Professional Documents
Culture Documents
اسس تصميم الفراغات
اسس تصميم الفراغات
-48-
الباب األول ( تصميم الفراغات )
-49-
الباب األول ( تصميم الفراغات )
1
.Lynch, Kiven, " The Image of the City " ,The M.I.T. Press, Cambridge, Massachusetts and London, 1975 -
? 2
- .Farouk. H.,op.cit.1933
? 3
- .Farouk. H.,op.cit.1933
-50-
الباب األول ( تصميم الفراغات )
يمكن إعادة تسمية هذه النظرية لتصبح نظرية السد والمفتوح ( . )Solid-Void Theoryوتعتمد هذه النظرية على
مبان ( ، )Solidوفراغات مفتوحة (.)Void
النظر للتشكيل العمراني للمدينة ككل إلى ٍ
Linkage Theory )2نظرية مساراتـ االرتباط
تعتمد هذه النظرية على دراسة عناصر الربط بين الفراغات العمرانية في المدينة .والتي قد تكون ( شوارع ،أو
ممرات مشاة ،أو فراغات عمرانية مستطيلة النسبة) .ويساعد تطبيق هذه النظرية على الفراغ العمراني في فهم
محاور الحركة ،وتوزيع حركة المشاة ،وكفاءة هذا التوزيع .
Place Theory ج) نظريـــة المكـــان
تتطرق نظرية المكان إلى ما وراء النظرتين السابقتين ،وتضيف أبعاداً أخرى هامة ،مثل :احتياجات اإلنسان في
الفراغ ،والمحتوى الثقافي ،والتاريخي للفراغ العمراني .
1-3-2االحتياجات والمتطلبات الخاصة بصياغة الفراغات العمرانية.
تتمثل االحتياجات الخاصة بالفراغات في احتياجات مادية واحتياجات اجتماعية واحتياجات نفسية واحتياجات ثقافية
واحتياجات تشكيلية جمالية وسوف نبين هذه االحتياجات بشيء من التفصيل فيما يلي :
االحتياجات والمتطلبات الكمية والحجمية : 1-3-2-1
نتناول االحتياجات من خالل -:
أوالً :حجم وتوزيع الفراغات العمرانية ( معاييرـ عامة ):
تختلف المعدالت القياسية في الفراغات من بيئة إلى أخرى بتغير الجماعات
والمجتمعات -ففي بعض األحوال يكون هذا التغيير نتاجا ً لعوامل اقتصادية-
اجتماعية على المستوى الدولي وذلك يمكن رصده عند المقارنة بين نسب
االستخدام في الدول المتقدمة والدول النامية ،حيث يتغير نصيب الفرد من
الفراغات المفتوحة العامة الترفيهية من بلد إلى آخر ،ومن بيئة إلى أخرى
حيث تتناسب مع الظروف الخاصة بكل بيئة ،األمر الذي يدفعنا إلى محاولة
تحقيق الوظائف واألنشطة المطلوبة داخل الحيزات المتوفرة أو الممكنة
لالستخدام داخل البيئات عن طريق إعادة تنظيم معطيات التصميم المتوفرة
لدينا بها .1وهذا ما دفعنا إلى فكرة إعادة صياغة المحاور التجارية بقلب
المدن الثانوية بعواصم المحافظات المصرية لتصبح فراغات عمرانية تلبى
احتياجات المجتمع.
كما يعد العامل المناخي أحد المؤثرات األساسية المتغيرة كنتاج لتغير الموقع
شكل ( )38-1توزيع الفراغات المفتوحة . الجغرافي .وعلى الرغم من ذلك فقد ظهرت بعض المحاوالت لتحديد بعض
(محمود طه بتصرف الباحث) المعايير لحجم الفراغات وتوزيعها في المدينة .فبالنسبة للفراغات المفتوحة
والمسطحات إلخضراء بصفة عامة ،أكد " الكسندر " "Alexanderعام( )1977على أهمية وجود المناطق
إلخضراء بالنسبة للناس في جميع مناطق المدينة ،وقد افترض أن يكون هناك فراغ عام أخضر على بعد مسافة
750قدم أو مسافة زمنية حوالي ثالث دقائق سيراً من المنزل أو مكان العمل ،ولذلك يجب أن تكون المساحة
إلخضراء موزعة بالتساوي بحيث تكون على مراحل من 1500قدم على التوالي ،أي على األقل 60000قدم مربع
في المساحة.2شكل ( )47-1وبالنسبة للساحات الكبيرة بوسط المدينة اقترح " لينش " Lynchأن تكون ابعادها من
40قدم لتصبح مقبولة في المقاس وحتى 80قدم لتكون في إطار المقياس اآلدمي . Human Scaleوقد كانت في
الماضي معظم الميادين المغلقة " "Enclosed Squareال تزيد عن 450قدم لطول الضلع القصير .3وقد اقترح "Ge
"hlمن 70إلى 100متر حيث إن هذه هي أقصى مسافة يمكن أن يرى فيها اإلنسان مالمح اآلخر الموجود معه في
1
-محمود طه محمود سليم ،الفراغات العامة داخل النسيج العمراني للقاهرة الكبرى -رسالة دكتوراه الفلسفة كلية الهندسة ،جامعة حلوان 2000 -
2
.Alexander, C. et al. – " A pattern Language " – Oxford University, Press, New York, 1977 -
3
.Lynch, Kiven, " The Image of the City " ,The M.I.T. Press, Cambridge, Massachusetts and London, 1975 -
-51-
شكل ( )39-1توزيع الفراغات المفتوحة .
(محمود طه بتصرف الباحث)
الباب األول ( تصميم الفراغات )
نفس الفراغ أو يتابع بها األحداث وأيضا ً يتابع تعبيرات الوجه من مسافة 35-20متر .1وقد تم االتفاق في مدينة "سان
فرانسيسكو" على أن أكبر مساحة يمكن أن يمشيها اإلنسان داخل فراغ عام مفتوح هي 900قدم أي حوالي 270م،
ويجب مراعاتها في تصميم الساحات الكبيرة الحجم .2وفي عام 1985ثبتت مدينة " فرانسيسكو" بالواليات المتحدة
األمريكية خطة لوسط المدينة وكانت من وضع المعماري . Paul Goldbergetحيث اقترح أن كل خمسين قدم
مربع من فراغ المكاتب قدم مربع واحد من الفراغ المفتوح المخصص لالستخدام العام .3أما في المجاورات السكنية
فقد أوضح ( ).N.L.Englhardt, Jrأنه البد أن يتوفر في مركز المجاورة السكنية أو بالقرب منها مسطح للعب
والترفيه
مناسب وأال تزيد مسافة المشي للمجاورة عن ½ ميل
وافترض أن لكل أربع وحدات من هذه المجاورات (التي
تحوى 6800شخص) حديقة كبيرة للترفيه .وهذه األربعة ومحتوياتها تسمى Communityوتحوى (2400شخص)
وتتجمع بحيث ال تزيد مسافة المشي عن واحد ميل .4شكل ( )39-1وتعتبر مسافات السير في المجاورات السكنية من
العوامل الحاكمة لتوزيع الحدائق والفراغات العامة بداخلها ،فمن مسافات السير المختلفة يمكن تحديد اآلتي:5
-المحيط المباشر للمسكن (200متر).
وهو يحتاج إلى فراغ للعب أو حديقة صغيرة للقاءات الجيران ولعب األطفال (. )Play lot or Minipark
-اإلمداد باالحتياجات اليومية والمحالت (600متر):
ويحتاج حديقة المجاورة وتكون في مركز المجاورة ( )Neighber hood parkحيث تصمم لتخدم األطفال من سن
6إلى 14وكذلك مركزاً لألنشطة في المجاورة للسكان بكافة أعمارهم للتفاعالت االجتماعية والترفيه والترويح حيث
يجب أن تكون في حدود ¼ ميل من المنطقة التي تخدمها وال تزيد مسافة المشي عن ½ميل.6
-52-
الباب األول ( تصميم الفراغات )
البشرية زادت فرص التفاعل االجتماعي .1إن الحاجة إلى االجتماع أصبحت ماسة وهامة في مجتمعاتنا لمحاولة إعادة
الروح والحياة لمدننا ،والفراغات العمرانية تعتبر من أهم الوسائل التي تحقق وهذا االتصال االجتماعي المطلوب،
ويمكن تشجيع العالقات االجتماعية واالتصال بين سكان المدينة في الفراغات العمرانية عن طريق العوامل اآلتية :
تنمية االتصال البشرى .
إيجاد مناطق للتجمع.
توفير أماكن مجمعة للعب وخاصة لألطفال.
توفير أماكن جيدة وصالحة لجلوس األسر.
توفير الفراغات المغلقة والمحددة جيداً التي تدعو للتجمع.
ترتيب مقاعد وأماكن الجلوس في وضع يساعد على االجتماعيات.
إعادة صياغة الفراغات بمحاولة تجميع كل مجموعة من المباني على فراغ يشعرون أنه خاص بهم
يشتركون في صيانته ورعايته.
خلق أنشطة مجمعة في الفراغ العام كاالحتفاالت العامة وتوفير مبنى اجتماعي وترفهي صغير في
حالة وجود اإلمكانيات لذلك – يتجمع السكان عنده ويوفر لهم إلخدمات العامة واألساسية.
االحتياجات والمتطلبات النفسية : 1-3-2-3
وعند تصميم الفراغات العمرانية البد أن تؤخذ االحتياجات النفسية لإلنسان في االعتبار ويمكن تلخيص بعض
االحتياجات النفسية فيما يلي :
االتزان :
يحتاج اإلنسان إلى الشعور بحركة النظام العمراني في اتجاه االتزان والتعادل.2
الوضــوح :
وقد عرف " لينش " القابلية للوضوح Legibiltyبأنها السهولة التي يمكن بها التعرف على وترتيب مفردات البيئة
وترتيبها في نظام مناسب ومتماسك 3.ويحتاج الناس للمعيشة في بيئة واضحة يسهل إدراكها بصريا ً مما يعطى لهم
إحساسا ً بالراحة.
األمـــان :
يحتاج اإلنسان في الفراغات العمرانية إلى الشعور باألمان المادي والمعنوي ليشعر باالطمئنان والراحة.
التبايـــنـ :
حيث انه يكشف جوهر األشياء أو الموضوعات في الفراغات ،كما أنها تتيح للمتفرج مجاالً متسعا ً من إلخبرات.4
االختالف:
وقد أوضح " " Smithأن المخ اإلنساني يميل نحو اتجاهين متضادين إحداهما يجنح إلى النظام والترتيب والتحليل
بينما يسعى اآلخر إلى طموحات التجديد ويحتاج إلى اإلبداعات الجديدة والمفاجآت.5
االحتياجات والمتطلبات الثقافية 1-3-2-4
يمكن إيجاز أهم المتطلباتـ الثقافيةـ في النقاط التاليةـ :
1
-د .سيد محمد التونى ،د .نسمات عبد القادر " ،التخطيط لالنتماء للجماعة والسكان " – مدخل عمراني – في كتاب عن اإلسكان والعمران ،
أبحاث مختارة من األعمال المنشورة
2
.Irvin " An Introduction to Perception" Macmillan Publishing Co. Inc. New York, 1975 -
3
.Lynch, K., " The Image of the City" The M.I.T. Press, Cambridge, Massachusetts, and London. 1975 -
4
Lynch, K., op.cit 1975 - 5
.Smith, P.F. " The dynamics of Urbanism" . Hutchinson Educational Ltd. London, 1974 -
-53-
الباب األول ( تصميم الفراغات )
-التأكيد على " هوية وشخصية " الفراغات العمرانية العامة ومراعاة التمايز بين المجتمعات عن طريق فهم الثقافة
القومية والمجتمعية والتعامل اإليجابي مع أهم مراجعها وهو " التراث " وتوثيقه في " الطابع " المعماري
والعمراني.
-احترام المجتمعات المحلية " والوعي بالمحتوى والمكان والتراث والمخزونات التراثية.
-مراعاة " األصول والعادات التاريخية والمحلية " لما لها من أثر في تحديد معنى الفراغ والغرض
منه.
-تحقيق انسجام الفراغات مع الجماعة والثقافة اإلقليمية والبيئة المحيطة.
االحتياجات والمتطلبات الجمالية والتشكيلية : 1-3-2-5
إن الحس الجمالي هو حس حضاري سواء أكان على مستوى الفرد أم على مستوى الجماعة ،والمجتمعات النامية
تعتبر في حالة اضطرار إلى تنمية هذا الحس لدى جمهور المستعملين ،و التغاضي عن القيم الجمالية والتشكيلية في
الفراغات العامة ال يحرم المجتمع من فرصة تلقى مفردات ثرية جديدة فحسب ولكنه يضيف مفردات رديئة وفقيرة
حضاريا ً.1
ويقول " شوبنهور " بأنه من الممكن أن يتحول أي شىء مهما ً كان ضئيالً إلى شىء جميل.2وبذلك يمكن تغيير فكرة
التناسب الطردي بين جماليات الفراغات العمرانية وبين التكاليف وهى الفكرة التي كان لها أكبر األثر في نسبة كبيرة
من التشويه الذي حدث في كثير من الفراغات العامة .
3
ويرجع اإلحساس بالجمالـ إلى عنصرين :
األول :التكوين اإلنساني :الثقافات الموروثة والتكوين العقلي وإلخبرات المكتسبة.
الثانيـ :البيئة المادية " حيث تؤثر طريقة تعبير البيئة عن نفسها وما فيها من عناصر جمالية في عملية اإلحساس
وجذب االنتباه إلى تلك العناصر.
-54-
الباب األول ( تصميم الفراغات )
-55-
الباب األول ( تصميم الفراغات )
-56-
الباب األول ( تصميم الفراغات )
ويقصد هنا أقل صعوبة في السير ..لذا يفضل تقليل الساللم والتي قد تسبب حوادث ،كما يفضل تزويد هذه الفراغات
بالمقاعد والمساحات المظللة وغيرها مما يحتاجونه أثناء عبورهم.
: Accessibility سهولة الوصول
ويقصد هنا سهولة وصول هوالء المشاة لهذه الفراغات المخصصة ليكون الوصول إليها مباشراً ومن أقصر ما يمكن
: Clarity الوضـــوح
وهو ما يعرف بسهولة التعرف عليها .وهو من أهم أسس تصميمها ،ويتم ذلك من خالل :استخدام الالفتات اإلرشادية
من ناحية ،واأللوان المميزة لتلك الفراغات وعناصر تأثيثها من ناحية أخرى ،فضالً على الرموز المميزة التي يمكن
أن تشير إلي مداخل ومخارج المحطات النفقية للنقل الجماعي.
: Beauty الجمال
يبعث الجمال السرور في نفوس المستخدمين للفراغات ويحقق لهم الراحة النفسية .وهذا يتم من خالل االختيار الجيد
لألشكال واأللوان وملمس العناصر المختلفة لتجهيز وتأثيث هذه الفراغات.
-57-
الباب األول ( تصميم الفراغات )
-يفضل عمل نهايات عرضية على مسافات محددة بطول الشارع مثل فكرة البساط في المدن العربية القديمة.
-يجب االلتزام باألبعاد القياسية لتوزيع أعمدة اإلضاءة والتشجير وعناصر التأثيث فمثالً يكون أقل عرض
لمرور شخص واحد هو 0.60متر ولمرور شخصين جنبا ً إلى جنب في اتجاه وآخرين في اتجاه آخر هو
2.5متر ،هذا وتبدأ العروض المناسبة ألرصفة الشوارع التجارية كأحد أهم الفراغات العمرانية وأكثرها
استخداما ً من 3.5متر صافٍ أي دون حساب لمسافات التشجير أو خالفه .كما ترتفع األرصفة عادة عن مستوى
15-6سم. الطرق ما بين
1
- Whyte.William- The social Life of smail Urban Spaces,1980.
-58-
الباب األول ( تصميم الفراغات )
-يجب االستفادة من المباني المطلة على الفراغ والتي تعد من أهم محدداته ،حيث تحقق تلك المباني حماية
مادية للفراغ نفسه من العوامل البيئية المختلفة.
-يفضل وجود ضلع واحد على األقل للفراغ غير محدد بالمباني ليسمح باتصال المشاة بالحيز ،وفي تلك الحالة
يفضل إلغاء الحدود تماماً ،باإلضافة إلى امتداد الفراغ نفسه بامتداد بعض عناصر التصميم مثل مادة الرصف
والمقاعد إلى األرصفة والفراغات المتآخمة للفراغ من ذلك الضلع .
-أما في حالة وجود أكثر من ضلع للفراغ غير محددا بالمباني فيفضل استخدام الحدود لفصل الفراغ عن
الفراغات المتآخمة له مثل األرصفة ،تلك الحدود مثل :األشجار بأحجام مختلفة وأحواض النباتات ،تغيير مادة
الرصف أو شكلها ،األثاث وأسلوب توزيعه ،وأخيراً التغيير في المناسيب والذي يفضل أال يزيد عن 0.9متر
مع إتاحة االتصال البصري بالفراغ.
-يفضل استخدام الحدود المادية الواضحة ذات االرتفاع خاصة في تحديد مسارات الحركة بالفراغ.
*
* توصلت دراسات عملية لقياس معدالت التلوث والضوضاء فى العديد من المناطق المركزية داخل المدن إلى أنه كلما زادت فراغات المشاة
بتلك المناطق إنخفضت نسبة التلوث فيها ،مما يزيد من إقبال المستخدمين عليها ،أنظر & Organization For Economic Coorporation
.Development OECD Streets For People, 1974, P.10, 19-20, 42
-59-
الباب األول ( تصميم الفراغات )
-يراعى توزيع وتجميع المقاعد بأكثر من أسلوب في مناطق الجلوس ،بحيث تتيح للمستخدمين فرصة التواجد
فرادى أو في مجموعات ،مما يسمح بالتحكم في مستوى التفاعل االجتماعي المطلوب بينهم.
-يفضل إيجاد أكثر من منطقة للجلوس في الفراغ ،حيث يمكن توزيعها في األجزاء المظللة أو المشمسة من
الفراغ ،وذلك لتناسب االحتياجات المختلفة مع المتغيرات المناخية.
-يجب أن يحتوى الفراغ على عناصر يمكن استخدامها للجلوس مثل :المدرجات وأحواض الزرع واألسوار
القصيرة ،وبذلك يمكن تحقيق أكبر مسطح ممكن للجلوس دون اإلفراط في أعداد المقاعد على حساب مسطح
الفراغ.
-يراعى أن يتراوح ارتفاع العناصر التي تستخدم للجلوس ما بين 1.5-0.75متر.
-يفضل استخدام المواد الدافئة مثل إلخشب في المقاعد ،وكذلك بعض المواد الباردة مثل الحجر الرخام
وإلخرسانة ،مع تجنب المواد التي قد تتلف المالبس أو تحتاج إلى صيانة دائمة.
-كما أنه من دراسة سلوك المشاة ببعض الفراغات العمرانية تمت التوصية ومن النواحي االقتصادية باستعمال
خامات ومواد أكثر متانة وقدرة على التحمل وهو ما يؤثر بدوره في التصميم لتلك الفراغات.
: Planting التشجيرـ )2
-يفضل استخدام النباتات كعنصر أساسي في التأكيد على الصورة الذهنية للمستخدم ،حيث تسهم النباتات
المختلفة األلوان واألحجام في ترك انطباع خاص لدى المستخدم من خالل لون النبات وملمسه ورائحته وكذلك
صوته ودرجة اإلضاءة التي يتيحها.
-يراعى استخدام النباتات للتحكم في درجة إلخصوصية البصرية والمادية ،وكذلك التحكم فى مستوى
اإلضاءة وصد الرياح ...إلخ ،وذلك من خالل وضع ارتفاع النبات وحجمه وكثافة أوراقه في االعتبار .
1
1
.Whyte, William , op.cit,1980 -
2
- Fruin, John J. Pedestrian Planning & Design. 1971.
-60-
الباب األول ( تصميم الفراغات )
يقل عن 2.5متراً وقد يصل إلى 4.0و 8.0أمتار في حالة األرصفة التي تعانى من ضغط استخدام شديد * ،وأن
توجد بسطة بعد كل 8أو 10درجات وال يقل طول هذه البسطة عن 1.5متر.
تقليل أعداد الساللم وتجميعها كلما أمكن لتالفي الحوادث المرتبطة بها ،وتوضيح مواقعها
من خالل استخدام مواد أو خامات لها لون مميز في إقامتها.
أهمية استخدام المنحدرات بجوار الساللم في حالة توافر المسطحات الكافية ،حيث يفضلها
المشاة ألنها مريحة أكثر بالمقارنة مع الساللم ،كما تعد وسيلة جيدة بالنسبة لكبار السن والمعوقين من جانب
آخر ،على أن ال يزيد ميل منحدرات المشاة عن %10أي 10 :1من إجمالي أطوالها ،وقد يصل ميلها إلى
%16لضمان الحركة المريحة لهم ،حيث يصعد المشاة عليها بسرعة 0.9متراً /الثانية ويهبطون بسرعة
1.2متر /الثانية ،مع تجنب استخدام تلك المنحدرات في المناطق الركنية المعقدة.
-مراعاة استخدام الساللم والسيور المتحركة بالفراغات العمرانية في األحوال التي تستدعى ذلك وبالمواصفات
واالشتراطات الفنية الواجب مراعاتها ،فينبغي في ذلك مالحظة ما يلي :
استخدام الساللم المتحركة في حالة زيادة فارق المنسوب بين مستويين عن 6أمتار ،
ً
استخدام الساللم الثابتة مع استخدام تلك الساللم حيث يستخدم كل منها في ساعات الذروة فضال على أن هناك
من يخافون من استخدام الساللم المتحركة ويفضلون الثابتة عليها.
كما يراعى أن تكون الساللم المتحركة ذات عرض مفرد أو مزدوج ،حيث يخدم السلم
المتحرك ذو العرض المفرد حوالي 60شخص/الدقيقة في مقابل 120شخص /الدقيقة يخدمهم السلم ذو
العرض المزدوج .ذلك مع العلم بأن سرعة تلك الساللم تتراوح ما بين 0.4إلى 0.6متر /الثانية **.
*
يالحظ أن عرض السلم الذى يكفى شخص واحد يبلغ 0.60متر وإذا كانت المسافة ما بين الشخص والذي يليه حوالى 1.00متر فإن عند األشخاص
الذين يتحركون صعوداً خالل الدقيقة الواحدة يتراوح ما بين 50-40شخص وحوالى 60-50شخص يتحركون هبوطا ً فى نفس الفترة.
* وأن ال يكون ميل السلم المتحرك شديداً بل يتراوح ما بين 35-30درجة ،مع إمكانية إيقافه فى حاالت الخطر ،وأن تتواجد فراغات عند نهاية
*
الساللم المتحركة أو الثابتة لتدارك حوادث السقوط خاصة مع تلك الساللم التى تغذي األرصفة شديدة اإلزدحام ،ويفضل أن يبعد حد الرصيف عن
نهاية الساللم المتحركة بحوالى 4متر على األقل.
-61-
الباب األول ( تصميم الفراغات )
-مراعاة وصول سيارات الطوارئ وإلخدمة لتلك الفراغات بصفة عامة ،فيجب تأمين وصول سيارات
الطوارئ الخاصة باإلسعاف والشرطة والمطافئ
توفير مناطق انتظار للسيارات مع مراعاة ما يلي : -
مراعاة تحديد مواقع انتظار السيارات وذلك من خالل دراسة مداخل ومخارج المنطقة وحالة المرور بها
مراعاة حساب أعداد الفراغات المخصصة النتظار السيارات ،وهو ما يرتبط بنوعية استعماالت
األراضي ومدى تداخلها من ناحية ،ومعدل امتالك السيارات على مستوى المدينة والمنطقة من ناحية
أخرى ،ويتم ذلك طبقا ً لبعض الحسابات الدقيقة التي تمت على أساس تعداد المدن واإلحصائيات المرورية.
أن تكون مواقع انتظار السيارات على عالقة بالطرق الرئيسية من جهة وبمحطات النقل الجماعي من
جهة أخرى ،وأن تكون تلك المواقع واضحة بالنسبة للمشاة.
مراعاة االعتبارات التصميمية المختلفة في تنظيم مواقف السيارات الخاصة سواء بمحاذاة الطرق أو بميل
عليها من ناحية أو بالمواقف المجمعة النتظار تلك السيارات من ناحية أخرى.
: Maintenance الصيانــة 1-3-3-4
-البد من وجود فريق لصيانة الفراغ وعناصره المختلفة من نباتات ووحدات إضاءة ومقاعد ...إلخ ،وكذلك
القيام بأعمال النظافة والري.
-مراعاة اختيار األوقات المناسبة للقيام باألعمال السابقة فمثالً :يفضل القيام بري النباتات قبل الذروة بوقت
كاف يسمح بجفاف أسوار أحواضها التي تستخدم للجلوس ،وأن يتم تغيير المصابيح التالفة لوحدات اإلضاءة
قبل المساء ...إلخ.
1-3-4العوامل المؤثرة على تصميم الفراغات العمرانية.
يقصد بالفراغات العمرانية الساحات المجمعة والشوارع المعدة كفراغات ويقصد بالعوامل التصميمية أي
األطر العامة واإلرشادية التي يجب إتباعها أثناء تصميم الفراغات العمرانية وهذه العوامل تغطى جميع
األوجه المتعلقة بالفراغات سواء من الناحية الوظيفية أو الثقافية واالجتماعية والسلوكية أو االقتصادية وكذلك
العوامل البيئية والتشريعية والمشاركة ونوضح هذه العوامل تباعا ً فيما يلي :
عوامل تصميم
الفراغات العمرانية
1-3-4-1العوامل الوظيفية:
تعد من أهم العوامل المؤثرة على تصميم الفراغات العمرانية ،حيث ترتبط وظيفته بالنشاط أو األنشطة التي
تدور داخله .وتتميز تلك األنشطة بأنها يفضل ممارستها في الهواء الطلق وال تحتاج بالضرورة إلى فراغ مغلق،
وذلك على الرغم من تفاوت درجة إلخصوصية التي يحتاجها كل نشاط .ويرى " هابراكن 1 " Habrakenأنه
يمكن حصر وظائف الفراغات العمرانية بصفة عامة فيما يلي :
مالعب ومناطق للتجمع. -
التســـوق . -
الترفيـــة. -
حركة للمشاة. -
1
Habraken , john - the uses of levels , Unisco Regional seminar on Sheiter for Homeless, Korea, 1988
-62-
الباب األول ( تصميم الفراغات )
-حركة اآلليات.
-مواقف السيارات.
ونجد أن الفراغات العمرانية يمكن أن تكون شارعا ً وساحة أو ميدانا ً .وتعتبر الساحة هي "أول نتيجة الكتشاف
اإلنسان فكرة تجميع مجموعة من مساكن حول الفراغ مكشوفا ً بحيث يمكن إحكام السيطرة عليه ومن ثم تحقيق
إمكانات دفاعية ضد أي اعتداء خارجي علي تلك المساكن " ، 1أما الشارع فهو " نتاج طبيعي المتداد وانتشار
التجمعات السكنية فكلما تم االنتهاء من بناء المساكن حول فراغ مكشوف (ساحة) يمتد الشارع كشريان ليتصل
بمجموعة أخرى من المساكن المتجمعة حول حيز آخر" .2وتختلف وظيفة الشارع عن وظيفة الساحة وان كان
كل منهما يكمل اآلخر ،وهى كما يلي :
وظيفة الشارع :يمكن تحديد وظيفة الشارع كمسار فيما يلي :
-حيز للمرور .
-عنصر اتصال يربط بين عناصر النسيج الحضري للمدينة ،وذلك في ثالثة مستويات:
األول :يتيح الوصول إلى قطع األراضي والمباني المطلة عليه.
الثانيـ :يربط بين المباني الواقعة على طوله وبعضها البعض.
الثالث :يربط بين تلك المباني الواقعة على طوله وباقي أجزاء المدينة من فراغات مفتوحة ومنشآت.
-عنصر لالتصال والتفاعل االجتماعي Social Interactionبين األفراد والجماعات المستخدمين له.
-عنصر لالتصال والتفاعل مع عناصر الطبيعة.
ً
-عنصر متعدد األنشطة والوظائف كأن يكون سوقا تجارىة بها أنشطة ترفيهية وثقافية ...إلخ ،تلك
األنشطة التي بالضرورة البد أن تتفق مع احتياجات المستخدم النفسية والمادية من ناحية ،وتنسجم
مع األنشطة القائمة في محيطه الحضري.
وظيفة الساحةـ :يمكن تحديد وظيفة الساحة فيما يلي :
-مراكز أو مدخل للمناطق واألحياء والمدن.
-الرمزية وهى من أهم وظائف الساحة والتي تساعد في تأكيد الصورة الذهنية لدى المستخدم.
-فراغ متعدد األنشطة واالستخدامات * ،ويمثل غرفة المعيشة بالنسبة للمدينة ،ومن أهم تلك
األنشطة التجمع والمشاركة االجتماعية والترفيه ...إلخ.
التدرج الوظيفي للفراغات العمرانية
ويقصد بالتدرج الوظيفي " وجود وظائف معينة تتوافر على مستوى حجم معين للفراغات العمرانية وال تتوافر
على المستويات األقل وبالعكس " . 3
تدرج الفراغاتـ تبعا ً للوظائف المتعلقة بها :
-وظائف أساسية :وهى األنشطة وإلخدمات الرئيسية مثل األسواق المتخصصة التي يكون االحتياج
إليها كل فترة.
-وظائف موسمية وأسبوعية :وهى األنشطة الخاصة بإلخدمات الموسمية واألسبوعية وتمثلها
األسواق التي تقع على الشوارع الرئيسية.
1
.Krier, Rob-Urban Spaces, New York,P.15-17 -
2
.Krier, Rob-Op.cit.,P.15-17 -
*
من أهم سمات الساحة الناجحة أن تكون متعددة االنشطة والوظائف مع تميزها بوجود وظيفة سائدة تعرف بها ،حيث يساعد ذلك على احتفاظ
المكان بحيويته لمدة طويلة ،وهو ما أكده " سيت " Sitteفى دراسته لساحات العصور الوسطى بأنها ال تزال حية ألنها مستغلة وظيفيا ً حتى اآلن
فى الحياة العامة ،ومن ثم فقد أثبت الواقع عدم فعالية مفهوم الحركة الحديثة للتصميم الحضرى ،والذى يتبنى مبدأ الفصل والعزل للوظائف مما
يصيب تلك المناطق بالعقم لمحدودية زيارتها فى األوقات المختلفة ، No-Goaressأنظر .Moughtin, J. Cliff_OP.cit,P87
3
.Correa, Chartes_ The New Landscape, The Book Society of India,1985,P.33-46 -
-63-
الباب األول ( تصميم الفراغات )
-وظائف يومية :وهى األنشطة الخاصة بإلخدمات اليومية مثل (السويقة ،المكوجى ،
الفرن ... ،إلخ) وتقع في الشوارع الثانوية.
1-3-4-2العوامل الثقافية واالجتماعية والسلوكية.
يعد هذا العامل ذا تأثير واضح وخاصة بالفراغات حيث أن الفراغات لها شقان األول عمراني والثاني إنساني
ويضم الشق اإلنساني هذه العناصر سواء الثقافية أو االجتماعية أو السلوكية .وقد أشرنا إلى ما ذكر عنها في
العلوم أثناء ال حديث عن الشق اإلنساني للفراغات ولكن نركز هنا في هذا الجزء من البحث على تحديد العوامل
التي تؤثر بشكل مباشر على العملية التصميمية .وسوف نصيغ هذه العوامل تباعا ً فيما يلي .
يجب تحديد بشكل أساسي ما يطلق عليه الهوية أو الذاتية الثقافية .ويقصد بها تلك القيم التي تميز شخصية
شعب ما أو جماعة ما وتوجه سلوك أفراد وتعامالتهم ويكون ذلك في شكل منظومة تتكون من مصادر
التفكير العليا في المجتمع مثل الدين – القانون – الفلسفة – العرف ...إلخ.
يجب احترام خصائص التركيب السكاني أثناء وتصميم الفراغات .حيث تؤثر على التباينات النوعية في
الطلب على إلخدمات والفراغات المختلفة في المناطق لكل حي.
أن يصمم الفراغ بحيث يوج د فيه بعض العوامل المحفزة لبعض السلوكيات في الفراغات مثل الرغبة في
تكوين الصدقات – عضوية الجماعة – إتاحة الحيز الشخصي للفرد -الحيازات ) والممتلكات الشخصية –
إلخصوصية -االتصال باآلخرين وغيرها من العوامل المحفزة.
-الرغبة في تكوين الصداقات :ويتحقق هذا من خالل تصميم مناطق للجلوس تساعد على االتصال بين الناس.
وكذلك الكافيتريات وتعدد بؤر التالقي لألفراد وهى المناطق التي أطلق عليها دونكان ليس " Fduncancase
نطاق التعارف.
-الرغبة في عضوية الجماعة :وهذه الرغبة تكون بتكوين صداقات وتعريف بنفسه ولفت االنتباه إليه .وغالبا ً
تشكل المجموعات نفسها وعلى العمرانيين بتهيئة األماكن لكي تتشكل هذه المجموعات.
-إتاحة الحيزـ الشخصي للفرد :وذلك لتحقيق إلخصوصية الالزمة لكل فرد .وكما ذكرنا سابقا ً يتم هذا من خالل
تحقيق المسافات التي حددها عالم النفس Edward T.Hallمجموعة متدرجة من المسافات والتي عادة ما
يستخدمها األفراد عند اتصالهم باآلخرين .وهى المسافة الحميمة وتصل إلى حوالي 0.46م .والمسافة الشخصية
تصل إلى حوالي ما بين 0.46إلى 1.20م والمسافة االجتماعية تصل إلى حوالي ما بين 2.10إلى 3.75م في
التجمعات الرسمية وبين 1.2غلى 2.10م في التجمعات غير الرسمية والمسافة العامة .تصل إلى حوالي ما بين
1
3.75إلى 7.6م.
ويتحقق ذلك من خالل توزيع المقاعد .سواء خطيا ً أو على زاوية أو ذات األركان ومتصلة ومتعددة
األركان .أو منحنية أو مستديرة.
-الرغبة في الحيازة :وهى تحفظ للفرد حقه كيفما يشاء ويوجد أنواع للحيازة :
الحيازة الخاصة :وهى أن يشعر الفرد بملكيته ويغضب نتيجة اختراق اآلخرين لحدودها.
الحيازة الجماعية :وهى تشعر الجماعة بملكية مشتركة لها .وهذا يولد الشعور بالرغبة في
الدفاع عنها.
الحيازة المؤقتة :وهى أن يشعر اإلنسان بأن له حقا ً مؤقتا ً بتملكها أثناء وجودهم في موقعها
مثل المقاعد في األماكن العامة.
الحيازة المجهولة الهوية :وهى التي ال يشعر األفراد نحوها بمسئولية تملكها وذلك لعدم
شعورهم بهوية المكان .ويختلف شعور الحيازة من مجتمع آلخر.
-الرغبة في إلخصوصية :ويختلف مفهوم إلخصوصية من مجتمع آلخر .وهى شكل من أشكال االنفصال النفسي
والمادي عن اآلخرين .ويجب على المصمم أن يدعم درجة التحكم المرغوبة من المستخدمين لتحقيق الحد األدنى
1
ك.م .ديسى ,د.توماس السويل _ االعتبارات االنسانية فى التصميم المعمارى ,ترجمة د .عبدالعزيز بن سعد المقرن ,كلية العمارة والتخطيط& بجامعة
الملك سعود . 1997 ,مترجم عن C.M.Deasy &Thomas E.Lasswell _ Desingning Places for People , 1990 :
-64-
الباب األول ( تصميم الفراغات )
من إلخصوصية المرضية لهم وكذلك مساعدتهم على تحقيقها ألنفسهم حتى في الحيزات المفتوحة بأساليب
مختلفة.
-االتصال باآلخرينـ :ويجب على المصمم ابتكار فراغات تساعد على عملية االتصال باآلخرين وذلك من خالل
اآلتي :
-اإلدراك واالتصال بالفراغ العمراني.
-االتصال باألفراد المستخدمين لهذا الفراغ.
1-3-4-3العوامـــل االقتصادية.
تؤثر العوامل االقتصادية بالمدن على تصميم الفراغات العمرانية بها ،كما أن النشاط االقتصادي المسيطر عليها
يعطى المدينة وفراغاتها بعضا ً من أهم إلخصائص المميزة لها ،لذلك تختلف المدن الصناعية عن التجارية
والسياحية ...إلخ ،كما إنها تشكل الميول واالتجاهات العمرانية والمعمارية وكذلك التوجهات نحو نوعية
الفراغات العمرانية .وتبين أهم النقاط المؤشرة على الفراغات من الناحية االقتصادية فيما يلي :
التقنيات المتاحة بالمدن من العوامل االقتصادية التي تؤثر على الفراغات العمرانية بها ،حيث يعتمد
اقتصاد أية مدينة عليها ،فطبيعة تلك التقنيات تؤثر على مصادر الطاقة القابلة لالستغالل فيها وتكلفتها
وكذلك تكلفة النقل والبنية األساسية وتكلفة صيانتها ،وبالتالي تؤثر التقنيات المتاحة على اقتصاديات
توزيع السكان والبضائع وكذلك موقع إلخدمات الصناعية بالمدينة.
-فنجد أن نمط تخطيط شبكة الشوارع وتدرجها وعروضها يعتبر جزء من نظام النقل داخل المدينة
بصفة عامة.
-توزيع الفراغات العمرانية واستعماالت األراضي واألنشطة والسكان ،حيث تكون في أعلى
معدالتها في مراكز المستقرات بسبب سهولة وانخفاض تكلفة االنتقال ،فنجد أن معظم المدن قلب
لألعمال .** C.B.Dيقع به معظم تلك الفراغات والمنشآت والمباني اإلدارية والحكومية كمكان
مناسب لذلك .كما تزداد فرص االنتقال للفراغات العمرانية بالضواحي وأطراف المدن كلما
انتشرت وسائل النقل وقلت تكلفتها .
عامل السوق وطبيعتها بالمدن من العوامل االقتصادية المؤثرة على تصميم وتشكيل الفراغات العمرانية
بها .وال يقصد بالسوق في المدينة فقط " ذلك اإلطار المحدد الذي يتم في نطاقه تداول السلع والبضائع
بل يدخل في ذلك المضمون أيضا ً العقارات بالمدينة وبصفتها سلعة إنتاجية ".1
وتختلف أوضاع العرض والطلب بالنسبة للفراغات العمرانية ألنها سلعة مكلفة ذات عائد مادي غير
مباشر (من خالل األنشطة بها) ،كما ترتبط بالبعد المكاني وال يتاح نقلها ،فضالً على ارتباطها بالبعد
الزمني فبغض النظر عن األغراض التي يهيأ من أجلها فراغ ما ،فإنه يستغرق زمنا ً لتكتمل مقوماته
وبالتالي فقد تتغير الظروف االقتصادية واالجتماعية السائدة وقت البدء به عنها وقت إتاحته بالسوق ،
وبالتالي أوضاع العرض والطلب المرتبطة باألنشطة به والتي أثرت على تصميمه مسبقاً ،وهو ما قد
يؤثر على نجاحه الحقاً .ولذا يعد عامل طبيعة السوق عامالً ديناميكيا يتطلب مرونة عالية في التعامل
معه حيث يؤثر في تصميم تلك الفراغات قبل وأثناء تنفيذها وكذا أثناء تشغيلها وإدارتها.
عامل النظام الاقتصادي الذي تتبناه القوى السياسية من العوامل االقتصادية المؤثرة على تصميم
الفراغات العمرانية بها .حيث يحدد النظام االقتصادي أسلوب تمويل * تلك الفراغات ،والذي ال يعتمد
*
* C.B.Dاختصار Central Business Distrsctأي منطقة األعمال المركزية.
1
-على صبري ياسين – العناصر األساسية لقانون التمويل العقاري 148لسنة 2001ندوة بجمعية المهندسين المعماريين ،إبريل .2003
*
يتعلق التمويل بشكل مباشر بعمليات التبادل التى تجرى فى السوق ويستهدف توفير القدرات الشرائية للمتعاملين سواء مشترين أو منتجين ،ويرتبط
التمويل بتواجد آليات وأجهزة تمويلية تقوم بعمليات تمويل منظمة لتغطية إحتياجات المتعاملين فى السوق إلتمام التبادل .ويعد التوزن بين مصادر
التمويل سواءالذاتى أوغير الذاتى من الجوانب التى تحقق لعملية التموين كفاءتها ،فالمقصود بالتمويل الذاتى ما يستخدمه صاحب المشروع من أموال
تدخل فى نطاق ما يمتلكه من فوائض داخلية تراكمت لديه من عمله أو أرباحه أو مدخراته ،أما التمويل غير الذاتي فيقصد به الجهات التى يلجا إليها
صاحب المشروع فى حالة وجود قصور لديه فى التمويل الذاتى ،وهى جهات مثل البنوك وشركات التمويل العقارى والهيئات التعاونية العامة ،أنظر :
على صبرى ياسين – المرجع السابق ،صـ.6 ،4
-65-
الباب األول ( تصميم الفراغات )
على األعمال الفردية فقط ،وإنما يعتمد أيضا ً على األعمال والحركات الجماعية للناس في تشغيل قيود
ميزانياتهم.1
القدرة الشرائية لألفراد والجماعات تؤثر على تصميم الفراغات بصفة عامة فدخل الفرد ومصروفاته
يؤثرفي أوجه اإلنفاق المختلفة ،2مما يترتب عليه زيادة أونقص إلخدمات المتاحة بها ،فضالً على
نوعيات تلك إلخدمات واألنشطة التي تتيحها تلك الفراغات.
ً
إلخدمات القائمة في المنطقة التي تضم الفراغ العمراني تؤثر أيضا على تصميمه ،وذلك من حيث كمية
تلك إلخدمات ونوعياتها وعالقتها بالوظائف واألنشطة التي تمارس في الفراغ من ناحية ،وكذلك من
حيث موقع تلك إلخدمات ونطاق تأثيرها وعالقة ذلك بكثافة السكان بالمنطقة ودخولهم من ناحية أخرى.
1-3-4-4العوامـــل البيئيـــة.
تؤثر العوامل البيئية بشكل مباشر في العملية التصميمية للفراغات العمرانية .حيث أن األنشطة تؤدى خارجيا ً في
الهواء الطلق وتكون معرضة لآلثار البيئية المباشرة من شمس وهواء ورياح وأمطار .لذلك البد وأن يكون
التصميم متوافقا ً بيئياً .وسوف نصيغ بعض النقاط الهامة التي تؤثر في تصميم الفراغات من الناحية البيئية نبينها
تباعا ً فيما يلي
العوامل المناخية :
-الحرارة :تقليل المسطح المعرض للشمس والعوامل الحيوية المختلفة بقدر اإلمكان وذلك في المناطق
الحارة .وعلى العكس في المناطق الباردة وتكون الحماية من الشمس من خالل التغطيات المختلفة .وذلك
مثل ما هو موجود داخل األسواق المغطاة كسوق إلخيامية بالقاهرة .وأسواق المدن العربية القديمة.
-الريـاح :تقليل اختراق الرياح بقدر اإلمكان وذلك من خالل التوزيع المتوافق بيئيا ً للمظالت والعناصر
المكونة للفراغات وأيضا ً توزيع العناصر النباتية من أشجار ونخيل واألسيجة النباتية بشكل يساعد على قلة
اختراق الرياح.
-األمطار والرطوبة :تختلف أيضا ً المعالجات إذا كانت في مناطق حارة أو مناطق باردة .حيث في
المناطق الحارة نادرة األمطار .تظهر الحاجة إلى مسطحات المياه والنوافير لترطيب الجو .في المناطق
الجافة .في حين تختلف في المناطق الرطبة فتظهر األفنية والساحات لسحب الهواء وزيادة حركته للتقليل
من تأثير الرطوبة .أما في المناطق الباردة والمدن الساحلية ذات األمطار الغزيرة فتظهر المباني ذات
األسقف المائلة وكذلك لألنظمة صرف األمطار في الفراغات مثل الطرق والشوارع والساحات وغيرها.
-الوهج (البهر):ـ وهو يؤثر في الفراغات العمرانية حيث يزداد نتيجة لزيادة األسطح المحددة للفراغات
مبان محيطة به وهو ما يؤدى بالتبعية إلى زيادة درجة حرارة ذلك
ٍ سواء كانت أسطح أرضيات أو أسطح
الفراغ .ويدخل لون األسطح ونوعية خاماتها كجوانب مؤثرة في ذلك حيث يزداد الوهج مع األسطح فاتحة
اللون.
1-3-4-5العوامل التشريعية
تؤثر العوامل التشريعية في تشكيل الفراغات العمرانية .حيث تعد أداة للسياسة العامة لتحديد هيئة المباني
واستعماالت األراضي بها بهدف تحسين الصورة الفراغية المحيط بها .ومن ثم تحسين الصورة العامة
للمدينة .ويهدف تأسيس آلية تشريعية تختص بتشكيل وتصميم الفراغات إلى إيجاد معايير وقوانين تشريعية
تعمل كضوابط ،وتحكم تلك الضوابط األفراد والمؤسسات المعنيين بالعملية التصميمية لتلك الفراغات .وتتعدد
أنواع التشريعات التي تؤثر على شكل المدينة بصفة عامة وفراغاتها بصفة خاصة .ويؤثر التشريع في
الفراغات الخاصة بالمناطق والمباني على تصميم الفراغات وتهتم التشريعات المباني بالجانب الهندسي لتلك
الفراغات ومعمارها .ولكنها ال تؤثر سلبيا ً على النواحي الجمالية لتصميم الفراغات – بل أنها تصنع اإلطار
العام الذي تتحقق من خالله تلك النواحي الجمالية .في حين إنها تهتم بتجديد استعماالت معينة في مناطق معينة
1
Cassel, John_The Contribution of the Social Environment to Host Resistance,1976.P.107-123 -
2
.Rubenst, M.Harvey_Pedestrian Malls. Streetscapes. & Urban Spaces,1992,P.40 -
-66-
الباب األول ( تصميم الفراغات )
وكثافة المباني .وتوزيع كل من المباني والفراغات .وكذلك الخدمات األخرى المرتبطة بها مثل كمية مسطحات
انتظار السيارات ...وغيرها.
1-3-4-6عامل المشاركة المجتمعية
تعد الفراغات العمرانية من الفراغات التي تختلف في حجمها وأبعادها وعدد المستخدمين لها والمتأثرين بها
عن الفراغات الداخلية العامة أو الخاصة ،وهو ما يحتم دراسة احتياجاتهم ومدى تأثرهم بها وتأثيرهم فيها
حتى يمكن تطوير تلك الفراغات وتصميمها جيداً.
وغالبا ً ما يشعر الناس برغبتهم في السيطرة أو التحكم – نوعا ً ما – في حياتهم ومصائرهم ،وبناء على ذلك
يعد اشتراك هؤالء الناس في عملية التصميم واتخاذ القرارات من خالل طرق بحثية كمتابعة سلوكياتهم
وإجراء مقابالت معهم أمراً مفيداً ،حيث إن المصمم سيستفيد جزئيا ً من تلك بحصوله على معلومات أفضل
وأكثر ارتباطا ً بالمشكلة ،باإلضافة إلى أن المستخدمين المشاركين في عملية اتخاذ القرار سيشعرون
بالمسئولية تجاه المنتج النهائي ويرغبون في نجاحه .وعلى النقيض ،يؤدى إقصاء المستخدم عن عملية
المشاركة في عملية صياغة كيفية استخدام تلك األماكن في تولد شعور سلبي بعدم اإلحساس لديه بأي مسئولية
تجاه تلك األماكن وبالتالي تخريبها أو هجرها .ومن ثم فإن المصمم تقع عليه مسئولية فهم دوافع المستخدم
واحتياجاته ،والتأكيد على هوية المكان لتطوير شعوره باالنتماء والمسئولية من ناحية ،وتحفيز رغبته
بالمشاركة الفعلية في عملية التخطيط أو التصميم واتخاذ القرار ،ألن مشاركتهم ستساعد في ربط عناصر
المشروع في أقل األحوال.1
-المشاركة في العملية التصميميةـ للفراغات العمرانية :
تعد عملية المشاركة أحد أهم المداخل لتفعيل العملية التصميمية للفراغات العمرانية ،مما يسهم في تحقيق التنمية
الحضرية لها ،وهو ما يتطلب فهم العملية التصميمية ومراحلها من ناحية ،ومجال المشاركة في العملية
التصميمية من ناحية أخرى.
-العملية التصميمية للفراغاتـ العمرانية :
تعتبر العملية التصميمية للفراغات العمرانية بصفة عامة منهجا ً للتفكير العلمي المنظم يهدف للتوصل إلى حلول
منطقية للمشكلة التصميمية ،ويوجد أشكال متعددة للعملية التصميمية وهى :
-مرحلة االستيعاب Assimilationويتم فيها جمع المعلومات العامة والمرتبطة بالمشكلة التصميمية.
-مرحلة الدراسة العامة Generalويتم فيها التقصي عن طبيعة المشكلة والحلول الممكنة.
-مرحلة التطوير Developmentويتم فيها تطوير حل أو أكثر من الحلول المتاحة.
-مرحلة االتصال Communicationوفيها يتم توصيل الحل األمثل للعميل.
اإلستيعاب الدراسة
التطوير االتصال
العامة
الشكل ألخطى للعملية التصميمية شكل رقم ()41-1
1
-ب.م ديسى د .توماسالسويل – االعتبارات اإلنسانية في التصميم المعماري ،ترجمة د /عبد العزيز بن سعد المقرن ،1997 ،صـ28
2
.RIBA, Architecture Practice & Management Handbook, 1965 -
-67-
الباب األول ( تصميم الفراغات )
قد تبدو العملية التصميمية بعيدة كل البعد عن حياة رجل الشارع ،ويتطرق إلى الذهن أسئلة مثل :كيف يمكن
للمجتمع أن يكون ضمن العملية التصميمية؟ ،أو عند أي نقطة في العملية التصميمية يمكن أن يشارك أفراد
المجتمع؟.
وتكون األولوية عند بدء العملية التصميمية من المدخل النظري لخبرة المتخصص عند رجل الشارع ،ومن ثم فإن
مساحة المشاركة المتوقعة في تلك العملية تكون ضعيفة إن لم تكن منعدمة.
تحظى المشاركة بمساحة أكبر من الجزء العملي التطبيقي ،حيث تعتمد العملية التصميمية في ذلك الجزء على
تفسير النماذج والتحري عن معلومات شديدة إلخصوصية تتعلق بحياة الناس واحتياجاتهم وطموحاتهم
ومشكالتهم ،أي أن األولوية في تلك المرحلة تكون لخبرة الناس المستخدمين للمكان وتتراجع أمامها إلخبرة
النظرية للمتخصص ، 1وتزداد مساحة المشاركة بالتبعية إذا كان المستخدم لديه أفكار عن كيفية حل تلك المشكالت
أو اإلمكانيات المتاحة لحلها.
أي إن العالقة بين عملية المشاركة والعملية التصميمية للفراغات العمرانية عالقة تبادلية تكاملية ،فمشاركة
المستخدمين تفعل العملية التصميمية وبالتالي المنتج إلخاص به من ناحية ،كما أن العملية التصميمية تؤكد وتنظم
مشاركة المستخدمين تبعا ً للمستوى المطلوب من المشاركة من ناحية أخرى ،وذلك من خالل إدراك المصمم
لمحاور عملية المشاركة ذاتها السابق اإلشارة إليها ،وامتالكه مهارة تطويعها حسب الموقف التصميمي.
الخالصة :
1
- Moughtin., J. Cliff_OP.cit,.
-68-
الباب األول ( تصميم الفراغات )
تمت في هذا الجزء من البحث دراسة نظريات ومفاهيم تصميم الفراغات العمرانية ثم دراسة االحتياج ات والمتطلب ات
الخاصة بإعادة صياغة الفراغات العمرانية ثم دراسة األسس النظرية لتصميم الفراغات العمراني ة .وأخ يرا التوص ل
إلى عوامل تصميم الفراغات العمرانية .ونبينها فيما يلي :
نظريات ومفاهيم تصميم الفراغات العمرانية .
تم التعرف على النظريات ومداخل التصميم للفراغات مثل ( مدخل األسس الفنية – camillo sitieم دخل مظه ر
المدينة -gordon cullenمدخل الصورة الذهنية - Kevin lynchمدخل التصنيف النوعي للفراغات Rob krier
-مدخل تشكيل المدينة – Kevin lynchمدخل نظريات الفراغ العمراني ) Roger trancik
تمت دراسة االحتياجات والمتطلبات الخاصة بصياغة الفراغات العمرانية .
وذلك من خالل االحتياجات والمتطلبات المادية ( حجم وتوزيع الفراغات – االحتياجات الضرورية وعناص ر إلخدم ة
األساسية في الفراغات العمرانية ( احتياج ات عام ة – احتياج ات األطف ال – احتياج ات كب ار الس ن ) ثم االحتياج ات
والمتطلبات الثقافية واالحتياجات والمتطلبات الجمالية والتشكيلية .
أسس النظرية لتصميم الفراغات العمرانية .
تم التوصل إلى أسس عامة وأس س تفص يلية وك انت األس س العام ة ( األمن واألم ان – الراح ة وس هولة الوص ول –
الوضوح – اللمسة الجمالية ) وكانت األسس التفصيلية ( اشتراطات الموقع – حجم الفراغ بالنسبة للساحات والشوارع
– التركيب البصري – االستخدامات واألنشطة – المناخ – الحدود – المناطق الرئيسة والفرعية – مسارات الحركة –
المقاعد ومناطق الجلوس – التشجير – تغيير المناسيب – العناصر الفنية – إلخدمات – الصيانة )
العوامل التصميمية للفراغات العمرانية .
وتم دراستها للساحات المجمعة والشوارع المعدة كفراغات ويقصد بها األط ر العام ة واإلرش ادية ال تي يجب إتباعه ا
أثناء تصميم الفراغات العمرانية وهى تغطى جميع األوجه مثل العوامل الوظيفية ( وظيفة الشارع – وظيفة الساحة –
التدرج الوظيفي للفراغات العمرانية ) العوامل الثقافية واالجتماعية والسلوكية والعوامل االقتص ادية والعوام ل البيئي ة
والعوامل المناخية ( حرارة – رياح – أمطار ورطوبة – الوهج ) وعوامل جيولوجية ( ن وع الترب ة – منس وب المي اه
الجوفية والطبوغرافيا ) والعوامل التشريعية وعوامل المشاركة المجتمعية وبهذا يكون قد تم التعرف على أهم العوامل
التي تساعد على تصميم الفراغات العمرانية .
-69-