Professional Documents
Culture Documents
والطاقة هي الوجه اآلخر لموجودات الكون غير الحية ،فالجمادات بطبيعتها قاصرة عن تغيير حالتها دون
مؤثر خارجي ،وهذا المؤثر الخارجي هو الطاقة ،فالطاقة هي مؤثرات تتبادلها األجسام المادية لتغيير حالتها،
فمثال لتحريك جسم ساكن ندفعه فنعطيه بذلك طاقة حركية ،ولتسخين جسم نعطيه طاقة حرارية ،ولجعل الجسم
.مرئيا ً نسلط عليه ضوءاً فنعطيه طاقة ضوئية ،وهكذا
ويمكن تعريف الطاقة بأنها القدرة على القيام بنشاط ما ،وهناك صور عديدة للطاقة يتمثل أهمها في الحرارة
والضوء والصوت ،وهناك أيضا ً الطاقة الميكانيكية التي تولدها اآلالت ،والطاقة الكيميائية التي تنتج من حدوث
تفاعالت كيميائية ،وهناك الطاقة الكهربائية ،والطاقة الكهرومائية ،والحركية ،واإلشعاعية ،والديناميكية،
والذرية .كما يمكن تحويل الطاقة من صورة إلى أخرى ،من طاقة كيميائية إلى طاقة ضوئية مثالً ،والكهربائية
.إلى حركية
وكمية الطاقة الموجودة في العالم ثابتة على الدوام ،فالطاقة ال تفنى وال تستحدث ،ولكنها تتحول من صورة إلى
أخرى ،ولهذا نجد أن الطاقة هي قدرة المادة للقيام بالشغل (الحركة) ،فالطاقة التي يصاحبها حركة يطلق عليها
.طاقة حركية ،والطاقة التي لها صلة بالوضع يطلق عليها طاقة كامنة
وهناك تصنيف للطاقة ومصادرها يقوم على مدى إمكانية تجدد تلك الطاقة واستمراريتها ،وهذا التصنيف
:يشمل
وتشمل الفحم والبترول والمعادن والغاز الطبيعي والمواد الكيميائية ،وهي مستنفذة ألنها ال يمكن صنعها ثانية
.أو تعويضها مجدداً في زمن قصير
وتشمل طاقة الرياح والهواء والطاقة الشمسية وطاقة المياه أو األمواج والطاقة الجوفية في باطن األرض
.وطاقة الكتلة الحيوية ،وهي طاقات ال تنضب
:وفي السطور القليلة التالية سنتعرف على أهم أشكال الطاقة المتجددة وكيفية االستفادة منها
تأتي الطاقة المائية من طاقة تدفق المياه أو سقوطها في حالة الشالالت (مساقط المياه) ،أو من تالطم األمواج
في البحار ،حيث تنشأ األمواج نتيجة لحركة الرياح وفعلها على مياه البحار والمحيطات والبحيرات ،ومن
حركة األمواج هذه تنشأ طاقة يمكن استغاللها ،وتحويلها إلى طاقة كهربائية ،حيث تنتج األمواج في األحوال
العادية طاقة تقدر ما بين 10إلى 100كيلو وات لكل متر من الشاطئ في المناطق متوسطة البعد عن خط
.االستواء
كذلك يمكن االستفادة من الطاقة المتولدة من حركات المد والجزر في المياه ،وأخيراً يمكن أيضا ً االستفادة من
الفارق في درجات الحرارة بين الطبقتين العليا والسفلى من المياه التي يمكن أن يصل إلى فرق 10درجات
.مئوية
وهي الطاقة التي تستمد من المواد العضوية كإحراق النباتات وعظام ومخلفات الحيوانات والنفايات والمخلفات
الزراعية .والنباتات المستخدمة في إنتاج طاقة الكتلة الحيوية يمكن أن تكون أشجاراً سريعة النمو ،أو حبوباً،
:أو زيوتا ً نباتية ،أو مخلفات زراعية ،وهناك أساليب مختلفة لمعالجة أنواع الوقود الحيوي ،منها
الحرق المباشر §
.ويستعمل للطهي والتدفئة وإنتاج البخار غير أن هذه العملية لها مردود حراري ضئيل
:طرق التخمير §
.إلنتاج غاز الميثان الذي يستخدم في األعمال المنزلية كالتدفئة والطهي واإلنارة
.الحل الحراري §
.التقطير §
ويعطي كل أسلوب من األساليب السابقة منتوجاته الخاصة به مثل غاز الميثان والكحول والبخار واألسمدة
الكيماوية ،ويعد غاز اإليثانول واحداً من أفضل أنواع الوقود المستخلصة من الكتلة الحيوية وهو يستخرج
.بشكل رئيسي من محاصيل الذرة وقصب السكر
وهي طاقة الحرارة األرضية ،حيث يُستفاد من ارتفاع درجة الحرارة في جوف األرض باستخراج هذه الطاقة
وتحويلها إلى أشكال أخرى ،وفي بعض مناطق الصدوع والتشققات األرضية تتسرب المياه الجوفية عبر
الصدوع والشقوق إلى أعماق كبيرة بحيث تالمس مناطق شديدة السخونة فتسخن وتصعد إلى أعلى فوارة
ساخنة ،وبعض هذه الينابيع يثور ويهمد عدة مرات في الساعة وبعضها يتدفق باستمرار وبشكل انسيابي حامالً
معه المعادن المذابة من طبقات الصخور العميقة ،ويظهر بذلك ما يطلق عليه الينابيع الحارة ،ويقصد الناس هذا
النوع من الينابيع لالستشفاء ،باإلضافة إلى أن هناك مشاريع تقوم على استغالل حرارة المياه المنطلقة من
.األرض في توليد الكهرباء
وهي الطاقة المتولدة من تحريك ألواح كبيرة مثبتة بأماكن مرتفعة بفعل الهواء ،ويتم إنتاج الطاقة الكهربائية من
الرياح بواسطة محركات (أو توربينات) ذات ثالثة أذرع د ًّوارة تحمل على عمود تعمل على تحويل الطاقة
الحركية للرياح إلى طاقة كهربية ،فعندما تمر الرياح على األذرع تخلق دفعة هواء ديناميكية تتسبب في
.دورانها ،وهذا الدوران يشغل التوربينات فتنتج طاقة كهربية
وتعتمد كمية الطاقة المنتجة من توربين الرياح على سرعة الرياح وقطر الذراع؛ لذلك توضع التوربينات التي
تستخدم لتشغيل المصانع أو لإلنارة فوق أبراج؛ ألن سرعة الرياح تزداد مع االرتفاع عن سطح األرض ،ويتم
.وضع تلك التوربينات بأعداد كبيرة على مساحات واسعة من األرض إلنتاج أكبر كمية من الكهرباء
.والجدير بالذكر أن طاقة الرياح تستخدم كذلك في تسيير المراكب والسفن الشراعية
تعد الشمس من أكبر مصادر الضوء والحرارة الموجودة على وجه األرض ،وتتوزع هذه الطاقة -المتولدة من
تفاعالت االندماج النووي داخل الشمس -على أجزاء األرض حسب قربها من خط االستواء ،وهذا الخط هو
المنطقة التي تحظى بأكبر نصيب من تلك الطاقة ،والطاقة الحرارية المتولدة عن أشعة الشمس يُستفاد منها عبر
.يتم تحويلها إلى (طاقة كهربائية) بواسطة (الخاليا الشمسية)
وهناك طريقتان لتجميع الطاقة الشمسية ،األولى :بأن يتم تركيز أشعة الشمس على مجمع بواسطة مرايا محدبة
الشكل ،ويتكون المجمع عادة من عدد من األنابيب بها ماء أو هواء ،تسخن حرارة الشمس الهواء أو تحول
الماء إلى بخار .أما الطريقة الثانية ،ففيها يمتص المجمع ذو اللوح المستوى حرارة الشمس ،وتستخدم الحرارة
.لتنتج هواء ساخن أو بخار
وأخيراً فهناك اتجاه في شتى دول العالم المتقدمة والنامية يهدف لتطوير سياسات االستفادة من صور الطاقة
المتجددة واستثمارها ،وذلك كسبيل للحفاظ على البيئة من ناحية ،ومن ناحية أخرى إيجاد مصادر وأشكال
أخرى من الطاقة تكون لها إمكانية االستمرار والتجدد ،والتوفر بتكاليف أقل ،في مواجهة النمو االقتصادي
السريع والمتزايد ،وهو األمر الذي من شأنه أن يحسّن نوعية حياة الفقراء بينما يحسّن أيضا البيئة العالمية
.والمحلية
وفي نهاية القرن التاسع عشر والقرن العشرين ظهر اختالل في مكونات الغالف الجوي نتيجة النشاطات
اإلنسانية ومنها تقدم الصناعة ووسائل المواصالت ,ومنذ الثورة الصناعية وحتى اآلن ونتيجة العتمادها على
الوقود االحفوري " فحم ،بترول ،غاز طبيعي " كمصدر أساسي ورئيسي للطاقة واستخدام غازات
الكلوروفلوروكاربون في الصناعات بشكل كبير ,هذا كله ساعد وبرأي العلماء على زيادة الدفء لسطح الكرة
األرضية وحدوث ما يسمى بـاالحتباس الحراري
وهي ناتجة عن زيادة الغازات الدفيئة وهي االرتفاع التدريجي في درجة حرارة الطبقة السفلى القريبة من
سطح األرض من الغالف الجوي المحيط باألرض .وسبب هذا االرتفاع هو زيادة انبعاث الغازات الدفيئة أو
" green house gases" .غازات الصوبة الخضراء
إن الطاقة الحرارية التي تصل األرض من الشمس تؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة وكذلك تعمل على تبخير
المياه وحركة الهواء أفقيا وعموديا؛ وفي الوقت نفسه تفقد األرض طاقتها الحرارية نتيجة اإلشعاع األرضي
الذي ينبعث على شكل إشعاعات طويلة " تحت الحمراء " ,بحيث يكون معدل ما تكتسب األرض من طاقة
شمسية مساويا لما تفقده باإلشعاع األرضي إلى الفضاء .وهذا االتزان الحراري يؤدي إلى ثبوت معدل درجة
.حرارة سطح األرض عند مقدار معين وهو °15س
:والغازات الدفيئة " تلعب دورا حيويا ومهما في اعتدال درجة حرارة سطح األرض " حيث
تمتص األرض الطاقة المنبعثة من اإلشعاعات الشمسية وتعكس جزء من هذه اإلشعاعات إلى الفضاء -
الخارجي ,وجزء من هذه الطاقة أو اإلشعاعات يمتص من خالل بعض الغازات الموجودة في الغالف الجوي.
وهذه الغازات هي الغازات الدفيئة التي تلعب دورا حيويا ورئيسيا في تدفئة سطح األرض للمستوى الذي تجعل
.الحياة ممكنة على سطح األرض
حيث تقوم هذه الغازات الطبيعية على امتصاص جزء من األشعة تحت الحمراء المنبعثة من سطح األرض -
وتحتفظ بها في الغالف الجوي لتحافظ على درجة حرارة سطح األرض ثابتة وبمعدلها الطبيعي " أي بحدود
°15س " .ولوال هذه الغازات لوصلت درجة حرارة سطح األرض إلى °18س تحت الصفر.مما تقدم ونتيجة
النشاطات اإلنسانية المتزايدة وخاصة الصناعية منها أصبحنا نالحظ اآلن :إن زيادة الغازات الدفيئة لدرجة
أصبح مقدارها يفوق ما يحتاجه الغالف الجوي للحفاظ على درجة حرارة سطح األرض ثابتة وعند مقدار
معين .فوجود كميات إضافية من الغازات الدفيئة وتراكم وجودها في الغالف الجوي يؤدي إلى االحتفاظ بكمية
.أكبر من الطاقة الحرارية في الغالف الجوي وبالتالي تبدأ درجة حرارة سطح األرض باالرتفاع
ان تزايد النشاط الصناعي واالقتصادي وزيادة البشرية بنسبة ست أضعاف في الـ 200سنة المقبلة يشكلون
عوامل مهمة في تفاقم االحتباس الحراري ,وضمن هذا الموضوع قال أحد الخبراء " أن كل ارتفاع في الحرارة
بنسبة درجة واحدة سيلسيوس يزيد الخطر بنسبة كبيرة تؤثر وبشكل كبير وسريع على األنظمة البيئية
الضعيفة .وان كل ارتفاع يزيد عن درجتين سيلسيوس يضاعف الخطر بشكل جوهري قد يؤدي إلى انهيار
أنظمة بيئية كاملة وإلى مجاعات ونقص في المياه وإلى مشاكل اجتماعية واقتصادية كبيرة ال سيما في الدول
.النامية
أصبح من المؤكد أن كمية ثاني أكسيد الكربون التي تدخل الجو ستستمر في االزدياد وبالتالي فإن درجة حرارة
سطح األرض ستستمر باالزدياد .ومعنى ذلك فان التأثير على المناخ سيغدو واضحا وأهم الظواهر التي
:ستحدث هي
أن أجزا ًء كبيرة من الجليد ستنصهر وتؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر مما يسبب حدوث فياضانات ü
.وتهديد للجزر المنخفضة والمدن الساحلية
درجات الحرارة في أجزاء مختلفة من الكرة األرضية سترتفع بمقدار ضعف ما كانت تتوقعه الدراسات ü
.المناخية
مستوى انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون المتزايد قد يقود إلى االندثار الكمي للغابات واالرتفاع الكبير ü
لمستوى مياه البحار .ومن شأن ذلك أن يزيد من وطأة التغيرات البيئية وبالتالي انخفاض مستوى اإلنتاج
الزراعي في العالم وما يترتب على ذلك من مشاكل اقتصادية وتنموية وغذائية
يشكل التغير المناخي المتسارع الذي ينحو إلى ارتفاع درجة الحرارة تهديدا للصحة العامة ويعمل على ü
تكاثر أنواع ضارة من الحشرات وانقراض أنواع برية من الحيوان والنبات
احتماالت متزايدة بوقوع أحداث متطرفة في الطقس حذرت وكالة البيئة األوروبية من التغير السريع الناتج ü
من االحتباس الحراري حيث أن ارتفاع الحرارة سيقضي على ثالثة أرباع الثلوج المتراكمة على قمم جبال
األلب بحلول عام 2050مما يتسبب بفيضانات مدمرة في أوروبا واعتبرت هذا تحذيرا يجب التنبه
يعتبر مشكل التلوث البيئى من أهم المواضيع التي تشغل العالم في السنوات األخيرة ،بالنظر الى حجم الكوارث
الطبيعية المسجلة سنويا حيث أن ارتفاع درجة حرارة الكرة األرضية نتيجة انبعاث الغازات الدفيئة يعتبر
الدول الصناعية النامية منها مسئولة على هذه الظاهرة ،حيث أن العالم بأسره يولى أهمية كبرى للمسائل البيئية
مما أدى إلى إدماج هذه االنشغاالت في السياسة القطاعية ،و البرنامج الحكومي لكل دولة وذلك لمكافحة
الظواهر المترتبة عن التلوث البيئي ومخلفات القطاع الصناعي المستخدم لمسببات االحتباس الحراري وغيره
.من التلوث البيئي للحفاظ على البيئة في إطار ما يسمى بالتنمية المستدامة
ترقية و تطوير استعمال الطاقات األقل تلوثا) الغاز الطبيعي ،غاز البترول المسال ،البنزين الخالي من ·
الرصاص)؛
كما يظهر جليا األهمية الموالة لترقية استعمال الغاز الطبيعي من خالل السياسة الطاقوية المتبعة المبنية أساسا
:على الخيارات التالية
االستعمال األقصى للغاز الطبيعي ،في االستعماالت األولية و االستهالك النهائي الذي يغطي احتياجات ·
.الصناعة ،األشخاص ،النقل و الخدمات
.إنتاج الطاقة الكهربائية بنسبة 95بالمائة من الغاز الطبيعي و توجيهه لالستعماالت المتخصصة ·
.التخفيض التدريجي لحصة المواد البترولية في ميزان الطاقة والتي يتم توجيهها للتصدير ·