You are on page 1of 17

‫دراسات في العلوم اإلنسانية والعلوم االجتماعية المجلد رقم‪ 32 :‬العدد‪ /01 :‬ديسمبر ‪2018‬‬

‫الوصم االجتماعي لدى عينة من المدمنين‬


‫أ‪.‬بن السايح مسعودة‬
‫جامعة االغواط‬

‫تاريخ االرسال‪ 2018-11-16 :‬تاريخ القبول‪ 2018-12-20 :‬تاريخ النشر ‪2018-12-30‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫ىدفت الدراسة إىل معرفة مستوى الوصم االجتماعي لدى عينة من ادلدمنُت ‪ ،‬ومت استعمال‬
‫ادلنهج الوصفي التحليلي وطبق استبيان الوصم االجتماعي من إعداد الباحثة على عينة قدرت‬
‫ب(‪ )20‬مدمناً يتلقون العالج دبركز الوسيط لعالج ادلدمنُت باألغواط‪ ،‬وأظهرت النتائج وجود‬
‫مستوى مرتفع من الوصم لدى عينة الدراسة‪ .‬الكلمات ادلفتاحية‪ :‬الوصم االجتماعي‪ -‬ادلدمنُت‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬الوصم االجتماعي‪ -‬ادلدمنُت‪.‬‬

‫‪Abstract :‬‬
‫‪The study aimed at finding out the level of stigmatization of addicts.‬‬
‫‪The descriptive descriptive method was used. The social stigma scale‬‬
‫‪was applied by the researcher on a sample of (20) addicts who met‬‬
‫‪with the center of the mediator for the treatment of addicts in‬‬
‫‪laghouat. The results showed a high level of stigmatization.‬‬
‫‪Keywords: stigma - addicts.‬‬

‫‪ 1‬ـ مقدمة‬
‫ان ادلخدرات و الكحول من اآلفات اخلطَتة القاتلة اليت انتشرت يف اآلونة األخَتة يف‬
‫رلتمعنا بشكل مل يسبق لو مثيل‪ ،‬حىت أصبحت خطراً يهدده وتنذر باالهنيار‪،‬وادلخدرات‬
‫ىذه السموم القاتلة‪ ،‬ثبت من األحباث والدراسات العلمية أهنا تشل إرادة اإلنسان‪،‬‬
‫وتذىب بعقلو‪ ،‬وربيلو هبا ألفتك األمراض‪ ،‬وتدفعو يف أخف احلاالت إىل ارتكاب‬

‫‪155‬‬
‫دراسات في العلوم اإلنسانية والعلوم االجتماعية المجلد رقم‪ 32 :‬العدد‪ /01 :‬ديسمبر ‪2018‬‬

‫ادلوبقات‪ .‬وتبعاً النتشار ىذه ادلخدرات ازداد حجم التعاطي‪ ،‬حىت أصبح تعاطي ادلخدرات‬
‫وإدماهنا وتروجيها مصيبة كربى ابتليت هبا رلتمعاتنا اإلسالمية يف اآلونة األخَتة‪ ،‬وإن مل‬
‫نتداركها ونقض عليها ستكون بالتأكيد العامل ادلباشر والسريع لتدمَت كياننا وتقويض‬
‫بنيانو‪ ،‬ألنو ال أمل وال رجاء وال مستقبل لشباب يدمن ىذه ادلخدرات‪ ،‬واخلوف كل‬
‫اخلوف من رلتمع تروج فيو ادلخدرات‪ ،‬ذلك ألن األفراد الذين يتعاطون ادلخدرات يتطور‬
‫هبم احلال إىل اإلدمان وادلرض واجلنون‪ ،‬ليعيشوا بقية عمرىم ـ إذا امتد هبم العمر ـ يف معزل‬
‫عن الناس وعلى ىامش احلياة ال دور ذلم وال أمل‪ ،‬وبزيادة إقبال الشباب على تعاطي ادلواد‬
‫ادلخدرة‪ ،‬مل يعد األمر مقتصراً على رلرد حاالت فردية ديكن التعامل معها‪ ،‬من خالل‬
‫ادلنظور الفردي‪ ،‬سواء بالعالج الطيب أو اجلنائي‪ ،‬بل ربول األمر إىل ظاىرة اجتماعية‪ ،‬بل‬
‫مأساة اجتماعية خطَتة‪ ،‬وىنا البد أن ننظر إليها من مستوى اجتماعي وقومي ‪(.‬الخطيب‬
‫‪،1990،‬ص‪)13‬‬
‫وغالبا ما يوصم ادلدمن بالدمانو وينظر اليو اجملتمع نظرة ازدراء ودونية ‪ ،‬بل وحيتقره وتلتصق‬
‫بو صفة مدمن حىت بعد شفاءه‪ ،‬وسنحاول يف ىذه الدراسة التعرف على مستوى الوصم‬
‫االجتماعي لدى مدمنُت‪.‬‬
‫‪ -1‬مشكلة الدراسة‬
‫إن وصمة ىي تلك الصفة اليت تلتصق بادلدمن وتسبب لو حرج وخجل ‪ ،‬حىت وان سباثل‬
‫إىل التخلص من اإلدمان إال أنو يظل يف وجهة النظر اجملتمع مدمنا ‪ ،‬فكثَتاً ما يشتكي‬
‫ادلدمنُت بعد ربسن حالتهم من عدم تقبل الناس ذلم واالبتعاد عنهم وردبا حىت السخرية‬
‫منهم ويتجنبوهنم وال يتواصلون معهم ‪،‬وىذا ما يؤدي إىل شعورىم باألمل واحلسرة واخلوف‬
‫من مقابلة اآلخرين والرغبة يف االنعزال و شعور بالوحدة‪ ،‬باخلجل واحلزن وتدين شعور‬
‫بقيمة الذات‪ ،‬وانطالقاً شلا سبق سنحاول يف ىذه الدراسة اإلجابة على التساؤالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ما مستوى الوصم االجتماعي لدى عينة من ادلدمنُت؟‬
‫‪ -2‬فرضيات الدراسة‪:‬‬
‫‪ -‬نتوقع مستوى مرتفع من الوصم االجتماعي لدى عينة من ادلدمنُت‪.‬‬
‫‪156‬‬
‫دراسات في العلوم اإلنسانية والعلوم االجتماعية المجلد رقم‪ 32 :‬العدد‪ /01 :‬ديسمبر ‪2018‬‬

‫‪ -3‬أهداف الدراسة‬
‫‪ -‬معرفة مستوى الوصم االجتماعي لدى عينة من ادلدمنُت‪.‬‬
‫‪ -4‬أهمية الدراسة‪:‬‬
‫‪ -‬أهمية النظرية‪:‬‬
‫● تعترب الدراسة احلالية إضافة للًتاث النظري حول متغَت الدراسة لدى شرحية ىامة من‬
‫شرائح اجملتمع وىم ادلدمنُت على مواد سواء سلدرات أو كحول‪ ،‬ومعرفة أحواذلم النفسية‬
‫ومدى تأثرىم بالوصم‪.‬‬
‫● تستمد ىذه الدراسة أمهيتها من اىتمامها باإلدمان على ادلواد ادلخدرة والكحولية‬
‫والوصمة ادلرتبط هبم‪ ،‬وىو رلال حيـ ـ ـ ـ ـ ــتاج إىل ال ــعديد من البحوث‪.‬‬
‫● تعترب الدراسة إضافة ألدبيات الًتاث النظري اخلاص بالوصم‪.‬‬
‫‪ -‬أهمية تطبيقية‬
‫● رباول الدراسة تقدمي مقياس لقياس درجة وصمة االجتماعي لدى ادلدمنُت ‪.‬‬
‫● على ضوء نتائج الدراسة ديكن قيام حبمالت ربسيسية جملتمع وتعريفهم دبخاطر اإلدمان‬
‫وضرورة احتواء ادلدمنُت وادلتعافُت وادلتماثلُت لشفاء وعدم احتقارىم وازدرائهم ‪.‬‬
‫‪ -5‬التعارف اإلجرائية‬
‫‪ -1.5‬الوصم‪ :‬ىي صفة اليت تلتصق بالفرد نتيجة إدمانو على ادلواد ادلخدرة والكحولية‪،‬‬
‫فتقف عائقا يف طريق حياتو االجتماعية‪،‬ونسبب لو اخلجل والكدر ونظرة دونية لذات‪،‬‬
‫وتقاس يف ىذه الدراسة بالدرجة اليت يتحصل عليها أفراد العينة على مقياس الوصم‬
‫االجتماعي معد خصيصاً ذلذه الدراسة‪.‬‬
‫‪ -2.5‬اإلدمان‪ :‬ىو حالة الناذبة عن استعمال مواد سلدرة أو كحولية ‪ ،‬حبيث‬
‫يصبح الفرد معتمد عليها نفسياً وجسدياًوعقلياً‪.‬‬
‫اإلطار النظري والدراسات السابقة‪:‬‬
‫‪ -‬الدراسات السابقة‪ :‬مت ترتيب الدارسات السابقة من األقدم إىل حدث وجاء كالتايل‪:‬‬

‫‪157‬‬
‫دراسات في العلوم اإلنسانية والعلوم االجتماعية المجلد رقم‪ 32 :‬العدد‪ /01 :‬ديسمبر ‪2018‬‬

‫(‪)1990‬بعنوان وصمة األمراض النفسية في الواليات المتحدة األمريكية‪● Fred:‬‬


‫دراسة فريد وآخرون‬
‫ىدفت الدراسة إىل معرفة شعور الناس بوصمة ادلرض النفس يف عدد من واليات األمريكية‪،‬‬
‫وقام الباحث بدراسة مسحية بلغ حجم العينة فيها ( ‪ )1300‬شخصاً تزيد أعمارىم فوق‬
‫(‪ )21‬سنة ‪ ،‬ومت استخدام ادلقابلة‪ ،‬وأظهرت نتائج الدراسة أن ‪ 7‬من كل ‪ 10‬أمريكيُت‬
‫يؤمنون أن األمراض النفسية ازدادت يف عشرين سنة األخَتة‪ ،‬و ‪ %65‬منهم يعتقدون أن‬
‫وصمة العار من األمراض النفسية عالية جداً‪(.‬ابوجربوع‪،2005،‬ص‪)82‬‬
‫(‪ )1992‬بعنوان وصمة االكتئاب النفسي ‪●Androw & Semis :‬‬
‫دراسة اندروا و سيمس‬
‫ىدفت الدراسة إىل قياس مدى شعور اإلنسان بالوصمة نتيجة إصابتو ىو أو احد أفراد‬
‫عائلتو باالكتئاب‪،‬ومت فحص ( ‪ )2009‬أشخاص يف عام ‪ 1991‬من ‪ 15‬سنة فما فوق‬
‫من خالل مقابالت مفتوحة يف بريطانيا‪ ،‬ومت التوصل أن وصمة ادلرض النفسي منتشرة لدى‬
‫أكثر من نصف الذين مت مقابلتهم حيث أجابوا دبرورىم بتجربة اكتئاب سواء عرب خربة‬
‫ذاتية ‪ ،‬وأكد الباحثُت أن مناقشة الوصمة مع ادلريض النفسي مهم لتخفيف وصمة ادلرض‬
‫( مرجع‬ ‫النفسي حيث أنو سيفقد من خالل ادلناقشة الشخصية االنفعالية‪.‬‬
‫سابق‪،‬ص‪.‬ص‪)83-82‬‬
‫) ● دراسة علي طلحة ( ‪ )2006‬بعنوان تأثير الوصم على تعاون مرضى القلق و‬
‫االكتئاب في تطبيق الخطة العالجية‪ :‬ىدفت الدراسة إىل معرفة تأثَت الوصم على تعاون‬
‫مرضى القلق واالكتئاب يف تطبيق اخلطة العالجية‪،‬ومت استعمال ادلنهج الوصفي‪ ،‬ومت تطبيق‬
‫اسبيان من طرف الباحث على عينة قوامها ( ‪ ،)55‬و أظهرت نتائج الدراسة أن مرضى‬
‫االكتئاب لديهم درجة متوسطة من الوصم من اجملتمع كما أهنم يظهرون درجة عالية يف‬
‫تعاون يف تنفيذ خطة العالج ‪،‬كما أظهرت أن تأثَت مرضى القلق بالوصم من جهة اجملتمع‬

‫‪158‬‬
‫دراسات في العلوم اإلنسانية والعلوم االجتماعية المجلد رقم‪ 32 :‬العدد‪ /01 :‬ديسمبر ‪2018‬‬

‫(طلحي‬ ‫بدرجة كبَتة‪،‬ما أهنم يظهرون تعاون كبَت يف تنفيذ اخلطة العالجية‪.‬‬
‫‪،2006،‬ص‪.‬ص‪)240-200‬‬
‫● دراسة سعد االحمري(ب ت) بعنوان الوصم االجتماعي لمرضى االيدز‪ :‬تناول‬
‫الباحث فيها مرضى االيدز ووصمهم من قبل اجملتمع وىدفت الدراسة إىل معرفة الوصم‬
‫ادلرتبطة باألشخاص ادلصابُت بااليدز والعوامل ادلؤثرة يف حدة ىذا الوصم‪ ،‬ومت تطبيق‬
‫االستبيان على عينة من طلبة جامعة إمام زلمد بن سعود اإلسالمية قدرت ب(‪ ،)162‬ومت‬
‫التوصل إىل أن ىناك وصماً مرتبطاً دبرضى االيدز بُت طالب اجلامعة‪،‬وانو ال توجد عالقة‬
‫ذات داللة بُت كل من (دخل األسرة‪ -‬درجة التدين‪-‬اخلوف من االيدز‪ -‬ادلعلومات‬
‫الصحة‪ -‬العمر) والوصمة ادلرتبطة بااليدز‪(.‬مرجع سابق‪،‬ص‪.)124‬‬
‫تعقيب على الدارسات السابقة‪:‬‬
‫بعد عرض الدارسات السابقة ‪ ،‬تب ـ ــُت عدم وجود دراسة متطابقة لدراستنا ‪ ،‬كما يتضح أن‬
‫الدراسات السابقـ ـ ــة أجريت يف أمكــنة وأزمنة سلتلفة ومع عينات سلتلفة أيضا‪ ،‬أما من حيث‬
‫األىداف فقد تباينت أىداف الدراسات السابقة عن بعضها البعض‪ ،‬فاشًتكت الدراسة‬
‫احلالية مع الدراسات السابقة يف بعض األىداف‪،‬كالبحث عن مست ـ ــوى الوصم لدى‬
‫عينات الدراسة‪ ،‬واختلفت معهم يف باقي األىداف‪.‬‬
‫اإلطار النظري‬
‫‪Stigma‬أوالً‪ :‬الوصمة‬
‫‪ -1‬تعريف الوصم ‪ :‬ىو عالمة تدل على اخلزي أو العار أو سوء السمعة ‪ ،‬والوصمة‬
‫عبارة عن اذباه اعتقاد يقوي سبيز الفرد عن اجلماعة حبيث يصبح منعزالً عنهم ويفقد الفرصة‬
‫للعيش‪ ،‬ويعرف القاموس األمَتكي الوصمة على أهنا رمز أو عالقة للعار ادلشُت‪ ،‬ويعطي‬
‫القاموس مرادفا ذلا دبعٌت لطخة ‪ ،‬وتعريف الطيب يعترب الوصمة مؤشرا أو عالمة للمرض أو‬
‫سلوك شاذ‪(.‬ابو جربوع ‪ ،2005،‬ص‪ )37‬ىي الرفض االجتماعي الشديد لشخص أو‬

‫‪159‬‬
‫دراسات في العلوم اإلنسانية والعلوم االجتماعية المجلد رقم‪ 32 :‬العدد‪ /01 :‬ديسمبر ‪2018‬‬

‫رلموعة من الناس وذلك ألسباب اجتماعية شليزة مقبولة عند الغالبية‪،‬حبيث أن فاعل األمر‬
‫ادلسبب للوصمة يكون موسوماً هبا‪ ،‬وشليزاً عن باقي أفراد‪.‬‬
‫)‪https://ar.wikipedia.org/wiki‬ا(لوصمة‬
‫يعرف جوفمان الوصمة على أهنا وصف يشوه اإلنسان أو خيزي اإلنسان بشكل عميق‪،‬‬
‫ويرى أن الوصمة ازبذت عدة أنواع عرب العصور وىي‪:‬‬
‫‪ -‬عالمات مشوىة للجسم من خالل احلروق أو الوخز‪.‬‬
‫‪ -‬سبيز الفرد عن اآلخرين بأنو مضطرب عقليا أو رلرم أو ذو سلوك عدوين‪.‬‬
‫ويرى بايرون أن الشعور بالوصمة خيتلف بُت األفراد باختالف ثقافاهتم ورلتمعاهتم حسب‬
‫تفسَتىم دلعٌت ادلرض النفسي وأسبابو‪ ،‬وتعرف منظمة الصحة العادلية الوصمة بأهنا عالمة‬
‫خزي أو عار أو رفض واليت تلصق باألفراد من خالل رفض اآلخرين ذلم وازدرائهم ذلم ‪،‬وقد‬
‫ينتج عنو عزلة الفرد وىي تسبب اإلجحاف والتمييز وادلضايقة‬
‫ذلم‪(.‬ابوجربوع‪،2005،‬ص‪)37‬‬
‫‪ -3‬أبعاد الوصم‬
‫وقد حدد جونز وزمالئو ستة أبعاد للوصمة وىي‪:‬‬
‫√ قابلية اإلخفاء‪:‬وتضَت ىذه اخلاصية إىل مدى إخفاء الصفة عن اآلخرين‪.‬‬
‫√ المسار‪:‬وتشَت ىذه اخلاصية إىل فيما إذا كانت ظروف الوصم ديكن عكسها زمنياً‪ ،‬وإن‬
‫الظروف غَت قابلة للًتاجع تثَت مزيدا من الصفات السلبية من اآلخرين‪.‬‬
‫√ الفوضوية‪ :‬وتشَت إىل مدى ضغوط الوصم أو إعاقة التفاعالت البينشخصية‪.‬‬
‫√ الجمالية ‪:‬وتعكس ىذه اخلاصية ما ىو جذاب أو يسعد إدراك شخص ما وما تسببو‬
‫العالمة من إثارة رد فعل طبيعي لالمشئزاز‪.‬‬
‫√ األصل‪ :‬ويشَت إىل الكيفية اليت ظهر فيها ظرف اإلدراك ادلسؤولية اذباه ظرف ما حيمل‬
‫تأثَت كبَت حول استجابة اآلخرين غَت احملببة أو إزاء عقاب ما اذباه فعل زلدد‪.‬‬

‫‪160‬‬
‫دراسات في العلوم اإلنسانية والعلوم االجتماعية المجلد رقم‪ 32 :‬العدد‪ /01 :‬ديسمبر ‪2018‬‬

‫√ الخطر‪ :‬ويشَت إىل مشاعر اخلطر أو هتديدات اليت تسببها العالمة يف اآلخرين ‪،‬‬
‫فالتهديد يشَت إىل اخلوف من اخلطر ادلادي الفعلي‪.‬‬
‫وتتم عملية الوصم من خالل عزل الفرد عن اجملتمع وزليطو واستبعاده عن اآلخرين‪،‬وإلصاق‬
‫الصفات السلبية وغَت ادلرغوبة اجتماعياً‪،‬شلا يؤدي إىل ذبنب الناس لو واالبتعاد عنو‪.‬‬
‫(البدنية ‪ ،2011،‬ص‪.‬ص ‪)49-48‬‬
‫‪ -4‬أنواع الوصم ‪:‬‬
‫ديكن توضيح أنوع الوصم يف ادلخطط التايل‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ )1‬يبين أنواع الوصمة‬


‫‪ -‬كما يرى بعض العلماء أن الوصم تقسيم إىل نوعُت‬
‫● الوصم االجتماعي ‪:‬وتتمثل يف الشعور الذي يالزم اجملتمع ذباه ادلريض النفسي‪ ،‬وتؤدي‬
‫إىل ذباىل وذبنب ادلريض‪ ،‬اخلوف منو أحيانًا‪ ،‬تقليل من أمهيتو‪ ،‬مشاكل تواجهو يف‬
‫التوظيف‪ ،‬وصورة منطية تالحق ادلريض يف اجملتمع‪ ،‬فنسمع مسميات مثل‪ :‬رلنون‪ ،‬أو سلتل‬
‫عقلياً‪ ،‬أو سيكون …وغَتىا من ادلسميات ادلخالفة للحقائق العلمية‪ ،‬شلا يدفع ادلريض‬
‫أساسا‪.‬‬
‫يضا‪ ،‬أو إنكار وجود ادلرض النفسي ً‬ ‫لرفض العالج‪ ،‬أو إنكار كونو مر ً‬
‫● الوصم الذاتية ‪ :‬تتمثل يف الشعور الذي يالزم ادلريض ذباه ادلرض‪ ،‬وذبعل ادلريض يعتزل‬
‫الناس‪ ،‬ويصاب باخلجل‪ ،‬اإلحباط‪ ،‬احلزن‪ ،‬لوم الذات‪ ،‬وتدين النظرة للذات‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫دراسات في العلوم اإلنسانية والعلوم االجتماعية المجلد رقم‪ 32 :‬العدد‪ /01 :‬ديسمبر ‪2018‬‬

‫والشك أن بُت النوعُت تداخل‪ ،‬فالوصمة الذاتية تعزز نظرة اجملتمع للمريض‪ ،‬والوصمة‬
‫اإلجتماعية تعزز شعور ادلريض ذباه ادلرض‪.‬‬
‫)‬
‫‪https://psychology4arab.wordpress.com/2016/12/10/‬‬
‫وصمة‪) .‬‬
‫‪ -5‬أعراض الوصم‪:‬‬
‫√ الخجل ‪ :‬فادلرض النفسي ورغم مضي قرون من التعلم فالزال يدرك على انو عالمة‬
‫ضعف ‪ ،‬ومازال يهيمن اخلجل وبشكل قوي على معظم األمراض‪.‬‬
‫√ السرية ‪ :‬حيث تقف السرية حاجز إمام العالج النفسي‪.‬‬
‫√ العزلة‪.‬‬
‫√ الخوف‪( .‬ابوجربوع‪،2005،‬ص‪)39‬‬
‫‪ Addiction‬ثانياً‪ -‬اإلدمان‪:‬‬
‫‪ -1‬تعريف اإلدمان‪:‬‬
‫ىي كل مادة تعمل على تعطيل أو تغيَت اإلحساس يف اجلهاز العصيب لدى اإلنسان أو‬
‫احليوان‪ ،‬وذلك من الناحية الطبية‪ ،‬أما الناحية الشرعية‪ :‬فهي كل مادة تقود اإلنسان إىل‬
‫اإلدمان وتؤثر بصورة أو بأخرى على اجلهاز العصيب‪(.‬مغربي‪،1971،‬ص‪)15‬‬
‫يقصد بو التعاطي ادلتكرر دلادة أو مواد نفسية ‪ les psychotropes‬لدرجة أن ادلدمن‬
‫يكشف عن انشغال شديد بالتعاطي و عن عجز أو رفض لالنقطاع أو لتعديل سلوكو‬
‫اإلدماين و تعاطيو للمخدر و كثَتا ما تظهر عليو أعراض االنسحاب إذا ما توقف عن‬
‫(سويف ‪،‬‬ ‫التعاطي و يصبح ربت سيطرة ادلخدر إىل درجة استبعاد أي نشاط آخر ‪.‬‬
‫‪ ، 1996‬ص ‪) 13‬‬

‫‪162‬‬
‫دراسات في العلوم اإلنسانية والعلوم االجتماعية المجلد رقم‪ 32 :‬العدد‪ /01 :‬ديسمبر ‪2018‬‬

‫‪ - 2‬أنواع التعاطي ‪:‬‬


‫من خالل مالحظة ظاىرة تعاطي ادلخدرات ديكن استنتاج عدة أنواع من التعاطي تعد‬
‫نتيجة حتمية ذلذه العملية و ذلك حسب شدهتا و تكرارىا و أمهها ما يلي ‪:‬‬
‫أ – التعاطي االستطالعي ‪:‬‬
‫تعترب الرغبة يف التعرف عن قرب على طبيعة ادلخدرات ىي الدافع الرئيسي إىل بداية‬
‫التعاطي ‪ ،‬و ىي رغبة تتأجج و تتشبع من خالل اإلشاعات اليت تروج حول ادلخدرات ‪،‬‬
‫و كثَتا ما يلعب دافع حب االستطالع دورا أساسيا يف ذبربة ادلخدر ‪ ،‬و قد يعود ذلك‬
‫أيضا إىل إحلاح الرفاق الذين يبالغون يف أمهية اخلصائص اليت ينسبوهنا للمادة ادلخدرة و‬
‫آثارىا على نفوسهم و أجسادىم ‪ ،‬و تكاد الدراسات كلها تتفق على أن أكثرية مستعملي‬
‫ادلخدرات بغرض االستطالع ال يصبحون من ادلدمنُت عليها ‪ ،‬إذ أن رلرد إشباع ىؤالء‬
‫لفضوذلم و حصوذلم على مكانة بُت أقراهنم و اكتشافهم أن آثار ادلخدر ال تساوي مطلقا‬
‫األخطار الناشئة عنها فإهنم سرعان ما ينبذونو ‪ ،‬و تكرار ىذا النوع من تعاطي ادلخدرات‬
‫حيدث من مرة إىل ثالث مرات طيلة العمر ‪ ،‬و قد يكون التعاطي االستطالعي بداية‬
‫للتعاطي ادلتكرر خاصة إذا صادف يف نفس الشخص ميال لذلك أو إذا ساىم ادلخدر يف‬
‫هتدئة مزاجو ادلضطرب لسبب ما من األسباب ‪.‬‬
‫ب‪ -‬التعاطي العرضـي ‪:‬‬
‫و ىو التعاطي الذي يكون يف مناسبات معينة أين يتم تناول ادلخدر حال توفره و تيسره‬
‫و يف سياق اجتماعي معُت كاألفراح و احلفالت و غَتىا ‪ ،‬و يكون تعاطي ادلخدر عادة‬
‫عفويا أكثر منو متعمدا و من أىم أسباب استمرار التعاطي العرضي صلد األسباب‬
‫االجتماعية و ىي ال زبتلف كثَتا عن تلك اليت تدفع إىل تناول الكحول من حُت آلخر ‪،‬‬
‫فهو ييسر التفاعل االجتماعي و يعطي الشعور بالراحة النفسية و بادلرح و ما إىل ذلك ‪ ،‬و‬
‫ذبدر اإلشارة إىل أن معظم رلريب ادلخدرات ال يستمرون يف تعاطيها و حىت إن استمروا فإن‬
‫ذلك يكون يف فًتات متقطعة ‪.‬‬

‫‪163‬‬
‫دراسات في العلوم اإلنسانية والعلوم االجتماعية المجلد رقم‪ 32 :‬العدد‪ /01 :‬ديسمبر ‪2018‬‬

‫ج – التعاطي المنتظـم ‪:‬‬


‫إن التعاطي ادلنتظم يشبو اإلدمان يف صورتو األولية من حيث أسبابو و شدة احلاجة إليو و‬
‫يف ىذا النوع من أنواع التعاطي يدخل مفهوم التبعية النفسية يف احلسبان ‪ ،‬أما األسباب‬
‫اليت تدفع إىل التعاطي ادلنتظم تكون أكثر تنوعا و اتصاال بشخصية ادلتعاطي من أسباب‬
‫التعاطي االستطالعي أو العرضي كما تكون كذلك أكثر دبفعول ادلخدر سواء كان منشطا‬
‫أو مثبطا أو مسكنا ‪.‬‬
‫د – التعاطي القهري ‪:‬‬
‫و ىو اإلدمان بالتعبَت الدقيق للكلمة ‪ ،‬و يف ىذا النوع يكون تناول ادلخدر بصفة متكررة‬
‫و يف فًتات متقاربة ‪ ،‬و الشيء ادلهم يف ىذا الشكل من التعاطي ىو درجة سيطرة ادلخدر‬
‫على حياة الفرد ‪ ،‬فعندما ينفق الفرد اجلانب األكرب من وقتو و تفكَته و طاقتو يف البحث‬
‫عن ادلخدر و تناولو و مناقشة آثاره مع اقتصاره فقط على مرافقتو للمتعاطُت ‪ ،‬عندئذ‬
‫يصبح التعاطي قهريا و يكون الفرد تابعا نفسيا للمخدر معُت أو رلموعة من ادلخدرات‬
‫ادلختلفة ‪.‬‬
‫‪http://educapsy.com/blog/dependance-effet-246‬‬
‫‪ .2‬أسباب الوصم والتمييز‬
‫وتتلخص أسباب الوصم والتمييز فيما يلي ‪:‬‬
‫نقص ادلعرفة‪ ،‬أو قلة ادلعلومات ادلتاحة عن اإلدمان‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫عدم اعتبار ادلدمن مريضا جيب عالجو‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫اعتبار ادلدمن كما لو كان شخصا رلرما أو لديو مشكلة يف األخالق أو فاقدا‬ ‫‪‬‬

‫لألىلية ‪.‬‬
‫ضعف الرعاية الصحية ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫سياسات اذليئات أو احلكومات‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫عدم ادلساواة بُت اجلنسُت ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪164‬‬
‫دراسات في العلوم اإلنسانية والعلوم االجتماعية المجلد رقم‪ 32 :‬العدد‪ /01 :‬ديسمبر ‪2018‬‬

‫‪http://www.menahra.org/ar/menahra-‬‬
‫‪(resources/external-publications/‬‬
‫الجانب الميداني‬
‫‪ -‬منهج الدراسة‪:‬‬
‫إن ادلنهج ىو الطريق الذي يسلكو الباحث يف تبيان ادلعلومات واحلقائق الكامنة والظاىرة‬
‫وتوضيح البحث كوحدة واحدة ال انفصام فيها‪ ،‬ويكون ادلنهج ىو ادلًتجم للفروض وادلنظم‬
‫للبحث من ألفو إىل يائو(داودي وبوفاتح ‪ ،2007 ،‬ص‪)76‬‬
‫ولقد اقتضت الدراسة احلالية االعتماد على ادلنهج الوصفي التحليلي باعتباره مناسباً‬
‫ألغراض الدراسة ‪ ،‬فادلنهج الوصفي إذن يهدف أوال إىل صبع معلومات وبيانات كافية‬
‫ودقيقة عن الظاىرة‪ ،‬ومن شبة دراسة وربليل ما مت صبعو بطريقة موضوعية وصوالً إىل العوامل‬
‫ادلؤثرة على تلك الظاىرة‪.‬‬
‫‪ -‬حدود الدراسة‪:‬‬
‫‪ -1‬الحدود المكانية‪ :‬مت إجراء الدراسة بادلركز الوسيط لعالج ادلدمنُت دبدينة االغواط‪.‬‬
‫‪ -2‬الحدود الزمانية‪ :‬مت إجراء الدراسة خالل شهر أكتوبر ‪.2018‬‬
‫‪ -‬عينة الدراسة‪:‬‬
‫‪ -‬العينة االستطالعية‪ :‬مت تطبيق استبيان الوصم االجتماعي على عينة استطالعية بلغ‬
‫حجمها (‪ )20‬مدمناً ‪ ،‬وكان اذلدف منها التأكد من اخلصائص السيكومًتية لالستبيان‪.‬‬
‫‪ -‬العينة الفعلية‪ :‬تكونت عينة الدراسة من ( ‪ )20‬من ادلدمنُت ذكور ‪ ،‬يتلقون مساعدة‬
‫النفسية والعالج بادلركز الوسيط للمدمنُت‪.‬‬
‫‪ -‬أداة الدراسة‪:‬‬
‫بعد مراجعة الًتاث النظري و الدراسات السابقة وادلقايس اليت أجريت حول الصم كمقياس‬
‫الطلحي‪ 2006‬ومقياس أبوجربوع ‪ ،2005‬وعليو مت بناء استبيان للمعرفة اثر الوصم‬
‫االجتماعي على ادلدمنُت حبيث يتكون من بعدين ومها كالتايل‪:‬‬

‫‪165‬‬
‫دراسات في العلوم اإلنسانية والعلوم االجتماعية المجلد رقم‪ 32 :‬العدد‪ /01 :‬ديسمبر ‪2018‬‬

‫‪ -‬بعد النفسي‪ :‬ويتضمن الشعور الذي ينتاب ادلدمن من خجل و حزن وخوف وقلق‬
‫وعزلة وحدة نتيجة إدمانو و يتكون من (‪ 6‬بنود)‪.‬‬
‫‪ -‬بعد االجتماعي‪ :‬ويتضمن رؤية اآلخرين للمدمن و ما يؤثر عليو بالسلب فيحاول ذبنب‬
‫اآلخرين ويتكون البعد من (‪ 6‬بنود)‪.‬‬
‫وبالتايل فاالستبيان يتكون من ‪ 12‬فقرة ويتم إجابة عليو وفق لثالث بدائل وىي (دائما‪-‬‬
‫حيانا‪ -‬ال) ويقابلها على التوايل ( ‪.)1-2-3‬‬
‫الخصائص السكومترية للمقياس‪:‬‬
‫‪ -‬صدق المحكمين ‪ :‬مت عرض االستبيان على زلكمُت للمعنرفة مدى انتماء كل بند‬
‫للبعد ادلناسب ذلا‪ ،‬إلبداء آرائهم حول مدى مالئمة كل بند لقياس ما وضع ألجلو‪ ،‬ومدى‬
‫انتمائو للبعد اخلاص بو‪ ،‬ولقد اعتمدنا على الفقرات اليت اتفق عليها ‪ %80‬من اتفاق‬
‫احملكمُت ‪ ،‬وحصلت صبيع الفقرات على نسبة ‪ %80‬فأكثر وبالتايل مت اعتماد صبيع فقرات‬
‫االستبانة مع تعديل لبعض البنود ‪.‬‬
‫‪ -‬صدق االتساق الداخلي ‪ :‬وىو يشَت إىل قوة ارتباط درجات كل بعد مع الدرجة‬
‫الكلية لالختبار ‪ ،‬يتم حساب معامالت االرتباط بُت الدرجة الكلية للبعد ودرجة استبان‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ )2‬يوضح نتائج صدق االتساق الداخلي لدرجة كل بعد للمقياس‬
‫معامل االرتباط‬ ‫األبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاد‬

‫**‪0.87‬‬ ‫البعد النفسي‬

‫**‪0.70‬‬ ‫البعد االجتماعي‬


‫**دال عند مستوى الداللة ‪0.01‬‬
‫من خالل اجلدول أعاله يتضح أن قيم معامل ارتباط كل بعد مع الدرجة الكلية للمقياس‬
‫موجبة ودالة إحصائيا عند مستوى الداللة ‪ ، 0.01‬شلا يشَت إىل أن األبعاد تتمتع بدرجة‬
‫مرتفعة من الصدق ‪ ،‬ويؤكد قوة االرتباط الداخلي بُت األبعاد ‪ ،‬وعليو فإن ادلقياس يتمتع‬
‫بدرجة عالية من الصدق‪.‬‬
‫‪166‬‬
‫دراسات في العلوم اإلنسانية والعلوم االجتماعية المجلد رقم‪ 32 :‬العدد‪ /01 :‬ديسمبر ‪2018‬‬

‫‪ -‬الثبات‬
‫‪ -‬ثبات بطريقة الفا كرونباخ‬
‫سبت معاجلة البيانات بطريقة ألفا –كرونباخ دلقياس وصمة ادلرض النفسي واجلدول ادلوايل‬
‫يوضح نتائج اختبار ألفا –كرونباخ‬
‫جدول رقم (‪ :)3‬يمثل نتائج معامل الثبات ألفا –كرونباخ للمقياس‪.‬‬

‫مع ـ ــامل الثبـ ــات ألفا‪-‬كرونباخ‬ ‫‪N‬‬ ‫عدد البنود‬ ‫المتغير المقياس‬

‫‪0.611‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪12‬‬ ‫الوصم االجتماعي‬

‫نالحظ من خالل نتائج اجلدول احملصل عليها أ ّن معامل الثبات بلغ القيمة ( ‪،)0.611‬‬
‫وىي قيمة عالية وتدل على الثبات ادلرتفع للمقياس وبالتايل مقياس ثابت‪.‬‬
‫األساليب اإلحصائية‬
‫واالضلرافات ادلعيارية‬ ‫مت استخدام التكرارات والنسب ادلئوية وادلتوسطات احلسابية‬
‫واختبار(ت) حلساب الفروق ‪ ،‬واستعانا يف ىذه الدراسة بنظام رزمة اإلحصاء للعلوم‬
‫االجتماعية ( ‪ ،)Spss‬وىو أكثر األنظمة اإلحصائية استخداما إلجراء التحليالت و‬
‫ادلعاجلات اإلحصائية ادلختلفة يف شىت أنواع البحوث‪ ،‬وقد مت استخدام اإلصدار(‪.)17‬‬
‫نتائج الدراسة‪:‬‬
‫نتائج الفرضية األولى‪:‬‬
‫*نص الفرض‪ ":‬نتوقع مستوى مرتفع من الوصم االجتماعي لدى عينة من ادلدمنُت"‪.‬‬
‫ولتأكد من صحة الفرضية قمنا حبساب ادلتوسط احلسايب وادلتوسط الفرضي واختبار (ت)‬
‫للعينة واحدة وجاءت النتائج كالتايل‪:‬‬

‫‪167‬‬
‫دراسات في العلوم اإلنسانية والعلوم االجتماعية المجلد رقم‪ 32 :‬العدد‪ /01 :‬ديسمبر ‪2018‬‬

‫الجدول رقم (‪ )4‬يوضح مستوى وصمة مرض النفسي للمصابين باضطرابات نفسية‬
‫مستوى الداللة‬ ‫ت‬ ‫ادلتوسط‬ ‫درجة‬ ‫االضلراف‬ ‫متوسط‬ ‫العينة‬ ‫متغَت ادلقاس‬
‫الفرضي‬ ‫احلرية‬ ‫ادلعياري‬ ‫احلسايب‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪9.88‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪4.53 33.41‬‬ ‫الوصم االجتماعي ‪20‬‬

‫تشَت ادلعاجلة اإلحصائية ادلتعلقة دبقياس الوصم االجتماعي أن ادلتوسط احلسايب لدرجات‬
‫أفراد العينة والبالغ عددىم ‪ 20‬قد بلغ‪ 33.41 :‬درجة باضلراف ادلعياري قدره‪4.53 :‬‬
‫عند درجة احلرية ‪ ،19‬ودبقارنة ىذا ادلتوسط بادلتوسط الفرضي ‪ 18‬باستخدام االختبار‬
‫التائي للعينة ظهرت ىناك فروق دالة إحصائيا عند مستوى الداللة ‪ 0.000‬وىذا ما ىو‬
‫مبُت يف اجلدول أعاله‪ ،‬إذن تشَت النتائج أن ادلتوسط احلسايب أعلى من ادلتوسط الفرضي‬
‫للمقياس‪ ،‬وىذه النتيجة تعٍت أن عينة الدراسة لديهم مستوى مرتفع من وصم االجتماعي‬
‫وعليو فقلد ربققت فرضية الدراسة‪.‬‬
‫أظهرت النتائج مستوى مرتفع للوصم لدى عينة من ادلدمنُت الذين يتلقون العالج بادلركز‬
‫الوسيط ‪ ،‬حبيث يشعر ادلدمن باخلجل من إدمانو و يعمل جهدا على كتمو وعدم البوح بو‬
‫بل ويزور ادلركز يف يف سرية تامة ويشعر بالوحدة والعزلة ‪ ،‬وذلك راجع إىل التميز النتاج عنو‬
‫أو التفرقة يف ادلعاملة على كافة ادلستويات سواء على مستوى األىل واألصدقاء أو يف‬
‫العمل ‪....‬اخل حبيث ىو موصوم باإلدمان و معروف بو فيبتعد الناس عنو ويتجنبونو‪ ،‬لذا‬
‫يلجأ إىل سرية وكتمان خوف من نظرة السلبية للمجتمع ‪ ،‬إن إدمان على الكحول أو‬
‫ادلخدرات يعترب وصمة عار ‪ ،‬وىذه الوصمة تشكل عائق دينعو من السعي العالج ‪ ،‬وىذا‬
‫راجع إىل نظرة اجملتمع السلبية اليت تؤثر على ادلدمن و ذبعلو عرضو لإلساءة أو الرفض أو‬
‫العزلة و سبنعو من احلصول على الرعاية وادلساندة اليت ىو بأشد احلاجة ذلا‪ ،‬ويًتتب على‬
‫الوصمة االجتماعية أهنا أيضا تسبب للمدمن يف وصمة ذاتية حيث يتولد لديو شعور‬
‫بكراىية الذات وفقدان األمل يف العالج أو أي فرصة يف حياة طبيعية‪،‬وقد ال يتقبل ذاتو‬
‫ويرفض العالج أو يعمل على عدم إسبامو‪.‬‬
‫‪168‬‬
‫دراسات في العلوم اإلنسانية والعلوم االجتماعية المجلد رقم‪ 32 :‬العدد‪ /01 :‬ديسمبر ‪2018‬‬

‫ولقد اتفقت نتائج الدراسة مع دراسة فرويد وآخرون (‪ )1990‬بعنوان وصمة األمراض‬
‫النفسية يف الواليات ادلتحدة دراسة األمريكية‪ ،‬حيث بنت أن األمريكيون يرون ان أمراض‬
‫النفسية ىو وصمة عار على مريض‪.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫إن اإلدمان بكل أنواعو من أكثر ادلخاطر اليت هتدد الشاب واجملتمع ككل ‪ ،‬كما أن نظرة‬
‫اجملتمع ذلذه الظاىرة ولألشخاص ادلدمنُت تزيد من حدة التأثَتات النفسية واالجتماعية‬
‫لديهم ‪ ،‬حيث يقوم اجملتمع بوضع صفات على ادلدمنُت وإطالقها عليهم ‪،‬وىذه الوصمة‬
‫تعترب هتديد لنظرة الذات للمدمن حبيث يشعر بتدين تقدير الذات ويشعر باحلزن واخلزي‬
‫والعار واخلجل من حالتو ‪ ،‬وقد ال يطلب ادلساعدة نظرا خلوفو من أن يوصم من رلتمعو‪.‬‬
‫التوصيات‬
‫عقد ندوات ورشات لوضع أسس للبدء يف ضبلة للقضاء على الوصم دبختلف أشكالو‪√.‬‬
‫القيام حبمالت ربسيسية حول سلاطر اإلدمان‪√.‬‬
‫العمل على تفعيل وسائل اإلعالم يف إحداث تغَت اجيايب حول نظرة اجملتمع للمدمن‪√.‬‬
‫تصميم برامج إرشادية لتخفيض من الوصم لدى ادلدمنُت متماثلُت للشفاء‪√.‬‬
‫√ تصميم برامج وملتقيات وأيام دراسية ومطويات يف سلتلف ادلؤسسات لتعريف سلاطر‬
‫اإلدمان ‪.‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫ابوجربوع‪،‬عالء الدين‪.)2005 (.‬مدى فاعلية برنامج مقًتح يف اإلرشاد النفسي لتخفيف وصمة ادلرض‬ ‫‪-‬‬
‫النفسي ادلرتبطة بالعالج النفسي‪.‬رسالة ماجستَت منشورة‪ ،‬جامعة اإلسالمية بغزة‪ ،‬فلسطُت‪.‬‬
‫‪ -‬البدانية‪ ،‬ذياب( ‪.)2011‬تطوير مقياس الوصم االجتماعي للمصابُت دبرض االيدز يف اجملتمع العريب‪.‬رللة‬
‫الشارقة للعلوم اإلنسانية واالجتماعية‪.70-43،)2(9،‬‬
‫‪ -‬اخلطيب‪ ،‬زلمد(‪.)1990‬حكم تناول ادلخدرات وادلفًتات‪ ،‬رللة اذلداية‪.52-13 ،)152( ،‬‬
‫‪ -‬الدرواشة‪،‬عيد اهلل سامل‪.)2010 (.‬المعرفة والوصم االجتماعي واتجاهات طلبة الجامعات األردنية نحو‬
‫المصابين بمرض االيدز‪.‬رسالة دكتوراه منشورة‪،‬جامعة ادلؤتة‪ ،‬األردن‪.‬‬

‫‪169‬‬
‫دراسات في العلوم اإلنسانية والعلوم االجتماعية المجلد رقم‪ 32 :‬العدد‪ /01 :‬ديسمبر ‪2018‬‬

‫‪ -‬الصلحي‪ ،‬على ‪.)2006 (.‬تأثير الوصم على التعاون مرضى القلق واالكتئاب في تطبيق الخطة‬
‫العالجية‪.‬رسالة ماجستَت منشورة‪،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪.‬السعودية‪.‬‬
‫‪ -‬ادلغريب ‪،‬سعد‪ .)1971(.‬ظاهرة تعاطي المخدرات‪ :‬تعريفها – نبذة تاريخية عنها‪ ،‬حبث مقدم للندوة الدولية‬
‫العربية حول ظاىرة تعاطي ادلخدرات ‪،‬ادلنظمة العربية للدفاع االجتماعي‪ ،‬القاىرة‪.‬‬
‫‪ -‬داودي‪،‬زلمد وبوفاتح‪ ،‬زلمد‪ .)1997 (.‬منهجية كتابة البحوث العلمية و الرسائل الجامعية‪.‬ط ‪ ،1‬الجزائر‪:‬‬
‫دار ادلكتبة األوراسية‪.‬‬

‫‪ -‬سويف ‪ ،‬مصطفى‪. ) 2000 ( .‬مشكلة تعاطي المخدرات بنظرة علمية ‪،‬بَتوت‪ :‬الدار ادلصرية اللبنانية‪.‬‬

‫‪ -2‬المواقع االلكترونية‬
‫(الوصمة ‪)https://ar.wikipedia.org/wiki‬‬
‫(‪.‬وصمة‪)https://psychology4arab.wordpress.com/2016/12/10/‬‬
‫‪http://www.menahra.org/ar/menahra-resources/external-‬‬
‫‪publications/312-2013-06-27-09-46-40‬‬
‫‪http://educapsy.com/blog/dependance-effet-246‬‬

‫‪170‬‬
‫دراسات في العلوم اإلنسانية والعلوم االجتماعية المجلد رقم‪ 32 :‬العدد‪ /01 :‬ديسمبر ‪2018‬‬

‫استبيان الوصم‬
‫ال‬ ‫أحيانا‬ ‫دائما‬ ‫العبارة‬
‫اشعر باخلجل و العار من إدماين ‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫ال أحب أن يزروين احد‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫اشعر باخلجل من كالم الناس عن حاليت‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫عندما يسألٍت اجلَتان واألىل عن حاليت اشعر باحلزن ‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫ازور ادلركز يف السرية تامة‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫أذبنب دعوة األىل و األصدقاء لكي ال أزورىم‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫أحس خبوف وقلق شديدين على مستقبلي‪.‬‬ ‫‪7‬‬
‫اشعر أن اآلخرين أكثر سعادة مٍت‪.‬‬ ‫‪8‬‬
‫اعتقد أن إدماين يسئ لسمعيت ومسعة عائليت‪.‬‬ ‫‪9‬‬
‫اشعر بالتعاسة عندما اشعر أن أىل واألصدقاء يعلمون بإدماين‪.‬‬ ‫‪10‬‬
‫تغضبٍت الطريقة اليت يعاملٍت بو أىلي‪.‬‬ ‫‪11‬‬
‫اعمل جاىدا على لكتمي حاليت‪.‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪171‬‬

You might also like