You are on page 1of 152

‫جامعة حلب‬

‫كلية الهندسة المعمارية‬


‫قسم إعادة تأهيل المدن اإلسالمية‬
‫الدراسات العليا‬

‫أطروحة أعدت لنيل درجة الماجستير في الهندسة المعمارية‬

‫متطلبات التطوير العمراني لألحياء التاريخية لتحقيق‬


‫التنمية المستدامة‬
‫(حالة دراسية حي السفاحية ‪ -‬مدينة حلب القديمة)‬

‫‪Urban Development Requirements of Historic‬‬


‫‪Quarters to Achieve Sustainable Development‬‬
‫)‪)A case Study: Saffaheiye Quarter – Old City of Aleppo‬‬

‫إعداد م‪ .‬رنا جوهر‬

‫العام ‪2016 :‬‬


Aleppo University
Faculty of Architecture
Graduate Studies

Urban Development Requirements of Historic


Quarters to Achieve Sustainable Development
)A case Study: Saffaheiye Quarter – Old City of Aleppo)

Thesis submitted for Master Degree in Architecture

Submitted by
Eng. Rana Jawhar

2016
‫جامعة حلب‬
‫كلية الهندسة المعمارية‬
‫قسم إعادة تأهيل المدن اإلسالمية‬
‫الدراسات العليا‬

‫أطروحة أعدت لنيل درجة الماجستير في الهندسة المعمارية‬

‫متطلبات التطوير العمراني لألحياء التاريخية لتحقيق‬


‫التنمية المستدامة‬
‫(حالة دراسية حي السفاحية ‪ -‬مدينة حلب القديمة)‬

‫‪Urban Development Requirements of Historic‬‬


‫‪Quarters to Achieve Sustainable Development‬‬
‫)‪)A case Study: Saffaheiye Quarter – Old City of Aleppo‬‬

‫إعداد م‪ .‬رنا جوهر‬

‫بالتعاون مع د‪ .‬صفوت إبراهيم باشا‬ ‫بإشراف د‪ .‬صخر علبي‬


‫أستاذ مساعد في قسم التصميم المعماري‬ ‫أستاذ مساعد في قسم تخطيط المدن‬
‫كلية الهندسة المعمارية‪-‬جامعة حلب‬ ‫كلية الهندسة المعمارية‪-‬جامعة حلب‬

‫العام ‪2016 :‬‬


‫شهادة‬

‫نشهد بأن العمل المقدم في هذه الرسالة هو نتيجة بحث علمي قامت به المرشحة المهندسة‬
‫المعمارية رنا جوهر بإشراف الدكتور المهندس محمد صخر علبي األستاذ في قسم التخطيط‬
‫والبيئة من كلية الهندسة المعمارية جامعة حلب وبالتعاون مع الدكتور المهندس صفوت إبراهيم‬
‫باشا األستاذ في قسم التصميم المعماري من كلية الهندسة المعمارية جامعة حلب‪.‬‬

‫إن أي مراجع أخرى في هذا العمل موثقة في نص الرسالة وحسب ورودها في النص‪.‬‬

‫المرشحة‬
‫المهندسة رنا جوهر‬

‫بالتعاون مع د‪ .‬صفوت إبراهيم باشا‬ ‫بإشراف د‪ .‬محمد صخر علبي‬


‫تصريح‬

‫أصرح بأن هذا البحث بعنوان (متطلبات التطوير العمراني لألحياء التاريخية لتحقيق التنمية‬
‫المستدامة‪ ،‬حالة دراسية حي السفاحية ‪ -‬مدينة حلب القديمة)‪.‬‬

‫لم يسبق أن قدم للحصول على أية شهادة‪ ،‬وال هو مقدم حالياً للحصول على شهادة أخرى‪.‬‬

‫المرشحة‬
‫المهندسة رنا جوهر‬
‫كلمة شكر‬

‫صالحا‬
‫ً‬ ‫قال تعالى‪ " :‬قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل‬
‫ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين "‪.‬‬

‫بدايةً أتقدم بالشكر إلى اهلل عز وجل على إنهائي لهذه الرسالة‪ ،‬الحمد هلل عز وجل على عظيم‬
‫نعمته وفضله على أن يسر لي إتمام هذا العمل‪ ،‬الذي أقدمه وأنا راجيةً من اهلل العلي القدير أن‬
‫يجعله في ميزان حسناتي خالصاً لوجهه الكريم ويتقبله مني‪.‬‬

‫ال يسعني وقد أنهيت هذه الدراسة إال أن أتقدم بجزيل الشكر وعظيم االمتنان إلى الدكتور محمد‬
‫صخر علبي على ما قدمه لي من نصح وتوجيه واشراف طوال فترة عملي وكل ما بذله من أجل‬
‫إتمام هذه الرسالة بالشكل الالئق‪.‬‬

‫كما أتقدم بجزيل الشكر واالمتنان إلى من حملوا أعظم رسالة في الحياة ‪ ...‬إلى الذين أناروا‬
‫طريق العلم والمعرفة ‪ ...‬وكانوا رمز العطاء دون كلل أو ملل ‪ ...‬أساتذتي في كلية الهندسة‬
‫المعمارية ‪ ...‬وأخص بالذكر الدكتور محمد عطا اهلل شيخ محمد والدكتورة حال ملندي لمشاركتهم‬
‫في مناقشة هذه األطروحة‪.‬‬

‫إليكم جميعا الشكر واالمتنان‬


‫اإلهداء‬

‫خالل سنوات الدراسة يحلم كل منا حلمه ويمضي‪ ،‬وعندما يصبح الحلم حقيقة‪ ،‬تتداخل في واقع‬
‫حلمنا وجوهاً عايشت أحالمنا‪ ،‬قدمت لنا الكثير وأعطت بال حدود‪.‬‬

‫إلى من علمني أن العلم والعمل هما قوام الحياة‬


‫(والدي الحبيب الدكتور جمال جوهر)‬

‫إلى رمز العطاء والحنان‬


‫(أمي الحبيبة رضية)‬

‫إلى من مسحوا الدمعة في الشدة ورسموا الضحكة في الضيق ‪ ..‬إلى أجمل هدية من ربي ‪ ..‬من‬
‫كانوا لي أروع رفيق ‪ ..‬إلى الشموع المضيئة في حياتي‬
‫(أخوتي أحمد رياض‪ ،‬آية‪ ،‬سها)‬

‫إلى كل من أحبني وأسعده ما وصلت إليه ‪ ...‬اهدي عملي هذا‪.‬‬

‫رنا جوهر‬
‫الفهارس‬ ‫‪110‬‬

‫الفهارس‬
‫‪Bibliography‬‬
‫الفهارس‬ ‫‪111‬‬

‫فهرس األشكال‬
‫الصفحة‬ ‫المرجع‬ ‫الشكل‬ ‫الرقم‬
‫الفصل األول‬
‫الوكيل‪ ،‬شفق‪ ،‬التخطيط العمراني‪ ،‬مبادئ‪ ،‬أسس‪،‬‬ ‫التنمية العمرانية هي الوعاء الذي تصب فيه‬
‫‪4‬‬ ‫‪1-1‬‬
‫تطبيقات‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬القاهرة‪.2006 ،‬‬ ‫عناصر التنمية االقتصادية واالجتماعية‬
‫الوكيل‪ ،‬شفق‪ ،‬التخطيط العمراني‪ ،‬مبادئ‪ ،‬أسس‪،‬‬
‫‪5‬‬ ‫عالقة البيئة بالتنمية‬ ‫‪1-2‬‬
‫تطبيقات‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬القاهرة‪.2006 ،‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫وحدة النسيج العمراني لمدينة نابلس القديمة‪،‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪1998-Archnet Image‬‬ ‫‪2-1‬‬
‫فلسطين‬
‫‪18‬‬ ‫‪1998-Archnet Image‬‬ ‫وحدة النسيج العمراني لمدينة حلب القديمة‪ ،‬سوريا‬ ‫‪2-2‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪2007 ،Google earth‬‬ ‫النسيج المتضام للمدينة التقليدية في نابلس‬ ‫‪2-3‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪1998-Archnet Image‬‬ ‫المدخل المنكسر‪ ،‬المشربيات‪ ،‬الفناء الداخلي‬ ‫‪2-4‬‬
‫أبو هنطش‪ ،‬نهى‪ ،‬نحو سياسة إعادة تأهيل‬
‫‪25‬‬ ‫المباني السكنية في مراكز المدن الفلسطينية‪،‬‬ ‫إعادة إعمار البلدة القديمة في الخليل‪ ،‬فلسطين‬ ‫‪2-5‬‬
‫رسالة ماجستير‪.2007 ،‬‬
‫أبو هنطش‪ ،‬نهى‪ ،‬نحو سياسة إعادة تأهيل‬
‫‪25‬‬ ‫المباني السكنية في مراكز المدن الفلسطينية‪،‬‬ ‫التجديد الحضري في حي الحفصية‪ ،‬تونس‬ ‫‪2-6‬‬
‫رسالة ماجستير‪.2007 ،‬‬
‫أبو هنطش‪ ،‬نهى‪ ،‬نحو سياسة إعادة تأهيل‬
‫الترميم الطارئ‪ ،‬تجربة حلب في إحياء المدينة‬
‫‪26‬‬ ‫المباني السكنية في مراكز المدن الفلسطينية‪،‬‬ ‫‪2-7‬‬
‫القديمة‬
‫رسالة ماجستير‪.2007 ،‬‬
‫أبو هنطش‪ ،‬نهى‪ ،‬نحو سياسة إعادة تأهيل‬
‫ترميم عناصر معمارية‪ ،‬تجربة حلب في إحياء‬
‫‪26‬‬ ‫المباني السكنية في مراكز المدن الفلسطينية‪،‬‬ ‫‪2-8‬‬
‫المدينة القديمة‬
‫رسالة ماجستير‪.2007 ،‬‬
‫اإلبياري‪ ،‬ناهد نجا‪ ،‬النمو العمراني للمدن المصرية‬
‫‪40‬‬ ‫وتأثيره على المناطق األثرية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪،‬‬ ‫صور قديمة لمدينة جدة التاريخية‬ ‫‪2-9‬‬
‫جامعة طنطا‪.2006 ،‬‬
‫اإلبياري‪ ،‬ناهد نجا‪ ،‬النمو العمراني للمدن المصرية‬
‫‪40‬‬ ‫وتأثيره على المناطق األثرية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪،‬‬ ‫مبنى تراثي في المنطقة التاريخية بجدة‬ ‫‪2-10‬‬
‫جامعة طنطا‪.2006 ،‬‬
‫اإلبياري‪ ،‬ناهد نجا‪ ،‬النمو العمراني للمدن المصرية‬
‫‪40‬‬ ‫وتأثيره على المناطق األثرية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪،‬‬ ‫األسواق القديمة بالمنطقة التاريخية بجدة‬ ‫‪2-11‬‬
‫جامعة طنطا‪.2006 ،‬‬
‫اإلبياري‪ ،‬ناهد نجا‪ ،‬النمو العمراني للمدن المصرية‬
‫‪41‬‬ ‫وتأثيره على المناطق األثرية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪،‬‬ ‫موقع مدينة جدة‬ ‫‪2-12‬‬
‫جامعة طنطا‪.2006 ،‬‬
‫اإلبياري‪ ،‬ناهد نجا‪ ،‬النمو العمراني للمدن المصرية‬
‫‪42‬‬ ‫وتأثيره على المناطق األثرية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪،‬‬ ‫منطقة مشروع الحفاظ على المدينة القديمة‬ ‫‪2-13‬‬
‫جامعة طنطا‪.2006 ،‬‬
‫الفهارس‬ ‫‪112‬‬

‫اإلبياري‪ ،‬ناهد نجا‪ ،‬النمو العمراني للمدن المصرية‬


‫‪43‬‬ ‫وتأثيره على المناطق األثرية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪،‬‬ ‫رسم تخيلي لتطوير المنطقة التاريخية بجدة‬ ‫‪2-14‬‬
‫جامعة طنطا‪.2006 ،‬‬
‫اإلبياري‪ ،‬ناهد نجا‪ ،‬النمو العمراني للمدن المصرية‬
‫‪45‬‬ ‫وتأثيره على المناطق األثرية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪،‬‬ ‫موقع مدينة صنعاء‬ ‫‪2-15‬‬
‫جامعة طنطا‪.2006 ،‬‬
‫اإلبياري‪ ،‬ناهد نجا‪ ،‬النمو العمراني للمدن المصرية‬
‫‪48‬‬ ‫وتأثيره على المناطق األثرية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪،‬‬ ‫النسيج العمراني لمدينة صنعاء القديمة‬ ‫‪2-16‬‬
‫جامعة طنطا‪.2006 ،‬‬
‫اإلبياري‪ ،‬ناهد نجا‪ ،‬النمو العمراني للمدن المصرية‬
‫‪50‬‬ ‫وتأثيره على المناطق األثرية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪،‬‬ ‫مدينة الجزائر القديمة‬ ‫‪2-17‬‬
‫جامعة طنطا‪.2006 ،‬‬
‫‪52‬‬ ‫‪Al-Radi, Salama-1994‬‬ ‫مدينة أصيلة‬ ‫‪2-18‬‬
‫‪55‬‬ ‫‪Al-Radi, Salama-1994‬‬ ‫زقاق قبل وبعد أعمال الترميم‬ ‫‪2-19‬‬
‫اإلبياري‪ ،‬ناهد نجا‪ ،‬النمو العمراني للمدن المصرية‬
‫‪57‬‬ ‫وتأثيره على المناطق األثرية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪،‬‬ ‫موقع مدينة حلب‬ ‫‪2-20‬‬
‫جامعة طنطا‪.2006 ،‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫‪71‬‬ ‫مديرية مدينة حلب القديمة‪ ،‬أويكوس‪2005 ،‬‬ ‫المناطق االستراتيجية في المدينة القديمة‬ ‫‪3-1‬‬
‫صورة جوية لموقع حي السفاحية في المدينة‬
‫‪78‬‬ ‫‪www.Google.com‬‬ ‫‪3-2‬‬
‫القديمة بحلب‬
‫‪80‬‬ ‫إعداد الباحثة‬ ‫مخطط استعمال األراضي في منطقة الدراسة‬ ‫‪3-3‬‬
‫مخطط استعمال األراضي مع النسب المئوية لكل‬
‫‪81‬‬ ‫إعداد الباحثة‬ ‫‪3-4‬‬
‫وظيفة‬
‫مخطط نسبة المساحة المبنية والقطع الشاغرة‬
‫‪81‬‬ ‫إعداد الباحثة‬ ‫‪3-5‬‬
‫ومحاور الحركة مقارنة مع مساحة الحي‬
‫‪82‬‬ ‫إعداد الباحثة‬ ‫مخطط المبني بالنسبة للفراغ في منطقة الدراسة‬ ‫‪3-6‬‬
‫مخطط نسبة المبني بالنسبة للفراغ في منطقة‬
‫‪82‬‬ ‫إعداد الباحثة‬ ‫‪3-7‬‬
‫الدراسة‬
‫‪83‬‬ ‫إعداد الباحثة‬ ‫مخطط ارتفاع البناء في منطقة الدراسة‬ ‫‪3-8‬‬
‫‪83‬‬ ‫إعداد الباحثة‬ ‫مخطط عدد الطوابق والنسب المئوية‬ ‫‪3-9‬‬
‫‪84‬‬ ‫إعداد الباحثة‬ ‫مخطط الحالة الفيزيائية في منطقة الدراسة‬ ‫‪3-10‬‬
‫‪85‬‬ ‫إعداد الباحثة‬ ‫مخطط اآلثار في منطقة الدراسة‬ ‫‪3-11‬‬
‫‪85‬‬ ‫‪www.Google.com‬‬ ‫مبنى جامع الخسروفية‬ ‫‪3-12‬‬
‫‪86‬‬ ‫‪www.Google.com‬‬ ‫مبنى خان الشونة‬ ‫‪3-13‬‬
‫‪86‬‬ ‫‪www.Google.com‬‬ ‫مبنى الثانوية الشرعية للبنين‬ ‫‪3-14‬‬
‫‪87‬‬ ‫إعداد الباحثة‬ ‫مخطط الملكية في منطقة الدراسة‬ ‫‪3-15‬‬
‫‪88‬‬ ‫إعداد الباحثة‬ ‫مخطط الشوارع في منطقة الدراسة‬ ‫‪3-16‬‬
‫الفهارس‬ ‫‪113‬‬

‫فهرس الجداول‬
‫الصفحة‬ ‫المرجع‬ ‫الجدول‬ ‫الرقم‬
‫الفصل األول‬
‫الفصل الثاني‬
‫الربضي‪ ،‬راما إبراهيم‪ ،‬أثر الحفاظ على النسيج‬
‫سياسات التعامل مع المناطق التاريخية‬
‫‪23‬‬ ‫الحضري للمدينة التاريخية‪ ،‬رسالة ماجستير‪،‬‬ ‫‪2-1‬‬
‫واهتماماتها وأهدافها‬
‫عمان‪.2001 ،‬‬
‫حسن‪ ،‬أحمد‪ ،‬إطار نظري مقترح لسياسات التعامل‬ ‫تطور فكر التنمية وانعكاسه على تطور سياسات‬
‫‪25‬‬ ‫‪2-2‬‬
‫مع المناطق التاريخية‪.1998 ،‬‬ ‫التعامل مع المناطق التاريخية‬
‫تصنيف سياسات التعامل مع المناطق التاريخية‬
‫‪27‬‬ ‫إعداد الباحثة‬ ‫‪2-3‬‬
‫حسب مفهوم القيمة‬
‫حسن‪ ،‬أحمد‪ ،‬إطار نظري مقترح لسياسات التعامل‬ ‫تصنيف سياسات التعامل طبقا لتعاملها مع هذه‬
‫‪28‬‬ ‫‪2-4‬‬
‫مع المناطق التاريخية‪.1998 ،‬‬ ‫العناصر‬
‫حسن‪ ،‬أحمد‪ ،‬إطار نظري مقترح لسياسات التعامل‬ ‫مفهوم البعد الزمني وبنية المنطقة التاريخية‬
‫‪30‬‬ ‫‪2-5‬‬
‫مع المناطق التاريخية‪.1998 ،‬‬ ‫للمفاضلة بين السياسات‬
‫محجوب‪ ،‬ياسر عثمان محرم‪ ،‬تأثير التطور‬
‫‪34‬‬ ‫العمراني الحديث على التراث العمراني في اإلمارات‪،‬‬ ‫طبيعة التأثيرات على التراث العمراني ونتائجها‬ ‫‪2-6‬‬
‫دراسة حاالت في اإلمارات والعين‪.1995 ،‬‬
‫التجارب العربية والمحلية في التعامل مع األحياء‬
‫‪39‬‬ ‫إعداد الباحثة‬ ‫‪2-7‬‬
‫التاريخية‬
‫اإلبياري‪ ،‬ناهد نجا‪ ،‬النمو العمراني للمدن المصرية‬
‫‪44‬‬ ‫وتأثيره على المناطق األثرية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪،‬‬ ‫تقييم التجربة السعودية‬ ‫‪2-8‬‬
‫جامعة طنطا‪.2006 ،‬‬
‫اإلبياري‪ ،‬ناهد نجا‪ ،‬النمو العمراني للمدن المصرية‬
‫‪49‬‬ ‫وتأثيره على المناطق األثرية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪،‬‬ ‫تقييم التجربة اليمنية‬ ‫‪2-9‬‬
‫جامعة طنطا‪.2006 ،‬‬
‫اإلبياري‪ ،‬ناهد نجا‪ ،‬النمو العمراني للمدن المصرية‬
‫‪51‬‬ ‫وتأثيره على المناطق األثرية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪،‬‬ ‫تقييم التجربة الجزائرية‬ ‫‪2-10‬‬
‫جامعة طنطا‪.2006 ،‬‬
‫اإلبياري‪ ،‬ناهد نجا‪ ،‬النمو العمراني للمدن المصرية‬
‫‪56‬‬ ‫وتأثيره على المناطق األثرية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪،‬‬ ‫تقييم التجربة المغربية‬ ‫‪2-11‬‬
‫جامعة طنطا‪.2006 ،‬‬
‫اإلبياري‪ ،‬ناهد نجا‪ ،‬النمو العمراني للمدن المصرية‬
‫‪58‬‬ ‫وتأثيره على المناطق األثرية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪،‬‬ ‫تقييم التجربة السورية‬ ‫‪2-12‬‬
‫جامعة طنطا‪.2006 ،‬‬
‫اإلبياري‪ ،‬ناهد نجا‪ ،‬النمو العمراني للمدن المصرية‬ ‫مقارنة تقييم التجارب من حيث الجوانب العمرانية‬
‫‪59-60‬‬ ‫وتأثيره على المناطق األثرية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪،‬‬ ‫والجوانب االجتماعية والجوانب اإلدارية والتشريعية‬ ‫‪2-13‬‬
‫جامعة طنطا‪.2006 ،‬‬ ‫والجوانب التمويلية‬
‫السياسات المستعملة في تطوير المناطق التاريخية‬
‫‪61‬‬ ‫إعداد الباحثة‬ ‫‪2-14‬‬
‫ببعض تجارب الدول العربية‬
‫الفهارس‬ ‫‪114‬‬

‫خصائص السياسات المستعملة في تطوير المناطق‬


‫‪62‬‬ ‫إعداد الباحثة‬ ‫‪2-15‬‬
‫التاريخية بالتجارب المعروضة‬
‫الفصل الثالث‬
‫تقسيم المناطق االستراتيجية في مدينة حلب‬
‫‪72-73‬‬ ‫أويكوس‪ ،‬كمال بيطار‪2004 ،‬‬ ‫‪3-1‬‬
‫القديمة‬
‫بيانات عن المناطق االستراتيجية في مدينة حلب‬
‫‪75-76‬‬ ‫‪2004 ،GTZ‬‬ ‫‪3-2‬‬
‫القديمة‬
‫نقاط القوة والضعف للمناطق االستراتيجية في‬
‫‪77‬‬ ‫‪2004 ،GTZ‬‬ ‫‪3-3‬‬
‫مدينة حلب القديمة‬
‫تعريف البحث ومنهجه‬ ‫أ‬

‫متطلبات التطوير العمراني لألحياء التاريخية لتحقيق التنمية المستدامة‬

‫(حالة دراسية حي السفاحية ‪ -‬مدينة حلب القديمة)‬

‫‪ ‬الملخص‪:‬‬
‫تضم سورية العديد من المدن التي تحتوي على مواقع أثرية عديدة تعود لحقب تاريخية مختلفة‪،‬‬
‫كمدينة دمشق‪ ،‬حلب وغيرها‪ .‬وتعاني هذه المدن من العديد من المشاكل نتيجة اإلهمال‪ ،‬سوء االستعمال‬
‫واالعتداءات التي أدت إلى هدم جزء من المواقع األثرية والمباني التاريخية فيها‪ ،‬ومن هنا تأتي أهمية‬
‫الحفاظ على هذه المواقع التاريخية‪.‬‬
‫تهدف هذه األطروحة إلى دراسة وتحليل منطقة الدراسة‪ ،‬ووضع مقترحات وخطة استراتيجية‬
‫إلحياء وتطوير المنطقة جماليا وبصريا ووظيفيا كنموذج ألحياء المدينة القديمة في حلب‪ ،‬مما يساعد‬
‫في إيجاد تكوين بصري وجمالي منسجم ومتالئم من حيث الفراغات والمساحات الخضراء وأثاث الشوارع‬
‫والطراز المعماري‪ .‬وذلك من خالل تقييم الواقع الحالي لهذا الحي وتحديد المؤثرات اإليجابية والسلبية فيه‬
‫ودراسة تكوين النسيج الحضري ومكوناته المعمارية إضافة لدراسة الوضع االجتماعي واالقتصادي‬
‫للسكان ومدى مالءمة وضع البيئة الحالي الحتياجاتهم‪ ،‬وبالنسبة لجمع المعلومات والبيانات الالزمة‬
‫للدراسة تمت االستعانة بدراسات سابقة مرتبطة بموضوع البحث وهي (‪ GTZ‬الوكالة األلمانية للتعاون‬
‫التقني‪ ،‬مجلس مدينة حلب‪ ،‬مديرية المدينة القديمة‪ ،‬مواقع الكترونية متعددة) بسبب الصعوبات التي‬
‫اعترضت عمل (المسح الميداني‪ ،‬الصور‪ ،‬االستبيان) نظ ار للظروف الصعبة التي حصلت في مدينة‬
‫حلب والوضع األمني الحالي في المدينة القديمة‪.‬‬
‫وأشارت نتائج الدراسة إلى أن حي السفاحية يحتوي على العديد من العناصر المعمارية والتراثية‬
‫القيمة‪ ،‬إال أن هذه العناصر بحاجة إلى الحماية واعادة اإلحياء‪ .‬كما أن موقع حي السفاحية القريب من‬
‫قلعة حلب يشكل موقع مهم‪ .‬كذلك أشارت النتائج إلى ضعف وعي السكان بأهمية هذه العناصر القيمة‬
‫وضرورة الحفاظ عليها‪.‬‬
‫وخلصت الدراسة إلى مجموعة من التوصيات‪ ،‬أهمها ضرورة االستفادة من مقترح الخطة‬
‫االستراتيجية إلحياء وتطوير حي السفاحية الذي تضمنته الدراسة‪ .‬والعمل على تطوير وتعزيز مستوى‬
‫الوعي لدى سكان الحي بشكل خاص وسكان المدينة القديمة بشكل عام حول أهمية الحفاظ على‬
‫العناصر المعمارية والتراثية الموجودة فيها‪ .‬وضرورة تحسين الوضع االجتماعي واالقتصادي لسكان‬
‫حارات المدينة القديمة بهدف تشجيعهم على البقاء داخلها‪ .‬وأخي ار أكدت الدراسة على أهمية تعزيز‬
‫المشاركة المجتمعية في المحافظة على الوظيفة السكنية في حي السفاحية وتطويره عمرانيا‪ ،‬وتضافر‬
‫الجهود بين كافة مؤسسات المدينة القديمة وسكانها من أجل االرتقاء بالحي عمرانيا وجماليا‪.‬‬
‫تعريف البحث ومنهجه‬ ‫ب‬

‫متطلبات التطوير العمراني لألحياء التاريخية لتحقيق التنمية المستدامة‬

‫(خطة البحث وأهدافه ومنهجيته)‬

‫‪ ‬المقدمة العامة‪:‬‬
‫إن استم اررية المدينة القديمة بشكلها ومضمونها التقليدي يعتمد على حيويتها االجتماعية‬
‫واالقتصادية وقدرة سكانها على صيانة واحياء منازلهم وأحيائهم السكنية‪ ،‬إال أن التطور العمراني والذي‬
‫يعد مظه ار من مظاهر التطور اإلنساني قد أثر تأثي ار سلبيا على األحياء التاريخية في المدينة القديمة‬
‫حيث أنها لم تستطيع مواكبة ظروف ومعطيات العصر الحالي مما جعلها بيئة غير صالحة للسكن‬
‫المعاصر‪ ،‬وأصبحت المدن التاريخية في العالم العربي واإلسالمي تعاني من مشاكل عديدة ومتنوعة لعل‬
‫أبرزها يبدو في تغير بنيتها الوظيفية األصلية التي بدأت تتحول من مكان للسكن إلى وظائف أخرى أو‬
‫تم هجر هذه البيوت من قبل العديد من السكان األصلين ذوي الدخل الجيد مما جعلها مأوى لطبقات‬
‫محدودة الدخل والفقراء‪ ،‬هذا األمر أدى إلى تدهورها وخرابها وتغير أساسي في التكوين االجتماعي لها‪،‬‬
‫مما يؤدي إلى فقدان الموروث الثقافي‪.‬‬
‫يسلط البحث الضوء على مختلف السياسات في التعامل مع المناطق التاريخية وأهمية الحفاظ‬
‫عليها‪ ،‬وذلك من خالل دراسة العالقة بين تطور هذه السياسات وبين تطور سياسات التنمية‪ ،‬حيث أن‬
‫الحفاظ على المدينة االسالمية القديمة وضمان سبل الموارد المالية إليها مسؤولية لضمان بقائها لألجيال‬
‫القادمة من خالل وضع استراتيجيات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة‪ .‬وكحالة دراسية فقد تم اختيار‬
‫حي السفاحية في مدينة حلب القديمة لدراسته من خالل‪ :‬تحليل الوضع القائم ومعرفة أهم المشاكل التي‬
‫يعاني منها الحي‪ ،‬دراسة وتحليل الحلول المتبعة من خالل تقييم التجارب المختلفة‪ ،‬لكي نتمكن من‬
‫االستفادة منها في وضعنا القائم‪ ،‬ومحاولة الوصول إلى أنجح الحلول في تطوير هذا الحي عمرانيا‬
‫لتحقيق التنمية المستدامة‪ ،‬مع الحفاظ على اإلرث الحضاري المعماري‪.‬‬
‫‪ ‬مشكلة البحث‪:‬‬
‫أثر التطور العمراني والذي يعد مظه ار من مظاهر التطور اإلنساني سلبيا على األحياء‬
‫التاريخية في المدينة القديمة حيث أنها لم تستطع مواكبة ظروف ومعطيات العصر الحالي‪ .‬وأصبحت‬
‫المدن التاريخية في العالم العربي واإلسالمي تعاني من مشاكل عديدة ومتنوعة لعل أبرزها يبدو في‪:‬‬
‫‪ .1‬المشكلة األولى‪ :‬تغير بنيتها الوظيفية األصلية التي بدأت تتحول من مكان للسكن إلى وظائف‬
‫أخرى‪.‬‬
‫‪ .2‬المشكلة الثانية‪ :‬تم هجر المدينة القديمة من قبل العديد من السكان األصليين ذوي الدخل الجيد وحل‬
‫محلهم طبقات محدودة الدخل‪ ،‬األمر الذي أدى إلى تغير أساسي في التكوين االجتماعي لها‪.‬‬
‫تعريف البحث ومنهجه‬ ‫ت‬

‫‪ ‬أهمية البحث‪:‬‬
‫تبرز أهمية البحث من الهدف المنشود‪ ،‬أال وهو تطوير حي السفاحية وتقديم حلول لجميع‬
‫الصعوبات المتواجدة فيه من مشاكل سكان ومشاكل عمرانية وتخطيطية وحالة اجتماعية صعبة‪ .‬حيث‬
‫أن الحفاظ على المدينة القديمة في حلب أصبح ضرورة ملحة وخاصة بعد المحاوالت العديدة لطمس‬
‫معالم هذا التراث وتدميره‪ .‬ويأتي هذا البحث لدراسة حي السفاحية بتكويناته وخصائصه المعمارية‬
‫واحتياجات سكانه من أجل الحفاظ عليه وتطويره بالطرق السليمة من أجل‪:‬‬
‫‪ ‬أن يلبي االحتياجات الحالية للعصر الحالي‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون مثاال يحتذى به في تطوير المدينة القديمة في حلب‪.‬‬
‫‪ ‬أن يصبح نموذجا لربط النسيج الحضري القديم بالنسيج الحديث بشكل سليم‪ .‬وذلك بشكل يشمل‬
‫جميع الجوانب الفيزيائية‪ ،‬االجتماعية واالقتصادية حتى تكون عملية اإلحياء والتطوير متكاملة‬
‫وليست جزئية‪.‬‬
‫‪ ‬هدف البحث‪:‬‬
‫الهدف الرئيسي التي تسعى الدراسة إلى تحقيقه هو "تطوير حي السفاحية في حلب القديمة‬
‫عمرانيا‪ ،‬ليصبح أكثر فعالية وأكثر جذبا وأكثر استجابة لمتطلبات التطور المستقبلي مع الحفاظ على‬
‫الطابع الخاص للحي واستم ارره"‪ .‬وتم اقتراح استراتيجية إلعادة إحياء وتطوير حي السفاحية كنموذج‬
‫لحارات المدينة القديمة في حلب وذلك من خالل‪:‬‬
‫‪ .1‬دراسة تكوين النسيج الحضري لحي السفاحية ومكوناته المعمارية واكتشاف ما فيه من عناصر‬
‫وخصائص حضرية تساعدنا في تطويع هذه المعطيات في عملية اإلحياء والتطوير‪.‬‬
‫‪ .2‬جعل البيئة الموجودة في منطقة الدراسة صالحة للسكن بشكل مثالي إلى جانب جعلها منطقة متميزة‬
‫تجاريا وسياحيا‪ ،‬واالرتقاء بالسكان من ناحية تقليل الكثافة السكانية في المنطقة وحل المشاكل المرورية‬
‫ووضع القوانين الالزمة للحد من مشاكل المخالفة التي تؤدي إلى الفوضى في المدينة القديمة‪.‬‬
‫‪ .3‬االستفادة من هذه الدراسة للباحثين والمختصين في إحياء وتطوير المدن القديمة في سورية وغيرها‬
‫من البلدان العربية‪.‬‬
‫‪ ‬منهجية البحث‪:‬‬
‫تركز الدراسة لتحقيق األهداف المطلوبة على محورين رئيسين أحدهما يمثل اإلطار النظري‬
‫واآلخر يمثل اإلطار العملي‪:‬‬
‫‪ .1‬المحور األول‪ :‬ويمثل اإلطار العام واإلسناد النظري للدراسة من خالل مراجعة ودراسة مفاهيم التنمية‬
‫المستدامة‪ ،‬ودراسة األسس والنظريات وسياسات التعامل مع األحياء التاريخية من خالل ربط تطور هذه‬
‫السياسات مع تطور سياسات التنمية‪ ،‬باإلضافة إلى تحليل حاالت دراسية عربية مشابهة في إعادة‬
‫التأهيل وابراز االيجابيات والسلبيات لمحاولة اإلستفادة منها وتوظيفها في التطوير العمراني لحي‬
‫السفاحية في المدينة القديمة بهدف تحقيق التنمية المستدامة‪.‬‬
‫تعريف البحث ومنهجه‬ ‫ث‬

‫‪ .2‬المحور الثاني‪ :‬ويمثل الدراسة الميدانية (المسح الميداني لمنطقة الدراسة) عن طريق عمل مسح‬
‫شامل للحالة الفيزيائية للحي بجميع مكوناته‪ ،‬وعمل استبيانات مختلفة في منطقة الدراسة تشمل التحليل‬
‫والتقييم من خالل تحديد مواطن القوه والضعف وتحديد المشاكل والصعوبات ووضع المقترحات والحلول‬
‫الممكنة ومن ثم الخروج بالنتائج والتوصيات ‪ ،‬وستتم دراستها على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ ‬المبنى‪ :‬من حيث جمع كافة البيانات عن المبنى والتي تبرز خصائصه وتساعد على تحديد القيمة‬
‫الجمالية والوظيفية والتاريخية له وتعمل على توثيقه‪ ،‬كما تساعد هذه البيانات في دراسة واقع المبنى‬
‫ومشكالته وحالته اإلنشائية بحيث يتم توفير قاعدة بيانات شاملة عن المبنى لمرحلة التحليل‪.‬‬
‫‪ ‬السكان‪ :‬حيث يتم تحديد مجتمع الدراسة ومتطلباته ورغباته وخصائصه من خالل إعداد الدراسات‬
‫والمسح والتوثيق الكمي والنوعي لألوضاع االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬وتأثيرها على نمط المساكن‬
‫والمشاكل التي يعاني منها‪ ،‬ودمج واشراك السكان في تحديد المتطلبات واالحتياجات‪.‬‬
‫‪ ‬محتويات البحث‪:‬‬
‫سوف تعتمد الدراسة على طرح المعلومات في ثالثة فصول على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ .1‬الفصل األول‪ :‬فقد تناول مفهوم التنمية من خالل عدة تعريفات‪ ،‬وطبيعة عملية التنمية‪ ،‬ومجاالت‬
‫التنمية االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬ويتناول دراسة المفاهيم ذات العالقة بموضوع التنمية المستدامة‬
‫وعناصرها ومجاالتها‪.‬‬
‫‪ .2‬الفصل الثاني‪ :‬سيتناول مقدمة عامة عن نشأة المدن اإلسالمية وخصائصها والنسيج العمراني لها‬
‫والمشاكل التي تعاني منها بسبب تطورات القرن العشرين‪ ،‬وطرح المفاهيم والنظريات المتعلقة بالحفاظ‬
‫على التراث العمراني والمشاكل الرئيسية التي تواجه الحفاظ وسياسات التعامل مع المناطق التاريخية‪،‬‬
‫ويستعرض بعض الحاالت الدراسية المماثلة في البلدان العربية وتقييمها لمعرفة اإليجابيات والسلبيات‬
‫لإلستفادة منها في حالتنا الدراسية‪.‬‬
‫‪ .3‬الفصل الثالث‪ :‬فهو يتطرق لمنطقة الدراسة على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ ‬عرض لمحة عامة عن منطقة الدراسة وحدودها (حجم سكانها ومساحتها والمرافق العامة‪ ،‬والبنية‬
‫التحتية فيها‪ ،‬باإلضافة إلى الخصائص العمرانية)‪.‬‬
‫‪ ‬تحليل الواقع المادي لمباني وسكان حي السفاحية في البلدة القديمة (أنماط المباني السكنية‬
‫وخصائصها) وتجميع وتحليل البيانات الالزمة في التقييم للوصول إلى الحلول والبدائل‪.‬‬
‫‪ ‬الدراسة الميدانية التي أجريت في منطقة الدراسة والتي اعتمدت على االستبيان واإلطار المعلوماتي‬
‫في حصر المشاكل التي تعاني منها منطقة الدراسة باإلضافة إلى التحليل‪ ،‬فمن خالل التحليل يتم‬
‫تحديد نقاط القوة ونقاط الضعف باإلضافة الى استراتيجيات يمكن تحقيق أهداف التنمية المستدامة‬
‫من خاللها‪.‬‬
‫‪ ‬تحليل وتقييم واقع التنمية المستدامة في منطقة الدراسة ووضع بعض االستراتيجيات التنموية في‬
‫ضوء الفرص واإلمكانيات والتحديات التي تواجهها المنطقة على صعيد المجاالت التنموية المختلفة‪.‬‬
‫‪ ‬استعراض النتائج‪ ،‬التي خلصت إليها الدراسة ووضع مجموعة من التوصيات للجهات ذات العالقة‪.‬‬
‫تعريف البحث ومنهجه‬ ‫ج‬

‫خطة البحث‬

‫الفصل األول‬
‫التنمية المستدامة‬
‫‪Sustainable Development‬‬
‫‪ :1-1‬المفاهيم األساسية للتنمية‬
‫‪ :1-1-1‬مفهوم التنمية‬
‫‪ :2-1‬األطر النظرية للتنمية المستدامة‬
‫‪ :1-2-1‬مفهوم التنمية المستدامة‬
‫‪ :2-2-1‬عناصر التنمية المستدامة‬
‫‪ :3-2-1‬المبادئ األساسية للتنمية المستدامة‬
‫‪ :4-2-1‬مجاالت التنمية المستدامة‬
‫‪ :5-2-1‬أهداف التنمية المستدامة‬
‫‪ :6-2-1‬خصائص عمليات التنمية المستدامة‬
‫‪ :7-2-1‬االطراف المشاركة في التنمية المستدامة‬
‫‪ :3-1‬التنمية العمرانية‬
‫‪ :1-3-1‬مفهوم التنمية العمرانية‬
‫‪ :2-3-1‬أهداف التنمية العمرانية‬
‫‪ :3-3-1‬أساليب تقييم نجاح التنمية العمرانية‬
‫‪ :4-1‬برنامج مقترح للتنمية المستدامة‬
‫‪ :5-1‬نتائج الفصل األول‬
‫الفصل الثاني‬
‫التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬
‫‪Urban Development of Historic Quarters‬‬
‫‪ :1-2‬المدينة العربية التقليدية‬
‫‪ :1-1-2‬المشاكل التي تعاني منها المدينة العربية التقليدية‬
‫‪ :2-1-2‬العوامل التي أدت إلى تدهور المدينة العربية التقليدية‬
‫‪ :2-2‬األحياء التاريخية في المدن التقليدية‬
‫‪ :1-2-2‬تعريف األحياء التاريخية‬
‫‪ :2-2-2‬أهمية األحياء التاريخية‬
‫‪ :3-2-2‬سياسات التعامل مع المناطق التاريخية‬
‫‪ :3-2‬تقييم سياسات التعامل مع المناطق التاريخية‬
‫تعريف البحث ومنهجه‬ ‫ح‬

‫‪ :1-3-2‬العالقة بين تطور سياسات التعامل مع المناطق التاريخية وبين تطور سياسات التنمية‬
‫‪ :2-3-2‬المداخل التخطيطية في التعامل مع المناطق التاريخية‬
‫‪ :3-3-2‬منهج وصفي للمفاضلة واالختيار بين سياسات التعامل مع المناطق التاريخية‬
‫‪ :1-3-3-2‬تصنيف سياسات التعامل طبقا لمفهوم قيمة المنطقة التاريخية‬
‫‪ :2-3-3-2‬تعامل السياسات مع عناصر بيئة المنطقة التاريخية‬
‫‪ :3-3-3-2‬سياسات التعامل وعنصري البعد الزمني وبنية المنطقة التاريخية‬
‫‪ :4-3-2‬الحفاظ على المناطق التاريخية لتحقيق االستدامة‬
‫‪ :1-4-3-2‬توجهات الحفاظ‬
‫‪ :2-4-3-2‬مراحل الحفاظ على التراث العمراني‬
‫‪ :3-4-3-2‬مستويات الحفاظ تبعا للمقياس العمراني الذي يطبق على البيئة العمرانية‬
‫‪ :4-4-3-2‬أهمية الحفاظ على التراث العمراني‬
‫‪ :5-4-3-2‬أشكال التأثير على التراث العمراني‬
‫‪ :6-4-3-2‬مستويات الحفاظ على التراث العمراني‬
‫‪ :7-4-3-2‬معايير الحفاظ‬
‫‪ :8-4-3-2‬أساليب الحفاظ على التراث العمراني‬
‫‪ :9-4-3-2‬المشاكل الرئيسية التي تواجه الحفاظ على التراث العمراني‬
‫‪ :10-4-3-2‬مبادئ عمليات الحفاظ‬
‫‪ :5-3-2‬تجارب عربية ومحلية في تطوير األحياء التاريخية‬
‫‪ :1-5-3-2‬الدراسة التحليلية لتجارب تطوير األحياء التاريخية‬
‫‪ :2-5-3-2‬مقارنة تقييم التجارب من حيث الجوانب العمرانية والجوانب االجتماعية والجوانب اإلدارية‬
‫والتشريعية والجوانب التمويلية‬
‫‪ :3-5-3-2‬نتائج الدراسة التحليلية للتجارب‬
‫‪ :4-2‬نتائج الفصل الثاني‬
‫الفصل الثالث‬
‫حي السفاحية (حالة دراسية)‬
‫‪A case Study: Saffaheiye Quarter‬‬
‫‪ :1-3‬مدينة حلب القديمة‬
‫‪ :2-3‬دراسة تحليلية وميدانية لمنطقة الدراسة‬
‫‪ :1-2-3‬المسح الفيزيائي لمنطقة الدراسة‬
‫‪ :3-3‬التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬
‫‪ :1-3-3‬مفهوم التطوير العمراني‬
‫‪ :2-3-3‬أهداف عملية التطوير العمراني‬
‫تعريف البحث ومنهجه‬ ‫خ‬

‫‪ :3-3-3‬آلية عملية التطوير العمراني‬


‫‪ :4-3-3‬العوامل األساسية لتفعيل عملية االرتقاء والتطوير العمراني في األحياء التاريخية‬
‫‪ :5-3-3‬العائد من عملية االرتقاء والتطوير‬
‫‪ :4-3‬مدخل تطويري لحي السفاحية التاريخي‬
‫‪ :1-4-3‬استراتيجية التنمية والتطوير المقترحة في منطقة الدراسة‬
‫‪ :2-4-3‬برنامج التطوير المقترح لتحقيق التنمية المستدامة في منطقة الدراسة‬
‫‪ :3-4-3‬إتجاهات الحل لمشاكل تدهور األحياء التاريخية القديمة والتراثية‬
‫‪ :5-3‬نتائج الفصل الثالث‬
‫النتائج والتوصيات‬
‫‪ ‬النتائج العامة‬
‫‪ ‬التوصيات للجهات الحكومية‬
‫فهرس األشكال‬
‫فهرس الجداول‬
‫المراجع العربية‬
‫المراجع األجنبية‬
‫الفهرس‬
‫الفصل األول‪ :‬التنمية المستدامة‬ ‫‪1‬‬

‫الفصل األول‬

‫التنمية المستدامة‬
‫‪Sustainable Development‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التنمية المستدامة‬ ‫‪2‬‬

‫الفصل األول‬
‫التنمية المستدامة‬
‫العنوان‬
‫‪Sustainable Development‬‬
‫(‪)2‬‬ ‫أشكال‬
‫وسائل اإليضاح‬
‫(‪)0‬‬ ‫جداول‬
‫المفاهيم األساسية للتنمية‬ ‫‪1-1‬‬
‫مفهوم التنمية‬ ‫‪1-1-1‬‬
‫األطر النظرية للتنمية المستدامة‬ ‫‪2-1‬‬
‫مفهوم التنمية المستدامة‬ ‫‪1-2-1‬‬
‫عناصر التنمية المستدامة‬ ‫‪2-2-1‬‬
‫المبادئ األساسية للتنمية المستدامة‬ ‫‪3-2-1‬‬
‫مجاالت التنمية المستدامة‬ ‫‪4-2-1‬‬
‫أهداف التنمية المستدامة‬ ‫‪5-2-1‬‬
‫الفقرات‬
‫خصائص عمليات التنمية المستدامة‬ ‫‪6-2-1‬‬
‫األطراف المشاركة في التنمية المستدامة‬ ‫‪7-2-1‬‬
‫التنمية العمرانية‬ ‫‪3-1‬‬
‫مفهوم التنمية العمرانية‬ ‫‪1-3-1‬‬
‫أهداف التنمية العمرانية‬ ‫‪2-3-1‬‬
‫أساليب تقييم نجاح التنمية العمرانية‬ ‫‪3-3-1‬‬
‫برنامج مقترح للتنمية المستدامة‬ ‫‪4-1‬‬
‫نتائج الفصل األول‬ ‫‪5-1‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التنمية المستدامة‬ ‫‪3‬‬

‫الفصل األول‬
‫اإلطار النظري والعام للدراسة (التنمية المستدامة)‬
‫‪Sustainable Development‬‬

‫‪ ‬مقدمة الفصل‪:‬‬
‫يتناول هذا الفصل تعريف ودراسة مفهوم التنمية وكذلك التنمية العمرانية والتعرف على أهدافها‪،‬‬
‫والمفاهيم األساسية للتنمية المستدامة ثم توضيح معايير تقييم نجاح التنمية العمرانية في ضوء مفاهيم‬
‫التنمية المستدامة حتى يمكن تقييم ما وصلت إليه تجارب التطوير العمراني في العالم من نجاح في‬
‫تحقيق التنمية العمرانية الصحيحة‪.‬‬
‫المفاهيم األساسية للتنمية‬ ‫‪:1-1‬‬
‫‪ :1-1-1‬مفهوم التنمية‪:‬‬
‫برز مفهوم التنمية بصورة أساسية منذ الحرب العالمية الثانية في علم االقتصاد حيث استخدم‬
‫للداللة على عملية إحداث مجموعة من التغيرات الجذرية في مجتمع معين‪ ،‬بهدف إكساب ذلك المجتمع‬
‫القدرة على التطور الذاتي المستمر بمعدل يضمن التحسن المتزايد في نوعية الحياة لكل أفراده‪ .‬انتقل بعد‬
‫ذلك مفهوم التنمية إلى حقل السياسة منذ ستينيات القرن العشرين حيث ظهر كحقل منفرد يهتم بتطوير‬
‫البلدان غير األوروبية تجاه الديمقراطية‪ .‬وتطور مفهوم التنمية الحقا ليرتبط بالعديد من الحقول المعرفية‪،‬‬
‫فأصبح هناك التنمية الثقافية التي تسعى لرفع مستوى الثقافة في المجتمع‪ ،‬كذلك التنمية االجتماعية التي‬
‫تهدف إلى تطوير التفاعالت المجتمعية بين أطراف المجتمع‪ .‬باإلضافة لذلك استحداث مفهوم التنمية‬
‫(‪)1‬‬
‫البشرية الذي يهتم بدعم قدرات الفرد وقياس مستوى معيشته وتحسين أوضاعه في المجتمع‪.‬‬
‫ويعرف سعد الدين إبراهيم التنمية بأنها "انبثاق ونمو كل اإلمكانيات والطاقات في كيان معين‪،‬‬
‫بشكل كامل ومتوازن‪ ،‬سواء كان هذا الكيان فرد أو جماعة أو مجتمع"‪ .‬وبشكل أوضح يمكن تعريف‬
‫التنمية بأنها محاولة استخدام كافة الموارد واإلمكانيات المتاحة والممكنة من إمكانيات طبيعية واقتصادية‬
‫وبشرية بصورة تستهدف الرفاهية لإلنسان في المحيط الحيوي الذي يعيش فيه‪ .‬كما تعبر التنمية عن‬
‫(‪)2‬‬
‫مرحلة تغيير أو إصالح في‪:‬‬
‫‪ ‬النمو االقتصادي‪.‬‬
‫‪ ‬العدالة في التوزيع‪.‬‬
‫‪ ‬التغيير االجتماعي واالقتصادي‪.‬‬
‫‪ ‬التحول االجتماعي‪.‬‬
‫‪ ‬التحضر (‪.)Civilization‬‬

‫___________________________________________________‬

‫‪ -1‬الوكيل‪ ،‬شفق‪ ،‬التخطيط العمراني‪ ،‬مبادئ‪ ،‬أسس‪ ،‬تطبيقات‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬القاهرة‪.2006 ،‬‬
‫‪ -2‬إبراهيم‪ ،‬سعد الدين‪ ،‬التنمية في مصر‪ ،‬الكتاب الثاني للتنمية الريفية‪ ،‬مكتبة النهضة المصرية‪ ،‬القاهرة‪.1982 ،‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التنمية المستدامة‬ ‫‪4‬‬

‫ولكي تنجح عملية التنمية يجب أن تتم في إطار خطة مبنية على أساس التكامل بين عناصر‬
‫التنمية الرئيسية‪:‬‬
‫‪ ‬التنمية االقتصادية‪ :‬وتشمل االستثمارات واستغالل الموارد‪.‬‬
‫‪ ‬التنمية االجتماعية‪ :‬في مجاالت التعليم‪ ،‬الصحة‪ ،‬الترفيه‪ ،‬الثقافة‪.‬‬
‫‪ ‬التنمية العمرانية‪ :‬وتشمل مواقع االستثمارات والخدمات‪.‬‬

‫التنمية‬
‫العمرانية‬

‫التنمية‬ ‫التنمية‬
‫االقتصادية‬ ‫االجتماعية‬

‫الشكل (‪ )1-1‬يوضح التنمية العمرانية هي الوعاء الذي تصب فيه عناصر التنمية االقتصادية واالجتماعية‬
‫(المصدر‪ :‬الوكيل‪ ،‬شفق‪ ،‬التخطيط العمراني‪ ،‬مبادئ‪ ،‬أسس‪ ،‬تطبيقات‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬القاهرة‪)6002 ،‬‬
‫األطر النظرية للتنمية المستدامة‬ ‫‪:2-1‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ :1-2-1‬مفهوم التنمية المستدامة‪:‬‬
‫نشأت فكرة التنمية المستدامة عندما بدأ العالم يفطن إلى أن عملية التنمية أخذت اتجاها‬
‫اقتصاديا بحتا دون النظر إلى التأثيرات الناجمة الضارة بالبيئة‪ ،‬حيث أرى العلماء أن التنمية السريعة‬
‫يعقبها دائما تدهور وان معدل التنمية السريع يعجل بالتدهور السريع‪ .‬ومن ثم بدأ التفكير في مفاهيم‬
‫جديدة تحقق استم اررية التنمية مع منع تدهورها أو على األقل تحافظ علي مستوي التنمية الذي تم تحقيقه‬
‫بالفعل‪ .‬وقد طرحت فكرة التنمية المستدامة ألول مرة في اللجنة العالمية للتنمية والبيئة المعروفة بلجنة‬
‫برندتالند عام ‪ 1987‬التي عرفت التنمية المستدامة بأنها "التنمية التي تحقق احتياجات مجتمع الحاضر‬
‫بدون إضعاف قدرة األجيال القادمة على تحقيق احتياجاتهم"‪.‬‬
‫وقد عرف ريز سنة ‪ 1988‬التنمية المستدامة بشكل أخر هو "التنمية المستدامة هي تغيير‬
‫اجتماعي اقتصادي إيجابي‪ ،‬ال يغفل النظم اإليكولوجية واالجتماعية التي تقوم عليها المجتمعات ويتطلب‬
‫تحقيقها بنجاح سياسة متكاملة وأساليب تخطيط ودراسات اجتماعية‪ ،‬كما تعتمد حيويتها السياسة على‬
‫التأييد الكامل للناس الذين تؤثر عليهم من خالل حكوماتهم وأنشطتهم الخاصة"‪.‬‬
‫كما عرف اتحاد الحفاظ العالمي (البرنامج البيئي لألمم المتحدة ) سنة ‪ 1991‬التنمية المستدامة‬
‫بأنها "تقوم بصيانة وتحسين جودة الحياة البشرية من الناحية االجتماعية واالقتصادية والبيئية ومساعدة‬
‫الموارد الموجودة"‪.‬‬

‫___________________________________________________‬

‫‪ -1‬الوكيل‪ ،‬شفق‪ ،‬التخطيط العمراني‪ ،‬مبادئ‪ ،‬أسس‪ ،‬تطبيقات‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬القاهرة‪.2006 ،‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التنمية المستدامة‬ ‫‪5‬‬

‫ومن هذه التعريفات يتضح اآلتي‪:‬‬


‫‪ .1‬التنمية المستدامة تهتم باالحتياجات الحالية قدر اهتمامها باالحتياجات المستقبلية‪.‬‬
‫‪ .2‬التنمية المستدامة تحقق‪:‬‬
‫‪ ‬األمان االقتصادي ويتمثل في إنعاش االقتصاد المحلي واإلقليمي وخلق فرص عمالة‪ ،‬والعدالة‬
‫االقتصادية والنظرة بعيدة المدى وليست قصيرة المدى للمكاسب‪ ،‬مع مراعاة ذلك بالنسبة لعدة‬
‫أجيال متتابعة‪.‬‬
‫‪ ‬التوافق مع البيئة‪ ،‬ويتمثل في الحياة في نطاق الحدود البيئية وحماية الموارد الطبيعي‪،‬‬
‫واالستهالك المسئول للموارد‪ ،‬واعادة التدوير واالستخدام‪.‬‬
‫‪ ‬العدالة االجتماعية وتعني حق جميع فئات المجتمع في التمتع بمستوى مناسب من الخدمات‬
‫والمرافق والحياة بشكل عام‪.‬‬
‫وقد استخلص تقرير براندتالند أربعة مبادئ أساسية كمدخل لالستدامة العالمية وهذه المبادئ هي‪:‬‬
‫‪ .1‬القضاء على الفقر خاصة في العالم الثالث أمر ضروري ليس فقط من حيث النواحي اإلنسانية وانما‬
‫أيضا كقضية بيئية‪.‬‬
‫‪ .2‬يجب على العالم األول تخفيض استهالكه من الموارد وانتاجه للنفايات‪.‬‬
‫‪ .3‬لم يعد التعاون العالمي في القضايا البيئية اختياريا‪.‬‬
‫‪ .4‬التغير نحو االستدامة يمكن أن يحدث فقط من خالل المداخل المبنية على المجتمعات التي تأخذ‬
‫الثقافات المحلية باحترام وجدية‪.‬‬

‫مفهوم البيئة‬ ‫عالقة تبادلية‬ ‫مفهوم التنمية‬

‫الشكل (‪ )1-2‬يوضح عالقة البيئة بالتنمية‬


‫(المصدر‪ :‬الوكيل‪ ،‬شفق‪ ،‬التخطيط العمراني‪ ،‬مبادئ‪ ،‬أسس‪ ،‬تطبيقات‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬القاهرة‪)6002 ،‬‬
‫‪ :2-2-1‬عناصر التنمية المستدامة‪:‬‬
‫تستند التنمية المستدامة إلى أبعاد مختلفة أهمها البعد اإلقتصادي والبعد البيئي والبعد‬
‫االجتماعي‪ ،‬وال بد من توفر عناصر داخل كل بعد منها تحدد خصائصه‪ ،‬وتتمثل هذه العناصر في‬
‫البعد اإلقتصادي من خالل توفير عناصر اإلنتاج الرئيسة وفي مقدمتها اإلستقرار والتنظيم والمعرفة‬
‫ورأس المال‪ ،‬والبعد البيئي الذي يعتمد على التنوع البيولوجي المتمثل بالبشر وبالنباتات والغابات‬
‫والحيوانات والطيور واألسماك وغيرها مما خلق اهلل على ظهر األرض وفي باطن البحار أو في أجواء‬
‫الفضاء وأخي ار‪ ،‬البعد االجتماعي المتمثل بالحكم الرشيد من خالل نمط السياسات والقواعد ومدى الشراكة‬
‫(‪)1‬‬
‫بين القطاعات الرئيسية وهي الحكومة‪ ،‬والقطاع الخاص‪ ،‬وقطاع المجتمع المدني‪.‬‬

‫___________________________________________________‬

‫‪ -1‬الغامدي‪ ،‬عبد العزيز صقر‪ ،‬ورقة عمل مقدمة للملتقى العربي الثالث للتربية والتعليم تحت عنوان "تنمية الموارد البشرية ومتطلبات التنمية المستدامة لألمن العربي‪،‬‬
‫جامعة نايف العربية للعلوم األمنية نموذجا‪.2006 ،‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التنمية المستدامة‬ ‫‪6‬‬

‫‪ :3-2-1‬المبادئ األساسية للتنمية المستدامة‪:‬‬


‫يمكن إجمال المبادئ األساسية للتنمية المستدامة التي بدورها تشكل المقومات السياسية‬
‫(‪)1‬‬
‫واالجتماعية واألخالقية إلرسائها وتأمين فعاليتها كما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬اإلنصاف‪ :‬أي حصول كل إنسان على حصة عادلة ومتوازنة من ثروات المجتمع‪.‬‬
‫‪ .2‬التمكين‪ :‬بمعنى إعطاء أفراد المجتمع إمكانية المشاركة الكاملة الفعالة في صنع الق اررات واآلليات أو‬
‫التأثير عليها‪ ،‬وذلك من أجل زيادة حس اإلنتماء لدى هؤالء األفراد بالشكل الذي يمكنهم من مشاركة‬
‫فاعلة في عملية التنمية‪.‬‬
‫‪ .3‬حسن اإلدارة والمساءلة‪ :‬أي خضوع أهل الحكم واإلدارة إلى مبادىء الشفافية والمحاسبة والحوار‬
‫والرقابة والمسؤولية‪ ،‬من أجل تجنب الفساد والمحسوبيات وجميع العوامل األخرى التي من شأنها أن‬
‫تشكل عقبة في طريق التنمية المستدامة‪.‬‬
‫‪ .4‬التضامن‪ :‬بين األجيال وبين الفئات االجتماعية داخل المجتمع وبين المجتمعات األخرى للتنمية‬
‫المستدامة‪ ،‬وذلك من خالل الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية لألجيال القادمة‪ ،‬وعدم تراكم مديونية‬
‫على كاهل األجيال الالحقة‪ ،‬وكذلك تأمين الحصص العادلة من النمو لكافة الفئات االجتماعي‪.‬‬
‫‪ :4-2-1‬مجاالت التنمية المستدامة‪:‬‬
‫هناك مجموعة من األهداف التي تسعى التنمية المستدامة إلى تحقيقها‪ ،‬بحيث تتشابك هذه‬
‫األهداف ضمن محاور التنمية التي تم ذكرها سابقا وهي المحور اإلقتصادي واالجتماعي والبيئي‪ ،‬ويمكن‬
‫اإلشارة إلى هذه المجاالت المستهدفة بالتنمية المستدامة على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ .1‬المياه‪ :‬من الناحية اإلقتصادية تهدف التنمية المستدامة إلى ضمان إمداد كاف ورفع كفاءة استخدام‬
‫المياه في التنمية الزراعية والصناعية والحضرية والريفية‪ .‬وفي المجال االجتماعي العمل على تامين‬
‫الحصول على المياه النظيفة لإلستعمال المنزلي والزراعة‪ .‬أما في المجال البيئي فتهدف إلى الحفاظ‬
‫على الموارد المائية والمياه الجوفية‪.‬‬
‫‪ .2‬الغذاء‪ :‬تتشابه كل من الناحية اإلقتصادية واالجتماعية حيث تسعى نحو زيادة اإلنتاجية الزراعية‬
‫وتحقيق األمن الغذائي‪ ،‬أما بخصوص البيئة فتعمل من أجل ضمان اإلستخدام المستدام والحفاظ على‬
‫األراضي‪.‬‬
‫‪ .3‬الصحة‪ :‬من الناحية اإلقتصادية العمل على الرعاية الصحية والوقائية‪ ،‬أما من الناحية االجتماعية‬
‫فتسعى التنمية المستدامة إلى ضمان رعاية صحية أولية لألغلبية الفقيرة‪ ،‬والحماية البيئية‪.‬‬
‫‪ .4‬السكن والخدمات‪ :‬على الصعيد اإلقتصادي ضمان توفر المواد الكافية للبناء وموارده‪ ،‬ونظم‬
‫المواصالت‪ ،‬وعلى الجانب االجتماعي ضمان الحصول على السكن المناسب بالتكلفة المناسبة‪ ،‬أما‬
‫بخصوص البيئة فالعمل على ضمان اإلستخدام المستدام أو المثالي لألراضي‪ ،‬باإلضافة إلى الصرف‬
‫الصحي‪.‬‬

‫___________________________________________________‬

‫‪ .1‬قرزم‪ ،‬جورج‪ ،‬التنمية البشرية المستدامة واإلقتصاد الكلي‪ ،‬األمم المتحدة‪ ،‬نيويورك‪.1997 ،‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التنمية المستدامة‬ ‫‪7‬‬

‫‪ .5‬الطاقة‪ :‬بخصوص الجانب اإلقتصادي‪ ،‬ضمان اإلمداد الكافي واإلستعمال الكفء للطاقة في مجال‬
‫التنمية الصناعية والمواصالت ولإلستعمال المنزلي‪ ،‬وفي الجانب االجتماعي ضمان الحصول على‬
‫الطاقة الكافية لألغلبية الفقيرة خاصة بدائل الوقود الخشبي‪ .‬وتتكون مصادر الطاقة المتجددة من مصادر‬
‫الطاقة التي يمكن استبدالها بسهولة بحيث تشكل مصد ار ال ينفذ للطاقة‪ ،‬وتعد الطاقة الشمسية من‬
‫مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة‪ ،‬والتي يمكن استخدامها في توليد الكهرباء أو للتدفئة أو للتسخين أو‬
‫حتى للتبريد‪ ،‬وتوفر الطاقة الشمسية عامل األمان البيئي‪ ،‬حيث أن الطاقة الشمسية هي طاقة نظيفة ال‬
‫تلوث البيئة وال تترك فضالت مما يكسبها وضعا خاصا في هذا المجال‪ ،‬كما تعتبر طاقة الرياح‪ ،‬من‬
‫مصادر الطاقة التي تشهد النمو األسرع في العالم‪ ،‬وتحافظ على البيئة‪ .‬وذلك بسبب خفضها معدالت‬
‫تغير المناخ الذي يتسبب بانبعاثات ثاني أكسيد الكربون وهو من أهم ميزات توليد الطاقة بواسطة الرياح‪.‬‬
‫ّ‬
‫النووية‪ .‬وتستخدم طاقة الرياح‬
‫ّ‬ ‫الملوثات األخرى المرتبطة بالوقود األحفوري والمصانع‬
‫كما أّنه خال من ّ‬
‫لتوليد الكهرباء عن طريق تحريك مراوح هوائية ضخمة‪ ،‬وتكون متصلة مع توربينات مولدات كهربائية‪.‬‬
‫‪ .6‬التعليم‪ :‬من الناحية اإلقتصادية‪ ،‬ضمان وفرة المتدربين لكل القطاعات اإلقتصادية األساسية‪ ،‬ومن‬
‫الناحية االجتماعية ضمان اإلتاحة الكافية للتعليم للجميع من أجل حياة صحية ومنتجة‪ ،‬أما الجانب‬
‫البيئي‪ ،‬السعي نحو إدخال البيئة في المعلومات العامة والبرامج التعليمية‪.‬‬
‫‪ .7‬الدخل‪ :‬يركز الجانب اإلقتصادي في هذا الجانب على زيادة الكفاءة اإلقتصادية والنمو وفرص العمل‬
‫في القطاع الحكومي‪ ،‬ومن الناحية االجتماعية دعم المشاريع الصغيرة وخلق الوظائف لألغلبية الفقيرة‬
‫في القطاع غير الحكومي‪ ،‬وبخصوص الجانب البيئي ضمان اإلستعمال المستدام للموارد الطبيعية‬
‫الضرورية للنمو اإلقتصادي في القطاعات الرسمية وغير الرسمية‪.‬‬
‫‪ :5-2-1‬أهداف التنمية المستدامة‪:‬‬
‫تسعى التنمية المستدامة من خالل آلياتها ومحتواها إلى تحقيق مجموعة من األهداف يمكن‬
‫(‪)1‬‬
‫تلخيصها بما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬تحقيق نوعية حياة أفضل للسكان‪ :‬تحاول التنمية المستدامة عن طريق عمليات التخطيط وتنفيذ‬
‫السياسات التنموية تحسين نوعية حياة السكان في المجتمع اجتماعيا واقتصاديا ونفسيا وروحيا من خالل‬
‫التركيز على الجوانب النوعية للنمو‪ ،‬ال الكمية وبصورة عادلة ومقبولة‪.‬‬
‫‪ .2‬احترام البيئة الطبيعية‪ :‬تركز التنمية المستدامة على العالقة بين نشاطات السكان والبيئة وتتعامل مع‬
‫النظم الطبيعية ومحتواها على أنها أساس الحياة اإلنسانية‪ ،‬إنها ببساطة تنمية تستوعب العالقة الحساسة‬
‫بين البيئة الطبيعية والبيئة المبنية‪ ،‬وتعمل على تطوير هذه العالقة كي تكون عالقة تكامل وانسجام‪.‬‬
‫‪ .3‬تعزيز وعي السكان بالمشكالت البيئية‪ :‬ويتم ذلك من خالل تنمية إحساس األفراد بالمسؤولية تجاه‬
‫المشكالت البيئية‪ ،‬وحثهم على المشاركة الفاعلة في خلق الحلول المناسبة لها عن طريق مشاركتهم في‬
‫إعداد برامج ومشروعات التنمية المستدامة وتنفيذها ومتابعتها وتقييمها‪.‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التنمية المستدامة‬ ‫‪8‬‬

‫‪ .4‬تحقيق االستغالل الرشيد للموارد الطبيعية‪ :‬تتعامل التنمية المستدامة مع الموارد الطبيعية على أنها‬
‫موارد محدودة‪ ،‬لذلك تحول دون استنزافها أو تدميرها‪ ،‬وتعمل على استخدامها وتوظيفها بصورة عقالنية‪.‬‬
‫‪ .5‬ربط التكنولوجيا الحديثة بما يخدم أهداف المجتمع‪ :‬ويتحقق ذلك عن طريق توعية السكان بأهمية‬
‫التكنولوجيات المختلفة لعملية التنمية‪ ،‬وكيفية استخدام المتاح والجديد منها في تحسين نوعية حياة‬
‫المجتمع وتحقيق أهدافه المنشودة‪ ،‬دون أن ينجم عن ذلك مخاطر وآثار بيئية سالبة‪ ،‬أو على األقل أن‬
‫تكون هذه المخاطر واآلثار مسيط ار عليها بمعنى وجود حلول مناسبة لها‪.‬‬
‫‪ .6‬إحداث تغيير مناسب ومستمر في حاجات وأولويات المجتمع‪ :‬ويتم ذلك بطريقة تالئم إمكانيات‬
‫المجتمع وتسمح بتحقيق التوازن الذي من خالله يمكن تفعيل التنمية االقتصادية‪ ،‬والسيطرة على‬
‫المشكالت البيئية كافة‪ ،‬ووضع الحلول المالئمة لها‪.‬‬
‫‪ :6-2-1‬خصائص عمليات التنمية المستدامة‪:‬‬
‫تتمتع التنمية المستدامة بمجموعة من المميزات والخصائص التي تميزها عن التنمية بمفهومها‬
‫التقليدي وهي‪:‬‬
‫‪ .1‬االستم اررية‪ :‬والمقصود بها عملية االستدامة والتواصل في التنمية ألنها معيار نجاح العملية التنموية‬
‫في تنمية المجتمع في جميع مجاالته وتكامل جميع غاياته لتحقيق النمو المنشود‪.‬‬
‫‪ .2‬تنظيم استخدام الموارد الطبيعية‪ :‬خاصة القابلة للنفاذ والمتجدده بما يضمن حق االجيال القادمة فيها‬
‫وذلك باستثمار المصادر المتجددة بمعدل مساو لمعدل ما يتجدد فيها وأن يكون في حدود قدرة البيئة‬
‫على استيعابه‪ .‬واستثمار المصادر غير المتجددة بمعدل مساو لمعدل اكتشاف بدائل متجددة‪.‬‬
‫‪ .3‬تحقيق التوازن البيئي‪ :‬وهو المعيار الضابط للتنمية المستدامة‪ ،‬أي المحافظة على سالمة الحياة‬
‫الطبيعية وانتاج ثروات متجددة‪ .‬مع االستخدام العادل للثروات غير المتجددة‪.‬‬
‫‪ .4‬التكامل‪ :‬فالتنمية المستدامة تتركز على تحقيق التكامل والتبادل بين أهداف مختلفة لثالث أنظمة‬
‫اساسية هي النظام االقتصادي والنظام االجتماعي والنظام البيئي‪.‬‬
‫‪ :7-2-1‬االطراف المشاركة في التنمية المستدامة‪:‬‬
‫‪ .1‬الحكومة المركزية‪ :‬تختص الحكومة بمستوياتها المختلفة بالنواحي السياسية وتوجيه توزيع الموارد مع‬
‫اعداد اطر العمل المنظمة والالزمة لتنفيذ المشروعات التنموية في المجاالت المختلفة‪.‬‬
‫‪ .2‬المحليات‪ :‬وتمثل المستوى الحكومي ذا االتصال المباشر مع السكان‪ ،‬ويقع علية االلتزام الدستوري‬
‫بضمان امداد السكان بالخدمات اما من خاللها أو عن طريق التعاون والمشاركة مع جهات خاصة وغير‬
‫حكومية ‪ ،‬وغالبا ما يقتصر دورها على االدارة واالشراف لضعف قدرتها التمويلية باإلضافة الى العديد‬
‫من المشاكل والمعوقات المحدده لقدرتها‪.‬‬

‫___________________________________________________‬

‫‪ .1‬نوزاد عبد الرحمن الهيتي‪ ،‬حسن إبراهيم المهندي‪ ،‬التنمية المستدامة في دولة قطر‪ ،‬اإلنجازات والتحديات‪.2008 ،‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التنمية المستدامة‬ ‫‪9‬‬

‫‪ .3‬المنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص‪ :‬وتشمل الهيئات واالتحادات التي ال تتبع األجهزة‬
‫الحكومية بمختلف مستوياتها‪ .‬والتي أنشئت لتحقيق أهداف تنموية وتضم العديد من الخبراء‬
‫والمتخصصين في شتى المجاالت‪.‬‬
‫‪ .4‬الجمعيات األهلية‪ :‬وهي نوعية من المنظمات الرسمية أوغير الرسمية يتم انشائها وادارتها من قبل‬
‫المواطنين لتلبية احتياجاتهم االقتصادية واالجتماعية والمادية كتوفير وتحسين الخدمات وهي غالبا ما‬
‫تكون ضعيفة من الناحية التمويلية وتفتقر للمهارات التخطيطية الفعالة للتنمية المحلية لكنها تضم مجال‬
‫واسع من االنشطة كالرياضة والصحة والتوظيف‪.‬‬
‫‪ .5‬القيادات الشعبية واألهلية‪ :‬والمقصود بها ممثلي الشعب المنتخبين وتتباين ادوارهم ومدى تأثرهم على‬
‫المواطنين بالمنطقة تبعا لتنشئة العضو الثقافية وشخصيته واسلوبه وخبرته في العمل القيادي‪.‬‬
‫‪ .6‬الجهات المانحة‪ :‬وهي الجهات الممولة لمشروعات التنمية سواء كانت محلية أو دولية‪ ،‬ويكون لهذه‬
‫الجهات ضوابط وشروط لتمويل المشروعات‪.‬‬
‫واذا عدنا الى التعريف العام للتنمية المستدامة ‪ :‬هي التنمية التي تفي بضروريات الحاضر دون‬
‫المساومة على قدرة االجيال القادمة في تلبية احتياجاتها‪ .‬ولتحقيق تنمية مستدامة للشوارع التجارية‬
‫التقليدية في البلدة القديمة تستفيد منها االجيال القادمة كما تستفيد منها االجيال الحالية‪ ،‬فال بد لهذه‬
‫التنمية من ركائز ترتكز عليها مرتبطة بأهداف استراتيجية‪.‬‬
‫التنمية العمرانية‬ ‫‪:3-1‬‬
‫‪ :1-3-1‬مفهوم التنمية العمرانية‪:‬‬
‫يقصد بالتنمية العمرانية االرتقاء بالبيئة وتوفير االحتياجات األساسية للسكن والعمل والخدمات‬
‫المجتمعية وعناصر االتصال وشبكات البنية األساسية وذلك في إطار محددات المكان وضوابط القيم‬
‫االجتماعية والثقافية والموارد المحدودة دون التصادم مع البيئة الطبيعية أو إهدار مواردها‪ .‬وترجع أهمية‬
‫ومكانة التنمية العمرانية إلى كونها تحتل المرتبة األولى في حجم االستثمارات إضافة إلى أنها تستحوذ‬
‫على اهتمام كبير داخل المجتمع‪ .‬كما تأتي أهميتها أيضا من كونها المحرك الرئيسي لكثير من األنشطة‬
‫(‪)1‬‬
‫االقتصادية األخرى والصناعات المرتبطة بالبناء والتشييد والعمران‪.‬‬

‫___________________________________________________‬

‫‪ -1‬الوكيل‪ ،‬شفق‪ ،‬التخطيط العمراني‪ ،‬مبادئ‪ ،‬أسس‪ ،‬تطبيقات‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬القاهرة‪.2006 ،‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التنمية المستدامة‬ ‫‪10‬‬

‫‪ :2-3-1‬أهداف التنمية العمرانية‪:‬‬


‫بما أن اإلنسان هو هدف التنمية ووسيلتها في آن واحد‪ ،‬لذلك فإن التنمية في جوهرها‪ ،‬انعكاس‬
‫لمدى اإلشباع الذي يحصل عليه اإلنسان في مجاالت الحياة المختلفة الصحية والتعليمية واالقتصادية‬
‫كما أنها ترجمة لمستوى رضاء الناس عن حياتهم‪ ،‬حيث أصبحت نوعية الحياة التي يحتاجها الفرد هي‬
‫المحور الرئيسي للتنمية‪ .‬لذلك تتضمن أهداف التنمية محورين أساسيين متكاملين ال يمكن الفصل‬
‫( ‪)1‬‬
‫بينهما‪ ،‬وهما‪:‬‬
‫‪ ‬االرتقاء بجودة حياة الناس‪.‬‬
‫‪ ‬مشاركة الناس في هذا االرتقاء‪.‬‬
‫واالرتقاء بجودة الحياة يتضمن جوانب عديدة‪ ،‬من بينها على األقل‪ :‬المسكن المناسب‪ ،‬البيئة‪،‬‬
‫الصحة‪ ،‬التعليم‪ ،‬العمل‪ ،‬الدخل‪ ،‬الحالة السكانية‪ ،‬الحالة االقتصادية‪ ،‬األمان االجتماعي‪ ،‬رعاية ذوي‬
‫االحتياجات الخاصة‪ ،‬المنظومة الثقافية‪ .‬ومشاركة الناس في االرتقاء بجودة حياتهم تتضمن كذلك عدة‬
‫جوانب من بينها‪ :‬اتساع قاعدة المشاركة‪ ،‬كفاءة اآلليات المنظمة للمشاركة‪.‬‬
‫ويمكن اعتبار التنمية العمرانية أداة رئيسية لترشيد جهود التنمية من خالل‪:‬‬
‫‪ .1‬ضبط النمو العمراني واتجاهاته بما يحقق التوظيف األمثل للموراد المتاحة ورفع الكفاءة الوظيفية‬
‫للهيكل العمراني‪.‬‬
‫‪ .2‬خلق بيئة عمرانية صحية آمنة توفر حدا مقبوال من العناصر الجمالية باالستخدام الواعي لمفردات‬
‫البيئة المحلية المتاحة‪.‬‬
‫‪ .3‬تحديد االحتياجات الحقيقية الحالية والمستقبلية وتوصيفها بكل دقة ومن ثم تحديد األولويات وترشيد‬
‫توزيع الموارد المالية المتاحة على القطاعات المختلفة لتحقيق أفضل عائد اقتصادي واجتماعي في أقل‬
‫وقت ممكن بأقل التكاليف‪.‬‬
‫‪ .4‬تكامل أنواع التخطيط على المستوى المحلي وتنسيق أداء الجهات التنفيذية للقطاعات المختلفة‬
‫(تعليم‪ ،‬صحة‪ ،‬ثقافة‪ ،‬نقل‪ ،‬مواصالت) بما يضمن عدم التعارض بينها وترشيد الطاقات والجهود‪.‬‬
‫‪ .5‬دعم كفاءة اتخاذ القرار على المستويات المختلفة للقطاعين الحكومي والخاص ووضوح الرؤية أمام‬
‫متخذ القرار‪.‬‬
‫‪ .6‬تبسيط وتوضيح خطط التنمية والمشروعات للمواطنين وممثليهم بالمجالس الشعبية مما يمكنهم من‬
‫المشاركة في صنع القرار ويساعد على خلق نوع من اإلجماع على أهداف محددة وفتح مجاالت أوسع‬
‫للمشاركة الشعبية‪.‬‬
‫‪ .7‬تدعيم كفاءة أداء المجالس الشعبية للمهام الموكلة إليها من خالل وضوح خطط التنمية ومراحلها‬
‫المختلفة‪.‬‬
‫‪ .8‬وضع وتحديث إطار عمل مرن لألجهزة التنفيذية والشعبية يتكيف مع التغيرات غير المتوقعة‬
‫لالعتمادات المالية للمشروعات المختلفة‪.‬‬
‫___________________________________________________‬

‫‪ -1‬تقارير التنمية البشرية للمحافظات المصرية‪ ،‬تقرير محافظة الدقهلية‪.2005 ،‬‬


‫الفصل األول‪ :‬التنمية المستدامة‬ ‫‪11‬‬

‫‪ :3-3-1‬أساليب تقييم نجاح التنمية العمرانية‪:‬‬


‫يتم تقييم نجاح التنمية العمرانية بعدة أساليب أهمها معايير التقييم‪.‬‬
‫‪ :1-3-3-1‬التقييم‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫للتقييم عدة أوجه تنتج عن الغرض الذي يتم من أجله‪:‬‬
‫‪ ‬فهو إما يقيس فعالية برنامج جاري في تحقيق أهدافه المرحلية أو النهائية‪.‬‬
‫‪ ‬أو يحكم على مشروع أو شيء بأنه جيد أو رديء‪.‬‬
‫‪ ‬أو يهدف إلى تحسين األداء في العمليات الجارية بالمشروع‪.‬‬
‫‪ :2-3-3-1‬معايير التقييم‪:‬‬
‫يتم التقييم من خالل معايير للتقييم وهي قائمة من القياسات يتم تحديدها مسبقا للحكم على‬
‫مدى فعالية أو أداء المشروع وتحقيقه ألهدافه‪ .‬وتتحدد معايير التقييم لكل مشروع بناء على طبيعته‬
‫وأهدافه المختلفة‪ ،‬إال أنه بالنسبة للمشروعات العمرانية ال تخرج تلك المعايير عن ست مجموعات هي‬
‫(المعايير االقتصادية والمعايير العمرانية والمعايير البيئية والمعايير االجتماعية ومعايير البنية األساسية‬
‫والمعايير الخاصة بالنقل‪ .‬وكما سبق القول قد تختلف طبيعة تلك المعايير من مشروع آلخر طبقا‬
‫(‪)2‬‬
‫لنوعيته وان كانت تحتفظ بنفس المسميات‪.‬‬
‫ويمكن تصنيف المعايير إلى المجموعات السابق ذكرها وهي‪:‬‬
‫‪ .1‬المعايير االجتماعية وتشمل‪:‬‬
‫‪ ‬خفض الضغوط االجتماعية والسياسية على المستوطنين الجدد‪.‬‬
‫‪ ‬تعظيم إمكانيات الخدمات الصحية واالجتماعية‪.‬‬
‫‪ ‬تعظيم فرص عمل المرأة‪.‬‬
‫‪ ‬رفع مستوى الصحة العامة‪.‬‬
‫‪ .2‬المعايير العمرانية وتشمل‪:‬‬
‫‪ ‬إتزان االنتشار العمراني باإلقليم‪.‬‬
‫‪ ‬تناسب المساكن من حيث المساحة والتصميم وتوافر البيئة مع احتياجات السكان‪.‬‬
‫‪ ‬الربط بين التجمعات العمرانية وبعضها البعض‪.‬‬
‫‪ ‬سهولة الوصول من المساكن إلى أماكن العمل والخدمات‪.‬‬
‫‪ .3‬المعايير البيئية وتشمل‪:‬‬
‫‪ ‬المحافظة على النظام االيكولوجي لإلقليم‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيق الحد األدنى من تلوث الهواء والمياه وتكلفة معالجة الفضالت‪.‬‬
‫‪ ‬التقليل من سلبيات التنمية العمرانية‪.‬‬

‫___________________________________________________‬

‫‪ -1‬الوكيل‪ ،‬شفق‪ ،‬التخطيط العمراني‪ ،‬مبادئ‪ ،‬أسس‪ ،‬تطبيقات‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬القاهرة‪.2006 ،‬‬
‫‪ -2‬المرجع السابق‪.‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التنمية المستدامة‬ ‫‪12‬‬

‫‪ .4‬المعايير الخاصة بالبنية األساسية وتشمل‪:‬‬


‫‪ ‬خفض التكلفة اإلجمالية للطاقة المستخدمة في تحقيق مستوى معين من األداء‪.‬‬
‫‪ ‬تعظيم استخدام الطاقات الجديدة والمتجددة‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيق شبكة لالتصاالت باإلقليم على المستوى القومي والعالمي‪.‬‬
‫‪ .5‬المعايير الخاصة بالنقل وتشمل‪:‬‬
‫‪ ‬تحقيق الحد األدنى من الحركة للناس والمنتجات وبالتالي الطلب على النقل‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيق سهولة الحركة للسكان بين التجمعات العمرانية داخل اإلقليم‪.‬‬
‫‪ ‬تقليل الطول اإلجمالي لخطوط النقل داخل اإلقليم‪.‬‬
‫‪ .6‬المعايير االقتصادية وتشمل‪:‬‬
‫‪ ‬التنوع في فرص العمل المتوفرة‪.‬‬
‫‪ ‬تعظيم استغالل الثروات‪.‬‬
‫وبمقارنة كل معيار من المعايير السابقة بالمعدالت القياسية يمكن تقييم مستوى أداء المشروع‪،‬‬
‫كما يمكن استخدام التقييم في مقارنة بدائل للحلول‪ ،‬حيث يتم تقييم كل بديل طبقا للمعايير الموضوعة‪،‬‬
‫ويفضل البديل الذي يقترب أكثر من تلك المعايير‪.‬‬
‫برنامج مقترح للتنمية المستدامة‬ ‫‪:4-1‬‬
‫تم وضع برنامج لتحقيق التنمية المستدامة لألحياء التاريخية‪ ،‬ويمكن تحديد أهم أسس البرنامج‬
‫المقترح للتنمية المستدامة لمنطقة الدراسة (حي السفاحية كحالة دراسية) في البنود التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬شمولية عملية التنمية لكافة الجوانب اإلجتماعية واإلقتصادية والعمرانية والبيئية‪ :‬داخل منطقة الدراسة‬
‫والوسط المحيط بها‪ ،‬ال بد وأن يتم في مراحل مدروسة تغطي كافة إحتياجات المنطقة بدون إستنزاف‬
‫لمواردها‪ ،‬وبما ال يعطل دورة الحياة واألنشطة بها‪ .‬وأخي ار بما يتالئم مع ظروف وأنظمة التمويل المتاحة‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة المسح الميداني والتوثيق لكافة المباني والفراغات في المنطقة التراثية وتحديد دقيق لكافة‬
‫المشاكل البيئية واإلجتماعية والعمرانية بالمنطقة‪ ،‬مع أهمية التسجيل الدقيق للحالة الراهنة وأثناء‬
‫أعمال التطوير العمراني والترميم للمباني التراثية‪.‬‬
‫‪ ‬تحسين الحالة اإلجتماعية من تعليم وصحة وثقافة وخدمات إجتماعية ورياضية وان كانت ال تتوفر‬
‫مساحات إلنشائها داخل المنطقة فيمكن توفيرها خارج المنطقة في الوسط المحيط بها‪.‬‬
‫‪ ‬تحسين الحالة اإلقتصادية كذلك تعد من أولويات برنامج التنمية المستدامة وذلك بتوفير فرص عمل‬
‫لسكان المنطقة ووضع نظم حوافز وتسهيالت إئتمانية واعفاءات ضريبية بخاصة في حالة مشاركة‬
‫األهالي والتجار في منظومة التنمية بتغير النشاط التجاري أو تجميل وصيانة العقارات‪.‬‬
‫‪ .2‬سرعة إنقاذ وترميم بعض المباني التراثية بالمنطقة القديمة‪ :‬البد وأن يشمل برنامجا واضحا للتمويل‬
‫يتمثل في اإلنفاق الحكومي واإلستعانة بالهيئات الدولية المعنية بالمناطق التراثية مع إستحداث نظم‬
‫تمويل مميزة يتمثل في توفير اإلئتمان أو اإلعفاء الضريبي لمدة كبيرة ألصحاب أو مالك هذه المباني‬
‫الفصل األول‪ :‬التنمية المستدامة‬ ‫‪13‬‬

‫في حالة وجودهم‪ ،‬وبخاصة للمباني التي يمكن اإلستفادة منها إقتصاديا مثل الوكاالت واألسواق‬
‫المغطاة‪ .‬وفي حالة عدم وجودهم يمكن عرض هذه المشاريع على اإلستثمار الخاص‪.‬‬
‫‪ .3‬تنفيذ المرحلة األولى من برنامج التنمية المستدامة‪ :‬البد وأن يشمل إخالء اإلشغاالت المالصقة‬
‫للمباني التراثية وتغيير األنشطة الغير مالئمة أو المناسبة حول هذه المباني بما يسمح باإلدراك البصري‬
‫لها وتوفير البعد المكاني لرؤيتها بطريقة واضحة‪.‬‬
‫‪ .4‬تنظيم حركة المرور للمشاة داخل األسواق بالمنطقة‪ :‬يعد مطلبا ملحا بعد تعدي أغلب األنشطة‬
‫بعرض المنتجات خارج المحالت وثابت الطراز المعماري اإلسالمي السائد وبخاصة في المباني الجديدة‬
‫وذلك بإدخال المفردات المعمارية المميزة لها من مشربيات ودهانات فاتحة أقرب للون األبيض يساهم في‬
‫تأكيد الهوية التراثية للمكان‪ ،‬وهي تدخل ضمن المرحلة األولى لبرنامج التنمية‪.‬‬
‫‪ .5‬تنفيذ عملية إعادة تطوير المنطقة القديمة كمرحلة تالية للمراحل العاجلة‪ :‬المحددة بالبنود السابقة‬
‫بوضع مخطط عام يكون أهم مالمحه على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ ‬إعتبار المساحات والمباني التراثية بالمنطقة كنقاط إرتكاز تشع منها محاور وصول تحقق أعلى‬
‫درجة من اإلدراك البصري‪ .‬مع إظهار وتأكيد القيم التراثية في النسيج الحضري للمنطقة‪.‬‬
‫‪ ‬إعادة تأهيل المباني العامة التراثية لتؤدي وظيفتها بدون إخالل لمقومات تميزها مع مراعاة عدم‬
‫إحداث تغير في هيكل كبير في استعماالت األراضي في المنطقة إال بالنسبة لإلستعماالت غير‬
‫المناسبة كالورش الصناعية والحرف اليدوية‪.‬‬
‫‪ ‬تحديد شروط بنائية وتخطيطية مالئمة إلظهار البعد التراثي في أي منشآت حديثة بالمنطقة‪.‬‬
‫‪ .6‬وضع برنامج توعية وتثقيف باألولويات الحضارية والبيئية بالمنطقة‪ :‬عن طريق المنشورات والدورات‬
‫والجمعيات التخصصية داخل المنطقة يعرض إحياء واستمرار المحافظة على القيم المعمارية والتراث‬
‫الحضاري بالمنطقة‪ ،‬حيث تبين أن الوعي األثري والتراثي لدى األفراد شبه مفقود مع عدم اإلحساس‬
‫باإلنتماء لهذا التراث‪ .‬وذلك من الممارسة الغير حضارية داخل المباني والمناطق التراثية‪ .‬نشر الوعي‬
‫األثري عن طريق وسائل اإلعالم كالصحافة والراديو والتليفزيون‪ ،‬تدريس مادة التراث الحضاري ضمن‬
‫دروس التاريخ وتدعيم ذلك بالرحالت لزيارة األثار والمتاحف‪ ،‬وأخي ار فإن األهتمام بالدرسات المعمارية‬
‫اإلسالمية بكليات الهندسة والفنون تمثل مقترحات هامة تزيد من الوعي التراثي‪.‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التنمية المستدامة‬ ‫‪14‬‬

‫نتائج الفصل األول‬ ‫‪:5-1‬‬


‫‪ .1‬إن أدوات التنمية المستدامة للحفاظ وتطوير التراث العمراني‪ ،‬تهدف إلى المحافظة على هذا التراث‬
‫اقتصاديا واجتماعيا وبيئيا وحضاريا بغية توريثه لألجيال الالحقة‪.‬‬
‫‪ .2‬تمثل التنمية المستدامة عملية اصالح وتطوير هدفها التغير من مستوى إلى مستوى آخر بيئيا‬
‫واجتماعيا واقتصاديا‪ ،‬وبشكل يضمن التوازن بين هذه المستويات‪ ،‬وهذا التغيير يجب أن يتصف‬
‫بالديمومة مستقبال وهي شرط من شروط استدامة التنمية‪.‬‬
‫‪ .3‬إن أبعاد التنمية المستدامة ثالثة رئيسية‪ :‬البيئية واالجتماعية واالقتصادية وما يندرج من معايير تحت‬
‫قائمة هذه االبعاد يجب أن يتصف بالمرونة وحسب المجال التي تطبق فيه التنمية‪ .‬ففي المجال‬
‫الحضري يصبح البعد البيئي معنيا بالبيئة الطبيعية والبيئة المبنية من خالل تحقيق أفضل استعماالت‬
‫لألرض ومراعاة االختيار الجيد والدقيق لها ولمواقعها والسيطرة على تطويرها‪ ،‬هذا باإلضافة إلى حماية‬
‫البيئة الطبيعية وتحسين األنشطة السكنية والترفيهية‪ .‬ويعمل المستوى االجتماعي على تحسين احوال‬
‫المجتمع االقتصادية من خالل محاربة الفقر وتوفير فرص العمل وتحسين المستوى الثقافي لهم والعمل‬
‫على اشراكهم في العملية التنموية من خالل بناء قدراتهم ليكونوا قادرين على تنمية مدينتهم‪ .‬ويصبح‬
‫المستوى االقتصادي معنيا بتحسين االنشطة االقتصادية في المدينة والعمل على ديمومتها‪.‬‬
‫‪ .4‬التراث العمراني له قيمة اقتصادية عالية ويساهم في تحقيق مفهوم التنمية المستدامة بما يكفله من‬
‫موارد مالية مستمرة وبما له من حفاظ على األبعاد البيئية واالقتصادية واالجتماعية وتحقق المشاركة‬
‫المجتمعية والتي هي جميعا من أبعاد التنمية المستدامة‪.‬‬
‫‪ .5‬أشار هذا الفصل إلى مفهوم التنمية وأهميتها كما تناول مفهوم التنمية العمرانية باعتبارها أحد‬
‫عناصر التنمية الرئيسية‪ .‬ثم أشار إلى أهداف التنمية العمرانية والتي تتركز في االرتقاء بجودة حياة‬
‫الناس ومشاركة الناس في هذا االرتقاء‪ .‬كما تطرق إلى التنمية المستدامة والتي تهدف إلى استم اررية‬
‫التنمية مع منع تدهورها أو على األقل تحافظ على مستوى التنمية الذي تم تحقيقه بالفعل أي ضرورة‬
‫وجود عالقة بين التنمية والبيئة‪ .‬وفي النهاية تناول الفصل كيفية تقييم نجاح عمليات التنمية العمرانية من‬
‫خالل معايير التقييم‪.‬‬
‫‪ .6‬االرتقاء بجودة الحياة ومشاركة الناس في هذا االرتقاء هو الجوهر الحقيق للتنمية العمرانية‬
‫الصحيحة‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬ ‫‪15‬‬

‫الفصل الثاني‬

‫التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬


‫‪Urban Development of Historic Quarters‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬ ‫‪16‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬
‫العنوان‬
‫‪Urban Development of Historic Quarters‬‬
‫(‪)20‬‬ ‫أشكال‬
‫وسائل اإليضاح‬
‫(‪)15‬‬ ‫جداول‬
‫المدينة العربية التقليدية‬ ‫‪1-2‬‬
‫المشاكل التي تعاني منها المدينة العربية التقليدية‬ ‫‪1-1-2‬‬
‫العوامل التي أدت إلى تدهور المدينة العربية التقليدية‬ ‫‪2-1-2‬‬
‫األحياء التاريخية في المدن التقليدية‬ ‫‪2-2‬‬
‫تعريف األحياء التاريخية‬ ‫‪1-2-2‬‬
‫أهمية األحياء التاريخية‬ ‫‪2-2-2‬‬
‫سياسات التعامل مع األحياء التاريخية‬ ‫‪3-2-2‬‬
‫تقييم سياسات التعامل مع المناطق التاريخية‬ ‫‪3-2‬‬
‫العالقة بين تطور سياسات التعامل مع المناطق التاريخية وبين تطور سياسات‬
‫‪1-3-2‬‬
‫التنمية‬
‫المداخل التخطيطية في التعامل مع المناطق التاريخية‬ ‫‪2-3-2‬‬
‫منهج وصفي للمفاضلة واالختيار بين سياسات التعامل مع المناطق التاريخية‬ ‫‪3-3-2‬‬
‫تصنيف سياسات التعامل طبقا لمفهوم قيمة المنطقة التاريخية‬ ‫‪1-3-3-2‬‬
‫تعامل السياسات مع عناصر بيئة المنطقة التاريخية‬ ‫‪2-3-3-2‬‬
‫سياسات التعامل وعنصري البعد الزمني وبنية المنطقة التاريخية‬ ‫‪3-3-3-2‬‬
‫الحفاظ على المناطق التاريخية لتحقيق االستدامة‬ ‫‪4-3-2‬‬ ‫الفقرات‬
‫توجهات الحفاظ‬ ‫‪1-4-3-2‬‬
‫مراحل الحفاظ على التراث العمراني‬ ‫‪2-4-3-2‬‬
‫مستويات الحفاظ تبعا للمقياس العمراني الذي يطبق على البيئة العمرانية‬ ‫‪3-4-3-2‬‬
‫أهمية الحفاظ على التراث العمراني‬ ‫‪4-4-3-2‬‬
‫أشكال التأثير على التراث العمراني‬ ‫‪5-4-3-2‬‬
‫مستويات الحفاظ على التراث العمراني‬ ‫‪6-4-3-2‬‬
‫معايير الحفاظ‬ ‫‪7-4-3-2‬‬
‫أساليب الحفاظ على التراث العمراني‬ ‫‪8-4-3-2‬‬
‫المشاكل الرئيسية التي تواجه الحفاظ على التراث العمراني‬ ‫‪9-4-3-2‬‬
‫مبادئ عمليات الحفاظ‬ ‫‪10-4-3-2‬‬
‫تجارب عربية ومحلية في تطوير األحياء التاريخية‬ ‫‪5-3-2‬‬
‫الدراسة التحليلية لتجارب تطوير األحياء التاريخية‬ ‫‪1-5-3-2‬‬
‫مقارنة تقييم التجارب من حيث الجوانب العمرانية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬اإلدارية‪ ،‬التشريعية‬ ‫‪2-5-3-2‬‬
‫نتائج الدراسة التحليلية للتجارب‬ ‫‪3-5-3-2‬‬
‫نتائج الفصل الثاني‬ ‫‪4-2‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬ ‫‪17‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬
‫‪Urban Development of Historic Quarters‬‬

‫‪ ‬مقدمة الفصل‪:‬‬
‫يسهم الحفاظ على التراث العمراني والمعماري في التصدي لألضرار والتخريب التي يتعرض لها‬
‫التراث مما يطيل في عمر الموروث‪ ،‬وال بد من إدراك الناس ألهمية هذا التراث والعمل على الحفاظ‬
‫عليه‪ .‬والحفاظ على التراث يكون من خالل فهم وادراك مضامين األصالة وتطبيقها بما يتالءم ومفاهيم‬
‫العصر الحديث‪.‬‬
‫تم التطرق في بداية الفصل الثاني إلى المبادئ العامة في تخطيط المدينة العربية التقليدية وأهم‬
‫خصائص نسيجها العمراني‪ ،‬باإلضافة إلى أهم المشاكل التي تعاني منها المدينة القديمة‪ .‬كما تم‬
‫التعريف باألحياء التاريخية وأهميتها‪ ،‬واستعراض موجز لمختلف السياسات في التعامل مع المناطق‬
‫التاريخية وهي (سياسة اإلزالة واإلحالل‪ ،‬سياسة التجديد الحضري‪ ،‬سياسة إعادة البناء والتعمير‪ ،‬سياسة‬
‫الترميم والتجديد‪ ،‬سياسة الحماية‪ ،‬سياسة الحفاظ السلبي‪ ،‬سياسة إعادة االستعمال‪ ،‬سياسة إعادة التأهيل‪،‬‬
‫سياسة الحفاظ اإليجابي)‪ .‬وفي إطار عملية تقويم سياسات التعامل مع المناطق التاريخية سوف يتعرض‬
‫البحث لخطوات أساسية كالتالي‪:‬‬
‫‪ .1‬العالقة بين تطور سياسات التعامل مع المناطق التاريخية وبين تطور سياسات التنمية‪.‬‬
‫‪ .2‬المداخل التخطيطية في التعامل مع المناطق التاريخية‪.‬‬
‫‪ .3‬إقتراح منهج للمفاضلة واالختيار بين هذه السياسات‪.‬‬
‫‪ .4‬الحفاظ على المناطق التاريخية لتحقيق اإلستدامة‪.‬‬
‫‪ .5‬تجارب بعض الدول العربية (السعودية‪ ،‬اليمنية‪ ،‬الجزائرية‪ ،‬المغربية‪ ،‬السورية المحلية) في تطبيق‬
‫السياسات المختلفة للتعامل مع األحياء التاريخية‪ ،‬وتوضيح الفروق بين السياسات المطبقة‪ .‬ستتم دراسة‬
‫التجارب من خالل عدة محاور وذلك كما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬توصيف عام للتجربة‪.‬‬
‫‪ ‬تحليل كل تجربة من حيث (هدف التجربة‪ ،‬المعوقات‪ ،‬السياسات واالستراتيجيات المقترحة‪ ،‬آلية‬
‫العمل‪ ،‬مراحل المشروع‪ ،‬برنامج المشروع‪ ،‬الجوانب العمرانية والجوانب االجتماعية والجوانب‬
‫اإلدارية والتشريعية والجوانب التمويلية)‪.‬‬
‫‪ ‬تقييم كل تجربة (اإليجابيات – نقاط الضعف)‪.‬‬
‫‪ ‬مقارنة تقييم التجارب من حيث الجوانب العمرانية والجوانب اإلجتماعية والجوانب اإلدارية‬
‫والتشريعية والجوانب التمويلية‪.‬‬
‫‪ ‬نتائج الدراسة التحليلية للتجارب‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬ ‫‪18‬‬

‫المدينة العربية التقليدية‬ ‫‪:1-2‬‬


‫تلعب المدن التقليدية دو ار حيويا في التأكيد على البعد الحضاري والتاريخي والتراثي لتلك المدن‪،‬‬
‫حيث تمثل الجذور التراثية لشكل وتكوين المدينة العربية إضافة إلى وضوح فكر وشكل النسيج العمراني‬
‫(‪)1‬‬
‫بكل أبعاده وانعكاساته على البيئة اإلجتماعية والثقافية واإلقتصادية لهذه المجتمعات مؤث ار ومتأث ار بها‪.‬‬
‫ويمكن تلخيص المبادئ العامة في تخطيط المدينة العربية التقليدية في‪ :‬وحدة النسيج العمراني‬
‫(‪)2‬‬
‫للمدينة‪ ،‬التدرج الفراغي في النسيج العمراني وتأمين الخصوصية‪ ،‬إحترام الطبيعة واإلنسجام مع البيئة‪.‬‬

‫الشكل (‪ )2-2‬يوضح وحدة النسيج العمراني لمدينة‬ ‫الشكل (‪ )2-1‬يوضح وحدة النسيج العمراني لمدينة‬
‫حلب القديمة‪ ،‬سوريا‬ ‫نابلس القديمة‪ ،‬فلسطين‬
‫(المصدر‪)Archnet Image-1998 :‬‬

‫ونتيجة إلنعكاس المبادئ السابقة على تخطيط وتصميم النسيج الحضري للمدينة العربية‬
‫التقليدية‪ ،‬فقد تميزت بخصائص عامة يمكن تقسيمها إلى مستويين التخطيطي العمراني والمستوى‬
‫(‪)3‬‬
‫المعماري‪:‬‬
‫أ‪ .‬الخصائص والسمات التخطيطية والعمرانية‪ :‬النسيج العمراني المتضام‪ ،‬التدرج الفراغي‪ ،‬اإلرتفاع‬
‫المنخفض والكثافة العالية‪ ،‬تفريغ كتل المباني‪ ،‬الشوارع والطرق المتعرجة‪ ،‬والمقياس اإلنساني‪.‬‬

‫الشكل (‪ )2-3‬يوضح النسيج المتضام للمدينة التقليدية في نابلس‬


‫(المصدر‪)2007 ،Google earth :‬‬

‫ب‪ .‬الخصائص والسمات المعمارية‪ :‬الفناء الداخلي‪ ،‬التركيز على الداخل أكثر من الخارج‪ ،‬المدخل‬
‫المنكسر‪ ،‬الزخارف‪ .‬والمشربيات‪.‬‬

‫___________________________________________________‬

‫‪ -1‬البهنسي‪ ،‬عفيف‪ ،‬العمارة العربية‪ ،‬الجمالية والوحدة والتنوع‪ ،‬المجلس القومي للثقافة العربية‪ ،‬الرباط‪.2002 ،‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬ ‫‪19‬‬

‫‪ -2‬أبو هنطش‪ ،‬نهى‪ ،‬نحو سياسة إعادة تأهيل المباني السكنية في مراكز المدن الفلسطينية‪ ،‬حالة دراسية نابلس‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية‪ ،‬نابلس‪،‬‬
‫فلسطين‪.2007 ،‬‬
‫‪ -3‬أبو هنطش‪ ،‬نهى‪ ،‬نحو سياسة إعادة تأهيل المباني السكنية في مراكز المدن الفلسطينية‪ ،‬حالة دراسية نابلس‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫الشكل (‪ )2-4‬يوضح المدخل المنكسر‪ ،‬المشربيات‪ ،‬الفناء الداخلي‬


‫(المصدر‪)Archnet Image-1998 :‬‬

‫يتضح مما سبق أن للعمارة العربية التقليدية سمات وخصائص وطابع معماري‪ ،‬وقد تشابهت‬
‫معظم المدن التقليدية إلى حد كبير رغم وجود بعض اإلختالفات المعمارية والنواحي التشكيلية‪ ،‬ولكن‬
‫(‪)1‬‬
‫هناك دائما اإلحساس بالوحدة الذي يربط هذه التشكيالت والتكوينات المعمارية المختلفة‪.‬‬
‫‪ :1-1-2‬المشاكل التي تعاني منها المدينة العربية التقليدية‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫من أهم المشاكل التي تعاني منها المدن التقليدية ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ .‬مظاهر التحديث‪ :‬وتتمثل في استخدام مواد بناء حديثة واستخدام وسائل بشكل مشوه لها مثل أسالك‬
‫الكهرباء والهواتف‪ ،‬وتغيير لبعض أنماط الحياة التقليدية التي كانت سائدة مما أدى إلى فقدان كثير من‬
‫المباني السكنية لوظيفتها لعدم مالءمتها للعصر الحالي‪.‬‬
‫ب‪ .‬المظاهر البشرية واالجتماعية السالبة‪ :‬وتتمثل في التعدي على األبنية السكنية التاريخية باستعمال‬
‫مناقض لوظيفة المبنى األصلية‪ ،‬ارتكاب مخالفات بإضافة عناصر وملحقات دخيلة على تكوين المبنى‬
‫األصلي‪ ،‬تقسيم أو تجزئة المبنى األصلي إلى أكثر من جزء للتأجير أو لإلستخدام التجاري‪ .‬وعدم توفر‬
‫مواقف للسيارات يجعل السكان يقومون بإدخال سياراتهم إلى الشوارع الضيقة مما يؤدي إلى اختناقات‬
‫(‪)3‬‬
‫مرورية‪.‬‬
‫ج‪ .‬مظاهر اإلهمال‪ :‬وتتمثل في القصور في أعمال الصيانة الدورية والتي تؤدي إلى استفحال كثير من‬
‫المشاكل البيئية واإلنشائية في المبنى‪ ،‬وتشويه النمط المعماري التقليدي في العديد من األبنية بسبب‬
‫(‪)4‬‬
‫اإلهمال وعدم الشعور باألهمية‪.‬‬
‫‪ :2-1-2‬العوامل التي أدت إلى تدهور المدينة العربية التقليدية‪:‬‬
‫يمكن إجمال هذه العوامل كما يلي‪:‬‬
‫___________________________________________________‬

‫‪ -1‬أحمد‪ ،‬فايز فكري‪ ،‬إشكالية خصائص المدينة التقليدية‪ ،‬المؤتمر والمعرض الدولي األول الحفاظ‪ ،‬المعماري بين النظرية والتطبيق‪ ،‬دبي‪.2004 ،‬‬
‫‪ -2‬أبو هنطش‪ ،‬نهى‪ ،‬نحو سياسة إعادة تأهيل المباني السكنية في مراكز المدن الفلسطينية ‪ -‬حالة دراسية نابلس‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬لفاح‪ ،‬ماهر‪ ،‬نحو التنمية المستدامة للتراث العمراني في المركز التاريخي لمدينة دمشق‪ ،‬ندوة مراكز المدن العربية إعادة التأهيل عمرانيا وحضاريا‪ ،‬حلب‪.1998 ،‬‬
‫‪Croci, G: The Conservation and Structural Restoration of Architectural Heritage, Computational Mechanics, UK, 2000 -4‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬ ‫‪20‬‬

‫أ‪ .‬عوامل بشرية‪ :‬ناتج عن عدم تفهم القيمة التاريخية والفنية للمنطقة التاريخية‪ ،‬وخاصة إذا كانت ال‬
‫كما أن‬ ‫(‪)1‬‬
‫تعود بفائدة محسوسة على سكان المنطقة مما ال يشجع على المحافظة عليها واإلهتمام بها‪،‬‬
‫االستثمار يقف مهددا للنسيج الحضري الموروث حيث تزداد المنافسة بين الوظائف المختلفة الحتالل‬
‫المواقع المركزية في المدينة مما يؤدي إلى تغيير االستخدام السكني إلى استخدامات تجارية تضر‬
‫(‪)2‬‬
‫بالتراث‪ ،‬إضافة إلى نزوح السكان األصليين وتفكك التركيبة االجتماعية‪.‬‬
‫ب‪ .‬تدهور ناتج عن األجهزة الحكومية‪ :‬بسبب التضارب بين األجهزة المشرفة على المباني التاريخية‪،‬‬
‫وقيام بعض أجهزة الدولة بتأجير المباني األثرية لتؤدي وظائف ال تتماشى مع وظائفها األصلية‪.‬‬
‫باإلضافة إلى القصور في التشريعات التي تهتم بالمناطق التاريخية وغياب اإلشراف التخطيطي من قبل‬
‫(‪)3‬‬
‫السلطات البلدية أو السياحية‪.‬‬
‫ج‪ .‬عامل الحداثة‪ :‬وذلك بسبب دخول التقنيات الحديثة التي أدت إلى التشويه البصري للمباني‬
‫التاريخية‪ ،‬كما أن محاولة توفير الخدمات الناقصة بطرق غير مالئمة (بنية تحتية) أدى إلى إلحاق‬
‫(‪)4‬‬
‫الضرر بالموروث العمراني والمعماري‪.‬‬
‫د‪ .‬تدهور ناتج عن ظروف بيئية منها‪ :‬عامل الزمن والتقادم‪ ،‬الزالزل والتي تؤدي إلى تهدم أجزاء كبيرة‬
‫من المباني التاريخية بسبب عدم قدرتها على تحمل األخطار الزلزالية‪ .‬وعامل المناخ الذي يؤدي إلى‬
‫(‪)5‬‬
‫تدهور حالة الحجارة وجدران المباني‪.‬‬
‫األحياء التاريخية في المدن التقليدية‬ ‫‪:2-2‬‬
‫بعد الحرب العالمية األولى بدأت الدول األوربية باإلهتمام بتجديد واحياء مراكز مدنها وأحيائها‬
‫التاريخية المتدهورة‪ .‬ثم انتقل هذا اإلهتمام إلى دول العالم الثالث والعالم اإلسالمي في النصف الثاني‬
‫من القرن الماضي‪ ،‬وقد أفرزت األساليب المعمارية واألفكار التخطيطية المقترحة لتطوير األحياء‬
‫التاريخية العديد من سياسات التعامل مع هذه المناطق‪ ،‬وتختلف هذه السياسات في أهدافها ووسائلها‬
‫طبقا لدرجة وحجم ونوعية تعاملها مع المنطقة التاريخية‪ .‬إن التعامل مع األحياء التاريخية في دول العالم‬
‫الثالث والعالم اإلسالمي لم يأخذ نفس شكل التطور التاريخي للسياسات المطبقة في الدول الغربية‪ ،‬وذلك‬
‫نظ ار لحداثة التجربة مقارنة بتلك في الدول األوروبية‪ ،‬وكذلك غياب اإلطار المؤسسي والتشريعي لتطبيق‬
‫(‪)6‬‬
‫سياسات التعامل مع المناطق التاريخية في معظم تلك الدول‪.‬‬

‫___________________________________________________‬

‫‪ -1‬عالم‪ ،‬أحمد خالد وآخرون‪ ،‬تجديد األحياء‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مكتبة األنجلو المصرية‪.1997 ،‬‬
‫‪ -2‬أبو هنطش‪ ،‬نهى‪ ،‬نحو سياسة إعادة تأهيل المباني السكنية في مراكز المدن الفلسطينية ‪ -‬حالة دراسية نابلس‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬عالم‪ ،‬أحمد خالد وآخرون‪ ،‬تجديد األحياء‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪Khatib, K: The conservation of Jerusalem, PASSIA, East Jerusalem, 1993 -4‬‬
‫‪Croci, G: The Conservation and Structural Restoration of Architectural Heritage, Computational Mechanics, UK, 2000 -5‬‬
‫‪ -6‬قرمش‪ ،‬غسان‪ ،‬إحياء وتطوير البلدة القديمة في عنبتا‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية‪ ،‬نابلس ‪ -‬فلسطين‪.2003 ،‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬ ‫‪21‬‬

‫‪ :1-2-2‬تعريف األحياء التاريخية‪:‬‬


‫يمكن تعريف األحياء التاريخية بأنها المنطقة التي كانت تتميز ببيئة عمرانية متوازنة شيدت في‬
‫عصر تاريخي محدد‪ ،‬بحيث تشكل تراثا يحفظ جذور الحضارة وسماتها‪ ،‬وتعكس أحداث العصر الذي‬
‫واكبته‪ ،‬وتعتبر هذه البيئة نتاجا لقيم ومفاهيم وأعراف وفلسفة تخطيطية تصل هذا العصر التاريخي بما‬
‫قبله بتجانس وتكامل واضحين‪ )1(.‬كما يمكن تعريف المناطق التاريخية حسب معاهدة اليونسكو (‪)6791‬‬
‫بأنها كل مجموعة من األبنية والمساحات الفضاء بما فيها المواقع األثرية التي تشكل مستوطنا بشريا في‬
‫بيئة حضرية أو ريفية‪ ،‬يعترف بتماسكها وقيمتها من الناحية األثرية أو المعمارية أو التاريخية أو قبل‬
‫(‪) 2‬‬
‫التاريخية أو الجمالية أو االجتماعية الثقافية‪.‬‬
‫‪ :2-2-2‬أهمية األحياء التاريخية‪:‬‬
‫بدأ اإلهتمام باألحياء التاريخية ينمو ويتطور إلى أن نتج عنه مجموعة من اإلتفاقيات الدولية‬
‫مثل‪ :‬توصيات المؤتمر التاسع في نيودلهي سنة ‪6791‬م حول المبادىء الدولية المطبقة على التقنيات‬
‫األثرية‪ ،‬اتفاقية لمنع تصدير واستيراد ونقل ملكية المواد الثقافية سنة ‪6791‬م‪ ،‬واتفاقية حماية التراث‬
‫العالمي الثقافي والطبيعي التي أقرها المؤتمر العام لمنظمة اليونسكو في دورته السابعة عشرة سنة‬
‫‪6791‬م‪ )3(.‬أما األهمية األخرى لهذه المناطق فهي إن بالدنا ذات موارد طبيعية متواضعة‪ ،‬لذا يمكن أن‬
‫تشكل الحركة السياحية موردا هاما ورئيسا من الموارد االقتصادية التي يمكن االعتماد عليها في عمليات‬
‫التطوير والتنمية‪ ،‬لذلك من المفروض أن تتضافر الجهود بالعمل الجاد للحفاظ على هذه المناطق‬
‫(‪)4‬‬
‫وتطويرها واظهار أهميتها لإلستفادة من مردودها االقتصادي‪.‬‬
‫‪ :3-2-2‬سياسات التعامل مع المناطق التاريخية‪:‬‬
‫تعددت سياسات التعامل مع المناطق التاريخية لذلك سنستعرض توضيحا موج از لهذه السياسات‬
‫(‪)5‬‬
‫كما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬سياسة التجديد الحضري‪ :‬تهدف إلى تصميم بيئة عمرانية جديدة عن طريق اإلزالة واإلحالل للمباني‬
‫واصالحها وتجديدها إن أمكن باإلضافة إلى تصميم وتنسيق المواقع المحيطة بها وتجديد المرافق‬
‫والخدمات الالزمة‪ ،‬وبالتالي فإن هذه السياسة ركزت على إحياء القيمة الثقافية والرمزية مع االهتمام‬
‫بالقيمة الوظيفية واالقتصادية‪.‬‬

‫___________________________________________________‬

‫‪ -1‬الدواخلي‪ ،‬أماني‪ ،‬نحو منهج بيئي للحفاظ على المدينة اإلسالمية القديمة‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة القاهرة‪.1996 ،‬‬
‫‪ -2‬أبو الهيجاء‪ ،‬أحمد حسين‪ ،‬البحث في توجيه عمليات الحفاظ والترميم المعماري في فلسطين لحماية البيئة العمرانية والتراث المعماري الفلسطيني‪ ،‬القدس‪UNDP ،‬‬
‫‪.2002‬‬
‫‪ -3‬اتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي‪ ،‬الدورة السابع عشرة‪ ،‬باريس‪ 16 ،‬تشرين الثاني‪.1972 ،‬‬
‫‪ -4‬رباع‪ ،‬اسماعيل‪ ،‬تخطيط واعادة تأهيل الوسط التاريخي (البلدة القديمة) في الظاهرية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية‪ ،‬نابلس – فلسطين‪.2004 ،‬‬
‫‪ -5‬حسن‪ ،‬أحمد‪ ،‬إطار نظري مقترح لسياسات التعامل مع المناطق التاريخية‪ ،‬ورقة عمل مقدمة إلى ندوة مراكز المدن العربية المنعقد في حلب‪ ،‬المعهد العربي إلنماء‬
‫المدن‪.1998 ،‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬ ‫‪22‬‬

‫‪ .2‬سياسة إعادة البناء والتعمير‪ :‬تركز على البعد الوظيفي واالقتصادي‪ ،‬وتتميز بحرية واسعة على‬
‫حساب القيمة الثقافية من خالل إمكانية تغيير االستعماالت والنسيج العمراني وشبكات الحركة‪ ،‬لتالئم‬
‫التطور التكنولوجي ومتغيرات العصر االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬وقد صاحب هذه السياسة عملية نقل‬
‫للسكان إلى أماكن بديلة مما أدى إلى تغير في النمط االجتماعي وفي النسيج العمراني‪.‬‬
‫‪ .3‬سياسة الترميم والتجديد‪ :‬تسعى إلى إعادة األصل للمباني ذات الطابع المميز والتاريخي من خالل‬
‫أعمال الترميم الداخلي والخارجي للواجهات‪ ،‬كما تشمل أعمال الصيانة المستمرة للمحافظة الدائمة على‬
‫األثر في حالته األصلية‪ ،‬وبالتالي ركزت هذه السياسة على البعد الروحي والرمزي للمباني‪.‬‬
‫‪ .4‬سياسة الحماية‪ :‬تهدف إلى منع المباني األثرية من التدهور عن طريق التحكم في عمليات الترميم‬
‫والتجديد والصيانة للمباني وذلك بحماية هذه المباني من أي مؤثرات خارجية بيئية أو عمرانية قد تؤثر‬
‫بالسلب عليها أو على محيطها العمراني‪.‬‬
‫‪ .5‬سياسة الحفاظ السلبي‪ :‬تهدف إلى الحفاظ على المباني والنسيج والطابع العمراني للمنطقة التاريخية‬
‫كرمز تاريخي يجب المحافظة عليه في صورته األصلية‪ ،‬وقد يتسع مفهوم الحفاظ ليشمل حماية الهيكل‬
‫االجتماعي واالقتصادي والعمراني‪.‬‬
‫‪ .6‬سياسة إعادة االستعمال‪ :‬تركز على إعادة توظيف المباني التاريخية في استعماالت جديدة مع اقل‬
‫تغيير في التوزيع الداخلي للفراغات وال يحدث أي تغيير في الواجهات الخارجية‪ ،‬مع استم اررية الصيانة‬
‫لألثر‪.‬‬
‫‪ .7‬سياسة إعادة التأهيل‪ :‬تهتم بالمباني التاريخية ومحيطها العمراني وتوفير الخدمات الالزمة‪ ،‬وبالتالي‬
‫تكامل المنطقة التاريخية مع الحديثة‪ ،‬لضمان استم اررية حياة العناصر التاريخية من مبان وطابع عمراني‬
‫بقيمتها الجمالية والثقافية والوظيفية‪ ،‬من خالل تحسين المنطقة ككل ورفع مستواها االقتصادي‬
‫واالجتماعي‪.‬‬
‫‪ .8‬سياسة الحفاظ اإليجابي‪ :‬تهتم في التعامل مع المنطقة التاريخية بكل أبعادها وعناصرها‪ ،‬لضمان‬
‫استدامة واستمرار تكيف المنطقة مع التغير السريع والمستمر فيها‪ ،‬وبذلك فان هذه السياسة تهدف إلى‬
‫صيانة استم اررية اإلحساس بالقيمة التاريخية والتأكيد على شخصية المكان والمجتمع المحلي‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬ ‫‪23‬‬

‫ويوضح الجدول رقم (‪ )2-1‬سياسات التعامل مع المناطق التاريخية واهتماماتها وأهدافها‪.‬‬


‫سياسات التعامل مع المناطق التاريخية واهتماماتها وأهدافها‬

‫الهدف‬ ‫االهتمام‬ ‫السياسة‬


‫أهداف وظيفية اقتصادية بحتة‬ ‫التجديد الحضري‬
‫تصميم بيئة عمرانية تشمل اإل زالة واإلحالل‬
‫تحققها من خالل إظهار القيمة‬ ‫(بيئة عمرانية)‬ ‫‪1‬‬
‫للمباني وتنسيق المواقع المحيطة‪.‬‬
‫الثقافية والرمزية والجمالية‪.‬‬ ‫المبنى ‪ +‬المحيط العمراني‬
‫إعادة التخطيط والتعمير للمناطق التاريخية‪:‬‬
‫‪ -‬تتميز بحرية واسعة على حساب القيمة الثقافية‬
‫والتاريخية مع إمكانية تغيير االستعماالت والنسيج‬ ‫إعادة البناء‬
‫أهداف وظيفية اقتصادية بحتة‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫العمراني وشبكات الحركة‪.‬‬ ‫(مناطق تاريخية)‬
‫‪ -‬صاحبها نقل وترحيل للسكان ونتج عنها تغيير‬
‫في النمط االجتماعي وفي النسيج الحضري‪.‬‬
‫إظهار القيمة الثقافية وليس القيمة‬ ‫حماية المباني من الناحية اإلنشائية والبصرية‬ ‫الترميم‬
‫‪3‬‬
‫الوظيفية أو االقتصادية‪.‬‬ ‫فقط‪.‬‬ ‫(ترميم المبنى)‬
‫حماية المباني من الناحية اإلنشائية والبصرية‬
‫منع المباني من التدهور واظهار‬ ‫الحماية‬
‫وتحديد معايير واشتراطات ضمان صيانة هذه‬ ‫‪4‬‬
‫القيمة الثقافية‪.‬‬ ‫(ترميم المبنى‪+‬حمايته)‬
‫المباني في إطارها التشريعي‪.‬‬
‫الحفاظ على المباني والنسيج‬
‫الحفاظ السلبي‬
‫والطابع العمراني الخاص بالمنطقة‬ ‫حماية المباني العمرانية وأحيانا البيئة االجتماعية‬
‫(بيئة عمرانية)‬ ‫‪5‬‬
‫التاريخية‬ ‫واالقتصادية (لتبقى كرمز تاريخي)‪.‬‬
‫(المبنى ‪ +‬المحيط العمراني)‬
‫(حفظ القيمة الثقافية)‪.‬‬
‫تهتم بإعادة توظيف المباني في استعماالت تالئم‬
‫القيمة الوظيفية واالقتصادية للمباني‬ ‫إعادة االستعمال‬
‫التطور وفي نفس الوقت تحافظ على األثر وتضمن‬ ‫‪6‬‬
‫التاريخية‪.‬‬ ‫(المبنى)‬
‫صيانته‪.‬‬
‫القيمة الوظيفية واالقتصادية للمنطقة‬ ‫تهتم بتحديد المباني التي تعود لفترات وطبقات‬ ‫التجديد الحضري‬
‫‪7‬‬
‫التاريخية‪.‬‬ ‫تاريخية تحتويها المنطقة التاريخية‪.‬‬ ‫(المنطقة التاريخية)‬
‫تحسين المنطقة ككل ورفع مستواها‬ ‫االهتمام بالنواحي المعمارية للمباني وبالنواحي‬ ‫إعادة التأهيل‬
‫‪8‬‬
‫االجتماعي واالقتصادي‪.‬‬ ‫العمرانية للمنطقة التاريخية‪.‬‬ ‫(المنطقة التاريخية)‬
‫تحقيق استمرارية اإلحساس بالقيمة‬ ‫يهتم بالنواحي المعمارية والعمرانية ويتعامل مع‬
‫الحفاظ االيجابي‬
‫التاريخية والتأكيد على شخصية‬ ‫التغير في المجاالت العمرانية واالجتماعية‬ ‫‪9‬‬
‫(المنطقة التاريخية)‬
‫المكان والمجتمع المحلي‪.‬‬ ‫واالقتصادية والتكنولوجية‪.‬‬
‫الجدول (‪ )2-1‬يوضح سياسات التعامل مع المناطق التاريخية واهتماماتها وأهدافها‬
‫(المصدر‪ :‬الربضي‪ ،‬راما إبراهيم‪ ،‬أثر الحفاظ على النسيج الحضري للمدينة التاريخية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬عمان‪)1002 ،‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬ ‫‪24‬‬

‫تقييم سياسات التعامل مع المناطق التاريخية‬ ‫‪:3-2‬‬


‫في إطار عملية تقويم سياسات التعامل مع المناطق التاريخية سوف يتعرض البحث لخطوات‬
‫(‪)1‬‬
‫أساسية كالتالي‪:‬‬
‫‪ .1‬العالقة بين تطور سياسات التعامل مع المناطق التاريخية وبين تطور سياسات التنمية‪.‬‬
‫‪ .2‬المداخل التخطيطية في التعامل مع المناطق التاريخية‪.‬‬
‫‪ .3‬اقتراح منهج للمفاضلة واالختيار بين هذه السياسات‪.‬‬
‫‪ .4‬الحفاظ على المناطق التاريخية لتحقيق االستدامة‪.‬‬
‫‪ .5‬تجارب بعض الدول العربية في تطبيق السياسات المختلفة للتعامل مع األحياء التاريخية‪ ،‬وتوضيح‬
‫الفروق بين السياسات المطبقة‪.‬‬
‫‪ :1-3-2‬العالقة بين تطور سياسات التعامل مع المناطق التاريخية وبين تطور سياسات التنمية‪:‬‬
‫تطورت سياسات التعامل مع المناطق التاريخية مع تطور فكر وسياسات التنمية‪ ،‬ففي منتصف‬
‫القرن العشرين عكست سياسات التنمية مبادئ وأسس االقتصاد المتمركز حول اإلنتاج والنمو‬
‫وبهذا المنطلق‬ ‫(‪)2‬‬
‫االقتصادي‪ ،‬وبالتالي كان االهتمام بمشاكل الفقر والعمالة والتوزيع الطبقي للدخل‪.‬‬
‫تعاملت سياسات التنمية العمرانية مع المناطق العمرانية المتدهورة بتطبيق سياسات اإلزالة واإلحالل‬
‫والتجديد الحضري واعادة البناء والتعمير‪ ،‬وذلك مع حماية المباني التاريخية وصيانة النسيج العمراني‬
‫ومع بداية السبعينيات‬ ‫(‪)3‬‬
‫والطابع الخاص للمنطقة األثرية من خالل عمليات الترميم والتجديد والصيانة‪.‬‬
‫من القرن الماضي بدأت سياسات التنمية في احتواء النواحي االجتماعية باإلضافة إلى النواحي‬
‫االقتصادية‪ ،‬بل وتغليب األولويات لالحتياجات االجتماعية األساسية على حساب احتياجات اإلنتاج في‬
‫بعض األحيان‪ )4(،‬وانصب اهتمام وتركيز التنمية على التنمية االجتماعية والبشرية بشكل أساسي‪.‬‬
‫ومع تطور مفهوم التنمية بنواحيها المختلفة (اقتصادية‪ ،‬اجتماعية‪ ،‬ثقافية‪ ،‬تكنولوجية‪ ..‬الخ)‪،‬‬
‫نتج عن ذلك سياسات للتنمية الحضرية العمرانية تحتوي على هذه األسس مثل التحسين الحضري واعادة‬
‫التأهيل ثم االرتقاء الحضري‪ .‬وانعكس ذلك على سياسات التعامل مع المناطق التاريخية في العقود‬
‫(‪)5‬‬
‫الثالثة األخيرة من القرن الماضي مثل سياسات إعادة التأهيل واعادة االستعمال والمحافظة والصيانة‪.‬‬
‫وقد مرت الدول الغربية بهذا التطور التاريخي في كل من فكر التنمية وسياسات التعامل مع المناطق‬
‫التاريخية منذ أوائل القرن العشرين‪ .‬ويبين الجدول رقم (‪ )2-2‬تطور فكر التنمية وانعكاسه على تطور‬
‫(‪)6‬‬
‫سياسات التعامل مع المناطق التاريخية‪.‬‬

‫___________________________________________________‬

‫‪ -1‬حسن‪ ،‬أحمد‪ ،‬إطار نظري مقترح لسياسات التعامل مع المناطق التاريخية‪ ،‬ورقة عمل مقدمة إلى ندوة مراكز المدن العربية المنعقد في حلب‪ ،‬المعهد العربي إلنماء‬
‫المدن‪.1998 ،‬‬
‫‪Kim, ed. Development and Cultural Change: Cross-Cultural Perspective, New York: Paragon House Publishers, 1986 -2‬‬
‫‪ -3‬مدبولي‪ ،‬مصطفى‪ ،‬إعادة تأهيل المناطق المركزية في الدول النامية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة القاهرة‪.1992 ،‬‬
‫‪Kim, ed. Development and Cultural Change: Cross-Cultural Perspective, New York: Paragon House Publishers, 1986 -4‬‬
‫‪ -5‬حسن‪ ،‬أحمد‪ ،‬إطار نظري مقترح لسياسات التعامل مع المناطق التاريخية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -6‬حسن‪ ،‬أحمد‪ ،‬إطار نظري مقترح لسياسات التعامل مع المناطق التاريخية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬ ‫‪25‬‬

‫تطور فكر التنمية وانعكاسه على تطور سياسات التعامل مع المناطق التاريخية‬
‫سياسات التعامل مع المناطق التاريخية‬ ‫فكر التنمية‬ ‫العام‬
‫اإل زالة واإلحالل‬ ‫التنمية االقتصادية‬ ‫‪1950‬‬
‫التجديد الحضري‬
‫التمركز حول اإلنتاج‬ ‫‪1960‬‬
‫إعادة البناء والتعمير‬
‫الترميم‬ ‫االحتياجات األساسية‬
‫الحماية‬ ‫‪1970‬‬
‫التمركز حول التنمية البشرية‬
‫الحفاظ‬
‫إعادة االستعمال‬ ‫التنمية االقتصادية االجتماعية‬
‫‪1980‬‬
‫إعادة التأهيل‬ ‫التنمية الشاملة‬
‫الحفاظ والصيانة‬ ‫التنمية المتواصلة‪/‬المستدامة‬ ‫‪1990‬‬
‫الجدول (‪ )2-2‬يوضح تطور فكر التنمية وانعكاسه على تطور سياسات التعامل مع المناطق التاريخية‬
‫(المصدر‪ :‬حسن‪ ،‬أحمد‪ ،‬إطار نظري مقترح لسياسات التعامل مع المناطق التاريخية‪)2991 ،‬‬

‫‪ :2-3-2‬المداخل التخطيطية في التعامل مع المناطق التاريخية‪:‬‬


‫يهدف هذا الجزء إلى التعرف على المداخل التخطيطية في التعامل مع المناطق التاريخية وذلك‬
‫من خالل تحديد لمفاهيم تلك المداخل النظرية‪ ،‬وبربط تلك المحددات بمعطيات المنطقة من حيث الحالة‬
‫العمرانية واالجتماعية واالقتصادية‪ ،‬يتم التعرف على مدى مالئمة االستراتيجية التي اتبعت للعمل في‬
‫(‪)1‬‬
‫المنطقة التاريخية‪ ،‬ويمكن تحديد أهم المداخل التخطيطية للتعامل مع المناطق التاريخية فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬سياسات تتعامل مع المناطق المتدهورة‪ :‬سياسة اإلزالة واإلحالل‪ ،‬سياسة التجديد الحضري‪ ،‬سياسة‬
‫إعادة البناء والتعمير‪.‬‬

‫الشكل (‪ )2-6‬يوضح التجديد الحضري‬ ‫الشكل (‪ )2-5‬يوضح إعادة‬


‫في حي الحفصية‪ ،‬تونس‬ ‫إعمار البلدة القديمة في الخليل‪ ،‬فلسطين‬
‫(المصدر‪ :‬أبو هنطش‪ ،‬نهى‪ ،‬نحو سياسة إعادة تأهيل المباني السكنية في مراكز المدن الفلسطينية‪ ،‬رسالة ماجستير‪)1002،‬‬

‫___________________________________________________‬

‫‪The Development of the Central Area, Al-Madina Al Monawara, planning and architectural dimensions -1‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬ ‫‪26‬‬

‫‪ .2‬سياسات تتعامل مع المباني‪ :‬سياسة الترميم والتجديد‪ ،‬سياسة الحماية‪ ،‬سياسة الحفاظ‪.‬‬

‫الشكل (‪ )2-7‬يوضح الترميم الطارئ‪ ،‬تجربة حلب في إحياء المدينة القديمة‬


‫(المصدر‪ :‬أبو هنطش‪ ،‬نهى‪ ،‬نحو سياسة إعادة تأهيل المباني السكنية في مراكز المدن الفلسطينية‪ ،‬رسالة ماجستير‪)1002،‬‬

‫الشكل (‪ )2-8‬يوضح ترميم عناصر معمارية‪ ،‬تجربة حلب في إحياء المدينة القديمة‬
‫(المصدر‪ :‬أبو هنطش‪ ،‬نهى‪ ،‬نحو سياسة إعادة تأهيل المباني السكنية في مراكز المدن الفلسطينية‪ ،‬رسالة ماجستير‪)1002،‬‬

‫‪ .3‬سياسات تتعامل مع المناطق العمرانية‪ :‬سياسة إعادة االستعمال‪ ،‬سياسة إعادة التأهيل‪ ،‬سياسة‬
‫الحفاظ والصيانة‪.‬‬
‫يمكن إدماج بعض األساليب لتطوير المناطق التاريخية وذلك لإلستفادة من مميزات كل أسلوب‬
‫على حدة وتجنب سلبياته‪ .‬وقد أكدت المواثيق الدولية مثل ميثاق البندقية على إدماج هذه السياسات‪ ،‬وقد‬
‫انتهجت كثير من الدول العربية مثل هذا اإلدماج لتحقيق أهدافها في تطوير المناطق التاريخية وهو ما‬
‫سنتعرض له في الفصل الخاص بالتجارب العربية في هذا البحث‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬ ‫‪27‬‬

‫‪ :3-3-2‬منهج وصفي للمفاضلة واالختيار بين سياسات التعامل مع المناطق التاريخية‪:‬‬


‫تم اقتراح منهج وصفي للمفاضلة واالختيار بين سياسات التعامل مع المناطق التاريخية من‬
‫خالل‪:‬‬
‫‪ :1-3-3-2‬تصنيف سياسات التعامل طبقا لمفهوم قيمة المنطقة التاريخية‪:‬‬
‫يمكن تصنيف سياسات التعامل مع المناطق التاريخية إلى ثالثة مجموعات‪ ،‬تمثل كل منها‬
‫(‪)1‬‬
‫اتجاه يعكس مفهوم لقيمة المنطقة التاريخية‪ ،‬إما نفعي (وظيفي ومادي) أو معنوي (تراثي ورمزي)‪:‬‬
‫أ‪ .‬الجموعة األولى وتشمل سياسات (اإلزالة واإلحالل والتجديد الحضري واعادة البناء والتعمير) وتعكس‬
‫هذه السياسات القيمة النفعية للمنطقة التاريخية‪.‬‬
‫ب‪ .‬المجموعة الثانية وتشمل سياسات (الترميم والتجديد والحماية والحفاظ) وتعكس القيمة المعنوية‬
‫للمنطقة التاريخية‪.‬‬
‫ج‪ .‬المجموعة الثالثة وتشمل سياسات (إعادة االستعمال واعادة التأهيل والحفاظ والصيانة) وتعكس‬
‫القيمتين النفعية والمعنوية‪ .‬ويوضح الجدول رقم (‪ )2-3‬تصنيف سياسات التعامل مع المناطق التاريخية‬
‫حسب مفهوم القيمة‪.‬‬
‫تصنيف سياسات التعامل مع المناطق التاريخية حسب مفهوم القيمة‬
‫اإلتجاه‬ ‫مفهوم قيمة المنطقة التاريخية‬ ‫مجموعة السياسات‬

‫تعكس القيمة النفعية للمنطقة التاريخية‬ ‫اإل زالة واإلحالل‬

‫المجموعة (‪)2‬‬
‫تتمثل في القيمة الوظيفية (قيمة االستعمال) والقيمة‬
‫قيمة مادية‬ ‫التجديد الحضري‬
‫االقتصادية‬
‫للعناصر المعمارية والعمرانية‬ ‫إعادة البناء والتعمير‬

‫الترميم والتجديد‬ ‫المجموعة (‪)1‬‬


‫تعكس القيمة المعنوية للمنطقة التاريخية‬
‫تعكس النواحي الروحية والجمالية والرمزية والثقافية‬ ‫قيمة معنوية‬ ‫الحماية‬
‫والتراثية والعلمية للمعمار والعمران والموقع‬
‫الحفاظ‬

‫إعادة االستعمال‬
‫المجموعة (‪)3‬‬

‫تعكس القيمتين النفعية والمعنوية‬


‫تتكامل فيها النواحي الوظيفية مع النواحي الثقافية‬ ‫قيمة معنوية ومادية‬ ‫إعادة التأهيل‬
‫واالجتماعية والعلمية واالقتصادية والسياسية‬
‫الحفاظ والصيانة‬

‫الجدول (‪ )2-3‬يوضح تصنيف سياسات التعامل مع المناطق التاريخية حسب مفهوم القيمة‬
‫(المصدر‪ :‬إعداد الباحثة)‬

‫___________________________________________________‬

‫‪ -1‬حسن‪ ،‬أحمد‪ ،‬إطار نظري مقترح لسياسات التعامل مع المناطق التاريخية‪ ،‬ورقة عمل مقدمة إلى ندوة مراكز المدن العربية المنعقد في حلب‪ ،‬المعهد العربي إلنماء‬
‫المدن‪.1998 ،‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬ ‫‪28‬‬

‫‪ :2-3-3-2‬تعامل الساسات مع عناصر بيئة المنطقة التاريخية‪:‬‬


‫تحتوي بيئة المنطقة التاريخية على عناصر عمرانية مادية مثل المباني التاريخية وما يحيطها‬
‫ويخدمها من بنية أساسية ومرافق‪ ،‬وعناصر غير عمرانية مثل النواحي االقتصادية للعمران والمنطقة‬
‫والخصائص االجتماعية واالقتصادية للسكان‪.‬‬
‫اختلفت سياسات التعامل مع المناطق التاريخية فيما بينها باختالف تعاملها مع العناصر‬
‫المكونة للبيئة‪ .‬فنجد أن بعضها ركز في تعامله على العناصر العمرانية فقط‪ ،‬والبعض اآلخر شمل‬
‫وبناء على ذلك يمكننا تفصيل هذه العناصر وبيان‬ ‫(‪)1‬‬
‫العناصر الغير عمرانية مع العناصر المادية‪.‬‬
‫تصنيف سياسات التعامل مع المناطق التاريخية طبقا لتعاملها مع هذه العناصر كما هو موضح‬
‫بالجدول رقم (‪.)2-4‬‬
‫تصنيف سياسات التعامل طبقا لتعاملها مع هذه العناصر‬
‫عناصر البيئة الغير عمرانية‬ ‫عناصر البيئة العمرانية‬
‫خصائص‬ ‫خصائص‬ ‫البنية‬ ‫تنسيق‬ ‫استعمال‬ ‫حالة‬
‫عوامل‬ ‫النسيج‬ ‫مجموعة السياسات‬
‫السكان‬ ‫السكان‬ ‫األساسية‬ ‫الموقع‬ ‫المبنى‬ ‫المبنى‬
‫اقتصادية‬ ‫العمراني‬
‫اجتماعية‬ ‫اقتصادية‬ ‫والمرافق‬ ‫والعمران‬ ‫التاريخي‬ ‫التاريخي‬
‫‪x‬‬ ‫‪x‬‬ ‫‪x‬‬ ‫‪x‬‬ ‫‪x‬‬ ‫‪x‬‬ ‫‪x‬‬ ‫‪‬‬ ‫اإل زالة واإلحالل‬
‫‪x‬‬ ‫‪x‬‬ ‫‪‬‬ ‫*‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪x‬‬ ‫‪‬‬ ‫التجديد الحضري‬
‫*‬ ‫*‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪x‬‬ ‫‪‬‬ ‫إعادة البناء‬
‫‪x‬‬ ‫‪x‬‬ ‫‪x‬‬ ‫‪x‬‬ ‫‪x‬‬ ‫‪x‬‬ ‫‪x‬‬ ‫‪‬‬ ‫الترميم والتجديد‬
‫‪x‬‬ ‫‪x‬‬ ‫‪x‬‬ ‫‪x‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪x‬‬ ‫‪‬‬ ‫الحماية‬
‫‪x‬‬ ‫‪x‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪x‬‬ ‫‪‬‬ ‫الحفاظ‬
‫‪x‬‬ ‫‪x‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪x‬‬ ‫‪x‬‬ ‫‪x‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫إعادة االستعمال‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪x‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫إعادة التأهيل‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫الحفاظ والصيانة‬
‫‪ X‬السياسة ال تتعامل مع العنصر‬ ‫السياسة لها أثر سلبي على العنصر‬ ‫‪‬‬ ‫السياسة تتعامل مع العنصر‬ ‫‪‬‬
‫الجدول (‪ )2-4‬يوضح تصنيف سياسات التعامل طبقا لتعاملها مع هذه العناصر‬
‫(المصدر‪ :‬حسن‪ ،‬أحمد‪ ،‬إطار نظري مقترح لسياسات التعامل مع المناطق التاريخية‪)2991 ،‬‬

‫يتضح من الجدول اهتمام المجموعتين األولى والثانية بالبيئة العمرانية للمنطقة التاريخية‪ ،‬بينما‬
‫تهتم المجموعة الثالثة بكل من البيئة العمرانية والغير عمرانية‪ .‬كما يؤكد الجدول أيضا احتواء السياسة‬
‫األشمل في كل مجموعة (التي تتعامل مع عناصر بيئية أكثر) للسياسة األخص (التي تتعامل مع‬
‫عناصر بيئية أقل)‪.‬‬
‫‪ :3-3-3-2‬سياسات التعامل وعنصري البعد الزمني وبنية المنطقة التاريخية‪:‬‬
‫يعتمد هذا التصنيف لسياسات التعامل مع المناطق التاريخية على إطار يتكون من عنصرين‬
‫أساسيين مترابطين هما‪ :‬البعد الزمني وعنصر بنية المنطقة التاريخية‪.‬‬
‫___________________________________________________‬

‫‪ -1‬حسن‪ ،‬أحمد‪ ،‬إطار نظري مقترح لسياسات التعامل مع المناطق التاريخية‪ ،‬ورقة عمل مقدمة إلى ندوة مراكز المدن العربية المنعقد في حلب‪ ،‬المعهد العربي إلنماء‬
‫المدن‪.1998 ،‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬ ‫‪29‬‬

‫يلعب عنصر (البعد الزمني) في السياسات المختلفة دو ار محوريا في آليات التعامل مع المناطق‬
‫التاريخية‪ .‬فبينما تهتم المجموعة الثالثة (إعادة االستعمال واعادة التأهيل والحفاظ والصيانة) بعنصر‬
‫البعد الزمني كبعد متغير ومستمر‪ ،‬تهتم المجموعة األولى (اإلزالة واإلحالل والتجديد الحضري واعادة‬
‫البناء والتعمير) والمجموعة الثانية (الترميم والتجديد والحماية والحفاظ) بالبعد الزمني كبعد ساكن وثابت‪،‬‬
‫فالمجموعة الثالثة تهتم بحيوية واستم اررية المنطقة التاريخية‪ ،‬وتتعامل معها على أنها تراث عمراني‬
‫تاريخي يمثل تراكم للقيم والثقافة عبر الزمن‪ .‬أما المجموعة األولى من السياسات فتتعامل مع المنطقة‬
‫التاريخية على أنها جزء من نسيج المدينة الحديث وثقافتها المعاصرة‪ ،‬بينما تتعامل المجموعة الثانية مع‬
‫المنطقة التاريخية على أنها تراث ثقافي يمثل عمران مرتبط بزمن محدد‪ .‬وطبقا لذلك فإن سياسات‬
‫التعامل المختلفة تتعامل مع بنية المناطق التاريخية من خالل المنظور الزمني المستهدف تحقيقه‪.‬‬
‫فالمجموعتان األولى والثانية تعكسان بعدا ثابتا للزمن (الحاضر أو الماضي)‪ ،‬وبالتالي فسياسات هاتين‬
‫المجموعتين تتعامل مع البنية السطحية أو المظهر للمناطق التاريخية‪ .‬أما سياسات المجموعة الثالثة‬
‫التي تعكس البعد المتغير للزمن (الماضي والحاضر والمستقبل) فتتعامل مع البنية العميقة لهذه المناطق‬
‫أو الجوهر أو المضمون‪.‬‬
‫والبنية السطحية للمنطقة التاريخية هو شكلها وتشكيلها المعماري وطابعها العمراني الظاهر‬
‫والتي تهتم به سياسات المجموعتين األولى والثانية إلظهار المنطقة كنموذج حي لعصر تاريخي وثقافة‬
‫معينة في هذا العصر‪ .‬أما البنية العميقة للمنطقة فهي المنظومة المتكاملة لألبعاد والعالقات العمرانية‬
‫واالجتماعية المتشابكة والموجودة في المنطقة على مر العصور‪ .‬وعلى هذا فإن المجموعة الثالثة من‬
‫السياسات ال تهتم فقط بالحفاظ على البيئة المبنية والمجتمع المحلي للمنطقة‪ ،‬بل تهتم أيضا بكيفية‬
‫التعامل مع التغير في المجاالت العمرانية واالجتماعية واالقتصادية‪ .‬ويوضح الجدول رقم (‪ )2-5‬إطا ار‬
‫لإلختيار بين سياسات التعامل مع المناطق التاريخية طبقا لكل من البعد الزمني المستهدف التركيز عليه‬
‫ونوعية البنية المراد التعامل معها‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬ ‫‪30‬‬

‫مفهوم البعد الزمني وبنية المنطقة التاريخية للمفاضلة بين السياسات‬


‫مستوى التعامل مع المنطقة‬ ‫سياسات وأساليب التعامل‬
‫األهداف‬
‫التاريخية‬ ‫(مجموعة السياسات)‬
‫‪ -‬بعنصر البعد الزمني كبعد ساكن وثابت‪.‬‬ ‫اإل زالة واإلحالل‬
‫‪ -‬تعكس بعدا ثابتا للزمن (الحاضر)‪.‬‬
‫‪ -‬تهتم بتجديد أو بإعادة بناء أو بالحفاظ على المنطقة‬ ‫التجديد الحضري‬
‫‪ -‬على أنها جزء من نسيج المدينة‬

‫المجموعة (‪)2‬‬
‫التاريخية لتعكس نفس العصر التاريخي الذي تمثله بدون‬
‫الحديث وثقافتها المعاصرة‪.‬‬
‫تغيير سواء كان ذلك مرتبط بالحاضر أو بالماضي‪.‬‬
‫‪ -‬تتعامل مع البنية السطحية أو‬
‫‪ -‬تهتم بالبنية السطحية للمنطقة التاريخية (شكلها‬
‫المظهر للمناطق التاريخية‪.‬‬ ‫إعادة البناء والتعمير‬
‫وتشكيلها المعماري وطابعها العمراني الظاهر) إلظهار‬
‫المنطقة كنموذج حي لعصر تاريخي وثقافة معينة في هذا‬
‫العصر‪.‬‬
‫‪ -‬بعنصر البعد الزمني كبعد ساكن وثابت‪.‬‬ ‫الترميم والتجديد‬
‫‪ -‬تعكس بعدا ثابتا للزمن (الماضي)‪.‬‬
‫‪ -‬تهتم بتجديد أو بإعادة بناء أو بالحفاظ على المنطقة‬ ‫الحماية‬
‫‪ -‬على أنها تراث ثقافي يمثل عمران‬

‫المجموعة (‪)1‬‬
‫التاريخية لتعكس نفس العصر التاريخي الذي تمثله بدون‬
‫مرتبط بزمن محدد‪.‬‬
‫تغيير سواء كان ذلك مرتبط بالحاضر أو بالماضي‪.‬‬
‫‪ -‬تتعامل مع البنية السطحية أو‬
‫‪ -‬تهتم بالبنية السطحية للمنطقة التاريخية (شكلها‬
‫المظهر للمناطق التاريخية‪.‬‬ ‫الحفاظ‬
‫وتشكيلها المعماري وطابعها العمراني الظاهر) إلظهار‬
‫المنطقة كنموذج حي لعصر تاريخي وثقافة معينة في هذا‬
‫العصر‪.‬‬
‫‪ -‬بعنصر البعد الزمني كبعد متغير ومستمر‪.‬‬ ‫إعادة االستعمال‬
‫‪ -‬على أنها تراث عمراني تاريخي‬
‫‪ -‬تعكس البعد المتغير للزمن (الماضي والحاضر‬
‫يمثل تراكم للقيم والثقافة عبر الزمن‪.‬‬
‫والمستقبل)‪.‬‬ ‫إعادة التأهيل‬
‫‪ -‬تتعامل مع البنية العميقة أو‬
‫‪ -‬بحيوية واستمرارية المنطقة التاريخية‪.‬‬ ‫المجموعة (‪)3‬‬
‫المضمون للمناطق التاريخية‪.‬‬
‫‪ -‬تهتم بالبنية العميقة للمنطقة التاريخية (المنظومة‬
‫‪ -‬تتعامل مع المنطقة التاريخية‬
‫المتكاملة لألبعاد والعالقات العمرانية واالجتماعية المتشابكة‬
‫بمفهوم متكامل يوازن ما بين‬
‫والموجودة في المنطقة على مر العصور)‪.‬‬ ‫الحفاظ والصيانة‬
‫األصالة والحداثة وكذلك ما بين‬
‫‪ -‬ال تهتم فقط بالحفاظ على البيئة المبنية والمجتمع‬
‫التعامل مع العناصر العمرانية والغير‬
‫المحلي للمنطقة‪ ،‬بل تهتم أيضا بكيفية التعامل مع التغير‬
‫عمرانية للمنطقة‪.‬‬
‫في المجاالت العمرانية واالجتماعية واالقتصادية‪.‬‬
‫الجدول (‪ )2-5‬يوضح مفهوم البعد الزمني وبنية المنطقة التاريخية للمفاضلة بين السياسات‬
‫(المصدر‪ :‬حسن‪ ،‬أحمد‪ ،‬إطار نظري مقترح لسياسات التعامل مع المناطق التاريخية‪)2991 ،‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬ ‫‪31‬‬

‫‪ :4-3-2‬الحفاظ على المناطق التاريخية لتحقيق االستدامة‪:‬‬


‫بدأت نظريات الحفاظ تأخذ شكال واتجاها فكريا عالميا منذ مطلع الستينات من القرن الماضي‪،‬‬
‫وذلك كرد فعل عكسي‪ ،‬وفي محاولة للمجتمع االنساني الحتواء حجم التغيير السلبي الناتج عن‬
‫االنطالق السريع غير المرشد نحو تحقيق متطلبات الحداثة‪ )1(.‬فالحفاظ يعني منع تدهور وتشويه المدن‬
‫القديمة أو البيئة التاريخية أو المباني التراثية والعمل على إطالة حياة التراث والطابع الحضاري المميز‬
‫فهو بذلك يحوي‬ ‫(‪)2‬‬
‫لتلك المدن بما يتضمن ذلك من فهم لجوانب اقتصادية واجتماعية وادارية وتقنية‪.‬‬
‫جميع اإلجراءات التي من شأنها تحقيق البيئة التنموية للتراث الحضاري والثقافي وفقا ألطر ومحددات‬
‫تحكمها األعراف والمواثيق الدولية في هذا الخصوص‪ ،‬إضافة إلى المجهودات المعنية باإلدارة والتخطيط‬
‫السليم مع االستغالل األمثل للموارد الطبيعية والبشرية لكي تتفق مع متطلبات واحتياجات المستعمل‬
‫وطبيعة تطور هذه االحتياجات في المستقبل وهو ما يضمن استم اررية المباني والمناطق التاريخية من‬
‫(‪)3‬‬
‫منطلق كونها المكونات ذات القيمة والطابع المتميز‪.‬‬
‫‪ :1-4-3-2‬توجهات الحفاظ‪:‬‬
‫اختلفت توجهات الحفاظ بإختالف الدول وطريقة التعامل مع تلك المدن ويمكن تقسيم تلك‬
‫(‪)4‬‬
‫التوجهات على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ .1‬اتجاه المحافظة على القديم واحياءه دون تغيير‪ :‬وهو اتجاه متحمس للقديم دون أي تغيير أو تدخل‬
‫في هذه المناطق إال بحرص شديد ومنع تداخل المناطق والمنشات الجديدة معه وهو اتجاه كالسيكي‬
‫يجعل المدن متاحف يفقدها روح المدينة المتفاعلة مع ساكنيها واحتياجاتها التطويرية‪.‬‬
‫‪ .2‬اتجاهات الرومانسية التقليدية االتجاهات المظهرية‪ :‬يهتم هذا االتجاه بالمظهر الخارجي إلظهار‬
‫المنشات التاريخية لتشجيع السياحة واالرتباط بالماضي‪.‬‬
‫‪ .3‬اتجاه إزالة القديم تماما وانشاء تخطيط جديد‪ :‬وهذا االتجاه ورد بقانون التخطيط العمراني المصري‬
‫وعمل به كثير من الدول العربية مثل مشروع باب الفرج‪ ،‬حلب وهذا االتجاه غير مناسب لما ينتج عنه‬
‫من فقدان الروابط التاريخية والتفكك االجتماعي وتجاهل القيم التاريخية التي تميزت بها المدن‪.‬‬
‫‪ .4‬االتجاهات الواقعية‪ :‬تميز هذا االتجاه بالمرونة في المحافظة واالرتقاء باألحياء التاريخية مع األخذ‬
‫في االعتبار عوامل التطور الحديثة وامكانية تجديد األحياء وتأهيلها للتعايش مع مستعمليها مثل المدن‬
‫االنجليزية والتي جاءت اتجاهاتها مؤ منة بحتمية التغيير وكذلك إعادة تأهيل المناطق التاريخية على‬
‫ضوء التطورات المعاصرة واالحتياجات الحالية والمستقبلية‪.‬‬

‫___________________________________________________‬

‫‪ -1‬أبو الهيجاء‪ ،‬أحمد حسين‪ ،‬توجيه عمليات الحفاظ والترميم المعماري في فلسطين لحماية البيئة العمرانية والتراث المعماري الفلسطيني‪ ،‬برنامج األمم المتحدة اإلنمائي‬
‫‪ ،UNDP‬القدس‪.2002 ،‬‬
‫‪ -2‬بوخش‪ ،‬رشاد محمد‪ ،‬منهجية الحفاظ المعماري الفرضيات وأطروحات الحلول ‪ -‬دبي كحالة دراسية‪ ،‬المؤتمر والمعرض الدولي األول الحفاظ المعماري بين النظرية‬
‫والتطبيق‪ ،‬دبي‪.2004 ،‬‬
‫‪Feilden, Bernard M, Conservation of Historic buildings, London, Butterworth Architecture, 1994 -3‬‬
‫‪ -4‬أبو هنطش‪ ،‬نهى‪ ،‬نحو سياسة إعادة تأهيل المباني السكنية في مراكز المدن الفلسطينية‪ ،‬حالة دراسية نابلس‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬ ‫‪32‬‬

‫وتختلف مفردات الحفاظ وفقا لمحددات وسياسات التعامل مع المبنى اذ يتراوح الحفاظ على‬
‫النسيج العمراني للمدينة وما يتضمنه من تكوينات حضرية مميزة تاريخية ومعمارية بين حفاظ كلي‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ترميم‪ ،‬إعادة تأهيل ويظهر الشكل التالي طبيعة محددات محاور التدخل‪.‬‬
‫‪ :2-4-3-2‬مراحل الحفاظ على التراث العمراني‪:‬‬
‫يتضح أن مفهوم الحفاظ على التراث العمراني مر بثالث مراحل أساسية هي‪:‬‬
‫‪ .1‬الحفاظ على المباني األثرية والتراثية ذات الصفة الدينية أو الوطنية بشكل منفصل دون اإلهتمام‬
‫بالمحيط العمراني‪.‬‬
‫‪ .2‬الحفاظ على المباني األثرية والمجال المحيط المباشر‪ :‬حيث يتم إعادة استخدام المبنى استخداما‬
‫معاص ار يتناسب مع طبيعته وتصميمه وبما يتناسب مع النطاق المحيط‪ ،‬ويتم التركيز على إيجاد حلول‬
‫لمشاكل المجال المحيط لتحسين الواقع المادي للمبنى ‪.‬‬
‫‪ .3‬الحفاظ على المباني األثرية من خالل التنمية الشاملة أو اإلرتقاء بالبيئة المحيطة‪ :‬حيث ينظر إلى‬
‫المبنى التراثي أو األثري بإعتباره نواة تتكامل مع نطاق تأثيرها مكونة بيئة عمرانية مميزه وذات قيمة‪،‬‬
‫ويتحكم التعامل معها ككل متكامل‪.‬‬
‫‪ :3-4-3-2‬مستويات الحفاظ تبعا للمقياس العمراني الذي يطبق على البيئة العمرانية‪:‬‬
‫المستوى األول‪ :‬الحفاظ العمراني‪ ،‬المستوى الثاني‪ :‬الحفاظ الحضري يمكن تصنيف االتجاهات‬
‫العالمية في الحفاظ إلى ثالث اتجاهات أساسية هي‪:‬‬
‫‪ ‬اإلتجاه المحافظ‪ :‬هو اتجاه يبالغ في الحفاظ وال يسمح باي تغير اال بحرص شديد‪.‬‬
‫‪ ‬اإلتجاه الرومانسي‪ :‬يعتني هذا االتجاه بالمظهر الخارجي للعمران (الواجهات)‪.‬‬
‫‪ ‬اإلتجاه الواقعي التكاملي‪ :‬يعتمد على الحفاظ والتطور للمباني والمناطق التراثية‪.‬‬
‫‪ :4-4-3-2‬أهمية الحفاظ على التراث العمراني‪:‬‬
‫التراث العمراني من أهم المصادر المادية عن النشاطات اإلنسانية اإلجتماعية والثقافية‪ ،‬وهو‬
‫مصدر للمعلومات فهو يعطينا القدرة على استرجاع الفاقد من المعلومات وايجاد حلول واجابات للمشاكل‬
‫الجديدة‪ ،‬وهو المصدر الوحيد للمعلومات عن أناس عاشوا ومارسوا النشاطات في عهود سابقة وذلك من‬
‫خالل تتبع الحياة االنسانية واالجتماعية وتطوراتها‪ ،‬والتراث العمراني هو مصدر غير متجدد مما يدعونا‬
‫إلى الحفاظ على هذه العناصر الثمينة والتأكد من أنها تدار بطريقة تظهر التقدير واالحترام لهؤالء الذين‬
‫(‪)2‬‬
‫عاشوا قبلنا وتظهر الحرص واالعتبار للذين سيأتون من بعدنا‪.‬‬

‫___________________________________________________‬
‫‪ -1‬بوخش‪ ،‬رشاد محمد‪ ،‬منهجية الحفاظ المعماري الفرضيات وأطروحات الحلول‪ ،‬دبي كحالة دراسية‪ ،‬المؤتمر والمعرض الدولي األول الحفاظ المعماري بين النظرية‬
‫والتطبيق‪ ،‬دبي‪.2004 ،‬‬
‫‪ -2‬سويلم‪ ،‬سهير‪ ،‬استراتيجيات استدامة الشوارع التجارية التقليدية‪ ،‬حالة دراسية خان التجار في مدينة نابلس‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية‪ ،‬نابلس‪ ،‬فلسطين‪،‬‬
‫‪.2008‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬ ‫‪33‬‬

‫وهو مصدر لإلحساس بالجمال والسلوكيات اإلنسانية ويعطي مصداقية للتعريف بالحاضر‬
‫واشباع للعاطفة في ربط الحاضر بالماضي ويعطي مصداقية للتفكير والتحكم‪ .‬كما يتيح امكانية تجربة‬
‫التنوع الثقافي من خالل توفير تعبيرات مرئية ألحداث من الماضي فيساهم في فهم هذه االحداث من‬
‫خالل تعبيرات فيزيائية لتغيرات في األفكار على مر الزمن‪ .‬كما يوفر التراث العمراني القيم العملية‬
‫والفائدة من حيث الخبرة العملية في التعرف على المخزون التكنولوجي والخبرات الفنية والتقنية العلمية‬
‫وتطوراتها وللتراث العمراني قيم اقتصادية وعملية كمساكن ومواقع وأماكن للنشاطات الترفيهية وكأساس‬
‫للنشاطات االقتصادية‪ ،‬ويساهم التراث العمراني في القيمة المكانية للبيئة التي يتواجد بها في إيجاد بيئة‬
‫تاريخية تمثل مرحلة من المراحل التاريخية وتساهم في إضافة عنصر الزمن لعناصر التخطيط الحضري‬
‫ليولد االحساس بروح المكان‪.‬‬
‫‪ :5-4-3-2‬أشكال التأثير على التراث العمراني‪:‬‬
‫‪ .1‬البناء المالصق لألثر حيث يتم بناء منشآت ومباني جديدة مالصق لألثر مما يؤثر على الشكل‬
‫العام لألثر وعلى سالمته اإلنشائية والمعمارية‪.‬‬
‫‪ .2‬إضافة ألوان ودهانات لألثر مما يشوه شكله الخارجي ويغير من اإلحساس به وبتاريخه‪.‬‬
‫‪ .3‬إضافة مباني ومنشآت سواء داخليا أو خارجيا لألثر نفسه مما يؤثر على سالمة المبنى باإلضافة‬
‫الى تغيير شكله الخارجي‪.‬‬
‫‪ .4‬تغيير شكل األثر والواجهات بإضافة او إغالق فتحات به‪.‬‬
‫‪ .5‬عمل فتحات في الجدران للمكيفات مما يؤثر على الحوائط وسالمتها االنشائية‪.‬‬
‫‪ .6‬هدم جزئي أو كلي لألثر وتأثر النظام االنشائي لألثر‪.‬‬
‫‪ .7‬إدخال مرافق مياه وصرف وكهرباء واضافة أجهزة استقبال تليفزيوني‪.‬‬
‫‪ .8‬وضع يافطات إعالنية كبيرة وتثبيتها بالمباني األثرية مما يؤثر على سالمتها‪.‬‬
‫‪ .9‬تغيير استخدام البناء من االستخدام األصلي إلى استخدام آخر غير مناسب يؤثر على سالمة‬
‫المنشأ‪.‬‬
‫‪ .10‬الكثافة السكانية والتكدس السكاني وتأثيره على األثر من حيث االحتياجات اإلنسانية والمرافق‪.‬‬
‫‪ .11‬عمل تعديالت داخلية بالتقسيم أو إضافة غرف وخدمات‪.‬‬
‫‪ .12‬وجود تلوث بيئي وبصري نتيجة البيئة المحيطة باألثر‪.‬‬
‫‪ .13‬تأثير السيارات بإحداث اإلهتزاز على األرضية والبناء المجاور‪.‬‬
‫‪ .14‬التطوير العشوائي أو المخطط للمناطق ومخاطرهم في إحداث تغييرات شاملة للمناطق التراثية‪.‬‬
‫‪ .15‬تأثير البيئة المحيطة في التقليل من أهمية األثر نتيجة استخدام طابع معماري ال يتناسب مع‬
‫(‪)1‬‬
‫المنطقة أو استخدام ألوان وتفاصيل معمارية غريبة‪.‬‬

‫___________________________________________________‬
‫‪ -1‬محجوب‪ ،‬ياسر عثمان محرم‪ ،‬تأثير التطور العمراني الحديث على التراث العمراني في اإلمارات‪ ،‬دراسة حاالت في اإلمارات والعين‪ ،‬ورقة عمل مقدمة إلى ندوة‬
‫الحفاظ على التراث العمراني في اإلمارات‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‪.1995 ،‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬ ‫‪34‬‬

‫وبذلك نستنتج أنه تعددت أشكال التأثير على التراث العمراني فمنها ما هو سطحي ومنها ما هو‬
‫مؤثر على سالمة المبنى‪ ،‬ويمكن توضيح أشكال تلك التأثيرات من خالل الجدول رقم (‪.)2-6‬‬
‫طبيعة التأثيرات على التراث العمراني ونتائجها‬
‫نتيجة التأثير‬ ‫طبيعة التأثير‬
‫يؤثر على الشكل العام وعلى السالمة اإلنشائية‬ ‫البناء المالصق للمبنى التاريخي‬
‫يشوه الشكل و يؤثر على القيمة التاريخية‬ ‫إضافة ألوان و دهانات للمبنى التاريخي‬
‫يؤثر على القيمة الجمالية والتاريخية‬ ‫إضافة أو إغالق فتحات‬
‫يؤثر على النظام اإلنشائي‬ ‫عمليات هدم جزئي أو كلي للمبنى التاريخي‬
‫إدخال مرافق مياه وصرف صحي وكهرباء واضافة أجهزة‬
‫تؤثر على الناحية الجمالية‬
‫استقبال تلفزيوني‬
‫تؤثر على المنظر العام‬ ‫وضع يافطات و تثبيتها بالمباني التاريخية‬
‫إعادة االستخدام بوظيفة غير مناسبة مثل استخدام ماكينات‬
‫يؤثر على السالمة اإلنشائية‬
‫نجارة‬
‫تشوه المنظر العام وتؤثر على السالمة اإلنشائية‬ ‫إضافة تقسيمات داخلية أو غرف أو خدمات‬
‫التأثير على السالمة اإلنشائية‬ ‫تأثير وسائل النقل‬
‫الجدول (‪ )2-6‬يوضح طبيعة التأثيرات على التراث العمراني ونتائجها‬
‫(المصدر‪ :‬محجوب‪ ،‬ياسر عثمان محرم‪ ،‬تأثير التطور العمراني الحديث على التراث العمراني في اإلمارات‪ ،‬دراسة حاالت في اإلمارات‬
‫والعين‪)2991 ،‬‬

‫‪ :6-4-3-2‬مستويات الحفاظ على التراث العمراني‪:‬‬


‫تتعدد مستويات الحفاظ على التراث العمراني تبعا لحجم ونوع التراث العمراني وأهميته‪ ،‬يمكن‬
‫تصنيفها كما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬الحفاظ على العناصر التراثية من خالل‪:‬‬
‫‪ ‬الحفاظ على عنصر مستقل أو موجود ضمن بيئة معينة بحيث يؤثر هذا العنصر على المباني‬
‫والناس المحيطين به ومثال على ذلك النصب التذكاري‪ ،‬سبيل ماء‪ ،‬شجرة‪.‬‬
‫‪ ‬الحفاظ على القطع والعناصر االثرية بعد ترميمها و معالجتها باسلوب علمي يضمن بقائها و‬
‫سالمتها وهو عادة ما يتم من خالل المتاحف‪.‬‬
‫‪ .2‬الحفاظ على المبنى الواحد‪ :‬مثل عمليات الترميم للمباني التراثية وتحويلها إلى متاحف أو م ازرات‬
‫سياحية‪ ،‬بحيث يكون لهذا المبنى قيمة وأهمية ويكون إما بالعمل داخل هذا المبنى أو خارجه أو االثنين‬
‫معا ويكون لهذا المبنى على األقل واجهة على المحيط أو أكثر وبالتالي يتم التفاعل مع الخارج والتأثر‬
‫بالمحيط ومثال على ذلك المباني التي يتم تحويلها إلى متاحف‪.‬‬
‫‪ .3‬الحفاظ على مجموعة من المباني‪ :‬في حالة وجود مجموعة من المباني التراثية المتجاورة يتم الحفاظ‬
‫عليها كمجموعة كاملة وتظهر القيمة التراثية للمجموعة أهمية كل وحدة‪ ،‬وهذه المباني قد تكون مجتمعة‬
‫أو منفصلة وقد تكون نشأت في فترة زمنية واحدة وفي في فترات مختلفة ولكن يكون هناك رابط بين هذه‬
‫المباني كالوظيفة أو حالة معينة‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬ ‫‪35‬‬

‫‪ .4‬الحفاظ على ممر تراثي‪ :‬في حالة وجود مجموعات من المباني التراثية تمثل اتصال بين منطقة‬
‫وأخرى على جانبي ممر أو طريق‪ ،‬حيث تتم المحافظة على مجموعة الواجهات المحيطة بالممر أو‬
‫الشارع ومن الممكن التعامل مع هذه الواجهات بغض النظر عن المبنى أو المباني التابعة لها مثل‬
‫الحفاظ على جزء من سوق يضم حرفة معينة‪.‬‬
‫‪ .5‬الحفاظ على حي بكامله‪ :‬سواء أكان هذا الحي صغي ار أم كبي ار مثل عملية الحفاظ على حي‬
‫الحفصية بتونس‪.‬‬
‫‪ .6‬الحفاظ على منطقة تراثية كاملة‪ :‬في حالة وجود منطقة كاملة تمثل التراث العمراني ويشمل ذلك‬
‫المباني والممرات التراثية‪ ،‬فقد تكون هذه المنطقة مدينة أو أكبر مثال الحفاظ على مدينة جرش‪.‬‬
‫‪ .7‬الحفاظ على المستوى اإلقليمي‪ :‬يتم التخطيط له على مستوى االقليم أو الدولة ويتضمن مستويات‬
‫الحفاظ السابقة ويتكامل مع الحفاظ على مناطق أو ممرات تراثية أخرى‪ ،‬ويتم في هذا المستوى التخطيط‬
‫لعملية الحفاظ على مستوى اإلقليم بحيث يشمل المستويات السابقة وفي هذا المستوى يتم تنظيم عمليات‬
‫الحفاظ والحماية من خالل تحديد المستويات والمسؤوليات والصالحيات للتحكم بمسار عمليات الحفاظ‬
‫وتوجيه مسارها‪.‬‬
‫‪ .8‬الحفاظ على المستوى الدولي‪ :‬يتضمن الحفاظ على نماذج من التراث العمراني كمثال على التطور‬
‫االنساني عامة وعادة ما تشارك فيه الهيئات العالمية مثل اليونسكو‪ ،‬ويشمل الحفاظ على نماذج من‬
‫التراث العالمي كأمثلة على التطور اإلنساني وعادة ما يتم من خالل الهيئات أو المؤسسات أو‬
‫المنظمات العالمية مثل اليونسكو باعتبار أن تراث الدول هو تراث عالمي وليس حك ار على أحد‪.‬‬
‫‪ :7-4-3-2‬معايير الحفاظ‪:‬‬
‫من أجل القيام بعملية الحفاظ ال بد من وضع معايير تحدد على ماذا سنحافظ وما هي‬
‫المؤهالت التي تميز الموروث العمراني أو المعماري للقيام بالحفاظ عليه‪ ،‬ويمكن تلخيص أهم هذه‬
‫(‪)1‬‬
‫المعايير بما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬البعد التاريخي‪ :‬حيث أن الموروث الحضري المعماري بما يشمل من مباني وفراغات والمرحلة‬
‫التاريخية التي ينتمي لها تؤثر على اختيار هذه المنطقة للحفاظ واعادة التأهيل‪ ،‬كما أن زمن تشييد‬
‫المبنى‪ ،‬المرحلة التاريخية التي يمثلها وعمره تؤثر في مدى قابليته للحفاظ والتي تزيد بازدياد عمره‪.‬‬
‫‪ .2‬القيمة التاريخية‪ :‬حيث أن ارتباط الموروث الحضري بأحداث تاريخية‪ ،‬وطنية أو إجتماعية مميزة‬
‫تجعله مؤهل للحفاظ والتأهيل‪.‬‬
‫‪ .3‬تجانس الموقع وأهميته‪ :‬حيث أن انسجام الوحدة العمرانية الموروثة و البيئة المعمارية المحيطة‬
‫والمحيط الحضري ككل و تأثير المحيط على المبنى يرشحه للحفاظ ويضفي كذلك األهمية على ما‬
‫يحيط به ويعيد له الحياة‪.‬‬

‫___________________________________________________‬
‫‪ -1‬المالكي‪ ،‬قبيلة فارس‪ ،‬التراث العمراني والمعماري في الوطن العربي (الحفاظ‪ ،‬الصيانة‪ ،‬إعادة التأهيل)‪ ،‬مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.2004 ،‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬ ‫‪36‬‬

‫‪ .4‬القيمة المعمارية والجمالية‪ :‬حيث أن بعض األبنية التراثية تمثل طراز معماري متميز ولها تفاصيل‬
‫معمارية خاصة تجعلها مؤهلة للحفاظ‪.‬‬
‫‪ .5‬البعد االقتصادي‪ :‬يجب األخذ بعين االعتبار تكاليف الترميم والصيانة حيث أن عملية الحفاظ يجب‬
‫أن تزيد من إنتاجية الوحدة الموروثة سواء أكانت مبنى أو فراغ وال أن تكون فقط عبئا ماديا‪.‬‬
‫‪ .6‬البعد االجتماعي‪ :‬حيث أن ارتباط المبنى بأحداث اجتماعية مهمة أو أحداث ثقافية مهمة لشخص‬
‫معين جعلته شخصيه مميزة لها دورها في المجتمع والتاريخ كاألدباء‪ ،‬العلماء‪ ،‬السياسيين وغيرهم تجعله‬
‫مؤهال للحفاظ أيضا‪.‬‬
‫‪ .7‬تفرد المبنى بعمارته‪ :‬حيث أن تميز المبنى بط ارزه‪ ،‬عمارته‪ ،‬موقعه أو تفرده بط ارزه المعماري يجعله‬
‫مؤهال للحفاظ كالجوامع‪ ،‬الخانات‪ ،‬القصور وغيرها‪.‬‬
‫‪ .8‬الوثائق المتوفرة‪ :‬حيث أن توفر المعلومات والبيانات ودقتها عن المبنى يجعل عملية الحفاظ واعادة‬
‫التأهيل سهلة وناجحة‪ .‬ولكن في حالة عدم توفرها يجب عمل توثيق للمبنى للحفاظ عليه والعمل على‬
‫عدم اندثار معالمه مع الزمن‪.‬‬
‫‪ :8-4-3-2‬أساليب الحفاظ على التراث العمراني‪:‬‬
‫مهما يكن سبب المحافظة على الموقع‪ ،‬يجب توفير سبل الحفاظ‪ ،‬ليس على الوحدات المنفردة‬
‫فحسب‪ ،‬بل على الصفات (المعالم) األصلية للمنطقة ككل‪ ،‬وتختلف أساليب الحفاظ تبعا لنوع األثر أو‬
‫التراث العمراني وتتضمن األساليب التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬إعادة البناء‪ :‬يتضمن هذا األسلوب إعادة البناء المباني القديمة على مثل الحالة التي كانت عليها‬
‫فى الماضي‪.‬‬
‫‪ .2‬الترميم‪ :‬ترميم القطع والمباني التراثية إلى مثل الحالة التي كانت عليه في الماضي‪.‬‬
‫‪ .3‬التجديد‪ :‬ويتضمن التجديد استعمال مواد حديثة ومحاولة توصيل األثر إلى حالة قريبة من حالته‬
‫وقت إنشائه‪.‬‬
‫‪ .4‬اإلحياء‪ :‬وهو إحياء المنطقة التراثية ككل إلى ما كانت عليه من قبل بإضافة أنشطة ومرافق كانت‬
‫موجودة من قبل‪.‬‬
‫‪ .5‬إعادة اإلستخدام‪ :‬ويتضمن استخدام المبنى في نفس الغرض الذي انشئ او استخدامه في استخدام‬
‫جديد‪ .‬وهناك ثالث متغيرات تؤثر على نجاح تغيير االستخدام للمبانى الحالية الى استخدامات جديدة‪:‬‬
‫‪ ‬مقابلة المبنى الحتياجات برنامج االستخدام الجديد‪.‬‬
‫‪ ‬الجدوى االقتصادية لعمل التغييرات الالزمة مقابل إعادة البناء‪.‬‬
‫‪ ‬التزام المالك بإعادة االستخدام حتى ولو كانت التكلفة أكبر‪.‬‬
‫‪ .6‬اإلرتقاء‪ :‬اإلرتقاء بالمنطقة عمرانيا واجتماعيا واقتصاديا في سبيل تحسين مستوى بإضافة أنشطة لم‬
‫تكن متواجدة من قبل تتناسب مع متطلبات العصر الحديث‪.‬‬
‫لقد أثبتت التجارب العديدة في مسألة الحفاظ على التراث العمراني‪ ،‬أنه ال يمكن اإلكتفاء فقط‬
‫بالمحافظة على مجموعة من المباني واألوابد األثرية‪ ،‬بل أيضا يجب أن تتعداها إلى ضرورة اإلرتقاء‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬ ‫‪37‬‬

‫بالبنية الهيكلية للمدينة القديمة ككل‪ ،‬كذلك ال يمكن اإلكتفاء بحل مشكلة بعينها‪ ،‬بل أيضا ال بد من‬
‫النظر إليها من خالل انعكاساتها وتأثيراتها المتبادلة مع المشاكل األخرى التي تعاني منها المدينة‬
‫القديمة‪ ،‬فجدوى عمليات الحفاظ على التراث العمراني ال يمكن أن يكون مقتص ار على ترميم هنا وشق‬
‫شارع هناك‪ ،‬بل في إحداث تغير إيجابي في تناول الموضوع‪ ،‬ضمن إطار عملية تنطوي على إعادة‬
‫التأهيل واإلحياء‪ ،‬وتخطي الرؤية المحدودة في تناول األبنية والفراغات العمرانية بمعزل عن محيطها‬
‫العمراني واالجتماعي‪ .‬ال معنى للتراث إذا لم يتم استلهامه وتفهمه وتداوله‪ ،‬وال معنى له أيضا إذا لم يتم‬
‫اكتشاف مكنوناته وطاقاته الكامنة وقدرته على التغير والتطور ومجاراة الحاضر‪.‬‬
‫‪ :9-4-3-2‬المشاكل الرئيسية التي تواجه الحفاظ على التراث العمراني‪:‬‬
‫الحفاظ المعماري توجه جديد في العالم وخاصة في الدول العربية ويواجه الحفاظ المعماري‬
‫مجموعة من المشاكل يمكن ايعاز اسبابها الى التطور االجتماعي واالقتصادي وغياب الوعي بأهمية‬
‫التراث العمراني وعدم وجود التمويل الالزم لتحقيق الحفاظ وغياب الحماية القانونية وغياب مشاركة‬
‫المجتمع المحلي والقطاع الخاص وعدم وضع آليات مالئمة تساهم في زيادة مشاركة المجتمع المحلي‬
‫والقطاع الخاص في عملية الحفاظ‪ .‬كما ويمكننا إجمال المشاكل التي تواجه األبنية التراثية المشكلة‬
‫(‪)1‬‬
‫للتراث العمراني بما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬هدم العديد من األبنية التراثية لمصلحة التطوير واإلستثمار االقتصادي والتخطيط الحضري وبالتالي‬
‫تفكيك النسيج الحضري الممثل لثقافة األمة وحضارتها‪.‬‬
‫‪ .2‬عدم وجود حصر للمباني التراثية في العديد من الدول وخاصة الدول العربية‪.‬‬
‫‪ .3‬غياب الوعي بأهمية هذا التراث‪.‬‬
‫‪ .4‬الترميم العشوائي غير المدروس لألبنية من قبل أصحابها أو المستثمرين لعدم وجود قواعد أساسية‬
‫للترميم‪.‬‬
‫‪ :10-4-3-2‬مبادئ عمليات الحفاظ‪:‬‬
‫إن لعمليات الحفاظ مبادئ عامة أتفقت عليها الدول ونصت عليها القوانين والتشريعات الدولية‬
‫(‪)2‬‬
‫وهي على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ .1‬المشاركة المجتمعية‪ :‬تعتبر المشاركة المجتمعية من أهم المبادئ في عملية الحفاظ على التراث‬
‫المعماري إضافة إلى اسهامها في زيادة الوعي بأهمية الموضوع‪ ،‬وتتم المشاركة في جميع مراحل العمل‬
‫بالمشروع‪.‬‬

‫___________________________________________________‬
‫‪ -1‬خليل‪ ،‬مرفت مأمون‪ ،‬التنمية السياحية في مواقع التراث العمراني‪ ،‬التحديات والمعوقات‪:‬مدينة الكرك حالة دراسية ‪ :‬ورقة عمل مقدمة إلى ندوة التراث العمراني الوطني‬
‫وسبل المحافظة عليه وتنميته سياحيا‪ ،‬الرياض‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪.2003 ،‬‬
‫‪ -2‬حبش‪ ،‬ناديا والشافعي‪ ،‬مهند‪ ،‬الحفاظ على التراث المعماري في فلسطين تجارب حية‪ ،‬ورقة من مؤتمر العمل الهندسي الثاني في فلسطين‪.2005 ،‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬ ‫‪38‬‬

‫‪ .2‬األصالة‪ :‬إن من الضروري اإلهتمام بأصالة األثر وعدم تشويهه أو تزويره من أجل إظهاره بشكل‬
‫أجمل‪ ،‬فنتيجة التدخل في أي مبنى والحاجة إلى االضافات له لتأمين إستخدامه واستم ارريته فإن المبنى‬
‫يفقد جزء من قيمته األصلية‪ ،‬لذلك فإن من المتفق عليه عالميا من خالل المواثيق التي وضعت لضبط‬
‫عملية المحافظة ومنها البند الثالث من وثيقة البندقية والذي ينص أن الهدف من حماية وترميم المعالم‬
‫المعمارية هو التعامل معها كأدلة تاريخية وليس كأعمال فنية فقط لذلك يجب اإللتزام بما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬أصالة المواد من خالل المحافظة على القدر األكبر من المواد االصلية‪.‬‬
‫‪ ‬المحافظة على اإلنسجام ما بين القديم والحديث‪.‬‬
‫‪ ‬عدم السماح لسيطرة اإلضافات على الموقع األصلي من حيث النسب والتصميم‪.‬‬
‫‪ ‬مراعاة أصالة التقنيات واألنماط المختلفة في المبنى‪.‬‬
‫‪ .3‬قابلية اإلرجاع‪ :‬إعتمادا على مبدأ األصالة وعلى مواثيق المحافظة التي تنص على إمكانية استخدام‬
‫المواد الحديثة كما ورد في البند العاشر من وثيقة البندقية‪ ،‬من أجل تدعيم المباني التاريخية في عملية‬
‫الترميم يمكن استخدام جميع الوسائل والتقنيات الحديثة‪ ،‬تم اإلعتماد على المواد والتقنيات المستقبلية‬
‫للمعالجة وعدم تقييدها‪ ،‬باالضافة الى التقليل من االضرار التي قد تنجم عن تلك األضرار‪.‬‬
‫‪ :5-3-2‬تجارب عربية ومحلية في تطوير األحياء التاريخية‪:‬‬
‫تعتبر المناطق التاريخية واألثرية أحد مقومات التراث نظ ار لقيمتها التاريخية والثقافية والحضارية‬
‫التي ال يستهان بها وتربط المجتمع في العصر الحديث بجذوره التاريخية وتمثل مراكز جذب سياحي‬
‫وثقافي ذات ثقل كبير‪ ،‬كما أن وجود المناطق التاريخية واألثرية في المدن يعطي قيمة خاصة لهذه‬
‫المدن حيث أنه ال تخلو مدينة من مناطق تاريخية وأثرية هامة بها‪ ،‬ونظ ار ألن المدن عناصر ديناميكية‬
‫تنمو غالبا عمرانيا وسكانيا على مر العصور فقد تأثرت المناطق التاريخية بها بهذا النمو بشكل أو بآخر‬
‫حيث أن غالبية المناطق التاريخية تعرضت لتعديات مختلفة أدت إلى تدهور نسيجها الحضري األمر‬
‫الذي جعل الجهات المعنية بالدولة تهتم بعمليات الحفاظ على هذه المناطق واظهارها في كيانات عمرانية‬
‫مستقلة‪ ،‬ولذا كان ال بد من العمل على تسجيل هذا التأثير على المدينة المصرية ومحاولة إنقاذ المناطق‬
‫التاريخية بها لتظل محتفظة بصورتها األولى مع مواكبة ظروف العصر الحديث في التطور الذي‬
‫يتماشى مع هذه الصورة ولن يتأتى ذلك إال بالتفاعل بين هذه المناطق وبين المجتمعات الكائنة بها‬
‫وبمحيطها العمراني‪ ،‬ولقد تم إختيار هذه التجارب بناء على ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬أن يتواجد لها تشريع قانوني قديم نسبيا‪.‬‬
‫‪ ‬تواجد معلومات وبيانات عن الجوانب التشريعية والتنظيمية للمناطق التاريخية بهذه الدول‪.‬‬
‫‪ ‬توافر نشر عن هذه التجارب‪.‬‬
‫‪ :1-5-3-2‬الدراسة التحليلية لتجارب تطوير األحياء التاريخية‪:‬‬
‫تفاوتت نسب نجاح التجارب في الحفاظ على التراث واحياؤه حسب ظروف كل دولة‪ ،‬وقد‬
‫تقدمت كثير من الدول العربية في مجال إحياء التراث المعماري والعمراني وسوف ندرس هذه التجارب‬
‫للتعرف على أوجه النجاح في بعضها وأسباب القصور في البعض اآلخر لمحاولة تفادي أوجه القصور‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬ ‫‪39‬‬

‫في التجربة واإلستفادة من عوامل النجاح فيها‪ ،‬وكذلك لمحاولة الوصول ألسباب نجاح هذه التجارب‬
‫وامكانية التوصل لالستفادة منها‪ ،‬وتشتمل الدراسة التحليلية على بعض التجارب العربية والمحلية في‬
‫التعامل مع األحياء التاريخية والحفاظ على التراث ومن التجارب العربية التي تعرض لها البحث‪:‬‬
‫‪ .1‬تجربة المملكة العربية السعودية وفيها تناول البحث تجربة واحدة هي تجربة إعادة تأهيل المنطقة‬
‫القديمة بمدينة جدة‪.‬‬
‫‪ .2‬تجربة جمهورية اليمن وفيها تناول البحث تجربة واحدة هي تجربة إعادة تأهيل المنطقة القديمة‬
‫بمدينة صنعاء‪.‬‬
‫‪ .3‬التجربة الجزائرية وفيها تناول البحث تجربتان هما تجربة إعادة تأهيل المنطقة القديمة بمدينة الجزائر‬
‫وتجربة إعادة تأهيل وادي ميزاب‪.‬‬
‫‪ .4‬التجربة المغربية وفيها تناول البحث تجربتان هما تجربة مدينة فاس وتجربة مدينة أصيلة‪.‬‬
‫‪ .5‬التجربة السورية وفيها تناول البحث تجربة واحدة هي تجربة مدينة حلب‪.‬‬
‫وتم عمل مقارنة بين تجارب المحافظة على التراث سواء العربية أو المحلية من حيث الجوانب‬
‫العمرانية والجوانب اإلجتماعية والجوانب اإلدارية والتشريعية والجوانب التمويلية وكذلك تم عمل تقييم لكل‬
‫تجربة على حدى‪ .‬الجدول رقم (‪ ) 2-7‬يعرض أسماء التجارب العربية والمحلية في التعامل مع األحياء‬
‫التاريخية والتي خضعت للدراسة التحليلية في البحث كما يلي‪:‬‬
‫التجارب العربية والمحلية في التعامل مع األحياء التاريخية‬
‫المدينة التي خضعت للدراسة‬ ‫أسم التجربة‬ ‫رقم التجربة‬
‫تجربة إعادة تأهيل المنطقة القديمة بمدينة جدة‬ ‫التجربة السعودية‬ ‫‪1‬‬
‫تجربة إعادة تأهيل المنطقة القديمة بمدينة صنعاء‬ ‫التجربة اليمنية‬ ‫‪2‬‬
‫تجربة إعادة تأهيل المنطقة القديمة بمدينة الجزائر‬ ‫التجربة الجزائرية‬ ‫‪3‬‬
‫تجربة إعادة تأهيل مدينة أصيلة‬ ‫التجربة المغربية‬ ‫‪4‬‬
‫مشروع إنقاذ مدينة حلب‬ ‫التجربة السورية‬ ‫‪5‬‬
‫الجدول (‪ )2-7‬يوضح التجارب العربية والمحلية في التعامل مع األحياء التاريخية‬
‫(المصدر‪ :‬إعداد الباحثة)‬

‫وستتم دراسة التجارب من خالل عدة محاور وذلك كما يلي‪:‬‬


‫‪ .1‬توصيف عام للتجربة‪.‬‬
‫‪ .2‬تحليل كل تجربة من حيث (هدف التجربة‪ ،‬المعوقات‪ ،‬السياسات واالستراتيجيات المقترحة‪ ،‬آلية‬
‫العمل‪ ،‬مراحل المشروع‪ ،‬برنامج المشروع‪ ،‬الجوانب العمرانية والجوانب االجتماعية والجوانب اإلدارية‬
‫والتشريعية والجوانب التمويلية)‪.‬‬
‫‪ .3‬تقييم كل تجربة (اإليجابيات – نقاط الضعف)‪.‬‬
‫‪ .4‬مقارنة تقييم التجارب من حيث الجوانب العمرانية والجوانب اإلجتماعية والجوانب اإلدارية والتشريعية‬
‫والجوانب التمويلية‪.‬‬
‫‪ .5‬نتائج الدراسة التحليلية للتجارب‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬ ‫‪40‬‬

‫‪ ‬التجربة األولى (تجربة المملكة العربية السعودية‪ -‬مدينة جدة)‪:‬‬


‫تقع مدينة جدة على الساحل الغربي للمملكة العربية السعودية‪ ،‬وتعتبر مدينة جدة القديمة‬
‫نموذجا للمدينة اإلسالمية ذات الطابع الخاص‪ ،‬وقد أدى تاريخها الواضح والعريق وتراثها إلى تسميتها‬
‫بعروس البحر األحمر‪.‬‬

‫الشكل (‪ )2-9‬يوضح صور قديمة لمدينة جدة التاريخية‬


‫(المصدر‪ :‬اإلبياري‪ ،‬ناهد نجا‪ ،‬النمو العمراني للمدن المصرية وتأثيره على المناطق األثرية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة طنطا‪)1002 ،‬‬

‫تتكون البنية الحضرية لمدينة جدة القديمة من‪:‬‬


‫‪ ‬شوارع ضيقة والقديمة منها غير ممهدة باإلضافة إلى ساحات صغيرة‪.‬‬
‫‪ ‬أربع حارات رئيسية (حارة الشام والمظلوم واليمن والبحر) تضم مساكن عالية الكثافة‬
‫السكانية‪.‬‬

‫الشكل (‪ )2-10‬يوضح مبنى تراثي في المنطقة التاريخية بجدة‬


‫(المصدر‪ :‬اإلبياري‪ ،‬ناهد نجا‪ ،‬النمو العمراني للمدن المصرية وتأثيره على المناطق األثرية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة طنطا‪)1002 ،‬‬

‫‪ ‬الخانات التجارية ‪ -‬مستودعات البضائع ‪ -‬مخازن الحبوب – األسواق‪.‬‬

‫الشكل (‪ )2-11‬يوضح األسواق القديمة بالمنطقة التاريخية بجدة‬


‫(المصدر‪ :‬اإلبياري‪ ،‬ناهد نجا‪ ،‬النمو العمراني للمدن المصرية وتأثيره على المناطق األثرية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة طنطا‪)1002 ،‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬ ‫‪41‬‬

‫‪ .1‬توصيف عام للتجربة‪:‬‬


‫تعاني مدينة جدة القديمة العديد من المشاكل التي أدت إلى تدهورها‪ .‬وقد تنبهت أمانة جدة‬
‫للخطر الذي يهدد المدينة القديمة فبادرت لحماية ما تبقى من تراثها‪ .‬ويمكن تلخيص المشاكل على‬
‫( ‪)1‬‬
‫الشكل التالي‪:‬‬
‫‪ ‬هدم األسوار وازالة المباني القديمة بسبب الزيادة السكانية والحاجة إلى مساكن جديدة‪.‬‬
‫‪ ‬تدهور وانهيار المباني القديمة بسبب هجرة السكان األصليين وترك المباني دون ترميم أو تجديد‪.‬‬
‫‪ ‬تم بناء أحياء تجارية وسكنية باألسلوب الغربي على الحدود الخارجية للمدينة القديمة‪ ،‬كما تم‬
‫إضافة الخرسانة إلى العمارات التقليدية كمادة رئيسية في البناء مما هدد بتدمير النسيج العمراني‬
‫والطابع المميز للمدينة القديمة‪.‬‬
‫‪ ‬نقص الدمج بين القديم والحديث بسبب سرعة عملية التحضر فلم يكن هناك وقت لتحقيق تجانس‬
‫بين القديم والحديث أو الدمج بينهما‪.‬‬

‫الشكل (‪ )2-12‬يوضح موقع مدينة جدة‬


‫(المصدر‪ :‬اإلبياري‪ ،‬ناهد نجا‪ ،‬النمو العمراني للمدن المصرية وتأثيره على المناطق األثرية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة طنطا‪)1002 ،‬‬

‫‪ .2‬تحليل التجربة‪:‬‬
‫‪ ‬هدف التجربة‪ :‬تهدف التجربة إلى حماية التراث من خالل‪:‬‬
‫‪ ‬الحفاظ على النسيج العمراني التقليدي للمدينة القديمة‪.‬‬
‫‪ ‬الحفاظ على المباني المعمارية الهامة وترميمها واعادة استخدامها الستيعاب متطلبات الحياة‬
‫الحديثة‪.‬‬
‫‪ ‬سن القوانين الخاصة بالمباني الجديدة بالمنطقة‪.‬‬
‫‪ ‬إستعادة نشاط المدينة القديمة من خالل إحياء منطقة المركز التجاري‪.‬‬
‫‪ ‬المعوقات‪ :‬هناك بعض التحديات والصعوبات التي واجهت تنفيذ المشروع وتتمثل في‪:‬‬
‫‪ ‬نقص االهتمام العام والوعي السكاني بأهمية هذه المشروعات‪.‬‬
‫‪ ‬انخفاض أسعار األراضي مما جعل الفرصة متاحة أمام القطاع الخاص إلمتالك تلك األراضي‪،‬‬
‫وبالتالي أصبح من الصعب أن تتحكم الحكومة في عمليات التطوير‪ ،‬وأدى ذلك إلى ظهور‬
‫مشكالت خاصة بالخدمات األساسية الالزمة للسكان‪.‬‬

‫___________________________________________________‬
‫‪Eunice,M.Lin,Conservation of the old town of Jeddah -1‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬ ‫‪42‬‬

‫‪ ‬لم يؤخذ دخول السيارات إلى المدينة في االعتبار عند تخطيطها وبالتالي لم يكن من السهل‬
‫دخول سيارات الخدمة والطوارئ إليها‪ ،‬فتم فتح طرق للسيارات هددت نسيج المدينة حيث أدى‬
‫تطوير شبكات الطرق والمرافق والخدمات العامة إلى ضياع الوجه الحضاري للمدينة‪.‬‬
‫‪ ‬السياسات واالستراتيجيات المقترحة‪:‬‬
‫‪ ‬سياسة أساسية (الحفاظ العمراني – التنمية العمرانية)‪.‬‬
‫‪ ‬سياسات فرعية (إعادة االستخدام – صيانة والترميم)‪.‬‬
‫‪ ‬آلية العمل‪ :‬تمت دراسة الحفاظ العمراني لمدينة جدة القديمة في ظل التخطيط العام للمدينة‬
‫فقسمت إلى ثالثة مناطق لصياغة سياسات الحفاظ والتنمية العمرانية المالئمة لكل منها بحيث‬
‫يسهل التنفيذ والمتابعة‪.‬‬
‫‪ ‬المنطقة األولى‪ :‬وتحوي أغلب المباني التراثية وتحدد فيها االستعماالت واالشتراطات البنائية‬
‫للحفاظ على طابعها القديم‪.‬‬
‫‪ ‬المنطقة الثانية‪ :‬تحتوي على الخدمات التجارية واإلدارية في إطار نمط عمراني متوافق مع‬
‫المدينة القديمة‪.‬‬
‫‪ ‬المنطقة الثالثة‪ :‬تم تحديد اشتراطات البناء والتنمية المستقبلية لالستعماالت السكنية القائمة بها‪.‬‬

‫الشكل (‪ )2-13‬يوضح منطقة مشروع الحفاظ على المدينة القديمة‬


‫(المصدر‪ :‬اإلبياري‪ ،‬ناهد نجا‪ ،‬النمو العمراني للمدن المصرية وتأثيره على المناطق األثرية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة طنطا‪)1002 ،‬‬

‫‪ ‬مراحل المشروع‪ :‬قامت أمانة جدة بوضع مخطط الحفاظ على المنطقة األولى‪ ،‬وتم تقسيم‬
‫المشروع إلى مرحلتين‪:‬‬
‫‪ ‬المرحلة األولى‪ :‬تتضمن دراسة مفصلة عن المدينة القديمة تنفذ تحت رعاية الشركة الهندسية‬
‫البريطانية التابعة لـ ‪ . RMJM‬وقد تم تصنيف ‪ 6111‬منزل ذات أهمية من بينهم ‪ 9٥‬مبنى ذو‬
‫أهمية قومية و‪ ٢٤1‬مبنى ذو أهمية محلية‪ .‬وتم تسجيل وتوثيق المعلومات الخاصة بأحوال‬
‫المنازل التي تمثل قيمة تاريخية‪ ،‬حيث اعتبرت هذه الوثائق بمثابة المبادئ التي تم التخطيط‬
‫على أساسها لعمليات إعادة التأهيل والتي شملت مبدأين هما‪ :‬استبدال المباني التي تم هدمها‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬ ‫‪43‬‬

‫بأخرى جديدة واعادة طالء واجهات المباني والشرفات واألسطح ومساحات الفضاء المتواجدة‬
‫أمام المنازل‪ ،‬وادخال الخدمات األساسية وتشجيع القطاعات الحكومية لالنتهاء من الخدمات‬
‫األساسية بالمنطقة‪ .‬كما تم في هذه المرحلة رصف الشوارع (المجلس المحلي قام بتغطية‬
‫الشوارع المليئة باألحجار والرمال والجرانيت فتغيرت هيئة الشوارع الرملية إلى شوارع مرصوفة‬
‫ممهدة باألحجار مما زاد من قيمتها)‪.‬‬
‫‪ ‬المرحلة الثانية‪ :‬وضع القوانين الخاصة بمشروعات البناء لكي يتمكن المجلس المحلي من‬
‫التحكم في هيئة وتطوير المباني‪ ،‬كما تم تحديد المعايير المناسبة للمشروعات الخاصة بترميم‬
‫مباني المدينة القديمة‪ .‬إضافة إلى االنتهاء من مشروعات الترميم الفردية التي تتمثل في منازل‬
‫التجار‪ .‬كما تمت المحافظة على النسيج العمراني التقليدي دون اإلضرار به من خالل الطرق‬
‫السريعة أو الشوارع الخاصة بالسيارات‪ ،‬حيث تم دراسة األماكن الخاصة بمواقف السيارات‬
‫بحيث ال يسمح بدخول السيارات العامة للمنطقة والسماح لألهالي بإدخال سياراتهم إلى أماكن‬
‫محددة‪ .‬كما تم تقسيم المنطقة إلى أربعة أقسام خصص بكل قسم أماكن محددة لوقوف‬
‫السيارات لها مداخل ومخارج خاصة تخضع للرقابة‪.‬‬

‫الشكل (‪ )2-14‬يوضح رسم تخيلي لتطوير المنطقة التاريخية بجدة‬


‫(المصدر‪ :‬اإلبياري‪ ،‬ناهد نجا‪ ،‬النمو العمراني للمدن المصرية وتأثيره على المناطق األثرية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة طنطا‪)1002 ،‬‬

‫‪ ‬برنامج المشروع‪:‬‬
‫‪ ‬التنقيب والبحث عن آثار وأعمال العصور القديمة‪.‬‬
‫‪ ‬استعادة النظم الخاصة بشبكات المياه والتي كانت تصنع من القناطر الحجرية‪.‬‬
‫‪ ‬تشجيع أصحاب الدور القديمة لترميم دورهم‪.‬‬
‫‪ ‬تشجيع رجال األعمال لشراء بعض هذه الدور وتحويلها إلى مواقع خدمات‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬ ‫‪44‬‬

‫‪ ‬الجوانب العمرانية والجوانب اإلجتماعية والجوانب اإلدارية والتشريعية والجوانب التمويلية‪:‬‬


‫تقييم التجربة السعودية‬
‫التجربة السعودية‬ ‫البيان‬
‫تمت الدراسة في ظل التخطيط العام لمدينة جدة فقسمت المدينة‬ ‫‪‬‬
‫لثالث مناطق‪.‬‬
‫الفكر التخطيطي‬
‫تم الحفاظ على النسيج العمراني التقليدى للمدينة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وضع أماكن انتظار للسيارات في أماكن مراقبة‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫الجوانب العمرانية‬
‫تم الحفاظ على المباني التاريخية والتراثية واعادة استخدام بعضها‬ ‫‪‬‬
‫وتحويله إلى مواقع خدمات‪.‬‬ ‫الفكر التصميمي‬
‫االهتمام بالفراغات العمرانية واستخدام النافورات والنباتات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫لم تغفل التجربة العوامل االجتماعية‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫الجوانب االجتماعية‬
‫وضعت بعض التشريعات ليتم في إطارها المشروع‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫الجوانب اإلدارية والتشريعية‬
‫تم تحديد المعايير للمشروعات الخاصة بترميم المباني القديم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وضع إطار إداري لعملية الحفاظ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أمانة جدة‬ ‫‪‬‬ ‫الجوانب التمويلية‬
‫الجدول (‪ )2-8‬يوضح تقييم التجربة السعودية‬
‫(المصدر‪ :‬اإلبياري‪ ،‬ناهد نجا‪ ،‬النمو العمراني للمدن المصرية وتأثيره على المناطق األثرية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة طنطا‪)1002 ،‬‬

‫‪ .3‬تقييم التجربة‪:‬‬
‫‪ ‬وجهت القوانين الخاصة التي تم وضعها النمو حول المنطقة القديمة مما ضمن نجاح تنفيذ‬
‫المشروع‪.‬‬
‫‪ ‬نجح المشروع في إعادة الحياة التقليدية بالمدينة حيث عمل على استعادة األنشطة التجارية‬
‫والحرفية القديمة مع توفير أماكن التجمع والجلوس‪.‬‬
‫‪ ‬شجعت استخدام سياسة إعادة االستخدام رجال األعمال لشراء بعض المباني القديمة وترميمها‬
‫واعادة إستخدامها كمواقع خدمات عامة مع الحفاظ على طابعها المميز‪.‬‬
‫‪ ‬لم يشترك المجتمع في المشروع بقدر كافي‪.‬‬
‫‪ ‬التجربة الثانية (تجربة جمهورية اليمن – مدينة صنعاء)‪:‬‬
‫تقع مدينة صنعاء في منطقة أرض خصبة ترتفع عن مستوى البحر حوالي ‪1111‬م‪ ،‬كما أنها‬
‫تبعد عن ساحل البحر األحمر حوالي ‪611‬كم وتعتبر ملتقى الطرق المؤدية إلى الجبال اليمنية وتقع‬
‫على أطراف القارة اإلفريقية حيث توجد عند ملتقى البحر األحمر بالمحيط الهندي لذا توصف بأنها‬
‫األرض المركزية العتيقة لدى العرب‪ .‬ونظ ار لموقع دولة اليمن المتميز في الجزء الجنوبي الغربي من شبه‬
‫الجزيرة العربية فقد تعددت المستوطنات بها حيث ترجع بداية إقامة تلك المستوطنات إلى عام ‪9111‬‬
‫قبل الميالد‪ ،‬كما ترجع إقامة المستوطنات الحضرية في الصحراء الشرقية بها إلى عام ‪ 6111‬قبل‬
‫الميالد‪ .‬وتعرضت البنية األساسية للمدينة لخطر حقيقي عام ‪6791‬م حيث كانت على وشك االختفاء‬
‫الكامل نتيجة‪:‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬ ‫‪45‬‬

‫‪ ‬التدهور العمراني الذي هدد المدينة القديمة وتراثها العمراني الفريد وذلك نتيجة االنفتاح على‬
‫العالم الخارجي والنمو والتطور اللذان تبعا الق اررات الخاصة بجعل مدينة صنعاء عاصمة‬
‫الجمهورية العربية اليمنية الجديدة مما أدى إلى فرض تحديات جديدة أمام المدينة‪.‬‬
‫‪ ‬كما أدت الزيادة في الكثافة السكانية إلى زيادة الضغط على المباني التاريخية والبنية التحتية‬
‫بالمدينة القديمة‪.‬‬
‫لذلك اتخذت بعض اإلجراءات الخاصة مع بداية االنفتاح البترولي في منطقة الخليج العربي فتم‬
‫تشكيل هيئة عامة للحفاظ على صنعاء القديمة عام ‪67٥٤‬م والتي امتد نشاطها عام ‪67٥9‬م ليغطي‬
‫جميع أجزاء اليمن وقد تغير اسمها إلى الهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية باليمن‪ ،‬وبناءا على‬
‫طلب الجمهورية اليمنية أرسلت منظمة اليونسكو فريق عمل دولي لترميم المدينة في أوائل عام ‪67٥1‬م‪،‬‬
‫فتم وضع خطط للحفاظ على مدينة صنعاء بواسطة الهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية بالتعاون‬
‫مع اليونسكو والمعونات الفنية والتمويلية من إيطاليا وهولندا وكوريا والنرويج وسويس ار والواليات المتحدة‪،‬‬
‫وبعد بذل مجهودات كبيرة في الترميم واعادة التأهيل أصبحت مدينة صنعاء تمثل موقعا للتراث العالمي‬
‫بمنظمة اليونسكو عام ‪67٥٥‬م كما فازت بجائزة األغاخان للعمارة عام ‪6779‬م‪.‬‬
‫‪ .1‬توصيف عام للتجربة‪:‬‬
‫‪ ‬أهمية مدينة صنعاء القديمة‪:‬‬
‫‪ ‬احتلت مدينة صنعاء مرك از سياسيا واقتصاديا وتجاريا هاما في جنوب غرب شبه الجزيرة‬
‫العربية‪.‬‬
‫‪ ‬تراثها الدينى والثقافي (حيث تحتوي على ‪ 611‬مسجد‪ 61 ،‬حمام‪ 1911 ،‬منزل‪ ٥111 ،‬برج‬
‫طيني قديم مرتفع من تراثها المعماري المتميز)‪.‬‬
‫‪ ‬تهتم الحكومة اليمنية بالحفاظ على العمارة اليمنية التقليدية واحياؤها لما تمثله من داللة‬
‫اجتماعية‪.‬‬

‫الشكل (‪ )2-15‬يوضح موقع مدينة صنعاء‬


‫(المصدر‪ :‬اإلبياري‪ ،‬ناهد نجا‪ ،‬النمو العمراني للمدن المصرية وتأثيره على المناطق األثرية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة طنطا‪)1002 ،‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬ ‫‪46‬‬

‫‪ ‬وصف مدينة صنعاء القديمة‪ :‬تتميز مدينة صنعاء القديمة بـ‪:‬‬


‫‪ ‬طابعها المعماري التقليدي المبتعد عن االفتعال والتقليد ويعكس تخطيط المدينة الطريقة الهرمية‬
‫المتدرجة من العام إلى الخاص فمن الحي المنظم عمرانيا حول المسجد والساحة الصغيرة إلى‬
‫تتابعات الشوارع الصغيرة دون اختراق البساتين التي تعتبر من أهم المالمح المميزة لمدينة‬
‫صنعاء حيث تعطي خصوصية كاملة لسكان المدينة‪.‬‬
‫‪ ‬تراث معماري فني يتكون من المباني متعددة الطوابق ذات الزخارف الهندسية واألشرطة المنفذة‬
‫من الجبس وشوارعها الضيقة التي تتناثر حولها المنازل الريفية وحدائقها الحضرية ومآذنها‬
‫والعديد من اآلثار القيمة التي تترك أث ار عظيما على كل من زارها‪.‬‬
‫‪ ‬تمتلئ الشوارع بالمباني المرتفعة التي يتراوح ارتفاعها إلى تسعة أدوار‪ ،‬وقد تم بناء هذه المنازل‬
‫من األحجار المربعة وترتفع عن سطح الشارع بمقدار ‪ 61:1‬م‪ .‬ويعتمد الفن المعماري التقليدي‬
‫على األحجار والطوب باإلضافة إلى الجبس في عمليات البناء‪.‬‬
‫‪ ‬وتأخذ المنازل هيئة األبراج الدائرية أو المربعة وفي نهايتها توجد حجرات مستطيلة الشكل‪.‬‬
‫وتتميز مباني صنعاء بالهيئة المنظمة إذ يوجد توازن بينها وبين حجم الشوارع‪،‬كما أن واجهات‬
‫المباني تتبع النمط التقليدي القديم وتعكس الشخصية الفريدة للمدينة‪.‬‬
‫‪ ‬يتميز النسيج العمراني للمدينة بالشوارع الضيقة وانتشار المناطق الخضراء الموزعة بانتظام‬
‫على المدينة في شكل بساتين والتي تعمل كرئات للمناطق السكنية ذات الكثافة العالية كما‬
‫تعتبر أيضا عنص ار جماليا بالمدينة‪.‬‬
‫‪ ‬المشاكل التي أدت إلى تدهور مدينة صنعاء القديمة‪ :‬تعاني مدينة صنعاء القديمة العديد من‬
‫المشاكل التي أدت إلى تدهورها‪ .‬ويمكن تلخيص المشاكل على الشكل التالي‪:‬‬
‫‪ ‬زيادة الكثافة السكانية بالمدينة مما نتج عنه ضغط على المباني التاريخية والبنية التحتية‪.‬‬
‫‪ ‬دخول المركبات في الشوارع الضيقة التي ال تتالئم مع هذه الحركة مما أدى إلى حدوث‬
‫اختناقات مرورية‪ ،‬كذلك تحدث االختناقات بسبب انتظار السيارات بهذه الشوارع مما يعوق‬
‫حركة المشاة والسيارات في كثير من األماكن‪.‬‬
‫‪ ‬نقل العديد من الخدمات األولية إلى خارج المدينة مما ترتب عليه انتقال السكان األثرياء خارج‬
‫المدينة نتيجة لنقص الخدمات وعدم النظافة في الشوارع مما جعلها تمثل بيئة سيئة غير‬
‫صالحة‪.‬‬
‫‪ ‬سمح التطور االقتصادي بدخول التكنولوجيا الحديثة في مجال البناء والتشييد فتم بناء مباني‬
‫جديدة بجانب القديمة مما ساهم في تشويه بنية الشوارع كما تناقضت مواد بناؤها الحديثة مع‬
‫مواد البناء التقليدية البسيطة‪.‬‬
‫‪ ‬سوء حالة الشوارع وخاصة في حالة سقوط األمطار حيث تصبح األرض طينية مما يمثل‬
‫صعوبة في االنتقال لذا يجب رصف الشوارع مع عمل نظام لصرف مياه األمطار‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬ ‫‪47‬‬

‫‪ ‬ظهور العديد من الشروخ واالنهيارات السريعة بسب المياه الجوفية الناشئة عن رشح أنابيب‬
‫المياه الذي ترتب على توفير المياه دون مراعاة تحديث شبكات الصرف الصحي مما أدى إلى‬
‫انهيار عدد كبير من المباني التاريخية يصل عددها إلى ‪٢1‬مبنى ما بين عامي ‪-6797‬‬
‫‪679٥‬م‪.‬‬
‫‪ .2‬تحليل التجربة‪:‬‬
‫‪ ‬هدف التجربة‪ :‬تتلخص أهداف التجربة فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬تحسين مستوى المعيشة بالمدينة مع عمل توازن بين متطلبات مشروعات التطوير‪.‬‬
‫‪ ‬ترميم البنية الخارجية للمباني بالمدينة وكذلك المباني األثرية من أجل الحفاظ على شخصية‬
‫المدينة الفريدة وتاريخها المجيد‪.‬‬
‫‪ ‬التأكيد على ضرورة تنفيذ مشروعات الترميم واعادة التأهيل على النمط التقليدي للحياة الذي‬
‫ساد المدينة في العصور الوسطى كلما أمكن دون إعاقة التطورات التي يتم تنفيذها في أسلوب‬
‫الحياة الحضرية ودون التغاضي عن رغبة السكان في التغيير والتطور‪.‬‬
‫‪ ‬حل مشكالت المياه والشوارع المزدحمة وخطوط المرور المزدحمة ووصالت لكهرباء الغير‬
‫مغطاة ونقص وسائل الراحة العامة والحد من مشروعات التحديث التي قد تكون بال جدوى‪.‬‬
‫‪ ‬السياسات واالستراتيجيات المقترحة‪:‬‬
‫‪ ‬سياسة أساسية (الحفاظ)‪.‬‬
‫‪ ‬سياسات فرعية (إعادة االستخدام – ترميم وتجديد المباني األثرية)‪.‬‬
‫‪ ‬آلية العمل‪ :‬بدأ العمل في المشروع منذ بداية عام ‪67٥9‬م وما زال العمل مستم ار‪ ،‬وبالنسبة إلى‬
‫الجهة الدارسة (المساهمون األساسيين في خطة ترميم وتجديد مدينة صنعاء) فهم‪:‬‬
‫‪ ‬الحكومة اليمنية (مكتب الرئيس)‪.‬‬
‫‪ ‬المنظمة العامة للحفاظ على المدن التاريخية بالجمهورية اليمنية‪.‬‬
‫‪ ‬المواطنين في مدينة صنعاء‪.‬‬
‫‪ ‬الحرفيين المحليين في مدينة صنعاء‪.‬‬
‫‪ ‬منظمة اليونسكو وهيئة األمم المتحدة للتخطيط والمستثمرين والمخططين األجانب‪.‬‬
‫أما بالنسبة إلى التمويل فهم‪:‬‬
‫‪ ‬الجهات الممولة في الدولة (الحكومة اليمنية)‪.‬‬
‫‪ ‬الدعم من السكان‪.‬‬
‫‪ ‬منظمة اليونسكو ومؤسسات أخرى خارجية (فريق عمل دولي يضم المعونات الفنية والتمويلية‬
‫من إيطاليا وهولندا وكوريا والنرويج وسويس ار والواليات المتحدة)‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬ ‫‪48‬‬

‫‪ ‬مراحل المشروع‪:‬‬
‫‪ ‬دراسة فنية لشبكات المرافق أعقبها تخصيص الحكومة اليمنية حوالي ‪ 66‬مليون دوالر لتحسين‬
‫شبكات المياه والصرف الصحي كما وافقت على رصف شوارع وأزقة المدينة بأحجار البازلت‬
‫األسود واألحجار الجيرية البيضاء‪.‬‬
‫‪ ‬تم بناء سور من الطين بالمدينة وال يزال موجودا حتى اآلن‪.‬‬
‫‪ ‬تم تشجيع المالك في جميع أنحاء المدينة على تجديد منازلهم وذلك تحت رعاية المنظمة العامة‬
‫للحفاظ على المدن التاريخية‪.‬‬
‫‪ ‬ساهم السويسريون واإليطاليون وغيرهم في استكمال تجديد تلك المباني بهدف استخدامها‬
‫كفنادق أو مراكز ثقافية أو مساكن خاصة‪.‬‬
‫‪ ‬تم المزج بين أسلوب البناء التقليدي وأسلوب البناء العصري أثناء القيام بعمليات الترميم‬
‫والتجديد‪.‬‬
‫‪ ‬تم توفير وسائل المواصالت التي تخدم الذاهبين إلى األسواق الجديدة مما أدى إلى زيادة حجم‬
‫األموال بالمنطقة وازدهار اقتصادها بشكل كبير‪.‬‬

‫الشكل (‪ )2-16‬يوضح النسيج العمراني لمدينة صنعاء القديمة‬


‫(المصدر‪ :‬اإلبياري‪ ،‬ناهد نجا‪ ،‬النمو العمراني للمدن المصرية وتأثيره على المناطق األثرية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة طنطا‪)1002 ،‬‬

‫‪ ‬برنامج المشروع‪ :‬أشتمل برنامج المشروع (برنامج الحفاظ) على‪:‬‬


‫‪ ‬تحسين الحياة الثقافية بالمدينة وذلك بإقامة المعارض الفنية والمراكز الثقافية الحرفية التي‬
‫شجعت بدورها الفنون ووفرت العديد من فرص العمل للحرفيين‪.‬‬
‫‪ ‬تحسين الخدمات ووقف تدهور الظروف المعيشية والحد من ظاهرة هجرة السكان‪.‬‬
‫‪ ‬ترميم العديد من المباني القديمة من بينها (الدار البيضاء) التي أصبحت مق ار للهيئة‪.‬‬
‫‪ ‬ترميم مباني واعادة استخدامها مثل (بيت مطهر الذي تحول إلى مدرسة فنية للبنات ‪ -‬سمسرة‬
‫المنصورية الذي افتتح به معرض للفنون ‪ -‬وكثير من المباني القديمة التي استغلت كمراكز‬
‫حرفية ودور للضيافة)‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬ ‫‪49‬‬

‫‪ ‬تم تدريب المعماريين والحرفيين اليمنيين على أعمال الصيانة من خالل األعمال المنجزة في‬
‫بداية المشروع مما أتاح الفرصة لهم لمواصلة عملهم بإقتدار‪.‬‬
‫‪ ‬الجوانب العمرانية والجوانب االجتماعية والجوانب اإلدارية والتشريعية والجوانب التمويلية‪:‬‬
‫تقييم التجربة اليمنية‬
‫التجربة اليمنية‬ ‫البيان‬
‫وجود النظرة التخطيطية الشاملة للمناطق التاريخية‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫الفكر التخطيطي‬
‫تم المزج بين أسلوب البناء التقليدي والحديث أثناء عمليات الترميم‬ ‫‪‬‬ ‫الجوانب العمرانية‬
‫الفكر التصميمي‬
‫للمساكن‪.‬‬
‫المشروع يهدف إلى تحسين مستوى المعيشة بالمدينة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الجوانب االجتماعية‬
‫عمل توازن بين متطلبات مشروع التطوير وتحسين بنية المدينة ككل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫نقص التقنية الالزمة والتدريب والمساعدة مما أدى إلى محدودية دور‬ ‫‪‬‬
‫الهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية‪.‬‬ ‫الجوانب اإلدارية والتشريعية‬
‫كان االهتمام كله منصب على إعداد البنية التحتية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الجهات الممولة في الدولة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫منظمة اليونسكو ومؤسسات أخرى خارجية‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫الجوانب التمويلية‬
‫الدعم من السكان‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الجدول (‪ )2-9‬يوضح تقييم التجربة اليمنية‬
‫(المصدر‪ :‬اإلبياري‪ ،‬ناهد نجا‪ ،‬النمو العمراني للمدن المصرية وتأثيره على المناطق األثرية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة طنطا‪)1002 ،‬‬

‫‪ .3‬تقييم التجربة‪:‬‬
‫‪ ‬نجحت المنظمة العامة للحفاظ على المدن التاريخية على تحفيز التضافر بين الجهات‬
‫الحكومية والمشروعات الثنائية والمشروعات الممتدة‪ ،‬كما ساعدت على تحسين جودة الحياة في‬
‫مدينة صنعاء القديمة ومن ثم رفح الروح المعنوية للسكان‪.‬‬
‫‪ ‬وقد شجعت الحكومة جمعيات التنمية المحلية وبرامجها الخاصة للمساهمة في شق الطرق وبناء‬
‫الخدمات المختلفة إال أن هذا الدور أصبح محدودا نتيجة نقص التقنية والتدريب والمساعدة‪.‬‬
‫‪ ‬وبالرغم من ذلك فقد أدت محدودية إمكانيات و ازرة األشغال العامة واهتمام الو ازرات األخرى‬
‫بإعداد البنية التحتية إلى خلق نوع من الحرية في التصرف الشامل حيث تدخلت كل جهة من‬
‫الحكومة في صناعة البناء وبدأت مشاريع ضخمة فغاب وجود التنسيق فيما بين هذه الجهات‪.‬‬
‫‪ ‬التجربة الثالثة (تجربة الجزائر – مدينة الجزائر)‪:‬‬
‫تعتبر الجزائر من الدول العربية التي اهتمت بالتراث من عشرات السنين حيث تم إصدار‬
‫القانون رقم ‪ 619‬الخاص بحماية اآلثار لعام ‪6716‬م والذي عني باألماكن والمواقع األثرية والتاريخية‬
‫والحفاظ عليها‪ ،‬وقد أولت هذه األماكن والمواقع باإلهتمام والحفاظ واعادة االستعمال مع إحياء الطابع‬
‫المتميز في المناطق الجديدة‪.‬‬
‫‪ .1‬توصيف عام للتجربة‪:‬‬
‫عندما أحتلت الجزائر من قبل الفرنسيين في عام ‪6٥٢1‬م كان عدد سكان مدينة الجزائر يتراوح‬
‫بين (‪ ٢1 - 19‬ألف ساكن) يحتلون مساحة على شكل مثلث تقدر ‪ ٢16‬هكتا ار ‪ ،‬وكانت المدينة محمية‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬ ‫‪50‬‬

‫بأسوار وحصون عسكرية عالية ولها عدة أبواب كمنافذ لها هي أبواب الجديد وعزون والوادي وتتميز‬
‫المدينة القديمة التي تسمى القصبة باحتوائها على كنز في الفن المعماري التاريخي وطابع معماري مميز‬
‫يظهرها بصورة رائعة باإلضافة إلى القصور الفخمة المستمرة بشموخها وبقائها الذي يتحدى الزمن وتتوزع‬
‫المحالت والمدارس والمساجد بنظام دقيق يجعل النسيج العمراني متناسقا مؤكدا للمعالم التاريخية‬
‫الموجودة بالقصبة‪.‬‬

‫الشكل (‪ )2-17‬يوضح مدينة الجزائر القديمة‬


‫(المصدر‪ :‬اإلبياري‪ ،‬ناهد نجا‪ ،‬النمو العمراني للمدن المصرية وتأثيره على المناطق األثرية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة طنطا‪)1002 ،‬‬

‫وقد وصلت هذه الخلية األم من ‪ 19‬ألفا إلى ‪ 71‬ألف ساكنا بكثافة حوالي ‪ ٢111‬ساكن في‬
‫الهكتار الواحد وهي من أكبر الكثافات في العالم‪ ،‬وأمام هذا الضغط الكبير والمستمر فإن مقاومة المباني‬
‫قد ضعفت وتدهور عمران هذه المنطقة وأصبحت تحتاج إلى التدخل للحفاظ على هذا الميراث الثقافي‬
‫والفني الفريد بطابعه المعماري اإلسالمي الذي لم يبقى منه إال ‪ 6911‬منزل في حالة متدهورة قررت‬
‫الحكومة الجزائرية ترميمها واعادة االعتبار لها في إطار خطة الصيانة والوقاية للمدينة القديمة‪ .‬أصبح‬
‫من الضروري تحديد ووضع سياسة عاجلة من أجل صيانة ووقاية المدينة التاريخية ذات الجانب الثقافي‬
‫الهام وفي إطار التوجيه العام (المخطط العام) حددت كثير من العمليات للقيام بها من أهمها إصالح‬
‫وتجديد القصبة والتي لم يبدأ بها إال بتنظيم ملتقى انعقد في الجزائر في أكتوبر ‪679٢‬م للبحث في‬
‫(تجديد واعادة بناء المراكز التاريخية) وكانت نتائج هذا الملتقى تشكل العامل الهام والمنطلق األساسي‬
‫لكل نشاطات وأعمال المجلس الشعبي لبلدية الجزائر حيث توصل إلى أن المدينة التاريخية كيان عمراني‬
‫منعزل بتكوينه االجتماعي ونشاطاته االقتصادية وظروفه العامة وميراثه الثقافي والفني‪.‬‬
‫‪ .1‬تحليل التجربة‪:‬‬
‫‪ ‬هدف التجربة ‪ :‬تهدف التجربة إلى صيانة ووقاية المنطقة التاريخية بمدينة الجزائر‪ ،‬وحددت‬
‫السياسة األهداف الرئيسية لصيانة ووقاية المدينة وأحياؤها كالتالي‪:‬‬
‫‪ ‬حماية التراث الثقافي والتاريخي والمحافظة عليه لتبقيه لألجيال الصاعدة‪.‬‬
‫‪ ‬تخصيص وظائف عامة ومنسجمة مع النسيج العمراني تساهم في الحماية واإلحياء‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬ ‫‪51‬‬

‫‪ ‬تعين وظائف خاصة تساهم في اإلشعاع الثقافي للمدينة القديمة‪.‬‬


‫‪ ‬دعم التجهيزات األساسية والخدمات العامة والمناطق السكنية وتجديدها‪.‬‬
‫‪ ‬برنامج المشروع (برنامج مشروع وقاية المنطقة التاريخية بمدينة الجزائر)‪:‬‬
‫لضرورة البدء في الوقاية وتهيئة القصبة (المدينة التاريخية) كان من الضروري إنشاء مكتب‬
‫للدراسات المتخصصة في اإلصالح واإلحياء بالبلدية مع إقامة ورشة عمل بالموقع أقيمت في مباني‬
‫القلعة العتيقة‪ .‬ولتحقيق رد االعتبار لمختلف اآلثار الباقية والتي تعتبر شاهدا ورم از لتاريخ المدينة وإلبراز‬
‫قيمة الطابع المحلي للمدينة فإن نطاق التدخل والعمل في القصبة اندرج في ثالثة مراحل‪.‬‬
‫‪ ‬الجوانب العمرانية والجوانب االجتماعية والجوانب اإلدارية والتشريعية والجوانب التمويلية‪:‬‬
‫تقييم التجربة الجزائرية‬
‫التجربة الجزائرية‬ ‫البيان‬
‫لم يتوافر إطار تخطيطي أو دراسات شاملة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تم وضع سياسة عامة بالنسبة لمدينة الجزائر ولم يتوافر ذلك بالنسبة‬ ‫‪‬‬
‫الفكر التخطيطي‬
‫لوادي ميزاب‪.‬‬
‫تم تحديد سياسات التعامل كالوقاية والتهيئة‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫الجوانب العمرانية‬
‫استخدام سياسات الترميم واإلزالة للمباني المتدهورة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إعادةاالستعمال‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫الفكر التصميمي‬
‫إحياء األنشطة القديمة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وعي عام جماهيري‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الجوانب االجتماعية‬
‫تضافرت الجهود الشعبية للمجتمع خاصة في تجربة وادي ميزاب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تتعاون الجهات اإلدارية فيما بينها للعمل على إحياء التراث‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫القانون به تفاصيل هذه الجهات وهياكلها ومهامها‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫الجوانب اإلدارية والتشريعية‬
‫يالحظ تكامل التشريعات واحتوائها على أدق التفاصيل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫لم تتوافر بيانات كافية عن التمويل لكن هناك إشادة بالجهود الذاتية‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫الجوانب التمويلية‬
‫الجدول (‪ )2-10‬يوضح تقييم التجربة الجزائرية‬
‫(المصدر‪ :‬اإلبياري‪ ،‬ناهد نجا‪ ،‬النمو العمراني للمدن المصرية وتأثيره على المناطق األثرية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة طنطا‪)1002 ،‬‬

‫‪ .3‬تقييم التجربة‪:‬‬
‫كان التشريع هو السبب األساسي في نجاح تجربة الجزائر في الحفاظ على المناطق والمدن‬
‫التاريخية‪ .‬فلقد اهتمت الجمهورية الجزائرية بكافة الجوانب التشريعية لحماية اآلثار والمناطق التاريخية‬
‫وقد سنت كثير من القوانين لهذا الغرض وفي إطار هذه القوانين تم الحفاظ على كثير من المباني‬
‫والمناطق التاريخية وكان من أهم هذه القوانين القانون ‪ 19‬المؤرخ ‪ 11‬ديسمبر ‪6719‬م وتعديالته نظ ار‬
‫لشموليته وخاصة أهتمامه بالترتيب والتسجيل لآلثار واألماكن التي تنطوى على المصلحة التاريخية أو‬
‫الوطنية أو الفنية أو األثرية أو الغير مبنية الموجودة في مدى رؤية المكان أو األثر المقترح ترتيبه أو‬
‫المقيد في القائمة اإلحصائية اإلضافية وهو داخل شعاع يبلغ ‪ 911‬متر ويجب أن تتضمن القائمة نوع‬
‫المكان أو األثر‪ ،‬موقعه الجغ ارفي‪ ،‬المحيط الذي تم فيه الترتيب ومدى الرؤية للمكان أو األثر ومساحته‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬ ‫‪52‬‬

‫واإلرتفاعات الخاصة‪ ،‬أسماء المالك لألثر أو المبنى أو المباني المحيطة‪ ،‬تاريخ قرار الترتيب أو‬
‫التسجيل‪.‬‬
‫‪ ‬التجربة الرابعة (التجربة المغربية – مدينة أصيلة)‪:‬‬
‫بالرغم من اإلنتشار الواسع لتطبيق سياسات المجموعة الثالثة (إعادة االستعمال واعادة التأهيل‬
‫والحفاظ والصيانة) في الدول الغربية‪ ،‬إال أن تطبيقها في دول العالم اإلسالمي كان محدودا ولم يخرج‬
‫إلى حيز التنفيذ بالرغم من الكم الهائل للدراسات والمخططات التي أعدت للمدن التاريخية لهذه الدول‪،‬‬
‫ويرجع ذلك إلى العديد من األسباب منها الموارد المالية المحدودة‪ ،‬ونقص الخبرات على المستوى‬
‫الحكومي واألهلي‪ ،‬والتناقض بين أهداف المشاركين في مشروعات التطوير‪ ،‬وسلبية وعدم تنظيم‬
‫المجتمع المحلي‪ ،‬وعدم وجود إطار مؤسسي للقيام بمشروعات الحفاظ والصيانة على المستوى الدولي أو‬
‫مستوى المدن‪ ،‬وكذلك غياب التشريعات المناسبة لتقنين وتنفيذ سياسة الحفاظ والصيانة‪ .‬تعتبر تجربة‬
‫الحفاظ والصيانة لمدينة أصيلة بالمغرب من التجارب القليلة التي نجح فيها تطبيق وتنفيذ سياسة الحفاظ‬
‫والصيانة في الدول اإلسالمية‪ .‬مدينة أصيلة مدينة تجارية يرجع تاريخ تأسيسها إلى ما يزيد عن ‪٢111‬‬
‫عام‪ ،‬وتعتبر إحدى المدن القديمة بالمغرب والتي تمثل مركز التجارة مع البرتغال في العصور الوسطى‪،‬‬
‫وتعتبر المدينة من أجمل مدن المغرب المحافظ عليها‪ ،‬ويعتمد اقتصادها على الصيد وتجارة الحبوب‬
‫والماشية واألغنام‪ ،‬كما تعتبر السياحة من أهم صناعاتها حيث أن مدينة أصيلة هي موطن المهرجان‬
‫الثقافي حيث الموسيقى وفن النحت والرسم ويقام هذا المهرجان في شهر أغسطس من كل عام‪.‬‬
‫‪ .1‬توصيف عام للتجربة‪:‬‬
‫‪ ‬الموقع‪ :‬تقع مدينة أصيلة المغربية في الجزء الشمالي من دولة المغرب على شواطىء المحيط‬
‫االطلسي‪ ،‬وهي مدينة صغيرة الحجم يبلغ عدد سكانها حوالي ‪ 19‬ألف نسمة (يعيش حوالي ‪11‬‬
‫‪ %‬من سكانها في المدينة القديمة)‪ .‬وتحاط المدينة بالكامل بالجدران الدفاعية البرتغالية‪ ،‬كما‬
‫يوجد مجموعة من الشواطئ وميناء طبيعي في الجزء الشمالي الغربي للمدينة‪ ،‬تحاط المدينة‬
‫بالمزارع وال يوجد بها أي مصانع حتى اآلن‪ .‬كما توجد بها منتجعات على الشواطئ في الجزء‬
‫الشمالي من المدينة باإلضافة إلى مجموعة من المستوطنات التي تم االستيالء عليها بدون‬
‫وجه حق وتدعى (مكسيك) وتقع في جنوب شرق المدينة‪.‬‬

‫الشكل (‪ )2-18‬يوضح جانب من المنظر العام لمدينة أصيلة‬


‫(المصدر‪)Al-Radi, Salama-2991 :‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬ ‫‪53‬‬

‫‪ ‬أهمية مدينة أصيلة‪:‬‬


‫‪ ‬تعتبر إحدى أجمل المدن القديمة المحافظ عليها بالمغرب‪.‬‬
‫‪ ‬مدينة أصيلة مدينة تجارية (تمثل مركز التجارة مع البرتغال)‪.‬‬
‫‪ ‬ترتبط أهمية التركيب البنائي للمدينة بوقوعها على ميناء طبيعي واستخدمت كميناء للتجارة‪.‬‬
‫‪ ‬نظ ار لموقعها المميز فقد وقعت فريسة لالحتالل من قبل القرطاجيين والبيزنطيين والرومان‬
‫وأسبانيا (نتائج هذه الهجمات تدمير المدينة)‪.‬‬
‫‪ ‬تعتبر السياحة من أهم صناعاتها حيث أن مدينة أصيلة هي موطن المهرجان الثقافي حيث‬
‫الموسيقى وفن النحت والرسم ويقام هذا المهرجان في شهر أغسطس من كل عام‪.‬‬
‫‪ ‬أسباب التدهور والمشاكل التي تتعرض لها المدينة‪:‬‬
‫‪ ‬كثرة الهجمات على المدينة مما أدى إلى تهدمها واضمحالل قيمتها التاريخية‪.‬‬
‫‪ ‬تدهور البنية األساسية وشبكة الطرق حيث أغلب الشوارع غير مرصوفة‪.‬‬
‫‪ ‬تدهورت حالة المدينة حيث كانت تمألها القذارة كما كانت عمليات التخلص من النفايات تتم‬
‫بطريقة عشوائية (نظام جمع النفايات والذي يعتمد على عربات تجرها الحمير)‪.‬‬
‫‪ ‬عدم توفر خطوط الكهرباء والمياه التي تحتاجها المدينة‪.‬‬
‫‪ ‬تدهور العديد من المباني التاريخية بسبب عدم االهتمام بالصيانة‪.‬‬
‫‪ .2‬تحليل التجربة‪:‬‬
‫‪ ‬هدف التجربة‪ :‬إن الهدف الرئيسي هو ترميم وتأهيل المدينة القديمة بمشاركة السكان المحليين‬
‫إلستضافة النشاطات الثقافية في مواسم المهرجانات الصيفية (في كل عام يقوم حوالي ‪911‬‬
‫طفل بالتسابق لتنظيف شاطىء أصيلة‪ ،‬واذا أراد السكان تبليط شارعهم فان عليهم أما توفير‬
‫المواد الالزمة أو األيدي العاملة) من أجل تقدير ما يقومون به وشعورهم بالمسؤولية تجاهه‪،‬‬
‫الفكرة األساسية هي جعل الثقافة مصد ار لدخل السكان المحليين‪ ،‬وتم التركيز أوال على (تحسين‬
‫مظهر المدينة الخارجي‪ ،‬تحسين البنية التحتية‪ ،‬ترميم المباني التاريخية‪ ،‬إنشاء مباني حديثة‬
‫إلستبدال بقايا منشآت مهدمة‪ ،‬إعادة تنظيم الفراغات العامة للنشاطات التجارية‪ ،‬رصف الشوارع‬
‫بطرق فنية واستخدام الجداريات لفنانين محليين)‪.‬‬
‫‪ ‬المعوقات‪ :‬هناك بعض التحديات والصعوبات التي واجهت تنفيذ المشروع وتتمثل في‪:‬‬
‫‪ ‬التبدل والتغير في التركيبة االجتماعية‪ ،‬إذ أن السكان غير القادرين على أعمال الترميم‬
‫يفضلون بيع عقاراتهم التي أرتفعت قيمتها إلى أناس في معظمهم من خارج أصيلة‪ ،‬وهذا قد‬
‫يؤدي الى تحول المدينة القديمة الى واحة من الفنانين واألثرياء والشعراء والى فقدان المدينة‬
‫لسكانها األصليين‪.‬‬
‫‪ ‬البنية التحتية المجهزة للنشاطات الثقافية يقتصر استخدامها فقط على فترة الصيف أثناء‬
‫مهرجان الثقافة‪ ،‬وال يوجد لها استخدام آخر باقي الفصول‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬ ‫‪54‬‬

‫‪ ‬ال تعود الفائدة من المهرجان الثقافي على كافة السكان‪ ،‬بل أن معظمهم غير قادر على‬
‫المشاركة فيه‪ ،‬وحتى الذين يحققون بعض الدخل خالل تلك الفترة‪ ،‬يفضلون توفير هذا الدخل‬
‫لباقي أشهر السنة‪.‬‬
‫‪ ‬ال يسمح بإنشاء صناعات إال تلك التي لها عالقة بالثقافة ونشرها‪.‬‬
‫‪ ‬السياسات واإلستراتيجيات المقترحة (السياسة المتبعة في إعادة التأهيل)‪ :‬إن السياسة المتبعة في‬
‫إعادة التأهيل أنطلقت من التركيز على توفير البنية التحتية الثقافية‪ ،‬وتجنب بناء الفنادق‬
‫والمنتجعات السياحية‪ ،‬على فرضية أ ن ذلك سيعود بالفائدة على السكان المحليين‪ ،‬من خالل‬
‫إعادة استخدام البيئة المبنية المتوفرة من خالل ترميمها وتأهيلها‪.‬‬
‫‪ ‬سياسة أساسية من خالل‪ :‬تطوير واعادة تأهيل مدينة أصيلة من خالل دراسات خاصة بكيفية‬
‫الحفاظ على كفاءة وأهمية المدينة بين المدن األخرى‪.‬‬
‫‪ ‬سياسات فرعية من خالل‪ :‬تحسين هيئة المدينة من خالل‪ :‬تنظيف المدينة وتغيير نظام جمع‬
‫النفايات‪ ،‬رصف الشوارع وتحسين شبكات المرافق (البنية التحتية)‪ ،‬الرسم على الجدران بواسطة‬
‫األطفال وكبار الفنانين (المهرجان)‪ .‬مشروعات إستعادة بعض المباني التاريخية الكبرى (ترميم‬
‫وتجديد وصيانة المنازل القديمة المبنية بأساليب وطرق تقليدية)‪ .‬تزويد المناطق التاريخية‬
‫بوظائف جديدة كما يلي‪ :‬تبرعت الحكومة األسبانية بقصر الريزوني لتحويله إلى قصر للثقافة‪،‬‬
‫استخدم قصر الريزوني كمزار سياحي أثناء فترة انعقاد المهرجان‪ ،‬إنشاء مزار عام يرتاده كافة‬
‫سكان المدينة‪.‬‬
‫‪ ‬مراحل المشروع‪ :‬تكون المشروع من ثالثة مراحل هي‪:‬‬
‫‪ ‬المرحلة األولى‪ :‬هي التي بدأت بجهود كل من محمد بن عيسى الذي عاد إلى المدينة بعد‬
‫غياب وصديقه ومحمد المليحي الذي يعمل رساما ورئيسا التحاد الرسامين المغربيين‪ ،‬حيث‬
‫بدءا بعمل دراسات خاصة بكيفية الحفاظ على كفاءة وأهمية المدينة بين المدن األخرى ومن ثم‬
‫قاموا بتنظيف المدينة وتغيير نظام جمع النفايات‪ ،‬وكان هدفها تحسين هيئة المدينة وشارك بهذه‬
‫المرحلة جميع السكان بجميع األعمار فتم الرسم على الجدران بواسطة األطفال وكبار الفنانين‬
‫كما وافق مجلس المدينة وعلى رصف الشوارع وتحسين شبكات المرافق‪.‬‬
‫‪ ‬المرحلة الثانية‪ :‬تلى ذلك الجهود المرتبطة بإقامة أول مهرجان وكذلك تم عمل مشروعات‬
‫إلستعادة بعض المنازل وترميمها وتجديد المنازل القديمة المبنية بأساليب وطرق تقليدية‪ ،‬كما تم‬
‫تزويد المناطق التاريخية بوظائف جديدة حيث تبرعت الحكومة األسبانية بقصر الريزوني‬
‫لتحويله إلى قصر للثقافة‪ ،‬وقد استخدم أيضا كمزار سياحي أثناء فترة انعقاد المهرجان‪ ،‬هذا‬
‫باإلضافة إلى إنشاء مزار عام يرتاده كافة سكان المدينة‪.‬‬
‫‪ ‬المرحلة الثالثة‪ :‬هي مرحلة الجهود التي استمرت مع الفاعليات التي ظهرت على مدار العام‬
‫والتي تعبر عن استم اررية نشاط المهرجان‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬ ‫‪55‬‬

‫‪ ‬برنامج المشروع (برنامج إعادة التأهيل)‪:‬‬


‫‪ ‬ترميم أ حد القصور الكبيرة ليضم مراسم ومشاغل وقاعة اجتماعات ثقافية‪.‬‬
‫‪ ‬بناء مركز معارض‪.‬‬
‫‪ ‬مسرح في الهواء الطلق داخل المدينة القديمة‪.‬‬
‫‪ ‬تطوير واعادة تأهيل مدينة أصيلة القديمة من خالل‪ :‬تحسين مظهر المدينة الخارجي (هيئة‬
‫المدينة) من خالل تنظيف المدينة وتغيير نظام جمع النفايات‪ ،‬رصف الشوارع‪ ،‬تحسين‬
‫واصالح شبكات المرافق (البنية التحتية) والتوسع فيها‪ ،‬الرسم على الجدران بواسطة األطفال‬
‫وكبار الفنانين (المهرجان)‪ .‬مشروعات إستعادة بعض المباني التاريخية الكبرى من خالل ترميم‬
‫وتجديد وصيانة المنازل القديمة (المباني التاريخية) المبنية بأساليب وطرق تقليدية‪ ،‬واعادة‬
‫تأهيل المباني التاريخية وأستردادها‪ .‬تزويد المناطق التاريخية بوظائف جديدة من خالل تبرع‬
‫الحكومة األسبانية بقصر الريزوني لتحويله إلى قصر للثقافة‪ ،‬وأستخدم قصر الريزوني كمزار‬
‫سياحي أثناء فترة انعقاد المهرجان‪ ،‬وانشاء مزار عام يرتاده كافة سكان المدينة‪ .‬إحالل المنازل‬
‫الجديدة محل المنازل القديمة المهدمة على أن يتم بناؤها على نفس الطراز وبنفس الطريقة التي‬
‫تم بها بناء المباني األسبانية والبرتغالية‪ .‬إعادة تنظيم الفراغات العامة إلقامة األنشطة التجارية‬
‫بها الحفاظ على النسيج المميز للمدينة‪ .‬التحكم في سرعة زيادة نسبة المباني التي يتم تجديدها‬
‫حيث ال يتم السماح ببناء فنادق أو مناطق إيواء بسهولة‪ ،‬باإلضافة إلى أن المدينة تفضل إعادة‬
‫استخدام المباني القائمة عن طريق إعادة تنظيمها فقط‪.‬‬

‫بعد‬ ‫قبل‬
‫الشكل (‪ )2-19‬يوضح زقاق قبل وبعد أعمال الترميم‬
‫(المصدر‪)Al-Radi, Salama-2991 :‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬ ‫‪56‬‬

‫‪ ‬الجوانب العمرانية والجوانب اإلجتماعية والجوانب اإلدارية والتشريعية والجوانب التمويلية‪:‬‬


‫تقييم التجربة المغربية‬
‫التجربة المغربية‬ ‫البيان‬
‫يتوافر إطار عام للنهضة العمرانية الحضارية الشاملة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حددت مجموعة من السياسات للحفاظ على المدن القديمة وتعمير‬ ‫‪‬‬ ‫الفكر التخطيطي‬
‫المناطق المحيطة بنفس الطابع‪.‬‬ ‫الجوانب العمرانية‬
‫تم اتخاذ سياسات اإلصالح والتجديد واعادة االستعمال‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الفكر التصميمي‬
‫إحياء الطابع والحفاظ على األنشطة القديمة واحياؤها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫االلتزام بالخطط كان نابعا من المجتمع فهي تجربة رائدة في الوعي‬ ‫‪‬‬
‫الرسمي والجماهيري والقناعة لدى المجتمع بأهمية التراث الحضاري‬ ‫الجوانب االجتماعية‬
‫والعائد الثقافي واالقتصادي من إحياؤه‪.‬‬
‫تمثلت الجوانب اإلدارية في جهاز إنقاذ خاص بكل مدينة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫والتنسيق مع هيئة اآلثار‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الجوانب اإلدارية والتشريعية‬
‫كما أن اإلطار القانوني العام يحوي أدق التفاصيل بما ال يدع مجاال‬ ‫‪‬‬
‫للتأويل‪.‬‬
‫المصادر المحلية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تقوم األنشطة الثقافية للمهرجان بتمويل المشروع الذي يجب أن يساهم‬ ‫‪‬‬
‫فيه السكان (المشروع قد يساهم في توفير الوظائف للسكان‬
‫الجوانب التمويلية‬
‫المحليين)‪.‬‬
‫مساهمة القطاع الخاص والبنوك‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المنظمات الدولية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الجدول (‪ )2-11‬يوضح تقييم التجربة المغربية‬
‫(المصدر‪ :‬اإلبياري‪ ،‬ناهد نجا‪ ،‬النمو العمراني للمدن المصرية وتأثيره على المناطق األثرية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة طنطا‪)1002 ،‬‬

‫‪ .3‬تقييم التجربة‪:‬‬
‫‪ ‬أعتمدت التجربة على المبادرات والخبرات المحلية والجهود الذاتية دون أي عون من الحكومة‬
‫إال في تحسين البنية التحتية ومشروعات إستعادة بعض المباني التاريخية الكبرى ولم يكن هناك‬
‫أي عون من أي من الجهات األجنبية‪.‬‬
‫تفجير وتحريك القوى الذاتية لسكان المدينة‬ ‫‪ ‬كان من أهم إيجابيات التجربة نجاحها في‬
‫ليصبحوا مسئولين عن صيانة منازلهم والبيئة المحيطة بها‪.‬‬
‫‪ ‬لم تكن أعمال التطوير والتأهيل على حساب العادات والقيم والتقاليد االجتماعية‪.‬‬
‫‪ ‬مشاركة كل فئات المجتمع من أطفال ونساء وكبار السن في التجربة‪.‬‬
‫‪ ‬التجربة الخامسة (التجربة المحلية السورية – إحياء مدينة حلب)‪:‬‬
‫تنبهت الجمهورية السورية ألهمية التراث بداية من الستينات من القرن الماضي فأصدرت‬
‫القانون رقم ‪ 111‬لسنة ‪671٢‬م الخاص باآلثار والمناطق التاريخية‪ ،‬ومن أبواب القانون الهامة الباب‬
‫الخاص باآلثار الثابتة والمناطق التاريخية وقد حددت مواد هذا الباب اإلطار العام للحفاظ على المناطق‬
‫التاريخية‪ ،‬ولقد حدد القانون الجهة اإلدارية الخاصة باآلثار وهي المديرية العامة لآلثار أو المتاحف‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬ ‫‪57‬‬

‫التابعة لو ازرة الثقافة واإلرشاد القومي وهي التي تتولى وحدها تقرير أثرية األشياء والمباني والمواقع‬
‫األثرية وما يجب تسجيله من آثار‪ ،‬باإلضافة إلى البلديات المختصة (مجالس المدن) ويتعاونا معا‬
‫باالشتراك مع الجهات اإلدارية المعنية التي تقوم البلدية بالتنسيق فيما بينها لتنفيذ السياسات المختلفة‬
‫للحفاظ على تراثهم الذي يعتزون به ويعملون على إحياؤه‪.‬‬
‫‪ .1‬توصيف عام للتجربة‪:‬‬
‫‪ ‬مشروع إنقاذ مدينة حلب‪ :‬بالرغم من أن تعداد سكان مدينة حلب قد تضاعف أكثر من ثالث‬
‫مرات خالل القرن األخير من ‪ 1٢1‬ألف إلى ‪ 191‬ألف‪ ،‬إال أن المدينة امتدت خاصة في‬
‫اتجاه الغرب على الضفة الشرقية للنهر دون المساس بالمدينة القديمة وضواحيها التاريخية‪ ،‬أما‬
‫من حيث تطور السكن في أحياء حلب المختلفة فقد بدأ بالمدينة ضمن األسوار ثم امتد إلى‬
‫الضاحيتين الشمالية (الجديدة) والشرقية (باب النيزب وبانقوسية) خارج األسوار ثم ظهرت‬
‫مناطق (العزيزية والجميلية والصليبية واالسماعيلية)‪.‬‬

‫الشكل (‪ )2-20‬يوضح موقع مدينة حلب‬


‫(المصدر‪ :‬اإلبياري‪ ،‬ناهد نجا‪ ،‬النمو العمراني للمدن المصرية وتأثيره على المناطق األثرية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة طنطا‪)1002 ،‬‬

‫‪ ‬الموقع‪ :‬قامت مدينة حلب على الضفة اليسرى لنهر (قويق) ثم تغيرت حدودها مع مر العصور‬
‫وتتضح حدود المدينة القديمة بالسور القديم الممتد بين باب(إنطاكية) وباب (قنسرين) وعلى‬
‫أطراف (جادة الجندق)‪ ،‬وتأخذ المدينة القديمة شكل المربع إال في الزاوية الجنوبية الغربية ويبلغ‬
‫طول ضلع المربع ‪6911‬م‪ ،‬ثم توسعت المدينة خارج األسوار باتجاه الشمال وتشكلت األحياء‬
‫الجديدة‪.‬‬
‫‪ ‬الخلفية التاريخية‪ :‬بسبب سوء تصريف المياه المالحة في حلب القديمة انصرف الناس عنها‬
‫باتجاه الغرب حيث توسعت المدينة الحديثة بشكل ظاهر وقام الوالي بفتح شوارع حديثة مثل‬
‫(النيال وبستان كل أب) وأنشأ قصر البلدية في عام ‪6716‬م ثم ظهر قانون التجميل العمراني‬
‫عام ‪6719‬م حيث قام (دنجية) بوضع مخطط لتنظيم وتجميل وتوسيع حلب ولفت النظر إلى‬
‫أهميتها‪ ،‬ولكنه مع ذلك اقترح فتح شارعين لربط المدينة الحديثة بالحي األثري‪.‬‬
‫وقد كان إنشاء المباني اإلدارية في مركز المدينة القديمة وبخاصة دار الحكومة عام ‪67٢1‬م‬
‫على أرض سوق الجمعة من المشروعات الخاطئة جدا‪ ،‬فلقد أدى ذلك إلى زيادة الضغط على‬
‫المدينة القديمة مما دفع إلى شق شوارع في صلب المدينة تساعد على استيعاب هذا الضغط‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬ ‫‪58‬‬

‫‪.‬ولقد اقترح في مشروعات (دنجية) ربط المدينة القديمة بالحديثة بساحة الفرج ولكن لألسف نفذ‬
‫هذا المشروع تنفيذا سيئا للغاية إذ انصرفت البلديات نحو المدينة الحديثة وأهملت المدينة‬
‫القديمة إهماال مؤسفا‪ ،‬مما دعا (سوفاجيه) ثم (أسعد طلس) إلى تصنيف المباني األثرية في‬
‫حلب القديمة والدعوة إلى صيانتها‪.‬‬
‫‪ ‬الجوانب العمرانية والجوانب االجتماعية والجوانب اإلدارية والتشريعية والجوانب التمويلية‪:‬‬
‫تقييم التجربة السورية‬
‫التجربة السورية‬ ‫البيان‬
‫يتوافر إطار عام وتخطيط يراعي المناطق التاريخية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الفكر التخطيطي‬
‫وجود سياسات لصيانة وابراز المعالم األثرية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تم اتخاذ سياسات الترميم واخالء المباني التراثية من الوظائف مع‬ ‫‪‬‬ ‫الجوانب العمرانية‬
‫إعادة توظيفها‪.‬‬ ‫الفكر التصميمي‬
‫المحافظة على طرز العمارة التقليدية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫لم تغفل التجربة أهمية اإلنسان ودوره في عملية الحفاظ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الجوانب االجتماعية‬
‫تعكس وعيا جماهيريا وتجاوبا لخطط الحفاظ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حدد القانون الجهة اإلدارية المختصة ودورها وعالقتها بالجهات‬ ‫‪‬‬
‫األخرى‪.‬‬
‫الجوانب اإلدارية والتشريعية‬
‫القانون شامل يحوي أدق التفاصيل وجميع االحتماالت كما حوي‬ ‫‪‬‬
‫سجال كامال للمباني والمناطق التاريخية‪.‬‬
‫المصادر المحلية ممثال في مجلس مدينة حلب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الصندوق العربي لإلنماء‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫الجوانب التمويلية‬
‫الوكالة األلمانية للتعاون التقني‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الجدول (‪ )2-12‬يوضح تقييم التجربة السورية‬
‫(المصدر‪ :‬اإلبياري‪ ،‬ناهد نجا‪ ،‬النمو العمراني للمدن المصرية وتأثيره على المناطق األثرية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة طنطا‪)1002 ،‬‬

‫‪ .3‬تقييم التجربة‪:‬‬
‫‪ ‬تفتقد التجربة إلى دراسة الواقع الفعلي للتحوالت الحضرية التي طرأت على المدينة‪.‬‬
‫‪ ‬كان اإلهتمام األكبر بإعداد الدراسات التي استغرقت وقت طويل ولكن حجم اإلنجازات الفعلي‬
‫ال يكاد يذكر‪.‬‬
‫‪ ‬كما أن الخطوات التي تم إتخاذها ال تتعدى كونها ق اررات سياسية وليست منهج علمي مدروس‬
‫يتعامل مع مفردات المدينة ويعي إحتياجاتها ومتطلباتها الفعلية‪ ،‬فمن الضروري دراسة المدينة‬
‫وتحديد المشاكل المؤثرة في الهياكل المكونة لها والناتجة عن التحوالت الحضرية‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬ ‫‪59‬‬

‫‪ :2-5-3-2‬مقارنة تقييم التجارب من حيث الجوانب العمرانية والجوانب االجتماعية والجوانب‬


‫اإلدارية والتشريعية والجوانب التمويلية‪:‬‬
‫مقارنة تقييم التجارب من حيث الجوانب العمرانية والجوانب االجتماعية والجوانب اإلدارية‬
‫والتشريعية والجوانب التمويلية‬
‫سوريا‬ ‫المغرب‬ ‫الجزائر‬ ‫اليمن‬ ‫السعودية‬
‫البيان‬
‫(مدينة حلب)‬ ‫(مدينة أصيلة)‬ ‫(مدينة الجزائر)‬ ‫(مدينة صنعاء)‬ ‫(مدينة جدة)‬
‫‪ -‬يت ـوافر إطــار عــام‬ ‫‪ -‬يت ـوافر إطــار عــام‬ ‫‪ -‬ل ـ ــم يتـ ـ ـوافر إط ـ ــار‬ ‫‪ -‬وجـ ـ ـ ـ ـ ــود النظ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة‬ ‫‪ -‬تمـ ـ ــت الد ارسـ ـ ــة فـ ـ ــي‬
‫وتخط ـ ـ ـ ـ ــيط ي ارع ـ ـ ـ ـ ــي‬ ‫للنهضـ ـ ـ ــة العمرانيـ ـ ـ ــة‬ ‫تخطيط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي أو‬ ‫التخطيطيـ ــة الشـ ــاملة‬ ‫ظـ ـ ــل التخط ـ ـ ــيط الع ـ ـ ــام‬
‫المناطق التاريخية‪.‬‬ ‫الحضارية الشاملة‪.‬‬ ‫دراسات شاملة‪.‬‬ ‫للمناطق التاريخية‪.‬‬ ‫لمدينـ ـ ــة جـ ـ ــدة فقسـ ـ ــمت‬
‫‪ -‬وج ـ ـ ــود سياسـ ـ ـ ــات‬ ‫‪ -‬ح ـ ــددت مجموع ـ ــة‬ ‫‪ -‬ت ــم وض ــع سياس ــة‬ ‫المدينة لثالث مناطق‪.‬‬
‫لص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيانة وابـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراز‬ ‫م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن السياس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات‬ ‫عامـة بالنسـبة لمدينــة‬ ‫‪ -‬تـ ـ ـ ــم الحفـ ـ ـ ــاظ علـ ـ ـ ــى‬

‫الفكر التخطيطي‬
‫المعالم األثرية‪.‬‬ ‫للحف ــاظ عل ــى الم ــدن‬ ‫الج ازئـ ــر ولـ ــم يت ـ ـوافر‬ ‫النسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيج العم ارنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي‬
‫القديمـ ـ ـ ـ ـ ــة وتعميـ ـ ـ ـ ـ ــر‬ ‫ذل ــك بالنس ــبة ل ـ ـوادي‬ ‫التقليدي للمدينة ووضـع‬
‫المن ـ ـ ــاطق المحيط ـ ـ ــة‬ ‫ميزاب‪.‬‬ ‫أماكن انتظار للسـيارات‬
‫بنفس الطابع‪.‬‬ ‫‪ -‬ت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم تحديـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد‬ ‫في أماكن مراقبة‪.‬‬

‫الجوانب العمرانية‬
‫سياس ـ ـ ـ ــات التعام ـ ـ ـ ــل‬
‫كالوقاية والتهيئة‪.‬‬
‫‪ -‬تم اتخـاذ سياسـات‬ ‫‪ -‬تم اتخـاذ سياسـات‬ ‫‪ -‬اســتخدام سياســات‬ ‫‪ -‬ت ـ ـ ــم الم ـ ـ ــزج ب ـ ـ ــين‬ ‫‪ -‬تـ ـ ـ ــم الحفـ ـ ـ ــاظ علـ ـ ـ ــى‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ــرميم واخـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالء‬ ‫اإلص ـ ــالح والتجديـ ـ ــد‬ ‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ــرميم واإل ازل ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬ ‫أس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلوب البن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء‬ ‫المبـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاني التاريخيـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫المب ــاني التراثي ــة م ــن‬ ‫واعادة االستعمال‪.‬‬ ‫للمباني المتدهورة‪.‬‬ ‫التقلي ـ ـ ــدي والحـ ـ ـ ــديث‬ ‫والتراثيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة واعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادة‬
‫الوظ ــائف م ــع إع ــادة‬ ‫‪ -‬إحي ـ ـ ـ ـ ــاء الط ـ ـ ـ ـ ــابع‬ ‫‪ -‬إعادة االستعمال‪.‬‬ ‫أثنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء عمليـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات‬ ‫اسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتخدام بعضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــها‬

‫الفكر التصميمي‬
‫توظيفها‪.‬‬ ‫والحفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاظ علـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى‬ ‫‪ -‬إحي ـ ـ ــاء األنش ـ ـ ــطة‬ ‫الترميم للمساكن‪.‬‬ ‫وتحويل ـ ـ ــه إل ـ ـ ــى مواق ـ ـ ــع‬
‫‪ -‬المحافظ ـ ـ ــة عل ـ ـ ــى‬ ‫األنشـ ـ ـ ـ ــطة القديمـ ـ ـ ـ ــة‬ ‫القديمة‪.‬‬ ‫خدمات‪.‬‬
‫ط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرز العم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة‬ ‫واحياؤها‪.‬‬ ‫‪ -‬االهتمـ ــام بالف ارغ ـ ــات‬
‫التقليدية‪.‬‬ ‫العمراني ـ ـ ـ ـ ــة واس ـ ـ ـ ـ ــتخدام‬
‫النافورات والنباتات‪.‬‬
‫‪ -‬ل ــم تغف ــل التجرب ــة‬ ‫‪ -‬االلتـ ـ ـزام ب ـ ــالخطط‬ ‫‪ -‬وعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــام‬ ‫‪ -‬المشـ ـ ــروع يهـ ـ ــدف‬ ‫‪ -‬ل ـ ـ ــم تغف ـ ـ ــل التجرب ـ ـ ــة‬
‫أهمية اإلنسـان ودوره‬ ‫كـ ـ ـ ـ ــان نابعـ ـ ـ ـ ــا مـ ـ ـ ـ ــن‬ ‫جماهيري‪.‬‬ ‫إلــى تحســين مســتوى‬ ‫العوامل االجتماعية‪.‬‬
‫في عملية الحفاظ‪.‬‬ ‫المجتمـع فهـي تجربــة‬ ‫‪ -‬وتضافرت الجهود‬ ‫المعيشة بالمدينة‪.‬‬
‫‪ -‬تعك ـ ـ ـ ـ ـ ــس وع ـ ـ ـ ـ ـ ــي‬ ‫ارئـ ـ ـ ــدة فـ ـ ـ ــي الـ ـ ـ ــوعي‬ ‫الش ـ ـ ـ ــعبية للمجتم ـ ـ ـ ــع‬ ‫‪ -‬عم ــل تـ ـوازن بـ ــين‬
‫الجوانب اإلجتماعية‬

‫جم ـ ــاهيري وتج ـ ــاوب‬ ‫الرســمي والجمــاهيري‬ ‫خاص ـ ــة ف ـ ــي تجرب ـ ــة‬ ‫متطلب ـ ـ ـ ــات مش ـ ـ ـ ــروع‬
‫لخطط الحفاظ‪.‬‬ ‫والقناع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدى‬ ‫وادي ميزاب‪.‬‬ ‫التطـ ـ ـ ــوير وتحسـ ـ ـ ــين‬
‫المجتم ـ ـ ـ ـ ــع بأهمي ـ ـ ـ ـ ــة‬ ‫بنية المدينة ككل‪.‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـراث الحضـ ـ ـ ــاري‬
‫والعائـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد الثقـ ـ ـ ـ ـ ـ ــافي‬
‫واالقتصـ ـ ـ ـ ــادي مـ ـ ـ ـ ــن‬
‫إحياؤه‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬ ‫‪60‬‬

‫سوريا‬ ‫المغرب‬ ‫الجزائر‬ ‫اليمن‬ ‫السعودية‬


‫البيان‬
‫(مدينة حلب)‬ ‫(مدينة أصيلة)‬ ‫(مدينة الجزائر)‬ ‫(مدينة صنعاء)‬ ‫(مدينة جدة)‬
‫‪ -‬ح ـ ـ ـ ـ ـ ــدد الق ـ ـ ـ ـ ـ ــانون‬ ‫‪ -‬تمثلـ ـ ــت الجوانـ ـ ــب‬ ‫‪ -‬تتعـ ـ ــاون الجهـ ـ ــات‬ ‫‪ -‬نقـ ـ ـ ـ ـ ــص التقنيـ ـ ـ ـ ـ ــة‬ ‫‪ -‬وض ـ ـ ـ ـ ـ ــعت بع ـ ـ ـ ـ ـ ــض‬
‫الجهـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة اإلداريـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬ ‫اإلداريـ ــة فـ ــي جهـ ــاز‬ ‫اإلداريـ ــة فيمـ ــا بينهـ ــا‬ ‫الالزم ـ ـ ـ ــة والت ـ ـ ـ ــدريب‬ ‫التشـ ـ ـ ـريعات لي ـ ـ ــتم ف ـ ـ ــي‬
‫المختصـ ـ ـ ــة ودورهـ ـ ـ ــا‬ ‫إنقـ ـ ــاذ خـ ـ ــاص بكـ ـ ــل‬ ‫للعمـ ــل عل ـ ــى إحي ـ ــاء‬ ‫والمس ــاعدة مم ــا أدى‬ ‫إطارها المشروع‪.‬‬

‫الجوانب اإلدارية والتشريعية‬


‫وعالقتهـ ـ ــا بالجهـ ـ ــات‬ ‫مدينة‪.‬‬ ‫التراث‪.‬‬ ‫إلـ ـ ــى محدوديـ ـ ــة دور‬ ‫‪ -‬تـ ــم تحديـ ــد المعـ ــايير‬
‫األخرى‪.‬‬ ‫‪ -‬والتنسيق مع هيئـة‬ ‫‪ -‬الق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــانون ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه‬ ‫الهيئة العامة للحفـاظ‬ ‫للمشـ ـ ــروعات الخاصـ ـ ــة‬
‫‪ -‬القـ ـ ـ ـ ــانون شـ ـ ـ ـ ــامل‬ ‫اآلثار‪.‬‬ ‫تفاصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيل هـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذه‬ ‫علـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى المـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدن‬ ‫بترميم المباني القديم‪.‬‬
‫يحوي أدق التفاصـيل‬ ‫‪ -‬كم ـ ـ ــا أن اإلط ـ ـ ــار‬ ‫الجهـ ـ ـ ــات وهياكله ـ ـ ـ ــا‬ ‫التاريخية‪.‬‬ ‫‪ -‬وض ـ ــع إطـ ـ ــار إداري‬
‫وجميـ ــع االحتمـ ــاالت‬ ‫القـانوني العــام يحــوي‬ ‫ومهامها‪.‬‬ ‫‪ -‬كـان االهتمــام كلــه‬ ‫لعملية الحفاظ‪.‬‬
‫كم ـ ـ ــا ح ـ ـ ــوي س ـ ـ ــجال‬ ‫أدق التفاصـ ـ ــيل بمـ ـ ــا‬ ‫‪-‬كمــا يالحــظ تكامــل‬ ‫منصــب علــى إعــداد‬
‫ك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــامال للمب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاني‬ ‫ال يـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدع مجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاال‬ ‫التش ـريعات واحتوائهــا‬ ‫البنية التحتية‪.‬‬
‫والمناطق التاريخية‪.‬‬ ‫للتأويل‪.‬‬ ‫على أدق التفاصيل‪.‬‬
‫‪ -‬المصــادر المحليــة‬ ‫‪ -‬المص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادر‬ ‫‪ -‬ل ــم تتـ ـوافر بيان ــات‬ ‫‪ -‬الجه ـ ــات الممول ـ ــة‬ ‫‪ -‬أمانة جدة‪.‬‬
‫مم ـ ــثال ف ـ ــي مجلـ ـ ــس‬ ‫المحلية‪.‬‬ ‫كافيـ ــة عـ ــن التمويـ ــل‬ ‫في الدولة‪.‬‬

‫الجوانب التمويلية‬
‫مدينة حلب‪.‬‬ ‫‪ -‬ومســاهمة القطــاع‬ ‫لكـ ـ ــن هنـ ـ ــاك إش ـ ـ ــادة‬ ‫‪ -‬منظم ــة اليونس ــكو‬
‫‪ -‬الصــندوق العرب ــي‬ ‫الخاص والبنوك‪.‬‬ ‫بالجهود الذاتية‪.‬‬ ‫ومؤسسـ ـ ـ ــات أخـ ـ ـ ــرى‬
‫لإلنماء‪.‬‬ ‫‪ -‬المنظمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات‬ ‫خارجية‪.‬‬
‫‪ -‬الوكال ـ ــة األلماني ـ ــة‬ ‫الدولية‪.‬‬ ‫‪ -‬الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدعم مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن‬
‫للتعاون التقني‪.‬‬ ‫السكان‪.‬‬
‫‪ -‬ك ـ ـ ـ ـ ــان االهتم ـ ـ ـ ـ ــام‬ ‫‪ -‬ســاعد وجــود هيئــة‬ ‫‪ -‬ح ـ ـ ـ ــوت التجربـ ـ ـ ـ ــة‬ ‫‪ -‬تمي ـ ـ ـ ــز المش ـ ـ ـ ــروع‬ ‫‪ -‬نجـ ــح المشـ ــروع ف ـ ــي‬
‫األكب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر بإع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداد‬ ‫مس ــتقلة مس ــئولة ف ــي‬ ‫على تجارب تطبيقية‬ ‫بالشـ ـ ــمول والتعـ ـ ــايش‬ ‫إعـ ــادة الحيـ ــاة التقليديـ ــة‬
‫الد ارسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات التـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي‬ ‫تـ ـ ـ ــأمين التسـ ـ ـ ــهيالت‬ ‫ناجحـ ـ ــة بنـ ـ ــاء علـ ـ ــى‬ ‫مع المدينة‪.‬‬ ‫بالمدينـ ـ ـ ـ ـ ــة واألنشـ ـ ـ ـ ـ ــطة‬
‫اس ـ ـ ـ ـ ـ ــتغرقت وق ـ ـ ـ ـ ـ ــت‬ ‫اإلدارية والقانونية‪.‬‬ ‫خطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــط تنفيذيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬ ‫‪ -‬نج ــح ف ــي تحس ــين‬ ‫التجاريـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة والحرفيـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫طوي ـ ــل ولك ـ ــن حج ـ ــم‬ ‫‪ -‬تـ ــم الحفـ ــاظ علـ ــى‬ ‫محددة‪.‬‬ ‫الخدمات والمرافق‪.‬‬ ‫القديمة‪.‬‬
‫(سلبيات وايجابيات كل تجربة)‬

‫اإلنجــازات الفعلــي ال‬ ‫الط ـ ـ ـ ـ ــابع العم ارن ـ ـ ـ ـ ــي‬ ‫‪ -‬نجـ ــح فـ ــي توحي ـ ــد‬ ‫‪ -‬شـ ـ ـ ـ ــجعت السياسـ ـ ـ ـ ــة‬
‫يكاد يذكر‪.‬‬ ‫للمدن‪.‬‬ ‫جه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــود األجهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزة‬ ‫رجـ ــال األعمـ ــال لش ـ ـراء‬
‫تقييم التجربة‬

‫‪ -‬تفتقــد التجربــة إلــى‬ ‫‪ -‬لــم تحقــق التجربــة‬ ‫العامـ ـ ـ ـ ــة والخاصـ ـ ـ ـ ــة‬ ‫بعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــض المبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاني‬
‫د ارســة الواقــع الفعلــي‬ ‫النت ـ ـ ـ ـ ـ ــائج المرج ـ ـ ـ ـ ـ ــوة‬ ‫والجهـ ـ ـ ــات المحليـ ـ ـ ــة‬ ‫وترميمهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا واعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادة‬
‫للتح ـ ـوالت الحض ـ ـرية‬ ‫ويعتب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر أه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم‬ ‫واألجنبية والسكان‪.‬‬ ‫اسـ ـ ـ ـ ـ ــتخدامها كمواقـ ـ ـ ـ ـ ــع‬
‫التـ ـ ــي ط ـ ـ ـرأت علـ ـ ــى‬ ‫اإلنج ـ ـ ــازات مش ـ ـ ــروع‬ ‫‪ -‬ما ازل ـ ـ ـ ـ ــت هن ـ ـ ـ ـ ــاك‬ ‫خ ـ ـ ـ ــدمات عام ـ ـ ـ ــة م ـ ـ ـ ــع‬
‫المدينة‪.‬‬ ‫ت ــوفير الخ ــدمات ف ــي‬ ‫بعض المشكالت‪.‬‬ ‫الحفاظ على طابعها‪.‬‬
‫ف ـ ـ ـ ـ ــاس والمهرج ـ ـ ـ ـ ــان‬ ‫‪ -‬ل ــم يش ــترك المجتم ــع‬
‫المق ـ ـ ــام ف ـ ـ ــي مدين ـ ـ ــة‬ ‫فـ ـ ـ ــي المشـ ـ ـ ــروع بقـ ـ ـ ــدر‬
‫أصيلة‪.‬‬ ‫كافي‪.‬‬
‫الجدول (‪ )2-13‬يوضح مقارنة تقييم التجارب من حيث الجوانب العمرانية والجوانب االجتماعية والجوانب اإلدارية والتشريعية‬
‫والجوانب التمويلية‬
‫(المصدر‪ :‬اإلبياري‪ ،‬ناهد نجا‪ ،‬النمو العمراني للمدن المصرية وتأثيره على المناطق األثرية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة طنطا‪)1002 ،‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬ ‫‪61‬‬

‫‪ :3-5-3-2‬نتائج الدراسة التحليلية للتجارب‪:‬‬


‫يوضح جدول رقم (‪ )2-14‬السياسات المطبقة للتعامل مع المناطق التاريخية في الخمس‬
‫تجارب السابق ذكرها‪ .‬ويتضح من تحليل هذه التجارب ارتباط سياسات التعامل في مجموعات طبقا‬
‫لمفهوم المنطقة التاريخية كما بينا في التحليل النظري‪ .‬كما يتضح أنه بالرغم من التركيز في التعامل‬
‫مع المنطقة التاريخية على عدد من السياسات المرتبطة مع بعضها البعض في إطار هذه المجموعات‬
‫في كل تجربة‪ ،‬إال أن التجارب توضح استخدام بعض السياسات األخرى المختلفة في فلسفتها وأهدافها‪.‬‬
‫وقد يؤدي ذلك إلى عدم تحقيق السياسة لألهداف المفترض أنها تسعى لتحقيقها طبقا لفلسفتها النظرية‬
‫نتيجة لتعارض هذه األهداف مع أهداف السياسات األساسية المستعملة‪ .‬وبالتالي تصبح السياسة فارغة‬
‫من مضمونها ومجرد أداة لتحقيق أهداف السياسات األساسية األخرى‪.‬‬

‫السياسات المستعملة في تطوير المناطق التاريخية ببعض تجارب الدول العربية‬


‫سوريا‬ ‫المغرب‬ ‫الجزائر‬ ‫اليمن‬ ‫السعودية‬
‫السياسة المستعملة‬
‫(مدينة حلب)‬ ‫(مدينة أصيلة)‬ ‫(مدينة الجزائر)‬ ‫(مدينة صنعاء)‬ ‫(مدينة جدة)‬
‫(أ) اإل زالة واإلحالل‬

‫(ب) التجديد الحضري‬

‫‪x‬‬ ‫(ج) إعادة البناء والتعمير‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫(د) الترميم والتجديد‬

‫(ه) الحماية‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫(و) الحفاظ‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫(ز) إعادة اإلستعمال ‪ /‬اإلستخدام‬

‫‪‬‬ ‫سياسة إخالء المباني التراثية من‬


‫الوظائف‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫سياسة إعادة التوظيف‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫(ح) إعادة التأهيل‬

‫‪‬‬ ‫(ط) الحفاظ والصيانة‬

‫‪ X‬سياسة فرعية‬ ‫السياسة األساسية المطبقة‬ ‫‪‬‬


‫الجدول (‪ )2-14‬يوضح السياسات المستعملة في تطوير المناطق التاريخية ببعض تجارب الدول العربية‬
‫(المصدر‪ :‬إعداد الباحثة)‬

‫مثال‪ :‬في تجربة حي الحفصية قامت الجمعية المسئولة عن أعمال التطوير بترميم واعادة‬
‫إستعمال بعض المباني األثرية بالمنطقة في وظائف جديدة كمتاحف ومباني إدارية مما يحقق الصيانة‬
‫لهذه المباني ولكن بصورة سطحية فقدت فيها هذه المباني إستم اررية إستعمالها وتواصلها وارتباطها‬
‫بالمجتمع وخاصة في ظل نزوح السكان األصليين من الحي‪ .‬وذلك يختلف تماما مع تجربة مدينة‬
‫أصيلة التي حدث بها إعادة إستعمال لبعض المباني التاريخية بصورة إيجابية في نفس األنشطة‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬ ‫‪62‬‬

‫والوظائف التي كانت تقدمها‪ .‬وبذلك حافظت السياسة على إستم اررية ومقومات المدينة التاريخية‬
‫وتواصل الهياكل االجتماعية واالقتصادية لسكانها‪ .‬أما في تجربة درب قرمز فبالرغم من إعادة إستعمال‬
‫بعض المباني بعد ترميمها في وظائفها األصلية (مثل المساجد) إال أن تركيز سياسات الترميم والحفاظ‬
‫على البنية السطحية والقيمة الرمزية والبعد الساكن للزمن أثرت سلبيا في تفاعل السكان مع هذه المباني‬
‫ولم تضمن الصيانة اإليجابية لها‪ .‬ويوضح الجدول رقم (‪ )2-15‬الفروق فيما بين التجارب الخمسة من‬
‫ناحية‪:‬‬
‫‪ ‬مفهوم قيمة المنطقة التاريخية للسياسة المطبقة (مادية – معنوية)‪.‬‬
‫‪ ‬عناصر بيئة المنطقة التاريخية التي تعاملت معها السياسة (عمرانية – غير عمرانية)‪.‬‬
‫‪ ‬البعد الزمنى المستهدف التركيز عليه في السياسة المطبقة (ساكن – متغير)‪.‬‬
‫‪ ‬نوعية بنية المنطقة التي تعاملت معها السياسة (سطحية – عميقة)‪.‬‬
‫مثال‪ :‬تجربة حي الحفصية كان مفهوم سياسة إعادة البناء والتعمير للمنطقة التاريخية مادي‬
‫اقتصادي وتعاملت السياسة مع األبعاد والنواحي العمرانية للمنطقة وبالتالي مع بنيتها السطحية وشكلها‬
‫وتشكيلها في العصر الحديث‪ .‬أما بالنسبة لتجربة درب قرمز فمفهوم المنطقة التاريخية لسياستي الترميم‬
‫والحفاظ معنوي رمزي‪ .‬وكان الهدف الحفاظ على المنطقة التاريخية والتعامل مع بنيتها السطحية بأبعادها‬
‫العمرانية السترجاع شكلها وتشكيلها األصلي القديم‪ .‬ويتكامل مفهوم المنطقة التاريخية بنواحيها المادية‬
‫والمعنوية في سياسة الحفاظ والصيانة المطبقة في تجربة مدينة أصيلة‪ .‬ويظهر بوضوح تعامل السياسة‬
‫مع البنية العميقة للمدينة بجميع أبعادها العمرانية والغير عمرانية بصورة متغيرة تحقق التواصل بين‬
‫التراث واألصالة من جهة وبين المعاصرة والحداثة من جهة أخرى‪.‬‬

‫خصائص السياسات المستعملة في تطوير المناطق التاريخية بالتجارب المعروضة‬


‫سوريا‬ ‫المغرب‬ ‫الجزائر‬ ‫اليمن‬ ‫السعودية‬
‫خصائص السياسات‬
‫(مدينة حلب)‬ ‫(مدينة أصيلة)‬ ‫(مدينة الجزائر)‬ ‫(مدينة صنعاء)‬ ‫(مدينة جدة)‬
‫مادية ومعنوية‬ ‫مفهوم قيمة المنطقة التاريخية‬
‫عناصر البيئة التي تتعامل معها‬
‫شاملة‬
‫السياسة‬
‫البعد الزمني المستهدف التركيز‬
‫متغير‬
‫عليه‬
‫عميقة‬ ‫نوعية بنية المنطقة‬
‫الجدول (‪ )2-15‬يوضح خصائص السياسات المستعملة في تطوير المناطق التاريخية بالتجارب المعروضة‬
‫(المصدر‪ :‬إعداد الباحثة)‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬ ‫‪63‬‬

‫تم إختيار تجارب مختلفة في أهدافها ونظرتها إلى المنطقة التاريخية‪ ،‬لكي يتبين لنا اإلرتباط‬
‫بين مجموعة السياسات وأهداف وتركيز التعامل‪ .‬ومن الدراسة التحليلية للتجارب العربية والمحلية في‬
‫تطوير األحياء التاريخية فقد وجدنا أن التجارب الناجحة هي التي حققت العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬التسجيل الكامل لكل ما تحتويه المناطق التاريخية واألثرية والمدن من آثار ومباني ذات قيمة هي‬
‫الخطوة األولى ألي تجربة ناجحة‪.‬‬
‫‪ .2‬وجود قانون شامل يحوي أدق التفاصيل يمكن أن ينجح كثير من التجارب حيث أنه ال يعطي‬
‫الفرصة للتالعب في األعمال واختراق القوانين كما أن تحديد القانون لمهام واختصاصات وهياكل‬
‫الجهات المختلفة المسئولة عن التطوير واعادة التخطيط دور كبير في التنسيق بين هذه الجهات ونجاح‬
‫التجارب‪.‬‬
‫‪ .3‬وجود خطط تنفيذية ذات مراحل يساعد على نجاح بعض التجارب وخاصة مع نقص التمويل وقلة‬
‫اإلمكانيات كما كان إعادة استخدام المناطق التي تم تأهيلها ومبدأ إستعادة التكلفة واستعادة األنشطة‬
‫التجارية القديمة (تجارية وحرفية) حال ساعد أيضا على نقص اإلمكانات المادية‪ ،‬كما كان لتوحيد جهود‬
‫التمويل لألجهزة العامة والخاصة والجهات المحلية واألجنبية وكذا تبرعات السكان حال أساسيا عند‬
‫ضعف الميزانيات وقلة الموارد‪.‬‬
‫‪ .4‬وجود هيئات مستقلة مسئولة عن بعض المدن أو الناطق التاريخية ويكون لها كافة السلطات اإلدارية‬
‫والقانونية أدى إلى نجاح بعض التجارب حيث أنه قد ساعد في تأمين التسهيالت اإلدارية والقانونية‪.‬‬
‫‪ .5‬خلق وعي جماهيري لسكان المناطق التاريخية التي يتم التعامل معها لضمان مشاركتهم فيما يتم من‬
‫أعمال مع االهتمام بالتنمية االجتماعية بالمناطق التي تم إعادة تخطيطها لضمان استم اررية نجاح‬
‫المشاريع والتجارب‪.‬‬
‫‪ .6‬عمل توازن وتكامل في الطابع المعماري بين القديم والحديث في المناطق التاريخية‪.‬‬
‫‪ .7‬اتخاذ السياسات الشاملة في التعامل مع المناطق التاريخية يفيد في إنجاحها‪.‬‬
‫‪ .8‬تحويل بعض الطرق إلى ممرات للمشاة داخل المناطق التاريخية ومنع المرور اآللي فيها يساعد في‬
‫الحفاظ عليها والتمتع بما تحويه من آثار ومبان ذات قيمة ويحيي الصورة البصرية لهذه المناطق‪.‬‬
‫‪ .9‬المتابعة للمشاريع بعد تنفيذها كل فترة زمنية بصورة دورية يساعد في الحفاظ على ما تم إنجازه من‬
‫مشروعات‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬ ‫‪64‬‬

‫نتائج الفصل الثاني‬ ‫‪:4-2‬‬


‫يمكننا تلخيص أهم نتائج الفصل الثاني في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬نجحت التجارب في‪:‬‬
‫‪ ‬إعادة تأهيل مباني البلدة القديمة وتطويعها وظيفيا بما يتالءم مع احتياجات السكان‪ ،‬وفق المعايير‬
‫العالمية في الحفاظ والترميم‪.‬‬
‫‪ ‬الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي وصيانة اآلثار والمباني التاريخية‪.‬‬
‫‪ ‬الحفاظ على الهوية العربية واإلسالمية في البلدة القديمة‪.‬‬
‫‪ .2‬دلت التجارب العربية والدولية أن عملية إحياء األحياء السكنية في المدن التاريخية تعود عليها بفوائد‬
‫اجتماعية واقتصادية وتحافظ على موروثها الثقافي ولتحقيق ذلك يجب‪:‬‬
‫‪ ‬وضع سياسات لإلحياء تشمل توفير قروض ميسرة أو دوارة للسكان والمالك تتمكن من القيام‬
‫باألعمال المطلوبة‪.‬‬
‫‪ ‬توفير اآلليات الفنية لإلرشاد والتوجيه في كيفية تنفيذ عمليات الترميم والتأهيل مع المحافظة على‬
‫المحتوى التراثي للمسكن وضمان حصول السكان على الخدمات الالزمة‪.‬‬
‫‪ .3‬من خالل دراسة وتقييم التجارب في تأهيل المدينة القديمة تبين لنا أنها تقوم على أساس تلبية‬
‫احتياجات السكان ورغباتهم والذي كان أهم األسباب في نجاح التجارب وعودة العديد من السكان للسكن‬
‫في البلدة القديمة وتشجيع اآلخرين لترميم وصيانة منازلهم‪.‬‬
‫‪ .4‬تأثرت المناطق التاريخية بنمو المدن عمرانيا وسكانيا حيث تعرضت لتعديات مختلفة أدت إلى تدهور‬
‫نسيجها الحضري األمر الذي جعل الجهات المعنية بالدول تهتم بعمليات الحفاظ على هذه المناطق‪.‬‬
‫‪ .5‬يؤثر حجم المنطقة التاريخية على نوعية وعدد السياسات المستخدمة للتعامل معها‪ ،‬حتى يتبين لنا‬
‫االرتباط بين مجموعة السياسات وأهداف وتركيز التعامل‪.‬‬
‫‪ .6‬إختيار السياسة المناسبة للتعامل مع المنطقة التاريخية لمتخذ القرار يعتمد على‪:‬‬
‫‪ ‬قيمتها التاريخية‪.‬‬
‫‪ ‬تكوين وتشكيل عناصر بيئة المنطقة التاريخية‪.‬‬
‫‪ ‬طبقا لتعاملها مع البنية السطحية أو العميقة لها‪.‬‬
‫‪ .7‬تعاملت سياسة الحفاظ والصيانة مع المناطق التاريخية من منطلق نظرة بيئية متكاملة شملت البيئة‬
‫العمرانية للمدينة بنسيجها وطابعها العمراني وسكانها بثقافتهم وخصائصهم‪.‬‬
‫‪ .8‬مفهوم إعادة تأهيل المدينة أخذ في إعتباره الحفاظ على الروح األصلية ومقومات المدينة متمثلة في‬
‫صياغتها ومحتواها العميق‪ ،‬وضمان إستم اررية هذه الروح وهذه المقومات في الجوهر دون المظهر‪.‬‬
‫‪ .9‬نجحت تجارب التطوير في وضع نموذج متطور لإلرتقاء الحضري الناجح بالمناطق ذات الدخل‬
‫المنخفض قابال للتكرار في مناطق أخرى في الوطن العربي‪ ،‬وضمان تحسين األوضاع السكنية والبيئية‬
‫التي يعيشها سكان هذه المناطق وذلك على نحو مستدام‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬ ‫‪65‬‬

‫‪ .10‬تطوير المناطق التاريخية ال يجب أن يقتصر على مجرد توفير المسكن المالئم‪ ،‬بل هو بمثابة‬
‫تحول كامل من مجتمعات غير مالئمة إلى مجتمعات مالئمة تتوافر فيها كل مقومات البيئة االجتماعية‬
‫االقتصادية الصالحة‪.‬‬
‫‪ .11‬مشاركة المجتمع والقطاعات األهلية والمتطوعين في مشروعات التنمية واإلرتقاء بالمناطق‬
‫التاريخية يمثل ضرورة لمواجهة ضعف وقصور اإلمكانيات والموارد التي يمكن أن تعيق سبل تحقيق‬
‫أهداف وطموحات التنمية‪ .‬كما أن الجهود األهلية يجب أن يسايرها دعم وجهد حكومي ورسمي لدعم‬
‫برامج تطوير المناطق التاريخية‪.‬‬
‫‪ .12‬يمكن إعتبار تطوير المناطق التاريخية عملية مستمرة تتطلب التدريب والتأهيل المستمر للقائمين‬
‫باإلدارة البيئية المحلية‪ ،‬لضمان الحفاظ على مستوى الخدمات والعمل على التطوير المستمر بما يتالءم‬
‫واحتياجات هذه المناطق المستقبلية‪ ،‬ويضمن تحقيق اإلستدامة بهذه المشروعات‪.‬‬
‫‪ .13‬أثبتت التجارب العديدة في مسألة الحفاظ على التراث العمراني‪ ،‬أنه ال يمكن اإلكتفاء فقط‬
‫بالمحافظة على مجموعة من المباني واألوابد األثرية‪ ،‬بل أيضا يجب أن تتعداها إلى ضرورة اإلرتقاء‬
‫بالبنية الهيكلية للمدينة القديمة ككل‪ ،‬فجدوى عمليات الحفاظ على التراث العمراني ال يمكن أن يكون‬
‫مقتص ار على ترميم هنا وشق شارع هناك‪ ،‬بل في إحداث تغير إيجابي في تناول الموضوع‪ ،‬ضمن إطار‬
‫عملية تنطوي على إعادة التأهيل واإلحياء‪ ،‬وتخطي الرؤية المحدودة في تناول األبنية والفراغات‬
‫العمرانية بمعزل عن محيطها العمراني واالجتماعي‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬حي السفاحية (حالة دراسية)‬ ‫‪66‬‬

‫الفصل الثالث‬

‫حي السفاحية (حالة دراسية)‬


‫‪A case Study: Saffaheiye Quarter‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬حي السفاحية (حالة دراسية)‬ ‫‪67‬‬

‫الفصل الثالث‬
‫حي السفاحية (حالة دراسية)‬
‫العنوان‬
‫‪A case Study: Saffaheiye Quarter‬‬
‫(‪)16‬‬ ‫أشكال‬
‫وسائل اإليضاح‬
‫(‪)3‬‬ ‫جداول‬
‫مدينة حلب القديمة‬ ‫‪1-3‬‬
‫دراسة تحليلية وميدانية لمنطقة الدراسة‬ ‫‪2-3‬‬
‫المسح الفيزيائي لمنطقة الدراسة‬ ‫‪1-2-3‬‬
‫التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬ ‫‪3-3‬‬
‫مفهوم التطوير العمراني‬ ‫‪1-3-3‬‬
‫أهداف عملية التطوير العمراني‬ ‫‪2-3-3‬‬
‫آلية عملية التطوير العمراني‬ ‫‪3-3-3‬‬
‫العوامل األساسية لتفعيل عملية االرتقاء والتطوير العمراني في األحياء التاريخية‬ ‫‪4-3-3‬‬ ‫الفقرات‬
‫العائد من عملية االرتقاء والتطوير‬ ‫‪5-3-3‬‬
‫مدخل تطويري لحي السفاحية التاريخي‬ ‫‪4-3‬‬
‫استراتيجية التنمية والتطوير المقترحة في منطقة الدراسة‬ ‫‪1-4-3‬‬
‫برنامج التطوير المقترح لتحقيق التنمية المستدامة في منطقة الدراسة‬ ‫‪2-4-3‬‬
‫إتجاهات الحل لمشاكل تدهور األحياء التاريخية القديمة والتراثية‬ ‫‪3-4-3‬‬
‫برنامج مقترح للتنمية المستدامة‬ ‫‪4-4-3‬‬
‫نتائج الفصل الثالث‬ ‫‪5-3‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬حي السفاحية (حالة دراسية)‬ ‫‪68‬‬

‫الفصل الثالث‬
‫حي السفاحية (حالة دراسية)‬
‫‪A case Study: Saffaheiye Quarter‬‬

‫‪ ‬مقدمة الفصل‪:‬‬
‫يعتبر التطوير العمراني لألحياء التاريخية أداة ووسيلة لتحقيق المصلحة العامة لكافة قطاعات‬
‫وفئات المجتمع من خالل وضع تصورات ورؤيا مستقبلية مرغوبة ومفضلة لتوزيع األنشطة واالستعماالت‬
‫المجتمعية في المكان المالئم والوقت المناسب بما يحقق التوازن بين احتياجات التنمية في الحاضر‬
‫والمستقبل القريب من ناحية‪ ،‬وبين احتياجات التنمية لألجيال القادمة في المستقبل البعيد من ناحية‬
‫أخرى‪ ،‬أي تحقيق ما يعرف التنمية المستدامة‪.‬‬
‫تم التركيز على ال مشاكل التي تعاني منها منطقة الدراسة (حي السفاحية) في مدينة حلب‬
‫القديمة‪ ،‬ودراستها وتحليلها من حيث استعماالت المباني وارتفاعاتها وحركة المرور‪ ،‬وبعد ذلك ستسعى‬
‫الدراسة إلى وضع استراتيجيات لتوجيه التخطيط في هذه المنطقة وحل المشاكل التي تعاني منها من‬
‫خالل تنظيم الوظائف الموجودة فيها عن طريق إيجاد مناطق مخصصة للمشاة ومناطق خضراء إضافةً‬
‫إلى مناطق حرف يدوية ومناطق سياحية‪ ،‬ويأتي هذا عن طريق إعادة تخطيط للمنطقة بطريقة تضمن‬
‫تطورها الفيزيائي في المستقبل بشكل يتالءم والتخطيط الموضوع‪ .‬وبعد عملية تحليل منطقة الدراسة (حي‬
‫ال سفاحية) ومعرفة المشاكل التي تعاني منها سوف يتطرق هذا الفصل إلى مزيد من الشرح والتفصيل‬
‫الحتياجات هذه المنطقة إلى مخطط جديد يضمن وجود‪:‬‬
‫‪ ‬مناطق خضراء ومساحات مفتوحة‪.‬‬
‫‪ ‬بنى تحتية جديدة‪.‬‬
‫‪ ‬أنشطة تجارية جديدة‪.‬‬
‫‪ ‬تطوير باالتجاه الذي يحترم البعد اإلنساني‪.‬‬
‫‪ ‬تطوير والحفاظ على الواجهة التي تفصل المدينة القديمة عن منطقة الدراسة‪.‬‬
‫يهدف هذا الفصل إلى تقديم برنامج مقترح للتطوير العمراني لحي السفاحية لتحقيق التنمية‬
‫المستدامة كنموذج لحارات البلدة القديمة في مدينة حلب‪ ،‬وذلك من خالل دراسة تكوين النسيج الحضري‬
‫لحي السفاحية ودراسة مكوناته المعمارية إضافة لدراسة الوضع االجتماعي واالقتصادي للسكان ومدى‬
‫مالءمة وضع البيئة الحالي الحتياجاتهم‪ .‬وارتكز هذا الفصل في منهجيته بشكل رئيسي على المنهج‬
‫الوصفي التحليلي‪ ،‬باستخدام مجموعة من أدوات البحث العلمي مثل االستبيان‪ ،‬المسح الميداني‬
‫والمقابالت الشخصية مع ذوي العالقة من السكان والفنيين في بلدية حلب‪ .‬ونتيجة للوضع األمني الحالي‬
‫في المدينة القديمة‪ ،‬فقد تعذر إنجاز أدوات البحث العلمي كاالستبيان والمقابالت‪ ،‬وتم االستعانة بدراسات‬
‫سابقة على عالقة بموضوع البحث وهي (‪ ،GTZ‬مجلس مدينة حلب‪ ،‬مواقع الكترونية متعددة)‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬حي السفاحية (حالة دراسية)‬ ‫‪69‬‬

‫وقد اعتمدت الدراسة في هذا الفصل على التحليل والتقييم‪ ،‬وقد تناولت تحليل عناصر القوة‬
‫والضعف واإلمكانيات المتاحة وعناصر التهديد التي تواجهها عملية التطوير والتخطيط العمراني لمنطقة‬
‫الدراسة‪ .‬ومن ثم تم وضع بعض الحلول والمقترحات التي تحدد اتجاهات التطوير المستقبلي وتساهم في‬
‫التغلب على المشاكل والصعوبات القائمة‪ .‬وقد تمثل منهج البحث في المسح الميداني والعمراني الشامل‬
‫لمنطقة الدراسة حيث تم التعرف من خالله على المشاكل القائمة واستقصاء مكونات ومسببات هذه‬
‫المشاكل‪ ،‬ودراسة واحصاء اإلمكانيات المتوفرة الالزمة لوضع الحلول‪ ،‬كالمساحة المتاحة للبناء وامكانية‬
‫توسيعها‪ ،‬وطبوغرافية األرض ومدى مالءمتها للمشاريع المختلفة‪ ،‬وكذلك الموارد المتوفرة بمختلف‬
‫أنواعها ومدى إمكانية توظيفها للوصول إلى النتائج المتوخاة‪.‬‬
‫إن وضع استراتيجية عملية من أجل تطوير حي السفاحية كنموذج لحارات البلدة القديمة في‬
‫حلب يتطلب‪:‬‬
‫‪ ‬دراسة تكوين النسيج الحضري لحي السفاحية‪.‬‬
‫‪ ‬دراسة مكوناته المعمارية واكتشاف ما فيها من عناصر وخصائص حضرية تساعدنا في تطويع هذه‬
‫المعطيات في عملية اإلحياء والتطوير‪.‬‬
‫‪ ‬دراسة الوضع االجتماعي واالقتصادي للسكان ومدى مالءمة وضع البيئة الحالي الحتياجاتهم‪.‬‬
‫‪ ‬الوصول إلى حلول تعمل على تطوير بيئة حضرية تساهم في رفع المستوى االجتماعي واالقتصادي‬
‫للسكان‪.‬‬
‫‪ ‬اقتراح أطر تنظيمية وتشريعات لعملية الحفاظ واإلحياء والتطوير في حي السفاحية‪.‬‬
‫‪ ‬العمل على ربط عملية تطوير حي السفاحية مع االمتداد العمراني الحديث خارج البلدة القديمة‬
‫لحلب‪.‬‬
‫مدينة حلب القديمة‬ ‫‪:1-3‬‬
‫مدينة حلب القديمة ليست المركز التاريخي لمدينة تنمو بسرعة عدد سكانها ‪ ٢،٢‬مليون نسمة‬
‫فحسب‪ ،‬بل هي مدينة ضمن مدينة يسكنها ‪ ٠٢١‬ألف نسمة وتشمل آالف األعمال الصغيرة والمتوسطة‬
‫والمكاتب والمحالت باإلضافة إلى ‪ ٢٤١‬آبدة أثرية مسجلة تقع ضمن مساحة تبلغ ‪ ٥٦٣‬هكتار‪ .‬بعد‬
‫حوالي قرن من اإلهمال العام والتدهور الفيزيائي أصبحت إمكانات المدينة القديمة كموقع جذاب‬
‫للفعاليات اإلقتصادية واألغراض السكنية معترف بها اليوم بشكل واسع‪ .‬تعتبر كل من المبالغ الكبيرة‬
‫التي أنفقت من األهالي خالل العقد السابق واالستثمار الخاص المتزايد تغي اًر هاماً بإتجاه نظرة عامة‬
‫إيجابية‪ .‬لكن الشروط ضمن حدود المدينة القديمة تختلف من الشرق إلى الغرب حيث توجد المناطق‬
‫الجذابة واألقل جاذبية والمناطق التي تتطور والمناطق التي يتدهور حالها‪ .‬إن إستراتيجية المحافظة‬
‫والتطوير تكمل مخطط االرتقاء الشامل في المدينة القديمة الذي يحدد الخطة العامة والمتكاملة والذي‬
‫يجمع بين الحفاظ والتطوير‪ .‬إن استراتيجية المحافظة والتطوير تمكن السلطات المحلية في حلب من‬
‫النظر بشكل أقرب إلى التحديات التي تواجهها المناطق في المدينة القديمة باإلضافة إلى اإلستفادة من‬
‫الفصل الثالث‪ :‬حي السفاحية (حالة دراسية)‬ ‫‪70‬‬

‫إمكاناتها الخاصة‪ .‬إنها تشكل أداة استراتيجية للسلطات العامة ولذوي المصالح من القطاع الخاص من‬
‫أجل اتخاذ اإلجراءات المناسبة لمعالجة األمور المميزة لكل منطقة‪.‬‬
‫وبما أن مدينة حلب القديمة هي موقع تراث ثقافي عالمي فهناك ضرورة أكيدة للسياسات‬
‫الحامية وحتى المقيدة‪ .‬ولكن يجب أن تبقى بنفس الوقت منطقة حية وبالتالي ستبقى دائماً عرضة‬
‫لتغيرات وتطورات معينة األمر الذي ستحتاج إلى مرونة لجعل المباني القديمة تتأقلم مع االستعماالت‬
‫الجديدة‪ .‬باإلضافة إلى ذلك فإن الضرورة للحفاظ ليست متساوية في جميع أنحاء المدينة القديمة‪ .‬حيث‬
‫أنه في كثير من األحياء يبدو أنه من المنطقي أكثر التركيز على تحسين مستوى المعيشة بشكل عام‪،‬‬
‫من خالل دمج إجراءات البنى التحتية مع تحسينات على الموقع للحفاظ على التركيبة االجتماعية‬
‫واالقتصادية والمادية‪ .‬ولكن هذا سيحتاج إلى خطوط توجيهية أكثر مرونة وليبرالية‪.‬‬
‫رغم أن مديرية حلب القديمة حققت نجاحاً كبي اًر في تحسين أقسام هامة من البنى التحتية التقنية‬
‫وفي التنمية وتنفيذاً لمفهوم (مناطق العمل) ضمن الموقع إال أن عملية اإلحياء تحتاج اآلن إطا اًر‬
‫استراتيجياً شامالً يضم جميع المبادرات في كل المدينة القديمة‪ .‬إن وضع إطار عمل لجميع المناطق‬
‫يضم الخطوط التوجيهية للتدخالت التقييدية واإلجراءات سيخدم الكثير من الممثلين في قطاعات ومناطق‬
‫رئيسية في المدينة القديمة وسيساعد أيضاً مديرية المدينة القديمة على تأدية مهمتها في المنطقة بأسرها‪.‬‬
‫إن السياسات التي تركز فقط على الحفاظ والصون يجب أن تمتد لتتناول مواضيع أخرى ال تقل عنهما‬
‫أهمية‪.‬‬
‫‪ :1-1-3‬مشروع إحياء مدينة حلب القديمة‪:‬‬
‫تضافرت جهود مدينة حلب القديمة والوكالة األلمانية للتعاون التقني (‪ )GTZ‬منذ عام ‪٠٩٩٥‬م‬
‫من أجل إحياء مدينة حلب القديمة‪ .‬ومن الواضح أنه ال يمكن الحفاظ على هذه المدينة القديمة الجميلة‬
‫والفريدة إال في حال تعاون السلطات المحلية وسكان حلب لجعلها مكان أفضل للحياة مع الحفاظ على‬
‫النسيج العمراني التاريخي‪ .‬األهداف األساسية هي ضمان وتحسين شروط المعيشة لألشخاص الذين‬
‫يسكنون ويعملون هنا وتقوية االمكانات االقتصادية مع الحفاظ على النسيج العمراني التاريخي وارثها‬
‫االجتماعي والثقافي الضخم‪ .‬تدعم الوكالة األلمانية للتعاون التقني تطوير وتمويل مجموعة متكاملة من‬
‫التدخالت مثل أدوات التطوير االستراتيجي وتجديد البنية التحتية االجتماعية والفنية وتحسين الشروط‬
‫البيئية والخدمات االجتماعية والتخطيط والتطوير العمراني وترميم األوابد واإلدارة المرورية والمساعدة‬
‫المالية لترميم المساكن والتطوير االقتصادي المحلي وتطوير السياحة باإلضافة إلى التطوير االجتماعي‬
‫والتطوير الثقافي‪ .‬إن استراتيجية المحافظة والتطوير هي أداة إضافية لتنسيق أولويات األعمال‪ .‬وسوف‬
‫تساعد في إتخاذ القرار وسوف تنسق بين اإلجراءات الهامة المتخذة من ذوي المصالح في القطاع العام‬
‫والخاص‪.‬‬
‫بعد عشرة أعوام من التعاون التقني السوري األلماني ضمن إطار مشروع إحياء حلب القديمة‬
‫يحتاج المشروع اآلن في المرحلة الرابعة إلى إطار استراتيجي يغطي التدخالت في مجمل المدينة القديمة‬
‫ويشمل الخطوط التوجيهية للتدخالت المحدودة والتدخالت العملية‪ .‬إن السياسات التي تركز بشكل‬
‫الفصل الثالث‪ :‬حي السفاحية (حالة دراسية)‬ ‫‪71‬‬

‫أساسي على المحافظة والحماية يجب أن توسع لكي تعالج مواضيع أخرى ذات أهمية مساوية‪ .‬حيث أن‬
‫المشروع يدعم تنمية وتمويل وتنفيذ مجموعة شاملة من المبادرات‪ :‬كأدوات التنمية االستراتيجية وتجديد‬
‫البنى التحتية التقنية واالجتماعية وتحسين الظروف البيئية والخدمات االجتماعية والتصميم العمراني‬
‫والتنمية العمرانية‪ ،‬وترميم األوابد‪ ،‬وادارة المرور‪ ،‬والمساعدات المالية لترميم البيوت‪ ،‬والتنمية اإلقتصادية‬
‫المحلية وتنمية السياحة والتنمية الثقافية واالجتماعية‪ ،‬إضافةً إلى ذلك يحاول المشروع حث التعاون ما‬
‫بين الضوابط المناسبة المتخذة من قبل الفرقاء من القطاع العام والخاص‪ .‬يتوجه المشروع بشكل عام‬
‫نحو توجيه األجناس والتقليل من الفقر‪.‬‬
‫‪ :2-1-3‬المناطق اإلستراتيجية في مدينة حلب القديمة‪:‬‬
‫تم تحديد سبعة مناطق استراتيجية ضمن موقع اإلرث والمناطق الفاصلة في المدينة القديمة‬
‫على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ .1‬المنطقة االستراتيجية ذات النموذج (‪ :)A‬االستعمال المختلط في مرحلة التحول‪.‬‬
‫‪ .2‬المنطقة االستراتيجية ذات النموذج (‪ :)B‬االستعمال السكني المتعرض لتغيرات معتدلة‪.‬‬
‫‪ .3‬المنطقة االستراتيجية ذات النموذج (‪ :)C‬االستعمال السكني الراكد‪.‬‬
‫‪ .4‬المنطقة االستراتيجية ذات النموذج (‪ :)D‬االستعمال السكني المتراجع‪.‬‬
‫‪ .5‬المنطقة االستراتيجية ذات النموذج (‪ :)E‬االستعمال المختلط‪.‬‬
‫‪ .6‬المنطقة االستراتيجية ذات النموذج (‪ :)F‬المناطق السكنية الحدودية‪.‬‬
‫‪ .7‬المنطقة االستراتيجية ذات النموذج (‪ :)X‬مناطق السوق الغير مأهولة‪ ،‬القلعة‪ ،‬المباني اإلدارية‪ ،‬بنى‬
‫تحتية‪.‬‬

‫الشكل (‪ )3-1‬يوضح المناطق االستراتيجية في المدينة القديمة‬


‫(المصدر‪ :‬مديرية مدينة حلب القديمة‪ ،‬أويكوس‪)5002 ،‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬حي السفاحية (حالة دراسية)‬ ‫‪72‬‬

‫ويوضح الجدول رقم (‪ )3-1‬تقسيم المناطق االستراتيجية في مدينة حلب القديمة‪.‬‬

‫المناطق االستراتيجية في مدينة حلب القديمة‬


‫نموذج المنطقة‬
‫صورة للمنطقة االستراتيجية‬ ‫صورة جوية للمنطقة االستراتيجية‬ ‫موقع المنطقة االستراتيجية‬ ‫االستراتيجية‬
‫وتوصبفها‬

‫(المنطقة ‪)A‬‬
‫االستعمال المختلط‬
‫في مرحلة التحول‬

‫(المنطقة ‪)B‬‬
‫االستعمال السكني‬
‫المتعرض لتغيرات‬
‫معتدلة‬

‫(المنطقة ‪)C‬‬
‫االستعمال السكني‬
‫الراكد‬

‫(المنطقة ‪)D‬‬
‫االستعمال السكني‬
‫المتراجع‬

‫(المنطقة ‪)E‬‬
‫االستعمال المختلط‬
‫الفصل الثالث‪ :‬حي السفاحية (حالة دراسية)‬ ‫‪73‬‬

‫المناطق االستراتيجية في مدينة حلب القديمة‬


‫نموذج المنطقة‬
‫صورة للمنطقة االستراتيجية‬ ‫صورة جوية للمنطقة االستراتيجية‬ ‫موقع المنطقة االستراتيجية‬ ‫االستراتيجية‬
‫وتوصبفها‬

‫(المنطقة ‪)F‬‬
‫المناطق السكنية‬
‫الحدودية‬

‫(المنطقة ‪)X‬‬
‫مناطق السوق غير‬
‫المأهولة‪ ،‬القلعة‪،‬‬
‫المباني اإلدارية‪،‬‬
‫بنى تحتية‪.‬‬

‫الجدول (‪ )3-1‬يوضح تقسيم المناطق االستراتيجية في مدينة حلب القديمة‬


‫(المصدر‪:‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬حي السفاحية (حالة دراسية)‬ ‫‪74‬‬

‫‪ :1-2-1-3‬الخصائص المميزة للمناطق االستراتيجية في مدينة حلب القديمة‪:‬‬


‫تختلف المناطق االستراتيجية في مدينة حلب القديمة من حيث المساحة والنوع‪ ،‬ويعتمد تعريفها‬
‫على عنصرين متقاربين هما أشكال استعماالت األراضي (غالبها سكني‪ ،‬مختلط‪ ،‬تجاري‪ ،‬إلخ‪ )...‬ونسبة‬
‫تحول أو تتعرض لتغيرات معتدلة أو راكدة أو‬
‫التغير أو الديناميكية‪ .‬فتكون المناطق إما في مرحلة ّ‬
‫متراجعة أو معززة‪ .‬إن وصف المناطق االستراتيجية وتوجهاتها التنموية تعمتد على مجموعة من‬
‫المؤشرات تعطي معلومات عن‪:‬‬
‫‪ .1‬استعماالت األراضي المخططة في منطقة الدراسة حسب المخطط الهيكلي (سكني‪ ،‬معظمه سكني‪،‬‬
‫مختلط‪ ،‬تجاري)‪.‬‬
‫‪ .2‬استخدام المباني (االستعماالت الحالية لألبنية)‪.‬‬
‫‪ .3‬الحالة االجتماعية (الكثافة السكانية‪ ،‬حجم األسر‪ ،‬دخل األسر‪ ،‬نوع الحيازة‪ ،‬أسر لها سيارات‪ ،‬مدة‬
‫البقاء)‪.‬‬
‫‪ .4‬القيمة المعمارية والتاريخية (األوابد‪ ،‬شكل الشوارع‪ ،‬نوع البيوت)‪.‬‬
‫‪ .5‬الحالة الفيزيائية واإلنشائية للمباني (لمخزون المباني‪ ،‬الشواغر)‪.‬‬
‫‪ .6‬الحالة االقتصادية (موقع النشاط التجاري‪ ،‬تناقل األراضي‪/‬العقارات‪ ،‬قيمة األراضي‪/‬العقارات)‪.‬‬
‫‪ .7‬حالة التحسن (تطبيقات للترميم‪/‬نشاط تجاري‪ ،‬صندوق الطوارئ‪ ،‬صندوق اإلحياء‪ ،‬البنى التحتية‬
‫التقنية)‪.‬‬
‫إن المنطقة االستراتيجية تختلف عن منطقة العمل كما هو معروف في مخطط اإلرتقاء‪ ،‬إن‬
‫مخطط اإلرتقاء يؤمن أيضاً اإلطار من أجل االقتراحات للتغيرات على األمد القصير وذلك من خالل‬
‫تخطيط مناطق العمل‪ ،‬قسم مخطط اإلرتقاء إلى وحدات أصغر‪ .‬حيث أن منطقة العمل هي موقع محدد‬
‫بوضوح ضمن منطقة أكبر لمدينة أو إقليم‪ .‬يجب أن تكون مساحتها ممكنة اإلدارة لذا يجب أن ال تزيد‬
‫عن ‪ 15‬هكتار‪ ،‬تكمن الفكرة في حل القضايا المحلية الرئيسية ضمن هذه المنطقة بأسلوب سريع ومنبثق‬
‫عن المشكلة‪ ،‬حيث أن اإلجراءات المنتقاة هي ذات طابع إيضاحي ومستدام‪.‬‬
‫يمكن من تغير مرئي ومكثف‪ ،‬والذي يؤمل‬ ‫إن تركيز النشاطات في مناطق ذات مساحة محددة ّ‬
‫أن تكون له آثار تضاعفية عند وصولها إلى المؤسسات الخاصة واألفراد المهتمين أيضاً بالمدينة القديمة‬
‫(مخطط اإلرتقاء ‪ ،)1998‬يسمح التقييم المقارن للبيانات المختارة باإلضافة إلى المقابالت والتقييم‬
‫السريع والمالحظات في الموقع بالقيام بتقييم منظم وتفاضلي لنزعات التطور في مدينة حلب القديمة‪.‬‬
‫ويوضح الجدول رقم (‪ )3-2‬بيانات عن المناطق االستراتيجية في مدينة حلب القديمة‬
‫(الخصائص المميزة للمناطق االستراتيجية)‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬حي السفاحية (حالة دراسية)‬ ‫‪75‬‬

‫بيانات عن المناطق االستراتيجية في مدينة حلب القديمة‬


‫نموذج المنطقة‬
‫بيانات المنطقة االستراتيجية‬ ‫النطاقات االستراتيجية‬
‫االستراتيجية‬
‫‪ -‬المنطقة ذات النموذج (‪ :)A1‬باب الفرج‪،‬‬
‫تتميز المناطق )‪ (A‬بعملية ديناميكية من التغيرات‬
‫بحسيتا‪.‬‬
‫والتحوالت‪ ،‬استعمال االراضي في هذه المنطقة مختلط‪.‬‬
‫‪ -‬المنطقة ذات النموذج (‪ :)A2‬قسم من‬
‫وستغلب االستعماالت التجارية (بيع تجزئة‪ ،‬ورشات‬
‫ساحة الحطب‪ ،‬قسم من بندرة اإلسالم‪،‬‬ ‫المنطقة االستراتيجية ذات‬
‫عمل‪ ،‬مستودعات) على المنطقة في المستقبل‪ ،‬في‬
‫قسم من الفرافرة‪.‬‬ ‫النموذج (‪)A‬‬
‫حين أن االستعمال السكني في انخفاض‪ .‬الحالة المادية‬
‫‪ -‬المنطقة ذات النموذج (‪ :)A3‬قسم من‬
‫لمخزون المباني تتراجع ونسبة األبنية الفارغة في‬
‫منطقة خلف الجامع‪ ،‬قسم من بندرة‬
‫ازدياد‪.‬‬
‫اإلسالم‪ ،‬الفرافرة‪.‬‬
‫تتعرض المناطق من النوع ‪ B‬أحياناً إلى تغييرات‬ ‫‪ -‬المنطقة ذات النموذج (‪ :)B1‬قسم من‬
‫معتدلة‪ .‬تتواجد داخل أسوار المدينة القديمة ويغلب‬ ‫الجلوم‪ ،‬قسم من قلعة الشريف‪.‬‬
‫عليها االستعمال السكني‪ .‬تحدث التغييرات في إشغال‬ ‫‪ -‬المنطقة ذات النموذج (‪ :)B2‬قسم من قلعة‬
‫المباني بسبب القرب المباشر لمنطقة السوق الرئيسية‬ ‫الشريف‪ ،‬ساحة بزة المغازلة‪ ،‬السفاحية‪.‬‬ ‫المنطقة االستراتيجية ذات‬
‫منها وبسبب المتطلبات والمصالح السياحية‪ .‬وهناك‬ ‫‪ -‬المنطقة ذات النموذج (‪ :)B3‬قسم الجلوم‪،‬‬ ‫النموذج (‪)B‬‬
‫أيضا بعض التغيرات التي نتجت‬ ‫العقبة‪.‬‬
‫عن إجرءات الترميم المخططة والمنفذة في غضون ال‬
‫‪٦-٣‬سنوات السابقة‪.‬‬
‫المناطق من النوع ‪ C‬هي خاصة باالستعمال السكني‬ ‫‪ -‬المنطقة ذات النموذج (‪ :)C1‬العجم‪ ،‬قسم‬
‫وتتميز بالركود النسبي‪ .‬حيث يكاد النشاط اإلقتصادي‬ ‫من القصيلة‪.‬‬
‫المنطقة االستراتيجية ذات‬
‫أن ينعدم وحركة السكان كذلك‪ .‬أما التأثيرات من‬ ‫‪ -‬المنطقة ذات النموذج (‪ :)C2‬الجبيلة‪،‬‬
‫النموذج (‪)C‬‬
‫المناطق المجاورة كالمنطقة ‪ X3‬والمنطقة ‪ X1‬فهي‬ ‫البياضة‪ ،‬قسم من ساحة الملح ‪ +‬باب‬
‫تقتصر على األجزاء المجاورة مباشرة‪.‬‬ ‫األحمر‪.‬‬
‫التغيرات في المنطقة ‪ D‬قليلة من ناحية استعمال‬ ‫‪ -‬المنطقة ذات النموذج (‪ :)D1‬فرايين‪.‬‬
‫األرض وبنية البيوت ويغلب على المنطقة الطابع‬ ‫‪ -‬المنطقة ذات النموذج (‪ :)D2‬أبراج‪،‬‬
‫السكني على الرغم من أن بعض النشاطات اإلقتصادية‬ ‫مكرجي‪.‬‬
‫المنطقة االستراتيجية ذات‬
‫الصغيرة تشكل جزءاً من الحي‪ .‬الحالة الفيزيائية للبيئة‬ ‫‪ -‬المنطقة ذات النموذج (‪ :)D3‬قرلق‪،‬‬
‫النموذج (‪)D‬‬
‫المبنية هي راكدة على مستوى ضعيف‪ .‬ويصعب على‬ ‫داللين‪.‬‬
‫السكان اإلرتقاء بمنازلهم أو ظروفهم المعيشية دون‬
‫مساعدة اآلخرين من خارج المنطقة‪.‬‬
‫تتميز المنطقة ‪ E‬بظروف اجتماعية ومادية ثابتة نظ اًر‬ ‫‪ -‬المنطقة ذات النموذج (‪ :)E1‬الصليبة‪،‬‬
‫تمت بمعظمها ضمن المنطقة‬ ‫إلجراءات اإلرتقاء التي ّ‬ ‫جزء من ساحة الحطب‪ ،‬جزء من اله اززة‪.‬‬
‫(‪ (AA3-E1‬كما أدت التي قام بها األفراد (حوافز‬ ‫‪ -‬المنطقة ذات النموذج (‪ :)E2‬قسطل‬
‫المنطقة االستراتيجية ذات‬
‫خاصة) إلى مزيد من التعزيز لهذه األحياء‪ .‬إن الحالة‬ ‫حرامي‪ ،‬البساتنة‪ ،‬جزء من الماوردي‪.‬‬
‫النموذج (‪)E‬‬
‫اإلقتصدية لألحياء قوية نسبياً نظ ًار للبنى التحتية‬
‫السياحية النشطة والمؤثرات اإليجابية الداعمة من‬
‫المناطق التجارية المجاورة الميسورة‪.‬‬
‫الجدول (‪ )3-2‬يوضح بيانات عن المناطق االستراتيجية في مدينة حلب القديمة‬
‫الفصل الثالث‪ :‬حي السفاحية (حالة دراسية)‬ ‫‪76‬‬

‫بيانات عن المناطق االستراتيجية في مدينة حلب القديمة‬


‫نموذج المنطقة‬
‫بيانات المنطقة االستراتيجية‬ ‫النطاقات االستراتيجية‬
‫االستراتيجية‬
‫تتضمن المناطق من النوع ‪ F‬انواع مختلفة من المناطق‬ ‫‪ -‬المنطقة ذات النموذج (‪ :)F1‬الحدود‬
‫السكنية المتراجعة‪ .‬األبنية متهالكة والبنى التحتية كذلك‬ ‫الجنوبية الغربية لقلعة شريف‪ ،‬الحدود‬
‫أو غير كافية في حين تتزايد الكثافات السكانية‪ .‬البنية‬ ‫الجنوبية لساحة بزة ‪ +‬المغازلة‪ ،‬الساحة‬
‫الفيزيائية واألشكال العمرانية للنطاقات من النوع ‪F‬‬ ‫الجنوبية للقصيلة‪.‬‬
‫متضررة بشكل كبير أو حتى مدمرة و بالتالي فإن طابع‬ ‫‪ -‬المنطقة ذات النموذج (‪ :)F2‬الحدود‬ ‫المنطقة االستراتيجية ذات‬
‫موقع التراث العالمي سيضيع‪.‬‬ ‫الجنوبية للسفاحية‪ ،‬محمد بيك‪ ،‬الحدود‬ ‫النموذج (‪)F‬‬
‫الشرقية للمكرجي‪.‬‬
‫‪ -‬المنطقة ذات النموذج (‪ :)F3‬الحدود‬
‫الشمالية الشرقية للقرلق وداللين‪.‬‬
‫‪ -‬المنطقة ذات النموذج (‪.)F4‬‬
‫المناطق من النوع (‪ )X‬غير مأهولة وهي فارغة خالل‬ ‫‪ -‬المنطقة ذات النموذج (‪ :)X1‬القلعة‪.‬‬
‫ساعات الليل ومزدحمة جداً خالل ساعات العمل‪ .‬إن‬ ‫‪ -‬المنطقة ذات النموذج (‪ :)X2‬منطقة‬
‫كل من المناطق الفرعية هام بشكل ما للمدينة القديمة‬ ‫السوق‪.‬‬
‫ولمدينة حلب العظمى‪ .‬حيث أن السوق هو المركز‬ ‫‪ -‬المنطقة ذات النموذج (‪ :)X3‬جنوب‬ ‫المنطقة االستراتيجية ذات‬
‫االقتصادي األهم والقلعة المركز السياحي األهم أما‬ ‫القلعة‪/‬منطقة إدارية‪.‬‬ ‫النموذج (‪)X‬‬
‫المناطق اإلدارية جنوب القلعة ومناطق الخدمة خارج‬ ‫‪ -‬المنطقة ذات النموذج (‪ :)X4‬منطقة خارج‬
‫السور الغربي فهي ذات أهمية كبيرة لمدينة حلب‬ ‫السوق الغربي‪.‬‬
‫العظمى‪.‬‬
‫الجدول (‪ )3-2‬يوضح بيانات عن المناطق االستراتيجية في مدينة حلب القديمة‬
‫الفصل الثالث‪ :‬حي السفاحية (حالة دراسية)‬ ‫‪77‬‬

‫‪ :2-2-1-3‬نقاط القوة والضعف للمناطق االستراتيجية في مدينة حلب القديمة‪:‬‬


‫يوضح الجدول رقم (‪ )3-3‬نقاط القوة والضعف للمناطق االستراتيجية في مدينة حلب القديمة‪.‬‬
‫نقاط القوة والضعف للمناطق االستراتيجية في مدينة حلب القديمة‬

‫نقاط الضعف‬ ‫نقاط القوة‬ ‫نموذج المنطقة االستراتيجية‬


‫‪ -‬حالة مادية متراجعة‪.‬‬ ‫‪ -‬الموقع المركزي‪.‬‬
‫‪ -‬تلوث الهواء والضجيج‪.‬‬ ‫‪ -‬سهولة الوصول‪.‬‬
‫المنطقة االستراتيجية ذات‬
‫‪ -‬تقسيات الملكية‪.‬‬ ‫‪ -‬القيمة التاريخية‪.‬‬
‫النموذج (‪)A‬‬
‫‪ -‬نقص التخطيط الشامل‪.‬‬ ‫‪ -‬اإلستفادة من الشواغر الممكنة‪.‬‬
‫‪ -‬الشواغر‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانية محدودة للتنمية‪.‬‬ ‫‪ -‬نسيج اجتماعي ومادي معزز‪.‬‬
‫‪ -‬الظروف المعيشية ال تفي بالمتطلبات الحديثة‪.‬‬ ‫‪ -‬محمي من التدخالت اإلقتصادية من خارج‬ ‫المنطقة االستراتيجية ذات‬
‫األسوار‪.‬‬ ‫النموذج (‪)B‬‬
‫‪ -‬تطويرات متوسطة بدأت من خالل‪.AA1‬‬
‫‪ -‬الظروف المعيشية ال تلبي المتطلبات الحديثة‪.‬‬ ‫‪ -‬منطقة سكنية هادئة في وسط المدينة‪.‬‬
‫‪ -‬موقع مركزي بمحاذاة القلعة‪.‬‬ ‫المنطقة االستراتيجية ذات‬
‫‪ -‬ال توجد ضغوط اقتصادية بعد‪.‬‬ ‫النموذج (‪)C‬‬
‫‪ -‬إمكانية للتنمية السياحية‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف جودة البناء‪.‬‬ ‫‪ -‬نموذج منطقة سكنية محافظة على شكلها‬
‫‪ -‬ضعف البنى التحتية‪.‬‬ ‫األصلي‪.‬‬
‫المنطقة االستراتيجية ذات‬
‫‪ -‬ظروف المعيشية ال تصل إلى المتطلبات‬ ‫‪ -‬اليوجد ضغط اقتصادي‪.‬‬
‫النموذج (‪)D‬‬
‫الحديثة‪.‬‬
‫‪ -‬كثافة سكانية عالية‪.‬‬
‫‪ -‬جودة البناء متدنية في بعض المواقع‪.‬‬ ‫‪ -‬موقع مركزي بالقرب من المنطقة التجارية‬
‫‪ -‬ميل إلى تغيير الشريحة االجتماعية‪.‬‬ ‫المركزية‪.‬‬
‫‪ -‬ضعط اقتصادي عالي‪.‬‬ ‫‪ -‬إمكانية سياحية عالية‪.‬‬ ‫المنطقة االستراتيجية ذات‬
‫‪ -‬المرور مضبوط‪.‬‬ ‫النموذج (‪)E‬‬
‫‪ -‬تحسن عام نتيجة مبادرة مديرية المدينة‬
‫القديمة‪.‬‬
‫‪ -‬نوعية بناء سيئة جداً‪.‬‬ ‫‪ -‬التحول ما بين منطقة التراث العالمي وحلب‬
‫‪ -‬أسر فقيرة‪.‬‬ ‫الكبرى‪.‬‬
‫المنطقة االستراتيجية ذات‬
‫‪ -‬بنت تحتية فقيرة‪.‬‬
‫النموذج (‪)F‬‬
‫‪ -‬المنطقة ال تمت إلى عناصر مركز التراث‬
‫العالمي بأي صلة‪.‬‬
‫‪ -‬بنى تحتية سياحية غير مالئمة‪.‬‬ ‫‪ -‬إمكانية اقتصادية عالية في منطقة السوق‪.‬‬
‫‪ -‬تزايد البائعين غير الرسميين‪.‬‬ ‫‪ -‬قيمة تاريخية وسياحية عالية حول القلعة‪.‬‬
‫المنطقة االستراتيجية ذات‬
‫‪ -‬خطر التحول إلى منطقة عالم خيالي (ديزني‬ ‫‪ -‬التنوع االقتصادي‪.‬‬
‫النموذج (‪)X‬‬
‫الند)‪.‬‬
‫‪ -‬تنوع االستعماالت مهدد‪.‬‬
‫الجدول (‪ )3-3‬يوضح نقاط القوة والضعف للمناطق االستراتيجية في مدينة حلب القديمة‬
‫الفصل الثالث‪ :‬حي السفاحية (حالة دراسية)‬ ‫‪78‬‬

‫دراسة تحليلية وميدانية لمنطقة الدراسة‬ ‫‪:2-3‬‬


‫‪ .1‬موقع حي السفاحية‪ :‬يقع حي السفاحية في المنطقة الجنوبية داخل األسوار في المدينة القديمة بحلب‬
‫(المنطقة العقارية الثامنة)‪.‬‬
‫‪ .2‬مساحة حي السفاحية‪ :‬تبلغ مساحة حي السفاحية ‪ ٦4٤6‬هكتار‪.‬‬
‫‪ .3‬تصنيف حي السفاحية‪ :‬حسب تقسيم المناطق االستراتيجية في مدينة حلب القديمة يمكن تصنيف‬
‫حي السفاحية بأنه المنطقة االستراتيجية ذات النموذج ‪( B٢‬االستعمال السكني المتعرض لتغيرات‬
‫معتدلة)‪.‬‬

‫الشكل (‪ )3-2‬يوضح صورة جوية لموقع حي السفاحية في المدينة القديمة بحلب‬


‫(المصدر‪)www.Google.com :‬‬

‫‪ .4‬نقاط القوة في منطقة الدراسة‪:‬‬


‫‪ ‬موقع حي السفاحية المميز القريب من قلعة حلب واألسواق يشكل موقع مهم‪ ،‬يساعد في عملية‬
‫التطوير‪ ،‬ويسهل عملية التواصل مع األهالي داخل المدينة القديمة وخارجها‪.‬‬
‫‪ ‬الموقع المركزي‪.‬‬
‫‪ ‬القيمة المعمارية والتاريخية للمباني عالية وتستحق التنمية نظ اًر إلمكاناتها المتميزة‪.‬‬
‫‪ ‬نسيج اجتماعي ومادي معزز‪.‬‬
‫‪ ‬االستفادة من الشواغر الممكنة‪.‬‬
‫‪ ‬محمي من التدخالت االقتصادية من خارج األسوار‪.‬‬
‫‪ .5‬نقاط الضعف في منطقة الدراسة‪:‬‬
‫‪ ‬زيادة ضغوطات من منطقة السوق الرئيسية والمحاور التجارية قد يستمر التحول من االستعمال‬
‫السكني إلى التجاري‪.‬‬
‫‪ ‬إمكانية محدودة للتنمية‪.‬‬
‫‪ ‬الظروف المعيشية ال تفي بالمتطلبات الحديثة‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬حي السفاحية (حالة دراسية)‬ ‫‪79‬‬

‫‪ .6‬الحالة االجتماعية واالقتصادية‪ :‬تم تقييم الحالة االجتماعية واالقتصادية في منطقة الدراسة من خالل‬
‫دراسة‪:‬‬
‫‪ ‬الكثافة السكانية‪ ٥٧٣ :‬نسمة‪/‬هكتار‪.‬‬
‫‪ ‬متوسط عدد أفراد األسرة‪ ٩ :‬أشخاص لكل أسرة‪.‬‬
‫‪ ‬دخل األسر‪ :‬دخل متدني‪ ٪٧١ ،‬من السكان يعملون بالبناء‪.‬‬
‫‪ ‬نوع الحيازة (الملكية)‪ :‬نسبة عالية من المالك‪.‬‬
‫‪ ‬أسر لها سيارات‪ :‬عدد محدود جداً (‪ ٠١‬سيارات في المنطقة)‪.‬‬
‫‪ ‬مدة البقاء‪ ٪ ٣١-٤١ :‬من العائالت تسكن في المنطقة منذ ‪ ٠٣١‬عام‪.‬‬
‫مكان عمل السكان‪ :‬السكان يعملون خارج المنطقة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬المحالت التجارية‪ :‬ال يوجد الكثير من المحالت التجارية أو األنشطة االقتصادية في المنطقة‪ ،‬وان‬
‫وجدت أصحابها هم من المنطقة‪ ،‬ويوجد سوق في المنطقة (خان الشونة‪/‬سوق المهن اليدوية)‬
‫وأصحاب المحالت التجارية في هذا السوق هم من خارج المنطقة‪.‬‬
‫‪ .7‬تقييم سريع‪ :‬يمكن استخالص بعض النقاط من المسح االجتماعي واالقتصادي لمنطقة الدراسة‪:‬‬
‫‪ ‬يتوقع انخفاض عدد السكان حيث أن المتزوجون الجدد يفضلون ترك المنطقة (ألن تقسيم البيوت‬
‫ممنوع وحالتها سيئة‪ ،‬وال توجد لديهم القدرة المالية على الصيانة والترميم)‪.‬‬
‫‪ ‬يعاني أهالي الحي من أوضاع اقتصادية سيئة‪ ،‬حيث يتدنى مستوى دخلهم والكثير منهم بحاجة إلى‬
‫فرص جيدة للعمل وخاصة فئة الشباب‪.‬‬
‫‪ ‬التحركات االقتصادية في الحي متوسطة‪ ،‬نظ اًر لموقع الحي القريب من األسواق‪ ،‬حيث يفضل‬
‫السياح الذهاب إلى األسواق القديمة‪.‬‬
‫‪ ‬النشاط االقتصادي جيد ولكن أغلبية أصحاب المحالت سكان من خارج منطقة الدراسة‪.‬‬
‫ويمكن استخالص بعض النقاط من الدراسة التحليلية لمنطقة الدراسة‪:‬‬
‫‪ ‬أظهرت الدراسة التحليلية أن أولويات التطوير العمراني لمنطقة الدراسة تتركز في خمسة مجاالت‬
‫تنموية أساسية هي‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬الوضع االجتماعي‪ ،‬الخدمات‪ ،‬البنية التحتية‪ ،‬والسكن‬
‫والعالقة مع المحيط‪.‬‬
‫‪ ‬العمل على دعم وتشجيع االستثمارات وانشاء المشاريع التنموية في منطقة الدراسة (نزل للزوار‪،‬‬
‫المطاعم والمقاهي للسياح)‪.‬‬
‫‪ ‬العمل على توفير بعض النزل للزوار بحيث توفر لهم الفرصة للبقاء داخل الحي‪ ،‬وخوض تجربة‬
‫العيش داخل الجو التقليدي واالستمتاع بمزاياه وبجماله‪ .‬يساعد كثي اًر على إحياء الحي وبعث النشاط‬
‫والحيوية فيه‪.‬‬
‫‪ ‬العمل على دعم وتشجيع االستثمارات وانشاء المشاريع التنموية في منطقة الدراسة‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬حي السفاحية (حالة دراسية)‬ ‫‪80‬‬

‫‪ ‬العمل على توفير المطاعم والمقاهي للسياح داخل الحي‪ ،‬بحيث تشجع السياح والناس بشكل عام‬
‫على الدخول للحي والجلوس في هذه األماكن التي تعطي الطابع التقليدي‪ ،‬ويحس فيها السياح‬
‫بأثرية المكان‪.‬‬
‫‪ :1-2-3‬المسح الفيزيائي لمنطقة الدراسة‪:‬‬
‫‪ .1‬مخطط استعمال األراضي الحالي‪ :‬منطقة الدراسة يغلب عليها االستعمال السكني‪/‬المختلط (مختلط‪:‬‬
‫سكني‪ ،‬تجاري‪ ،‬إنتاجي‪ ،‬مكاتب)‪.‬‬
‫‪ ‬محالت أو ورشات في الطوابق األرضية‪.‬‬
‫‪ ‬تجاري على المحاور بين باب قنسرين‪/‬باب انطاكية والسوق الرئيسية‪.‬‬

‫الشكل (‪ )3-3‬يوضح مخطط استعمال األراضي في منطقة الدراسة‬


‫(المصدر‪ :‬إعداد الباحثة)‬

‫نالحظ أن هناك نسبة من الوظائف الخدمية التي تسيء لمنطقة الدراسة (تجارية‪ ،‬صناعية‪،‬‬
‫مستودعات) يمكن إعادة تأهيلها واستثمارها بوظائف سياحية (نزل سياحي‪ ،‬مطعم) لموقعها االستراتيجي‬
‫القريب من القلعة‪ .‬ويوضح الشكل رقم (‪ )3-4‬مخطط استعمال األراضي مع النسب المئوية لكل وظيفة‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬حي السفاحية (حالة دراسية)‬ ‫‪81‬‬

‫الشكل (‪ )3-4‬يوضح مخطط استعمال األراضي مع النسب المئوية لكل وظيفة‬


‫(المصدر‪ :‬إعداد الباحثة)‬

‫ويوضح الشكل رقم (‪ )3-5‬نسبة المساحة المبنية والقطع الشاغرة ومحاور الحركة مقارنة مع‬
‫مساحة الحي‪.‬‬

‫الشكل (‪ )3-5‬يوضح مخطط نسبة المساحة المبنية والقطع الشاغرة ومحاور الحركة مقارنة مع مساحة الحي‬
‫(المصدر‪ :‬إعداد الباحثة)‬

‫‪ .2‬مخطط المبني بالنسبة للفراغ‪ :‬من خالل الدراسة نالحظ أن نسبة السكن (البيوت التقليدية) تشكل‬
‫نسبة (‪ )%٥١‬من مساحة الحي وهي نسبة قليلة مقارنةً مع االستخدامات األخرى‪ ،‬وستركز الدراسة على‬
‫السكن التقليدي المؤلف من (طابق أرضي ‪ +‬أول) من خالل رفع مخططات لبعض المساكن وتقديم‬
‫اقتراحات لتطوير السكن‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬حي السفاحية (حالة دراسية)‬ ‫‪82‬‬

‫الشكل (‪ )3-6‬يوضح مخطط المبني بالنسبة للفراغ في منطقة الدراسة‬


‫(المصدر‪ :‬إعداد الباحثة)‬

‫نالحظ أن هناك نسبة كبيرة من األراضي الشاغرة تشكل نسبة (‪ )%٠٠‬من مساحة منطقة‬
‫الدراسة يمكن استغاللها لمشاريع خدمية (حدائق‪ ،‬مالعب لألطفال‪ .‬الخ)‪.‬‬

‫الشكل (‪ )3-7‬يوضح مخطط نسبة المبني بالنسبة للفراغ في منطقة الدراسة‬


‫(المصدر‪ :‬إعداد الباحثة)‬
‫الفصل الثالث‪ :‬حي السفاحية (حالة دراسية)‬ ‫‪83‬‬

‫‪ .3‬مخطط ارتفاع البناء (عدد الطوابق)‪:‬‬

‫الشكل (‪ )3-8‬يوضح مخطط ارتفاع البناء في منطقة الدراسة‬


‫(المصدر‪ :‬إعداد الباحثة)‬

‫ويوضح الشكل رقم (‪ )3-9‬مخطط عدد الطوابق والنسب المئوية في منطقة الدراسة‪.‬‬

‫الشكل (‪ )3-9‬يوضح مخطط عدد الطوابق والنسب المئوية‬


‫(المصدر‪ :‬إعداد الباحثة)‬
‫الفصل الثالث‪ :‬حي السفاحية (حالة دراسية)‬ ‫‪84‬‬

‫‪ .4‬مخطط الحالة الفيزيائية‪:‬‬

‫الشكل (‪ )3-10‬يوضح مخطط الحالة الفيزيائية في منطقة الدراسة‬


‫(المصدر‪ :‬إعداد الباحثة)‬
‫الفصل الثالث‪ :‬حي السفاحية (حالة دراسية)‬ ‫‪85‬‬

‫‪ .5‬مخطط اآلثار‪:‬‬

‫الشكل (‪ )3-11‬يوضح مخطط اآلثار في منطقة الدراسة‬


‫(المصدر‪ :‬إعداد الباحثة)‬

‫تم تقييم القيمة المعمارية والتاريخية في حي السفاحية على أنها عالية‪ ،‬حيث أن منطقة الدراسة‬
‫تحتوي على نسبة عالية من األوابد (ترجع األوابد الموجودة حالياً إلى الفترات األيوبية‪ ،‬المملوكية‬
‫والعثمانية)‪.‬‬
‫‪ ‬المساجد‪ :‬يحتوي حي السفاحية التاريخي على مسجدين (جامع الخسروفية‪ ،‬جامع أبي خليفة)‪.‬‬

‫الشكل (‪ )3-12‬يوضح مبنى جامع الخسروفية‬


‫(المصدر‪)www.Google.com :‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬حي السفاحية (حالة دراسية)‬ ‫‪86‬‬

‫‪ ‬األسواق‪ :‬يحتوي حي السفاحية التاريخي على سوق للمهن اليدوية (سوق خان الشونة)‪.‬‬

‫الشكل (‪ )3-13‬يوضح مبنى خان الشونة‬


‫(المصدر‪)www.Google.com :‬‬

‫‪ ‬المدارس‪ :‬يحتوي حي السفاحية على مدرستين (مدرسة الخسروفية‪ ،‬الثانوية الشرعية للبنين‪ ،‬مدرسة‬
‫الناصرية للتعليم األساسي)‪.‬‬

‫الشكل (‪ )3-14‬يوضح مبنى الثانوية الشرعية للبنين‬


‫(المصدر‪)www.Google.com :‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬حي السفاحية (حالة دراسية)‬ ‫‪87‬‬

‫‪ .6‬مخطط الملكية‪ :‬نالحظ أن هناك نسبة عالية من الملكية في منطقة الدراسة‪.‬‬

‫الشكل (‪ )3-15‬يوضح مخطط الملكية في منطقة الدراسة‬


‫(المصدر‪ :‬إعداد الباحثة)‬
‫الفصل الثالث‪ :‬حي السفاحية (حالة دراسية)‬ ‫‪88‬‬

‫‪ .7‬مخطط الشوارع (محاور الحركة)‪ :‬نالحظ أن مساحة محاور الحركة مقارنة مع مساحة الحي ‪٠4٢٧‬‬
‫هكتار‪ ،‬والنسبة المئوية لمساحة محاور الحركة مقارنة مع مساحة الحي ‪.%٠٩4٣‬‬

‫الشكل (‪ )3-16‬يوضح مخطط الشوارع في منطقة الدراسة‬


‫(المصدر‪ :‬إعداد الباحثة)‬

‫ويمكن استخالص بعض النقاط من المسح الفيزيائي لمنطقة الدراسة‪:‬‬


‫‪ ‬تميز حي السفاحية التاريخي بأنه يحتوي على مباني قيمة وحالة إنشائية جيدة لنسبة عالية من‬
‫المباني‪ ،‬ومما يوفر فيها عناصر جذب سياحي متنوعة‪.‬‬
‫‪ ‬منطقة الدراسة يغلب عليها االستعمال السكني‪/‬المختلط (مختلط‪ :‬سكني‪ ،‬تجاري‪ ،‬إنتاجي‪ ،‬مكاتب)‪.‬‬
‫‪ ‬بعض المباني بحاجة إلى بعض الصيانة‪ ،‬والشكل الخارجي للمباني مقبول‪.‬‬
‫‪ ‬من خالل المسح الفيزيائي لوحظ أن منطقة الدراسة تفتقر إلى العديد من المباني الخدمية‬
‫االجتماعية والثقافية‪.‬‬
‫‪ ‬بالنسبة لألوابد فهي عديدة ومتنوعة‪ ،‬مسجلة (معظمها بيوت سكنية)‪.‬‬
‫‪ ‬بالنسبة لشكل الشوارع فهي ذات الشكل تقليدي ومحافظ عليها بشكل جيد‪.‬‬
‫‪ ‬من خالل الدراسة نالحظ أن نسبة السكن (البيوت التقليدية) تشكل نسبة (‪ )%٥١‬من مساحة الحي‬
‫وهي نسبة قليلة مقارنةً مع االستخدامات األخرى‪ ،‬وستركز الدراسة على السكن التقليدي المؤلف من‬
‫(طابق أرضي ‪ +‬أول) من خالل رفع مخططات لبعض المساكن وتقديم اقتراحات لتطوير السكن‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬حي السفاحية (حالة دراسية)‬ ‫‪89‬‬

‫‪ ‬من خالل الدراسة نالحظ أن نسبة البيوت التقليدية المقسمة تشكل حوالي (‪.)%٤١‬‬
‫‪ ‬نالحظ أن هناك نسبة من المباني الخدمية التي تسيء لمنطقة الدراسة (تجارية‪ ،‬صناعية‪،‬‬
‫مستودعات) يمكن إعادة تأهيلها واستثمارها بوظائف سياحية (نزل سياحي‪ ،‬مطعم) لموقعها‬
‫االستراتيجي القريب من القلعة‪.‬‬
‫‪ ‬نالحظ أن مساحة محاور الحركة مقارنة مع مساحة الحي ‪ ٠4٢٧‬هكتار‪ ،‬والنسبة المئوية لمساحة‬
‫محاور الحركة مقارنة مع مساحة الحي ‪.%٠٩4٣‬‬
‫‪ ‬نالحظ أن هناك نسبة كبيرة من األراضي الشاغرة تشكل نسبة (‪ )%٠٠‬من مساحة منطقة الدراسة‬
‫يمكن استغاللها لمشاريع خدمية (حدائق‪ ،‬مالعب لألطفال‪ .‬الخ)‪.‬‬
‫‪ ‬خطورة تراجع الحالة المادية للمباني‪ ،‬من المحتمل ان تزيد الشواغر‪.‬‬
‫التطوير العمراني لألحياء التاريخية‬ ‫‪:3-3‬‬
‫إن لتطور الحياة العصرية وتعدد نشاطاتها وتزايد متطلبات اإلنسان المعاصر واحتياجاته‬
‫انعكاساً مباش اًر على األرض بمباني وخدمات خصوصاً في التجمعات الحضرية التي ازدادت مساحتها‬
‫وارتفعت مبانيها وتضخمت كثافتها السكانية‪ ،‬مسببة بذلك الكثير من المشاكل كالتلوث البيئي واالزدحام‬
‫المروري وصعوبة توفير المسكن الصحي واختالط االستخدامات‪.‬‬
‫ومن هنا كان ال بد من وجود وسيلة إلعادة ترتيب وتنظيم التجمعات السكانية ومحاولة توزيع‬
‫وظائفها والنشاطات المختلفة فيها بأسلوب فعال بحيث يتالئم مع الطبيعة الجغرافية والسكانية‬
‫واالجتماعية للموقع وهو ما تمثل بمفهوم التطوير العمراني‪.‬‬
‫‪ :1-3-3‬مفهوم التطوير العمراني‪:‬‬
‫يعني التطوير العمراني (الكتلة العمرانية) االرتقاء والتحسين للمستوطنات البشرية والتي تعاني‬
‫من تفاقم المشكالت العمرانية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬والتطوير يعني في مضمونه العام تحسين‬
‫الوضع الراهن إلى األفضل منه‪ ،‬فهو عملية نسبية ترفع فيها الحالة العامة لمدينة ما عمرانياً واجتماعياً‬
‫واقتصادياً إلى وضع أفضل‪ ،‬كما يهدف إلى توفير المرافق والخدمات وكافة الوسائل الصحية التي‬
‫تساعد في حل المشكالت التي تعاني منها هذه المناطق‪.‬‬
‫وتهدف برامج التطوير في جوهرها على اإلبقاء على هيكل المجتمعات ووظيفتها باإلضافة إلى‬
‫تحسين البيئة العمرانية‪ ،‬ويعتمد تطوير الكتلة العمرانية للمجتمعات على المعرفة الدقيقة للحياة‬
‫االجتماعية واالقتصادية للمجتمع وذلك من خالل المسح الميداني‪ ،‬والذي يعطي الفرصة للتعرف على‬
‫المشاكل الفعلية للسكان ورغباتهم وأولوياتهم ووسائل حل المشكالت وتحقيق تلك الرغبات‪ ،‬أي أن تطوير‬
‫الكتلة العمرانية وأولوياتها ووسائلها يكون نابعاً من ذات تلك المجتمعات‪.‬‬
‫‪ :2-3-3‬أهداف عملية التطوير العمراني‪:‬‬
‫‪ .1‬تحسين البيئة الطبيعية للمجتمع المحلي للوصول إلى بيئة جميلة وصحية‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬حي السفاحية (حالة دراسية)‬ ‫‪90‬‬

‫‪ .2‬توجيه عمليات التنمية لتحسين الصحة العامة واألمن واألمان والراحة واالقتصاد والجمال وتوفير كافة‬
‫الخدمات العامة لسكان المجتمع المحلي واالقتصاد والجمال وتوفير كافة الخدمات العامة لسكان‬
‫المجتمع المحلي‪.‬‬
‫‪ .3‬تنظيم وتنسيق العالقات بين االستعماالت المختلفة ألرض الحضر‪.‬‬
‫‪ .4‬تطوير وتنمية المنفعة العامة لسكان المدينة ككل وليست منفعة أفراد أو مجموعات‪.‬‬
‫‪ .5‬التنسيق بين السياسة العامة التي يضعها مجلس المدينة وبين عمليات التنمية التي يقوم بها أفراد‬
‫المجتمع‪.‬‬
‫‪ .6‬توفير المعلومات الفنية وجعلها تحكم وتوجه عملية اتخاذ الق اررات السياسية الخاصة بالتنمية‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫‪ .7‬ربط عمليات التنمية الخاصة بالمدى الطويل مع عمليات التنمية الخاصة بالمدى القصير‪.‬‬
‫‪ .8‬توسيع وتقوية القاعدة االقتصادية للمجتمع المحلي‪ ،‬وبشيء من التفصيل البسيط يمكن ترجمة‬
‫األهداف الخاصة بالوحدات الوظيفية التي يتكون منها التخطيط العام إلى اآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬في مجال التنمية السكنية‪ :‬يهدف التخطيط العام إلى توفير بيئة سكنية صحية آمنة مريحة ثابتة‬
‫جميلة جذابة لتحقيق معيشة مريحة لسكانها‪.‬‬
‫‪ ‬في مجال التنمية التجارية‪ :‬يهدف التخطيط إلى توفير مساحات من األرض للنشاط التجاري في‬
‫مواقع مناسبة ومريحة بالنسبة للزبائن ومنسجمة مع استعماالت األرض األخرى‪.‬‬
‫‪ ‬في مجال التنمية الصناعية‪ :‬خلق فرص عمالة لكل أنواع التنمية الصناعية وتوفير مساحات كافية‬
‫إلقامة الصناعات عليها في أماكن مناسبة بالنسبة لسكن العمال وبالنسبة لمتطلبات الصناعة‪.‬‬
‫‪ ‬في مجال النقل والمواصالت‪ :‬توفير شبكة من الشوارع والطرق العامة ووسائل المواصالت لنقل‬
‫السكان والبضائع بطريقة اقتصادية ومريحة وبكفاءة عالية‪.‬‬
‫‪ ‬في مجال المرافق والخدمات العامة‪ :‬توفير شبكة من المرافق العامة من مياه وصرف صحي‬
‫وكهرباء وغاز وكذا توفير أماكن مناسبة إلقامة الخدمات العامة عليها من مدارس ومستشفيات‬
‫وأماكن للترفيه وغيرها‪.‬‬
‫‪ .9‬المحافظة على المنطقة التاريخية بكل مقوماتها‪ ،‬وتأهيلها وتنميتها اقتصادياً واجتماعياً وسياحياً‪،‬‬
‫لتستمر رم اًز ثقافياً يعكس الهوية الحضارية للمدينة وأصالتها‪.‬‬
‫‪ .10‬تحويل المنطقة التاريخية إلى منطقة جذب سياحي وتسويقها كمنتج سياحي مميز محلياً وعالمياً‪.‬‬
‫‪ .11‬تحقيق التكامل واالرتباط بين المنطقة التاريخية ومحيطها العمراني‪.‬‬
‫‪ .12‬تحقيق الرضا والمنفعة ألصحاب العقارات بالمنطقة التاريخية والسكان والمستثمرين وبقية الشركاء‬
‫من الجهات األخرى ذات العالقة والهيئة العامة للسياحة ووكالة اآلثار والقطاع الخاص‪.‬‬
‫‪ .13‬إحياء الحرف والصناعات التقليدية والتراث غير المادي الذي كان سائداً في المنطقة التاريخية‬
‫وتوظيفه اقتصادياً‪.‬‬
‫‪ .14‬تشجيع المستثمرين على االستثمار في الممتلكات الحالية‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬حي السفاحية (حالة دراسية)‬ ‫‪91‬‬

‫‪ .15‬توفير الظروف التي تحقق استدامة التنمية في المنطقة التاريخية‪.‬‬


‫‪ .16‬نقل السكان من مناطق متردية المستوى صحياً وبيئياً إلى مناطق مرتفعة المستوى تصلها جميع‬
‫المرافق‪ ،‬قريبة من مكان معيشتهم بحيث ال يتعارض مع مصالحهم‪.‬‬
‫‪ .17‬االستفادة من قطع األراضي الشاغرة في مشروعات استثمارية توفر فرص عمل لسكان المنطقة‬
‫وتنهض باالقتصاد‪.‬‬
‫‪ .18‬تنمية الموارد البشرية لسكان منطقة الدراسة من المواطنين‪ ،‬أفراداً ومؤسسات‪ ،‬وتأكيد مشاركتهم في‬
‫عملية التأهيل والتطوير والتنمية العمرانية‪.‬‬
‫‪ :3-3-3‬آلية عملية التطوير العمراني‪:‬‬
‫إن التطوير بحد ذاته عملية صعبة ومعقدة وتحتاج إلى تكاتف جهود المخططين والجهات‬
‫الحكومية المختصة إلنجاح عملية التطوير العمراني لذا ال بد من معرفة التدرج في عملية التطوير‪.‬‬
‫‪ .1‬تحديد منطقة التطوير‪ :‬ويتم في هذه المرحلة تحديد الحدود الجغرافية بدقة للمنطقة التي سيتم لها‬
‫بناء على حاجة هذه المنطقة للتطوير‪.‬‬
‫عملية التطوير وذلك ً‬
‫‪ .2‬دراسة الوضع القائم‪ :‬ويشمل نوعين من الدراسة‪:‬‬
‫‪ ‬الدراسات الفيزيائية‪ :‬وهذه الدراسات تختص بجمع المعلومات لألجزاء المادية للمنطقة مثل الشوارع‬
‫واألبنية والمرافق‪ .‬الخ‪ ،‬وتشمل ارتفاعات المباني‪ ،‬حالة المباني اإلنشائية‪ ،‬تشطيبات المباني‪،‬‬
‫استخدامات المباني‪ ،‬ملكيات المباني‪ ،‬استعماالت األرض‪ ،‬تقسيمات الشوارع‪ ،‬حالة الشوارع‪،‬‬
‫االرتدادات‪ ،‬المرافق العامة‪ ،‬المناطق المكشوفة‪.‬‬
‫‪ ‬الدراسات الديموغرافية‪ :‬وهي الدراسات المختصة بالسكان‪ ،‬وتشمل دراسة متوسط عدد السكان‬
‫بالمنطقة‪ ،‬معدل النمو السكاني‪ ،‬نسبة الذكور لإلناث‪ ،‬متوسط األعمار‪ ،‬المستوى التعليمي‪ ،‬المهن‪،‬‬
‫متوسط دخول األفراد‪.‬‬
‫‪ .3‬استنباط المشاكل‪ :‬وتأتي هذه المرحلة بعد االنتهاء من مرحلة جمع المعلومات حيث يتم التعرف على‬
‫مواضع الخلل في المنطقة من الناحية العمرانية أو االجتماعية لتحديد المشكلة بشكل دقيق حتى يسهل‬
‫وضع مقترحات وبدائل لحل هذه المشكلة‪.‬‬
‫‪ .4‬وضع المقترحات والبدائل لحل المشاكل‪ :‬ويتم في هذه المرحلة اقتراح حلول للمشاكل الموجودة في‬
‫المنطقة بناء على المعلومات والبيانات الموجودة في دراسات الوضع القائم ومن ثم اختيار الحل األمثل‬
‫لكل مشكلة ويتم بعد ذلك تقويم هذا الحل‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار التوقعات المستقبلية للكثافة السكانية‪.‬‬
‫‪ .5‬وضع التشريعات والقوانين‪ :‬ويتم في هذه المرحلة وضع القوانين الالزمة لتنفيذ الحلول المقترحة ويبرز‬
‫هنا دور السلطات في المساعدة على تطبيق هذه التشريعات والقوانين‪ .‬وتحدد هذه القوانين والتشريعات‬
‫ارتفاعات المباني‪ ،‬االرتدادات‪ ،‬عرض الشوارع‪ ،‬رخص البناء ‪ ..‬الخ‪.‬‬
‫‪ :4-3-3‬العوامل األساسية لتفعيل عملية االرتقاء والتطوير العمراني في األحياء التاريخية‪:‬‬
‫عادةً ما ينظر أغلب القائمين على إدارة وتنمية العمران في المدن القديمة على عمليات التطوير‬
‫واالرتقاء على أنها برامج لترقية أو تحسين األحياء السكنية المتدهورة من خالل اإلمداد والتطوير‬
‫الفصل الثالث‪ :‬حي السفاحية (حالة دراسية)‬ ‫‪92‬‬

‫بالخدمات األساسية ( شبكات مياه الشرب وشبكات الصرف الصحي والكهرباء والطرق الداخلية‪ ،‬ونظم‬
‫جمع والتخلص من القمامة) مما يكفي لتحسين حالة األحياء السكنية المتدهورة‪ ،‬وذلك دون االهتمام‬
‫بالخدمات األساسية األخرى مثل التعليم والصحة والخدمات الترفيهية وتطوير دخول األسر الفقيرة ودراسة‬
‫برامج متكاملة لتوفير فرص العمل للسكان بهذه المناطق المتدهورة مما يزيد من إحساس المواطنين‬
‫باالنتماء إلى مناطقهم األصلية و يدفعهم إلى التفاعل بإيجابية أكثر مع خطط التنمية والتطوير الرسمي‪،‬‬
‫وتفعيل المشاركة المجتمعية على كل المستويات‪.‬‬
‫ويمكن عرض أهم العوامل األساسية لتفعيل عملية االرتقاء والتطوير العمراني في األحياء‬
‫التاريخية كما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬الشراكة المجتمعية‪ :‬ويمكن اعتبار تفعيل مبدأ الشراكة المجتمعية مع المخططين ومتخذي القرار على‬
‫المستوى المحلي من أهم العوامل المؤثرة على عملية االرتقاء والتطوير العمراني‪ ،‬و يكون ذلك من خالل‬
‫تطوير النظم المؤسسية التي تتولى إدارة و تمويل مثل هذه المشروعات‪ ،‬توفر للجهات المستفيدة (األسر‬
‫الفقيرة) قدر كافي من المشاركة الفعلية في التخطيط والتنفيذ والمتابعة‪ ،‬كما تتولى إدارة المشروع تحديد‬
‫الجهات الفعالة في عملية المشاركة واألدوار المنوطة بهم‪.‬‬
‫‪ .2‬الجانب التمويلي‪ :‬كما يعتبر الجانب التمويلي من أهم العوامل األساسية لتفعيل عملية االرتقاء‬
‫والتطوير العمراني في األحياء التاريخية حيث يفترض أن تتم الشراكة الفعلية للقطاع الخاص بجانب‬
‫التمويل الحكومي والمنح الدولية وذلك مع المساهمة الشعبية المحلية للفئات المستفيد من هذه‬
‫المشروعات‪.‬‬
‫‪ .3‬التنمية االجتماعية االقتصادية كجزء من مفهوم التنمية الشاملة‪ :‬ويتمثل ذلك في تنشيط المجتمعات‬
‫محل الدراسة من خالل دراسات توفير فرص العمل المختلفة ورفع مستوى الدخول لألسر وتوفير‬
‫الخدمات االجتماعية وبرامج رعاية الطفولة واألمومة واعادة تأهيل الشباب وتوفير الخدمات التعليمية‬
‫والصحية بشكل حضاري بمناطق المشروع‪ .‬وذلك بجانب تدريب كوادر من المجتمع المحلي بمناطق‬
‫المشروع على إدارة العمل التطوعي واالهتمام وتنمية المناطق محل الدراسة بعد تمام مراحل المشروع‪.‬‬
‫‪ :5-3-3‬العائد من عملية االرتقاء والتطوير‪:‬‬
‫يمكن ادارك العائد االيجابي من مشروعات االرتقاء والتنمية العمرانية لألحياء التاريخية في عدة‬
‫أوجه‪ ،‬تتمثل في‪:‬‬
‫‪ .1‬التنمية والتطور البيئي المباشر‪ :‬الذي يوفر البيئة الصحية واآلمنة للسكان مما يزيد انتماء هذه الفئات‬
‫المحرومة للمجتمع المحيط وتنامي التعاون والتكامل بينهم‪.‬‬
‫‪ .2‬التنمية االقتصادية للمجتمعات الفقيرة وتوفر فرص العمل‪ :‬يزيد من ضمان استقرار هذه المناطق‬
‫ويرفع من العائد والمردود على النشاط االقتصادي على المستوى القومي وانحسار لمستويات الدعم‬
‫المالي السلبي لهذه المجتمعات‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬حي السفاحية (حالة دراسية)‬ ‫‪93‬‬

‫‪ .3‬التنمية االجتماعية والصحية والنفسية‪ :‬يمكن أن يكون لها مردود مباشر على ارتفاع األحوال‬
‫الصحية لألسر وانحسار معدالت وفيات األطفال وعمالة الصغار من جهة وانحسار موجات االستياء‬
‫بالمناطق الفقيرة وانخفاض معدالت الجريمة والنشاطات الغير شرعية بهذه المناطق بعد تطويرها‪.‬‬
‫مدخل تطويري لحي السفاحية التاريخي‬ ‫‪:4-3‬‬
‫من خالل ما تم عرضه من خصائص وميزات وقيم تاريخية وثقافية وفنية ومعمارية تمتع بها‬
‫حي السفاحية التاريخي وتحليل التكوين العمراني والمعماري للحي وما يعانيه من مشاكل وتجارب الترميم‬
‫ومحاوالت التطوير‪ ،‬تم التوصل لصياغة مقترح إلحياء وتطوير حي السفاحية التاريخي من خالل رؤية‬
‫تعتمد على واقع وطبيعة الحي‪ ،‬وتم وضع البرامج التي تخدم أهداف الرؤية وآليات التطبيق وسبل‬
‫استم اررية المشروع والتسويق له وصوالً لمخطط إعادة التأهيل الذي يخدم المسار السياحي المقترح‪،‬‬
‫وصياغة اقتراح الستراتيجية تنمية وتطوير األحياء التاريخية للبلدة القديمة في حلب باالعتماد على‬
‫دراسة وتحليل حي السفاحية التاريخي كحالة دراسية للبلدة القديمة في حلب‪.‬‬
‫‪ .1‬الرؤية‪ :‬تشمل رؤية المشروع المحافظة على حي السفاحية التاريخي وتأهيله وتنميته اقتصادياً‬
‫وعمرانياً بأسلوب مستديم يبرز معالمه وتراثه العمراني والثقافي‪ ،‬ويشجع المالك على حماية ممتلكاتهم‪،‬‬
‫ويجلب االستثمار ويوفر فرص عمل‪ ،‬ويوظف صناعة السياحة واألنشطة االقتصادية والثقافية المختلفة‬
‫األخرى‪.‬‬
‫‪ .2‬المهمة‪ :‬حماية المنطقة التاريخية‪ ،‬ودعم السياحة‪ ،‬واعادة تأهيل البنية التحتية والخدمات العامة‪.‬‬
‫‪ .3‬األهداف‪ :‬تهدف الرؤيا إلى تحسين مستوى حياة ومعيشة السكان بكافة جوانبها االجتماعية‬
‫وبناء على ذلك فإن تحسين الجوانب السابقة يعني ازدهار القطاعات‬
‫ً‬ ‫واالقتصادية والثقافية والبيئية‪،‬‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ ‬العمالة‪ ،‬اإلسكان‪ ،‬استخدام األراضي‪ ،‬الخدمات العامة‪ ،‬النقل‪ ،‬البيئة الطبيعية‪.‬‬
‫‪ ‬حماية الموروث التاريخي لحي السفاحية التاريخي‪.‬‬
‫‪ ‬تطوير القاعدة االقتصادية والخدماتية لجذب نخبة معينة من االجتماعيين واالقتصاديين للعيش‬
‫والعمل داخل البلدة القديمة‪.‬‬
‫‪ ‬تفعيل وتقوية السياحة المحلية والوطنية‪.‬‬
‫‪ .4‬البرامج‪ :‬تشمل البرامج المقترحة ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬تأهيل مسار سياحي من خالل الحفاظ العمراني والمعماري‪.‬‬
‫‪ ‬أيجاد أنشطة ثقافية واجتماعية ترفع المستوى الثقافي للسكان وتكون عامل جذب أضافي للسياح‬
‫‪ ‬الحفاظ على اقتصاد الحي وتعزيزه من خالل المهرجانات وتطوير البنية الخدمية لحي بحيث تخدم‬
‫األحياء المحيطة‪.‬‬
‫‪ ‬إيجاد برامج دعم واقراض للسكان لتطوير المستوى المعيشي‪.‬‬
‫‪ .5‬التطبيق‪ :‬لتطبيق الرؤيا واألهداف والبرامج السابقة ال بد من انجاز ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬توفير مواقف للسيارات والحافالت‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬حي السفاحية (حالة دراسية)‬ ‫‪94‬‬

‫‪ ‬ترميم الواجهات للمباني القديمة وتجميلها على جانبي المسار السياحي‪.‬‬


‫‪ ‬معالجة اإلضافات وواجهات البيوت والمباني على جانبي المسار بشكل مناسب يتالءم مع األهمية‬
‫الثقافية للحي التاريخي‪.‬‬
‫‪ ‬الحفاظ على عدد من المباني المهمة بمحاذاة المسار السياحي المقترح وبعض المعالم المهمة‪.‬‬
‫‪ ‬دراسة الفراغات والساحات المتاحة بين المباني والحفاظ عليها من خالل إنشاء جديد يتضمن‬
‫ساحات مكشوفة ومشجره وحدائق أطفال ومطاعم واستراحات‪.‬‬
‫‪ ‬رصف الطريق باستخدام بالط مناسب يتالءم مع الوسط التاريخي‪.‬‬
‫‪ ‬إيجاد أنشطة ثقافية واجتماعية ومهرجانات في الساحات والمباني لتفعيل السكان‪.‬‬
‫‪ ‬توفير اإلنارة وتصريف المياه بشكل مالئم‪.‬‬
‫‪ ‬تصميم الالفتات وتأثيث الممرات والشوارع‪.‬‬
‫‪ .6‬استم اررية المشروع‪ :‬تعتمد استم اررية المشروع على عدة أمور‪ ،‬ومنها ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬إبقاء الحي التاريخي حي وتفعيل دور السكان المحليين‪.‬‬
‫‪ ‬غالباً ما يجبر الرجل على مغادرة البلد بحثاً عن عمل يعيش منه وبالتالي ينقل عائلته معه‪ ،‬وفي‬
‫حالة توفير وظائف للنساء فإن هذا سوف يقلل من الخلل االجتماعي الذي يفرغ البلدة القديمة‪.‬‬
‫‪ ‬يجب أن تكون السياحة دخل داعم يعيد السكان ويجدد تمسكهم بالحضارة المنسية‪.‬‬
‫‪ ‬المتاجر الصغيرة المتروكة‪ :‬استخدامها لبيع السلع والخدمات السياحية فإن هذا سيجلب الحياة للحي‬
‫التاريخي‪.‬‬
‫‪ .7‬التسويق‪ :‬يعتمد تسويق النشاطات السياحية على األماكن التي تستحق الزيارة والمشاهدة وذلك‬
‫باستخدام عدة وسائل ومنها‪:‬‬
‫‪ ‬إصدار كتيبات تحتوي على صور تركز على األماكن السياحية ولمحة تاريخية عن الموقع وخرائط‬
‫توضح الطرق المؤدية له‪.‬‬
‫‪ ‬موقع الكتروني‪.‬‬
‫‪ ‬تشجيع السياحة المحلية‪ ،‬التعليمية‪ ،‬واقامة المهرجانات الشعبية‪ ،‬والتخطيط لمناسبات وبرامج‬
‫ترفيهية‪.‬‬
‫‪ :1-4-3‬استراتيجية التنمية والتطوير المقترحة في منطقة الدراسة‪:‬‬
‫إن االستراتيجيات التنموية والتطويرية المناسبة لألحياء التاريخية للبلدة القديمة بحلب بشكل عام‬
‫انطالقاً من الظروف الراهنة ضمناً ومن األهداف المطلوبة للتنمية‪ ،‬ومن خالل دراسة حي السفاحية‬
‫التاريخي كحالة دراسية يمكن تحديد خطوطها األساسية كما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬االستراتيجية االجتماعية وتشمل‪ :‬تحسين الخدمات المختلفة الضرورية للمجتمع من خدمات صحية‬
‫وتعليمية واجتماعية وادارية وتوزيعها داخل الحي التاريخي من خالل إعادة استخدام المباني القديمة‬
‫ضمن مخطط عام مدروس‪.‬‬
‫‪ .2‬االستراتيجية االقتصادية وتشمل‪:‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬حي السفاحية (حالة دراسية)‬ ‫‪95‬‬

‫‪ ‬تحديد القطاعات المناسبة للنشاطات داخل وخارج الحي التاريخي‪.‬‬


‫‪ ‬استخدام القروض كحافز لق اررات توظيف األموال داخل األحياء التاريخية ضمن مشاريع معينة تخدم‬
‫الرؤيا التطويرية لألحياء التاريخية في حلب‪.‬‬
‫‪ ‬دعم األنشطة واألعمال التي تساهم ايجابي ًا في تطوير األحياء التاريخية وتحسين وضعها وبيئتها‬
‫المادية وتساعد على حفظ التراث وحمايته‪.‬‬
‫‪ ‬تهيئة فرص عمل مهنية جديدة في مجال السياحة والحرف اليدوية‪.‬‬
‫‪ ‬وضع مخطط تفصيلي لالقتصاد العمراني داخل األحياء التاريخية بحيث يكون قادر على تقدير‬
‫الجدوى االقتصادية للمشروعات التنموية وتقديم األسباب الموجبة لإلجراءات والوسائل المناسبة‪.‬‬
‫‪ .3‬االستراتيجية البيئية وتشمل‪:‬‬
‫‪ ‬وضع مجموعة من المعايير البيئية السليمة والواقعية التي تراعي خصوصية األحياء التاريخية في‬
‫حلب‪ ،‬ووضع معايير إجراء "تقييم األثر البيئي" لحماية البيئة العمرانية‪.‬‬
‫‪ ‬صياغة خطة عمل بيئية تتضمن‪ :‬تخفيض تلوث الهواء والضجيج‪ ،‬برنامج التشجير والتخضير‪،‬‬
‫حماية المياه والتربة‪.‬‬
‫‪ ‬مراقبة تخطيط استعماالت األراضي والمباني وازالة المهن والصناعات المسيئة للبيئة المعمارية‬
‫القيمة في األحياء التاريخية‪.‬‬
‫‪ .4‬االستراتيجية العمرانية وتشمل‪:‬‬
‫‪ ‬تطوير شبكات البنى التحتية‪ :‬شبكة المياه العذبة‪ ،‬شبكة الصرف الصحي‪ ،‬شبكة اإلنارة‪ ،‬وذلك‬
‫لضرورتها في تشجيع السكان على السكن في األحياء التاريخية التي تفتقد إلى تلك الخدمات‪.‬‬
‫‪ ‬تطوير منظومة المرور والنقل‪ :‬من خالل تخفيف االختناقات المرورية في الشوارع الرئيسية وتأمين‬
‫حركة سير المشاة‪ ،‬وتامين وسائل نقل خاصة تتناسب مع الشوارع الضيقة في األحياء التاريخية وال‬
‫تؤثر سلباً على سالمة المباني القديمة‪.‬‬
‫‪ ‬تطوير استعماالت األراضي‪ :‬من خالل‪:‬‬
‫‪ ‬تبني إجراءات تنظيمية للحفاظ على الوظائف السكنية واعطائها الخصوصية المطلوبة‬
‫وتنظيم الوظائف الجديدة في مناطق االستخدامات المختلطة‪.‬‬
‫‪ ‬إحياء الممتلكات المتهدمة واستخدام األراضي الشاغرة لتأمين بعض الخدمات للجوار مع‬
‫مراعاة النمط المعماري للمحيط التقليدي‪.‬‬
‫‪ ‬تأمين أماكن جديدة لتلبية االحتياجات السياحية وتحسين الوظائف الترفيهية‪.‬‬
‫‪ ‬إعادة استخدام المباني المميزة الستخدامات عامة‪ ،‬حتى يتمكن الجميع من دخولها‪.‬‬
‫‪ .5‬استراتيجية التطوير السكني وتشمل‪:‬‬
‫‪ ‬تحسين المساكن في الحي من خالل‪ :‬برنامج الصيانة المستمرة للمساكن و تأمين دعم مالي وتقني‬
‫للسكان في عملية الصيانة والترميم والتجديد‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬حي السفاحية (حالة دراسية)‬ ‫‪96‬‬

‫‪ ‬تحسين وضع األحياء السكنية من خالل‪ :‬تأمين الخدمات العامة الضرورية في هذه األحياء وحماية‬
‫النسيج العمراني من تعدي النشاطات االقتصادية والمهنية الدخيلة وتقسيم األحياء السكنية إلى‬
‫مناطق عمل للبدء بتحسين المساكن على المدى القصير‪.‬‬
‫‪ :2-4-3‬برنامج التطوير المقترح لتحقيق التنمية المستدامة في منطقة الدراسة‪:‬‬
‫كان ال بد من وضع برنامج تطوير مقترح لحي السفاحية لتحقيق التنمية المستدامة‪ ،‬ويمكن‬
‫تحديد أهم أسس البرنامج المقترح للتنمية المستدامة لمنطقة الدراسة في البنود التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬شمولية عملية التنمية لكافة الجوانب االجتماعية واالقتصادية والعمرانية والبيئية‪:‬‬
‫‪ ‬داخل منطقة الدراسة والوسط المحيط بها البد وأن يتم في مراحل مدروسة تغطي كافة احتياجات‬
‫المنطقة بدون استنزاف لمواردها‪ ،‬وبما ال يعطل دورة الحياة واألنشطة بها‪ .‬وأخي ًار بما يتالءم مع‬
‫ظروف وأنظمة التمويل المتاحة‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة المسح الميداني والتوثيق لكافة المباني والفراغات في المنطقة التراثية وتحديد دقيق لكافة‬
‫المشاكل البيئية واالجتماعية والعمرانية بالمنطقة‪ ،‬مع أهمية التسجيل الدقيق للحالة الراهنة وأثناء‬
‫أعمال التطوير العمراني والترميم للمباني التراثية‪.‬‬
‫‪ ‬تحسين الحالة االجتماعية من تعليم وصحة وثقافة وخدمات اجتماعية ورياضية وان كانت ال تتوفر‬
‫مساحات إلنشائها داخل المنطقة فيمكن توفيرها خارج منطقة الدراسة في الوسط المحيط بها‪.‬‬
‫‪ ‬تحسين الحالة االقتصادية كذلك تعد من أولويات برنامج التنمية المستدامة وذلك بتوفير فرص عمل‬
‫لسكان المنطقة ووضع نظم حوافز وتسهيالت ائتمانية واعفاءات ضريبية بخاصة في حالة مشاركة‬
‫األهالي والتجار في منظومة التنمية بتغير النشاط التجاري أو تجميل وصيانة العقارات‪.‬‬
‫‪ .2‬سرعة إنقاذ وترميم بعض المباني التراثية في منطقة الدراسة‪ :‬البد وأن يشمل برنامجاً واضحاً للتمويل‬
‫يتمثل في اإلنفاق الحكومي واالستعانة بالهيئات الدولية المعنية بالمناطق التراثية مع استحداث نظم‬
‫تمويل مميزة يتمثل في توفير االئتمان أو اإلعفاء الضريبي لمدة كبيرة ألصحاب أو مالك هذه المباني‬
‫في حالة وجودهم‪ ،‬وبخاصة للمباني التي يمكن االستفادة منها اقتصادياً مثل الوكاالت واألسواق‬
‫المغطاة‪ .‬وفي حالة عدم وجودهم يمكن عرض هذه المشاريع على االستثمار الخاص‪.‬‬
‫‪ .3‬تنفيذ المرحلة األولى من برنامج التنمية المستدامة‪ :‬البد وأن يشمل إخالء االشغاالت المالصقة‬
‫للمباني التراثية وتغيير األنشطة الغير مالئمة أو المناسبة حول هذه المباني بما يسمح باإلدراك البصري‬
‫لها وتوفير البعد المكاني لرؤيتها بطريقة واضحة‪.‬‬
‫‪ .4‬تنظيم حركة المرور للمشاة داخل األسواق بالمنطقة‪ :‬يعد مطلباً ملح ًا بعد تعدي أغلب األنشطة‬
‫بعرض المنتجات خارج المحالت وثابت الطراز المعماري اإلسالمي السائد وبخاصة في المباني الجديدة‪،‬‬
‫وذلك بإدخال المفردات المعمارية المميزة لها من مشربيات ودهانات فاتحة أقرب للون األبيض يساهم في‬
‫تأكيد الهوية التراثية للمكان‪ ،‬وهي تدخل ضمن المرحلة األولى لبرنامج التنمية‪.‬‬
‫‪ .5‬تنفيذ عملية إعادة تطوير المنطقة القديمة كمرحلة تالية للمراحل العاجلة المحددة بالبنود السابقة‬
‫بوضع مخطط عام يكون أهم مالمحه على النحو التالي‪:‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬حي السفاحية (حالة دراسية)‬ ‫‪97‬‬

‫‪ ‬اعتبار المساحات والمباني التراثية بالمنطقة كنقاط ارتكاز تشع منها محاور وصول تحقق أعلى‬
‫درجة من اإلدراك البصري‪ .‬مع إظهار وتأكيد القيم التراثية في النسيج الحضري للمنطقة‪.‬‬
‫‪ ‬إعادة تأهيل المباني العامة التراثية لتؤدي وظيفتها بدون إخالل لمقومات تميزها مع مراعاة عدم‬
‫إحداث تغير في هيكل كبير في استعماالت األراضي في المنطقة إال بالنسبة لالستعماالت غير‬
‫المناسبة كالورش‪.‬‬
‫‪ ‬تحديد شروط بنائية وتخطيطية مالئمة إلظهار البعد التراثي في أي منشآت حديثة بالمنطقة‪.‬‬
‫‪ .6‬وضع برنامج توعية وتثقيف باألولويات الحضارية والبيئية بالمنطقة‪:‬‬
‫‪ ‬عن طريق المنشورات والدورات والجمعيات التخصصية داخل المنطقة يعرض إحياء واستمرار‬
‫المحافظة على القيم المعمارية والتراث الحضاري بالمنطقة‪ ،‬حيث تبين أن الوعي األثري والتراثي‬
‫لدى األفراد شبه مفقود مع عدم اإلحساس باالنتماء لهذا التراث‪ .‬وذلك من الممارسة الغير حضارية‬
‫داخل المباني والمناطق التراثية‪.‬‬
‫‪ ‬نشر الوعي األثري عن طريق وسائل اإلعالم كالصحافة والراديو والتليفزيون‪ ،‬تدريس مادة التراث‬
‫الحضاري ضمن دروس التاريخ وتدعيم ذلك بالرحالت لزيارة األثار والمتاحف‪ ،‬وأخي اًر فإن االهتمام‬
‫بالدراسات المعمارية اإلسالمية بكليات الهندسة تمثل مقترحات هامة تزيد من الوعي التراثي‪.‬‬
‫‪ :3-4-3‬إتجاهات الحل لمشاكل تدهور األحياء التاريخية القديمة والتراثية‪:‬‬
‫إنحسار القيمة الوظيفية للمباني أو عدم مالءمتها يفرض أهمية تأكيد الهوية التراثية للمنطقة‬
‫التراثية‪ ،‬وتعدد المشاكل العمرانية يحتم العناية بشمولية الحلول المالئمة لطبيعة هذه المنطقة التراثية‪.‬‬
‫ومن ثم يمكن تحديد أهم اتجاهات الحل للمشاكل التي تواجه األحياء التاريخية على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ .1‬تأكيد الهوية التراثية لألحياء التاريخية‪ :‬التخصص والمحافظة على الهوية من أهم الوسائل التي‬
‫يمكن لمنطقة أو حي تاريخي في المدينة القديمة أن تجابه به التطورات العمرانية الحديثة‪ .‬ممارسة‬
‫األعمال واألنشطة المتوفرة في المراكز التجارية األخرى في المناطق التجارية القديمة ال يعطي المكان‬
‫الميزة النسبية المتفردة بها‪ ،‬فتجارة الخضروات والفاكهة على سبيل المثال متوفرة في كافة المناطق‬
‫التجارية واألسواق والمحالت أسفل العمارات‪ .‬ومن ثم فإن مثل هذه األنشطة تقلل من القيمة المكانية‬
‫ال‪ ،‬والذي يعطي‬
‫لهذه المنطقة عكس ممارسة أنشطة حرفية أو يدوية متميزة تعبر عن التراث الشعبي مث ً‬
‫المكان القديم التفرد المطلوب‪ .‬ومن اإلعتبارات الهامة لتأكيد الهوية التراثية للمنطقة التراثية عدم زيادة‬
‫النشاط اإلقتصادي زيادة ال يألفها المركز القديم أو تفوق إمكانياته لئال يسبب هذا التضخم في النشاط‬
‫اإلقتصادي تمزق النسيج الحضري واإلجتماعي للمنطقة‪ .‬كما أن التعديل الجوهري في المباني التراثية أو‬
‫القديمة يفقدها قيمتها الحضارية والمعمارية مثل الحاالت التي يتم فيها تحويل فراغات بالدور األرضي‬
‫بالمباني لمحالت تجارية أو محاولة تغير واجهات المباني للحصول على إضاءة أقوى وهكذا من الطرق‬
‫المهدرة لقيمة المباني والمنطقة التراثية‪.‬‬
‫‪ .2‬تحقيق المالئمة البيئية والعمرانية للمنطقة‪ :‬عملية مالئمة العمران حول المباني والمنطقة التراثية‬
‫المقصود بها عدة إعتبارات تخطيطية وتصميمية تحقق اإلنسجام والتوافق لكافة عناصر هذه المنطقة من‬
‫الفصل الثالث‪ :‬حي السفاحية (حالة دراسية)‬ ‫‪98‬‬

‫مباني وفراغات وشوارع وأنشطة لتنفيذ عملية حفاظ وتطوير للمنطقة يحقق لها اإلستدامة‪ .‬على أن يسبق‬
‫عملية المالئمة العمرانية مرحلة إعداد الدراسات الميدانية لرصد وانشاء قواعد للمعلومات والبيانات‬
‫األساسية العمرانية واإلجتماعية واإلقتصادية وتشمل الدراسات التحليل والتقييم ثم تقسيم المناطق كمراحل‬
‫لتنفيذ الخطة وتحديد األولويات في كل مرحلة وبطريقة واضحة ثم إقتراح آليات التنفيذ والتقويم‪.‬‬
‫‪ ‬إعادة التخطيط العمراني لحل مشكلة التزاحم المروري‪ :‬زيادة أماكن إنتظار السيارات عند الحدود‬
‫الخارجية للمنطقة التراثية واقامة مبنى متعدد الطوابق عند الضرورة (كراج) أسفل األرض أو فوقها‬
‫ومنع المرور اآللي داخل المنطقة التراثية أو تحديد فترات غير ساعات الذروة والعمل لدخول‬
‫سيارات الخدمة مع تنظيم حركة المرور اآللي خارج المنطقة بمنع الدوران قرب مداخل المنطقة أو‬
‫تكون الشوارع المحيطة بها إتجاه واحد‪ ،‬جميع هذه القواعد تمثل بعض الحلول لمشكلة التزاحم‬
‫المروري في المنطقة التراثية‪.‬‬
‫‪ ‬اإلدراك البصري للمباني التراثية بالمنطقة القديمة ومالئمة المباني خارجها‪ :‬المقصود بعملية اإلدراك‬
‫البصري للمباني التراثية هو إحترام السيطرة البصرية للمبنى وعدم التشويش بعناصر متداخلة مع‬
‫إحترام الفراغات والمسطحات التي تخدم الرؤية البصرية للمبنى‪ .‬وهذه العملية تستوجب وضع شروط‬
‫بنائية واعادة تنظيم اإلرتفاعات بما يحقق اإلستيعاب البصري للمباني التراثية‪ .‬فال يصح أن ينظر‬
‫إلى المنشأ األثري أو التاريخي بمعزل عن المباني الموجودة حوله فكل ما يدخل مع المنشأ األثري‬
‫في صورته المرئية يجب أن تشمله أيضاً األعمال بما يليق ومجاورته للمبنى األثري‪ ،‬وكذلك الحال‬
‫بالنسبة لمحاور الوصول إلى المبنى األثري والتاريخي‪ .‬خطة اإلدراك يجب أن تمتد لتشمل دراسة‬
‫زوايا النظر من اإلتجاهات المختلفة مع تجديد إرتفاعات المباني والطابع المعماري لها وألوان‬
‫وخامات التشطيب الخارجي بها‪ .‬ومراعاة التتابع البصري للطرق وايجاد إيقاعات بصرية غنية توفر‬
‫اإلستم اررية وزوايا اإلنغالق والرؤية ومعالجة نسب وتشكيل الكتل ووضع دراسات لمعالجة البروزات‬
‫والعالمات األرضية وعناصر فرش الشوارع من األسس التصميمية لتنفيذ عملية اإلدراك البصري‬
‫المطلوبة‪.‬‬
‫‪ .3‬توفير التمويل لتنفيذ عملية التنمية‪ :‬أهمية إستثمار اإلمكانيات المتاحة في منطقة التنمية يعد أساساً‬
‫هاماً لتوفير التمويل لتنفيذ عملية التنمية‪ .‬وذلك بإستغالل العناصر والمكونات القائمة والطاقات الكامنة‬
‫في المشروع للحصول على تمويل ذاتي‪ .‬وليس المقصود هو فرض رسوم أو تبرعات من أصحاب‬
‫وشاغلي هذه المنطقة ولكن اإلستثمار بإعادة توظيف بعض األماكن والمباني والفراغات بما يحقق أكبر‬
‫عائد يساهم في التمويل لعملية التنمية واستدامتها‪ .‬إعادة ترميم وتأهيل األماكن والمباني التراثية والمتميزة‬
‫معمارياً داخلياً وخارجياً واعادة فتحها للجمهور كمتحف وللزيارة‪ ،‬إستغالل الفراغات والمباني المتهالكة‬
‫والمهجورة التي غالباً ما تكون تابعة لألوقاف بما يحقق عائداً مادياً باإلضافة لإلنسجام مع منظومة‬
‫التنمية‪ ،‬إعادة توظيف المباني وتغير األنشطة بها لتكون مناسبة مما يساعد على إعادة الروح لتلك‬
‫المباني مع استم اررية المحافظة عليها وصيانتها‪ ،‬تعتبر من البدائل المطروحة للحصول على التمويل‬
‫الذاتي للمشروع‪ .‬اإلعتماد على اإلدارة والتمويل الحكومي الكامل ال يحقق إستدامة نجاح المشروع غالب ًا‬
‫الفصل الثالث‪ :‬حي السفاحية (حالة دراسية)‬ ‫‪99‬‬

‫بسبب التغيير الحكومي المستمر في النظم واألفراد‪ .‬الهيئات الحكومية يمكن أن يكون دورها في توفير‬
‫شبكات البنية األساسية والخدمات في التشريع وتجهيز واعداد الكيان اإلداري والتنظيمي‪ .‬ومن ثم فإن‬
‫طرح مشروع إعادة تأهيل المنطقة القديمة لإلستثمار الخاص بمراقبة حكومية وفق خطة مدروسة تعد من‬
‫أنسب الحلول اإلقتصادية لتوفير التمويل لمشروع تنمية المنطقة مع إمكانية اإلستفادة من المنظمات‬
‫الدولية وبرامج المعونة المعنية بالمناطق والمباني التراثية‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬حي السفاحية (حالة دراسية)‬ ‫‪100‬‬

‫نتائج الفصل الثالث‬ ‫‪:5-3‬‬


‫أشارت نتائج الدراسة في هذا الفصل إلى أن حي السفاحية يحتوي على العديد من العناصر‬
‫المعمارية والتراثية القيمة‪ ،‬إال أن هذه العناصر بحاجة إلى الحماية واعادة اإلحياء‪ .‬كما أن موقع حي‬
‫السفاحية القريب من قلعة حلب واألسواق يشكل موقع مهم‪ ،‬ويجب أن يتصل ويتكامل مع المناطق‬
‫الحديثة حوله في مدينة حلب‪ .‬كذلك أشارت النتائج إلى ضعف وعي السكان بأهمية هذه العناصر القيمة‬
‫وضرورة الحفاظ عليها‪ .‬ويمكن تلخيص النتائج في هذا الفصل كما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬الحفاظ على األحياء التاريخية وتطويرها تأصيل للثقافة المحلية والمحافظة على هويتها‪ ،‬وزيادة‬
‫للجذب السياحي إلى هذه األحياء‪ ،‬وتوطين أهلها بدالً من هجرها‪ ،‬فضالً عن االستفادة من الجانب‬
‫اإلقتصادي والتجاري في توفير فرص العمل‪.‬‬
‫‪ .2‬الحفاظ على حي السفاحية وتأهيله‪ ،‬وتنميته اقتصادياً وعمرانياً‪ ،‬بأسلوب مستديم يبرز معالمه وتراثه‬
‫العمراني والثقافي‪ ،‬ويشجع المالك على حماية ممتلكاتهم‪ ،‬ويجلب االستثمار‪ ،‬ويخلق فرص عمل‪،‬‬
‫ويوظف صناعة السياحة واألنشطة االقتصادية والثقافية المختلفة األخرى‪.‬‬
‫‪ .3‬الحفاظ على الوظيفة السكنية في منطقة الدراسة وتثبيت السكان وتعميق وعيهم بأهمية التراث‪.‬‬
‫‪ .4‬وقف تدني وتدهور مستوى البيئة العمرانية في منطقة الدراسة وتطوير بيئتها بما يحقق رفع قيمة‬
‫الرصيد العقاري السكني ورفع كفاءته ومعاييره عبر عمليات التحديث واعادة البناء والترميم لتشكيل بيئة‬
‫صحية وجمالية ذات مقومات اجتماعية واقتصادية‪.‬‬
‫‪ .5‬تطوير حي السفاحية التاريخي وتأهيله ليكون نموذجاً للعمران التقليدي بما يضمن استدامته واستثماره‬
‫ومنعه من التدهور‪.‬‬
‫‪ .6‬االرتقاء هو األسلوب األمثل لعملية التطوير العمراني‪ ،‬وأن عملية التطوير ليست عملية حديثة بل‬
‫مرت بمراحل متعددة على مر التاريخ ولها أساليبها وأهدافها التي تصب في إطار النمو بالمجتمع نحو‬
‫األفضل‪ ،‬وعملية التطوير تحتاج إلى مراحل للقيام بها وتنفذ وفق آلية معينة وصوالً إلى المخططات‬
‫المساعدة على عملية التخطيط‪.‬‬
‫‪ .7‬عملية تطوير حي السفاحية التاريخي ليست عملية جزئية وانما تأتي من خالل عملية متكاملة على‬
‫صعيد تطوير المخطط الهيكلي للمدينة للكل‪ ،‬وكان ال بد من وضع استراتيجيات لتطوير هذا الحي‬
‫وآليات تنفيذ هذه االستراتيجيات ستكون بجهد مشترك بين القطاع العام والقطاع الخاص والمؤسسات‬
‫غير الحكومية ويتطلب ذلك دعم األهالي‪.‬‬
‫‪ .8‬يمكن إ عتبار تطوير المباني التاريخية الهامة والمواقع األثرية من النتائج اإليجابية المترتبة على‬
‫عملية التطوير لما له من أهمية تاريخية وتراثية تظهر الوجه الحضاري المشرق لمدينة حلب بماضيها‬
‫العريق‪.‬‬
‫النتائج والتوصيات‬ ‫‪101‬‬

‫النتائج والتوصيات‬
‫‪Results & Recommendations‬‬
‫النتائج والتوصيات‬ ‫‪102‬‬

‫‪Results‬‬ ‫أ‪ .‬النتائج‬


‫نتيجةً ًللدراسات‪ً ،‬البيانات ًوالتحليالت ًالتي ًتم ًالقيام ًبها‪ً،‬ومن ًخالل ًما ًتم ًعرضه ًفي ًالفصولً‬
‫السابقةًتمًالخروجًبمجموعةًمنًالنتائجًوالتوصيات‪ً .‬‬
‫النتائج العامة‬
‫‪ً .1‬الهدف ًالرئيسي ًمن ًتطوير ًوتأهيل ًمنطقة ًالدراسة ًهو ًاالرتقاء ًبالمنطقة ًوالنهوض ًبالمستوىً‬
‫االجتماعي ًواالقتصادي ًوتحسين ًالبيئة ًالعمرانية ًعن ًطريق ًإيجاد ًفراغات ًعمرانية ًذات ًقيمة ًعاليةً‬
‫ومساحاتًخضراءًجديدةًتشكلًمتنفسًللمنطقة‪ً،‬وكذلكًتنظيمًحركةًالمواصالتًوتقليلًاألضرارًالبيئيةً‬
‫الناتجة ًعنها ًعن ًطريق ًالحد ًمن ًحركة ًالمواصالت ًالخاصة‪ً ،‬تشجيع ًالمواصالت ًالعامة‪ً ،‬عمل ًممراتً‬
‫للمشاةًوتوفيرًمواقفًللسيارات‪ً .‬‬
‫‪ً .2‬إن ًعملية ًالتطوير ًالعمراني ًيجب ًأن ًتقوي ًالربط ًالبصري ًوالفيزيائي ًمع ًالبلدة ًالقديمة ًلمدينة ًحلبً‬
‫ألنهاًماًتزالًتشكلًمرك اًزًتجارياًًوعمرانياًًهاماً‪ً .‬‬
‫‪ً .3‬إن ًعملية ًالتطوير ًالعمراني ًللمنطقة ًستطبق ًمن ًخالل ًإرشادات ًوتوجيهات ًعامة ًلعملية ًتصميمً‬
‫المبانيًوالفراغاتًلترقىًبالطرازًالمعماريًوتضفيًصفاتًمميزةًعلىًالمناطقًالمختلفةًفيًمدينةًحلبً‬
‫القديمة‪ً .‬‬
‫‪ ً .4‬البلدة ًالقديمة ًبشكل ًعام ًوحي ًالسفاحية ًبشكل ًخاص ًغني ًبالمقومات ًالتي ًتجعله ًمحط ًأنظارً‬
‫الباحثينًوالمهتمينًبالتطويرًواعادةًاإلحياءًوالترميم‪.‬‬
‫‪ ً .5‬تحتويًالبلدةًالقديمةًفيًمدينةًحلبًعلىًالعديدًمنًالمعالمًاألثريةًالمهمة‪ً،‬التيًيجبًاالهتمامًبهاً‬
‫وعدمًإهمالها‪ً،‬خصوصاًفيًظلًالظروفًالسياسيةًواالقتصاديةًالصعبةًالتيًنعيشها‪.‬‬
‫‪ ً .6‬تعانيًالبلدةًالقديمةًفيًحلبًمنًمشاكلًتتعلقًبالبنيةًالتحتية‪ً،‬نقصًالخدماتًالعامة‪ً،‬مشاكلًفيً‬
‫الممراتًواألزقة‪ً،‬تلفًفيًالبيوتًالسكنيةًنفسهاًونقصًفيًالمرافقًالتابعةًلها‪ً،‬إضافة ًإلىًهجرةًأهلهاً‬
‫للعديدًمنهاًوتركهاًفارغةًومهملة‪.‬‬
‫‪ ً .7‬عدمًوجود ًالوعيًالكافي ًلدىًأهاليًهذه ًالبلدة ًألهميةًماًلديهمًمنًأماكنًتاريخيةًومعالمًتراثيةً‬
‫وأهميةًالحفاظًعليها‪ً،‬وبالذاتًمنًالمحاوالتًالمستمرةًمنًقبلًالمسلحينًلطمسًمعالمًهذاًالتراث‪.‬‬
‫‪ً .8‬عانتًالبلدةًالقديمةًمنًاإلهمالًوعدمًاالهتمامًبتراثهاًلفتراتًطويلة‪ً،‬ولكنًحاليا ًنالحظًأنًهناكً‬
‫لجانًتعنىًبالحفاظًعلىًهذهًالبلدةً‬
‫نوعًمنًاالهتمامًالمتزايدًبها‪ً،‬حيثًنشطتًالعديدًمنًالمؤسساتًوالّ ُ‬
‫القديمةًوتحاولًجاهدةًالحفاظًعلىًالمعالمًاألثريةًالموجودةًفيهاًوحمايتهاًمنًالتلفًواالندثار‪.‬‬
‫‪ً.9‬إنًإحياءًالمدنًالقديمةًواعادةًتأهيلهاًوتطويرها‪ً،‬يستندًإلىًجملةًمنًاالعتباراتًالبيئيةًواالجتماعيةً‬
‫واالقتصادية ًالمتشابكة ًوالالزمة ًللتنمية ًالمستدامة‪ً ،‬فالمحافظة ًعلى ًالمدن ًالقديمة ًوالتنمية ًالمستدامةً‬
‫يمكن ًاعتبارهما ًمكمالن ًلبعضهما ًويتمثالن ًفي ًاالستخدام ًاألمثل ًللموارد ًالمتاحة‪ً .‬واقتراح ًالتغييراتً‬
‫المناسبة ًعلى ًالنسيج ًالعمراني ًوالموروث ًالثقافي ًوالتطورات ًالتدريجية ًبدل ًالتغييرات ًالفجائية‪ً .‬هذهً‬
‫التدخالتًوالمقترحاتًالتنمويةًيجبًأنًتكونًشاملةًومتوازنةًومستدامة‪ً .‬‬
‫النتائج والتوصيات‬ ‫‪103‬‬

‫‪ً .10‬إن ًالحفاظ ًواإلحياء ًالعمراني ًالمصحوب ًباالستدامة ًيستدعي ًرؤية ًواضحة ًإلى ًمنطقة ًالدراسة‪ً،‬‬
‫تكيفً‬
‫بغيةًتمكينًاألجيالًالقادمةًمنًالعيشًفيًموقعًتاريخيًبصفاتهًومعالمهًوشخصيتهًالمميزة‪ً،‬وقدً ّ‬
‫فعالة ًومشجعة‪ً ،‬مبينة ًعلى ًسياساتً‬
‫وفق ًمتطلبات ًالعصر‪ً.‬من ًهنا ًتبرز ًالحاجة ًإلى ًأدوات ًتخطيطية ً ّ‬
‫نهجية ًشاملة ًتقود ًإلى ًالحفاظ ًعلى ًمدن ًالتراث ًاقتصادياً ًواجتماعياً ًوبيئياً ًوحضارياً ًوثقافيا‪ً ،‬حيثً‬
‫تضمنًهذهًاألدواتًذاتًاألبعادًالمتعددة‪ً،‬تحقيقًالتنميةًالعمرانيةًالمستدامةًللمدنًالقديمة‪.‬‬
‫‪ً .11‬المحافظة ًعلى ًاستدامة ًاالحياء ًالتاريخية ًواعادة ًتأهيلها ًوتطويرها ًكوجهة ًاقتصادية ًوثقافيةً‬
‫وسياحية‪ً ،‬وايجاد ًالحلول ًللمشاكل ًالراهنة‪ً ،‬وتحفيز ًاالستثمار ًفي ًاالحياء ًالتاريخية‪ً ،‬وذلك ًمن ًخاللً‬
‫توفير ًفرص ًعمل ًوفرص ًاستثماري‪ً ،‬سواء ًفي ًاألسواق ًأو ًفي ًعرض ًوبيع ًالمنتجات ًالمحلية‪ً ،‬وابرازً‬
‫الهوية ًالعمرانية ًالمميزة ًلهذه ًاالحياء ًالتاريخية‪ً ،‬ودعم ًالجانب ًالسياحي ًوالترفيهي ًواألنشطة ًاالجتماعيةً‬
‫والثقافية‪.‬‬
‫‪ً .12‬عملية ًالحفاظ ًوالتطوير ًوالتنمية ًالمستدامة‪ً ،‬ليست ًعمالً ًنتائجه ًمتوقعة ًويمكن ًانجازه ًفي ًزمنً‬
‫محدد‪ً ،‬انه ًعمل ًطويل ًاألمد ًيستدعي ًاختصاصات ًمتنوعة‪ً ،‬وينخرط ًفيه ًمتدخلين ًذوي ًمصالح ًمتعددةً‬
‫ويتطلبًإقرارًسياساتًواجراءًاتصاالتًومفاوضاتًبينًمختلفًالمصالح‪ً،‬وبناءًوتنفيذًوسائلًومناهج‪ً،‬‬
‫ورصدًومراقبةًوتقييمًاآلثارًاالجتماعيةًوالحضاريةًوالثقافيةًواالقتصادية‪ً .‬‬
‫‪ً .13‬االستفادة ًمن ًالخبرات ًوالمهارات ًالمحلية ًوالخارجية ًفي ًعملية ًالتطوير ًالعمراني‪ً ،‬واالستعانةً‬
‫بمتخصصينًفيًهذاًالمجالًلتكونًعمليةًاإلحياءًوالتطويرًعلىًأسسًصحيحةًوعلمية‪ً .‬‬
‫‪ً .14‬يعتبر ًالتطوير ًالعمراني ًلألحياء ًالتاريخية ًأداة ًووسيلة ًلتحقيق ًالمصلحة ًالعامة ًلكافة ًقطاعاتً‬
‫وفئات ًالمجتمع ًمن ًخالل ًوضع ًتصورات ًورؤيا ًمستقبلية ًًلتوزيع ًاألنشطة ًواالستعماالت ًالمجتمعية ًفيً‬
‫المكان ًالمالئم ًوالوقت ًالمناسب ًبما ًيحقق ًالتوازن ًبين ًاحتياجات ًالتنمية ًفي ًالحاضر ًوالمستقبل ًالقريبً‬
‫من ًناحية‪ً ،‬وبين ًاحتياجات ًالتنمية ًلألجيال ًالقادمة ًفي ًالمستقبل ًالبعيد ًمن ًناحية ًأخرى‪ً ،‬أي ًتحقيقً‬
‫التنميةًالمستدامة‪ً .‬‬
‫‪ً .15‬يعتبر ًحي ًالسفاحية ًمن ًاألحياء ًالغنية ًبالمقومات ًالتي ًتجعله ًمحط ًأنظار ًالباحثين ًوالمهتمينً‬
‫بالتطويرًالعمرانيًواعادةًاإلحياءًوالترميم‪ً،‬باإلضافةًإلىًموقعهًالقريبًمنًقلعةًحلبًواألسواق‪ً .‬‬
‫‪ً .16‬أظهرت ًالدراسة ًأن ًأولويات ًالتطوير ًالعمراني ًلمنطقة ًالدراسة ًتتركز ًفي ًخمسة ًمجاالت ًتنمويةً‬
‫أساسية ًهي‪ً :‬الوضع ًاالقتصادي‪ً ،‬الوضع ًاالجتماعي‪ً ،‬الخدمات‪ً ،‬البنية ًالتحتية‪ً ،‬والهيكل ًالحضريً‬
‫والعالقة ًمع ًالمحيط‪ً .‬ويمكن ًترجمتها ًفي ًمجموعة ًمن ًالتوصيات ًالتي ًساعدت ًفي ًصياغة ًمقترحً‬
‫التطوير‪ً .‬‬
‫‪ً.17‬يعانيًحيًالسفاحيةًمنًمشاكلًتتعلقًبالبنيةًالتحتية‪ً،‬نقصًالخدماتًالعامة‪ً،‬مشاكلًفيًالممراتً‬
‫واألزقة‪ً ،‬تلف ًفي ًالبيوت ًالسكنية ًنفسها ًونقص ًفي ًالمرافق ًالتابعة ًلها‪ً ،‬إضافةً ًإلى ًهجرة ًأهلها ًللعديدً‬
‫منهاًوتركهاًفارغةًومهملة‪ً .‬‬
‫‪ً .18‬تفتقر ًمنطقة ًالدراسة ًإلى ًالعديد ًمن ًالمباني ًاالجتماعية ًوالثقافية‪ً ،‬باإلضافة ًإلى ًبناء ًمزيد ًمنً‬
‫المدارسًحيثًأنًالمدارسًالقائمةًحالياًًالًتفيًبحاجةًاألعدادًالمتزايدةًمنًالتالميذ‪ً .‬‬
‫النتائج والتوصيات‬ ‫‪104‬‬

‫‪ً.19‬منًأجلًنجاحًعمليةًالتطويرًالًبدًمن‪ً :‬‬
‫‪ ‬العمل ًعلى ًالسكان ًأنفسهم‪ً ،‬من ًخالل ًتوعيتهم ًبأهمية ًالمدينة ًالقديمة ًوالتراث‪ً ،‬بهدف ًتنمية ًالدافعً‬
‫والرغبةًلديهمًمنًأجلًالحفاظًعلىًالحيًوتطويره‪.‬‬
‫‪ ‬الربطًماًبينًالحيًومحيطهًالخارجي‪ً،‬حيثًأنًموقعًالحيًالمميزًالقريبًمنًقلعةًحلبًواألسواقً‬
‫يساعدًفيًعمليةًالتطوير‪ً،‬ويسهلًعمليةًالتواصلًمعًاألهاليًداخلًالمدينةًالقديمةًوخارجها‪.‬‬
‫‪ً .20‬التطوير ًالعمراني ًلحي ًالسفاحية ًبحاجة ًإلى ًوضع ًخطة ًشاملة ًتتدرج ًمن ًالمستوى ًالحضري ًحتىً‬
‫الوصولًإلىًالمستوىًالتصميميًالخاصًبكلًمبنىًعلىًحدة‪ً .‬‬
‫‪ً.21‬إن ًعملية ًالحفاظ ًوالتطوير ًوالتنمية‪ً ،‬ليس ًعمالً ًنتائجه ًمتوقعة ًويمكن ًانجازه ًفي ًزمن ًمحدد‪ً ،‬انهً‬
‫عمل ًطويل ًاألمد ًيستدعي ًاختصاصات ًمتنوعة‪ً ،‬وينخرط ًفيه ًمتدخلين ًذوي ًمصالح ًمتعددة ًويتطلبً‬
‫إقرار ًسياسات ًواجراء ًاتصاالت ًومفاوضات ًبين ًمختلف ًالمصالح‪ً ،‬وبناء ًوتنفيذ ًوسائل ًومناهج‪ً ،‬ورصدً‬
‫ومراقبةًوتقييمًاآلثارًاالجتماعيةًوالحضاريةًوالثقافيةًواالقتصادية‪ً .‬‬
‫نتائج خاصة بالحالة الدراسية (حي السفاحية)‬
‫‪ً.1‬عملية ًتطوير ًحي ًالسفاحية ًالتاريخي ًليست ًعملية ًجزئية ًوانما ًتأتي ًمن ًخالل ًعملية ًمتكاملة ًعلىً‬
‫صعيد ًتطوير ًالمخطط ًالهيكلي ًللمدينة ًالقديمة ًككل‪ً ،‬وكان ًال ًبد ًمن ًوضع ًاستراتيجيات ًلتطوير ًهذاً‬
‫الحي ًوآليات ًتنفيذ ًهذه ًاالستراتيجيات ًستكون ًبجهد ًمشترك ًبين ًالقطاع ًالعام ًوالقطاع ًالخاصً‬
‫والمؤسساتًغيرًالحكوميةًويتطلبًذلكًدعمًاألهالي‪ً .‬‬
‫‪ً.2‬التطوير ًالعمراني ًلحي ًالسفاحية ًبحاجة ًإلى ًوضع ًخطة ًشاملة ًتتدرج ًمن ًالمستوى ًالحضري ًحتىً‬
‫الوصولًإلىًالمستوىًالتصميميًالخاصًبكلًمبنىًعلىًحدة‪ً .‬‬
‫‪ً .3‬من ًأجل ًنجاح ًعملية ًالتطوير ًال ًبد ًمن ًالعمل ًعلى ًالسكان ًأنفسهم‪ً ،‬عن ًطريق ًتوعيتهم ًبأهميةً‬
‫البلدة ًالقديمة ًوالحي ًبشكل ًخاص‪ً ،‬حيث ًيفتقر ًأهالي ًالحي ًإلى ًاإلدراك ًوالوعي ًالكافي ًبأهمية ًالتراثً‬
‫بشكل ًعام ًوأهمية ًالمناطق ًالتراثية ًفي ًحارتهم ًبشكل ًخاص‪ً ،‬كي ًننمي ًلديهم ًالدافع ًوالرغبة ًمن ًأجلً‬
‫الحفاظًعلىًالحيًواعادةًإحيائهًوتطويره‪ً .‬‬
‫‪ً.4‬من ًأجل ًنجاح ًعملية ًالتطوير ًال ًبد ًمن ًالربط ًما ًبين ًالحي ًومحيطه ًالخارجي‪ً ،‬بحيث ًيكون ًهناكً‬
‫تفاعل ًما ًبين ًأهالي ًالحي ًوالسكان ًمن ًخارجه‪ً ،‬سواءً ًمن ًباقي ًحارات ًالبلدة ًالقديمة ًأو ًمن ًخارج ًالبلدةً‬
‫القديمة‪ً.‬وموقع ًالحارة ًالمميز ًالقريب ًمن ًقلعة ًحلب ًواألسواق ًيساعد ًفي ًعملية ًالتطوير‪ً ،‬بحيث ًيسهلً‬
‫عمليةًالتواصلًمعًاألهاليًداخلًالبلدةًالقديمةًوخارجها‪ً .‬‬
‫أن ًالبعض ًمنها ًمهمل ًأو ًمهجور ًأو ًيستخدمً‬
‫‪ً.5‬بالرغم ًمن ًتنوع ًعناصر ًالنسيج ًالحضري ًللحي‪ً ،‬إّال ً ًّ‬
‫مماًيؤثرًعليهاًسلباًًويعرضهاًللتلف‪ً .‬‬
‫فيًغيرًوظيفتهًاألصلية‪ّ ً،‬‬
‫‪ً .6‬يفتقر ًالحي ًإلى ًالعديد ًمن ًالخدمات ًاالجتماعية ًوالثقافية ًكوجود ًنادي ًاجتماعي‪ً ،‬مركز ًثقافي‪ً،‬‬
‫صيدلية‪ً ،‬مركز ًصحي‪ً ،‬مالعب ًأطفال ًومناطق ًخضراء ًلذلك ًتم ًالعمل ًعلى ًتوفير ًمثل ًهذه ًالخدماتً‬
‫للحي‪ً .‬‬
‫النتائج والتوصيات‬ ‫‪105‬‬

‫‪ً.7‬يعاني ًأهالي ًالحي ًمن ًأوضاع ًاقتصادية ًسيئة‪ً ،‬حيث ًيتدنى ًمستوى ًدخلهم ًوالكثير ًمنهم ًبحاجة ًإلىً‬
‫فرص ًجيدة ًللعمل ًوخاصةً ًفئة ًالشباب‪ً ،‬لذلك ًيجب ًالعمل ًعلى ًتوفير ًفرص ًعمل ًلهم ًبإشراكهم ًفيً‬
‫مشاريع ًاإلحياء ًوالتطوير ًالتي ًستقام ًفي ًالحي‪ً ،‬وبذلك ًنوفر ًلهم ًفرص ًعمل‪ً ،‬وفي ًنفس ًالوقت ًننميً‬
‫لديهمًالشعورًباإلنتماءًلهذهًالمشاريعًوالرغبةًفيًالمحافظةًعليهاًوتحسينها‪ً .‬‬
‫‪ً.8‬الحي ًبحاجةًإلى ًإحياءًالحرفًوالصناعات ًالتقليدية ًالتيًكانتًموجودةًبها ًسابقا‪ً،‬منًأجل ًذلكًالً‬
‫بدًمنًإعادةًتشغيلًهذهًالحرفًوالصناعاتًوالمبانيًالتيًكانتًتوجدًبها‪ً.‬منًأجلًمنعًاندثارهاًوكذلكً‬
‫لجذبًالسياحًواألهاليًللتعرفًعليها‪ً،‬والمساهمةًفيًتحسينًاألوضاعًاالقتصاديةًكذلك‪ً .‬‬
‫إما ًمهجورة ًكلياً ًأو ًمهجورة ًجزئياًً‬
‫‪ً.9‬الحي ًبحاجة ًإلى ًإعادة ًتشغيل ًالعديد ًمن ًالمباني ًالتي ًهي ًحالياً ً ّ‬
‫أو ًمغلقة ًأو ًمسكونة ًولكنها ًيساء ًاستعمالها‪ً ،‬والتي ًلها ًقيمة ًمعمارية ًوتاريخية ًومن ًالتقصير ًأن ًتبقىً‬
‫كماًهي‪ً .‬‬
‫‪ً.10‬توفير ًبعض ًالنزلًللزوارًبحيث ًتوفرًلهم ًالفرصةًللبقاءًداخلًالحي‪ً،‬وخوض ًتجربةًالعيشًداخلً‬
‫الجوًالتقليديًواالستمتاعًبمزاياهًوبجماله‪ً.‬يساعدًكثي اًرًعلىًإحياءًالحيًوبعثًالنشاطًوالحيويةًفيه‪ً .‬‬
‫‪ً .11‬اإلهتمام ًبنهوض ًحيًالسفاحية ًإقتصادياً ًوثقافياً ًوتوفير ًكافة ًاالحتياجات ًاألساسية ًله ًمن ًتعليمً‬
‫وصحةًورعايةًإجتماعية‪ً،‬هذاًاإلتجاهًالبدًوأنًيسبقًالمعالجاتًالعمرانيةًالمطلوبة‪ً .‬‬
‫‪ً .12‬إعادة ًتأهيل ًحيًالسفاحيةًوتطويرهًعمرانياً ًلتعظيم ًالقيمة ًالوظيفية ًالسكنية ًواألنشطة ًالتجارية ًبهً‬
‫وفقًخطةًتنميةًواضحةًالمعالمًوالمراحل‪ً .‬‬
‫‪ً .13‬التدرج ًفي ًمراحل ًتنفيذ ًخطة ًالتنمية ًالمستدامة ًوفق ًالمعطيات ًاألساسية ًبالمنطقة ًوطبقاً ًلظروفً‬
‫التمويلًمعًأهميةًمشاركةًالقطاعًالخاصًفيًمنظومةًعمليةًالتنمية‪ً .‬‬
‫‪ً.14‬أهميةًدراسةًمنطقةًالدراسةًكحيًمتكاملًداخلياًًوخارجياًًوليسًكوحداتًأثريةًأوًتراثيةًفقط‪ً .‬‬
‫‪ً .15‬إتساع ًمنظور ًعملية ًالتنمية ًالمستدامة‪ً ،‬والبد ًوأن ًيشمل ًاالهتمام ًبالتفاصيل ًواطفاء ًالطابعً‬
‫المعماريًالمميزًللمنطقةًالقديمةًفيًأيًمنشآتًتقامًجديدةًأوًفيًترميمًالمنشآتًالقديمة‪ً .‬‬
‫ً‬
‫‪ً.16‬بسببًتغيرًمفهوم ًإقامةًالمحالتًالمتجاورةًأسفل ًالعقارات‪ً،‬تمًاقتراحًإنشاءًمبانيًمكونةًمنًعدةً‬
‫أدوار ًبها ًمساحات ًتجارية ًمتنوعة ًيمكن ًللفرد ًالحصول ًعلى ًكافة ًإحتياجاته ًالتسويقية ًخالل ًزيارتهً‬
‫تجاري)‪ً .‬‬
‫للمبنىًالتجارىًالواحدً(مولً ً‬
‫‪ً.17‬تطويرًمنطقةًالدراسةًمنًخاللًإعادةًإستخدامًالمبانيًالتراثيةًفيًأنشطةًسياحيةًترفيهية‪ً .‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫ً‬
‫ً‬
‫ً‬
‫ً‬
‫ً‬
‫النتائج والتوصيات‬ ‫‪106‬‬

‫‪Recommendations‬‬ ‫ب‪ .‬التوصيات‬


‫باالرتكاز ًعلى ًالنتائج ًالتي ًتوصلت ًإليها ًالدراسة ًيمكن ًالخروج ًبعدة ًتوصيات ًعامة ً(هذهً‬
‫التوصياتًالتيًخلصتًمنًالدراسةًتتمثلًفيًعملياتًالحفاظًواالرتقاءًواالستدامة)‪ً .‬‬
‫‪ً.1‬ضرورة ًتكاتف ًجهود ًالمؤسسات ًصاحبة ًالقرار ً(البلدية‪ً ،‬المحافظة‪ً ،‬المؤسسات ًالحكومية ًومؤسساتً‬
‫المجتمعًالمدني)ًفيًتفعيلًلجنةًإحياءًوتطويرًمنطقةًالدراسةً(لجنةًتجميلًوتطويرًالمدينةًالقديمة)‪ً .‬‬
‫‪ً.2‬التنسيق ًبين ًإدارات ًالبلدية ًفيما ًبينها ًوالتنسيق ًمع ًالمؤسسات ًوالجهات ًالمعنية ًخارج ًالبلدية ًومعً‬
‫المجتمعًالمحلي‪ً .‬‬
‫‪ً .3‬تعزيز ًوتفعيل ًالمشاركة ًالمجتمعية ًودورها ًفي ًالتطوير ًالعمراني ًومشاركة ًالمجتمع ًفي ًوضعً‬
‫االحتياجاتًالالزمةًلجمالياتًوظيفيةًفيًمنطقةًالدراسة‪ً .‬‬
‫‪ً .4‬تطوير ًاألسواق ًالشعبية ًوالتراثية ًبطريقة ًجذابة ًوجميلة ًبطريقة ًتناسب ًالمكان ًجمالياً ًووظيفياًً‬
‫والمحافظةًعليهاًمنًاالندثار‪ً ً.‬‬
‫‪ً.5‬عدم ًاستخدام ًالمباني ًالقديمة ًفي ًالطوابق ًالعليا ًكأسواق ًتجارية ًويمكن ًاستخدامها ًكمطاعم ًومواقعً‬
‫جذبًومناطقًسياحية‪ً .‬‬
‫‪ً .6‬عدم ًإعطاء ًتراخيص ًلمبان ًجديدة ًمرتفعة ًفي ًالمنطقة ًواذا ًتم ًإعطاء ًتراخيص ًفيجب ًأن ًتكونً‬
‫الواجهاتًالخارجيةًمناسبةًومتناسقةًمعًالواجهاتًالموجودة‪ً .‬‬
‫‪ً.7‬وضع ًقوانين ًلتوحيد ًاألطر ًالتصميمية ًللمظالت ًواللوحات ًاإلعالنية‪ً ،‬وتوحيد ًألوان ًاألبواب ًللمحالً‬
‫التجارية‪ً .‬‬
‫‪ً.8‬تدريبًوتأهيلًالكوادرًوتخصصهاًفيًمجالًالتطويرًالعمراني‪ً .‬‬
‫‪ً.9‬العملًعلىًتوفيرًالتمويلًالالزمًللحفاظًعلىًاألبنيةًالتراثيةًوترميمهاًواعادةًتأهيلهاًواستخدامها‪ً .‬‬
‫‪ً.10‬توفير ًالتمويل ًالكافي ًللكوادر ًالعاملة ًفي ًمنطقةًالدراسة ًحول ًكيفية ًالتعامل ًمع ًالمناطق ًالتراثيةً‬
‫والمحافظةًعليها‪ً .‬‬
‫‪ً.11‬وضعًقوانينًوأنظمةًتختصًبحمايةًالمناطقًالتاريخيةًواألثريةًبشكلًعام‪ً .‬‬
‫‪ً.12‬إصدارًقوانينًوخططًوتصاميمًلتطويرًالمظهرًالجماليًوالبصريًلمنطقةًالدراسة‪ً .‬‬
‫توصيات خاصة بالمؤسسات المعنية‬
‫وتشملًو ازرةًالحكمًالمحلي‪ً،‬و ازرةًالسياحةًواآلثار‪ً،‬البلدياتًوالمؤسساتًوالجمعياتًالتراثية‪ً .‬‬
‫‪ً.1‬صيانة ًالتصدعات ًوالتشققات ًفي ًاألحياء ًالتاريخية ًواعادة ًبناء ًاألجزاء ًالمهدمة ًمنها‪ً ،‬وتأهيل ًهذهً‬
‫المبانيًلالستعمالًاألصيلًالخاصًبهاًأوًاستخداماتًأخرى‪ً .‬‬
‫‪ً.2‬وضع ًخطةًتحدد ًالمهامًوالمسؤولياتًاإلداريةًلكلًجهة ًمنًالجهاتًالمعنيةًبحمايةًالتراثًالعمرانيً‬
‫وتطويرهًوتنميته‪ً،‬وتحديدًإطارًالتنسيقًالمشتركًفيماًبينها‪ً .‬‬
‫‪ً.3‬إحياءًالحرفًالتقليديةًبالعمارةًالمحليةًوتأهيلًالكوادرًالمتخصصة‪ً .‬‬
‫‪ً .4‬توفير ًعناصر ًاألثاث ًالخارجي ًمثل ًالمقاعد ًووحدات ًاإلنارة‪ً ،‬بما ًيتماشى ًمع ًالنسيج ًالتاريخيً‬
‫وتأمينًاللوحاتًاإلرشاديةًالتيًتساهمًفيًسهولهًحركةًالسياحًفيًالمنطقةًالتاريخية‪ً .‬‬
‫النتائج والتوصيات‬ ‫‪107‬‬

‫‪ً.5‬إعادة ًالنظر ًبمرور ًالسيارات ًداخل ًاألحياء ًالقديمة‪ً ،‬وتبني ًنظام ًحركة ًينسجم ًمع ًالمباني ًوالشوارعً‬
‫فيًهذهًاألحياء‪ً،‬وتحديدًأنواعًالسياراتًالمسموحًلهاًالدخولًواتجاهاتًالسير‪ً .‬‬
‫‪ً .6‬إعالن ًالمواقع ًالتراثية ًالمحلية ًمحميات ًخاضعة ًللتطوير‪ً ،‬ومراقبة ًالبناء ًفيها ًووضع ًواقرارً‬
‫المخططاتًواألحكامًالخاصةًواصدارًكوداتًالبناءًالمالئمةًلهذهًالمواقع‪ً .‬‬
‫‪ً.7‬تشجيع ًأصحاب ًالمباني ًذات ًالقيمة ًالتراثية ًللحفاظ ًعلى ًهذه ًالمواقع ًواستمرار ًالتعايش ًمعها ًوتقديمً‬
‫الدعمًوالحوافزًالماديةًوالفنيةًواإلداريةًلصيانةًهذهًالمبانيًوالحفاظًعليها‪ً .‬‬
‫‪ً .8‬منح ًأصحاب ًالعقارات ًذات ًالقيمة ًالتراثية ًفي ًالبلدة ًالقديمة ًمزايا ًبنائية ًوحوافز ًمجزية ًيمكنهمً‬
‫االستفادةًمنهاًفيًمواقعًأخرىًلقاءًحفاظهمًوصيانتهمًلهذهًالمواقع‪ً .‬‬
‫توصيات خاصة إلى بلدية حلب القديمة‬
‫‪ً .1‬ضرورة ًتشكيل ًلجنة ًخاصة ًإلحياء ًالبلدة ًالقديمة ًفي ًحلب‪ً ،‬تقوم ًبمهام ًالتوعية ًوتوفير ًالتمويلً‬
‫ومتابعةًالمشاريعًوالصيانةًالمستمرةًوالرقابة‪ً،‬واعدادًقاعدةًمعلوماتًشاملهًحولًالحيًالتاريخي‪ً .‬‬
‫‪ً.2‬تدريبًمهنيينًمنًأبناءًالحيًفيًمجالًالترميمًوالحرفًاليدويةًوالسياحةًوبالتاليًتوفيرًفرصًعملً‬
‫واالستفادةًمنًقدراتهمًفيًإحياءًوتطويرًالحيًالتاريخي‪ً .‬‬
‫‪ً.3‬تشجيعًاالستثمارًالمحليًفيًالبلدةًالقديمةًوتقديمًالتسهيالتًالالزمةًلترميمًالمبانيًالسكنية‪ً .‬‬
‫‪ً .4‬عمل ًبرامج ًلتشجيع ًالسياحة ًالداخلية ًفي ًالوقت ًالذي ًضعفت ًفيه ًمقومات ًالسياحة ًالخارجية ًنتيجةً‬
‫لألوضاعًالسائدة‪ً،‬وتعزيزهاًمنًخاللًالمهرجاناتًوالمعارضًواألنشطة‪.‬‬
‫توصيات خاصة بالمستثمرين والقطاع الخاص‬
‫‪ً .1‬إنشاء ًشركة ًمساهمة ًعامة ًلتطوير ًالمدينة ًالقديمة ًتتولى ًعملية ًإنشاء ًمرافق ًسياحية ً(فنادق‪ً،‬‬
‫مطاعم‪ً ،‬وغيرها)ًضمن ًالنسيج ًالعمراني ًللمدينةًالقديمة‪ً ،‬وتشجيع ًأصحاب ًالعقارات ًالمهجورة ًلالكتتابً‬
‫فيًالشركةًمقابلًعقاراتهم‪ً .‬‬
‫‪ً .2‬دراسة ًإمكانية ًاستمالك ًالمساكن ًوالبيوت ًالمهجورة ًداخل ًالمدينة ًالقديمة ًمن ًقبل ًالبلدية ًأو ًشركاتً‬
‫استثمارية ًوترميمها ًثم ًتأجيرها ًبأسعار ًزهيدة ًكمشروع ًإلسكان ًالشباب ًالمتزوجين ًحديثاً ًأو ًإسكان ًلطلبةً‬
‫الجامعةًوهذاًمنًشأنهًاستقطابًشرائحًاجتماعيةًجديدة‪ً .‬‬
‫توصيات خاصة بالباحثين والمهتمين بقضايا التراث ‪ -‬توصيات خاصة بالبحث العلمي‬
‫‪ً.1‬إجراء ًالمزيد ًمن ًاألبحاث ًالعلمية ًوعمل ًالدراسات ًالتفصيلية ًلمناطق ًمحددة ًوطرح ًالحلول ًوالبدائلً‬
‫إلمكاناتًالتطويرًًوآلياتًتنفيذهاًبحيثًتشكلًاألساسًلمشاريعًتطويريةًمستقبليةًقابلةًللتنفيذ‪ً .‬‬
‫‪ً.2‬إدراج ًالمواد ًالمتعلقة ًبموضوع ًالحفاظ ًعلى ًالتراث ًوأهميته ًضمن ًالمناهج ًاإلجبارية ًفي ًالجامعاتً‬
‫السوريةًوكذلكًالحالًفيًمناهجًالمدارس‪ً .‬‬
‫‪ً.3‬توجيه ًجهود ًالبحث ًالعلمي ًفي ًمرحلة ًالدراسة ًالجامعية ًنحوًالمواضيع ًالتي ًتخدم ًموضوع ًالحفاظً‬
‫على ًالتراث ًبشكل ًعام ًوالتراث ًالمعماري ًبشكل ًخاص‪ً ،‬مثل ًعمل ًالدراسات ًالتاريخية ًوالمسوحً‬
‫والحفرياتًاألثريةًوالدراساتًاإلنشائيةًوالمعماريةًعلىًالمبانيًوالمواقعًالقديمةًفيًالمدنًالسورية‪ً .‬‬
‫النتائج والتوصيات‬ ‫‪108‬‬

‫‪ً.4‬تنسيق ًالجهود ًبين ًمختلف ًالجهات ًالبحثية ًوالجامعات ًلعمل ًقاعدة ًمن ًالبيانات ًوالخرائط ًالتي ًتخدمً‬
‫مشاريعًالحفاظًفيًالمدنًالسوريةًكماًوتخدمًالباحثينًوالدارسينًلهذهًالمناطق‪ً .‬‬
‫توصيات خاصة بالبحث العلمي‬
‫وتشمل ًأقسام ًالعمارة‪ً ،‬مراكز ًالتخطيط‪ً ،‬مراكز ًالحفاظ ًالمعماري‪ً ،‬مراكز ًالتراث‪ً ،‬مراكز ًهندسةً‬
‫الزالزل‪ً .‬‬
‫‪ً.1‬إجراءًالدراساتًواألبحاثًالتحليليةًلعمارةًمنطقةًالدراسةًوالتعرفًعلىًتفاصيلها‪ً .‬‬
‫‪ً.2‬دراسةًالوضعًاإلنشائي ًللمبانيًومعرفةًاألسسًوالحلول ًاإلنشائيةًفيًإقامتها‪ً ،‬وتقييمًوضعهاًلمعرفةً‬
‫مدىًقوتهاًومتانتهاًواتخاذًالتدابيرًالالزمةًلتدعيمهاًوضمانًبقائها‪ً .‬‬
‫‪ً.3‬تحديدًاألحياءًالتاريخيةًلحلبًالقديمةًعلىًخرائطًجغرافيةًومخططاتًهيكليةًتفصيلية‪ً .‬‬
‫‪ً.4‬إدراج ًموضوع ًالعمارة ًالتراثية ًالمحلية ًلألحياء ًالتاريخية ًوالحفاظ ًعليها ًفي ًمختلف ًأنواع ًالتخطيطً‬
‫ومستوياته‪ً .‬‬
‫‪ً.5‬القيامًبتوثيقًالمبانيًالتاريخية‪ً،‬وانشاءًقاعدةًبياناتًتساعدًالباحثًبحصولهًعلىًالمعلومةًالتاريخيةً‬
‫المطلوبة‪ً،‬منًخاللًوضعًهذهًالمعلوماتًفيًمواقعًخاصةًعلىًشبكهًاالنترنت‪ً .‬‬
‫‪ً.6‬تأهيل ًالمهندسين ًللتعامل ًمع ًالعمارة ًالتراثية ًواالستفادة ًمن ًالخبرات ًالتي ًتضمنتها ًمن ًخالل ًالتعليمً‬
‫الهندسيًالمستمرًوالمتخصصًإلثراءًالمعرفةًالعلميةًعنًالعمارةًالمحليةًوأهميتها‪ً .‬‬
‫‪ً .7‬تطوير ًالمناهج ًالتعليمية ًللمدارس ًوالجامعات ًوالتأكيد ًعلى ًالمواد ًالتي ًتبحث ًفي ًالعمارة ًالتراثيةً‬
‫المحليةًللقريةًوالحفاظًعليهاًوتطويرها‪ً .‬‬
‫‪ً.8‬إعدادًالكوادرًوالكفاءاتًالفنيةًوالحرفيةًالمتخصصةًفيًالحفاظًعلىًالعمارةًالتراثيةًالمحليةًلألحياءً‬
‫التاريخيةًفيًالمدنًالسورية‪ً .‬‬
‫توصيات خاصة بالمجتمع المحلي‬
‫‪ً.1‬تفعيلًدورًالمواطنينًبمختلفًفئاتهمًكعنصرًمشاركًفيًوضعًالسياساتًواقتراحًالحلولًوأداةًتنفيذً‬
‫للحفاظًعلىًالتراثًالمحليًفيًالحيًوتشكيلًاللجانًالشعبيةًالمتخصصة‪.‬‬
‫‪ً.2‬إشراك ًالفئات ًالمستهدفة ًالرئيسية ً(مالكو ًومستأجرو ًالمساكن ًوالعقارات ًوأصحاب ًالعمل ًوالعاملينً‬
‫والمؤسسات ًوالمنظمات ًالمحلية) ًفي ًعمليات ًالتخطيط ًوالتنفيذ ًومتابعة ًالنتائج ًفي ًالوقت ًالحاضرً‬
‫والمستقبل ًكون ًهذه ًالفئات ًهي ًالمستفيدة ًبشكل ًمباشر ًمن ًمشاريع ًاإلحياء ًوالتطوير ًوبالتالي ًيمكنً‬
‫تعبئتهاًفيًالعملًبحسبًمقتضياتًومتطلباتًالتخطيط‪.‬‬
‫‪ً .3‬رفع ًمستوى ًالوعي ًألفراد ًالمجتمع ًبشقيه ًالرسمي ًوالشعبي ًبأهمية ًالتراث ًالمعماري ًفي ًالحيً‬
‫التاريخيًمنًجميعًالنواحيًالسياسيةًواالجتماعيةًواالقتصاديةًوالحضارية‪ً .‬‬
‫توصيات خاصة على مستوى سكان حي السفاحية‬
‫‪ً.1‬العمل ًعلى ًإيجاد ًلجان ًمن ًالسكان ًًتُعنى ًبالبلدة ًالقديمة ًوالحي ًبشكلًخاص‪ً،‬تكون ًمهمتها ًمتابعةً‬
‫أمور ًالحي ًوما ًيلزمه ًمن ًنواقص ًأو ًما ًيعانيه ًمن ًمشاكل‪ً،‬والعمل ًعلى ًتوفير ًما ًيحتاجه ًالحيًوحلً‬
‫المشكالتًالتيًقدًتواجهه‪ً .‬‬
‫النتائج والتوصيات‬ ‫‪109‬‬

‫‪ً.2‬مشاركة ًالسكان ًفي ًإصالح ًالبيوت ًسواءً ًتلك ًالتي ًتضررت‪ً،‬أو ًالقيام ًبعمل ًصيانة ًدورية ًللمبانيً‬
‫للمحافظة ًعليها ًمن ًالتلف‪ً .‬حيث ًأن ًمشاركتهم ًفي ًذلك ًيعزز ًلديهم ًالشعور ًباالنتماء ًللبيوت ًوالحيً‬
‫بشكلًعامًويدفعهمًللحفاظًعليه‪ً .‬‬
‫‪ً.3‬اشتراك ًالسكان ًفي ًالمشاريع ًالتي ًسيتم ًعملها ًداخل ًالحي‪ً،‬مما ًيسهم ًفي ًاستفادة ًأهالي ًالحيًمنً‬
‫هذه ًالمشاريع ًعن ًطريق ًتوفير ًفرص ًعمل ًلهم‪ً،‬كما ًأن ًمشاركتهم ًفي ًهذه ًالمشاريع ًيشعرهم ًباالنتماءً‬
‫إليها‪ً .‬‬
‫‪ً.4‬محافظة ًأهالي ًالحي ًعلى ًنظافته‪ً ،‬حيث ًأنه ًإضافةً ًلمحافظتهم ًعلى ًنظافة ًبيوتهم ًال ًبد ًلهم ًمنً‬
‫الحفاظًعلىًنظافةًممراته‪ً،‬أحواشهًوساحتهًبحيثًتبقىًدائماًًنظيفة‪ً .‬‬
‫‪ً .5‬عدم ًترك ًأهالي ًالحي ًلبيوتهم‪ً ،‬والخروج ًمن ًالحي ًللسكن ًفي ًالمناطق ًالحديثة‪ً .‬وانما ًيجب ًأنً‬
‫يتمسكواًببيوتهمًوتراثهمًويعملواًعلىًتحسينًالحيًلجذبًالسكانًله‪ً .‬‬
‫وخالصة ًالقول ًأن ًهذه ًاألطروحة ًقد ًسعت ًإلى ًدراسة ًحي ًالسفاحيةًالتاريخي ًفيًمدينة ًحلبً‬
‫القديمة ًمن ًعدة ًنواحي ًللوصول ًإلى ًحلول ًمبنية ًعلى ًأهداف ًواستراتيجيات ًوأسس ًعلمية ًوتخطيطيةً‬
‫سليمة ًيمكن ًأن ًتساعد ًهذه ًالدراسة ًبلدية ًحلب ًعلى ًحل ًبعض ًالمشاكل ًالتي ًتعاني ًمنها‪ً ،‬أو ًحتىً‬
‫تكون ًالبداية ًفي ًإيجاد ًالحل ًوكذلك ًمساعدة ًالباحثين ًفي ًالمستقبل ًلتكملة ًدراستها ًومساعدة ًطلبةً‬
‫التخطيط ًواعادة ًالتأهيل ًعند ًدراسة ًحاالت ًمشابهة ًوخصوصاً ًوأن ًجميع ًمدننا ًالسورية ًتعاني ًمنً‬
‫مشاكل ًمشابهة‪ً ،‬فعند ًالبدء ًبمثل ًهذا ًالنوع ًمن ًالدراسات ًيمكن ًأن ًيشكل ًالخطوة ًاألولى ًعلى ًطريقً‬
‫الحلًوالتيًيمكنًأنًتكملهاًدراساتًقادمةًبإذنًاهلل‪ً .‬‬
‫المراجع العربية واألجنبية‬ ‫‪115‬‬

‫المراجع‬
‫‪References‬‬
‫المراجع العربية واألجنبية‬ ‫‪116‬‬

‫أ‪ .‬المراجع العربية‬


‫‪ ‬الكتب والمجلدات‪:‬‬
‫‪ .1‬أبو الهيجاء‪ ،‬أحمد حسين‪ ،‬توجيه عمليات الحفاظ والترميم المعماري في فلسطين لحماية البيئة‬
‫العمرانية والتراث المعماري الفلسطيني‪ ،‬برنامج األمم المتحدة اإلنمائي ‪ ،UNDP‬القدس‪2002 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .2‬البهنسي‪ ،‬عفيف‪ ،‬العمارة العربية ‪ -‬الجمالية والوحدة والتنوع‪ ،‬المجلس القومي للثقافة العربية‪،‬‬
‫الرباط‪ 2002 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .3‬الخليلي‪ ،‬محمد‪ ،‬حماية المباني التاريخية‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬دبي‪ 2002 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .4‬المالكي‪ ،‬قبيلة فارس‪ ،‬التراث العمراني والمعماري في الوطن العربي (الحفاظ‪ ،‬الصيانة‪ ،‬إعادة‬
‫التأهيل)‪ ،‬مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ 2002 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .5‬عزب‪ ،‬خالد‪ ،‬التراث الحضاري والمعماري للمدن اإلسالمية‪ ،‬دار الكتب العلمية للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫القاهرة‪ 2002 ،‬م‪.‬‬
‫‪ ‬األبحاث والمجالت‪ ،‬المؤتمرات والمقاالت المنشورة‪:‬‬
‫‪ .1‬أحمد‪ ،‬فايز فكري‪ ،‬إشكالية خصائص المدينة التقليدية‪ ،‬المؤتمر والمعرض الدولي األول الحفاظ‬
‫المعماري بين النظرية والتطبيق‪ ،‬دبي‪ 2002 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .2‬أمين‪ ،‬محمد‪ ،‬جدلية االبعاد االقتصادية والحفاظ العمراني بالبيئات التاريخية نحو سياسات متوازنة‪،‬‬
‫المؤتمر والمعرض الدولي األول الحفاظ المعماري بين النظرية والتطبيق‪ ،‬دبي‪2002 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .3‬الصالح‪ ،‬عماد‪ ،‬السياسات التنظيمية للتعامل مع التراث العمراني‪ ،‬سياسة اإلرتقاء في مدينة حلب‬
‫القديمة هدفا للتنمية الشاملة‪ ،‬بحث مقدم إلى ندوة التراث العمراني الوطني وسبل المحافظة عليه‪،‬‬
‫الرياض‪ ،‬السعودية‪ )6-5( ،‬تشرين األول‪ 2002 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .4‬بوخش‪ ،‬رشاد محمد‪ ،‬منهجية الحفاظ المعماري الفرضيات وأطروحات الحلول‪ ،‬دبي كحالة دراسية‪،‬‬
‫المؤتمر والمعرض الدولي األول الحفاظ المعماري بين النظرية والتطبيق‪ ،‬دبي‪2002 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .5‬توما‪ ،‬جورج‪ ،‬دور التنمية السياحية بالمراكز التاريخية في إحياء التراث المعماري‪ ،‬دراسة إعادة‬
‫التأهيل المعماري للمباني التاريخية حول قلعة حلب‪ ،‬المؤتمر العالمي األول في الحفاظ المعماري بين‬
‫النظرية والتطبيق‪ ،‬دبي‪ ،‬مارس ‪ 2002‬م‪.‬‬
‫‪ .6‬محروس‪ ،‬عصام‪ ،‬التنمية المستدامة لمراكز المدن القديمة والتراثية في ظل تحديات النمو العمراني‬
‫الحديث‪ ،‬دراسة حالة مركز مدينة أسيوط القديم‪ ،‬مقال منشور‪.‬‬
‫‪ ‬الرسائل الجامعية‪:‬‬
‫‪ .1‬أبو هنطش‪ ،‬نهى‪ ،‬نحو سياسة إعادة تأهيل المباني السكنية في مراكز المدن الفلسطينية‪ ،‬حالة‬
‫دراسية نابلس‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية‪ ،‬نابلس‪ ،‬فلسطين‪ 2002 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .2‬الحنبلي‪ ،‬مسرة‪ ،‬التخطيط واستراتيجيات إعادة إعمار وتطوير الوسط التاريخي لمدينة نابلس‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية‪ ،‬نابلس‪ ،‬فلسطين‪ 2005 ،‬م‪.‬‬
‫المراجع العربية واألجنبية‬ ‫‪117‬‬

‫‪ .3‬الربضي‪ ،‬راما إبراهيم‪ ،‬أثر الحفاظ على النسيج الحضري للمدينة التاريخية‪ ،‬حالة دراسية وسط‬
‫مدينة مادبا‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬الجامعة األردنية‪ ،‬عمان‪ 2002 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .4‬الشخشير‪ ،‬سهى‪ ،‬إحياء وتطوير حارة الحبلة‪ ،‬دراسة في الحفاظ الحضري واعادة اإلحياء للبلدة‬
‫القديمة في نابلس‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية‪ ،‬نابلس‪ ،‬فلسطين‪ 2020 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .5‬الكم‪ ،‬عبد الفتاح أحمد علي‪ ،‬تطوير وتحسين العناصر البصرية والجمالية في المنطقة المركزية‬
‫لمدينة طولكرم‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية‪ ،‬نابلس‪ ،‬فلسطين‪ 2000 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .6‬رباع‪ ،‬إسماعيل‪ ،‬تخطيط واعادة تأهيل الوسط التاريخي‪ ،‬البلدة القديمة في الظاهرية‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية‪ ،‬نابلس‪ ،‬فلسطين‪ 2002 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .7‬سويلم‪ ،‬سهير‪ ،‬استراتيجيات استدامة الشوارع التجارية التقليدية‪ ،‬حالة دراسية خان التجار في‬
‫مدينة نابلس‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية‪ ،‬نابلس‪ ،‬فلسطين‪ 2008 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .8‬قرمش‪ ،‬غسان‪ ،‬إحياء وتطوير البلدة القديمة في عنبتا‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة‬
‫النجاح الوطنية‪ ،‬نابلس‪ ،‬فلسطين‪ 2002 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .9‬مفلح‪ ،‬ناهد‪ ،‬إعادة إحياء وترميم البلدة القديمة في قرية عورتا‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪،‬‬
‫جامعة النجاح الوطنية‪ ،‬نابلس‪ ،‬فلسطين‪ 2000 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .10‬موقدي‪ ،‬عمر‪ ،‬إحياء وتطوير مركز ديراستيا التاريخي كحالة دراسية لقرى الكراسي في فلسطين‪،‬‬
‫رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية‪ ،‬نابلس‪ ،‬فلسطين‪ 2008 ،‬م‪.‬‬
‫ب‪ .‬المراجع األجنبية‬
‫‪ Books:‬‬
‫‪1. Bukhash, R., 2001, “Managing Restoration Projects in Dubai” MPhil,‬‬
‫‪Manchester University, UK.‬‬
‫‪2. Croci, G, The Conservation and Structural Restoration of Architectural‬‬
‫‪Heritage, Computational Mechanics, UK, 2000.‬‬
‫‪3. Greed, Clara, Introducing urban design interventions and response،‬‬
‫‪Edinburgh, Longman, 1998.‬‬
‫‪4. Pickard, Robert, Conservation in the Built Environment, London،‬‬
‫‪Longman, 1996.‬‬
‫‪ Websites:‬‬
‫‪1. www.arab-eng.org‬‬
‫‪2. www.arch.arch.com‬‬
‫‪3. www.wikipedia.oeg‬‬
‫الملحق‬ ‫‪118‬‬

‫الملحق‬

‫الملحق رقم (‪)1‬‬


‫الرفع والتوثيق التاريخي‬
‫مثال‪ :‬توثيق مسكن عربي تقليدي في مدينة حلب بمنطقة السفاحية‬
‫الملحق‬ ‫‪119‬‬

‫الملحق رقم (‪)1‬‬


‫توثيق مسكن عربي تقليدي في مدينة حلب بمنطقة السفاحية‬

‫‪ .1‬المسكن العربي التقليدي في مدينة حلب‪:‬‬


‫المقصود بالمسكن العربي التقليدي في مدينة حلب‪ ,‬هو المسكن ذو الفناء الداخلي المبني‬
‫ضمن األسوار القديمة لمدينة حلب القديمة‪ ,‬أو في التوسعات العمرانية المحيطة‪ ,‬والتي تنسجم وتترابط‬
‫مع النسيج العمراني التقليدي‪.‬‬
‫‪ .2‬توثيق مسكن عربي تقليدي في مدينة حلب‪:‬‬
‫تم اختيار بيت في مدينة حلب القديمة داخل األسوار وذلك في محلة السفاحية‪-‬جادة بوابة‬
‫النبي‪ ,‬وتمت دراسة البيت كوضع راهن علما بأن البيت تعرض للتبدل الوظيفي لمختلف أقسامه‬
‫وعناصره مع الوقت ألسباب اقتصادية‪.‬‬

‫شكل رقم (‪ )2‬يوضح نهاية الحارة‬ ‫شكل رقم (‪ )1‬يوضح مدخل الحارة‬
‫الموجود فيها الجامع (جامع الموازيني)‬ ‫الموجود فيه المسكن (جادة بوابة النبي)‬

‫‪ .3‬النقاط الرئيسية للدراسة التحليلية لتوثيق المسكن العربي التقليدي‪:‬‬


‫تم تحديد النقاط الرئيسية للدراسة التحليلية لتوثيق المسكن العربي التقليدي المختار في محلة‬
‫السفاحية وهي كالتالي‪:‬‬
‫‪ ‬زمن بناء البيت‪.‬‬
‫‪ ‬العوامل اإلجتماعية المؤثرة في أسس تصميم البيت‪.‬‬
‫‪ ‬مواد البناء المستخدمة‪.‬‬
‫‪ ‬العالقات الوظيفية بين أقسام البيت‪.‬‬
‫‪ ‬العوامل الجغرافية والبيئية المؤثرة في تصميم البيت‪.‬‬
‫الملحق‬ ‫‪120‬‬

‫‪ .4‬الخصائص التصميمية للمسكن المراد توثيقه في محلة السفاحية‪:‬‬


‫بدراسة تحليلية لعناصر البيت ووظيفتها‪ ,‬مع دراسة موقعها في البيت‪ ,‬وعالقة هذه العناصر مع‬
‫بعضها ومع المجتمع والبيئة واالقتصاد‪ ,‬نستنتج أهم الخصائص التصميمية لهذا المسكن وهي‪:‬‬
‫‪ ‬مدخل البيت بسيط صمم بنسب إنسانية‪ ,‬والمظهر الخارجي للبيت ال يوحي بما يمتاز به من الداخل‬
‫من الغنى والفخامة أو البساطة‪ ,‬كما أن مدخل البيت غير مفتوح بالتقابل مع أي مدخل بيت من‬
‫البيوت األخرى مما يؤمن له المزيد من الخصوصية‪.‬‬
‫‪ ‬الواجهات الخارجية مصمتة‪ ,‬ال توحي ما يمكن أن يكون عليه المسكن في الداخل من غنى أو‬
‫بساطة‪ ,‬وبالتالي فهي تعطي شعور بالمساواة لسكان الحي الواحد‪ ,‬وبذلك حقق الساكن خصوصيته‬
‫وأمانه محققا رغبته في تطبيق عاداته اإلجتماعية والدينية‪.‬‬

‫شكل رقم (‪)4‬‬ ‫شكل رقم (‪)3‬‬


‫يوضح واجهة المسكن الرئيسية‬ ‫يوضح واجهة المسكن والمباني السكنية المجاورة‬

‫‪ ‬النوافذ الخارجية تكاد تكون معدومة‪ ,‬فهي صغيرة األبعاد وقليلة العدد ومرتفعة عن منسوب الشارع‪,‬‬
‫مما يحقق للقاطنين الخصوصية واألمان واحترام اإلنسان لعاداته اإلجتماعية والدينية‪.‬‬
‫‪ ‬الفراغات المعمارية تجمعت حول ساحة مركزية (الفناء الداخلي)‪.‬‬
‫‪ ‬تأمين الخصوصية من خالل الساحة الداخلية واالنفتاح للداخل‪.‬‬
‫‪ ‬وجود الفناء الداخلي داخل المسكن أعطى الخصوصية للساكنين مما أدى لتكامل التخطيط العمراني‬
‫للحي وحاجات المجتمع وعاداته‪ ,‬باإلضافة أن الفناء الداخلي كان له دور هام بإعطاء الجو‬
‫المعتدل وبالتالي التوفير باستهالك الطاقة‪.‬‬
‫‪ ‬تأمين الظالل والحماية من الشمس من خالل الجدران المحيطة بالفناء‪.‬‬
‫‪ ‬اشترك المسكن مع المساكن المجاورة باضالعه مما قلل من السطح الخارجي المعرض للظروف‬
‫الجوية‪ ,‬وتأمين مزيد من الحماية من تقلبات الطقس الخارجية‪.‬‬
‫‪ ‬الفصل الوظيفي بين أقسام البيت‪ ,‬قسم الخدمة والمخزن‪ ,‬وقسم المعيشة‪.‬‬
‫‪ ‬استخدام األسطح في األيام الحارة حيث تحاط بجدران عالية لتأمين الخصوصية‪.‬‬
‫الملحق‬ ‫‪121‬‬

‫‪ ‬استخدام مواد البناء المحلية المتوفرة‪.‬‬


‫‪ .4‬التوثيق التاريخي للمسكن المدروس‪:‬‬
‫ال يوجد وثائق تدل على تاريخ بناء المسكن ويحتاج األمر لتحديد عمر المسكن إلى خبراء‬
‫متخصصين في هذا المجال‪ ,‬وتعود ملكيته الحالية إلى السيد فاروق أحمد جوهر اعتبا ار من عام ‪1981‬‬
‫ميالدي‪ ,‬وقبله تعود الملكية إلى السيد أحمد أدلبي ومن قبله إلى السيد سعيد أدلبي‪.‬‬
‫أ‪ -‬تحليل المسقط األفقي للمسكن المدروس‪:‬‬
‫المسقط األفقي بسيط ويحتوي على فناء داخلي وتتجمع الغرف والخدمات حول الفناء الداخلي‬
‫من جهتين وهما الجهة الجنوبية والجهة الشمالية‪ ,‬تتوزع الغرف والخدمات على عدة مستويات‪ ,‬ففي‬
‫الجهة الجنوبية يوجد مستويان‪ ,‬أما في الجهة الشمالية يوجد مستويان وقبو‪.‬‬
‫‪ ‬المسقط األفقي للطابق األرضي‪:‬‬
‫يحتوي الطابق األرضي على المدخل الرئيسي للمسكن‪ ,‬باإلضافة إلى المطبخ وغرفة الضيوف‬
‫وغرفة معيشة وغرفة نوم باإلضافة إلى الخدمات (حمام‪ ,‬دورة مياه)‪.‬‬

‫شكل رقم (‪ )5‬يوضح المسقط األفقي للطابق األرضي‬


‫الملحق‬ ‫‪122‬‬

‫ويوضح الجدول رقم (‪ )1‬الغرف الموجودة في الطابق األرضي‪.‬‬


‫الطابق األرضي‬
‫المدخل الرئيسي‬
‫يقع المدخل الرئيسي في الجهة الجنوبية من المسكن‪,‬‬
‫أبعاده (الطول ‪ 39.3‬م ‪ -‬العرض ‪ 59.1‬م)‪ ,‬الباب‬
‫الرئيسي يقع في وسط الواجهة تقريبا ويعلوه قوس‪,‬‬
‫الموقع‬
‫الباب مصنوع من مادة الحديد المشغول‪ ,‬ويفتح مباشرة‬
‫إلى الداخل على ممر يؤدي إلى الفناء الداخلي ويرتبط‬
‫مباشرة بالمطبخ وغرفة الضيوف‪.‬‬

‫بالط موزاييك حديث بحصة خشنة ‪ ,‬أبعاد (‪ )25 X 25‬سم‪.‬‬ ‫األرضيات‬


‫ال يوجد‪.‬‬ ‫الوزرة‬
‫زريقة أسمنتية ‪ +‬دهان زياتي‪.‬‬ ‫الجدران‬
‫سقف خشبي تقليدي قديم بإرتفاع (‪ )280‬سم‪.‬‬ ‫السقف‬
‫التأسيسات‬
‫ظاهرة‪.‬‬
‫الكهربائية‬
‫جدران حجرية حاملة‪.‬‬ ‫اإلنشاء‬
‫غرفة الضيوف‬
‫تقع غرفة الضيوف في القسم الجنوبي من المسكن‬
‫وترتبط مباشرة مع المدخل الرئيسي ‪ ,‬أبعادها ( الطول‬
‫‪ 393‬متر ‪ -‬العرض ‪ 6922‬متر)‪ ,‬وتم فتح باب‬
‫خارجي للغرفة بإتجاه الشارع أبعاده موضحة في‬
‫التفصيلة ومصنوع من مادة الحديد المشغول‪ .‬ويوجد‬
‫أيضا فتحة صغيرة علوية بإتجاه الشارع بأبعاد ( ‪1.‬‬ ‫الموقع‬
‫‪ ) 0.x‬سم‪ .‬أما الباب الداخلي للغرفة والمرتبط‬
‫بالمدخل الرئيسي وهو مصنوع من مادة األلمنيوم ويفتح‬
‫بإتجاه المدخل الرئيسي ‪ ,‬تحتوي الغرفة على عدد من‬
‫النيشات والخزن الجدارية‪ ,‬ويرتفع منسوب أرضية‬
‫الغرفة عن منسوب المدخل الرئيسي بمقدار ‪6.‬سم‪.‬‬
‫بالط موزاييك حديث بحصة خشنة ‪ ,‬أبعاد (‪ )30 X 30‬سم‪.‬‬ ‫األرضيات‬
‫رخام بإرتفاع ‪ 5.‬سم‪.‬‬ ‫الوزرة‬
‫زريقة أسمنتية ‪ +‬دهان زياتي‪.‬‬ ‫الجدران‬
‫سقف خشبي تقليدي قديم بإرتفاع (‪ )68.‬سم‪ ,‬وقد تم تغطيته بطبقة من الخشب المعاكس مع دهان زياتي وذلك‬
‫السقف‬
‫لتالفي سقوط الرمل من طبقات الردم الموجودة فوق الخشب‪ .‬بسبب مشاكل فنية في السقف الخشبي‪.‬‬
‫التأسيسات‬
‫ظاهرة‪.‬‬
‫الكهربائية‬
‫جدران حجرية حاملة بسماكات تصل حتى ‪ 51‬سم‪.‬‬
‫اإلنشاء‬
‫الملحق‬ ‫‪123‬‬

‫المطبخ‬
‫يقع المطبخ في القسم الجنوبي من المسكن وهو‬
‫مستطيل الشكل‪ ,‬أبعاده (الطول ‪ 3961‬م ‪ -‬العرض‬
‫‪ 6915‬م)‪ ,‬وتم اقتطاع جزء منه بدورة المياه‪ ,‬والمطبخ‬
‫على عالقة مباشرة مع المدخل الرئيسي والفناء‬ ‫الموقع‬
‫الداخلي‪ ,‬وترتفع أرضيته عن منسوب المدخل الرئيسي‬
‫بمقدار ‪ 5.‬سم‪ ,‬ويوجد فتحة صغيرة بإتجاه الشارع‬
‫بأبعاد ( ‪)5. X 5.‬سم‪.‬‬
‫بالط موزاييك حديث بحصة خشنة ‪ ,‬أبعاد ( ‪ )6. X6.‬سم‪.‬‬ ‫األرضيات‬
‫رخام بإرتفاع ‪ 5.‬سم‪.‬‬ ‫الوزرة‬
‫زريقة أسمنتية ‪ +‬دهان زياتي لون أبيض باستثناء واجهة المجلى‪ ,‬يوجد سيراميك جدران حديث حتى ارتفاع‬
‫الجدران‬
‫‪5.6‬سم‪.‬‬
‫سقف خشبي تقليدي قديم بإرتفاع (‪ )68.‬سم‪.‬‬ ‫السقف‬
‫التأسيسات‬
‫ظاهرة‪.‬‬
‫الكهربائية‬
‫جدران حجرية حاملة بسماكات تصل حتى ‪ 51‬سم‪.‬‬ ‫اإلنشاء‬
‫دورة المياه‬

‫دورة المياه مقتطعة من مساحة المطبخ بأبعاد ( الطول‬


‫‪ 5‬م ‪ -‬العرض ‪ .9.6‬م ) من مساحة المطبخ وجدران‬
‫بإرتفاع ‪ 6‬م ‪ ,‬ويمكن الدخول إلى دورة المياه مباشرة‬ ‫الموقع‬
‫من الفناء الداخلي عبر باب خشبي يفتح للخارج أو من‬
‫داخل المطبخ عبر باب خشبي صغير يفتح للخارج‪.‬‬

‫بالط موزاييك حديث بحصة خشنة ‪ ,‬أبعاد (‪ )20 x 20‬سم‪.‬‬ ‫األرضيات‬


‫ال يوجد‪.‬‬ ‫الوزرة‬
‫سيراميك جدران حديث حتى ارتفاع (‪ )5.6‬سم وباقي االرتفاع زريقة أسمنتية ‪ +‬دهان زياتي‪.‬‬ ‫الجدران‬
‫سقف خشبي تقليدي قديم بإرتفاع (‪ )68.‬سم‪.‬‬ ‫السقف‬
‫التأسيسات‬
‫ظاهرة‪.‬‬
‫الصحية‬
‫التأسيسات‬
‫ظاهرة‪.‬‬
‫الكهربائية‬
‫جدران حجرية حاملة بسماكات تصل حتى ‪ 51‬سم‪.‬‬ ‫اإلنشاء‬
‫الحمام‬
‫تقع الحمام في القسم الجنوبي من المسكن ‪ ,‬وهي‬
‫إضافة على المسكن ومختلفة عنه كليا من حيث مواد‬
‫البناء واإلنشاء ‪ ,‬مسقط الحمام أقرب إلى المربع بأبعاد‬ ‫الموقع‬
‫(الطول ‪ 6915‬م ‪ -‬العرض ‪ 695.‬م)‪ ,‬ويرتبط مباشرة‬
‫مع الفناء الداخلي عبر باب أكورديون بالستيكي ‪ ,‬وان‬
‫الملحق‬ ‫‪124‬‬

‫إضافة الحمام في موقعه والمواد المستخدمة في إنشائه‬


‫أدى إلى تشويه بصري ( مشكلة ) في الواجهة المطلة‬
‫على الفناء الداخلي ‪ ,‬كما أنه قطع الصلة بين غرفة‬
‫الضيوف (‪ )6‬مع الفناء الداخلي بحيث أنه لم يعد‬
‫باإلمكان تأمين اإلنارة والتهوية في هذه الغرفة عن‬
‫طريق الفناء الداخلي ‪ ,‬وتم االستعاضة عنها بالباب‬
‫الخارجي الذي تم فتحه لهذا الغرض‪.‬‬
‫سيراميك أرضيات حديث‪ ,‬أبعاد (‪ )56X56‬سم‪.‬‬ ‫األرضيات‬
‫ال يوجد‪.‬‬ ‫الوزرة‬
‫سيراميك جدران حديث لون بيج ( غامق‪ ,‬كاشف )‪.‬‬ ‫الجدران‬
‫زريقة أسمنتية ‪ +‬دهان زياتي‪.‬‬ ‫السقف‬
‫التأسيسات‬
‫مخفية‪.‬‬
‫الكهربائية‬
‫التأسيسات‬
‫مخفية‪.‬‬
‫الصحية‬
‫الجدران قرميد بسماكة ‪ 51‬سم‪ ,‬السقف بيتوني‪.‬‬ ‫اإلنشاء‬
‫كرسي تواليت‪ ,‬دوش‪ ,‬مغسلة‪ ,‬قازان‪.‬‬ ‫التجهيزات‬
‫غرفة النوم‬
‫تقع في القسم الشمالي من المسكن ‪ ,‬ويتم الوصول‬
‫إليها مباشرة من الفناء الداخلي عبر خمس درجات‬
‫تؤدي إلى باب خشبي موضح في التفصيلة‪ ,‬وهي‬
‫غرفة مستطيلة الشكل تقريبا بأبعاد (الطول ‪ 393‬م ‪-‬‬
‫العرض ‪ 6951‬م)‪ ,‬وضمن الغرفة عتبة منسوبها أعلى‬
‫من الفناء الداخلي بمقدار متر‪ ,‬وترتفع أرضية الغرفة‬ ‫الموقع‬
‫عن منسوب العتبة بمقدار ‪ 66‬سم ‪ ,‬تحتوي الغرفة‬
‫على عدد من الخزن الجدارية حسب التفاصيل المرفقة‪,‬‬
‫أما العالقة مع الخارج فتتم عبر نافذة موجودة في‬
‫الواجهة الجنوبية وباب خشبي من أجل الدخول إلى‬
‫الغرفة من نفس الواجهة‪.‬‬
‫بالط صبة أسمنتية ملونة حسب التفصيلة ‪ ,‬أبعاد (‪ ) 20 x 20‬سم‪.‬‬ ‫األرضيات‬
‫بالط من نفس النوع‪.‬‬ ‫الوزرة‬
‫زريقة أسمنتية ‪ +‬دهان زياتي‪.‬‬ ‫الجدران‬
‫زريقة أسمنتية ‪ +‬دهان زياتي (مجدد حديثا بموجب رخصة ترميم)‪.‬‬ ‫السقف‬
‫التأسيسات‬
‫ظاهرة‪.‬‬
‫الكهربائية‬
‫جدران حجرية حاملة بسماكات تصل حتى ‪ 51‬سم‪ ,‬السقف بيتوني حديث‪ ,‬حيث تم االستعاضة عن السقف‬
‫الخشبي التقليدي لسوء حالته بموجب رخصة ترميم‪.‬‬
‫اإلنشاء‬
‫الملحق‬ ‫‪125‬‬

‫غرفة المعيشة‬
‫تقع غرفة المعيشة في القسم الشمالي من المسكن ‪,‬‬
‫ويتم الوصول إليها مباشرة من الفناء الداخلي عبر درج‬
‫يؤدي إلى عتبة ترتفع عن منسوب الفناء الداخلي‬
‫بمقدار ‪ 5‬م ‪ ,‬وترتفع أرضية الغرفة عن منسوب العتبة‬
‫بمقدار ‪ 35‬سم بواسطة درجتين مختلفتي االرتفاع ‪,‬‬
‫الموقع‬
‫للغرفة باب خشبي ويقع في الواجهة الجنوبية المطلة‬
‫على الفناء الداخلي باإلضافة إلى نافذتين خشبيتين في‬
‫نفس الواجهة ‪ ,‬الغرفة مستطيلة الشكل بأبعاد ( الطول‬
‫‪ 5962‬م ‪ -‬العرض ‪ 3931‬م )‪ ,‬وتحتوي على عدد من‬
‫الخزن الجدارية‪.‬‬
‫‪ -‬األرضيات ‪ :‬حجر أصفر بالنسبة للعتبة والدرجات ‪ ,‬ويعتقد بأن أرضية الغرفة كانت على منسوب الدرجة‬
‫األولى وترتفع بمقدار ‪ 62‬سم عم منسوب العتبة وهي من الحجر أيضا‪ ,‬وقد تم تغطية أرضية الغرفة ببالط‬ ‫األرضيات‬
‫حديث شحف بأبعاد (‪ )5.X5.‬سم‪ ,‬حيث ارتفع منسوب أرضية الغرفة بمقدار ‪ .‬سم عن منسوبها األصلي‪.‬‬
‫سيراميك أسود بارتفاع ‪5.‬سم‪.‬‬ ‫الوزرة‬
‫زريقة أسمنتية ‪ +‬دهان زياتي‪.‬‬ ‫الجدران‬
‫زريقة أسمنتية ‪ +‬دهان زياتي (مجدد حديثا بموجب رخصة ترميم)‪.‬‬ ‫السقف‬
‫التأسيسات‬
‫ظاهرة‪.‬‬
‫الكهربائية‬
‫جدران حجرية حاملة بسماكات تصل حتى ‪ 51‬سم‪ ,‬السقف بيتوني حديث‪ ,‬حيث تم االستعاضة عن السقف‬
‫اإلنشاء‬
‫الخشبي التقليدي لسوء حالته بموجب رخصة ترميم‪.‬‬
‫الفناء الداخلي‬
‫يقع الفناء الداخلي في منتصف المسكن وتتوزع الغرف‬
‫حوله من الجهتين ( الشمالية ‪ -‬الجنوبية ) ‪ ,‬شكله‬
‫مستطيل تقريبا بأبعاد ( الطول ‪ 8921‬م ‪ -‬العرض‬
‫‪ 09.8‬م )‪ ,‬ال يحتوي الفناء الداخلي على مسطح‬ ‫الموقع‬
‫مائي‪ ,‬أما بالنسبة للنباتات فيوجد حوض صغير‬
‫للنباتات بأبعاد ( الطول ‪ 6‬م ‪ -‬العرض ‪ 5‬م )‪ ,‬يحتوي‬
‫على شجرتين للبرتقال‪.‬‬
‫بالط موزاييك حديث بحصة خشنة ‪ ,‬أبعاد (‪ )6.X6.‬سم‪.‬‬ ‫األرضيات‬
‫يتم الوصول إلى الطابق األول عبر درجين موجودين في الجهة الغربية من الفناء الداخلي‪ ,‬كما يتم الوصول إلى‬
‫األدراج‬
‫القبو عن طريق درجين على طرفي الفناء الداخلي‪.‬‬
‫الملحق‬ ‫‪126‬‬

‫‪ ‬المسقط األفقي للطابق األ ول‪:‬‬


‫يتم الوصول إلى الطابق األول عبر درجين يؤديان إلى غرفتين للنوم إحداهما موجودة في القسم‬
‫الجنوبي من المسكن والثانية موجودة في القسم الشمالي من المسكن‪.‬‬

‫شكل رقم (‪ )6‬يوضح المسقط األفقي للطابق األول‬


‫الملحق‬ ‫‪127‬‬

‫ويوضح الجدول رقم (‪ )2‬الغرف الموجودة في الطابق األول‪.‬‬


‫الطابق األول‬
‫غرفة نوم‬
‫تقع في القسم الجنوبي من المسكن‪ ,‬ويتم الوصول إليها‬
‫عبر درج من الفناء الداخلي‪ ,‬وترتفع بمقدار ‪ 3935‬م‬
‫من منسوب الفناء الداخلي‪ ,‬شكلها مستطيل بأبعاد‬
‫(الطول ‪ 2905‬م ‪ -‬العرض ‪ 3951‬م)‪ ,‬تحتوي على‬
‫الموقع‬
‫خزانة جدارية باإلضافة إلى ‪ 3‬نوافذ مطلة على الشارع‬
‫الخارجي‪ ,‬ويوجد نافذتين تطالن على الفناء الداخلي‬
‫من الجهة الشمالية‪ ,‬تم إلحاق حمام بهذه الغرفة على‬
‫عالقة مباشرة معها‪.‬‬
‫بالط شحف‪ ,‬أبعاد (‪ )3.X3.‬سم‪.‬‬ ‫األرضيات‬
‫نفس نوع البالط بارتفاع ‪ 5.‬سم‪.‬‬ ‫الوزرة‬
‫زريقة أسمنتية ‪ +‬دهان زياتي‪.‬‬ ‫الجدران‬
‫زريقة أسمنتية ‪ +‬دهان زياتي‪.‬‬ ‫السقف‬
‫التأسيسات‬
‫ظاهرة‪.‬‬
‫الكهربائية‬
‫جدران حجرية حاملة بسماكات تصل حتى ‪ 51‬سم‪ ,‬السقف بيتوني حديث‪ ,‬حيث تم االستعاضة عن السقف‬
‫اإلنشاء‬
‫الخشبي التقليدي لسوء حالته بموجب رخصة ترميم‪.‬‬
‫غرفة نوم‬
‫تقع في القسم الشمالي من المسكن‪ ,‬ويعود تاريخ‬
‫إنشاؤها إلى عام ‪ ,6..6‬شكلها مستطيل بأبعاد (‬
‫الطول ‪ 096‬م ‪ -‬العرض ‪ 595‬م)‪ ,‬يتم الوصول إليها‬
‫عبر درج من الفناء الداخلي‪ ,‬ويرتفع منسوب أرضيتها‬ ‫الموقع‬
‫بمقدار ‪ 5926‬م عن منسوب أرضية الفناء الداخلي‪,‬‬
‫ويوجد في الغرفة نافذتين تطالن على الفناء الداخلي‬
‫موجودتان في الواجهة الجنوبية للغرفة‪.‬‬
‫‪ -‬األرضيات ‪ :‬بالط موزاييك بحصة خشنة ‪ ,‬أبعاد (‪ )3.X3.‬سم‪.‬‬ ‫األرضيات‬
‫نفس نوع البالط بارتفاع ‪ 5.‬سم‪.‬‬ ‫الوزرة‬
‫زريقة أسمنتية ‪ +‬دهان زياتي‪.‬‬ ‫الجدران‬
‫زريقة أسمنتية ‪ +‬دهان زياتي‪.‬‬ ‫السقف‬
‫التأسيسات‬
‫مخفية‪.‬‬
‫الكهربائية‬
‫جدران حجرية حاملة بسماكات تصل حتى ‪ 6.‬سم‪ ,‬والسقف بيتون مسلح‪.‬‬ ‫اإلنشاء‬
‫الحمام‬
‫الملحق‬ ‫‪128‬‬

‫تقع في القسم الجنوبي من المسكن ‪ ,‬شكلها‬


‫مستطيل بأبعاد ( الطول ‪ 5.2‬م ‪ -‬العرض ‪5..2‬‬
‫م)‪ ,‬وهي حمام ملحق بغرفة النوم (‪ )9‬وعلى‬ ‫الموقع‬
‫عالقة مباشرة معها‪ ,‬وينخفض منسوب أرضية‬
‫الحمام ‪ 51‬سم عن منسوب أرضية الغرفة‪.‬‬

‫سيراميك أرضيات حديث ‪ ,‬أبعاد (‪ ).1X.1‬سم‪.‬‬ ‫األرضيات‬


‫ال يوجد‪.‬‬ ‫الوزرة‬
‫سيراميك جدران وطني‪.‬‬ ‫الجدران‬
‫زريقة أسمنتية ‪ +‬دهان زياتي‪.‬‬ ‫السقف‬
‫التأسيسات‬
‫مخفية‪.‬‬
‫الكهربائية‬
‫التأسيسات‬
‫مخفية‪.‬‬
‫الصحية‬
‫جدران حجرية حاملة بسماكات تصل حتى ‪ 51‬سم‪ ,‬والسقف بيتون مسلح‪.‬‬ ‫اإلنشاء‬
‫كرسي تواليت‪ ,‬دوش‪ ,‬مغسلة‪ ,‬قازان‪.‬‬ ‫التجهيزات‬
‫‪ ‬المسقط األفقي لطابق القبو‪:‬‬
‫ويحتوي على غرفتين ويتم الوصول إليهما مباشرة من الفناء الداخلي عبر درجين منفصلين‪,‬‬
‫وينخفض منسوب الفناء الداخلي بمقدار ‪ 1.25‬متر‪.‬‬

‫شكل رقم (‪ )7‬يوضح المسقط األفقي لطابق القبو‬


‫الملحق‬ ‫‪129‬‬

‫ويوضح الجدول رقم (‪ )3‬الغرف الموجودة في طابق القبو‪.‬‬


‫طابق القبو‬
‫غرفة (‪)1‬‬
‫وهي عبارة عن غرفة موجودة في منسوب القبو ‪ ,‬تقع في القسم الشمالي من المسكن ‪ ,‬يتم الوصول إليها عبر‬
‫درج حجري مؤلف من ‪ 2‬درجات ‪ ,‬ويتم الوصول مباشرة إلى عتبة ينخفض منسوبها عن منسوب الفناء بمقدار‬
‫‪ 5961‬متر‪ ,‬أما أبعاد العتبة ( الطول ‪ 593‬م ‪ -‬العرض ‪ 595.‬م)‪ ,‬أما منسوب أرضية الغرفة فيرتفع بمقدار ‪ 8‬سم‬ ‫الموقع‬
‫عن منسوب العتبة ‪ ,‬أبعاد الغرفة ( الطول ‪ 5962‬م ‪ -‬العرض ‪ 3931‬م)‪ ,‬تحتوي الغرفة على خزائن جدارية‬
‫ونافذة علوية مطلة على الفناء الداخلي‪.‬‬
‫حجرية بالنسبة للعتبة‪ ,‬أما أرضية الغرفة فهي بالط موزاييك بحصة خشنة بأبعاد (‪ )20 x 20‬سم‪.‬‬ ‫األرضيات‬
‫ال يوجد‪.‬‬ ‫الوزرة‬
‫زريقة أسمنتية ‪ +‬دهان زياتي ‪.‬‬ ‫الجدران‬
‫زريقة أسمنتية ‪ +‬دهان زياتي‪.‬‬ ‫السقف‬
‫التأسيسات‬
‫ظاهرة‪.‬‬
‫الكهربائية‬
‫جدران حجرية حاملة بسماكات تصل حتى ‪ 45‬سم‪ ,‬والسقف حجري تقليدي على شكل قبوات متقاطعة‪.‬‬ ‫اإلنشاء‬

‫المسقط‬

‫غرفة (‪)2‬‬
‫وهي عبارة عن غرفة موجودة في منسوب القبو‪ ,‬تقع في القسم الشمالي من المسكن‪ ,‬يتم الوصول إليها عبر درج‬
‫حجري مؤلف من ‪ 5‬درجات‪ ,‬أبعاد الغرفة (الطول ‪ 393.‬م ‪ -‬العرض الوسطي ‪ 6951‬م)‪ ,‬ال تحتوي الغرفة على‬ ‫الموقع‬
‫أي نافذة‪.‬‬
‫األرضية صبة أسمنتية مصقولة‪.‬‬ ‫األرضيات‬
‫ال يوجد‪.‬‬ ‫الوزرة‬
‫زريقة أسمنتية ‪ +‬دهان زياتي‪.‬‬ ‫الجدران‬
‫زريقة أسمنتية ‪ +‬دهان زياتي‪.‬‬ ‫السقف‬
‫التأسيسات‬
‫ظاهرة‪.‬‬
‫الكهربائية‬
‫جدران حجرية حاملة بسماكات تصل حتى ‪ 51‬سم‪ ,‬والسقف حجري تقليدي على شكل قبوات متقاطعة‪.‬‬ ‫اإلنشاء‬

‫المسقط‬
‫الملحق‬ ‫‪130‬‬

‫‪ .6‬تحليل الواجهات للمسكن المدروس‪:‬‬


‫أ‪ -‬الواجهة الخارجية للمسكن‪:‬‬
‫الواجهة الخارجية بسيطة وال تحتوي على أي عناصر زخرفية‪ ,‬باستثناء كورنيش بسيط فوق‬
‫منسوب المدخل الرئيسي‪ ,‬الواجهة مبنية من الحجر اللبن باستثناء باب المدخل الرئيسي حيث تم بناؤه‬
‫من الحجر النحيت بارتفاع ‪ 3‬متر ويعلوه كورنيش بسيط بارتفاع ‪ 31‬متر‪ ,‬ويوجد نوافذ في الواجهة‬
‫الرئيسية في منسوب الطابق األرضي من الجهة الغربية ونافذة صغيرة للمطبخ من الجهة الجنوبية‪ .‬أما‬
‫في مستوى الطابق األول فيوجد نافذتين علويتين في الجهة الجنوبية ونافذة علوية في الجهة الغربية‪,‬‬
‫باإلضافة إلى باب المدخل الرئيسي تم إضافة باب لغرفة الضيوف باتجاه الشارع بإرتفاع أعلى من‬
‫إرتفاع باب المدخل الرئيسي‪.‬‬
‫ب‪ -‬الواجهة الداخلية للمسكن‪:‬‬
‫‪ ‬الواجهة الشمالية‪ :‬وهي واجهة بسيطة وتحتوي على فتحات (نوافذ وأبواب) يعلوها أقواس‪ ,‬وال‬
‫تحتوي الواجهة على زخارف أو كورنيشات‪ ,‬مبنية من الحجر النحيت‪ ,‬أما القسم الخاص بالحمامات‬
‫والذي يظهر في الواجهة فتم بناؤه من القرميد باإلضافة إلى زريقة أسمنتية بيضاء‪.‬‬
‫‪ ‬الواجهة الجنوبية‪ :‬وهي واجهة بسيطة وتحتوي على فتحات (نوافذ وأبواب) يعلوها أقواس وذلك في‬
‫الطابق األرضي‪ ,‬مبنية من الحجر النحيت‪ ,‬أما الطابق األول المبني حديثا فيظهر خط الفصل‬
‫واضحا في الواجهة بين اإلنشاء القديم والحديث‪ ,‬ويوجد نافذتين في مستوى الطابق األول وهي غير‬
‫متناسبة مع النوافذ الموجودة في الطوابق السفلية‪.‬‬

‫شكل رقم (‪ )8‬يوضح الواجهة الشمالية الخارجية‬


‫الملحق‬ ‫‪131‬‬

‫شكل رقم (‪ )9‬يوضح الواجهة الشمالية الداخلية‬

‫شكل رقم (‪ )10‬يوضح الواجهة الجنوبية الداخلية‬


‫الملحق‬ ‫‪132‬‬

‫‪ .6‬المشاكل المتعلقة بالمسكن المدروس‪:‬‬


‫‪ ‬صعوبة وصول السيارات إلى مسافة قريبة من المسكن‪.‬‬
‫‪ ‬يوجد مشاكل متعلقة بالنظافة في الشوارع المحيطة بالحي‪.‬‬
‫‪ ‬الواجهة الرئيسية للمسكن تحتوي على بواري ظاهرة للمداخن وتسبب تشويها بصريا‪.‬‬
‫‪ ‬هناك تنافس بين باب المدخل الرئيسي والباب الذي تم فتحه حديثا بحيث أنه ال يمكن تحديد الباب‬
‫الرئيسي إال من خالل تمييزه بالقوس والواجهة الحجرية‪ ,‬وباإلضافة إلى الكورنيش الذي يعلوه‪.‬‬
‫‪ ‬كتلة الحمامات الموجودة في القسم الجنوبي من المسكن تسبب مشكلة تشويه بصري وذلك إلختالف‬
‫مادة البناء واإلكساء الخارجي‪ ,‬كما أنها منعت اإلنارة والتهوية والعالقة مع الفناء الداخلي لغرفة‬
‫الضيوف‪.‬‬
‫‪ ‬ال يوجد تناسق في وضعية الفتحات الموجودة في مستوى الطابق األول من الواجهة الجنوبية من‬
‫حيث أماكن وجودها ومساحتها وشكلها بحيث أدت إلى تشويه الواجهة الجنوبية‪ ,‬كما أن مادة الحجر‬
‫المستخدمة في بناء الطابق األول للواجهة الجنوبية غير مالئمة للواجهة القديمة من حيث اللون‬
‫وارتفاع المداميك ويالحظ خط الفصل واضحا بين القسم القديم والقسم الحديث من الواجهة‪.‬‬
‫‪ ‬مشاكل فنية متعلقة بالتأسيسات الصحية الظاهرة (تشويه بصري) كما ينطبق نفس األمر على‬
‫التأسيسات الكهربائية الظاهرة‪.‬‬
‫‪ ‬الدرجان المؤديان إلى الطابق العلوي ال تنطبق عليهما شروط تصميم األدراج من حيث االرتفاع‬
‫وعدد الدرجات في الردة الواحدة‪ ,‬إذ يبلغ ارتفاع الدرجة ‪ 22‬سم‪ ,‬وهو درج غير مريح‪.‬‬
‫‪ ‬المسكن من الناحية اإلنشائية وضعه جيد‪ ,‬ولم يتم لحظ أي تشققات في الجدران أو األسقف يمكن‬
‫أن تسبب مشاكل فنية للمسكن‪.‬‬
‫‪ ‬مشاكل متعلقة بطريقة الحياة واستخدامات مختلفة للوظائف الموجودة في المسكن‪ ,‬حيث يتطلب‬
‫األمر اإلنتقال من فراغ إلى فراغ والمرور بالفناء الداخلي‪ ,‬حيث تبرز المشكلة خصوصا في فصل‬
‫الشتاء‪.‬‬
‫الملحق‬ ‫‪133‬‬

‫ويوضح الجدول رقم (‪ )4‬المشاكل المتعلقة بالمسكن المدروس‪:‬‬


‫المشاكل المتعلقة بالمسكن المدروس‬
‫الصورة‬ ‫المشكلة‬ ‫الرقم‬

‫صعوبة وصول السيارات إلى مسافة قريبة من المسكن‬ ‫‪1‬‬

‫مشاكل متعلقة بالنظافة في الشوارع المحيطة بالحي‬ ‫‪2‬‬

‫الواجهة الرئيسية للمسكن تحتوي على بواري ظاهرة‬


‫‪3‬‬
‫للمداخن وتسبب تشويها بصريا‬

‫تنافس بين باب المدخل الرئيسي والباب الذي تم فتحه‬


‫‪4‬‬
‫حديثا‬

‫كتلة الحمامات الموجودة في القسم الجنوبي من المسكن‬


‫‪5‬‬
‫تسبب مشكلة تشويه بصري وذلك إلختالف مادة البناء‬
‫الملحق‬ ‫‪134‬‬

‫خط الفصل واضح بين القسم القديم والقسم الحديث من‬


‫‪6‬‬
‫الواجهة‬

‫التأسيسات الكهربائية الظاهرة‬ ‫‪7‬‬

‫الدرجان المؤديان إلى الطابق العلوي ال تنطبق عليهما‬


‫‪8‬‬
‫شروط تصميم األدراج من حيث االرتفاع‬
Aleppo University
Faculty of Architecture
Graduate Studies

Urban Development Requirements of Historic


Quarters to Achieve Sustainable Development
)A case Study: Saffaheiye Quarter – Old City of Aleppo)

Thesis submitted for Master Degree in Architecture

Submitted by
Eng. Rana Jawhar

Director Supervisors Assosiate


Dr. Sakhar Olabi Dr. Safwat Ibrahim Bacha

2016
Testimony

We witness that the described work in this treatise is the result of


scientific search conducted by the candidate Eng. Rana Jawhar, under the
supervision of Doctor Dr. Sakhar Olabi, professor at the department of
environment and urban planning, Faculty of architectural engineering,
University of Aleppo.
Any other references mentioned in this work are documented in the text
of the treatise.

Candidate
Eng. Rana Jawhar

Director Supervisors Assosiate


Dr. Sakhar Olabi Dr. Safwat Ibrahim Bacha
Declaration

I hereby certify this work has not been accepted for any degree or it is not
submitted to any other degree.

Candidate
Eng. Rana Jawhar
Abstract

Syria contains many historic cities, These historic cities are in great
danger of deterioration by neglect, misuse. Such situation emphasizes the
importance of preservation of these historical sites.
This thesis tries to present a proposal for a strategic plan for the
revitalization and development of Al-Saffaheiye Quarter, as a sample of
the quarters of the Old City of Aleppo. This is achieved through the study
of the morphology of the urban fabric of Al-Saffaheiye Quarter and its
urban and architectural components, besides of the study of the social and
economical situation for the inhabitants.
This thesis basically depends on the descriptive and analytical approach,
using some tools of scientific research such as: questionnaire, field study,
personal interviews with the local inhabitants and specialists in the
Municipality of Aleppo.
The study pointed that Al- Saffaheiye Quarter contains a lot of urban and
architectural elements of significant cultural value, which need clear
conservation strategy.
Also the study pointed to the lack of inhabitants’ awareness of the
importance of these valuable elements and the necessity of saving them.
The study recommended the need to put a clear strategy for the
conservation and development of Al-Saffaheiye Quarter, in addition to
the importance of improving the social and economical situation of the
inhabitants.
Finally the study recommended the need of coordinating and cooperation
between the different authorities, institutions or any relative entities such
as the Municipality of Aleppo, Aleppo University and the Ministry of
Tourism in any work or plan concerning Al-Saffaheiye Quarter in
particular and the Old City of Aleppo in general, side by side with the
public participation of the local inhabitants in such projects.

You might also like