You are on page 1of 93

‫ختصص‪ :‬أدب حديث ومعاصر‬

‫عنوان املذكرة‪:‬‬

‫تقنيات السرد يف رواية‬

‫"اختالط املواسم لبشري مفيت"‬

‫مذكرة مقدمة الستكمال متطلبات احلصول على شهادة املاسرت‬

‫إشراف األستاذة‪:‬‬ ‫إعداد الطالبتني‪:‬‬

‫د‪.‬سامية عليوات‬ ‫لبنى طييب‬

‫نعيمة مواش‬

‫جلنة املناقشة‬

‫رئيسا‬ ‫جامعة البويرة‬ ‫‪-1‬أ‪/‬سعد خلذاري‬

‫مشرفا و مقررا‬ ‫جامعة البويرة‬ ‫‪-2‬أ‪/‬سامية عليوات‬

‫مناقشا‬ ‫جامعة البويرة‬ ‫‪-3‬أ‪/‬نفيسة طيب‬

‫السنة اجلامعية‬

‫‪2112/2112‬‬
‫شكر وعرفان‬

‫نشكر هللا سبحانه وتعالى على فضله وتوفيقه لنا‪ ،‬الق ائل في محكم‬

‫تنزيله‪:‬‬

‫ك ْ‪.‬م‪ ﴾...‬اآلية‪ 70:‬سورة ابراهيم‪.‬‬


‫شكَ ْرُت ْم لَأَزِْي َدَّن ُ‬
‫ن َ‬
‫ك ْم لَئِ ْ‬
‫﴿وَإِذْتَأَذَّنَ َرُّب ُ‬

‫ثم نتقدم بخالص الشكر والعرف ان بالجميل واالحترام والتقدير لمن‬

‫غمرتنا بالفضل واختصتنا بالنصح وتفضلت علينا بقبول اإلشراف على‬

‫مذكرتنا أستاذتنا الف اضلة الدكتورة "سامية عليوات" التي سهلت‬

‫لنا طريق العمل ولم تبخل علينا بنصائحها القيمة‪ ،‬ألبسها هللا لباس‬

‫الصحة والعافية وأبق اها ذخرالطلبة العلم‪ ،‬وجعل ذلك في ميزان‬

‫حسناتهاوأرضاها بما قسم لها‪.‬‬

‫كما نتقدم بالشكر إلى جميع األسرة الجامعية‪.‬‬


‫إهداء‬

‫كم هي رائعة هذه الكلمة ‪ ...‬أمي‬

‫إهنا نبع عطاء ال ينتهي وال جيف‬

‫تبقى اآلهات متزقين كورقة اخلريف‬

‫رحلت يا أمي رمحة اهلل عليك إىل احلياة اآلخرة‬

‫رحلت وبقي منك عظر الذكر ودعاء ال ينقطع‬

‫رمحك اهلل رمحة واسعة وأسكنك فسيح جناته‬

‫إاىل الذي أفنى حياته جدا وكدا يف تربييت وتعليمي ‪" ...‬أبي احلبيب حييى"‬

‫إىل إخوتي األعزاء " مجمال‪ ،‬مصطفى‪ ،‬عمر عبد احلميد الطاهر عبد الرمحان"‬

‫إل أخي الغايل رمحة اهلل عليه "عبد الرزاق"‬

‫إىل األخوات العزيزات " مباركة‪ ،‬فطيمة الزهراء"‬

‫إىل مجيع صغار العائلة مبا فيهم أسيل‬

‫إىل مجيع صديقاتي ومنهم نعيمة مواش اليت قدرت ظرويف وساندتين‬

‫إىل الزميل الفاضل حممد حاكم الذي ساعدني ومدّ يل يد العون‪.‬‬

‫لبنى‬
‫إهداء‬

‫إىل من كلّله اهلل باهليبة والوقار‪ ...‬إىل من علمين العطاء بدون انتظار ‪ ...‬إىل من أمحل امسه‬

‫بكل افتخار‪ ،‬أرجو من اهلل أن ميد يف عمرك لرتى مثارا قد حان قطفها بعد طول انتظار ‪ ،‬وستبقى‬

‫كلماتك جنوم أهتدي هبا اليوم ويف الغد وإىل األبد ‪...‬‬

‫والدي العزيز‬

‫إىل مالكي يف احلياة‪ ...‬إىل معنى احلب وإىل معنى احلنان والتفاني ‪ ...‬إىل مسة احلياة وسر الوجود‬

‫‪...‬‬

‫أمي الغالية‬

‫إىل قطعة من قليب إخوتي وأخواتي األعزاء‬

‫إىل كل من ساهم يف بلوغ اللحظة اليت أخط فيها هذه الكلمات‪ ،‬وأمدني حبرف أنفع به نفسي وأميت‬

‫‪.‬‬

‫إىل كل هؤالء مجيعا أهدي مثرة هذا اجلهد‪.‬‬

‫نعيمة‬
‫مقدمة‬
‫مقدمة‬

‫تشغل الرواية الجزائرية المعاصرة مكانة هامة في الساحة األدبية‪ ،‬بما تمتاز به من مقومات‬

‫فنية وجماليةة مةن ح ةل الشةكل والم‪،‬ةمون‪ ،‬وألندةا تعةث مةن ناسةر األجنةاع األدبيةة تعا ة ار ةن الوا ة‬

‫المعاش‪ ،‬فدي تعالج هموم اإلنسان ماضيا وحاض ار ومستقبال‪ ،‬وتمسل المرآة العااسة للمجتم ‪،‬ح ل‬

‫مل الروائ ون لى تر تدا وتطويرها وتحثيث ناصرها الفنية‪.‬‬

‫مةن نحاسةيل ومشةا ر‪،‬‬ ‫فالرواية هي الوسة لة األ ةرل للتعا ةر مةا‪ ،‬يةثو فةي نفةل الباتة‬

‫دو ا مدمةةا فةةي التعا ةةر ةةن الموا ةة‪ ،‬اإلنسةةانية‪ ،‬فبةةل‬ ‫ومةةا يشةةغله مةةن نفبةةا وييةةثيولوجيات‪ ،‬فشةةكل‬

‫رهةةا ب ةةو ة واض ةةحة ف ةي بنةةال الشص ةةيات‪،‬‬ ‫ملةةه الس ةةردل بطريقةةة تصتلةة‪ ،‬ةةن‬ ‫وائةةي يعةةر‬

‫المكان والزمان‪.‬‬

‫ومن األسبال التي دفعتنا إلى اختيا هذا الموضوع لث استنا والمعنون ب‪":‬تقنيات السةرد فةي‬

‫واية "اختالط المواسم نو وليمة القتل البارى" لبش ر مفتي" نن الرواية الجزائرية المعاصرة تعتار من‬

‫نهةةم اإلبةةثا ات السةةردية‪ ،‬إضةةافة إلةةى نن الروايةةة الجثيةةثة تتم ةةز بمحاولةةة تجريايةةة جةةادة لةةى جمي ة‬

‫الروايةة ‪،‬ةايا فلسةاية تةا ة‪ ،‬و ‪،‬ةايا سياسةية تةا ة نخةرى‪ ،‬فتطةرا فةي ناياهةا‬ ‫المستويات‪ ،‬فقةث تناولة‬

‫تسةةات ت ةةن المعةةالم اإلنسةةانية واألخالةيةةة‪ ،‬وال ةراع ب ة ن الص ةةر والشةةر‪ ،‬و ةةث اخترنةةا وايةةة اخةةتالط‬

‫الةنر ناسةر مشةرو ية لموضةوع‬ ‫المواسةم ألن الروائةي يو ة‪ ،‬ف دةا اص ةيات اةبابية مسقفةة‪ ،‬منحة‬

‫الرواية‪ ،‬إضافة إلى دو المكان والزمان في سرد األحثاث الرواية‪.‬‬

‫و ليةةه نةةود الوصةةوق فةةي تقةةثيم د اسةةتنا هةةذ إلةةى اإلجابةةة ةةن اإلاةةكالية نو الطةةرا التةةالي‪،‬‬

‫الشص ةيات وهةل ةان للزمةان‬ ‫ماهي تقنيات السرد التي و فدا الروائي في الروايةة و يةف تشةكل‬

‫والمكان دو ا فا ال في الرواية وما ال ة الشص يات بالمكونات السردية األخرى ‪.‬‬

‫لإلجابةةة ةةن إاةةكالية البحةةل‪ ،‬ا تمةةثنا خطةةة تتبةةون مةةن‪ :‬مقثمةةة‪ ،‬مةةثخل‪ ،‬ف ةةل ن وخاتمةةة‬

‫المثخل تناولنا فيه تعريف السرد لغة واصطالحا‪ ،‬م ننماط السرد‪ ،‬ونخ ار مكونات السرد‪.‬‬

‫‌أ‬
‫مقدمة‬

‫نمةةا الف ةةل األوق المعنةةون بانيةةة الشص ةةية فةةي وايةةة اخةةتالط المواسةةم تناولنةةا فيةةه النقةةاط‬

‫التاليةةة التاليةةة‪ :‬مفدةةوم الشص ةةية‪ ،‬ننةواع الشص ةةية‪ ،‬نبعةةاد الشص ةية‪ ،‬ال ةةة الشص ةةية بالمكونةةات‬

‫السردية األخرى)‪.‬‬

‫نمةةا الف ةةل السةةاني المعنةةون بالانيةةة الزمكانيةةة فةةي وايةةة اخةةتالط المواسةةم الةةذل تناولنةةا فيةةه‬

‫مفدوم الزمن‪ ،‬المفا ات الزمنية‪ ،‬الثيمومة‪ ،‬التواتر‪ ،‬مفدوم المكان‪ ،‬نبعاد المكان)‬

‫نمةةا بالنسةةبة للمةةندج المتب ة فةةي الث اسةةة فقةةث ا تمةةثنا المةةندج الان ةةول ألنةةه يقةةوم بتحل ةةل بنيةةة الروايةةة‬
‫ّ‬

‫والعناصر المكونة لدا‪.‬‬

‫اما ا تمثنا في هذا العمل لى مجمو ة من الم اد والمراج لتبملة د اسةتنا ومةن نهمدةا‬

‫المطاق ل دا وهي واية اختالط المواسم لبش ر مفتي‪ ،‬و ذلك تال سيم ولوجية الشص ية الروائية‬

‫وجماليات‬ ‫هامون‪ ،‬و تال بنية الشكل الروائي لحسن بحراول‪ ،‬وخطال الحكاية لج ار ج ن‬ ‫لفل‬

‫المكان لغاستون بااال ‪.‬‬

‫و ث واجدتنا ثة صعوبات لعل نبرزها ض ق الو ‪ ،‬وتنوع الم اد والم ارجة ‪ ،‬إضةافة إلةى‬

‫الموضوع الذل تناوق واية جثيثة النشأة‪.‬‬

‫ةةز وجةةل‪ ،‬باإلضةةافة إلةةى األسةةتا ة الفاضةةلة " سةةامية ل ةوات " لةةى‬ ‫امةةا نتقةةثم بالشةةكر‬

‫ننسةى نن نتقةثم بجزيةل الشةكر إلةى ةل مةن‬ ‫صارها الجم ل‪ ،‬وجدثها البا ر في توج ددةا لنةا‪ ،‬مةا‬

‫نو بع ث‪.‬‬ ‫سا ثنا من ري‬

‫‌ب‬
‫مدخل‬
‫مدخل‪:‬‬

‫مفاهيم حول السرد وأشكاله‪:‬‬

‫‪ -1‬مفهوم السرد‪:‬‬
‫‪ 1-1‬لغة‪.‬‬
‫‪ 2-1‬اصطالحا‪.‬‬
‫‪ -2‬أنماط السرد‪:‬‬
‫‪ 1-2‬السرد الموضوعي‪.‬‬
‫‪ 2-2‬السرد الذاتي‪.‬‬
‫‪ -3‬مكونات السرد‪:‬‬
‫‪ 1-3‬الراوي ‪.‬‬
‫‪ 2-3‬المروي‪.‬‬
‫‪ 3-3‬المروي له‪.‬‬
‫مفاهيم حول السرد وأشكاله‬ ‫مدخل‪:‬‬

‫‪ -1‬مفهوم السرد‬

‫‪-1-1‬لغة‪:‬‬

‫ثييا‬ ‫ب ي في‬ ‫سي‬ ‫ي‬ ‫ورد ف ي لس ي ا علبيياد ي د" تيياد ش ء إ ييش ء ي ت لييم ء ي ت ءييفء‬

‫ب تاد علحإيث ونحوه يساده تادع ذع ء ب ‪.‬‬ ‫بض‬

‫لىيي وتيى ) لي يني‬ ‫جيإ علسي ق ل وف صفش كال ي (صيىم‬


‫وفالا يساد علحإيث تادع ذع ك ا ّ‬
‫‪1‬‬
‫يساد علحإيث ي ي ب ويس بجل في وتاد عل اآا‪ :‬ء ع قاعتء ف حذر ن وعلساد‪ :‬علم عش‬

‫وهي ييو ي ي ي ‪ :‬ش تي يياد عل ي ي ت تي ييادع‪ :‬ثقب ي ي وعلجىي ييإ دي يياجه وعلي ييإري نسي ييج ف ي ي علاف ي ي كي ي ّيل حى ي ييي‬

‫‪2‬‬
‫وتماهم ش‪.‬‬

‫علسياد ولمىيوع‬
‫كم ج تت لفظيش علسياد في عل ياآا عل ياي قي ى ءبي لم‪ ﴿ :‬ا لميل تي ا ت وق ّيإر في ّ‬

‫م ءبمىوا صيا ﴾‪ 3‬تور" تبف عأليش {‪.}11‬‬ ‫ص لح ّن‬

‫ىفوظ علىاوي ح م ءصل عألحإعث لم ذروء ‪.‬‬ ‫فمصطىح علساد ي يا لم عل ع ف‬

‫‪1‬‬
‫نظور عالفاي ‪ ،‬لس ا علباد‪ ،‬دعر ص در‪ ،‬د ط ‪ ،‬بياوت لبن ا‪،‬‬ ‫نام ب‬ ‫بو علف ل جم ى علإي دمحم ب‬
‫‪ ،1991‬ص ‪1991‬‬
‫‪2‬‬
‫عباعهي عنيس وآداوا‪ ،‬بج علوتيط ‪ ،‬ن بش عل اوق علإوليش‪ ،‬ط ‪ ، 4‬صا‪ ،4004 ،‬ص ‪444‬‬
‫‪ 3‬عل اآا عل اي ‪ ،‬تور" تبف عأليش {‪.}11‬‬

‫‪3‬‬
‫مفاهيم حول السرد وأشكاله‬ ‫مدخل‪:‬‬

‫‪ -2-1‬اصطالحا‪:‬‬

‫ح ييث ل ييم آد ييا وذلي ي‬ ‫يي‬ ‫ءب ييإدت في ي هي علس يياد ي ي علن حي ييش عالص ييطالحيش‪ ،‬وعد ىفي ي‬

‫الد الف علاؤى‪ ،‬حيث يباف تبيإ ي طي ‪ :‬ش علساد فبل الحإود ل ي سع لي يمل ت ىيا علتط ي ت‬

‫دبيش و غيا دبيش‪ ،‬يبإل عإلنس ا ينم وجإ وحيثم ك اش‪.1‬‬ ‫توعت ك ن‬

‫ت تييي ي ‪ :‬ول م ي ‪ :‬ا‬ ‫وقييإ حييإد حميييإ لحمييإعن ءبايف ي لىسيياد ‪ :‬شي ييوم علحن ي ل ييش لىييم دل ي ي‬

‫يح وي لىم قصش ي ‪ ،‬ء ي حيإعث بينيش‪ ،‬وث ني مي ا يبيي علطاي يش عل ّي ءحنيم ب ي ءىي عل صيش‪،‬‬

‫ا ءحنيم طاي يش بيإد"‪ ،‬ول يذع علسيبف في ا‬ ‫ا قصيش وعحيإ" يمني‬ ‫وءسمم هذه علطاي ش تادع‪ ،‬ذل‬

‫نل ت ت ش‪.2‬‬ ‫علساد علذي يب مإ لىي ف ءمييز نم ط علحن‬

‫يب مإه علاعوي ف تاد هذه عالحإعث‪.‬‬ ‫ف لحن ي وم لىم وجود قصش‪ ،‬و ن ءظ ا علطاي ش عل‬

‫كم يبافي صي لح بياعهي في يوى‪:‬ش علسياد هيو ياي يش علياعوي في علحني ‪ ،‬ي ء يإي علحن ييش‪ ،‬وعلحن ييش‬

‫ييموا‬ ‫ن ي (علسيياديش)‪ ،‬ي ن ي‬ ‫وال تىسييىش ي عألحييإعث‪ ،‬ن ي علم ي د" عألوليييش عل ي نبن ي‬ ‫هي‬

‫علحن و وضول ء ‪...‬علساد ءبب ل ذع عل بايف لحن يش ياي ش ل ينيل علمي د" عألولييشش‪ .3‬ف لسياد هيو‬

‫ي بب علاعوي لساد حإعث عل صش وعلحن هو جوهاه‪.‬‬ ‫علطاي ش عل‬

‫‪1‬‬
‫ت‪ ،1991 ،‬ص‬ ‫تبيإ ي طي ‪ ،‬عل الم وعلتبا ( إ ش لىساد علباب )‪ ،‬علماكز علث ف علباب ‪ ،‬ط‪ ،1‬علإعر علبي‬
‫‪19‬‬
‫‪2‬‬
‫نظور علن إ عألدب ‪ ،‬علماكز علث ف علباب لىطب لش وعلن ا وعل وجيع‪،‬‬ ‫حميإ لحمإعن ‪ ،‬بنيش علنص علسادي‬
‫ت‪ ،‬ط ‪ ،4000 ،3‬ص ‪44‬‬ ‫علإعر علبي‬
‫‪3‬‬
‫ت‪،‬‬ ‫نيف‪ ،‬علماكز علث ف علباب ‪ ،‬علإعر علبي‬ ‫ت ولاش علساد ف روعي ت لبإ علاحم‬ ‫ص لح عباعهي ‪ ،‬علف‬
‫علمااد‪ ،‬ط ‪ ،4003 ،1‬ص ‪144‬‬

‫‪4‬‬
‫مفاهيم حول السرد وأشكاله‬ ‫مدخل‪:‬‬

‫و‬ ‫‪ :‬إدل لم نظايش علساد‪ ،‬لم ّا علساد هو ش ي ء ت يحن‬ ‫كم ي يا ي ا نفايإ ف ك‬

‫يباض قصش‪ ،‬ك ا نص و صور" و آدعت و دىيط ‪ ،‬ولىي ف ّا علاوعي ت وعألفالم وعلاتوم عل زليش‬

‫‪1‬‬
‫‪ ...‬علخ ه تادي تش‬

‫‪–2‬أنماط السرد‪:‬‬

‫‪-1–2‬السرد الموضوعي‪:‬‬

‫ل ني كثييا ح ييو عر في علاوعيييش علبابيييش‪،‬‬ ‫وهييو تييىود ء ىيييإي عتي بمى عألد ي ت في قصصي‬

‫علسياد طىبي لىيم كيل ءي ت‪ ،‬في عألف ي ر علسيايش لأ طي ى‪ ،‬وبيذل‬ ‫وينوا عل ءف ف هذع علنوي‬

‫ال لىاعوي علمح يإ علذي ال ي إدل ليفسا عألحإعث‪ّ ،‬نم ليصف وصف ح ييإع كمي‬ ‫شينوا عل ءف‬

‫ذهي ا عأل طي ى‪ ،‬ولييذل يسييمم هييذع علسيياد وضييو ي ألّني ي يياا علحايييش‬ ‫ي عاهي ‪ ،‬و كمي يسي نبط في‬

‫يحنم ل ويؤول ونموذج هذع عألتىود علاوعي ت علوعقعيشش‪. 2‬‬ ‫لى رئ ليفسا‬

‫‪-2–2‬السرد الذاتي‪:‬‬

‫ه ِّّ نم ط علسياد عليذي شال ي ِّّيإم عألحيإعث الا ي جعوييش نظيا علياعوي‪،‬‬ ‫يب با علساد علذعء‬

‫ف ييو يتبييا ب ي ‪ ،‬ويبطي ي ءييفويال بيني يفاضي لىييم عل ي رئ‪ ،‬ويييإلوه علييم عالل ي د ي ‪ ،‬ونمييوذج هييذع‬

‫عألتىود هيو علاوعيي ت علاو نسييش و علاوعيي ت ذعت علبطيل عالءين ل ش‪ ،3‬مبنيم ا علياعوي هيو عليذي‬

‫ي صاف ف ء إي عألحإعث‪ ،‬وال يف ح علمج ى لى فويالت‪.‬‬

‫علحإث‪:‬‬ ‫علاعوي وج‬ ‫علساد حسف علبالقش بي ج‬ ‫وهن ا رببش نوعي‬

‫‪1‬‬
‫ي ا نفايإ‪ ،‬إدل علم نظايش علساد‪ ،‬دعر نينوي لىإرعت ت وعلن ا وعل وجيع‪ ،‬ط‪ ،1‬توري ‪ ،4011 ،‬ص ‪.41‬‬
‫نظور علن إ عالدب ‪ ،‬ص ‪.41‬‬ ‫‪2‬حميإ علحمإعن ‪ ،‬بنيش علنص علسادي‬
‫‪3‬‬
‫علماجع نفس ‪ ،‬ص ‪.41‬‬

‫‪5‬‬
‫مفاهيم حول السرد وأشكاله‬ ‫مدخل‪:‬‬

‫علساد عل ئع ف علاوعيش وفي ي يا علياعوي ليم ني‬ ‫علساد علىحق لىحإث‪ :)ultérieure( :‬شوهو ج‬

‫‪1‬‬
‫ض قايفش‬ ‫ف‬ ‫ياوي حإعث وقب‬

‫صياش‬ ‫ءب مإ لمو‬ ‫علحن ي ت عل نبؤيش عل‬ ‫علساد علس بق لىحإث‪)antérieue( :‬ش وهو ج‬

‫علاوعيش‬ ‫ف‬ ‫ل م د صياش علح ضا‪ ،‬وعت تإعم هذع علز‬ ‫ال ء ت يمنب‬ ‫علمس بل‪ ،‬ول‬

‫علنص‪ ،‬ءاوي عألحالم وعل نبؤعت‪ ،‬وءسبق عألحإعث‪،‬‬ ‫يع و جزعت حإود"‬ ‫ي صا غ لب لىم‬

‫ءاوي صياش‬ ‫عل‬ ‫روعي ت علتي ى علبىم‬ ‫علذي ءس تإ‬ ‫هذع علساد وذل‬ ‫عل مييز بي‬ ‫وينبا‬

‫عل ءف)ش‪ ،2‬مبنم‬ ‫لم علمس بل ( لنسبش لم ج‬ ‫علاعوي) حإعث ءن م‬ ‫علم ض ( لنسبش لم ج‬

‫ا ء ع ف علمس بل‪ ،‬وب ل ل يحإث في‬ ‫علساد ي إف لم عل نبؤ فحإعث يمن‬ ‫ا هذع علنوي‬

‫علح ضا‪.‬‬ ‫عت ب ق ألحإعث علز‬

‫علح علذي ي ط بق في كالم علاعوي ع جاي ا‬ ‫لىحإث‪ )simultanée( :‬ش وهو علز‬ ‫علساد علم عز‬

‫لمىيش علساد‪.‬‬ ‫صياش علح ضا وعألحإعث في ء عز‬ ‫علحإث ش‪ ،3‬مبنم ن يفء‬

‫علسياد علم ييإعدل‪ )intercalée ):‬ش وهييو علسيياد علم طييع علييذي ء ييإعدل فيي علم ي يع علسيياديش علمن ميييش‬

‫ليم ج نيش ت ىفيش (علح ضيا وعلم ضي وعلمسي بل ) وي مثيل هيذع علسياد في علاوعيي ت عل عاتيىيش‪ ،‬وفي‬

‫عألج نيش علثالثيش في علبمىييش‬ ‫ء تذ ءنل علمذكاعت علحميمشش‪ ،4‬حيث ا هذع علنمط ي‬ ‫علاوعي ت عل‬

‫علساديش‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫صطىح ت ن إ علاوعيش‪ ،‬دعر علن ر لىن ا‪ ،‬ط‪ ، 1‬لبن ا‪ ،4004 ،‬ص ‪.104‬‬ ‫لطيف جي ون ‪ ،‬بج‬
‫‪2‬‬
‫نفس ‪ ،‬ص ‪.104 ،104‬‬
‫‪3‬‬
‫نفس ‪ ،‬ص ‪.104‬‬
‫‪4‬‬
‫نفس ‪ ،‬ص نفس ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫مفاهيم حول السرد وأشكاله‬ ‫مدخل‪:‬‬

‫‪-3‬مكونات السرد ‪:‬‬

‫علاعوي وعلماوي‬ ‫ء مثل ف‬ ‫علساد‪ ،‬وعل‬ ‫ي وم لىي‬ ‫عل وعلإ عألت تيش عل‬ ‫وي صإ ب‬

‫وعلماوي ل ‪ ،‬ف لاوعيش ل ب ره رت لش كال يش ( اوي) ءح ج لم اتل وهو علاعوي‪ ،‬وإلم اتل‬

‫لي وءما لبا عل نوعت عل ليش‪:‬‬

‫علماوي‬ ‫علماوي (علاوعيش)‬ ‫علاعوي‬

‫ل‬

‫حيييث ا علسيياد هييو علطاي ييش عل ي ءيياوى ب ي علاوعيييش ل ي يايييق هييذه عل ن يوعت‪ ،‬و ل ي يايييق هييذه‬

‫‪1‬‬
‫يمن ءوضيح ف وم كل ن لىم علنحو عآلء ‪:‬‬ ‫علمنون ت علساديش عل‬

‫‪­1­3‬الراوي‪:‬‬

‫يس بمى ش عل ءف لين ا ب ل ل قصش‪ ،‬و‬ ‫ف لساد ال يس قي ال بوجود علاعوي‪ ،‬ف و عألدع" عل‬

‫ي إ ب علبمل علاوعئ ‪.‬‬ ‫ياويش‪ ،2‬ف لاعوي هو علوتيىش عل‬ ‫عل صش عل‬ ‫ليبث‬

‫كم ا علبن ت علسادي ال ي اط ف علاعوي ا ينوا ءتصيش بينش و عتم بي ‪ .‬وهو ش عل تص‬

‫عليذي يصيينع عل صييش‪ ،‬ولييس هييو عل ءييف ل ياور"‪ ،‬في عل ىيييإ عألدبي ‪ ،‬بييل هييو وتييط بييي عألحييإعث‬

‫و ى ي ش‪ ،3‬ي ّا دوره عألت ت ي مثل ف ن ل عألحإعث لم علم ى ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظا‪ :‬نش يوتا‪ ،‬ء ني ت علساد ف علن ايش وعل طبيق‪ ،‬علمؤتسش علبابيش لىإرعت ت وعلن ا‪ ،‬ط‪ ،4014 ،4‬ص‬
‫‪.39‬‬
‫‪2‬‬
‫يمنم علبيإ‪ ،‬ء ني ت علساد علاوعئ ف ضوت علمن ج علبنيوي‪ ،‬دعر علف رعب ‪ ،‬ط‪ ،1990 ،1‬ص ‪.90‬‬
‫‪3‬‬
‫يس ت تىيم ا‪ ،‬علبنيش علساديش ف ك د عال ي وعلمؤعنسش‪ ،‬ن ورعت عل يئش علب ش علسوريش لى د‪ ،‬د ق‪،‬‬
‫‪ ،4011‬ص ‪.44‬‬

‫‪7‬‬
‫مفاهيم حول السرد وأشكاله‬ ‫مدخل‪:‬‬

‫‪­2­3‬المروي‪:‬‬

‫ي اا علاوعيش نفس ءح ج لم رعو و اوي و لم اتل و اتل لي ‪ ،‬ل ب ر ا علساد‬

‫علماوي‪ ،‬علم الج ا‪ ،‬و علىذعا ال يمن عل وى‬ ‫هو ءنل علحن يش‪ ،‬و ا علساد وعلحن يش هم وج‬

‫بوجود حإهم دوا عآلدا ف بنيش علاوعيشش ‪ .1‬وهو ش جموي علموعقا وعألحإعث علماويش ف علحن‬

‫ء إم علموعقا وعألحإعث علماويش‬ ‫بل علتط د وعلبال ت علموجود" ف علحن عل‬ ‫(عل صش) ف‬

‫‪2‬‬
‫بل علساد‪.‬ش‬ ‫ف‬

‫‪­3­3‬المروي له‪:‬‬

‫ا ينوا شعتم بين ضم علبنيش علساديش‬ ‫وهو عل تص علذي ءاوى ل عألحإعث‪ ،‬ويمن‬

‫ج وال و تيال‪ ،‬ل يفت بإ‪ ،‬وقإ‬ ‫ورق‪ ،‬وقإ ينوا ك ئن‬ ‫وهو – ع ذل – ك لاعوي ءتصيش‬

‫علاوعئ‬ ‫يت يب‬ ‫(عل رئ ) وقإ ينوا علمج مع فتاه‪ ،‬وقإ ينوا ق يش و ف ا"‬ ‫يموا علم ى‬

‫ي وج لىاعوي لساد‪ ،‬ف لاعوي‬ ‫علم د" علماويش‪ .‬وهو ش‬ ‫ى‬ ‫لىم تبيل عل تييل علفن ش‪ ،3‬ي ن‬

‫س وى‬ ‫دعدل علنص نفس و‬ ‫لم اوي ل‬ ‫دعدل علنص ي وج نال‬ ‫وهو ءتصيش‬

‫علساد نفس ش‪ ،4‬ف و علطاف علذي يس بل علنص علمساود‪.‬‬

‫‪ 1‬ينظا‪ :‬نش يوتا‪ ،‬ء ني ت علساد ف علنظايش وعل طبيق‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪2‬‬
‫لىن ا وعلمبىو ت‪ ،‬ط‪ ،1‬عل ها"‪ ،4003 ،‬ص ‪.119‬‬ ‫م‪ ،‬ياي‬ ‫جياعلإ باعنس‪ ،‬ق وس علسادي ت‪ ،‬ءا‪ :‬علسيإّ‬
‫‪3‬‬
‫نش يوتا‪ ،‬ء ني ت علساد ف علنظايش وعل طبيق ص‪.41‬‬
‫صطىح ت ن إ علاوعيش‪ ،‬ص ‪.141‬‬ ‫لطيف جي ون ‪ ،‬بج‬ ‫‪4‬‬

‫‪8‬‬
‫الفصل األول‬
‫الفصل األول‪:‬‬

‫بنية الشخصية في رواية اختالط المواسم‬

‫‪ –1‬مفهوم الشخصية‪:‬‬

‫‪ 1 -1‬لغة‪.‬‬

‫‪ 2 – 1‬اصطالحا‪.‬‬

‫‪ – 2‬أنواع الشخصيات‪:‬‬

‫‪ 1 – 2‬الشخصيات الرئيسية‪.‬‬

‫‪ 2 – 2‬الشخصيات الثانوية‪.‬‬

‫‪ – 3‬أبعاد الشخصية‪:‬‬

‫‪ 1 – 3‬البعد المادي‪.‬‬

‫‪ 2 – 3‬البعد النفسي‪.‬‬

‫‪ 3 – 3‬البعد اإليديولوجي‪.‬‬

‫‪ 4 – 3‬البعد االجتماعي‪.‬‬

‫‪ – 4‬عالقة الشخصيات بالمكونات السردية األخرى‪:‬‬

‫‪ 1-4‬عالقة الشخصيات بالحدث‪.‬‬

‫‪ 2-4‬عالقة الشخصيات بالمكان‪.‬‬

‫‪ 3-4‬عالقة الشخصيات بالزمن‪.‬‬


‫بنية الشخصية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ –1‬مفهوم الشخصية‪:‬‬

‫نصصب ار مميمصبا وأساسبيا يبك كبل نمبل‬ ‫تعمل الشخصية الروائية محركا أساسيا‪ ،‬لذلك أصبحح‬

‫باهتمام كبير من طرف الحاحثين والدارسين‪ ،‬وحتى‬ ‫سردي‪ ،‬يمك تعد من بين المواضيع التك حظي‬

‫نتعرف نليما أكثر البد من الححث نن أصلما يك المعاجم العربية ونصد مختلف الصقاد واألدباء‪.‬‬

‫‪ 1–1‬لغة‪:‬‬

‫ورد ي ببك ل بباب الع ببر الب ببن مصظب بور "ش ببخال الش ببخا جمانب بة ش ببخا اإن بباب وهي ببر‪،‬‬

‫شخصه‪.‬‬ ‫ج مانه يقد رأي‬ ‫مذكر‪ ،‬والجمع أشخاص وشخوص وشيخاص‪ ...‬وكل شكء رأي‬

‫‪1‬‬
‫الشخال كل ج م له ارتفاع و ظمور والمراد به إثحات الذات"‪.‬‬

‫وجبباء يببك القبباموا المحببي "الشببخا س بواء اإن بباب وهيببر ت ب ار مببن بعببد‪ ،‬ج ل أشببخا وشببخوص‬

‫وأشخاص‪ ،‬وشخا‪ ،‬كمصبع شخوصبا‪ ،‬ارتفبع ‪ ،‬وبصبرل يبت نيصيبه‪ ،‬وجعبل ال يطبرف‪ ،‬ريعبه مبن بلبد‬

‫إلى بلدل ذهب‪ ،‬وسار يك إرتفاع‪ ،‬والجرحل إنتبر‪ ،‬ورم ال مم ارتفع نن المدف‪ ،‬والصجم طلع‪ ،‬والكلمة‬

‫نحببو الحصببك األنلببى‪ ،‬وربمببا كبباب ذلببك لقببة أب يشببخا بصببوته‪ ،‬يب يقببدر نلببى‬ ‫مبن الفببم‪ ،‬ارتفع ب‬

‫حفظب به"‪ .2‬وج بباء ي ببك المعج ببم الوس ببي بمعص ببىل "م ببن تب بوايرت ي ببه ص ببفات ت هل ببه للمش بباركة العقلي ببة‬

‫قية يك مجتمع إن انك"‪.3‬‬ ‫واأل‬

‫يببالمراد مصببه أب الشخصببية هببك مببا يمتببال بببه اإن بباب نببن هيببر مببن سببمات وصببفات ج ببدية ونف ببية‬

‫متميزة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ابن مصظور‪ ،‬ل اب العر ‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪ ،5‬مج ‪ ،7‬لبصاب ‪ ،2991،‬ص ‪.54، 55‬‬
‫‪2‬‬
‫الفيرول آبادي‪ ،‬قاموا المحي ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬ط‪ ، 5‬لبصاب‪ ،1005 ،‬ص ‪.412‬‬
‫‪3‬‬
‫ابراهيم انيس وآ روب‪ ،‬معجم الوسي ‪ ،‬مجمع اللغة ومكتحة الشروق الدولية‪ ،‬ط‪ ،1005 ،5‬ص ‪.575‬‬

‫‪11‬‬
‫بنية الشخصية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ 2 –1‬اصطالحا‪:‬‬

‫تتحدد ندة مفاهيم اصط حية حبو مفمبوم الشخصبية‪ ،‬وهبذا مبا نجبد نصبد الكثيبر مبن الصقباد‬

‫والدارسببين ومببن بيببصمم أحمببد مرشببد الببذي يعريمببا ب نمببال "إحببدا المكونببات الحكائيببة التببك تشببكل بصيببة‬

‫الببصا الروائببك لكونمببا تمثببل العصصببر الفعببا الببذي يصجببز األيعببا – أو يتقبلمببا وقونببا – التببك تمتببد‪،‬‬

‫وتت براب يببك م ببار الحكايببة‪ ،‬ومببن أجببل أب تقببوم الشخصببية بببلم ء اللحظببة المركز ببة الم ببصدة إليمببا‬

‫ت ليفيبا‪ ،‬وتفمببم الواقبع‪ ،‬وتمتلب ببروح الحيباة يعمببل الروائبك نلببى بصائمبا بصبباء متميبزا‪ ،‬محبباوال أب يج ببد‬

‫هببذا القببو يظمببر الببدور المببام‬ ‫نبرهببا أكبببر قببدر ممكببن مببن تجليببات الحيبباة االجتما يببة"‪ ،1‬مببن ب‬

‫ترجمب ببة الكاتب ببب للواقب ببع المع ب باش بواسب ببطة هب ببذ‬ ‫للشخصب ببية يب ببك تشب ببكيل العب ببالم الروائب ببك مب ببن ب ب‬

‫الشخصيات الورقية المج دة يك الرواية‪.‬‬

‫و عريما أيضا لطيف ل تونك بقولهل "الشخصية هك كل مشارك يك أحداث الحكاية‪ ،‬سلحا أو إيجاببا‪،‬‬

‫أما مبن ال يشبارك يبك الحبدث يب يصتمبك إلبى الشخصبيات‪ ،‬ببل يكبوب جبزء مبن الوصبف‪ ،‬الشخصبية‬

‫نصص ببر مص ببصوع‪ ،‬مختب برع كك ببل نصاص ببر الحكاي ببة‪ ،‬يم ببك تتك ببوب م ببن مجم ببوع الكب ب م ال ببذي يص ببفما‪،‬‬

‫و صبور أيعالمببا‪ ،‬و صقببل أيكارهببا وأقوالمببا"‪ ،2‬إذب الشخصببية تببتحكم يببك إببرال الحببدث‪ ،‬كمببا أنمببا تتبرب‬

‫بك م يوض أيكارها وتصرياتما‪.‬‬

‫أمبا "آالب رو جر ح به" ييببرا أنببهل "مببن الضببروري للشخصببية أب تتميببز بصببفات اصببة حتبى تظببل‬

‫بالعموميبة حتبى تصبح كونيبة‪،‬‬ ‫شكء آ ر محلما وأب تتمتبع يبك نفبس الوقب‬ ‫مصفردة ال يمكن إح‬

‫‪1‬‬
‫أحمد مرشد‪ ،‬البصية والداللة يك رواية ابراهيم نصر هللا‪ ،‬الم س ة العربية للدراسات والصشر‪ ،‬ط‪ ،2‬بيروت‪،1005 ،‬‬
‫ص‪.19‬‬
‫‪2‬‬
‫لطيف ل تونك‪ ،‬معجم المصطلحات (نقد الرواية)‪ ،‬ص ‪.225 ،221‬‬

‫‪12‬‬
‫بنية الشخصية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ولكك يكوب هصاك بعض التصوع‪ ،‬حتى يحس الم لف بشبكء مبن الحر بة"‪ ،1‬بمعصبى أب يبك ذلبك إشبارة‬

‫إلى أب الشخصبية لمبا اصبية االسبتق لية وتتمتبع بصبفات تجعلمبا تختلبف نبن هيرهبا‪ ،‬يبالروائك لبه‬

‫الحر ة يك تخيل هذ الشخصيات‪.‬‬

‫ذاك برة‪ ،‬تتحببو إلببى مرج يببة‬ ‫لمببا يمتلببك الخطببا‬ ‫و عتبرهببا ييليببب هبباموب أنمببا "األداة التببك مببن‬

‫دا لية ال يمكن يمم األحداث دوب استحضار هذ الذاكرة"‪. 2‬‬

‫هبذ التعر فبات المتعبددة دور الشخصبية وأهميتمبا دا بل العمبل الروائبك‪ ،‬كمبا ال‬ ‫ن تخلا من ب‬

‫توجببد أي روايببة أو قصببة يببك العببالم تبصببى مببن دوب شخصببيات‪ ،‬وهببك حببارة نببن بصبباء يقببوم الببصا‬

‫بتشييد ‪ ،‬وال تقوم األحداث إال بوجود هذ الشخصيات‪.‬‬

‫‪ –2‬أنواع الشخصيات في رواية اختالط المواسم‪:‬‬

‫يتطل ببب أي نم ببل س ببردي وج ببود شخص ببيات تعم ببل ب ببدورها نل ببى ت ببيير األح ببداث‪ ،‬وأ ببرا‬

‫تدنمما‪ ،‬حيث تعتبر الشخصية مكبوب أساسبيا ونصصب ار هامبا يبك الروايبة وهبك الوسبيلة الوحيبدة التبك‬

‫يعتمببد نليمببا الكاتببب لصقببل أيكببار‪ ،‬ومواقفببه و ب برال توجمببه‪ ،‬يفببك الروايببة نببدة أن بواع مببن الشخصببيات‬

‫تختلف أدوارها بح ب ما ير د الراوي لما‪ ،‬وكما تصق م إلى شخصيات رئي ية وثانو ة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫االجصبية‪ ،‬ترل ابراهيم مصطفى‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬القاهرة‪،‬‬ ‫آالب رو جر يه‪ ،‬نحو رواية جديدة‪ ،‬دراسات يك اآلدا‬
‫د ا‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪2‬‬
‫ييليب هاموب‪ ،‬سيميولوجية الشخصيات الروائية‪ ،‬ترل سعيد بن كراد‪ ،‬تقديمل نبد الفتاح كيليطو‪ ،‬دار الحوار‬
‫للصشر والتول ع‪ ،‬ط‪ ،1001 ،2‬ص ‪.25‬‬

‫‪13‬‬
‫بنية الشخصية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ 1–2‬الشخصيات الرئيسية‪:‬‬

‫هك الشخصبية الحبارلة يبك الروايبة ولمبا حضبور يبك العمبل الروائبك بص بحة كبيبرة‪ ،‬حيبث تقبود‬

‫الفعل وتديعه إلى األمام يمك شخصية محور ة يك الرواية‪.‬‬

‫والشخصية الرئي ية هك التك "ت صد للحطل وظائف وأدوار ال ت صد إلى الشخصبيات األ برا‪ ،‬وهالحبا‬

‫مببا تكببوب هببذ األدوار مثمصببة (مفضببلة) دا ببل الثقايببة والمجتمببع"‪ ،1‬حيببث تصببا "اهتمببام ال ببارد حببين‬

‫يخص ببما دوب هيره ببا م ببن الشخص ببيات األ ببرا بق ببدر م ببن التمي ببز‪ ،‬حي ببث يمصحم ببا حض ببو ار طا ي ببا‪،‬‬

‫وتحظى بمكانة متفوقة"‪.2‬‬

‫أي أب الكاتب مصحما اهتماما كبيرا‪ ،‬وجعلما محور الرواية والركيزة األساسبية التبك يقبوم نليمبا العمبل‬

‫ال ردي‪.‬‬

‫يعريما ب نمال " الشخصية الفصية التك يصطفيما القاص لتمثل مبا أراد تصبو ر‬ ‫أما نصد أحمد شر ح‬

‫أو ما أراد التعبير نصه من أيكار أو أحاسيس‪ ،‬وتتمتع الشخصية الفصية المحكم بصاؤها باستق لية يك‬

‫البرأي‪ ،‬وحر بة يبك الحركبة دا بل مجبا البصا القصصبك"‪ ،3‬أي أنمبا تقبود الفعبل وت باهم يبك إنطباء‬

‫الحركة دا ل الصا الروائك ألب مدار األحداث يقع حولما‪.‬‬

‫تببروي روايببة ا ببت ط المواسببم مص بائر أربببع شخصببيات أساسببية تجمعمببا الصببدف وهببكل ( القات ببل‪،‬‬

‫صادق سعيد‪ ،‬ياروق طيبك‪ ،‬سميرة ڤطاش) ي صذكر هذ الشخصيات كالتالكل‬

‫‪1‬‬
‫دمحم بونزة‪ ،‬الدليل إلى تحليل الصا األدبك‪( ،‬تقصيات ومصاهج)‪ ،‬دار الحرف للصشر والتول ع‪ ،‬ط‪ ، 2‬المغر ‪،‬‬
‫‪ ،1007‬ص ‪.19‬‬
‫‪2‬‬
‫نف ه‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪3‬‬
‫شر ح أحمد شر ح ‪ ،‬تطور البصية الفصية يك القصة الجزائر ة المعاصرة‪ ،) 2995 – 2957 ( ،‬دمشق‪،2999 ،‬‬
‫ص ‪.12‬‬

‫‪14‬‬
‫بنية الشخصية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫● شخصية القاتل‪:‬‬

‫بمببا‬ ‫حي ب از كبي ب ار يببك الروايببة‪ ،‬وقببد ايتتح ب‬ ‫يعتبببر القاتببل مببن أبببرل الشخصببيات التببك احتل ب‬

‫بما‪ ،‬وهو شخصية متشائمة له نظرة سوداو ة للحياة وذلك مصذ صغر‪ ،‬يقو ل "لعلك‬ ‫الرواية وا تتم‬

‫هكذا مصذ الصغر بروح كثيفبة ال بواد"‪ ،1‬حيبث ببدأ معبه هبذا اإح باا الغر بب مصبذ صبغر وهبو‬ ‫كص‬

‫هوسه بالقتل قبل أب يتطور الموا إلى حالة وجودية‪ ،‬حيث يصبح الوجبود بالص بحة لبه هبو أب يقتبل‬

‫أو جر مبة يرتكبمبا هبك قتبل قطبة أمبه‪،‬‬ ‫الشبر يكانب‬ ‫الرتكبا‬ ‫أحدا‪ ،‬و طف يك دا له ذلك العطب‬

‫لدو توي ببكك لكصببه اكتشببف أنببه كبباب مختلفببا نببن‬ ‫ويبك سببن الثالثببة نشببر قب أر روايببة الجر مببة والعقبا‬

‫الحطببل ألنببه لببم يشببعر بالببذنب‪ ،‬يقببو ل " هبباهو القاتببل يشببعر بت نيببب الضببمير‪ ،‬الش بكء الببذي لببم أكببن‬

‫جر مة من هذا الصوع !"‪.2‬‬ ‫ألشعر به أنا لو يعل‬

‫اسببتعما ضببمير‬ ‫والم حببف يببك الروايببة هببك أب شخصببية القاتببل هببك التببك ت ببرد قصببتما مببن ب‬

‫‪3‬‬
‫المتكلم "كص ‪ ،‬شاهدت‪ ،‬أذكر ‪"...‬‬

‫وهو "شكل ابتدع صوصا يك الكتابات المتصلة يك ال يرة الذاتية ثم نمم ياهتدا بعض الروائيين‬

‫يختارونه لما يه من حميمية وب اطة وقدرة نلى تعر ة الصفس من دا لما نبر ارجما"‪.4‬‬

‫ثبم يصتقببل القاتببل إلبى يتبرة العصببف اإرهبابك‪ ،‬التببك وجببد ييمبا الجببو المصاسببب لبه‪ ،‬يب جواء المببوت والقتببل‬

‫تثي ببر ه ارئ ببز يت ببرك الجامع ببة والتح ببق ب ببلك األم ببن ليم ببارا هوايت ببه دوب أي إح بباا بت ني ببب‬ ‫كانب ب‬

‫‪1‬بشير مفتك‪ ،‬ا ت ط المواسم او وليمة القتل الكبرا‪ ،‬مصشورات ضفاف‪ ،‬مصشورات اال ت ف‪ ،‬ط‪ ،2‬لبصاب‪،1029 ،‬‬
‫ص ‪.21‬‬
‫‪2‬‬
‫نف ه‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪3‬‬
‫نف ه‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪4‬نبد الملك مرتاض‪ ،‬يك نظر ة الرواية ( بحث يك تقصيات ال رد) ‪ ،‬المجلس الوطصك للثقاية والفصوب وآلدا ‪ ،‬د ط‪،‬‬
‫الكو ‪ ،2999،‬ص‪.91 ،‬‬

‫‪15‬‬
‫بنية الشخصية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الضمير‪ ،‬لم يكن يعطك اهتماما ألي شكء سوا القتل وشعور بال عادة والمتعة يه‪ ،‬وبعد أب تصتمك‬

‫يحببا القاتببل إل بى التقانببد ليتعببرف بعببدها نلببى يتبباة اسببمما سببميرة ڤطبباش وقببع يببك‬ ‫سببصوات اإرهببا‬

‫حبما‪ ،‬يتروي له قصتما يتعيد إليه تلك الر حة يك القتل واالنتقام ممن أساء إليما‪.‬‬

‫● صادق سعيد‪:‬‬

‫هببو شخصببية مثقفببة ومصاضببلة وأسببتاذ جببامعك‪ ،‬اتخببذ مببن الكتابببة الصقديببة وسببيلة يببك حربببه‬

‫أكتببب بشبراهة نببن قصانبباتك‪ ،‬وأب‬ ‫الصببا حة ضببد ال ببلطة ال ياسببية يببك الج ازئببر‪ ،‬حيببث يقببو ل " كصب‬

‫هذا البلد هو أمانبة يبك رقابصبا ولبن نتبرك الفاسبدين يحكمونبه أو ي برقونه أو يحطمبوب كبل مبا ناضبلصا‬

‫سصوات طوا من أجله"‪.1‬‬

‫تقببع س ببميرة ڤطبباش ي ببك ح ببب صببادق س ببعيد ب ببالرهم مببن نلمم ببا ب نببه يح ببب يت بباة أ ببرا ت ببدنى سب بارة‬

‫حمادي‪ ،‬ي ق يك يخما و خط معما ونصدما تكتشف لوجته هذ الخيانة تصمك ن قتما به‪.‬‬

‫لتتحو حياته بعبدها إلبى حيباة قلبق و لنباج و بوف بعبد أب اشبتدت لغبة طاباتبه ال ياسبية اتجبا مبا‬

‫أريع صوتك ناليا حتى ي بمع ك مبك كبل‬ ‫يحدث يك الجزائر من ي اد ونصف وموت‪ ،‬يقو ل " كص‬

‫أريببع مببن سببقف حر تببك إلببى‬ ‫مببن يكببوب حاض برا‪ ...‬إب صببادق سببعيد لببن يخببوب ولببن يبيببع‪ ...‬كص ب‬

‫األنلببى‪ ،‬وأنببا أدرك أنصببك مجببروح يببك صببميم قلبببك مببن يبراق سببارة وذهابمببا بعيببدا نصببك‪ ،2"...‬لتصتمببك‬

‫حياته الصضالية بعد أب تم اقتياد من طرف رجا يرتدوب بدالت سوداء‪ ،‬وتكمل أيامبه يبك م تشبفى‬

‫األمراض العقلية بعد انتحار ر يقه ياروق‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫بشير مفتك‪ ،‬إ ت ط المواسم‪ ،‬ص ‪214‬‬
‫‪2‬‬
‫نف ه‪ ،‬ص ‪211‬‬

‫‪16‬‬
‫بنية الشخصية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫● فاروق طيبي‪:‬‬

‫ولبد يبك بلديبة يقيبرة اسبمما ال بواقك بواليبة المديبة نباش يبك بلديبة أكببر مصمبا هبك بصبك‬ ‫شبا‬

‫سبليماب‪ ،‬ثبم انتقبل إلبى العاصبمة للد ارسبة الجام يبة‪ ،‬أنجبز رسبالة البدكتو ار حبو (مفمبوم الروايبة نصبد‬

‫العاصببمة وأقببر أصببدقائه هببو صببادق وسببعيد‬ ‫كونببدي ار بببين التصظيببر والممارسببة) تعببرف نلببى شببحا‬

‫والفل فة وليس لمذا يق بل ن قتما الملتح بة ب بميرة ڤطباش‪ ،‬يباروق‬ ‫والمشترك بيصمما حبمما لألد‬

‫حالة حزب وكآبة‪ ،‬وال يجد ال عادة والمدوء‪ ،‬إال نصدما‬ ‫يشل يك قصة حب مع سميرة‪ ،‬ي صح ي ي‬

‫يجلس أمام الححر و شاهد لرقته الجميلة‪ ،‬أصيب بخيحبة أمبل كبيبرة نصبدما أدرك أب قلبب سبميرة ملبك‬

‫لرجل آ ر يقو ل " الغر ب أنصك رهم كل القرائن التك شاهدتما لم يبذهب ذهصبك أنمبا تحبب الصبادق‬

‫هبك‬ ‫أسبعى يبه للقبحض نليمبا كانب‬ ‫الذي كصب‬ ‫سعيد‪ ،‬ثم ظمرت لك الحقيقة نار ة‪ ،‬كل هذا الوق‬

‫يك الحقيقة متعلقة بذلك الرجبل‪ ،‬والبذي حتمبا تب ار رجبل أح ممبا‪ ،1"...‬يع قبة يباروق ب بميرة معقبدة‪،‬‬

‫أب تمبص ج بدها لفباروق‪ ،‬يمبذا مبا جعلبه‬ ‫يكرة البزواج ببه ولكبن انتقامبا مبن سبعيد قبلب‬ ‫ألنما ريض‬

‫أحيانا يكر سعيد يقو ل "اللعصة نليك يا صادق سعيد دائما تتد ل يك األشياء التك تخصصك‪ ،‬ك نك‬

‫مجبببر نلببى أب أكببوب ظلببك التببابع بالفعببل"‪ ،2‬وأحيانببا ال يتحمببل يانتببه لصببديقه ييصمببار نف ببيا ونقليببا‬

‫و صل به الحا إلى االنتحار‪.‬‬

‫● سميرة ڤطاش‪:‬‬

‫ال رد الرابع‪ ،‬تتحدث نن حياتما العائلية واالجتما ية‪ ،‬بعبد طب ق‬ ‫با‬ ‫هك شخصية يتح‬

‫أممبا ويبرار أبيمبا إلبى يرن با‪ ،‬ثبم طب ق أ تمبا الكبيبرة‪ ،‬صبارت حيباة العائلبة صب حة نلبى األم‪ ،‬ولكببن‬

‫‪1‬بشير مفتك‪ ،‬إ ت ط المواسم‪ ،‬ص ‪.251‬‬


‫‪2‬‬
‫نف ه‪ ،‬ص ‪.244‬‬

‫‪17‬‬
‫بنية الشخصية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫إلبى العاصبمة للد ارسبة‪،‬‬ ‫يبك الحكالور ببا وانتقلب‬ ‫"سبميرة ڤطبباش" يبك د ارسببتما يصجحب‬ ‫رهبم ذلبك تفوقب‬

‫أستاذة جام ية‪ ،‬مما جعلما تححث نن حر ة المرأة واستق لما بعيدا نن الم ولية‬ ‫وأصحح‬ ‫يتفوق‬

‫والقوانين الصارمة‪ ،‬يترا يك الحر ة سعادتما "هل تحقيق حر تك هك التك ست عدنك يك الحياة؟ وما‬

‫‪1‬‬
‫هك نو ية ال عادة التك ت تك من الحر ة "‪.‬‬

‫قصببة حببب ياشببلة مببع صببادق سببعيد‪ ،‬ممببا‬ ‫سببميرة ڤطبباش هببك شببابة مثقفببة جميلببة الم م ب ‪ ،‬ناش ب‬

‫نلى صديقه ياروق طيبك الذي نذبته يبد أب تحادله نفس الحب‬ ‫جعلما تححث نن االنتقام يتعري‬

‫حياتمببا ت ي ببة وحز صببة وتشببعر باإهانببة بعببد أب نببا‬ ‫والمشببانر مصحتببه ج ببدها يقب ‪ ،‬بعببدها أصببحح‬

‫الرج با مببن ج ببدها بحثببا نببن اللببذة‪ ،‬سببايرت إلببى تيببزي ولو آملببة أنمببا سببتتخلا مببن هببذ الحيبباة‪،‬‬

‫طو ل حيث أ برته نن تجربتمبا العشبقية‪ ،‬وأنمبا‬ ‫هصاك نلى القاتل ودار بيصمما حديث لوق‬ ‫يتعري‬

‫الوحدة والغربة بمديصتما الجديدة‪ ،‬ي لما القاتل "مبا مصبدر الغرببة بالضبح "‪ 2‬ي جابتبه "الشبعور‬ ‫ت ي‬

‫بببالخواء واإح بباا أب الش بكء يمببأل قلحببك و ببعد روحببك يببك الحيبباة"‪ ،3‬ياكتشببف القاتببل أب سببميرة‬

‫إلبى مرحلببة تببدمير و ححبباط نف ببك‪ ،‬وأب المببوت هببو ال ببيل الوحيببد للببتخلا مببن هببذ اآلالم‪،‬‬ ‫وصببل‬

‫مببن القاتببل أب يفعببل شببي ا يغيبمببا نببن الحيبباة إلبى األبببد‪ ،‬يقببام بوضببع ال ببم يببك المبباء‪ ،‬يقببو ل‬ ‫يطلبب‬

‫ترهب يك رحيل هادئ"‪ ،4‬كان‬ ‫"كاب ذلك هو الشكل الوحيد الذي يليق ب ميرة ڤطاش ‪ ...‬لقد كان‬

‫نماية "سميرة ڤطاش" م ساو ة ب بب حياتما الحائ ة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫بشير مفتك‪ ،‬ا ت ط المواسم‪ ،‬ص‪.101‬‬
‫‪2‬‬
‫نف ه‪ ،‬ص ‪.95‬‬
‫‪3‬‬
‫نف ه‪ ،‬ص ‪.95‬‬
‫‪4‬‬
‫نف ه‪ ،‬ص ‪.151‬‬

‫‪18‬‬
‫بنية الشخصية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ 2–2‬الشخصيات الثانوية‪:‬‬

‫الشخصيات الثانو ة التك تبدو( م طحة) أو (سكونية) " هك ال تتغير صفاتما ومواقفما من‬

‫بداية الصا إلى نمايته‪ ،‬يمك مكملة للشخصيات الكثيفة أو الديصامية لكن دورها محصور يك هايات‬

‫‪1‬‬
‫حكائية محدودة"‪.‬‬

‫بمعصببى أب الشخصببيات الثانو ببة ال يتغيببر وجودهببا أو يابمببا يببك المعصببى بانتحارهببا نصصببر م بباند‬

‫يقب ‪ ،‬وهببذا مببا أكببد لصببا(محمود بببونزة) يببك قولببه موضببحا دور الشخصببيات الثانو ببةل "قببد تقببوم بببدور‬

‫تكميلك م باند للحطبل أو معيبق لبه‪ ،‬وهالحبا مبا تظمبر يبك سبياق أحبداث أو مشباهد ال أهميبة لمبا يبك‬

‫الحكببك‪ ،‬وهببك بصببفة نامببة أقببل تعقيببدا ونمقببا مببن الشخصببيات الرئي ببية‪ ،‬وترسببم نلببى نحببو سببطحك‬

‫حيببث ال تحظ بى باهتمببام ال ببارد يببك شببكل بصائمببا ال ببردي وهالحببا مببا تقببدم جانحببا واحببدا مببن جوانببب‬

‫التجربة اإن انية"‪. 2‬‬

‫كمببا تعريمببا صببححية نببودة له بر أنمببال "تض بكء الجوانببب الخفيببة للشخصببية الرئي ببية‪ ،‬وتكببوب إمببا‬

‫نوامل كشف نن الشخصية المركز ة وتعديل ل لوكما و ما تحع لما‪ ،‬تدور يبك يلكمبا وتصطبق باسبمما‬

‫‪3‬‬
‫يوق أنما تلقك الضوء نليما وتكشف أبعادها"‪.‬‬

‫ويببك ذلببك إشببارة إلببى أنمببا ت ببمم يببك إب برال الشخصببية الرئي ببية وتشببارك يببك ضببح سببلوكما‪ ،‬ومببن‬

‫الشخصيات الثانو ة التك وردت يك الرواية نذكرل‬

‫‪1‬‬
‫االمتاع والم ان ة‪ ،‬مصشورات المي ة ال ور ة للكتا ‪ ،‬دمشق ‪ ،1022‬ص‬ ‫مي اء سليماب‪ ،‬البصية ال ردية يك كتا‬
‫‪.121‬‬
‫‪2‬‬
‫دمحم بونزة‪ ،‬الدليل الى تحليل الصا ال ردي‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪3‬‬
‫الروائك‪ ،‬دار مجد الوي‪ ،‬ط‪ ،2‬نماب‪،‬‬ ‫صححية نودة لهر ‪ ،‬ه اب كصفانك‪ ،‬جماليات ال رد يك الخطا‬
‫‪ ،1004‬ص ‪.211‬‬

‫‪19‬‬
‫بنية الشخصية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫● الضابط األمني (ع)‪:‬‬

‫هببو شخصببية ثانو ببة سباند يببك تحر ببك الحببدث دا ببل الروايببة‪ ،‬هببو رجببل يببك العقببد الخببامس‪،‬‬

‫وله نيصين بصيتين كما أنه قصير القامة ونحيل‪ ،‬كاب قر بب مبن الشخصبية الرئي بية ( القاتبل ) وقائبد‬

‫له من بداية الرواية إلى نمايتمبا يعطبك لبه األوامبر نصبدما التحبق بجمبال األمبن‪ ،‬وانخبرط يبك الحبر‬

‫ضبد الجمانبات اإرهابيبة‪ ،‬يتميبز بالصبرامة يبك العمبل وبعبد مبرور سبصتين نلبى تبرك الضباب جمببال‬

‫األمببن قببرر أب ي س بس يرقببة جديببدة ت ببمى (يرقببة المببوت)‪ ،‬واقتببرح نلببى القاتببل أب يصضببم إلببى هببذ‬

‫الفرقة‪ ،‬وأبمر أب يقتل شخصيات ذات نفوذ مالك يقو ل "سيكوب نملصا هبذ المبرة بمقاببل‪ ،‬سصحصبل‬

‫نلى ما كثير من هذ الخدمات التك سصقدمما لرجا أهصياء"‪ 1‬يانكشف أمرهما وطلبب الضباب مبن‬

‫الع قبة بيصممببا لمببدة طو لببة‪،‬‬ ‫القاتببل مغببادرة العاصببمة وبعببدها سبباير القاتببل إلببى تيببزي ولو‪ ،‬وانقطعب‬

‫طو ببل لوحببد يقتببل و تمتببع بلببذة القتببل أنبباد الضبباب‬ ‫ويببك نمايببة الروايببة وبعببدما قضببى القاتببل وق ب‬

‫االتصببا بببه " يج ب ة رب المبباتف‪ ،‬كبباب صببوت ال ببيد(ع) ي ب تك مببن بعيببد"‪ ،2‬ي ب بر ب نببه مببا ال تح ب‬

‫المراقحة وس له نن جر مة قتل وقصة انتحار امبرأة بال بم‪ ،‬ي جاببه القاتبل محعبدا نصبه الشببمةل "طحعبا‬

‫ال د ل لك ييما" ‪ ،3‬وتصتمك الرواية بك م الضباب نصبدما قبا للقاتبلل "ال تقلبق ‪ ...‬المشبروع نباج ‪،‬‬

‫‪4‬‬
‫وصلتصك الكثير من الطلحات‪ ،‬يق يوم أو يومين وتعود إلى العمل من جديد"‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫بشير مفتك‪ ،‬ا ت ط المواسم‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪2‬‬
‫نف ه‪ ،‬ص ‪.154‬‬
‫‪3‬‬
‫نف ه‪ ،‬ص نف ما‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫نف ه‪ ،‬ص ‪.157‬‬

‫‪20‬‬
‫بنية الشخصية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫● سمسم‪:‬‬

‫نلببى القاتببل يببك ملمببى ليلببك‪ ،‬كانب‬ ‫هببك يتبباة نبباهرة‪ ،‬ذكببرت يببك بدايببة الروايببة يقب ‪ ،‬تعريب‬

‫‪1‬‬
‫تجد سعادتما يك إهواء الرجا والجلوا معمم‪ ،‬يقو القاتلل " يك نخب ناهرة سعيدة بحياتما "‪.‬‬

‫أقببام معاهببا معاش برة هيببر شببر ية‪ ،‬وسبببب هببذ المعاش برة هببو محاولتببه الخببروج م بن القتببل الم ببتمر‬

‫ونصبيته الزائدة‪ ،‬ولكن لم تخرجه هذ الع قة من أيكار وهوسه يحاو نبدة مبرات قتبل سم بم لكصبه‬

‫امتصببع نببن ذلببك دوب أب يعببرف ال بببب يقببو ل "ربمببا مكتوبمببا كمببا يقببا نصببد الصبباا الح ببطاء ربمببا‬

‫ن قتما ولم يرد ذكرها بعد ذلك يك الرواية‪.‬‬ ‫سانتما لم تحن "‪ ،2‬وهصا انتم‬

‫● سارة حمادي‪:‬‬

‫لوجة صادق سعيد‪ ،‬وكباب بيصممبا‬ ‫هك شخصية م اندة تلعب دو ار ثانو ا يك الرواية‪ ،‬كان‬

‫ن قة حب كبيرة‪ ،‬ولكن تصتمك هذ الع قة الزوجيبة يبوم اكتشبايما بخيانبة لوجمبا مبع سبميرة ڤطباش‬

‫يتقو ل "لن أستطيع م امحتك وال أب أستمر يك الحياة معك ‪ ...‬سبيذهب كبل إلبى طر قبه"‪ ،3‬يطلبب‬

‫الط ق من صادق سعيد‪.‬‬

‫رشيد‪:‬‬

‫يعتبر أحد الشخصيات المممشة يك الرواية‪ ،‬له دور ب ي يمبو أسبتاذ يل بفة مثقبف‪ ،‬وشبا‬

‫وسببيم‪ ،‬التقببى مببع سببميرة ڤطبباش يببك الجامعببة يجذبتببه بجمالمببا ووقببع يببك حبمببا‪ ،‬وقببرر أب يعتببرف لمببا‬

‫‪1‬‬
‫بشير مفتك‪ ،‬ا ت ط المواسم‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪2‬‬
‫نف ه‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪3‬‬
‫نف ه‪ ،‬ص ‪.211‬‬

‫‪21‬‬
‫بنية الشخصية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫له أنصك يقدت نذر تك يك سن الثامصة نشر"‪،1‬‬ ‫نليه‪ ،‬وقل‬ ‫بححه الشديد‪ ،‬يصدمته بكذبة "لقد كذب‬

‫يمذ الكذبة جعلته يترك سميرة‪ ،‬ولم يقم ب ي شكء الستعادتما‪.‬‬

‫‪ –3‬أبعاد الشخصية في رواية اختالط المواسم‪:‬‬

‫تعد الشخصية أحد المكونات األساسية يك العمل ال ردي‪ ،‬ذلك أنما ركيزة هامة يبك تطبو ر‬

‫وتصمية العمل الروائك‪ ،‬يصظ ار ألهميتما أوالها الدارسوب والصقاد نلبى ا بت يمم أهميبة كبيبرة كمبا كانب‬

‫هصبباك جوانببب متع ببددة للشخصببيات‪ ،‬مصمببا م ببا هببو يطببري أو هر ببزي‪ ،‬مصمببا مببا يكت ببب مببن الثقاي ببة‬

‫وا تلفب‬ ‫والبي ببة‪ ،‬يتصببوع الشخصببيات كبباب لببه تب ثير كبيببر يببك ظمببور مببا ي ببمى باألبعبباد وقببد تصونب‬

‫بح ببب طبيعببة الشخصببية وهبذا انط قببا مببن معريببة سببلوكياتما وأيكارهببا يقببد ا تلببف الحبباحثوب تغليببب‬

‫تقببديم أبعادهببا المختلفببة بالتببدر ج ونل بى ديعببات ويببق الصصطببق الببذي‬ ‫جانببب نلببى جانببب "مببن ب‬

‫أس بباليب الرس ببم المتع ببددة‪ ،‬األم ببر ال ببذي يك ببب‬ ‫تفرض ببه أح ببداث الرواي ببة وجوده ببا الع ببام‪ ،‬وم ببن ب ب‬

‫الشخصية داللتما و اند القارئ نلى التعرف نليما ويممما و كاد نقاد الروايبة يتفقبوب نلبى األبعباد‬

‫األربعةل المادي‪ ،‬االجتمانك‪ ،‬الصف ك‪ ،‬األيديولوجك"‪ ،2‬هك حارة نن األبعاد األربعة التك يكوب بما‬

‫الكاتب شخصيته وتتمثل يك ل‬

‫‪ 1–3‬البعد المادي‪:‬‬

‫هبذا‬ ‫يقصد به الحعد الذي يمثل اللقاء األو بين المتلقك والشخصية‪ ،‬حيث يتحبدد مبن ب‬

‫اللقاء االنطحانات األولية لمذ الشخصية "و مثل يك صفات الج م من طو وقصر وبدانبة ونحايبة‬

‫أو ذكر أو أنثى ونيوبما وسصما‪ ،‬كما يصف لوب الحشرة وم م الوجه وما إلى ذلك من صبائا‬

‫‪1‬‬
‫بشير مفتك‪ ،‬إ ت ط المواسم ‪ ،‬ص ‪.241‬‬
‫‪2‬‬
‫ير ا كامل سماحة‪ ،‬رسم الشخصية يك رواية حصا ميصا‪ ،‬ط‪ ، 2‬الم س ة العربية للدراسة والصشر‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبصاب‪،‬‬
‫التول ع واالردب‪ ،2999 ،‬ص ‪.12‬‬

‫‪22‬‬
‫بنية الشخصية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫لفيببة مميبزة"‪ ،1‬أي أب الحعببد المببادي يمببتم بالمواصببفات الخارجيببة للشخصببية‪ ،‬و تمثببل هببذا الحعببد يببك‬

‫رواية (ا ت ط المواسم) نصد وصف القاتل للضاب األمصك (ع) يك أو لقاء بيصممبا يقبو ل "التقيب‬

‫بالضاب البذي سب رمز السبمه ب (ع)‪ ،‬وهبو رجبل يبك العقبد الخبامس‪ ،‬بعيصبين بصيتبين‪ ،‬لبه نظبرة حبادة‪،‬‬

‫قصير القامة‪ ،‬مع نحالة يك الج م‪ ،‬كاب يبد ن كثيبرا‪ ،‬ببل ال يتوقبف نبن التبد ين‪ ،‬بمجبرد أب يصمبك‬

‫سببيجارة حتببى يشببرع يببك الثانيببة"‪ ،2‬يببك هببذا المقطببع صببور القاتببل المظمببر الخببارجك للضبباب األمصببك‬

‫(ع)‪.‬‬

‫ويك مثا آ ر يقو صادق سعيد ل"هك رائعة ولكبن طبرة ‪ ..‬هبك سباحرة ولكبن مجصونبة‪ ،‬هبك ذئحبة‬

‫متخفيبة يببك ج ببد ه ازلببة ياتصببة‪ ،‬هببك قطببة نانمبة ولكببن ت ببتطيع التحببو ب ببرنة نمبرة مفترسببة‪ ...‬هببك‬

‫ن اء كثيرات مضطمدات يك امرأة مقاومة"‪ ،3‬يك هذا المثبا مجمونبة مبن األشبكا الخارجيبة تظمبر‬

‫صب ببفات "سب ببميرة ڤطب بباش"‪ ،‬التب ببك تخلب ببق لصف ب ببما مظم ب ب ار ارجيب ببا يب ببوحك بب ببالقوة والشب ببجانة‪ ،‬و عكب ببس‬

‫شخصيتما الض يفة‪ ،‬يوصفما صادق سعيد بالمرأة المقاومة‪.‬‬

‫بع ببد ه ببذين المقطع ببين يتضب ب لص ببا أب الحع ببد الم ببادي يقب بر ص ببورة الشخص ببية للق ببارئ و جعلم ببا أكث ببر‬

‫وضوحا ويمما‪.‬‬

‫‪ 2–3‬البعد النفسي‪:‬‬

‫يعمببل ه ببذا الحعببد ي ببك الكشببف ن ببن حقببائق الشخص ببية مببن ال ببدا ل و ب برال مش ببانرها وس ببلوكما‬

‫ونواطفمببا‪ ...‬البب" "ولكببك تكببوب الشخصببية الروائيببة مفعمببة بالحيبباة‪ ،‬البببد مببن ارتيبباد مجاهببل نالممببا‬

‫الببدا لك واسببتحطانه و براج مببا يببه مببن مشببانر‪ ،‬وانفعبباالت‪ ،‬وأيكببار بحيببث تبببوح الشخصببية للقببارئ‬

‫‪1‬‬
‫ح ن شوندي والدة كر م‪ ،‬رؤ ة إلى العصاصر الروائية‪ ،‬ال صة الثالثة‪ ،‬العدد العاشر‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪2‬‬
‫بشير مفتك‪ ،‬ا ت ط المواسم‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪3‬‬
‫نف ه‪ ،‬ص ‪.204‬‬

‫‪23‬‬
‫بنية الشخصية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫بمكصونات نف ما وتكشف الغطاء نن طبيعتما‪ ،‬أمطم صة أم هك قلقبة؟ أم بتقرة أم طموحبة ؟ أمتفائلبة‬

‫ج ب ار مببن الثقببة بيصمببا وبيصببه"‪ ،1‬يالحعببد الصف ببك يبببرل‬ ‫القببارئ وبصب ب‬ ‫أم متشببائمة؟‪ .‬تكببوب قببد اجتببذب‬

‫للقببارئ مببا يببدور يببك ذهببن الشخصببية و بباند هببذا الحعببد نببن التعبيببر نمببا يخببتلج يببك نف ببية هببذ‬

‫الشخصببية مببن نواطببف ومشببانر‪ ،‬وهببذا مببا تج ببد يببك الروايببة بم بباحة كبي برة اصببة نصببد سببميرة‬

‫محور األحاسيس والمشانر الغامضة المصبثقة من قصة حبما الفاشل مع صادق‬ ‫ڤطاش‪ ،‬التك كان‬

‫سعيد‪ ،‬يصجبد يبك روايتصبا العديبد مبن المقباطع ال بردية التبك تتحبدث ييمبا سبميرة نبن معاناتمبا وحياتمبا‬

‫ن قتببه مبصيببة نلببى االحت برام والزمالببة‬ ‫إل بك ق ب مببن لاو ببة الحببب‪ ،‬كان ب‬ ‫الت ي ببة واليائ ببة "لببم يلتف ب‬

‫الممصية والتشجيع المتواصل كك أحقق ما أر د ‪ ...،‬وكاب يحب امرأة اسمما سارة حمبادي‪ ،‬وهبك يتباة‬

‫أح دها نلى ثقتما بصف بما‪ ...‬صبحي‬ ‫رائعة بالت كيد‪ ،‬من حيث الجما الشكلك والقوة الروحية‪ ،‬كص‬

‫معمبا ألداد ي سبا مبن أب يحبصبك صبادق يومبا مبا"‪،2‬‬ ‫كلمبا تحبدث‬ ‫أنصك لبم أتحبدث معمبا كثيبرا‪ ،‬وكصب‬

‫وتقبو يببك مقطببع آ برل "ال أدري لمبباذا أيضبك لببك بكببل هببذا‪ ،‬ربمببا لتعريصببك نلببى حقيقتببك‪ ،‬ولكببك ال‬

‫تتببوهم أنببك إن بباب ياضببل وأسببتحق الشببفقة والتقببدير مصببك بببل لكببك ت ارنببك كمببا أنبا بكبل مببا أحملببه مببن‬

‫جروح وانك بارات وضبعف وبب ا و حباء وحقبارة وحبب أيضبا لشبخا بعيبد اآلب"‪ ،3‬يبك هبذا المقطبع‬

‫نبببرت سببميرة للقاتببل نببن مببا تحملببه مببن أحاسببيس م لمببة يببك دا لمببا والببذي كبباب سبببحه يحببة حبمببا‬

‫ه ببذ األمثل ببة ن ببتصتج أب الحع ببد الصف ببك يغ ببور ي ببك الشخص ببية و حل ببل‬ ‫وتحط ببم نف ببيتما وم ببن ب ب‬

‫سلوكاتما وأحاسي ما حيث يصور نالم الشخصية الدا لك و وصلما إلى مبتغاها‪.‬‬

‫الجامعة االسكصدر ة‪ ،1004 ،‬ص‪.15‬‬ ‫‪1‬نبد المصعم الم دي‪ ،‬الشخصية وسماتما‪ ،‬م س ة شحا‬
‫‪2‬‬
‫بشير مفتك‪ ،‬ا ت ط المواسم‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪3‬‬
‫نف ه‪ ،‬ص ‪.151‬‬

‫‪24‬‬
‫بنية الشخصية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ 3–3‬البعد األيديولوجي‪:‬‬

‫يتمثل يك الجانب الفكري يمو يمبدف إلبى نقبل األيكبار يبك المجتمبع‪ ،‬حيبث أنبه ال يمكبن أب‬

‫يكتببب أي إن بباب أو يببتكلم‪ ،‬أو يفكببر‪ ،‬مصفصب نببن بي تببه‪ ،‬كمببا يقصببد بالحعببد األيببديولوجك للشخصببية‬

‫"انتماؤها أو نقيدتما الديصية وهو تما وتكو صما الثقايك ومالما من تب ثير يبك سبلوكما ورؤ تمبا‪ ،‬وتحديبد‬

‫ونيمببا ومواقفمببا مببن القضببايا العديببدة"‪ ،1‬أي أب لتصببو ر الم م ب الفكر ببة للشخصببية الروائيببة أهميببة‬

‫كبيبرة‪" ،‬وال يخفببى مببا لمبذ الم مب األيديولوجيببة مببن أثبر يببك تحديببد ونبك الشخصببية‪ ،‬ومواقفمببا ويببك‬

‫توجيه سلوكما‪ ،‬وقد يرسم الروائك هذا الحعد لي كد الفصام الذي ت يشه الشخصية بين ما ت من به أو‬

‫تقوله يك أيكار وبين ممارستما يالشخصية تدنى ب نما ت من بفكر معين لكصما تمارا نك ه ببونك‬

‫أو بدونه"‪ ،2‬أي األيديولوجيا هك مجمونة أيكار تطرحما الشخصية يك المجتمع وتطحقما يه سبواء‬

‫بونك وقانوب أو بوجمة نظر مخالفة لذلك‪.‬‬

‫و ذا مببا رجعصببا إلبى روايببة (ا ببت ط المواسببم) نجببدها تعتببد نلببى تقصيببة تعببدد األصبوات وهببذا مببا ي ببمى‬

‫"بتصبباو األبطببا أنف ببمم نلببى روايببة الوقببائع واحببدا بعببد اآل ببر ومببن الطبيعببك أب يخببتا كببل واحببد‬

‫مببصمم ب ببرد قصببته أو نلببى األقببل سببرد قصببة مخالفببة مببن لاو ببة الصظبر لمببا يرو ببه الببرواة اآل ببروب"‪،3‬‬

‫بمعصى أب كل شخصية رئي ية تحمل وجمات نظر متعددة‪ ،‬تختلف نصدها البرؤا األيديولوجيبة‪ ،‬كمبا‬

‫كبببل مصم ببا باإ حب ببار ن ببن حيببباة شخص ببية أ ب ببرا‪ ،‬وكب ببل‬ ‫يظم ببر يب ببك الرواي ببة أب الشخصبببيات قامب ب‬

‫الشخصببيات هببك مثقفببة ت ببرد الحببدث الروائببك بطر قتمببا الخاصببة وهببذا مببا ي ببمى بالروايببة البوليفونيببة‬

‫التببك ت ببذ يك برة معيصببة أو تببرد تلببك الفك برة نلببى ل بباب الحطببل أو الشخصببيات المحور ببة يببك الروايببة‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫نبد الرحيم حمداب حمداب‪ ،‬بصاء الشخصية الرئي ية يك رواية " نمر يطمر" يك القدا الروائك" نجيب‬
‫الكي نك"‪ ،‬كلية اآلدا ‪ ،‬الجامعة اإس مية بغزة‪ ،1022 ،‬ص ‪.219‬‬
‫‪2‬‬
‫ير ا كامل سماحة‪ ،‬رسم الشخصية يك رواية "حصامصية"‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪3‬‬
‫حميد الحمدانك‪ ،‬بصية الصا ال ردي‪ ،‬ص‪.59‬‬

‫‪25‬‬
‫بنية الشخصية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫يببه‪ ،‬وهببذا مببا ن حظببه يببك‬ ‫هببذ الفك برة إدراك نببالم الحطببل الببذي ي ببي‬ ‫ي ببتطيع القببارئ مببن ب‬

‫قي ببة وت ني ببب‬ ‫شخص ببية القات ببل ال ببذي يصظ ببر إل ببى الش ببر نل ببى أن ببه ه ببو األص ببل وال وجب بود للق ببيم األ‬

‫الضمير" لقد كاب نصدي يقين أب الحشر أشرار بالفطرة‪ ،‬بل يطرتمم شر رة"‪ ،1‬و قبو يبك مقطبع آ بر"‬

‫"قتل الحشر يعتبر الحعض مخالف للطبيعة‪ ،‬لكن بما أب هصاك مصطق يجعل القتل طبي يا من مصظور‬

‫نقائببدي أو أمصببك أو وطصببك‪ ،‬يمببذا يعصببك أب لببيس يببه شببي ا يخببالف الطحببع الحشببري يالقتببل إب بررنببا‬

‫ألنف ببصا هببو طحعصببا الحقيقببك‪ ...‬يببالحعض قببد يش بعر يببك أو نمليببة قتببل يرتكبمببا ببباأللم يعتصببر مببن‬

‫الببدا ل‪ ،‬وبالضببمير الم نببب وهببك أمببور ت ب تك مببن الثقايببة‪ ...‬ولببيس مببن هر بزة اإن بباب التببك هببك‬

‫هذين المقطعين تظمر الرؤ بة األيديولوجيبة للقاتبل وهبك رؤ بة مخالفبة‬ ‫مفترسة باألساا"‪ ،2‬من‬

‫للمجتمببع ولكببن كببل الشخصببيات المحور ببة األ ببرا انتبرتمببا نظ برة صببحيحة ب ب ب الشببر هببو مصببدر‬

‫الحياة وأساسما‪.‬‬

‫كمبا ن حبف أب الحعبد األيببديولوجك وظفبه الكاتبب بص بحة كبيبرة‪ ،‬ألب الروايبة تتميبز بالشبكل البوليفببونك‬

‫الذي يقدم رؤ ات إيديولوجية‪ ،‬كمبا تبصبى نلبى صبور األيكبار و بعى الكاتبب ييمبا إلبى ي ب المجبا‬

‫أمام وجمات نظر الشخصيات‪.‬‬

‫‪ 4–3‬البعد االجتماعي‪:‬‬

‫يكشف لصا هذا الحعد نن انتمباء الشخصبية إلبى طحقبة إجتما يبة‪ ،‬و لبى ثقايتمبا وميولمبا وكبل‬

‫الظروف الم ثرة نليما يك حياتمبا وديصمبا وهو تمبا‪ " ،‬حيبث يتعلبق بمعلومبات حبو وضبع الشخصبية‬

‫االجتم ب ببانك و ي ب ببديولوجيتما ون قتم ب ببا االجتما ي ب ببة (الممص ب ببة‪ ،‬طحقتم ب ببا االجتما ي ب ببة‪ ،‬نام ب ببل‪ ،‬الطحق ب ببة‬

‫‪1‬‬
‫بشير مفتك‪ ،‬ا ت ط المواسم‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪2‬‬
‫نف ه‪ ،‬ص‪.19‬‬

‫‪26‬‬
‫بنية الشخصية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المتوسببطة‪ ،‬برجوال ببة‪ ،‬إقطببانك‪ ،‬هصببك‪ ،‬إيببديولوجيتما‪ ،‬أرسببمالما‪ ،‬أصببولك‪ ،‬سببلطة‪ ، 1"...‬أي أب الحعببد‬

‫األيببديولوجك للشخصببية متعببدد الجوانببب‪ ،‬يمببو يركببز نلببى مكانببة هببذ الشخصببية ونببوع العمببل الببذي‬

‫تمارسه وثقايتما‪..‬‬

‫ح ببديث س ببميرة ڤط بباشل " كمب با تعريص ببك أن ببا ج ببد متحفظب بة م ببع‬ ‫و ص ببدرج الحعب بد االجتم ببانك م ببن ب ب‬

‫اآل ر ن‪ ،‬وال أحب أب يعريوا شي ا نصك‪ ،‬اصة يك الحيز الذي أنمل يبه وأرهبب أب تظبل ن قتبك‬

‫نلببى ثقايببة‬ ‫مببع الببزم ء ممصيببة ومبصيببة نلببى االحت برام المتحبباد ‪ ،‬وكببامرأة مببن الشببرق الج ازئببري‪ ،‬ترب ب‬

‫دائمببا أصببارع يببك نف ببك هببذا المببوروث‬ ‫محايظ بة نلببى حببد بعيببد‪ ،‬متعصببحة لألصببو والتقاليببد‪ ،‬كص ب‬

‫هبذا المقطبع قبدم‬ ‫كذلك أب مجتمعك ال يت ام مع الحر ة"‪ ،2‬مبن ب‬ ‫المت صل‪ ...،‬لكن أدرك‬

‫سميرة تعر فا نن ثقايتما والقبوانين الصبارمة يبك مجتمعمبا‪ ،‬يالحعبد االجتمبانك يركبز نلبى الشخصبية‬

‫محيطما الخارجك ون قتما بالشخوص األ را‪ ،‬وكذلك مكانتما يك المجتمع‪.‬‬ ‫من‬

‫دراستصا لألبعاد األربعة للشخصية أنما أساسية وال يمكبن االسبتغصاء نصمبا‪ ،‬كمبا ال‬ ‫يص تصتج من‬

‫يمكن دراسة الشخصية بمعز نصما ألنما هك التك تكونما‪.‬‬

‫‪–4‬عالقة الشخصية بالمكونات السردية األخرى‪:‬‬

‫تفانلمبا‬ ‫تمتلك الشخصية دو ار يعاال وممما يبك بصباء العمبل الروائبك‪ ،‬و ظمبر ذلبك مبن ب‬

‫م ببع العصاص ببر ال ببردية األ ببرا (الزم بباب‪ ،‬المك بباب والح ببدث)‪ ،‬وذل ببك م ببن أج ببل تك ببو ن ن ببا س ببردي‬

‫متكامل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫دمحم بونزة‪ ،‬تحليل الصا ال ردي‪ ،‬ص ‪.50‬‬
‫‪2‬بشير مفتك‪ ،‬ا ت ط المواسم‪ ،‬ص ‪.222 -220‬‬

‫‪27‬‬
‫بنية الشخصية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ويك ذلك يقو نبد الملك مرتاض أب الشخصيةل "هك التبك تصجبز الحبدث‪ ،‬وهبك التبك تبصمض ببدور‬

‫سبلوكما وأهوائمبا ونواطفمبا وهبك التبك تقبع نليمبا المصبائب‪...‬‬ ‫تضر م الصراع أو تصشيطه من‬

‫وهببك التببك تعمببر المكبباب‪ ،‬وهببك التببك تمببأل الوجببود صببياحا وضببجيجا‪ ،‬وحركببة ونجيجببا وهببك التببك‬

‫تتفان ببل م ببع ال ببزمن ي ببك أط اري ببه الث ث ببةل الماض ببك والحاض ببر والم ببتقبل"‪ ،1‬وه ببذا ي ببد نل ببى الع ق ببة‬

‫الوطيدة بين الشخصية والمكونات ال ردية األ را‪.‬‬

‫‪ 1–4‬عالقة الشخصيات بالحدث‪:‬‬

‫ت برتح الشخصببيات بالحببدث ارتحاطببا وثيقببا‪ ،‬إذ ال يمكببن أب نتصببور وجببود الشخصببية بببدوب‬

‫ح ببدث وال ح ببدث ب ببدوب شخص ببية‪ ،‬ذل ببك أب ه ببذ الشخص ببيات األ ي ببرة ه ببك الت ببك تص ببصع الح ببدث ي ببك‬

‫الرواية‪ ،‬يمك القوة التك تتولد مصما األحداث‪ ،‬ت ثر ييما وتت ثر بما‪.‬‬

‫كمببا أنمببا تبرب نصاصببر الروايببة بحعضببما‪ ،‬يالحببدث يببك الروايببة يتمثببل يببك مجمونببة األيعببا والوقببائع‬

‫المترتحببة المتصببلة بببالواقع الروائببك‪ ،‬أي الفصببك الببذي يخلقببه الروائببك يببك مخيلتببه‪ ،‬ليحقببق المببدف الببذي‬

‫ي عى إليه وهو إمتاع القارئ وجذبه لمتابعة العمل الروائك‪.‬‬

‫ومن الذين تحدثوا نن هذ الم لة نجد نبد الملك مرتاض الذي يرا أبل "الحبدث وحبد يبك يبا‬

‫الشخصية ي تحيل أب يوجد يك معز نصما‪ ،‬ألب هذ الشخصية هك التك توجد وتصمض به نموضبا‬

‫نجيحببا‪ ،‬والحيببز يخمببد و خببرا إذا لببم ت ببكصه هببذ الكائصببات الورقيببة العجيحببةل الشخصببيات"‪ ،2‬ومببن‬

‫األحببداث التببك ذكببرت يببك الروايببة وهببو الممببيمن ييمببا وهببو شببغف بطببل الروايببة بالقتببل وشببعور باللببذة‬

‫والمتعة بعد كل جر مة يرتكبما‪ ،‬و عتقد أب القتل ضرورة حياتية‪.‬‬

‫‪1‬نبد الملك مرتاض يك نظر ة الرواية‪ ،‬بحث يك تقصيات ال رد‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪2‬‬
‫نف ه‪ ،‬ص نف ما‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫بنية الشخصية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫يالحدث يك الرواية يدور حو موضوع القتل‪ ،‬و صور لصا شخصية الحطل‪ ،‬الذي ال يرا معصى دوب‬

‫أب يمارا هذا الفعل الذي يشعر بال عادة‪ ،‬ي سمم بذلك يك الكشف نن الجانب المظلبم لشخصبيات‬

‫الرواية‪ ،‬ولشخصية القاتل بصفة اصة‪.‬‬

‫يالحببدث ح ببب صببححية ن ببودة لنببر هببول "مجمونببة م ببن األيعببا والوقببائع‪ ،‬مرتحببة ترتيح ببا‬

‫سببببيا‪ ،‬تببدور حببو موضببوع نببام‪ ،‬وتصببور الشخصببية وتكشببف نببن أبعادهببا‪ ،‬وهببك تعمببل نم ب لببه‬

‫معصببى‪ ،‬كمببا تكشببف نببن صبرانما مببع الشخصببيات األ ببرا‪ ،‬وهببك المحببور األساسببك الببذي تبرتح بببه‬

‫باقك نصاصر القصة ارتحاطا وثيقا"‪ ،1‬يالحدث هو الذي يبث الحركة والصمبو يبك الشخصبية‪ ،‬وبالتبالك‬

‫يكوب تقييم م تواها نلى أساسه‪ ،‬م مما بذلك يك إضاية يمم جديد لونك الشخصية بالواقع‪.2‬‬

‫‪ 2–4‬عالقة الشخصيات بالمكان‪:‬‬

‫يعبد المكبباب مببن العصاصببر األساسبية التببك ت ببمم يببك تكببو ن البصباء الروائببك‪ ،‬وذلببك مببن ب‬

‫تفانلما مع الشخصيات‪.‬‬

‫حيببث ال يمكببن أب تتحببرك الشخصببيات ببارج إطببار المكبباب‪ ،‬وهببك بببدورها تبببث الحر ببة يببك المكبباب‪،‬‬

‫وذلببك ي ب دي إلببى تشببكيل "ن قببة حميميببة بببين الشخصببية والمكبباب الببذي تقببيم يببه‪ ،‬يالمكبباب يعكببس‬

‫سلوك الفرد ومشانر وأحاسي ه‪ ،‬وهو الذي يحدد طبيعة الشخوص وسماتما "‪ ،3‬بمعصى أنه ال يمكبن‬

‫يصل أحدهما نن اآل ر‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الروائك‪ ،‬ص ‪.215‬‬ ‫صححية نودة لنر ه اب كصفانك‪ ،‬جماليات ال رد يك الخطا‬
‫‪2‬‬
‫يصظرل المرجع نف ه‪ ،‬ص ‪.215 – 215‬‬
‫‪3‬‬
‫نقلة ح ن أحمد العزي‪ ،‬تقصيات ال رد وآليات تشكيله الفصك‪ ،‬دار هيداء للصشر والتول ع‪ ،‬ط‪ ، 2‬نماب‪،1022 ،‬‬
‫ص ‪.205‬‬

‫‪29‬‬
‫بنية الشخصية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وح ب حميد الحمدانكل "المكاب ي اهم يك لق المعصى دا ل الرواية وال يكوب دائما تابعا أو سبلبيا‬

‫بببل إنببه أحيانببا يمكببن للروائببك أب يحببو نصصببر المكبباب إلببى أداة للتعبيببر نببن موقببف األبطببا مببن‬

‫العالم"‪ ،1‬ما يعصك أب المكاب هو الذي يعبر نن الشخصية و برالهبا يبك العمبل الروائبك‪ ،‬والمكباب يبك‬

‫رواية (ا ت ط المواسبم) ج بد تلبك الغرببة التبك ت يشبما الشخصبيات اصبة شخصبية (القاتبل) البذي‬

‫يك نالم هر ب نصه وال أحد يشبمه وكاب ذلك مصذ طفولته رهم أنه نباش مبع‬ ‫انتبر نف ه أنه ي ي‬

‫مختلفببة ونظرتببه للحيبباة‬ ‫أبو ببه‪ ،‬يقببد نبباش حالببة مببن العزلببة واالنط بواء وذلببك ألب طر قببة تفكيببر كان ب‬

‫سببفر إلببى‬ ‫طحعمببا ال بواد وحببب الشببر‪ ،‬وكبببر معببه هببذا الشببعور والداد نمقببا‪ ،‬و ظمببر ذلببك مببن ب‬

‫مديصة تيزي ولو النبه شبعر ييمبا ب نبه هر بب نبن أهلمبا‪ ،‬ولغبتمم مختلفبة كمبا أنبه لبم يرتكبب ييمبا أيبة‬

‫جر مة وبالتالك يع قته بمذا المكاب المفتوح ن قة هرابة‪.‬‬

‫وكذلك بالص حة لحاقك الشخصبيات والتبك كباب كبل مصمبا يشبعر ب نبه هر بب نبن المكباب البذي‬

‫يه‪ ،‬يتوظيف الشخصيات يك الرواية ارتح بمعصى الغرابة التك تولدت نن نظرتمم التشاؤمية‬ ‫ي ي‬

‫للحياة‪.‬‬

‫‪ 3–4‬عالقة الشخصيات بالزمن‪:‬‬

‫يعببد الببزمن مببن العصاصببر األساسببية التببك ال يمكببن أب تقببوم الشخصببية بببدونما‪ ،‬يالشخصببية‬

‫تتفانببل مببع الببزمن الماضببك والحاضببر‪ ،‬وح ببب ممببا ح ببن قص براويل "ت برتح الشخصببية مببع الببزمن‬

‫بع قبة جدليببة يتب ثر كببل مصممبا بوجببود اآل بر‪ ،‬يببالزمن يحتبوي االن بباب ببين قطبيببه‪ ،‬المبي د والمببوت‪،‬‬

‫والكمولبة‬ ‫حيث يولد و كبر و مر بم ارحبل التكبو ن مبع حركبة البزمن‪ ،‬وتمثبل الطفولبة والصبحا والشبحا‬

‫والشيو ة‪ ،‬مراحل لمصية ي يشما االن اب بص ب متفاوتة يك نمو وبقائه‪ ،‬لذلك ي عى دائمبا ل نفب ت‬

‫‪1‬حميد لحمدانك‪ ،‬بصية الصا ال ردي من مصظور الصقد األدبك‪ ،‬ص ‪.70‬‬

‫‪30‬‬
‫بنية الشخصية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫من سيطرة الزمن وحركته‪ ،‬ولكن ممما حاو التفل ‪ ،‬يلب الموت هو نماية حتمية للوجود "‪ ،1‬يالزمن‬

‫مرتح بالشخصية‪ ،‬ذلك أنه هو الذي يوجه سلوكما من مي دها إلى وياتما‪.‬‬

‫وقببد وظببف الروائببك الشخصببيات يببك يت برة العصببف اإرهببابك‪ ،‬انط قببا مببن شخصببية (القاتببل)‬

‫يببك كببل أحببداثما‪ ،‬يببالزمن كبباب م بباند‬ ‫والتببك كبباب لمببا الصصببيب األكبببر يببك الروايببة حيببث شببارك‬

‫قولهل "بدأت سبيرتك‬ ‫أو اللوم‪ ،‬و ظمر ذلك من‬ ‫(للقاتل) ليمارا القتل دوب أب يتعرض للعقا‬

‫كقاتببل محتببرف يببك مصتصببف الت ببعيصات‪ ،2"...‬وكببذلك بالص ببحة لح باقك الشخصببيات التببك ظمببرت بعببد‬

‫هاته الفترة الح اسة التك ناشبتما الج ازئبر مبا أثبر يبك نفوسبمم‪ ،‬وجعلمبم ي يشبوب يبك صبراع مبع هبذا‬

‫الواقع‪ ،‬ليد لوا يك حالة من الكآبة والر حة يك الموت ألنمم أروا ييما الخ ص من معاناتمم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مما ح ن قصراوي‪ ،‬الزمن يك الرواية العربية‪ ،‬الم س ة العربية للدراسات والصشر‪ ،‬ط‪ ،1005 ،2‬ص ‪.259‬‬
‫‪2‬‬
‫بشير مفتك‪ ،‬ا ت ط المواسم‪ ،‬ص ‪.15‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫البنية الزمكانية في رواية اختالط المواسم‪:‬‬

‫‪ -1‬مفهوم الزمن‪:‬‬

‫لغة‪.‬‬ ‫‪-1-1‬‬

‫‪ -2-1‬اصطالحا‪.‬‬

‫‪ -2‬المفارقات الزمانية‪:‬‬

‫‪ -1-2‬االسترجاع‪:‬‬

‫االسترجاعات الخارجية‪.‬‬ ‫‪-1-1-2‬‬

‫االسترجاعات الداخلية‪.‬‬ ‫‪-2-1-2‬‬

‫‪ -3-1-2‬االسترجاعات المختلطة‪.‬‬

‫‪ -2-2‬االستباق‪:‬‬

‫‪ _1_2_2‬االستباق كتمهيد‪.‬‬

‫‪ _2_2_2‬االستباق كإعالن‪.‬‬

‫‪-3‬الديمومة‪:‬‬

‫‪ -1-3‬تسريع السرد‪.‬‬

‫‪ -1-1-3‬الخالصة‪.‬‬

‫‪ -2-1-3‬الحذف‬

‫‪ -‬الحذف الصريح‪.‬‬
‫‪ -‬الحذف الضمني‪.‬‬

‫‪ -‬الحذف االفتراضي‪.‬‬

‫‪ -2-3‬تبطئة السرد‪:‬‬

‫‪ -1-2-3‬الوقفة‪.‬‬

‫‪ -2-2-3‬المشهد‪.‬‬

‫‪ -4‬التواتر‪:‬‬

‫‪ -1-4‬السرد المفرد‬

‫‪ -2-4‬السرد التكراري‬

‫‪ -2-4‬السرد المتشابه‬

‫‪ -5‬مفهوم المكان‪:‬‬

‫‪ -1-5‬لغة‪.‬‬

‫‪ -2-5‬اصطالحا‪.‬‬

‫‪ -6‬أنواع األمكنة‪:‬‬

‫‪ -1-6‬األماكن المغلقة‪.‬‬

‫‪ -2-6‬األماكن المفتوحة‪.‬‬
‫البنية الزمكانية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يعتبر الزمن والمكان من مكونات العمل الروائي‪ ،‬وذلك ألنه يحتاج إلى انطالقة في الزمن‬

‫واندماج في المكان‪ ،‬فالزمن يكتسب قيمته الجمالية عند دخوله حيز التطبيق وذلك ألنه يؤثر في‬

‫العناصر السردية األخرى وينعكس عليها‪ ،‬وفي المقابل نجد المكان يهدف إلى إعادة خلق الواقع‬

‫وتشكيله من جديد‪.‬‬

‫‪ -1‬مفهوم الزمن‪:‬‬

‫يعد الزمن عنص ار مهما من عناصر النص السردي‪ ،‬وذلك ألنه يربط بين األحداث‬

‫والشخصيات واألمكنة‪ ،‬ويحتل مكانة هامة في تشكيل العمل الروائي؛ فهو محوره الذي يسند كامل‬

‫عناصره‪ ،‬ذلك أن الفن الروائي هو فن زماني بالدرجة األولى‪ ،‬وال يمكن تصور أحداث تجري خارج‬

‫الزمن‪ ،‬ونظ ار لهذه األهمية التي يستحوذ عليها الزمن‪ ،‬فقد شغل اهتمام الباحثين والدارسين للبحث‬

‫في ماهيته‪ ،‬فكانت له مفاهيم لغوية واصطالحية مختلفة‪:‬‬

‫‪ -1-1‬لغة‪:‬‬

‫ورد في لسان العرب البن منظور مادة (ز‪.‬م‪ .‬ن)‪" :‬الزمن والزمان‪ :‬اسم لقليل الوقت وكثيره‬

‫أزمن وأزمان وأزمنة‪ ،‬وزمن زامن شديد‪ .‬وأزمن‬


‫وفي المحكم‪ :‬الزمن والزمان‪ :‬العصر‪ ،‬والجمع ُ‬

‫الشيء‪ :‬طال عليه الزمان‪ ،‬واالسم من ذلك الزمن والزمنة‪ ،‬عن ابن األعرابي‪ :‬وأزمن بالمكان أقام‬

‫به زمنا‪ ،‬وعامله مزامنة وزمانا من الزمن ( األخير عن اللحياني)‪ .‬وقال شمر‪ :‬الدهر والزمان واحد‪،‬‬

‫قال أبو الهيثم‪ ،‬اخطأ شمر‪ ،‬الزمان زمان الرطب والفاكهة وزمان الحر والبرد‪ ،‬ويكون الزمان شهرين‬

‫إلى ستة أشهر"‪ 1.‬فالزمن في اللغة يطلق عليه الدهر ويعبر عن الوقت القليل والكثير‪.‬‬

‫‪ -1‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ :‬مادة (ز‪.‬م‪.‬ن)‪ ،‬مالمجلد الثالث‪ ،‬ص‪.7681‬‬

‫‪35‬‬
‫البنية الزمكانية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫كما جاء في "معجم العين" للخليل بن أحمد الفراهيدي في مادة "الزمن"‪ " :‬الزمن من الزمان‬

‫والزمن‪ :‬ذو الزمانة‪ ،‬والفعل‪ :‬زمن يزمن زمنا وزمانة‪ ،‬والجمع ‪ :‬الزمني في الذكر واألنثى وأزمن‬

‫‪1‬‬
‫الشيء‪ ،‬طال عليه الزمان"‪.‬‬

‫وفي معجم" مقاييس اللغة" عند أحمد بن فارس يعرفه بقوله‪ " :‬الزاء والميم والنون أصل‬

‫واحد يدل على وقت من الوقت من ذلك الزمان‪ ،‬وهو الحين قليله وكثيره‪ ،‬يقال زمان وزمن والجمع‬

‫أزمان وأزمنة"‪2 .‬وهو يدل على فترة من الوقت في معناه اللغوي‪.‬‬

‫‪ -2-7‬اصطالحا‪:‬‬

‫ُيعرف أحمد النعيمي الزمن بقوله‪ " :‬الزمن يكتسب معاني مختلفة بل مشعبة ومتباينة‬

‫كذلك‪ ،‬ولو أراد الدارس أن يقف على الزمن بمعانيه المتباينة لص ُعب عليه األمر حتى لو نذر‬

‫حياته للوقوف على هذه المسألة‪ ،‬فالزمن يأخذ أبعادا شتى في الفلسفات المختلفة‪ ،‬كما أن للزمن‬

‫معاني اجتماعية ونفسية ودينية وغيرها‪ 3."..‬بمعنى أن للزمن معاني مختلفة‪ ،‬لذلك يجد الباحث‬

‫صعوبة في تحديد مفهومه‪.‬‬

‫فالزمن يعتبر من أهم العناصر المساهمة في تشكيل النص الروائي‪ ،‬فهو الواجهة التي‬

‫تعرض علينا األحداث‪ ،‬فال وجود لحدث خارج الزمن‪ ،‬وهو " وهم متسلط على النفوس واألخيلة‬

‫‪ -1‬الخليل بن أحمد الفراهيدي‪ ،‬معجم العين‪ ،‬تح دمحمي المخزومي وإبراهيم السمرائي‪ ،‬ج‪ ،1‬دط‪ ،‬دت‪ ،‬ص‪.513‬‬
‫‪ -2‬أحمد بن فارس‪ ،‬مقاييس اللغة‪ ،‬تح عبد السالم هارون‪ ،‬ج‪ ،5‬دار الفكر‪7111 ،‬م‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫‪ -3‬أحمد النعيمي‪ ،‬إيقاع الزمن في الرواية العربية المعاصرة‪ ،‬المؤسسة العربية للدراسات والنشر‪ ،‬ط‪2002 ،7‬م‪،‬‬
‫ص‪.71‬‬

‫‪36‬‬
‫البنية الزمكانية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وعلى كل شيء‪ ،‬فالحركة زمن والسكون أيضا زمن‪ ،‬والالحركة والالسكون أيضا زمن"‪ 1.‬أي أن‬

‫العمل الروائي ال يمكن أن يكتمل بدون الزمن‪.‬‬

‫‪ -2‬المفارقات الزمنية‪:‬‬

‫يطلق مصطلح المفارقات الزمنية على أشكال التنافر بين ترتيب القصة وترتيب الحكاية‪،‬‬

‫فيقول سمير المرزوقي أنه " من الممكن تمييز نوعين من التنافر الزمني‪ ،‬فقد يتابع الراوي تسلسل‬

‫األحداث طبق ترتيبها في الحكاية ثم يتوقف راجعا إلى الماضي ليذكر أحداثا سابقة للنقطة التي‬

‫بلغها في سرده كما يمكن كذلك أن تطابق هذا التوقف نظرة مستقبلية ترد فيها أحداث لم يبلغها‬

‫‪2‬‬
‫السرد بعد"‪.‬‬

‫كما يعتبر "جيرار جنيت" المفارقات الزمنية" دراسة الترتيب الزمني لحكاية‪ ،‬بمقاربة نظام‬

‫ترتيب األحداث أو المقاطع الزمنية في الخطاب السردي بنظام تتابع هذه األحداث أو المقاطع‬

‫الزمنية نفسها في القصة"‪ 3.‬بمعنى أنه ميز بين زمن الخطاب ( الماضي) وزمن القص (الحاضر)‪،‬‬

‫كما ميز بين نوعين من المفارقات الزمنية هما‪:‬‬

‫‪ -1-2‬االسترجاع‪ :‬يعد االسترجاع تقنية زمنية ويعرف على أنه‪ " :‬إيقاف الحدث عند نقطة محددة‬

‫من حركة السرد لرواية حدث سابق عليه‪ ،‬إما إلضاءة ماضي شخصية ثم إدخالها حديثا إلى هذه‬

‫الحركة‪ ،‬أو الستعادة ماضي شخصية غابت عن تلك الحركة لفترة من الزمن أو لسد ثغرة زمنية في‬

‫‪ -1‬عبد الملك مرتاض‪ ،‬في نظرية الرواية‪ :‬بحث في تقنيات السرد‪ ،‬ص‪.207‬‬
‫‪ -2‬سمير المرزوقي‪ ،‬جميل شاكر‪ ،‬مدخل إلى نظرية القصة‪ ،‬دار الشؤون الثقافية العامة‪ ،‬د ط‪ ،‬العراق‪ ،‬ص‪.18‬‬
‫‪ -3‬جيرار جنيت‪ ،‬خطاب الحكاية‪ ،‬تر‪ :‬دمحم معتصم‪ ،‬وآخرون‪ ،‬الهيئة العامة للمطابع األميرية‪،‬ط‪،2‬‬
‫‪،7111‬ص‪.21‬‬

‫‪37‬‬
‫البنية الزمكانية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫النص"‪ 1.‬أي إعادة األحداث إلى الماضي بهدف تقديم شخصية جديدة ظهرت في المقاطع السردية‪،‬‬

‫أو شخصية اختفت وعادت للظهور من جديد‪ ،‬ولفهم مسار األحداث وتفسير دالالتها‪.‬‬

‫فاالسترجاع هو " كل ذكر الحق لحدث سابق للنقطة التي نحن فيها من القصة‪ ،‬أي التي‬

‫بلغها السرد"‪ 2.‬وذلك يعني أنه نافذة مفتوحة على الماضي‪ ،‬يتم فيها استعادة حدث سابق عن‬

‫الحدث الذي يحكى‪ .‬وهو أيضا‪":‬سرد حدث في نقطة ما في الرواية بعد أن يتم سرد األحداث‬

‫الالحقة على ذلك الحدث"‪ 3.‬ما يشير إلى أن هذه التقنية تستعمل لذكر حدث ماضي عن زمن‬

‫السرد الذي يأتي بعده‪.‬‬

‫ونجد أن جيرار جنيت قد أدرج ثالثة أنواع من االسترجاعات‪ :‬استرجاعات خارجية‬

‫‪4‬‬
‫استرجاعات داخلية‪ ،‬واسترجاعات مختلطة‪.‬‬

‫‪ -1-1-2‬االسترجاعات الخارجية‪ :‬وهي التي " يمكن أن تصنف في خانة الذكريات ألن السارد‬

‫أو الشخصية يقوم باستحضار مواقف زمنية ماضية ال صلة لها بجوهر الحكاية األول‪ ،‬وأنها غير‬

‫ذات أهمية من حيث وظيفتها في التوضيح"‪ 5.‬بمعنى أن هذه االسترجاعات هي عبارة عن ذكريات‪،‬‬

‫غير متصلة بزمن الحكاية‪.‬‬

‫ومن االسترجاعات الخارجية الموجودة في الرواية‪ ،‬نجد االسترجاع الذي فتح لنا به "القاتل"‬

‫بابا من مرحلة ماضية‪ ،‬وهي مرحلة طفولته‪ " :‬كنت في الصغر قد تفطنت لبعض الخصوصيات‬

‫‪ -1‬نضال الصالح‪ ،‬النزوع األسطوري في الرواية العربية المعاصرة‪ ،‬اتحاد الكتاب العرب‪ ،‬دمشق‪2007 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪.718‬‬
‫‪ -2‬جيرار جنيت‪ ،‬خطاب الحكاية‪ ،‬ص‪.37‬‬
‫‪ -3‬أحمد حمد النعيمي‪ ،‬إيقاع الزمن في الرواية العربية المعاصرة‪ ،‬ص‪.55‬‬
‫‪ 4‬ينظر‪ :‬جيرار جينيت‪ ،‬خطاب الحكاية‪ ،‬ص ‪,87‬‬
‫‪ -5‬عمر عيالن‪ ،‬في مناهج تحليل الخطاب السردي‪ ،‬منشورات اتحاد الكتاب العرب‪ ،‬دمشق‪2006 ،‬م‪ ،‬ص‪.755‬‬

‫‪38‬‬
‫البنية الزمكانية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫التي تميزني‪ ،‬وبعض المشاعر المضطربة التي تلم بي‪ ،‬والكوابيس التي ال افقه سرها حيث‬

‫تطاردني ليال فانهض مفزوعا والعرق يتصبب من كامل مسامات جلدي‪ ،‬إال أني لم أتصورني‬

‫مختلفا تماما‪ ،‬وظننت أن حالتي بالرغم من كل شيء لم تكن خاصة‪ ،‬وربما هي سمة جميع‬

‫‪1‬‬
‫الصغار في ذلك الوقت‪ ،‬ألني لم أكن استطيع التمييز أو المقارنة مع غيري"‪.‬‬

‫وبهذا يبدأ القاتل في الكشف عن الجانب المظلم من حياته‪ ،‬حيث نجده ينطلق من تلك‬

‫اللحظة التي كان فيها تلميذا‪ ،‬وكان يعامل من طرف المعلمين على أنه جاهل وأحمق ومدى هذا‬

‫االسترجاع غير محدد في حين أن سعته تحتل ثالث صفحات من مساحة الرواية‪.‬‬

‫ويعود بنا مرة أخرى من نفس الفترة ليقدم لنا اعترافا عن تلك القوة الروحية الكامنة في‬

‫داخله‪ " :‬كنت على استعداد للقتال حتى الموت‪ ،‬رغم أني كنت في السنة الحادية عشرة‪ ،‬وهم في‬

‫نفس سني تقريبا‪ ،‬لسوء حظهم كنت جاه از للمعركة‪ ،‬لقد أحضرت معي سكينا من المطبخ‪ ..،‬لقد‬

‫‪2‬‬
‫شعرت بهذه القوة دائما‪ ،‬وهي التي قلت لكم‪ ( :‬مصدرها سري للغاية)"‪.‬‬

‫حيث أن مدى هذا االسترجاع متصل بنقطة معينة من الماضي‪ ،‬كان فيها سن القاتل إحدى عشرة‬

‫سنة‪ ،‬وامتدت سعتها إلى أربع صفحات‪.‬‬

‫ومن خالل ذكر السارد لمرحلة الطفولة‪ ،‬التي تعد مرحلة مهمة في حياة القاتل‪ ،‬وذلك ألنها‬

‫الفترة التي بدأ فيها اكتشاف تلك الغريزة (حب القتل) التي سيطرت عليه في سن مبكرة حيث‬

‫‪ -1‬بشير مفتي‪ ،‬اختالط المواسم‪ ،‬ص‪.72‬‬


‫‪ -2‬نفسه‪ ،‬ص‪.78،71‬‬

‫‪39‬‬
‫البنية الزمكانية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أسهمت في تكوين شخصيته وبناء رؤيته لذاته وللعالم الخارجي‪ ،‬ألنها تعتبر " مرحلة زمنية بارزة‬

‫‪1‬‬
‫في حياة الشخصيات"‪.‬‬

‫ينتقل بنا السارد إلى مرحلة أخرى استقطبت ذاكرته‪ ،‬وهي التي صار فيها شابا وطالبا في‬

‫الجامعة( فترة العشرية السوداء)‪ " :‬كنت في السنة الثانية من الجامعة‪ ،‬عندما بدأت تحدث‬

‫مواجهات مسلحة بين المسلحين المتدينين والجيش والشرطة واألمن"‪ 2.‬وهنا يذكر الفترة المضطربة‬

‫وغي المستقرة التي عاشتها البالد‪.‬‬

‫ومما سبق ذكره نجد أن هذه االسترجاعات الخارجية كان لها دور مهم في إعطاء معلومات‬

‫عن ماضي الشخصية الروائية‪.‬‬

‫‪ -2-1-2‬االسترجاعات الداخلية‪ :‬وهي " االسترجاعات التي تتناول خطا قصصيا مختلفا عن‬

‫مضمون الحكاية األولى‪ ،‬وتتناول إما شخصية تم إدخالها حديثا ويريد السارد إضاءة حياتها‬

‫السابقة‪ ،‬أو شخصية غابت ويجب استعادة ماضيها"‪ 3.‬بمعنى أنها تساهم في إعطاء معلومات عن‬

‫شخصية‪ ،‬أو إعادة ماضي شخصية غابت في الحكاية‪.‬‬

‫كما أنه‪ " :‬يعود إلى ماضي الحق لبداية الرواية قد تأخر تقديمه في النص"‪ 4.‬أي أنه استرجاع‬

‫قريب من بداية الرواية‪.‬‬

‫ومن االسترجاعات الداخلية التي نجدها في رواية اختالط المواسم قول القاتل‪ " :‬تركت‬

‫الجامعة والتحقت بسلك األمن‪ ،‬وتم قبولي نظ ار لمؤهالتي العلمية‪ ،‬سنة ثانية حقوق بنية جسدية‬

‫‪ -1‬مها حسن قصراوي‪ ،‬الزمن في الرواية العربية‪ ،‬ص‪.711‬‬


‫‪ -2‬بشير مفتي‪ ،‬اختالط المواسم‪ ،‬ص‪.26‬‬
‫‪ -3‬جيرار جنيت‪ ،‬خطاب الحكاية‪ ،‬ص‪.87‬‬
‫‪ -4‬سي از قاسم‪ ،‬بناء الرواية(دراسة مقارنة في ثالثية نجيب محفوظ)‪ ،‬الهيئة العامة للكتاب‪ ،‬مصر‪ ،7162،‬ص‪.36‬‬

‫‪40‬‬
‫البنية الزمكانية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫متينة‪ ،‬وألنهم في أشد الحاجة إلى منخرطين جدد يحاربون المسلحين المتدينين"‪ 1.‬وهنا يذكر القاتل‬

‫تلك المرحلة الجديدة في حياته والتي ترك فيها مقاعد الدراسة ليلتحق بالمن وذلك لمواجهة اإلرهاب‪،‬‬

‫وبذلك يحقق رغبته في القتل‪.‬‬

‫ينتقل القاتل إلى مرحلة جديدة من حياته‪ " :‬بدأت مرحلتي الجديدة مع فرقة الموت التي كان‬

‫يعترف لها بالشجاعة والقوة واإلقدام‪ ،‬وبتنفيذ أصعب المهمات في ذلك الوقت"‪ 2.‬يستذكر الفترة التي‬

‫بدأت فيها حياته المهنية والفريق الذي عمل معه‪.‬‬

‫يصل بنا القاتل إلى نهاية العشرية السوداء‪ ،‬وتركه لسلك األمن‪ " :‬عندما تركت الجهاز‬

‫‪3‬‬
‫وجدت نفسي وحيدا بالفعل‪ ،‬نمط حياتي تغير‪ ،‬ومن دون ممارسة القتل‪ ،‬لم يعد لحياتي معنى"‪.‬‬

‫حيث ذكره ليبين أن حياته بدون قتل ال تعني شيئا‪.‬‬

‫نجد كذلك قول صادق سعيد‪ " :‬تذكرت تلك الزميلة التي عملت معي في الجامعة لمدة‬

‫سنتين‪ ،‬كانت مهذبة وخجولة ولكن جريئة في النقاش"‪ 4.‬وهنا تستعيد ذاكرته زميلة عملت معه‬

‫ومواصفاتها‪.‬‬

‫ومن المالحظ أن هذه االسترجاعات التي وظفها الروائي‪ ،‬كل لها دور في تشكيل البنية الزمنية‪،‬‬

‫وتقوية البناء الروائي‪.‬‬

‫‪ -1‬بشير مفتي‪ ،‬اختالط المواسم‪ ،‬ص‪.21‬‬


‫‪ -2‬نفسه‪ ،‬ص‪.55‬‬
‫‪ -3‬نفسه‪ ،‬ص‪.30‬‬
‫‪ -4‬نفسه‪ ،‬ص‪.707‬‬

‫‪41‬‬
‫البنية الزمكانية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -3-1-2‬استرجاعات مختلطة‪ :‬وقدد أخدذت هدذه التسدمية ألنهدا جمعدت بدين االسدترجاعين‬

‫‪1‬‬
‫الداخلي والخارجي حيث " تكون نقطة مداها سابقة لبداية الحكاية األولى ونقطة سعتها الحقة بها"‪.‬‬

‫وبالتالي فهو مزيج بين هذين النوعين من االسترجاع‪.‬‬

‫ومن االسترجاعات المختلطة التي وردت في الرواية ‪ ،‬قول فاروق طيبي‪ " :‬شعرت أن‬

‫الصادق وهو يخرج من سيارته يستحضر تلك السنين التي قضاها هنا بأسى وفرح"‪ 2.‬وقوله أيضا‪:‬‬

‫" أخذني كالعادة بسيارته الغولف الحمراء اللون في رحلة ساحلية جميلة من حي سانتوجان حيث‬

‫‪3‬‬
‫صار يسكن‪ ،‬إلى غاية عين البنيان‪ ،‬ثم أكملنا الطريق إلى سطاوالي فسيدي فرج‪."...‬‬

‫ويعد االسترجاع من ابرز التقنيات التي استفادت منها الرواية‪ ،‬حيث استطاعت من خالله‬

‫أن تتالعب بالزمن وتحرره من خطيته الخانقة‪ ،‬عن طريق العودة إلى أحداث ماضية حيث تقدم‬

‫معلومات عن ماضي الشخصيات الروائية‪ ،‬وقد اعتمد بشير مفتي على هذه التقنية ليحقق التوازي‬

‫بين الماضي والحاضر‪.‬‬

‫‪ -2-2‬االستباق (االستشراف)‪:‬‬

‫"‬ ‫هو تقنية ثانية من تقنيات المفارقات الزمنية‪ ،‬ويعتبر تطلع واستشراف للمستقبل‬

‫التطلع إلى األمام أو اإلخبار القبلي‪ ،‬يروي السارد فيه مقطعا حكائيا يتضمن أحداثا لها مؤشرات‬

‫‪ -1‬جيرار جنيت‪،‬خطاب الحكاية‪ ،‬ص‪.80‬‬


‫‪ -2‬بشير مفتي‪ ،‬اختالط المواسم‪ ،‬ص‪.725‬‬
‫‪ -3‬نفسه‪ ،‬ص‪.722‬‬

‫‪42‬‬
‫البنية الزمكانية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫مستقبلية متوقعة‪ ،‬وهو تطلع إلى ما سيحدث من مستجدات على مستوى األحداث"‪ 1.‬نفهم بان‬

‫االستباق هو سلسلة من التطلعات واألحداث التي تتجاوز الحاضر‪.‬‬

‫ويعرف أيضا‪ " :‬سرد حدث في نقطة ما قبل أن تتم اإلشارة إلى األحداث السابقة بحيث‬

‫يقوم ذلك السرد برحلة في مستقبل الرواية"‪ 2.‬وقد يأتي على شكل " توقع حادث أو التكهن بمستقبل‬

‫‪3‬‬
‫إحدى الشخصيات‪ ...‬كما أنها قد تأتي على شكل إعالن عما ستؤول إليه مصائر الشخصيات"‪.‬‬

‫فهو إعالن يخبرنا عن مجموعة األحداث التي سيشهدها السرد في زمن الحق‪.‬‬

‫تظهر االستباقات على شكل افتراضات قد تحدث وقد ال تحدث في المستقبل‪ ،‬فال تمتاز‬

‫بتلك االفتراضات اليقينية‪ ،‬وهذه أول خاصية للسرد االستشرافي‪ ،‬ومن خالل هذه االفتراضات‬

‫نستطيع التمييز بين نوعين من االستباق من حيث الدور والوظيفة في السرد هما‪:‬‬

‫‪ -1-2-2‬االستباق كتمهيد‪ :‬هو مجرد استباق ألحداث الحقة‪ ،‬يخبرنا السارد أو إحدى‬

‫الشخصيات باحتمال وقوعها فيتمثل في‪ " :‬أحداث أو إشارات أو إيحاءات أولية‪ ،‬يكشف عنها‬

‫الراوي ليمهد لحدث سيأتي الحقا‪ ،‬وبالتالي يعد الحدث أو اإلشارة األولية بمثابة استباق تمهيدي‬

‫للحدث اآلتي في السرد"‪ 4.‬فاالستباق التمهيدي هو تنبؤ لما سيحدث في المستقبل‪.‬‬

‫نجد في رواية اختالط المواسم مجموعة من االستباقات التمهيدية نذكر البعض منها‪:‬‬

‫‪ -1‬ميساء سليمان‪ ،‬البنية السردية في كتاب اإلمتاع والمؤانسة‪ ،‬ص‪.250‬‬


‫‪ -2‬أحمد حمد النعيمي‪ ،‬إيقاع الزمن في الرواية العربية المعاصرة‪ ،‬ص‪.55‬‬
‫‪ -3‬حسين بحراوي‪ ،‬بنية الشكل الروائي‪ ،‬ص‪.752‬‬
‫‪ -4‬مها حسن قصراوي‪ ،‬الزمن في الرواية العربية‪ ،‬ص‪.275‬‬

‫‪43‬‬
‫البنية الزمكانية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يقول القاتل‪ " :‬تلك التجربة التي لن أنساها طوال حياتي‪ ،‬لقد أحسست بالقوة قبل التنفيذ وباللذة‬

‫الغريبة بعد التنفيذ‪ ،‬كانت تجربة نادرة ومؤثرة ومحددة لطريقي كي أصبح قاتال فيما بعد"‪ .‬من خالل‬

‫هذا المقطع السردي يشير لنا القاتل بأنه سيصبح قاتال في المستقبل‪.‬‬

‫أما االستباق التمهيدي الثاني فيظهر في قول سميرة قطاش‪ " :‬أريد أن يختفي كل هؤالء‬

‫الرجال الذين عرفتهم من حياتي‪ ،‬أو من الحياة نفسها‪ ...‬أريد أن أبدأ من الصفر"‪ 1.‬في هذا المقطع‬

‫استباق للتخلص من الرجال الذين أساؤوا لسميرة‪.‬‬

‫كما نالحظ في الرواية أن الشخصيات الرئيسية الثالثة(سميرة قطاش‪ ،‬فاروق طيبي‪ ،‬صادق‬

‫سعيد) مهدوا وأشاروا للقارئ بأن نهايتهم ستكون االستسالم والموت‪ ،‬فيقول صادق سعيد " خالطني‬

‫شعور غريب وسوداوي أني لن أعود إلى هذه الحياة التي عرفتها‪...‬أنني من اآلن سأغيب ‪...‬دون‬

‫أن أعرف في أي مكان سأغيب"‪ 2.‬كما قال فاروق طيبي‪ " :‬أحسست بإحباط شديد‪ ،‬بقيت أترقب‬

‫‪3‬‬
‫نهاية المساء‪ ،‬وغروب الشمس‪ ،‬بقيت انتظر نهايتي"‪.‬‬

‫أما سميرة قطاش فوضحت من خالل قولها أنها محطمة ويائسة واستسلمت للحياة‪ " :‬تريد‬

‫أن ترمي بنفسك من أعلى جسر تراه أمامك‪ ،‬أو تلقي بنفسك فوق سكة حديد ليدهسك أول قطار‬

‫يمر بالصدفة‪ 4."...‬فكل هذه االستباقات التمهيدية تحققت في زمن الحق من السرد‪ ،‬وجعلت القارئ‬

‫يرسم في مخيلته عدة تأويالت وتوقعات لما سيحدث لهذه الشخصيات‪.‬‬

‫‪ -1‬بشير مفتي‪ ،‬اختالط المواسم‪ ،‬ص‪.13‬‬


‫‪ -2‬نفسه‪ ،‬ص‪.715‬‬
‫‪ -3‬نفسه‪ ،‬ص‪.66‬‬
‫‪ -4‬نفسه‪ ،‬ص‪.68‬‬

‫‪44‬‬
‫البنية الزمكانية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -2-2-2‬االستباق كععال‪::‬‬

‫يأتي على عكس االستباق التمهيدي " إذا كان االستباق التمهيدي يمهد للحدث الالحق بطريقة‬

‫ضمنية‪ ،‬فإن االستباق اإلعالني يخبر صراحة في أحداث أو إشارات أو إيحاءات أولية عما سيأتي‬

‫سرده فيما بعد بصورة تفصيلية"‪ 1.‬فاالستباق اإلعالني يعلن صراحة وبشكل مباشر ويوصل القارئ‬

‫ويعرفه عن الحدث النهائي‪ ،‬هذه االستباقات اإلعالنية موجودة في رواية اختالط المواسم‪ ،‬وكل‬

‫استباق تمهيدي تحقق وأعلن عنه الراوي بشكل صريح‪ ،‬ومن هذه االستباقات التي تحققت داخل‬

‫المتن الحكائي نذكر تحقق قول القاتل‪ " :‬حققت لنفسي ما تمنيت تحقيقه منذ الصغر‪ ،‬وتحولت دون‬

‫أن انتبه إلى قاتل محترف بالفعل"‪ 2.‬أعلن القاتل أن أمنيته تحققت وأصبح قاتال‪.‬‬

‫واالستباق اإلعالني الثاني هو مساعدة القاتل لسميرة في االنتقام من الرجال الذين تسببوا‬

‫في حزنها وتعاستها فيقول‪ " :‬لقد قررت أن انتهي من جميع الرجال الذين سببوا لها كل تلك اآلالم‬

‫‪3‬‬
‫– لن ينقذهم مني أحد‪ -‬كان ذلك قراري األخير‪."..‬‬

‫أما الشخصيات الثالثة فتحققت إيحاءاتهم وتوقعاتهم وانتظارهم للموت فورد في الرواية قول‬

‫القاتل بأن صادق سعيد مات وهو في مستشفى األمراض العصبية‪ " :‬شاهدته يرفع عينيه الشاحبتين‬

‫نحوي ويطيل النظر إلي‪ ،‬ثم أنزلهما من جديد إلى األرض‪ ،‬وانكمش داخل اإلزار األبيض الذي كان‬

‫فصادق أصيب بمرض‬ ‫‪4‬‬


‫يغطيه حتى بات يشبه رضيعا فرق سريره‪ ،‬ثم غاب في نوم عميق"‪.‬‬

‫عصبي سببه انهياره وتحطم حياته‪.‬‬

‫‪ -1‬مها حسن قصراوي‪ ،‬الزمن في الرواية العربية‪ ،‬ص‪.276‬‬


‫‪ -2‬بشير مفتي‪ ،‬اختالط المواسم‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫‪ -3‬بشير مفتي‪ ،‬اختالط المواسم‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪ -4‬نفسه‪ ،‬ص‪.228‬‬

‫‪45‬‬
‫البنية الزمكانية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وشخصية فاروق طيبي كذلك انتهت باستسالمه وموته وهذا ما أخبرتنا به سميرة قطاش من‬

‫خالل قولها‪ " :‬الشيء المؤسف في هذه القصة هو انتحار صديقه فاروق طيبي‪ ،‬آه كم تألمت‬

‫عندما عرفت أنه ال يستطيع النوم‪ ،‬أنه من دوني لن يقدر على العيش"‪ 1.‬انتحر فاروق طيبي‬

‫بسبب حبه الشديد لسميرة التي رفضت أن تبادله نفس الحب‪.‬‬

‫أما سميرة قطاش طلبت من القاتل أن يريحها من الحياة التعيسة التي كانت تعيشها وهذا‬

‫ما أعلن عنه القاتل من خالل المقطع السردي التالي‪ " :‬أن ننتقل للفصل األخير من الحكاية‪ ،‬أن‬

‫نشرب السم فأحضرت لها كوب الماء ووضعت فيه ما يجعلها تغيب عن الحياة إلى األبد‪ ..‬كان‬

‫‪2‬‬
‫ذلك هو الشكل الوحيد الذي يليق بسميرة قطاش"‪.‬‬

‫نستنتج من خالل هذه االستباقات اإلعالنية أنها تحققت وخلصت القارئ من الحيرة‬

‫واالنتظار المستمر والتساؤالت عن نهاية هذه الشخصيات وأحداثها‪.‬‬

‫‪ -3‬الديمومة‪:‬‬

‫هي تقنية من تقنيات دراسة الزمن في الرواية‪ ،‬وتتمثل في "مقارنة الفترة الزمانية التي‬

‫تستغرقها األحداث في الحكاية بالمدة الزمنية التي تستغرقها روايتها في الخطاب"‪ 3.‬كما " يطلق‬

‫عليها أيضا ‪ :‬حركات السرد؛ نظ ار الرتباطها بقياس السرعة‪ ،‬وهي أربع حركات سردية‪ :‬اثنتان فيما‬

‫يرتبط بتسريع السرد‪ ،‬وأخريان فيما يرتبط بإبطائه"‪ 4.‬وهذا يعني أن الديمومة السردية تقوم على أربع‬

‫‪ -1‬بشير مفتي‪ ،‬اختالط المواسم‪ ،‬ص‪.256‬‬


‫‪ -2‬نفسه‪ ،‬ص‪.225‬‬
‫‪ -3‬دمحم القاضي وآخرون‪ ،‬معجم السرديات‪ ،‬دار دمحم علي للنشر‪ ،‬ط‪ ،7‬تونس‪2070 ،‬م‪ ،‬ص‪.516‬‬
‫‪ -4‬آمنة يوسف‪ ،‬تقنيات السرد في النظرية والتطبيق‪ ،‬ص‪.727‬‬

‫‪46‬‬
‫البنية الزمكانية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تقنيات‪ :‬إحداها خاصة بتسريع السرد وهي الخالصة والحذف‪ ،‬أما األخرى فتختص بإبطاء السرد‬

‫وتتمثل في الوقفة والمشهد‪.‬‬

‫‪ -1-3‬تسريع السرد‪ :‬ويقوم على إهمال األحداث التي ال أهمية لها حيث " يحدث تسريع إيقاع‬

‫السرد حين يلجأ السارد إلى تلخيص وقائع وأحداث‪ ،‬فال يذكر عنها إال القليل‪ ،‬أو حين يقوم بحذف‬

‫مراحل زمنية من السرد فال يذكر ما حدث فيها مطلقا"‪ 1.‬أي أنه ال يذكر كل تفاصيل الحدث‪.‬‬

‫‪ -1-1-3‬الخالصة‪ :‬هي "سرد موجز يكون فيه زمن الخطاب أصغر بكثير من زمن الحكاية‪،‬‬

‫وتتضمن البنى السردية تلخيصات ألحداث ووقائع جرت دون الخوض في تفاصيلها‪ ،‬فتجيء في‬

‫مقاطع سردية أو إشارات"‪ 2.‬بمعنى أن هذه التقنية مبنية على اختصار الزمن‪ ،‬وترك التطرق إلى‬

‫التفاصيل‪ ،‬وبالتالي فهي " تختصر سنوات بأكملها في جملة واحدة" ‪ 3.‬بغرض تنشيط الحركة‬

‫السردية‪.‬‬

‫ومددن األمثلددة التددي وردت فددي الروايددة‪ ،‬نجددد قددول القاتددل‪ " :‬لددم أتصددور أن انتظدداري سدديطول‬

‫بعدض الشدديء‪ ،‬انتظدرت أكثددر مدن شددهر‪ ،‬ثدم شددهر آخدر‪ ،‬ثددم ثالثدة أشددهر‪ ،‬حتدى ظننددت أن السدديد(ع)‬

‫نسيني"‪ 4.‬حيث يختزل السارد مدة انتظاره في جملة واحدة‪.‬‬

‫ويقول أيضا‪ " :‬في تلك السنة قتلت ما يقرب عشرة أشخاص‪ ،‬كل واحد بطريقة‬

‫‪ -1‬دمحم بوعزة‪ ،‬تحليل النص السردي‪ ،‬ص‪.15‬‬


‫‪ -2‬مها حسن قصراوي‪ ،‬الزمن في الرواية العربية‪ ،‬ص‪.222‬‬
‫‪ -3‬عمر عيالن‪ ،‬في مناهج تحليل الخطاب السردي‪ ،‬ص‪.700‬‬
‫‪ -4‬بشير مفتي‪ ،‬اختالط المواسم‪ ،‬ص‪.82‬‬

‫‪47‬‬
‫البنية الزمكانية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫مختلفة"‪ 1.‬وهنا لم يتطرق إلى ذكر األحداث التي جرت في هذه السنة بتفاصيلها‪ ،‬وتقول سميرة‬

‫قطاش‪ ":‬بعد سنتين من إقامتي بتيزي وزو إال أني أشعر أني دائما غريبة"‪" 2.‬بعد شهرين من‬

‫وصولي إلى مدينة (تيزي)"‪ 3.‬حيث يعتمد الروائي على الخالصة في سرد األحداث التي يفترض‬

‫أنها وقعت في سنوات أو أشهر أو ساعات‪ ،‬والتي قد تختزل في جملة‪ ،‬أو كلمة أو سطر‪ ،‬حيث‬

‫يلجا إليها الروائي في تسريع حركة السرد وتشويق المتلقي لقراءة العمل األدبي‪.‬‬

‫‪ -2-1-3‬الحذف‪ :‬تختلف تسمية هذه التقنية من باحث إلى آخر‪ ،‬فهناك من يطلق عليها‬

‫مصطلح القطع أو القفز‪ ،‬ويعني " تجاوز فترة زمنية دون اإلشارة إلى الوقائع التي حدثت فيها‪،‬‬

‫ويكون ذلك عادة باستغالل فضاء النص‪ ،‬حيث يترك المبدع بياضا في الصفحة أو ينتقل إلى‬

‫صفحة أخرى‪ ،‬كما يحدث عادة عند االنتقال من فصل إلى فصل‪ ،‬وقد يكتفي بوضع نقاط مع‬

‫االنتقال إلى السطر"‪ 4.‬كما " يتعلق األمر بمدة من الحكاية ُيسكت عنها تماما من طرف المحكي‪،‬‬

‫ويجب أن تكون هناك أمارة دالة على الحذف كحذف‪ ،‬أو أن يكون على األقل قابال لالستنتاج من‬

‫النص"‪ 5.‬فالحذف يقوم على إغفال فترات من زمن األحداث‪.‬‬

‫وينقسم الحذف إلى نوعين‪ :‬حذف صريح‪ ،‬وحذف ضمني‪.‬‬

‫‪ -1‬بشير مفتي‪ ،‬اختالط المواسم‪ ،‬ص‪.81‬‬


‫‪ -2‬نفسه‪ ،‬ص‪.63‬‬
‫‪ -3‬نفسه‪ ،‬ص‪.772‬‬
‫‪ -4‬حميد لحمداني‪ ،‬أسلوبية الرواية‪ :‬مدخل نظري‪ ،‬منشورات دراسات‪ :‬سال‪ ،‬ط‪ ،7‬الدار البيضاء‪7161 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪.62‬‬
‫‪ -5‬جيرار جنيت وآخرون‪ ،‬نظرية السرد من وجهة النظر إلى التبئير‪ ،‬ت‪ .‬ناجي مصطفى‪ ،‬منشورات الحوار‬
‫األكاديمي والجامعي‪ ،‬ط‪7161 ،7‬م‪ ،‬ص‪.721‬‬

‫‪48‬‬
‫البنية الزمكانية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬الحذف الصريح‪ :‬ونعني به "الحذف الذي يجد إشارات دالة عليه في ثنايا النص‪ ،‬كان نقول‪:‬‬

‫بعد عشر سنوات‪ ،‬خالل أسبوع"‪ 1.‬وهنا يستعمل الكاتب عبارات تدل على المدة الزمنية المحذوفة‪.‬‬

‫ومن نماذج الحذف الصريح في الرواية نجد قول القاتل‪ " :‬مرت سنوات التسعينات السوداء علي‬

‫بهذا الشكل تقريبا‪ ،‬كانت تأتيني مكالمات ليلية تطلب مني أن أنفذ مهمة فأنفذها دون نقاش"‪ 2.‬وهنا‬

‫يشير إلى الفترة التي مضت دون أن يتطرق إلى تفاصيل أحداثها‪ .‬وتقول سميرة قطاش‪ " :‬بعد‬

‫ستنين من إقامتي بتيزي وزو إال أني أشعر أني دائما غريبة"‪ 3.‬فهي لم تذكر ما حدث خالل هاتين‬

‫السنتين‪.‬‬

‫‪ -‬الحذف الضمني‪ " :‬هو الحذف الذي ال يعلن فيه الراوي صراحة عن حجم الفترة الزمنية‬

‫المحذوفة‪ ،‬بل إننا نفهمه ضمنا ونستنتجه استنتاجا يقوم على التدقيق والتركيز والربط بين المواقف‬

‫السابقة والالحقة‪ 4."..‬أي أن الكاتب ال يصرح بحجم المدة‪ ،‬وإنما يفهمها القارئ من سياق النص‪.‬‬

‫ومن األمثلة الدالة على الحذف الضمني قول القاتل‪ ":‬قررت أن انتقل إلى الفعل‪...‬في تلك‬

‫األجواء – التي كانت مساعدة بالفعل على ذلك‪ -‬تركت الجامعة والتحقت بسلك األمن‪ ،‬وتم قبولي‬

‫نظ ار لمؤهالتي العلمية"‪ 5.‬والمالحظ هنا أن القاتل حذف بعض األحداث‪ .‬وقول صادق سعيد‪ " :‬في‬

‫تلك الحانة استحضرت حياتي منذ الطفولة‪ ...‬كيف وصلت إلى هذه الحالة؟ كيف صارعت من‬

‫‪6‬‬
‫أجل تحققي‪ ،‬كيف نشدت المستحيل وحققت ما استطعت إليه سبيال‪...‬شريط عاد إلى الوراء‪."..‬‬

‫‪ -1‬عمر عيالن‪ ،‬في مناهج تحليل الخطاب السردي‪ ،‬ص‪.751‬‬


‫‪ -2‬بشير مفتي‪ ،‬اختالط المواسم‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫‪ -3‬نفسه‪ ،‬ص‪.63‬‬
‫‪ -4‬آمنة يوسف‪ ،‬تقنيات السرد في النظرية والتطبيق‪ ،‬ص‪.728‬‬
‫‪ -5‬بشير مفتي‪ ،‬اختالط المواسم‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫‪ -6‬نفسه‪ ،‬ص‪.752‬‬

‫‪49‬‬
‫البنية الزمكانية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الحذف االفتراضي‪" :‬ويأتي بعد الحذف الضمني ويشترك معده فدي عددم وجدود قدرائن واضدحة تسدعف‬

‫على تعيين مكانه أو الزمان الذي يسدتغرقه‪ ،‬وكمدا يفهدم مدن التسدمية التدي يطلقهدا عليده جنيدت فلديس‬

‫هندداك مددن طريقددة مؤكدددة لمعرفتدده‪ ،‬سددوى افتدراض حصددوله باالسددتناد إلددى مالحظددة االنقطدداع الزمنددي‬

‫للقصة"‪ 1.‬أي أن المدة التي يستغرقها تستنتج من افتراض حصول حدث ما‪.‬‬

‫ومن أمثلته في الرواية قول فاروق طيبي‪ ":‬قال لي‪ :‬أظنها مجنونة! سألته باستغراب‪ :‬عمن‬

‫تتحدث؟‪ ،‬قال لي‪ :‬سميرة‪...‬تذكر سميرة قطاش"‪ 2.‬وما يالحظ في سياق هذه الجملة هو حذف‬

‫أحداث من المفترض أنها حدثت من قبل‪ ،‬ويظهر ذلك من خالل البياض الذي تركه السارد في‬

‫بداية الصفحة‪.‬‬

‫‪ -2-3‬تبــطــئة الســــرد‪ :‬تعتبر من اآلليات التي يلجا إليها الروائي من أجل تعطيل وتيرة السرد‬

‫حيث‪ ":‬ينتج عن توظيف تقنيات زمنية تؤدي إلى إبطاء إيقاع السرد وتعطيل وتيرته"‪ 3.‬وتتمثل هذه‬

‫التقنيات في الوقفة والمشهد‪.‬‬

‫‪ -1-2-3‬الوقفة أو الوصف‪ :‬وهي" تمدد الزمن السردي وتجعله وكأنه يدور حول نفسه ويظل‬

‫زمن القصة خالل ذلك يراوح مكانه بانتظار فراغ الوصف من مهمته"‪ 4.‬فهي عبارة عن توقفات في‬

‫زمن السرد‪ .‬حيث "تقف وتيرة السرد وسرعته ليبدأ الوصف‪ ،‬دون أن تتقدم أحداث القصة"‪ 5.‬وهذا‬

‫التوقف يؤدي الى تعليق عملية السرد وانقطاعه فترة من الزمن‪.‬‬

‫‪ -1‬حسن بحراوي‪ ،‬بنية الشكل الروائي‪ ،‬ص‪.782‬‬


‫‪ -2‬بشير مفتي‪ ،‬اختالط المواسم‪ ،‬ص‪.707‬‬
‫‪ -3‬دمحم بوعزة‪ ،‬تحليل النص السردي‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪ -4‬حسن بحراوي‪ ،‬بنية الشكل الروائي‪ ،‬ص‪.783‬‬
‫‪ -5‬سعيد يقطين‪ ،‬تحليل الخطاب الروائي (الزمن‪ -‬السرد‪ -‬التبئير)‪ ،‬المركز الثقافي العربي للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪7111 ،5‬م‪ ،‬ص‪.725‬‬

‫‪50‬‬
‫البنية الزمكانية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ومن نماذج هذه التقنية‪ ،‬ما وظفه الكاتب من مقاطع وصفية ضمن أحداث الرواية فنجد‬

‫مثال وصف القاتل للضابط (ع) يقول‪ ":‬التقيت بالضابط الذي سأرمز السمه ب(ع) وهو رجل في‬

‫العقد الخامس‪ ،‬بعينين بنيتين‪ ،‬له نظرة حادة‪ ،‬قصير القامة‪ ،‬مع نحالة في الجسم كان يدخن‬

‫كثيرا"‪ 1.‬وكذلك قول فاروق طيبي وهو يصف سميرة قطاش‪ ":‬تذكرت تلك الزميلة التي عملت‬

‫‪2‬‬
‫معي‪...‬كانت مهذبة وخجولة ولكن جريئة في النقاش وصاحبة موقف شجاع"‪.‬‬

‫فمن خالل تقديم هذا الوصف عن الشخصيات يتوقف تطور سير األحداث‪ ،‬ليكمل بعد االنتهاء من‬

‫الوصف‪ ،‬حيث عمل على توسيع مسافة الحكي من خالل إيقافه لزمن الحكاية‪.‬‬

‫وسميت هذه الحركة بالمشهد " ألنها‬


‫‪ -2-2-3‬المشــــــــــهد‪ :‬هو إحدى تقنيات إبطاء السرد‪ُ ،‬‬

‫تخص الحوار‪ ،‬حيث يغيب الراوي ويتقدم الكالم كحوار بين صورتين‪ ،‬وفي مثل هذه الحال تعادل‬

‫مدة الزمن على مستوى الوقائع الطول الذي نستغرقه على مستوى القول‪ ،‬فسرعة الكالم هنا تطابق‬

‫زمنها أو مدتها"‪ 3.‬فالمشهد هو ذلك الحوار الذي يكون بين شخصين دون تدخل الراوي فيتطابق "‬

‫زمن السرد بزمن القصة من حيث مدة االستغراق"‪ ،4‬فهو بمثابة إخبار عن " حالة التوافق التام بين‬

‫الزمنين‪ ،‬وال يمكن لهذه الحالة أن تتحقق إال عبر األسلوب المباشر وإقحام الواقع التخيلي في صلب‬

‫الخطاب"‪ 5.‬أي هناك عالقة بين زمن الخطاب وزمن التخيل‪ .‬وهذه الميزة التي يمتاز بها المشهد‪،‬‬

‫كما يعد المشهد الحواري عنص ار هاما يشترك مع السرد والوصف في بناء النص الروائي‪ ،‬فبمجرد‬

‫‪ -1‬بشير مفتي‪ ،‬اختالط المواسم‪ ،‬ص‪.53‬‬


‫‪ -2‬نفسه‪ ،‬ص‪.707‬‬
‫‪ -3‬يمنى العيد‪ ،‬تقنيات السرد الروائي (في ضوء المنهج البنوي)‪ ،‬ص‪.721‬‬
‫‪ -4‬تزفيطان تودوروف‪ ،‬الشعرية‪ ،‬تر‪ :‬شكري المبخوت ورجاء بن سالمة‪ ،‬ط‪ ،7‬المغرب‪7161 ،‬م‪ ،‬ص‪.30‬‬
‫‪ -5‬حميد لحمداني‪ ،‬بنية النص السردي‪ ،‬ص‪.16‬‬

‫‪51‬‬
‫البنية الزمكانية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫حضور الحوار يتوقف السرد لوهلة لتقدم الشخصيات نفسها معبرة عن أفكارها ومشاعرها مواقفها‬

‫من غير تدخل السارد‪.‬‬

‫فرواية اختالط المواسم وردت فيها العديد من المشاهد‪ ،‬ولهذا أوردنا بعض األمثلة التي‬

‫جسدت هذا النوع‪ .‬مثال الحوار الذي دار بين الضابط األمني والقاتل‪:‬‬

‫‪" -‬سمعت أنك أنت من طلب هذا؟‪.‬‬

‫‪ -‬نعم سيدي‪.‬‬

‫‪ -‬لماذا؟‬

‫‪ -‬ألني ال أحب العمل في الجماعة‪.‬‬

‫‪ -‬وأيضا؟‬

‫‪ -‬أشعر بفعالية أكبر لو نفذت العمليات بمفردي‪.‬‬

‫‪ -‬هل أنت متزوج؟‬

‫‪ -‬ال سيدي‪.‬‬

‫‪ -‬هل لك عشيقة؟‬

‫‪ -‬ال سيدي‪.‬‬

‫‪ -‬كيف ال تكون ال متزوج وال تملك عشيقة وأنت في مثل هذا السن‪.‬‬

‫‪ -‬لم أفهم سيدي‪.‬‬

‫‪ -‬كل الشباب يحب االستمتاع بالنساء‪.‬‬

‫‪ -‬نعم سيدي‪.‬‬

‫‪ -‬وأنت لماذا ال تفكر مثلهم؟‬

‫‪52‬‬
‫البنية الزمكانية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬لست مثلهم سيدي‪.‬‬

‫‪ -‬هذا غير طبيعي‪...‬يجب من اليوم أن تبحث لك عن عشيقة أو حتى عاهرة إن لزم األمر‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬حاضر سيدي"‪.‬‬

‫فيوضح لنا المثال أن الضابط األمني اكتشف شخصية القاتل غير الطبيعية من خالل حبه‬

‫الشديد للعزلة‪ ،‬وهذا ما زاده اهتماما به مما جعله يقدم له العديد من األوامر‪ ،‬فيقول له‪:‬‬

‫"‪ -‬يجب أن نفعل شيئا‪.‬‬

‫‪-‬هل فكرت في شيء محدد؟‬

‫‪ -‬نعم فكرت ولهذا دعوتك‪.‬‬

‫‪ -‬بماذا فكرت سيدي؟‪.‬‬

‫‪ -‬فكرت أن نعمل لحسابنا‪.‬‬

‫‪ -‬كيف ذلك سيدي؟‪.‬‬

‫‪ -‬هذه األمور دعها علي‪ ،‬ركز أنت على مهمتك التي تختلف عما كنت تعمله في السابق‪،‬‬

‫تنفذ ما يطلب منك دون أي دليل على مرورك‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬نعم سيدي"‪.‬‬

‫كان موضوع الحوار هو االستعداد للعمل الجديد‪.‬‬

‫كما نجد مشاهدة حوارية أخرى احتلت مساحة كبيرة في الرواية‪ ،‬فالحوار الروائي الفعال هو الحوار‬

‫الذي " يرفع الحجب عن عواطف الشخصية وأحاسيسها المختلفة وشعورها الداخلي تجاه األحداث‬

‫‪-1‬بشير مفتي‪ ،‬اختالط المواسم‪ ،‬ص‪.51،58‬‬


‫‪ -2‬نفسه‪ ،‬ص‪.82‬‬

‫‪53‬‬
‫البنية الزمكانية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫والشخوص"‪ 1.‬وهذا ما تمثل من خالل الحوارات التي دارت بين سميرة قطاش والقاتل‪ ،‬وأول لقاء‬

‫بينهما كان في إحدى مكتبات تيزي وزو‪:‬‬

‫" – أنا ناصر سليمان‪.‬‬

‫‪ -‬وماذا تعمل في الحياة سيد سليمان؟‬

‫‪ -‬كاتب رواية‪.‬‬

‫‪ -‬حقا‪...‬هذا رائع‪ ،‬هل نشرت شيئا؟‬

‫‪ -‬ال لألسف ليس بعد‪ ،‬جئت إلى تيزي وزو لكتابة هذه الرواية‪.‬‬

‫‪ -‬هل يمكنني أن اعرف ما هو موضوعها؟‬

‫‪ -‬هي مجرد فكرة مشوشة في أرسي اآلن‪ ،‬فمازلت في مرحلة تدوين مالحظاتي وأفكر في‬

‫‪2‬‬
‫خطة الكتابة‪."...‬‬

‫في هذا الحوار حاول القاتل إنكار شخصيته وإخفاء جانبه النفسي المظلم‪ ،‬ألن بعد حديثه‬

‫مع سميرة الحظ من خالل مالمح وجهها أن بداخلها حزنا ورغبة في االنتحار‪ ،‬وهذا ما زاده تعلقا‬

‫بها‪ ،‬والدليل على ذلك من خالل المشهد الحواري التالي‪:‬‬

‫" – كل شيء معقد في الحياة‪.‬‬

‫‪ -‬نعم نتمنى أشياء كثيرة في الحياة ونتعب من أجل الوصول إليها ثم ال نصل‪ ،‬أو حتى لو‬

‫وصلنا النتيجة واحدة –الخواء‪.-‬‬

‫‪ -‬ماذا تقصدين بالخواء بالضبط؟‬

‫‪ -1‬هيام شعبان‪ ،‬السرد الروائي في أعمال إبراهيم نصر هللا‪ ،‬دار الكندي للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪2002 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪.275‬‬
‫‪ -2‬بشير مفتي‪ ،‬اختالط المواسم‪ ،‬ص‪.65‬‬

‫‪54‬‬
‫البنية الزمكانية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬هي مرحلة تدمير نفسي مخيفة‪ ،‬تريد أن ترمي بنفسك من أعلى جسر تراه أمامك أو تلقي‬

‫بنفسك فوق سكة حديدية ليدهسك أول قطار يمر بالصدفة‪...‬‬

‫‪ -‬هذا مخيف‪.‬‬

‫‪ -‬نعم مخيف للغاية‪ ،‬ومع ذلك هذا هو إحساسي اآلن‪.‬‬

‫‪ -‬كيف وصلت إلى هذا اإلحساس المرعب؟‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ياه‪ ،‬لو حكيت لك كيف وصلت سآخذ وقتا طويال من حياتك"‪.‬‬

‫بعد هذا المقطع الحواري‪ ،‬زاد فضول القاتل أكثر في معرفة الحياة السوداوية لهذه‬

‫الشخصية‪ ،‬فطلب أن يقابلها مرة أخرى‪ ،‬وبعد كل لقاء يكتشف حقيقة الرجال الذين تسببوا في بؤسها‬

‫وحزنها‪ ،‬تواصلت لقاءاتهما لفترة طويلة حتى أصبحت سميرة تثق في القاتل وتعتبره سندا لها‪ ،‬طلبت‬

‫منه أن يساعدها‪:‬‬

‫"‪ -‬اريد مساعدتك‪.‬‬

‫‪ -‬اريد ان يختفي كل هؤالء الرجال الذين عرفتهم من حياتي او من الحياة نفسها‪.‬‬

‫‪ -‬يمكنني ان اقتل كل هؤالء الرجال الذين ذكرت‪.‬‬

‫‪ -‬يا ريت‪ ،‬لكن القتل‪...‬‬

‫‪ -‬ما به القتل؟‬

‫‪ -‬فكرة نتكلم عنها اكثر مما نرغب في تنفيذها‪.‬‬

‫‪ -‬اعرف‪...‬ربما هذا هو الفرق بين الناس وقاتل حقيقي‪.‬‬

‫‪ -‬هل تعدني بان تساعدني في ذلك؟‬

‫‪ -1‬بشير مفتي‪ ،‬اختالط المواسم‪.61،68 ،‬‬

‫‪55‬‬
‫البنية الزمكانية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬وعد حر"‪.‬‬

‫هذا الحوار كشف بأن شخصية سميرة تشبه شخصية القاتل في بعض الجوانب‪ ،‬فتنظر إلى‬

‫الحياة نظرة تشاؤمية‪ ،‬وعندها االنتقام هو مصدر الراحة النفسية‪.‬‬

‫يظهر في رواية اختالط المواسم تنوع في المشاهد الحوارية‪ ،‬فنجد الحوار الداخلي الذي كان‬

‫يقيمه القاتل مع نفسه‪ ،‬ويسمى هذا النوع "بالمونولوج" الذي يعتبر تقنية " تقديم المحتوى النفسي‬

‫للشخصية‪ ،‬والعمليات النفسية لديها"‪ .2‬فهو يبرز على لسان الشخصية ذاتها بمجموعة من المشاعر‬

‫وعدم الترابط في األفكار‪ ،‬ونمثل لذلك بسيل من األفكار التي راودت القاتل بعد انضمامه إلى فرقة‬

‫الموت‪ ،‬وخوفه من اكتشاف أمره من طرف الجهاز األمني فيقول‪ " :‬سيصدقونني بالتأكيد‪ ،‬فهم‬

‫يملكون مؤهالت عظيمة وخبرة كبيرة في معرفة من يكذب ومن يتكلم بصدق‪ ،‬لكن بال شك سيجدون‬

‫صعوبة في حالتي ألني ال أملك تلك األحاسيس التي يملكونها أو أشعر أني أستطيع الكذب بصدق‬

‫‪3‬‬
‫مفرط دون أن يشكوا في للحظة واحدة ألنني كنت املك هذه المؤهالت الطبيعية"‪.‬‬

‫وهو يمثل حوا ار بين شخصية القاتل وذاته‪ ،‬فهو يتخيل أن الجهاز سيلقي القبض عليه في أي‬

‫لحظة‪ ،‬وفي نفس الوقت يحاول أن يجد طريقة إلبعاد التهمة عنه‪.‬‬

‫ومن أمثلة الحوار الداخلي قول آخر للقاتل‪ " :‬وتساءلت مع نفسي‪ :‬ماذا تردين مني اآلن؟‬

‫إنها منكسرة ومهانة وال تنتظر مني شيئا‪ ،‬أو ربما شيئا واحدا لكنها لم تجرؤ على التصريح به‬

‫جهارا‪ ،‬هل أدركت من أكون؟ هل تريدني‪...‬ال‪...‬ال استطيع أن أقول ذلك‪...‬هذا مستحيل‪...‬وماذا لو‬

‫كان هذا ما يدور في عقلها بالفعل‪...‬ماذا لو كان هذا هو طلبها األخير؟ هل أقبل؟ لماذا ال أقبل؟‬

‫‪ -1‬بشير مفتي‪ ،‬اختالط المواسم‪ ،‬ص‪.18،13‬‬


‫‪ -2‬مها حسن قصراوي‪ ،‬الزمن في الرواية العربية‪ ،‬ص ‪.223‬‬
‫‪ -3‬بشير مفتي‪ ،‬اختالط المواسم‪ ،‬ص ‪.83‬‬

‫‪56‬‬
‫البنية الزمكانية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫سيريحها ذلك‪ ،‬وأنا هل سيريحني؟"‪ 1.‬يمثل هذا الحوار في شكل تساؤالت طرحها القاتل على نفسه‬

‫ولم يكن ينتظر اإلجابة‪ ،‬ألنه يدرك من يكون ولكن خوفه الشديد من اكتشاف شخصيته الحقيقية‬

‫جعلته يسأل نفسه وتتشوش أفكاره‪.‬‬

‫من خالل كل هذه المشاهد الحوارية وتنوعها‪ ،‬نستنتج أن الهدف من توظيفها في الرواية‬

‫إلبطاء السرد‪ ،‬وامتداد واتساع زمن الخطاب‪ ،‬كما أن المشهد يترك للشخصية المجال للتعبير عن‬

‫حالتها النفسية وتأمالتها‪ ،‬فهو قص مفصل لألحداث‪.‬‬

‫‪-4‬التـــــواتر‪ :‬يسمى التكرار والتردد و "مجموع عالقات التكرار بين النص والحكاية‪ ،‬وبصفة موجزة‬

‫ونظرية من الممكن أن تفترض أن النص القصصي يروى مرة واحدة أو أكثر من مرة ما حدث أكثر‬

‫من مرة‪ ،‬أو أكثر من مرة ما حدث مرة واحدة‪ ،‬أو مرة واحدة ما حدث أكثر من مرة"‪ 2.‬ويعد من أهم‬

‫عناصر الزمن السردي‪ .‬و " يتحدد بالنظر في العالقة بين ما يتكرر حدوثه‪ ،‬أو وقوعه من أحداث‬

‫وأفعال على مستوى الوقائع من جهة وعلى مستوى القول من جهة ثانية"‪ 3.‬أي أنه متعلق بكل ما‬

‫يتكرر في العمل األدبي‪.‬‬

‫وتتحدد صيغ التواتر في ثالثة أنواع‪ :‬السرد المفرد‪ ،‬السرد التكراري‪ ،‬والسرد المتشابه أو‬

‫المؤلف‪.‬‬

‫‪ -1-4‬السرد المفرد‪ :‬هو أن يروي مرة واحدة ما حدث مرة واحدة‪ " .‬حيث نحكي مرة واحدة ما وقع‬

‫مرة واحدة‪ ،‬فالحكاية والمحكي يتطابقان"‪ 4.‬ومن أمثلة هذا النوع من التواتر في الرواية‪ :‬ما يذكره‬

‫القاتل حين يقول‪ ":‬أذكر أني يومها قرأت أول رواية كبيرة في حياتي وأنا في الثالثة عشر من‬

‫‪ -1‬بشير مفتي‪ ،‬اختالط المواسم‪ ،‬ص‪.251‬‬


‫‪ -2‬سمير المرزوقي‪ ،‬جميل شاكر‪ ،‬مدخل إلى نظرية القصة‪ ،‬ص‪.62‬‬
‫‪ -3‬يمنى العيد‪ ،‬تقنيات السرد الروائي‪ ،‬ص‪.721‬‬
‫‪ -4‬جيرار جنيت وآخرون‪ ،‬نظرية السرد من وجهة النظر إلى التبئير‪ ،‬ص‪.726‬‬

‫‪57‬‬
‫البنية الزمكانية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫عمري‪ 1."...‬فهو يذكر هذا الحدث مرة واحدة من خالل عبارة ( وأنا في الثالثة عشر من عمري)‪،‬‬

‫وقد مثل حدثا جزئيا انتقل من خالله إلى سرد األحداث األخرى‪.‬‬

‫ويقول أيضا‪ " :‬تكيفت قليال مع المحيط الذي أعيش فيه‪ ،‬حتى توفي والدي‪...‬وبعدها لم‬

‫تمر إال فترة قصيرة حتى لحقته والدتي"‪ .‬وتتضمن هذه العبارات معنى السرد المفرد‪ ،‬الذي لن يتكرر‬

‫حدوثه في الرواية‪ ،‬فالموت يحدث مرة واحدة وال يتكرر‪.‬‬

‫‪ -2-4‬الســـــرد التكراري‪ :‬وهو أن يروي أكثر من مرة ما حدث مرة واحدة‪ ،‬و "نحكي فيه أكثر من‬

‫مرة ما حدث مرة واحدة‪ ،‬وهو إجراء شائع في الرواية بالمراسالت‪ ،‬حيث يمكن أن يسرد حدثا واحدا‬

‫‪2‬‬
‫من طرف عدة مراسلين"‪.‬‬

‫ومن النماذج التي تمثله في الرواية نجد قول القاتل وهو يتحدث عن أول تجربة له في‬

‫القتل‪ ،‬وهي حادثة قتل القطة‪ " :‬لقد استفزتني بدوري‪ ،‬وقررت قتلها‪ ،‬لم أكن أدري ما هو القتل‬

‫حينذاك‪ ،‬كانت فقط قوة خفية بداخلي تقول لي خذها إلى مكان خفي واخنق رقبتها بيدك حتى تلفظ‬

‫أنفاسها"‪ 3.‬ليعيد ذكر هذه الحادثة من جديد في الصفحة الخامسة والعشرين بقوله‪ " :‬لم يصدر مني‬

‫شيء سيء منذ حادثة قتل القطة وشعوري بتلك اللذة الروحية والجسدية الغريبة"‪ 4.‬وتعتبر اللحظة‬

‫األولى للقتل بالنسبة للقاتل مرحلة هامة في حياته‪ ،‬فهي نقطة تحول بالنسبة له‪.‬‬

‫‪ -3-4‬الســــرد المتشابه‪ :‬ويعني أن يروي مرة واحدة ما وقع أكثر من مرة‪ " ،‬وفي هذا الصنف من‬

‫النصوص يتحمل مقطع نصي واحد تواجدات عديدة لنفس الحدث على مستوى الحكاية"‪ 5.‬ومن‬

‫أمثلته في الرواية‪ :‬ما ذكره القاتل في حديثة عن حالته النفسية‪ " :‬لقد شعرت بهذه القوة دائما وهي‬

‫‪ -1‬بشير مفتي‪ ،‬اختالط المواسم‪ ،‬ص‪.27‬‬


‫‪ -2‬جيرار جنيت وآخرون‪ ،‬نظرية السرد من وجهة النظر إلى التبئير‪ ،‬ص‪.276‬‬
‫‪ -3‬بشير مفتي‪ ،‬اختالط المواسم‪ ،‬ص‪.71‬‬
‫‪ -4‬نفسه‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫‪ -5‬سمير المرزوقي‪ ،‬جميل شاكر‪ ،‬مدخل إلى نظرية القصة‪ ،‬ص‪.65‬‬

‫‪58‬‬
‫البنية الزمكانية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫التي قلت لكم‪ ( :‬إن مصدرها سري للغاية)‪ ،‬ربما هي قوة غيبية أو روحية‪ ،‬أو شيطانية"‪ 1.‬وتتكرر‬

‫العبارة في صفحة أخرى‪ " :‬وشعوري بتلك اللذة الروحية والجسدية الغريبة"‪ 2.‬ومن خالل دراسة هذه‬

‫التقنية نستنتج أن السرد مرتبط بالزمن واألحداث‪.‬‬

‫‪ -5‬مفهوم المكا‪::‬‬

‫يعد المكان من أهم العناصر األساسية في الحياة اإلنسانية‪ ،‬فمن خالله تتوثق الصلة بين‬

‫األنا والعالم الخارجي‪ ،‬كما أن له أهمية خاصة في تشكيل العالم الروائي ورسم أبعاده‪ ،‬فقد اختلفت‬

‫اآلراء والدراسات حول مفهوم المكان‪ ،‬فكان عدم اإلجماع على مفهوم واحد راجع إلى طبيعة‬

‫مصطلح المكان بحد ذاته لما يحمله من داللة وتعقيد من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى اختلفت مفاهيمه‬

‫لتعدد وجهات نظر كل فئة‪ ،‬فأخذت قضية مفهوم المكان حي از كبي ار في حديث المفكرين واللغويين‬

‫والدارسين‪ ،‬وهذا ما جعله يقوم على جملة من المفاهيم منها‪ :‬المفهوم اللغوي واالصطالحي‪.‬‬

‫‪ -1-3‬لغة‪:‬‬

‫ورد في لسان العرب في مادة (مكن) « المكان_ الموضع والجمع أمكنة كُقذال أقذله‬

‫جمع الجمع‪ ،‬قال ثعلب‪ :‬يبطل أن يكون ً‬


‫مكانا فعاالً إلن العرب تقول‪ :‬كن مكانك‪ ،‬وقم‬ ‫ُ‬ ‫وأماكن‬

‫مكانك‪ ،‬واقعد مكانك‪ ،‬فقد دل هذا على أنه مصدر من كان أو موضع منه»‪ ،3‬فانطالقا من هذا‬

‫التعريف نستنبط ان المكان يدل على الموضع‪.‬‬

‫كما وردت لفظة مكان في القرآن الكريم بمعنى المنزلة‪ ،‬كقوله تعالى‪ « :‬ورفعناهُ مك ًانا‬

‫عليا» سورة مريم[‪.]31‬‬

‫‪ -1‬بشير مفتي‪ ،‬اختالط المواسم‪ ،‬ص‪.71‬‬


‫‪ -2‬نفسه‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫‪ _3‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬مادة(م_ك_ن)‪ ،‬م‪ ،75‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،7118 ،‬ص‪.272‬‬

‫‪59‬‬
‫البنية الزمكانية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫بمعنى رفعناه منزلة رفيعة وأعلينا من شانه‪.‬‬

‫أما في قاموس المحيط فقد أورده الفيروز آبادي في مادة (ك‪ ،‬و‪ ،‬ن) «المكان‪ :‬الموضع‬

‫أجمع أمكنة وأماكن»‪.1‬‬

‫من خالل هذه التعريفات المقدمة نصل إلى أن المكان عد اللغويين هو الموضع والمنزلة‪.‬‬

‫‪-2-5‬اصطالحا‪:‬‬

‫اختلف النقاد في وضع مفهوم محدد للمكان‪ ،‬فمن بين الذين قدموا تعريفات متنوعة ومختلفة‬

‫نجد غاستون باشالر يقول عن المكان بأنه‪« :‬يرتبط بقيمة الحماية التي يمتلكها المكان والتي يمكن‬

‫أن تكون قيمة إيجابية‪ ،‬قيم متخيلة سريعا ما تصبح هي القيم المسيطرة‪ .‬إن المكان الذي ينجذب‬

‫نحوه الخيال ال يمكن أن يبقى مكانا ال مباليا ذا أبعاد هندسية وحسب‪ .‬فهو مكان قد عاش فيه بشر‬

‫ليس بشكل موضوعي فقط‪ ،‬بل بكل ما في الخيال من تحيز‪ .‬إننا ننجذب نحوه ألنه يكثف الوجود‬

‫في حدود تتسم بالحماية»‪ .2‬إن المكان له عالقة بالخيال ويعتبر مصدر لأللفة والطمأنينة‪ ،‬وهذا ما‬

‫جعله يشمل حي از واسعا ذا قيمة إيجابية تميزه عن بقية األماكن األخرى‪.‬‬

‫ويعتبر كذلك‪« :‬مكونا محوريا في بنية السرد‪ ،‬بحيث ال يمكن تصور حكاية بدون مكان‪،‬‬

‫فال وجود ألحداث خارج المكان‪ ،‬ذلك أن كل حدث يأخذ وجوده في مكان محدد»‪ ،3‬فالمكان هو‬

‫عنصر أساسي في سرد أحداث الحكاية وتصورها‪.‬‬

‫‪ _1‬مجد الدين بن يعقوب الفيروز آبادي‪ ،‬القاموس المحيط‪ ،‬ص‪.7253‬‬


‫‪ _2‬غاستون باشالر‪ ،‬جماليات المكان‪ ،‬تر‪ :‬غالب هالسا‪ ،‬المؤسسة الجامعة للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫‪ ،7162‬ص‪.57‬‬
‫‪3‬د دمحم بوعزة‪ ،‬تحليل النص السردي‪ ،‬ص‪.11‬‬

‫‪60‬‬
‫البنية الزمكانية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ويعرفه أيضا حسن بحراوي‪« :‬ال يعيش منعزال عن باقي عناصر السرد‪ ،‬إنما يدخل في‬

‫‪1‬‬
‫عالقات متعددة مع المكونات الحكائية األخرى للسرد كالشخصيات واألحداث والرؤيات السردية»‬

‫يتضح من خالل هذه التعريفات أن للمكان أهمية كبرى في العمل األدبي ويعد عنص ار‬

‫فعاال في العمل السردي من خالل التأثير الذي يحدثه في باقي العناصر‪.‬‬

‫‪ -6‬أنواع األمكنة‪:‬‬

‫تعددت تقسيمات المكان في عالم الرواية‪ ،‬وذلك حسب تغيراته وتعدد أغراضه في النص‬

‫السردي‪ ،‬فهناك مكان مجازي وهندسي ومعاد وأليف ومفترض ومفتوح ومغلق‪ ...‬وما إلى ذلك من‬

‫األسماء‪ ،‬فطريقة تقسيم المكان تختلف من رواية إلى أخرى ومن باحث إلى آخر‪ ،‬وفي ذلك يقول‬

‫حميد الحمداني‪« :‬إن األمكنة باإلضافة إلى اختالفها من حيث طابعها ونوعية األشياء التي توجد‬

‫فيها تخضع في تشكيالتها أيضا إلى مقياس آخر مرتبط باالتساع والضيق واالنفتاح واالنغالق»‪،2‬‬

‫انطالقا من هذا القول نالحظ أن للمكان نوعين متميزين هما‪:‬‬

‫‪ -1-6‬األماكن المغلقة‪:‬‬

‫وتتصف بالمحدودية‪ ،‬فالفعل فيها ال يتجاوز اإلطار المحدود كالغرفة أو البيت‪ ،‬حيث‪« :‬إن‬

‫الحديث عن األمكنة المغلقة هو الحديث عن المكان الذي حددت مساحته ومكوناته‪ ،‬كغرف‬

‫البيوت‪ ،‬والقصور‪ ،‬فهو المأوى االختياري والضرورة االجتماعية‪ ،‬أو كأسيجة السجون‪ ،‬فهو المكان‬

‫‪ _1‬حسن بحراوي‪ ،‬بنية الشكل الروائي‪ ،‬ص‪.28‬‬


‫‪ _2‬حميد الحمداني‪ ،‬بنية النص السردي‪ ،‬ص‪.12‬‬

‫‪61‬‬
‫البنية الزمكانية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫اإلجباري المؤقت فقد تكشف األمكنة المغلقة عن األلفة واألمان‪ ،‬أو قد تكون مصد ار للخوف أو هو‬

‫األماكن الشعبية التي يقصدها الناس لتمضية الوقت والترويح عن النفس كالمقاهي»‪.1‬‬

‫ومن نماذج األماكن المغلقة التي وردت في الرواية نذكر مايلي‪:‬‬

‫●الغرفة‪ :‬هي المكان الذي يحتوي اإلنسان وخصوصيته‪ ،‬حيث يمارس فيها اإلنسان حياته‬

‫الخاصة‪« ،‬وتصبح الغرفة غطاء لإلنسان يدخلها فيخلع جزءا من مالبسه ويدخله ليرتدي جزءا‬

‫آخر‪ ،‬وعندما يألفها يتحرك بحرية أكثر‪ ،‬وإذا اطمأن تماسكها‪ ،‬بدأ بالتعري فيها‪ ،‬التعري الجسدي‪،‬‬

‫والفكري‪ ،‬لكنه عندما يخرج يعيد تماسكه‪ ،‬ويبدو كما لو أنه خرج من تحت غطاء»‪ ،2‬ورغم ضيق‬

‫هذا المكان إال أن اإلنسان يشعر فيه بالتحرر‪ ،‬حيث تصف الشخصية المحورية في الرواية‬

‫وهي"القاتل" هذه الغرفة‪« :‬كانت لي غرفتي الكبيرة‪ ،‬المجهزة بكل ما أحتاج إليه غير أني لم أكن‬

‫أحتاج إلى أشياء كثيرة‪ ،‬كان يكفيني السرير الذي أنام فوقه‪ ،‬المكتب الصغير الذي أدرس فيه‪،‬‬

‫بعض آالت الرياضة التي تساعدني في القيام بحركات رياضية يومية »‪ ، 3‬حيث تمثل الغرفة‬

‫بالنسبة إليه مكانا يتمتع فيه بحرية التصرف‪ ،‬فكان يلجأ إليها عندما يرى في االبتعاد عن اآلخرين‬

‫وعدم مخالطة أحد‪ ،‬حيث يعتبرها عالما خاصا به‪ ،‬وتمثل رم از للوحدة واالنغالق‪.‬‬

‫●البيت‪ :‬هو مكان مغلق‪ ،‬يقيم فيه المرء ويعتبر كينونة االنسان الخفية‪ ،‬فيه االستقرار تأوي إليه‬

‫الشخصيات من أجل الراحة‪ ،‬أو حتى من أجل االختباء واالبتعاد عن األنظار‪ ،‬فالبيت هو «واحد‬

‫من أمهم العوامل التي تدمج أفكار وذكريات وأحالم اإلنسانية‪ ...‬فبدون البيت يصبح اإلنسان كائنا‬

‫‪ _1‬مهدي عبيدي‪ ،‬جماليات المكان في ثالثية حنا مينا (حكية‪ ،‬بحار‪ ،‬القل‪ ،‬المرفأ البعيد)‪ ،‬منشورات الهيئة العامة‬
‫السورية للكتاب‪ ،‬ط‪ ،7‬دمشق‪ ،2077 ،‬ص‪.25‬‬
‫‪ _2‬حنان دمحم موسى حمودة‪ ،‬الزمكانية وبنية الشعر المعاصر‪ ،‬جدار للكتاب العالمي للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،7‬عمان‪،‬‬
‫‪ ،2008‬ص‪.13‬‬
‫‪ _3‬بشير مفتي‪ ،‬اختالط المواسم‪ ،‬ص‪.71‬‬

‫‪62‬‬
‫البنية الزمكانية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫مفتكا‪ ...‬البيت جسد وروح‪ ،‬وهو عالم االنسان األول»‪ ،1‬ونحن بصدد قراءتنا للرواية نالحظ تكرار‬

‫هذا المسمى ومثاله قول البطل (القاتل)‪« ،‬متابعة يسري في الحياة دون تفكير في أبعد من اليوم‬

‫الذي أعيش فيه‪ ،‬والبقاء في البيت أطول وقت ممكن»‪ ،2‬وورد مكان البيت في مثال آخر‪« :‬دخلنا‬

‫البيت سارعت سمسم إلى الحمام لتتقيأ‪ ،‬بعد أن وضعت قنينة الويسكي على أول طاولة واجهتها»‪،3‬‬

‫كما ذكر أيضا في مقطع سردي آخر وهو‪« :‬انطويت فترة من الزمن على نفسي‪ ،‬تقوقعت بداخلي‬

‫وسجنتني في البيت ال أبرحه إال لحاجيات ضرورية»‪.4‬‬

‫خالل هذه المقاطع نالحظ أن البيت في الرواية بالنسبة للشخصية البطل يعتبر مصدر أمن واختباء‬

‫وهو المكان الذي يهرب إليه بعيدا عن كل ما يزعجه‪ ،‬فأصبح البيت هو المكان الذي يقضي فيه‬

‫معظم أوقاته‪.‬‬

‫*المدرسة‪ :‬هي مؤسسة تعليميدة‪ ،‬يدتعلم فيده التالميدذ الددروس بمختلدف ا لعلدوم‪ ،‬فيهدا يكتسدب الطفدل‬

‫أسس تعلم القراءة و الكتابة‪ ،‬ولذلك تمثل المدرسة مكانا مهما في الرواية لما لها من عالقة باإلنسان‬

‫الددذي يددتعلم فيهددا‪ ،‬فمددن خاللهددا اكتشددف القاتددل بأندده يختلددف عددن أصدددقائه الددذين يدرسددون معدده‪ ،‬فهددو‬

‫يعتبددر نفسدده أكثددر صد ارمة وقددوة وفطنددة مددن هدؤالء التالميددذ رغددم صددغر سددنه فيقددول « كنددت أنفددر مددن‬

‫األطفددال مثددل سددني‪ ،‬حتددى عن دددما دخلددت المدرسددة كنددت أشددعر بع دددم رغبددة فددي الحددديث أو اللع ددب‬

‫‪5‬‬
‫معهم»‪.‬‬

‫‪ _1‬غاستون باشالر‪ ،‬جماليات المكان‪ ،‬ص‪.56‬‬


‫‪ _2‬بشير مفتي‪ ،‬اختالط المواسم‪ ،‬ص‪.71‬‬
‫‪ _3‬نفسه‪ ،‬ص‪.25‬‬
‫‪ _4‬نفسه‪ ،‬ص‪.37‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ص‪.72‬‬

‫‪63‬‬
‫البنية الزمكانية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫و في مثال آخر يقول « لقد كنت متفوقا في الدراسة‪ ،‬لكن لم أكن أشارك في الحصص‪ ...‬حتى‬

‫يظن المعلمون أني جاهل وأحمق‪ ،‬فيريدون يخلقوا مشهدا مسرحيا هزليا أمام تالميذهم‪ ،‬فأرد عليهم‬

‫بثقة وترفع فتتحول السخرية إلى استغراب‪ ...‬فكان ذلك يدفعهم لتركي لحالي‪ ،‬ولقد كان ذلك هو‬

‫‪1‬‬
‫المقصود‪ ،‬أنا ال أرغب في المشاركة داخل القسم‪ ،‬وال اللعب مع األطفال»‪.‬‬

‫من خالل هذين المثالين تتضح لنا صورة االختالف لدى القاتل عن غيره من التالميذ في مثدل سدنه‬

‫فهو يحب العزلدة و الوحددة رغدم أن فدي المدرسدة يكتسدب الطفدل لغدة الحدوار و حبده للعدب واالنددماج‬

‫أمور أكبر من سنه‪.‬‬


‫مع األخرين لكن هذا القاتل عكس ذلك اكتشف جانبه المظلم وأدرك ًا‬

‫*الحانة ‪ :‬هي مكان مخصص لبيع وشرب المشروبات الكحولية‪ ،‬تنتشر الحانات في الددول الغربيدة‬

‫وهي قليلة في الدول العربية واإلسالمية بسبب حرمة شرب الخمدر عندد المسدلمين‪ ،‬وذلدك مدا ورد فدي‬

‫قددول شخصددية صددادق « م درة فددي حانددة بشددارع دمحم الخددامس ‪ ،‬كانددت حددانتي األخي درة بعددد غلددق عدددد‬

‫‪2‬‬
‫كبيرة من الحانات تم منع الخمر و الشرب تماما على المواطنين ‪ ،‬في إطار موجة دينية جديدة»‪.‬‬

‫و يددذكر مكددان الحانددة فددي مقطددع آخددر« فددي تلددك الحانددة استحضددرت حيدداتي منددذ الطفولددة‪ ...‬كيددف‬

‫وصددلت إلددى هددذه الحالددة ؟ كيددف صددارعت إليدده سددبيال ‪ ...‬ش دريط عدداد مددن الددوراء ‪ ...‬مسددار حددالم‬

‫‪3‬‬
‫وبائس و مليء بالعثرات و الثقوب»‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬بشير مفتي‪ ،‬اختالط المواسم ‪،‬ص ‪.73‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ص‪.752،755‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ص‪.752‬‬

‫‪64‬‬
‫البنية الزمكانية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫صادق سعيد يعتبر الحانة مكانا للعزلة و التعبير عن الهموم و األالم ‪ ،‬كما ذكرت الحانة فدي مثدال‬

‫آخددر « أتمنددى أن الحانددة الت دي كنددت أشددرب فيهددا ال ت دزال موجددودة»‪ ،1‬وبعددد أن وصددل صددادق سددعيد‬

‫للمكان المطلوب جلس مع صديقه فاروق طيبي و بددأ يحكدي عدن أحوالده وظروفده فيتحدول « كاندت‬

‫الحانة شبه خالية‪ ،‬إنها الثانية ظهرا‪ ،‬عادة ما يبدأ التردد في المسداء و يسدتمر إلدى وقدت متدأخر مدن‬

‫‪2‬‬
‫الليل ثم يذهب كل عصفور إلى وكره‪...‬أشعر أنني كبرت‪ ،‬أصبحت عجو از »‪.‬‬

‫من خالل األمثلة تظهر دالالت مكان الحانة فهي مكان للتسلية و التحرر من الواقع‪.‬‬

‫*المكتبة‪ :‬هي مؤسسة علميدة‪ ،‬وثقافيدة‪ ،‬واجتماعيدة‪ ،‬وقدد وظدف مصدطلح المكتبدة بشدكل ضدئيل فدي‬

‫الروايددة مددن خددالل ذكددر مكتبددة البيددت ومكتبددة الجامعددة ويتمثددل ذلددك فددي قددول البطددل (القاتددل) «كانددت‬

‫‪3‬‬
‫عندي مكتبة كبيرة بالبيت‪ ،‬كنت أحب منذ صغري القراءة‪ ،‬ولقد نما هذا الحب مع الوقت »‪.‬‬

‫فالمكتبة كانت هي المكان االطالع و القراءة‪ ،‬و يذكر مكان المكتبة في مقطع آخر‪.‬‬

‫«شداهدت مدرة مكتبدة كبيدرة للمطالعدة الداخليدة‪ ،‬فتقددمت نحوهدا بخطدى بطيئدة‪ ...‬وجددت المكتبدة شدبه‬

‫‪4‬‬
‫فارغة»‪.‬‬

‫فالمكتبة هي مكان للمطالعة و المعرفدة كمدا أنهدا مكدان مغلدق يعبدر عدن رغبدة التواجدد بدين الكتدب و‬

‫اإلطالع‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬بشير مفتي‪ ،‬اختالط المواسم‪ ،‬ص‪.725‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ص نفسها‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ص‪.32‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ص‪.67‬‬

‫‪65‬‬
‫البنية الزمكانية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫*المستشفى‪ :‬هو المؤسسة التي تعنى بتقديم الرعاية الصدحية للمرضدى مدن خدالل طداقم متخصدص‬

‫طبددي وأجه دزة طبيددة‪ ،‬ويقدددم أكثددر الخدددمات اإلنسددانية‪ ،‬فيدده يشددعر الم دريض باإلطمئن دان ويأمددل فددي‬

‫الشددفاء ولكددن فددي روايتنددا نجددد علددى عكددس ذلددك الشخصدديات فيهددا مستسددلمة وال تريددد الشددفاء بسددبب‬

‫االنهيدار والدتحطم النفسدي والواقدع المدؤلم الدذي تعيشده هدذه الشخصديات‪ ،‬يتجلدى لندا فدي هدذه الروايدة‬

‫فضاء المستشفى حيث نقلت إليه لينددة صدديقة سدميرة قطداش بعدد مرضدها الشدديد بسدبب اغتصدابها‬

‫مددن طددرف عشدديقها‪ ،‬فانهددارت نفسدديا وتدددهورت صددحتها « ذهبددت مباش درة للمستشددفى حيددث أخبرونددي‬

‫أنهددا تعددالج هنالددك وصددلت فددي المسدداء علددى الرابعددة تقريبددا‪ ،‬وجدددتها فددي س درير لمرضددى مخدددرة مددن‬

‫‪1‬‬
‫األدوية التي قدمت لها »‪.‬‬

‫وفدي مقطدع آخددر يظهدر مكددان المستشدفى حيدث نقدل صدادق سددعيد إلدى مستشددفى األمدراض العصددبية‬

‫للعددالج بعددد استسددالمه و تدددهور حياتدده بسددبب طالقدده مددن سددارة حمددادي و انتحددار صددديقه فدداروق‬

‫طيبددي‪ ،‬وبعددد أن سددأل عندده القاتددل وجددده فددي إحدددى المستشددفيات « ذهبددت صددباحا بدداك ار للجامعددة‪،‬‬

‫‪2‬‬
‫سألت عنه فقيل لي إنه يوجد في مستشفى األمراض العصبية بالبليدة »‪.‬‬

‫ويتكرر مصطلح المستشفى في المقطع التالي « ركبت سيارتي توجهت بها إلدى مستشدفى األمدراض‬

‫‪3‬‬
‫العصبية بالبليدة »‪.‬‬

‫الشخص دديات ت دددخل للمستش ددفى بس ددبب انهي ددارهم النفس ددي وه ددالك ص ددحتهم مم ددا ي ددؤدي ببعض ددهم إل ددى‬

‫الموت‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬بشير مفتي‪ ،‬اختالط المواسم ‪ ،‬ص‪277‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ص ‪.222‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ص ‪.223‬‬

‫‪66‬‬
‫البنية الزمكانية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -2-6‬األماكن المفتوحة‪:‬‬

‫تمثل األماكن التي تحدها حدود ضيقة «المكان المفتدوح عكدس المكدان المغلدق‪ ،‬و األمكندة المفتوحدة‬

‫ع ددادة تح دداول البح ددث ف ددي التحد دوالت الحاص ددلة ف ددي المجتم ددع‪ ،‬وف ددي العالق ددات اإلنس ددانية االجتماعي ددة‬

‫ومدى تفاعلها مدع المكدان‪ .‬إن الحدديث عدن األمكندة المفتوحدة هدو حدديث عدن أمداكن ذات مسداحات‬

‫هائلة ‪.1».....‬‬

‫وه ددي األم دداكن منفتح ددة عل ددى الطبيع ددة‪ ،‬وت ددوحي ف ددي معناه ددا إل ددى التح ددرر واإلتس دداع‪ ،‬وم ددن األمكن ددة‬

‫المفتوحة المذكورة في الرواية‪:‬‬

‫*المدينة‪ :‬وهي مدينة تيزي وزو التي اختارهدا القاتدل‪ ،‬لينتقدل إلدى اإلقامدة فيهدا وذلدك بعدد توقفده عدن‬

‫العمل‪ ،‬ليبحث عن مكان آخر يعيش فيه‪ ،‬ووقع اختيداره علدى مديندة تيدزي وزو خاصدة وأنده لدم يقتدل‬

‫فيها أي أحد‪ ،‬يقول ‪ «:‬وقع اختياري على تيزي وزو‪ ،‬فلقد زرتها مرتين ولم أقتل فيها شخصا واحدا‪،‬‬

‫وفي كل مرة أزورها كنت أعجب بهدا كمديندة أشدعر فيهدا أندي غريدب عدن أهلهدا‪ ،‬وال يربطندي بهدم أي‬

‫‪2‬‬
‫رابط ‪...‬وهذه الغربة‪ ،‬أو الغرابة كانت ممتعة لي أكثر مما تتصورون»‪.‬‬

‫حيث دخل" القاتل " إلدى هدذه المديندة علدى أسداس أن لده مشدروع كتابدة روايدة الجدرائم‪ ،‬وألن لده ميدوال‬

‫ورغبدة شدديدة فددي القتدل فقددد كدان مولعددا بالروايدات البوليسددية والسدوداء بشددكل عدام‪ ،‬ويجددد فيهدا تفسددي ار‬

‫الطبيعة البشر التي يراها بيئة حسدبه‪ ،‬واهدتم هدذه المديندة بزيدارة المكتبدات التدي وجدد فيهدا ضدالته مدن‬

‫كتب و دراسات عن اإلحرام والمجرمين‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬مهدي عبيدي‪ ،‬جماليات المكان في ثالثية حنا مينا‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬بشير مفتي‪ ،‬اختالط المواسم‪ ،‬ص‪.13‬‬

‫‪67‬‬
‫البنية الزمكانية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وسددعادة القاتددل فددي هددذه المدينددة تولدددت مددن شددعوره بالغ اربددة عنهددا وعددن أهلهددا‪ ،‬ليلتقددي فيهددا بسددميرة‬

‫قطاش التي انتبه أنها تشبهه وأن هناك أمور مشتركة بينهما‪ ،‬تقول ‪ «:‬بعد سنتين من إقامتي بتيدزي‬

‫‪1‬‬
‫وزو إال أني أشعر دائما غريبة»‪.‬‬

‫*البحر ‪ :‬هو ذلك المكان الشاسع العميق بأس ارره و غموضه‪ ،‬ولكن زرقته وإمتداده األفقي يثير فيندا‬

‫التفدداؤل‪ ،‬يلجددأ اإلنسددان إليدده ألن فيدده ال ارحددة والهدددوء ويبعددده عددن الضددجيج واإلكتئدداب‪ ،‬وقددد وصددفه‬

‫صددادق سددعيد مددن خددالل قولدده‪« ،‬كددان البحددر بالفعددل يهدددئني إلددى حددد بعيددد‪ ،‬وعندددما أنظددر إلددى تلددك‬

‫الزرقة الشاسعة ينتابني إحساس عميق بالصفاء‪ ،‬كما لو أن ذلك المنظر هو مفتاح سعادتي‪ ،‬وكثيدر‬

‫مددا تسدداءلت كيددف أسددكن فددي مدينددة لدديس فيهددا بحددر‪ ،‬ولدديس فيهددا هددذه الزرقددة المددتألألة‪ ،‬مدينددة مغلقددة‬

‫علددى نفسددها كالمديددة‪ ،‬ال تشددعر فيهددا أن فسددحة المغددامرة حاض درة‪ ،‬إنهددا كددالقفص الددذي ُيحكددم قبضددته‬

‫‪2‬‬
‫عليك ومع الوقت يصير شبيها لك»‪.‬‬

‫أي أن البحر رمز للسكينة والسعادة وفيه يجد اإلنسان راحته النفسية ويكون منعزالً عن اآلخر بعيدداً‬

‫عن ضغوطات الحياة‪ ،‬وقد اعتبر صادق سدعيد المديندة التدي ال يوجدد فيهدا بحدر مديندة ضديقة تخندق‬

‫المقيم فيها وفيها يكون الفناء والزوال مثل المدية‪.‬‬

‫كانددت هددذه أهددم األمدداكن التددي ذكددرت فددي الروايددة حيددث نالحددظ أن معظمهددا كانددت لهددا صددلة بالحالددة‬

‫النفسية والشعورية لشخصيات هذه الرواية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬بشير مفتي‪ ،‬اختالط المواسم ‪ ،‬ص‪.63‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ص‪.728،723‬‬

‫‪68‬‬
‫البنية الزمكانية في رواية اختالط المواسم‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫من خالل قراءتنا ألنواع األمكنة‪ ،‬يتضح لنا أن األماكن المغلقدة تغلدب علدى األمداكن المفتوحدة‬

‫دالل ددة عل ددى أن الشخص دديات تبحد دث عد دن العزلد دة وتري ددد االبتع دداد ع ددن الع ددالم الخ ددارجي والض ددغوطات‬

‫النفسية‪ ،‬كما تتسم بالمحدودية ‪.‬‬

‫اكتسب المكان في الروايدة أهميدة كبيدرة‪ ،‬إذ ال يمكدن االسدتغناء عنده‪ ،‬فدال وجدود للروايدة مدن دون‬

‫مكان‪ ،‬كما أنه يرتبط ارتباطا وثيقا بباقي مكونات السرد‪ ،‬تنوعت وتعددت دالالت المكان في الرواية‬

‫بين أماكن مفتوحة ومغلقة‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫خامتة‬
‫خاتمة‬

‫انطالقا من دراستنا لموضوو تقنناواا الدو دت روا ر ااوت تااوتالا المواسونت قوىومنا علوم م مو وت مون‬

‫النتائج نذك ها فاما يما‪:‬‬

‫ميتوات شوأدو تد ستوردو ات جعو ر ايتوت قلمو قاوااا ةسولمت رمدولات وو ‪:‬‬ ‫‪-1‬قأث ال ائوا تشيو‬

‫الخ ‪ ،‬الي ‪ ،‬ال يمت‪ ،‬الموا‪....‬الخ‪.‬‬

‫استمتا ت شالدم‪.‬‬ ‫بلث ن الدبب راء ا توائت لمنت‬ ‫ميتات قنمص شخصات الناق‬ ‫‪-2‬تشي‬

‫‪ -3‬نق قنويعا را قوظاف اليخصااا ب ن اليخصات ال ئادات ةا ى ثانويت‪ ،‬ةدى هوذا التنوو علوم‬

‫ب و ع وود دالالا‪ ،‬جعمووذ هووذا العنص و ي و قاً ارقاا ووا ثانووا شالم ونوواا الد و دات ا‪،‬ا و ى‪ ،‬كمووا ة‬

‫‪،‬‬ ‫قطوا‬ ‫بوا‪ ،‬سوم‬ ‫ال اات ركزا مم مصائ ةربعت شخصوااا االناقو ‪ ،‬ىوادع سوع د‪ ،‬روار ع‬

‫التا ق مها الصدف‪.‬‬

‫‪-4‬قياش ذ را هذه ال اات ا‪،‬عمنت قداامذ لمت ا ح ب ن الماضا المدتنب ‪ ،‬ذلك بتوظاف قنن توا‬

‫الد و دة المد و د‬ ‫ووث جوواء الموقوود الد و دة لم ااووت اووارث عمناووت اللوود‬ ‫االسووتااعت‪،‬‬ ‫تاالسووت جا‬

‫رنوً ع واد اليو يً علوم الماضوا القتيواء قموك ارثوار المتانوا‬ ‫رالاط ينظ علوم نيدوت كو‪،‬ا ‪ ،‬رلوا‬

‫من ق بت شخصات قد ا ةنها لن قكن يوما قيات غ ها من الاي ‪.‬‬

‫‪-5‬لند ةكث ال ائا من االستااقاقذ منارنت شاالست جا اا من ةج قو لوت لموا سوا ة مون ة ودا‬

‫اليخصااا‪.‬‬ ‫را المدتنب ‪ ،‬ق ك النارئ را الت قيويق مدتم لمع رت مص‬

‫‪-6‬اسووتلدام ال ائووا لتنن تووا تالخالىووت اللووذفت بهوودف قد و يد الد و د‪ ،‬هووذا مووا يزيوود موون سالسووت‬

‫العم الد دة‪.‬‬

‫‪-7‬ا تمد ةااا مم قنن تا تالميهد الوقيتتإلشطاء الد د‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫خاتمة‬

‫ى وولات ‪ ،‬ال اا ووت قع ووددا ر ه ووا ا‪،‬ىو وواا بو و ن ا‪،‬ن ووا‬ ‫‪-8‬قع ووددا ةشو و ا المي وواهد بو و ن واري ووت‬

‫ارا ‪.‬‬

‫‪-9‬نو و ووذ ال ااو ووت ب و و ن ا‪،‬مو وواكن الميتو و ووت االال و و ‪ ،‬المدينو ووت ا‪،‬مو وواكن الم منو ووت االب و ووذ‪ ،‬ال رو ووت‪،‬‬

‫غمبذ ا‪،‬مواكن الميتو وت داللوت موم ة اليخصوااا كانوذ‬ ‫المدتييم‪ ...‬المال ظ ة هذه ا‪،‬ا‬

‫قالث ن الهد ء اله و من العالن المظمن‪ ،‬الم وء علم االستن ار االني اد شالنيس‪.‬‬

‫را كممتنا الختامات ما دانا عال ة ننو ‪ :‬ع اإلندا لا توب مموت يتعوب ماوت‪ ،‬موا ع‬

‫ووذف شوواء‬ ‫ممووت‪ ،‬ذلووك شةضووارت ة‬ ‫تووم قهاجمووت جنووود ال اووت رووا قطووي‬ ‫ماووت ةاووام قالئو‬ ‫قمو‬

‫منت‪ ،‬هذا شأ اإلندا الدا ا دائما ةبدا علم الكما الذة ال يبمغ‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫ملحق‬
‫مــلحــق‪:‬‬

‫‪ -‬نبذة عن الروائي بشير مفتي‪.‬‬

‫‪ -‬أعماله‪.‬‬

‫‪ -‬ملخص الرواية‪.‬‬
‫ملحق‬

‫نبذة عن الروائي "بشير مفتي"‪:‬‬

‫"بش ييفتي"‪ :‬ي ي "كيت ييا‪ :‬يجزائي ييويدجعاي ي ي عا ييت يج ي ي ي ييا ي ‪) 9191‬يب ييا ر عاتيع ةات ي ي ي‬

‫ع ر عات) ي" اتجي"نيزلي يع لغ يجعألدبيع ةتب يبرا"ة يع ر عات‪ .‬ي‬

‫ليف يع صااف يحفثيز ويف ينهاي يث انفنياتيع قيت يع ةشيت نيفي ي ت ي حيع اي زيع ر عات ي يز ياي‬

‫أشييتعي لييحي"لا ي يعألثييتي رت ي حيع ر عاييتينفييواي ي حيث ي زيليينوعت يز ييايية ييليبييا ل‪ :‬و يع ر عاييت ي‬

‫"شتفاي لحيحصصيثقافي يزاص ي"قا"ات يإ حي انويهذعي لي"تعل ي"نيع ر عايتي رت ي حيع ايياحي‬

‫ع لن نيي ي يجزائي ييوي"قي يياثيبي ييا لا يع هقي يياف ي رت ي ي حيع نهي يياديجبا شي ييتج يع هقافي ي ي يع ر عات ي ي يجهي ييويأح ي ي ي‬

‫ع شتففني لحي"نشودعتيعالخ عيبا ر عات‪ .‬ي‬

‫أعماله‪:‬‬

‫المجموعات القصصية‪:‬‬

‫‪-‬أ"طاديع لفل يدعبط يإب ععي‪ 9111‬يع ر عات‪ .‬ي‬

‫‪-‬ع ظليجع غيابكي"نشودعتيع اافظي ي‪ 9111‬يع ر عات‪ .‬ي‬

‫كليعألا"ن كي"نشودعتيعالخ عي‪ . 1002‬ي‬


‫‪-‬ش اءي ّ‬

‫الروايات المنشورة‪:‬‬

‫‪-‬ع تعليميجع رناا كي دجعي )ي‪ 9111‬يع ر عات‪ .‬ي‬

‫‪-‬أدخبفليع ذبابكي دجعي )ي"نشودعتيع بتاخيع ر عاتي‪ . 1001‬ي‬

‫ي يدجعي )ي"نشودعتيع بتاخيع ر عاتي‪ . 1001‬ي‬ ‫‪-‬شاه يع ة‬

‫‪75‬‬
‫ملحق‬

‫‪-‬بخوديع ستعبي دجعي )ي"نشودعتيعالخ عيع ر عاتي‪ 1002‬ي"نشودعتيع اوعديلود ا‪ .‬ي‬

‫‪-‬أشراديع قيا" ي"نشودعتيعالخ ع يع عديع ةتبي ي‪ . 1009‬ي‬

‫‪-‬ختعاطي شهوحيع لفل يطبة ي"شش تز ي"نشودعتيعالخ عيجع عديع ةتبي ي لةلو ي‪ . 1001‬ي‬

‫‪-‬د"ي ي يع نيياد يطبة ي ي"ش ي تز ي"نشييودعيتيعالخ ي عيجع ي اديع ةتبي ي ي لةلييو ي‪ 1090‬يجتييلليإ ييحي‬

‫ع قا" يع قصفتحي راا حيع ي"ش تز يع بوزتيدجدحي‪ . 1091‬ي‬

‫‪-‬أشباحيع ين يع ق و يطبة ي"ش تز ي"نشودعتيعالخ عيجض‪:‬اعي‪ . 1091‬ي‬

‫‪-‬غتف يع ذزت ات يطبة ي"ش تز ي"نشودعتيعالخ عيج"نشودعتيض‪:‬اعي‪ . 1092‬ي‬

‫ي‬

‫ي‬

‫ي‬

‫ي‬

‫ي‬

‫ي‬

‫ي‬

‫ي‬

‫ي‬

‫‪76‬‬
‫ملحق‬

‫ملخص الرواية‪:‬‬

‫ئا ليدجعي ي"بشفتي"‪" :‬يف ي"ةظ هايدؤ يلتدي يج" شاا ي لاياحيجأ ّ يعأل"ليشبهي"ةي ج ي‬

‫جدجعيي يعخي ميع وعلييميأجيج ي ي يع ق ييليع كبييتريهي ي"يينيبييفنيدجعيائييهيع ي يغلييوي لفهييايهييذعيع طيياب ي‬

‫فني"هق‪:‬فنييستديزلي"نهميقص يبن‪:‬سه يف يف تحيع ةنفيعإلدهاب يشبابي‬


‫ّ‬ ‫جئتج يقصصيشبابي عات‬

‫يع عخل يع شك يع خيان يجع ظنو يجالييةتفو ي لاياحيعإلنساني ي"ةنايجالي نوعنا يبطلي‬ ‫يعيشو يع‬

‫ع تجعي ي يقائييلي"ا ييتعيية بييتيع بشييتيأش ي عتدعيبطييبةهمييس ي اقو يع ق ييل يحفييثيي‪ :‬ي يبييابيع سييتديب ل ي ل ي‬

‫ج ودي ي كي ي"ييايع اييياحا ي"ييايع ييوتا ي"ييايع خفييتا ي"ييايع شييتاي) يفهييوييييتريأ ّ يع بشييتيأش يتعديبييا ‪:‬طتح ي‬

‫علهي يج يسيففهمي"نيع قيميعإلنساني يإالّيعاللميهذعي"اي ةلهيي ادسيع ق يليج ري ي يهي‬


‫ي فلو يإ حيعالف ت ّ‬

‫"اييبتدهيف يج وده يفي ليتي بيتي" ادلي يع ق يلي ذعئيه يألنيهيع وحفي يع يذ ييرةليهيليةفذعيج"نسير اي"ي ي‬

‫ذعئييه يجبا نسييب ي بيياق يع شخصييياتيفرنهييايعشي تزليفي يفكيتحيأ ّ يع ييوتيهييويع سييبفليإ ييحيع خي صي"ييني‬

‫ع صتععيجع ش ليع ذ ييعيشو يفيه‪ .‬ي‬

‫‪77‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫●القرآن الكريم‬

‫المصادر‪:‬‬

‫لا لي ي م ط لولي ي نط‬ ‫يي‪،‬‬ ‫‪ .1‬بش ييمر ي‪ ،‬ييالط الي ي م الولام ييم تل للكوي ي الق ييض الكوي يرالط يلش ييل ا‬

‫‪9112‬م‪.‬‬

‫المعاجم‪:‬‬

‫‪ .9‬إب يراهكم تنييكو لآلييرلنط الوالييم اللمييكاط يلوييع الة ي الار ك ي لي ي الشييرلا اللللك ي ط ‪10‬ط‬

‫‪9110‬م‪.‬‬

‫‪11‬ط لول نط ‪1229‬م‪.‬‬ ‫‪ .3‬ابن يلظل طلس ن الاربط دا الك ب الاةوك ط‬

‫‪ .0‬تحول بن ف سط يق يكو الة ط تح عول السمم ه لنط ج ‪13‬ط دا ال‪،‬كرط ‪1292‬م‪.‬‬

‫‪ .1‬الخةمض بن تحول ال‪،‬راهمليط يالم الامنط تح دمحمي الوخزليال لإبراهكم السورائالط ج‪19‬ط د ‪.‬‬

‫‪10‬ط لول نط ‪9111‬م‪.‬‬ ‫‪ .6‬ال‪،‬مرلز آب ديط الق يلس الوحكاط دا الك ب الاةوك ط‬

‫‪11‬ط لول نط ‪9119‬م‪.‬‬ ‫لةلشرط‬ ‫( نقل الرلاي )ط دا الله‬ ‫‪ .9‬لطكف زي لنط يالم الوصطةح‬

‫‪11‬ط تلنوط ‪9111‬م‪.‬‬ ‫ال لآلرلنط يالم السردي ط دا دمحم عةال لةلشرط‬ ‫‪ .8‬دمحم الق‬

‫المراجع العربية‪:‬‬

‫لاللشيرط‬ ‫‪ .2‬تحول اللعكوالط إيق ع الزين فال الرلاي الار ك الوا صرةط الوؤمس الار ك لةل ام‬

‫‪11‬ط ‪9110‬م‪.‬‬

‫لاللشيرط‬ ‫إبيراهكم نصير سط الوؤمسي الار كي لةل امي‬ ‫‪ .11‬تحول يرشيلط الولكي لالل لي فيال لايي‬

‫‪11‬ط لول نط ‪9111‬م‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪19‬ط‬ ‫لاللشيرط‬ ‫السرد فال اللظري لال طومي‪،‬ط الوؤمسي الار كي لةل امي‬ ‫‪ .11‬تيل يلمفط تقلك‬

‫‪9111‬م‪.‬‬

‫‪11‬ط اللا الوكض ءط ‪1282‬م‪.‬‬ ‫د ام ‪ :‬م لط‬ ‫‪ .19‬حومل لحولانالط تمةل ك الرلاي ط يلشل ا‬

‫‪ .13‬حومل لحولانالط بلك اللص السردي يين يلظيل اللقيل ايدبيالط الورليز ال قي فال الار يال لةط عي‬

‫‪13‬ط ‪9111‬م‪.‬‬ ‫لاللشر لال لزيعط اللا الوكض ءط‬

‫‪ .10‬حلي ي ن دمحم يلم يية حو ييلدةط الزي نكي ي ل لكي ي الش ييار الوا ص ييرط ا ييلا الك ي ي ب الاي ي لوال لةلش يير‬

‫‪19‬ط عو ن‪.‬‬ ‫لال لزيعط‬

‫‪11‬ط الييلا‬ ‫‪ .11‬مييامل يقطييمنط الكييمم لالخويير ( يقليي لةسييرد الار ييال )ط الورلييز ال قي فال الار ييالط‬

‫الوكض ءط ‪1229‬م‪.‬‬

‫‪ .16‬ميامل يقطييمنط تحةمييض الخطي ب الرلائييالط (الييزين‪ -‬السييرد‪ -‬ال وئمير)ط الورلييز ال قي فال الار ييالط‬

‫‪3‬ط اللا الوكض ءط ‪.1229‬‬

‫‪ .19‬مييومر الورزل ييال لاومييض ش ي رط يييللض إليية نظريي القص ي ط دا الشييؤلن ال ق كي الا ي ي ط د ط‬

‫الاراا‪.‬‬

‫‪ .18‬مم از ممط بل ء الرلاي ط د ام يق ن فال ثمثك نلمب يح‪،‬لظط الهمئ الا ي لةك بط يصر‬

‫‪ .12‬ش يري ا تحوييل ش يري اط تطييل الولك ي ال‪،‬لك ي فييال القص ي اللزائري ي الوا ص يرة (‪)1281-1209‬ط‬

‫ديش‪،‬ط ‪.1228‬‬

‫عوييل الرحوي ن يلكييفط الورلييز ال قي فال الار ييالط‬ ‫‪ .91‬صي لح ابيراهكمط ال‪،‬ضي ء لل ي السييرد فييال لايي‬

‫‪11‬ط ‪9113‬م‪.‬‬ ‫اللا الوكض ءط‬

‫‪ .91‬صي حك عوييلة ز ييربط سي ن لل‪،‬ي نالط او لكي السييرد فييال الخطي ب الرلائييالط دا يلييل ليط‬

‫‪1‬ط عو نط ‪.9116‬‬

‫‪80‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ .99‬عوييل الو ل ي يرت ي فط فييال نظريي ي الرلاي ي (بحييد فييال تقلكي ي السييرد)ط الولةييو الييل لال لة ق في ي‬

‫لال‪،‬للن لاآلدابط الكليتط د ط ‪.1228‬‬

‫‪ .93‬عول الولام الوكمديط الشخصك لمو ته ط يؤمس ش ب الل يا ط ا م لل ي ط ‪.9116‬‬

‫اتح د الاربط ديش‪9118 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ .90‬عور عكمنط فال يل هج تحةمض الخط ب السرديط يلشل ا‬

‫‪1‬ط الوؤمس ي الار كي ي لةل امي ي‬ ‫‪ .91‬فري ي ل ل ي ييض مييو ح ط م ييم الشخصييك ف ييال لايي ي حل ي يملي ي ط‬

‫لاللشرط اي دنط ‪.1222‬‬

‫ليل هج)ط دا الحير لةلشير لال لزييعط‬ ‫‪ .96‬دمحم بلعزةط الللمض إلة تحةمض اللص السردي (تقلك‬

‫‪1‬ط الو ربط ‪.9119‬‬

‫لاللشيرط اي دنط‬ ‫‪ .99‬يه حسن صراليط الزين فال الرلاي الار كي ط الوؤمسي الار كي لةل امي‬

‫‪11‬ط ‪9110‬م‪.‬‬

‫ال امييل )ط‬ ‫الو ي ن فييال ثمثك ي حل يمل ي ( ح ي ي يح ي ط الييل ض الو ي تر‬ ‫‪ .98‬يهييلي عومييليط او لك ي‬

‫‪11‬ط ديش‪،‬ط ‪9111‬م‪.‬‬ ‫الهمئ الا ي السل ي لةك بط‬ ‫يلشل ا‬

‫الهمئي الا يي السييل ي‬ ‫‪ .92‬يكسي ء مييةكو نط الولكي السييردي فييال ل ي ب ا ي ي ع لالوؤانسي ط يلشييل ا‬

‫لةك بط ديش‪،‬ط ‪.9111‬‬

‫‪ .31‬نض ل ص لحط اللزلع ايمطل ي فيال الرلايي الار كي الوا صيرةط إتحي د الك ي ب الايربط ديشي‪،‬ط‬

‫‪9111‬م‪.‬‬

‫‪1‬ط‬ ‫ميلاء لةلشير لال لزييعط‬ ‫تش مةه ال‪،‬لالط دا‬ ‫السرد لآلك‬ ‫‪ .31‬ن‪،‬ة حسن تحول الازيط تقلك‬

‫عو نط ‪.9111‬‬

‫‪ .39‬هك م شع نط السرد الرلائيال فيال تعوي ل ابيراهكم نصير سط دا الكليلي لةلشير لال لزييعط عوي نط‬

‫‪9111‬م‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪11‬ط ‪1221‬م‪.‬‬ ‫لء الولهج الولمليط دا ال‪ ،‬ابالط‬ ‫السرد الرلائال فال‬ ‫‪ .33‬يولة الاملط تقلك‬

‫المراجع المترجمة‪:‬‬

‫فال اآلداب ايالوك ط تر‪ :‬إبيراهكم يصيط‪،‬ةط دا‬ ‫‪ .30‬آ ن لب اري هط نحل لاي اليلةط د ام‬

‫ط الق هرة‪.‬‬ ‫الوا‬

‫‪ .31‬ام ي ار املمييت لآلييرلنط نظري ي السييرد ييين لاه ي اللظيير إليية ال وئمييرط تيير‪ :‬ن ي اال يصييط‪،‬ةط‬

‫‪1‬ط ‪.1282‬‬ ‫ديوال لالل ياالط‬ ‫الحلا ا‬ ‫يلشل ا‬

‫‪ .36‬ام ار املمتط لط ب الح ي ط تر‪ :‬دمحم يا صم لآليرلنط الهمئي الا يي لةوطي بع اييمريي ط‬

‫‪9‬ط ‪.1229‬‬

‫‪1‬ط ‪.9113‬‬ ‫‪ .39‬امرالل برنوط يلس السردي ط تر‪ :‬السمل إي مط يمريت لةلشر لالواةلي ط‬

‫لاللش يير‬ ‫ل ييب هةسي ي ط الوؤمسي ي الل يعكي ي لةل امي ي‬ ‫الو ي ي نط ت يير‪:‬‬ ‫م لن ش ييم ط او لكي ي‬ ‫‪.38‬‬

‫‪9‬ط ‪.1280‬‬ ‫لال لزيعط لول نط‬

‫الرلائك ط تر‪ :‬مامل بن لرادط تقليم عول ال‪ ،‬ح لمةكطلط‬ ‫‪ .32‬فمةمب ه يلنط مكوملللاك الشخصك‬

‫‪1‬ط ‪.9113‬‬ ‫دا الحلا لةلشر لال لزيعط‬

‫‪11‬ط مييل ي ط‬ ‫لاللشيير لال لزيييعط‬ ‫‪ .01‬يي ن يل‪،‬ريييلط يييللض إليية نظريي السييردط دا تملييلال لةل امي‬

‫‪9111‬م‪.‬‬

‫المجالت‪:‬‬

‫‪ .01‬حسن شلنلي لإزادة لريمط ؤي إلة الال صر الرلائك ط السل ال ل ط الالد الا شر‪.‬‬

‫‪ .09‬عوييل الرحو ي ن حوييلانط الشخصييك الرئكسييك فييال لاي ي عويير يظهيير فييال القييلس لةرلائييال نلمييب‬

‫الككمنالط لةك ايدبط الل يا اإلمميك ط زةط ‪9111‬م‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫فهرس املوضوعات‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫شكر وعرفان‬
‫إهداء‬
‫إهداء‬
‫أ‬ ‫مقدمة ‪....................................................................................‬‬
‫‪3‬‬ ‫مدخل ‪....................................................................................‬‬
‫‪3‬‬ ‫مفاهيم حول السرد وأشكاله‪...............................................................‬‬
‫‪3‬‬ ‫مفهوم السرد‪......................................................................‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪ -1-1‬لغة‪.....................................................................‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪ -2-1‬اصطالحا‪...............................................................‬‬
‫‪5‬‬ ‫أنماط السرد‪.......................................................................‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪ -1-2‬السرد الموضوعي‪........................................................‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪ -2-2‬السرد الذاتي‪.............................................................‬‬
‫‪7‬‬ ‫مكونات السرد‪....................................................................‬‬ ‫‪-3‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪ -1-3‬الراوي‪.........................................................‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪ -2-3‬المروي‪........................................................‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪ -3-3‬المروي له‪...............................................................‬‬
‫الفصل األول‪ :‬بنية الشخصية في رواية اختالط المواسم‬
‫‪11‬‬ ‫‪ -1‬مفهوم الشخصية‪.................................................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ -1-1‬لغة‪.................................................................‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪ -2-1‬اصطالحا‪........................................................‬‬
‫‪13‬‬ ‫أنواع الشخصيات‪.................................................................‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪ -1-2‬الشخصيات الرئيسية‪.....................................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ -2-2‬الشخصيات الثانوية‪.....................................................‬‬
‫‪22‬‬ ‫أبعاد الشخصية‪...................................................................‬‬ ‫‪-3‬‬
‫‪22‬‬ ‫‪ -1-3‬البعد المادي ‪............................................................‬‬
‫‪23‬‬ ‫‪ -2-3‬البعد النفسي‪............................................................‬‬
‫‪25‬‬ ‫‪ -3-3‬البعد االيديولوجي‪........................................................‬‬
‫‪26‬‬ ‫‪ -4-3‬البعد االجتماعي‪.........................................................‬‬
‫‪27‬‬ ‫عالقة الشخصيات بالمكونات االخرى‪..............................................‬‬ ‫‪-4‬‬
‫‪28‬‬ ‫‪ -1-4‬عالقة الشخصيات بالحدث ‪..............................................‬‬

‫‪84‬‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫‪29‬‬ ‫‪ -2-4‬عالقة الشخصيات بالمكان‪...............................................‬‬


‫‪33‬‬ ‫‪ -3-4‬عالقة الشخصيات بالزمن‪................................................‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬البنية الزمكانية في رواية اختالط المواسم‬
‫‪35‬‬ ‫مفهوم الزمن ‪.....................................................................‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪35‬‬ ‫‪ -1-1‬لغة‪......................................................................‬‬
‫‪33‬‬ ‫‪ -2-1‬اصطالحا‪...............................................................‬‬
‫‪37‬‬ ‫المفارقات الزمنية‪..................................................................‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪37‬‬ ‫‪ -1-2‬االسترجاع‪..............................................................‬‬
‫‪38‬‬ ‫‪ -1-1-2‬االسترجاعات الخارجية‪......................................................‬‬
‫‪43‬‬ ‫‪ -2-1-2‬االسترجاعات الداخلية‪.......................................................‬‬
‫‪42‬‬ ‫‪ -3-1-2‬االسترجاعات المختلطة‪.....................................................‬‬
‫‪42‬‬ ‫‪ -2-2‬االستباق‪..............................................................‬‬
‫‪43‬‬ ‫‪ -1-2-2‬االستباق كتمهيد‪...........................................................‬‬
‫‪45‬‬ ‫‪ -2-2-2‬االستباق كإعالن‪...........................................................‬‬
‫‪43‬‬ ‫الديمومة‪.......................................................................‬‬ ‫‪-3‬‬
‫‪47‬‬ ‫‪ -1-3‬تسريع السرد‪..........................................................‬‬
‫‪47‬‬ ‫‪ -1-1-3‬الخالصة‪..................................................................‬‬
‫‪48‬‬ ‫‪ -2-1-3‬الحذف‪....................................................................‬‬
‫‪41‬‬ ‫‪ -‬الحذف الصريح‪...............................................‬‬
‫‪41‬‬ ‫‪ -‬الحذف الضمني ‪.............................................‬‬
‫‪53‬‬ ‫‪ -‬الحذف االفتراضي‪............................................‬‬
‫‪53‬‬ ‫‪ -2-3‬تبطئة السرد‪..........................................................‬‬
‫‪53‬‬ ‫‪ -1-2-3‬الوقفة‪.....................................................................‬‬
‫‪51‬‬ ‫‪ -2-2-3‬المشهد‪....................................................................‬‬
‫‪57‬‬ ‫التواتر‪.........................................................................‬‬ ‫‪-4‬‬
‫‪57‬‬ ‫‪ -1-4‬السرد المفرد‪..........................................................‬‬
‫‪58‬‬ ‫‪ -2-4‬السرد التكراري‪........................................................‬‬
‫‪58‬‬ ‫‪ -3-4‬السرد المتشابه‪........................................................‬‬
‫‪51‬‬ ‫مفهوم المكان‪...................................................................‬‬ ‫‪-5‬‬
‫‪51‬‬ ‫‪ -1-5‬لغة‪...................................................................‬‬

‫‪85‬‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫‪33‬‬ ‫‪ -2-5‬اصطالحا‪...........................................................‬‬
‫‪31‬‬ ‫أنواع األمكنة‪.................................................................‬‬ ‫‪-3‬‬
‫‪31‬‬ ‫‪ -1-3‬أمكنة مغلقة‪.........................................................‬‬
‫‪37‬‬ ‫‪ -2-3‬أمكنة مفتوحة‪.......................................................‬‬
‫‪71‬‬ ‫خاتمة‪...............................................................................‬‬
‫‪75‬‬ ‫ملحق‪...............................................................................‬‬
‫‪79‬‬ ‫قائمة المصادر والمراجع‪.............................................................‬‬
‫‪83‬‬ ‫فهرس الموضوعات‪.................................................................‬‬

‫‪86‬‬

You might also like