You are on page 1of 20

‫الفصل‬

‫الثالث‬

‫(‪)Excretion‬‬ ‫االخراج‬

‫مقدمة‬ ‫‪.1-3‬‬

‫المعروف ان خاليا الج�سم تحاط بو�سط ثنائي ممث ًال بال�سائل خارج خلوي والذي يحيط بخاليا الج�سم‬
‫مبا�شرة‪ ،‬ثم الو�سط الخارجي خارج الج�سم‪.‬‬
‫ان االن�شطة االي�ضية المدعمة للحياة والتي تحدث داخل خاليا الج�سم يمكنها اال�ستمرار طالما تم الحفاظ‬
‫على تكوين ال�سائل خارج الخاليا ثابت ًا في تكوينه ب�شكل تقريبي بحيث يحيط هذه الخاليا ويحميها كما يقيها‬
‫من تقلبات درجات الحرارة ال�شديدة في البيئة‪ ،‬ولكون عالم االحياء متغير ًا في الغالب في درجات الحرارة‬
‫والمواد الغذائية وكل ما هو �ضروري للحياة توجب التخل�ص الم�ستمر من النواتج والف�ضالت وذلك بف�صلها‬
‫عن االن�سجة و�سوائل الج�سم وطرحها خارج الج�سم من خالل عملية االخراج التي تجري داخل ج�سم الكائنات‬
‫الحية بطرق وميكانيكيات مختلفة تتنا�سب وطبيعة البيئة والفعاليات االي�ضية لهذه االحياء‪.‬‬

‫‪87‬‬ ‫الفصل الثالث‪ /‬االخراج‬


‫‪ .2-3‬آالخراج في االحياء وحيدة الخلية‬

‫االخراج في االميبا والبرامي�سيوم‬

‫يتم االخراج في االحياء البدائية (‪ )Protozoa‬عن‬


‫طريق الفجوة المتقل�صة (‪)Contractile Vacuole‬‬
‫التي تمثل ع�ضو اخراج حقيقي‪ .‬ففي االميبا يتجمع‬
‫الماء الزائد داخل حوي�صالت دقيقة وعديدة حول‬
‫غ�شاء الفجوة المتقل�صة (�شكل ‪ ،)1-3‬ثم تندمج هذه‬
‫الحوي�صالت مع غ�شاء الفجوة طارحة محتوياتها‬
‫المتمثلة بمحلول ملحي مخفف داخل الفجوة‬
‫المتقل�صة‪ ،‬والتي تكبر في حجمها كلما تجمع الماء‬
‫داخلها واخير ًا تفرغ الفجوة محتوياتها خالل ثقب‬ ‫�شكل (‪ .)1-3‬الفجوة المتقل�صة في االميبا‪.‬‬
‫على ال�سطح ثم تتكرر الدورة ب�شكل منتظم‪.‬‬
‫وفي البرامي�سيوم عندما تمتلئ الفجوة المتقل�صة‬
‫تتحرك قرب غ�شاء الخلية وتطرح محتوياتها من الماء‬ ‫تتلخ�ص عملية االخراج في‬
‫ذو التركيز الملحي المخفف �إلى الخارج عبر غ�شاء‬ ‫الكائنات وحيدة الخلية بالآتي‪:‬‬
‫الخلية (�شكل ‪.)2-3‬‬ ‫تمتلئ طبقة الحوي�صالت حول‬
‫غ�شاء الفجوة‬

‫تندمج الحوي�صالت مع غ�شاء‬


‫الفجوة‬

‫تفرغ محتوياتها من محلول‬


‫ملحي مخفف‬

‫�شكل (‪ .)2-3‬الفجوة المتقل�صة في البرامي�سيوم‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪ /‬االخراج‬ ‫‪88‬‬


‫‪ .3-3‬االخراج في النباتات‬

‫التمتلك النباتات اجهزة اخراج متخ�ص�صة كتلك الموجودة في الحيوانات‪ ،‬وهذا ربما يعود �إلى كون‬
‫اي�ض النباتات يعتمد ب�شكل ا�سا�سي على الكاربوهيدرات اكثر من اعتماده على البروتينات‪ .‬وكما هو معروف‬
‫ف�أن نواتج اي�ض الكاربوهيدرات النهائية تكون اقل �سمية بكثير من الف�ضالت النتروجينية الناتجة من اي�ض‬
‫البروتينات‪ .‬ان النباتات التطرح ف�ضالت اي�ضية كتلك التي تطرحها الحيوانات كاليوريا وحام�ض اليوريك‬
‫واالمونيا وهي قد تطرح القليل من الف�ضالت النتروجينية‪ .‬والف�ضالت الحيوانية المذكورة في اعاله تمثل‬
‫ف�ضالت ه�ضم البروتينات والفعاليات الع�ضلية‪ ،‬وكال الفعاليتين التقوم بهما النباتات‪.‬‬
‫يمكن ايجاز االخراج النباتي بالآتي‪:‬‬

‫‪ 1‬تقوم النباتات بطرح كميات قليلة من الف�ضالت‬


‫النتروجينية بطريقة االنت�شار ب�شكل امونيا ومن‬
‫خالل الثغور الموجودة على �سطوح الأوراق‪� ،‬أو قد‬
‫تطرحها بهيئة امالح تحوي نتروجين وهذه تتم عن‬
‫طريق الجذور في التربة‪ ،‬حيث تنت�شر هذه المواد من‬
‫خاللها‪.‬‬
‫‪ 2‬تطرح النباتات الخ�ضر غاز ثنائي �أوك�سيد الكاربون‬
‫الناتج من عملية التنف�س عن طريق الثغور والعدي�سات‬
‫وبطريقة االنت�شار وت�ستعمل جزء ًا منه في عملية البناء‬
‫ال�ضوئي كما تطرح النباتات غاز االوك�سجين عن طريق‬
‫الجذور �إلى التربة‪ ،‬من عملية البناء ال�ضوئي بنف�س‬
‫الطريقة (االنت�شار) وت�ستعمله في عملية التنف�س‪.‬‬
‫‪ 3‬تطرح النباتات معظم الماء الزائد عن حاجتها بعملية‬
‫النتح عن طريق الثغور اي�ض ًا‪ ،‬وقد يطرح ق�سم من الماء‬
‫عن طريق فتحات دقيقة توجد في نهايات عروق االوراق‬
‫ويطلق على هذه الفتحات بالثغور المائية والعملية التي‬
‫�شكل (‪ )3-3‬االدماع في �أوراق النبات‪.‬‬
‫يتم فيها طرح الماء تعرف باالدماع (�شكل ‪،)3-3‬‬
‫والذي يح�صل عادة في الليل ويتم بفعل �آل�ضغط الجذري‬
‫الموجب والذي يت�سبب بدخول الماء �إلى خاليا الجذر‪.‬‬

‫‪89‬‬ ‫الفصل الثالث‪ /‬االخراج‬


‫‪ 4‬تمتلك بع�ض النباتات ميكانيكيات خا�صة للتخل�ص من المواد ال�سامة عن طريق تكوينها امالح ًا معينة على‬
‫�شكل بلورات غير قابلة للذوبان تبقى في داخل خاليا النبات دون ان ت�ؤذيه وقد تتجمع هذه البلورات‬
‫وب�شكل خا�ص بلورات امالح الكال�سيوم في الأوراق‪ ،‬وعند �سقوط الأوراق يكون النبات قد تخل�ص‬
‫منها‪.‬‬
‫‪ 5‬تنتج الخاليا في بع�ض النباتات ما يعرف بالحليب النباتي‪ ،‬وهو يتمثل بمادة م�ستحلبة يختلف تركيبها‬
‫ب�أختالف النباتات التي يتكون فيها وهو يحوي مواد ًا �شمعية وراتينجية ومطاطية وزيوت طيارة ومواد‬
‫بروتينية وقد يحوي حبيبات ن�شوية واحما�ض ع�ضوية ومواد �سكرية‪ ،‬ويتمثل الحليب النباتي بناتج‬
‫ثانوي من تحليل الغذاء داخل ج�سم النبات وهو يوجد داخل قنوات حليبية وب�شكل من�ضغط ومايدلل‬
‫على ذلك اندفاعه بقوة للخارج عند حدوث قطع في الج�سم النباتي‪.‬‬
‫‪ 6‬تطرح بع�ض النباتات مواد �صمغية من خالل خاليا �أو ان�سجة اخراجية خا�صة تعرف بال�شعيرات الغدية‬
‫(‪ ،)Glandular Hairs‬ويتكون ال�صمغ ا�سا�س ًا من مواد جدران الخاليا التي تتحور �إلى مواد غير‬
‫متبلورة تتخذ �شكل ال�صمغ‪ .‬وتح�صل نتيجة حالة مر�ضية كما في ا�شجار الحم�ضيات‪� ،‬أو قد تح�صل‬
‫بفعل الح�شرات �أو نتيجة الت�ضرر من م�ؤثرات ميكانيكية �أو ف�سلجية‪.‬‬

‫‪ .4-3‬االخراج في الحيوانات‪:‬‬

‫تمتلك الحيوانات تنوع ًا كبير ًا في اجهزتها االخراجية بدء ًا من تراكيب ب�سيطة تتمثل بع�ضيات اخراجية‬
‫تعرف بالفجوات المتقل�صة ( ‪ )Contractile Vacuoles‬وو�صو ًال �إلى الكلى في الحيوانات الفقرية‪.‬‬
‫ان اهم وظيفة الع�ضاء االخراج هي طرح الف�ضالت النتروجينية والوظيفة الثانية هي تنظيم التوازن المائي‬
‫في الج�سم‪ .‬ففي عملية اله�ضم تتك�سر مكونات الطعام المعقدة لت�صبح جزيئات ب�سيطة قابلة لالمت�صا�ص‬
‫وبناء جزيئات جديدة ونتيجة لهذه العملية تتكون ف�ضالت يجب ان تطرح من خالل اجهزة متخ�ص�صة يمتلكها‬
‫الحيوان‪.‬‬

‫‪ .1-4-3‬االخراج في الالفقريات‪:‬‬

‫االخراج في الديدان الم�سطحة (البالناريا)‪:‬‬ ‫‪1‬‬


‫تمتلك البالناريا (‪ )Planaria‬وهي من الديدان الم�سطحة جهاز ًا نبيبي ًا يمتد على طول الج�سم مرتب ًا‬
‫ب�شكل عمودي وتكون النبيبات كثيرة التفرع (�شكل ‪.)4-3‬‬

‫الفصل الثالث‪ /‬االخراج‬ ‫‪90‬‬


‫�شكل (‪ .)4-3‬جهاز االخراج في حيوان البالناريا‪.‬‬
‫يدخل ال�سائل في الجهاز النبيبي خالل خاليا خا�صة تعرف‬
‫بالخاليا اللهبية* (‪ )Flame Cells‬ثم يتحرك ببطء داخل النبيبات‬
‫حتى يتم اخراجه خالل ثقوب تفتح على م�سافات في �سطح الج�سم‪،‬‬
‫وتولد حركة االهداب في الخاليا اللهبية �ضغط ًا �سلبي ًا ي�سحب ال�سائل‬
‫أضف إلى معلوماتك‬ ‫من ج�سم الحيوان خالل فتحات ابرازية‪ .‬وت�ستطيع النبيبات ان‬
‫تمثل النفريديا (‪)Nephridium‬‬ ‫ت�سترد جزيئات وايونات معينة بو�ساطة اعادة االمت�صا�ص‪ ،‬تاركة‬
‫جهاز االبراز االكثر �شيوع ًا في‬ ‫الف�ضالت لتطرح �إلى الخارج‪.‬‬
‫الحيوانات الالفقرية وهي ت�أخذ �شك ًال‬ ‫االخراج في دودة االر�ض‪:‬‬ ‫‪2‬‬
‫انبوبي ًا م�صمم ًا ليخل�ص الج�سم من‬
‫الف�ضالت والماء الزائد ومن اب�سط‬ ‫تمتلك دودة االر�ض جهاز ًا اخراجي ًا يتمثل بزوج من النفريديا‬
‫تنظيماتها جهاز الخلية اللهبية �أو ما‬ ‫(‪ )Nephridia‬في كل قطعة ج�سمية تقريب ًا (ب�أ�ستثناء عدد من القطع)‪.‬‬
‫يعرف بالنفريديا االولية الموجود في‬ ‫تت�ألف كل نفريديوم من تركيب قمعي يعرف بالفميم الكلوي‬
‫الديدان الم�سطحة عديمة التجويف‬ ‫(نفرو�ستوم ‪ )Nephrostome‬يقع امام الحاجز الفا�صل بين‬
‫الج�سمي مثل البالناريا‪.‬‬ ‫حلقتين ج�سميتين متعاقبتين‪ ،‬وي�ؤدي الفميم الكلوي �إلى انبوبة‬
‫�ضيقة مهدبة تقع في الحلقة الج�سمية التالية وتكون ملتوية من خالل‬
‫* لماذا �سميت بالخاليا اللهبية ؟‬ ‫عدة انحناءات‪ ،‬وهي محاطة ب�شبكة من الأوعية الدموية ال�شعرية‪،‬‬
‫كون تنظيمها ي�شبه لهب ًا خافت ًا �صغير ًا‬ ‫ويتو�سع الق�سم النهائي من النفريديوم لي�صبح ب�شكل مثاني‪ ،‬ومن‬
‫جد ًا‪.‬‬ ‫ثم ي�ست�ضيق ليفتح في الجهة البطنية من ج�سم الدودة بفتحة تعرف‬
‫بالفتحة النفريدية (‪�( )Nephridiopore‬شكل ‪.)5-3‬‬

‫‪91‬‬ ‫الفصل الثالث‪ /‬االخراج‬


‫هل تعلم ؟‬
‫يوجد في الالفقريات ذات التجويف‬
‫الج�سمي الحقيقي مثل الديدان‬
‫الحلقية نوع متقدم من النفريديا‬
‫يطلق عليه النفريديا البعدية‬
‫(‪)Metanephridium‬‬
‫وهي تختلف عن النفريديا االولية‬
‫الموجود في الديدان الم�سطحة‬
‫�شكل (‪ .)5-3‬جهاز االخراج في دودة االر�ض (لالطالع)‬
‫باالتي‪:‬‬
‫تتم ا�ستعادة الماء وبع�ض المواد المفيدة الذائبة في الماء مثل‬ ‫‪ -1‬تتمثل بانبوبة مفتوحة‬
‫ال�سكر بو�ساطة خاليا جدران االنبوبة ومن خالل عملية االمت�صا�ص‪،‬‬ ‫الطرفين‪.‬‬
‫ومنها �إلى الأوعية ال�شعرية الدموية الملتفة حول النفريديوم‪ ،‬وتطرح‬ ‫‪ -2‬تكون محاطة ب�شبكة من‬
‫الف�ضالت والمتمثلة باالمونيا واليوريا �إلى الخارج عبر الفتحة‬ ‫االوعية الدموية التي ت�ساعد في‬
‫النفريدية مع القليل من الماء‪ ،‬كما ان الدم في الأوعية ال�شعرية الملتفة‬ ‫تكوين البول باعادة امت�صا�صها‬
‫حول النفريديا يقوم بطرح الف�ضالت التي ينقلها من مختلف انحاء‬ ‫لالمالح والمواد المفيدة من‬
‫الج�سم �إلى النفريديوم لتقوم بدورها في طرحها‪.‬‬ ‫ال�سائل الموجود في االنبوبة‪.‬‬
‫االخراج في ال�سرطان البحري (‪:)Crayfish‬‬ ‫‪3‬‬
‫يتكون جهاز االخراج في ال�سرطان البحري (‪ )Crayfish‬من زوج‬
‫من الغدد الالم�سية (‪ )Antennal Glands‬ن�سبة �إلى موقعها قرب‬
‫من�ش�أ اللوام�س‪ ،‬وهي عبارة عن تراكيب انبوبية مزدوجة تقع في الجزء‬
‫البطني من الر�أ�س‪ ،‬وكل غدة تت�ألف من قناة ق�صيرة ت�ؤدي �إلى مثانة‬
‫تفتح من جهتها االخرى في نبيب ملت ٍو ي�ؤدي بدوره �إلى تيه غ�شائي‬
‫ذي لون اخ�ضر ويحوي �شبكة غدية متكونة من اقنية مت�شابكة (�شكل‬
‫‪.)6-3‬‬
‫تمثل الغدة الالم�سية ت�صميم ًا متقدم ًا للنفريديوم‪ ،‬اال انها تخلو‬
‫من فميم النفريديوم‪.‬‬
‫ويقوم الجزء االنبوبي في الغدة باالمت�صا�ص النوعي المالح‬
‫�شكل (‪ .)6-3‬الغدة الالم�سية في ال�سرطان معينة‪ ،‬واالفراز الن�شط المالح اخرى‪ ،‬وهي بذلك تقارب االع�ضاء‬
‫االخراجية في الفقريات من ناحية الخطوات الوظيفية‪.‬‬ ‫البحري‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪ /‬االخراج‬ ‫‪92‬‬


‫االخراج في الح�شرات والعناكب‪:‬‬ ‫‪4‬‬
‫تمتلك الح�شرات والعناكب جهاز ًا اخراجي ًا يتكون من نبيبات مالبيجي (‪ ،)Malpighian Tubules‬وهذه‬
‫النبيبات تعمل مع غدد خا�صة في جدار الم�ستقيم تعرف بغدد الم�ستقيم (‪�( )Rectal Glands‬شكل ‪.)7-3‬‬
‫ان نبيبات مالبيجي تمثل نبيبات اعورية مغلقة من احد نهاياتها‪ ،‬ذات قطر �صغير ينق�صها التزويد الدموي ولذلك‬
‫فهي الت�ستطيع ان تعمل كما تعمل النبيبات في ال�سرطان‪ ،‬بل تعمل في اتجاه �آخر حيث يتم افراز االمالح فيها‪،‬‬
‫وخ�صو�ص ًا امالح البوتا�سيوم بعملية ن�شطة وبتوافر الطاقة ويولد هذا االفراز ت�أثير ًا اوزموزي ًا يعمل على �سحب‬
‫الماء والمواد المذابة‪ ،‬والف�ضالت النتروجينية �إلى داخل النبيبة‪ .‬وعندما ي�سيل البول المتكون �إلى الم�ستقيم‪ ،‬يعاد‬
‫امت�صا�ص معظم الماء والبوتا�سيوم بو�ساطة غدد الم�ستقيم وتترك الف�ضالت لتخرج مع البراز‪.‬‬

‫تفرز االمالح في نبيبات‬


‫مالبيجي‬

‫ت�أثيـ ـ ـ ـ ــر اوزموزي‬

‫ي�سحب الماء �أو المواد المذابة‬


‫فيه والف�ضالت النتروجينية‬

‫�إلى داخل نبيبات مالبيجي‬

‫البول في الم�ستقيم يمت�ص منه‬


‫معظم الماء والبوتا�سيوم بوا�سطة‬
‫غدد الم�ستقيم‬

‫تطرح الف�ضالت الباقية مع البراز‬

‫�آلية االخراج في الح�شرات‬ ‫�شكل (‪ )7-3‬جهاز االخراج في الح�شرات (البعو�ضة)‪( .‬لالطالع) ( �أ )‬


‫تركيب القناة اله�ضمية في البعو�ضة‪( ،‬ب) الجزء النهائي (الخلفي) من‬
‫القناة اله�ضمية في البعو�ضة‪.‬‬
‫‪93‬‬ ‫الفصل الثالث‪ /‬االخراج‬
‫االخراج في الفقريات‪.‬‬ ‫‪.2-4-3‬‬

‫للفقريات اع�ضاء ابرازية متخ�ص�صة ذات كفاءة تتنا�سب وطبيعة التطور الحا�صل في بنية الحيوان‬
‫الفقري‪ ,‬وتتمثل هذه االع�ضاء بالكلى (‪ )Kidneys‬والتي تكون على انواع في الفقريات المختلفة‬
‫وكالآتي‪:‬‬

‫‪ 1‬الكلية الأولية (‪ ،)Pronephros‬وهي الكلية التي تكون عاملة في اجنة اال�سماك والبرمائيات‪.‬‬
‫‪ 2‬الكلية المتو�سطة (‪ ،)Mesonephros‬وهذا النوع يكون عام ًال في اجنة الفقريات المتقدمة (الزواحف‬
‫والطيور والثدييات)‪ ،‬كما انها الكلية العاملة في بالغات اال�سماك والبرمائيات‪.‬‬
‫‪ 3‬الكلية البعدية (‪ ،)Metanephros‬وهي الكلية العاملة في بالغات الفقريات المتقدمة (الزواحف‬
‫والطيور والثدييات)‪.‬‬
‫وفيما ياتي فكرة عن الكلى وعملها في الفقريات المختلفة‪:‬‬

‫االخراج في اال�سماك‪:‬‬ ‫‪1‬‬


‫ا�سماك المياه العذبة عليها ان تحتفظ بتركيز ملحي لل�سوائل الج�سمية اعلى من تركيز الماء المحيط بها‪ .‬حيث‬
‫ان الماء يدخل �إلى اج�سامها اوزموزي ًا‪ ،‬بينما تفقد اج�سامها االمالح باالنت�شار �إلى الخارج‪ ،‬ولذلك هي�أت ا�سماك‬
‫المياه العذبة و�سائل دفاع لمواجهة م�شاكل زيادة الماء وفقدان االمالح وكالآتي‪:‬‬

‫�أ الماء الداخل عن طريق الخيا�شيم يعاد �ضخه �إلى الخارج عن طريق الكلية التي با�ستطاعتها تكوين بول‬
‫مخفف جد ًا‪.‬‬
‫ب تمتلك اال�سماك خاليا متخ�ص�صة تعرف بالخاليا الملحية �أو الكلورية وتوجد في الخيا�شيم‪ ،‬وهذه الخاليا‬
‫ت�ستطيع ان تمرر ايونات االمالح (ال�صوديوم والكلوريد) من الماء العذب �إلى الدم وبذلك ت�ستطيع ال�سمكة‬
‫ان تحافظ على اتزان الماء واالمالح في الج�سم (�شكل ‪.)8-3‬‬

‫اما اال�سماك البحرية فانها تعو�ض عن فقدان الماء ب�شرب ماء البحر والذي يمت�ص من قبل االمعاء‪ ،‬ومن‬
‫ثم ينقل الدم الملح (كلوريد ال�صوديوم) �إلى الخيا�شيم حيث تقوم خاليا متخ�ص�صة بطرحه مرة اخرى �إلى‬
‫البحر‪ ،‬وما تبقى من االيونات يتم اخراجه مع البول بو�ساطة الكلية وبهذه الطريقة فان اال�سماك البحرية‬
‫تخل�ص نف�سها من امالح البحر الزائدة‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪ /‬االخراج‬ ‫‪94‬‬


‫�شكل (‪ .)8-3‬التنظيم االوزموزي في ا�سماك المياه العذبة واال�سماك البحرية‪.‬‬

‫االخراج في البرمائيات‪:‬‬ ‫‪2‬‬


‫يدخل الماء خالل الجلد الذي يكون �شديد النفاذية‪ ،‬ويتم اخراجه بو�ساطة الكلية‪ ،‬كما ينقل الجلد كلوريد‬
‫ال�صوديوم (ايونات ال�صوديوم والكلوريد) من البيئة نق ًال فعا ًال‪ ،‬وتكون الكلية بو ًال مخفف ًا وذلك بامت�صا�ص‬
‫ال�صوديوم والكلوريد منه‪ .‬وين�ساب البول �إلى المثانة حيث يخزن فيها واثناء خزنه يمت�ص منه معظم كلوريد‬
‫ال�صوديوم المتبقي ليعود �إلى الدم (�شكل ‪.)9-3‬‬

‫�شكل (‪ .)9-3‬تبادل الماء واالمالح في ال�ضفدع (لالطالع)‪.‬‬

‫‪95‬‬ ‫الفصل الثالث‪ /‬االخراج‬


‫االخراج في الزواحف‪:‬‬ ‫‪3‬‬
‫يغطي ج�سم الزواحف جلد ًا غير نفاذ للماء‪ ،‬والكلى فيها من‬
‫النوع البعدي وهي ذات كبيبات قليلة و�صغيرة الحجم‪ .‬وتطرح معظم‬ ‫أضف إلى معلوماتك‬

‫الزواحف ف�ضالتها النتروجينية على �شكل حام�ض اليوريك‪ ،‬وهذا‬ ‫تمتلك بع�ض ال�سحالي‬
‫يعني بقاء كمية قليلة من الماء مع الف�ضالت وهي كمية �ضرورية لحمل‬ ‫وال�سالحف البحرية غدد ًا ملحية‬
‫حام�ض اليوريك �إلى الحالب ثم �إلى المثانة �أو المجمع وكالهما يمت�ص‬ ‫توجد على ال�سطح الظهري للر�أ�س‬
‫اكبر كمية ممكنة من الماء ولذلك يطرح البول مع الغائط على �شكل‬ ‫في الغالب‪ ،‬وهذه الغدد قادرة على‬
‫مزيج جاف تقريب ًا‪.‬‬ ‫اخراج محلول عالي التركيز من‬
‫كلوريد ال�صوديوم وفي الغالب‬
‫االخراج في الطيور‪:‬‬ ‫‪4‬‬
‫يطرح هذا المحلول على هيئة دموع‬
‫وكما هو الحال في الزواحف فان كلى الطيور من نوع الكلى البعدية‪،‬‬ ‫ملحية (�شكل ‪.)10-3‬‬
‫وهي كذلك تطرح ف�ضالتها النتروجينية على �شكل حام�ض اليوريك‪.‬‬
‫وتوجد طيور تعي�ش في مناطق ينعدم فيها الماء العذب ومن ثم‬
‫فانها ت�شرب ماء البحر ذا التركيز الملحي العالي‪ ،‬وقد تكيفت لذلك‬
‫من خالل امتالك كلى متخ�ص�صة لذلك �أو وجود غدد فارزة للملح كتلك‬
‫الموجودة في الزواحف (�شكل ‪.)11-3‬‬
‫�شكل (‪ .)10-3‬الغدة الملحية في‬
‫الزواحف‪.‬‬

‫�شكل (‪ .)11-3‬الغدة الملحية في النور�س البحري (لالطالع)‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪ /‬االخراج‬ ‫‪96‬‬


‫االخراج في الثدييات‪:‬‬ ‫‪5‬‬
‫�سوف ندر�س جهاز االخراج في االن�سان كمثال نموذجي للفقريات‬
‫ب�شكل عام وللبائن ب�شكل خا�ص‪.‬‬
‫أضف إلى معلوماتك‬
‫يت�ألف الجهاز االخراجي في االن�سان من الكليتين (‪،)Kidneys‬‬
‫توجد في الفقريات ثالث انواع‬ ‫والحالبين (‪ ,)Ureters‬والمثانة البولية (‪,)Urinary Bladder‬‬
‫من الكلى هي‪:‬‬ ‫واالحليل (‪� )Urethra‬شكل (‪.)12-3‬‬
‫‪ -1‬الكلية االولية‪ :‬وهي اولى الكلى‬
‫واكثرها بدائية وتقع في الجزء‬ ‫‪ - 1‬الكليتان‪:‬‬
‫االمامي من الج�سم‪ ،‬وهي توجد‬ ‫كليتا االن�سان تتمثالن بع�ضوان �شبيهان بحبة الفا�صوليا (‪�10‬سم‬
‫في جميع اجنة الفقريات‪.‬‬ ‫طول × ‪� 5‬سم عر�ض)‪ .‬تقع الكليتان على جانبي العمود الفقري على‬
‫‪ -2‬الكلية المتو�سطة‪ :‬وهي الكلية‬ ‫الجدار الخلفي (الظهري) للتجويف البطني‪ ،‬وتثبتان على الجدار‬
‫التي تن�ش�أ بعد ان تتال�شى الكلية‬ ‫بو�ساطة و�سادة دهنية وتحاط كل كلية بمحفظة‪.‬‬
‫االولية في اجنة الفقريات وت�أخذ‬
‫موقع ًا في و�سط الج�سم‪ .‬تكون‬
‫هذه الكلية فعالة في الطور‬
‫الجنيني لل�سلويات (الزواحف‬
‫والطيور والثدييات) وتكون هذه‬
‫الكلية فعالة في بالغات الال�سلويات‬
‫(اال�سماك والبرمائيات)‪.‬‬
‫‪ -3‬الكلية البعدية‪ :‬وهي الكلية‬
‫االكثر تقدم ًا وتكون اكبر حجم ًا‬
‫ومكتنزة في تركيبها وهي تقع‬
‫غالب ًا في الن�صف ال�سفلي من‬
‫الج�سم‪ ،‬وتمثل كلية البالغات من‬
‫ال�سلويات (الزواحف والطيور‬
‫والثدييات)‪.‬‬

‫�شكل (‪ .)12-3‬الجهاز االخراجي في االن�سان‪.‬‬

‫‪97‬‬ ‫الفصل الثالث‪ /‬االخراج‬


‫تركيب الكلية‬

‫تتكون كلية االن�سان من جزء داخلي ي�سمى اللب (‪ )Medulla‬و�آخر خارجي هو الق�شرة (‪ ،)Cortex‬ويوجد‬
‫تجويف يقع في الجهة الداخلية من الكلية ي�سمى حو�ض الكلية( (‪ )Renal Pelvis‬والذي ي�ؤدي الى الحالب (‪Ur e‬‬
‫‪� )ter‬شكل (‪ )13-3‬واالخير ينقل البول الى المثانة البولية (‪ .)Urinary Bladder‬وتحتوي الق�شرة لكل كلية‬
‫على حوالي مليون وحدة كلوية (‪ )Nephron‬وهي تركيب انبوبي يمتد من الق�شرة ويفتح في حو�ض الكلية مار ًا‬
‫بمنطقة اللب‪ .‬وتتركب كل وحدة كلوية من االجزاء الآتية‪:‬‬

‫‪ 1‬ج�سيمة مالبيجي ( ‪� :)Malpighian Corpuscle‬أو الج�سيمة الكلوية ( ‪)Renal Corpuscle‬‬


‫تقع ج�سيمة مالبيجي في منطقة الق�شرة وتتكون من محفظة قمعية ال�شكل ت�سمى محفظة بومان‬
‫( ‪ )Bowman's Capsule‬يوجد في داخلها كتلة من ا لأوعية الدموية ال�شعرية ت�ؤلف ما ي�سمى‬
‫الكبيبة ( ‪�( ،)Glomerulus‬شكل ‪.)13-3‬‬

‫�شكل (‪ .)13-3‬ت�شريح الكلية في االن�سان‪� ( .‬أ ) مقطع م�ستعر�ض في كلية االن�سان‪( ،‬ب) موقع نبيبات‬
‫الكلية‪( ،‬جـ) تركيب نبيبات الكلية (النبيب الملتوي القريب والنبيب الملتوي البعيد)‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪ /‬االخراج‬ ‫‪98‬‬


‫‪ 2‬النبيبات (‪ :)Tubules‬تتمثل بنبيبات ملتوية �أو م�ستقيمة محاطة ب�أوعية دموية �شعرية (�شكل ‪)13-3‬‬
‫وهي تتميز �إلى االجزاء الآتية‪:‬‬
‫ النبيب الملتوي القريب �أو الداني (‪ )Proximal Convoluted Tubule‬وهو الجزء القريب من ج�سيمة‬
‫مالبيجي‪.‬‬
‫ النبيب الملتوي البعيد �أو القا�صي ( ‪.)Distal Convoluted tubule‬‬
‫ عروة هنلي ( ‪ )Henle's loop‬وتكون في االن�سان ب�شكل حرف ( ‪ )U‬وتقع بين النبيب القريب والنبيب‬
‫البعيد‪.‬‬
‫يت�صل النبيب الملتوي البعيد بالقناة الجامعة (‪ )Collecting Duct‬التي ي�صب فيها عدة نبيبات بعيدة‬
‫(عدة وحدات كلوية)‪.‬‬

‫‪ - 2‬الحالبان (‪:)Ureters‬‬
‫لكل كلية حالب وهو ي�صل الكلية بالمثانة البولية ويبلغ طول الحالب في االن�سان حوالي ‪� 25‬سم‪.‬‬

‫‪ - 3‬المثانة البولية (‪:)Urinary Bladder‬‬


‫ع�ضو ع�ضلي مجوف يقع في تجويف الحو�ض‪ ،‬وتفتح المثانة في االحليل الذي تحيط بفتحته ع�ضلة عا�صرة‬
‫مل�ساء‪ .‬ووظيفة المثانة تتمثل بخزن البول وطرحه‪ ،‬ويطرح البول من المثانة �إلى الخارج من خالل االحليل‪.‬‬

‫‪ .3-4-3‬تكوين البول‬

‫تجمع النبيبات الكلوية البول (‪ ،)Urine‬وهو محلول مائي يحتوي على الف�ضالت االي�ضية والتي ت�ؤخذ‬
‫من الدم‪ .‬ان اكثر الف�ضالت النتروجينية وجود ًا هي اليوريا واالمونيا وحام�ض اليوريك وغير ذلك‪.‬‬
‫ت�شتمل عملية تكوين البول ثالث مراحل (�شكل ‪ )14-3‬هي‪:‬‬

‫‪ 1‬التر�شيح الكبيبي (‪.)Glomerular Filteration‬‬


‫‪ 2‬اعادة االمت�صا�ص (‪)Reabsorption‬‬
‫‪ 3‬االفراز (‪.)Secretion‬‬

‫‪99‬‬ ‫الفصل الثالث‪ /‬االخراج‬


‫�شكل (‪ .)14-3‬تكوين البول في الوحدة الكلوية في االن�سان‪.‬‬

‫‪ -1‬التر�شيح الكبيبي‪:‬‬ ‫أضف إلى معلوماتك‬

‫خالل هذه المرحلة يتر�شح الماء وااليونات المختلفة والجزيئات‬ ‫يتم تنظيم ال�ضغط االوزموزي‬
‫الع�ضوية (جزيئات ال�سكريات الب�سيطة واالحما�ض االمينية والف�ضالت‬ ‫للدم ب�صورة محكمة بو�ساطة الكلية‪،‬‬
‫النتروجينية)‪ .‬اما خاليا الدم والجزيئات الكبيرة مثل جزيئات الدهون‬ ‫فحينما تكون ال�سوائل الم�شروبة‬
‫والبروتينات فانها التتر�شح‪.‬‬ ‫كثيرة فان الكلية تطرح بو ًال مخفف ًا‪،‬‬
‫تعتمد عملية التر�شيح في الكبيبة على الأوعية الدموية التي تدخلها‪،‬‬ ‫محتفظ ًة باالمالح ومخرجة للماء‬
‫حيث ت�سبب هذه الأوعية �ضغط ًا تر�شيحي ًا ي�ؤدي �إلى ابعاد الماء وباقي‬ ‫اما حينما تكون كمية ال�سوائل‬
‫المواد الذائبة ذات الجزيئات ال�صغيرة‪ ،‬وتنتج الكبيبة كمية كبيرة‬ ‫قليلة‪ ،‬فان الكلية تحتفظ بالماء‬
‫من الرا�شح حيث ان حجم البول في االن�سان مثال يمثل ‪ %1‬فقط من‬ ‫مكونة بو ًال مركز ًا‪ ،‬ويمكن لل�شخ�ص‬
‫را�شح الكبيبة‪.‬‬ ‫الذي يعاني من الجفاف ان يركز‬
‫‪ -2‬اعادة االمت�صا�ص‪:‬‬ ‫البول الى اربع ا�ضعاف التركيب‬
‫االوزموزي للدم تقريب ًا‪.‬‬
‫يتم اعادة امت�صا�ص العديد من المواد في الجزء البعيد من النبيبات‬
‫الكلوية ومن اهمها ايونات ال�صوديوم والكلوريد والبيكاربونات‬
‫وبع�ض المواد المفيدة مثل الكلوكوز واالحما�ض االمينية وال�شحمية‬
‫واكثر من ‪ %99‬من ماء را�شح الكبيبة‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ /‬االخراج‬ ‫‪100‬‬
‫ان عملية اعادة االمت�صا�ص هي عملية مهمة‬
‫أضف إلى معلوماتك‬ ‫في تكوين البول وتت�ضمن االنت�شار الب�سيط‬
‫تق�سم الحيوانات من حيث المقاومة للتغير في‬ ‫(ال�سلبي) رجوع ًا �إلى النبيبات الكلوية واالنت�شار‬
‫ال�ضغط االوزموزي للمحيط الى مجموعتين هما‪:‬‬ ‫الفعال الذي تقوم به خاليا النبيبات الكلوية بوجود‬
‫‪ -1‬الحيوانات �ضيقة الملوحة (‪)Stenohaline‬‬ ‫طاقة‪ .‬ومعظم المواد التي يعاد امت�صا�صها عن‬
‫وهي الحيوانات التي تمتلك مدى تحمل محدود‬ ‫طريق االنت�شار الفعال الن تراكيزها في النبيبات‬
‫تجاه التغير في التركيز االوزموزي للمحيط‬ ‫البولية م�شابهة لتراكيزها في الدم‪ .‬وتنتج اغلب‬
‫الخارجي‪.‬‬ ‫الفقريات بو ًال ذا تركيز م�شابه لتركيز دمائها‬
‫‪ -2‬الحيوانات وا�سعة الملوحة (‪)Euryhaline‬‬ ‫ولكن في اللبائن ب�ضمنها االن�سان يكون تركيز‬
‫وهي الحيوانات التي لها مدى تحمل وا�سع تجاه‬ ‫البول اكثر بكثير من تركيز الدم وهذا يعود �إلى‬
‫التغير في التركيز االوزموزي‪.‬‬ ‫وجود عروة هنلي ( ‪ ،)Henle's Loop‬حيث ت�ؤدي‬
‫عملية دوران ال�صوديوم في عروة هنلي �إلى تراكم‬
‫ال�صوديوم فيها‪ ،‬وتعتمد درجة تجميع ال�صوديوم‬
‫على طول عروة هنلي‪ .‬والبد من اال�شارة �إلى انه‬
‫اليعاد امت�صا�ص اي ن�سبة من اليوريا‪.‬‬

‫‪ -3‬االفراز ‪:‬‬
‫ت�شمل مرحلة االفراز ا�ضافة بع�ض المواد �إلى البول‪ ،‬ففي اللبائن ي�ضاف الكرياتينين (‪)Creatinine‬‬
‫واالمونيا وايونات الهيدروجين والبوتا�سيوم ومختلف العقاقير مثل البن�سلين وغالب ًا ماتحدث هذه اال�ضافة‬
‫في نهاية النبيبات البولية‪.‬‬

‫‪ .5-3‬تنظيم درجة الحرارة (‪)Temperature Regulation‬‬

‫ان من بين اهم الم�شاكل التي تواجه الحيوان هي الحفاظ على و�سطه الداخلي في حالة ت�سمح بالوظائف الخلوية‬
‫الطبيعية‪ ،‬فالن�شاطات الكيموحياتية هي ح�سا�سة للو�سط الكيميائي‪ .‬ودرجة الحرارة هي حد قا�س للحيوانات‪ ،‬اذ‬
‫انها تمثل الثبات الكيموحياتي‪ ،‬فحينما تنخف�ض درجة حرارة الج�سم بدرجة كبيرة ف�أن العمليات الحيوية تبط�أ‬
‫�سرعتها في الج�سم‪ ،‬وتقل كمية الطاقة التي ي�ستطيع الحيوان ان يدخرها للن�شاط والتكاثر‪ ،‬واذا ارتفعت درجة‬
‫الحرارة الى م�ستويات عالية‪ ،‬ف�أن التفاعالت الحيوية ت�صبح غير متزنة وتتعطل او تتوقف التفاعالت االنزيمية‪،‬‬
‫وهكذا ف�أن الحيوانات يمكنها العمل بنجاح في نطاق محدود من درجات الحرارة ويكون المدى عادة بين‬
‫�صفر‪ 40 -‬درجة �سيليزية وعلى الحيوانات ان تجد البيئة المالئمة �ضمن مديات فعالياتها الحيوية‪.‬‬

‫‪101‬‬ ‫الفصل الثالث‪ /‬االخراج‬


‫‪ .1-5-3‬درجة الحرارة في الحيوانات‬
‫ي�ستخدم علماء االحياء العديد من الم�صطلحات للتعبير عن مجاميع الحيوانات تبع ًا للتنظيم الحراري الج�سامها‪،‬‬
‫فهم يق�سمون الحيوانات الى‪:‬‬
‫(�أ) متغيرة الحرارة (‪ )Poikilothermic‬او ما يعرف بذوات الدم البارد (‪. (Cold- Blooded Animals‬‬
‫(ب) ثابتة الحرارة (‪� ) Homothermic‬أو ما يعرف بذوات الدم الحار (‪.) Warm- Blooded Animals‬‬
‫ان هذه الم�صطلحات ما زالت غير مقنعة للكثير من علماء االحياء فعلى �سبيل المثال تعي�ش ا�سماك قاع البحر‬
‫في بيئة لي�س لها تغير مح�سو�س في درجات الحرارة وبالتالي ف�أن درجة حرارة ج�سمها تكاد تكون ثابتة‪ ،‬اال‬
‫ان بع�ض الباحثين يرف�ض اعتبارها ثابتة الحرارة‪ ،‬وباال�ضافة لذلك تجد ان الكثير من الطيور والثدييات ثابتة‬
‫الحرارة تظهر تغير ًا في درجات حرارة اج�سامها ما بين النهار والليل‪ ،‬او بين ف�صول ال�سنة‪.‬‬
‫ويف�ضل علماء االحياء حالي ًا اعتبار ان درجة حرارة ج�سم الحيوان هي توازن ما بين الحرارة المكت�سبة‬
‫والحرارة المفقودة‪ ،‬فجميع الحيوانات تح�صل على الحرارة من فعالياتها الحيوية‪ ،‬ولكن في معظمها تنتقل‬
‫الحرارة بعيد ًا بمجرد انتاجها ومثل هذه الحيوانات يطلق عليها خارجية الم�صدر الحراري (‪،)Ectothermic‬‬
‫والغالبية العظمى للحيوانات تتبع هذه المجموعة‪ .‬اال ان هناك مجموعة اخرى من الحيوانات تقوم بخزن او ادخار‬
‫ما يكفي من الحرارة التي تنتجها لرفع درجة حرارة ج�سمها‪ ،‬وكون الم�صدر الحراري لج�سمها داخلي ًا ف�أنها‬
‫ت�سمى داخلية الم�صدر الحراري (‪ )Endothermic‬وهذه تتمثل بالطيور والثدييات والقليل من الزواحف‪.‬‬

‫كيف تحصل الحيوانات على استقاللها الحراري؟‬

‫�أو ًال‪ :‬الحيوانات خارجية الم�صدر الحراري‪ :‬ت�ستطيع الحيوانات خارجية الم�صدر الحراري تنظيم درجة حرارة‬
‫ج�سمها من خالل �ضوابط معينة هي‪:‬‬
‫‪� -1‬ضوابط �سلوكية‬
‫‪� -2‬ضوابط اي�ضية‬

‫‪ -1‬ال�ضوابط ال�سلوكية‪ :‬بالرغم من كون الحيوانات خارجية الم�صدر الحراري غير قادرة على التحكم بدرجة‬
‫حرارة ج�سمها اال انها تظهر بع�ض االنماط ال�سلوكية التي تقيها او تحميها من الت�أثيرات المميتة لتغيرات‬
‫درجة الحرارة ومن بينها‪:‬‬
‫(�أ) البحث عن مناطق في بيئتها تكون درجة حرارتها منا�سبة للفعاليات الحيوية لها‪ ،‬وعلى �سبيل المثال نجد‬
‫ال�سحالي ال�صحراوية ت�ستغل التغيرات التي تحدث من �ساعة الى اخرى لأ�شعة ال�شم�س لتحافظ على درجة‬

‫الفصل الثالث‪ /‬االخراج‬ ‫‪102‬‬


‫حرارة ج�سمها ثابتة ن�سبي ًا (�شكل ‪ )15-3‬وهي تخرج في ال�صباح من مخابئها لتح�صل على الحرارة‪ ،‬وعندما‬
‫يدف�أ الجو ف�أنها تتخذ موا�ضع بحيث تقلل من م�ساحة ج�سمها المعر�ضة لل�شم�س‪ ،‬وعند ا�شتداد الحرارة‬
‫الق�صى درجة اثناء النهار قد تن�سحب الى مخابئها وفي وقت غروب ال�شم�س وعندما تنخف�ض درجة الحرارة‬
‫تخرج لتنعم بال�شم�س الهابطة‪.‬‬

‫�شكل (‪ )15-3‬كيفية تنظيم ال�سحلية لدرجة حرارة ج�سمها بطريقة �سلوكية (لالطالع)‪.‬‬

‫(ب) ت�ستطيع بع�ض ال�سحالي تحمل حرارة منت�صف النهار دون ان تختبئ وعلى �سبيل المثال نجد ان ال�سحلية‬
‫اغوانا (‪ )Iguana‬ال�صحراوية تف�ضل درجة حرارة ‪ 42‬درجة �سيليزية لتنجز فعالياتها الحيوية بن�شاط‬
‫ويمكنها ان تتحمل ارتفاع درجة الحرارة حتى درجة ‪ 47‬درجة �سيليزية وهي درجة مميتة لجميع الطيور‬
‫والثدييات وبع�ض ال�سحالي االخرى‪ ،‬اال ان تنظيم ال�سوائل الداخلية في ج�سمها تمكنها من ذلك وهي بذلك‬
‫لي�ست من ذوات الدم البارد كما ي�شار الى ال�سحالي‪.‬‬

‫‪ -2‬ال�ضوابط االي�ضية‪ :‬ت�ستطيع معظم الحيوانات خارجية الم�صدر الحراري �ضبط فعاليتها الحيوية بدون‬
‫تغير‪ ،‬وذلك حتى في ظروف الحرارة التي تكون ا�ص ًال غير مالئمة‪ ،‬وهذا يتطلب �ضوابط كيموحياتية وخلوية‬
‫معقدة‪ ،‬وهذه ال�ضوابط وعلى �سبيل المثال تمكن حيوان ال�سلمندر (‪ )Salamander‬من اال�ستفادة ليقوم‬
‫بنف�س الن�شاط في البيئة الدافئة والبيئة الباردة‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬الحيوانات داخلية الم�صدر الحراري‪ :‬تتراوح درجة حرارة الج�سم في معظم الثدييات بين ‪ 38 -36‬درجة‬
‫�سيليزية وهي اقل من درجة حرارة اج�سام الطيور التي تتراوح بين ‪ 42 - 40‬درجة �سيليزية‪ ،‬ويتم الحفاظ على‬

‫‪103‬‬ ‫الفصل الثالث‪ /‬االخراج‬


‫ثبات درجة الحرارة بو�ساطة اتزان دقيق بين انتاج الحرارة وفقدانها وبالت�أكيد ف�أن هذا لي�س باالمر الب�سيط عندما‬
‫تكون هذه الحيوانات في حالة تبادل م�ستمر فيما بين فترات راحة وفترات ن�شاط‪.‬‬
‫يتم انتاج الحرارة بو�ساطة اي�ض الحيوان‪ ،‬الذي يت�ضمن اك�سدة المواد الغذائية واالي�ض الخلوي اال�سا�سي‬
‫والتقل�ص الع�ضلي‪ ،‬وتفقد الحرارة بو�ساطة اال�شعاع والتو�صيل الى و�سط اكثر برودة‪ ،‬وبو�ساطة تبخر الماء‪..‬‬
‫والطيور �أو الثدييات يمكنها التحكم في كلتا العمليتين من انتاج الحرارة وفقدها في حدود تكاد تكون وا�سعة‪ ،‬ف�أذا‬
‫ا�صبح الحيوان بارد ًا جد ًا ف�أنه ي�ستطيع توليد حرارة بزيادة الن�شاط الع�ضلي‪ ،‬او يقلل من فقدان الحرارة بزيادة‬
‫عزل ج�سمه‪ ،‬واذا ا�صبح الحيوان دافئ ًا جد ًا ف�أنه ي�ستطيع ان يقلل من انتاج الحرارة وان يزيد من فقدانها‪.‬‬
‫وكما هو الحال في الحيوانات خارجية الم�صدر الحراري ف�أن الحيوانات داخلية الم�صدر الحراري يمكن ان‬
‫تنظم درجة حرارة ج�سمها من خالل �ضوابط �سلوكية واخرى وظيفية تمكنها من التكيف للمعي�شة في البيئات‬
‫الحارة والبيئات الباردة ف�ض ًال عن انها تمتلك تكيفات تركيبية تمكنها من ذلك وعلى �سبيل المثال الالح�صر نجد‬
‫ان الثدييات التي تعي�ش في المناطق الباردة تظهر زيادة في �سمك الفراء خالل ف�صل ال�شتاء بدرجة قد ت�صل الى‬
‫‪ 50%‬من الزيادة في ال�سمك‪ ،‬وهذا يح�صل في منطقة الجذع اما في الذيل واالطراف واالنف واالذان في الثدييات‬
‫القطبية‪ ،‬فال ت�ستطيع هذه الحيوانات عزلها عن البرد كما هو الحال في الجذع‪ ،‬ولكي تمنع هذه االجزاء من ان‬
‫ت�صبح و�سائل رئي�سة لفقد الحرارة‪ ،‬ف�أنه ي�سمح لها ب�أن تبرد لدرجة حرارة منخف�ضة‪ ،‬مقتربة غالب ًا من نقطة‬
‫التجمد (�شكل ‪ )16-3‬واثناء مرور الدم ال�شرياني لداخل الرجل مث ًال‪ ..‬ف�أن الحرارة تتحول مبا�شرة من ال�شريان‬
‫الى الوريد الذي يعود بها الى الجذع‪.‬‬

‫�شكل (‪ )16-3‬اختالف درجات الحرارة في‬


‫مناطق الج�سم في الذئب القطبي (لالطالع)‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪ /‬االخراج‬ ‫‪104‬‬


‫السبات او البيات (‪)Hibernation‬‬ ‫‪.2-5-3‬‬

‫تلج�أ العديد من الحيوانات الى �سلوكيات متنوعة من �أجل‬


‫الحفاظ على ثبات درجة حرارة الو�سط ومن بين هذه ال�سلوكيات‪،‬‬
‫ال�سبات او البيات الذي ي�شمل التنظيم الحراري عند م�ستويات‬
‫واطئة عاد ًة وهو يح�صل في العديد من الفقريات وب�شكل خا�ص‬
‫الفقريات الواطئة التي الت�ستطيع الحفاظ على ثبات درجة‬
‫حرارة ج�سمها‪ ،‬وهو يحدث في ا�صناف محددة من اللبائن‬
‫(ثابتة الحرارة) مثل الثدييات البدائية من وحيدة الفتحة و�آكلة‬
‫الح�شرات والقوار�ض والخفافي�ش وتقوم الحيوانات التي ت�سلك‬
‫حيوان قار�ض �صغير اليتجاوز طوله‬ ‫هذا ال�سلوك بالتهي�ؤ لل�سبات بجمع المواد الدهنية في الج�سم‪،‬‬
‫‪� 8‬سينتميتر يمر بمرحلة �سبات �شتوي‬ ‫والتي تقوم ببناءها من الكاربوهيدرات وهناك حيوانات ال تقوم‬
‫وهو يلتف على نف�سه لي�صبح على �شكل‬ ‫بجمع الدهون بل تقوم بخزن الغذاء كما هو الحال في الهام�ستر‬
‫كرة �صغيرة وينام نوم ًا عميق ًا وال‬ ‫واخرى تقوم برفع م�ستوى االن�سولين كما تفعل القنافذ‪ ،‬وغير‬
‫ي�ستيقظ من نومه ما لم يتعر�ض الى‬ ‫ذلك من االليات الوظيفية التي تقوم بها الحيوانات بغية توفير‬
‫هزة �شديدة‪ ،‬يوجد هذا القار�ض في‬ ‫متطلبات بقاءها‪.‬‬
‫�أوروبا وهو يتغذى على البندق والتوت‬
‫االر�ضي والبذور المختلفة‪.‬‬

‫‪105‬‬ ‫الفصل الثالث‪ /‬االخراج‬


‫تعريف ببعض المصطلحات التي وردت في الفصل (لإلطالع)‬

‫محفظة بومان‪ :‬وهي عبارة عن محفظة ثنائية الطبقة تتكون جدرانها من‬ ‫‪= Bowman’s Capsule‬‬
‫طبقة من الخاليا الحر�شفية‪.‬‬
‫الفجوة المتقل�صة ‪ :‬فجوة خلوية مملوءة ب�سائل �شفاف‪ ،‬توجد في‬ ‫‪=Contractile Vacuole‬‬
‫االحياء االولية وحيدة الخلية وبع�ض متعددة الخاليا الواطئة وهي‬
‫تطرح ال�سوائل الزائدة عن حاجة الج�سم لتنظيم الحالة االوزموزية‬
‫للج�سم وطرح الف�ضالت‪.‬‬
‫النبيب الملتوي البعيد (القا�صي)‪.‬‬ ‫‪=Distal Convoluted Tubule‬‬

‫الكبيبة ‪ :‬لفة من االوعية ال�شعرية الدموية توجد داخل محفظة بومان‬ ‫‪=Glomerulus‬‬
‫وتتمثل هذه االوعية ال�شعرية باوعية واردة واخرى �صادرة‪.‬‬
‫التر�شيح الكبيبي‪.‬‬ ‫‪= Glomerular Filteration‬‬

‫عروة هنلي‪ :‬جزء و�سطي من النبيب الكلوي‪ ،‬يتميز الى جزء نازل مرتبط‬ ‫‪= Loop of Henle‬‬
‫بالنبيب الملتوي القريب (الداني) و�آخر �صاعد يرتبط بالنبيب الملتوي‬
‫البعيد (القا�صي)‪.‬‬
‫ج�سيمة مالبيجي‪ :‬تتمثل ب�أنيبيبات (نبيبات) ابرازية تفتح في القناة‬ ‫‪=Malpighian Corpuscle‬‬
‫اله�ضمية توجد في الح�شرات وهي تمثل بديل للوحدة االبرازية في‬
‫الفقريات‪ ،‬وتعد بمثابة نظام مختلف لالبراز اليحتاج الى �ضغط دم الزم‬
‫للتر�شيح‪ ،‬ويطلق عليها في الفقريات بالج�سيمة الكلوية‪.‬‬
‫النفريديوم‪ :‬تركيب انبوبي يمثل الوحدة االبرازية في العديد من‬ ‫‪=Nephridium‬‬
‫الحيوانات‪.‬‬
‫النبيب الملتوي القريب (الداني)‪.‬‬ ‫‪= Proximal Convoluted Tubule‬‬

‫اعادة االمت�صا�ص عملية تقوم بها خاليا النبيبات الكلوية من خالل انتقاء‬ ‫‪= Reabsorption‬‬
‫المواد المفيدة اختياريا من الرا�شح الكبيبي‪.‬‬
‫االفراز‪ :‬عملية تقوم بها خاليا النبيبات الكلوية حيث تقوم بالوظائف‬ ‫‪= Secretion‬‬
‫االفرازية بالن�سبة للمواد غير المفيدة والف�ضالت النتروجينية‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪ /‬االخراج‬ ‫‪106‬‬

You might also like