You are on page 1of 128

‫التربية اإلسالمية‬

‫الصف الثاني عشر‬


‫‪12‬‬
‫(للفروع كافة)‬
‫الفصل الدراسي األول‬
‫فريق التأليف‬

‫(رئيـــسا)‬
‫ً‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬هايــــــــل عبــــد احلفيـــظ داود‬
‫أ‪.‬د‪ .‬خالد عطية السعـودي (مرش ًفا عىل جلان التأليف)‬
‫د‪ .‬ســمــــــر مـحـمــد أبــو يـحيـــى (منسقــًا)‬
‫د‪ .‬نــادي حســن صــرا‬ ‫عبد القادر عبد احلميد يونس‬
‫محمـد أحمــد العــبـادي‬ ‫عبيـــر خـالـــد منـــصور‬

‫الناشر‪ :‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬

‫يرس املركز الوطني لتطوير املناهج‪ ،‬استقبال آرائكم وملحوظاتكم اخلاصة هبذا الكتاب عن طريق العناوين اآلتية‪:‬‬

‫‪06-5376262 / 240‬‬ ‫‪06-5376266‬‬ ‫‪P.O.Box:2088 Amman 11941‬‬

‫‪@nccdjor‬‬ ‫‪feedback@nccd.gov.jo‬‬ ‫‪www.nccd.gov.jo‬‬

‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫قررت وزارة التربية والتعليم تدريس هذا الكتاب في مدارس المملكة األردنية الهاشمية جميعها‪ ،‬بنا ًء على قرار المجلس األعلى‬
‫َّ‬
‫)‪،‬‬ ‫‪ ،‬وقرار مجلس التربية والتعليم رقم (‬ ‫)‪ ،‬تاريخ‬ ‫للمركز الوطني لتطوير المناهج في جلسته رقم (‬
‫ِ‬
‫الصفحة‬ ‫رقم‬ ‫تاريخ ال و ِْح َد ُة‬
‫ُ‬ ‫‪2022/12/28‬م بد ًءا من العام الدراسي ‪2023/2022‬م ‪.‬‬

‫‪ISBN 978 - 9923-41-234-3‬‬

‫المملكة األردنية الهاشمية‬


‫رقم اإليداع لدى دائرة المكتبة الوطنية‬
‫)‬ ‫(‬

‫‪375,001‬‬
‫األردن‪ .‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫التربية اإلسالمية‪ :‬الصف الثاني عشر للفروع كافة‪( :‬الفصل األول)‪ /‬المركز الوطني لتطوير‬
‫المناهج‪ - .‬عمان‪ :‬المركز‪2022،‬‬
‫) ص‪.‬‬ ‫(‬

‫‪.‬‬ ‫ر‪.‬إ‪: .‬‬


‫الواصفات‪/ :‬تطوير المناهج‪//‬المقررات الدراسية‪//‬مستويات التعليم‪//‬المناهج‪/‬‬
‫يتح َّمل ال ُمؤلِّف كامل المسؤولية القانونية عن محتوى ُمصنَّفه‪ ،‬وال يُعبِّر هذا ال ُمصنَّف عن رأي دائرة المكتبة الوطنية‪.‬‬

‫‪1444‬هـ‪2023/‬م‬ ‫الطبعة األولى (التجريبية)‬

‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫املقدمة‬

‫احلمد هلل َر ِّب العاملني‪ ،‬والصالة والسالم عىل خاتم األنبياء واملرسلني‪ ،‬وعىل آله وصحبه أمجعني‪ ،‬وبعد‪ ،‬فانطال ًقا من‬
‫يستمر املركز الوطني لتطوير املناهج بالتعاون مع وزارة الرتبية والتعليم يف أداء الرسالة ا ُملتع ِّلقة‬
‫ُّ‬ ‫الرؤية امللكية السامية‪،‬‬
‫تميز‪ .‬وبنا ًء عىل ذلك‪ ،‬فقد جاء كتاب الرتبية اإلسالمية للصف‬ ‫بتطوير املناهج الدراسية؛ ُبغْ َي َة حتقيق التع ُّلم النوعي ا ُمل ِّ‬
‫وخ َّطة تطوير التعليم يف اململكة األردنية اهلاشمية‪ُ ،‬‬
‫وم ِّققًا مضامني‬ ‫نسج ًم مع فلسفة الرتبية والتعليم‪ُ ،‬‬ ‫الثاين عرش ُم ِ‬
‫وم ِّ‬
‫ؤشات أدائهام‪ ،‬التي تتمثَّل يف إعداد جيل مؤمن بدينه‬ ‫اإلطار العام واإلطار اخلاص للرتبية اإلسالمية ومعايريمها ُ‬
‫بالتصور اإلسالمي للكون واإلنسان واحلياة‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫وملت ِزم‬
‫عتز بانتامئه الوطني‪ُ ،‬‬
‫وم ٍّ‬
‫اإلسالمي‪ ،‬وذي شخصية إجيابية متوازنة‪ُ ،‬‬
‫وم ِل ٍّم بمهارات القرن الواحد والعرشين‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ومتمثِّل باألخالق الكريمة والق َيم األصيلة‪ُ ،‬‬
‫ُ‬
‫تتسم كتب الرتبية اإلسالمية بخصوصية تنبع من دورها الذي تؤديه‪ ،‬فهي تتصل مبارشة بحياة الطلبة وواقعهم‪،‬‬
‫ُزودهم باملعلومات فحسب‪ ،‬بل تُس ِهم يف‬‫لترصفاهتم وسلوكاهتم وقيمهم واجتاهاهتم‪ ،‬وهي ال ت ِّ‬ ‫مرجعيا ُّ‬
‫ًّ‬ ‫إطارا‬
‫ُشكل ً‬ ‫وت ِّ‬
‫تنمية متكاملة وشاملة ملختلف جوانب الشخصية‪ .‬وألمهية هذا الدور؛ فقد روعي يف تأليف هذا الكتاب التع ُّلم البنائي‬
‫ا ُملنبثِق من النظرية البنائية التي متنح الطلبة الدور األكرب يف عمليتي التع ُّلم والتعليم‪ ،‬ومتثَّلت عنارص الدرس األساسية‬
‫والتوسع‪ ،‬واملراجعة والتقويم‪ .‬إضاف ًة إىل إبراز املنحى التكاميل بني حماور‬
‫ُّ‬ ‫يف التع ُّلم القبيل‪ ،‬والفهم والتحليل‪ ،‬واإلثراء‬
‫الرتبية اإلسالمية‪ ،‬ودمج املهارات احلياتية واملفاهيم العابرة يف أنشطة الكتاب املتنوعة وأمثلته املتعددة‪ُ ،‬يقدِّ م املحتوى‬
‫فضل عن توظيف املهارات والقدرات ِ‬
‫والق َيم‬ ‫فرصا عديد ًة ألسئلة ومواقف تراعي الفروق الفردية بني الطلبة‪ً ،‬‬ ‫كذلك ً‬
‫بأسلوب تفاعيل ُي ِّرك الطلبة‪ ،‬ويستمطر أفكارهم‪ ،‬فيصلون إىل املعلومة بأنفسهم بنا ًء عىل استنتاجاهتم‪.‬‬
‫﴾‪،‬‬ ‫يتألـف هذا الكتاب من أربع وحـدات تم اختيار عناوين هلا من كتـاب اهلل تعاىل‪ ،‬وهي‪﴿ :‬‬
‫َّ‬
‫عزز حمتوى الكتاب‬
‫﴾‪ُ .‬ي ِّ‬ ‫﴾‪﴿ ،‬‬ ‫﴾‪﴿ ،‬‬ ‫﴿‬
‫جممـوعة من الكفايـات األسـاسية‪ ،‬مثـل‪ :‬كفايات التفكري اإلبداعـي والتفكري الناقد‪ ،‬والكفايات اللغوية‪ ،‬وكفايات التعاون‬
‫وح ِّل املشكالت‪ .‬وال َّ‬
‫شك يف أنَّ ضامن استيعاب الطلبة هذه الكفايات ومت ُّلكهم ّإياها‬ ‫التقص والبحث َ‬
‫واملشاركة‪ ،‬وكفايات ّ‬
‫يتط َّلب بعض التغيريات والتطوير لطرائق التدريس وآليات التقييم املستخدمة‪  ‬بتوجيه وإدارة ُم َّ‬
‫نظمة من الكادر التعليمي الذي‬
‫وم َّ‬
‫نظمة؛ ُبغْ َي َة حتقيق األهداف التفصيلية للمبحث بام‬ ‫له أنْ جيتهد يف توضيح األفكار‪ ،‬وتطبيق األنشطة َوفق خطوات ُم َّددة ُ‬
‫يالئم ظروف البيئة التعليمية التع ُّلمية وإمكاناهتا‪ ،‬واختيار االسرتاتيجيات التي تساعد عىل رسم أفضل املامرسات وحتديدها‬
‫لتنفيذ الدروس وتقييمها‪.‬‬
‫ونحن إذ ُنقدِّ م هذا الكتاب‪ ،‬فإنَّنا نأمل أنْ ُيس ِهم يف حتقيق األهداف املنشودة لبناء الشخصية لدى طلبتنا‪ ،‬وتنمية اجتاهات‬
‫ُح ِّب التع ُّلم‪ ،‬ومهارات التع ُّلم املستمرلدى الطلبة‪ ،‬سائلني اهلل تعاىل أنْ يرزقنا اإلخالص والقبول‪ ،‬وأنْ يعيننا ً‬
‫مجيعا عىل‬
‫حتمل املسؤولية وأداء األمانة‪.‬‬
‫ُّ‬
‫املركز الوطني لتطوير املناهج‬

‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫الفهرس‬

‫رقم الصفحة‬ ‫الدرس‬ ‫الوحدة‬

‫‪6‬‬ ‫‪ .1‬سورة البقرة‪ ،‬اآليات الكريمة (‪)286-284‬‬ ‫الوحدة األوىل‪:‬‬


‫﴾‬ ‫﴿‬
‫‪15‬‬ ‫الس نَّة النبوية الرشيفة يف الترشيع اإلسالمي‬
‫‪ .2‬مكانة ُّ‬

‫‪23‬‬ ‫‪ .3‬اليوم اآلخر‪ :‬أحداثه‪ ،‬وآثار اإليامن به‬

‫‪31‬‬ ‫‪ .4‬م راعاة املصالح يف الرشيعة اإلسالمية‬

‫‪39‬‬ ‫‪ .1‬القصص الق رآين‬ ‫الوحدة الثانية‪:‬‬


‫﴾‬ ‫﴿‬
‫‪45‬‬ ‫‪ .2‬رضا اهلل تعاىل (حديث نبوي رشيف)‬

‫‪53‬‬ ‫‪ .3‬الطالق‬
‫‪ِ .4‬‬
‫الع دَّة‬
‫‪61‬‬

‫‪69‬‬ ‫‪ .1‬سورة األع راف‪ ،‬اآليات الكريمة (‪)34-31‬‬ ‫الوحدة الثالثة‪:‬‬


‫﴾‬ ‫﴿‬
‫‪76‬‬ ‫‪ .2‬رسائل النبي ﷺ إىل امللوك والزعامء يف عرصه‬

‫‪82‬‬ ‫‪ .3‬احلقوق السياسية للم رأة يف اإلسالم‪.‬‬

‫‪88‬‬ ‫‪ .4‬التعايش اإلنساين‬

‫‪96‬‬ ‫‪ .1‬اتقاء ُّ‬


‫الش ُب هات (حديث نبوي رشيف)‬ ‫الوحدة الرابعة‪:‬‬
‫﴾‬ ‫﴿‬
‫‪104‬‬ ‫‪ .2‬املذاهب الفقهية األربعة‬

‫‪113‬‬ ‫‪ .3‬من خصائص الرشيعة اإلسالمية‪ :‬الوسطية‬

‫‪121‬‬ ‫التلوث البيئي‬


‫‪ .4‬موقف اإلسالم من ُّ‬
‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫الوحدة األوىل‬

‫﴾‬ ‫قال تعاىل‪﴿ :‬‬


‫[البقرة‪]٢٨٦ :‬‬

‫دروس‬
‫الوحدة األولى‬

‫سورة البقرة‪ ،‬اآليات الكريمة (‪)286-284‬‬ ‫‪1‬‬


‫الس َّنة النبوية الشريفة في التشريع اإلسالمي‬
‫مكانة ُّ‬ ‫‪2‬‬

‫اليوم اآلخر‪ :‬أحداثه‪ ،‬وآثار اإليمان به‬ ‫‪3‬‬


‫مراعاة المصالح في الشريعة اإلسالمية‬ ‫‪4‬‬

‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫سورة البقرة‬ ‫الدرس‬
‫اآليات الكريمة (‪)286-284‬‬ ‫‪1‬‬

‫تاجات ال َّت َع ُّل ِ‬


‫م‬ ‫ُ‬ ‫ِن‬

‫ُيتو ّقع من الطلبة حتقيق النتاجات اآلتية‪:‬‬


‫‪ -‬تِ َ‬
‫الو ُة اآليات الك ريمة (‪ )286-284‬من سورة البقرة تالوة سليمة‪.‬‬
‫‪َ -‬ب ُ‬
‫يان معاين املفردات والرتاكيب الواردة يف اآليات الك ريمة‪.‬‬
‫‪َ -‬ت ْف ُ‬
‫سري اآليات الك ريمة‪.‬‬
‫ِ‬
‫‪ -‬ح ْف ُظ اآليات الك ريمة ً‬
‫غيب ا‪.‬‬
‫‪َ -‬تث ُُّل ِ‬
‫الق َي م واالجتاهات الواردة يف اآليات الك ريمة‪.‬‬

‫َأ َت َو َّق ُ‬
‫ف‬ ‫م ا ْل َق ْبل ُّ‬
‫ِي‬ ‫ع ُّل ُ‬
‫ال َّت َ‬

‫سورة البقرة من السور املدنية‪ ،‬وعدد‬ ‫يتصـف اهلل سبحـانه وتعاىل بالعظمة‪ ،‬وتتم ثَّل بعض مظـاهر‬
‫آيـاهتا (‪ )286‬آية‪ ،‬وقـد ُس ِّم يت بذلك‬ ‫عظمته ‪ ‬يف َسعة ُم ْلكه‪ ،‬وشمـول قـدرته؛ فهو يعلم سبحانه ما‬
‫قصة بقرة بني إرسائيل فيها‪،‬‬
‫لورود َّ‬ ‫ي ظ ِه ره الناس وما يبطنونه‪ ،‬وسوف ُي ِ‬
‫اس بهم عىل أعامهلم يوم القيامة‪.‬‬ ‫ُ‬
‫وهـي مـن السبع ِّ‬
‫الط ـ وال (البقرة‪،‬‬ ‫واملسلـم ي ِ‬
‫ؤمن بأركـان اإليامن مجيعها‪ ،‬ويـؤ ّدي ما يتط َّل به ذلك من‬ ‫ُ‬
‫آل عم ران‪ ،‬النسـاء‪ ،‬املائـدة‪ ،‬األنعـام‪،‬‬ ‫استقامة‪ ،‬والتزام بالعمل الصالح‪ ،‬واستشعار آلثار اإليامن يف حياته‪.‬‬
‫األع راف‪ ،‬يونس)‪.‬‬ ‫ُأ ِ‬
‫ناق ُ‬
‫ش‬
‫ُأ ِ‬
‫ناق ُش آثار اإليامن باليوم اآلخر يف حياة املسلم‪.‬‬
‫‪......................................................................................................................................‬‬

‫ريط ُة ال َّت ْنظيمِ َّي ُة‬


‫ا ْل َخ َ‬
‫موضوعات اآليات الكريمة‬

‫اآلية الكريمة (‪)286‬‬ ‫اآلية الكريمة (‪)285‬‬ ‫اآلية الكريمة (‪)284‬‬


‫من مبادئ الرشيعة اإلسالمية‬ ‫من حقائق اإليامن‬ ‫عظمة اهلل تعاىل‬

‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪6‬‬
‫م َو َأ ْح َف ُ‬
‫ظ‬ ‫َأ ْف َ‬
‫ه ُ‬

‫اكيب‬ ‫ا ْل ُم ْف َر ُ‬
‫دات َوال َّت ر ُ‬

‫‪ :‬الرجوع‪.‬‬

‫‪ :‬ما تقدر عىل فعله‪.‬‬


‫‪ :‬ال ت ِ‬
‫ُعاق بنا‪.‬‬

‫‪ :‬األمر الثقيل الذي فيه مش َّقة‪.‬‬

‫وم عيننا‪.‬‬
‫‪ :‬نارصنا ُ‬

‫م َوال َّت ْح ُ‬
‫ليل‬ ‫ا ْل َف ْ‬
‫ه ُ‬
‫َأ َت َو َّق ُ‬
‫ف‬

‫قال رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬م ْن َق َر َأ باآل َي َت ْ ِ‬


‫ي‬ ‫أشارت اآليات الكريمة إىل بعض مظاهر عظمة اهلل تعاىل‪ ،‬وما‬
‫الب َق َر ِة يف َل ْي َل ٍة َك َفتا ُه»‬ ‫آخ ِر س ِ‬
‫ورة َ‬‫ُ َ‬
‫ِم ْن ِ‬ ‫جيب عىل اإلنسان من عبادة وطاعة خلالقه سبحانه‪ .‬وكذلك أشارت‬
‫[متفق عليه]‪( .‬كفتاه‪ :‬حفظتاه من املكروه)‪.‬‬ ‫الي ْس‪ ،‬وسهولة‬
‫هذه اآليات الكريمة إىل عدد من مبادئ الرشيعة‪ ،‬مثل‪ُ :‬‬
‫ور ِة‬ ‫ِ‬ ‫وقـال ﷺ‪«ُ :‬أ ْع ِط ُ‬ ‫األحكام‪ ،‬ومسؤولية اإلنسان عن عمله‪ ،‬والثقة بنرص اهلل تعاىل‪.‬‬
‫يم ُس َ‬ ‫يـت َخ َوات َ‬
‫ا ْل َب َق َر ِة ِم ْن َك ْن ٍز َ ْت َت ا ْل َع ْر ِ‬
‫ش َو َ ْل ُي ْع َط ُه َّن‬
‫عظمة اهلل تعاىل‬ ‫ً‬
‫أول‬
‫َن بِ ٌّي َق ْب ِلِ» [رواه أمحد]‪.‬‬

‫َّبي نت اآلية الكريمة عظمة اهلل ‪ ‬باإلشارة إىل ما يأيت‪:‬‬


‫‌أ ‪َ .‬س عة ُم ْلك اهلل تعاىل‪ُّ :‬‬
‫فكل ما يف الساموات واألرض ال خيرج عن ُم ْلك اهلل سبحانه‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾‪ُّ .‬‬
‫ويدل لفظ ﴿ ﴾ يف اآلية الكريمة عىل العموم ليشمل مجيع ما يف الكون‪ ،‬ويف هذا‬
‫‪7‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫كل ما يف الكون ُم ْلك هلل تعاىل‪،‬‬
‫تعظيم هلل تعاىل‪ ،‬وطمأنة لإلنسان أنَّه يف رعايته سبحانه‪ ،‬ودعوة له ليعلم أنَّ َّ‬
‫يتعي عليه أنْ يكتسبه من حالل‪،‬‬ ‫وأنَّ ما يملكه اإلنسان يف هذه احلياة الدنيا إنَّام هو عارية ُم َ‬
‫ستر َّدة‪ ،‬وأنَّه َّ‬
‫نف قه يف احلالل‪ ،‬ويستخدمه يف طاعة اهلل تعاىل‪ ،‬وال ينشغل به عن اآلخرة‪.‬‬ ‫وي ِ‬
‫ُ‬
‫‌ب‪َ .‬س عة علم اهلل تعاىل‪ :‬اهلل ‪ ‬ال ختفى عليه ظ واهر األعامل واألق وال‪ ،‬وال رسائر النفوس وما ت ُِك ُّنه الضامئر من‬
‫حاس بهم عليها‪ .‬قال تعاىل‪:‬‬ ‫خب سبحانه مجيع َخ ْلقه هبا‪ ،‬وسي ِ‬ ‫سي ِ‬ ‫ن وايا وإنْ َد َّقت َ ِ‬
‫ُ‬ ‫وخف يت‪ ،‬ويوم القيامة ُ‬
‫﴾‪ .‬ومن رمحة اهلل تعاىل بعباده أنَّه سي ِ‬
‫حاسب ُكلًّ‬ ‫﴿‬
‫ُ‬
‫منهم عىل أفعاله وأق واله الظاهرة‪ ،‬وعىل ما عقد العزم عىل فعله‪ ،‬ولو حال حائل أو مانع بينه وبني تنفيذ‬
‫ولكن وجود رجال األمن منعه من فعل الرسقة‪.‬‬ ‫الع َّدة للرسقة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫خارجا عن إرادته‪ ،‬كأنْ ُيع َّد ُ‬
‫ً‬ ‫هذا الفعل‪ ،‬وكان‬
‫ّأما إذا َعدَل عن الرسقة من تلقاء نفسه؛ خو ًفا من اهلل تعاىل‪ ،‬فإنَّه ال ُيعا َقب عىل عزمه‪ ،‬بل ُي ْؤ َج ر عىل عدوله‬
‫ثم مل‬ ‫أيضا أنَّ العبد إذا َه َّم أو نوى أنْ يفعل ً‬
‫أمرا حممو ًدا َّ‬ ‫عن القيام بام عزم عليه‪ .‬ومن رمحة اهلل تعاىل بعباده ً‬
‫وأما حديث النفس الذي َيعرِض لإلنسان‪ ،‬وال‬ ‫سجل حسنات العبد‪ّ .‬‬ ‫ِّ‬ ‫يفعله ملانع ما‪ ،‬فإنَّ اهلل تعاىل يكتبه يف‬
‫هلل َت َاوزَ يل َع ْن ُأ َّمتي ما َو ْس َو َس ْت‬
‫اسب عليه‪ .‬قال النبي ﷺ‪« :‬إنَّ ا َ‬ ‫يبلغ به درجة العزم عىل التنفيذ‪ ،‬فال ُي َ‬
‫ورها‪ ،‬ما َل ْم ت َْع َم ْل َأ ْو ت ََك َّل ْم» [متفق عليه]‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بِه ُص ُد ُ‬
‫غض به سبحانه يف أفعاله‬ ‫وبعيدا عما ُي ِ‬ ‫يظل ُملت ِز ًما بأمر اهلل تعاىل‪،‬‬ ‫ويف اآلية الكريمة دعوة إىل املسلم أنْ‬ ‫ ‬
‫ً ّ‬ ‫َّ‬
‫وأق واله وتفكريه‪ ،‬وفيها كذلك دعوة إىل املسلم أنْ يستحي من اهلل تعاىل فيام َ ُي ُّم بالقيام به‪.‬‬

‫َأ ْر ِب ُ‬
‫ط‬

‫َأ ْربِ ُط بني املعنى الذي جاء يف اآلية الكريمة وما يأيت‪:‬‬
‫﴾ [املائدة‪.]٨٩ :‬‬ ‫‪ )1‬قوله تعاىل‪﴿ :‬‬
‫‪..................................................................................................................................‬‬
‫ي ذلِ َك‪،‬‬ ‫نات َوالس ي ِ‬
‫ئات‪ُ ،‬ث َّم َب َّ َ‬ ‫َّ ِّ‬
‫حل س ِ‬
‫هلل َك َت َب ا َ َ‬ ‫‪ )2‬ما ورد عن رسول اهلل ﷺ فيام يروي عن َر ِّبه ‪ ،‬قال‪« :‬إِنَّ ا َ‬
‫ش‬ ‫هلل ِع ْندَ ُه َع ْ َ‬ ‫كام َل ًة‪َ ،‬وإِنْ َه َّم ِب ا َف َع ِم َلها َك َت َب ها ا ُ‬ ‫هلل ِع ْندَ ُه َح س َن ًة ِ‬
‫َ‬ ‫فم ْن َه َّم بِ َح َس َن ٍة َف َل ْم َي ْع َم ْلها َك َت َب ها ا ُ‬‫َ‬
‫هلل ِع ْندَ ُه َح َس َن ًة‬ ‫ري ٍة‪َ ،‬وإِنْ َه َّم بِ َس ِّي َئ ٍة َف َل ْم َي ْع َم ْلها َك َت َب ها ا ُ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫َح َس نات إِىل َس ْب ِع م َئة ِض ْع ف إِىل َأ ْضعاف َكث َ‬
‫ٍ‬
‫هلل س ي َئ ًة و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اح دَ ةً» [رواه البخاري ومسلم]‪.‬‬ ‫كام َل ًة‪َ ،‬وإِنْ َه َّم ِب ا َف َع م َلها َك َت َب ها ا ُ َ ِّ‬
‫‪.............................................................................................................................‬‬

‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪8‬‬
‫﴾‪ ،‬فهو سبحانه يعفو عن اإلنسان‪ ،‬ويغفر‬ ‫‌جـ‪ .‬رمحة اهلل تعاىل وعدله‪ :‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫سي ئات‪ .‬ويف تقديم املغفرة عىل العذاب بيان‬ ‫فضل منه ورمح ًة‪ ،‬و ُي ِّ‬
‫عذب َم ْن يشاء بعدله عىل ما اقرتفه من ِّ‬ ‫له ً‬
‫لس عة رمحة اهلل تعاىل‪ ،‬وأنَّ رمحته تسبق غضبه‪ ،‬وأنَّ َّ‬
‫كل يشء راجع إىل مشيئته سبحانه‪.‬‬ ‫َ‬
‫﴾‪ ،‬فهو القادر الذي ال ُي ِ‬
‫عج زه يشء‪ ،‬وال خيرج عن‬ ‫‌ د ‪ .‬كامل قدرة اهلل ‪ :‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫سلطانه يشء‪.‬‬

‫َأ َت َد َّب ُر َو ُأ ِ‬
‫ناق ُ‬
‫ش‬

‫َأتَدَ ب ر اآلية الكريمة السابقة (‪ )284‬من سورة البقرة‪ ،‬ثم ُأ ِ‬


‫ناق ُش أمهية وجود الت وازن بني اخلوف والرجاء يف‬ ‫َّ‬ ‫َّ ُ‬
‫عالقة اإلنسان باهلل تعاىل‪.‬‬
‫‪..................................................................................................................................‬‬

‫من حقائق اإليامن‬ ‫ثاني ا‬


‫ً‬
‫اشتملت اآلية الكريمة عىل أمور ُم ِه َّم ة ال َي ِص ُّح إيامن اإلنسان من دوهنا‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫مجيع ا‪ :‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫‌أ ‪ .‬التصديق اجلازم بأركان اإليامن ً‬
‫﴾‪ .‬فقد عرضت اآلية الكريمة ألركان اإليامن اآلتية‪:‬‬
‫ ● اإليامن باهلل تعاىل‪ :‬االعتقاد اجلازم وأنَّه ‪ ‬اإلله املستحق للعبادة الذي ال إله غريه‪ .‬وهذا َّأول أركان اإليامن‪.‬‬
‫ ● اإليامن ب املالئكة‪ :‬االعتقاد اجلازم بأنَّ املالئكة عباد هلل تعاىل‪ ،‬يطيعونه‪ ،‬وال يعصونه‪ .‬وقد كان أهل اجلاهلية‬
‫يعتقدون أنَّ املالئكة هم بنات اهلل تعاىل‪ ،‬وغري ذلك من املعتقدات الباطلة‪.‬‬
‫● اإليامن بكتب اهلل تعاىل‪ :‬االعتقاد اجلازم بأنَّ اهلل تعاىل أنزل هذه الكتب عىل ُر ُسله الك رام ‪ ،‬وأنَّ فيها ِق َي ًم‬
‫ومبادئ ُت ِّق ق السعادة للناس يف الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫َ‬
‫رسول يدعوهم إىل عبادة اهلل وحده ال‬ ‫كل ُأ َّمة ً‬
‫بر ُس ل اهلل تعاىل‪ :‬االعتقاد اجلازم بأنَّ اهلل تعاىل بعث يف ِّ‬
‫● اإليامن ُ‬
‫حممدا ﷺ خاتم األنبياء‪ ،‬وأنَّه ال َي ِص ُّح‬
‫وأن م أفضل البرش‪ ،‬وأنَّ سيدنا ً‬ ‫عب د من دونه‪َّ ،‬‬
‫رشيك له والكفر بام ُي َ‬
‫إيامن العبد ّإل باإليامن هبم ً‬
‫مجيعا‪.‬‬
‫سي دنا حممد ﷺ زيادة يف تكريم املؤمنني والثناء عليهم‪.‬‬
‫ويف ذكر إيامن املؤمنني مع إيامن ِّ‬ ‫ ‬

‫‪9‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫َأ َت َد َّب ُر َو ُأ َف ِّ‬
‫ك ُر‬

‫ثم ُأ َف ِّك ُر يف احلكمة من تقديم ذكر اإليامن باملالئكة عىل ذكر اإليامن بالكتب‬ ‫َ‬
‫أتَدَ َّب ُر اآلية الكريمة السابقة‪َّ ،‬‬
‫الر ُسل ‪.‬‬
‫و ُّ‬
‫‪..................................................................................................................................‬‬

‫الر ُسل ‪ ‬أكرم َخ ْلق اهلل تعاىل وأفضلهم‪،‬‬


‫مجيع ا‪ُّ :‬‬
‫‌ب‪ .‬عدم التفريق بني ُر ُس ل اهلل الك رام ‪ ‬يف وجوب اإليامن هبم ً‬
‫سي دنا حممد ﷺ هي امتداد‬
‫﴾‪ .‬ورسالة ِّ‬ ‫مجيعا ُر ُسل اهلل ‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫وهم ً‬
‫للرساالت السابقة‪ ،‬وخامتة هلا‪ ،‬ويف هذا ثناء عىل املسلمني؛ فهم ليس وا كبعض أصحاب الديانات الذين‬
‫اتباعا أله وائهم‪.‬‬
‫الر ُسل ويكفرون ببعض؛ ً‬
‫يؤمنون ببعض ُّ‬
‫‌جـ ‪ .‬االستسالم ألمر اهلل تعاىل‪ :‬فاإليامن تصديق وإق رار وعمل‪ ،‬وال واجب عىل املسلم أنْ ُي سا ِرع إىل التزام أوامر اهلل‬
‫﴾‪.‬‬ ‫تعاىل واجتناب ن واهيه بكلِّ رضا وطمأنينة وتسليم‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫‌د ‪ .‬املسارعة إىل طلب املغفرة من اهلل ‪ :‬من واجب املسلم أنْ ُي سا ِرع إىل طلب املغفرة من اهلل تعاىل من ك ِّل‬
‫﴾‪ .‬وقد كان الرسول ﷺ هو القدوة يف ذلك؛ إذ‬ ‫ذنب‪ ،‬أو خطأ‪ ،‬أو تقصري يقع فيه‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫ُوب إِ َل ْي ِه ِف ا ْل َي ْو ِم َأكْ ث ََر ِم ْن َس ْب ِع َ‬
‫ني َم َّرةً» [رواه البخاري]‪.‬‬ ‫«واهللِ إِنِّ َ َل ْس َتغْ ِف ُر ا َ‬
‫هلل َو َأت ُ‬ ‫قال‪َ :‬‬
‫اسب‬ ‫‌هـ‪ .‬اإليامن اجلازم باليوم اآلخر‪ :‬من أركان اإليامن أنْ يعتقد املسلم أ َّنه سيبعث بعد املوت يوم القيامة‪ُ ،‬وم َ‬
‫﴾‪.‬‬ ‫عىل عمله‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫سي دنا رسول اهلل ﷺ‪ ،‬وعىل أتباعه املؤمنني‪ ،‬ومدح هلم؛ الستجابتهم ألمر اهلل تعاىل‪،‬‬
‫ويف اآلية الكريمة ثناء عىل ِّ‬
‫وطاعتهم ّإياه‪ ،‬وطلب املغفرة منه‪.‬‬

‫من مبادئ الرشيعة اإلسالمية‬ ‫ثال ثًا‬


‫تناولت اآلية الكريمة مبدأين من مبادئ الرشيعة‪ ،‬مها‪:‬‬
‫‌أ ‪ُ .‬ي ْس الرشيعة وسهولة أحكامها‪ :‬أحكام الرشيعة سهلة يسرية‪ ،‬يستطيع اإلنسان العمل هبا من دون مش َّقة‬
‫وعناء‪ .‬واهلل سبحانه ‪ -‬بمقتىض عدله‪ -‬ال ُيك ِّلف اإلنسان ما ال يستطيع القيام به‪ ،‬بل إنَّ َّ‬
‫كل ما أمر به‬
‫﴾‪ .‬وهذا من رمحة اهلل‬ ‫اهلل سبحانه يقع ضمن قدرة اإلنسان وطاقته‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫سبحانه؛ فالتكاليف الرشعية فيها يشء من املشقة ا ُمل َ‬
‫حتملة لإلنسان‪ ،‬فإذا زادت مش َّقة التكليف ٍ‬
‫ملرض أو‬
‫غريه ُ ِ‬
‫شعت له الرخصة للتخفيف عنه‪ ،‬مثل ج واز الفطر يف شهر رمضان للمريض واملسافر‪.‬‬

‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪10‬‬
‫‌ب‪ .‬مسؤولية اإلنسان عن عمله‪َّ :‬أك دت اآلية الكريمة أنَّ اإلنسان مسؤول عن عمله‪ ،‬وهذا من رمحة اهلل سبحانه‬
‫اسب فقط عىل عمله وما‬ ‫﴾؛ فاإلنسان ُم َ‬ ‫وعدله يوم القيامة‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫ُك ِّلف به‪ ،‬واهلل سبحانه جيازيه عىل فعل احلسنة صغرية كانت أو كبرية‪ ،‬وي ِ‬
‫عاق به عىل معصيته‪.‬‬ ‫ُ‬
‫﴾‪ ،‬عىل ثِ َقل‬ ‫السي ئات‪ ،‬يف قوله تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾ يف جانب ِّ‬ ‫ُّ‬
‫ويدل التعبري بلفظ ﴿‬ ‫ ‬
‫السي ئة عىل صاحبها؛ لذا جيب عليه أنْ حيذر منها برصف النظر عن صغرها وضآلتها‪ّ .‬أم ا التعبري بلفـظ‬
‫ِّ‬
‫﴾‪ ،‬ففيه داللة عىل أنَّ املسلم ك َّلام‬ ‫﴾ يف جانب احلسنات والطاعات‪ ،‬يف قوله تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫﴿‬
‫اعتاد الطاعة ومارسها َس ُهل عليه أداؤها‪.‬‬

‫َأ َت َد َّب ُر َو ُأ َو ِّف ُ‬


‫ق‬

‫ثم ُأ َو ِّف ُق بينه وبني احلديث الرشيف اآليت‪:‬‬ ‫﴾‪َّ ،‬‬ ‫َأتَدَ َّب ُر قوله تعاىل‪﴿ :‬‬
‫ال ْسال ِم ُس َّن ًة َح َس َن ًة‪َ ،‬ف ُع ِم َل ِب ا َب ْعدَ ُه‪ُ ،‬كتِ َب َل ُه ِم ْث ُل َأ ْج ِر َم ْن َع ِم َل ِب ا‪َ ،‬وال‬ ‫سول اهللِ ﷺ‪َ « :‬م ْن َس َّن يف ْ ِ‬ ‫قال َر ُ‬ ‫َ‬
‫ال ْسال ِم ُس َّن ًة َس ِّي َئ ًة‪َ ،‬ف ُع ِم َل ِب ا َب ْعدَ ُه‪ُ ،‬كتِ َب َع َل ْي ِه ِم ْث ُل ِو ْز ِر َم ْن َع ِم َل ِب ا‪،‬‬
‫ص ِم ْن ُأ ُج و ِر ِه ْم َش ٌْء‪َ ،‬و َم ْن َس َّن يف ْ ِ‬ ‫َي ْن ُق ُ‬
‫ص ِم ْن َأ ْوزا ِر ِه ْم َش ٌْء» [رواه مسلم]‪.‬‬ ‫َوال َي ْن ُق ُ‬
‫‪..................................................................................................................................‬‬

‫سي ئاهتم‪،‬‬
‫يتوجه وا إىل اهلل تعاىل بالدعاء؛ لكي يعفو عنهم‪ ،‬ويتجاوز عن ِّ‬ ‫وقد دعت اآلية الكريمة املؤمنني أنْ َّ‬
‫سهوا‬ ‫ِ‬ ‫عاق بهم إنْ خالف وا أمره أو هنيه نسيانًا‪ ،‬أو ً‬ ‫وال ي ِ‬
‫تقصريا‪ ،‬وال ُيؤاخذهم بام اقرتفوه من معصية ً‬
‫ً‬ ‫جهل‪ ،‬أو‬ ‫ُ‬
‫غضب اهلل‬ ‫اسب عليهام‪ ،‬ويف هذا دليل عىل ِش َّدة حرص املؤمن عىل عدم الوقوع فيام ُي ِ‬ ‫وخطأ؛ فاهلل تعاىل ال ُي ِ‬
‫ً‬
‫سهوا‪.‬‬ ‫ً‬
‫تعاىل‪ ،‬ولو كان خطأ أو ً‬
‫وكذلك دعت اآلية الكريمة املؤمنني أنْ يترضَّع وا إىل َر ِّب م ّأل َي ُش َّق عليهم بتكاليف ثقيلة يعجزون عن‬
‫فحرم عليها بعض‬ ‫ُ‬
‫أدائها مثلام كان من حال بعض األمم السابقة حني عاقبها اهلل ‪ ‬جزاء ذنوهبا ومعاصيها‪َّ ،‬‬
‫الطي بات‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫ِّ‬
‫﴾‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫َأ ْب َ‬
‫ح ُ‬
‫ث َع ْن‬

‫﴾ [النساء‪َ .]١٦٠ :‬أ ْر ِج ُع‬ ‫قال تعاىل‪﴿ :‬‬


‫ثم َأ ْب َح ُث عن تكاليف أخرى َّ‬
‫شدد اهلل تعاىل هبا عىل بعض األق وام‬ ‫إىل كتاب (التفسري الكبري) لإلمام ال رازي‪َّ ،‬‬
‫السابقة بسبب معاصيهم‪.‬‬
‫‪..................................................................................................................................‬‬

‫وقد ُخ تِمت اآلية الكريمة بأربع دع وات يف قوله تعاىل‪﴿ :‬‬


‫﴾‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫«الله َّم إِن َ‬
‫َّك َع ُف ٌّو‬ ‫أي التجاوز عن الذنب‪ ،‬وترك املعاقبة عليه‪ .‬وقد جاء يف احلديث الرشيف‪ُ :‬‬ ‫‪ )1‬طلب العفو‪ِ :‬‬
‫ُِ‬
‫ت ُّب ا ْل َع ْف َو َف ْاع ُف َع ِّن ي» [رواه الرتمذي]‪.‬‬
‫أي السرت‪ ،‬واملساحمة‪ ،‬وإسقاط الذنب‪ ،‬وحموه‪.‬‬ ‫‪ )2‬طلب املغفرة‪ِ :‬‬
‫‪ )3‬طلب الرمحة‪ :‬جتمع هذه الدعوة بني العفو واملغفرة مع اإلحسان ُّ‬
‫وتفضل اهلل تعاىل عىل العبد‪ ،‬وإنعامه عليه‬
‫يف الدنيا‪ ،‬وعدم معاقبته يف اآلخرة‪.‬‬
‫أي الغَ َل بة عىل األعداء الظاملني املعتدين؛ ِلا يف ذلك من ِع َّزة لإلسالم واملسلمني‪.‬‬
‫‪ )4‬طلب الن رص‪ِ :‬‬
‫﴾ اعرتاف منهم بفضل اهلل تعاىل عليهم‪ ،‬وأنَّه سبحانه ّ‬
‫يتول أمرهم يف مجيع‬ ‫ويف قوله تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾؛ إشار ًة إىل بعض آداب الدعاء‪ ،‬مثل‪ :‬التذ ُّلل هلل ‪ ،‬والرغبة الشديدة يف‬ ‫تكرر لفظ ﴿‬
‫شؤوهنم‪ .‬وقد َّ‬
‫استجابته‪ ،‬واإلحلاح يف الدعاء‪.‬‬
‫والدعاءلهأثرعظيميفطمأنينةالقلب‪،‬وانرشاحالصدر‪،‬والشعـوربالسعادة؛ذلكأنَّ الدعاءمنأفضلالعبادات‪،‬‬
‫ـو ا ْل ِع بـا َدةُ»‪ ،‬وقـ رأ قول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬
‫عـاء ُه َ‬
‫«الد ُ‬
‫وقد قال النبي ﷺ‪ُّ :‬‬
‫﴾ [غافر‪[ ]٦٠ :‬رواه أبو داود] ‪ ،‬ففي التوجه إىل اهلل تعاىل بالدعاء داللة‬
‫عىل عميق إيامن الداعي ويقينه بقدرة اهلل ‪.‬‬
‫صاب‬ ‫ويف الدعاء ذهاب ا َهل ِّم والغَ ِّم والضيق‪ ،‬وحلول ال َف َرج والرسور مكان ذلك‪ .‬قال رسول اهلل ﷺ‪« :‬ما َأ َ‬
‫يف ُح ْك ُم َك‪َ ،‬ع ْد ٌل‬ ‫ماض َّ‬ ‫ناص ي تي بِ ي ِد َك‪ٍ ،‬‬ ‫الله م إِ ِّن َع ب ُد َك‪ْ ،‬اب ُن َع ب ِد َك‪ْ ،‬اب ُن َأ َمتِ َك‪ِ ،‬‬ ‫َأ َح ًدا َق ُّط َه ٌّم َوال َح َز ٌن َف َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫قال‪َّ ُ :‬‬
‫اس مٍ َه َو َل َك َس َّم ْي َت بِ ِه َن ْف َس َك‪َ ،‬أ ْو َع َّل ْم َت ُه َأ َح ًدا ِم ْن َخ ْل ِق َك‪َ ،‬أ ْو َأن َْز ْل َت ُه يف كتابِ َك‪َ ،‬أ ِو‬ ‫َ َ َ‬
‫ضاؤُك‪ ،‬أ ْسأ ُل َك بِ ُك ِّل ْ‬ ‫َّ‬
‫يف َق‬
‫هاب َه ِّم ي‪ ،‬إِ ّل‬
‫نور َص ْدري‪َ ،‬و َجال َء َح َزين‪َ ،‬و َذ َ‬ ‫بيع َق ْل بي‪َ ،‬و َ‬ ‫ب ِع ْن َ‬
‫دَك‪َ ،‬أنْ َ ْت َع َل ا ْل ُق ْر َآن َر َ‬ ‫اس َت ْأ َث ْر َت بِ ِه يف ِع ْل ِم ا ْلغَ ْي ِ‬ ‫ْ‬
‫قال‪َ :‬بىل‪َ ،‬ي ْن َب غي ِلَ ْن َس ِم َعها َأنْ‬ ‫سول اهللِ‪َ :‬أ َفال َن َت َع َّل ُم ها؟ َف َ‬ ‫قيل‪ :‬يا َر َ‬ ‫ه ُه َو َح َزن َُه‪َ ،‬و َأ ْب دَ َل ُه َمكان َُه َف َر ًحا‪َ .‬ف َ‬ ‫َأ ْذ َه َب ا ُ‬
‫هلل َ َّ‬
‫َي َت َع َّل َم ها» [رواه أمحد]‪.‬‬

‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪12‬‬
‫وس ُع‬
‫ثراء وال َّت ُ‬
‫إل ُ‬ ‫ا ِ‬

‫﴾ يف احلديث الذي رواه اإلمام مسلم ‪ ‬يف صحيحه‪،‬‬ ‫جاء يف سبب نزول قوله تعاىل‪﴿ :‬‬
‫أنَّه ملّا نزلت اآلية الكريمة اآلتية عىل رسول اهلل ﷺ‪﴿ :‬‬
‫﴾ َث ُقل ذلك عىل أصحاب رسول‬
‫اهلل ﷺ‪ ،‬فأت وا رسول اهلل ﷺ‪ ،‬وقال وا‪ :‬يا رسول اهلل‪ُ ،‬ك ِّلفنا من األعامل ما نطيق‪ :‬الصالة‪ ،‬والصيام‪ ،‬واجلهاد‪ ،‬والصدقة‪،‬‬
‫قال َأ ْه ُل ا ْل ِكتا َب ْ ِ‬
‫ي ِم ْن‬ ‫ريدون َأنْ تَقول وا َكام َ‬
‫َ‬ ‫وقد أنزل اهلل عليك هذه اآلية‪ ،‬وال نطيقها‪ .‬فقال رسول اهلل ﷺ‪«َ :‬أ ُت‬
‫أقر هبا القوم‪ ،‬وذ َّلت‬ ‫صير»‪ّ .‬‬
‫فلم َّ‬ ‫َق ْب ِل ُك ْم‪َ :‬س ِم ْعنا َو َع َص ْي نا؟ َب ْل قول وا‪َ :‬س ِم ْعنا َو َأ َط ْعنا‪ُ ،‬غ ْف ران َ‬
‫َك َر َّبنا َوإِ َل ْي َك ا ْل َم ُ‬
‫هبا ألسنتهـم‪ ،‬أنـزل اهلل تعاىل يف إثرها‪﴿ :‬‬

‫﴾‪.‬‬

‫فاد ُة‬ ‫م ا ْل ُم ْ‬
‫س َت َ‬ ‫ا ْلقِ َي ُ‬

‫الق َيم املستفادة من الدرس‪.‬‬ ‫ص بعض ِ‬ ‫َأ ْس َت ْخ ِل ُ‬


‫ِ ُ‬
‫ستحض مراقبة اهلل تعاىل يل يف ِّ ِّ‬
‫الس والعلن‪.‬‬ ‫‪َ )1‬أ‬
‫‪.................................................................................................. )2‬‬
‫‪.................................................................................................. )3‬‬

‫‪13‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫راج َع ُة‬
‫ويم َوا ْل ُم َ‬
‫ُ‬ ‫ال َّت ْق‬

‫‪ُ 1‬أ َب ِّ ُ‬
‫ي معنى كل مفردة وتركيب ق رآين ّمما يأيت‪:‬‬
‫﴾‪.‬‬ ‫﴾﴿‬ ‫﴿‬
‫‪َ 2‬أ ْس َت ِد ُّل من اآليات الكريمة عىل ٍّ‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬
‫‌أ ‪ .‬تصديق املؤمنني باليوم اآلخر‪.‬‬
‫‌ب‪ .‬طلب املؤمنني من اهلل تعاىل عدم تكليفهم بام َي ُش ُّق عليهم‪.‬‬
‫توج ه املؤمن إىل اهلل تعاىل بطلب التجاوز عن الذنوب‪ ،‬وإسقاطها عنه‪.‬‬
‫‌جـ‪ُّ .‬‬
‫‪َ 3‬أ ْذ ُك ُر ثال ًثا من حقائق اإليامن التي وردت يف اآليات الكريمة من سورة البقرة‪.‬‬
‫﴾‪.‬‬ ‫ي الفائدة من قول املؤمنني يف دعائهم‪﴿ :‬‬ ‫‪ُ 4‬أ َب ِّ ُ‬
‫ثم َأ ْس َت ْنتِ ُج‪:‬‬
‫﴾‪َّ ،‬‬ ‫‪َ 5‬أتَدَ َّب ُر قوله تعاىل‪﴿ :‬‬
‫أ‌ ‪ .‬اثنني من آداب الدعاء املستفادة من تَك رار املؤمنني لفظ ﴿ ﴾ يف دعائهم‪.‬‬
‫توج ه املسلم إىل اهلل تعاىل هبذا الدعاء‪.‬‬
‫ب‌‪ .‬سبب ُّ‬
‫﴾‪.‬‬ ‫‪ُ 6‬أ َب ِّ ُ‬
‫ي سبب نزول قوله تعاىل‪﴿ :‬‬
‫‪َ 7‬أخْ ُ‬
‫تار اإلجابة الصحيحة يف ٍّ‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬
‫‪ .1‬اللفظ الق رآين الذي ُعنِ ي به طلب اإلحسان من اهلل تعاىل‪ُّ ،‬‬
‫وتفضله عليه بال ِّن َع م‪ ،‬هو‪:‬‬
‫﴾‪ .‬‬ ‫ب‪﴿ .‬‬ ‫ ‬
‫﴾‪.‬‬ ‫أ ‪﴿.‬‬
‫﴾‪.‬‬ ‫د ‪﴿.‬‬ ‫ ‬
‫﴾‪.‬‬ ‫جـ‪﴿ .‬‬
‫‪ .2‬واحدة من السور اآلتية َل ْي َس ْت من السبع ِّ‬
‫الط وال‪:‬‬
‫‌‬ ‫ب‪ .‬سورة النساء‪.‬‬ ‫ ‬
‫‌أ ‪ .‬سورة البقرة‪.‬‬
‫د ‪ .‬سورة املائدة‪.‬‬ ‫ ‬
‫جـ‪ .‬سورة الرعد‪.‬‬
‫‪ .3‬يظهر كامل علم اهلل تعاىل يف قوله سبحانه‪:‬‬
‫﴾‪.‬‬ ‫ ‌ب‪﴿ .‬‬
‫﴾‪.‬‬ ‫أ‌ ‪﴿ .‬‬
‫﴾‪.‬‬ ‫د ‪﴿.‬‬ ‫﴾‪ .‬‬ ‫‌جـ‪﴿ .‬‬
‫َ‬
‫‪ 8‬أ ْت لو اآليات الكريمة ً‬
‫غيب ا‪.‬‬

‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪14‬‬
‫الس َّنة النبوية الشريفة‬
‫مكانة ُّ‬ ‫الدرس‬
‫في التشريع اإلسالمي‬ ‫‪2‬‬

‫تاجات ال َّت َع ُّل ِ‬


‫م‬ ‫ُ‬ ‫ِن‬

‫ُيتو ّقع من الطلبة حتقيق النتاجات اآلتية‪:‬‬


‫‪ -‬ت ََع ُّر ُف مكانة ُّ‬
‫الس َّنة النبوية يف الترشيع اإلسالمي‪.‬‬
‫الس َّنة النبوية يف الترشيع اإلسالمي‪.‬‬
‫ضيح دور ُّ‬
‫‪ -‬ت َْو ُ‬
‫الس َّنة النبوية الرشيفة‪.‬‬ ‫‪ِ -‬‬
‫تاج واجب املسلم جتاه ُّ‬
‫است ْن ُ‬ ‫ْ‬
‫‪ -‬ا ْلتِز ُام ُس َّن ة النبي ﷺ يف خمتلف جماالت احلياة‪.‬‬

‫م ا ْل َق ْبلِ ُّ‬
‫ي‬ ‫ال َّت َع ُّل ُ‬

‫كل ما َص َّح نقله عن النبي ﷺ من قول‪ ،‬أو فعل‪ ،‬أو تقرير‪ ،‬أو صفة ُخ ُلقية‪.‬‬
‫الس َّنة النبوية الرشيفة‪ :‬هي ُّ‬
‫ُّ‬
‫الس َّنة النبوية حتى وصلت إلينا؛ إذ عمل وا عىل مجعها‪ ،‬وتدوينها‪،‬‬
‫وقد بذل العلامء جهو ًدا كبري ًة يف تدوين ُّ‬
‫وتصنيفها‪ ،‬ودراستها‪ ،‬ورشحها‪.‬‬
‫ل َو ُأ َح ِّد ُد‬
‫َأ َت َأ َّم ُ‬
‫بالتعاون مع أف راد جمموعتي‪َ ،‬أت ََأ َّم ُل األحاديث النبوية اآلتية‪ُ ،‬‬
‫ثم أ َح دِّ ُد نوع ُّ‬
‫الس َّنة التي تشري إليها (قولية‪ ،‬فعلية‪،‬‬ ‫َّ‬
‫تقريرية)‪:‬‬
‫الس َّنة‬
‫نوع ُّ‬ ‫األحاديث النبوية‬
‫سول اهللِ ﷺ‪َ ،‬و َل ْو َ‬ ‫الضب ُ«أ ِك َل َعىل مائِ ِ‬
‫‪...............................‬‬ ‫كان َح را ًما ما‬ ‫دَة َر ِ‬ ‫اس ‪َ ‬أنَّ َّ َّ‬ ‫َروى ْاب ُن َع ّب ٍ‬
‫‪...............................‬‬ ‫سول اهللِ» [رواه البخاري ومسلم]‬ ‫ُأ ِك َل َعىل مائِ ِ‬
‫دَة َر ِ‬

‫الص الةَ‪َ ،‬و ُي ْك ِم ُل ها» [متفق عليه]‬ ‫«كان ال َّن بِ ي ِ‬ ‫َس ب ِن مالِ ٍ‬
‫ك‪َ ‬‬ ‫َ‬
‫‪...............................‬‬ ‫يوج ُز َّ‬ ‫ُّ‬ ‫قال‪َ :‬‬ ‫َع ْن أن ِ ْ‬
‫ضاح ًكا َح ّت ى َأرى‬ ‫سول اهللِ ﷺ ِ‬ ‫دَة عائِشَ َة ‪ ‬قا َل ْت‪« :‬ما َر َأ ْي ُت َر َ‬ ‫نين الس ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫‪...............................‬‬ ‫َع ْن أ ِّم ا ْل ُم ْؤم َ َّ ِّ‬
‫كان َي َت َب َّس ُم» [رواه البخاري ومسلم]‪( .‬ال َّل َهاةُ‪ :‬قطعة من اللحم ُمتع ِّلقة يف أعىل ا َحل ْلق) ‪...............................‬‬ ‫ِم ْن ُه َ َل واتِ ِه‪ ،‬إِنَّام َ‬
‫كون َأ َح َّب إِ َل ي ِه ِم ْن والِ ِد ِه َو َو َل ِد ِه َوال ّن ِ‬
‫اس ‪...............................‬‬ ‫قال الرسول ﷺ‪« :‬ال ُي ْؤ ِم ُن َأ َح ُد ُك ْم َح ّت ى َأ َ‬
‫ْ‬
‫‪...............................‬‬ ‫ني» [متفق عليه]‬ ‫جع َ‬ ‫َأ ْ َ‬
‫‪15‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫الس َّنة النبوية الرشيفة يف الترشيع اإلسالمي‬
‫مكانة ُّ‬
‫ظيم َّي ُة‬
‫ِ‬ ‫ريط ُة ال َّت ْن‬
‫خ َ‬ ‫ا ْل َ‬

‫دورها يف الترشيع‬ ‫مكانتها‬

‫إضافة أحكام‬ ‫تفسري ما جاء يف‬ ‫تأكيد ما جاء يف‬


‫جديدة‬ ‫القرآن الكريم وبيانه‬ ‫الق رآن الكريم‬

‫م َوال َّت ْح ُ‬
‫ليل‬ ‫ا ْل َف ْ‬
‫ه ُ‬

‫الس َّنة النبوية الرشيفة املصدر الثاين من مصادر الترشيع اإلسالمي بعد الق رآن الكريم‪ ،‬وهي وحي ُم َّنزل‬
‫ت َُع ُّد ُّ‬
‫﴾ [النجم‪.]4-3 :‬‬ ‫من اهلل ‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬

‫السنَّة النبوية الرشيفة يف الترشيع اإلسالمي‬


‫مكانة ُّ‬ ‫َأ َّو ًل‬
‫بالس َّنة النبوية الرشيفة‪ ،‬والعمل بأحكامها وتوجيهاهتا؛ ِلا هلا من مكانة عظيمة يف‬
‫جيب عىل املسلم األخذ ُّ‬
‫الترشيع اإلسالمي‪ .‬و ّمما ُّ‬
‫يدل عىل هذه املكانة‪:‬‬
‫﴾ أمر منه‬ ‫﴾ [احلرش‪ .]7 :‬فقوله تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫‌ أ ‪ .‬قوله تعاىل‪﴿ :‬‬
‫الس َّنة النبوية الرشيفة‪.‬‬
‫سبحانه باالستجابة ألمر رسوله ﷺ‪ ،‬ودليل عىل مكانة ُّ‬
‫﴾ [النساء‪ .]80 :‬فقد ربط اهلل ‪ ‬طاعة الرسول ﷺ بطاعته سبحانه‪.‬‬ ‫‌ب‪ .‬قوله تعاىل‪﴿ :‬‬
‫ومن َث َّم‪ ،‬فطاعة املسلم لرسول اهلل ﷺ واتباع ُس َّنته من طاعة اهلل ‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾ [آل عم ران‪.]32 :‬‬
‫﴾ [النور‪ .]63 :‬فمخالفة أمر‬ ‫‌جـ‪ .‬قوله تعاىل‪﴿ :‬‬
‫حذر رسول اهلل ﷺ من ترك الس َّنة النبوية الرشيفة‪ ،‬فقال‪ِ :‬‬
‫«يوش ُك‬ ‫توجب العذاب األليم‪ .‬وقد َّ‬ ‫النبي ﷺ فتنة ِ‬
‫ُّ‬
‫فيه ِم ْن‬
‫تاب اهللِ ‪ ،‬ما َو َج ْدنا ِ‬
‫قول‪َ :‬ب ْي َننا َو َب ْي َن ُك ْم ِك ُ‬
‫ديث ِم ْن َحديثي‪َ ،‬ف َي ُ‬ ‫يكتِ ِه ُي ََّد ُث َب َح ٍ‬
‫الر ُج ُل ُم َّت ِك ًئا َعىل َأر َ‬
‫َّ‬
‫فيه ِم ْن َح را ٍم َح ر ْم نا ُه» [رواه ابن ماجه] ‪(َ .‬أ َ‬
‫ريكتِ ِه‪ِ :‬ف راشه)‪.‬‬ ‫الل اس َتح َل ْلنا ُه‪َ ،‬وما َو َج ْدنا ِ‬
‫َح ٍ ْ ْ‬
‫َّ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‌د ‪ .‬قوله ﷺ‪َ « :‬فإِ َذا َ َن ي ُت ُك م َع ْن َش ٍْء َف ِ‬
‫اج َتن ُب و ُه‪َ ،‬وإِ َذا أ َم ْرت ُُك ْم بِأ ْم ٍر َف ْأ ُت وا م ْن ُه َما ْ‬
‫اس َت َط ْع ُت ْم» [رواه البخاري]‪ .‬ففي هذا‬ ‫ْ‬ ‫ْ ْ‬
‫احلديث الرشيف أمر من النبي ﷺ باتباع ما أمر واجتناب ما هنى‪.‬‬

‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪16‬‬
‫الس َّنة‬ ‫بنا ًء عىل هذه األد َّلة‪ ،‬فقد أمجع علامء ا ُ‬
‫أل َّمة عىل ُح ِّج ية ُّ‬
‫َأ َت َو َّق ُ‬
‫ف‬
‫وأنا املصدر الثاين من مصادر الترشيع اإلسالمي؛‬
‫النبوية الرشيفة‪َّ ،‬‬
‫الس َّن ـة النبوية الرشيفة تعني‬
‫ُح ِّج يـة ُّ‬ ‫ألنا‬
‫الس َّنة النبوية الرشيفة؛ َّ‬
‫فال جيوز االكتفاء بالق رآن الكريم‪ ،‬وترك ُّ‬
‫َّأنا دليل رشعي عىل األحكام الرشعية‬
‫وفصلتها‪ ،‬وألنَّ تركها‬
‫كثريا من أحكام الرشيعة اإلسالمية َّ‬
‫َّبي نت ً‬
‫التي جيب العمل هبا‪.‬‬
‫يؤ ّدي إىل تضييع أحكام إسالمية عديدة‪ ،‬أو عدم فهمها‪ ،‬أو اجلهل‬
‫بكيفية تطبيقها‪.‬‬

‫َأ َت َد َّب ُر َو ُأ َب ِّي ُ‬


‫ن‬

‫الس َّن ة النبوية ا ُمل َّ‬ ‫ثم ُأ َب ِّ ُ‬ ‫َ‬


‫طه رة‪:‬‬ ‫ي وجه االستدالل هبا عىل ُح ِّج ية ُّ‬ ‫أتَدَ َّب ُر اآلية الكريمة اآلتية‪َّ ،‬‬
‫قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾ [األحزاب‪.]36 :‬‬
‫‪..................................................................................................................................‬‬

‫ِ‬
‫قاش‬‫ض َّي ٌة ِلل ِّن‬
‫َق ِ‬

‫الس َّنة النبوية‪.‬‬


‫مصدرا لألحكام الرشعية من دون الرجوع إىل ُّ‬
‫ً‬ ‫يدعو بعض الناس إىل االكتفاء بالق رآن الكريم‬
‫ُأ ِ‬
‫ناق ُش أف راد جمموعتي يف آثار هذه الدعوة‪.‬‬
‫‪..................................................................................................................................‬‬

‫السنَّة النبوية الرشيفة يف الترشيع اإلسالمي‬


‫دور ُّ‬ ‫ثاني ا‬
‫ً‬
‫للس َّن ة النبوية الرشيفة دور كبري يف الترشيع اإلسالمي‪ ،‬يتم ثَّل فيام يأيت‪:‬‬
‫ُّ‬
‫أ ‌‪ .‬تأكيد ما جاء يف القرآن الكريم‪:‬‬
‫الس َّنة النبوية الرشيفة لتأكيد كثري من األحكام التي أمر اهلل تعاىل هبا يف الق رآن الكريم‪ .‬ومن‬ ‫جاءت ُّ‬ ‫ ‬
‫س ِم ْن ُه» [رواه أمحد]‪ .‬ففي ذلك تأكيد لِما جاء يف اآلية‬ ‫ال ْام ِر ٍئ إِ َّل بِ ِط ِ‬
‫يب َن ْف ٍ‬ ‫ذلك‪ ،‬قـوله ﷺ ‪« :‬إِن َُّه َل َ ِ‬
‫ي ُّل َم ُ‬
‫الكريمة الدا َّل ة عىل حتريم أخـذ يشء من أم وال الناس بغري حـقٍّ ‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫«وكون وا ِع با َد اهللِ إِ ْخ وانًا» [رواه البخاري ومسلم]‪ .‬فقوله ﷺ‬
‫﴾ [النساء‪ .]29 :‬وقال ﷺ‪َ :‬‬
‫ُ‬ ‫ُم ِّ ِ‬
‫خوة بني املؤمنني‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫ؤكد لا جاء يف اآلية الكريمة الدا َّلة عىل صفة األ َّ‬
‫﴾ [احلج رات‪.]١٠ :‬‬
‫‪17‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫ب‪ .‬تفسري ما جاء يف القرآن الكريم وبيانه‪:‬‬
‫الس َّنة النبوية الرشيفة برشح هذه‬ ‫ِ‬
‫وضع الق رآن الكريم ق واعد عامة للترشيع واألحكام اإلمجالية‪ ،‬يف حني ُعن يت ُّ‬ ‫ ‬
‫﴾ [النحل‪.]44 :‬‬ ‫الق واعد وبياهنا عىل نح ٍو تفصييل‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫الس َّنة النبوية الرشيفة ّمما جاء يف القرآن الكريم‪:‬‬
‫وفيام يأيت أمثلة عىل ما َّبي نته ُّ‬
‫الس َّنة النبوية يف التفسري والبيان‬
‫دور ُّ‬ ‫ما جاء يف القرآن الكريم‬ ‫اجلانب‬
‫جاء احلديث الرشيف لبيان امل راد بالظلم يف اآلية الكريمة‪،‬‬ ‫قال تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫العقيدة‬
‫وهو ِّ‬
‫الشْك‪ .‬فقد فهم الصحابة الك رام ‪ ‬أنَّ املقصود‬
‫بالظلم يف اآلية الكريمة هو مجيع صور الظلم‪ ،‬فقال وا‪:‬‬ ‫﴾ [األنعام‪]82 :‬‬
‫ـون‪ ،‬إِنَّام‬
‫س َكام ت َُظ ّن َ‬ ‫قـال ﷺ‪َ « :‬ل ْي َ‬‫َأيُّنَا َ ْل َي ْظ ِل ْم َن ْف َس ُه؟! َف َ‬
‫امن ِلب ْنِ ِه‪﴿ .‬‬ ‫ـر ُك‪َ ،‬كام َ‬
‫قال ُل ْق ُ‬ ‫ـو الشِّ ْ‬ ‫ُه َ‬
‫﴾ [لقامن‪[ »]١٣ :‬متفق عليه]‬

‫جاء األمر بالصالة يف اآلية الكريمة من دون بيان لكيفيتها‬ ‫﴾‬ ‫العبادات قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫الس َّنة النبوية الرشيفة عدد ركعاهتا‬
‫ففصلت ُّ‬
‫وتفاصيلها‪َّ ،‬‬ ‫[البقرة‪]43 :‬‬
‫وس َننها‪ ،‬ودعت املسلمني إىل االقتداء بالنبي ﷺ؛‬
‫وأوقاهتا ُ‬
‫فقد أمر ﷺ املسلمني بالصالة كام كان ُي ّ‬
‫صل أمامهم‪،‬‬
‫«ص ُّل وا َك َم َر َأ ْي ُت ُم ونِ ي ُأ َ‬
‫ص ِّل» [رواه البخاري]‬ ‫فقال‪َ :‬‬
‫قي د بمقدار‬
‫جاء لفظ (وصية) يف اآلية الكريمة غري ُم َّ‬ ‫املعامالت قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫الس َّنة النبوية الرشيفة مقدار الوصية‪،‬‬
‫فبي نت ُّ‬
‫عي‪َّ ،‬‬
‫ُم َّ‬ ‫﴾ [النساء‪]12 :‬‬

‫بأل تزيد عىل الثلث‪ .‬قال رسول اهلل ﷺ‪:‬‬ ‫وحددهتا ّ‬ ‫َّ‬
‫«ال ُّث ُل ُث‪َ ،‬وال ُّث ُل ُ‬
‫ث َك ثري» [متفق عليه]‬

‫تة و َدمٍ‪،‬‬‫كل َم ي ٍ‬
‫عاما بتحريم ِّ ْ‬
‫﴾ جاء النص يف اآلية الكريمة ًّ‬ ‫املطعومات قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫الس َّنة النبوية الرشيفة نوعني من أن واع املَ ْي تة‬
‫فاستثنت ُّ‬ ‫[املائدة‪]3 :‬‬
‫والدمـاء من التحريم؛ إذ قـال الرسول ﷺ‪«ُ :‬أ ِح َّل ْت َلنا‬
‫الد ِ‬
‫مان‬ ‫ال ر ُاد‪َ ،‬و َأ ّما َّ‬
‫وت َو ْ َ‬ ‫مان؛ َف َأ ّما ْالَ ي َت ِ‬
‫تان َف ْال ُ‬ ‫تان‪َ ،‬و َد ِ‬
‫َم ي َت ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫حال» [رواه أمحد]‬ ‫َفا ْل َك بِ ُد َو ِّ‬
‫الط ُ‬

‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪18‬‬
‫جـ‪ .‬إضافة أحكام جديدة مل َت ِر ْد يف القرآن الكريم‪:‬‬
‫الس َّنة النبوية أحكام كثرية مل َي ِر ْد ذكرها يف الق رآن الكريم‪ُ ،‬وأ ِم ر الناس بالعمل هبا؛ ألنَّها وحي من اهلل‬ ‫ورد يف ُّ‬ ‫ ‬
‫تاب َو ِم ْث َل ُه َم َع ُه» [رواه أمحد]‪ .‬ومن ذلك‪ :‬حتريم مجع الرجل يف الزواج‬ ‫تعاىل‪ .‬قال الرسول ﷺ‪«َ :‬أال إِ ِّن ُأوتِ ْي ُت ا ْل ِك َ‬
‫وعم تها‪ ،‬أو امل رأة وخالتها يف الوقت نفسه؛ إذ قال ﷺ ‪« :‬ال ُي ْج َم ُع َب ْي َن ا ْل َم ْر َأ ِة َو َع َّم تِها‪َ ،‬وال َب ْي َن‬ ‫بني امل رأة َّ‬
‫الس با ِع‬ ‫ا ْلم ر َأ ِة َوخا َل تِها» [متفق عليه]‪ .‬وحتريم ك ِّل ذي ناب من الس باع؛ فقد قال ﷺ ‪«َ :‬أكْ ُل ُك ِّل ذي ٍ ِ‬
‫ناب م َن ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ ْ‬
‫حل ُم ر األهلية‪ ،‬وحتريم الذهب عىل الرجال‪ ،‬ووجوب صدقة الفطر‪،‬‬ ‫َح ر ٌام» [رواه مالك يف ا ُمل َّوطأ]‪ .‬وحتريم أكل حلوم ا ُ‬
‫وج واز املسح عىل ا ُ‬
‫خل َّفني‪ ،‬وغري ذلك كثري‪.‬‬

‫عاو ُن َو ُأ َح ِّد ُد‬


‫َ‬ ‫َأ َت‬

‫الس َّن ة النبوية يف الترشيع (التأكيد‪ ،‬التفسري والبيان‪ ،‬اإلضافة)‪:‬‬ ‫َأت ََأ َّم ُل النصوص الرشعية اآلتية‪ُ ،‬‬
‫ثم أ َح دِّ ُد دور ُّ‬
‫َّ‬
‫الس َّنة النبوية‬
‫دور ُّ‬ ‫الس َّنة النبوية‬
‫ُّ‬ ‫القرآن الكريم‬
‫قال ﷺ‪« :‬ا ْلقاتِ ُل ال َي ِر ُ‬
‫ث» [رواه الرتمذي ‪...........................‬‬
‫َ‬
‫قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫وابن ماجه]‬
‫‪...........................‬‬ ‫﴾ [النساء‪]11 :‬‬

‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬


‫‪...........................‬‬ ‫قال ﷺ‪« :‬إِنَّ دمـا َء ُك ْم َوأ ْم وا َل ُك ْ‬
‫ـم‬ ‫قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫‪...........................‬‬ ‫َع َل ْي ُك ْم َح ر ٌام» [رواه البخاري ومسلم]‬

‫‪...........................‬‬ ‫﴾‬
‫‪...........................‬‬ ‫[النساء‪]93 :‬‬
‫قال ﷺ‪« :‬لِ َت ْأ ُخ ُذوا َع ِّن ي َم َن ِ‬
‫اس َك ُك ْم»‬ ‫َ‬
‫‪...........................‬‬ ‫قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫[رواه مسلم] ‪...........................‬‬ ‫﴾‬
‫‪...........................‬‬ ‫[آل عم ران‪]97 :‬‬

‫بـاس ا ْل َح ريـ ِر‬ ‫ِ‬ ‫نص يف الق رآن الكريم عن حتريم لبس َ‬
‫‪...........................‬‬ ‫ـر َم ل ُ‬ ‫«ح ِّ‬‫قال ﷺ‪ُ :‬‬ ‫مل َي ِر ْد ٌّ‬
‫‪...........................‬‬ ‫ب َع ىل ُذكـو ِر ُأ َّم تي‪َ ،‬و ُأ ِح َّل‬ ‫الذ َه ِ‬‫َو َّ‬ ‫الذهب واحلرير عىل الرجال‬
‫‪...........................‬‬ ‫مذي]‬
‫الت ّ‬ ‫لناثِ ِه ْم» [رواه ّ‬‫ِِ‬

‫‪19‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫وس ُع‬
‫ثراء وال َّت ُ‬
‫إل ُ‬ ‫ا ِ‬

‫الس َّنة النبوية الرشيفة‬


‫واجبنا جتاه ُّ‬
‫الس َّنة النبوية الرشيفة ومكانتها؛ فقد تر َّتب عىل املسلمني واجبات جتاهها‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫نظرا إىل أمهية ُّ‬
‫ً‬
‫التمس ك هبا والتزامها‪ :‬هذا ال واجب هو من أعظم ال واجبات جتاه ُس َّنة النبي ﷺ‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫ُّ‬ ‫‌أ ‪ .‬‬
‫﴾ [النساء‪ .]٥٩ :‬واملقصـود بالـر ِّد إىل رسـول اهلل ﷺ هـو‬
‫الرجوع إليه يف حال حياته‪ ،‬والرجوع إىل ُس َّنته بعد وفاته‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾ [النساء‪.]٦٥ :‬‬
‫حام ِل ِف ْق ٍه‬
‫هلل ام ر ًءا س ِمع َمقا َلتي‪َ ،‬ف وعاها‪َ ،‬ف ب َّلغَ ها؛ َفإِن َُّه ر َّب ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َض ا ُ ْ َ َ َ‬ ‫‌ب‪ .‬تع ُّل مها وتعليمها‪ :‬قال رسول اهلل ﷺ‪« :‬ن َّ َ‬
‫حام ِل ِف ْق ٍه إِىل َم ْن ُه َو َأ ْف َق ُه ِم ْن ُه» [رواه الرتمذي]‪.‬‬
‫قيه‪َ ،‬ور َّب ِ‬
‫ُ‬
‫َل ي س َب َف ٍ‬
‫ْ َ‬
‫‌جـ‪ .‬بذل اجلهود حلفظها من الضياع‪ :‬بذل العلامء املسلمون ‪ -‬يف خمتلف العصور ‪ -‬جهو ًدا كبري ًة يف مجع ُّ‬
‫الس َّنة‬
‫النبوية الرشيفة‪ ،‬وتدوينها‪ ،‬وبيان صحيحها من ضعيفها‪ .‬ومن أمثلة ذلك ما فعله ا ُملحدِّثان الكب ريان‬
‫البخاري ومسلم يف (الصحيحني)‪ ،‬واإلمام مالك يف (ا ُمل َّ‬
‫وطأ)‪ ،‬واإلمام أمحد يف (املسند)‪ .‬وكذلك ما َّ‬
‫قدمه‬
‫للس َّنة النبوية الرشيفة‪ ،‬مثل‪ :‬اإلمام ابن حجر العسقالين يف كتابه (فتح الباري رشح صحيح‬
‫العلامء من رشح ُّ‬
‫البخاري)‪ ،‬واإلمام النووي يف كتابه (املنهاج رشح صحيح مسلم)‪.‬‬
‫الس َّنة النبوية الرشيفة‪ :‬املوسوعات اإللكرتونية‪ ،‬وتطبيقات اهل واتف املحمولة‪،‬‬
‫ومن اجلهود املعارصة حلفظ ُّ‬ ‫ ‬
‫الس َّنة النبوية الرشيفة‪ ،‬وتعرض األحاديث النبوية الرشيفة ورشوحاهتا‪،‬‬
‫وامل واقع اإللكرتونية املوثوقة التي تنرش ُّ‬
‫وتُو ِّف ر خدمة البحث عنها وخترجيها‪.‬‬
‫شككني‪ :‬متثَّل ذلك بتوظيف الفضائيات ووسائل الت واصل االجتامعي‬ ‫الش ُب هات والدفاع عنها أمام ا ُمل ِّ‬
‫‌ د ‪ُّ .‬رد ُّ‬
‫ِ‬
‫الس َّنة‬
‫تذب عن حياض ُّ‬ ‫الس َّنة النبوية‪ ،‬وعقد الندوات واملحارضات التي ُّ‬ ‫يف دحض مزاعم ا ُملتحاملني عىل ُّ‬
‫الرشيفة‪ ،‬وإنشاء اجلمعيات التي ت ُْع نى باحلديث النبوي الرشيف وعلومه‪.‬‬

‫فاد ُة‬ ‫م ا ْل ُم ْ‬
‫س َت َ‬ ‫ا ْلقِ َي ُ‬

‫ص بعض ِ‬
‫الق َيم املستفادة من الدرس‪.‬‬ ‫َأ ْس َت ْخ ِل ُ‬
‫ُ‬
‫‪ )1‬أ َقدِّ ُر ُّ‬
‫الس َّنة النبوية الرشيفة‪ ،‬وألتزم أحكامها‪.‬‬
‫‪.................................................................................................. )2‬‬
‫‪.................................................................................................. )3‬‬

‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪20‬‬
‫راج َع ُة‬
‫ويم َوا ْل ُم َ‬
‫ُ‬ ‫ال َّت ْق‬

‫ي مفهوم ُّ‬
‫الس َّنة النبوية الرشيفة‪.‬‬ ‫ُأ َب ِّ ُ‬ ‫‪1‬‬
‫الس َّنة النبوية الرشيفة‪.‬‬‫مصدرا للترشيع‪ ،‬ووجوب الرجوع إىل ُّ‬ ‫ً‬ ‫ُأ َع ِّل ُل‪ :‬عدم االكتفاء بالق رآن الكريم‬ ‫‪2‬‬
‫ُ‬
‫أ َو ِّض ُح بمثال دور ُّ‬
‫الس َّن ة النبوية الرشيفة يف تأكيد ما جاء يف الق رآن الكريم‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫ُ‬ ‫‪4‬‬
‫أ َع دِّ ُد ثالث ًة من واجبات املسلم جتاه ُّ‬
‫الس َّنة النبوية الرشيفة‪.‬‬
‫ثم ُأ َب ِّ ُ‬ ‫َ َ‬
‫ي وجه االستدالل هبا‪:‬‬ ‫أتَأ َّم ُل النصوص الرشعية اآلتية الدالة عىل مكانة ُّ‬
‫الس َّنة النبوية الرشيفة‪َّ ،‬‬ ‫‪5‬‬
‫وجه االستدالل‬ ‫النص الرشعي‬
‫‪.........................................‬‬
‫قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫‪.........................................‬‬
‫﴾‬
‫‪.........................................‬‬
‫﴾‪.‬‬ ‫قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫‪.........................................‬‬ ‫يكتِ ِه ُي َح َّد ُث‬‫ـل ُم َّت ِك ًئا َعىل َأر َ‬‫الر ُج ُ‬ ‫ِ‬
‫قال رسول اهلل ﷺ‪« :‬يوش ُك َّ‬
‫‪.........................................‬‬ ‫تاب اهللِ ‪ ،‬ما َو َج ْدنا‬ ‫قول‪َ :‬ب ْي َننا َو َب ْي َن ُك ْم ِك ُ‬
‫ديث ِم ْن َحديثي‪َ ،‬ف َي ُ‬
‫َب َح ٍ‬

‫‪.........................................‬‬ ‫فيه ِم ْن َح را ٍم َح َّر ْمنا ُه»‬


‫الل اس َتح َل ْلنا ُه‪َ ،‬وما َو َج ْدنا ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫فيه م ْن َح ٍ ْ ْ‬

‫ُ‬
‫‪ 6‬أ َح دِّ ُد فيام يأيت دور ُّ‬
‫الس َّن ة النبوية الرشيفة يف الترشيع اإلسالمي‪ ،‬بوضع إشارة (✓) يف العمود املناسب‪:‬‬

‫اإلضافة‬ ‫التفسري والبيان‬ ‫التأكيد‬ ‫النص الرشعي‬

‫قال تعاىل‪﴿ :‬‬

‫﴾‪ .‬قال ﷺ‪« :‬إِنَّ ِدما َء ُك ْم َو َأ ْم وا َل ُك ْم‬


‫َع َل ْي ُك ْم َح ر ٌام»‬

‫‪21‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾‬
‫قال الصحابة الك رام‪َ :‬أ ُّينَا َ ْل َي ْظ ِل ْم َن ْف َس ُه؟! َف َ‬
‫قال‬
‫ـر ُك‪َ ،‬كما َ‬
‫قال‬ ‫ون‪ ،‬إِنَّما ُه َ‬
‫ـو الشِّ ْ‬ ‫س َكما ت َُظ ّن َ‬ ‫ﷺ‪َ « :‬ل ْي َ‬
‫مـان ِلب نِ ِ‬
‫ـه‪﴿ .‬‬ ‫ُل ْق ُ ْ‬
‫﴾‬

‫الس با ِع َح ر ٌام»‬ ‫قال ﷺ‪«َ :‬أكْ ُل ُك ِّل ذي ٍ ِ‬


‫ناب م َن ِّ‬

‫‪َ 7‬أخْ ُ‬
‫تار اإلجابة الصحيحة يف ٍّ‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬
‫الس َّن ة النبوية الرشيفة‪ ،‬ومل َت ِر ْد يف الق رآن الكريم‪:‬‬
‫‪ .1‬من األحكام التي ثبتت يف ُّ‬
‫ ‬‫أ‌ ‪ .‬حتريم اجلمع بني األختني يف الزواج‪.‬‬
‫ب‪ .‬حتريم االعتداء عىل أم وال الناس‪.‬‬
‫جـ‪ .‬حتريم اجلمع بني البنت َّ‬
‫وعمتها يف الزواج‪ .‬‬
‫الصالة‪.‬‬
‫د ‪ .‬وجوب أداء ّ‬
‫‪ .2‬ا ُ‬
‫حل ْك م الرشعي لألخذ ُّ‬
‫بالس َّنة‪ ،‬والعمل بتوجيهاهتا‪ ،‬هو‪:‬‬
‫ب‪ .‬مستحب‪.‬‬ ‫ ‬
‫‌أ ‪ .‬واجب‪.‬‬
‫د ‪ .‬مندوب‪.‬‬ ‫ ‬
‫جـ‪ .‬مباح‪.‬‬
‫الس َّن ة النبوية الرشيفة يف تفسري ما جاء يف الق رآن الكريم وبيانه‪ ،‬قول‬
‫‪ .3‬املثال الصحيح عىل دور ُّ‬
‫النبي ﷺ‪:‬‬
‫‌أ ‪« .‬ال ُي ْج َم ُع َب ْي َن ا ْل َم ْر َأ ِة َو َع َّم تِها‪َ ،‬وال َب ْي َن ا ْل َم ْر َأ ِة َوخا َل تِها»‪.‬‬
‫«ص ُّل وا َك َم َر َأ ْي ُت ُم ون ِي ُأ َص ِّل»‪.‬‬ ‫ب‪َ .‬‬
‫جـ‪« .‬إِنَّ ِدما َء ُك ْم َو َأ ْم وا َل ُك ْم َع َل ْي ُك ْم َح ر ٌام»‪.‬‬
‫فيه ِم ْن َح را ٍم َح َّر ْمنا ُه»‪.‬‬
‫الل اس َتح َل ْلنا ُه‪َ ،‬وما َو َج ْدنا ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫د ‪« .‬ما َو َج ْدنا فيه م ْن َح ٍ ْ ْ‬

‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪22‬‬
‫اليوم اآلخر‪:‬‬ ‫الدّرس‬
‫أحداثه‪ ،‬وآثار اإليمان به‬ ‫‪3‬‬

‫تاجات ال َّت َع ُّل ِ‬


‫م‬ ‫ُ‬ ‫ِن‬

‫ُيتو ّقع من الطلبة حتقيق النتاجات اآلتية‪:‬‬


‫الس َّنة الرشيفة بأحداث اليوم اآلخر‪.‬‬ ‫‪َ -‬ب ُ‬
‫يان عناية الق رآن الك ريم و ُّ‬
‫‪ -‬ت ََع ُّر ُف أحداث اليوم اآلخر‪.‬‬
‫تاج آثار اإليامن باليوم اآلخر يف حياة املسلم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪ْ -‬است ْن ُ‬
‫اال ْلتِز ُام باألعامل الصاحلة استعدا ًدا لليوم اآلخر‪.‬‬
‫‪ِ -‬‬

‫م ا ْل َق ْبل ُّ‬
‫ِي‬ ‫ع ُّل ُ‬
‫ال َّت َ‬

‫أحدا من َخ ْلقه‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫استأثر اهلل تعاىل بعلم وقت اليوم اآلخر‪ ،‬ومل ي ِ‬
‫طلع عليه ً‬ ‫ُ‬
‫﴾ [األع راف‪ .]187 :‬وقد جعل اهلل تعاىل لليوم اآلخر عالمات تسبقه‪،‬‬
‫يتنب ه الناس‪ ،‬ويرجع وا إىل َر ِّب م‪ ،‬ويتوب وا إليه‪ ،‬ويستعدوا للقائه باألعامل الصاحلة‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫وتدل عىل قرب وقوعه؛ لكي َّ‬
‫قس م العلامء عالمات اليوم اآلخر إىل قسمني‪ ،‬مها‪ :‬العالمات الصغرى‪ ،‬كبعثة النبي ﷺ وتضييع األمانة‪،‬‬ ‫َّ‬
‫تدل عىل ِش َّدة اقرتاب اليوم اآلخر‪.‬‬
‫والعالمات الكربى‪ ،‬كطلوع الشمس من مغرهبا التي ُّ‬
‫َأ ْب َ‬
‫ح ُ‬
‫ث َع ْن‬
‫َأ ْب َح ُث عن عالمة صغرى وعالمة كربى لليوم اآلخر غري تلك التي ُذ ِك رت يف الدرس‪.‬‬
‫العالمات الصغرى‬
‫العالمات الكربى‬

‫ظيم َّي ُة‬


‫ِ‬ ‫ريط ُة ال َّت ْن‬
‫خ َ‬ ‫ا ْل َ‬
‫اليوم اآلخر‪ :‬أحداثه‪ ،‬وآثار اإليامن به‬

‫آثار اإليامن به‬ ‫أحداثه‬ ‫والس َّنة النبوية‬


‫اليوم اآلخر يف القرآن الكريم ُّ‬
‫الشفاعة‬ ‫دخول ا َ‬
‫جل َّنة‬ ‫املرور فوق‬
‫النفخة األوىل النفخة الثانية احلرش الشفاعة الكربى العرض احلساب‬
‫الصغرى‬ ‫أو النار‬ ‫الرصاط‬

‫‪23‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫م َوال َّت ْح ُ‬
‫ليل‬ ‫ا ْل َف ْ‬
‫ه ُ‬

‫اإليامن باليوم اآلخر‪ :‬االعتقاد اجلازم بوجود حياة أبدية بعد املوت‪ ،‬وهو يبدأ بالنفخة األوىل‪ ،‬وتنتهي أحداثه‬
‫بدخول الناس ا َ‬
‫جل َّنة أو النار‪.‬‬

‫والسنَّة النبوية‬
‫اليوم اآلخر يف القرآن الكريم ُّ‬ ‫َّأو ًل‬
‫الس َّنة النبوية اليوم اآلخر أمهي ًة كبريةً‪ ،‬فجاء احلديث عنه يف كثري من امل واضع وامل واطن؛‬ ‫َ‬
‫أ ْوىل الق رآن الكريم و ُّ‬
‫لرتسيخ اإليامن به يف قلوب املسلمني‪ .‬ومن ذلك‪:‬‬
‫‌أ ‪ .‬تأكيد القرآن الكريم َّأن اإليامن باليوم اآلخر ركن من أركان اإليامن‪ ،‬ال َي ِص ُّح إيامن املسلم ّإل به‪ .‬قال تعاىل‪:‬‬
‫﴿‬
‫﴾ [البقرة‪.]177 :‬‬ ‫ ‬
‫الس َّنة النبوية اإليامن باهلل‪ ‬باإليامن باليوم اآلخر؛ ذلك أنَّ اإليامن هبام‬
‫ب‌‪ .‬ربط كثري من نصوص القرآن الكريم و ُّ‬
‫﴾‬ ‫هو الذي يضبط سلوك اإلنسـان يف احلياة الدنيـا‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫كان ُي ْؤ ِم ُن بِاهللِ َوا ْل َي ْو ِم‬ ‫ِ‬
‫يا‪َ ،‬أ ْو ل ْ‬
‫يص ُم ْت‪َ ،‬و َم ْن َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫[الطالق‪ .]2 :‬وقال ﷺ‪َ « :‬م ْن َ ِ‬
‫كان ُي ْؤم ُن بِاهلل َوا ْل َي ْو ِم ْالخ ِر َف ْل َي ُق ْل َخ ْ ً‬
‫كان ُي ْؤ ِم ُن بِاهللِ َوا ْل َي ْو ِم ْال ِخ ِر َف ْل ُي ْك ِر ْم َض ْي َف ُه» [متفق عليه]‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ْالخ ِر َف ْل ُي ْك ِر ْم َ‬
‫جار ُه‪َ ،‬و َم ْن َ‬
‫الس َّنة النبوية إىل العمل لليوم اآلخر‪ ،‬واالستعداد له‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫‌جـ‪ .‬دعوة نصوص القرآن الكريم و ُّ‬
‫﴾ [اإلسـ راء‪ .]19 :‬ولـذلك كـان النبـي ﷺ‬
‫يرصف أصحابه إىل االنشغال بالعمل هلذا اليوم عن معرفة موعده؛ فعن أنس ‪«َ :‬أنَّ َر ُج ًل َس َأ َل ال َّن بِ َّي‬
‫هلل َو َرسو َل ُه ﷺ‪،‬‬ ‫ال‪ :‬ال يش َء‪ ،‬إِ َّل َأ ِّن ُأ ِح ُّب ا َ‬
‫ال‪ :‬و َم ا َذا َأ ْع دَ ْد َت َ َلا؟ َق َ‬
‫الس َاع ُة؟ َق َ‬ ‫الس َاع ِة‪َ ،‬ف َق َ‬
‫ال‪َ :‬م َت ى َّ‬ ‫ﷺ َع ِن َّ‬
‫ْت َم َع َم ْن َأ ْح َب ْب َت» [متفق عليه]‪.‬‬‫ال‪َ :‬أن َ‬
‫َف َق َ‬
‫د ‪ .‬ذكر اليوم اآلخر يف م واضع كثرية من القرآن الكريم‪ ،‬بام يزيد عىل مئة َم َّرة‪ ،‬وتسميته ‪ -‬يف الق رآن الكريم‪-‬‬
‫بأسامء عديدة‪ ،‬منها‪ :‬يوم الدين‪ ،‬ويوم احلساب‪ ،‬ويوم القيامة‪ ،‬والقارعة‪ ،‬والساعة‪ُّ .‬‬
‫وكل اسم من هذه األسامء‬
‫حيمل داللة عىل حال ذلك اليوم‪.‬‬

‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪24‬‬
‫َأ ْ‬
‫س َت ْن ِت ُج‬

‫تـدل عىل األحداث التي تقع فيه‪َ .‬أ ْس َت ْنتِ ُج داللة واحدة ِّ‬
‫لكل اسم من األسامء اآلتية‬ ‫لليـوم اآلخر أسامء كثرية ُّ‬
‫ليوم القيامة‪:‬‬
‫‪.............................................................................................................‬‬ ‫يوم البعث‬
‫‪.............................................................................................................‬‬ ‫ال واقعة‬
‫‪.............................................................................................................‬‬ ‫يوم الفصل‬

‫أحداث اليوم اآلخر‬ ‫ثاني ا‬


‫ً‬
‫تقع يف اليوم اآلخر أحداث عظيمة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‌أ ‪ .‬النفخة األوىل‪ :‬إذ يأمر اهلل تعاىل املَ َل ك بالنفخ يف ُّ‬
‫الصور (البوق)‪ ،‬فيموت َم ْن يف الساموات و َم ْن يف األرض‪.‬‬
‫وبذلك تنتهي احلياة الدنيا‪ ،‬ويبدأ اليوم اآلخر‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫تنشق السامء‪ ،‬وتتناثر‬
‫ُّ‬ ‫﴾ [الزمر‪ .]68 :‬يرتبط هبذه النفخة أحداث كونية م ِ‬
‫ذه لة َت دث للكون؛ إذ‬ ‫ُ‬
‫النجوم والك واكب‪ ،‬وتتف َّتت اجلبـال‪ ،‬وختتلط البحار بعضها ببعض‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾ [االنفطار‪.]4-1 :‬‬
‫الصور َم َّرة ُأخرى‪ ،‬فيبعث اهلل تعاىل‬
‫‌ب‪ .‬النفخة الثانية‪ :‬هي نفخة البعث؛ إذ يأمر اهلل تعاىل املَ َل ك بالنفخ يف ُّ‬
‫﴾ [الزمر‪.]68 :‬‬ ‫الناس أحيا ًء من قبورهم‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫‌جـ‪ .‬احل رش‪ :‬جيمع اهلل تعاىل البرش كا َّف ًة بعد بعثهم يف مكان واحد ُي ّ‬
‫سم ى املحرش‪ ،‬فأما املؤمنون فيكونون يف‬
‫﴾‬ ‫﴾ [األنبياء‪ ،]103:‬وقال‪﴿ :‬‬ ‫أمـن وطمأنينة كام قال اهلل ‪﴿ :‬‬
‫[النمل‪ ،]89 :‬وأما الكفار فيكونون يف أه وال عصيبة‪ ،‬وظروف قاسية‪ ،‬وعطش شديد؛ ويمأل اخلوف قلوهبم‬
‫﴾ [ق‪.]44 :‬‬ ‫ّمما ينتظرهم من احلساب‪ .‬قال تعاىل‪﴿:‬‬

‫َأ ْ‬
‫س َت ْذ ِك ُر‬

‫َأ ْس َت ْذ ِك ُر األصناف السبعة الذين أخرب النبي ﷺ أنَّ اهلل تعاىل ُي ِظ ُّلهم يف ِظ ِّله‪ ،‬يف أرض املحرش‪ ،‬يوم ال ِظ َّل ّإل‬
‫ِظ ُّله‪ ،‬وحيميهم من أه وال ذلك اليوم‪.‬‬
‫‪..................................................................................................................................‬‬

‫‪25‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫‌د ‪ .‬الشفاعـة الكبـرى‪ :‬حني يطـول انتظـار الناس لبـدء‬
‫َأ َت َو َّق ُ‬
‫ف‬ ‫احلساب‪ ،‬وهم يف أرض املحرش‪ ،‬ويبلغ هبم الغَ ُّم و َ‬
‫الك ْرب‬
‫حممدا ﷺ يـوم‬ ‫ً‬ ‫والعطش ما ال يطيقون‪ ،‬فيقولون‪َ :‬م ْن يشفع لنا إىل َر ِّب نا ُيكـ ِرم اهلل تعاىل ِّ‬
‫سي دنا‬
‫حتى يفصل بني العباد؟ فيأيت الناس إىل األنبياء‪ ،‬فيقول القيامة بحـوض عظيم‪ ،‬مـاؤه أحىل مـن‬
‫في ُد الناس عىل حوض النبي ﷺ‬ ‫كل منهم‪ :‬لست هلا‪ ،‬حتى إذا أت وا إىل سي دنا حممد ﷺ‪ ،‬العسل‪ِ َ ،‬‬ ‫ٌّ‬
‫ِّ‬
‫فيقول‪«َ :‬أنا َلا‪َ ،‬أنا َلا» [متفق عليه]‪ ،‬فيقبل اهلل تعاىل شفاعة بعد معاناهتم من أه وال املحرش؛ فمنهم‬
‫أبدا‪ ،‬وهم املؤمنون‬ ‫َم ْن يرشب منه فال يظمأ ً‬
‫للخ ْل ق‪.‬‬
‫نبي ه ﷺ لبدء احلساب‪ ،‬ويكون ﷺ َّأول شفيع َ‬ ‫ِّ‬
‫بع ـد عنه بسبب‬ ‫ي‬
‫َ ْ ُ َ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ومنهم‬ ‫الصادقـون‪،‬‬
‫‌هـ‪ .‬العرض‪ :‬حني يأذن اهلل ‪ ‬ببدء احلسـاب‪ ،‬فـإنَّ الناس‬
‫الكفر والتكذيب أو خمالفة النبي ﷺ‪ .‬قال‬
‫عرضـون عليه سبحـانه صفـو ًف ا‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫ُي َ‬
‫ض‪َ ،‬ف َم ْن َو َر َد ُه‬ ‫ال ْو ِ‬ ‫َ‬
‫ﷺ‪« :‬أنا َف َر ُط ُك ْم َع َل ْ َ‬
‫ش َب ِم ْن ُه َل ْم َي ْظ َم ْأ َب ْعدَ ُه‬‫ش َب ِم ْن ُه‪َ ،‬و َم ْن َ ِ‬
‫َ ِ‬
‫كل إنسان صحيفة أعامله‬ ‫ثم يأخذ ُّ‬‫﴾ [الكهف‪َّ .]48 :‬‬ ‫ ‬
‫أتقدمكم)‪.‬‬ ‫َ‬
‫أ َب ًدا» [متفق عليه] ( َف َر ُط ُك ْم‪َّ :‬‬
‫سج لتها عليه املالئكة يف احلياة الدنيا؛ فمنهم َم ْن‬‫التي َّ‬
‫يأخذ كتابه بيمينه‪ ،‬وهم أهل اإليامن والعمـل الصالح‪.‬‬
‫﴾ [احلاقة‪ .]19 :‬ومنهم َم ْن يأخذ كتابه بشامله‪ ،‬وهم‬ ‫قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾ [احلاقة‪.]25 :‬‬ ‫أهل الكفر والنفاق‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫وأما الكافر‬
‫يتول اهلل تعاىل حساب الناس عىل أعامهلم يف احلياة الدنيا‪ ،‬فيفرح املؤمن بلقاء َر ِّبه‪ّ ،‬‬‫‌و ‪ .‬احلساب‪ّ :‬‬
‫فيصاب باخلزي واخلوف لتكذيبـه بلقاء ربه‪ ،‬ثم توزَن األعامل بمي زان العـدل اإلهلي‪ ،‬في ِ‬
‫حاسب اهلل تعاىل‬ ‫ُ‬ ‫َ ِّ َّ‬
‫اإلنسان يف ذلك اليوم عىل ك ِّل كبرية وصغرية فعلها يف احلياة الدنيا‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾ [األنبياء‪.]47 :‬‬

‫ِ‬
‫قاش‬‫ض َّي ٌة لل ِّن‬
‫َق ِ‬

‫إذا علمت بأن اهلل ‪ ‬حياسب اإلنسان عىل ّ‬


‫كل صغرية وكبرية‪ ،‬فام أثر ذلك عىل سلوك الفرد‪.‬‬
‫‪..................................................................................................................................‬‬

‫سيمر عليه الناس يوم القيامة بعد احلساب؛‬


‫ُّ‬ ‫‌ز ‪ .‬املرور فوق ال رصاط‪ :‬الرصاط هو جرس منصوب فوق جه َّن م‪،‬‬
‫فم ِن اجتازه نتيجة إيامنه وعمله الصالح دخل ا َ‬
‫جل َّنة‪ ،‬و َم ْن سقط عنه نتيجة كفره ومعاصيه دخل النار‪.‬‬ ‫َ‬
‫ي َظ ْه َر َ ْ‬
‫ان‬ ‫الص ُاط َب ْ َ‬
‫﴾ [مريم‪ .]٧٢ :‬وقال ﷺ‪َ « :‬ف ُي ْض َُب ِّ َ‬ ‫قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫الر ُس ِل بِ ُأ َّمتِ ِه» [رواه مسلم]‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َج َه َّن م‪َ ،‬ف َأ ُك ُ َ‬
‫ون أ َّو َل َم ْن َ ُي وزُ م َن ُّ‬ ‫َ‬
‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪26‬‬
‫جل َّنة أو النار‪ :‬ا َ‬
‫جل َّنة هي دار الق رار التي َّ‬
‫أعدها اهلل تعاىل لعباده الذين آمن وا به‪ ،‬وأقبل وا عىل طاعته يف‬ ‫‌ح‪ .‬دخول ا َ‬
‫قدمها‬
‫جل َّنة أن واع ال حتىص من النعيم‪ ،‬وهي درجات تتناسب مع األعامل الصاحلة التي َّ‬ ‫احلياة الدنيا‪ .‬ويف ا َ‬
‫املؤمن يف احلياة الدنيا‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾ [الزمر‪.]73 :‬‬
‫ِ‬
‫ستكبين‬ ‫ّأما النـار فهي مصيـر الكافـرين باهلل تعاىل‪ ،‬ا ُمل‬ ‫ ‬
‫َأ َت َو َّق ُ‬
‫ف‬
‫وا ُملمتنِعني عن طاعته وعبادته‪ .‬يوجد يف النار أن واع كثرية‬
‫يأذن اهلل تعاىل لبعض ا َ‬
‫خل ْل ـق يـوم القيامة‬ ‫تبعا ألن واع الذنوب‬
‫من العذاب‪ ،‬وهي َد َركات تتباين ً‬
‫بالشفاعة‪ .‬ومن ذلك‪:‬‬ ‫واملعايص التي ارتكبهـا اإلنسان يف احليـاة الدنيـا‪ .‬قال‬ ‫ ‬
‫● شفاعـة الشهيـد يف سبعني من أهـل‬ ‫تعاىل‪﴿ :‬‬
‫بيته‪.‬‬
‫● شفاعة الطفل الصغري ألبويه إذا صربا‪،‬‬ ‫﴾ [النساء‪.]56 :‬‬
‫واحتسبا لفقده‪.‬‬ ‫خل ْلق يف ا َ‬
‫‌ط‪ .‬الشفاعة الصغرى‪ :‬بعد احلساب ودخول ا َ‬
‫جل َّنة‬
‫ ● شفاعـة األعامل الصاحلـة لصاحبها‪.‬‬ ‫لسي دنا حممد ﷺ بالشفاعة ُ‬
‫ألمَّته‪،‬‬ ‫أو النار‪ ،‬يأذن اهلل تعاىل ِّ‬
‫فمثل‪ ،‬الصيام يشفع لصاحبه؛ ألنَّه‬ ‫ً‬
‫فيخرج ِم َن النار َم ْن قال‪ :‬ال إله َإل اهلل‪ .‬قال ﷺ‪«َ :‬أ ْس َع ُد‬
‫منع نفسه ما ُت ِح ُّب؛ مرضا ًة هلل تعاىل‪،‬‬
‫والق رآن الكريم يشفع ملَ ْن كان يتلوه‪،‬‬ ‫هلل‪َ ،‬خالِ ًصا‬ ‫اس بِشَ َف َاعتي َي ْو َم ا ْل ِق َي ا َم ِة َم ْن َ‬
‫قال‪َ :‬ل إِ َل َه إِلَّ ا ُ‬ ‫ال َّن ِ‬
‫أو حيفظه‪ ،‬ويعمل به‪.‬‬ ‫ِمن َق ْل بِ ِه» [رواه البخاري]‪.‬‬

‫آثار اإليامن باليوم اآلخر‬ ‫ثال ثًا‬


‫لإليامن باليوم اآلخر آثار عظيمة تعود بالنفع عىل الفرد املسلم‪ .‬وفيام يأيت بيان لبعضها‪:‬‬
‫‌ أ ‪ .‬املداومة عىل فعل الطاعات واألعامل الصاحلة‪ .‬فاإليامن باليوم اآلخر جيعل العبد أكثر ً‬
‫إقبال عىل اهلل تعاىل؛‬
‫وطمعا يف نيل رمحته تعاىل يف ذلك اليوم العظيم‪.‬‬
‫ً‬ ‫رجا ًء‬
‫‌ب‪ .‬االبتعاد عن ارتكاب الذنوب واملعايص‪ ،‬وضبط النفس عن الشه وات‪ ،‬والتوبة إىل اهلل تعاىل‪ ،‬والرجوع إليه‬
‫سبحانه‪.‬‬
‫‌جـ‪ .‬عـدم التع ُّل ق بالدنيا‪ ،‬وطلب ّ‬
‫ملذاهتـا بط رائق غري مرشوعـة‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫في قدِّ مه عىل‬ ‫أعده اهلل تعاىل للمؤمنني من نعيم يف ا َ‬
‫جل َّنة‪ُ ،‬‬ ‫﴾ [التوبة‪ .]38 :‬وذلك إليامنه بام َّ‬
‫ّ‬
‫ملذات الدنيا‪.‬‬
‫‌د ‪ .‬حتقيق الطمأنينة يف قلب املؤمن‪ ،‬والرضا بقضاء اهلل تعاىل وقدره‪ ،‬والصرب عىل االبتالءات واملصائب التي‬
‫ِ‬
‫خيرا يف اآلخرة‪.‬‬
‫عوضه ً‬ ‫حتدث له يف احلياة الدنيا؛ ألنَّه يوقن أنَّ اهلل تعاىل ُ‬
‫سي ِّ‬
‫‪27‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫وس ُع‬
‫ثراء وال َّت ُ‬
‫إل ُ‬ ‫ا ِ‬

‫حياة الربزخ‪ :‬هي مرحلة تسبق اآلخرة؛ إذ ينتقل اإلنسان بعد موته من احلياة الدنيا إليها‪ ،‬وهي حياة اإلنسان‬
‫عرف عنها يشء ّإل ما أخرب به الوحي‪ .‬و ّمم ا جاء يف ذلك‪ ،‬قول‬ ‫تستمر إىل يوم البعث والنشور‪ ،‬وال ُي َ‬ ‫ُّ‬ ‫يف القرب‪ ،‬التي‬
‫جل َّن ِة‪َ ،‬وإِنْ‬
‫جل َّن ِة َف ِم ْن َأ ْه ِل ا َ‬
‫كان ِم ْن َأ ْه ِل ا َ‬
‫دَاة َوا ْل َع ِش ِّي‪ ،‬إِنْ َ‬
‫ض َع َل ي ِه َم ْق ع ُد ُه بِا ْلغَ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ات ُع ِر َ‬ ‫دَك ْم إِ َذا َم َ‬ ‫الرسول ﷺ‪« :‬إِنَّ َأ َح ُ‬
‫هلل ي وم ا ْل ِق ي ام ِة» [رواه البخاري ومسلم] (ا ْلغَ ِ‬ ‫ال‪ :‬هذا َم ْق َع ُد َك َح َّت ى َي ْب َعث َ‬ ‫كان ِم ْن َأ ْه ِل ال َّنا ِر َف ِم ْن َأ ْه ِل ال َّنا ِر‪َ ،‬ف ُي َق ُ‬
‫َ‬
‫داة‪َّ :‬أول‬ ‫َك ا ُ َ ْ َ َ َ‬
‫النهار) (ا ْل َع ِشِّ‪ :‬آخر النهار)‪.‬‬
‫ْسان ا ْن َق َط َع َع ْن ُه َع َم ُل ُه إِ ّل ِم ْن َثال َث ٍة‪:‬‬
‫الن ُ‬ ‫حني يموت اإلنسان ال ينفعه ّإل عمله الصالح‪ .‬قال ﷺ‪« :‬إِذا َ‬
‫مات ْ ِ‬
‫إِ ّل ِم ْن َصدَ َق ٍة جا ِر َي ٍة‪َ ،‬أ ْو ِع ْل مٍ ُي ْن َت َف ُع بِ ِه‪َ ،‬أ ْو َو َل ٍد صالِحٍ َي ْد ُع و َل ُه» [رواه مسلم]‪.‬‬

‫فاد ُة‬ ‫م ا ْل ُم ْ‬
‫س َت َ‬ ‫ا ْلقِ َي ُ‬

‫ص بعض ِ‬
‫الق َيم املستفادة من الدرس‪.‬‬ ‫َأ ْس َت ْخ ِل ُ‬
‫‪َ )1‬أ َت َق َّر ُب إىل اهلل تعاىل باألعامل الصاحلة استعدا ًدا للقائه‪.‬‬
‫‪.................................................................................................. )2‬‬
‫‪.................................................................................................. )3‬‬

‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪28‬‬
‫راج َع ُة‬
‫ويم َوا ْل ُم َ‬
‫ُ‬ ‫ال َّت ْق‬

‫ي املقصود ٍّ‬
‫بكل ّمما يأيت‪ :‬اإليامن باليوم اآلخر‪ ،‬احلرش‪ ،‬الرصاط‪.‬‬ ‫‪ُ 1‬أ َب ِّ ُ‬
‫‪ُ 2‬أ َع ِّل ُل ما َي ْأيت‪:‬‬
‫أ ‪ .‬وجود عالمات تسبق اليوم اآلخر‪.‬‬
‫ب‌‪ .‬استأثر اهلل تعاىل بمعرفة وقت اليوم اآلخر‪ ،‬وجعله من الغيب‪.‬‬
‫ي سبب عدم ورود بعض الناس عىل حوض النبي ﷺ يوم القيامة‪.‬‬ ‫‪ُ 3‬أ َب ِّ ُ‬
‫‪ُ 4‬أقا ِرنُ بني أحداث اليوم اآلخر اآلتية‪:‬‬
‫أ ‪ .‬النفخة األوىل والنفخة الثانية من حيث النتيجة ا ُملرتتِّبة عىل ٍّ‬
‫كل منهام‪.‬‬
‫‌ب الشفاعة الكربى والشفاعة الصغرى من حيث وقت ٍّ‬
‫كل منهام‪.‬‬
‫‪َ 5‬أ ْذ ُك ُر اثنني من اآلثار ا ُملرتتِّبة عىل اإليامن باليوم اآلخر‪.‬‬
‫‪َ 6‬أ َض ُع إشارة (✓) أمام العبارة الصحيحة‪ ،‬وإشارة (✗) أمام العبارة غري الصحيحة فيام يأيت‪:‬‬
‫ ‬ ‫) اإليامن باليوم اآلخر ركن من أركان اإليامن‪.‬‬ ‫أ ‪(.‬‬
‫) شفاعة النبي ﷺ الكربى تكون يف املحرش‪ ،‬فيدخل ا َ‬
‫جل َّنة َم ْن قال‪ :‬ال إله ّإل اهلل‪.‬‬ ‫‌ب‪( .‬‬
‫سم ى عالمات اليوم اآلخر‪.‬‬
‫) لليوم اآلخر أحداث تسبقه ُت ّ‬ ‫‌جـ‪( .‬‬
‫‪َ 7‬أخْ ُ‬
‫تار اإلجابة الصحيحة يف ٍّ‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬
‫‪ .1‬احلدث الذي يرتبط بالنفخة األوىل هو‪:‬‬
‫ب‪ .‬تطاير الصحف‪.‬‬ ‫ ‬
‫أ ‪ .‬تناثر النجوم‪.‬‬
‫د ‪ .‬املرور فوق الرصاط‪.‬‬ ‫ ‬
‫جـ‪ .‬دنو الشمس‪.‬‬
‫‪ .2‬احلدث الذي يأيت بعد احلساب هو‪:‬‬
‫ب‪ .‬دخول ا َ‬
‫جل َّنة أو النار‪.‬‬ ‫ ‬
‫أ‪ .‬الشفاعة الكربى‪.‬‬
‫د ‪ .‬الشفاعة الصغرى‪.‬‬ ‫ ‬‫جـ‪ .‬املرور فوق الرصاط‪.‬‬
‫‪َّ .3‬أول ا َ‬
‫خل ْلق شفاعة هو ِّ‬
‫سي دنا‪:‬‬
‫ب‪ .‬نوح ‪.‬‬ ‫ ‬
‫أ ‪ .‬آدم ‪.‬‬
‫د ‪ .‬حممد ﷺ‪.‬‬ ‫ ‬
‫جـ‪ .‬إب راهيم ‪.‬‬

‫‪29‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫سم ى املحرش‪ ،‬ويكون ذلك بعد‪:‬‬
‫‪ .4‬جيمع اهلل تعاىل الناس يوم القيامة يف مكان واحد ُي ّ‬
‫ب‪ .‬العرض‪ .‬‬ ‫ ‬
‫أ ‪ .‬النفخة الثانية‪.‬‬
‫د ‪ .‬الورود عىل احلوض‪.‬‬ ‫جـ‪ .‬احلساب‪ .‬‬
‫‪ُّ .5‬‬
‫يدل قول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾ عىل حدث من أحداث اليوم اآلخر‪ ،‬هو‪:‬‬
‫ب‪ .‬احلساب‪.‬‬ ‫ ‬
‫أ ‪ .‬احلرش‪.‬‬
‫د‪ .‬الشفاعة الكربى‪.‬‬ ‫جـ‪ .‬العرض‪ .‬‬

‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪30‬‬
‫مراعاة المصالح‬ ‫الدرس‬
‫في الشريعة اإلسالمية‬ ‫‪4‬‬

‫تاجات ال َّت َع ُّل ِ‬


‫م‬ ‫ُ‬ ‫ِن‬

‫ُيتو ّقع من الطلبة حتقيق النتاجات اآلتية‪:‬‬


‫يان مفهوم املصلحة وأن واعها يف الرشيعة اإلسالمية‪.‬‬ ‫‪َ -‬ب ُ‬
‫اال ْستِ ْد ُ‬
‫الل عىل ُح ِّج ية املصلحة يف الرشيعة اإلسالمية‪.‬‬ ‫‪ِ -‬‬
‫‪ِ -‬ذكْ ُر ض وابط املصلحة يف الرشيعة اإلسالمية‪.‬‬
‫طاء أمثلة عىل أحكام فقهية ُبنِ يت عىل م راعاة املصلحة‪.‬‬
‫‪ -‬إِ ْع ُ‬
‫دير الترشيع اإلسالمي يف م راعاته للمصلحة‪.‬‬ ‫‪َ -‬ت ْق ُ‬

‫م ا ْل َق ْبل ُّ‬
‫ِي‬ ‫ع ُّل ُ‬
‫ال َّت َ‬

‫فتح اإلسالم باب االجتهاد أمام العلامء‪ ،‬وأمرهم ببذل وسعهم يف استنباط األحكام الرشعية العملية التي‬
‫حيتاج إليها الناس يف حياهتم‪ ،‬وذلك باستخدام مصادر الترشيع ا ُملتعدِّ دة؛ من‪ :‬ق رآن كريم‪ُ ،‬‬
‫وس َّنة نبوية رشيفة‪،‬‬
‫وإمجاع‪ ،‬وقياس‪ ،‬وغري ذلك‪َ ،‬وفق ض وابط ورشوط ُت ِّق ق مقاصد الرشيعة‪ ،‬مثل‪ :‬حفظ الدين‪ ،‬والنفس‪ ،‬والعقل‪،‬‬
‫والنسل‪ ،‬واملال‪.‬‬
‫ُأ َب ِّي ُ‬
‫ـن‬
‫كل مقصد من املقاصد اآلتية للرشيعة‪:‬‬
‫عي ا رشعه اإلسالم لتحقيق ِّ‬ ‫ُأ َب ِّ ُ‬
‫ي ُح ْك ًم رش ًّ‬
‫األحكام التي ُ ِ‬
‫شعت حلفظها‬ ‫مقاصد الرشيعة‬
‫‪................................................................................................‬‬ ‫حفظ الدين‬
‫‪................................................................................................‬‬ ‫حفظ النفس‬
‫‪................................................................................................‬‬ ‫حفظ العقل‬
‫‪................................................................................................‬‬ ‫حفظ النسل‬
‫‪................................................................................................‬‬ ‫حفظ املال‬

‫‪31‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫عتبة‬
‫ُم َ‬ ‫ريط ُة ال َّت ْنظيمِ َّي ُة‬
‫ا ْل َخ َ‬
‫مفهوم املصلحة‬
‫ُم ْلغاة‬
‫رسلة‬
‫ُم َ‬ ‫أنواع املصلحة‬

‫ّأل تُعا ِرض املصلحة ُح ْك ًم ثبت ٍّ‬


‫بنص‬ ‫ُح ِّجية املصلحة‬
‫مراعاة املصالح‬
‫أو إمجا ٍع‬ ‫يف الرشيعة‬
‫أنْ تكون مصلحة عامة‪ ،‬ال مصلحة‬ ‫ضوابط املصلحة‬ ‫اإلسالمية‬
‫شخصية أو خاصة‬
‫أنْ تكون املصلحة حقيقية‪ ،‬ال ومهية‬

‫م َوال َّت ْح ُ‬
‫ليل‬ ‫ا ْل َف ْ‬
‫ه ُ‬

‫هتدف الرشيعة اإلسالمية إىل إسعاد الناس يف الدنيا واآلخرة؛ بجلب ما ينفعهم‪ ،‬ودفع ما يرضُّهم‪ ،‬وهو ما‬
‫جعلها ت راعي حتقيق املصالح يف ترشيع األحكام التي ت ِّ‬
‫ُنظ م حياهتم‪.‬‬

‫مفهوم املصلحة وأنواعها‬ ‫َّأو ًل‬


‫املصلحة‪ :‬هي املنفعة التي قصدهتا الرشيعة اإلسالمية للناس يف أمور دينهم ودنياهم؛ بجلب ما ينفعهم‪،‬‬
‫ودفع ما يرضُّهم‪.‬‬
‫تُص َّنف املصالح يف حياة الناس إىل ثالثة أن واع‪ ،‬هي‪:‬‬
‫سم ى املصلحة ا ُمل َ‬
‫عتبة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‌أ ‪ .‬املصالح التي قبلها الرشع‪ ،‬وأخذ هبا يف الترشيع؛ لا فيها من منفعة للناس‪ ،‬وهي ُت ّ‬
‫األلفة واملو َّدة‪ .‬فقد روى أبو هريرة‬ ‫ومن أمثلتها‪ ،‬املصلحة املوجودة يف النظر إىل املخطوبة؛ ِلا حيصل بينهام من ُ‬
‫سول اهللِ ﷺ‪«َ :‬أن ََظ ْر َت إِ َل ْي ها؟‬ ‫قال َل ُه َر ُ‬ ‫ب ُه َأن َُّه ت ََز َّو َج ام ر َأ ًة ِم َن ْ َ‬
‫الن ْصا ِر‪َ ،‬ف َ‬ ‫أنَّه َ ِ‬
‫كان ع ْندَ ال َّن بِ ِّي ﷺ‪َ ،‬ف َأتا ُه َر ُج ٌل‪َ ،‬ف َأ ْخ َ َ‬
‫ْ َ‬
‫الن ْصا ِر َش ْي ًئا» [رواه مسلم] (يف َأ ْع ُ ِي ْ َالن ْصا ِر َش ْي ئًا‪ :‬يعني ِصغَ ًرا)‪.‬‬ ‫ي َْ‬ ‫قال‪َ :‬فا ْذ َه ْب‪َ ،‬فان ُْظ ْر إِ َل ْي ها؛ َفإِنَّ يف َأ ْع ُ ِ‬ ‫قال‪َ :‬ل‪َ ،‬‬‫َ‬
‫سم ى املصلحة ا ُمل ْلغاة‪ .‬ومن‬ ‫‌ب‪ .‬املصالح التي رفضها الرشع‪ ،‬ورفض األخذ هبا أو م راعاهتا يف الترشيع‪ ،‬وهي ُت ّ‬
‫أمثلتها‪ ،‬املصلحة ا ُملتح ِّق قة ملَ ْن يبيع اخلمر؛ ِلا فيها من ربح املال الوفري‪ ،‬فجاء الرشع بتحريم اخلمر؛ ِلا‬
‫الضي قة اخلاصة بتاجر اخلمور‪ .‬قال تعاىل‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫سب به من رضر كبري لألف راد واملجتمعات‪ ،‬ورفض هذه املصلحة‬
‫ُي ِّ‬
‫﴾ [البقرة‪.]219 :‬‬ ‫﴿‬

‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪32‬‬
‫سم ى املصلحة ا ُمل َ‬
‫رس لة‪ .‬ومن أمثلتها‪،‬‬ ‫‌جـ‪ .‬املصالح التي مل َي ِر ْد يف الرش ِع ما ُّ‬
‫يدل عىل قبوهلا أو رفضها‪ ،‬وهي ُت ّ‬
‫إنشاء املحاكم الرشعية التي ترعى مصالح الناس وحقوقهم يف مسائل األح وال الشخصية‪ ،‬مثل‪ :‬الزواج‪،‬‬
‫التثب ت من حتقُّ ق‬ ‫و َّ‬
‫الطالق‪ ،‬واملرياث‪ ،‬وغري ذلك؛ فوجودها فيه منفعة للناس من حيث ضبط أمور الزواج‪ ،‬و ُّ‬
‫رشوطه الرشعية‪ ،‬واملحافظة عىل احلقوق املادية واملعنوية للزوجني واألبناء‪ ،‬ومنع االعتداء عليها‪ .‬ومن َث َّم‪ ،‬فلم‬
‫َي ِر ْد يف الرشع ما يمنع منها‪.‬‬
‫من األمثلة عىل هذه املصالح‪:‬‬

‫التعليل‬ ‫مثال عليها‬ ‫نوع املصلحة‬

‫فيها حفظ للنفس من اهلالك‬ ‫األكل من املَ ْي تة عند االضط رار‬ ‫عتبة‬
‫ُم َ‬
‫فيها إرضار كبري بالفرد واملجتمع‪ ،‬وإفساد للدولة‪،‬‬
‫اكتساب املال من الرشوة‬ ‫ُم ْلغاة‬
‫وأكل حلقوق الناس بالباطل‬

‫فيها منفعة تتم ثَّل يف املحافظة عىل أم وال اليتامى حتى‬


‫إنشاء مؤسسة لرعاية أم وال األيتام‬ ‫رس لة‬
‫ُم َ‬
‫يبلغ وا ِس َّن الرشد‬

‫ُأ َ‬
‫ص ِّن ُ‬
‫ف‬

‫رس لة‪:‬‬ ‫وم ْلغاة‪ُ ،‬‬


‫وم َ‬ ‫ُأ َص ِّن ُف املصالح اآلتية ا ُملتع ِّلقة باألحكام الرشعية إىل ُم َ‬
‫عتبة‪ُ ،‬‬

‫التعليل‬ ‫مثال عليها‬ ‫نوع املصلحة‬


‫‪...........................‬‬ ‫‪ ...........................‬بيع ا ُملخدِّ رات‬
‫‪...........................‬‬ ‫‪ ...........................‬االلتزام بق وانني السري‬
‫‪...........................‬‬ ‫الرصاف اآليل يف املصارف اإلسالمية‬
‫‪ ...........................‬استخدام بطاقات ّ‬
‫‪...........................‬‬ ‫ً‬
‫حفاظا عىل أرواح الناس‬ ‫‪ ...........................‬ترك اجلهاد‬

‫‪33‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫ُح ِّجية املصلحة‬ ‫ثاني ا‬
‫ً‬
‫ومصدرا من مصادر الترشيع‪.‬‬
‫ً‬ ‫عي ا‪،‬‬ ‫بح ِّج ية املصلحة مدى اعتبارها ً‬
‫دليل رش ًّ‬ ‫قصد ُ‬
‫ُي َ‬
‫الس َّنة كثري من األد َّلة عىل م راعاة املصلحة يف الترشيع‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫وقد ورد يف الكتاب و ُّ‬
‫﴾ [األنبياء‪ .]١٠٧ :‬ووجه الداللة يف اآلية الكريمة أنَّ من مقاصد‬ ‫‌ أ ‪ .‬قوله تعاىل‪﴿ :‬‬
‫الرشيعة الرمحة‪ ،‬والرفق بالناس‪ ،‬وم راعاة حاجاهتم وما ينفعهم‪ .‬و ّمم ا يدخل يف ذلك ما جيلب هلم مصاحلهم‪،‬‬
‫ولو مل َي ِر ْد فيه ٌّ‬
‫نص‪.‬‬
‫﴾ [البقرة‪ .]٢٨٦ :‬ففعل ما ُي ْفيض إىل تكليف الناس بام ال يطيقون هو‬ ‫‌ب‪ .‬قوله تعاىل‪﴿ :‬‬
‫قاعدا‪ .‬قال‬
‫فمثل‪ ،‬مصلحة املريض تقتيض السامح له بالصالة ً‬ ‫نص يمنعه‪ً .‬‬ ‫غري مرشوع وممنوع‪ ،‬ولو مل َي ِر ْد ٌّ‬
‫قاع ًدا‪َ ،‬فإِنْ َ ْل ت َْس َت ِط ْع َف َعىل َج ْن ٍ‬
‫ب» [رواه البخاري]‪.‬‬ ‫«ص ِّل قائِ ًم‪َ ،‬فإِنْ َ ْل تَس َت ِطع َف ِ‬
‫ْ ْ‬ ‫الرسول ﷺ‪َ :‬‬
‫لحق الرضر والفساد بالفرد واملجتمع‪.‬‬ ‫‌جـ‪ .‬قوله ﷺ‪«َ :‬ل َضَر‪َ ،‬و َل ِضَار» [رواه مالك يف املوطأ]‪ .‬فقد منع اإلسالم كل ما ي ِ‬
‫َّ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وهذه قاعدة عظيمة يف م راعاة مصالح الناس؛ لدرء املفسدة عنهم‪ ،‬ومنع ك ِّل ما يرضُّهم‪ ،‬ولو مل َي ِر ْد ٌّ‬
‫نص رصيح‬
‫سب ب األم راض الكثرية لصاحبه وملَ ْن حوله‪.‬‬ ‫بذلك؛ فالتدخني ‪ً -‬‬
‫مثل‪ُ -‬ي ِّ‬
‫إمجاعا منهم‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫‌ د ‪ .‬عمل الصحابة ‪ ‬باملصلحة من غري خالف‪ ،‬فكان ذلك ً‬
‫الر َّدة‪ ،‬فخاف وا عليه من الضياع‬
‫جع منهم يف حروب ِّ‬ ‫‪ -‬مجعهم القرآن الكريم يف مصحف واحد حني ت ِّ‬
‫ُوف َ ْ‬
‫الصديق ‪ ‬أنْ ُي َمع الق رآن الكريم يف‬
‫ّ‬ ‫بموت هؤالء ا ُ‬
‫حل ّفاظ‪ ،‬فاقرتح عمر بن اخلطاب عىل أيب بكر‬
‫وبخاصة من‬
‫َّ‬ ‫فر ًقا‪ .‬وبعد اتساع الدولة اإلسالمية‪ ،‬ودخول الناس يف اإلسالم‪،‬‬ ‫مصحف واحد‪ّ ،‬‬
‫وأل ُيرتَك ُم َّ‬
‫غري العرب‪ ،‬حدث اختالف لدى بعض املسلمني يف تالوة بعض آيات الق رآن الكريم‪ ،‬فاقرتح الصحايب‬
‫رسل‬
‫ثم ُي َ‬ ‫نس خ القرآن الكريم ً‬
‫نسخا عديدةً‪َّ ،‬‬ ‫سي دنا عثامن بن عفان ‪ ‬أنْ ُي َ‬
‫اجلليل حذيفة بن اليامن عىل ِّ‬
‫رسل مع ك ِّل نسخة ُمع ِّل ٌم‪.‬‬
‫مرجعا يمنع من اختالف املسلمني يف التالوة؛ عىل أنْ ُي َ‬
‫ً‬ ‫إىل املدن الكبرية؛ لتكون‬
‫‪ -‬إنشاء الدواوين يف عهد اخلليفة عمر بن اخلطاب ‪ ،‬وإنشاء دور القضاء يف عهد عثامن بن عفان ‪.‬‬
‫لكن فيها منفعة وفائدة عظيمة لإلسالم واملسلمني‪.‬‬ ‫سي دنا حممد ﷺ‪َّ ،‬‬ ‫فهذه أعامل من الصحابة ‪ ‬مل يفعلها ِّ‬
‫اإلسال ِم ُس َّن ًة َح َس َن ًة‪َ ،‬ف َل ُه ْأج ُرها‪َ ،‬وأ ْج ُر َمن َع ِم َل هبا َب ْعدَ ُه‪ِ ،‬من غ ِ‬
‫ري أنْ‬ ‫وهي تدخل يف قوله ﷺ‪َ « :‬من َس َّن يف ْ‬
‫ص ِمن ُأ ُج و ِر ِه ْم ٌ‬
‫يشء » [رواه مسلم]‪.‬‬ ‫َي ْن ُق َ‬

‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪34‬‬
‫ُأ ِ‬
‫ناق ُ‬
‫ش‬

‫وجتدد مصالح الناس‪.‬‬


‫لتطور احلضارة‪ُّ ،‬‬ ‫ُأ ِ‬
‫ناق ُش رضورة م راعاة املصلحة يف استنباط األحكام ّ‬
‫تبعا ُّ‬
‫عي ة ً‬
‫الش ّ‬
‫‪.................................................................................................................................‬‬

‫ضوابط املصلحة‬ ‫ثال ثًا‬


‫راعت الرشيعة اإلسالمية مصالح الناس ودفع الرضر عنهم‪ ،‬لك َّنها مل ترتك أمر حتديد املصلحة أله واء‬
‫الناس من دون ض وابط أو رشوط؛ ألنَّ ذلك متفاوت فيهم‪ ،‬من حيث العقل والعلم‪ ،‬فقد يرى شخص أنَّ يف‬
‫ُعرف به املصلحة ا ُمل َ‬
‫عتبة رش ًع ا‪.‬‬ ‫األمر مصلحة‪ ،‬ويرى غريه عكس ذلك؛ لذا كانت ض وابط املصلحة مي زانًا ت َ‬
‫ومن هذه الض وابط‪:‬‬
‫إمجاع؛ فال ت ِ‬
‫َص ُّح ‪ً -‬‬
‫مثل‪ -‬املساواة بني االبن والبنت يف امل رياث؛‬ ‫‌ أ ‪ّ .‬أل تُعا ِرض املصلحة ُح ْك ًم ثبت ٍّ‬
‫بنص أو ٍ‬
‫ألن ا مصلحة ُم ْلغاة‪ ،‬وغري مقبولة؛ ملعارضتها َّ‬
‫نص الق رآن الكريم الذي َّبي نصيب ك ِّل وارث‪ .‬قال تعاىل‪:‬‬ ‫َّ‬
‫﴾ [النساء‪.]11 :‬‬ ‫﴿‬
‫‌ب‪ْ .‬أن تكون املصلحة عامة‪ ،‬ال شخصية أو خاصة؛ فا ُ‬
‫حل ْك م املطلوب هو ما ُي ِّق ق منفعة ألكرب عدد من الناس‪،‬‬
‫ِ‬ ‫رضرا عنهم‪ .‬فإذا كان ا ُ‬
‫حل ْك م ُيلحق ً‬
‫رضرا بمجموع الناس‪ُ ،‬وي ِّقق مصلحة لفرد ما‪ ،‬فإنَّه ال ُيرشَع‪.‬‬ ‫أو يدفع ً‬
‫سب به من رض ٍر لعموم الناس‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫ِ‬
‫﴾‬ ‫ولذلك َّ‬
‫حـرم اإلسالم ال ربا؛ ل ا ُي ِّ‬
‫ [البقرة‪ ،]٢٧٥ :‬بالـرغم ّمم ا فيه من مصلحة شخصية لصاحب املـال الذي ُي قـ ِرض اآلخرين‪ .‬قال تعاىل‪:‬‬
‫﴾ [الروم‪.]٣٩ :‬‬ ‫﴿‬
‫أمرا ما هو مصلحة‪ ،‬وأنَّ فيه ً‬
‫نفعا‪ ،‬وهو‬ ‫يتوه م بعض الناس أنَّ ً‬
‫ أن تكون املصلحة حقيقية‪ ،‬ال ومهية؛ فقد َّ‬
‫‌‌جـ‪ْ .‬‬
‫يتوهه بعض األشخاص من مصلحة يف عدم‬ ‫يف احلقيقة مفسدة‪ ،‬أو رضره أكرب من نفعه‪ .‬ومن ذلك ما َّ‬
‫عتبة وا ُمل َّ‬
‫ؤك دة من ترشيع‬ ‫وهم غري صحيح؛ فاملصلحة ا ُمل َ‬ ‫ً‬
‫حفاظا عىل حياته‪ .‬وهذا ٌ‬ ‫القصاص من القاتل؛‬
‫القصاص هـي ردع الناس عن استباحـة الدمـاء‪ ،‬واالعتـداء بالقتل أو إيـذاء اآلخرين‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾ [البقرة‪ .]١٧٩ :‬ومن األمثلة عىل املصالح الومهية كذلك ما ُي ّ‬
‫سم ى‬
‫بح َّجة استحالة شفائه‪ُ ،‬في سا ِرعون إىل إهناء‬
‫القتل الرحيم؛ إذ يلجأ بعض الناس إىل إهناء حياة املريض ُ‬
‫حياته؛ إلراحته من اآلالم واألوجاع التي يعانيها‪ ،‬واهلل تعاىل يقول يف ُم َك م تنزيله‪﴿ :‬‬
‫﴾ [النساء‪.]٢٩ :‬‬

‫‪35‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫وس ُع‬
‫ثراء وال َّت ُ‬
‫إل ُ‬ ‫ا ِ‬

‫استند العلامء يف استنباط كثري من األحكام الرشعية عىل م راعاة املصالح‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫‪ )1‬ج واز تسعري املـ واد والسلـع التي تَلزم الناس يف حياهتـم‪ .‬فإذا ارتفعت األسعار نتيجة االستغالل أو‬
‫االحتكار‪ ،‬فإنَّ املصلحة ُت ِّت م تسعري السلع التي حيتاج إليها الناس؛ ً‬
‫رفع ا للمش َّق ة عنهم‪ ،‬واحلرص ‪ -‬يف‬
‫لكل من البائع واملشرتي عند حتديد السعر‪.‬‬
‫الوقت نفسه‪ -‬عىل م راعاة املصلحة ٍّ‬
‫‪ )2‬ج واز استخدام الط رائق احلديثة يف املساعدة عىل اإلنجاب؛ رشط حتقُّ ق الرشوط التي وضعها العلامء يف‬
‫هذا املجال؛ ففي ذلك حتقيق ملصلحة الزوجني يف رغبتهام أنْ يكون هلام أوالد‪ ،‬وحتقيق للمقصد الرشعي‬
‫باحلفاظ عىل النسل‪.‬‬
‫‪ )3‬ج واز ت رشيح ُج ثَّة امليت ملعرفة سبب الوفاة‪ ،‬واالستدالل به عىل ثبوت اجلناية عىل ا ُمل َّت َه م بالقتل‪ ،‬أو نفيها‬
‫قدمة عىل‬
‫عنه؛ ويف ذلك حتقيق ملقصد العدل‪ ،‬وإنقاذ الربيء من العقاب‪ ،‬ومعاقبة اجلاين‪ .‬وهذه املصلحة ُم َّ‬
‫املفسدة الناجتة من ترشيح ا ُ‬
‫جل ثَّة؛ وهي هتك حرمتها‪.‬‬

‫فاد ُة‬ ‫م ا ْل ُم ْ‬
‫س َت َ‬ ‫ا ْلقِ َي ُ‬

‫ص بعض ِ‬
‫الق َيم املستفادة من الدرس‪.‬‬ ‫َأ ْس َت ْخ ِل ُ‬
‫‪ُ )1‬أ ِ‬
‫وق ُن أنَّ الرشيعة اإلسالمية صاحلة للتطبيق يف ك ِّل زمان ومكان‪.‬‬
‫‪.................................................................................................. )2‬‬
‫‪.................................................................................................. )3‬‬

‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪36‬‬
‫راج َع ُة‬
‫ويم َوا ْل ُم َ‬
‫ُ‬ ‫ال َّت ْق‬

‫ُأ َو ِّض ُح املقصود باملصلحة يف الرشيعة اإلسالمية‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫قار ُن بني أن واع املصلحة من حيث مفهومها‪ ،‬وأذكر أمثلة عليها‪.‬‬ ‫ُأ ِ‬ ‫‪2‬‬
‫ي ثالثة من ض وابط املصلحة التي ت راعى يف األحكام الرشعية‪.‬‬ ‫ُأ َب ِّ ُ‬ ‫‪3‬‬
‫﴾‪.‬‬ ‫ُأ َو ِّض ُح وجه الداللة عىل ُح ِّج ية املصلحة يف قوله تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫‪4‬‬
‫ِ‬
‫ص من النصوص الرشعية اآلتية املصلحة الباعثة عىل األحكام املوجودة فيها‪:‬‬ ‫َأ ْس َت ْخل ُ‬ ‫‪5‬‬
‫﴾‪.‬‬ ‫‌أ ‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾‪.‬‬ ‫‌ب‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾‪.‬‬ ‫‌جـ‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫َأ ْذ ُك ُر ً‬
‫مثال عىل ما يأيت‪:‬‬ ‫‪6‬‬
‫أ ‪ .‬أعامل قام هبا الصحابة ‪ ‬بعد وفاة النبي ﷺ‪ ،‬وظهر فيها م راعاهتم للمصلحة‪.‬‬
‫ب‪ .‬م راعاة الرشيعة اإلسالمية للمصالح‪.‬‬
‫‪َ 7‬أ َض ُع إشارة (✓) أمام العبارة الصحيحة‪ ،‬وإشارة (✗) أمام العبارة غري الصحيحة فيام يأيت‪:‬‬
‫أ ‪ ) ( .‬جيوز األكل من املَ ْي تة عند االضط رار إليه؛ حلفظ النفس من اهلالك‪.‬‬
‫‌ب‪ ) ( .‬جيوز إنشاء املحاكم الرشعية؛ ِلا ُت ِّققه من مصلحة الناس يف حفظ حقوقهم املادية واملعنوية‪.‬‬
‫ألنا تعتمد عىل أه واء الناس‪ ،‬وال توجد‬ ‫يتعي عىل علامء املسلمني عدم م راعاة املصالح؛ َّ‬ ‫‌جـ‪َّ ) ( .‬‬
‫ض وابط هلا‪.‬‬
‫تار اإلجابة الصحيحة يف ٍّ‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬ ‫‪َ 8‬أخْ ُ‬
‫‪ .1‬ت َُع ُّد جتارة اخلمور مصلحة‪:‬‬
‫رسلة يقبلها الرشع‪.‬‬ ‫ب‪ُ .‬م َ‬ ‫عتبة رش ًعا ثبتت بالق رآن الكريم‪ .‬‬ ‫أ‌ ‪ُ .‬م َ‬
‫د ‪ُ .‬م ْلغاة رش ًعا؛ جللبها الرضر للناس‪.‬‬ ‫ ‬ ‫رس لة يرفضها الرشع‪.‬‬ ‫جـ‪ُ .‬م َ‬
‫حل ْك م الرشعي الذي ُيم ثِّل مصلحة ُم ْلغاة هو‪:‬‬ ‫‪ .2‬ا ُ‬
‫ب‪ .‬اكتساب املال من الرشوة‪.‬‬ ‫ ‬ ‫أ‌ ‪ .‬ج واز التعامل باألوراق النقدية‪.‬‬
‫جـ‪ .‬مجع الق رآن الكريم يف مصحف واحد‪ .‬د ‪ُّ .‬‬
‫التقرب إىل اهلل بالن وافل‪.‬‬
‫‪ .3‬أحد اآلتية ُبنِ ي عىل مصلحة ومهية‪:‬‬
‫ ب‪ .‬اخلمر وا ُملخدِّ رات‪.‬‬ ‫ ‬ ‫أ‌ ‪ .‬القتل الرحيم‪.‬‬
‫د ‪ .‬إنشاء الدواوين زمن اخلليفة عمر بن اخلطاب ‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫جـ‪ .‬التعامل بال ربا‪.‬‬
‫سم ى‪:‬‬ ‫‪ .4‬املصلحة التي ليس يف الرشع ما يقبلها أو ُّ‬
‫يردها ُت ّ‬
‫رسلة‪ .‬د ‪ .‬املصلحة العامة‪.‬‬ ‫عتبة‪ .‬جـ‪ .‬املصلحة ا ُمل َ‬ ‫أ‌ ‪ .‬املصلحة ا ُمل ْل غاة‪ .‬ب‪ .‬املصلحة ا ُمل َ‬
‫‪37‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫الوحدة الثانية‬

‫﴾‬ ‫قال تعاىل‪﴿ :‬‬


‫[التوبة‪]١٢٢ :‬‬

‫دروس‬
‫الوحدة الثانية‬

‫القصص القرآني‬ ‫‪1‬‬


‫رضا اهلل تعاىل (حديث نبوي رشيف)‬ ‫‪2‬‬

‫الطالق‬ ‫‪3‬‬
‫ِ‬
‫الع َّدة‬ ‫‪4‬‬

‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪38‬‬
‫الدرس‬
‫القصص القرآني‬
‫‪1‬‬

‫تاجات ال َّت َع ُّل ِ‬


‫م‬ ‫ُ‬ ‫ِن‬

‫ُيتو ّقع من الطلبة حتقيق النتاجات اآلتية‪:‬‬


‫يان مفهوم القصص الق رآين‪.‬‬ ‫‪َ -‬ب ُ‬
‫‪ -‬ت ََع ُّر ُف أن واع القصص الق رآين‪.‬‬
‫ضيح أهداف القصص الق رآين‪.‬‬ ‫‪ -‬ت َْو ُ‬
‫تاج خصائص القصص الق رآين‪.‬‬ ‫‪ِ -‬‬
‫است ْن ُ‬
‫ْ‬
‫ليل نامذج من القصص الق رآين‪.‬‬‫‪ْ َ -‬ت ُ‬
‫بار بام جاء يف القصص الق رآين‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫‪ -‬ال ْعت ُ‬

‫م ا ْل َق ْبل ُّ‬
‫ِي‬ ‫ع ُّل ُ‬
‫ال َّت َ‬

‫سي دنا ج ربيل ‪،‬‬ ‫فر ًقا بوساطة ِّ‬ ‫القرآن الكريم‪ :‬كالم اهلل تعاىل ا ُمل ِ‬
‫وحي ا ُم َّ‬
‫سي دنا حممد ﷺ ً‬ ‫عجز الذي ن ُِّزل عىل ِّ‬
‫تعب د بتالوته‪ ،‬واملنقول بالت واتر‪ ،‬واملبدوء يف املصحف بسورة الفاحتة‪ ،‬واملختوم بسورة الناس‪.‬‬ ‫وهو ا ُمل َّ‬
‫رشدهم إىل اخلري‪ُ ،‬وي ِّذرهم‬‫منهجا حلياهتم‪ ،‬ي ِ‬
‫ً‬ ‫وقد أنزله اهلل ‪‬؛ ليهدي الناس إىل اإليامن به وعبادته‪ ،‬ويكون‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫حل ُ‬
‫تنوعة‪ ،‬مثل‪:‬‬‫باألمم السابقة‪ُ ،‬م َّتخ ًذا لذلك ط رائق وأساليب ُم ِّ‬ ‫من الشَّ ِّر وع واقبه‪ ،‬ويدعوهم إىل االعتبار بام َّ‬
‫األمم السابقة‪ ،‬ورضب األمثال‪ ،‬والرتغيب والرتهيب‪.‬‬ ‫القصص‪ ،‬وأخبار ُ‬

‫َأ َت َد َّب ُر َو ُأ َح ِّد ُد‬


‫ثم ُأ َح دِّ ُد األسلوب الذي استخدمه الق رآن الكريم فيها‪:‬‬ ‫َ‬
‫أتَدَ َّب ُر اآليات الكريمة اآلتية‪َّ ،‬‬
‫األسلوب‬ ‫اآليات الكريمة‬
‫قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫‪................................‬‬
‫﴾ [آل عم ران‪]198 :‬‬

‫‪................................‬‬ ‫[امللك‪]6 :‬‬ ‫﴾‬ ‫قال تعاىل‪﴿ :‬‬


‫﴾‬ ‫قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫‪................................‬‬
‫[احلج رات‪]12 :‬‬

‫‪39‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫القصص يف القرآن الكريم‬ ‫ظيمِ َّيَّي ُ ُ‬
‫ة‬
‫ة‬ ‫ريط ُ ُ‬
‫ة الال َّتَّت ْ ْننظيمِ‬
‫ة‬ ‫خ ََ‬
‫ريط‬ ‫اا ْل ْل َ َ‬
‫خ‬

‫نامذج من ِ‬
‫الق َيم يف‬ ‫خصائصه‬ ‫أهدافه‬ ‫أنواعه‬ ‫مفهومه‬
‫القصص القرآين‬ ‫الواقعية‬ ‫سيدنا حممد ﷺ‬
‫تثبيت قلب ِّ‬ ‫قصص األنبياء السابقني‬
‫الصرب‬
‫االقتصار عىل‬
‫ِ‬ ‫سيدنا حممد ﷺ‬ ‫قصص وقعت ل ُ‬
‫ألمم املاضية‬
‫الع فة‬ ‫موضع ِ‬
‫الع ْبة‬ ‫إثبات صدق ِّ‬
‫الثبات عىل الدين‬
‫التك رار‬ ‫االعتبار من احل وادث السابقة‬
‫اإلجيابي ة‬
‫ّ‬
‫ُّبر الوالدين‬

‫م َوال َّت ْح ُ‬
‫ليل‬ ‫ا ْل َف ْ‬
‫ه ُ‬

‫التنوع من أثر يف نفوس املخاطبني‪ .‬ومن ذلك أسلوب‬ ‫ِ‬


‫تنوعة؛ ل ا هلذا ُّ‬
‫خاطب الق رآن الكريم الناس بأساليب ُم ِّ‬
‫القصة‪.‬‬
‫َّ‬
‫مفهوم القصص القرآين وأنواعه‬ ‫َّأو ًل‬
‫القصص القرآين‪ :‬أسلوب استخدمه الق رآن الكريم يف اإلخبار عن األنبياء السابقني ‪ ،‬وأح وال ُ‬
‫األمم‬
‫الغابرة‪ ،‬واحل وادث التي وقعت يف املايض‪.‬‬
‫جاء القصص يف القرآن الكريم عىل نوعني‪ ،‬مها‪:‬‬
‫تضمن هذا النوع دعوة األنبياء ‪ ‬ألق وامهم‪ ،‬واملعجزات التي َّأي دهم اهلل تعاىل هبا‪،‬‬ ‫أ ‪ .‬قصص األنبياء ‪َّ :‬‬
‫كذبني‪ .‬من األمثلة عىل قصص األنبياء ‪ :‬قصص ِّ‬
‫سي دنا‬ ‫وموقف ا ُملعانِدين هلم‪ ،‬وجزاء املؤمنني‪ ،‬وعاقبة ا ُمل ِّ‬
‫وسي دنا عيسى ‪.‬‬ ‫وسي دنا موسى‪ِّ ،‬‬
‫وسي دنا إب راهيم‪ِّ ،‬‬
‫نوح‪ِّ ،‬‬
‫ب‪ .‬قصص وقعت لألُمم الغابرة‪ :‬يتضمن هذا النوع جانب ا من أخبار ُ‬
‫األمم الغابرة‪ ،‬ومصائرها‪ ،‬مثل‪َّ :‬‬
‫قصة أهل‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫وقصة أصحاب اجلنة‪.‬‬
‫وقصة أصحاب األخدود‪َّ ،‬‬
‫وقصة ذي الق رنني‪َّ ،‬‬
‫الكهف‪َّ ،‬‬

‫َأ ْتلو َو ُأ َح ِّد ُد‬

‫ثم ُأحدِّ ُد نوع القصص الق رآين ال وارد فيها‪.‬‬ ‫َ‬


‫أ ْتلو سورة (الكهف)‪َّ ،‬‬
‫‪.................................................................................................................................‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪40‬‬
‫أهداف القصص القرآين‬ ‫ثاني ا‬
‫ً‬
‫للقصص الق رآين ِح َك م وأهداف كثرية‪ ،‬منها‪:‬‬
‫لتحم ل ما كان وا يالقونه من أذى يف أثناء تبليغ دعوة اهلل ‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫سي دنا حممد ﷺ وأصحابه ‪‬؛‬ ‫‌ أ ‪ .‬تثبيت قلب ِّ‬
‫سي دنا حممد ﷺ‪ ،‬وتصبري له وللمؤمنني‬ ‫ففي أخبار املرسلني‪ ،‬وتكذيب أق وامهم هلم‪ ،‬ختفيف عىل قلب ِّ‬
‫والدعاة من بعده عىل ما يلقونه من أذى املرشكني‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾ [هود‪.]120 :‬‬
‫‌ب‪ .‬إثبات صدق النبي ﷺ فيام أخرب به عن َر ِّب ه؛ ألنَّ النبي ﷺ مل يكن يعلم أخبار السابقني‪ ،‬ومل َي َّط ِلع‬
‫حممدا ﷺ رسول اهلل‪ .‬قال‬ ‫ً‬ ‫عليها‪ .‬فإخبار الق رآن الكريم هبا دليل عىل أنَّه وحي من عند اهلل سبحانه‪ ،‬وأنَّ‬
‫﴾ [هود‪.]٤٩ :‬‬ ‫تعاىل‪﴿ :‬‬
‫الع َب واالستفادة ّمما أصاب‬ ‫‌‌جـ‪ .‬االعتبار من احل وادث السابقة؛ فذكر القصص الق رآين جاء ألخذ الدروس و ِ‬
‫األمم السابقة؛ ُب غْ َي َة تقويم السلوك الفردي واجلامعي‪ ،‬وإعامل العقول للنجاة من العذاب‪ .‬قال‬ ‫األق وام و ُ‬
‫﴾ [يوسف‪.]١١١ :‬‬ ‫تعاىل‪﴿ :‬‬

‫ك ُر َو ُأ َع ِّب ُر‬
‫ُأ َف ِّ‬

‫ُأ َع بِّ ُ بكلاميت اخلاصة عن أثر إجيايب َّ‬


‫لقصة ق رآنية يف سلوكي‪.‬‬
‫‪.................................................................................................................................‬‬

‫َأ َت َد َّب ُر َو َأ ْ‬
‫س َت ْن ِت ُج‬

‫َأتَدَ ب ر اآليتني الكريمتني اآلتيتني‪ِ َ ،‬‬


‫ثم أ ْس َت ْنت ُج منهام هد ًفا َ‬
‫آخر من أهداف القصص الق رآين‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ ُ‬
‫﴾ [األع راف‪.]٦٥ :‬‬ ‫قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾ [هود‪.]٦١ :‬‬ ‫قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫‪.................................................................................................................................‬‬

‫خصائص القصص القرآين‬ ‫ثال ثًا‬


‫القصة الق رآنية بخصائص كثرية‪ ،‬أبرزها‪:‬‬
‫متتاز َّ‬
‫قصة من قصص الق رآن‬
‫فكل َّ‬ ‫‌ أ ‪ .‬ال واقعية‪َّ :‬‬
‫القصة الق رآنية حقيقية‪ ،‬ال خ رافة فيها‪ ،‬وال خيال‪ ،‬وال تناقض؛ ُّ‬
‫الكريم هي حقائق تارخيية صادقة؛ س واء أكانت من أخبار األنبياء مع أق وامهم‪ ،‬أم من قبيل املعجزات وخ وارق‬
‫﴾ [آل عم ران‪.]62 :‬‬ ‫العادات‪ ،‬مثل‪ :‬انفالق البحر‪ ،‬وكالم اهلدهد والنملة‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫‪41‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫الع بة‪ :‬اقترص القصص الق رآين عىل ذكر األحداث وامل واقف التي حتمل ِ‬
‫الع َب‪ُ ،‬وت ِّق ق‬ ‫ِ‬
‫‌ب‪ .‬االقتصار عىل موضع ْ‬
‫األهداف من إي رادها؛ إذ مل ُي ْع َن بذكر أسامء األشخاص واألماكن وحتديد األزمنة ّإل بالقدر الذي ُي َّق ق اهلدف‬
‫امل راد‪ ،‬ولو كان يف ذكرها فائدة لذكرها‪ ،‬مثل‪ :‬معرفة أسامء‬
‫َأ َت َو َّق ُ‬
‫ف‬ ‫أصحاب الكهف أو مكاهنم‪.‬‬
‫‌جـ ‪ .‬التك رار‪ :‬ورد ذكر بعض القصص يف الق رآن الكريم أكثر‬
‫قص ـة سيـدنا موسـى ‪ ‬هـي أكثـر‬ ‫َّ‬
‫لكن هذا التك رار جاء يف ك ِّل موضع بصورة خمتلفة‬
‫من َم َّرة‪َّ ،‬‬
‫ذكرا يف الق رآن الكريم؛ إذ ُذ ِك رت‬
‫القصص ً‬
‫يف سور عديدة‪ ،‬منها‪ :‬سورة البقرة‪ ،‬وسورة‬ ‫نوع من الف وائد ا ُمل َ‬
‫ستنب طة يف‬ ‫تتناسب مع سياق السورة؛ ما َّ‬
‫قصة‪ .‬ومن األمثلة عىل ذلك‪ ،‬ما أورده الق رآن الكريم‬
‫ك ِّل َّ‬
‫األعـ راف‪ ،‬وسـورة طه‪ ،‬وسورة القصص؛‬
‫عن نبي اهلل موسى ‪‬؛ إذ ذكر الق رآن الكريم والدته َم َّرة‪،‬‬
‫ذلك َّأنا من أكثر القصص ِع ْبة وفائدة‪.‬‬
‫ونشأته َم َّرة‪ ،‬وكذا ذهابه إىل مدين‪ ،‬وكذلك تكليفه بالرسالة‪،‬‬
‫توجـد قصص أخـرى ُذ ِك ـرت فقط يف‬
‫ولقاؤه فرعون‪ ،‬وخروجه ببني إرسائيل من مرص‪ ،‬وغري ذلك‬
‫سي دنا يوسف‬
‫قصة ِّ‬
‫موضع واحد‪ ،‬مثل‪َّ :‬‬
‫من األحداث التي أوردها الق رآن الكريم يف م واضع خمتلفة‪،‬‬
‫وقصة أصحاب الكهف‪.‬‬
‫‪َّ ،‬‬
‫وع َظة وهدف خمتلف‪.‬‬‫بع بة ِ‬
‫ِ‬ ‫القصة يف ِّ‬
‫كل َم َّرة ْ‬ ‫فجاءت َّ‬

‫ُأ َف ِّ‬
‫ك ُر‬

‫ُأ ِّ‬
‫فك ُر‪ :‬مل تكن سرية النبي ﷺ أكثر ِّ‬
‫الس ري تك ر ًارا يف الق رآن الكريم‪.‬‬
‫‪.................................................................................................................................‬‬

‫نامذج من ِ‬
‫الق َيم يف القصص القرآين‬ ‫ابع ا‬
‫ر ً‬
‫قدم القصص الق رآين نامذج من ِ‬
‫الق َي م ا ُملتعدِّ دة‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫َّ‬
‫التمس ك بالدعوة‪ ،‬والصرب‬
‫ُّ‬ ‫وجه املسلم إىل‬
‫نموذج ا للقصص الذي ُي ِّ‬
‫ً‬ ‫سي دنا نوح ‪ُ ‬أ‬
‫قصة ِّ‬ ‫‌أ ‪ .‬الص رب‪ :‬ت َُع ُّد َّ‬
‫عىل املدعوين‪ ،‬وعدم الوقوع يف اليأس واإلحباط؛ فقد دعا سي دنا نوح ‪ ‬قومه مئات السنني‪ ،‬ومل ي ِ‬
‫ؤم ن‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬
‫معه ّإل قليـل‪ .‬وبالرغم من ذلك‪ ،‬فقد استمـر يف الدعـوة‪ ،‬ومل يقنط‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾ [العنكبوت‪.]14 :‬‬
‫سي دنا يوسـف ‪‬؛ فهي تُع ِّل م الشباب املسلم العفاف‪ ،‬و ُت ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‌ب‪ِ .‬‬
‫بي‬ ‫قصة ِّ‬‫الع َّفة‪ :‬تظهر قيمة الع َّفة َجل َّي ة يف َّ‬
‫مكن ضبط الشه وات‪ ،‬وت ِ‬
‫ُشع رهم بم راقبة اهلل تعاىل‪ ،‬وحتثُّهم عىل لزوم طاعته‪ ،‬واالستعانة به عند‬ ‫هلم كيف ي ِ‬
‫ُ‬
‫﴾ [يوسف‪.]23 :‬‬ ‫التعرض للفتنة‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫ُّ‬
‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪42‬‬
‫التمس ك بدينهم‪ ،‬بالرغم‬
‫ُّ‬ ‫‌جـ‪ .‬الثبات عىل الدين‪ :‬مثال ذلك َّ‬
‫قص ة أصحاب األخدود الذين عقدوا العزم عىل‬
‫مـن االبتـالءات والفتـن‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾ [الربوج‪.]8-3 :‬‬
‫ّ‬
‫التحل باإلجيابية‪ ،‬واملبادرة‪،‬‬ ‫وسي دنا موسى ‪ ‬يف توجيه املسلم إىل‬ ‫‌د ‪ .‬اإلجيابية‪ :‬يستفاد من َّ‬
‫قصة ابنة شعيب ِّ‬
‫أي ُم قابِل‪.‬‬ ‫سي دنا موسى ‪ً ‬‬
‫مثل يف بذل املعروف واخلري من دون انتظار ِّ‬ ‫التطوع لفعل اخلري؛ فقد رضب ِّ‬
‫و ُّ‬
‫﴾ [القصص‪.]24 :‬‬ ‫قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫وم َّب ًة‪ ،‬واستجاب‬
‫طوعا َ‬
‫سي دنا إسامعيل ‪ ‬الذي استسلم هلل تعاىل ً‬ ‫‌هـ‪ .‬بِ ُّر ال والدين‪ :‬يتم ثَّل بِ ُّر ال والدين يف َّ‬
‫قصة ِّ‬
‫﴾‬ ‫لطلب أبيـه إب راهيـم اخلليل ‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫لسي دنا إسامعيل‬ ‫ثم جاء الفرج من عند اهلل ‪ ،‬بنزول املَ َل ك ج ربيل ‪َ ‬‬
‫بك ْب ش عظيم؛ فدا ًء ِّ‬ ‫[الصافات‪َّ .]102 :‬‬
‫﴾ [الصافات‪.]107 :‬‬ ‫‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬

‫وس ُع‬
‫ثراء وال َّت ُ‬
‫إل ُ‬ ‫ا ِ‬

‫وردت يف بعض كتب التفسري روايـات منقولـة عـن أهـل الكتاب‪،‬‬


‫فيها تفصيالت عن بعض القصص الق رآين التي مل ت َ‬
‫ُذك ر يف الق رآن‬
‫طلق عليها اسم اإلرسائيليات‪ .‬وقد أمجع‬ ‫الكريم‪ ،‬أو الس َّنة النبوية‪ُ ،‬وأ ِ‬
‫ُّ‬
‫ً ِ‬
‫مصدرا ل َس ِّن األحكام‪ ،‬أو ً‬
‫أساسا‬ ‫العلامء عىل عدم اعتامد هذه الروايات‬
‫صح ة ما جاء فيها‪ .‬ومن َث َّم‬
‫الشك يف َّ‬‫ِّ‬ ‫نظرا إىل‬
‫عتم د عليه يف التفسري؛ ً‬ ‫ُي َ‬
‫جيب عىل املسلم األخذ فقط بام جاء يف الق رآن الكريم و ُّ‬
‫الس َّنة النبوية‬
‫الصحيحة‪ .‬وقد انربى عدد من العلامء لتأليف كتب تدحض روايات‬
‫اإلرسائيليات‪ُ ،‬وت ِّذر منها‪ ،‬مثل كتاب (اإلرسائيليات واملوضوعات يف‬
‫كتب التفسري) ُملؤ ِّلفه الدكتور حممد أبو َشهبة‪.‬‬

‫فاد ُة‬ ‫م ا ْل ُم ْ‬
‫س َت َ‬ ‫ا ْلقِ َي ُ‬

‫ص بعض ِ‬
‫الق َيم املستفادة من الدرس‪.‬‬ ‫َأ ْس َت ْخ ِل ُ‬
‫العبة ِ‬
‫والع َظة من القصص القرآين‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪َ )1‬أ ْح ِر ُ‬
‫ص عىل أخذ ْ‬
‫‪.................................................................................................. )2‬‬
‫‪.................................................................................................. )3‬‬

‫‪43‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫راج َع ُة‬
‫ويم َوا ْل ُم َ‬
‫ُ‬ ‫ال َّت ْق‬

‫‪ُ 1‬أ َب يِّ ُ مفهوم ٍّ‬


‫كل ّمما يأيت‪:‬‬
‫ب‪ .‬اإلرسائيليات‪.‬‬ ‫ ‬ ‫أ ‪ .‬القصص الق رآين‪.‬‬
‫‪َ 2‬أ ْذ ُك ُر أن واع القصص يف الق رآن الكريم‪.‬‬
‫﴾‪.‬‬ ‫‪ُ 3‬أ َب يِّ ُ داللة قول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬
‫‪ُ 4‬أ َع ِّل ُل ما يأيت‪:‬‬
‫‌أ ‪ .‬مل ُي ْع َن القصص الق رآين بذكر أسامء الشخوص واألماكن‪.‬‬
‫سي دنا موسى ‪ ‬يف سور عديدة من الق رآن الكريم‪.‬‬ ‫قصة ِّ‬
‫تكرر ذكر َّ‬ ‫ب‪َّ .‬‬
‫‪ُ 5‬أ َو ِّض ُح ُح ْك م رواية اإلرسائيليات والعمل بام جاء فيها من أحكام‪.‬‬
‫‪َ 6‬أس َت ْنتِ ُج ِ‬
‫الق َي م من القصص يف اآليات الكريمة اآلتية‪:‬‬ ‫ْ‬
‫‌أ ‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾‪.‬‬
‫﴾‪.‬‬ ‫‌ب‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾‪.‬‬ ‫‌جـ‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫‪َ 7‬أخْ ُ‬
‫تار اإلجابة الصحيحة يف ٍّ‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬
‫القصة الق رآنيـة يف قوله تعاىل‪﴿ :‬‬
‫‪ .1‬اهلدف من َّ‬
‫﴾ هو‪:‬‬
‫أ ‪ .‬إقامة ا ُحل َجج والرباهني الدا َّلة عىل صدق النبي ﷺ‪ .‬ب‪ .‬إثبات صدق رسالة النبي ﷺ‪.‬‬
‫د ‪ .‬تثبيت قلب النبي ﷺة‪.‬‬ ‫ ‬
‫جـ‪ .‬بيان وحدة الرساالت الساموية‪.‬‬
‫القصة الق رآنية‪:‬‬
‫‪ .2‬واحدة من اآلتية ال ت َُع ُّد من أهداف َّ‬
‫سي دنا حممد ﷺ‪.‬‬‫ب‪ .‬تثبيت قلب ِّ‬ ‫ ‬
‫حتدي الناس بالق رآن الكريم‪.‬‬
‫أ‪ّ .‬‬
‫د‪ِ .‬‬
‫الع ْبة ألصحاب العقول من الناس‪.‬‬ ‫جـ‪ .‬إثبات صدق النبي ﷺ فيام أخرب‪ .‬‬
‫‪ .3‬تشمل اإلرسائيليات أخبار ُ‬
‫األمم املاضية من‪:‬‬
‫د ‪ .‬أهل الكتاب‪.‬‬ ‫جـ‪ .‬عاد وثمود‪.‬‬ ‫ب‪ .‬املجوس‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬املرشكني يف جزيرة العرب‪.‬‬
‫سي دنا‪:‬‬
‫قصة ِّ‬
‫‪ .4‬أكثر القصص ورو ًدا يف الق رآن الكريم َّ‬
‫ب‪ .‬موسى ‪.‬‬ ‫ ‬
‫أ ‪ .‬يوسف ‪.‬‬
‫د ‪ .‬إب راهيم ‪.‬‬ ‫ ‬‫جـ‪ .‬حممد ﷺ‪.‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪44‬‬
‫رضا اهلل تعالى‬ ‫الدرس‬
‫(حديث نبوي شريف)‬ ‫‪2‬‬

‫تاجات ال َّت َع ُّل ِ‬


‫م‬ ‫ُ‬ ‫ِن‬

‫ُيتو ّقع من الطلبة حتقيق النتاجات اآلتية‪:‬‬


‫‪ِ -‬ق را َء ُة احلديث النبوي الرشيف ق راءة سليمة‪.‬‬
‫يف ب راوي احلديث الرشيف‪.‬‬ ‫‪ -‬ال َّت ْع ر ُ‬
‫يان معاين املفردات والرتاكيب الواردة يف احلديث الرشيف‪.‬‬ ‫‪َ -‬ب ُ‬
‫ليل مضمون احلديث النبوي الرشيف‪.‬‬ ‫‪ْ َ -‬ت ُ‬
‫‪َ َ -‬تث ُُّل ِ‬
‫الق َي م واالجتاهات الواردة يف احلديث النبوي الرشيف‪.‬‬
‫ِ‬
‫غيب ا‪.‬‬
‫قرر ً‬‫‪ -‬ح ْف ُظ احلديث النبوي الرشيف ا ُمل َّ‬

‫م ا ْل َق ْبل ُّ‬
‫ِي‬ ‫ع ُّل ُ‬
‫ال َّت َ‬

‫ووجهه‬
‫أمر الرشع احلنيف اإلنسان بفعل ك ِّل ما ُي ريض اهلل تعاىل‪ ،‬وترك ك ِّل ما َي ْب غضه سبحانه من أفعال وأق وال‪َّ ،‬‬
‫التمس ك به‪ ،‬و ّ‬
‫التحل بالتقوى‪ ،‬والثبات عىل ذلك حتى يلقى َربَّه ‪ .‬قال تعاىل‪:‬‬ ‫إىل االستقامة عىل دين اإلسالم‪ ،‬و ُّ‬
‫﴾‬ ‫﴿ ‬
‫[فصلت‪.]٣٠ :‬‬
‫ول اهللِ! ُق ْل ِل ِف ْ ِ‬
‫ال ْس َل ِم َق ْو ًل َل َأ ْس َأ ُل َع ْن ُه َأ َح ًدا‬ ‫سي دنا حممد ﷺ‪ ،‬فقال‪َ :‬يا َر ُس َ‬ ‫وقد سأل أحد الصحابة ‪ِّ ‬‬
‫اس َت ِق ْم» [رواه أمحد]‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َب ْع َ‬
‫دَك‪َ ،‬ق َ‬
‫ال ﷺ‪ُ « :‬ق ْل‪ :‬آ َم ْن ُت بِاهلل ُث َّم ْ‬
‫ُأ َب ِّي ُ‬
‫ن‬

‫ُأ َب ِّ ُ‬
‫ي داللة ربط الق رآن الكريم و ُّ‬
‫الس َّنة النبوية الرشيفة بني اإليامن وسلوك املسلم يف كثري من اآليات الكريمة‬
‫واألحاديث الرشيفة‪.‬‬
‫‪.......................................................................................................................................‬‬

‫‪45‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫موضوعات احلديث الرشيف‬ ‫ريط ُة ال َّت ْنظيمِ َّي ُة‬
‫ا ْل َخ َ‬

‫أعامل ت ِ‬
‫ُغضب اهلل تعاىل‬ ‫أعامل تُريض اهلل تعاىل‬

‫إضاعة املال‬ ‫كثرة السؤال‬ ‫القيل والقال‬ ‫مناصحة‬ ‫الوحدة وعدم‬ ‫عبادة اهلل تعاىل وحده‬
‫ويل األمر‬ ‫التفرق‬
‫ُّ‬ ‫وعدم اإلرشاك به‬

‫م َو َأ ْح َف ُ‬
‫ظ‬ ‫َأ ْف َ‬
‫ه ُ‬

‫المفردات والت راكيب‬


‫هلل َي ْرىض َل ُك ْم َثال ًثا‪،‬‬
‫عن أيب هريرة قال‪ :‬قال رسول اهلل ﷺ‪« :‬إِنَّ ا َ‬ ‫ـم‪ِ ُ :‬‬
‫ي ُّب هـا اهلل تعاىل‪،‬‬ ‫َي ْرضـى َل ُك ْ‬
‫ُشك وا بِ ِه َش ْي ًئا‪،‬‬
‫َو َي ْس َخ ُط َل ُك ْم َثال ًثا‪َ :‬ي ْرىض َل ُك ْم َأنْ ت َْع ُب دو ُه َوال ت ْ ِ‬
‫ويثيبكم عليها‪.‬‬
‫ُناصح وا َم ْن َو ّل ُه‬‫يعا َوال َت َف رق وا‪َ ،‬و َأنْ ت ِ‬
‫َّ‬ ‫َو َأنْ ت َْع َت ِصم وا بِ َح ْب ِل اهللِ َج ً‬ ‫َي س َخ ُط َل ُك م‪ :‬ت ِ‬
‫ُغضب اهلل تعاىل‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ؤال»‬‫ال‪َ ،‬و َك ْث ر َة الس ِ‬
‫َ ُّ‬
‫ضاع َة ْال ِ‬
‫قال‪َ ،‬وإِ َ‬ ‫قيل َو َ‬ ‫هلل َأ ْم َر ُك ْم‪َ ،‬و َي ْس َخ ُط َل ُك ْم‪َ :‬‬
‫ا ُ‬ ‫وي ِ‬
‫عاقب عىل فعلها‪.‬‬ ‫ُ‬
‫[رواه أمحد]‪.‬‬

‫ي َّ‬
‫الش ِ‬
‫ريف‪:‬‬ ‫ديث ال َّن َبوِ ِّ‬
‫ِ‬ ‫راوي ا ْل َح‬
‫ِ‬ ‫ال َّت ْع ُ‬
‫ريف ِب‬

‫الدويس ‪ ،‬صحايب جليل من‬


‫هو عبد الرمحن بن صخر َّ‬
‫أهل اليمن‪ ،‬كان من السابقني إىل اإلسالم؛ إذ أسلم عىل يد‬
‫الدويس ‪ ،‬لك َّنه َق ِدم إىل‬
‫الصحايب اجلليل الطفيل بن عمرو َّ‬
‫مهاجرا يف السنة السابعة من اهلجرة يوم خيرب‪،‬‬
‫ً‬ ‫املدينة ا ُمل َّ‬
‫نورة‬
‫الص َّف ة (مكان ُم ظ َّلل يف املسجد‪ ،‬مكث فيه الفق راء ِم َن‬
‫وكان ‪ ‬من أهل ُّ‬
‫تفرغ ‪ ‬لتع ُّل م الق رآن الكريم‬
‫املهاجرين ‪ ،‬و َم ْن ليس له منزل)‪ ،‬وقد َّ‬
‫الص َّفة‪.‬‬
‫مكان أهل ُّ‬ ‫الس َّنة النبوية الرشيفة‪ ،‬والزم النبي ﷺ أربع سنني‪ ،‬فدعا له‬
‫و ُّ‬
‫حرصا‬
‫النبي ﷺ بكثرة احلفظ‪ ،‬فكان أحد أكثر الصحابة ‪ ‬رواية للحديث عنه ﷺ‪ ،‬وكان من أشدِّ الناس ً‬
‫عىل سؤال النبي ﷺ والتع ُّل م منه‪ ،‬وقد ّوله اخلليفة عمر بن اخلطاب ‪ ‬عىل البحرين‪ ،‬وت ِّ‬
‫ُوف سنة سبع ومخسني‬
‫للهجرة‪.‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪46‬‬
‫م َوال َّت ْح ُ‬
‫ليل‬ ‫ا ْل َف ْ‬
‫ه ُ‬

‫اشتمل احلديث النبوي الرشيف عىل جمموعة من األعامل التي يأمر اهلل تعاىل هبا‪ِ ُ ،‬‬
‫وي ُّب ها‪ ،‬ويثيب عىل فعلها‪،‬‬
‫عاقب عىل فعلها‪.‬‬‫أيضا عىل أعامل ينهى اهلل تعاىل عنها‪ ،‬وي ِ‬
‫واشتمل ً‬
‫ُ‬

‫األعامل التي تُريض اهلل تعاىل‬ ‫َّأو ًل‬


‫ذكر احلديث الرشيف ثالثة من األعامل الرئيسة يف حياة املسلم‪ ،‬والتي ُي بها اهلل تعاىل ُوي ُب من يلتزم هبا‪،‬‬
‫وهي‪:‬‬
‫وحدوه‪ُ ،‬وي ِلصوا له‬‫‌أ ‪ .‬عبادة اهلل وحده وعدم اإلرشاك به‪َّ :‬بي ن احلديث الرشيف أنَّ اهلل تعاىل يريد من عباده أنْ ُي ِّ‬
‫﴾ [الزمر‪.]١١ :‬‬ ‫يكا‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫وأل جيعل وا له رش ً‬
‫العبادة وحده‪ّ ،‬‬
‫والعبادة اسم جامع لك ِّل ما ُ ِ‬
‫ي ُّب ه اهلل تعاىل ويرضاه من األق وال واألفعال الظاهرة والباطنة‪ ،‬مثل‪ :‬الشعائر‪،‬‬ ‫ ‬
‫﴾ [األنعام‪ .]١٦٢ :‬فهي مفهوم‬ ‫واملعامالت‪ ،‬واألخالق‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫مجيعا‪ .‬والعبادة هي‬
‫شامل ال يقترص فقط عىل أداء الشعائر‪ ،‬وإنَّام يشمل سلوك املسلم‪ ،‬وتعامله‪ ،‬وعالقاته ً‬
‫أعىل م راتب اخلضوع هلل سبحانه‪ ،‬والدليل عىل اإليامن به وتعظيمه‪.‬‬
‫التمس ك بدينه سبحانه‪ ،‬واالستقامة عليه‪،‬‬ ‫التفرق‪ :‬يكون ذلك باالعتصام بحبل اهلل تعاىل‪ ،‬و ُّ‬
‫‌ب‪ .‬الوحدة وعدم ُّ‬
‫للتفرق الذي‬ ‫والعمل بام جاء يف كتابه العزيز وس َّنة رسوله ﷺ؛ فوحدة األُمة هي سبيل القوة و ِ‬
‫الع َّزة‪ ،‬خال ًفا‬
‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫هو سبيل الضعف واهل وان‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾ [آل عم ران‪.]١٠٣ :‬‬
‫جـ‪ .‬مناصحة ويل األمر‪ :‬يتم ثَّل ذلك يف تقديم ال رأي الصائب واملشورة الصادقة النافعة للحاكم املسلم و َم ْن‬
‫ينوب عنه‪ ،‬ومعاونته عىل احلقِّ ‪ ،‬وطاعته فيه‪ ،‬وتذكريه به‪ ،‬وتنبيهه باحلكمة واملوعظة احلسنة‪.‬‬

‫ل َو َأ ْ‬
‫س َت ْن ِت ُج‬ ‫َأ َت َأ َّم ُ‬

‫ثم َأ ْس َت ْنتِ ُج منها أسلوب النصح والدعوة لويل األمر‪:‬‬ ‫َأت ََأ َّم ُل َّ‬
‫القصة اآلتية‪َّ ،‬‬
‫«بينام اخلليفة هارون الرشيد ‪ ‬يطوف يو ًم ا بالبيت إذ عرض له رجل‪ ،‬فقال‪ :‬يا أمري املؤمنني‪ّ ،‬إن ُأريد أنْ‬
‫ش م ّن ي‪ ،‬فأمره أنْ يقول له‬‫ُأك ِّلمك بكالم فيه ِغ ْلظة‪ .‬فقال له‪ :‬ال‪ ،‬قد بعث اهلل َم ْن هو خري منك إىل َم ْن هو َ ٌّ‬
‫ً‬
‫قول ِّلي ًنا» [البداية والنهاية] (يقصد بذلك بعث اهلل تعاىل سيدنا موسى ‪ ‬إىل فرعون)‪.‬‬
‫‪..................................................................................................................................‬‬

‫‪47‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫صو َر ٌة ُم ْ‬
‫ش ِر َق ٌة‬

‫ثم قال‪:‬‬‫الصديق ‪ ‬باخلالفة بعد وفاة النبي ﷺ خطب الناس‪ ،‬فحمد اهلل‪ ،‬وأثنى عليه‪َّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫لما بويع أبو بكر‬ ‫ّ‬
‫فقوموين‪.‬‬
‫أسأ ُت ِّ‬‫فإن قد ُو ِّل ي ُت عليكم‪ ،‬ولس ُت بخريكم‪ ،‬فإنْ أحس ْن ُت فأعينوين‪ ،‬وإنْ ْ‬
‫بعد ُّأي ا الناس‪ّ ،‬‬
‫«أما ُ‬
‫ّ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫الصدق أمانة‪ ،‬والكذب خيانة‪ ،‬والضعيف فيكم قوي عندي حتى ُأ ِ‬
‫رجع عليه ح َّقه إنْ شاء اهلل‪ ،‬والقوي‬
‫ِّ‬
‫بالذل‪ ،‬وال تشيع‬ ‫احلق منه إنْ شاء اهلل‪ .‬ال يدَع قوم اجلهاد يف سبيل اهلل ّإل خذهلم اهلل‬
‫فيكم ضعيف حتى آخذ َّ‬
‫عصي ُت اهلل ورسوله فال طاعة يل‬
‫ْ‬ ‫أطع ُت اهلل ورسوله‪ ،‬فإذا‬ ‫الفاحشة يف قوم ّإل َّ‬
‫عم هم اهلل بالبالء‪ .‬أطيعوين ما ْ‬
‫عليكم» ُ[مص َّنف عبد الرزّاق]‪.‬‬

‫ل َو ُأ َب ِّي ُ‬
‫ن‬ ‫َأ َت َأ َّم ُ‬

‫َ َ‬
‫كل جمال وردت فيه‪:‬‬ ‫ثم ُأ َب ِّي ُن كيفية النصيحة يف ِّ‬
‫أتَأ َّم ُل احلديث الرشيف اآليت‪َّ ،‬‬
‫قال‪ِ :‬لِ‪ِ ،‬ولِ ِكتابِ ِه‪َ ،‬ولِ َرسولِ ِه‪،‬‬
‫يح ُة»‪ُ .‬ق ْلنا‪ِ :‬لَ ْن؟ َ‬
‫ين ال َّن ِص َ‬
‫عن متيم بن أوس الداري ‪ ‬أنَّ النبي ﷺ قال‪« :‬الدِّ ُ‬
‫عامتِ ِه ْم» [رواه مسلم]‪.‬‬ ‫َو ِ َلئِ َّم ِة ا ْل ُم ْس ِل ِم َ‬
‫ين‪َ ،‬و َّ‬
‫كيفية النصيحة‬ ‫جمال النصيحة‬

‫‪........................................................................................................‬‬ ‫هلل ‪‬‬

‫‪.......................................................................................................‬‬ ‫لكتابه‬
‫‪.....................................................................................................‬‬ ‫لرسوله ﷺ‬
‫‪.....................................................................................................‬‬ ‫لعامة املسلمني‬

‫األعامل التي َي ْبغضها اهلل تعاىل‬ ‫ثاني ا‬


‫ً‬
‫احلديث الرشيف جمموعة من األعامل التي َي ْب غضها اهلل تعاىل‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‌أ‪ .‬الكالم غري النافع‪ :‬هنى احلديث الرشيف عن كثرة الكالم فيام ال ينفع‪ ،‬وما ال فائدة منه؛ ِل ا فيه من َمرضَّة‪.‬‬
‫والكالم ثالثة أقسام‪ ،‬هي‪:‬‬
‫كالم َخ ْ ٌي أمر اهلل تعاىل به‪ ،‬مثل‪ :‬تالوة الق رآن الكريم‪ ،‬والذكر‪ ،‬والدعاء‪ ،‬واألمر باملعروف‪ ،‬والنهي عن‬
‫‪ٌ )1‬‬
‫﴾ [األحزاب‪.]35 :‬‬ ‫املنكر‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪48‬‬
‫كـالم َش ٌّ‬
‫ـر هنى اهلل تعاىل عنه‪ ،‬مثل‪ :‬الكـذب‪ ،‬والغيبـة‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫‪ )2‬‬
‫َأ َت َو َّق ُ‬
‫ف‬
‫الس ِّب والشتم‪،‬‬‫والنميمة‪ ،‬والبهتان‪ ،‬والكالم البذيء‪ ،‬و َّ‬
‫الغيبة‪ِ :‬ذكْ ر اإلنسان يف غيابه بام َي ْك ره‪.‬‬ ‫ونرش اإلشاعات وتناقلها‪ ،‬واهتام اآلخرين من غري دليل؛ ِل ا‬
‫النميمة‪ :‬نقل الكالم بني طرفني قصد‬ ‫سب به ذلك من رضر للفرد واملجتمع‪ِ ،‬ولا فيه من أذى للناس‪،‬‬
‫ُي ِّ‬
‫اإلفساد بينهام‪.‬‬
‫ونرش للعداوة بينهم‪ ،‬وإثارة للفتن‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫وذكْ ر اإلنسان بام ليس‬ ‫البهتان‪ :‬االفرتاء‪ِ ،‬‬
‫فيه‪.‬‬
‫﴾ [احلج رات‪ ،]6 :‬وقال سبحانه‪﴿ :‬‬

‫﴾ [احلج رات‪.]12-11 :‬‬


‫كالم َلغْ ٌو ال خري فيه‪ .‬وقد هنى اهلل تعاىل عنه؛ لكيال ينشغل اإلنسان به عن الكالم ِّ‬
‫الطي ب املفيد‪،‬‬ ‫‪ٌ )3‬‬
‫وليبتعد ّ‬
‫عم جتلبه كثرة الكالم من رضر؛ فكثرة الكالم والثرثرة سبب للوقوع يف اخلطأ وكثرة الذنوب‪.‬‬
‫وقد جعل اهلل تعاىل ترك ال َّلغْ ِو ً‬
‫سبب ا للفالح‪ ،‬وأثنى عىل املؤمنني يف تركهم ّإياه‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫سي دنا‬
‫﴾ [املؤمنون‪ .]٣-١ :‬وقال ِّ‬
‫يا َأ ْو لِ َي ْص ُم ْت» [رواه البخاري ومسلم]‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫حممد ﷺ‪َ « :‬م ْن َ ِ‬
‫كان ُي ْؤم ُن بِاهلل َوا ْل َي ْو ِم ْالخ ِر َف ْل َي ُق ْل َخ ْ ً‬
‫بتوسط واعتدال‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫وحث عىل إنفاقه ُّ‬
‫َّ‬ ‫‌ب‪ .‬إضاعة املال‪ :‬أرشد اإلسالم إىل كسب املال باحلالل‪،‬‬
‫أيضا املحافظة‬ ‫﴾ [اإلرساء‪ .]٢٩ :‬أوجب اإلسالم ً‬
‫عرض اإلنسان نفسه أو أهله للفقر واحلاجة وسؤال الناس‪ .‬قال رسول اهلل ﷺ‪« :‬إِ َّن َك َأنْ ت َ‬ ‫ِ‬
‫َدَع‬ ‫عىل املال؛ ل ّئل ُي ِّ‬
‫اس ِف َأ ْي ِدهيِ ْم» [رواه البخاري ومسلم]‪.‬‬ ‫َو َر َث َت َك َأغْ نِ َي ا َء َخ ْ ٌي ِم ْن َأنْ ت َ‬
‫َدَع ُه ْم َعا َل ًة َي َت َك َّف ُف َ‬
‫ون ال َّن َّ‬
‫وقد هنى النبي ﷺ عن إضاعة املال؛ ألمهيته يف حياة الفرد ومحايته وقضاء ح وائجه‪ ،‬ودوره يف بناء ُ‬
‫األمم‬ ‫ ‬
‫حاسب عليه يوم القيامة‪.‬‬
‫سي َ‬‫القوة‪ ،‬وألنَّ اإلنسان ُ‬
‫وامتالك أسباب َّ‬
‫إلضاعة املال صور عديدة‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫ ‬
‫‪ )1‬التبذير‪ :‬إنفاق املال يف ا ُملحرمات برصف النظر عن مقداره‪ ،‬مثل‪ :‬إنفاق املال عىل ِ‬
‫القامر‪ ،‬واخلمر‪ ،‬وا ُملخدِّ رات‪ ،‬أو‬ ‫َّ‬
‫دفع املال لشهادة الزور‪ ،‬والرشوة‪ ،‬وغري ذلك‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾ [اإلرساء‪.]٢٧-٢٦ :‬‬

‫‪49‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫‪ )2‬اإلرساف‪ :‬إنفاق املال يف املباحات بام يزيد عىل احلاجة‪ ،‬مثل‪ :‬املغاالة يف رشاء الكامليات التي ال حاجة‬
‫كم يات كبرية من الطعام‬
‫إليها‪ ،‬واإلرساف يف استخدام الكه رباء‪ ،‬وهدر املاء يف أثناء التنظيف‪ ،‬وإعداد ِّ‬
‫﴾‬ ‫ثم إتالفها‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫يف املناسبات أكثر من احلاجة َّ‬
‫[األع راف‪.]٣١ :‬‬
‫كنز املال وعدم استثامره‪ :‬املال عصب احلياة‪ ،‬وحفظه وتنميته مقصد من مقاصد الرشيعة‪ ،‬والتقصري‬
‫‪ُ )3‬‬
‫الترصف فيـه‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫يف ذلك سبب للعقوبة‪ .‬ومن ذلك‪ :‬تعريض املال للتلف‪ ،‬وإعطاؤه ِلَ ْن ال ُي ِس نون‬
‫﴾ [النساء‪ .]٥ :‬ومن ذلك ً‬
‫أيض ـا‪ :‬كنز املـال‪ ،‬وعـدم‬ ‫قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫استثامره‪ ،‬وعدم إنفاقه يف سبيل اهلل ‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾ [التوبة‪ .]٣٤ :‬وال ُي َع ُّد االدخار لتحقيق غرض أو حاجة ما من كنز‬
‫املال الذي هنى اهلل سبحانه وتعاىل عنه‪.‬‬
‫ُأ ِ‬
‫ناق ُ‬
‫ش‬

‫ُأ ِ‬
‫ناق ُش زمالئي‪ /‬زمياليت يف كيفية املحافظة عىل املال‪ ،‬وصور ذلك يف الوقت احلارض‪.‬‬
‫‪.................................................................................................................................‬‬

‫قص د منه العلم والتع ُّل م؛ فقد أمر اهلل ‪ ‬يف الق رآن الكريم‬ ‫جـ ‪ .‬كثرة السؤال‪َّ :‬‬
‫حث اإلسالم عىل السؤال الذي ُي َ‬
‫﴾ [األنبياء‪ .]٧ :‬والنهي املوجود يف‬ ‫بسؤال أهل العلم‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫احلديث الرشيف هو عن كثرة السؤال يف غري حاجة أو فائدة‪ ،‬والسؤال عن أح وال الناس اخلاصة التي‬
‫وتوق عهم يف ضيق‪ .‬وقد يشمل النهي ال وارد يف احلديث الرشيف كثرة سؤال الناس‬ ‫ُت ِرجهم اإلجابة عنها‪ِ ،‬‬
‫خيصهم من متاع؛ ِلا فيه من أخذها بغري حقٍّ ‪.‬‬
‫أم واهلم وما ُّ‬
‫سب به‬ ‫ِ‬
‫كل أمر ال َيعني السائل‪ ،‬وال يفيده؛ لا ُي ِّ‬
‫وقد جاء النهي عن كثرة السؤال يف الق رآن الكريم ليشمل َّ‬ ‫ ‬
‫﴾ [املائدة‪ .]101 :‬ففي‬ ‫ذلك من رضر وإساءة‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫ور َّبام كان السؤال‬ ‫عم ينفعه من أعامل الدين والدنيا‪ُ .‬‬ ‫ذلك تنبيه للمسلم عىل االشتغال بام يفيده‪ ،‬والسؤال ّ‬
‫سول اهللِ ﷺ‪َ ،‬ف َ‬
‫قال‪:‬‬ ‫سبب ا يف التشديد عىل األُمَّة يف ترشيع بعض األحكام؛ فعن أيب هريرة ‪ ‬قال‪َ :‬خ َط َب نا َر ُ‬ ‫ً‬
‫سول اهللِ؟ َف َس َك َت َح ّت ى َ‬
‫قالا َثال ًثا‪،‬‬ ‫قال َر ُج ٌل‪َ :‬أ ُك ُّل عا ٍم يا َر َ‬ ‫ال َّج‪َ ،‬ف ُح ُّج وا‪َ ،‬ف َ‬ ‫هلل َع َل ْي ُك ُم ْ َ‬
‫ضا ُ‬ ‫َ«أ ُّي ا ال َّن ُ‬
‫اس‪َ ،‬ق ْد َف َر َ‬
‫اس َت َط ْع ُت ْم‪ُ ،‬ث َّم َ‬ ‫ِ‬ ‫َف َ‬
‫ون ما ت ََركْ ُت ُك ْم‪َ ،‬فإِنَّام َه َل َك َم ْن َ‬
‫كان‬ ‫قال‪َ :‬ذ ُر ِ‬ ‫قال َرسولُ اهلل ﷺ‪َ :‬ل ْو ُق ْل ُت ن ََع ْم َل َو َج َب ْت‪َ ،‬و َل َما ْ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫َق ْب َل ُك ْم بِ َك ْث َرة ُسؤال ْم َو ْاختالف ِه ْم َعىل أ ْن بِ يائ ِه ْم‪َ ،‬فإِذا أ َم ْرت ُُك ْم بِ َشْء َف ْأ ُت وا م ْن ُه َما ْ‬
‫اس َت َط ْع ُت ْم‪َ ،‬وإِذا َ َن ْي ُت ُك ْم َع ْن‬
‫َش ٍْء َف ُ‬
‫دَع و ُه» [رواه مسلم]‪.‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪50‬‬
‫وس ُع‬
‫ثراء وال َّت ُ‬
‫إل ُ‬ ‫ا ِ‬

‫ال تقترص األصناف التي ُ ِ‬


‫ي ُّب ها اهلل تعاىل‪ ،‬وتلك التي َي ْب غضها سبحانه‪ ،‬عىل ما جاء يف احلديث الرشيف‪ ،‬بل‬
‫يدخل يف ذلك أصناف ُأخرى مل َي ِر ْد ذكرها يف احلديث الرشيف‪ .‬وهذه بعضها‪:‬‬
‫الصال ُة َعىل َوقْتِها‪،‬‬ ‫قال‪َّ :‬‬ ‫امل َأ َح ُّب إِىل اهللِ؟ َ‬ ‫ال ْع ِ‬‫سول اهللِ ﷺ‪«َ :‬أ ُّي ْ َ‬ ‫قال‪َ :‬س َأ ْل ُت َر َ‬ ‫ ‪ -‬عن عبد اهلل بن مسعود ‪َ ‬‬
‫بيل اهللِ» [رواه البخاري ومسلم]‪.‬‬ ‫هاد يف َس ِ‬ ‫ال ُ‬ ‫قال‪ُ :‬ث َّم بِ ُّر ا ْل والِدَ ْي ِن‪ُ ،‬ق ْل ُت‪ُ :‬ث َّم َأ ٌّي؟ َ‬
‫قال‪ُ :‬ث َّم ْ ِ‬ ‫ُق ْل ُت‪ُ :‬ث َّم َأ ٌّي؟ َ‬
‫ور ت ُْد ِخ ُل ُه َعىل ُم ْس ِل مٍ‪َ ،‬أ ْو ت َْك ِش ُف َع ْن ُه ُك ْر َب ًة‪َ ،‬أ ْو َت ْقيض َع ْن ُه‬ ‫ِ‬
‫امل إِىل اهلل ‪ُ ‬س ٌ‬ ‫ال ْع ِ‬ ‫سول اهللِ ﷺ‪«َ :‬أ َح ُّب ْ َ‬ ‫قال َر ُ‬ ‫‪َ -‬‬
‫وعا» [رواه الطرباين]‪.‬‬ ‫َد ْي ًنا‪َ ،‬أ ْو ت َْط ُر ُد َع ْن ُه ُج ً‬
‫ُك َر ْط ٌب ِم ْن ِذكْ ِر اهللِ» [رواه البخاري]‪.‬‬ ‫وت َولِ سان َ‬‫امل إِىل اهللِ َأنْ َت َ‬
‫ال ْع ِ‬ ‫سول اهللِ ﷺ‪«َ :‬أ َح ُّب ْ َ‬ ‫قال َر ُ‬ ‫‪َ -‬‬
‫ش» [رواه ابن ِح ّب ان]‪.‬‬ ‫ش ا ْل ُم َت َف ِّح َ‬ ‫ض ا ْل ِ‬
‫فاح َ‬ ‫سول اهللِ ﷺ‪« :‬إِنَّ ا َ‬
‫هلل َي ْب غَ ُ‬ ‫قال َر ُ‬ ‫‪َ -‬‬

‫فاد ُة‬ ‫م ا ْل ُم ْ‬
‫س َت َ‬ ‫ا ْلقِ َي ُ‬

‫ص بعض ِ‬
‫الق َيم املستفادة من الدرس‪.‬‬ ‫َأ ْس َت ْخ ِل ُ‬
‫‪َ )1‬أ ْل َت ِز ُم أوامر اهلل تعاىل‪ُ ،‬فأ ِ‬
‫خلص العبادة له وحده سبحانه‪.‬‬
‫‪.................................................................................................. )2‬‬
‫‪.................................................................................................. )3‬‬

‫‪51‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫راج َع ُة‬
‫ويم َوا ْل ُم َ‬
‫ُ‬ ‫ال َّت ْق‬

‫‪ُ 1‬أ َب ِّ ُ‬
‫ي املقصود بالرتاكيب اآلتية كام وردت يف احلديث الرشيف‪:‬‬
‫‌أ ‪« .‬يرىض لكم»‪.‬‬
‫ب‪« .‬يسخط لكم»‪.‬‬
‫‪َ 2‬أ ْس َت ِد ُّل من احلديث الرشيف عىل ما يأيت‪:‬‬
‫‌أ ‪ .‬وجوب اإلخالص هلل تعاىل‪.‬‬
‫ب‪ .‬حرمة إنفاق املال يف غري وجوهه الرشعية‪.‬‬
‫‪ُ 3‬أ َع ِّل ُل‪ :‬هنى احلديث الرشيف عن الكالم غري النافع‪.‬‬
‫‪َ 4‬أ ْذ ُك ُر ثالثة أشياء هنى احلديث عن كثرة السؤال عنها‪.‬‬
‫﴾ وهني النبي ﷺ عن‬ ‫‪ُ 5‬أ َو ِّف ُق بني األمر بالسؤال يف قوله تعاىل‪﴿ :‬‬
‫كثرة السؤال‪.‬‬
‫‪َ 6‬أخْ ُ‬
‫تار اإلجابة الصحيحة يف ٍّ‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬
‫﴾ ُّ‬
‫يدل عىل النهي عن‪:‬‬ ‫‪ .1‬قوله تعاىل‪﴿ :‬‬
‫ب‪ .‬القيل والقال‪.‬‬ ‫ ‬ ‫أ ‪ِّ .‬‬
‫الشْك‪.‬‬
‫د ‪ .‬ا كثرة الس ؤال‪.‬‬ ‫ ‬
‫جـ‪ .‬إضاعة املال‪.‬‬
‫‪ .2‬واحدة من اآلتية ليست من صور إضاعة املال‪:‬‬
‫ب‪ .‬ترك حفظ املال وعدم تنميته‪.‬‬ ‫ ‬
‫أ ‪ .‬تبذير املال ورصفه يف غري وجوهه الرشعية‪.‬‬
‫د ‪ .‬إنفاق املال يف معصية اهلل‪ .‬‬ ‫ ‬‫جـ‪ .‬إنفاق املال يف تعليم األبناء‪.‬‬
‫‪ .3‬يشـري قوله تعاىل‪﴿ :‬‬
‫ ‬
‫﴾ إىل‪:‬‬
‫ب‪ .‬خطر اهتام اآلخ رين من غري دليل‪ .‬‬ ‫ ‬
‫أ ‪ .‬االبتعاد عن الفاسقني‪.‬‬
‫د ‪ .‬وجوب التوبة‪.‬‬ ‫ ‬
‫جـ‪ .‬النهي عن خمالطة الناس‪.‬‬
‫َ‬
‫‪ 7‬أ ْح َف ُظ احلديث الرشيف ً‬
‫غيب ا‪.‬‬

‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪52‬‬
‫الدرس‬
‫الطالق‬
‫‪3‬‬

‫تاجات ال َّت َع ُّل ِ‬


‫م‬ ‫ُ‬ ‫ِن‬

‫ُيتو ّقع من الطلبة حتقيق النتاجات اآلتية‪:‬‬


‫‪َ -‬ب ُ‬
‫يان مفهوم الطالق‪.‬‬
‫ضيح ُح ْك م الطالق واحلكمة من مرشوعيته‪.‬‬
‫‪ -‬ت َْو ُ‬
‫‪ -‬ت ََع ُّر ُف أقسام الطالق‪.‬‬
‫ضيح أحكام الطالق‪.‬‬ ‫‪ -‬ت َْو ُ‬
‫تاج اآلثار ا ُملرتتِّبة عىل ك ِّل نوع من أن واع الطالق‪.‬‬ ‫‪ِ -‬‬
‫است ْن ُ‬
‫ْ‬

‫م ا ْل َق ْبل ُّ‬
‫ِي‬ ‫ع ُّل ُ‬
‫ال َّت َ‬

‫األلفة واملحبة بينهام‪ ،‬ويعمل عىل حتقيق ِ‬


‫الع َّفة‪،‬‬ ‫رشع اهلل تعاىل الزواج َس َك ًنا وراح ًة للزوجني‪ ،‬بحيث يقوم عىل ُ‬
‫وحيافظ عىل النسل‪ ،‬و ُي قوي الروابط ُ‬
‫األرسية واالجتامعية‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫ّ‬
‫﴾ [الروم‪ .]21 :‬وقد أحاط اإلسالم‬
‫ُعززها عند حدوث‬
‫ُقوي العالقة الزوجية وت ِّ‬
‫بكل ما يدعم بقاءها واستم رارها‪ ،‬ورشع أحكا ًما ت ّ‬
‫العالقة الزوجية ِّ‬
‫اخلالفات والنزاعات‪.‬‬
‫َأ َت َد َّب ُر َو َأ ْ‬
‫س َت ْن ِت ُج‬
‫َأتَدَ ب ر اآلية الكريمة اآلتية‪ِ َ ،‬‬
‫ثم أ ْس َت ْنت ُج احلل الرشعي عند نشوز أحد الزوجني‪ُّ ،‬‬
‫وتعس العالقة الزوجية بينهام‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ ُ‬
‫﴾‬ ‫قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫[النساء‪( .]128 :‬ن ُُش وزًا‪ :‬امتناع أحد الزوجني عن أداء واجباته جتاه اآلخر‪ ،‬واستعالؤه عليه)‪.‬‬
‫‪......................................................................................................................................‬‬
‫ُأ َو ِّ‬
‫ض ُح‬

‫ُأ َو ِّض ُح احلكمة من جعل عقد الزواج ً‬


‫عقدا مقصو ًدا به الدوام‪.‬‬
‫‪......................................................................................................................................‬‬
‫‪53‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫القصص يف القرآن الكريم‬ ‫ظيمِ َّيَّي ُ ُ‬
‫ة‬
‫ة‬ ‫ريط ُ ُ‬
‫ة الال َّتَّت ْ ْننظيمِ‬
‫ة‬ ‫خ ََ‬
‫ريط‬ ‫اا ْل ْل َ َ‬
‫خ‬

‫آداب ما بعد الطالق‬ ‫أقسامه‬ ‫احلكمة من مرشوعيته‬ ‫ُح ْكمه‬ ‫مفهومه‬


‫السرت وعدم إفشاء األرسار‬
‫الرجعي‬
‫رعاية األطفال‬
‫البائن بينونة صغرى‬
‫حسن املعاملة ودفع النفقة‬
‫وأداء احلقوق‬ ‫البائن بينونة كربى‬

‫م َوال َّت ْح ُ‬
‫ليل‬ ‫ا ْل َف ْ‬
‫ه ُ‬

‫رشع اإلسالم الطالق‪ ،‬ووضع له جمموعة من األحكام؛ حلفظ حقِّ الطرفني واألبناء‪.‬‬

‫وحكْمه‬
‫مفهوم الطالق ُ‬ ‫َّأو ًل‬
‫َأ َت َو َّق ُ‬
‫ف‬
‫الطالق‪ :‬هو حل رباط الزوجية بعبارة تفيد ذلك‪ ،‬مثل قول الرجل‬
‫شاع وجود الطالق يف اجلاهلية من‬ ‫لزوجته‪ِ :‬‬
‫أنت طالق‪.‬‬
‫دون االستناد إىل ض وابط حكيمة؛‬ ‫وقد رشع اإلسالم الطالق إذا ت وافرت دواعيه وأسبابه‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫إذ ُأبيح عىل إطالقه‪ ،‬فكان الرجل‬ ‫ُّ‬
‫وتعذر اإلصالح والتوفيق بينهام‬ ‫استحكام اخلالف بني الزوجني‪،‬‬
‫اج عهـا كيفام‬ ‫ثم ُي ر ِ‬
‫ُي ط ِّلق زوجتـه َّ‬ ‫وح َك ٍم من أهل الزوج‪ .‬قال‬
‫بعد اللجوء إىل َح َك ٍم من أهل الزوجة َ‬
‫َ‬
‫أنصف‬ ‫فلم جـاء اإلسـالم‬‫يشـاء‪ّ ،‬‬
‫﴾ [البقرة‪ .]٢٢٩ :‬وقد‬ ‫تعاىل‪﴿ :‬‬
‫امل رأة‪ ،‬وحرص الطالق يف عدد ُم َّدد‬
‫رشع ا‪ ،‬كام لو‬
‫حرم الرشع احلنيف الطالق إذا مل يكن له سبب مقبول ً‬
‫َّ‬
‫من املَ ّرات‪.‬‬
‫فعلت الزوجة فاحشة تؤ ّدي إىل اختالط األنساب‪ ،‬أو ُق ِصد بالطالق‬
‫يتعس ف يف استعامل ح ِّقه يف الطالق بأنْ يكون‬‫التعس في؛ ألنَّ الزوج َّ‬
‫ُّ‬ ‫عرف بالطالق‬ ‫اإلرضار بالزوجة‪ ،‬فيام ُي َ‬
‫رضرا بالغً ا بالزوج‬ ‫ظلم للم رأة‪ ،‬وهد ًما ُ‬
‫لألرسة‪ّ .‬أما إذا أحلقت الزوجة ً‬ ‫من دون سبب مقبول رش ًعا‪ ،‬وألنَّ يف ذلك ً‬
‫جائزا‪ .‬وقد أجاز قانون األح وال الشخصية األردين‬
‫ً‬ ‫فإن الطالق يكون‬
‫أو بأهله‪ ،‬واستحال إيقاف هذا الرضر‪َّ ،‬‬
‫للم رأة إذا ط َّل قها زوجها لغري سبب معقول أنْ تُطالِب بتعويض عن طالقها‪.‬‬

‫ك ُر َو ُأ ِ‬
‫ناق ُ‬
‫ش‬ ‫ُأ َف ِّ‬

‫ماذا َس َي ْح دُ ُث إذا استحالت احلياة بني الزوجني‪ ،‬وكان الطالق غري مرشوع؟‬
‫‪.................................................................................................................................‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪54‬‬
‫دائم عىل ا ِ‬
‫جل دِّ ‪ ،‬بعيدً ا عن‬ ‫ً‬
‫حممول ً‬ ‫األرسة ومكانتها؛ فقد جعل النبي ﷺ أمر الزواج والطالق‬ ‫نظرا إىل أمهية ُ‬
‫ً‬
‫اقعا؛ فقد قال ﷺ‪َ « :‬ث ٌ‬
‫الث‬ ‫ا ُملزاح والتسلية‪ .‬وهلذا جعل اإلسالم الزواج أو الطالق الذي حيصل حال ا ُملزاح وا َهل ْزل و ً‬
‫الر ْج َع ُة» [رواه الرتمذي]‪.‬‬ ‫الط ُ‬
‫الق‪َ ،‬و َّ‬ ‫ِج ُّد ُه َّن ِج ٌّد‪َ ،‬و َه ْز ُ ُل َّن ِج ٌّد‪ :‬ال ِّن ُ‬
‫كاح‪َ ،‬و َّ‬
‫حق الطالق للرجل دون‬ ‫األرسة؛ فقد جعل اإلسالم َّ‬ ‫متاسك ُ‬‫وتضيي ًقا حلاالت الطالق‪ ،‬ورغب ًة يف احلفاظ عىل ُ‬
‫ٍ َ‬
‫وحرم عىل امل رأة طلب الطالق من دون سبب مقبول رش ًعا‪ .‬قال النبي ﷺ‪«َ :‬أ ُّي َما ْام َر َأة َسأ َل ْت ْ‬
‫زَو َجها َطال َقها‬ ‫امل رأة‪َّ ،‬‬
‫ال َّن ِة» [رواه أمحد وأبو داود]‪ .‬فإذا ُو ِجد سبب مقبول رش ًعا جاز هلا أنْ تطلب الطالق‪،‬‬ ‫س َف َح ر ٌام َع َل ْي ها رائِ َح ُة ْ َ‬ ‫ِم ْن َغ ْ ِ‬
‫ي َب ْأ ٍ‬
‫وإنْ رفض الزوج ذلك جاز هلا أنْ تطلب من القايض التفريق بينها وبني الزوج‪.‬‬

‫َأ َت َد َّب ُر َو َأ ْ‬
‫س َت ْن ِت ُج‬

‫ثم َأ ْس َت ْنتِ ُج الوسيلة املذكورة يف ٍّ‬


‫كل منهام لتج ُّن ب وقوع الطالق‪:‬‬ ‫َ‬
‫أتَدَ َّب ُر اآليتني الكريمتني اآلتيتني‪َّ ،‬‬
‫﴾‬ ‫‪ )1‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫[النساء‪.]19 :‬‬
‫‪..................................................................................................................................‬‬
‫‪ )2‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾ [النساء‪.]35 :‬‬
‫‪..................................................................................................................................‬‬

‫احلكمة من مرشوعية الطالق‬ ‫ثاني ا‬


‫ً‬
‫عم يقع من اآلخر‪ .‬فإذا َّ‬
‫تعذرت‬ ‫حث اإلسالم الزوجني عىل ُح س ن ِ‬
‫الع ْشة بينهام‪ ،‬وعىل جتاوز الزوج أو الزوجة ّ‬ ‫َّ‬
‫ْ‬
‫وحتولت املو َّدة إىل شقاء‪ ،‬واستحال اإلصالح بينهام‪ ،‬فاحلكمة أنْ يفرتق الزوجان حني يكون‬
‫احلياة الزوجية بينهام‪َّ ،‬‬
‫أخف الرضرين؛ ألنَّ استم رار العالقة الزوجية يف ِّ‬
‫ظل احتدام اخلالفات وانعدام العاطفة قد يؤ ّدي إىل أرضار‬ ‫ِ‬
‫الف راق َّ‬
‫أكرب؛ لذا رشع اإلسالم الطالق يف هذه احلالة‪.‬‬

‫أقسام الطالق‬ ‫ثال ثًا‬


‫الم َّرة الثانية‪ ،‬يستطيع الزوج‬
‫الم َّرة األولى و َ‬
‫جعل اإلسالم إهناء العالقة الزوجية بالطالق عىل ثالث َم ّرات‪ :‬يف َ‬
‫الع َّدة من دون حاجة إىل عقد ومهر جديدين‪ .‬أ ّم ا إذا كانت الرجعة بعد‬ ‫إرجاع زوجته إىل عصمته قبل انتهاء ِ‬
‫انتهاء ِ‬
‫الع َّدة فإنَّه َيلزم عقد ومهر جديدان‪.‬‬
‫‪55‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫فإن ط َّل قها طلقة ثالثة فال حيل له إرجاعها إىل عصمته ّإل بعد أنْ َّ‬
‫يتزوجها رجل آخر‪ ،‬من غري اتفاق مسبق‬ ‫ْ‬
‫فيحل لزوجها األول ارجاعها بعقد ومهر جديدين‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫ُّ‬

‫﴾ [البقرة‪.]230-229 :‬‬
‫قس م العلامء الطالق بحسب اآلثار ا ُملرت ِّت بة عليه إىل ثالثة أقسام‪ ،‬هي‪:‬‬
‫َّ‬
‫‌ أ ‪ .‬الطالق الرجعي‪:‬‬
‫حق إعادة زوجته إىل عصمته ما دامت يف ِ‬
‫الع َّدة من غري حاجة إىل عقد‬ ‫ ● مفهومه‪ :‬طالق يملك فيه الزوج َّ‬
‫ومهر جديدين‪.‬‬
‫ ● من صوره‪:‬‬
‫اج عها يف أثناء ِ‬
‫ثم ُي ر ِ‬
‫الع َّدة‪.‬‬ ‫‪ .1‬أنْ ُي ط ِّلق الرجل زوجته طلقة أوىل بعد الدخول‪َّ ،‬‬
‫اج عها يف أثناء ِ‬
‫ثم ُي ر ِ‬
‫الع َّدة‪.‬‬ ‫‪ .2‬أنْ ُي ط ِّلق الرجل زوجته طلقة ثانية بعد الدخول‪َّ ،‬‬
‫● من آثاره‪:‬‬
‫‪ .1‬بقاء الزوجة عىل عصمة زوجها يف أثناء ِ‬
‫الع َّدة‪.‬‬
‫‪ .2‬وجوب إنفاق الزوج عىل زوجته يف أثناء ِ‬
‫الع َّدة‪.‬‬
‫ً‬
‫حفاظا عىل رابطة الزوجية‬ ‫حيق هلا االمتناع عن الرجعة؛‬ ‫اجع زوجته ما دامت يف ِ‬
‫الع َّدة‪ ،‬وال ُّ‬ ‫‪ .3‬للزوج أنْ ُي ر ِ‬
‫و ُ‬
‫األرسة‪.‬‬
‫رجعي ة أوىل فيبقى له‬
‫ّ‬ ‫‪ .4‬نقصان عدد الطلقات التي يملكها الزوج عىل زوجته‪ ،‬فإذا ط ّلقها طلقة‬
‫رجعي ة ثانية تبقى له طلقة واحدة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫طلقتان‪ ،‬فإذا كانت طلقة‬
‫‌ب‪ .‬الطالق البائن بينونة صغرى‪:‬‬
‫ ● مفهومه‪ :‬طالق ال يستطيع الزوج بعده إعادة زوجته ا ُملط َّلقة إىل عصمته ّإل برضاها‪ ،‬وبعقد ومهر جديدين‪.‬‬
‫ ● من صوره‪:‬‬
‫‪ .1‬أنْ يقع الطالق قبل الدخول‪.‬‬
‫‪ . 2‬أنْ تنتهي ِ‬
‫الع َّدة بعد الطلقة األوىل أو الطلقة الثانية من غري أنْ ُي ر ِ‬
‫اجع الزوج زوجته‪.‬‬
‫‪ .3‬أنْ ُي ط ِّل ق القايض الزوجة؛ للشقاق والنزاع‪ ،‬أو الرضر‪.‬‬
‫● من آثاره‪:‬‬
‫‪ .1‬انتهاء العالقة الزوجية بني الزوجني‪ ،‬فيحرم ٌّ‬
‫كل منهام عىل اآلخر‪.‬‬
‫‪ .2‬نقصان عدد الطلقات التي يملكها الزوج عىل زوجته‪ ،‬فال يبقى له إال طلقتان‪.‬‬

‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪56‬‬
‫‪ . 3‬وجوب النفقة للزوجة يف أثناء ِ‬
‫الع َّدة‪.‬‬
‫‪ .4‬عدم رجوع الزوجني إىل حياهتام الزوجية ّإل بعقد ومهر جديدين‪.‬‬
‫جـ ‪ .‬الطالق البائن بينونة كربى‪:‬‬
‫يتزوجها رجل آخر زو ًاجا‬ ‫احلق يف إعادة زوجته إىل عصمته ّإل بعد أنْ َّ‬
‫● مفهومه‪ :‬طالق ال يملك الزوج بعده َّ‬
‫ثم ُي فا ِرقها الزوج اجلديد بموت أو طالق‪ ،‬وتنتهي ِع َّدهتا‪ .‬ويف هذه احلالة‪ ،‬ال‬ ‫صحيحا مع رشط الدخول‪َّ ،‬‬
‫ً‬
‫وتزوجها َم َّرة ُأخرى َم َلك‬ ‫ِ‬
‫األول إرجاع زوجته ّإل برضاها وبعقد ومهر جديدين‪ ،‬فإذا عاد َّ‬ ‫ُيمكن للزوج َّ‬
‫بالعقد اجلديد عليها ثالث طلقات‪.‬‬
‫● صورته‪:‬‬
‫كملة للطلقات الثالث‪.‬‬ ‫أنْ ُي ط ِّلق الرجل زوجته الطلقة ا ُمل ِّ‬
‫● من آثاره‪:‬‬
‫‪ .1‬انتهاء العالقة الزوجية بني الزوجني‪.‬‬
‫‪ .2‬انتهاء عدد الطلقات املسموح هبا للزوج‪.‬‬
‫‪ .3‬وجوب النفقة للزوج يف أثناء ِ‬
‫الع َّدة‪.‬‬

‫َأ ْ‬
‫س َت ِد ُّل َعلى‬

‫َأ ْس َت ِد ُّل باآليتني الكريمتني اآلتيتني عىل نوع الطالق‪:‬‬


‫نوع الطالق‬ ‫اآليتان الكريمتان‬

‫‪.........................................‬‬ ‫﴾ [البقرة‪]٢٢٨ :‬‬ ‫قال تعاىل‪﴿ :‬‬

‫قال تعاىل‪﴿ :‬‬


‫‪.........................................‬‬

‫﴾ [البقرة‪]٢٣٠ :‬‬

‫ُأ َف ِّ‬
‫ك ُر‬

‫‪ُ )1‬أ َف ِّك ُر يف احلكمة من جعل اإلسالم عدد الطلقات ثال ًثا‪.‬‬
‫‪..................................................................................................................................‬‬
‫‪ُ )2‬أ َف ِّك ُر يف أثر اخلالفات بني الزوجني يف األبناء‪.‬‬
‫‪..................................................................................................................................‬‬
‫‪57‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫آداب ما بعد الطالق‬ ‫ابع ا‬
‫ر ً‬
‫َأ َت َو َّق ُ‬
‫ف‬ ‫حث اإلسالم ُكلًّ من الزوج والزوجة عىل ُح ْس ن املعاملة بينهام‪.‬‬
‫َّ‬
‫ُيل ِزم قـانـون األحـ وال الشخصيـة‬ ‫﴾ [البقرة‪ .]237 :‬فإذا انتهت احلياة‬ ‫قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫األردين الـزوج بتسجيــل واقعــة‬ ‫كل منهام االلتزام بام يأيت‪:‬‬
‫تعي عىل ٍّ‬
‫الزوجية بينهام‪َّ ،‬‬
‫الطـالق والرجـعـة يف املحكمـة‬ ‫‌ أ ‪ .‬السرت‪ ،‬وعدم إفشاء أرسار حياهتام الزوجية‪.‬‬
‫تعرض للعقوبة التي‬ ‫الرشعية‪ّ ،‬‬
‫وإل َّ‬ ‫‌ب‪ .‬رعاية األطفال‪ ،‬وأداء حقوقهم‪.‬‬
‫حددها قانون العقوبات األردين‪.‬‬
‫َّ‬ ‫جـ‪ُ .‬ح ْس ن املعاملة‪ ،‬ودفع النفقة‪ ،‬وأداء احلقوق كاملة من غري جلوء إىل‬
‫املحاكم‪ ،‬وأن ال يمنع أحدمها اآلخر من رؤية أوالده‪.‬‬

‫َأ َت َد َّب ُر َو َأ ْ‬
‫س َت ْن ِت ُج‬

‫ـر قوله تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫َ‬


‫ثم‬
‫﴾ [البقرة‪َّ ،]237 :‬‬ ‫أتَدَ َّب ُ‬
‫َأ ْس َت ْن تِ ُج اآلداب التي جيب أنْ حيرص عليها الزوجان بعد انتهاء العالقة الزوجية بينهام بالطالق‪.‬‬
‫‪.................................................................................................................................‬‬

‫وس ُع‬
‫ثراء وال َّت ُ‬
‫إل ُ‬ ‫ا ِ‬

‫توجد أحكام فقهية ُأخرى تتع َّلق بالطالق‪ ،‬أبرزها‪:‬‬


‫أي إذا كتب الزوج لزوجته‪ِ :‬‬
‫«أنت طالق»‪ ،‬ونوى الطالق‪ ،‬فإنَّه يقع‪.‬‬ ‫● الطالق بالكتابة‪ْ :‬‬
‫ ● حديث النفس بالطالق‪ :‬ال يقـع الطالق إذا كان حديثًا للنفس مل يتل َّف ـظ به الزوج‪ .‬قال ﷺ‪« :‬إِنَّ ا َ‬
‫هلل َ َت َاوزَ‬
‫البخاري ومسلم]‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ت بِ ِه َأن ُْف َس َه ا َم ا َ ْل ت َْع َم ْل َأ ْو َت َت َك َّل ْم» [رواه‬
‫َع ْن ُأ َّمتِ ي َما َح َّد َث ْ‬
‫عرف بالطالق الكنائي‪،‬‬ ‫قص د بذلك األلفاظ التي حتتمل الطالق وغريه‪ ،‬فيام ُي َ‬ ‫● التطليق بغري لفظ الطالق‪ُ :‬ي َ‬
‫ت زوجتي؛ إذ ال يقع فيها الطالق ّإل‬ ‫ِ‬
‫بأهلك‪ ،‬لس ِ‬ ‫يل ح رام‪ ،‬أو قوله‪ :‬احلقي‬ ‫أنت ع َّ‬ ‫مثل قول الرجل لزوجته‪ِ :‬‬
‫ْ‬
‫أنت طالق‪.‬‬ ‫إذا نوى الرجل الطالق‪ّ .‬أما الطالق ال رصيح فال حيتاج إىل نِ ي ة‪ ،‬مثل قول الرجل لزوجته‪ِ :‬‬
‫َّ‬
‫ت إىل بيت فالن‬ ‫● تعليق الطالق‪ :‬إذا ع َّلق الزوج طالق زوجته عىل فعل أمر أو تركه‪ ،‬مثل قوله هلا‪ْ :‬إن ذهب ِ‬
‫ْ‬
‫فإن الطالق ال يقع‪ ،‬وإذا قصد به الطالق فإنَّه يقع‪.‬‬ ‫فأنت طالق‪ .‬فإذا قصد بذلك منعها الذهاب َّ‬ ‫ِ‬

‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪58‬‬
‫ ● تَك رار لفظ الطالق‪ :‬إذا قال الزوج لزوجته‪ِ :‬‬
‫أنت طالق ثال ًثا‪ ،‬فإنَّه ال تقع ّإل طلقة واحدة‪.‬‬
‫علي احل رام‪ ،‬فهو وإنْ كان كال ًما‬ ‫ ● احللف بالطالق أو باحل رام‪ :‬إذا قال الرجل لزوجته‪ :‬ع َّ‬
‫يل الطالق‪ ،‬أو قال هلا‪َّ :‬‬
‫ُم َّر ًما ّإل أنَّه ال يقع الطالق ّإل إذا خاطب به الزوجة‪ ،‬أو أضاف الطالق إليها‪ ،‬مثل قوله هلا‪َّ :‬‬
‫علي الطالق‬
‫فعندئذ يقع الطالق ؛ رشط أنْ تكون نِ َّي ته ذلك‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫منك‪ ،‬أو قوله‪ :‬ع َّ‬
‫يل احل رام من زوجتي‪،‬‬
‫أنت طالق بعد شهر‪ .‬فإنَّ الطالق ال يقع يف هذه‬ ‫ ● الطالق املضاف إىل املستقبل‪ :‬مثال ذلك قول الرجل لزوجته‪ِ :‬‬
‫ين‪.‬‬
‫احلالة‪ ،‬كام ذهب إليه قانون األح وال الشخصية األرد ّ‬

‫فاد ُة‬ ‫م ا ْل ُم ْ‬
‫س َت َ‬ ‫ا ْلقِ َي ُ‬

‫ص بعض ِ‬
‫الق َيم املستفادة من الدرس‪.‬‬ ‫َأ ْس َت ْخ ِل ُ‬
‫‪ُ )1‬أ َقدِّ ُر ترشيع اإلسالم للطالق عند الرضورة‪.‬‬
‫‪.................................................................................................. )2‬‬
‫‪.................................................................................................. )3‬‬

‫‪59‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫راج َع ُة‬
‫ويم َوا ْل ُم َ‬
‫ُ‬ ‫ال َّت ْق‬

‫التعس في‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫ب‪ .‬الطالق‬ ‫كل ّمم ا يأيت‪ :‬أ ‪ .‬الطالق‬ ‫ُأ َب يِّ ُ مفهوم ٍّ‬ ‫‪1‬‬
‫قارنُ بني أن واع الطالق الثالثة من حيث الت وارث‪.‬‬ ‫ُأ ِ‬ ‫‪2‬‬
‫التعس في‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫تعويض ا يف الطالق‬ ‫ً‬ ‫ُأ َع ِّل ُل ج واز أخذ الزوجة‬ ‫‪3‬‬
‫ُأ َف ِّر ُق بني الطالق يف اجلاهلية والطالق يف اإلسالم‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫َأذْكُ ُر نوع الطالق يف احلاالت اآلتية‪:‬‬ ‫‪5‬‬
‫أ ‪ .‬تطليق رجل زوجته قبل الدخول هبا‪.‬‬
‫‌ب‪ .‬تطليق رجل زوجته َم رتني‪ ،‬وإرجاعها يف كل َم رة قبل انتهاء ِ‬
‫الع َّدة‪.‬‬ ‫ِّ َّ‬ ‫َّ‬
‫‌جـ‪ .‬تطليق رجل زوجته طلقة ثالثة‪.‬‬
‫د ‪ .‬تطليق رجل زوجته طلقة ثانية‪ ،‬وانتهاء ِع َّدهتا‪.‬‬
‫َأ َض ُع إشارة (✓) أمام العبارة الصحيحة‪ ،‬وإشارة (✗) أمام العبارة غري الصحيحة فيام يأيت‪:‬‬ ‫‪6‬‬
‫ ‬ ‫أ ‪ُ ) ( .‬ح ْك م الطالق يف اإلسالم مكروه إذا ت وافرت أسبابه ودواعيه‪.‬‬
‫ ‬ ‫رجعي ا‪ .‬‬
‫ًّ‬ ‫دائم طال ًقا‬‫‌ب‪ ) ( .‬الطلقة األوىل ت َُع ُّد ً‬
‫ ‬ ‫دائم طال ًقا بائ ًنا بينونة صغرى‪ .‬‬ ‫‌جـ‪ ) ( .‬الطلقة الثانية ت َُع ُّد ً‬
‫ثم تُفا ِرقه‬
‫يتزوجها غريه‪َّ ،‬‬ ‫د ‪ ) ( .‬ال حتل الزوجة لزوجها إذا ط َّلقها طال ًقا بائ ًنا بينونة كربى حتى َّ‬
‫من دون اتفاق عىل ذلك‪ .‬‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬‫تار اإلجابة الصحيحة يف ٍّ‬ ‫َأخْ ُ‬ ‫‪7‬‬
‫تعذر استم رار احلياة الزوجية هو‪:‬‬ ‫‪ .1‬احلل الرشعي يف حال َّ‬
‫ب‪ .‬بقاء احلياة الزوجية مع اهلجر‪.‬‬ ‫ ‬ ‫أ ‪ .‬بقاء احلياة الزوجية عىل حاهلا‪.‬‬
‫د ‪ .‬بقاء احلياة الزوجية مع اإلك راه‪.‬‬ ‫ ‬ ‫جـ‪ .‬التفريق بالطالق‪.‬‬
‫«أنت طالق»‪ ،‬ونوى ذلك‪ .‬يف هذه احلالة‪:‬‬ ‫‪ .2‬أرسل رجل إىل زوجته رسالة ُم و َّق عة منه‪ ،‬قال فيها‪ِ :‬‬
‫ب‪ .‬ال يقع الطالق حتى تق رأ الزوجة الرسالة‪.‬‬ ‫ ‬ ‫أ ‪ .‬يقع الطالق‪.‬‬
‫سج ل يف املحكمة‪.‬‬ ‫د ‪ .‬ال يقع الطالق حتى ُي َّ‬ ‫ ‬ ‫جـ‪ .‬ال ُي َع ُّد ذلك تطلي ًقا‪.‬‬
‫حدث رجل نفسه بتطليق زوجته‪ ،‬فإنَّ ‪:‬‬ ‫‪ .3‬إذا َّ‬
‫ب‪ .‬الطالق ال يقع‪.‬‬ ‫ ‬ ‫أ ‪ .‬الطالق يقع‪.‬‬
‫رجعي ا‪.‬‬
‫ًّ‬ ‫د ‪ .‬الطالق ُي َع ُّد‬ ‫ ‬ ‫في ا‪.‬‬
‫تعس ًّ‬ ‫جـ‪ .‬الطالق ُي َع ُّد ُّ‬
‫‪ .4‬من األلفاظ غري ال رصحية يف الطالق‪:‬‬
‫«أنت طالق إنْ مل تفعيل كذا»‪.‬‬ ‫ب‪ِ .‬‬ ‫ ‬ ‫«أنت طالق»‪.‬‬ ‫أ‪ِ .‬‬
‫علي ح رام»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫جـ‪ .‬قول الرجل يف نفسه‪« :‬أنت طالق»‪ .‬د ‪« .‬أنت َّ‬
‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪60‬‬
‫الدرس‬
‫الع َّدة‬
‫ِ‬
‫‪4‬‬

‫تاجات ال َّت َع ُّل ِ‬


‫م‬ ‫ُ‬ ‫ِن‬

‫ُيتو ّقع من الطلبة حتقيق النتاجات اآلتية‪:‬‬


‫يان مفهوم ِ‬
‫الع َّدة‪.‬‬ ‫‪َ -‬ب ُ‬
‫‪ -‬تَوضيح ُح ْك م ِ‬
‫الع َّدة واحلكمة من مرشوعيتها‪.‬‬ ‫ْ ُ‬
‫‪َ -‬شْح حاالت ِ‬
‫الع َّدة‪.‬‬ ‫ُ‬
‫‪ -‬تَوضيح أحكام ِ‬
‫الع َّدة‪.‬‬ ‫ْ ُ‬
‫دير اهتامم اإلسالم بحفظ األنساب‪.‬‬
‫‪َ -‬ت ْق ُ‬

‫م ا ْل َق ْبل ُّ‬
‫ِي‬ ‫ع ُّل ُ‬
‫ال َّت َ‬

‫وبي حقوق ٍّ‬


‫كل من الزوجني عىل‬ ‫وضع اإلسالم أحكا ًما لتنظيم العالقة بني الزوجني يف حال استم رار الزواج‪َّ ،‬‬
‫اآلخر؛ لضامن استم رار احلياة الزوجية عىل النحو الذي ُي ِّقق استق رار ُ‬
‫األرسة‪ ،‬ويزيد من متاسكها‪ .‬وكذلك وضع‬
‫اإلسالم أحكا ًما ت ِّ‬
‫ُنظ م العالقة بني الزوجني بعد انتهاء رابطة الزوجية لسبب ما‪.‬‬

‫ُأ َب ِّي ُ‬
‫ن‬

‫ُأ َب يِّ ُ كيف تنتهي العالقة الزوجية بني الزوجني‪.‬‬


‫‪.......................................................................................................................................‬‬

‫ِ‬
‫الع َّدة‬ ‫ريط ُة ال َّت ْنظيمِ َّي ُة‬
‫ا ْل َخ َ‬

‫أحكامها‬ ‫حاالهتا‬ ‫احلكمة من مرشوعيتها‬ ‫ُح ْكمها‬ ‫مفهومها‬

‫ِ‬
‫الع َّدة بسبب الطالق‬
‫ِ‬
‫الع َّدة بسبب وفاة الزوج‬

‫‪61‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫م َوال َّت ْح ُ‬
‫ليل‬ ‫ا ْل َف ْ‬
‫ه ُ‬

‫يرت َّت ب عىل انتهاء العالقة الزوجية بسبب الطالق‪ ،‬أو وفاة الزوج‪ ،‬أحكام رشعية‪ ،‬منها ِ‬
‫الع َّدة‪.‬‬
‫مفهوم ِ‬
‫العدَّ ة‬ ‫َّأو ًل‬
‫ِ‬
‫الع َّدة‪ُ :‬م َّدة زمنية ُم َّددة من الرشع تنتظرها امل رأة ا ُملط َّلقة أو الزوجة ا ُمل ّ‬
‫توف عنها زوجها قبل أنْ جيوز هلا الزواج‬
‫من رجل آخر‪.‬‬
‫يبدأ وقت حساب ِ‬
‫الع َّدة حلظة حدوث ال ُف رقة بني الزوجني‪.‬‬

‫حكْم ِ‬
‫العدَّ ة واحلكمة من مرشوعيتها‬ ‫ُ‬ ‫ثاني ا‬
‫ً‬
‫الع َّدة عىل امل رأة يف حالتي الطالق ووفاة الزوج‪ ،‬وذلك ِ‬
‫لح َك م‬ ‫جتب ِ‬

‫َأ َت َو َّق ُ‬
‫ف‬ ‫عديدة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫األرسية يف حالة‬ ‫‌أ ‪ .‬متكني الزوجني من الرجوع إىل حياهتام الزوجية و ُ‬
‫وتقدمه‪ ،‬أصبح‬‫تطور العلم ُّ‬ ‫ظل ُّ‬‫يف ِّ‬
‫الر ِح م من غريه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫الر ِح م‬
‫التثب ت من ب راءة َّ‬
‫تطليق الرجل زوجته بعد الدخول‪ ،‬و ُّ‬
‫ُمك ًنا إثبات ب راءة َّ‬
‫ولكن ذلك ال يلغي مرشوعية ِ‬
‫الع َّدة‬ ‫َّ‬ ‫لوه من احلمل؛ لكيال ختتلط األنساب‪.‬‬ ‫وخ ِّ‬ ‫ُ‬
‫وحدا ًدا عليه يف حالة وفاته بعد‬ ‫توف؛ ُح ْزنًا ِ‬
‫ب‌‪ .‬إظهار الوفاء للزوجِ ا ُمل ّ‬
‫تعب دي هلل تعاىل‪.‬‬
‫ألنا أمر ُّ‬ ‫ووجوهبا؛ َّ‬
‫التثب ت من ب راءة‬
‫عقد الزواجِ ؛ س واء أدخل بزوجته‪ ،‬أم مل يدخل‪ .‬و ُّ‬
‫لوه من احلمل؛ لكيال ختتلط األنساب‪.‬‬ ‫الر ِح م ُ‬
‫وخ ِّ‬ ‫َّ‬

‫ك ُر َو َأ ْ‬
‫س َت ْن ِت ُج‬ ‫ُأ َف ِّ‬

‫الع َّدة يف اإلسالم؟ ما أثر ذلك يف الفرد واملجتمع؟‬ ‫ماذا سيحدث إذا مل تُرشَع ِ‬
‫‪..................................................................................................................................‬‬

‫حاالت ِ‬
‫العدَّ ة‬ ‫ثال ثًا‬
‫الف راق وحالة امل رأة‪ ،‬وتتم ثَّل حاالت ِ‬
‫الع َّدة فيام يأيت‪:‬‬ ‫الع َّدة تبعا الختالف سبب ِ‬
‫ختتلف م َّدة ِ‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫الع َّدة بسبب الطالق‪ :‬هذه احلالة خاصة بامل رأة املدخول هبا‪ّ .‬أما إذا كانت املرأة ا ُمل ط َّلقة غري مدخول هبا فال ِع َّدة‬
‫‌أ ‪ِ .‬‬
‫عليهـا‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾ [األحزاب‪.]49 :‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪62‬‬
‫ختتلف ِع َّدة املرأة ا ُملط َّلقة واملدخول هبا ً‬
‫تبع ا الختالف حالتها كام يأيت‪:‬‬
‫حالة املرأة ا ُملط َّلقة‬
‫الدليل‬ ‫ِع َّدهتا‬
‫واملدخول هبا‬
‫﴾‬ ‫أي ثـالث قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫ثالثـة قـروء؛ ْ‬ ‫إذا كانت من ذوات‬
‫[البقرة‪]228 :‬‬ ‫حيضات‬ ‫احليض‪ ،‬وغري حامل‬
‫قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫ثالثة أشهر قمرية‬ ‫إذا كانت ال حتيض‬
‫﴾ [الطالق‪]4 :‬‬
‫ِ‬
‫﴾‬ ‫ُم َّدة احلمل؛ إذ تنتهي الع َّدة قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫[الطالق‪]4 :‬‬ ‫بوضع امل رأة محلها‪ ،‬طالت‬ ‫ً‬
‫حامل‬ ‫إذا كانت‬
‫قصت‬
‫ُم َّدة احلمل أم ُ َ‬
‫ب‌‪ِ .‬‬
‫الع َّدة بسبب وفاة الزوجِ‪ ،‬وهي عىل النحو اآليت‪:‬‬
‫حالة الزوجة ا ُمل ّ‬
‫توف عنها‬
‫الدليل‬ ‫ِع َّدهتا‬
‫زوجها‬

‫قال تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫غري مدخول هبا‪ ،‬أو مدخول‬

‫﴾ [البقرة‪]234 :‬‬
‫أربعة أشهر وعرشة أيام‬ ‫هبا وهي غري حامل؛ سواء‬
‫قمرية‬ ‫أكانت من ذوات احليض‪،‬‬
‫أو من غري ذوات احليض‬
‫﴾‬ ‫مدة احلمل؛ إذ تنتهـي قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫ُ َّ‬
‫[الطالق‪.]4 :‬‬ ‫ِ‬
‫الع َّدة بوضـع الزوجـة‬
‫ال ْس َل ِم َّي ِة َو ِه َي ُح ْب ىل‪َ ،‬ف َو َض َع ْت‬
‫مات زَو ُج ُس ب ي َع َة ْ َ‬
‫محلهـا‪ ،‬طالـت مـ َّدة َل ّم ا َ ْ َ ْ‬ ‫الزوجة احلامل‬
‫ُ‬
‫ني َل ْي َل ًة‪َ ،‬ف ُخ ِط َب ْت‪َ ،‬ف َأن َْك َح ها َر ُ‬
‫سول‬ ‫َب ْع دَ َم ْوتِ ِه بِ َأ ْر َب ِع َ‬
‫ِ‬ ‫قصت‬
‫احلمل أم ُ َ‬
‫اهلل ﷺ‪[ .‬رواه البخاري]‬

‫َأحكام ِ‬
‫العدَّ ة‬ ‫ابع ا‬
‫ر ً‬
‫للع َّدة أحكام جيب االلتزام هبا‪ .‬وهذه بعضها‪:‬‬ ‫ِ‬
‫يتعي عىل امل رأة ا ُمل ع َت َّدة من الطالق الرجعي ْأن َّ‬
‫تعتد يف بيت الزوجية‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫‌ أ ‪َّ .‬‬
‫ألنا ال تزال عىل عصمة زوجها‪ ،‬وألنَّ الزوج يستطيع إرجاعها‪ ،‬وليكون ذلك َم ْدعاة‬
‫﴾ [الطالق‪]1 :‬؛ َّ‬
‫لرجوع الزوجني إىل حياهتام الزوجية و ُ‬
‫األرسية‪.‬‬
‫‪63‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫حق اإلرث بني الزوجني عند وفاة أحدمها ما دام رباط الزوجية ً‬
‫قائم بينهام؛ س واء وقعت الوفاة قبل‬ ‫‌ب‪ .‬يثبت ُّ‬
‫الدخول أو بعده‪ .‬وكذلك يثبت اإلرث بينهام إذا كانت الزوجة ُم ع َت َّدة من طالق رجعي‪ .‬أ ّم ا إذا كان الطالق‬
‫بائ ًنا فال ت وارث بينهام عند وفاة أحدمها يف ِ‬
‫الع َّدة بسبب انتهاء العالقة الزوجية بينهام‪.‬‬
‫ـدة من طالق رجعي‪ ،‬أو طالق بائن‬ ‫جـ‪ .‬حيرم عىل الرجل ِخطبة امل رأة ا ُملع َت َّدة يف أثناء أشهر ِ‬
‫الع َّدة إذا كانت ُم ع َت َّ‬
‫بينونة صغرى‪ ،‬أو طالق بائن بينونة كربى‪ّ .‬أما إذا كانت ُم ع َت َّدة‬
‫َأ َت َو َّق ُ‬
‫ف‬ ‫تعريضا ال ت رصحيًا‪ .‬قال تعاىل‪:‬‬‫ً‬ ‫من وفاة فيجـوز للرجل ِخطبتها‬
‫التعريض‪ :‬الكالم ا ُمل ِّ‬
‫تضمن داللـة‬ ‫﴿‬ ‫ ‬
‫عىل مـا يـريـده ا ُملتك ِّل م مـن غري‬
‫ترصيح‪.‬‬ ‫﴾‬
‫بكل وضوحٍ‬ ‫الترصيح‪ :‬الكالم ُّ‬
‫الدال ِّ‬ ‫[البقرة‪.]٢٣٥ :‬‬
‫عىل مـا يـريده ا ُملتك ِّل ـم من غيـر‬ ‫نفق عىل ُمع َت َّدته من الطالق؛ س واء كان الطالق‬ ‫‌د ‪ .‬جيب عىل الزوج أنْ ي ِ‬
‫ُ‬
‫غموض‪.‬‬ ‫رجعي ا‪ ،‬أو بائ ًنا بينونة صغرى أو بائ ًنا بينونة كربى‪ّ .‬أما ا ُملع َت َّدة من‬
‫ًّ‬
‫حق اإلقامة يف بيت الزوجية‪.‬‬ ‫الوفاة فال نفقة هلا‪ ،‬وإنَّام هلا ُّ‬
‫ي ُّل ِلم ر َأ ٍة ت ُْؤ ِم ُن بِاهللِ‬ ‫قال ر ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سول اهلل ﷺ‪« :‬ال َ ِ ْ َ‬ ‫ُوف عنها زوجها أنْ ُت َّد َط وال ُم َّدة الع َّدة‪َ َ .‬‬ ‫‌هـ‪ .‬جيب عىل امل رأة التي ت ِّ‬
‫زَوجٍ َأ ْر َب َع َة َأشْ ُه ٍر َو َع ْشًا» [رواه البخاري ومسلم]‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوا ْل َي ْو ِم ْالخ ِر َأنْ ُت َّد َعىل َم ِّي ت َف ْو َق َثالث‪ ،‬إِلَّ َع َل ْ‬

‫َ‬ ‫ِ‬
‫ُم ستخد ًما الرمز املجاور‪ ،‬أ ْر ِج ُع إىل قانون األح وال الشخصية األردين ُّ‬
‫لتعرف املزيد عن أحكام‬
‫ِ‬
‫الع َّدة‪.‬‬

‫وس ُع‬
‫ثراء وال َّت ُ‬
‫إل ُ‬ ‫ا ِ‬

‫ِ‬
‫احلداد‪ :‬امتناع الزوجة عن الزينة بعد وفاة زوجها‪.‬‬
‫الزوج أحكام‪ ،‬منها‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫للح داد عىل‬
‫قال ر ُ ِ‬
‫زَو ُجها ال‬ ‫سول اهلل ﷺ‪« :‬ا ْل ُم َت َو ّف ى َع ْنها ْ‬ ‫الب دَن والثياب‪َ َ .‬‬ ‫الط يب يف َ‬ ‫الكحل و ِّ‬ ‫‪ )1‬جت ُّن ب الزينة‪ ،‬مثل وضع ُ‬
‫ح ُل» [رواه أبو داود]‪( .‬ا ْل ُم َع ْص َف َر‪:‬‬ ‫ِّياب‪َ ،‬و َل ا ْلمم شَّ َق َة‪َ ،‬و َل ا ْل ُح ِل ي‪َ ،‬و َل ت َْخ َت ِض ُب‪َ ،‬و َل ت َْك َت ِ‬
‫َت ْل َب ُس ا ْل ُم َع ْص َف َر ِم َن الث ِ‬
‫َّ‬ ‫ُ َ‬
‫احلداد كام تفعل بعض‬ ‫عي يف ِ‬ ‫رتط لون ُم َّ‬ ‫ذك ر أنَّه ال ُي ش َ‬‫الثياب المصبوغة باألصفر‪ ،‬ا ْل ُم َم شَّ َق َة‪ :‬الثياب المصبوغة باألحمر)‪ُ .‬ي َ‬
‫النساء من لبس الس واد‪.‬‬

‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪64‬‬
‫‪ )2‬البقاء يف بيت الزوجية‪ ،‬واملبيت فيه َق ْدر االستطاعة‪ .‬وجيوز للزوجة أنْ خترج من بيتها ً‬
‫هنارا للحاجة‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫الذهاب إىل العمل‪ ،‬وزيارة أهلها‪ ،‬وقضاء ح وائجها؛ رشط ّأل تبيت خارج بيت الزوجية‪ .‬وكذلك جيوز هلا أنْ‬
‫تبيت عند أهلها إذا كانت وحيدة‪ ،‬وال يوجد عندها ُم َرم يف بيت الزوجية‪ ،‬أو كانت ال ت َْأمن عىل نفسها من‬
‫البقاء وحيدة‪.‬‬

‫ُأ َف ِّ‬
‫ك ُر‬

‫ُأ َف ِّك ر يف حكمة مرشوعية ِ‬


‫احلداد‪.‬‬ ‫ُ‬
‫‪.................................................................................................................................‬‬

‫فاد ُة‬ ‫م ا ْل ُم ْ‬
‫س َت َ‬ ‫ا ْلقِ َي ُ‬

‫ص بعض ِ‬
‫الق َيم املستفادة من الدرس‪.‬‬ ‫َأ ْس َت ْخ ِل ُ‬
‫‪ُ )1‬أ َقدِّ ُر دور الرشيعة اإلسالمية يف رعاية حقوق الزوجني‪.‬‬
‫‪.................................................................................................. )2‬‬
‫‪.................................................................................................. )3‬‬

‫‪65‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫راج َع ُة‬
‫ويم َوا ْل ُم َ‬
‫ُ‬ ‫ال َّت ْق‬

‫‪ُ 1‬أب يِّ ُ املقصود بمفهوم ِ‬


‫الع َّدة‪.‬‬ ‫َ‬
‫‪ُ 2‬أو ِّض ح احلكمة من مرشوعية ِ‬
‫الع َّدة‪.‬‬ ‫َ ُ‬
‫الع َّدة إذا كانت ِع َّدهتا بسبب الطالق البائن‪.‬‬
‫‪ُ 3‬أ َع ِّل ُل‪ :‬ال ت ِرث امل رأة زوجها عند وفاته يف ِ‬

‫‪ُ 4‬أ َب ِّ ُ‬
‫يا ُ‬
‫حل ْك م الرشعي يف ك ِّل حالة من احلاالت اآلتية‪:‬‬
‫ُوف عنها زوجها قبل انتهاء ِع َّدهتا‪.‬‬
‫أ ‪َ .‬ع ْق ُد رجل عىل ام رأة ت ِّ‬

‫ثم َم بيتها يف بيت الزوجية‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‌ب‪ .‬خروج ام رأة ُم ّ‬


‫هنارا لزيارة أهلها‪َّ ،‬‬
‫توف عنها زوجها يف أثناء ع َّدهتا ً‬
‫توف عنها زوجها يف أثناء ِع َّدهتا‪.‬‬
‫‌جـ‪ .‬ت ََط ُّي ُب ام رأة ُم ّ‬
‫األول‪.‬‬
‫تزوج ام رأة غري مدخول هبا بعد ثالثة أشهر من وفاة زوجها َّ‬
‫د ‪ُّ .‬‬
‫الع َّدة بحسب حالة امل رأة وسبب ِ‬
‫الف راق‪:‬‬ ‫‪َ 5‬أس َت ْخ ِرج من اآليات الكريمة اآلتية م َّدة ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫الع َّدة‬ ‫حالة املرأة وسبب ِ‬
‫الف راق ُم َّدة ِ‬ ‫اآليات الكريمة‬

‫‪............... ..............................‬‬ ‫﴾‬ ‫قال تعاىل‪﴿ :‬‬

‫قال تعاىل‪﴿ :‬‬


‫‪............... ..............................‬‬
‫﴾‬

‫‪............... ..............................‬‬
‫قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾‬

‫قال تعاىل‪﴿ :‬‬


‫‪............... ..............................‬‬

‫﴾‬

‫‪َ 6‬أخْ ُ‬
‫تار اإلجابة الصحيحة يف ٍّ‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬
‫‪ .1‬إذا ُط ِّل قت امل رأة قبل الدخول فإهنا‪:‬‬
‫ب‪ .‬ال عدة عليها‪.‬‬ ‫تعتد ثالثة قروء‪ .‬‬
‫أ‪ُ .‬‬
‫تعتد أربعة أشهر وعرشة أيام‪.‬‬
‫د‪ُ .‬‬ ‫تعتد أربعة قروء‪ .‬‬
‫جـ‪ُ .‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪66‬‬
‫‪ِ .2‬ع د ُة امل رأة ا ُملط َّل قة بعد الدخول إن كانت من ذوات احليض‪ ،‬هي‪:‬‬
‫ب‪ .‬ثالثة أشهر قمرية‪.‬‬ ‫ ‬
‫أ ‪ .‬أربعة أشهر وعرشة أيام‪.‬‬
‫د ‪ .‬ثالثة قروء‪.‬‬ ‫ ‬
‫جـ‪ .‬أربعة قروء‪.‬‬
‫توف عنها زوجها بعد الدخول غري حامل‪ ،‬فإنَّ ِع َّدهتا‪:‬‬
‫‪ .3‬إذا كانت امل رأة ا ُمل ّ‬
‫ب‪ .‬ثالثة أشهر قمرية‪.‬‬ ‫ ‬
‫أ ‪ .‬ثالثة قروء‪.‬‬
‫د ‪ .‬أربعة قروء‪.‬‬ ‫ ‬
‫جـ‪ .‬أربعة أشهر وعرشة أيام‪.‬‬
‫‪ِ .4‬ع َّدة امل رأة ا ُمل ّ‬
‫توف عنها زوجها قبل الدخول هي‪:‬‬
‫ب‪ .‬أربعة قروء‪.‬‬ ‫ ‬
‫أ ‪ .‬ثالثة أشهر قمرية‪.‬‬
‫د ‪ .‬ثالثة قروء‪.‬‬ ‫ ‬
‫جـ‪ .‬أربعة أشهر وعرشة أيام‪.‬‬
‫ً‬
‫حامل‪:‬‬ ‫‪ .5‬تكون ِع د ُة امل رأة ا ُمل ّ‬
‫توف عنها زوجها بعد الدخول إن كانت‬
‫ب‪ .‬ثالثة أشهر قمرية‪.‬‬ ‫ ‬
‫أ ‪ .‬بوضع احلمل‪.‬‬
‫د ‪ .‬أربعة أشهر وعرشة أيام‪.‬‬ ‫ ‬
‫جـ‪ .‬ثالثة قروء‪.‬‬
‫حل داد امل رأة عىل زوجها يف أثناء أشهر ِ‬
‫الع َّدة هو‪:‬‬ ‫حل ْك م الرشعي ِ‬
‫‪ .6‬ا ُ‬

‫ب‪ .‬الك راهة‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬التحريم‪ .‬‬


‫د ‪ .‬الوجوب‪.‬‬ ‫جـ‪ .‬اإلباحة‪ .‬‬

‫‪67‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫الوحدة الثالثة‬

‫﴾‬ ‫قال تعاىل‪﴿ :‬‬


‫[سبأ‪]٢٨ :‬‬

‫دروس‬
‫الوحدة الثالثة‬

‫سورة األعراف‪ ،‬اآليات الكريمة (‪)34-31‬‬ ‫‪1‬‬


‫رسائل النبي ﷺ إىل امللوك والزعامء يف عرصه‬ ‫‪2‬‬

‫الحقوق السياسية للمرأة في اإلسالم‬ ‫‪3‬‬


‫التعايش اإلنساني‬ ‫‪4‬‬

‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪68‬‬
‫سورة األعراف‬ ‫الدّرس‬
‫اآليات الكريمة (‪)34 - 31‬‬ ‫‪1‬‬

‫تاجات ال َّت َع ُّل ِ‬


‫م‬ ‫ُ‬ ‫ِن‬

‫ُيتو ّقع من الطلبة حتقيق النتاجات اآلتية‪:‬‬


‫الو ُة اآليات الكريمة (‪ )34-31‬من سورة األع راف‬ ‫‪ -‬تِ َ‬
‫تالوة سليمة‪.‬‬
‫يـان معاين املفـردات والرتاكيب الـ واردة يف اآليـات‬‫‪َ -‬ب ُ‬
‫الكريمة‪.‬‬
‫‪َ -‬ت ْف ُ‬
‫سري اآليات الكريمة‪.‬‬
‫ِ‬
‫‪ -‬ح ْف ُظ اآليات الكريمة ً‬
‫غيب ا‪.‬‬
‫‪ -‬تث ُُّل ِ‬
‫الق َي م واالجتاهات ال واردة يف اآليات الكريمة‪.‬‬ ‫ََ‬

‫م ا ْل َق ْبل ُّ‬
‫ِي‬ ‫ع ُّل ُ‬
‫ال َّت َ‬
‫َأ َت َو َّق ُ‬
‫ف‬
‫أنعم اهلل تعاىل عىل اإلنسان بنِ َع م كثرية‪َّ ،‬‬
‫وسخ ر له ما يف األرض؛‬
‫سـورة األعـ راف من السـور املَ ِّك ية‪،‬‬
‫وعـدد آيـاهتا (‪ )206‬آيـات‪ ،‬وقـد‬ ‫طي باهتـا‪،‬‬
‫ليعمـرها‪ ،‬ويستفيـد من خ رياهتـا‪ ،‬وأبـاح له أنْ يأكـل من ِّ‬
‫حرمه‪.‬‬
‫عم َّ‬ ‫ويستمتع بام َّ‬
‫أحل له‪ ،‬ويبتعد ّ‬
‫ُس ِّم يت بـذلك َّ‬
‫ألنا ذكرت حـال‬
‫أهل األع راف‪ .‬واألع راف مكان بني‬ ‫َأ َت َد َّب ُر َو ُأ ِ‬
‫ناق ُ‬
‫ش‬
‫جل َّنة والنار يوجد فيه ُأناس تساوت‬ ‫ا َ‬ ‫«ك ُل وا َواشْ رب وا‪َ ،‬وت ََص َّد ُق وا َوا ْل ب س وا‪َ ،‬غ ي َ ِ‬
‫م ي َل ٍة‪َ ،‬و َل‬ ‫َْ‬ ‫َ ُ‬ ‫َُ‬ ‫َأتَدَ َّب ُر قول النبي ﷺ‪ُ :‬‬
‫ثم يكـون‬
‫وسي ئاهتـم‪َّ ،‬‬
‫حسناهتـم ِّ‬ ‫ناق ُش التوجيهات واألحكام املستفادة منه‪.‬‬ ‫ف» [رواه أمحد]‪ ،‬ثم ُأ ِ‬
‫سٍ‬
‫َّ‬ ‫َ َ‬
‫مآهلم إىل ا َ‬
‫جل َّنة يف هناية املطاف‪.‬‬
‫‪...................................................................................‬‬

‫موضوعات اآليات الكريمة‬ ‫ريط ُة ال َّت ْنظيمِ َّي ُة‬


‫ا ْل َخ َ‬

‫اآلية الكريمة (‪)34‬‬ ‫اآلية الكريمة (‪)33‬‬ ‫اآليتان الكريمتان (‪)32-31‬‬


‫اآلجال بيد اهلل تعاىل‬ ‫اجتناب ا ُمل َّ‬
‫حرمات‬ ‫الطيبات‬ ‫التم ُّتع بام َّ‬
‫أحل اهلل تعاىل من ِّ‬

‫‪69‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫م َو َأ ْح َف ُ‬
‫ظ‬ ‫َأ ْف َ‬
‫ه ُ‬

‫اكيب‬ ‫ا ْل ُم ْف َر ُ‬
‫دات َوال َّت ر ُ‬

‫تزي ن وا باللباس الساتر‪.‬‬


‫‪َّ :‬‬
‫احلد املعتاد‪.‬‬
‫‪ :‬وال تتجاوزوا َّ‬

‫‪ :‬ال ُي شا ِركهم فيها أحد‪.‬‬

‫‪ :‬ما َخ ِف ي‪.‬‬

‫‪ً :‬‬
‫دليل‪.‬‬

‫‪ُ :‬م َّدة يسرية من الوقت‪.‬‬

‫م َوال َّت ْح ُ‬
‫ليل‬ ‫ا ْل َف ْ‬
‫ه ُ‬

‫ج لة من التوجيهات للناس من حيث االلتزام بأوامر اهلل تعاىل‪ ،‬والتم ُّتع احلالل بام‬
‫تعرض اآليات الكريمة ُ ْ‬
‫طي بات وخ ريات‪ ،‬واالبتعاد ّ‬
‫عم هناهم عنه‪.‬‬ ‫أنعم عليهم سبحانه يف الدنيا من ِّ‬

‫التمتُّع بام َّ‬


‫أحل اهلل تعاىل من الط ِّيبات‬ ‫َأ َّو ًل‬
‫طي بات يف احلياة الدنيا‪ ،‬مثل‪ :‬املَ ْل َب س‪،‬‬
‫سخ ره اهلل تعاىل هلم من ِّ‬
‫وجهت اآلية الكريمة الناس إىل التم ُّتع بام َّ‬
‫َّ‬
‫وبخاصة عند الصالة‪،‬‬
‫َّ‬ ‫واملَ ْأ َكل‪ ،‬واملَ ْشَب‪ ،‬ودعتهم إىل أنْ يلبس وا من الثياب ما يصلح للزينة‪ ،‬وسرت العورة‪،‬‬
‫﴾‪ .‬وهذا خطاب عام للناس كا َّف ًة‬ ‫والط واف‪ ،‬ودخول بيوت اهلل ‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫بوجوب سرت العورات‪.‬‬
‫والزينة اسم جامع لك ِّل ما ُي َتز َّي ن به من لباس ساتر مجيل‪ ،‬وختصيص املسجد بالذكر يف اآلية الكريمة فيه‬
‫إشارة إىل مكانة بيوت اهلل تعاىل‪ ،‬وحتفيز للمسلم عىل تعظيمها واحرتامها‪.‬‬

‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪70‬‬
‫﴾؛ دالل ًة عىل أنَّ كشف العورات أمر قبيح ُم َّرم‪ ،‬وأنَّه‬ ‫وقد جاء األمر بسرت العورة يف قوله تعاىل‪﴿ :‬‬
‫استنكارا لبعض ما كان يفعله أهل اجلاهلية قبل اإلسالم من الط واف بالبيت احل رام ُع راةً؛‬
‫ً‬ ‫ّمما َيعيب اإلنسان‪ ،‬و‬
‫تعظيم للكعبة ا ُملرشَّفة‪.‬‬
‫ً‬ ‫ظ ًّنا منهم أنَّ يف ذلك‬
‫﴾ ففيها إشارة إىل قدرهتم عىل متثُّل ذلك‪ ،‬واالنتفاع‬ ‫ّأما إضافة الزينة إىل بني آدم يف قوله تعاىل‪﴿ :‬‬
‫وح ِّب بت إليهم‪.‬‬ ‫به؛ فالزينة ُ ِ‬
‫شعت هلم‪ُ ،‬‬
‫بتوس ط‬
‫طي بات الطعام والرشاب ُّ‬
‫ثم دعت اآلية الكريمة الناس إىل التم ُّتع بام أنعم اهلل تعاىل عليهم من ِّ‬
‫َّ‬
‫﴾‪ .‬ويف هذا داللة عىل إباحة مجيع‬ ‫واعتدال من دون جماوزة احلدِّ املعتاد‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫املطعومات واملرشوبات ّإل ما جاء الدليل عىل حتريمه‪.‬‬
‫﴾؛ لبيان أنَّ اإلرساف أمر ال ُ ِ‬
‫ي ُّب اهلل فاعله‪،‬‬ ‫وقد جاء تأكيد عدم اإلرساف يف قوله تعاىل‪﴿ :‬‬
‫سب به من رضر لصاحبه‪ .‬ويف هذا دعوة للمسلم أنْ يعتدل يف طعامه ورشابه ولباسه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ولا ُي ِّ‬

‫ِ‬
‫قاش‬‫ض َّي ٌة ِلل ِّن‬
‫َق ِ‬

‫ُأ ِ‬
‫ناق ُش دعوة الق رآن الكريم إىل عدم اإلرساف‪ ،‬وأثر ذلك يف احلياة االقتصادية‪.‬‬
‫‪........................................................................................‬‬

‫بعد ذلك‪ ،‬جاء قول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬


‫َأ َت َو َّق ُ‬
‫ف‬ ‫﴾؛ لبيان أنَّ َّ‬
‫حق التحليل والتحريم هو فقط هلل ‪‬؛‬
‫تقول القاعدة الفقهية‪« :‬األصل يف‬ ‫س واء أتع َّلق ذلك باللباس والزينة‪ ،‬أم باملطعومات واملرشوبات وغريمها‪.‬‬

‫األشياء اإلباحة‪ّ ،‬إل ما َّ‬


‫حرمه الرشع»‪.‬‬ ‫ويف هذا َر ٌّد عىل ما كان يفعله املرشكون من حتريم ما َّ‬
‫أحل اهلل تعاىل هلم‬
‫من لباس وطعام من عند أنفسهم بغري دليل؛ فاهلل سبحانه هو ال رازق‬
‫الطي بات يف الدنيا‪ ،‬وأباح‬ ‫الذي ي ِ‬
‫مجيعا بأنْ جعل هلم الرزق و ِّ‬‫تفضل عىل الناس ً‬ ‫نع م عىل عباده بام ينفعهم‪ ،‬وقد َّ‬ ‫ُ‬
‫هلم كا َّف ًة التم ُّتع هبا‪ّ .‬أما يف اآلخرة فإنَّ ذلك كله خاص باملؤمنني ا ُمل لت ِزمني بأمر اهلل سبحانه‪ ،‬وال ُيشا ِركهم فيه أحد‬
‫ثم اخ ُتتِمت اآلية الكريمـة بقوله تعاىل‪:‬‬ ‫﴾‪َّ .‬‬ ‫غريهم‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫فصلها لك ِّل َم ْن يريد‬‫بي هذه األحكام‪ ،‬و ُي ِّ‬‫﴾‪ ،‬يف إشارة إىل أنَّ اهلل ‪ ‬هو الذي ُي ِّ‬ ‫﴿‬
‫معرفتها وااللتزام هبا ِم َن ا َ‬
‫خل ْلق‪.‬‬
‫ملوجد للزينة‪ ،‬وا ُمل ِ‬
‫نع م هبا‬ ‫﴾ فدليل عىل أنَّ اهلل ‪ ‬هو ا ِ‬ ‫ّأما إضافة الزينة إليه سبحانه يف قوله تعاىل‪﴿ :‬‬
‫عىل عباده‪.‬‬
‫‪71‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫ُأ ْبدي َر ْأيي‬

‫يظن بعض الناس أنَّ االستمتاع بام أباحه اهلل تعاىل من لباس وطعام يتعارض مع الزهد يف الدنيا‪ُ .‬أ ْب دي‬
‫قد ُّ‬
‫َر ْأيي يف ذلك‪.‬‬
‫‪...............................................................................................................................‬‬

‫اجتناب ا ُمل َّ‬


‫حرمات‬ ‫ثاني ا‬
‫ً‬
‫حق التحريم‬ ‫نوه ًة َّ‬
‫بأن َّ‬ ‫حرمه اهلل تعاىل عىل الناس‪ ،‬وأمرهم باجتنابه‪ُ ،‬م ِّ‬
‫ذكرت اآليات الكريمة بعض ما َّ‬
‫﴾؛ فهو سبحانه أدرى بام ينفع ا َ‬
‫خل ْلق‪ ،‬ويصلح هلم‪،‬‬ ‫والتحليل هو هلل ‪ ‬وحده‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫فحرم عليهم ما يرضُّهم‪ ،‬وأباح هلم ما فيه منفعتهم يف الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫َّ‬
‫حرمه اهلل تعاىل عىل عباده‪:‬‬
‫وفيام يأيت بعض ما َّ‬
‫‌أ‪ .‬الف واحش‪ :‬هي ما َع ُظ م ُق ْب حه من األفعال واألق وال‪ ،‬وما نشأ عنه رضر وفساد يطال الفرد واملجتمع‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫﴾‪ .‬وس واء كان فعل‬ ‫الزنا‪ ،‬وقذف املحصنات (من كبائر الذنوب)‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾‪.‬‬ ‫بعيدا عنهم؛ فإنَّ اهلل تعاىل يعلمه‪ ،‬و َي َّط ِلع عليه‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫الفاحشة أمام الناس‪ ،‬أو ً‬
‫﴾‪ .‬و(اإلثم)‬ ‫‌ب‪ .‬اإلثم‪ :‬هو ك ُّل ما ُي ِ‬
‫غضب اهلل ‪ ‬من أعامل وأق وال‪ ،‬مثل‪ :‬الكذب‪ ،‬والرشوة‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾‪ ،‬بالرغم ّمما حتمله الف واحش من خطر‬ ‫أعم من ﴿‬ ‫كلمة تُط َلق عىل ِّ‬
‫كل ذنب يقرتفه اإلنسان؛ فهي ُّ‬
‫أعظم عىل الفرد واملجتمع مقارن ًة بخطر اآلثام ورضرها‪.‬‬
‫وقد جاء األمر بتحريم اإلثم (يشمل مجيع الذنوب) بعد ذكر حتريم الكبائر؛ لِ ّئل َّ‬
‫يتوه م القارئ أنَّ املَ ْن ِه َّي عنه‬ ‫ ‬
‫هو الكبائر دون الصغائر‪.‬‬
‫جـ ‪ .‬البغي‪ :‬هـو الظلم و ّ‬
‫التعدي عىل حقـوق العباد‪ ،‬مثل‪ :‬القتل‪ ،‬والرسقة‪ ،‬وخيانة األمانة‪ ،‬واألذى‪ .‬قال تعاىل‪:‬‬
‫﴾‪.‬‬ ‫﴿‬
‫‌د ‪ .‬ال شِّ ْك باهلل تعاىل‪ :‬هو أنْ جتعل هلل ‪ ‬نِ ًّدا ورش ً‬
‫يكا له يف العبـودية وال ربوبيـة‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾‪ .‬ويف ختصيصه بالذكر تنبيه عىل أنَّه أقبح أن واع الذنوب وأكربها‪ّ .‬أما قوله تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾ فيعني ما ال ُح َّج ة عليه وال دليل‪ ،‬بل هو وهم وضالل‪ .‬ويف هذا توبيخ للمرشكني الذين‬
‫ُي ِج مون عن استخدام عقوهلم‪.‬‬
‫‌هـ‪ .‬الكذب عىل اهلل سبحانه‪ :‬يكون ذلك بأنْ ُي َ‬
‫نس ب إليه سبحانه من األوامر والن واهي والتحليل والتحريم ما‬
‫﴾؛ فذلك من االفرتاء عىل اهلل ‪ ،‬والكذب عليه‪.‬‬ ‫مل يقل به‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪72‬‬
‫اآلجال بيد اهلل تعاىل‬ ‫ثال ثًا‬

‫﴾ إىل أنَّ‬ ‫أشـارت اآليـة الكريمـة يف قوله تعاىل‪﴿ :‬‬


‫آجال ُم َّدد ًة مثلام أنَّ لألف راد ً‬
‫آجال ُم َّددةً‪.‬‬ ‫ل ُ‬
‫ألمم ً‬
‫حدد الذي تنتهي به ُم َّدة اإلمهال التي جعلها اهلل تعاىل لألف راد و ُ‬
‫األمم يف‬ ‫و(األجل) لفظ ُي ط َلق عىل الوقت ا ُمل َّ‬
‫الدنيا‪ .‬والغرض من هذا البيان هو التخويف والرتهيب؛ ليحرص املسلمون كا َّف ًة عىل أداء التكاليف التي أمرهم‬
‫رتوا‬
‫عم هم فيه من إع راض عن طاعة اهلل تعاىل‪ .‬وال ينبغي هلم أنْ يغ ّ‬ ‫اهلل تعاىل هبا عىل النحو املنشود‪ ،‬والرجوع ّ‬
‫قوة ُ‬
‫األ َّمة واستم رارها وعدم زواهلا‪،‬‬ ‫بإمهال اهلل تعاىل ّإياهم‪ ،‬وإنَّام جيب عليهم أنْ يأخذوا باألسباب التي ُت ْفيض إىل َّ‬
‫ويأيت يف ُمقدِّ متها اتباع أوامر اهلل تعاىل واجتناب ن واهيه‪.‬‬

‫َأ ْق َترِحُ‬

‫يتعي عىل أف راد املجتمع متثُّلها؛ حلفظ أنفسهم من الوقوع فيام ُي ِ‬


‫غضب‬ ‫َأ ْق َ ِ‬
‫ت ُح بعض املامرسات العملية التي َّ‬
‫اهلل تعاىل‪ ،‬استعدا ًدا ليوم األجل‪.‬‬
‫‪..................................................................................................................................‬‬

‫وس ُع‬
‫ثراء وال َّت ُ‬
‫إل ُ‬ ‫ا ِ‬

‫جاء يف سورة األع راف ‪ -‬قبل اآليات املذكورة آن ًفا‪ -‬حديث عن الكافرين‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾ [األع راف‪]28 :‬؛ إذ أوردت اآلية الكريمة‬
‫حيتج به الكافرون من ُم ربِّرات لفعل الذنوب والكبائر‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫بعض ما ُّ‬
‫‌أ ‪ .‬التقليد األعمى آلبائهم وأجدادهم الذين سلك وا هذا الطريق‪.‬‬
‫‌ب‪ .‬ادعاؤهم أنَّ اهلل تعاىل هو الذي أمرهم بفعلها‪.‬‬
‫بطل ما نسبوه إىل اهلل ‪،‬‬ ‫ؤكد كذهبم عىل اهلل تعاىل وافرتا َءهم عليه‪ ،‬و ُت ِ‬
‫ومن َث َّم‪ ،‬فإنَّ اآلية الكريمة جاءت ل ُت ِّ‬
‫ِ‬
‫وتُنك ر عليهم ذلك؛ فهم دأب وا عىل ممارسة األفعال الفاحشة‪ ،‬مثل‪ :‬السجود للتامثيل واحلجارة‪ ،‬و ّ‬
‫التعري يف‬
‫الط واف‪ ،‬والذبح لغري اهلل تعاىل‪ ،‬واستحالل أم وال اليتامى والضعفاء‪ ،‬وغري ذلك من األفعال املَشينة التي كان‬
‫ص عليها أهل اجلاهلية‪ .‬وقد َّبي نت اآلية الكريمة أنَّ اهلل ‪ ‬ال يأمر هبذه املامرسات‪ ،‬وال يرضاها‪ ،‬وأنَّه ال ينبغي‬ ‫ُي ِ ُّ‬
‫بم ِّربراهتم وافرتاءاهتم الرتكاب املعايص والذنوب‪.‬‬
‫تذر ًعا ُ‬
‫يتشب ه هبؤالء الكافرين‪ُ ،‬م ِّ‬
‫َّ‬ ‫ألحد من املسلمني أنْ‬

‫‪73‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫َم َع ال ُّل َ‬
‫غ ِة‬ ‫َأ ْرب ُ‬
‫ِط‬

‫﴾ هـو استفهـام‬ ‫االستفهـام املوجـود يف قوله تعاىل‪﴿ :‬‬


‫قص د به اإلنكار عىل هؤالء الذين ُي ِّرمون عىل أه وائهم بغري دليل من اهلل تعاىل‪.‬‬
‫إنكاري‪ُ ،‬ي َ‬

‫فاد ُة‬ ‫م ا ْل ُم ْ‬
‫س َت َ‬ ‫ا ْلقِ َي ُ‬

‫ص بعض ِ‬
‫الق َيم املستفادة من الدرس‪.‬‬ ‫َأ ْس َت ْخ ِل ُ‬
‫‪َ )1‬أ ْح ِر ُ‬
‫ص عىل التم ُّتع بام أنعم اهلل َّ‬
‫علي باعتدال من دون إرساف‪.‬‬
‫‪.................................................................................................. )2‬‬
‫‪.................................................................................................. )3‬‬

‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪74‬‬
‫راج َع ُة‬
‫ويم َوا ْل ُم َ‬
‫ُ‬ ‫ال َّت ْق‬

‫‪ُ 1‬أ َب ِّ ُ‬
‫ي معنى كل تركيب ق رآين ّمما يأيت‪:‬‬
‫﴾‪.‬‬ ‫أ ‪﴿.‬‬
‫﴾‪.‬‬ ‫‌ب‪﴿ .‬‬
‫‪ُ 2‬أ َو ِّض ُح املقصود بلفظ (األع راف) الذي ُس ِّم يت به السورة الكريمة‪.‬‬
‫‪ِ َ 3‬‬
‫أ ْس َتد ُّل من اآليات الكريمة عىل ٍّ‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬
‫أ ‪ .‬إباحة التم ُّتع بنِ َع م اهلل تعاىل‪.‬‬
‫‌ب‪ .‬التحليل والتحريم بيد اهلل تعاىل‪.‬‬
‫جـ‪ .‬حتريم االعتداء عىل اآلخرين‪.‬‬
‫‪َ 4‬أ ْس َت ْنتِ ُج داللة النصني الرشعيني اآلتيني‪:‬‬
‫﴾‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬قال تعاىل‪﴿:‬‬
‫﴾‪.‬‬ ‫‌ب‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫تار اإلجابة الصحيحة يف ٍّ‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬ ‫‪َ 5‬أخْ ُ‬
‫﴾‪:‬‬ ‫‪ .1‬االستفهام يف قوله تعاىل‪﴿ :‬‬
‫ب‪ .‬تقريري‪.‬‬ ‫ ‬
‫أ ‪ .‬إنكاري‪.‬‬
‫د ‪ .‬جمازي‪ .‬‬ ‫ ‬‫جـ‪ .‬حقيقي‪.‬‬
‫﴾‪:‬‬ ‫‪ُ .2‬ح ْك م األكل والرشب يف قوله تعاىل‪﴿ :‬‬
‫ب‪ .‬مباح‪.‬‬ ‫ ‬
‫أ ‪ .‬واجب‪.‬‬
‫د ‪ .‬مندوب‪.‬‬ ‫ ‬
‫جـ‪ .‬مكروه‪.‬‬
‫‪ .3‬اللفظ الذي ُي ط َلق عىل ما َع ُظ م ُق ْب حه من أفعال وأق وال‪ ،‬مثل الزنا وقذف املحصنات‪ ،‬هو‪:‬‬
‫ب‪ .‬اإلثم‪.‬‬ ‫ ‬
‫أ ‪ .‬البغي‪.‬‬
‫السي ئة‪.‬‬
‫د ‪ِّ .‬‬ ‫ ‬
‫جـ‪ .‬الف واحش‪.‬‬
‫َ‬
‫‪ 6‬أ ْت لو اآليات الكريمة ً‬
‫غيب ا‪.‬‬

‫‪75‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫رسائل النبي ﷺ إلى الملوك‬ ‫الدرس‬
‫والزعماء في عصره‬ ‫‪2‬‬

‫تاجات ال َّت َع ُّل ِ‬


‫م‬ ‫ُ‬ ‫ِن‬

‫ُيتو ّقع من الطلبة حتقيق النتاجات اآلتية‪:‬‬


‫ِ‬
‫سي دنا حممد ﷺ‪.‬‬‫‪ -‬ذكْ ُر الزعامء الذين كاتبهم ِّ‬
‫سي دنا حممد ﷺ إىل امللوك والزعامء يف‬‫ليل رسائل ِّ‬‫‪ -‬ت ُ‬ ‫َْ‬
‫عرصه‪.‬‬
‫‪ -‬ت ََع ُّر ُف نتائج دعوة النبي ﷺ إىل امللوك والزعامء يف عرصه‪.‬‬
‫عار عاملية رسالة اإلسالم‪ .‬‬ ‫‪ِ -‬‬
‫استشْ ُ‬
‫ْ‬

‫م ا ْل َق ْبل ُّ‬
‫ِي‬ ‫ع ُّل ُ‬
‫ال َّت َ‬

‫حممدا ﷺ إىل الناس كا َّف ًة‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫خاص ًة‪ ،‬و َب َع َث ِّ‬
‫سي دنا ً‬ ‫بعث اهلل تعاىل ك َّل نبي إىل قومه َّ‬
‫سي دنا حممد ﷺ عىل تبليغ دعوته‪ ،‬بد ًءا بأهله وعشريته وأهل َم َّكة‬
‫﴾ [سبأ‪ ،]28 :‬فعمل ّ‬
‫حتول يف تاريخ الدعوة‬ ‫ثم هاجر ﷺ إىل املدينة ا ُمل َّ‬
‫نورة إلكامل دعوته‪ .‬وبعد صلح احلديبية الذي ُي َع ُّد نقطة ُّ‬ ‫عام ًة‪َّ ،‬‬
‫َّ‬
‫تفرغ رسول اهلل ﷺ لدعوة الناس إىل اإلسالم داخل اجلزيرة الع ربية وخارجها‪.‬‬
‫اإلسالمية‪َّ ،‬‬
‫َأ ْ‬
‫س َت ْذ ِك ُر‬
‫َ ِ‬
‫سي دنا حممد ﷺ يف إيصال دعوته إىل الناس خارج َم َّكة ا ُمل َّ‬
‫كرمة قبل اهلجرة‬ ‫أ ْس َت ْذك ُر الوسائل التي استخدمها ِّ‬
‫وبعدها‪.‬‬
‫‪..................................................................................................................................‬‬

‫رسائل النبي ﷺ إىل امللوك والزعامء يف عرصه‬ ‫ريط ُة ال َّت ْنظيمِ َّي ُة‬
‫ا ْل َخ َ‬

‫من رسائل النبي ﷺ خارج اجلزيرة العربية‬ ‫من رسائل النبي ﷺ داخل اجلزيرة العربية‬

‫إىل املقوقس‬ ‫إىل هرقل‬ ‫إىل كرسى‬ ‫إىل النجايشّ‬ ‫كي ُعامن‬ ‫ِ‬
‫إىل مل ْ‬ ‫إىل ملك البحرين‬

‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪76‬‬
‫م َوال َّت ْح ُ‬
‫ليل‬ ‫ا ْل َف ْ‬
‫ه ُ‬
‫َأ َت َو َّق ُ‬
‫ف‬
‫سي ـدنا حممد ﷺ‬ ‫اختـذ ِّ‬ ‫وجه‬
‫بعد صلح احلديبية يف السنة السادسة للهجرة‪َّ ،‬‬
‫فض ـة ليختم‬‫خـا ًمتا من َّ‬ ‫سي دنا حممد ﷺ جمموعة من الرسائل إىل امللوك والزعامء يف‬
‫ِّ‬
‫به خطاباته‪ ،‬ونقش عليه‬ ‫عرصه‪ ،‬داخل اجلزيرة الع ربية وخارجها‪ ،‬يدعوهم فيها إىل‬
‫عبارة‪« :‬حممد رسول اهلل»‪.‬‬ ‫تأكيدا لعاملية رسالة اإلسالم‪.‬‬
‫ً‬ ‫اإلسالم‪ ،‬وكان ذلك‬

‫من رسائل النبي ﷺ داخل اجلزيرة العربية‬ ‫َّأو ًل‬

‫أرسل النبي ﷺ عرشات الرسائل إىل امللوك والزعامء يف عرصه‬


‫داخل اجلزيرة الع ربية ‪ ،‬ومن ذلك‪:‬‬
‫سي دنا حممد ﷺ الصحايب اجلليل العالء بن احلرضمي‬
‫أ ‪ .‬بعث ِّ‬
‫‪ ‬إىل َم ِلك البحرين برسالة ُّ‬
‫نصها‪« :‬بسم اهلل الرمحن‬
‫الرحيم‪ ،‬من حممد رسول اهلل إىل املنذر بن ساوي‪ ،‬سالم عىل‬
‫فإن أدعوك إىل اإلسالم‪ ،‬فأسلم‬ ‫َم ِن اتبع اهلدى‪ّ .‬أما بعد‪ّ :‬‬
‫تسلم‪ ،‬وجيعل اهلل لك ما حتت يدك‪ ،‬واعلم أنَّ ديني سيظهر‬
‫ف واحلافر» [دالئل النبوة‪ ،‬أليب نعيم] (منتهى ا ُ‬
‫خل ِّف واحلافر‪:‬‬ ‫إىل منتهى ا ُ‬
‫خل ِّ‬
‫ْأي إىل أقايص الدنيا)‪ .‬وكان َم ِلك البحرين ً‬
‫عاقل ُم َّت ِزنًا؛ إذ مل يمنعه‬
‫ُم ْل كه من إعالن إسالمه‪ ،‬وكتب بذلك إىل رسول اهلل ﷺ‪.‬‬
‫ِ‬
‫نصهـا‪« :‬من حممد‬ ‫سي دنا حممد ﷺ الصحايب اجلليل عمرو بن العاص ‪ ‬إىل َم ل َك ْي ُع امن برسـالة ُّ‬ ‫ب‪ .‬بعث ِّ‬
‫فإن أدعوكام بدعاية اإلسالم‪،‬‬ ‫جل ُل ْندي‪ ،‬السالم عىل َم ِن اتبع اهلدى‪ّ .‬أما بعد‪ّ :‬‬ ‫رسول اهلل إىل َج ْي فر وعبد ابني ا ُ‬
‫حي ا‪ِ َ ،‬‬ ‫ُ ِ‬
‫وي َّق القول عىل الكافرين‪ .‬وإنَّكام إنْ أقررمتا‬ ‫فإن رسول اهلل إىل الناس كا َّف ًة ألنذر َم ْن كان ًّ‬
‫أسلام تسلام؛ ّ‬
‫باإلسالم و َّل يتكام‪ ،‬وإنْ أبيتام أنْ ت ُِق ّرا باإلسالم فإنَّ ُم ْلككام زائل» [ابن سعد يف الطبقات]‪ ،‬فاستجابا‪ ،‬وأعلنا إسالمهام‪.‬‬
‫األخرى التي أرسلها النبي ﷺ إىل امللوك والزعامء‬ ‫يتبي من هاتني الرسالتني وغريمها من الرسائل ُ‬ ‫َّ‬
‫داخل اجلزيرة العربية ما يأيت‪:‬‬
‫‪ .1‬خماطبة النبي ﷺ امللوك والزعامء بأسامئهم من دون ذكر ألقاهبم؛ َّ‬
‫ألن م مل يكون وا يملكون اإلرادة‬
‫السياسية يف اختاذ الق رار؛ إذ إنَّ معظم هؤالء كان وا ُع ّم ًل ُ‬
‫للف ْرس أو الروم‪ ،‬ومل يكون وا ً‬
‫ملوكا حقيقيني؛‬
‫لفقداهنم السيادة عىل أراضيهم‪.‬‬
‫‪77‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫إبقاءهم عىل ُم ْلكهم حال إسالمهم؛ ألن َّه ﷺ يعلم أنَّ ذلك قد‬
‫عرض النبي ﷺ عىل امللوك والزعامء َ‬
‫‪ْ .2‬‬
‫يساعد عىل إسالمهم وإسالم َم ْن معهم‪ ،‬ومل يكن القصد من رسائله ﷺ إليهم االستيالء عىل مناصبهم‪.‬‬
‫كل األرض‪ ،‬ويف ذلك تنبيه هلم أنَّ اإلسالم سينترش‪،‬‬
‫سي بلغ َّ‬
‫‪ .3‬اشرتاك الرسائل يف تذكري الزعامء َّأن اإلسالم َ‬
‫وأنَّ بقية الدول ستخضع له‪.‬‬

‫َأ ْب َ‬
‫ح ُ‬
‫ث َع ْن‬

‫َأ ْب َح ُث َع ْن رسالة ُأخرى أرسلها النبي ﷺ إىل ملوك اجلزيرة الع ربية‪.‬‬
‫‪..................................................................................................................................‬‬

‫من رسائل النبي ﷺ خارج اجلزيرة العربية‪:‬‬ ‫ثاني ا‬


‫ً‬
‫ثم أرسله مع الصحايب اجلليل عمرو بن ُأ َم َّي ة الضمري ‪ .‬وهذا‬ ‫أ ‪ .‬كتب رسول اهلل ﷺ كتا ًبا إىل النجايش‪َّ ،‬‬
‫نص الكتاب‪« :‬بسم اهلل الرمحن الرحيم‪ ،‬من حممد رسول اهلل إىل النجايش األصحم َم ِلك احلبشة‪ ،‬سالم‬ ‫ُّ‬
‫هيمن‪ ،‬وأشهد أنَّ عيسى بن مريم روح اهلل وكلمته‪ ،‬ألقاها‬ ‫القدوس ا ُمل ِ‬
‫ؤمن ا ُمل ِ‬ ‫عليك‪ّ ،‬إن أمحد اليك اهلل امللك ّ‬
‫فخ َلقه من روحه كام َخ َلق آدم بيده‪ ،‬ونفخه فيه‪ّ .‬‬
‫وإن‬ ‫الطي بة احلصينة‪ ،‬فحملت بعيسى‪َ ،‬‬ ‫إىل مريم البتول ِّ‬
‫فإن رسول اهلل»‬ ‫أدعوك إىل اهلل وحده ال رشيك له‪ ،‬وامل واالة عىل طاعته‪ ،‬وأنْ َت َّت بعني‪ ،‬وت ِ‬
‫ُؤمن يب‪ ،‬وبالذي جاءين؛ ّ‬
‫[رواه البيهقي]‪.‬‬
‫ب‪ .‬بعث النبي ﷺ الصحايب اجلليل عبد اهلل بن حذافة السهمي ‪ ‬برسالة إىل كرسى عظيم الفرس‪ ،‬هذا‬
‫نصها‪« :‬بسم اهلل الرمحن الرحيم‪ ،‬من حممد رسول اهلل إىل كرسى عظيم فارس‪ ،‬سالم عىل َم ِن اتبع اهلدى‪،‬‬
‫ُّ‬
‫وآمن باهلل ورسوله‪ ،‬وشهد أنْ ال إله ّإل اهلل وحده ال رشيك له وأنَّ حممدا عبده ورسوله‪ ،‬وأدعوك بدعاء اهلل؛‬
‫َ ِ‬ ‫حي ا‪ِ َ ،‬‬ ‫ُ ِ‬
‫وي َّق القول عىل الكافرين‪ ،‬فأ ْسل ْم ت َْس َل ْم‪ .‬فإنْ ْ‬
‫أبي َت‪ ،‬فإنَّ‬ ‫فان رسول اهلل إىل الناس كا َّف ًة ألنذر َم ْن كان ًّ‬
‫ّ‬
‫مزقها‪ ،‬فدعا عليه رسول اهلل ﷺ بأنْ‬ ‫إثم املجوس عليك» [ابن سعد يف الطبقات]‪ .‬وما إنْ ق رأ كرسى الرسالة حتى َّ‬
‫مزق اهلل ُم ْلكه‪ .‬وكان كرسى حني وصلته الرسالة قد كتب إىل عامله عىل اليمن (باذان) يأمره بأنْ يبعث‬
‫ُي ِّ‬
‫إليه رأس النبي ﷺ‪ ،‬فبعث رجلني إىل النبي ﷺ‪ ،‬وملّا وصال املدينة ا ُمل َّ‬
‫نورة أخربمها ﷺ بام أتيا من أجله‪ ،‬وأنَّ‬
‫اهلل تعاىل قد س َّل ط عىل كرسى ابنه فقتله‪ ،‬وطلب إليهام أنْ يعودا إىل اليمن‪ ،‬ويدع وا باذان إىل اإلسالم‪ُ ،‬وي ِباه‬
‫أنَّ النبي ﷺ قد َع ِه د إليه باإلمارة إنْ أسلم‪ ،‬فأسلم باذان‪ ،‬وانترش اإلسالم يف اليمن‪.‬‬

‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪78‬‬
‫جـ ‪ .‬بعث النبي ﷺ الصحايب اجلليل ِد ْح َي ة الكلبي ‪ ‬برسالة‬
‫إىل هرقل عظيم الروم‪ ،‬هذا ُّ‬
‫نصها‪« :‬بسم اهلل الرمحن‬
‫الرحيم‪ ،‬من حممد عبد اهلل ورسوله إىل هرقل عظيم الروم‪،‬‬
‫فإن أدعوك بدعاية‬ ‫سالم عىل َم ِن اتبع اهلدى‪ّ ،‬أما بعد‪ّ :‬‬
‫اإلسالم‪َ ،‬أ ْس ِل ْم ت َْس َل ْم‪َ ،‬وأ ْس ِل ْم ُي ْؤتِ َك اهلل أجرك َم َّرتني‪ .‬فإنْ‬
‫تَو َّل ْي َت‪ ،‬فعليك إثم األريسيني‪.‬‬
‫﴿‬ ‫ ‬
‫﴾ [آل عم ران‪ ( ]٦٤ :‬البداية والنهاية البن كثري)‪ .‬قبل أنْ‬ ‫ ‬
‫أي إج راء بعد تس ُّلمه الرسالة ومعرفة ما فيها‪ ،‬أراد‬
‫يتخذ هرقل َّ‬
‫َأ َت َو َّق ُ‬
‫ف‬ ‫استقصاء أخبار النبي ﷺ وحقيقة دعوته‪ ،‬فطلب إىل أع وانه أنْ‬
‫األريسيون‪ :‬أتباع هرقل من ّ‬
‫الفلحني‬ ‫أحدا من أهل َم َّكة ِ َّم ْن كان وا يأتون بتجارهتم إىل بالد‬
‫ُي ِضوا له ً‬
‫خلدَ م وغريهم‪.‬‬‫وا َ‬ ‫الشام‪ ،‬فوجدوا أبا سفيان‪ ،‬وكان قد خرج يف جتارة إىل الشام قبل‬
‫املجـوس‪َ :‬م ْن يعبدون النار‪.‬‬ ‫سل م‪ ،‬فسأله هرقل عن النبي ﷺ أسئلة كثرية هلا تع ُّلق بنسبه‬ ‫أنْ ي ِ‬
‫ُ‬
‫الف ْرس‪.‬‬‫كسـرى‪ :‬لقب َم ِلك ُ‬ ‫شف النبي ﷺ ونسبه‬ ‫وأخالقه وصدقه‪ ،‬فأجابه‪ .‬وملّا َع ِل م هرقل َ َ‬
‫قيصــر‪ :‬لقب َم ِل ك الروم‪.‬‬ ‫ومكانته يف قومه‪ ،‬تأ َّث ر بكتاب النبي ﷺ‪ ،‬وعامل حامل الرسالة‬
‫ا ُمل َق و ِق س‪ :‬لقب َم ِلك ِ‬
‫الق ْب ط‪.‬‬ ‫حل س نى‪ ،‬لك َّنه خاف عىل م ْلكه‪ ،‬فلم ي ِ‬
‫ْ‬ ‫سل م‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫با ُ ْ‬
‫النجايش‪ :‬لقب َم ِلك احلبشة‪.‬‬ ‫د ‪ .‬بعث النبي ﷺ الصحايب اجلليل حاطب بن أيب بلتعة ‪ ‬برسالة‬
‫الق ْب ط يف مرص‪ ،‬فق رأ املقوقس الرسالة‪ ،‬وأكرم حاملها‪ ،‬وبعث معه هبدية إىل النبي ﷺ‪،‬‬ ‫إىل ا ُمل َق و ِق س عظيم ِ‬
‫ْ‬
‫لك َّنه مل ي ِ‬
‫سل م‪.‬‬ ‫ُ‬
‫يتبي من الرسائل السابقة التي أرسلها النبي ﷺ إىل امللوك والزعامء خارج اجلزيرة العربية ما يأيت‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‬
‫فكل رسول كان يعلم لغ َة َم ْن ُأ ْر ِس َل إليهم‪ ،‬ويعرف عاداهتم‬
‫‪ .1‬اختيار النبي ﷺ ُس ف ر َاءه عن دراية ومعرفة؛ ُّ‬
‫وطبائعهم‪ .‬ولذلك أرسل ﷺ ِدح ي ة الكلبي إىل هرقل عظيم الروم؛ ألنَّه كان ِ‬
‫عالًا بالروم‪ُ ،‬‬
‫ومتحدِّ ًثا‬ ‫ْ َ‬
‫ماهرا‪ .‬وكذلك أرسل ﷺ الصحايب اجلليل عبد اهلل بن‬ ‫وفارسا ً‬
‫ً‬ ‫بلغتهم‪ ،‬إضاف ًة إىل أنَّه كان َح َس َن املظهر‪،‬‬
‫الف ْرس؛ ِلا له من دراية هبم وبلغتهم‪ ،‬وأرسل ﷺ الصحايب اجلليل حاطب بن‬ ‫حذافة إىل كرسى عظيم ُ‬
‫أيب بلتعة ‪ ‬إىل ا ُمل َق ْو ِق س َم ِل ك مرص؛ لعلمه بالنرصانية‪ ،‬وقدرته عىل املحاورة‪.‬‬
‫يتبوأه‪ ،‬وخاطب‬
‫كل حاكم بحسب املنصب الذي َّ‬ ‫‪ .2‬م راعاة الرسائل أح وال املخاطبني؛ إذ ّ‬
‫سم ى النبي ﷺ َّ‬
‫ُكلًّ منهم باللقب الذي حيفظ مكانته‪.‬‬
‫‪ .3‬اشتامل الرسائل عىل صيغ فيها تعظيم هلل تعاىل‪ ،‬مثل البدء بالبسملة‪ ،‬وت واضع النبي ﷺ؛ إذ كان‬
‫ضم ن اسمه يف الرسالة من دون َّأية ألقاب‪.‬‬
‫ُي ِّ‬
‫‪79‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫‪ .4‬تشابه رسائله ﷺ إىل النجايش وهرقل وا ُمل َق ْو ِق س خال ًف ا لرسالته إىل كرسى؛ ذلك َّأن النجايش وهرقل‬
‫ِ‬
‫تضمنت رسائله بعض اآليات‬ ‫وا ُمل َق ْوق س من أهل الكتاب‪ ،‬فهم أصحاب اعتقاد واحد‪ .‬ومن َث َّم‪ ،‬فقد َّ‬
‫مكنهم متييز كالم البرش من كالم اهلل سبحانه وتعاىل؛ خل ربهتم‪ ،‬و ِّاطالعهم‪،‬‬ ‫الق رآنية؛ ألنَّ عقالء النصارى ي ِ‬
‫ُ‬
‫ومعرفتهم باإلنجيل‪ .‬أ ّم ا كرسى فقد كان من ُع ّب اد النار‪.‬‬

‫ل َو َأ ْ‬
‫س َت ْن ِت ُج‬ ‫َأ َت َأ َّم ُ‬

‫ثم َأ ْس َت ْنتِ ُج منها طبيعة الردود‪ ،‬وسبب التفاوت بينها‪.‬‬ ‫َ َ‬


‫أتَأ َّم ُل الرسائل السابقة‪َّ ،‬‬
‫‪..................................................................................................................................‬‬

‫وس ُع‬
‫ثراء وال َّت ُ‬
‫إل ُ‬ ‫ا ِ‬

‫بعث النبي ﷺ الصحايب اجلليل احلارث بن عمري األزدي ‪‬‬


‫برسالة إىل أمري ُب ْصى‪ ،‬فاعرتضه رشحبيل ابن عمرو ّ‬
‫الغس اين؛ وهو‬
‫من أم راء الشام فقتله‪ ،‬ومل ُي ِّ‬
‫مكنه من الوصول إىل أمري ُب ْصى‪ ،‬وكان َّأول‬
‫رسول ُي ق َتل يف اإلسالم‪ ،‬فشَ َّق ذلك عىل النبي ﷺ‪ ،‬وكان مقتله أحد أهم‬
‫أسباب معركة مؤتة ومقام الصحايب اجلليل احلارث بن عمري يقع يف‬
‫مدينة بصريا جنوب الطفيلة‪.‬‬

‫ُأ ْثري َم ْع َ‬
‫رِفتي‬

‫ِ‬
‫ستخد ًما الرمز املجاور‪َ ،‬أ ْر ِج ُع إىل كتاب (جمموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي واخلالفة‬ ‫ُم‬
‫ال راشدة)‪ُ ،‬وأ ْث ري معرفتي برسائل النبي ﷺ إىل امللوك والزعامء يف عرصه‪.‬‬

‫فاد ُة‬ ‫م ا ْل ُم ْ‬
‫س َت َ‬ ‫ا ْلقِ َي ُ‬

‫ص بعض ِ‬
‫الق َيم املستفادة من الدرس‪.‬‬ ‫َأ ْس َت ْخ ِل ُ‬
‫‪ُ )1‬أ َقدِّ ُر حرص النبي ﷺ عىل تبليغ اإلسالم للناس كا َّف ًة‪.‬‬
‫‪.................................................................................................. )2‬‬
‫‪.................................................................................................. )3‬‬

‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪80‬‬
‫راج َع ُة‬
‫ويم َوا ْل ُم َ‬
‫ُ‬ ‫ال َّت ْق‬

‫ُأ َع دِّ ُد ثالثة من الصحابة الك رام الذين محل وا رسائل النبي ﷺ إىل امللوك والزعامء‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫قارنُ بني موقف َم ِلكيِ البحرين وموقف ا ُمل َق ْو ِق س َم ِل ك مرص من الرسائل التي وصلتهم من النبي ﷺ‪.‬‬ ‫ُأ ِ‬ ‫‪2‬‬
‫ُأ َو ِّض ُح سبب وجود فروق يف رسائل النبي ﷺ التي َّ‬
‫وج هها إىل امللوك والزعامء‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫ُ‬
‫الس ف راء الذين أرسلهم النبي ﷺ بالرسائل إىل امللوك والزعامء‪.‬‬ ‫أ َب يِّ ُ صفات ُّ‬ ‫‪4‬‬
‫ُأ َع ِّل ُل ما يأيت‪:‬‬ ‫‪5‬‬
‫أ ‪ .‬خاطب النبي ﷺ امللوك والزعامء داخل اجلزيرة الع ربية بأسامئهم من دون ألقاهبم‪.‬‬
‫ب‌‪ .‬جاءت رسالتا النبي ﷺ إىل هرقل والنجايش متشاهبتني‪.‬‬
‫‪َ 6‬أخْ ُ‬
‫تار اإلجابة الصحيحة يف ٍّ‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬
‫الس َنة‪:‬‬
‫‪ .1‬بدأ النبي ﷺ إرسال الرسل إىل امللوك والزعامء يف َّ‬
‫ب‪ .‬اخلامسة للهجرة‪ .‬‬ ‫ ‬ ‫أ‪ .‬الثالثة للهجرة‪.‬‬
‫د ‪ .‬السابعة للهجرة‪.‬‬ ‫ ‬ ‫جـ‪ .‬السادسة للهجرة‪.‬‬
‫كي ُعامن هو‪:‬‬ ‫ِ‬
‫‪ .2‬الصحايب اجلليل الذي أرسله النبي ﷺ إىل َم ل ْ‬
‫ب‪ .‬العالء بن احلرضمي‪ .‬‬ ‫ ‬ ‫أ ‪ .‬عمرو بن العاص‪.‬‬
‫د ‪ .‬حاطب بن أيب بلتعة‪.‬‬ ‫ ‬ ‫جـ‪ِ .‬د ْح َي ة الكلبي‪.‬‬
‫‪ .3‬الذي دعا عليه النبي ﷺ بزوال ُم ْلكه‪ ،‬فقتله ابنه‪ ،‬هو‪:‬‬
‫ب‪ .‬كرسى َم ِل ك ُ‬
‫الف ْرس‪.‬‬ ‫ ‬ ‫أ ‪ .‬النجايش َم ِل ك احلبشة‪.‬‬
‫د ‪ .‬هرقل عظيم الروم‪.‬‬ ‫ ‬ ‫جـ‪ .‬ا ُمل َق و ِق س عظيم ِ‬
‫الق ْب ط‪.‬‬ ‫ْ‬
‫‪ .4‬األريسيون هم أتباع‪:‬‬
‫ب‪ .‬كرسى‪.‬‬ ‫ ‬
‫أ ‪ .‬هرقل‪.‬‬
‫د ‪ .‬ا ُمل َق ْو ِق س‪.‬‬
‫ ‬ ‫جـ‪ .‬النجايش‪.‬‬
‫‪ .5‬الرسول الذي ُقتِل قبل إيصال رسالة النبي ﷺ هو الصحايب اجلليل‪:‬‬
‫ب‪ .‬العالء بن احلرضمي‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬سليط العامري‪ .‬‬
‫د ‪ .‬احلارث بن عمري األزدي‪.‬‬ ‫جـ‪ .‬عمرو الضمري‪ .‬‬
‫تفرغ النبي ﷺ بعدها لدعوة امللوك والزعامء داخل اجلزيرة الع ربية‪ ،‬هي‪:‬‬
‫‪ .6‬ال واقعة التي َّ‬
‫ب‪ .‬صلح احلديبية‪.‬‬ ‫ ‬
‫أ ‪ .‬غزوة تبوك‪.‬‬
‫د ‪ .‬غزوة خيرب‪.‬‬ ‫ ‬
‫جـ‪ .‬غزوة ُح َن ْي‪.‬‬

‫‪81‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫الحقوق السياسية للمرأة‬ ‫الدرس‬
‫في اإلسالم‬ ‫‪3‬‬

‫تاجات ال َّت َع ُّل ِ‬


‫م‬ ‫ُ‬ ‫ِن‬

‫ُيتو ّقع من الطلبة حتقيق النتاجات اآلتية‪:‬‬


‫ضيح احلقوق السياسية للم رأة يف اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -‬ت َْو ُ‬
‫دير إح راز اإلسالم قصب السبق يف إعطاء امل رأة حقوقها‬
‫‪َ -‬ت ْق ُ‬
‫السياسية‪.‬‬

‫م ا ْل َق ْبل ُّ‬
‫ِي‬ ‫ع ُّل ُ‬
‫ال َّت َ‬

‫جلة من احلقوق التي ُت ِّكنها‬ ‫َ‬


‫أ ْولت الرشيعة اإلسالمية امل رأة ُج َّل اهتاممها‪ ،‬وأعلت من شأهنا‪َّ ،‬‬
‫وأقرت هلا ُ ْ‬
‫ُ‬
‫من أداء دورها الفاعل يف احلياة األرسية والعملية‪ .‬وتشمل هذه احلقوق ج وانب مادية‪ ،‬مثل‪َّ :‬‬
‫أهلي تها مللكية‬
‫املال‪ ،‬والبيع‪ ،‬والرشاء‪ ،‬والعمل‪ ،‬واملرياث‪ ،‬واملهر‪ .‬وج وانب ُأخرى اجتامعية‪ ،‬مثل‪ :‬حقِّ التع ُّل م‪ ،‬والتكريم‪ ،‬والرعاية‪،‬‬
‫والتقدير‪ ،‬واحلرية‪ ،‬واختيار الزوج‪ ،‬واملشاركة يف بناء ُ‬
‫األرسة وت ربية األبناء‪.‬‬
‫َأ ْ‬
‫س َت ْذ ِك ُر‬
‫َ ِ‬
‫أ ْس َت ْذك ُر يف جمموعتي احلقوق التي َّ‬
‫أقرها اإلسالم للم رأة بحسب النصوص الرشعية اآلتية‪:‬‬

‫احلق‬ ‫النص الرشعي‬


‫قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫‪....................................‬‬
‫﴾ [النساء‪]٧ :‬‬

‫قال تعاىل‪﴿ :‬‬


‫‪....................................‬‬
‫﴾ [النساء‪]٤ :‬‬

‫ت َب ْع ِلها َو َو َل ِد ِه‪َ ،‬و ِه َي َم ْس ؤو َل ٌة‬ ‫«وا ْل َم ْر َأ ُة ر ِاع َي ٌ‬


‫ـة َعىل َب ي ِ‬
‫ْ‬ ‫قال رسول اهلل ﷺ‪َ :‬‬
‫‪....................................‬‬
‫َع ْن ُه ْم» [متفق عليه]‬
‫ِ ِِ‬‫«خ ي ر ُك م َخ ي ر ُك م َ‬
‫ل ْه ل ه» [رواه الرتمذي]‬
‫‪....................................‬‬ ‫قال رسول اهلل ﷺ‪ْ ُ ْ ْ ُ ْ َ :‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪82‬‬
‫احلقوق السياسية للمرأة يف اإلسالم‬ ‫ريط ُة ال َّت ْنظيمِ َّي ُة‬
‫ا ْل َخ َ‬

‫اجلهاد‬ ‫الشورى‬ ‫املشاركة يف بناء الدولة ومؤسساهتا‬ ‫تقديم النصيحة لويل األمر‬

‫احلق يف إعطاء األمان‬


‫ممارسة ّ‬ ‫املشاركة يف اهلجرة إىل املدينة املنورة‬ ‫املشاركة يف صنع القرار يف عهد النبي ﷺ‬

‫م َوال َّت ْح ُ‬
‫ليل‬ ‫ا ْل َف ْ‬
‫ه ُ‬

‫للم و ِاطن‪ُ ،‬وت ِّكنه من املشاركة يف صنع الق رارات‬


‫قصد باحلقوق السياسية االمتيازات التي متنحها الدولة ُ‬ ‫ُي َ‬
‫ا ُمل تع ِّلقة بإدارة شؤون الدولة‪.‬‬
‫وع ِه د إليها بكثري من األعامل واملهام التي تشري إىل إق رار‬
‫خاضت امل رأة يف اإلسالم ُمعرتَك احلياة السياسية‪ُ ،‬‬
‫اإلسالم بذلك‪.‬‬

‫تقديم النصيحة لويل األمر‬ ‫َّأو ًل‬


‫ُي َع ُّد إبـداء النصح‪ ،‬والقيام ب واجب األمر باملعروف والنهي عن املنكر‪ ،‬من أعظم ال واجبات يف اإلسالم‪ ،‬وهو‬
‫مسؤوليـة مشرتكـة بني الرجال والنساء‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫مكن للم رأة أنْ تُقدِّ م النصح يف الشؤون العامة‪ ،‬وهو نصح يندرج ضمن‬ ‫﴾ [التوبة‪ .]71 :‬ومن َث م ي ِ‬
‫َّ ُ‬
‫ال ال َّن بِ ُّي ﷺ‪«‌ :‬الدِّ ُ‬
‫ين‬ ‫قاعدة "األمر باملعروف والنهي عن املنك ر"‪ ،‬التي ت َُع ُّد من أعظم ال واجبات يف اإلسالم‪َ .‬ق َ‬
‫ني‪َ ،‬و َع َّامتِ ِه ْم» [رواه البخاري ومسلم]‪.‬‬
‫ـم ْس ِل ِم َ‬ ‫يح ُة»‪ُ .‬ق ْل َنا‪ :‬لِم ْن؟ َق َ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ َ ِ ِ‬
‫ال‪« :‬ل‪َ ،‬ولك َتابِه‪َ ،‬ول َر ُس وله‪َ ،‬ولئ َّم ة ا ْل ُ‬ ‫َ‬ ‫‌ال َّن ِص َ‬
‫سي دنا عمر بن اخلطاب ‪ ‬يف مسألة حتديد مهور النساء‪َّ ،‬‬
‫وذك رته بام يف كتاب اهلل تعاىل‪،‬‬ ‫وقد َر َّدت صحابية ق رار ِّ‬
‫سي دنا عمر بن اخلطاب ‪ ‬نصيحتها‪ ،‬وت راجع عن ق راره‪.‬‬
‫فقبل ِّ‬
‫َأ َت َو َّق ُ‬
‫ف‬
‫املشاركة يف بناء الدولة ومؤسساهتا‬ ‫ثاني ا‬
‫من الصحابيات اجلليالت الاليت بايعن‬ ‫ً‬
‫النبي ﷺ يف بيعة العقبة الثانية‪:‬‬ ‫مارست امل رأة يف اإلسالم ح َّقها السيايس يف بناء الدولة اإلسالمية‬
‫‪ -‬الصحابية اجلليلة ُأ ُّم عامرة ن َُس ْي َب ة‬ ‫ومؤسساهتا‪ ،‬وذلك عن ط ريق‪:‬‬
‫بنت كعب األنصارية ‪.‬‬ ‫‌أ ‪ .‬املشاركة يف صنع الق رار يف عهد النبي ﷺ‪ :‬شاركت بعض نساء‬
‫‪ -‬الصحابية اجلليلة ُأ ُّم منيع أسامء بنت‬ ‫األنصار يف بيعة العقبة الثانية قبل اهلجرة‪ .‬وبعد هجرة النبي‬
‫عمرو ‪.‬‬ ‫ﷺ إىل املدينة ا ُمل َّ‬
‫نورة‪ ،‬كانت النساء يبايعن النبي ﷺ‪.‬‬

‫‪83‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫قال تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫ ‬
‫﴾ [املمتحنة‪.]12 :‬‬
‫أهلي ة امل رأة‪ ،‬وح ِّقها يف إدارة شؤون الدولة واملجتمع‪.‬‬ ‫يدل عىل َّ‬ ‫وهذا ُّ‬
‫تارخيي ا ُم ِه ًّما يف احلياة السياسية‪ ،‬وركيز ًة أساسي ًة لبناء الدولة‬
‫ًّ‬ ‫‌ب‪ .‬املشاركة يف اهلجرة إىل املدينة ا ُمل َّ‬
‫نورة‪ :‬ت َُع ُّد اهلجرة حد ًثا‬
‫كثريا من األذى يف سبيل الدعوة‬ ‫وحتم ْل َن ً‬
‫اإلسالمية‪ .‬وقد شاركت النساء املسلامت يف اهلجرة األوىل إىل احلبشة‪َّ ،‬‬
‫السي دة ُر َق َّي ُة بنت رسول اهلل ﷺ وزوجها ِّ‬
‫سي دنا عثامن بن ع ّفان ‪ ‬يف طليعة املهاج رين إىل‬ ‫اإلسالمية؛ إذ كانت ِّ‬
‫فضل ًة اهلجرة يف سبيل اهلل تعاىل عىل البقاء يف األرض التي عاشت فيها طفولتها وشباهبا‪.‬‬ ‫احلبشة‪ُ ،‬م ِّ‬
‫ومارس َن دورهن يف‬
‫ْ‬ ‫سي دنا حممد ﷺ إىل املدينة ا ُمل َّ‬
‫نورة‪ ،‬هاجرت املسلامت من أهل َم َّكة وما حوهلا‪،‬‬ ‫بعد هجرة ِّ‬ ‫ ‬
‫وحتم ْل َن الغ ربة بعدما ُف ِرضت اهلجرة‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫تأسيس الدولة وبنائها‪َّ ،‬‬
‫﴾ [املمتحنة‪.]10 :‬‬
‫صو َر ٌة ُم ْ‬
‫ش ِر َق ٌة‬

‫نورة مع زوجها وابنها‪ ،‬اعترض ط ريقهم بنو المغير (قبيلة ُأ ِّم‬ ‫لما أرادت ُأ ُّم سلمة ‪ ‬الهجرة إلى المدينة ُ‬
‫الم َّ‬ ‫ّ‬
‫ثم جاء بنو عبد األسد (قبيلة زوجها)‪ ،‬وأخذوا ابنها سلمة‪ ،‬وبقيت ‪‬‬ ‫سلمة)‪ ،‬وأخذوها وابنها من زوجها‪َّ ،‬‬
‫ور َّد إليها ابنها‪ ،‬فأسرعت‬ ‫ِ‬
‫عند أهلها ُم َّدة من الزمن تبكي لف راق زوجها وابنها‪ ،‬حتى أذن لها أهلها بالخروج‪ُ ،‬‬
‫نورة‪.‬‬
‫الم َّ‬
‫بالهجرة إلى المدينة ُ‬

‫ُ‬
‫سي دنا عيل بن أيب طالب‬ ‫جـ‪ .‬ممارسة احلقِّ يف إعطاء األمان‪ :‬أجارت أ ُّم هانئ ‪( ‬ابنة َع ِّم النبي ﷺ‪ ،‬وأخت ِّ‬
‫فأيدها النبي ﷺ‪ ،‬وقال‪َ « :‬ق ْد َأ َج ْرنَا َم ْن‬ ‫كرمة‪َّ ،‬‬‫‪ )‬رجلني من املرشكني‪ ،‬استجارا هبا يوم فتح َم َّكة ا ُمل َّ‬
‫َ ِ ُ ِ‬
‫سي دنا رسول اهلل ﷺ) زوجها‬ ‫السي دة زينب ‪( ‬ابنة ِّ‬ ‫أ َج ْرت َي ا أ َّم َه ان ٍئ» [رواه البخاري ومسلم]‪ .‬وكذلك أجارت ِّ‬
‫أبا العاص الذي ُأ ِس ر يوم بدر‪ ،‬فأجاز النبي ﷺ إجارهتا‪ .‬وقد أمجع الفقهاء عىل حقِّ امل رأة املسلمة يف منح‬
‫ماؤُه ْم‪َ ،‬و َي ْس عى بِ ِذ َّمتِ ِه ْم َأ ْد ُ‬
‫ناه ْم‪َ ،‬و َي ُر ُّد َع َل ْي ِه ْم َأق ُ‬
‫ْصاه ْم‬ ‫عمل بقوله ﷺ‪« :‬ا ْل ُم ْس ِل َ‬
‫مون َت َتكا َف ُأ ِد ُ‬ ‫األمان؛ ً‬
‫َو ُه ْم َي دٌ َع ىل َم ْن ِس و ُاه ْم» [رواه أبو داود]‪.‬‬

‫الشورى‬ ‫ثال ثًا‬


‫بادل النبي ﷺ‬ ‫حق الشورى؛ فقد كانت السي دة خدجية ‪ُ ‬ت ِ‬ ‫من احلقوق التي مارستها امل رأة يف بداية البعثة‪ُّ ،‬‬
‫ِّ‬
‫ال رأي واملشورة‪ ،‬وظهـر ذلك َج ِل ًّي ا يف موقفهـا حني نزل الوحـي عىل النبي ﷺ يف غار حـ راء؛ إذ رجع ﷺ إىل ُأ ِّم‬
‫عم ها ورقة بن نوفل‪ ،‬وأنْ ُي ِبه بام حدث معه؛ ً‬
‫نظرا‬ ‫السي دة خدجية ‪ ،‬فأشارت عليه أنْ يذهب إىل ابن ِّ‬ ‫املؤمنني ِّ‬
‫إىل معرفته ال واسعة بأهل الكتاب الذين عندهم أخبار األنبياء‪ ،‬فأخذ النبي ﷺ بمشورهتا‪.‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪84‬‬
‫سي دنا رسول اهلل ﷺ النساء كام كان يستشري الرجال‪ ،‬ومن ذلك استشارته لزوجه ُأ ِّم سلمة ‪،‬‬‫وقد استشار ِّ‬
‫وأخذه ب رأهيا يوم احلديبية حني تباطأ الصحابة يف التح ُّلل من اإلح رام؛ ً‬
‫أمل منهم بأنْ يرجع النبي ﷺ عن ق راره‬
‫ا ُمل تع ِّلق بصلح احلديبية‪ ،‬فأشارت ‪ ‬عىل النبي ﷺ أنْ يتح َّلل من إح رامه‪ّ ،‬‬
‫وأل ُيك ِّلمهم‪ ،‬ففعل الصحابة كام‬
‫فعل ﷺ‪ .‬وكذلك استشار عبد الرمحن بن عوف ‪ ‬الناس يف اختيار اخلليفة الثالث‪ ،‬فكان للنساء دور فاعل يف‬
‫املشاركة يف إسداء املشورة‪.‬‬

‫َأ ْب َ‬
‫ح ُ‬
‫ث َع ْن‬

‫َ‬
‫العب اسية‪ ،‬وما‬
‫ؤس س الدولة ّ‬ ‫للسي دة زبيدة زوجة اخلليفة هارون الرشيد‪ ،‬وحفيدة ُم ِّ‬ ‫أ ْب َح ُث َع ِن الدور السيايس ِّ‬
‫أهل لألخذ ب رأهيا يف شؤون ا ُ‬
‫حل ْك م‪.‬‬ ‫مت َّتعت به من حصافة وحكمة جعلتها ً‬
‫‪..................................................................................................................................‬‬

‫اجلهاد‬ ‫ابع ا‬
‫ر ً‬
‫«غ َزو ُت َم َع رس ِ ِ‬
‫‌س ْب َع‬‫ول اهلل ﷺ َ‬ ‫َُ‬ ‫شاركت النساء يف اجلهاد ّأيام النبي ﷺ؛ فعن ُأ ِّم عطية األنصارية ‪ ،‬قالت‪ْ َ :‬‬
‫وم َع َل ى ا ْل َم ْر َض ى» [رواه مسلم]‪.‬ويف هذا‬ ‫ات‪َ ،‬أ ْخ ُل ُف ُه ْم ِف ي ِر َحالِ ِه ْم‪َ ،‬ف َأ ْص َن ُع َل ُه ُم َّ‬
‫الط َع َام‪َ ،‬و ُأ َدا ِوي ا ْل َج ْر َح ى‪َ ،‬و َأ ُق ُ‬ ‫َ‌غ َز َو ٍ‬
‫إشارة إىل أنَّ النساء ُك َّن ُي س ِه ْم َن يف خدمة املقاتلني‪ ،‬ويعم ْل َن عىل إعداد الطعام هلم‪ ،‬وتزويدهم باملاء‪ ،‬ومداواة‬
‫الن َْصا ِر‬ ‫ول اهللِ ﷺ َيغْ ُزو بِ ُأ ِّم ُس َل ي مٍ َونِ س َو ٍة ِم َن ْ َ‬ ‫ان َر ُس ُ‬ ‫«ك َ‬‫اجلرحى‪ ،‬ونقل الشهداء؛ وعن أنس بن مالك ‪ ‬قال‪َ :‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ين ا ْل َج ْر َح ى» [رواه مسلم]‪ .‬وكان النبي ﷺ يبيح للنساء محل السالح يف اجلهاد؛‬ ‫َم َع ُه إِ َذا َ‌غ َزا‪َ ‌،‬ف َي ْس ِق َ‬
‫ين ا ْل َما َء‪َ ،‬و ُيدَا ِو َ‬
‫ال‪:‬‬‫ان َم َع َها‪َ ،‬ف َر َآها َأب ُو َط ْل َح َة ‪َ ،‬ف َق َ‬ ‫‌خ ْن َج ًرا‪َ ،‬ف َك َ‬‫فعن أنس بن مالك ‪َ ‬أنَّ ُأم س َل ي ٍم ‪ ‬ا َّت َخ َذ ْت ي و َم ُ‌ح َن ي ٍن ِ‬
‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫َّ ُ ْ‬
‫ول اهللِ ﷺ‪َ « :‬ما َه َذا ا ْل ِخ ْن َج ُر؟» َقا َل ْت‪« :‬ا َّت َخ ْذت ُُه إِنْ َدنَا ِم ِّن ي‬ ‫ال َ َلا َر ُس ُ‬ ‫ول اهللِ‪َ ،‬ه ِذ ِه ُأ ُّم ُس َل ْي ٍم َم َع َها ِخ ْن َج ٌر»‪َ ،‬ف َق َ‬
‫« َيا َر ُس َ‬
‫ين‪َ ،‬ب َق ر ُت بِ ِه َب ْط َن ُه‪َ ،‬ف َج َع َل رس ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ‬
‫أقر قتال‬ ‫ول اهلل ﷺ َي ْض َح ُك» [رواه مسلم]‪ .‬وقد ورد أنَّ النبي ﷺ قد َّ‬ ‫َُ‬ ‫أ َحدٌ م َن ا ْل ُم شْ ِرك َ ْ‬
‫جع املسلمني‪.‬‬ ‫وتفرق َ ْ‬‫دفاعا عنه يوم أحد‪ ،‬حني أحاط به املرشكون‪َّ ،‬‬
‫ُ‬ ‫ُأ ِّم عامرة ‪ ‬عندما رآها تُقاتِل ً‬

‫َأ َت َد َّب ُر َو ُأ ِ‬
‫ناق ُ‬
‫ش‬

‫َأتَدَ ب ر النصوص الرشعية اآلتية‪ ،‬ثم ُأ ِ‬


‫ناق ُش استدالل بعض الناس هبا عىل عدم حقِّ امل رأة يف ممارسة العمل‬ ‫َّ‬ ‫َّ ُ‬
‫أرد عليهم مع م راعاة واقع الع رص‪:‬‬
‫السيايس‪ ،‬وكيف ُّ‬
‫لرد‬
‫ا ُّ‬ ‫النص الرشعي‬
‫‪...................................‬‬ ‫قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫‪...................................‬‬ ‫﴾ [النساء‪]34 :‬‬

‫‪85‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫‪...................................‬‬ ‫﴾ [األحزاب‪]33 :‬‬ ‫قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫‪...................................‬‬ ‫﴾ [البقرة‪]228 :‬‬ ‫قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫ام َر َأةً» [رواه البخاري]‬ ‫ِ‬
‫‪...................................‬‬ ‫قال رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬ل ْن ُي ْف ل َح َق ْو ٌم َو َّل ْوا َأ ْم َر ُه ُم ْ‬

‫وس ُع‬
‫ثراء وال َّت ُ‬
‫إل ُ‬ ‫ا ِ‬

‫كثريا من احلقـوق السياسية التي ت ُِق ُّرها الرشيعة اإلسالمية للم رأة‪ ،‬وجتيز هلا‬ ‫شهد َ‬
‫العال املعارص منـح امل رأة ً‬
‫ممارستها كالرجل س واء بس واء‪ .‬ومن ذلك‪:‬‬
‫حق التصويت الختيار األشخاص الذين ينوبون عن أف راد األُ َّمة يف ّ‬
‫تول السلطات‬ ‫حق االنتخاب‪ُ :‬ي َ‬
‫قص د به ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫أ‪ .‬‬
‫العامة‪ ،‬مثل املشاركة يف االنتخابات النيابية‪ ،‬أو البلدية‪ ،‬أو النقابية‪.‬‬
‫لتول‬ ‫الرتش ح ومتثيل الشعب يف املجالس املختلفة‪ِ َ :‬‬
‫ي ُّق للم رأة أنْ تُقدِّ م نفسها إىل هيئة الناخبني ّ‬ ‫حق ُّ‬
‫ب‪ُّ .‬‬
‫النواب؛ ما ُي ِّ‬
‫مكنها من م راقبـة السلطة‬ ‫الرتش ح ملجلس ّ‬ ‫السلطـات العامة نياب ًة عنهـم‪ ،‬مثل ح ِّق هـا يف ُّ‬
‫التنفيذية‪ ،‬وترشيع الق وانني واألنظمة الالزمة لتحقيق مصالح الناس‪.‬‬
‫حق‬ ‫تبوؤ املناصب العليا يف الدولة مثل الوزارة؛ ّ‬
‫فتول هذه الوظائف ٌّ‬ ‫حق تق ُّلد الوظائف العامة‪ِ َ :‬‬
‫ي ُّق للم رأة ُّ‬ ‫جـ ‪ُّ .‬‬
‫ؤهالت الالزمة‪.‬‬‫وم و ِاطنة؛ رشط ت وافر الكفاءة‪ ،‬واخلربة‪ ،‬وا ُمل ِّ‬ ‫مرشوع ِّ ِ‬
‫لكل ُم واطن ُ‬

‫ِ‬
‫ستخد ًما الرمز املجاور‪َ ،‬أت ََع َّر ُف قانون االنتخاب األردين لعام ‪2022‬م الذي منح امل رأة األردنية‬ ‫ُم‬
‫حق املشاركة يف العملية االنتخابية‪ ،‬وت ر ُّأس عديد من إدارات اخلدمة العامة‪ ،‬وممارسة العمل‬ ‫َّ‬
‫السيايس‪.‬‬

‫فاد ُة‬ ‫م ا ْل ُم ْ‬
‫س َت َ‬ ‫ا ْلقِ َي ُ‬

‫ص بعض ِ‬
‫الق َيم املستفادة من الدرس‪.‬‬ ‫َأ ْس َت ْخ ِل ُ‬
‫‪ُ )1‬أ َقدِّ ُر حرص اإلسالم عىل منح املرأة حقوقها السياسية‪.‬‬
‫‪.................................................................................................. )2‬‬
‫‪.................................................................................................. )3‬‬

‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪86‬‬
‫راج َع ُة‬
‫ويم َوا ْل ُم َ‬
‫ُ‬ ‫ال َّت ْق‬

‫‪ُ 1‬أ َب يِّ ُ املقصود بمفهوم احلقوق السياسية‪.‬‬


‫‪ُ 2‬أ َو ِّض ُح دور امل رأة املسلمة السيايس يف اهلجرة‪.‬‬
‫‪ُ 3‬أ َع دِّ ُد أدوار امل رأة املسلمة يف اجلهاد‪.‬‬
‫ض ُب ً‬
‫مثل عىل مشاركة امل رأة املسلمة يف الشورى مطلع البعثة‪.‬‬ ‫‪َ 4‬أ ْ ِ‬
‫‪ُ 5‬أ َد ِّل ُل عىل دور امل رأة املسلمة يف منح األمان‪.‬‬
‫‪َ 6‬أ ْس َت ْنتِ ُج داللة النصوص الرشعية اآلتية‪:‬‬
‫داللته‬ ‫النص الرشعي‬
‫‪................................‬‬ ‫قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫‪................................‬‬ ‫﴾‬
‫‪................................‬‬ ‫﴾‬ ‫قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫‪................................‬‬ ‫اهلل ﷺ َيغْ ُزو بِ ُأ ِّم ُس َل ْي مٍ‬‫ول ِ‬ ‫«ك َان َر ُس ُ‬
‫عن أنس بن مالك ‪ ،‬قال‪َ :‬‬
‫‪...............................‬‬ ‫ين ا ْل َج ْر َح ى»‬ ‫دَاو َ‬ ‫َونِ س َو ٍة ِم َن ْ َ‬
‫الن َْصا ِر َم َع ُه إِ َذا َ‌غ َزا‪َ ‌،‬ف َي ْس ِق َ‬
‫ين ا ْل َما َء‪َ ،‬و ُي ِ‬
‫ْ‬
‫‪َ 7‬أخْ ُ‬
‫تار اإلجابة الصحيحة يف ٍّ‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬
‫ماؤُه ْم‪َ ،‬و َي ْس عى بِ ِذ َّمتِ ِه ْم َأ ْد ُ‬
‫ناه ْم‪،‬‬ ‫حق امل رأة الذي يشري إليه قول النبي ﷺ‪« :‬ا ْل ُم ْس ِل َ‬
‫مون َت َتكا َف ُأ ِد ُ‬ ‫‪ُّ .1‬‬
‫ْصاه ْم َو ُه ْم َيدٌ َعىل َم ْن ِس و ُاه ْم» هو‪:‬‬
‫َو َي ُر ُّد َع َل ْي ِه ْم َأق ُ‬
‫ب‪ .‬الشورى‪.‬‬ ‫ ‬
‫أ ‪ .‬بناء الدولة‪.‬‬
‫د ‪ .‬اجلهاد‪.‬‬ ‫ ‬
‫جـ‪ .‬منح األمان‪.‬‬
‫السي دة‪:‬‬
‫‪ .2‬من أوائل الصحابيات الاليت هاجرن إىل احلبشة ِّ‬
‫ب‪ .‬أسامء ‪.‬‬ ‫أ ‪ُ .‬ر َق َّي ة ‪ .‬‬
‫د ‪ .‬زينب ‪.‬‬ ‫ ‬
‫جـ‪ .‬حفصة ‪.‬‬
‫‪ . 3‬من النساء الاليت بايعن النبي ﷺ يف بيعة العقبة الثانية‪:‬‬
‫ب‪ُ .‬أ ُّم سلمة ‪.‬‬ ‫السي دة ُر َق َّي ة ‪ .‬‬ ‫أ ‪ِّ .‬‬
‫د ‪ُ .‬أ ُّم منيع ‪.‬‬ ‫ ‬ ‫جـ‪ُ .‬أ ُّم سليم ‪.‬‬
‫أقر النبي ﷺ فعلها حني رآها تُقاتِل ً‬
‫دفاعا عنه يوم ُأحد هي‪:‬‬ ‫‪ .4‬الصحابية التي َّ‬
‫ب‪ُ .‬أ ُّم عامرة ‪.‬‬ ‫ ‬ ‫أ ‪ُ .‬أ ُّم منيع ‪.‬‬
‫د ‪ُ .‬أ ُّم سليم ‪.‬‬ ‫جـ‪ُ .‬أ ُّم سلمة ‪.‬‬
‫ ‬
‫‪87‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫الدرس‬
‫التعايش اإلنساني‬
‫‪4‬‬

‫تاجات ال َّت َع ُّل ِ‬


‫م‬ ‫ُ‬ ‫ِن‬

‫ُيتو ّقع من الطلبة حتقيق النتاجات اآلتية‪:‬‬


‫‪َ -‬ب ُ‬
‫يان مفهوم التعايش اإلنساين‪.‬‬
‫‪ -‬ت ََع ُّر ُف مبادئ التعايش اإلنساين‪.‬‬
‫ضيح جماالت التعايش اإلنساين‪.‬‬
‫‪ -‬ت َْو ُ‬
‫تاج آثار التعايش اإلنساين‪.‬‬ ‫‪ِ -‬‬
‫است ْن ُ‬
‫ْ‬

‫م ا ْل َق ْبل ُّ‬
‫ِي‬ ‫ع ُّل ُ‬
‫ال َّت َ‬

‫عاملهم بالعدل والرمحة برصف النظر عن اختالف أع راقهم‬‫اإلسالم دين إنساين يساوي بني الناس كا َّف ًة‪ ،‬وي ِ‬
‫ُ‬
‫أقرت احلقوق‬
‫نظ م العالقة بني أف راد املجتمع‪ ،‬وكتب وثيقة َّ‬ ‫وأدياهنم‪ .‬وملّا هاجر النبي ﷺ إىل املدينة ا ُمل َّ‬
‫نورة َّ‬
‫ً‬
‫(رجال ونسا ًء) عىل اختالف معتقداهتم‪ ،‬وضمنت هلم األمن عىل حياهتم وأمالكهم‪.‬‬ ‫مجيعا‬
‫وال واجبات للم واطنني ً‬
‫ويف العام السادس للهجرة‪ ،‬عقد النبي ﷺ صلح احلديبية مع مرشكي قريش‪ ،‬وا ُّت ِفق فيه عىل هدنة بني الطرفني‬
‫ُم َّدهتا عرش سنني‪ ،‬وقد انشغل النبي ﷺ واملسلمون فيها بنرش اإلسالم‪.‬‬
‫ك ُر َو ُأ َب ِّي ُ‬
‫ن‬ ‫ُأ َف ِّ‬

‫ثم ُأ َب يِّ ُ أثرها يف عالقة أف راد املجتمع بعضهم ببعض‪.‬‬ ‫ُ‬


‫أ َف ِّك ُر يف بنود وثيقة املدينة ا ُمل َّ‬
‫نورة‪َّ ،‬‬
‫‪....................................................................................................................................‬‬

‫التعايش اإلنساين‬ ‫ريط ُة ال َّت ْنظيمِ َّي ُة‬


‫ا ْل َخ َ‬

‫آثاره‬ ‫جماالته‬ ‫مبادئه‬ ‫مفهومه‬


‫إرساء املبادئ اإلنسانية واألخالقية‬ ‫الديني‬
‫للتعامل مع اآلخر بلني‬ ‫احل وار با ُحل ْس نى‬ ‫وحدة األصل البرشي‬
‫االجتامعي‬
‫الس ْل م واألمن بني الناس‬ ‫ِ ُّ‬
‫الب واإلحسان‬ ‫الكرامة اإلنسانية‬
‫انتشار َّ‬ ‫االقتصادي‬
‫ازدهار احلياة االقتصادية‬ ‫العدالة‬ ‫احلرية‬
‫السيايس‬
‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪88‬‬
‫م َوال َّت ْح ُ‬
‫ليل‬ ‫ا ْل َف ْ‬
‫ه ُ‬

‫من حكمة اهلل تعاىل أنْ جعل الناس خمتلفني يف أع راقهم وثقافاهتم ليحصل بينهم التكامل والتعارف‬
‫والتعاون‪.‬‬

‫مفهوم التعايش اإلنساين‬ ‫َّأو ًل‬

‫قصد بالتعايش اإلنساين ُّ‬


‫تقب ل اآلخرين عىل اختالف معتقداهتم وأع راقهم وثقافاهتم‪ ،‬واحرتامهم‪ ،‬والتعامل‬ ‫ُي َ‬
‫معهم يف ج وانب احلياة ا ُملتعدِّ دة َوفق مبادئ الرشيعة اإلسالمية‪.‬‬

‫مبادئ التعايش اإلنساين يف اإلسالم‬ ‫ثاني ا‬


‫ً‬
‫يقوم التعايش اإلنساين يف اإلسالم عىل ُأسس ِع َّدة‪ ،‬أبرزها‪:‬‬
‫‌ أ ‪ .‬وحدة األصل البرشي‪َّ :‬أك د اإلسالم أنَّ الناس يرجعون يف وجودهم إىل أصل واحد‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾ [النساء‪ .]1 :‬وهذا سبب ٍ‬
‫كاف للتعايش‬
‫خل ْلق يف‬ ‫بني الناس‪ ،‬وحتقيق املصالح املشرتكة بينهم‪ .‬وقد َّأك د رسول اهلل ﷺ يف ُخطبة الوداع حقيقة وحدة ا َ‬
‫اح دٌ ‪َ ،‬أ َل َل َف ْض َل لِ َع َربِ ٍّي َع َل ى َع َج ِم ٍّي‪َ ،‬و َل لِ َع َج ِم ٍّي‬
‫اح دٌ ‪‌َ ،‬وإِنَّ َ‌أب ُاك م َ‌و ِ‬
‫َ ْ‬
‫قوله ﷺ‪« :‬يا َأي َها ال َّناس‪َ ،‬أ َل إِنَّ رب ُك م َو ِ‬
‫َ َّ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُّ‬
‫َع َل ى َع َربِ ٍّي‪َ ،‬و َل َأ ْح َم َر َع َل ى َأ ْس َو َد‪َ ،‬و َل َأ ْس َو َد َع َل ى َأ ْح َم َر إِ َّل بِال َّت ْق َوى» [رواه أمحد]‪.‬‬
‫‌ب‪ .‬الك رامة اإلنسانية‪ :‬أثبت اإلسالم مبدأ الك رامة اإلنسانية جلميع الب رش‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾ [اإلسـ راء‪ .]70:‬والتكـريم‬
‫يستوي فيه الناس مجيعا دون النظر إىل الدين واجلنس و ِ‬
‫الع ْرق‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫ ‬
‫ً‬
‫﴾ [احلج رات‪.]13 :‬‬
‫جـ‪ .‬احلرية‪ :‬أعىل اإلسالم من قيمة احلرية‪ ،‬وجعلها ح ًّقا للجميع ضمن ض وابط ال ُت الِف الرشع أو القانون‪.‬‬
‫ؤكد حرية اختيار‬‫وللحرية صور عديدة‪ ،‬أبرزها حرية اإلنسان يف االعتقاد‪ .‬وقد جاء يف الق رآن الكريم ما ُي ِّ‬
‫ِ‬
‫﴾ [البقرة‪ ،]256 :‬وقال تعاىل ُماط ًب ا َّ‬
‫نبي ه ﷺ‪﴿ :‬‬ ‫الدين‪ ،‬وعدم اإلك راه عليه‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾ [يونس‪.]99 :‬‬

‫‪89‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫َأ ْ‬
‫س َت ْن ِت ُج‬

‫ثم َأ ْس َت ْنتِ ُج مبادئ التعايش‬


‫نص العهدة العمرية‪َّ ،‬‬‫َأ ْق َر ُأ فيام يأيت َّ‬
‫اإلنساين ال واردة فيها‪:‬‬
‫«هذا ما أعطى عبد اهلل‪ ،‬عمر أمري املؤمنني‪ ،‬أهل إيلياء من األمان‪،‬‬
‫وص ْل باهنم‪ ،‬وسقيمها‬ ‫أعطاهم أمانًا ألنفسهم وأم واهلم‪ ،‬ولكنائسهم ُ‬
‫وبريئها‪ ،‬وسائر ِم َّلتها؛ أنَّه ال ُت َ‬
‫سكن كنائسهم‪ ،‬وال ُت دَ م‪ ،‬وال ُينت َقص‬
‫حي زها‪ ،‬وال من صليبهم‪ ،‬وال من يشء من أم واهلم‪ ،‬وال‬
‫منها‪ ،‬وال من ِّ‬
‫يضار أحد منهم» [الطربي يف تارخيه]‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫كرهون عىل دينهم‪ ،‬وال‬
‫ُي َ‬
‫‪..................................................................................‬‬
‫‪..................................................................................‬‬

‫‌ د ‪ .‬احل وار با ُ‬
‫حل ْس نى‪ :‬دعا اإلسالم إىل احل وار الذي يقوم عىل احرتام اآلخر‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾ [النحل‪.]125 :‬‬
‫وقد هنى اإلسالم عن اجلدال املذموم؛ ألنَّه ُيزع ِزع دعائم التعايش السلمي‪ ،‬وكذلك هنى املسلمني عن‬ ‫ ‬
‫َس ِّب اآلخر وشتمه‪ ،‬وهذا ما َّأكده الق رآن الكريم يف قوله تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾ [ألنعام‪.]108 :‬‬
‫مجيعا حتى لو كان وا خمالفني لنا يف الدين والعقيدة‪،‬‬ ‫حث اإلسالم عىل اإلحسان إىل الناس ً‬ ‫الب واإلحسان‪َّ :‬‬‫‌هـ‪ُّ ِ .‬‬
‫ما مل يكون وا مقاتلني أو معادين للمسلمني‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾ [املمتحنة‪ .]8 :‬وعىل هذا األساس‪ ،‬حرص اإلسالم عىل رعاية‬
‫وك َفل هلم حقوقهم ومصاحلهم‪ ،‬وعمل عىل توثيق أوارص‬ ‫غري املسلمني الذين يقيمون يف املجتمع املسلم‪َ ،‬‬
‫التعايش بينهم وبني بقية أف راد املجتمع بأنْ أباح للمسلمني أكل طعام أهل الكتاب‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾ [املائدة‪.]5 :‬‬
‫‌و ‪ .‬العدالة‪ :‬أمر اإلسالم بمعاملة مجيع الناس بالعدل حتى لو كان وا أعدا ًء‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫حث‬‫﴾ [املائدة‪ .]2 :‬وقـد َّ‬
‫اإلسالم عىل دفع الظلم عن الناس؛ س واء كان وا من املسلمني‪ ،‬أو من غري املسلمني‪ .‬فرسول اهلل ﷺ بعد أنْ‬
‫كرمة يوم ِح ْلف الفضول؛ إذ تعاقد أهل‬ ‫ذك رنا بام رآه من مبادرة عظيمة يف َم َّكة ا ُمل َّ‬ ‫َم َّن اهلل تعاىل عليه بالرسالة َّ‬
‫َم َّكة عىل نرصة املظلوم وردع الظامل‪ ،‬فقال ﷺ‪َ « :‬ل َق ْد َش ِه ْد ُت َم َع ُع مو َمتي ِح ْل ًفا في دا ِر َع ْب ِد اهللِ ْب ِن ُج ْد َ‬
‫عان‬
‫ِ‬ ‫ما ُأ ِح ُّ َ‬
‫ب أنَّ لي بِه ُح ْم َر ال َّن َع مِ» [رواه ُ‬
‫ابن ِح بان]‪.‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪90‬‬
‫جماالت التعايش اإلنساين‬ ‫ثال ثًا‬
‫وتتعدد‪ .‬ومن ذلك‪:‬‬
‫َّ‬ ‫تتنوع جماالت التعايش اإلنساين‪،‬‬
‫َّ‬
‫﴾‬ ‫أ‪ .‬التعايش الديني‪ :‬هو اإلقـ رار بحرية اآلخرين يف اختيار معتقداهتـم‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫بكل حرية‪ ،‬وعدم‬ ‫ُ‬
‫[الكافرون‪ .]6 :‬ويكون ذلك بالسامح ألهل الديانات األخرى بمامرسة شعائرهم الدينية ِّ‬
‫أحدا عىل اعتناق اإلسالم‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫نس ب إىل النبي ﷺ أنَّه أجرب ً‬
‫االعتداء عىل أماكن عبادهتم؛ إذ مل ُي َ‬
‫﴾ [الغاشية‪.]22-21 :‬‬
‫ب‪ .‬التعايش االجتامعي‪ :‬هو إظهار االحرتام ملختلف رشائح املجتمع‪ ،‬واملساواة بني أف رادها يف احلقوق وال واجبات‬
‫الدنيوية‪ ،‬وعدم املساس بام ُي ْفيض إليه هذا ُّ‬
‫التنوع من عادات وتقاليد وأع راف ُم تعدِّ دة ال تتعارض مع أحكام‬
‫﴾ [احلج رات‪ .]13 :‬ومن‬ ‫الرشيعة اإلسالمية‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫أمثلة ذلك‪ :‬تبادل الزيارات مع أتباع الط وائف ُ‬
‫األخرى يف املجتمع‪ ،،‬والتكافل والتضامن معهم‪ ،‬واإلحسان‬
‫إليهم‪ ،‬وقبول هداياهم‪ ،‬ومشاركتهم يف أف راحهم‪ ،‬وم واساهتم عند املصائب واألت راح‪ ،‬واملحافظة ‪ -‬يف الوقت‬
‫الق َي م اإلسالمية األصيلة ا ُملنبثِقة من العقيدة والرشيعة السمحة‪.‬‬
‫نفسه‪ -‬عىل الثقافة و ِ‬
‫وعامل ُم ِه ًّما الستق رار األوطان‪،‬‬
‫ً‬ ‫جـ ‪ .‬التعايش االقتصادي‪ :‬ت َُع ُّد إقامة العالقات بني الشعوب رضور ًة حتمي ًة‪،‬‬
‫الس ْل م املجتمعي‪ ،‬وجلب الرخاء االقتصادي‪ .‬ومن َث َّم‪ ،‬فقد َك َفل اإلسالم لغري املسلمني الذين‬ ‫وحتقيق َّ‬
‫ً‬
‫نشاطا‬ ‫سي ام أنَّ عهد ال ُّن ُب َّوة قد شهد‬
‫حق املشاركة يف احلياة االقتصادية‪ ،‬ال َّ‬
‫يعيشون يف املجتمع املسلم َّ‬
‫ملحوظا يف العالقات االقتصادية مع غري املسلمني خارج حدود الدولة‪ ،‬ومتثَّل ذلك يف رشاء احلبوب من‬ ‫ً‬
‫ٍ‬
‫نورة‪ ،‬وجيلبون إليها‬ ‫بالد الشام التي كانت تتبع الدولة الرومانية وقتئذ‪ ،‬وكان ّجتار الروم يأتون إىل املدينة ا ُمل َّ‬
‫ْباط الشَّ امِ‪َ ،‬و ُي ْس ِل ُف َ ُ‬
‫ون ْم‬ ‫«أن م كان وا يتعاملون مع َأن ِ‬ ‫البضائع‪ .‬ومن ذلك ما ُر ِوي عن بعض أصحاب النبي ﷺ َّ‬
‫يب‪ ،‬إِىل َأ َج ٍل ُم َس ّم ى» [رواه البخاري]‪.‬‬
‫الزبِ ِ‬ ‫ِف ا ْل ِح ْن َط ِة‪َ ،‬والشَّ ِع ِ‬
‫ري‪َ ،‬و َّ‬
‫بعيدا‬
‫األخرى‪ ،‬والتعايش معها ً‬ ‫قص د بذلك إقامة عالقات سياسية مع الدول والشعوب ُ‬ ‫د‪ .‬التعايش السيايس‪ُ :‬ي َ‬
‫حق ا ُمل و َاطنة لغري‬ ‫عن الصدام‪ ،‬ما مل تكن معادية وحماربة لإلسالم‪ ،‬أو م ِ‬
‫عتدية عىل املسلمني‪ .‬وقد َك َفل اإلسالم َّ‬ ‫ُ‬
‫املسلمني؛ ُبغْ َي َة حتقيق التعايش السيايس بني مجيع أطياف املجتمع املسلم؛ ما ُي س ِه م يف احلفاظ عىل َّ‬
‫الس ْل م‬
‫تعرف اإلسالم ومبادئه‪ .‬وكان املسلمون قد أقام وا عالقات سياسية مع‬
‫واألمن الداخيل‪ ،‬ويتيح لغري املسلمني ُّ‬
‫الس ْل م وعدم االعتداء‪ .‬ومن ذلك ما َّ‬
‫نصت عليه وثيقة صلح احلديبية‪ .‬قال تعاىل‪:‬‬ ‫ُ‬
‫الدول األخرى عىل أساس َّ‬
‫﴾ [البقرة‪.]190 :‬‬ ‫﴿‬

‫‪91‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫َأ َت َد َّب ُر َو َأ ْ‬
‫س َت ْن ِت ُج‬

‫ثم َأ ْس َت ْنتِ ُج ما ّ‬
‫يدلن عليه من جماالت التعايش اإلنساين‪:‬‬ ‫َ‬
‫أتَدَ َّب ُر لنصني الرشعيني اآلتيني‪َّ ،‬‬
‫‪ )1‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾ [آل عم ران‪.]64 :‬‬
‫‪..................................................................................................................................‬‬
‫ُوج ُد ِم ْن َم ِس َري ِة َأ ْر َب ِع َ‬
‫ني َعا ًما» [رواه البخاري]‪.‬‬ ‫‪ )2‬قال رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬م ْن‌ َق َت َل ُ‌م َع َاه ًدا َل ْم َي ِر ْح َرائِ َح َة ا ْل َج َّن ِة‪َ ،‬وإِنَّ ِرحي ََها ت َ‬
‫‪..................................................................................................................................‬‬

‫صو َر ٌة ُم ْ‬
‫ش ِر َق ٌة‬

‫● كان رسول اهلل ﷺ يستقبل الوفود‪ ،‬ويلتقي بهم في المسجد‪ ،‬بوصفه أنسب مكان الستقبال الوافدين من‬
‫أهل الكتاب وغيرهم؛ سواء كانت هذه الوفود حاضرة لطلب العلم‪ ،‬أو عقد المعاهدات وإب رامها‪ .‬ومن هذه‬
‫الوفود‪ :‬وفد عبد القيس‪ ،‬ووفد نج ران‪.‬‬
‫الم و َاطنة في المسلمين وحدهم‪ ،‬بل حرص ﷺ‬ ‫نورة‪ ،‬فإنَّه لم يجعل ُ‬
‫الم َّ‬
‫لما كتب النبي ﷺ وثيقة المدينة ُ‬
‫ ● ّ‬
‫نصت في‬‫نورة‪ ،‬وااللتزام بأحكام الوثيقة؛ إذ َّ‬
‫الم َّ‬‫أنْ تشمل غير المسلمين‪ ،‬بمقتضى اإلقامة في المدينة ُ‬
‫أحد بنودها على أنَّ غير المسلمين المقيمين في المدينة ُأ َّمة مع المؤمنين‪ ،‬لهم من الحقوق والواجبات‬
‫كما للمسلمين بصفة عامة؛ فقد جاء فيها‪« :‬يهود بني عوف ُأ َّمة مع المؤمنين ‪.»...‬‬

‫آثار التعايش اإلنساين‬ ‫ابع ا‬


‫ر ً‬
‫للتعايش اإلنساين آثار تعود بالنفع عىل الفرد واملجتمع‪ .‬وهذه أبرزها‪:‬‬
‫‌ أ ‪ .‬إرساء مبادئ اإلسالم اإلنسانية واألخالقية للتعامل مع اآلخر برفق وتسامح‪ ،‬وفتح املجال أمام الدعوة إىل‬
‫دين اإلسالم‪.‬‬
‫الس ْل م واألمن يف أوساط املجتمع‪.‬‬
‫‌ب‪ .‬انتشار َّ‬
‫جـ‪ .‬ازدهار احلياة االقتصادية واالجتامعية‪ ،‬وهنضة املجتمع؛ نتيج ًة لتبادل اخل ربات واملعلومات واألفكار مع‬
‫اآلخرين‪ ،‬واالنتفاع بام لدهيم؛ رشط ّأل يتعارض ذلك كله مع ثقافة املسلم ودينه‪.‬‬

‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪92‬‬
‫وس ُع‬
‫ثراء وال َّت ُ‬
‫إل ُ‬ ‫ا ِ‬

‫جلة من الض وابط التي َ ْتكمه‪.‬‬


‫دعا اإلسالم الناس إىل التعايش والتسامح فيام بينهم‪ ،‬لك َّنه وضع لذلك ُ ْ‬
‫ومن ذلك‪:‬‬
‫‪ )1‬احرتام خصوصية املجتمع‪ ،‬وعادات الناس‪ ،‬وتقاليدهم‪ ،‬وأع رافهم‪.‬‬
‫‪ )2‬احرتام ِق َي م اإلسالم ومبادئ الرشيعة اإلسالمية‪ ،‬ورفض التقليد األعمى‪.‬‬
‫التدخل اخلارجي واالمالءات التي تفرضها ا ُمل َّ‬
‫نظامت العاملية‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫‪ )3‬احرتام سيادة الدولة وأنظمتها وق وانينها‪ ،‬ومنع‬
‫وقد رضبت اململكة األردنية اهلاشمية أروع الصور يف التعايش اإلنساين بني ط وائف املجتمع األردين عىل‬
‫قدسات اإلسالمية واملسيحية يف القدس‬ ‫اختالف أدياهنا وأع راقها‪ ،‬وظهر ذلك َج ِل ًّي ا يف الوصاية اهلاشمية عىل ا ُمل َّ‬
‫الرشيف‪ ،‬واستضافة املاليني من الالجئني‪ ،‬والعمل من أجل احل وار والسالم العامليني‪.‬‬
‫مظهرا من مظاهر التعايش والدعوة‬
‫ً‬ ‫ت َُع ُّد مشاركة اململكة األردنية اهلاشمية يف مبادرة الوئام العاملي بني األديان‬
‫مجيعا عىل‬ ‫ِ‬
‫إىل ق َي م التعاطف والتسامح والرمحة والعيش املشرتك داخل املجتمع األردين‪ ،‬وترسيخها بني الناس ً‬
‫اختالف أع راقهم ومعتقداهتم‪.‬‬

‫ستخد ًما الرمز املجاور‪َ ،‬أ ْس َت ِم ُع لكلمة جاللة املَ ِلك عبد اهلل الثاين ابن احلسني يف مؤمتر‬
‫ِ‬ ‫ُم‬
‫«الرتاث اإلسالمي‪ :‬تعزيز الوئام والعيش املشرتك»‪.‬‬

‫فاد ُة‬ ‫م ا ْل ُم ْ‬
‫س َت َ‬ ‫ا ْلقِ َي ُ‬

‫ص بعض ِ‬
‫الق َيم املستفادة من الدرس‪.‬‬ ‫َأ ْس َت ْخ ِل ُ‬
‫َ‬
‫والتعددية الثقافية والدينية‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫‪ )1‬أ َت َف َّه ُم ُّ‬
‫التنوع‬
‫‪.................................................................................................. )2‬‬
‫‪.................................................................................................. )3‬‬

‫‪93‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫راج َع ُة‬
‫ويم َوا ْل ُم َ‬
‫ُ‬ ‫ال َّت ْق‬

‫‪ُ 1‬أ َب يِّ ُ املقصود بمفهوم التعايش اإلنساين‪.‬‬


‫‪َ 2‬أ ْذ ُك ُر ثالثة من مبادئ التعايش اإلنساين‪.‬‬
‫‪ُ 3‬أ َو ِّض ُح كيف َك َفل اإلسالم لغري املسلم حرية االعتقاد‪.‬‬
‫‪ُ 4‬أ َع دِّ ُد اثنني من ض وابط التعايش يف اإلسالم‪.‬‬
‫‪ُ 5‬أ َع ِّل ُل‪ :‬هنى اإلسالم عن اجلدال املذموم‪.‬‬
‫‪ُ 6‬أ َب يِّ ُ أثر التعايش السيايس يف املجتمع‪.‬‬
‫‪َ 7‬أ ْس َت ْنتِ ُج داللة النصوص الرشعية اآلتية عىل مبادئ التعايش اإلنساين يف اإلسالم‪:‬‬
‫داللته‬ ‫النص الرشعي‬ ‫الرقم‬
‫أ قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾‬
‫ب قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾‬
‫جـ قال رسول اهلل ﷺ‪« :‬يا َأي ا ال َّناس‪َ ،‬أ َل إِنَّ رب ُك م َو ِ‬
‫اح دٌ ‪‌َ ،‬وإِنَّ َ‌أ َب ُاك ْم‬ ‫َ َّ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُّ َ‬
‫َ‌و ِ‬
‫اح دٌ »‬

‫‪َ 8‬أخْ ُ‬
‫تار اإلجابة الصحيحة يف ٍّ‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬
‫تدل عىل ِ ِّ‬
‫الب واإلحسان‪ُ ،‬وتثِّل أحد مبادئ التعايش اإلنساين‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫‪ .1‬اآلية الكريمة التي ُّ‬
‫﴾‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬قوله تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾‪.‬‬ ‫‌ب‪ .‬قوله تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾‪.‬‬ ‫جـ‪ .‬قوله تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾‪.‬‬ ‫د ‪ .‬قوله تعاىل‪﴿ :‬‬
‫يدل عليه قول النبي ﷺ‪َ « :‬ل َق ْد َش ِه ْد ُت َم َع ُع مو َمتي ِح ْل ًفا يف دا ِر َع ْب ِد اهللِ ْب ِن‬ ‫‪ .2‬مبدأ التعايش الذي ُّ‬
‫عان ما ُأ ِح ُّب َأنَّ يل بِ ِه ُ ْ‬
‫ح َر ال َّن َع مِ»‪ ،‬هو‪:‬‬ ‫ُج ْد َ‬
‫ب‪ .‬العدالة‪.‬‬ ‫ ‬‫أ ‪ .‬الك رامة اإلنسانية‪.‬‬
‫د ‪ .‬احل وار با ُ‬
‫حل ْس نى‪.‬‬ ‫ ‬ ‫الب واإلحسان‪.‬‬‫جـ‪ُّ ِ .‬‬
‫‪ .3‬مظهر التعايش الدال عىل إظهار االحرتام ألطياف املجتمع هو التعايش‪:‬‬
‫د ‪ .‬السيايس‪.‬‬ ‫جـ‪ .‬االجتماعي‪.‬‬ ‫ب‪ .‬االقتصادي‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬الديني‪.‬‬

‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪94‬‬
‫الوحدة الرابعة‬

‫﴾‬ ‫قال تعاىل‪﴿ :‬‬


‫[آل عمران‪]١٣٢ :‬‬

‫دروس‬
‫الوحدة الرابعة‬

‫الش ُبهات (حديث نبوي شريف)‬


‫اتقاء ُّ‬ ‫‪1‬‬

‫المذاهب الفقهية األربعة‬ ‫‪2‬‬

‫من خصائص الشريعة اإلسالمية‪ :‬الوسطية‬ ‫‪3‬‬


‫التلوث البيئي‬
‫موقف اإلسالم من ُّ‬ ‫‪4‬‬

‫‪95‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫اتقاء ُّ‬
‫الش ُبهات‬ ‫الدرس‬
‫(حديث نبوي شريف)‬ ‫‪1‬‬

‫تاجات ال َّت َع ُّل ِ‬


‫م‬ ‫ُ‬ ‫ِن‬

‫ُيتو ّقع من الطلبة حتقيق النتاجات اآلتية‪:‬‬


‫‪ِ -‬ق را َء ُة احلديث النبوي الرشيف ق راءة سليمة‪.‬‬
‫‪ -‬ال َّت ْع ُ‬
‫ريف ب راوي احلديث الرشيف‪.‬‬
‫يان معاين املفردات والرتاكيب ال واردة يف احلديث الرشيف‪.‬‬‫‪َ -‬ب ُ‬
‫ليل مضمون احلديث النبوي الرشيف‪.‬‬ ‫‪ْ َ -‬ت ُ‬
‫‪َ َ -‬تث ُُّل ِ‬
‫الق َي م واالجتاهات ال واردة يف احلديث النبوي الرشيف‪.‬‬
‫ِ‬
‫غيب ا‪.‬‬ ‫‪ -‬ح ْف ُظ احلديث النبوي الرشيف ا ُمل َّ‬
‫قرر ً‬

‫م ا ْل َق ْبل ُّ‬
‫ِي‬ ‫ع ُّل ُ‬
‫ال َّت َ‬

‫وبي فيه للناس ما َيلزمهم من أحكام‬


‫سي دنا حممد ﷺ‪َّ ،‬‬
‫أتم اهلل ‪ ‬الدين لعباده‪ ،‬وأنزل الق رآن الكريم عىل ِّ‬
‫َّ‬
‫﴾‬ ‫رشعيـة تتع َّلق بشـؤون حياهتـم‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫[املائدة‪.]3 :‬‬
‫سي دنا حممد ﷺ احلالل واحل رام يف‬
‫وحرم عليهم اخلبائث‪ ،‬وقد َّبي هلم ِّ‬
‫الطي بات‪َّ ،‬‬
‫أحل اهلل تعاىل للمسلمني ِّ‬
‫َّ‬
‫مجيع ج وانب احلياة‪ ،‬مثل‪ :‬العبادات‪ ،‬واملعامالت‪ ،‬واألطعمة‪ ،‬واألرشبة‪ ،‬وغري ذلك‪.‬‬
‫أمر اهلل تعاىل عباده باالستقامة عىل دينه‪ ،‬وااللتزام بام أمر به‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾ [هود‪ ،]112 :‬وحثَّهم سبحانه عىل أداء األعامل َوفق رشعه تعاىل من دون إف راط أو تفريط‪.‬‬
‫َأ ْذ ُك ُر‬
‫َ‬
‫حرمها ‪.‬‬ ‫أ ْذ ُك ُر مثالني عىل ِّ‬
‫الطي بات التي أباحها اهلل تعاىل‪ ،‬ومثالني آخرين عىل اخلبائث التي َّ‬
‫من الطيبات‪...................................................................................................................... :‬‬
‫من اخلبائث‪....................................................................................................................... :‬‬

‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪96‬‬
‫موضوعات احلديث ال رشيف‪:‬‬ ‫ريط ُة ال َّت ْنظيمِ َّي ُة‬
‫ا ْل َخ َ‬

‫صالح القلب‬ ‫الم شت بِ هات‬


‫موقف املسلم من ُ‬ ‫أعامل اإلنسان من حيث‬
‫وضوح ُح ْكمها الرشعي‬
‫تتورع عن إتيان‬
‫فئة ال َّ‬ ‫تتورع عن‬
‫فئة َّ‬
‫المشتبِهات‪ ،‬وتُكث ِر من‬ ‫المشتبِهات‬
‫ُ‬ ‫احلرام الواضح‬ ‫احلالل الواضح‬
‫ُ‬ ‫الوقوع يف‬
‫الوقوع فيها‬ ‫المشتبِهات‬
‫ُ‬

‫م َو َأ ْح َف ُ‬
‫ظ‬ ‫َأ ْف َ‬
‫ه ُ‬

‫اكيب‬ ‫ا ْل ُم ْف َر ُ‬
‫دات َوال َّت ر ُ‬
‫ـول اهللِ‬
‫ـم ْع ُت َرس ـ َ‬ ‫ـال‪َ :‬سـ ِ‬ ‫ر ‪َ ،‬قـ َ‬ ‫ـن ال ُّنعـ ِ‬
‫ـان ْب ـ ِ‬
‫ـن َبش ـ ٍ‬ ‫َعـ ِ ْ‬ ‫ي‪ :‬ظاهر معلوم‪.‬‬
‫َب ِّ ٌ‬
‫ـن‪َ ،‬وإِنَّ ا ْل َح ـر َام َب ِّي ـ ٌ‬
‫ـن‪َ ،‬و َب ْي َن ُه مــا‬ ‫ـول‪« :‬إِنَّ ا ْل َحـ َ‬
‫ـال َب ِّي ـ ٌ‬ ‫ﷺ َي ق ـ ُ‬ ‫ا َّت َق ى‪ :‬جت َّنب‪.‬‬
‫ـن‬‫ـاس‪َ ،‬ف َمـ ِ‬ ‫ـن ال َّنـ ِ‬ ‫ـر ِمـ َ‬ ‫ـن َك ثي ـ ٌ‬ ‫هات َل َي ْع َل ُم ُهـ َّ‬ ‫ُأم ـ ٌ‬
‫ـور ُم شْ ـ َت بِ ٌ‬ ‫اس َت ْب َر َأ‪ :‬طلب السالمة‪.‬‬
‫ْ‬
‫ـع ِف ــي‬ ‫ـن َو َقـ َ‬
‫ـه َو ِع ر ِضـ ِ‬
‫ـه‪َ ،‬و َمـ ْ‬ ‫هات اسـ َت ب ر َأ لِ ِدينِـ ِ‬
‫ْ َْ‬
‫الش ــب ِ‬
‫ا َّت َق ــى ُّ ُ‬ ‫ا ْل ِح مى‪ :‬أرض حممية ُيم َنع عامة الناس‬
‫ْ‬
‫ــو َل‬ ‫هات َو َق ِ‬ ‫الش ــب ِ‬ ‫من دخوهلا‪.‬‬
‫الراعــي َي ْرعــى َح ْ‬ ‫ــع ف ــي ا ْل َح ــرامِ‪َ ،‬ك َّ‬ ‫َ‬ ‫ُّ ُ‬
‫ِ‬
‫ــك‬‫ــك ِّل َم ِل ٍ‬ ‫فيــه‪َ ،‬أ َل َوإِنَّ لِ ُ‬ ‫ِ‬
‫ــك َأنْ َي ْرت َ‬
‫َــع‬ ‫وش ُ‬ ‫ا ْل ِح مــى ي ِ‬
‫ُ‬ ‫ُي وش ُك‪ :‬يكاد‪ ،‬و َي ُ‬
‫قرب‪.‬‬

‫ـه‪َ ،‬أ َل َوإِنَّ ِف ــي ا ْل َج س ـ ِ‬ ‫َي ْرت ََع‪ :‬جيعل ماشيته ترعى‪.‬‬
‫ـد‬ ‫َ‬ ‫ِح ًم ــى‪َ ،‬أ َل َوإِنَّ ِح َم ــى اهللِ َمحا ِر ُمـ ُ‬
‫َمحا ِر ُم ُه‪ :‬املعايص التي َّ‬
‫حرمها اهلل تعاىل‪.‬‬
‫ـه‪َ ،‬وإِذا َف َس ـ ْ‬
‫ـدَت‬ ‫ـد ُك ُّلـ ُ‬
‫ـح ا ْل َج َس ـ ُ‬ ‫ُم ْضغَ ـ ًة إِذا َص ُل َح ـ ْ‬
‫ـت َص ُلـ َ‬ ‫ُم ْضغَ ًة‪ :‬قطعـة من اللحم بمقـدار ما‬
‫ـد ُك ُّلـ ُ َ ِ‬
‫ـب» [متفــق علي ــه]‪.‬‬ ‫ـه‪ ،‬أ َل َوه ـ َ‬
‫ـي ا ْل َق ْلـ ُ‬ ‫َف َس ــدَ ا ْل َج َس ـ ُ‬ ‫ُي َ‬
‫مضغ يف الفم‪.‬‬

‫ي َّ‬
‫الش ِ‬
‫ريف‪:‬‬ ‫ديث ال َّن َبوِ ِّ‬
‫ِ‬ ‫راوي ا ْل َح‬
‫ِ‬ ‫ال َّت ْع ُ‬
‫ريف ِب‬

‫الس َنة الثانية للهجرة‪ ،‬وقد‬ ‫ِ‬


‫هو الصحايب اجلليل النعامن بن بشري بن ثعلبة األنصاري اخلزرجي ‪ُ ، ‬ولد يف َّ‬
‫وتول ُح ْك م الكوفة ومحص زمن الدولة األموية‪ ،‬وقد‬
‫قاضي ا لدمشق‪ّ ،‬‬
‫ً‬ ‫روى عن النبي ﷺ (‪ )114‬حديثًا‪ .‬عمل ‪‬‬
‫ت ِّ‬
‫ُوف ‪ ‬سنة مخس وستني للهجرة‪.‬‬
‫‪97‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫َأ َت َو َّق ُ‬
‫ف‬ ‫م َوال َّت ْح ُ‬
‫ليل‬ ‫ا ْل َف ْ‬
‫ه ُ‬

‫األحاديث األربعة اجلامعة ِلا يقوم عليه مدار الترشيع‬ ‫اتفق العلامء عىل ِع َظ مِ هذا احلديث الرشيف‪،‬‬
‫ال بِال ِّن ي ِ‬ ‫َْ‬
‫ات» [رواه‬ ‫اإلسالمي هي‪ :‬قوله ﷺ‪« :‬إِن ََّما ال ْع َم ُ َّ‬ ‫وأنَّه أصل من أصول الرشيعة‪ ،‬وذهب كثري منهم‬
‫«م ْن ُح ْس ِن إِ ْسال ِم ا ْل َم ْر ِء ت َْر ُك ُه ما َل‬ ‫البخاري]‪ ،‬وقوله ﷺ‪ِ :‬‬
‫إىل أنَّه أحد أربعة أحاديث يقوم عليها مدار الترشيع‬
‫نيه» [رواه الرتمذي]‪ ،‬وقوله ﷺ‪«َ :‬ل ُي ْؤ ِم ُن َأ َح ُد ُك ْم َح ّت ى‬ ‫يع ِ‬
‫َْ‬ ‫وبخاصة‬ ‫نظرا إىل تع ُّلقه بك ِّل أب واب الفقه‪،‬‬
‫َّ‬ ‫اإلسالمي؛ ً‬
‫ي ُّب لِ َن ْف ِس ِه» [متفق عليه]‪ ،‬وقوله ﷺ‪:‬‬ ‫يه ما ُ ِ‬ ‫ي ِحب ِ َل ِخ ِ‬
‫ُ َّ‬ ‫املعامالت املالية‪ ،‬والنكاح‪ ،‬والطعام والرشاب‪.‬‬
‫ي» [متفق عليه]‪.‬‬ ‫«إِنَّ ا ْل َح َ‬
‫الل َب ِّي ٌن‪َ ،‬وإِنَّ ا ْل َح ر َام َب ِّ ٌ‬

‫أعامل اإلنسان من حيث وضوح ُحكْمها الرشعي‬ ‫َّأو ًل‬


‫َّبي لنا الرسول ﷺ يف هذا احلديث النبوي الرشيف أنَّ أعامل اإلنسان وأق واله تنقسم من حيث وضوح‬
‫ُح ْك مها الرشعي إىل ثالثة أقسام‪ ،‬هي‪:‬‬
‫أ ‪ .‬احلالل ال واضح‪ :‬هو ما ال يوجد دليل عىل حتريمه‪ ،‬أو د َّلت النصوص عىل مرشوعيته‪ ،‬وال خيفى عىل معظم‬
‫ِ‬
‫الطي بات‪ ،‬والزواج‪ ،‬والبيع‪ ،‬واإلجارة‪ ،‬والرهن‪ ،‬والوكالة؛ فهذا كله حالل َ ْمض ال‬ ‫الناس ح ُّله‪ ،‬مثل‪ :‬أكل ِّ‬
‫ُش ْب َهة فيه‪.‬‬
‫قصد باحل رام ال واضح ك ُّل ما د َّلت النصوص الرشعية عىل ُح رمته‪ ،‬وال خيفى ذلك عىل‬ ‫ب‪ .‬احل رام ال واضح‪ُ :‬ي َ‬
‫معظم الناس؛ وهو ما أمر الرشع برتكه عىل وجه اإللزام‪ ،‬مثل‪ :‬أكل املَ ي تة‪ ،‬والتعامل بال ربا‪ ،‬و ِ‬
‫القامر‪ ،‬ورشب‬ ‫ْ‬
‫اخلمر‪ ،‬والزنا‪ ،‬وعقوق ال والدين‪ ،‬وإساءة اجل وار‪ ،‬ونقض العهود وامل واثيق‪ ،‬وأكل حلم اخلنزير؛ فهذا كله ح رام‬
‫واضح ال َل ْب س فيه‪.‬‬

‫عاو ُن َو َأ ْذ ُك ُر‬
‫َ‬ ‫َأ َت‬

‫َعاونُ مع زمالئي‪ /‬زمياليت‪َ ،‬‬


‫َأت َ‬
‫ثم أ ْذ ُك ُر مثالني آخرين عىل احل رام َ‬
‫الب ِّي ال واضح‪.‬‬ ‫َّ‬
‫‪..................................................................................................................................‬‬

‫الم شت بِ هات‪ :‬هي األمور الغامضة التي التبس أمرها‪ ،‬وال يوجد دليل واضح عىل ِح ِّلها أو ُح رمتها‪ ،‬وقد‬
‫‌جـ‪ُ .‬‬
‫ولكن ال راسخني يف العلم يعرفظونه عن طريق النظـر والبحث يف أد َّلة‬
‫َّ‬ ‫َخ ِف ي ذلك عىل كثري من الناس‪،‬‬
‫األحكام ومقاصد الترشيع اإلسالمي ومبادئه الكلية؛ لذا جيب سؤال أهل العلم الرشعي ملعرفة ُح ْك م‬
‫﴾ [ألنبياء‪.]٧ :‬‬ ‫الم شت بِ هات‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫ُ‬
‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪98‬‬
‫الم شت بِ هات بني َم ْن يرى ِح َّلها و َم ْن يرى ُح رمتها‪ ،‬وكانت ُمرت ِّددة بني‬
‫فإذا اختلف الفقهاء يف ُح ْك م األمور ُ‬ ‫ ‬
‫فاأل ْوىل تركها واجتناهبا‪ .‬وهذا االشتباه ال يقع يف الرشيعة اإلسالمية نفسها‪ ،‬وإنَّام يكون يف فهم‬ ‫حل رمة‪َ ،‬‬ ‫ِ‬
‫احل ِّل وا ُ‬
‫الفقهاء هلا‪.‬‬
‫ومثال ذلك ما رواه البخاري ومسلم من أنَّ رسول اهلل ﷺ وجد يو ًما مترة ساقطة‪ ،‬فرتك أكلها خشية أنْ تكون‬ ‫ ‬
‫حرمها اهلل تعاىل عليه‪ .‬وكذلك ما ورد عن َعدي بن حاتم ‪ ‬أن َّه سأل رسول اهلل ﷺ‪:‬‬ ‫من مال الصدقة التي َّ‬
‫سول اهللِ‪ ،‬إِ ِّن ُأ ْر ِس ُل َك ْل بِ ي‪َ ،‬أ ِج ُد َم َع ُه َك ْل ًب ا آخَ َر‪َ ،‬ل َأ ْد ِري َأيُّ ُهما َأخَ َذ ُه؟ َف َ‬
‫قال ﷺ‪«َ :‬ل ت َْأ ُك ْل‪َ ،‬فإِنَّام َس َّم ْي َت َعىل‬ ‫«يا َر َ‬
‫الش ْب هة خو ًفا من أنْ يكون الكلب الذي‬ ‫ي ِه» [متفق عليه]؛ فقد أفتاه النبي ﷺ باجتناب ُّ‬ ‫َك ْل بِ َك‪َ ،‬و َ ْل ُت َس ِّم َعىل َغ ْ ِ‬
‫أيضا ما أشكل عىل اإلمام مالك ‪ ‬حني ُسئِل عن خنزير‬ ‫سم ى عليه‪ .‬ومن األمثلة عىل ذلك ً‬ ‫قتل الصيد غري ُم ًّ‬
‫﴾‬ ‫لتعارض األد َّلة عنـده‪ ،‬وهي قـوله تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫البحـر؛ إذ امتنـع عن اإلجـابة ُ‬
‫﴾ [املائدة‪ ،]96 :‬فخاف أنْ يكون‬ ‫حرم‪ ،‬وقوله تعاىل‪﴿ :‬‬
‫[املائدة‪ ،]3 :‬فخاف أنْ يكون منه َفي ُ‬ ‫ ‬
‫منه َفي ِح ُّل‪.‬‬
‫الم شت بِ هات‬
‫الم شت بِ هات كذلك إنْ أصابت النجاسة جز ًءا من الثوب مل يعلم صاحبه موضعها‪ ،‬فاتقاء ُ‬ ‫ومثال ُ‬ ‫ ‬
‫كم ْن وجد‬
‫كل يشء‪َ ،‬‬ ‫يكون بغسل الثوب كله؛ رشط ّأل يؤ ِّدي ذلك إىل الوسوسة‪ُ ،‬في ِّ‬
‫حرم اإلنسان عىل نفسه َّ‬
‫تتغي أوصافه؛ من‪ :‬لون‪ ،‬أو طعم‪ ،‬أو رائحة‪ ،‬وهو يريد الوضوء‪ ،‬فيقول‪ :‬لع َّل نجاسة وقعت فيه؛ فهذا‬
‫ما ًء مل َّ‬
‫التو ُّقف غري مرشوع‪.‬‬

‫الـمشتبِهات‬
‫موقف املسلم من ُ‬ ‫ثاني ا‬
‫َأ َت َو َّق ُ‬
‫ف‬ ‫ً‬
‫خياطب النبي ﷺ يف هذا احلديث الرشيف املسلم‪ ،‬ويدعوه إىل‬
‫الش ُب هات‪ :‬مجع ُش ْب هة‪ ،‬وهي األفعال‬
‫ُّ‬
‫الم شتب ِهات؛ فهي قد تقوده إىل ارتكاب‬ ‫الورع‪ُ ،‬وي ِّذره من الوقوع يف ُ‬
‫التي جتعـل اإلنسـان موضـع هتمة‬ ‫احل رام‪ .‬وكذلك‪ ،‬فإنَّ تتب ع الم شتب ِهات ِ‬
‫الش ُب هات‪،‬‬
‫يوقع املسلم يف ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫وش ٍّك‪.‬‬‫َ‬ ‫ِ‬
‫عرضه للغيبة والنميمة‪ ،‬و ُي فقده ثقة الناس به‪.‬‬ ‫و ُي ِّ‬
‫الـم شت بِ هات‪:‬‬
‫ُي ص َّنف الناس إىل فئتني من حيث النظرة إىل ُ‬
‫ِ‬
‫وس ْم عتها من الطعن؛ حلرصها ّأل‬ ‫الم شت بِ هات‪ ،‬ف ُتحافظ بذلك عىل سالمة دينها ُ‬ ‫تتورع عن الوقوع يف ُ‬ ‫أ ‌‪ .‬فئة َّ‬
‫لتتبي ُح ْكمها‪ ،‬فإنْ أ َّدت إىل ح رام أو مكروه اجتنبتها‪.‬‬‫تقع يف احل رام‪ .‬فإذا ظهرت هلا ُش ْب هة وقفت عندها َّ‬
‫الم شت بِ هات‪ ،‬وتُكثِ ر من الوقوع فيها؛ فهذه ُيشى عليها من فعل احل رام‪ ،‬الحتامل أنْ‬ ‫تتورع عن إتيان ُ‬
‫ب‌‪ .‬فئة ال َّ‬
‫يتبي هلا ُح ْكمه‪ ،‬ومل تسأل عنه‪.‬‬ ‫يكون ما وقعت فيه من ُش ُب هات ح را ًم ا؛ إذ مل َّ‬
‫سول له‪َ ،‬‬
‫وت ُّره‬ ‫الم شت بِ هات َس ُه ل عليه الوقوع يف احل رام ؛ ألنَّ النفس ُت ِّ‬ ‫ إنَّ َم ِن اعتاد التساهل يف الوقوع يف ُ‬
‫وش ُك‬ ‫ال مى ي ِ‬
‫ويدل عىل ذلك املثل الذي رضبه النبي ﷺ؛ إذ قال ﷺ‪َ ...« :‬كالراعي ي رعى َح و َل ْ ِ‬ ‫شي ًئا فشي ًئا‪ُّ ،‬‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫حاجزا‪.‬‬
‫ً‬ ‫الم شتب ِهات فإنَّه جيعل بينه وبني احل رام‬ ‫َأنْ َي ْرت ََع فيه»‪ّ .‬أما الذي يبتعد عن ُ‬
‫‪99‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫َأ ْب َ‬
‫ح ُ‬
‫ث َع ْن‬

‫َعاونُ مع زمالئي‪ /‬زمياليت يف البحث عن عالقة احلديث الرشيف الذي بني أيدينا بقول الرسول ﷺ‪َ « :‬د ْع‬ ‫َأت َ‬
‫َما َي ِر ُيب َك إِ َل َما ال َي ِر ُيب َك» [رواه النسائي]‪.‬‬
‫‪..................................................................................................................................‬‬

‫صالح القلب‬ ‫ثال ثًا‬


‫ُي ِّنب هنا رسول اهلل ﷺ أنَّ األصل يف صالح اإلنسان‪ ،‬واستقامة ج وارحه‪ ،‬هو امتثاله ما أمر اهلل تعاىل العباد به؛‬
‫احلق من الباطل‪ ،‬استقامت‬ ‫ففي هذا صالح القلب واستقامته‪ .‬وإذا ص ُلح القلب‪ ،‬وأخلص يف العمل‪ ،‬وعرف َّ‬
‫ج وارح اإلنسان‪ ،‬وظهر ذلك عليه سامح ًة يف التعامل مع اآلخرين‪ ،‬وقدر ًة عىل التعاون والعطاء‪ِ ،‬‬
‫وح ْر ًصا عىل دينه‬
‫الش ُب هات‪ .‬أ ّم ا إذا فسد القلب؛ جلهل اإلنسان‪ ،‬وعدم معرفته باحلقِّ أو باحلالل‬
‫وجمتمعه ووطنه‪ ،‬و ُب ْع ًدا عن ك ِّل ُّ‬
‫وجترأ عىل احل رام؛ كانت ج وارحه‬
‫وفرط يف استبانة ذلك‪ ،‬أو عرف احلالل واحل رام‪ ،‬لك َّنه ترك احلالل‪َّ ،‬‬
‫واحل رام‪َّ ،‬‬
‫فاسدة‪ ،‬ال تستقيم عىل ما رشع اهلل سبحانه وتعاىل‪.‬‬
‫ال َس ِد ُم ْضغَ ًة» بيان أنَّ القلب مع ِصغَ ر حجمه فإنَّ خطره عظيم‪ ،‬ومنفعته جليلة‪،‬‬
‫ويف قوله ﷺ‪«َ :‬أ َل َوإِنَّ ِف ْ َ‬
‫وأنَّه إذا فسد فسدت بقية األعضاء واجل وارح‪.‬‬

‫عاو ُن َو ُأ َب ِّي ُ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫َأ َت‬

‫ثم ُأ َب يِّ ُ ثالثة أسباب ألم راض القلوب وفسادها‪.‬‬ ‫َعاونُ مع زمالئي‪ /‬زمياليت‪َّ ،‬‬ ‫َأت َ‬
‫‪............................................................................................................................. )1‬‬
‫‪............................................................................................................................. )2‬‬
‫‪............................................................................................................................. )3‬‬

‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪100‬‬
‫وس ُع‬
‫ثراء وال َّت ُ‬
‫إل ُ‬ ‫ا ِ‬

‫بأن َي لتزم األعامل التي ت ُِع ني عىل ذلك‪ ،‬مثل‪:‬‬


‫جيب عىل املسلم ْأن حيرص عىل صالح قلبه؛ ْ‬
‫﴾ [حممد‪.]24 :‬‬ ‫التدب ر فيه‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫‌أ ‪ .‬ق راءة الق رآن‪ ،‬و ُّ‬
‫‌ب‪ .‬جمالسة الصاحلني‪ ،‬واالبتعاد عن أهل الفسق واملعايص‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾ [األنعام‪.]68 :‬‬
‫جـ‪ .‬املحافظة عىل أداء العبادات‪ ،‬مثل‪ :‬الصالة‪ ،‬والصيام‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾ [البقرة‪.]21 :‬‬
‫﴾ [آل‬ ‫التوجه إىل اهلل ‪ ‬بالدعاء‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫ُّ‬ ‫د‌‪ .‬‬
‫عم ران‪.]٨ :‬‬
‫﴾ [الرعد‪.]٢٨ :‬‬ ‫هـ‪ .‬املداومة عىل ذكر اهلل ‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬

‫فاد ُة‬ ‫م ا ْل ُم ْ‬
‫س َت َ‬ ‫ا ْلقِ َي ُ‬

‫ص بعض ِ‬
‫الق َيم املستفادة من الدرس‪.‬‬ ‫َأ ْس َت ْخ ِل ُ‬
‫والمشتبِهات‪.‬‬ ‫‪َ )1‬أ ْح ِر ُ‬
‫ص عىل احلالل الواضح؛ ألنَّ فيه ما ُيغْ ني عن احلرام ُ‬
‫‪.................................................................................................. )2‬‬
‫‪.................................................................................................. )3‬‬

‫‪101‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫راج َع ُة‬
‫ويم َوا ْل ُم َ‬
‫ُ‬ ‫ال َّت ْق‬

‫‪ُ 1‬أ َب يِّ ُ مفهوم ٍّ‬


‫كل ّمما يأيت‪:‬‬
‫ ‬ ‫أ ‪ .‬احل رام‪.‬‬
‫الم شت بِ هات‪.‬‬ ‫ب‪ُ .‬‬
‫ُأ َع ِّر ُف ب راوي احلديث الرشيف‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫تنقسم األعامل من حيث وضوح ُح ْكمها الرشعي إىل ثالثة أن واع‪َ .‬أ ْ َ‬
‫ش ُح َّ‬
‫كل نو ٍع منها‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫َأت ََو َّق ُع النتيجة ا ُملرتتِّبة عىل َم ْن ال ي ّتقي ُّ‬
‫الش ُب هات‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫ُأعدِّ ُد ثال ًثا من الوسائل ا ُمل ِع ينة عىل صالح القلب‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫ُأ َو ِّض ُح أثر اجتناب ُّ‬
‫الش ُب هات‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫َأ ْذ ُك ُر مظهرين من مظاهر صالح القلب‪.‬‬ ‫‪7‬‬
‫ُأ َع ِّل ُل ما يأيت‪:‬‬ ‫‪8‬‬
‫الش ُب هات واالبتعاد عنها‪.‬‬
‫أ ‪ .‬جيب عىل املسلم جت ُّن ب ُّ‬
‫الم شت بِ هات َس ُهل عليه الوقوع يف احل رام‪.‬‬
‫ب‌‪َ .‬م ِن اعتاد التساهل يف الوقوع يف ُ‬
‫‪َ 9‬أ ْس َت شْ ِهدُ من احلديث الرشيف عىل اجلزئية التي ُّ‬
‫تدل عليها امل واقف اآلتية‪:‬‬
‫أ ‪ .‬حترص سعاد عىل أكل احلالل من الطعام‪.‬‬
‫‌ب‪ .‬يتهاون سمري يف ممارسة عقود جتارية ُح ْكمها الرشعي غري واضح‪.‬‬
‫جـ‪ .‬يقع سعد يف الغيبة بحديثه عن الناس يف غياهبم بام يكرهون‪.‬‬
‫صحيحا عىل ٍّ‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬ ‫ً‬ ‫احدا‬ ‫‪ُ 10‬أعطي ً‬
‫مثال و ً‬
‫أ ‪ .‬مطعومات ُم ش َت به يف ِح ِّلها وحتريمها‪ .‬‬
‫ ‬ ‫‌ب‪ .‬احل رام ال واضح‪.‬‬
‫‪َ 11‬أخْ ُ‬
‫تار اإلجابة الصحيحة يف ٍّ‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬
‫احل مى هو‪:‬‬ ‫‪ِ .1‬‬

‫ب‪ .‬أرض حممية ُيم َنع عامة الناس من دخوهلا‪.‬‬ ‫ ‬


‫أ ‪ .‬مرض يصيب اإلنسان‪.‬‬
‫د ‪ .‬األرض الصاحلة للرعي‪.‬‬ ‫جـ‪ .‬الوطن الذي يعيش فيه اإلنسان‪ .‬‬

‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪102‬‬
‫الش ُب هات‪ ،‬عدا‪:‬‬
‫‪ .2‬مجيع األمثلة اآلتية من ُّ‬
‫ب‪ .‬ا ُملخدِّ رات‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬تناول حلم اإلبل‪ .‬‬
‫د ‪ .‬أخذ ف وائد عىل القروض‪.‬‬ ‫ ‬
‫جـ‪ .‬رشاء هاتف من سارق‪.‬‬
‫‪ .3‬إحدى الفئات اآلتية تعرف ُح ْك م ا ُمل شت بِ هات‪:‬‬
‫ب‪ .‬ال أحد من الناس‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬الناس كا َّف ًة‪.‬‬
‫ ‬
‫د ‪ .‬ال راسخون يف العلم‪.‬‬ ‫ ‬
‫جـ‪ .‬طلبة العلم‪.‬‬
‫‪ .4‬معنى كلمة ُ(م ْضغَ ة) يف احلديث الرشيف هو‪:‬‬
‫ب‪ .‬قطعة من العذاب‪.‬‬ ‫ ‬ ‫أ ‪ .‬أمر ُم لت بِ س فيه ا ُ‬
‫حل ْك م‪.‬‬
‫د ‪ .‬قطعة من األرض‪.‬‬ ‫ ‬‫جـ‪ .‬قطعة من اللحم‪.‬‬
‫َ‬
‫‪ 12‬أ ْح َف ُظ احلديث الرشيف ً‬
‫غيب ا‪.‬‬

‫‪103‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫الدرس‬
‫المذاهب الفقهية األربعة‬
‫‪2‬‬

‫تاجات ال َّت َع ُّل ِ‬


‫م‬ ‫ُ‬ ‫ِن‬

‫ُيتو ّقع من الطلبة حتقيق النتاجات اآلتية‪:‬‬


‫‪َ -‬ب ُ‬
‫يان مفهوم املذاهب الفقهية‪.‬‬
‫ضيح نشأة املذاهب الفقهية األربعة‪.‬‬
‫‪ -‬ت َْو ُ‬
‫‪ -‬ال َّت ْع ُ‬
‫ريف بأصحاب املذاهب الفقهية األربعة‪.‬‬
‫دير جهود األئمة األربعة يف نرش العلم‪.‬‬
‫‪َ -‬ت ْق ُ‬

‫م ا ْل َق ْبل ُّ‬
‫ِي‬ ‫ع ُّل ُ‬
‫ال َّت َ‬

‫عرف الفقه اإلسالمي بأنَّه العلم باألحكام الرشعية العملية ا ُمل َ‬


‫ستنب طة من أد َّلتها التفصيلية‪ ،‬وتوجد له‬ ‫ُي َّ‬
‫هي أ اهلل‬
‫الس َّنة النبوية الرشيفة‪ ،‬واإلمجاع‪ ،‬والقياس‪ ،‬وم راعاة املصالح‪ .‬وقد َّ‬
‫مصادر عديدة‪ ،‬منها‪ :‬الق رآن الكريم‪ ،‬و ُّ‬
‫بي للناس علومه وأحكامه وترشيعاته‪ ،‬مثل‪ :‬علامء األصول‪ ،‬وعلامء الفقه؛ إذ ّ‬
‫يتول األصويل‬ ‫تعاىل هلذا الدين َم ْن ُي ِّ‬
‫ُّ‬
‫فيستدل هبا عىل ُح ْك م املسائل‬ ‫استنباط الق واعد من مصادر الترشيع‪ ،‬يف حني يسري الفقيه عىل تلك الق واعد‪،‬‬
‫استجد منها يف حياة الناس‪.‬‬
‫َّ‬ ‫وبخاصة ما‬
‫َّ‬ ‫الفقهية‪ ،‬ويستنبط ا ُ‬
‫حل ْك م الرشعي للمسائل املختلفة‪،‬‬
‫ك ُر َو َأ ْ‬
‫س َت ْذ ِك ُر‬ ‫ُأ َف ِّ‬

‫َأ ْس َت ْذ ِك ُر فائدة علم الفقه‪.‬‬


‫‪.......................................................................................................................................‬‬

‫املذاهب الفقهية األربعة‬ ‫ريط ُة ال َّت ْنظيمِ َّي ُة‬


‫ا ْل َخ َ‬

‫أسباب اختالف املذاهب الفقهية‬ ‫التعريف هبا‬ ‫نشأهتا‬ ‫مفهومها‬

‫اختالف األعراف‬ ‫أصول‬ ‫وصول احلديث‬ ‫احلنبيل‬ ‫الشافعي‬ ‫املالكي‬ ‫احلنفي‬


‫اللغة‬
‫والعادات‬ ‫االستنباط‬ ‫وثبوته‬

‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪104‬‬
‫م َوال َّت ْح ُ‬
‫ليل‬ ‫ا ْل َف ْ‬
‫ه ُ‬

‫برز يف األُمَّة اإلسالمية كثري من العلامء الذين اجتهدوا يف بيان أحكام الرشيعة اإلسالمية للناس‪ ،‬وكانت هلم‬
‫ط رائقهم ومناهجهم االجتهادية يف ذلك؛ ما أ ّدى إىل ظهور املذاهب الفقهية ا ُمل ِّ‬
‫تنوعة‪.‬‬

‫مفهوم املذاهب الفقهية‬ ‫َّأو ًل‬

‫ُي ط َل ق مصطلح املذهب الفقهي عىل الطريقة التي سار عليها َّ‬
‫األئم ة الفقهاء يف فهم النصوص الرشعية‪،‬‬
‫واستنباط األحكام الفقهية التي بنى عليها علامء الفقه بعدهم‪.‬‬

‫نشأة املذاهب الفقهية األربعة‬ ‫ثاني ا‬


‫ً‬
‫كان الصحابة الك رام ‪ ‬يرجعون إىل النبي ﷺ يف أمور دينهم‪ ،‬ويأخذون العلم منه‪ .‬وبعد وفاته ﷺ‪ ،‬أصبح‬
‫ثم برز ِم َن التابعني و َم ْن بعدهم‬
‫مرجعا للمسلمني يف بيان أمور الدين‪ ،‬فنرشوا العلم بني الناس‪َّ ،‬‬
‫ً‬ ‫الصحابة ‪‬‬
‫علامء كثريون يف خمتلف جماالت علوم الرشيعة‪ ،‬وكان هلم طلبة من ك ِّل البالد يأخذون من علمهم‪.‬‬
‫انترش علامء التابعني يف خمتلف أرجاء البالد بعد اتساع رقعة الدولة اإلسالمية‪ ،‬وبرز من هؤالء علامء جمتهدون‪،‬‬
‫طلق عىل ك ِّل طريقة من‬ ‫كل منهم طريقة خاصة يف فهم النصوص الرشعية واستنباط األحكام منها‪ ،‬وقد ُأ ِ‬ ‫اختذ ٌّ‬
‫هذه الط رائق اسم املذهب‪.‬‬

‫التعريف باملذاهب الفقهية األربعة‬ ‫ثال ثًا‬


‫ُ‬
‫أتباعا‬ ‫برزت من بني املذاهب واملدارس الفقهية أربعة مذاهب تل َّقتها األمَّة بالقبول‪ ،‬وقد َّ‬
‫هي أ اهلل تعاىل هلا ً‬
‫خملصني‪ ،‬محل وا عىل عاتقهم مهمة نرشها بني الناس‪ .‬وهذه املذاهب هي‪:‬‬
‫‌أ ‪ .‬املذهب احلنفي‪:‬‬
‫ظهورا‪.‬‬
‫ً‬ ‫نس ب هذا املذهب إىل العالِم اجلليل أيب حنيفة النعامن ‪ ،‬وهو َّأول املذاهب الفقهية األربعة‬
‫ ُي َ‬
‫النعامن بن ثابت‪ ،‬ولقبه أبو حنيفة‬ ‫اسمه‬
‫يف مدينة الكوفة بالع راق عام ‪80‬هـ‬ ‫والدته‬
‫محاد بن أيب سليامن‬ ‫ِم ْن شيوخه‬
‫أبو يوسف‪ ،‬وحممد بن احلسن الشيباين‬ ‫ِم ْن تالميذه‬
‫يف مدينة بغداد عام ‪150‬هـ‬ ‫وفاته‬
‫‪105‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫ا َّت َب ع اإلمام أبو حنيفة ‪ ‬مع تالميذه منهجية تقوم عىل أساس الشورى يف النقاش واالجتهاد؛ إذ كان يطرح‬
‫مجيع ا‪ ،‬حتى إذا انته وا من نقاشهم‪ ،‬وخ ُلص معهم إىل رأي‪،‬‬
‫ثم يستمع آلرائهم ً‬
‫املسألة الفقهية عىل تالميذه‪َّ ،‬‬
‫الب َّت يف ُح ْكمها إىل وقت آخر‪.‬‬
‫ؤجل َ‬
‫قال هلم‪َ :‬د ِّونوه‪ّ .‬أما إذا اختلف وا يف مسألة ما فكان ُي ِّ‬
‫حل رشعي هلا‪ .‬ولذلك ترك‬ ‫امتاز الفقه احلنفي بالفقه االفرتايض؛ وهو افرتاض حالة أو مسألة مل تقع‪ ،‬وإجياد ٍّ‬ ‫ ‬
‫بعد‪ .‬و ُي َع ُّد املذهب احلنفي أوسع‬
‫سهلت عىل الناس أمور حياهتم فيام ُ‬ ‫لنا اإلمام أبو حنيفة ثروة فقهية كبرية َّ‬
‫وبخاص ة يف الع راق‪ ،‬والشام‪ ،‬واهلند‪ ،‬وباكستان‪ ،‬وأفغانستان‪ ،‬وتركيا‪.‬‬
‫َّ‬ ‫انتشارا يف َ‬
‫العال‪،‬‬ ‫ً‬ ‫املذاهب‬

‫صو َر ٌة ُم ْ‬
‫ش ِر َق ٌة‬

‫كان اإلمام أبو حنيفة ‪ ‬إذا اجتهد يف مسألة ما‪ ،‬ووصل فيها إىل ُح ْك م‪ ،‬قال‪« :‬هذا رأي النعامن بن ثابت ْ‬
‫(أي‬
‫فم ْن جاء بأحسن منه فهو مذهبي»‪.‬‬ ‫أيب حنيفة)‪ ،‬وهو أحسن ما قدرنا عليه؛ َ‬
‫وقد امتدح اإلمام الشافعي ‪ ‬اإلمام أبا حنيفة ‪ ‬بقوله‪« :‬الناس عيال عىل أيب حنيفة يف الفقه»‪.‬‬
‫ثم ُأ َد ِّونُ بعض املعلومات عنه‪.‬‬
‫ألتعرف املزيد عن اإلمام أيب حنيفة ‪َّ ،‬‬
‫َّ‬ ‫َأ ْس َت ْخ ِد ُم الرمز املجاور‬

‫‌ب‪ .‬املذهب املالكي‪:‬‬


‫إمام هذا املذهب الفقهي هو عامل املدينة املنورة وفقيهها اإلمام مالك بن أنس ‪. ‬‬ ‫ ‬

‫مالك بن أنس‪.‬‬ ‫اسمه‬


‫يف املدينة ا ُملنورة عام ‪93‬هـ‪ ،‬وهو مل ي ِ‬
‫غادرها ّإل للذهاب إىل احلج‬ ‫والدته‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ِم ْن شيوخه نافع موىل عبد اهلل بن عمر ‪ ،‬واإلمام ُّ‬
‫الزهري‬
‫ِم ْن تالميذه عبد الرمحن بن القاسم‪ ،‬واإلمام الشافعي‬
‫يف املدينة ا ُمل َّ‬
‫نورة عام ‪179‬هـ‬ ‫وفاته‬
‫ظهورا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ُي َع ُّد املذهب املالكي ثاين املذاهب الفقهية‬ ‫ ‬
‫َأ َت َو َّق ُ‬
‫ف‬ ‫وقد أمجع املسلمون عىل إمامة اإلمام مالك ‪ ،‬الذي‬
‫سي ام علم احلديث؛‬
‫بلغ درجة كبرية من العلم‪ ،‬ال َّ‬
‫يعتقد بعض الناس أنَّ اإلمام مالك بن أنس ‪‬‬ ‫حتى ُأ ِ‬
‫طل ق عليه لقب «أمري املؤمنني يف احلديث»‪،‬‬
‫هـو ابن الصحـايب اجلليل أنـس بن مالك ‪.‬‬
‫و«إمام دار اهلجرة»‪ ،‬وهو صاحب كتاب (ا ُمل َّ‬
‫وطأ)‬
‫واحلقيقة أنَّه ال توجد عالقة نسب بينهام‪.‬‬
‫كثريا من أحاديث النبي ﷺ وأق وال‬
‫الذي مجع فيه ً‬
‫الصحابة الك رام ‪.‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪106‬‬
‫كان اإلمام مالك ‪َ ‬ي َّت بِع أسلوب التلقني يف تدريس طلبته‪ُ ،‬في ْم يل‬ ‫ ‬
‫بي هلم رأيه فيها‪ .‬وكانت تأتيه املسألة‬ ‫عليهم مسائل العلم ا ُمل ِّ‬
‫تنوعة‪ ،‬و ُي ِّ‬
‫من مسائل العلم‪ ،‬فينشغل هبا؛ حتى َّإنا متنعه الطعام والرشاب وال راحة‪،‬‬
‫تثب ًتا من فت واه‪.‬‬
‫وكان ‪ ‬ال َ ُي ُّم ه أنْ يقول للسائل‪« :‬ال أعلم»‪ ،‬إنْ مل يكن ُم ِّ‬
‫انترش املذهب املالكي يف كثري من البلدان‪ ،‬مثل‪ :‬بالد املغرب العريب‪،‬‬
‫والسودان‪ ،‬ومعظم الدول اإلفريقية‪.‬‬
‫صو َر ٌة ُم ْ‬
‫ش ِر َق ٌة‬

‫وط أ) بنا ًء عىل طلب اخلليفة العبايس املنصور عام ‪143‬هـ‪ .‬وقد‬ ‫(الم َّ‬
‫‪ -‬ص َّنف اإلمام مالك ‪ ‬كتابه ُ‬
‫أيض ا أنْ يكون كتابه مرجع ا للمسلمني‪ ،‬وأنْ ي ع ِّلقه عىل أستار الكعبة‪ ،‬ثم ي ِ‬
‫رس ل منه‬ ‫طلب منه اخلليفة ً‬
‫َّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫لكن اإلمام مالك ‪ ‬رفض ذلك‪ً ،‬‬
‫قائل‪« :‬يا‬ ‫ً‬
‫نسخا إىل أقطار املسلمني‪ ،‬ويرتك الناس ما س واه من كتب‪َّ ،‬‬
‫كل بلد بام وصل إليه‪ ،‬فدع الناس وما‬ ‫أمري املؤمنني‪ ،‬إنَّ أصحاب رسول اهلل ﷺ َّ‬
‫تفرق وا يف البالد‪ ،‬وأخذ ُّ‬
‫التشدد‪ ،‬رمحة ب املسلمني‪ ،‬وختفي ًفا‬
‫ّ‬ ‫هم عليه» وهذا يؤكد متسك اإلمام مالك بن أنس ‪ ‬بالبعد عن‬
‫عنهم‪ ،‬وأنه ينبغي أن ُي ر َاع ى ما استقر عند الناس يف البالد املختلفة من أق وال أهل العلم‪ ،‬كيال تنشأ‬
‫فتنة بني املسلمني نتيجة إجبارهم عىل رأي واحد‪.‬‬
‫قائل‪« :‬إذا ُذ ِك ر العلامء فاملك النجم»‪.‬‬
‫‪ -‬أثنى اإلمام الشافعي ‪ ‬عىل اإلمام مالك ‪ً ،‬‬

‫ثم ُأ َد ِّونُ بعض‬


‫ألتعرف املزيـد عن اإلمـام مالك بن أنس ‪َّ ،‬‬
‫َّ‬ ‫َأ ْس َت ْخ ِد ُم الرمـز املجـاور‬
‫املعلومات عنه‪.‬‬

‫‌جـ‪ .‬املذهب الشافعي‪:‬‬


‫ ُي نسب هذا املذهب للعالِمِ اجلليل حممد بن إدريس الشافعي ‪.‬‬

‫أبو عبد اهلل حممد بن إدريس الشافعي القريش‪ ،‬وهو يلتقي يف‬ ‫اسمه‬
‫نسبه مع نسب رسول اهلل ﷺ يف هاشم بن عبد مناف‬
‫غزة بفلسطني عام ‪150‬هـ‬
‫يف َّ‬ ‫والدته‬
‫ملكرمة‪ ،‬واإلمام مالك‬ ‫ِم ْن شيوخه مسلم بن خالد الزنجي مفتي ّ‬
‫مكة ا ّ‬
‫ِم ْن تالميذه املزين‪ ،‬وأمحد بن حنبل‬
‫يف مرص عام ‪204‬هـ‬ ‫وفاته‬

‫‪107‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫ُأ ِ‬
‫ناق ُ‬
‫ش‬

‫األرسة املسلمة أبناءها إىل دراسة العلوم النافعة‪ ،‬وأثر ذلك يف صقل‬ ‫ناق ُش أف راد جمموعتي يف أمهية توجيه ُ‬ ‫ُأ ِ‬
‫معارفهم ونبوغهم‪.‬‬
‫‪.................................................................................................................................‬‬

‫ُ‬
‫تُو ِّف ي والد اإلمام الشافعي ‪ ‬وهو صغري‪ ،‬فحملته أ ُّمه إىل َم َّكة ا ُمل َّ‬
‫كرمة‬ ‫ ‬
‫يومئذ سنتان‪ ،‬فنشأ فيها‪ ،‬وتل ّق ى العلم‬ ‫ٍ‬ ‫حيث يقيم أق رباؤه‪ ،‬وعمره‬
‫ثم حفظ (ا ُمل َّ‬
‫وطأ) يف‬ ‫صغريا‪ ،‬وحفظ الق رآن الكريم وهو ابن سبع سنني‪َّ ،‬‬
‫ً‬
‫ِ‬
‫كرمة حتى‬ ‫ثم تن َّقل يف حلقات العلم والعلامء يف َمكَّ ة ا ُمل َّ‬
‫س ِّن العارشة‪َّ ،‬‬
‫بلغ ِس َّن الثامنة عرشة‪.‬‬
‫نورة‪ ،‬وتل ّق ى العلم عن اإلمام مالك ‪،‬‬ ‫بعد ذلك انتقل إىل املدينة ا ُمل َّ‬ ‫ ‬
‫والزمه حتى وفاته عام ‪179‬هـ‪ ،‬فانتقل إىل اليمن‪ ،‬وأقام فيها عدد سنني‪،‬‬
‫توجه إىل بغداد‪ ،‬حيث تل ّق ى العلم عىل يد حممد بن احلسن تلميذ‬ ‫ثم َّ‬ ‫َّ‬
‫كرمة‪ ،‬ومكث فيها تسع سنني‪،‬‬ ‫ثم عاد إىل َم َّكة ا ُمل َّ‬ ‫اإلمام أيب حنيفة ‪َّ ،‬‬
‫ِ‬
‫ثم‬
‫كبريا عام ‪195‬هـ‪ ،‬وفيها وضع ما ُس ِّم ي املذهب الشافعي القديم‪َّ ،‬‬ ‫ثم عاد َم َّرة ُأخرى إىل الع راق عال ًما ً‬ ‫َّ‬
‫وتغي الظروف واألح وال‪،‬‬
‫انتقل إىل مرص عام ‪199‬هـ‪ ،‬فأعاد النظر يف كثري من اجتهاداته؛ لنضجه العلمي‪ُّ ،‬‬
‫وظل يف مرص حتى توفّاه اهلل تعاىل فيها‪ .‬وقد ُأ ِ‬
‫طلق عىل ما َد َّونه اإلمام الشافعي يف مرص اسم املذهب اجلديد‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ً‬
‫ضخم وجمموع ًة كبري ًة من الكتب‪ ،‬أبرزها كتاب (الرسالة)؛ وهو َّأول كتاب يف‬ ‫ترك اإلمام الشافعي ‪ ‬ت را ًثا‬ ‫ ‬
‫أصول الفقه‪ ،‬وقد َد َّون تالميذه كتابه املشهور يف الفقه ُ‬
‫(األمُّ)‪.‬‬
‫ظهورا‪ ،‬وقد انترش يف بالد الشام‪ ،‬والع راق‪ ،‬واليمن‪ ،‬ومرص‪،‬‬
‫ً‬ ‫ُي َع ُّد املذهب الشافعي ثالث املذاهب الفقهية‬ ‫ ‬
‫وأندونيسيا‪ ،‬واهلند وغريها من البالد‪.‬‬

‫َأ َت َت َّب ُع َو َأ ْ‬
‫س َت ْن ِت ُج‬

‫ثم َأ ْس َت ْنتِ ُج داللة‬ ‫َ‬


‫أ َت َت َّب ُع اخلط الزمني حلياة اإلمام الشافعي ‪ ،‬وللبالد التي ارحتل إليها لطلب العلم ونرشه‪َّ ،‬‬
‫كثرة رحالته ‪ ،‬وأثر ذلك يف علمه ومعرفته‪.‬‬

‫‪186‬هـ‬ ‫‪168‬هـ‬ ‫‪152‬هـ‬ ‫‪150‬هـ‬


‫َم َّكة ا ُمل َّ‬
‫كرمة‬ ‫املدينة ا ُمل َّ‬
‫نورة‬ ‫َم َّكة ا ُمل َّ‬
‫كرمة‬ ‫ُولِد يف َّ‬
‫غزة‬

‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪108‬‬
‫‌د ‪ .‬املذهب احلنبيل‪:‬‬
‫ُي نسب هذا املذهب للعالِمِ اجلليل أمحد بن حنبل ‪.‬‬ ‫ ‬

‫أبو عبد اهلل أمحد بن حممد بن حنبل الشيباين‬ ‫اسمه‬


‫يف بغداد عام ‪164‬هـ‬ ‫والدته‬
‫ِم ْن شيوخه اإلمام الشافعي‪ ،‬وسفيان بن عيينة‬
‫ِم ْن تالميذه ابناه صالح‪ ،‬وعبداهلل‪ ،‬وأبو بكر بن األثرم‬
‫يف بغداد عام ‪241‬هـ‬ ‫وفاته‬
‫صغريا‪ ،‬فتو َّلت ُأ ُّمه العناية به‬
‫ً‬ ‫ت ِّ‬
‫ُوف والد اإلمام أمحد بن حنبل ‪ ‬وهو ال يزال‬ ‫ ‬
‫جلدِّ واحلرص‬‫ُوج هه إىل العلم منذ صغره‪ ،‬وقد امتاز ‪ ‬با ِ‬ ‫وت ربيته‪ ،‬وأخذت ت ِّ‬
‫عىل طلب العلم؛ لذا سافر يف طلب العلم إىل الكوفة‪ ،‬والبرصة‪ ،‬و َمكَّ ة‬
‫الم ِّ‬
‫شاق يف أسفاره‪.‬‬ ‫تحم ًل ً‬
‫كثريا من َ‬ ‫نورة‪ ،‬واليمن‪ُ ،‬م ِّ‬ ‫ا ُمل َّ‬
‫كرمة‪ ،‬واملدينة ا ُمل َّ‬
‫اش ُت ِه ر ‪ ‬بإمامته يف احلديث والفقه‪ ،‬ومجعه بني العلم والعمل‪ .‬وقد كان‬ ‫ ‬
‫وقريب ا‬
‫ً‬ ‫ووقورا‪،‬‬
‫ً‬ ‫خاشعا‪،‬‬
‫ً‬ ‫لعلمه أثر يف شخصيته‪ ،‬وأسلوب حياته؛ إذ كان‬
‫اض ًعا هلم‪ .‬وقد روى‬ ‫ومت و ِ‬
‫من تالميذه وأصحابه بحيث كان ُمؤ ِّث ًرا فيهم‪ُ ،‬‬
‫عنه ولده عبد اهلل (املسند) الذي مجع فيه نحو ثالثني ألف حديث نبوي‬
‫رشيف‪.‬‬
‫ظهورا‪ ،‬وقد انترش يف بلدان عديدة‪ ،‬منها اجلزيرة الع ربية‪.‬‬
‫ً‬ ‫ُي َع ُّد املذهب احلنبيل رابع املذاهب الفقهية‬ ‫ ‬

‫صو َر ٌة ُم ْ‬
‫ش ِر َق ٌة‬

‫«خرج ُت من بغداد وما خ َّل ْف ُت هبا ً‬


‫أحدا أتقى‪ ،‬وال أورع‪ ،‬وال أفقه من أمحد بن‬ ‫ْ‬ ‫‪ -‬قال اإلمام الشافعي ‪:‬‬
‫حنبل»‪.‬‬
‫ب ِس ِّن ِه‪ -‬يطوف البالد‪ ،‬وجيمع‬
‫شوهد ‪ -‬عىل ِك َ ِ‬
‫‪ -‬استمر اإلمام أمحد ‪ ‬يف طلب العلم حتى مماته‪ ،‬وقد ِ‬
‫َّ‬
‫ب ِس ِّن َك؟ قال‪« :‬نعم‪ ،‬مع املحربة إىل املقربة»‪.‬‬
‫احلديث الرشيف‪ ،‬فقيل له‪ :‬يا إمام‪ ،‬هذا عىل ِك َ ِ‬

‫‪ -‬قال حييى بن معني ‪« :‬ما ر ْأي ُت مثـل أمحد بن حنبـل‪َ ،‬ص ِح ْب ُت ُه مخسني سنة‪ ،‬ما افتخر علينا بيشء ّمما‬
‫كان فيه من الصالح واخلري»‪.‬‬
‫ثم ُأ َد ِّونُ بعض‬
‫ألتعرف املزيـد عن اإلمام أمحد بن حنبل ‪َّ ،‬‬
‫َّ‬ ‫َأ ْس َت ْخ ِد ُم الرمز املجـاور‬
‫املعلومات عنه‪.‬‬
‫‪109‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫ِ‬
‫قاش‬‫ض َّي ٌة ِلل ِّن‬
‫َق ِ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يدعو بعض الناس إىل ترك العمل باملذاهب الفقهية بدعوى أنَّه ُيمكن مل ِ ْن َعل َم َّ‬
‫نص الق رآن الكريم واحلديث‬
‫ناقش أف راد جمموعتي يف آثار ذلك‪.‬‬ ‫الصحيح أنْ يعرف األحكام الرشعية للوقائع واألحداث‪ُ .‬أ ِ‬
‫‪.................................................................................................................................‬‬

‫أسباب اختالف املذاهب الفقهية‬ ‫ابع ا‬


‫ر ً‬
‫فإن م اختلف وا يف كثري من األحكام‬
‫أئمة املذاهب الفقهية عىل األحكام الفقهية األساسية‪َّ ،‬‬‫بالرغم من اتفاق َّ‬
‫نص فيها‪ .‬وفيام يأيت أبرز األسباب التي أ َّدت إىل ذلك‪:‬‬
‫الفقهية اجلزئية والتفصيلية التي ال َّ‬
‫‌أ ‪ .‬اللغة‪ :‬يوجد يف اللغة الع ربية ألفاظ وحروف تشرتك يف عدد من املعاين‪ ،‬مثل حرف (الباء) ال وارد يف قوله‬
‫﴾ [املائدة‪ .]6 :‬فقد اختلف الفقهاء يف مقدار املسح من ال رأس عند الوضوء؛ فمنهم‬ ‫تعاىل‪﴿ :‬‬
‫َم ْن قال‪ :‬إنَّ الباء زائدة‪ ،‬فيجب مسح ك ِّل ال رأس‪ ،‬ومنهم َم ْن قال‪ :‬هي للتبعيض‪ُ ،‬في ج ِزئ مسح بعض‬
‫ال رأس‪.‬‬
‫‌ب‪ .‬وصول احلديث وثبوته‪ :‬ختتلف أق وال الفقهاء وآراء املذاهب بسبب االختالف يف رواية ُّ‬
‫الس َنن؛ فقد ال يصل‬
‫احلديث إىل ا ُملجت ِهد‪ ،‬فيفتي يف املسألة اعتام ًدا عىل آية أو حديث آخر‪ ،‬وقد يلجأ إىل القياس‪ ،‬وقد يصل‬
‫احلديث إىل ا ُملجت ِه د‪ ،‬وال يعمل به؛ ُ‬
‫حل ْكمه عليه بالضعف‪.‬‬
‫جـ ‪ .‬أصول االستنباط‪ :‬لك ِّل مذهب فقهي أصول استنباط‬
‫َأ َت َو َّق ُ‬
‫ف‬ ‫قد ختتلف يف جزئياهتا عن أصول املذاهب ُ‬
‫األخرى؛‬
‫عمل أهل املدينة‪ :‬هو ما أخذ به أهل املدينة ا ّ‬
‫ملنورة‬ ‫فقد اختلف بعض الفقهاء يف أصول االستنباط التي‬
‫الفقهي ة يف زمن اإلمام مالك ‪‬‬
‫ّ‬ ‫من األحكام‬ ‫يرجعون إليها‪ ،‬ويف الق واعد األصولية التي يعتمدون‬
‫والزمن الذي قبله؛ فهم أعرف الناس بالتنزيل‪،‬‬ ‫قدم عمل أهل املدينة‬ ‫عليها‪ً .‬‬
‫فمثل‪ ،‬اإلمام مالك ‪َّ ‬‬
‫وبام كان من بيان رسول اهلل ﷺ للوحي‪ ،‬وهذه‬ ‫عىل بعض أصول االستنباط؛ لقرب عهده بالنبي‬
‫مي زات ليست لغريهم‪ ،‬ولذا فقد كان اإلمام‬‫ّ‬ ‫توسع يف‬
‫ﷺ وصحابته الك رام ‪ ‬يف زمنه‪ ،‬وكذلك َّ‬
‫احلق ال خيرج عام يذهبون إليه‪،‬‬
‫مالك ‪ ‬يرى أن ُّ‬ ‫العمل باملصالح ا ُمل َ‬
‫رسلة أكثر من غريه‪.‬‬
‫يقدم عىل غريه‪.‬‬
‫فيكون عملهم حجة‪َّ ،‬‬ ‫د ‌‪ .‬اختالف األع راف والعادات‪ :‬لك ِّل بلد عاداته وتقاليده‬
‫التي ُت ِّي زه من غريه‪ .‬وبعض األحكام مبنية عىل‬
‫الع ْرف‪ ،‬مثل‪ :‬املكاييل‪ ،‬وامل وازين‪ ،‬وأحكام ا ُملزارعة وا ُمل ساقاة وغريها‪ .‬واختالف هذه األع راف والعادات قد‬
‫ُ‬
‫يؤ ّدي إىل اختالف األحكام الفقهية؛ لذا اختلفت فتاوى اإلمام الشافعي ‪ ‬بني مرص والع راق‪.‬‬

‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪110‬‬
‫ُأ َف ِّ‬
‫ك ُر‬

‫ُأ َف ِّك ُر يف األثر اإلجيايب الختالف املذاهب الفقهية‪.‬‬


‫‪.................................................................................................................................‬‬

‫وس ُع‬
‫ثراء وال َّت ُ‬
‫إل ُ‬ ‫ا ِ‬

‫ال تنحرص املذاهب الفقهية فقط يف املذاهب األربعة‪ ،‬وإنَّام توجد مذاهب ُأخرى كثرية مل تنترش مثل انتشار‬
‫املذاهب األربعة‪ .‬ومن هذه املذاهب‪ :‬مذهب سفيان الثوري‪ ،‬ومذهب األوزاعي‪ ،‬ومذهب الليث بن سعد‪ ،‬ومذهب‬
‫لكل‬
‫إسحاق بن ر َاه َو ْيه‪ ،‬ومذهب زيد بن عيل‪ ،‬ومذهب ابن جرير الطربي‪ ،‬ومذهب داود الظاهري ‪ .‬وقد كان ٍّ‬
‫لكن مذاهبهم مل تنترش؛ ّإما لعدم تل ّق ي ُ‬
‫األ َّمة هلا بالقبول الذي القته املذاهب‬ ‫من هؤالء أتباع يفتون بأق واهلم‪َّ ،‬‬
‫وإما لعدم وجود تالميذ حيملون فقههم‪ ،‬ويعملون عىل انتشاره‪.‬‬
‫تفوقة‪ّ ،‬‬
‫وم ِّ‬
‫األربعة التي كانت شاملة ُ‬

‫فاد ُة‬ ‫م ا ْل ُم ْ‬
‫س َت َ‬ ‫ا ْلقِ َي ُ‬

‫ص بعض ِ‬
‫الق َيم املستفادة من الدرس‪.‬‬ ‫َأ ْس َت ْخ ِل ُ‬
‫‪ُ )1‬أ َقدِّ ُر دور علامء املسلمني يف نرش العلم والفقه‪.‬‬
‫‪.................................................................................................. )2‬‬
‫‪.................................................................................................. )3‬‬

‫‪111‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫راج َع ُة‬
‫ويم َوا ْل ُم َ‬
‫ُ‬ ‫ال َّت ْق‬

‫‪ُ 1‬أ َب يِّ ُ املقصود بمفهوم املذاهب الفقهية‪.‬‬


‫‪ُ 2‬أ َع ِّل ُل‪ :‬رفْض اإلمام مالك ‪ ‬نسخ كتابه ُ‬
‫(الم َّ‬
‫وطأ) وتوزيعه عىل األمصار حني طلب منه اخلليفة‬
‫املنصور ذلك‪.‬‬
‫ش ُح األسباب التي أ َّدت إىل االختالف بني املذاهب‪.‬‬ ‫‪َ 3‬أ ْ َ‬
‫‪َ 4‬م َّر املذهب الشافعي بمرحلتني‪ُ .‬أ َو ِّض ُح هاتني املرحلتني‪.‬‬
‫ثم ُأ ُ‬ ‫َ ُ‬
‫جيب عن السؤالني التاليني‪:‬‬ ‫‪ 5‬أ ْق َرأ العبارة اآلتية‪َّ ،‬‬
‫«ما ر ْأي ُت مثل أمحد بن حنبل‪َ ،‬ص ِح ْب ُت ُه مخسني سنة‪ ،‬ما افتخر علينا بيشء ّمم ا كان فيه من الصالح‬
‫واخلري»‪.‬‬
‫أ ‪َ .‬م ِن القائل؟‬
‫ب‌‪ .‬ما داللة هذه العبارة؟‬
‫تار اإلجابة الصحيحة يف ٍّ‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬ ‫‪َ 6‬أخْ ُ‬
‫‪ .1‬ظهرت املذاهب الفقهية‪:‬‬
‫ب‪ .‬بعد وفاة الرسول ﷺ‪.‬‬ ‫ ‬
‫أ ‪ .‬يف حياة الرسول ﷺ ‪.‬‬
‫د ‪ .‬بعد عرص التابعني ‪.‬‬ ‫ ‬‫جـ‪ .‬يف عرص الصحابة ‪. ‬‬
‫‪ .2‬من شيوخ اإلمام أيب حنيفة ‪:‬‬
‫ب‪ .‬اإلمام مالك ‪.‬‬ ‫ ‬
‫أ ‪ .‬محاد بن أيب سليامن ‪.‬‬
‫د ‪ .‬اإلمام البخاري ‪.‬‬ ‫ ‬
‫جـ‪ .‬عيل بن املديني ‪.‬‬
‫«خرج ُت من بغداد وما خ َّل ْف ُت هبا ً‬
‫أحدا أتقى‪ ،‬وال أورع‪ ،‬وال أفقه من أمحد بن حنبل»‪ .‬صاحب‬ ‫ْ‬ ‫‪ .3‬‬
‫هذه املقولة هو اإلمام‪:‬‬
‫ب‪ .‬مالك بن أنس ‪.‬‬ ‫ ‬
‫أ ‪ .‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫د ‪ .‬سفيان بن عيينة ‪.‬‬ ‫ ‬
‫جـ‪ .‬الشافعي ‪.‬‬

‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪112‬‬
‫من خصائص الشريعة‬ ‫الدرس‬
‫اإلسالمية‪ :‬الوسطية‬ ‫‪3‬‬

‫تاجات ال َّت َع ُّل ِ‬


‫م‬ ‫ُ‬ ‫ِن‬

‫أمة اإلسالم‬ ‫ُيتو ّقع من الطلبة حتقيق النتاجات اآلتية‪:‬‬


‫ً‬
‫وسطا‬ ‫أمة‬
‫‪َ -‬ب ُ‬
‫يان مفهوم وسطية الرشيعة اإلسالمية‪.‬‬
‫داد صور الوسطية يف الرشيعة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -‬ت َْع ُ‬
‫ضيح آثار وسطية الرشيعة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -‬ت َْو ُ‬
‫‪ِ -‬ال ْعتِزازُ بوسطية الرشيعة اإلسالمية‪.‬‬

‫م ا ْل َق ْبل ُّ‬
‫ِي‬ ‫ع ُّل ُ‬
‫ال َّت َ‬

‫كل زمان ومكان؛ ذلك َّأنا تقوم‬


‫متتاز الرشيعة اإلسالمية بمجموعة من اخلصائص التي جتعلها صاحلة لإلنسان يف ِّ‬
‫عىل منهج ر ّباين يف العقيدة والعبادة واألخالق‪ ،‬إىل جانب العناية باإلنسان وتك ريمه‪ ،‬واستيعاب األحكام الرشعية‬
‫مجيع ج وانب احلياة‪ ،‬والقدرة عىل االستجابة حلاجات الناس ا ُملتجدِّ دة‪ ،‬والتعامل مع خمتلف األح وال والظروف‪.‬‬
‫َأ ْ‬
‫س َت ْذ ِك ُر‬
‫نص من النصوص الرشعية اآلتية‪:‬‬ ‫َأخْ تار من بني القوسني خصيصة الرشيعة اإلسالمية التي ت ِ‬
‫ُناسب ك َّل ٍّ‬ ‫ُ‬
‫(املرونة‪ ،‬الشمول‪ ،‬الع املية‪ ،‬اإلجيابية‪ ،‬ال واقعية والوضوح)‬
‫اخلصيصة‬ ‫النصوص الرشعية‬
‫‪..........................................‬‬
‫﴾ [األنعام‪]38 :‬‬ ‫قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫‪..........................................‬‬
‫قال رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬م ْن َر َأى ِم ْن ُك ْم ُم ْن َك ًرا َف ْل ُي غَ ِّي ْر ُه بِ َي ِد ِه‪َ ،‬ف ِإنْ َل ْم‬
‫‪..........................................‬‬ ‫ِِ‬
‫َي ْس َت ِط ْع َف بِ ِل سان ه‪َ ،‬ف إِنْ َ ْل َي ْس َت ِط ْع َف بِ َق ْل بِ ِه» [رواه مسلم]‬
‫‪..........................................‬‬
‫الس َاع ُة َوبِ َي ِد َأ َح ِد ُك ْم َف سي َل ٌة‪َ ،‬فإِ ِن‬ ‫ِ‬
‫قال رسول اهلل ﷺ‪« :‬إِنْ َقا َمت َّ‬
‫قوم َح َّت ى َي غْ ِر َس ها َف ْل َي ْف َع ْل» [رواه أمحد]‬ ‫طاع َأنْ َل َي َ‬
‫‪..........................................‬‬
‫اس َت َ‬ ‫ْ‬
‫‪..........................................‬‬
‫‌ع ْندَ َ‌ظ ِّن َع ْب ِدي ِب»‬ ‫هلل تَع َال‪‌َ :‬أنَا ِ‬
‫ول ا ُ َ‬ ‫قال رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬ي ُق ُ‬
‫‪..........................................‬‬ ‫[متفق عليه]‬

‫‪113‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫من خصائص ال رشيعة اإلسالمية‪ :‬الوسطية‬ ‫ريط ُة ال َّت ْنظيمِ َّي ُة‬
‫ا ْل َخ َ‬

‫آثارها‬ ‫جماالهتا‬ ‫مفهومها‬

‫األخالق‬ ‫الترشيع‬ ‫االعتقاد‬


‫انتشار اإلسالم‪،‬‬ ‫قدرة ا ُملك َّلف عىل االلتزام‬
‫وإقبال الناس عليه‬ ‫بالتكاليف الرشعية‬

‫م َوال َّت ْح ُ‬
‫ليل‬ ‫ا ْل َف ْ‬
‫ه ُ‬

‫تتصف الرشيعة اإلسالمية بالوسطية يف ج وانب احلياة مجيعها؛ ما جيعلها م ِ‬


‫ناس بة لإلنسان‪ ،‬وقادرة عىل الوفاء‬ ‫ُ‬
‫وم ِ‬
‫نسج مة مع قدراته‪.‬‬ ‫بحاجاته‪ُ ،‬‬

‫مفهوم الوسطية يف الرشيعة اإلسالمية‬ ‫َّأو ًل‬


‫احلق ا ُمل ِ‬ ‫ُعرف الوسطية َّ‬
‫َأ َت َو َّق ُ‬
‫ف‬
‫عتدل الذي‬ ‫بأنا اخل ريية‪ ،‬والعدل‪ ،‬واملنهج ُّ‬ ‫ت َّ‬
‫رشعه اهلل تعاىل للناس يف مناحي احلياة كلها‪ ،‬بام يتناسب وخَ ْلق اإلنسان‪،‬‬
‫من األلفاظ ا ُمل ِ‬
‫ناقضة للوسطية‪:‬‬
‫وقدراته‪ ،‬وحتقيق غاية خَ ْلقه ووجوده‪.‬‬
‫التشـدد يف أداء األعامل‬ ‫ُّ‬ ‫اإلف راط‪:‬‬ ‫وقد وصـف اهلل ‪ ‬ا ُألمَّة التي َت َّت بِع هذا املنهج با ُألمَّة الوسط‪ .‬قال‬
‫احلد الذي‬
‫والواجبات بام يتجاوز َّ‬ ‫أي أهل دين وسط‬ ‫تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾ [البقرة‪]143 :‬؛ ْ‬
‫أقره الرشع‪ ،‬وهو من الغُ ُل ِّو‪.‬‬
‫َّ‬ ‫يف َّي ِة‬
‫ال نِ ِ‬
‫بني اإلفـ راط والتفـريط‪ .‬وهلذا قال رسول اهلل ﷺ‪ُ « :‬ب ِع ْث ُت بِ ْ َ‬
‫التفـريط‪ :‬التهـاون‪ ،‬وعـدم أداء‬ ‫‌الس ْم َح ِة» [رواه أمحد]‪ .‬واحلنيفية السمحة هي ِم َّل ة اإلسالم السمحة التي‬ ‫َّ‬
‫قرره‬
‫الواجبات عىل الوجه الذي َّ‬ ‫متيل عن الباطل إىل احلقِّ ‪ ،‬وال حرج فيها‪ ،‬وال تضييق عىل الناس‪.‬‬
‫الرشع‪.‬‬

‫جماالت الوسطية يف الرشيعة اإلسالمية‬ ‫ثاني ا‬


‫ً‬
‫جت َّل ت وسطية الرشيعة اإلسالمية يف جماالت ِع َّدة‪ ،‬أبرزها‪:‬‬
‫أ ‌‪ .‬الوسطية يف االعتقاد‪:‬‬
‫منهج ا ً‬
‫وسطا يف العقيدة‪ ،‬ومتثَّل ذلك يف مظاهر عديدة‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫ً‬ ‫جاء اإلسالم‬ ‫ ‬
‫‪ )1‬توحيـد اهلل ‪ :‬دعت الرشيعة اإلسالمية إىل اإليامن بوحدانيـة اهلل سبحانه وتعاىل‪ ،‬وأنَّه اإلله ال واحد‬
‫بتعدد اآلهلة‪،‬‬
‫لح دون‪ ،‬ومل تقل ُّ‬ ‫األحد‪ .‬فلم جتحد الرشيعة اإلسالمية وجود اهلل سبحانه وتعاىل كام فعل ا ُمل ِ‬

‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪114‬‬
‫تعددت لدهيم اآلهلة‪ ،‬مثل‪ :‬إله اخلري‪ ،‬وإله الشَّ ِّر‪ ،‬وإله املطر‪ ،‬وإله‬ ‫كام كان احلال عند اليونان القدماء الذين َّ‬
‫﴾ [األنبياء‪.]22 :‬‬ ‫ا ُحل ِّب‪ ،‬وإله احلرب‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫بشين وم ِ‬ ‫الر ُسل من البرش ُم ِّ‬
‫نذرين‪ ،‬وقد استنكر‬ ‫ُ‬ ‫‪ )2‬النظرة إىل األنبياء واملرسلني‪ :‬أرسل اهلل تعاىل األنبياء و ُّ‬
‫وشْك باهلل تعاىل‪ ،‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫الر ُسل منزلة فيها تأليه ِ‬‫الق رآن الكريم قول َم ْن أنزل وا األنبياء و ُّ‬
‫﴾ [اإلرساء‪.]93 :‬‬
‫طي باهتا‪،‬‬
‫وسطا بني الذين هجروا الدنيا وحرم وا أنفسهم من ِّ‬ ‫‪ )3‬النظرة إىل احلياة الدنيا واآلخرة‪ :‬جاء اإلسالم ً‬
‫و َم ْن َع ّدوا متاع الدنيا هدف احلياة ونس وا اآلخرة؛ إذ دعا اإلسالم إىل الت وازن واالعتدال يف العمل للحياة‬
‫وحث ‪ -‬يف الوقت نفسه‪ -‬عىل االستعداد لآلخرة‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫َّ‬ ‫بطي باهتا‪،‬‬
‫الدنيا واالستمتاع ِّ‬
‫﴾ [القصص‪ .]77 :‬ومن َث َّم‪ ،‬فقد مجع اإلسالم بني ُمتط َّل بات‬
‫ؤكد أنَّ نظرة الرشيعة اإلسالمية إنَّام هي نظرة تكاملية ُمت وا ِزنة‪ ،‬ت راعي احلاجات‬ ‫الروح واجلسد؛ ما ُي ِّ‬
‫الق َي م ومكارم األخالق‪ ،‬وت راعي كذلك احلاجات‬ ‫الروحية من عبادة اهلل تعاىل‪ ،‬وتزكية النفس‪ ،‬ومتثُّل ِ‬
‫املادية من طعام ورشاب وزواج وما شابه ّمما َيلزم اجلسد‪.‬‬
‫التوكل عىل اهلل تعاىل‪ :‬مجعت الرشيعة اإلسالمية بني األخذ باألسباب النافعة و ُّ‬
‫التوكل‬ ‫‪ )4‬األخذ باألسباب‪ ،‬و ُّ‬
‫بالتوكل عىل اهلل ‪ ‬يف حصول‬ ‫ُّ‬ ‫كم ْن ترك األخذ باألسباب‪ ،‬واكتفى‬ ‫الصادق عىل اهلل تعاىل‪ ،‬فلم تكن َ‬
‫مكن أنْ يتح َّقق وجودها يف الكون ّإل باألسباب؛ فألغى‬ ‫النتائج‪ ،‬ومل تكن كم ْن رأى أنَّ النتائج ال ي ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫اس َت ِع ْن بِاهللِ َو َل ت َْع ِج ْز» [رواه مسلم]‪.‬‬ ‫«اح ِر ْ‬
‫ص َع َل ما َي ْن َف ُع َك‪َ ،‬و ْ‬ ‫ُّ‬
‫التوكل عىل اهلل تعاىل‪ .‬قال رسول اهلل ﷺ‪ْ :‬‬

‫ُأ َف ِّ‬
‫ك ُر‬

‫وسطي ة اإلسالم يف نظرته إىل احلياة الدنيا واآلخرة عىل سعادة اإلنسان‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ُأ ِّ‬
‫فك ُر يف أثر‬
‫‪.................................................................................................................................‬‬

‫ب‪ .‬الوسطية يف الترشيع‪:‬‬


‫‌‬
‫جاءت الترشيعات يف اإلسالم م راعي ًة لطاقة اإلنسان وقدرته؛ إذ ال يوجـد فيها َمش َّق ـة أو حـرج عىل ا ُملك َّلف‪ .‬قال‬ ‫ ‬
‫﴾ [احلج‪ .]78 :‬ومن مظاهر ذلك‪:‬‬ ‫تعاىل‪﴿ :‬‬
‫‪ .1‬الوسطية يف العبادات‪ :‬راعـت الرشيعة اإلسالمية أحـ وال الناس وظروفهم‪ ،‬واختالف قدراهتم‬
‫وطاقاهتم‪ ،‬فلم ُي ك ِّلف اهلل تعاىل اإلنسان من العبادات فوق طاقته‪ ،‬و َذ َّم سبحانه اإلف راط والتفريط يف‬
‫ين‪َ ،‬فإِن َُّه َأ ْه َل َك َم ْن َك َ‬
‫ان َق ْب َل ُك ُم‌ا ْلغُ ُل ُّو‬ ‫العبادات‪ .‬قال رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬يا َأ ُّ َي ا ال َّن ُ‬
‫اس إِ َّي ُاك ْم َوا ْلغُ ُل َّو ِف الدِّ ِ‬
‫ِ‌ف‌الدِّ ِ‬
‫ين» [رواه النسائي] ‪.‬‬
‫‪115‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫شق عىل الناس‪ ،‬فقال رسول ﷺ‬ ‫مثل هنى النبي ﷺ عن اإلطالة يف صالة اجلامعة بام َي ُّ‬ ‫ ففي الصالة ً‬
‫يف َوا ْل َك بِ َ‬
‫ري َو َذا‬ ‫الض ِع َ‬‫اس َف ْل ُي َخ ِّف ْف‪َ ،‬فإِنَّ ِف ي ِه ُم َّ‬‫ين َف َأ ُّي ُك ْم َما َص َّل بِال َّن ِ‬ ‫اس إِنَّ ِم ْن ُك ْم ُم َن ِّف ِر َ‬‫َ«أ ُّي ا ال َّن ُ‬
‫الص ي َامِ» [رواه البخاري ومسلم] ْ‬
‫(الو ِص ال ِف‬ ‫ال ِف ِّ‬ ‫اجة» [رواه أمحد]‪ ،‬ويف الصيام هنى ال َّن بِ ي ﷺ َع ِن «الو ِص ِ‬ ‫ْال َ‬
‫ْ‬ ‫َّ‬
‫يتعم د ترك األكل ليومني فصاعدً ا)‪.‬‬ ‫أن َّ‬‫‌الص ي َام‪ْ :‬‬
‫ِّ‬
‫َ‬
‫أ َت َو َّق ُ‬
‫ف‬
‫ وقد جت َّلت الوسطية يف حياة النبي ﷺ وتوجيهاته‬
‫يظـن بعض الناس أنَّ الوسطية يف‬ ‫ُّ‬ ‫بصورة واضحة‪ ،‬فكان هدي سي دنا رسول اهلل ﷺ قـد‬
‫ِّ‬
‫الرتخ ـص والتخفيـف‬ ‫يدل عىل العبـادة تعنـي ُّ‬ ‫التوس ط واالعتدال يف مجيع أمور حياته‪ .‬و ّمما ُّ‬ ‫ُّ‬
‫ي يف العبـادة‪ .‬وهذا خطأ؛ فالوسطيـة يف‬ ‫السي دة عائشة ‪َ « :‬ما ُخ ِّ َ‬ ‫ذلك قول ُأ ِّم املؤمنني‬
‫ِّ‬
‫ي َأم ري ِن إِ َّل َأ َخ َذ َأي س ر ُه َما َم ا َ ْل َي ُك ْن العبـادات تعني أداء ال واجبـات‪ ،‬وعدم‬ ‫رس ُ ِ‬
‫ْ ََ‬ ‫ول اهلل ﷺ َب ْ َ ْ َ ْ‬ ‫َُ‬
‫ين ُي س‪َ ،‬و َل ْن إمهاهلا أو التهاون فيها؛ ألنَّ التهاون يف‬
‫إِ ْث ًم» [متفق عليه]‪ .‬وكان ﷺ يقول‪« :‬إِنَّ الدِّ َ ْ ٌ‬
‫يوج ـب غضـب اهلل‬ ‫‌ي شَ اد ين َأح إِ َّل َغ َل ب ه» [رواه البخاري]‪ ،‬ولما بعث العبـادات وإمهاهلا ِ‬
‫ّ‬ ‫َُ‬ ‫ُ َّ ‌الدِّ َ َ دٌ‬
‫النبي ﷺ معاذ بن جبل وأبا موسى األشعري ‪ ‬إىل تعاىل‪ ،‬وهو ُمالِف ملبدأ الوسطية‪ .‬ومن‬
‫ص‬‫ش َو َل ذلك قوله ﷺ‪َ « :‬م ْن ت ََر َك َصال َة ا ْل َع ْ ِ‬
‫سا َ‌و َل‌ت َُع ِّ َ‬
‫سا‪َ ،‬و َب ِّ َا‬ ‫اليمن أوصامها بقوله ﷺ‪َ «‌ :‬ي ِّ َ‬
‫َف َق ْد َح بِ َط َع َم ُل ُه» [رواه البخاري]‪.‬‬ ‫ُت َن ِّف َرا‪َ ،‬وت ََط َاو َع ا َو َل َ ْت َت ِل َفا» [متفق عليه]‪.‬‬

‫ل َو َأ ْ‬
‫س َت ْن ِت ُج‬ ‫َأ َت َأ َّم ُ‬

‫ثم َأ ْس َت ْنتِ ُج آثار الغُ ُل ِّو يف العبادات‪:‬‬ ‫َ َ‬


‫أتَأ َّم ُل احلديث النبوي الرشيف اآليت‪َّ ،‬‬
‫وم ال َّن َه َار»‪ُ .‬ق ْل ُت‪ :‬إِ ِّن َأف َْع ُل‬
‫وم ال َّل ْي َل‪َ ،‬وت َُص ُ‬ ‫ب َأن َ‬
‫َّك ت َُق ُ‬ ‫َ ُ‬
‫عن عبد اهلل بن عمر ‪ ،‬قال‪ :‬قال يل النبي ﷺ‪« :‬أ َ ْل أ ْخ َ ْ‬
‫‌ح ًّقا‪َ ،‬و ِ َل ْه ِل َك َح ًّقا‪َ ،‬ف ُص ْم‬ ‫َّك إِ َذا َف َع ْل َت َذلِ َك َه َج َم ْت َع ْي ُن َك‪َ ،‬ون َِف َه ْت َن ْف ُس َك‪‌َ ،‬وإِنَّ ‌لِ َن ْف ِس َك َ‬ ‫َذلِ َك‪َ .‬ق َ‬
‫ال‪َ « :‬فإِن َ‬
‫َو َأف ِْط ْر‪َ ،‬و ُق ْم َون َْم» [متفق عليه] َ(ه َج َم ْت‪َ :‬ض ُع ف برصها‪ ،‬ن َِف َه ْت‪ :‬ت َِع بت ُوأج ِهدت)‪.‬‬
‫‪...................................................................................................................................‬‬

‫‪ .2‬الوسطية يف املعامالت املالية‪ :‬تربز وسطية الرشيعة اإلسالمية يف م راعاة الت وازن بني مصلحة الفرد‬
‫وبخاصة إنْ كان‬
‫َّ‬ ‫رسف الترشيع اإلسالمي يف منح األف راد حرية كسب املال‪،‬‬‫ومصلحة اجلامعة؛ لذا مل ُي ِ‬
‫ذلك بوسائل تقوم عىل االستغالل واإلرضار باملجتمع‪ ،‬مثل ال ربا واالحتكار‪ ،‬وتؤ ّدي إىل ظلم اجتامعي‪،‬‬
‫وفساد وإفساد كب ري ِ‬
‫ين‪ .‬وباملقابل‪ ،‬فإنَّ الترشيع اإلسالمي مل يسلب األف راد َّ‬
‫حق امللكية الفردية والكسب‬
‫عي نة‪ ،‬وألزم األف راد‬
‫متاحا ضمن ض وابط ُم َّ‬
‫الشخيص؛ جت ُّن ًب ا حلدوث اهنيار اقتصادي‪ ،‬بل جعل ذلك ً‬
‫احلق‪،‬‬ ‫ب واجبات مالية ُم َّددة جتاه جمتمعهم من دون أنْ ت ِ‬
‫ُثقل عاتقهم؛ فنظام االقتصاد اإلسالمي أساسه ُّ‬
‫والعدل‪ ،‬والتكافل‪ ،‬والتضامن؛ ابتغاء مرضاة اهلل ‪.‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪116‬‬
‫ من األمثلة عىل الوسطية يف جمال املعامالت املالية‪:‬‬
‫﴾‬ ‫ ● الت وازن بني اإلرساف والتقتري‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫بالتوس ط يف اإلنفاق‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫[الفرقان‪ .]67 :‬فقد رفض اإلسالم التبذير والتقتري‪ ،‬وأمر‬
‫‪ .3‬الوسطية يف األح وال الشخصية‪:‬‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬ ‫ تظهر وسطية الرشيعة اإلسالمية يف األح وال الشخصية يف ٍّ‬
‫األرسية التي عامدها املو َّدة والرمحة؛ إلقامة حياة مستقرة‬ ‫● الزواج‪ :‬حرص اإلسالم عىل صون العالقات ُ‬
‫وآمنة‪ .‬وقد متثَّلت وسطية اإلسالم بالرتغيب يف الزواج‪ .‬قال رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬ف َم ْن َر ِغ َب َع ْن ُس َّنتي‬
‫َف َل ْي َس ِم ِّن ي» [متفق عليه]‪ .‬وهي ‪ -‬يف الوقت نفسه‪ -‬مل تنظر إىل عدم الزواج بوصفه ميزة وفضيلة‪.‬‬
‫تيسريا عىل الناس عند استحالة احلياة الزوجية‪ .‬قال تعاىل‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ ● الطالق‪ :‬جت َّلت الوسطية يف إباحة الطالق؛‬
‫﴾ [الطالق‪ .]2 :‬فهي مل ُت ِّرم الطالق‪ ،‬ومل ُت بِ ْح ه إباحة ُمط َلقة‪ ،‬فيام‬ ‫﴿‬
‫شاهدا عىل الوسطية يف هذه املسألة‪ .‬وقد دعا اإلسالم الزوجني إىل احلفاظ عىل احلياة الزوجية‬ ‫ً‬ ‫ُي َع ُّد‬
‫وديمومتها‪ ،‬والصرب عىل مشا ِّقها‪.‬‬
‫تناس ًقا مع واقع احلياة واإلنسانية؛ فهو مل حيرم‬ ‫ ● امل رياث‪ :‬تظهر الوسطية يف أحكام املرياث بِ س ِّن اإلسالم نظاما م ِ‬
‫ً ُ‬ ‫َ‬
‫جنس ا عىل آخر‪ ،‬وراعى العدالة يف توزيع امل رياث استنا ًدا عىل مبادئ‪،‬‬ ‫مي ز ً‬‫صغريا من املرياث‪ ،‬ومل ُي ِّ‬
‫ً‬ ‫ام رأ ًة أو‬
‫كل فرد‪ ،‬ودرجة ال ُق ْربى من امليت؛ فقد كانت امل رأة يف اجلاهلية ال‬ ‫منها‪ :‬األعباء والتكاليف املادية املَنوط هبا ُّ‬
‫التْكة ُم ْل ًكا‬
‫تعطى شي ًئا من اإلرث‪ ،‬فأنصفها اإلسالم‪ ،‬وأعطاها نصيبها من املرياث َق َّل أو َكثُر‪ ،‬ومل جيعل ِّ‬
‫للدولة‪ ،‬بل َف َّصل نظام اإلرث يف الق رآن الك ريم بعدل واتزان بام يتناسب مع احلقوق والواجبات‪.‬‬
‫ من األمثلة عىل الوسطية يف جمال األح وال الشخصية‪:‬‬
‫خمالفة الوسطية‬ ‫املنهج الوسطي‬ ‫التطبيق‬
‫اتباع الرهبانية برتك الزواج ( ُي َ‬
‫قصد بالرهبانية الزهد يف‬ ‫وحث عليه‪.‬‬
‫التحصن بالزواج‪َّ ،‬‬
‫ُّ‬ ‫الزواج دعا اإلسالم إىل‬
‫الدنيا‪ ،‬واالنقطاع عن ّ‬
‫ملذاهتا وعن الزواج)‬

‫الطالق رشع اإلسالم الطالق‪ ،‬ومل ُي ِّرمه‪ ،‬وجعل له قيو ًدا عدم وجود ض وابط للطالق يف اجلاهلية‪ ،‬ومنع‬
‫ورشوطا؛ م راعا ًة ألوضاع امل رأة‪ ،‬والرجل‪ ،‬و ُ‬
‫األرسة‪ ،‬الطالق عند أهل الكتاب ُمط َل ًقا ّإل يف حاالت‬ ‫ً‬
‫عي نة‬
‫ُم َّ‬ ‫واملجتمع‬
‫نصيب ا من املرياث‪ ،‬وح ًّقا حرمان امل رأة من اإلرث يف اجلاهلية‪ ،‬فجاء اإلسالم‪،‬‬
‫ً‬ ‫املرياث جعل اإلسالم للنساء‬
‫وأقـر هلا ح َّقها‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫َّ‬ ‫كـ ًرا عىل‬
‫مفروض ـا هلن من اهلل ‪ ‬بعـدما كان َح ْ‬
‫ً‬
‫الرجـال‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾ [النساء‪]19 :‬‬

‫﴾ [النساء‪]7 :‬‬

‫‪117‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫ل َو ُأ َب ِّي ُ‬
‫ن‬ ‫َأ َت َأ َّم ُ‬

‫ثم ُأ َب يِّ ُ وجه داللته عىل الوسطية‪:‬‬ ‫َ َ‬


‫أتَأ َّم ُل احلديث النبوي الرشيف اآليت‪َّ ،‬‬
‫يل‪ ،‬ن ََذ َر َأنْ‬‫سائِ َ‬ ‫ِ‬
‫ال‪َ :‬ب ْي َنا ال َّن بِ ُّي ﷺ َي ُْط ُب‪ ،‬إِ َذا ُه َو بِ َر ُج ٍل َقائ مٍ‪َ ،‬ف َس َأ َل َع ْن ُه‪َ ،‬ف َقا ُل وا‪َ :‬أب ُو إِ ْ َ‬ ‫اس ‪َ ،‬ق َ‬ ‫َع ِن ْاب ِن َع َّب ٍ‬
‫«م ْر ُه َف ْل َي َت َك َّل ْم‪َ ،‬و ْل َي ْس َت ِظ َّل‪َ ،‬و ْل َي ْق ُع ْد‪َ ،‬و ْل ُي تِ َّم‬
‫ال ال َّن بِ ُّي ﷺ‪ُ :‬‬ ‫وم َ‌و َل‌ َي ْق ُع دَ‪َ ،‬و َل َي ْس َت ِظ َّل‪َ ،‬و َل َي َتك َّل َم‪َ ،‬و َي ُص َ‬
‫وم‪َ .‬ف َق َ‬ ‫‌ َي ُق َ‬
‫َص ْو َم ُه» [رواه البخاري]‪.‬‬
‫‪...................................................................................................................................‬‬

‫جـ‪ .‬الوسطية يف األخالق‪:‬‬


‫اعتنت الرشيعة اإلسالمية بتهذيب النفس‪ ،‬وتطهريها‪ ،‬وتنمية اخلري فيها‪ .‬وهلذا دعت إىل مكارم األخالق‪،‬‬ ‫ ‬
‫﴾ [الشمس‪ .]10-9 :‬فالوسطية‬ ‫كل ُخ ُلق كريم‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫وحثَّت عىل ِّ‬
‫شجاعا‪،‬‬
‫ً‬ ‫تتم ثَّل يف شخصية املسلم وسلوكه‪ ،‬وتقوم عىل دعوته إىل االعتدال يف أموره كلها‪ ،‬بحيث يكون‬
‫لكن ِح ْلمه ال جيعله‬ ‫ً‬
‫حليم‪َّ ،‬‬ ‫تهو ًرا وجبانًا‪ ،‬ويكون َح يِ ًّي ا‪َّ ،‬‬
‫لكن حياءه ال يمنعه من قول احلقِّ ‪ ،‬ويكون‬ ‫ال ُم ِّ‬
‫ضعي ًفا‪.‬‬

‫َأ َت َد َّب ُر َو َأ ْ‬
‫س َت ْن ِت ُج‬

‫ثم َأ ْس َت ْنتِ ُج مظاهر الوسطية يف األخالق‪:‬‬ ‫َ‬


‫أتَدَ َّب ُر اآليتني الكريمتني اآلتيتني‪َّ ،‬‬
‫قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾ [لقامن‪.]١٩-١٨ :‬‬
‫‪..................................................................................................................................‬‬

‫آثار وسطية الرشيعة اإلسالمية‬ ‫ثال ثًا‬


‫التصاف الرشيعة اإلسالمية بالوسطية آثار تظهر يف ج وانب عديدة‪ ،‬أبرزها‪:‬‬
‫َشق عليه‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬قدرة ا ُملك َّلف عىل االلتزام بالتكاليف الرشعية؛ َّ‬
‫ألنا ت راعي ُو ْسعه وطاقته‪ ،‬وال ت ُّ‬
‫ب‪ .‬انتشار اإلسالم‪ ،‬وإقبال الناس عليه؛ لسهولة تكاليفه‪ ،‬و ُي ْسها عىل الناس‪ ،‬وعدم تكليفهم بام ال يستطيعون‪.‬‬
‫وكذلك ملنهج اإلسالم القائم عىل الرفق واللني واإلقناع باألد َّلة العقلية والعلمية‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾ [النحل‪.]125 :‬‬

‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪118‬‬
‫ل َو ُأ َب ِّي ُ‬
‫ن‬ ‫َأ َت َأ َّم ُ‬

‫ثم َأ ْس َت ِد ُّل به عىل آثار الوسطية‪:‬‬ ‫َ َ‬


‫أتَأ َّم ُل احلديث النبوي الرشيف اآليت‪َّ ،‬‬
‫ي ُّب َأنْ ت ُْؤتَى ُر َخ ُص ُه َك َم َي ْك َر ُه َأنْ ت ُْؤتَى َم ْع ِص َي ُت ُه» [رواه أمحد]‪.‬‬ ‫ول اهللِ ﷺ‪« :‬إِنَّ ا َ‬
‫هلل ُ ِ‬ ‫َق َ‬
‫ال َر ُس ُ‬
‫‪...................................................................................................................................‬‬

‫وس ُع‬
‫ثراء وال َّت ُ‬
‫إل ُ‬ ‫ا ِ‬

‫التطرف الفكري؛ وهو سلوك يتسم بالغُ ُل ِّو‪،‬‬ ‫من السلوكات التي ت ِ‬
‫ُناقض الوسطية‪ ،‬وتنترش يف بعض األحيان‪،‬‬
‫ُّ‬
‫التوس ط‪ .‬من أسباب نشأة هذا الفكر يف ع رصنا احلارض‪ :‬اجلهل بالعلم الرشعي‪ ،‬والصحبة‬
‫وجماوزة حدِّ االعتدال و ُّ‬
‫السي ئة‪ ،‬واملشكالت االقتصادية ا ُمل ِ‬
‫تفاق مة‪ ،‬وندرة فرص العمل للشباب‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫التطرف الفكري بتقديم حلول وقائية وعالجية‪ ،‬حتفظ الشباب واملجتمع كله‪،‬‬ ‫التصدي لظاهرة‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫ُي مكن‬
‫ُّ‬
‫مثل‪:‬‬
‫التطرف الفكري للفرد واملجتمع‪ ،‬وتصحيح املفاهيم‬‫ُّ‬ ‫‪ )1‬اإلسهام يف التوعية الفكرية‪ ،‬وبيان الرضر الذي ُي ِّ‬
‫سب به‬
‫السائدة َوفق رؤية رشعية ُم َّت ِزنة‪ ،‬تتم ثَّل يف قيام املؤسسات الدينية والرتبوية واإلعالمية (مثل‪ :‬املساجد‪،‬‬
‫التطرف الفكري‪ ،‬وتعزيز‬
‫ُّ‬ ‫واملدارس‪ ،‬واجلامعات‪ ،‬ووسائل اإلعالم) بدورها يف التوعية الفكرية بمخاطر‬
‫الوسطية‪.‬‬
‫‪ )2‬التنشئة االجتامعية السليمة التي تقوم عىل املنهج الديني الصحيح‪ ،‬والعمل عىل غرس ِ‬
‫الق َي م واملبادئ‬
‫األخالقية يف أوساط الشباب خاصة‪ ،‬وأف راد املجتمع بوجه عام‪.‬‬
‫‪ )3‬توفري فرص العمل للشباب‪َ ،‬‬
‫وشغْ ل أوقات ف راغهم بام هو مفيد ونافع‪.‬‬

‫فاد ُة‬ ‫م ا ْل ُم ْ‬
‫س َت َ‬ ‫ا ْلقِ َي ُ‬

‫ص بعض ِ‬
‫الق َيم املستفادة من الدرس‪.‬‬ ‫َأ ْس َت ْخ ِل ُ‬
‫‪َ )1‬أ ْع َت ُّز بالرشيعة اإلسالمية‪ ،‬وبالوسطية التي ُت ِّيزها‪.‬‬
‫‪.................................................................................................. )2‬‬
‫‪.................................................................................................. )3‬‬

‫‪119‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫راج َع ُة‬
‫ويم َوا ْل ُم َ‬
‫ُ‬ ‫ال َّت ْق‬

‫ُأ َب يِّ ُ مفهوم ٍّ‬


‫كل ّمما يأيت‪:‬‬ ‫‪1‬‬
‫التطرف الفكري‪.‬‬‫ُّ‬ ‫ب‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬الوسطية‪.‬‬
‫َأ ْذ ُك ُر ثالثة من آثار وسطية الرشيعة اإلسالمية‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫تتجل مظاهر الوسطية يف الترشيع‪.‬‬ ‫ُأ َو ِّض ُح كيف ّ‬ ‫‪3‬‬
‫ُأ َب يِّ ُ منهج وسطية الرشيعة اإلسالمية يف ُّ‬
‫التوكل عىل اهلل تعاىل‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫ُأ ِ‬
‫قار ُن بني نظرة اإلسالم إىل احلياة الدنيا واحلياة اآلخرة ونظرة غريه هلام‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫﴾‪.‬‬ ‫ُأ َب يِّ ُ داللة قوله تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫‪6‬‬
‫ض ُب َمث ًَل عىل مبدأ الوسطية يف العبادات‪.‬‬‫َأ ْ ِ‬ ‫‪7‬‬
‫ناس بها من صور الوسطية‪:‬‬ ‫ُأص ِّن ُف النصوص الرشعية اآلتية إىل ما ي ِ‬ ‫‪8‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫األخالق‬ ‫الترشيع‬ ‫االعتقاد‬ ‫النص الرشعي‬
‫﴾‬ ‫قال تعاىل‪﴿:‬‬
‫﴾‬ ‫قال تعاىل‪﴿:‬‬
‫﴾‬ ‫قال تعاىل﴿‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬‫تار اإلجابة الصحيحة يف ٍّ‬ ‫‪َ 9‬أخْ ُ‬
‫‪ .1‬اآلية الكريمة الدالة عىل مظهر من مظاهر الوسطية يف االعتقاد‪ ،‬هي قول اهلل تعاىل‪:‬‬
‫﴾‪.‬‬ ‫أ ‪﴿.‬‬
‫﴾‪.‬‬ ‫ب‪﴿.‬‬
‫﴾‪.‬‬ ‫جـ‪﴿ .‬‬
‫﴾‪.‬‬ ‫د ‪﴿.‬‬
‫‪ .2‬قوله تعاىل‪﴿ :‬‬
‫يدل عىل الوسطية يف جمال‪:‬‬ ‫﴾ ُّ‬
‫د ‪ .‬املعامالت املالية‪.‬‬ ‫جـ‪ .‬األح وال الشخصية‪.‬‬ ‫ب‪ .‬العبادات‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬االعتقاد‪.‬‬
‫سم ى‪:‬‬
‫حدده الرشع ُي ّ‬ ‫التشدد يف أداء األعامل وال واجبات أكثر ّمم ا َّ‬ ‫ُّ‬ ‫‪.3‬‬
‫د ‪ .‬االنح راف‪.‬‬ ‫جـ‪ .‬التهاون‪.‬‬ ‫ب‪ .‬التفريط‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬اإلف راط‪.‬‬
‫ف‪َ ،‬فإِنَّ ِف ي ِه ُم‬ ‫اس ‌إِنَّ ِ‌م ْن ُك ْم ُ‌م َن ِّف ِر َ‬
‫ين َف َأ ُّي ُك ْم َما َص َّل بِال َّن ِ‬
‫اس َف ْل ُي َخ ِّف ْ‬ ‫‪ .4‬يف قول النبي ﷺ‪«َ :‬أ ُّيَا ال َّن ُ‬
‫اج ِة» مظهر من مظاهر الوسطية يف العبادات‪ ،‬هو‪:‬‬ ‫ري َو َذا ْ َ‬
‫ال َ‬ ‫الض ِع َ‬
‫يف َوا ْل َك بِ َ‬ ‫َّ‬
‫ب‪ .‬م راعاة اإلسالم مقتضيات الفطرة‪.‬‬ ‫ ‬ ‫الر َخ ص يف العبادات‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬ترشيع ُّ‬
‫د ‪ .‬اإلرساف يف اإلباحة‪.‬‬ ‫جـ‪َ .‬ذ ُّم اإلف راط والتفريط يف العبادات‪ .‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪120‬‬
‫موقف اإلسالم‬ ‫الدرس‬
‫التلوث البيئي‬
‫ُّ‬ ‫من‬ ‫‪4‬‬

‫تاجات ال َّت َع ُّل ِ‬


‫م‬ ‫ُ‬ ‫ِن‬

‫ُيتو ّقع من الطلبة حتقيق النتاجات اآلتية‪:‬‬


‫ضيح عناية اإلسالم بالبيئة‪.‬‬
‫‪ -‬ت َْو ُ‬
‫التلوث البيئي‪.‬‬
‫يان مفهوم ُّ‬‫‪َ -‬ب ُ‬
‫‪ -‬إِ ْب رازُ التوجيهات اإلسالمية للحدِّ من ُّ‬
‫التلوث البيئي‪.‬‬
‫‪ -‬إِ ْظ ُ‬
‫هار الوعي بمنهج اإلسالم يف املحافظة عىل البيئة‪.‬‬

‫م ا ْل َق ْبل ُّ‬
‫ِي‬ ‫ع ُّل ُ‬
‫ال َّت َ‬

‫يتمكن من حتقيق الغاية التي ُخ ِلق‬


‫وهي أ له أسباب ذلك؛ لكي َّ‬
‫سخ ر اهلل تعاىل ك َّل ما يف الكون لإلنسان‪َّ ،‬‬
‫َّ‬
‫من أجلها؛ وهي عبادته‪ ،‬وعامرة األرض‪ .‬وقد أوجب سبحانه عىل اإلنسان االهتامم بالبيئة‪ ،‬واحلفاظ عىل م واردها‬
‫﴾ [هود‪.]61 :‬‬ ‫الطبيعية‪ ،‬مثل‪ :‬اهل واء‪ ،‬واملاء‪ ،‬والنباتات‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫بي كيفية املحافظة عىل املحيط‬
‫جلة من التوجيهات والط رائق‪ُ ،‬ت ِّ‬ ‫الس َّنة النبوية الرشيفة ُ ْ‬
‫ورد يف الق رآن الكريم و ُّ‬
‫احلي ة؛ طاع ًة هلل تعاىل‪.‬‬
‫كونات غري َّ‬ ‫احلي ة وا ُمل ِّ‬
‫الذي تعيش فيه الكائنات َّ‬
‫ل َو َأ ْ‬
‫س َت ْن ِت ُج‬ ‫َأ َت َأ َّم ُ‬
‫ثم َأ ْس َت ْنتِ ُج منها مفهوم البيئة‪.‬‬ ‫َ َ‬
‫أتَأ َّم ُل الفقرة السابقة‪َّ ،‬‬
‫‪.......................................................................................................................................‬‬

‫التلوث البيئي‬
‫موقف اإلسالم من ُّ‬ ‫ريط ُة ال َّت ْنظيمِ َّي ُة‬
‫ا ْل َخ َ‬

‫التلوث البيئي‬
‫التوجيهات اإلسالمية للحدِّ من ُّ‬ ‫التلوث البيئي‬
‫مفهوم ُّ‬ ‫عناية اإلسالم بالبيئة‬

‫تلوث اهلواء‬
‫احلد من ُّ‬
‫ُّ‬ ‫تلوث املياه‬
‫احلد من ُّ‬
‫ُّ‬ ‫النهي عن‬ ‫الدعوة إىل‬ ‫املحافظة عىل‬
‫اإلرضار بالبيئة‬ ‫االنتفاع بالبيئة‬ ‫املوارد البيئية‬
‫املحافظة عىل نظافة‬ ‫تلوث الرتبة‬
‫احلد من ُّ‬
‫ُّ‬
‫الطرقات واألماكن العامة‬

‫‪121‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫َأ َت َو َّق ُ‬
‫ف‬ ‫م َوال َّت ْح ُ‬
‫ليل‬ ‫ا ْل َف ْ‬
‫ه ُ‬

‫كونات‬ ‫امل وارد البيئية‪ :‬هي ُم ِّ‬


‫هي أ اهلل تعاىل يف األرض م وارد كثرية ملنفعة اإلنسان‪ ،‬وأمره باملحافظة‬
‫َّ‬
‫البيئة‪ ،‬مثـل‪ :‬امليـاه‪ ،‬واهل واء‪،‬‬
‫والنبات‪ ،‬واحلي وان‪ ،‬واملعادن‪،‬‬ ‫عليها‪ ،‬وعدم استنزافها أو تلويثها‪.‬‬
‫وغري ذلك‪.‬‬
‫عناية اإلسالم بالبيئة‬ ‫َّأو ًل‬
‫ديني ا‪.‬‬
‫اجب ا ًّ‬ ‫َأ ْوىل اإلسالم البيئة عناي ًة كبريةً؛ ألمهيتها يف حياة اإلنسان‪ ،‬وحتقيق الت وازن‪َ ،‬‬
‫وع َّد احلفاظ عليها و ً‬
‫ومن مظاهر ذلك‪:‬‬
‫أ ‪ .‬املحافظة عىل امل وارد البيئية‪ :‬ت َُع ُّد امل وارد البيئية أمانة جيب املحافظة عليها َوفق أحكام اإلسالم؛ ألنَّ اإلخالل‬
‫هبا ُيؤ ِّث ر ً‬
‫سلب ا يف استم رارية احلياة عىل األرض‪ ،‬وفيام حتويه من عنارص عديدة‪ ،‬مثل‪ :‬املاء‪ ،‬واهل واء‪ ،‬والرتبة‪ .‬لذلك‬
‫هنى اإلسالم عن تلويث املاء‪ ،‬أو اإلرساف يف استخدامه‪ .‬وقد ُر ِوي أنَّ النبي ﷺ َم َّر بسعد ‪ ‬وهو َّ‬
‫يتوضأ‪،‬‬
‫‌جا ٍر» [رواه أمحد]‪.‬‬
‫‌ن ٍر َ‬ ‫رسف؟‪ ،‬قال‪« :‬ن ََع ْم‪َ ،‬وإِنْ ُك ْن َت َع َل َ ْ‬ ‫فقال‪َ « :‬ما َه َذا َّ َ‬
‫الس ُف َيا َس ْع ُد؟»‪ ،‬قال‪ :‬أيف الوضوء ٌ‬
‫حث اإلسالم عىل استثامر امل وارد البيئية وتنميتها‪ ،‬ودعا إىل متليك األرض امل وات‬ ‫ب‪ .‬الدعوة إىل االنتفاع بالبيئة‪َّ :‬‬
‫(غري اململوكة) ملَ ْن قام بعامرهتا‪ .‬قال رسول اهلل ﷺ‪َ ‌« :‬م ْن َ‌أ ْع َم َر َ‌أ ْر ًضا َل ْي َس ْت ِ َل َح ٍد َف ُه َو َأ َح ُّق» [رواه البخاري]‪.‬‬
‫فس ـد يف األرض عامـة‪ .‬قال تعاىل‪:‬‬ ‫يرض بالبيئة‪ ،‬أو ي ِ‬ ‫كل ما ُّ‬ ‫جـ‪ .‬النهي عن اإلرضار بالبيئة‪ :‬هنى اإلسـالم عن ِّ‬
‫ُ‬
‫﴾ [األع راف‪ .]56 :‬ومن صور اإلفساد يف األرض‪ :‬تلويثها‪ ،‬وإتالفها‪.‬‬ ‫﴿‬

‫َأ ْ‬
‫س َت ِد ُّل َعلى‬

‫َأ ْس َت ِد ُّل باآلية الكريمة اآلتية عىل مظاهر عناية اإلسالم بالبيئة‪:‬‬
‫﴾ [األع راف‪. ]74 :‬‬ ‫قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫‪..................................................................................................................................‬‬

‫التلوث البيئي‬
‫مفهوم ُّ‬ ‫ثاني ا‬
‫ً‬
‫بالتلوث البيئي تغيري اخلصائص الطبيعية للبيئة التي حتيط باإلنسان؛ ما ُيؤ ِّث ر يف م واردها عىل نح ٍو‬
‫ُّ‬ ‫قص د‬
‫ُي َ‬
‫جيعلها غري صاحلة لالستخدام‪.‬‬
‫التلوث البيئي بلفظ (الفساد) يف قوله تعاىل‪﴿ :‬‬
‫وقد أشار الق رآن الكريم إىل معنى ُّ‬
‫﴾ [البقرة‪.]205 :‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪122‬‬
‫التلوث البيئي‬
‫التوجيهات اإلسالمية للحدِّ من ُّ‬ ‫ثال ثًا‬
‫وضع اإلسالم توجيهات ِع َّدة تكفل املحافظة عىل البيئة‪ ،‬ومتنع تلويثها‪ ،‬و ُت ِ‬
‫رش د اإلنسان إىل ط رائق محايتها‪.‬‬
‫ومن ذلك‪:‬‬
‫تلوث املياه‪ :‬دعـا اإلسـالم إىل املحافظـة عىل املاء صا ً‬
‫حلا‬ ‫احلـد من ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫أ ‪ .‬‬
‫«‌ل‌ َي ُب و َل َّن َأ َح ُد ُك ْم ِف‬
‫لالستخدام‪ ،‬وهنى عن تلويثه‪ .‬قال الرسول ﷺ‪َ :‬‬
‫يه» [رواه البخاري ومسلم]‪.‬‬ ‫الدائِمِ ا َّل ِذي َل َ ْي ِري‪ُ ،‬ث م يغْ َت ِس ُل ِف ِ‬
‫ا ْل َم ِاء َّ‬
‫َّ َ‬
‫التبول يف املاء ال راكد فهو أنَّ املاء يصبح ً‬
‫نجس ا‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫ّأما سبب حتريم‬ ‫ ‬
‫لوثات املـاء يف هذا‬
‫كثريا من األمـ راض‪ .‬من أبـرز ُم ِّ‬
‫و َي تلف‪ ،‬وينشـر ً‬
‫الع رص‪ :‬ا ُملخ َّلفات التي تُلقى يف جمـاري األهنـار مثـل مياه الرصف‬
‫السامة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫الصحي‪ُ ،‬وم َّل فات املصانع‪ ،‬وامل واد الكيميائية‬
‫نقي ا‪ ،‬وذلك‬ ‫تلوث اهل واء‪َّ :‬‬
‫اهتم اإلسالم باملحافظـة عىل اهلـ واء ًّ‬ ‫احلد من ُّ‬
‫ب‪ُّ .‬‬
‫باحلث عىل تشجري األرايض وزراعتها‪ ،‬والنهي عن قطع األشجار لغري‬ ‫ِّ‬
‫ِ‬
‫حاجة؛ ل ا هلا من دور ُم ِه ٍّم يف ت وازن الغازات يف ِّ‬
‫اجلو‪ .‬قال ﷺ‪« :‬إِنْ‬
‫َقا َم ْت َع َل َأ َح ِد ُك ُم ا ْل ِق َي ا َم ُة‪َ ،‬و ِف َي ِد ِه‌ َف ِس ي َل ٌة َف ْل َي غْ ِر ْس َها» [رواه أمحد]‪ .‬من أخطر املشكالت البيئية التي ُي و ِ‬
‫اجهها‬
‫تلوث اهل واء نتيجة حرق النفايات والغابات‪ ،‬إضاف ًة إىل دخان ّ‬
‫السي ارات واملصانع‪.‬‬ ‫العال اليوم مشكلة ُّ‬ ‫َ‬
‫حث اإلسالم عىل العناية باألرض‪ ،‬وإبقائها صاحلة للزراعة‪ ،‬وذلك عن طريق‪:‬‬ ‫تلوث الرتبة‪َّ :‬‬
‫احلد من ُّ‬
‫جـ ‪ُّ .‬‬
‫‪ .1‬استصالح األرايض‪ :‬يكون ذلك بِ َس ِّن األنظمة والق وانني التي ُت ِّفز عىل استغالل األرايض الصاحلة‬
‫الز ْرع؛ ما ُي س ِه م يف زيادة ُرقْعة الغطاء‬ ‫احلث عىل الغرس و َّ‬ ‫للزراعة‪ ،‬مثل‪ :‬نظام ا ُملزارعة‪ ،‬ونظام ا ُمل ساقاة‪ ،‬و ِّ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يم ٌة‪،‬‬‫زَر ًعا‪َ ،‬ف َي ْأ ُك ُل م ْن ُه َط ْ ٌي َأ ْو إِن َْس ٌان َأ ْو َبِ َ‬
‫النبايت‪ .‬قال رسول ﷺ‪َ ‌« :‬ما‌م ْن ُ‌م ْس ل مٍ ‌ َيغْ ِر ُس َ‌غ ْر ًسا‪ ،‬أ ْو َي ْز َر ُع ْ‬
‫ان َل ُه بِ ِه َصدَ َق ٌة» [متفق عليه]‪ .‬فالتشجري يساعد عىل حفظ الت وازن البيئي‪ ،‬وتثبيت الرتبة‪ ،‬إضاف ًة إىل‬ ‫إِ َّل َك َ‬
‫يدل عىل أمهية ذلك أنَّ النبي ﷺ كان يويص اجليوش‬ ‫الصدقة واملثوبة التي تُك َتب للغارس والزارع‪ .‬و ّمما ُّ‬
‫ريا‪َ ،‬أ ْو َأ ْح َر َق ن َْخ ًل‪َ ،‬أ ْو َق َط َع َش َج َر ًة ُم ْث ِم َرةً‪َ ،‬أ ْو‬ ‫بعدم قطع الشجر أو حرقه‪ .‬قال ﷺ‪َ ‌« :‬م ْن‌ َق َت َل َ ِ‬
‫ريا َ‌أ ْو َ‌ك بِ ً‬
‫‌صغ ً‬
‫اب ا َل ْم َي ْر ِج ْع َك َفا ًفا» [رواه أمحد] ( َل ْم َي ْر ِج ْع َك َفا ًفا‪ْ :‬أي إنَّه مل يرجع مثلام كان؛ فهذه الذنوب تبقى آثارها)‪ .‬ويف هذا‬ ‫ل َه ِ َ‬
‫َذ َب َح َشا ًة ِ ِ‬
‫الس ْل م من باب َأ ْوىل؛ فاإلسالم هنى عن إتالف النباتات أو اإلرضار‬ ‫حث عىل محاية البيئة يف احلروب‪ ،‬ويف َّ‬ ‫ٌّ‬
‫هلل َر ْأ َس ُه ِف ال َّنا ِر» [رواه أبو داود]‪ .‬وهذا العقاب‬ ‫‌س ْد َر ًة َص َّو َب ا ُ‬ ‫هبا بوجه عام‪ .‬قال رسول اهلل ﷺ‪َ ‌« :‬م ْن ‌ َق َطع ِ‬
‫َ‬
‫ذك ر أنَّ اإلسالم هو َّأول‬ ‫ظلم‪ُ .‬ي َ‬ ‫كل َم ْن قطع شجرة يستفيد منها الناس والبهائم؛ عب ثًا‪ ،‬أو ً‬ ‫اإلهلي يشمل َّ‬
‫‪123‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫الب ِّر َّية بمنعه قتل احلي وان وقطع األشجار‬
‫طب ق فكرة املحميات الطبيعية حلامية النباتات واحلي وانات َ‬
‫َم ْن َّ‬
‫يف احلرم‪.‬‬
‫التصح ر‪ :‬يكون ذلك بالدعوة إىل إحياء األرض امل وات غري ا ُمل ستغَ َّلة وغري اململوكة‪ .‬قال رسول‬ ‫ُّ‬ ‫‪ .2‬مكافحة‬
‫اهلل ﷺ‪َ ‌« :‬م ْن َ‌أ ْح َي ا َأ ْر ًضا َم ِّي َت ًة َف ِه َي َل ُه» [رواه البخاري]‪.‬‬

‫ل َو ُأ َب ِّي ُ‬
‫ن‬ ‫َأ َت َأ َّم ُ‬

‫ثم ُأ َب يِّ ُ مظاهر اهتامم اإلسالم باملحافظة عىل البيئة‪:‬‬ ‫َ َ‬


‫أتَأ َّم ُل احلديث النبوي الرشيف اآليت‪َّ ،‬‬
‫ين َل‬‫ال‪َ :‬واهللِ َ ُلن َِّح َي َّن َه َذا َع ِن ا ْل ُم ْس ِل ِم َ‬ ‫‌ش َج َر ٍة َع َل َظ ْه ِر َط ِر ٍ‬
‫يق‪َ ،‬ف َق َ‬ ‫قال رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬م َّر َ‌ر ُج ٌل ‌بِغُ ْص ِن َ‬
‫ُي ْؤ ِذهيِ ْم َف ُأ ْد ِخ َل ا ْل َج َّن َة» [رواه مسلم]‪.‬‬
‫‪.................................................................................................................................‬‬

‫د‪ .‬املحافظة عىل نظافة الطرقات واألماكن العامة‪ :‬دعا اإلسالم إىل‬
‫َأ َت َو َّق ُ‬
‫ف‬ ‫العناية ب املكان الذي يعيش فيه اإلنسان؛ ِل ا له من تأثري مبارش‬
‫‪‌ -‬ا ْل َم َل ِع َن‪ :‬األفعـال التـي تجلـب‬ ‫صح ة اإلنسان ومعاشه‪ ،‬وجعل ذلك عبادة وفريضة‪ .‬قال‬ ‫يف َّ‬
‫لفاعلها اللعنة‪.‬‬ ‫يم ُ‬
‫ان‬ ‫ان» [رواه مسلم]‪ ،‬وقـال ﷺ‪ِ ْ « :‬‬
‫‌ال َ‬ ‫يم ِ‬ ‫‌ش ْط ُر ْ ِ‬
‫‌ال َ‬ ‫ـور َ‬ ‫ﷺ‪ُّ :‬‬
‫‌«الط ُه ُ‬
‫‪ -‬ا ْل َب َرازَ‪ :‬قضاء الحاجة‪.‬‬ ‫ْض ُل َها َق ْو ُل‬ ‫ون‪ُ -‬ش ْع َب ًة‪َ ،‬ف َأف َ‬ ‫ـون ‪َ -‬أ ْو بِ ْض ٌع َو ِس ُّت َ‬ ‫‌بِ ْض ٌع َو َس ْب ُع َ‬
‫‪ -‬ا ْل َم َوا ِر ِد‪ :‬مصادر المياه‪.‬‬ ‫يق‪َ ،‬و ْ َ‬
‫ال َي ُاء‬ ‫الط ِر ِ‬ ‫ال َذى َع ِن َّ‬ ‫اط ُة ْ َ‬ ‫َاه ـا إِ َم َ‬ ‫هلل‪َ ،‬و َأ ْدن َ‬
‫َل إِ َل َه إِ َّل ا ُ‬
‫يق‪ :‬المكان الذي َيكثُر‬ ‫‪َ -‬قا ِر َع ِة َّ‬
‫الط ِر ِ‬ ‫حذر اإلسالم من تلويث‬ ‫ال َيم ِن» [رواه املسلم] وقـد َّ‬ ‫ُش ْع َب ٌة ِم َن ْ ِ‬
‫المشي فيه‪.‬‬ ‫الطرقـات واألماكن العامة‪ ،‬مثـل‪ :‬قارعـة الطريق‪ ،‬واحلدائق‪،‬‬
‫وأماكن االس رتاحة‪ .‬قال الرسول ﷺ‪« ‌:‬ا َّت ُق وا‌ا ْل َم َل ِع َن ال ث ََّل َث‪:‬‬
‫يق» (رواه ابن ماجه)‪.‬‬ ‫الظ ِّل‪َ ،‬و َق ا ِر َع ِة َّ‬
‫الط ِر ِ‬ ‫ا ْل َب َرازَ ِف ي ا ْل َم َوا ِر ِد‪َ ،‬و ِّ‬

‫َأ ْق َر ُأ َو َأ ْ‬
‫س َت ْن ِت ُج‬

‫ثم َأ ْس َت ْنتِ ُج منه حرص الصحابة الك رام عىل البيئة‪:‬‬ ‫َ ُ‬


‫أ ْق َرأ النص اآليت‪َّ ،‬‬
‫رجل َم ر بأيب الدرداء ‪ ‬وهو يغرس شجرة جوز‪ ،‬فقال‪ :‬أتغرس هذه وأنت شيخ كبري‪ ،‬وهي ال ت ِ‬
‫ُثم ر‬ ‫ُر ِو َي أنَّ ً َّ‬
‫ّإل يف كذا وكذا عا ًما؟ فقال أبو الدرداء ‪ :‬ما َّ‬
‫علي أنْ يكون يل أجرها‪ ،‬ويأكل منها غريي‪.‬‬
‫‪..................................................................................................................................‬‬

‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪124‬‬
‫وس ُع‬
‫ثراء وال َّت ُ‬
‫إل ُ‬ ‫ا ِ‬

‫التلوث السمعي‪ :‬تلوث ناتج من الضوضاء‪ ،‬مثل األصوات ا ُمل ِ‬


‫زعجة‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫ضجيجا‪ ،‬مثل‪ :‬مشاغل‬
‫ً‬ ‫غري املألوفة‪ ،‬وهو ينشأ بفعل الوسائل التي ُت ِدث‬
‫السي ارات‪ ،‬والطائ رات‪،‬‬
‫(ورشات) العمل‪ ،‬واآلالت الصناعية والزراعية‪ ،‬وأب واق ّ‬
‫صح ة اإلنسان‪.‬‬ ‫والقنابل‪ ،‬واالنفجارات الضخمة؛ ما ُيؤ ِّث ر ً‬
‫سلب ا يف َّ‬
‫التلوث السمعي‪ ،‬وقد جاء التحذير يف‬
‫سب ب ُّ‬
‫هنى اإلسالم عن ك ِّل ما ُي ِّ‬
‫الس ِّب والشتم‪ ،‬أو جتاوز احلدِّ‬
‫الق رآن الكريم من الكالم القبيح البذيء مثل َّ‬
‫﴾ [لقامن‪.]19 :‬‬ ‫يف رفع الصوت‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬

‫فاد ُة‬ ‫م ا ْل ُم ْ‬
‫س َت َ‬ ‫ا ْلقِ َي ُ‬

‫ص بعض ِ‬
‫الق َيم املستفادة من الدرس‪.‬‬ ‫َأ ْس َت ْخ ِل ُ‬
‫‪ُ )1‬أ َقدِّ ُر حرص اإلسالم عىل البيئة‪ ،‬وعنايته هبا‪.‬‬
‫‪.................................................................................................. )2‬‬
‫‪.................................................................................................. )3‬‬

‫‪125‬‬ ‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫راج َع ُة‬
‫ويم َوا ْل ُم َ‬
‫ُ‬ ‫ال َّت ْق‬

‫كل ّمما يأيت‪:‬‬‫ُأ َب يِّ ُ مفهوم ٍّ‬ ‫‪1‬‬


‫التلوث السمعي‪.‬‬ ‫ب‪ُّ .‬‬ ‫التلوث البيئي‪.‬‬ ‫أ ‪ُّ .‬‬
‫هلل َر ْأ َس ُه ِف ال َّنا ِر»‪.‬‬ ‫َأس َت ْنتِ ُج التوجيه يف قول النبي ﷺ‪َ ‌« :‬م ْن‌ َق َطع ِ‬
‫‌س ْد َر ًة َص َّو َب ا ُ‬ ‫‪2‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ُأ َع ِّل ُل ما يأيت‪:‬‬ ‫‪3‬‬
‫أ ‪ .‬هنى اإلسالم عن قطع األشجار لغري حاجة‪.‬‬
‫ب‪ .‬ت َُع ُّد امل وارد البيئية أمانة جيب املحافظة عليها َوفق أحكام اإلسالم‪.‬‬
‫مثال عىل دعوة اإلسالم إىل االنتفاع بالبيئة وتنميتها‪.‬‬ ‫ُأعطي ً‬ ‫‪4‬‬
‫تلوث اهل واء‪.‬‬ ‫وض ُح دور اإلسالم يف احلدِّ من ُّ‬ ‫ُأ ِّ‬ ‫‪5‬‬
‫التلوث البيئي‪:‬‬
‫كل نص رشعي ّمما يأيت التوجيهات اإلسالمية للحدِّ من ُّ‬ ‫َأ ْس َت ْنتِ ُج من ِّ‬ ‫‪6‬‬
‫التوجيهات اإلسالمية‬
‫النص الرشعي‬ ‫الرقم‬
‫التلوث البيئي‬
‫للحدِّ من ُّ‬
‫ريا‪َ ،‬أ ْو َأ ْح َر َق ن َْخ ًل‪َ ،‬أ ْو‬ ‫أ‪ .‬قال رسول اهلل ﷺ‪َ ‌« :‬م ْن‌ َق َت َل َ ِ‬
‫ريا َ‌أ ْو َ‌ك بِ ً‬
‫‌صغ ً‬
‫َق َط َع َش َج َر ًة ُم ْث ِم َرةً‪َ ،‬أ ْو َذ َب َح َشا ًة ِ ِ‬
‫ل َه ِ َ‬
‫اب ا َ ْل َي ْر ِج ْع َك َفا ًفا»‬
‫ب‪ .‬قال رسول اهلل ﷺ‪‌« :‬ا َّت ُق وا ‌ا ْل َم َل ِع َن الث ََّل َث‪ :‬ا ْل َب َرازَ ِف ي ا ْل َم َوا ِر ِد‪،‬‬
‫الط ِر ِ‬
‫يق»‬ ‫ار َع ِة َّ‬ ‫الظ ِّل‪َ ،‬و َق ِ‬
‫َو ِّ‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬ ‫تار اإلجابة الصحيحة يف ٍّ‬ ‫‪َ 7‬أخْ ُ‬
‫﴾ عىل مظهر من مظاهر عناية اإلسالم بالبيئة‪ ،‬هو‪:‬‬ ‫يدل قوله تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫‪ُّ .1‬‬
‫ب‪ .‬املحافظة عىل امل وارد البيئية‪.‬‬ ‫ ‬ ‫أ ‪ .‬املحافظة عىل نظافة البيئة‪.‬‬
‫د ‪ .‬الدعوة إىل االنتفاع بالبيئة وتنميتها‪.‬‬ ‫ ‬ ‫جـ‪ .‬النهي عن اإلرضار بالبيئة‪.‬‬
‫دل عليه قول النبي ﷺ‪َ « :‬ما َه َذا َّ َ‬
‫الس ُف َيا َس ْع ُد؟»‪ ،‬قال‪ :‬أيف‬ ‫‪ .2‬مظهر عناية اإلسالم بالبيئة الذي َّ‬
‫‌جا ٍر» هو‪:‬‬ ‫‌ن ٍر َ‬ ‫رسف؟‪ ،‬قال‪« :‬ن ََع ْم‪َ ،‬وإِنْ ُك ْن َت َع َل َ ْ‬ ‫الوضوء ٌ‬
‫ب‪ .‬املحافظة عىل امل وارد البيئية‪.‬‬ ‫ ‬ ‫أ ‪ .‬املحافظة عىل نظافة البيئة‪.‬‬
‫د ‪ .‬االنتفاع بالبيئة وتنميتها‪.‬‬ ‫ ‬ ‫جـ‪ .‬النهي عن اإلرضار بالبيئة‪.‬‬
‫التصح ر هو‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫حيث فيه ال َّن بِ ُّي ﷺ عىل مكافحة‬ ‫‪ .3‬احلديث النبوي الرشيف الذي ُّ‬
‫أ ‪« .‬إِنْ َقا َم ْت َع َل َأ َح ِد ُك ُم ا ْل ِق َي ا َم ُة‪َ ،‬و ِف َي ِد ِه‌ َف ِس ي َل ٌة َف ْل َي غْ ِر ْس َها»‪.‬‬
‫ب‪ .‬قال رسول اهلل ﷺ‪َ ‌« :‬م ْن َ‌أ ْح َي ا َأ ْر ًضا َم ِّي َت ًة َف ِه َي َل ُه»‪.‬‬
‫هلل َر ْأ َس ُه ِف ال َّنا ِر»‪.‬‬
‫‌س ْد َر ًة َص َّو َب ا ُ‬ ‫جـ‪َ ‌« .‬م ْن‌ َق َطع ِ‬
‫َ‬
‫يق»‪.‬‬ ‫الظ ِّل‪َ ،‬و َقا ِر َع ِة َّ‬
‫الط ِر ِ‬ ‫د ‪‌«‌.‬ا َّت ُق وا‌ا ْل َم َل ِع َن الث ََّل َث‪ :‬ا ْل َب َرازَ ِف ي ا ْل َم َوا ِر ِد‪َ ،‬و ِّ‬
‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬ ‫‪126‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬
‫وثيقة قيد اإلعداد وامل راجعات الرتبوية واألكاديمية‪ /‬املركز الوطني لتطوير املناهج‪ /‬األحد‪ /‬تاريخ ‪١٢/٣/٢٠٢٣‬م‬

You might also like