You are on page 1of 15

‫المداخلة كاملة ‪ +‬إستمارة المشاركة‬

‫اللقب‪ :‬حجاج‬ ‫االسم‪ :‬مراد‬


‫الرتبة العلمية‪ :‬دكتوراه علوم في العالقات الدولية‬
‫التخصص‪ :‬عالقات دولية (علوم سياسية)‬
‫الوظيفة‪ :‬استاذ محاضر "ب"‬
‫مجال البحث‪ :‬األمن‪ -‬الدبلوماسية‪ -‬تاريخ العالقات الدولية‪ -‬التعاون الدولي‪.‬‬
‫المؤسسة‪ :‬جامعة بومرداس) ‪ -‬الجزائر‪-‬‬
‫رقم الهاتف‪0557408751 :‬‬
‫البريد االلكتروني‪mouraditfc@gmail.com :‬‬
‫رقم المحور‪ :‬الرابع‬
‫عنوان المداخلة‪ :‬مستقبل األمن اإلقليمي العربي في بيئة دولية مضطربة‪ :‬التحديات والفرص‪.‬‬

‫‪1‬‬
:‫ملخص المداخلة‬
‫ته ))دف هات ))ه الورق ))ة البحثي ))ة الى إب ))راز مكان ))ة األمن ال ))ذي يعت ))بر معي ))اراً محوري )اً) لقي ))اس درج ))ة‬
‫ وإ ذا ما كيفنا هذا المفهوم في المنطق))ة العربي))ة نالح))ظ أن األمن اإلقليمي) الع))ربي‬،‫فاعلية أي نـظام إقليمي‬
‫ وبخاصة بعد التطورات التي برزت في‬،‫سيحدد الى مدى بعيد مستقبل النظام االقليمي) العربي ومصيره‬
.‫السنوات األخيرة على البيئة االقليمية والدولية‬

‫فتحقي))ق أمن إقليمي ع))ربي يف))ترض تط))وير جمل))ة من العوام))ل من بينه))ا جماع))ات التع))اون االقليمي))ة‬
‫ وكذلك‬،ً‫وكذا جامعة الدول العربية ومؤسساتها) بما يلبي االحتياجات األمنية للدول والشعوب العربية معا‬
‫ والرتب)اط األمن الع)ربي ب)األمن ال)دولي ك)ان لزام)ا‬،‫متطلب)ات النظ)ام اإلقليمي الع)ربي في ص)ورة إجمالي)ة‬
،‫ االرهاب الدولي‬،‫ الصراعات العرقية والطائفية‬:‫ وأبرزها‬،‫على الدول العربية مواجهة تهديداته الراهنة‬
)‫ الهج))رة غ))ير النظامي))ة واالتج))ار‬،‫ الك))وارث الطبيعي))ة‬،‫ االمراض القابلة لالنتقال‬،‫مخاطر) االنتشار النووي‬
.‫بالمخدرات‬

.‫ الدبلوماسية الجماعية‬- ‫ التهديدات األمنية‬-‫ األمن اإلقليمي‬-‫ التعاون اإلقليمي‬:‫الكلمات المفتاحية‬

Abstract :
This study aims to discuss the impact of security, which is a central criterion for measuring
the effectiveness of any regional system. If we understand this concept in the Arab region, we
will note that Arab regional security will determine to a large extent the future and fate of the
Arab regional system. On the regional and international environment.
Arab regional security is supposed to develop a number of factors, including regional
cooperation groups, as well as the League of Arab States and its institutions to meet the
security needs of the Arab countries and peoples together, as well as the requirements of the
Arab regional system in the aggregate, and for Arab security to be linked to international
security. , Most notably: ethnic and sectarian conflicts, international terrorism, proliferation
risks, communicable diseases, natural disasters, irregular migration and drug trafficking.

Key words: Regional Cooperation - Regional Security - Security Threats - Collective


.Diplomacy

2
‫مستقبل األمن اإلقليمي العربي في بيئة دولية مضطربة‪ :‬التحديات والفرص‪.‬‬
‫د‪ /‬مراد حجاج استاذ محاضر– جامعة بومرداس)‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫تواجه المنطقة العربية تهديدات أمنية زادت في تعقدها بعد الحراك الذي شهدته المنطقة س))نة ‪2011‬‬
‫تتمثل اساسا في االرهاب والجريمة المنظمة وتجارة االسلحة وصوال إلى ظ))اهرة الهج))رة غ))ير الش))رعية‬
‫‪ ،‬ه)))ذه األزم)))ات األمني)))ة المه)))ددة للفض)))اء الع)))ربي‪ ،‬أع)))ادت النظ ))ر في مب ))ادئ و مف ))اهيم العقي)))دة األمني)))ة‬
‫المشتركة‪ ،‬واالعتماد األمني المتبادل بين هذه الدول‪ ،‬فالمنطقة العربية عبارة عن وح)دة جغرافي)ة اقليمي)ة‬
‫منس))جمةً تجع))ل منه))ا فض))اءاً جيوسياس))ياً) وثقافي )اً متجانس )اً‪ ،‬وه))ذا م))ا يس))تدعي بن))اء مقارب))ة اقليمي))ة عربية‬
‫أمنية مش)تركة تجاب))ه مختل))ف التهدي))دات االمني))ة خاص))ة منه))ا الجدي)دة‪ ،‬و ال)تي ته))دد امن المنطق))ة و كي))ان‬
‫الدول ‪ ،‬و هو ما يرهن بناء الدولة و عملية اإلستقرار االقليمي) في المنطقة‪.‬‬
‫تسعى هذه الورقة البحثية لإلجابة على تساؤل رئيس يشكل قلب المشكلة البحثية‪:‬‬
‫"كي))ف يمكن إدراك التح))ديات االمني))ة ال))تي تواج))ه ال))دول العربي))ة في ظ))ل المش))هد الع))المي المعاص))ر؟‬
‫وم))ا س))بل اس))تغالل الف))رص المتاح))ة لمس))تقبل ال))دول العربي))ة"‪ ،‬ويتف))رع من ه))ذا الس))ؤال البح))ثي ع))دة أس))ئلة‬
‫فرعية‪:‬‬
‫ما هي صور) وأنماط) التحديات االمنية التي تواجه الدول العربية؟‬ ‫‪-1‬‬
‫ما هي عوامل التحديات االمنية بالنسبة للدول العربية؟‬ ‫‪-2‬‬
‫كيف يمكن ترسيخ االمن االقليمي لمواجهة التحديات االمنية؟‬ ‫‪-3‬‬
‫ما هي المقاربة العربية االمن االقليمي) العربي بعد ‪2011‬؟‬ ‫‪-4‬‬
‫وسنحاول من خالل هذه الورقة البحثية االجابة عن هذه االشكالية حسب الخطة التالية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬بروز التهديدات االمنية الجديدة والتحول في مفهوم األمن‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬عوامل ظهور التهديدات االمنية في المنطقة العربية‬
‫ثالثا‪ :‬االمن االقليمي كوسيلة للتعاون االقليمي العربي‬
‫رابعا‪ :‬المقاربة العربية لمواجهة التهديدات بعد ‪.2011‬‬
‫التوصيات‬
‫الخاتمة‬

‫‪3‬‬
‫أوال‪ :‬بروز التهديدات االمنية الجديدة و التحول في مفهوم األمن‪.‬‬
‫‪ -1‬طبيعة التهديدات األمنية الجدي<<دة‪ :‬ارتبطت التهدي))دات األمني))ة ب))التحول في مفه))وم االمن ال))ذي تج))اوز)‬
‫المفهوم الكالسيكي الى مفاهيم اخرى ذات بعد اقتصادي) واجتماعي وقيمي ونفسي بم))ا يتالءم و الض)روف)‬
‫الجدي ))دة على اعتب ))ار ان المنط ))ق يقتض ))ي بن ))اء اس ))تراتيجيات جدي ))دة اذا ك ))انت هن ))اك تح ))والت جدي ))دة ‪،‬ه ))ذه‬
‫التهدي ))دات المختلف ))ة ال ))تي تعرفه ))ا المنطق ))ة ب ))دات في منطق ))ة الس ))احل و ت ))أثرت بعوام ))ل داخلي ))ة وخارجي ))ة‪،‬‬
‫وأثرت بدورها) في دول الحوار وتعدتها الى كل منطقة المغرب العربي) التي أصبحت مرك))زا النعكاس))ات‬
‫األح) ))داث وتطوراته ) )ا) في الس) ))احل اإلف) ))ريقي) و يمكن حص) ))ر ه) ))ذه التهدي) ))دات األمني) ))ة الجدي) ))دة في األن) ))واع‬
‫التالية ‪:‬‬
‫أ – اإلرهاب ‪:‬‬
‫اس ))تفحلت الظ ))اهرة اإلرهابي ))ة في منطق ))ة الس ))احل بش ))كل كب ))ير بحيث تع ))ددت التي ))ارات اإلرهابي ))ة‬
‫بشكل كبير في المنطقة باإلضافة إلى بعض الحركات المتطرفة التي له))ا نفس التوجه))ات و هي موج))ودة‬
‫في دول الجوار و من أهم هذه التيارات ما يلي ‪:‬‬
‫حرك))ة التوحي))د و الجه))اد ‪ :‬و ه))و تنظيم يتق))اطع م))ع تنظيم القاع))دة ‪ ،‬يعتم))د على اختط))اف) ره))ائن‬ ‫‪‬‬
‫هو اآلخر و يحاول فرض منطقه في المنطقة ‪.‬‬
‫تنظيم الجماعة السلفية للجهاد ‪ :‬و مركزها األساسي ليبيا و تكني نفسها جماعة خالد بن الوليد ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أنصار الشريعة و مقرها األساس))ي ت)ونس و تفرعاته))ا ليبي)ا و في ش))مال م)الي ‪ ،‬و ق)د ك))انت وراء‬ ‫‪‬‬
‫ع ))دد من العملي ))ات اإلرهابي)))ة من أهم)))ا اغتي ))ال الس)))فير األم ))ريكي) في بنغ ))ازي ‪ ،‬ه ))ذه التنظيم)))ات‬
‫اإلرهابي ))ة ق ))امت خالل الس ))نوات الثماني ))ة األخ ))يرة بـ ‪ 100‬هج ))وم إره ))ابي آخره ))ا مهاجم ))ة قاع ))دة‬
‫تقنتورين في الجزائر) ‪ ،‬و قد نتج عنها أكثر ‪ 160‬قتيل ‪.1‬‬
‫من التنظيم))ات األخ))رى األق))ل تطرف))ا و لكنه))ا مارس))ت س))لوكات غ))ير منتظ))رة تنظيم أنص))ار ال))دين تحت‬
‫زعامة إياد آغ و هو من أقدم و أبرز زعماء المتمردين الطوارق ‪.2‬‬
‫ه))ذا التنظيم) ب))الرغم من كون))ه أق))ل تطرف))ا إال أن))ه يس))اهم في تس))ريع الح))ل العس))كري) ‪ ،‬إذ في ال))وقت ال))ذي‬
‫استض ))افت الجزائ ))ر قادت ))ه و تمكنت من إيج ))اد أرض ))ية تواف) )ق) بين ))ه و بين تي ))ارات أح ))رى من بينه ))ا حرك ))ة‬
‫االزواد) ‪ ،‬فاجأ الرأي العام بإعالنه عدم االعتراف باالتفاقية و شرع في مهاجم))ة الم))دن الداخلي))ة و هي ح))ط‬
‫أحم ))ر خاص))ة و أن الق))رار ‪ 2085‬الص))ادر) عن األمم المتح))دة ح))دد آج ))ال زمني ))ة للت))دخل العس ))كري و ك ))ان‬
‫باإلمك)))ان ت)))أخيره على األق)))ل إلى غاي)))ة نهاي)))ة س)))نة ‪ ، 2013‬يتمرك) )ز) عموم ))ا التي ))ار اإلره ))ابي في ك)))ل من‬
‫الحدود المالية الموريتانية ‪ ،‬شمال مالي ‪ ،‬الحدود) لمالي))ة النيجيري))ة ‪.‬يمكن إب))داء مالحظ))ة أساس))ية ب)ان هن)اك‬

‫‪4‬‬
‫ارتباط) وثيق بين الجماعات اإلرهابية في المغرب العربي بالجماعات اإلرهابي)ة القادم)ة من الق)رن االف)ريقي‬
‫‪.3‬‬
‫هذا و قد ظهرت في سياق تعامل الدول مع الحركات اإلرهابية نظريتين أو إستراتيجيتين للتعامل مع ه)ذه‬
‫التنظيمات المتطرفة ‪ ،‬نظرية أو إستراتيجية القوة الصلبة و التي تعتمد أساسا على الحل األمني و الت))دخل‬
‫المباشر) للقضاء عليها و لم تتمكن ه))ذه االس))تراتيجية من وض))ع ح))د للتنظيم))ات االرهايبي))ة و القض))اء عليه))ا‬
‫يش))كل نه))ائي في حين التوج))ه أو الن))وع الث))اني يس))مى الق))وة الناعم))ة ‪ ،‬فه))و ي))زاوج بين الح))ل العس))كري) و‬
‫الحل))ول السياس))ية و الس))لمية و يض))ع أهداف))ه األساس))ية تقلي))ل المن))ابع و األس))باب ال))تي ت))ؤدي إلى اإلره))اب ‪،‬‬
‫كما تعتمد على األسلوب التفاوضي) و قد اعتمدت عليه الوالي))ات المتح))دة األمريكي))ة و ه))و يق))وم على الق))وة‬
‫‪4‬‬
‫العسكرية و على المساعدات االقتصادية و على تدريب العناصر المحلية ‪.‬‬
‫في ه ) ))ذا الس ) ))ياق أج ) ))رت مؤسس ) ))ة ران ) ))د ‪ RAND‬األمريكي ) ))ة في جويلي ) ))ة ‪ 2008‬دراس ) ))ة ك ) ))ان‬
‫عنوانه))ا كي))ف تنتهي الجماع))ات اإلرهابي))ة تن))اولت المؤسس))ة ‪ 648‬جماع))ة إرهابي))ة نش))طت م))ابين ‪ 1998‬و‬
‫‪ 2006‬من بينها ‪ 244‬جماعة إرهابية مازالت موجودة و ‪ 268‬تخلت عن العن))ف و ‪ 136‬انتهت وان))دمجت‬
‫مع جماعات أخرى ‪.‬‬
‫خلصت الدراسة إلى أن سقوط الجماعات اإلرهابية يكون من خالل أربعة وسائل هي‪:‬‬
‫– دور بارز) للشرطة و المخابرات و القوات العسكرية ‪.‬‬
‫– تمكن الجماعات اإلرهابية من تحقيق أهدافها خاصة السياسية منها ‪.‬‬
‫– اعتماد الجماعات اإلرهابية سياسات غير عنيفة ‪.‬‬
‫– موت أو توقيف القادة و الشخصيات المحورية في الجماعات ‪.‬‬
‫من خالل إسقاط األرقام) المعلنة عن الوسائل يمكن تسجيل مايلي ‪:‬‬
‫متغ))ير السياس))ات غ))ير عنيف))ة ك))ان ه))و المتغ))ير األك))بر ‪ ،‬حيث أن ‪ 268‬جماع))ة إرهابي))ة تبنت ه))ذا‬ ‫‪‬‬
‫األسلوب نسبة زوالها كان ‪. %43‬‬
‫متغير وفاة زعيم الجماعة كان السبب في زوال ‪. %40‬من الجماعات اإلرهابية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫متغير قناعة الجماعات بتحقيق أهدافها جاء ثالثا بـ ‪ % 10‬من التنظيمات زالت لهذه القناعة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المتغير العسكري جاء األخير بنسبة ‪. % 7‬‬ ‫‪‬‬
‫هذه الدراسة أثبتت أن الحل العسكري ليس الحل األمثل ‪.‬‬
‫و ه ))ذا األم ))ر ال ))ذي ينطب ))ق على الت ))دخل في ش ))مال م ))الي ‪ ،‬إذ أن الس ))يناريو األق ))رب ه ))و إع ))ادة تموق ))ع‬
‫الحرك ))ات اإلرهابي ))ة بق ))وة أك ))بر و س ))يظهر) ه ))ذا بش ))كل كب ))ير ابت ))داء م ش ))هر أفري ))ل ‪ 2013‬على ش ))اكلة‬
‫نموذج طالبان في أفغانستان ‪.5‬‬
‫ب – الهجرة غير الشرعية ‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫أث) ))رت الهج) ))رة غ) ))ير الش) ))رعية على ال) ))دول المغاربي) ))ة على مس) ))تويين األول خ) ))اص بمواطنيه )))ا والث) ))اني‬
‫باعتبارها منطقة عبور لعدد من الدول اإلفريقية‪.‬‬
‫بالنس))بة للمس))توى األول تعت))بر أورب))ا من أك))ثر ال))دول اس))تهدافا‪ ،‬حيث أن اإلحص))ائيات) تش))ير إلى أن ع))د‬
‫المغاربة المهاجرين بطرق غير شرعية هو في حدود ‪ 250000‬إلى ‪ 300000‬شخص‪.‬‬
‫أم)))ا المس)))توى الث)))اني وه)))و األخط)))ر والمتمث)))ل في اعتب)))ار المنطق ))ة المغاربي ))ة منطق ))ة عب ))ور للمه)))اجرين‬
‫القادمين من منطقة الصحراء اإلفريقية الكبرى‪.‬‬
‫تشير اإلحصائيات) إلى أرقام مذهلة‪ ،‬ففي تونس في س))نة ‪ 1999‬بل))غ ع))دد األفارق)ة ال))ذين ح))اولوا االنتق)ال‬
‫إلى أورب ))ا ع ))بر الم ))وانئ التونس ))ية ‪ 17000‬وارتف ))ع إلى ‪ 50000‬ع ))ام ‪ 2000‬و ‪100000‬ع ))ام ‪2001‬‬
‫ووصل إلى أرقام) كبير في السنوات األخيرة‪.‬‬
‫وفي الجزائ) ))ر وص) ))ل الع) ))دد إلى ‪100000‬ع) ))ام ‪ 2006‬ونفس ال) ))رقم في موريتاني) ))ا‪ ،‬ووص ) )ل) إلى ح) ))دود‬
‫المليون في ليبيا‪.‬‬
‫ورغم االحتياط ))ات ال ))تي اتبعت ومنه))ا) تنظيم الهج ))رة في المغ ))رب في نوفم ))بر) ‪ ،2003‬ووض))ع) الجزائ ))ر‬
‫إلج))راءات ص))ارمة وت))ونس) وليبي)ا) نفس الش))يء‪ ،‬وال))دخول في اتفاق))ات تع))اون م))ع أورب)ا) إال أنه))ا لم تحق))ق‬
‫األهداف المنظمة وأصبحت عامل سلبي أثر على استقرار المجتمعات المغاربية‪.6‬‬
‫ج_ الجريمة المنظمة‪:‬‬
‫أص ))بحت الجريم ))ة المنظم ))ة ال ))تي تقوده ))ا ش ))بكات الته ))ريب مص ))در خط ))ر حقيقي على ال ))دول المغاربي ))ة‪،‬‬
‫خاصة وأن هذه المنظمات أص)بحت تمت)از بهيكل)ة كب)يرة ذات ارتب)اط ب)أطراف خارجي)ة ب)دايتها تك)ون في‬
‫المغرب‪ ،‬تمر على الجزائر إلى غاية مرسيليا) واستعملت تونس والجزائر كمناطق عبور‪.‬‬
‫تش)ير التق)ارير الدولي)ة والوطني))ة إلى أرق))ام كب))يرة‪ ،‬إذ أن تق)ارير) األمم المتح))دة تحص))ي م))ا نس)بته ‪ 30‬إلى‬
‫‪ %40‬من المخ)درات الص)لبة تم)ر ع))بر ه))ذه المنطق))ة‪ ،‬ونس)بة ‪ %27‬من المخ))درات ص))ودرت في أورب)ا)‬
‫مصدرها المنطقة المغاربية بقيمة إجمالية قدرها ‪ 8,1‬مليار دوالر‪.‬‬
‫يض))اف) إلى ه))ذا ف))ان ه))ذا الفع))ل يمس ك))ل اإلنت))اج اآلخ))ر وه))و مص))در) من مص))ادر ع))دم االس))تقرار في‬
‫منطقة المغرب العربي خاصة على المناطق الحدودية‪.7‬‬

‫‪ -2‬التحول في مفهوم األمن‪ :‬مفه))وم األمن كغ))يره من المف))اهيم األساس))ية في علم العالق))ات الدولي))ة ش))هد‬
‫تحوال في مضمونه‪ ،‬على إثر انهيار االتح)اد الس)وفياتي وانتص)ار) الفك)ر اللي)برالي بقي)ادة الوالي)ات المتح)دة‬
‫األمريكية‪ ،‬حيث فرض التوزيع الجديد للقوى على باحثي العالقات الدولية إعادة النظ))ر في تص)وراتهم و‬
‫طروح ))اتهم ح ))ول مفه ))وم األمن‪ ،‬فبع ))دما) ك ))ان مفه ))وم األمن قب ))ل تفك ))ك االتح ))اد الس ))وفياتي مرتك ))زا) ح ))ول‬
‫القطاع العس))كري (المتمرك))ز ح)ول مفه))وم الدول)ة‪ -‬األمن الق)ومي‪ ،)-‬توس)ع بع)د انهي))ار االتح))اد الس)وفياتي)‬
‫إلى مج))االت أخ))رى من ج))راء ظه))ور) ن))وع جدي))د من المخ))اطر) ال))تي زادت وت))يرة انتش))ارها بفع))ل مس))ار‬

‫‪6‬‬
‫العولم))ة‪ ،‬حيث ص))ار لزام))ا على الدول))ة مواجه))ة تح))ديات آتي))ة من مج))االت ع))دة‪ :‬االقتص))ادي‪ ،‬االجتم))اعي‬
‫والثق))افي‪....‬الخ‪ ،‬و ليس فق))ط مواجه))ة التهدي))د العس))كري الق))ادم من وراء الح))دود(‪ ،)8‬ل))ذلك أص))بح البعض‬
‫يؤكد بأن األمن قضية مجتمعية سياسية واقتصادية وليس فق))ط عس))كرية‪ .‬حيث ظه))رت ع))دة تي))ارات تبحث‬
‫‪9‬‬
‫الحرب‪.‬‬ ‫في كيفية تحقيق األمن وتالفي)‬

‫هذه الفترة االنتقالية في إع))ادة ص))ياغة مفه))وم األمن أطل))ق عليه))ا مرحل))ة الثورة في الدراسات و‬
‫الش<<ؤون األمنية‪ .‬خاص))ة م))ع تزاي))د أهمي))ة ووت))يرة ظ))اهرة االعتم))اد المتب))ادل بين مختل))ف فواع))ل النظ))ام‬
‫ال))دولي‪ ،‬فظه))ور مجموع))ة من المش))اكل والقض))ايا الع))ابرة للح))دود جع))ل ال))دول ع))اجزة عن معالج))ة ه))ذه‬
‫األخ))يرة وف)ق) وس))ائل وآلي))ات حكومي))ة محلي))ة‪ ،‬أو ح))تى ع))بر اتفاق))ات رس))مية أو غ))ير رس))مية الس))يما وأن‬
‫ه))ذه المش))اكل الع))ابرة للح))دود) ق))د أض))عفت من مس))توى أداء الدول))ة لوظائفه))ا‪ ،‬ومن م))دى أدائه))ا لحاج))ات‬
‫المواطنين مما جعلهم يلجئون إلى فواعل أخرى ليحققوا حاجاتهم(‪.)10‬‬

‫لقد جاء التعبير عن ضرورة توسيع مفه))وم األمن في تقري))ر ص))ادر) عن البرن))امج اإلنم))ائي لألمم‬
‫المتحدة‪ ،‬حيث أكدت أن مفهوم األمن يجب أن يتغ))ير من ترك))يز حص))ري على األمن الق))ومي إلى ترك))يز)‬
‫اك))بر على أمن البش))ر ( األمن اإلنس))اني)‪ ،‬من أمن ع))بر األس))لحة إلى أمن غ))ذائي بي))ئي وت))امين مناص))ب‬
‫الشغل(‪ .)11‬لذلك نجد أن "فولك ‪ "FALK‬يعرف األمن بناء على غياب التهديد حيث يقول‪(:‬عي))اب األمن‬
‫من وجه))ة نظ)ر األف)راد‪ .‬والجماع)ات)‪ ،‬أي غي)اب التهدي)دات ال)تي تمس ب)أمن األف)راد) حيث ص)ار لألف)راد‬
‫األولوي))ة على أمن الدول))ة ب))ل إن هن))اك من يعت))بر الدول))ة أك))بر خط))ر على أمن األف))راد وه))ذا م))ا أدى إلى‬
‫بروز) المستوى) الفردي‪.‬‬

‫حس))ب ه))ذا الط))رح ال ب))د أن يتح))ول مفه))وم األمن‪ ،‬حيث ال يجب أن ينحص))ر في األمن الق))ومي‬
‫للدول))ة كمرجعي))ة وحي))دة ومطلق))ة لألمن‪ ،‬وح))ول األس))لحة كوس))يلة حص))رية لتحقي))ق األمن‪ ،‬وح))ول الح))دود‬
‫أو اإلقليم كالعنصر الوحيد الذي يجب أن يؤمن‪ ،‬وإ نما هن))اك عناص)ر) أخ))رى تزاي))دت أهميته))ا بع))د انهي))ار‬
‫االتحاد السوفياتي‪ ،‬لذا يجب أن تطرح تصورات جديدة لمفهوم األمن مع األخ<ذ بعين االعتب<ار متغ<يرات‬
‫عديدة أهمها‪:‬‬

‫حل ))ول مفه ))وم التهدي ))د مح ))ل مفه ))وم الخط ))ر ال ))ذي س ))اد خالل مرحل ))ة الح ))رب الب ))اردة‪ ،‬ويكمن الف ))رق بين‬ ‫‪‬‬
‫المفه ))ومين ك ))ون الخط ))ر معل ))وم المص ))در وهن ))اك إمكاني ))ة التنب ))ؤ بت ))وقيت) وقوع ))ه (وإ ن ك ))ان ذل ))ك بدرج ))ة‬
‫نس))بية)‪ ،‬بينم))ا يك))ون التهدي))د مجه))ول المص))در) وت))وقيت الوق))وع‪ ،‬مم))ا يعق))د من إمكاني))ة التص))دي) ل))ه‪ ،‬ومم))ا‬
‫يزيد من انكشافية أمن الدولة واألفراد) في عالم ما بعد انهيار االتحاد السوفياتي‪).‬‬

‫تزاي))د مراك))ز الت))أثير في النظ))ام ال))دولي‪ ،‬وذل))ك بس))بب تزاي))د الفواع))ل في العالق))ات الدولي))ة حيث لم تع))د‬ ‫‪‬‬
‫الدولة فاعال وحيدا وموحدا) في العالق))ات الدولي))ة مثلم))ا افترض))ته المدرس))ة الواقعي)ة التقليدي))ة‪ ،‬ب))ل ص))ارت‬

‫‪7‬‬
‫هن))اك فواع))ل متع))ددة‪ ،‬س))واء أك))انت م))ا دون مس))توى) الدول))ة أو م))ا ف))وق) مس))تواها‪ ،‬وكنتيج))ة ل))ذلك تزاي))دت‬
‫مص) ))ادر التهدي) ))د (على المس) ))توى) األك) ))اديمي يع) ))ني ذل) ))ك تن) ))وع وتع) ))دد مس) ))تويات التحلي) ))ل في الدراس) ))ات‬
‫األمني))ة)‪ ،‬وتزاي)دت) معه)ا مس)ببات التهدي))د وأنواع))ه حيث لم يع)د التهدي))د بالض))رورة عس)كريا‪ ،‬ب))ل ص))ارت‬
‫مص))ادره متنوع))ة‪ :‬تج))ارة المخ))درات‪ ،‬الجريم))ة المنظم))ة الع))ابرة للح))دود‪ ،‬الفق))ر‪ ،‬التل))وث البي))ئي‪ ،‬اإلره))اب‬
‫ال))دولي‪ ،‬انتش))ار) األوبئ))ة واألم))راض‪ ،‬ل))ذا اق))ترح "ريتش))ارد أولمن )‪ Richard ULMAN "(1983‬توس))يع‬
‫قائمة الفواعل التي لها عالقة مباشرة بقضايا األمن إلى الفواعل من غير الدول))ة ‪،Non-state actors‬‬
‫فألغلب هذه الفواعل هامش كبير من المبادرة‪ ،‬ال رد فعل فحسب‪.‬‬

‫زي)))ادة وت)))يرة انتش)))ار التهدي)))دات األمني)))ة الجدي)))دة بس)))بب تط)))ور ش ))بكة االتص ))االت العالمي ))ة‪ ،‬حيث يق)))ول‬ ‫‪‬‬
‫"توم))اس) فري))دمان ‪(: "Thomas FRIEDMAN‬اآلن علي))ك أن تقل))ق وبص))ورة متزاي))دة بش))أن التهدي))دات‬
‫المقلق))ة من أولئ))ك ال))ذين أنت متص))ل بهم‪ ،‬بم))ا في ذل))ك االتص))ال ع))بر االن))ترنت واألس))واق‪ ،‬ومن أولئ))ك‬
‫األقوي))اء) ال))ذين يس))تطيعون المجيء إلى ب))اب دارك)‪ ،‬فش))بكات االتص))ال ال))تي أفرزته )ا) العولم))ة في اغلب‬
‫المج ))االت‪ :‬االقتص ))ادية‪ ،‬المالي ))ة‪ ،‬االجتماعي ))ة‪ ،‬الثقافي ))ة‪ ...‬تزي ))د من ض ))عف الدول ))ة أم ))ام التهدي ))دات ال ))تي‬
‫تواجهه(‪.)12‬‬

‫و من خالل م))ا س))بق يت))بين لن))ا أن مفه))وم األمن لم يع))د يع))ني أن الدول))ة ال))تي حققت أمنه))ا حققت‬
‫أمن أفراده)ا) عن طري))ق مجابه))ة الع))دو الخ))ارجي واالس))تعداد العس))كري‪ ،‬ب))ل أص))بح يش))مل ج))وانب عدي))دة‬
‫ويشمل عدة مستويات‪ .‬فعلى المستوى) الوط))ني) مثال تتح))رر ال))دول من ك))ل خط))ر يه))دد كيانه))ا ومص))الحها‬
‫داخليا‪ ،‬وعلى المستوى الفردي يتحرر الفرد من كافة التهديدات التي ته))دده‪ ،‬وبالت))الي) اتس))ع مفه))وم األمن‬
‫ليش))مل مس))تويات) و مج))االت أخ))رى تتع))دى المع))نى الض))يق) لألمن الق))ومي ال))ذي س))اد الدراس))ات التقليدي))ة‬
‫حول األمن‪.13‬‬

‫ثانيا‪:‬عوامل ظهور التهديدات االمنية في المنطقة العربية‬


‫قب))ل الح))ديث عن انعك))اس التهدي))دات االمني))ة على المنطق))ة العربي))ة يجب االش))ارة الى ان هن))اك مجموع))ة‬
‫من العوام))ل في المنطق))ة العربي))ة و الس))احل بعض))ها) خ))ارجي واألخ))ر داخلي س))اهمت الى ح))د كب))ير في‬
‫ضهور) التهديدات االمنية غير التقليدية ‪.‬‬
‫‪-1‬العوامل الخارجية‪:‬‬
‫هن))اك مجموع))ة من العوام))ل أث))رت في ت))ردي األوض))اع) في منطق))ة الس))احل منه))ا على وج))ه الخص))وص‬
‫مايلي‪:‬‬
‫‪ ‬األزمة الليبية ‪- :‬تدفق السالح الطوارق‪.‬‬
‫‪ -‬المجندون الماليون والنيجريون الذين فروا في أكتوبر) ‪2011‬وكانوا) تحت إمرة خميس القذافي‪.‬‬
‫األزمة االقتصادية األوربية‬ ‫‪‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ ‬التنافس الصيني الغربي على المنطقة‪ ،‬والذي أدى إلى تقسيم السودان‪.‬‬
‫‪-2‬العوامل الداخلية‪:‬‬
‫مرتبطة بمجموعة من العوامل اهمها‪:‬‬
‫‪ ‬غي ) ))اب المس) ))اواة والت) ))وازن بين المن) ))اطق) س ) ))واء من حيث التنمي ) ))ة أو تمثي ) ))ل أبن) ))اء المنطق ) ))ة في مختل ) ))ف‬
‫مؤسسات) الدولة‪.‬‬
‫االنقالب العس) ))كري وأث) ))ره على ت) ))أزيم األح) ))داث‪ :‬بداي) ))ة ت) ))أزم األم) ))ور ك) ))ان من إس) ))قاط ال) ))رئيس‬ ‫‪‬‬
‫المنتخب بإيع)))از من فرنس))ا) مم)))ا أدى إلى بداي)))ة ت)))أزيم األم)))ور‪ ،‬وع ))دم ق ))درة الجيش على الس)))يطرة على‬
‫الوض))ع مم))ا س))هل على التنظيم))ات اإلرهابي))ة المختلف))ة من االنتش))ار) الس))ريع في ش))مال م))الي واالس))تحواذ)‬
‫عليه وفرض منطقها وسياستها) على ارض الواقع‪.14‬‬
‫ان لهذه التهديدات المختلفة انعكاسات متعددة على الجزائر) و دول المغرب العربي ‪:‬‬
‫أ – التأثيرات المباشرة على الجزائر ‪:‬‬
‫هذه التهديدات لها انعكاس مباشر على كل المنطقة و السيما على الجزائر و أهم هذه التأثيرات ما يلي‬
‫إمكاني ))ة اخ ))تراق بعض التنظيم ))ات اإلرهابي ))ة للح ))دود و ذل ))ك ب ))النظر) إلى ط ))ول الش ))ريط) الح ))دود)‬ ‫‪‬‬
‫الجزائري) مع مالي و الذي يتجاوز ‪ 1400‬كم ‪.‬‬
‫تأخر تصحيح االختالالت المرتبطة باتح)اد المغ)رب الع))ربي بفع))ل ظ))اهرة التس)لح بين الجزائ))ر و‬ ‫‪‬‬
‫المغرب و كذا لمولجه التهديدات األمنية المختلفة ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬االمن االقليمي كوسيلة للتعاون االقليمي العربي‬
‫تس) ))عى فرنس ) )ا) في اط) ))ار االتح) ))اد االوروبي إلى التص) ))دي لل) ))دور و النف) ))وذ األم) ))ريكي) المتن) ))امي في‬
‫المنطقة و امساك امريكا ب))الملف االم))ني و من ثم ‪،‬ف))ان "مش))روع "اس))تراتيجية من اج))ل الس))احل" ه))و في‬
‫الحقيقة مشروع منافس للمشاريع األمريكية التي انطلقت في المنطقة وأصبحت تهدد المص))الح الفرنس))ية‬
‫واألوروبية ‪.‬فمنذ نهاية الحرب الباردة ‪،‬بادرت أمريك))ا إلى وض))ع اس))س لتمركزه)ا) في افريقي))ا و تك))ثيف‬
‫تواجدها) على المستوى) االقتصادي و االمني خاصة وقد اعطت هجمات ‪ 11‬س))بتمبر) ‪ 2011‬دافع))ا قوي))ا‬
‫لهذا التمركز ‪،‬حيث احتل الج)انب االم)ني مرك)ز االهتم)ام االم)ريكي ‪،‬وذل)ك في اط)ار الس)عي األم)ريكي)‬
‫لتامين عالقاته)ا الطاقوي)ة م)ع ش)ركائها في الش)رق األوس)ط) ع)بر ش)مال افريقي)ا و منطق)ة إفريقي)ا الس)وداء‬
‫كحلف))اء في ظهره))ا ‪ .‬ومن أهم المش))اريع) األمريكي))ة االمني))ة ال))تي وجهت إلى الس))احل هن))اك مش))روعين‬
‫ه)))امين وهم)))ا ‪ :‬مش)))روع‪Pan –sahel. :‬و تم تبني)))ه في نوفم ))بر ‪ ، 2002‬ويتض ))من ت ))دريب الجي)))وش‬
‫الوطني))ة في م))الي ‪،‬ال))نيجر ‪،‬موريتاني)ا) ‪،‬التش)اد ‪،‬إلى ج)انب تش))جيع التع)اون اإلقليمي)‪  ‬بمس)اعدة التكنولوجي))ا‬
‫األمريكية وتبادل) المعلومات ‪.‬وقد خصص)ت اإلدارة األمريكي))ة له))ذا المش))روع) مبل)غ ‪ ،6‬ملي))ون دوالر في‬
‫الس)))نة األولى و ‪ 7.75‬ملي)))ون دوالر في الس)))نة الثاني)))ة الى ج ))انب إرس ))ال م ))ا يق ))ارب من ‪ 150‬جن)))دي‬
‫أم))ريكي في ش))كل مهم))ات لك))ل من ال))دول (م))الي‪ ،‬التش))اد‪ ،‬ال))نيجر‪ ،‬موريتاني))ا) و ال))تي تش))كل قلب ه))ذه‬

‫‪9‬‬
‫االس)تراتيجية ‪ .15.‬في س)نة ‪ 2005‬اس)تبدل ه)ذا المش)روع(‪،)Pan-sahel‬ببرن)امج الش)راكة الص)حراوية‬
‫لمواجهة االرهاب(‪،le Partenariat Transsaharienne contre le terrorisme ;TSCTP‬و ه))و‬
‫برن)))امج تش)))رف) علي)))ه ك)))ل من وزارة الخارجي)))ة‪ ،‬الوكال)))ة األمريكي ))ة للمس ))اعدات الدولي)))ة ‪USAIA‬‬
‫ووزارة ال))دفاع‪ :‬والمالح )ظ) على ه))ذا المش))روع) ان))ه وس))ع ع))دد ال))دول المعني))ة ب))ه ‪. .‬ف))الى ج))انب ال))دول‬
‫األربع ))ة ال ))تي تض ))منها مش ))روع ‪ Pan-Sahel‬وهي‪ :‬م ))الي‪ ،‬ال ))نيجر‪ ،‬التش ))اد وموريتاني ))ا‪ ،‬تم أيض ))ا دمج‬
‫الجزائ))ر‪ ،‬المغ))رب‪ ،‬ت))ونس‪ ،‬بوركينافاس))و‪ ،‬نيجيري))ا‪ ،‬الس))نغال وليبي))ا‪  ‬و ب))دوره يتض))من البرن))امج العم))ل‬
‫على تحس ))ين ق ))درات دول المنطق ))ة ض ))د المنظم ))ات اإلرهابي ))ة ومن ))ع ه ))ذه األخ ))يرة من توظي) )ف) عناص ))ر‬
‫جدي))دة في ص))فوفها) إلى ج))انب من))ع تح))ول المنطق))ة إلى ملج))أ لإلره))ابيين المحل))يين وال))دوليين ويعتم)د) ه))ذا‬
‫المش))روع على ج))انبين من العم))ل‪ :‬الج))انب االول و يعتم))د على تحس))ين فعالي))ة الق))وات المحلي))ة من خالل‬
‫تقاس))م المعلوم))ات‪ ،‬التك))وين وتقوي))ة التواف))ق و الج))انب الث))اني يتعل))ق بالتع))اون العس))كري في إفريقي))ا من‬
‫خالل التم ) ))ارين العس ) ))كرية بين الق ) ))وات األمريكي ) ))ة واإلفريقي ) ))ة وبعض دول الحل ) ))ف األطلس) ) )ي) (فرنس ) ))ا‪،‬‬
‫اس) ))بانيا)‪ .‬وتم خالل الف) ))ترة ‪ ،2009-2005‬تخص)))يص مبل)))غ ‪ 490‬ملي) ))ون دوالر له) ))ذه الش) ))راكة أغلبه) ))ا‬
‫‪16‬‬
‫وجهت إلى الدول األربعة الساحلية (النيجر‪ ،‬التشاد‪ ،‬مالي‪ ،‬موريتانيا)‪.‬‬
‫إن ه) ) ) ))ذه المحاول) ) ) ))ة من أج) ) ) ))ل بس) ) ) ))ط الهيمن) ) ) ))ة األمريكي) ) ) ))ة ‪ Américafrique‬تتع) ) ) ))ارض م) ) ) ))ع‬ ‫‪‬‬
‫‪ Francafrique‬و تدفع فرنسا في إطار االتحاد األوربي إلى التصدي لكل محاولة ته))دد نفوذه))ا‬
‫في مستعمراتها القديمة ومناطق) تواجدها) االستراتيجية‪ .‬وهو ما تنطوي عليه مب))ادرة اس))تراتيجية‬
‫من أجل الساحل‬
‫ثانيا‪ :‬محتوى االستراتيجية االوروبية وآليات تنفيذها‬ ‫‪‬‬
‫ب ) ))دأت بل ) ))ورة ه ) ))ذه االس ) ))تراتيجية من ) ))ذ س ) ))نة ‪ 2008‬خالل الرئاس ) ))ة الفرنس ) ))ية لالتح ) ))اد‬ ‫‪‬‬
‫األوربي‪ )،‬حيث ب))رز القل))ق األوربي من تف))اقم األوض))اع) األمني))ة في منطق))ة الس))احل وبع))د العدي))د‬
‫من المش))اورات والبعث))ات االوروبي))ة ال))تي تمت في ك))ل من م))الي‪ ،‬ال))نيجر‪ ،‬موريتاني)ا) والجزائ))ر‪).‬‬
‫وبع))د م))ا تعق))دت األوض))اع) على اث))ر االنتش))ار) الواس))ع لنش))اط) القاع))دة‪ ،‬تق))دمت ثماني))ة دول أوربي))ة‬
‫وهي (فرنس) ))ا‪ ،‬ألماني) ))ا‪ ،‬ال) ))دانمارك‪ ،‬اس) ))بانيا‪ ،‬ايطالي) ))ا‪ ،‬البرتغ) ))ال‪ ،‬الس) ))ويد وهولن) ))دا) برس) ))الة إلى‬
‫المفوضية األوربي)ة مطالب)ة إياه)ا بتنفي)ذ التزاماته)ا) في المنطق)ة‪ ،‬وهي الجه)ود ال)تي كللت في س)تة‬
‫‪17‬‬
‫و ق)امت ه)ذه االس)تراتيجية على الرب)ط بين االمن‬ ‫‪ 2011‬بتب)ني اإلس)تراتيجية من أج)ل الس)احل‪.‬‬
‫و التنمي))ة في ح))ل مش))اكل المنطق))ة ‪،‬كم))ا ترك))زت االس))تراتيجية بالدرج))ة االولى على م))ا س))متهم‬
‫‪18‬‬
‫وهي‪:‬‬ ‫بدول القلب و هي مالي‪ ،‬موريتانيا‪ )،‬النيجر وتقوم على أربعة محاور) أساسية‬
‫المح ))ور األول‪ :‬تش ))جيع التنمي ))ة‪ ،‬الحكم الراش ))د‪ ،‬وح ))ل الص ))راعات‪ .‬إن اله ))دف من ه ))ذا‬ ‫‪‬‬
‫المجال هو المس))اهمة في التنمي)ة االقتص)ادية واالجتماعي)ة بم))ا يس)مح بتحس))ين الظ)روف) المعيش))ية‬
‫لس))كان المنطق))ة ومنحهم) ف))رص اقتص))ادية ومن ثم الحيلول))ة دون أن تتح))ول ه))ذه المنطق))ة لنش))اط‬

‫‪10‬‬
‫الجماعات المتطرقة والجريمة المنظم))ة والعم))ل على تقوي))ة مؤسس))ات الدول))ة‪ ،‬ودعم ميكانيزم))ات‬
‫الحوار الوطني لحل مختلف الصراعات‪.‬‬
‫المح))ور الث))اني‪ :‬تش))جيع التع))اون اإلقليمي‪ :‬من خالل دمج دول المنطق))ة في إط))ار ح))وار‬ ‫‪‬‬
‫فعال إلدارة فعالة التهديدات والتحديات‪.‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬تقوي)ة الق)درات األمني)ة الوطني)ة ودول)ة الق)انون‪ .‬حيث أن ع)دم االس)تقرار‬ ‫‪‬‬
‫في المنطق))ة س))ببه مش))كل التنمي))ة وع))دم س))يطرة الدول))ة وع))دم ق))درة الق))وات المس))لحة على ض))مان‬
‫وف) ) ))رض وجوده) ) ))ا الفع) ) ))ال في ه) ) ))ذه المن) ) ))اطق‪ ،‬بس) ) ))بب نقص المع) ) ))دات والتك) ) ))وين‪ ،‬وعلي) ) ))ه ف) ) ))إن‬
‫اس))تراتيجية االتح))اد األوروبي لمنطق))ة الس))احل تض))من تقوي))ة ق))درات المؤسس))ات) األمني))ة واألمن‬
‫ودولة القانون من أجل مواجهة اإلرهاب والجريمة المنظمة العابرة للقارات‪.‬‬
‫المح))ور) الراب))ع‪ :‬تحس))ين المس))توى االقتص))ادي‪ :‬ويرك))ز ه))ذا المح))ور) على محارب))ة عوام))ل‬ ‫‪‬‬
‫ب))روز) تط))ور) العن))ف من خالل العم))ل على محارب))ة الفق))ر والتهميش) االجتم))اعي ال))ذي تع))اني من))ه‬
‫بعض الفئات االجتماعية في منطقة الساحل‪.‬‬
‫وق)د) خص))ص االتح))اد األوروبي لتنفي))ذ ه))ذه اإلس))تراتيجية غالف))ا مالي))ا بح))والي ‪ 650‬ملي))ون‬ ‫‪‬‬
‫أورو) منه ))ا‪ :‬ح ))والي ‪ 450‬ملي ))ون خصص ))ت لل ))دول الثالث ))ة ال ))تي تمث ))ل قلب اإلس ))تراتيجية وهي‪:‬‬
‫موريتاني) ))ا‪ ،‬م) ))الي وال) ))نيجر‪ ،‬أم) ))ا مبل) ))غ ‪ 200‬ملي) ))ون أورو فق) ))د وج) ))ه لبقي) ))ة دول غ) ))رب إفريقي) ))ا‬
‫والمغ ) ))رب الع ) ))ربي‪ ،‬الى إلى ج ) ))انب مبل ) ))غ ‪ 150‬ملي ) ))ون اورو كمبل ) ))غ اض ) ))افي) من الص ) ))ندوق)‬
‫األوربي) للتنمي))ة إض))افة إلى اإلنف))اق ع))بر جه))از االنف))اق على االس))تقرار‪ 19.‬ويوض))ح الج))دول‬
‫الت))الي المس))اعدات المقدم))ة من قب))ل ص))ندوق) التنمي))ة األوربي) واس))تراتيجية االتح))اد األوربي من‬
‫أجل الساحل‪.20‬‬

‫يبين المبادرات االوربية في منطقة المغرب العربي) والساحل‬


‫جدول ّ‬
‫إس ))تراتيجية االتح ))اد األوربي من‬ ‫صندوق التنمية األوربي)‬
‫أجل الساحل‬ ‫الصندوق ‪10‬‬
‫‪ 50‬مليون أورو‬ ‫‪ 533‬مليون أورو‬ ‫مالي‬
‫‪ 8.4‬مليون أورو‬ ‫‪ 156‬مليون أورو‬ ‫موريتانيا‬
‫‪ 91.6‬مليون أورو‬ ‫‪ 458‬مليون أورو‬ ‫النيجر‬

‫المصدر‪:‬مركز الدراسات االفريقية جامعة الخرطوم‪...........‬‬

‫‪11‬‬
‫وق) ) ))د انطلقت العدي) ) ))د من المب) ) ))ادرات على المس) ) ))توى) اإلقليمي) ومنه) ) ))ا برن) ) ))امج محارب) ) ))ة‬ ‫‪‬‬
‫اإلره))اب في الس))احل وال))ذي يم))ول على المس))توى البعي))د من قب))ل جه))از االس))تقرار (‪ 6.7‬ملي))ون‬
‫أورو) خالل الفترة ‪ )2014-2012‬ويهدف) إلى دعم القدرات المحلي))ة وتحس))ين التع))اون اإلقليمي‬
‫في مج)))ال مكافح)))ة اإلره) ))اب والجريم)))ة المنظم)))ة‪ ،‬ويتض ))من تأس ))يس كلي ))ة افتراض) ))ية لألمن في‬
‫الساحل لتكوين قوات القمع و تقاسم المعلومة والخبرة‪ .‬كما يمول جهاز االس))تقرار أيض))ا وبمبل))غ‬
‫‪ 2.2‬مليون أورو برنامج نظام) معلومات الشرطة إلفريقيا) الغربية‪.‬‬
‫(‪).Le système d’information de la police d’Afrique de l’ouest‬‬ ‫‪‬‬
‫وه) ) ) ))و نظ) ) ) ))ام يعتم) ) ) ))د على خل) ) ) ))ق قاع) ) ) ))دة تب) ) ) ))ادل المعلوم) ) ) ))ات بين أجه) ) ) ))زة الش) ) ) ))رطة بين ال) ) ) ))دول‬ ‫‪‬‬
‫الخمس(الب ))نين‪ ،‬غان ))ا‪ ،‬م ))الي‪ ،‬موريتاني ))ا‪ ،‬ال ))نيجر) والمجموع ))ة االقتص ))ادية ل ))دول غ ))رب إفريقي ))ا‬
‫وأن ))تربول‪ .‬كم ))ا منح أيض ))ا الص ))ندوق) األوربي) للتنمي ))ة مبل ))غ ‪ 41‬ملي ))ون أورو م ))ا بين ‪ 2012‬و‬
‫‪ 2017‬لمش)))روع ال)))دفاع واألمن للمجموع)))ة االقتص ))ادية ل ))دول إفريقي ))ا الغربي ))ة بغ)))رض دعم‬
‫ق ) ))درات المؤسس ) ))ات‪ ،‬أم ) ))ا برن ) ))امج مكافح ) ))ة تج ) ))ارة المخ ) ))درات والجريم ) ))ة في ه ) ))ذه المجموع ) ))ة‬
‫االقتصادية فقد تدعم بغالف مالي إضافي قدر) ‪ 19.7‬ملي))ون أورو من قب))ل الص))ندوق األوربي‬
‫للتنمية‪ 21.‬وباإلضافة إلى هذه المبالغ المالية‪،‬‬
‫رابعا‪ :‬المقاربة االمنية العربية لمواجهة التهديدات االمنية الجديدة‬
‫معمق ))ا للتح ))ديات‪ ،‬إذ يواج ))ه مجموع ))ة من‬
‫متغي))رات جدي ))دة‪ ،‬تتطلب تشخيص )ا) ّ‬ ‫ع ))رف اإلقليم الع ))ربي ّ‬
‫تجنب الم) ))آزق) واألزم) ))ات المعطِّل) ))ة‬
‫التح) ))ديات السياس) ))ية واالقتص) ))ادية واالجتماعي) ))ة والثقافي) ))ة ت) ))دعو إلى ّ‬
‫لمشاريعه في اإلصالح والتنمية‪.‬‬

‫وفي محاولتن)ا) معرف))ة أهم التح))ديات ال))تي تواج))ه ال))دول العربي))ة وج))دنا أنه))ا ت))تركز على الخص))وص‬
‫في‪ :‬البطال))ة‪ ،‬والفق))ر‪ ،‬والهج))رة‪ ،‬وض))عف األداء االقتص))ادي‪ ،‬ومحدودي))ة التنمي))ة اإلنس))انية المس))تدامة‪ ،‬و‬
‫كذلك إشكالية الصحراء الغربية(‪.)22‬‬

‫أمام هذه التحديات المتجددة و المعقدة‪ ،‬كان من المنتظر أن تلجأ الدول المغاربية إلى تفعيل دور‬
‫االتح))اد المغ))اربي و مؤسس))اته لوض))ع ح))د أو تج))اوز) ه))ذه المخ))اطر ال))تي تهـــدد أمن و اس))تقرار المنطق))ة‪،‬‬
‫كان تأسيس االتحاد المغاربي) في العام ‪ 1989‬لحظة مهمة على طريق) اس)تيعاب التح ّ)والت ال)تي عرفته)ا‬
‫العالقات الدولية‪ ،‬وك)ان في إمكان)ه أن يعي)د ت))رتيب أولوي)ات) المنطق))ة‪ ،‬الموزع)ة بين األمن بك))ل مس)توياته‬
‫والتنمية و الديمقراطية‪.‬‬

‫وهكذا‪ ،‬يب)دو جلي)ا الي)وم أن)ه ب)ات من المس)تحيل لل)دول المغاربي)ة التع)اطي المج)دي م)ع أهم التح)ديات‬
‫باالعتماد فقط على السياسات الوطني)ة‪ ،‬في كاف)ة المج)االت االقتص)ادية واالجتماعي)ة والثقافي)ة والسياس)ية‪،‬‬

‫‪12‬‬
‫مم) ) ))ا يف ) ))رض عليه) ) ))ا تك ) ))ثيف الجه ) ))ود من أج ) ))ل إح ) ))داث نقل ) ))ة نوعي) ) ))ة في العم) ) ))ل التك ) ))املي واالن ) ))دماجي)‬
‫المغاربي)(‪.)23‬‬

‫ف )))رغم ه )))ذه المؤسس) ))ات) و األجه) ))زة و األه )))داف المس) ))طرة و القمم المنعق) ))دة ف) ))ان دول المغ )))رب‬
‫العربي لم تصل إلى تحقيق ما كانت تصبوا إليه‪ ،‬فهي لم تستطيع حتى وض)ع خط)وط أولي)ة عملي)ة لبعث‬
‫الحيوية في مؤسسات) االتحاد التي عرفت الجمود على مستوى) وظائفها‪،‬‬

‫فعلى مس))توى) مكافح))ة اإلره))اب مثال‪ ،‬لم تتمكن ال))دول المغ))ربي من وض))ع خط))ط مش))تركة للح))د‬
‫من مخ))اطر) ه))ذه الظ))اهرة‪ ،‬ب))الرغم من تعرض))ها) مش))تركة ألعم))ال تخريبي))ة من ط))رف تنظيم القاع))دة في‬
‫المغ ))رب اإلس ))المي‪ ،‬ففي حين ع ))رفت الجماع ))ات اإلس ))المية تك ))امال وانس ))جاما في أه ))دافها في المغ ))رب‬
‫الع ))ربي‪ ،‬بقيت ال ))دول المعرض ))ة لخط ))ر اإلره ))اب ع ))اجزة على لتع ))اون و التنس ))يق األم ))ني فيم ))ا بينه ))ا‪ ،‬و‬
‫لجأت للبحث عن البدائل‪ ،‬الممثلة في االتحاد األوربي و الواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬

‫حتى على المستوى االقتصادي‪ ،‬الـذي حظي باهتمام كبير على مستــوى) القمم المنعق))دة‪ ،‬و اعت))بر‬
‫أساس))ا لتفعي))ل التكام))ل‪ ،‬المش))هد اإلجم))الي لواق))ع اقتص))اديات ه))ذه ال))دول في المنطق))ة بعي))د تم))ام البع))د عن‬
‫كون)))ه ُمرض)))ياً‪ ،‬حيث يعتم)))د اقتص)))اد الجزائ))ر) وليبي)))ا على ص)))ادرات النف ))ط والغ ))از‪ ،‬كم ))ا يعتم)))د اقتص)))اد‬
‫المغرب ‪ -‬إلى حد كبير ‪ -‬على اإلنتاج ال))زراعي والتح))ويالت النقدي))ة من المغ))تربين‪ ،‬بينم)ا تعتم)د ت))ونس‬
‫أن ع) ) ) ))دم تج) ) ) ))انس التش) ) ) ))ريعات‬ ‫ِ‬
‫على الطلب من قَ)ب ) ) ))ل المس) ) ) ))تهلك األوروبي) وعلى الس) ) ) ))ياحة‪ .‬و ال ش) ) ) ))ك ّ‬
‫االقتص))ادية يح))د من األهمي))ة اإلس))تراتيجية للمنطق))ة‪ ،‬ويفق))دها في المتوس))ط ‪ % 2.5‬من الن))اتج اإلجم))الي‬
‫بسبب إغالق الحدود الجزائرية ‪ -‬المغربية وضعف التجارة البينية(‪.)24‬‬

‫فالعالقات) البينية بقيت ضعيفة في مجال التبادل التجاري واالقتصادي‪ ).‬بحيث لم تتجاوز) ‪%1.5‬‬
‫مثلما ك)انت علي)ه الع)ام ‪ 1985‬من مجم)وع) ص)ادرات ك)ل من ت)ونس والجزائ))ر والمغ)رب‪ ،‬وعلى ‪%1.2‬‬
‫من حجم ال )))واردات‪ ،‬ولم تبل )))غ أك )))ثر من ‪ %5‬من مجم )))وع المب) ))ادالت التجاري) ))ة البيني) ))ة على ال )))رغم من‬
‫االتفاقي))ات القطاعي))ة المبرم))ة بين أقط))ار االتح))اد(‪ .)25‬وعلي))ه‪ ،‬ف))إن حجم المب))ادالت البيني))ة ـ رغم التحس))ن‬
‫النسبي ـ يبقى ض))عيفاً ج))داً ودون الطموح)ات ال)تي أفرزته)ا) القمم المغاربي)ة‪ ،‬ودون المس))توى بكث)ير إذا م))ا‬
‫ق))ورنت بحجم المب)ادالت التجاري)ة م))ع االتح))اد األوربي) حيث تتج)اوز) ‪ .%50‬ويمكن الق))ول‪ ،‬إن العالق))ات‬
‫االقتص))ادية والتجاري))ة بين أقط))ار) اتح))اد المغ))رب الع))ربي لم ت))رق إلى أدنى التنظيم))ات في س))بيل التكام))ل‬
‫والوحدة االقتصادية ولم تصل حتى إلى مستوى منطقة التفضيل الجمركي(‪.)26‬‬

‫يتض))ح مم))ا س))بق أن دول العربي))ة م))ازالت تع))اني العدي))د من المش))اكل على كاف))ة المس))تويات‪ ،‬و‬
‫بالرغم من توفر جاز مؤسساتي) كقاعدة للعم))ل المش))ترك‪ ،‬يبقى االتح))اد المغ))اربي) ع))اجز على تنفي))ذ م))ا تم‬
‫التخطيط) ل)ه في أه)داف ه)ذا التكام)ل في التق)ريب و تحقي)ق االنس)جام بين مص)الح ه)ذه ال)دول‪ ،‬وه)ذا يع)ني‬
‫‪13‬‬
‫أن دول المغ)))رب الع)))ربي في اعتماده)))ا على االتح)))اد كإس)))تراتيجية لح ))ل مختل ))ف المش ))اكل لم يحق)))ق من‬
‫وراءه ش ))يء‪ ،‬و بقيت مؤسس ))اته مفرغ ))ة هيك ))ل دون روح فق ))ط كم ))ا س ))ماها مونتس ))كيو ش ))ركة التجمع ))ات‬
‫للتع))ارف) فق))ط‪ ،‬و من أهم العوائ<<ق ال<<تي ح<<الت دون نج<<اح مس<<ار ه<<ذه التجرب<<ة التكاملي<<ة‪ ،‬لتص<<بح آلي<<ة‬
‫ناجحة في مواجهة التحديات األمنية في المنطــقة‪ ،‬ما يلي‪:‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫ختاما يمكن الق))ول ان تس))طير اس)تراتيجيات) مناس))بة لمواجه)ة مختل))ف التهدي)دات األمني)ة الجدي)دة لل)دول‬
‫العربية في مرهون بم)دى جدي)ة اإلرادة السياس)ية‪ ،‬و إلتزامه)ا بسياس)ات جدي)دة ‪ ،‬وان)ه في غي)اب مص)ادر‬
‫التق))ارب الع))ربي و التنس))يق) للعم))ل المش))ترك على كاف))ة األص))عدة‪ ،‬و اس))تمرارا) التباع))د‪ ،‬تبقى ه))ذه ال))دول‬
‫أك ) ))ثر عرض ) ))ة للمخ ) ))اطر ال ) ))تي ته ) ))ددها‪ ،‬او االتج ) ))اه القس ) ))ري نح ) ))و البحث عن ط ) ))رف آخ ) ))ر أو ش ) ))ريك‬
‫لمواجه ))ة ه ))ذه المخ ))اطر‪.‬و) نقص ))د هن ))ا التوج ))ه للط ))رف األوروبي) بحكم العالق ))ات التاريخي ))ة المم ))يزة م ))ع‬
‫الدول العربية‪،‬و كذلك عامل الق))رب الجغ)رافي‪ ،‬او نح)و ال))و‪.‬م‪.‬أ بحكم االمكان)ات ال))تي تحوزه)ا) في ج))انب‬
‫مكافح ))ة ه ))ذه التهدي ))دات و ذل ))ك من اج ))ل وض ))ع اس ))تراتيجيات) ض ))د ه ))ذه المخ ))اطر المش ))تركة بع ))د غي ))اب‬
‫إس))تراتيجية فعال))ة م))ا بين ال))دول العربي))ة لمواجه))ة التح))ديات االمني))ة ال))تي تواج))ه المنطق))ة ‪ ،‬ه))ذا الوض))ع‬
‫حتم ))ا س ))تكون نتائج ))ه الس ))لبية اك ))ثر بكث ))ير من النت ))ائج االيجابي ))ة اعتب ))ارا ب ))ان ك ))ل من االتح ))اد االوربي و‬
‫الواليات المتحدة االمريكية كانا و الزاال دوما يغلب)ان مص)الحهما االمني)ة في عق)دهما االتفاقي)ات م)ع دول‬
‫المنطقة‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪1‬‬
‫‪Bernard ADAM ;mali de l’intevention militaire fransaise a la reconstruction de l’etat ;/raport 2013 consulté depuit‬‬
‫‪www.grip.org‬‬
‫‪ 2‬لعور راضية ‪ :‬اثر البعد األمني على العالقات االورو مغاربية من خالل سياسة الجوار األوروبي‪ .‬مذكرة ماجستير بقسم العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة بسكرة –‬
‫‪.2011‬ص‪.68‬‬
‫‪3‬‬
‫فريجة لدمية ‪ :‬إستراتيجية االتحاد األوروبي لمواجهة التهديدات األمنية الجديدة – الهجرة غير الشرعية أنموذجا‪ -‬مذكرة ماجستير بقسم العلوم السياسية ‪،‬‬
‫جامعة بسكرة – ‪. 2011‬ص ‪.98‬‬

‫‪4‬‬
‫‪-............‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Hélène BRANINE.la question touaregue ; edition palmier.p.55‬‬
‫‪6‬‬
‫‪idem‬‬
‫‪ 7‬عبد القادر رزيق ‪ ،‬قيادة أفريكوم األمريكية ‪ ،‬حرب باردة أم سباق للتسلح ( الجزائر ‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪) 2011 ،‬ص‪.55‬‬
‫‪8‬‬
‫‪) Annette JUNEMANN, Euro-Mediterranean relations after 11September. Frank Cass, London, 2004. from:‬‬
‫‪www.gigapedia.org‬‬
‫‪9‬‬
‫‪idem‬‬
‫‪10‬‬
‫‪) James N. ROSENAU , The United Nations in a Turbulent World, London: Lynne Rienner publishers, 1992. p 28.‬‬
‫‪.Peter HOUGH, Op.Cit. p 13 )11‬‬
‫‪ ) 12‬جوزيف ناي وجون د دوناهيو‪ ،‬الحكم في عالم يتجه نحو العولمة‪ ،‬ترجمة‪ :‬محمد الشريف الطرح‪ ،‬العبيكان‪ ،‬القاهرة ‪ .2002 ،‬ص ‪.126‬‬
‫‪ 13‬نفس المرجع‪.‬ص ‪.122‬‬
‫‪14‬‬
‫‪.‬جوزيف ناي وجون د دوناهيو ص ‪21‬‬
‫‪15‬‬
‫‪André Bourgeot . «Sahara de tous les enjeux», Hérodote n° 142, 2011, P 46-47.‬‬
‫‪16‬‬
‫‪Antonin Tisseron. Quels enseignements de l’approche américaine au sahel. ? P 12.In :‬‬
‫‪http://www.gabrielperi.fr‬‬
‫‪17‬‬
‫‪. William Assanvo «réflexion sur la stratégie européenne pour la sécurité et le développement dans le sahel . . In : :‬‬
‫‪www.ouido-afrido,org)( Notes D’Analyse, , N° 05 octobre 2011. P 2-4).‬‬
‫‪18‬‬
‫‪idem‬‬

‫عادل حجازي ‪.‬االستراتيجية األوربية لألمن والتنمية في منطقة الساحل‪،‬مركز االبحاث االستراتيجية ‪ 2014.‬ص‪.145‬‬ ‫‪19‬‬

‫مريم ابراهيمي ‪:‬التعاون األمني األمريكي الجزائري في الخرب على االرهاب و تأثيره على المنطقة المغاربية ‪.‬مذكرة ماجستير بقسم العلوم السياسية ‪،‬‬ ‫‪20‬‬

‫جامعة بسكرة – ‪. 2012‬ص ‪.121‬‬


‫‪.21‬نفس المرجع‪،‬نفس الصفحة‪.‬‬
‫‪)22‬نفس المرجع‪.‬‬
‫‪ )23‬مغاوري شلبي‪،‬مرجع سبق ذكره‪.‬ص ‪.88‬‬
‫‪ )24‬عادل حجازي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.‬ص‪.93‬‬
‫‪ )25‬أمحمد مالكي‪" ،‬ديناميكية االندماج الجهوي والتعاون الغذائي في إطار اتحاد المغرب العربي ‪ 1989‬ـ ‪ ،"1996‬في‪:‬مجلة‬
‫‪ ،1997 ،191 7‬ص ‪.191‬‬ ‫شؤون عربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬العدد‬
‫‪ )26‬عبد العزيز شرابي‪" ،‬فرص تجسيد اتحاد المغرب العربي في ظل التحوالت العالمية الراهنة"‪ ،‬في‪:‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬مديرية‬
‫النشر و التنشيط العلمي‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة ‪،‬العدد ‪ ،1998 ،10‬ص‪.35‬‬

You might also like