You are on page 1of 7

‫‪ -2-1‬العناصر المميزة للبيت الدمشقي من الناحية البيئية‪:‬‬

‫لقد أثرت الحياة الدينية والفكرية في الحياة االجتماعية ضمن النسيج العمراني للبيت الدمشقي‪ ،‬وقد‬
‫انعكس ذلك على البيئة العمرانية والمعمارية للبيت الدمشقي وتجسد بعدة مظاهر معمارية وعمرانية كان‬
‫أهمها ‪:‬‬
‫‪ -1-2-1‬النسيج العمراني ‪:‬‬
‫تلعب البيوت الدمشقية المتالصقة مع بعضها دور فعال في حل بعض مشاكل المناخ والمعالجات البيئية‬
‫(‪)1‬‬
‫والحفاظ على العادات والتقاليد تجسد في ‪:‬‬
‫‪ -‬إتباع الحل المتضام في تجميع المباني في المدينة‪ ،‬مما قّلل من تعرض األسطح الخارجية لهذه‬
‫المباني ألشعة الشمس‪ ،‬كما أدى إلى تظليل بعض المباني لما جاورها من مباني أخرى‪ ،‬وبذلك‬
‫أصبحت الطاقة الح اررية النافذة إلى داخل المبنى محدودة‪.‬‬

‫(‪)2‬‬
‫الشكل (‪ :)1-1‬النسيج العمراني المتالصق للبيوت الدمشقية القديمة ‪ ،‬المصدر‬

‫‪ -‬ضيق ممرات المشاة أمن حماية المشاة من أشعة الشمس الحارقة نها ار‪ ،‬إضافة إلى التغطية الكلية‬
‫لبعض أجزائها بالمباني أو الجزئية لهذه الممرات بواسطة البروزات الكثيرة عليها‪ ،‬وقد ساعد تظليل‬
‫الشوارع إلى خفض درجة الح اررة بمقدار ‪ 4‬درجات مئوية‪.‬‬
‫‪ -‬إعاقة حركة الرياح المحملة باألتربة والرمال خالل المدينة والحد من سرعتها نتيجة الطبيعة المتعرجة‬
‫لشبكة الطرق‪ ،‬وبالتالي االحتفاظ بالهواء البارد لفترات طويلة مما يساعد على تلطيف درجة ح اررة هذه‬
‫الفراغات‪ ،‬إضافة إلى توجيه الشوارع بمعظمها من الشمال إلى الجنوب حتى ال تتعرض واجهات‬
‫(‪)3‬‬
‫المباني والطرق ألشعة الشمس وال تكون عمودية مع حركة الشمس الظاهرية‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)2-1‬صورة جوية لمدينة دمشق القديمة داخل السور عام ‪ ،2011‬المصدر‪.Google Earth:‬‬

‫‪ -1‬الخولي محمد بدرالدين‪ ،‬المؤثرات المناخية والعمارة العربية‪ ،‬مكتبة االسكندرية‪ ،‬االسكندرية‪ /‬مصر‪ ،1977،‬ص‪.46‬‬
‫قصيباتي‪ ،‬ندى‪ ،‬أثر البيئة المبنية على التوازن البيئي والعمراني‪ ،‬مجلة التواصل في العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪/‬عدد‪ ،36‬سوريا‪.2013 /‬‬
‫‪-2‬‬
‫‪-3‬‬
‫علي‪ ،‬سيد عباس ‪،‬أثر البعد البيئي على تخطيط المدن والعمارة اإلسالمية‪ ،‬كلية الهندسة المعمارية‪ ،‬أسيوط‪/‬مصر‪. 2007 ،‬‬
‫‪-7-‬‬
‫‪-8-‬‬ ‫دراسة األثر البيئي للتوظيف الفندقي لبيوت دمشق القديمة‬

‫‪ -2-2-1‬الفناء (الباحة السماوية)‪:‬‬


‫ج اااء الفن اااء ال ااداخلي ردا عل ااى تح ااديات المن اااخ الح ااار والج ااان لمدين ااة دمش ااق‪ ،‬فك ااان منظم ااا ح ارري ااا للبي اات‬
‫أمان لسااكنيه الهادوء والطمينيناة والحرياة المطلقاة‪ ،‬ولقاد كاان لفكارة‬ ‫الدمشقي‪ ،‬أما مان الناحياة االجتماعياة فقاد ّ‬
‫تجميااع غاارن البياات حااول فناااء داخلااي إلااى جانااب مباادأ الخصوصااية للسااكان فااي ممارسااة حياااته العائليااة‬
‫آثارها اإليجابية من الناحية المناخية التي يمكن إيجازها بمايلي ‪:‬‬
‫‪ -‬خلقق منققاو مو ققعي معتققد ‪ :‬اسااتخدم الفناااء فاي تصاامي البياات الدمشاقي ماان أجاال تاوفير ال ارحااة الح ارريااة‬
‫لسااكان البياات‪ ،‬حي ا يقااوم بتجديااد اله اواء بشااكل مس اتمر ويحجااب أشااعة الشاامس غياار المرغااوب بهااا‪ ،‬و‬
‫يحتفظ بالبرودة صيفا وبدنء ضوء الشمس شتاء‪ ،‬وقد ساعدت الظالل الناتجة عان تقابال أضاالع الفنااء‬
‫على خفض درجة الح اررة صيفا كما يوضح الشكل (‪.)8-1‬‬
‫‪ -‬تأمين التهوية والترطيق ‪ :‬ياممن الفنااء التهوياة الجيادة‪ ،‬نتيجاة اخاتالن ضاغل الهاواء باين داخال وخاار‬
‫البياات‪ ،‬فيحااد تيااار ه اواء مسااتمر ماان الفناااء إلااى الشااارع ‪ -‬ولاايس العكااس‪ -‬كمااا يوضااح الشااكل (‪،)9-1‬‬
‫إضافة إلى وجود البحرة والنباتات المتوضعة ضمنه والتي تعمل على ترطيب وتبريد الهواء‪.‬‬
‫‪ -‬تأمين اإلنارة الطبيعية‪ :‬يممن الفناء الداخلي اإلنارة الطبيعية‪ ،‬ويحد من إبهار ضاوء الشامس عان طرياق‬
‫النواف ا اذ وانفتا اااح الحج ا ارات المختلفا ااة عليا ااه‪ ،‬تجنبا ااا لصا ااعوبة فتحها ااا علا ااى الحا ااارة الضا اايقة حرصا ااا علا ااى‬
‫خصوصية سكان البيت كما يوضح الشكل (‪.)10-1‬‬

‫(‪)1‬‬
‫الشكل (‪ :)4 -1‬التيار الهوائي في البيت التقليدي‪ ،‬المصدر‪:‬‬ ‫الشكل (‪ :)3 -1‬الظال المتوفرة في البيت الدمشقي القديم‬
‫‪ -3-2-1‬الجدران ‪:‬‬
‫استعملت الجدران السميكة والمصمتة المبنياة مان الحجار والطاوب واللابن والخشاب التاي سااعدت أيضاا علاى‬
‫االحتفاااظ باادرجات الح ا اررة الداخليااة بعياادا عاان التقلبااات الخارجيااة فااي درجااات الح ا اررة حي ا تعماال الجاادران‬
‫الساميكة علااى تقليال معاادالت االنعكاا الحارارم مان الخااار للاداخل وبااالعكس كماا يوضااح الشااكل (‪،)11-1‬‬
‫كمااا أن اسااتعمال اللااون األباايض كاادهان للواجهااات الداخليااة أو الجاادران الخارجيااة ساااعد علااى تخ يااف أثاار‬
‫أشعة الشمس وعدم امتصاص ح اررتها من الجدران ‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)6-1‬المقارنة بين خصائص نقل الحرارة وعكسها‬ ‫الشكل (‪ :)5-1‬الفناء الداخلي في البيت العربي‬
‫(‪)1‬‬
‫في أقسام من الجدارن التقليدية والمعاصرة‪ ،‬المصدر‪:‬‬ ‫وعناصره النباتية والمعمارية‪ ،‬المصدر‪.Google :‬‬

‫‪ -‬خيطو‪ ،‬عال‪ ،‬تقييم األداء البيئي لألبنية التاريخية العامة في دمشق‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية الهندسة المعمارية‪ ،‬سوريا‪ /‬دمشق‪،‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ ،2013‬ص‪.113‬‬
‫‪-‬التعريف بالبيت الدمشقي‪-‬‬
‫‪-9-‬‬ ‫دراسة األثر البيئي للتوظيف الفندقي لبيوت دمشق القديمة‬

‫‪ -4-2-1‬األسقف ‪:‬‬
‫إن درجة ح اررة الهواء في خار البيت أعلى من داخله‪ ،‬ولذلك فإن السطح الخارجي للسقف المعرض‬
‫للشمس يسخن بامتصاصه لإلشعاع الشمسي‪ ،‬وينقل السقف بعد ذلك هذه الح اررة للسطح الداخلي الذم‬
‫يعمل بدوره على رفع درجة ح اررة الهواء المالمس له بتوصيل الح اررة إليه وفي الوقت ذاته يعكس السقف‬
‫الح اررة فيمتصها األشخاص أو األشياء في الداخل‪ ،‬ولذلك كان استعمال الخشب والطوب واللبن كمواد‬
‫إنشائية في السقف األثر الكبير في عزل ح اررة البيت الداخلية عن التقلبات الح اررية للجو الخارجي‪ ،‬عدا‬
‫عن أن ارتفاع سقف بعض الغرن كاإليوان يعادل ارتفاع طابقين مما يسمح بزيادة التهوية والرطوبة‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)7-1‬أسقف أحد البيوت الدمشقية القديمة‪ ،‬المصدر‪.Google :‬‬


‫(‪)1‬‬
‫‪ -5-2-1‬الفتحات ‪:‬‬
‫ساهمت قلة استعمال الفتحات الخارجية وقلتها بالطابق األرضي بالحفاظ على درجة الح اررة الداخلية المناسبة‬
‫للبيت‪ ،‬وقد استخدمت ألواح خشبية مفرغة من الخشب المخروط المتشابك والمزخرن أمام الفتحات عرفت‬
‫بالمشربيات ككاسرات للشمس‪ ،‬فحققت بذلك الحد من قوة اإلضاءة الطبيعية في الفراغات الداخلية‪ ،‬عدا عن‬
‫أنها تعمل على تلطيف وتنقية الهواء المحمل باألتربة عند المرور من فتحاتها الصغيرة التي تسمح بالرؤية‬
‫من الداخل إلى الخار وليس بالعكس فتحقق الخصوصية والحماية والجمالية أيضا‪ ،‬وأما فتحات الغرن‬
‫الشتوية العلوية المطلة على الفناء فكانت واسعة متجهة إلى الجنوب ومن الزجا للسماح ألشعة الشمس‬
‫بالدخول كما يوضح الشكل (‪ ،)13-1‬كما وجدت النوافذ الداخلية العلوية تحت السقف مباشرة فساعدت على‬
‫تيمين إنارة علوية باإلضافة إلى تسهيل خرو الهواء الساخن المجمع في الطبقات العليا للغرن‪.‬‬
‫‪ -6-2-1‬الواجهات الخارجية ‪:‬‬
‫لقد صممت الواجهات الخارجية مصمتة مطلية باللون األبيض أو الكلسة البيضاء لتعكس أشعة الشمس في‬
‫شكل الطابق األول بروزات عن الطابق األرضي على جانبي الشارع لتممن تظليل ألجزاء‬ ‫الصيف‪ ،‬وقد ّ‬
‫كبيرة من الجدران الخارجية للبيوت الدمشقية كما يوضح الشكل (‪.)14-1‬‬

‫الشكل (‪ :)9 -1‬معالجة الواجهات الخارجية للبيت‬ ‫الشكل (‪ :)8 -1‬معالجة الواجهات الداخلية ضمن‬
‫العربي في دمشق القديمة ‪ ،‬المصدر ‪ :‬الباحثة‬ ‫فناء البيت العربي ‪ ،‬المصدر‪ :‬الباحثة‬

‫وء إعادة التوظيف على سبيل المثا (المطاعم)‪ ،‬رسالة دبلوم في كلية الهندسة‬ ‫‪ -1‬همت ميس‪ ،‬دراسة معمارية للبيت الدمشقي في‬
‫المعمارية‪ ،‬دمشق‪/‬سوريا‪2005 ،‬‬
‫‪-‬التعريف بالبيت الدمشقي‪-‬‬
‫‪- 10 -‬‬ ‫دراسة األثر البيئي للتوظيف الفندقي لبيوت دمشق القديمة‬

‫‪ -3-1‬المتطلبات المناخية في مدينة دمشق القديمة والواج مراعاتها في البيت الدمشقي‪:‬‬

‫إن أه االستجابات األكثر ضرورة والالزم توافرها في المنزل الدمشقي وفق المتطلبات المناخية في مدينة‬
‫(‪)1‬‬
‫دمشق تندر تحت البنود التالية مرتبة وفق ضرورتها بدءا من األه ‪:‬‬

‫‪ -1-3-1‬الحماية من حر الصيف ‪:‬‬


‫يممن الفناء فراغا مفتوحا على الضوء والنسي ومحميا من أشعة الشمس المباشرة خالل أغلبية النهار‬
‫بواسطة أقسام المنزل المحيطة به‪ ،‬وككل فراغ مكشون فإن الفناء يخسر الح اررة المكتسبة باإلشعاع ليال‬
‫نها ار‪ ،‬ولكن الخسارة المحسوسة تت ليال ‪.‬‬
‫يت التبادل الحرارم بين أقسام المنزل المعيشية وبين الخار ليال عبر طريقتين ‪ :‬اإلشعاع الحرارم‬
‫‪ Convection‬والتبادل الحرارم االنتقالي ‪ Convection- Heat Exchange‬كما يوضح الشكل (‪)15-1‬‬
‫وكلما صغرت مساحة الفناء بالنسبة الرتفاع الجدران حوله أمكن تحقيق التيار االنتقالي للهواء البارد‬
‫والساخن بشكل أفضل‪ ،‬ألن الشمس تصل إلى سطح الفناء متيخرة نسبيا‪ ،‬ولكن في دمشق كان توسيع‬
‫الفناء ضروريا لتيمين دخول الشمس إلى غالبية األقسام المعيشية في الجنوب والشرق وخصوصا في‬
‫الطابق األول دون أن يظللها الجناح الشمالي للبيت في فصل الشتاء ‪.‬‬

‫كما اعتمد المنزل الدمشقي في مقاومة حر الصيف في إنشائه وسماكة جدرانه على خاصية "االستيعاب‬
‫الحرارم العالي" للجدران واألسقف فالجدران السميكة والمواد العالية الوزن الحجمي المستعملة تساه في‬
‫المحافظة على برودة المنزل نها ار بامتصاص ح اررة الشمس الساقطة عليها‪ ،‬وتيخذ الح اررة زمنا للمرور‬
‫عبر الجدران إلى الداخل ‪ ،‬وإن هذه الخاصية تسه في زيادة درجة الح اررة الداخلية ليال بواسطة انعكا‬
‫الح اررة الممتصة نها ار‪ ،‬ولكن وسائل التهوية الطبيعية تسه في التخلص من الح اررة الزائدة كما أن استعمال‬
‫تتركز حياة العائلة بالباحة واإليوان في المساء‪.‬‬ ‫هذه األقسام قليل مساء حي‬

‫االستيعاب الحراري‬ ‫الحرارة المفقودة عن‬ ‫حركة الهواء‬ ‫حركة الهواء‬ ‫حركة الهواء‬
‫العالي للجدران في‬ ‫طريق األشعة‬
‫نقل الحرارة‬ ‫الساخن‬ ‫المعتدل‬ ‫البارد‬
‫المنعكسة من الداخل‬
‫للخارج‬
‫الشكل (‪ :)10-1‬مقطع في بيت دمشقي قديم يبين كيفية تبريد الجو والحماية من حر الصيف‪ ،‬المصدر‪ :‬الباحثة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬كبريت‪ ،‬زكريا محمد‪ ،‬البيت الدمشقي خالل العهد العثماني ج‪1‬الطبعة ‪ ،2‬مكتبة كلية الهندسة المعمارية‪ ،‬دمشق‪/‬سوريا‪ ،2010،‬ص‪38‬‬
‫‪-‬التعريف بالبيت الدمشقي‪-‬‬
‫‪- 11 -‬‬ ‫دراسة األثر البيئي للتوظيف الفندقي لبيوت دمشق القديمة‬

‫اعتمدت غالبية البيوت على األسقف المستوية الحاملة لألوزان‪ ،‬وقد أمكن ذلك بسبب قلة األمطار في‬
‫المناخ المحلي‪ ،‬وعلى هذا األسا يمكن لألقسام الداخلية التخلص من بعض الح اررة الزائدة بفضل األشعة‬
‫االنعكاسية الموجهة نحو السماء ‪ ،‬كما تشكل األسقف المرتفعة لبعض القاعات استجابة إيجابية للمناخ‬
‫حي تمكن الهواء الساخن من الصعود إلى مستوى السقف داخل القاعة وتبديله بهواء أبرد من أرض‬
‫الباحة يحل محله حسب خاصية السحب‪ .‬الشكل (‪)15-1‬‬
‫وإن استجابة األبنية لدرجات الح اررة القصوى لها عالقة بنسبة الحج الداخلي للمبنى إلى سطحه المعرض‬
‫خف حج انتقال الح اررة الخارجية للمبنى وما ساعد على ذلك في‬ ‫للجو الخارجي‪ ،‬فكلما ارتفعت النسبة َ‬
‫البيت الدمشقي هو التجمع المتراص لألبنية ‪.‬‬
‫وإن بناة البيوت الدمشقية ل يقوموا بدراسات لحساب مساحة الباحة بالنسبة لالرتفاع‪ ،‬وإنما كان ذلك نتيجة‬
‫لتجارب متعددة‪ ،‬كما أن أهل البيت تفهموا كي ية الوظيفة الح اررية للفناء من خالل استخدامه له في‬
‫قل استعماله خالل فترة الظهر وبعد الظهر وخالل فترة الشتاء‪.‬‬
‫الصباح والمساء صيفا في حين َ‬

‫‪ -2-3-1‬الحماية من الشمس في الصيف‪:‬‬


‫تظلل جدران المنزل أرضية الفناء وتحميه من أشعة الشمس المباشرة في الصباح وبعد الظهر فقل‪ ،‬وتتركه‬
‫معرض لها في فترة الظهيرة‪ ،‬فجاء اإليوان كحل معمارم للحماية منها‪ ،‬وهو عبارة عن فراغ مسقون‬
‫عال واسع على الفناء‪ ،‬مواجه للشمال دوما بحي يمكن استعماله خالل النهار من دون‬ ‫ٍ‬ ‫ومفتوح بقو‬
‫التعرض ألشعة الشمس خالل النهار كونه محمي من أشعة الشمس في الصباح الباكر أو ما بعد الظهر‬
‫بسبب وجود الجناحين الشرقي والغربي‪.‬‬
‫وكذلك للحماية من أشعة الشمس طليت األسطح بالعدسة الغنية بالكلس‪ ،‬فالسطح األبيض يمتص ‪%15‬‬
‫فقل من طاقة الشمس الساقطة عليه في حين ترتفع نسبة االمتصاص إلى ‪ %75‬تقريبا في اللون األسود‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫الشكل (‪ :)11-1‬الظال المتوفرة في البيت الدمشقي القديم‪ ،‬المصدر‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫من ح اررة شمس الصيف‬ ‫وقد أثبتت التجارب أن سطح المبنى المكعب المواجه للشمس يتلقى ‪%50‬‬
‫الساقطة على المبنى ككل‪ ،‬في حين تتلقى الجدران األربعة الا ‪ %50‬الباقية‪ ،‬وتزداد هذه النسبة في البيوت‬
‫الدمشقية التي تشاركت في جدرانها الخارجية واختفت جدرانها الداخلية خلف النباتات ‪.‬‬
‫باإلضافة إلى استعمال المشربية (الخص) التي ساعدت على تخ يف حدة الضوء مع توفير التهوية‪ ،‬حي‬
‫عمد البناؤون لعمل فتحات في الشباك العادم بواسطة منخل من الخشب سمي المشربية ‪ ،‬وتتيح المشربية‬
‫الرؤية من الداخل إلى الخار وتحجب الرؤية من الخار للداخل ‪.‬‬

‫‪ -‬برنامج التعاون السورم‪-‬األلماني )‪ ،(GTZ‬استراتيجية الطاقة في دمشق القديمة‪ ،‬محافظة دمشق بدع من‪ ،UDP-GTZ‬سوريا‪.2010/‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬كبريت‪ ،‬زكريا محمد‪ ،‬البيت الدمشقي خالل العهد العثماني ج‪1‬الطبعة ‪ ،2‬مكتبة كلية الهندسة المعمارية‪ ،‬دمشق‪/‬سوريا‪ ،2010،‬ص ‪41‬‬
‫‪-‬التعريف بالبيت الدمشقي‪-‬‬
‫‪- 12 -‬‬ ‫دراسة األثر البيئي للتوظيف الفندقي لبيوت دمشق القديمة‬

‫‪ -3-3-1‬التبريد‪:‬‬
‫يعتبر التبريد العامل األساسي في تيمين الراحة الح اررية عندما تكون درجة الح اررة مرتفعة بغض النظر عن‬
‫(‪)1‬‬
‫العزل و التظليل‪ ،‬ويمكن تحقيق التبريد بعدة طرق اتبعت جميعها في البيوت الدمشقية كان منها ‪:‬‬
‫أ‪ -‬التبريد باإلشعاع الطويل – الموجة ليالً‪:‬‬
‫لقد أوضحنا سابقا في الفقرة السابقة كي ية التبريد الليلي باإلشعاع وكي ية استفادة السكان منه‪ ،‬ولو أن ذلك‬
‫كان بطريقة عفوية‪ ،‬كاالجتماع والنوم على سطح البيت الذم يعتبر األمثل النعكا الح اررة في السماء‪.‬‬
‫ب‪ -‬التبريد بالتبخر‪:‬‬
‫آمن سطحا للتبادل بينها وبين الهواء‪ ،‬فكلما ازداد‬
‫كان وجود البحرة في الفناء عامال أساسيا للتبريد‪ ،‬حي ّ‬
‫أدى إلى زيادة رطوبة هواء الفناء وتبريده‪ ،‬كما وجد أيضا مصب مائي (سلسبيل) في القاعة الرئيسية أو‬
‫اإليوان يغذم البحرة ويشكل سطحا أوسع للتبادل الحرارم مع الهواء‪ ،‬وكان لزراعة النباتات في فناء البيت‬
‫دور هام أيضا في زيادة الرطوبة النسبية‪ ،‬باإلضافة لتوضع العرائش على السطح حي يممن مساحات‬
‫ظليلة‪ ،‬وبالتالي يحمي األسطح من أشعة الشمس وبذلك يحول دون نقلها لداخل المنزل‪.‬‬

‫(‪)2‬‬
‫الشكل (‪:(12 -1‬التبريد الناتج عن التبخر وعن الظال في الفناء التقليدي‪ ،‬المصدر‪:‬‬
‫جق‪ -‬التهوية الطبيعية ‪:‬‬
‫كان تيمين التيارات الهوائية في البيت الدمشقي عن طريق النوافذ المتقابلة صعبا بسبب اعتبارات‬
‫تخطيطية واجتماعية‪ ،‬مما أدى إلى قلة النوافذ الخارجية للغرن‪ ،‬واستخدمت الفتحات المتراكبة لاتيمين‬
‫التهوية الطبيعية‪ ،‬ولقد كان تنفيذها ممكنا على الواجهات الداخلية للقاعة بفضل االرتفاعات العالية ألسقف‬
‫تلك القاعات‪ ،‬وفي بعض الحاالت أمكن استعمال ثالثة صفون من النوافذ فوق بعضها البعض‬
‫‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)13 -1‬دور الفناء في التهوية‪ ،‬المصدر ‪.Google :‬‬


‫‪1‬‬
‫‪ -‬المصدر السابق ذكره‪ ،‬ص ‪.45 -42‬‬
‫‪ -‬برنامج التعاون السورم‪-‬األلماني )‪ ،(GTZ‬استراتيجية الطاقة في دمشق القديمة‪ ،‬محافظة دمشق بدع من‪ ،UDP-GTZ‬سوريا‪.2010/‬‬
‫‪2‬‬

‫‪-‬التعريف بالبيت الدمشقي‪-‬‬


‫‪- 13 -‬‬ ‫دراسة األثر البيئي للتوظيف الفندقي لبيوت دمشق القديمة‬

‫‪ -4-3-1‬الحماية من البرد ‪:‬‬


‫تمت معالجة األسقف لمقاومة المطر بتطيينها بالعدسة الغنية بالكلس‪ ،‬وإعادة ذلك كل عدة سنوات مع دك‬
‫طبقة طينية وتيمين ميالن خ يف و للتخلص من الماء من نقطة واحدة‪ ،‬كما امتدت أطران السقف إلى‬
‫مسافة قصيرة فوق الجدران مشكلة إفريز يحيل بسطح المنزل ألجل حماية الجدران من تسرب الماء عبرها‪.‬‬
‫أما الجدران الداخلية فقد حمتها أسقف الرواق‪ ،‬ومن دراسة نمل التنقل الداخلية نالحظ أن الحياة في‬
‫الصيف تنقلت بين اإليوان والصحن والسطح في محاولة القتناص أفضل الشروط المناخية في حين انقلب‬
‫هذا التنقل الصيفي إلى استقرار شتائي‪ ،‬حي تتركز غالبية الوظائف الحياتية في غرن الطابق األول‬
‫األصغر حجما من غرن الطابق األرضي عادة حي يمكن تدفئتها بطريقة أسهل ‪.‬‬
‫و كاستجابة معمارية بنيت "الطزر" في قاعات المنازل الدمشقية فوق هيكل خشبي يرفعها عن التما‬
‫المباشر مع األرضية الرطبة ويممن فراغا هوائيا عازال ‪.‬‬
‫‪ -5-3-1‬التشميس في الشتاء‪:‬‬
‫من خالل دراسة تفاعل المنزل الدمشقي مع حركة الشمس وتوجيهه وفتحه وإغالقه تتبع ثالثة أسباب‬
‫معمارية طبقت فيه لالستفادة من شمس الشتاء بطريقة ذاتية ‪ Passive Solar Methods‬وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬احتواء الفراغات الموجهة للجنوب وأحيانا إلى الشرق والغرب بالمنزل على العديد من النوافذ وخصوصا‬
‫في الطابق األول‪ ،‬حي ال يمكن للجناح الشمالي حجب الشمس المنخفضة شتاء وكذلك نالحظ أن‬
‫غرن الطابق األول المواجهة للجنوب فوق القاعة الرئيسية أعلى سقفا من جناح اإليوان‪.‬‬
‫‪ -2‬التشكيل التناظرم لقاعات المنزل حول الفناء المواجهة لالتجاهات الرئيسية األربعة‪ ،‬تمدم هذه القاعات‬
‫الوظيفة نفسها وهي الضيافة‪ ،‬الجنوب للشتاء والشمال للصيف كما يوضح الشكل (‪.)19-1‬‬

‫حركة أشعة الشمس وانتقالها في فصل الشتاء‬

‫الشكل (‪ :)14 -1‬مقطع في بيت دمشقي قديم يبين كيفية التشميس والحماية من برد الشتاء‪ ،‬المصدر‪ :‬الباحثة‪.‬‬
‫‪ -3‬اعتمد الطابق األرضي على اإلنشاء الحجرم الثقيل والجدران السميكة وعلى قلة الفتحات المطلة على‬
‫الخار وإمكانية إغالق الفتحات الداخلية‪ ،‬وبالتالي فهو يعتمد مناخيا على االستيعاب الحرارم العالي لمواد‬
‫إنشائه في محاولة لتقليل المدى الحرارم اليومي ومقاربة درجتي النهار والليل الحديتين وهذه تدفئة طبيعية‪.‬‬
‫زود بنوافذ عديدة وخارجية أحيانا‪،‬‬
‫وأما الطابق األول فقد كان إنشاؤه أخف‪ ،‬من اللبن والخشب‪ ،‬وقد ّ‬
‫فسمحت تلك النوافذ للشمس بالدخول شتاء وتدفئة الفراغ بالكسب المباشر للطاقة (‪(Direct Heat Gain‬‬
‫مما ساه في إحسا السكان بدنء الشمس خالل النهار‪.‬‬

‫وصقلت لكي‬‫طورت على مدى أجيال من التجربة والتصحيح‪ ،‬قد ُح ّسنت ُ‬ ‫وبذلك فإن أساليب البناء التي ّ‬
‫تمدم الوظائف بيسهل السبل باإلضافة إلى استجابة هيكله ومواده لشروط محيطه الطبيعي واستفادته من‬
‫مصادر الطاقة المتوافرة بشكل مباشر في هذا المحيل ‪.‬‬
‫‪-‬التعريف بالبيت الدمشقي‪-‬‬

You might also like