‫طائرة في الجو تحمل ما ال يقل عن ثمانين راكبا‬

‫فجأة انقطع بها الكهرباء‪ ,‬و الوقود المتبقي في خزانها لم يعد كافيا‬
‫و عليها الهبوط بأسرع وقت ممكن‬
‫لكن المنطقة المتواجدة بها ال تتوفر على اي مطار‬
‫بل اكثر من ذلك ! انها عبارة عن غابة كثيفة‬
‫و رغم كل ما ذكرناه‪ ,‬استطاع طاقم تلك الطائرة الهبوط بها بسالم‬
‫!و الغريب ان ما اتقذ هذه الطائرة و ركابها من السقوط هو كأس من الماء‬

‫تم تحديد الرحلة ‪ 516‬بتاريخ ‪ 7‬شتنمبر من سنة ‪2010‬‬

‫كانت رحلة عادية من أوداشيني بروسيا الى العاصمة موسكو‬
‫و قد سبق ان استخدم ذلك النوع من الطائرات في الخدمة لمدة ‪ 30‬سنة‬
‫و لم يسبق ان تعرضت و ال واحدة منها ألي نوع من الحوادث‬
‫لذلك لم يشك طاقم الطائرة و ال للحظة في ان تلك الرحلة ستكون رحلة عادية‬
‫و هذا ما حدث في البداية فعال‪ ,‬فقد انطلقت الطائرة و كل شئ كان جيدا‬
‫!اال ان األمر لم يستمر على ذلك‬

‫فبعد ان واصلت الطائرة التحليق فوق احدى البلدات الصغيرة في منطقة اوسينيسك‬
‫بدأ الطاقم يالحظ اولى العلمات التي تنذر بالمشاكل‬
‫حيث بدأت المعدات اإللكترونية العمل بشكل غير معتاد‬
‫اال ان الطيارين لم يعيرو األمر كثيرا من االهتمام‬
‫و ذلك ما فعله ايضا مراقبو الحركة الجوية‬
‫الذين كان عليهم انذار الطاقم‪ ,‬لتفادي وقوع مشاكل اكبر‬
‫‪,‬اال ان قائد الطائرة و الذي يدعى نوفوسيلوف‬
‫اعلن للركاب بأن الطائرة تمر باضطرابات طفيفة و سيتم التغلب عليها بسرعة‬
‫و أخبرهم بأن ال يقلقو على االطالق‪ ,‬مما جعلهم في حالة ارتياح‬
 ‫بعد اقل من ‪ 10‬دقائق على ذلك االعالن‬
‫انطفئت أضواء المقصورة في الطائرة‪ ,‬و تعطلت جميع األجهزة االلكترونية‬
‫و رغم استمرار الطائرة في التحليق‬
‫اال انها و بدون تلك المعدات اصبحت في خطر كبير‬
‫فقد انقطعت انظمة المالحة الجوية و الراديو عن العمل‬
‫كما توقفت مضخات نقل الوقود للمحرك‬
‫الشئ الذي جعل الطيارين ال يعتمدون سوى على رأيتهم في التنقل‬
‫!ليس هذا فقط‬
‫فالوقود المتبقي للمحركات ال يكفي الطائرة اال لمدة نصف ساعة في الجو‬
‫بدأت األمور تتعقد اكثر فأكثر! فكان على الطيارين اتخاذ قرارات حاسمة و سريعة‬
‫و ذلك ألن الوقود المتبقي لم يكن بامكانه ايصال الطائرة ألقرب مطار‬
‫فكان على الطاقم استخدام كل ما راكمه من خبرة‪ ,‬للهبوط بسالم على األرض‬

‫و وسط كل تلك المشاكل‪ ,‬كان الطيارون يواجهون‪ N‬مشكلة اخرى ايضا‬

‫‪,‬فعند انقطاع الكهرباء في الطائرة‬
‫كان ارتفاعها عن سطح األرض اكثر من ‪ 10600‬متر‬
‫و اذا اراد الطيارون القيام بهبوط اضطراري و هو الحل األخير الذي كان امامهم‬
‫كان يجب عليهم الهبوط اكثر بالطائرة‬
‫حتى يتمكنون من رأيت األسفل‬
‫و ايضا حتى يتمكنو من تشغيل المولد االضافي الذي ال يعمل اال في ارتفاع منخفض‬
‫لكن كيف يمكنهم فعل ذلك و األجهزة جميعها معطلة؟‬
‫! لقد وجدو الحل في خدعة قديمة‬
‫و هي قياس زاوية ميالن الطائرة‪ ,‬عن طريق وضع كوب من الماء على لوحة التحكم‬
‫مما سيمكنهم من استنتاج زاوية الهبوط من خالل مشاهدة ميالن الماء في الكوب‬
‫فعال نجحة الفكرة العبقرية‬
‫و استطاع الطياران الهبوط و الوصول الى ارتفاع ‪ 3‬آالف متر‬
 ‫لكن لسوء الحظ لم تنجح محاولة تشغيل المولد االضافي‬
‫!اال ان سوء الحظ هذا لم يدم طويال‬
‫فسرعان ما الحظ الطياران و باندهاش مدرج هبوط وسط الغابة‬
‫لقد كان مطارا قديما و متوقفا عن العمل منذ مدة طويلة‬
‫لكن رغم ذلك كان المدرج نظيفا و خاليا من اي شئ‬
‫فرغم ان المطار اغلق و تم التخلي عنه من قبل السلطات الروسية‬
‫اال ان مشرف المطار و الذي يدعى سوتنيكوف‬
‫حافظ على المدرج في حالة جيدة جدا لسنوات طويلة‬
‫!حيث كان ينظفه و يعتني به باستمرار‬
‫بل انه اعاد رسم المدرج حينما بدأت الوانه تتالشى‬
‫لكن رغم كل ذلك كانت هنالك مشكلة بسيطة لزالت تواجه الطاقم‬

‫طول مدرج الهبوط في المطار القديم‪ ,‬لم يكن يتجاوز ‪ 1325‬مترا‬

‫في حين ان الطائرة تحتاج الى ‪ 2000‬متر للهبوط بسالم‬
‫اضف لذلك سرعة الطائرة التي كانت تحلق بها‬
‫و التي لم يكن في استطاعة الطاقم ان يتحكم بها‬
‫لكن رغم كل ذلك فهذه الفرصة افضل بكثير من المغامرة و الهبوط وسط الغابة‬
‫تم نقل جميع الركاب لمقدمة الطائرة تحضيرا للهبوط‬
‫و اخيرا استطاع الطياران انزال الطائرة على المدرج بسالم‬
‫و رغم دخولها لمسافة تزيد عن المئة متر داخل الغابة‬
‫اال ان جميع الركاب الذين كان عددهم ‪ 72‬راكبا‬
‫باالضافة الى طاقم الطائرة لم يصابو بأي أذا اطالقا‬
‫و اذا كان الركاب مدينين بحياتهم للطياران اللذان تمكنا من انزال الطائرة بأمان‬
‫فهذان األخيران مدينان بحياتهما لمشرف المطار‬
‫الذي لم يتخلى عن عمله رغم توقف المطار عن العمل‬
 ‫اذا اعجبتك الحلقة فال تنسى الضغط على االعجاب‬
‫و ايضا ال تنسى االشتراك في القناة و تفعيل الجرس حتى تتوصل باشعارات الحلقات القادمة‬
‫كان معكم محمد من قناة مجال‬
‫دمتم بألف خير‬
‫و السالم عليكم‬