You are on page 1of 2

‫الحرب العالمية الثانية ( ‪ :) 1945 – 1939‬النتائج و االسباب‬

‫مقدمة‪ :‬حول شبح الحرب الذي هيمن على العالم منذ أزمة ‪ 1929‬إلى مواجهة مسلحة عنيفة ما بين فاتح شتنبر من سنة ‪1939‬م و‪2‬‬
‫شتنبر ‪1945‬م‪ .‬حيث شهد العالم خالل هذه الفترة اندالع أعظم حرب دموية في تاريخ البشرية وأكثرها كلفة و تدميرا‪ .‬إذ استعملت خاللها كل‬
‫أنواع األسلحة المدمرة وشملت عملياتها معظم القارات و المحيطات و البحار وخلفت نتائج سياسية وأخرى اقتصادية و اجتماعية أثرت على‬
‫مسار العالقات الدولية‪.‬‬
‫‪ ‬فما هي المراحل الكبرى التي مرت منها الحرب؟ و ما خصائص كل مرحلة؟‬
‫‪ ‬ما النتائج السياسية و االقتصادية و االجتماعية لهذه الحرب؟‬
‫‪ ‬ما هي األسباب التي ساهمت في اندالع الحرب العالمية الثانية؟‬

‫مرت الحرب العالمية الثانية بمرحلتين متباينتي الخصائص‪.‬‬ ‫‪.I‬‬

‫نزاع وصراع دولي مسلح و مدمر أ في ‪ 1‬شتنبر ‪ 1939‬في اوربا وانتهى في ‪ 2‬شتنبر ‪ ،1945‬شاركت فيه الغالبية‬
‫العظمى من دول العالم‪ ،‬في حلفين رئيسيين هما‪ :‬قوات الحلفاء ودول المحور‪ .‬وقد وضعت الدول الرئيسية قدراتها‬ ‫تعريف الحرب‬
‫العسكرية وكل امكتنياتها االقتصادية و الصناعية و العلمية في خدمة المجهود الحربي‪ .‬وتعد الحرب العالمية الثانية من‬ ‫العالمية الثانية‬
‫الحروب الضمولية وأكثرها كلفة في تاريخ البشرية التساع بقعة الحرب و تعدد مسارح المعارك و الجبهات‪.‬‬

‫تميزت هذه المرحلة بتفوق دول المحور بقيادة المانيا حيث شهدت المرحلة مجموعة من‬
‫االحدات البارزة كغزو بولونيا ‪ 1939‬واحتالل فرنسا ‪ 1940‬وغزو االتحاد السوفياتي ‪ 1941‬و‬ ‫المرحلة االولى‬
‫الهجوم الياباني على قاعدة بيرل هاربر االمريكية ‪ 1941‬و معركة ستالين غراد ‪ 1942‬التي‬ ‫‪1942/1939‬‬
‫تعتبر الحد الفاصل بين المرحلة االولى من الحرب و المرحلة الثانية‪.‬‬
‫مراحل الحرب‪:‬‬
‫انتهت بانتصار دول الحلفاء على دول المحور شهدت المرحلة عدة احداث منها نزول‬
‫الحلفاء بشمال افريقيا ومنه تحرير ومن خالله احتالل ايطاليا‪ .‬و تحرير فرنسا بعد نزول‬
‫المرحلة الثانية‬
‫الحلفاء على سواحل نورماندي‪ ،‬ثم زحف القوات السوفياتية لتحرير اوربا الشريقية واستسالم‬
‫‪1945/1943‬‬
‫المانيا ‪ .1945‬واخيرا استسالم اليابان بعد إالقاء قنبلتين نوييتين على هيروشيما و نكازاكي‬
‫‪.1945‬‬
‫تعددت نتائج الحرب العالمية الثانية‬ ‫‪.II‬‬
‫‪ ‬االرتفاع الكبير للنفقات العسكرية وتزايد حجم ديون الدول المتحاربة االوربية و اليابان‬
‫‪ ‬تدمير البنى االنتاجية و التحتية للدول المتحاربة االوربية و اليابان‪.‬‬ ‫النتائج االقتصادية‪:‬‬
‫‪ ‬انتعاش االقتصاد االمريكي وتضاعف ناتجها الوطني بأكثر من مرتين بين سنتي ‪ 1939‬و ‪1944‬‬
‫لكونها شكلت ممونا رئيسيا الحتياجات الحلفاء ( التخلص النهائي من أثار أزمة ‪) 1929‬‬

‫ارتفاع كبير لعدد القتلى و المفقودين ‪ 67‬مليون‪ ،‬خاصة في صفوف المدنيين ‪ 42‬مليون‪ (.‬ربع مليون‬ ‫‪‬‬
‫قتيل في هيروشيما جراء االستخدام االمريكي غير المبرر للسالح النووي )‬
‫النتائج االجتماعية‬
‫دمار و خراب العديد من المدن و القرى و التجهيزات ( جسور بنايات مطارات مستشفيات ‪)....‬‬ ‫‪‬‬
‫انتشار المجاعات بسبب نقص الغذاء و الفقر و التشرد حيث ارغمت نيران الحرب المدنيين على‬ ‫‪‬‬
‫الجالء من مساكنهم و البحث عم أماكن أمنة‪.‬‬
‫تغيير كبير في البنية السكانية للدول المتحاربة‪ (.‬ارتفاع عدد كبير في صفوف النساء و الشيوخ ‪)...‬‬ ‫‪‬‬
‫عقد مؤتمر يالطا ‪ 1945‬و تغيير الخريطة السياسية الوربا بانقسام المانيا ( المانيا الشرقية – المانيا‬ ‫‪‬‬
‫الغربية ) واتساع مجال االتحاد السوفياتي على حساب بولونيا التي ثم تعويضها على حساب المانيا‪.‬‬
‫بروز قوتين اقتصاديتين و سياسيتين عالميتين جديدتين هما الواليات المتحدة و االتحاد السوفياتي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫النتائج السياسية‪:‬‬
‫هيمنة االتحاد السوفياتي على بلدان اوربا الشرقية التي حررتها و تباين مصالح دول الحلفاء‬ ‫‪‬‬
‫المنتصرة ادى إلى انقسام العالم إلى معسكرين شرقي اشتراكي بقيادة االتحاد السوفياتي و معسكر‬
‫غربي ليبرالي بقيادة و‪.‬م‪.‬أ ( بداية الحرب الباردة )‬
‫انشاء هيئة االمم المتحدة على انقاض عصبة األمم ( مؤتمر سان فرانسيسكو ‪) 1945‬‬ ‫‪‬‬
‫ساهمت مجموعة من العوامل في اندالع الحرب‬ ‫‪.III‬‬
‫يمكن تقسيم أسباب اندالع الحرب إلى أربعة أسباب كبرى‪:‬‬
‫فرضت معاهدات الصلح على الدول المنهزمة قيودا ترابية و عسكرية و مالية مجحفة و قاسية‪ .‬مما أدى إلى‬
‫ظهور أحزاب قومية متطرفة بهده البلدان في مقدمتها الحزب النازي األلماني بزعامة أدولف هتلر الذي طرح‬ ‫مخلفات الحرب العالمية‪1‬‬
‫عدة مبادئ من بينها القومية المتطرفة والديكتاتورية و التوسع و مناهضة الديمقراطية و االشتراكية‪.‬‬
‫‪ ‬عجزت الحكومات الديمقراطية في الدول االوربية و اليابان عن مواجهة المشاكل االقتصادية و‬
‫االجتماعية المرتبطة بأزمة ‪ ،1929‬ولهذا تزايد نفوذ األحزاب المعارضة اليمينية المتطرفة و‬
‫وصولها إلى السلطة‪ ،‬فكانت النتيجة هي قيام انظمة ديكتاتورية في طليعتها النظام النازي بالمانيا و‬
‫الفاشي بايطاليا و العسكري باليابان‪.‬‬
‫أثار األزمة االقتصادية‬
‫‪ ‬في ظل االزمة االقتصادية انتشرت الحماية الجمركية مما ادى الى حدوث المواجهة بين الديمقراطيات‬
‫الغربية ( فرنسا – بريطانيا – و‪.‬م‪ .‬ا ) و االنظمة الديكتاتورية وذلك من أجل السيطرة على االسواق‬
‫الخارجية و امتالك المستعمرات‬
‫❖ تحالفات االنظمة الفاشية تتجلى في التقارب االيطالي االلماني ‪ 1935‬وتحطيم جبهة ستريزا ‪stressa‬‬
‫وانشاء محور برلين روما طوكيو وهوحلف عسكري ضم كل من المانيا و ايطاليا و اليابان‪.‬‬

‫❖ توسعات األنظمة الديكتاتورية‪ :‬تمثلت توسعات األنظمة الفاشية في‪:‬‬


‫‪ ‬احتالل اليابان لمنطقة منشوريا الصينية سنة ‪1931‬‬ ‫توسعات األنظمة‬
‫‪ ‬غزو ايطاليا ألثيوبيا ‪1935‬‬ ‫الديكتاتورية‬
‫‪ ‬تسليح منطقة رينانيا ( مخالفة مقررات مؤتمر فرساي )‬
‫‪ ‬بداية تنفيذ هتلر لتوسعاته الترابية لتحقيق ما سماه بالمجال الحيوي حيث ضم النمسا إلى‬
‫المانيا ‪ ( 1938‬األنشلوس )‪ ،‬االستيالء على اقليم السوديت التشيكي وبعده كل التشيك و في‬
‫‪ 1939‬قام بغزو بولونيا في ‪ 1‬شتنبر ‪ 1939‬و هو السبب المباشر الندالع الحرب العالمية ‪2‬‬
‫سعت العصبة إلى تحقيق السالم العالمي و األمن المشترك بين جميع بلدان العالم عن طريق الحوار و‬
‫التحكيم‪ ،‬فعملت على الحد من التسلح إال أن تلك المنظمة لم تحقق النجاح المأمول في حل مختلف األزمات‬
‫الدولية وقد تجلى ذلك بالخصوص لدى‪:‬‬
‫‪ ‬احتالل مقاطعة منشوريا الصينية من قبل اليابان ‪ 1931‬دون أن يصدر عن المنظمة أي رد فعل حاسم‬
‫مما شجع اليابان التوسع في مناطق اخرى بجنوب شرق اسيا‪.‬‬
‫فشل عصبة األمم‬
‫‪ ‬فشل مؤتمر جنيف لنزع السالح و الحد من خطورة التسابق نحو التسلح و انسحاب المانيا من عصبة‬
‫األمم سنة ‪ 1933‬تعبيرا عن تمسكها بشرعية مطلبها في إعادة بناء قوتها العسكرية و إلغاء ما‬
‫تضمنته معاهدة فرساي من بنود مجحفة في حقها‪.‬‬
‫‪ ‬احتالل اثيوبيا من قبل ايطاليا و فشل العقوبات االقتصادية المفروضة عليها بعد انسحاب المانيا و‬
‫اليابان من عصبة األمم وامتناع المانيا عن تطبيق تلك العقوبات‪.‬‬
‫وهكذا تزايدة قوة األنظمة الديكتاتورية في الوقت الذي تراجعت فيه هيبة األنظمة الديمقراطية‪.‬‬
‫خاتمة ‪ :‬لقد اتسمت الحرب العالمية الثانية بضراوتها وعنف معاركها و تعدد جبهاتها‪ ،‬وأفرزت حصيلة اقتصادية و اجتماعية و سياسية‬
‫ثقيلة تطلب إصالحها سنوات عديدة وعزيمة قوية‪ .‬كما خلفت نظاما دوليا جديدا صبعه الصراع بين المعسكرين االشتراكي و الرأسمالي‪.‬‬

‫‪:‬‬

‫‪:‬‬

‫‪.‬‬

You might also like