You are on page 1of 38

‫وتعليق‬ ‫شرح‬

‫الشيخ‬ ‫فضيلة‬
‫أحمد بن عمر الحازمي‬
‫الشريط الحادي عشر‬
‫موقع‬
‫الشيخ‬ ‫فضيلة‬
‫أحمد بن عمر الحازمي‬
‫‪http://www.alhazme.net‬‬

‫تَ ْنبِيه ‪:‬‬


‫اج ْع ِمنْ قِبَ ِل‬ ‫ا ْل َما َّدةُ ا ْل ُمفَ َّر َغةُ لَ ْم تُ َر َ‬
‫خ َأ َح ْمد ا ْل َحا ِز ِم ّي‬ ‫ضيلَ ِة ال َّ‬
‫ش ْي ِ‬ ‫فَ ِ‬
‫‪ ......................‬فضيلة الشيخ أحمد بن عمر‬
‫الحازمي‬

‫احلمد هلل رب الع املني ‪ ،‬والص الة والس الم على نبينا حممد ‪ ،‬وعلى آله‬
‫وصحبه أمجعني ‪.‬‬
‫أما بعد ‪.‬‬
‫ال زال احلديث يف باب أصحاب السدس أو من يرث السدس ‪ ،‬وهو آخر‬
‫األبواب اليت ذكرها الناظم رمحه اهلل تعاىل ‪ ،‬وأصحاب السدس سبعة ‪ ،‬وسبق‬
‫ع ّدهم وبي ان ش روط ك ّل واح ٍد منهم ‪ ،‬مىت يأخذ الس دس ؟ وختم بالس ابع‬
‫وهو الواحد من ولد األم ‪:‬‬
‫الشر ُ ِإ ِ ِ‬
‫سى‬
‫ط في ْف َراده الَ ُي ْن َ‬ ‫َو َّ ْ‬
‫(‬
‫الس ْد َس ا‬
‫ال ُّ‬
‫اُألم َينَ ُ‬
‫َو َولَ ُد ِّ‬
‫(‬

‫متعددا ‪ ،‬فإن كان‬


‫ً‬ ‫واحدا وال يكون‬
‫فردا يعين ً‬
‫مبعىن أنه يُشرتط أن يكون ً‬
‫ٍ‬
‫حينئذ انتقل إىل الثلث ‪ ،‬فصار من أصحاب الفرض الثاين ‪.‬‬ ‫متعددا‬ ‫ولد األم‬
‫ً‬
‫مث ملا انتهى الكالم على من ي رث الس دس يف نفس الب اب املعق ود ملن ي رث‬
‫الس دس ش رح يتكلم يف ش يء من أح وال اجلدات ‪ ،‬وس بق أن اجلدة ت رث‬
‫السدس ‪ ،‬حيث قال فيما سبق ماذا قال ؟‬
‫ُألم أو ِ‬
‫َأب‬ ‫ت ٍّ‬ ‫وِ‬
‫اح َد ًة َك انَ ْ‬ ‫ض َج َّد ٍة في‬
‫َ‬ ‫(‬
‫س َف ْر ُ‬
‫الس ْد ُ‬
‫َو ُّ‬

‫‪www.alhazme.net‬‬
‫‪33‬‬
‫الرحبية ‪ .............................‬الشريط الحادي‬
‫عشر‬

‫(‬
‫َّس ِ‬
‫ب‬ ‫الن َ‬
‫وه ذه اجلدة ختتل ف ق د تك ون واح دة وق د تك ون متع ددة ‪ ،‬ق د تك ون‬
‫متساوية إذا كن متعددات أو قد يكن متباينات ‪ ،‬ولذلك استطرد الناظم رمحه‬
‫استطردا قال هنا على وجه االستطراد وهو‬
‫ً‬ ‫اهلل تعاىل يف بيان أحوال اجلدات ‪،‬‬
‫ذكر الشيء يف غري حمله ملناسبة ‪ .‬قبل الشروع يف ذلك قدم الشارع مقدمة‬
‫ق ال ‪ :‬واعلم قبل ه ‪ -‬يع ين قب ل التكلم يف ش يء من أح وال اجلدات ‪ -‬أن ه إذا‬
‫اجتمع جدات عدة جدات ثنتان فأكثر يع ين من جدتني فأكثر أما الواحدة‬
‫فتأخذ السدس وال إشكال ‪.‬‬
‫أنه إذا اجتمع جدات فتار ًة يكن يف درجة واحدة يعين متساويات يف درجة‬
‫واحدة وقد ذكر الناظم بقوله ‪:‬‬
‫و ُك َّن ُكلُّ ُه َّن وا ِرثَ ِ‬
‫ات‬ ‫وِإ ْن تَس اوى نَس ب الْج َّد ِ‬
‫ات‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫(‬
‫َ َ َ َ ُ َ‬ ‫(‬

‫‪......................‬‬ ‫س ‪.................‬‬
‫الس ْد ُ‬
‫فَ ُّ‬
‫(‬ ‫(‬

‫اخل البيت الثاين … ‪ .‬هذا تارة يكن يف درجة واحدة متساويات ‪ ،‬وتارة‬
‫يكونوا بعضهن أقرب من بعض ‪ ،‬وهذا ذكره الشارح يف قوله ‪:‬‬
‫ت‬ ‫ََّأم ٍ‬
‫َأب ُب ْع َدى َو ُس ْد ًس ا َس لَبَ ْ‬ ‫ت‬ ‫َوِإ ْن تَ ُك ْن ُق ْربَى ٍّ‬
‫ُألم َح َجبَ ْ‬
‫(‬ ‫(‬

‫هذه المادة لم تراجع من‬


‫‪36‬‬
‫قبل الشيخ‬
‫‪ ......................‬فضيلة الشيخ أحمد بن عمر‬
‫الحازمي‬

‫إذًا تارة تكون يف درجة واحدة ‪ ،‬وتارة يكونوا بعضهن أقرب من ٍ‬


‫بعض ‪،‬‬
‫كل من التقديرين الساب َقنْي ِ فتارة يكن من جهة واحدة ‪ ،‬يعين من جهة‬
‫وعلى ٍّ‬
‫األب فق ط ‪ ،‬أو من جه ة األم فق ط ‪ ،‬وت ارة يكن من جه تني يع ين من جه ة‬
‫ٍ‬
‫حينئذ يكون أربعة ‪ ،‬وقد شرع أول ما شرع‬ ‫األب ومن جهة األم ‪ ،‬فالصور‬
‫يف بيان حكم املتساويات يف قوله ‪:‬‬
‫ات‬‫ِ‬ ‫َو ُك َّن ُكلُّ ُه َّن َوا ِرثَ‬ ‫وِإ ْن تَس اوى نَس ب الْج َّد ِ‬
‫ات‬ ‫َ َ َ َ ُ َ‬
‫ادلَ ِة‬
‫في ال ِْقس م ِة الْع ِ‬
‫(‬ ‫(‬

‫ْ َ َ‬ ‫س َب ْيَن ُه َّن بِ َّ‬


‫الس ِويَّ ْة‬ ‫الس ْد ُ‬
‫فَ ُّ‬
‫الش ْر ِعيَّ ْة‬
‫(‬

‫(‬ ‫َّ‬
‫جممع عليه ‪ ،‬ومَثَّ ما هو‬
‫املذاهب ختتلف يف جدات ‪ ،‬مَثَّ ما هو متفق عليه ٌ‬
‫خمتل ف في ه ‪ ،‬وق د قررن ا فيم ا س بق أن ن ذكر م ذهب احلنابل ة ولكن بع د أن‬
‫نذكر األبيات نلخص مذهب احلنابلة يف اجلدات ‪.‬‬
‫ب ) أي قرابة اجلدات بأن كن يف‬ ‫س ُ‬ ‫ِإ‬
‫س َاوى ) املساواة معلومة ( نَ َ‬‫( َو ْن تَ َ‬
‫ِ‬
‫ْج َّدات ) ‪ .‬كم ا س بق م ً‬
‫رارا أن اجلم ع يف ه ذا‬ ‫درج ة واح دة ‪ .‬وقول ه ‪ ( :‬ال َ‬
‫الب اب يع ين يف ه ذا الفن ي راد ب ه اثن ان ف أكثر ‪ ،‬حينئ ٍذ إذا اجتم ع ج دتان‬
‫ف أكثر ‪ ،‬والكالم فيم ا إذا تع دد اجلدات ‪ ،‬واملراد ب اجلمع م ا ف وق الواح دة‬
‫فيشمل اثنتني فأكثر ‪ ،‬وذلك قال الشارح ‪ :‬اجلدات حيث كن ثنتني فأكثر ‪،‬‬
‫وحتته صورتان ‪:‬‬

‫‪www.alhazme.net‬‬
‫‪33‬‬
‫الرحبية ‪ .............................‬الشريط الحادي‬
‫عشر‬

‫كوهنن من جهة واحدة يعين من جهة األب فقط ‪ ،‬كال اجلدتني من جهة‬
‫األب هذا يعرب عنه بأنه من جهة واحدة ‪ ،‬أو كوهنن من جهتني يعين من جهة‬
‫حينئذ ليستا من جهة واحدة ‪ ،‬هذا يعرب عنه‬ ‫ٍ‬ ‫أب جدة أو من جهة األم جدة‬
‫ب اختالف اجله تني م ع التس اوي ‪ .‬إ ًذا إذا تس اوى نس ب اجلدات حينئ ٍذ ينظ ر‬
‫فيهن من ه ذه اجله تني ‪ ،‬ه ل هن من جه ة واح دة ك أم أم األب وأم أب‬
‫األب ‪ ،‬انظ روا اخلامتة مباذا ؟ ب األب إذًا هات ان ج دتان من جه ة األب أم أم‬
‫األب وأم أب األب ‪ ،‬أو ك وهنن من جه تني ك أم أم وأم أب ‪ ،‬أم األم ج دة‬
‫وهي من قبل األم ‪ ،‬وأم األب جدة وهي من قبل األب ‪ ،‬انظر أم أم ‪ ،‬أم أب‬
‫‪ ،‬جهتهم واحدة يعين التقارب العدد واحد ‪ ،‬لو كان أم أم أم ‪ ،‬أم أب ليسا‬
‫يف درجة واحدة ‪ ،‬يعين تنظر العدد بني األم وبني من ترث به ‪.‬‬
‫ات ) حيث كن ثن تني ف أكثر قلن ا ‪ :‬وحتت ه‬ ‫( وِإ ْن تَس اوى نَس ب الْج َّد ِ‬
‫َ َ َ َ ُ َ‬
‫صورتان كوهنن من جهة واحدة يعين من جهة األب فقط كأم أم األب ‪ ،‬وأم‬
‫أب األب ‪ ،‬أو كوهنن من جهتني كأم األم وأم األب ‪.‬‬
‫ات ) ه ذا قي د ألن ه ليس ك ل ج دة ت رث ‪ ،‬مَثَّ ج دة‬ ‫( و ُك َّن ُكلُّ ُه َّن وا ِرثَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫حمجوبة ‪ ،‬ومَثَّ جدة فاسدة ‪ ،‬جدة حمجوبة وجدة فاسدة ‪ ،‬فاحرتز بقوله ‪( :‬‬
‫ات ) ‪ .‬أن ال يك ون من بني اجلدات ج دة حمجوب ة أو ج دة‬ ‫و ُك َّن ُكلُّ ُه َّن وا ِرثَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فاسدة ‪ ،‬هذا واضح بنِّي مما سبق ومما سيأيت يف باب احلجب ‪َ ( .‬و ُك َّن ) الواو‬
‫وكلهن هذا توكيد‬ ‫ّ‬ ‫كن الضمري هنا نون اإلناث اسم كان ‪،‬‬ ‫هذه واو احلال ‪ّ ،‬‬

‫هذه المادة لم تراجع من‬


‫‪36‬‬
‫قبل الشيخ‬
‫‪ ......................‬فضيلة الشيخ أحمد بن عمر‬
‫الحازمي‬

‫لنون اإلناث ‪َ ( ،‬و ُك َّن ُكلُّ ُه َّن ) هذا توكيد ‪ ،‬توكيد املرفوع مرفوع ‪ ،‬ونون‬
‫ات ) باخلفض ‪ ،‬ملاذا‬‫اإلناث هذه [ مرفوع ] مرفوعة حمالً ألهنا مبنية ( وا ِرثَ ِ‬
‫َ‬
‫خفضت ؟‬
‫ْ‬ ‫بالكسر؟ ملاذا ُك ِسرت ( وا ِرثَ ِ‬
‫ات ) ؟ ملاذا‬ ‫َ‬
‫مل ختفض نعم هذا اجلواب ‪ ،‬إ ًذا هذه الكسرة ليست كسرة خفض ‪ ،‬وإمنا‬
‫نصب ‪ ،‬ملاذا ؟ ألنه خرب كان ‪ ،‬ملاذا كان بالكسرة ال بالفتحة ؟‬ ‫هي كسرة ٍ‬
‫‪....‬‬
‫ولدليل ؟‬
‫[ أي نعم أحسنت ]‬
‫يكسر يف اجلر ويف النصب معا‬ ‫وم ا بت ا وأل ف ق د مجعا‬
‫(‬ ‫(‬

‫هكذا ‪ ،‬نقول الدليل ؟ تأيت هبذا ‪ ،‬ليس عندنا قال اهلل وقال الرسول ‪، ‬‬
‫املق ام ليس مق ام تش ريع ‪ ،‬ما ال دليل ؟ تق ول ‪ :‬ق ال ابن مالك ‪ .‬ألن قاع دة‬
‫متفق عليها وهذا استناده ‪.‬‬
‫ات ) هذا خرب كان بأن ال يكون فيهن جدة حمجوبة كأم األب‬ ‫إ ًذا ( وا ِرثَ ِ‬
‫َ‬
‫معه ‪ ،‬أم األب معه عند الش افعية نش رح ما عند الش افعية أهنا حمجوبة ‪ ،‬وعند‬
‫احلنابلة ال ‪ ،‬األب ال حيجب أمه ‪ ،‬لكن عند الشافعية هكذا ‪ ،‬لئال يكون فيهن‬
‫ج دة حمجوبة ك أم األب معه ‪ ،‬يعين إذا ُوج َد ج دة أم األب واألب ك ذلك‬
‫موج ود ‪ ،‬حينئ ٍذ أدلت مباذا ؟ أدلت ب األب وهو موج ود ‪ ،‬إ ًذا حيجبها على‬

‫‪www.alhazme.net‬‬
‫‪33‬‬
‫الرحبية ‪ .............................‬الشريط الحادي‬
‫عشر‬

‫القاع دة ‪ ،‬واملذهب عن دنا ال ‪ ،‬ال حيجبها كما س يأيت ‪ ،‬وال فاس دة وهي اليت‬
‫حينئذ مل تكون‬ ‫تُ ْديِل بذكر بني أنثيني كأم أب األم ‪ ،‬إذا وقع الذكر بني أنثيني ٍ‬
‫ات ) ‪ .‬هذه اجلملة يف حمل نصب حال‬ ‫وارث ةً ‪ .‬إذًا قوله ‪ ( :‬و ُك َّن ُكلُّ ُه َّن وا ِرثَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪ ،‬واملراد به االح رتاز عن اجلدة احملجوبة على كالم الن اظم ألنه ش افعي ‪،‬‬
‫واجلدة الفاس دة وهي اليت ال تك ون وارثة وض ابطها اليت تُ ْديِل ب ذكر بني‬
‫أنثيني ‪.‬‬
‫الس ِويَّ ْة ) إن تساوى نسب اجلدات ما احلكم ؟ كلهن‬ ‫س َب ْيَن ُه َّن بِ َّ‬
‫الس ْد ُ‬
‫( فَ ُّ‬
‫يأخذن السدس ‪ ،‬يقتسمن السدس بالسوية ‪ ،‬يعين يشرتكن الثنتان فأكثر يف‬
‫ماذا ؟ يف السدس ‪ ،‬ليس لكل واحدة سدس ﴿ وَألبوي ِه لِ ُك ِّل و ِ‬
‫اح ٍد ِّم ْن ُه َم ا‬ ‫َ‬ ‫َ ََ ْ‬
‫س ﴾ [ النس اء ‪ ]11 :‬ال ‪ ،‬هن ا الك ل جيتم ع يف الس دس ‪ ،‬فف رض‬ ‫الس ُد ُ‬
‫ُّ‬
‫اجملم وع أو اجلمي ع الس دس يقتس من بينهن بالس وية ‪ ،‬يع ين إذا ك ان عن دنا‬
‫الس دس ‪ ،‬وعن دنا ج دتان حينئ ٍذ ينتص ف الس دس بينهن ‪ ،‬نص ف الس دس‬
‫س‬
‫الس ْد ُ‬
‫س ) الف اء واقع ة يف ج واب الش رط ( فَ ُّ‬
‫الس ْد ُ‬
‫ونص ف الس دس ‪ ( .‬فَ ُّ‬
‫الس ِويَّ ْة ) يعين باالستواء يف القسمة العادلة الشرعية حال كون ذلك‬ ‫َب ْيَن ُه َّن بِ َّ‬
‫ثابتً ا ( في ال ِْق ْس َم ِة ) ‪ ( ،‬في ال ِْق ْس َم ِة ) جار وجمرور متعلق مبحذوف حال ‪،‬‬
‫حال كون ذلك أي التسوية بينهن يف السدس ثابتًا يف القسمة العادلة ‪ ،‬هذا ال‬
‫شك أهنا قسمة عادلة ‪ ،‬ألن مدلول النصوص هو هذا الذي ذكره الناظم ‪،‬‬
‫العادلة أي غري اجلائرة ‪ ،‬إذ العدل اإلنصاف وهو إعطاء املرء ما له يعين الذي‬

‫هذه المادة لم تراجع من‬


‫‪36‬‬
‫قبل الشيخ‬
‫‪ ......................‬فضيلة الشيخ أحمد بن عمر‬
‫الحازمي‬

‫ل ه ‪ ،‬وأخ ذ م ا علي ه ‪ ،‬وال ش ك أهنا قس مة عادل ة وهي م أخوذة من الش رع ‪،‬‬


‫الش ْر ِعيَّ ْة ) ‪ .‬يعين املنسوبة إىل الشرع ‪.‬‬
‫ادلَ ِة َّ‬
‫ولذلك قال ‪ ( :‬ال ِْقسم ِة الْع ِ‬
‫َْ َ‬
‫إ ًذا بني الناظم يف هذا البيت أو هذين البيتني احلالة ألوىل للجدات ‪ ،‬وهن‬
‫ٍ‬
‫حينئذ اشرتكن‬ ‫أو ] هي إذا اجتمع اجلدات اثنتان فأكثر فإن كن متساويات‬
‫الش ْر ِعيَّ ْة ) ‪ .‬يف بعض‬
‫ادلَ ِة َّ‬
‫يف الس دس ول ذلك قول ه هن ا ‪ ( :‬في ال ِْقس م ِة الْع ِ‬
‫َْ َ‬
‫كن غري متساويات‬
‫النسخ ( المرضية ) يعين اليت ارتضاها الفرضيون ‪ ،‬أما إذا َّ‬
‫يف الدرجة فإن اجلدة القرىب تسقط اجلدة البعدى ‪ ،‬إذا مل يكن متساويات يف‬
‫الدرجة ف إن اجلدة الق رىب تسقط اجلدة البعدى سواءٌ كانت من جهة األم أو‬
‫من جهة األب خالفًا للمالكية والشافعية ‪ ،‬هذا عندنا معاشر احلنابلة ‪ ،‬فالقرىب‬
‫عندهم من جهة األم تسقط البعدى من جهة األب إىل العكس ‪ ،‬وهذا سيأيت‬
‫بيانه ‪.‬‬
‫ال دليل على التس اوي م ا روى احلاكم على ش رط الش يخني أن ه ‪ ‬قضى‬
‫للج دتني يف املرياث بالس دس ‪ ،‬وقيس األك ثر منهما عليهما ‪ ،‬بل ثبت ب النص‬
‫توريث ثالث جدات ويف مراسيل أيب داوود أنه ‪ ‬ورث ثالث جدات ‪ ،‬أي‬
‫رهن‬ ‫وهن [ أم األم ] أم أم األم ‪ ،‬وأم أم األب ‪ ،‬وأم أيب األب كما فس‬
‫ال راوي ‪ ،‬وذلك ما س يأيت تق ديره ألن املذهب عند احلنابلة ال ي رث إال ثالث‬
‫جدات فقط ‪ .‬إ ًذا هذه احلالة األوىل ‪.‬‬

‫‪www.alhazme.net‬‬
‫‪33‬‬
‫الرحبية ‪ .............................‬الشريط الحادي‬
‫عشر‬

‫مث ذكر حكم ما إذا ك ان إح دامها أق رب من األخ رى ‪ ،‬ومها من جه تني ‪،‬‬


‫وأما إذا كانت من جهة واحدة فسيذكره فيما يأيت ‪:‬‬
‫اَألولَى َف ُق ْل لِي‬
‫ب ْ‬ ‫في ال َْم ْذ َه ِ‬ ‫ب‬ ‫ط الْب ْع َدى بِ َذ ِ‬
‫ات الْ ُق ْر ِ‬ ‫َوتَ ْس ُق ُ ُ‬
‫َح ْسبِي‬
‫(‬

‫(‬

‫يع ين مل ي ذكر م ا ذك ره هن ا أوالً بأن ه إذا تس اوى نس ب اجلدات من جه ة‬


‫واحدة ‪ ،‬طيب إذا كانت إحدامها قرىب واألخرى بعدى ‪ ،‬ال شك أن القرىب‬
‫أخره يف آخر النظم وشرع فيما يتعلق باجتماع اجلدتني‬‫تسقط البُعدى ‪ ،‬لكنه َّ‬
‫إذا كن من جهتني وحنو ذلك ‪ .‬فقال رمحه اهلل ‪:‬‬
‫ت‬ ‫ََّأم ٍ‬
‫َأب ُب ْع َدى َو ُس ْد ًس ا َس لَبَ ْ‬ ‫ت‬ ‫َوِإ ْن تَ ُك ْن ُق ْربَى ٍّ‬
‫ُألم َح َجبَ ْ‬
‫(‬ ‫(‬

‫انظ ر هن ا اجتمعت ج دة ألم وج دة ألب ‪ ،‬إ ًذا من جه تني ‪ ،‬من جه ة‬


‫واح دة يعن ون هبا من قب ل األم فق ط ج دتان ف أكثر ‪ ،‬احلكم الس ابق فيهم ا إن‬
‫كن متس اويات اش رتكن يف الس دس ‪ ،‬إن ك انت إح داها ق رىب والثانية بع دى‬
‫وكن من جه تني إح دامها من‬ ‫ٍ‬
‫حينئ ذ الق رىب أس قطت البع دى ‪ ،‬وإذا اجتمعت ّ‬
‫قب ل األم ‪ ،‬واألخ رى من قب ل األب حينئ ٍذ في ه التفص يل ال ذي ذك ره عن د‬
‫ت ** ََّأم ٍ‬
‫َأب )‬ ‫الشافعية ‪َ ( .‬وِإ ْن تَ ُك ْن ُق ْربَى ٍّ‬
‫ُألم َح َجبَ ْ‬
‫( َوِإ ْن تَ ُك ْن ) تكن اس م تكن هن ا ض مري يع ود على اجلدة ‪َ ( ،‬وِإ ْن تَ ُك ْن )‬
‫ُألم ) الالم هن ا مبع ىن من كم ا‬
‫أي اجلدة ( ُق ْربَى ) ه ذا خ رب تكن ( ُق ْربَى ٍّ‬

‫هذه المادة لم تراجع من‬


‫‪36‬‬
‫قبل الشيخ‬
‫‪ ......................‬فضيلة الشيخ أحمد بن عمر‬
‫الحازمي‬

‫ٍ‬
‫بداخل‬ ‫دائم ا للن اظم ألن التنصيص على شيء قد يُفهم أن غريه ليس‬ ‫خنرج ه ً‬
‫فيه وليس األمر كذلك ‪َ ( ،‬وِإ ْن تَ ُك ْن ) أي اجلدة ( ُق ْربَى ) هذا خرب تكن (‬
‫ُألم ) يع ين من أم وعلى ح ذف مض اف يع ين من قب ل األم ‪ ،‬حينئ ٍذ يش مل أم‬ ‫ٍّ‬
‫األم ‪ ،‬وأم أم األم ‪ ..‬وهلم جرا ‪ ،‬ملاذا ؟ ألنه لو نص على الظاهر الذي ِ‬
‫ُأخ َذ‬ ‫ّ ّ‬
‫حينئذ اختص احلكم بأم األم ‪ ،‬وليس األم كذلك ‪ٍ ،‬‬
‫حينئذ ال بد من‬ ‫من اللفظ ٍ‬
‫جعل الالم مبعىن من مث على حذف مضاف ‪ ،‬و لذلك قال الشارح ‪ :‬أي من‬
‫جهة األم ‪ ،‬انظر من جهة األم ‪ ،‬جعل الالم مبعىن من مث جعل األم مضاف إليه‬
‫ت ) أي‬ ‫واملض اف حمذوف وه و تق ديره من جه ة األم من قب ل األم ‪َ ( ،‬ح َجبَ ْ‬
‫َأب ُب ْع َدى ) حجبت أي القرىب ألم من قبل ألم ( ََّأم ٍ‬
‫َأب ُب ْع َدى )‬ ‫منعت ( ََّأم ٍ‬
‫ت ** ََّأم‬
‫ت ) و( ُب ْع َدى ) ص فة ل ه ‪َ ( ،‬ح َجبَ ْ‬
‫أم ه ذه مفع والً لقول ه ‪َ ( :‬ح َجبَ ْ‬
‫َأب ) أي من جهة األب ‪ ،‬القول فيها كالقول فيما سبق ‪ ،‬فليس قاصر ًة على‬ ‫ٍ‬
‫سدسا يعين‬
‫ت ) يعين وسلبت ً‬
‫أم األب كما هو ظاهر العبارة ‪َ ( .‬و ُس ْد ًسا َسلَبَ ْ‬
‫أخذت السدس كامالً ‪ ،‬ألهنا لو اشرتكت معها لكان نصف السدس هلا ‪ ،‬هو‬
‫حقه ا ولكن الن اظم هن ا ع رب بأهنا س لبت الس دس ك امالً النفراده ا ‪ ،‬وإال‬
‫الظاهر أنه ليس مث سدس كامل يف األصل هلا ‪ ،‬هي ال تستحق إال النصف ‪،‬‬
‫وكوهنا حجبته ا أخ ذت نص ف الس دس اآلخ ر ‪ ،‬حينئ ٍذ مل تس لب الس دس‬
‫كله ‪ ،‬وإمنا سلبت نصف السدس هذا هو يف احلققة ‪ ،‬ولكن ملا كان السدس‬
‫ت ) أي‬
‫معطيً ا على جه ة االس تقالل ع رب الن اظم ب ذلك ‪ ،‬و( َو ُس ْد ًس ا َس لَبَ ْ‬

‫‪www.alhazme.net‬‬
‫‪33‬‬
‫الرحبية ‪ .............................‬الشريط الحادي‬
‫عشر‬

‫سدسا ‪ ،‬السلب يف احلقيقة لنصف السدس ألهنا لو مل حتجب األخرى‬ ‫سلبت ً‬


‫الشرتكتا ولكن نظر [ املصنف ](‪ )1‬الناظم هنا لكوهنا أخذت سدس بكامله ‪.‬‬
‫ق ال الش ارح هن ا ‪ :‬وإن تكن اجلدة ق رىب ألم أي من جه ة األم ك أم أم‬
‫حجبت أم أب أي من جهة األب بُعدى ‪ ،‬كأم أم األب ‪ ،‬انظر أم األم قريبة‬
‫يعين ليس بينها وبني امليت إال واحد ‪ ،‬وهنا البعدى أم أم أب ‪ ،‬أيهما أقرب ؟‬
‫هذه باثنني وهذه بواحد وصلت ‪ ،‬إذًا القريبة حتجب البعيدة لكن بشرط أن‬
‫أب أش ار‬‫تك ون القريب ة من جه ة األم والبعي دة من جه ة األب ‪ ،‬وك أم أب ٍ‬
‫بتع دد املث ال إىل أن ه ال ف رق بني أن ت ديل لألب ب أنثى أو ب ذكر ‪ ،‬العكس ل و‬
‫خالف بني الشافعي ‪ .‬إ ًذا عندنا‬
‫ٌ‬ ‫كانت القرىب أم ٍ‬
‫أب والبعدى أم األم هذا فيه‬
‫صورتان ‪:‬‬
‫أن تكون القرىب أم أم من جهة األم ‪ ،‬والبعدى من جهة األب حجبتها ال‬
‫إشكال فيه ‪ ،‬لو كانت بالعكس بأن كانت القرىب من جهة األب والبعدى‬
‫من جهة األم فالقوالن منصوصان ‪ ،‬يعين يف كتب أهل العلم ‪ ،‬ففيهما خالف‬
‫أيهما يسقط األخرى ‪.‬‬
‫مث ذكر ما كانت القرىب من جهة األب فقال ‪:‬‬

‫ت‬ ‫ََّأم ٍ‬
‫َأب ُب ْع َدى َو ُس ْد ًس ا َس لَبَ ْ‬ ‫ت‬ ‫َوِإ ْن تَ ُك ْن ُق ْربَى ٍّ‬
‫ُألم َح َجبَ ْ‬
‫(‬ ‫(‬

‫‪ )?(1‬سبق ‪.‬‬

‫هذه المادة لم تراجع من‬


‫‪36‬‬
‫قبل الشيخ‬
‫‪ ......................‬فضيلة الشيخ أحمد بن عمر‬
‫الحازمي‬

‫س)‬ ‫( َوِإ ْن تَ ُك ْن ) أي اجلدة الق رىب ( فَ الْ َق ْوالَ ِن ) ‪َ ( ،‬وِإ ْن تَ ُك ْن بِ ال َْع ْك ِ‬


‫متلبس ة ب العكس يع ين من املس ألة األوىل ب أن ك انت القريب ة من جه ة األب‬
‫والبع دى من جه ة األم ‪ ،‬أيهم ا حيجب اآلخ ر ؟ ه ل نعمم القاع دة فنق ول ‪:‬‬
‫الق رىب مطل ًق ا حتجب البع دى س واء كنت الق رىب من جه ة األم أو من جه ة‬
‫األب أم نفصل ؟‬
‫فنق ول ‪ :‬الق رىب إن ك انت من جه ة األم حجبت البع دى ‪ ،‬وأم ا ب العكس‬
‫ففي ه خالف ف نرجح بأن ه ال تس قط البع دى ال يت هي من قب ل األم ب القرىب من‬
‫س ) إن تكن اجلدة‬ ‫جهة األب ‪ ،‬هذا الذي يعنيه الناظم هنا ( َوِإ ْن تَ ُك ْن بِ ال َْع ْك ِ‬
‫القرىب بالعكس مما سبق يعين من املسألة السابقة املخالفة للصورة السابقة بأن‬
‫ك انت الق رىب من جه ة األب والبع دى من جه ة األم ‪ ،‬ق ال ‪ ( :‬فَ الْ َق ْوالَ ِن )‬
‫ان ) خرب املبتدأ ( في‬ ‫الفاء واقعة يف جواب الشرط والقوالن مبتدأ ( م ْنصوص ِ‬
‫َ ُْ َ‬
‫ب َْأه ِل ال ِْعل ِْم ) يعين منهم من قال بأهنا تَطرد القاعدة القرىب مطل ًق ا حتجب‬
‫ُك ْت ِ‬
‫البع دى مطل ًق ا ‪ ،‬ومنهم من فص ل ق ال ‪ :‬إن ك انت الق رىب من جه ة األم‬
‫حجبت البعدى من جهة األب ‪ ،‬وإن كانت القرىب من جهة األب مل حتجب‬
‫البع دى من جه ة األم ‪ ،‬ب ل حتجبه ا تل ك أو يش رتكان على خالف ‪ ( ،‬في‬
‫ب ) بإس كان الت اء وه و لغ ة ولل وزن ك ذلك ‪َْ ( ،‬أه ِل‬ ‫ب ) ‪ُ ( ،‬ك ْت ِ‬
‫ُك ْت ِ‬
‫نص على‬ ‫ال ِْعل ِْم )أي الفقهاء الفرضيني ( م ْنصو ِ‬
‫صان ) قلنا ‪ :‬هذا خرب املبتدأ ‪ّ ،‬‬
‫َ ُْ َ‬
‫نص ا عين ه وح دده ‪ ،‬وص يغة الكالم األص لية ال يت وردت من املؤل ف ‪.‬‬
‫الش يء ًّ‬

‫‪www.alhazme.net‬‬
‫‪33‬‬
‫الرحبية ‪ .............................‬الشريط الحادي‬
‫عشر‬

‫س ) من املسألة األوىل بأن ك انت الق رىب من جه ة األب كأم‬ ‫قال ‪ ( :‬بِ ال َْع ْك ِ‬
‫أب والبع دى من جه ة األم ك أم أم أم ‪ ( ،‬فَ الْ َق ْوالَ ِن ) فيهم ا يف ه اتني‬
‫الص ورتني م ذكوران يف كتب أه ل العلم من الش افعية وغ ريهم منصوص ان‬
‫لإلمام الشافعي رمحه اهلل تعاىل ‪ ،‬ومها روايتان عن زيد بن ثابت رضي اهلل عنه‬
‫ط ال ُْب ْع َدى ) هذا القول األول ‪:‬‬
‫‪ ( .‬الَ تَ ْس ُق ُ‬
‫َّص ِح ِ‬
‫يح‬ ‫َو َّات َف َق ال ُ‬
‫ْج ُّل َعلَى الت ْ‬ ‫َدى َعلَى‬ ‫ط ال ُْب ْع‬
‫ُق ُ‬ ‫الَ تَ ْس‬
‫الص ِح ِ‬
‫(‬

‫(‬ ‫يح‬ ‫َّ‬


‫ط‬
‫ط ال ُْب ْع َدى ) ه ذا خ ًربا حملذوف يع ين أح د الق ولني ( الَ تَ ْس ُق ُ‬ ‫( الَ تَ ْس ُق ُ‬
‫ال ُْب ْع َدى ) ‪ ،‬أي بُعدى ؟ ال يت من جهة األم ال تسقط تبقى مع ال يت من جهة‬
‫الص ِح ِ‬
‫يح )‬ ‫ط ) أي اجلدة ‪ ( ،‬ال ُْب ْع َدى ** َعلَى َّ‬ ‫األب وهي القرىب ‪ ( ،‬الَ تَ ْس ُق ُ‬
‫يع ين على الق ول الص حيح ‪ ،‬ص حيح فعلي ل مبع ىن مفع ول ‪ ،‬يع ين على الق ول‬
‫املص حح ‪ ،‬وص ح الش يء ص حة بَ ِرءَ من ك ل عيب أو ريب فه و ص حيح ‪.‬‬
‫ْج ُّل ) يع ين اجلل معظم‬ ‫يح ) أي على القول الصحيح ( َو َّات َف َق ال ُ‬ ‫الص ِح ِ‬
‫( َعلَى َّ‬
‫الشافعية ‪ ،‬وكذلك املالكية على التصحيح ‪ .‬يقال ‪ :‬صححه أي زال خطأه أو‬
‫ط ال ُْب ْع َدى )‬
‫عيبه ‪ .‬إذًا رجح املصنف هنا بأن البعدى ال تسقط ‪ ( ،‬ال تَ ْس ُق ُ‬
‫من جه ة األم ب القرىب من جه ة األب ‪ ،‬ب ل يش رتكان يف الس دس ‪ ،‬على‬
‫الصحيح عندهم وبه قال مالك رمحه اهلل تعاىل ‪ ،‬وعلة عدم السقوط قالوا ‪:‬‬

‫هذه المادة لم تراجع من‬


‫‪36‬‬
‫قبل الشيخ‬
‫‪ ......................‬فضيلة الشيخ أحمد بن عمر‬
‫الحازمي‬

‫ألن ال يت من جه ة األم وإن ك انت أبع د فهي أق وى ‪ ،‬ال يت من جه ة األم وإن‬


‫ك انت بعي دة فهي أق وى من القريب ة أيت من جه ة األب لك ون األم أص الً يف‬
‫إرث اجلدات ‪ ،‬ألن إرث اجلدات بطري ق األموم ة ‪ ،‬فع دل ق رب ال يت من قب ل‬
‫األب قوة اليت من قبل األم فاعتدلتا واشرتكتا ‪ ،‬هو يقول ‪ :‬فاعتدال فاشرتكا ‪.‬‬
‫ال ‪ ،‬هنا التأنيث واجب فاعتدلتا واشرتكتا ‪.‬‬
‫القول الثاين ‪ :‬حتجبها يعين القرىب حتجب البعدى ‪ ،‬ولو كانت القرىب من‬
‫قبل األب حتجب البعدى من جهة األم ‪ ،‬وهذا هو الصحيح ‪ ،‬للقاعدة املطردة‬
‫وهو مذهب احلنابلة كما سيأيت ‪ .‬والقول الثاين حتجبها أي أن القرىب حتجب‬
‫البع دى جريً ا على األص ل والقاع دة من أن الق رىب حتجب البع دى ‪ ،‬ه ذا ه و‬
‫األصل املطرد يف علم الفرائض ‪ ،‬أن القريب حيجب البعيد ال يرث معه ‪ .‬وبه‬
‫ق ال أيب حنيف ة وه و املف ىت ب ه عن د احلنابل ة ‪ ،‬وه و األوىل ب القبول ملوافقت ه‬
‫ْج ُّل ) يع ين املعظم من الش افعية واملالكي ة ك ذلك على‬‫لألص ول ‪َ ( .‬و َّات َف َق ال ُ‬
‫التصحيح هلذا القول األول ‪.‬‬
‫إ ًذا إذا ك ان من جه تني فحينئ ٍذ إذا ك انت الق رىب من جه ة األم أو ك انت‬
‫الق رىب من جه ة األب حينئ ٍذ حجبت البع دى مطل ًق ا على الص حيح ‪ ،‬وعن د‬
‫الشافعية فيه تفصيل ‪ :‬إن كانت القرىب من جهة األم حجبت البعدى من جهة‬
‫األب ‪ ،‬وإن ك انت الق رىب من جه ة األب مل حتجب البع دى من جه ة األم ‪،‬‬
‫بل ترث معها وتشرتك يف السدس ‪ ،‬والصحيح هو احلجب ‪.‬‬

‫‪www.alhazme.net‬‬
‫‪33‬‬
‫الرحبية ‪ .............................‬الشريط الحادي‬
‫عشر‬

‫ذكر للجدات إذا كانت إحدامها أقرب من‬ ‫ِإ‬


‫إ ًذا قوله ‪َ ( :‬و ْن تَ ُك ْن ) ‪ .‬هذا ٌ‬
‫األخرى ومها من جهتني مث قال ‪:‬‬
‫ظ ِمن الْم وا ِر ِ‬ ‫ت بِغَْي ِر وا ِر ِ‬
‫ث‬ ‫فَ َم ا لَ َه ا َح ٌّ َ َ َ‬ ‫(‬
‫ث‬ ‫َ‬ ‫َو ُك ُّل َم ْن َأ ْدلَ ْ‬
‫(‬

‫ه ذا تص ريح مبفه وم قول ه ‪ ( :‬و ُك َّن ُكلُّ ُه َّن وا ِرثَ ِ‬


‫ات ) ‪ .‬صرح ب املفهوم أن‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اليت تكون فاسدة هي من ُوجد فيها هذا الضابط فال تكون وارث ةً ‪ ،‬ألنه بني‬
‫س َاوى ) … إىل آخره اجلدة الوارثة ‪ ،‬طيب من هي اليت‬ ‫ِإ‬
‫لك بقوله ‪َ ( :‬و ْن تَ َ‬
‫ال ت رث ؟ حينئ ٍذ حنت اج إىل بي ان ألن ك قي دت احلكم قلت ‪َ ( :‬و ُك َّن ُكلُّ ُه َّن‬
‫ات ) نفهم منه أن من اجلدات من ترث ‪ ،‬ومن اجلدات من ال ترث ‪ ،‬إذًا‬ ‫وا ِرثَ ِ‬
‫َ‬
‫ما الضابط بينهما قال ‪:‬‬
‫ظ ِمن الْم وا ِر ِ‬ ‫ت بِغَْي ِر وا ِر ِ‬
‫ث‬ ‫فَ َم ا لَ َه ا َح ٌّ َ َ َ‬ ‫(‬
‫ث‬ ‫َ‬ ‫َو ُك ُّل َم ْن َأ ْدلَ ْ‬
‫(‬

‫إذا أدلت ووصلت إىل امليت بشخص ال يرث ليس من أصحاب الفروض‬
‫فحينئذ نقول ‪ :‬هذه جدة فاسدة غري صحيحة ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫وليس من أصحاب التعصيب‬
‫ت ) من اجلدات ( بِغَْي ِر وا ِر ِ‬
‫ث ) وهي‬ ‫ملاذا؟ ألهنا ال ت رث ‪َ ( .‬و ُك ُّل َم ْن َأ ْدلَ ْ‬
‫َ‬
‫كل من أدلت بذكر بني أنثيني هذا ضابطها ‪ ،‬كل من دلت بذكر بني أنثيني‬
‫( فَ َما لَ َها ) الفاء واقعة [ يف جواب ] واقعة يف خرب املبتدأ ليست يف جواب ‪،‬‬
‫ألن ك ل مبت دأ وه و من ص يغ العم وم حينئ ٍذ يُستحس ن أن ت دخل الف اء على‬
‫ث)‬‫ت ) من اجلدات ( بِغَْي ِر وا ِر ِ‬
‫اخلرب ‪َ ( ،‬و ُك ُّل ) ه ذا ض ابط ك ل ( َم ْن َأ ْدلَ ْ‬
‫َ‬

‫هذه المادة لم تراجع من‬


‫‪36‬‬
‫قبل الشيخ‬
‫‪ ......................‬فضيلة الشيخ أحمد بن عمر‬
‫الحازمي‬

‫يع ين وص لت إىل امليت بغ ري وارث ‪ ،‬ش خص ال ي رث ( فَ َم ا لَ َه ا َح ٌّ‬


‫ظ ) أي‬
‫ظ ) فليس هلا ح ظ من املوارث ‪ ،‬أي من‬ ‫نص يب من املوارث ‪ ( ،‬فَ َم ا لَ َه ا َح ٌّ‬
‫األمور املوروثة فهو مجع مرياث مبعىن املوروث ‪.‬‬
‫ت ) وكل من أدلت من اجلدات ( بِغَْي ِر‬
‫قال الشارح هنا ‪َ ( :‬و ُك ُّل َم ْن َأ ْدلَ ْ‬
‫ث ) ك أم أب األم ‪ ،‬أب األم من األرح ام من ذوي األرح ام ‪ ،‬ف إن أب‬ ‫وا ِر ِ‬
‫َ‬
‫األم غري وارث ‪ ،‬ويعرب عنها باليت تديل بذكر بني أنثيني ‪ ،‬كالمها خمتلفان يف‬
‫ظ ِمن الْم وا ِر ِ‬
‫ث ) ألهنا من ذوي‬ ‫الص يغة واملؤدي واح ٌد ‪ ( ،‬فَ َم ا لَ َه ا َح ٌّ َ َ َ‬
‫األرح ام فال ت رث إال عن د من ق ال بت وريث ذوي األرح ام ‪ ،‬وهم احلنابل ة‬
‫وغ ريهم ‪ ،‬يف املذهب عن دنا الض ابط هن ا ‪ :‬ال يس قط اجلدة إال األم ‪ ،‬وأم ا‬
‫األب واجلد فال يس قطان اجلدة املدلي ة هبم ا عن د احلنابل ة خالفً ا لألئم ة‬
‫الثالثة ‪،‬يعين أم األب ترث مع األب ‪ ،‬وأم أب األب ترث مع اجلد ‪ ،‬ألن أبا‬
‫األب هو اجلد فرتث معه وال حيجبها ‪ ،‬هذا يضاف إىل ما ذكرناه هناك من‬
‫اإلخ وة األم ‪ ،‬اإلخ وة ألم قلن ا القاع دة ‪ :‬أن ك ل من أدلى ب وارث حينئ ٍذ‬
‫حجبه ‪ .‬هذه قاعدة استثنينا فيما سبق باالتفاق اإلخوة ألم ‪ ،‬ألهنم أدلوا باألم‬
‫ويرث ون معه ا ‪ ،‬يض اف إلي ه عن د احلنابل ة اجلدة م ع األب ‪ ،‬واجلدة م ع اجلد ‪،‬‬
‫الذي هو أبو األب [ نعم ] ‪ ،‬ال يُسقط اجلدة إال األم ‪ ،‬األم هي اليت تسقطها‬
‫‪ ،‬وأم ا األب واجلد فال يس قطان اجلدة املدلي ة هبم ا عن د احلنابل ة خالفً ا لألئمة‬

‫‪www.alhazme.net‬‬
‫‪33‬‬
‫الرحبية ‪ .............................‬الشريط الحادي‬
‫عشر‬

‫الثالثة ‪ ،‬واجلدة الفاسدة هي اجلدة املدلية بذكر بني أنثيني كأم أب األم ‪ .‬قال‬
‫هنا فائدة عند الشارح ‪:‬‬
‫حاصل القول أن اجلدات عند الفرضيني على أربعة أقسام ‪:‬‬
‫القس م األول ‪ :‬من أدلت مبحض إن اث ‪ ،‬يع ين بإن اث خلّص ‪ ،‬أم أم أم‬
‫ليس بينهما ذكر وال تنتهي بذاك ‪ .‬كأم األم وأمهاهتا املدليات بإناث ُخلّص ‪،‬‬
‫خبالف م ا ل و ك ان هن اك ذك ر بني اإلن اث ‪ ،‬فإهنا ال ت رث حينئ ٍذ على ه ذا‬
‫القس م األول من أدلت مبحض اإلن اث ‪ ،‬ج دة ت ديل للميت مبحض اإلن اث أم‬
‫أم ‪ ،‬أم أم األم ‪ ..‬وهلم ج را وإن عل ون ‪ ،‬حينئ ٍذ نقول ‪ :‬هذه السلسلة كلها‬
‫إن اث حينئ ٍذ ت رث ‪ ،‬وه ذه حمل إمجاع بني أه ل العلم ‪ ،‬ت رث بإمجاع األئم ة‬
‫األربعة ‪ ،‬لكن هبذا الشرط مبحض اإلناث خبالف ما لو كان هناك ذكر بني‬
‫اإلناث فإهنا ال ترث ٍ‬
‫حينئذ ‪.‬‬
‫إ ًذا القس م األول ال خالف في ه اجملم ع علي ه إذا عرفت ه يس ري ل ك لألم ر‬
‫كثريا ‪.‬‬
‫ً‬
‫والقس م الث اني ‪ :‬من اجلدات ‪ :‬من أدلت مبحض ذك ور ‪ ،‬يع ين ذك ور‬
‫ُخلّص ليس بينهم إن اث ‪ ،‬ك أم األب ‪ ،‬وأم أيب األب ‪ ،‬وأم أب أب األب ‪.‬‬
‫ذكر لك ثالثة أنواع انتبه أم األب هذه وارثة باإلمجاع ‪ ،‬يعين اإلمجاع األئمة‬
‫األربع ة ال خالف يف أن أم األب وارث ة ‪ ،‬واض ح ؟ [ وأم أيب ] وك ذلك‬
‫أمهاهتا املدليات مبحض اإلن اث يع ين وإن عل ون أم أم أم أب ‪ ،‬أم أم أم األب‬

‫هذه المادة لم تراجع من‬


‫‪36‬‬
‫قبل الشيخ‬
‫‪ ......................‬فضيلة الشيخ أحمد بن عمر‬
‫الحازمي‬

‫كلهن وارث ات بش رط أن ال يك ون مث فاص ل بني اإلن اث‬ ‫… إىل آخ ره ّ‬


‫بذك ٍر ‪ .‬وأما الثانية وهي أم أيب األب وهذه ترث عند األئمة الثالثة عند أيب‬
‫حنيف ة والش افعي وأمحد ح ىت املذهب عن دنا ت رث خالفً ا للمالكي ة فال ت رث‬
‫عن دهم ‪ ،‬أم أيب األب ه ذه قلن ا ‪ :‬ت رث عن د األئم ة الثالث ة وال ت رث عن د‬
‫املالكية ‪ ،‬ومثلها يف ذلك أمهاهتا املدليات بإناث ُخلّص ‪ ،‬هذا النوع الثاين ‪.‬‬
‫الث الث ليس القس م الث اين الن وع الث الث يف اجلدات املذكورات يف القس م‬
‫الث اين ‪ :‬أم أيب أيب األب ه ذه ت رث عن د الش افعية واحلنفي ة ‪ ،‬دون املالكي ة‬
‫واحلنابلة ‪ ،‬احلنابلة ال ترث وهكذا مبحض الذكور ‪ ،‬يعين كأم أيب أيب أيب ٍ‬
‫أب‬
‫إ ًذا القس م الث اين من أدلت مبحض ذك ور يع ين ب ذكور ُخلّص وذك ر الن اظم‬
‫ثالث أنواع هلذا القسم ‪:‬‬
‫‪ -‬أم األب ‪ ،‬وترث بإمجاع ‪.‬‬
‫‪ -‬أم أيب األب ترث عند الثالثة خالفًا للمالكية ‪.‬‬
‫‪ -‬أم أيب أيب األب هذه ترث عند الشافعية واحلنفية ‪ ،‬دون املالكية واحلنابلة‬
‫‪.‬‬
‫القس م الث الث من أح وال الج دات ‪ :‬من أدلت بإن اث إىل ذك ور ‪ ،‬يع ين‬
‫إناث واخلامتة بذكور ‪ ،‬أي ال بإناث خلص ‪ ،‬وال بذكور ُخلص مثل ماذا ؟‬

‫‪www.alhazme.net‬‬
‫‪33‬‬
‫الرحبية ‪ .............................‬الشريط الحادي‬
‫عشر‬

‫أم أم أيب انظر أدلت بإناث أم أم إىل ذكور أب ‪ ،‬كأم أمي أيب وكأم أم أيب‬
‫أب وهك ذا ‪ ،‬أم أم األب ه ذه جمم ع على إرثه ا ‪ ،‬وأم أم أيب ٍ‬
‫أب ه ذه وارث ة‬ ‫ٍ‬
‫عند غري املالكية يعين عند ثالثة ترث إال املالكية ‪.‬‬
‫القس م الراب ع ‪ :‬عكس الث الث يع ين من أدلت ب ذكور إىل إن اث ‪ ،‬أم أيب‬
‫األم وهذه هي اليت احرتز عنها بقوله ‪:‬‬
‫ظ ِمن الْم وا ِر ِ‬ ‫ت بِغَْي ِر وا ِر ِ‬
‫ث‬ ‫فَ َم ا لَ َه ا َح ٌّ َ َ َ‬ ‫(‬
‫ث‬ ‫َ‬ ‫َو ُك ُّل َم ْن َأ ْدلَ ْ‬‫(‬

‫يع ين ج دة فاس دة ‪ ،‬ليس هلا ح ظ من اإلرث ‪ ،‬وهي غ ري وارث ة عن دنا‬


‫كاحلنيفة واملالكية واحلنابلة ‪ ،‬إال على القول بتوريث ذوي األرحام ‪.‬‬
‫إذًا هذه أربعة أقسام على ما ذكرناه يف اختالف املذاهب األربعة ‪ ،‬وسيأيت‬
‫خالصة املذهب إن شاء اهلل تعاىل ‪.‬‬
‫اَألولَى َف ُق ْل لِي‬
‫ب ْ‬ ‫في ال َْم ْذ َه ِ‬ ‫ب‬ ‫ط الْب ْع َدى بِ َذ ِ‬
‫ات الْ ُق ْر ِ‬ ‫َوتَ ْس ُق ُ ُ‬
‫َح ْسبِي‬
‫(‬

‫(‬

‫هذا البيت لو جعله فيما يتعلق بقوله ‪:‬‬


‫الش ْر ِعيَّ ْة‬
‫ادلَ ِة َّ‬
‫في ال ِْقس م ِة الْع ِ‬
‫َْ َ‬ ‫س َب ْيَن ُه َّن بِ َّ‬
‫الس ِويَّ ْة‬ ‫الس ْد ُ‬
‫فَ ُّ‬
‫(‬ ‫(‬

‫ط ال ُْب ْع َدى ) ألنه هو متعلق به ‪ ،‬اجلدات إذا كن من جهة واحدة‬


‫( َوتَ ْس ُق ُ‬
‫من جه ة األم فق ط واجتمعن ليس ا يف درج ة واح دة ‪ ،‬إح دامها ق رىب والثاني ة‬

‫هذه المادة لم تراجع من‬


‫‪36‬‬
‫قبل الشيخ‬
‫‪ ......................‬فضيلة الشيخ أحمد بن عمر‬
‫الحازمي‬

‫ط ال ُْب ْع َدى )‬
‫بعدى ‪ ،‬إذًا البعدى تسقط بالقرىب هذا الذي عناه هنا ‪َ ( .‬وتَ ْس ُق ُ‬
‫ط ) من الورث ة‬ ‫ب ) ‪َ ( ،‬وتَ ْس ُق ُ‬ ‫يع ين من الورث ة اجلدة ( الْب ْع َدى بِ َذ ِ‬
‫ات الْ ُق ْر ِ‬ ‫ُ‬
‫( ال ُْب ْع َدى ) ه ذه ص فة ملوص وف حمذوف أي اجلدة البع دى ‪ ،‬وتس قط اجلدة‬
‫ب ) يعين باجلدة صاحبة القريب ‪ ،‬ذات مبعىن صاحبة ‪،‬‬ ‫( الْب ْع َدى بِ َذ ِ‬
‫ات الْ ُق ْر ِ‬ ‫ُ‬
‫سواءٌ كانتا من جهة األم كأم أم وأمها إتفاقً ا ألهنا ُمدلية هبا بأم األم فتسقط‬
‫هبا ‪ ،‬أو كانت ا من جه ة األب والبع دى مدلي ة ب القرىب ك أم أب وأمه ا اتفاقً ا‬
‫أيض ا ألهنا أدلت هبا فتس قط هبا ‪ ،‬أو كانت ا من جه ة األب والبع دى ال ت ديل‬ ‫ً‬
‫بالقرىب أم األب وأم أيب األب على األصح املنصوص يف زوائد الروضة ‪ .‬إ ًذا ‪:‬‬
‫اَألولَى ‪.........‬‬ ‫ْذ َه ِ‬ ‫ط الْب ْع َدى بِ َذ ِ‬
‫ات الْ ُق ْر ِ‬
‫ب ْ‬ ‫في ال َْم‬
‫(‬
‫ب‬ ‫َوتَ ْس ُق ُ ُ‬ ‫(‬

‫عند الثالثة ال إشكال فيه اتفاقًا ‪ ،‬وإمنا يف املذهب األوىل يعين اخلالف عند‬
‫الش افعية ‪ ،‬وأم ا عن د احلنابل ة ق والً واح ًدا أهنا تس قط ‪ ،‬وك ذلك عن د املالكي ة‬
‫وعند احلنفية ‪ ،‬وإمنا يف املذهب األوىل يعين يف القول األول عند الشافعية ألن‬
‫يف هذه املسألة قولني ‪ :‬تسقط ‪ ،‬ال تسقط ‪ .‬واملرجح عندهم أهنا تسقط اتفاقً ا‬
‫اَألولَى ) ‪ .‬يع ين يف الق ول األرجح عن د‬
‫ب ْ‬ ‫للثالث ة ‪ .‬إذًا قول ه ‪ ( :‬في ال َْم ْذ َه ِ‬
‫الشافعية ‪ ،‬وأما عند األئمة الثالثة فمحل وفاق ال خالف بينهم يف أن البعدى‬
‫تس قط ب ذات الق رب ‪ ،‬وه ذا فيم ا إذا ك ان من جه ة واح دة ‪ ،‬أن ق رىب ك ل‬
‫جهة حتجب بعداها ‪ ،‬هذا الضابط يف باب الفرائد ‪ ،‬قربى كل جهة تحجب‬

‫‪www.alhazme.net‬‬
‫‪33‬‬
‫الرحبية ‪ .............................‬الشريط الحادي‬
‫عشر‬

‫بع دها ‪ .‬وأم ا الوج ه الث اين عن دهم أهنا ال حتجبه ا ب ل يش رتكان يف الس دس ‪،‬‬
‫ألهنا قال هنا ‪ :‬أهنا ال حتجبها أي بعدم إدالئها هبا بل يشرتكان يف السدس ‪.‬‬
‫اَألولَى ) يعين األرجح املفىت به يف بعض هذه املسائل ‪ ،‬وأما‬
‫ب ْ‬ ‫( في ال َْم ْذ َه ِ‬
‫ررت ل ك فجري ان‬ ‫يف بعض ها فاتفاقً ا فتس قط البع دى ب القرىب اتفاقً ا كم ا ق ُ‬
‫اخلالف يف هذه املسائل باعتبار اجملموع ال باعتبار اجلميع ( َف ُق ْل لِ ْي َح ْس بِ ْي )‬
‫يعين يكفي كأنه استشعر أنه أطال يف هذا الباب فيكفي هذه املسائل ‪ ،‬فقل ‪:‬‬
‫أيه ا الن اظر يف ه ذا النظم ( لِ ْي َح ْس بِ ْي ) يع ين يكفي ين م ا حص ل من ذك ر‬
‫املس ائل يف أص حاب الف روض أو يف اجلدات فـ ( حس ب ) اس م فع ل مبع ىن‬
‫يكفي ‪ ( ،‬ففيم ا ذكرت ه يل ) كفاي ة للمبت دئ ‪ ،‬وال يقص ر عن إف ادة املنتهي‬
‫املطولة ‪:‬‬
‫التبحر يف ذلك فعليه بالكتب ّ‬ ‫ومن أراد ّ‬
‫وض‬ ‫ِم ْن غَْي ِر ِإ ْش َك ٍ‬
‫ال َوالَ غُ ُم ِ‬ ‫ت قِ ْس َمةُ الْ ُف ُر ِ‬
‫وض‬ ‫َوقَ د َّتنَ َ‬
‫اه ْ‬
‫(‬ ‫(‬

‫ت ) تفاع ل هن ا ليس على باب ه كم ا‬ ‫ت ) ق د للتحقي ق ( َّتنَ َ‬


‫اه ْ‬ ‫( َوقَ د َّتنَ َ‬
‫اه ْ‬
‫ت ) يعين بلغت الغاية يف‬ ‫اه ْ‬‫أشار الشارح إىل ذلك بقوله ‪ :‬أي انتهت ‪َّ ( ،‬تنَ َ‬
‫ت قِ ْس َمةُ الْ ُف ُر ِ‬
‫وض‬ ‫النهاية ليس هذا املراد ‪ ،‬وإمنا املراد أهنا انتهت ( َوقَد َّتنَ َ‬
‫اه ْ‬
‫) أي ما يؤخذ منه قسمة الفروض ‪ .‬فالذي انتهى بيان الفروض ومستحقيها‬
‫ال قسمة الفروض ‪ ،‬قسمة الفروض هذا يكون عمليًّا وإمنا بيان الفروض وبيان‬
‫وض ) أي ما يؤخذ‬ ‫مستحقي الفروض هو الذي انتهى ‪ ،‬فمراده ( قِ ْس َمةُ الْ ُف ُر ِ‬

‫هذه المادة لم تراجع من‬


‫‪36‬‬
‫قبل الشيخ‬
‫‪ ......................‬فضيلة الشيخ أحمد بن عمر‬
‫الحازمي‬

‫منه ( قِ ْس َمةُ الْ ُف ُر ِ‬


‫وض ) وهو معرفة من يرث ومن ال يرث ‪ ،‬ومعرفة الفروض‬
‫وأصحاهبا … إىل آخره هذا الذي يكون أص الً ‪ ،‬مث بعد ذلك تقسم ‪ ،‬هذا‬
‫كم له وهذا كم له ؟‬
‫وض ) حال كوهنا‬ ‫وض ) أي ما يؤخذ منه ( قِ ْس َمةُ الْ ُف ُر ِ‬ ‫إ ًذا ( قِ ْس َمةُ الْ ُف ُر ِ‬
‫ال ) يعين من غري التباس ‪ ،‬يقال ‪ :‬أشكل األمر التبس ‪َ ( ،‬والَ‬ ‫( ِم ْن غَْي ِر ِإ ْش َك ٍ‬
‫غموضا َخ ِف َي يعين من غري‬
‫ً‬ ‫وض ) هذا الزم ملا قبله غمض الشيء والكالم‬ ‫غُ ُم ِ‬
‫وض ) أي ‪ :‬انتهت ( ِم ْن‬ ‫ت قِ ْس َمةُ الْ ُف ُر ِ‬ ‫التب اس ومن غ ري خف اء ( َوقَ د َّتنَ َ‬
‫اه ْ‬
‫وض ) ‪ ،‬وه و ك ذلك ألن الرحبي ة من املنظوم ات‬ ‫ال َوالَ غُ ُم ِ‬ ‫غَْي ِر ِإ ْش َك ٍ‬
‫الواضحة البيّنة اليت ال حتتاج إىل كثرة كالم ‪.‬‬
‫َمن يرث من الجدات عند الحنابلة ثالثة فقط ‪:‬‬
‫‪ -‬األولى ‪ :‬أم األم وإن علت مبحض اإلن اث ‪ ،‬وقلن ا ‪ :‬ه ذا جمم ع على‬
‫توريثها ‪.‬‬
‫‪ -‬الثانية ‪ :‬أم األب ك ذلك يع ين وإن علت مبحض اإلن اث ‪ ،‬وه ذه جمم ع‬
‫على توريثها ‪.‬‬
‫‪ -‬الثالثة ‪ :‬أم أيب األب ‪.‬‬
‫عند احلنابلة غري هذه الثالثة ال ترث فقط ‪ ،‬وهذا هو ظاهر السنة ‪ ،‬أن غري‬
‫هذه الثالثة ال يرثن البتة ‪ ،‬وبه قال شيخ اإلسالم ابن تيمية رمحه اهلل تعاىل ‪،‬‬
‫إمجاع ا‬
‫أما أم أيب أم فإهنا من ذوي األرحام ‪ ،‬وكذا كل جدة تُديل بغري وارث ً‬

‫‪www.alhazme.net‬‬
‫‪33‬‬
‫الرحبية ‪ .............................‬الشريط الحادي‬
‫عشر‬

‫ال ت رث ‪ ،‬وأم ا أم أيب أم فإهنا من ذوي األرح ام ‪ ،‬واخلالف يف ذوي األرح ام‬
‫ه ذا معل وم ‪ ،‬وال خالف بني العلم اء يف ت وريث أم األم ‪ ،‬وأم األب ‪ ،‬وإمنا‬
‫اخلالف يف الثالث فقط وهي أم أيب األب والصحيح أهنا ترث ‪ ،‬ودليل احلصر‬
‫يف الثالث ة ملاذا حص َّ‬
‫رن يف ثالث ة م ا رواه س عي ٌد يف س ننه عن ابن عيين ة عن‬
‫ورث ثالث ج ّدات ‪.‬‬ ‫منصور عن إبراهيم النخعي أن النيب ‪ّ ‬‬
‫قول ثالث يدل على ماذا ؟ على احلصر ‪.‬‬
‫ورث ثالث ج دات ‪ ،‬ثن تني من قبل األب ‪ ،‬وواح دة من قبل‬ ‫أن النيب ‪ّ ‬‬
‫األم ‪ ،‬أم األم ه ذه واح دة ‪ ،‬أم األب وأم أيب األب ثن تني من قبل األب ‪،‬‬
‫وأخرجه [ أبو عبيد ‪ ،‬وال دارقطين ](‪ )2‬ق ال يف اإلرواء ‪ :‬وإس ناده ص حيح‬
‫مرسل ‪ .‬وأخرجه ال بيهقي واملرسل خمتلف فيه ‪ ،‬لكن عند كثري من األوائل‬
‫الس لف أنه معم ول به قبل وج ود فتنة الك ذب وحنو ذلك ‪ ،‬لكن يؤي ده‬
‫اإلمجاع اآليت ‪.‬‬
‫أيض ا ق ال احلافظ يعين أخرجه‬
‫وأخ رج ال بيهقي من مرسل احلسن البص ري ً‬
‫أيض ا ‪ .‬إذًا من ومرسل إب راهيم النخعي‬
‫ال بيهقي من مرسل احلسن البص ري ً‬
‫ومن مرسل احلسن البص ري أن الوارث ات من اجلدات ثالثة ‪ .‬ق ال احلافظ ابن‬
‫حجر رمحه اهلل تع اىل ‪ :‬وذكر ال بيهقي عن حممد بن نصر أنه نقل اتف اق‬
‫الص حابة والت ابعني على ذلك ‪ .‬ما هو ذلك ؟ أنه ال ي رث إال ثالث ج دات ‪:‬‬

‫‪ )?(2‬هكذا يف اإلرواء (‪. )6/127‬‬

‫هذه المادة لم تراجع من‬


‫‪36‬‬
‫قبل الشيخ‬
‫‪ ......................‬فضيلة الشيخ أحمد بن عمر‬
‫الحازمي‬

‫أم األم ‪ ،‬وأم األب ‪ ،‬وأم أيب األب ‪ ،‬إال ما روي عن س عد بن أيب وق اص أنه‬
‫أنكر ذلك وال يصح إسناده عنه ‪ .‬يعين ما روي عن إنكار سعد بن أيب وقاص‬
‫ال يثبت عنه البتة ‪ ،‬فاملذهب عن دنا ي رث اجلدات الثالث ‪ ،‬وإن عل ون أمومة‬
‫الس دس ‪ .‬ق ال ش يخ اإلس الم ابن تيمية رمحه اهلل تع اىل ‪ :‬وال ي رث غري ثالث‬
‫جدات ‪ ،‬أم األم ‪ ،‬وأم األب ‪ ،‬وأم أيب األب وإن علون أمومةً وأبوةً إال املدلية‬
‫ورث‬ ‫بغري وارث ك أم أيب األم ‪ .‬ووجه االس تدالل من األثر الس ابق قوله ‪َّ :‬‬
‫ثالث جدات ‪ .‬وقال ‪ :‬كذلك يف األثر ‪ :‬كانوا يورثون ثالث جدات ‪ .‬فدل‬
‫أب بني أمني غري‬ ‫على التحديد بثالث وأنه ال ي رث أك ثر منهن وأن املدلية ب ٍ‬
‫وارثة ‪ ،‬من أدلت ٍ‬
‫بأب بني َّأمني يعين بني أنثيني ‪ ،‬ذكر بني أنثيني هذه ليست‬
‫وارثة ونص عليها الناظم ‪:‬‬
‫ظ ِمن الْم وا ِر ِ‬ ‫ت بِغَْي ِر وا ِر ِ‬
‫ث‬ ‫فَ َم ا لَ َه ا َح ٌّ َ َ َ‬‫(‬
‫ث‬ ‫َ‬ ‫َو ُك ُّل َم ْن َأ ْدلَ ْ‬
‫(‬

‫تلخيصا ملا سبقه ‪ ،‬وقلنا ‪ :‬هذا يف املذهب ‪.‬‬


‫ً‬ ‫حاالت اجلدة‬
‫إن انف ردت واح دة من الثالث أخ ذت الس دس ك امالً بال ن زاع إ ًذا إذا مل‬
‫يكن مَثَّ أم ‪ ،‬فإن ُوجدت األم حجبتها ‪ ،‬إن انفردت واحدة يعين مل يوجد إال‬
‫ج دة واح دة ومن األم أو أم األب ‪ ،‬أو أم أيب األب حينئ ٍذ انف ردت أخ ذت‬
‫الس دس ‪ ،‬إال إذا ُوج دت األم بتحجبه ا ‪ ،‬فإن ُوج دت األم حينئ ٍذ ال ترث ‪،‬‬
‫وإن اجتمع اثنتان أو ثالث فننظر فإما أن يتحاذين مبعىن أن يتساوين يف درجة‬

‫‪www.alhazme.net‬‬
‫‪33‬‬
‫الرحبية ‪ .............................‬الشريط الحادي‬
‫عشر‬

‫أب انظ ر كلهن يف درج ة‬ ‫الق رب من امليت ك أم أم أم ‪ ،‬وأم أم أب ‪ ،‬وأم أيب ٍ‬


‫واحدة ‪ ،‬ثالث ثالث ‪ ،‬يعين تعد الدرجة تعرف تعد كم بينهم أم أم أم ثالث‬
‫حينئذ احلكم‬ ‫ٍ‬ ‫أب تقول ‪ :‬هؤالء استوين يف الدرجة‬ ‫أب ثالث ‪ ،‬أم أيب ٍ‬ ‫‪ ،‬أم أم ٍ‬
‫س َب ْيَن ُه َّن بِ َّ‬
‫الس ِويَّ ْة‬ ‫الس ْد ُ‬
‫يأخذن السدس يشرتكن يف السدس كامالً ‪ .‬يعين ( فَ ُّ‬
‫) كما ذك ر الن اظم أو تس اوين يف درج ة البع د من امليت فالس دس بينهن خلرب‬
‫قض ى للج دتني يف املرياث بالس دس ‪ ،‬وقس األك ثر منهم ا عليهم ا ‪ ،‬ولع دم‬
‫املرجح إلح داهن على األخ رى ‪ ،‬وألهنن ذوات ع دد ‪ ،‬واس توى كث ريهن‬
‫وواح دهتن كالزوج ات ‪ ،‬ج اء النص يف الزوج ة والزوج ات مثلهن ‪ ،‬فك ذلك‬
‫حينئذ تستحق تطلب السدس لكن‬ ‫اجلدات إذا كن وارثات فكل واحدة منهن ٍ‬
‫ملا مل تكن منف ردة حينئ ٍذ تُ َش َّرك م ع غريه ا ‪ ،‬وإن مل يتس اوين فمن ق ربت من‬
‫اجلدات فالسدس هلا وحدها مطل ًقا ‪ ،‬سواء كانت من جهة األم ‪ ،‬أو من جهة‬
‫واحدا من جهة واحدة ‪ ،‬فإذا اجتمعن فاملرياث‬ ‫األب ألهنن أمهات يرثن مرياثًا ً‬
‫ط ال ُْب ْع َدى ) من كل جهة للقرىب‬
‫ألقرهبن كاآلباء واألبناء واإلخوة ‪َ ( ،‬وتَ ْس ُق ُ‬
‫‪ ،‬سواء كانت القرىب من جهة األم والبعدى من جهة األب أو بالعكس ‪.‬‬
‫إذًا هذا هو املذهب دون تفصيل على ما ذكره الناظم رمحه اهلل تعاىل ‪.‬‬
‫مث ق ال رمحه اهلل تع اىل بع د أن انتهى من بي ان م ا يتعل ق ب اإلرث أو الن وع‬
‫األول وهو الفرض ‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ث َنو َع ِ‬ ‫َوا ْعلَ ْم بِ َّ‬
‫س َما‬
‫ب َعلَى َم ا قُ ِّ‬
‫ض َوَت ْعص ْي ٌ‬
‫َف ْر ٌ‬‫(‬
‫ان ُه َما‬ ‫َأن اِإل ْر َ ْ‬ ‫(‬

‫هذه المادة لم تراجع من‬


‫‪36‬‬
‫قبل الشيخ‬
‫‪ ......................‬فضيلة الشيخ أحمد بن عمر‬
‫الحازمي‬

‫بني لك الفرض وأصحابه ‪ ،‬مث انتقل إىل بيان النوع الثاين وهو التعصيب‬
‫صيب )‬ ‫َّع ِ‬
‫اب الت ْ‬ ‫فقال ‪ ( :‬بَ ُ‬
‫ملا أهنى الكالم على الفروض ومستحقيها شرع يف بيان العصبات فقال ‪( :‬‬
‫ص يب ) أي ه ذا ب اب بي ان التعص يب ‪ ،‬وم ا يتعل ق ب ه من حيث‬ ‫َّع ِ‬
‫اب الت ْ‬
‫بَ ُ‬
‫التعريف ومن حيث األحكام ‪.‬‬
‫وفع ل َكلَّّ َم يُ َكلِّ ُم‬ ‫فعل ‪ّ ،‬‬ ‫ص يبًا ألن ه َّ‬‫عص ب َتع ِ‬
‫ب يُ ِّ ُ ْ‬ ‫ص َ‬‫التعص يب مص در َع َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب بتش ديد‬ ‫ص َ‬ ‫وع َّ‬
‫يم ا ‪ .‬إ ًذا التعص يب ه ذا مص در ‪َ ،‬‬ ‫يم ا ‪َ ،‬علَّ َم يُ َعلِّ ُم َت ْعل ً‬‫تَكْل ً‬
‫ص يبًا هذا ال حاجة ألن يذكره الشارح ألنه‬ ‫ص يبا ‪َ ،‬تع ِ‬‫ِ‬
‫ب َت ْع ً ْ‬ ‫ص ُ‬ ‫فعل يُ َع ِّ‬‫الصاد َّ‬
‫ب‬‫ص ُ‬ ‫ب يُ َع ِّ‬ ‫ص َ‬‫ه و احملدث عن ه ك ان األوىل حذف ه فه و عاص ب ‪ ،‬ه ل اتفق ا َع َّ‬
‫صب [ نعم أحسنت ] هذا الذي يتفق ‪،‬‬ ‫اصب ؟ يتفق ؟ فهو ُم َع ِّ‬ ‫صيبا فهو ع ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َت ْع ً‬
‫اص ب ‪ ،‬وإن ك ان ه ذا‬ ‫كض رب فه و ع ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ب ََ َ‬ ‫ص َ‬ ‫لكن َعاص ب ه ذا مص در َع َ‬
‫املش هور عن ألس نة الفرض يني ‪ ،‬يقول ون ‪ :‬عاص ب ويقول ون ب اب التعص يب‬
‫عص ب وأخ ذوا عاص ب ‪ ،‬عاص ب ‪ .‬ويقول ون ‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫حينئ ذ أخ ذوا التعص يب من ّ‬
‫عص ب ‪ ،‬وأخ ذوا عاص ب من‬ ‫ٍ‬
‫ب اب التعص يب ‪ ،‬حينئ ذ أخ ذوا التعص يب من ّ‬
‫عاصب قد يوحي أو يشري‬ ‫ٌ‬ ‫ب ‪ ،‬وهذا ال إشكال فيه ‪ .‬لكن قوله ‪ :‬فهو‬ ‫ص َ‬ ‫َع َ‬
‫ب وليس األم ر ك ذلك ‪ ،‬ب ل ه و‬ ‫ص َ‬ ‫إىل أن ه عاص ب اس م فاع ل م أخوذ من َع َّ‬
‫ص ب ألنه هو‬ ‫ص ب ‪ ،‬فهو عاصب بيان السم الفاعل وكان حق العبري ُم َع ِّ‬ ‫ُم َع ِّ‬
‫اص ب ‪،‬‬ ‫كض رب ع ِ‬ ‫ِ‬
‫ب ََ َ َ‬ ‫ص َ‬ ‫ب ‪ ،‬وأما َعاص ب فهو اسم فاعل َلع َ‬ ‫ص َ‬ ‫اسم فاعل َلع َّ‬

‫‪www.alhazme.net‬‬
‫‪33‬‬
‫الرحبية ‪ .............................‬الشريط الحادي‬
‫عشر‬

‫اص ب ‪ ،‬أم ا ُم َكلِّم‬ ‫وض رب فه و ض ارب عص ب فه و ع ِ‬


‫َ‬ ‫ََ َ‬ ‫مث ل َقتَ َل فه و قات ل ‪َ َ َ ،‬‬
‫لفعل ‪ ،‬يأيت على وزن ُم َف ِّعل ألنه من غري ثالثي ‪ ،‬كل ما‬ ‫صب هذا ّ‬ ‫وم َعلِّم ُ‬
‫وم َع ِّ‬ ‫ُ‬
‫ك ان ليس أص له ثالثيًّا حينئ ٍذ ي أيت على ُم ْفع ْل ه ذا ه و األص ل ‪ ،‬وجيم ع‬
‫ص بَة ه ذه ي بني ل ك‬ ‫ص بَة ‪ ،‬عاص ب اس م فاع ل جُي م ع على َع َ‬ ‫العاص ب على َع َ‬
‫ب وطَلَبَ ة ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫اص طالحات الفرض يني ‪ ،‬جيم ع ِ‬
‫ص بَة مث ل طَ ال ُ‬ ‫ب على َع َ‬ ‫العاص ُ‬
‫َ‬
‫ص بَات ‪ ،‬فعص بات مجع‬ ‫ِ‬
‫ص بَة مجع جيم ع ك ذلك على َع َ‬ ‫والع َ‬
‫ص بَة ‪َ ،‬‬ ‫َعاص ب َع َ‬
‫ص بَات ‪ ،‬ومجع اجلم ع ه ذا مساعي ليس قياس يًا ‪ ،‬مجع‬ ‫ص بَة وقَ َ‬
‫اجلم ع ‪ ،‬مث ل قَ َ‬
‫ص بَة ه ذا ال إش كال في ه أن ه قياس ي ‪ ،‬وأم ا مجع اجلم ع كل ه يف لس ان‬ ‫األول َع َ‬
‫الع رب كل ه مساعي يع ين ليس ل ه ض وابط ‪ ،‬ب ل قي ل ‪ :‬ب أن مجع التكس ري كل ه‬
‫مساعي ‪ ،‬وقي ل بعض ه قياس ي ‪ ،‬مث اختلف وا في ه على كالم طوي ل ع ريض ‪،‬‬
‫ص بَات مجع‬ ‫وع َ‬
‫ص بَات ‪َ ،‬‬ ‫ص بَة وقَ َ‬
‫ص بَات ك َق َ‬
‫ص بَة وه و مجع على َع َ‬ ‫وجيم ع الْ َع َ‬
‫اجلم ع ‪ ،‬ويس مى بالعص بة الواح د وغ ريه ‪ ،‬يق ال زي د عص بة والزي دان عص بة‬
‫دل والزي دان ع دل والزي دون‬ ‫والزي دون عص بة ‪ ،‬واح د ‪ ،‬مث ل قول ك زي ٌد ع ٌ‬
‫دل مص در‬ ‫دل الزي دان ع ٌ‬ ‫ع دل ه ل بينهم ا ف رق ؟ نعم بينهم ا ف رق ‪ ،‬زي ٌد ع ٌ‬
‫واملص در خيربه عن الواح د واالث نني واجلم ع ‪ ،‬وأم ا عص بة قلن ا ‪ :‬ه ذا مجع‬
‫فكيف يستوي ؟ هذا قد يقال ‪ :‬بأن له استعمالني يعين مَثَّ تعارض بني ما بدأ‬
‫به الش ارح وبني قوله األخ ري ‪ ،‬ويس مى بالعص بة الواحد وغريه ‪ ،‬يع ين يطل ق‬
‫على الواح د عص بة فيق ال ‪ :‬زي د عص بة ‪ ،‬وعلى االث نني الزي دان عص بة وعلى‬

‫هذه المادة لم تراجع من‬


‫‪36‬‬
‫قبل الشيخ‬
‫‪ ......................‬فضيلة الشيخ أحمد بن عمر‬
‫الحازمي‬

‫عدل والزيدون‬‫اجلمع فيقال الزيدون عصبة ‪ ،‬كما نقول ‪ :‬زيد عدل والزيدان ٌ‬
‫عدل ‪ .‬وظاهر هذا أنه اسم جنس إفرادي ‪ ،‬وهذا خيالف قوله ما سبق أنه مجع‬ ‫ٌ‬
‫مجع ا ‪ ،‬ويستعمل اسم جنس‬ ‫لعاصب إال أن يقال ‪ :‬إن فيه استعمالني يستعمل ً‬
‫إف رادي ‪ .‬إذًا ليس ه و الس ابق وإمنا هك ذا ابت داءً عص بة نوع ان ‪ :‬عص بة مجع‬
‫لعاص ب ‪ ،‬وعص بة اس م جنس إف رادي ‪ .‬من أج ل أن يص ح التعب ري ألن ال ذي‬
‫خيرب به عن الواحد واالثنني واجلمع ويستوي اللفظ دون تغيري له بإحلاق عالمة‬
‫مجع ا فال‬
‫التثنية أو إحلاق عالمة مجع هو اجلنس اإلفرادي ‪ ،‬وأما الذي يكون ً‬
‫يص ح ه ذا ‪ ،‬إمنا نق ول ‪ :‬زي د عص بة والزي دان عص بتان والزي دون عص بات ‪.‬‬
‫ه ذا ال ذي يناس به ‪ ،‬وأم ا احتاد اللف ظ فحينئ ٍذ ال ب د أن يك ون اس م جنس‬
‫إفرادي ‪.‬‬
‫إ ًذا عصبة له استعمالن مجع وليس جبمع ‪ ،‬وهذا ال إشكال فيه مثل فُلك‬
‫مفردا ‪ ،‬واألمر واضح ‪ ،‬و ُق ُفل وحنوها ‪ُ ،‬ق ُفل وقُفل ‪ ،‬ال ‪،‬‬ ‫مجعا ويكون ً‬ ‫يكون ً‬
‫ِّف الثاين ُق ُفل ُق ْفل يُْنظَر فيه ‪.‬‬
‫ُق ُفل هذا مفرد وقفل مجع مث يتحدان إذا ُخف َ‬
‫والعص بة يف اللغ ة قراب ة الرج ل ألبي ه ‪ ،‬العص بة عرفن ا أن ه اس م ل ذوات ‪،‬‬
‫ىن ‪ ،‬حينئ ٍذ ال يص ح اإلخب ار عن املبت دأ‬ ‫وقراب ة يف األص ل أهنا مص در فهي مع ً‬
‫ب ذي املع ىن ‪ ،‬أي ذوو قراب ة الرج ل فال ب د من ح ذف املض اف ‪ ،‬العص بة لغ ة‬
‫قرابة الرجل ذوو قرابة الرجل ‪ ،‬ال بد من اإلتيان بذو ومجعها ‪ ،‬أي ذوو قرابة‬
‫الرجل ‪ ،‬فهو على تقدير مضاف ليصح اإلخبار به عن العصبة ‪ ،‬فإن القرابة‬

‫‪www.alhazme.net‬‬
‫‪33‬‬
‫الرحبية ‪ .............................‬الشريط الحادي‬
‫عشر‬

‫مع ىن من املع اين ‪ ،‬والعص بة اس م لل ذوات فال يص ح اإلخب ار إال بتق دير ه ذا‬
‫املض اف ‪ ،‬ويص ح أن تك ون القراب ة مبع ىن األق ارب ‪ ،‬وحينئ ٍذ احتدا من حيث‬
‫إطالق ه على ال ذوات ‪ .‬إذًا القراب ة مص در وال يص ح اإلخب ار ب ه عن ال ذوات‬
‫حينئذ ال بد من حذف مضاف ذوو قرابة ‪ ،‬أو جنعل القرابة هنا‬ ‫وهو العصبة ‪ٍ ،‬‬
‫ليس املراد هبا املصدر وإمنا أطلق وأريد هبا األقارب وهم ذوات ‪ .‬قرابة الرجل‬
‫رتازا من قراب ة الرج ل ألم ه ألن ه ليس عص بات إمنا ه و‬
‫ألبي ه ‪ .‬ه ذا تقيي د اح ً‬
‫وأيض ا‬
‫خاص بالرجل ‪ ،‬أي دون أمه لضعف قرابتها حيث أدلوا برحم أنثى ‪ً ،‬‬
‫يف الغ الب أن ه من قبيل ة أخ رى منفك ة عن امليت ‪ .‬إ ًذا العص بة يف اللغ ة قراب ة‬
‫الرج ل ألبي ه مسّو هبا يع ين مسي أق ارب الرج ل بالعص بة ‪ ،‬ألهنم عص بوا ب ه أي‬
‫ب‬ ‫ٍ‬
‫ص َ‬‫وع َ‬‫العص ب مبع ىن اإلحاط ة ‪َ ،‬‬‫أح اطوا ب ه ‪ ،‬فالعص بة حينئ ذ م أخوذة من ْ‬
‫مبعىن أحاط يتع ّدى بالباء ‪ ،‬ومبعىن ش ّد يتعدى بنفسه ‪ ،‬وكل ما استدل حول‬
‫شيء فقد عصب به أي أحاط به ‪ ،‬ومنه العصائب أي العمائم يعين منه ‪ ،‬من‬
‫العص ب مبع ىن اإلحاط ة العص ائب أي العم ائم ‪ ،‬مسيت ب ذلك إلحاطته ا‬
‫ب الرأس ‪ ،‬وقي ل ‪ :‬مسو هبا يع ين هبذا اللف ظ أق ارب الرج ل بالعص بة َلت َق ِّوي‬
‫بعضهم ببعض ‪ ،‬يعين بعض األقارب يتقوى بالبعض اآلخر على القدمي ‪ ،‬من‬
‫بعض ا ‪ ،‬يقال ‪ :‬عصبت الشيء‬ ‫الشد واملنع ‪ ،‬بعضهم يش ّد ً‬
‫العصب وهو من ِّ‬
‫عصبًا شددته ‪ ،‬والرأس بالعمامة شددته ‪ ،‬ومنه العصابة يُ َش ُّد الرأس هبا ‪ ،‬وقيل‬
‫غري ذلك ‪ .‬إ ًذا ملاذا مسو عصبة ؟‬

‫هذه المادة لم تراجع من‬


‫‪36‬‬
‫قبل الشيخ‬
‫‪ ......................‬فضيلة الشيخ أحمد بن عمر‬
‫الحازمي‬

‫فيه قوالن ‪:‬‬


‫‪ -‬إما من اإلحاطة من عصب مبعىن اإلحاطة ألهنم أحاطوا بامليت ‪.‬‬
‫‪ -‬أو مأخوذ من الشد واملنع ‪.‬‬
‫وم دار ه ذه املادة وهي العني والص اد والب اء على الش ِّد والق وة واإلحاط ة‬
‫واملنع ‪ ،‬وكلها ال مانع أن يقال ‪ :‬بأهنم مسو عصبة هلذه املعاين ‪.‬‬
‫عرف املصنف هنا الشارح العصبة لغة قرابة الرجل ألبيه ‪ ،‬أو ِر َد على‬ ‫إ ًذا ّ‬
‫قصورا ألنه ال يشمل اآلباء وال األبناء‬
‫ً‬ ‫هذا ُأعرُت ض على هذا التعريف بأن فيه‬
‫م ع أن اإلحاط ة ال تتم ال هبم ‪ ،‬فاألبن اء من حتت واآلب اء من ف وق واإلخ وة‬
‫وبنوهم واألعمام وبنوهم يف اجلوانب القريبة والبعيدة ‪ ،‬ولذلك قيل ‪ :‬العصبة‬
‫رث بال تق دير ‪ .‬ألن اإلرث على ن وعني ‪ :‬إرث‬ ‫‪ -‬تعري ف آخ ر ‪ -‬من ي ُ‬
‫ب الفرض وه و مق در ‪ ،‬وإرث بالتعص يب وه و غ ري مق در ‪ .‬وه ذان احلدان‬
‫م ذكوران يف كتب الف رائض وك ل من ع ّرف التعص يب ففي ح ده خل ل ‪،‬‬
‫ى فيقال العصبة أو من يرث بالعصبة ثالثة أقسام النوع األول‬ ‫واألوىل أن يُع ّد َ‬
‫وهم كذا وكذا ‪ ،‬والنوع الثاين وهم كذا وكذا … لذلك قال قائل ‪:‬‬
‫فينبغي تعريف ه بالع ِّد‬ ‫وليس خيل و ح ّده من نقد‬
‫(‬ ‫(‬

‫فيقال ‪ :‬العصبة بالنفس اثنا عشر ‪ ،‬والعصبة بالغري ‪ ،‬والعصبة مع الغري ‪ ،‬أما‬
‫حماولة أن تضع له تعريف هذا ال يسلم منه اعرتاض ‪.‬‬

‫‪www.alhazme.net‬‬
‫‪33‬‬
‫الرحبية ‪ .............................‬الشريط الحادي‬
‫عشر‬

‫اصطالحا ‪:‬‬
‫ً‬ ‫والعصبة‬
‫قال الناظم هنا ‪:‬‬
‫ص ِ‬
‫يب‬ ‫بِ ُك ِّل َق و ٍل م وج ٍز م ِ‬ ‫ص ِ‬
‫يب‬ ‫َّع ِ‬ ‫َو ُح َّق َأ ْن نَ ْش َر َ‬
‫ع في الت ْ‬
‫ْ ُ َْ ُ‬ ‫(‬ ‫(‬

‫هذا تقدمة ‪.‬‬


‫ات َأ ِو ال َْم َوالِي‬ ‫ِمن الْ َقراب ِ‬ ‫َأح ر َز ُك َّل الْم ِ‬
‫ال‬
‫َ ََ‬ ‫َ‬ ‫فَ ُك ُّل َم ْن ْ َ‬
‫ص ْوبَِة ال ُْم َف َّ‬
‫(‬ ‫(‬

‫ض لَ ْة‬ ‫َف ْه َو َأ ُخ و الْعُ ُ‬ ‫ض ُل َب ْع َد الْ َف ْر ِ‬


‫ض‬ ‫َْأو َك ا َن َم ا َي ْف ُ‬
‫(‬

‫(‬ ‫لَ ْه‬


‫وفح َّق بفتح‬
‫وح ّق جيوز فيه الوجهان َح َّق بالفتح أي وجب صناعةً ‪َ ،‬‬ ‫وح َّق ُ‬‫َ‬
‫احلاء مبنيًّا للفاع ل مبع ىن وجب ‪ ،‬ح ّق الش يء حَيِ ُّق بالكس ر أي وجب ‪َ ،‬ح َّق‬
‫ِ‬
‫ب ‪ ،‬وإمنا وجب ص ناعةً أن نش رع يف‬ ‫ب أي َو َج َ‬ ‫ض ِر ُ‬
‫ب يَ ْ‬
‫ض َر َ‬
‫حَي ُّق من ب اب َ‬
‫التعصيب ملاذا ؟ ألن الع ادة عن د الفرض يني جرت ب ذلك يقس مون اإلرث إىل‬
‫ث َنو َع ِ‬ ‫نوعني ( َوا ْعلَ ْم بِ َّ‬
‫ان ) مث يشرعون يف الفرض ‪ ،‬مث بعد االنتهاء‬ ‫َأن اِإل ْر َ ْ‬
‫حينئذ صار الواجب هنا واجب صناعة كما‬ ‫من الفرض يبدؤون بالتعصيب ‪ٍ ،‬‬
‫ن ذكره يف مق دمات البس ملة وغريه ا ‪ ،‬وإمنا وجب ص ناعة أن نش رع يف‬
‫التعصيب ألن العادة جرت بذلك بذكر التعصيب بعد ذكر الفروض ‪ ،‬ويص ح‬
‫أن يقرأ بضم احلاء مبنيًّا للمفعول ألنه يستعمل متعدِّيًا فيصح بناؤه للمفعول‬
‫كم ا يف ق ول النح اة تق دير زي ٌد أب وك عطوفً ا أي ِ‬
‫ُأح ُُّق هُ عطوفً ا إذًا جيوز في ه‬

‫هذه المادة لم تراجع من‬


‫‪36‬‬
‫قبل الشيخ‬
‫‪ ......................‬فضيلة الشيخ أحمد بن عمر‬
‫الحازمي‬

‫الوجهان َح َّق ُح َّق وال إشكال فيه ‪َ ( .‬أ ْن نَ ْش َر َ‬


‫ع ) أن وما دخلت عليه تأويل‬
‫مصدر فاع ل أو ن ائب فاع ل ‪ ،‬إذا قيل ُح ق فهو ن ائب فاع ل ‪ ،‬وإذا قي ل َح ّق‬
‫فه و فاع ل ‪ ،‬أن نش رع ونب دأ يف التعص يب ‪ ،‬يع ين يف بي ان التعص يب وحينئ ٍذ‬
‫يك ون ح ذف املض اف ‪ ،‬يف بي ان ذي التعص يب ‪ ،‬يع ين أص حاب اإلرث‬
‫توس ع‬
‫بالتعص يب ‪ ،‬ول ذلك ق ال الش ارح يف اإلرث ب ه ‪ ،‬وعلي ه ففي النظم ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫حبذف اجلار مع الباء ( به ) حذفها ( ب ُك ِّل َق ْول ُم ْو َج ٍز ُمصيب ) نشرع ّ‬
‫بكل‬
‫‪ .‬إ ًذا بكل جار وجمرور متعلق بقوله ‪ :‬نشرع ‪ ( ،‬بِ ُك ِّل ) هل االستغراق هنا‬
‫م راد مبع ىن أن ه ال ي رتك ش يًئا البت ة ‪ ،‬أو ع ريف يع ين ب اجملموع ؟ ال ش ك أن ه‬
‫كل استغراق عريف ألنه حبسب ما‬ ‫ٍ‬
‫الثاين ‪ ،‬فحينئذ االستغراق هنا الذي أفادته ّ‬
‫تيسر له ‪ ،‬وإال فاالستغراق احلقيقي غري ممكن ( بِ ُك ِّل َق ْو ٍل ) قول مصدر مبعىن‬
‫مقول مبعىن اسم املفعول ‪ ،‬بكل مقول تيسر له ‪ٍ ،‬‬
‫حينئذ جنعل الكلية هنا عرفية‬ ‫ّ‬
‫موجز فيه ‪ ،‬فهو من‬ ‫موجز بفتح اجليم أي َ‬ ‫ال حقيقية ‪ ،‬وصف هذا القول بأنه َ‬
‫موجز على أن ه اس م فاعل لكن‬ ‫ب اب احلذف واإليص ال ‪ ،‬ويصح كس ر اجليم ِ‬
‫قول موج ٍز صاحبه ‪ ،‬يعين الصاحب هو‬ ‫يكون اإلسناد جمازيًّا أي من ِ‬
‫موج ٍز ٍ‬
‫وموجز بالكسر فهو وصف‬ ‫يوجز ‪ ،‬وأما موجز فهو وصف للقول ‪ِ ،‬‬ ‫الذي ِ‬
‫َ‬
‫واملوجز املراد ب ه املختص ر ‪ ،‬وه ذا بن اءً على أ ّن اإلجياز‬
‫َ‬ ‫للن اظم نفس ه ‪،‬‬
‫يب ) اس م فاع ل من‬ ‫ص ِ‬ ‫واالختص ار مرتادف ان كم ا س بق يف أول النظم ‪ ( .‬م ِ‬
‫ُ‬
‫ص ِوب بوزن ُمكْ ِرم نُقلت حركة الواو للساكن قبلها ‪ ،‬مث‬
‫أصاب ‪ ،‬وأصله ُم ْ‬

‫‪www.alhazme.net‬‬
‫‪33‬‬
‫الرحبية ‪ .............................‬الشريط الحادي‬
‫عشر‬

‫قلبت ال واو ي اء لس كوهنا إث ر كس رة ‪ ،‬م ِ‬


‫ص يب من الص واب ض د اخلط أ ‪،‬‬ ‫ُ‬
‫ولذلك قال الشارح ‪ :‬ليس خبطأ ‪.‬‬
‫ِمن الْ َقراب ِ‬
‫ات َأ ِو ال َْم َوالِي‬ ‫َأح ر َز ُك َّل الْم ِ‬
‫ال‬
‫َ ََ‬‫(‬
‫َ‬ ‫فَ ُك ُّل َم ْن ْ َ‬
‫(‬

‫( فَ ُك ُّل ) يع ين إذا أردت بي ان العص بة ف أقول ك ل َمن حينئ ٍذ تك ون الف اء‬


‫فصيحة ‪ ،‬فالفاء فاء الفصيحة ‪ ،‬ويصح أن تكون استئنافية قاله البيجوري ‪،‬‬
‫بكل‬
‫اصطالحا جاء ّ‬‫ً‬ ‫واعرتض إتيانه يف التعريف هنا ألنه أراد أن يعرف العصبة‬
‫‪ ،‬ومعل وم أن ك ّل ليس ت من [ ه ا ] ال ت دخل احلدود ‪ ،‬ألن احلدود ي راد هبا‬
‫وكل تكون لضبط األفراد ‪ ،‬وإفراد تكون‬ ‫املاهية ‪ ،‬واملاهية تكون يف الذهن ‪ّ ،‬‬
‫يف اخلارج ‪ ،‬كيف يعرف ما يف الذهن بشيء يف اخلارج ؟! هذا فيه اعرتاض ‪،‬‬
‫بكل ألن التعريف لبيان املاهية وكل لألفراد فال يصح اإلتيان‬ ‫واعرتض إتيانه ّ‬
‫كل فهو‬‫ص دِّر بلفظ ّ‬ ‫كل ما ُ‬
‫هبا يف التعريف ‪ ،‬فأجيب أنه ضابط ال تعريف ‪ّ .‬‬
‫ضابط ‪ ،‬وهذا ضابط نفسه ‪ .‬إ ًذا ضابط كل ما صدر بلفظ كل فهو ضابط ‪،‬‬
‫واض ح وليس بتعري ف ‪ ،‬ول ذلك يس مى بعض الكتب الكلي ات وليس ت من‬
‫القواعد كما سبق يف شرح الفرائد ‪ .‬وأجيب بأنه ضابط ال تعريف ‪ ،‬وقيل ‪:‬‬
‫التعري ف م ا بع د ك ّل ‪ .‬نعم أج اب بعض هم ب أن التعري ف م ا بع د ك ّل ‪ .‬وإمنا‬
‫دخلت علي ه للدالل ة على أن التعري ف حمي ط ب أفراد املع رف ‪ ،‬ألهنا مفي دة‬
‫لإلحاط ة فت دل على أهنا مل خيرج عن ه ذا التعري ف ش يء من أف راد املع رف ‪.‬‬

‫هذه المادة لم تراجع من‬


‫‪36‬‬
‫قبل الشيخ‬
‫‪ ......................‬فضيلة الشيخ أحمد بن عمر‬
‫الحازمي‬

‫كل مبتدأ أليس كذلك ؟‬


‫ومن مضاف إليه ‪ّ ،‬‬
‫كل مضاف َ‬
‫َأح َر َز ) ّ‬
‫( فَ ُك ُّل َم ْن ْ‬
‫أين خربه ؟ [ أحسنت ] البيت الثاين ‪.‬‬
‫ِمن الْ َقراب ِ‬
‫ات َأ ِو ال َْم َوالِي‬ ‫َأح ر َز ُك َّل الْم ِ‬
‫ال‬
‫َ ََ‬ ‫(‬
‫َ‬ ‫فَ ُك ُّل َم ْن ْ َ‬ ‫(‬

‫‪.......................‬‬ ‫ض ُل َب ْع َد الْ َف ْر ِ‬
‫ض‬ ‫َْأو َك ا َن َم ا َي ْف ُ‬
‫(‬

‫(‬ ‫لَ ْه‬


‫ص ْوبَِة ال ُْم َف َّ‬
‫ض لَ ْة ) اجلمل ة هن ا ( َف ْه َو‬ ‫إىل هن ا انتقى احل ّد ( َف ْه َو َأ ُخ و الْعُ ُ‬
‫حينئذ يكون جوابًا للمبتدأ ‪ ،‬والفاء واقعة يف اخلرب (‬ ‫ضلَ ْة ) ٍ‬ ‫ص ْوبَِة ال ُْم َف َّ‬
‫َأخو الْعُ ُ‬
‫ُ‬
‫َأح َر َز ) أح رز يع ين ح از مبع ىن مجع ‪ ،‬أح رز ك ّل املال ‪ ،‬وه ذا‬ ‫فَ ُك ُّل َم ْن ْ‬
‫التعري ف إمنا يص دق على العص بة ب النفس ألن ه ه و ال ذي يص دق علي ه أن ه إذا‬
‫انفرد مجع كل املال أخذ كل املال ‪ ،‬ولذلك قيده الشارح هنا عند االنفراد ‪،‬‬
‫فكل من مجع وأحرز وحاز كل املال عند االنفراد عن الفروض يعين ال يكون‬
‫ابن فق ط ‪ ،‬نق ول ‪ :‬االبن‬ ‫مَثَّ ص احب ف رض مع ه ‪ ،‬إذا مل يكن من الورث ة إال ٌ‬
‫حينئذ جيوز كل املال نقول‬ ‫هذا ليس من أصحاب الفروض اليت سبقت معنا ‪ٍ ،‬‬
‫‪ :‬هذا عصبة بالنفس ‪.‬‬
‫بنّي من أحرز من القرابات أو املوايل ألن العصبة نوعان ‪:‬‬
‫‪ -‬عصبة بنسب ‪.‬‬
‫‪ -‬وعصبة بسبب‬

‫‪www.alhazme.net‬‬
‫‪33‬‬
‫الرحبية ‪ .............................‬الشريط الحادي‬
‫عشر‬

‫األول منه القرابات ‪ ،‬والثاين الذي هو بسبب املوايل ‪ ،‬مجع موىل كما سبق‬
‫معنا أن املعتِق وكذلك املعتِقة ممن يرث سبب وهو [ ها ] العتق ‪ ،‬ماذا قال يف‬
‫األسباب ؟‬
‫ُك لٌّ يُِف ْي ُد َربَّهُ الْ ِو َراثَ ْه‬ ‫‪.........................‬‬
‫ِ‬
‫(‬ ‫(‬

‫‪.......................‬‬ ‫ب‬
‫س ْ‬ ‫اح َو َوالَءٌ َونَ َ‬
‫َو ْه َي ن َك ٌ‬
‫(‬ ‫(‬

‫ضيعتم ‪ ، 59.18# ..‬نكاح السبب األول ‪ ،‬ووالء هذا السبب الثاين ‪.‬‬
‫ات ) ه ذا بي ان ملن‬ ‫إ ًذا ي رث بس بب ه و ال والء ‪ .‬إ ًذا قول ه ‪ِ ( :‬من الْ َقراب ِ‬
‫َ ََ‬
‫أحرز بأنه يرث بالعصبة وهو من القرابات ‪ ،‬أو من املوايل يعين بسببه ‪ .‬قوله ‪:‬‬
‫ات ) ‪ .‬قي ل ‪ :‬ليس بع ريب ‪ ،‬ألن ه مجع قراب ة هي يف األص ل مص در ‪،‬‬ ‫( الْ َقراب ِ‬
‫ََ‬
‫وال يثىن وال جيمع ‪ ،‬املصدر ال يثىن وال جيمع ‪ ،‬ما يقال ‪ :‬عدالن وعدول هذا‬
‫األص ل في ه إال إذا ُِّأول باس م الفاع ل ‪ ،‬إذا ّأول باس م الفاع ل مُجِ َع ‪ ،‬إذا ّأول‬
‫باسم املفعول مُجِ َع ‪ ،‬وأما باعتباره مصدر كما هو للداللة على املعىن فال يثىن‬
‫حينئذ قرابات مجع قرابة ‪ ،‬وقلنا ‪ :‬قرابة هذا مصدر ‪ ،‬واملصدر ال‬ ‫وال جيمع ‪ٍ ،‬‬
‫يثىن وال جيمع كيف مجع ؟ قالوا ‪ :‬هذا ليس بعريب ‪ .‬إال إذا تنوع بأنواع صح‬
‫فحينئذ نقول ‪ :‬هذا عريب ‪ ،‬وصح تنوعه وصح مجعه ‪ .‬وأجيب ‪ :‬بأن‬ ‫ٍ‬ ‫مجعها ‪،‬‬
‫القرابة أنواع فلذلك مجعت ‪ .‬نعم هو هذا ‪ ،‬وبأن حمل املنع إذا يعين املصدر‬
‫على مص درية ‪ ،‬و ( م ا ) هن ا مبع ىن اس م الفاع ل فالقراب ة مبع ىن الق ريب ‪،‬‬

‫هذه المادة لم تراجع من‬


‫‪36‬‬
‫قبل الشيخ‬
‫‪ ......................‬فضيلة الشيخ أحمد بن عمر‬
‫الحازمي‬

‫والقرابات مبعىن األقارب ‪ ،‬نعم املصدر على معناه يعين بالداللة على املصدرية‬
‫ض ِّمن مع ىن ش يء آخ ر أو فس ر أو ّأول بش يء‬ ‫ال يث ىن وال جيم ع ‪ ،‬ولكن إذا ُ‬
‫حينئذ مُج ع ومنه القرابة ‪ ،‬من القرابات مجع‬ ‫ٍ‬ ‫آخر كاسم الفاعل واسم املفعول‬
‫قرابة أي األقارب ‪ ،‬لذلك قال الشارح هكذا ‪.‬‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫إمجاعا ‪ ،‬وهذا حمل إمجاع أن العصبة‬ ‫( َأ ِو ال َْم َوالي ) من املعتقني وعصبتهم ً‬
‫بالنفس قد يكون بنسب وقد يكون بسبب ‪ .‬لقوله تعاىل ‪َ ﴿ :‬و ُه َو يَ ِر ُث َها ِإ ْن‬
‫لَ ْم يَ ُك ْن لَ َه ا َولَ ٌد ﴾ [ النساء ‪ . ]176 :‬مبعىن ماذا ؟ ﴿ َو ُه َو ﴾ يعود على‬
‫األخ ﴿ يَ ِر ُث َه ا ِإ ْن لَ ْم يَ ُك ْن لَ َه ا َولَ ٌد ﴾ ق الوا ‪ :‬وغ ري األخ ك األخ ‪ .‬يع ين من‬
‫باب القياس ‪ .‬وهذه اآلية استدل هبا أهل العلم وأمجعوا على مدلوهلا ولذلك‬
‫إمجاع ا ‪ .‬لقوله تعاىل قوله تعاىل هذا بيانًا ملستند اإلمجاع ليس هو دليل‬ ‫قال ‪ً :‬‬
‫ورث يف ه ذه اآلي ة األخ‬ ‫آخ ر من حيث ه و ‪ ،‬إمنا ه و مجاع ملدلول اآلي ة ‪ ،‬ف ّ‬
‫مجي ع م ا لألخت ﴿ ِإن لَّ ْم يَ ُكن لَّ َه ا َولَ ٌد ﴾ ‪ِ ﴿ ،‬إن لَّ ْم يَ ُكن لَّ َه ا َولَ ٌد ﴾‬
‫حينئذ ورث األخ كل ما لألخت ‪ ،‬وهذا هو حقيقة التعصيب بأنه أحرز كل‬ ‫ٍ‬
‫املال إذا مل يكن مث وارث ﴿ ِإن لَّ ْم يَ ُكن لَّ َه ا َولَ ٌد ﴾ ‪ ،‬واالبن وابن ه واألب‬
‫واجلد أوىل من األخ لقرابت ه ‪ ،‬وقيس علي ه بن و اإلخ وة واألعم ام وبن و هم‬
‫واملوايل جبامع التعص يب ‪ ،‬وه ذا كل ه جمم ع علي ه ‪ ،‬يع ين منهم من نص علي ه‬
‫الدليل ‪ ،‬ومنهم من ُأحلق بالقياس ‪ ،‬مث القياس جممع عليه ‪.‬‬

‫‪www.alhazme.net‬‬
‫‪33‬‬
‫الرحبية ‪ .............................‬الشريط الحادي‬
‫عشر‬

‫إ ًذا ه ذا ج زء من العص بة ب أن من أح رز ك ل املال من القراب ات أو املوايل‬


‫عند انفراده مبعىن إذا مل يكن مَثَّ صاحب فرض فهو عاصب ‪:‬‬
‫ص ْوبَِة ال ُْم َف َّ‬
‫ض لَ ْة‬ ‫َأخ و الْعُ ُ‬
‫َف ْه َو ُ‬ ‫ض ُل َب ْع َد الْ َف ْر ِ‬
‫ض‬ ‫َْأو َك ا َن َم ا َي ْف ُ‬
‫(‬

‫(‬ ‫لَ ْه‬


‫وصلى اهلل وسلم على نبينا حممد ‪ ،‬وعلى آله وصحبه أمجعني ‪.‬‬

‫هذه المادة لم تراجع من‬


‫‪36‬‬
‫قبل الشيخ‬

You might also like