You are on page 1of 159

‫نسخة جللسة جملس الرتبية تاريخ ‪2024/3/31‬‬

‫التربية اإلسالمية‬

‫ي‬ ‫ث‬‫و‬
‫‪ô°ûY …OÉ◊G ∞°üdG‬‬

‫ة‬‫ق‬
‫‪11‬‬

‫د‬ ‫ي‬
‫‪»ÁOÉcC’G ´ôØ∏d‬‬
‫ا‬ ‫ق‬
‫ع‬‫إل‬
‫‪∫hC’G »°SGQódG π°üØdG‬‬
‫د‬
‫ا‬‫و‬ ‫د‬‫ا‬
‫م‬‫ل‬
‫التأليف‬

‫ا‬‫ر‬
‫(رئيـــسا)‬
‫ً‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬هايــــــــل عبــــد احلفيـــظ داود‬

‫ج‬
‫أ‪.‬د‪ .‬خالد عطية السعـودي (مرش ًفا عىل جلان التأليف)‬

‫ة‬‫ع‬
‫محمـد أحمــد العــبـادي‬ ‫عبد القادر عبد احلميد يونس‬
‫د‪ .‬إيمان أحمد فريحات‬ ‫د‪ .‬نــادي حســن صــرا‬
‫جعـفــر فهـمــي زيـــدان‬ ‫د‪ .‬أمحـد حممــد السلمـان‬
‫عـبـيـر خــالـــد منصــور‬
‫د‪ .‬ســمــــــر مـحـمــد أبــو يـحيـــى (منســقًا)‬

‫الناشر‪ :‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬


‫يرس املركز الوطني لتطوير املناهج استقبال آرائكم وملحوظاتكم عىل هذا الكتاب عن طريق العناوين اآلتية‪:‬‬
‫‪06-5376262 / 240‬‬ ‫‪06-5376266‬‬ ‫‪P.O.Box:2088 Amman 11941‬‬
‫‪@nccdjor‬‬ ‫‪feedback@nccd.gov.jo‬‬ ‫‪www.nccd.gov.jo‬‬

‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫قررت وزارة التربية والتعليم تدريس هذا الكتاب في مدارس المملكة األردنية الهاشمية جميعها‪ ،‬بنا ًء على‬ ‫َّ‬
‫قرار المجلس األعلى للمركز الوطني لتطوير المناهج في جلسته رقم (‪ ،)2023/2‬تاريخ ‪ ،2023/4/3‬وقرار‬
‫ِ‬
‫الصفحة‬ ‫رقم‬
‫ُ‬
‫‪2024/2023‬م‪.‬‬ ‫التربية َد ُةوالتعليم رقم (‪ ،)2023/154‬تاريخ ‪ 2023/5/27‬م‪ ،‬بد ًءا من العام الدراسي‬
‫مجلس ال و ِْح‬

‫‪ISBN 978 - 9923-41-442-2 234-3‬‬


‫المملكة األردنية الهاشمية‬
‫رقم اإليداع لدى دائرة المكتبة الوطنية‪:‬‬

‫جعة‬
‫)‪)2023/3/1645‬‬

‫لمرا‬
‫‪375,001‬‬
‫األردن‪ .‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬

‫ادوا‬
‫التربية اإلسالمية‪ :‬الصف الحادي عشر للفرع األكاديمي‪( :‬الفصل األول)‪ /‬المركز الوطني لتطوير‬
‫المناهج‪ - .‬ع ّمان‪ :‬المركز‪2023،‬‬

‫إلعد‬
‫)‪ )128‬ص‪.‬‬
‫ر‪.‬إ‪.2023/3/1645 : .‬‬

‫قيد ا‬
‫الواصفات‪/ :‬تطوير المناهج‪//‬المقررات الدراسية‪//‬مستويات التعليم‪//‬المناهج‪/‬‬
‫يتح َّمل ال ُمؤلِّف كامل المسؤولية القانونية عن محتوى ُمصنَّفه‪ ،‬وال يُعبِّر هذا ال ُمصنَّف‬

‫ثيقة‬
‫عن رأي دائرة المكتبة الوطنية‪.‬‬

‫و‬
‫‪πjó©àdGh á©LGôªdG‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬خالد عطـية السعــودي‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬هايل عبد الحفيظ داود‬
‫د‪ .‬محمـد عبـد الله طالفحة‬ ‫د‪ .‬سـمـر محمد أبو يحيى‬

‫‪»ªjOÉcC’G º«µëàdG‬‬

‫أ‪.‬د‪ .‬محمود علي السرطاوي‬

‫‪êGôNEGh º«ª°üJ‬‬

‫أسامة عواد إسماعيل‬

‫‪…ƒ¨∏dG ôjôëàdG‬‬

‫نضال أحمد موسى‬

‫‪ 1445‬هـ ‪ 2024 /‬م‬ ‫الطبعة األوىل (التجريبية)‬


‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫املقدمة‬

‫احلمد هلل َر ِّب العاملني‪ ،‬والصالة والسالم عىل خاتم األنبياء واملرسلني‪ ،‬وعىل آله وصحبه أمجعني‪ ،‬وبعد‪ :‬فانطال ًقا من‬
‫يستمر املركز الوطني لتطوير املناهج بالتعاون مع وزارة الرتبية والتعليم يف أداء رسالته ا ُملتع ِّلقة‬
‫ُّ‬ ‫الرؤية امللكية السامية‪،‬‬
‫تميز‪ .‬وبنا ًء عىل ذلك‪ ،‬فقد جاء كتاب الرتبية اإلسالمية للصف‬ ‫بتطوير املناهج الدراسية؛ ُبغْ َي َة حتقيق التع ُّلم النوعي ا ُمل ِّ‬
‫وخ َّطة تطوير التعليم يف اململكة األردنية اهلاشمية‪ُ ،‬‬
‫وم ِّققًا مضامني‬ ‫نسج ًم مع فلسفة الرتبية والتعليم‪ُ ،‬‬ ‫احلادي عرش ُم ِ‬
‫ؤشات أدائهم‪ ،‬التي تتمثَّل يف إعداد جيل م ِ‬
‫ؤمن بدينه‬ ‫وم ِّ‬
‫ُ‬ ‫اخلاص للرتبية اإلسالمية ومعايريمها ُ‬
‫ِّ‬ ‫العام واإلطار‬
‫ِّ‬ ‫اإلطار‬
‫بالتصور اإلسالمي للكون واإلنسان واحلياة‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫وملت ِزم‬
‫عتز بانتمئه الوطني‪ُ ،‬‬
‫وم ٍّ‬‫اإلسالمي‪ ،‬وذي شخصية إجيابية متوازنة‪ُ ،‬‬
‫وم ِل ٍّم بمهارات القرن الواحد والعرشين‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ومتمثِّل باألخالق الكريمة والق َيم األصيلة‪ُ ،‬‬‫ُ‬
‫تتسم كتب الرتبية اإلسالمية بخصوصية تنبع من دورها الذي تؤديه؛ فهي تتصل مباشة بحياة الطلبة وواقعهم‪ ،‬وت ِّ‬
‫ُشكل‬
‫ُسهم يف تنمية‬‫ُزودهم باملعلومات فحسب‪ ،‬بل ت ِ‬ ‫وق َيمهم واجتاهاهتم‪ ،‬وهي ال ت ِّ‬‫إطارا مرجعيا لترصفاهتم وسلوكاهتم ِ‬
‫ُّ‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬
‫حياهتم العلمية والعملية بصورة متكاملة وشاملة‪ .‬وألمهية هذا الدور؛ فقد روعي يف تأليف هذا الكتاب التعلُّم البنائي‬
‫ا ُملنبثِق من النظرية البنائية التي متنح الطلبة الدور األكرب يف عمليتي التع ُّلم والتعليم‪ ،‬ومتثَّلت عنارص الدرس األساسية يف‬
‫والتوسع‪ ،‬واملراجعة والتقويم‪ً .‬‬
‫فضال عن إبراز املنحى التكاميل بني ماور الرتبية‬ ‫ُّ‬ ‫التع ُّلم القبيل‪ ،‬والفهم والتحليل‪ ،‬واإلثراء‬
‫تنوعة وأمثلته ا ُملتعدِّ دة‪ُ .‬يقدِّ م املحتوى كذلك‬
‫اإلسالمية‪ ،‬ودمج املهارات احلياتية واملفاهيم العابرة يف أنشطة الكتاب ا ُمل ِّ‬
‫فرصا عديد ًة ألسئلة ومواقف تراعي الفروق الفردية بني الطلبة‪ ،‬إضاف ًة إىل توظيف املهارات والقدرات ِ‬
‫والق َيم بصورة‬ ‫ً‬
‫واستنتاجا‪.‬‬
‫ً‬ ‫تفاعلية ُحت ِّفز الطلبة وتستمطر أفكارهم‪ ،‬فيصلون إىل املعلومة بأنفسهم ً‬
‫حتليال‬
‫ﱢ‪฀ ฀‬ﱣ ﱤ﴾‪،‬‬
‫يتأ َّلـف هـذا الكتـاب مـن أربـع ودات‪ ،‬اختـريت عناوينهـا مـن كتـاب اهلل تعـاىل‪ ،‬وهـي‪ ﴿ :‬ﱡ ‪฀ ฀ ฀‬‬

‫﴿ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ﴾‪﴿ ،‬ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ﴾‪﴿ ،‬ﲁ ﲂ﴾‪ُ .‬ي ِّ‬


‫عـزز متـوى الكتـاب جمموعة‬
‫مـن الكفايـات األساسـية‪ ،‬مثل‪ :‬كفايـات التفكـري اإلبداعي والتفكـري الناقـد‪ ،‬والكفايـات اللغوية‪ ،‬وكفايـات التعاون‬
‫ـل املشـكالت‪ .‬وال َّ‬
‫شـك يف أنَّ ضـمن اسـتيعاب الطلبـة هـذه الكفايـات‬ ‫وح ِّ‬
‫التقـي والبحـث َ‬ ‫واملشـاركة‪ ،‬وكفايـات ّ‬
‫ٍ‬
‫بتوجيـه وإدارة‬ ‫واكتسـاهبم ّإياهـا يتط َّلـب بعـض التغيـريات والتطويـر لطرائـق التدريـس وآليـات التقييـم املسـتخدمة‬
‫ِ‬
‫اللذيـن هلـم أنْ جيتهـدا يف توضيـح األفـكار‪ ،‬وتطبيـق األنشـطة َوفـق خطـوات ُم َّددة‬ ‫والمع ِّلمـة‪،‬‬
‫المع ِّلـم ُ‬ ‫ُم َّ‬
‫نظمـة مـن ُ‬
‫وم َّ‬
‫نظمـة؛ ُبغْ َيـ َة حتقيـق أهـداف املبحـث التفصيليـة بم يتـالءم وظروف البيئـة التعليميـة التع ُّلميـة وإمكاناهتـا‪ ،‬واختيار‬ ‫ُ‬
‫االسـرتاتيجيات التـي تسـاعد عىل رسـم أفضـل املمرسـات وحتديدهـا لتنفيـذ الـدروس وتقييمها‪.‬‬
‫ونحن إذ ُنقدِّ م هذا الكتاب‪ ،‬فإنَّنا نأمل أنْ ُيس ِهم يف حتقيق األهداف املنشودة لبناء الشخصية لدى طلبتنا‪ ،‬وتنمية اجتاهات‬
‫حتمل‬
‫مجيعا عىل ُّ‬
‫املستمر لدهيم‪ ،‬سائلني اهلل تعاىل أنْ يرزقنا اإلخالص والقبول‪ ،‬وأنْ ُيعيننا ً‬
‫ِّ‬ ‫ُح ِّب التع ُّلم ومهارات التع ُّلم‬
‫املسؤولية وأداء األمانة‪.‬‬

‫املركز الوطني لتطوير املناهج‬

‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫الفهرس‬

‫رقم الصفحة‬ ‫الدرس‬ ‫الوحدة‬


‫‪6‬‬ ‫‪ .1‬سورة آل عم ران‪ ،‬اآليات الكريمة (‪)١٠٥-١٠٢‬‬ ‫الوحدة األوىل‪:‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪ .2‬احلديث الرشيف‪ :‬اتقاء ُّ‬
‫الش ُب هات‬ ‫ﱢ‪฀ ฀‬ﱣ ﱤ﴾‬
‫﴿ﱡ ‪฀ ฀ ฀‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪ .3‬من صور الضالل‬
‫‪ .4‬ك رامة اإلنسان يف الرشيعة اإلسالمية‬

‫جعة‬
‫‪26‬‬
‫‪31‬‬ ‫‪ .5‬الزواج‪ :‬مرشوعيته‪ ،‬و ُمقدِّ ماته‬
‫‪ .6‬اجلهاد يف اإلسالم‬

‫لمرا‬
‫‪37‬‬

‫‪44‬‬ ‫‪ .1‬جهود علمء املسلمني يف خدمة الق رآن الكريم‬ ‫الوحدة الثانية‪:‬‬

‫ادوا‬
‫‪ .2‬العزيمة والرخصة‬
‫‪50‬‬ ‫﴿ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ﴾‬

‫إلعد‬
‫‪56‬‬ ‫‪ .3‬معركة مؤتة (‪8‬هـ)‬
‫‪61‬‬ ‫‪ .4‬ا ُمل َّ‬
‫حرمات من النساء‬

‫قيد ا‬
‫‪67‬‬ ‫‪ .5‬التعايش اإلنساين‬
‫‪74‬‬ ‫‪ .6‬احلقوق االجتمعية للم رأة يف اإلسالم‬

‫ثيقة‬
‫‪82‬‬ ‫‪ .1‬سورة آل عم ران‪ ،‬اآليات الكريمة (‪)١74-١69‬‬ ‫الوحدة الثالثة‪:‬‬

‫و‬
‫‪ .2‬احلديث الرشيف‪ :‬رضا اهلل تعاىل‬
‫‪88‬‬ ‫﴿ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ﴾‬
‫‪94‬‬ ‫‪ .3‬فتح م َّكة (‪ )8‬هـ‬
‫‪100‬‬ ‫‪ .4‬من خصائص الرشيعة اإلسالمية‪ :‬اإلجيابية‬
‫‪106‬‬ ‫‪ .5‬شوط ِص َّح ة َع ْق د الزواج‬
‫‪111‬‬ ‫‪ .6‬احلقوق املالية للم رأة يف اإلسالم‬

‫‪116‬‬ ‫‪ .1‬سورة الروم‪ ،‬اآليات الكريمة (‪)٢4-٢١‬‬


‫الوحدة الرابعة‪:‬‬
‫‪121‬‬ ‫الس نَّة النبوية الرشيفة يف الترشيع اإلسالمي‬
‫‪ .2‬مكانة ُّ‬
‫﴿ﲁ ﲂ﴾‬
‫‪129‬‬ ‫‪ .3‬م راعاة األع راف يف الرشيعة اإلسالمية‬
‫‪135‬‬ ‫‪ .4‬حقوق الزوجني‬
‫‪142‬‬ ‫‪ .5‬تنظيم النسل وحتديده‬
‫‪147‬‬ ‫‪ .6‬األمن الغذائي يف اإلسالم‬
‫‪153‬‬ ‫‪ .7‬اإلسالم والوحدة الوطنية‬

‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫الوحدة األوىل‬

‫ﱣ ﱤ﴾‬
‫ﱢ‪฀ ฀‬‬
‫قال تعاىل‪ ﴿ :‬ﱡ ‪฀ ฀ ฀‬‬

‫سورة آل عمران‪ ،‬اآليات الكريمة (‪)١٠٥-١٠٢‬‬ ‫‪1‬‬

‫ث‬‫و‬
‫الش ُبهات‬
‫الحديث الشريف‪ :‬اتقاء ُّ‬

‫ي‬
‫‪2‬‬

‫ق‬ ‫ة‬‫ق‬
‫من صور الضالل‬ ‫‪3‬‬ ‫دروس‬

‫د‬ ‫ي‬
‫الوحدة األولى‬

‫ا‬
‫كرامة اإلنسان في الشريعة اإلسالمية‬ ‫‪4‬‬

‫د‬‫ع‬‫إل‬
‫ومقدِّ ماته‬
‫الزواج‪ :‬مشروعيته‪ُ ،‬‬

‫ا‬
‫‪5‬‬

‫ا‬‫و‬ ‫د‬
‫الجهاد في اإلسالم‬

‫ل‬
‫‪6‬‬

‫ا‬‫ر‬ ‫م‬
‫ة‬‫ع‬ ‫ج‬

‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫سورة آل عمران‬ ‫الدرس‬
‫اآليات الكريمة (‪)١٠٥-١٠٢‬‬ ‫‪1‬‬

‫تاجات ال َّت َع ُّل ِ‬


‫م‬ ‫ُ‬ ‫ِن‬

‫ُي تو َّق ع من الطلبة حتقيق النتاجات اآلتية‪:‬‬

‫جعة‬
‫‪ -‬تِ َ‬
‫الو ُة اآليات الكريمة (‪ )١٠٥ -١٠٢‬من سورة آل عم ران‬
‫تالوة سليمة‪.‬‬

‫لمرا‬
‫‪َ -‬ب ُ‬
‫يان معاين املفردات وال رتاكيب‪.‬‬

‫ادوا‬
‫إجماليا‪.‬‬
‫ًّ‬ ‫تفسيرا‬
‫ً‬ ‫‪َ -‬ت ْف ُ‬
‫سري اآليات الكريمة‬
‫ِ‬
‫‪ -‬ح ْف ُظ اآليات الكريمة ً‬
‫غيب ا‪.‬‬

‫إلعد‬
‫ص عىل الوحدة ونبذ ُ‬
‫الف ْرقة‪.‬‬ ‫‪ِْ -‬‬
‫احل ْر ُ‬

‫قيد ا‬ ‫م ا ْل َق ْبل ُّ‬


‫ِي‬ ‫ع ُّل ُ‬
‫ال َّت َ‬

‫ثيقة‬
‫ِ‬
‫سي دنا رسول اهلل ﷺ عىل إقامة جمتمع قوي ُم تمس ك؛ فم إنْ هاجر ﷺ إىل املدينة ا ُمل َّ‬
‫نورة حتى بنى‬ ‫حرص ِّ‬

‫و‬
‫املسجـد النبوي الرشيف‪ ،‬وآخى بني املهاجرين واألنصار‪ ،‬ووضع وثيقة املدينة ا ُمل َّ‬
‫نورة لتنظيم شؤون املجتمع‪،‬‬
‫وأنشأ سوق املدينة؛ إدر ًاك ا منه ﷺ بأمهية االقتصاد يف بناء املجتمع‪ ،‬وختليص املجتمع اإلسالمي من سيطرة‬
‫بالربا‪.‬‬
‫اليهود عىل االقتصاد القائم عىل تعاملهم ِّ‬
‫ش‬‫ُأناقِ ُ‬
‫ُ ِ‬
‫أناق ُش أثر أعمل رسول اهلل ﷺ بعد اهلجرة يف بناء املجتمع اإلسالمي ومتاسكه يف املدينة ا ُمل َّ‬
‫نورة‪.‬‬
‫‪........................................................................................................‬‬

‫‪6‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫م َو َأ ْح َف ُ‬
‫ظ‬ ‫َأ ْف َ‬
‫ه ُ‬

‫اكيب‬ ‫ا ْل ُم ْف َر ُ‬
‫دات َوال َّت ر ُ‬

‫ﱡ ‪َّ :‬‬
‫متس ك وا‪.‬‬ ‫‪฀ ฀ ฀ ฀ ฀‬‬
‫ﱞ‬
‫ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜﱝ‪฀ ฀ ฀‬‬
‫ﱣ‪ :‬بدين اهلل تعاىل‪.‬‬
‫ﱢ‪฀ ฀‬‬
‫‪฀ ฀‬‬
‫ﱣ ﱤ ﱥ ﱦﱧ ﱨ‬‫ﱢ‪฀ ฀‬‬
‫ﱡ ‪฀ ฀‬‬
‫ﱟ‪฀ ฀‬ﱠ ‪฀ ฀ ฀ ฀ ฀‬‬
‫فجمع‪.‬‬
‫َ‬ ‫ﱯ‬
‫ﱩﱪﱫﱬﱭﱮﱯﱰﱱ‬

‫ي‬ ‫ث‬‫و‬
‫ﱲﱳﱴﱵﱶﱷﱸﱹ‬ ‫ﱷ‪ :‬حافة اليشء وطرفه‪.‬‬

‫ة‬‫ق‬
‫ﲟ‪ :‬الرباهني والدالئل الواضحة‪.‬‬

‫ق‬
‫ﱺ ﱻ ﱼﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ‬

‫ا‬ ‫د‬ ‫ي‬


‫ﲄﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ‬

‫إل‬
‫ﲍ ﲎ ﲏ ﲐﲑ ﲒ ﲓ ﲔﲕ‬

‫ا‬‫د‬‫ع‬
‫ﲟ‬
‫ﲠ‬ ‫ﲖ ﲗﲘﲙﲚﲛﲜﲝﲞ‬

‫و‬ ‫د‬
‫ﲡﲢﲣﲤﲥ‬

‫م‬‫ل‬‫ا‬
‫ا‬‫ر‬
‫َأ َت َو َّق ُ‬
‫م َوال َّت ْح ُ‬
‫ليل‬ ‫ا ْل َف ْ‬
‫ه ُ‬
‫ف‬

‫ع‬ ‫ج‬
‫سورة آل عمران مدنية‪ ،‬وعدد آياهتا (‪)200‬‬ ‫القوة التي‬
‫أرشد القرآن الكريم املسلمني إىل عوامل َّ‬

‫ة‬
‫أي املضيئة‪ .‬قال‬ ‫آية‪ ،‬ومن أسمئها الزهراء؛ ِ‬ ‫جتعلهم ُأمة قوية ي ِ‬
‫مكنها بناء الوطن‪ ،‬والدفاع عنه‪ ،‬ومحايته‬ ‫َّ ُ‬ ‫َّ‬
‫راو ْي ِن‪ :‬ا ْل َب َق َر َة َو َ‬
‫آل‬ ‫الز ْه َ‬
‫النبي ﷺ‪« :‬اق َْرؤوا َّ‬ ‫من كيد املعتدين‪ ،‬ويف اآليات الكريمة السابقة بعض هذه‬
‫ِع ْم َ‬
‫ران» [رواه مسلم]‪.‬‬ ‫العوامل‪.‬‬

‫ريط ُة ال َّت ْنظيمِ َّي ُة‬


‫ا ْل َخ َ‬

‫موضوعات اآليات الكريمة‬

‫اآلية الكريمة (‪)١٠٥‬‬ ‫اآلية الكريمة (‪)١٠٣‬‬


‫اآلية الكريمة (‪ )١٠4‬االعتبار من ُ‬
‫األمم‬ ‫التمسك باإلسالم‬
‫اآلية الكريمة (‪)١٠٢‬‬
‫الدعوة إىل اخلري‬ ‫ُّ‬ ‫تقوى اهلل تعاىل‬
‫السابقة‬ ‫أساس وحدة ُ‬
‫األ َّمة‬

‫‪7‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫تقوى اهلل تعاىل‬ ‫َّأو ًال‬
‫وجهت اآليات الكريمة المسلمين إىل تقوى اهلل ‪ ،‬وحقِّ تقاته (أيِ ال َق ْدر الذي يجب أنْ ُي َّتقى‬ ‫َّ‬
‫كل األقوال واألفعال والمعامالت‪ .‬قال‬ ‫به اهلل تعالى)‪ ،‬وذلك بالتزام أوامره تعالى‪ ،‬واجتناب نواهيه في ِّ‬
‫‪ .‬ويجب أنْ يكون هذا االلتزام هو الحالة الدائمة للمسلم‪.‬‬ ‫تعاىل‪﴿ :‬‬
‫‪ .‬ومن َث َّم‪ ،‬فإنَّ هذا التوجيه يدفع املسلم إىل متثُّل السلوك القويم‬ ‫قال تعاىل‪﴿ :‬‬

‫جعة‬
‫بصورة دائمة‪ ،‬وااللتزام بمبادئ الدين وأحكامه حتى يأتيه املوت وهو عىل هذه احلالة‪.‬‬

‫لمرا‬
‫ُأ ْبدي َر ْأيي‬

‫ُأ ْبدي َر ْأيي يف القضية اآلتية‪:‬‬

‫ادوا‬
‫ؤجل بعض الشباب أداء الفرائض والواجبات الدينية؛ العتقادهم أنَّ العمر طويل‪.‬‬
‫ُي ِّ‬

‫إلعد‬
‫‪.................................................................................................‬‬

‫التمسك باإلسالم أساس وحدة األُ َّمة‬

‫قيد ا‬
‫ُّ‬ ‫ثاني ا‬
‫ً‬
‫ُ‬

‫ثيقة‬
‫وقوهتا‪ .‬قـال تعـاىل‪:‬‬
‫التمسـك باإلسـالم؛ ألنَّه أساس وحدة األ َّمة َّ‬
‫ُّ‬ ‫َحثَّت اآليـات الكريمة املسلمني عىل‬
‫التمس ك‬
‫ُّ‬ ‫ﱡ﴾ إشار ًة إلى أنَّ‬
‫ﱣ ﱤ﴾‪ .‬وقد جاء التعبري يف اآلية الكريمة بلفظ ﴿ ‪฀ ฀ ฀ ฀ ฀‬‬ ‫ﱢ‪฀ ฀‬‬‫ﱡ ‪฀ ฀‬‬ ‫﴿‪฀ ฀ ฀ ฀ ฀‬‬

‫و‬
‫كل فرد‬ ‫أل َّمة‪ ،‬وحماية لها من األخطار‪ّ .‬أما لفظ ﴿ﱤ﴾ فجاء للداللة عىل مسؤولية ِّ‬ ‫بالدين هو عصمة ل ُ‬
‫التمس ك باإلسالم‪.‬‬ ‫األ َّمة يف وجوب‬ ‫من أف راد ُ‬
‫ُّ‬
‫وذك رهم بنعمة‬ ‫الف ْرقة واخلالف‪ ،‬واملحافظة عىل الوحدة‪َّ ،‬‬‫كذلك أمر اهلل تعاىل املسلمني بنبذ أسباب ُ‬
‫ُ‬
‫خوة واجتمع القلوب بعدما كان وا أعداء يقتتلون ألسباب واهية‪ .‬قال‬ ‫اإليمن بعدما كان وا ُك ّف ًارا‪ ،‬وبنعمة األ َّ‬
‫تعاىل‪﴿ :‬ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ‬
‫ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ﴾‪ .‬ويف هذا َح ٌّث للمسلمني عىل دوام استذكار هذه ال ِّن َع م العظيمة التي‬
‫كانت سبب نجاهتم من اهلالك‪.‬‬

‫ِ‬
‫قاش‬‫ض َّي ٌة ِلل ِّن‬
‫َق ِ‬

‫ش زمالئي‪/‬زمياليت فيم ُي ِدثه االختالف ُ‬


‫والف ْرقة من أثر يف املجتمع‪.‬‬ ‫ُأ ِ‬
‫ناق ُ‬
‫‪....................................................................................................‬‬
‫‪8‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫الدعوة إىل اخلري‬ ‫ثال ثًا‬
‫أوجب اهلل ‪ ‬عىل املسلمني الدعوة إىل اإلسالم واخلري وفضائل األعمل‪ ،‬وإرشاد الناس إىل ِف ْعل املعروف؛‬
‫كل ما هنى عنه‬ ‫كل ما أمر به الرشع‪ ،‬واستحسنه‪ ،‬وح َّق ق للناس املصلحة والسعادة‪ ،‬وت َْرك ا ُمل َ‬
‫نك ر؛ وهو ُّ‬ ‫وهو ُّ‬
‫ُلح ق بالناس الرضر واملفسدة‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ‬ ‫الرشع‪ ،‬واستقبحه من أفعال وأقـ وال ت ِ‬

‫ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ﴾‪ .‬والخطاب هنا ُم َّ‬


‫وج ه إلى طائفة من المؤمنين‪ ،‬تصلح لمباشرة‬
‫الم َ‬
‫نك ر‪ .‬وفي هذا داللة على أنَّ ُح ْك م األمر بالمعروف‬ ‫الدعوة إلى الخير‪ ،‬واألمر بالمعروف والنهى عن ُ‬

‫ي‬ ‫ث‬‫و‬
‫والنهي عن المنكر فرض كفاية؛ فإذا قام به بعض أف راد المجتمع سقط عن الباقين‪ ،‬وإنْ لم يقم به أحد‬

‫ة‬‫ق‬
‫جميعا‪ .‬ومن َث م‪ ،‬فإنَّ قيام ُ‬
‫األ َّمة بهذه ال واجبات هو طريق فوزها في الدنيا ونجاتها في اآلخرة‪ .‬قال‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫َأثِم وا‬

‫ي‬ ‫ق‬
‫﴾‪.‬‬ ‫تعالى‪﴿ :‬‬

‫إل‬‫ا‬ ‫د‬ ‫االعتبار من األُمم السابقة‬

‫ع‬
‫ابع ا‬
‫ر ً‬

‫د‬‫ا‬‫د‬
‫األمم السابقة‪ ،‬مثل أهل الكتاب الذين مل يلتزم وا‬ ‫دعت اآليات الكريمة املسلمني إىل االعتبار من أخطاء ُ‬

‫ا‬‫و‬
‫دين اهلل تعاىل‪ ،‬وتنازع وا‪ ،‬واختلف وا بعدما جاءهتم الرباهني والدالئل ال واضحة‪ ،‬فصاروا ِف ر ًقا م ِ‬

‫ل‬
‫تناح رةً‪ ،‬فكان ذلك‬ ‫َ ُ‬

‫م‬
‫سبب ا يف ضعفهم يف الدنيا واستحقاقهم العذاب يف اآلخرة‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ‬

‫ر‬
‫ً‬

‫ا‬
‫ﲝ ﲞ ﲟﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ﴾‪.‬‬

‫ة‬‫ع‬
‫سيدنا‬
‫ج‬
‫هيوديا‪َ -‬م َّر عىل نفر من أصحاب ِّ‬
‫ًّ‬ ‫ورد يف سبب نزول هذه اآليات الكريمة أنَّ شاس بن قيس ‪-‬وكان‬
‫س ُع‬ ‫إل ْث ُ‬
‫راء َوال َّت َو ُّ‬ ‫اْ ِ‬

‫رسول اهلل ﷺ من األوس واخلزرج جمتمعني يف جملس هلم‪ ،‬فغاظه ما رأى من ُألفتهم واجتمعهم وصالح‬
‫هيوديا أنْ ُي ِّ‬
‫ذكرهم بحروهبم السابقة‪،‬‬ ‫ًّ‬ ‫رجال‬ ‫ذات بين ِهم بعد الذي كان ُ‬
‫بينهم من العداوة يف اجلاهلية‪ ،‬فأمر ً‬
‫ففعل‪ ،‬فتنازع القوم عند ذلك‪ ،‬وقالوا‪ :‬السالح السالح‪ ،‬فبلغ ذلك رسول اهلل ﷺ‪ ،‬فخرج إليهم مع بعض‬
‫جاه ِل َّي ِة َو َأنا َب ْي َن َأ ْظ ُه ِر ُك ْم َب ْعدَ إِ ْذ‬
‫هلل‪َ ...‬أبِدَ ْعوى ا ْل ِ‬‫هلل‪ ،‬ا َ‬ ‫مين‪ ،‬ا َ‬ ‫أصحابه حتى جاءهم‪ ،‬فقال‪« :‬يا َم ْعشَ َر ا ْل ُم ْس ِل َ‬
‫اس َت ْن َق َذ ُك ْم بِ ِه ِم َن ا ْل ُك ْف ِر‪َ ،‬و َأ َّل َف بِ ِه‬ ‫ِِ ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫اإل ْسالمِ‪َ ،‬وأكْ َر َم ُك ْم بِه‪َ ،‬و َق َط َع بِه َع ْن ُك ْم أ ْم َر ا ْلجاهل َّية‪َ ،‬و ْ‬
‫هلل إِلى ْ ِ‬ ‫َه ُ‬
‫داك ُم ا ُ‬
‫َب ْي َن ُك ْم» [رواه الطربي يف تفسريه]‪ ،‬فعرف القوم أنَّ ذلك من كيد ِّ‬
‫عدوهم هلم‪ ،‬فألقوا السالح‪ ،‬وندموا عىل ما فعلوا‪،‬‬
‫ثم انرصفوا مع رسول اهلل ﷺ سامعني مطيعني‪.‬‬ ‫وعانق بعضهم ً‬
‫بعضا‪َّ ،‬‬
‫‪9‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫ل َو َأ ْ‬
‫س َت ْن ِت ُج‬ ‫َأ َت َأ َّم ُ‬

‫َأت ََأم ُل القص ة السابقة‪ ،‬ثم َأس َت نْتِ ُج منها األسلوب الذي اس ُت ِ‬
‫خدم يف التفريق بني أبناء املجتمع‪.‬‬ ‫َّ ْ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫‪....................................................................................................‬‬

‫َم َع ال َّت ْر ِب َي ِة اْإلِعْ المِ َّي ِة‬ ‫َأ ْرب ُ‬


‫ِط‬

‫جعة‬
‫الف رقة بني الناس‪ ،‬وإيقاع ِ‬ ‫ِ‬
‫الفتن بينهم؛ لذا‬ ‫َي ْع مد بعض ُم ستخدمي م واقع الت واصل االجتمعي إىل َب ِّث ُ ْ‬

‫لمرا‬
‫جيب احلذر من هذه امل واقع‪ ،‬وإنعام النظر فيم تنرشه من معلومات‪ ،‬ويف أهداف النرش واآلثار ا ُملرتتِّبة عليه‪،‬‬
‫والتثب ت من ِصح ة هذه املعلومات ومصدرها ِ‬
‫ود َّقتها‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬

‫ادوا‬
‫إلعد‬
‫فاد ُة‬ ‫م ا ْل ُم ْ‬
‫س َت َ‬ ‫ا ْلقِ َي ُ‬

‫قيد ا‬
‫الق َيم املستفادة من الدرس‪.‬‬ ‫ص بعض ِ‬ ‫َأ ْس َت ْخ ِل ُ‬
‫ص عىل الوحدة‪َ ،‬و َأ ْنبِ ُذ ُ‬
‫‪َ )1‬أ ْح ِر ُ‬

‫ثيقة‬
‫الف ْرقة‪.‬‬
‫‪.................................................................................................. )2‬‬

‫و‬
‫‪.................................................................................................. )3‬‬

‫‪10‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫راج َع ُة‬
‫ويم َوا ْل ُم َ‬
‫ُ‬ ‫ال َّت ْق‬

‫َ‬
‫‪ 1‬أ ْذ ُك ُر ثالثة أعمل قام هبا رسول اهلل ﷺ بعد هجرته إىل املدينة ا ُمل َّ‬
‫نورة‪.‬‬
‫مناسبا ملوضوع اآليات الكريمة‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪َ 2‬أ ْق َ ِ‬
‫رت ُح عنوانًا‬
‫ي املقصود ٍّ‬
‫بكل ّمما يأيت‪:‬‬ ‫‪ُ 3‬أ َب ِّ ُ‬
‫ب‪ .‬ا ُمل َ‬
‫نكر‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬املعروف‪.‬‬
‫‪ُ 4‬أ َو ِّض ُح داللة ورود ِّ‬
‫كل تركيب ّمما يأيت يف اآليات الكريمة من سورة آل عمران‪:‬‬

‫ي‬ ‫ث‬‫و‬
‫﴾‪.‬‬ ‫أ‪﴿ .‬‬

‫ة‬‫ق‬
‫ﱢ‪฀฀‬ﱣ ﱤ﴾‪.‬‬ ‫ﱡ ‪฀ ฀‬‬ ‫ب‪฀ ฀ ฀ ฀ ฀ ﴿ .‬‬

‫ي‬ ‫ق‬
‫‪َ 5‬أ ْس َت ِد ُّل باآليات الكريمة من سورة آل عمران عىل ٍّ‬

‫د‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬

‫إل‬‫ا‬
‫أ ‪ .‬توجيه املسلم إىل املحافظة عىل دينه‪ ،‬واحلرص عىل االلتزام بمبادئه‪.‬‬

‫ع‬
‫ُ‬ ‫ُ‬

‫د‬
‫وتفرقت‪.‬‬
‫ب‪ .‬هني املسلمني عن سلوك طريق األمم األخرى التي تنازعت‪َّ ،‬‬

‫د‬‫ا‬
‫األمر باملعروف والنهي عن ا ُمل َ‬
‫نك ر‪.‬‬

‫ل‬‫ا‬‫و‬
‫‪َ 6‬أ ْس َت ْنتِ ُج عامل قوة ُ‬
‫األ َّمة املذكور يف قوله تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫َّ‬

‫ا‬‫ر‬ ‫م‬
‫﴾‪.‬‬

‫ج‬
‫‪ُ 7‬أ َع ِّل ُل‪ :‬حرص رسول اهلل ﷺ عىل ما يأيت‪:‬‬

‫ة‬‫ع‬
‫أ ‪ .‬وضع وثيقة املدينة ا ُمل َّ‬
‫نورة بعدما هاجر إليها‪.‬‬
‫ب‪ .‬إنشاء سوق املدينة‪.‬‬
‫‪َ 8‬أخْ ُ‬
‫تار اإلجابة الصحيحة يف ٍّ‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬
‫يدل عليه لفظ ﴿ﱯ﴾ يف قوله تعاىل‪﴿ :‬ﱯ ﱰ ﱱ﴾ هو‪:‬‬ ‫‪ .1‬املعنى الذي ُّ‬
‫ب‪ .‬كتب‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬مجع‪.‬‬
‫د ‪ .‬ساوى‪.‬‬ ‫هدى‪.‬‬
‫‪ .2‬من أسمء سورة آل عم ران‪:‬‬
‫ب‪ .‬الكاشفة‪.‬‬ ‫أ ‪ُ .‬أ ُّم الكتاب‪.‬‬
‫د ‪ .‬الزهراء‪.‬‬ ‫بنو إرسائيل‪.‬‬
‫َ‬
‫‪ 9‬أ ْتلو اآليات الكريمة ً‬
‫غيبا‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫الحديث الشريف‪:‬‬ ‫الدرس‬
‫اتقاء ُّ‬
‫الش ُبهات‬ ‫‪2‬‬

‫تاجات ال َّت َع ُّل ِ‬


‫م‬ ‫ُ‬ ‫ِن‬

‫ُيتو َّقع من الطلبة تحقيق النتاجات اآلتية‪:‬‬

‫جعة‬
‫‪ِ -‬ق را َء ُة احلديث النبوي الرشيف ق راءة سليمة‪.‬‬
‫‪ -‬ال َّت ْع ُ‬
‫ريف ب راوي احلديث النبوي الرشيف‪.‬‬

‫لمرا‬
‫‪َ -‬ب ُ‬
‫يـان معاين املفردات والرتاكيب ال واردة يف احلديث النبوي‬

‫ادوا‬
‫الرشيف‪.‬‬
‫ليل مضمون احلديث النبوي الرشيف‪.‬‬ ‫‪ْ َ -‬حت ُ‬

‫إلعد‬
‫‪ -‬تَم ث ُُّل ِ‬
‫الق َي م واالجتاهات ال واردة يف احلديث النبوي الرشيف‪.‬‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫غيب ا‪.‬‬ ‫‪ -‬ح ْف ُظ احلديث النبوي الرشيف ا ُمل َّ‬
‫قرر ً‬

‫قيد ا‬
‫ثيقة‬
‫م ا ْل َق ْبل ُّ‬
‫ِي‬ ‫ع ُّل ُ‬
‫ال َّت َ‬

‫و‬
‫أمر اهلل تعاىل عباده باالستقامة عىل دينه‪ ،‬وااللت زام بم أمر به‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ‪฀‬‬
‫ﱿ ﲀﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ﴾ [هود‪ .]١١٢ :‬وقد َح َّث سبحانه العباد عىل أداء األعمل َوفق شعه تعاىل من دون‬
‫إف راط أو تفريط‪.‬‬
‫سي دنا ممد ﷺ احلالل واحل رام يف مجيع‬
‫وحرم عليهم اخلبائث‪ ،‬وقد َّبني هلم ِّ‬
‫الطي بات‪َّ ،‬‬
‫وأحل اهلل تعاىل للناس ِّ‬
‫َّ‬
‫ج وانب احلياة‪ ،‬مثل‪ :‬العبادات‪ ،‬واملعامالت‪ ،‬واألطعمة‪ ،‬واألشبة‪ ،‬وغري ذلك‪.‬‬
‫َأ ْذ ُك ُر‬
‫َ‬
‫حرمها ‪.‬‬ ‫أ ْذ ُك ُر مثالني عىل ِّ‬
‫الطي بات التي أباحها اهلل تعاىل‪ ،‬ومثالني آخرين عىل اخلبائث التي َّ‬
‫الطي بات‪................................................... .2 ......................................................... .1 :‬‬
‫من ِّ‬
‫من الخبائث‪................................................... .2 ......................................................... .1 :‬‬

‫‪12‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫م َو َأ ْح َف ُ‬
‫ظ‬ ‫َأ ْف َ‬
‫ه ُ‬

‫اكيب‬ ‫ا ْل ُم ْف َر ُ‬
‫دات َوال َّت ر ُ‬
‫َ‬ ‫ــال‪َ :‬س ِ‬
‫ري ‪َ ،‬ق َ‬ ‫ــن ال ُّنع ِ‬
‫ــمن ْب ِ‬
‫ســول‬‫ــم ْع ُت َر‬ ‫ــن َبشــ ٍ‬ ‫َع ِ ْ‬ ‫ني‪ :‬ظاهر معلوم‪.‬‬
‫َب ِّ ٌ‬
‫ــن‪،‬‬ ‫ــن‪َ ،‬وإِنَّ ا ْل َح َ‬
‫ــرام َب ِّي ٌ‬ ‫قــول‪« :‬إِنَّ ا ْل َح َ‬
‫ــالل َب ِّي ٌ‬ ‫ُ‬ ‫اهللِ ﷺ َي‬ ‫ا َّت َق ى‪ :‬جت َّنب‪.‬‬
‫ـاس‪،‬‬ ‫ـن ال َّنـ ِ‬ ‫ـر ِمـ َ‬ ‫ـن َكثيـ ٌ‬ ‫هات َال َي ْع َل ُم ُهـ َّ‬ ‫َو َب ْي َن ُهمــا ُأمـ ٌ‬
‫ـور ُمشْ ـ َتبِ ٌ‬ ‫اس َت ْب َر َأ‪ :‬طلب السالمة‪.‬‬
‫ْ‬
‫ــه َو ِعر ِض ِ‬ ‫هات اســ َتبر َأ لِ ِدينِ ِ‬ ‫الشــب ِ‬ ‫ا ْل ِح مى‪ :‬أرض ممية ُيم َنع الناس من‬

‫و‬
‫ــن‬
‫ــه‪َ ،‬و َم ْ‬ ‫ْ َْ‬ ‫َف َم ِ‬
‫ــن ا َّت َقــى ُّ ُ‬

‫ث‬
‫ْ‬

‫ي‬
‫دخوهلا ّإال بإذن‪.‬‬

‫ق‬
‫هات َو َقـ ِ‬‫الشــب ِ‬ ‫َو َقـ ِ‬
‫الراعــي َي ْرعــى‬ ‫ـع فــي ا ْل َحــرا ِم‪َ ،‬ك َّ‬ ‫َ‬ ‫ـع فــي ُّ ُ‬ ‫َ‬

‫ة‬
‫وش ُك‪ :‬يكاد‪.‬‬ ‫ي ِ‬

‫ق‬
‫ـك ِّل َم ِل ٍ‬ ‫ُ‬
‫ـه‪َ ،‬أ َال َوإِنَّ لِـ ُ‬ ‫ـك َأنْ ير َتــع فيـ ِ‬ ‫َحــو َل ا ْل ِحمــى ي ِ‬

‫ي‬
‫ك‬ ‫َْ َ‬ ‫وشـ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َي ْرت ََع‪ :‬جيعل ماشيته ترعى‪.‬‬

‫ا‬ ‫د‬
‫ـه‪َ ،‬أ َال َوإِنَّ ِفــي ا ْل َجسـ ِ‬
‫ـد‬ ‫ِح ًمــى‪َ ،‬أ َال َوإِنَّ ِح َمــى اهللِ َمحا ِر ُمـ ُ‬
‫َ‬ ‫َمحا ِر ُم ُه‪ :‬املعايص التي َّ‬
‫حرمها اهلل تعاىل‪.‬‬

‫ع‬‫إل‬
‫ـه‪َ ،‬وإِذا َف َســدَ ْت‬ ‫ـد ُك ُّلـ ُ‬ ‫ـح ا ْل َج َسـ ُ‬ ‫ـت َص ُلـ َ‬ ‫ُم ْضغَ ـ ًة إِذا َص ُل َحـ ْ‬ ‫ُم ْضغَ ًة‪ :‬قطعـة من اللحم بمقـدار ما‬

‫ا‬‫د‬
‫ِ‬ ‫ـد ُك ُّلـ ُ َ‬
‫ـب» [متفــق عليــه]‪.‬‬ ‫ـه‪ ،‬أ َال َوهـ َ‬
‫ـي ا ْل َق ْلـ ُ‬ ‫َف َســدَ ا ْل َج َسـ ُ‬ ‫ُي َ‬
‫مضغ يف الفم‪.‬‬

‫ل‬‫ا‬‫و‬ ‫د‬
‫ا‬‫ر‬ ‫م‬
‫ي َّ‬
‫الش ِ‬
‫ريف‬ ‫ديث ال َّن َبوِ ِّ‬
‫ِ‬ ‫راوي ا ْل َح‬
‫ِ‬ ‫ال َّت ْع ُ‬
‫ريف ِب‬

‫ج‬
‫ِ‬

‫ع‬
‫الس َنة الثانية للهجرة‪ ،‬وقد روى عن النبي ﷺ‬
‫هو الصحايب اجلليل النعمن بن بشري األنصاري ‪ُ ،‬ولد يف َّ‬

‫ة‬
‫وتوىل ُح ْكم الكوفة ومحص زمن الدولة األموية‪ ،‬وقد ت ِّ‬
‫ُويف ‪َ ‬س َنة‬ ‫قاضيا لدمشق‪ّ ،‬‬
‫ً‬ ‫(‪ )114‬حديثًا‪ .‬عمل ‪‬‬
‫مخس وستني للهجرة‪.‬‬

‫م َوال َّت ْح ُ‬
‫ليل‬ ‫ا ْل َف ْ‬
‫ه ُ‬

‫َّأكد العلمء ِع َظم هذا احلديث الرشيف‪ ،‬وأنَّه أصل من أصول الرشيعة؛ ألنَّه ُي ِّبني كيفية تعامل املسلم مع‬
‫احلالل واحلرام واألمور ا ُملشتبِهة‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫موضوعات احلديث النبوي ال رشيف‬ ‫ريط ُة ال َّت ْنظيمِ َّي ُة‬
‫ا ْل َخ َ‬

‫صالح القلب وفساده‬ ‫الم شت بِ هات‬


‫موقف المسلم من ُ‬ ‫أعمال اإلنسان من حيث‬
‫وضوح ُح ْكمها الشرعي‬
‫تتورع عن إتيان‬
‫فئة ال َّ‬ ‫تتورع عن‬
‫فئة َّ‬
‫المشتبِهات‪ ،‬وتُكثِر‬ ‫المشتبِهات‬ ‫احلرام الواضح‬ ‫احلالل الواضح‬

‫جعة‬
‫ُ‬ ‫الوقوع يف‬ ‫ُ‬

‫من الوقوع فيها‬ ‫المشتبِهات‬


‫ُ‬

‫لمرا‬ ‫أعامل اإلنسان من حيث وضوح ُحكْمها الرشعي‬

‫ادوا‬
‫َّأو ًال‬
‫َّبني لنا رسول اهلل ﷺ يف هذا احلديث النبوي الرشيف أنَّ أعمل اإلنسان وأق واله تنقسم من حيث وضوح‬

‫إلعد‬
‫ُح ْك مها الرشعي إىل ثالثة أقسام‪ ،‬هي‪:‬‬
‫أ ‪ .‬احلالل ال واضح‪ :‬هو ما د َّلت النصوص عىل مرشوعيته‪ ،‬أو ما ال يوجد دليل عىل حتريمه‪ ،‬وال خيفى عىل‬

‫قيد ا‬
‫ِ‬
‫الطي بات من الطعام‪ ،‬والزواج‪ ،‬والبيع‪ ،‬واإلجارة‪ ،‬والرهن‪ ،‬والوكالة؛ فهذا كله حالل‬ ‫معظم الناس ح ُّله‪ ،‬مثل‪ِّ :‬‬

‫ثيقة‬
‫َ ْمض ال ُش ْب َهة فيه‪.‬‬
‫ب‪ .‬احل رام ال واضح‪ :‬احل رام هو ك ُّل ما د َّلت النصوص الرشعية عىل ُح ْرمته‪ ،‬وال خيفى ذلك عىل معظم الناس؛‬

‫و‬
‫وهو ما أمر الرشع برتكه عىل وجه اإللزام‪ ،‬مثل‪ :‬أكل املَ ي تة‪ ،‬وشب اخلمر‪ ،‬وتعاطي ا ُملخدِّ رات‪ ،‬و ِ‬
‫القمر‪ ،‬والزنا‪،‬‬ ‫ْ‬
‫الدين‪ ،‬وإساءة اجل وار‪ ،‬ونقض العهود وامل واثيق‪ ،‬وأكل حلم اخلنزير؛ فهذا كله ح رام واضح ال َل ْب س‬
‫وعقوق ال و ِ‬
‫فيه‪.‬‬

‫عاو ُن َو َأ ْذ ُك ُر‬
‫َ‬ ‫َأ َت‬

‫َ‬ ‫َأت َ‬
‫َعاونُ مع زمالئي‪ /‬زمياليت‪َ ،‬وأ ْذ ُك ُر مثالني آخرين عىل احلرام َ‬
‫الب ِّني الواضح‪.‬‬
‫‪..................................................................................................................................‬‬

‫ولكن ال راسخني‬
‫َّ‬ ‫وخ ِف ي ُح ْكمها عىل كثري من الناس‪،‬‬
‫ا ُمل شت بِ هات‪ :‬هي األمور الغامضة التي التبس أمرها‪َ ،‬‬
‫يف العلم يعرفـوهنا عن طريق النظـر والبحث يف أد َّلة األحكام ومقاصد الترشيع اإلسالمي ومبادئه الكلية؛‬
‫لذا جيب سؤال أهل العلم الرشعي ملعرفة ُح ْك م ا ُملشت بِ هات‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾ [األنبياء‪.]7 :‬‬
‫‪14‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫الم شت بِ هات بني َم ْن يرى ِح َّلها و َم ْن يرى ُح ْرمتها‪ ،‬وكانت ُمرت ِّددة بني‬
‫فإذا اختلف الفقهاء يف ُح ْك م األمور ُ‬
‫حل رمة‪َ ،‬‬ ‫ِ‬
‫فاأل ْوىل تركها واجتناهبا‪ .‬وهذا االشتباه ال يقع يف الرشيعة اإلسالمية نفسها‪ ،‬وإنَّم يكون يف فهم‬ ‫احل ِّل وا ُ ْ‬
‫الناس هلا‪ .‬ومن األمثلة عىل ذلك‪:‬‬
‫‪ -‬ما أشكل عىل اإلمام مالك ‪ ‬حني ُسئِل عن خنزير البحر (هو من فصيلة احليتانيات‪ ،‬ومن الثدييات‬
‫لتعارض األد َّل ة عنده‪ ،‬وهي قوله تعاىل‪﴿ :‬ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ‬ ‫ُ‬ ‫املائية)؛ إذ امتنع عن اإلجابة‬
‫[املائدة‪:‬‬ ‫حرم‪ ،‬وقوله تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫ﱆ﴾ [املائدة‪ ،]٣ :‬فخاف أنْ يكـون منه َ‬
‫في ُ‬
‫في ِح ُّل‪.‬‬
‫‪ ،]96‬فخاف أنْ يكون منه َ‬

‫ث‬‫و‬
‫الم شت بِ هات يكون بغسل الثوب كله‪.‬‬ ‫‪ -‬إنْ أصابت النجاسة جز ًءا من الثوب مل يعلم صاحبه موضعها‪ ،‬فاتقاء ُ‬

‫ق‬ ‫ي‬
‫‪ -‬شاء أسهم من شكة ت ِ‬
‫ُتاج ر يف م واد بعضها ح رام‪ ،‬وبعضها اآلخر حالل؛ فاتقاء ا ُملشت بِ هات يكون بعدم شاء‬

‫ي‬ ‫ق‬ ‫ة‬


‫أسهم تلك الرشكة‪.‬‬

‫ا‬ ‫د‬
‫الـمشتبِهات‬
‫موقف املسلم من ُ‬

‫إل‬
‫ثاني ا‬
‫ً‬

‫د‬‫ع‬
‫الم شت بِ هات؛ فهي‬ ‫خياطب النبي ﷺ يف هذا احلديث الرشيف املسلم‪ ،‬ويدعوه إىل الورع‪ُ ،‬وي ِّذره من الوقوع يف ُ‬

‫د‬‫ا‬
‫الش ُب هات ؛ وهي األفعال التي جتعله‬ ‫الم شت بِ هات يوقِع املسلم يف ُّ‬ ‫قد تقوده إىل ارتكاب احل رام‪ .‬وكذلك‪ ،‬فإنَّ ُّ‬
‫تتب ع ُ‬

‫ل‬‫ا‬‫و‬
‫فقده ثقة الناس به‪.‬‬ ‫وش ٍّك؛ ما يعرضه للغيبة والنميمة‪ ،‬وي ِ‬ ‫موضـع هتمة َ‬
‫ُ‬ ‫ُ ِّ‬

‫ر‬ ‫م‬
‫الم شت بِ هات‪:‬‬
‫ُي ص َّنف الناس إلى فئتين من حيث التعامل مع ُ‬

‫ا‬
‫ِ‬

‫ج‬
‫وس ْم عتها من الطعن؛ حلرصها ّأال تقع‬ ‫تتورع عن الوقوع يف ا ُمل شت بِ هات‪ ،‬ف ُتحافظ بذلك عىل سالمة دينها ُ‬ ‫أ ‪ .‬فئة َّ‬

‫ة‬‫ع‬
‫لتتبني ُح ْكمها‪ ،‬فإنْ أ َّدت إىل ح رام أو مكروه اجتنبتها‪.‬‬ ‫يف احل رام‪ .‬فإذا ظهرت هلا ُش ْب َهة وقفت عندها َّ‬
‫تتورع عن إتيان ا ُمل شت بِ هات‪ ،‬وتُكثِ ر من الوقوع فيها؛ فهذه ُخيشى عليها من فعل احل رام‪ ،‬الحتمل أنْ‬ ‫ب‪ .‬فئة ال َّ‬
‫يتبني هلا ُح ْكمه‪ ،‬ومل تسأل عنه‪.‬‬ ‫يكون ما وقعت فيه من ُش ُب هات ح را ًما؛ إذ مل َّ‬
‫سول له‪َ ،‬‬
‫وجت ُّره شي ًئا‬ ‫الم شت بِ هات َس ُهل عليه الوقوع يف احل رام ؛ ألنَّ النفس ُت ِّ‬ ‫و َم ِن اعتاد التساهل يف الوقوع يف ُ‬
‫احل مى ي ِ‬
‫وش ُك َأنْ‬ ‫ويدل عىل ذلك املثل الذي رضبه النبي ﷺ؛ إذ قال ﷺ‪َ ...« :‬كالراعي ي رعى َح و َل ْ ِ‬ ‫فشي ًئا‪ُّ ،‬‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫َّ‬
‫حاجزا‪.‬‬ ‫الم شت بِ هات فإنَّه جيعل بينه وبني احل رام‬ ‫ِ‬
‫ً‬ ‫َي ْرت ََع فيه»‪ّ .‬أما الذي يبتعد عن ُ‬

‫َأ ْب َ‬
‫ح ُ‬
‫ث َع ْن‬

‫َعاونُ مع زمالئي‪ /‬زمياليت يف البحث عن عالقة احلديث الرشيف الذي بني أيدينا بقول الرسول ﷺ‪َ « :‬د ْع‬ ‫َأت َ‬
‫َما َي ِر ُيب َك إِ َىل َما ال َي ِر ُيب َك» [رواه النسائي]‪.‬‬
‫‪..................................................................................................................................‬‬
‫‪15‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫صالح القلب وفساده‬ ‫ثال ثًا‬
‫ُي ِّنب هنا رسول اهلل ﷺ أنَّ األصل يف صالح اإلنسان‪ ،‬واستقامة ج وارحه‪ ،‬هو صالح قلبه‪ .‬فإذا ص ُلح القلب‪،‬‬
‫احلق من الباطل‪ ،‬واستقامت ج وارحه‪ ،‬وظهر ذلك عليه سمح ًة يف التعامل مع اآلخرين‪ِ ،‬‬
‫وح ْر ًصا عىل دينه‬ ‫عرف َّ‬
‫الش ُب هات‪.‬‬
‫وجمتمعه ووطنه‪ ،‬و ُب ْع ًدا عن ُّ‬
‫أ ّم ا إذا فسد القلب؛ جلهل اإلنسان‪ ،‬وعدم معرفته باحلقِّ أو باحلالل واحل رام‪ ،‬أو عرف احلالل واحل رام‪ ،‬لك َّنه‬

‫جعة‬
‫جترأ عىل احل رام؛ أ ّدى ذلك إىل فساد ج وارحه وعدم استقامتها عىل ما شع اهلل سبحانه وتعاىل‪.‬‬ ‫َّ‬
‫اجل َس ُد ُك ُّل ُه‪َ ،‬أ َال‬
‫دَت َف َس دَ ْ َ‬ ‫ويف قوله ﷺ‪«َ :‬أ َال َوإِنَّ ِيف ا ْل َج َس ِد ُم ْضغَ ًة إِذا َص ُل َح ْت َص ُل َح ْ َ‬
‫اجل َس ُد ُك ُّل ُه‪َ ،‬وإِذا َف َس ْ‬

‫لمرا‬
‫َو ِه َي ا ْل َق ْل ُب» بيانٌ بأنَّ القلب خطره عظيم بالرغم من ِصغَ ر حجمه‪ ،‬ومنفعته جليلة‪ ،‬وأنَّه إذا فسد القلب‬

‫ادوا‬
‫فسدت بقية األعضاء واجل وارح‪.‬‬

‫إلعد‬
‫عاو ُن َو ُأ َب ِّي ُ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫َأ َت‬

‫ي ثالثة أسباب ألم راض القلوب وفسادها‪.‬‬ ‫َأت َ‬


‫َعاونُ مع زمالئي‪ /‬زمياليت‪َ ،‬و ُأ َب ِّ ُ‬

‫قيد ا‬
‫‪............................................................................................................................. )1‬‬

‫ثيقة‬
‫‪............................................................................................................................. )2‬‬
‫‪............................................................................................................................. )3‬‬

‫و‬
‫إل ْث ُ‬
‫راء َوال َّت َو ُّ‬
‫س ُع‬ ‫اْ ِ‬

‫بأن َيلتزم األعمال التي تُعين على ذلك‪ ،‬مثل‪:‬‬


‫أن يحرص على صالح قلبه؛ ْ‬
‫يجب على المسلم ْ‬
‫أ ‪ .‬المحافظة على أداء العبادات‪ ،‬مثل‪ :‬الصالة‪ ،‬والصيام‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﲯ ﲰﲱ ﲲ ﲳ ﲴ‪฀‬‬

‫ﲵ ﲶ ﲷ﴾ [العنكبوت‪.]4٥ :‬‬
‫والتدبر فيه‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ﴾ [ممد‪.]٢4 :‬‬
‫ُّ‬ ‫ب‪ .‬قراءة القرآن‪،‬‬
‫مجالسة الصالحين‪ ،‬واالبتعاد عن أهل الفسق والمعاصي‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ‪฀‬‬

‫ﳒﳔ ﳕ ﳖ ﳗ ﳘ ﳙ ﳚ ﳛ ﳜ ﳝ﴾ [األنعام‪.]68 :‬‬


‫ﳓ‬ ‫ﳍﳎﳏﳐﳑ‬

‫‪16‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫التوجـه إلى اهلل ‪ ‬بالدعـاء‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅﳆ ﳇ ﳈ‪฀‬‬
‫د ‪ُّ .‬‬
‫ﳉ﴾ [آل عمران‪.]8 :‬‬
‫هـ‪ .‬المداومـة على ِذ ْكـر اهلل ‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﳖ ﳗ ﳘ ﳙ ﳚ ﳜ‬
‫ﳛﳝ ﳞ ﳟ ﳠ ﳡ﴾‬
‫[الرعد‪.]٢8 :‬‬
‫الطيب من الطعام والشراب‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ﴾‬
‫و ‪ .‬اختيار الحالل ِّ‬
‫[البقرة‪.]١68 :‬‬

‫ق‬ ‫ي‬ ‫ث‬‫و‬


‫فاد ُة‬ ‫م ا ْل ُم ْ‬
‫س َت َ‬ ‫ا ْلقِ َي ُ‬

‫ي‬ ‫ق‬ ‫ة‬


‫الق َيم املستفادة من الدرس‪.‬‬ ‫ص بعض ِ‬ ‫َأ ْس َت ْخ ِل ُ‬

‫ا‬ ‫د‬
‫ص عىل احلالل‪َ ،‬و َأت ََج َّن ُب احلرام ُّ‬
‫والش ُبهات‪.‬‬ ‫‪َ )1‬أ ْح ِر ُ‬

‫ع‬‫إل‬
‫‪.................................................................................................. )2‬‬

‫ا‬‫د‬
‫‪.................................................................................................. )3‬‬

‫ل‬‫ا‬‫و‬ ‫د‬
‫ا‬‫ر‬ ‫م‬
‫ة‬‫ع‬ ‫ج‬

‫‪17‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫راج َع ُة‬
‫ويم َوا ْل ُم َ‬
‫ُ‬ ‫ال َّت ْق‬

‫‪ُ 1‬أ َب ِّ ُ‬
‫ي مفهوم ٍّ‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬
‫ا ُملشت بِ هات‪.‬‬ ‫ب‪ .‬احل رام ال واضح‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬احلالل ال واضح‪.‬‬
‫‪ُ 2‬أ َع ِّر ُف ب راوي احلديث الرشيف‪.‬‬
‫ثم َأ ْ َ‬
‫ش ُح َّ‬
‫كل‬ ‫َ‬
‫‪ 3‬تنقسم األعمل واألق وال من حيث وضوح ُح ْكمها الرشعي إىل ثالثة أقسام‪ .‬أ ْذ ُك ُرها‪َّ ،‬‬

‫جعة‬
‫قسم منها‪.‬‬
‫‪َ 4‬أ ْذ ُك ُر ثالثة ج وانب َّ‬
‫فصل اإلسالم يف حالهلا وحرمتها‪.‬‬

‫لمرا‬
‫‪َ 5‬أ ْذ ُك ُر أمرين يرت َّت بان عىل عدم اتقاء ُّ‬
‫الش ُب هات‪.‬‬

‫ادوا‬
‫‪ُ 6‬أعدِّ ُد ثال ًثا من الوسائل ا ُملعينة عىل صالح القلب‪.‬‬
‫‪ُ 7‬أ َو ِّض ُح أثر اجتناب ُّ‬
‫الش ُب هات‪.‬‬

‫إلعد‬
‫‪َ 8‬أ ْذ ُك ُر أصناف الناس من حيث التعامل مع ا ُملشت بِ هات‪.‬‬
‫‪ُ 9‬أ َع ِّل ُل ما يأيت‪:‬‬

‫قيد ا‬ ‫الش ُب هات واالبتعاد عنها‪.‬‬


‫أ ‪ .‬جيب عىل املسلم جت ُّنب ُّ‬

‫ثيقة‬
‫الم شت بِ هات َس ُهل عليه الوقوع يف احل رام‪.‬‬
‫ب‪َ .‬م ِن اعتاد التساهل يف الوقوع يف ُ‬

‫و‬
‫‪َ 10‬أ ْس َت شْ ِهدُ من احلديث الرشيف عىل اجلزئية التي ُّ‬
‫تدل عليها امل واقف اآلتية‪:‬‬
‫أ ‪ .‬حترص سعاد عىل أكل احلالل من الطعام‪.‬‬
‫ب‪ .‬يتهاون سمري يف االشتغال بعقود جتارية ُح ْكمها الرشعي غري واضح‪.‬‬
‫يقع سعد يف الغيبة عند حديثه عن الناس بم يكرهون يف م واقع الت واصل االجتمعي‪.‬‬
‫صحيحا عىل ٍّ‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬ ‫ً‬ ‫احدا‬ ‫‪ُ 11‬أ ْع طي ً‬
‫مثاال و ً‬
‫شتب ه يف ِح ِّلها وحتريمها‪.‬‬
‫أ ‪ .‬مطعومات ُم َ‬
‫ب‪ .‬احل رام ال واضح‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫‪َ 12‬أخْ ُ‬
‫تار اإلجابة الصحيحة يف ٍّ‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬
‫احل مى هو‪:‬‬‫‪ِ .1‬‬

‫أ ‪ .‬مرض يصيب اإلنسان‪.‬‬


‫ب‪ .‬أرض ممية ُيم َن ع الناس من دخوهلا ّإال بإذن‪.‬‬
‫الوطن الذي يعيش فيه اإلنسان‪.‬‬

‫ث‬‫و‬
‫د ‪ .‬األرض الصاحلة للرعي‪.‬‬

‫ق‬ ‫ي‬
‫‪ .2‬إحدى الفئات اآلتية ت َْع رف ُح ْك م ا ُمل شت بِ هات‪:‬‬

‫ي‬
‫ب‪ .‬ال أحد من الناس‪.‬‬

‫د‬ ‫ق‬ ‫ة‬


‫أ ‪ .‬الناس كا َّف ًة‪.‬‬

‫ا‬
‫د ‪ .‬ال راسخون يف العلم‪.‬‬ ‫طلبة العلم‪.‬‬

‫ع‬‫إل‬
‫‪ .3‬معنى كلمة ُ(م ْضغَ ة) يف احلديث الرشيف هو‪:‬‬

‫د‬‫ا‬‫د‬
‫ب‪ .‬قطعة من العذاب‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬أمر ُم لت بِ س فيه ا ُ‬
‫حل ْك م‪.‬‬

‫ل‬‫ا‬‫و‬
‫د ‪ .‬قطعة من األرض‪.‬‬ ‫قطعة من اللحم‪.‬‬

‫ر‬ ‫م‬
‫َ‬
‫‪ 13‬أ ْح َف ُظ احلديث الرشيف ً‬
‫غيب ا‪.‬‬

‫ع‬ ‫ج‬‫ا‬
‫ة‬

‫‪19‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫الدرس‬
‫من صور الضالل‬
‫‪3‬‬

‫تاجات ال َّت َع ُّل ِ‬


‫م‬ ‫ُ‬ ‫ِن‬

‫ُيتو َّقع من الطلبة تحقيق النتاجات اآلتية‪:‬‬

‫جعة‬
‫يان مفهوم ٍّ‬
‫كل من‪ :‬الكفر‪ ،‬و ِّ‬
‫الرشْك‪ ،‬والنفاق‪ ،‬والبدعة‪.‬‬ ‫‪َ -‬ب ُ‬
‫ضيـح أقسـام ٍّ‬

‫لمرا‬
‫كل من‪ :‬الكفـر‪ ،‬و ِّ‬
‫الرشْك‪ ،‬والنفاق‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ -‬ت َْو‬
‫والبدعة‪.‬‬

‫ادوا‬
‫‪ْ -‬اجتِ ُ‬
‫ناب صور الضالل‪.‬‬

‫إلعد‬ ‫م ا ْل َق ْبل ُّ‬


‫ِي‬ ‫ع ُّل ُ‬
‫ال َّت َ‬

‫قيد ا‬
‫الدِّ ين من أعظم نِ َع م اهلل تعاىل عىل اإلنسان‪ ،‬وهو م راتب‪ُ ،‬أوالها اإلسالم؛ وهو اخلضوع هلل تعاىل‪ ،‬وتنفيذ‬

‫ثيقة‬
‫أوامره‪ ،‬واجتناب ن واهيه‪ .‬وثانيتها اإليامن؛ وهو التصديق اجلازم ِّ‬
‫بكل ما جاء من عند اهلل تعاىل‪ ،‬وما َث َب َت عن‬

‫و‬
‫الرس والعلن‪ ،‬والقيام باألعمل عىل‬
‫سي دنا رسول اهلل ﷺ‪ .‬وأعالها اإلحسان؛ وهو استشعار م راقبة اهلل تعاىل يف ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫بر ِّب ه‪ ،‬ونفسه‪ ،‬وغريه‪.‬‬ ‫أحسن وجه ُمم ِك ن‪ .‬وهبذه امل راتب ت َّ‬
‫ُنظ م عالقة العبد َ‬
‫بالب ْع د عن ِّ‬
‫كل صور‬ ‫نقي ا ُ‬
‫يتعني علينا أنْ نحرص عىل بقائه ًّ‬ ‫وألنَّ هذا الدين نعمة من اهلل تعاىل؛ فإنَّه َّ‬
‫الضالل‪.‬‬
‫َأ ْ‬
‫س َت ْن ِت ُج‬
‫نقي ا من ِّ‬ ‫َ ِ‬
‫كل صور الضالل‪.‬‬ ‫أ ْس َت ْن ت ُج أمهية بقاء الدين ًّ‬
‫‪.................................................................................................................................‬‬

‫م َوال َّت ْح ُ‬
‫ليل‬ ‫ا ْل َف ْ‬
‫ه ُ‬

‫للضالل صور عديدة جيب علينا جت ُّنبها‪ ،‬واالبتعاد ّ‬


‫عم يؤ ّدي إليها من اعتقادات وأقوال وأفعال‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫الكفر االعتقادي (األكرب)‬ ‫ريط ُة ال َّت ْنظيمِ َّي ُة‬
‫ا ْل َخ َ‬
‫الكفر‬
‫الكفر العميل (األصغر)‬

‫ِّ ْ‬
‫الرشك األكرب‬
‫ِّ ْ‬
‫الرشك‬
‫ِّ ْ‬
‫الرشك األصغر‬ ‫من صور الضالل‬
‫النفاق االعتقادي‬
‫النفاق‬
‫النفاق العميل‬

‫ي‬ ‫ث‬‫و‬
‫البدعة‬

‫ي‬ ‫ق‬ ‫ة‬‫ق‬


‫د‬
‫الكفر‬ ‫َّأو ًال‬

‫ع‬‫إل‬‫ا‬ ‫ينقسم الكفر إىل نوعني‪ ،‬مها‪:‬‬

‫د‬
‫أ ‪ .‬الكفـر االعتقـادي (األكر)‪ :‬هو الكفـر األكرب الذي ُخيـ ِرج‬

‫ا‬
‫َأ َت َو َّق ُ‬
‫ف‬

‫د‬
‫ــن ارتكــب‬ ‫ذهــب العلــمء إىل أنَّ َم ِ‬ ‫صاحبه من ِم َّلة اإلسالم‪ .‬ومن صوره‪:‬‬

‫ل‬‫ا‬‫و‬
‫‪ . 1‬إنكـار ركن من أركان اإليمان‪ ،‬مثل‪ :‬إنكار اإليمن باهلل الذنــوب واملعــايص‪ ،‬أو تــرك شــي ًئا‬

‫ر‬ ‫م‬
‫ً‬
‫تكاســال مــن غــري‬ ‫مــن الواجبــات‬

‫ا‬
‫تعاىل‪ ،‬واليوم اآلخر‪.‬‬

‫ج‬
‫‪ .2‬إنكار ركن من أركان اإلسالم‪ ،‬مثل‪ :‬إنكار فريضة الصالة‪ ،‬إنــكار هلــا‪ ،‬ليــس بكافــر‪ ،‬وإنَّــم هــو‬

‫ع‬
‫ُمذنِــب وعـ ٍ‬

‫ة‬
‫ـاص هلل تعــاىل‪ ،‬وقــد يكــون‬
‫وفريضة الزكاة‪.‬‬
‫فعلــه كبــرية مــن الكبائــر‪ ،‬مثــل‪ :‬تــارك‬
‫‪ .3‬إنكـار ُح ْكم قطعي معلـوم من الدين بالضرورة‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫صيــام شــهر رمضــان‪ ،‬والســارق‪،‬‬
‫والزنا‪.‬‬
‫والربا ِّ‬
‫وجوب اجلهاد‪ ،‬وحرمة اخلمر ِّ‬
‫وشــارب اخلمــر‪ ،‬وجيــب عليــه التوبــة‬
‫الر ُسل الكـرام‪ ،‬أو القرآن‬‫ب الـذات اإللهية‪ ،‬أو أحـد ُّ‬
‫‪َ . 4‬س ّ ُ‬
‫واالســتغفار واإلقــالع عــن الذنــوب‪.‬‬
‫الكريم‪.‬‬
‫وبني عقوبة هذا النوع من الكفر؛ وهي اخللود يف النار‪ .‬قال تعـاىل‪:‬‬ ‫وقد َّ‬
‫حذر اهلل تعاىل من هذه األفعال‪َّ ،‬‬
‫ﱞ‪[ ﴾฀‬البقرة‪.]٣9 :‬‬ ‫﴿ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚﱛ ﱜ ﱝ ‪฀ ฀ ฀ ฀‬‬
‫ب‪ .‬الكفر العميل‪ :‬هو ارتكاب بعض املعايص والذنوب الكبرية التي ال ُخت ِرج فاعلها من اإلسالم‪ ،‬وإنَّم ُأ ِ‬
‫طلق‬
‫اب‬ ‫عىل تلك املعايص والذنوب لفظ (الكفر)؛ لبيان خطورهتا‪ ،‬والتحذير منها‪ .‬قال رسول اهلل ﷺ‪ِ :‬‬
‫«س َب ُ‬
‫مسلم‪ ،‬لك َّنه يكون بذلك قد ارتكب‬ ‫ً‬ ‫وق‪َ ،‬و ِق َتا ُل ُه ُك ْف ٌر» [متفق عليه]‪ .‬ومن َث َّم‪ ،‬فإنَّ فاعلها ُّ‬
‫يظل‬ ‫ا ْل ُم ْس ِلمِ ُف ُس ٌ‬
‫معصية كبرية‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫ص َو ٌر ُم ْ‬
‫ش ِر َق ٌة‬ ‫ُ‬

‫ُسئِل الشيخ ممد الغزايل ‪ ‬عن ُح ْكم تارك الصالة‪ ،‬فأجاب‪ُ :‬‬
‫«ح ْكمه أنْ تأخذه معك إىل املسجد»‪.‬‬

‫ِّ ْ‬
‫الرشك‬ ‫ثاني ا‬
‫ً‬
‫ينقسم الشرك إلى قسمين‪ ،‬هما‪:‬‬

‫جعة‬
‫ويتقرب إليه‪ ،‬كام كان يفعل ُك ّفار قريش‬
‫َّ‬ ‫الرشك األكر‪ :‬هو أنْ جيعل اإلنسان مع اهلل تعاىل إ ًهلا َ‬
‫آخر يعبده‪،‬‬ ‫أ ‪ْ ِّ .‬‬

‫لمرا‬
‫ﱣ ﱤ﴾ [لقمن‪.]١٣ :‬‬
‫ﱢ‪฀ ฀ ฀‬‬
‫الش ْرك األكبر أعظم المعاصي‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﱡ ‪฀ ฀ ฀‬‬
‫بعبـادة األصنام‪ ،‬و ُي َع ُّد ِّ‬
‫بني اهلل ‪ ‬عقوبته‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ‬
‫الش ْرك ُيخ ِرج صاحبه من اإلسالم‪ ،‬وقد َّ‬
‫وهذا ِّ‬

‫ادوا‬
‫ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ﴾ [املائدة‪.]7٢ :‬‬

‫إلعد‬
‫ب‪ْ ِّ .‬‬
‫الرشك األصغر (اخلفي)‪ :‬وهو عىل نوعني‪:‬‬
‫الرش ُك‬ ‫‪ .1‬الرياء؛ وهو أنْ يقصد اإلنسان بعبادته مدح الناس‪ .‬قال رسول اهلل ﷺ ‪«:‬إِنَّ َأ ْخ َو َف ما َأ ُ‬
‫خاف َع َل ْي ُك ُم ِّ ْ‬

‫قيد ا‬
‫ياء» [رواه أمحد]‪.‬‬
‫الر ُ‬ ‫َْ‬
‫األ ْصغَ ُر‪ ،‬قالوا‪ :‬وما ِّ ْ‬
‫الرشك األصغر يا رسول اهلل؟‪ ،‬قال‪ِّ :‬‬
‫ش َك» [رواه‬‫ري اهللِ َف َق ْد َأ ْ َ‬
‫‪ .2‬بعض األفعال التي وصفها الشارع بأنَّها ِش ْرك‪ ،‬مثل قول النبي ﷺ‪َ « :‬م ْن َح َل َف بِغَ ْ ِ‬

‫ثيقة‬
‫عاصيا هلل تعالى‪.‬‬
‫ً‬ ‫والش ْرك األصغر ال ُيخ ِرج صاحبه من اإلسالم‪ ،‬وإنَّما يجعله‬
‫أمحد]‪ِّ .‬‬

‫خطورة ِّ‬
‫الش ْرك‬
‫ثم َأ ْس َت ْن ِت ُج منها خطورة ِّ‬
‫الرشْك‪:‬‬

‫نوع ِّ‬
‫الش ْرك‬
‫وشْك أصغر‪َّ ،‬‬
‫العمل‬
‫س َت ْن ِت ُج‬

‫و‬
‫ف َو َأ ْ‬ ‫ُأ َ‬
‫ص ِّن ُ‬

‫ُأ َص ِّن ُف األعمل اآلتية إىل ِشْك أكرب ِ‬

‫عبادة الشيطان‬

‫اإلطالة يف الصالة قصد نيل الثناء من الناس‬

‫احللف باآلباء‬

‫‪22‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫النفاق‬ ‫ثال ثًا‬
‫النفاق‪ :‬هو أنْ ُيظ ِهر اإلنسان اإليمن‪ُ ،‬‬
‫وخيفي الكفر‪ .‬والنفاق ينقسم إىل قسمني‪ ،‬مها‪:‬‬
‫أ‪ .‬النفاق االعتقادي‪ :‬ظهر هذا النوع من النفاق َّأول َم َّرة يف املدينة ا ُمل َّنورة بعد هجرة النبي ﷺ‪ ،‬وقد متثَّله زعيم‬
‫املنافقني عبد اهلل بن ُأيب بن سلول؛ إذ كان ُيظ ِهر إيمنه أمام املسلمني‪ُ ،‬‬
‫وخيفي كفره ومكره باإلسالم‪ ،‬و َم ْن‬
‫إن مات على نفاقه‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﲡ ﲢ‬
‫أشد العذاب في النار ْ‬
‫يستحق َّ‬
‫ُّ‬ ‫كانت هذه صفته فهو كافر‬
‫ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ﴾ [النساء‪.]١4٥ :‬‬

‫ي‬ ‫ث‬‫و‬
‫وقد ظهر أثر نفاق هؤالء املنافقني عىل أفعاهلم‪ ،‬مثل‪ :‬الكيد لإلسالم‪ ،‬وتشويه صورته‪ ،‬ونرش الشائعات‪،‬‬

‫ة‬‫ق‬
‫وإيقاع اخلصومة ُ‬

‫ق‬
‫والف ْرقة بي املسلمي‪.‬‬

‫د‬ ‫ي‬
‫حذر النبي ﷺ املسلمني‬ ‫عينة هي من صفات املنافقني‪ .‬وقد َّ‬ ‫ب‪ .‬النفاق العميل‪ :‬هو اتصاف اإلنسان بصفات ُم َّ‬

‫إل‬‫ا‬
‫من التشبه بصفات هؤالء املنافقني التي بينها يف قوله ﷺ‪« :‬آي ُة ا ْلم ِ‬
‫ناف ِق َث ٌ‬
‫الث‪ :‬إِذا َح َّد َث َك َذ َب‪َ ،‬وإِذا َو َعدَ‬ ‫َ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬

‫ع‬
‫ف‪َ ،‬وإِذا ْاؤ ُمتِ َن َ‬ ‫َأ ْخ َل َ‬

‫د‬
‫خان» [متفق عليه]‪.‬‬

‫ا‬‫و‬ ‫د‬‫ا‬
‫ل‬
‫البدعة‬ ‫ابع ا‬
‫ر ً‬

‫ا‬‫ر‬ ‫م‬
‫البدعة‪ :‬هي إحداث أمر يؤ ّدي إىل حتريف الدين وتشوهيه‪ .‬قال رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬م ْن َأ ْحدَ َث يف َأ ْم ِرنا‬

‫ج‬
‫س ِم ْن ُه‪َ ،‬ف ُه َو َر ٌّد» [متفق عليه]‪ ،‬وقال ﷺ‪ُ :‬‬
‫«ك ُّل بِ ْد َع ٍة َضال َل ٌة» [رواه أبو داود والرتمذي]‪ .‬ومن أمثلة ذلك‪:‬‬

‫ع‬
‫هذا ما َل ْي َ‬

‫ة‬
‫استحداث صالة ليس لها أصل في الشرع‪.‬‬
‫أ ّما استحداث الوسائل التي تُعين على أمر الدين‪ ،‬وال تتعارض معه‪ ،‬فليست من باب البدعة‪ .‬قال ﷺ‪َ « :‬م ْن‬
‫ش ٌء‪َ ،‬و َم ْن‬ ‫ص ِم ْن ُأ ُجو ِر ِه ْم َ ْ‬‫اإل ْسال ِم ُس َّن ًة َح َس َن ًة‪َ ،‬ف ُع ِملَ ِهبا َب ْعدَ ُه‪ُ ،‬كتِ َب َل ُه ِم ْث ُل َأ ْج ِر َم ْن َع ِم َل ِهبا‪َ ،‬وال َي ْن ُق ُ‬ ‫َس َّن يف ْ ِ‬
‫ش ٌء» [رواه‬ ‫ص ِم ْن َأ ْوزا ِر ِه ْم َ ْ‬‫اإل ْسال ِم ُس َّن ًة َس ِّي َئ ًة‪َ ،‬ف ُع ِم َل ِهبا َب ْعدَ ُه‪ُ ،‬كتِ َب َع َل ْي ِه ِم ْث ُل ِو ْز ِر َم ْن َع ِم َل ِهبا‪َ ،‬وال َي ْن ُق ُ‬
‫َس َّن يف ْ ِ‬
‫بدعا‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫مسلم]‪ .‬وتوجد أمور كثرية ّمما مل يفعلها رسول اهلل ﷺ‪ ،‬وفعلها الصحابة الكرام من بعده‪ ،‬وال ت َُع ُّد ً‬
‫سيدنا عمر بن ّ‬
‫اخلطاب ‪ ‬الناس‬ ‫الصديق ‪ ،‬ومجع ِّ‬
‫ّ‬ ‫صحف واحد زمن اخلليفة أيب بكر‬
‫مجع القرآن الكريم يف ُم َ‬
‫يف صالة الرتاويح عىل إمام واحد بعدما كانوا ُيص ّلوهنا فرادى‪ ،‬وقوله ‪« :‬نعمت البدعة هذه» [رواه البخاري]‪،‬‬
‫وتنقيط ا ُمل َ‬
‫صحف‪ ،‬ووضع عالمات اإلعراب عليه‪ ،‬وغري ذلك‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫ع ُّلمي‬
‫ق َت َ‬ ‫ُأ َ‬
‫ط ِّب ُ‬

‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫أ َع ِّل ُل‪ :‬ال ت َُع ُّد ُّ‬
‫الس ْب َحة التقليدية بدع َة ضاللة‪ ،‬ومثلها ُّ‬
‫الس ْب َحة اإللكرتونية‪.‬‬
‫‪.....................................................................................‬‬

‫جعة‬
‫س ُع‬ ‫إل ْث ُ‬
‫راء َوال َّت َو ُّ‬ ‫اْ ِ‬
‫أن ُي ِ‬

‫لمرا‬
‫مازحا أو جا ًّدا؛‬
‫أن يحذر من ذلك ً‬
‫طلق لفظ (الكفر) على أحد من المسلمين‪ ،‬وعليه ْ‬ ‫حرم على المسلم ْ‬
‫َي ُ‬
‫ألنَّ إطالق أحكام الكفر عىل الناس ليس من اختصاص َّ‬
‫عامة املسلمني‪.‬‬

‫ادوا‬
‫ُسببه من أذى‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫وقد َّ‬
‫قوهتا‪ ،‬ولما ت ِّ‬ ‫حذر النبي ﷺ من فتنة التكفري؛ ملا ترتكه من أثر شديد يف تفريق األ َّمة ومتزيق َّ‬
‫للعباد‪ ،‬ودمار للبالد‪ ،‬واستباحة لدماء الناس بغري حقٍّ ‪ .‬قال النبي ﷺ‪َ ...« :‬و َم ْن َق َذ َف ُم ْؤ ِم ًنا بِ ُك ْف ٍر َف ُه َو َك َق ْت ِل ِه»‬

‫إلعد‬
‫[رواه البخاري]‪.‬‬

‫قيد ا‬
‫فاد ُة‬ ‫م ا ْل ُم ْ‬
‫س َت َ‬ ‫ا ْلقِ َي ُ‬

‫ثيقة‬
‫ص بعض ِ‬
‫الق َيم املستفادة من الدرس‪.‬‬ ‫َأ ْس َت ْخ ِل ُ‬

‫و‬
‫‪َ )1‬أت ََج َّن ُب َّ‬
‫كل ما ُي ِ‬
‫غضب اهلل تعاىل‪.‬‬
‫‪.................................................................................................. )2‬‬
‫‪.................................................................................................. )3‬‬

‫‪24‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫راج َع ُة‬
‫ويم َوا ْل ُم َ‬
‫ُ‬ ‫ال َّت ْق‬

‫‪ُ 1‬أ َب ِّ ُ‬
‫ي مفهوم ٍّ‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬
‫أ ‪ْ ِّ .‬‬
‫الرشك األكرب‪.‬‬
‫ب‪ .‬النفاق االعتقادي‪.‬‬
‫جـ‪ .‬الكفر االعتقادي‪.‬‬
‫د ‪ .‬البدعة‪.‬‬

‫و‬
‫هـ‪ .‬اإليمن‪.‬‬

‫ق‬ ‫ي‬ ‫ث‬


‫حذر النبي ﷺ من فتنة التكفري‪.‬‬ ‫‪ُ 2‬أ َع ِّل ُل‪َّ :‬‬

‫ق‬ ‫ة‬
‫‪ُ 3‬أ َب ِّ ُ‬

‫ي‬
‫أي من صور الضالل اآلتية‪:‬‬ ‫ي ُح ْكم َم ْن وقع يف ٍّ‬

‫ا‬ ‫د‬
‫الكفر العملي‬ ‫النفاق العملي‬ ‫ِّ ْ‬
‫الرشك األصغر‬ ‫ِّ‬
‫الش ْرك األكبر‬ ‫صورة الضالل‬

‫ع‬‫إل‬
‫ا ُ‬
‫حل ْكم‬

‫و‬ ‫د‬‫ا‬‫د‬
‫‪َ 4‬أ َض ُع إشارة (✓) بجانب العبارة الصحيحة‪ ،‬وإشارة (✗) بجانب العبارة غري الصحيحة فيم يأيت‪:‬‬

‫م‬‫ل‬‫ا‬
‫أمرا معلو ًما من الدين بالرضورة فقد أشك‪.‬‬
‫) َم ْن أنكر ً‬ ‫أ‪(.‬‬

‫ا‬‫ر‬
‫) إظهار اإلنسان اإليمن وإخفاؤه الكفر هو ِ ْ‬
‫شك خفي‪.‬‬ ‫ب‪( .‬‬

‫ع‬ ‫ج‬
‫) استخدام الوسائل التي تُعني عىل أمر الدين ليس من البدعة‪.‬‬ ‫جـ‪( .‬‬

‫ة‬
‫‪َ 5‬أ ْخ ُ‬
‫تار اإلجابة الصحيحة يف ٍّ‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬
‫‪ُ .1‬ي َع ُّد َم ْن يفطر يف هنار رمضان مع اعرتافه بتقصريه وإقراره بأنَّ الصيام فرض عليه‪:‬‬
‫د‪.‬م ِ‬
‫بتد ًعا‪.‬‬ ‫جـ‪ .‬م ِ‬
‫ناف ًقا‪.‬‬ ‫عاصيا‪.‬‬ ‫ب‪.‬‬ ‫كافرا‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫أ‪ً .‬‬
‫‪ .2‬عبادة أحد مع اهلل تعاىل هي صورة من صور‪:‬‬
‫ب‪ .‬النفاق العميل‪.‬‬ ‫أ ‪ْ ِّ .‬‬
‫الرشك األكرب‪.‬‬
‫د ‪ْ ِّ .‬‬
‫الرشك األصغر‪.‬‬ ‫جـ‪ .‬الكفر العميل‪.‬‬
‫‪ .3‬ت َُع ُّد خيانة األمانة صورة من صور‪:‬‬
‫ب‪ْ ِّ .‬‬
‫الرشك األكرب‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬البدعة‪.‬‬
‫د ‪ .‬النفاق العميل‪.‬‬ ‫جـ‪ْ ِّ .‬‬
‫الرشك األصغر‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫كرامة اإلنسان في الشريعة‬ ‫الدرس‬
‫اإلسالمية‬ ‫‪4‬‬

‫تاجات ال َّت َع ُّل ِ‬


‫م‬ ‫ُ‬ ‫ِن‬

‫ُيتو َّقع من الطلبة تحقيق النتاجات اآلتية‪:‬‬

‫جعة‬
‫َ‬
‫اإلنسان‪.‬‬ ‫يان مظاهر تكريمِ اهللِ تعاىل‬
‫‪َ -‬ب ُ‬

‫لمرا‬
‫ضيح توجيهات اإلسالم لتحقيق الك رامـة اإلنسانية‪.‬‬
‫‪ -‬ت َْو ُ‬
‫دير حرص اإلسالم عىل املحافظة عىل الك رامة اإلنسانية‪.‬‬
‫‪َ -‬ت ْق ُ‬

‫ادوا‬
‫إلعد‬ ‫م ا ْل َق ْبل ُّ‬
‫ِي‬ ‫ع ُّل ُ‬
‫ال َّت َ‬

‫قيد ا‬
‫مجلة من الترشيعات واألحكام التي ُحت ِّقق‬
‫وفضله عىل سائر املخلوقات‪ ،‬وشع له ُ ْ‬
‫كرم اهلل تعاىل اإلنسان‪َّ ،‬‬
‫َّ‬

‫ثيقة‬
‫إنسانيته‪ ،‬و ُمت ِّكنه من القيام ب واجب االستخالف الذي ك َّلفه اهلل تعاىل به‪ .‬ومن ذلك‪ :‬حتريم االعتداء عليه باإلهانة‪،‬‬
‫والرضب‪ ،‬والقتل‪ ،‬أو التعرض ملاله ِ‬

‫و‬
‫وع ْرضه بالسوء واألذى؛ فبذلك ُحت َفظ إنسانيته‪ ،‬وتتح َّقق السعادة له وألف راد‬ ‫ُّ‬
‫جمتمعه‪ ،‬ويسود األمن واالستق رار‪.‬‬

‫ش َو ُأ َد ِّو ُن‬ ‫ُأ ِ‬


‫ناق ُ‬
‫ثم ُأ َد ِّو ُنا‪:‬‬ ‫ُ ِ‬
‫أناق ُش أثر كل مما يأيت يف حفظ ك رامة اإلنسان‪َّ ،‬‬
‫أثره في حفظ كرامة اإلنسان‬ ‫املبدأ‬

‫حق العمل‬
‫ُّ‬

‫اجلهاد يف سبيل اهلل‬

‫التكافل االجتمعي‬

‫الس كن‬
‫حق َّ‬
‫ُّ‬

‫‪26‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫م َوال َّت ْح ُ‬
‫ليل‬ ‫ا ْل َف ْ‬
‫ه ُ‬
‫َأ َت َو َّق ُ‬
‫ف‬
‫يتسم املفهوم اإلسالمي للك رامة اإلنسانية بالعموم؛ فالتكريم‬
‫الك رامة‬
‫ُمط َلق للب رشية مجعاء‪ ،‬من دون متييز بسبب االختالف يف الدين‪ ،‬أو‬
‫هي ُّ‬
‫حق الفرد يف أنْ تكون له قيمة‪ ،‬وأنْ‬
‫اللون‪ ،‬أو ِ‬
‫الع ْرق‪ ،‬أو القدرة اجلسدية‪ ،‬أو القدرة العقلية‪ .‬ومن َث َّم‪،‬‬
‫ُيرتَم لذاته‪ ،‬وأنْ ُيعا َمل بصورة الئقة‪.‬‬
‫فقد وضع اإلسالم الترشيعات التي حتفظ ك رامة اإلنسان‪.‬‬

‫ث‬‫و‬
‫ريط ُة ال َّت ْنظيمِ َّي ُة‬
‫ا ْل َخ َ‬

‫ي‬
‫كرامة اإلنسان يف الرشيعة اإلسالمية‬

‫ي‬ ‫ق‬ ‫ة‬‫ق‬


‫د‬
‫تكريم اهللِ تعاىل‬

‫ا‬
‫مبادئ اإلسالم لتحقيق الكرامة اإلنسانية‬ ‫َ‬
‫اإلنسان‬ ‫ُ‬ ‫مظاهر‬

‫د‬‫ع‬‫إل‬
‫ا‬
‫األمن‬ ‫املساواة‬ ‫احلرية‬ ‫تسخري الكون‬
‫خلقه يف أحسن‬ ‫سجود املالئكة‬

‫د‬
‫تقويم‬ ‫آلدم ‪‬‬

‫م‬‫ل‬‫ا‬‫و‬
‫ر‬
‫التكليف بحمل‬

‫ا‬
‫فضله عىل سائر‬
‫الرسالة وتبليغها‬ ‫املخلوقات‬

‫ة‬‫ع‬ ‫ج‬ ‫تكريم اهللِ تعاىل اإلنسانَ‬


‫َ‬
‫اإلنسان يف صور عديدة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫ُ‬ ‫مظاهر‬
‫تكريم اهللِ تعاىل‬
‫ُ‬ ‫يظهر‬
‫َّأو ًال‬

‫ﱣﱤ‬
‫ﱢ‪฀ ฀ ฀ ฀ ฀ ฀ ฀‬‬
‫وتكريام له‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﱡ‪฀ ฀ ฀ ฀‬‬
‫ً‬ ‫تقديرا‬
‫ً‬ ‫أ ‪ .‬أ ْم ُر اهلل تعاىل املالئكة بالسجود آلدم ‪‬؛‬
‫ﱥ﴾ [طه‪.]١١6 :‬‬
‫ب‪َ .‬خ ْل ُق ه في أحسن تقويم من حيث الشكل والجسم‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ﴾ [التني‪.]4:‬‬
‫الرشِّ‪ ،‬ومتييز احلقِّ من‬
‫وقد منحه اهلل تعاىل العقل‪ ،‬واإلرادة‪ ،‬وحرية االختيار‪ ،‬والقدرة عىل متييز اخلري من َّ‬
‫الباطل‪ .‬قال تعـاىل‪﴿ :‬ﲛ ﲜ﴾ [البلد‪ .]١٠:‬وكذلك أنعم اهلل تعاىل عليه بأنْ ع َّل مه البيان‪،‬‬
‫والقدرة عىل التعبري واإلقناع‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ﴾ [الرمحن‪.]4-٣:‬‬
‫تفضيله على سائر المخلوقات‪ .‬قال تعاىل ‪﴿ :‬ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ‬
‫ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ﴾ [اإلرساء‪.]7٠:‬‬
‫‪27‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫كل ما يف الكون لإلنسان‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﱁ ﱂ ﱃ‪ ฀‬ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ‬
‫سخ ر اهلل تعاىل َّ‬
‫د ‪ .‬تسخير الكون له؛ فقد َّ‬
‫ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ﴾ [لقمن‪.]٢٠:‬‬
‫هـ‪ .‬تكليفه بحمل الرسالة وتبليغها‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﲮ‪ ฀‬ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ‬
‫ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ﴾ [األحزاب‪.]7٢:‬‬

‫َأ َت َد َّب ُر َو َأ ْ‬
‫س َت ْخرِ جُ‬

‫جعة‬
‫ثم َأ ْستَخْ ِر ُج ما تشري إليهم من أمور َّ‬
‫سخ رها اهلل تعاىل لإلنسان‪ ،‬وأباح له‬ ‫َ‬
‫أتَدَ َّب ُر اآليتني الكريمتني اآلتيتني‪َّ ،‬‬

‫لمرا‬
‫االنتفاع هبا‪:‬‬
‫قال تعاىل‪﴿ :‬ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸﲹ‬

‫ادوا‬
‫ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊﳋ‬

‫إلعد‬
‫ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﳐ﴾ [إب راهيم‪.]٣٣ - ٣٢ :‬‬
‫‪...................................................................................................‬‬

‫قيد ا‬ ‫مبادئ اإلسالم لتحقيق الكرامة اإلنسانية‬

‫ثيقة‬
‫ثاني ا‬
‫ً‬
‫َّأكد اإلسـالم جمموعـة من املبـادئ و ِ‬
‫الق َي م التي ُحت ِّق ق الك رامة اإلنسانية‪ .‬ومن ذلك‪:‬‬

‫و‬
‫أ ‪ .‬الحرية‪ :‬أعىل اإلسالم من قيمة احلرية‪ ،‬وجعلها ح ًّقا من‬
‫حقـوق اإلنسـان األساسية ضمن ض وابط ال ُختالِف‬
‫الرشع أو القانون‪ .‬وللحرية صور عديدة‪ ،‬أبرزها حرية‬
‫اإلنسان يف االعتقـاد؛ فقـد أعطى اإلسـالم اإلنسان‬
‫احلق يف اختيار دينـه‪ ،‬وممـارسة شعائـره الدينية َوفق‬
‫َّ‬
‫أحكام دينه‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﳎ ﳏ ﳐ ﳑ﴾ [البقرة‪.]٢٥6:‬‬
‫احلق يف التعبري وإبداء ال رأي ضمن ض وابط ال ُت ْفيض إىل إيذاء اآلخرين أو االعتداء عليهم‪.‬‬
‫وكذلك أعطاه َّ‬
‫الر ِّق والعبودية‪ ،‬وشع األحكـام التي تقيض عىل هـذه الظاهرة؛‬
‫وقد سعى اإلسالم لتخليص اإلنسان من ِّ‬
‫وك ّفار ًة من َك ّفارات‬
‫اجب ا عىل القادر من املسلمني‪َ ،‬‬
‫إذ جعل حترير العبيد مرص ًفا من مصارف الزكاة‪ ،‬وح ًّقا و ً‬
‫الذنوب لبعض املخالفات‪ ،‬وبا ًبا من أب واب اخلري واألجر العظيم‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫ث َو ُأ َد ِّو ُن‬ ‫َأ ْب َ‬
‫ح ُ‬

‫ثم ُأ َد ِّو ُنا‪.‬‬ ‫َأ ْب َح ُ‬


‫ث عن أسمء ثالثة من الصحابة الذين نالوا حريتهم بسبب اإلسالم بعد أنْ كانوا ً‬
‫عبيدا‪َّ ،‬‬
‫‪....................................................................................................‬‬

‫جميع ا‪ :‬ساوى اإلسالم بني الناس كا َّف ًة‪ ،‬برصف النظر عن الدين‪ ،‬واللون‪ ،‬و ِ‬
‫الع ْرق‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ب‪ .‬المساواة بين الناس‬
‫واإلعاقة‪ ،‬واملرض‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯﱰ ﱱ ﱲ‬
‫ﱳ ﱴ ﱵﱶ ﱷ‪ ฀‬ﱸ ﱹ ﱺ﴾ [احلج رات‪ .]١٣:‬وقد َّبني اإلسالم أنَّ الناس ً‬
‫مجيعا من أصل واحد‪.‬‬

‫ي‬ ‫ث‬‫و‬
‫األمن‪ :‬حرص اإلسالم على توفير األمن لإلنسان في نفسه‬

‫ة‬‫ق‬
‫وماله ِ‬
‫وع ْرضه‪ ،‬ومنع االعتداء عليه يف مجيع األح وال؛ س واء أكان‬

‫ي‬ ‫ق‬
‫ب‪ ،‬أم بالرضب واإليذاء‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﱉ‬ ‫الس ِّ‬
‫ذلك بالشتم و َّ‬

‫ا‬ ‫د‬
‫ﱊﱋﱌﱍﱎﱏﱐﱑﱒﱓ‬

‫ع‬‫إل‬
‫ﱔ ﱕ﴾ [املائدة‪.]٣٢:‬‬

‫و‬ ‫د‬‫ا‬‫د‬ ‫ك ُر َو ُأ َد ِّو ُن‬


‫ُأ َف ِّ‬

‫م‬‫ل‬‫ا‬ ‫ثم ُأ َد ِّو ُنا‪.‬‬ ‫ُ‬


‫أ َفك ُِّر يف ثالثة أمثلة ت َُع ُّد اعتداء عىل ك رامة اإلنسان‪َّ ،‬‬

‫ا‬‫ر‬
‫‪....................................................................................................‬‬

‫ة‬‫ع‬ ‫ج‬
‫متتد إىل ما بعد وفاته؛ فقد شع اإلسالم العديد‬
‫س ُع‬

‫ال تقترص الك رامة اإلنسانية عىل اإلنسان يف حياته‪ ،‬وإنَّم ُّ‬
‫من األحكام التي تكفل ك رامة اإلنسان بعد موته‪ ،‬مثل‪ :‬تغسيله‪ ،‬وتطييبه‪ ،‬وتكفينه‪ ،‬والصالة عليه‪ ،‬وتشييعه‪،‬‬
‫إل ْث ُ‬
‫راء َوال َّت َو ُّ‬ ‫اْ ِ‬

‫ودفنه‪ ،‬وتعزية أهله‪.‬‬

‫فاد ُة‬ ‫م ا ْل ُم ْ‬
‫س َت َ‬ ‫ا ْلقِ َي ُ‬

‫ص بعض ِ‬
‫الق َيم املستفادة من الدرس‪.‬‬ ‫َأ ْس َت ْخ ِل ُ‬
‫‪َ )1‬أت ََمث َُّل مبادئ اإلسالم بعدم املساس بكرامة اآلخرين‪ ،‬برصف النظر عن دياناهتم‪ ،‬وألواهنم‪ ،‬وأعراقهم‪.‬‬
‫‪.................................................................................................. )2‬‬
‫‪.................................................................................................. )3‬‬
‫‪29‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫راج َع ُة‬
‫ويم َوا ْل ُم َ‬
‫ُ‬ ‫ال َّت ْق‬

‫‪ُ 1‬أ َو ِّض ُح داللة اآليات الكريمة اآلتية عىل ك رامة اإلنسان يف الرشيعة اإلسالمية‪:‬‬
‫أ ‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ﴾‪.‬‬
‫ب‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﲛ ﲜ﴾‪.‬‬
‫َ‬
‫اإلنسان‪.‬‬ ‫‪ُ 2‬أ َعدِّ ُد مظهرين من مظاهر تكريمِ اهللِ تعاىل‬
‫َ‬ ‫ـج من اآليات الكريمة اآلتية مظاهر تكريمِ اهللِ تعاىل‬‫‪َ 3‬أ ْس َت ْنتِ ُ‬

‫جعة‬
‫اإلنسان‪:‬‬
‫مظاهر تكريمِ اهللِ تعالى اإلنسانَ‬ ‫اآليات الكريمة‬

‫لمرا‬
‫أ ‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ﴾‬

‫ادوا‬
‫ب‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ‬
‫ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ﴾‬

‫إلعد‬
‫ﱣﱤ ﱥ﴾‬
‫ﱢ‪฀ ฀ ฀ ฀ ฀ ฀ ฀‬‬
‫قال تعاىل‪ ﴿ :‬ﱡ‪฀ ฀ ฀ ฀‬‬

‫قيد ا‬
‫متتد إىل ما بعد وفاته‪ُ .‬أ َو ِّض ُح ذلك‪.‬‬
‫‪ 4‬ال تقترص الك رامة اإلنسانية عىل اإلنسان يف حياته‪ ،‬وإنَّم ُّ‬
‫‪َ 5‬أخْ ُ‬
‫تار اإلجابة الصحيحة يف ٍّ‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬

‫ثيقة‬
‫‪ .1‬أحد مبادئ اإلسالم لتحقيق الك رامة اإلنسانية‪ ،‬الذي يشري إليه قوله تعاىل ‪﴿ :‬ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ‬

‫و‬
‫ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ﴾‪ ،‬هو‪:‬‬
‫د ‪ .‬املساواة‪.‬‬ ‫املسؤولية‪.‬‬ ‫ب‪ .‬العدل‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬احلرية‪.‬‬
‫«حق الفرد يف أنْ تكون له قيمة‪ ،‬وأنْ ُيرتَم لذاته‪ ،‬وأنْ‬
‫‪ .2‬املفهوم الذي تشري إليه العبارة اآلتية‪ُّ :‬‬
‫ُي عا َمل بصورة الئقة»‪ ،‬هو‪:‬‬
‫د ‪ .‬عمرة األرض‪.‬‬ ‫الك رامة‪.‬‬ ‫ب‪ .‬األمن‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬االستخالف‪.‬‬
‫‪ .3‬أحد مبادئ اإلسالم لتحقيق الك رامة اإلنسانية‪ ،‬الذي يشري إليه قوله تعاىل‪﴿ :‬ﳎ ﳏ ﳐ‬
‫ﳑ﴾‪ ،‬هو‪:‬‬
‫د ‪ .‬العموم‪.‬‬ ‫األمن‪.‬‬ ‫ب‪ .‬املساواة‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬احلرية‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫الزواج‪:‬‬ ‫الدرس‬
‫قدماته‬
‫وم ِّ‬
‫مشروعيته‪ُ ،‬‬ ‫‪5‬‬

‫تاجات ال َّت َع ُّل ِ‬


‫م‬ ‫ُ‬ ‫ِن‬

‫ُيتو َّقع من الطلبة تحقيق النتاجات اآلتية‪:‬‬

‫و‬
‫كل من‪ِ :‬‬

‫ث‬
‫اخلطبة‪ ،‬والزواج‪.‬‬ ‫يان مفهوم ٍّ‬ ‫‪َ -‬ب ُ‬

‫ق‬ ‫ي‬
‫اخلطبة‪ ،‬والزواج‪.‬‬‫كل من‪ِ :‬‬ ‫ضيح ُح ْك م ٍّ‬
‫‪ -‬ت َْو ُ‬

‫ق‬ ‫ة‬
‫كل من‪ِ :‬‬

‫ي‬
‫اخلطبة‪ ،‬والزواج‪.‬‬ ‫‪ -‬ت ََع ُّر ُف احلكمة من مرشوعية ٍّ‬

‫ا‬ ‫د‬
‫ضيح ُأسس بناء العالقة الزوجية‪.‬‬ ‫‪ -‬ت َْو ُ‬

‫إل‬
‫داد أحكام ِ‬
‫اخلطبة‪.‬‬ ‫‪ -‬ت َْع ُ‬

‫د‬‫ع‬
‫دير أمهية الزواج يف اإلسالم‪.‬‬
‫‪َ -‬ت ْق ُ‬

‫ا‬‫و‬ ‫د‬‫ا‬
‫م‬‫ل‬
‫م ا ْل َق ْبل ُّ‬
‫ِي‬ ‫ع ُّل ُ‬
‫ال َّت َ‬

‫ا‬‫ر‬
‫وش َعت من الوسائل واألحكام ما يكفل ذلك‪.‬‬ ‫اعتنت الرشيعة اإلسالمية ببقاء اجلنس البرشي وتكاثره‪َ َ ،‬‬

‫ع‬ ‫ج‬
‫وش َعت األحكام التي تدعم إنشاء األُ َرس‪ ،‬وتكفل املحافظة عليها‪.‬‬
‫ومن ذلك َّأهنا َحثَّت عىل الزواج‪َ َ ،‬‬

‫ة‬ ‫تزداد ظاهرة العزوف عن الزواج بني الرجال والنساء يف الوقت احلارض‪:‬‬
‫جيب‬
‫ُ‬ ‫ك ُر َو ُأ‬

‫‪ )1‬يف َر ْأيِ َك‪ ،‬ما أسباب تزايد هذه الظاهرة؟ ‪.............................................................‬‬


‫ُأ َف ِّ‬

‫‪َ )2‬أ ْس َت ْنتِ ُج أثرين من اآلثار االجتمعية هلذه الظاهرة‪..................................................... .‬‬

‫م َوال َّت ْح ُ‬
‫ليل‬ ‫ا ْل َف ْ‬
‫ه ُ‬

‫نظرا إىل أمهيته‪ ،‬فقد َّبني اإلسالم أحكامه عىل نح ٍو ُم َّ‬


‫فصل‪ ،‬بم‬ ‫اعتنت الرشيعة اإلسالمية بأمر الزواج؛ ً‬
‫يكفل حتقيق مقاصده‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫ريط ُة ال َّت ْنظيمِ َّي ُة‬
‫ا ْل َخ َ‬

‫ومقدِّ ماته‬
‫الزواج‪ :‬مرشوعيته‪ُ ،‬‬
‫ِ‬
‫اخلطبة‬ ‫ُأسس اختيار الزوجني‬ ‫احلكمة من مرشوعيته‬ ‫وح ْكمه‬
‫مفهومه‪ُ ،‬‬

‫أحكامها‬ ‫وح ْكمها احلكمة من مرشوعيتها‬


‫مفهومها‪ُ ،‬‬

‫جعة‬ ‫وحكْمه‬
‫مفهوم الزواج‪ُ ،‬‬ ‫َّأو ًال‬

‫لمرا‬
‫شعا لتكوين ُأ ْسة‪.‬‬ ‫عرف قانون األحوال الشخصية األردين الزواج بأنَّه عقد بي رجل وامرأة َ ِ‬
‫حت ُّل له ً‬ ‫َّ‬
‫طاع ِم ْن ُك ُم ا ْل با َء َة َف ْل َي َت َز َّو ْج؛‬

‫ادوا‬
‫وقد َندَ َب اإلسالم إىل الزواج‪ .‬قال رسول اهلل ﷺ‪« :‬يا َم ْعشَ َر الشَّ ِ‬
‫باب‪َ ،‬م ِن ْ‬
‫اس َت َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َفإِن َُّه َأ َغ ُّ ِ‬
‫ض ل ْل َب َص ِر‪َ ،‬و َأ ْح َص ُن ل ْل َف ْرجِ‪َ ،‬و َم ْن َل ْم َي ْس َتط ْع َف َع َل ْي ه بِ َّ‬
‫الص ْومِ؛ َفإِن َُّه َل ُه َو َج ٌاء» [رواه البخاري ومسلم]‪.‬‬

‫إلعد‬
‫ُأ َف ِّ‬
‫ك ُر‬

‫قيد ا‬
‫نص قانون األح وال الشخصية األردين عىل أنَّ الزواج هو َع ْقد بني رجل وام رأة‪ .‬يف َر ْأيِ َك‪ ،‬ما سبب ذلك؟‬
‫َّ‬
‫‪.................................................................................................................................‬‬

‫ثيقة‬
‫و‬
‫حكمة مرشوعية الزواج‬ ‫ثاني ا‬
‫ً‬
‫تبرز الحكمة من مشروعية الزواج في أمور‪،‬‬
‫منها‪:‬‬
‫أ ‪ .‬إعمار األرض‪ ،‬وبقاء النوع اإلنساني‪ .‬قال تعاىل‪:‬‬
‫﴿ﳐ ﳑ ﳒ ﳓ ﳔ ﳕ ﳖ ﳗ‬
‫ﳘ ﳙ ﳚ ﳛ ﳜ ﳝ ﳞﳟ‬
‫ﳠ ﳡ ﳢ ﳣ ﳤ ﳥ﴾ [النحل‪.]7٢ :‬‬
‫ب‪ .‬منح النفس السكينة والمو َّدة‪ .‬قال تعاىل‪﴿:‬ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ‬
‫ﲃ ﲄ ﲅ ﲆﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ‪[ ﴾฀‬الروم‪.]٢١ :‬‬
‫وع َّفتها‪ ،‬وحتصينها‪ ،‬وصوهنا من العالقات ا ُملحرمة التي ت ِ‬
‫ُفسد املجتمع‪ ،‬وهتدم األخالق‪.‬‬ ‫عصمة النفس‪ِ ،‬‬
‫َّ‬
‫الصلة بين الناس؛ فالزواج سبيل للتقارب والتعارف والتواصل بني أفراد املجتمع‪.‬‬ ‫د ‪ .‬توثيق ِّ‬
‫‪32‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫َأ ْ‬
‫س َت ِد ُّل بـ‬

‫َأ ْس َت ِد ُّل بالنصني الرشعيني اآلتيني عىل احلكمة من مرشوعية الزواج‪:‬‬


‫احلكمة من مرشوعية الزواج‬ ‫النص الرشعي‬

‫قال تعاىل‪﴿ :‬ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ‬


‫ﱮ ﱯﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ﴾‬
‫[احلجرات‪]١٣ :‬‬

‫ي‬ ‫ث‬‫و‬
‫طاع ِم ْن ُك ُم ا ْل با َء َة‬ ‫باب‪َ ،‬م ِن ْ‬
‫اس َت َ‬ ‫قال النبي ﷺ‪« :‬يا َم ْعشَ َر الشَّ ِ‬

‫ة‬‫ق‬
‫ض لِ ْل َب َص ِر‪َ ،‬و َأ ْح َص ُن لِ ْل َف ْرجِ‪َ ،‬و َم ْن َل ْم َي ْس َت ِط ْع‬ ‫َف ْل َي َت َز َّو ْج؛ َفإِن َُّه َأ َغ ُّ‬

‫ي‬ ‫ق‬
‫ِ‬
‫اء» [رواه البخاري ومسلم] َ‬ ‫َف َع َل ْي ه بِ َّ‬
‫الص ْومِ؛ َفإِن َُّه َل ُه َو َج ٌ‬

‫د‬
‫(و َج ٌاء‪ :‬وقاية)‬

‫ع‬‫إل‬‫ا‬ ‫ُأسس اختيار الزوجي‬ ‫ثال ثًا‬

‫د‬‫ا‬‫د‬
‫َّبني اإلسالم ُ‬
‫األسس التي ينبغي مراعاهتا عند اختيار الزوج أو الزوجة؛ لكي يتحقَّق الوئام واالنسجام بني‬

‫ل‬‫ا‬‫و‬
‫ويتمكنا من حتقيق املقاصد املنشودة‬ ‫َّ‬ ‫وتستمر احلياة الزوجية بينهم‪ ،‬ويتج َّنبا نشوب اخلالفات الزوجية‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫الزوجني‪،‬‬

‫ر‬ ‫م‬
‫اظ َفر بِ ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َ َِ‬ ‫ُ‬
‫ين‪،‬‬‫ذات الدِّ ِ‬ ‫من األ ْرسة‪ .‬قال رسول اهلل ﷺ‪ُ « :‬ت ْن َك ُح ا ْل َم ْرأ ُة أل ْر َب ٍع‪ :‬لمالها‪َ ،‬ول َح َسبِها‪َ ،‬و َجمالها‪َ ،‬ولدينها‪َ ،‬ف ْ ْ‬

‫ج‬‫ا‬
‫داك» [رواه البخاري ومسلم]‪ ،‬وقال ﷺ‪« :‬إِذا خَ َط َب إِ َل ْي ُك ْم َم ْن ت َْر َض ْو َن ِدي َن ُه َو ُخ ُل َق ُه َف َز ِّو ُجو ُه‪ ،‬إِ َّال َت ْف َع ُلوا ت َُك ْن‬ ‫َت ِر َب ْت َي َ‬

‫ة‬‫ع‬
‫ض َو َف َس ٌاد َع ِر ٌ‬
‫يض» [رواه الرتمذي]‪.‬‬ ‫ِف ْت َن ٌة ِيف ْ َ‬
‫األ ْر ِ‬

‫ل َو َأ ْ‬
‫س َت ْخرِ جُ‬ ‫َأ َت َأ َّم ُ‬

‫أهم ُأسس اختيار الزوج أو الزوجة‪.‬‬ ‫َأت ََأ َّم ُل احلديثني السابقني‪َ ،‬‬
‫ثم أ ْس َت ْخ ِر ُج منهم َّ‬
‫َّ‬
‫‪...................................................................................................................................‬‬

‫ص َو ٌر ُم ْ‬
‫ش ِر َق ٌة‬ ‫ُ‬

‫السي دة خدجية‪ ،‬فكانت له نِ ْع م الزوجة؛ إذ آمنت به حني كفر‬ ‫ُ‬


‫سي دنا ممد ﷺ بأ ِّم املؤمنني ِّ‬
‫تزوج ِّ‬
‫َّ‬
‫وصدقته حني َّ‬
‫كذبه الناس‪ ،‬وواسته بمهلا حني امتنع عنه الناس‪ ،‬وعاش معها ﷺ حياة زوجية‬ ‫َّ‬ ‫به الناس‪،‬‬
‫شديدا؛ فقد قال رسول اهلل ﷺ‪« :‬إِ ِّين َق ْد ُر ِزق ُ‬
‫ْت ُح َّب َه ا» [رواه مسلم]‪ ،‬فكان ﷺ يذكرها‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وأحب ها ُح ًّب ا‬
‫َّ‬ ‫طي بة‪،‬‬
‫ِّ‬
‫و ُي كثِ ر من مدحها‪ ،‬ويذكر فضائلها‪ ،‬ويستغفر هلا‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫ش َو ُأ ْبدي َر ْأيي‬ ‫ُأ ِ‬
‫ناق ُ‬

‫أناقش ُ‬
‫وأ ْبدي َر ْأيي يف املوقف اآليت‪:‬‬
‫تقدم شاب للزواج من فتاة‪ ،‬فأبدت موافقتها؛ ألخالقه ا َ‬
‫حل َسنة وسلوكه املستقيم‪ ،‬بالرغم من تعثُّر أحواله‬ ‫َّ‬
‫املادية‪.‬‬
‫‪...................................................................................................................................‬‬

‫جعة‬
‫ِ‬
‫اخلطبة‬ ‫ابع ا‬
‫ر ً‬

‫لمرا‬
‫َأ َت َو َّق ُ‬
‫ف‬ ‫ِ‬
‫اخلطبة‪ :‬طلـب الرجـل املـرأة للـزواج‪ ،‬وهي وعـد بذلك‪،‬‬

‫ادوا‬
‫ـم اخلاء) هي اخلطـاب الذي‬ ‫ُ‬
‫الخطبـة َ‬
‫(بض ِّ‬ ‫العقْد‪.‬‬
‫ومرحلة تسبق إجراء َ‬
‫عينـة‪ ،‬مثـل‬ ‫أ ‪ُ .‬ح ْكم ِ‬
‫الخطبة‪ ،‬والحكمة من مشروعيتها‪:‬‬
‫يلقيـه اخلطيـب يف مناسـبة ُم َّ‬

‫إلعد‬
‫ُخطبـة يـوم اجلمعة‪.‬‬ ‫ﱟ‪฀‬‬
‫ﱞ‪฀฀฀฀฀฀‬‬ ‫ِ‬
‫اخلطبة مندوبة ملَ ْن أراد الزواج‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﱝ ‪฀ ฀ ฀‬‬
‫ﱢ‪฀ ฀‬ﱣ ﱤ ﱥ﴾ [البقرة‪.]٢٣٥ :‬‬ ‫ﱡ‪฀ ฀‬‬ ‫ﱠ ‪฀ ฀ ฀ ฀‬‬

‫قيد ا‬
‫الخطبة ِ‬
‫لح َكم ُمتعدِّ دة‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫وقد َشر َع اإلسالم ِ‬
‫َ‬

‫ثيقة‬
‫الخاطبين أحدهما إلى اآلخر‪ ،‬وحصول ُ‬
‫األلفة بينهما‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫تعرف‬ ‫‪ُّ )1‬‬
‫‪ )2‬االتفاق على أساسيات الحياة الزوجية بم ُي ِّقق مصلحة ُ‬
‫األ ْرسة والزوجني‪.‬‬

‫و‬
‫ب‪ .‬األحكام الشرعية ِ‬
‫للخطبة‪:‬‬
‫يتعني مراعاهتا يف مرحلة ِ‬
‫اخلطبة‪ .‬وهذه أمهُّ ها‪:‬‬ ‫توجد جمموعة من األحكام الرشعية التي َّ‬
‫زواجا؛ فـال‬
‫ً‬ ‫اخلطبة فقط مقدمة للزواج‪ ،‬وليست‬ ‫باخلطبة وقراءة الفاحتة؛ ألنَّ ِ‬
‫‪ )1‬عدم انعقـاد الزواج ِ‬
‫أي أثر من آثار َعقْد الزواج‪.‬‬
‫يرت َّتب عليها ُّ‬
‫واملودة‬
‫َّ‬ ‫واملحبة‬ ‫األلفة‬ ‫ي أحدمها إىل اآلخر والحكمة من ذلك أنَّ النظر َأ ْدعى إىل ُ‬ ‫‪ )2‬يسن نظر اخلاطب ِ‬
‫َّ‬
‫بينهم‪ ،‬كم قال النبي ﷺ للمغرية ‪ ‬وقد خطب امرأة‪« :‬ان ُْظ ْر إِ َل ْي َها؛ َفإِن َُّه َأ ْح َرى َأنْ ُي ْؤ َد َم َب ْي َن ُك َم» [رواه‬

‫املحبة واالتفاق)‪.‬‬
‫الرتمذي] ( ُي ْؤ َد َم‪ :‬تكون بينكام َّ‬
‫اخلطبة يف حال االعتقاد بعدم وجود مصلحة يف هذا الزواج‪ .‬وال ُي َع ُّد‬ ‫ي عن ِ‬ ‫أي من اخلاطب ِ‬ ‫‪ )3‬يباح عدول ٍّ‬
‫يتم بعدُ ‪.‬‬ ‫ذلك طال ًقا؛ َّ‬
‫ألن َعقْد الزواج لم َّ‬

‫‪34‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫أَ ْر ِج ُع‬
‫باستخدام الرمز املجاور (‪َ ،)QR Code‬أت ََعر ُف ُح ْكم العدول عن ِ‬
‫اخلطبة‪.‬‬ ‫َّ‬

‫س ُع‬ ‫إل ْث ُ‬
‫راء َوال َّت َو ُّ‬ ‫اْ ِ‬

‫لزم ا ُملق بِ لون عىل الزواج بعمل فحص طبي قبل الزواج؛ لضمن استق رار‬ ‫الفحص ِّ‬
‫الط بي قبل الزواج‪ُ :‬ي َ‬

‫ي‬ ‫ث‬‫و‬
‫ترض بالنسل‪ ،‬وعالجها‬ ‫الزواج‪ ،‬وسعادة الزوجني‪ ،‬ومنع انتشار بعض األم راض بني أف راد ُ‬
‫األ ْرسة؛ وهي أم راض ُّ‬

‫ة‬‫ق‬
‫م ِ‬

‫ق‬
‫ونفسي ا‪.‬‬
‫ًّ‬ ‫اجتمعي ا‬
‫ًّ‬ ‫اقتصاديا و‬
‫ًّ‬ ‫كلف‬ ‫ُ‬

‫د‬ ‫ي‬
‫كذلك جيب أنْ ُيد ِرك اخلاطبان مسؤولياهتم املستقبلية‪ ،‬وأمهية اإلعداد للمرحلة القادمة عىل اختالف‬

‫إل‬‫ا‬
‫الص َّح ة اإلنجابية‪ ،‬واإلدارة املالية لشؤون ُ‬
‫األرسة‪ ،‬وت ربية األطفال؛ إذ ُي َع َّد ذلك‬ ‫تفاصيلها‪ ،‬مثل‪ :‬الوعي بقضايا ِّ‬

‫ع‬
‫أساسا لنجاح احلياة الزوجية‪ ،‬وبناء ُأرسة م ِ‬

‫د‬
‫ستق َّرة وسعيدة‪.‬‬

‫ا‬
‫ُ‬ ‫ً‬

‫ل‬‫ا‬‫و‬ ‫د‬
‫م‬
‫فاد ُة‬ ‫م ا ْل ُم ْ‬
‫س َت َ‬ ‫ا ْلقِ َي ُ‬

‫ج‬‫ا‬‫ر‬
‫ص بعض ِ‬
‫الق َيم املستفادة من الدرس‪.‬‬ ‫َأ ْس َت ْخ ِل ُ‬

‫ة‬‫ع‬
‫‪ُ )1‬أ َقدِّ ُر مرشوعية الزواج وغاياته املثىل‪.‬‬
‫‪.................................................................................................. )2‬‬
‫‪.................................................................................................. )3‬‬

‫‪35‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫راج َع ُة‬
‫ويم َوا ْل ُم َ‬
‫ُ‬ ‫ال َّت ْق‬

‫‪ُ 1‬أ َب ِّ ُ‬
‫ي مفهوم ٍّ‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬
‫أ ‪ .‬الزواج‪.‬‬
‫ب‪ِ .‬‬
‫اخلطبة‪.‬‬
‫‪َ 2‬أ ْذ ُك ُر حكمتني من ِح َكم مرشوعية ٍّ‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬
‫أ ‪ .‬الزواج‪.‬‬

‫جعة‬
‫ب‪ِ .‬‬
‫اخلطبة‪.‬‬

‫لمرا‬
‫‪ُ 3‬أ َع ِّل ُل ما يأيت‪:‬‬
‫ني أحدمها إىل اآلخر‪.‬‬‫أ ‪ُ .‬ي َس ُّن نظر اخلاطب ِ‬

‫ادوا‬
‫ب‪ .‬عدم وجود ِع َّدة للمخطوبة إذا َعدَ َل أحدمها عن ِ‬
‫اخلطبة‪.‬‬

‫إلعد‬
‫َأ َض ُع إشارة (✓) بجانب العبارة الصحيحة‪ ،‬وإشارة (✗) بجانب العبارة غري الصحيحة فيم يأيت‪:‬‬
‫) يع ُّد العدول عن ِ‬
‫اخلطبة طال ًقا‪.‬‬ ‫أ‪(.‬‬
‫َُ‬

‫قيد ا‬
‫‪4‬‬
‫ِ‬
‫) ال ينعقد الزواج باخلطبة وقراءة الفاحتة‪.‬‬ ‫ب‪( .‬‬
‫) جيوز للخاطب أنْ ينظر إىل َش ْعر خمطوبته‪.‬‬ ‫جـ‪( .‬‬

‫ثيقة‬
‫َأ ْس َت ْنتِ ُج داللة ٍّ‬
‫كل من النصني الرشعيني اآلتيني‪:‬‬

‫و‬
‫داللته‬ ‫النص الرشعي‬
‫‪5‬‬
‫ﱢ‪฀ ฀‬ﱣ ﱤ ﱥ﴾‬
‫ﱡ‪฀ ฀‬‬
‫ﱠ ‪฀ ฀ ฀ ฀‬‬
‫ﱟ ‪฀ ฀‬‬
‫ﱞ‪฀ ฀ ฀ ฀ ฀ ฀‬‬
‫قال تعاىل‪﴿ :‬ﱝ ‪฀ ฀ ฀‬‬

‫ـع‪ :‬لِمالِهـا‪َ ،‬ولِ َح َسبِهـا‪َ ،‬و َجمـالِهـا‪،‬‬


‫ـح ا ْل َم ْر َأ ُة ِ َأل ْر َب ٍ‬
‫قال النبي ﷺ‪ُ « :‬ت ْن َك ُ‬
‫ين‪َ ،‬ت ِر َب ْت َي َ‬ ‫ذات الدِّ ِ‬ ‫اظ َفر بِ ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫داك»‬ ‫َولدينها‪َ ،‬ف ْ ْ‬

‫‪َ 6‬أ ْخ ُ‬
‫تار اإلجابة الصحيحة يف ٍّ‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬
‫ني عن ِ‬
‫اخلطبة‪ ،‬اعتقا ًدا بعدم وجود مصلحة يف هذا الزواج‪ ،‬هو‪:‬‬ ‫أي من اخلاطب ِ‬
‫‪ُ .1‬ح ْكم عدول ٍّ‬
‫د‪ .‬مندوب‪.‬‬ ‫جـ‪ .‬مكروه‪.‬‬ ‫ب‪ .‬حرام‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬مباح‪.‬‬
‫‪ُ .2‬ح ْكم الزواج للقادر عليه هو‪:‬‬
‫د‪ .‬مندوب‪.‬‬ ‫جـ‪ .‬مكروه‪.‬‬ ‫ب‪ .‬حرام‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬مباح‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫الدرس‬
‫الجهاد في اإلسالم‬
‫‪6‬‬

‫تاجات ال َّت َع ُّل ِ‬


‫م‬ ‫ُ‬ ‫ِن‬

‫ُيتو َّقع من الطلبة تحقيق النتاجات اآلتية‪:‬‬

‫و‬
‫‪َ -‬ب ُ‬
‫يان مفهوم اجلهاد وم راتبه‪.‬‬

‫ق‬ ‫ي‬ ‫ث‬


‫ضيح ُح ْك م اجلهاد وفضله‪.‬‬
‫‪ -‬ت َْو ُ‬

‫ي‬ ‫ق‬ ‫ة‬


‫‪َ -‬ب ُ‬
‫يان أخالقيات اجلهاد يف اإلسالم‪.‬‬

‫ا‬ ‫د‬
‫دير رمحة اإلسالم يف ترشيع اجلهاد‪.‬‬
‫‪َ -‬ت ْق ُ‬

‫د‬‫ع‬‫إل‬
‫د‬‫ا‬
‫م ا ْل َق ْبل ُّ‬
‫ِي‬ ‫ع ُّل ُ‬
‫ال َّت َ‬

‫ل‬‫ا‬‫و‬ ‫مكة ا ُمل َّ‬


‫الص دِّ والعذاب‬
‫كرمة‪ ،‬وواجه هو و َم ْن آمن معه خمتلف أشكال َّ‬ ‫سي دنا رسول اهلل ﷺ دعوته يف َّ‬‫بدأ ِّ‬

‫ا‬‫ر‬ ‫م‬
‫استمروا يدعون‬ ‫واالضطهاد َّمم ْن عارض وا دعوته‪ ،‬لك َّنه صرب ﷺ مع صحابته ‪ ،‬ومل ُي قابِل وا العدوان ِ‬
‫بم ْث له‪ ،‬بل‬
‫ّ‬

‫ج‬
‫لكن املرشكني‬ ‫حل َس نة‪ .‬بعد ذلك هاجر ﷺ وأصحابه ‪ ‬إىل املدينة ا ُمل َّ‬
‫نورة‪َّ ،‬‬ ‫إىل اإلسالم باحلكمة واملوعظة ا َ‬

‫ة‬‫ع‬
‫ولما ازداد أذى املرشكني َأ ِذن اهلل تعاىل للمسلمني‬
‫استمروا يف عدواهنم‪ ،‬وماولة َص دِّ املسلمني عن دينهم‪ّ .‬‬ ‫ّ‬
‫بالقتال‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ﴾ [احلج‪.]٣9 :‬‬
‫س َت ْذ ِك ُر َو ُأ َع ِّد ُد‬
‫َأ ْ‬
‫ور ًّدا للعدوان‪.‬‬ ‫ُأ َع دِّ ُد بعض املعارك التي خاضها النبي ﷺ وأصحابه ‪ً ‬‬
‫دفاعا عن دين اهلل تعاىل‪َ ،‬‬
‫‪...................................................................................................................................‬‬

‫م َوال َّت ْح ُ‬
‫ليل‬ ‫ا ْل َف ْ‬
‫ه ُ‬

‫الصالةُ‪،‬‬
‫مود ُه َّ‬ ‫اإل ْس ُ‬
‫الم‪َ ،‬و َع ُ‬ ‫س َْ‬
‫األ ْم ِر ْ ِ‬ ‫«ر ْأ ُ‬
‫اجلهاد فريضة عظيمة من فرائض اإلسالم‪ .‬قال رسول اهلل ﷺ‪َ :‬‬
‫سبيل اهللِ» [رواه الرتمذي]‪.‬‬
‫ِ‬ ‫هاد يف‬ ‫نام ِه ْ ِ‬
‫اجل ُ‬ ‫َو ُذر َو ُة س ِ‬
‫ْ َ‬

‫‪37‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫ريط ُة ال َّت ْنظيمِ َّي ُة‬
‫ا ْل َخ َ‬

‫اجلهاد يف اإلسالم‬

‫أخالقيات اجلهاد يف اإلسالم‬ ‫ُح ْكمه‪ ،‬وفضله‬ ‫مفهومه‪ ،‬ومراتبه‬

‫جعة‬
‫اخلاص‬
‫ِّ‬ ‫اجلهاد باملعنى‬ ‫العام‬
‫اجلهاد باملعنى ِّ‬

‫اجلهاد بالنفس اجلهاد باملال اجلهاد بالكلمة‬

‫لمرا‬
‫ادوا‬
‫مفهوم اجلهاد‪ ،‬ومراتبه‬ ‫َّأو ًال‬
‫ُيط َل ُق اجلهاد عىل معنيني رئيسني‪ ،‬مها‪:‬‬

‫إلعد‬ ‫أ ‪ .‬اجلهاد باملعنى العا ِّم‪ :‬يراد به َب ْذل ُ‬


‫وأحبه (مثل‪ :‬إقامة الصالة‪،‬‬
‫َّ‬ ‫الو ْسع والطاقة يف فعل ما أمر اهلل تعاىل به‪،‬‬

‫قيد ا‬
‫وحتمل املسـؤولية املجتمعية‪ ،‬وااللتزام بالقانـون)‪،‬‬
‫ومسـاعـدة املحتاجني‪ ،‬ودعـوة الناس إىل اخلري‪ُّ ،‬‬
‫ش)‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﲓ ﲔ ﲕ‬ ‫واجتناب ما هنى عنه‪ ،‬وكرهه‪( ،‬مثل‪ :‬الكذب‪ ،‬وشهادة الزور‪ِ ،‬‬
‫والغ ِّ‬

‫ثيقة‬
‫ﲖ ﲗ‪[ ﴾฀‬احلج‪.]78 :‬‬

‫و‬
‫ِ‬
‫قاش‬‫ض َّي ٌة ِلل ِّن‬
‫َق ِ‬

‫ثم ُأ َب ِّ ُ‬ ‫ُ ِ‬
‫ي عالقة‬ ‫أناق ُش زمالئي‪/‬زمياليت يف أسباب وقوع الناس يف الذنوب واملعايص واستمرارهم فيها‪َّ ،‬‬
‫ذلك باجلهاد‪........................................................................................ .‬‬

‫ودفاعا عن‬
‫ً‬ ‫اخلاص‪ :‬يراد به َب ْذل ُ‬
‫الو ْسع والطاقة يف ماربة املعتدين؛ إعال ًء لكلمة اهلل تعاىل‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ب‪ .‬اجلهاد باملعنى‬
‫الوطن وأمن املجتمع‪.‬‬
‫الخاص على مراتب ِع َّدة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫يأتي الجهاد بالمعنى‬
‫‪ .1‬الجهاد بالنفس‪ :‬يكون ذلك بمباشة القتال‪ ،‬و َب ْذل النفس يف سبيل اهلل تعاىل؛ ً‬
‫دفاعا عن الدين والوطن‪.‬‬
‫قال تعاىل‪﴿ :‬ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ‬
‫ﲵ ﲶﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄﳅ‬
‫ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ﴾ [التوبة‪ . ]١١١ :‬وهذه املرتبة من اجلهاد‬
‫يق هلم خوض غمره من دون إذن ويل األمر‪.‬‬
‫هي من مسؤولية الدولة ال األفراد؛ إذ ال ُّ‬
‫‪38‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫‪ .2‬الجهاد بالمال‪ :‬يكون ذلك بتقديم املال الالزم لتجهيز اجليش‪ ،‬وتزويده باألسلحة واملؤونة وما َيلزم‬
‫ملواجهة األعداء‪ ،‬بم يف ذلك بناء املصانع احلربية‪ ،‬وجتهيز املستشفيات‪ ،‬ورعاية عائالت املجاهدين‪.‬‬
‫قـال تعاىل‪﴿ :‬ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ﴾‬
‫ف غا ِز ًيا يف َأ ْه ِل ِه َف َق ْد َغزا» [رواه‬
‫[األنفال‪ ،]6٠:‬وقال رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬م ْن َج َّه َز غا ِز ًيا َف َق ْد َغزا‪َ ،‬و َم ْن َخ َل َ‬
‫البخاري ومسلم]‪.‬‬
‫‪ .3‬الجهاد بالكلمة‪ :‬يكون ذلك بإبداء الرأي واملشورة‪ ،‬واإلعالم والتعبئة املعنوية؛ فقد طلب رسول اهلل‬
‫(اه ُج ُه ْم‪:‬‬ ‫«اه ُج ُه ْم َو ِج ْرب ُ‬
‫يل َم َع َ‬
‫ك» [رواه البخاري] ْ‬ ‫حسان بن ثابت ‪ ‬أنْ هيجو املرشكني‪ ،‬فقال ﷺ‪ْ :‬‬
‫ﷺ إىل ّ‬

‫ث‬‫و‬
‫ذ َّمهم)‪.‬‬

‫ُحكْم اجلهاد‪ ،‬وفضله‬

‫ق‬ ‫ة‬‫ق‬ ‫ي‬ ‫ثاني ا‬


‫ً‬

‫ا‬ ‫د‬ ‫ي‬


‫ور ِّد العدوان عن‬
‫فرض اإلسالم اجلهاد لدوره الفاعل يف املحافظة عىل الدين‪ ،‬وإعالء كلمة اهلل تعاىل‪َ ،‬‬

‫إل‬
‫املسلمني وأوطاهنم‪ .‬قال تعاىل‪﴿:‬ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ‪฀‬‬

‫د‬‫ع‬
‫ﳋ﴾ [البقرة‪.]١9٠ :‬‬

‫د‬‫ا‬
‫َأ َت َو َّق ُ‬
‫ف‬ ‫واألصل في الجهاد أنَّه فرض كفاية‪ ،‬بحيث إذا قام به‬

‫ل‬‫ا‬‫و‬
‫قسم الفرض قسمي‪ ،‬مها‪ :‬فرض العي؛‬ ‫ُي َ‬ ‫بعض املسلمني سقط اإلثم عن الباقني‪ ،‬لك َّنه يصبح فرض‬

‫ر‬ ‫م‬
‫وهو ما جيب عىل ِّ‬
‫كل مسلم أنْ يقوم به مثل‬ ‫عينة‪ ،‬مثل إعالن رأس الدولة النفري العام‪،‬‬
‫عين في حاالت ُم َّ‬

‫ج‬‫ا‬
‫الصلوات اخلمس‪ .‬وفرض الكفاية؛ وهو‬ ‫أشخاصا بذلك‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﱤ ﱥ‬
‫ً‬ ‫أو تكليفه‬

‫ع‬
‫ما جيب أنْ تقوم به جمموعة كافية من ُ‬

‫ة‬
‫األ َّمة‪،‬‬ ‫ﱦﱧﱨﱩﱪﱫﱬﱭﱮﱯ‬
‫ِ‬
‫فإنْ مل يقم به أحد َأثموا ً‬
‫مجيعا‪ ،‬مثل‪ :‬اجلهاد‪،‬‬ ‫ﱰ ﱱ ﱲﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ‬
‫وصالة اجلنازة‪.‬‬ ‫ﱸﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ﴾‬
‫[التوبة‪.]٣8:‬‬
‫ً‬
‫عظيم؛ فقد وعد اهلل ‪ ‬املجاهدين باألجر العظيم‪ .‬قال‬ ‫َّأكد اإلسالم أنَّ للجهاد واملجاهدين ً‬
‫فضال‬
‫تعاىل‪﴿:‬ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ﴾ [النساء‪ .]74 :‬وقد جعل النبي ﷺ‬
‫ِِ‬ ‫أي العمل أفضل؟ فقال‪« :‬إِ ٌ ِ‬ ‫اجلهاد أفضل األعمل بعد اإليمن؛ إذ ُسئِل ﷺ‪ُّ :‬‬
‫يمن بِاهلل َو َرسوله» قيل‪َّ :‬‬
‫ثم ماذا؟‬
‫حذر القرآن الكريم‬ ‫ور» [رواه البخاري ومسلم]‪ .‬وقد َّ‬ ‫هاد يف س ِ ِ‬ ‫قال‪ِ ْ :‬‬
‫بيل اهلل» قيل‪َّ :‬‬
‫ثم ماذا؟ قال‪َ :‬‬
‫«ح ٌّج َم ْرب ٌ‬ ‫«اجل ُ َ‬
‫من ترك اجلهاد‪ ،‬والتقاعس عنه؛ ِملا يف ذلك من َم ْدعاة لعذاب اهلل ‪ ‬يف الدنيا؛ بأنْ ُيس َّلط عليهم األعداء‪،‬‬
‫و ُيل َقوا يف النار يوم القيامة؛ لرتكهم هذا الواجب العظيم‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ‬
‫ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ﴾ [التوبة‪.]٣9 :‬‬

‫‪39‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫َأ ْ‬
‫س َت ِد ُّل بـ‬

‫َأ ْس َت ِد ُّل باآلية الكريمة اآلتية عىل احلالة التي يكون فيها اجلهاد فرض عني‪:‬‬
‫قال تعاىل‪﴿ :‬ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ‬
‫ﱲﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ﴾‬
‫[التوبة‪.]٣8 :‬‬
‫‪.......................................................................................................‬‬

‫جعة‬
‫لمرا‬
‫أخالقيات اجلهاد يف اإلسالم‬ ‫ثال ثًا‬

‫ادوا‬
‫هتيأت دواعيها وأسباهبا‪.‬‬ ‫الس ْلم بني الناس‪ ،‬وعدم اللجوء إىل احلرب ّإال إذا َّ‬ ‫حرص اإلسالم عىل إشاعة َّ‬
‫«وا َّل ِذي َن ْف ِس بِ َي ِد ِه‪َ ،‬ال َي ْس َأ ُل ِ‬
‫وين‬ ‫سيدنا رسول اهلل ﷺ الصلح يوم احلديبية حني قال‪َ :‬‬ ‫يدل عىل ذلك‪ ،‬تفضيل ِّ‬ ‫و ّمما ُّ‬

‫إلعد‬
‫اها» [رواه البخاري]‪.‬‬ ‫ون ِفيها ُحر َم ِ‬
‫ات اهللِ إِ َّال َأ ْع َط ْي ُت ُه ْم إِ َّي َ‬ ‫ُخ َّط ًة ُي َع ِّظ ُم َ‬
‫ُ‬
‫أهمها‪:‬‬
‫حددةً‪ُّ ،‬‬ ‫َ‬
‫ضوابط ُم َّ‬ ‫ولهذا وضع اإلسالم للجهاد‬

‫قيد ا‬
‫أ ‪ .‬عدم االعتداء على اآلخرين بغير وجه حقٍّ ‪ ،‬مثل‪ :‬هتديد اآلمنني وترويعهم‪ ،‬أو االعتداء عىل البيئة واحلياة‬

‫ثيقة‬
‫فيها‪ ،‬مثل‪ :‬قتل احليوانات‪ ،‬وحرق األشجار أو قطعها‪ ،‬وهدم املنازل وقتل املدنيني‪.‬‬
‫ب‪ .‬أمر اإلسالم بالتمييز بين المحاربين وغير المحاربين من األطفال والنساء؛ فحني وجد رسول اهلل ﷺ امرأة‬

‫و‬
‫«ال َت ْق ُت ُلوا ُذري ًة َو َال َع ِ‬
‫ثم قال ألصحابه‪َ :‬‬ ‫ِِ ِ ِ‬
‫سي ًفا» [رواه‬ ‫ِّ َّ‬ ‫مقتولة يف إحدى الغزوات قال‪َ « :‬ما َكان َْت َهذه ل ُت َقات َل»‪َّ ،‬‬
‫أجريا عىل حفظ الدواب)‪ ،‬وكان من وصيته ﷺ للمجاهدين‪:‬‬ ‫ِ‬
‫أمحد] ( ُذ ِّر َّي ًة ‪ :‬نسل اإلنسان‪ .‬واملراد يف هذا احلديث هو النساء‪َ ،‬عسي ًفا‪ً :‬‬

‫يدا» [رواه مسلم] ( تَغُ ُّلوا‪ :‬تأخذوا من الغنائم دون إذن ويل األمر)‪.‬‬‫«ال تَغْ ِد ُر ُوا‪َ ،‬و َال تَغُ ُّلوا‪َ ،‬و َال ت َُم ِّث ُلوا‪َ ،‬و َال َت ْق ُت ُلوا َولِ ً‬
‫َ‬
‫الحرص على التزام العهود والمواثيـق وعدم نقضهـا‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ‬
‫ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ‪[ ﴾฀‬التوبة‪.]4 :‬‬

‫ُأقار ُ‬
‫ِن‬

‫ُ‬
‫أقا ِرنُ بني حقيقة اجلهاد وأخالقياته يف اإلسالم وما يقوم به بعض ا ُمل ِّ‬
‫تطرفني (أفراد‪ ،‬أو مجاعات‪ ،‬أو دول)‬
‫من ممارسات ُختالِف ذلك‪.‬‬
‫‪.......................................................................................................‬‬

‫‪40‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫س ُع‬ ‫إل ْث ُ‬
‫راء َوال َّت َو ُّ‬ ‫اْ ِ‬
‫َم ر تشريع الجهاد بم راحل عديدة‪ُ ،‬ي ِ‬
‫مك ن إجمالها في مرحلتين‪ ،‬هما‪:‬‬ ‫َّ‬
‫القوة واستخدام السالح؛ فقد مكث النبي‬ ‫المرحلة األولى‪ :‬اجلهاد بالدعوة والكلمة وعدم اللجوء إىل َّ‬
‫عقديا‬
‫ًّ‬ ‫كرمة يدعو الناس إىل اإلسالم‪ ،‬و ُي ّريب َم ْن آمن وا بدعوته‪ ،‬و ُي ِع ُّدهم إعدا ًدا‬
‫مكة ا ُمل َّ‬
‫ﷺ ثالثة عرش عا ًم ا يف َّ‬
‫ف عن قتاهلم‪.‬‬ ‫وأخالقي ا‪ ،‬ويأمرهم بالصرب عىل أذى املرشكني‪ ،‬و َ‬
‫الك ِّ‬ ‫ًّ‬
‫القوة‪ ،‬وذلك بعد هجرة النبي ﷺ واملسلمني إىل املدينة ا ُمل َّ‬
‫نورة‪،‬‬ ‫المرحلة الثانية‪ :‬اإلذن بالقتال واستخدام َّ‬

‫ث‬‫و‬
‫ور ِّد العدوان‪ .‬قال تعاىل‪:‬‬ ‫حيث َق ِو َي ْت شوكتهم‪ ،‬واستمر عدوان املرشكني عليهم‪ِ َ ،‬‬
‫فأذن اهلل سبحانه هلم بالقتال َ‬

‫ي‬
‫َّ‬

‫ة‬‫ق‬
‫﴿ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ‬

‫ي‬ ‫ق‬
‫بر ِّد العدوان‪ .‬قال تعاىل‪ ﴿ :‬ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂﲃ‬
‫ﱖ ﱗ﴾ [احلج‪ .]4٠- ٣9 :‬بعد ذلك أمرهم ‪َ ‬‬

‫ا‬ ‫د‬
‫ﲄ ﲅ ﲆ﴾ [البقرة‪ .]١94:‬فعمل املسلمون عىل َر ِّد عدوان املرشكني بمثله استجاب ًة ألمر اهلل تعاىل‪ .‬وا ُمل ِّ‬
‫تتب ع‬

‫ع‬‫إل‬
‫سرية النبي ﷺ جيد أنَّ املرشكني هم الذين بدؤوا االعتداء عىل املسلمني‪ ،‬وحاول وا َر َّدهم عن دينهم‪ ،‬وإخ راجهم‬

‫ا‬‫د‬
‫من ديارهم‪ ،‬ومنع الناس من الدخول يف اإلسالم‪.‬‬

‫ل‬‫ا‬‫و‬ ‫د‬ ‫ص َو ٌر ُم ْ‬
‫ش ِر َق ٌة‬ ‫ُ‬

‫ا‬‫ر‬ ‫م‬
‫يف احلادي والعرشين من شهر آذار عام ‪١968‬م‪،‬‬

‫ج‬
‫قوات االحتالل اإلرسائيلية عىل األرايض األردنية‪،‬‬
‫اعتدت ّ‬

‫ة‬‫ع‬
‫فتصدت هلا‬
‫َّ‬ ‫وحاولت احتـالل بعض األجـ زاء منها‪،‬‬
‫القـوات ا ُمل س َّلحـة األردنيـة (اجليش العريب) ببسالة يف‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫معركة الك رامة‪ ،‬وأحلقت هبا هزيمة نك راء ُم ذ َّلة‪.‬‬

‫فاد ُة‬ ‫م ا ْل ُم ْ‬
‫س َت َ‬ ‫ا ْلقِ َي ُ‬

‫ص بعض ِ‬
‫الق َيم املستفادة من الدرس‪.‬‬ ‫َأ ْس َت ْخ ِل ُ‬
‫‪َ )1‬أت ََمث َُّل مفهوم اجلهاد َوف ًقا ألخالقياته‪.‬‬
‫‪.................................................................................................. )2‬‬
‫‪.................................................................................................. )3‬‬

‫‪41‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫راج َع ُة‬
‫ويم َوا ْل ُم َ‬
‫ُ‬ ‫ال َّت ْق‬

‫العام‪.‬‬
‫اخلاص ومفهوم اجلهاد باملعنى ِّ‬
‫ِّ‬ ‫‪ُ 1‬أ َف ِّر ُق بني مفهوم اجلهاد باملعنى‬
‫‪ُ 2‬أ َب ِّ ُ‬
‫ي مراحل ترشيع اجلهاد يف اإلسالم‪.‬‬
‫‪ُ 3‬أ َو ِّض ُح ُح ْكم اجلهاد يف اإلسالم‪.‬‬
‫‪ُ 4‬أ َب ِّ ُ‬
‫ي داللة ٍّ‬
‫كل من النصني الرشعيني اآلتيني‪:‬‬

‫جعة‬
‫أ ‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ‬

‫ﲌ ﲍ ﲎ ﲏﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ‪.﴾฀‬‬

‫لمرا‬
‫ب‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ﴾‪.‬‬
‫‪َ 5‬أ ْذ ُك ُر ثال ًثا من فضائل اجلهاد‪.‬‬

‫ادوا‬ ‫‪ُ 6‬أ َو ِّض ُح احلكمة من أمر املسلمني باجلهاد‪.‬‬

‫إلعد‬
‫‪ُ 7‬أ َعدِّ ُد ثالث ًة من أخالق اإلسالم يف اجلهاد‪.‬‬

‫‪َ 8‬أ ْخ ُ‬
‫تار اإلجابة الصحيحة يف ٍّ‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬

‫قيد ا‬
‫اخلاص‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫‪ُ .1‬ف ِرض اجلهاد بمعناه‬

‫ثيقة‬
‫ب‪ .‬بعد اهلجرة إىل احلبشة‪.‬‬ ‫أ‪ .‬قبل اهلجرة‪.‬‬

‫و‬
‫د ‪ .‬منذ بداية الدعوة‪.‬‬ ‫جـ‪ .‬بعد اهلجرة إىل املدينة ا ُمل َّ‬
‫نورة‪.‬‬
‫اخلاص‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫‪ .2‬إحدى اآلتية ال ُمتثِّل مراتب اجلهاد بمعناه‬
‫ب‪ .‬األمر باملعروف‪ ،‬والنهي عن ا ُمل َ‬
‫نكر‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬مباشة القتال يف املعركة‪.‬‬
‫د ‪ .‬تقديم الرأي واملشورة‪.‬‬ ‫جـ‪ .‬تقديم املال الالزم للحرب‪.‬‬
‫‪ .3‬ذروة سنام اإلسالم كم ذكر النبي ﷺ هي‪:‬‬
‫ب‪ .‬الزكاة‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬الصالة‬
‫د ‪ .‬العدل‪.‬‬ ‫جـ‪ .‬اجلهاد‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫الوحدة الثانية‬

‫قال تعاىل‪﴿ :‬ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ﴾‬

‫جهود علماء المسلمين في خدمة القرآن الكريم‬ ‫‪1‬‬

‫ث‬‫و‬
‫العزيمة والرخصة‬

‫ي‬
‫‪2‬‬

‫ق‬ ‫ة‬‫ق‬
‫معركة مؤتة (‪8‬هـ)‬ ‫‪3‬‬ ‫دروس‬

‫د‬ ‫ي‬
‫الوحدة الثانية‬

‫ا‬
‫حرمات من النساء‬
‫الم َّ‬
‫ُ‬ ‫‪4‬‬

‫د‬‫ع‬‫إل‬
‫التعايش اإلنساني‬

‫ا‬
‫‪5‬‬

‫ا‬‫و‬ ‫د‬
‫الحقوق االجتماعية للمرأة في اإلسالم‬

‫ل‬
‫‪6‬‬

‫ا‬‫ر‬ ‫م‬
‫ة‬‫ع‬ ‫ج‬

‫‪43‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫جهود علماء المسلمين في‬ ‫الدرس‬
‫خدمة القرآن الكريم‬ ‫‪1‬‬

‫تاجات ال َّت َع ُّل ِ‬


‫م‬ ‫ُ‬ ‫ِن‬

‫ُيتو َّقع من الطلبة تحقيق النتاجات اآلتية‪:‬‬

‫جعة‬
‫‪ِ -‬ذكْ ُر ج وانب خدمة الق رآن الك ريم والعناية به‪.‬‬
‫يان أبرز جهود الصحابة والتابعني يف خدمة الق رآن الك ريم‪.‬‬ ‫‪َ -‬ب ُ‬

‫لمرا‬
‫أهم اجلهود املعارصة يف خدمة الق رآن الك ريم‪.‬‬
‫ضيح ِّ‬
‫‪ -‬ت َْو ُ‬

‫ادوا‬
‫دير ما بذله العلمء من جهود يف خدمة الق رآن الك ريم‪.‬‬
‫‪َ -‬ت ْق ُ‬

‫إلعد‬ ‫م ا ْل َق ْبل ُّ‬


‫ِي‬ ‫ع ُّل ُ‬
‫ال َّت َ‬

‫قيد ا‬
‫تك َّفل اهلل تعاىل بحفظ القرآن الكريم من ِّ‬
‫أي حتريف أو تبديل‪ .‬لذلك مل تعرف البرشية عىل َم ِّر تارخيها‬

‫ثيقة‬
‫الطويل كتا ًبا لقي من العناية واالهتمم واحلفاظ عليه مثل ما لقي القرآن الكريم‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﲇ ﲈ ﲉ‬
‫ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ﴾ [احلجر‪.]9 :‬‬

‫و‬
‫َأ ْ‬
‫س َت ْن ِت ُج‬
‫ِملاذا تك َّفل اهلل تعاىل بحفظ الق رآن الكريم؟‬
‫‪...................................................................................................................................‬‬

‫م َوال َّت ْح ُ‬
‫ليل‬ ‫ا ْل َف ْ‬
‫ه ُ‬

‫سيدنا ممد ﷺ‪ .‬وقد شملت‬


‫بذل املسلمون جهو ًدا كبري ًة يف خدمة القرآن الكريم منذ بدء نزوله عىل ِّ‬
‫هذه اجلهود جوانب ُمتعدِّ دة‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫ريط ُة ال َّت ْنظيمِ َّي ُة‬
‫ا ْل َخ َ‬
‫جهود علامء‬
‫الطباعة‬ ‫خدمة القرآن‬ ‫املسلمي يف خدمة‬ ‫كتابة القرآن‬
‫الرتمجة‬ ‫الكريم يف العرص‬ ‫القرآن الكريم‬ ‫الكريم‬
‫اخلدمات التقنية‬ ‫احلديث‬

‫إنشاء املؤسسات‬
‫ضبط ا ُمل َ‬
‫صحف‬ ‫مجع القرآن‬
‫الرشيف‬ ‫حفظ القرآن‬ ‫الكريم ون َْسخه‬

‫و‬
‫الكريم‪ ،‬وتعليمه‪،‬‬

‫ي‬ ‫ث‬
‫ونرشه‬

‫ي‬ ‫ق‬ ‫ة‬‫ق‬


‫ا‬ ‫د‬
‫كتابة القرآن الكريم‬ ‫َّأو ًال‬

‫إل‬
‫ُكتِب الق رآن الكريم ً‬

‫ع‬
‫سي دنا رسول اهلل ﷺ بأيدي ُك ّت اب الوحي؛ وهم جمموعة من الصحابة‬ ‫كامال يف عهد ِّ‬

‫ا‬‫د‬
‫سي دنا رسول اهلل ﷺ هلذه املهمة اجلليلة؛ فك َّلم نزل عليه شء من‬
‫الك رام املاهرين يف الكتابة‪ ،‬الذين اختارهم ِّ‬

‫و‬ ‫د‬
‫الق رآن الكريم دعا بعضهم ليكتبوه يف موضعه من الق رآن الكريم‪ .‬ومن هؤالء الصحابة الك رام‪ :‬الخلفاء‬

‫ل‬‫ا‬
‫ينقض زمن النبي ﷺ حتى حفظ الصحابة الك رام ‪‬‬ ‫ِ‬ ‫ال راشدون‪ ،‬وزيد بن ثابت‪ُ ،‬وأبي بن كعب ‪ .‬ومل‬

‫ر‬ ‫م‬
‫غيب ا يف صدورهم‪ ،‬وكتاب ًة عىل السطور‪.‬‬

‫ا‬
‫آيات الق رآن الكريم ً‬

‫ع‬ ‫ج‬
‫ُأ َف ِّ‬

‫ة‬
‫ك ُر‬

‫ُأ َف ِّك ُر يف داللة حرص النبي ﷺ عىل كتابة القرآن الكريم بني يديه ً‬
‫كامال قبل وفاته‪.‬‬
‫‪....................................................................................................‬‬

‫مجع القرآن الكريم ون َْسخه‬ ‫ثاني ا‬


‫ً‬
‫صح ف واحد‪ّ .‬‬
‫فلم‬ ‫جمموعا يف ُم َ‬
‫ً‬ ‫تفرقة‪ ،‬ومل يكن‬
‫كان الق رآن الكريم يف عهد النبي ﷺ مكتو ًبا يف ُص ُح ف ُم ِّ‬
‫ارتد كثري من الناس عن اإلسالم‪ ،‬وحارب وا املسلمني فيم ُس ِم َّي حروب‬ ‫الصديق ‪ ‬اخلالفة‪ ،‬و َّ‬
‫ّ‬ ‫سي دنا أبو بكر‬
‫توىل ِّ‬‫ّ‬
‫الخطاب ‪ ‬عىل اخلليفة أيب‬‫ّ‬ ‫سي دنا عمر بن‬ ‫الر َّدة‪ ،‬واس ُتش ِهد عدد كبري من ُق ّراء الق رآن الكريم ُ‬
‫وح ّفاظه؛ أشار ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صح ف‬ ‫صح ف واحد خشية ضياعه‪ ،‬فأمر بجمع الق رآن الكريم يف ُم َ‬ ‫الصديق ‪ ‬بجمع الق رآن الكريم يف ُم َ‬ ‫ّ‬ ‫بكر‬
‫سي دنا أيب بكر ‪ .‬وبعد وفاته ‪ُ ،‬ح ِف ظ‬‫صح ف الرشيف عند ِّ‬ ‫إن انتهت عملية اجلمع حتى ُح ِف ظ ا ُمل َ‬ ‫واحد‪ .‬وما ِ‬
‫السي دة حفصة بنت عمر ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ثم عند أ ِّم املؤمنني ِّ‬‫سي دنا عمر ‪َّ ،‬‬
‫صح ف عند ِّ‬ ‫الم َ‬ ‫ُ‬
‫‪45‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫سي دنا عثمان بن ع ّفان ‪ ،‬دخلت أق وام جديدة يف‬
‫وفي عهد ِّ‬
‫َأ َت َو َّق ُ‬
‫ف‬ ‫اإلسالم‪ ،‬وأ ّدى اختالفها يف اللهجة واللغة إىل اختالفها يف قـ راءة‬
‫طل ق عىل‬‫الرسـم العثمـاين‪ :‬اسـم ُأ ِ‬ ‫الق رآن الكريم‪ ،‬فأشار حذيفة بن اليمان ‪ ‬عىل اخلليفة أنْ ينسخ‬
‫الطريقة التي ُكتِ بت هبا كلمت الق رآن‬ ‫رسلت النسخ إىل‬‫صح ف الرشيف‪ ،‬فنسخ منه ِع َّدة نسخ‪ ،‬ثم ُأ ِ‬
‫ا ُمل َ‬
‫َّ‬
‫صحـ ف زمـن‬
‫َ‬ ‫الكريم وحروفـه يف ا ُمل‬ ‫ومكة واح ُت ِف ظ بنسخة واحدة‬
‫الشام‪ ،‬والبرصة‪ ،‬واليمن‪ ،‬ومرص‪َّ ،‬‬
‫سي دنا عثمن بن ع ّف ان ‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫منها يف املدينة ا ُمل َّ‬
‫نورة‪.‬‬
‫كل نسخة مع ِّل م م ِ‬
‫رسل مع ِّ‬ ‫وقد ُأ ِ‬

‫جعة‬
‫تقن لتعليم الناس تالوة‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الق رآن الكريم‪ ،‬فأخذ هؤالء الصحابة الك رام ُيع ِّلمون الناس الق رآن الكريم‪ُ ،‬وي ِّفظوهنم ّإياه‪ ،‬أمثال‪ :‬عبد اهلل بن‬

‫لمرا‬
‫عب اس ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫مسعود‪ ،‬وأبي موسى األشعري‪ ،‬وأبي بن كعب‪ ،‬وعبد اهلل بن ّ‬
‫الصديق واخلليفة عثمن بن ع ّفان ‪ ‬زيد بن ثابت ‪ ‬بمهمتي مجع الق رآن‬ ‫ّ‬ ‫وقد ك َّلف اخلليفة أبو بكر‬

‫ادوا‬
‫الكريم ون َْس خه‪ ،‬وقد ساعده يف عملية ال َّن ْس خ جمموعة من ُك ّتاب الوحي ‪ ‬الذين أ ّمت وا هذه العملية عىل أكمل‬
‫وجه‪ .‬وكان زيد بن ثابت ‪ ‬قد اختري هلاتني املهمتني العظيمتني بسبب مالزمته سي دنا رسول اهلل ﷺ‪ِ ،‬‬
‫وه َّمته‬

‫إلعد‬
‫ِّ‬
‫العالية‪ ،‬وفهمه الدقيق‪ ،‬وحفظه الكامل للق رآن الكريم‪.‬‬

‫قيد ا‬
‫ُأقار ُ‬
‫ِن‬

‫ثيقة‬
‫ُأقا ِرنُ بني عملية مجع القرآن الكريم وعملية ن َْسخه كم يف اجلدول اآليت‪:‬‬

‫و‬
‫عملية ال َّن ْسخ‬ ‫عملية الجمع‬ ‫وجه املقارنة‬
‫اخلليفة الذي َّمتت العملية يف عهده‬
‫اسم الصحايب الذي أشار بالعملية‬
‫سبب الرشوع يف العملية‬
‫ا ُملك َّلفون بالعملية‬
‫طبيعة العملية‬

‫حفظ القرآن الكريم‪ ،‬وتعليمه‪ ،‬ونرشه‬ ‫ثال ثًا‬


‫سي دنا رسول اهلل ﷺ املسلمني عىل حفظ الق رآن الكريم وتع ُّلمه وتعليمه‪ .‬قال رسول اهلل ﷺ‪:‬‬
‫َح َّث ِّ‬
‫ري ُك ْم َم ْن ت ََع َّل َم ا ْل ُق ْر َآن َو َع َّل َم ُه» [رواه البخاري]؛ فحفظ الق رآن الكريم عدد كبري من الصحابة الك رام ‪َّ ،‬‬
‫ثم‬ ‫«خ ْ ُ‬
‫َ‬
‫استمر ذلك بعد وفاته ﷺ‪.‬‬
‫َّ‬ ‫أرسل ﷺ عد ًدا منهم لتعليم القبائل املختلفة تالوة الق رآن الكريم وأحكامه‪ ،‬و‬
‫‪46‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫َأ ْب َ‬
‫ح ُ‬
‫ث َع ْن‬
‫َ‬
‫باستخدام الرمز املجاور (‪ ،)QR Code‬أ ْر ِج ُع إىل كتاب (نور اليقي يف سرية ِّ‬
‫سيد‬
‫ثم ُأ َحدِّ ُث زمالئي‪/‬زمياليت عن حادثة بئر معونة التي ورد ذكرها فيه‪.‬‬
‫املرسلي)‪َّ ،‬‬

‫ضبط ا ُمل َ‬
‫صحف الرشيف‬ ‫ابع ا‬
‫ر ً‬
‫سيدنا عثمان بن ع ّفان ‪ ‬خالية‬ ‫ِ‬
‫كانت املصاحف التي نُسخت يف عهد ِّ‬

‫ث‬‫و‬
‫من التنقيط وعالمات اإلعراب؛ ذلك أنَّ العرب اعتادت الكتابة عىل هذا‬

‫ق‬ ‫ي‬
‫ولكن ملّا َكث َُر عدد املسلمني‪ ،‬ودخل غري العرب يف‬
‫ْ‬ ‫النحو يف ذلك الوقت‪.‬‬

‫ق‬ ‫ة‬
‫اإلسالم‪َ ،‬ص ُع َب عليهم قراءة القرآن الكريم‪َ ،‬‬

‫ي‬
‫وكث َُر اخلطأ يف قراءته‪.‬‬

‫ا‬ ‫د‬
‫سيدنا علي بن أبي طالب ‪ ،‬ضبط أبو األسود الدؤلي‬ ‫ويف زمن ِّ‬

‫إل‬
‫ً‬
‫حفاظا‬ ‫صحف الشريف‪ ،‬فوضع عالمات ُّ‬
‫تدل على حركات اإلعراب؛‬ ‫الم َ‬‫ُ‬

‫ع‬
‫عىل القرآن الكريم من التبديل والتحريف‪ .‬ويف عهد الخليفة األموي عبد‬

‫د‬‫ا‬‫د‬
‫الملك بن مروان‪ ،‬قام التابعيان يحيى بن يعمر ونصر بن عاصم بنقط‬

‫ا‬‫و‬
‫المتشابِهة؛ لتمييز بعضها من بعض‪ ،‬مثل‪ :‬حرف الباء‪ ،‬والتاء‪،‬‬

‫ل‬
‫الحروف ُ‬

‫م‬
‫والثاء‪ ،‬واجليم‪ ،‬واحلاء‪ ،‬واخلاء‪ ،‬والراء‪ ،‬والزاي‪ ،‬والسني‪ ،‬والشني‪.‬‬

‫ج‬‫ا‬‫ر‬
‫ع‬
‫خدمة القرآن الكريم يف العرص احلديث‬ ‫خامس ا‬
‫ً‬

‫ة‬
‫استمرت خدمة الق رآن الكريم يف العرص احلديث‪،‬‬ ‫َّ‬
‫وظهر ذلك َج ِل ًّي ا يف أمور ِع َّدة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫صح ـف الرشيف‪،‬‬ ‫أ ‪ .‬الطباعـة‪ُ :‬ط بِ عت نسخ كثرية من ا ُمل َ‬
‫ثم ُوزِّعت يف خمتلف أنحاء العا َل م‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ب‪ .‬الترجمة‪ُ :‬ت ِرمج ت معاين الق رآن الكريم إىل معظم لغات‬
‫العا َل م؛ ُب غْ َي َة إيصال الق رآن الكريم إىل الناس كا َّف ًة‪ ،‬ونرش‬
‫الدعوة اإلسالمية‪.‬‬

‫ُأ َف ِّ‬
‫ك ُر‬

‫ُرتجم ألفاظ القرآن الكريم ترمجة حرفية؟‬


‫األخرى‪ ،‬ومل ت َ‬‫ُرمجت معاين القرآن الكريم إىل اللغات ُ‬‫ُأ َف ِّك ُر‪ :‬ملاذا ت ِ‬
‫‪....................................................................................................‬‬
‫‪47‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫الخدمات التقنية‪ :‬مثل‪ :‬إنشاء امل واقع اإللكرتونية‪ ،‬والقن وات الفضائية‪ ،‬وتطبيقات اهل واتف املحمولة؛ ما‬
‫سه ل الوصول إىل كثري من املعلومات ا ُمل تع ِّل قة بالق رآن الكريم‪ ،‬وألفاظه‪ ،‬ومعانيه‪ ،‬وعلومه‪.‬‬
‫َّ‬

‫َأ ْب َ‬
‫ح ُ‬
‫ث َع ْن‬

‫َأ ْس َتعيُ بأحد تطبيقات القرآن الكريم يف اهلواتف املحمولة‪َ ،‬و َأ ْب َح ُث فيه َع ْن‬
‫لفظ (القرآن)‪َ ،‬و َع ْن عدد املَ ّرات التي ورد فيها هذا اللفظ يف القرآن الكريم‪.‬‬

‫جعة‬
‫‪...................................................................‬‬

‫لمرا‬
‫د ‪ .‬إنشاء المؤسسات‪ :‬مثل اجلامعات وامل راكز واجلمعيات التي ت ُْع نى بتعليم الق رآن الكريم‪ ،‬وحتفيظه‪،‬‬
‫وتعليم أحكام تالوته وجتويده‪ ،‬وطباعة كتب علومه املختلفة‪.‬‬

‫ادوا‬
‫إلعد‬
‫س ُع‬ ‫إل ْث ُ‬
‫راء َوال َّت َو ُّ‬ ‫اْ ِ‬

‫قديم وحـديثًا بعلوم القـرآن‬‫اعتـنى العلمـاء ً‬

‫قيد ا‬
‫الكريم املختلفة‪ ،‬فظهـرت التفـاسري ا ُمل ِّ‬
‫تنـوعة‬
‫فرسين بالجانب‬ ‫واهتم بعض ا ُمل ِّ‬ ‫للقرآن الكريم‪،‬‬

‫ثيقة‬
‫َّ‬
‫الفقهي‪ ،‬مثل القرطبي يف كتابه (الجامع ألحكام‬

‫و‬
‫واهتم آخـرون بالجانب البالغي‪ ،‬مثل‬‫َّ‬ ‫القرآن)‪،‬‬
‫البيضـاوي يف كتـابه (أنـوار التنزيـل)‪ .‬وكذلك‬
‫ظهرت ُمؤ َّلفات ت ُْعنى بعلوم القرآن الكريم‪ ،‬مثل كتاب (البرهان في علوم القرآن) للزركشي‪.‬‬

‫فاد ُة‬ ‫م ا ْل ُم ْ‬
‫س َت َ‬ ‫ا ْلقِ َي ُ‬

‫ص بعض ِ‬
‫الق َيم املستفادة من الدرس‪.‬‬ ‫َأ ْس َت ْخ ِل ُ‬
‫‪ُ )1‬أ َقدِّ ُر جهود علمء املسلمني يف خدمة القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪.................................................................................................. )2‬‬
‫‪.................................................................................................. )3‬‬

‫‪48‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫راج َع ُة‬
‫ويم َوا ْل ُم َ‬
‫ُ‬ ‫ال َّت ْق‬

‫ب‪ .‬الرسم العثمين‪.‬‬ ‫ي مفهوم ٍّ‬


‫كل ّمما يأيت‪ :‬أ ‪ُ .‬ك ّتاب الوحي‪.‬‬ ‫‪ُ 1‬أ َب ِّ ُ‬
‫ي ثالثة جوانب خلدمة القرآن الكريم يف العرص احلديث‪.‬‬ ‫‪ُ 2‬أ َب ِّ ُ‬
‫‪ُ 3‬أ َع ِّل ُل ما يأيت‪:‬‬
‫الصديق ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أ ‪ .‬مجع القرآن الكريم يف عهد اخلليفة أيب بكر‬
‫ب‪.‬نسخ القرآن الكريم يف عهد اخلليفة عثمن بن ع ّفان ‪.‬‬
‫جـ‪.‬ظهور ترمجات ملعاين القرآن الكريم شملت خمتلف لغات َ‬
‫العامل‪.‬‬

‫ي‬ ‫ث‬‫و‬
‫قار ُن بني عمل أيب األسود الدؤيل وعمل ييى بن يعمر ونرص بن عاصم يف ضبط ا ُمل َ‬
‫صحف الرشيف‬ ‫‪ُ 4‬أ ِ‬

‫ة‬‫ق‬
‫كم يف اجلدول اآليت‪:‬‬

‫ي‬ ‫ق‬
‫يحيى بن يعمر ونصر بن عاصم‬ ‫أبو األسود الدؤلي‬ ‫وجه املقارنة‬

‫ا‬ ‫د‬
‫طريقة الضبط‬

‫ع‬‫إل‬
‫هدف الضبط‬

‫ا‬‫د‬
‫َ‬
‫‪ 5‬أ ْذ ُك ُر أمرين قام هبم املسلمون خلدمة القرآن الكريم زمن ِّ‬

‫د‬
‫سيدنا رسول اهلل ﷺ‪.‬‬

‫و‬
‫‪َ 6‬أ َض ُع إشارة (✓) بجانب العبارة الصحيحة‪ ،‬وإشارة (✘) بجانب العبارة غري الصحيحة فيم يأيت‪:‬‬

‫ل‬‫ا‬
‫) ُي َع ُّد كتاب (أنوار التنزيل) للبيضاوي من التفاسري التي ُعنِيت باألحكام الفقهية‪.‬‬

‫م‬
‫أ ‪(.‬‬

‫ا‬‫ر‬
‫) الصحايب اجلليل ُأيب بن كعب ‪ ‬هو أحد ُك ّتاب الوحي‪.‬‬ ‫ب‪( .‬‬

‫ج‬
‫) ُكتِب القرآن الكريم ً‬
‫كامال يف حياة النبي ﷺ‪.‬‬ ‫جـ‪( .‬‬

‫ة‬‫ع‬
‫) أ َّلف اإلمام الرازي كتاب (الربهان يف علوم القرآن)‪.‬‬ ‫د ‪(.‬‬
‫‪َ 7‬أ ْخ ُ‬
‫تار اإلجابة الصحيحة يف ٍّ‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬
‫‪ .1‬الصحايب اجلليل الذي مجع القرآن الكريم هو‪:‬‬
‫ب‪ .‬زيد بن ثابت ‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬عبد اهلل بن مسعود ‪.‬‬
‫د ‪ .‬سعيد بن زيد ‪.‬‬ ‫جـ‪ .‬زيد بن حارثة ‪.‬‬
‫ِ‬
‫صحف الشريف هو‪:‬‬ ‫المتشابِهة في ُ‬
‫الم َ‬ ‫‪ .2‬الخليفة الذي نُقطت في زمنه الحروف ُ‬
‫ب‪ .‬عمر بن ّ‬
‫اخلطاب ‪.‬‬ ‫الصديق ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫أ ‪ .‬أبو بكر‬
‫د ‪ .‬عبد امللك بن مروان ‪.‬‬ ‫جـ‪ .‬عثمن بن ع ّفان ‪.‬‬
‫السيدة‪:‬‬
‫صحف الرشيف بعد مجعه هي ِّ‬ ‫‪ُ .3‬أ ُّم املؤمنني التي ُح ِفظ عندها ا ُمل َ‬
‫ب‪ .‬ميمونة ‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬عائشة ‪.‬‬
‫د ‪ُ .‬أ ِّم سلمة ‪.‬‬ ‫جـ‪ .‬حفصة ‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫الدرس‬
‫العزيمة والرخصة‬
‫‪2‬‬

‫تاجات ال َّت َع ُّل ِ‬


‫م‬ ‫ُ‬ ‫ِن‬

‫ُيتو َّقع من الطلبة تحقيق النتاجات اآلتية‪:‬‬

‫جعة‬
‫يان مفهوم ٍّ‬
‫كل من‪ :‬العزيمة‪ ،‬والرخصة‪.‬‬ ‫‪َ -‬ب ُ‬
‫بكل من‪ :‬العزيمة‪ ،‬والرخصة‪.‬‬‫ضيح ُح ْك م العمل ٍّ‬
‫‪ -‬ت َْو ُ‬

‫لمرا‬
‫‪ِ -‬ذكْ ُر تطبيقات عىل الرخصة يف الرشيعة اإلسالمية‪.‬‬

‫ادوا‬
‫‪ -‬ا ْلتِز ُام أحكام اإلسالم من دون إف راط أو تفريط‪.‬‬

‫إلعد‬ ‫م ا ْل َق ْبل ُّ‬


‫ِي‬ ‫ع ُّل ُ‬
‫ال َّت َ‬

‫قيد ا‬
‫راعت ال رشيعة اإلسالمية أح وال ا ُمل ك َّل فني‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ﴾ [احلج‪]78:‬‬

‫ثيقة‬
‫حريصا عىل التخفيف عن الناس‪ ،‬ورفع املش َّق ة عنهم‪ .‬ومن ذلك أنَّه ﷺ كان إذا‬
‫ً‬ ‫سي دنا ممد ﷺ‬
‫وقد كان ِّ‬
‫ُخ ِّري بني أمرين اختار أي رسمها‪ ،‬ما مل يكن معصية‪ ،‬وكان النبي ﷺ إذا أرسل بعض أصحابه ‪ ‬لتعليم الناس‬

‫و‬
‫وتوجيههم‪ ،‬قال هلم‪َ « :‬ي ِّرسوا‪َ ،‬وال ت َُع ِّرسوا‪َ ،‬و َب ِّرشوا‪َ ،‬وال ُت َن ِّف روا» [رواه البخاري]‪.‬‬
‫جيب‬
‫ُ‬ ‫ك ُر َو ُأ‬
‫ُأ َف ِّ‬
‫ثم ُأ ُ‬
‫جيب عن السؤال الذي يليه‪:‬‬ ‫ُ‬
‫أ َف ِّك ُر يف املوقف اآليت‪َّ ،‬‬
‫أتم حامد‬
‫سافر حامد وعيل من الرمثا إىل العقبة ومها صائمن يف شهر رمضان املبارك‪ ،‬فأفطر عيل‪ ،‬يف حني َّ‬
‫صومه‪.‬‬
‫‪ -‬ما رأيك فيم فعله ٌّ‬
‫كل من حامد وعيل؟‬
‫‪........................................................................................................‬‬

‫م َوال َّت ْح ُ‬
‫ليل‬ ‫ا ْل َف ْ‬
‫ه ُ‬

‫الص َّحة‬ ‫ِم ْن ُي ْ ِ‬


‫رس الرشيعة اإلسالمية َّأهنا وضعت أحكا ًما تناسب الناس عىل اختالف أحواهلم من ِّ‬
‫والقوة والضعف‪ ،‬والسفر واإلقامة‪ ،‬وغري ذلك‪.‬‬
‫َّ‬ ‫واملرض‪،‬‬
‫‪50‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫ريط ُة ال َّت ْنظيمِ َّي ُة‬
‫ا ْل َخ َ‬

‫العزيمة والرخصة‬

‫ُح ْكم العمل بالعزيمة تطبيقات عىل الرخصة يف‬ ‫مفهوم الرخصة‬ ‫مفهوم العزيمة‬
‫الرشيعة اإلسالمية‬ ‫والعمل بالرخصة‬

‫ي‬ ‫ث‬‫و‬
‫مفهوم العزيمة‪ ،‬ومفهوم الرخصة‬ ‫َّأو ًال‬

‫ي‬
‫عاما جلميع املسلمني‪ ،‬مثل‪ :‬أداء‬
‫ترشيعا ًّ‬
‫ً‬

‫ق‬
‫العزيمة‪َ :‬أ ْخ ُذ ا ُملك َّلف باألحكام األصلية التي َ َ‬
‫ش َعها اهلل تعاىل‬

‫ة‬‫ق‬
‫ا‬ ‫د‬
‫تامة يف أوقاهتا‪ ،‬وصيام شهر رمضان‪.‬‬
‫الصلوات اخلمس َّ‬

‫إل‬
‫خاصة‪ ،‬مثل‪َ :‬ق ْرص الصالة الرباعية‬
‫ش َعه اهلل تعاىل من أحكام؛ ختفي ًفا عىل العباد يف حاالت َّ‬
‫الرخصة‪ :‬ما َ َ‬

‫ا‬‫د‬‫ع‬
‫يف السفر‪ ،‬ومجع الصالة يف السفر واملطر‪.‬‬

‫ل‬‫ا‬‫و‬ ‫د‬ ‫ُحكْم العمل بالعزيمة والعمل بالرخصة‬ ‫ثاني ا‬

‫م‬
‫ً‬

‫ا‬‫ر‬
‫ألهنا األصل الثابت بالدليل الرشعي‪ ،‬وال جيوز تركها ّإال لعذر شعي‪ّ .‬أم ا‬
‫العمل بالعزيمة واجب؛ َّ‬

‫ع‬ ‫ج‬
‫الرخصة فقد ُ ِ‬
‫شعت استثنا ًء من هذا األصل ألعذار تبيح ذلك‪ ،‬وحتقي ًق ا ملبدأ ُ‬
‫الي ْرس ورفع املش َّق ة‪ .‬قال‬

‫ة‬
‫تعاىل‪﴿ :‬ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓﱔ ﱕ ﱖ ﱗ﴾ [النساء‪.]٢8 :‬‬

‫ل َو ُأ َف ِّ‬
‫ك ُر‬ ‫َأ َت َأ َّم ُ‬

‫ثم ُأ َف ِّك ُر يف إجابة ما يليه‪:‬‬ ‫َ َ‬


‫أتَأ َّم ُل احلديث الرشيف اآليت‪َّ ،‬‬
‫ي ُّب َأنْ ت ُْؤتى َعزائِ ُم ُه» [رواه ابن ِح َّبان]‪.‬‬
‫ي ُّب َأنْ ت ُْؤتى ُر َخ ُص ُه َكم ُ ِ‬
‫هلل ُ ِ‬
‫قال رسول ﷺ‪« :‬إِنَّ ا َ‬
‫‪ِ )1‬ملاذا ُأضيفت الرخص والعزائم إىل اهلل تعاىل؟‬
‫‪....................................................................................................‬‬
‫‪ )2‬لو مل ُترشَ ع الرخص‪َ ،‬ف َك ْي َف ستكون حياة الناس؟‬
‫‪....................................................................................................‬‬

‫‪51‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫تطبيقات عىل الرخصة يف الرشيعة اإلسالمية‬ ‫ثال ثًا‬
‫بني اجلدول اآليت بعض هذه التطبيقات‪:‬‬
‫تعددت تطبيقات الرخص لتشمل خمتلف مناحي احلياة‪ .‬و ُي ِّ‬
‫َّ‬

‫الدليل‬ ‫سبب الرخصة‬ ‫الرخصة‬ ‫العزيمة‬ ‫العمل‬


‫ص‬ ‫«ر َّخ َ‬ ‫قال‪َ :‬‬ ‫طالب ‪َ ‬‬ ‫ٍ‬ ‫علي ِ‬
‫بن أيب‬ ‫املسح عىل ا ُ‬
‫خل َّفني‬
‫عن ِّ‬ ‫ْ‬
‫التيسري‬
‫سول اهللِ ﷺ يف ا ْل َم ْس حِ َعىل ا ْل ُخ َّف ْي ِن»‬
‫َل نا َر ُ‬ ‫عوضا عن غسل‬
‫ً‬
‫والتخفيف عىل‬

‫جعة‬
‫[رواه ابن ِح ّبان]‬ ‫القدمني يف‬
‫الناس‬ ‫استعمل املاء يف‬
‫الوضوء‬

‫لمرا‬
‫غسل أعضاء‬ ‫الوضوء‬
‫قال تعاىل‪﴿ :‬ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ‬
‫فقدان املاء‪ ،‬أو‬ ‫الوضوء‬

‫ادوا‬
‫ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ‬ ‫عوضا‬
‫التيم م ً‬
‫ُّ‬
‫تعذر استعمله‬ ‫ُّ‬
‫ﲴﲵﲶﲷﲸﲹ‬ ‫عن الوضوء‬

‫إلعد‬
‫بسبب املرض‬
‫ﲺ ﲻ﴾ [النساء‪]4٣ :‬‬

‫«ص ِّل قائِ ًم‪َ ،‬فإِنْ َ ْمل ت َْس َت ِط ْع‬


‫النبي ﷺ‪َ :‬‬ ‫قال ُّ‬
‫َ‬ ‫إباحة الصالة‬

‫قيد ا‬
‫الصل وات الوقوف ركن يف‬
‫ب» [رواه‬ ‫قاع ًدا‪َ ،‬ف إِنْ َ ْمل ت َْس َت ِط ْع َف َعىل َج ْن ٍ‬
‫َف ِ‬ ‫املرض‬ ‫قاعدا إنْ مل‬
‫ً‬
‫اخلمس صالة الفريضة‬

‫ثيقة‬
‫البخاري]‬ ‫يستطع الوقوف‬

‫قـال تعـاىل‪ ﴿ :‬ﱥ ﱦ ﱧ‪฀‬‬ ‫وجوب صيام اإلفطار يف رمضان‪،‬‬

‫و‬
‫السفر‪ ،‬أو‬ ‫صوم‬
‫ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ﴾‬ ‫ثم القضاء بعد‬
‫َّ‬ ‫شهر رمضان‬
‫املرض‬ ‫رمضان‬
‫[البقرة‪]١84 :‬‬ ‫ذلك‬ ‫عىل ا ُملك َّل ف‬

‫ع ُّلمي‬
‫ق َت َ‬ ‫ُأ َ‬
‫ط ِّب ُ‬

‫ي موطن األخذ بالرخصة يف املواقف اآلتية‪:‬‬ ‫ُأ َب ِّ ُ‬


‫‪َ )1‬ه َط َل مطر غزير‪ ،‬فجمع اإلمام صاليت املغرب والعشاء يف املسجد‪.‬‬
‫‪...................................................................................................‬‬
‫‪ )2‬أك َل ْت سحر ناسية أثناء صومها يف شهر رمضان املبارك‪ ،‬فأ َّمتت صومها‪.‬‬
‫‪...................................................................................................‬‬
‫‪ُ )3‬أصيب سامر بمرض جلدي‪ ،‬فنصحه الطبيب بلبس احلرير الطبيعي‪.‬‬
‫‪..................................................................................................‬‬

‫‪52‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫ص َو ٌر ُم ْ‬
‫ش ِر َق ٌة‬ ‫ُ‬

‫من الصور ا ُمل ِ‬


‫رشقة ما قام به آل يارس ؛ إذ أخذوا بالرخصة والعزيمة‪ ،‬فقد رفض يارس وزوجته ُس َم َّي ة ‪‬‬
‫وفضال املوت يف سبيل اهلل تعاىل عندما َّ‬
‫عذهبم أبو جهل‪ ،‬وأراد إك راههم‬ ‫النطق بكلمة الكفر ً‬
‫أخذا بالعزيمة‪َّ ،‬‬
‫عىل الكفر‪ ،‬يف حني أخذ ابنهم ّ‬
‫عمر ‪ ‬بالرخصة‪ ،‬فأجاب أبا جهل إىل ما أراد‪ ،‬وذكر آهلة قريش بخري‪ ،‬ونال‬
‫من رسول اهلل ﷺ من دون اعتقاد بذلك؛ لينجو من العذاب‪ ،‬فرتكه أبو جهل‪ّ .‬‬
‫فلم أتى رسول اهلل ﷺ‪ ،‬قال‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫«ك ْي َف‬
‫وذكر ُت آهلتهم بخري‪ ،‬قال ﷺ‪َ :‬‬ ‫ﷺ‪« :‬ما َورا َء َك؟»‪ ،‬قال‪ٌّ َ :‬‬
‫ش يا رسول اهلل‪ ،‬ما ُت ِركْ ُت حتى ن ْل ُت م ْن َك‪ْ ،‬‬

‫ي‬ ‫ث‬‫و‬
‫ك؟»‪ ،‬قال‪ :‬قلبي ُم طمئِن باإليمن‪ ،‬قال ﷺ‪َ « :‬ف إِنْ عادوا َف ُع ْد»‪ ،‬فأنزل اهلل تعاىل قوله‪﴿ :‬ﱭ ﱮ ﱯ‬ ‫َِ‬
‫جت ُد َق ْل َب َ‬

‫ة‬‫ق‬
‫ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ﴾ [النحل‪[ ]١٠6 :‬رواه احلاكم]‪.‬‬

‫ا‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫ق‬


‫إل‬
‫س ُع‬ ‫إل ْث ُ‬
‫راء َوال َّت َو ُّ‬ ‫اْ ِ‬

‫ا‬‫د‬‫ع‬
‫ت َُع ُّد قاعدة (المش َّقة تجلب التيسير) إحدى الق واعد الفقهية األساسية؛ وهي تعني أنَّ من مقاصد الرشيعة‬

‫د‬
‫و‬
‫اإلسالمية رفع احلرج واملش َّقة عن ا ُملك َّلفني‪ ،‬والتخفيف عنهم يف األح وال التي فيها مش َّقة‪ ،‬أو ُع ْرس‪ ،‬أو حرج‪.‬‬

‫م‬‫ل‬‫ا‬
‫جالس ا ملَ ْن َش َّق عليه القيام يف‬
‫ً‬ ‫فإذا َش َّق عىل اإلنسان أداء ال واجب األصيل‪ ،‬انتقل إىل الرخصة‪ ،‬مثل الصالة‬

‫ا‬‫ر‬
‫الصالة بسبب املرض‪ .‬وقد اس ُت ن بِ طت هذه القاعدة من قول اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ‬

‫ج‬
‫ﲬ﴾ [البقرة‪.]١8٥ :‬‬

‫ة‬‫ع‬
‫توج ب التخفيف هي املش َّق ة التي ُت ْف يض إىل رضر باإلنسان‪ ،‬مثل‪ :‬ذهاب نفسه‪ ،‬أو تلف‬ ‫واملش َّق ة التي ِ‬
‫تم ل‪.‬‬
‫شديدا ال ُي َ‬
‫ً‬ ‫تأخ ر شفائه‪ ،‬أو معاناته أملًا‬
‫عضو من أعضائه‪ ،‬أو زيادة مرضه‪ ،‬أو ُّ‬
‫الص داع اخلفيف‪.‬‬ ‫ّأما املش َّق ة املعتادة أو اليسرية فليست سب ًب ا للرخصة‪ ،‬مثل‪ُّ :‬‬
‫الزكام اليسري املعتاد‪ ،‬و ُّ‬

‫فاد ُة‬ ‫م ا ْل ُم ْ‬
‫س َت َ‬ ‫ا ْلقِ َي ُ‬

‫ص بعض ِ‬
‫الق َيم املستفادة من الدرس‪.‬‬ ‫َأ ْس َت ْخ ِل ُ‬
‫‪ُ )1‬أ َقدِّ ُر مرونة الرشيعة اإلسالمية و ُي ْرسها‪.‬‬
‫‪.................................................................................................. )2‬‬
‫‪.................................................................................................. )3‬‬

‫‪53‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫راج َع ُة‬
‫ويم َوا ْل ُم َ‬
‫ُ‬ ‫ال َّت ْق‬

‫‪ُ 1‬أ َب ِّ ُ‬
‫ي مفهوم ٍّ‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬
‫ب‪ .‬الرخصة‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬العزيمة‪.‬‬
‫ش َع اإلسالم الرخصة‪.‬‬ ‫‪ُ 2‬أ َع ِّل ُل‪َ َ :‬‬
‫‪َ 3‬أ ْذ ُك ُر مثالني تطبيقيني عىل العزيمة والرخصة كم يف اجلدول اآليت‪:‬‬
‫الدليل‬ ‫سبب الرخصة‬ ‫الرخصة‬ ‫العزيمة‬ ‫العمل‬

‫جعة‬
‫املسح عىل ا ُ‬
‫خل َّفني‬

‫لمرا‬
‫الوقوف ركن يف‬
‫صالة الفريضة‬

‫ادوا‬
‫‪َ 4‬أ ْس َت ْنتِ ُج أسباب الرخصة من النصني الرشعيني اآلتيني‪:‬‬

‫إلعد‬
‫أسباب الرخصة‬ ‫الرخصة‬ ‫النص الرشعي‬
‫قـال تعـاىل‪ ﴿ :‬ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ‬

‫قيد ا‬
‫ﲯﲰﲱﲲﲳﲴﲵﲶﲷﲸ‬

‫ثيقة‬
‫ﲹﲺﲻ﴾‬

‫قال تعاىل‪ ﴿ :‬ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ‬

‫و‬
‫ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ﴾‬

‫‪َ 5‬أ ْخ ُ‬
‫تار اإلجابة الصحيحة يف ٍّ‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬
‫‪ُ .1‬ح ْكم األخذ بالعزيمة هو‪:‬‬
‫ب‪ .‬مندوب‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬مباح‪.‬‬
‫د ‪ .‬مكروه‪.‬‬ ‫جـ‪ .‬واجب‪.‬‬
‫‪ .2‬إذا سافر أجمد من إربد إىل العقبة يف شهر رمضان‪:‬‬
‫أ ‪ .‬فال جيوز له اإلفطار ً‬
‫عمال بالعزيمة‪.‬‬
‫ب‪ .‬جاز له اإلفطار ً‬
‫عمال بالرخصة‪.‬‬
‫جـ‪ .‬مسافة السفر ال تبيح له اإلفطار‪.‬‬
‫د ‪ .‬جاز له اإلفطار؛ شط أنْ تَلحق به مشقَّة ال يستطيع الصوم معها‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫ستنبطة من قوله تعاىل‪﴿ :‬ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ﴾‪:‬‬
‫‪ .3‬من القواعد الفقهية ا ُمل َ‬
‫ِّ‬
‫بالشك‪.‬‬ ‫ب‪ .‬اليقني ال يزول‬ ‫أ ‪ .‬املشقَّة جتلب التيسري‪.‬‬
‫د ‪ .‬األمور بمقاصدها‪.‬‬ ‫جـ‪ .‬العادة ُم ََّكمة‪.‬‬
‫‪ .4‬من الرخص التي جيوز للمريض األخذ هبا‪:‬‬
‫ب‪ .‬الصالة واق ًفا‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬ترك الصالة‪.‬‬

‫ث‬‫و‬
‫د ‪ .‬ترك الزكاة‪.‬‬ ‫جـ‪ .‬اإلفطار يف رمضان‪.‬‬

‫ق‬ ‫ي‬
‫‪ .5‬الرخصة التي أخذ هبا ّ‬
‫عمر ‪ ‬أثناء تعذيبه هي‪:‬‬

‫ي‬ ‫ق‬ ‫ة‬


‫أ ‪ .‬ذكر آهلة قريش بخري من غري االعتقاد بذلك‪.‬‬

‫ا‬ ‫د‬
‫ب‪ .‬ذكر آهلة قريش بخري مع االعتقاد بذلك‪.‬‬

‫ع‬‫إل‬
‫جـ‪ .‬ترك الصالة‪.‬‬

‫ا‬‫د‬
‫د ‪ .‬السجود ألصنام قريش‪.‬‬

‫ل‬‫ا‬‫و‬ ‫د‬
‫ا‬‫ر‬ ‫م‬
‫ة‬‫ع‬ ‫ج‬

‫‪55‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫الدرس‬
‫معركة مؤتة (‪8‬هـ)‬
‫‪3‬‬

‫تاجات ال َّت َع ُّل ِ‬


‫م‬ ‫ُ‬ ‫ِن‬

‫جعة‬
‫ُيتو َّقع من الطلبة تحقيق النتاجات اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬ت ََع ُّر ُف سبب معركة مؤتة‪.‬‬

‫لمرا‬
‫‪َ -‬و ْص ُف أحداث معركة مؤتة‪.‬‬
‫‪ -‬استِ ْنتاج ِ‬
‫الع َرب والدروس املستفادة من أحداث معركة مؤتة‪.‬‬ ‫ْ ُ‬

‫ادوا‬
‫دير تضحيات الصحابة الك رام يف سبيل اهلل تعاىل‪.‬‬
‫‪َ -‬ت ْق ُ‬

‫إلعد‬
‫موقع معركة مؤتة‪.‬‬

‫م ا ْل َق ْبل ُّ‬
‫ع ُّل ُ‬
‫ال َّت َ‬

‫قيد ا‬
‫ِي‬

‫قدسات‪ ،‬وحرص ‪ -‬يف‬ ‫لر ِّد األذى والعدوان عن املسلمني‪ ،‬والدفاع عن الدين والوطن وا ُمل َّ‬ ‫َ َ‬
‫ش َع اإلسالم اجلهاد َ‬

‫ثيقة‬
‫الس ْل م؛ لذا عقد النبي ﷺ معاهدات مع‬ ‫ُ‬
‫الوقت نفسه‪ -‬عىل إقامة عالقات مع الدول األخرى عىل أساس من َّ‬

‫و‬
‫كثيرا من املعارك‬
‫نورة فقد خاض النبي ﷺ ً‬ ‫كثري من القبائل يف اجلزيرة الع ربية‪ّ .‬أما بعد اهلجرة إىل املدينة ا ُمل َّ‬
‫دفاع ا عن الدين يف وجه َم ِن اعتدى عىل املسلمني‪ ،‬أو نقض العهود وامل واثيق معهم‪.‬‬
‫ً‬
‫َأ ْ‬
‫س َت ْذ ِك ُر‬
‫َأ ْس َت ْذ ِك ُر أسمـاء أشهر املعارك التي خاضها النبي ﷺ وصحابته الكرام ‪:‬‬
‫التعرض لقافلة قريش‪............................................................................... :‬‬
‫ُّ‬ ‫‪ )1‬حدثت بسبب‬
‫الس َنة الثالثة للهجرة‪....................................................................................... :‬‬
‫‪ )2‬وقعت يف َّ‬
‫‪ )3‬أخذ النبي ﷺ فيها ب رأي سلمن الفاريس ‪....................................................................... :‬‬
‫جل يت عن‬ ‫فحورصت هذه القبيلة‪ ،‬ثم ُأ ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ )4‬حدثت بعد ماولة إحدى قبائل اليهود اغتيال رسول اهلل ﷺ‪،‬‬
‫َّ‬
‫املدينة ا ُمل َّ‬
‫نورة‪............................................................................................................ :‬‬
‫الس َنة السابعة للهجرة‪.................................................................................... :‬‬
‫‪ )5‬حدثت يف َّ‬
‫‪ )6‬كان خالد بن الوليد ‪ ‬أحد قادة املسلمني فيها‪................................................................... :‬‬
‫‪56‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫م َوال َّت ْح ُ‬
‫ليل‬ ‫ا ْل َف ْ‬
‫ه ُ‬

‫ت َُع ُّد معركة مؤتة َّأول مواجهة عسكرية للمسلمني مع الروم‪.‬‬

‫ريط ُة ال َّت ْنظيمِ َّي ُة‬


‫ا ْل َخ َ‬

‫معركة مؤتة (‪ 8‬هـ)‬

‫أحداث معركة مؤتة‬ ‫سيدنا رسول اهلل ﷺ للجيش‬


‫وصية ِّ‬

‫ق‬ ‫ي‬ ‫ث‬‫و‬


‫سبب معركة مؤتة‬

‫د‬ ‫ي‬ ‫ق‬ ‫ة‬


‫ا‬
‫سبب معركة مؤتة‬ ‫َّأو ًال‬

‫د‬‫ع‬‫إل‬
‫سيدنا ممد ﷺ الصحايب اجلليل احلارث بن عمري األزدي ‪ ‬برسالة إىل‬ ‫الس َنة الثامنة للهجرة‪ ،‬بعث ِّ‬
‫يف َّ‬

‫د‬‫ا‬
‫فلما وصل احلارث أرض الطفيلة ‪ ،‬اعرتض طريقه شحبيل‬ ‫حاكم ُبرصى يف الشام‪ ،‬يدعوه فيها إىل اإلسالم‪ّ .‬‬

‫ا‬‫و‬
‫الغساين؛ وهو أحد أمراء الروم عىل الشام‪ ،‬فقتله‪ ،‬وهذا السلوك ُخمالِف ِملا جرت عليه العادة من عدم‬

‫ل‬
‫ابن عمرو ّ‬

‫م‬
‫للر ُسل أو قتلهم‪.‬‬
‫التعرض ُّ‬

‫ر‬
‫ُّ‬

‫ا‬
‫اشتد عليه األمر‪ ،‬فأمر بتجهيز جيش إلرساله إىل مؤتة؛ ً‬
‫حفظا هليبة دولة‬ ‫فلما بلغ رسول اهلل ﷺ ذلك‪َّ ،‬‬

‫ج‬
‫ّ‬

‫ع‬
‫وتأديبا ملَ ِن اعتدى عىل مبعوث رسول اهلل ﷺ‪.‬‬ ‫اإلسالم يف اجلزيرة العربية‪،‬‬

‫ة‬
‫ً‬

‫ُأ َف ِّ‬
‫ك ُر‬

‫ُ‬
‫أ َف ِّك ُر يف داللة إرسال ِّ‬
‫سي دنا رسول اهلل ﷺ رسائل إىل امللوك واألم راء يف عرصه‪.‬‬
‫‪...................................................................................................‬‬

‫وصية س ِّيدنا رسول اهلل ﷺ للجيش‬ ‫ثاني ا‬


‫ً‬
‫ِ‬
‫وأم َر عليهم زيد بن حارثة ‪ ،‬وقال ﷺ‪:‬‬ ‫سيدنا رسول اهلل ﷺ جيشً ا قوامه ثالثة آالف ُمقاتل‪َّ ،‬‬ ‫جهز ِّ‬ ‫َّ‬
‫واح َة» [رواه البخاري]‪ .‬وقد أوىص النبي ﷺ أصحابه ً‬
‫قائال‪:‬‬ ‫«إِنْ ُقتِ َل زَ ْيدٌ َف َج ْع َف ٌر‪َ ،‬وإِنْ ُقتِ َل َج ْع َف ٌر َف َع ْب ُد اهللِ ْب ُن َر َ‬
‫يل اهللِ‪ ،‬قاتِ ُلوا َم ْن َك َف َر باهللِ‪ ،‬اغْ ُزوا َو َال تَغُ ُّلوا‪َ ،‬و َال تَغْ ِد ُروا‪َ ،‬و َال ت َُم ِّث ُلوا‪َ ،‬و َال َت ْق ُت ُلوا َولِ ً‬
‫يدا»‬ ‫اسمِ اهللِ ِيف َسبِ ِ‬ ‫«اغْ ُزوا بِ ْ‬
‫ُشوهوا جثث القتىل)‪.‬‬
‫[رواه مسلم] (تَغُ ُّلوا‪ :‬تأخذوا من الغنيمة قبل قسمتها‪ ،‬ت َُم ِّث ُلوا‪ :‬ت ِّ‬
‫‪57‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫ريف‬
‫الش ِ‬ ‫َم َع ا ْل َح ِ‬
‫ديث َّ‬ ‫َأ ْرب ُ‬
‫ِط‬

‫ثم َأ ْس َت ْخ ِل ُ‬ ‫َ َ‬
‫ص منه بعض أخالقيات احلرب كم َ َ‬
‫ش َعها اإلسالم‪.‬‬ ‫أتَأ َّم ُل احلديث الرشيف السابق‪َّ ،‬‬
‫‪...................................................................................................‬‬

‫أحداث معركة مؤتة‬ ‫ثال ثًا‬

‫جعة‬
‫العدو وعدده الكبري‬
‫ِّ‬ ‫كبريا ملالقاهتم‪ .‬وملّا وصلت أخبار جيش‬
‫فجهزوا جيشً ا ً‬
‫سمع الروم بجيش املسلمني‪َّ ،‬‬
‫فشجعهم عبد اهلل بن رواحة ‪،‬‬ ‫إىل جيش املسلمني‪ ،‬وكانوا قد وصلوا إىل أرض َمعان‪ ،‬تشاوروا فيم بينهم‪َّ ،‬‬

‫لمرا‬
‫ون الشَّ َها َدةَ‪،‬‬ ‫ون َل َّلتِي خَ َر ْج ُت ْم ت َْط ُل ُب َ‬‫قائال‪َ « :‬يا َق ْومِ‪َ ،‬واهللِ إِنَّ ا َّلتِي ت َْك َر ُه َ‬ ‫العدو‪ً ،‬‬ ‫ِّ‬ ‫الم ِض ِّي ُق ُد ًما لقتال‬ ‫وح َّفزهم عىل ُ‬
‫هلل بِ ِه‪َ ،‬فان َْط ِل ُقوا؛ َفإِن ََّم ِه َي إِ ْحدَ ى‬ ‫اس بِ َعدَ ٍد َو َال ُق َّو ٍة َو َال َك ْث َر ٍة‪َ ،‬ما ُن َقاتِ ُل ُه ْم إِ َّال ِ َهب َذا الدِّ ِ‬
‫ين ا َّل ِذي َأكْ َر َم َنا ا ُ‬ ‫ِ‬
‫َو َما ُن َقات ُل ال َّن َ‬

‫ادوا‬
‫ور‪َ ،‬وإِ َّما َش َها َدةٌ»ويف هذا داللة عىل شجاعة ‪.‬‬ ‫ني؛ إِ َّما ُظ ُه ٌ‬ ‫ُْ‬
‫احل ْس َن َي ْ ِ‬

‫إلعد‬
‫ثم اس ُتش ِهد قادة المسلمين‬ ‫وصل جيش المسلمين إلى سهل مؤتة‪ ،‬فبدأت حرب ضروس بين الطرفين‪َّ ،‬‬
‫لناس َق ْب َل َأنْ َي ْأتِ َي ُه ْم‬
‫واح َة ‪ ‬لِ ِ‬ ‫باعا؛ فعن أنس بن مالك ‪ ‬أنَّ النبي ﷺ نَعى زَ ْي ًدا َو َج ْع َف ًرا َو ْاب َن َر َ‬ ‫الثالثة تِ ً‬

‫قيد ا‬
‫يب» َو َعي َنا ُه ت َْذ ِر َف ِ‬ ‫واح َة َف ُأ ِص َ‬ ‫يب‪ُ ،‬ث َّم َأخَ َذ ُ‬ ‫يب‪ُ ،‬ث َّم َأخَ َذ َج ْع َف ٌر َف ُأ ِص َ‬ ‫الرا َي َة زَ ْيدٌ َف ُأ ِص َ‬ ‫خَ َ ُرب ُهم‪َ ،‬ف َ َ‬
‫ان‬ ‫ْ‬ ‫ابن َر َ‬ ‫قال‪« :‬أخَ َذ َّ‬ ‫ْ‬
‫وف اهللِ‪َ ،‬ح َّتى َف َت َح ا ُ ِ‬ ‫«ح َّتى َأخَ َذ الرا َي َة سي ٌف ِم ْن سي ِ‬
‫وف اهللِ‪ْ :‬أي خالد بن الوليد ‪.)‬‬ ‫هلل َع َل ْيه ْم» [رواه البخاري] َ ْ‬
‫(سي ٌف ِم ْن ُسي ِ‬
‫ُُ‬ ‫َّ َ ْ‬ ‫َ‬

‫ثيقة‬
‫ُ‬

‫ص َو ٌر ُم ْ‬
‫ش ِر َق ٌة‬

‫و‬
‫ُ‬

‫سيدنا جعفر بن أيب طالب ‪ ‬قاتل ببسالة يف معركة مؤتة‪ ،‬وكان ُير ِّدد الشِّ ْعر‪ً ،‬‬
‫قائال‪:‬‬ ‫ورد أنَّ ِّ‬
‫اهبا‬
‫ـر ُ َ‬ ‫َط ِّي َب ٌة َو َبـا ِر ٌد َش َ‬ ‫ـذا ا ْل َج َّن ُـة َواق ِْرت ُ َ‬
‫َاهبا‬ ‫َيا َح َّب َ‬
‫ِ ِ َ‬
‫اهبا‬‫َكاف َر ٌة َبعيدَ ٌة أن َْس ُ َ‬ ‫وم َق ْد َدنَا َع َذ ُ َ‬
‫اهبا‬ ‫وم ُر ٌ‬ ‫الر ُ‬ ‫َو ُّ‬
‫اهبا‬
‫رض ُ َ‬ ‫يل إِنْ ال َق ْي ُت َها ِ َ‬‫َع َ َّ‬
‫شجع نفسه‪ ،‬وح َّفزها عىل القتال‪ ،‬وأنشد يقول‪:‬‬ ‫وملّا انتقلت الراية إىل القائد الثالث عبد اهلل بن رواحة ‪َّ ،‬‬
‫ت‬ ‫ت َق ْد ُص ِلي ِ‬ ‫مح ُام ا ْلمو ِ‬ ‫َه َذا ِ َ‬ ‫ويت‬ ‫َيا َن ْف ُس إِ ّال ُت ْق َت ِلي َ ُمت ِ‬
‫ْ‬ ‫َ ْ‬
‫ـد ِ‬ ‫ـيل ِفعـ َل ُهمـا ُه ِ‬ ‫ت َف َق ْد ُأ ْع ِط ِ‬ ‫َو َما َ َمت َّني ِ‬
‫يت‬ ‫إِنْ َت ْف َع ِ ْ َ‬ ‫يت‬ ‫ْ‬

‫بعد استشهاد القادة الثالثة‪ ،‬اختار املسلمون خالد بن الوليد ‪ ‬ليتو ّل ى قيادة الجيش؛ لشجاعته‪ ،‬وخ ربته يف‬
‫تدرجيي ا؛ لعدم تكافؤ الطرفني‪ ،‬وحق ًنا لدماء‬ ‫ًّ‬ ‫فقرر خالد ‪ ‬االنسحاب باجليش‬‫القتال‪ ،‬وقدرته عىل قيادة اجليش‪َّ ،‬‬
‫ؤخ رة‪ ،‬وا ُمل ِّ‬
‫ؤخ رة‬ ‫غري ترتيب اجليش‪ ،‬فجعل ا ُملقدِّ مة ُم ِّ‬ ‫املسلمني‪ ،‬وقد َأ َع َّد ُخ َّطة ُم َكمة لالنسحاب ِّ‬
‫بأقل اخلسائر؛ إذ َّ‬
‫‪58‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫مقدِّ مة‪ ،‬وامليمنة ميرسة‪ ،‬وامليرسة ميمنة‪ ،‬ثم جعل اخليول تأيت من بعيد‪ ،‬وتثري الغبار بح وافرها؛ ِ‬
‫ليوهم الروم أنَّ َم د ًدا‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫جاء للمسلمني‪ .‬ويف هذا داللة عىل حكمة خالد بن الوليد ‪ ،‬ونظره الثاقب إىل ع واقب األمور‪.‬‬
‫جديدا وصل إىل جيش املسلمني‪ ،‬فأحجم وا عن مالحقة جيش‬ ‫ً‬ ‫جازت اخلدعة عىل الروم‪ ،‬وظ ّن وا أنَّ َم د ًدا‬
‫املسلمني الذي بدأ باالنسحاب؛ ظ ًّنا منهم أنَّ املسلمني قد َأ َع ّدوا هلم مكيدة‪ ،‬وبذلك َّ‬
‫متكن خالد بن الوليد ‪‬‬
‫من العودة بجيش املسلمني إىل املدينة ا ُمل َّ‬
‫نورة بسالم‪.‬‬

‫ص‬ ‫شاه ُد َو ُأ َل ِّ‬


‫خ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُأ‬

‫و‬
‫باستخدام الرمز املجاور (‪ُ ،)QR Code‬أ ِ‬

‫ث‬
‫شاهدُ ُم َّ‬
‫لخ ًصا ألحداث يوم مؤتة‪.‬‬

‫ق‬ ‫ة‬‫ق‬ ‫ي‬


‫ا‬ ‫د‬ ‫ي‬
‫س ُع‬ ‫إل ْث ُ‬
‫راء َوال َّت َو ُّ‬ ‫اْ ِ‬

‫ع‬‫إل‬
‫تنترش مقامات الصحابة الكرام يف شمل األردن وجنوبه‪،‬‬

‫ا‬‫د‬
‫وقد عملت اللجنة املَ َلكية إلعمر مقامات الصحابة الكرام عىل‬

‫ا‬‫و‬ ‫د‬
‫مقام الصحايب اجلليل احلارث بن‬ ‫جتديد هذه املقامات؛ وفا ًء للمكانة التي تليق بصحابة رسول‬

‫م‬‫ل‬
‫عمري األزدي ‪.‬‬
‫اهلل ﷺ‪ ،‬وتضحياهتم يف سبيل اإلسالم ورسالته السمحة‪.‬‬

‫ا‬‫ر‬
‫ومن مقامات الصحابة الكرام يف األردن‪ :‬مقام احلارث بن‬

‫ع‬ ‫ج‬
‫عمري األزدي يف بلدة بصريا يف مافظة الطفيلة‪ ،‬ومقامات قادة‬

‫ة‬
‫معركة مؤتة الثالثة الذين اس ُتش ِهدوا فيها يف بلدة املزار اجلنويب‬
‫سي دنا‬
‫مقام الصحايب اجلليل ِّ‬ ‫بمحافظة الكرك جنوب اململكة‪.‬‬
‫جعفر بن أيب طالب ‪.‬‬

‫فاد ُة‬ ‫م ا ْل ُم ْ‬
‫س َت َ‬ ‫ا ْلقِ َي ُ‬

‫ص بعض ِ‬
‫الق َيم املستفادة من الدرس‪.‬‬ ‫َأ ْس َت ْخ ِل ُ‬
‫‪ُ )1‬أ َقدِّ ُر تضحيات الصحابة الكرام يف الدفاع عن دين اإلسالم‪.‬‬
‫‪.................................................................................................. )2‬‬
‫‪.................................................................................................. )3‬‬

‫‪59‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫راج َع ُة‬
‫ويم َوا ْل ُم َ‬
‫ُ‬ ‫ال َّت ْق‬

‫ُأ َو ِّض ُح سبب حدوث معركة مؤتة‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫َأ ْذ ُك ُر أسمء قادة جيش املسلمني األربعة يف معركة مؤتة‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫خل َّطة التي ا َّتبعها خالد بن الوليد ‪ ‬يف معركة مؤتة إلنقاذ جيش املسلمني‪.‬‬ ‫َأ ْ َ‬
‫ش ُح تفاصيل ا ُ‬ ‫‪3‬‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬ ‫َأ ْذ ُك ُر موق ًفا من معركة مؤتة ُّ‬
‫يدل عىل ٍّ‬ ‫‪4‬‬
‫ب‪ .‬احلكمة‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬الشجاعة‪.‬‬

‫جعة‬
‫‪َ 5‬أ ْخ ُ‬
‫تار اإلجابة الصحيحة يف ٍّ‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬
‫‪ .1‬بعث رسول اهلل ﷺ الصحايب اجلليل احلارث بن عمري األزدي ‪ ‬برسالة إىل‪:‬‬

‫لمرا‬
‫ب‪ .‬هرقل الروم‪.‬‬ ‫الغساين‪.‬‬
‫أ ‪ .‬وايل البلقاء شحبيل بن عمرو ّ‬

‫ادوا‬
‫د ‪ .‬كرسى َم ِلك ُ‬
‫الف ْرس‪.‬‬ ‫جـ‪ .‬حاكم ُبرصى يف الشام‪.‬‬
‫الس َنة‪:‬‬
‫‪ .2‬وقعت معركة مؤتة يف َّ‬

‫إلعد‬
‫د ‪.‬التاسعة للهجرة‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬السادسة للهجرة‪ .‬ب‪ .‬السابعة للهجرة‪ .‬جـ‪ .‬الثامنة للهجرة‪.‬‬
‫‪ .3‬لقَّب النبي ﷺ الصحايب اجلليل خالد بن الوليد ‪ ‬بــ‪:‬‬

‫قيد ا‬
‫ب‪ .‬سيف اهلل‪.‬‬ ‫أ ‪َ .‬حرب ُ‬
‫األ َّمة‪.‬‬ ‫ْ‬
‫د ‪ .‬أمني ُ‬

‫ثيقة‬
‫األ َّمة‪.‬‬ ‫جـ‪َ .‬حواري رسول اهلل‪.‬‬
‫‪ .4‬الصحايب الذي أمجع عليه املسلمون لقيادة اجليش بعد استشهاد القادة الثالثة يف معركة مؤتة هو‪:‬‬

‫و‬
‫سيدنا جعفر بن أيب طالب ‪.‬‬
‫ب‪ِّ .‬‬ ‫أ‪ .‬خالد بن الوليد ‪.‬‬
‫د ‪ .‬زيد بن حارثة ‪.‬‬ ‫جـ‪ .‬عبد اهلل بن رواحة ‪.‬‬
‫العدو يف معركة مؤتة هو‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫التقدم والثبات للقاء‬
‫‪ .5‬الصحايب الذي َح َّث املسلمني عىل ُّ‬
‫سيدنا جعفر بن أيب طالب ‪.‬‬
‫ب‪ِّ .‬‬ ‫أ ‪ .‬خالد بن الوليد ‪.‬‬
‫د ‪ .‬زيد بن حارثة ‪.‬‬ ‫جـ‪ .‬عبد اهلل بن رواحة ‪.‬‬
‫‪ُ .6‬ش ِّيد مقام الصحايب اجلليل احلارث بن عمري األزدي ‪ ‬يف‪:‬‬
‫د ‪ .‬بصريا‪.‬‬ ‫جـ‪ .‬مؤتة‪.‬‬ ‫ب‪َ .‬معان‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬الكرك‪.‬‬
‫أي قادة معركة مؤتة أنشد بيت الشعر اآليت‪:‬‬ ‫‪ُّ .7‬‬
‫اهبا‬
‫ش َُ‬‫َط ِّي َب ٌة َو َبا ِر ٌد َ َ‬ ‫اجل َّن ُة َواق ِْرت ُ َ‬
‫َاهبا‬ ‫َيا َح َّب َذا ْ َ‬
‫ب‪ .‬عبد اهلل بن رواحة ‪.‬‬ ‫سيدنا جعفر بن أيب طالب ‪.‬‬
‫أ‪ِّ .‬‬
‫د ‪ .‬خالد بن الوليد ‪.‬‬ ‫جـ‪ .‬زيد بن حارثة ‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫الدرس‬
‫المح َّرمات من النساء‬
‫ُ‬
‫‪4‬‬

‫تاجات ال َّت َع ُّل ِ‬


‫م‬ ‫ُ‬ ‫ِن‬

‫ُيتو َّقع من الطلبة تحقيق النتاجات اآلتية‪:‬‬

‫ث‬‫و‬
‫ؤبد‪ ،‬ومفهوم التحريم ا ُملؤ َّقت‪.‬‬
‫يان مفهوم التحريم ا ُمل َّ‬
‫‪َ -‬ب ُ‬

‫ق‬ ‫ي‬
‫‪ْ َ -‬حت ُ‬

‫ة‬
‫ديد أصناف النساء الاليت َي ُرمن عىل التأبيد بسبب القرابة والرضاع‬

‫ي‬ ‫ق‬
‫واملصاهرة‪.‬‬

‫ا‬ ‫د‬
‫‪ِ -‬ذكْ ُر أصناف النساء الاليت َي ُرمن عىل التأقيت‪.‬‬

‫ع‬‫إل‬
‫‪َ -‬تقْدير حرص الرشيعة اإلسالمية عىل تنظيم العالقات ُ‬
‫األ َرسية‪.‬‬ ‫ُ‬

‫و‬ ‫د‬‫ا‬‫د‬
‫م‬‫ل‬‫ا‬
‫م ا ْل َق ْبل ُّ‬
‫ِي‬ ‫ع ُّل ُ‬
‫ال َّت َ‬

‫ا‬‫ر‬
‫الر ِحم أسمى ما‬
‫حرص اإلسالم عىل تنظيم العالقات بني الناس‪ .‬ومن ذلك‪ :‬العالقة مع األقارب‪ ،‬وجعل صلة َّ‬

‫ع‬ ‫ج‬
‫عي نة من األقارب؛ حتى َّ‬
‫تظل صلة الق ربى قائمة عىل التقدير‬ ‫حرم اإلسالم الزواج من فئات ُم َّ‬
‫ي ربط بني الناس‪ .‬وقد َّ‬

‫ة‬
‫وحرصا عىل إنجاب نسل قوي ال ت ِ‬
‫ُضع فه األم راض الوراثية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫واالحرتام‪ ،‬وبعيدة عن الشقاق والنزاع؛‬
‫ُأ َف ِّ‬
‫ك ُر‬
‫ما احلكمة من حت ريم الزواج من فئات ُم َّ‬
‫عي نة من األقارب؟‬
‫‪.............................................................................................................................................‬‬

‫م َوال َّت ْح ُ‬
‫ليل‬ ‫ا ْل َف ْ‬
‫ه ُ‬

‫كل من الزوج والزوجة ِح ًّال لآلخر؛ فال يكون بينهم‬ ‫اشرتط اإلسالم ِ‬
‫لص َّح ة َع ْق د الزواج ً‬
‫شوطا‪ ،‬منها أنْ يكون ٌّ‬

‫سبب من أسباب التح ريم ا ُمل َّؤبد أو التح ريم ا ُملؤ َّقت‪ .‬وال يجوز للرجل أنْ َّ‬
‫يتزوج بامرأة ُم َّرمة عليه؛ سواء أكان هذا‬
‫حددت الرشيعة النساء الاليت َي ُرم عىل الرجال الزواج َّ‬
‫هبن‪.‬‬ ‫عينة‪ .‬وقد َّ‬ ‫التحريم ً‬
‫دائم أم ُمؤ َّق ًتا ألسباب ُم َّ‬

‫‪61‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫ريط ُة ال َّت ْنظيمِ َّي ُة‬
‫ا ْل َخ َ‬
‫ا ُمل َّ‬
‫حرمات من النساء‬

‫حتريم ُمؤ َّقت‬ ‫ؤبد‬


‫حتريم ُم َّ‬

‫بسبب الرضاع‬ ‫بسبب املصاهرة‬ ‫بسبب القرابة‬

‫جعة‬
‫ا ُمل َّ‬
‫حرمات ُمؤ َّبدً ا‬ ‫َّأو ًال‬

‫لمرا‬
‫أبدا؛ ألنَّ سبب التحريم ثابت ال يزول‪.‬‬
‫يتزوج بإحداهن ً‬ ‫ؤبدً ا‪ :‬نساء ال َ ِ‬
‫ي ُّل للرجل أنْ َّ‬ ‫ا ُمل َّ‬
‫حرمات ُم َّ‬
‫هبن‪ ،‬وهي عالقة القرابة (النسب)‪ ،‬أو املصاهرة‪ ،‬أو‬
‫ويعود حتريم هذا الزواج بسبب العالقة التي تربط الرجال َّ‬

‫ادوا‬
‫الرضاع‪.‬‬

‫إلعد‬
‫حرمات بسبب القرابة‪:‬‬
‫الم َّ‬
‫أ ‪ .‬النساء ُ‬
‫يتزوج بامرأة تربطه هبا قرابة النسب من جهة األب‪ ،‬أو من جهة ُ‬
‫األ ِّم‪.‬‬ ‫َي ُرم عىل الرجل أنْ َّ‬

‫قيد ا‬
‫حرمات بسبب القرابة إىل أربعة أصناف‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫تُص َّنف النساء ا ُمل َّ‬
‫وج ّداته ألبيه ُ‬
‫وأ ِّمه‪.‬‬ ‫‪ُ .1‬أ ُّم الرجل‪َ ،‬‬
‫وج َّدته‪َ ،‬‬

‫ثيقة‬
‫وهن حفيداته‪.‬‬
‫‪ .2‬بنات الرجل‪ ،‬وفروع أبنائه وبناته‪َّ ،‬‬

‫و‬
‫وبناهتن‪ ،‬وبنات إخوانه‪.‬‬
‫َّ‬ ‫‪ .3‬أخوات الرجل‪،‬‬
‫وعمت ُأ ِّمه وخاالهتا‪ّ .‬أما بنات ّ‬
‫العمت واخلاالت‬ ‫عمت أبيه وخاالته‪ّ ،‬‬ ‫‪ّ .4‬‬
‫عامت الرجل وخاالته‪ ،‬مثل‪ّ :‬‬
‫هبن‪.‬‬
‫فيجوز الزواج َّ‬

‫َأ َت َد َّب ُر َو َأ ْ‬
‫س َت ْخرِ جُ‬

‫ثم َأ ْس َت ْخ ِر ُج منها النساء الاليت َي ُرم عىل الرجال الزواج َّ‬


‫هبن بسبب القرابة‪:‬‬ ‫َ‬
‫أتَدَ َّب ُر اآلية الكريمة اآلتية‪َّ ،‬‬
‫قال تعاىل‪﴿ :‬ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ‬
‫ﱻﱼ ﱽ﴾ [النساء‪.]٢٣ :‬‬
‫‪.......................................................................................................‬‬

‫‪62‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫حرمات بسبب المصاهرة‪:‬‬
‫الم َّ‬
‫ب‪ .‬النساء ُ‬
‫َأ َت َو َّق ُ‬
‫ف‬ ‫وبينهن صلة مصاهرة‪،‬‬
‫َّ‬ ‫َي ُرم زواج الرجل بإحدى النساء الاليت بينه‬

‫املصاهــرة‪ :‬عالقــة ناجتــة مــن‬ ‫وهن أربعة أصناف‪:‬‬


‫ؤبدة‪َّ .‬‬‫وت َُع ُّد هذه احلرمة حرمة ُم َّ‬
‫الــزواج‪.‬‬ ‫العقْد عىل الزوجة‪ ،‬وإنْ‬ ‫‪ُ .1‬أ ُّم الزوجة َ‬
‫وج ّداهتا‪ ،‬ويكون التحريم عند َ‬
‫مل يدخل هبا‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﲄ ﲅ﴾ [النساء‪.]٢٣ :‬‬
‫ُسمى الربيبة‪ ،‬ويكون التحريم إذا دخـل بالزوجـة‪ ،‬وليس عنـد‬
‫‪ .2‬بنت الزوجة من زوج سابق‪ ،‬وهي ت ّ‬

‫و‬
‫العقْد عليها‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ‬
‫َ‬

‫ق‬ ‫ي‬ ‫ث‬


‫ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ﴾ [النساء‪.]٢٣ :‬‬

‫ق‬ ‫ة‬
‫‪ .3‬زوجات اآلباء؛ إذ َحت ُرم عىل الرجل زوجة أبيه وزوجات أجداده؛ سواء ط َّلقها األب‪ ،‬أو مات عنها‪،‬‬

‫ا‬ ‫د‬ ‫ي‬


‫ﱣ‬
‫ﱡ ‪฀‬ﱢ‪฀ ฀ ฀ ฀‬‬
‫العقْـد عىل الزوجـة‪ ،‬ولو مل يدخـل هبا‪ .‬قال تعاىل‪฀ ﴿ :‬ﱠ ‪฀ ฀ ฀ ฀ ฀ ฀ ฀‬‬
‫ويكون التحريم عند َ‬

‫إل‬
‫ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪﱫ ﱬﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ﴾ [النساء‪.]٢٢ :‬‬

‫ا‬‫د‬‫ع‬
‫‪ .4‬زوجات األبناء؛ إذ َحت ُرم عىل الرجل زوجات أبنائه وزوجات أحفاده‪ ،‬ويكون التحريم عند َعقْد‬

‫و‬ ‫د‬
‫االبن أو احلفيد عىل الزوجة‪ ،‬وإنْ مل يدخل هبا‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ‬

‫م‬‫ل‬‫ا‬
‫ﲛ﴾ [النساء‪.]٢٣ :‬‬

‫ا‬‫ر‬
‫حرمات بسبب الرضاع‪:‬‬
‫الم َّ‬
‫النساء ُ‬

‫ع‬ ‫ج‬
‫حرم‬ ‫ُ‬
‫حرم عليه بسبب الرضاع ما َي ُ‬ ‫إذا رضع طفل من امرأة أصبحت هذه املرأة أ َّمه من الرضاع‪ ،‬و َي ُ‬

‫ة‬
‫الرضاعِ ما َ ْي ُر ُم ِم َن ال َّن َس ِ‬
‫ب» [رواه البخاري]‪ .‬ويصبح اب ًنا‬ ‫بسبب القرابة‪ .‬قال رسول اهلل ﷺ‪ِ ْ َ :‬‬
‫«ي ُر ُم م َن َّ‬
‫هلذه املرأة من الرضاعة‪ ،‬وبناهتا أخواته من الرضاعة‪ ،‬وأبناؤها إخوانه من الرضاعة‪ّ .‬أما بقية أشقّاء‬
‫الرضيع وشقيقاته فال يشملهم التحريم‪.‬‬
‫األولين من عمر الطفل‪ً ،‬‬
‫علم‬ ‫ال يثبت التحريم بالرضاع ّإال بخمس رضعات ُم ِّ‬
‫تفرقات خالل العامين َّ‬
‫بأنَّ التحريم يقتصر فقط على الرضيع دون إخوته من ال َّنسب‪ً .‬‬
‫فمثال‪ ،‬يستطيع أحد أشقّاء الرضيع‬
‫الزواج بابنة املرأة التي أرضعت شقيقه‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫ل َو ُأ َب ِّي ُ‬
‫ن‬ ‫َأ َت َأ َّم ُ‬
‫زواج‬
‫سلمى‬ ‫أمحد‬
‫ثم ُأ َب ِّيُ‪:‬‬ ‫َ َ‬
‫ُأ ُّمها عائشة‬ ‫أبناؤهما‬
‫أتَأ َّم ُل الشكل املجاور‪َّ ،‬‬
‫رضع من‬
‫أختها أمل‬ ‫فاطمة‬ ‫خالد‬ ‫سليمن‬
‫‪َ )1‬ع ال َق َة خالد بكلٍّ من‪:‬‬
‫ابنتها عبري‬
‫فاطمة‪ .................................. :‬عائشة‪................................ :‬‬

‫جعة‬
‫عب ري‪................................ :‬‬ ‫أمل‪.................................. :‬‬
‫‪َ )2‬ه ْل جتوز حاالت الزواج اآلتية‪ُ ،‬م َب ِّي ًنا السبب‪:‬‬

‫لمرا‬
‫أ ‪ .‬زواج خالد بعبري‪................................................................................................... .‬‬

‫ادوا‬
‫ب‪ .‬زواج سليمن بأمل‪................................................................................................ .‬‬
‫جـ‪ .‬زواج أمحد بعائشة‪................................................................................................ .‬‬

‫إلعد‬ ‫ا ُمل َّ‬


‫حرمات ُمؤ َّقتًا‬

‫قيد ا‬
‫ثاني ا‬
‫ً‬
‫منهن لسبب عارض‪ ،‬فإنْ زال هذا السبب زالت احلرمة‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ا ُمل َّ‬
‫حرمات ُمؤ َّق ًتا‪ :‬نساء َي ُرم الزواج بواحدة‬

‫ثيقة‬
‫مباحا‪.‬‬
‫بإحداهن ً‬
‫َّ‬ ‫وأصبح الزواج‬

‫و‬
‫تزوجة أو املرأة ا ُمل َّ‬
‫عتدة‪ ،‬وتحريم اجلمع بني األختني‪ ،‬أو اجلمع‬ ‫ومن أمثلة ذلك‪ :‬تحريم الزواج باملرأة ا ُمل ِّ‬
‫وعمتها أو خالتها‪ ،‬وتحريم زواج املسلمة بالرجل غري املسلم‪ ،‬أو زواج املسلم باملرأة غري الكتابية‪.‬‬
‫بني املرأة َّ‬

‫َأ ْب َ‬
‫ح ُ‬
‫ث َع ْن‬

‫َأ ْب َح ُث َع ْن زوال السبب يف احلاالت اآلتية لكي يصبح الزواج ً‬


‫مباحا‪:‬‬
‫زوال السبب‬ ‫احلالة‬
‫امل رأة ا ُمل ِّ‬
‫تزوجة‬
‫امل رأة ا ُمل َّ‬
‫عتدة‬
‫اجلمع بني امل رأة وخالتها‬
‫امل رأة غري املسلمة‬

‫‪64‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫َأ َت َد َّب ُر َو َأ ْ‬
‫س َت ْخرِجُ‬

‫َأتَدَ َّبر النصوص الرشعية اآلتية‪َ ،‬‬


‫ثم أ ْس َت ْخ ِر ُج منها أصناف ا ُمل َّ‬
‫حرمات من النساء ُمؤ َّق ًتا‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫حرمات من النساء ُمؤ َّق ًتا‬
‫الم َّ‬
‫صنف ُ‬ ‫النص الرشعي‬

‫قـال تعاىل‪﴿ :‬ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣﲤ‪฀‬‬


‫[النساء‪]٢٣ :‬‬ ‫ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ﴾‬

‫و‬
‫قال تعاىل‪﴿ :‬ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ‬

‫ق‬ ‫ي‬ ‫ث‬


‫ﱈ ﱉ ﱊﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ‬

‫ق‬ ‫ة‬
‫ﱔ ﱕ ﱖﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ﴾ [البقرة‪]٢٣4 :‬‬

‫ا‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫ــر َأ ُة‬ ‫ِ‬ ‫ـح ا ْل َم َ‬ ‫ِ‬


‫بـي ﷺ‪َ :‬‬
‫ـرأ ُة َع َلى َع َّمت َهـا‪َ ،‬وا ْل َم ْ‬
‫ْ‬ ‫«أنْ ُت ْن َك َ‬ ‫َ َهنـى ال َّن ُّ‬

‫إل‬
‫وخا َل ُت َها»‬
‫َ‬

‫ع‬
‫[رواه البخاري ومسلم]‬

‫و‬ ‫د‬‫ا‬‫د‬
‫ل‬‫ا‬
‫س ُع‬ ‫إل ْث ُ‬
‫راء َوال َّت َو ُّ‬ ‫اْ ِ‬

‫ا‬‫ر‬ ‫م‬
‫حرم زواج املسلمة من غري املسلم يف الرشيعة اإلسالمية برصف النظر عن دينه‪ ،‬ودليل ذلك قوله تعاىل‪﴿ :‬ﲗ‪฀‬‬
‫َي ُ‬

‫ج‬
‫ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞﲟ ﲠ ﲡ ﲢﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪﲫ ﲬ‬

‫ة‬‫ع‬
‫الر َّدة عن اإلسالم‪.‬‬ ‫ً‬
‫وحفظا لها من ِّ‬ ‫ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ﴾ [املمتحنة‪]١٠:‬؛ وذلك صيان ًة لدينها‪،‬‬

‫فاد ُة‬ ‫م ا ْل ُم ْ‬
‫س َت َ‬ ‫ا ْلقِ َي ُ‬

‫ص بعض ِ‬
‫الق َيم املستفادة من الدرس‪.‬‬ ‫َأ ْس َت ْخ ِل ُ‬
‫‪ُ )1‬أ َقدِّ ُر حرص الرشيعة اإلسالمية عىل ديمومة العالقات ُ‬
‫األ َرسية‪.‬‬
‫‪.................................................................................................. )2‬‬
‫‪.................................................................................................. )3‬‬

‫‪65‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫راج َع ُة‬
‫ويم َوا ْل ُم َ‬
‫ُ‬ ‫ال َّت ْق‬

‫‪ُ 1‬أ َب ِّ ُ‬
‫ي مفهوم ٍّ‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬

‫ب‪ .‬ا ُمل َّ‬


‫حرمات ُمؤ َّق ًتا‪.‬‬ ‫ؤب ًدا‪.‬‬
‫حرمات ُم َّ‬ ‫أ ‪ .‬ا ُمل َّ‬
‫ُ‬
‫عينة من األقارب‪.‬‬ ‫حرم اإلسالم الزواج بفئات ُم َّ‬ ‫‪ 2‬أ َع ِّل ُل‪َّ :‬‬
‫ُ‬
‫حرمات ُمؤ َّق ًتا‪ ،‬بوضع إشارة‬
‫وم َّ‬
‫ؤبدً ا‪ُ ،‬‬
‫حرمات ُم َّ‬
‫حرمات من النساء يف احلاالت اآلتية إىل ُم َّ‬ ‫‪ 3‬أ َص ِّن ُف ا ُمل َّ‬

‫جعة‬
‫(✓) يف املكان املناسب من اجلدول‪:‬‬
‫حرمات ُمؤ َّق ًتا‬
‫ُم َّ‬ ‫ؤبدً ا‬
‫حرمات ُم َّ‬
‫ُم َّ‬ ‫أصناف النساء‬

‫لمرا‬
‫ابنة األخ‬

‫ادوا‬
‫اخلالة من الرضاع‬
‫املرأة ا ُمل ِّ‬
‫تزوجة‬

‫إلعد‬
‫زوجة االبن‬
‫املرأة ا ُمل َّ‬
‫عتدة‬

‫قيد ا‬
‫ُأ ُّم الزوجة إنْ دخل بالبنت‬

‫ثيقة‬
‫توف عنها زوجها أثناء ِع َّدهتا‬
‫املرأة ا ُمل ّ‬

‫‪ُ 4‬أ َحدِّ ُد ُح ْكم الزواج ( َي ِص ُّح‪/‬ال َي ِص ُّح) يف ٍّ‬


‫كل من احلاالت اآلتية َم َع ال َّت ْع ِ‬

‫و‬
‫ليل‪:‬‬
‫أ ‪ .‬زواج رجل بخالته‪.‬‬
‫ب‪ .‬زواج رجل ببنت أخته من الرضاع‪.‬‬
‫جـ‪ .‬زواج رجل بامرأة ُمط َّلقة بعد انقضاء ِع َّدهتا‪.‬‬
‫د ‪ .‬زواج رجل بامرأة قبل انتهاء ِع َّدهتا من وفاة زوجها‪.‬‬
‫ثم ُأ َب ِّ ُ‬
‫ي ُح ْكم الزواج يف احلالتني اآلتيتني مع بيان السبب‪:‬‬ ‫‪َ 5‬أت ََأ َّم ُل ا ُمل َّ‬
‫خطط املجاور‪َّ ،‬‬
‫تزوجها‬ ‫عمر‬
‫زوجة ثانية َّ‬
‫بعد وفاة أختها سلمى‬ ‫أ ‪ .‬زواج معاذ بفاطمة‪ ....................... .‬زوجة أوىل‬
‫فاطمة‬ ‫سلمى‬
‫أختان‬
‫أنجبت‬ ‫أنجبت‬ ‫ب‪ .‬زواج سعيد بجمنة‪....................... .‬‬
‫خالد من عمر مجانة‬ ‫سعيد من عمر معاذ‬

‫‪66‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫الدرس‬
‫التعايش اإلنساني‬
‫‪5‬‬

‫تاجات ال َّت َع ُّل ِ‬


‫م‬ ‫ُ‬ ‫ِن‬

‫ُيتو َّقع من الطلبة تحقيق النتاجات اآلتية‪:‬‬

‫ث‬‫و‬
‫‪َ -‬ب ُ‬
‫يان مفهوم التعايش اإلنساين‪.‬‬

‫ق‬ ‫ي‬
‫‪ -‬ت ََع ُّر ُف مبادئ التعايش اإلنساين‪.‬‬

‫ي‬ ‫ق‬ ‫ة‬


‫ضيح جماالت التعايش اإلنساين‪.‬‬
‫‪ -‬ت َْو ُ‬

‫د‬
‫‪ِ -‬‬

‫ا‬
‫تاج آثار التعايش اإلنساين‪.‬‬
‫است ْن ُ‬
‫ْ‬

‫إل‬
‫دير دور اإلسالم يف نرش التعايش اإلنساين‪.‬‬
‫‪َ -‬ت ْق ُ‬

‫د‬‫ا‬‫د‬‫ع‬
‫ا‬‫و‬
‫م ا ْل َق ْبل ُّ‬
‫ِي‬ ‫ع ُّل ُ‬
‫ال َّت َ‬

‫م‬‫ل‬
‫دعا اإلسالم إىل التعامل بني الناس كا َّف ًة بالعدل والرمحة‪ ،‬برصف النظر عن اختالفهم يف ِ‬

‫ر‬
‫الع ْرق أو‬

‫ج‬‫ا‬
‫الدين أو اجلنس‪ .‬وعمل عىل تنظيم العالقة بني أف راد املجتمع َوف ًقا لذلك؛ ما يكفل هلم املساواة يف احلقوق‬

‫ة‬‫ع‬
‫وال واجبات‪.‬‬
‫ُأ َب ِّي ُ‬
‫ن‬

‫تضم نتها وثيقة املدينة ا ُمل َّ‬


‫نورة كم يف الفقرة السابقة‪.‬‬ ‫ُأ َب ِّ ُ‬
‫ي احلقوق التي َّ‬
‫‪....................................................................................................................................‬‬

‫م َوال َّت ْح ُ‬
‫ليل‬ ‫ا ْل َف ْ‬
‫ه ُ‬

‫من حكمة اهلل تعاىل أنْ جعل الناس خمتلفني يف أع راقهم وثقافاهتم ولغاهتم ليحصل بينهم التكامل‬
‫والتعارف والتعاون‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫ريط ُة ال َّت ْنظيمِ َّي ُة‬
‫ا ْل َخ َ‬
‫التعايش اإلنساين‬

‫مجاالته‬ ‫مبادئه‬ ‫مفهومه‬

‫الديني‬
‫العدالة‬ ‫وحدة األصل البرشي‬

‫جعة‬
‫االجتمعي‬
‫احل وار با ُحل ْس نى‬ ‫الكرامة اإلنسانية‬
‫االقتصادي‬

‫لمرا‬
‫السيايس‬ ‫ِ ُّ‬
‫الرب واإلحسان‬

‫ادوا‬
‫الدويل‬

‫إلعد‬
‫مفهوم التعايش اإلنساين‬ ‫َّأو ًال‬

‫قيد ا‬
‫قص د بالتعايش اإلنساين ُّ‬
‫تقب ل اآلخرين عىل اختالف معتقداهتم وأع راقهم وثقافاهتم‪ ،‬واحرتامهم‪ ،‬والتعامل‬ ‫ُي َ‬
‫معهم يف ج وانب احلياة ا ُملتعدِّ دة َوفق مبادئ الرشيعة اإلسالمية وأحكامها‪.‬‬

‫ثيقة‬
‫و‬
‫مبادئ التعايش اإلنساين يف اإلسالم‬ ‫ثاني ا‬
‫ً‬
‫يقوم التعايش اإلنساين يف اإلسالم عىل مبادئ ِع َّدة‪ ،‬أبرزها‪:‬‬
‫أك د اإلسالم أنَّ الناس يرجعون يف وجودهم إىل أصل واحد‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﱁ ﱂ‪฀‬‬
‫أ ‪ .‬وحدة األصل البشري‪َّ :‬‬
‫ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ﴾ [النساء‪.]١ :‬‬
‫ب‪ .‬الك رامة اإلنسانية‪ :‬أثبت اإلسالم مبدأ الك رامة اإلنسانية جلميع الب رش‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﱾ ﱿ ﲀ‬
‫ﲁ﴾ [اإلرساء‪.]7٠:‬‬

‫‪68‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫َأ ْ‬
‫س َت ْن ِت ُج‬

‫ثم َأ ْس َت ْن تِ ُج مبـادئ التعايش‬ ‫َأ ْق َر ُأ فيم يأيت َّ‬


‫نص العهـدة العمـرية‪َّ ،‬‬
‫اإلنساين ال واردة فيها‪:‬‬
‫«هذا ما أعطـى عبـد اهلل عمر أمري املؤمنني أهـل إيلياء من األمـان‪،‬‬
‫وص ْل باهنم‪ ،‬وسقيمها‬ ‫أعطاهم أمانًا ألنفسهم وأم واهلم‪ ،‬ولكنائسهم ُ‬
‫وبريئها‪ ،‬وسائر ِم َّلتها؛ أنَّه ال ُت َ‬
‫سكن كنائسهم‪ ،‬وال ُهتدَ م‪ ،‬وال ُينت َقص‬

‫ي‬ ‫ث‬‫و‬
‫حي زها‪ ،‬وال من صليبهم‪ ،‬وال من شء من أم واهلم‪ ،‬وال‬ ‫منها‪ ،‬وال من ِّ‬

‫ة‬‫ق‬
‫يضار أحد منهم» [رواه الطربي يف تارخيه]‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫كرهون عىل دينهم‪ ،‬وال‬
‫ُي َ‬

‫ي‬ ‫ق‬
‫‪..................................................................................‬‬

‫ا‬ ‫د‬
‫‪..................................................................................‬‬

‫د‬‫ع‬‫إل‬
‫العدالة‪ :‬هي إعطاء كل ذي حقٍّ ح َّقه‪ .‬وقد أمر اإلسالم بمعاملة مجيع الناس بالعدل حتى لو كان وا أعدا ًء‪.‬‬

‫د‬‫ا‬
‫قال تعاىل‪﴿ :‬ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ‬

‫ل‬‫ا‬‫و‬
‫ﲧﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ﴾ [املائدة‪( .]8 :‬ﲜ‪ :‬قائمي‪ ،‬ﲟ‪ :฀‬بالعدل‪ ،‬ﲢ‪ :‬يدفعكم إىل ارتكاب‬

‫ا‬‫ر‬ ‫م‬
‫جريمة الظلم‪ ،‬ﲣ‪ :฀‬عداوة)‪ .‬وقد َح َّث اإلسالم عىل دفع الظلم عن الناس؛ س واء كان وا من املسلمني‪ ،‬أو من غري‬

‫ج‬
‫املسلمني‪.‬‬

‫ة‬‫ع‬
‫بالح ْس نى‪ :‬دعا اإلسالم إىل احل وار الذي يقوم عىل اح رتام اآلخر‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ‪฀‬‬
‫د ‪ .‬الح وار ُ‬
‫ﲚ ﲛ ﲜﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ‬
‫ﲭ﴾ [النحل‪.]١٢٥ :‬‬
‫وقد هنى اإلسالم عن اجلدال املذموم؛ ألنَّه ُيزع ِزع دعائم التعايش السلمي‪ ،‬وكذلك هنى املسلمني عن َس ِّب‬
‫أك ده الق رآن الكريم يف قوله تعاىل‪﴿ :‬ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ‬ ‫اآلخر وشتمه‪ ،‬وهذا ما َّ‬
‫اعتداء)‪.‬‬
‫ً‬ ‫ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ﴾ [ألنعام‪( ]١٠8 :‬ﲥ‪:‬‬

‫هـ‪ .‬ال بِ ُّر واإلحسان‪َ :‬ح َّث اإلسالم عىل اإلحسان إىل الناس ً‬
‫مجيعا حتى لو كان وا خمالفني لنا يف الدين والعقيدة‪ ،‬ما‬
‫مل يكون وا مقاتلني أو معادين للمسلمني‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ‪฀‬‬
‫ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ﴾ [املمتحنة‪ .]8 :‬وعىل هذا األساس‪ ،‬حرص اإلسالم عىل‬
‫وك َفل هلم حقوقهم ومصاحلهم‪ ،‬وعمل عىل توثيق‬
‫رعاية غري املسلمني الذين يقيمون يف املجتمع املسلم‪َ ،‬‬
‫أوارص التعايش بينهم وبني بقية أف راد املجتمع‪.‬‬
‫‪69‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫جماالت التعايش اإلنساين‬ ‫ثال ثًا‬
‫وتتعدد‪ .‬ومن ذلك‪:‬‬
‫َّ‬ ‫تتنوع جماالت التعايش اإلنساين‪،‬‬
‫َّ‬
‫ﱟ﴾‬ ‫ﱞ‪฀ ฀‬‬ ‫أ ‪ .‬التعايش الديني‪ :‬هو اإلقـ رار بحرية الناس يف اختيار معتقداهتم‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﱜ ﱝ‪฀ ฀‬‬
‫[الكافرون‪ .]6 :‬ويكون ذلك بالسمح ألهل الديانات ُ‬
‫األخرى بحرية االعتقاد‪ ،‬وحرية ممارسة شعائرهم الدينية‪،‬‬
‫وعدم االعتداء عىل أماكن عبادهتم‪.‬‬

‫جعة‬
‫ب‪ .‬التعايش االجتامعي‪ :‬هو إظهار االحرتام ملختلف شائح املجتمع‪ ،‬وعدم املساس بم ُي ْفيض إليه هذا ُّ‬
‫التنوع من‬
‫عادات وتقاليد وأع راف ُم تعدِّ دة ال تتعارض مع أحكام ال رشيعة اإلسالمية‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ‬

‫لمرا‬
‫ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ﴾ [احلج رات‪ .]١٣ :‬ومن أمثلة ذلك‪ :‬إشاعة الوئام بني أف راد املجتمع‪،‬‬
‫والتكافل والتضامن معهم‪ ،‬واإلحسان إليهم‪ ،‬وقبول هداياهم‪ ،‬ومشاركتهم يف أف راحهم‪ ،‬وم واساهتم عند‬

‫ادوا‬
‫الق َي م اإلسالمية األصيلة ا ُملنبثِقة من العقيدة والرشيعة‬
‫املصائب‪ ،‬واملحافظة ‪ -‬يف الوقت نفسه‪ -‬عىل الثقافة و ِ‬

‫إلعد‬
‫السمحة‪.‬‬
‫وعامال ُم ِه ًّما الستق رار‬
‫ً‬ ‫التعايش االقتصادي‪ :‬ت َُع ُّد إقامة العالقات االقتصادية بني الشعوب رضور ًة حتمي ًة‪،‬‬

‫قيد ا‬
‫الس ْل م املجتمعي‪ ،‬وجلب الرخاء االقتصادي‪ .‬ومن َث َّم‪ ،‬فقد َك َفل اإلسالم لغري املسلمني‬
‫األوطان‪ ،‬وحتقيق َّ‬
‫ُويف رسول اهلل ﷺ ودرعه مرهونة‬‫حق املشاركة يف احلياة االقتصادية؛ فقد «ت ِّ‬
‫الذين يعيشون يف املجتمع املسلم َّ‬

‫ثيقة‬
‫صاعا من شعري» [رواه البخاري]‪.‬‬‫عند هيودي بثالثني ً‬

‫و‬
‫حق ا ُمل و َاط نة لغري املسلمني داخل الدولة؛ ُبغْ َي َة حتقيق التعايش السيايس‬
‫د ‪ .‬التعايش السيايس‪َ :‬ك َفل اإلسالم َّ‬
‫الس ْل م واألمن الداخليني‪ ،‬ويتيح لغري املسلمني‬ ‫كونات املجتمع؛ ما ُي س ِه م يف احلفاظ عىل َّ‬ ‫بني مجيع ُم ِّ‬
‫نص ت عليه وثيقة املدينة ا ُمل َّ‬
‫نورة التي‬ ‫تعرف اإلسالم ومبادئه‪ ،‬واملشاركة يف السلطة السياسية‪ .‬ومن ذلك ما َّ‬
‫ُّ‬
‫الم و َاط نة للمسلمين وحدهم‪ ،‬بل شملت غير المسلمين‪ ،‬بمقتضى‬ ‫كتبها النبي ﷺ؛ إذ لم تجعل ُ‬
‫نورة‪ ،‬وااللتزام بأحكام الوثيقة‪.‬‬
‫الم َّ‬
‫اإلقامة في المدينة ُ‬
‫بعيدا عن الصدام‪ ،‬ما‬
‫األخرى‪ ،‬والتعايش معها ً‬ ‫قصد بذلك إقامة عالقات مع الدول ُ‬ ‫هـ‪ .‬التعايش الدويل‪ُ :‬ي َ‬
‫عتدية عىل املسلمني‪ .‬ويشمل ذلك التبادل االقتصادي‪ ،‬والعلمي‪،‬‬ ‫عادية ُوما ِربة لإلسالم‪ ،‬أو م ِ‬
‫مل تكن ُم ِ‬
‫ُ‬
‫قدرات البيئة‪ ،‬استنـا ًدا إىل مبـدأ التعامل ب امل ِ ْث ل وعدم االعتداء‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﲀ‪฀‬‬
‫والثقايف‪ ،‬واحلفاظ عىل ُم َّ‬
‫ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ‬
‫ﲕ﴾ [املمتحنة‪.]9:‬‬

‫‪70‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫َأ َت َد َّب ُر َو َأ ْ‬
‫س َت ْن ِت ُج‬

‫يدل عليه من جماالت التعايش اإلنساين‪:‬‬ ‫ثم َأ ْس َت ْنتِ ُج ما ُّ‬ ‫َ‬


‫أتَدَ َّب ُر احلديث الرشيف اآليت‪َّ ،‬‬
‫ري ِة َأ ْر َب ِع َ‬
‫ني َعا ًما» [رواه‬ ‫ِ‬ ‫اه ًدا َلم ي ِرح رائِ َح َة ا ْل َج َّن ِة‪َ ،‬وإِنَّ ِري ََها ت َ ِ‬
‫ُوج ُد م ْن َمس َ‬ ‫قال رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬م ْن َق َت َل ُم َع َ ْ َ ْ َ‬
‫البخاري]‪.‬‬
‫‪..................................................................................................................................‬‬

‫ق‬ ‫ي‬ ‫ث‬‫و‬


‫ة‬
‫ص َو ٌر ُم ْ‬

‫ق‬
‫ش ِر َق ٌة‬ ‫ُ‬

‫د‬ ‫ي‬
‫نورة لمقابلته‪ ،‬ويلتقي بهم في‬
‫الم َّ‬
‫كان رسول اهلل ﷺ يستقبل وفود غير المسلمين الذين يأتون إلى المدينة ُ‬

‫ا‬
‫●‬

‫إل‬
‫المسجد؛ سواء كانت هذه الوفود حاضرة لطلب العلم‪ ،‬أو َع ْق د المعاهدات وإب رامها‪ .‬ومن هذه الوفود‪ :‬وفد‬

‫ع‬
‫نصارى نج ران (نج ران‪ :‬مدينة تقع في جنوب المملكة الع ربية السعودية‪ ،‬وقد كان ُس ّكانها من النصارى‬

‫د‬‫ا‬‫د‬
‫بعد)‪.‬‬
‫ثم أسلم وا فيما ُ‬
‫في ذلك الوقت‪َّ ،‬‬

‫م‬‫ل‬‫ا‬‫و‬
‫ا‬‫ر‬
‫س ُع‬ ‫إل ْث ُ‬
‫راء َوال َّت َو ُّ‬ ‫اْ ِ‬

‫ع‬ ‫ج‬
‫رضبت اململكة األردنية اهلاشمية أروع الصور يف التعايش اإلنساين بني أبناء املجتمع األردين عىل اختالف‬

‫ة‬
‫قدسات اإلسالمية واملسيحية يف القدس‬ ‫أدياهنم وأع راقهم‪ ،‬وظهر ذلك َج ِل ًّي ا يف الوصاية اهلاشمية عىل ا ُمل َّ‬
‫الرشيف‪ ،‬وكذلك استضافة األردن ماليني من الالجئني عىل اختالف معتقداهتم وأع راقهم‪ ،‬وتوفري األمن هلم‪.‬‬
‫وت َُع ُّد اجلهود الدؤوبة التي يبذهلا جاللة املَ ِل ك عبد اهلل الثاين ابن احلسني ‪ -‬حفظه اهلل‪ -‬من أجل احل وار والسالم‬
‫آخر عىل الدعوة إىل التعايش اإلنساين‪.‬‬ ‫العامليني ً‬
‫مثاال َ‬
‫قدمتها اململكة األردنية اهلاشمية للوئام بني األديان‪ ،‬وأعلنها جاللة املَ ِل ك عبد اهلل‬
‫كذلك ت َُع ُّد املبادرة التي َّ‬
‫األمم املتحدة عىل املستوى العاملي‬ ‫ألمم املتحدة‪ ،‬وتب َّنتها ُ‬
‫الثاين ابن احلسني ‪ -‬حفظه اهلل‪ -‬يف اهليئة العمومية ل ُ‬
‫مثاال عىل التعايش‪ ،‬والدعوة إىل ِق َي م التعاطف والتسامح والرمحة‬
‫كل عام؛ ً‬
‫األول من شهر شباط من ِّ‬
‫يف األسبوع َّ‬
‫والعيش املشرتك بني الناس عىل اختالف أع راقهم ومعتقداهتم‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫باستخدام الرمز املجاور (‪َ ،)QR Code‬أ ْس َت ِم ُع لكلمة جاللة املَ ِلك عبد اهلل الثاين ابن احلسني‬
‫‪ -‬حفظه اهلل ‪ -‬يف مؤمتر «الرتاث اإلسالمي‪ :‬تعزيز الوئام والعيش املشرتك»‪.‬‬

‫فاد ُة‬ ‫م ا ْل ُم ْ‬
‫س َت َ‬ ‫ا ْلقِ َي ُ‬

‫جعة‬
‫ص بعض ِ‬
‫الق َيم املستفادة من الدرس‪.‬‬ ‫َأ ْس َت ْخ ِل ُ‬
‫ُ‬
‫والتعددية الثقافية والدينية‪.‬‬ ‫‪ )1‬أ َقدِّ ُر حرص اإلسالم عىل مراعاة ُّ‬
‫التنوع‬

‫لمرا‬
‫ُّ‬
‫‪.................................................................................................. )2‬‬

‫ادوا‬
‫‪.................................................................................................. )3‬‬

‫إلعد‬
‫قيد ا‬
‫ثيقة‬
‫و‬

‫‪72‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫راج َع ُة‬
‫ويم َوا ْل ُم َ‬
‫ُ‬ ‫ال َّت ْق‬

‫ي املقصود بمفهوم التعايش اإلنساين‪.‬‬ ‫ُأ َب ِّ ُ‬ ‫‪1‬‬


‫َأ ْذ ُك ُر ثالث ًة من مبادئ التعايش اإلنساين‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫ُأ َو ِّض ُح كيف َك َفل اإلسالم لغري املسلم حرية االعتقاد‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫ُأ َع ِّل ُل‪ :‬هنى اإلسالم عن اجلدال املذموم‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫ي أثر التعايش السيايس يف املجتمع‪.‬‬ ‫‪ُ 5‬أ َب ِّ ُ‬

‫ي‬ ‫ث‬‫و‬
‫‪َ 6‬أ ْس َت ْنتِ ُج داللة النصوص الرشعية اآلتية عىل مبادئ التعايش اإلنساين يف اإلسالم‪:‬‬

‫ة‬‫ق‬
‫داللته‬ ‫النص الرشعي‬ ‫الرقم‬

‫د‬ ‫ي‬ ‫ق‬


‫قال تعاىل‪﴿ :‬ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ‬ ‫أ‬

‫إل‬‫ا‬
‫ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ﴾‬

‫ع‬
‫قال تعاىل‪﴿ :‬ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ‬ ‫ب‬

‫د‬‫ا‬‫د‬
‫ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ﴾‬

‫ل‬‫ا‬‫و‬
‫جـ قال رسول اهلل ﷺ‪« :‬يا َأي َها ال َّناس‪َ ،‬أ َال إِنَّ رب ُكم َو ِ‬
‫احدٌ ‪َ ،‬وإِنَّ‬ ‫َ َّ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُّ‬

‫م‬
‫َأب ُاكم َو ِ‬

‫ر‬
‫احدٌ »‬

‫ا‬
‫َ ْ‬

‫ج‬
‫‪َ 7‬أخْ ُ‬
‫تار اإلجابة الصحيحة يف ٍّ‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬

‫ة‬‫ع‬
‫سي دنا رسول اهلل ﷺ ودرعه مرهونة عند هيودي هي دليل عىل التعايش‪:‬‬
‫‪ .1‬وفاة ِّ‬
‫د ‪ .‬السيايس‪.‬‬ ‫الدويل‪.‬‬ ‫ب‪ .‬الديني‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬االقتصادي‪.‬‬
‫‪ .2‬مظهر التعايش الدال عىل حقِّ ا ُمل و َاط نة لغري املسلمني داخل املجتمع اإلسالمي هو التعايش‪:‬‬
‫د ‪ .‬السيايس‪.‬‬ ‫االجتماعي‪.‬‬ ‫ب‪ .‬االقتصادي‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬الديني‪.‬‬
‫‪ .3‬مظهر التعايش الذي يقوم عىل التعامل باملثل هو التعايش‪:‬‬
‫د ‪ .‬االقتصادي‪.‬‬ ‫الدويل‪.‬‬ ‫ب‪ .‬السيايس‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬االجتماعي‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫الحقوق االجتماعية للمرأة‬ ‫الدرس‬
‫في اإلسالم‬ ‫‪6‬‬

‫تاجات ال َّت َع ُّل ِ‬


‫م‬ ‫ُ‬ ‫ِن‬

‫ُيتو َّقع من الطلبة تحقيق النتاجات اآلتية‪:‬‬

‫جعة‬
‫ضيح احلقوق االجتمعية للم رأة يف اإلسالم‪.‬‬ ‫‪ -‬ت َْو ُ‬
‫دير َس ْب ِق اإلسالم إعطاء امل رأة حقوقها االجتمعية‪.‬‬

‫لمرا‬
‫‪َ -‬ت ْق ُ‬

‫ادوا‬
‫إلعد‬
‫م ا ْل َق ْبل ُّ‬
‫ِي‬ ‫ع ُّل ُ‬
‫ال َّت َ‬

‫كانت كثري من ُ‬

‫قيد ا‬
‫اخلطاب ‪ُ :‬‬
‫«ك َّنا يف‬ ‫األمم قبل جميء اإلسالم متتهن امل رأة‪ ،‬وتبخسها ح َّقها‪ .‬قال عمر بن ّ‬
‫وقسم َ ُهل َّن ما َق َس َم‪ ،‬و َذ َك َر ُه َّن اهلل تعاىل‪َ ،‬ر َأ ْينا َ ُهل َّن بِذلك‬ ‫فيهن ما َأن َْز َل‪،‬‬ ‫أمرا ح ّت ى َأن َْز َل ا ُ‬
‫هلل َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫اجلاه َّلي ة ال ن َُع ُّد لل ِّن ساء ً‬

‫ثيقة‬
‫َع َل ْي نا َح ًّقا» [رواه البخاري]‪.‬‬
‫وأقر هلا حقو ًقا كم للرجل‪ .‬قال‬
‫وع َّدها شيكة للرجل يف احلياة‪َّ ،‬‬
‫وقد أعطى اإلسالم امل رأة املكانة التي تستحق‪َ ،‬‬

‫و‬
‫تعاىل‪ ﴿ :‬ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂﲃ ﲄ ﲅ ﲆ‬
‫ﲇ ﲈ ﲉ﴾ [النحل‪.]97 :‬‬

‫َأ ْ‬
‫س َت ْذ ِك ُر‬
‫َ ِ‬
‫اعتم ًدا عىل النصوص الرشعية اآلتية‪ ،‬أ ْس َت ْذك ُر مع أف راد جمموعتي احلقوق املالية التي َّ‬
‫أقرها اإلسالم للم رأة‪:‬‬
‫الحق المالي‬
‫ُّ‬ ‫النص الرشعي‬
‫قال تعاىل‪﴿ :‬ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ‬
‫[النساء‪]7 :‬‬ ‫ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ﴾‬
‫قال تعاىل‪﴿ :‬ﲙ ﲚ ﲛ ﲜﲝ ﲞ ﲟ ﲠ‬
‫ﲡ﴾ [النساء‪]٣٢ :‬‬

‫قال تعاىل‪﴿ :‬ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ﴾ [البقرة‪]٢٣٣ :‬‬


‫‪74‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫م َوال َّت ْح ُ‬
‫ليل‬ ‫ا ْل َف ْ‬
‫ه ُ‬

‫أقر اإلسالم حقو ًقا للم رأة كامل ًة غ َ‬


‫ري منقوصة‪ ،‬ومنحها حقوقها االجتمعية بم يتناسب مع طبيعتها ودورها‬ ‫َّ‬
‫وغاية وجودها يف احلياة‪.‬‬

‫ريط ُة ال َّت ْنظيمِ َّي ُة‬


‫ا ْل َخ َ‬
‫احلقوق االجتامعية للمرأة يف اإلسالم‬

‫ق‬ ‫ي‬ ‫ث‬‫و‬


‫ة‬
‫إبداء الرأي‬ ‫املشاركة يف‬
‫املحافظة‬

‫ق‬
‫أداء‬ ‫التكريم‬

‫ي‬
‫واملشاركة‬ ‫بناء ُ‬
‫األرسة‬ ‫اختيار‬
‫عىل ِعرضها‬ ‫احلضانة‬ ‫التع ُّلم‬

‫د‬
‫العبادات‬ ‫والتقدير‬

‫ا‬
‫يف بناء‬ ‫وتربية‬ ‫الزوج‬
‫اجلمعية‬ ‫وسمعتها‬
‫ُ‬ ‫والرعاية‬

‫إل‬
‫املجتمع‬ ‫األبناء‬

‫د‬‫ا‬‫د‬‫ع‬
‫ل‬‫ا‬‫و‬
‫التكريم والتقدير والرعاية‬ ‫َّأو ًال‬

‫ا‬‫ر‬ ‫م‬
‫كـرم اإلسـالم املـ رأة ُأ ًّما‪ ،‬وزوجـ ًة‪ُ ،‬وأخ ًتا‪ ،‬وبن ًتا‪ ،‬وجعل‬
‫َّ‬

‫ج‬
‫أجل الطاعات‪ ،‬وجعل‬ ‫احرتامها ورعايتها واإلحسان إليها من ِّ‬

‫ة‬‫ع‬
‫سول اهللِ‬
‫حل س نة؛ َف َق ْد جا َء َر ُج ٌل إِىل َر ِ‬ ‫ُ َ‬
‫األ َّم أ ْوىل الناس باملعاملة ا َ َ‬
‫قال‪«ُ :‬أ ُّم َك»‪،‬‬ ‫اس بِ ُح ْس ِن َصحا َبتي؟ َ‬ ‫قال‪َ :‬م ْن َأ َح ُّق ال ّن ِ‬
‫ﷺ‪َ ،‬ف َ‬
‫قال‪ُ « :‬ث َّم ُأ ُّم َك»‪،‬‬
‫قال‪ُ :‬ث َّم َم ْن؟ َ‬‫قال‪ُ « :‬ث َّم ُأ ُّم َك»‪َ ،‬‬ ‫قال‪ُ :‬ث َّم َم ْن؟ َ‬ ‫َ‬
‫األ ِّم؛ َع َّد رسول اهلل ﷺ بِ َّرها أعظم درج ًة‬ ‫وتأكيدا لِ ِع َظ م منزلة ُ‬ ‫ً‬ ‫وك» [رواه البخاري ومسلم]‪.‬‬ ‫قال‪ُ « :‬ث َّم َأبُ َ‬
‫قال‪ُ :‬ث َّم َم ْن؟ َ‬ ‫َ‬
‫بيل اهللِ‬‫اجلها َد يف َس ِ‬ ‫سول اهللِ‪ ،‬إِ ّين ُأر ُ‬
‫يد ْ ِ‬ ‫قال‪ :‬يا َر َ‬ ‫من اجلهاد يف سبيل اهلل تعاىل؛ َف َق ْد جا َء َر ُج ٌل إِىل ال َّن بِ ِّي ﷺ‪َ ،‬ف َ‬
‫اجل َّن ُة» [رواه ابن أيب شيبة]‪.‬‬ ‫قال‪«ُ :‬أ ُّم َك َح َّي ٌة؟»‪َ ،‬ف ُق ْل ُت‪ :‬ن ََع ْم‪َ ،‬ف َ‬
‫قال‪« :‬ا ْل َز ْم ِر ْج َل ْي ها؛ َفث ََّم ْ َ‬ ‫تَعاىل‪َ ،‬ف َ‬
‫رب ع َل ْي ِه َّن‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫الث َبنات‪َ ،‬ف َص َ َ‬ ‫كان َل ُه َث ُ‬ ‫هبن‪ .‬قال ﷺ ‪َ « :‬م ْن َ‬ ‫عظ م اإلسالم أجر َم ْن ُي ِس ن إىل بناته‪ ،‬ويعتني َّ‬ ‫وقد َّ‬
‫(ج دَتِ ِه‪ُ :‬و ْس ِع ِه وطاقتِ ِه)‪.‬‬‫ساه َّن ِم ْن ِج دَتِ ِه‪ُ ،‬ك َّن َل ُه ِح جا ًب ا ِم َن ال ّن ا ِر َي و َم ا ْل ِق يا َم ِة» [رواه ابن ماجه] ِ‬
‫قاه َّن‪َ ،‬و َك ُ‬ ‫َو َأ ْط َع َم ُه َّن‪َ ،‬و َس ُ‬
‫ْ‬
‫«خ ْي ُر ُك ْم َخ ْي ُر ُك ْم‬
‫وقد وصف رسول اهلل ﷺ َم ْن يقوم عىل رعاية زوجته وأهل بيته بأنَّه من خري الناس؛ فقال ﷺ‪َ :‬‬
‫اإلحسان إىل النساء‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫أل ْه ِل ِه‪َ ،‬و َأنا َخ ي ر ُك م ِ َ‬
‫أل ْهيل» [رواه الرتمذي]‪ ،‬وكان من آخر ما أوىص به ﷺ يف ُخطبة َح َّج ة الوداع‪،‬‬ ‫َِ‬
‫ُْ ْ‬

‫‪75‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫َأ َت َد َّب ُر َو ُأ َب ِّي ُ‬
‫ن‬

‫َأتَدَ َّب ُر قول اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ﴾ [لقمن‪،]١4 :‬‬


‫الرب‪.‬‬ ‫ص اهلل تعاىل ُ‬
‫األ َّم بمزيد من العناية و ِ ِّ‬ ‫ثم ُأ َب ِّ ُ‬
‫ي سبب َخ ِّ‬ ‫َّ‬
‫‪.....................................................................................................‬‬

‫جعة‬
‫التع ُّلم‬ ‫ثاني ا‬
‫ً‬
‫كل مسلم َذ َك ًرا كان أو ُأنثى‪ ،‬وخاطب امل رأة مثل الرجل يف ذلك‪ .‬قال رسول‬

‫لمرا‬
‫فرض اإلسالم طلب العلم عىل ِّ‬
‫ِ‬ ‫«ط َل ُب ا ْل ِع ْل مِ َف َ‬
‫اهلل ﷺ‪َ :‬‬
‫خصص النبي ﷺ للصحابيات وق ًتا جيتمع فيه‬ ‫ريض ٌة َعىل ُك ِّل ُم ْس ل مٍ» [رواه ابن ماجه]‪ .‬وقد َّ‬

‫ادوا‬
‫السي دة عائشة ‪‬‬ ‫ُ‬ ‫هبن؛ ُلي ع ِّل َّ‬
‫دينهن‪ .‬وبرز يف العلم من الصحابيات نساء كثريات‪ ،‬مثل أ ِّم املؤمنني ِّ‬ ‫َّ‬ ‫مهن أمور‬ ‫َّ‬
‫مرجعا يف أحكام الدين‪.‬‬
‫ً‬ ‫التي كانت‬

‫إلعد‬
‫واليوم‪ُ ،‬متا ِرس امل رأة املسلمة ح َّقها يف التع ُّل م والتعليم بصورة كبرية؛ ما أ ّدى إىل نبوغ كثري من النساء‬
‫تخص صات يف معظم حقول املعرفة اإلنسانية والعلمية‪.‬‬ ‫ا ُمل ِّ‬

‫قيد ا‬ ‫اختيار الزوج‬ ‫ثال ثًا‬


‫حق امل رأة يف قبول اخلاطب أو رفضه؛ فال ُجت َرب فتاة أو ام رأة عىل الزواج‪ .‬وقد اشرتط اإلسالم وجود‬

‫ثيقة‬
‫أقر اإلسالم َّ‬ ‫َّ‬

‫و‬
‫أن الرجل َأ ْه ٌل لها‪ .‬ودليل ذلك ملّا‬ ‫ُّ‬
‫والتأكد َّ‬ ‫الويل يف َع ْقد الزواج ل ُن ْصح المرأة‪ ،‬وتوجيهها إلى ُح ْسن االختيار‪،‬‬
‫جاءت ام رأة إىل النبي ﷺ تشكو أنَّ أباها أراد تزوجيها من ابن أخيه من غري رضاها‪ ،‬فجعل النبي ﷺ األمر إليها‪،‬‬
‫باء ِم َن ْ َ‬
‫األ ْم ِر َش ٌْء» [رواه ابن ماجه]‪.‬‬ ‫ساء َأنْ َل ي س لِ ْآل ِ‬ ‫فقالت‪«َ :‬أ َج ْز ُت ما َص َنع َأيب‪َ ،‬و ِ‬
‫لك ْن َأ َر ْد ُت َأنْ ت َْع َل َم ال ِّن ُ‬ ‫َ‬
‫ْ َ‬

‫املشاركة يف بناء األُسة وتربية األبناء‬ ‫ابع ا‬


‫ر ً‬
‫حل َس نة؛‬‫الق َي م اإلسالمية ا َ‬ ‫األرسة وت ربية األبناء عىل األخالق احلميدة‪ ،‬و ِ‬ ‫من حقِّ امل رأة أنْ تُشا ِرك زوجها يف بناء ُ‬
‫ت َب ْع ِل َها َو َو َل ِد ِه‪َ ،‬و ِه َي‬
‫«وا ْلم ر َأ ُة َر ِاع ي ٌة َع َىل َب ي ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫ليكون وا نافعني ألنفسهم وأوطاهنم وأ َّمتهم‪ .‬قال رسول اهلل ﷺ‪ْ َ َ :‬‬
‫َم ْس ُؤو َل ٌة َع ْن ُه ْم» [رواه البخاري ومسلم] ( َب ْع ِل َها‪ْ :‬زَو ِجها)‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫احلضانة‬ ‫خامس ا‬
‫ً‬
‫حق حضانة طفلها عند الطالق؛ لكي‬ ‫أعطى اإلسالم ُ‬
‫األ َّم َّ‬
‫ّ‬
‫تتوىل رعايته‪ ،‬وتربيته‪ ،‬وتغذيته‪ ،‬واحلنو عليه‪ .‬وقد جعل اإلسالم‬
‫األ َّم َأ ْوىل األشخاص بحضانة طفلها؛ ِملا ُيو ِّفره ذلك من حاجة‬
‫ُ‬
‫وألهنا أكثر عط ًفا وشفق ًة عليه‪ .‬وقد‬ ‫نفسية ُم ِل َّحة ل ُ‬
‫أل ِّم وطفلها؛ َّ‬
‫نص قانون األحوال الشخصية األردين يف املادة (‪ )170‬عىل أنَّ‬ ‫َّ‬

‫ث‬‫و‬
‫ُ‬

‫ي‬
‫أحق بحضانة ولدها وتربيته حال الزوجية وبعد ُ‬
‫الف ْرقة‪.‬‬ ‫األ َّم ُّ‬

‫ي‬ ‫ق‬
‫إبداء الرأي واملشاركة يف بناء املجتمع‬

‫ة‬‫ق‬ ‫سادس ا‬
‫ً‬

‫ا‬ ‫د‬
‫احلق يف إبداء رأهيا يف الشؤون املختلفة مثل الرجل‪ .‬وقد َّأك د ذلك العديد من األد َّلة‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫للم رأة ُّ‬

‫ع‬‫إل‬
‫ُ‬
‫تأخ ر أصحابه ‪ ‬يف‬‫سي دنا ممد ﷺ عندما َّ‬ ‫السي دة أ ِّم سلمة ‪ ‬يوم الحديبية حينم أشارت عىل ِّ‬ ‫أ ‪ .‬موقف ِّ‬

‫د‬‫ا‬‫د‬
‫وح ْلق رؤوسهم؛ للتح ُّلل من إح رامهم بالعمرة‪ ،‬وذلك لعدم رضاهم برشوط صلح احلديبية؛‬ ‫ذبح َه ْدهيم‪َ ،‬‬

‫ا‬‫و‬
‫لشعورهم َّأهنا ُجم ِح فة بحقِّ املسلمني؛ إذ أشارت عليه ﷺ بأنْ خيرج‪ ،‬وال ُيك ِّل م ً‬

‫ل‬
‫أحدا منهم حتى يذبح َه ْديه‪،‬‬

‫م‬
‫و ْي ِلق َش ْع ره‪ ،‬فأخذ النبي ﷺ ب رأهيا‪ّ .‬‬

‫ر‬
‫فلم فعل ذلك‪ ،‬قام وا‪ ،‬فذبح وا َه ْدهيم‪ ،‬وحلق وا رؤوسهم‪.‬‬

‫ج‬‫ا‬
‫خيط ب يف‬ ‫الم ْه ر؛ فقد كان ‪ُ ‬‬
‫الخط اب ‪ ‬في تحديده َ‬ ‫ّ‬ ‫سي دنا عمر بن‬
‫ب‪ .‬موقف المرأة التي خالفت ِّ‬

‫ة‬‫ع‬
‫الناس‪ ،‬وينصحهم ّأال ُي غال وا يف مهور النساء‪ ،‬وأراد أنْ ُي دِّ د املَ ْه ر بأربعمئة درهم‪« ،‬فاعرتضته ام رأ ٌة من‬
‫صد ِ‬
‫قاهت َّن عىل أربعمئة درهم؟ قال‪ :‬نعم‪،‬‬ ‫هني َت أنْ يزيدوا النساء يف ُ‬ ‫ٍ‬
‫قريش‪ ،‬فقالت له‪ :‬يا أمري املؤمنني‪ْ ،‬‬
‫ت اهلل يقول‪﴿ :‬ﱇ‬
‫سمع َ‬
‫ْ‬ ‫وأي ذلك؟ فقالت‪ :‬أما‬
‫سمع َت ما أنزل اهلل يف الق رآن؟ قال‪ُّ :‬‬
‫ْ‬ ‫فقالت‪ :‬أما‬
‫ثم‬
‫كل الناس أفقه من عمر‪َّ .‬‬ ‫اللهم غف رانك‪ُّ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ﴾ [النساء‪ .]٢٠ :‬فقال‪:‬‬
‫صد ِ‬
‫قاهت َّن عىل أربعمئة درهم‪،‬‬ ‫رجع‪ ،‬فصعد املنرب‪ ،‬فقال‪ُّ :‬أهيا الناس‪ّ ،‬إين ك ْن ُت هنيتكم أنْ تزيدوا النساء يف ُ‬
‫ِ‬
‫مهورهن)‪.‬‬
‫َّ‬ ‫كثيرا)‪( ،‬صدُ ِ‬
‫قاهت َّن‪:‬‬ ‫ماال ً‬ ‫فم ْن شاء أنْ ُيعط ي من ماله ما َأ َح َّ‬
‫ب» [رواه ابن كثري] (ﱉ‪ً :‬‬ ‫َ‬

‫ِ‬
‫قاش‬‫ض َّي ٌة ِلل ِّن‬
‫َق ِ‬

‫ُ ِ‬
‫العامة‪.‬‬ ‫أناق ُش أف راد جمموعتي يف سبب عدم ُّ‬
‫تقب ل بعض املجتمعات إبداء امل رأة رأهيا يف الشؤون َّ‬
‫‪.....................................................................................................‬‬

‫‪77‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫وسمعتها‬ ‫ِ‬
‫املحافظة عىل عرضها ُ‬ ‫سابع ا‬
‫ً‬
‫َأ َت َو َّق ُ‬
‫ف‬ ‫جعـل اإلسالم املحافظة عىل ُسمعـة امل رأة ح ًّقا من حقوقها‪،‬‬

‫َق ْذف ا ُمل َ‬


‫حص نات‬ ‫ظهرا من مظاهـر تكريم اإلسـالم هلا‪ ،‬فأوجب عليها اللباس‬
‫و َم ً‬
‫هـ ــو اهتــام امل ـرأة العفيفـ ــة بارتكاب‬ ‫ً‬
‫حفاظا عليها‪.‬‬ ‫الرشعي الساتر‪ ،‬وطالبهـا بعدم اخلضـوع بالقول؛‬
‫الفاحشــة مــن دون دلي ــل‪.‬‬ ‫اضهن‬
‫َّ‬ ‫وكذلك واجـه اهتام النساء الطاه رات العفيفات يف أع ر‬

‫جعة‬
‫بأهنم فاسقون‪،‬‬
‫بعقوبة رادعة وعادلة‪ ،‬ووصف َم ْن يفعلون ذلك َّ‬

‫لمرا‬
‫ُقب ل شهاداهتم‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ‬
‫وال ت َ‬
‫ﲈ ﲉ ﲊ ﲋﲌ ﲍ ﲎ ﲏ﴾ [النور‪.]4 :‬‬

‫ادوا‬ ‫أداء العبادات اجلامعية‬ ‫ثام ًن ا‬

‫إلعد‬ ‫ك َّل ف اهلل تعاىل امل رأة بالعبـادة مثل الرجل‪ ،‬لك َّنه راعى ظروفها‬

‫قيد ا‬
‫اخلاصة‪ ،‬وخ َّف ف عنهـا يف بعض التكاليف؛ فلم ِ‬
‫يوج ـب عليها‬ ‫َّ‬
‫حضور اجلمعة واجلمعات‪ ،‬وأعفاها من الصوم والصالة يف حالتي‬

‫ثيقة‬
‫ال َّنفاس واحليض؛ عىل أنْ تقيض الصوم بعد ذلك‪ ،‬ويف هذا م راعاة‬

‫و‬
‫أيض ا الذهاب إىل املسجد‪ .‬قال رسول‬ ‫حلالتها الصحية‪ .‬وأباح هلا ً‬
‫استحب النبي ﷺ أنْ‬ ‫َّ‬ ‫دَك ُم ْام َر َأتُ ُه إِلى ا ْل َم ْس ِج ِد َف ال َي ْم َن ْع ها» [رواه البخاري ومسلم]‪ .‬وقد‬
‫َت َأ َح ُ‬
‫اس َت ْأ َذن ْ‬
‫ﷺ‪« :‬إِذا ْ‬
‫سول اهللِ ﷺ َأنْ ن َْخ ُر َج يف‬
‫صىل يوم العيد؛ فقد قالت ُأ ُّم عطية نسيبة األنصارية ‪«َ :‬أ َم َرنا َر ُ‬ ‫خترج النساء إىل ا ُمل ّ‬
‫ا ْل عيدَ ْي ِن» [رواه البخاري ومسلم]‪.‬‬

‫َم َع ال َّترْ ِب َي ِة اْإلِعْ المِ َّي ِة‬ ‫َأ ْرب ُ‬


‫ِط‬

‫تضمن جمموعة من النصوص التي َ ْحت ُك م بتجريم‬ ‫ُِ‬


‫أق َّر قانون اجل رائم اإللكرتونية األردين عام ‪2023‬م‪ ،‬وقد َّ‬
‫يتعرض له األطفال والنساء والفتيات من إساءة باستخدام‬ ‫ٍ‬
‫وبخاصة ما قد َّ‬
‫َّ‬ ‫أي اعتداء عىل خصوصية اآلخرين‪،‬‬ ‫ِّ‬
‫جنسي ا‪ ،‬ونرش َّأية أعمل إباحية‬
‫ًّ‬ ‫التجس س عليهم‪ ،‬واستغالهلم‬
‫ُّ‬ ‫التنصت و‬
‫ُّ‬ ‫أي وسيلة إلكرتونية‪ ،‬بم يف ذلك‬ ‫ِّ‬
‫ُوجه إليهم‪.‬‬
‫ت َّ‬

‫‪78‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫ص َو ٌر ُم ْ‬
‫ش ِر َق ٌة‬ ‫ُ‬

‫(أول ُمم ِّرضة يف اإلسالم) بتمريض سعد بن معاذ ‪ ‬الذي ُأصيب‬


‫ك َّل ف النبي ﷺ رفيدة األسلمية ‪َّ ‬‬
‫بجروح بليغة يف غزوة اخلندق‪.‬‬
‫سي دنا ممد ﷺ ليشمل الزراعة والتجارة؛ فخالة جابر بن عبد اهلل ‪،‬‬ ‫امتد نشاط امل رأة يف عهد ِّ‬
‫وقد َّ‬
‫ثم أرادت اخلروج من من زهلا لتقطف ثمر نخلها وهي يف ِع َّدهتا‪ ،‬فنهاها‬ ‫وتُدعى أسمء‪ُ ،‬ط ِّلقت من زوجها‪َّ ،‬‬
‫َص َّد ِق ي‪َ ،‬أ ْو َت ْف َع ِيل َم ْع ُرو ًف ا»‬ ‫ك‪َ ،‬فإِن ِ‬
‫َّك َع َس ى َأنْ ت َ‬ ‫رجل أنْ خترج‪ ،‬فأتت النبي ﷺ‪ ،‬فقال هلا‪َ « :‬ب َىل‪ُ ،‬ج دِّي ن َْخ َل ِ‬

‫ق‬ ‫ي‬ ‫ث‬‫و‬ ‫[رواه مسلم]‪.‬‬

‫د‬ ‫ي‬ ‫ق‬ ‫ة‬


‫إل‬‫ا‬
‫س ُع‬ ‫إل ْث ُ‬
‫راء َوال َّت َو ُّ‬ ‫اْ ِ‬

‫ا‬‫د‬‫ع‬
‫أنزل اهلل تعاىل واحدة من السور ِّ‬
‫الط وال‪ُ ،‬س ِّم َي ْت سورة النساء‪ .‬ويف هذه التسمية داللة واضحة عىل األمهية الكربى‬

‫و‬ ‫د‬
‫التي َأ ْوالها الق رآن الكريم للم رأة‪ .‬ويف َّأول آية من هذه السورة‪ ،‬جاء ا ُ‬
‫حل ْك م اإلهلي باملساواة بني الرجال والنساء‪،‬‬

‫ل‬‫ا‬
‫مجيع ا متساوون يف أصل ِخ ْل قتهم‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ‬

‫م‬
‫وتأكيد أنَّ الناس ً‬

‫ا‬‫ر‬
‫ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ﴾ [النساء‪.]١ :‬‬

‫ة‬‫ع‬ ‫ج‬ ‫فاد ُة‬ ‫م ا ْل ُم ْ‬


‫س َت َ‬

‫ص بعض ِ‬
‫الق َيم املستفادة من الدرس‪.‬‬
‫ا ْلقِ َي ُ‬

‫َأ ْس َت ْخ ِل ُ‬
‫‪ُ )1‬أ َقدِّ ُر حرص اإلسالم عىل منح امل رأة حقوقها االجتمعية‪.‬‬
‫‪.................................................................................................. )2‬‬
‫‪.................................................................................................. )3‬‬

‫‪79‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫راج َع ُة‬
‫ويم َوا ْل ُم َ‬
‫ُ‬ ‫ال َّت ْق‬

‫‪َ 1‬أ ْذ ُك ُر أربع ًة من احلقوق االجتمعية للمرأة‪.‬‬


‫‪ُ 2‬أ َع ِّل ُل ما يأيت‪:‬‬
‫أ ‪ .‬أعطى اإلسالم املرأة َّ‬
‫حق حضانة طفلها‪.‬‬
‫ب‪ .‬أسقط اإلسالم عن املرأة الصالة والصوم يف حالتي ال َّنفاس واحليض‪.‬‬
‫اشرتط اإلسالم وجود ويل املرأة يف َعقْد الزواج‪.‬‬

‫جعة‬
‫ثم ُأ ُ‬
‫جيب ّ‬ ‫َ‬
‫عم يليها‪:‬‬ ‫‪ 3‬أتَدَ َّب ُر اآلية الكريمة اآلتية‪َّ ،‬‬
‫قال تعاىل‪﴿ :‬ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ‬

‫لمرا‬
‫ﲊ ﲋﲌ ﲍ ﲎ ﲏ﴾‬

‫ادوا‬
‫ي معنى قوله تعاىل‪﴿ :‬ﱽ ﱾ﴾‪.‬‬ ‫أ ‪ُ .‬أ َب ِّ ُ‬
‫حصنات‪.‬‬‫ب‪َ .‬أ ْذ ُك ُر موقف اإلسالم من الذين يرمون ا ُمل َ‬

‫إلعد‬
‫‪َ 4‬أ َض ُع إشارة (✓) بجانب العبارة الصحيحة‪ ،‬وإشارة (✗) بجانب العبارة غري الصحيحة فيم يأيت‪:‬‬
‫ستح َّب للمرأة أنْ خترج إىل الصالة يوم العيد‪.‬‬‫) ُي َ‬ ‫أ‪(.‬‬

‫قيد ا‬
‫يق لويل املرأة أنْ ُجي ِربها عىل الزواج‪.‬‬
‫) ُّ‬ ‫ب‪( .‬‬
‫) جيب عىل املرأة حضور صالة اجلمعة‪.‬‬ ‫(‬

‫ثيقة‬
‫تار اإلجابة الصحيحة يف ٍّ‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬ ‫‪َ 5‬أ ْخ ُ‬

‫و‬
‫‪ُ .1‬أم املؤمنني التي أشارت عىل النبي ﷺ يوم احلديبية أنْ يبدأ بنفسه‪ِ ،‬‬
‫فيحلق َش ْعره‪ ،‬ويذبح َه ْديه‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫ُّ‬
‫السيدة ميمونة ‪.‬‬‫ب‪ِّ .‬‬ ‫السيدة ُأ ُّم سلمة ‪.‬‬
‫أ ‪ِّ .‬‬
‫السيدة صفية ‪.‬‬ ‫د ‪ِّ .‬‬ ‫السيدة خدجية ‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫‪َّ .2‬أول ُمم ِّرضة يف اإلسالم هي‪:‬‬
‫ب‪ .‬رفيدة األسلمية ‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬سكينة بنت احلسن بن عيل ‪.‬‬
‫د ‪ .‬عاتكة بنت عبد املطلب ‪.‬‬ ‫هند بنت عتبة ‪.‬‬
‫ت َب ْع ِل َها َو َو َل ِد ِه‪َ ،‬و ِه َي‬ ‫ْ‬
‫َ ِ‬
‫اعي ٌة َع َىل َبي ِ‬
‫«وا ْل َم ْرأ ُة َر َ‬
‫حق املرأة الذي يشري إليه قول رسول اهلل ﷺ‪َ :‬‬ ‫‪ُّ .3‬‬
‫َم ْس ُؤو َل ٌة َع ْن ُه ْم» هو‪:‬‬
‫د ‪ .‬التع ُّلم‪.‬‬ ‫األرسة‪.‬‬ ‫املشاركة يف بناء ُ‬ ‫ب‪ .‬العمل‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬احلضانة‪.‬‬
‫‪َ .4‬أ ْوىل األشخاص بحضانة الطفل كم َّ‬
‫نص عىل ذلك قانون األحوال الشخصية األردين هو‪:‬‬
‫ب‪ .‬األب يف حالة ُ‬
‫الف ْرقة عن الزوجة‪.‬‬ ‫أ‪ُ .‬‬
‫األ ُّم يف حالة ُ‬
‫الف ْرقة فقط‪.‬‬
‫د‪ُ .‬‬
‫األ ُّم يف حالة الزواج أو حالة ُ‬
‫الف ْرقة‪.‬‬ ‫ُ‬
‫األ ُّم يف حالة الزواج فقط‪.‬‬
‫‪80‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫الوحدة الثالثة‬

‫قال تعاىل‪﴿ :‬ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ﴾‬

‫سورة آل عمران‪ ،‬اآليات الكريمة (‪)١74-١69‬‬ ‫‪1‬‬

‫ث‬‫و‬
‫احلديث الرشيف‪ :‬رضا اهلل تعاىل‬

‫ي‬
‫‪2‬‬

‫ق‬ ‫ة‬‫ق‬
‫فتح َّ‬
‫مكة (‪8‬هـ)‬ ‫‪3‬‬ ‫دروس‬

‫د‬ ‫ي‬
‫الوحدة الثالثة‬

‫ا‬
‫من خصائص الشريعة اإلسالمية‪ :‬اإليجابية‬ ‫‪4‬‬

‫ع‬‫إل‬
‫شروط ِص َّحة َعقْد الزواج‬

‫د‬
‫ا‬
‫‪5‬‬

‫ا‬‫و‬ ‫د‬
‫الحقوق المالية للمرأة في اإلسالم‬

‫ل‬
‫‪6‬‬

‫ا‬‫ر‬ ‫م‬
‫ة‬‫ع‬ ‫ج‬

‫‪81‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫سورة آل عمران‬ ‫الدرس‬
‫اآليات الكريمة (‪)١74-١69‬‬ ‫‪1‬‬

‫تاجات ال َّت َع ُّل ِ‬


‫م‬ ‫ُ‬ ‫ِن‬

‫ُيتو َّقع من الطلبة حتقيق النتاجات اآلتية‪:‬‬

‫جعة‬
‫‪ -‬تِ َ‬
‫الو ُة اآليات الك ريمة (‪ )١74-١69‬من سورة آل عم ران‬
‫تالوة سليمة‪.‬‬

‫لمرا‬
‫‪َ -‬ب ُ‬
‫يان معاين املفردات والرتاكيب الواردة يف اآليات الك ريمة‪.‬‬

‫ادوا‬
‫إمجالي ا‪.‬‬
‫تفسيرا ًّ‬
‫ً‬ ‫‪َ -‬ت ْف ُ‬
‫سري اآليات الك ريمة‬
‫ِ‬
‫‪ -‬ح ْف ُظ اآليات الك ريمة ً‬
‫غيب ا‪.‬‬

‫إلعد‬
‫‪ِ -‬اال ْمتِ ُ‬
‫ثال ألمر اهلل تعاىل‪.‬‬

‫قيد ا‬
‫الرماة‪.‬‬
‫جبل ُّ‬
‫م ا ْل َق ْبل ُّ‬
‫ِي‬ ‫ع ُّل ُ‬
‫ال َّت َ‬

‫توج ه مرشكو قريش إىل املدينة ا ُمل َّ‬

‫ثيقة‬
‫نورة‬ ‫الس َنة الثالثة للهجرة‪َّ ،‬‬
‫يف َّ‬

‫و‬
‫َأ َت َو َّق ُ‬
‫ف‬ ‫ملحاربة املسلمني واالنتقام هلزيمتهم يف بدر‪ ،‬فخرج النبي ﷺ مع‬
‫جبل ُأ ُح د‪ :‬سلسلة جبال تقع قرب‬ ‫مئات من الصحابة الك رام ‪ ،‬والتقى باملرشكني يف ُأ ُحد قرب‬
‫سم ى جزء منها جبل‬ ‫الرماة بقيادة املدينة ا ُمل َّ‬
‫نورة‪ ،‬و ُي ّ‬ ‫سي دنا رسول اهلل ﷺ مخسني من ُّ‬ ‫املدينة ا ُمل َّ‬
‫نورة‪ ،‬وأمر ِّ‬
‫الرماة‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫الرماة حلمية ظهر املسلمني‪،‬‬‫عبد اهلل بن جبري ‪ ‬بالوقوف عىل جبل ُّ‬
‫وطلب منهم ّأال يرتك وا م واقعهم برصف النظر عن نتيجة املعركة‪ .‬وملّا‬
‫جبل ُأ ُحد‬
‫لمون ا ِّ‬
‫لشعْب‬ ‫املس‬ ‫الرماة‬
‫ظن ُّ‬
‫كانت الغلبة للمسلمني‪ ،‬واهنزم جيش املرشكني َّأول األمر‪َّ ،‬‬
‫جب‬
‫ل ال ُّرم‬
‫أنَّ املعركة قد انتهت‪ ،‬فنزل كثري منهم عن اجلبل‪َّ ،‬‬
‫فتنب ه املرشكون‬
‫اة‬
‫كون‬

‫التفاف خالد‬
‫ملرش‬

‫إىل املدينة‬
‫لذلك‪ ،‬والت ّف وا عىل املسلمني‪ ،‬وأصاب وا رسول اهلل ﷺ‪ ،‬وقتل وا سبعني‬
‫ا‬

‫من الصحابة الك رام ‪.‬‬


‫س َت ْن ِت ُج‬ ‫َأ ْ‬
‫َأ ْس َتن ِْت ُج ّمما سبق سبب ما أصاب املسلمني يوم ُأ ُحد‪.‬‬
‫‪.................................................................................................... 82‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫م َو َأ ْح َف ُ‬
‫ظ‬ ‫َأ ْف َ‬
‫ه ُ‬

‫اكيب‬ ‫ا ْل ُم ْف َر ُ‬
‫دات َوال َّت ر ُ‬

‫ﲄ ﲅ‪ :‬وال تظ َّنن‪.‬‬
‫ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋﲌ ﲍ ﲎ‪฀‬‬
‫ﲼ‪ :‬ا ِ‬
‫جل راح‪.‬‬
‫ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ‪฀‬‬
‫ومعي ًنا‪.‬‬ ‫ﳒ ﳓ‪ :‬يكفينا اهلل ً‬
‫ناصرا ُ‬
‫ﲙﲚﲛﲜﲝﲞﲟﲠﲡ‬

‫ث‬‫و‬
‫ﱁ‪ :‬فرجع وا‪.‬‬

‫ي‬
‫ﲢﲣﲤﲥﲦﲧﲨﲩﲪﲫ‬
‫ﲬﲭﲮﲯﲰﲱﲲﲳﲴ‬

‫ي‬ ‫ق‬ ‫ة‬‫ق‬


‫ا‬ ‫د‬
‫ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼﲽ ﲾ ﲿ‬

‫إل‬
‫ﳀﳁﳂﳃﳄﳅﳆﳇﳈﳉ‬
‫ﳊﳋﳌﳍﳎﳏﳐﳑﳒ‬

‫د‬‫ا‬‫د‬‫ع‬
‫و‬
‫ﳓﳔﳕﳖﱁﱂﱃﱄﱅﱆ‬

‫م‬‫ل‬‫ا‬
‫ﱋ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ‪฀‬‬
‫ﱇﱈﱉﱊ ﱌ‬

‫ج‬‫ا‬‫ر‬
‫ة‬‫ع‬
‫م َوال َّت ْح ُ‬
‫ليل‬ ‫ا ْل َف ْ‬
‫ه ُ‬

‫تناولت اآليات الكريمة جانبا ّمما حصل يوم ُأ ُحد‪ ،‬والدروس ِ‬


‫والع َرب املستفادة منه‪.‬‬ ‫ً‬

‫ريط ُة ال َّت ْنظيمِ َّي ُة‬


‫ا ْل َخ َ‬

‫موضوعات اآليات الكريمة‬

‫اآليات الكريمة (‪)١74-١7٢‬‬ ‫اآليات الكريمة (‪)١7١-١69‬‬


‫فضل طاعة اهلل ورسوله‪ ،‬والثقة بنرص اهلل تعاىل‬ ‫فضائل الشهداء‬

‫‪83‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫فضائل الشهداء‬ ‫َّأو ًال‬
‫َأ َت َو َّق ُ‬
‫ف‬ ‫أصاب املسلمني َه ٌّم شديد بعد استشهاد عدد كبري من‬
‫خاصــة ال تُشــبِ ه‬
‫للشــهداء حيــاة َّ‬ ‫الصحابة الك رام ‪ ‬يف معركة ُأ ُح د‪ ،‬فأنزل اهلل ‪ ‬هذه اآليات‬
‫حياهتــم يف الدنيــا‪.‬‬ ‫الكريمة؛ تسلي ًة هلم‪ ،‬وتثبي ًتا لقلوهبم‪ .‬وقد َّبي نت اآليات الكريمة‬
‫من سورة آل عم ران بعض ما َأ َع َّد اهلل تعاىل للشهداء من ج زاء‪ .‬قال‬
‫تعاىل‪﴿ :‬ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ﴾‪ ،‬فذكرت َّأهن م أحياء عند اهلل‬

‫جعة‬
‫تعاىل‪ ،‬وأنَّ اهلل تعاىل َأ َع َّد هلم يف اآلخرة نِ َع ًم ا كثري ًة تزيدهم ً‬
‫فرحا وسعادةً‪ .‬والتعبري بقوله تعاىل‪﴿ :‬ﲏ ﲐ﴾ فيه‬
‫زيادة تكريم للشهداء؛ َف ُه ْم يف قرب من اهلل تعاىل‪ ،‬وتقديمه عىل قوله تعاىل‪﴿ :‬ﲑ﴾ فيه إشـارة إىل أنَّ ِج وار اهلل‬

‫لمرا‬
‫تعاىل أعظم رزق‪ .‬وقد وصفهم اهلل ‪ ‬بالفرح والرضا بم أنعم عليهم سبحانه من فضل‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﲓ ﲔ‬
‫وأهنم ُم طمئِنون لعاقبة َم ْن سيلحق هبم يف درب الشهادة‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﲙ‬
‫ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ﴾‪َّ ،‬‬

‫ادوا‬
‫ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﴾‪ ،‬فكان يف هذا توجيه للمسلمني لسلوك‬

‫إلعد‬
‫طريق الشهداء من دون خوف عىل ما عندهم من أبناء وأزواج‪ ،‬ومن دون حزن عىل ما تركوه من متاع الدنيا‪.‬‬

‫قيد ا‬
‫ك ُر َو ُأ َف ِّ‬
‫س ُر‬ ‫ُأ َف ِّ‬

‫ُ‬
‫أ َف ِّ ُ‬
‫س سبب ٍّ‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬

‫ثيقة‬
‫‪ )1‬خوف بعض الناس من اخلروج إىل اجلهاد‪.‬‬

‫و‬
‫‪....................................................................................................‬‬
‫دفاعا عن الدين والوطن‪.‬‬
‫‪ )2‬حرص املسلمني عىل اخلروج إىل اجلهاد ً‬
‫‪....................................................................................................‬‬

‫فضل طاعة اهلل ورسوله‪ ،‬والثقة بنرص اهلل تعاىل‬ ‫ثاني ا‬


‫ً‬
‫لما رجع املرشكـون من ُأ ُحد‪ ،‬قال بعضهم لبعض‬
‫ّ‬
‫فقـرروا إعادة‬
‫يتمكنوا من القضاء عىل املسلمني‪َّ ،‬‬ ‫َّإهنم مل َّ‬
‫َ‬
‫الك َّرة بالرجوع إىل املدينة ا ُمل َّ‬
‫نورة‪ ،‬ومهامجة املسلمني‪ .‬وملّا‬
‫سيدنا ممد ﷺ‪ ،‬أمر باخلـروج ملالقاة‬
‫وصـل اخلرب إىل ِّ‬
‫املرشكني؛ لكي يعلموا بأنَّ املسلمني ما يزالون أقوياء‪،‬‬
‫فاستجـاب املسلمـون ألمر رسـول اهلل ﷺ بالرغم ّمما‬
‫‪84‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫أصاهبم من ِجراح‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ﴾‪ّ .‬‬
‫ولما وصل النبي ﷺ‬
‫كيلومترا جنوب املسجد النبوي)‪ ،‬أقام ﷺ فيها‪ّ .‬‬
‫فلم تناهى إىل‬ ‫ً‬ ‫محراء األسد (منطقة تقع عىل ُب ْعد اثني عرش‬

‫مكة ا ُمل َّ‬


‫كرمة‪.‬‬ ‫مسامع املرشكني خرب خروج املسلمني‪ ،‬خافوا من لقائهم‪ ،‬ورجعوا إىل َّ‬
‫وقد أثنـى اهلل تعاىل عىل املسلمني؛ الستجابتهـم ألمر اهلل تعاىل ورسوله ﷺ‪ ،‬وثقتهم بنرص اهلل تعاىل‪،‬‬
‫ووعدهم باألجر العظيم‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ﴾‪ .‬وكذلك مدحهم‬
‫اهلل تعالى؛ ألن َّهم لم يخافوا من اجتمع املرشكني عىل حرهبم‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﳅ ﳆﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ‬
‫ﳌﳍﳎ﴾‪.‬وقدلجؤوا إىل َر ِّهبم سبحانه‪ ،‬وازدادوا ثقة بنرصه تعاىل‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﳏ ﳐ﴾‪.‬‬

‫ق‬ ‫ي‬ ‫ث‬‫و‬


‫وقوهلم‪« :‬حسبنا اهلل ونعم الوكيل» يعني أنَّه سبحانه قادر عىل أنْ يكفيهم شور املرشكني؛ فنحن إليه نلجأ‪،‬‬

‫ق‬ ‫ة‬
‫قدره‬
‫ترتسخ يف قلوب املؤمنني الثقة باهلل تعاىل‪ ،‬والرضا بم َّ‬
‫ُفوض أمرنا‪ .‬وبذلك َّ‬
‫وعليه نعتمد‪ ،‬وإليه ن ِّ‬

‫ا‬ ‫د‬ ‫ي‬


‫سبحانه و َي َّرسه‪.‬‬

‫إل‬
‫نورة من دون قتال‪ ،‬ومل ُي ِصبهم ُّ‬
‫أي أذى‪ ،‬بسبب‬ ‫وقد رجع املسلمون من محراء األسد إىل املدينة ا ُمل َّ‬

‫د‬‫ع‬
‫قيامهم بم يرضيه سبحانه‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ﴾‪.‬‬

‫ا‬‫و‬ ‫د‬‫ا‬
‫ل‬
‫َأ َت َد َّب ُر َو ُأ َب ِّي ُ‬
‫ن‬

‫ا‬‫ر‬ ‫م‬
‫ثم َأتَدَ َّب ُر فيه قول اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ‬
‫أرجع إىل أحد كتب التفاسري‪َّ ،‬‬

‫ج‬
‫ثم ُأ َب ِّ ُ‬
‫ي املقصود بلفـظ ﴿ﳈ﴾ ولفظ ﴿ﳊ﴾ يف كلتا احلالتني‪.‬‬ ‫ﳎ﴾‪َّ ،‬‬

‫ة‬‫ع‬
‫‪....................................................................................................‬‬
‫‪....................................................................................................‬‬

‫ص َو ٌر ُم ْ‬
‫ش ِر َق ٌة‬ ‫ُ‬

‫سي دنا رسول اهلل ﷺ‪ ،‬ونيل الشهادة‪ .‬وقد برز ذلك يف‬ ‫ُ‬
‫يوم أ ُحد إىل الدفاع عن ِّ‬ ‫سارع الصحابة الك رام‬
‫الرماة عن اجلبل‪ ،‬واهنزم املسلمون‪ ،‬قال أنس بن النرض ‪:‬‬
‫لما نزل أكثر ُّ‬
‫صور كثرية؛ إذ روى البخاري أنَّه ّ‬
‫اللهم ّإين أعتذر إليك ّمم ا صنع هؤالء (يعني املسلمني) الذين اهنزم وا‪ ،‬وأب رأ إليك ّمم ا صنع هؤالء (يعني‬‫َّ‬
‫تقدم‪ ،‬فلقيه سعد بن معاذ ‪ ،‬فقال‪ :‬أين يا أبا عمر؟ فقال أنس ‪ :‬و ًاها لريح ا َ‬
‫جل َّنة يا‬ ‫ثم َّ‬
‫املرشكني)‪َّ ،‬‬
‫ثم مىض‪ ،‬فقاتل القوم حتى ُقتِل‪ ،‬فم ُع ِرف من كثرة ما به من ج راح حتى عرفته‬ ‫ُ‬
‫سعد؛ ّإين أجده دون أ ُحد‪َّ .‬‬
‫أخته بِ َب نانه‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫س ُع‬ ‫إل ْث ُ‬
‫راء َوال َّت َو ُّ‬ ‫اْ ِ‬

‫مج لة من فضائل الشهداء‪ ،‬ومكانتهم عند اهلل تعاىل‪ .‬ومن ذلك أنَّ رسول اهلل‬ ‫الس َّن ة النبوية الرشيفة ُ ْ‬ ‫ذكرت ُّ‬
‫ﷺ َّبني عد ًدا من خصال الشهداء‪ ،‬منها‪ُ « :‬ي غْ َف ُر َل ُه يف َأ َّو ِل َدف َْع ٍة ِم ْن َد ِم ِه‪َ ،‬و َي رى َم ْق َع دَ ُه ِم َن ْ َ‬
‫اجل َّن ِة‪َ ،‬و ُجي ُار ِم ْن‬
‫عني إِنْسانًا ِم ْن‬ ‫ني‪َ ،‬و ُي شَ َّف ُع يف َس ْب َ‬ ‫يمن‪َ ،‬و ُي َز َّو ُج ِم َن ْاحل و ِر ا ْل ع ِ‬ ‫اإل ِ‬‫رب‪َ ،‬و ُي َّىل ُح َّل َة ْ ِ‬ ‫رب‪َ ،‬و َي ْأ َم ُن ِم َن ا ْل َف َزعِ ْ َ‬
‫األكْ َ ِ‬ ‫َع ِ‬
‫ذاب ا ْل َق ْ ِ‬
‫قاربِ ِه» [رواه ابن ماجه] (ا ْل َف َز ِع ْ َاأل ْك َ ِر‪ :‬أه وال احلساب يوم القيامة)‪.‬‬ ‫َأ ِ‬

‫جعة‬
‫بكل شجاعة‪ ،‬واس ُت ش ِه د العديد منهم‬ ‫كثيرا من الشهداء الذين دافع وا عن ا ُمل َّ‬
‫قدسات ِّ‬ ‫قدم األردن ً‬
‫وقد َّ‬
‫دفاع ا عن املسجد األقىص املبارك كم يف معركة باب ال واد عام ‪1948‬م‪ ،‬ومعارك القدس عام ‪1967‬م‪ ،‬ومعركة‬
‫ً‬

‫لمرا‬
‫الك رامة عام ‪1968‬م‪.‬‬

‫ادوا‬
‫فاد ُة‬ ‫م ا ْل ُم ْ‬
‫س َت َ‬ ‫ا ْلقِ َي ُ‬

‫إلعد‬
‫ص بعض ِ‬
‫الق َيم املستفادة من الدرس‪.‬‬ ‫َأ ْس َت ْخ ِل ُ‬
‫‪ُ )1‬أؤْ ِم ُن بأنَّ النرص من عند اهلل تعاىل‪.‬‬

‫قيد ا‬
‫‪.................................................................................................. )2‬‬

‫ثيقة‬
‫‪.................................................................................................. )3‬‬

‫و‬

‫‪86‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫راج َع ُة‬
‫ويم َوا ْل ُم َ‬
‫ُ‬ ‫ال َّت ْق‬

‫مناسبا لآليات الكريمة‪.‬‬


‫ً‬ ‫‪َ 1‬أ َض ُع عنوانًا‬
‫‪َ 2‬أ ْس َت ْنتِ ُج ثال ًثا من فضائل الشهداء املذكورة يف اآليات الكريمة‪.‬‬
‫‪َ 3‬أ ْس َت ِدلُّ باآليات الكريمة عىل ٍّ‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬
‫أ ‪ .‬دعاء املؤمنني يف األوقات العصيبة‪.‬‬
‫ب‪ .‬جزاء الصحابة عىل استجابتهم لرسول اهلل ﷺ‪ ،‬وخروجهم إىل محراء األسد‪.‬‬

‫ي‬ ‫ث‬‫و‬
‫جـ‪ .‬اطمئنان الشهداء ملصري إخواهنم األحياء إذا نالوا الشهادة مثلهم‪.‬‬

‫ق‬
‫‪َ 4‬أ ْس َت ْنتِ ُج هدف خروج املسلمني إىل محراء األسد‪.‬‬

‫د‬ ‫ي‬
‫ي داللة قول اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﲏ ﲐ ﲑ﴾‪.‬‬

‫ق‬ ‫ة‬ ‫‪ُ 5‬أ َب ِّ ُ‬

‫ا‬
‫‪َ 6‬أ ْخ ُ‬
‫تار اإلجابة الصحيحة يف ٍّ‬

‫إل‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬

‫ع‬
‫‪ .1‬معنى لفظ ﴿ﲼ﴾ يف قوله تعاىل‪﴿ :‬ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ﴾ هو‪:‬‬

‫د‬‫ا‬‫د‬
‫د‪ .‬اليأس‪.‬‬ ‫جـ‪ .‬ا َهل ُّم‪.‬‬ ‫ب‪ .‬الفرح‪.‬‬ ‫أ‪ .‬ا ِ‬
‫جلراح‪.‬‬

‫ل‬‫ا‬‫و‬
‫الس َنة‪:‬‬
‫‪ .2‬كان خروج الصحابة ‪ ‬إىل محراء األسد يف َّ‬

‫ر‬ ‫م‬
‫د‪ .‬اخلامسة للهجرة‪.‬‬ ‫ب‪ .‬الثالثة للهجرة‪ .‬جـ‪ .‬الرابعة للهجرة‪.‬‬ ‫أ‪ .‬الثانية للهجرة‪.‬‬

‫ا‬
‫ُ‬

‫ج‬
‫الس َنة‪:‬‬
‫‪ .3‬وقعت معركة أ ُحد يف َّ‬

‫ة‬‫ع‬
‫د‪ .‬الرابعة للهجرة‪.‬‬ ‫ب‪ .‬الثانية للهجرة‪ .‬جـ‪ .‬الثالثة للهجرة‪.‬‬ ‫أ‪ .‬األوىل للهجرة‪.‬‬
‫الرماة بقيادة‪:‬‬
‫‪ .4‬أمر النبي ﷺ مخسني من الصحابة ‪ ‬بالوقوف عىل جبل ُّ‬
‫سيدنا محزة بن عبد املطلب ‪.‬‬
‫ب‪ِّ .‬‬ ‫أ‪ .‬أنس بن النرض ‪.‬‬
‫د ‪ .‬سعد بن معاذ ‪. ‬‬ ‫جـ‪ .‬عبد اهلل بن جبري ‪.‬‬
‫َ‬
‫‪ 7‬أ ْتلو اآليات الكريمة ً‬
‫غيبا‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫الحديث الشريف‪:‬‬ ‫الدرس‬
‫رضا اهلل تعالى‬ ‫‪2‬‬

‫تاجات ال َّت َع ُّل ِ‬


‫م‬ ‫ُ‬ ‫ِن‬

‫جعة‬
‫ُيتو َّقع من الطلبة تحقيق النتاجات اآلتية‪:‬‬
‫‪ِ -‬ق را َء ُة احلديث النبوي الرشيف ق راءة سليمة‪.‬‬

‫لمرا‬
‫يف ب راوي احلديث النبوي الرشيف‪.‬‬ ‫‪ -‬ال َّت ْع ر ُ‬
‫يان معاين املفردات والرتاكيب الواردة يف احلديث النبوي‬ ‫‪َ -‬ب ُ‬

‫ادوا‬
‫الرشيف‪.‬‬
‫ليل مضمون احلديث النبوي الرشيف‪.‬‬ ‫‪ْ َ -‬حت ُ‬

‫إلعد‬
‫‪ -‬تَمث ُُّل ِ‬
‫الق َي م واالجتاهات الواردة يف احلديث النبوي الرشيف‪.‬‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫غيب ا‪.‬‬
‫قرر ً‬‫‪ -‬ح ْف ُظ احلديث النبوي الرشيف ا ُمل َّ‬

‫قيد ا‬
‫ثيقة‬
‫م ا ْل َق ْبل ُّ‬
‫ِي‬ ‫ع ُّل ُ‬
‫ال َّت َ‬

‫و‬
‫أمر الرشع احلنيف اإلنسان بفعل ك ِّل ما ُي ريض اهلل تعاىل‪ ،‬وترك ك ِّل ما َي ْب غضه سبحانه من أفعال وأق وال‪،‬‬
‫التمس ك به‪ ،‬و ّ‬
‫التحيل بالتقوى‪ ،‬والثبات عىل ذلك حتى يلقى َربَّه ‪.‬‬ ‫ووجهه إىل االستقامة عىل دين اإلسالم‪ ،‬و ُّ‬
‫َّ‬
‫قال تعاىل‪﴿ :‬ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ‬
‫ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ﴾ [فصلت‪.]٣٠ :‬‬
‫ول اهللِ‪ُ ،‬ق ْل ِيل ِيف ْ ِ‬
‫اإل ْس َال ِم َق ْو ًال َال َأ ْس َأ ُل َع ْن ُه َأ َح ًدا‬ ‫ممدا ﷺ‪ ،‬فقال‪َ :‬يا َر ُس َ‬ ‫سي دنا ً‬ ‫وقد سأل أحد الصحابة ‪ِّ ‬‬
‫اس َت ِق ْم» [رواه أمحد]‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َب ْع َ‬
‫دَك‪َ ،‬ق َ‬
‫ال ﷺ‪ُ « :‬ق ْل‪ :‬آ َم ْن ُت بِاهلل ُث َّم ْ‬
‫ُأ َب ِّي ُ‬
‫ن‬

‫ُأ َب ِّ ُ‬
‫ي داللة ربط الق رآن الكريم و ُّ‬
‫الس َّنة النبوية الرشيفة بني اإليمن وسلوك املسلم يف كثري من اآليات الكريمة‬
‫واألحاديث الرشيفة‪.‬‬
‫‪.......................................................................................................................................‬‬

‫‪88‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫م َو َأ ْح َف ُ‬
‫ظ‬ ‫َأ ْف َ‬
‫ه ُ‬

‫اكيب‬ ‫ا ْل ُم ْف َر ُ‬
‫دات َوال َّت ر ُ‬
‫هلل َي ْرىض َل ُك ْم َثال ًثا‪،‬‬ ‫عن أيب هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ﷺ‪» :‬إِنَّ ا َ‬ ‫يرىض‪ِ ُ :‬‬
‫ي ُّب‪.‬‬
‫ُرشك وا بِ ِه َش ْي ًئا‪َ ،‬و َأنْ‬
‫َو َي ْس َخ ُط َل ُك ْم َثال ًثا‪َ :‬ي ْرىض َل ُك ْم َأنْ ت َْع ُب دو ُه َوال ت ْ ِ‬
‫يسخط‪ :‬يغضب‪.‬‬
‫ُناصح وا َم ْن َو ّالهُ ا ُ‬
‫هلل‬ ‫يعا َوال َت َف رق وا‪َ ،‬و َأنْ ت ِ‬
‫َّ‬ ‫ت َْع َت ِصم وا بِ َح ْب ِل اهللِ َمج ً‬
‫مال‪َ ،‬و َك ْث ر َة الس ِ‬
‫ؤال«‬ ‫ضاع َة ا ْل ِ‬‫قال‪َ ،‬وإِ َ‬ ‫قيل َو َ‬ ‫َأ ْم َر ُك ْم‪َ ،‬و َي ْس َخ ُط َل ُك ْم‪َ :‬‬

‫و‬
‫َ ُّ‬

‫ي‬ ‫ث‬
‫[رواه أمحد]‪.‬‬

‫ي‬ ‫ق‬ ‫ة‬‫ق‬


‫ا‬ ‫د‬
‫ي َّ‬
‫الش ِ‬
‫ريف‬ ‫ديث ال َّن َبوِ ِّ‬
‫ِ‬ ‫راوي ا ْل َح‬
‫ِ‬ ‫ال َّت ْع ُ‬
‫ريف ِب‬

‫ع‬‫إل‬
‫الدويس ‪ ،‬صحايب جليل من أهل اليمن‪ ،‬أسلم عىل يد الصحايب اجلليل‬ ‫هو عبد الرمحن بن صخر َّ‬

‫ا‬‫د‬
‫ِ‬
‫الس َنة السابعة من اهلجرة يوم خيرب‪ ،‬وكان‬
‫مهاجرا يف َّ‬
‫ً‬ ‫الدويس ‪ ،‬وقد َق دم إىل املدينة ا ُمل َّ‬
‫نورة‬ ‫الطفيل بن عمرو َّ‬

‫و‬ ‫د‬
‫الص َّفة (مكان ُم ظ َّلل يف املسجد النبوي الرشيف‪ ،‬مكث فيه الفق راء م َن املهاجرين‪ ،‬و َم ْن ليس له منزل)‪ ،‬وقد َّ‬
‫تفرغ ‪‬‬ ‫‪ ‬من أهل ُّ‬
‫ِ‬

‫م‬‫ل‬‫ا‬ ‫لتع ُّل م الق رآن الكريم و ُّ‬


‫الس َّنة النبوية الرشيفة‪ ،‬والزم النبي ﷺ‪ ،‬فدعا له النبي ﷺ بكثرة احلفظ‪ ،‬فكان أحد أكثر‬

‫ا‬‫ر‬
‫اخلطاب ‪ ‬عىل البحرين‪ ،‬وت ِّ‬
‫ُويف َس َنة سبع‬ ‫الصحابة ‪ ‬رواية للحديث عنه ﷺ‪ ،‬وقد ّواله اخلليفة عمر بن ّ‬

‫ع‬ ‫ج‬
‫ومخسني للهجرة‪.‬‬

‫ة‬
‫أيضا‬ ‫ورد يف احلديث النبوي الرشيف جمموعة من األعمل التي ُ ِ‬
‫ي ُّب ها اهلل تعاىل‪ ،‬ويثيب عىل فعلها‪ ،‬واشتمل ً‬
‫عىل أعمل ينهى اهلل تعاىل عنها‪ ،‬وي ِ‬
‫عاقب عىل فعلها‪.‬‬
‫م َوال َّت ْح ُ‬
‫ليل‬ ‫ا ْل َف ْ‬
‫ه ُ‬

‫ُ‬

‫موضوعات احلديث النبوي الرشيف‬ ‫ريط ُة ال َّت ْنظيمِ َّي ُة‬


‫ا ْل َخ َ‬

‫أعامل ت ِ‬
‫ُغضب اهلل تعاىل‬ ‫أعامل تُريض اهلل تعاىل‬

‫كثرة السؤال‬ ‫إضاعة املال‬ ‫القيل والقال‬ ‫مناصحة‬ ‫الوحدة وعدم‬ ‫عبادة اهلل تعاىل وحده‬
‫ويل األمر‬ ‫التفرق‬
‫ُّ‬ ‫وعدم اإلشاك به‬

‫‪89‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫األعامل التي تُريض اهلل تعاىل‬ ‫َّأو ًال‬
‫ذكر احلديث الرشيف ثالث ًة من األعمل التي ُي ِح ُّب ها اهلل تعاىل‪ ،‬و ُي ِح ُّب َم ْن يلتزم هبا‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫وخي ِل صوا‬
‫وح دوه‪ُ ،‬‬
‫أ ‪ .‬عبادة الله وحده وعدم اإلش راك به‪َّ :‬بي ن احلديث الرشيف أنَّ اهلل تعاىل يريد من عباده أنْ ُي ِّ‬
‫وأال جيعل وا له ش ً‬
‫يك ا‪.‬‬ ‫له العبادة وحده‪ّ ،‬‬
‫والعبادة اسم جامع لك ِّل ما ُ ِ‬
‫ي ُّب ه اهلل تعاىل ويرضاه من األق وال واألفعال الظاهرة والباطنة‪ ،‬مثل‪ :‬الشعائر‬

‫جعة‬
‫التعب دية‪ ،‬وإنَّم‬
‫ُّ‬ ‫التعب دية‪ ،‬واملعامالت‪ ،‬واألخالق‪ .‬فهي مفهوم شامل ال يقترص فقط عىل أداء الشعائر‬
‫ُّ‬
‫مجيعا‪.‬‬
‫يشمل سلوك املسلم‪ ،‬وتعامله‪ ،‬وعالقاته ً‬

‫لمرا‬
‫التفرق‪ :‬يكون ذلك باالعتصام بحبل اهلل تعاىل‪ ،‬و ُّ‬
‫التمس ك بدينه سبحانه‪ ،‬واالستقامة‬ ‫ُّ‬ ‫ب‪ .‬الوحدة وعدم‬
‫ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ﴾‬ ‫ﱢ‪฀ ฀‬‬‫وس َّن ة رسوله ﷺ؛ قال تعاىل‪﴿ :‬ﱡ‪฀ ฀ ฀ ฀‬‬ ‫عليه‪ ،‬والعمل بم جاء يف كتابه العزيز ُ‬

‫ادوا‬
‫للتفرق الذي هو سبيل الضعف واهل وان‪.‬‬ ‫[آل عم ران‪ .]١٠٣:‬فوحدة األُمة هي سبيل القوة و ِ‬
‫الع َّزة‪ ،‬خال ًفا‬
‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬

‫إلعد‬ ‫ِ‬
‫قاش‬‫ض َّي ٌة ِلل ِّن‬
‫َق ِ‬

‫قيد ا‬
‫األمة اليوم‪ ،‬واملزايا التي ي ِ‬
‫مكن حتقيقها حال‬ ‫ُ‬ ‫ُأ ِ‬
‫ناق ُش أف راد جمموعتي يف سلبيات حالة ُ‬
‫ُ‬ ‫الف ْرقة التي تعيشها َّ‬
‫وحدهتا‪.‬‬

‫ثيقة‬
‫‪..................................................................................................................................‬‬

‫و‬
‫مناصحة ولي األمر‪ :‬يتم ثَّل ذلك يف تقديم ال رأي الصائب واملشورة الصادقة النافعة للحاكم املسلم و َم ْن‬
‫ينوب عنه من املسؤولني‪ ،‬ومعاونته عىل احلقِّ ‪ ،‬وطاعته فيه‪ ،‬وتذكريه به‪ ،‬وتنبيهه باحلكمة واملوعظة ا َ‬
‫حل َس نة‪.‬‬
‫وقد تكون املناصحة عن طريق املؤسسات ا ُمل تعدِّ دة للدولة‪ ،‬مثل‪ :‬الربملان‪ ،‬واألحزاب السياسية فيها؛ ما يتفق‬
‫مع مبدأ الشورى الذي ُي َع ُّد ركيزة أساسية لنظام ا ُ‬
‫حل ْك م يف اإلسالم‪.‬‬

‫ل َو َأ ْ‬
‫س َت ْن ِت ُج‬ ‫َأ َت َأ َّم ُ‬

‫ثم َأ ْس َت ْنتِ ُج منها أسلوب النصح والدعوة لويل األمر‪:‬‬ ‫َأت ََأ َّم ُل َّ‬
‫القصة اآلتية‪َّ ،‬‬
‫«بينم اخلليفة هارون الرشيد ‪ ‬يطوف يو ًما بالبيت إذ عرض له رجل‪ ،‬فقال‪ :‬يا أمري املؤمنني‪ّ ،‬إين ُأريد أنْ‬
‫ش م ّن ي‪ ،‬فأمره أنْ يقول له‬ ‫ُأك ِّلمك بكالم فيه ِغ ْلظة‪ .‬فقال له‪ :‬ال‪ ،‬قد بعث اهلل َم ْن هو خري منك إىل َم ْن هو َ ٌّ‬
‫سي دنا موسى ‪ ‬إىل فرعون)‪.‬‬
‫لي ًن ا» [البداية والنهاية] (يقصد بذلك بعث اهلل تعاىل ِّ‬ ‫ً‬
‫قوال ِّ‬
‫‪..................................................................................................................................‬‬
‫‪90‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫ص َو ٌر ُم ْ‬
‫ش ِر َق ٌة‬ ‫ُ‬

‫الصديق ‪ ‬باخلالفة بعد وفاة النبي ﷺ‪ ،‬خطب الناس‪ ،‬فحمد اهلل‪ ،‬وأثنى عليه‪،‬‬ ‫سيدنا أبو بكر‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫لما بويـع ِّ‬ ‫ّ‬
‫فإين قد ُو ِّلي ُت عليكم‪ ،‬ولس ُت بخريكم‪ ،‬فإنْ أحس ْن ُت فأعينوين‪ ،‬وإنْ ْ‬
‫أسأ ُت‬ ‫بعد ُّأهيا الناس‪ّ ،‬‬ ‫«أما ُ‬ ‫ثم قال‪ّ :‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫فقوموين» ُ[مص َّنف عبد الرزّ اق]‪.‬‬
‫ِّ‬

‫األعامل التي َي ْبغضها اهلل تعاىل‬ ‫ثاني ا‬


‫ً‬

‫ي‬ ‫ث‬‫و‬
‫ورد يف احلديث الرشيف جمموعة من األعمل التي َي ْب غضها اهلل تعاىل‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫ة‬‫ق‬
‫أ ‪ .‬الكالم غير النافع (اللغو)‪ :‬هنى احلديث الرشيف عن كثرة‬

‫د‬ ‫ي‬ ‫ق‬


‫الكالم فيم ال ينفع‪ ،‬وما ال فائدة منه‪ ،‬وقد هنى اهلل تعاىل عنه؛‬

‫ا‬
‫َأ َت َو َّق ُ‬
‫ف‬

‫إل‬
‫ينقسم الكالم إىل ثالثة أقسام‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫لكيال ينشغل اإلنسان به‪.‬‬

‫ع‬
‫ِ‬
‫‪ .1‬كالم خري أمر اهلل تعاىل به‪ ،‬مثل‪ :‬األمر‬ ‫عرض‬‫ب‪ .‬إضاعة المال‪ :‬أوجب اإلسـالم املحافظة عىل املال؛ ل ّئال ُي ِّ‬

‫د‬‫ا‬‫د‬
‫باملعروف‪ ،‬والنهي عن ا ُمل َ‬
‫نك ر‪.‬‬ ‫اإلنسـان نفسه أو أهله لل َف ْق ر واحلاجة وسؤال الناس‪ .‬قال‬

‫ا‬‫و‬
‫‪ .2‬كالم ش هنى اهلل تعاىل عنه‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫تعاىل‪﴿ :‬ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ‪ ฀‬ﳅ‬

‫م‬‫ل‬
‫الس ِّب‪،‬‬
‫الكذب‪ ،‬والكالم البذيء‪ ،‬و َّ‬ ‫ﳆ﴾ [اإلرساء‪ .]٢6 :‬والنهي عن إضاعة املال يشمل تضييع‬

‫ا‬‫ر‬
‫والشتم‪.‬‬ ‫اخلاص‪ ،‬وتضييع مال ُ‬
‫األ َّمة‪.‬‬ ‫اإلنسان ماله‬

‫ج‬
‫َّ‬

‫ع‬
‫‪ .3‬كالم غري نافع (اللغو)‪.‬‬
‫سي دنا رسول اهلل ﷺ عن إضاعة املال؛ ألمهيته يف حياة‬
‫وهنى ِّ‬

‫ة‬
‫األمم وامتالك أسباب‬‫الفرد وقضاء ح وائجه‪ ،‬ودوره يف بناء ُ‬
‫حاسب عليه يوم القيامة‪.‬‬ ‫سي َ‬‫القوة‪ ،‬وألنَّ اإلنسان ُ‬
‫َّ‬
‫إلضاعة المال صور عديدة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ )١‬التبذير‪ :‬هو إنفاق املال يف ا ُملحرمات برصف النظر عن مقداره‪ ،‬مثل‪ :‬إنفاق املال عىل ِ‬
‫الق مر‪ ،‬واخلمر‪،‬‬ ‫َّ‬
‫وا ُمل خدِّ رات‪ ،‬أو دفع املال لشهادة الزور‪ ،‬والرشوة‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌﳍ ﳎ‬
‫ﳏ ﳐ ﳑ ﴾ [اإلرساء‪.]٢7 :‬‬
‫‪ )٢‬اإلساف‪ :‬هو إنفاق املال يف األمور املرشوعة بم يزيد عىل احلاجة‪ ،‬مثل‪ :‬املغاالة يف شاء الكمليات التي‬
‫كم يات كبرية من‬
‫ال حاجة إليها‪ ،‬واإلرساف يف استخدام الكه رباء‪ ،‬وهدر املاء أثناء التنظيف‪ ،‬وإعداد ِّ‬
‫ثم إتالفها‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﱉ ﱊ ﱋ ﱌﱍ ﱎ ﱏ ﱐ‬
‫الطعام يف املناسبات أكثر من احلاجة َّ‬
‫ﱑ﴾ [األع راف‪.]٣١ :‬‬
‫‪91‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫حرم اإلسالم كنز املال‪ ،‬وهو املال الذي مل تُؤ َّد زكاته بعد وجوهبا فيه؛ ألنَّ ذلك‬
‫‪ )3‬كنز املال وعدم استثامره‪َّ :‬‬
‫يؤ ّدي إىل عدم استثمره فيم ينفع الفرد واملجتمع‪ ،‬وعدم إنفاقه يف سبيل اهلل ‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﱲ‬
‫ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ﴾ [التوبة‪ .]٣4 :‬وال‬
‫ُي َع ُّد االدخار لتحقيق غرض أو حاجة ما من كنز املال الذي هنى اهلل سبحانه وتعاىل عنه إذا ُأ ِّديت زكاته‪.‬‬

‫ُأ ِ‬
‫ناق ُ‬
‫ش‬

‫جعة‬
‫ُأ ِ‬
‫ناق ُش زمالئي‪ /‬زمياليت يف سبب عدم َعدِّ االدخار من كنز املال املَن ِه ِّي عنه‪.‬‬
‫‪.................................................................................................................................‬‬

‫لمرا‬
‫قصد منه العلم والتع ُّلم؛ فقد أمر اهلل ‪ ‬يف القرآن‬
‫كثرة السؤال‪َ :‬ح َّث اإلسالم عىل السؤال الذي ُي َ‬

‫ادوا‬
‫الكريم بسؤال أهل العلم‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ‪[ ﴾฀‬األنبياء‪ .]7 :‬والنهي‬

‫إلعد‬
‫املوجود يف احلديث الرشيف هو عن كثرة السـؤال يف غري حاجة أو فائدة‪ ،‬والسـؤال عن أحوال الناس‬
‫اخلاصة التي ُحت ِرجهم اإلجابة عنها‪ِ ،‬‬
‫وتوقعهم يف ضيق‪.‬‬ ‫َّ‬

‫قيد ا‬ ‫إل ْث ُ‬

‫ثيقة‬
‫راء َوال َّت َو ُّ‬
‫س ُع‬ ‫اْ ِ‬
‫ال تقترص سلوكات الناس‪ّ ،‬مما ُ ِ‬
‫ي ُّب ها اهلل تعاىل أو َي ْب غضها‪ ،‬عىل ما جاء يف احلديث الرشيف‪ ،‬وإنَّم يدخل يف‬

‫و‬
‫ذلك سلوكات ُأخرى مل َي ِر ْد ِذكْ رها يف هذا احلديث الرشيف‪ ،‬ووردت يف أحاديث ُأخرى‪ ،‬منها‪:‬‬
‫الصال ُة َعىل َوقْتِها‪،‬‬ ‫مل َأ َح ُّب إِىل اهللِ؟ َ‬
‫قال‪َّ :‬‬ ‫األ ْع ِ‬ ‫سول اهللِ ﷺ‪«َ :‬أ ُّي ْ َ‬ ‫قال‪َ :‬س َأ ْل ُت َر َ‬
‫‪ .1‬عن عبد اهلل بن مسعود ‪َ ‬‬
‫بيل اهللِ» [رواه البخاري ومسلم]‪.‬‬
‫هاد يف َس ِ‬ ‫قال‪ُ :‬ث َّم بِ ُّر ا ْل والِدَ ْي ِن‪ُ ،‬ق ْل ُت‪ُ :‬ث َّم َأ ٌّي؟ َ‬
‫قال‪ُ :‬ث َّم ا ْل ِج ُ‬ ‫ُق ْل ُت‪ُ :‬ث َّم َأ ٌّي؟ َ‬
‫ش» [رواه ابن َح ّب ان]‪.‬‬ ‫ش ا ْل ُم َت َف ِّح َ‬ ‫ض ا ْل ِ‬
‫فاح َ‬ ‫سول اهللِ ﷺ‪« :‬إِنَّ ا َ‬
‫هلل َي ْب غَ ُ‬ ‫قال َر ُ‬ ‫‪َ .2‬‬

‫فاد ُة‬ ‫م ا ْل ُم ْ‬
‫س َت َ‬ ‫ا ْلقِ َي ُ‬

‫الق َيم املستفادة من الدرس‪.‬‬ ‫ص بعض ِ‬ ‫َأ ْس َت ْخ ِل ُ‬


‫‪َ )1‬أ ْل َت ِز ُم أوامر اهلل تعاىل‪َ ،‬ف ُأ ْخ ِل ُ‬
‫ص العبادة له وحده سبحانه‪.‬‬
‫‪.................................................................................................. )2‬‬
‫‪.................................................................................................. )3‬‬

‫‪92‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫راج َع ُة‬
‫ويم َوا ْل ُم َ‬
‫ُ‬ ‫ال َّت ْق‬

‫بكل تركيب ّمما يأيت كم ورد ِذكْ ره يف احلديث الرشيف‪:‬‬ ‫‪ُ 1‬أ َب ِّ ُ‬
‫ي املقصود ِّ‬
‫أ ‪َ « .‬ي ْرىض َل ُك ْم»‪.‬‬
‫ب‪َ « .‬ي ْس َخ ُط َل ُك ْم»‪.‬‬
‫‪ُ 2‬أ َع ِّل ُل ما يأيت‪:‬‬
‫أ ‪ .‬هنى احلديث الرشيف عن الكالم غري النافع‪.‬‬

‫ي‬ ‫ث‬‫و‬
‫ب‪ .‬هنى احلديث الرشيف عن إضاعة املال‪.‬‬

‫ة‬‫ق‬
‫‪َ 3‬أ ْذ ُك ُر مثالني عىل األمور التي ُينهى السؤال عنها‪.‬‬

‫ي‬ ‫ق‬
‫‪ُ 4‬أ َو ِّف ُق بني األمر بالسؤال يف قوله تعاىل‪﴿ :‬ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ﴾ وهني النبي ﷺ‬

‫إل‬‫ا‬ ‫د‬ ‫عن كثرة السؤال‪.‬‬

‫ع‬
‫‪ُ 5‬أ َع دِّ ُد ثالث ًة من األمور التي يرضاها اهلل تعاىل‪ ،‬وثالث ًة من األمور التي يسخطها اهلل تعاىل‪.‬‬

‫د‬‫ا‬‫د‬ ‫‪َ 6‬أخْ ُ‬


‫تار اإلجابة الصحيحة يف ٍّ‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬

‫ل‬‫ا‬‫و‬
‫‪ .1‬قوله تعاىل‪﴿ :‬ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ﴾ ُّ‬
‫يدل عىل النهي عن‪:‬‬

‫ر‬ ‫م‬
‫ب‪ .‬القيل والقال‪.‬‬ ‫أ ‪ِّ .‬‬
‫الرشْك‪.‬‬

‫ج‬‫ا‬
‫د ‪ .‬كثرة السؤال‪.‬‬ ‫إضاعة املال‪.‬‬

‫ة‬‫ع‬
‫‪ .2‬واحدة من اآلتية َل ْي َس ْت من صور إضاعة املال‪:‬‬
‫ب‪ .‬ترك حفظ املال وعدم تنميته‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬املغاالة يف شاء الكمليات‪.‬‬
‫د ‪ .‬إنفاق املال يف معصية اهلل‪.‬‬ ‫االدخار لتحقيق حاجة‪.‬‬
‫‪ .3‬أسلم أبو هريرة ‪ ‬عىل يد‪:‬‬
‫سي دنا عمر بن ّ‬
‫اخلطاب ‪.‬‬ ‫ب‪ِّ .‬‬ ‫الدويس ‪.‬‬
‫أ ‪ .‬الطفيل بن عمرو َّ‬
‫د ‪ .‬عمرو بن العاص ‪.‬‬ ‫الصديق ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫سي دنا أيب بكر‬
‫ِّ‬
‫َ‬
‫‪ 7‬أ ْح َف ُظ احلديث الرشيف ً‬
‫غيب ا‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫الدرس‬
‫فتح َّ‬
‫مكة ( ‪ 8‬هـ)‬
‫‪3‬‬

‫تاجات ال َّت َع ُّل ِ‬


‫م‬ ‫ُ‬ ‫ِن‬

‫جعة‬
‫ُيتو َّقع من الطلبة تحقيق النتاجات اآلتية‪:‬‬
‫ضيح سبب فتح َّ‬
‫مكة‪.‬‬ ‫‪ -‬ت َْو ُ‬

‫لمرا‬
‫‪َ -‬و ْص ُف أحداث فتح َّ‬
‫مكة‪.‬‬
‫يان نتائج فتح َّ‬
‫مكة‪.‬‬ ‫‪َ -‬ب ُ‬

‫ادوا‬
‫‪ -‬استِ ْنتاج ِ‬
‫الع رب والدروس املستفادة من أحداث فتح َّ‬
‫مكة‪.‬‬ ‫ْ ُ‬

‫إلعد‬ ‫م ا ْل َق ْبل ُّ‬


‫ع ُّل ُ‬
‫ال َّت َ‬

‫قيد ا‬
‫ِي‬

‫مكة ُم ِ‬
‫عتم ًرا‪ ،‬فخرج مع أصحابه‬ ‫سي دنا ممد ﷺ يف منامه أن َّه دخل َّ‬
‫الس َنة السادسة من اهلجرة‪ ،‬رأى ِّ‬
‫يف َّ‬

‫ثيقة‬
‫وتم االتفاق عىل َع ْقد صلح بني الطرفني‪ُ ،‬س ِّم ي صلح‬ ‫لكن قريشً ا منعتهم من دخول َّ‬
‫مكة‪َّ ،‬‬ ‫‪ ‬ألداء العمرة‪َّ ،‬‬

‫و‬
‫قوة ال ُي ستهان هبا‪ ،‬وأنَّ هلم َّ‬
‫احلق‬ ‫الصلح اع رتاف قريش بأنَّ املسلمني أصبح وا َّ‬
‫احلديبية‪ .‬وكان من نتائج هذا ُّ‬
‫يف زيارة الكعبة ا ُملرشَّفة وأداء العمرة‪.‬‬

‫َأ َت َد َّب ُر َو َأ ْ‬
‫س َت ْن ِت ُج‬
‫ثم َأ ْس َتنْتِ ُج البشارة الواردة فيها‪:‬‬ ‫َ‬
‫أتَدَ َّب ُر اآلية الكريمة اآلتية‪َّ ،‬‬
‫قال تعاىل‪﴿ :‬ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ‬

‫ﲰ ﲱ ﲲﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ﴾ [الفتح‪.]٢7 :‬‬
‫‪........................................................................................................‬‬

‫م َوال َّت ْح ُ‬
‫ليل‬ ‫ا ْل َف ْ‬
‫ه ُ‬

‫مك ة من األحداث ا ُمل ِه َّم ة يف السرية النبوية الرشيفة‪.‬‬


‫ُي َع ُّد فتح َّ‬

‫‪94‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫فتح َّ‬
‫مكة (‪ 8‬هـ)‬ ‫ريط ُة ال َّت ْنظيمِ َّي ُة‬
‫ا ْل َخ َ‬

‫النتائج‬ ‫األحداث‬ ‫السبب‬

‫دخول َّ‬
‫مكة‬ ‫حترك اجليش‬
‫ُّ‬ ‫ُخ َّطة النبي ﷺ‬

‫سبب فتح مكَّة‬ ‫َّأو ًال‬

‫ث‬‫و‬
‫كان من بنود صلح احلديبية وقف احلرب بني الطرفني ُم َّدة عرش سن وات‪ ،‬وأن َّه َم ْن أراد ِم َن القبائل أنْ يدخل‬

‫ة‬‫ق‬ ‫ي‬
‫سي دنا رسول اهلل ﷺ فله ذلك‪ ،‬و َم ْن أراد أنْ يدخل يف حلف قريش فله ذلك‪ .‬فدخلت قبيلة بني بكر‬ ‫يف حلف ِّ‬

‫ي‬ ‫ق‬
‫يف حلف قريش‪ ،‬ودخلت قبيلة ُخزاعة يف حلف رسول اهلل ﷺ‪ .‬وبعد ُم َّدة‪ ،‬أغارت قبيلة بني بكر عىل قبيلة‬

‫ا‬ ‫د‬
‫قريش قبيلة بني بكر بالرجال والسالح‪ ،‬فكان ذلك َن ْق ًضا منها‬ ‫ٌ‬ ‫أمدت‬‫ُخزاعة‪ ،‬وقتلت عد ًدا من أف رادها‪ ،‬وقد َّ‬

‫إل‬
‫لصلح احلديبية‪.‬‬

‫د‬‫ع‬
‫نورة‪ ،‬وأخربوا النبي ﷺ بم‬ ‫قاصدا املدينة ا ُمل َّ‬
‫ً‬ ‫خلزاعي ‪،‬‬ ‫خرج وفد من قبيلة ُخزاعة برئاسة عمرو بن سامل ا ُ‬

‫د‬‫ا‬
‫ت يا َع ْم ُرو ْب َن سالِ مٍ» [السرية النبوية البن‬ ‫مكة‪ ،‬وقال ﷺ‪« :‬ن ِ‬
‫ُص ْر َ‬ ‫حصل‪ ،‬فغضب ِملا أصاب حلفاءه‪ ،‬وعزم عىل فتح َّ‬

‫ل‬‫ا‬‫و‬
‫هشام]‪.‬‬

‫م‬
‫أدرك مرشكو قريش َّأهنم ارتكبوا ً‬

‫ر‬
‫كبريا بسبب نقضهم العهد‪ ،‬فحاولوا معاجلة املوقف بإرسال أيب‬ ‫خطأ ً‬

‫ا‬
‫لكن رسول اهلل ﷺ مل ُ ِ‬‫سفيان إىل املدينة ا ُمل َّنورة لتجديد العهد‪َّ ،‬‬

‫ج‬
‫جي ْب ُه إىل ذلك‪.‬‬

‫ة‬‫ع‬
‫أحداث فتح مكَّة‬ ‫ثاني ا‬
‫ً‬
‫أ ‪ُ .‬خ َّطة النبي ﷺ‪:‬‬
‫بالتجه ز‬
‫ُّ‬ ‫خرب نقض قريش عهدَ ها‪ ،‬أمر النبي ﷺ أصحابه الك رام ‪‬‬ ‫سي دنا رسول اهلل ﷺ ُ‬ ‫ملّا وصل إىل ِّ‬
‫فيستعدوا‬
‫ّ‬ ‫مكة‪،‬‬ ‫لئال يصل خرب خروجه إىل أهل َّ‬ ‫التامة؛ ّ‬
‫الرسية َّ‬ ‫ً‬
‫حفاظا عىل ِّ ِّ‬ ‫للخروج‪ ،‬ومل ُخي ِربهم ب ِو ْجهته؛‬
‫قائال‪« :‬ال ّل ُه َّم ُخ ِذ ا ْل ُع َ‬
‫يون‬ ‫ثم دعا َر َّبه ‪ً ،‬‬
‫مكة من غري إراقة للدماء‪َّ ،‬‬ ‫حرصا منه عىل دخول َّ‬ ‫للم واجهة‪ً ،‬‬
‫الدها» [السرية النبوية البن هشام ]‪ .‬وقد استنفر النبي ﷺ القبائل املسلمة‬ ‫ش َح ّت ى نَب غَ َتها يف بِ ِ‬ ‫بار َع ْن ُق َر ْي ٍ‬ ‫َو ْ َ‬
‫ْ‬ ‫األ ْخ َ‬
‫نورة حتى اجتمع معه عرشة آالف مقاتل‪.‬‬ ‫من حول املدينة ا ُمل َّ‬

‫َأ ْ‬
‫س َت ْن ِت ُج‬

‫َأ ْس َتنْتِ ُج مظاهر األخذ باألسباب يف ُخ َّط ة النبي ﷺ لدخول َّ‬


‫مك ة ا ُمل َّ‬
‫كرمة‪.‬‬
‫‪.............................................................................................................................‬‬
‫‪95‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫تحرك الجيش‪:‬‬
‫ب‪ُّ .‬‬
‫نورة‪ ،‬واستخلف‬ ‫الس َن ة الثامنة للهجرة‪ ،‬خرج رسول اهلل ﷺ من املدينة ا ُمل َّ‬
‫في العاشر من شهر رمضان في َّ‬
‫الظه ر ِ‬
‫ان‪ ،‬فأقام‬ ‫مر َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫سم ى َّ‬ ‫عليها عبد اهلل بن أ ِّم مكتوم ‪ ،‬وسار النبي ﷺ باجليش حتى وصل إىل واد ُي ّ‬
‫ﷺ فيه‪ ،‬وأمر اجليش بإشعال نريان عظيمة؛ ُلري ِهب قريشً ا‪ ،‬ويدفعها إىل االستسالم‪.‬‬
‫أرسلت قريش أبا سفيان الستطالع األمر ومعه بعض الرجال‪ ،‬وبينم هم يتساءلون عن سبب هذه النريان‪،‬‬
‫ثم َأ ِذن له النبي ﷺ‬ ‫العب اس ‪ ،‬فأخذ أبا سفيان إىل النبي ﷺ‪ ،‬فعرض ﷺ عليه اإلسالم فأسلم‪َّ ،‬‬ ‫رآهم ّ‬
‫يتعرض وا للمسلمني‪ ،‬فعاد ُخي ِرب الناس بم أخربه‬ ‫مكة ليعطي أهلها األمان إذا ألق وا السالح‪ ،‬ومل َّ‬ ‫بالرجوع إىل َّ‬

‫جعة‬
‫ش‪ ،‬هذا ُم َح َّم دٌ َق ْد جا َء ُك ْم بِما ال ِق َب َل َل ُك ْم بِ ِه‪َ ،‬ف َم ْن‬
‫به رسول اهلل ﷺ من األمان‪ ،‬فقال هلم‪« :‬يا َم ْعشَ َر ُق َر ْي ٍ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫دار َأبي ُس ْف َ‬
‫يان َف ُه َو آم ٌن‪َ ،‬و َم ْن أغْ َلقَ با َب ُه َف ُه َو آم ٌن‪َ ،‬و َم ْن َد َخ َل ا ْل َم ْس ج دَ َف ُه َو آم ٌن» [رواه مسلم]‪َّ ،‬‬

‫لمرا‬
‫فتفرق‬ ‫َد َخ َل َ‬
‫الناس إىل دورهم وإىل املسجد‪.‬‬

‫ادوا‬
‫َم َع ا ْلفِ ْقهِ‬ ‫َأ ْرب ُ‬
‫ِط‬

‫إلعد‬
‫مكة بالرخصة‪ ،‬فأفطر‪ ،‬وأفطر معه أصحابه ‪.‬‬ ‫أخذ النبي ﷺ في طريقه إلى َّ‬
‫‪...................................................................................................‬‬

‫قيد ا‬
‫ص َو ٌر ُم ْ‬
‫ش ِر َق ٌة‬ ‫ُ‬

‫ثيقة‬
‫ُّ‬
‫تستحل احلرمة‬ ‫مر سعد بن عبادة ‪ ‬قائد كتيبة األنصار بأيب سفيان‪ ،‬فقال له‪ :‬اليوم يوم امللحمة‪ ،‬اليوم‬ ‫َّ‬
‫فر َّد رسول اهلل ﷺ‪ً ،‬‬
‫قائال‪:‬‬ ‫أذل اهلل قريشً ا‪ ،‬فشكا أبو سفيان ذلك إىل رسول اهلل ﷺ‪َ ،‬‬ ‫(يعني حرمة الكعبة)‪ ،‬اليوم َّ‬

‫و‬
‫هلل ا ْل َك ْع َب َة» [رواه البيهقي]‪.‬‬ ‫«ا ْل َي ْو َم َي ْو ُم ا ْل َم ْر َح َم ِة‪ ،‬ا ْل َي ْو َم ُي ِع ُّز ا ُ‬
‫هلل ُق َر ْيشً ا‪َ ،‬و ُي َع ِّظ ُم ا ُ‬
‫دخول َّ‬
‫مكة‪:‬‬
‫وأال يقاتل وا ّإال َم ْن‬ ‫ثم ك َّلفهم بدخول َّ‬
‫مكة‪ ،‬وأمرهم ّأال يبدؤوا القتال‪ّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫قس م النبي ﷺ اجليش إىل ف َرق‪َّ ،‬‬‫َّ‬
‫مكة دون قتال ّإال من اجلهة التي دخل منها خالد بن الوليد‬ ‫يقاتلهم‪ ،‬وبذلك حت َّقق للنبي ﷺ ما أراد بدخول َّ‬
‫‪‬؛ إذ حاول بعض املرشكني املقاومة بقيادة عكرمة بن أيب جهل‪ ،‬فقاتلهم املسلمون حتى الذوا بالف رار‪.‬‬
‫توجه إىل الكعبة‪ ،‬فطاف هبا ُي ِّطم‬
‫ثم َّ‬‫شاكرا له‪َّ ،‬‬
‫ً‬ ‫تواضعا َلر ِّبه‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫خافضا رأسه؛‬ ‫دخل رسول اهلل ﷺ َّ‬
‫مكة‬
‫األصنام من حوهلا وهو يقرأ قول اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ﴾[اإلرساء‪.]8١:‬‬
‫ويف تلك األثناء‪ ،‬كانت قريش ترت َّقب أمر النبي ﷺ‪ ،‬وما سيصنعه هبم؛ َف ُه ُم الذين حاربوه‪ ،‬وعارض وا‬
‫في ؤ ِّذن‬
‫بالال ‪ ‬أنْ يصعد فـوق ظهر الكعبة‪ُ ،‬‬ ‫دعوته‪ ،‬وآ َذ ْوه‪ ،‬وأخرجـوه من بلده‪ ،‬وقاتلوه‪ ،‬فأمر ﷺ ً‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫ش‪ ،‬ما ت ََر ْو َن أ ّين فاع ٌل بِ ُك ْم؟»‪ ،‬قالوا‪ً :‬‬
‫خيرا‪ٌ ،‬أخ‬ ‫رش ُق َر ْي ٍ‬
‫ثم خطب ﷺ ُخ طبة‪ ،‬قال فيها‪« :‬يا َم ْع َ َ‬ ‫للصالة‪َّ ،‬‬
‫جتىل ُخ ُلق النبي ﷺ يف العفو‬ ‫قاء» [سرية ابن هشام]‪ .‬وبذلك ّ‬ ‫ابن أخٍ كريمٍ‪ ،‬قال‪« :‬ا ْذ َه ب وا‪َ ،‬ف َأ ْن ُت ُم ُّ‬
‫الط َل ُ‬ ‫كريم و ُ‬
‫ٌ‬
‫‪96‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫اطمأن الناس‪ ،‬وظ َّل ت‬
‫َّ‬ ‫والتسامح والرمحة مع املخالفني‪ ،‬وكان لعفوه ﷺ أثر عظيم؛ إذ ُح ِق نت الدماء‪ ،‬و‬
‫سبب ا لدخول أكثر‬
‫األم وال مع أصحابها‪ ،‬فرأى الناس حقيقة الدين الذي جاء به النبي ﷺ‪ ،‬فكان ذلك ً‬
‫ﱣﱤﱥﱦﱧﱨ‬ ‫ﱢ‪฀ ฀ ฀ ฀‬‬
‫اج ا‪ ،‬فأنزل اهلل تعاىل قوله‪฀฀﴿ :‬ﱡ‪฀ ฀ ฀ ฀ ฀‬‬ ‫أهل َّ‬
‫مك ة في اإلسالم أف و ً‬
‫ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ﴾ [النرص‪.]٣-١:‬‬
‫ص َو ٌر ُم ْ‬
‫ش ِر َق ٌة‬ ‫ُ‬

‫فلم فتح النبي‬ ‫كانت مفاتيح الكعبة يف اجلاهلية مع عثمن بن طلحة ‪ ،‬وكان قومه يعتنون بالكعبة‪ّ .‬‬
‫«هاك ِم ْف ُ‬
‫تاح َك يا ُع ْث ُ‬
‫من‪ ،‬ا ْل َي ْو ُم َي ْو ُم‬ ‫َ‬ ‫كرمة‪ ،‬دعا عثمن ‪ ،‬وأبقى معه مفاتيح الكعبة‪ ،‬وقال ﷺ‪:‬‬ ‫مكة ا ُمل َّ‬
‫ﷺ َّ‬

‫ي‬ ‫ث‬‫و‬
‫فاء» [سرية ابن هشام]‪.‬‬ ‫بِر َو َو ٍ‬

‫ق‬
‫ٍّ‬

‫د‬ ‫ي‬ ‫ق‬ ‫ة‬ ‫َأ ْ‬


‫س َت ْن ِت ُج‬

‫إل‬‫ا‬
‫َأ ْس َت ْنتِ ُج داللة اختيار النبي ﷺ ً‬
‫بالال ‪ ‬للصعود عىل ظهر الكعبة ُلي ؤ ِّذن للصالة‪.‬‬

‫د‬‫ع‬
‫‪...................................................................................................................................‬‬

‫ا‬‫و‬ ‫د‬‫ا‬ ‫نتائج فتح مكَّة‬

‫ل‬
‫ثال ثًا‬

‫ر‬ ‫م‬
‫مكة العديد من النتائج اإليجابية‪ ،‬منها‪:‬‬‫كان لفتح َّ‬

‫ج‬‫ا‬
‫مكة وزعمائها دين اإلسالم‪ ،‬مثل‪ :‬زعيم قريش أيب سفيان بن حرب‪ ،‬وزوجته هند بنت عتبة‪،‬‬ ‫أ ‪ .‬اعتناق أهل َّ‬

‫ة‬‫ع‬
‫وعكرمة بن أيب جهل ‪.‬‬
‫لم ا رأت دخول قريش فيه؛ فقد جاءت وفودها إىل املدينة‬
‫ب‪ .‬بدء دخول القبائل العربية الكبرى في اإلسالم ّ‬
‫علن ًة إسالمها‪ ،‬وكان عددها يزيد عىل سبعني ً‬
‫وفدا‪ ،‬مثل‪ :‬وفد عبد القيس‪ ،‬ووفد بني حنيفة‪ ،‬ووفد‬ ‫ا ُملنورة م ِ‬
‫َّ ُ‬
‫ﱣﱤﱥﱦﱧ‬
‫ﱢ‪฀ ฀ ฀‬‬
‫األشعريني وأهل اليمن‪ ،‬ووفد نج ران‪ ،‬ووفد معان‪ .‬قال تعاىل ﴿‪฀ ฀‬ﱡ‪฀ ฀ ฀ ฀‬‬
‫ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ﴾ [النرص‪.]٣-١:‬‬
‫قوة كبيرة ُي َس ب حساهبا يف اجلزيرة الع ربية وخارجها‪.‬‬
‫تحول المسلمين إلى َّ‬
‫ُّ‬
‫ص َو ٌر ُم ْ‬
‫ش ِر َق ٌة‬ ‫ُ‬

‫من ماسن أخالق اإلسالم‪ ،‬إنزال الناس منازهلم‪ ،‬ومعاملتهم بحسب مقامهم‪ .‬وقد ّ‬
‫جتىل هذا املعنى يف فتح‬
‫مكة بم واقف ِع َّدة‪ ،‬منها‪ :‬عندما أتى أبو بكر ‪ ‬بأبيه أيب قحافة ‪ ‬إىل النبي ﷺ‪ّ ،‬‬
‫فلم رآه رسول اهلل ﷺ قال‬ ‫َّ‬
‫أكون أنا آتيه فيه»‪ ،‬فقال أبو بكر ‪ :‬رسول اهلل‪ ،‬هو ُّ‬
‫أحق أنْ‬ ‫«هال تركت الشَّ ْي َخ يف بيتِه ح ّت ى َ‬
‫أليب بكر ‪ّ :‬‬
‫ثم قال له‪«َ :‬أ ْس ِل ْم»‪َ ،‬فأس َل م [رواه أمحد]‪.‬‬ ‫َ‬
‫يميش إليك من أنْ متيش إليه‪ ،‬قال‪ :‬فأج َل سه بني يديه‪َّ ،‬‬
‫ثم مسح صدره‪َّ ،‬‬
‫‪97‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫ك ُر َو َأ ْ‬
‫س َت ْخ ِل ُ‬
‫ص‬ ‫ُأ َف ِّ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬


‫مكة ا ُمل َّ‬
‫كرمة‪:‬‬ ‫ثم َأ ْستَخْ ل ُص الق َي م َّ‬
‫العامة املستفادة من أق وال النبي ﷺ يوم فتح َّ‬ ‫أ َف ِّك ُر فيم سبق‪َّ ،‬‬
‫القيمة المستفادة‬ ‫القول‬
‫«ا ْل َي ْو َم َي ْو ُم ا ْل َم ْر َح َم ِة»‬
‫«ا ْذ َه ب وا‪َ ،‬ف َأ ْن ُت ُم ُّ‬
‫الط َلقا ُء»‬
‫يان َف ُه َو ِآم ٌن»‬
‫دار َأيب ُس ْف َ‬ ‫« َم ْن َدخَ َل َ‬

‫جعة‬
‫« َم ْن َأغْ َلقَ با َب ُه َف ُه َو ِآم ٌن»‬

‫لمرا‬ ‫ِ‬
‫شاه ُد‬‫أَ ْر ِج ُع َو ُأ‬

‫ادوا‬
‫َأر ِج ُع إىل الرمز املجاور (‪ ،)QR Code‬ثم ُأ ِ‬
‫مكة ا ُمل َّ‬
‫كرمة‪.‬‬ ‫لخ ًصا ألحداث فتح َّ‬
‫شاهدُ ُم َّ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬

‫إلعد‬ ‫إل ْث ُ‬
‫راء َوال َّت َو ُّ‬
‫س ُع‬ ‫اْ ِ‬

‫قيد ا‬
‫مكة دروسا ِ‬
‫وع َب ًرا عديدةً‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫نستنتج من فتح َّ‬
‫ً‬

‫ثيقة‬
‫أ ‪ .‬حرص اإلسالم على المحافظة على أرواح الناس‪ ،‬وكان ذلك و ً‬
‫اضحا أثناء اإلج راءات التي اختذها‬
‫الرسية‪ ،‬وإخفاء ِو ْج هته عند اخلروج إىل َّ‬
‫مكة؛ لكيال‬ ‫النبي ﷺ حلقن دماء املسلمني وأهل َّ‬
‫مكة‪ ،‬مثل‪ِّ ِّ :‬‬

‫و‬
‫تستعد قريش للقتال‪ ،‬ودخول َّ‬
‫مك ة من اجلهات األربع‪ ،‬وهنيه عن البدء بالقتال‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ب‪ .‬حفظ مكانة الناس عند أق وامهم‪ .‬ومن ذلك‪ :‬موقف النبي ﷺ مع أيب سفيان ‪ ‬عندما َأ ِذن له أنْ ُخي ِرب‬
‫الناس أنَّ َم ْن دخل بيت أيب سفيان فهو يف أمان‪ ،‬وموقفه ﷺ يف إعادة مفاتيح الكعبة إىل عثمن بن طلحة‪.‬‬
‫يدل عىل ذلك‪ ،‬عفوه ﷺ عن أهل َّ‬
‫مك ة الذين‬ ‫اإلسالم ليس دين عنف‪ ،‬وإنَّم هو دين عفو وسمحة‪ .‬و ّمم ا ُّ‬
‫طردوه وآ َذ ْوه‪.‬‬

‫فاد ُة‬ ‫م ا ْل ُم ْ‬
‫س َت َ‬ ‫ا ْلقِ َي ُ‬

‫ص بعض ِ‬
‫الق َيم املستفادة من الدرس‪.‬‬ ‫َأ ْس َت ْخ ِل ُ‬
‫‪َ )1‬أ َ َحت ّىل بأخالق النبي ﷺ يف العفو واملسامة‪.‬‬
‫‪.................................................................................................. )2‬‬
‫‪.................................................................................................. )3‬‬

‫‪98‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫راج َع ُة‬
‫ويم َوا ْل ُم َ‬
‫ُ‬ ‫ال َّت ْق‬

‫‪ُ 1‬أ َو ِّض ُح سبب فتح َّ‬


‫مكة‪.‬‬
‫‪ُ 2‬أ َع ِّل ُل ما يأيت‪:‬‬
‫أ ‪ .‬إخفاء النبي ﷺ ِو ْجهته عند انطالقه لفتح َّ‬
‫مكة ا ُمل َّ‬
‫كرمة‪.‬‬
‫ب‪َ .‬ع ُّد النبي ﷺ قريشً ا ناقض ًة للصلح بالرغم من أنَّ بني بكر ُه ْم َم ِن اعتدوا‪.‬‬
‫ﱣ ﱤ ﱥ﴾‪.‬‬ ‫ﱢ‪฀ ฀ ฀ ฀‬‬ ‫ي سبب نزول قوله تعاىل‪฀ ฀﴿ :‬ﱡ‪฀ ฀ ฀ ฀ ฀‬‬‫‪ُ 3‬أ َب ِّ ُ‬

‫و‬
‫‪َ 4‬أ ِص ُ‬

‫ث‬
‫كرمة‪.‬‬‫مكة ا ُمل َّ‬
‫ف كيف دخل جيش الفتح إىل َّ‬

‫قة‬ ‫ي‬
‫كرمة‪.‬‬ ‫مكة ا ُمل َّ‬‫ُأ َد ِّل ُل عىل تواضع النبي ﷺ وشكره هلل تعاىل بموقف من فتح َّ‬ ‫‪5‬‬

‫ي‬ ‫ق‬
‫كرمة‪.‬‬ ‫ُأ َعدِّ ُد نتيجتني من نتائج فتح َّ‬
‫مكة ا ُمل َّ‬ ‫‪6‬‬

‫ا‬ ‫د‬
‫َأ ْذ ُك ُر درسني من الدروس املستفادة من فتح َّ‬
‫مكة ا ُمل َّ‬
‫كرمة‪.‬‬

‫إل‬
‫‪7‬‬
‫من‪ ،‬ا ْليو ُم يو ُم بِر َو َو ٍ‬ ‫«هاك ِم ْف ُ‬ ‫َ َ‬

‫ع‬
‫فاء»‪:‬‬ ‫تاح َك يا ُع ْث ُ َ ْ َ ْ ٍّ‬ ‫َ‬ ‫عم يليه‪:‬‬ ‫ثم ُأ ُ‬
‫جيب ّ‬ ‫أتَأ َّم ُل النص اآليت‪َّ ،‬‬ ‫‪8‬‬

‫ا‬‫د‬
‫أ ‪َ .‬م ِن القائل؟‬

‫ا‬‫و‬ ‫د‬
‫ب‪َ .‬م ِن ا ُمل َ‬
‫خاطب؟‬

‫م‬‫ل‬
‫ما ا ُ‬
‫خل ُلق املستفاد من النص؟‬

‫ا‬‫ر‬
‫‪َ 9‬أ ْخ ُ‬
‫تار اإلجابة الصحيحة يف ٍّ‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬

‫ع‬ ‫ج‬
‫نورة عند خروجه لفتح َّ‬
‫مكة هو‪:‬‬ ‫‪ .1‬الصحايب الذي استخلفه النبي ﷺ عىل املدينة ا ُمل َّ‬

‫ة‬
‫ب‪ .‬عبد اهلل بن ُأ ِّم مكتوم ‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬عيل بن أيب طالب ‪.‬‬
‫د ‪ .‬عبد اهلل بن عمر ‪.‬‬ ‫عب اس ‪.‬‬‫عبد اهلل بن ّ‬
‫الش ْي َخ يف بيتِه ح ّت ى َأ َ‬
‫كون أنا آتيه فيه» هو‪:‬‬ ‫‪ .2‬الشيخ الذي قصده النبي ﷺ بقوله‪ّ :‬‬
‫«هال تركت َّ‬
‫العب اس ‪.‬‬ ‫ب‪ّ .‬‬ ‫أ ‪ .‬أبو سفيان ‪.‬‬
‫د ‪ .‬صف وان بن ُأ َم َّي ة ‪.‬‬ ‫الصديق ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أبو قحافة والد‬
‫‪ُ .3‬فتِحت َّ‬
‫مك ة يف العام‪:‬‬
‫ب‪ .‬السادس للهجرة‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬اخلامس للهجرة‪.‬‬
‫د ‪ .‬التاسع للهجرة‪.‬‬ ‫الثامن للهجرة‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫من خصائص الشريعة‬ ‫الدرس‬
‫اإلسالمية‪ :‬اإليجابية‬ ‫‪4‬‬

‫تاجات ال َّت َع ُّل ِ‬


‫م‬ ‫ُ‬ ‫ِن‬

‫جعة‬
‫ُيتو َّقع من الطلبة تحقيق النتاجات اآلتية‪:‬‬
‫‪َ -‬ب ُ‬
‫يان مفهوم إجيابية الرشيعة اإلسالمية‪.‬‬

‫لمرا‬
‫ضيح مظاهر إجيابية الرشيعة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -‬ت َْو ُ‬
‫ثيل عىل اإلجيابية يف األحكام الرشعية‪.‬‬ ‫‪ -‬ال َّت ْم ُ‬

‫ادوا‬
‫تاج أثر إجيابية الرشيعة اإلسالمية‪.‬‬ ‫‪ِ -‬‬
‫است ْن ُ‬ ‫ْ‬

‫إلعد‬
‫‪ -‬ا ْل ُم با َد َر ُة إىل فعل اخلري‪.‬‬

‫قيد ا‬
‫م ا ْل َق ْبل ُّ‬
‫ِي‬ ‫ع ُّل ُ‬
‫ال َّت َ‬

‫ثيقة‬
‫هتتم بشؤون احلياة عىل‬ ‫ُي َع ُّد اإلسالم دي ًنا ر ّب اين املصدر؛ لذا فهو يشتمل عىل أفضل ال ُّن ُظ م والترشيعات التي ُّ‬
‫تطور األحداث ا ُملتجدِّ دة‪ُ ،‬‬
‫وم ِّق ًقا‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫اختالف جماالهتا‪ .‬ومن َث َّم‪ ،‬فقد جاء اإلسالم دي ًنا‬
‫ومستوع ًبا ُّ‬
‫وكامال‪ُ ،‬‬ ‫شامال‪،‬‬

‫و‬
‫تغري األح وال‪ ،‬واختالف األزمنة واألمكنة‪.‬‬‫مصالح الناس‪ ،‬بالرغم من ُّ‬
‫ل َو َأ ْ‬
‫س َت ْنت ُ‬
‫ِج‬ ‫َأ َت َأ َّم ُ‬
‫يدل عليها‪:‬‬ ‫ثم َأ ْس َت ْنتِ ُج خصيصة اإلسالم التي ُّ‬ ‫َ َ‬
‫أتَأ َّم ُل احلديث الرشيف اآليت‪َّ ،‬‬
‫اع َأنْ َال َي ُق َ‬
‫اس َت َط َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َ ِ‬ ‫ِ‬
‫وم َح َّتى َيغْ ِر َس َها َف ْل َي َ‬
‫فع ْل»‬ ‫اع ُة َوبِ َيد أ َحد ُك ْم َفسي َل ٌة‪َ ،‬فإِن ْ‬ ‫قال رسول اهلل ﷺ‪« :‬إِنْ َقا َمت َّ‬
‫الس َ‬
‫[رواه أمحد]‪.‬‬
‫‪........................................................................................................‬‬

‫م َوال َّت ْح ُ‬
‫ليل‬ ‫ا ْل َف ْ‬
‫ه ُ‬

‫سببا لفاعلية املسلم وسعية للخري يف مجيع أحواله‪.‬‬ ‫ت َُع ُّد اإلجيابية ِس َمة من ِسمت الرشيعة اإلسالمية‪ُ ،‬‬
‫ومتثِّل ً‬

‫‪100‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫إجيابية النظرة إىل احلياة‬ ‫مفهومها‬ ‫ريط ُة ال َّت ْنظيمِ َّي ُة‬
‫ا ْل َخ َ‬

‫إجيابية النظرة إىل النفس‬


‫إجيابية النظرة إىل املستقبل‬
‫مظاهرها يف الرشيعة‬
‫إجيابية النظرة إىل الناس‬ ‫اإلسالمية‬
‫اإلجيابية‬
‫اسب اإلنسان عىل ما مل يقصده‬
‫ال ُي َ‬
‫دفع املكروه واألذى عن الناس عبادة‬
‫اإلجيابية يف مبادئ‬
‫للمذنِبني‬

‫و‬
‫فتح باب التوبة ُ‬

‫ث‬
‫اإلسالم وأحكامه‬

‫ي‬
‫التحذير من التقليد األعمى‬

‫ي‬ ‫ق‬ ‫ة‬‫ق‬


‫د‬
‫مفهوم إجيابية الرشيعة اإلسالمية‬ ‫َّأو ًال‬

‫ع‬‫إل‬‫ا‬
‫تبث األمل يف نفس اإلنسان‪ ،‬وتدفعه إىل‬
‫تضمنته الرشيعة اإلسالمية من مبادئ وأحكام ُّ‬
‫اإلجيابية‪ :‬هي ما َّ‬

‫د‬
‫عمل اخلري‪.‬‬

‫ا‬‫و‬ ‫د‬‫ا‬
‫ل‬
‫مظاهر اإلجيابية يف الرشيعة اإلسالمية‬ ‫ثاني ا‬
‫ً‬

‫ا‬‫ر‬ ‫م‬
‫تتم ثَّل إجيابية الرشيعة اإلسالمية يف مظاهر عديدة‪ ،‬أبرزها‪:‬‬

‫ج‬
‫أ ‪ .‬إيجابية النظرة إلى الحياة‪:‬‬

‫ة‬‫ع‬
‫تنظر الرشيعة اإلسالمية إىل احلياة الدنيا نظرة ِم ْلؤها الشعور باملسؤولية؛ فهي‬
‫دار العمل‪ ،‬ومنها َي ْعرب اإلنسان إىل الدار اآلخرة‪ .‬وقد أوىص اإلسالم بإعمر‬
‫األرض‪ ،‬والسعي فيها باخلري واالستم رار يف العمل واإلنتاج‪ .‬قال تعاىل‪:‬‬
‫ﱡ﴾ [اجلمعة‪.]١٠ :‬‬
‫ﱠ‪฀ ฀‬‬
‫ﱞ ‪฀฀‬ﱟ ‪฀ ฀ ฀‬‬
‫﴿ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜﱝ‪฀ ฀ ฀ ฀ ฀‬‬

‫َأ ْب َ‬
‫ح ُ‬
‫ث َع ْن‬

‫َأ ْر ِج ُع إىل موسوعة السرية النبوية‪َ ،‬و َأ ْب َح ُث فيها َع ْن مواقف من حياة النبي ﷺ ت ِّ‬
‫ُبني نظرته اإلجيابية إىل‬
‫ثم ُأ َد ِّو ُنا‪.‬‬
‫احلياة‪َّ ،‬‬
‫‪....................................................................................................‬‬

‫‪101‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫ب‪ .‬إيجابية النظرة إلى النفس‪:‬‬
‫حرصت الرشيعة اإلسالمية عىل َب ِّث الطمأنينة يف النفوس‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ﴾‬
‫[التغابن‪ ،]١١ :‬والرضا بقضاء اهلل تعاىل وقدره‪ ،‬وا َ‬
‫حل ِّث عىل ُح ْسن ِّ‬
‫الظن به سبحانه‪ .‬وكذلك هنت الرشيعة‬
‫اإلسالمية عن اليأس واحلزن واالستسالم لألفكار السلبية التي تُؤ ِّث ر يف نفسية اإلنسان‪ ،‬ودعته إىل الثقة برمحة‬
‫اهلل تعاىل‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ﴾ [احلجر‪.]٥6 :‬‬
‫ويتحرر من مجيع املخاوف التي قد يواجهها يف احلياة؛ فال خياف عىل رزقه‪ ،‬وال عىل‬
‫َّ‬ ‫وبذلك يطمئن اإلنسان‪،‬‬

‫جعة‬
‫فيستمر يف السعي والعمل واإلنتاج‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫أجله؛ ألنَّ أمره كله بيد اهلل تعاىل‪،‬‬
‫إيجابية النظرة إلى المستقبل‪:‬‬

‫لمرا‬
‫دعت الرشيعة اإلسالمية إىل االستبشار والتفاؤل باخلري‪ .‬قال ﷺ‪َ « :‬ليب ُلغَ َّن َه َذا ْ َ‬
‫األ ْم ُر َما َب َلغَ ال َّل ْي ُل َوال َّن َه ُار‪،‬‬ ‫َْ‬
‫ين بِ ِع ِّز َع ِزي ٍز َأ ْو بِ ُذ ِّل َذلِ ٍ‬ ‫هلل َب ْي َت َمدَ ٍر َو َال َو َب ٍر إِ َّال َأ ْد َخ َل ُه ا ُ‬

‫ادوا‬
‫يل» [رواه أمحد] ( َب ْي َت َمدَ ٍر‪ :‬بيت‬ ‫هلل َه َذا الدِّ َ‬ ‫َو َال َي ْرت ُُك ا ُ‬
‫حل َس نة يف ذلك‪،‬؛ ففي رحلته ﷺ إىل الطائف‪ ،‬وبعد‬ ‫قدم النبي ﷺ القدوة ا َ‬
‫الشعر)‪ .‬وقد َّ‬
‫الطني‪َ ،‬ب ْي َت َو َب ٍر‪ :‬بيت َّ‬

‫إلعد‬
‫أنْ لقي من أهلها سوء املعاملة واإليذاء‪ ،‬استبرش ‪ُ ‬م تفائِ ًال بإسالمهم‪ ،‬ورفض الدعاء عليهم‪.‬‬

‫قيد ا‬
‫َأ ْ‬
‫س َت ِد ُّل بـ‬

‫ثيقة‬
‫َأ ْس َت ِد ُّل باحلديث الرشيف اآليت عىل التفاؤل ونرش األمل‪:‬‬
‫هلل‪َ ،‬و ِّ‬
‫الذ ْئ َب‬ ‫الر ِاك ُب ِم ْن َص ْنعا َء إِىل َح ْ َ‬
‫رض َم ْو َت‪َ ،‬ال َ َخي ُ‬
‫اف إِ َّال ا َ‬ ‫ِ‬ ‫«واهللِ َليتِم َّن هذا ْ َ‬
‫ري َّ‬
‫األ ْم ُر‪َ ،‬ح َّتى َيس َ‬ ‫قال ﷺ‪َّ َ َ :‬‬

‫و‬
‫ون» [رواه البخاري]‪.‬‬ ‫َع َىل َغ َن ِم ِه‪َ ،‬و َل ِك َّن ُك ْم ت َْس َت ْع ِج ُل َ‬
‫‪..................................................................................................‬‬

‫د‪ .‬إيجابية النظرة إلى الناس‪:‬‬


‫كل ما فيه نفع هلم‪ ،‬وتقديرهم‬ ‫طي بة مع الناس‪ ،‬وعمل ِّ‬ ‫دعت الرشيعة اإلسالمية املسلم إىل إقامة عالقات ِّ‬
‫اس َف ُه َو َأ ْه َل ُك ُه ْم»‬
‫الر ُج ُل‪َ :‬ه َل َك ال َّن ُ‬ ‫واحرتامهم‪ ،‬وعدم إنقاص حقوقهم أو حتقريهم‪ .‬قال النبي ﷺ‪« :‬إِ َذا َق َ‬
‫ال َّ‬
‫[رواه مسلم]‪ .‬ومن ذلك‪:‬‬
‫قوي املشاعر اإلجيابية بينهم‪ ،‬ويزيد ال رتابط بني أطياف‬ ‫وكل ما ُي ّ‬‫‪ )1‬التناصح والت و ُّاد والت راحم بين الناس‪ُّ ،‬‬
‫اط ِف ِه ْم َمث َُل ْ َ‬
‫اجل َس ِد إِ َذا اشْ َت َكى‬ ‫ين ِيف تَوا ِّد ِهم َوتَر ُ ِ‬
‫امح ِه ْم َوت ََع ُ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫املجتمع ‪ .‬قال رسول اهلل ﷺ ‪َ « :‬مث َُل ا ْل ُم ْؤ ِمنِ َ‬
‫الس َه ِر َو ْ ُ‬ ‫ِم ْن ُه ُع ْضو تَدَ َاعى َل ُه سائِر ْ َ ِ‬
‫احل ّمى» [رواه مسلم]‪.‬‬ ‫اجل َسد بِ َّ‬ ‫َ ُ‬ ‫ٌ‬

‫‪102‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫‪ )2‬التعاون على ال بِ ِّر والتقوى في المجاالت اإلنسانية والعلمية‪ ،‬وإعمر الكون‪ ،‬وتسخريه خلدمة‬
‫مجيع ا‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﲼ ﲽ ﲾ ﲿﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ‬
‫اإلنسان وما فيه خري للناس ً‬
‫ﳅ﴾ [املائدة‪.]٢ :‬‬
‫‪ )3‬إدخال الفرح والسرور في قلوب الناس؛ شط أنْ يكون ذلك َوفق الض وابط الرشعية‪ .‬ومن مظاهر‬
‫ذلك‪ ،‬إشاعة الفرح يف األعياد واملناسبات السعيدة‪ ،‬مثل‪ :‬أيام العيدين‪ ،‬وإشهار الزواج‪ ،‬وما شابه‪.‬‬
‫ُ‬ ‫و ّمما ُّ‬
‫السي دة عائشة ‪ ،‬فسمع‬‫الصديق ‪ ‬دخل عىل أ ِّم املؤمنني ِّ‬ ‫ّ‬ ‫سي دنا أبا بكر‬ ‫يدل عىل هذا األمر أنَّ ِّ‬
‫ِ ٍ‬ ‫ٍ‬
‫الد ِّف‪ ،‬ويف رواية‪ :‬تُغ ِّن يان بغ ناء‪ ،‬فانتهرمها‪ ،‬فكشف ِّ‬
‫سي دنا رسول اهلل ﷺ‬ ‫جاريتني عندها ترضبان عىل ُّ‬

‫ي‬ ‫ث‬‫و‬
‫عن وجهه‪ ،‬وقال‪َ « :‬د ْع ُه َم يا َأ َبا َب ْك ٍر‪َ ،‬فإِ َّهن ا َأي ُام ِع ٍ‬
‫يد» [رواه البخاري ومسلم]‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫َ‬

‫ق‬ ‫ة‬‫ق‬
‫إظهارا للبهجة‪ ،‬وكان‬
‫ً‬ ‫التجم ل‪ ،‬ولبس أحسن الثياب في هذه المناسبات؛‬
‫ُّ‬ ‫وقد َح َّث النبي ﷺ عىل‬

‫د‬ ‫ي‬
‫له ﷺ ثوبان أبيضان يلبسهم أيام اجلمع واألعياد‪ ،‬وعند استقبال الوفود‪.‬‬

‫ع‬‫إل‬‫ا‬ ‫ِ‬
‫قاش‬‫ض َّي ٌة ِلل ِّن‬
‫َق ِ‬

‫ا‬‫د‬
‫ُأ ِ‬

‫د‬
‫ناق ُش أفراد جمموعتي يف القضية اآلتية‪:‬‬

‫ا‬‫و‬
‫بح َّجة أنَّ ذلك ال ُ ْجيدي ً‬
‫نفعا مع الناس‪.‬‬ ‫يرتك بعض األشخاص واجب التناصح والدعوة إىل اخلري ُ‬

‫م‬‫ل‬
‫‪....................................................................................................‬‬

‫ج‬‫ا‬‫ر‬
‫ع‬
‫اإلجيابية يف مبادئ اإلسالم وأحكامه‬

‫ة‬
‫ثال ثًا‬
‫ت َُع ُّد اإلجيابية ِس َمة ملبادئ اإلسالم وأحكامه‪ .‬ومن أمثلة ذلك‪:‬‬
‫ؤجر فاعلها‪ .‬ومن األد َّلة عىل‬
‫أ ‪ .‬جعل اإلسالم أداء األعمال التي تدفع المكروه واألذى عن الناس عبادة ُي َ‬
‫الط ِر ِ‬
‫يق َصدَ َق ٌة» [رواه البخاري ومسلم]‪.‬‬ ‫األ َذى َع ِن َّ‬ ‫«و ُمتِ ُ‬
‫يط ْ َ‬ ‫ذلك قوله ﷺ‪َ :‬‬
‫للمذنِبين؛ فحني يعلم املسلم أنَّ اهلل تعاىل غفور رحيم فإنَّه ُيسا ِرع إىل طلب‬
‫ب‪ .‬فتح اهلل تعالى باب التوبة ُ‬
‫التوبة؛ ما ُيؤ ِّثر إجيا ًبا فيه ويف جمتمعه‪ ،‬فال يقنط‪ ،‬وال ييأس‪ ،‬وال يصاب باإلحباط يف سعيه‪ ،‬بل يصبح‬
‫إجيابيا يف جمتمعه‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞﲟ‬
‫ًّ‬ ‫إنسانًا‬
‫ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ﴾ [الزمر‪.]٥٣ :‬‬
‫نكر‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ‪฀‬‬
‫أوجب اهلل تعاىل عىل املسلمني األمر باملعروف والنهي عن ا ُمل َ‬
‫ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐﲑ ﲒ ﲓ ﲔ﴾ [آل عمران‪.]١٠4:‬‬

‫‪103‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫ِ‬
‫قاش‬‫ض َّي ٌة ِلل ِّن‬
‫َق ِ‬

‫ناق ُش أفـراد جمموعتـي يف أثر إجيابية الرشيعة اإلسالمية‪ ،‬بقبوهلا توبة ا ُملذنِبني‪ ،‬يف ا َ‬
‫حلـدِّ من اجلرائـم يف‬ ‫ُأ ِ‬
‫املجتمع‪.‬‬
‫‪.................................................................................................‬‬

‫جعة‬
‫س ُع‬ ‫إل ْث ُ‬
‫راء َوال َّت َو ُّ‬ ‫اْ ِ‬

‫لمرا‬
‫التطوعي أحد مظاهر اإلجيابية؛ لذا‬
‫ُّ‬ ‫ت َُع ُّد مشاركة اإلنسان يف العمل‬
‫تطوعية (منصة نوى)‪ ،‬هتدف إىل تفعيل‬
‫أطلقت مؤسسة ويل العهد مبادرة ُّ‬

‫ادوا‬ ‫التطوعي‪ ،‬ومتكني ا ُملت ِّ‬


‫ربعني من التواصل مع‬ ‫ُّ‬ ‫مشاركة الشباب يف العمل‬

‫إلعد‬
‫إلكرتونيا‪.‬‬
‫ًّ‬ ‫اجلمعيات واملؤسسات اخلريية‬

‫قيد ا‬
‫فاد ُة‬ ‫م ا ْل ُم ْ‬
‫س َت َ‬ ‫ا ْلقِ َي ُ‬

‫ثيقة‬
‫ص بعض ِ‬
‫الق َيم املستفادة من الدرس‪.‬‬ ‫َأ ْس َت ْخ ِل ُ‬

‫و‬
‫‪َ )1‬أ ْح ِر ُ‬
‫ص عىل املبادرة إىل فعل اخلري‪.‬‬
‫‪.................................................................................................. )2‬‬
‫‪.................................................................................................. )3‬‬

‫‪104‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫راج َع ُة‬
‫ويم َوا ْل ُم َ‬
‫ُ‬ ‫ال َّت ْق‬

‫‪ُ 1‬أ َب ِّ ُ‬
‫ي مفهوم إجيابية الرشيعة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ 2‬من مظاهر إجيابية الرشيعة اإلسالمية‪ ،‬إجيابية النظرة إىل احلياة الدنيا‪ُ .‬أ َو ِّض ُح ذلك‪.‬‬
‫مظهرا من مظاهر اإلجيابيـة يف الرشيعة‬ ‫ً‬ ‫كل منهم‬‫ثـم َأ ْس َت ْنتِ ُج من ٍّ‬ ‫َ َ‬
‫‪ 3‬أتَأ َّم ُل النصني الشـرعيني اآلتيني‪َّ ،‬‬
‫اإلسالمية‪:‬‬
‫أ ‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞﲟ ﲠ ﲡ ﲢ‬

‫ث‬‫و‬
‫ﲣ ﲤﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ﴾‪.‬‬

‫ة‬‫ق‬ ‫ي‬
‫هلل ِم ْن‬
‫باملرشكني‪َ « :‬ب ْل َأ ْر ُجو َأنْ ُ ْخي ِر َج ا ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫خيسف‬ ‫لما استأذ َن ُه أنْ‬ ‫ِ‬
‫يوم الطائف ّ‬
‫ِ‬
‫اجلبال َ‬ ‫ك‬‫قال ﷺ ملَ َل ِ‬‫ب‪َ .‬‬

‫ي‬ ‫ق‬
‫رش ُك بِ ِه َش ْي ًئا»‪.‬‬
‫هلل َو ْحدَ ُه َال ُي ْ ِ‬ ‫َأ ْص ِ‬
‫الهبِ ْم َم ْن َي ْع ُب ُد ا َ‬

‫ا‬ ‫د‬
‫‪َ 4‬أ ْذ ُك ُر مثالني عىل مظاهر الدعوة إىل الفرح يف اإلسالم‪.‬‬

‫ع‬‫إل‬ ‫‪َ 5‬أ ْخ ُ‬


‫كل ّمما يأيت‪:‬‬ ‫تار اإلجابة الصحيحة يف ٍّ‬

‫د‬‫ا‬‫د‬
‫‪ .1‬مظهر اإلجيابية يف الرشيعة اإلسالمية الذي يشري إليه قوله تعاىل‪﴿ :‬ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ﴾‬

‫ل‬‫ا‬‫و‬
‫هو النظرة إىل‪:‬‬

‫ر‬ ‫م‬
‫د ‪ .‬املستقبل‪.‬‬ ‫جـ‪ .‬الناس‪.‬‬ ‫ب‪ .‬النفس‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬احلياة‪.‬‬

‫ج‬‫ا‬
‫ؤجر فاعلها‪ .‬ومن‬
‫‪ .2‬جعل اإلسالم القيام باألعمل التي تدفع املكروه واألذى عن الناس عبادة ُي َ‬

‫ة‬‫ع‬
‫األد َّلة عىل ذلك‪:‬‬
‫اس ُت ْك ِر ُه وا َع َل ْي ِه»‪.‬‬ ‫اخل َط َأ َوال ِّن ْس َي َ‬
‫ان َو َم ا ْ‬ ‫هلل َ َجت َاوزَ َع ْن ُأ َّمتيِ ْ َ‬
‫أ ‪ .‬قال ﷺ‪« :‬إِنَّ ا َ‬
‫يق َصدَ َق ٌة»‪.‬‬ ‫الط ِر ِ‬
‫األ َذى َع ِن َّ‬ ‫يط ْ َ‬ ‫«و ُمتِ ُ‬
‫ب‪ .‬قال ﷺ‪َ :‬‬
‫رش ُك بِ ِه َش ْي ًئا»‪.‬‬
‫هلل َو ْحدَ ُه َال ُي ْ ِ‬ ‫هلل ِم ْن َأ ْص ِ‬
‫الهبِ ْم َم ْن َي ْع ُب ُد ا َ‬ ‫جـ‪ .‬قال ﷺ‪َ « :‬ب ْل َأ ْر ُجو َأنْ ُ ْخي ِر َج ا ُ‬
‫اس َأ ْح َس َّنا‪َ ،‬وإِنْ َظ َل ُموا َظ َل ْم َنا»‪.‬‬ ‫ون‪ :‬إِنْ َأ ْح َس َن ال َّن ُ‬ ‫د ‪ .‬قال ﷺ‪َ :‬‬
‫«ال َت ُك و ُن وا إِ َّم َع ًة‪ ،‬ت َُقو ُل َ‬

‫الر ُج ُل‪َ :‬ه َل َك ال َّن ُ‬


‫اس‬ ‫ال َّ‬ ‫‪ .3‬مظهر اإلجيابية يف الرشيعة اإلسالمية الذي يشري إليه قوله ﷺ‪« :‬إِ َذا َق َ‬
‫َف ُه َو َأ ْه َل ُك ُه ْم» هو النظرة إىل‪:‬‬
‫د ‪ .‬املستقبل‪.‬‬ ‫جـ‪ .‬الناس‪.‬‬ ‫ب‪ .‬النفس‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬احلياة‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫الدرس‬
‫حة َع ْقد الزواج‬
‫ص َّ‬
‫شروط ِ‬
‫‪5‬‬

‫تاجات ال َّت َع ُّل ِ‬


‫م‬ ‫ُ‬ ‫ِن‬

‫جعة‬
‫ُيتو َّقع من الطلبة تحقيق النتاجات اآلتية‪:‬‬
‫يان شوط ِص َّح ة َع ْق د الزواج‪.‬‬
‫‪َ -‬ب ُ‬

‫لمرا‬
‫ضيح إج راءات َع ْق د الزواج‪.‬‬
‫‪ -‬ت َْو ُ‬
‫دير حرص اإلسالم عىل حتقيق السعادة للزوجني‪.‬‬
‫‪َ -‬ت ْق ُ‬

‫ادوا‬
‫إلعد‬ ‫م ا ْل َق ْبل ُّ‬
‫ِي‬ ‫ع ُّل ُ‬
‫ال َّت َ‬

‫قيد ا‬
‫شعا لتكوين ُأ ْرسة‪ .‬وهو مندوب ملَ ْن يقدر عىل تكاليفه‪ ،‬وقد َ َ‬
‫ش َعه‬ ‫الزواج عقد بني رجل وامرأة َ ِ‬
‫حت ُّل له ً‬

‫ثيقة‬
‫الصلة بني الناس‪ ،‬وتعمر‬ ‫اإلسالم للحفاظ عىل النسل‪ ،‬وحفظ الزوجني من الوقوع يف ا ُمل َّ‬
‫حرمات‪ ،‬وبه تتو َّثق ِّ‬
‫األرض‪.‬‬

‫و‬
‫سسا تضمن سالمة اختيار ٍّ‬
‫كل من الزوجني لآلخر‪ ،‬أمهُّ ها الدين‪َ َ ،‬‬
‫وش َع َلعقْد الزواج‬ ‫ُ‬
‫وقد وضع اإلسالم أ ً‬
‫كل من اخلاطب ِ‬ ‫ِ‬
‫ني إىل اآلخر‪.‬‬ ‫يتعرف ٌّ‬ ‫ُمقدِّ مات ُمتثِّل مرحلة تسبق كتابة َ‬
‫العقْد وهي اخلطبة؛ لكي َّ‬
‫س َت ْذ ِك ُر‬ ‫َأ ْ‬
‫َأس َت ْذ ِكر احلكمة من مرشوعية ِ‬
‫اخلطبة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫‪......................................................................................................‬‬

‫م َوال َّت ْح ُ‬
‫ليل‬ ‫ا ْل َف ْ‬
‫ه ُ‬

‫ً‬
‫شوطا حتى ينعقد بصورة صحيحة‪ ،‬وترت َّتب عليه آثاره‪ ،‬ووضع‬ ‫َّ‬
‫نظم اإلسالم َعقْد الزواج‪ ،‬وجعل له‬
‫له جمموعة من األحكام‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫ريط ُة ال َّت ْنظيمِ َّي ُة‬
‫ا ْل َخ َ‬

‫شوط ِص َّحة َعقْد الزواج‬

‫موافقة ويل‬ ‫اإلشهاد عىل‬ ‫ِح ُّل ٍّ‬


‫كل من‬
‫رضا الزوجني‬ ‫أهلية الزوجني‬
‫املرأة‬ ‫َعقْد الزواج‬ ‫الزوجني لآلخر‬

‫أهلية الزوجي‬

‫ق‬ ‫ي‬ ‫ث‬‫و‬ ‫َّأو ًال‬

‫د‬ ‫ي‬
‫قصد بذلك أنْ يكون ٌّ‬
‫كل من الزوج والزوجة بالغً ا ِّس َّن الزواج‪ ،‬وقد َّ‬
‫حدد قانون األحوال الشخصية‬ ‫ُي َ‬

‫ق‬ ‫ة‬
‫ا‬
‫األردين األهلية بثمين عرشة َس َنة شمسية‪.‬‬

‫د‬‫ع‬‫إل‬ ‫ِح ُّل ٍّ‬

‫ا‬
‫كل من الزوجي لآلخر‬ ‫ثاني ا‬

‫د‬
‫ً‬

‫ل‬‫ا‬‫و‬
‫ؤبد أو التحريم ا ُملؤ َّقت‪.‬‬
‫كل من الزوجني لآلخر إذا مل يكن بينهم سبب من أسباب التحريم ا ُمل َّ‬ ‫َِ‬
‫ي ُّل ٌّ‬

‫ا‬‫ر‬ ‫م‬
‫ج‬
‫َأ ْ‬
‫س َت ْذ ِك ُر‬

‫ة‬‫ع‬
‫َ ِ‬
‫حرمات ُح ْرمة ُم َّؤب دة‪ ،‬واثنني من ا ُمل َّ‬
‫حرمات ُح ْرمة ُمؤ َّقتة‪.‬‬ ‫أ ْس َت ْذك ُر اثنني من ا ُمل َّ‬
‫‪...................................................................................................‬‬

‫رضا الزوجي‬ ‫ثال ثًا‬


‫رغم أحد‬‫العقْد؛ إذ تنتفي الغاية من الزواج إذا ُأ ِ‬ ‫شطا ِ‬
‫كل من الزوجني عىل الزواج ً‬ ‫ت َُع ُّد موافقة ٍّ‬
‫لص َّحة َ‬
‫الطرفني عىل العيش مع اآلخر؛ ذلك أنَّه لن َّ‬
‫يتمكن من أداء واجباته الزوجية؛ ما قد يؤ ّدي إىل ُ‬
‫الف ْرقة بينهم‪.‬‬
‫لذلك اشرتط اإلسالم قبول الرجل باملرأة وقبول املرأة بالرجل عند َعقْد النكاح‪ .‬قال النبي ﷺ‪« :‬ال ُت ْن َك ُح‬
‫ت» [رواه البخاري ومسلم]‬ ‫قال‪َ :‬‬
‫«أنْ ت َْس ُك َ‬ ‫كيف إ ْذ ُهنا؟ َ‬ ‫َْ‬
‫األ ِّي ُم َح َّتى ت ُْس َت ْأ َم َر‪َ ،‬وال ُت ْن َك ُح ا ْلبِ ْك ُر َح َّتى ت ُْس َت ْأ َذ َن»‪ ،‬قالوا‪َ :‬‬
‫غالبا باحلياء)‪.‬‬ ‫(تُس َت ْأ َمر‪ :‬ت ِ‬
‫ُوافق بعبارة رصية‪ ،‬ت ُْس َت ْأ َذنَ ‪ :‬تُعطي إشارة باملوافقة؛ َّ‬
‫ألهنا تشعر ً‬ ‫ْ َ‬

‫‪107‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫ل َو ُأ َف ِّ‬
‫ك ُر‬ ‫َأ َت َأ َّم ُ‬

‫ثم ُأ َف ِّك ُر مع زمالئي‪/‬زمياليت يف أثر الرتايض بني الزوجني عند كتابة‬ ‫َ َ‬


‫أتَأ َّم ُل احلديث الرشيف اآليت‪َّ ،‬‬
‫العقْد يف العالقة الزوجية بعد الزواج‪:‬‬ ‫َ‬
‫َ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ ِ‬ ‫رسول اهللِ ﷺ َفقا َل ْت‪ :‬يا‬ ‫ِ‬
‫رسول اهلل‪ ،‬إِنَّ أيب زَ َّو َجني ْاب َن أخيه َي ْر َف ُع بي َخ َ‬
‫سيس َت ُه‪َ ،‬ف َج َع َل‬ ‫«جا َء ْت فتا ٌة إىل‬
‫ساء َأنْ َليس لِ ْآل ِ‬ ‫لك ْن َأ َر ْد ُت َأنْ ت َْع َل َم ال ِّن ُ‬ ‫األمر إِ َليها‪ ،‬قا َل ْت‪َ :‬فإِ ّين َق ْد َأ َج ْز ُت ما َص َنع َأيب‪َ ،‬و ِ‬ ‫َْ‬
‫باء‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ال َّنبِ ُّي ﷺ ْ َ ْ‬
‫ِم َن ْ َ‬

‫جعة‬
‫خريها بني استمرار الزواج وفسخه)‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫سيس َت ُه‪ :‬يرفع من حاله‪ ،‬و ُيصلحه‪َ ،‬ج َع َل ْاأل ْم َر إِ َل ْيها‪َّ :‬‬ ‫األ ْم ِر َ ْ‬
‫ش ٌء» [رواه أمحد] ( َي ْر َف ُع َخ َ‬
‫‪...................................................................................................‬‬

‫لمرا‬
‫ادوا‬
‫اإلشهاد عىل َع ْقد الزواج‬ ‫ابع ا‬
‫ر ً‬
‫َأ َت َو َّق ُ‬
‫ف‬

‫إلعد‬
‫ـد َعقْد الزواج أحد العقـود ا ُمل ِه َّمة؛ لذا اشرتط اإلسـالم‬
‫ُي َع ُّ‬
‫ألزم قانون األحوال الشخصية األردين‬
‫أنْ يشهـد عىل كتابته شاهـدان رجـالن‪ ،‬أو رجـل وامرأتان؛‬
‫توثيق َعقْد الزواج يف املحكمة الرشعية؛‬

‫قيد ا‬
‫سيم يف حال‬ ‫وحفظا للحقـوق‪ ،‬ال َّ‬ ‫ً‬ ‫وإشهـارا له‪،‬‬
‫ً‬ ‫إثباتًا للزواج‪،‬‬
‫حفظا حلقوق الزوجني‪.‬‬ ‫ً‬
‫املنازعات‪ .‬قال النبي ﷺ‪« :‬ال نِكاح إِ ّال بِولِي َو ِ‬
‫شاهدَ ْي َع ْد ٍل»‬

‫ثيقة‬
‫َ ٍّ‬ ‫َ‬
‫فيم ْن يحضر للشهادة على َعقْد الزواج‪:‬‬ ‫شترط َ‬ ‫[رواه ابن َح ّبان]‪ .‬و ُي َ‬

‫و‬
‫اإلسالم‪ ،‬والبلوغ‪ ،‬والعقل‪.‬‬

‫موافقة ويل املرأة عىل الزواج‬ ‫خامس ا‬


‫ً‬
‫مسلما بالغً ا ً‬
‫عاقال؛ وهو األب‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أن يكون َذ َك ًرا‬
‫شترط فيه ْ‬ ‫ويل املرأة‪ :‬هو َم ْن ّ‬
‫يتوىل أمر املرأة يف الزواج‪ ،‬و ُي َ‬
‫العم الشقيق؛ لقول النبي ﷺ‪« :‬ال‬
‫ثم ُّ‬‫ثم األخ ألب‪َّ ،‬‬ ‫ثم األخ الشقيق‪َّ ،‬‬‫جل ُّد أب األب‪َّ ،‬‬ ‫فإذا مل يوجد‪ ،‬فا َ‬
‫كاح إِ ّال بِ َولِ ٍّي» [رواه أبو داود]‪ .‬وتتمثَّل مهمة الويل يف التحقُّ ق من مالءمة الخاطب‪ ،‬وكفاءته للمرأة في دينه‪،‬‬‫ِ‬
‫ن َ‬
‫ماليا‪ .‬وال ُّ‬
‫يق للويل أنْ يمنع املرأة من الزواج‬ ‫تحمل تكاليف الحياة الزوجية ًّ‬
‫وح ْسن أخالقه‪ ،‬وقدرته على ُّ‬
‫ُ‬
‫كفؤا هلا من دون سبب‪.‬‬
‫بم ْن تريد إذا كان ً‬
‫َ‬

‫‪108‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫ع ُّلمي‬ ‫ُأ َ‬
‫ط ِّب ُ‬
‫ق َت َ‬

‫ثم َأ ْس َت ْنتِ ُج منه ما يتع َّلق بإجراءات َعقْد الزواج السابقة‪:‬‬ ‫َ َ‬


‫أتَأ َّم ُل املوقف اآليت‪َّ ،‬‬
‫تقدم مهّام للزواج من فاتن التي َّ‬
‫وكلت والدها لتزوجيها‪ ،‬فوافق والدها‪ .‬وعند كتابة َعقْد الزواج بحضور‬ ‫َّ‬
‫وكلتي ابنتي البِ ْكر فاتن عىل َم ْهر ُم َّ‬
‫عجل مقداره ثالثة آالف دينار‪ ،‬و َم ْهر‬ ‫زوجتك ُم ِّ‬ ‫املأذون‪ ،‬قال الوالد ّ‬
‫هلمم‪َّ :‬‬
‫عم مهّام وخال فاتن‪.‬‬
‫العقْد ُّ‬
‫ؤجل مقداره ثالثة آالف دينار‪ ،‬فقال مهّام‪ :‬وأنا قبلت ذلك لنفس‪ ،‬وشهد عىل َ‬
‫ُم َّ‬
‫‪.....................................................................................................‬‬

‫ق‬ ‫ي‬ ‫ث‬‫و‬


‫ة‬
‫إل ْث ُ‬

‫ق‬
‫راء َوال َّت َو ُّ‬
‫س ُع‬ ‫اْ ِ‬

‫ا‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫االش رتاط يف َع ْق د الزواج‬

‫إل‬
‫ٍ‬
‫اجبات ٍّ‬
‫ِّب َع ْق د الزواج حقو ًقا وو‬

‫ع‬
‫لكل من الزوج والزوجة‪ .‬وإذا رغب أحد الطرفني يف اش رتاط شط‬ ‫ُي رت ُ‬

‫ا‬‫د‬
‫يرض بالطرف اآلخر‪ ،‬وال يتعارض مع أحكام ال رشيعة اإلسالمية‪ ،‬وال مع احلقوق وال واجبات هلذا‬ ‫ينفعه‪ ،‬وال ُّ‬

‫و‬ ‫د‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الطرف؛ فإنَّ هذا الرشط يكون ُمعتبرا‪ .‬قال النبي ﷺ‪« :‬إِنَّ َأ َح َّق َّ ْ ِ َ‬
‫اس َت ْح َل ْل ُت ْم بِه ا ْل ُف َ‬
‫روج» [رواه‬ ‫الرشط أنْ يوف بِه ما ْ‬

‫ا‬
‫ًَ‬

‫م‬‫ل‬
‫البخاري ومسلم]‪.‬‬

‫ا‬‫ر‬
‫يضر بالزوجة‪ ،‬أو‬
‫َّ‬ ‫ومن األمثلة عىل ذلك‪ :‬اش رتاط الزوج أنْ يقيم معه والداه يف بيت الزوجية من دون أنْ‬

‫ع‬ ‫ج‬
‫دون الرشط‬
‫اش رتاط الزوجة إكمل دراستها اجلامعية؛ فإنْ ريض الطرف اآلخر بذلك صار الرشط الز ًما؛ عىل أنْ ُي َّ‬

‫ة‬
‫الع ْق د‪.‬‬
‫يف َ‬

‫فاد ُة‬ ‫م ا ْل ُم ْ‬
‫س َت َ‬ ‫ا ْلقِ َي ُ‬

‫ص بعض ِ‬
‫الق َيم املستفادة من الدرس‪.‬‬ ‫َأ ْس َت ْخ ِل ُ‬
‫‪ُ )1‬أ َقدِّ ُر حرص اإلسالم عىل حفظ حقوق الزوجني‪.‬‬
‫‪.................................................................................................. )2‬‬
‫‪.................................................................................................. )3‬‬

‫‪109‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫راج َع ُة‬
‫ويم َوا ْل ُم َ‬
‫ُ‬ ‫ال َّت ْق‬

‫‪ُ 1‬أ َب ِّ ُ‬
‫ي املقصود ٍّ‬
‫بكل ّمما يأيت‪:‬‬
‫جـ‪ .‬ويل املرأة‪.‬‬ ‫ب‪ .‬أهلية الزوجني‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬الزواج‪.‬‬
‫‪ُ 2‬أ َو ِّض ُح مهمة الويل يف َعقْد الزواج‪.‬‬
‫‪ُ 3‬أ َع ِّل ُل‪ :‬ال َي ِص ُّح َعقْد الزواج من غري شهود‪.‬‬
‫‪ُ 4‬أ َعدِّ ُد الرشوط الواجب توافرها َ‬
‫فيم ْن يشهد عىل َعقْد الزواج‪.‬‬

‫جعة‬
‫الص َّحة مع التعديل‪:‬‬
‫الص َّحة أو عدم ِّ‬ ‫‪ُ 5‬أ َب ِّ ُ‬
‫ي ُح ْكم الرشطني اآلتيني يف َعقْد الزواج من حيث ِّ‬

‫لمرا‬
‫غطي شعر الرأس‪.‬‬ ‫ساترا ُي ّ‬
‫لباسا ً‬
‫أ ‪ .‬اشرتط الزوج عىل زوجته أنْ تلبس ً‬
‫ب‪ .‬اشرتطت الزوجة عىل زوجها عدم اإلنجاب‪.‬‬

‫ادوا‬
‫‪َ 6‬أ ْخ ُ‬
‫تار اإلجابة الصحيحة يف ٍّ‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬

‫إلعد‬
‫‪ .1‬واحد من اآليت ال ُي َع ُّد ًّ‬
‫وليا للمرأة يف َعقْد الزواج‪:‬‬
‫ب‪ .‬ا َ‬
‫جل ُّد أب األب‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬األب‪.‬‬

‫قيد ا‬
‫د ‪ .‬األخ الشقيق‪.‬‬ ‫جـ‪ .‬األخ ُأل ٍّم‪.‬‬
‫‪ .2‬يتع َّلق شط الرضا بـ‪:‬‬

‫ثيقة‬
‫ب‪ .‬اخلاطب فقط‪.‬‬ ‫معا‪.‬‬
‫أ ‪ .‬اخلاطب واملخطوبة ً‬

‫و‬
‫د ‪ .‬ويل املرأة‪.‬‬ ‫جـ‪ .‬املخطوبة فقط‪.‬‬
‫حدد قانون األحوال الشخصية األردين ِس َّن الزواج بـ‪:‬‬
‫‪َّ .3‬‬
‫ب‪َ )18( .‬س َنة شمسية‪.‬‬ ‫أ ‪َ )17( .‬س َنة شمسية‪.‬‬
‫د ‪َ )20( .‬س َنة شمسية‪.‬‬ ‫جـ‪َ )19( .‬س َنة شمسية‪.‬‬
‫‪َ .4‬ي ِص ُّح َعقْد الزواج بشهادة‪:‬‬
‫ب‪ .‬رجل وامرأة‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬امرأتني‪.‬‬
‫د ‪ .‬أربع نساء‪.‬‬ ‫جـ‪ .‬رجل وامرأتني‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫الحقوق المالية للمرأة‬ ‫الدرس‬
‫في اإلسالم‬ ‫‪6‬‬

‫تاجات ال َّت َع ُّل ِ‬


‫م‬ ‫ُ‬ ‫ِن‬

‫ُيتو َّقع من الطلبة تحقيق النتاجات اآلتية‪:‬‬

‫ي‬ ‫ث‬‫و‬
‫أقرها اإلسالم للم رأة‪.‬‬ ‫‪َ -‬ب ُ‬
‫يان احلقوق املالية التي َّ‬

‫ق‬
‫‪ِ -‬‬

‫ة‬
‫تاج احلكمة من إعطاء امل رأة حقوقها املالية‪.‬‬
‫است ْن ُ‬
‫ْ‬

‫ي‬ ‫ق‬
‫دير َس ْب ِق اإلسالم يف عنايته باحلقوق املالية‬
‫‪َ -‬ت ْق ُ‬

‫ا‬ ‫د‬
‫للم رأة‪.‬‬

‫د‬‫ع‬‫إل‬
‫ا‬‫و‬ ‫د‬‫ا‬ ‫م ا ْل َق ْبل ُّ‬
‫ع ُّل ُ‬
‫ال َّت َ‬

‫ل‬
‫ِي‬

‫ر‬ ‫م‬
‫وي ِّقق إنسانيتها وسعادهتا‪ ،‬ومنع‬
‫وكرمها‪ ،‬وجعل هلا من احلقوق ما يضمن ك رامتها‪ُ ،‬‬
‫اعتنى اإلسالم بامل رأة‪َّ ،‬‬

‫ج‬‫ا‬
‫كل أشكال اإليذاء والتمييز التي ُمت َارس عليها‪.‬‬
‫َّ‬

‫ة‬‫ع‬
‫ل َو ُأ َب ِّي ُ‬
‫ن‬ ‫َأ َت َأ َّم ُ‬

‫ثم ُأ َب ِّ ُ‬ ‫َ َ‬
‫ي رأيي فيه‪:‬‬ ‫أتَأ َّم ُل املوقف اآليت‪َّ ،‬‬
‫اهنن الذكور‪.‬‬
‫تعليمهن إلخ و َّ‬
‫َّ‬ ‫األ َرس بناهتا من التعليم لتوفري نفقة‬ ‫َح رمت إحدى ُ‬
‫َ‬
‫‪..........................................................................................................‬‬

‫م َوال َّت ْح ُ‬
‫ليل‬ ‫ا ْل َف ْ‬
‫ه ُ‬

‫للترصف يف شؤوهنا املختلفة‪ ،‬بم يف ذلك احلقوق املالية‪.‬‬


‫ُّ‬ ‫أعطى اإلسالم املرأة األهلية الكاملة‬

‫‪111‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫احلقوق املالية للمرأة يف اإلسالم‬ ‫ريط ُة ال َّت ْنظيمِ َّي ُة‬
‫ا ْل َخ َ‬

‫املرياث‬ ‫النفقة‬ ‫والترصف‬


‫ُّ‬ ‫التم ُّلك‬

‫والترصف‬
‫ُّ‬ ‫التم ُّلك‬ ‫َّأو ًال‬

‫جعة‬
‫احلق يف التم ُّلك كم الرجل‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﲙ ﲚ ﲛ ﲜﲝ ﲞ‪฀‬‬
‫َّأكد اإلسالم أنَّ للمرأة َّ‬
‫الترصف فيم متلك من أموال تكسبها من التجارة‪ ،‬أو‬ ‫ُّ‬ ‫ﲟ ﲠ ﲡ﴾ [النساء‪ ،]٣٢ :‬ومنحها َّ‬
‫حق‬

‫لمرا‬
‫الترصف فيه‬
‫ُّ‬ ‫احلق يف أنْ يكون هلا َم ْهر يف َعقْد الزواج‪َّ ،‬‬
‫ومكنها من‬ ‫أقر َّ‬
‫احلرفة‪ ،‬أو ما شابه من أعمل‪ ،‬وكذلك َّ‬
‫كم تشاء‪ ،‬وليس ألحد من زوج أو أب أو أخ أنْ يأخذ من ماهلا شي ًئا ّإال بطيب نفس منها‪ .‬قـال تعاىل‪﴿ :‬ﲓ‬

‫ادوا‬
‫ﲔ ﲕ ﲖﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ﴾ [النساء‪.]4 :‬‬

‫إلعد‬
‫َأ َت َد َّب ُر َو َأ ْ‬
‫س َت ِد ُّل‬

‫ثم َأ ْس َت ِد ُّل هبا عىل حقِّ املرأة يف التم ُّلك‬ ‫َ‬

‫قيد ا‬
‫والترصف‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫أتَدَ َّب ُر اآلية الكريمة اآلتية‪َّ ،‬‬
‫قال تعاىل‪﴿ :‬ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ﴾ [األحزاب‪.]٣٣ :‬‬

‫ثيقة‬
‫‪.....................................................................................................‬‬

‫و‬
‫النفقة‬ ‫ثاني ا‬
‫ً‬
‫تزوجة‪ ،‬وجب عىل أوليائها من الرجال (مثل‪ :‬األب‪،‬‬
‫حق النفقة‪ ،‬فإذا مل تكن ُم ِّ‬ ‫أوجبت الرشيعة للمرأة َّ‬
‫واألخ) اإلنفاق عليها‪ ،‬وتوفري حاجاهتا‪ّ .‬أما املرأة ا ُمل ِّ‬
‫تزوجة فتجب نفقتها عىل زوجها‪ ،‬حتى لو كانت ذا‬
‫مال‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ﴾ [ البقرة‪ ( ]٢٣٣ :‬ﲧ ﲨ‪ :‬الزوج)‪.‬‬

‫ُأ ْبدي َر ْأيي‬

‫ثم ُأ ْبدي َر ْأيي فيها‪:‬‬ ‫َ َ‬


‫أتَأ َّم ُل املواقف اآلتية‪َّ ،‬‬
‫‪ )1‬أخذ رجل راتب زوجته من دون موافقتها‪.‬‬
‫‪.....................................................................................................‬‬
‫ُنفق مع زوجها من راتبها عىل توفري حاجات أبنائهم بطيب نفس منها‪،‬‬ ‫‪ )2‬تعمـل حنان مهندسـة‪ ،‬وت ِ‬
‫وتتقاسم راتبها معه برضاها‪.‬‬
‫‪.....................................................................................................‬‬
‫‪112‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫نفق منه عىل نفسها‪.‬‬‫ماال ل ُت ِ‬
‫‪ )3‬امتنع زوج عن إعطاء زوجته ً‬
‫‪.....................................................................................................‬‬
‫حدد أب َم ْهر ابنته من دون أنْ يسأهلا‪.‬‬
‫‪َّ )4‬‬
‫‪.....................................................................................................‬‬

‫املرياث‬ ‫ثال ثًا‬


‫أقرت الرشيعة للمرأة حقَّها يف املرياث؛ سواء أكانت بن ًتا‪ ،‬أم ُأ ًّما‪ ،‬أم زوج ًة‪ .‬وهذا ُّ‬

‫و‬
‫احلق واجب هلا برصف‬ ‫َّ‬

‫ي‬ ‫ث‬
‫احلق املرشوع‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ‬
‫النظر عن حالتها املادية‪ ،‬وليس ألحد أنْ يرمها هذا َّ‬

‫ة‬‫ق‬
‫ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑﱒ ﱓ ﱔ﴾ [النساء‪ .]7 :‬وقد‬

‫ي‬ ‫ق‬
‫كانت املرأة مرومة من هـذا احلقِّ يف كثري من ُ‬

‫د‬
‫األمم السابقة‪.‬‬

‫ع‬‫إل‬‫ا‬ ‫قانون‬
‫ِ‬ ‫َم َع ا ْل‬ ‫َأ ْرب ُ‬
‫ِط‬

‫د‬‫ا‬‫د‬
‫حق امل رأة يف املَ ْه ر والنفقة‪ ،‬و ّمم ا جاء فيه‪:‬‬
‫َّأك د قانون األح وال الشخصية األردين َّ‬

‫ا‬‫و‬
‫الع ْق د الصحيح‪.‬‬ ‫جرد َ‬
‫بم َّ‬ ‫‪ -‬جيب للزوجة املَ ْه ر ا ُمل ّ‬
‫سم ى ُ‬

‫م‬‫ل‬
‫كل إنسان يف ماله‪ّ ،‬إال الزوجة؛ فنفقتها عىل زوجها‪ ،‬ولو كانت ِ‬
‫مورسة‪.‬‬ ‫‪ -‬نفقة ِّ‬

‫ج‬‫ا‬‫ر‬
‫ع‬
‫إل ْث ُ‬

‫ة‬
‫راء َوال َّت َو ُّ‬
‫س ُع‬ ‫اْ ِ‬
‫كل ما هو مرشوع‪ ،‬وجعلها شيكة للرجل يف إعمر الكون‪ ،‬وحتقيق مصالح‬ ‫أباح اإلسالم للم رأة العمل يف ِّ‬
‫وغريهن من ا ُمل تع ِّلمت‪ .‬وقد وضع‬
‫َّ‬ ‫الناس؛ ف املجتمع بحاجة إىل الطبيبة‪ ،‬وا ُمل ع ِّل مة‪ ،‬وا ُملمرضة‪ ،‬وا ُمل ِ‬
‫هندسة‪،‬‬ ‫ِّ‬
‫اإلسالم ض وابط شرعية لعمل المرأة‪ ،‬مثل‪ :‬االلت زام باآلداب الشرعية‪ ،‬ومناسبة العمل لطبيعة المرأة‬
‫وخصوصيتها‪ ،‬وعدم تسب ب العمل في التقصير ب واجباتها ُ‬
‫األ َس رية‪.‬‬ ‫ُّ‬

‫فاد ُة‬ ‫م ا ْل ُم ْ‬
‫س َت َ‬ ‫ا ْلقِ َي ُ‬

‫ص بعض ِ‬
‫الق َيم املستفادة من الدرس‪.‬‬ ‫َأ ْس َت ْخ ِل ُ‬
‫‪ُ )1‬أ َقدِّ ُر دور اإلسالم يف العناية بحقوق املرأة‪.‬‬
‫‪.................................................................................................. )2‬‬
‫‪.................................................................................................. )3‬‬
‫‪113‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫راج َع ُة‬
‫ويم َوا ْل ُم َ‬
‫ُ‬ ‫ال َّت ْق‬

‫ُ‬
‫‪ 1‬أ َعدِّ ُد ثالث ًة من احلقوق املالية التي َّ‬
‫أقرها اإلسالم للمرأة‪.‬‬
‫‪ُ 2‬أ َعدِّ ُد ثالثة ضوابط شعية لعمل املرأة‪.‬‬
‫مناسبا لذلك‪:‬‬
‫ً‬ ‫توجيها‬
‫ً‬ ‫‪ُ 3‬أ َو ِّض ُح ُح ْكم الرشع يف احلاالت اآلتية‪ُ ،‬مقدِّ ًما‬
‫أ ‪ .‬تسجيل رجل مجيع أمالكه باسم أبنائه الذكور‪.‬‬

‫جعة‬
‫ب‪ .‬امتناع رجل ِ‬
‫مورس عن اإلنفاق عىل أخته‪.‬‬
‫جـ‪ .‬تزويج رجل ابنته‪ ،‬وتنازله عن َم ْهرها؛ إكرا ًما ألهل زوجها‪.‬‬

‫لمرا‬
‫‪َ 4‬أ ْخ ُ‬
‫تار اإلجابة الصحيحة يف ٍّ‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬

‫ادوا‬
‫احلق املايل للمرأة الوارد يف قوله تعاىل‪﴿:‬ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ‬
‫‪ُّ .1‬‬
‫ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑﱒ ﱓ ﱔ﴾ هو‪:‬‬

‫إلعد‬
‫ب‪ .‬النفقة‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬املرياث‪.‬‬
‫د ‪ .‬العمل‪.‬‬ ‫جـ‪ .‬املَ ْهر‪.‬‬

‫قيد ا‬
‫حق املرأة الوارد يف قوله تعاىل‪﴿ :‬ﲓ ﲔ ﲕ ﲖﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ‬
‫‪ُّ .2‬‬

‫ثيقة‬
‫ﲠ ﲡ﴾ هو‪:‬‬

‫و‬
‫ب‪ .‬املَ ْهر‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬اإلنفاق عليها‪.‬‬
‫د ‪ .‬املرياث‪.‬‬ ‫جـ‪ .‬العمل‪.‬‬
‫‪ .3‬جتب نفقة املرأة ا ُمل ِّ‬
‫تزوجة عىل‪:‬‬
‫ب‪ .‬والدها‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬زوجها‪.‬‬
‫د ‪ .‬إخواهنا‪.‬‬ ‫جـ‪ .‬أبنائها‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫الوحدة الرابعة‬

‫قال تعاىل‪﴿ :‬ﲁ ﲂ﴾‬

‫سورة الروم‪ ،‬اآليات الكريمة (‪)٢4-٢١‬‬ ‫‪1‬‬


‫الس َّنة النبوية الشريفة في التشريع اإلسالمي‬
‫مكانة ُّ‬ ‫‪2‬‬

‫ي‬ ‫ث‬‫و‬
‫مراعاة األعراف في الشريعة اإلسالمية‬ ‫‪3‬‬ ‫دروس‬

‫ة‬‫ق‬
‫الوحدة الرابعة‬

‫ي‬ ‫ق‬
‫حقوق الزوجين‬ ‫‪4‬‬

‫إل‬‫ا‬ ‫د‬
‫تنظيم النسل وتحديده‬ ‫‪5‬‬

‫ا‬‫د‬‫ع‬
‫األمن الغذائي في اإلسالم‬ ‫‪6‬‬

‫ل‬‫ا‬‫و‬ ‫د‬
‫اإلسالم والوحدة الوطنية‬ ‫‪7‬‬

‫ا‬‫ر‬ ‫م‬
‫ة‬‫ع‬ ‫ج‬

‫‪115‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫سورة الروم‬ ‫الدرس‬
‫اآليات الكريمة (‪)٢4-٢١‬‬ ‫‪1‬‬

‫تاجات ال َّت َع ُّل ِ‬


‫م‬ ‫ُ‬ ‫ِن‬

‫ُيتو َّقع من الطلبة حتقيق النتاجات اآلتية‪:‬‬

‫جعة‬
‫‪ -‬تِ َ‬
‫الو ُة اآليات الك ريمة (‪ )٢4-٢١‬من سورة الروم تالوة سليمة‪.‬‬
‫‪َ -‬ب ُ‬
‫يان معـاين املفـردات والرتاكيب الـ واردة يف اآليات الك ريمة‪.‬‬

‫لمرا‬
‫سليما‪.‬‬
‫تفسيرا ً‬
‫ً‬ ‫‪َ -‬ت ْف ُ‬
‫سير اآليات الكريمة‬

‫ادوا‬
‫‪ -‬ت ََمث ُُّل التوجيهات الواردة يف اآليات الك ريمة‪.‬‬
‫ِ‬
‫غيب ا‪.‬‬ ‫‪ -‬ح ْف ُظ اآليات الك ريمة ا ُمل َّ‬
‫قررة ً‬

‫إلعد‬
‫قيد ا‬ ‫م ا ْل َق ْبل ُّ‬
‫ِي‬ ‫ع ُّل ُ‬
‫ال َّت َ‬

‫ثيقة‬
‫ُّ‬
‫التفكـر يف َخ ْلـق اهلل تعاىل عبـادة ت ِّ‬
‫ُقربنـا إليه‪ ،‬وتزيـدنا إيمنًا‬

‫و‬
‫َأ َت َو َّق ُ‬
‫ف‬
‫به سبحانه وتعاىل‪ ،‬ويقي ًنا أنَّه خالق الكـون هبذا الشكـل البديع‪.‬‬
‫ســورة الــروم ِّ‬
‫مك يـة‪ ،‬وعـدد آياهتـا‬ ‫الس َنن الكونية يف‬ ‫و ُّ‬
‫التفك ر يفتح اآلفاق أمام اإلنسان الكتشاف ُّ‬
‫أهم موضوعــاتها‪:‬‬‫(‪ )60‬آي ًة‪ ،‬ومــن ِّ‬ ‫َخ ْل ق السموات واألرض‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ‬
‫الدعـوة إىل إعمل العقـل‪ ،‬و ُّ‬
‫التفك ر يف‬
‫ﲉﲊﲋﲌﲍﲎﲏﲐﲑ‬
‫الكون‪.‬‬
‫ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ﴾ [آل عم ران‪.]١9١ :‬‬

‫َأ َت َد َّب ُر َو َأ ْ‬
‫س َت ْخرِجُ‬
‫والتأمل يف َخ ْلق السموات واألرض‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫ثم َأ ْس َت ْخ ِر ُج منها ثمرة من ثمرات ُّ‬
‫التفكر‬ ‫أتَدَ َّب ُر اآلية السابقة‪َّ ،‬‬
‫َ‬

‫‪........................................................................................................‬‬

‫‪116‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫م َو َأ ْح َف ُ‬
‫ظ‬ ‫َأ ْف َ‬
‫ه ُ‬

‫اكيب‬ ‫ا ْل ُم ْف َر ُ‬
‫دات َوال َّت ر ُ‬

‫ﱺ‪ :‬عالمات قدرته‪.‬‬


‫ﱹﱺﱻﱼﱽﱾﱿﲀﲁ‬
‫ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ‪฀‬‬ ‫ﲁ‪ :‬لتأنس وا‪.‬‬

‫ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ‬ ‫تنوع‬
‫‪ُّ :‬‬

‫ي‬ ‫ث‬‫و‬
‫ﲓ ﲔ ﲕ ﲖﲗ ﲘ ﲙ ﲚ‬

‫ق‬
‫لغاتكم وأجناسكم‪.‬‬

‫ة‬
‫ﲛﲜﲝﲞﲟﲠﲡﲢ‬

‫ي‬ ‫ق‬
‫‪ :‬طلبكم‪.‬‬
‫ﲣ ﲤ ﲥﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ‬

‫ا‬ ‫د‬
‫ﲬﲭﲮﲯﲰﲱﲲﲳ‬ ‫‪ :‬رجا ًء ورغب ًة‪.‬‬

‫ع‬‫إل‬
‫ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼﲽ ﲾ‬

‫ا‬‫د‬
‫ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ‪฀‬‬

‫ل‬‫ا‬‫و‬ ‫د‬
‫م‬
‫م َوال َّت ْح ُ‬ ‫ا ْل َف ْ‬

‫ر‬
‫ليل‬ ‫ه ُ‬

‫ج‬‫ا‬
‫التأمل والنظر يف آيات اهلل‬
‫َح َّث الق رآن الكريم اإلنسان عىل ُّ‬

‫ة‬‫ع‬
‫تعاىل يف نفسه ويف الكـون من حولـه‪ .‬وقد ذكـرت اآليات الق رآنية‬
‫الكريمة عـد ًدا من هذه اآليات واملظـاهـر الدا َّلة عىل قدرته وبديع‬
‫صنعه سبحانه وتعاىل‪.‬‬

‫ريط ُة ال َّت ْنظيمِ َّي ُة‬


‫ا ْل َخ َ‬

‫موضوعات اآليات الكريمة‬

‫اآلية الكريمة (‪ )٢٣‬اآلية الكريمة (‪)٢4‬‬ ‫اآلية الكريمة (‪)٢٢‬‬ ‫اآلية الكريمة (‪)٢١‬‬
‫نعمة الغيث‬ ‫نعمة النوم‬ ‫الزواج سكينة ومو َّدة ورمحة خَ ْلق السموات واألرض ُّ‬
‫وتنوع البرش‬

‫‪117‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫الزواج سكينة ومو َّدة ورمحة‬ ‫َّأو ًال‬
‫َّبي نت اآلية الكريمة أنَّ الزواج آية ُّ‬
‫تدل عىل كمل قدرة اهلل ‪ .‬قال‬
‫تعاىل‪﴿ :‬ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ﴾‪ ،‬وأنَّ احلكمـة‬
‫من جعل الزوجني من أصـل واحـد هي حتقيق السكينة‪ .‬قال تعاىل‪:‬‬
‫وضحت اآلية الكريمة أنَّ من ل وازم الزوجية‬ ‫﴿ﲁ ﲂ﴾‪َّ .‬‬
‫ثم َّ‬
‫ملحب ة‪ ،‬وحصول االنسجام والتفاهم بني الزوجني‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ﴾‪ .‬وفي‬ ‫حتقُّ ق ا َّ‬

‫جعة‬
‫المحب ة والرحمة‪.‬‬ ‫هذا إشارة إلى طبيعة العالقة التي يجب أنْ ت ربط بين الزوجين وأعضاء ُ‬
‫األسرة كا َّف ًة‪ ،‬وهي‬
‫َّ‬
‫التفك ر في الحكمة من الزواج‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ‬ ‫ُّ‬ ‫واخ ُتتِمت اآلية الكريمة بالدعوة إلى‬

‫لمرا‬
‫ﲍ﴾؛ إذ فيه استم رار بقاء اإلنسان‪ ،‬واستم رار نسله‪.‬‬

‫ادوا‬
‫َخ ْلق الساموات واألرض ُّ‬
‫وتنوع البرش‬ ‫ثاني ا‬
‫ً‬

‫إلعد‬
‫وخ ْلـق األرض‪ ،‬مع اتسـاعها وامتدادها‪،‬‬
‫َّأكـدت اآليـة الكريمـة أنَّ َخ ْلـق السـموات وارتفاعها بغري عمـد‪َ ،‬‬
‫مـن آيـات اهلل تعـاىل الدا َّلة عـىل عظمته‪ .‬قـال تعـاىل‪﴿ :‬ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ﴾‪ .‬وقـد َّبي نت اآلية‬

‫قيد ا‬
‫الكريمـة قـدرة اهلل تعـاىل عـىل إجيـاد اختـالف بني لغـات النـاس‪ ،‬وتباين‬

‫ثيقة‬
‫طباعهـم وأل واهنـم‪ .‬قـال تعـاىل‪﴿ :‬ﲔ ﲕ ﲖ﴾‪َّ .‬‬
‫ثـم‬
‫ُختِمـت اآليـة الكريمـة بقولـه تعـاىل‪﴿ :‬ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ﴾؛‬

‫و‬
‫لكل‬‫أي إنَّ يف َخ ْلـق السـموات واألرض واختالف األل وان واللغـات ِع ْب ر ًة ِّ‬‫ْ‬
‫خل ْلـق وهـذا االختالف‪.‬‬ ‫ذي علـم وبصـرية؛ ُلي ـد ِرك احلكمـة مـن هذا ا َ‬

‫ُأ َف ِّ‬
‫ك ُر‬

‫بالتعاون مع زمالئي‪/‬زمياليت‪ُ ،‬أ َف ِّك ُر يف احلكمة من اختالف الناس يف لغاهتم وألواهنم‪.‬‬


‫‪....................................................................................................‬‬

‫نعمة النوم‬ ‫ثال ثًا‬


‫من آيات اهلل تعاىل الدا َّلة عىل عظيم َخ ْلقه نعمة النوم‪ .‬قال تعاىل‪:‬‬
‫﴿ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ﴾؛ إذ يف النوم حتصل ال راحة‪ ،‬ويذهب‬
‫التعب‪ .‬ويف قـوله تعاىل‪﴿ :‬ﲣ ﲤ ﲥ﴾ دعـوة إىل السعي‬
‫يف طلب الرزق‪ .‬وقد ُخ تِمت اآليات الكريمة بقوله تعاىل‪﴿ :‬ﲧ ﲨ ﲩ‬
‫‪118‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫ﲪ ﲫ ﲬ﴾ لبيان أنَّ التوجيهات ال واردة يف اآليات الكريمة ال يعقلها ّإال َم ْن يسمع ويتدبر‪.‬‬

‫نعمة الغيث‬ ‫ابع ا‬


‫ر ً‬
‫أخــربت اآليــات الكريمــة أنَّ مــن دالئــل قــدرة‬
‫ُّ‬
‫تشــكل ظاهــرة الــربق‪ ،‬ورؤيــة النــاس لــه‪،‬‬ ‫اهلل تعــاىل‬
‫فيخافــون مــن الصواعــق والضــوء الــذي قــد يــدث‬
‫مــن الــربق‪ ،‬ويف الوقــت نفســه يطمعــون يف الغيــث‪.‬‬

‫ي‬ ‫ث‬‫و‬
‫قــال تعــاىل‪﴿ :‬ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ﴾‪.‬‬

‫ة‬‫ق‬
‫ـزل اهلل تعــاىل مــن الس ــحاب غي ًثــا‪ ،‬فيحي ــي بــه‬
‫ـم ُينـ ِّ‬
‫ث ـ َّ‬

‫د‬ ‫ي‬ ‫ق‬


‫األرض بعــد َج ْدهب ــا وجفافهــا‪ .‬ويف هــذا دلي ــل عــىل كــمل قــدرة اهلل تعــاىل‪ ،‬وعظي ــم حكمتــه وإحس ــانه‪ .‬قــال‬

‫ا‬
‫تعــاىل‪﴿ :‬ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼﲽ ﴾‪ .‬وجــاء ختــام اآليــة الكريمــة بقولــه تعــاىل‪:‬‬

‫ع‬‫إل‬ ‫﴿ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ﴾؛ ْ‬


‫أي إنَّ َّ‬
‫كل الشــواهد الســابقة مــن الــربق والرعــد وإنــزال املــاء‬

‫د‬‫ا‬‫د‬
‫وإحيــاء األرض هــي آيــات ودالئــل يفهمهــا أصحــاب العقــول الســليمة‪.‬‬

‫م‬‫ل‬‫ا‬‫و‬ ‫س ُع‬ ‫إل ْث ُ‬


‫راء َوال َّت َو ُّ‬ ‫اْ ِ‬

‫ج‬‫ا‬‫ر‬
‫كبيرا يف ِص َّح ة اإلنسان؛ فهو رضوري لتنشيط الدماغ والذاكرة؛‬ ‫أثبتت الدراسات العلمية أنَّ للنوم ً‬
‫أثرا ً‬

‫ة‬‫ع‬
‫ذلك أنَّ الدمـاغ يتعب أثناء الصحو من ت راكم املعلومات‪ ،‬فيصبح َّ‬
‫أقل كفاءة‪ ،‬ويتاج إىل شء من ال راحة‬
‫لتنشيطه‪ِ .‬‬
‫وق َّلة النوم تؤ ّدي إىل عدم استق رار احلالة النفسية؛ ما يؤ ّدي إىل حدوث اضط رابات لدى اإلنسان‬
‫ِ‬
‫قليل النوم‪ ،‬إضاف ًة إىل احتمل إصابته بأم راض جسدية ترتبط بق َّل ة النوم‪ ،‬مثل‪ :‬الضغط‪ ،‬و ُّ‬
‫الس كري‪ ،‬وأم راض‬
‫األوعية القلبية‪ ،‬والسمنة‪ ،‬ورسعة ظهور عالمات الشيخوخة‪.‬‬

‫فاد ُة‬ ‫م ا ْل ُم ْ‬
‫س َت َ‬ ‫ا ْلقِ َي ُ‬

‫ص بعض ِ‬
‫الق َيم املستفادة من الدرس‪.‬‬ ‫َأ ْس َت ْخ ِل ُ‬
‫‪َ )1‬أ َت َف َّك ُر يف آيات اهلل تعاىل يف الكون‪.‬‬
‫‪.................................................................................................. )2‬‬
‫‪.................................................................................................. )3‬‬

‫‪119‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫راج َع ُة‬
‫ويم َوا ْل ُم َ‬
‫ُ‬ ‫ال َّت ْق‬

‫مناسبا ملوضوع اآليات الكريمة‪.‬‬


‫ً‬ ‫‪َ 1‬أ ْق َ ِرت ُح عنوانًا‬
‫كل مفردة وتركيب قرآين ّمما يأيت‪﴿ :‬ﲁ﴾‪﴿ ،‬ﲣ﴾‪.‬‬ ‫ي معنى ِّ‬ ‫‪ُ 2‬أ َب ِّ ُ‬
‫ُب اآلية الكريمة التي تشري إىل ِّ‬
‫كل معنى ّمما يأيت‪:‬‬ ‫‪َ 3‬أ ْكت ُ‬
‫أ ‪ .‬من ل وازم الزواج‪ ،‬حتقُّ ق ا َّ‬
‫ملحب ة والرمحة‪.‬‬

‫جعة‬
‫ب‪ .‬من دالئل قدرة اهلل تعاىل‪ُّ ،‬‬
‫تشكل ظاهرة الربق‪.‬‬
‫‪ُ 4‬أ َو ِّض ُح أثر ُّ‬
‫التفكر يف خملوقات اهلل تعاىل يف اإلنسان‪.‬‬

‫لمرا‬
‫ي املعنى املقصود يف قوله تعاىل‪﴿ :‬ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ﴾‪.‬‬ ‫‪ُ 5‬أ َب ِّ ُ‬
‫‪َ 6‬أ ْخ ُ‬
‫تار اإلجابة الصحيحة يف ٍّ‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬

‫ادوا‬
‫‪ُ .1‬ختِمت اآلية الكريمة بقـوله تعاىل‪﴿ :‬ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ﴾ للداللة عىل أنَّ ‪:‬‬

‫إلعد‬
‫ُّ‬
‫التفك ر يف احلكمة من الزواج واجب عىل اإلنسان‪.‬‬ ‫أ‪.‬‬
‫ب‪ .‬التوجيهات ال واردة يف اآليات الكريمة ال يعقلها ّإال َم ْن يسمع ويتدبر‪.‬‬

‫قيد ا‬
‫لكل ذي علم وبصرية‪.‬‬ ‫اختالف األل وان واللغات ِع ْربة ِّ‬

‫ثيقة‬
‫د ‪ .‬الش واهد السابقة يف اآلية الكريمة يفهمها أصحاب العقول السليمة‪.‬‬
‫‪ .2‬املقصود بقوله تعاىل‪﴿ :‬ﳂ ﳃ﴾ هم‪:‬‬

‫و‬
‫ب‪ .‬ا ُملك َّل فون فقط‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬أصحاب العقول السليمة‪.‬‬
‫مجيعا‪.‬‬
‫د ‪ .‬البرش ً‬ ‫املؤمنون فقط‪.‬‬
‫تتحدث عن نعمة النوم بقوله تعاىل‪:‬‬
‫َّ‬ ‫‪ُ .3‬ختِمت اآلية الكريمة التي‬
‫ب‪﴿ .‬ﳂ ﳃ‪.﴾฀‬‬ ‫أ ‪﴿ .‬ﲌ ﲍ‪.﴾฀‬‬
‫د ‪﴿ .‬ﲛ ﲜ‪.﴾฀‬‬ ‫﴿ﲫ ﲬ‪.﴾฀‬‬
‫‪ .4‬إحدى اآلتية َل ْي َس ْت من آيات اهلل تعاىل التي ورد ذكرها يف سورة الروم‪:‬‬
‫ب‪ .‬اختالف ألسنة الناس وأل واهنم‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬ظاهرة الربق والغيث‪.‬‬
‫د ‪َ .‬خ ْل ق السموات واألرض‪.‬‬ ‫م راحل َخ ْل ق اإلنسان‪.‬‬
‫َ‬
‫‪ 7‬أ ْت لو اآليات الكريمة ً‬
‫غيب ا‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫الس َّنة النبوية الشريفة‬
‫مكانة ُّ‬ ‫الدرس‬
‫في التشريع اإلسالمي‬ ‫‪2‬‬

‫س ُع‬ ‫إل ْث ُ‬
‫راء َوال َّت َو ُّ‬ ‫اْ ِ‬ ‫تاجات ال َّت َع ُّل ِ‬
‫م‬ ‫ُ‬ ‫ِن‬

‫ُيتو َّقع من الطلبة تحقيق النتاجات اآلتية‪:‬‬


‫‪ -‬ت ََع ُّر ُف مكانة ُّ‬

‫و‬
‫الس َّن ة النبوية يف الق رآن الكريم‪.‬‬

‫ي‬ ‫ث‬
‫الس َّن ة النبوية يف الق رآن الكريم‪.‬‬
‫ضيح عالقة ُّ‬
‫‪ -‬ت َْو ُ‬

‫ة‬‫ق‬
‫‪ِ -‬‬

‫ق‬
‫الس َّنة النبوية الرشيفة‪.‬‬
‫تاج واجب املسلم جتاه ُّ‬‫است ْن ُ‬
‫ْ‬

‫ي‬
‫‪ -‬ا ْلتِز ُام ُس َّنة النبي ﷺ يف خمتلف جماالت احلياة‪.‬‬

‫إل‬‫ا‬ ‫د‬
‫ع‬
‫م ا ْل َق ْبلِ ُّ‬
‫ي‬ ‫ال َّت َع ُّل ُ‬

‫د‬‫ا‬‫د‬
‫كل ما ورد عن النبي ﷺ من قول‪ ،‬أو فعل‪ ،‬أو تقرير‪ ،‬أو صفة ُخ ُلقية‪.‬‬
‫الس َّنة النبوية الرشيفة‪ :‬هي ُّ‬
‫ُّ‬

‫ل‬‫ا‬‫و‬
‫الس َّنة النبوية حتى وصلت إلينا؛ إذ عمل وا عىل مجعها‪ ،‬وتدوينها‪،‬‬
‫وقد بذل العلمء جهو ًدا كبري ًة يف تدوين ُّ‬

‫ر‬ ‫م‬
‫وتصنيفها‪ ،‬وشحها‪.‬‬

‫ج‬‫ا‬
‫ل َو ُأ َح ِّد ُد‬
‫َأ َت َأ َّم ُ‬

‫ة‬‫ع‬
‫بالتعاون مع أف راد جمموعتي‪َ ،‬أت ََأ َّم ُل األحاديث النبوية اآلتية‪ُ ،‬‬
‫ثم أ َح دِّ ُد نوع ُّ‬
‫الس َّنة التي تشري إليها (قولية‪ ،‬فعلية‪،‬‬ ‫َّ‬
‫تقريرية‪ ،‬صفة ُخ ُلقية)‪:‬‬
‫الس َّنة‬
‫نوع ُّ‬ ‫احلديث النبوي‬
‫سول اهللِ ﷺ‪َ ،‬و َل ْو َ‬ ‫الضب ُ«أ ِك َل َعىل مائِ ِ‬
‫‪...............................‬‬ ‫كان َح را ًما ما‬ ‫دَة َر ِ‬ ‫اس ‪َ ‬أنَّ َّ َّ‬ ‫َروى ْاب ُن َع ّب ٍ‬
‫‪...............................‬‬ ‫سول اهللِ» [رواه البخاري ومسلم]‬ ‫ُأ ِك َل َعىل مائِ ِ‬
‫دَة َر ِ‬

‫الص الةَ‪َ ،‬و ُي ْك ِم ُل ها» [متفق عليه]‬ ‫«كان ال َّن بِ ي ِ‬ ‫َس ب ِن مالِ ٍ‬
‫ك‪َ ‬‬ ‫َ‬
‫‪...............................‬‬ ‫يوج ُز َّ‬ ‫ُّ‬ ‫قال‪َ :‬‬ ‫َع ْن أن ِ ْ‬
‫ضاح ًكا َح ّت ى َأرى‬ ‫سول اهللِ ﷺ ِ‬ ‫دَة عائِشَ َة ‪ ‬قا َل ْت‪« :‬ما َر َأ ْي ُت َر َ‬ ‫نين الس ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫‪...............................‬‬ ‫َع ْن أ ِّم ا ْل ُم ْؤم َ َّ ِّ‬
‫كان َي َت َب َّس ُم» [رواه البخاري ومسلم] (ال َّل َهاةُ‪ :‬قطعة من اللحم ُمتع ِّلقة يف أعىل ا َحل ْلق) ‪...............................‬‬ ‫ِم ْن ُه َ َهل واتِ ِه‪ ،‬إِنَّم َ‬

‫اس ‪...............................‬‬ ‫ْ‬ ‫قال الرسول ﷺ‪« :‬ال ُي ْؤم ِ ُن َأ َح ُد ُك ْم َح ّت ى َأ َ‬


‫كون َأ َح َّب إِ َل ي ِه ِم ْن والِ ِد ِه َو َو َل ِد ِه َوال ّن ِ‬
‫‪...............................‬‬ ‫ني» [متفق عليه]‬ ‫مجع َ‬ ‫َأ ْ َ‬
‫‪121‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫م َوال َّت ْح ُ‬
‫ليل‬ ‫ا ْل َف ْ‬
‫ه ُ‬

‫الس َّن ة النبوية الرشيفة املصدر الثاين من مصادر الترشيع اإلسالمي بعد الق رآن الكريم‪.‬‬
‫ت َُع ُّد ُّ‬

‫السنَّة النبوية الرشيفة يف الترشيع اإلسالمي‬ ‫ظيم َّي ُة‬ ‫ريط ُة ال َّت ْن‬
‫خ َ‬ ‫ا ْل َ‬
‫مكانة ُّ‬ ‫ِ‬

‫جعة‬
‫عالقتها بالقرآن الكريم‬ ‫الس َّنة النبوية الرشيفة‬
‫ُح ِّجية ُّ‬ ‫الس َّنة النبوية‬
‫مكانة ُّ‬
‫الرشيفة يف القرآن الكريم‬

‫لمرا‬
‫تأكيد ما جاء يف تفسري ما جاء يف إضافة أحكام‬
‫جديدة‬ ‫الق رآن الكريم القرآن الكريم وبيانه‬

‫ادوا‬
‫إلعد‬
‫السنَّة النبوية الرشيفة يف القرآن الكريم‬
‫مكانة ُّ‬ ‫َأ َّو ًال‬

‫َّأك د الق رآن الكريم ‪ -‬يف أكثر من موضع‪ -‬أمهية ُّ‬


‫الس َّنة النبوية الرشيفة‪ .‬ومن ذلك‪:‬‬

‫قيد ا‬
‫الس َّنة النبوية الرشيفة وحي من اهلل ‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ‬
‫أ ‪ .‬تأكيد القرآن الكريم أنَّ ُّ‬

‫ثيقة‬
‫ﱓ ﱔ ﱕ﴾ [النجم‪.]4-٣ :‬‬
‫ب‪ .‬أمـر اهلل تعاىل باالستجـابة ألمر رسوله ﷺ‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ‬

‫و‬
‫ﲗ﴾ [احلرش‪.]7 :‬‬
‫ربط اهلل ‪ ‬طاعة الرسول ﷺ بطاعته سبحانه‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ﴾ [النساء‪.]8٠ :‬‬
‫د ‪ .‬حتذير اهلل تعاىل من خمالفة أمر النبي ﷺ‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ‬
‫ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ﴾ [النور‪.]6٣ :‬‬

‫السنَّة النبوية الرشيفة‬


‫ُح ِّجية ُّ‬ ‫ثاني ا‬
‫ً‬
‫َأ َت َو َّق ُ‬
‫ف‬
‫الس َّنة النبـوية الرشيفـة‪ ،‬وأنَّه ال‬ ‫ُ‬
‫أمجع علمء األ َّمة عىل ُح ِّج يـة ُّ‬
‫الس نَّـة النبوية الرشيفة تعني‬
‫ُح ِّج يـة ُّ‬ ‫جيوز تركها بدعوى االكتفاء بالق رآن الكريم‪ ،‬وألنَّ تركها يؤ ّدي‬
‫َّأهنا دليل شعي عىل األحكام الرشعية‬
‫إىل تضييع أحكام إسالمية عديدة‪ ،‬أو عدم فهمها‪ ،‬أو اجلهل‬
‫التي جيب العمل هبا‪.‬‬
‫بكيفية تطبيقها‪.‬‬
‫‪122‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫َأ َت َد َّب ُر َو ُأ َب ِّي ُ‬
‫ن‬

‫الس َّن ة النبوية ا ُمل َّ‬ ‫ثم ُأ َب ِّ ُ‬ ‫َ‬


‫طه رة‪:‬‬ ‫ي وجه االستدالل هبا عىل ُح ِّج ية ُّ‬ ‫أتَدَ َّب ُر اآلية الكريمة اآلتية‪َّ ،‬‬
‫قال تعاىل‪﴿ :‬ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ‬
‫ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ﴾ [النساء‪.]6٥ :‬‬
‫‪..................................................................................................................................‬‬

‫ث‬‫و‬
‫السنَّة النبوية الرشيفة بالقرآن الكريم‬
‫عالقة ُّ‬

‫ي‬
‫ثال ثًا‬

‫ة‬‫ق‬
‫للس َّنة النبوية الرشيفة عالقة بالق رآن الكريم‪ ،‬تتم ثَّل فيم يأيت‪:‬‬

‫ق‬
‫ُّ‬

‫د‬ ‫ي‬
‫أ ‪ .‬تأكيد ما جاء في القرآن الكريم‪:‬‬

‫ا‬
‫الس َّنة النبوية الرشيفة تأكيد لكثري من األحكام التي أمر اهلل تعاىل هبا يف الق رآن الكريم‪ .‬ومن ذلك‪،‬‬ ‫جاء يف ُّ‬

‫ع‬‫إل‬
‫س ِم ْن ُه» [رواه أمحد]؛ ففـي ذلك تأكيد لِما جاء يف اآلية‬ ‫ال ْام ِر ٍئ إِ َّال بِ ِط ِ‬
‫يـب َن ْف ٍ‬ ‫قـوله ﷺ ‪« :‬إِن َُّه َال َ ِ‬
‫ي ُّل َم ُ‬

‫ا‬‫د‬
‫الكريمة الدا َّل ة عىل حتريم أخذ شء من أم وال الناس بغري حقٍّ ‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ‬

‫ا‬‫و‬ ‫د‬
‫ﱠ﴾ [النساء‪.]٢9 :‬‬
‫ﱟ‪฀ ฀ ฀ ฀ ฀‬‬
‫ﱞ‪฀ ฀ ฀ ฀ ฀ ฀‬‬
‫‪฀ ฀ ฀ ฀ ฀ ฀‬‬ ‫‪฀‬‬

‫م‬‫ل‬
‫ب‪ .‬تفسير بعض ما جاء في القرآن الكريم وبيانه‪:‬‬

‫ا‬‫ر‬
‫الس َّنة النبوية الرشيفة عىل‬
‫فصلة‪ ،‬فعملت ُّ‬ ‫عام ًة للترشيع وأحكا ًما إمجالي ًة غ َ‬
‫ري ُم َّ‬ ‫وضع الق رآن الكريم ق واعدَ َّ‬

‫ج‬
‫تفسري هذه الق واعد واألحكام وبياهنا عىل نح ٍو تفصييل‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﱕ ﱖﱗ ﱘ ﱙ ﱚ‬

‫ة‬‫ع‬
‫ﱛ ﱜ﴾ [النحل‪.]44 :‬‬
‫مم ا جاء في القرآن الكريم‪:‬‬
‫الس َّنة النبوية الشريفة ّ‬
‫وبي نته ُّ‬
‫فس رته َّ‬
‫وفيما يأتي أمثلة على ما َّ‬
‫الس َّنة النبوية يف التفسري والبيان‬
‫دور ُّ‬ ‫ما جاء يف القرآن الكريم‬ ‫املجال‬
‫الس َّنة النبوية أنَّ امل راد بالظلم يف اآلية الكريمة‬ ‫قال تعاىل‪﴿ :‬ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ‪َّ ฀‬بي نت ُّ‬
‫الرشْك‪ .‬فقد فهم الصحابة الك رام ‪ ‬أنَّ املقصود‬ ‫ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ هو ِّ‬
‫بالظلم يف اآلية الكريمة هو مجيع صور الظلم‪ ،‬فقال وا‪:‬‬ ‫ﱋ﴾ [األنعام‪]8٢ :‬‬
‫ِ‬
‫جاء لفظ (الظلم) يف اآلية الكريمة َأيُّنَا َ ْمل َي ْظل ْم َن ْف َس ُه؟! َف َ‬ ‫العقيدة‬
‫ـون‪ ،‬إِنَّم‬
‫س َكم ت َُظ ّن َ‬‫قـال ﷺ‪َ « :‬ل ْي َ‬
‫ﱟﱠ‪฀ ฀‬ﱡ‪฀‬‬ ‫ﱞ‪฀ ฀‬‬‫من ِالبْنِ ِه‪﴿ .‬ﱜﱝ‪฀ ฀ ฀ ฀‬‬ ‫ـر ُك َكم َ‬
‫قال ُل ْق ُ‬ ‫ُه َو الشِّ ْ‬ ‫كل ظلم‬‫عاما ليشمل َّ‬
‫ًّ‬
‫ﱣ ﱤ﴾ [لقمن‪[ »]١٣ :‬متفق عليه]‬ ‫ﱢ‪฀ ฀ ฀‬‬ ‫‪฀ ฀ ฀ ฀‬‬

‫‪123‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫الس َّنة النبـوية الرشيفة عـدد ركعـات الصالة‬ ‫فص لت ُّ‬ ‫َّ‬ ‫قال تعاىل‪﴿ :‬ﲋ ﲌ﴾‬
‫وس َن نها وكيفيتها؛ فقد أمر ﷺ املسلمني‬ ‫[البقرة‪ ]4٣ :‬وأوقاهتا ُ‬
‫«ص ُّل وا َك َم‬ ‫العبادات جاء األمر بالصالة يف اآلية الكريمة بالصـالة كم كان ُي ّ‬
‫صيل أمامهـم‪ ،‬فقال‪َ :‬‬
‫ِ‬
‫من دون بيان لكيفيتها وتفاصيلها َر َأ ْي ُت ُمونـي ُأ َ‬
‫ص ِّيل» [رواه البخاري]‬

‫وحددهتا‬
‫الس َّنة النبوية الرشيفة مقدار الوصية‪َّ ،‬‬ ‫قال تعاىل‪﴿ :‬ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ َّبي نت ُّ‬
‫بأال تزيد على الثلث‪ .‬قال رسـول اهلل ﷺ‪« :‬ال ُّث ُل ُث‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ﲿ ﳀ﴾ [النساء‪]١٢ :‬‬
‫املعامالت‬

‫جعة‬
‫جاء لفظ (وصية) يف اآلية الكريمة َوال ُّث ُل ُث َك ٌ‬
‫ثير» [متفق عليه]‬

‫عني‬
‫قي د بمقدار ُم َّ‬
‫غري ُم َّ‬

‫لمرا‬
‫حرم‪،‬‬ ‫الس َّنة النبوية الرشيفة املقصود باملَ ْي تة و َّ‬
‫الد ِم ا ُمل َّ‬ ‫قال تعاىل‪﴿ :‬ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ﴾ َّبي نت ُّ‬
‫وفرست ُك ًّال منهم‪ ،‬واستثنت نوعني من أن واع املَ ْي تة‬ ‫َّ‬

‫ادوا‬
‫[املائدة‪]٣ :‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫املطعومات جـاء النـص يف اآلية الكريمـة عاما والدمـاء من التحريم‪ .‬قال الرسول ﷺ‪« :‬أح َّل ْت َلنا‬
‫ًّ‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫إلعد‬
‫حوت َوا ْل َج ر ُاد‪َ ،‬وأ ّما‬‫َم ْي َتتان‪َ ،‬و َدمان؛ َفأ ّما ا ْل َم ْي َتتان َفا ْل ُ‬ ‫كل َم ي ٍ‬
‫تة و َد ٍم‬ ‫بتحريم ِّ ْ‬
‫الط ُ‬
‫حال» [رواه ابن ماجه]‬ ‫ِ‬
‫الدمان َفا ْل َك بِ ُد َو ِّ‬ ‫َّ‬

‫قيد ا‬
‫إضافة أحكام جديدة لم َت ِر ْد في القرآن الكريم‪:‬‬
‫الس َّن ة النبوية أحكام كثرية مل َي ِر ْد ِذكْ رها يف الق رآن الكريم‪ُ ،‬وأ ِم ر الناس بالعمل هبا؛ ألن َّها وحي من‬ ‫ورد يف ُّ‬

‫ثيقة‬
‫تاب َو ِم ْث َل ُه َم َع ُه» [رواه أمحد]‪ .‬ومن ذلك‪ :‬حتريم مجع الرجل يف‬ ‫اهلل تعاىل‪ .‬قال الرسول ﷺ‪«َ :‬أال إِ ِّين ُأوتِ ْي ُت ا ْل ِك َ‬
‫وعم تها‪ ،‬أو امل رأة وخالتها يف الوقت نفسه؛ إذ قال ﷺ‪« :‬ال ُي ْج َم ُع َب ْي َن ا ْل َم ْر َأ ِة َو َع َّم تِها‪َ ،‬وال‬ ‫الزواج بني امل رأة َّ‬

‫و‬
‫ناب ِم َن‬
‫الس باع؛ فقد قال ﷺ‪«َ :‬أكْ ُل ُك ِّل ذي ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َِ‬
‫َب ْي َن ا ْل َم ْرأة َوخا َل ت ها» [متفق عليه]‪ .‬وحتريم ك ِّل ذي ناب من ِّ‬
‫حل ُم ر األهلية‪ ،‬ووجوب صدقة الفطر‪ ،‬وغري ذلك كثري‪.‬‬ ‫الس باعِ َح ر ٌام» [رواه مالك يف ا ُمل َّوطأ]‪ .‬وحتريم أكل حلوم ا ُ‬
‫ِّ‬

‫عاو ُن َو ُأ َح ِّد ُد‬


‫َ‬ ‫َأ َت‬

‫الس َّنة النبوية بالق رآن الكريم (التأكيد‪ ،‬التفسير والبيان‪،‬‬ ‫َأت ََأ َّم ُل النصوص الرشعية اآلتية‪ُ ،‬‬
‫ثم أ َح دِّ ُد عالقة ُّ‬
‫َّ‬
‫اإلضافة)‪:‬‬
‫الس َّنة النبوية‬
‫دور ُّ‬ ‫الس َّنة النبوية‬
‫ُّ‬ ‫القرآن الكريم‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫قال تعاىل‪﴿ :‬ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ‪َ ฀‬‬
‫‪...........................‬‬
‫قال ﷺ‪« :‬إِنَّ دمـا َء ُك ْم َوأ ْم وا َل ُك ْ‬
‫ـم‬
‫‪...........................‬‬ ‫ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ‪َ ฀‬ع َل ْي ُك ْم َح ر ٌام» [رواه البخاري ومسلم]‬

‫‪...........................‬‬ ‫ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ﴾‬
‫‪...........................‬‬ ‫[النساء‪]9٣ :‬‬
‫‪124‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫‪...........................‬‬ ‫قال ﷺ‪« :‬لِ َت ْأ ُخ ُذوا َع ِّن ي َم َن ِ‬
‫اس َك ُك ْم»‬ ‫قال تعاىل‪﴿ :‬ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ َ‬
‫[رواه مسلم] ‪...........................‬‬ ‫ﲤ ﲥ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ﴾‬
‫‪...........................‬‬ ‫[آل عم ران‪]97 :‬‬

‫بـاس ا ْل َح ريـ ِر‬ ‫ِ‬ ‫نص يف الق رآن الكريم عن حتريم لبس َ‬
‫‪...........................‬‬ ‫ـر َم ل ُ‬ ‫«ح ِّ‬‫قال ﷺ‪ُ :‬‬ ‫مل َي ِر ْد ٌّ‬
‫‪...........................‬‬ ‫ب َع ىل ُذكـو ِر ُأ َّم تي‪َ ،‬و ُأ ِح َّل‬ ‫الذ َه ِ‬‫َو َّ‬ ‫الذهب واحلرير عىل الرجال‬
‫‪...........................‬‬ ‫إلناثِ ِه ْم» [رواه الرتمذي]‬
‫ِِ‬

‫ق‬ ‫ي‬ ‫ث‬‫و‬


‫د‬ ‫ي‬ ‫ق‬ ‫ة‬ ‫إل ْث ُ‬
‫راء َوال َّت َو ُّ‬
‫س ُع‬ ‫اْ ِ‬

‫إل‬‫ا‬
‫الس َّنة النبوية الشريفة‬
‫واجبنا تجاه ُّ‬

‫د‬‫ع‬
‫الس َّنة النبوية الرشيفة ومكانتها؛ فقد تر َّتب عىل املسلمني واجبات جتاهها‪ ،‬من أمهها‪:‬‬
‫نظرا إىل أمهية ُّ‬
‫ً‬

‫د‬‫ا‬
‫التمس ك هبا والت زامها‪ :‬هذا ال واجب هو من أعظم ال واجبات جتاه ُس َّن ة النبي ﷺ‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﳏ ﳐ‪฀‬‬
‫ُّ‬ ‫أ‪.‬‬

‫ل‬‫ا‬‫و‬
‫ﳑ ﳒ ﳓ ﳔ ﳕ ﳖ ﳗ ﳘ ﳙ ﳚ ﳛ ﳜ﴾ [النساء‪ .]٥9 :‬واملقصود َّ‬
‫بالر ِّد إىل رسول اهلل ﷺ‬

‫ر‬ ‫م‬
‫هـو الرجوع إليه يف حال حياته‪ ،‬والرجوع إىل ُس َّنته بعد وفاته‪.‬‬

‫ج‬‫ا‬
‫كبريا‪ .‬قال رسول اهلل‬ ‫فضال ً‬ ‫الس َّن ة النبوية وتعليمها ً‬ ‫سي دنا رسول اهلل ﷺ أنَّ لتع ُّل م ُّ‬ ‫ب‪ .‬تع ُّل مها وتعليمها‪َّ :‬بني ِّ‬

‫ع‬
‫حام ِل ِف ْق ٍه إِىل‬
‫قيه‪َ ،‬ور َّب ِ‬ ‫هلل ام ر ًءا س ِمع َمقا َل تي‪َ ،‬ف وعاها‪َ ،‬ف ب َّلغَ ها؛ َفإِن َُّه ر َّب ِ‬
‫حام ِل ِف ْق ٍه َل ي س َب َف ٍ‬

‫ة‬
‫ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َرض ا ُ ْ َ َ َ‬ ‫ﷺ‪« :‬ن َّ َ‬
‫َم ْن ُه َو َأ ْف َق ُه ِم ْن ُه» [رواه الرتمذي]‪.‬‬
‫لتعرف األحكام الرشعية‪.‬‬ ‫يعي ا‪ :‬ينبغي االستعانة ُّ‬
‫بالس َّن ة النبوية الرشيفة ُّ‬ ‫مصدرا ترش ًّ‬
‫ً‬ ‫الرجوع إليها بوصفها‬
‫قال تعاىل‪ ﴿ :‬ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ‬
‫ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ﴾ [النساء‪.]6٥:‬‬
‫د ‪ .‬بذل اجلهود حلفظها من الضياع‪ :‬بذل العلمء املسلمون ‪ -‬يف خمتلف العصور ‪ -‬جهو ًدا كبري ًة يف مجع ُّ‬
‫الس َّنة‬
‫النبوية الرشيفة‪ ،‬وتدوينها‪ ،‬وبيان صحيحها من ضعيفها‪.‬‬
‫شككي‪ :‬يكون ذلك بكتابة ا ُملؤ َّلفات‪ ،‬وتوظيف الفضائيات ووسائل‬ ‫الش ُب هات والدفاع عنها أمام ا ُمل ِّ‬‫هـ‪َ .‬ر ُّد ُّ‬
‫ِ‬
‫الت واصل االجتمعي يف دحض مزاعم ا ُملتحاملني عىل ُّ‬
‫الس َّنة النبوية‪ ،‬وعقد الندوات واملحارضات التي تدافع‬
‫الس َّنة الرشيفة وعلومها‪.‬‬
‫عن ُّ‬

‫‪125‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫فاد ُة‬ ‫م ا ْل ُم ْ‬
‫س َت َ‬ ‫ا ْلقِ َي ُ‬

‫الق َيم املستفادة من الدرس‪.‬‬ ‫ص بعض ِ‬ ‫َأ ْس َت ْخ ِل ُ‬


‫الس َّن ة النبوية الرشيفة‪َ ،‬و َأ ْل َت ِز ُم أحكامها‪.‬‬ ‫ُ‬
‫‪ )1‬أ َقدِّ ُر ُّ‬
‫‪.................................................................................................. )2‬‬

‫جعة‬
‫‪.................................................................................................. )3‬‬

‫لمرا‬
‫ادوا‬
‫إلعد‬
‫قيد ا‬
‫ثيقة‬
‫و‬

‫‪126‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫راج َع ُة‬
‫ويم َوا ْل ُم َ‬
‫ُ‬ ‫ال َّت ْق‬

‫‪ُ 1‬أ َب ِّ ُ‬
‫ي مفهوم ٍّ‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬
‫الس َّنة النبوية الرشيفة‪.‬‬
‫ب‪ُ .‬ح ِّج ية ُّ‬ ‫الس َّنة النبوية الرشيفة‪.‬‬
‫أ ‪ُّ .‬‬
‫الس َّنة النبوية الرشيفة‪.‬‬‫مصدرا للترشيع‪ ،‬ووجوب الرجوع إىل ُّ‬ ‫ً‬ ‫ُأ َع ِّل ُل‪ :‬عدم االكتفاء بالق رآن الكريم‬ ‫‪2‬‬
‫ُ‬
‫الس َّنة النبوية الرشيفة يف تأكيد ما جاء يف الق رآن الكريم‪.‬‬‫أ َو ِّض ُح بمثال دور ُّ‬ ‫‪3‬‬
‫ُ‬

‫و‬
‫أ َع دِّ ُد ثالث ًة من واجبات املسلم جتاه ُّ‬
‫الس َّنة النبوية الرشيفة‪.‬‬

‫ث‬
‫‪4‬‬

‫ي‬
‫ثم ُأ َب ِّ ُ‬ ‫َ َ‬

‫ق‬
‫ي وجه االستدالل هبا‪:‬‬ ‫أتَأ َّم ُل النصوص الرشعية اآلتية الدا َّلة عىل مكانة ُّ‬
‫الس َّنة النبوية الرشيفة‪َّ ،‬‬ ‫‪5‬‬

‫ي‬ ‫ق‬ ‫ة‬


‫وجه االستدالل به‬ ‫النص الرشعي‬

‫ا‬ ‫د‬
‫‪.........................................‬‬ ‫قال تعاىل‪﴿ :‬ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗﲘ‬

‫ع‬‫إل‬
‫‪.........................................‬‬ ‫ﲙ ﲚﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ﴾‬

‫د‬‫ا‬‫د‬
‫‪.........................................‬‬
‫قال تعاىل‪﴿ :‬ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ﴾‬

‫ل‬‫ا‬‫و‬
‫‪.........................................‬‬

‫م‬
‫‪.........................................‬‬

‫ر‬
‫قال تعاىل‪﴿ :‬ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ﴾‬

‫ا‬
‫‪.........................................‬‬

‫ع‬ ‫ج‬
‫ُ‬

‫ة‬
‫‪ 6‬أ َح دِّ ُد فيم يأيت عالقة ُّ‬
‫الس َّنة النبوية الرشيفة بالق رآن الكريم‪ ،‬بوضع إشارة (✓) يف العمود املناسب‪:‬‬

‫التفسير والبيان‬ ‫التأكيد‬ ‫الس َّنة النبوية الرشيفة‬


‫ُّ‬ ‫القرآن الكريم‬

‫قال تعاىل‪﴿ :‬ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ قال رسـول اهلل ﷺ‪« :‬ال ُّث ُل ُث‪،‬‬
‫َوال ُّث ُل ُث َك ٌ‬
‫ثير»‬ ‫ﲾ ﲿ ﳀ﴾‬

‫قال تعاىل‪﴿ :‬ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ قال رسـول اهلل ﷺ‪« :‬إِن َُّه َال‬
‫ال ْام ـ ِر ٍئ إِ َّال بِ ِط ِ‬
‫يـب‬ ‫ـل َم ُ‬ ‫ﱟ َي ِح ُّ‬ ‫ﱞ‪฀ ฀ ฀ ฀ ฀ ฀‬‬
‫ﱝ‪฀ ฀ ฀ ฀ ฀ ฀ ฀‬‬
‫س ِم ْن ُه»‬ ‫َن ْف ٍ‬ ‫ﱠ﴾‬
‫‪฀ ฀ ฀ ฀ ฀‬‬

‫‪127‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫َ‬
‫‪ 7‬أ ْذ ُك ُر ثالثة جهود قام هبا العلمء املعارصون خلدمة ُّ‬
‫الس َّنة النبوية الرشيفة‪.‬‬

‫‪َ 8‬أخْ ُ‬
‫تار اإلجابة الصحيحة يف ٍّ‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬
‫الس َّن ة النبوية الرشيفة‪ ،‬ومل َت ِر ْد يف الق رآن الكريم‪:‬‬
‫‪ .1‬من األحكام التي َث َب َت ْت يف ُّ‬
‫أ ‪ .‬حتريم اجلمع بني األختني يف الزواج‪.‬‬
‫ب‪ .‬حتريم االعتداء عىل أم وال الناس‪.‬‬

‫جعة‬
‫وعمتها يف الزواج‪.‬‬
‫حتريم اجلمع بني البنت َّ‬

‫لمرا‬
‫د ‪ .‬وجوب أداء الصالة‪.‬‬
‫‪ .2‬ا ُ‬
‫حل ْك م الرشعي لألخذ ُّ‬
‫بالس َّنة‪ ،‬والعمل بتوجيهاهتا‪ ،‬هو‪:‬‬

‫ادوا‬
‫ب‪ .‬مستحب‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬واجب‪.‬‬
‫د ‪ .‬مندوب‪.‬‬ ‫مباح‪.‬‬

‫إلعد‬
‫الس َّنة النبوية الرشيفة يف تفسري ما جاء يف الق رآن الكريم وبيانه‪ ،‬قول‬
‫‪ .3‬املثال الصحيح عىل دور ُّ‬

‫قيد ا‬
‫النبي ﷺ‪:‬‬
‫أ ‪« .‬ال ُي ْج َم ُع َب ْي َن ا ْل َم ْر َأ ِة َو َع َّم تِها‪َ ،‬وال َب ْي َن ا ْل َم ْر َأ ِة َوخا َل تِها»‪.‬‬

‫ثيقة‬
‫«ص ُّل وا َك َم َر َأ ْي ُت ُم ون ِي ُأ َص ِّيل»‪.‬‬ ‫ب‪َ .‬‬
‫«إِنَّ ِدما َء ُك ْم َو َأ ْم وا َل ُك ْم َع َل ْي ُك ْم َح ر ٌام»‪.‬‬

‫و‬
‫س ِم ْن ُه»‪.‬‬ ‫طيب َن ْف ٍ‬‫ال ْام ِر ٍئ إِ ّال بِ ِ‬ ‫د ‪« .‬إِن َُّه َال َي ِح ُّل َم ُ‬
‫‪ُ .4‬مؤ ِّلف كتاب (فتح الباري برشح صحيح البخاري) هو اإلمام‪:‬‬
‫ب‪ .‬مسلم‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬النووي‪.‬‬
‫د ‪ .‬ابن حجر‪.‬‬ ‫أمحد‪.‬‬
‫الس َّن ة النبوية الرشيفة‪:‬‬
‫وبي نتها ُّ‬
‫‪ .5‬من األحكام التي ورد ذكرها يف الق رآن الكريم‪َّ ،‬‬
‫ب‪ .‬حتريم أكل املَ ْي تة‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬حتريم أكل حلوم ا ُ‬
‫حل ُم ر األهلية‪.‬‬
‫د ‪ .‬حتريم ِّ‬
‫كل ذي ناب من السباع‪.‬‬ ‫وجوب صدقة الفطر‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫مراعاة األعراف في الشريعة‬ ‫الدرس‬
‫اإلسالمية‬ ‫‪3‬‬

‫تاجات ال َّت َع ُّل ِ‬


‫م‬ ‫ُ‬ ‫ِن‬

‫ُيتو َّقع من الطلبة تحقيق النتاجات اآلتية‪:‬‬

‫و‬
‫الع رف‪.‬‬ ‫‪َ -‬ب ُ‬
‫يان مفهوم ُ‬

‫ق‬ ‫ي‬ ‫ث‬


‫الع رف يف الترشيع اإلسالمي‪.‬‬ ‫ضيح أمهية ُ‬‫‪ -‬ت َْو ُ‬

‫ق‬ ‫ة‬
‫‪ِ -‬‬

‫ي‬
‫الع رف يف الترشيع اإلسالمي‪.‬‬‫تاج ُح ِّج ية ُ‬
‫است ْن ُ‬‫ْ‬

‫د‬
‫ِ‬

‫ا‬
‫‪ -‬ذكْ ُر ض وابط العمل ُ‬
‫بالع رف‪.‬‬

‫إل‬
‫ص عىل االلتزام باألع راف ا َ‬
‫حل َس نة‪.‬‬ ‫‪ِْ -‬‬
‫احل ْر ُ‬

‫د‬‫ا‬‫د‬‫ع‬
‫ا‬‫و‬
‫م ا ْل َق ْبل ُّ‬

‫ل‬
‫ِي‬ ‫ع ُّل ُ‬
‫ال َّت َ‬

‫ا‬‫ر‬ ‫م‬
‫مصادر األحكام الرشعية ُم تعدِّ دة‪ ،‬منها أربعة مصادر ُم َّت َفق عليها‪ ،‬هي‪ :‬القرآن الكريم‪ ،‬و ُّ‬
‫الس َّنة النبوية‪،‬‬

‫ج‬
‫واإلمجاع‪ ،‬والقياس‪ .‬وتوجد مصادر ترشيعية ُأخرى اعتمد عليها كثري من العلمء يف استنباط األحكام الرشعية‬

‫ة‬‫ع‬
‫الع رف‪.‬‬
‫مثل ُ‬
‫ش‬ ‫ناق ُ‬‫ُأ ِ‬
‫ُأ ِ‬
‫ناق ُش أف راد جمموعتي يف أمهية ُّ‬
‫تعدد املصادر الترشيعية التي اعتمد عليها العلمء يف استنباط األحكام الرشعية‪.‬‬
‫‪............................................................................................................‬‬

‫م َوال َّت ْح ُ‬
‫ليل‬ ‫ا ْل َف ْ‬
‫ه ُ‬

‫عتمد عليها يف معرفة األحكام الترشيعية‪ ،‬وقد أخذ به الفقهاء يف بعض‬


‫الع رف واحد من املصادر التي ُي َ‬
‫ُ‬
‫األحكام الرشعية‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫ريط ُة ال َّت ْنظيمِ َّي ُة‬
‫ا ْل َخ َ‬
‫مراعاة األعراف يف الرشيعة اإلسالمية‬

‫العرف يف‬
‫ُح ِّجية ُ‬ ‫العرف يف‬
‫أمهية ُ‬ ‫العرف‬
‫العرف‬
‫ضوابط ُ‬ ‫مفهوم ُ‬
‫الترشيع اإلسالمي‬ ‫الترشيع اإلسالمي‬

‫جعة‬
‫ِ‬ ‫وشائعا‬ ‫غالبا‬
‫أنْ يكون ً‬
‫شعيا‬
‫ًّ‬ ‫ّأال ُخيالف ًّ‬
‫نصا‬ ‫ً‬

‫لمرا‬ ‫مفهوم ال ُعرف وأمهيته يف الترشيع اإلسالمي‬ ‫َّأو ًال‬

‫ادوا‬
‫وتقب لوه من أق وال وأفعال‬ ‫ال ُعرف‪ :‬هو ُّ‬
‫كل ما اعتاد الناس‪َّ ،‬‬

‫إلعد‬
‫َأ َت َو َّق ُ‬
‫ف‬
‫وترصفات ال تتعارض مع مبادئ الرشيعة اإلسالمية وأحكامها‪.‬‬
‫ُّ‬
‫تكـرر من أفعـال وأقـ وال‬
‫َّ‬ ‫العادة‪ :‬ما‬
‫أقر اإلسالم الناس عىل ما كـان عندهم من عادات‬ ‫وقد َّ‬

‫قيد ا‬
‫ستعم الن‬
‫َ‬ ‫الع رف ُي‬
‫بني الناس‪ .‬والعادة و ُ‬
‫وأع راف وأخالق َح َس نة‪ .‬قال رسول اهلل ﷺ‪« :‬إِن ََّما ُب ِع ْث ُت ِألُت َِّم َم‬
‫بمعنى واحد عند الفقهاء‪.‬‬

‫ثيقة‬
‫األ ْخ َال ِق» [رواه البيهقي]؛ فقد كان العرب في الجاهلية‬ ‫َم َكا ِر َم ْ َ‬

‫يجمعون الدِّ َي َة‪َّ ،‬‬


‫ثم يعطونها أهل المقتول في حالة القتل الخطأ‪،‬‬

‫و‬
‫أقر الناس علـى ذلك‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﱁ‬
‫ولما جاء اإلسالم‪َّ ،‬‬
‫ّ‬
‫ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ‬

‫ﱎﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱕﱖ‬

‫ﱗ﴾ [النساء‪.]9٢ :‬‬


‫الس َلف؛ إذ كان وا يبيعون ثمر النخيل‪ ،‬ويقبضون‬
‫الم َّنورة قبل اإلسالم على بيع َّ‬
‫كذلك تعارف أهل المدينة ُ‬
‫وحدد هلم شوطه التي تت وافق‬ ‫أقرهم النبي ﷺ عىل ذلك‪َّ ،‬‬ ‫عني‪ ،‬وقد َّ‬ ‫ؤجل ُم َّ‬‫ثمنها؛ عىل أنْ ُت س َّل م الثمر يف وقت ُم َّ‬
‫مع أحكام اإلسالم؛ فقال ﷺ ‪َ « :‬م ْن َأ ْس َل َف ِيف َش ٍْء َف ْل ُي ْس ِل ْف ِيف َك ْي ٍل َم ْع ُل ومٍ‪َ ،‬و َو ْز ٍن َم ْع ُل ومٍ‪ ،‬إِ َىل َأ َج ٍ‬
‫ل َم ْع ُل ومٍ» [متفق‬

‫عليه]‪.‬‬
‫سهل على الناس حياتهم العتيادهم عليه؛ ما يرفع‬
‫الع رف في التشريع اإلسالمي يف أنَّه ُي ِّ‬
‫وتتم ثَّل أهمية ُ‬
‫الم ش َّقة‪ ،‬و ُي ح ِّقق مصالحهم الدنيوية في بيوعهم وزواجهم وعالقاتهم ُ‬
‫الم تعدِّ دة‪.‬‬ ‫الح َرج و َ‬
‫عنهم َ‬
‫‪130‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫أَ ْر ِج ُع َو َأ ْ‬
‫س َت ْذ ِك ُر‬

‫ثم َأ ْس َت ْذ ِك ُر منه نوع التجارة التي قام هبا النبي ﷺ بمل ُأ ِّم املؤمنني‬ ‫َ‬
‫أ ْر ِج ُع إىل أحد كتب السرية النبوية‪َّ ،‬‬
‫السي دة خدجية ‪ ‬قبل البعثة‪ ،‬وكانت ّمما تعارف عليه أهل قريش‪.‬‬
‫ِّ‬
‫‪....................................................................................................‬‬

‫ُح ِّجية ال ُعرف يف الترشيع اإلسالمي‬ ‫ثاني ا‬


‫ً‬
‫شرفة‪ .‬ومن ذلك‪:‬‬
‫الم َّ‬
‫الس َّنة النبوية ُ‬

‫ق‬ ‫ي‬
‫َث َب َت ْت ُح ِّج ية ُ‬
‫الع رف في القرآن الكريم و ُّ‬

‫ث‬‫و‬
‫ق‬ ‫ة‬
‫أ ‪ .‬قول اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ﴾ [البقرة‪]٢٣٣ :‬؛ فاملرجع يف مقدار ما جيب من‬

‫د‬ ‫ي‬
‫الع رف‪.‬‬
‫نفقة عىل األب ألوالده وزوجته هو ُ‬

‫إل‬‫ا‬
‫ب‪ .‬قول اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ﴾ [املائدة‪.]89 :‬‬

‫ع‬
‫طع م الناس‪ ،‬أو ُيل بِ سهم يف تقدير َك ّفارة ا َ‬
‫حل ْن ث باليمني (ا َ‬ ‫الع رف هو ا ُملحدِّ د ملقدار أوسط ما ُي َ‬
‫و ُ‬

‫د‬
‫حل ْنث باليمي‪:‬‬

‫د‬‫ا‬
‫عدم الوفاء باليمي)‪.‬‬

‫ا‬‫و‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قول النبي ﷺ‪« :‬ما رآ ُه ا ْل ُم ْس ِل َ‬

‫ل‬
‫تعار ًفا َح َس ًنا‬ ‫مون َح َس ًنا‪َ ،‬ف ُه َو ع ْندَ اهلل َح َس ٌن» [رواه أمحد]؛ فاألمر ا ُمل َ‬
‫تعارف عليه ُ‬

‫م‬
‫بني املسلمني ُي َع ُّد من األمور التي ُي ِق ُّرها اإلسالم؛ ألنَّ جمموع املسلمني ال يتعارفون ّإال عىل ما كان َح َس ًنا‪.‬‬

‫ج‬‫ا‬‫ر‬ ‫ضوابط العمل بال ُعرف‬

‫ع‬
‫ثال ثًا‬

‫ة‬
‫َّبني العلمء جمموعة من الض وابط التي جيب حتقُّ قها يف الع رف حتى يعم ل به‪ ،‬وعن طريقها ي ِ‬
‫مكن متييز‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬
‫الع رف الفاسد‪ .‬وهذه أمهُّ ها‪:‬‬
‫الع رف الصحيح من ُ‬
‫ُ‬
‫وشائع ا بين الناس‪ ،‬بحيث يكون جز ًءا معتا ًدا من حياهتم اليومية‪ .‬ومن األمثلة عىل‬
‫ً‬ ‫غالب ا‬
‫الع رف ً‬
‫أ ‪ْ .‬أن يكون ُ‬
‫الع ْق د‪،‬‬ ‫عج ٍل ُي َ‬
‫قب ض عند كتابة َ‬ ‫الم ْه ر على جزأين‪ُ :‬م َّ‬
‫تعارف الناس في بعض البلدان على جعل َ‬
‫ذلك‪ُ ،‬‬
‫ؤج ٍل ُي َ‬
‫قب ض بعد الزفاف‪.‬‬ ‫وم َّ‬
‫ُ‬

‫ُأ ِ‬
‫ناق ُ‬
‫ش‬

‫لكن اإلمجاع ُي ْب نى‬ ‫ناق ُش أف راد جمموعتي يف العبارة اآلتية‪ُ :‬‬


‫«الع رف ُي ْب نى عىل السلوك اإلجيايب ملعظم الناس‪َّ ،‬‬ ‫ُأ ِ‬
‫عىل اتفاق ُجم ت ِه دي ا ُأل َّمة»‪.‬‬
‫‪.....................................................................................................‬‬
‫‪131‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫َ‬ ‫رف النص الرشعي ُت ِ‬ ‫الع ِ‬ ‫ب‪ّ .‬أال ُي خالِف ُ‬
‫فاسدا؛‬
‫ً‬ ‫الع رف‬
‫العمل به‪ ،‬ويصبح ُ‬ ‫بطل‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫شرعي ا؛ ألنَّ خمالف َة ُ‬
‫ًّ‬ ‫نصا‬
‫الع رف ًّ‬
‫تعارف بعض‬ ‫نص شعي يف املسألة‪ .‬ومثاله‪ُ :‬‬ ‫الع رف إذا مل يوجد ٌّ‬
‫ثم يلجأ الناس إىل ُ‬ ‫فاملرجع َّأو ًال إىل ِّ‬
‫النص‪َّ ،‬‬
‫بـأن يقتل وا غير القاتل‪ .‬فهذا ُع رف ال جيوز العمل به؛ ملخالفته قوله‬
‫الناس على عادة الثأر من أهل القاتل؛ ْ‬
‫تعاىل‪﴿ :‬ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ﴾ [فاطر‪.]١8 :‬‬

‫ل َو ُأ َ‬
‫ص ِّن ُ‬
‫ف‬ ‫َأ َت َأ َّم ُ‬

‫ثم ُأ َص ِّن ُف ها إىل ُع رف صحيح ُ‬ ‫َ َ‬

‫جعة‬
‫وع رف فاسد‪:‬‬ ‫أتَأ َّم ُل األع راف اآلتية‪َّ ،‬‬
‫فاسد‬ ‫صحيح‬ ‫العرف‬
‫ُ‬

‫لمرا‬
‫لبس الذكور احلرير‪ ،‬و ّ‬
‫التحيل بالذهب‬

‫ادوا‬
‫حرمان امل رأة من املرياث‬

‫إلعد‬
‫حتديد الدوام اليومي للموظفني بثمين ساعات‬

‫تقديم اخلاطب اهلدايا ملخطوبته‬

‫قيد ا‬
‫ثيقة‬
‫ص َو ٌر ُم ْ‬
‫ش ِر َق ٌة‬ ‫ُ‬

‫مكة ا ُمل َّ‬


‫اتفق أهل َّ‬

‫و‬
‫كرمة قبل اإلسـالم عىل إنصاف املظلوم‪ ،‬ونرش العدل‪ ،‬وعقدوا من أجل ذلك حلف‬
‫بمكة مظلو ًم ا ّإال نرصوه‪ ،‬وكانـ وا عىل َم ْن َظ َل َم ُه حتى ُت َر َّد‬
‫الف ضول‪ ،‬فتعاقدوا وتعاهدوا عىل ّأال جيدوا َّ‬
‫ُ‬
‫عليه َم ْظ لمته‪ ،‬وقد ريض النبي ﷺ عن هذا احللف؛ ألنَّه يتفق مع تعاليم اإلسالم يف الدعوة إىل التعاون‬
‫دار َع ْب ِد اهللِ ْب ِن َج ْد َ‬
‫عان‪،‬‬ ‫عىل إقامة العدل ونرصة املظلوم‪ .‬قال ﷺ‪َ « :‬ل َق ْد َش ِه ْد ُت َم َع ُع مو َم تي ِح ْل ًفا يف ِ‬
‫اإلس َال ِم َ َ‬ ‫َو َل و ُد ِع ُ ِ‬
‫أل َج ْب ُت» [رواه البيهقي]‪.‬‬ ‫يت بِه ِيف ْ ِ ْ‬ ‫ْ‬

‫ُأ ْبدي َر ْأيي‬

‫ُأ ْب دي َر ْأيي يف العادتني اآلتيتني‪:‬‬


‫‪ )1‬إخ راج أق رباء القاتل من البلدة التي يسكنوهنا إىل‬
‫بلدة ُأخرى‪ ،‬فيم ُي ّ‬
‫سم ى ا َ‬
‫جل ْل وة العشائرية‪.‬‬
‫‪ )2‬إطالق ِ‬
‫الع يارات النارية يف املناسبات واألف راح‪.‬‬
‫‪132‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫س ُع‬ ‫إل ْث ُ‬
‫راء َوال َّت َو ُّ‬ ‫اْ ِ‬

‫صاغ العلمء عد ًدا من الق واعد الفقهية ا ُمل َ‬


‫ستنب طة من آيات الق رآن الك ريم واألحاديث النبوية الرشيفة‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫قاعدة (ال رضر وال رضار)‪ ،‬وقاعدة (املَش َّقة جتلب التيسري)‪ .‬وهذه الق واعد ُي َ‬
‫رجع إليها يف استنباط األحكام الرشعية‬
‫الم ستنِدة إلى ُ‬
‫الع رف‪:‬‬ ‫الع رف‪ .‬ومن الق واعد الفقهية ُ‬‫الفقهية‪ ،‬وبعض هذه الق واعد الفقهية تستند إىل ُ‬
‫قص د بذلك أنَّ ما اعتاده الناس من أق وال‬ ‫أ ‪ .‬العادة ُم َّ‬
‫حك مة‪ُ :‬ي َ‬
‫َأ َت َو َّق ُ‬
‫ف‬
‫دليال عىل ُح ْك م مسألة ما إذا مل يوجد‬
‫وأفعال فيم بينهم ُي َع ُّد ً‬

‫ث‬‫و‬
‫المثقال‪ :‬قطعـة من الذهب تزن‬
‫الس َّن ة النبوية ا ُمل َّ‬

‫ي‬
‫طه رة‬ ‫نص رصيح من الق رآن الكريم‪ ،‬أو ُّ‬ ‫ٌّ‬

‫ق‬
‫(‪ )4.25‬غ رام‪.‬‬ ‫بخالفها‪ .‬ومن األمثلة عىل ذلك أنَّ النبي ﷺ جعل امل ِ ْثقال أداة‬

‫ق‬ ‫ة‬
‫ـد‪ :‬هو ما ي ِ‬

‫ي‬
‫عـادل َح ْفنة بيد‬ ‫ُ‬ ‫الم ُّ‬
‫ُ‬ ‫تقدير األشياء التي توزَن وزنًا‪ ،‬وهي األداة التي تعارف عليها‬

‫ا‬ ‫د‬
‫الرجل ا ُمل ِ‬
‫عتدل‪.‬‬ ‫ألهنم أهل جتارة‪ ،‬وجعل ا ُمل َّد والصاع أداة تقدير ما‬ ‫أهل َّ‬
‫مكة َّ‬

‫إل‬
‫الصاع‪ :‬هـو ما ي ِ‬
‫عـادل (‪ُ )4‬ح َفن بيد‬

‫ع‬
‫ُ‬ ‫نورة؛‬ ‫قدر بالكيل‪ ،‬وهي األداة التي تعارف عليها أهل املدينة ا ُمل َّ‬ ‫ُي َّ‬

‫د‬
‫الرجل ا ُمل ِ‬

‫ا‬
‫عتدل‪.‬‬ ‫ألهنم أهل زراعة‪ .‬قال رسول اهلل ﷺ‪« :‬ا ْل َو ْز ُن‪َ :‬و ْز ُن َأ ْه ِل َم َّك َة‪،‬‬
‫َّ‬

‫و‬ ‫د‬
‫يال َأ ْه ِل ا ْل َم دي َن ِة» [رواه أبو داود]‪.‬‬
‫يال‪ِ :‬م ْك ُ‬
‫َوا ْل ِم ْك ُ‬

‫م‬‫ل‬‫ا‬ ‫ب‪ .‬المعروف ُع ر ًفا كالمشروط َش ْر ًطا‪ُ :‬ي َ‬


‫قصد بذلك أنَّ ما تعارف عليه الناس يف تعامالهتم يقوم مقام َّ‬
‫الرشْط‪ ،‬وإنْ‬

‫ا‬‫ر‬
‫صحيحا‪ ،‬وال يتعارض مع النصوص الرشعية‪ .‬قال رسول اهلل ﷺ‪« :‬ا ْل ُم ْس ِل َ‬
‫مون‬ ‫ً‬ ‫الع رف‬ ‫ذك ر رصيًا‪ ،‬ما دام ُ‬ ‫مل ُي َ‬

‫ج‬
‫ِ‬

‫ع‬
‫الع رف يقيض بأنَّ الدينار‬ ‫َعىل ُشوط ِه ْم» [رواه أبو داود]‪ ،‬ومثاله أنَّ البيع إذا َّ‬
‫تم بني طرفني ُبع ْملة الدينار‪ ،‬فإنَّ ُ‬

‫ة‬
‫وذ ِك ر الثمن بالدينار‬‫املقصود هو دينار البلد الذي بيع به‪ ،‬ال دينار بلد آخر‪ .‬ويف حال كان البيع يف األردن‪ُ ،‬‬
‫أي دينار‪ ،‬فإنَّ الذهن ينرصف إىل الدينار األردين‪ .‬وإذا كان البيع يف الع راق‪ ،‬انرصف الذهن إىل‬
‫من دون حتديد ِّ‬
‫الدينار الع راقي‪.‬‬

‫فاد ُة‬ ‫م ا ْل ُم ْ‬
‫س َت َ‬ ‫ا ْلقِ َي ُ‬

‫ص بعض ِ‬
‫الق َيم املستفادة من الدرس‪.‬‬ ‫َأ ْس َت ْخ ِل ُ‬
‫‪ُ )1‬أ َقدِّ ُر إق رار اإلسالم األع راف ا َ‬
‫حل َس نة بني الناس‪.‬‬
‫‪.................................................................................................. )2‬‬
‫‪.................................................................................................. )3‬‬

‫‪133‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫راج َع ُة‬
‫ويم َوا ْل ُم َ‬
‫ُ‬ ‫ال َّت ْق‬

‫ي مفهوم ُ‬
‫الع رف‪.‬‬ ‫‪ُ 1‬أ َب ِّ ُ‬
‫‪ُ 2‬أ َو ِّض ُح أمهية ُ‬
‫الع رف يف الترشيع اإلسالمي‪.‬‬
‫ي داللة النصوص الرشعية اآلتية عىل ُح ِّج ية ُ‬
‫الع رف‪:‬‬ ‫‪ُ 3‬أ َب ِّ ُ‬
‫أ ‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ﴾‪.‬‬
‫ب‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ﴾‪.‬‬

‫جعة‬
‫مون َح َس ًنا‪َ ،‬ف ُه َو ِع ْندَ اهللِ َح َس ٌن»‪.‬‬
‫قال النبي ﷺ‪« :‬ما َرآ ُه ا ْل ُم ْس ِل َ‬
‫ثم ُأ ُ‬ ‫َ َ‬

‫لمرا‬
‫جيب عن األسئلة التي تليه‪:‬‬ ‫‪ 4‬أتَأ َّم ُل احلديث النبوي الرشيف اآليت‪َّ ،‬‬
‫يت بِ ِه ِيف ْ ِ‬
‫اإل ْسال ِم‬ ‫عان‪َ ،‬و َل ْو ُد ِع ُ‬
‫قال النبي ﷺ‪َ « :‬ل َق ْد َش ِه ْد ُت َم َع ُع مو َمتي ِح ْل ًفا يف دا ِر َع ْب ِد اهللِ ْب ِن َج ْد َ‬

‫ادوا‬
‫َ َأل َج ْب ُت»‪.‬‬
‫أ ‪ .‬ما اسم هذا احللف؟‬

‫إلعد‬
‫ب‪ .‬متى ُع ِقد هذا احللف؟‬

‫قيد ا‬
‫أقره احلديث النبوي الرشيف؟‬ ‫ما ُ‬
‫الع رف الذي َّ‬
‫‪َ 5‬أ ْخ ُ‬
‫تار اإلجابة الصحيحة يف ٍّ‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬

‫ثيقة‬
‫‪ .1‬من األع راف والعادات التي تتعارض مع قوله تعاىل‪﴿ :‬ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ﴾‪:‬‬
‫ب‪ .‬التعاون يف دفع الدِّ َي ة يف القتل اخلطأ‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬الثأر‪.‬‬

‫و‬
‫د‪ .‬التعاون يف دفع فداء األسري‪.‬‬ ‫تأجيل جزء من املَ ْه ر‪.‬‬
‫أقرها اإلسالم‪:‬‬
‫‪ .2‬إحدى اآلتية من األع راف التي َّ‬
‫ب‪ .‬حرمان امل رأة من امل رياث‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬قتل األرسى‪.‬‬
‫الس َلف‪.‬‬ ‫د ‪ .‬بيع َّ‬ ‫الزواج من غري َم ْه ر‪.‬‬
‫مصدرا من مصادر الترشيع‪:‬‬
‫ً‬ ‫الع رف‬
‫‪ .3‬من الق واعد الفقهية التي تستند إىل َع دِّ ُ‬
‫ب‪ .‬املَش َّق ة جتلب التيسري‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬الرضورات تبيح املحظورات‪.‬‬
‫ُقدر ب َق ْدرها‪.‬‬
‫د ‪ .‬الرضورة ت َّ‬ ‫املعروف ُع ر ًفا كاملرشوط َش ًْطا‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫الدرس‬
‫حقوق الزوجين‬
‫‪4‬‬

‫تاجات ال َّت َع ُّل ِ‬


‫م‬ ‫ُ‬ ‫ِن‬

‫ُيتو َّقع من الطلبة تحقيق النتاجات اآلتية‪:‬‬

‫و‬
‫‪َ -‬ب ُ‬
‫يان احلقوق املشرتكة بني الزوجني‪.‬‬

‫ق‬ ‫ي‬ ‫ث‬


‫‪ -‬ت ََع ُّر ُف حقوق الزوجة عىل زوجها‪.‬‬

‫ي‬ ‫ق‬ ‫ة‬


‫‪ -‬ت ََع ُّر ُف حقوق الزوج عىل زوجته‪.‬‬

‫ا‬ ‫د‬
‫دير اهتمم اإلسالم بحقوق الزوجني‪.‬‬
‫‪َ -‬ت ْق ُ‬

‫د‬‫ع‬‫إل‬
‫ا‬
‫م ا ْل َق ْبل ُّ‬
‫ِي‬ ‫ع ُّل ُ‬
‫ال َّت َ‬

‫ا‬‫و‬ ‫د‬
‫األسس التي ينبغي م راعاهتا عند اختيار ٍّ‬ ‫َّبني اإلسالم ُ‬

‫ل‬
‫ملودة‬
‫كل من الزوج والزوجة؛ لكي تسود الطمأنينة وا َّ‬

‫م‬
‫والرمحة بينهم‪ ،‬وختلو احلياة الزوجية من أيَّة خالفات ومشاحنات‪ .‬قال رسول اهلل ﷺ‪ُ « :‬ت ْن َك ُح ا ْل َمر َأةُ ِ َ‬
‫أل ْر َبعٍ‬

‫ر‬
‫ْ‬

‫ا‬
‫ين َت ِر َب ْت َي َ‬ ‫اظ َف ر بِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫داك» [رواه البخاري ومسلم]‪ .‬وقد َح َّث ﷺ امل رأة‬ ‫الد ِ‬
‫ذات ّ‬ ‫لمالها‪َ ،‬ول َح َس بِ ها‪َ ،‬و َج مالها‪َ ،‬ولدينها؛ َف ْ ْ‬

‫ع‬ ‫ج‬
‫وأولياءها عىل اختيار الزوج املناسب هلا؛ فقال ﷺ‪« :‬إِذا َخ َط َب إِ َل ْي ُك ْم َم ْن ت َْر َض ْو َن دي َن ُه َو ُخ ُل َق ُه َف َز ِّوجو ُه‪ .‬إِ ّال‬

‫ة‬
‫ض َو َف ٌ‬
‫ساد َع ٌ‬
‫ريض» [رواه الرتمذي]‪.‬‬ ‫َت ْفعل وا ت َُك ْن ِف ْت َن ٌة يف ْ َ‬
‫األ ْر ِ‬
‫ش‬ ‫ُأ ِ‬
‫ناق ُ‬
‫ِ‬
‫يستثن األسباب‬ ‫وجه النبي ﷺ املسلمني إىل األساس املشرتك يف اختيار ٍّ‬
‫كل من الزوجني لآلخر‪ ،‬لك َّنه مل‬ ‫َّ‬
‫األخرى‪ُ .‬أ ِ‬
‫ناق ُش زمالئي‪/‬زمياليت يف ذلك‪.‬‬ ‫ُ‬
‫‪.........................................................................................................‬‬

‫م َوال َّت ْح ُ‬
‫ليل‬ ‫ا ْل َف ْ‬
‫ه ُ‬

‫حددت الرشيعة اإلسالمية حقوق الزوجني وواجباهتم التي تتناسب مع طبيعتهم وقدرهتم والدور املطلوب‬ ‫َّ‬
‫كل منهم‪ ،‬وأمرهتم بالقيام هبذه ال واجبات وأداء هذه احلقوق‪ .‬قال ﷺ‪«َ :‬أال إِنَّ َل ُك ْم َعىل نِ سائِ ُك ْم َح ًّقا‪،‬‬ ‫من ٍّ‬
‫خاص ٍّ‬
‫بكل‬ ‫ٌّ‬ ‫َولِنِسائِ ُك ْم َع َل ْي ُك ْم َح ًّقا» [رواه الرتمذي]‪ .‬وهذه احلقوق منها ما هو مشرتك بني الزوجني‪ ،‬ومنها ما هو‬
‫منهم‪.‬‬
‫‪135‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫ريط ُة ال َّت ْنظيمِ َّي ُة‬
‫ا ْل َخ َ‬
‫حقوق الزوجي‬

‫خاصة‬
‫حقوق َّ‬ ‫خاصة‬
‫حقوق َّ‬ ‫احلقوق املشرتكة‬
‫بالزوج‬ ‫بالزوجة‬ ‫بني الزوجني‬

‫املحافظة عىل‬ ‫طاعته‬ ‫النفقة‬ ‫املَ ْهر‬ ‫اإلرث‬ ‫املعاشة باملعروف‬

‫جعة‬
‫ِعرضه وماله‬ ‫باملعروف‬

‫لمرا‬
‫احلقوق املشرتكة بي الزوجي‬ ‫َّأو ًال‬

‫ادوا‬
‫يشرتك الزوجان يف جمموعة من احلقوق بينهام‪ .‬ومن ذلك‪:‬‬

‫إلعد‬ ‫اإلرث‬ ‫املعاشة باملعروف‬

‫قيد ا‬
‫حفظ خصوصية‬ ‫االهتمم‬ ‫الصحبة‬
‫الصرب‬
‫العالقة الزوجية‬ ‫املتبادل‬ ‫اجلميلة‬

‫ثيقة‬
‫عامل اآلخر باملعروف واإلحسان‪ .‬قال تعاىل‪:‬‬ ‫أ ‪ .‬المعاشرة بالمعروف‪َ :‬ح َّث اإلسالم ُك ًّال من الزوجني أنْ ي ِ‬
‫ُ‬

‫و‬
‫أل ْه ِل ِه‪َ ،‬و َأنا َخير ُكم ِ َ‬
‫«خير ُكم َخير ُكم ِ َ‬
‫أل ْهلي» [رواه ابن ماجه]‪.‬‬ ‫ُْ ْ‬ ‫﴿ﲱ ﲲ﴾ [النساء‪ ،]١9 :‬وقال ﷺ‪ْ ُ ْ ْ ُ ْ َ :‬‬
‫من صور المعاشرة بالمعروف‪:‬‬
‫‪ )1‬الصحبة الجميلة‪ :‬يتح َّق ق ذلك باالحرتام والتقدير املتبادل بينهم‪ ،‬والرفق‪ ،‬وانتقاء أمجل األلفاظ‪،‬‬
‫الب ْع د عن التعنيف‪ ،‬وجت ُّنب اإلساءة املادية واإلساءة املعنوية‪،‬‬ ‫الب ّناء‪ ،‬و ُ‬ ‫جو من احل وار َ‬ ‫والعمل عىل إجياد ٍّ‬
‫وأال ُيك ِّلفه فوق طاقته‪.‬‬
‫ثقل أحدمها عىل اآلخر بكثرة املطالب‪ّ ،‬‬ ‫وأال ي ِ‬
‫والتجاوز عن األخطاء‪ُ ّ ،‬‬
‫كل منهم موضع اهتمم اآلخر‪ ،‬فيعمل عىل م راعاة مشاعره‪ ،‬وإدخال‬ ‫‪ )2‬االهتمام المتبادل‪ :‬من ذلك أنْ يكون ٌّ‬
‫عب اس ‪« :‬إِنِّي‬ ‫التجمل وإظهار الزينة له‪ ،‬والوفاء بحاجاته َق ْدر االستطاعة‪ .‬قال ابن ّ‬ ‫الرسور يف قلبه‪ ،‬و ُّ‬
‫َ ُأل ِح ُّب َأنْ َأت ََز َّي َن لِ ْل َم ْر َأ ِة َك َما ُأ ِح ُّب َأنْ َت َت َز َّي َن لِ َي ا ْل َم ْر َأةُ» [رواه ابن أيب شيبة]‪.‬‬
‫تتحم له يف‬
‫َّ‬ ‫‪ )3‬الصبر‪ :‬يكون ذلك بأنْ تصرب الزوجة عىل زوجها إذا أصابته فاقة أو ضائقة مادية‪ ،‬وأنْ‬
‫بتغريات ِص ِّح ية أو نفسية‪ ،‬وأنْ يتعامل معها بم‬ ‫مرضه ومهومه‪ ،‬وأنْ يصرب الزوج عىل زوجته إذا َم َّرت ُّ‬
‫يتناسب مع وضعها يف هذه احلال‪.‬‬
‫‪136‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫طلع‬ ‫ألي من الزوجني أنْ ي ِ‬
‫فش ي ِرس اآلخر وعيوبه‪ ،‬أو أنْ ي ِ‬ ‫‪ )4‬حفظ خصوصية العالقة الزوجية‪ :‬ال جيوز ٍّ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫أحدا عىل حياهتم الزوجية‪ ،‬حتى لو كان أقرب الناس إليهم؛ ألنَّ ذلك يؤ ّدي إىل نشوء اخلالفات‪،‬‬
‫ً‬
‫حذر النبي ﷺ من نرش األرسار الزوجية‪ ،‬فقال‬ ‫والشعور بعدم الطمأنينة‪ ،‬ونفور أحدمها من اآلخر‪ .‬وقد َّ‬
‫الر ُج ُل ُي ْفيض إِىل ْام َر َأتِ ِه‪َ ،‬و ُت ْفيض إِ َل ْي ِه‪ُ ،‬ث َّم َي ْن ُ ُ‬
‫رش‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ﷺ‪« :‬إِنَّ ِم ْن َأ َشر ال ّن ِ ِ‬
‫اس ع ْندَ اهلل َم ْن ِز َل ًة َي ْو َم ا ْلقيا َمة‪َّ ،‬‬ ‫ِّ‬
‫اخلاصة)‪.‬‬
‫َّ‬ ‫أي ما يكون بينهام من األمور واألسار الزوجية‬ ‫ِ َّ‬
‫رسها» [رواه مسلم] ( ُيفْيض إِىل ا ْم َر َأتِ ِه‪َ ،‬و ُتفْيض إِ َل ْي ِه‪ْ :‬‬

‫ص َو ٌر ُم ْ‬
‫ش ِر َق ٌة‬ ‫ُ‬

‫ث‬‫و‬
‫فلم ط َّلقها‬
‫سترا‪ّ ،‬‬
‫قيل ألحد الصاحلني وقد أراد طالق زوجته‪ :‬ما الذي يريبك منها؟ فقال‪ :‬العاقل ال هيتك ً‬

‫ق‬ ‫ي‬
‫قيل له‪ :‬ملِ َ ط َّلقتها؟ فقال‪ :‬مايل والم رأة غريبة‪.‬‬

‫د‬ ‫ي‬
‫ب‪ .‬اإلرث‪ :‬يرث الزوج زوجته كم ترث الزوجة زوجها عند كتابة َعقْد الزواج‪ .‬وقد َّبني اهلل تعاىل مرياث ٍّ‬
‫كل من‬

‫ق‬ ‫ة‬
‫إل‬‫ا‬
‫فص ًال يف سورة النساء‪.‬‬
‫الزوجني ُم َّ‬

‫د‬‫ا‬‫د‬‫ع‬ ‫عاو ُن َو َأ ِ‬
‫ص ُ‬
‫ف‬ ‫َ‬ ‫َأ َت‬

‫ل‬‫ا‬‫و‬
‫َعاو ُن مع أف راد جمموعتي‪َ ،‬و َأ ِص ُف أمهية إعطاء امل رأة ح َّق ها من امل رياث‪ ،‬وأثر ذلك يف ُ‬
‫األرسة‪.‬‬ ‫َأت َ‬

‫ر‬ ‫م‬
‫‪....................................................................................................‬‬

‫ع‬ ‫ج‬‫ا‬
‫ة‬
‫خاصة بالزوجة‬
‫حقوق َّ‬ ‫ثاني ا‬
‫ً‬
‫ٌ‬
‫حقوق للزوجة عىل زوجها‪ .‬ومن هذه احلقوق‪:‬‬ ‫ي رت َّتب عىل َع ْق د الزواج‬

‫اخلاصة بالزوجة‬
‫َّ‬ ‫من احلقوق‬

‫النفقة‬ ‫املَ ْهر‬

‫الم ْه ر‪ :‬يجب املَ ْهر للزوجة عىل زوجها عند َعقْد الزواج؛ وهو مبلغ من املال يدفعه الزوج لزوجته؛‬ ‫أ‪َ .‬‬
‫لص ْدق رغبته يف الزواج هبا‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ﴾ [النساء‪]4 :‬‬ ‫وتأكيدا ِ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تكريم هلا‪،‬‬
‫س َو َل ْو‬ ‫ِ‬
‫(ﲕ‪ :‬الصداق اسم من أسامء املَ ْهر‪ ،‬ﲖ‪َ :‬هد َّية)‪ ،‬وقال النبي ﷺ للصحايب الذي أراد الزواج‪َ « :‬فا ْل َتم ْ‬
‫ِ‬
‫امتا ِم ْن َح ِد ٍ‬
‫يد» [رواه البخاري]‪.‬‬ ‫َخ َ ً‬
‫‪137‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫تترصف فيه كيفم شاءت‪ ،‬وال يجوز ألحد أنْ يأخذ منه شي ًئا ّإال بطيب نفس‬
‫َّ‬ ‫واملَ ْه ر ٌّ‬
‫حق للزوجة‪ ،‬وهلا أنْ‬
‫منها‪.‬‬
‫وقد َح َّث اإلسالم عىل التيسري يف املهور؛ لكيال َي ول ارتفاع املهور دون إقبال الشباب عىل الزواج‪ ،‬لك َّن ه‬
‫للم ْه ر َح ًّدا أعىل أو َح ًّدا أدنى؛ م راعا ًة الختالف أح وال الناس وظروفهم‪.‬‬
‫مل جيعل َ‬
‫العقْد‪ ،‬حتى لو كانت غنية‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﲦ ﲧ‬ ‫ِ‬
‫ب‪ .‬النفقة‪ :‬يجب عىل الزوج أنْ ُينفق عىل زوجته بعد كتابة َ‬
‫ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ﴾ [البقرة‪( ]٢٣٣:‬ﲧ ﲨ‪ :‬الزوج)‪ .‬وتشمل النفقة توفري ما حتتاج إليه الزوجة من‬

‫جعة‬
‫رسا؛ شط ّأال َّ‬
‫تقل عن مقدار‬ ‫رسا أو ُي ً‬
‫ُقدر بحسب حالة الزوج ُع ً‬ ‫مسكن وطعام ُ‬
‫وك ْس َوة وعالج‪ ،‬وهي ت َّ‬
‫ما يكفيها لتعيش حياة كريمة‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲﱳ‬

‫لمرا‬
‫ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ﴾ [الطالق‪.]7:‬‬

‫ادوا‬
‫ِ‬
‫قاش‬‫ض َّي ٌة ِلل ِّن‬
‫َق ِ‬

‫إلعد‬
‫يتعني عليهم أنْ يتعاونا‬
‫إذا كانت امل رأة موظفة‪ ،‬فهل يعني ذلك أنْ يمتنع زوجها عن اإلنفاق عليها أم أنَّه َّ‬
‫معا؟ ُأ ِ‬
‫ناق ُش أف راد جمموعتي يف ذلك‪.‬‬ ‫ً‬

‫قيد ا‬
‫‪......................................................................................................‬‬

‫ثيقة‬
‫و‬
‫خاصة بالزوج‬
‫حقوق َّ‬ ‫ثال ثًا‬
‫كم أنَّ للزوجة عىل زوجها حقو ًقا‪ ،‬فإنَّ للزوج عىل زوجته حقو ًق ا واجب ًة عليها‪ .‬ومن هذه احلقوق‪:‬‬

‫اخلاصة بالزوج‬
‫َّ‬ ‫من احلقوق‬

‫املحافظة عىل ِعرضه وماله‬ ‫طاعته باملعروف‬

‫أ ‪ .‬طاعته بالمعروف‪ :‬من ال واجب عىل الزوجة احرتام زوجها وتقديره وطاعته فيم يريض اهلل تعاىل؛ لقول‬
‫زَو َج َها‪ِ ،‬ق َ‬
‫يل َ َهلا‬ ‫ِ‬
‫مخ َس َها‪َ ،‬و َصا َم ْت َش ْه َر َها‪َ ،‬و َح ف َظ ْت َف ْر َج َها‪َ ،‬و َأ َط َاع ْت ْ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬إِ َذا َص َّل ِ‬
‫ت ا ْل َم ْر َأ ُة َ ْ‬
‫يتعس ف الزوج يف هذا احلقِّ ‪ ،‬فيأمر‬ ‫ت» [رواه أمحد]‪ .‬وهذا ال يعني أنْ‬ ‫اجل َّن ِة ِش ْئ ِ‬
‫اب ْ َ‬ ‫اجل َّن َة ِم ْن َأ ِّي َأ ْب َو ِ‬
‫ا ْد ُخ ِيل ْ َ‬
‫َّ‬
‫وق ِيف َم ْع ِص َي ِة اهللِ ‪[ »‬رواه أمحد]‪.‬‬‫زوجته بم ال تستطيع‪ ،‬أو بم فيه معصية هلل تعاىل‪ .‬قال ﷺ‪«َ :‬ال َط َاع َة ِملَ ْخ ُل ٍ‬

‫‪138‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫ِ‬
‫قاش‬‫ض َّي ٌة ِلل ِّن‬
‫َق ِ‬

‫الترصف اآليت‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫ُأ ِ‬
‫ناق ُش أف راد جمموعتي يف‬
‫ثم ُأ َد ِّونُ توجيهات ونصائح هلذا الزوج‪.‬‬
‫''منع زوج زوجته من زيارة أقارهبا‪ ،‬ومنعهم من زيارهتا''‪َّ ،‬‬
‫‪.....................................................................................................‬‬

‫وأال تأذن يف بيته ألحد‬ ‫ب‪ .‬المحافظة على ِع ْرضه وماله‪ :‬من ال واجب عىل الزوجة املحافظة عىل ِع رض زوجها‪ّ ،‬‬

‫و‬
‫اهدٌ إِ َّال بِإِ ْذنِ ِه‪َ ،‬و َال ت َْأ َذ َن ِيف َب ْي تِ ِه إِ َّال‬
‫وم َوزَو ُج َها َش ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال يرغب فيه‪ .‬قال رسول اهلل ﷺ‪«َ :‬ال َ ِ ِ‬
‫ي ُّل ل ْل َم ْر َأة َأنْ ت َُص َ ْ‬

‫ي‬ ‫ث‬
‫بِإِ ْذنِ ِه» [رواه البخاري]‪ .‬ومن واجباهتا ً‬

‫ق‬
‫عاما وجب أنْ يكون‬ ‫تترصف يف ماله ّإال بإذنه‪ ،‬فإنْ أعطاها إذنًا ًّ‬ ‫َّ‬ ‫أيضا ّأال‬

‫ي‬ ‫ق‬ ‫ة‬


‫إنفاقها باملعروف دون إرساف أو تبذير‪.‬‬

‫إل‬‫ا‬ ‫د‬ ‫َأ ْ‬


‫س َت ِد ُّل‬

‫د‬‫ع‬
‫َأس َت ِد ُّل باحلديث الرشيف اآليت عىل حقوق الزوج عىل زوجته كم بي نها النبي ﷺ‪ :‬قال ﷺ‪« :‬خري ال ِّن ِ‬

‫ا‬
‫ساء‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬

‫د‬
‫ُطيع َك إِذا أ َم ْر َت‪َ ،‬و َ ْحت َف ُظ َغ ْي َب َت َك يف َن ْف ِس ها َومالِ َك» [رواه الطرباين]‪.‬‬

‫و‬
‫َرس َك إِذا َأ ْب َ ْ‬
‫رص َت‪َ ،‬وت ُ‬ ‫ت ُ ُّ‬

‫ل‬‫ا‬
‫‪........................................................................................................‬‬

‫ا‬‫ر‬ ‫م‬
‫ع‬ ‫ج‬
‫ص َو ٌر ُم ْ‬
‫ش ِر َق ٌة‬ ‫ُ‬

‫ة‬
‫أسيرا بعد انتصار املسلمني يف بدر‪،‬‬
‫ً‬ ‫السي دة زينب ‪ ‬بنت رسول اهلل ﷺ‬
‫لما وقع أبو العاص زوج ِّ‬ ‫ّ‬
‫بعد‪ ،‬ظهر وفاء زينب ‪ ‬لزوجها؛ إذ أخذت تبذل ما يف ُو ْس عها‬ ‫مكة ا ُملكرمة وملّا ُهت ِ‬
‫اج ر ُ‬ ‫وكانت ماتزال يف َّ‬
‫َّ‬
‫مكة يف فداء ُأ َرسائِهم بعثت زينب يف‬
‫«لما بعـث أهل َّ‬ ‫َ‬
‫لتخليص زوجهـا من األ ْرس؛ فعن عائشة ‪ ‬قالت‪ّ :‬‬
‫فلم رآها رسول‬ ‫فداء أيب العاص بمل‪ ،‬وبعثت فيه بقالدة هلا كانت عند خدجية أدخلتها هبا عىل أيب العاص‪ّ ،‬‬
‫ِ‬
‫ريها‪َ ،‬وت َُر ّدوا َع َل ْي ها ا َّل ذي َهل ا»‪ ،‬فقال وا‪ :‬نعم [رواه‬‫رق هلا ِر َّق ة شديدة‪ ،‬وقال‪« :‬إِنْ َر َأ ْي ُت ْم َأنْ ت ُْطلق وا َهلا َأس َ‬ ‫اهلل ﷺ َّ‬
‫مكة أنْ يسمح‬ ‫عهدا حني يرجع إىل َّ‬ ‫األ ْرس‪ ،‬وأخذ عليه ً‬ ‫احلاكم]‪ ،‬فأطلق رسول اهلل ﷺ رساح أيب العاص من َ‬
‫فوف أبو العاص بذلك‪ ،‬فكان ﷺ ُي ْثني عليه‪ ،‬ويقول‪«َ :‬أن َْك ْح ُت َأبا‬ ‫نورة‪ّ ،‬‬ ‫لزينب ‪ ‬باهلجرة إىل املدينة ا ُمل َّ‬
‫بيع‪َ ،‬ف َح َّد َثنِ ي‪َ ،‬و َصدَقنِ ي» [رواه البخاري ومسلم] َ(أن َْك ْح ُت‪َّ :‬زو ْج ُت)‪.‬‬ ‫الر ِ‬ ‫ا ْل ِ‬
‫عاص ْب َن َّ‬

‫‪139‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫س ُع‬ ‫إل ْث ُ‬
‫راء َوال َّت َو ُّ‬ ‫اْ ِ‬
‫ثم رات قيام ٍّ‬
‫كل من الزوجين بحقوق اآلخر‪:‬‬
‫كل من الزوجني بحقوق اآلخر ثم رات إجيابية تعود عىل ُ‬
‫األرسة واملجتمع‪ .‬ومن ذلك‪:‬‬ ‫لقيام ٍّ‬
‫اخلاصة بالزوجني‪.‬‬
‫َّ‬ ‫أ ‪ .‬طاعة اهلل تعالى باتِّباع أوامره يف األحكام‬
‫األسرة من ُّ‬ ‫ب‪ .‬استق رار الحياة الزوجية‪ ،‬وحماية ُ‬
‫التفكك واالنهيار‪ ،‬و ُ‬
‫الب ْع د عن اخلالفات الزوجية‪.‬‬

‫جعة‬
‫تحقيق الغاية من الزواج‪ ،‬وإنجاب أف راد صاحلني يعرفون حقوقهم وواجباهتم‪.‬‬
‫قوة المجتمع‪ ،‬وتماسكه‪ ،‬وانتشار األمن فيه‪.‬‬
‫د ‪َّ .‬‬

‫لمرا‬
‫ادوا‬
‫فاد ُة‬ ‫م ا ْل ُم ْ‬
‫س َت َ‬ ‫ا ْلقِ َي ُ‬

‫إلعد‬
‫ص بعض ِ‬
‫الق َيم املستفادة من الدرس‪.‬‬ ‫َأ ْس َت ْخ ِل ُ‬
‫‪ُ )1‬أ َقدِّ ُر حرص اإلسالم عىل حقوق الزوجني‪.‬‬

‫قيد ا‬
‫‪.................................................................................................. )2‬‬

‫ثيقة‬
‫‪.................................................................................................. )3‬‬

‫و‬

‫‪140‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫راج َع ُة‬
‫ويم َوا ْل ُم َ‬
‫ُ‬ ‫ال َّت ْق‬

‫ثم ُأ ُ‬ ‫َ َ‬
‫جيب عم يليه‪:‬‬ ‫‪ 1‬أتَأ َّم ُل القول اآليت‪َّ ،‬‬
‫‪« -‬إِ ِّين َ ُأل ِح ُّب َأنْ َأت ََز َّي َن لِ ْل َم ْر َأ ِة َك َم ُأ ِح ُّب َأنْ َت َت َز َّي َن ِيل»‪.‬‬
‫ب‪ .‬ما داللة هذا القول؟‬ ‫أ ‪َ .‬م ِن القائل؟‬
‫‪ُ 2‬أ َع ِّل ُل ما يأيت‪:‬‬
‫أحدا عىل حياهتم الزوجية‪ ،‬حتى لو كان أقرب الناس إليهم‪.‬‬ ‫طلع ً‬ ‫أ ‪ .‬ال جيوز ألحد الزوجني أنْ ي ِ‬
‫ُ‬

‫ث‬‫و‬
‫ب‪َ .‬ح َّث اإلسالم عىل التيسري يف املهور‪.‬‬

‫ق‬ ‫ي‬
‫‪ُ 3‬أ َو ِّض ُح ثالث ًة من األمور التي تتح َّقق هبا الصحبة اجلميلة بني الزوجني‪.‬‬

‫ق‬ ‫ة‬
‫‪ُ 4‬أ َع دِّ ُد ثالث ًة من األمور التي تشملها النفقة‪.‬‬

‫ا‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫ي حدود طاعة الزوجة لزوجها‪.‬‬ ‫‪ُ 5‬أ َب ِّ ُ‬

‫إل‬
‫ـج داللة النصوص الرشعية اآلتية‪:‬‬ ‫‪َ 6‬أ ْس َت ْنتِ ُ‬

‫ا‬‫د‬‫ع‬
‫أ ‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ﴾‪.‬‬

‫د‬
‫اهدٌ إِ َّال بِإِ ْذنِ ِه‪َ ،‬و َال ت َْأ َذ َن ِيف َب ْي تِ ِه إِ َّال بِإِ ْذنِ ِه»‪.‬‬
‫وم َوزَو ُج َها َش ِ‬ ‫ب‪ .‬قال رسول اهلل ﷺ‪«َ :‬ال َ ِ ِ ِ‬
‫ي ُّل ل ْل َم ْر َأة َأنْ ت َُص َ ْ‬

‫ل‬‫ا‬‫و‬
‫مخ َس َها‪َ ،‬و َصا َم ْت َش ْه َر َها‪َ ،‬و َح ِف َظ ْت َف ْر َج َها‪َ ،‬و َأ َط َ‬
‫اع ْت‬ ‫قال رسول اهلل ﷺ‪« :‬إِ َذا َص َّل ِ‬
‫ت ا ْل َم ْر َأ ُة َ ْ‬

‫ر‬ ‫م‬
‫اجل َّن ِة ِش ْئ ِ‬ ‫اجل َّن َة ِم ْن َأ ِّي َأ ْب َو ِ‬ ‫زَ ْو َج َها‪ِ ،‬ق َ‬

‫ا‬
‫ت»‪.‬‬ ‫اب ْ َ‬ ‫يل َ َهلا ا ْد ُخ ِيل ْ َ‬

‫ج‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬ ‫تار اإلجابة الصحيحة يف ٍّ‬ ‫‪َ 7‬أ ْخ ُ‬

‫ة‬‫ع‬
‫‪ .1‬مجيع احلقوق اآلتية مشرتكة بني الزوجني‪ ،‬باستثناء‪:‬‬
‫ب‪ .‬الصحبة اجلميلة‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬الصرب‪.‬‬
‫د ‪ .‬النفقة‪.‬‬ ‫حفظ خصوصية العالقة الزوجية‪.‬‬
‫‪ .2‬من احلقوق ال واجبة للزوج عىل زوجته‪:‬‬
‫ب‪ .‬املحافظة عىل ِع رضه وماله‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬النفقة‪.‬‬
‫د ‪ .‬ال شء ّمما ُذ ِك ر‪.‬‬ ‫املَ ْه ر‪.‬‬
‫الر ُج ُل ُي ْف ضي إِلى ْام َر َأتِ ِه‪َ ،‬و ُت ْفضي‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يدل قوله ﷺ ‪«:‬إِنَّ ِم ْن َأ َش ر ال ّن ِ ِ‬
‫اس ع ْن دَ اهلل َم ْن ِز َل ًة َي ْو َم ا ْلق يا َم ة‪َّ ،‬‬ ‫ِّ‬ ‫‪ُّ .3‬‬
‫إِ َل ْي ِه‪ُ ،‬ث َّم َي ْن ُش ُر ِس َّرها» عىل‪:‬‬
‫ب‪ .‬وجوب االهتمم بشؤون املنزل‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬وجوب حفظ خصوصية العالقة الزوجية‪.‬‬
‫د ‪ .‬إباحة استمتاع ٍّ‬
‫كل من الزوجني باآلخر‪.‬‬ ‫وجوب الصحبة اجلميلة‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫الدرس‬
‫تنظيم النسل وتحديده‬
‫‪5‬‬

‫تاجات ال َّت َع ُّل ِ‬


‫م‬ ‫ُ‬ ‫ِن‬

‫ُيتو َّقع من الطلبة تحقيق النتاجات اآلتية‪:‬‬

‫جعة‬
‫يان مفهوم ٍّ‬
‫كل من‪ :‬تنظيم النسل‪ ،‬وحتديد النسل‪.‬‬ ‫‪َ -‬ب ُ‬
‫ضيح ُح ْك م ٍّ‬
‫كل من‪ :‬تنظيم النسل‪ ،‬وحتديد النسل‪.‬‬ ‫‪ -‬ت َْو ُ‬

‫لمرا‬
‫ريق بني تنظيم النسل وحتديد النسل‪.‬‬‫‪ -‬ال َّت ْف ُ‬

‫ادوا‬
‫‪َ -‬ت ْقدير عناية اإلسالم بحياة اإلنسان ِ‬
‫وص َّح ته‪.‬‬ ‫ُ‬

‫إلعد‬ ‫م ا ْل َق ْبل ُّ‬


‫ِي‬ ‫ع ُّل ُ‬
‫ال َّت َ‬

‫قيد ا‬
‫مقصدا من املقاصد الكربى للرشيعة اإلسالمية‪ ،‬وقد جعل‬
‫ً‬ ‫ت َُع ُّد املحافظة عىل استم رار النوع اإلنساين‬

‫ثيقة‬
‫اإلسالم الزواج وسيلة لذلك‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ‬

‫و‬
‫بأي صورة من الصور‪ ،‬ور َّتب عىل ذلك‬ ‫ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ﴾ [النساء‪َّ .]١ :‬‬
‫وحرم قتل النفس‪ ،‬أو اإلرضار هبا ِّ‬
‫العقاب يف الدنيا‪ ،‬والوعيد يف اآلخرة‪.‬‬
‫َأ َت َد َّب ُر َو ُأ َب ِّي ُ‬
‫ن‬
‫َأتَدَ َّب ُر مـع أف راد جمموعتـي قوله تعاىل‪﴿ :‬ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ‬
‫ثم ُأ َب ِّ ُ‬
‫ي احلكمـة من اعتبـار قتل نفس‬ ‫ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ﴾ [املائدة‪َّ ،]٣٢ :‬‬
‫واحدة ُظ ًلم بمنزلة قتل الناس ً‬
‫مجيعا‪.‬‬
‫‪.............................................................................................................‬‬

‫م َوال َّت ْح ُ‬
‫ليل‬ ‫ا ْل َف ْ‬
‫ه ُ‬

‫وبني األحكام ا ُملتع ِّلقة بتنظيم النسل وحتديده‪.‬‬


‫أهم مقاصد الزواج‪َّ ،‬‬
‫اعتنى اإلسالم بالنسل الذي هو من ِّ‬

‫‪142‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫ريط ُة ال َّت ْنظيمِ َّي ُة‬
‫ا ْل َخ َ‬
‫تنظيم النسل وحتديده‬

‫حتديد النسل‬ ‫تنظيم النسل‬

‫ُح ْكمه‬ ‫مفهومه‬ ‫ُح ْكمه‬ ‫مفهومه‬

‫ي‬ ‫ث‬‫و‬
‫وحكْمه‬
‫مفهوم تنظيم النسل‪ُ ،‬‬

‫ق‬
‫َّأو ًال‬

‫ة‬
‫َأ َت َو َّق ُ‬
‫ف‬

‫ي‬ ‫ق‬
‫العزل‪ :‬هو وسيلة من وسائل منع احلمل‪.‬‬ ‫تنظيم النسل‪ :‬هو اختاذ وسيلة مرشوعة إلجياد ُمدَ د زمنية‬

‫ا‬ ‫د‬
‫ويباح استخدام الوسائل احلديثـة املرشوعة‬ ‫متباعدة بني َم ّرات احلمل‪.‬‬

‫إل‬
‫التي متنع حدوث احلمل إنْ ُأ ِمن رضرها‪.‬‬ ‫أباح اإلسالم تنظيم النسل عند ت وافر األسباب والدوافع‪،‬‬

‫ا‬‫د‬‫ع‬
‫الص َّح ة اإلنجابية‪ :‬اكتمل السالمة البدنية‬
‫ِّ‬ ‫يتم بم وافقة الزوجني؛ فقد أباح النبي ﷺ‬
‫فرديا‪ُّ ،‬‬
‫وجعله ق ر ًارا ًّ‬

‫و‬ ‫د‬
‫والنفسية لعيش حياة هنيئة وآمنة‪.‬‬ ‫ألصحابه وسيلة العزل‪ ،‬كم جاء عن جابر ‪ ‬قال‪ُ :‬‬
‫«ك ّنا نعزل‬

‫ل‬‫ا‬
‫عىل عهد رسول اهلل ﷺ‪ ،‬فبلغ ذلك نبي اهلل‪ ،‬فلم ينهنا» [رواه‬

‫ر‬ ‫م‬
‫يدل عىل أنَّ تنظيم النسل مباح لدو ٍاع ِع َّدة‪ ،‬منها‪:‬‬

‫ا‬
‫مسلم]‪ .‬وهذا ُّ‬

‫ج‬
‫وبخاص ٍة إذا كانت ال تلد والدة طبيعية‪ ،‬وحتتاج‬
‫َّ‬ ‫لأل ِّم‪ ،‬ودفع الضرر عنها‪،‬‬ ‫الص َّح ة اإلنجابية ُ‬
‫أ ‪ .‬الحفاظ على ِّ‬

‫ة‬‫ع‬
‫كل َم رة‪ ،‬واخلشية عىل حياة ُ‬
‫األ ِّم بسبب تتابع احلمل‪.‬‬ ‫إىل إج راء عملية َّ َّ‬
‫وختتل ت ربيتهم؛ ختفي ًفا عن الزوجني‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ب‪ .‬منح الزوجين الوقت الالزم للعناية بأطفالهما؛ ؛ لكيال تسوء ِص َّحتهم‪،‬‬
‫وحتقي ًقا ملصلحة األوالد‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ﴾ [البقرة‪.]١8٥ :‬‬
‫ضار أو ُم ْع ٍد في الزوجين أو في أحدهما‪ ،‬يرجى شفاؤه‪ ،‬وقد ينتقل إلى أوالدهما‪ .‬قال رسول‬
‫وجود مرض ٍّ‬
‫اهلل ﷺ‪« :‬ال َض َر َر‪َ ،‬وال ِض َ‬
‫رار» [رواه مالك]؛ ُفي َ‬
‫نص ح بتأخري احلمل حلني العالج‪.‬‬
‫شرعا‪ ،‬مثل‪ُّ :‬‬
‫التفرغ للدراسة‪ ،‬وطبيعة العمل‪.‬‬ ‫عتب رة ً‬
‫د ‪ .‬حاجات اجتماعية واقتصادية ُم َ‬

‫ِ‬
‫قاش‬‫ض َّي ٌة ِلل ِّن‬
‫َق ِ‬

‫ناق ُش أف راد جمموعتي يف العبارة اآلتية‪« :‬تنظيم النسل ال يتعارض مع الدعوة النبوية إىل تكثري النسل يف‬ ‫ُأ ِ‬
‫قول رسول اهلل ﷺ‪« :‬ت ََز َّوج وا ا ْل َودو َد ا ْل َولو َد؛ َفإِ ّين ُمكاثِ ٌر بِ ُك ُم ْاألُ َم َم» [رواه أبو داود]»‪.‬‬
‫‪.....................................................................................................‬‬
‫‪143‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫وحكْمه‬
‫مفهوم حتديد النسل‪ُ ،‬‬ ‫ثاني ا‬
‫ً‬
‫حتديد النسل‪ :‬هو اختاذ اإلج راءات التي متنع احلمل بصفة دائمة‪ ،‬مثل‪ :‬استئصال َر ِح م امل رأة؛ س واء أكان ذلك‬
‫بعد إنجاب عدد من األوالد‪ ،‬أم ابتداء من غري رضورة طبية‪.‬‬
‫حر ًم ا‪ ،‬استنا ًدا إلى الدليلين اآلتيين‪:‬‬
‫أمرا ُم َّ‬
‫ُي َع ُّد تحديد النسل بهذا الوصف ً‬
‫الح ِّث على الزواج‪ ،‬والتكاثر الذي ُي س ِه م يف حتقيق غاية عمرة‬
‫أ ‪ .‬معارضته حكمة التشريع اإلسالمي في َ‬

‫جعة‬
‫األرض‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ﴾ [هود‪.]6١ :‬‬
‫ب‪ .‬معارضته العقيدة اإلسالمية إذا كان ذلك لداعي اخلوف عىل الرزق؛ فقد َّبي نت النصوص الرشعية أنَّ اهلل‬

‫لمرا‬
‫تعاىل تك َّفل برزق األبنـاء واآلباء‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮﱯ ﱰ ﱱ ﱲ﴾ [اإلرساء‪.]٣١ :‬‬

‫ادوا‬
‫أ ّم ا إذا ُو ِج دت ضرورة فال مانع من تحديد النسل ما‬
‫َأ َت َو َّق ُ‬
‫ف‬
‫دامت األسباب قائمة؛ ً‬
‫عمال بقاعدة (الضرورات تبيح‬

‫إلعد‬
‫الرضورات تبيح املحظورات‪:‬‬
‫المحظورات)‪ .‬ومن األمثلة عىل ذلك‪ :‬إصابة الزوجني أو‬
‫قاعدة فقهية تعني أنَّ املَن ِه َّي عنه ش ًعا يباح‬
‫أحدمها بمرض ضار ومع ٍد ال ي ِ‬

‫قيد ا‬
‫مكن شفاؤه‪ ،‬وينتقل إىل‬ ‫ُ‬ ‫ٍّ ُ ْ‬
‫فعله عند الرضورة‪ ،‬واحلاجة الشديدة‪ ،‬مثل‬
‫ؤكد عىل حياة ُ‬
‫األ ِّم بسبب احلمل؛‬ ‫األطفال‪ .‬واخلوف ا ُمل َّ‬
‫إباحة أكل املَ ْي تة يف حال اجلوع الشديد‪ ،‬كم‬

‫ثيقة‬
‫يف املجاعات‪.‬‬ ‫شط أنْ يكون ذلك بعد استشارة الطبيب الثقة ا ُملؤ َمتن‪.‬‬

‫و‬
‫ل َو ُأ َ‬
‫ص ِّن ُ‬
‫ف‬ ‫َأ َت َأ َّم ُ‬

‫ثم ُأ َص ِّن ُف ها إىل عملية تنظيم للنسل‪ ،‬أو حتديد له‪:‬‬ ‫َ َ‬


‫أتَأ َّم ُل األمثلة اآلتية‪َّ ،‬‬
‫تحديد للنسل‬ ‫تنظيم للنسل‬ ‫املثال‬
‫استئصال َر ِح م امل رأة‬
‫امتناع امل رأة عن اإلنجاب حتى ت ِ‬
‫ُكم ل دراستها‬
‫ترشيع قانون ُم ل ِزم ل ُ‬
‫أل َسر بالتو ُّقف عن اإلنجاب‬
‫عني من األطفال‬
‫بعد عدد ُم َّ‬
‫عدم محل الزوجة حتى تشفى من مرضها‬

‫‪144‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫س ُع‬ ‫إل ْث ُ‬
‫راء َوال َّت َو ُّ‬ ‫اْ ِ‬

‫اإلجهاض‪ :‬هو ُّ‬


‫تعم د إسقاط احلمل يف غري موعده الطبيعي‪ ،‬وبال‬
‫وبأي وسيلة من الوسائل‪.‬‬
‫رضورة‪ِّ ،‬‬
‫أفتى العلماء بحـرمة االعتـداء على الجنين وإسقاطه؛ ألنّه داخل يف‬
‫حرم اهلل تعاىل قتلها ّإال باحلقِّ ‪.‬‬
‫عموم النهي عن االعتداء عىل النفس التي َّ‬
‫قال تعاىل‪﴿ :‬ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ‬

‫ي‬ ‫ث‬‫و‬
‫ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ﴾ [النساء‪ّ .]9٣ :‬أما إذا كان بقاء احلمل ُمهدِّ ًدا حلياة‬

‫ق‬ ‫ة‬‫ق‬
‫ُ‬
‫األ ِّم فيفتى بج واز اإلجهاض يف هذه احلالة ؛ إنقا ًذا حلياهتا بق رار طبي‪.‬‬

‫ا‬ ‫د‬ ‫ي‬


‫باستخدام الرمز املجاور (‪َ ،)QR Code‬أر ِج ُع إىل فتوى دائرة اإلفتاء األردنية لِ َت َع ر ِ‬
‫ف مزيد عن‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬

‫ع‬‫إل‬
‫ا ُ‬
‫حل ْك م الرشعي لإلجهاض‪.‬‬

‫و‬ ‫د‬‫ا‬‫د‬
‫ا‬
‫فاد ُة‬ ‫م ا ْل ُم ْ‬
‫س َت َ‬ ‫ا ْلقِ َي ُ‬

‫ا‬‫ر‬ ‫م‬‫ل‬ ‫الق َيم املستفادة من الدرس‪.‬‬ ‫ص بعض ِ‬ ‫َأ ْس َت ْخ ِل ُ‬

‫ج‬
‫‪ُ )1‬أ َقدِّ ُر قيمة النفس الب رشية‪َ ،‬و َأ ْسعى إىل املحافظة عليها‪.‬‬

‫ة‬‫ع‬
‫‪.................................................................................................. )2‬‬
‫‪.................................................................................................. )3‬‬

‫‪145‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫راج َع ُة‬
‫ويم َوا ْل ُم َ‬
‫ُ‬ ‫ال َّت ْق‬

‫‪ُ 1‬أ َب ِّ ُ‬
‫ي مفهوم ٍّ‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬
‫ب‪ .‬حتديد النسل‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬تنظيم النسل‪.‬‬
‫د ‪ .‬اإلجهاض‪.‬‬ ‫العزل‪.‬‬
‫َ‬
‫‪ 2‬أ ْذ ُك ُر ثالثة دوا ٍع ُم َ‬
‫عتبرة إلباحة تنظيم النسل‪.‬‬
‫‪ُ 3‬أ َو ِّض ُح حال ًة يباح فيها حتديد النسل‪.‬‬

‫جعة‬
‫تعارض حتديد النسل مع عقيدة املسلم‪ ،‬استنا ًدا إىل قوله تعاىل‪﴿ :‬ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮﱯ ﱰ‬ ‫ي ُ‬ ‫‪ُ 4‬أ َب ِّ ُ‬

‫لمرا‬
‫ﱱ ﱲ﴾‪.‬‬
‫‪َ 5‬أ َض ُع إشارة (✓) بجانب العبارة الصحيحة‪ ،‬وإشارة (✗) بجانب العبارة غري الصحيحة فيم يأيت‪:‬‬

‫ادوا‬
‫) ُي َع ُّد حفظ النسل أحد املقاصد الرشعية الكربى لإلسالم‪.‬‬ ‫أ‪(.‬‬
‫بأي وسيلة ُمم ِكنة‪.‬‬

‫إلعد‬
‫) يباح تنظيم النسل ِّ‬ ‫ب‪( .‬‬
‫سوغات التحديد الدائم للنسل‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫ضار أو ُم ْعد يرجى شفاؤه يف الزوجني من ُم ِّ‬
‫) وجود مرض ٍّ‬ ‫(‬

‫قيد ا‬
‫) إذا خاف الزوجان عىل مسألة الرزق‪ ،‬فيجوز هلم حتديد النسل‪.‬‬ ‫د‪( .‬‬
‫‪َ 6‬أ ْخ ُ‬
‫تار اإلجابة الصحيحة يف ٍّ‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬

‫ثيقة‬
‫‪ .1‬من األمثلة عىل إحدى الوسائل ا ُمل َّ‬
‫حرمة لتنظيم النسل‪:‬‬

‫و‬
‫الر ِحم من غري حاجة طبية‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬استئصال الزوجة َّ‬
‫ب‪ .‬العزل‪.‬‬
‫املباعدة بني ُم دَ د احلمل بالوسائل الطبية احلديثة‪.‬‬
‫د ‪ .‬اإلجهاض‪.‬‬
‫‪ .2‬يندرج ُح ْك م ج واز أكل املَ ْي تة يف حال اجلوع الشديد ضمن قاعدة‪:‬‬
‫أ ‪.‬العادة ُم َكمة‪.‬‬
‫ب‪ .‬الرضورات تبيح املحظورات‪.‬‬
‫املَش َّق ة جتلب التيسري‪.‬‬
‫د ‪ .‬املعروف ُع ر ًفا كاملرشوط َش ًْطا‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫الدرس‬
‫األمن الغذائي في اإلسالم‬
‫‪6‬‬

‫تاجات ال َّت َع ُّل ِ‬


‫م‬ ‫ُ‬ ‫ِن‬

‫ُيتو َّقع من الطلبة تحقيق النتاجات اآلتية‪:‬‬

‫ث‬‫و‬
‫يان مفهوم األمن الغذائي‪.‬‬ ‫‪َ -‬ب ُ‬

‫ق‬ ‫ي‬
‫‪ِ -‬‬

‫ة‬
‫تاج أمهية األمن الغذائي‪.‬‬
‫است ْن ُ‬ ‫ْ‬

‫ي‬ ‫ق‬
‫ضيح الترشيعات اإلسالمية لتحقيق األمن الغذائي‪.‬‬‫‪ -‬ت َْو ُ‬

‫ا‬ ‫د‬
‫‪ -‬اق ِْرت ُاح حلول مناسبة للمحافظة عىل األمن الغذائي‪.‬‬

‫إل‬
‫ص عىل نعمة الغذاء‪.‬‬ ‫‪ِْ -‬‬
‫احل ْر ُ‬

‫د‬‫ا‬‫د‬‫ع‬
‫ا‬‫و‬
‫م ا ْل َق ْبل ُّ‬
‫ع ُّل ُ‬
‫ال َّت َ‬

‫ل‬
‫ِي‬

‫ر‬ ‫م‬
‫فرش ََع من األحكام ما ُي ِّق ق هلا املصالح‪،‬‬
‫جعل اهلل تعاىل حفظ النفس الب رشية من مقاصد الرشيعة اإلسالمية‪َ ،‬‬

‫ج‬‫ا‬
‫بص َّح ته‪ ،‬وذلك بتناول الغذاء‬‫ويدرأ عنها املفاسد؛ فحرم االعتداء عليها أو إيذاءها‪ ،‬ودعا اإلنسان إىل االهتمم ِ‬
‫َّ‬

‫ة‬‫ع‬
‫قادرا عىل أداء واجبات حتقيق‬ ‫خالي ا من األم راض؛ ليكون ً‬‫سليم ً‬ ‫ً‬ ‫الص ِّح ي الستم رار حياته‪ ،‬وبناء جسده بنا ًء‬
‫ِّ‬
‫العبودية هلل تعاىل وإعمر األرض‪.‬‬

‫َأ َت َد َّب ُر َو َأ ْ‬
‫س َت ْنت ُ‬
‫ِج‬
‫ثم َأ ْس َت ْن ِت ُج منها العالقة بني استق رار املجتمع واألمن من اجلوع‪:‬‬
‫أتَدَ َّب ُر اآلية الكريمة اآلتية‪َّ ،‬‬
‫َ‬

‫قال تعاىل‪﴿ :‬ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ﴾ [قريش‪.]4-٣ :‬‬


‫‪..................................................................................................................................‬‬

‫م َوال َّت ْح ُ‬
‫ليل‬ ‫ا ْل َف ْ‬
‫ه ُ‬

‫هيأ اإلسالم األسباب الالزمة لتحقيقه‪،‬‬ ‫اسرتاتيجيا ملختلف دول َ‬


‫العامل؛ لذا َّ‬ ‫ًّ‬ ‫ُي َع ُّد األمن الغذائي هد ًفا‬
‫الس ُبل الكفيلة للمحافظة عليه‪.‬‬
‫ووضع ُّ‬
‫‪147‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫ريط ُة ال َّت ْنظيمِ َّي ُة‬
‫ا ْل َخ َ‬

‫األمن الغذائي يف اإلسالم‬

‫الترشيعات اإلسالمية‬
‫أمهيته‬ ‫مفهومه‬
‫لتحقيقه‬

‫جعة‬
‫العناية‬ ‫الدعوة إىل‬ ‫العناية بالثروة‬ ‫العناية‬ ‫االلتزام بتقوى‬

‫لمرا‬
‫باألسواق‬ ‫االعتدال‬ ‫احليوانية‬ ‫بالزراعة‬ ‫اهلل تعاىل‬

‫ادوا‬
‫مفهوم األمن الغذائي‬ ‫َّأو ًال‬

‫إلعد‬
‫يلبي حاجات أفراد املجتمع يف خمتلف الظروف‪.‬‬ ‫األمن الغذائي‪ :‬هو توفري الغذاء ِّ‬
‫الص ِّحي الكايف الذي ّ‬

‫قيد ا‬
‫أمهية األمن الغذائي‬ ‫ثاني ا‬
‫ً‬

‫ثيقة‬
‫ُي َع ُّد األمن الغذائي ركيزة من ركائز احلياة املستقرة اآلمنة‪ ،‬جلميع الناس؛ لذا تسعى خمتلف الدول لتأمني‬
‫خمزوهنا االسرتاتيجي من السلع الغذائية الالزمة لإلنسان‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ‬

‫و‬
‫ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ﴾ [البقرة‪ .]١٢6 :‬وهو من أعظم نِ َعم اهلل تعاىل عىل اإلنسان‪ .‬قال رسول اهلل ﷺ‪:‬‬
‫وت َي ْو ِم ِه‪َ ،‬ف َك َأنَّما ِح َيز ْت َل ُه ُّ‬
‫الدن َْيا» [رواه الرتمذي]‬ ‫آم ًنا ِفي ِس ْربِ ِه‪ُ ،‬م َعا ًفى ِفي َج َس ِد ِه‪ِ ،‬ع ْندَ ُه ُق ُ‬
‫« َم ْن َأصبح ِم ْن ُكم ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ َ َ‬
‫امتن اهلل ‪ ‬عىل قريش بنعمة األمن؛‬
‫ونظرا إىل أمهية األمن الغذائي؛ فقد َّ‬
‫ً‬ ‫(سبِ ِه‪ :‬أهله‪ ،‬وجمتمعه‪ِ ،‬ح َيز ْت َل ُه‪ :‬امتلكها)‪.‬‬
‫ِ ْ‬
‫فلم خيافوا‪ ،‬وبنعمة األمن الغذائي؛ فلم جيوعوا‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ‬

‫ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ﴾ [قريش‪.]4-٣ :‬‬

‫َأ َت َد َّب ُر َو ُأ َع ِّل ُ‬


‫ل‬

‫ثم ُأ َع ِّل ُل َع َّد األمن الغذائي من ال ِّن َع م التي َّ‬ ‫َ‬


‫امتن اهلل تعاىل هبا عىل الناس‪:‬‬ ‫أتَدَ َّب ُر اآلية الكريمة اآلتية‪َّ ،‬‬
‫قال تعاىل‪﴿ :‬ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ‪฀‬‬
‫ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ﴾ [األنفال‪.]٢6 :‬‬
‫‪............................................................................................................................‬‬
‫‪148‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫الترشيعات اإلسالمية لتحقيق األمن الغذائي‬ ‫ثال ثًا‬
‫بج ْملة من الترشيعات التي ُحت ِّقق األمن الغذائي للمجتمع‪ ،‬أبرزها‪:‬‬
‫جاءت الرشيعة اإلسالمية ُ‬
‫مجيعا سبب‬ ‫ِ‬ ‫أ ‪ .‬االلتزام بتقوى اهلل تعالى‪ ،‬والتوبة‪ ،‬واالستغفار‪ِ ،‬‬
‫وصلة األرحام وشكر ن َعم اهلل تعاىل؛ فهذه ً‬
‫لرفع البالء‪ .‬وقد َع َّد اإلسالم حدوث املجاعة أو نقص الغذاء من أنواع البالء الذي ينزل بذنوب العباد‪.‬‬
‫ﱟ‪฀‬‬
‫ﱞ ‪฀ ฀ ฀ ฀ ฀‬‬
‫قـال تعـاىل‪﴿:‬ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ‪฀ ฀ ฀‬‬

‫ﱢ‪฀฀‬ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ﴾ [النحل‪ .]١١٢ :‬وكان النبي ﷺ يف حـاالت‬ ‫ﱡ‪฀ ฀ ฀ ฀‬‬


‫ﱠ‪฀ ฀‬‬
‫‪฀ ฀ ฀ ฀ ฀ ฀‬‬

‫ي‬ ‫ث‬‫و‬
‫قائال ‪«:‬ال َّل ُه َّم َأ ِغ ْث َنا‪ ،‬ال َّل ُه َّم َأ ِغ ْث َنا» [رواه البخاري ومسلم]‪.‬‬
‫القحط واجلفاف ُيسا ِرع إىل دعاء اهلل تعاىل‪ً ،‬‬

‫ة‬‫ق‬
‫ب‪ .‬العنايـة بالزراعـة؛ َأ ْولى اإلسـالم الزراعة عنايـة كبيـرة‪َ .‬‬

‫ق‬
‫وح َّث‬

‫د‬ ‫ي‬
‫المسلميـن على استغالل األراضي واالنتفـاع بها‪ .‬وقد َّبني النبي‬

‫إل‬‫ا‬
‫ﷺ فضل الزراعة يف أحاديث كثرية‪ ،‬منها قوله ﷺ‪« :‬ما ِم ْن ُم ْس ِلمٍ‬

‫د‬‫ع‬
‫َيغْ ِر ُس َغ ْر ًسا‪َ ،‬أ ْو َي ْز َر ُع زَ ْر ًعا‪َ ،‬ف َي ْأ ُك ُل ِم ْن ُه َط ْ ٌري‪َ ،‬أ ْو إِن ٌ‬
‫ْسان‪َ ،‬أ ْو َهب َيم ٌة‬

‫د‬‫ا‬
‫كان َل ُه بِ ِه َصدَ َق ٌة» [متفق عليه]‪ .‬وكذلك َح َّث ﷺ على استصالح األراضي وزراعتها‪ ،‬وأباح َلم ْن استصلح‬ ‫إِ َّال َ‬

‫ل‬‫ا‬‫و‬
‫أن يتم َّلكها بإذن ولي األمر؛ إذ قال ﷺ‪َ « :‬م ْن َأ ْح َيا َأ ْر ًضا َم ِّي َت ًة َف ِه َي َل ُه» [رواه الرتمذي]‪.‬‬ ‫أرضا ال مالك لها ْ‬ ‫ً‬

‫ا‬‫ر‬ ‫م‬
‫كل ما ُي ِ‬
‫لحق الضرر بالقطاع الزراعي‪ ،‬مثل االعتداء عىل األشجار بحرقها أو قطعها‪،‬‬ ‫وكذلك نهى ﷺ عن ِّ‬

‫ع‬ ‫ج‬
‫وىص اخلليفة أبو‬
‫وكانت وصية النبي ﷺ واخللفاء من بعده هي عدم قطع الشجر حتى يف زمن احلرب؛ فقد ّ‬

‫ة‬
‫زرعا‪ ،‬وال تقطعوا شجر ًة مثمرةً» [رواه البيهقي]‪.‬‬
‫نخال‪ ،‬وال حترقوا ً‬‫قائال‪« :‬وال تغرقوا ً‬
‫الصديق ‪ ‬اجليش ً‬ ‫بكر ّ‬
‫العناية بالثروة الحيوانية؛ فقد َح َّث اإلسالم عىل العناية بالثروة احليوانية؛ ِملا هلا من منافع كثرية لإلنسان‪.‬‬
‫ومن ذلك أنَّه دعا إىل تربية األنعام‪ ،‬واالعتناء هبا‪ ،‬وتوفري الطعام واملاء هلا‪ ،‬وعدم إيذائها‪ .‬قال تعاىل‪:‬‬
‫﴿ﲨ ﲩﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ﴾ [النحل‪ .]٥ :‬كذلك نهى اإلسالم عن‬
‫فورا َفم َف ْو َقها بِغَ ْ ِ‬
‫ري‬ ‫الصيد الجائر‪ ،‬مثل الصيد للهو والعبث‪ .‬قال رسول اهلل ﷺ‪« :‬ما ِم ْن إِن ٍ‬
‫ْسان َي ْق ُت ُل ُع ْص ً‬
‫َح ِّقها إِ َّال َس َأ َل ُه ا ُ‬
‫هلل َع ْنها» [رواه احلاكم]‪.‬‬
‫د ‪ .‬الدعوة إلى االعتدال في تناول الطعام والشراب‪ ،‬والنهي عن اإلرساف والتبذير‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﱉ‬
‫شا ِم ْن َب ْطنِ ِه‪،‬‬ ‫أل آ َد ِم ٌّي ِوعا ًء َ ًّ‬
‫ﱊ ﱋ ﱌﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ﴾ [األعراف‪ .]٣١ :‬وقال النبي ﷺ‪« :‬ما َم َ َ‬
‫عام ِه‪َ ،‬و ُث ُل ٌث لِ َرشابِ ِه‪َ ،‬و ُث ُل ٌث لِ َن ْف ِس ِه»‬
‫فاع ًال َف ُث ُل ٌث لِ َط ِ‬
‫كان َوال ب َّد ِ‬
‫ُ‬ ‫مت ُي ِق ْم َن ُص ْل َب ُه‪َ ،‬فإِنْ َ‬ ‫بِ َح ْس ِ‬
‫ب ْاب ِن آ َد َم ُل َق ْي ٌ‬
‫[رواه الرتمذي]‪.‬‬
‫‪149‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫م َو َأ ْق َترِ حُ‬
‫ُأ َق ِّو ُ‬

‫ثم َأ ْق َ ِ‬
‫رت ُح اإلرشادات املالئمة َ‬
‫للحدِّ منهم‪:‬‬ ‫ُ‬
‫أ َق ِّو ُم السلوكني اآلتيني‪َّ ،‬‬
‫كم يات كبرية من الطعام تزيد عىل احلاجة يف األع راس وغريها من املناسبات االجتمعية‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد بعض الناس ِّ‬
‫‪............................................................................................................................‬‬
‫كم يات زائدة عىل احلاجة من أصناف امل واد الغذائية ا ُمل ِّ‬
‫تنوعة‪.‬‬ ‫‪ -‬اإلرساف يف شاء ِّ‬
‫‪............................................................................................................................‬‬

‫جعة‬ ‫نظـم اإلسالم األسـواق على أساس‬ ‫هـ‪ .‬العناية باألسواق؛ فقد َّ‬

‫لمرا‬
‫َأ َت َو َّق ُ‬
‫ف‬
‫الحرة ضمن ضـوابط ِ‬
‫نظــام ِ‬
‫وق َيم أخالقية أسهمـت يف‬ ‫المنافسـة ُ َّ‬
‫احل ْســبة‪ :‬نظــام للرقابــة عــىل‬
‫هتذيب التعامالت التجارية‪ .‬وقـد وضـع المسلمـون نظا ًما‬

‫ادوا‬
‫العامــة‪ ،‬مثــل األســواق‪،‬‬ ‫األماكــن َّ‬
‫للتأكد من ُخ ُل ِّو‬ ‫للرقابة أطلق عليه العلمـاء اسم نظام ِ‬
‫احل ْسبة؛ ُّ‬
‫رشف عليــه هيئــة ُمك َّلفــة مــن ويل‬
‫ُت ـ ِ‬

‫إلعد‬
‫ش واالستغالل واالحتكار‪ ،‬وكان رسول‬ ‫املعامالت من ِ‬
‫الغ ِّ‬
‫األمــر؛ صيانـ ًة للمجتمـــع‪ ،‬وحفــ ً‬
‫ـظا‬
‫اهلل ﷺ ي ِ‬
‫راقب األسواق بنفسه‪ ،‬ويرص عىل ضبط الموازين‬
‫للـــدين‪ ،‬وحتقيــ ًقا ملصالــح النــاس‪.‬‬ ‫ُ‬

‫قيد ا‬
‫االحتكـار‪ :‬حبس السلـع التي ُّ‬
‫تشتد‬ ‫والمكاييل؛ فقد َم َّر النبي ﷺ عىل كومة طعام‪ ،‬فأدخل يده فيها‪،‬‬
‫بلال‪ ،‬فقال ﷺ‪َ « :‬ما َه َذا يا َص ِ‬
‫اح َب َّ‬ ‫فنالت أصابعه ً‬
‫الط َعامِ؟»‪ ،‬حاجة الناس إليها‪ ،‬وعدم بيعها حال‬

‫ثيقة‬
‫َ‬
‫َ‬
‫قال ﷺ‪« :‬أ َف َال َج َع ْل َت ُه َف ْو َق عدم وجود بديل هلا هبدف رفع سعرها‪.‬‬ ‫سول اهللِ‪َ ،‬‬ ‫مء يا َر َ‬‫الس ُ‬ ‫قال‪ :‬أصا َب ْت ُه َّ‬ ‫َ‬

‫و‬
‫س ِم ِّني» [رواه مسلم]‪ .‬وقد‬‫اس‪َ ،‬م ْن َغ َّش َف َل ْي َ‬ ‫َّ‬
‫الط َعا ِم َك ْي َي َرا ُه ال َّن ُ‬
‫ﷺ‪«:‬ال َ ْي َت ِكر إِ َّال َخ ِ‬
‫اط ٌئ» [رواه مسلم]‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ضبط اإلسالم أحكام البيع‪ ،‬مثل تحريمه االحتكار‪ .‬قال رسول اهلل‬
‫ُ‬

‫ك ُر َو ُأ َب ِّي ُ‬
‫ن‬ ‫ُأ َف ِّ‬

‫ثم ُأ َب ِّ ُ‬
‫ي أثرها يف اإلخالل باألمن الغذائي‪:‬‬ ‫ُ‬
‫أ َف ِّك ُر يف السلوكات اآلتية‪َّ ،‬‬
‫وروج هلذه‬
‫سلعا منتهية الصالحية عن طريق صفحته يف إحدى وسائل الت واصل االجتمعي‪َّ ،‬‬ ‫‪ )1‬باع تاجر ً‬
‫عروضا ُمغ ِري ًة‪.‬‬
‫ً‬ ‫السلع بوصفها‬
‫‪...........................................................................................................................‬‬
‫تشتد حاجة الناس إليها‪ ،‬وال توجد عند غريه؛ ُبغْ َي َة رفع أسعارها‪.‬‬ ‫‪ )2‬امتناع تاجر عن بيع السلع التي ُّ‬
‫‪...........................................................................................................................‬‬
‫‪ )3‬تالعب تاجر بامل وازين ا ُمل ستخدَ مة يف م ِّله التجاري‪.‬‬
‫‪...........................................................................................................................‬‬
‫‪150‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫َأ ْب َ‬
‫ح ُ‬
‫ث َع ْن‬

‫ثم َأ ْب َح ُث فيه عن أبرز املؤسسات احلكومية األردنية التي ت ُْعنى بتحقيق األمن‬ ‫أ ْر ِج ُع إىل شبكة اإلنرتنت‪َّ ،‬‬
‫َ‬
‫ثم ُأ َد ِّونُ مصدر املعلومة‪.‬‬
‫الغذائي للمواطنني‪َّ ،‬‬
‫‪.............................................................................................................................‬‬

‫س ُع‬ ‫إل ْث ُ‬
‫راء َوال َّت َو ُّ‬ ‫اْ ِ‬

‫ي‬ ‫ث‬‫و‬
‫قدم الق رآن الكريم ُأنموذج ختطيط ُ ْم ً‬
‫كم لتحقيق األمن الغذائي عن طريق حتقيق االكتفاء الذايت‪ ،‬وتوفري‬ ‫َّ‬

‫ق‬ ‫ة‬‫ق‬
‫خمزون اس رتاتيجي من الغذاء‪ ،‬وجت ُّنب حدوث جماعة أو نقص يف الغذاء‪ ،‬واستخدام ط رائق فاعلة ملعاجلة مشكلة‬

‫د‬ ‫ي‬
‫اجلفاف والقحط‪ ،‬وقد متثَّل ذلك يف ختطيط ِّ‬
‫سي دنا يوسف ‪ ‬أيام املجاعة‪.‬‬

‫إل‬‫ا‬
‫قال تعاىل‪﴿ :‬ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ‬

‫ع‬
‫ﲀﲁﲂﲃﲄﲅﲆﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍﲎﲏﲐﲑﲒﲓﲔﲕﲖ‬

‫د‬‫ا‬‫د‬
‫ﲗ ﲘ﴾ [يوسف‪.]49-47 :‬‬

‫ا‬‫و‬
‫ُ‬

‫ل‬
‫سي دنا يوسف ‪:‬‬
‫من أسس األمن الغذائي التي ا َّت بعها ِّ‬

‫ر‬ ‫م‬
‫‪ .1‬زيادة اإلنتاج‪ ،‬وبيان كيفية اال ِّدخار واالستهالك‪ ،‬وذلك بالرتكيز عىل زراعة احلبوب؛ فهي مور األمن الغذائي‪.‬‬

‫ا‬
‫‪ .2‬إدارة التخزين‪ ،‬ببيان طريقة توزيع املخزون عىل سن وات القحط واجلدب واألزمات الزراعية‪ ،‬فيم ُي َ‬
‫عرف حديثًا‬

‫ة‬‫ع‬ ‫ج‬
‫تبعا حلاجات الناس‪.‬‬
‫بتأمني املخزون االسرتاتيجي من الغذاء‪ً ،‬‬

‫فاد ُة‬ ‫م ا ْل ُم ْ‬
‫س َت َ‬ ‫ا ْلقِ َي ُ‬

‫الق َيم املستفادة من الدرس‪.‬‬‫صبعض ِ‬ ‫َأ ْس َت ْخ ِل ُ‬


‫‪َ )1‬أشْ ُك ُر اهلل تعاىل عىل نِ َعمه الوفرية‪.‬‬
‫‪.................................................................................................. )2‬‬
‫‪.................................................................................................. )3‬‬

‫‪151‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫راج َع ُة‬
‫ويم َوا ْل ُم َ‬
‫ُ‬ ‫ال َّت ْق‬

‫‪ُ 1‬أ َب ِّ ُ‬
‫ي مفهوم ٍّ‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬
‫ب‪ .‬نظام ِ‬
‫احل ْسبة‪.‬‬ ‫‪ 2‬أ ‪ .‬األمن الغذائي‪.‬‬
‫ُأ َو ِّض ُح أثر السلوكني اآلتيني يف اختالل األمن الغذائي‪:‬‬
‫أ ‪ .‬ترك األرايض الزراعية من دون عناية‪.‬‬

‫جعة‬
‫ش واالحتكار‪.‬‬ ‫ب‪ .‬ممارسة ال ُّتجار ِ‬
‫الغ َّ‬ ‫ّ‬
‫‪ُ 3‬أ َحدِّ ُد مظاهر عناية اإلسالم بالثروة احليوانية‪.‬‬

‫لمرا‬
‫‪َ 4‬أ ْذ ُك ُر أمهية حتقيق األمن الغذائي للمجتمعات‪.‬‬
‫تار اإلجابة الصحيحة يف ٍّ‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬ ‫‪َ 5‬أ ْخ ُ‬

‫ادوا‬
‫ﱞ‬
‫قـال تعـاىل‪﴿ :‬ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ‪฀ ฀ ฀‬‬ ‫‪.1‬‬

‫إلعد‬
‫ﱢ‪฀฀‬ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ﴾‪ .‬أشارت اآلية الكريمة‬
‫ﱡ‪฀ ฀ ฀ ฀‬‬
‫ﱠ‪฀ ฀‬‬
‫ﱟ‪฀ ฀ ฀ ฀‬‬
‫‪฀ ฀ ฀ ฀ ฀ ฀ ฀ ฀ ฀‬‬

‫إىل ترشيع إسالمي يؤ ّدي إىل حتقيق األمن الغذائي‪ ،‬هو‪:‬‬

‫قيد ا‬
‫ب‪ .‬االلتزام بتقوى اهلل تعاىل‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬العناية بالزراعة‪.‬‬

‫ثيقة‬
‫د ‪ .‬العناية بالثروة احليوانية‪.‬‬ ‫جـ ‪ .‬العناية باألسواق‪.‬‬
‫نصح هبا للعناية بالزراعة‪:‬‬
‫‪ .2‬من اإلرشادات التي ُي َ‬

‫و‬
‫ب‪ .‬العناية باألسواق‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬تربية األنعام‪.‬‬
‫د ‪ .‬االعتدال يف تناول الطعام والرشاب‪.‬‬ ‫جـ ‪ .‬استصالح األرايض‪.‬‬
‫سيدنا يوسف ‪:‬‬ ‫ُ‬
‫‪ .3‬من أسس األمن الغذائي التي ا َّتبعها ِّ‬
‫ب‪ .‬إدارة التخزين‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬العناية بالثروة احليوانية‪.‬‬
‫د ‪ .‬العناية باألسواق‪.‬‬ ‫جـ ‪ .‬النهي عن اإلرساف‪.‬‬
‫‪ .4‬قال تعاىل‪ ﴿ :‬ﱉ ﱊ ﱋ ﱌﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ﴾‪ .‬أشارت اآلية الكريمة إىل ترشيع‬
‫إسالمي يؤ ّدي إىل حتقيق األمن الغذائي‪ ،‬هو‪:‬‬
‫ب ‪ .‬العناية باألسواق‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬االعتدال يف تناول الطعام والرشاب‪.‬‬
‫د ‪ .‬حتريم االحتكار‪.‬‬ ‫جـ ‪ .‬العناية بالزراعة‪.‬‬

‫‪152‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫الدرس‬
‫اإلسالم والوحدة الوطنية‬
‫‪7‬‬

‫تاجات ال َّت َع ُّل ِ‬


‫م‬ ‫ُ‬ ‫ِن‬

‫ُيتو َّقع من الطلبة تحقيق النتاجات اآلتية‪:‬‬

‫ي‬ ‫ث‬‫و‬
‫‪َ -‬ب ُ‬
‫يان مفهوم الوحدة الوطنية‪ ،‬وأمهيتها‪.‬‬

‫ة‬‫ق‬
‫ضيح توجيهات اإلسالم لتحقيق الوحدة الوطنية‪.‬‬ ‫‪ -‬ت َْو ُ‬

‫ي‬ ‫ق‬
‫ص عىل متتني العالقة بني أبناء الوطن ال واحد‪.‬‬ ‫‪ِْ -‬‬
‫احل ْر ُ‬

‫إل‬‫ا‬ ‫د‬
‫ا‬‫د‬‫ع‬
‫م ا ْل َق ْبل ُّ‬
‫ِي‬ ‫ع ُّل ُ‬
‫ال َّت َ‬

‫ا‬‫و‬ ‫د‬
‫اإلنسان كائن اجتمعي بطبعه؛ فهو يعيش منذ ِ‬

‫ل‬
‫القدَ م يف‬

‫م‬
‫َأ َت َو َّق ُ‬
‫ف‬
‫جتمعات ُس ّكانية تعمل عىل متتني الروابط بني أفرادها‪ .‬وقد جاء‬

‫ر‬
‫ُّ‬

‫ا‬
‫قومات ضرورية‬
‫يرتكز الوطن على ُم ِّ‬ ‫عزز هذه الروابط بني الناس‪ ،‬ويدعو إىل استمرارها بني‬
‫اإلسالم ُلي ِّ‬

‫ج‬
‫الستمراره‪ ،‬هـي‪:‬‬

‫ع‬
‫أبناء الوطن الواحد‪ ،‬حيث يعيش عىل أرضه ُأناس قد خيتلفون‬

‫ة‬
‫األرض‪ ،‬والشعب‪ ،‬والنظام السيايس‬ ‫ِ‬
‫التنوع‬
‫يف الدين‪ ،‬أو الع ْرق‪ ،‬أو اللغة؛ لذا ينبغي أنْ يكون هذا ُّ‬
‫ا ُمل تم ثِّــل يف السلطــات الثـالث‪:‬‬
‫والقوة‪ ،‬ال ُمنط َل ًقا ُ‬
‫للف ْرقة والضعف‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫واالختالف َم ْدعا ًة للوحدة‬
‫الت رشيعية‪ ،‬والتنفيذية‪ ،‬والقضائية‪.‬‬
‫وتقب ل اآلخر‪ ،‬ودعا‬
‫كذلك َح َّث اإلسالم عىل الوحدة والتعاون ُّ‬
‫جمتمعا‬
‫ً‬ ‫الف ْرقة؛ لذا آخى النبي ﷺ بني املسلمني من مهاجرين وأنصار يف املدينة ا ُمل َّ‬
‫نورة‪ ،‬فأصبح وا‬ ‫إىل نبذ ُ‬
‫ملودة‪ ،‬وجيمعهم نظام واحد‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ‪฀‬‬ ‫ملحب ة وا َّ‬ ‫ً‬
‫متمسك ا تسوده ا َّ‬
‫ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ﴾ [آل عم ران‪.]١٠٣ :‬‬
‫ن‬ ‫ك ُر َو ُأ َب ِّي ُ‬
‫ُأ َف ِّ‬
‫ي أثر ذلك يف وحدة أبناء جمتمع املدينة‪.‬‬ ‫ثم ُأ َب ِّ ُ‬
‫أ َفك ُِّر يف مؤاخاة النبي ﷺ بني املهاجرين واألنصار‪َّ ،‬‬
‫ُ‬
‫‪...........................................................................................................‬‬

‫‪153‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫م َوال َّت ْح ُ‬
‫ليل‬ ‫ا ْل َف ْ‬
‫ه ُ‬

‫وجه اإلسالم إىل‬ ‫أهم ا ُمل ِّ‬


‫قومات التي جتمع بني أبناء الوطن الواحد‪ .‬وقد َّ‬ ‫ت َُع ُّد الوحدة الوطنية أحد ِّ‬
‫جمموعة من املبادئ واألحكام التي تضمن ديمومة هذه الوحدة‪.‬‬

‫ريط ُة ال َّت ْنظيمِ َّي ُة‬


‫ا ْل َخ َ‬
‫اإلسالم والوحدة الوطنية‬

‫جعة‬ ‫توجيهات اإلسالم لتحقيق الوحدة الوطنية‬ ‫مفهوم الوحدة الوطنية‪ ،‬وأمهيتها‬

‫لمرا‬
‫ادوا‬
‫التكافل االجتمعي‬ ‫املساواة‬ ‫التعصب‬
‫ُّ‬ ‫ماربة‬ ‫تقبل االختالف‬
‫ُّ‬

‫إلعد‬
‫مفهوم الوحدة الوطنية‪ ،‬وأمهيتها‬ ‫َّأو ًال‬

‫قيد ا‬
‫وحتاهبم‪ ،‬وانتمؤهم إىل بلدهم‪ ،‬والتفاين يف خدمته‪ ،‬والدفاع‬
‫ُّ‬ ‫الوحدة الوطنية‪ :‬هي متاسك أبناء الوطن‪،‬‬
‫عنه من دون النظر إىل االختالفات ِ‬
‫الع ْرقية والدينية والثقافية‪.‬‬

‫ثيقة‬
‫وقد َع َّد اإلسالم الوحدة الوطنية فريضة؛ لِ ما لها من‬
‫وتطوره في‬
‫ُّ‬ ‫أهم ٌّية كبيرة يف تحقيق استق رار الوطن ونمائه‬
‫ّ‬

‫و‬
‫المجاالت جميعها‪ ،‬وحماية أبنائه من الفتن‪ ،‬ونشر األمن‬
‫ألي عدوان خارجي‪،‬‬
‫التصدي ِّ‬
‫ّ‬ ‫بينهم‪ ،‬وجعلهم قوة ُي ِ‬
‫مكنها‬ ‫َّ‬
‫والمحافظة على مكتسباتهم‪.‬‬
‫سبب ا في عمارة األرض؛ ألنَّ‬
‫كذلك ت َُع ُّد الوحدة الوطنية ً‬
‫ذلك يقتيض تعاون أبناء املجتمع وتآلفهم ووحدهتم‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ﴾‬
‫[هود‪ .]6١:‬وهي تعمل ً‬
‫أيضا على تمكين الناس من أداء واجباتهم الدينية والدنيوية‪.‬‬

‫َأ ْق َر ُأ َو َأ ْ‬
‫س َت ْن ِت ُج‬

‫ثم َأ ْس َتنْتِ ُج منه أسباب اخلري التي دعا هبا نبي اهلل إبراهيم ‪َّ ‬‬
‫ملكة ا ُمل َّ‬
‫كرمة وأهلها‪ :‬قال‬ ‫َ ُ‬
‫أ ْق َرأ النص الرشعي اآليت‪َّ ،‬‬
‫تعاىل‪﴿ :‬ﳃﳄﳅﳆﳇﳈﳉﳊﳋﳌﳍﳎﳏﳐﳑﳒﳓﳔ﴾ [البقرة‪.]١٢6 :‬‬
‫‪........................................................................................................‬‬
‫‪154‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫توجيهات اإلسالم لتحقيق الوحدة الوطنية‬ ‫ثاني ا‬
‫ً‬
‫كونات الشعب‪ .‬وهذه أمهُّ ها‪:‬‬ ‫ُدع م الوحدة الوطنية بني ُم ِّ‬
‫وج ه اإلسالم إىل جمموعة من املبادئ التي ت ِّ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫تنوع لغاهتم‬ ‫خوة اإلنسانية عىل أساس أنَّ مجيع الناس يرجعون إىل أصل واحد‪ ،‬وأنَّ اهلدف من ُّ‬ ‫أ ‪ .‬تأكيد مبدأ األ َّ‬
‫اس َب ُنو آ َد َم‪َ ،‬وآ َد ُم ُخ ِلقَ ِم ْن‬
‫وأع راقهم وأجناسهم حتقيق التعارف والتعاون بينهم‪ .‬قال رسول اهلل ﷺ‪« :‬ال َّن ُ‬
‫ُت َر ٍ‬
‫اب» [رواه الرتمذي]‪.‬‬

‫و‬
‫أَ ْر ِج ُع َو َأ ْ‬

‫ث‬
‫س َت ْذ ِك ُر‬

‫ثم َأ ْس َت ْذ ِك ُر منه جمموعة من الصحابة الك رام ‪ ‬من أصول غري‬ ‫َأ ْر ِج ُع إىل أحد كتب السرية النبوية ا ُمل َّ‬
‫طه رة‪َّ ،‬‬

‫ق‬ ‫ة‬‫ق‬ ‫ي‬


‫ي‬
‫ع ربية‪ ،‬كان هلم شأن عظيم يف جمتمع املدينة ا ُمل َّ‬

‫د‬
‫نورة‪.‬‬

‫إل‬‫ا‬
‫‪..................................................................................................................................‬‬

‫ا‬‫د‬‫ع‬
‫ب‪ .‬الدعوة إلى التعايش بين أبناء المجتمع على اختالف أديانهم ومعتقداتهم؛ فقد أنشأ النبي ﷺ بعد‬

‫د‬
‫ا‬‫و‬
‫جمتمعا َض َّم املسلمني وغريهم‪.‬‬
‫ً‬ ‫اهلجرة‬

‫م‬‫ل‬
‫ُفرق بني أبناء الوطن ال واحد‪ .‬قال رسول اهلل ﷺ ُم ِّذرا من‬
‫التعصب والعنصرية التي ت ِّ‬ ‫ُّ‬ ‫كل صور‬ ‫محاربة ِّ‬

‫ا‬‫ر‬
‫العنرصية‪َ « :‬د ُع وها؛ َفإِ َّهنا ُم ْنتِ َن ٌة» [رواه البخاري]‪.‬‬

‫ة‬‫ع‬ ‫ج‬ ‫يو ً‬


‫احدا من توجيهات النبي ﷺ يف ماربة العنرصية‪ ،‬وتأكيد وحدة أبناء‬ ‫ثم ُأ َب ِّ ُ‬ ‫َ َ‬
‫أتَأ َّم ُل ُخطبة َح َّج ة الوداع‪َّ ،‬‬
‫ل َو ُأ َب ِّي ُ‬
‫ن‬ ‫َأ َت َأ َّم ُ‬

‫املجتمع ال واحد‪.‬‬
‫‪....................................................................................................‬‬

‫«وإِن َُّه َم ْن‬ ‫د‪ .‬المساواة بين جميع أف راد المجتمع في الحقوق وال واجبات؛ فقد جاء يف وثيقة املدينة ا ُمل َّ‬
‫نورة‪َ :‬‬
‫نارص َع َل ْي ِه ْم» [سرية ابن هشام]‪.‬‬
‫لومني‪َ ،‬وال ُم َت َ ٍ‬ ‫ري َم ْظ‬ ‫رص َو ْ ُ‬ ‫َت بِ َع نا ِم ْن هي ٍ‬
‫ود‪َ ،‬فإِنَّ َل ُه ال َّن ْ َ‬
‫َ‬ ‫األ ْس َوةَ‪َ ،‬غ ْ َ‬ ‫َ‬
‫هـ‪ .‬السعي لتحقيق التكافل بين أف راد المجتمع‪ ،‬للوصول هبم إىل احلياة الكريمة‪ ،‬بتقديم العون ِّ‬
‫لكل‬
‫َعاط ِف ِه ْم َمث َُل ا ْل َج َس ِد؛ إِذا اشْ َتكى ِم ْن ُه‬ ‫نين في تَوا ِّد ِه ْم َوت ُ‬
‫َراح ِم ِه ْم َوت ُ‬ ‫متاج‪ .‬قال رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬مث َُل ا ْل ُم ْؤ ِم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُع ْض ٌو تَداعى َل ُه سائ ُر ا ْل َج َسد بِ َّ‬
‫الس َه ِر َوا ْل ُح ّمى» [رواه البخاري ومسلم]‪.‬‬
‫‪155‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫الف ْرقة‪ .‬قال تعاىل‪ ﴿ :‬ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ﴾‬
‫و ‪ .‬الدعوة إلى االجتماع و التحذير من ُ‬
‫[األنفال‪.]46 :‬‬

‫أَ ْر ِج ُع َو ُأ َب ِّي ُ‬
‫ن‬

‫ثم ُأ َب ِّ ُ‬
‫ي أمهيتها يف اإلسهام يف‬ ‫باستخدام الرمز املجاور (‪َ ،)QR Code‬أ ْر ِج ُع إىل رسالة ّ‬
‫عمن‪َّ ،‬‬
‫حتقيق الوحدة الوطنية‪.‬‬

‫جعة‬
‫‪...............................................................................................................‬‬

‫لمرا‬
‫ص َو ٌر ُم ْ‬
‫ش ِر َق ٌة‬ ‫ُ‬

‫ادوا‬
‫نموذجا ُمم َّي ًزا للوحدة الوطنية‪ ،‬والتمسك والتالحم بني أبنائه؛ إذ يعيش فيه م واطنون‬
‫ً‬ ‫ُي َع ُّد األردن ُأ‬

‫إلعد‬
‫مجيع ا يف‬ ‫يم ثِّلون تنو ًعا ِع رقي ا‪ ،‬وديني ا‪ .‬وقد حافظ أبناء ِّ ِ‬
‫كل ع ْرق ودين عىل ثقافتهم ودينهم‪ ،‬واندجم وا ً‬ ‫ًّ‬ ‫ْ ًّ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫قوة الوطن‪،‬‬
‫املجتمع األردين بوصفهم م واطنني هلم احلقوق نفسها‪ ،‬وعليهم ال واجبات نفسها؛ ما أسهم يف َّ‬

‫قيد ا‬
‫ووحدة شعبه‪.‬‬

‫ثيقة‬
‫قوي ة‪ ،‬وعىل رأسها‪:‬‬
‫ودعائم الوحدة الوطنية يف األردن َّ‬
‫القيادة اهلاشمية التي ت ِّ‬
‫ُؤكد أنَّ وحدة أبناء الوطن وخدمتهم‬

‫و‬
‫القوات ا ُمل س َّل حة األردنية (اجليش‬ ‫من أولوياهتا يف ا ُ‬
‫حل ْك م‪ ،‬و ّ‬
‫العريب)‪ ،‬واألجهزة األمنية املختلفة التي ن ََذرت نفسها‬
‫مس هبذه‬
‫كل ما َي ُّ‬ ‫للدفاع عن الوطن وأبنائه‪ ،‬وماربة ِّ‬
‫الوحدة‪ ،‬إضاف ًة إىل وعي امل واطنني بأمهية املحافظة عىل الوحدة الوطنية وتقويتها‪ ،‬وعىل ما جيمعهم من إرث‬
‫حضاري وتارخيي مشرتك‪ ،‬والتمس ك ِ‬
‫بالق َي م الدينية التي تدعو إىل املحافظة عىل الوحدة الوطنية‪.‬‬ ‫ُّ‬

‫‪156‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫س ُع‬ ‫إل ْث ُ‬
‫راء َوال َّت َو ُّ‬ ‫اْ ِ‬

‫األ َّمة اإلسالمية مجاعات من الناس‪ ،‬جيمعها دين واحد‪ ،‬وإطار تارخيي وحضاري ومصالح مشرتكة‪ .‬وقد‬‫ُمتثِّل ُ‬
‫ائع ا يف مجيع اجل وانب‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ‬ ‫نموذجا ر ً‬
‫ً‬ ‫قدمت هذه ُ‬
‫األ َّمة للب رشية‬ ‫َّ‬
‫ﱓ‪ ฀‬ﱔ﴾ [األنبياء‪.]9٢ :‬‬
‫األ َّمة اإلسالمية؛ ألنَّ حتقيق الوحدة الوطنية من أكرب أسباب وحدة‬ ‫والوحدة الوطنية ال تتعارض مع وحدة ُ‬
‫يتعي ن على أبناء الوطن ال واحد القيام ب واجبهم تجاه ُأ َّم تهم‪ ،‬بالتزام توجيهات اإلسالم‬ ‫ُ‬
‫األ َّمة اإلسالمية‪ ،‬ومن َث َّم َّ‬

‫ي‬ ‫ث‬‫و‬
‫في المحافظة على وحدة ُ‬
‫األ َّمة اإلسالمية عن طريق ما يأتي‪:‬‬

‫ة‬‫ق‬
‫خوة اإليمانية‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﲫ ﲬ ﲭ﴾ [احلج رات‪.]١٠ :‬‬ ‫ُ‬
‫أ ‪ .‬تأكيد مبدأ األ َّ‬

‫د‬ ‫ي‬ ‫ق‬


‫التعصب ال َق َب لي‪،‬‬
‫التعصب الطائفي‪ ،‬و ُّ‬ ‫التعص ب املذهبي‪ ،‬و ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ب‪ .‬محاربة أسباب ُ‬
‫الف ْرقة واالختالف‪( ،‬مثل‪:‬‬

‫ا‬
‫الف رقة التي يب ثُّها أعداء ُ‬

‫إل‬
‫األ َّمة من داخلها وخارجها‪ .‬قال‬ ‫التعصب السيايس)‪ ،‬وعدم اإلصغاء إىل دع وات ُ ْ‬ ‫و ُّ‬

‫ع‬
‫تعاىل‪﴿ :‬ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ﴾ [األنفال‪.]46 :‬‬

‫د‬‫ا‬‫د‬
‫السعي إلظهار التكامل بين أف راد ُ‬
‫األ َّمة ال واحدة‪ ،‬واالعتزاز هبا‪ ،‬واملحافظة عىل منجزاهتا‪ ،‬والدفاع عنها‪،‬‬

‫ل‬‫ا‬‫و‬
‫واحلرص عىل وحدهتا‪ ،‬ونرصة أبنائها‪ ،‬والتعاون معهم‪.‬‬

‫ا‬‫ر‬ ‫م‬
‫ج‬
‫فاد ُة‬ ‫م ا ْل ُم ْ‬
‫س َت َ‬ ‫ا ْلقِ َي ُ‬

‫ة‬‫ع‬
‫ص بعض ِ‬
‫الق َيم املستفادة من الدرس‪.‬‬ ‫َأ ْس َت ْخ ِل ُ‬
‫ص عىل وحدته‪.‬‬ ‫‪ُ )1‬أ ِح ُّب وطني‪َ ،‬و َأ ْح ِر ُ‬
‫‪.................................................................................................. )2‬‬
‫‪.................................................................................................. )3‬‬

‫‪157‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫راج َع ُة‬
‫ويم َوا ْل ُم َ‬
‫ُ‬ ‫ال َّت ْق‬

‫‪ُ 1‬أ َب ِّ ُ‬
‫ي مفهوم ٍّ‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬
‫ب‪ُ .‬‬
‫األ َّمة اإلسالمية‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬الوحدة الوطنية‪.‬‬
‫‪ُ 2‬أ َو ِّض ُح ثالثة أمور ُّ‬
‫تدل عىل أمهية الوحدة الوطنية‪.‬‬
‫ي داللة النصوص الرشعية اآلتية عىل توجيهات اإلسالم لتحقيق الوحدة الوطنية‪:‬‬ ‫‪ُ 3‬أ َب ِّ ُ‬
‫أ ‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ‬

‫جعة‬
‫ﱵﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ﴾‪.‬‬

‫لمرا‬
‫َعاط ِف ِه ْم َمث َُل ا ْل َج َس ِد؛ إِذا اشْ َتكى ِم ْن ُه‬
‫َراح ِم ِه ْم َوت ُ‬ ‫نين في تَوا ِّد ِه ْم َوت ُ‬‫ب‪ .‬قال رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬مث َُل ا ْل ُم ْؤ ِم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الس َه ِر َوا ْل ُح ّمى»‪.‬‬ ‫ُع ْض ٌو تَداعى َل ُه سائ ُر ا ْل َج َسد بِ َّ‬

‫ادوا‬
‫رص َو ْ ُ‬ ‫«وإِن َُّه َم ْن َت بِ َعنا ِم ْن هي ٍ‬
‫ود‪َ ،‬فإِنَّ َل ُه ال َّن ْ َ‬
‫ني‪َ ،‬وال‬ ‫ري َم ْظلوم َ‬
‫األ ْس َوةَ‪َ ،‬غ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫جاء يف وثيقة املدينـة ا ُمل َّ‬
‫نورة‪َ :‬‬
‫نارص َع َل ْي ِه ْم»‪.‬‬
‫ُم َت َ ٍ‬

‫إلعد‬
‫نموذجا ُمم َّي ًزا للوحدة الوطنية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫‪ُ 4‬أ َع ِّل ُل‪ :‬ت َُع ُّد اململكة األردنية اهلاشمية ُأ‬
‫‪َ 5‬أ َض ُع إشارة (✓) بجانب العبارة الصحيحة‪ ،‬وإشارة (✗) بجانب العبارة غري الصحيحة فيم يأيت‪:‬‬

‫قيد ا‬
‫الف ْرقة‪.‬‬ ‫الع ْرق‪ ،‬أو اللغة‪ ،‬هو من ع وامل الضعف و ُ‬ ‫أ ‪ ) ( .‬اختالف أبناء الوطن ال واحد يف الدين‪ ،‬أو ِ‬

‫ثيقة‬
‫األ َّمة اإلسالمية‪.‬‬ ‫) الوحدة الوطنية ال تتعارض مع وحدة ُ‬ ‫ب‪( .‬‬
‫) من واجب املسلم نحو ُأ َّمته‪ :‬املحافظة عليها‪ ،‬والدفاع عنها‪ ،‬والتعاون مع أبنائها‪.‬‬ ‫(‬

‫و‬
‫‪َ 6‬أ ْخ ُ‬
‫تار اإلجابة الصحيحة يف ٍّ‬
‫كل ّمما يأيت‪:‬‬
‫‪ .1‬حرص النبي ﷺ عىل وحدة أبناء جمتمع املدينة ا ُمل َّ‬
‫نورة عن طريق الدعوة إىل‪:‬‬
‫د‪ .‬احلرية‪.‬‬ ‫التجارة‪.‬‬ ‫ب‪ .‬العصبية‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬املؤاخاة‪.‬‬
‫‪ .2‬من األد َّل ة الرشعية التي ُحت ِّذر من العن رصية بصورة مباشة‪:‬‬
‫أ ‪ .‬قوله تعاىل‪﴿ :‬ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ﴾‪.‬‬
‫ب‪ .‬قوله تعاىل‪﴿ :‬ﲫ ﲬ ﲭ﴾‪.‬‬
‫َعاط ِف ِه ْم َمث َُل ا ْل َج َس ِد»‪.‬‬ ‫نين في تَوا ِّد ِه ْم َوت ُ‬
‫َراح ِم ِه ْم َوت ُ‬ ‫قوله ﷺ ‪َ «:‬مث َُل ا ْل ُم ْؤ ِم َ‬
‫د ‪ .‬قوله ﷺ ‪َ «:‬د ُع وها؛ َفإِ َّهن ا ُم ْنتِ َن ٌة»‪.‬‬
‫ﱢ ‪฀฀‬ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ﴾ إىل مبدأ ُي ّ‬
‫قوي الوحدة الوطنية‪ ،‬هو‪:‬‬ ‫ﱡ‪฀ ฀ ฀‬‬
‫‪ .3‬يشري قوله تعاىل‪฀ ฀ ฀ ฀ ฀ ﴿ :‬‬
‫ب‪ .‬الدعوة إىل االجتمع‪.‬‬ ‫التعصب‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫أ ‪ .‬ماربة‬
‫د‪ .‬املساواة‪.‬‬ ‫تقب ل االختالف‪.‬‬
‫ُّ‬
‫‪158‬‬
‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬
‫ق‬ ‫ي‬ ‫ث‬‫و‬
‫د‬ ‫ي‬ ‫ق‬ ‫ة‬
‫ع‬‫إل‬‫ا‬
‫و‬ ‫د‬‫ا‬‫د‬
‫م‬‫ل‬‫ا‬
‫ج‬‫ا‬‫ر‬
‫ة‬‫ع‬

‫وثيقة قيد اإلعداد والم راجعات التربوية واألكاديمية‪ /‬المركز الوطني لتطوير المناهج‬

You might also like