You are on page 1of 17

ISSN 2710-7930 ‫مجلة ضياء للدراسات القانونية‬

159-143 :‫الصفحات‬ 2021 :‫السنة‬ 01 :‫العدد‬ 03 :‫المجلد‬

‫دورالدائرة في التنمية املحلية‬


The role of the department in local development
‫لخضاري العيد‬ * ‫ مشكورمصطفى‬/‫د‬
‫ الجزائر‬،‫املجلس الشعبي الوطني‬ ‫ الجزائر‬،‫ البيض‬،‫املركز الجامعي نورالبشير‬
lakhdari.lg@gmail.com mostefarose@yahoo.fr
2021/09/18 :‫ تاريخ النشر‬2021/07/13 :‫ تاريخ القبول‬2021/07/07:‫تاريخ االستالم‬
:‫ملخص‬
‫تعتبر الدائر هيئة محلية تبرز نظام عدم التركيز وتساهم في التنمية المحلية خاصة في مجاالت‬
‫ إضافة إلى‬،‫ كما عرفت الدائرة في الجزائر تطور كبير خاصة عقب االستقالل‬،‫السكن االجتماعي‬
‫الصالحيات المتعددة والمتزايدة لرئيس الدائرة والتي تؤكد على وجود الدولة في أقاليم الدوائر نتيجة‬
‫لضعف الوجود الملموس للصالحيات المنسوبة لرؤساء المجالس الشعبية بصفتهم ممثلين للدولة وهذا‬
‫ والتي تهدف إلى‬،‫ما يجعل منصب رئيس الدائرة من المناصب ذات الطابع السياسي في الدولة‬
‫تعزيز وجود الدولة في كل إقليم البالد ومن ثمة تقريب اإلدارة من المواطن أكثر وتحقيق الرضاء‬
‫الشعبي وهو الهدف الذي تطمح إليه كل الدول في العالم بمختلف أنظمتها وتوجهاتها أما عن عالقة‬
‫رئيس الدائرة بالوالي فإنه مفوض بموجب تفويض توقيع يجعل أعمال رئيس الدائرة مجرد أعمال مادية‬
.‫وتنفيذية ال ترقى لمستوى الق اررات اإلدارية بالمعنى الفني‬
.‫ الدائرة؛ التنمية المحلية؛ عدم التركيز‬:‫كلمات مفتاحية‬
Abstract:
Al-Daer is a local body that highlights the lack of concentration and contributes
to local development, especially in the areas of social housing, and the
department in Algeria has witnessed a great development, especially after
independence, in addition to the multiple and increasing powers of the head of
the department, which confirms the presence of the state in the regions of the
departments due to the weakness of the presence This is what makes the position
of the head of the department one of the positions of a political nature in the
state, which aims to strengthen the presence of the state in the whole region of
the country, and from there to bring the administration closer to the citizen and
achieve popular satisfaction, which is the goal What all countries in the world
aspire to, with their various systems and orientations, as for the relationship of
the department head to the governor, he is authorized by virtue of a signature
authorization that makes the work of the head of the department.
Keywords: department; local development; lack of focus.

‫ مشكور مصطفى‬/‫ د‬:‫* المؤلف المرسل‬

143
‫لخضاري العيد‬ ‫د‪ /‬مشكور مصطفى‬

‫مقدمـــــــة‪:‬‬
‫تعتبر الدائرة هيئة تابعة لإلدارة المركزية في التنظيم اإلداري الجزائري أي‬
‫أنها تجسيد لعدم التركيز اإلداري على مستوى األقاليم المحلية للبلديات التي تضمها‪،‬‬
‫وهذا ما يجعلها جها از مساعدا للوالي في أداء صالحياته كممثل للدولة حيث تكيف‬
‫عالقة الدائرة باإلدارة المركزية على أنها رقابة رئاسية توزع مظاهر ممارستها بين‬
‫اإلدارة المركزية في العاصمة والتي لها سلطة تقديرية جد واسعة في تعيينه وإنهاء‬
‫مهامه وبين الوالي باعتباره ممثل للدولة وكرئيس مباشر له‪ ،‬أما عن عالقتها‬
‫بالبلديات فإنها تكيف على أنها رقابة إدارية وصائية وهذ ما يجعلنا نبتعد عن‬
‫الالمركزية الحقيقية التي تحقق الديموقراطية االدارية الفعلية على المستولى المحلي‬
‫ومن دون المساس بوحدة الدولة‪.‬‬
‫أما بالنسبة لإلطار القانوني لهيئة الدائرة فقد تم النص عليها في الفصل‬
‫األول من الباب الرابع من قانون الوالية لسنة ‪ 1969‬تحت عنوان أحكام انتقالية (في‬
‫المواد من ‪166‬الى ‪ )170‬حيث اعتبر المشرع هذه الهيئة في عداد المرحلة االنتقالية‬
‫دون الجزم باإلبقاء عليها أو إلغائها من التنظيم اإلداري الجزائري‪ ،‬ولكن صدور‬
‫القانون ‪09-84‬المؤرخ في‪ 1984/02/04:‬المتضمن التنظيم اإلقليمي للبالد حسم‬
‫األمر بإنهاء المرحلة االنتقالية بسحب اإلطار التشريعي للدائرة فلم يعد لها وجود‬
‫قانوني ولكن األهمية الواقعية للدائرة فرضت ضرورة إحيائها من جديد وذلك بمنح‬
‫رئيس الدائرة مجموعة من الصالحيات توحي بفعالية دور الدائرة‪.‬‬
‫يتمثل اإلطار التنظيمي للدائرة في وجود تنظيم هيكلي وآخر بشري‪ ،‬األول‬
‫يتمثل في مجموعة من المكاتب كجهاز إداري يترأسه رئيس الدائرة والثاني يتمثل في‬
‫مجموعة موظفين لمساعدة رئيس الدائرة في أداء االختصاصات المفوضة إليه من‬
‫طرف الوالي بموجب النصوص القانونية والتنظيمية المعمول بها‪ - .‬إضافة إلى‬
‫الصالحيات المتعددة والمتزايدة لرئيس الدائرة والتي تؤكد على وجود الدولة في أقاليم‬
‫الدوائر نتيجة لضعف الوجود الملموس للصالحيات المنسوبة لرؤساء المجالس‬
‫الشعبية بصفتهم ممثلين للدولة وهذا ما يجعل منصب رئيس الدائرة من المناصب‬
‫ذات الطابع السياسي في الدولة‪ ،‬والتي تهدف إلى تعزيز وجود الدولة في كل إقليم‬

‫‪144‬‬
‫دور الدائرة في التنمية املحلية‬

‫البالد ومن ثمة تقريب اإلدارة من المواطن أكثر وتحقيق الرضاء الشعبي وهو الهدف‬
‫الذي تطمح إليه كل الدول في العالم بمختلف أنظمتها وتوجهاتها‪.‬‬
‫أما عن عالقة رئيس الدائرة بالوالي فإنه مفوض بموجب تفويض توقيع‬
‫يجعل أعمال رئيس الدائرة مجرد أعمال مادية وتنفيذية ال ترقى لمستوى الق اررات‬
‫اإلدارية بالمعنى الفني‪ ،‬وهذا ما أدى إلى ضعف قيمة هذه المهام ودورها في التأكيد‬
‫على الوجود القانوني للدائرة‪ ،‬غير ان التزايد المستمر لصالحيات رئيس الدائرة بين‬
‫الحين واآلخر وحاجة اإلدارة والمواطن إلى ذلك يدل على أهمية الدائرة والتأكيد على‬
‫وجودها الواقعي مما يقتضي ضرورة تدعيمه بوجود قانوني‪ ،‬وذلك بتخصيص نص‬
‫قانوني مستقل أو حتى جزء من قانون الوالية لتجميع الصالحيات التي يمكن لرئيس‬
‫الدائرة ممارستها إن تم تفويضه من طرف الوالي وهذا لكي يزول الغموض ويتضح‬
‫النظام القانوني للدائرة‪.‬‬
‫المبحث االول‪ :‬المركز القانوني للدائرة‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف الدائرة‬
‫كلمة دائرة ترجمة حرفية من بالفرنسية (‪ ،)arrondissement‬أي أنها ذات‬
‫أصل فرنسـي وتشكل في الجزائر قسم إقليمي أو جغرافي تعين حدودها اإلدارية‬
‫وتعدل وتلغى بموجب مرسوم بناء على تقرير وزير الداخلية ‪.‬والدائرة ال تمثل هيئة أو‬
‫ّ‬
‫جماعة إدارية محلية بل هي مجرد قسم وفرع إداري تابع ومساعد للوالية ال‬
‫تتمتع بالشخصية المعنوية وليس لها استقالل مالي وليست لها أهلية التقاضي‪ ،‬وهذا‬
‫بقرار من المحكمة العليا (المجلس األعلى سابقا) بتاريخ ‪ 30‬يناير ‪" 1988‬من‬
‫المقرر قانونا أن الوالي وحده المتمتع بأهلية التقاضي باعتباره ممثال للدولة وممثال‬
‫للوالية‪ ،‬ومن ثم فإن رئيس الدائرة ال يتوفر على الشخصية المعنوية وال يتمتع بأهلية‬
‫التقاضي"‪.1‬‬
‫عرفت الدائرة في الجزائر تحوالت كثيرة‪ ،‬حيث مرت بعدة مراحل تاريخية‬
‫تبعا للتغيرات التي عرفتها البالد‪ ،‬يمكن تقسيم هذه المراحل إلى فترتين أو مرحلتين‬
‫رئيستين‬

‫‪1‬‬
‫كلكل عبد القادر‪ ،‬الدائ رة‪ ،‬الحي اإلداري ‪ ،‬دار النهضة للنشر‪ ،‬باتنة‪ ،2003 ،‬الج زائر‪،‬‬
‫ص ‪.40‬‬

‫‪145‬‬
‫لخضاري العيد‬ ‫د‪ /‬مشكور مصطفى‬

‫‪ -‬المرحلة األولى المرحلة االستعمارية ما قبل االستقالل‬


‫‪ -‬المرحلة الثانية ما بعد االستقالل‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التطور التاريخي للدائرة‬
‫أوال‪ :‬المرحلة االستعمارية‬
‫بموجب األمر الملكي المؤرخ في ‪ 31‬أكتوبر ‪ 1838‬تم تقسيم التراب‬
‫الوطني في الشمال إلى نوعين من األقاليم‪ :‬أقاليم مدنية وأخرى عسكرية‪ّ .‬‬
‫وعدل هذا‬
‫األمر بموجب األمر الملكي المؤرخ في ‪ 15‬أبريل ‪ 1845‬المتضمن التنظيم اإلقليمي‬
‫للجزائر‪ ،‬حيث تم تقسيم الجزائر إلى ثالثة أنواع من األقاليم طبقا لمعايير عنصرية‬
‫هي‪ :‬الجزائر‪ ،‬وهران قسنطينة‪ ،‬وعندما يتعلق األمر بالمقاطعات التي يقطنها‬
‫الجزائريون فإنها تصبح مقاطعات عربية‪ ،‬وتصبح مقاطعات مختلطة عندما تسكنها‬
‫أقلية أوروبية وأغلبية جزائرية‪ ،‬ومدنية عندما يقيم بها المعمرون األوربيون أو‬
‫(الكولون) وتدار هذه المقاطعات من قبل وزير الحربية‪1 ،‬وتعتبر الدائرة في هذه‬
‫المرحلة هيئة من هيئات عدم التركيز اإلداري للعمالة( الوالية حاليا) ويديرها نائب‬
‫العمالة (رئيس الدائرة بمفهومه الحالي) فقد ظهر منصبه بمقتضى القرار المؤرخ‬
‫في ‪ 09‬ديسمبر ‪ 1848‬وضبط المرسوم الصادر في ‪ 28‬نوفمبر ‪ 1849‬صالحيات‬
‫واختصاصات نائب عامل العمالة‪ ،‬ثم تدعمت صالحياته بالقرار المؤرخ في ‪06‬‬
‫يوليو ‪ 1871‬المتضمن تخويله صالحيات جديدة المتمثلة في اعتباره آمر ثانوي‬
‫بالصرف بتفويض من عامل العمالة‪ ،‬كذلك من بين الصالحيات التي يحوزها هذا‬
‫األخير هي صالحيات تقليدية تماثل تلك الموجودة بفرنسا المتمثلة في‪:‬‬
‫‪ -‬المصادقة على بعض الق اررات البلدية‬
‫‪ -‬ممارسة صالحيات آمر ثانوي بالدفع في بعض النفقات‬
‫‪ -‬تسليم وتوقيع جوازات السفر‬
‫‪ -‬رخص بيع المشروبات‪...‬الخ‬
‫بعد صدور منشور الحاكم العام المؤرخ في ‪ 25‬أكتوبر ‪1900‬‬
‫المتضمن الالمركزية اإلدارية وإعادة تنظيم العماالت ونيابة العماالت وقع تغيير‬

‫عمار عوايدي ‪ ،‬القانون اإلداري (النظام اإلداري)‪ ،‬الجزء األول ‪ ،‬ديوان المطبوعات‬ ‫‪1‬‬

‫الجامعية‪ ،‬الج زائر ‪ ،2000 ،‬ص ‪. 275‬‬

‫‪146‬‬
‫دور الدائرة في التنمية املحلية‬

‫جذري حول دور واختصاصات نائب عامل العمالة‪ ،‬بتوجيه مهامه لدعم حركة‬
‫االستيطان ومراقبة إدارة األهالي وتحويل كثير من مهامه إلى البلديات كاملة‬
‫الصالحيات وإلى البلديات المختلطة فأدت إلى التخفيف من مهامه ليتفرغ لمهمته‬
‫الجديدة المتمثلة في دعم حركة االستيطان ومراقبة األهالي‪ ،‬وبقيت وضعيته على‬
‫حالها إلى غاية مجازر ‪ 08‬ماي ‪ 1945‬أين أدخلت تعديالت جديدة على هذه‬
‫االختصاصات وأعطي لنائب عامل العمالة صالحيات واسعة خصوصا في المجال‬
‫االقتصادي‪ ،‬واستعاد صالحياته كمنسق ومستشار للبلديات مع احتفاظه بالصالحيات‬
‫األصلية في حفظ النظام واألمن‪. 1‬‬
‫ثانيا‪ :‬المرحلة ما بعد االستقالل‬
‫من سنة ‪ 1962‬إلى غاية سنة ‪ ،2000‬ورثت الجزائر أجهزة إدارية فرنسية‬
‫التي كانت منظمة على ثالثة مستويات الدوائر والمحافظات والنواحي‪ ،‬وقد بلغ عدد‬
‫الدوائر في هذه الفترة ‪ 91‬دائرة‪ 76 ،‬دائرة في محافظة الشمال‪ 15 ،‬دائرة في‬
‫محافظة الجنوب (الواحات والساورة)‪ ،‬ويدير الدائرة موظف سام يسمى رئيس الدائرة‬
‫وتوجد هيئة استشارية تسمى «مجلس الدائرة»‪ ،‬ويتمثل دور هذا المجلس في إعطاء‬
‫الرأي فيما يخص المسائل التي يطرحها عليه رئيس الدائرة‪ ،‬وقد أنشئ هذا المجلس‬
‫بموجب مرسوم مؤرخ في ‪ 20‬يناير‪19612‬‬
‫ومر هذا التنظيم غداة االستقالل بأزمة حادة نظ ار لهجرة اإلطارات القادرة‬
‫ّ‬
‫على إدارة جميع الشؤون المدنية كما أن هذا التنظيم اإلداري الموروث عن فرنسا‬
‫أصبح ال يتماشى مع الواقع الوطني الجديد‪ ،‬وبموجب صدور األمر رقم ‪38/69‬‬
‫المؤرخ في ‪ 23‬مايو ‪ 1969‬المتضمن قانون الوالية ‪.‬نصت المادة ‪ 166‬على أنه‪:‬‬
‫"يقسم تراب الوالية إلى دائرات »ويصف الدائرة« بأنها قسم إداري تعين حدوده الترابية‬
‫وتعدل أو تلغى بموجب مرسوم يصدر بناء على تقرير وزير الداخلية"‪ ،‬وكان ينظر‬
‫ّ‬
‫إليها كوسيط مؤقت بين البلديات والوالي وتنتهي بمجرد تطور البلديات وترشيدها‬
‫ضمن األحكام االنتقالية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫األمر رقم ‪ 11 -70‬المؤرخ في ‪ 22‬يناير سنة ‪ 1970‬يتعلق بممتلكات الدولة‪ ،‬ج ر‬
‫عدد ‪ ،09‬المؤرخة في ‪ 27‬يناير ‪.1970‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد العربي‪ ،‬المؤسسات المركزية والمحلية في الج زائر (ال والية – البلدية)‪ ،‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬الج زائر ‪ ،2006 ،‬ص ‪. 158‬‬

‫‪147‬‬
‫لخضاري العيد‬ ‫د‪ /‬مشكور مصطفى‬

‫وفي سنة ‪ 1974‬وبعدما كان عدد الواليات ‪ 15‬والية منذ ‪ ،1962‬صدر‬


‫األمر رقم ‪ 69/74‬المؤرخ في ‪ 02‬يوليو ‪ 1974‬المتعلق بإعادة التنظيم اإلداري‬
‫أيضا رفع عدد الدوائر إلى ‪160‬‬
‫اإلقليمي للواليات‪ ،‬ورفع عددها إلى ‪ 31‬والية‪ ،‬وتم ً‬
‫دائرة تطبيقا لهذا األمر وبصدور المرسومان ‪ 124/74‬و‪ 154/74‬المؤرخ‬
‫في ‪ 12‬يوليو‪1974 .‬‬
‫وفي سنة ‪ 1981‬صدر القانون رقم ‪ 02/81‬المؤرخ في ‪ 14‬فبراير ‪1981‬‬
‫المعدل والمتمم لألمر رقم ‪ 38/69‬المؤرخ في ‪ 23‬مايو ‪ 1969‬والمتضمن قانون‬
‫ّ‬
‫الوالية والذي نصت المادة ‪ 166‬منه على أن "يقسم تراب كل والية إلى دوائر‪،‬‬
‫والدائرة إلى مقاطعة إدارية تعين حدودها الترابية وتلغى وتعدل بقانون"‬
‫وفي سنة ‪ 1984‬تم رفع عدد الدوائر إلى ‪ 175‬دائرة بموجب المرسوم رقم‬
‫‪ 304/84‬المؤرخ في ‪ 13‬أكتوبر ‪ 1984‬تطبيقا للقانون رقم ‪ 09/84‬المؤرخ‬
‫في ‪ 4‬فبراير ‪ 1984‬المتعلق بالتنظيم اإلقليمي للبالد حيث ارتفع عدد الواليات‬
‫إلى ‪ 48‬والية‪.‬‬
‫وفي سنة ‪ 2021‬أقر رئيس الجمهورية بمرسوم رئاسي زيادة عدد الواليات‬
‫إلى ‪ 58‬والية بترقية عشر (‪ )10‬واليات منتدبة إلى واليات كاملة الصالحية كلها في‬
‫‪1‬‬
‫الجنوب‬
‫التكييف القانوني للدائرة‬
‫تعتبر الدائرة نموذجا لعدم التمركز االداري فهي تقسيم اداري تابع للوالية‬
‫وليست جماعة محلية ألنها ال تتمتع بالشخصية المعنوية وال باالستقالل المالي‬
‫باعتبارها تقسيما اداريا للوالية يضم مجموعة من البلديات ولقد تعرضت الدائرة‬
‫لمجموعة من االنتقادات العديدة كونها ال تتمتع بالشخصية المعنوية كما انها ال‬
‫تتمتع بالوجود القانوني فقانون الوالية والبلدية لم يذك ار مصطلح الدائرة‪ ،‬ولقد استغل‬
‫المشرع حيلة قانونية إلنشاء الدوائر معتمدا على المرسوم التنفيذي رقم‪306-91‬‬
‫الذي يعطي قائمة البلديات المنشطة من قبل الدائرة‪ ،‬ثم جاء المرسوم التنفيذي رقم‬

‫القانون رقم ‪ 12-19‬المؤرخ في ‪ 11‬ديسمبر ‪ ّ2019‬المعدل للقانون رقم ‪ 09-84‬المؤرخ في ‪4‬‬ ‫‪1‬‬

‫فيفري ‪ 1984‬المتعلّق بالتنظيم اإلقليمي للبالد‪ ،‬الصادر بالجريدة الرسمية‪ ،‬رقم ‪ ،78‬الصادرة في ‪18‬‬
‫ديسمبر ‪.2019‬‬

‫‪148‬‬
‫دور الدائرة في التنمية املحلية‬

‫‪ 215-94‬المؤرخ في ‪ 1994-07-23‬بمثابة السند القانوني للدائرة كونه يعتبر‬


‫رئيس الدائرة احد االجهزة التابعة لسلطة الوالي وبالتالي فان الوجود القانوني للدائرة‬
‫يكون من خالل وظيفة رئيس الدائرة‪.‬‬
‫مميزات الدائرة باعتبارها جزءا من ادارة الوالية‪:‬‬
‫‪ -‬تعتبر الدائرة جزءا من ادارة الوالية طبقا للمرسوم التنفيذي ‪215-94‬‬
‫العامة للوالية‪.‬‬
‫الذي يعتبر رئيس الدائرة من أجهزة اإلدارة ّ‬
‫‪ -‬ال تتمتع الدائرة بالشخصية المعنوية وال باالستقالل المالي بل تستمد‬
‫الصالحيات‬
‫وجودها القانوني من خالل مهام رئيس الدائرة حيث يتمتع بتفويض في ّ‬
‫السامية في الدولة وخصوصا‬
‫تحت سلطة الوالي والذي أصبح يعتبر من المناصب ّ‬
‫بعد المرسوم الرئاسي ‪ 240-99‬المؤرخ في ‪ 1999-10-27‬المحدد لوظائف التي‬
‫أن‬
‫يتم التعيين فيها من قبل رئيس الجمهورية والذي ينص في المادة ‪ 03‬ف‪ 8‬على ّ‬
‫أن التّعيين يتم باقتراح‬
‫المادة ‪ 07‬منه على ّ‬
‫الدائرة يعين بمرسوم رئاسي وتنص ّ‬
‫رئيس ّ‬
‫األول‪.‬‬
‫من الوزير ّ‬
‫الدائرة‪:‬‬
‫السلطات المشرفة على ّ‬
‫يوجد للدائرة هيكل تنظيمي منصوص عليه قانونا‪ ،‬لكن المرسوم التنفيذي‬
‫رقم ‪ 215-94‬في المادة ‪ 12‬ينص على وجود جهازين مساعدين لرئيس الدائرة هما‪:‬‬
‫االمن العام‪ -‬المجلس التقني‪.‬‬
‫مهام رئيس الدائرة‪ :‬يتم تعيين رئيس الدائرة بموجب مرسوم رئاسي فهو‬
‫يتولى االشراف على بلديتين او أكثر من بلديات الوالية وهو يعمل تحت السلطة‬
‫الدائرة يعتبر من األجهزة التّابعة للوالي‬
‫فإن رئيس ّ‬
‫الرئاسية للوالي كما ذكرنا سابقا ّ‬
‫الصفة يمارس‬ ‫نصت عليه المادة ‪ 20‬من المرسوم السابق وهو بهذه ّ‬ ‫وفق ما ّ‬
‫صالحيات تتعلق االولى بتمثيله للسلطة المركزية وأخرى اتجاه البلديات‪.1‬‬

‫أ) ‪ -‬صالحيات رئيس الدائرة بصفته ممثل للدّولة‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫علي زغدود ‪ ،‬اإلدا رة المركزية في الجمهورية الج زائرية ‪ ،‬الطبعة ‪ ،3‬المؤسسة الوطنية‬
‫للكتاب ‪ ،‬الج زائر ‪ ،2003 ،‬ص ‪.31‬‬

‫‪149‬‬
‫لخضاري العيد‬ ‫د‪ /‬مشكور مصطفى‬

‫نصت عليها المواد‪ 09،13،15،16 :‬من المرسوم‬


‫الصالحيات التي ّ‬
‫وهي ّ‬
‫التنفيذي ‪ 215-94‬وهي‪:‬‬
‫‪ -‬مساعدة الوالي في تنفيذ القوانين والتنظيمات المعمول بها‬
‫الدائرة وفي جميع القضايا المتعّلقة‬
‫السائد في ّ‬
‫‪ -‬يخبر الوالي بالوضع العام ّ‬
‫بالتنمية‬
‫الدولة‬
‫‪ -‬يعطي رئيس الدائرة رأي استشاريا في تعيين مسؤولي هياكل ّ‬
‫يحرر محاور تلك االجتماعات التي ترسل‬
‫ومصالح كونهم أعضاء المجلس التّقني و ّ‬
‫نسخة منها الى الوالي‪.‬‬
‫المقدمة اليه ويسلم عند االقتضاء اي وثيقة‬
‫طلبات ّ‬
‫‪ -‬يدرس رئيس الدائرة ال ّ‬
‫او رخصة ينص عليها التشريع المعمول به في مجال انتقال االشخاص واالموال‬
‫وممارسة بعض االعمال‪.1‬‬
‫ب) صالحيات رئيس الدائرة اتجاه البلدية‪ :‬تتلخص مهامه أساسا في‬
‫الماد ‪ 02‬مرسوم‬
‫بالدائرة وهذا حسب نص ّ‬
‫التنشيط واالشراف على البلديات الملحقة ّ‬
‫‪ 215-94‬وهي‪:‬‬
‫‪ -‬المصادقة على مداوالت المجالس الشعبية البلدية حسب الشروط القانونية‬
‫ططات البلدية للتنمية ومتابعة تنفيذها‪.‬‬
‫‪ -‬تنشيط وتنسيق عمليات تحضير المخ ّ‬
‫ينشطها االمين العام والمجلس‬
‫‪ -‬تشجيع المبادرات الفردية والجماعية للبلديات التي ّ‬
‫التقني‪:‬‬
‫اوال‪ :‬االمين العام حسب المادة ‪ 12‬من نفس المرسوم فانه يساعد رئيس‬
‫الدائرة في تأدية مهامه أمين عام يعين بموجب مرسوم رئاسي وتتمثل مهامه فيما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ -‬مساعدة رئيس الدائرة في تطبيق مختلف التعليمات‬
‫‪ -‬االستفادة من التفويض في التّوقيع على بعض الوثائق كبطاقات التعريف الوطنية‬
‫مرقبة البريد وتوزيعه على المصالح المعنية‬
‫‪ -‬استقبال المراسالت و ا‬
‫‪ -‬تمثيل رئيس الدائرة في بعض االجتماعات واالشراف على اجتماعات رؤساء‬
‫يارت تفتيشية‪.1‬‬
‫البلديات والقيام بز ا‬

‫‪1‬‬
‫محمد العربي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.160‬‬

‫‪150‬‬
‫دور الدائرة في التنمية املحلية‬

‫المجلس التقني‪:‬‬
‫اما عن المجلس التقني فهو يتكون من مسؤولي مصالح ّ‬
‫الدولة على مستوى‬
‫الدائرة حيث تحرر محاضر تلك‬
‫الدائرة ويعقد كل أسبوع اجتماعاته برئاسة رئيس ّ‬
‫ّ‬
‫االجتماعات وترسل نسخة منها الى الوالي‬
‫الدائرة العديد من المكاتب نذكرها فيما يلي‪:‬‬
‫الدائرة‪ :‬تضم ّ‬
‫مكاتب ّ‬
‫العامة‪ :‬يعتبر هذا المكتب االكثر احتكاكا‬
‫ّ‬ ‫الشؤون‬
‫مكتب التّنظيم و ّ‬
‫بالسهر وانجاز وتحقيق مطالب المواطنين باستخراج‬
‫بالمواطنين ويلعب دو ار كبي ار ّ‬
‫يتكون من ّ‬
‫عدة فروع‬ ‫الرسمية كما يعمل على تطبيق التّنظيمات المعمول بها و ّ‬
‫وثائقهم ّ‬
‫الشؤون اإلدارية والمالية‪ :‬يتولى هذا المكتب الوصاية على البلديات‬
‫مكتب ّ‬
‫حيث يقوم بما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬مراقبة مدى شرعية المداوالت والمصادقة عليها اذا كانت من اختصاصه‬
‫‪ -‬مراقبة ق اررات البلدية الفردية والتّنظيمية اال ان المصادقة عليها تكون من طرف‬
‫الوالي‪...‬‬
‫ططات‬‫الشؤون االقتصادية والتّخطيط‪ :‬يقوم هذا المكتب بمتابعة المخ ّ‬ ‫‪ -‬مكتب ّ‬
‫الصفقات العمومية منذ اقتراح الموضوع وتسجيله إلى غاية انتهائه‬
‫والمشاريع البلدية و ّ‬
‫الشؤون االجتماعية‪ :‬يتولى هذا المكتب استقبال المواطنين‬
‫‪ -‬مكتب ّ‬
‫وعرائضهم ومساعدتهم في مجاالت عديدة باإلضافة الى وجود مكاتب اخرى مثل‪:‬‬
‫مكتب االرشيف والوسائل العامة‪ ،‬مكتب متابعة جواز السفر والبطاقة البيومترية‪،‬‬
‫ورخصة سياقة‪ ،‬مكتب االنتخابات‪.‬‬
‫المشرع بقي غامضا اتجاه الدائرة حيث ال نجد أي قانون يتناول‬
‫ّ‬ ‫ان‬
‫كما نجد ّ‬
‫بشكل تفصيلي هذا الموضوع والهيكل التنظيمي لها‪ ،‬مما خلق عدم االستقرار في هذه‬
‫االدارة وجعلها محل جدل بين فقهاء القانون فهناك‬
‫‪ -‬رأي ينادي بإلغائها ألنها ال تتمتع بالشخصية المعنوية وال باالستقالل‬
‫المالي فهم يرونها عبارة عن اسلوب معرقل لعمل الجماعة القاعدية كما يعتبرونها‬

‫ناصر لباد القانون اإلداري‪ ،‬التنظيم اإلداري األول ‪ ،‬الطبعة ‪ ،03‬سنة ‪،2009‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص ‪.181‬‬

‫‪151‬‬
‫لخضاري العيد‬ ‫د‪ /‬مشكور مصطفى‬

‫تبذير المال العام بإنشاء مناصب على مستوى هيئة تزيد من بطأ العمل االداري‬
‫النجاعة‪.1‬‬
‫السرعة و ّ‬
‫الذي يتطلب ّ‬
‫للدائرة فيرى الغاء هذه االخيرة سوف يلحق مشاكل‬
‫الرأي الثاني المناصر ّ‬‫‪-‬وّ‬
‫الضغط على الوالية والوالي‬
‫عديدة منها ابعاد االدارة من المواطن باإلضافة الى زيادة ّ‬
‫الدائرة في تسيير عمل الوالية خاصة اعتماد البلديات على‬
‫تؤديه ّ‬
‫نظ ار للدور الذي ّ‬
‫ان الغائها هو دعم للبيروقراطية‬
‫السلطة الوصية في حل مشاكلها كما ّ‬
‫ّ‬
‫الحلول المقترحة‪ :‬رغم أن الدائرة تستمد وجودها القانوني من خالل مركز‬
‫رئيس الدائرة اال ان هذا األخير غير كافي فليس من المنطقي وجود هيئة ادارية‬
‫تتمتع بوجود مادي وفراغ قانوني‪ ،‬فالحل النهائي لهذه المشاكل يكمن في وضع قانون‬
‫يضمن سير مكاتبها وكذا تحديد مهام كل مكتب مما يجعل العمل االداري أكثر‬
‫سرعة ومرونة ومن غير المنطق وجود دائرة على مستوى الوطن ليس لها وجود‬
‫قانون‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مهام وصالحيات الدائرة‬
‫المطلب االول‪ :‬مـــــهام رئـــيس الــــدائـــرة‬
‫‪ -‬يساعد الوالي في تنفيذ القوانين والتنظيمات المعمول بها وق اررات الحكومة‬
‫وق اررات المجلس الشعبي الوالئي وكذلك ق اررات مجلس الوالية‪.‬‬
‫‪ -‬ينشط في هذا اإلطار وينسق ويراقب أعمال البلديات الملحقة به‪.‬‬
‫‪ -‬يتصرف في الميادين المحددة في هذا المرسوم حسب شروطها وكذلك‬
‫في أية مهمة يفوضها إليه الوالي‪.‬‬
‫‪ -‬يتولى في إطار القوانين والتنظيمات المعمول بها‪ ،‬تحت سلطة‬
‫‪ -‬الوالي وبتفويض منه‪ ،‬على الخصوص ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -‬ينشط وينسق عمليات تحضير المخططات البلدية للتنمية وتنفيذها‪.‬‬
‫‪ -‬يصادق على مداوالت المجالس الشعبية البلدية حسب الشروط التي‬
‫يحددها القانون والتي يكون موضوعها ما يأتي‪:‬‬
‫* الميزانيات والحسابات الخاصة بالبلديات والهيئات البلدية المشتركة في‬
‫البلديات التابعة للدائرة نفسها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ناصر لباد ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.185‬‬

‫‪152‬‬
‫دور الدائرة في التنمية املحلية‬

‫* تعريفات حقوق مصلحة الطرق وتوقف السيارات والكراء لفائدة البلديات‪.‬‬


‫* شروط اإليجار التي ال تتعدى مدتها تسع (‪ )9‬سنوات‪.‬‬
‫* تغيير تخصيص الملكية البلدية المخصصة للخدمة العمومية‪.‬‬
‫* المناقصات والصفقات العمومية والمحاضر واإلجراءات‪.‬‬
‫* الهبات والوصايا‪.‬‬
‫يوافق على المداوالت وق اررات تسيير المستخدمين البلديين باستثناء المتعلقة‬
‫منها بحركات التنقل وإنهاء المهام‪.‬‬
‫يسهر‪ ،‬زيادة عن ذلك‪ ،‬على اإلحداث الفعلي والتسيير المنتظم للمصالح‬
‫المترتبة على ممارسة الصالحيات المخولة بموجب التنظيم المعمول به للبلديات‬
‫التي ينشطها‪.‬‬
‫يحث ويشجع كل مبادرة فردية أو جماعية للبلديات التي ينشطها تكون‬
‫موجهة إلى إنشاء الوسائل والهياكل التي من طبيعتها تلبية االحتياجات األولية‬
‫للمواطنين وتنفيذ مخططات التنمية المحلية‪.‬‬
‫‪ -‬يطلع رئيس الدائرة الوالي عن الحالة العامة في البلديات التي ينشطها‬
‫ويعلمه دوريا بكل المسائل التي تتصل بمهمته‪.‬‬
‫‪ -‬يعطي رئيس الدائرة رأيا استشاريا في تعيين مسؤولي الهياكل التقنية‬
‫التابعة إلدارة الدولة في الدائرة‪.‬‬
‫‪ -‬يعقد رئيس الدائرة اجتماعا كل أسبوع في دورة عادية يضم مسؤولي‬
‫هياكل الدولة ومصالحها األعضاء في المجلس التقني‪ ،‬ويجتمع ببعضهم أو بجميعهم‬
‫في دورة غير عادية كلما اقتضت الوضعية ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬يحرر رئيس الدائرة محاضر لتلك االجتماعات ويرسل نسخة منها إلى‬
‫الوالي‪.1‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬اللجان على مستوى الدائرة‬
‫‪ -‬لجنة التنازل عن أمالك الدولة‪ :‬هي لجنة أنشئت بموجب القانون‬
‫رقم‪ 01/81‬المؤرخ في ‪ 07/02/1981‬تختص بعملية التنازل عن األمالك العقارية‬

‫‪1‬‬
‫علي زغدود ‪ ،‬اإلدا رة المركزية في الجمهورية الج زائرية الطبعة ‪ ،3‬المؤسسة الوطنية‬
‫للكتاب ‪ ،‬الج زائر ‪ ،2003 ،‬ص ‪.40‬‬

‫‪153‬‬
‫لخضاري العيد‬ ‫د‪ /‬مشكور مصطفى‬

‫العمومية ذات االستعمال السكني‪ ،‬المهني‪ ،‬التجاري أو الحرفي المملوكة للدولة‪،‬‬


‫الجماعات المحلية‪ ،‬ديوان الترقية والتسيير العقاري والمؤسسات والهيئات العمومية‪.1‬‬
‫‪ -‬لجنة مكافحة األمراض المتنقلة عن طريق المياه‪ :‬تسهر على محاربة‬
‫األمراض المتنقلة عن طريق المياه بالتنسيق مع مكتب النظافة للبلدية‪ ،‬مديرية‬
‫الصحة والسكان‪ ،‬مؤسسة الجزائرية للمياه‪ ،‬الديوان الوطني للتطهير‪ ،‬وديوان الترقية‬
‫والتسيير العقاري الذي يسهر على تنظيف الفراغات الصحية‪ ،‬كما تقوم هده اللجنة‬
‫بمتابعة كل النشاطات الخاصة بنظافة المؤسسات التي تستقبل الجمهور والمؤسسات‬
‫ذات الطابع الغذائي وكل عمليات إبادة الحشرات‪ ،‬الفئران‪ ،‬الكالب المتشردة تحسبا‬
‫ألي ضرر يمكن أن يحدث‪.‬‬
‫‪ -‬لجنة طعن الضرائب المباشرة‪ :‬تجتمع هده اللجنة التي تتولى أمانتها‬
‫مديرية الضرائب مرة على األقل كل شهر لدراسة الطعون الخاصة بالضرائب‬
‫المباشرة المقدمة من طرف التجار والحرفيين‪.‬‬
‫‪ -‬لجنة تسوية مطابقة البناءات‪ :‬دراسة الملفات المقدمة من طرف‬
‫المواطنين قصد الحصول على شهادة المطابقة ورخص البناء على سبيل التسوية‪.‬‬
‫‪ -‬لجنة توزيع السكنات االجتماعية‪ :‬أنشئت طبقا للمرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 142 /08‬المؤرخ في ‪ 11‬مايو ‪ 2008‬الذي يحدد قواعد منح السكن العمومي‬
‫اإليجاري المنشور بالجريدة الرسمية رقم ‪ ،24‬وتقوم بدراسة الملفات المودعة لدى‬
‫الدائرة من طرف المواطنين والتي يرغبون من خاللها االستفادة من السكنات العمومية‬
‫اإليجارية‪.2‬‬
‫‪ -‬لجنة الدائـ ـرة للدراسة والمصادقة على اإلعانــات الموجهة لفائدة أصحاب‬
‫الشاليهات المشيدة عقــب زلزال ‪.1980‬‬
‫‪ -‬لجنة الدائرة لمتابعة وضعية العلم الوطني‪.‬‬
‫‪ -‬لجنة الدائرة إلحصاء وجرد األوعية العقارية‪.‬‬

‫قانون رقم‪ 01-81 :‬المؤرخ في ‪ 02‬ربيع الثاني عام ‪ 1401‬الموافق ل ‪ 07‬فبراير سنة ‪،1981‬‬ ‫‪1‬‬

‫الذي يتضمن التنازل عن األمالك العقارية ذات االستعمال السكني أو المهني أو التجاري أو الحرفي‬
‫التابعة للدولة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 142 /08‬المؤرخ في ‪ 11‬مايو ‪ 2008‬الذي يحدد قواعد منح السكن‬
‫العمومي اإليجاري المنشور بالجريدة الرسمية رقم ‪.24‬‬

‫‪154‬‬
‫دور الدائرة في التنمية املحلية‬

‫‪ -‬لجنة الدائرة إلحصاء وجرد األراضي الفالحية الفائضة‪.‬‬


‫‪ -‬لجنة الدائرة لمكافحة األمراض المتنقلة عن طريق المياه ‪.M.T.H‬‬
‫‪ -‬لجنة الدائرة لمكافحة األمراض المتنقلة عن طريق الحيوانات‬
‫(‪.)Zoonoses‬‬
‫‪ -‬لجنة الدائرة للطعن في الضرائب المباشرة‪.‬‬
‫‪ -‬الشباك الوحيد المسند مؤخ ار للدائرة لما له من أهمية بعد أن كان على‬
‫المستوى البلدي‪.‬‬
‫‪ -‬اللجنة الفرعية للتنشيط ومتابعة المحالت المهنية الموجهة لفائدة الشباب‬
‫البطال‪.‬‬
‫مالحظــــــات‪ :‬تجدر اإلشارة أن هناك لجان أخرى لم نذكرها مثل لجنة ترقية‬
‫المجاهدين وذوي الحقـوق لجنة الدائرة للكوارث الطبيعية‪ ،‬لجنة التضامن خالل شهر‬
‫رمضان‪...‬الخ‪.‬‬
‫الهيئات المتدخلة على مستوى الدائرة‪ :‬زيادة على البلدية أو البلديات التي‬
‫تنشط وتراقب من قبل رئيس الدائرة توجد هيئات أخرى يمكن وصفها بالهيئات‬
‫المتدخلة بالنظر إلى خصوصيتها عن طريق التدخل الميداني بالتنسيق مع المصالح‬
‫التقنية للدائرة وكذا المصالح التقنية للبلدية‪ ،‬ومن بين أهمها ‪:1‬‬
‫‪ -‬للحماية المدنية‪.‬‬
‫‪ -‬سونلغاز‪.‬‬
‫‪ -‬الجزائرية للمياه (‪.)A.D.E‬‬
‫‪ -‬الديوان الوطني للتطهير (‪.)O.N.A‬‬
‫‪ -‬الجزائرية لالتصاالت وفرقها المتدخلة‪.‬‬
‫‪ -‬وكالة ديوان الترقية والتسيير العقاري‪.‬‬
‫‪ -‬مصلحة الوصاية البلدية‪ :‬تقوم هده المصلحة بمتابعة النشاطات البلدية‬
‫وخاصة متابعة المصادقة على المداوالت وميزانية البلديات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ناصر لباد ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.187‬‬

‫‪155‬‬
‫لخضاري العيد‬ ‫د‪ /‬مشكور مصطفى‬

‫‪ -‬مكتب االنتخابات والمنتخبين‪ :‬يكلف هدا المكتب بتحضير العمليات‬


‫االنتخابية والمراقبة السنوية للقوائم االنتخابية التي تنظم كل سنة من ‪ 1‬إلى ‪31‬‬
‫أكتوبر من كل عام‪.‬‬
‫‪ -‬مكتب التجهيز‪ :‬يقوم هدا المكتب تحت إشراف رئيس الدائرة بمتابعة تنفيذ‬
‫المشاريع المسجلة في مختلف برامج التنمية المحلية السيما المخططات البلدية‬
‫للتنمية التي لها عالقة مباشرة بتحسين إطار حياة المواطن والمحيط العام‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى البناءات المدرسية المسجلة في برنامج ميزانية الدولة وبرنامج ميزانية الوالية‪،‬‬
‫وأخي ار المشاريع المسجلة في برنامج الصندوق المشترك للجماعات المحلية‪.‬‬
‫‪ -‬مصلحة التنظيم العام وتنقل األشخاص‪.‬‬
‫‪ -‬مكتب جواز السفر‪.‬‬
‫‪ -‬مكتب رخص السياقة‪.‬‬
‫‪ -‬مكتب بطاقات التعريف الوطنية‪.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫للتحكم في تحليل ودراسة أي موضوع بحث البد من تحديد األطر‬
‫المفاهيمية له للتمكن مـن المقارنة بين ما هو منظر وما هو مقنن وما هو واقع في‬
‫مجال الدراس‪ ،‬لهذا الغرض ولدراسة دور الجماعات والمجتمعات المحلية في التسيير‬
‫والتنمية كان لزاما علينا محاولة تحديد بعض المفاهيم العامة للتنمية واألساليب‬
‫المتبعة من طرف الدولة الجزائرية في األخـذ بنظـام الجماعات المحلية والمهام‬
‫الموكلة إليها إلدارة وسائل التنمية المحلية من خالل القوانين التي تضـبط دور كل‬
‫من الوالية والصالحيات المخولة لكل من الوالي والمجلس الشعبي الوالئي‪.‬‬
‫إضافة إلى دور البلدية من خالل مجلسها المنتخب والمهام المكلفة بها في‬
‫شتى المجـاالت االقتصـادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬انتقاال إلى دور الدائرة سواء في‬
‫أداء دورها كوصاية أو كحلقة وصل بين البلدية والوالية‪ ،‬كما نقوم بعرض دور اإلدارة‬
‫الرشيدة في تسيير وسائل التنمية المحلية من خالل تحليل وظائفها وطرق تنظيمها‬
‫من خالل المبادئ العامة للتخطيط والخطوات األساسية له إلحداث التنمية المحلية‬
‫الحقيقية‬
‫الدراسة الوجيزة التي تطرقنا إليها والتي تمحورت حول الدائرة‬‫من خالل ّ‬
‫الجهاز إداري ودورها في التنظيم اإلداري يمكننا أن نستنتج أن مهام ونشاطات الدائرة‬

‫‪156‬‬
‫دور الدائرة في التنمية املحلية‬

‫مخول من طرف الوالي وبتفويض‬


‫هناك ما هو محدد بدقة في التنظيم وهناك ما هو ّ‬
‫الدائرة العتبارات يمليها الواقع أو تقتضيها الضرورة‪ ،‬وذلك من أجل‬
‫منه لرئيس ّ‬
‫التقرب أآثر من المواطن والتحكم أكثر وبفعالية في تنشيط البلديات والحرص على‬
‫قانونية تصرفاتها‪ ،‬كما تمكن رئيس الدائرة من اإللمام الكامل بما يحدث في مقاطعته‬
‫والتقرب أكثر من المجتمع المدني بإشراكه في طرح االنشغاالت واقتراح الحلول‬
‫للمسائل التي تعنيه مباشرة لتحقيق تنمية مستدامة‪ ،‬متوازنة وموضوعية‪ ،‬هذا‬
‫الرقابة اإلدارية ( الوصاية ) على أعمال البلدية ‪.‬‬
‫باإلضافة إمكانية ّ‬
‫ذلك ما ال يمكن تحقيقه إالّ في ظل تشريع وتنظيم واضح يحدد بدقة‬
‫الرجوع في كل المسائل إلى االستشارة‬
‫صالحيات رئيس الدائرة وعدم ربطه بإلزامية ّ‬
‫يكرس ال محال‬
‫المسبقة للسلطة العليا‪ ،‬إن توسيع هذه الصالحيات وتحديدها سوف ّ‬
‫مبدأ الالمركزية الحقيقية ويخفف عن الوالية بعض المهام وهو ما لوحظ من خالل‬
‫الدائرة مثل نشاطات‬
‫تمت ال مركزيتها ولو بتفويض لرئيس ّ‬ ‫النشاطات التي ّ‬‫بعض ّ‬
‫مختلف الّلجان الناشطة على مستوى الدائرة والتي أثبتت قدرتها على أداء مهامها ‪.‬‬
‫غير أن تكريس المركزية اتّخاذ القرار ال يمكن تحقيقه على مستوى الدائرة مادام أن‬
‫خصية المعنوية‬
‫الش ّ‬ ‫الدائرة صفة الهيئة المحّلية لعدم منحها ّ‬
‫المشرع لم يضف على ّ‬‫ّ‬
‫أن الدائرة من الناحية القانونية ال وجود لها وال يمكن اعتبارها‬
‫واالستقالل المالي أي ّ‬
‫للتصرف بنمط الالمركزية‪ ،‬لذلك نجدها تقتصر‬ ‫ّ‬ ‫هيئة إدارية محلية‪ ،‬الشرط األساسي‬
‫فإنه‬
‫للدائرة ّ‬
‫تطرقه ّ‬‫المشرع رغم ّ‬
‫ّ‬ ‫أن‬
‫على ميادين التنشيط والمراقبة اإلدارية ‪.‬لذلك نجد ّ‬
‫أي قانون يتناول ّ‬
‫الدائرة بالشكل‬ ‫بقي غامضا اتّجاه هذا الموضوع حيث ال نجد ّ‬
‫الدائرة روح‬
‫يغيب على رئيس ّ‬‫التّفصيلي خاصة فيما يتعّلق بهيكلها التنظيمي‪ ،‬ذلك ما ّ‬
‫ظل تنفيذ‬
‫التكيف مع المعطيات المحّلية في ّ‬
‫المبادرة ويضعه في وضع يصعب عليه ّ‬
‫المخولة من ظرف الوالي‪ ،‬وهو ما ّأدى بظهور بعض اآلراء التي تنادي‬
‫ّ‬ ‫الصالحيات‬

‫ألنها حسب مناصري هذا ّ‬


‫الرأي ال تتمتّع بالشخصية المعنوية بل هي‬ ‫الدائرة ّ‬
‫بإلغاء ّ‬
‫أسلوب معرقل لعمل الجماعة القاعدية وتبذير للمال العام بإنشاء مناصب على‬
‫أن‬
‫النجاعة‪ ،‬بل ّ‬ ‫مستوى هيئة تزيد من بطئ العمل اإلداري الذي يتطّلب ّ‬
‫السرعة و ّ‬
‫مزاياها تتجّلى اتّجاه السلطة المركزية بتح ّكمها أكثر في نشاطات الهيئات المحّلية‬
‫وقيمة نفقاتها ونوعيتها بل حتّى توجيهها ‪.‬‬

‫‪157‬‬
‫لخضاري العيد‬ ‫د‪ /‬مشكور مصطفى‬

‫أن الدائرة في الواقع اليومي من خالل مختلف‬ ‫غير ّأنه وبالمقابل نجد ّ‬
‫للدائرة حق النظر في‬ ‫النشاط‪ ،‬و ّ‬
‫تتدخل وتراقب كل ميادين ّ‬
‫النشاطات فهي ّ‬ ‫التصرفات و ّ‬
‫ّ‬
‫كل ما يحدث على مستوى إقليمها‪ ،‬كما ّأنها حّققت من خالل مهامها السيما المتعّلقة‬
‫ّ‬
‫التقرب أكثر من المجتمع المدني وهي‬
‫ّ‬ ‫بالضبط العام وتنفيذ مخططات التنمية‬
‫تقرب اإلدارة من المواطن‬
‫نشاطات تقوم بها في الحقيقة هياكل إدارية المركزية ّ‬
‫وتخّفف من البيروقراطية ‪.‬‬
‫إن الدائرة تستمد وجودها القانوني من خالل مركز رئيسها‪ ،‬ولذلك فيمكن‬
‫ّ‬
‫ألنه ليس من‬
‫تسير وفق نظام عدم التّركيز لكن هذا ال يكفي ّ‬
‫القول أن الدائرة ّ‬
‫المنطقي أن توجد هيئة إدارية – بحجم الدائرة – تتمتّع بوجود مادي في ظل فراغ‬
‫قانوني‪ .‬وللتخفيف من هذه اآلثار السلبية المترتّبة عن عدم اعتبارها شخصية معنوية‬
‫يستحسن وضع نصوص تنظيمية تحدد بدّقة مهام الدائرة وهياكلها والتّوسيع من‬
‫التقيد بالتنظيم الذي يضمن‬
‫يكرس أكثر مبدأ الالمركزية في ظل ّ‬‫صالحياتها بشكل ّ‬
‫رقابة السلطة المركزية على نشاطها‪ ،‬الشيء الذي يجعل العمل اإلداري أكثر سرعة‬

‫يسهل أدائه حتما بحيث يكون التسيير ّ‬


‫فعاال‬ ‫ألن الدّقة في تحديد المهام أمر ّ‬
‫ومرونة‪ّ ،‬‬
‫متخصصا وأكثر تركي از في مجال المراقبة بدل تقييد‬
‫ّ‬ ‫كلما كان التنظيم محكما‪،‬‬
‫الصالحيات الذي تقضي على روح المبادرة‪.‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫الكتب‪:‬‬
‫‪ -‬كلكل عبد القادر‪ ،‬الدائ رة‪ ،‬الحي اإلداري الج زائر ‪.2003 ،‬‬
‫‪ -‬عمار عوايدي ‪ ،‬القانون اإلداري (النظام اإلداري)‪ ،‬الجزء األول ‪ ،‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬الج زائر ‪.2000 ،‬‬
‫‪ -‬محمد العربي ‪ ،‬المؤسسات المركزية والمحلية في الج زائر (ال والية –‬
‫البلدية )‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الج زائر ‪.2006 ،‬‬
‫‪ -‬علي زغدود ‪ ،‬اإلدا رة المركزية في الجمهورية الج زائرية الطبعة ‪،3‬‬
‫المؤسسة الوطنية للكتاب ‪ ،‬الج زائر ‪.2003 ،‬‬
‫‪ -‬ناصر لباد القانون اإلداري‪ ،‬التنظيم اإلداري األول ‪ ،‬الطبعة ‪ ،03‬سن ة‬
‫‪.2009‬‬

‫‪158‬‬
‫دور الدائرة في التنمية املحلية‬

‫النصوص القانونية‪:‬‬
‫‪ -‬األمر رقم ‪ 11 -70‬المؤرخ في ‪ 22‬يناير سنة ‪ 1970‬يتعلق بممتلكات‬
‫الدولة‪ ،‬ج ر عدد ‪ 09‬المؤرخة في ‪ 27‬يناير ‪1970‬‬
‫‪ -‬األمر رقم ‪ 02 -08‬المؤرخ في ‪ ،2008 /07 /24‬يتضمن قانون المالية‬
‫التكميلي لسنة ‪2008‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 12 -19‬المؤرخ في ‪ 11‬ديسمبر ‪ ّ2019‬المعدل للقانون‬
‫رقم ‪ 09 -84‬المؤرخ في ‪ 4‬فيفري ‪ 1984‬المتع لّ ق بالتنظيم اإلقليمي للبالد‪،‬‬
‫الصادر بالجريدة الرسمية رقم ‪ 78‬الصاد رة في ‪ 18‬ديسمبر ‪.2019‬‬

‫‪159‬‬

You might also like