You are on page 1of 29

‫التكاسل الاجتماعي وعلاقته بحيوية الضمير لدى طلبة‬

‫الجامعة‬

‫الكلمات المفتاحية (التكاسل االجتماعي‪،‬حيوية الضمير‪،‬الطلبة)‬

‫إعداد‬
‫م‪ .‬د‪ .‬خديجة حسين سلمان‬
‫قسم العلوم التربوية والنفسية‪ /‬كلية التربية‬

‫األيميل‪khadeja975@yahoo.com :‬‬

‫المستخلص‬
:‫يهدف البحث الحالي التعرف على‬
‫ مستوى حيوية الضمير لدى طلبة كلية‬.2 .‫ مستوى التكاسل االجتماعي لدى طلبة كلية التربية‬.1
.‫ العالقة بين التكاسل االجتماعي وحيوية الضمير لدى طلبة كلية التربية‬.3. ‫التربية‬
‫ الفروق بين التكاسل االجتماعي وحيوية الضمير لدى طلبة كلية التربية تبعاًلمتغيري الجنس‬.4
‫) لقياس التكاسل‬2112 ‫ولتحقيق أهداف البحث قامت الباحثة بتبني مقياس (أمين‬.‫والتخصص‬
‫) المنقحة من‬NEO-PI-R( ‫االجتماعي كما تبنت مقياس حيوية الضمير من قائمة الشخصية‬
)1111‫كوستا وروبرت ماكري وتم اعداده من قبل (سليم‬.‫ ت‬.‫أنموذج العوامل الخمسة الذي اعده بول‬
)211( ‫ وبعد تطبيق المقياسين على عينة البحث المكونة من‬.)2112‫والمتبنى من قبل (عبداهلل‬
‫ كما‬، ‫ أظهرت النتائج بأن مستوى التكاسل االجتماعي عالي لدى طلبة الجامعة‬،‫طالب وطالبة‬
، ‫ اما العالقة بين المتغيرين فقد كانت عالقة عكسية قوية‬،‫اظهرت مستوى عالي من حيوية الضمير‬
‫كما اظهرت النتائج وجود فروق ذات داللة احصائية بين التكاسل االجتماعي وحيوية الضمير تبعا‬
.‫لمتغيري الجنس والتخصص‬
Social Loafing And it’s Relationship With
Conscientiousnessamonguniversity students
This study aims at identifying:
1.Social Loafing of university students .2. conscientiousness of university
students .3. the relationship between Social Loafing And Conscientiousness
of university students.4.Differences significance inSocial Loafing and
conscientiousness according to specialization and Gender
To achieve the study aims the researcher adopted the scale of Social
Loafing that consists of (41) items in its final form , she used also
conscientiousness scale by Costa & McCrae which translated into Arabic by
Slim 1999 , that consists of (39) items in its final form .
After applying the two scales on a sample of students consisting of (200)
male and female students , the results have indicated the following :
1. University students have high degree of Social Loafing and high degree of
conscientiousness. 2. There is strong opposite relationship between Social
Loafing andconscientiousness. 3. There are significant differences in Social
Loafingandconscientiousness according to specialization and Gender.

‫الفصل األول‬
‫مشكلة البحث‬
‫يعد العمل في المجموعات جزءاً هاماً من الحياة اليومية‪ ,‬إذ إن األفراد ينتمون إلى طيف واسع‬
‫من الجماعات منها االسرة واألصدقاء وزمالء الدراسة والعمل وان معظم أنشطة الفرد اليومية تؤدى‬
‫مع هذه المجاميع المختلفة‪.‬‬
‫إن صفات الفرد ومؤهالته تلعب دو ار أساسيا في هذا العمل الجماعي‪ ،‬ولكنها ليست العامل‬
‫الرئيس في هذا الموضوع إذ إن للتفاعل داخل المجموعة تأثيره الهام أيضا على إنجازاتها حيث يؤدي‬
‫التفاعل إلى إكساب األفراد خبرات عملية ومهارات ومعلومات للحصول على نتائج متميزة وبالرغم‬
‫من تلك الفوائد إال إن العمل الجماعي له جوانبه السلبية أيضا‪ ،‬إذ انه كلما ازداد حجم المجموعة‪,‬‬
‫كلما زادت احتمالية حصول بعض المشاكل المتعلقة بانخفاض إنتاجيتها( ‪(Emmerik, 2008, P‬‬
‫‪ ،2‬وقد أشارت دراسة بارون واخرون(‪ )Baron et al ,1999‬الى إن انخفاض إنتاجية المجموعة‬
‫ينتج عن سوء األداء حيث ال يعمل األفراد وفق مستوى األداء الذي يؤدونه عندما يعملون بمفردهم‬
‫وهو ما يعرف بظاهرة التكاسل االجتماعي ‪.)McAvoy, 2006, P 4(Social loafing‬‬
‫واكد وورشيل (‪ )Worchel‬إن التكاسل االجتماعي هو ميل أفراد معينين ضمن المجموعة إلى‬
‫بذل جهد اقل على مهمة معينة عما يبذلونه على المهمة ذاتها لو كانوا بمفردهم‪ .‬وقد عد التين‬
‫(‪ )Latane‬التكاسل االجتماعي نوعاً من األمراض االجتماعية‪ ,‬والتي تحمل تأثيرات سلبية على‬
‫األفراد والمجتمعات‪ ،‬حيث تشجع على االتكالية وتضييع الجهود واألوقات وتشيع ثقافة انعدام الثقة‬
‫بين األفراد (أمين‪ ،2112 ،‬ص‪.)3‬‬
‫هذه الظاهرة دعت الباحثين إلى الشك بمنافع العمل الجماعي من حيث إن التكاسل االجتماعي‪,‬‬
‫وضمن ظروف معينة‪ ,‬قد يعمل على إدامة انخفاض جهد األفراد وقلة انتاج المجموعة لألعمال‬
‫الموكلة بها‪.‬ولعل من العوامل التي يمكن أن تؤثر في التكاسل هو حيوية الضمير حيث أشارت إحدى‬
‫افتراضات نظرية العوامل الخمسة الكبرى في الشخصية‪ ,‬أن األفراد الذين يسجلون درجات منخفضة‬
‫في االنضباط الذاتي (إحدى مجاالت حيوية الضمير) يماطلون في البدء في اإلعمال النظامية ومن‬
‫السهل تثبيط همتهم‪ ,‬وهم تواقون إلى الكف عن العمل‪( .‬سليم‪:1111,‬ص‪)85‬والفرد حي‬
‫الضمير(الجدية) يكون فرداً ذا عزم‪،‬وارادة قوية‪،‬وذا تصميم‪ ،‬إذ يشير دجمان وتيكموتو– جوك‬
‫(‪ )Digman& Tekmoto-Chock,1981‬إلى تسمية هذا المجال "إرادة االنجاز " ‪Will to‬‬
‫‪ "Achieve‬التي تقاس بمقياس معد لهذا الغرض يشير جانبه اإليجابي إلى االنجازات المهنية و‬
‫األكاديمية‪ ,‬ويشير جانبه السلبي إلى الحساسية الشديدة والى أفعال قسرية إلتقان األشياء أو إلى‬
‫سلوك إدمان العمل(عبد اهلل‪ ،2112،‬ص‪.)5‬‬
‫إن هذا االختالف في الرؤى واألفكار والتفسيرات هي مشكلة بحد ذاتها وتحتاج إلى دراسة ومن‬
‫هنا جاء البحث الحالي محاولة للكشف عن العالقة بين التكاسل االجتماعيباعتباره ظاهرة حقيقية‬
‫تحدث كثي اًر وتؤثرعلى الوحدة العامة واداء المجموعة وحيوية الضمير لدى شريحة مهمة متمثلة بطلبة‬
‫كلية التربيةحيث انه ال توجد دراسة ‪-‬على حد علم الباحثة‪ -‬تناولت هذين المتغيرين‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬أهمية البحث ‪:‬‬
‫اهتم علماء النفس واالجتماع بدراسة سلوك األفراد عندما يكونون مجتمعين مع بعضهم وذلك‬
‫للوصول للحقائق العلمية والموضوعية المتعلقة بطبيعة األفراد وطريقة سلوكهم وتفاعلهم وقت‬
‫اجتماعهم فقد الحظ أولئك العلماء التغيير الملحوظ الذي يط أر على سلوك األفراد وقت تجمهرهم‪,‬‬
‫ومدى تأثير الجماعات فيهم(علي‪ ,2111 ,‬ص ‪.)113‬‬
‫يعد االعتناء بدراسة تأثير جمع االفراد على انتاجيتهم عندما يتم تنظيمهم في مجاميع عمل‪,‬‬
‫من اولى االهتمامات البحثية في بداية القرن العشرين وقد اختلف الباحثون بين مؤيد (زاجونك‪,‬‬
‫‪ )1198‬ومعارض (شتاينر‪ )1192 ,‬الفتراض التأثير االيجابي للعمل الجماعي على االنتاجية ‪.‬‬
‫وذلك بسبب ان وجود االخرين احيانا يساعد ويحفز اداء االفراد واحيانا يثبط ويقلل من ادائهم‪ ,‬فعندما‬
‫يتعرض الفرد لمراقبة االخرين فانه يتعرض الى استثارة وهذه االستثارة تؤدي الى تحسين االداء عندما‬
‫يعمل الفرد على مهمة سهلة ولكنها تؤدي الى تثبيط االداء عندما يعمل الفرد على مهمة صعبة‬
‫(أمين‪ ،2112 ،‬ص‪ )8‬وذلك بسبب ان المهام الصعبة تحتاج اال يكون الفرد مستأث ار بأي شيء‬
‫يصرفه عن التركيز على ادائه لمهمته وبالعكس من ذلك اذا كان هذا الشخص يجيد المهمة ويعمل‬
‫على مهمة سهلة فان الدعم يحفزه بصورة اكبر (البيضاني‪ ,2111 ,‬ص ‪ .)225‬ومن المجاالت‬
‫االخرى التي يالحظ فيها التكاسل االجتماعي هو الوسط الجامعي حيث يألف الطالب وعلى مدى‬
‫سنوات الدراسة ندرة وجود عواقب سلبية تمسهم نتيجة لتكاسلهم االجتماعي عند تكليفهم بالعمل‬
‫الجماعي بينما تزداد هذه العواقب حدة عندما يخرجون الى العمل بعد التخرج (أمين‪ ،2112 ،‬ص‪.)8‬‬
‫كما اكد (باسر وسمث‪ )2111 ,‬إن ظاهرة التكاسل االجتماعي لم تقتصر على المهمات التي‬
‫تتطلب جهد عضلي او مهارات يدوية وانما شملت ايضا المهمات المعرفية مثل التفكير فعندما يطلب‬
‫من مجموعة من االفراد إن يقيموا مادة مكتوبة او إن يطلب منهم الحكم في قضية لجنة محلفين فان‬
‫التكاسل االجتماعي يتخذ صورة قلة مشاركة االف ارد في تصميم المخرج النهائي للعمل(أمين‪،2112 ،‬‬
‫ص ‪.)8‬‬
‫وأول من الحظ ظاهرة التكاسل االجتماعي هو المهندس الزراعي الفرنسي‬
‫رنجلمان‪ Ringelmann‬والذي أجرى تجاربه حول الظاهرة ما بين (‪1554-1552‬م) وقد قام‬
‫بمالحظة انخفاض جهد األفراد عند قيامهم بلعبة جر الحبل ضمن فريق مقارنة بالجهد الذي يبذلونه‬
‫عندما يقومون بجر الحبل لوحدهم(‪ )Bonaccio, 2002, P 4‬كما قام بإجراء دراسة على مجموعة‬
‫من المساجين الذين يقومون بتشغيل ماكينة طحن يدوي وقد وجد ان ازدياد عدد المساجين ‪-‬الذين‬
‫يوفرون القوة العضلية الالزمة إلدارة الماكينة‪ -‬يؤدي الى اعتماد بعض المساجين على زمالئهم ألداء‬
‫الجزء الخاص بهم من العمل إلى حد أن بعضهم ترك يديه تمسكان بعجلة إدارة الماكينة من غير‬
‫دفع لها‪ ,‬وآخرين قاموا بترك العجلة تسحبهم بدال من أن يدفعوها هم‪ ,‬وقد عزى رنجلمان هذا األمر‬
‫إلى نقص الدافعية لدى المساجين (‪ )Lin, 2008, P 10‬وقد أطلق اسم رنجلمان على الظاهرة حيث‬
‫عرفت باسم تأثير رنجلمان‪ Ringelmann Effect‬وقد ربط رنجلمان ما بين الظاهرة وما بين ازدياد‬
‫حجم الفريق كما انه أشار إلى تأثير التحفيز على التكاسل ولكنه لم يبحثه بشكل تفصيلي‪ ,‬ثم تم‬
‫إهمال دراسة الظاهرة لما يقارب القرن حتى بدايات السبعينات من القرن العشرين حيث تم تكرار‬
‫تجارب رنجلمان في مجاالت جسدية (جر الحبل) وادراكية (مراقبة إشارات الرادار على شاشة) ومعرفية‬
‫(تقييم مستوى قصائد شعرية) وابداعية (إعداد قوائم بأفكار) وقد قام التين في سنة ‪ 1191‬بدراسة‬
‫االجتماعي ‪Social‬‬ ‫"التكاسل‬ ‫اسم‬ ‫عليها‬ ‫وأطلق‬ ‫معمق‬ ‫بشكل‬ ‫ووصفها‬ ‫الظاهرة‬
‫)‪.)Bonaccio, 2002, P 6()Loafing‬‬
‫وقد أشارت دراسة هويكارد‪ Hoigaard‬إلى أن العوامل المؤثرة بالتكاسل االجتماعي هي‪ :‬رغبة‬
‫األفراد بتقليل جهودهم ضمن المجموعة‪ ،‬الن بإمكانهم االختفاء ضمن المجموعة والهروب من اللوم‪,‬‬
‫وتصور األفراد لجهودهم على إنها غير مهمة للفريق أو تصورهم أن المهمة صعبة‪ ,‬وأداء األفراد‬
‫لألعمال مع أصدقائهم مقارنة بالعمل مع الغرباء‪ ,‬ومدى رغبة االفراد بأداء المهمة (أمين‪،2112 ،‬‬
‫ص‪ .)4‬وقد وجدت دراسة وليامز (‪ )1151‬أن عدم تقييم جهود األفراد قد يدفعهم إلى التقليل من‬
‫جهودهم المبذولة إلكمال المهمة‪ ،‬ومن العوامل المهمة التي قد تؤثر في التكاسل االجتماعي هو‬
‫حيوية الضمير حيث وصفت دراسة كوستا و ويدجر(‪ )Costa & widiger,1994‬عامل حيوية‬
‫الضمير (الجدية)على انه منبئ لدرجة التنظيم‪ ,‬المثابرة‪ ,‬والضبط‪ ,‬والدافعية في سلوك اإلفراد‪ ,‬فاألفراد‬
‫ذوي حيوية الضمير المرتفعة يميلون إلى أن يكونوا منظمين‪ ,‬وموثوقاً بهم‪ ,‬ويعملون بجد‪ ,‬وموجهين‬
‫ذاتياً‪ ,‬ودقيقين وحريصين على الشكليات‪ ,‬وكثيري الشكوك‪ ,‬وطموحين‪ ,‬ومثابرين‪ ,‬في حين إن ذوي‬
‫حيوية الضمير الواطئة يكونون بال هدف‪ ,‬وغير موثوق بهم‪ ,‬وكسولين‪ ,‬ومهملين‪ ,‬وغير دقيقين‪,‬‬
‫ومتهاونين‪ ,‬ويميلون إلى المماطلة‪ ,‬ويبحثون عن المتعة‪( .‬عبد اهلل‪ ،2112 ،‬ص‪)9‬‬
‫وحيوية الضمير هو جانب كان يسمى في وقت سابق "متانة الخلق"‪ ,‬وتدل حيوية الضمير‬
‫المرتفعة على كون المرء مدققاً(كثير الشكوك)‪ ،‬وحريصا على الشكليات وموثوقا به‪ ،‬واإلفراد الذين‬
‫لديهم حيوية ضمير منخفضة ال يكونون مفتقرين بالضرورة إلى المبادئ األخالقية‪ ,‬وانما اقل تدقيقاً‬
‫في تطبيق هذه المبادئ وتعوزهم حيوية أكثر في السعي نحو غاياتهم‪ ,‬وهناك بعض الشواهد على‬
‫أنهم اشد ميالً نحو المتعة وأكثر اهتماماً بالجنس(عبد اهلل‪ ،2112 ،‬ص‪.)1‬‬
‫لقد تناول الباحثون مفهوم حيوية الضمير بمظاهره المتعددة بالدراسة والبحث‪ ،‬فقد أثبتت دراسة‬
‫كوستا ( ‪ )Costa,1992‬إن تدني مستوى الكفاءة يؤدي إلى تدني القدرات لدى اإلفراد ويشعرون في‬
‫أحوال كثيرة بأنهم غير مستعدين وغير كفوئين في مواجهة أعباء الحياة‪ ,‬إما قلة التنظيم لدى األفراد‬
‫فيجعلهم عاجزين على أن يصبحوا منظمين‪ ,‬والتطرف والشدة بالتنظيم فيمكن إن يسهم في اضطراب‬
‫الشخصية القسرية‪ ،‬وبينت الدراسة بان التحسس بالواجب هو أهم صفة للفرد الحي الضمير‪ ،‬إذ أن‬
‫ضعف هذه الصفة في الشخصية يجعل الفرد يشعر بالالمباالة وبأنه غير موثوق به وال يعتمد عليه‪,‬‬
‫إما قلة الكفاح من اجل االنجاز فيجعل األفراد تعوزهم الحيوية (واهنون) وربما كسالى تماماً وليس‬
‫هناك ما يدفعهم للنجاح‪ ,‬وبينت الدراسة إلى أن انخفاض االنضباط الذاتي لدى الفرد يجعله يماطل‬
‫في ا لبدء باإلعمال النظامية (األعمال الروتينية) ومن السهل تثبيط همته‪ ,‬أما المظهر األخير من‬
‫حيوية الضمير فهو التروي فقد أشارت الدراسة إلى إن انخفاضه يجعل الفرد مستعجالً ومتهو اًر وكثير‬
‫الكالم‪( .‬سليم‪,1111,‬ص‪)125‬‬
‫ويشير كل من ولدمون و جوهان (‪ )oldmon&john2003‬إلى أن ابرز سمات شخصية الفرد‬
‫ذو الضمير الحي‪ ,‬هي العمل الجاد إذ يكون الشخص ملتزما بالعمل بشكل جدي وقادر على بذل‬
‫جهد متمركز في نقطة معينة وله هدف محدد‪ ,‬وكذلك اإلصرار إذ يبقى اإلفراد ملتزمين بمعتقداتهم‬
‫ويتميزون بالفعل الصحيح إذ يعمل اإلفراد بشكل صائب وتكون آراءهم صائبة ويحبون أن ينجزوا‬
‫إعمالهم بشكل كفوء‪ ,‬ويكونون منظمين وينتبهون إلى أدق التفاصيل من دون أخطاء‪( .‬السلطاني ‪،‬‬
‫‪ ، 2118‬ص‪.)22‬‬
‫وقد ُح ْد َد طلبة الجامعة في هذه الدراسة نظ اًر ألهمية هذه الشريحة في المجتمع ولما يترتب‬
‫عليها ضرورة توجيه عقول واعية وصحية لبناء اسر صحيحة واختيار مهن سليمة‪ ،‬كلما كان عمل‬
‫الشباب سليم كلما كان تفكيرهم خالقا ومبدعا ويجنبه جهودا ضائعة ‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬أهداف البحث‪:‬‬


‫يهدف البحث الحالي التعرف على‪:‬‬
‫‪ .2‬مستوى التكاسل االجتماعي لدى طلبة كلية التربية‪.‬‬
‫‪ .3‬مستوى حيوية الضمير لدى طلبة كلية التربية‬
‫‪ .4‬العالقة بين التكاسل االجتماعي وحيوية الضمير لدى طلبة كلية التربية‪.‬‬
‫‪ .8‬الفروق في العالقة بين التكاسل االجتماعي وحيوية الضمير لدى طلبة كلية التربية‬
‫تبعاًلمتغيريالجنس (ذكور‪ -‬إناث) التخصص(علمي‪ -‬إنساني)‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬حدود البحث‪:‬‬
‫يتحدد البحث الحالي بطلبة كلية التربية‪ /‬الجامعة المستنصرية الدراسة الصباحية ولكال الجنسين‬
‫في التخصصين العلمي واإلنساني للعام الدراسي (‪.)2114-2113‬‬
‫تحديد المصطلحات ‪:‬‬
‫سيتم عرض ما وقع تحت يدي الباحثة من تعريفات لمتغيري بحثهاوكاآلتي‪:‬‬
‫أوالً ‪ :‬التكاسل االجتماعي ‪: Social Loafing‬‬
‫وقد عرفه كل من ‪:‬‬
‫‪ .1‬التان واخرون (‪ )Latane, et.al,‬عام ‪: 9191‬‬
‫هو تناقص في جهد الفرد وادائه في بعض االحيان ويحصل هذا عندما يعمل الناس في مجاميع‬
‫اكثر مما هو عليه بمفردهم (أمين‪ ،2112 ،‬ص‪. )14‬‬
‫‪ .2‬هاركنز واخرون ( ‪ )Harkins, et.al,‬عام ‪: 9191‬‬
‫يبذل االفراد جهدا اقل عند العمل ضمن المجموعة (أمين‪ ،2112 ،‬ص‪. )14‬‬
‫‪ .3‬وليامز واخرون (‪ )Williams, et.al,‬عام ‪: 9119‬‬
‫هي ظاهرة يقلل فيها الفرد من جهده حينما يعمل ضمن مجاميع مقارنة مع ادائه عندما يعمل منفردا‪.‬‬
‫‪ .4‬كاراو واخرون (‪ )Karau,et.al,‬عام ‪: 9111‬‬
‫هو تناقص في الدوافع والجهد عندما يعمل االفراد جماعيا عما هو عليه عندما يكونوا منفردين‪ ،‬انه‬
‫تأثير االختفاء في الزحام الذي يشعر به االفراد الن مساهماتهم الفردية ال يمكن التعرف عليها‪.‬‬
‫‪ .8‬كومر (‪ )Comer‬عام ‪: 9111‬‬
‫هو انهيار جهد العضو الذي غالبا ما يحدث في المجموعات‪.‬‬

‫‪ .9‬هارس (‪ )Herris‬عام ‪: 0111‬‬


‫الظاهرة التي من خاللها يفشل االفراد او اعضاء الفريق في تحقيق العدالة في توزيع مهامهم او‬
‫مسؤولياتهم تاركين اعضاء الفريق يعوضون االنخفاض في اداؤهم ‪.‬‬
‫‪ .9‬ديفت (‪ )Daft‬عام ‪: 0119‬‬
‫ميل اعضاء الفريق للتقليل من جهدهم بقدر الزيادة في حجم المجموعة‪(.‬أمين‪ ،0190،‬ص‪-91‬‬
‫‪.)91‬‬
‫التعريف النظري للتكاسل االجتماعي‪ :‬بما أن الباحثة قد تبنت مقياس (أمين) للتكاسل االجتماعي لذا‬
‫فهيتتبنى تعريفها الذي يرى (إن التكاسل االجتماعي هو تقليل الفرد لجهده ضمن اطار العمل الجماعي‬
‫نتيجة النخفاض توقعاته عن قابلياته على اداء العمل مصحوبة بانخفاض في تقديره لنتائج عمله)‪.‬‬
‫والذي يقاس اجرائيابالدرجة الكلية التي يحصل عليها المستجيب على مقياس التكاسل االجتماعي‬
‫المتبنى في البحث الحالي‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬حيوية الضمير ‪Conscientiousness‬‬
‫‪ .1‬يعرفها قاموس وبستر ‪:9191‬‬
‫الوعي بالوجود األخالقي‪ ,‬والشعور بقيمة تعريف الفرد‪ ,‬ومزاياه‪ ,‬وااللتزام بالعمل‪ ,‬والقدرة على تميز‬
‫ماهو مقبول أخالقياً مع وجود مشاعر الذنب والندم بسبب سوء التصرف‪( .‬عبد اهلل‪ ،2112 ،‬ص‪.)14‬‬
‫‪ .2‬يعرفها كوستا وماكري‪: Costa & McCrae 1992‬‬
‫أنها سعي الفرد إلى إن يكون‪ ,‬واعيا" وحي الضمير وجاد" وذا عزم وارادة قوية‪ ,‬ويتميز بالتصميم على‬
‫الفعل‪ ,‬واإلنجاز وهي مظهر شخصي يشتمل على ‪ :‬الكفاءة‪ ,‬التنظيم‪ ,‬التحسس بالواجب‪ ,‬الكفاح من‬
‫اجل االنجاز‪ ,‬االنضباط الذاتي‪ ,‬والتروي‪ ,‬الذي يدفع اإلفراد نحو تحقيق أهدافهم‪ ,‬الستثارة مثابرتهم‬
‫وزيادة القدرة على إصدار الحكم فيما يتعلق بالصواب والخطأ‪( .‬عبد اهلل‪ ،2112 ،‬ص‪.)14‬‬
‫‪ .1‬إما محمد‪ 0111‬فعرفها ‪:‬‬
‫بأنها سمة تتعلق بالتنظيم والمثابرة والتحكم والدافعية في السلوك المتجه نحو الهدف‪ ,‬ويميل من تزيد‬
‫لديهم هذه السمة إلى أن يكونوا منتظمين‪ ,‬ويمكن االعتماد عليهم كما يميلون أيضا" إلى المثابرة‬
‫والتوجه الذاتي‪ ,‬والحفاظ على المواعيد والدقة في العمل والطموح‪,‬بينما يكون من تقل لديهم هذه السمة‬
‫أكثر ميال"إلى الكسل والتباطؤ والسعي إلى اللذة‪(.‬محمد‪ ,2111,‬ص‪.)389‬‬

‫‪ .4‬وقد عرفها كاظم ‪: 0119‬‬


‫هو أن يتميز الفرد بالصفات‪ :‬الكفاءة‪ ,‬والتأني‪ ,‬وضبط الذات‪ ,‬كما يتميز باألمانة‪ ,‬واإليثار‪ ,‬والتعاطف‪,‬‬
‫والتعاون‪ ,‬والدقة‪( .‬كاظم‪ ،2111,‬ص‪.)255‬‬
‫‪ .8‬ويرى جونسون ‪:)Johnson (2006‬‬
‫حيوية الضمير تشير إلى أن أصحابها يتصفون بالتنظيم والسيطرة على الدوافع‪ ،‬وهؤالء األفراد‬
‫يتجنبون المشاكل ويصلون إلى مستويات عالية من االنجاز والنجاح من خالل التخطيط واإلصرار‬
‫الهادف (عبد اهلل ‪ ،2112‬ص‪.)18‬‬
‫‪ .6‬وعرفها المرابحة ‪:0111‬‬
‫هي مجموعة السمات الشخصية التي تركز على ضبط الذات والترتيب في السلوك وااللتزام في‬
‫الواجبات والتروي في األفعال‪( .‬المرابحة‪ ،2118,‬ص‪)25‬‬
‫‪ .9‬أما ملحم واألحمد ‪ 0111‬فقد عرفاها ‪:‬‬
‫بأنهاإحدى سمات الشخصية المهمة التي تقتضي من الفرد مستوى عالي من التنبيه واالبتعاد عن‬
‫الالمباالة والتمكن من االلتزام‪ ,‬والسعي الدؤوب لتحقيق األهداف والعمل على حسن استثمارها لصالح‬
‫الفرد والجماعة‪ ,‬مع اإلشارة إلى ضرورة االعتدال في اليقظة وعدم المبالغة أو التصرف باتجاه المثالية‪.‬‬
‫(ملحم واألحمد‪ ،2111,‬ص‪)21‬‬
‫‪.9‬وعرفها العبادي ‪: 0191‬‬
‫مظهر من مظاهر الشخصية لدى الفرد تنطوي على إدراك المبادئ األخالقية وتطبيقها في مواقف‬
‫الحياة العامة‪ ,‬وتكون لديه القدرة على إن يكون كفؤاً ومنظماً‪ ,‬ويكافح من اجل انجاز أهدافه في أفضل‬
‫صورة‪ ,‬ويكون الفرد متروياً في اتخاذ الق اررات المهمة في حياته‪( .‬العبادي‪,2111,‬ص‪)13‬‬
‫من خالل ما تقدم وبما ان الباحثة قد تبنتمقياس حيوية الضمير من قائمة الشخصية (‪NEO-PI-‬‬
‫‪ )R‬المنقحة من أنموذج العوامل الخمسة الذي اعده بول‪ .‬ت‪.‬كوستا وروبرت ماكري وتم اعداده من‬
‫قبل (سليم‪ )1111‬والمتبنى من قبل (عبداهلل‪ )2112‬لذا فإنها تتبنى تعريف كوستا وماكري ( ‪Costa‬‬
‫‪ )& McCRAE,1992‬تعريفاً نظرياً للبحث والذي يقاس إجرائياً‪ ,‬بالدرجة الكلية التي يحصل عليها‬
‫الطالب من خالل إجابته على فقرات مقياس حيوية الضمير الذي تبنته الباحثةألغراض هذا البحث‪.‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫سيخصص هذا الفصل لإلطر النظرية التي تناولت متغيري البحث وكاآلتي ‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬مفهوم التكاسل االجتماعي‬
‫يرد الكسل في اللغة بمعنى التثاقل عن الشيء والفتور فيه و َك ِسل يكسل فهو كسالن (الفيروزابادي‪,‬‬
‫‪ ,2118‬ص ‪ )1183‬ولفظة "التكاسل" وزنها في اللغة "التفاعل" والذي يرد إلفادة التظاهر بالشيء‬
‫كما في قولنا تمارض االنسان اي ادعى المرض كما يرد إلفادة االشتراك في الفعل مع االخرين‬
‫(الفاخري‪ ,1119 ,‬ص ‪ )132‬إن التكاسل كمفهوم يحمل المعنيين المشار اليهما في اللغة فهو يأتي‬
‫من تظاهر الفرد بالفتور عن العمل مع زمالئه كي يحملوا عنه اعباء عمله وكذلك قد يأتي نتيجة‬
‫لتكاسل افراد اخرين ضمن المجموعة فيرد عليهم بتكاسله هو بدوره‪.‬‬
‫انواع التكاسل االجتماعي ‪Social Loafing Aspects‬‬
‫تبين دراسة (‪ )Worchel, 2011‬ان التكاسل االجتماعي له نوعان االول هو تأثير الراكب‬
‫المجاني‪ Free Rider Effect‬وهو عدم بذل افراد معينين لنصيبهم من العمل اعتمادا على ان‬
‫ابتداء فيؤدي‬
‫ً‬ ‫االخرين سيؤدون هذا النصيب ويعد هذا النوع من التكاسل النوع االولي الذي يحدث‬
‫الى حدوث النوع االخر من التكاسل وهو تأثير االستغفال‪ The Sucker Effect‬حيث يقوم‬
‫األعضاء اآلخرون في المجموعة (وهم ممن يؤدون عملهم كامال ومن غير تكاسل في العادة) بالتقليل‬
‫من جهودهم استجابة لتأثير الراكب المجاني اي انهم يتكاسلون؛ ردا على تكاسل االخرين من اجل‬
‫منع المتكاسلين من استغالل جهودهم وهذا النوع من التكاسل قد يحدث نتيجة لتكاسل االفراد االخرين‬
‫بشكل حقيقي وواقعي او لمجرد الظن بكونهم يتكاسلون (أمين‪ ،2112 ،‬ص‪.)19‬‬
‫اسباب التكاسل االجتماعي‬
‫‪ .1‬تأثير المالحظ ‪ : Bystander Effect‬قام التين ودارلي سنة ‪ 1191‬بتقديم مصطلح "تأثير‬
‫المالحظ لشرح كيفية استجابة االفراد للمواقف الطارئة اعتمادا على وجود اآلخرين‪ .‬ان تأثير المالحظ‬
‫هو ظاهرة نفسية تقل فيها احتمالية تدخل الفرد في حالة طارئة بوجود افراد اخرين قادرين على‬
‫المساعدة ‪.‬‬
‫‪ .2‬وضوح المهمة ‪ :task visibility‬بعض البحوث ركزت على صفات المهمة التي تكلف‬
‫المجموعة بها وتأثيرها على التكاسل االجتماعي‪.‬‬
‫‪ .3‬تقييم العمل‪ :‬اكد (هاركنز ‪ 1159‬وكير وبرون ‪ )1153‬في دراساتهم‪ ,‬أن التكاسل االجتماعي يقع‬
‫عندما ال يتم تقييم مدخالت عمل االفراد ضمن المجموعة‪.‬‬
‫‪ .4‬توزيع الجهود‪ :‬كير وبرون (‪ )1153‬اقترحا سببا محتمال آخ اًر للتكاسل االجتماعي‪ ,‬حيث يقوم‬
‫األفراد بالتقليل من جهدهم في العمل الجماعي بسبب شعورهم بان إسهاماتهم غير ضرورية بالنسبة‬
‫ألداء المجموعة‪.‬‬
‫‪ .8‬التوجه الثقافي‪ :‬يحدث التكاسل االجتماعي اكثر في المجتمعات التي تسود فيها الثقافة الفردية‬
‫واعتزاز الفرد بذاته وامكانياته مقارنة بالمجتمعات التي تسود فيها الثقافة الجماعية والعمل المشترك‬
‫‪ .9‬انخفاض فاعلية الذات‪ :‬وهو سبب مهم للتكاسل االجتماعي حيث وقد اظهرت نتائج دراسة (سانا‪,‬‬
‫‪ .)1112‬ان األفراد ذوي فاعلية الذات العالية ادوا االعمال بشكل افضل جماعيا عن ادائهم فرديا‬
‫بينما االشخاص ذوي فاعلية الذات المنخفضة ادوا بشكل أسوء جماعيا عن ادائهم فرديا‪.‬‬
‫‪ .9‬االنتباه الى الذات‪ : Self-Attention‬في سنة ‪ 1153‬اقترح مولن إن مفهوم االنتباه الى الذات‬
‫يفسر التكاسل االجتماعي‪ ,‬وطبقا لمولن فان العمل الجماعي يؤدي إلى تقليل الوعي بالذات مما يؤدي‬
‫إلى تقليل االنتباه نحو اتقان العمل‪.‬‬
‫‪ .5‬فقدان المساهمة العادلة في العمل‪ :‬ويحدث تأثيرها عندما يؤمن افراد الجماعة ان االخرين ال‬
‫يبذلون جهدا كالذي يبذلونه هم‪ .‬وبما انهم يشعرون ان االخرين يتكاسلون فانهم يبدؤون بدورهم بالتقليل‬
‫من جهودهم‪.‬‬
‫‪ .1‬تحديد الهدف دون الحد االعلى من االمكانات‪ :‬يشعر االفراد‪ ,‬عند وجود هدف بسيط والعديد‬
‫من االفراد يعملون على تحقيقه‪ ,‬ان بإمكانهم بذل جهد اقل لتحقيقه‪.‬‬
‫‪ .11‬العمل ضمن مجموعة غير مترابطة‪ :‬في المجموعة غير المترابط افرادها تزداد احتمالية حدوث‬
‫التكاسل‪ ،‬بسبب كون المتكاسلين ال يعتنون بموضوع خذالنهم ألفراد الفريق بسبب ضعف ارتباطهم‬
‫بزمالئهم وضعف اهتمامهم بإنجاز مهمة المجموعة على الوجه االمثل ‪.‬‬
‫‪ .11‬الحوافز‪ :‬الحوافز عبارة عن وسائل متنوعة توجه إلشباع حاجات ورغبات األفراد المشخصة‬
‫علمياً‪ ،‬مع مراعاة الفروق الفردية‪ ،‬والحوافز تتكون من بعدين مادي ويشمل‪ :‬األجر‪ ،‬والمكافآت الدورية‪،‬‬
‫والعالوات السنوية‪ ،‬والمشاركة في األرباح‪ .‬ومعنوي ويتضمن‪ :‬االعتراف بالتميز والجدارة لدى االفراد‬
‫العاملين‪ ,‬وطبيعة القيم وفرص الترقية الموجودة في بيئة العمل وطبيعته( أمين‪ ،2112 ،‬ص‪.)15‬‬
‫ملخص النظريات فسرت التكاسل االجتماعي‬
‫لقد فسرفرويد التكاسل على انه من نتاج تغلب الهو على االنا واالنا االعلى نظ ار لكون التكاسل‬
‫االجتماعي يهدف الى تحقيق مبدأ اللذة لدى الفرد من خالل تمكينه من أن يشارك افراد جماعته في‬
‫منافع العمل الجماعي من غير إن يضطر الى بذل جهد في اداء نصيبه الخاص من العمل‪ .‬اما‬
‫سوليفان ‪ Sullivan‬فقد اكد ان االعتقادات عن الذات ‪ Self-Beliefs‬والمرتبطة بإحساس الفرد‬
‫بالتفرد تلعب دو ار مهما في التكاسل االجتماعي حيث يميل االفراد الذين يؤمنون بانهم افضل من‬
‫االفراد العاديين الى التكاسل( أمين‪ ،2112 ،‬ص‪ .)29‬أما النظرية السلوكية التقليدية فيعتقد‬
‫(‪ )Pavlov‬إن أوجه السلوك المتعدد والفعاليات للفرد ما هي إال مجموعة من االستجابات المشروطة‬
‫وأن نمو الشخصية وتطورها يعتمد على عمليات التدريب والتعود في الصغر وان السلوك غير‬
‫المناسب (التكاسل االجتماعي) ما هو إال تعبير عن خطأ مزمن في عمليات االرتباط الشرطي وفي‬
‫التنشئة االجتماعية‪ .‬في حين يرى )‪ )Skinner‬التكاسل االجتماعي بوصفه نوعاً من انواع السلوك‬
‫االستجابي حيث تتوافر ظروف معينة (غياب التقييم الخاص بكل فرد ضمن المجموعة وسهولة‬
‫المهمة وانخفاض قيمتها بالنسبة للفرد وانتشار ادراك التكاسل بين االفراد) كلها تسهم في قيام الفرد‬
‫بالتكاسل كنتيجة لتوافر مثل هذه المثيرات‪ .‬أما نظرية التحرر األخالقيالتي قدمها‬
‫العالم)‪(Bandura‬فترى ان قدرة الفرد االخالقية تظهر في كل من القدرة على االمتناع عن السلوك‬
‫السيء او الخاطئ‪ ,‬والقدرة على القيام بالسلوك االخالقي الصائب والقدرة االخالقية ترتبط بالردع‬
‫الذاتي وهي االلية التي من خاللها يمنع الفرد نفسه من القيام باألفعال غير المقبولة‪ .‬في حين تشير‬
‫نظرية التعلم االجتماعي لـ )‪(Bandura‬الى أن السلوك ممكن إن يتم تعلمه على المستوى المعرفي‬
‫من خالل مالحظة افعال االخرين وان الفرد يستطيع إن يتصور نفسه في الموقف ذاته الذي يمر به‬
‫النموذج الذي يريد تقليده وبانه يحصل على المخرجات ذاتها التي يحصل عليها النموذج عند سلوكه‬
‫سلوكا معينا في موقف معين وعند تعلم السلوك فانه يمكن إن يعزز ‪ Reinforced‬او يعاقب‬
‫‪ Punished‬بوساطة العواقب التي يحدثها (‪ .)Rogers, 2001, P 13‬في حين فسر ‪Latane‬‬
‫في نظريته التأثير االجتماعيالتكاسل االجتماعي من خالل توضيحه ان الشخص الذي يشرف على‬
‫التجربة يعد مصد ار منفردا للتأثير االجتماعي بينما يعد االفراد المشتركين بالتجربة اهدافا متعددة‬
‫( ‪Latane, 1981, P‬‬ ‫للتأثير االجتماعي وكلما زاد عدد افراد المجموعة كلما قل تأثير المصدر‬
‫‪ )343‬أما نظرية التبادل االجتماعيفيفسر‪Homans‬التكاسل االجتماعي بأن االفراد حينما يدركون‬
‫انهم يشاركون في عالقات لها قيمة عالية‪ ,‬اي عالقات ينتج عنها حصول االفراد على مكافآت‪ ,‬فانهم‬
‫سيتفاعلون مع بعضهم البعض بشكل متبادل أما اذا لم يشعر االفراد بمثل هذا النوع من العالقات‬
‫فانهم سيميلون الى التكاسل االجتماعي(الدلوي‪ ,2111 ,‬ص ‪ .)41‬أما نظرية قيمة التوقع‬
‫فيرى‪Vroom‬ان التكاسل االجتماعي يمكن تفسيره في ضوء فكرة ان األفراد يبذلون جهداً اكبر عندما‬
‫يدركون بأن جهدهم الفردي ضمن المجموعة له قيمة واهمية‪ ،‬إال أنهم يتكاسلون عندما يدركون ان‬
‫جهدهم غير ذي قيمة(العاني‪ ,2115 ,‬ص ‪.)25‬‬
‫ثانياً‪ :‬حيوية الضمير ‪: Conscientiousness‬‬
‫يمثل عامل حيوية الضمير المورد النفسي الرئيس في المواقف التي يشكل فيها االنجاز قيمة مهمة‪،‬‬
‫كمواقف التعلم والتعليم‪ ،‬كما يمثل الدافع إلنجاز عمل ما‪ ,‬وحيوية الضمير مصطلح يشير إلى المسايرة‬
‫والتحكم في االندفاعات‪(.‬الحسيني‪,2114,‬ص ‪)98‬‬
‫وهناك من يرى حيوية الضمير بأنها تتضمن السلوك الموجه نحو الهدف من قبيل الفعالية‪ ,‬ومراعاة‬
‫القانون ‪ ,‬وسمات الضبط واالندفاعية ‪ ,‬والوفاء بالواجبات على الوجه األكمل‪ ,‬والكفاح في انجاز‬
‫وتهذيب النفس والمثابرة‪ ,‬والتنظيم (هريدي وشوقي‪،2112 ,‬ص‪)49‬‬
‫وحيوية الضمير يمكن إن تشير ايضاً الى عملية نشيطة في مجال تخطيط وتنظيم وتنفيذ المهام‪,‬‬
‫وهو جانب كان يسمى في وقت من االوقات "متانة الخلق" ‪ ,‬والدرجة المرتفعة في حيوية الضمير‬
‫تدل على كون المرء مدققاً‪ ,‬وحريصاً على الشكليات وموثوقاً به‪ ,‬ويميل إلى أن يكون منظماً‪ ,‬وثابتاً‬
‫ويعمل بجد ولديه انضباط ذاتي‪ ,‬وجدي ودقيق‪)Costa & McCrae,1992,p15( .‬‬
‫اما ارتفاع حيوية الضمير المفرطة فقد تولد نمط شامل من الكمال الذي يتعارض مع اتمام المهام‬
‫وعدم المرونة‪ ,‬وكثرة التدقيق الذي يتداخل مع اتمام المهام‪ ,‬واالنشغال الكامل بالتفاصيل‪ ,‬والقوانين‪,‬‬
‫واللوائح‪ ,‬واالوامر‪ ,‬واالنظمة‪ ,‬والتفاصيل‪ ,‬وكل هذه المميزات هي سيئة التوافق بوضوح‪ ,‬وتشكل شكالً‬
‫مختلفاً متطرفاً لحيوية الضمير‪ ,‬فالشخص ذوي حيوية الضمير المفرطة يكرس نفسه للعمل وللكمال‪,‬‬
‫والى درجة ان المهمات قد التنتهي (مثالً‪ :‬يكون غير قادر على اتمام المشاريع والمهام وذلك ألنه‬
‫يمتلك معايير قياسية صارمة لم تتوافر فيها)‪ ,‬بحيث يمقت بشدة عمل خطأ ما‪ ,‬ويمقت عدم كونه‬
‫كفؤا على الوجه االكمل‪ ,‬ومتردد دائماً عند اتخاذ ق اررات عادية وحتى اليومية‪ ,‬وذلك الفتقاره الى‬
‫الحلول المثالية والواضحة‪)Widiger,1994,p.15(.‬‬
‫واما االنخفاض المفرط في حيوية الضمير فيولد نمطاً شامالً من المقاومة السلبية لألداء الوظيفي‬
‫المناسب‪ ,‬ويعبر عن هذه المقاومة بطرائق غير مباشرة ‪ ,‬التي يتجنب فيها الشخص المسؤوليات‬
‫والمطالب من خالل‪ ,‬المماطلة والتاجيل‪ ,‬والعمل ببطء او اداء عمل قليل البراعة‪ ,‬والنسيان‪ ,‬وقد يصف‬
‫المماطلون انفسهم بعد ذلك بانهم منخفضون في الكفاءة والتحسس بالواجب والكفاح من اجل االنجاز‬
‫واالنضباط الذاتي‪,‬اذ يميل هؤالء االفراد الى ان يكون لديهم صعوبات في البدء بمشاريع واالنتهاء‬
‫منها‪ ,‬مع علمهم بأهميتها ويصاحب ذلك اإلرجاء مشاعر الضيق والقلق واحساسهم بعدم االرتياح من‬
‫عدم البدء أو االنتهاء منها في إطار الزمن المحدد‪ ,‬لتشير الى الفشل في اكمال المشاريع يعود الى‬
‫النقص في الثقة بالنفس اكثر من كونه يعود الى النقص في الدافعية‪ ,‬او الطاقة‪ ,‬او القدرة‪(,‬مثالً‪:‬‬
‫يفشل في انجاز المهمات على الرغم من قدرته على ذلك واختيار المواقف التي تقود الى‬
‫الفشل)‪.)Widiger,1994,52(.‬‬
‫مظاهر حيوية الضمير ‪Conscientiousness Faces‬‬
‫الكفاءة‪Competence:‬‬
‫تشير الكفاءة إلى معنى إن الفرد مقتدر ومدرك وحكيم وفعال‪ .‬واألفراد الذين يحرزون درجات‬
‫مرتفعة على هذا المقياس يشعرون بأنهم مستعدون جيدا للتعامل مع الحياة‪ .‬وأما األفراد الذين يحرزون‬
‫درجات منخفضة فيكون لديهم اعتقاد ادنى بقدراتهم‪ ،‬وهم يسلمون بأنهم في أحوال كثيرة غير مستعدين‬
‫وغير كفوئين‪ .‬ومن بين جميع مقاييس مظاهر حيوية الضمير تكون الكفاءة أكثر ارتباطا بتقدير‬
‫الذات وبمركز السيطرة الداخلي(‪.)Costa &McCrea, 1992, P. 18‬‬
‫التنظيم‪Order:‬‬
‫األفراد الذين يحرزون درجات مرتفعة على هذا المقياس يكونون دقيقين ومرتبين وحسني التنظيم‬
‫وهم يحتفظون باألشياء في أماكنها المناسبة‪ .‬أما األفراد الذين يحرزون درجات منخفضة‪ ،‬فهم‬
‫عاجزون عن أن يصبحوا منظمين ويصفون أنفسهم بأنهم غير منهجيين(غير نظاميين)‪ .‬واذا أصبح‬
‫النظام متطرفا وشديدا فانه يمكن أن يسهم في اضطراب الشخصية( ‪Costa &McCrea, 1992,‬‬
‫‪.)P. 18‬‬
‫التحسس بالواجب‪Dutifulness:‬‬
‫تعني كلمة ذو ضمير حي في بعض النواحي‪" ،‬بان الفرد يحكم من خالل ضميره"‪ .‬وان هذا‬
‫الجانب من حيوية الضمير يتحسس بالواجب‪ .‬واألفراد ذوو الدرجات المرتفعة على هذا المقياس‬
‫يلتزمون على نحو صارم بمبادئهم األخالقية‪ ،‬وينجزون بدقة التزاماتهم وتعهداتهم األخالقية‪ .‬أما‬
‫األفراد الذين يسجلون درجات منخفضة فيكونون ال مبالين أكثر بمثل هذه األمور ويمكن إن يكونوا‬
‫إلى حد ما ال يعتمد عليهم أو غير موثوق بهم(‪.)Costa &McCrea, 1992, P. 18‬‬
‫الكفاح من اجل االنجاز ‪Achievement Striving‬‬
‫األفراد الذين يسجلون درجات مرتفعة على هذا المظهر تكون لديهم مستويات طموح عالية‪،‬‬
‫ويعملون باجتهاد بالغ لتحقيق أهدافهم‪ .‬ويكونون كدوديين ومجتهدين وذوي عزم‪ ،‬ويكون لديهم إدراك‬
‫التجاههم في الحياة‪،‬إما من ناحية الذين يحرزون درجات منخفضة فهم أفراد تعوزهم الحيوية (واهنون)‬
‫وربما كسالى تماما‪ .‬وليس هناك ما يدفعهم للنجاح‪ ،‬وينقصهم الطموح وربما يبدون وكأنهم بال هدف‪،‬‬
‫ولكنهم كثي ار ما يكونون راضين تماما بما لديهم من مستويات منخفضة من االنجاز( ‪Costa‬‬
‫‪.)&McCrea, 1992, P. 18‬‬

‫االنضباط الذاتي‪Self-Discipline:‬‬
‫نعني بهذه العبارة القدرة على البدء بمهمات وانجازها إلى حين اكتمالها على الرغم من السام‬
‫واألموراألخرى التي تشتت تفكير الفرد‪ .‬واألفراد الذين يسجلون درجات مرتفعة على هذا المقياس تكون‬
‫لديهم القدرة على حث أنفسهم على إتمام العمل‪ .‬وأما األفراد الذين يحرزون درجات منخفضة على‬
‫هذا المقياس فهم يماطلون في بدء األعمال النظامية (اإلعمال الروتينية) ومن السهل تثبيط همتهم‬
‫وهم تواقون إلى الكف عن العمل(‪.)Costa &McCrea, 1992, P. 18‬‬
‫التروي‪Deliberation:‬‬
‫المظهر األخير من حيوية الضمير هو التروي‪ ،‬وهو الميل إلى التفكير بدقة وبحذر قبل القيام‬
‫بالعمل‪ .‬واألفراد الذين يسجلون درجات مرتفعة على هذا المظهر يكونون حذرين ومتأنين‪ .‬واما أولئك‬
‫الذين يحرزون درجات منخفضة فهو مستعجلون (متهورون) وكثي ار ما يتحدثون أو يتصرفون من دون‬
‫اعتبار للنتائج‪ .‬وفي أحسن األحوال‪ ،‬يكون األفراد الذين يسجلون درجات منخفضة عفويين وقادرين‬
‫على اتخاذ ق اررات مفاجئة عند الضرورة‪)Costa &McCrea, 1992, P. 18(.‬‬
‫سمات الشخص حي الضمير‪:‬‬
‫قام كل من أولد مان وجون (‪ Oldman& John (2003‬بتحديد سمات شخصية الفرد حي الضمير‬
‫وهما يعتقدان بأنها تقوم على مبدأ أساس وهو " إن تكون على حق "‪ ،‬وهذه السمات هي‪:‬‬
‫‪ -9‬العمل الجاد‪ :‬يكون الشخص ملتزماً بالعمل بشكل جدي وقاد اًر على بذل جهد كبير ومتمركز في‬
‫نقطة معينة وله هدف محدد‪.‬‬
‫‪ -0‬انجاز العمل‪ :‬يعمل األفراد بشكل صائب وتكون آراؤهم ومعتقداتهم صائبة على الدوام وينوون‬
‫القيام بالشيء الصحيح ويحبون أن ينجزوا أعمالهم بشكل كفوء ومنظم‪ ,‬واالنتباه إلى أدق التفاصيل‬
‫من دون أخطاء‪.‬‬
‫‪ -1‬اإلصرار‪ :‬يبقى األشخاص ملتزمين بمعتقداتهم وآراؤهم وان مواجهتهم بالرفض تعمل على تقوية‬
‫عزمهم‪.‬‬
‫‪-1‬التهذيب‪ :‬يكون على أساس كون األفراد اقتصاديين وحذرين وحريصين في كل مجاالت حياتهم‬
‫وانهم ال يعطون فرصة لألفعال المتهورة والمؤثرات الجانبية أن تؤثر فيهم‪.‬‬
‫‪ -1‬التراكم‪ :‬يرغب األفراد بجمع وتوفير األشياء وال يتخلون عن أي شيء له قيمة عالية عندهم‬
‫(‪.)Johnson, 2006,p124‬‬

‫ملخص النظريات التي فسرت حيوية الضمير‬


‫من خالل االستعراض العام للنظريات التي فسرت حيوية الضمير نجد ان نظرية التحليل‬
‫النفسي تؤكد الجوانب التي توجد داخل االنسان واغفلت الجوانب الخارجية التي بدورها تؤثر في سلوك‬
‫االفراد وتؤكد ان الضمير يكون على شكل صوت باطني يوجه الفرد نحو الصواب والخطأ اذ يبدأ‬
‫الطفل بتمييز الصواب والخطأ عن طريق التقمص لسلوكيات الوالدين والمعايير االجتماعية‬
‫(السلطاني‪ ،2118 ،‬ص‪.)39-39‬‬
‫اما اصحاب المنظور السلوكي فقد فسروا عملية اكتساب الضمير عن طريق قوانين التعلم‬
‫(التقليد والتعزيز والثواب والعقاب)‪ ،‬ونالحظ ان وجهة النظر السلوكية تعتقد بان حيوية الضمير لدى‬
‫الفرد تختلف باختالف نوعية الحضارة والبيئة االجتماعية والثقافية ونوعية الظروف التي عاشها الفرد‬
‫وهذا يناقض راي التوجه المعرفي الذي يؤكد على عالمية االخالق وعالمية المراحل االخالقية‬
‫وشموليتها لجميع الثقافات‪ ،‬اذ يؤكد ‪ Kolberg‬البناء المعرفي في تفسير السلوك النابع من ضمير‬
‫الفرد‪ ،‬ويتفق كل من ‪ Normall Bull‬مع اصحاب المنظور المعرفي على ان الضمير يمر بمراحل‬
‫مع تقدم العمر وانه يعتمد على النمو الشامل للشخصية االنسانية وليس على العقل فقط‪ .‬اما النظرية‬
‫النفسية – االجتماعية فتركز على االمكانيات االيجابية لالفراد وانهم يولدون بطبيعة سليمة وقادرين‬
‫على تحقيق مستويات عالية من االنجاز‪ ،‬ويرى ‪ Fromm‬بان شخصية الوالدين اذا كانت تثير العنف‬
‫سيكون ضمي اًر تحكمياً اما اذا كان توجههما مثم اًر فان الطفل يكتسب الضمير عن طريق‬
‫ّ‬ ‫فان الطفل‬
‫االوامر والتهديدات التي يتلقاها وبهذا ينظم افعاله على وفقها‪ ،‬ومعنى ذلك ان جميع هذه المنظورات‬
‫النفسية وان تباينت المفاهيم التي اشتقتها للضمير الحي‪ ،‬اال انها اتفقت على ان حيوية الضمير جانباً‬
‫مهما من جوانب الشخصية السليمة يكتسبه الناس من عوامل تكيفية شتى بعضها سلوكي وبعضها‬
‫معرفي وبعضها انفعالي وبعضها مزيج من ذلك كله (نفس المصدر السابق)‪.‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫منهجية البحث واجراءاته‬
‫يضم هذا الفصل إجراءات البحث الحالي من حيث تحديد مجتمعه‪ ،‬واختيار عينته‪ ،‬وتحديد أداتيه‬
‫واجراءات القياس‪ ،‬والوسائل اإلحصائية المستخدمة فيه سواء في إجراءاته أو في تحليل بياناته‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مجتمع البحث‬
‫يتكون مجتمع البحث الحالي من طلبة كلية التربية الجامعة المستنصرية للعام الدراسي (‪-3102‬‬
‫‪ )3102‬للدراسة الصباحية ولكافة المراحل ولكال الجنسين وقد بلغ حجم المجتمع (‪ )0103‬طالباً‬
‫وطالبة موزعين على (‪ )9‬اقسام (‪ )2‬علمية (‪ )6‬انسانية كما موضح في الجدول رقم (‪.)0‬‬
‫الجدول (‪)1‬‬
‫توزيع افراد مجتمع البحث حسب الجنس والتخصص‬

‫المجموع‬ ‫اناث‬ ‫ذكور‬ ‫القسم‬


‫‪869‬‬ ‫‪983‬‬ ‫‪474‬‬ ‫التاريخ‬
‫‪327‬‬ ‫‪212‬‬ ‫‪913‬‬ ‫الجغرافية‬
‫‪434‬‬ ‫‪212‬‬ ‫‪242‬‬ ‫الفيزياء‬
‫‪790‬‬ ‫‪922‬‬ ‫‪408‬‬ ‫الرياضيات‬
‫‪940‬‬ ‫‪113‬‬ ‫‪221‬‬ ‫االرشاد النفسي والتوجيه التربوي‬
‫‪600‬‬ ‫‪916‬‬ ‫‪284‬‬ ‫علوم الحاسبات‬
‫‪232‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪164‬‬ ‫العلوم التربوية والنفسية‬
‫‪636‬‬ ‫‪968‬‬ ‫‪928‬‬ ‫اللغة العربية‬
‫‪330‬‬ ‫‪212‬‬ ‫‪978‬‬ ‫علوم قرأن‬
‫‪3032‬‬ ‫‪2298‬‬ ‫‪2814‬‬ ‫المجموع‬

‫(قسم التخطيط واالحصاء)‬


‫ثانيا ً ‪ :‬عينة البحث ‪:‬‬
‫من الخطوات المهمة في البحوث التربوية والنفسية هي اختيار افراد العينة التي ينبغي أن تكون‬
‫ممثلة للمجتمع األصلي على النحو الصحيح(عودة وملكاوي‪ ،0993 ،‬ص‪ .)330‬وقد اختيرت عينة‬
‫البحث الحالي بالطريقة العشوائية البسيطة حيث بلغ حجم العينة (‪ )311‬طالب وطالبة موزعين على‬
‫االقسام العلمية واإلنسانية وللمرحلتين االول والرابع ولكال الجنسين كما موضح بالجدول رقم(‪.)3‬‬

‫جدول (‪)2‬‬
‫يوضح توزيع افراد عينة البحث‬
‫التخصص‬ ‫الجنس‬ ‫المرحلة‬ ‫القسم‬
‫المممممممجممممممموع‬ ‫المجموع‬
‫الكلي‬
‫انساني‬ ‫علمي‬

‫‪30‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪12‬‬ ‫اناث‬ ‫االولى‬

‫‪23‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪19‬‬ ‫ذكور‬


‫الفيزياء‬
‫‪30‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪12‬‬ ‫اناث‬ ‫الرابعة‬
‫‪23‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪19‬‬ ‫ذكور‬
‫‪30‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪12‬‬ ‫اناث‬ ‫االولى‬
‫‪23‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪19‬‬ ‫ذكور‬
‫‪30‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪12‬‬ ‫اناث‬ ‫العععععععععععععععععلععععععععوم الرابعة‬
‫‪23‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪19‬‬ ‫ذكور‬ ‫الععععتععععربععععويعععععة‬
‫والنفسية‬

‫ثالثا‪ :‬أداتا البحث‬


‫لما كان البحث الحالي يهدف الى قياس التكاسل االجتماعي وحيوية الضمير لغرض معرفة العالقة‬
‫بينهما فانه من الضروري ان تستخدم الباحثة مقياسين احدهما لقياس التكاسل االجتماعي واآلخر‬
‫لقياسحيوية الضمير‪ .‬وبعد اطالع الباحثة على الدراسات والمقاييس السابقة التي تناولت متغيري‬
‫البحث فقد تبنت مقياس (أمين ‪ )2112‬لقياس التكاسل االجتماعي والذي يتكون بصورته النهائية من‬
‫(‪ )41‬فقرة وقد كانت بدائل االجابة (ينطبق علي دائماً – ينطبق علي غالباً‪ -‬ينطبق علي احياناً‪-‬‬
‫ينطبق علي ناد اًر – ال ينطبق علي ) وعليه فأن اعلى درجة ممكن ان يحصل عليها المستجيب هي‬
‫(‪ )218‬وأدنى درجة (‪ .)41‬أما بالنسبة لحيوية الضمير فقد قامت الباحثة بتبني مقياس حيوية‬
‫الضمير من قائمة الشخصية (‪ )NEO-PI-R‬المنقحة من أنموذج العوامل الخمسة الذي اعده بول‪.‬‬
‫ت‪.‬كوستا وروبرت ماك ار وتم اعداده من قبل (سليم‪ )1111‬والمتبنى من قبل (عبد اهلل ‪ )2112‬والذي‬
‫يتكون بصورته النهائية من (‪ )31‬فقرة وعليه فأن اعلى درجة ممكن ان يحصل عليها المستجيب هي‬
‫(‪ )118‬وأدنى درجة (‪ .)31‬وقد قامت الباحثة باإلجراءات اآلتية للتحقق من الخصائص السايكومترية‬
‫للمقياسين وكاآلتي‪.‬‬

‫‪ .1‬تحليل الفقرات‪Items Analysis‬‬

‫تحليل الفقرات هو عملية فحص أو اختبار استجابات األفراد عن كل فقرة من فقرات االختبار وتضم‬
‫هذه العملية الكشف عن مستوى صعوبة الفقرة وقوة تمييزها‪ .‬ويقصد بتمييز الفقرة قدرة الفقرة على‬
‫تمييز الفروق الفردية بين األفراد الذين يملكون الصفة من الذين ال يملكونها (الزوبعي وآخرون‪،‬‬
‫‪ ،1151‬ص‪ .)94‬ومن اجل تحقيق ذلك قامت الباحثة باستخراج القوة التميزية عن طريق (أسلوب‬
‫المجموعتين المتطرفتين) ‪ Extreme Groups Method‬ولمقياس التكاسل االجتماعي فقط كونه‬
‫كان معدا لطالبات المرحلة اإلعدادية وكاآلتي ‪:‬‬
‫‪ -1‬رتبت الدرجات التي حصلت عليها العينة من أعلى درجة إلى أوطأ درجة‪.‬‬
‫‪ -2‬اختيرت نسبة الـ (‪ )%29‬العليا والدنيا من الدرجات لتمثل المجموعتين المتطرفتين‪ ،‬وقد تكونت‬
‫عينة التحليل من(‪ )211‬طالب وطالبة‪،‬اذ يشير ننللي الى إن نسبة عدد افراد العينة الى عدد الفقرات‬
‫ينبغي ان تكون بنسبة (‪ )1: 8‬لعالقة ذلك بتقليل خطأ الصدفة في عملية التحليل‬
‫االحصائي(‪ )Nunnally, 1978, 262‬وأشارت (انستازي) الى ان افضل حجم لعينة تحليل الفقرات‬
‫لحساب قوتها التمييزية عند استخدام المجموعتين المتطرفتين بنسبة (‪ )%29‬في كل مجموعة وبذلك‬
‫يكون حجم عينة تحليل الفقرات (‪ )115‬وبعد تطبيق االختبار التائي)‪ (T- Test‬لعينتين مستقلتين‬
‫الختبار داللة الفروق بين المجموعتين العليا والدنيا لكل فقرة ظهر أن الفقرات جميعها مميزة‪.‬‬
‫‪ .0‬صدق مقياسي التكاسل االجتماعي وحيوية الضمير‪:‬‬

‫الصدق ‪ Validity‬من الخصائص األساسية في بناء المقاييس النفسية‪ ،‬ويشير إلى مدى صالحية‬
‫استخدام درجات المقياس في القيام بتفسيرات معينة (أبو عالم‪ ،1151 ،‬ص‪ .)144‬واالختبار الصادق‬
‫هو االختبار القادر على قياس السمة أو الظاهرة التي وضع ألجلها (الزوبعي وآخرين‪،1151 ،‬‬
‫ص‪ .)31‬وقد قامت الباحثة باستخراج الصدق الظاهري ‪ Face Validity‬ويشير هذا النوع من‬
‫الصدق إلى مدى ما يبدو أن االختبار يقيسه‪ ،‬بمعنى ان االختبار يضم فقرات يبدو أنها على صلة‬
‫بالمتغير الذيٌ يقاس‪ ،‬وان مضمون االختبار متفق مع الغرض منه‪ .‬ويتحقق هذا النوع من الصدق‬
‫بقيام عدد من الخبراء والمختصين بتقدير مدى تمثيل فقرات المقياس للصفة المراد قياسها(اإلمام‬
‫وآخرون‪ ،1111 ،‬ص‪.)131‬وقد تحقق ذلك في عرض مقياسي التكاسل االجتماعي وحيوية الضمير‬
‫على نخبة من الخبراء والمختصين (الملحق رقم ‪ ،)1‬واخذ آرائهم حول مدى صالحية كل فقرة من‬
‫فقرات المقياسين لقياس الصفة المراد قياسها ومدى مالءمتها لمجتمع البحث‪ .‬وقد حصلت جميع‬
‫فقرات المقياسين على نسبة اتفاق اكثر من (‪. )%51‬‬
‫‪ .1‬ثبات مقياسي التكاسل االجتماعي وحيوية الضمير‪:‬‬

‫الثبات ‪ Reliability‬من المفاهيم األساسية في القياس يجب توافره في المقياس لكي يكون صالحاً‬
‫لالستخدام‪ .‬يمكن القول أن كل اختبار صادق هو ثابت بالضرورة‪ ،‬في حين ال يمكن القول أن كل‬
‫اختبار ثابت هو صادق بالضرورة‪ ،‬ذلك الن االختبار الصادق الذي يقيس فعال ما أُعد لقياسه تكون‬
‫تعبر‬
‫درجته معبرة عن األداء الحقيقي أو القدرة الفعلية للفرد‪ .‬ومادامت الدرجة على المقياس الصادق ّ‬
‫عن هذه الوظيفة بدقة‪ ،‬فإنها تكون ثابتة في الوقت نفسه ( اإلمام وآخرون‪ ،1111 ،‬ص‪، 143‬‬
‫‪ .)144‬وقد قامت الباحثتان باستخراج الثبات للمقياسين بطريقتين وكاآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬طريقة التجزئة النصفية‪ :‬تعد طريقة التجزئة النصفية في حساب الثبات من الطرق الشائعة‬
‫في المقاييس واالختبارات النفسية والتربوية ألن معامل الثبات المستخرج بهذه الطريقة يوضح مقدار‬

‫االتساق الداخلي بين الفقرات في قياس الخاصية‪ ،‬كما ان هذه الطريقة هي اكثر طرق الثبات شيوعاً‬
‫ويعود ذلك إلى انها تتالفى عيوب بعض الطرق األخرى للثبات‪ .‬وقد بلغ معامل الثبات المستخرج‬
‫بهذه الطريقة لمقياس التكاسل االجتماعي (‪ )1.91‬ثم تم تصحيح معامل ارتباط بيرسون باستعمال‬
‫معادلة سبيرمان‪ -‬بروان فبلغت قيمته (‪ )1.98‬أما بالنسبة لمقياس حيوية الضمير فقد كان معامل‬
‫الثبات (‪ )1.51‬وبعد تصحيحه بمعادلة سبيرمان‪-‬براون بلغت قيمته (‪ )1.51‬وبهذا فإن الثبات جيد‬
‫إذ تشير الدراسات إلى أن معامل الثبات الجيد يتراوح ما بين (‪()1.11- 1.91‬اإلمام وآخرون‪،‬‬
‫‪ ،1111‬ص‪.)181‬‬

‫ب‪ -‬طريقة التجانس الداخلي‬

‫اختارت الباحثة طريقة معامل الفا كرونباخ‪ .‬تستند فكرة هذه الطريقة‪ ،‬التي تمتاز بتناسقها وامكانية‬
‫الوثوق بنتائجها‪ ،‬الى حساب االرتباطات بين درجات جميع فقرات المقياس على اعتبار ان الفقرة‬
‫عبارة عن مقياس قائم بذاته‪ ،‬ويؤشر معامل اتساق أداء الفرد‪ ،‬أي التجانس بين فقرات المقياس (اإلمام‬
‫وآخرون‪ ،1111 ،‬ص‪ .)181‬والستخراج الثبات بهذه الطريقة طبقت معادلة الفا كرونباخ على درجات‬
‫افراد العينة‪ ،‬فكانت قيمة معامل ثبات مقياس التكاسل االجتماعي (‪ )%51.8‬أما قيمة معامل ثبات‬
‫مقياس حيوية الضمير فكانت (‪ )%91.3‬وهو مؤشر اضافي على ان معامل ثبات المقياسين جيد‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬الوسائل اإلحصائية ‪StatisticalDevices‬‬


‫استخدمت الباحثة الحقيبة اإلحصائية للعلوم االجتماعية ‪(Statistical Package for Social‬‬
‫)‪ Sciences)(SPSS‬في إجراءات تبني المقياسين وفي تحليل النتائج للبحث باستخدام الوسائل‬
‫اإلحصائية اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬االختبار التائي لعينتين مستقلتين ‪T- Test‬الستخراج تمييز فقرات مقياس التكاسل االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -2‬معامل ارتباط بيرسون ‪Pearson Correlation‬‬
‫استخدمت هذه الوسيلة اإلحصائية في المواضع اآلتية‪:‬‬
‫أ‪ .‬استخراج الثبات بطريقة التجزئة النصفية لكال المقياسين‪.‬‬
‫ب‪ .‬استخراج العالقة بين التكاسل االجتماعي وحيوية الضمير‪.‬‬
‫‪ -3‬معادلة سبيرمان–بروان التصحيحية‪.‬‬
‫‪ -4‬معادلة الفا كرونباخ الستخراج ثبات المقياسين‪.‬‬
‫لعينة واحدة إليجاد مستوى التكاسل االجتماعي ومستوى حيوية الضمير لدى‬
‫‪ -8‬االختبار التائي ّ‬
‫عينة البحث‪.‬‬
‫‪ -9‬االختبار الزائي لمعرفة داللة الفروق في العالقة بين التكاسل االجتماعي وحيوية الضمير‬
‫على وفق متغيري الجنس والتخصص‪.‬الفصل الرابع‬
‫عرض النتائج ومناقشتها‬
‫يتناول هذا الفصل استعراضاً ومناقشة لنتائج البحث كما يشتمل على التوصيات والمقترحات في ضوء‬
‫النتائج التي تم التوصل إليها‪.‬‬
‫الهدف األول‪ :‬تعرف مستوى التكاسل االجتماعي لدى طلبة كلية التربية ‪:‬‬
‫أظهرت نتائج التحليل اإلحصائي أن متوسط درجات أفراد العينة على مقياس التكاسل االجتماعي‬
‫بلغ (‪ )132.1111‬درجة بانحراف معياري قدرهُ (‪ )23.19431‬درجة‪ ،‬وعند مقارنة الوسط الحسابي‬
‫مع المتوسط النظري لمقياس التكاسل االجتماعي البالغ (‪ )123‬درجة‪ ،‬وباستخدام االختبار التائي‬
‫لعينة واحدة تبين أن القيمة التائـية المحسـوبة تساوي (‪)9.199‬وهي اعلى من القيمة الجدولية البالغة‬
‫(‪ )2‬أي انها دالة عند مستوى داللة (‪ )1.18‬ودرجة حرية (‪ ،)111‬والجدول (‪ )3‬يوضح ذلك ‪.‬‬
‫الجدول (‪)1‬‬
‫يبين نتائج االختبار التائي إلجابات العينة ككل على مقياس التكاسل االجتماعي‬
‫مستوى الداللة‬ ‫القيمة التائية‬ ‫درجة‬ ‫المتوسط‬ ‫االنحراف‬ ‫الوسط‬ ‫العدد‬
‫الحرية‬ ‫النظري‬ ‫المعياري‬ ‫الحسابي‬
‫المحسوبة الجدولية‬
‫‪1.1‬‬ ‫‪111‬‬
‫دالة‬ ‫‪2‬‬ ‫‪9.199‬‬ ‫‪123‬‬ ‫‪23.19431‬‬ ‫‪132.1111‬‬ ‫‪211‬‬
‫‪8‬‬
‫وتؤشر هذه النتيجة ان طلبة كلية التربية متكاسلون بشكل كبير وهذا يعطي مؤش اًر سلبياً‪ ،‬وترى‬
‫الباحثة إن ما يمر به مجتمعنا من ازمات ومشاكل بكل االنواع ساعد الطلبة على أن يميلوا إلى‬
‫االعتماد على اآلخرين في انجاز المهام الموكلة إليهم وتتفق هذه النتيجة مع ما جاءت به دراسة‬
‫رنجلمان ((‪ ))Ringelmann‬المهندس الزراعي في تجربته ((جر الحبل)) وكذلك ما اشارت اليه‬
‫دراسة التان واخرون ((‪ ))Latane, et,al.‬عام ‪ ،1151‬ودراسة كيير واخرون ((‪))Kerr, et,al.‬‬
‫عام ‪. 1113‬‬
‫الهدف الثاني‪ :‬تعرف مستوى حيوية الضمير لدى طلبة كلية التربية‬
‫أظهرت نتائج التحليل اإلحصائي أن متوسط درجات أفراد العينة على مقياس حيوية الضمير بلغ‬
‫(‪ )141.9211‬درجة بانحراف معياري قدرهُ (‪ )21.91114‬درجة‪ ،‬وعند مقارنة الوسط الحسابي مع‬
‫المتوسط النظري لمقياس حيوية الضمير البالغ (‪ )119‬درجة‪ ،‬وباستخدام االختبار التائي لعينة واحدة‬
‫تبين أن القيمة التائـية المحسـوبة تساوي (‪)18.411‬وهي اعلى من القيمة الجدولية البالغة (‪)2‬أي‬
‫إنها دالة عند مستوى داللة (‪ )1.18‬ودرجة حرية (‪ ،)111‬والجدول (‪ )4‬يوضح ذلك ‪.‬‬
‫الجدول (‪)1‬‬
‫يبين نتائج االختبار التائي إلجابات العينة ككل على مقياس حيوية الضمير‬
‫مستوى الداللة‬ ‫القيمة التائية‬ ‫درجة‬ ‫المتوسط‬ ‫االنحراف‬ ‫الوسط‬ ‫العدد‬
‫الحرية‬ ‫النظري‬ ‫المعياري‬ ‫الحسابي‬
‫المحسوبة الجدولية‬
‫دالة‬ ‫‪1.11‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪91.111‬‬ ‫‪911‬‬ ‫‪999‬‬ ‫‪09.61111 911.1011 011‬‬

‫وهذا يعني أن طلبة الجامعة يتمتعون بدرجة عالية من حيوية الضمير‪،‬ويمكن تفسير هذه‬
‫النتيجة في ضوء نظرية العوامل الخمسة بأن طلبة الجامعة يتمتعون باالستعداد الجيد للتعامل مع‬
‫الحياة‪ ,‬وأنهم ملتزمون بمبادئهم األخالقية ولديهم مستويات طموح عالية‪ ،‬ولديهم قدرة السيطرة على‬
‫دوافعهم ورغباتهم‪ ,‬هذا وان الفرد حي الضمير يكون فرداً ذا عزم‪ ,‬وذا أرادة قوية‪ ,‬وذا تصميم عالي‪,‬‬
‫ويشير دجمان (‪ )Digman‬وتيكموتو _جوك (‪ )Takemoto-Chock,1981‬إلى حيوية الضمير‬
‫بالتسمية "أرادة االنجاز" ‪ ,Will to Achieve‬ومن جانبها االيجابي‪ ,‬تكون الدرجة المرتفعة في حيوية‬
‫الضمير مرتبطة باالنجازات األكاديمية والمهنية‪ .‬ومن الجانب السلبي‪ ,‬ربما تؤدي هذه الدرجة المرتفعة‬
‫إلى حساسية شديدة مزعجة‪ ,‬أو إلى محاولة قسرية إلتقان األشياء أو إلى سلوك إدمان العمل‬
‫‪)Costa&McCrae,1992,p15-16( .Workaholic behavior‬‬
‫وتتفق هذه النتيجة مع د ارس ـ ــة (السـ ـ ــلطاني‪ )3110,‬ود ارس ـ ــة (‪)Costa, McCrea,1992‬‬
‫ودراسة (العبادي‪ )3101,‬ودراسة (عبداهلل ‪.)3103‬‬
‫الهدف الثالث‪ :‬تعرف العالقة بين التكاسل االجتماعي وحيوية الضمير لدى طلبة كلية التربية‪:‬‬
‫بلغت قيمة معامل االرتباط بين المتغيرين (‪ )1.111-‬وهي دالة إحصائياً عند مستوى (‪)1.18‬‬
‫ودرجة حرية (‪ ،)115‬والجدول (‪ )8‬يوضح ذلك‪.‬‬
‫الجدول (‪)1‬‬
‫يوضح قيم معامل االرتباط بين متغيري البحث ومستوى الداللة‬
‫معامل‬
‫مستوى الداللة‬ ‫العدد‬ ‫المتغيرات‬
‫االرتباط‬
‫‪1.18‬‬ ‫‪1.111-‬‬ ‫‪211‬‬ ‫التكاسل االجتماعي وحيوية الضمير‬
‫تشير هذه النتيجة الى وجود عالقة سلبية (عكسية) بين التكاسل االجتماعي وحيوية الضمير‬
‫أي أنه كلما زادت حيوية الضمير لدى عينة البحث كلما قل التكاسل االجتماعي وبالعكس وهذا ما‬
‫تؤكده االدبيات فاألفراد ذوي حيوية الضمير المرتفعة يميلون إلى أن يكونوا منظمين‪ ,‬وموثوقاً بهم‪,‬‬
‫ويعملون بجد‪ ,‬وموجهين ذاتياً‪ ,‬ودقيقين وحريصين على الشكليات‪ ,‬وكثيري الشكوك‪ ,‬وطموحين‪,‬‬
‫ومثابرين‪ ,‬في حين إن ذوي حيوية الضمير الواطئة يكونون بال هدف‪ ,‬وغير موثوق بهم‪ ,‬وكسولين‪,‬‬
‫ومهملين‪ ,‬وغير دقيقين‪ ,‬ومتهاونين‪ ,‬ويميلون إلى المماطلة‪ ,‬ويبحثون عن المتعة‪ .‬وقد اتفقت نتائج‬
‫البحث الحالي مع نتائج دراسة (عبد اهلل ‪.)2112‬‬

‫الهدفين الرابع‪ :‬تعرف الفروق في العالقة بين التكاسل االجتماعي وحيوية الضمير بحسب متغيري‬
‫الجنس والتخصص‬
‫ولتحقيق هذا الهدف قامت الباحثة بمعالجة البيانات إحصائياً وذلك باختبار الفروق بين معامالت‬
‫االرتباط من خالل استخدام االختبار الزائي‪ ،‬وكما موضح في الجدول (‪.)9‬‬
‫الجدول (‪)6‬‬
‫داللة الفروق في معامالت االرتباط بين التكاسل االجتماعي وحيوية الضمير بحسب متغيري‬
‫الجنس والتخصص‬
‫القيمة الزائية‬ ‫معامل‬
‫مستوى الداللة‬
‫الجدولية‬ ‫المحسوبة‬ ‫االرتباط‬ ‫العدد‬ ‫المجموعة‬ ‫المتغير‬
‫‪1.198‬‬ ‫‪111‬‬ ‫إناث‬ ‫الجنس‬
‫‪ 1.18‬دالة‬ ‫‪1.19‬‬ ‫‪2.48‬‬
‫‪1.114‬‬ ‫‪111‬‬ ‫ذكور‬
‫‪1.119-‬‬ ‫‪111‬‬ ‫أدبي‬ ‫التخصص‬
‫‪ 1.18‬دالة‬ ‫‪1.19‬‬ ‫‪1.3‬‬
‫‪1.111-‬‬ ‫‪111‬‬ ‫علمي‬
‫وتدل النتائج المعروضة في الجدول أعاله على وجود فروق دالة إحصائياً بين معامالت‬
‫االرتباط القائمة بين متغيري التكاسل االجتماعي وحيوية الضمير بحسب متغيرات البحث المتمثلة‬
‫في الجنس والتخصص‪ ،‬حيث كانت القيم الزائية المحسوبة على التوالي (‪ )1.3 ،2.48‬وهي أعلى‬
‫من القيمة الجدولية البالغة (‪ )1.19‬عند مستوى داللة (‪ )1.18‬ودرجة حرية (‪.)115‬‬

‫التوصيات‪:‬‬

‫‪ .1‬تعزيز حيوية الضمير(بكافة مجاالتها) لدى طلبة الجامعة‪ ,‬من خالل عقد ندوات أو دورات‬
‫تثقيفية‪ ,‬والعمل على خلق الوعي بأهمية حيوية الضمير في مساعدة اإلنسان على تحقيق‬
‫أهدافه الحياتية بأفضل وجه‪ ،‬وبيان أثره في الصحة النفسية والجسمية‪.‬‬

‫‪ .2‬على اآلباء واألمهات والمعلمين واإلداريين االهتمام والتركيز على استعمال كافة الطرق‬
‫والوسائل التي من شأنها التقليل من التكاسل االجتماعي لدى تلك الشريحة المهمة من‬
‫المجتمع‪.‬‬
‫‪ .3‬بما ان النتائج قد اظهرت بان طلبة الجامعة يتصفون بالتكاسل االجتماعي‪ ،‬لذا من الضروري‬
‫أن تهتم الجامعة بالفرد حتى وان كان يعمل ضمن مجموعة وذلك من خالل توجيهه في‬
‫كيفية تقويم وتحديد اهدافه ‪ ،‬واعطاء األهمية بالنسبة لجهده ‪.‬‬

‫المقترحات‪:‬‬

‫‪ .1‬اجراء دراسات لقياس العالقات االرتباطية بين حيوية الضمير وعدد من المتغيرات كالصحة‬
‫النفسية‪ ،‬القلق‪ ،‬الجمود العاطفي‪ ،‬التعاطف‪ ،‬االنانية‪.‬‬

‫‪ .2‬دراسة مقارنة في حيوية الضمير تبعاً لمتغيري المستوى االقتصادي والحالة االجتماعية‪.‬‬

‫‪ .3‬أجراء دراسة مشابهة للدراسة الحالية على العاملين في المؤسسات الصناعية مثل عمال‬
‫المصانع االنتاجية ‪.‬‬

‫‪ .4‬أجراء دراسة مقارنة في التكاسل االجتماعي تتناول شرائح اجتماعية مختلفة‬

‫المصادر‬
‫القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ .1‬ابو النيل‪ ,‬محمود السيد‪ ,1159 ,‬االحصاء النفسي واالجتماعي والتربوي‪ ,‬دار النهضة العربية‪,‬‬
‫بيروت‪.‬‬
‫‪ .2‬ابو عالم‪ ,‬رجاء محمود‪ ,1151 ,‬مدخل الى مناهج البحث التربوي‪ ,‬الكويت‪ ,‬مكتبة الفالح‪,‬ط‪.1‬‬
‫‪ .2‬اإلمام‪ ،‬مصطفى وعبد الرحمن‪ ،‬انور حسينوالعجيلي‪ ،‬صباح حسين(‪ ،)0991‬القياس والتقويم‪،‬‬
‫بغداد‪ ،‬جامعة بغداد‪.‬‬
‫‪ .4‬أمين‪ ،‬ناديا عز الدين محمد‪ ،2112،‬أثر برنامج ارشادي بأسلوب فاعلية الذات في خفض‬
‫التكاسل االجتماعي لدى طالبات المرحلة االعدادية‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة ‪ ،‬كلية التربية ‪،‬‬
‫الجامعة المستنصرية‪.‬‬
‫‪ .8‬البيضاني‪ ,‬فرحان محمد حمزة‪ ,2111 ,‬العنف الجمعي وعالقته بالتعصب والتسهيل االجتماعي‪,‬‬
‫المركز العراقي للمعلومات والدراسات‪ ,‬بغداد‪.‬‬
‫‪ .6‬الحسيني‪ ،‬هشام حبيب (‪ : )4002‬نموذج العوامل الخمسة الكبرى للشخصية ‪ :‬التحليل النظري‬
‫والقياس ( رسالة دكتوراه غير منشورة) ‪ ،‬كلية التربية ‪ ،‬جامعة عين شمس‪.‬‬
‫‪ .7‬الدلوي‪ ,‬مصطفى اسماعيل‪ ,4002 ,‬اث ــر أسلوبي ــن إرشادييــن لتعلــم بع ــض المهـارات‬
‫االجتماعيــة في خف ــض السلوك األنطوائي لدى طالب المرحلة المتوسطة‪ ,‬كلية التربية ابن‬
‫رشد‪ ,‬جامعة بغداد‪ ,‬اطروحة دكتوراه غير منشورة‪.‬‬
‫‪ .5‬الزوبعي‪ ,‬عبد الجليل‪ ,‬واخرون‪ ,1151 ,‬االختبارات والمقاييس النفسية‪ ,‬مطابع دار الكتب‬
‫للطباعة والنشر‪ ,‬جامعة الموصل‪.‬‬
‫‪ .2‬السلطاني‪,‬سوسن عبد علي كاظم(‪:)4002‬حيوية الضمير واالنصاف وعالقتهما باالهتمام‬
‫االجتماعي لدى طلبة الجامعة‪ ,‬أطروحة دكتوراه غير منشورة‪ ,‬كلية االداب‪ ,‬جامعة بغداد‪.‬‬
‫‪ .00‬سليم‪ ,‬أريج جميل حنا (‪ :)0222‬اضطراب الشخصية الحدية على وفق أنموذج العوامل الخمسة‬
‫‪(,‬أطروحة دكتوراه غير منشورة)‪ ,‬كلية اآلداب ‪,‬جامعة بغداد‪.‬‬
‫‪ .11‬العاني‪ ,‬ذر منير‪ ,2115 ,‬تأثير بعض المتغيرات في التكاسل االجتماعي لدى طلبة الجامعة‪,‬‬
‫كلية االداب‪ ,‬جامعة بغداد‪ ,‬رسالة ماجستير غير منشورة‪.‬‬
‫‪ .04‬العبادي‪ ,‬هدى عباس فيصل(‪ :)4000‬االغتراب النفسي وعالقته بحيوية الضمير لدى طلبة‬
‫الجامعة‪ ,‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ,‬كلية التربية‪ ,‬جامعة القادسية‪.‬‬
‫‪ .13‬عبد اهلل‪ ،‬حيدر ثابت (‪ )2112‬دراسة مقارنة في التلكؤ األكاديمي على وفق حيوية الضمير‬
‫لدى طلبة الجامعة‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة ‪ ،‬كلية اآلداب الجامعة المستنصرية‪.‬‬
‫‪ .02‬علي‪ ,‬كريم ناصر‪ ,4002 ,‬علم النفس االداري وتطبيقاته في العمل ‪ ,‬الطبعة االولى‪ ,‬دار‬
‫وائل للنشر‪ ,‬عمان‪.‬‬
‫‪ .02‬الفاخري‪ ,‬صالح سليم‪ ,0226 ,‬تصريف االفعال والمصادر والمشتقات‪ ,‬عصمى للنشر‬
‫والتوزيع‪ ,‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ .19‬الفيروزابادي‪ ,‬محمد بن يعقوب‪ ,2118 ,‬القاموس المحيط‪ ,‬الطبعة الخامسة‪ ,‬دار الرسالة‪,‬‬
‫بيروت‪.‬‬
‫ نموذج سايكومترية‬:‫ نموذج العوامل الخمسة الكبرى في الشخصية‬: )4000( ‫علي مهدي‬، ‫ كاظم‬.07
. 422-477‫ ) ص‬00 ( ، ‫ المجلة المصرية للدراسات النفسية‬، ‫من البيئة العربية‬
‫ دار‬،‫ القاهرة‬،‫ أسس وتطبيقات‬،‫ العالج المعرفي السلوكي‬:)4000( ‫ عادل عبد اهلل‬،‫ محمد‬.02
.‫الرشاد‬
‫ تقنين قائمة نيو لقياس اإلبعاد الخمسة للشخصية على‬:)4002( ‫ عامر جبريل خلف‬,‫ المرابحة‬.02
.‫ األردن‬, ‫ جامعة مؤته‬,)‫ (رسالة ماجستير غير منشورة‬,‫الطلبة الجامعيين في األردن‬
‫ دراسة‬,‫ أثر نظام الحوافز على أخالقيات الوظيفة العامة‬,2111 ,‫ سنان غالب‬,‫ المرهضي‬.21
.‫ صنعاء‬,‫ كلية التجارة واالقتصاد‬,‫ميدانية على عينة من الموظفين في المنظمات العامة‬
‫ الضغوط النفسية وعالقتها بعدد من العوامل الخمسة‬:)4002( ‫ أمل‬,‫مازن واألحمد‬,‫ ملحم‬.40
.‫ جامعة دمشق‬,‫ كلية التربية‬,‫ بحث مقدم للمؤتمر العلمي النفسي التربوي‬,‫للشخصية‬
‫ مصادر السعادة المدركة في ضوء العوامل‬:)4004( ‫فرج طريف‬، ‫عادل محمد وشوقي‬،‫ هريدي‬.44
-26‫مجلة علم النفس ص‬، ‫ القاهرة‬، ‫الخمسة الكبرى للشخصية والتدين وبعض المتغيرات األخرى‬
.72
23.Bandura, Albert, 1999a, Social Coagnitive Theory of Personality, in
Handbook of Personality (L. Pervin& O. Jhon), P 1-81.
24.Bonaccio, Silvia, 2002, the effect of Intrinsic and Extrinsic Motivation on
Social Loafing, unpublished master thesis in adminstartion, Concordia
University, Montreal
25.Costa, P.T. & McCrae, R.R. (1995). Domains and facets: Hierarchical
personality assessment using the Revised NEO Personality Inventory,
Journal of Personality Assessment. 64, 21-50.
26.Emmerik, Lisa, 2008, Consequences of Social Loafing: The Succer Effect
and Social Compensation, unpublished Master Thesis, VrijeUniversiteit,
Amestardm
27.Johnson, John. A (2006): Big Five Personality, http://www.personal
psu.edu/faculty/(wikipedia)org
28.Latane, Bibb, 1981, the Psychology of Social Impact, American
Psychology Journal, Vol 36, No 4, P 343-356
29.Lin, Po-Hua, 2008, A Research on Social Loafing and Student’s Cultural
Orientations in ESL/EFL Classroom, master thesis, Ming Chuan
University
30. McAvoy J., and Butler T., 2006, Looking for a place to hide: A study of
social loafing in Agile teams, 14th European Conference on Information
Systems, University of Gothenburg, Sweden 2006, P 1-12.
Social Loafing And it’s Relationship With
Conscientiousness among university students

Key words (Social Loafing, Conscientiousness, students)


By
Dr.khadeja Hussien Salman
Educational and Psychological Department

Email: khadeja975@yahoo.com

You might also like