‫المستوى‪ :‬الثانية باك علوم اقتصادية‪ /‬المادة‪ :‬التاريخ ‪ /‬المجزوءة‪ / I :‬المحور‪ II :‬الوحدة‪.

5:‬‬
‫سقوط اإلمبراطورية العثمانية و توغل االستعمار بالمشرق العربي‬
‫استطاعت اإلمبراطورية العثمانية الحفاظ على كيانها داخل العالم المتوسطي إلى غاية القرن ‪61‬م ‪ .‬لكن بوادر الضعف و التفكك بدأ‬
‫يصيبها منذ القرن ‪61‬م وصل اقصاه خالل القرن ‪61‬م لتنهار مع ظروف الحرب العالمية األولى‪ ،‬و تسجل توغل االستعمار في منطقة‬
‫المشرق العربي الذي شكل جزءا منها‪ .‬ما السياق التاريخي لسقوط اإلمبراطورية العثمانية و ما العوامل المفسرة لذلك؟‬
‫كيف توغل االستعمار في المشرق العربي عقب سقوط اإلمبراطورية؟‬
‫‪–Ӏ‬عوامل و ظروف سقوط اإلمبراطورية العثمانية‬
‫‪ -6‬ساهمت عوامل داخلية في انهيار االمبراطورية العثمانية‪:‬‬
‫‪ -‬عامل سياسي ‪ :‬ضعف شخصية السالطين بعد سليمان القانوني‪ ،‬و تقوي نفوذ الصدر األعظم و تدخله في شؤون الجيش و اإلدارة‬
‫مركزيا و في الواليات‪.‬‬
‫عامل اقتصادي ‪:‬تراجع االنتاج الفالحي باإلمبراطورية بسبب اهمال الفالحين و اثقالهم بالضرائب و عدم تحديث القطاع‪ .‬كما تدهور‬
‫القطاع الحرفي نتيجة منافسة البضائع االجنبية و تراجع تجارة االمبراطورية العثمانية بعد االكتشافات الجغرافية‪.‬‬
‫‪ -‬عامل مالي ‪ :‬عجز خزينة العثمانيين بفعل ارتفاع نفقاتها و تراجع مداخيلها نتيجة عدم نجاعة النظام الضريبي العثماني مما جعلهم‬
‫يلتجؤون الى نظام االلتزام‪.‬‬
‫‪ -‬عامل الفساد اإلداري‪ :‬تغيير معايير الكفاءة في تعيين الموظفين لصالح الرشوة و المحسوبية مما قضى على القيم اإليجابية التي‬
‫قامت عليها اإلمبراطورية‪ ،‬و أدى إلى انقسامات داخلية و حركات انفصالية في مناطق مختلفة من جراء سياسة التتريك‪.‬‬
‫‪ -2‬لعبت العوامل الخارجية دورا مهما في سقوط االمبراطورية العثمانية‪:‬‬
‫ساهمت عدة عوامل في تغيير موازين القوى لصالح أوربا بفعل االكتشافات الجغرافية على حساب العثمانيين الذين سجلوا حالة‬
‫تقهقر اقتصاديا و سياسيا و علميا بفعل عدة اليات‪:‬‬
‫‪ -‬آليات عسكرية‪ :‬اختلت موازين القوى العسكرية لصالح األوربيين حيث تقوت تحالفاتهم و حققوا انتصارات جعلت العثمانيين‬
‫يراكمون الهزائم العسكرية منذ القرن‪( 61‬انظر جدول جانبا) ويوقعون معاهدات معاهدات افقدتهم اجزاء من االمبراطورية العثمانية‬
‫خاصة في االطراف االوربية‪.‬‬
‫‪ -‬آليات اقتصادية‪ :‬تراكم الديون على اإلمبراطورية بواسطة (صندوق الدين العثماني)‪ ،‬إبرام معاهدات تجارية عير متكافئة كرست‬
‫مصالح األوربيين على حساب العثمانيين‪ ،‬إغراق السوق العثمانية بالبضائع األوربية مما خنق االقتصاد العثماني و أزم وضعية‬
‫الحرفيين‪.‬‬
‫‪ -‬آليات سياسية‪ :‬تشجيع الحمايات القنصلية‪ ،‬التدخل في شؤون الباب العالي‪ ،‬استمالة الحركات المعارضة للنظام العثماني‪ ،‬قيام‬
‫الدول األوربية المتنافسة بمساومات و تسويات حول (المسألة الشرقية ) أو (الرجل المريض)‬
‫‪ -‬آليات دينية و ثقافية‪ :‬البعثات التبشيرية‪ ،‬إنشاء المدارس و المستشفيات و الجمعيات الخيرية لتغلغل في المجتمع العثماني‪.‬‬
‫في ظل هذا التقهقر العثماني‪ ،‬تمت محاوالت إصالحية محدودة كانت فاشلة بفعل تقطعها بسبب الحروب المتتالية‪ ،‬و بفعل معارضة‬
‫القوى الداخلية المحافظة‪ ،‬مقابل ضعف شخصية السالطين‪ ،‬إضافة الى الضغوط االوربية التي كان هدفها اضعاف الدولة العثمانية‪.‬‬
‫‪ -3‬عجلت ظرفية الحرب العالمية األولى في سقوط اإلمبراطورية‪:‬‬
‫و يبرز ذلك من خالل‪:‬‬
‫* تزايد الحركات االنفصالية لدى الشعوب غير التركية‪ ،‬بفعل سياسة التتريك والقمع التي نهجها حكام (تركيا الفتاة) الذين استولوا‬
‫على السلطة في عهد السلطان محمد رشاد خان ‪ .‬و قد تزامن ذلك مع بوادر اندالع الحرب العالمية األولى‪ .‬حيث استغلت بريطانيا‬
‫عداء العرب لألتراك لتحريضهم على القيام بثورة عربية ضد العثمانيين و قد استمالوا شريف مكة الحسين بن علي لتعبئة العرب‬
‫على الثورة مقابل وعود بتكوين دولة عربية كبرى مستقلة على راسها شريف مكة كخليفة للمسلمين‪ ،‬وذلك ما لم تفي به بريطانيا‬
‫التي كانت تتفق في نفس الوقت مع فرنسا و روسيا على تقسيم المشرق العربي (اتفاقية سايكس‪ -‬بيكو)‬
‫*نجح اإلنجليز بفضل الثورة العربية في هزم العثمانيين و احتالل البالد العربية‪ ،‬التي وضعت تحت االنتداب‪ ،‬وفي سنة ‪6121‬م‬
‫فرضت الدول المنتصرة في الحرب معاهدة سيفر التي قضت على االمبراطورية العثمانية لتظهر تركيا في حدودها الحالية بزعامة‬
‫كمال اتترك‪.‬‬
‫‪ – ӀӀ‬التوغل االستعماري عقب سقوط اإلمبراطورية العثمانية‪:‬‬
‫‪–6‬مفهوم االنتداب و خريطته السياسية بالمشرق العربي‪:‬‬
‫*االنتداب‪ :‬هو شكل من أشكال االستعمار غير المباشر‪ ،‬و يعني أن يكون بلد تحت إشراف دولة منتدبة إلى أن يصبح البلد المنتدب‬
‫قادرا على تدبير استقالله و شؤونه بنفسه‪ ،‬فهو وصاية دولة قوية على دولة أخرى‪ ،‬وقد تحول نظام االنتداب إلى احتالل يخدم‬
‫المصالح االمبريالية األوربية‪.‬‬
‫* خضع المشرق العربي في ظل االنتداب إلى النفوذ البريطاني و الفرنسي‪ ،‬و فق معاهدة سيكس ‪ -‬بيكو التي أرفقت بخريطة تبين‬
‫مناطق نفوذ كل من بريطانيا و فرنسا‪:‬‬
‫‪ -‬بريطانيا‪ :‬سيطرت على كل من العراق و األردن و فلسطين‬
‫‪ -‬فرنسا سيطرت على بالد الشام‬
‫هكذا لم تلتزم بريطانيا بوعودها للعرب الذين و جدوا انفسهم قد استبدلوا االستعمار التركي باالستعمار البريطاني و الفرنسي‪.‬‬
 ‫‪– 2‬آليات التوغل االستعماري بالمشرق العربي في ظل االنتداب‪:‬‬
‫تنوعت آليات التوغل االستعماري بالمشرق العربي في ظل االنتداب ما بين آليات سياسية و اقتصادية‪:‬‬
‫* اآلليات السياسية و اإلدارية‪ :‬اعتمد االنتداب الفرنسي و البريطاني على آليات سياسية تقوم على التقسيم وفق مقولة (فرق تسد)‬
‫و هكذا خلقت كيانات سياسية محلية تابعة لإلدارة االستعمارية‪ ،‬وهكذا عينت بريطانيا أبناء الحسين بن على ملوكا ‪ ،‬على العراق‬
‫فيصل و على األردن عبد الله‪ ،‬و تركت فلسطين حالة خاصة‪ .‬أما فرنسا فقسمت بالد الشام إلى لبنان و سوريا الكبرى التي قسمت‬
‫بدورها إلى أربع دويالت هي‪ ( :‬دولة العلويين – دولة الدروز – دولة حلب – دولة دمشق ) و بذبك توطد النفوذ االستعماري‬
‫بالمشرق العربي‬
‫*اآلليات االقتصادية‪:‬‬
‫المجال التجاري‬ ‫المجال الصناعي‬ ‫المجال الفالحي‬ ‫المجال المالي‬ ‫المجاالت‬
‫‪ -‬صدور قوانين تشجع الصناعات ‪ -‬احتكار التجارة من‬ ‫‪ -‬فرض التحفيظ العقاري‬ ‫‪ -‬ألغيت العملة لعثمانية لصالح‬ ‫المظاهر‬
‫طرف الدول المنتدبة‬ ‫الخفيفة فقط‪.‬‬ ‫على األراضي‪.‬‬ ‫و اإلجراءات عمالت جديدة‪.‬‬
‫‪ -‬إعفاء مواد التجهيز من الرسوم (تجارة الحبوب‪،‬‬ ‫‪ -‬تشجيع االستيطان في‬ ‫‪ -‬إنشاء أبناك تابعة للمترو بول‬
‫القطن‪ ،‬التمور‪)...‬‬ ‫الجمركية‪.‬‬ ‫أجود األراضي‪.‬‬ ‫لالستثمار في األشغال العمومية‬
‫‪ -‬منح شركات أمريكية و كندية‬ ‫‪ -‬تشجيع الزراعة‬ ‫و الزراعة و الصناعة‪.‬‬
‫امتياز التنقيب على المعادن‪.‬‬ ‫الرأسمالية (التسويقية)‬ ‫‪ -‬رفع قيمة الضرائب‪.‬‬
‫‪ -‬سيطرت القطاع العسكري على كالقطن التبغ‪ ...‬على حساب‬
‫الزراعات المعاشية‪.‬‬ ‫معظم الميزانية على حساب‬
‫الميدان االجتماعي‪.‬‬
‫تأزمت الصناعة التقليدية المحلية عجز كبير في الميزان‬ ‫خدمت السياسة الفالحية‬ ‫خدم القطاع البنكي مصالح‬ ‫االنعكاسات‬
‫بفعل منافسة المنتجات األوربية ‪ ،‬التجاري للدول المنتدبة‬ ‫مصالح المعمرين على‬ ‫المعمرين على حساب الحاجيات‬
‫فأفلس الحرفيون و انتشرت‬ ‫االقتصادية و االجتماعية ألغلبية حساب المزارعين الصغار‪.‬‬
‫البطالة‪ ،‬كما غاب التشريع‬ ‫السكان‪.‬‬
‫االجتماعي للعمال‪.‬‬
‫←لقد شكلت هذه اآلليات وسيلة لتسهيل استغالل خيرات البالد العربية و توجيهها لخدمة مصالح الرأسمالية األوربية‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫لقد خلف االنتداب األوربي انعكاسات سلبية على االقتصاد و المجتمع في المشرق العربي‪ ،‬أدى لقيام أشكال المقاومة الوطنية‬
‫المناهضة للوجود االستعماري‪ ،‬لكنها ووجهت بالقمع الشديد‪.‬‬
‫المعجم‪:‬‬
‫‪ -‬نظام االلتزام‪ :‬يدفع فيه الملتزم الضرائب الفالحية لمنطقة معينة لخزينة الدولة و تسمح له بجبايتها من السكان عبر مراحل‪.‬‬
‫و يعمل الملتزم على ان يكون المبلغ المجبي اكبر من المبلغ المدفوع للخزينة‪.‬‬
‫‪ -‬الحماية القنصلية‪ :‬يمنحها تجار و قناصل الدول االوربية حيث يتمتع المحمي بامتيازات ضريبية و قضائية‪.‬‬
‫‪ -‬سياسة التتريك‪ :‬سياسة عنصرية ماريها االتراك ضد الشعوب العربية و تقوم على طمس اللغة العربية و جعل اللغة التركية اللغة‬
‫الرسمية و منع العرب من تقلد المناصب العليا في الجيش و االدارة‪.‬‬