات عديدة وكثيرة ولم ينته ولم ينزجر‪.‬‬ ‫حاشيته‪ ،‬كان ُيديم ُ ْ َ‬
‫ٍ‬
‫بمقعد في‬ ‫ُ‬
‫بدلت مقعدك في النار‪،‬‬ ‫وذات يوم‪ ،‬دعاه بشھادة عدول وقال له‪ } :‬إني‬
‫عدت مرة أخرى إلى الخمر واإلدمان‪ ،‬فلن يستطيع‬‫َ‬ ‫الجنة‪ .‬ولكن أوكدك با‪ ،d‬إنك إن‬
‫واضح في التبشير والتنذير‪ .‬والحمد ‪ ،d‬قد أقلع‬
‫ٌ‬ ‫أحد شفاعتك عن النار‪ {.‬ھذا مثال‬ ‫ٌََ‬
‫المنھي‪ .‬جزاه خيرا ورضي عنه رضاه األكبر‪ .‬اللھم آمين‪.‬‬
‫الشخص عن ذالك َ ِ ّ‬
‫ُ‬ ‫ھذا‬

‫ربه‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ارتحــاله إلى رضــوان‬
‫الرحمان ُمصطفى َ َّ ْ ِ‬
‫أللوحي◌ّ‬ ‫ّ ِ‬
‫للشيخ ُ َ ْ ِ‬
‫عـبيد َّ ْ َ‬ ‫‪28‬‬
‫والرَّسول ُ َ ِّ ْ‬
‫الموحد‬ ‫ِ‬ ‫أسد ‬ ‫عبد َ َ ْ‬
‫األحد َ ُ‬ ‫ُ‬
‫الشيخ َ ْ ُ‬

‫أذن خير‪ ،‬ال يسمع في تلك األذن شئون الدنيا وأمورھا؛‬ ‫كان الشيخ‪} :‬عبد األحد{ ُ َ‬
‫بل يسمع فيھا أخبار وشئون األخرة‪ .‬والذين باشروه وخالطوه‪ ،‬عرفوا ھذه الحقيقة‪.‬‬
‫بعض من ُمريديه‪ ،‬أتاه ليسمعه حوائج الدنيا في تلك األذن‪ ،‬بعد أن حذره في‬ ‫ٌ‬ ‫ھناك‬
‫المريد‪ ،‬وأتاه ذات يوم‪ُ ،‬يريد إسماعه شيئا في تلك‬ ‫ذالك مرات‪ .‬ولما لم ينته ھذا ُ‬
‫المحذرة من حوائج الدنيا؛ أخذه الشيخ وصرعه على األرض وقال له‪} :‬إني ّ ُ‬
‫حذرتك‬ ‫ُ ّ‬
‫وفيا جدا مع أصدقائه‬
‫مرات‪ ،‬ولم تنته‪ .‬فھذه األذن‪ ،‬ال أسمع منھا شئون الدنيا{ كان ً‬
‫جميل َ َ َ ٍ‬
‫أحد‪.‬‬ ‫ومعارفه القدماء‪ .‬وال ينس ولم ينس َ ِ‬
‫شجاعا ِ ً‬
‫مقداما‪ ،‬ال يعرف‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫صادقا‪،‬‬ ‫مريدا‬
‫عابدا‪ً ُ ،‬‬
‫ً‬ ‫ھكذا الشيخ‪} :‬عبد األحد{ عامالً‬
‫التراجع عن الحق‪ ،‬وال يتوانى في إظھاره‪ ،‬وال يخاف في لومة الئم؛ بل ُيجاھد في‬
‫ُ‬
‫جعلت‬ ‫ونفسه رھينة لذالك‪ .‬كان كما قال بنفسه وطبق ذالك القول‪} :‬أوكد إني‬
‫ُ‬ ‫سبيله‬
‫نفسي وحياتي للشيخ الخديم‪ ،‬كما فعله ھو مع مخدومه صلى عليه وسلم‪ ،‬وسوف‬
‫أقوم مقامه للتأليف بين القلوب‪ ،‬وإصالح ذات البين والدعوة لھم بالخير لقوله رضي‬
‫تعالى وأرضاه عنا آمين‪:‬‬
‫ردءا‬
‫ھاديا َ َ َ‬
‫ً‬ ‫ارحم َ ِ َ‬
‫جميع الورى يا‬ ‫ْ‬ ‫يا مالك الملك يا من جل عن ٍ‬
‫قود‬
‫بدءا‬
‫جدھم َ َ َ‬ ‫َ‬
‫الخلق يا َمن َ ّ‬ ‫َ َِ‬
‫ولترحم‬ ‫مفيدة‬ ‫ُحط ُ ّ‬
‫أمة المصطفى عن كل َ ْ َ ٍ‬
‫حريصا جدا على تعظيم حرمات ‪ ،‬وخاصة في}طوبى{ المحروسة‪ .‬وقال‪:‬‬ ‫ً‬ ‫وكان‬
‫للمعظم وليس ُ َّ‬
‫للمعظم لقوله‬ ‫فھو خير له{ والتعظيم منفعة ُ ِّ‬
‫‪11‬‬
‫}ومن يعظم حرمات‬
‫‪12‬‬
‫تعالى‪} :‬الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانھم بظلم‪ ،‬أولئك لھم األمن وھم مھتدون{‬
‫لمع المحسنين{‪ .13‬والذي ال ُ ِّ‬
‫يعظم‬ ‫ّ‬
‫لنھدينھم سبلنا وإن‬ ‫}والذين جاھدوا فينا‬
‫فھو كفوله جل وعز‪} :‬لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبھم مرض‬ ‫حرمات‬
‫والمرجفون في المدينة‪ ،‬لنغرينك بھم ثم ال يجاورونك فيھا إال قليال‪ ،‬ملعونين أينما‬
‫ثقفوا‪ ،‬أخذوا وقالوا تقتيال{‪.14‬‬
‫ھكذا كان حياته وسيرته الحسنة‪ ،‬وخاصة أيام خالفته التي دامت واحدة وعشرين‬
‫إكرام‬
‫ُ‬ ‫سنة؛ من سنة‪ 68 :‬إلى ‪ 1989‬م‪ .‬كانت سياسته كما َّبين في خطبته األولى‪} :‬‬

‫‪11‬‬
‫سورة الحج‪28/‬‬
‫‪12‬‬
‫سورة األنعام‪83/‬‬
‫‪13‬‬
‫سورة العنكبوت‪69/‬‬
‫‪14‬‬
‫سورة األحزاب‪ 60/‬ـ‪61‬‬

‫الرحمان ُمصطفى َ َّ ْ ِ‬
‫أللوحي◌ّ‬ ‫ّ ِ‬
‫للشيخ ُ َ ْ ِ‬
‫عـبيد َّ ْ َ‬ ‫‪29‬‬
‫والرَّسول ُ َ ِّ ْ‬
‫الموحد‬ ‫ِ‬ ‫أسد ‬ ‫عبد َ َ ْ‬
‫األحد َ ُ‬ ‫ُ‬
‫الشيخ َ ْ ُ‬

‫سماني والدي األعظم‬ ‫ُ‬


‫وترك غيرھما في حاله‪ .‬ألجل ھذا َّ‬ ‫مستدرج‪،‬‬
‫استدراج ُ ْ َ ٍ‬
‫ُ‬ ‫مكرم‪،‬‬
‫ُ ٍَ‬
‫خديم الرسول صلى عليه وسلم بـ‪} :‬عبد األحد{‪.‬‬
‫العيدية بعد رمضان سنة‪ 1409 :‬ھـ‪ .‬مايو ‪ 1989‬م‪ .‬حيث‬ ‫ّ‬ ‫الناس في خطبته‬
‫َ‬ ‫قد وادع‬
‫جد أبيه‪ ،‬وذالك يدل على أننا ال نخلد‬
‫أحد منكم من رأى َّ‬‫قال من ضمن كالمه‪} :‬ما من ٍ‬
‫صريحا منه؛‬
‫ً‬ ‫ووداعا‬
‫ً‬ ‫في ھذه الفانية‪ .‬وال بد أن ننتقل إلى عالم آخر‪ .‬كان ھذا ُ ً‬
‫لغزا‬
‫السفلي ُمنتقالً إلى‬
‫ّ‬ ‫أحد‪ ،‬أنه ُ ْ ِ ُ‬
‫يخبر بقرب رحيله ووداع عالمنا‬ ‫ولكن لم يخطر ببال ٍ‬
‫األخروي‪.‬‬
‫َ ِ ّ‬ ‫العالم‬
‫عائدا إلى منزله‪،‬‬
‫ً‬ ‫ولما فرغ وانتھى من خطبته‪ ،‬زار روضة والده وشيخه‪ ،‬وركب‬
‫ومكث فيه حتى التاسع عشر من شوال عامه وشھره؛ وانتقل إلى فريته }طوبى ِ ِ‬
‫بللْ{‪،‬‬
‫ومكث فيه‪ ،‬ثم دعا األطفال‪ ،‬ودعا لھم ووادعھم َ ِ ًّ‬
‫معنويا‪ .‬ودعا أھل تربيته‪ ،‬وأفھمھم‬
‫باألماكن التي جعل فيھا جھودھم وعرقھم‪ ،‬وشكرھم بإخالصھم وصدقھم في المبايعة‪.‬‬
‫عليه وسلم‪ ،‬ومن الشيخ الخديم‬ ‫ورسوله صلى‬ ‫وطلب لھم مغفرة عزما من‬
‫شيخھم األكبر‪.‬‬
‫وفرح أھل التربية بالخبر السار وھذا اإلحساس من شيخھم‪ ،‬ولم يعرفوا أن فيه‬
‫وشيخھم‬ ‫مغزى‪ .‬ورجعوا إلى أعمالھم وأماكنھم للخدمة والتربيةفرحين وشاكرين‬
‫الذي ّ‬
‫بشرھم بھذا التبشير‪.‬‬
‫وفي يوم األحد الثالث عشر من ذي القعدة الموافق‪ 19:‬من يونيو‪1989‬م‪ .‬التقى‬
‫ورحبھم ثم دعا لھم‪ ،‬ورجعوا حامدين‬
‫َّ‬ ‫بوفود بعض الدوائر الزائرة‪ ،‬واستقبلھم‬
‫للمريدين‪ .‬وفي نفس اليوم‪ ،‬لما ّ‬
‫صلى العشاء‬ ‫على وصول ھداياھم إلى الخليفة العآم ُ‬
‫بعض الناس في البيت‪ ،‬أنه يذھب غدا إلى مكان؟ وفي منتصف اليل‪،‬‬ ‫َ‬ ‫األخير‪ ،‬أخبر‬
‫ووصاھم‪ ،‬ثم دخل بيته‪ .‬وبعد ساعة‪ ،‬وصل شقيقه‬‫ّ‬ ‫خاصته المقربين إليه‪،‬‬
‫ّ‬ ‫بعض‬
‫َ‬ ‫دعا‬
‫الشيخ‪} :‬شعيب{ ومعه الشيخ‪} :‬حبيب البكي{‪.‬‬
‫نفس ذائقة الموت{ }إنا ‪ d‬وإنا إليه‬‫ٍ‬ ‫تعالى فيه‪} :‬كل‬ ‫وصدقت كلمة‬
‫ُ‬ ‫األمر‪،‬‬
‫ُ‬ ‫تم‬
‫قد ّ‬
‫وصلى عليه أخوه اإلمام الشيخ‪:‬‬‫ّ‬ ‫وجھز‪.‬‬
‫وحمل إلى }طوبى{ في الليلة‪ِّ ُ ،‬‬ ‫راجعون{‪ُ .‬‬
‫ً‬
‫وحفظا للقرآن‬ ‫إكراما‬
‫ً‬ ‫الخديمية التي بناھا‬
‫ّ‬ ‫}عبد القادر البكئ { ُ‬
‫وأسكن في فناء المكتبة‬
‫المريدية واألمة‬ ‫ً‬
‫وخدمة للطريقة ُ ّ‬ ‫الخديمية والعلم والمعرفة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫وصونا للقصائد‬ ‫الكريم‪،‬‬
‫المسلمة‪.‬‬
‫ُ‬
‫الرحمان ُمصطفى َ َّ ْ ِ‬
‫أللوحي◌ّ‬ ‫ّ ِ‬
‫للشيخ ُ َ ْ ِ‬
‫عـبيد َّ ْ َ‬ ‫‪30‬‬
‫والرَّسول ُ َ ِّ ْ‬
‫الموحد‬ ‫ِ‬ ‫أسد ‬ ‫عبد َ َ ْ‬
‫األحد َ ُ‬ ‫ُ‬
‫الشيخ َ ْ ُ‬

‫قرآنا يمشي ويسعى في األرض‪ .‬ولما انتقل إلى جوار الباقي‬ ‫ً‬ ‫نعم؛ كان‬
‫الخديمية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫القصائد‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫وصافحته‬ ‫القديم‪ ،‬استقبله القرآن وجاوره‪ ،‬وعانقته‬
‫والوفاء‬
‫ُ‬ ‫وأكرمته صلةُ الرحم‬‫ْ‬ ‫ْ‬
‫استضافته‬ ‫الحق إلى مسكنه‪،‬‬‫وشيعه َ ﱞ‬
‫ّ‬
‫والنيةُ الخالصة‪،‬‬
‫ﱠ‬ ‫اإلسالمية‬
‫ّ‬ ‫األخوةُ‬
‫ﱠ‬ ‫ْ‬
‫وآنسته‬ ‫بالعھد واإلرادةُ الصادقة‪،‬‬
‫المحبةُ الخالصة‪،‬‬‫ﱠ‬ ‫األبواب‬
‫َ‬ ‫وفتحتْ له‬ ‫الصالح‪َ َ ،‬‬
‫ُ‬ ‫العمل‬
‫ُ‬ ‫استأذنه لوالده‬
‫اإللھية‪ .‬وصافح‬
‫ّ‬ ‫األوامر‬
‫ُ‬ ‫وأوصلته إلى والده األعظم وشيخه األكبر‬ ‫ْ‬
‫نتبوأ من‬
‫ﱠ‬ ‫والده قائال‪} :‬الحمد ‪ e‬الذي صدقنا وعده‪ ،‬وأورثنا األرض‬ ‫َ‬
‫الجنة حيث نشاء‪ ،‬فنعم أجر العاملين{؛ أردف والده قائال‪} :‬وترى‬
‫المالئكة حافين منحول العرش‪ ،‬يسبحون بحمد ربھم وقضي بينھم‬
‫بالحق‪ ،‬وقيل الحمد ‪ e‬رب العالمين{‪.‬‬
‫الموحد{‬
‫والرسول ُ َ ٍّ‬ ‫األحد‪ ،‬أسد‬ ‫ھكذا باختصار حياة }الشيخ عبد‬
‫قد توفي ليلة االثنين ‪ 14‬من ذي القعدة ‪1409‬ھـ‪ .‬الموافق‪.18/06/1989 :‬‬
‫اإلسالمية ونفعنا ببركاته‪ ،‬وأرضاه عنا بھذه‬
‫ّ‬ ‫واألمة‬
‫ّ‬ ‫المريدية‬
‫خيرا وعن ُ ّ‬ ‫جزاه عنا َ ْ ً‬
‫المقربين المقبولة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫من أعمال‬ ‫والھذية التافھة‪ .‬جعلھا‬ ‫ّ‬ ‫الخدمة الحقيرة البسيطة‬
‫األمي‬
‫ّ‬ ‫النبي‬
‫ّ‬ ‫محمد‬ ‫َ ً‬
‫وآخرة بجاه سيدنا وموالنا ُ َّ‬ ‫منقطعين ُ ْ ً‬
‫دنيا‬ ‫ْ‬ ‫وجعل ثوابھا وأجرھا َ ْ َ‬
‫غير‬
‫وعلى آله وصحبه وأسنى خديمه وأمته أجمعين؛ وبحرمة العبد الخديم عليه رضوان‬
‫تعالى األكبر‪ ،‬وببركة الشيخ عبد األحد‪ ،‬وتقبل وبارك آمين يارب العالمين‪.‬‬
‫األمي وعلى آله وصحبه‬
‫ّ‬ ‫النبي‬
‫ّ‬ ‫محمد‬
‫اللھم صل وسلم وبارك على سيدنا وموالنا ُ َّ‬
‫وتقبل وبارك بحرمة العبد الخديم عليه رضوان تعالى األكبر‬
‫ّ‬ ‫وأسنى خديمه وأمته‬
‫اللھم آمين‪.‬‬
‫الرحمان مصطفى ﱠ ْ ِ ّ‬
‫أللوحي‬ ‫عبيد ّ‬
‫بقلم الفقير الراجي‪ /‬الشيخ‪ْ َ ُ :‬‬

‫بجامع‬
‫بامبي{ َ ِ ِ‬
‫تمت الكتابة زوال يوم الخميس السادس من ذي الحجة سنة‪1437 :‬ھـ‪ .‬الموافق‪ .08/09/2016 :‬تمت بمدينة } َ ْ ِ ْ‬
‫البكي{‪.‬‬
‫ّ‬ ‫محمد المرتضى‬
‫الشيخ‪ ُ } :‬ﱠ‬

‫الرحمان ُمصطفى َ َّ ْ ِ‬
‫أللوحي◌ّ‬ ‫ّ ِ‬
‫للشيخ ُ َ ْ ِ‬
‫عـبيد َّ ْ َ‬ ‫‪31‬‬
‫والرَّسول ُ َ ِّ ْ‬
‫الموحد‬ ‫ِ‬ ‫أسد ‬ ‫عبد َ َ ْ‬
‫األحد َ ُ‬ ‫ُ‬
‫الشيخ َ ْ ُ‬

‫الصـــــالح َ ِ ّ‬
‫البـــكــي‬ ‫ِ ُ‬ ‫َّ ْ ُ‬
‫الشيــــخ َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫الخــــاتمي‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫الخــامس‬ ‫ُ‬ ‫َِ َ‬
‫الخليـفة‬
‫ّ‬
‫وتعلـــمه‪:‬‬ ‫نشــأته‬
‫قدولدليلة الجمعة الرابع عشر منشھر ذي الحجة سنة‪1333:‬ھـ‪ .‬الموافق‪:‬‬
‫جربل َ{‪ .‬ووالده غني عن التعريف؛ وھو مؤسس‬ ‫‪ 22/10/1915‬في مدينة} ُ ْ ِ‬
‫المريدية في السنغال‪ .‬ووالدته ھي السيدة‪} :‬فاطمة َ ِ‬
‫جخت{ بنت الشيخ‪:‬‬ ‫الطريقة ُ ّ‬
‫مست ِ ْ َ ُ ْ‬
‫بنتدن{؛ وأسرة والدته شھيرة بالعلم والدين‪،‬‬ ‫مد َ ْ َ‬
‫عشت{ ابن الشيخ‪َ َ َ }:‬‬ ‫}َُ‬
‫والمروءة والنجابة والشھامة‪.‬‬
‫قد كتب }الشيخ الخديم{ عند والدته في ورقة‪ُ ِ َّ } :‬‬
‫الصالح{‪ ،‬وأعطاه أمينه الشيخ‪:‬‬
‫محمد األمين جوب الدكاني{‪ .‬وأعطاه اإلذن بتسميته كذالك‪ .‬ولذالك قال ھذه‬ ‫} ُ َّ‬
‫الدكاني‪:‬‬
‫ّ‬ ‫المأمور في ھذا األمر‬
‫ُ‬ ‫األبيات‬
‫جاء به َ ِ َ‬
‫صــالحا‬ ‫بــاق لنا َ‬
‫ٍ‬ ‫أبقى لنا بفضله َ ِ َ‬
‫صالحا‬
‫وجھه َ ِ َ‬
‫الكالحا‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ُ‬
‫يصقل ُ منه‬ ‫دھره‬
‫سماء َ ِ‬
‫ِ‬ ‫شمسا في‬ ‫ْأبقاه َ ْ ً‬
‫مصححا ِ َ‬
‫فالحا‬ ‫َ َّ ً‬ ‫ً‬
‫مبــاركا‬
‫ُ‬ ‫مكمالً لــه َ َ‬
‫ھديـــه‬ ‫َْ َ ُ‬
‫أبقــاه ُ َ ِّ‬
‫جخت{‪.‬وحفظ‬ ‫جمبار َ َ ِ‬
‫جخت ابن الشيخ َ ْ َ ْ‬ ‫تعلم القرآن الكريم عند الشيخ‪ْ َ َ َ } :‬‬
‫ألسان َ َ ِ‬
‫محمد‬
‫تندود{ بإذن الشيخ‪َّ ُ } :‬‬ ‫عنده حفظا جيدا‪ .‬وبدأ يتعلم العلوم في بلدة } ِ ْ ُ ِ‬
‫كيار{ وانتقل بعد ذالك إلى العالم‬ ‫جنك ُ َ ْ‬
‫المصطفى{ عند العالم الكبير الشيخ‪} :‬مختار ِ ْ َ‬
‫ساسم‬
‫مور َ ُ ْ‬‫البكي اإلمام{ ثم عند الشيخ‪ْ ُ } :‬‬ ‫ّ‬ ‫الشھير في }طوبى{ الشيخ‪} :‬حبيب‬
‫مجخت َكل َ{ في بلدته‪} :‬عين الماضي{ ثم عند العالمة ُ ِّ‬
‫المفسر‬ ‫جخت بن القاضي َ َ َ ِ‬‫َ َ ِ‬
‫صو{ في } ِ ْ ُ‬
‫مون{‪.‬‬ ‫جربل َ{ ثم عند الشيخ‪} :‬حامد َ ْ‬ ‫دم{ في } ُ ْ ِ‬‫محمد ِ ْ‬
‫الشيخ‪َّ ُ } :‬‬

‫الرحمان ُمصطفى َ َّ ْ ِ‬
‫أللوحي◌ّ‬ ‫ّ ِ‬
‫للشيخ ُ َ ْ ِ‬
‫عـبيد َّ ْ َ‬ ‫‪32‬‬
‫والرَّسول ُ َ ِّ ْ‬
‫الموحد‬ ‫ِ‬ ‫أسد ‬ ‫عبد َ َ ْ‬
‫األحد َ ُ‬ ‫ُ‬
‫الشيخ َ ْ ُ‬

‫ً‬
‫باحثا؛ وقد‬ ‫وتبحر في التاريخ والجغرافيا وعلم النجوم‪ .‬كان‬
‫ّ‬ ‫تعلم الفنون الكثيرة‪،‬‬
‫جال في كثير من بلدان }السنغال وساحل العاج وغامبيا{ للبحث عن العلم‬
‫والمعرفة‪.‬‬

‫البالد التي أنشأھا للخدمة والتربية‪:‬‬


‫جبدلْ{ } َ َ ْ‬
‫لكن{‬ ‫خبان{ }} ُ َ‬
‫دوكا{ } َ ْ َ‬ ‫جرلْ{ } َ َّ ْ‬ ‫أسس ھذه القرى‪ْ ُ } :‬‬
‫كت } ُ ُ‬ ‫وفي سنة‪َّ 1934:‬‬
‫أسس‬ ‫كاب{‪ .‬وفي سنة‪ّ 1993 :‬‬ ‫جاريم{ } َ ُ‬
‫كلور{ }طوبى َ ِ ْ‬ ‫جبكلْ{ } ِ ُ ْ‬
‫كيجان{ } ِ ِ َ‬
‫}ِ َ ْ‬
‫المنان‪ُ ،‬حسن المآب‪ ،‬دار‬ ‫خلكوم{ التي تضم ھذه القرى‪} :‬دار العليم الخبير‪ ،‬دار ّ‬ ‫} ِْ ُ ْ‬
‫بلل‪ ،‬دار المعطي‪ ،‬جنة المأوى‪ ،‬طوبى ِ ْ ُ ْ‬
‫خلكوم‪ ،‬دار‬ ‫القدوس‪ ،‬دار السالم‪ ،‬طوبى ِ ِ ْ‬
‫دند‪ ،‬أم القرى ودار المنن{‪.‬‬ ‫طيب‪ِ ْ ِ ،‬‬
‫الرحمان‪ ،‬دار التنزيل‪َ ْ ،‬‬ ‫ّ‬

‫أعمــــاله‪:‬‬ ‫بعــض‬
‫قدكان خليفة للشيخ الخديم لمدة ‪ 18‬سنة‪ .‬ومن أبرز أعماله وخدماته باختصار‬
‫شديد‪:‬‬
‫وسع التمديد الكھربائي في الجامع األكبر ُ ِّ ٍ‬
‫بمولد كبير له فعاليات‬ ‫ّ‬ ‫‪ 1‬ـ وقد‬
‫وثبت عليه‬
‫ووسع السوار المحيط للجامع‪ّ ،‬‬
‫َّ َ‬ ‫متعددة‪،‬ومد الطاقة َّ ّ‬
‫السمعية للمآذن؛‬ ‫َ َّ‬
‫الجامع برخام فاخرفي الداخل‬
‫َ‬ ‫حديدية‪ .‬وبنى أماكن للوضوء‪ّ .‬‬
‫وبلط‬ ‫ّ‬ ‫أسورة وشبكات‬
‫وجدد روضة الشيخ الخديم بأنواع مختلفة وتزيينات عجيبة كما ّ‬
‫حلى‬ ‫ّ‬ ‫والخارج‪.‬‬
‫دائرة الروضة الواسعة بالذھب الخالص‪.‬‬
‫ومعبدة‪.‬‬ ‫ً‬
‫طرقا أخرى كثيرة ُ ّ‬ ‫‪ 2‬ـ أنشأ في المدينة }طوبى{‬
‫وأسس‬
‫ّ‬ ‫‪ 3‬ـ وقد َ ّ‬
‫كمل َ وبنى مساجد وجوامع متعددة داخل }طوبى{ وخارجھا‪.‬‬
‫ِمضخات }فوارش{ كثيرةجدا‪.‬‬
‫وسع منازل ومساكن }الشيخ الخديم{‪ ،‬وزاد عددھا حتى وصلت إلى ‪28‬‬
‫‪ 4‬ـ ّ‬
‫ً‬
‫مسكنا داخل }طوبى { المحروسة وحدھا‪.‬‬
‫جيملْ{ و}مطلب الفوزين{‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ أنشأ مستشفى } ِ ُ‬

‫الرحمان ُمصطفى َ َّ ْ ِ‬
‫أللوحي◌ّ‬ ‫ّ ِ‬
‫للشيخ ُ َ ْ ِ‬
‫عـبيد َّ ْ َ‬ ‫‪33‬‬
‫والرَّسول ُ َ ِّ ْ‬
‫الموحد‬ ‫ِ‬ ‫أسد ‬ ‫عبد َ َ ْ‬
‫األحد َ ُ‬ ‫ُ‬
‫الشيخ َ ْ ُ‬

‫وسع وأنشأ أحياء جديدة مع دفع الالزم بالتخطيط وتثبيت العالمات وغيرھا‬
‫‪6‬ـ ّ‬
‫من اللوازم‪ .‬قد وصلت ھذه المساكن إلى أكثر من‪ 200 000} :‬منزال{‪.‬‬
‫األحد{‪.‬‬ ‫اإلسالمية التي بدأھا الشيخ‪} .‬عبد‬
‫ّ‬ ‫‪ 7‬ـ َ َّ‬
‫كمل الجامعة‬
‫التجمعفي مستنقعات‪.‬‬
‫ّ‬ ‫لجريمياه األمطار فيھا بدالً من‬
‫‪ 8‬ـ إقامة قنوات َ ْ ِ‬
‫المريدين على العبادة والعمل‪ ،‬وخاصة في الزراعة وإحياء‬ ‫إغراء َ ُّ‬
‫وحث ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪ 9‬ـ‬
‫حيا في منطقته وتوسعاته‪ْ ُ ْ ِ } :‬‬
‫خلكوم{ التي تضم ‪15‬‬ ‫األراضي‪ .‬أعطى لھم نموذجا ً‬
‫حي للخدمة‬
‫كمثال َ ٍّ‬
‫ٍ‬ ‫قرية‪ .‬كان يناديھم ليروا بأنفسھم‪ ،‬ويعملون بعرق جبينھم؛‬
‫وكسب الحالل‪.‬‬

‫األلفية‬
‫ّ‬ ‫الشعلة الخافية في نھاية السنة السابعة من‬
‫الميالدية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫الثالثة‬
‫الرحمان الرحيم‬ ‫بسم‬
‫}يأيتھا النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي‬
‫وادخلي جنتي{‪.15‬‬
‫الميالدية؛ ولم يمض منھا سوى سبع سنين‪ .‬وكنا‬
‫ّ‬ ‫نحن في بداية األلفية الثالثة‬
‫في ظل ممدود‪ ،‬النحس أية لوعة أو حرارة من وطأة الشمس‪ .‬وكانت الشعلة‬
‫قوام النھار وغواشي اليل‪ .‬وفجأة‪ ،‬اختفت الشعلة في‬
‫وتقينا بعض ّ‬ ‫ُتضيء لنا‪َ ،‬‬
‫الثامن والعشرين من ديسمبر سنة‪2007 :‬م‪.‬‬
‫الميالدية في }طوبى{‬
‫ّ‬ ‫احتشدت الجموع الغفيرة يوم ‪ 31‬ديسمبر‪ ،‬نھاية السنة‬
‫من أماكن شتى‪ ،‬وبالد مختلفة‪ ،‬وأوطان متعددة‪ ،‬من جنسيات متنوعة‪ ،‬وقبائل‬
‫رد الجميل‬
‫متباينة‪ .‬احتشدوا في }طوبى{ من مختلف بقاع األرض‪ ،‬لمحاولة ِّ‬
‫البالد واألوطان واختفت فجأة؟‬
‫َ‬ ‫للشعلة التي كانت ُتنير‬
‫لتحول‬
‫ّ ٍ‬ ‫الميالدية إشارةٌ‬
‫ّ‬ ‫األلفية الثالثة‬
‫ّ‬ ‫ألم يكن لنھاية ھذه السنة السابعة من‬
‫الصالح البكي{‬
‫عبر الزمان؟ الشعلة الخافية ھي‪} :‬الشيخ ّ‬ ‫جديد‪ ،‬أم ُ ْ َ ُ‬
‫صدفة من ِ َ‬ ‫َِ ٍ‬
‫‪15‬‬
‫سورة الفجر‪ 30/‬ـ‪32‬‬

‫الرحمان ُمصطفى َ َّ ْ ِ‬
‫أللوحي◌ّ‬ ‫ّ ِ‬
‫للشيخ ُ َ ْ ِ‬
‫عـبيد َّ ْ َ‬ ‫‪34‬‬
‫والرَّسول ُ َ ِّ ْ‬
‫الموحد‬ ‫ِ‬ ‫أسد ‬ ‫عبد َ َ ْ‬
‫األحد َ ُ‬ ‫ُ‬
‫الشيخ َ ْ ُ‬

‫تعالى‬ ‫آخر من َ ِ َ‬
‫بقي من أبناء وبنات }الشيخ الخديم{ عليھم أجمعين رضوان‬
‫األكبر اللھم آمين‪.‬‬
‫اللسان في‬
‫ُ‬ ‫الروحي الذي ال أستطيع تعبير إحساسي نحوه‪ .‬يتلعثم‬
‫ّ‬ ‫‪ { 1‬إنه األب‬
‫القلم عن خط أو تسطير‬‫ُ‬ ‫التعبير أو اختيار مفردات مناسبة والئقة؛ ويعجز‬
‫وجمل للتعبير عن ھذه المأساة األليمة وھذا الحزن العميق الشديد‪،‬‬ ‫أساليب ُ َ‬
‫الروحي الذي ُيحس‬
‫ّ‬ ‫المفجع‪ ،‬لفقد ھذا األب ّ‬ ‫َ ْ‬
‫والخطب ُ‬ ‫لنزول ھذا الكرب الرھيب‪،‬‬
‫ًّ‬
‫ومعنويا؛ ويتحسس منه حنان األب الرحيم المشفق‬ ‫ًّ‬
‫روحيا‬ ‫كل واحد أنه كان اباه‬
‫على ذريته‪ ،‬والمتفقد على عياله على أحسن وجه وأكمله‪.‬‬
‫جمع تحت ظله وكنفه‪ ،‬كل َّ الطوائف والطرق‬ ‫المصلح اإلجتماعي الذي َ َ‬‫‪ { 2‬إنه ُ‬
‫والقبائل واألحزاب بقوله‪} :‬أنا مع الجميع والجماعة‪ُ ،‬كل ُّ العيال عيالي{‪ .‬وكان‬
‫السياسية‪} :‬إن من أعضاء حزبكم‬ ‫ّ‬ ‫يقول لبعض رؤساء التجمعات واألحزاب‬
‫ومريدون لي؛ العيال ُكل ُّ عيالي‪ {.‬ويقول‪} :‬ال أفعل أي شيء‬
‫وجماعتكم‪ ،‬جماعة ُ‬
‫الدين أو ُيفسد الدنيا{ الشواھد المختلفة ألصدق دليل على ھذه المقولة لكل‬
‫َ‬ ‫ُيفسد‬
‫ذي قلب سليم‪.‬‬
‫الديني القائل‪َ ْ َ } :‬‬
‫غير الدين ال أبالي وال أھتم به؟{‪ .‬كم من‬ ‫ّ‬ ‫المرشد‬
‫‪ { 3‬إنه ُ‬
‫ونصيب األسد فيھا من مختلف األقطارفي‬
‫ُ‬ ‫يد عليا َ‬ ‫مساجد وجوامع ومدارس له َ ُ‬
‫ٍ‬
‫وإنقاذات لذوي النكبة وأصحاب البؤس‬ ‫ٍ‬
‫إجابات‬ ‫الوطن وخارجه؟ وكم من‬
‫النبي صلى‬
‫ّ‬ ‫ٍ‬
‫وصلوات على‬ ‫مصاحف ُ ْ‬
‫قرئت‬ ‫َ‬ ‫والضراء لجميع الناس؟ وكم من‬ ‫ّ‬
‫ُ َِ ْ‬
‫وسلمتليت بإذنه؟‬ ‫تعالى عليه‬
‫والمزارع الكبير الذي يزرع}‪000‬‬ ‫ُ‬ ‫والمحيي األراضي‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫المصلح ِّ‬
‫الزراعي‬ ‫‪ { 4‬إنه ُ‬
‫خلكوم{‪ .‬كم من أغنياء وأصحاب النفوذ والجاه؛وفقراء‬ ‫‪ 45‬ھكتار{ في قفار } ِ ْ ُ ْ‬
‫سواسية كأسنان المشط؟ وكم من زعماءكبراء‪،‬‬ ‫ومساكين‪ ،‬باتواوظلوا ھناك َ ِ َّ ً‬
‫الزراعية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ومريديھم‪ ،‬في تنظيف األراضي‬ ‫شاركوا ذويھم وأھاليھم وأتباعھم ُ‬
‫للعمل ِ َ ِ ّ‬
‫الجماعي‪ ،‬وأن العمل َ‬ ‫وتقريرا َ‬ ‫الزراعي؛ َ ْ َ َ ً‬
‫ترجمة َ ْ ِ ً‬ ‫ّ‬ ‫وجمع وتنظيف المحصول‬
‫صالحا فلنفسه ومن أساء فعليھا{ وللد َدر القائل األستاذ‪:‬‬ ‫ً‬ ‫للعامل فقط‪} .‬من عمل‬
‫الرحمان في } ِ ْ ُ ْ‬
‫خلكوم{‪:‬‬ ‫}مصطفى عبد ّ‬

‫الرحمان ُمصطفى َ َّ ْ ِ‬
‫أللوحي◌ّ‬ ‫ّ ِ‬
‫للشيخ ُ َ ْ ِ‬
‫عـبيد َّ ْ َ‬ ‫‪35‬‬
‫والرَّسول ُ َ ِّ ْ‬
‫الموحد‬ ‫ِ‬ ‫أسد ‬ ‫عبد َ َ ْ‬
‫األحد َ ُ‬ ‫ُ‬
‫الشيخ َ ْ ُ‬

‫القطب ذي َ َ ِ‬
‫البركات‬ ‫ِ‬ ‫بدور‬ ‫َْ ِ ْ‬
‫ألمم ُ ِ‬ ‫ِ‬
‫العادات‬ ‫َ‬
‫خوارق‬ ‫يروم‬
‫ُ‬ ‫يامن‬
‫َّ َ ِ‬
‫والسمكات‬ ‫الضب‬
‫صراع َّ ِّ‬
‫وكذا ُ ُ‬ ‫مھمة‬ ‫رياض َ ْ ٌ‬
‫نضر في َ ْ َ ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫منھا ٍ‬
‫حائز َّ َ ِ‬
‫النعمات‬ ‫شفيعا َ ِ َ‬
‫فينا َ ِ ً‬ ‫العرش َجل َّ َ ُ‬
‫جالله‬ ‫ِ‬ ‫َْأبقاه َ ُّ‬
‫رب‬
‫طالبا{‬
‫ً‬ ‫بدوره أكثر من عشرة آالف }‪10 000‬‬‫جمع ُ‬
‫المربي األكبر الذي َ َ َ‬
‫‪ { 5‬إنه ُ ّ‬
‫ويتحمل نفقاتھم وعالجھم‪ ،‬وشئون عيالھم؟ وكان ًأبا بكل ما‬
‫ّ‬ ‫و}‪ً ِّ ُ 330‬‬
‫معلما{‪.‬‬
‫معان لجميع األطفال‪ .‬وكان يقول لبعض العيال‪ } :‬شفقي‬
‫ٍ‬ ‫تعنيه ھذه الكلمة من‬
‫شفقةوعطف ِ‬
‫والديكم{‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫وحبي وعطفي عليكم‪ ،‬ال يقل عن‬ ‫ُّ‬
‫ضرب األطفال َ َ ُّ ً‬
‫تمسكا بقول والده }العبد الخديم{ في قصيدته‪} :‬مواھب‬ ‫َ‬ ‫قد منع‬
‫النافع{‪:‬‬
‫َُ ِ‬
‫بالبكاء‬ ‫بي ْ ِ‬
‫اھد عيالي‬ ‫ارتحال‬
‫ِ‬ ‫بال‬ ‫َ َْْ َ‬
‫أصلحت حالي‬

‫المطعم الذي كان ُينفق كل يومباألرز فقط‪ 4 200} :‬كيلو{ دون ْ ِ‬


‫ذكر ما‬ ‫‪ { 6‬إنه ُ ُ‬
‫ٍ‬
‫وقھوة وغيرھا من متطلبات الحياة والنفقات‬ ‫ٍّ‬
‫وسكر‬ ‫وإدم‪،‬‬
‫لحم وغيره ِ َ‬
‫ُيرافقه من ٍ‬
‫اليومية‪ .‬وذالك بحساب ‪ 28‬مركزا فقط؛ حيث المراكز وصلت إلى‬ ‫ّ‬ ‫المنزلية‬
‫ّ‬
‫ِ ّ‬
‫اليومي من‬ ‫أربعين مركزا‪ .‬كل مركزمن المراكزالثامنة والعشرين‪ ،‬كان قسطه‬
‫أنفقت ُ ِ َ ْ‬
‫وأطعمت بإذنه؟‬ ‫األرز}‪ 150‬كيلوا{‪ .‬وكم من صدقات وأطعمة ُ ْ‬

‫العصري الذي حاسب نفسه‪ ،‬وفھم تطورات الزمن وتقلباته؛ وجاد بماله‬
‫‪ { 7‬إنه َ ْ ِ ّ‬
‫مليارا لتطوير‬
‫ً‬ ‫مليارا ونصف لتجديد وتوسيع وترخيم الجامع األكبر؛ وعشرة‬ ‫ً‬
‫مدينة}طوبى{‪ ،‬بغض النظر عن األعمال السابقة مثل‪ :‬تعبيد بعض الطرق‬
‫تحمل‬
‫والتنوير‪ ،‬وإيصال المياه إلى الضواحي واألحياء التي في حاجة إليھا‪ ،‬مع ّ‬
‫ووسع مدينة }طوبى{ إلى }‪200 000‬‬ ‫ّ‬ ‫نفقات إقامة المضخات والتشغيل‪ّ .‬‬
‫خطط‬
‫جديدا{ وغير وغير من األعمال المعروفة والمشاھدة للجميع‪ .‬يقول‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫مسكنا‬
‫مالكم من إله‬ ‫صالحا قال يا قوم اعبدوا‬
‫ً‬ ‫تبارك وتعالى‪} :‬وإلى ثمود أخاھم‬
‫غيره ھو أنشأكم من األرض واستعمركم فيھا فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي‬

‫الرحمان ُمصطفى َ َّ ْ ِ‬
‫أللوحي◌ّ‬ ‫ّ ِ‬
‫للشيخ ُ َ ْ ِ‬
‫عـبيد َّ ْ َ‬ ‫‪36‬‬
‫والرَّسول ُ َ ِّ ْ‬
‫الموحد‬ ‫ِ‬ ‫أسد ‬ ‫عبد َ َ ْ‬
‫األحد َ ُ‬ ‫ُ‬
‫الشيخ َ ْ ُ‬

‫قريب مجيب{‪16‬وھذه اآلية الكريمة لداللة ّ ٌ‬


‫قوية على حياة }الشيخ الصالح{‬
‫المباركة‪.‬‬
‫البكي{ قد سعى؛ }وأن سعيه سوف يرى ثم يجزيه الجزاء‬ ‫ّ‬ ‫الصالح‬
‫إنه }الشيخ ّ ُ‬
‫األخروية‪} :‬فأولئك‬
‫ّ‬ ‫األوفى‪ ،‬وأن إلى ربك المنتھى{‪ 17‬انتقلت الشعلة إلى الحياة‬
‫عليھم من النبين والشھداء والصالحين وحسن أولئك‬ ‫مع الذين أنعم‬
‫ً ‪18‬‬
‫رفيقا{‬

‫تعالى عنه‪:‬‬ ‫وفاته رضي‬


‫األخروي يوم الجمعة في السابع عشر‬ ‫ِ ّ‬ ‫الدنيوي إلى العالم‬
‫َ ِ ّ‬ ‫قد ارتحل عن عالمنا‬
‫من ذي الحجة سنة‪1428 :‬ھـ‪ .‬الموافق‪ 28/12/2007 :‬وعاش ‪ 95‬سنة‪ .‬وھو‬
‫خير‬
‫َ‬ ‫عصر خالفة األسباط‪ .‬جزاه‬ ‫البنوية‪ .‬وبعده بدأ َ ْ ُ‬
‫الخديمية ُ ّ‬
‫ّ‬ ‫ُِ‬
‫الخاتم للخالفة‬
‫المحسنين ونفعنا ببركاته ورضي عنه رضاه األكبر مع األنبياء‬ ‫ما يجازي عباده ُ‬
‫الھدية‬
‫ّ‬ ‫والصديقين والشھداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا‪ .‬وتقبل وبارك بھذه‬
‫أن يضاعفھا أضعافا مضاعفة بقدرته ومشيئته‬ ‫الحقيرة‪ ،‬التي أرجوا من‬
‫وسالمه‬ ‫األمي صلوات‬
‫ّ‬ ‫النبي‬
‫ّ‬ ‫محمد‬
‫وحسن توفيقه‪ ،‬وبجاه سيدنا وموالنا ُ َّ‬
‫عليه وعلى آله وصحبه وأسنى خديمه وأمته؛ وبحرمة العبد الخديم عليه‬
‫الصالح َ ِ ّ‬
‫البكي{‪ .‬تقبل‬ ‫المؤلف فيه الشيخ‪ِ َّ } :‬‬ ‫َّ‬ ‫رضوان تعالى األكبر‪ ،‬وببركة‬
‫ً‬
‫وآخرة حاالً و مئاالً بال‬ ‫دنيا‬
‫منا ھذا العمل وغيره‪ ،‬وجعل ثوابه ال ينقطع أبدا ً‬
‫آفة وال كدر قبل الھبة وعند الھبة وبعد حصولھا أبدا آمين يارب العالمين‪ .‬اللھم‬
‫محمد النبي األمي وعلى آله وصحبه‬ ‫صل وسلم وبارك على سيدنا وموالنا ُ َّ‬
‫تعالى‬ ‫وأسنى خديمه وأمته وتقبل وبارك بحرمة العبد الخديم عليه رضوان‬
‫األكبر اللھم آمين‪.‬‬
‫الرحمان مصطفى َّ ْ ِ ّ‬
‫أللوحي‬ ‫عبيد ّ‬
‫بقلم الفقير الراجي‪ /‬الشيخ‪ْ َ ُ :‬‬

‫تمت الكتابة زوال يوم الخميس السادس من ذي الحجة سنة‪1437 :‬ھـ‪ .‬الموافق‪.08/09/2016 :‬‬
‫البكي{‪.‬‬
‫ّ‬ ‫محمد المرتضى‬ ‫بامبي{ َ ِ ِ‬
‫بجامع الشيخ‪َّ ُ } :‬‬ ‫تمت بمدينة} َ ْ ِ ْ‬

‫‪16‬‬
‫سورة ھود‪60/‬‬
‫‪17‬‬
‫سورة النجم‪ 39/‬ـ‪41‬‬
‫‪18‬‬
‫سورة النساء‪69/‬‬

‫الرحمان ُمصطفى َ َّ ْ ِ‬
‫أللوحي◌ّ‬ ‫ّ ِ‬
‫للشيخ ُ َ ْ ِ‬
‫عـبيد َّ ْ َ‬ ‫‪37‬‬
‫والرَّسول ُ َ ِّ ْ‬
‫الموحد‬ ‫ِ‬ ‫أسد ‬ ‫عبد َ َ ْ‬
‫األحد َ ُ‬ ‫ُ‬
‫الشيخ َ ْ ُ‬

‫مراجع ھذا البحث المتواضع‪:‬‬


‫‪ 1‬ـ القرآن الكريم‬
‫‪ 2‬ـ الحديث الشريف‬
‫جوج َفالْ‪.‬‬
‫مور ُ َ‬
‫الطوبوية{ للشيخ‪ْ ُ :‬‬
‫ّ ّ‬ ‫ُ‬
‫تاريخ بعض المؤسسات‬ ‫‪3‬ـ}‬
‫األحد{؛ مراجعة‬ ‫خطب وأقوال الشيخ‪}:‬عبد‬ ‫المريد الصادق{ ُ َ‬‫‪} 4‬حياة ُ ُ‬
‫جاج{‪.‬‬ ‫جاج{ طبع‪َ ْ ُ } :‬‬
‫مورطال َ َ ْ‬ ‫محمد َ ْ‬
‫وتصحيح الشيخ‪َّ ُ } :‬‬
‫‪ 5‬ـ أبيات لألستاذ الشيخ‪} :‬مصطفى عبد الرحمان لوح{‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ السيرة النبوية البن ھشام‪.‬‬
‫محمد الغزالي‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ فقه السيرة للشيخ‪َّ ُ :‬‬
‫المريدية( من منشورات )جامعة َ َ‬
‫المغالْ( الجزء األول بإشراف‬ ‫سير مشايخ ُ‬‫‪8‬ـ) ُ‬
‫دائرة )قرة العين( في مسجد الشيخ شعيب البكي‪.‬‬
‫‪ 9‬ـ قصيدة }مقدمات األمداح{ و}مواھب النافع{ و}مطلب الفوزين{‪ ،‬وبعض‬
‫الخديمية‪ ،‬من أبيات متفرقة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫القصائد‬
‫األحد{‪.‬‬ ‫بعض أقوال الشيخ‪}:‬عبد‬
‫ُ‬ ‫‪ 10‬ـ‬
‫بعض أقوال }الشيخ َّ ِ‬
‫الصالح البكي{‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ 11‬ـ‬

‫الرحمان ُمصطفى َ َّ ْ ِ‬
‫أللوحي◌ّ‬ ‫ّ ِ‬
‫للشيخ ُ َ ْ ِ‬
‫عـبيد َّ ْ َ‬ ‫‪38‬‬
‫والرَّسول ُ َ ِّ ْ‬
‫الموحد‬ ‫ِ‬ ‫أسد ‬ ‫عبد َ َ ْ‬
‫األحد َ ُ‬ ‫ُ‬
‫الشيخ َ ْ ُ‬

‫فھرست الكتاب‪:‬‬
‫الموضوع‬ ‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬ ‫الصفحة‬
‫الكاتب في سطور‬ ‫‪2‬‬ ‫توسيع أنشطة الطريقة‬ ‫‪20‬‬
‫مقدمة الكتاب‬ ‫‪3‬‬ ‫العسكرية‬
‫ّ‬ ‫إقامة مركز للشرطة‬ ‫‪21‬‬
‫نشأته وتعلمه‬ ‫‪4‬‬ ‫إقامة محطة للسيارات‬ ‫‪21‬‬
‫تربيته والبالد التيأنشأھا‬ ‫‪5‬‬ ‫تطھير طوبى من الفجور‬ ‫‪22‬‬
‫التوسلية بشيخه‬ ‫ّ‬ ‫قصيدته‬ ‫‪6‬‬ ‫توضيح مسألة التفتيش‬ ‫‪23‬‬
‫خالفته رضي تعالى عنه‬ ‫‪7‬‬ ‫وتحمل الزاد‬ ‫ّ‬ ‫إيفاد الناس للحج‬ ‫‪24‬‬
‫توضيحه طريقة التربية‬ ‫‪9‬‬ ‫تزويج الناس جماعة‬ ‫‪24‬‬
‫إخدام الشيوخ وترقيتھم‬ ‫‪10‬‬ ‫جربل َ‬
‫العناية بأھل البرزخ في ُ ْ ِ‬ ‫‪28‬‬
‫الحث على الوحدة والترابط‬ ‫َ ُّ‬ ‫‪11‬‬ ‫بعض أخالقه وصفاته‬ ‫‪26‬‬
‫أھم أعماله وخدماته‬ ‫‪12‬‬ ‫من كالمه رضي تعالى عنه‬ ‫‪27‬‬
‫‪ 12‬تسوير وزيادة الجامع األكبر‬ ‫الحكمية‬
‫ّ‬ ‫من بعض أقواله‬ ‫‪27‬‬
‫بيوت الشيخ الخديم‬ ‫‪13‬‬ ‫ًّ‬
‫مبشرا ونذيرا للناس‬ ‫‪28‬‬
‫مكتبة الشيخ الخديم‬ ‫‪14‬‬ ‫ارتحاله إلى رضوان ربه‬ ‫‪28‬‬
‫توسيع مدينة طوبى‬ ‫‪17‬‬ ‫البكي‬
‫ّ‬ ‫الصالح‬
‫الشيخ ّ‬ ‫‪32‬‬
‫اإلسالمية‬
‫ّ‬ ‫بناء الجامعة‬ ‫‪17‬‬ ‫نشأته وتعلمه‬ ‫‪32‬‬
‫بناء سوق عكاظ‬ ‫‪17‬‬ ‫البالد التي أنشأھا للتربية‬ ‫‪33‬‬
‫بناء المقبرة الجديدة‬ ‫‪19‬‬ ‫بعض أعماله وخدماته‬ ‫‪33‬‬
‫بناء بئر عين الرحمة‬ ‫‪19‬‬ ‫الشعلة الخافية فجأة‬ ‫‪34‬‬
‫باي َ َ ْ‬
‫االحد‬ ‫تجديد ِ ّ‬
‫مضخة َ ْ‬ ‫‪20‬‬ ‫وفاته رضي تعالى عنه‬ ‫‪37‬‬
‫الھاتفي‬
‫ّ‬ ‫تمديد الخط‬ ‫‪20‬‬ ‫مراجع الكتاب‬ ‫‪38‬‬
‫الكھربائي‬
‫ّ‬ ‫تمديد التوسيع‬ ‫‪20‬‬ ‫فھرست الكتاب‬ ‫‪39‬‬
‫إقامة مستشفى ومراكز‬ ‫‪20‬‬
‫صحية للعالج‬
‫ّ‬

‫الرحمان ُمصطفى َ َّ ْ ِ‬
‫أللوحي◌ّ‬ ‫ّ ِ‬
‫للشيخ ُ َ ْ ِ‬
‫عـبيد َّ ْ َ‬ ‫‪39‬‬

You might also like