You are on page 1of 17

‫حسن فتحي‬

‫بحث مقدم ل‪:‬‬


‫د‪ .‬حسن القاضي‬
‫لمادة تصميم معماري متقدم‬

‫تقديم‪:‬‬
‫م‪ .‬وفاء قادري‬

‫‪1‬‬
‫تعريف‬
‫هو المعماري المصري العالمي حسن فتحي كان من عائلة ثرية مواليد‬
‫االسكندرية ‪ 1900‬توفي ‪ 1989‬اشتهر بطرازه المعماري الفريد البيئي‬
‫االقتصادي درس الهندسة في جامعة القاهرة سمي بمعماري الفقراء حصل‬
‫على العديد من الجوائز العالمية اغاخان وبلزان وغيرها العديد من ابرز اعمالة‬
‫قرية القرنة وجامعة االزهر ودار السالم هو من رواد االبتكار بالمواد(ااستخدام‬
‫الطوب اللبن المخلوط من الطين وألياف النباتات والمجفف)‬
‫واسلوب االنشاء والتصاميم الصديقة للبيئة‬
‫استمد اسلوبه من مباني النوبة والفراعنه والرومان واالنماط العثمانية‬
‫والفاطمية والطولونية صمم العديد من المباني في انحاء العالم ولم يقتصر‬
‫على البناء للفقراء بل سارع االغنياء ايضا باقتناء احد تصاميمه وبنائها والتباهي‬
‫والفخر بها تضمت مبانيه عدة وظائف وحرص على تدريب الشباب على البناء‬
‫باسلوبه وصنع مواد البناء من البيئة المحلية اهتم بالحرفيين في كل منطقة‬
‫والثقافة الخاصة بالشعوب كتب عدة كتب ترجمت معظمها لعدة لغات واصبحت‬
‫تدرس في الجامعات اشهرها كتاب عمارة الفقراء عمل كمحاضر في عدة‬
‫كليات وساهم ذلك بزيادة الوعي البيئي واالقتصادي في البناء المحلي بما‬
‫يعارض الهجمة العالمية من العمارة الحديثة للبناء بالخرسانه المسلحة باهظة‬
‫الثمن اشنهر عالميا قبل ان يذيع سيطه في بلده كان حريصا دوما على‬
‫العمارة االنسانية مع مراعاة الظروف المعيشية وثقافة واحتياجات كل مجتمع‬
‫تطور اسلوبه المعماري خالل حياته على عدة مراحل لكن كانت تظهر جليا اوج‬
‫خبراته في اواخر حياته سافر الى العديد من البلدان واستقى منها ثقافتها‬
‫واسلوبها في التعامل مع مناخها عمل لمدة عامين في اليونان‬

‫"هناك ‪ 800‬مليون نسمة من فقراء العالم الثالث محكوم‬


‫عليهم بالموت المبكر بسبب سوء السكن هؤالء هم زبائني"‬
‫حسن فتحي‬

‫‪2‬‬
‫حاز المعماري الراحل حسن فتحي على العديد من الجوائز العالمية‪ ،‬منها‬
‫ثالث جوائز حصل عليها في عام واحد‪ ،‬عام ‪ ،1980‬جائزة نوبل البديلة من‬
‫السويد‪ ،‬وجائزة مؤسسة اآلغاخان للعمارة‪ ،‬وجائزة بالزان العالمية من‬
‫إيطاليا‪ ،‬وفي عام ‪ 1984‬حاز على جائزة من اإلتحاد الدولي للمعماريين‬
‫بباريس‪ ،‬وفي عام ‪ ،1987‬منحه اإلتحاد الدولي للبناء والحرف التقليدية‪،‬‬
‫جائزة لفلسفته الخاصة بإستخدام خامات البيئة المحلية واإلستعانة بالحرف‬
‫التقليدية بالمناطق المختلفة في بناء وتأسيس المسكن‪ ،‬كما حصل عام‬
‫‪ ،1989‬على جائزة من برنامج األمم المتحدة للمستوطنات البشرية‪ ،‬وحين‬
‫”‪”Urbanism‬أرادات احدى أهم الدوريات المتخصصة في فن العمارة بفرنسا‪،‬‬
‫في نهاية القرن الماضي‪ ،‬تقديم رصد ألهم مائة معماري أثروا فن العمارة‬
‫مهندسا معماريًا وفنانًا وشاعرًا مصريًا كان لديه‬
‫ً‬ ‫في القرن العشرين كان‬
‫التزام مدى الحياة بالهندسة المعمارية في العالم اإلسالمي‪ .‬لقد كان‬
‫مثق ًفا عالميًا‪ ،‬يتمتع بمعرفة باألدب والفلسفة الغربية والشرقية‪ ،‬واستوعب‬
‫تأثيرات التقاليد المختلفة ج ًدا‪ .‬لقد استخدم معرفته بالرياضيات والموسيقى‬
‫‪.‬واستثمرها في إنشاءات منزلية بسيطة ذات أبعاد متناغمة‬

‫حسن فتحي‪ ،‬كرس نفسه إلسكان الفقراء في الدول النامية ويستحق أن‬
‫يدرسه أي شخص مشارك في تحسين الريف‪ .‬لقد عمل على خلق بيئة‬
‫أصلية بأقل تكلفة‪ ،‬ومن خالل القيام بذلك‪ ،‬أدى إلى تحسين االقتصاد‬
‫ومستوى المعيشة في المناطق الريفية‪ .‬أراد فتحي في أعماله أن يشيد‬
‫بالطبيعة والتقاليد واإلنسان بينما يسعى إلى الروحانية‪ .‬كل هذه الصفات‬
‫‪.‬تميزه عن المفهوم التقليدي للمهندس المعماري الحديث‬

‫قرية القرنة‪ ،‬التي بنيت الستيعاب ‪ 3200‬أسرة‪ ،‬هي جزء من تاريخ حسن‬
‫فتحي في البناء‪ .‬سبب البناء هو توطين اللصوص الذين كانوا يقومون بسرقة‬
‫المقابر في منطقة وادي الملوك ووادي الملكات بنيت بعيدا عن المناطق‬
‫األثرية وقريباً من السكك الحديدية واألراضي الزراعية على مساحة ‪50‬‬
‫فداناً‪ .‬وقد نال هذا العمل الكثير من الثناء في المجلة األسبوعية البريطانية‬
‫الشهيرة عام ‪ ،1947‬بعد وقت قصير من حدوث ذلك‪ .‬كما نال العمل إشادة‬

‫‪3‬‬
‫في مجلة بروفيشنال البريطانية‪ ،‬كما ُنشرت العديد من المقاالت التي‬
‫تتحدث عن هذا المشروع بلغات أخرى مثل اإلسبانية والفرنسية‬
‫والهولندية‪.‬‬
‫بني منها ‪ 70‬مبنى في المرحلة االولى كانت للقباب تصميمها الفريد والتي‬
‫استخدمت بدال ً من األسقف التي تعتمد على األلواح الخشبية أو األسياخ‬
‫الحديدية المعتادة‪ .‬تم تخصيص بابٍ إضافيٍ في المنازل للماشية‪ ،‬التي‬
‫يقتنيها سكان المنطقة‪ ،‬كنوع من أنواع العزل الصحي‪ ،‬حفاظًا على سالمة‬
‫األفراد شيد فيها المدارس ومركز تدريب حرفي والمنازل ومسجد ومسرح‬
‫روماني وحمام سباحة فلسفة حسن فتحي في العمارة والتي حظيت‬
‫بتكريم وترحيب العالم‪ ،‬لم تجد تلك الحفاوة واالهتمام في بلده مصر‪ .‬البعض‬
‫عزا ذلك إلى أن سمات عمارة فتحي لم تراع خصوصية وثقافة بعض‬
‫المصريين ومعاييرهم في البناء خصوصا في الصعيد وهو ما جعل سكان‬
‫القرنة يهجرونها بعد ذلك‪ .‬لكن هناك من أرجع تجاهل فن حسن فتحي‬
‫وعمارته ألسباب سياسية وكان على قناعة بأن تصميم المباني على‬
‫الطراز التقليدي يتناسب مع مناخ المنطقة‪ ،‬وهو ما سيكون أبلغ من‬
‫الكلمات‪ .‬انتقل إلى أثينا للتعامل مع‪ ...‬المخططون الدوليون‪ ،‬وإدارة مبادئ‬
‫التصميم الخارجي‪ ،‬وعملوا كمدافعين عن حلول الطاقة الطبيعية التقليدية‬
‫في المشاريع المجتمعية الكبرى في العراق وباكستان‪ ،‬وسافروا وأجروا‬
‫أبحاثًا على نطاق واسع لبرنامج مدن المستقبل في أفريقيا‪ .‬وبعد عودته‬
‫إلى القاهرة عام ‪ ،1963‬انتقل إلى درب اللبنة بالقرب من قلعة القاهرة‪،‬‬
‫حيث عاش وعمل بقية حياته‪ .‬كما ألقى خطبًا ومشاورات خاصة‪ .‬لقد كان‬
‫رجال ً صاحب رسالة مثبتة في عصر يبحث عن بدائل في الوقود‪ ،‬والمصالح‬
‫الشخصية‪ ،‬والدعم االقتصادي‪.‬‬

‫ترك أول‪ ...‬منصبه الدولي الرئيسي في الجمعية األمريكية لتقدم العلوم في‬
‫بوسطن عام ‪ 1969‬الستكمال رحالت متعددة سنويًا كعضو نقدي رائد في‬
‫مهنة الهندسة المعمارية‪ .،‬قام فتحي بتصميم المسجد والمدرسة المبنية‬
‫من الطوب والمالط في دار السالم‪ ،‬وهو مركز تعليمي بالقرب من منظمة‬
‫التعاون االقتصادي آلسيا والمحيط الهادي نيو مكسيكو‪ ،‬الواليات المتحدة‬

‫‪4‬‬
‫األمريكية‪ .‬تم االنتهاء من المباني الرئيسية عام ‪ .1981‬كما افتتح دار‬
‫اإلسالم عام ‪ .1982‬وشغل عدة مناصب حكومية‬
‫يعتبر فن المعمار والبناء بأساليب وطرازات عالمية أموراً ليست بالهينة أبداً‪،‬‬
‫فهي تحتاج عباقرة ورجاال ً مميزين امتزجت عقولهم بقلوبهم والبيئة‬
‫المحيطة بهم‪ ،‬فأخرجوا لنا مثل تلك الصروح والمباني والمعابد والقرى‬
‫والمنازل التي ليس لها مثيل في العالم أجمع‪ ،‬ويتعلم ويدرس من إرثها‬
‫آالف المهندسين الجدد في مصر والعالم بأكمله‪ ،‬حيث سار المهندس‬
‫حسن فتحي على خطى (أمنحتب بن حابو) المعماري الفرعوني‬
‫األسطوري الذي بنى غالبية معابد وتماثيل محافظة األقصر؛ حيث إن حسن‬
‫فتحي صاحب أشهر فلسفة حديثة في البناء الحديث الذي يحاكي الحداثة‬
‫واألصالة‪ ،‬وتأثر بالريف والفالحين في أعماله ويعتبر حسن فتحي رمزا‬
‫للعمارة العربية األكبر في القرن العشرين‪.‬‬
‫انتشرت تصاميم حسن فتحي في البناء في العديد من المنتجعات‬
‫السياحية‪ ،‬لتتحول تلك التصاميم إلى فن يستمتع به األغنياء‪ ،‬وليست‬
‫عمارة للفقراء‪ ،‬كما أراد لها صاحبها‬

‫سنتكلم في هذا البحث عن بعض اعماله بداية سنستعرض عن اول بناء‬


‫بني على نمطه الفكري وهو اول اعماله بيت الفن والحياه ثم سنتكلم عن‬
‫قرية باريس واخيرا سنتكلم عن فيال سقاره وكيف تطور اسلوبه المعماري‬
‫خالل مسيرته التصميمية‬

‫‪5‬‬
‫بيت الفن والحياة‬

‫بيت الفن والحياة كان مبنى‬


‫ما هدم في عام ‪2011‬‬ ‫قدي ً‬
‫لبناء عقار جديد في مكانه‪.‬‬
‫كانت هذه البناية القديمة‬
‫تمثل تحفة معمارية فريدة من‬
‫نوعها‪ ،‬وكانت أقدم بناية تُظهر‬
‫الفكر المعماري واإلبداع‬
‫المعروف بالقبب‪ ،‬وهذا قبل‬
‫بناء قرية "القرنة" بأربع‬
‫سنوات‪ .‬يمتلك هذا المبنى‬
‫أهميته كونه يجسد روح الفن‬
‫والفكر المعماري الفريد الذي‬
‫أسسه الفنان حامد سعيد‪ .‬تم هدم المبنى في عام ‪ ،2011‬بعد وفاة‬
‫الفنانة إحسان هانم‪ ،‬زوجة الفنان حامد سعيد والمالك السابق للمنزل‪.‬‬
‫تاريخ هذا المبنى وفنه الفريد يجعلهما مصدر إلهام للعديد من الفنانين‬
‫والمعماريين والباحثين‪.‬‬
‫حامد سعيد انتقل إلى منزله في قرية كفر الشرفا بعد تصميمه له من قبل‬
‫المهندس حسن فتحي في عام ‪ ،1942‬وعاش في هذا المنزل مع زوجته‬
‫ً‬
‫مقدسا لمحبي وتالميذ‬ ‫حتى وفاته في عام ‪ .2006‬كان هذا المنزل مكانًا‬
‫حامد سعيد‪.‬‬
‫وزميال في الهندسة ألخ حامد سعيد‪ ،‬وكان أي ً‬
‫ضا‬ ‫ً‬ ‫حسن فتحي كان صدي ًقا‬
‫أستا ًذا ألخيه صالح سعيد‪ .‬كانت هناك صداقة عميقة تجمع حسن فتحي‬
‫بالفنان والمفكر حامد سعيد‪ ،‬وتماشت أفكار حسن فتحي مع مفهوم‬
‫مدرسة الفن والحياة التي أسسها حامد سعيد‪ .‬قام حسن فتحي ببناء‬
‫منزل لحامد سعيد في ضاحية المرج عام ‪ ،1945‬وهو ُيعد أقدم نموذج حي‬
‫ألعمال حسن فتحي في مجال الهندسة المعمارية التي كانت تصنع من‬
‫الطين‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫تقع على شبه جزيرة رفيعة وطويلة من األرض تطل على بحيرة الفيوم‪ ،‬وكان‬
‫من المقرر استخدامها أثناء الزيارات الدورية التي يقوم بها المالك لمزرعته‬
‫حا لمتطلبات العميل‪ ،‬مما‬‫هناك‪ .‬يمثل التصميم كما هو موثق تفسيرًا أوليًا طمو ً‬
‫يؤدي إلى حل كبير ج ًدا في كل من المخطط والقسم الرأسي‪ .‬تم رفع مخطط‬
‫المنزل على منصة من صنع اإلنسان لحمايته من الفيضانات‪ ،‬ويدور حول‬
‫التفاعل بين الفناء الخارجي المربع المقنطر والقبة العمودية الرسمية العالية‬
‫التي تتصل بها نافذة عميقة وملكف أعاله‪ .‬ترتبط جميع المساحات األخرى في‬
‫المنزل بطريقة أو بأخرى بالمحور الخطي الذي تم إنشاؤه بين هذين العنصرين‬
‫وتقع على جانب أو آخر من الخط الذي تنشئه‪ ،‬اعتما ًدا على مستوى‬
‫الخصوصية المطلوب‪.‬‬

‫أرض هذا المنزل تحولت إلى ملكية لعائلة حامد سعيد‪ .‬كان حامد سعيد‬
‫عاش ًقا للطبيعة وأعبق بها إلى درجة أنه عاش في خيمة لفترة من الزمن‪.‬‬
‫منزال له باستخدام التربة المحلية‬‫ً‬ ‫بعد ذلك‪ ،‬قرر المهندس حسن فتحي بناء‬
‫لتقليل التكاليف‪..‬‬
‫في كتابه "عمارة الفقراء"‪ ،‬وصف حسن فتحي صديقه حامد سعيد بأنه كان‬
‫فنانًا يعيش مع زوجته في خيمة بسبب قربه من الطبيعة وعدم قدرته على‬
‫شراء منزل‪ .‬عندما علم بإمكانية بناء منزل بتكلفة منخفضة باستخدام التربة‬
‫المحلية‪ ،‬قرر فورًا بناء منزل مشابه لنفسه‪ .‬تم صنع الطوب في نفس‬
‫المكان‪ ،‬وتم بناء المنزل بتكلفة ال تتجاوز ‪ 25‬جني ًها‪.‬‬
‫المعماري حسن فتحي استعرض الفناء الداخلي بقوله‪" :‬يمكن لنظام‬
‫التبريد الساكن نسبيًا والمستخدم في البيت ذي الفناء الداخلي أن يوفر‬
‫أساسا لفهم التعديالت التي يمكن إجراؤها في التصميم لتوليد حركة في‬ ‫ً‬
‫الهواء نتيجة للحمل الحراري‪ .‬ذلك عبر استخدام مفهوم الفناء من أجل توفير‬
‫الراحة البيئية األمثل‪ .‬وبحسب فتحي‪ ،‬فإن التصميم الفني للفناء حقق‬
‫العديد من المزايا‪ ،‬بما في ذلك االحتفاظ بالتوجيه التقليدي للمربع مع‬
‫ضا من‬‫واجهاته الموجهة نحو الداخل‪ .‬ويضيف أن الفناء يضفي على القرية بع ً‬
‫صا من الهدوء والجمال‪.‬‬ ‫اللطف والرقي في حياة اإلنسان وج ًوا خا ً‬

‫‪7‬‬
‫ً‬
‫مهندسا نادرا يهتم بمطالب صاحب البيت وينفذ طلباته‬ ‫كان حسن فتحي‬
‫بإخالص حتى لو كان بسيطًا‪ .‬وفي منزل حامد سعيد‪ ،‬كان له تأثير مكاني‬
‫وخاص‪ ،‬خاصة في الصالة‪ ،‬حيث كان يتجاوز وسائل الوصول البسيطة‬
‫المستخدمة للوصول إليه‪ .‬واستخدم حامد سعيد تعبير "الحضور العضوي‬
‫والنبض والغموض كلها هنا" لوصف التماثيل الفرعونية المعروضة في الصالة‪.‬‬
‫الصالة لم تكن مجرد ممر يربط أجزاء المنزل ببعضها البعض‪ ،‬بل كانت توفر‬
‫ً‬
‫إحساسا بالعزلة الهادئة‪ ،‬مماثلة لألجواء في الدير‪ .‬أصبحت عالمة أخرى من‬
‫عالمات حسن فتحي عندما كان يتطلب من غرفة معينة أداء وظيفة‬
‫مزدوجة وليس مجرد حال نفعيًا‪ .‬تم بناء المنزل على مرحلتين‪ ،‬حيث تم بناء‬
‫الوحدة الداخلية الرئيسية في عام ‪ .1941‬تتألف هذه الوحدة من غرفة‬
‫مركزية مغطاة بقبة ومتصلة بإيوان مقوس‪ ،‬ويشير هذا التصميم إلى القاعة‬
‫أو الغرفة الرئيسية النمطية للمنازل التاريخية في القاهرة‪ .‬وهناك إيوان‬
‫خارجي مقوس كبير (رواق) تم بناءه بالقرب من الغرفة ويفتح ويطل على‬
‫المنظر الطبيعي الريفي‪.‬‬
‫بعد اكتمال المنزل‪ ،‬أصبح مكانًا لالجتماع والتواصل لجماعة تُعرف باسم‬
‫"أصدقاء الفن والحياة"‪ ،‬والتي تأسست على يد حامد سعيد بهدف تعزيز‬
‫الوعي بالعالقة الطبيعية بين الفن والحياة‬

‫‪8‬‬
‫"إن هللا قد خلق في كل بيئة ما يقاوم مشكالتها من مواد وذكاء‬
‫المعماري هو في التعامل مع المواد الموجودة تحت قدميه ألنها‬
‫المواد التي تقاوم قسوة بيئة المكان"‬
‫حسن فتحي‬

‫قرية باريس‬

‫تحفة العمارة لحسن فتحي‬


‫في الواحة الجديدة تعود‬
‫للحياة مرة أخرى بعد مرور‬
‫‪ 55‬عا ًما على توقف العمل‬
‫فيها‪ .‬تقع هذه القرية في‬
‫المنطقة الواقعة شمال‬
‫الواحة الجديدة‪ ،‬وتم بناؤها‬
‫باستخدام الطوب اللبن‪ ،‬مع‬
‫نظام هندسي فريد للتحكم‬
‫في درجات الحرارة والتهوية‪.‬‬
‫وال يوجد مشروع آخر يهيمن‬
‫على هذه المرحلة الناضجة من‬
‫عمل المهندس المعماري بقدر‬
‫ما تهيمن عليه قرية باريس‬
‫الجديدة‪ ،‬بطريقة يمكن مقارنتها‬
‫بسمعة القرنة الجديدة السيئة‬
‫قبل عشرين عاماً‪ .‬هذه البؤرة‬
‫االستيطانية النائية والمحظورة التي صممها‪ ،‬والتي تقع تقريبًا في المركز‬
‫الجغرافي لمصر‪ ،‬تم التخطيط لها في البداية إليواء ‪ 250‬عائلة‪ ،‬كان أكثر من‬
‫‪9‬‬
‫نصفها من المزارعين والباقي من موظفي الخدمة‪ .‬إن خبرته السابقة في مثل‬
‫هذا المشروع‪ ،‬وخاصة قدرته على بنائه بتكلفة منخفضة‪ ،‬جعلت من فتحي‬
‫االختيار المنطقي كمهندس معماري لباريس الجديدة‪.‬‬
‫بدأ العمل في مشروع قرية حسن فتحي عام ‪ ،1963‬وكانت هذه القرية‬
‫تعكس رؤية المعماري العالمي حسن فتحي بتطوير نمط عمارة وطني‬
‫خاص بمصر‪ ،‬متناسب مع طبيعة الشعب المصري ومبادئ "ثورة يوليو"‪ .‬تضم‬
‫حا ومسج ًدا ومهبطًا للطائرات‪.‬‬ ‫ً‬
‫وسوقا تجاريًا ومسر ً‬ ‫القرية مدرسة وفيالت‬
‫على مر السنوات العشر الماضية‪ ،‬قامت وزارة الثقافة بتحويل قرية حسن‬
‫فتحي إلى مدرسة للفنون‪ ،‬وقد تضمنت هذه المدرسة العديد من ورش‬
‫العمل الفنية‪ ،‬باإلضافة إلى إقامة سوق تجاري كبير مع العديد من‬
‫الكافيهات‪.‬‬
‫تم تصميم القرية باستخدام الطوب الصحراوي المحلي الذي يعرف بـ‬
‫"الطَفلة"‪ .‬استطاع المعماري حسن فتحي تحقيق تحكم كبير في درجات‬
‫الحرارة‪ ،‬حيث يمكن خفض درجات الحرارة بمقدار يصل إلى ‪ 15‬درجة مئوية‬
‫باستخدام أساليب التهوية الطبيعية‪ .‬تم استخدام أساليب البناء المستوحاة‬
‫من العمارة الصعيدية والنوبية التي تعتمد على مادة الطين في البناء‪.‬‬

‫تم مؤخرًا إجراء معاينة لقرية باريس بالتعاون بين الجهاز القومي للتنسيق‬
‫الحضاري ومحافظة الواحة الجديدة بهدف تطوير واستغالل المنشآت المعمارية‬
‫الموجودة بها وإعادة تأهيلها كمزار سياحي وثقافي‪ .‬تم التأكيد على أهمية‬
‫إعادة إحياء هذه المنطقة األثرية ونشر الثقافة والفنون بها‪ ،‬وتعزيز التنمية‬
‫الثقافية والفنية في مصر‬

‫فيال سقارة‬

‫تبلغ مساحة الفيال ‪ 16.800‬متر مربع وتتكون من ‪ 6‬غرف نوم وغرفة حارس‬
‫ودار ضيافة وصالة واسعة مصطبة‬

‫‪10‬‬
11
12
‫مبادئ وأسس حسن فتحي في العمارة‬
‫حسن فتحي هو مهندس معماري مصري بارز‪ ،‬وضع عدة مبادئ وأسس‬
‫في تصميماته الهندسية والمعمارية‪ .‬ومن أهم المبادئ التي اهتم بها في‬
‫تصميماته ما يلي‪:‬‬

‫• التكامل مع البيئة والمناخ‪ :‬تكامل حسن فتحي التصميمات المعمارية‬


‫مع البيئة المحيطة ومع الظروف المناخية في المناطق التي صممها‪ .‬وقد‬
‫قام بذلك من خالل توظيف طرق التهوية الطبيعية واستغالل حركة الهواء‬
‫وتحديد أماكن النوافذ والفتحات للسماح بتدفق الهواء بشكل فعال‬
‫وتقليل تأثير درجات الحرارة المرتفعة‪.‬‬

‫• استخدام المواد المحلية‪ :‬أولى حسن فتحي اهتما ًما كبيرًا باستخدام‬
‫المواد المحلية والمتاحة بسهولة في مجاالت تصميمه‪ .‬مثل استخدام‬
‫الطوب اللبن والطوب الصحراوي المعروف باسم “الطفلة”‪ .‬وهذا ليس‬
‫ضا لتحسين كفاءة‬ ‫فقط للحفاظ على األصالة والثقافة المحلية ولكن أي ً‬
‫البناء‪.‬‬

‫• التصميم الجمالي‪ :‬قدم حسن فتحي تصميمات جمالية فريدة وجذابة‪.‬‬


‫اعتمد على العناصر الفنية والتفاصيل الجميلة في تصميماته‪ ،‬مما أضفى‬
‫على أعماله جاذبية بصرية كبيرة‪.‬‬

‫• االستدامة‪ :‬قبل انتشار مفهوم العمارة الخضراء واالستدامة‪ ،‬كانت‬


‫تصميمات حسن فتحي تتضمن عناصر االستدامة بفضل استخدام‬
‫التهوية الطبيعية والمواد المحلية‪ ،‬مما يقلل من استهالك الطاقة ويحسن‬
‫الكفاءة البيئية‪.‬‬

‫• الصمود واالستدامة االجتماعية‪ :‬قام بتصميم مشاريع تعكس مفهوم‬


‫الصمود وتحفز التفاعل االجتماعي بين السكان‪ .‬وقد تم تصميم قريته‬
‫في باريس لتكون مساحة متعددة االستخدامات ومرك ًزا ثقافيًا واجتماعيًا‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫• التجديد والحفاظ على التراث‪ :‬قام بإعادة تطوير وإعادة استخدام‬
‫المرافق المعمارية الموجودة سابقاً وتحويلها إلى مشاريع جديدة تحترم‬
‫التراث الثقافي والمعماري‪.‬‬

‫وتعكس هذه األسس التفرد والبصمة الفريدة التي قدمها حسن فتحي في‬
‫مجال العمارة والتصميم المعماري‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫استنتاجات‬

‫الصحن مهم في المبنى للتبريد‬ ‫•‬


‫كذلك مهم عدم استقامه المسار‬
‫في االحياء ووجود فراغ بين كل‬
‫منطقة واخرى لتنويع المنظر وكسر الملل‬
‫اضافة للتدرج في الخصوصية من العام‬
‫للخاص‬
‫كل بيت له تصميمه الخاص حسب‬ ‫•‬
‫االحتياج والموقع ال يمكن اعتماد نموذج‬
‫وتكراره‬
‫الفراغ الوسطي ذو السقف المرتفع هو‬ ‫•‬
‫جزء مدروس ليس جماليا فقط وانما تقنيا‬
‫فالهواء الساخن يرتفع وبالتالي يكون هو‬
‫ابرد مكان في المبنى‬
‫وجود فتحه في اعلى القبه الخراج الهواء‬ ‫•‬
‫الساخن في المناطق شديدة الحرارة‬
‫مراعاة النسبة االنسانية حسب ثقافة كل‬ ‫•‬
‫مجتمع في تصميم المبنى‬
‫استخدام مواد محلية بيئية قليلة التكلفة‬ ‫•‬
‫والبناء بتقنيات متينة وذات ديمومة‬
‫اسلوب التسقيف للمربع قبة وللمستطيل‬ ‫•‬
‫نصف برميل‬

‫‪15‬‬
‫• الملقف الهوائي في المناطق الحارة يكون بمواجهة الهواء الشمالي‬
‫الغربي ومن الممكن وضع اكثر من ملقف للمبنى الدخال الهواء البارد‬
‫للمبنى‬

‫• االقواس عنصر حامل وليس جمالي فقط واستخدم القوس المخموس‬


‫والقوس الموتور في االماكن االقل اتساعا‬
‫• استخدام القباب لعكس اشعه الشمس عن المبنى وتشتيتها وبالتالي‬
‫تقليل درجة حرارة المبنى في االماكن الحارة‬

‫• المشربية الخراج الهواء الساخن تكون بعكس اتجاه الرياح في الموقع‬


‫اضافة للخصوصية لنساء المسلمين حيث كانت تتنوع احجام فتحاتها‬
‫الخراج الهواء الساخن وادخال الهواء البارد كما انها تحد من الرؤيه من‬
‫الخارج للداخل‬
‫• اعتماده االثاث البسيط والمناسب للحرف المتوفرة في المنطقه لعكس‬
‫الهوية الثقافية للمجتمع من خالله‬

‫‪16‬‬
‫المراجع‬

‫‪www.re-thinkingthefuture.com‬‬

‫‪http://www.hassanfathy.webs.com‬‬

‫‪www.greenprophet.com‬‬

‫صياغة مفردات التصميم الداخلي لعمارة حسن فتحي‪-‬ا‪.‬م‪.‬د‪ /‬هالة صالح حامد‬

‫عمارة من اجل الناس – االعمال الكاملة لحسن فتحي‪-‬جيمس ستيل‬

‫‪17‬‬

You might also like