You are on page 1of 3

‫أولى‬

‫علوم‬
‫مكون التاريخ درس رقم ‪ :5‬أروبا من نهاية الحرب العالمية األولى إلى‬
‫أزمة ‪1929‬‬
‫أوال– مراحل و نتائج الحرب العالمية االولى‬
‫‪ -1‬مراحل الحرب العالمية األولى‬
‫انقسمت الحرب العالمية االولى إلى مرحلتين ‪:‬‬
‫– المرحلة األولى ما بين ‪ 1914‬و‪1917‬م‪ :‬تميزت بتفوق وانتصارات دول المحور(التحالف‬
‫الثالثي) بزعامة ألمانيا بفعل قوتها العسكرية البرية (حرب الخنادق) وباستعمال الدبابات و‬
‫البنادق الحديثة آنذاك والبحرية و الجوية أيضا باستعمال الطائرات الحربية‪ ،‬الغواصات‪ ،‬هذه‬
‫المرحلة حاولت فيها دول الحلفاء زععة التحالف التالثي بمساعدة االنجليز للعرب في ثورتهم‬
‫ضد العثمانيين‪.‬‬
‫– المرحلة الثانية ما بين ‪ 1917‬و‪1918‬م‪ :‬توسعت ألمانيا في هذه المرحلة في حربها‬
‫باستعمال غواصاتها خصوصا بعد انسحاب روسيا من الحلفاء بسبب الثورة البلشفية االوضاع‬
‫الداخلية ‪،‬هذا التوسع شمل جميع السفن التجارية للدول المحايدة المتجهة إلى دول الحلفاء‬
‫(الوفاق) بما فيها سفن الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬االمر الذي أدى إلى دخول هذه االخيرة‬
‫الحرب وقلب الكفة لصالح الحلفاء الذين انتصروا باستعمال أسلحة جديدة كالدبابات والمدافع‬
‫والطائرات والغازات السامة‪ ،‬وهو ما استنزف قدرات ألمانيا و اجبرها على توقيع هدنة غنهاء‬
‫الحرب سنة ‪1918‬م ‪.‬‬
‫‪ – 1‬النتائج البشرية و اإلقتصادية والسياسية‬
‫أ‪ -‬النتائج البشرية و اإلجتماعية و اإلقتصادية‬
‫خلفت هذه الحرب نتائج ‪:‬‬
‫‪ -‬بشرية‪ :‬وصلت الى ما يقارب ‪ 16‬مليون قتيال و ‪ 20‬مليون إصابة و اعداد أخرى من‬
‫المعطوبين سواء مدنيين أو عسكريين‪،‬خصوصا في صفوف ألمانيا وروسيا و فرنسا‪.‬‬
‫‪ -‬إجتماعية‪ :‬إنتشار المجاعة و الفقر و البطالة وارتفاع عدد المعطوبين واألرامل و اليتامى‪ ،‬و‬
‫تراجع نسبة الفئة النشيطة من المجتمع األروبي وانتشار عمل المرأة‪.‬‬
‫‪ -‬إقتصادية ومالية‪ :‬إرتفاع حجم الديون خاصة بألمانيا والدول االروبية التي ال تملك‬
‫مستعمرات كبيرة كإيطاليا ‪ ،‬باإلضافة إلى دمار البنيات التحتية وتراجع اإلنتاج وعجز الميزان‬
‫التجاري‪ .‬التضخم أيضا مس العمالت الوطنية األروبية التي تراجعت قيمتها‪ .‬بالمقابل صعدت‬
‫الواليات المتحدة االمريكية كقوة اقتصادية مقابل بعض التراجع الروبا‪.‬‬
‫ب ‪ -‬النتائج السياسية‬
‫أسفرت الحرب العالمية االولى سياسيا على ‪:‬‬
‫‪--‬فرض عقوبات عن طريق المعاهدات ‪:‬التي كان أهمها أبرزها معاهدة " فرساي" التي‬
‫أسفرت على عقوبات قاسية على ألمانيا ماليا و ترابيا‪ ،‬إلى جانب معاهدة "سان جيرمان" ضد‬
‫النمسا ومعاهدة "نويي" ضد بلغاريا و "سيڤر" ضد االمبراطورية العثمانية‪.‬‬
‫‪-‬تغيير في خريطة أوروبا السياسية وفي المستعمرات‪ :‬نتيجة فرض المعاهدات‪ ،‬تم إقتطاع‬
‫أراضي من الدول المنهزمة (ألمانيا‪ ،‬بلغاريا ‪ ،‬النمسا) وإعطاؤها لصالح الدول المنتصرة أو‬
‫المجاورة (فرنسا ‪ ،‬بولونيا ‪ ،‬رومانيا‪ )... ،‬أو ظهور دول جديدة او تفكيكها كاملة إلى كيانات‬
‫جديدة (تشيكوسلوفاكيا‪،‬المجر‪ ،‬يوغسالفيا‪ .)...‬أما بالنسبة للمستعمرات فقد اسيطرت كل من‬
‫فرنسا و انجلترا على المستعمرات االلمانية في افريقيا وفي بعض الجزر‪.‬‬
‫‪-‬زوال األنظمة اإلمبراطورية االربعة ‪ :‬النمساوية‪-‬المجرية و االلمانية والحقا العثمانية التي‬
‫تحولت غألى النظام الجمهوري او تفككت ‪ ،‬وال حقا االمبراطورية العثمانية التي ستتحول إلى‬
‫الجمهورية التركية ‪.‬‬
‫‪-‬إنشاء عصبة األمم‪ :‬وذلك سنة ‪ 1920‬باقتراح من الرئيس االمريكي "ويلسون" ‪ ،‬ضمت‬
‫العديد من االجهة (مجلس العصبة‪،‬األمانة العامة‪،‬الجمعية العامة‪ )...‬هدفها تحقيق السلم العالمي‬
‫‪،‬و التحكيم في النزاعات الدولية ومنع انتشار االسلحة ‪ ،‬و كان مقرها بجنيف‪.‬‬
‫ثانيا–التطورات الكبرى باروبا من نهاية الحرب و آثار أمة ‪ 1929‬عليها‬
‫‪ - 1‬الثورة البلشفية و مبادؤها‬
‫تسببت األوضاع المزرية لروسيا في ظل النظام القيصر إلى إندالع الثورة‬
‫البلشفية سنة ‪1917‬م بقيادة لينين الذي أصدر مراسيم التي كانت بمثابة مبادئ(مراسيم السلم‬
‫واألرض والحريات) تدعو إلى تحقيق األمن و الديمقراطية و المساواة و حذف اإلمتيازات‪ ،‬و‬
‫ضمان حق الشعب في تقرير مصيره و الحد من الملكيات العقارية‪.‬‬
‫واجهت الثورة البلشفية عدة مشاكل من بينها الحرب األهلية بين زعماء المعارضة و البالشفة‪،‬‬
‫وإنتهت بانتصر الفريق الثاني بفضل التنظيم المحكم للجيش األحمر ليتم تبني السياسة‬
‫اإلقتصادية الجديدة و تأسيس اإلتحاد السوفياتي ‪1922‬م‪.‬‬
‫‪-2‬أوضاع فرنسا بعد الحرب العالمية األولى‬
‫أ‪ -‬إقتصاديا وإجتماعيا‪ :‬إرتفاع األسعار مقابل إنخفاض القدرة الشرائية‪ ,‬و تفشي مظاهر‬
‫التضخم‪ ,‬إضافة إلى إنتشار الفقر و البطالة‪.‬‬
‫ب‪ -‬سياسيا‪ :‬عمت اإلحتجاحات النقابية و اوجهتها الدولة بالقمع‪ ،‬و زادت صعوبة تشكيل‬
‫الحكومات بسبب عدم التوافق السياسي بين أحزابها الوطنية و الضغط السياسي الذي تلقته‬
‫الجبهة الوطنية‪ ،‬باإلضافة إلى سن سياسة صارمة تجاه ألمانيا و تكثيف إستغالل خيرات‬
‫المستعمرات‪.‬‬
‫‪ -3‬االوضاع بإيطاليا و المانيا‬
‫أ‪ -‬إيطاليا‪ :‬على المستوى االقتصادي و االجتماعي‪ ،‬ظهرت األزمة بارتفاع حجم الدين‬
‫الخارجي و تعمق العجز التجاري‪ ,‬مع انخفاض قيمة العملة الوطنية‪ ,‬فترتب عن ذلك تجني‬
‫األجور و القدرة الشرائية و حصول عدة اضطرابات إجتماعية‪.‬أما على المستوى السياسي‬
‫‪،‬فقد عمل "موسوليني" على إستغالل األوضاع المزرية إليطاليا لتأسيس النظام الفاشي‪.‬‬
‫ب‪ -‬ألمانيا‪ :‬على المستوى اإلقتصادي عرفت المانيا أيضا أزمة اقتصادية خانقة بعد تراجع‬
‫اإلنتاج الصناعي‪ ،‬وتزايد الدين الخارجي‪ ،‬وثقل تعويضات الحرب‪ ،‬أما على المستوى‬
‫السياسي ‪ ،‬فقد عرفت البالد فرض الحلفاء لحكومة "فيمار" سنة ‪ ,1919‬بهدف تحقيق‬
‫الديموقراطية وإندالع ثورات مضادة على رأسها ثورة السبارطاكيين والتي إنتهت بالفشل‪.‬‬

‫‪ -4‬أزمة ‪ 1929‬و آثارها على أوربا‬


‫انطلقت ازمة ‪ 1929‬بعد انهيار من بورصة "وول ستريت" بالواليات المتحدة األمريكية‪،‬‬
‫لتنتقل إلى باقي القطاعات اإلقتصادية و تأخد فيما بعد طابعا عالميا نتيجة الترابط بين الدول‬
‫الرأسمالية (من الواليات المتحدة األمريكية‪،‬مرورا بأوربا سنة ‪1931‬م و بعد ذلك باقي‬
‫المستعمرات)‪ .‬اإلستثناء كان اإلتحاد السوفياتي‪ .‬نهجهه لسياسة االقتصاد المغلق‪.‬‬
‫وخلفت األزمة نتائج تضررت ضمنها أروبا وذلك على عدة مستويات‪:‬‬
‫‪ -‬إقتصاديا‪ :‬تضررت عدة قطاعات منها الفالحية والصناعية وقطاع االبناك وتراجع‬
‫اإلستثمارات وفقدان العمالت الوطنية لقيمتها؛ خصوصا بعد سحب الواليات المتحدة لرساميلها‬
‫واستثماراتها من أروبا (ا لضرر كان بالخصوص في الدول التي لم تمتلك مستعمرات كألمانيا و‬
‫إيطاليا) وأيضا بسبب تراجع الطلب والتجارة على المستوى العالمي‪ ،‬مما دعا تلك الدول لسن‬
‫سياسة اإلقتصاد الموجه‪.‬‬
‫‪ -‬إجتماعيا‪ :‬انتشار الفقر و البطالة‪ ،‬مع تزايد اإلضرابات و المظاهرات‪.‬‬
‫‪ -‬سياسيا‪ :‬ظهور تيارات معارضة متطرفة و وصولها للحكم و شرعت في سن سياسة توسعية‬
‫كما فعل النظام النازي بألمانيا بقيادة "أدولف هتلر" و النظام الفاشي بزعامة "موسوليني"‬
‫بإيطاليا‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫تزامنت إذن نتائج الحرب العالمية االولى مع أزمة ‪ 1929‬االقتصادية‪ ،‬مما سيورط أروبا مرة‬
‫اخرى في حرب عالمية جديدة ‪ :‬الحرب العالمية الثانية‪.‬‬

You might also like