You are on page 1of 22

‫الباب األول ( تصميم الفراغات )‬

‫‪ 1-3‬تصميم الفراغـــات العمرانية‬


‫يتم التع رف في ه ذا الج زء من البحث على نظري ات ومف اهيم تص ميم الفراغ ات طبق ا ً آلراء المنظ رين في ه ذا‬
‫المج ال ‪,‬كم ا يتم ص ياغة االحتياج ات والمتطلب ات الخاص ة بالفراغ ات وك ذلك دراس ة األسس النظري ة ال تي تتعل ق‬
‫بالفراغات العمرانية ثم عوامل تصميم الفراغات وذلك كالتالي‪-:‬‬

‫‪-48-‬‬
‫الباب األول ( تصميم الفراغات )‬

‫‪ 1-3-1‬نظريات ومفاهيم تصميم الفراغات العمرانية‪.‬‬


‫ظهرت عدة نظريات لوضع أسس لتصميم الفراغات العمرانية‪ .‬ومن هذه النظريات تبرز ستة من أهم المداخل‬
‫التصميمية التي ظهرت في القرن العشرين‪.‬وذلك طبقا ً آلراء المنظرين وهي كما يلي‪.1‬‬
‫‪ 1-3-1-1‬مدخل األسس الفنية لـ (‪Technical Approach : ) Camillo Sitte‬‬
‫قام (‪ )Sitte‬باستخالص مجموعة من األسس لتصميم الساحات ‪ ،‬والش وارع‪ ،‬والمي ادين العام ة‪ .‬واس تخلص (‪)Sitte‬‬
‫من تحليل العناصر الفنية لتشكيل مدن العصور الوسطى مجموعة من األسس ‪ ،‬وعرضها في عدة نقاط‪:2‬‬
‫العالقة بين المباني ‪ ،‬والتماثل من ناحية‪ ،‬والفراغ العمراني من ناحية أخرى‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫األنشطة التي تحدث في الميادين‪ ،‬وعالقتها بالمباني المحيطة بالميدان‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫العالقة بين وضع المبنى في الفراغ‪ ،‬وإدراكه‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مفهوم االحتوائية في الميادين العامة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫شكل وحجم الفراغ العمراني‪،‬والنسبة بين حجم الفراغ وارتفاع المباني المحيطة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تأثير التشكيل (المنتظم‪ /‬غير المنتظم هندسياً) للفراغات العمرانية على إدراك الفراغ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إدراك الساحات التي ترتبط بمبنى ضخم (صرح) ‪ ،‬وتسمى بـ‪ :‬تجمع الساحات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫نقاط اتصال الشوارع المحيطة بالساحات العامة‪ ،‬والعالقة النسبية بين اتساع الشارع‪ ،‬وحجم الفراغ‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 1-3-1-2‬مدخل مظهر المدينة لـ (‪:)Gordon Cullen‬‬
‫‪The Townscape Approach‬‬
‫اعتمد ((‪Cullen‬في كتابه (‪ )Townscape‬على تحليل تتابع رؤية الفراغات بالمدينة وتأثير اإلضاءة‪ .‬والتأثير‬
‫المنظوري ‪ .‬أي أن مدخله كان مدخلا بصريا ً بحتا ً‪ 3.‬و يمكن تصنيف منهجه للتعامل مع العمران على أنه رؤية‬
‫تفصيلية للعمران (‪ ) Micro‬من الشارع بتكوين خبرات جزيئية عن العمران يستغلها العقل البشري فيما بعد لتكوين‬
‫خبرة إجمالية ورؤية متكاملة للعمران‪ .‬مما يجعل رؤيته للعمران جزئية تشتمل على البعد الثالث "االرتفاع" والبعد‬
‫الرابع "الزمن" باإلضافة إلى "اإلحساس" وبحيث تكون هذه االنطباعات مجتمعة االنطباع الذهني العام للمدينة ككل‪.‬‬
‫واالنطباع اإلجمالي للعمران المتكون من الجزيئات يكون به إحساس منفصل لكل جزء‪ ،‬حيث يرى ‪ Cullen‬أن‬
‫تكوين الصورة الذهنية النهائية للمدينة ال يعتمد بصورة أساسية على وجود العنصر البصري ولكن يعتمد بشكل اكبر‬
‫على كيفية الرؤية ‪ ،‬ووقت الرؤية والظروف المصاحبة للرؤية‪ .‬كذلك فإن الرؤية الجزئية المؤدية إلى تكوين االنطباع‬
‫العام عن المدينة يكون من تجميع لقطات الرؤية الجزئية وإضافة اإلحساس إليها‪ .‬لذلك يمكن أن نفهم رؤية ‪Cullen‬‬
‫عن االنطباع ‪ Image‬بأنها عدة لقطات في شريط فيديو بينها زمن معين‪ .‬فاالنطباع المتكون من صور جزئية نهتم فيه‬
‫بظروف رؤية إلخطوات الجزئية وترتيبها ‪ ،‬ونترك موضوع تكوين الصورة الذهنية الكلية للمستخدم نفسه‪ .‬وبالتالي‬
‫فإننا في الرؤية المتتابعة التي تكلم عنها ‪ Cullen‬ال ننتظر حتى تكون الصورة الذهنية الكلية لفهم المدينة ‪ ،‬بل نكون‬
‫إحساسنا من كل منطقة نراها ونفهم معلوماتها ‪ .‬فاألشكال أو المعلومات التي نستقبلها بحواسنا إلخمس تكون غير كافية‬
‫لتكوين االنطباع المتكامل عن المكان‪ ،‬ولكننا نضيف اليها اإلحساس‪ ،‬ونربطها بخبراتنا السابقة حتى يمكننا تثبيتها في‬
‫العقل بصورة انطباع‪ .‬هذه الرؤية تحقق تصور حركة المشاة داخل المدينة ‪ ،‬حيث نسير في طرقها ونرى مبانيها من‬
‫قرب وبالتالي فيمكننا رؤية التفاصيل باإلضافة إلى استنتاج بعض العادات والسلوكيات الجماعية ‪ ،‬ودراسة تأثيرها‬
‫على تكوين العمران‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Micro urban vision = Physical vision + Social Behavior + Urban Sense‬‬
‫‪ 1-3-1-3‬مدخل الصورة الذهنية للمدينة لـ (‪:5)Kevin Lynch‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ - %‬رسالة ماجستير كلية الهندسة ‪،‬‬
‫‪ -‬شريف محمد علي الوجيه ‪ ،‬المقابلة بين األسس النظرية لتشكيل الفراغات العمرانية ومردودها لدى المستعملين‬
‫جامعة القاهرة ‪. 2000 -‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.Krier.R., " Urban Space " Rizzoli international Publications, Inc., New York. 1979 -‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Farouk. H. " Al-maidan- The transformations of cairene Urban space in a historical and cultural context", A.Sc., -‬‬
‫‪University of California, Berkeley, U.S.A., 1933‬‬
‫‪4‬‬
‫‪.Cullen, G. " The concise Town Space " . Van Nostrand Reinhold Co., New York, 1961 -‬‬
‫‪5‬‬
‫‪.Farouk. H.,op.cit.1933 -‬‬

‫‪-49-‬‬
‫الباب األول ( تصميم الفراغات )‬

‫‪The Image of the City Approach‬‬


‫أشار (‪ )Lynch‬إلى خمسة عناصر للصورة الذهنية للبيئة العمرانية‪ ،‬وهى (المسارات ‪ ،‬المناطق المتجانسة عمرانيا ً ‪،‬‬
‫الحدود ‪ ،‬عالمات الموقع‪ ،‬نقاط التجمع)‪ .‬وقد نظر إلى الفراغات العمرانية العامة كنقاط تجمع عمرانية‪ ،‬تتركز فيها‬
‫األنشطة‪ ،‬وتساعد على تنظيم التشكيل العمراني للمدينة‪ .‬فعبقرية الدراسة التي قام بها لنش عام ‪ 1960‬تكمن في‬
‫تبسيطه لطريقة التعبير عن االنطباعات العمرانية بلغة الرسم المسطحة في بعدين فقط مما جعلها سهلة التناول لكل‬
‫المهتمين بالمدينة والقائمين على إدارة عمرانها‪ .‬وقد حدد لنش لغة مبسطة للتعبير عن مكونات المدينة باستخدام لغة‬
‫الرسم األساسية "النقطة – إلخط – المساحة" إلنتاج رسم ثنائي األبعاد (‪ )2D‬يعبر عن االنطباعات الذهنية لألشخاص‬
‫عن المدينة التي يعيشون فيها ‪ .‬إال أن تطبيق هذه اللغة على مستوى المدينة بشكل إجمالي أفقدها البعد الثالث والبعد‬
‫الرابع (الزمن) واإلحساس بالتفاصيل والمكونات الصغيرة على مستوى الشارع "‪ "Urban Sense‬ومن هنا نرى ان‬
‫كيفين لنش اهتم بالتعبير عن االنطباعات الذهنية للمدينة بشكل إجمالي قليل التفاصيل مع التركيز على التعبير عن‬
‫مكوناته المادية البصرية بصورة ثنائية األبعاد‪City Image = Micro vision of its physical ( 1،‬‬
‫‪ )components‬كذلك فقط أوضحت دراسة "كيفين لنش" أن هذا التعبير الناتج عن االنطباع الذهني المتكون داخل‬
‫العقل يتأثر بطريقة "استخراجه" سواء كانت بمقابالت مع مستعملي المدينة يعبرون فيها بطريقة كالمية عن المكونات‬
‫العمرانية للمدينة وخصائصها أو يقومون خاللها برسم اسكتشات عن مكونات المدينة أو من خالل قيام القائمين على‬
‫الدراسة من المتخصصين برسم االنطباع الذهني المتوقع عن المدينة‪ .‬فكل طريقة من طرق الحصول على االنطباع‬
‫الذهني تترك آثارها على تكوين االنطباع وصورته المرسومة‪.‬‬
‫‪:2‬‬ ‫‪ 1-3-1-4‬مدخل التصنيف النوعي للفراغات العمرانية لـ (‪)Rob Krier‬‬
‫‪The Urban Space Typology Approach‬‬
‫وضح (‪ )Krier‬أن الفراغات العمرانية تعتبر عناصر ضرورية‪ ،‬وفعالة في تكوين المدينة‪ ،‬وهى تنقسم إلى أنماط‪،‬‬
‫وأنواع عديدة ( شوارع‪ ،‬ميادين ‪ ،‬فراغات بين المنشآت ‪ .)...‬ويتكون النسيج العمراني للمدينة من تجميع هذه األنماط‬
‫معا ً‪ .‬لقد بنى (‪ )Krier‬تحليله للفراغات العمرانية على مدخل هندسي تشكيلي‪ ،‬حيث أشار إلى أن أصل الشكل‬
‫الهندسي للفراغ العمراني لن يخرج عن المربع ‪ ،‬أو الدائرة‪ ،‬أو المثلث ( مع تطبيق عمليات تشكيلية متعددة عليها‬
‫مثل ‪ :‬اإلضافة‪ ،‬أو الحذف ‪ ،‬أو التجزئة ‪ ،‬أو التقسيم)‪ .‬ومن الممكن أن يكون التشكيل منتظما ً ‪ ،‬أو غير منتظم‪ .‬كما‬
‫أشار إلى بدائل حدود الفراغات العمرانية ( حوائط ‪ ،‬عقود ‪ ،‬ممرات ‪ ،‬مسقوفة ‪ ،‬عناصر نباتية ‪.)...‬‬
‫‪ 1-3-1-5‬مدخل تشكيل المدينة لـ (‪: )Lioyd Rodwin & Kevin Lynch‬‬
‫‪The Form of the City Approach‬‬
‫اقترح (‪ )Rodwin & Lynch‬مدخلا ً لتحليل تشكيل المدينة‪ ،‬مبنيا ً على الوصف المجرد لألنماط المختلفة لألنشطة‬
‫من ناحية ‪ ،‬وللتشكيل العمراني ‪ ،‬وتوزيع الفراغات العمرانية في المدينة من ناحية‪.‬‬
‫وقد اعتبر (‪ )Rodwin & Lynch‬أن البؤرة أو العقدة تصبح أقوى بكثير إذا ما اجتمع لها تركيز حركة المشاة‬
‫وأنشطتهم باإلضافة إلى تركيز وحركة المرور اآللي إذا لم يؤثر أي منهما على اآلخر ‪،‬فعلى سبيل المثال ميدان‬
‫الحسين يمثل عقدة قوية لحركة المشاة وأنشطتهم وفي نفس الوقت على مسار رئيسي للحركة اآللية مما يجعله قويا ً جدا‬
‫في أذهان مستعملي مدينة القاهرة‪.‬‬
‫‪ 1-3-1-6‬مدخل نظرياتـ الفراغ العمراني لـ(‪:3)Roger Trancik‬‬
‫‪Theories of Urban Design Approach‬‬
‫أشار (‪ )Trancik‬إلى ثالثة مداخل مختلفة ‪ ،‬ومتداخلة لتحليل الفراغ العمراني بالنسبة لمحيطه ‪:‬‬
‫‪The Figure-Ground Theory‬‬ ‫‪ )1‬نظرية ثنائية التشكيل‪ /‬األرضية‬

‫‪1‬‬
‫‪.Lynch, Kiven, " The Image of the City " ,The M.I.T. Press, Cambridge, Massachusetts and London, 1975 -‬‬
‫?‬ ‫‪2‬‬
‫‪- .Farouk. H.,op.cit.1933‬‬
‫?‬ ‫‪3‬‬
‫‪- .Farouk. H.,op.cit.1933‬‬

‫‪-50-‬‬
‫الباب األول ( تصميم الفراغات )‬

‫يمكن إعادة تسمية هذه النظرية لتصبح نظرية السد والمفتوح (‪ . )Solid-Void Theory‬وتعتمد هذه النظرية على‬
‫مبان (‪ ، )Solid‬وفراغات مفتوحة (‪.)Void‬‬
‫النظر للتشكيل العمراني للمدينة ككل إلى ٍ‬
‫‪Linkage Theory‬‬ ‫‪ )2‬نظرية مساراتـ االرتباط‬
‫تعتمد هذه النظرية على دراسة عناصر الربط بين الفراغات العمرانية في المدينة‪ .‬والتي قد تكون ( شوارع ‪ ،‬أو‬
‫ممرات مشاة‪ ،‬أو فراغات عمرانية مستطيلة النسبة) ‪ .‬ويساعد تطبيق هذه النظرية على الفراغ العمراني في فهم‬
‫محاور الحركة‪ ،‬وتوزيع حركة المشاة ‪ ،‬وكفاءة هذا التوزيع ‪.‬‬
‫‪Place Theory‬‬ ‫ج) نظريـــة المكـــان‬
‫تتطرق نظرية المكان إلى ما وراء النظرتين السابقتين‪ ،‬وتضيف أبعاداً أخرى هامة‪ ،‬مثل ‪ :‬احتياجات اإلنسان في‬
‫الفراغ‪ ،‬والمحتوى الثقافي‪ ،‬والتاريخي للفراغ العمراني ‪.‬‬
‫‪ 1-3-2‬االحتياجات والمتطلبات الخاصة بصياغة الفراغات العمرانية‪.‬‬
‫تتمثل االحتياجات الخاصة بالفراغات في احتياجات مادية واحتياجات اجتماعية واحتياجات نفسية واحتياجات ثقافية‬
‫واحتياجات تشكيلية جمالية وسوف نبين هذه االحتياجات بشيء من التفصيل فيما يلي ‪:‬‬
‫االحتياجات والمتطلبات الكمية والحجمية ‪:‬‬ ‫‪1-3-2-1‬‬
‫نتناول االحتياجات من خالل ‪-:‬‬
‫أوالً ‪ :‬حجم وتوزيع الفراغات العمرانية ( معاييرـ عامة )‪:‬‬
‫تختلف المعدالت القياسية في الفراغات من بيئة إلى أخرى بتغير الجماعات‬
‫والمجتمعات‪ -‬ففي بعض األحوال يكون هذا التغيير نتاجا ً لعوامل اقتصادية‪-‬‬
‫اجتماعية على المستوى الدولي وذلك يمكن رصده عند المقارنة بين نسب‬
‫االستخدام في الدول المتقدمة والدول النامية‪ ،‬حيث يتغير نصيب الفرد من‬
‫الفراغات المفتوحة العامة الترفيهية من بلد إلى آخر ‪ ،‬ومن بيئة إلى أخرى‬
‫حيث تتناسب مع الظروف الخاصة بكل بيئة ‪ ،‬األمر الذي يدفعنا إلى محاولة‬
‫تحقيق الوظائف واألنشطة المطلوبة داخل الحيزات المتوفرة أو الممكنة‬
‫لالستخدام داخل البيئات عن طريق إعادة تنظيم معطيات التصميم المتوفرة‬
‫لدينا بها‪ .1‬وهذا ما دفعنا إلى فكرة إعادة صياغة المحاور التجارية بقلب‬
‫المدن الثانوية بعواصم المحافظات المصرية لتصبح فراغات عمرانية تلبى‬
‫احتياجات المجتمع‪.‬‬
‫كما يعد العامل المناخي أحد المؤثرات األساسية المتغيرة كنتاج لتغير الموقع‬
‫شكل (‪ )38-1‬توزيع الفراغات المفتوحة ‪.‬‬ ‫الجغرافي‪ .‬وعلى الرغم من ذلك فقد ظهرت بعض المحاوالت لتحديد بعض‬
‫(محمود طه بتصرف الباحث)‬ ‫المعايير لحجم الفراغات وتوزيعها في المدينة‪ .‬فبالنسبة للفراغات المفتوحة‬
‫والمسطحات إلخضراء بصفة عامة ‪ ،‬أكد " الكسندر "‪ "Alexander‬عام(‪ )1977‬على أهمية وجود المناطق‬
‫إلخضراء بالنسبة للناس في جميع مناطق المدينة‪ ،‬وقد افترض أن يكون هناك فراغ عام أخضر على بعد مسافة‬
‫‪750‬قدم أو مسافة زمنية حوالي ثالث دقائق سيراً من المنزل أو مكان العمل‪ ،‬ولذلك يجب أن تكون المساحة‬
‫إلخضراء موزعة بالتساوي بحيث تكون على مراحل من ‪1500‬قدم على التوالي‪ ،‬أي على األقل ‪ 60000‬قدم مربع‬
‫في المساحة‪.2‬شكل ( ‪ )47-1‬وبالنسبة للساحات الكبيرة بوسط المدينة اقترح " لينش ‪ " Lynch‬أن تكون ابعادها من‬
‫‪40‬قدم لتصبح مقبولة في المقاس وحتى ‪80‬قدم لتكون في إطار المقياس اآلدمي ‪ . Human Scale‬وقد كانت في‬
‫الماضي معظم الميادين المغلقة "‪ "Enclosed Square‬ال تزيد عن ‪450‬قدم لطول الضلع القصير‪ .3‬وقد اقترح "‪Ge‬‬
‫‪ "hl‬من ‪ 70‬إلى ‪100‬متر حيث إن هذه هي أقصى مسافة يمكن أن يرى فيها اإلنسان مالمح اآلخر الموجود معه في‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬محمود طه محمود سليم ‪ ،‬الفراغات العامة داخل النسيج العمراني للقاهرة الكبرى ‪ -‬رسالة دكتوراه الفلسفة كلية الهندسة ‪ ،‬جامعة حلوان ‪2000 -‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.Alexander, C. et al. – " A pattern Language " – Oxford University, Press, New York, 1977 -‬‬
‫‪3‬‬
‫‪.Lynch, Kiven, " The Image of the City " ,The M.I.T. Press, Cambridge, Massachusetts and London, 1975 -‬‬

‫‪-51-‬‬
‫شكل (‪ )39-1‬توزيع الفراغات المفتوحة ‪.‬‬
‫(محمود طه بتصرف الباحث)‬
‫الباب األول ( تصميم الفراغات )‬

‫نفس الفراغ أو يتابع بها األحداث وأيضا ً يتابع تعبيرات الوجه من مسافة ‪35-20‬متر‪ .1‬وقد تم االتفاق في مدينة "سان‬
‫فرانسيسكو" على أن أكبر مساحة يمكن أن يمشيها اإلنسان داخل فراغ عام مفتوح هي ‪900‬قدم أي حوالي ‪270‬م‪،‬‬
‫ويجب مراعاتها في تصميم الساحات الكبيرة الحجم‪ .2‬وفي عام ‪ 1985‬ثبتت مدينة " فرانسيسكو" بالواليات المتحدة‬
‫األمريكية خطة لوسط المدينة وكانت من وضع المعماري ‪ . Paul Goldberget‬حيث اقترح أن كل خمسين قدم‬
‫مربع من فراغ المكاتب قدم مربع واحد من الفراغ المفتوح المخصص لالستخدام العام‪ .3‬أما في المجاورات السكنية‬
‫فقد أوضح (‪ ).N.L.Englhardt, Jr‬أنه البد أن يتوفر في مركز المجاورة السكنية أو بالقرب منها مسطح للعب‬
‫والترفيه‬
‫مناسب وأال تزيد مسافة المشي للمجاورة عن ½ ميل‬
‫وافترض أن لكل أربع وحدات من هذه المجاورات (التي‬
‫تحوى ‪6800‬شخص) حديقة كبيرة للترفيه ‪ .‬وهذه األربعة ومحتوياتها تسمى ‪ Community‬وتحوى (‪2400‬شخص)‬
‫وتتجمع بحيث ال تزيد مسافة المشي عن واحد ميل‪ .4‬شكل ( ‪ )39-1‬وتعتبر مسافات السير في المجاورات السكنية من‬
‫العوامل الحاكمة لتوزيع الحدائق والفراغات العامة بداخلها‪ ،‬فمن مسافات السير المختلفة يمكن تحديد اآلتي‪:5‬‬
‫‪ -‬المحيط المباشر للمسكن (‪200‬متر)‪.‬‬
‫وهو يحتاج إلى فراغ للعب أو حديقة صغيرة للقاءات الجيران ولعب األطفال (‪. )Play lot or Minipark‬‬
‫‪ -‬اإلمداد باالحتياجات اليومية والمحالت (‪600‬متر)‪:‬‬
‫ويحتاج حديقة المجاورة وتكون في مركز المجاورة (‪ )Neighber hood park‬حيث تصمم لتخدم األطفال من سن‬
‫‪ 6‬إلى ‪ 14‬وكذلك مركزاً لألنشطة في المجاورة للسكان بكافة أعمارهم للتفاعالت االجتماعية والترفيه والترويح حيث‬
‫يجب أن تكون في حدود ¼ ميل من المنطقة التي تخدمها وال تزيد مسافة المشي عن ½ميل‪.6‬‬

‫خارج المجاورة (أطراف المجاورة) (‬


‫‪700‬متر)‪:‬‬
‫للذهاب إلى المركز الصحي والمركز‬
‫الثقافي والمدرسة الثانوية ويحتاج إلى‬
‫حديقة كبيرة لمركز التجمع (‬
‫‪. )Community center Park‬‬
‫شكل (‪ )40-1‬مسافات السير لمختلف أفراد األسرة‬ ‫وبهذا تبين لنا بعض المعدالت الخاصة‬
‫والمطلوبة داخل العمران من الفراغات‬
‫العمرانية وعناصر إلخدمات بها‪.‬‬
‫وبمقارنة هذه المعدالت بقلب المدن الثانوية بعواصم المحافظات يتضح لنا افتقارها الشديد لهذه الفراغات ‪ .‬األمر الذي‬
‫يتطلب ضرورة تحقيقه‪ .‬والسعي إليجاد حل لهذه المناطق وبهذا فقد افترضنا أن الحل يكون بإعادة صياغة الفراغات‬
‫المتوفرة من الشوارع التي حولت إلى تجارية وصياغتها من جديد لتصبح فراغات عمرانية تجارية تخدم هذه‬
‫المناطق‪.‬‬
‫االحتياجات والمتطلبات االجتماعية‬ ‫‪1-3-2-2‬‬
‫وقد تبنى " التونى " ونسمات عبد القادر " مفهوم " الحارة المصرية " ‪ ،‬ذلك التجمع البشرى ذو المسار المحدود‬
‫الطول والذي تتركز فيه األنشطة ‪ ،‬ويبلغ طوله المتوسط مائتي متراً حيث يعتقد أنه كلما صغر حجم الجماعات‬
‫‪1‬‬
‫‪.Gehl, Jan" Life Between Buildings- Using Public spaces " Van Nostrand Rienhold. New York-1987 -‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Cooper Marcus, Clare & Carolyn Francis – "People Places- Design Guide lines for Urban Open Spaces- Von -‬‬
‫‪.Nostrand Reinhold, New York, 1990‬‬
‫‪3‬‬
‫‪.Cooper Marcus, op.cit. 1990 -‬‬
‫‪4‬‬
‫‪.N.I., Engelhardt, Jr., " The School- Neighborhood Nucleus", Architectural Forum, October, 1943 -‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Stadtantwiek lung-stadtebau "Rum For Fussganger, wege Durch Die Stadt".‬‬
‫‪6‬‬
‫‪Arther B. Gallion, FAIA, Simon Eisner, AIP. " The Urban Pattern" City Planning and design Van Nostrand, New -‬‬
‫‪.York- Third Edition- 1975‬‬

‫‪-52-‬‬
‫الباب األول ( تصميم الفراغات )‬

‫البشرية زادت فرص التفاعل االجتماعي‪ .1‬إن الحاجة إلى االجتماع أصبحت ماسة وهامة في مجتمعاتنا لمحاولة إعادة‬
‫الروح والحياة لمدننا ‪ ،‬والفراغات العمرانية تعتبر من أهم الوسائل التي تحقق وهذا االتصال االجتماعي المطلوب‪،‬‬
‫ويمكن تشجيع العالقات االجتماعية واالتصال بين سكان المدينة في الفراغات العمرانية عن طريق العوامل اآلتية ‪:‬‬
‫تنمية االتصال البشرى ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إيجاد مناطق للتجمع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫توفير أماكن مجمعة للعب وخاصة لألطفال‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫توفير أماكن جيدة وصالحة لجلوس األسر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫توفير الفراغات المغلقة والمحددة جيداً التي تدعو للتجمع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ترتيب مقاعد وأماكن الجلوس في وضع يساعد على االجتماعيات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إعادة صياغة الفراغات بمحاولة تجميع كل مجموعة من المباني على فراغ يشعرون أنه خاص بهم‬ ‫‪‬‬
‫يشتركون في صيانته ورعايته‪.‬‬
‫خلق أنشطة مجمعة في الفراغ العام كاالحتفاالت العامة وتوفير مبنى اجتماعي وترفهي صغير في‬ ‫‪‬‬
‫حالة وجود اإلمكانيات لذلك – يتجمع السكان عنده ويوفر لهم إلخدمات العامة واألساسية‪.‬‬
‫االحتياجات والمتطلبات النفسية ‪:‬‬ ‫‪1-3-2-3‬‬
‫وعند تصميم الفراغات العمرانية البد أن تؤخذ االحتياجات النفسية لإلنسان في االعتبار ويمكن تلخيص بعض‬
‫االحتياجات النفسية فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬االتزان ‪:‬‬
‫يحتاج اإلنسان إلى الشعور بحركة النظام العمراني في اتجاه االتزان والتعادل‪.2‬‬
‫‪ ‬الوضــوح ‪:‬‬
‫وقد عرف " لينش " القابلية للوضوح ‪ Legibilty‬بأنها السهولة التي يمكن بها التعرف على وترتيب مفردات البيئة‬
‫وترتيبها في نظام مناسب ومتماسك‪ 3.‬ويحتاج الناس للمعيشة في بيئة واضحة يسهل إدراكها بصريا ً مما يعطى لهم‬
‫إحساسا ً بالراحة‪.‬‬
‫األمـــان ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫يحتاج اإلنسان في الفراغات العمرانية إلى الشعور باألمان المادي والمعنوي ليشعر باالطمئنان والراحة‪.‬‬
‫التبايـــنـ ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫حيث انه يكشف جوهر األشياء أو الموضوعات في الفراغات ‪ ،‬كما أنها تتيح للمتفرج مجاالً متسعا ً من إلخبرات‪.4‬‬
‫االختالف‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫وقد أوضح " ‪ " Smith‬أن المخ اإلنساني يميل نحو اتجاهين متضادين إحداهما يجنح إلى النظام والترتيب والتحليل‬
‫بينما يسعى اآلخر إلى طموحات التجديد ويحتاج إلى اإلبداعات الجديدة والمفاجآت‪.5‬‬
‫االحتياجات والمتطلبات الثقافية‬ ‫‪1-3-2-4‬‬
‫يمكن إيجاز أهم المتطلباتـ الثقافيةـ في النقاط التاليةـ ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬سيد محمد التونى ‪ ،‬د‪ .‬نسمات عبد القادر ‪ " ،‬التخطيط لالنتماء للجماعة والسكان " – مدخل عمراني – في كتاب عن اإلسكان والعمران ‪،‬‬
‫أبحاث مختارة من األعمال المنشورة‬
‫‪2‬‬
‫‪.Irvin " An Introduction to Perception" Macmillan Publishing Co. Inc. New York, 1975 -‬‬
‫‪3‬‬
‫‪.Lynch, K., " The Image of the City" The M.I.T. Press, Cambridge, Massachusetts, and London. 1975 -‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Lynch, K., op.cit 1975 -‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪.Smith, P.F. " The dynamics of Urbanism" . Hutchinson Educational Ltd. London, 1974 -‬‬

‫‪-53-‬‬
‫الباب األول ( تصميم الفراغات )‬

‫‪ -‬التأكيد على " هوية وشخصية " الفراغات العمرانية العامة ومراعاة التمايز بين المجتمعات عن طريق فهم الثقافة‬
‫القومية والمجتمعية والتعامل اإليجابي مع أهم مراجعها وهو " التراث " وتوثيقه في " الطابع " المعماري‬
‫والعمراني‪.‬‬
‫‪ -‬احترام المجتمعات المحلية " والوعي بالمحتوى والمكان والتراث والمخزونات التراثية‪.‬‬
‫‪ -‬مراعاة " األصول والعادات التاريخية والمحلية " لما لها من أثر في تحديد معنى الفراغ والغرض‬
‫منه‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيق انسجام الفراغات مع الجماعة والثقافة اإلقليمية والبيئة المحيطة‪.‬‬
‫االحتياجات والمتطلبات الجمالية والتشكيلية ‪:‬‬ ‫‪1-3-2-5‬‬
‫إن الحس الجمالي هو حس حضاري سواء أكان على مستوى الفرد أم على مستوى الجماعة ‪ ،‬والمجتمعات النامية‬
‫تعتبر في حالة اضطرار إلى تنمية هذا الحس لدى جمهور المستعملين ‪ ،‬و التغاضي عن القيم الجمالية والتشكيلية في‬
‫الفراغات العامة ال يحرم المجتمع من فرصة تلقى مفردات ثرية جديدة فحسب ولكنه يضيف مفردات رديئة وفقيرة‬
‫حضاريا ً‪.1‬‬
‫ويقول " شوبنهور " بأنه من الممكن أن يتحول أي شىء مهما ً كان ضئيالً إلى شىء جميل‪.2‬وبذلك يمكن تغيير فكرة‬
‫التناسب الطردي بين جماليات الفراغات العمرانية وبين التكاليف وهى الفكرة التي كان لها أكبر األثر في نسبة كبيرة‬
‫من التشويه الذي حدث في كثير من الفراغات العامة ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ويرجع اإلحساس بالجمالـ إلى عنصرين ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬التكوين اإلنساني ‪ :‬الثقافات الموروثة والتكوين العقلي وإلخبرات المكتسبة‪.‬‬
‫الثانيـ ‪ :‬البيئة المادية " حيث تؤثر طريقة تعبير البيئة عن نفسها وما فيها من عناصر جمالية في عملية اإلحساس‬
‫وجذب االنتباه إلى تلك العناصر‪.‬‬

‫احتياجات عامة اساسية‬ ‫‪1-3-2-6‬‬


‫تعتبر االحتياجات األساسية من أهم األشياء التي يجب أن تتوفر بعد تكوين الفراغ فهي تأتى في مستوى التعامل األول‬
‫بالنسبة لإلنسان فإذا ما توفرت أنتقل اإلنسان إلى مستوى آخر من التعامل حيث يدرك العالقات الفراغية وجمال‬
‫التصميم ثم يتطلع الى ما بعد ذلك من العناصر الجمالية وتكوينه االجتماعي‪ .‬أما في حالة غياب الحاجات األساسية‬
‫مثل عناصر إلخدمة العامة داخل الفراغ‪ ،‬فهنا تتغير ردود األفعال وسلوك األفراد وقد تأخذ االتجاه المعادى أو التدخل‬
‫للتغبير بما يتالءم مع ما يحتاجونه‪ .‬ويقول" ‪" " Gordon Cullen‬إن الناس تقوم بعمل ما يناسبهم عندما يناسبهم‬
‫ذلك"‪ .4‬ويحتاج األفراد في الفراغات العامة وخاصة الكبيرة منها‪ ،‬والبعيدة عن سكنهم (كالفراغات العامة بوسط‬
‫المدينة) إلى خدمات ضرورية مثل مصادر الطعام ومياه الشرب ودورات المياه العامة‪ .‬وصناديق القمامة وأكشاك بيع‬
‫الجرائد‬
‫والمرطبات ومقاعد الجلوس المظللة والمكشوفة وغيرها مما قد يمثل عنصر خدمة ضروري ‪ ،‬فإذا ما توفرت هذه‬
‫العناصر يشعر مستخدمو الفراغ بالراحة ويزداد ذلك اإلحساس كلما زاد االهتمام باحتياجاتهم‪ .5‬وترتبط االحتياجات‬
‫والمتطلبات المادية باألنشطة وعالقتها بالمستخدمين ‪ ،‬فالفراغات العامة بوسط المدينة الناجحة هي التي ترتبط بكم‬
‫كبير من األنشطة بحيث تحتوى على عمال وكافيتريات مفتوحة وفاترينات وحولها المكاتب والمطاعم والمحالت‬
‫ويجب أن تحتوى الساحات بوسط المدينة على االحتياجات التي تخدم هذه األنشطة من حولها فالعالقة بينهما متبادلة‬
‫إلنعاش الحياة العامة‪ .‬وهذا ما يميز المحاور التجارية فهى غالبا ً تضم في داخلها هذه إلخدمات وبهذا يكون جزءاً هاما ً‬
‫من الموضوع متوفراً وتتبين االحتياجات فيما يلي‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬راوية حمودة " جماليات العمران بالدول النامية " – رسالة دكتوراه – قسم الهندسة المعمارية بكلية الهندسة – جامعة القاهرة ‪( ،1992‬صـ‪.)41،42‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬أميرة حلمي مطر " فلسفة الجمال " ‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع – القاهرة ‪( ، 1984-‬صـ‪.)136‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Doglas, J. Environmental Behavior, Planning and Every Day Urban Life". Addison- Wesley Publishing -‬‬
‫‪.Company Inc., U.S.A., 1977‬‬
‫‪4‬‬
‫‪.Cullen, G. " The concise Town Space " . Van Nostrand Reinhold Co., New York, 1961 -‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬محمود طه محمود سليم ‪ ،‬الفراغات العامة داخل النسيج العمراني للقاهرة الكبرى – مرجع سابق‬

‫‪-54-‬‬
‫الباب األول ( تصميم الفراغات )‬

‫أ ) احتياجات عامـة ‪:‬‬


‫‪ -‬يجب أن يكون الفراغ واضحا ً ومرئيا ً ومركزيا ً في موقعة بحيث يسمح للسيارات أو الناس المرتجلين أن‬
‫يصلوا إليه ‪ ،‬باإلضافة إلى توفير أماكن انتظار السيارات‪.‬‬
‫‪ -‬لمقياس المجاورات ‪ Neighborhood Scale‬البد أن يكون الفراغ المفتوح داخل مسافة مشى مناسبا بحيث‬
‫ال تحتاج إلى عبور شوارع رئيسية أو إشارات عامة‪.‬‬
‫‪ -‬األشكال وإلخطوط المنحنية تكون ذات تأثير أفضل في الفراغات المفتوحة حيث يعطى تغيرات هادئة وليونة‬
‫في الحركة‪.‬‬
‫‪ -‬يفضل عدم الفصل التام بين الساحة واألرصفة المجاورة لها‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أال تحتوى الفراغات العامة على عوائق للمشي والحركة داخل الفراغ نفسه‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانية وجود بعض المنافع العامة لخدمة المستخدمين مثل أماكن الجلوس والبنشات والمقاعد المظللة وذلك‬
‫لتناول المأكوالت أو المذاكرة وغيرها‪ ،‬وتكون مواجهة لمنظر جيد‪.‬‬
‫‪ -‬البد من الحرص تجاه التغيرات الصغيرة في المناخ عبر اليوم نفسه مثل كميات الشمس والظل والحماية من‬
‫الرياح‪.‬‬
‫‪ -‬مالحظة المناخ بحيث تكون المقاعد وأماكن الجلوس متوفرة بحيث توفر االستخدام في الشتاء حين تكون‬
‫الشمس أمراً مرغوبا ً فيه وفي الصيف حيث يهرب الناس من الشمس إلى المقاعد واألماكن المظللة‪.‬‬

‫ب) االحتياجـ لعناصر طبيعية ‪:‬‬


‫أوضح " لويس " ‪ Lewis‬أن جمال النباتات وإلخضرة يطور من السلوكيات اإليجابية والشعور بالشخصية وخاصة‬
‫في المناطق المتدهورة ‪ Slums‬ومساكن ذوى الدخل المنخفض ‪ 1. Low Income Housing‬ولذلك يجب مراعاة‬
‫المتطلبات اآلتية ‪:‬‬
‫خلق بيئة غنية بمظاهر الجمال الطبيعي المتنوعة (النباتات واألشجار ومصادر المياه المختلفة‬ ‫‪‬‬
‫وغيرها)‪.‬‬
‫استخدام األشجار الطبيعية في الفراغ ويكون الفراغ أكثر تحديداً بواسطة كتل األشجار عنها‬ ‫‪‬‬
‫بالشجيرات منخفضة االرتفاع باإلضافة الي انها تعطى إظاللا وحماية من الرياح‪.‬‬
‫إعطاء طريق أخضر بالعشب على طول مناطق الجلوس الطبيعية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫العناصر المائية محببة للكبار والصغار على حد سواء باإلضافة لما تخلقه من بؤرة حية في الفراغ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أن تكون الزراعات في مجموعات حيث أنها أفضل من الزراعات الموضوعة بدون هدف وال‬ ‫‪‬‬
‫إحاطة‪.‬‬

‫ﺠ ) احتياجات األطفال ‪:‬‬


‫أطفال ما قبل المدرسة ( سن من ‪ 1‬إلى ‪ 5‬سنوات)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫في هذه السن يذهب األطفال مع أمهاتهم إلى الفراغات القريبة من مكان سكنهم ليلعبوا مع أمثالهم في حدود ضيقة ‪.‬‬
‫ويراعى لهم االحتياجات اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬توضع المتنزهات الصغيرة بعيداً عن شوارع السيارات ولكن إذا كانت قريبة من الشوارع فيجب أن تكون‬
‫مسورة بسياج بارتفاع ‪ 3‬أقدام ليؤمن اآلباء واألمهات على أطفالهم‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن يكون هناك طريق سهل ليصل إلى الحديقة الصغيرة ويكون عريضا ً ليتسع لعربات األطفال ‪.‬‬
‫‪ -‬أحواض الرمال هامة جداً لهذا السن من األطفال في أماكن اللعب‪.‬‬
‫‪ -‬يجب وضع برجوالت ومقاعد لجلوس اآلباء ويكون بالقرب منها التسهيالت األساسية ‪.‬‬
‫‪ -‬تصنع األلعاب من مواد آمنة ومناسبة لهذا السن‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪Lewis, C,: People- Plant Interaction, A New Horticultural Perspective: A Man-Environment Relationship" -‬‬
‫)‪American Horticulturalist (1973‬‬

‫‪-55-‬‬
‫الباب األول ( تصميم الفراغات )‬

‫األطفــال من سن ( ‪: )12-6‬‬ ‫‪‬‬


‫يرغبـ األطفال في هذا السن عمل كل ما يرغبون فيه بحرية ولذلك يراعى اآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬يفضل ترك جزء من الحديقة (طبيعي) للعب الحر‪.‬‬
‫‪ -‬األشجار المستخدمة تكون قوية‪.‬‬
‫‪ -‬يفضل عمل كل مميزات اللعب بالعناصر الطبيعية ليشعروا باالنطالق (الرمل جذوع األشجار – الصخور‪-‬‬
‫المياه ‪ ...‬إلخ )‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام األلعاب التي تساعد على التحدي والتسلق (مثل الحبال واألخشاب والساللم ‪ ...‬إلخ )‪.‬‬
‫‪ -‬توفير الرياضات المختلفة في حالة وجود ميزانية ‪.‬‬

‫د ) احتياجات كبار السن ‪:‬‬


‫وضع بعض المقاعد قريبة قدر اإلمكان من مدخل الحديقة ليتمكنوا من التسليةـ بمشاهدة الناس وأيضاًـ‬
‫للشعور باألمان أنهم داخل الحديقة‪.‬‬
‫‪ -‬وضع المدخل الرئيسي للحديقة بالقرب من محطة األتوبيسات مع وجود مظالت وقريبة من أماكن عبور‬
‫المشاة ليتمكن المسن من الوصول إلى الحديقة بأمان مما يشجعه على الذهاب للحديقة‪.‬‬
‫‪ -‬وضع مصدر للمياه وبرجوالت ومقاعد مظللة في أماكن مناسبة بالحديقة‪.‬‬
‫‪ -‬وضع مقاعد على طول الممر الطولي الملتف بالحديقة للتمشية‪.‬‬
‫‪ -‬البد من وضع خلفية للمقاعد للحماية وكمسند للظهر وأذرع جانبية إن أمكن وكذلك وضعها بحيث يكون‬
‫ظهرها موجها ً للزرع وليس للناس‪.‬‬
‫‪ -‬أسطح األرضيات تكون مستوية وغير خشنة لعدم اإلعاقة ‪،‬كما تكون غير المعة أو ملساء تجنبا ً لالنزالق ‪.‬‬
‫‪ -‬يفضل توفير بعض األنشطة واأللعاب الخاصة بهم إن أمكن‪.‬‬

‫األسس النظرية لتصميم الفراغات العمرانية داخل المدن‬ ‫‪1-3-3‬‬


‫في إطار التعرف على أهم االحتياجات والمتطلبات الخاصة بصياغة الفراغات العمرانية في الجزء السابق سوف يتم‬
‫التعرض في هذا الجزء على أهم األسس النظرية لتصميم الفراغات العمرانية داخل أوساط المدن وهى المناطق التي‬
‫تركز عليها أهداف البحث‪ .‬وهذه األسس تشمل المحاور والساحات ويركز هذا الجزء أيضا ً على أسس عامة‪ .‬سواء‬
‫من ناحية الراحة والوضوح واألمن وكذلك أسس تفصيلية بداية من أسس اختيار الموقع وحجم الفراغ والاستخدامات‬
‫واألنشطة وعناصر الفرش والتنسيق وغيرها من العناصر الهامة والتي سوف نتناولها جميعا ً تباعا ً فيما يلي ‪:‬‬

‫األهداف التصميمية للفراغات العمرانية ‪:‬‬ ‫‪1-3-3-1‬‬


‫وتتضمن هذه األسس النظرية مجموعة العوامل األساسية والتي من غيرها ال يستخدم الفراغ والتي غالبا ً ما يكون‬
‫‪1‬‬
‫الحكم على هذه الفراغات بدونها أنها ال تصلح وهذه األسس كما يلي‪:‬‬
‫‪: Safety‬‬ ‫األمن واألمان ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫وهى من أهم النقاط حيث إ نه البد من توفير األمن واألمان للمترددين على الفراغات العمرانية‪ .‬وذلك لحمايتهم من‬
‫التصادم باآلليات وتأمين حركتهم وذلك من خالل تخصيص بعض المحاور للمشاة أو باستخدام اإلشارات المرورية‬
‫التي تسهل عبورهم وإعطاء هم األولوية في العبور إن أمكن ‪ .‬وكذلك استخدام الممرات النفقية أو العلوية لعبورهم ‪ .‬أو‬
‫عمل فروق مناسيب تساعد على حمايتهم‪.‬‬
‫‪: Comfort‬‬ ‫الراحة‬ ‫‪‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬إسراء أسامة محمد سالم ‪ ،‬منهج لتصميم الحيز الحضري الاجتماعي بالمناطق المركزية في مدينة " القاهرة " ‪ -‬رسالة دكتوراه كلية الفنون الجميلة ‪،‬‬
‫جامعة حلوان ‪. 2008 -‬‬

‫‪-56-‬‬
‫الباب األول ( تصميم الفراغات )‬

‫ويقصد هنا أقل صعوبة في السير‪ ..‬لذا يفضل تقليل الساللم والتي قد تسبب حوادث ‪،‬كما يفضل تزويد هذه الفراغات‬
‫بالمقاعد والمساحات المظللة وغيرها مما يحتاجونه أثناء عبورهم‪.‬‬
‫‪: Accessibility‬‬ ‫سهولة الوصول‬ ‫‪‬‬
‫ويقصد هنا سهولة وصول هوالء المشاة لهذه الفراغات المخصصة ليكون الوصول إليها مباشراً ومن أقصر ما يمكن‬
‫‪: Clarity‬‬ ‫الوضـــوح‬ ‫‪‬‬
‫وهو ما يعرف بسهولة التعرف عليها‪ .‬وهو من أهم أسس تصميمها ‪ ،‬ويتم ذلك من خالل ‪ :‬استخدام الالفتات اإلرشادية‬
‫من ناحية‪ ،‬واأللوان المميزة لتلك الفراغات وعناصر تأثيثها من ناحية أخرى ‪ ،‬فضالً على الرموز المميزة التي يمكن‬
‫أن تشير إلي مداخل ومخارج المحطات النفقية للنقل الجماعي‪.‬‬
‫‪: Beauty‬‬ ‫الجمال‬ ‫‪‬‬
‫يبعث الجمال السرور في نفوس المستخدمين للفراغات ويحقق لهم الراحة النفسية‪ .‬وهذا يتم من خالل االختيار الجيد‬
‫لألشكال واأللوان وملمس العناصر المختلفة لتجهيز وتأثيث هذه الفراغات‪.‬‬

‫المحددات التصميمية للفراغات العمرانية ‪:‬‬ ‫‪1-3-3-2‬‬


‫وتتضمن هذه األسس التفصيلية العناصر التي تتعلق برفع كفاءة األداء الوظيفي للفراغات بداية من اختيار الموقع نفسه‬
‫و حجم الموقع واالستخدامات واألنشطة والمناخ والحدود والمناطق الرئيسية والفرعية وعناصر تأثيث الموقع‬
‫ومناطق إلخدمات‪ .‬ويتم التعرف على هذه العناص ًر فيما يلي ‪:‬‬
‫‪: Location‬‬ ‫الموقــع‬ ‫‪)1‬‬
‫يجب أن تراعى النقاط اآلتية عن اختيار الموقع‪:‬‬
‫‪ -‬أن يسمح الموقع باستخدامه ألكبر عدد ممكن ولشرائح متنوعة للمستخدمين‪.‬‬
‫‪ -‬أن يرتبط الموقع بشبكة خاصة بحركة المشاة سواء كانت قائمة بالفعل أو مقترحة‪.‬‬
‫‪ -‬أن يتالءم الموقع مع النشاط الرئيسي المطلوب للفراغات ‪ ،‬ويمكن معرفة ذلك من خالل دراسة مسبقة حول‬
‫النشاط المتوقع للحيز ( كأن يكون ‪ :‬مكان انتقال للحركة ‪ ،‬مكانا ً للراحة وتناول الغذاء ‪ ،‬مكانا ً النتظار وسائل‬
‫النقل العام‪ ،‬مكانا ً للمعارض المفتوحة ‪ ...‬إلخ )‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون الموقع من النوعية المفضلة لغالبية المستخدمين لضمان نجاحه من خالل ترحيبهم به وإقبالهم عليه‬
‫واستخدامهم له بكثافة عالية‪.‬‬
‫‪ -‬أن يتم اختيار الموقع بحيث يتالءم توجيهه مع المناخ المحلى ‪ ،‬وذلك حتى يتيح استخدامه ألطول فترة ممكنة‬
‫سواء على مدار اليوم الواحد أو على مدار العام‪.‬‬
‫‪: Size‬‬ ‫حجم الفراغـ‬ ‫‪)2‬‬
‫ب)‪ 1-‬بالنسبة للساحات ‪:‬‬
‫‪ -‬يجب أن يتراوح طول الضلع الصغير لها ما بين ‪25-12‬م في الساحات الصغيرة‪ ،‬أما في حالة الساحات‬
‫الكبيرة يفضل أن يتراوح طول الضلع الصغير لها ما بين ‪100-70‬م‪.‬‬
‫‪ -‬يراعى أال تقل النسبة بين ارتفاع المباني المطلة على الساحة وعرضها عن ‪ 1:4‬ويفضل أال تزيد عن ‪.6:1‬‬
‫ب)‪ 2-‬بالنسبة لشوارع المشاة‬
‫‪ -‬يفضل أال تقل عروض شوارع المشاة عن ‪6‬م ‪ ،‬وأال تقل النسبة بين ارتفاع المباني المطلة عليه وعرضه عن‬
‫‪ 1:1‬وال تزيد عن ‪.1:2.5‬‬
‫‪ -‬يجب أن أال تزيد المسافة بين البؤر العمرانية بين ‪300-200‬م‪.‬‬
‫‪ -‬يراعى تغيير عرض الشارع في بعض أجزائه وذلك من خالل األنشطة والتبليطات وأماكن الجلوس وهذا‬
‫يعطى إحساسا ً بالتجزئة والتنوع‪.‬‬

‫‪-57-‬‬
‫الباب األول ( تصميم الفراغات )‬

‫‪ -‬يفضل عمل نهايات عرضية على مسافات محددة بطول الشارع مثل فكرة البساط في المدن العربية القديمة‪.‬‬
‫‪ -‬يجب االلتزام باألبعاد القياسية لتوزيع أعمدة اإلضاءة والتشجير وعناصر التأثيث فمثالً يكون أقل عرض‬
‫لمرور شخص واحد هو ‪ 0.60‬متر ولمرور شخصين جنبا ً إلى جنب في اتجاه وآخرين في اتجاه آخر هو‬
‫‪ 2.5‬متر ‪ ،‬هذا وتبدأ العروض المناسبة ألرصفة الشوارع التجارية كأحد أهم الفراغات العمرانية وأكثرها‬
‫استخداما ً من ‪3.5‬متر صافٍ أي دون حساب لمسافات التشجير أو خالفه‪ .‬كما ترتفع األرصفة عادة عن مستوى‬
‫‪15-6‬سم‪.‬‬ ‫الطرق ما بين‬

‫‪ )5‬التكوين البصريـ ‪: Visual Complexity‬‬


‫‪ -‬البد أن يكون التصميم متجانسا ً في التكوين واأللوان والملمس ‪ ،‬وذلك بين عناصر التصميم المختلفة من ‪:‬‬
‫نوافير ‪ ،‬مقاعد ‪ ،‬نباتات ‪ ،‬قطع فنية‪ ،‬مناطق األنشطة ‪ ،‬وحدات اإلضاءة ‪ ،‬وحدات األرضيات ‪...‬وغيرها‪.‬‬
‫‪ -‬يفضل أن يكون التركيب البصري لعناصر التصميم مرئية ومدركة جيداً من داخل الفراغ‪.‬‬

‫االستخداماتـ واألنشطة ‪: Uses & Activities‬‬ ‫‪)8‬‬


‫تتعدد الوظائف واألنشطة في الفراغاتـ العمرانيةـ ‪ ،‬والتي من أهمها ‪:‬‬
‫التجمع واالسترخاء وتناول الطعام والمشاهدة والتسوق والمرور العابر والمرور البطىء للمشاة‪.‬‬
‫‪ -‬البد أن يدعم التصميم لتلك األنشطة أو بعضها ليحقق أفضل معدل الستخدام الفراغ‪.‬‬
‫‪ -‬يجب تحديد وظيفة الفراغ الرئيسية تبعا ً للنشاط الرئيسي بها‪.‬‬
‫‪ -‬يفضل أن تشغل االستعماالت التجارية ما ال يقل عن ‪ %50‬من إجمالي مسطح الواجهات المحددة للحيز‬
‫بالدور األرضي‪.1‬‬
‫‪ -‬يراعى الفصل بين حركتي المشاة البطيئة والعابرة لتجنب حدوث ارتباك في الحركة داخل الفراغ‪.‬‬
‫‪ -‬في حالة تشجيع الحركة العابرة للمشاة عبر الفراغ البد من إزالة المحددات بين األرصفة والفراغ‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى عدم تكثيف عناصر تأثيث الفراغ من مقاعد وأحواض للنباتات ‪ ...‬إلخ في تلك األجزاء‪.‬‬
‫‪ -‬أما في حالة تشجيع الحركة البطيئة للمشاة خاصة مع وجود أنشطة تجارية البد من مراعاة ما يلي ‪:‬‬
‫وجود محددات واضحة لمساراتهم داخل الفراغ ‪ ،‬وذلك من خالل تغيير شكل أرضيات‬ ‫‪‬‬
‫تلك الممرات ‪ ،‬استخدام عناصر تأثيث تناسب تلك الحركة‪.‬‬
‫توفير عالمات مميزة للمكان واضحة وجذابة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪: Micro Climate‬‬ ‫المنــاخ‬ ‫‪)26‬‬


‫‪ -‬يجب أن يحقق التصميم المعالجة المناخية المطلوبة لتوفير بيئة مريحة للمستخدمين ‪ ،‬وذلك باستخدام عناصر‬
‫مثل النباتات والمظالت للتظليل في البيئة الحارة والنوافير ‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫‪ -‬مراعاة استخدام مواد وخامات لتلك الفراغات ‪ ،‬بصفة عامة ‪ ،‬من النوعية التي تتناسب وظروف بيئة ومناخ‬
‫مناطقها‪.‬‬

‫‪: Boundaries‬‬ ‫الحــدود‬ ‫‪)27‬‬


‫تستخدم الحدود بأشكال وأساليب مختلفة لتحديد المناطق المختلفة لألنشطة سواء الرئيسية منها أو الفرعية في‬
‫الفراغ العمراني ‪ ،‬وذلك لفصلهم عن بعضهم ماديا ً أو بصريا ً تبعا ً لنوع النشاط ودرجة إلخصوصية أو التفاعل‬
‫االجتماعي المطلوب‪ ،‬وكذلك إليجاد الكثير من األركان التي تتيح أماكن متنوعة للجلوس وفرصا ً متعددة‬
‫للمشاهدة ‪ ،‬وفي تحديد المسارات الخاصة بحركة مستخدمي الفراغ‪ .‬كما تستخدم الحدود لفصل الفراغ العمراني‬
‫نفسه أو دمجه مع الفراغات العمرانية المحددة له مثل األرصفة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Whyte.William- The social Life of smail Urban Spaces,1980.‬‬

‫‪-58-‬‬
‫الباب األول ( تصميم الفراغات )‬

‫‪ -‬يجب االستفادة من المباني المطلة على الفراغ والتي تعد من أهم محدداته ‪ ،‬حيث تحقق تلك المباني حماية‬
‫مادية للفراغ نفسه من العوامل البيئية المختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬يفضل وجود ضلع واحد على األقل للفراغ غير محدد بالمباني ليسمح باتصال المشاة بالحيز‪ ،‬وفي تلك الحالة‬
‫يفضل إلغاء الحدود تماماً‪ ،‬باإلضافة إلى امتداد الفراغ نفسه بامتداد بعض عناصر التصميم مثل مادة الرصف‬
‫والمقاعد إلى األرصفة والفراغات المتآخمة للفراغ من ذلك الضلع ‪.‬‬
‫‪ -‬أما في حالة وجود أكثر من ضلع للفراغ غير محددا بالمباني فيفضل استخدام الحدود لفصل الفراغ عن‬
‫الفراغات المتآخمة له مثل األرصفة ‪ ،‬تلك الحدود مثل‪ :‬األشجار بأحجام مختلفة وأحواض النباتات ‪ ،‬تغيير مادة‬
‫الرصف أو شكلها‪ ،‬األثاث وأسلوب توزيعه ‪ ،‬وأخيراً التغيير في المناسيب والذي يفضل أال يزيد عن ‪0.9‬متر‬
‫مع إتاحة االتصال البصري بالفراغ‪.‬‬
‫‪ -‬يفضل استخدام الحدود المادية الواضحة ذات االرتفاع خاصة في تحديد مسارات الحركة بالفراغ‪.‬‬

‫‪ )11‬الفراغات الرئيسيةـ والفرعيةـ ‪: Spaces & Subspaces‬‬


‫‪ -‬يفضل تقسيم الفراغ العمراني إلى مناطق رئيسية وفرعية ‪ ،‬وذلك إلتاحة بدائل مختلفة من المناطق‬
‫للمستخدمين‪ ،‬حيث تختلف تلك المناطق من حيث ‪ :‬النشاط إلخاص بكل منطقة من ناحية ‪ ،‬وطبيعة كل منطقة‬
‫وسمات موقعها بالفراغ ومدى مالءمتها للمستخدمين من ناحية أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬يفضل تحديد مناطق األنشطة الرئيسية والفرعية داخل الحيز‪ ،‬ويتم ذلك باستخدام عناصر التصميم المختلفة‬
‫مثل ‪ :‬التغي ير في المناسيب والنباتات وأسلوب تجميع المقاعد وتغيير شكل األرضية ‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫‪ )6‬مسارات الحركة ‪: Circulation‬‬


‫‪ -‬يجب أن يسهم الفراغ العمراني في تحسين شبكة حركة المشاة بالمناطق المركزية سواء أكانت قائمة أم‬
‫مقترحة * ‪.‬وذلك من خالل ما يلي ‪ :‬اختيار موقع مالئم له يتصل بشبكة حركة المشاة بالمنطقة من ممرات‬
‫وأرصفة وساحات وشوارع للمشاة ‪ ...‬إلخ ‪ ،‬وذلك لتشجيع المستخدمين لالنتقال منه وإليه‪.‬‬
‫‪ -‬وجد أن أغلب المشاة عادة ما يسلكون الطرق الرئيسية المكتظة بمرورهم حيث توجد المتاجر التي تعطى‬
‫أكبر قدر من التنوع وحرية االختيار فضالً عن النشاط والحيوية‪.‬‬
‫‪ -‬يفضل توقع مسارات حركة المستخدمين المباشرة عبر الفراغ‪ ،‬سواء من األرصفة إلى مداخل المباني المطلة‬
‫على الفراغ أو العكس ‪ ،‬وتحديد تلك المسارات وفصلها عن مناطق األنشطة بالفراغ‪ ،‬وذلك لتالفي ارتباك‬
‫الحركة به في فترات الذروة‪.‬‬
‫‪ -‬يراعى أن تحقق المسارات أفضل اتصال بين مستخدمي الفراغ واالستعماالت بالدور األرضي للمباني‬
‫الم طلة عليه من بنوك ومحالت ‪ ،‬وكذلك أفضل اتصال بين مناطق األنشطة الرئيسية والفرعية به‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة استخدام عناصر التصميم المختلفة من نباتات وألوان وأشكال األرضيات وفروق في‬
‫المناسيب ‪...‬إلخ ‪ ،‬وذلك لتأكيد مسار ما بالفراغ وتوجيه المستخدمين نحوه‪.‬‬
‫‪ 1-3-3-3‬عناصرـ تنسيق الموقع ‪: Softscape & Hardscape‬‬
‫المقاعد ومناطق الجلوس ‪: Seating‬‬ ‫‪)1‬‬
‫‪ -‬يراعى أن يكون لمناطق الجلوس األولوية في تصميم الفراغ العمراني ‪ ،‬حيث إنها تعد من أهم عناصره ألنها‬
‫تشجع على اإلقبال عليه‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ -‬تلعب مناطق الجلوس دورا هاما في تفعيل بعض األنشطة االجتماعية مثل االسترخاء والمشاهدة‪ ،‬لذلك‬
‫يفضل توزيع تلك المناطق بحيث تسمح باالتصال البصري باآلخرين‪.‬‬

‫*‬
‫* توصلت دراسات عملية لقياس معدالت التلوث والضوضاء فى العديد من المناطق المركزية داخل المدن إلى أنه كلما زادت فراغات المشاة‬
‫بتلك المناطق إنخفضت نسبة التلوث فيها ‪ ،‬مما يزيد من إقبال المستخدمين عليها ‪ ،‬أنظر & ‪Organization For Economic Coorporation‬‬
‫‪.Development OECD Streets For People, 1974, P.10, 19-20, 42‬‬

‫‪-59-‬‬
‫الباب األول ( تصميم الفراغات )‬

‫‪ -‬يراعى توزيع وتجميع المقاعد بأكثر من أسلوب في مناطق الجلوس ‪ ،‬بحيث تتيح للمستخدمين فرصة التواجد‬
‫فرادى أو في مجموعات ‪ ،‬مما يسمح بالتحكم في مستوى التفاعل االجتماعي المطلوب بينهم‪.‬‬
‫‪ -‬يفضل إيجاد أكثر من منطقة للجلوس في الفراغ ‪ ،‬حيث يمكن توزيعها في األجزاء المظللة أو المشمسة من‬
‫الفراغ ‪ ،‬وذلك لتناسب االحتياجات المختلفة مع المتغيرات المناخية‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن يحتوى الفراغ على عناصر يمكن استخدامها للجلوس مثل ‪ :‬المدرجات وأحواض الزرع واألسوار‬
‫القصيرة‪ ،‬وبذلك يمكن تحقيق أكبر مسطح ممكن للجلوس دون اإلفراط في أعداد المقاعد على حساب مسطح‬
‫الفراغ‪.‬‬
‫‪ -‬يراعى أن يتراوح ارتفاع العناصر التي تستخدم للجلوس ما بين ‪1.5-0.75‬متر‪.‬‬
‫‪ -‬يفضل استخدام المواد الدافئة مثل إلخشب في المقاعد ‪ ،‬وكذلك بعض المواد الباردة مثل الحجر الرخام‬
‫وإلخرسانة‪ ،‬مع تجنب المواد التي قد تتلف المالبس أو تحتاج إلى صيانة دائمة‪.‬‬
‫‪ -‬كما أنه من دراسة سلوك المشاة ببعض الفراغات العمرانية تمت التوصية ومن النواحي االقتصادية باستعمال‬
‫خامات ومواد أكثر متانة وقدرة على التحمل وهو ما يؤثر بدوره في التصميم لتلك الفراغات‪.‬‬
‫‪: Planting‬‬ ‫التشجيرـ‬ ‫‪)2‬‬
‫‪ -‬يفضل استخدام النباتات كعنصر أساسي في التأكيد على الصورة الذهنية للمستخدم‪ ،‬حيث تسهم النباتات‬
‫المختلفة األلوان واألحجام في ترك انطباع خاص لدى المستخدم من خالل لون النبات وملمسه ورائحته وكذلك‬
‫صوته ودرجة اإلضاءة التي يتيحها‪.‬‬
‫‪ -‬يراعى استخدام النباتات للتحكم في درجة إلخصوصية البصرية والمادية ‪ ،‬وكذلك التحكم فى مستوى‬
‫اإلضاءة وصد الرياح ‪...‬إلخ ‪ ،‬وذلك من خالل وضع ارتفاع النبات وحجمه وكثافة أوراقه في االعتبار ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ -‬يراعى استخدام النباتات كحدود لمناطق األنشطة داخل الفراغ‪.‬‬


‫‪ -‬يفضل استخدام األشجار الكبيرة في الفراغات العمرانية ألنها تضيف اإلحساس الطبيعي أكثر من الشجيرات‬
‫القصيرة ولكن قد ال يكون هذا مفضلا ً في فراغات المحاور ويكون استخدام الشجيرات األقصر أفضل ويترك‬
‫هذا األمر للمصمم‪.‬‬
‫‪ -‬يراعى استخدام أسوار غير مرتفعة للمناطق المزروعة ‪ ،‬حتى يمكن استخدام تلك األسوار في الجلوس‬
‫عليها‪ ،‬مما يسهل عملية حماية تلك المناطق‪.‬‬
‫‪ -‬يفضل أن تكون المسافة المالئمة للتشجير من حد تلك األرصفة حوالي ‪1.0‬متر والمسافة ما بين كل شجرة‬
‫وأخرى من ‪ 8‬إلى ‪ 10‬أمتار ‪.‬‬
‫‪: Levels‬‬ ‫‪ )5‬تغير المناسيب‬
‫‪ -‬يفضل استخدام تغير المناسيب لتمييز مناطق األنشطة المختلفة سواء كانت رئيسية أو فرعية ‪ ،‬وكذلك للفصل‬
‫بينها وبين مسارات الحركة بالفراغ أو المحددة له‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن يكون الفصل المادي باستخدام تغير المناسيب بين مناطق األنشطة سواء باالرتفاع أو باالنخفاض‬
‫بمقدار بسيط‪ ،‬وذلك في حالة الرغبة في الحفاظ على االتصال البصري بين تلك المناطق ‪ ،‬حيث أن ذلك التغيير‬
‫البسيط يهدف إلى مجرد اإليحاء بإلخصوصية والعزلة عن المؤثرات المحيطة مثل عادم السيارات‪ ،‬مسارات‬
‫الحركة ‪...‬إلخ‪.‬‬
‫‪ -‬يجب استخدام عناصر مميزة بصريا ً للمناطق التي تم فصلها باستخدام تغيير في المناسيب ألكثر من‬
‫‪0.90‬متراً ارتفاعا ً أو انخفاضاً‪ ،‬حتى يمكن إدراكها من خالل مسارات الحركة‪.2‬‬
‫‪ -‬مراعاة المواصفات الفنية والمعدالت القياسية في عمل الساللم الثابتة والمنحدرات في الفراغات العمرانية‬
‫عندما يزيد الفرق بين المناسيب ‪ ،‬فينبغي في ذلك مالحظة ما يلي ‪:‬‬
‫ً‬
‫إن المشاة يتحركون على الساللم الثابتة صعودا بسرعة متوسطة تبلغ ‪0.8‬متر‪ /‬الثانية‬ ‫‪‬‬
‫ً‬
‫وهبوطا بسرعة تبلغ ‪1.00‬متر ‪ /‬ثانية وأن ال يزيد ميل تلك الساللم ألكثر من ‪15/33‬سم ‪ ،‬وفي حالة الزحام‬
‫المروري فإنه يوصى بأن تصل إلى ‪13/37‬سم ‪ ،‬وأن عرض السلم الذي يخدم األرصفة المزدحمة يجب أن ال‬

‫‪1‬‬
‫‪.Whyte, William , op.cit,1980 -‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Fruin, John J. Pedestrian Planning & Design. 1971.‬‬

‫‪-60-‬‬
‫الباب األول ( تصميم الفراغات )‬

‫يقل عن ‪2.5‬متراً وقد يصل إلى ‪ 4.0‬و‪ 8.0‬أمتار في حالة األرصفة التي تعانى من ضغط استخدام شديد *‪ ،‬وأن‬
‫توجد بسطة بعد كل ‪ 8‬أو ‪ 10‬درجات وال يقل طول هذه البسطة عن ‪1.5‬متر‪.‬‬
‫تقليل أعداد الساللم وتجميعها كلما أمكن لتالفي الحوادث المرتبطة بها ‪ ،‬وتوضيح مواقعها‬ ‫‪‬‬
‫من خالل استخدام مواد أو خامات لها لون مميز في إقامتها‪.‬‬
‫أهمية استخدام المنحدرات بجوار الساللم في حالة توافر المسطحات الكافية‪ ،‬حيث يفضلها‬ ‫‪‬‬
‫المشاة ألنها مريحة أكثر بالمقارنة مع الساللم ‪ ،‬كما تعد وسيلة جيدة بالنسبة لكبار السن والمعوقين من جانب‬
‫آخر ‪ ،‬على أن ال يزيد ميل منحدرات المشاة عن ‪ %10‬أي ‪ 10 :1‬من إجمالي أطوالها ‪ ،‬وقد يصل ميلها إلى‬
‫‪ %16‬لضمان الحركة المريحة لهم ‪ ،‬حيث يصعد المشاة عليها بسرعة ‪0.9‬متراً ‪ /‬الثانية ويهبطون بسرعة‬
‫‪1.2‬متر ‪ /‬الثانية ‪،‬مع تجنب استخدام تلك المنحدرات في المناطق الركنية المعقدة‪.‬‬
‫‪ -‬مراعاة استخدام الساللم والسيور المتحركة بالفراغات العمرانية في األحوال التي تستدعى ذلك وبالمواصفات‬
‫واالشتراطات الفنية الواجب مراعاتها ‪ ،‬فينبغي في ذلك مالحظة ما يلي ‪:‬‬
‫استخدام الساللم المتحركة في حالة زيادة فارق المنسوب بين مستويين عن‪ 6‬أمتار ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫ً‬
‫استخدام الساللم الثابتة مع استخدام تلك الساللم حيث يستخدم كل منها في ساعات الذروة فضال على أن هناك‬
‫من يخافون من استخدام الساللم المتحركة ويفضلون الثابتة عليها‪.‬‬
‫كما يراعى أن تكون الساللم المتحركة ذات عرض مفرد أو مزدوج‪ ،‬حيث يخدم السلم‬ ‫‪‬‬
‫المتحرك ذو العرض المفرد حوالي ‪60‬شخص‪/‬الدقيقة في مقابل ‪ 120‬شخص ‪ /‬الدقيقة يخدمهم السلم ذو‬
‫العرض المزدوج‪ .‬ذلك مع العلم بأن سرعة تلك الساللم تتراوح ما بين ‪ 0.4‬إلى ‪ 0.6‬متر ‪ /‬الثانية **‪.‬‬

‫‪:‬‬ ‫‪Artistic elements‬‬ ‫‪ )8‬العناصرـ الفنيةـ‬


‫يعد التصميم الحضري في حد ذاته أحد أهم العناصر الفنية التي تحقق البهجة واالتصال والتفاعل بين األفراد ‪،‬‬
‫وذلك فضالً على القطع الفنية كاألعمال النحتية والتصوير الجداري ‪ ،‬باإلضافة إلى العناصر التي تتضمن قيمة‬
‫فنية كالمظالت والالفتات والنوافير ‪ ،‬وأخيراً عنصر التناسق العام بين العناصر السابقة من حيث األلوان‬
‫واألشكال والنسب ‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫‪: Serves‬‬ ‫‪ )26‬إلخدمات‬
‫يعد وجود إلخدمات في الفراغ العمراني من أهم العناصر التي تضيف الحيوية له ‪ ،‬وتختلف أهمية عنصر‬
‫الباعة من فراغ آلخر وبالتالي يؤثرعلى تصميمه ‪ ،‬فقد يكون ذلك العنصر مكونا ً أساسيا ً في الفراغ أو داعما ً‬
‫لنشاط آخر ‪ ،‬البد من مراعاة االعتبارات التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬يفضل تحديد منطقة معينة في الفراغ خاصة بالباعة ‪ ،‬وذلك في حالة الوجود الدائم به بحيث تكون تلك‬
‫المنطقة إحدى مناطق األنشطة بالفراغ ‪.‬‬
‫‪ -‬يجب توفير إلخدمات الضرورية لمستخدمي الفراغ مثل ‪ :‬صنابير المياه للشرب وسالل المهمالت ووحدات‬
‫اإلضاءة وكبائن التليفونات ودورات المياه‪ ..‬إلخ‪ .‬يراعى توفير الالفتات اإلرشادية في الفراغ التي تشرح ما‬
‫يلي ‪:‬‬
‫اسم المبنى الرئيسي المحدد أو المرتبط بالفراغ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫كبائن التليفونات والكافيتريات والمقاهي الموجودة بالفراغ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اتجاه الحركة للوصول إلى أقرب محطات للنقل الجماعي ( المترو‪ -‬األتوبيس)‪ ،‬وكذلك‬ ‫‪‬‬
‫للشوارع الرئيسية بالمنطقة التي تضم الفراغ‪.‬‬
‫خريطة واضحة للحى موضح عليها المنطقة المركزية والفراغات العمرانية األخرى بها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫*‬
‫يالحظ أن عرض السلم الذى يكفى شخص واحد يبلغ ‪0.60‬متر وإذا كانت المسافة ما بين الشخص والذي يليه حوالى ‪1.00‬متر فإن عند األشخاص‬
‫الذين يتحركون صعوداً خالل الدقيقة الواحدة يتراوح ما بين ‪ 50-40‬شخص وحوالى ‪60-50‬شخص يتحركون هبوطا ً فى نفس الفترة‪.‬‬
‫* وأن ال يكون ميل السلم المتحرك شديداً بل يتراوح ما بين ‪ 35-30‬درجة ‪ ،‬مع إمكانية إيقافه فى حاالت الخطر ‪ ،‬وأن تتواجد فراغات عند نهاية‬
‫*‬

‫الساللم المتحركة أو الثابتة لتدارك حوادث السقوط خاصة مع تلك الساللم التى تغذي األرصفة شديدة اإلزدحام ‪ ،‬ويفضل أن يبعد حد الرصيف عن‬
‫نهاية الساللم المتحركة بحوالى ‪ 4‬متر على األقل‪.‬‬

‫‪-61-‬‬
‫الباب األول ( تصميم الفراغات )‬

‫‪ -‬مراعاة وصول سيارات الطوارئ وإلخدمة لتلك الفراغات بصفة عامة ‪ ،‬فيجب تأمين وصول سيارات‬
‫الطوارئ الخاصة باإلسعاف والشرطة والمطافئ‬
‫توفير مناطق انتظار للسيارات مع مراعاة ما يلي ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ‬مراعاة تحديد مواقع انتظار السيارات وذلك من خالل دراسة مداخل ومخارج المنطقة وحالة المرور بها‬
‫‪ ‬مراعاة حساب أعداد الفراغات المخصصة النتظار السيارات ‪ ،‬وهو ما يرتبط بنوعية استعماالت‬
‫األراضي ومدى تداخلها من ناحية ‪ ،‬ومعدل امتالك السيارات على مستوى المدينة والمنطقة من ناحية‬
‫أخرى ‪ ،‬ويتم ذلك طبقا ً لبعض الحسابات الدقيقة التي تمت على أساس تعداد المدن واإلحصائيات المرورية‪.‬‬
‫‪ ‬أن تكون مواقع انتظار السيارات على عالقة بالطرق الرئيسية من جهة وبمحطات النقل الجماعي من‬
‫جهة أخرى ‪ ،‬وأن تكون تلك المواقع واضحة بالنسبة للمشاة‪.‬‬
‫‪ ‬مراعاة االعتبارات التصميمية المختلفة في تنظيم مواقف السيارات الخاصة سواء بمحاذاة الطرق أو بميل‬
‫عليها من ناحية أو بالمواقف المجمعة النتظار تلك السيارات من ناحية أخرى‪.‬‬
‫‪: Maintenance‬‬ ‫الصيانــة‬ ‫‪1-3-3-4‬‬
‫‪ -‬البد من وجود فريق لصيانة الفراغ وعناصره المختلفة من نباتات ووحدات إضاءة ومقاعد ‪...‬إلخ ‪ ،‬وكذلك‬
‫القيام بأعمال النظافة والري‪.‬‬
‫‪ -‬مراعاة اختيار األوقات المناسبة للقيام باألعمال السابقة فمثالً ‪ :‬يفضل القيام بري النباتات قبل الذروة بوقت‬
‫كاف يسمح بجفاف أسوار أحواضها التي تستخدم للجلوس ‪ ،‬وأن يتم تغيير المصابيح التالفة لوحدات اإلضاءة‬
‫قبل المساء ‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫‪ 1-3-4‬العوامل المؤثرة على تصميم الفراغات العمرانية‪.‬‬
‫يقصد بالفراغات العمرانية الساحات المجمعة والشوارع المعدة كفراغات ويقصد بالعوامل التصميمية أي‬
‫األطر العامة واإلرشادية التي يجب إتباعها أثناء تصميم الفراغات العمرانية وهذه العوامل تغطى جميع‬
‫األوجه المتعلقة بالفراغات سواء من الناحية الوظيفية أو الثقافية واالجتماعية والسلوكية أو االقتصادية وكذلك‬
‫العوامل البيئية والتشريعية والمشاركة ونوضح هذه العوامل تباعا ً فيما يلي ‪:‬‬

‫عوامل تصميم‬
‫الفراغات العمرانية‬

‫عوامل‬ ‫العوامل‬ ‫العوامل‬ ‫العوامل‬ ‫العوامل االجتماعية‬ ‫عوامل‬


‫المشاركة‬ ‫التشريعية‬ ‫البيئية‬ ‫االقتصادية‬ ‫والثقافية‬ ‫الوظيفية‬
‫والسلوكية‬

‫‪ 1-3-4-1‬العوامل الوظيفية‪:‬‬
‫تعد من أهم العوامل المؤثرة على تصميم الفراغات العمرانية ‪ ،‬حيث ترتبط وظيفته بالنشاط أو األنشطة التي‬
‫تدور داخله‪ .‬وتتميز تلك األنشطة بأنها يفضل ممارستها في الهواء الطلق وال تحتاج بالضرورة إلى فراغ مغلق‪،‬‬
‫وذلك على الرغم من تفاوت درجة إلخصوصية التي يحتاجها كل نشاط‪ .‬ويرى " هابراكن ‪1 " Habraken‬أنه‬
‫يمكن حصر وظائف الفراغات العمرانية بصفة عامة فيما يلي ‪:‬‬
‫مالعب ومناطق للتجمع‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التســـوق ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الترفيـــة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حركة للمشاة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪1‬‬
‫‪Habraken , john - the uses of levels , Unisco Regional seminar on Sheiter for Homeless, Korea, 1988‬‬

‫‪-62-‬‬
‫الباب األول ( تصميم الفراغات )‬

‫‪ -‬حركة اآلليات‪.‬‬
‫‪ -‬مواقف السيارات‪.‬‬
‫ونجد أن الفراغات العمرانية يمكن أن تكون شارعا ً وساحة أو ميدانا ً ‪ .‬وتعتبر الساحة هي "أول نتيجة الكتشاف‬
‫اإلنسان فكرة تجميع مجموعة من مساكن حول الفراغ مكشوفا ً بحيث يمكن إحكام السيطرة عليه ومن ثم تحقيق‬
‫إمكانات دفاعية ضد أي اعتداء خارجي علي تلك المساكن " ‪ ، 1‬أما الشارع فهو " نتاج طبيعي المتداد وانتشار‬
‫التجمعات السكنية فكلما تم االنتهاء من بناء المساكن حول فراغ مكشوف (ساحة) يمتد الشارع كشريان ليتصل‬
‫بمجموعة أخرى من المساكن المتجمعة حول حيز آخر"‪ .2‬وتختلف وظيفة الشارع عن وظيفة الساحة وان كان‬
‫كل منهما يكمل اآلخر ‪ ،‬وهى كما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬وظيفة الشارع ‪ :‬يمكن تحديد وظيفة الشارع كمسار فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬حيز للمرور ‪.‬‬
‫‪ -‬عنصر اتصال يربط بين عناصر النسيج الحضري للمدينة‪ ،‬وذلك في ثالثة مستويات‪:‬‬
‫األول ‪ :‬يتيح الوصول إلى قطع األراضي والمباني المطلة عليه‪.‬‬
‫الثانيـ ‪ :‬يربط بين المباني الواقعة على طوله وبعضها البعض‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬يربط بين تلك المباني الواقعة على طوله وباقي أجزاء المدينة من فراغات مفتوحة ومنشآت‪.‬‬
‫‪ -‬عنصر لالتصال والتفاعل االجتماعي ‪ Social Interaction‬بين األفراد والجماعات المستخدمين له‪.‬‬
‫‪ -‬عنصر لالتصال والتفاعل مع عناصر الطبيعة‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬عنصر متعدد األنشطة والوظائف كأن يكون سوقا تجارىة بها أنشطة ترفيهية وثقافية ‪ ...‬إلخ ‪ ،‬تلك‬
‫األنشطة التي بالضرورة البد أن تتفق مع احتياجات المستخدم النفسية والمادية من ناحية ‪ ،‬وتنسجم‬
‫مع األنشطة القائمة في محيطه الحضري‪.‬‬
‫‪ ‬وظيفة الساحةـ ‪ :‬يمكن تحديد وظيفة الساحة فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬مراكز أو مدخل للمناطق واألحياء والمدن‪.‬‬
‫‪ -‬الرمزية وهى من أهم وظائف الساحة والتي تساعد في تأكيد الصورة الذهنية لدى المستخدم‪.‬‬
‫‪ -‬فراغ متعدد األنشطة واالستخدامات * ‪ ،‬ويمثل غرفة المعيشة بالنسبة للمدينة ‪ ،‬ومن أهم تلك‬
‫األنشطة التجمع والمشاركة االجتماعية والترفيه ‪...‬إلخ‪.‬‬
‫‪ ‬التدرج الوظيفي للفراغات العمرانية‬
‫ويقصد بالتدرج الوظيفي " وجود وظائف معينة تتوافر على مستوى حجم معين للفراغات العمرانية وال تتوافر‬
‫على المستويات األقل وبالعكس " ‪. 3‬‬
‫‪ ‬تدرج الفراغاتـ تبعا ً للوظائف المتعلقة بها ‪:‬‬
‫‪ -‬وظائف أساسية ‪ :‬وهى األنشطة وإلخدمات الرئيسية مثل األسواق المتخصصة التي يكون االحتياج‬
‫إليها كل فترة‪.‬‬
‫‪ -‬وظائف موسمية وأسبوعية ‪ :‬وهى األنشطة الخاصة بإلخدمات الموسمية واألسبوعية وتمثلها‬
‫األسواق التي تقع على الشوارع الرئيسية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪.Krier, Rob-Urban Spaces, New York,P.15-17 -‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.Krier, Rob-Op.cit.,P.15-17 -‬‬
‫*‬
‫من أهم سمات الساحة الناجحة أن تكون متعددة االنشطة والوظائف مع تميزها بوجود وظيفة سائدة تعرف بها ‪ ،‬حيث يساعد ذلك على احتفاظ‬
‫المكان بحيويته لمدة طويلة ‪ ،‬وهو ما أكده " سيت ‪ " Sitte‬فى دراسته لساحات العصور الوسطى بأنها ال تزال حية ألنها مستغلة وظيفيا ً حتى اآلن‬
‫فى الحياة العامة ‪ ،‬ومن ثم فقد أثبت الواقع عدم فعالية مفهوم الحركة الحديثة للتصميم الحضرى ‪ ،‬والذى يتبنى مبدأ الفصل والعزل للوظائف مما‬
‫يصيب تلك المناطق بالعقم لمحدودية زيارتها فى األوقات المختلفة ‪ ، No-Goaress‬أنظر ‪.Moughtin, J. Cliff_OP.cit,P87‬‬
‫‪3‬‬
‫‪.Correa, Chartes_ The New Landscape, The Book Society of India,1985,P.33-46 -‬‬

‫‪-63-‬‬
‫الباب األول ( تصميم الفراغات )‬

‫‪ -‬وظائف يومية ‪ :‬وهى األنشطة الخاصة بإلخدمات اليومية مثل (السويقة ‪ ،‬المكوجى ‪،‬‬
‫الفرن ‪... ،‬إلخ) وتقع في الشوارع الثانوية‪.‬‬
‫‪ 1-3-4-2‬العوامل الثقافية واالجتماعية والسلوكية‪.‬‬
‫يعد هذا العامل ذا تأثير واضح وخاصة بالفراغات حيث أن الفراغات لها شقان األول عمراني والثاني إنساني‬
‫ويضم الشق اإلنساني هذه العناصر سواء الثقافية أو االجتماعية أو السلوكية‪ .‬وقد أشرنا إلى ما ذكر عنها في‬
‫العلوم أثناء ال حديث عن الشق اإلنساني للفراغات ولكن نركز هنا في هذا الجزء من البحث على تحديد العوامل‬
‫التي تؤثر بشكل مباشر على العملية التصميمية‪ .‬وسوف نصيغ هذه العوامل تباعا ً فيما يلي ‪.‬‬
‫يجب تحديد بشكل أساسي ما يطلق عليه الهوية أو الذاتية الثقافية‪ .‬ويقصد بها تلك القيم التي تميز شخصية‬ ‫‪‬‬
‫شعب ما أو جماعة ما وتوجه سلوك أفراد وتعامالتهم ويكون ذلك في شكل منظومة تتكون من مصادر‬
‫التفكير العليا في المجتمع مثل الدين – القانون – الفلسفة – العرف ‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫يجب احترام خصائص التركيب السكاني أثناء وتصميم الفراغات‪ .‬حيث تؤثر على التباينات النوعية في‬ ‫‪‬‬
‫الطلب على إلخدمات والفراغات المختلفة في المناطق لكل حي‪.‬‬
‫أن يصمم الفراغ بحيث يوج د فيه بعض العوامل المحفزة لبعض السلوكيات في الفراغات مثل الرغبة في‬ ‫‪‬‬
‫تكوين الصدقات – عضوية الجماعة – إتاحة الحيز الشخصي للفرد‪ -‬الحيازات ) والممتلكات الشخصية –‬
‫إلخصوصية‪ -‬االتصال باآلخرين وغيرها من العوامل المحفزة‪.‬‬
‫‪ -‬الرغبة في تكوين الصداقات ‪ :‬ويتحقق هذا من خالل تصميم مناطق للجلوس تساعد على االتصال بين الناس‪.‬‬
‫وكذلك الكافيتريات وتعدد بؤر التالقي لألفراد وهى المناطق التي أطلق عليها دونكان ليس ‪" Fduncancase‬‬
‫نطاق التعارف‪.‬‬
‫‪ -‬الرغبة في عضوية الجماعة‪ :‬وهذه الرغبة تكون بتكوين صداقات وتعريف بنفسه ولفت االنتباه إليه ‪ .‬وغالبا ً‬
‫تشكل المجموعات نفسها وعلى العمرانيين بتهيئة األماكن لكي تتشكل هذه المجموعات‪.‬‬
‫‪ -‬إتاحة الحيزـ الشخصي للفرد‪ :‬وذلك لتحقيق إلخصوصية الالزمة لكل فرد‪ .‬وكما ذكرنا سابقا ً يتم هذا من خالل‬
‫تحقيق المسافات التي حددها عالم النفس ‪ Edward T.Hall‬مجموعة متدرجة من المسافات والتي عادة ما‬
‫يستخدمها األفراد عند اتصالهم باآلخرين‪ .‬وهى المسافة الحميمة وتصل إلى حوالي ‪0.46‬م‪ .‬والمسافة الشخصية‬
‫تصل إلى حوالي ما بين ‪ 0.46‬إلى ‪1.20‬م والمسافة االجتماعية تصل إلى حوالي ما بين ‪ 2.10‬إلى ‪3.75‬م في‬
‫التجمعات الرسمية وبين ‪ 1.2‬غلى ‪2.10‬م في التجمعات غير الرسمية والمسافة العامة ‪ .‬تصل إلى حوالي ما بين‬
‫‪1‬‬
‫‪ 3.75‬إلى ‪7.6‬م‪.‬‬
‫ويتحقق ذلك من خالل توزيع المقاعد ‪ .‬سواء خطيا ً أو على زاوية أو ذات األركان ومتصلة ومتعددة‬
‫األركان ‪ .‬أو منحنية أو مستديرة‪.‬‬
‫‪ -‬الرغبة في الحيازة ‪ :‬وهى تحفظ للفرد حقه كيفما يشاء ويوجد أنواع للحيازة ‪:‬‬
‫‪ ‬الحيازة الخاصة ‪ :‬وهى أن يشعر الفرد بملكيته ويغضب نتيجة اختراق اآلخرين لحدودها‪.‬‬
‫‪ ‬الحيازة الجماعية ‪ :‬وهى تشعر الجماعة بملكية مشتركة لها ‪ .‬وهذا يولد الشعور بالرغبة في‬
‫الدفاع عنها‪.‬‬
‫‪ ‬الحيازة المؤقتة ‪ :‬وهى أن يشعر اإلنسان بأن له حقا ً مؤقتا ً بتملكها أثناء وجودهم في موقعها‬
‫مثل المقاعد في األماكن العامة‪.‬‬
‫‪ ‬الحيازة المجهولة الهوية ‪ :‬وهى التي ال يشعر األفراد نحوها بمسئولية تملكها وذلك لعدم‬
‫شعورهم بهوية المكان‪ .‬ويختلف شعور الحيازة من مجتمع آلخر‪.‬‬
‫‪ -‬الرغبة في إلخصوصية ‪ :‬ويختلف مفهوم إلخصوصية من مجتمع آلخر‪ .‬وهى شكل من أشكال االنفصال النفسي‬
‫والمادي عن اآلخرين‪ .‬ويجب على المصمم أن يدعم درجة التحكم المرغوبة من المستخدمين لتحقيق الحد األدنى‬

‫‪1‬‬
‫ك‪.‬م‪ .‬ديسى ‪ ,‬د‪.‬توماس السويل _ االعتبارات االنسانية فى التصميم المعمارى ‪ ,‬ترجمة د‪ .‬عبدالعزيز بن سعد المقرن ‪ ,‬كلية العمارة والتخطيط& بجامعة‬
‫الملك سعود ‪ . 1997 ,‬مترجم عن ‪C.M.Deasy &Thomas E.Lasswell _ Desingning Places for People , 1990 :‬‬

‫‪-64-‬‬
‫الباب األول ( تصميم الفراغات )‬

‫من إلخصوصية المرضية لهم وكذلك مساعدتهم على تحقيقها ألنفسهم حتى في الحيزات المفتوحة بأساليب‬
‫مختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬االتصال باآلخرينـ ‪ :‬ويجب على المصمم ابتكار فراغات تساعد على عملية االتصال باآلخرين وذلك من خالل‬
‫اآلتي ‪:‬‬
‫‪ -‬اإلدراك واالتصال بالفراغ العمراني‪.‬‬
‫‪ -‬االتصال باألفراد المستخدمين لهذا الفراغ‪.‬‬
‫‪ 1-3-4-3‬العوامـــل االقتصادية‪.‬‬
‫تؤثر العوامل االقتصادية بالمدن على تصميم الفراغات العمرانية بها ‪ ،‬كما أن النشاط االقتصادي المسيطر عليها‬
‫يعطى المدينة وفراغاتها بعضا ً من أهم إلخصائص المميزة لها‪ ،‬لذلك تختلف المدن الصناعية عن التجارية‬
‫والسياحية ‪...‬إلخ ‪ ،‬كما إنها تشكل الميول واالتجاهات العمرانية والمعمارية وكذلك التوجهات نحو نوعية‬
‫الفراغات العمرانية ‪.‬وتبين أهم النقاط المؤشرة على الفراغات من الناحية االقتصادية فيما يلي ‪:‬‬
‫التقنيات المتاحة بالمدن من العوامل االقتصادية التي تؤثر على الفراغات العمرانية بها ‪ ،‬حيث يعتمد‬ ‫‪‬‬
‫اقتصاد أية مدينة عليها ‪ ،‬فطبيعة تلك التقنيات تؤثر على مصادر الطاقة القابلة لالستغالل فيها وتكلفتها‬
‫وكذلك تكلفة النقل والبنية األساسية وتكلفة صيانتها‪ ،‬وبالتالي تؤثر التقنيات المتاحة على اقتصاديات‬
‫توزيع السكان والبضائع وكذلك موقع إلخدمات الصناعية بالمدينة‪.‬‬
‫‪ -‬فنجد أن نمط تخطيط شبكة الشوارع وتدرجها وعروضها يعتبر جزء من نظام النقل داخل المدينة‬
‫بصفة عامة‪.‬‬
‫‪ -‬توزيع الفراغات العمرانية واستعماالت األراضي واألنشطة والسكان ‪ ،‬حيث تكون في أعلى‬
‫معدالتها في مراكز المستقرات بسبب سهولة وانخفاض تكلفة االنتقال ‪ ،‬فنجد أن معظم المدن قلب‬
‫لألعمال ‪ .** C.B.D‬يقع به معظم تلك الفراغات والمنشآت والمباني اإلدارية والحكومية كمكان‬
‫مناسب لذلك ‪ .‬كما تزداد فرص االنتقال للفراغات العمرانية بالضواحي وأطراف المدن كلما‬
‫انتشرت وسائل النقل وقلت تكلفتها ‪.‬‬
‫عامل السوق وطبيعتها بالمدن من العوامل االقتصادية المؤثرة على تصميم وتشكيل الفراغات العمرانية‬ ‫‪‬‬
‫بها‪ .‬وال يقصد بالسوق في المدينة فقط " ذلك اإلطار المحدد الذي يتم في نطاقه تداول السلع والبضائع‬
‫بل يدخل في ذلك المضمون أيضا ً العقارات بالمدينة وبصفتها سلعة إنتاجية "‪.1‬‬
‫وتختلف أوضاع العرض والطلب بالنسبة للفراغات العمرانية ألنها سلعة مكلفة ذات عائد مادي غير‬
‫مباشر (من خالل األنشطة بها) ‪ ،‬كما ترتبط بالبعد المكاني وال يتاح نقلها ‪ ،‬فضالً على ارتباطها بالبعد‬
‫الزمني فبغض النظر عن األغراض التي يهيأ من أجلها فراغ ما ‪ ،‬فإنه يستغرق زمنا ً لتكتمل مقوماته‬
‫وبالتالي فقد تتغير الظروف االقتصادية واالجتماعية السائدة وقت البدء به عنها وقت إتاحته بالسوق ‪،‬‬
‫وبالتالي أوضاع العرض والطلب المرتبطة باألنشطة به والتي أثرت على تصميمه مسبقاً‪ ،‬وهو ما قد‬
‫يؤثر على نجاحه الحقاً‪ .‬ولذا يعد عامل طبيعة السوق عامالً ديناميكيا يتطلب مرونة عالية في التعامل‬
‫معه حيث يؤثر في تصميم تلك الفراغات قبل وأثناء تنفيذها وكذا أثناء تشغيلها وإدارتها‪.‬‬
‫عامل النظام الاقتصادي الذي تتبناه القوى السياسية من العوامل االقتصادية المؤثرة على تصميم‬ ‫‪‬‬
‫الفراغات العمرانية بها ‪ .‬حيث يحدد النظام االقتصادي أسلوب تمويل * تلك الفراغات ‪ ،‬والذي ال يعتمد‬

‫*‬
‫* ‪ C.B.D‬اختصار ‪ Central Business Distrsct‬أي منطقة األعمال المركزية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬على صبري ياسين – العناصر األساسية لقانون التمويل العقاري ‪ 148‬لسنة ‪ 2001‬ندوة بجمعية المهندسين المعماريين ‪ ،‬إبريل ‪.2003‬‬
‫*‬
‫يتعلق التمويل بشكل مباشر بعمليات التبادل التى تجرى فى السوق ويستهدف توفير القدرات الشرائية للمتعاملين سواء مشترين أو منتجين ‪ ،‬ويرتبط‬
‫التمويل بتواجد آليات وأجهزة تمويلية تقوم بعمليات تمويل منظمة لتغطية إحتياجات المتعاملين فى السوق إلتمام التبادل ‪ .‬ويعد التوزن بين مصادر‬
‫التمويل سواءالذاتى أوغير الذاتى من الجوانب التى تحقق لعملية التموين كفاءتها ‪ ،‬فالمقصود بالتمويل الذاتى ما يستخدمه صاحب المشروع من أموال‬
‫تدخل فى نطاق ما يمتلكه من فوائض داخلية تراكمت لديه من عمله أو أرباحه أو مدخراته ‪ ،‬أما التمويل غير الذاتي فيقصد به الجهات التى يلجا إليها‬
‫صاحب المشروع فى حالة وجود قصور لديه فى التمويل الذاتى ‪ ،‬وهى جهات مثل البنوك وشركات التمويل العقارى والهيئات التعاونية العامة ‪ ،‬أنظر ‪:‬‬
‫على صبرى ياسين – المرجع السابق‪ ،‬صـ‪.6 ،4‬‬

‫‪-65-‬‬
‫الباب األول ( تصميم الفراغات )‬

‫على األعمال الفردية فقط ‪ ،‬وإنما يعتمد أيضا ً على األعمال والحركات الجماعية للناس في تشغيل قيود‬
‫ميزانياتهم‪.1‬‬
‫القدرة الشرائية لألفراد والجماعات تؤثر على تصميم الفراغات بصفة عامة فدخل الفرد ومصروفاته‬ ‫‪‬‬
‫يؤثرفي أوجه اإلنفاق المختلفة ‪ ،2‬مما يترتب عليه زيادة أونقص إلخدمات المتاحة بها ‪ ،‬فضالً على‬
‫نوعيات تلك إلخدمات واألنشطة التي تتيحها تلك الفراغات‪.‬‬
‫ً‬
‫إلخدمات القائمة في المنطقة التي تضم الفراغ العمراني تؤثر أيضا على تصميمه ‪ ،‬وذلك من حيث كمية‬ ‫‪‬‬
‫تلك إلخدمات ونوعياتها وعالقتها بالوظائف واألنشطة التي تمارس في الفراغ من ناحية ‪ ،‬وكذلك من‬
‫حيث موقع تلك إلخدمات ونطاق تأثيرها وعالقة ذلك بكثافة السكان بالمنطقة ودخولهم من ناحية أخرى‪.‬‬
‫‪ 1-3-4-4‬العوامـــل البيئيـــة‪.‬‬
‫تؤثر العوامل البيئية بشكل مباشر في العملية التصميمية للفراغات العمرانية‪ .‬حيث أن األنشطة تؤدى خارجيا ً في‬
‫الهواء الطلق وتكون معرضة لآلثار البيئية المباشرة من شمس وهواء ورياح وأمطار‪ .‬لذلك البد وأن يكون‬
‫التصميم متوافقا ً بيئياً‪ .‬وسوف نصيغ بعض النقاط الهامة التي تؤثر في تصميم الفراغات من الناحية البيئية نبينها‬
‫تباعا ً فيما يلي‬
‫‪ ‬العوامل المناخية ‪:‬‬
‫‪-‬الحرارة ‪ :‬تقليل المسطح المعرض للشمس والعوامل الحيوية المختلفة بقدر اإلمكان وذلك في المناطق‬
‫الحارة‪ .‬وعلى العكس في المناطق الباردة وتكون الحماية من الشمس من خالل التغطيات المختلفة‪ .‬وذلك‬
‫مثل ما هو موجود داخل األسواق المغطاة كسوق إلخيامية بالقاهرة‪ .‬وأسواق المدن العربية القديمة‪.‬‬
‫‪ -‬الريـاح ‪ :‬تقليل اختراق الرياح بقدر اإلمكان وذلك من خالل التوزيع المتوافق بيئيا ً للمظالت والعناصر‬
‫المكونة للفراغات وأيضا ً توزيع العناصر النباتية من أشجار ونخيل واألسيجة النباتية بشكل يساعد على قلة‬
‫اختراق الرياح‪.‬‬
‫‪-‬األمطار والرطوبة‪ :‬تختلف أيضا ً المعالجات إذا كانت في مناطق حارة أو مناطق باردة ‪ .‬حيث في‬
‫المناطق الحارة نادرة األمطار‪ .‬تظهر الحاجة إلى مسطحات المياه والنوافير لترطيب الجو‪ .‬في المناطق‬
‫الجافة ‪ .‬في حين تختلف في المناطق الرطبة فتظهر األفنية والساحات لسحب الهواء وزيادة حركته للتقليل‬
‫من تأثير الرطوبة‪ .‬أما في المناطق الباردة والمدن الساحلية ذات األمطار الغزيرة فتظهر المباني ذات‬
‫األسقف المائلة وكذلك لألنظمة صرف األمطار في الفراغات مثل الطرق والشوارع والساحات وغيرها‪.‬‬
‫‪-‬الوهج (البهر)‪:‬ـ وهو يؤثر في الفراغات العمرانية حيث يزداد نتيجة لزيادة األسطح المحددة للفراغات‬
‫مبان محيطة به وهو ما يؤدى بالتبعية إلى زيادة درجة حرارة ذلك‬
‫ٍ‬ ‫سواء كانت أسطح أرضيات أو أسطح‬
‫الفراغ‪ .‬ويدخل لون األسطح ونوعية خاماتها كجوانب مؤثرة في ذلك حيث يزداد الوهج مع األسطح فاتحة‬
‫اللون‪.‬‬
‫‪ 1-3-4-5‬العوامل التشريعية‬
‫تؤثر العوامل التشريعية في تشكيل الفراغات العمرانية‪ .‬حيث تعد أداة للسياسة العامة لتحديد هيئة المباني‬
‫واستعماالت األراضي بها بهدف تحسين الصورة الفراغية المحيط بها ‪ .‬ومن ثم تحسين الصورة العامة‬
‫للمدينة‪ .‬ويهدف تأسيس آلية تشريعية تختص بتشكيل وتصميم الفراغات إلى إيجاد معايير وقوانين تشريعية‬
‫تعمل كضوابط‪ ،‬وتحكم تلك الضوابط األفراد والمؤسسات المعنيين بالعملية التصميمية لتلك الفراغات ‪ .‬وتتعدد‬
‫أنواع التشريعات التي تؤثر على شكل المدينة بصفة عامة وفراغاتها بصفة خاصة ‪ .‬ويؤثر التشريع في‬
‫الفراغات الخاصة بالمناطق والمباني على تصميم الفراغات وتهتم التشريعات المباني بالجانب الهندسي لتلك‬
‫الفراغات ومعمارها‪ .‬ولكنها ال تؤثر سلبيا ً على النواحي الجمالية لتصميم الفراغات – بل أنها تصنع اإلطار‬
‫العام الذي تتحقق من خالله تلك النواحي الجمالية‪ .‬في حين إنها تهتم بتجديد استعماالت معينة في مناطق معينة‬

‫‪1‬‬
‫‪Cassel, John_The Contribution of the Social Environment to Host Resistance,1976.P.107-123 -‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.Rubenst, M.Harvey_Pedestrian Malls. Streetscapes. & Urban Spaces,1992,P.40 -‬‬

‫‪-66-‬‬
‫الباب األول ( تصميم الفراغات )‬

‫وكثافة المباني‪ .‬وتوزيع كل من المباني والفراغات‪ .‬وكذلك الخدمات األخرى المرتبطة بها مثل كمية مسطحات‬
‫انتظار السيارات ‪...‬وغيرها‪.‬‬
‫‪ 1-3-4-6‬عامل المشاركة المجتمعية‬
‫تعد الفراغات العمرانية من الفراغات التي تختلف في حجمها وأبعادها وعدد المستخدمين لها والمتأثرين بها‬
‫عن الفراغات الداخلية العامة أو الخاصة ‪ ،‬وهو ما يحتم دراسة احتياجاتهم ومدى تأثرهم بها وتأثيرهم فيها‬
‫حتى يمكن تطوير تلك الفراغات وتصميمها جيداً‪.‬‬
‫وغالبا ً ما يشعر الناس برغبتهم في السيطرة أو التحكم – نوعا ً ما – في حياتهم ومصائرهم ‪ ،‬وبناء على ذلك‬
‫يعد اشتراك هؤالء الناس في عملية التصميم واتخاذ القرارات من خالل طرق بحثية كمتابعة سلوكياتهم‬
‫وإجراء مقابالت معهم أمراً مفيداً‪ ،‬حيث إن المصمم سيستفيد جزئيا ً من تلك بحصوله على معلومات أفضل‬
‫وأكثر ارتباطا ً بالمشكلة ‪ ،‬باإلضافة إلى أن المستخدمين المشاركين في عملية اتخاذ القرار سيشعرون‬
‫بالمسئولية تجاه المنتج النهائي ويرغبون في نجاحه‪ .‬وعلى النقيض ‪ ،‬يؤدى إقصاء المستخدم عن عملية‬
‫المشاركة في عملية صياغة كيفية استخدام تلك األماكن في تولد شعور سلبي بعدم اإلحساس لديه بأي مسئولية‬
‫تجاه تلك األماكن وبالتالي تخريبها أو هجرها‪ .‬ومن ثم فإن المصمم تقع عليه مسئولية فهم دوافع المستخدم‬
‫واحتياجاته ‪ ،‬والتأكيد على هوية المكان لتطوير شعوره باالنتماء والمسئولية من ناحية‪ ،‬وتحفيز رغبته‬
‫بالمشاركة الفعلية في عملية التخطيط أو التصميم واتخاذ القرار ‪ ،‬ألن مشاركتهم ستساعد في ربط عناصر‬
‫المشروع في أقل األحوال‪.1‬‬
‫‪ -‬المشاركة في العملية التصميميةـ للفراغات العمرانية ‪:‬‬
‫تعد عملية المشاركة أحد أهم المداخل لتفعيل العملية التصميمية للفراغات العمرانية ‪ ،‬مما يسهم في تحقيق التنمية‬
‫الحضرية لها ‪ ،‬وهو ما يتطلب فهم العملية التصميمية ومراحلها من ناحية ‪ ،‬ومجال المشاركة في العملية‬
‫التصميمية من ناحية أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬العملية التصميمية للفراغاتـ العمرانية ‪:‬‬
‫تعتبر العملية التصميمية للفراغات العمرانية بصفة عامة منهجا ً للتفكير العلمي المنظم يهدف للتوصل إلى حلول‬
‫منطقية للمشكلة التصميمية‪ ،‬ويوجد أشكال متعددة للعملية التصميمية وهى ‪:‬‬

‫‪ ‬الشكل الخطى ‪:‬‬


‫وفيه يتم تقسيم العملية التصميمية إلى أربع مراحل متتالية ‪ ،‬أنظر شكل رقم (‪ )6-4-3-1‬وهى ‪:‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ -‬مرحلة االستيعاب ‪ Assimilation‬ويتم فيها جمع المعلومات العامة والمرتبطة بالمشكلة التصميمية‪.‬‬
‫‪ -‬مرحلة الدراسة العامة ‪ General‬ويتم فيها التقصي عن طبيعة المشكلة والحلول الممكنة‪.‬‬
‫‪ -‬مرحلة التطوير ‪ Development‬ويتم فيها تطوير حل أو أكثر من الحلول المتاحة‪.‬‬
‫‪ -‬مرحلة االتصال ‪ Communication‬وفيها يتم توصيل الحل األمثل للعميل‪.‬‬

‫اإلستيعاب‬ ‫الدراسة‬
‫التطوير‬ ‫االتصال‬
‫العامة‬
‫الشكل ألخطى للعملية التصميمية شكل رقم (‪)41-1‬‬

‫‪ -‬العالقة بين عملية المشاركة والعملية التصميمية‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ب‪.‬م ديسى د‪ .‬توماسالسويل – االعتبارات اإلنسانية في التصميم المعماري ‪ ،‬ترجمة د‪ /‬عبد العزيز بن سعد المقرن ‪ ،1997 ،‬صـ‪28‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.RIBA, Architecture Practice & Management Handbook, 1965 -‬‬

‫‪-67-‬‬
‫الباب األول ( تصميم الفراغات )‬

‫قد تبدو العملية التصميمية بعيدة كل البعد عن حياة رجل الشارع ‪ ،‬ويتطرق إلى الذهن أسئلة مثل ‪ :‬كيف يمكن‬
‫للمجتمع أن يكون ضمن العملية التصميمية؟ ‪ ،‬أو عند أي نقطة في العملية التصميمية يمكن أن يشارك أفراد‬
‫المجتمع؟‪.‬‬
‫وتكون األولوية عند بدء العملية التصميمية من المدخل النظري لخبرة المتخصص عند رجل الشارع‪ ،‬ومن ثم فإن‬
‫مساحة المشاركة المتوقعة في تلك العملية تكون ضعيفة إن لم تكن منعدمة‪.‬‬
‫تحظى المشاركة بمساحة أكبر من الجزء العملي التطبيقي ‪ ،‬حيث تعتمد العملية التصميمية في ذلك الجزء على‬
‫تفسير النماذج والتحري عن معلومات شديدة إلخصوصية تتعلق بحياة الناس واحتياجاتهم وطموحاتهم‬
‫ومشكالتهم ‪ ،‬أي أن األولوية في تلك المرحلة تكون لخبرة الناس المستخدمين للمكان وتتراجع أمامها إلخبرة‬
‫النظرية للمتخصص ‪ ، 1‬وتزداد مساحة المشاركة بالتبعية إذا كان المستخدم لديه أفكار عن كيفية حل تلك المشكالت‬
‫أو اإلمكانيات المتاحة لحلها‪.‬‬
‫أي إن العالقة بين عملية المشاركة والعملية التصميمية للفراغات العمرانية عالقة تبادلية تكاملية ‪ ،‬فمشاركة‬
‫المستخدمين تفعل العملية التصميمية وبالتالي المنتج إلخاص به من ناحية‪ ،‬كما أن العملية التصميمية تؤكد وتنظم‬
‫مشاركة المستخدمين تبعا ً للمستوى المطلوب من المشاركة من ناحية أخرى ‪ ،‬وذلك من خالل إدراك المصمم‬
‫لمحاور عملية المشاركة ذاتها السابق اإلشارة إليها ‪ ،‬وامتالكه مهارة تطويعها حسب الموقف التصميمي‪.‬‬

‫الخالصة ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Moughtin., J. Cliff_OP.cit,.‬‬

‫‪-68-‬‬
‫الباب األول ( تصميم الفراغات )‬

‫تمت في هذا الجزء من البحث دراسة نظريات ومفاهيم تصميم الفراغات العمرانية ثم دراسة االحتياج ات والمتطلب ات‬
‫الخاصة بإعادة صياغة الفراغات العمرانية ثم دراسة األسس النظرية لتصميم الفراغات العمراني ة ‪ .‬وأخ يرا التوص ل‬
‫إلى عوامل تصميم الفراغات العمرانية ‪ .‬ونبينها فيما يلي ‪:‬‬
‫نظريات ومفاهيم تصميم الفراغات العمرانية ‪.‬‬
‫تم التعرف على النظريات ومداخل التصميم للفراغات مثل ( مدخل األسس الفنية ‪ – camillo sitie‬م دخل مظه ر‬
‫المدينة ‪ -gordon cullen‬مدخل الصورة الذهنية ‪ - Kevin lynch‬مدخل التصنيف النوعي للفراغات ‪Rob krier‬‬
‫‪ -‬مدخل تشكيل المدينة ‪ – Kevin lynch‬مدخل نظريات الفراغ العمراني ‪) Roger trancik‬‬
‫تمت دراسة االحتياجات والمتطلبات الخاصة بصياغة الفراغات العمرانية ‪.‬‬
‫وذلك من خالل االحتياجات والمتطلبات المادية ( حجم وتوزيع الفراغات – االحتياجات الضرورية وعناص ر إلخدم ة‬
‫األساسية في الفراغات العمرانية ( احتياج ات عام ة – احتياج ات األطف ال – احتياج ات كب ار الس ن ) ثم االحتياج ات‬
‫والمتطلبات الثقافية واالحتياجات والمتطلبات الجمالية والتشكيلية ‪.‬‬
‫أسس النظرية لتصميم الفراغات العمرانية ‪.‬‬
‫تم التوصل إلى أسس عامة وأس س تفص يلية وك انت األس س العام ة ( األمن واألم ان – الراح ة وس هولة الوص ول –‬
‫الوضوح – اللمسة الجمالية ) وكانت األسس التفصيلية ( اشتراطات الموقع – حجم الفراغ بالنسبة للساحات والشوارع‬
‫– التركيب البصري – االستخدامات واألنشطة – المناخ – الحدود – المناطق الرئيسة والفرعية – مسارات الحركة –‬
‫المقاعد ومناطق الجلوس – التشجير – تغيير المناسيب – العناصر الفنية – إلخدمات – الصيانة )‬
‫العوامل التصميمية للفراغات العمرانية ‪.‬‬
‫وتم دراستها للساحات المجمعة والشوارع المعدة كفراغات ويقصد بها األط ر العام ة واإلرش ادية ال تي يجب إتباعه ا‬
‫أثناء تصميم الفراغات العمرانية وهى تغطى جميع األوجه مثل العوامل الوظيفية ( وظيفة الشارع – وظيفة الساحة –‬
‫التدرج الوظيفي للفراغات العمرانية ) العوامل الثقافية واالجتماعية والسلوكية والعوامل االقتص ادية والعوام ل البيئي ة‬
‫والعوامل المناخية ( حرارة – رياح – أمطار ورطوبة – الوهج ) وعوامل جيولوجية ( ن وع الترب ة – منس وب المي اه‬
‫الجوفية والطبوغرافيا ) والعوامل التشريعية وعوامل المشاركة المجتمعية وبهذا يكون قد تم التعرف على أهم العوامل‬
‫التي تساعد على تصميم الفراغات العمرانية ‪.‬‬

‫‪-69-‬‬

You might also like