You are on page 1of 204

‫‪Table of Contents‬‬

‫‪Titel‬‬
‫معلومات عن الرواية‬
‫ملخص لمسرحية روميو وجولييت *مهم*‬
‫الفصل الأول‬
‫الفصل الثاني‬
‫الفصل الثالث‬
‫الفصل الرابع‬
‫الفصل الخامس‬
‫الفصل السادس‬
‫الفصل السابع‬
‫الفصل الثامن‬
‫الفصل التاسع‬
‫الفصل العاشر‬
‫الفصل الحادي عشر‬
‫الفصل الثاني عشر‬
‫الفصل الثالث عشر‬
‫الفصل الرابع عشر‬
‫الفصل الخامس عشر‬
‫الفصل السادس عشر‬
‫الفصل السابع عشر‬
‫الفصل الثامن عشر‬
‫الفصل التاسع عشر‬
‫الفصل العشرين‬
‫الفصل الواحد والعشرين‬
‫الفصل الثاني والعشرين‬
‫الفصل الثالث والعشرين‬
‫الفصل الرابع والعشرين‬
‫الفصل الخامس والعشرين (نهاية القصة الرئيسية)‬
✔️ ‫جولييت وشكسبير‬
.....

Published: 2023
Source: https://www.wattpad.com
‫معلومات عن الرواية‬

‫الأسم بالكوري ‪. 줄리엣 생존기 :‬‬


‫الأسم بالأنجليزي ‪. Juliet's survival story :‬‬
‫الأسم بالعربي ‪ :‬قصة نجاة جولييت ‪.‬‬
‫عدد الفصول ‪ ٢٥ :‬فصل أساسي ‪ ٣ +‬فصول جانبية ‪ ،‬بمجموع ‪ ٢٨‬فصل ‪،‬‬
‫والرواية من مجلد واحد ‪.‬‬
‫النبذة ‪:‬‬
‫بعد أن عاشت ككور ية عادية ‪ ،‬ذات يوم ‪ ،‬أصبحت فجأة جولييت كابوليت ‪.‬‬
‫للحظة ‪ ،‬كنت أخشى أن تكون جولييت هذه هي جولييت المشهورة بالمأساة‬
‫‪.‬‬
‫وأدركت أن هذا عالم مختلف تمام ًا عن العالم الأصلي ‪ ،‬لذا قررت أن أعيش‬
‫حياة سلمية بدون روميو ‪.‬‬
‫ومع ذلك ‪ ،‬ظهر كائن ألقى بحجر على هذا السلام ‪...‬‬
‫" أنا أكتب مسرحية مع أستخدام الآنسة جولييت كبطلة "‬
‫بعد ظهور و يليام شكسبير مؤلف كتاب روميو وجولييت ‪ ،‬تحققت جميع‬
‫الأحداث من حولي وفق ًا للنص الذي يكتبه ‪.‬‬
‫إلى جولييت ‪ ،‬التي لا تهتم إلا بالنجاة ‪ ،‬والعاشق المأساوي روميو ‪ ،‬لا ‪...‬‬
‫بل وليام الجاني وراء كل هذا يقترب منها ؟!‬
‫' هل يستطيع شكسبير إكمال مثل هذه القصة حتى لو وقع في حبي تمام ًا ؟'‬
‫وليام ‪ ،‬الذي لا يعرف شيًئا و يحاول إنهاء القصة وفق ًا للقصة الأصلية ‪،‬‬
‫وجولييت التي تحاول البقاء على قيد الحياة عن طر يق تغيير المأساة التي تم‬
‫تحديدها مسبق ًا ‪.‬‬
‫يا ترى ما هي نهاية تحفتهم الجديدة ‪...‬؟!‬
‫ملخص لمسرحية روميو وجولييت *مهم*‬

‫بما أن القصة كلها عن قصة روميو وجولييت قررت أسوي ملخص عن‬
‫المسرحية للي مكسل يروح ويبحث عنها ‪ ،‬يلا خنبدأ ‪:‬‬
‫مسرحية روميو وجولييت ‪ ،‬في البداية كان روميو عاشق ولهان لفتاة نبيلة‬
‫تدعى روزالين ‪ ،‬ولكن روزالين هذه كانت ترفضه وتصده وكان صديق روميو‬
‫ماركيشيو يقول له بأن يتركها وبأنه سيجد امرأة أكثر نبلا ً وجمالا ً منها ‪ ،‬ولكن‬
‫الحمار ما يتوب ‪ ،‬ولما سمع أنه هناك حفلة تنكر ية وستذهب إليها محبوبته روزالين‬
‫قرر الذهاب إليها مع اصدقائه ‪ ،‬وفي الحفلة استمرت روزالين برفضه وعندها‬
‫ادرك روميو الحمار أن روزالين العاقلة وهو ما عندهم مستقبل ‪ ،‬وفي هذه الحفلة‬
‫سوف يقابل جولييت الفتاة الحسناء النبيلة ‪ ،‬وسوف يقعون بحب بعضهم‬
‫البعض ولكنهم سيكتشون ان عائلاتهم معادية لبعضهم البعض لذلك سيتزوجون‬
‫بالسر وسيحضرون قس ليتم الزواج ‪ ،‬وستمر الايام وجولييت وروميو الحمير‬
‫واقعين بحب بعضهم وإلخ ‪ ،‬ولكن في يوم من الأيام أكتشفت جولييت أن‬
‫والدها قد وافق على تزو يجها لنبيل كونت يدعى باريس ولهذا انطلقت لذاك‬
‫القس الحمار الثالث وقالت له بالموضوع وقال لها بأن تنتقل لتعيش بمنزل زوجها‬
‫روميو فعندها ستقبل عائلتها بالأمر الواقع ‪ ،‬ولكنها لم تأخذ ولد عمها تيبالت‬
‫بعين الأعتبار عشان كذا أنطلق لمبارزة روميو ولكن الجبان جبان ورفض‬
‫المبارزة ولهذا أنطلق صديقه المقدام الشجاع الشهم ماركيشيو للمبارزة بدلا ً من‬
‫صديقه روميو الجبان ‪ ،‬ولكن سيموت ماركيشيو الشهم وسيحاول روميو‬
‫الانتقام وقتل تيبالت ولكن سيتم نفيه من الدولة وإلخ وقبل أن تتزوج جولييت‬
‫من باريس أنطلقت للقس الحمار الذي أخبرها بأن تشرب منوم سيجعلها تنام‬
‫ليومين كاملتين وكأنها ميته وعندها لن تتزوج باريس وأنه سيرسل مرسول‬
‫لروميو ليعلمه بالخطة ‪ ،‬ولكن ماذا حدث ؟‪ ،‬لم يصل المرسول لروميو !‪ ،‬وعندما‬
‫سمع روميو بخبر وفاة حب حياته جولييت (التي هي في الواقع نائمة) أنطلق‬
‫عائدا ً لها ‪ ،‬وعندما وصل وجدها فوق تابوتها ولاتزال جميلة وعندها أتى باريس‬
‫وحدثت مبارزة بينهما وأنتصر روميو ولكنه ذهب لعند جولييت وشرب السم‬
‫لكونه لا يستطيع العيش من دونها ومات بجانب محبوبته ‪ ،‬وعندما أستيقظت‬
‫جولييت من نومها ووجدت روميو محبوبها ميت أخذت الخنجر وطعنت قلبها ‪،‬‬
‫وفلتخمنوا ماذا فعل القس ؟‪ ،‬أخبر العائلتين عن حبهم الطاهر وإلخ وتصالحت‬
‫العائلتان ‪.‬‬
‫الفصل الأول‬

‫[ رأيت اليوم امرأة ً جميلة ً ‪ ،‬تمكنت من الحصول على اسمها من خلال سؤال‬
‫الناس ‪ ،‬جولييت كابوليت ‪.‬‬
‫أريد أن أكتب أول عمل لي في بيرنرك لجولييت ]‬
‫***‬
‫" أتقولين أنكِ لن تدعين أحدًا من المونتيغيو ؟"‬
‫سألت بفضول بينما كنت أفرز المدعوين إلى الحفلة ‪.‬‬
‫لم تكن العلاقة بين عائلة كابوليت ومونتيغيو سيئة بالأمس أو اليوم ‪ ،‬ولكن‬
‫منذ أن أصبحت جولييت ‪ ،‬لم أقم بدعوة مونتيغيو أبد ًا ‪.‬‬
‫لقد كانت مسألة حياء ‪ ،‬فلقد كان من السهل أن يُنظر إلي على أنني غير‬
‫متعلمة إذا رفضت عائلة بشكل أعمى لمجرد أننا لم تتعايش جيدًا ‪.‬‬
‫" حسنًا ‪ ،‬ولكن هل تحتاجين حق ًا إلى دعوة عائلة العدو ؟"‬
‫جعلتني كلمات أمي الحادة أشعر بعدم الارتياح على نحو غريب ‪.‬‬
‫كان صحيح ًا أن عائلة مونتيغيو ومنزلنا لم يكونا على علاقة جيدة ‪ ،‬ولكن ليس‬
‫إلى درجة كونهما عائلة العدو ‪ ،‬لم تكن هناك عداءات سياسية أو حوادث‬
‫عداء عائلي ‪ ،‬لقد كانت مجرد علاقة سيئة حيث تراكمت الأشياء التافهة من‬
‫الجيل السابق الواحدة تلو الأخرى ‪ ،‬وحاولوا إحراج بعضهم البعض إذا التقيا في‬
‫العالم الاجتماعي ‪.‬‬
‫كانت الأمور تأخذ منعطف ًا غريبًا ‪ ،‬التغيير المفاجئ جعلني أشعر بعدم‬
‫الارتياح كما لو أن الأرض كانت تهتز ‪ ،‬وهز إعلان والدتي المفاجئ جذور‬
‫السبب الوحيد الذي جعلني أشعر بالارتياح ‪ ،‬بعد أن أصبحت جولييت ‪.‬‬
‫أصبحت جولييت ‪ ،‬بعبارة أخرى ‪ ،‬لم أكن جولييت قبل سبع سنوات ‪.‬‬
‫لا يمكن لأي شخص أن يفهم بسهولة اليأس الذي شعرت به إذا أصبحت‬
‫فجأة جولييت كابوليت والمونتيغيو الذين لم أتعايش معهم ‪ ،‬لأن لا أحد يعرف‬
‫ما سيحدث لجولييت ‪.‬‬
‫عندما أدركت الموقف لأول مرة ‪ ،‬قررت الهروب ‪ ،‬كنت في الثالثة عشرة‬
‫من عمري في ذلك الوقت ‪ ،‬من حيث السن الكوري ‪ ،‬كنت في الخامسة‬
‫عشرة من عمري ‪ ،‬لكني كنت صغيرة بلا شك ‪ ،‬لكن سن الثالثة عشر كان‬
‫أيضًا هو العمر الذي ماتت فيه جولييت ‪ ،‬واضطررت إلى الإسراع قبل أن‬
‫أتأخر وأواجه مأساة ‪.‬‬
‫(يب جولييت خقت على روميو وهي عمرها ‪ ١٣‬وروميو كان عمره ‪ ، ١٤‬كانوا‬
‫)‬ ‫أطفال ومع ذلك أنتحروا عشان بعض 💀‬
‫' ماذا تفعلين ؟'‬
‫عندما كنت على وشك المغادرة ‪ ،‬تحدث أحدهم معي بهدوء ‪.‬‬
‫' أنت تعرفني ؟'‬
‫' عن ماذا تتحدثين ؟'‬
‫لن أنسى أبد ًا النظرة على وجهه كما لو كان ينظر إلى أعظم حمقاء في العالم ‪،‬‬
‫وكان ذلك الطفل الشرير هو روميو ‪.‬‬
‫المكان الذي يلتقي فيه روميو بجولييت في العمل الأصلي هي قاعة الرقص‬
‫التي تسلل إليها ‪ ،‬وكان حديث روميو مع جولييت بهدوء أمام بوابة الكابوليت‬
‫غريبًا بالتأكيد ‪ ،‬إلى جانب ذلك ‪ ،‬لم يكن هناك أي أثر للرومانسية في لهجته‬
‫الفظة ‪ ،‬لذا قمت بمراجعة خطتي بالكامل ‪.‬‬
‫بينما كنت أشاهد الموقف ‪ ،‬أدركت بعض الأشياء ‪ ،‬عاش المونتيغيو‬
‫والكابوليت في الجوار ولكن لم ينسجموا جيدًا ‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬لم يكن كافيا ً أن‬
‫نطلق على بعضنا اسم العدو ‪.‬‬
‫كان روميو وجولييت أصدقاء طفولة منذ أن كانا في السادسة من عمرهم ‪،‬‬
‫وكان من الصعب بعض الشيء تلقيبهم بأصدقاء ‪ ،‬ولكن لم يكن هناك شك في‬
‫أنهم يعرفون بعضهم البعض لفترة طو يلة ‪ ،‬أخير ًا ‪ ،‬لم تكن هذه فيرونا ‪ ،‬بل بلد ًا‬
‫يحمل اسمًا خياليًا يسمى بيرنرك ‪.‬‬
‫استنتجت لم يكن هذا هو عالم ' روميو وجولييت '‪ ،‬على الأقل لم تكن '‬
‫روميو وجولييت ' التي كتبها شكسبير ‪ ،‬وتمكنت أخير ًا من الاستقرار في الحياة‬
‫الجديدة براحة البال ‪.‬‬
‫لكنهم الآن يتحدثون عن عائلة العدو ‪.‬‬
‫" جولييت ‪ ،‬ساعديني في الزينة هنا "‬
‫كما لو أن مشاعري بالخيانة لا علاقة لها بها ‪ ،‬كان القصر على قدم وساق‬
‫يستعد للحفلة ‪ ،‬وأعطت لي أمي خرز ًا زجاجيًا لامع ًا من الرخام ‪.‬‬
‫" الخرز جميل "‬
‫" إنها ليست مجرد كرات زجاجية ‪ ،‬هذه هي التحفة السحر ية يا فتاة ‪،‬‬
‫تعاملي مع الأمر بمزيد من العناية "‬
‫بمجرد أن أنهت الأم كلماتها ‪ ،‬بدأ الرمل داخل الخرز يتلألأ ويتألق ‪ ،‬تبعث‬
‫كل حبة رمل شعاعًا واحدًا من الضوء ‪ ،‬وينكسر الضوء على سطح الخرز‬
‫الزجاجي و يصب في جميع الاتجاهات ‪ ،‬نظرت إليه وفمي مفتوح ‪.‬‬
‫كانت التحفة هي السحر الوحيد الموجود هنا ‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬لم يكن سحرًا‬
‫يمكنك التحكم فيه كما تشاء ‪ ،‬كما كنت أتخيل ‪ ،‬أيضًا ‪ ،‬لا يمكنك إيقاف تنشيط‬
‫السحر لمجرد أنك لا تريد ذلك ‪ ،‬لقد اختارت التحف السحر ية سيدها من‬
‫الفنانين الموهوبين ‪.‬‬
‫كانت لها تأثيرات روائع متنوعة ‪ ،‬كان اللمعان مثل الرخام الزجاجي في يدي‬
‫ينتمي إلى شيء بسيط للغاية ‪ ،‬عندما تسكن التحفة السحر ية في سيف صنعه‬
‫حرفي بارز ‪ ،‬فإنها تصبح سيف ًا سحري ًا يمكنه قطع أي شيء ‪ ،‬أظهر كتاب‬
‫القصص الخيالية الذي اختارته التحفة محتو يات الحكاية الخيالية التي تطفو في‬
‫الهواء مثل الرسوم المتحركة ‪.‬‬
‫يمكن أن يصبح الفن الغير مادي والأشياء الملموسة من روائع الفن ‪ ،‬في‬
‫بعض المسرحيات ‪ ،‬تبع ًا للطقس أثناء المسرحية ‪ ،‬هطل المطر داخل المسرح ‪،‬‬
‫مما تسبب في معاناة الناس ‪ ،‬بالنظر إلى ذلك ‪ ،‬بدا أن تأثير التحفة السحر ية لم‬
‫يكن مفيدًا دائمًا ‪ ،‬تأثيره ‪ ،‬سواء كان جيدًا أو سيًئا ‪ ،‬لم يكن معروفًا حتى تم‬
‫تنشيط السحر ‪.‬‬
‫تشترك جميع التحف في شيء واحد ‪ ،‬لا تتلف التحف بأي شكل من‬
‫الأشكال ‪.‬‬
‫لذلك كانت كلمات والدتي للتعامل معها بحذر عبثًا ‪ ،‬حتى لو رميت هذا‬
‫الزجاج الزجاجي على الأرض الآن ‪ ،‬فلن ينكسر ‪ ،‬كررت رمي​​الكرات في‬
‫الهواء والتقاطها ‪.‬‬
‫" جولييت !"‬
‫" نعم امي ‪ ،‬هل يمكنني وضع هذا هنا ؟"‬
‫رفعت الأم صوتها ‪ ،‬وسرعان ما أنزلت الخرزات وساعدت في الزخرفة ‪،‬‬
‫بعد الانتهاء من عملي ‪ ،‬عدت إلى مقعدي الأصلي وبدأت في تنظيم الدعوات‬
‫مرة أخرى ‪ ،‬لكني سرعان ما تباطأت ‪.‬‬
‫لأكون صادقة ‪ ،‬كنت أتمنى ألا تحدث هذه الحفلة الراقصة أبد ًا ‪.‬‬
‫كنت خائفة من التغيير الذي طرأ على والدتي ‪ ،‬التي أصبحت فجأة عنيدة ‪،‬‬
‫وكنت خائفة من العلاقة بين العائلتين التي كانت تتدهور تمام ًا مثل الأصل ‪.‬‬
‫توقفت يدي التي كانت تمسك بالدعوات ‪.‬‬
‫[ وليام شكسبير ]‬
‫شعرت بظهور رغبتي بالصراخ برعب ‪ ،‬كان اسمًا مألوفًا جدًا ‪ ،‬وكان اسمًا‬
‫أردت تجنبه أكثر من أي شيء آخر ‪ ،‬من الناحية الفنية ‪ ،‬كان هو من قتل‬
‫جولييت ‪.‬‬
‫حاولت تهدئة عقلي لفترة ‪ ،‬كان شكسبير في نفس العالم الذي أعيش فيه أنا‬
‫وهذا لم يكن مقلق ًا على الإطلاق ‪ ،‬ففي القصة الأصلية ‪ ،‬لم تستطع جولييت‬
‫دعوة شكسبير إلى الحفلة ‪ ،‬كان هذا دليل ًا آخر على أنني لم أكن في العالم‬
‫المأساوي ' روميو وجولييت '‪.‬‬
‫لكن الغريب أن القلق لم يختف ‪ ،‬رفعت رأسي ونظرت حولي ‪ ،‬الأم‬
‫كانت منشغلة بتز يين الصالة ‪ ،‬ولقد أخفيت الدعوة بعناية تحت تنورتي ‪.‬‬
‫على عكس رغباتي ‪ ،‬كان يوم الحفلة يقترب ‪ ،‬تم إرسال جميع الدعوات‬
‫اليوم ‪ ،‬باستثناء الدعوة التي أخفيتها ‪.‬‬
‫حدقت في الدعوة في يدي ‪ ،‬لم تلاحظ والدتي أنني قد سرقت الدعوة ‪،‬‬
‫وعندما جاء يوم الحفلة على هذا النحو ‪ ،‬تمكنت من اجتياز الحفلة بأمان دون‬
‫مقابلته ‪.‬‬
‫لكن شكسبير أنتهي به الأمر إلى كونه شرير ًا تجاهل الدعوة دون أن ينبس‬
‫ببنت شفة ‪ ،‬تركت تنهيدة صغيرة ‪.‬‬
‫السبب الوحيد لعدم رغبتي في إعطاء دعوة لشكسبير هو حدسي ‪ ،‬لم يكن‬
‫هناك سبب لذلك ‪ ،‬نظرت إلى العنوان المكتوب على الدعوة ‪ ،‬يقع منزل‬
‫شكسبير ‪ ،‬حيث عاش و يليام شكسبير ‪ ،‬في منتصف قصر كابوليت وقصر‬
‫مونتيغيو ‪ ،‬كان قريبًا جدًا ‪.‬‬
‫كيف لم أسمع اسمه ؟‪ ،‬حتى أنني زرت قصر شكسبير عدة مرات ‪ ،‬لقد‬
‫كان اسم العائلة مألوفًا جدًا ‪ ،‬لذلك كنت متوترة حتى ذلك الحين ‪ ،‬لكن لم‬
‫يكن هناك أحد باسم و يليام ‪ ،‬كان هناك شيء خاطئ بالتأكيد ‪.‬‬
‫قمت من مقعدي وبدأت في الاستعداد للمغادرة ‪ ،‬لم أستطع البقاء قلقة إلى‬
‫الأبد ‪ ،‬كان علي أن أذهب لأجد هو ية هذا القلق ‪ ،‬وتمسكت بالدعوة في يدي‬
‫‪.‬‬
‫" أنا من عائلة كابوليت ‪ ،‬وأريد أن أرى السيد و يليام شكسبير "‬
‫عندما نقلت الرسالة الموجزة بأن الدعوة كانت مفقودة ‪ ،‬قادني الخادم‬
‫الشخصي إلى غرفة الأستقبال ‪ ،‬قال لي أن أنتظر للحظة وذهب لمناداة وليام‬
‫شكسبير ‪ ،‬جلست على أر يكة الردهة ‪ ،‬وأدركت فجأة أنني كنت أطرق على‬
‫مقبض الأر يكة وتوقفت عن الحركة متأخرة ‪ ،‬وشعرت بقلبي ينبض بسرعة ‪.‬‬
‫بعد فترة وجيزة ‪ ،‬عاد كبير الخدم مع رجل ‪ ،‬عندما وقفت بجانبه ‪،‬‬
‫لاحظت أن قامته الطو يلة وكتفيه العر يضتين بدت وكأنهما أطول من رأسي ‪،‬‬
‫كان الرجل ذو الشعر الأشقر ذو العيون الودية رجلا ً وسيم ًا كلاسيكياً ‪.‬‬
‫نظرت إليه للحظة وكأنني ممسوسة ‪ ،‬لقد كان وجه ًا أكثر ملاءمة للرومانسية‬
‫من روميو ‪ ،‬اعتقدت أن العيون الزرقاء البراقة كانت جميلة ‪.‬‬
‫ومن ثم اتسعت عيناه الزرقاوان ‪.‬‬
‫" جولييت ؟"‬
‫" نعم ؟"‬
‫نظرت إليه بعيون حائرة ‪ ،‬أقسم أنني لم أر هذا الرجل من قبل ‪ ،‬لكن‬
‫كيف يعرف اسمي ؟‪ ،‬بدأ الحذر الذي خفف قليلا على وجهه الوسيم في‬
‫استعادة ميزته ‪.‬‬
‫" المعذرة ‪ ،‬هل التقينا من قبل ‪ ،‬سيد شكسبير ؟"‬
‫" أوه ‪ ،‬لا ‪ ،‬آسف على المفاجأة ‪ ،‬آنسة كابوليت "‬
‫من الواضح أن الرجل بدا خجل ‪ ،‬وبالنظر إلى أطراف أذنيه المحترقة باللون‬
‫الأحمر الفاتح ‪ ،‬انتظرت أن تخرج الكلمات ‪.‬‬
‫" أنا كاتب مسرحي ‪ ،‬لقد مر وقت طو يل منذ عودتي من العمل في بلد آخر‬
‫‪ ،‬لذلك لم أصنع أي مسرحيات هنا حتى الآن ‪ ،‬لكنني أخطط لصنع واحدة‬
‫قريبًا ‪ ،‬لم أقابل الآنسة كابوليت شخصيًا مطلق ًا ‪ ،‬لكنني سمعت العديد من‬
‫القصائد التي تمدحها ‪ ،‬لكن الآنسة التي التقيتها في الحياة الواقعية أجمل بكثير‬
‫من تلك القصائد "‬
‫قال شكسبير بابتسامة حلوة ‪ ،‬لأقول ذلك بنفسي ‪ ،‬كنت ‪ ،‬على الأقل مثل‬
‫جولييت ‪ ،‬جميلة جدًا ‪ ،‬كما قال شكسبير ‪ ،‬كان هناك الكثير من الأشعار‬
‫والشائعات عني في الأوساط الاجتماعية ‪.‬‬
‫لكن إذا سمع عني بهذه الطر يقة ‪ ،‬لما ناداني بأسمي على الفور ؟‪ ،‬نظرت إليه‬
‫دون أن أجيب ‪ ،‬لقد تجنب بصري في خجل ‪ ،‬ولا تزال أذناه ملطخة باللون‬
‫الأحمر ‪.‬‬
‫" لهذا السبب أرغب بأن أكتب مسرحية مع الآنسة جولييت كبطلة ‪ ،‬نظرًا‬
‫لأنني غالبًا ما أكتب أسمكِ في كتاباتي ‪ ،‬فقد ناديتكِ بطر يقة ودية دون أن‬
‫أدرك ذلك ‪ ،‬اعذريني "‬
‫" إنه لشرف كبير أن تكتبني كبطلة "‬
‫في العصر الحديث ‪ ،‬إذا كان الرجل الذي أمامي يكتب رواية عني ‪،‬‬
‫فسيكون ذلك مخيف ًا للغاية ‪ ،‬لكن هنا ‪ ،‬في بيرنرك ‪ ،‬كان الأمر مختلف ًا بعض‬
‫الشيء ‪.‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫على أي حال ‪ ،‬لقد مرت ساعة ‪ ،‬حقيقة أن شكسبير ‪ ،‬الذي كان يعيش في‬
‫المنزل المجاور ‪ ،‬كان يكتب عن جولييت لم يكن ‪ ،‬على الأقل ‪ ،‬العالم الذي‬
‫عشت فيه ‪ ،‬هذا لأنه لا توجد طر يقة للكاتب والشخصية للالتقاء والتحدث في‬
‫الحياة الواقعية ‪.‬‬
‫" آه ‪ ،‬كانت المحادثة ممتعة للغاية لدرجة أنني نسيت العمل تقريبًا ‪ ،‬لقد‬
‫أعددنا حفلة في عائلة كابوليت ‪ ،‬ولقد كتبت والدتي أيضًا دعوة للسيد شكسبير‬
‫‪ ،‬لكن أثناء إرسالها ‪ ،‬فقدتها عن طر يق الخطأ ‪ ،‬لذا أعتذر عن المتاعب "‬
‫بعد أن أعطيته الدعوة التي أخفيتها ‪ ،‬والآن بعد أن اكتشفت أن هو ية قلقي‬
‫كانت وهمًا ‪ ،‬كل ما تبقى هو إنهاء عملي والعودة إلى المنزل ‪.‬‬
‫" آه ‪ ،‬لا بأس فلقد كان الصعب حضور الحفلة في ذلك اليوم بسبب بعض‬
‫الظروف الشخصية ‪ ،‬لذا هل يمكنكِ أن تنتظري للحظة ؟"‬
‫استدعى شكسبير خادمه الشخصي ‪ ،‬وأخذ قلمًا وورقة ‪ ،‬وكتب رسالة‬
‫رفض قصيرة ‪ ،‬للوهلة الأولى ‪ ،‬كان خط اليد أنيق ًا للغاية ‪ ،‬قمت من مقعدي‬
‫بعد أن تلقيت الرسالة التي كتبها ‪ ،‬وتركت في النهاية كلمة تشجيع قصيرة ‪.‬‬
‫' آمل ألا تكون نهاية جولييت في قصة شكسبير مأساو ية '‬
‫لا ‪ ،‬أردت أن أخبره ‪ ،‬لم أقصد أن أكون جادة ‪ ،‬فلطالما لم أكن جولييت‬
‫في القصة ‪ ،‬فلا يهم ما هي النهاية ‪ ،‬لقد كانت مزحة جزئيًا ‪ ،‬وجزئيًا مسألة‬
‫جدية ‪.‬‬
‫لكن لم يخرج صوتي ‪ ،‬هل هو بسبب المزاج ؟‪ ،‬هل أنا حقا لا أتحدث ؟‪،‬‬
‫فتحت فمي مرة أخرى ‪ ،‬لكن الكلمات التي أردت أن أقولها لم تخرج بعد ‪.‬‬
‫ولقد عاد لي القلق الذي اختفى مرة أخرى ‪.‬‬
‫***‬
‫[ جاءت جولييت لرؤيتي ‪ ،‬وابتسمت لي‬
‫أعتقد أنه يمكنني كتابة قصة جميلة اليوم ]‬
‫)‬ ‫(أعشق كلام شكسبير الي كذا🫠‬
‫***‬
‫عدت إلى المنزل وأنا لا أعرف ما الذي يجري ‪ ،‬كنت أرغب في البحث‬
‫عن المزيد من الأدلة في قصر شكسبير ‪ ،‬لكن لم يكن هناك عذر جيد ‪ ،‬في‬
‫الواقع ‪ ،‬لم يكن لدي حتى تلك العقلية ‪ ،‬فلقد كان من شبه المعجزة أنني عدت‬
‫إلى منزلي دون أن أرتكب أي أخطاء ‪.‬‬
‫" أمي ‪ ،‬هناك رسالة من عائلة شكسبير "‬
‫حاولت أن أبقي حواسي مستقيمة ‪ ،‬شكسبير رفض حضور الحفلة ‪ ،‬وإذا‬
‫قمت بتسليم هذه الرسالة بشكل صحيح ‪ ،‬فلن أتمكن من مقابلته بعد الآن ‪.‬‬
‫" رسالة ؟"‬
‫قبلت الأم الرسالة بوجه مرتبك ‪ ،‬وعبست الأم التي قرأت الرسالة بسرعة ‪.‬‬
‫" للأسف ‪ ،‬لقد كنت أتوقع ذلك لأن السيد و يليام من عائلة شكسبير عاد‬
‫منذ فترة "‬
‫" هل هو شخص رائع ؟"‬
‫نظرت إلى والدتي التي أظهرت تعبير ًا واضحًا عن الندم ‪ ،‬كنت بحاجة إلى‬
‫معلومات عن و يليام شكسبير ‪ ،‬مهما كانت صغيرة ‪ ،‬أومأت الأم برأسها ‪.‬‬
‫" لا يزال مجهولا ً في بيرنرك ‪ ،‬لكنه كاتب مسرحي مشهور في ستراتفورد ‪،‬‬
‫كان لدي الكثير من الأسئلة حول المسرحية التالية التي سيعرضها في بيرنرك ‪،‬‬
‫لكن هذا أمر مؤسف "‬
‫لم أسمع اسم شكسبير من قبل ‪ ،‬لذا تساءلت عما إذا كان لا يزال مجهول ًا ‪،‬‬
‫لكن يبدو أنه كان بالفعل كاتبًا مشهور ًا في بلدان أخرى ‪ ،‬حسنًا ‪ ،‬لقد كان‬
‫هذا شكسبير ‪ ،‬إذا كان يكتب مسرحية بالفعل ‪ ،‬فمن الطبيعي أن يكون مشهورا ً‬
‫‪.‬‬
‫" على الرغم من أنه لم يظهر رسميًا في بيرنرك بعد ‪ ،‬إلا أنه مشهور أيضًا بجماله‬
‫الرائع ‪ ،‬أردت حق ًا دعوته إلى هذه الحفلة الراقصة "‬
‫قالت الأم بوجه مليء بالندم ‪ ،‬لقد كان بالتأكيد وجه ًا يستحق أن يكون‬
‫مشهور ًا ‪ ،‬أومأت برأسي دون وعي ‪ ،‬ونظرت أمي إلي بعيون حائرة ‪.‬‬
‫قابلت السيد و يليام من قبل ؟"‬
‫ِ‬ ‫" هل‬
‫" أوه ‪ ،‬كلا ‪ ،‬إذا كان بهذه الوسامة ‪ ،‬فسأود حق ًا أن أراه ‪ ،‬لقد كان من‬
‫الجيد أن يأتي إلى هذه الحفلة ‪ ،‬لكن هذا أمر مؤسف "‬
‫أمالت الأم رأسها للحظة ثم أومأت برأسها أخير ًا ‪.‬‬
‫" ومن ثم سأصعد الطابق العلوي "‬
‫يبدو أنه لن يكون هناك شيء أفضل من الحصول على المزيد ‪ ،‬أنهيت المحادثة‬
‫على عجل وغادرت ‪.‬‬
‫لماذا لم يخرج صوتي ؟‪ ،‬تذكرت ما حدث في قصر شكسبير ‪ ،‬بالكاد تخلصت‬
‫من قلق واحد ‪ ،‬لكن قلق ًا آخر أصابني ‪.‬‬
‫بغض النظر عن مدى تفكيري في الأمر ‪ ،‬لم تأت الإجابة ‪ ،‬كنت بحاجة‬
‫لمزيد من الأدلة ‪ ،‬لكن شكسبير رفض الدعوة إلى الحفلة ‪ ،‬هل يجب أن أجد‬
‫عذر ًا للز يارة مرة أخرى ؟‬
‫هززت رأسي ‪ ،‬كانت فكرة مجنونة ‪ ،‬أنا كنت أرغب في العيش بسلام ‪،‬‬
‫ليس كشخصية في قصة خرافية ‪ ،‬ولكن كإنسانة ‪ ،‬بالنسبة لي ‪ ،‬بدا شكسبير‬
‫كضوء أصفر عند إشارة المرور ‪.‬‬
‫من أجل حياتي الهادئة ‪ ،‬كان علي الابتعاد عن كل شيء يذكرني بالعمل‬
‫الأصلي ‪.‬‬
‫جوليت أو كابوليت هو اسم سيستمر لمدى حياتي ‪ ،‬لذلك لا يمكنني القيام‬
‫بشيء ‪ ،‬ولم أستطع قطع العلاقات مع جميع الشخصيات الثانو ية ‪ ،‬لذلك كان‬
‫علي أن أتحمل ذلك أيضًا ‪ ،‬لكن كان هناك خط لا يمكنني التنازل عنه ‪،‬‬
‫كدليل ‪ ،‬لذا لم أنطق بكلمة لروميو منذ خمس سنوات ‪.‬‬
‫في البداية ‪ ،‬كان روميو غير سعيد للغاية ‪ ،‬كنت سأفعل الشيء نفسه إذا بدأ‬
‫الشخص الآخر الذي كان يلعنني بشكل طبيعي حتى يوم أمس فجأة يتجاهلني ‪،‬‬
‫خاصة ً إذا كان شخصً ا تعرفه منذ الطفولة ‪.‬‬
‫ولكننى فعلتها ‪ ،‬بعد حوالي عام من تجاهل كل الخلافات المستمرة وقلبت‬
‫رأسي بمجرد النظر إلى وجهه ‪ ،‬بدأ روميو في قطع اهتمامه بي ‪ ،‬كان رد فعل‬
‫طبيعي ‪ ،‬فلا لا يمكنه التحدث إلى دمية خشبية كل يوم ‪ ،‬ولقد اختفت النظرة‬
‫المستاءة إلي عندما نلتقي من حين لآخر مع بعضنا البعض تمام ًا بعد أن حصل‬
‫على حبيبة منذ حوالي ‪ 3‬سنوات ‪.‬‬
‫كان من المفترض أن تكون هذه المرة أيضًا ‪ ،‬فلا يمكن للناس أن يجتمعوا‬
‫بقدر ما يريدون ‪.‬‬
‫ماذا أقصد بالقلق ؟‪ ،‬مع العلم أنني لم أكن مسرحية روميو وجولييت‬
‫لشكسبير ‪ ،‬كان ذلك كافيا ً ‪ ،‬أنا متأكدة من أنني اعتقد أنني لم أقلها ‪ ،‬أو‬
‫سأفعل العكس ‪ ،‬فلقد حاولت أن أضع الغطاء بسبب القلق الذي يتسلل إلي ‪.‬‬
‫***‬
‫" الحفلة كانت جميلة جدا ً ‪ ،‬عيون الكابوليت مدهشة حق ًا "‬
‫أنت تبالغين في الثناء "‬
‫" ِ‬
‫نظرت الآنسة روزالين حولها بعيون براقة ‪ ،‬كان وجهي ‪ ،‬الذي خبأته‬
‫ورأسي منخفضًا كما لو كنت خجولة ‪ ،‬به تعبير متعب تمام ًا ‪.‬‬
‫كان شغف الأم مذهلا ً حق ًا ‪ ،‬من بين الزخارف التي تم جمعها حتى الآن ‪،‬‬
‫يبدو أن جميع القطع الرئيسية معروضة في القاعة ‪ ،‬وبفضل ذلك ‪ ،‬امتلأت‬
‫القاعة بكل أنواع السحر ‪ ،‬وكان بالفعل منظرًا طبيعيًا جميل ًا ‪ ،‬لكنني سئمت‬
‫قليلا ً من روعته ‪.‬‬
‫سمعت أن السيد‬
‫ِ‬ ‫" خطر ببالي عندما كنت أفكر في التحف السحر ية ‪ ،‬هل‬
‫و يليام شكسبير قد عاد إلى بيرنرك ؟"‬
‫تصلب وجهي بشكل لا إرادي عند الاسم المألوف ‪ ،‬قمت بسرعة بتصويب‬
‫تعابير وجهي ووضعت ابتسامة رشيقة ‪.‬‬
‫" نعم ‪ ،‬لقد دعوته إلى هذه الحفلة لكن يبدو أنه مشغول ‪ ،‬أنا حقا آسفة ‪،‬‬
‫ومع ذلك ‪ ،‬حتى جمل الرفض كانت جميلة ‪ ،‬لذلك اعتقدت أن الكتاب‬
‫مختلفين "‬
‫لم أكن أعرف شكسبير إلا منذ أقل من أسبوع ‪ ،‬لكنني أجبتها كما لو‬
‫كنت قد سمعت عن شهرة شكسبير لفترة طو يلة ‪ ،‬كانت بعض الأقنعة ضرور ية‬
‫في العالم الاجتماعي ‪.‬‬
‫" أوه ‪ ،‬أنا حقا أريد أن أراه أيضا "‬
‫" بالمناسبة ‪ ،‬ما علاقة السيد شكسبير بالتحف السحر ية ؟"‬
‫لم أسمع به من أن شكسبير سيد لتحفة سحر ية ‪ ،‬إذا كان فنان ًا جيدًا بما يكفي‬
‫ليصبح سيد لتحفة سحر ية ‪ ،‬فبغض النظر عن مدى تواجده في بلد أجنبي ‪ ،‬فلن‬
‫تكون هناك طر يقة لم أكن لأعرف عنها ‪.‬‬
‫" تنتشر الشائعات بأنه إذا كنت شكسبير ‪ ،‬فلن يكون حلمًا أن تحقق تحفة‬
‫سحر ية عملك القادم "‬
‫" واو هذا رائع "‬
‫لم يكن مقصود ًا أن تتدفق الإجابة مثل قراءة كتاب ‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬أردت‬
‫بصدق الامتناع عن التعرض للمطر أو البرق في مسرحية ‪ ،‬فلقد كان ذلك‬
‫مسرح ًا رباعي الأبعاد حقيقيًا ‪.‬‬
‫" أوه ‪ ،‬لدي موعد لأرقص على الأغنية التالية ‪ ،‬لذا سأذهب أولا ً "‬
‫خفضت روزالين رأسها قليلا ً وغادرت ‪ ،‬لقد حان الوقت لمقابلة شر يكي في‬
‫الرقص أيضًا ‪ ،‬بالمناسبة ‪ ،‬وعد رقص ‪ ،‬روميو لا يمكنه أن يكون هنا اليوم ؟‪،‬‬
‫أنا أميل رأسي بفضول ‪.‬‬
‫كانت روزالين حبيبة روميو ‪ ،‬وكانت أحد الشخصيات الأصلية التي لم‬
‫أستطع التخلص منها ‪ ،‬فتبدأ القصة الأصلية بروميو الذي يلتقي بجولييت بعد أن‬
‫رفضته روزالين ‪.‬‬
‫اعتدت أن أحصل على راحة بال غريبة في كل مرة رأيت فيها روميو‬
‫وروزالين مع ًا ‪ ،‬طالما استمر الاثنان في اللقاء ‪ ،‬ستكون حياتي آمنة ‪ ،‬وقد التقى‬
‫هذان الزوجان بثبات لمدة ثلاث سنوات وأصبحا عامل استقرار أعصابي ‪ ،‬لم‬
‫أستطع عد الخلافات الصغيرة ‪ ،‬لكنني كنت أفكر بشكل غامض في أن الاثنين‬
‫سيواصلان الزواج لرؤ ية كيف لم ينفصلا ‪.‬‬
‫أنت ذا "‬
‫" جولييت ‪ ،‬ها ِ‬
‫جاء صوت مألوف من الخلف ‪ ،‬كانت الشخصية الثانية من القصة الأصلية‬
‫التي لم أستطع التخلص منها ‪.‬‬
‫" الأخ تيبالت "‬
‫(تيبالت هو البطل الثاني ومنافس روميو في القصة الأصلية)‬
‫كان تيبالت الشخصية الحاسمة التي جلبت لروميو وجولييت الخراب ‪ ،‬ومع‬
‫ذلك ‪ ،‬كان سبب عدم تمكني من تجاهله بسيطًا ‪.‬‬
‫" عمتي قالت إنكِ ستكونين هنا "‬
‫لقد كانت السلالة ‪ ،‬تمام ًا كما لا يمكن التخلي عن اللقب كابوليت ‪ ،‬فلا‬
‫يمكنني قطع علاقتي بتييالت كابوليت أيضًا ‪.‬‬
‫آه ‪ ،‬الأقارب ‪ ،‬أخير ًا تم حل السؤال المتعلق بشر يك روزالين في الرقص ‪،‬‬
‫وكان من الشائع أن ترقص امرأة بلا حبيب أو خطيب مع أسرتها أو أقاربها ‪،‬‬
‫كان لدى روزالين عشيق ‪ ،‬لكن لا يمكنه أن يكون معها هنا ‪.‬‬
‫تغيرت النغمة وامتلأت القاعة بأغنية الفالس ‪ ،‬مد تيبالت يده إلي ‪،‬‬
‫ووضعت يدي على يده برفق ‪ ،‬قادني تيبالت بمهارة ‪.‬‬
‫في ظهوره أثناء الرقص ‪ ،‬لا يمكن العثور على الشخصية الحماسية المعتادة ‪،‬‬
‫ومع ذلك ‪ ،‬إذا نظرت إلى الإيماءات العاطفية ‪ ،‬كما لو لم تكن هناك حركة‬
‫واحدة يمكن أن تكون خاطئة ‪ ،‬فيبدو أن جسد الشخص يمكن رؤيته في أي‬
‫مكان ‪ ،‬حركت قدمي وراءه على عجل ‪.‬‬
‫وبينما كان يستدير ويدور ‪ ،‬دارت رؤيتي أيضًا ‪ ،‬عندما ملأت بصري‬
‫بالإكسسوارات السحر ية الملونة ‪ ،‬كنت على وشك أن أمرض ‪ ،‬وشيء ما‬
‫ثبت بصري في خضم المشهد سر يع الخطى ‪ ،‬كان شخص ما يتحرك خلسة‬
‫بالقرب من الشرفة ‪.‬‬
‫" روميو ؟"‬
‫لم يكن من المفترض أن يكون هنا ‪ ،‬كان تصميم والدتها على أن المونتيغيو لن‬
‫يدخلوا إلى القصر قوي ًا للغاية ‪ ،‬وهذا لن يدعها ترسل دعوة ‪ ،‬لذا نظرت إليه‬
‫بعيون حائرة ‪.‬‬
‫" ماذا ؟"‬
‫اتسعت عيون تيبالت بشكل كبير حيث كان منغمسا في الرقص ‪ ،‬عندها‬
‫فقط أدركت خطئي ‪ ،‬لكن الوقت قد فات بالفعل ‪ ،‬توقف تيبالت عن‬
‫الرقص وأدار رأسه في اتجاه روميو ‪.‬‬
‫" من الوقاحة أن تتسلل إلى حفلة لم تتم دعوتك إليها "‬
‫بدأ تيبالت في التحرك نحو روميو ‪ ،‬لقد كان زخمًا شرسًا ‪ ،‬كما لو كان على‬
‫وشك ضربه ‪ ،‬في كلتا الحالتين ‪ ،‬كان رد فعل مبالغ فيه ‪.‬‬
‫الفصل الثالث‬

‫لم يكن سبب عدم دعوة المونتيغيو في المقام الأول هو التقاليد الخاصة أو‬
‫الاستياء ‪ ،‬كان عناد الأم ‪ ،‬الذي بدأ فجأة ‪ ،‬هو السبب الوحيد ‪ ،‬لكن ماذا‬
‫عن رد الفعل هذا ؟‪ ،‬حتى تيبالت شديد الغضب كان يبالغ فيه بالتأكيد ‪،‬‬
‫وهذا رد الفعل المفرط تداخل مع تيبالت الأصلي ‪.‬‬
‫بينما كنت أفكر ‪ ،‬كان يقترب من روميو ‪ ،‬حاولت أن أتخلص من الأفكار‬
‫من رأسي ‪ ،‬والآن ‪ ،‬يجب تهدئه تيبالت أولا ً ‪ ،‬لم يكن هناك شيء مثل العار‬
‫إذا كان المالك متوحشًا في حفلة مع الضيوف ‪.‬‬
‫" تيبالت ‪ ،‬انتظر !"‬
‫" ما الأمر يا جولييت ؟‪ ،‬إذا لم يكن الأمر عاجلا ً ‪ ،‬فلنطرد هذا الضيف‬
‫الغير مدعو أولا ً ثم نتحدث "‬
‫" هل ستستخدم العنف ؟‪ ،‬ألم تنسى أن لدينا ضيوف ؟"‬
‫عندها فقط توقفت خطى تيبالت ‪.‬‬
‫" هناك ‪ ،‬والدي يتحدث إلى الضيوف ‪ ،‬اذهب وساعد والدي ‪ ،‬وأنا‬
‫سأذهب إلى روميو "‬
‫ك معه "‬
‫" جولييت ‪ ،‬لا يمكنني ترككِ بمفرد ِ‬
‫" عندما نذهب نحن الاثنان ‪ ،‬سنبرز فقط ‪ ،‬هيا أذهب "‬
‫ض ‪ ،‬لكنه بدأ يمشي في الاتجاه المعاكس ‪ ،‬وبينما كنت‬
‫بدا تيبالت غير را ٍ‬
‫أشاهد ظهره وهو يسير باتجاه والدي ‪ ،‬استدرت أيضًا وابتعدت ‪.‬‬
‫كان لروميو سبب واحد فقط للمجيء إلى هنا ‪ ،‬وهي روزالين ‪ ،‬إذا لم يكن‬
‫الأمر كذلك بالنسبة لها ‪ ،‬لم يكن هناك سبب للمجيء إلى مكان غير مرغوب‬
‫فيه ‪ ،‬هل سيحدث أي شيء رائع إذا قضوا ليلة واحدة فقط في الحفلة الراقصة‬
‫بشكل منفصل ؟‪ ،‬هذا هو ولد حب القرن ‪.‬‬
‫اقتربت منه وأنا أتمتم بكل أنواع الشكاوى في ذهني ‪ ،‬كانت تلك هي اللحظة‬
‫التي تحطمت فيها سبع سنوات من الجهد المبذول لتجنبه ‪.‬‬
‫في الوقت المناسب ‪ ،‬أدار روميو رأسه ووجدني ‪ ،‬أشرت نحو الشرفة حتى‬
‫يتمكن من رؤيتها واتخذت الخطوة الأولى دون النظر إلى الوراء ‪.‬‬
‫لم يمض وقت طو يل قبل أن يدخل روميو الشرفة ‪ ،‬لقد كانت استجابته‬
‫أكثر امتثالا مما توقعت ‪ ،‬فلقد تبع صديقة الطفولة التي كانت تتجاهله بهدوء بعد‬
‫أن تعاملت بإشارة بدلا ً من الكلمات بعد سبع سنوات ‪ ،‬حسنًا ‪ ،‬لقد كان الآن‬
‫متعدي ًا ‪ ،‬فلم يكن في وضع يسمح له بتجاهل دعوة المالك ‪.‬‬
‫رفعت رأسي لأنظر لشيء ما ‪ ،‬أنا حق ًا لم أرغب في فعل أي شيء معه ‪،‬‬
‫فغزو​​دائرة حياتي بهذه الطر يقة كان حق ًا بلا تفكير ‪ ،‬لكني لحقته للشرفة ‪.‬‬
‫" روميو "‬
‫لكن عندما رفع رأسه ‪ ،‬لفتت تعابيره عيني ‪ ،‬كان يعب ّر بنشوة كما لو كان‬
‫شيًئا ممسوسًا به ‪.‬‬
‫" جولييت "‬
‫نادى اسمي بصوت منخفض ‪ ،‬وظهرت صرخة رعب بداخلي ‪.‬‬
‫" هل ترقصين معي ؟"‬
‫هو أكمل ‪ ،‬ولاحظت شيء ما كان بالتأكيد يسير بشكل خاطئ ‪.‬‬
‫' ماذا عن روزالين ؟'‬
‫كنت على وشك أن أقول لا ‪.‬‬
‫" حسنا جيد "‬
‫لكني سمعت الكلمات التي تدفقت من فمي ‪.‬‬
‫حاولت سحب يدي الممدودة ‪ ،‬لكنني كنت أمسك يده بالفعل ‪ ،‬لم يستمع‬
‫لي جسدي ‪ ،‬لقد مررت مؤخر ًا بتجربة مشابهة جدًا لهذا ‪.‬‬
‫حتى عندما كنت أفكر في أشياء أخرى ‪ ،‬كان جسدي يتحرك بثبات ‪،‬‬
‫تحركت أنا وروميو في الوقت المناسب بصوت خافت للموسيقى القادم من‬
‫الحفلة ‪ ،‬كانت عيناه عندما نظر إليّ جديتين جدًا ‪.‬‬
‫" اشتقت إليكِ كثير ًا يا جولييت "‬
‫كان حقا هراء ‪ ،‬لم نكن قريبين بما يكفي لنرغب في رؤ ية بعضنا البعض ‪،‬‬
‫لا أعرف ما إذا كانت روزالين ‪ ،‬لكن هذه المرة أيضًا ‪ ،‬لقد خان جسدي‬
‫إرادتي ‪ ،‬نظرت إلى خدي الذي يحمر خجلا ً من منظور طرف ثالث ‪ ،‬وارتجف‬
‫جسدي وكأنني رأيت شيًئا قبيح ًا ‪ ،‬مشهدًا بيني وبين روميو ‪ ،‬كان الأمر مرعبًا‬
‫أكثر من مجرد ارتباك ‪.‬‬
‫نعم ‪ ،‬كان هذا المشهد مرعبًا حق ًا ‪ ،‬يتسلل روميو إلى الحفلة وبقاء جولييت‬
‫معه ‪ ،‬كانت مقدمة لمأساة مألوفة للغاية ‪.‬‬
‫أنت هنا ؟"‬
‫" جولييت ‪ ،‬هل ِ‬
‫جاء صوت تيبالت من خارج الشرفة ‪ ،‬لقد قمت بإخفاء روميو على وجه‬
‫السرعة ‪ ،‬أمسك روميو بيدي المشغولة ونظر إلي بعيون عميقة ‪.‬‬
‫ك مرة أخرى قريبا "‬
‫" كنت وقحاً لأنني أردت رؤيتكِ ‪ ،‬آمل أن أرا ِ‬
‫بعد التحدث ‪ ،‬قبل روميو ظهر يدي لفترة وجيزة وقفز فوق درابزين الشرفة‬
‫‪ ،‬هذا هو الطابق الثاني !‪ ،‬لم يكن طائر ًا لينجو ‪ ،‬وسمع دوي منخفض ‪ ،‬شعرت‬
‫أن ساقي كانتا مخدرتين ‪ ،‬كان من المؤسف أن أراه يخاطر بحياته من أجل‬
‫الموضة ‪ ،‬علاوة على ذلك ‪ ،‬لم يكن رائع ًا على الإطلاق عندما خرج من الشرفة‬
‫‪.‬‬
‫بعد التأكد من مغادرة روميو القصر ‪ ،‬فتحت باب الشرفة ‪ ،‬وقبل أن‬
‫أعرف ذلك ‪ ،‬عادت السيطرة على جسدي ‪.‬‬
‫كنت على وشك المغادرة ‪ ،‬لكن تيبالت ‪ ،‬الذي كان على بعد خطوات‬
‫قليلة من الباب ‪ ،‬عاد أمامي ‪.‬‬
‫خلصت من‬
‫ِ‬ ‫كنت في الداخل ‪ ،‬لماذا لا تجيبين ؟‪ ،‬هل ت‬
‫ِ‬ ‫" جولييت ‪،‬‬
‫المونتيغيو بأمان ؟"‬
‫" لقد أخرجته منذ وقت طو يل ‪ ،‬كان هناك الكثير من الناس ‪ ،‬لذلك‬
‫كنت أحاول الحصول على بعض الهواء النقي ‪ ،‬وتأخرت في فتح الباب لأنني‬
‫كنت أقوم بربط الشال الذي قمت بفك ربطته "‬
‫أجبته وأنا أرفرف في ذيل الشال حول رقبتي ‪ ،‬رافقني تيبالت مرة أخرى ‪،‬‬
‫حتى عندما كنت أشرب الخمر الذي أحضروه ورقصوا على الموسيقى ‪ ،‬كان‬
‫رأسي ممتلًئا بالأشياء منذ لحظة ‪.‬‬
‫واليوم ‪ ،‬أقف مرة أخرى عند باب قصر شكسبير ‪ ،‬حتى الآن ‪ ،‬عندما‬
‫وصلت إلى القصر ‪ ،‬لم يكن لدي أي فكرة عما إذا كان ما كنت على وشك‬
‫القيام به هو الشيء الصحيح الذي يجب القيام به ‪.‬‬
‫أم بدأت فجأة برفض عائلة المونتيغيو ‪ ،‬وبالغ الأخ تيبالت الأكبر في رد فعله‬
‫كما لو كان على وشك ضرب روميو ‪ ،‬وروميو الذي استفزني فجأة وجسدي لا‬
‫يستمع ‪ ،‬وو يليام شكسبير الذي ظهر في نفس الوقت الذي ظهرت فيه كل‬
‫هذه الأشياء ‪.‬‬
‫كانت الظروف مشبوهة للغاية بحيث لم تستطع الاستمرار في غض الطرف‬
‫عنها ‪ ،‬اخترت الابتعاد عن شكسبير من أجل السلام ‪ ،‬ولكن استمرت أشياء‬
‫غريبة في الحدوث ‪ ،‬إذا كان الأمر كذلك ‪ ،‬فهناك طر يقة واحدة فقط ‪،‬‬
‫الهجوم ‪.‬‬
‫طرقت باب قصر شكسبير ‪ ،‬الخادم الشخصي الذي رأيته آخر مرة فتح‬
‫الباب مرة أخرى اليوم ‪ ،‬وطلبت أن أقابل شكسبير وجلست في غرفة‬
‫الأستقبال ‪ ،‬بعد فترة وجيزة ‪ ،‬دخل شكسبير ذو الوجه المتورد إلى غرفة‬
‫الأستقبال ‪.‬‬
‫" آسفة للز يارة المفاجئة ‪ ،‬سيد شكسبير "‬
‫" لا داعي للأعتذار ‪ ،‬آنسة كابوليت "‬
‫" يمكنك مناداتي بجولييت "‬
‫ابتسمت بلطف قدر استطاعتي وقلت ‪ ،‬كان علي أن أطلب شيًئا ‪ ،‬لذلك‬
‫كان علي أن أبدو جيدة قدر استطاعتي ‪ ،‬فرق شكسبير شفتيه كما لو كان لديه‬
‫ما يقوله ‪ ،‬لكنه لم يقل أي شيء ‪ ،‬لم أكلف نفسي عناء السؤال عما يجري ‪،‬‬
‫كانت هناك أشياء أكثر إلحاح ًا من ذلك بكثير ‪.‬‬
‫" في الواقع ‪ ،‬جئت لأطلب منك شيًئا "‬
‫" هل تعنين معروفًا ؟"‬
‫سأل شكسبير بتعبير مرتبك ‪.‬‬
‫" نعم ‪ ،‬أعلم أنه سيكون وقحاً ‪ ،‬لكني أريد حق ًا أن أسألك "‬
‫قلت ذلك ‪ ،‬فسأعطيك إياه بدون إذن ‪ ...‬فلقد‬
‫" اعذريني ‪ ،‬ولكن إذا ِ‬
‫كنت أكثر وقاحة عندما كتبت قصة للآنسة جولييت "‬
‫بدا شكسبير خجول ًا إلى حد ما ‪ ،‬كان من الرائع أن أرى وجهه الوسيم يحمر‬
‫قليلا ً ‪ ،‬لكنني لم أستطع أن أفهم لماذا كان يتصرف بهذا الشكل ‪.‬‬
‫" في الواقع ‪ ،‬إنه طلب للنص "‬
‫" طلب النص ؟"‬
‫اتسعت عيناه بشكل غير متوقع ‪ ،‬أومأت برأسي قليلا وواصلت ‪.‬‬
‫" نعم ‪ ،‬أعلم أنه أمر وقح ‪ ،‬لكن هل يمكنني إلقاء نظرة على النص ؟"‬
‫بدا شكسبير في حيرة واضحة ‪ ،‬كان من الطبيعي ‪ ،‬فلقد كان طلبًا وقحاً للغاية‬
‫لإظهار النص الغير مكتمل ‪ ،‬كان هذا صحيح ًا بشكل خاص إذا كان الشخص‬
‫الآخر كاتبًا يتمتع ببعض السمعة ‪ ،‬ماذا سأفعل بعد الرفض ؟‪ ،‬بدأت أفكر في‬
‫استراتيجيتي التالية ‪.‬‬
‫" نعم ‪ ،‬سيكون ذلك جيدًا "‬
‫" ماذا ؟"‬
‫لكن شكسبير ينطق بكلمات الإذن ‪ ،‬لقد كانت إجابة لم أستطع فهمها حتى‬
‫أنني سألت ‪.‬‬
‫" هل أنت بخير حق ًا ؟"‬
‫" نعم ‪ ،‬إنها قصة عن الآنسة جولييت ‪ ،‬لذا الآنسة جولييت لها الحق في‬
‫قراءتها في أي وقت "‬
‫كان إذن ًا لطيف ًا ‪ ،‬لدرجة أنني شعرت بالحرج ‪ ،‬أعطيته تعبيرا ً حائر عندما‬
‫قادني شكسبير إلى مكتبه ‪.‬‬
‫" ها هو "‬
‫" شكرا لك سيد شكسبير "‬
‫تردد شكسبير ‪ ،‬وكأن لديه ما يقوله مرة أخرى ‪ ،‬لكنني لم أستطع تحمل‬
‫انتظاره ‪ ،‬وقرأت بسرعة النص الذي أعطاني إياه ‪.‬‬
‫عائلة كابوليت وعائلة مونتيغيو أعداء ‪ ،‬وروميو يختبئ في حفلة الكابوليت ‪،‬‬
‫وتيبالت غاضب منه ‪ ،‬ومقابلة روميو وجولييت ‪.‬‬
‫كان كل شيء يتماشى مع ما كان يحدث الآن ‪ ،‬حتى التطور الذي يختلف‬
‫عن الأصل ‪ ،‬وتنتهي كتاباته على وجه التحديد مع فرار روميو عبر درابزين‬
‫الشرفة وعودة جولييت إلى تيبالت ‪.‬‬
‫كانت الأفكار المرعبة تدور في ذهني ‪ ،‬ماذا لو تحققت كتابات شكسبير ؟‪،‬‬
‫إذن ‪ ،‬هل مجرد كتابة شكسبير للمآسي وفق ًا للأصل سيتسبب في وفاتي ؟‪ ،‬لكن‬
‫كيف يمكن أن يحدث ذلك ؟‬
‫' تنتشر الشائعات بأنه إذا كنت شكسبير ‪ ،‬فلن يكون حلمًا أن تحقق تحفة‬
‫سحر ية عملك القادم '‬
‫تذكرت فجأة المحادثة التي أجريتها مع روزالين بالأمس ‪ ،‬تحفة ‪ ،‬ماذا لو‬
‫كانت ' روميو وجولييت ' لشكسبير تحفة سحر ية ‪ ،‬والسحر فيها هو ما يجعل‬
‫محتوى المسرحية حقيقة ؟‬
‫لم يكن ذلك مستحيلا ‪ ،‬لا ‪ ،‬نظرًا للوضع الحالي ‪ ،‬كان هناك احتمال كبير‬
‫جدًا أن يكون هذا صحيح ًا ‪ ،‬شعرت أن كل الدم كان ينزف من جسدي ‪،‬‬
‫عندما يكتب شكسبير ' تموت جولييت '‪ ،‬فسأموت بسبب هذه الجملة وحدها ‪،‬‬
‫لقد كانت حياة مثل تعرض السمكة للشمس ‪.‬‬
‫' توقف عن كتابة القصة !'‬
‫قلت وأنا أنظر إلى شكسبير قصدت أن أقول له ‪ ،‬لكن هذه المرة لم يخرج‬
‫الصوت ‪ ،‬يجب أن يكون هذا أيضًا تأثير التحفة ‪ ،‬الآن تم حل اللغز ‪.‬‬
‫لا تتلف التحف ‪ ،‬لذا ‪ ،‬فإن أشياء مثل ' توقف عن كتابة القصة ' أو ' لا‬
‫تكتب المآسي' التي قد تؤثر على الكتابة لن تكون شيًئا يمكنني قوله لشكسبير ‪.‬‬
‫" مهلا ً ‪ ،‬الآنسة جولييت !"‬
‫تحدث معي بشدة كما لو كان في ورطة ‪ ،‬كانت العيون التي ألتقيتها عيون‬
‫صادقة ‪ ،‬وتوقفت عن التفكير للحظة وفحصت وجهه بعناية ‪.‬‬
‫احمر وجه وجهه وامتلأت عيناه بالجشع وصوته يرتجف كأنه متوتر ‪ ،‬فجأة‬
‫أدركت شيًئا واحدًا ‪.‬‬
‫ك أن تناديني بو يليام أيضًا "‬
‫" أريد ِ‬
‫كان يعبر عن إعجابه بي بكل جسده ‪ ،‬كان واضح جدًا لدرجة أنني لم أعرف‬
‫كيف لم أعرف ذلك ‪.‬‬
‫" عظيم ‪ ،‬وليام "‬
‫ابتسمت بلطف قدر استطاعتي ‪ ،‬وكنت متعمدة مناداته باسمه الأول ‪،‬‬
‫باستثناء التكريم مثل ' السيد ' وكما هو متوقع ‪ ،‬احمر وجهه ‪.‬‬
‫الفصل الرابع‬

‫بدأ شعاع من الضوء بالظهور في مستقبلي المظلم ‪ ،‬وقررت أن أركض نحو الضوء‬
‫‪ ،‬لم يكن هناك ما يدعو للقلق ‪ ،‬ولا وقت لأضيعه ‪.‬‬
‫" من فضلك نادني بجولييت أيضًا ‪ ،‬لقد قلت ذلك من قبل ‪ ،‬لكنني آسفة‬
‫لأنه يبدو أنكِ تحاول إبعاد نفسك "‬
‫" أنا آسف ‪ ،‬لم أقصد أبعاد نفسي ‪ ،‬عنكِ ‪ ...‬جولييت "‬
‫استعجل بعذره وكأنه محرج ‪ ،‬وابتسمت باقتناع ‪.‬‬
‫" أنا سعيدة لأننا أصبحنا أصدقاء ‪ ،‬هل يمكنني القدوم المرة القادمة ؟"‬
‫" هل ستأتين مرة أخرى ؟"‬
‫سألني شكسبير ‪ ،‬وأومأت ‪ ،‬وجدت اليوم سببًا لز يارة هذا المكان قدر‬
‫الإمكان ‪ ،‬إما اثنين ‪.‬‬
‫" نعم ‪ ،‬أنا متحمسة لأن القصة التي تستخدمني كبطلة هي قصة رومانسية ‪،‬‬
‫هل يمكنني العودة وقراءة النص ؟"‬
‫" بالطبع ‪ ،‬جولييت هي دائما موضع ترحيب "‬
‫نظر شكسبير إلي بشغف ‪.‬‬
‫السبب الأول كان بسيطا ‪ ،‬كان للتحقق من مدى تقدم النص من وقت‬
‫لآخر ‪ ،‬من أجل البقاء ‪ ،‬كان من الضروري تحديد الوقت المتبقي حتى النهاية ‪،‬‬
‫وإذا أمكن ‪ ،‬وقف تقدمه ‪.‬‬
‫لم أستطع أن أضمن كم من الوقت يمكن أن يتأخر بسبب تأثير التحفة ‪ ،‬ومع‬
‫ذلك ‪ ،‬كان علي أن أحاول ‪ ،‬على الأقل ‪ ،‬سيكون الوقت الذي لا يسيتطيع فيه‬
‫الكتابة هو الوقت الذي يقابلني فيه ‪.‬‬
‫" شكرًا لك و يليام "‬
‫قلت ‪ ،‬وأنا أمسك كلتا يديه ‪ ،‬تظاهرت بأنني لم ألاحظ أن نظراته تتناوب‬
‫بين يديّ وعينيّ ‪.‬‬
‫والسبب الثاني هو إغوائه ‪.‬‬
‫أعجاب و يليام بي ‪ ،‬كان الضوء الوحيد الذي استطعت أن أجده ‪.‬‬
‫في روميو وجولييت ‪ ،‬ماتت جولييت في النهاية ‪ ،‬وهذا النوع من الموت هو‬
‫بعد أن تتخلى جولييت عن حياتها بعد أن وقعت في حب رجل آخر ‪.‬‬
‫(المعنى لأني أحسه غير مفهوم ‪ ،‬جولييت تقصد أن جولييت الأصلية تموت لما‬
‫تحب روميو ‪ ،‬فشكسبير لما يحبها ماراح يقدر يكتب أن محبوبته تقع في حب‬
‫رجل آخر وتنتحر لأجله)‬
‫حتى لو وقع شكسبير من أجلي ‪ ،‬فهل سأكون قادرة على الموت كروميو‬
‫وجولييت ؟‬
‫***‬
‫في الواقع ‪ ،‬كانت التحفة السحر ية بمثابة سحر قوي ‪ ،‬الأساليب المتصورة لمنع‬
‫الكتابة قد فشلت في الغالب ‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬كان هناك بعض الأشياء التي‬
‫اكتشفتها ‪ ،‬على سبيل المثال ‪ ،‬كان الأمر كذلك ‪.‬‬
‫كان من المستحيل أن أقول مباشرة ‪ '،‬لا تكتب نهايات حزينة '‪ ،‬وكذلك أن‬
‫أنقلها كتابة ً ‪ ،‬مثل الرسائل ‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬كان إنجاز ًا رائع ًا أن تكتشف أن ما لا‬
‫يمكنك قوله بالكلمات مستحيل أيضًا في الكتابة ‪ ،‬بفضل هذا ‪ ،‬تمكنت من تجربة‬
‫ما يمكنني قوله وما لا يمكنني قوله دون مقابلة و يليام ‪.‬‬
‫كان من المستحيل قول أشياء مرتبطة مباشرة بالكتابة ‪ ،‬مثل عدم كتابة‬
‫نهايات سيئة أو التوقف عن كتابة القصة ‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬فإن التعبيرات غير‬
‫المباشرة مثل ' أنا لا أحب النهايات الحزينة ' أو ' من المؤلم رؤ ية شخص يموت '‬
‫كانت ممكنة ‪.‬‬
‫"مربيتي ‪ ،‬رتبي شعري "‬
‫بعد تغيير ملابسي ‪ ،‬اتصلت بالمربية ‪ ،‬حسب الطلب ‪ ،‬لمست المربية شعري‬
‫بمهارة ‪ ،‬تم تثبيت زخرفة على شكل فراشة على شعري ‪ ،‬والتي تم لفها لتكشف‬
‫عن رقبتي ‪ ،‬كانت التسر يحة هي التي حصلت على أفضل التقييمات في العالم‬
‫الاجتماعي ‪.‬‬
‫بدا أن و يليام يحبني بالفعل ‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬لم أكن أنوي الانتظار بغباء حتى‬
‫يتخلى و يليام عن الكتابة بمفرده بسبب مشاعره تجاهي ‪ ،‬كان علي أن أجعله يقع‬
‫في عشقي لدرجة أنه لم يستطع حتى تخيل قتلي كتابة ً ‪.‬‬
‫لم يكن لدي اهتمام باللعب بعقول الناس ‪ ،‬لكنها كانت مسألة حياة أو‬
‫موت ‪ ،‬وأنا يمكنني فعل أي شيء من أجل البقاء ‪.‬‬
‫لقد قمت ببعض العمل الشاق الذي يمكنني القيام به بمفردي ‪ ،‬لقد كان‬
‫اليوم هو اليوم الذي ذهبت فيه لرؤ ية و يليام مرة أخرى ‪.‬‬
‫جئت مرة أخرى "‬
‫ِ‬ ‫" لقد‬
‫قال و يليام بسعادة ‪ ،‬ونظرت في عينيه وابتسمت ‪.‬‬
‫" نعم ‪ ،‬لا يسعني إلا أن أتساءل ما سيحدث تاليا ً "‬
‫ك إلى المكتب على الفور "‬
‫" آه ‪ ،‬سأرشد ِ‬
‫أخذني و يليام على الفور إلى مكتبه ‪ ،‬كان موقفا غير مسبوق ‪ ،‬فقط بعد‬
‫قراءة النص الذي أعطاني إياه استطعت فهم ثقته ‪.‬‬
‫' روميو !‪ ،‬لماذا أنت روميو ؟‪ ،‬أرجوك أترك اسمك ‪ ،‬إذا لم تستطع ‪ ،‬إذن‬
‫أقسم أنك تحبني !‪ ،‬ومن ثم سأتخلى عن قلعة كابوليت '‬
‫استمر خط جولييت الطو يل في المسرحية ‪ ،‬كان المشهد الأكثر شهرة لروميو‬
‫وجولييت ‪ ،‬نظر و يليام إلي بترقب ‪ ،‬لم أستطع التحرك ‪ ،‬وشعرت كما لو أن‬
‫الأرض قد انقطعت ‪.‬‬
‫عندما كتب و يليام هذا المشهد ‪ ،‬كان يقصد أنني سأقول هذا السطر عاجلا ً‬
‫أم آجلا ً ‪ ،‬كنت بالفعل أشعر بالقشعريرة ‪.‬‬
‫" إنه رومانسي "‬
‫حاولت أن أغلق فمي ‪ ،‬نظر و يليام إلي بوجه سعيد وكأنه يهز ذيله ‪ ،‬بدا‬
‫وكأنه جرو كبير ‪ ،‬لذلك كدت أداعب رأسه ‪.‬‬
‫" أعتقد أن و يليام رائع حق ًا "‬
‫ك"‬
‫" شكرًا ل ِ‬
‫كانت أطراف أذني و يليام تحترق عندما أجاب ‪ ،‬تألم ضميري من رد الفعل‬
‫البريء هذا ‪.‬‬
‫اعتقدت أنه لولا ' روميو وجولييت '‪ ،‬ربما كنت سأحُب ّه حق ًا ‪ ،‬فلم يكن‬
‫هناك سبب لعدم الإعجاب به ‪ ،‬ناهيك عن وجهه ‪ ،‬كان لديه ما يكفي من‬
‫القدرة على جعل اسمه معروفًا في الخارج ككاتب مسرحي في سن مبكرة ‪ ،‬الى‬
‫جانب ذلك ‪ ،‬شخص يحبني بما يكفي لرؤيته في لمحة ‪ ،‬لقد كان رجلا ً مثاليا ً ‪،‬‬
‫مثل شيء من قصص الأطفال ‪.‬‬
‫لكنه كان و يليام شكسبير ‪ ،‬لو لم يكن لمسرحيته ' روميو وجولييت '‬
‫والتحفة السحر ية ‪ ،‬ما كنت لأراه أبد ًا ‪.‬‬
‫لأنني حاولت أن أعيش حياة لا تتشابك أبد ًا مع أشياء تذكرني بالعمل‬
‫الأصلي ‪ ،‬يجب أن يكون هناك سبب لعدم ملاحظة قلبه ‪ ،‬والذي يمكن قراءته‬
‫كأنه ممسكه بيده منذ البداية ‪ ،‬ما الذي يجب أن أعبر عنه ؟‪ ،‬هو لم يكن مثل‬
‫الناس في نفس العالم ‪.‬‬
‫قررت وضع حد للمشاعر غير الضرور ية ‪ ،‬حان الوقت لبدء العملية ببطء ‪،‬‬
‫نظرت إلى و يليام وفتحت فمي ‪.‬‬
‫" أنا أحب الرومانسية ‪ ،‬لذلك أحببت المسرحية التي كتبها و يليام ‪ ،‬لكن‬
‫المأساة سيئة ‪ ،‬لأن كل القلوب التي تقرأ بسرور في أحسن الأحوال ملطخة‬
‫بالحزن "‬
‫لذا من فضلك لا تقتلني ‪ ،‬تمتمت في ذهني الكلمات التي لم تخرج من فمي ‪.‬‬
‫لم أستطع إخبارك بعدم كتابة المآسي ‪ ،‬لكن يمكنني القول إنني لا احب‬
‫المآسي ‪ ،‬ربما بسبب مزاجه ‪ ،‬بدا و يليام أكثر اكتئاب ًا من ذي قبل ‪ ،‬هل تعتقد‬
‫أنها ستنتهي بمأساة ؟‬
‫" أنا أيضًا أحب المرح والقصص السعيدة ‪ ،‬فبعد قراءة النص ‪ ،‬يمكنني‬
‫إنهاءه بخيال ممتع "‬
‫قال وليام ‪ ،‬والقلق الذي نشأ قد هدأ مرة أخرى ‪ ،‬على عكس و يليام‬
‫شكسبير ‪ ،‬الذي كتب العمل الأصلي ‪ ،‬لم يكن و يليام هذا يعرف حتى أنه‬
‫ينوي كتابة نهاية سعيدة ‪.‬‬
‫" لكنني لا أكره المأساة أيضًا ‪ ،‬أريد أن أكتب شيًئا يترك بصمة قو ية في‬
‫قلوب الناس بطر يقة ما ‪ ،‬قد تكون العلامة في شكل سعيد أو شكل يشبه الندبة‬
‫‪ ،‬بأي شكل من الأشكال ‪ ،‬آمل أنه عندما أفكر في كتابتي ‪ ،‬ستكون هناك‬
‫مشاعر يتم تحفيزها بعمق في قلبي "‬
‫أجاب شكسبير بجدية ‪ ،‬شعرت وكأنني كنت أواجه احترافه أمامي مباشرة‬
‫‪ ،‬وطعن شعور غامض بالذنب صدري ‪.‬‬
‫" نظرًا لأن شخصً ا مثير ًا للإعجاب مثل جولييت هي البطلة ‪ ،‬فقد أكون‬
‫بالفعل قد حققت نصف نجاح "‬
‫قال و يليام بابتسامة خجولة ‪ ،‬لكن قلبي لم يكن مرتاح ًا ‪.‬‬
‫كان ' روميو وجولييت ' الذي كتبه بمثابة تحفة سحر ية كافيا ً ليصبح تحفة‬
‫سحر ية ‪ ،‬وأنا هنا أحاول تخريب عمله ‪.‬‬
‫لم يكن الحصول على تحفة فنية مهمة سهلة ‪ ،‬إذا كان هناك ‪ ١٠٠‬سينار يو ‪،‬‬
‫فمن المحتمل أن يكون هناك ‪ ١٠‬سينار يوهات مشهورة ‪ ،‬ولكن لن يكون هناك‬
‫سوى قطعة واحدة أو اثنتين منها كافية لتصبح تحفة فنية ‪.‬‬
‫قد تكون هذه الفرصة الأخيرة لكتابة تحفة فنية في حياة و يليام ‪.‬‬
‫' أريد أن أكتب شيًئا يترك بصمة قو ية في قلوب الناس بطر يقة ما '‪ ،‬بالطبع‬
‫لن أستسلم ‪ ،‬لأنها مسألة حياة ولا شيء غير ذلك ‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬لم أستطع إلا‬
‫أن أشعر بالذنب المتزايد بشكل غريب ‪.‬‬
‫حتى في الطر يق إلى المنزل من قصر شكسبير ‪ ،‬لم تختف الكآبة ‪ ،‬شعرت‬
‫كأنني شخص سيء أفسد حياة الآخرين ‪.‬‬
‫" جولييت !"‬
‫كنت على وشك الدخول إلى قصر جولييت عندما ناداني أحدهم ‪ ،‬كان‬
‫روميو ‪ ،‬بجانبه كان صديقه ماركيشيو ‪ ،‬على ما يبدو ‪ ،‬كان ماركيشيو يمنع‬
‫روميو من التجول أمام منزلنا ‪ ،‬وجهت خطواتي نحو القصر متجاهلة روميو ‪،‬‬
‫عندما رأيت جسدي يتحرك حسب إرادتي ‪ ،‬بدا أنه لم يكن مشهدًا في المسرحية‬
‫‪.‬‬
‫" جولييت ‪ ،‬لا تذهبي "‬
‫" روميو ‪ ،‬دعونا نعود "‬
‫ناداني روميو مرة أخرى ‪ ،‬وأوقفه ماركيشيو ‪.‬‬
‫منذ اليوم الذي قابلت فيه روميو في القاعة ‪ ،‬كلما رأيته كان قلبي ينبض‬
‫بسرعة ‪ ،‬كانت قوة التحفة السحر ية ‪ ،‬ربما لهذا السبب يزورني روميو حتى في‬
‫حالة عدم وجود أجبار ‪.‬‬
‫إذا التقيت به دون أن أعرف شيًئا ‪ ،‬فربما كنت قد سحرت ووقعت في‬
‫حبه أيضًا ‪ ،‬حتى أستطيع أن أفهم أنه يأتي إلي ‪ ،‬المشاعر التي يشعر بها ستكون‬
‫مرتعشة ومثيرة بما يكفي لجعله يستعد للموت ‪ ،‬لأن و يليام كان صغيرا جدا ‪.‬‬
‫لكنني كنت أعرف بالفعل من أين جاء هذا الشعور ‪ ،‬أيضا ‪ ،‬كيف‬
‫ستكون النهاية ؟‪ ،‬كان من الحماقة المخاطرة بحياتك من أجل شعور بالحب لم‬
‫يكن حبا ً حقيقيا ً ‪.‬‬
‫" لماذا لا تذهب لرؤ ية روزالين ؟"‬
‫خرجت الكلمات أكثر حدة مما كنت أعتقد ‪ ،‬آمل ألا أبدو مثل الغيورة ‪.‬‬
‫" لقد انفصلت بالفعل عن روزالين "‬
‫" ماذا ؟"‬
‫كانت إجابة محرجة ‪ ،‬كان الزوجان يشعراني أنهما سيذهبان إلى الزواج ‪ ،‬إذا‬
‫شعرت بالغيرة من روزالين ‪ ،‬فقد كانت كلها مشاعر مختلقة ‪ ،‬فلم أرغب أبد ًا‬
‫في انفصال الاثنين ‪ ،‬كان هذان الاثنان حقيقيين ‪ ،‬كان روميو وروزالين‬
‫واقعين حب مع بعضهما البعض ‪.‬‬
‫كان كل شيء يصبح في حالة من الفوضى ‪ ،‬بسبب تحفة و يليام ‪.‬‬
‫أنا أحسم أمري ‪ ،‬كان علي أن أنسى الذنب لفترة ‪ ،‬اعتقدت أن التدخل في‬
‫كتابات و يليام قد تفسد حياته ‪ ،‬قد تكون هذه هي الفكرة الصحيحة ‪.‬‬
‫لكن تحفة كانت تحاول تدمير حياة الجميع ‪ ،‬ما خطب روزالين التي فقدت‬
‫عشيقها فجأة ؟‬
‫آسفة و يليام ‪ ،‬لكن تلك التحفة السحر ية كان يجب أن تختفي ‪ ،‬لقد‬
‫اتخذت قراري مرة أخرى ‪.‬‬
‫ذهبت إلى القصر متجاهلة روميو ‪ ،‬وشعرت بنظرة مستمرة من خلف‬
‫ظهري ‪.‬‬
‫" لا تحزن كثيرا ‪ ،‬ستنسى كل شيء "‬
‫سمعت ماركيشيو يعزي روميو ‪ ،‬كان هذا صحيح ًا ‪ ،‬كان شعور ًا سيختفي إذا‬
‫تبدد السحر ‪ ،‬وأغلقت الباب بقوة ‪.‬‬
‫الفصل الخامس‬

‫في تلك الليلة ‪ ،‬زار روميو قصر الكابوليت ‪ ،‬كان علي أن أقرأ كل سطر من‬
‫أشهر السطور في روميو وجولييت ‪ ،‬وكان الوقت العصيب ‪.‬‬
‫كان أقناعه بأنه لا يحب المأساة عديم الفائدة ‪ ،‬كانت هناك حاجة لعملية‬
‫جديدة ‪ ،‬وكان هناك شيء واحد خطر على بالي ‪ ،‬كان كل ذلك بفضل‬
‫ماركيشيو ‪ ،‬الذي ظهر أمس ‪.‬‬
‫على الرغم من أن ما يكتبه و يليام هو خيال ‪ ،‬إلا أن الشخصيات صُممت‬
‫على غرار أناس حقيقيين ‪ ،‬شخصية الشخصية وعلاقاتها لم تكن أيضًا غير ذات‬
‫صلة بالشخص الحقيقي ‪.‬‬
‫على الرغم من عدم كونه أعداء ‪ ،‬كان صحيح ًا أن الكابوليت والمونتيغيو كانا‬
‫على علاقة سيئة ‪ ،‬وكان تيبالت بالفعل شديد العصبية ‪ ،‬بمعنى آخر ‪ ،‬حتى لو‬
‫كان هناك مبالغة ‪ ،‬فهذا لا يعني أنه لم يكتب قصة سخيفة على الإطلاق ‪.‬‬
‫إذا كان الأمر كذلك ‪ ،‬فماذا عن إظهار شخصية لها علاقة مختلفة تمام ًا عن‬
‫محتو يات ' روميو وجولييت '؟‬
‫سيكون من الأفضل أن نظهر أنا وروميو على أننا أعداء ‪ ،‬لكن هذا كان‬
‫كثير ًا ‪ ،‬كان روميو بالفعل تحت تأثير التحفة ‪.‬‬
‫حتى لو تجادلت معه ‪ ،‬فسيتمسك بي طالبًا المغفرة ‪ ،‬ثم سيأتي و يليام بقصة‬
‫مثل تخلي جولييت عن روميو لأسباب عائلية وتمسك روميو بها ‪ ،‬ولم يكن هذا‬
‫ما أردته ‪.‬‬
‫ولكن ماذا لو كانت شخصية لم تظهر بعد ؟‬
‫لقد كان من حسن الحظ حق ًا أن ماركيشيو ظهر أمس ‪ ،‬بفضله تمكنت‬
‫من تذكر هذه العملية ‪.‬‬
‫كانت اللحظة الحاسمة التي واجهها روميو وجولييت بسبب ماركيشيو منذ‬
‫اللحظة التي قتل فيها الأخ تيبالت ماركيشيو ‪ ،‬بدأت عجلات المأساة بالدوران ‪.‬‬
‫إذا لم يقتل الأخ تيبالت ماركيشيو ‪ ،‬لكان روميو وجولييت قد تزوجا بأمان‬
‫‪ ،‬كان الأمر فظيع ًا بطر يقته الخاصة ‪ ،‬لكن على أي حال ‪ ،‬كان أفضل من‬
‫الأسوأ ‪ ،‬إذا لم تنجح الأمور ‪ ،‬فهناك أيضًا طر يقة لترك و يليام بعد إكمال النص ‪.‬‬
‫كان ذلك ممكناً طالما لم يضع و يليام جملة مثل ‪ " ،‬لقد عاشوا في سعادة دائمة‬
‫دون أن يفترقوا لفترة طو يلة "‬
‫إلى جانب ذلك ‪ ،‬لم يظهر ماركيشيو بعد في قصة و يليام ‪ ،‬هذا يعني أنه لا‬
‫يزال خاليًا من التحفة الفنية ‪.‬‬
‫كانت العواطف المستمدة من التحفة مزيفة ‪ ،‬لكنها أكثر إشراقًا من‬
‫المشاعر الحقيقية ‪ ،‬ما لم تكن تعرف العمل الأصلي مثلي ‪ ،‬فلن يكون لديك أي‬
‫شكوك حول العاطفة المفاجئة ‪ ،‬وبالنظر إلى ذلك ‪ ،‬كانت ميزة كبيرة أن‬
‫تكون شخصية لم تظهر بعد ‪.‬‬
‫كان الأخ تيبالت قد ظهر بالفعل ‪ ،‬ولكن لم يكن لديه عداوة إلا مع‬
‫المونتيغيو ‪ ،‬لحسن الحظ ‪ ،‬كان ماركيشيو ابن نبيل ‪ ،‬وباستثناء كونه صديق ًا‬
‫لروميو ‪ ،‬لم يكن على اتصال بعائلة المونتيغيو ‪.‬‬
‫سيكون من الصعب جدًا جعل ماركيشيو والأخ تيبالت ودودين ‪ ،‬لكن‬
‫ذلك لم يكن مستحيل ًا بدون تأثير السحر ‪ ،‬ولإظهار قربهما لوليام ‪ ،‬فسأخبره‬
‫بأنني لا أستطيع حتى أن أتخيل تطور الأخ تيبالت يقتل ماركيشيو ‪ ،‬لذا يجب‬
‫أن أقابل و يليام وأغازله أكثر من ذلك بقليل ‪ ،‬لقد كانت خطة مثالية ‪.‬‬
‫هكذا بدأ العملية ‪ ' ،‬تيبالت وماركيشيو ‪ ،‬أتمنى أن تتعايشا '‬
‫***‬
‫إذا كنت أقوى من تيبالت ‪ ،‬لكنت أمسكته من ياقته وسحبته أمام‬
‫ماركيشيو ‪.‬‬
‫" الأخ تيبالت ‪ ،‬أعتقد أن ماركيشيو شخص لطيف حق ًا ‪ ،‬كان ولاءه تجاه‬
‫الأصدقاء رائع ًا ‪ ،‬أعتقد أنه شخص سيكون صديق ًا لك "‬
‫" أليس ماركيشيو صديق ًا لروميو ؟‪ ،‬عندما ترى صديق ًا ‪ ،‬فأنت تعرف ذلك‬
‫الشخص ‪ ،‬إذا كان مخلصً ا لرجل مثل روميو ‪ ،‬فهو يستحق أن يعرف "‬
‫(تقصد بهذي الجملة أن الأصدقاء الجيدين الناس يعرفونهم من بعض ‪ ،‬يعني‬
‫مثلا ً لما يشوفون فلانه يقولون " اوه هذي صديقة فلانه " يعني من قوة علاقتهم‬
‫الناس يعرفونهم من بعض)‬
‫" تيبالت ‪ ،‬أعتقد أن ماركيشيو شخص كريم للغاية ‪ ،‬حتى لو فعلت شيًئا فظًا‬
‫‪ ،‬فقد قبله على هذا النحو ‪ ،‬أعتقد أنه سيكون من الرائع أن تكونوا أصدقاء‬
‫مقربين أيضًا "‬
‫" إذا كنت ستتسحب وتقبل برجلا ً مثل روميو ‪ ،‬فهذه مشكلة أيضًا‪، .‬‬
‫عندما تحتاج إلى أن تكون حازم ًا ‪ ،‬عليك أن تكون حازم ًا "‬
‫هذا النوع من مان الكلام عديم الفائدة عدة مرات ‪ ،‬لقد سئمت تماما كان‬
‫من الواضح أن تيبالت ليس لديه آذان ليسمعني أو ليس لديه دماغ للفهم ‪،‬‬
‫بالنسبة لأخي ‪ ،‬لم يكن ماركيشيو هو ماركيشيو ‪ ،‬ولكنه ' صديق للمونتيغيو '‪،‬‬
‫وبدا أنه ليس لديه نية لقبول أو الاستماع إلى أي شرح إضافي ‪ ،‬يا له من شخص‬
‫ضيق الأفق !‬
‫صعدت إلى غرفتي وأخرجت عتاد الرسائل ‪ ،‬أردت أن يعرف تيبالت ما‬
‫دفعني عناده إلى القيام به ‪ ،‬وكنت آمل أن أندم على ذلك بالتأكيد ‪ ،‬ولكني‬
‫لقد كتبت السطر الأول من الخطاب ‪.‬‬
‫[ إلى روميو ]‬
‫***‬
‫" انه رائع "‬
‫تمتم الأخ تيبالت بتعبير متعب ‪.‬‬
‫" أنه جيد "‬
‫قلت بهدوء ‪.‬‬
‫كنا في المعرض الوطني ‪ ،‬كان لدى الأخ الأكبر تيبالت وجه متعب من‬
‫المدخل ‪ ،‬ولكنه استجاب لطلبي بالقوة ‪ ،‬لكن تردده كان واضحًا ‪ ،‬حسنًا ‪ ،‬لم‬
‫يتماشى الأخ تيبالت والفن جيدًا ‪ ،‬لقد كان ‪ ،‬بأي مقياس ‪ ،‬شخصً ا عادي ًا ‪.‬‬
‫ك كثير ًا ؟"‬
‫" لماذا تنظرين حول ِ‬
‫" لا شيء "‬
‫أومأ الأخ تيبالت برأسه دون أدنى شك في وجهي البريء ‪ ،‬وسرا تركت‬
‫الصعداء ‪.‬‬
‫كان هناك هدف من إحضار الأخ تيبالت إلى متحف فني لا يتناسب معه‬
‫‪ ،‬نظرت إلى الجانبين في كل الاتجاهات دون أن أدير رأسي ‪ ،‬وأصبحت‬
‫متوترة أكثر فأكثر عندما لم يظهر الشخص الذي وعدت بمقابلته ‪.‬‬
‫طلبت من روميو المجيء إلى المعرض الوطني ‪ ،‬مع ماركيشيو ‪.‬‬
‫بالطبع ‪ ،‬لم أتوقع أن يلتقي الاثنان و يصبحا أصدقاء بشكل طبيعي ‪ ،‬انطلاقا‬
‫من موقف تيبالت العنيد ‪ ،‬كان ذلك مفهوم ًا ‪ ،‬إذا بقي ماركيشيو حتى مع‬
‫روميو ‪ ،‬كانت النتيجة واضحة ‪.‬‬
‫كانت هناك حاجة إلى القوة السحر ية لمواجهة السحر ‪ ،‬كان سبب ز يارتي‬
‫لمتحف الفن هو رؤ ية تحفة ' الصداقة ' هنا ‪ ،‬لا ‪ ،‬على وجه الدقة ‪ ،‬كان‬
‫لإظهار الصورة ‪.‬‬
‫كل التحف تحتوي على سحر ‪ ،‬السحر في ' الصداقة ' كان بالضبط كما يوحي‬
‫العنوان ‪ ،‬تتطور الصداقة الحميمة بين الاثنين اللذين يشاهدان اللوحة مع ًا ‪ ،‬كنت‬
‫سأعرض الصورة على تيبالت وماركيشيو ‪ ،‬كان لقاء روميو مغامرة محفوفة‬
‫بالمخاطر بالنسبة لي أيضًا ‪ ،‬ولكن إذا نجحت العملية ‪ ،‬فسأكون قادر ًا على‬
‫تحقيق أكثر من المخاطرة ‪.‬‬
‫بالطبع ‪ ،‬لمجرد أنه قابل ماركيشيو في معرض فني ‪ ،‬لم أكن أعتقد أن الاثنين‬
‫سيتوافقان وينظران إلى الصورة ‪ ،‬فهل يمكن أن تكون الحياة بهذه السهولة ؟‪،‬‬
‫لذلك ‪ ،‬كانت هناك حاجة إلى مزيد من التلاعب الدقيق ‪.‬‬
‫أولا ً ‪ ،‬خرجت أنا وروميو من المتحف للتحقق من مواقع بعضنا البعض ‪.‬‬
‫ثانيًا ‪ ،‬سأستدرج الأخ تيبالت وماركيشيو إلى صورة ' الصداقة ' دون أن‬
‫يلحظ ذلك أحدًا ‪.‬‬
‫ثالثًا ‪ ،‬أجعلهم يرون ' الصداقة ' في نفس الوقت ‪.‬‬
‫لقد كانت عملية بسيطة حق ًا ‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬لم يكن التنفيذ بالسهولة المتوقعة ‪،‬‬
‫تم منعي من العثور على روميو على الفور ‪.‬‬
‫" هناك ديدان "‬
‫تمتم الأخ تيبالت بصوت معادي ‪ ،‬كانت النغمة دمو ية للغاية بحيث لم أرى‬
‫خطًأ حقيقيًا ‪ ،‬مستحيل ‪ ،‬وبعد أن شعرت بالسوء ‪ ،‬تابعت نظرة أخي ‪ ،‬كما هو‬
‫متوقع ‪ ،‬كان روميو وماركيشيو هناك ‪.‬‬
‫" إنه متحف فني حيث تأتي حتى الحشرات ‪ ،‬إنه أمر غير سار ‪ ،‬دعينا نعود‬
‫"‬
‫استدار الأخ تيبالت ‪ ،‬لا يمكن أن ينتهي الأمر هكذا ‪ ،‬لذا فتحت فمي على‬
‫عجل ‪.‬‬
‫" أريد ز يارة المتحف الفني "‬
‫" المتحف الفني لا يجب أن نذهب أليه الآن ‪ ،‬فبمجرد التواجد في نفس‬
‫الغرفة مع المونتيغيو أمر غير سار ‪ ،‬دعينا نقدر الفن في المرة القادمة "‬
‫هذه المرة أيضًا ‪ ،‬لم يكن لعناد تيبالت أي نية للانهيار ‪ ،‬لذا قررت أن أرد‬
‫عليه ‪.‬‬
‫" إذا كنت ستعود ‪ ،‬فارجع وحدك ‪ ،‬فأنا أريد أن أرى الفن هنا اليوم "‬
‫نظر إلي ولم يخف رفضه ‪ ،‬لذا نظرت إليه مباشرة ‪ ،‬وأطلق تنهيدة ضحلة ‪،‬‬
‫هل العملية ناجحة ؟‬
‫ك ‪ ،‬سوف أعود "‬
‫" ثم فلتشاهديه لوحد ِ‬
‫ابتعد الأخ تيبالت وظهره مستدير ‪ ،‬لقد كان أخ ًا أكبر متسامحًا إلى حد ما‬
‫بالنسبة لي ‪ ،‬ابن عمي ‪ ،‬لدرجة أنه كان يرافقني إلى متحف الفن ‪ ،‬وهو ما كان‬
‫متردد ًا في القيام به ‪ ،‬لكن هذا الكرم لم يتغلب على كراهيته للمونتيغيو ‪.‬‬
‫كانت العملية فاشلة ‪ ،‬ذهبت إلى روميو ‪ ،‬لم أكن أرغب في الوقوع في ذلك‬
‫‪ ،‬لكن منذ أن دعوته للعملية ‪ ،‬كانت وظيفتي هي الإبلاغ عن الفشل وإرساله‬
‫مرة أخرى ‪.‬‬
‫" روميو "‬
‫" لقد تحدثتي لي أولا ً "‬
‫استجاب روميو لندائي بوجه مبتهج ‪ ،‬كان علي أن أبذل قصارى جهدي‬
‫لعدم إظهار وجهي علانية ‪ ،‬روميو الحالي كان جميلا ً بعض الشيء ‪ ،‬ومع ذلك‬
‫‪ ،‬شعرت بخيبة أمل كبيرة بسبب دقات قلبي ‪.‬‬
‫كل ذلك بسبب السحر ‪ ،‬أنا حسمت أمري ‪ ،‬لم يكن من التهذيب أن‬
‫أطلب منه القدوم ثم أتجاهله ‪ ،‬لو كان هناك روميو فقط ‪ ،‬لما أكن لأكون‬
‫مهذبة ‪ ،‬لكن الآن هناك ماركيشيو بجوار روميو ‪.‬‬
‫لم يكن معروفًا متى ستكون مساعدة ماركيشيو مطلوبة لعملية ' تيبالت‬
‫وماركيشيو ‪ ،‬أتمنى أن تتعايشا جيدًا ' لذا لا حرج في التباهي ‪ ،‬كافحت لأبتسم‬
‫في روميو ‪.‬‬
‫" أخي تيبالت لاحظ ‪ ،‬لذا سأعود اليوم "‬
‫" الأمر ليس سهلا ً كما تعتقدين ‪ ،‬لكن ‪ ،‬جولييت ‪ ،‬سأتغلب على أي عقبة‬
‫يجب التغلب عليها من أجلكِ "‬
‫لا تنبض يا قلبي ‪ ،‬كنت حقا آسفة لقلبي ‪ ،‬لماذا ترشح لي مثل هذه‬
‫التعليقات الرخيصة !‪ ،‬بدا أن روميو كان يعتبر هذه العملية بمثابة محنة لحبنا ‪ ،‬في‬
‫الواقع ‪ ،‬إنها خطة لتدمير هذا الحب ‪ ،‬لذا تركت تنهيدة ضحلة ‪.‬‬
‫" ماذا جرى ؟"‬
‫اقترب منا ماركيشيو وهمس ‪ ،‬أظهرت ابتسامة أنيقة كما لو أنني لم أتنهد قط‬
‫‪.‬‬
‫" مرحبا ‪ ،‬السيد ماركيشيو "‬
‫في تحيتي ‪ ،‬أومأ ميركوتيو برأسه ووجهه يرتجف ‪ ،‬حسنًا ‪ ،‬آخر مرة شاهدني‬
‫ماركيشيو وأنا ذاهبة إلى القصر متجاهلة روميو ‪ ،‬قد يبدو غريبا ً بالنسبة لي أن‬
‫أظهر فجأة وأتحدث إلى روميو ‪ ،‬ولم يكن لدي حق ًا أي أعذار لأعطيها ‪ ،‬لذلك‬
‫أبقيت فمي مغلق ًا وأنا أبتسم ‪.‬‬
‫" منذ أن التقيتي بماركيشيو ‪ ،‬دعينا نشاهد التحف مع ًا يا جولييت "‬
‫استفاد روميو من اللحظة التي كنت لا أزال فيها ‪ ،‬وأصاب هدفه ‪ ،‬لقد‬
‫مرت فترة قصيرة منذ أن قلت إنني سأعود ‪.‬‬
‫" دلا ‪ ،‬لقد حان الوقت للعودة ‪ ،‬لذلك دعنا نشاهده لاحق ًا مع ًا "‬
‫لقد تحدثت إلى ماركيشيو حتى دون النظر إلى روميو ‪ ،‬قام ماركيشيو ‪،‬‬
‫الذي تم القبض عليه بينهما ‪ ،‬بتضييق حواجبه كما لو كان محرج ًا ‪.‬‬
‫" جولييت ‪ ،‬من فضلك لا ‪"...‬‬
‫" جولييت ؟"‬
‫كان روميو على وشك اللحاق بي عندما دعا أحدهم اسمي ‪.‬‬
‫" و يليام ؟"‬
‫كان و يليام ‪ ،‬كان لديه وجه سعيد مثل الجرو الذي يرحب بصاحبه ‪ ،‬في‬
‫كل مرة التقيت به ‪ ،‬كانت عيناه التي كانت تنظر إليّ متحمسة ‪ ،‬وكان لدي‬
‫وهم أنه حتى الأذنين والذيل المفقودين كانا مرئيين ‪.‬‬
‫" ما الذي تفعله هنا ؟"‬
‫" الكتابة ليست جيدة ‪ ،‬لذلك جئت إلى هنا للإلهام ‪ ،‬كنت أتساءل عما إذا‬
‫كان النظر إلى قطعة فنية جيدة يمكن أن يلهمني ‪ ،‬لذا ماذا تفعلين هنا يا‬
‫جولييت ؟"‬
‫" لقد جائت لرؤيتي "‬
‫وهنا تدخل روميو ‪.‬‬
‫الفصل السادس‬

‫حول و يليام نظرته أخير ًا لينظر إلى روميو بجواري ‪ ،‬تشدد تعبيره الذي كان‬
‫يبتسم حتى الآن ‪ ،‬بدا أن الذيل ‪ ،‬الذي كان يهتز بقوة ‪ ،‬متدليًا ‪.‬‬
‫" جولييت ‪ ،‬هل يمكنكِ تقديمه ؟"‬
‫سألني روميو الذي كان بصره على و يليام بإصرار ‪ ،‬وفتحت فمي على مضض‬
‫" هذا و يليام ‪ ،‬وليام شكسبير ‪ ،‬وو يليام ‪ ،‬هذا هو روميو مونتيغيو "‬
‫" وليام شكسبير ؟‪ ،‬ألم يقولون أنه عاد للتو إلى منزله ؟‪ ،‬هل أنتم قريبون بما‬
‫يكفي لمناداه بعضكم بالاسم ؟"‬
‫سكب روميو الأسئلة علي ‪ ،‬بسبب غيرته لم يدرك كم كان وقحا ‪.‬‬
‫" مرحبًا ‪ ،‬أنا و يليام شكسبير "‬
‫تواصل و يليام مع روميو أولا ً ‪ ،‬وعندها فقط أدرك روميو خطأه وأمسك‬
‫بيده ‪.‬‬
‫" اعذرني ‪ ،‬أنا روميو مونتيغيو "‬
‫بمجرد انتهاء تحيات روميو ‪ ،‬ترك الاثنان أيديهما دون أن يقول أي شخص‬
‫أي شيء أولا ً ‪ ،‬كان الأمر كما لو كانوا لا يريدون أن يظلوا على اتصال ببعضهما‬
‫البعض بعد الآن ‪.‬‬
‫أتيت إلى المتحف مع السيد مونتيغيو ؟"‬
‫ِ‬ ‫" جولييت ‪ ،‬هل‬
‫سألني و يليام بحذر ‪ ،‬وكان هناك شيء يائس في تلك العيون ‪.‬‬
‫" لا ‪ ،‬لقد التقينا للتو بالصدفة ‪ ،‬وكنت على وشك أن أودعه "‬
‫أضاء وجه و يليام مثل زهرة في إجابتي ‪ ،‬من ناحية أخرى ‪ ،‬كان وجه‬
‫روميو يتشوه أكثر فأكثر ‪ ،‬وفرق شفتيه كما لو كان يريد الرد ‪ ،‬لكنه في النهاية‬
‫أبقى فمه مغلق ًا ‪ ،‬مدرك ًا لماركيشيو بجانبه ‪.‬‬
‫" إذن لماذا لا تشاهدين المتحف معي ؟"‬
‫سألني و يليام ‪ ،‬وكان بإمكاني رؤيته وهو يبتلع لعابه بعصبية ‪ ،‬وكلما نظرت‬
‫إليه أكثر ‪ ،‬بدا وكأنه جرو ‪ ،‬لم يكن الذهاب مع و يليام اختيار ًا سيًئا ‪ ،‬تلاشت‬
‫ثقتي في النجاح ‪ ،‬لكنني لم أتخل عن إغواء و يليام بعد ‪.‬‬
‫لكي أعيش ‪ ،‬كان علي أن أفعل أي شيء لديه القليل من الاحتمالات ‪،‬‬
‫علاوة على ذلك ‪ ،‬في كل مرة أقابل فيها و يليام ‪ ،‬كان ينمو حبه تجاهي ‪.‬‬
‫وأنا لم أتخذ أي إجراء على الإطلاق ‪ ،‬ولم يكن عملا ً سيًئا بالنظر إلى الكفاءة‬
‫مقارنة بالاستثمار ‪ ،‬وسيكون من الجيد التحدث مع ًا وإدراج ما لا نهاية من‬
‫سلبيات المأساة ‪.‬‬
‫" جولييت ستشاهد المتحف معي "‬
‫كنت على وشك الإيماء ‪ ،‬لكن روميو تدخل أولا ً ‪ ،‬نظرت إليه بتعبير‬
‫سخيف ‪ ،‬كان يحدق في و يليام دون أن يرمش بعينه ‪.‬‬
‫" أعتقد أن جولييت قالت إنها على وشك توديعك "‬
‫قال وليام ‪ ،‬وعلى عكس المعتاد ‪ ،‬كان صوته بارد ًا ‪ ،‬كان من الغريب جدًا‬
‫رؤ ية رجل يشبه الجرو يرفع نصله دون أن يخسر ‪.‬‬
‫" كنت على وشك أن أطلب منها الخروج معي بعد إلقاء التحية ‪ ،‬حتى ظهر‬
‫السيد شكسبير "‬
‫لأكون صادقة ‪ ،‬لقد طلب بالفعل ورفضت ‪ ،‬وكان الجو يزداد دمو ية ‪،‬‬
‫ونظرت حولي بحثًا عن حفرة للخروج منها ‪ ،‬الإغراء جيد وكل شيء على ما‬
‫يرام ‪ ،‬لكنني لم أستطع تحمل هذا الجو حيث شعرت أنني اضطررت إلى‬
‫الصراخ ' توقفوا عن القتال بسببي !' لكن لم يكن هناك هدف في الأفق ‪.‬‬
‫كان ماركيشيو قد تحرك بالفعل على بعد خطوات قليلة وكان يتظاهر بأنه‬
‫ليس جزءًا من المجموعة ‪ ،‬تراجعت ببطء ‪ ،‬وكما لو أنهم لاحظوا أنني كنت‬
‫أحاول الهروب ‪ ،‬طاردني رجلان ‪.‬‬
‫أنت ذاهبة ؟"‬
‫" جولييت ‪ ،‬إلى أين ِ‬
‫" فلتواصلي ز يارة المتحف معي "‬
‫اندلع العرق البارد من الخلف عندما اقترب الرجلان ‪ ،‬زواصلت السير‬
‫للخلف ‪ ،‬فهمت برأسي أنه لم يكن موقف ًا أهرب منه ‪ ،‬لكن جسدي لم يتبعه ‪،‬‬
‫مجرد الرغبة في الخروج من هذا الموقف سيطر على جسدي ‪.‬‬
‫" آه !"‬
‫" جولييت !"‬
‫بينما كنت أسير للخلف ‪ ،‬تعثرت في النهاية على شيء ما وسقطت ‪ ،‬انتشر الألم‬
‫من الأرداف إلى أسفل الظهر ‪ ،‬لقد كان مؤلمًا للغاية ‪ ،‬وكان الأمر أكثر‬
‫إحراج ًا من ذلك ‪ ،‬ما هذا في المعرض الفني ؟‪ ،‬قررت عدم اتخاذ خطوة بهذه‬
‫الطر يقة في الوقت الحالي ‪.‬‬
‫ومع ذلك ‪ ،‬كان الرجلان اللذاون كانا قد يسرعان لمساعدتي على الفور‬
‫صامتين ‪ ،‬رفعت رأسي ونظرت إليهم ‪ ،‬كانوا يحدقون في شيء كما لو كان‬
‫ممسوسين ‪ ،‬أدرت رأسي لأرى أين كانوا ينظرون ‪ ،‬ولم يكن هناك شيء مرئي ‪.‬‬
‫بالنظر إلى الرجلين مرة أخرى ‪ ،‬كانا ينظران إلى بعضهما البعض هذه المرة ‪،‬‬
‫لقد كانت نظرة حماسية بمعنى مختلف قليلا ً عن ذي قبل ‪.‬‬
‫أدرت رأسي مرة أخرى لأرى أين كانوا ينظرون ‪ ،‬ومن ثم أدركت ما‬
‫رأوه ‪ ،‬الصورة المعلقة خلف المكان الذي كنت أقف فيه ‪.‬‬
‫كانت تحفة ' الصداقة '‪.‬‬
‫***‬
‫ذهب و يليام وروميو يد ًا بيد إلى الحانة ‪ ،‬وشعرت الشجار الذي كان لديهم‬
‫منذ لحظة وكأنه كذبة ‪ ،‬نظر و يليام إلى قبل أن يذهب ‪ ،‬لكنه في النهاية تبع‬
‫روميو ‪ ،‬لقد تركت وحدي في متحف الفن ‪ ،‬وشعرت وكأنني مسكونه من‬
‫قبل ثعلب ‪.‬‬
‫بينما كنت أتجول في المتحف وحدي ‪ ،‬فكرت في كيفية سير الأمور ‪ ،‬نظر‬
‫و يليام وروميو إلى ' الصداقة ' في نفس الوقت ‪ ،‬وفي تلك اللحظة ‪ ،‬تم تفعيل‬
‫التحفة الفنية وأصبح الاثنان صديقين حميمين ‪ ،‬أو على الأقل بدأ كلاهما يفكر‬
‫في بعضهما البعض بهذه الطر يقة ‪.‬‬
‫تخيلت علاقة في رأسي ‪ ،‬أنا وتيبالت أبن عمي ‪ ،‬وروميو وماركيشيو صديقان‬
‫‪ ،‬وروميو يحبني ‪ ،‬حتى الآن ‪ ،‬يتوافق مع النص الأصلي ‪.‬‬
‫لا أحب روميو ‪ ،‬ووليام يحبني ‪ ،‬وأصبح و يليام وروميو صديقين ‪ ،‬إنها‬
‫فوضى حقيقية ‪ ،‬في الوقت الذي بدأ فيه و يليام بالتدخل ‪ ،‬لم يتم العثور على أي‬
‫أثر للعمل الأصلي ‪.‬‬
‫لا ‪ ،‬كان الانتقال بشكل مختلف عن الأصل علامة جيدة بالنسبة لي ‪،‬‬
‫الشيء الوحيد المتبقي للعودة إلى الأصل هو علم الموت ‪ ،‬إذا كان هناك تغيير ‪،‬‬
‫فهذا يعني ز يادة احتمال تغيير النهاية بطر يقة ما ‪ ،‬حسبت كيف ستعمل‬
‫العلاقة المتغيرة بين و يليام وروميو ‪.‬‬
‫ليس سيًئا ‪ ،‬بدا أن و يليام كان يحاول إضفاء المعقولية على الشخصيات التي‬
‫صاغها والشخصيات في المسرحية ‪ ،‬إذا كان الأمر كذلك ‪ ،‬إذا تعرف علينا في‬
‫الواقع واكتشف أجزاء مختلفة عن الأصل ‪ ،‬فهناك احتمال كبير أن تكون‬
‫القصة التي يكتبها مختلفة عن القصة الأصلية ‪.‬‬
‫سيكون من الجيد اغتنام هذه الفرصة للاقتراب قليلا ً من روميو ‪ ،‬حتى‬
‫لأصدقاء روميو مثل ماركيشيو ‪ ،‬أو لعائلة المونتيغيو بأكملها ‪.‬‬
‫إذا تركنا كل ذلك جانبا ً ‪ ،‬لم يجرؤ كثير من الناس على كتابة مأساة عن‬
‫صديقهم المقرب ‪ ،‬أليس هذا هو السبب في أنني أحاول إغواء و يليام أيضًا ؟‬
‫أصبحت خطواتي أخف ‪ ،‬على الرغم من أن العملية الأولى المخطط لها ‪' ،‬‬
‫تيبالت وماركيشيو ‪ ،‬أتمنى أن تتعايشا ' فشلت ‪ ،‬إلا أن التدخل الغير متوقع جاء‬
‫‪ ،‬ووصلت إلى القصر وأنا أحلم بمستقبل أكثر إشراقًا ‪.‬‬
‫***‬
‫كان هناك خطأ في الحساب ‪ ،‬كان علي تصحيح أفكاري في يوم واحد ‪.‬‬
‫" الآنسة كابوليت ‪ ،‬كما تعلمين ‪ ،‬روميو معجب بكِ ‪ ،‬ولا يمكنني أن أكون‬
‫بمفردي مع فتاة يحبها صديقي "‬
‫رفضني و يليام عند الباب عندما زرت قصر شكسبير ‪ ،‬وأصبح يناديني أيضًا‬
‫بالآنسة كابوليت قبل أن أعرف ‪ ،‬نظرت إلى وجه و يليام ‪ ،‬عند رؤ ية تعبيره ‪،‬‬
‫لم أستطع فهم الموقف أكثر ‪.‬‬
‫وجه حزين وهو يرفضني كان الأمر وكأنه هو من تعرض للرفض ‪ ،‬لم يكن‬
‫لدي خيار سوى الوقوف أمام الباب في حالة مزاجية سخيفة ‪.‬‬
‫" أنا آسف آنسة كابوليت "‬
‫أغلق باب القصر ‪ ،‬لم يستطع أن يرفع عينيه عني حتى أغلق الباب تمام ًا ‪،‬‬
‫بغض النظر عن نظرتي إليه ‪ ،‬لا يزال يحبني ‪.‬‬
‫روميو يحبكِ ‪ ،‬تذكرت كلمات و يليام ‪ ،‬لذا كان و يليام يحاول الابتعاد عني‬
‫بسبب روميو ‪ ،‬كانت الأمور تسير في اتجاه غير متوقع ‪.‬‬
‫اعتقدت أنه إذا اقترب و يليام وروميو من خلال تأثير التحفة الفنية ‪ ،‬فقد‬
‫تتحول الأمور في صالحي ‪ ،‬ولكن إذا تمكن و يليام من الاقتراب من روميو أو‬
‫مني ‪ ،‬فلا بد أن أكون أنا ‪ ،‬وليس روميو ‪.‬‬
‫كان هذا طبيعي ‪ ،‬لم يكن لدى روميو أي فكرة عن أننا كنا تحت تأثير‬
‫التحفة الفنية ‪ ،‬أو ماذا ستكون النتيجة إذا ت ُركنا وشأننا ‪ ،‬إذا تخلفت عن الركب‬
‫وترك و يليام في رعاية روميو ‪ ،‬فسوف يموت في غمضة عين ‪.‬‬
‫سأزور و يليام غدًا أيضًا ‪ ،‬كان سبب اختيار و يليام للابتعاد عني لأنه اختار‬
‫الصداقة بين الحب والصداقة ‪ ،‬ببساطة ‪ ،‬لقد دفعني روميو ‪.‬‬
‫إذا كان الأمر عاطفيًا بما يكفي ليتم دفعه بعيدًا عن طر يق روميو أو شيء‬
‫من هذا القبيل ‪ ،‬فلن يتخلى عن كتاباته أبد ًا ‪.‬‬
‫بعد كل شيء ‪ ،‬كانت هناك إجابة واحدة فقط ‪ ،‬شيء يجعلك تقع في حُب ّي‬
‫لدرجة تجعلك تختارني بين الحب والصداقة ‪ ،‬في غضون ذلك ‪ ،‬أصيب و يليام‬
‫بالتدم بمجرد النظر إلى وجهي ‪ ،‬لكن هذا لم يكن الأمر الآن ‪ ،‬أولا ً سأهزم‬
‫روميو وبعد ذلك سأجعله يقع بحبي بما يكفي للتخلي عن كتابته ' روميو‬
‫وجولييت ' من أجل النجاة ‪.‬‬
‫" روميو في المنزل الآن "‬
‫عندما زرت قصر شكسبير ‪ ،‬واجهت رفضًا آخر ‪.‬‬
‫" هل من الصعب أن أحصل على لحظة و يليام ؟"‬
‫" من فضلكِ ناديني يالسيد شكسبير "‬
‫ناديت اسمه بصوت عذب ‪ ،‬لكن حواجز و يليام كان أصعب مما كنت‬
‫أتصور ‪.‬‬
‫" هل سمحت بمناداتك بأسمك لمجرد نزوة ؟"‬
‫سألت بتعبير حزين ‪ ،‬كنت أتمنى أن أتمكن من ذرف دمعة واحدة ‪،‬‬
‫ولكن أمتلأت عيناي ‪.‬‬
‫" إنه ليس كذلك ‪"!...‬‬
‫شكسبير مرتبك كما لو كان محرجا ‪ ،‬لكن سرعان ما ‪ ،‬كما لو كان قد اتخذ‬
‫قراره ‪ ،‬فتح فمه مرة أخرى ‪.‬‬
‫ك أن تناديني بشكسبير ‪ ،‬ومن ثم سأذهب الآن "‬
‫"على أي حال ‪ ،‬أريد ِ‬
‫" انتظر دقيقة "‬
‫أمسكت بيده وهو عائد ‪ ،‬لقد أمسكت بيده ‪ ،‬وكان وجهه محمرًا ‪ ،‬شعرت‬
‫وكأنني أصبحت منحرفة في رد الفعل المفرط الحساسية هذا ‪.‬‬
‫" آسف ‪ ،‬لكن لا يمكنني أن أمسك بأيدي امرأة يحبها صديقي "‬
‫كانت هذه ذر يعة ‪ ،‬لتغطية ردود الفعل المفرطة الحساسية ‪ ،‬ولقد أثبت‬
‫مظهره المرتبك هذه الحقيقة ‪ ،‬الاعتقاد بأن الأصدقاء هم أثمن من الحب ‪ ،‬هل‬
‫هذه هي فكرته أم أنها قوة سحر ية أيضًا ؟‪ ،‬في هذه المرحلة ‪ ،‬قررت أن أجرب‬
‫الاحتمالات ‪.‬‬
‫" هل روميو أكثر أهمية مني ؟"‬
‫توقفت عيناه ‪ ،‬اللتان كانتا ترتعشان من الحرج ‪ ،‬عن الحركة ‪ ،‬وببطء ‪ ،‬بدأ‬
‫الماء يملأ عينيه الزرقاوتين ‪.‬‬
‫" لماذا تسألين هذا ؟"‬
‫كان يقطر بالدموع مثل المطر ‪ ،‬هذه المرة جاء دوري للذعر ‪ ،‬وتجمدت دون‬
‫أن أنبس ببنت شفة ‪.‬‬
‫" دعيني أدخل فقط "‬
‫خفض رأسه وكأنه يخفي دموعه ‪ ،‬لكن في عيني ‪ ،‬كانت دموعه تقطر‬
‫بالفعل ‪.‬‬
‫الفصل السابع‬

‫لم أستطع حتى منعه من الدخول ‪ ،‬وفتحت فمي لأقول شيئا ‪ ،‬ولكن سرعان ما‬
‫ُأ غلق باب القصر ‪،‬‬
‫كلما فكرت في الأمر أكثر ‪ ،‬شعرت بالحرج أكثر ‪ ،‬لماذا يبكي ؟‪ ،‬أنا ماذا فعلت‬
‫؟‪ ،‬بينما كنت أصعد سلالم القصر ‪ ،‬كل ما كنت أفكر فيه هو و يليام ‪.‬‬
‫تم تشو يه وجه و يليام ‪ ،‬الذي بدا منحوت ًا بدقة ‪ ،‬كما لو كان مصاب ًا ‪ ،‬وملأت‬
‫الدموع عينيه الزرقاوين ‪ ،‬حتى خفضه لرأسه لإخفاء الدموع المتساقطة ‪ ،‬كل‬
‫فعل من أفعاله أثار الشعور بالذنب دون سبب ‪.‬‬
‫لقد شعرت وكأنني فعلت شيًئا سيًئا للغاية ‪.‬‬
‫عدت للتو "‬
‫ِ‬ ‫" جولييت ‪ ،‬لقد‬
‫كنت على وشك الدخول إلى الغرفة عندما نادتني والدتي بصوت عاجل ‪،‬‬
‫نظرت إلى والدتي بوجه مرتبك ‪ ،‬وفحصت والدتي ملابسي بعناية وأومأت‬
‫برأسها ‪.‬‬
‫لست‬
‫ِ‬ ‫غادرت هكذا ‪ ،‬أنا سعيدة لأنك‬
‫ِ‬ ‫" سيكون الأمر على ما يرام إذا‬
‫مضطرة للاستعداد "‬
‫" إلى أين ستذهبين ؟"‬
‫" سمعت أنه تم طرح تحفة جديدة في دار المزاد ‪ ،‬علي الذهاب سر يعا "‬
‫حاولت إخفاء خيبة أملي ‪.‬‬
‫كانت والدتي من أشهر هواة جمع التحف ‪ ،‬كان المنزل الذي يحتوي على‬
‫العديد من التحف لملء قاعة الاحتفالات أحد المنازل القليلة في العاصمة ‪.‬‬
‫وكان من واجبي مساعدة والدتي التي ركضت بجنون عندما سمعت‬
‫الشائعات بأن التحف قد ظهرت ‪ ،‬بالحديث عن التحف ‪ ،‬لم يكن لدي أي‬
‫شيء خاص أفعله ‪.‬‬
‫على الرغم من سخافة ذلك ‪ ،‬إلا أنه قد يثير شائعات سيئة عن خروج المرأة‬
‫المتزوجة بمفردها ‪ ،‬لذلك ‪ ،‬كل ما فعلته هو أن أتبعها أينما ذهبت وأبقى بجانبها ‪،‬‬
‫في الأصل ‪ ،‬لم يكن لدي أي اهتمام بـالتحف ‪ ،‬لكنني الآن سئمت منها ‪،‬‬
‫ولكن هل يتعين علي الذهاب إلى مزاد للعثور على تحفة ؟‪ ،‬وأنا غير راضية ً ‪،‬‬
‫اتبعت خطى والدتي ‪.‬‬
‫عندما ذهبنا إلى دار المزاد ‪ ،‬تبعتنا أعين لا حصر لها ‪ ،‬لم يخف المنظمون‬
‫ترحيبهم ‪ ،‬وكان بعض المشاركين في المزاد حذرين بشكل علني ‪ ،‬كان من‬
‫الطبيعي فقط النظر في مقدار الأموال التي دفعتها والدتها في المزاد ‪ ،‬استمتعت‬
‫الأم بالنظرة ودخلت المكان ‪.‬‬
‫بمجرد أن جلست ‪ ،‬سحبت والدتي كتيب المزاد وقرأت ‪ ،‬بعد التقليب خلال‬
‫الجزء الأول ‪ ،‬توقفت الأم فقط عند الصفحة التي تحتوي على التحف ‪ ،‬كان‬
‫هناك قطعتان رئيسيتان في هذا المزاد ‪ ،‬وكانت نادرة ‪.‬‬
‫على الرغم من ندرة التحف ‪ ،‬إلا أنه كان من النادر بيعها ‪ ،‬وكان هناك‬
‫أيضًا سبب لعدم رغبة الفنانين في بيع تحفهم بشكل جيد ‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬كان‬
‫السبب الأكبر هو وجود العديد من التحف التي تحتوي على ميزات لا يمكن‬
‫بيعها في المقام الأول ‪.‬‬
‫بادئ ذي بدء ‪ ،‬لا يمكن بيع جميع التحف التي ظهرت في الفنون الغير‬
‫ملموسة ‪ ،‬فقط لأن رقصة الراقصة أصبحت تحفة ‪ ،‬لا يمكنك التقاط وبيع تلك‬
‫الراقصة ‪.‬‬
‫لم يكن الفن الملموس بالضرورة في شكل يمكن بيعه ‪ ،‬إذا كانت قدرة‬
‫التحفة تعمل لمرة واحدة ‪ ،‬فهذا بعد استنفاد القدرة بالفعل عند معرفة أنها‬
‫قطعة رئيسية ‪.‬‬
‫أخير ًا ‪ ،‬إذا لم يتم الكشف عن أنها تحفة ‪ ،‬هذه حالة جديدة اختلقتها ‪،‬‬
‫مثال على ذلك و يليام وروميو وجولييت ‪.‬‬
‫السينار يو الذي يكتبه و يليام هو تحفة تتمتع بقدرة هائلة على التأثير في حياة‬
‫الناس ‪ ،‬لكن لن يدرك أحد أنها تحفة حتى عند اكتمال الكتابة التي يكتبها ‪،‬‬
‫إلا أنا فقط ‪.‬‬
‫يبدو أن الأم قد انتهت من تحديد ما تشتر يه ‪ ،‬وسلمتني الكتيب ‪ ،‬لم يكن‬
‫الأمر ممتع ًا للغاية ‪ ،‬لكن كان من الأفضل قضاء الوقت بشيء ما بدلا ً من عدم‬
‫فعل أي شيء ‪ ،‬لذا لقد قلبت الكتيب صفحة تلو الأخرى ‪.‬‬
‫جوهرة من تاج الملكة ‪ ،‬كيف حصلوا على شيء مثل هذا بحق خالق الجحيم‬
‫؟‪ ،‬ذراع مومياء منذ ‪ ٧٠٠‬عام ‪ ،‬من هو الشخص الذي يزايد على شيء مثل‬
‫هذا بدون تفكير ؟‪ ،‬آخر حبة صنعها صيدلي أسطوري توفي قبل ‪ ١٠٠‬عام ‪،‬‬
‫إذن أنت تقول أنها لم تتعفن ؟‬
‫عندما أقلبت الكتيب ‪ ،‬أدركت أنه لا يوجد شيء في دار المزادات هذا‬
‫يمكنني فهمه ‪ ،‬بما في ذلك الأشخاص الذين أتوا لشراء هذه الأشياء ‪.‬‬
‫عندما كنت أتصفح الكتيب بشكل عرضي ‪ ،‬زادت سرعة تقليب‬
‫الصفحات تدر يجيًا ‪ ،‬لم تكن حتى طر يقة جيدة لتمضية الوقت ‪ ،‬يدي ‪ ،‬التي‬
‫كانت تقلب الصفحات بسرعة كبيرة ‪ ،‬توقفت عند نقطة ما ‪ ،‬مثل أمي ‪،‬‬
‫كانت على صفحة بها تحفة ‪.‬‬
‫كانت عيناي متجمدتين على وصف التحفة ‪ ،‬قرأت وصفها ‪ ،‬مرارا وتكرارا‬
‫‪ ،‬وأخيرا أقر باحتمال ‪.‬‬
‫قد تكون هذه التحفة الفنية قادرة على كسر سحر و يليام وروميو ‪.‬‬
‫***‬
‫أنت التي أحبها روميو ‪ ،‬يا جولييت ]‬
‫[ كان سيكون من الرائع لو لم تكوني ِ‬
‫***‬
‫" أمي ‪ ،‬هل ستفوزؤن بالمزايدة على كلتا التحفتين المعروضتين في المزاد هذه‬
‫المرة ؟"‬
‫سألت بصوت متوقع ‪ ،‬كانت هذه هي المرة الأولى التي أكون فيها محظوظًا‬
‫جدًا في حب والدتي للتحف ‪ ،‬نظرًا لأنها لم تغفل أبد ًا عن تحفة لفتت انتباهها ‪،‬‬
‫كان من الواضح أنها ستشتري كلاهما هذه المرة أيضًا ‪.‬‬
‫" كلا ‪ ،‬لقد كانت لدينا حفلة موسيقية منذ فترة قصيرة ‪ ،‬لذا يجب أن‬
‫نكون حذرين في الوقت الحالي ‪ ،‬أنوي شراء واحدة هذه المرة ‪ ،‬الآخرى فقط‬
‫لم تعجبني كثير ًا "‬
‫لكن الأم أعطت إجابة غير متوقعة ‪ ،‬لا ينبغي أن يكون الأمر هكذا ‪،‬‬
‫شعرت بالقلق ‪ ،‬وفتحت فمي مرة أخرى ‪.‬‬
‫" إذن ما الذي تفكرين في شرائها ؟"‬
‫" بالتأكيد تحفة ' الشخص المحبوب ' "‬
‫(الشخص المحبوب تقدر تجي أيضًا بمعنى الشخص الجميل)‬
‫بالطبع ‪ ،‬لولا مشاكل و يليام وروميو ‪ ،‬لكنت اخترت الشخص المحبوب‬
‫أيضًا ‪ ،‬كما قالت والدتي ‪ ،‬كان الاختيار طبيعيًا تمام ًا ‪.‬‬
‫" سيبيعونها الآن "‬
‫بينما قضيت الوقت في قراءة الكتيبات ‪ ،‬انتهى المزاد ‪ ،‬وشخص يرتدي‬
‫ملابس أكثر أناقة من قبل يدفع الطاولة المحمولة للخارج ‪ ،‬كان هناك شيء على‬
‫الطاولة ‪ ،‬وكان مغطى بالحرير باهظ الثمن ‪ ،‬ربما كان هذا الحرير أو زخرفة‬
‫المائدة قد يتجاوز سعر المزاد السابق ‪.‬‬
‫" لقد انتظرتم وقتًا طو يلا ً ‪ ،‬أخير ًا ‪ ،‬المرحلة الرئيسية لليوم‪ .‬تحفة ' الشخص‬
‫المحبوب ' !"‬
‫قام المضيف بإزالة الحرير بإيماءة مبالغ فيها ‪ ،‬وتم الكشف عن زجاجة عطر‬
‫صغيرة تحت الحرير الملفوف ‪.‬‬
‫" ' الشخص المحبوب ' هي العمل رقم العشرة آلاف لعطار لم يصنع العطور‬
‫إلا لبقية حياته ‪ ،‬وأثمرت جهوده في النهاية ثمار التحفة ‪ ،‬بما يتناسب مع رائحته‬
‫واسمه ‪ ،‬فإن السحر الذي يمتلكه جميل جدًا أيضًا ‪ ،‬فعندما تضع العطر ‪ ،‬طالما‬
‫تدوم الرائحة ‪ ،‬سيراك الجميع على أنك الشخص الذي يحبونه أكثر من أي شخصً ا‬
‫آخر "‬
‫كانت القاعة مضطربة ‪ ،‬لقد كانت بالتأكيد قدرة لطيفة ستحبها السيدات‬
‫النبيلة ‪ ،‬أنا شخصيا ً أعتقد أنها قدرة مثالية على إحداث الخلاف الأسري ‪.‬‬
‫" قد لا تكون قادر ًا على الشعور به عندما ترونه هكذا ‪ ،‬هل ترغبون في‬
‫تجربة ذلك بنفسكم ؟"‬
‫قام المقدم برش العطر على معصمه ‪ ،‬وكل من المشاركين في المزاد خجلوا أو‬
‫تمتموا باسم شخص ما ‪.‬‬
‫" السيد كابوليت ‪"...‬‬
‫تمتمت الأم باسم الأب ‪ ،‬لحسن الحظ ‪ ،‬يبدو أن منزلنا لم يكن المنزل الذي‬
‫ستأتي فيه الخلافات العائلية ‪.‬‬
‫أدرت رأسي ونظرت إلى وجه المقدم ‪ ،‬كان بالفعل في شكل روميو ‪ ،‬كان‬
‫من الطبيعي أن يسحر روميو وجولييت ‪ ،‬لسبب ما ‪ ،‬تركت الصعداء ‪.‬‬
‫ثم بدأ وجه روميو يطمس ‪ ،‬وأصبحت المنطقة المحيطة بوجهه ضبابية كما لو‬
‫أن الضباب قد دخل ‪ ،‬ثم لم أستطع رؤ ية أي شيء ‪.‬‬
‫لقد فوجئت ونظرت حولي ‪ ،‬لكن الجميع كان يحدق في وجه المقدم بموقف‬
‫لا يتغير ‪ ،‬يبدو أنني كنت الوحيدة التي لم تستطع رؤ ية وجهه ‪.‬‬
‫وجهت نظرتي إلى الوسيط مرة أخرى ‪ ،‬من خلال الضباب حيث لا يمكن‬
‫رؤ ية أي شيء ‪ ،‬بدأت صورة ظلية لشخص ما في الظهور ‪ ،‬من هذا ؟‬
‫ركزت على النظر إلى الوجه من خلال الضباب ‪ ،‬لكن مدة العطر انتهت‬
‫دون أن أرى شيًئا ‪ ،‬واختفت الصورة الظلية في الضباب ‪ ،‬ولم يتبق منها سوى‬
‫وجه المضيف ‪ ،‬وكان الأمر غير مجدٍ ‪.‬‬
‫" المدة قصيرة لأن هناك الآن مسافة ‪ ،‬لكن القصة مختلفة عن قرب ‪،‬‬
‫ويستمر التأثير طالما أن الشخص يشم الرائحة ‪ ،‬الآن ‪ ،‬فلنبدأ في التقديم !"‬
‫ارتفعت أسعار المزاد إلى ما لا نهاية ‪ ،‬وشاهدت المشهد دون توتر شديد ‪،‬‬
‫وأعلنت والدتي أنها ستفوز بالمزايدة على ' الشخص المحبوب '‪ ،‬إذا كان الأمر‬
‫كذلك ‪ ،‬فبغض النظر عن ارتفاع سعر المزاد ‪ ،‬ستكون والدتي هي التي ستفوز‬
‫بآخر عرض ‪.‬‬
‫" نعم ‪ ،‬الفائزة بالمزايدة هي الرقم ‪"! ٢٧‬‬
‫دون أي تحر يف ‪ ،‬اتصل الوسيط برقم الأم ‪ ،‬جاء البائع بالمزاد وسلم‬
‫ميدالية دليلا ً على شرائها إلى والدتي ‪.‬‬
‫" الآن ‪ ،‬هل نلقي نظرة على المنتج الثاني ؟‪ ،‬مرة أخرى ‪ ،‬هذه أيضًا تحفة "‬
‫بناء ً على إشارة من الوسيط ‪ ،‬دفع الاثنان عربة محملة بإطارات صور كبيرة‬
‫‪ ،‬هذه المرة أيضًا ‪ ،‬كان التمثال مغطى بالحرير ‪ ،‬كان هذا فقط ما أردته ‪.‬‬
‫" هذه المرة ‪ ،‬إنها عكس السابق تمام ًا ‪ ،‬ولها تعويذة عنيفة للغاية "‬
‫تحدث الوسيط بصوت كئيب ‪ ،‬لقد شدت جسدي ‪ ،‬إذا لم تفز والدتي‬
‫بالمزايدة ‪ ،‬كان عليّ استلامها أيضًا ‪ ،‬حتى لو لم أكن متأكدة مما إذا كنت‬
‫سأتمكن من الحصول على التحفة مقابل مصروف جيبي ‪ ،‬لحسن الحظ ‪ ،‬لم‬
‫يكن هذا الشيء مسحور ًا بما يكفي ليكون مرغوب ًا فيه من قبل الناس ‪ ،‬كان‬
‫علي أن أراهن على الاحتمالية هناك ‪.‬‬
‫" اللوحة المخبأة تحت الحرير هي تحفة ' عدو العائلة ' أليس أسمها مخيف ًا ؟"‬
‫ألقيت نظرة خاطفة على والدتي ‪ ،‬ولا تزال تبدو غير مهتمة ‪.‬‬
‫" كل من ينظر إلى هذه الصورة مع ًا سيصبح معادي ًا لبعضه البعض ‪ ،‬إنها‬
‫حرفيا قدرة أسمها ‪ ،‬بعد ذلك ‪ ،‬هل سنختبر سحر هذه التحفة مع ًا ؟"‬
‫عندما قام الوسيط بمد يده للحصول على الحرير الذي يغطي اللوحة ‪ ،‬ثار‬
‫غضب الرئيس مرة أخرى ‪ ،‬كما رأيت أناسا ً مغمضين بأعينهم ‪ ،‬لن يكون هناك‬
‫من يرغب في اللعب مع عائلات لديها ثروة كافية لعرضها في المزاد ‪.‬‬
‫" عفو ًا ‪ ،‬ستكون مشكلة كبيرة إذا نظرنا إلى هذه الصورة كمجموعة ثم‬
‫أصبح الجميع أعداء !"‬
‫رفع المضيف يده بمهارة من محاولة إزالة الحرير ‪.‬‬
‫" لكن لا داعي للقلق ‪ ،‬تعمل هذه اللوحة فقط عندما ينظر إليها كلاكما‬
‫بمفردكما ‪ ،‬يمكنكم جميع ًا هنا مشاهدة العمل على مستوى التحفة دون أي قلق "‬
‫بمجرد أن انتهى من الكلام ‪ ،‬أزال الحرير الذي يغطي اللوحة ‪ ،‬وتردد صدى‬
‫صوت عدة اشخاص يتنفسون في المكان ‪.‬‬
‫كانت ' عدو العائلة ' بالتأكيد رسمة تستحق أن تصبح تحفة ‪ ،‬كما هو مكتوب‬
‫في الكتيب ‪ ،‬شعرت بالاستخدام الجريء للألوان وضربات الفرشاة بوضوح‬
‫حتى بالنسبة لي ‪ ،‬بصفتي دخيل ًا ‪ ،‬كانت رسمة لم أستطع أن أفهم لماذا شعرت‬
‫بالقوة عندما كانت أمام عيني ‪.‬‬
‫لكن بصرف النظر عن روعة اللوحة ‪ ،‬لم أكن أعتقد أن والدتي ستحبها ‪.‬‬
‫الفصل الثامن‬

‫كانت الصورة العامة لرجل يضع سكينًا في شاهد القبر وكانت الوانها معبرة جدًا‬
‫‪ ،‬كان اللون غامق ًا ولكن مظلمًا ‪ ،‬وبدا أن ضربات الفرشاة الخشنة تعبر بوضوح‬
‫عن غضب الرجل ‪.‬‬
‫لكن هذه اللوحة كانت ضرور ية لعمليتي ‪ ،‬كانت عمليتي بسيطة للغاية ‪،‬‬
‫سأبطل سحر ' الصداقة ' بتأثير ' أعداء العائلة '‪.‬‬
‫لا يمكن كسر سحر التحفة مهما حدث ‪ ،‬ولكن ماذا لو اصطدمت تعويذتان‬
‫غير قابلتين للكسر ؟‪ ،‬لم أكن متأكدة بنسبة ‪ ٪١٠٠‬من النجاح ‪ ،‬لكن الأمر‬
‫كان يستحق المحاولة ‪.‬‬
‫لكن الأم عبست كما لو كانت في مزاج سيء ‪ ،‬لم تكن تلك اللوحة على‬
‫ذوق والدتي ‪ ،‬مهما نظرت إليها ‪ ،‬لقد حسبت المال الذي أملكه ‪ ،‬إذا كان‬
‫المال لا يكفي ‪ ،‬فكم ستقرضني والدتي ؟‪ ،‬كان عقلي ممتلئ بالأفكار ‪.‬‬
‫" الآن ‪ ،‬تبدأ المزايدة "‬
‫ل ‪ ،‬لكن قلة من الناس عرضوا المبلغ ‪ ،‬في الواقع‬
‫صرخ المشرف بصوت عا ٍ‬
‫‪ ،‬كانت صورة محفوفة بالمخاطر للبقاء في المنزل ‪ ،‬لا أحد يريد أن يصبح عدو ًا‬
‫حتى عن طر يق الصدفة مع ضيف يزور المنزل ‪.‬‬
‫ربما كانت فرصة ‪.‬‬
‫" نعم ‪ ،‬لقد ضاعف السعر الرقم ‪"! ٢٦‬‬
‫عندما رفعت الإشارة المزدوجة ‪ ،‬صرخ الوسيط بصوت مبالغ فيه ‪،‬‬
‫وشعرت الجهود المبذولة لتغيير الجو السلبي للمزاد ‪ ،‬كما لو أن جهوده قد نجحت‬
‫‪ ،‬بدا المزاد نشطًا إلى حد ما مرة أخرى ‪ ،‬وكان المبلغ يتزايد تدر يجيا ً ‪ ،‬كان‬
‫الأمر محرج ‪.‬‬
‫لم يكن من الجيد القفز على العربة بدونها لذا ‪ ،‬قررت مضاعفة السعر مرة‬
‫أخرى ‪.‬‬
‫" لقد ضاعف الرقم ‪ ٢٦‬السعر مرة ً أخرى !"‬
‫لقد كان رهان ًا ممزوج ًا ببعض الخداع ‪ ،‬كان هذا قريبًا من حد ميزانيتي ‪،‬‬
‫سيكون من الرائع لو تخلى الجميع عن الرهان هنا بدافع اليأس ‪ ،‬لكن إذا رد‬
‫أحدهم ‪ ،‬فقد كانت مباراة خاسرة ‪.‬‬
‫" هل هناك أي شخص آخر على استعداد للمراهنة ؟"‬
‫حث الوسيط على المراهنة ‪ ،‬وأولئك الذين رفعوا المبلغ شيًئا فشيًئا لم يرفعوا‬
‫المبلغ بعد الآن ‪ ،‬كما لو كانوا قد استسلموا إلى حد ما ‪.‬‬
‫" ومن ثم واحد ‪ ،‬اثنان !"‬
‫من فضلك ابقى هكذا ‪ ،‬صليت بحرارة ‪.‬‬
‫" نعم ‪ ،‬لقد ضاعف الرقم ‪ ١٤‬السعر أيضًا !"‬
‫لم تتحقق أمنيتي الصادقة ‪ ،‬إنها ليست حتى أعلى ولو بمقدار ضئيل ‪ ،‬بل قام‬
‫بمضاعفة السعر ‪ ،‬كان علي أن أستسلم فقط ‪ ،‬رفعت رأسي ونظرت حولي ‪ ،‬من‬
‫هو بحق الجحيم رقم ‪ ١٤‬؟‬
‫" ها !"‬
‫ومن ثم سمعت ضحكة أمي ‪ ،‬كانت الأم تحدق بشدة في شخص ما ‪ ،‬أدرت‬
‫رأسي إلى حيث تتجه نظرة أمي ‪.‬‬
‫الشخص الذي كانت والدتي تنظر إليه هو المشارك رقم ‪ ، ١٤‬بتعبير أدق ‪،‬‬
‫كان سيد عائلة مونتيغيو ‪.‬‬
‫لتأكيد الخصم ‪ ،‬رفعت الأم لافتة المزاد ‪.‬‬
‫" الرقم ‪ ٢٧‬قامت بالمزايدة هنا !‪ ،‬لقد تضاعف السعر مرة أخرى !"‬
‫تحمس المضيف وصرخ ‪ ،‬المزاد ‪ ،‬الذي كان يسير بشكل سلبي ‪ ،‬غير اللعبة‬
‫تمام ًا ‪.‬‬
‫" ضاعف الرقم ‪ ١٤‬مرة مرة أخرى !"‬
‫" لا يمكنني أن أخسر أمام المونتيغيو "‬
‫تمتمت الأم ‪ ،‬وكانت تمسك بلوحة المضاعفة التي تركتها قبل أن تعرف ذلك‬
‫‪.‬‬
‫مرة أخرى ‪ ،‬كان الضوء الأخضر على وشك تشغيل خططي ‪.‬‬
‫" على أي حال ‪ ،‬المونتيغيو جبناء "‬
‫تمتمت الأم في استياء ‪ ،‬وبذهول ‪ ،‬تابعت والدتي ‪ ،‬والفائز في حرب‬
‫العطاءات كانت عائلة المونتيغيو ‪ ،‬كان طبيعيا ‪ ،‬فلقد كانت والدتي السيدة‬
‫كابوليت ‪ ،‬لكنه كان سيد المونتيغيو ‪ ،‬كانت الميزانية مختلف ًا ‪.‬‬
‫علاوة على ذلك ‪ ،‬فازت الأم بالفعل بالمزايدة على ' الشخص المحبوب '‪،‬‬
‫بغض النظر عن مدى ثراء الكابوليت ‪ ،‬كان من غير المعقول بالنسبة لهم الفوز‬
‫بالمزاد مرتين على التوالي ‪ ،‬بدت والدتي غير راضية عن ذلك ‪.‬‬
‫" لو كان المونتيغيو قد تدخلوت منذ اللحظة التي تم فيها اظهار ' الشخص‬
‫المحبوب ' في البداية ‪ ،‬فلن تخسر عائلة كابوليت أبد ًا "‬
‫إذا كان المونتيغيو ينون فقط الفوز بالمزايدة على ' عدو العائلة ' منذ البداية ‪،‬‬
‫فإن استياء والدتي سيكون أمرًا سخيف ًا ‪ ،‬لكن لم يخطر ببالها أبد ًا أن تتقدم وتنحاز‬
‫إلى المونتيغيو ‪.‬‬
‫خطتي تتطلب بالتأكيد ' عدو العائلة ' لا ‪ ،‬في الواقع ‪ ،‬كانت اللوحة هو‬
‫الخطة بأكملها ‪ ،‬هل يجب أن أتخلى عن الخطة ؟‬
‫حاولت تسو ية الفوضى المتشابكة في رأسي ‪ ،‬كلا ‪ ،‬لا يزال من السابق‬
‫لأوانه التخلي عن الخطة ‪ ،‬لم يكن من الضروري أن أمتلك ' عدو الأسرة '‪،‬‬
‫بطر يقة ما كان على و يليام وروميو إلقاء نظرة على الصورة ‪ ،‬مع وضع ذلك في‬
‫الاعتبار ‪ ،‬كان من حسن الحظ أن الشخص الذي فاز بالمزايدة على اللوحة‬
‫كان مالك ًا لعائلة مونتيغيو ‪ ،‬من بين كل العوائل ‪.‬‬
‫كان منزل عائلة مونتيغيو هو منزل روميو بعد كل شيء ‪ ،‬وقد يكون جعل‬
‫و يليام بعيد المنال يذهب إلى منزل روميو ‪ ،‬الذي أعتقد أنه صديق مقرب ‪،‬‬
‫أسهل كثير ًا من إحضار و يليام بعيد المنال إلى منزلنا ‪.‬‬
‫مع وجود أفكار مثل كيفية جعل و يليام يذهب إلى منزل روميو وكيفية‬
‫الحصول على صديقين مقربين لرؤ ية لوحة مثل ' عدو العائلة ' تتبادر إلى ذهني‬
‫واحدة تلو الأخرى ‪ ،‬لكنني أوقفت أفكاري ‪ ،‬بادئ ذي بدء ‪ ،‬فلأفكر بإ يجابية‬
‫‪ ،‬شعرت أنني سأمتلك القوة لفعل شيء ما إذا فعلت ذلك في موقف استمر في‬
‫الالتواء ‪.‬‬
‫دعنا نذهب إلى منزل و يليام بمجرد أن تشرق الشمس غدًا ‪ ،‬لذلك قررت ما‬
‫يجب فعله أولا ً ‪.‬‬
‫***‬
‫ك فلتعودي "‬
‫" أرجو ِ‬
‫لقد كانت بالفعل ثالث مرة أطرد بها من الباب ‪ ،‬ربما لأنه فهم في المرة‬
‫الأخيرة ‪ ،‬فلم يفتح الباب هذه المرة ‪ ،‬لقد تنهدت للتو في موقف لا أستطيع فيه‬
‫مساعدته ‪.‬‬
‫" و يليام ‪ ،‬لدي شيء أقوله لك "‬
‫" من فضلكِ ناديني بشكسبير ‪ ،‬آنسة كابوليت "‬
‫كان حارسه أكثر إحكام ًا ‪ ،‬وكان علي أن أتجنبه في هذه المرحلة ‪.‬‬
‫" السيد شكسبير ‪ ،‬هل تنوي عدم رؤيتي بعد الآن ؟"‬
‫لم يكن هناك جواب من وراء الباب ‪.‬‬
‫" ومن ثم سأذهب فقط "‬
‫" اليوم ‪"...‬‬
‫استسلمت وحاولت الالتفاف ‪ ،‬لكن صوت ًا عاجل ًا أوقفني ‪ ،‬لقد أوقفني ‪ ،‬لم‬
‫يكن الأمر مقصود ًا ‪ ،‬لكني أعتقد أنه لم يكن من أجل لا شيء أن قلت أن‬
‫خطتي كانت ' إذا لم ينجح الدفع ‪ ،‬اسحبي '‬
‫(بمعنى إذا ما حاولت تتقرب منه وتحاول تجبره على مقابلتها وهو ما يبغى فتروح‬
‫وبتتركه وهو بيرجع لها)‬
‫" اليوم ‪ ،‬أخطط لز يارة قصر المونتيغيو "‬
‫" إذن هل يمكنني العودة غدًا ؟"‬
‫دون تردد ‪ ،‬سألته ‪ ،‬لكن لم يرد و يليام مرة أخرى ‪ ،‬ربما كان أجباره‬
‫أفضل عمل ممكن ‪.‬‬
‫" سأعود غدا "‬
‫" ‪" ...‬‬
‫" سأعود غدا ‪ ،‬و يليام "‬
‫لم يرد وكان صامتًا ‪ ،‬تركت شكسبير قبل أن تخرج كلمة الرفض ‪ ،‬لم يجدي‬
‫نفع ًا تركه يفكر لفترة طو يلة ‪ ،‬مرة أخرى ‪ ،‬معاناته من الشعور بالذنب تجاه روميو‬
‫وحده ‪ ،‬كان سيقول شيًئا مثل لا ‪ ،‬كان من المحزن حق ًا الاعتقاد بأن الصداقة‬
‫بينه وبين روميو كانت تتكون من المشاعر ‪.‬‬
‫" إنه قصر المونتيغيو ‪"...‬‬
‫قال و يليام إنه ذاهب إلى قصر المونتيغيو إذا انتظرت بهدوء ‪ ،‬فاحتمال أن‬
‫ينظر كلاهما إلى عدو الأسرة بمفردهما ‪ ...‬لن يكون هناك احتمال ‪.‬‬
‫سيكون من الرائع لو تمكنت من التسلل إلى المونتيغيو بطر يقة ما ‪ ،‬فكلاهما‬
‫في المكان الذي توجد فيه اللوحة ‪ ،‬لذا إذا تمكنت من الانضمام إليهما ‪ ،‬يمكنني‬
‫الاقتراب كثير ًا من نجاح العملية ‪ ،‬ولكن إذا كره المونتيغيو الكابوليت بقدر‬
‫كره والدتي للمونتيغيو ‪ ،‬فلن أتمكن حتى من تجاوز بوابات ذلك القصر ‪.‬‬
‫" مرحبا جولييت "‬
‫كنت أفكر في كيفية اقتحام عائلة المونتيغيو ‪ ،‬ووصلت إلى المنزل قبل أن‬
‫أعرف ذلك ‪ ،‬وكان وجه والدتي التي رحبت بي مشرقًا بشكل استثنائي ‪.‬‬
‫" لقد عدت ‪ ،‬هل هناك أي شيء يجعلكِ تشعرين بالسعادة ؟"‬
‫" ليس بالأمر الجلل "‬
‫حتى عندما أجابت ‪ ،‬لم تستطع والدتها إخفاء ابتسامتها ‪ ،‬بالأمس كنت‬
‫مستاءة ً للغاية ‪ ،‬لكن شعرت بالسعادة لرؤيتها تتألق ‪.‬‬
‫" آه ‪ ،‬يبدو أن شيًئا جيدًا حدث "‬
‫" ألم أفز بالمزايدة الخاصة بـ' الشخص المحبوب ' بالأمس ؟"‬
‫فتحت والدتي فمها وكأنها لا تستطيع التحمل ‪ ،‬وأومأت برأسي لتستمر ‪،‬‬
‫وواصلت والدتي ‪.‬‬
‫ك اليوم ‪ ،‬فهو لم يرتكب خطأ ‪ ،‬ولكني كنت‬
‫" قمت برشها قبل لقاء والد ِ‬
‫زلت تشعرين بالفضول ‪ ،‬أليس كذلك ؟"‬
‫ِ‬ ‫وأنت ما‬
‫ِ‬ ‫أرغب بالتأكد من ذلك ‪،‬‬
‫أنت في حالة مزاجية جيدة ؟"‬
‫" نعم ‪ ،‬لكن عندما لماذا ِ‬
‫ك باسمي كالمعتاد ‪ ،‬يا إلهي ‪ ،‬إلا تشعرين بالرضا عن‬
‫" نعم ‪ ،‬لقد دعاني والد ِ‬
‫ذلك ؟"‬
‫كانت الأم تحمر خجلا ً مثل فتاة شابة ‪ ،‬كيف يمكن لأمي ‪ ،‬التي اعتادت أن‬
‫تكون انتقائية ‪ ،‬أن تصنع مثل هذا الوجه ؟‪ ،‬شعرت أن قلبي كان ممتلًئا ‪.‬‬
‫أأنت حزينة علي ولو لقليل ؟"‬
‫ِ‬ ‫" لكن لماذا لم يرني والدي ‪،‬‬
‫ك"‬
‫أنت ‪ ،‬أنا أعد ِ‬
‫" أوه ‪ ،‬الشخص الثاني الذي يحبه بالتأكيد ‪ِ ،‬‬
‫انفجرت والدتي في الضحك لدرجة أن أعينها تدمع ‪ ،‬ومن ثم ‪ ،‬فتحت‬
‫فمهت ‪.‬‬
‫أنت أيضًا ستقابلين قريبًا الرجل الذي يحب ّكِ أكثر "‬
‫" ِ‬
‫عندما قالت ذلك ‪ ،‬بدا وجهها متحمسًا وحزينًا ‪ ،‬الرجل الذي سيحبني‬
‫أكثر في الوقت الحالي ‪ ،‬كل ما يمكنني التفكير فيه هو وجه روميو ‪ ،‬وهو أحمق‬
‫تحت تأثير السحر ‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬كل هذه المشاعر مزيفة ‪ ،‬يبدو أنه لا أحد‬
‫أرش ذلك العطر علي باستثناء ذلك الرجل ‪ ،‬كنت مكتئبة‬
‫سينظر إليّ عندما ّ‬
‫قليلا ‪.‬‬
‫لحظة ‪ ،‬ماذا لو لم يتعرف علي أحد ؟‪ ،‬فجأة خطرت لي فكرة ‪ ،‬ربما هذا‬
‫العطر سيحل مشاكلي مرة واحدة ‪ ،‬ألن يكون من الممكن التسلل إلى منزل‬
‫المونتيغيو بالعطر ؟‪ ،‬انتقلت بسرعة إلى الغرفة حيث تم جمع التحف ‪ ،‬وكما هو‬
‫متوقع ‪ ،‬تم وضع عطر والدتي هناك ‪.‬‬
‫" لماذا الباب مفتوح ؟"‬
‫كنت على وشك تغليف العطر عندما سمعت صوت والدتي في الخارج ‪،‬‬
‫والمثير للدهشة أنني رششت العطر دون أن أدرك ذلك ‪.‬‬
‫" عزيزي ؟"‬
‫رأتني والدتي وقالت ‪ ،‬بفضل العطر ‪ ،‬كانت أمي تنظر إلي وكأنني أنا والدي‬
‫‪.‬‬
‫" ما الذي تفعله هنا ؟"‬
‫سألتني أمي مرة أخرى ‪ ،‬لم يكن لدي خيار سوى تقليد والدي ‪.‬‬
‫" أردت أيضًا وضع بعض العطر والتحقق من ذلك "‬
‫شعرت بالدهشة بمجرد بصق العذر المختلق ‪ ،‬كما فتحت الأم عينيها على‬
‫مصراعيها بدهشة ‪.‬‬
‫أنت جولييت !"‬
‫" جولييت !‪ِ ،‬‬
‫الكلمات التي بصقت بها متظاهرة بأنني والدي تدفقت تمام ًا مثل صوتي ‪ ،‬لا‬
‫يمكنني تغيير صوتي !‪ ،‬أنا فقط استاءت من ضعف العطر ‪.‬‬
‫" جولييت ‪ ،‬ماذا تفعلين ؟"‬
‫" أنا آسفة يا أمي "‬
‫في اعتذاري ‪ ،‬قامت والدتي بتجعيد وجهها بشكل غريب ‪ ،‬بدت الابنة التي‬
‫بوجه زوجها تجعلها غير مرتاحة ‪.‬‬
‫" كنت أتساءل ما إذا كان أي شخص سيراني كأنني أنا حتى لو وضعت‬
‫العطر كما قالت والدتي "‬
‫استغليت أحراج والدتي ووجدت عذر ًا سر يع ًا ‪ ،‬كان ذر يعة معقولة‬
‫للارتجال ‪ ،‬حدقت والدتي في وجهي وخرجت تنهيدة صغيرة ‪.‬‬
‫ك وقحاً للغاية "‬
‫" كان يجب أن تطلبيه بنفسكِ مني ‪ ،‬كان التظاهر بأنكِ والد ِ‬
‫" لقد شعرت بالحرج الشديد لدرجة أنني قمت برش العطر علي ‪ ،‬أنا آسفة ‪،‬‬
‫لم يكن ذلك عن قصد حق ًا "‬
‫بدا اعتذاري أنه يخفف مشاعر والدتي إلى حد ما ‪ ،‬لحسن حظي ‪.‬‬
‫الفصل التاسع‬

‫" تعالي الى هنا ‪ ،‬سوف أعطيكِ من العطر "‬


‫أعطت والدتي العطر بشكل مدهش بسهولة ‪ ،‬وقبلت العطر الذي تم تقسيمه‬
‫إلى زجاجة صغيرة ‪.‬‬
‫" شكرًا لك !"‬
‫وصلت أيضًا إلى السن الذي تهتمين فيه بالمواعدة‬
‫ِ‬ ‫" عندما أفكر بالأمر ‪ ،‬لقد‬
‫‪ ،‬قلب من تريدين أن تعرفيه ؟"‬
‫" نعم ‪ ،‬هذا سر "‬
‫تركت الأم ضحكة صغيرة ‪.‬‬
‫" بغض النظر عن هويته ‪ ،‬فإن والدتكِ في صفكِ "‬
‫شعرت بالذنب بعض الشيء للكلمات اللطيفة ‪ ،‬عندما أخفضت رأسي‬
‫لتجنب بصري ‪ ،‬فتحت والدتي فمها مرة أخرى ‪.‬‬
‫" ما لم يكن من المونتيغيو "‬
‫لا يسعني إلا أن أضحك ضحكة محرجة ‪ ،‬كان الأمر بسيطًا مثل رش العطر‬
‫والتسلل إلى منزل المونتيغيو ‪.‬‬
‫" أوه ‪ ،‬إنه روميو "‬
‫" آنسة فيبي ‪"...‬‬
‫" كيف له أن يتواجد هنا ؟"‬
‫لقد اكتشفت للتو المزيد عن قصص حب الآخرين ‪ ،‬كل من رآني تمتم‬
‫باسم مختلف ‪ ،‬من بينهم ‪ ،‬يبدو أن هناك خادمة كانت على علاقة بسائق منزلنا ‪،‬‬
‫من المضحك أن أقول هذا وأنا جولييت ‪ ،‬لكنهما كانا زوجين مثل روميو‬
‫وجولييت ‪.‬‬
‫يجب أن يكونوا عشاق عاديين حتى أصبح الكابوليت والمونتيغيو أعداء بسبب‬
‫التحفة ‪ ،‬كان حلو ًا ومرًا ‪ ،‬لم يكن لدى أحد قلب سيء ‪ ،‬لكن كل شيء‬
‫أصبح ملتوي ًا ‪.‬‬
‫توجهت على عجل إلى حيث قد تكون غرفة روميو ‪ ،‬كانت هذه هي المرة‬
‫الأولى التي أتي فيها إلى منزل المونتيغيو ‪ ،‬لكن القصور في هذه المدينة كانت‬
‫عموم ًا من نفس الهيكل ‪ ،‬لم يكن من الصعب العثور على غرفة مناسبة لأبن‬
‫سيد الأسرة ‪ ،‬توقفت أمام باب كبير وطرقت الباب ‪.‬‬
‫كما توقعت ‪ ،‬كان روميو هو من فتح الباب وخرج ‪ ،‬حاولت التحدث معه‬
‫لكن قبل أن أتحدث ‪ ،‬اتسعت عيناه وهو ينظر إلي في حيرة ‪ ،‬وفتح فمه ‪.‬‬
‫" روزالين ؟"‬
‫ولم يكن اسمي هو الذي ناداه ‪.‬‬
‫لقد فوجئت لدرجة أنني كنت متحيرة ‪ ،‬على الرغم من أن قلب روميو كان‬
‫مزيف ًا ‪ ،‬لم يكن لدي شك في أنه سوف ينادي اسمي ‪ ،‬وبسبب كسر هذا‬
‫الاعتقاد ‪ ،‬كان الجزء ' المز يف ' من قلبي يؤلمني ‪ ،‬وضحكت فقط بمرارة من‬
‫الداخل ‪.‬‬
‫" هل يوجد أحد هنا ؟"‬
‫خرج شخص ما من خلف ظهر روميو ‪ ،‬وكان و يليام ‪.‬‬
‫" جولييت ؟"‬
‫" و يليام "‬
‫من باب الانعكاس ‪ ،‬ناديته باسمه وأغلقت فمي ‪ ،‬سوف يراني روميو الآن‬
‫باسم روزالين ‪ ،‬ولكن للرد بصوت جولييت ‪.‬‬
‫نظرت إلى وجهه ‪ ،‬لكن على عكس توقعاتي ‪ ،‬كان وجهه هادًئا ‪.‬‬
‫" جولييت ‪ ،‬لتستطيعي الدخول لمنزل المونتيغيو ‪ ،‬هل حدث أي شيء خطير‬
‫على طول الطر يق ؟"‬
‫عاملني روميو بشكل طبيعي ‪ ،‬كما لو أنه لم ينادي روزالين بالاسم مطلق ًا ‪،‬‬
‫عندما نظرت إليه في حيرة ‪ ،‬خطرت لي فجأة فرضية ‪.‬‬
‫عندما رأيني لأول مرة ‪ ،‬تم تخفيف سحر ' روميو وجولييت ' بتأثير '‬
‫الشخص المحبوب ' نظرًا لقيود ' فقط بينما يدوم العطر ' وصوتي ‪ ،‬لم أستطع‬
‫التخلص تمام ًا من سحر ' روميو وجولييت ' ومع ذلك ‪ ،‬إذا كانت هذه الفرضية‬
‫صحيحة ‪ ،‬فيمكن إزالة سحر التحفة باستخدام تحفة أخرى ‪.‬‬
‫كانت عملية بلا يقين ‪ ،‬لكن كان هناك أمل ‪ ،‬روميو الجديد ‪ ،‬الذي كان‬
‫يفكر في هذا وذاك ‪ ،‬اقترب مني خطوة واحدة ‪.‬‬
‫جئت إلى هنا ؟‪ ،‬هل لديكِ أي عمل مهم ؟"‬
‫ِ‬ ‫" جولييت ‪ ،‬كيف‬
‫" في الواقع ‪ ،‬هناك شيء أريد أن أسألك عنه "‬
‫فتحت فمي بخجل ‪ ،‬كان من المحرج رؤيته يواصل طلب الأشياء بينما يدفع‬
‫بشخصيته الحقيقية بعيدًا ‪.‬‬
‫" إذا كان الحضور إلى هنا كافيًا ‪ ،‬فلا بد أنه طلب مهم ‪ ،‬ماذا جرى ؟"‬
‫لكن بالنسبة لروميو المسحور ‪ ،‬لا يبدو أن أي ًا من ذلك يهم ‪ ،‬لقد فوجئت‬
‫قليلا ً برغبته في تقديم خدمة ‪.‬‬
‫" اممم ‪ ،‬أليس هناك لوحة فازت بها عائلة المونتيغيو في المزاد أمس ؟"‬
‫" أشعر أنني سمعت الأخبار ‪ ،‬هل تريدين أن تري تلك اللوحة ؟"‬
‫أومأت ‪ ،‬وتولى روميو زمام المبادرة كما لو كان سيأخذني إلى اللوحة على‬
‫الفور ‪ ،‬وأمسكت بياقة روميو على عجل عندما كان على وشك مغادرة الغرفة ‪.‬‬
‫" دع شكسبير يذهب أيضا ‪ ،‬أنت لا تستطيع تركه لوحده في الغرفة أليس‬
‫كذلك ؟"‬
‫كان لا معنى له إذا ذهبت أنا وروميو فقط ‪ ،‬كان من الضروري جعل‬
‫و يليام وروميو ينظران إلى اللوحة مع ًا ‪.‬‬
‫" آه ‪ ،‬أنا لا أمانع الانتظار هنا "‬
‫حاول و يليام الانسحاب ‪ ،‬على عكس كلماته الحازمة ‪ ،‬كان لديه تعبير‬
‫مجروح على وجهه ‪.‬‬
‫" لا ‪ ،‬و يليام ‪ ،‬لقد كنت مهمل جدا لا يمكنني ترك الضيف في الغرفة فقط‬
‫"‬
‫لحسن الحظ ‪ ،‬تحرك روميو حسب إرادتي ‪ ،‬وتبعنا و يليام كما لو أنه مجبور ‪،‬‬
‫لحسن الحظ ‪ ،‬لا يبدو أن أي ًا منهما يعرف نوع التحفة التي تمتلكه ' عدو العائلة '‬
‫إذا كان يعلم ‪ ،‬فلن يتبعني دون أن يسألني عن السبب ‪ ،‬وعلى الفور ‪ ،‬توقف‬
‫روميو عن المشي ‪.‬‬
‫" اللوحة التي فزت بها بالأمس موجودة في هذه الغرفة ‪ ،‬إنها هواية غريبة‬
‫أن تحتفظ بلوحة في غرفة بدلا ً من عرضها "‬
‫قال روميو ‪ ،‬وفتح الباب ‪ ،‬لم يكن هناك من يعرف أنه سيكون من‬
‫الأفضل عدم رؤ ية لوحة عدو العائلة في منزل أحد ‪ ،‬لذا تركت ابتسامة محرجة‬
‫فقط ‪.‬‬
‫عند دخولي الغرفة ‪ ،‬رأيت لوحة كبيرة احتلت نصف جدار واحد ‪ ،‬كان‬
‫هناك شيء ما حول الأسلوب الخام للرسم الذي يربك الناس ربما لأنها كانت‬
‫المرة الأولى التي يتم رسم لوحة بهذه المشاعر ‪.‬‬
‫" إنها لوحة وحشية نوعا ما "‬
‫قام و يليام بتضييق جبينه قليلا ً ‪ ،‬وحدقت بعيني للتأكد من أنهما كانا‬
‫ينظران إلى اللوحة ‪.‬‬
‫كان الآن ‪ ،‬كانت هناك لحظة عندما قام كلاهما بإلقاء نظرة على اللوحة ‪،‬‬
‫واستدرت بهدوء إلى الجانب الآخر من اللوحة ‪.‬‬
‫لم يكن هناك رد فعل مذهل ‪ ،‬مثل صوت فرقعة أو ضوء يملأ الغرفة ‪ ،‬تساءلت‬
‫متى يمكنني الاستدارة ‪.‬‬
‫" أين أنا ؟‪ ،‬لماذا انا هنا ‪"...‬‬
‫سمعت صوت و يليام المرتبك ‪ ،‬شيء ما قد تغير بالتأكيد ‪ ،‬ومن ثم استدرت‬
‫ونظرت إليهم ‪.‬‬
‫" جولييت ؟"‬
‫دعا و يليام وروميو اسمي في انسجام تام ‪ ،‬هل أأصبحوا متوافقين تمام ًا لمجرد‬
‫أنهم كانوا رفاقًا لفترة قصيرة ؟‬
‫دخلت إلى منزلي ؟‪ ،‬ألم يلاحظ أحد ؟"‬
‫ِ‬ ‫" كيف‬
‫" هذا هو منزل المونتيغيو ؟‪ ،‬لماذا نحن هنا ؟"‬
‫ومع ذلك ‪ ،‬كان كلا رد الفعل غريبًا نوعًا ما ‪ ،‬عندما رأيت روميو يتحدث‬
‫معي فقط دون رؤ ية و يليام أو و يليام ينظر إلى روميو بحذر ‪ ،‬كان من الواضح‬
‫أن سحر الصداقة قد تحطم ‪.‬‬
‫ومع ذلك ‪ ،‬يكرر روميو ما قاله سابق ًا ‪ ،‬ولا يتذكر و يليام سبب وجوده هنا ‪،‬‬
‫كلاهما كان يتصرف كما لو كان لديهم فقدان للذاكرة ‪.‬‬
‫" لا أتذكر أي شيء ‪ ،‬ماذا بحق خالق الجحيم هو هذا ؟"‬
‫" جولييت ‪ ،‬هل تعرف جولييت كيف هو الوضع ؟"‬
‫كما لو كان يدق إسفينًا في أفكاري ‪ ،‬قال الاثنان إنهما لا يتذكران أي شيء‬
‫‪ ،‬ومت ثم نظروا إلي بعيون تنتظر ‪ ،‬كانت العيون المركزة مرهقة ‪.‬‬
‫" أنا لا أتذكر أي شيء أيضًا "‬
‫فقد اثنان من الثلاثة ذاكرتهم ‪ ،‬وكان من المشكوك فيه أن يتذكر أحدهم‬
‫كل شيء ‪ ،‬لم أستطع حتى التفكير في عذر جيد ‪ ،‬لذلك قررت أن أحملهم على‬
‫فقدان الذاكرة ‪.‬‬
‫" إنه شيء غريب "‬
‫" جولييت ‪ ،‬سنعود الآن "‬
‫نظر و يليام إلى روميو ‪ ،‬ولا يزال حذر ًا ‪ ،‬وأخذ يدي نظر روميو إلى الأيدي‬
‫المتمسكى ببعضها بعينين رافضتين ‪.‬‬
‫" انتظر دقيقة ‪ ،‬و يليام ‪ ،‬أريد أن أرت ّب حاشية فستاني ‪ ،‬هل بإمكانك‬
‫مساعدتي ؟"‬
‫" ف‪-‬فستانكِ ؟‪ ،‬إذا كان هذا هو طلب جولييت ‪ ،‬فسأكون سعيدًا "‬
‫قام و يليام بترتيب حاشية فستاني وهو يحمر خجلا ً ‪ ،‬كانت المرة الأولى التي‬
‫ينظم فيها ملابس النساء ‪ ،‬لذا كانت يداه خرقتان ‪.‬‬
‫عندما ركز و يليام تمام ًا على فستاني ‪ ،‬أشرت إلى روميو ‪ ،‬كان هناك شيء‬
‫أردت التحقق منه منذ بداية هذه العملية ‪.‬‬
‫جاء تركيز روميو إلي ‪ ،‬وأدرت يدي للإشارة إلى اللوحة ‪ ،‬وبطبيعة الحال ‪،‬‬
‫اتبعت نظراته أيضًا إيماءاتي ‪ ،‬ونظرت أنا وروميو إلى ' عدو العائلة ' ‪ ،‬يبدو أن‬
‫السحر على و يليام وروميو قد تم حله بالكامل بقوة هذه التحفة ‪ ،‬ثم ماذا عن‬
‫السحر الذي وقع علي وعلى روميو ؟؛ نظرت إلى روميو بعيون تنتظر ‪.‬‬
‫ولكن كان روميو لا يزال ينظر إلي بعيون ودودة ‪ ،‬ولم يتغير شيء ‪.‬‬
‫عبرت مشاعر خيبة الأمل مع نفس المشاعر كما هو متوقع ‪.‬‬
‫بعد كل شيء ‪ ،‬كان وضع روميو وجولييت نفسه هو ' الوقوع في الحب مع‬
‫أعداء الأسرة ' الآن بعد أن لم أصبح عدو ًا للعائلة ‪ ،‬سيكون هناك تحول إلى‬
‫عشاق ‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬لم يسعني إلا أن أشعر بالحزن ‪.‬‬
‫" لقد أنتهيت ‪ ،‬دعينا نذهب الان "‬
‫بعد ذلك فقط ‪ ،‬تحدث و يليام ‪ ،‬ووضعت يدي بشكل طبيعي في يده‬
‫الممدودة ‪.‬‬
‫" إذن ‪ ،‬أعذرني يا روميو "‬
‫" انتظري للحظة ‪ ،‬هذا منزل المونتيغيو ‪ ،‬سأر يكِ مكان ًا يمكنكِ فيه الخروج‬
‫دون أن يلاحظكِ أحد "‬
‫تولى روميو زمام المبادرة وقاد الطر يق حتى مع وجه رافض ‪ ،‬بفضل ذلك‬
‫‪ ،‬تمكنت من مغادرة القصر بأمان والصعود إلى العربة ‪.‬‬
‫حدق و يليام ‪ ،‬الذي كان جالسًا أمامي ‪ ،‬في وجهي كانت نظرته دائمًا‬
‫متحمسة لشيء ما ‪ ،‬وهذا أحرجني قليلا ‪.‬‬
‫" جولييت ‪ ،‬هل تواعدين روميو ؟"‬
‫بعد التحدث لفترة ‪ ،‬سألني أخير ًا كما لو كان قد اتخذ قراره ‪ ،‬ولكن كان‬
‫سوء فهم شنيع ‪.‬‬
‫" مُطْلَقا ً "‬
‫لقد أجبت بحزم لدرجة مبالغ فيها قليلا ً ‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬كان لا بد من تبديد‬
‫سوء التفاهم هذا بسرعة ‪ ،‬من خلال هذه المحادثة ‪ ،‬تعلمت كيف كان و يليام‬
‫ك‬
‫مزعجًا عندما يسيء الفهم ‪ ،‬فبمجرد تخيله يقول ' لا يمكنكِ أن تكوني لوحد ِ‬
‫مع شخص لا تواعدينه !' كان بمثابة صداع ‪.‬‬
‫" حسنًا "‬
‫تمتم و يليام ‪ ،‬لقد كان رد فعله أكثر هدوءًا مما توقعت ‪.‬‬
‫" حسنًا "‬
‫تحدث و يليام مرة أخرى ‪ ،‬وهذه المرة ‪ ،‬تواصل معي بالعين ‪ ،‬وفاضت‬
‫فرحة ً لا توصف في عينيه الزرقاوتين ‪.‬‬
‫فجأة تذكرت ما حدث في وقت سابق ‪ ،‬عندما رآني وأنا راشة العطر ‪ ،‬دعا‬
‫و يليام اسمي ‪ ،‬وأدرت رأسي ‪ ،‬وشعرت بوجهي يحمر خجلا ً ‪.‬‬
‫الفصل العاشر‬

‫تلاشى السحر واختفت ذاكرتهم ‪ ،‬عندما وصلت إلى المنزل ‪ ،‬استلقيت على‬
‫السرير وفكرت في ما حدث اليوم ‪.‬‬
‫لقد كنت مرتبكة للغاية لدرجة أنني لم أستطع التفكير في أي شيء من قبل‬
‫‪ ،‬ولكن لا بد أن ذلك كان نتيجة لتلاشي السحر الذي تسبب في اختفاء‬
‫ذاكرتهم ‪ ،‬وبعد أن ركب إلى العربة و يليام ‪ ،‬كانت الذكر يات التي اختفت من‬
‫مشاهدة لوحة ' الصداقة ' قبل مشاهدة ' أعداء العائلة ' هي لشخص أعتقد أنه‬
‫لا علاقة له كان غبيًا ‪.‬‬
‫كنت سعيدة عندما أفكر في ذلك ‪ ،‬مهما كانت هادفة ‪ ،‬كان من الأفضل‬
‫للجميع أن ينسوا الذهاب إلى المونتيغيو لرؤ ية روميو ‪ ،‬لم تعجبني آمال روميو‬
‫الزائفة ‪ ،‬وسأشعر بالحرج إذا بدأ و يليام في سوء التفاهم مرة أخرى ‪.‬‬
‫هذا حل رائع ‪ ،‬بشعور خفيف من الراحة ‪ ،‬نام جسدي على السرير ‪ ،‬غدًا ‪،‬‬
‫كما كان مخططًا في الأصل ‪ ،‬سأزور قصر شكسبير للتحقق من تقدم العمل ‪،‬‬
‫وذهبت للنوم على أمل ألا يكون و يليام قد كتب كثير ًا ‪.‬‬
‫***‬
‫[ كانت هناك ملاحظة مكتوبة على دفتر كتابة المسرحية لا أتذكر كتابتها ‪.‬‬
‫أنت التي أحبها روميو ‪ ،‬يا جولييت "‬
‫" كان سيكون من الرائع لو لم تكوني ِ‬
‫ماذا يعني هذا ؟]‬
‫***‬
‫كان و يليام رجلا ً سيًئا حق ًا ‪.‬‬
‫قبل أن أستيقظ في الصباح وذهبت لرؤ ية و يليام ‪ ،‬طرق شيء ما على باب‬
‫الشرفة ‪ ،‬عندما سحبت الستائر ‪ ،‬رأيت حجرًا صغير ًا يتطاير و يصطدم بالباب ‪،‬‬
‫لتهدئة قلقي الغريب ‪ ،‬فتحت باب الشرفة وخرجت ‪.‬‬
‫" روميو ؟"‬
‫وكما هو الحال دائمًا ‪ ،‬فإن النذر ليس خطأ ‪ ،‬في الفناء الخلفي تحت الشرفة ‪،‬‬
‫كان روميو يجمع بعض الحصى ‪.‬‬
‫خرجت "‬
‫ِ‬ ‫" جولييت ‪ ،‬لقد‬
‫رصدني روميو واقترب من الشرفة بأذرع مفتوحة ‪ ،‬من تلك الإيماءات‬
‫المبالغ فيها والتعبيرات الحماسية ‪ ،‬كان من الواضح أن المسرحية كانت قيد التقدم‬
‫‪ ،‬كما لو كان لدعم أفكاري ‪ ،‬اقترب جسدي أيضًا من درابزين الشرفة رغما ً‬
‫عني واتكأ عليه ‪.‬‬
‫" جولييت ‪ ،‬مع اشتداد المواجهة بين عائلة المونتيغيو والكابوليت ‪ ،‬يصبح من‬
‫الصعب مقابلتكِ بشكل متزايد ‪ ،‬جولييت ‪ ،‬أتمنى أن أكون معكِ إلى الأبد "‬
‫" روميو ‪ ،‬إذا كان حب ّك صادقًا حق ًا ‪ ،‬إذا كنت تحبني أكثر من المونتيغيو ‪،‬‬
‫أوعدني "‬
‫ك أيضًا ؟"‬
‫ك بأي شيء تريدينه ‪ ،‬الإخلاص ‪ ،‬الخلود ‪ ،‬بماذا أعد ِ‬
‫" أعد ِ‬
‫على عكس قلبي ‪ ،‬الذي تأثر برد روميو السر يع ‪ ،‬كان رأسي يدور بشكل‬
‫يائس ‪ ،‬هل هذا المشهد ربما هو المشهد الذي أفكر فيه ؟‬
‫" سأرسل شخصً ا ما في غضون ثلاثة أيام ‪ ،‬إذا كنت تفكر في الزواج مني ‪،‬‬
‫فأخبرني أين ومتى سيقام الحفل ‪ ،‬إذا قمت بذلك ‪ ،‬فسألقي بكل ثروتي عليك‬
‫وأتبعك في أي مكان في العالم "‬
‫آه ‪ ،‬صرخ جسدي بحرارة لروميو ‪ ،‬لكن صرخة الرعب كانت تصيح في‬
‫رأسي ‪ ،‬شعرت أن جسدي كله سينحني ‪ ،‬الرغبة بالزواج ‪ ،‬لماذا تفكر جولييت‬
‫هكذا وتطلب الزواج من الرجل هكذا ؟‬
‫ك"‬
‫" جولييت ‪ ،‬أقسم ل ِ‬
‫عندما انتهى روميو من الحديث ‪ ،‬شعر بوجود على الجانب الآخر من الحديقة‬
‫‪ ،‬وغادر روميو دون أن يرفع عينيه عني حتى النهاية ‪.‬‬
‫لقد أنتهيت ‪ ،‬كان و يليام مجتهدًا جدًا في تحقيق رغبته في الكتابة ببطء ‪ ،‬حقا‬
‫وليام رجل سيء ‪.‬‬
‫بعد أن هدأت ‪ ،‬توجهت إلى منزل و يليام ‪ ،‬وإن كان ذلك متأخر ًا ‪.‬‬
‫إذا كنت أعتقد أنه جيد ‪ ،‬فلديّ ثلاثة أيام لتجنيبها على أي حال ‪ ،‬لم أنوي‬
‫قط أن أكون مخطوبة لروميو ‪ ،‬ومن ثم ‪ ،‬في غضون ثلاثة أيام ‪ ،‬كان علي أن‬
‫أدفع شيًئا لكسر التحفة أو تغيير القصة الخلفية ‪ ،‬بصرف النظر عن كسر‬
‫التحفة ‪ ،‬كان و يليام هو الذي يمكنه تغيير القصة وراءها ‪.‬‬
‫" جولييت ‪ ،‬مرحبًا بكِ "‬
‫عندما وصلت إلى قصر شكسبير ‪ ،‬رحب و يليام بي ‪ ،‬عندما فكرت في‬
‫الباب الذي كان يتم غلقه في وجهي والذي عانيت منه حتى الآن ‪ ،‬شعرت‬
‫أنني على وشك البكاء بدموع العاطفة ‪.‬‬
‫قادني بشكل طبيعي إلى الاستوديو ‪ ،‬عندما أفكر في الأمر ‪ ،‬عندما زرت‬
‫منزله ‪ ،‬كانت الكتابة التي يكتبها دائمًا هي هدفي ‪ ،‬بمجرد وصولي ‪ ،‬تم إرشادي‬
‫ليس إلى غرفة الأستقبال ولكن إلى غرفة العمل ‪ ،‬شعرت بالحرج قليلا ً لأنني‬
‫بدوت قادرة على رؤ ية ما بالداخل ‪.‬‬
‫" عندما أفكر في الأمر ‪ ،‬لم أستطع النظر حول اللوحات في متحف الفن في‬
‫المرة الأخيرة ‪ ،‬في المرة القادمة التي سنحظى فيها بفرصة ‪ ،‬هل نذهب مع ًا ؟"‬
‫تومض عيناه عندما طرحت موضوعًا قد يعجبه وأنا خجلة ‪.‬‬
‫" أنا دائما جيد ‪ ،‬حددي موعدًا ليوم تكوني فيه بخير "‬
‫" عظيم ‪ ،‬هل هذا هو أول موعد لنا ؟"‬
‫أحمر وجه و يليام على الفور عند الملاحظة المرحة ‪ ،‬عند رؤ ية هذا التغيير‬
‫الدراماتيكي ‪ ،‬شعر كل منا بالخجل ‪.‬‬
‫" م‪-‬م‪-‬موعد ؟‪ ،‬المواعدة هي عندما يلتقي رجل وامرأة يحبان بعضهما‬
‫البعض !"‬
‫" أنا أحُب و يليام ‪ ،‬ولكن إلا يحبني ؟"‬
‫إن رؤيته وهو متحير إلى درجة المبالغة جعلني أشعر بالضيق ‪ ،‬لم أكن أفعل‬
‫هذا للتنمر على و يليام بل لأنني اضطررت إلى إغرائه لأعيش ‪ ،‬لذا قدمت له‬
‫عذرا وطرحت عليه سؤالا ‪.‬‬
‫" بالطبع أنا أحُب جولييت ‪ ،‬لكن هذا الشوق ‪ ،‬ليس شعور ًا غريبًا أبد ًا ‪...‬‬
‫لا ‪ ،‬هذا ليس لأنني أكره جولييت !"‬
‫وأظهر و يليام رد فعل مضحك بما يكفي لأتجاهل كل شيء ‪ ،‬كلما كان‬
‫محرج ًا ورافضًا أكثر ‪ ،‬أظهر مشاعره بشكل أوضح بالنسبة لي ‪ ،‬لذلك كان الأمر‬
‫محرج ًا ولطيف ًا ‪.‬‬
‫ك مقابل تعاستكِ !"‬
‫" انا ليس لدي جشع ل ِ‬
‫لكن الكلمات التي خرجت أصبحت غريبة أكثر فأكثر ‪.‬‬
‫" جولييت أريدها أن تكون سعيدة مع الرجل الأكثر توافق ًا معها "‬
‫)‬‫(تكفون ابغى اتزوج وليام بدل جولييت🥹🥹‬
‫هدأت حماسته قبل أن أعرف ذلك ‪ ،‬وقال ذلك بعيون جادة ‪ ،‬هل هو‬
‫جاد ؟‬
‫كان من الواضح أن و يليام يحبني ‪ ،‬وهو قد نادى اسمي حتى بعد أن رآني‬
‫وأنا راشة ' الشخص المحبوب ' حتى لو لم يكن الأمر كذلك ‪ ،‬لم أستطع الشك‬
‫في قلبه عندما رأيت موقفه تجاهي ‪ ،‬اسأل مائة شخص وسيجيب تسعة وتسعون‬
‫بنعم ‪ ،‬و يجب أن يكون الشخص المئة أعمى بشكل خطير ‪.‬‬
‫" حق ًا "‬
‫لكن الآن ‪ ،‬هناك احتمال ضئيل للغاية وأطل و يليام برأسه ‪ ،‬واحتمال أن‬
‫يكون هذا الشخص المئة هو و يليام نفسه ‪.‬‬
‫" جولييت يجب أن تكون سعيدة مع ألطف رجل في بيرنرك "‬
‫كان كما لو أنه يكذب ‪ ،‬فهو عندما يراني ‪ ،‬يبدو أنه على وشك أن يهز ذيله‬
‫المفقود ‪ ،‬حتى الآن ‪ ،‬ينظر إلي بعينين متحمستين ‪.‬‬
‫لكن لم يلاحظ و يليام أنه أحبني بعد ‪.‬‬
‫***‬
‫قرأت ملاحظات و يليام في الاستوديو ‪ ،‬في المنتصف ‪ ،‬كانت هناك صفحة‬
‫كتبها و يليام ‪ ،‬كما لو كانت لتنظيم الأفكار ‪ ،‬ولكن كانت هناك آثار لما تم كتابته‬
‫بقلم ‪ ،‬سيكون رائع ًا لو كانت هناك حبكة مع تنظيم القصة الخلفية ‪ ،‬لكن نصه‬
‫قطع حيث وعدت أنا وروميو بالزواج أمام الأب لورانس ‪ ،‬وشبع فضولي فقط‬
‫مع الأسف ‪.‬‬
‫" و يليام ‪ ،‬هل لديك موعد بعد ثلاثة أيام ؟"‬
‫تم تعليق خطة تغيير القصة الخلفية في الوقت الحالي ‪ ،‬والوعد بالزواج‬
‫مكتوب بالفعل ‪ ،‬من المستحيل تغيير هذا المحتوى باحتمالية عالية جدًا ‪ ،‬لكن‬
‫في النهاية ‪ ،‬إنها مجرد خطوبة ‪ ،‬على أي حال ‪ ،‬فروميو وجولييت لا يتزوجان‬
‫أبد ًا ‪ ،‬الشيء الوحيد الذي تأذى من هذا الحادث هو عقليتي بأن أتعهد بالزواج‬
‫من روميو ‪ ،‬كان من الممكن التضحية بهذا القدر من أجل قضية أكبر ‪،‬‬
‫بالطبع سيكون مؤلمًا جدًا ‪.‬‬
‫" بعد ثلاثة أيام ‪ ،‬لا توجد مشكلة كبيرة ‪ ،‬هل نذهب إلى المعرض الفني‬
‫بعد ذلك ؟"‬
‫" كلا ‪ ،‬هناك مكان أريدك أن تذهب إليه ‪ ،‬سأخبرك مرة أخرى في ذلك‬
‫اليوم ‪ ،‬إذا سمح الوقت بذلك "‬
‫كنت أنوي استخدام هذه الخطوبة لإيقاظ مشاعر و يليام ‪.‬‬
‫حتى الآن ‪ ،‬كنت أعتقد أن و يليام كان شخصً ا يكتب قصصً ا رومانسية‬
‫لأشخاص يحبهم ولآخرين ‪ ،‬لقد كان غريبا ً بعض الشيء ‪ ،‬لكنه لم يكن شيًئا‬
‫يمكنني فعل أي شيء حياله ‪ ،‬وكان الشيء الوحيد الذي يمكنني فعله لمحاولة‬
‫جعله يحبني أكثر مما يود ‪.‬‬
‫لكن و يليام فقط أعجب بي ‪ ،‬لا ‪ ،‬لقد كنت أسيء فهم أنه كان مجرد‬
‫إعجاب ‪ ،‬إذا كان الأمر كذلك ‪ ،‬كان الحل بسيطًا ‪ ،‬علي أن أجعله يدرك‬
‫مشاعره ‪ ،‬كان الأمر أبسط بكثير من المغازلة أو التآمر ‪.‬‬
‫سأدلي وليام بشهادة الخطوبة ‪ ،‬و يليام بسيط للغاية ‪ ،‬لكن هذا يكفي ليفهم‬
‫مشاعره ‪.‬‬
‫عندما اعتقدت أنه كان صديق ًا لروميو ‪ ،‬كان من الواضح أنه كان على دراية‬
‫بقلبه ‪ ،‬وإلا لما تمكن من التعبير عن مثل هذا التعبير المحزن ‪ ،‬لا أعرف ما إذا‬
‫كان ذلك بسبب الغيرة من روميو أو بسبب الظروف التي بدت مستحيلة ‪ ،‬على‬
‫الرغم من أنه إدراك يختفي مع اختفاء الذكر يات ‪ ،‬إذا كان هناك محفز مناسب‬
‫‪ ،‬يمكن أن يدرك و يليام عقله تمام ًا مرة أخرى ‪ ،‬وبالإضافة إلى ذلك ‪ ،‬إذا‬
‫سارت الأمور على ما يرام ‪ ،‬فهناك احتمال وجود ميزة أخرى ‪.‬‬
‫" إذا نادت جولييت ‪ ،‬فأنا دائمًا سأستقبلكِ برحابة وسعة صدر "‬
‫ابتسم و يليام بلطف ‪ ،‬كانت ضحكة تؤذي ضميري بطر يقة ما ‪.‬‬
‫ك في ثلاثة أيام ؟"‬
‫" ومن ثم أرا ِ‬
‫" لا ‪ ،‬و يليام ‪ ،‬هل يمكن أن أراك مرة أخرى غدًا ؟"‬
‫" ماذا ؟"‬
‫سأل و يليام في مفاجأة ‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬كانت هناك شروط يجب الوفاء بها‬
‫من أجل نجاح هذه الخطة ‪.‬‬
‫" هذه المرة ‪ ،‬دعنا نلقي نظرة حول المتحف مع ًا "‬
‫لا ينبغي كتابة ما يلي ذلك ‪ ،‬لن يتم تدوين محتو يات النسخة الأصلية على‬
‫الأقل ‪.‬‬
‫في الأصل ‪ ،‬المشهد الذي يتبع خطوبة روميو وجولييت هو المبارزة بين‬
‫تيبالت وماركيشيو ‪ ،‬وكانت النهاية موت ماركيشيو ‪ ،‬إذا ذهبت إلى أبعد من‬
‫ذلك ‪ ،‬فسيموت تيابلت وسيصبح روميو قاتلا ً ‪.‬‬
‫الهروب من التحفة هو بالطبع أهم شيء ‪ ،‬لكنني لم أستطع ترك الأمور تسير‬
‫إلى هذا الحد ‪ ،‬إذا كانت هناك حياة يمكن إنقاذها ‪ ،‬فيجب إنقاذها ‪.‬‬
‫ولهذا السبب ‪ ،‬اعتقدت أنني لن أفصل عن و يليام للأيام الثلاثة القادمة ‪،‬‬
‫حتى شكسبير لن يكتب عندما يقابل الشابة التي ' أعجب بها ' !‬
‫***‬
‫هذي الصورة هي لمشهد تقدم جولييت لروميو ‪:‬‬
‫الفصل الحادي عشر‬

‫" أخير ًا ‪ ،‬قمت بز يارة متحف الفن معكِ "‬


‫قال و يليام وهو يمد يده إلي بينما كنت على وشك النزول من العربة ‪ ،‬وكان‬
‫يضع تعبير ًا غريبًا ‪ ،‬كما لو كان قد تذكر معركة الأعصاب مع روميو آخر مرة ‪.‬‬
‫في الواقع ‪ ،‬أنا هي الشخص الذي يفترض بأن يستخدم كلمة ' أخير ًا '‪،‬‬
‫فبالمقارنة مع و يليام ‪ ،‬الذي طمس ذاكرته لعدة أيام ‪ ،‬كنت أتذكر كل يوم ‪.‬‬
‫" أنا أوافق ‪ ،‬أعتقد أنك أعددت الكثير ‪ ،‬فالفن هو تخصص و يليام "‬
‫تظاهرت بعدم معرفة أي شيء ‪ ،‬وأمسكت بيد و يليام ‪ ،‬لم يكن هناك شيء‬
‫يمكن كسبه من القول بأن وجع قلبك أسوأ الآن وأن حزني أسوأ منه ‪،‬‬
‫وتشددت يد و يليام ‪.‬‬
‫" بالتأكيد !‪ ،‬لا ‪ ،‬سأحاول "‬
‫تظاهر بأنه واثق ‪ ،‬وسرعان ما خفض ذيله مرة أخرى ‪ ،‬كان من الغريب‬
‫أن يعبر رجل بالغ أكبر مني عن كل شيء بصراحة ‪.‬‬
‫عندما أفكر في الوقت الذي تقاتل فيه مع روميو ‪ ،‬لم يبدو ساذج ًا إلى هذا‬
‫الحد ‪ ،‬وهذه الملاحظة دغدغت معدتي بطر يقة ما ‪.‬‬
‫" سمعت أن هناك تحفة فنية هناك ‪ ،‬هل نذهب لرؤيتها ؟"‬
‫"أ وه ‪ ،‬لا ‪ ،‬لقد شاهدتها بالفعل في آخر مرة جئت فيها "‬
‫كان الاتجاه الذي أشار إليه و يليام بطموح هو اتجاه ' الصداقة '‪،‬واستطعت‬
‫أن أرى ذيل و يليام يتدلى عند رفضي ‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬فقد سئمت من التحف‬
‫السحر ية في هذا المتحف ‪.‬‬
‫" ماذا عن هناك ؟"‬
‫لإرضاء و يليام ‪ ،‬مدت يده في أي اتجاه ‪.‬‬
‫" هناك ‪"...‬‬
‫بعد أن شعرت بالحيرة من كلام و يليام الغير واضح ‪ ،‬تحققت من المكان‬
‫الذي كنت أشير إليه ‪.‬‬
‫" يبدو أنكِ تحبين الأشياء المتطرفة "‬
‫يبدو أن الأمور لن تسير على ما يرام اليوم ‪ ،‬المكان الذي أشرت إليه كان‬
‫بالطبع قاعة الحرب من بين عشرات غرف العرض في المتحف ‪.‬‬
‫" إنها قاسية ‪ ،‬لكن هناك أشياء لا يجب أن تنساها "‬
‫لم يكن لدي خيار سوى التوضيح له وأنا أبكي داخليًا ‪.‬‬
‫كانت الصور أكثر وضوحا مما توقعت ‪ ،‬لا يسعني إلا أن أجفل وأدير رأسي‬
‫على مرأى من لحم الشخص باللوحة الممزق ودمه المتدفق ‪ ،‬حتى لو أدرت‬
‫رأسي ‪ ،‬كل ما استطعت رؤيته هو صورة مماثلة ‪.‬‬
‫لم أفكر أبد ًا في نفسي على أنني ضعيفة جدًا ‪ ،‬لكنني كنت ضعيفة بشكل‬
‫خاص أمام الدم والقسوة ‪ ،‬مجرد النظر إليها جعل جسدي كله يخدر ‪ ،‬لذلك لم‬
‫أستطع التوقف عن الجفل ‪ ،‬وارتجف جسدي مرة أخرى حيث بدا أن عيني‬
‫قد قابلت الجثة في اللوحة ‪ ،‬ومن ثم تم لف شيء دافئ حول كتفي ‪.‬‬
‫أنت بخير ؟"‬
‫" هل ِ‬
‫كانت يد و يليام ‪ ،‬طلبت منه أن يأتي لهنا أولا ً ومن ثم أجعله يقلق علي فقط‬
‫‪ ،‬خجلت بسبب أحراجي لنفسي ‪.‬‬
‫" أنا بخير ‪ ،‬لكن كان الجو باردا قليلا "‬
‫لقد كان عذر ًا سخيف ًا ‪ ،‬فلقد تم ضبط الجزء الداخلي من المتحف دائمًا على‬
‫درجة حرارة مر يحة لمنع تلف الأعمال الفنية ‪ ،‬لكن و يليام خلع معطفه بهدوء‬
‫‪ ،‬ووضع عباءته على كتفي ‪ ،‬لقد كانت دافئة ‪ ،‬لم يكن لدي خيار سوى التخلي‬
‫عن خدعتي الغير مجدية والاعتراف بصدق ‪.‬‬
‫" لا ‪ ،‬في الواقع ‪ ،‬أنا لا أتحمل القسوة جيدًا ‪ ،‬وطلبت منك المجيء لهنا ‪ ،‬أنا‬
‫آسفة "‬
‫" لا ‪ ،‬أنا آسف لأنني لا أنتبه ‪ ،‬لم أفكر أبد ًا أن جولييت قد تواجه صعوبة‬
‫في التفكير في الأمر على أنه مجرد لوحة "‬
‫بعد قولي هذا ‪ ،‬تردد و يليام في معرفة ما إذا كان سيكمل أم لا ‪ ،‬وانتظرت‬
‫بصبر كلماته ‪ ،‬إنه دائمًا ما يكون خجول ًا قبل التحدث ‪ ،‬لكنه لم يتوقف أبد ًا عن‬
‫قول ما يريد حق ًا قوله ‪.‬‬
‫" إذن ‪ ،‬هل نمسك بأيدي بعضنا البعض ؟"‬
‫" ماذا ؟"‬
‫فوجئت بالكلمات الغير متوقعة وسألت ‪ ،‬عندما فوجئ بردة فعلي ‪ ،‬احمر‬
‫و يليام خجلا ً ‪.‬‬
‫" ألن يكون الأمر أقل رعبا لو أمسكنا بأيدي بعضنا ؟‪ ،‬أنا لا أقصد أي‬
‫شيء غريب "‬
‫في الواقع ‪ ،‬لم يكن الدم مخيف ًا أو أي شيء ‪ ،‬لكن من المؤلم مشاهدتها لأنه‬
‫يؤلمني أيضًا ‪ ،‬لكنني لم أقل أي شي ‪ ،‬وأمسكت بيده ‪ ،‬ولكن كانت يده مختلفة‬
‫عن اليد المرفوعة تلك عندما يساعدني بالنزول ‪ ،‬ونقلت نظرتي لأنظر للأصابع‬
‫المتشابكة واحدة تلو الأخرى ‪ ،‬وكانت أطراف أصابع و يليام ساخنة ‪.‬‬
‫" أليس من المضحك أن أرتجف رغم أنني أعلم أنها مجرد لوحة ؟"‬
‫في هذا الجو المحرج ‪ ،‬رميت كلامي بشكل عرضي ‪.‬‬
‫" أعتقد أن التعاطف شيء جيد ‪ ،‬إذا رأى شخص ما المسرحية التي كتبتها‬
‫وشعر بها ‪ ،‬أعتقد أنني سأكون سعيدًا "‬
‫" لكن عندما أرى عملا ً فنيا ً ‪ ،‬أريد أن أضحك بقلب طيب بدلا ً من الخوف‬
‫أو البكاء "‬
‫عندما تذمرت بصدق ‪ ،‬ضحك و يليام بخفة ‪ ،‬أتيحت لي الفرصة للتحدث عن‬
‫الفن مع و يليام ‪ ،‬وقررت أن أغتنم هذه الفرصة لغسل دماغ و يليام مرة أخرى‬
‫‪.‬‬
‫" هناك العديد من الأوقات عندما يكون لدي أحساس سيء عندما أشاهد‬
‫مسرحية وكذلك عندما أنظر إلى لوحة "‬
‫" ماذا تقصدين ؟"‬
‫في الكلام عن المسرحيات ‪ ،‬شعرت أن و يليام يدق أذنيه ‪ ،‬بعد كل شيء ‪،‬‬
‫كان رجلا ً شفافًا ‪.‬‬
‫" في الأساس ‪ ،‬كانت النهاية السيئة هي أنني لم أشعر بالرضا بعد مشاهدتها "‬
‫قلت ذلك في المرة الأخيرة أيضًا "‬
‫" عندما أفكر في الأمر ‪ ،‬لقد ِ‬
‫ضحك و يليام بمرارة ‪ ،‬مرة أخرى ‪ ،‬لم يكن هناك رد فعل ‪ ،‬لكن كان علي‬
‫أن أدفع و يليام أكثر من ذلك بقليل ‪ ،‬وفق ًا للقصة الأصلية ‪ ،‬سيظهر الموت‬
‫الأول قريبًا ‪ ،‬وكان لا بد من إيقافه فقط ‪.‬‬
‫" أنا أكره ذلك بشكل خاص عندما تموت شخصية في القصة "‬
‫" لماذا ؟"‬
‫سأل و يليام ‪ ،‬وبدا مندهشا قليلا ‪ ،‬كما هو متوقع ‪ ،‬كان من الواضح أنه كان‬
‫ينوي قتل الشخصيات الرئيسية في ' روميو وجولييت '‪.‬‬
‫" يقول الكتاب غالبًا إن جميع الشخصيات التي يصنعونها كأطفالهم ‪ ،‬لكن‬
‫قلة من الناس يمكنهم بالفعل كتابة قصة يموت فيها أطفالهم ‪ ،‬أليس كذلك ؟‪،‬‬
‫أعتقد أنه إذا كانت شخصية عزيزة وأعتز بها حق ًا ‪ ،‬فإنني أفضل أن يتم التعامل‬
‫معها على أنها ثمينة بدلا ً من التضحية بها من أجل العمل "‬
‫" إذا كانت شخصية ثمينة ‪ ،‬فهي محبوبة ‪ ...‬حسنًا "‬
‫غمغم و يليام كما لو كان يفكر في شيء ما ‪ ،‬بالمقارنة مع السابق ‪ ،‬كان هناك‬
‫رد فعل واضح ‪.‬‬
‫" كما قال و يليام ‪ ،‬أعتقد أنني أميل إلى بذل الكثير من التعاطف ‪ ،‬لهذا‬
‫السبب عندما أرى شخصً ا يموت ‪ ،‬أشعر بالألم "‬
‫" هذا صحيح "‬
‫أومأ برأسه وأجابني ‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬كان بصره فارغًا كما لو كان لا يزال يفكر‬
‫في شيء ما ‪ ،‬وبدا اليوم وكأنه نجح في التأثير عليه ‪ ،‬ثم لن يضر السماح له‬
‫بالقلق أكثر من ذلك بقليل ‪ ،‬وقررت إنهاء الموضوع في هذه المرحلة‬
‫" هل أنا أقول أي شيء وقح ؟‪ ،‬أنا أقول هذا لأنني لا أعرف الكثير عن‬
‫الفن ‪ ،‬لذا من فضلك لا تمانع في إيقافي "‬
‫لم يكن حتى تلميح ًا من الإخلاص ‪ ،‬ولكن كان على و يليام أن ينتبه إلى‬
‫كلماتي إلى الحد الذي أثر فيه على النص بعد دراسة متأنية ‪ ،‬كنت ثمينة للغاية‬
‫لو يليام لدرجة أنه اضطر إلى التوقف عن التفكير في قتل ' جولييت ' حتى في‬
‫السينار يو ‪.‬‬
‫انتهيت من ز يارة المعرض الفني مع و يليام ‪ ،‬الذي كان مذهول ًا بعض‬
‫الشيء ‪ ،‬وتظاهرت بأنني أريد الذهاب إلى أي مطعم ‪ ،‬لذلك تناولنا العشاء مع ًا‬
‫‪ ،‬وقال و يليام إنه سيقلني لمنزلي ‪ ،‬وصعدنا إلى العربة مع ًا ‪ ،‬السماء خارج النافذة‬
‫كانت تظلم بالفعل ‪ ،‬في هذه المرحلة ‪ ،‬بدا أن الغرض من البقاء مع و يليام‬
‫طوال اليوم قد تحقق ‪.‬‬
‫" جولييت "‬
‫" نعم ؟"‬
‫نادى و يليام اسمي من داخل العربة التي كانت تتحرك بهدوء ‪ ،‬وعندما‬
‫نظرت إليه ‪ ،‬كان لا يزال يحدق بي ‪.‬‬
‫" جولييت هي مصدر إلهامي حق ًا "‬
‫فوجئت بالكلمات المفاجئة ‪ ،‬وفتحت عيني على مصراعيها ‪ ،‬وليام لم يحمر‬
‫خجلا ً أو يتلعثم ‪ ،‬كان يبتسم فقط بشكل مشرق ‪ ،‬بعد أن قال شيًئا محرج ًا ‪ ،‬كان‬
‫لديه وجه بريء شبيه بالأطفال ‪ ،‬بدا لي أنه يعني حق ًا ' المرأة التي تلهمني ' بدلا ً‬
‫من محبوبتي ‪ ،‬لم يكن خطأ لأنه كان نموذج ًا للعمل ‪.‬‬
‫" شكرًا لك "‬
‫ابتسمت وأخفيت خجلي ‪ ،‬ابتسامته الطفولية دغدغت قلبي بطر يقة ما ‪.‬‬
‫***‬
‫[ بطر يقة ً ما ‪ ،‬أنا أشعر بالرغبة بالكتابة بشدة في اليوم الذي قابلت فيه‬
‫جولييت ‪ ،‬لذا أضئت الأضواء في الاستوديو المظلم ‪ ،‬وجلست وألتقطت قلمي ]‬
‫***‬
‫ذهبت في موعد آخر مع و يليام أمس ‪ ،‬كان عادة ً تدفق ًا مشابهًا لمتاحف‬
‫الفن ‪ ،‬حاولت أن أشرح سلبيات النهايات السيئة وأهمية الحياة ‪ ،‬ونظر إليّ‬
‫و يليام بنشوة بينما كنت أتحدث عن قصص مماثلة طوال اليوم ‪ ،‬لقد كان‬
‫هناك أحساسًا غريبًا ‪.‬‬
‫واليوم كان أخير ًا اليوم المتتظر ‪.‬‬
‫تلقيت رسالة من روميو "‬
‫ِ‬ ‫" آنستي ‪ ،‬لقد‬
‫في الصباح الباكر طرقت مربية بابي ‪ ،‬بعد مغادرة المربية ‪ ،‬فتحت على الفور‬
‫الرسالة التي تم تسليمها لي ‪.‬‬
‫{ اليوم في الساعة الخامسة مساء ً ‪ ،‬تعالي إلى الكنيسة في ضواحي المدينة ‪،‬‬
‫وسيكون الأب لورنس شاهدًا لمحبتنا ‪ ،‬سأنتظر اللحظة التي ستكوني فيها لي‬
‫ك ― روميو }‬
‫وسأكون فيها ل ِ‬
‫كان اسمًا مألوفًا آخر ‪ ،‬لقد رأيت بالفعل الاسم في مسرحية و يليام ‪ ،‬لكنني‬
‫لست معتادة على التردد عندما تظهر الشخصية الأصلية في الواقع ‪.‬‬
‫في النهاية ‪ ،‬كان لا بد أن يأتي هذا اليوم ‪ ،‬نظرت إلى الرسالة وتنهدت بعمق‬
‫‪ ،‬كنت أعرف بالفعل ‪ ،‬وكنت أستعد مرة أخرى ‪ ،‬لكن هذا لا يعني أنني‬
‫كنت على استعداد لفعل شيء لم يعجبني ‪.‬‬
‫" أقوم بتزين نفسي ‪ ،‬وأخرج إلى الضواحي لأقوم بأكثر شيء مزعج في الحياة‬
‫وهو الارتباط بروميو "‬
‫حدقت في الرسالة وتذمرت ‪ ،‬على أي حال ‪ ،‬لم يكن هناك أي معنى ‪.‬‬
‫نهضت وبدأت في الاستعداد للمغادرة ‪ ،‬فالساعة العاشرة الآن ‪ ،‬ويستغرق‬
‫الأمر بعض الوقت للوصول إلى الضواحي ‪ ،‬عندما أكون جاهزة لاصطحاب‬
‫و يليام ‪ ،‬سيكون وقت الغداء قريبًا ‪ ،‬سأتناول الغداء مع و يليام وبعد ذلك‬
‫سنكون هناك في الوقت المحدد ‪.‬‬
‫لقد غيرت ملابسي على عجل ‪ ،‬كما لو أنها لاحظت أنني على وشك المغادرة ‪،‬‬
‫جاءت مربية إليّ وقامت بتصفيف شعري ‪ ،‬ورتبت ملابسي وأخرجت‬
‫صندوق مجوهراتي ‪.‬‬
‫في حفل الخطوبة اليوم ‪ ،‬كان علي أن أكون جميلة ً قدر الإمكان ‪.‬‬
‫ليس لروميو ‪ ،‬في الواقع ‪ ،‬لا يهم إذا كنت أرتدي البيجامة عندما كنت‬
‫سأخطب لروميو ‪.‬‬
‫لكن حفل الخطوبة اليوم شهده وليام ‪ ،‬كان عليّ أن أكون جميلة ً جدًا‬
‫لدرجة أن قلب و يليام سيتألم وهو يشاهد حفل خطوبتي ‪.‬‬
‫لقد أخرجت قلادة الأكوامارين من صندوق المجوهرات ‪ ،‬قلادة مطلية‬
‫بالذهب مع جواهر زرقاء تتماشى بشكل جيد مع روميو الأشقر ذو العيون‬
‫الزرقاء ‪.‬‬
‫شعر أشقر وعيون زرقاء ‪ ،‬كانت أيضًا من سمات و يليام ‪ ،‬لم يكن من الغير‬
‫مألوف أن يكون لدى الناس هنا شعر أشقر وعيون زرقاء ‪ ،‬لكن الاثنين كانا‬
‫متشابهين بشكل خاص في اللون ‪ ،‬حسنًا ‪ ،‬كان هذا شيًئا جيدًا بالنسبة لي ‪،‬‬
‫فاختيار المجوهرات هو أيضا أسهل بكثير ‪.‬‬
‫وضعت قلادة الأكوامارين حول رقبتي ‪ ،‬وحان وقت المغادرة ‪.‬‬
‫" جولييت ‪ ،‬اليوم بطر يقة ً ما ‪"...‬‬
‫و يليام ‪ ،‬الذي استقبلني عند الباب الأمامي لقصر شكسبير ‪ ،‬فتح فمه وتلعثم‬
‫بكلماته ‪ ،‬بدا الأمر وكأنه فوجئ بملابسي التي كانت مختلفة بشكل واضح عن‬
‫اليومين الماضيين ‪.‬‬
‫" هل هي مبالغة بعض الشيء ؟‪ ،‬أنا سأذهب إلى مكان مهم للغاية اليوم "‬
‫عندما سألت بابتسامة ‪ ،‬هز و يليام رأسه بعنف ‪.‬‬
‫أنت جميلة ً جدًا ‪ ،‬لدرجة أنني أصبحت عاجز ًا عن الكلام "‬
‫" ِ‬
‫كانت العيون التي تنظر إليّ تتألق تقريبًا كما كانت تقطر عسلا ً ‪ ،‬كنت أعتاد‬
‫ببطء على تلك المودة الشديدة ‪ ،‬لو كنت قد لاحظت ذلك ‪ ،‬فلن يزعجني كثير ًا‬
‫‪ ،‬عندما فكرت في ما سيحدث في لحظة ‪ ،‬حاولت إخفاء الحزن الذي جاء ‪.‬‬
‫" هل نذهب لتناول الطعام أولا ً ؟"‬
‫في كلامي ‪ ،‬مد وليام يده إلي ‪ ،‬ووضعت يدي علي يده ‪ ،‬أرتجفت نظرته‬
‫التي لم تبتعد عني قليلا ً ‪ ،‬وشعور دافئ يشع من يدينا المتلامسة ‪ ،‬كل شيء عنه‬
‫كان يقول أنه معجب بي ‪ ،‬والآن كان علي أن أجعله يتكلم بفمه ‪.‬‬
‫الفصل الثاني عشر‬

‫" تعالي ‪ ،‬يا جولييت "‬


‫قال لي و يليام ‪ ،‬لقد كان صوته منخفضًا جدًا لدرجة أنه يمكن أعتقاده‬
‫يتحدث مع نفسه ‪ ،‬صوت مثل التنهد ‪ ،‬و عيون مترددة في أن تكون قادرة على‬
‫مقابلة عيناي ‪ ،‬ابتسمت بشكل مشرق وكأنني لم أر كل شيء ‪.‬‬
‫" ماذا عن الأكل في الخارج اليوم ؟"‬
‫سألت و يليام ‪ ،‬الذي كان يتجه بطبيعة الحال إلى القصر ‪ ،‬عند كلماتي‬
‫المفاجئة ‪ ،‬نظر إلي وكأنه محتار ‪.‬‬
‫" الآن بعد أن أرتديت ملابسي هذه ‪ ،‬أريد أن أفعل شيًئا مختلف ًا عن المعتاد‬
‫"‬
‫ابتسمت ببراءة ‪ ،‬لكن قلبي كان مملوءًا بالظلمة ‪ ،‬كان الغرض من كل‬
‫أفعالي اليوم واحدًا ‪ ،‬وهو لجعل اليوم لو يليام يوم ًا لن ينساه أبد ًا ‪ ،‬إذا أمكن ‪،‬‬
‫كنت أرغب في خلق جو لطيف كالمواعدة ‪.‬‬
‫بالطبع ‪ ،‬لم يلاحظ و يليام على الإطلاق وأومأ برأسه ‪ ،‬كان من اللطيف‬
‫رؤيته يفكر في أي مطعم سيكون جيدًا مع وجه جاد إلى حد ما ‪.‬‬
‫" خذني إلى مكان جميل "‬
‫بدا أن وجهه يتحول إلى اللون الأبيض ‪ ،‬ربما لأنه كان في حالة مزاجية‬
‫سيئة عندما كان مثقل ًا بالأعباء ‪ ،‬بدا التعبير الجاد على وجهه وهو يحرك قدميه‬
‫متيبسًا ‪ ،‬وكبتت الضحك الذي كان على وشك الانفجار ‪.‬‬
‫" المكان جميل حق ًا "‬
‫لقد كان مطعم ًا رائع ًا ‪ ،‬وكأن تصميمه الأنيق لم يذهب سدى ‪ ،‬وعندما‬
‫نظرت حول المطعم ‪ ،‬ابتسم و يليام كما لو كان مرتاح ًا ‪.‬‬
‫" إنه حق ًا مثل موعد غرامي "‬
‫عندما أضفت كلمة موعد ‪ ،‬تحول وجه و يليام المسترخى إلى اللون الأحمر مع‬
‫الإحراج ‪ ،‬لقد كان شخصً ا يمكن قراءته حق ًا ‪.‬‬
‫واصلت الحديث بهذه الطر يقة ‪ ،‬فقد يسيء الآخرون فهمكِ‬
‫ِ‬ ‫" جولييت ‪ ،‬إذا‬
‫"‬
‫كانت الكلمات التي خرجت من فمه حول مثل هذا الموضوع معاكسة تمام ًا ‪،‬‬
‫لذلك كنت خائبة الآمل للغاية ‪ ،‬هل حقيقة أن الآخرين يسيئون فهمك تعني‬
‫أنك لست كذلك ؟‪ ،‬لم يكن هناك ادعاء أو تنازل على وجه الرجل الجالس‬
‫أمامي ‪ ،‬أنا متأكدة من أنه لن يكون لدى الشخص الذي سيسئ الفهم أدنى‬
‫شك في أن و يليام يحبني ‪ ،‬نظرت إلى وجهه الخالي من العيوب ‪ ،‬فتنهدت ‪،‬‬
‫كان عليّ أيضًا أن آكل مواساة ً لقلبي ‪.‬‬
‫بعد الطلب ‪ ،‬خرجت المقبلات على الفور ‪ ،‬روبيان ممتلئ بصلصة منعشة‬
‫متلألئة في الضوء ‪ ،‬لقد كان إغراء ً لا يقاوم بالنسبة لي من تحب المأكولات‬
‫البحر ية ‪ ،‬وانتظرت مغادرة النادل ‪ ،‬ولكن شعرت أن حركات النادل في‬
‫إعداد الأطباق وسكب الشاي بطيئة لدرجة أنها كانت محبطة ‪.‬‬
‫بمجرد أن غادر الموظف ‪ ،‬انتزع و يليام الملقط من الطاولة ‪ ،‬رفعت عيني عن‬
‫الوعاء ورفعت رأسي لأنظر إليه ‪ ،‬ضحك و يليام قليلا ً عندما رآني هكذا ‪ ،‬وبعد‬
‫ذلك ‪ ،‬دون تردد ‪ ،‬وضع الطعام في طبقه ‪ ،‬عند رؤيته وهو يلتقط الروبيان‬
‫الممتلئ فقط ‪ ،‬بدا أن استياء غريب قد غمرني ‪.‬‬
‫أنت ذا "‬
‫" ها ِ‬
‫حمل و يليام طبق ًا من الطعام لي ‪ ،‬كالعادة ‪ ،‬كان هناك مرح لم أره من قبل‬
‫في عينيه الودودين ‪.‬‬
‫" من فضلكِ لا تحدقين في وجهي هكذا "‬
‫شعرت أن وجهي يسخن من الكلمات التي أضافها ‪ ،‬وكأنه يهمس بدافع‬
‫الإحراج ‪ ،‬فعب ّر عن امتنانه ‪.‬‬
‫" سيكون شرفًا لي أن تنظري إلي كما تنظرين إلى الروبيان "‬
‫لقد سخر مني لأنني تفاديت نظرته ‪ ،‬لم يعد بالإمكان التخلص من السرعة بعد‬
‫الآن ‪ ،‬اضطررت إلى إثارة حماسته وإثارته حتى اصطحبه إلى حفل الخطوبة ‪.‬‬
‫" أوه ‪ ،‬يمكنني فعل ذلك كثير ًا في أي وقت "‬
‫رفعت رأسي ونظرت إليه ‪ ،‬وقال وهو يتطلع في وجهي وابتسم ‪ ،‬ومع ذلك‬
‫‪ ،‬عندما واصلت الاتصال بالعين دون أن أتجاهل عينيه ‪ ،‬وأدار عينيه كما لو‬
‫كان محرج ًا ‪ ،‬هذه المرة كان دوره في الذعر ‪.‬‬
‫" من فضلك لا تبعد عينيك ‪ ،‬فهذا ما قلته يا و يليام "‬
‫حاولت أن أتحدث بقسوة ‪ ،‬لكن كانت هناك ابتسامة لم أستطع إخفاءها‬
‫في صوتي ‪ ،‬وكان ينظر إلي وهو متحير ‪ ،‬لكنه في النهاية احمر خجلا ً وابتسم‬
‫ابتسامة صغيرة ‪.‬‬
‫أثناء الاستمتاع بالروبيان في جو ناعم ‪ ،‬جاء الطبق الرئيسي قبل أن أعرفه ‪،‬‬
‫النادل ‪ ،‬الذي وضع السمك أمامي وشر يحة اللحم أمام و يليام ‪ ،‬غادر بهدوء ‪.‬‬
‫قطعت السمك بالصلصة إلى قطع صغيرة ووضعتها في فمي ‪ ،‬شعرت بذلك‬
‫عندما أكلت الروبيان ‪ ،‬لكن موهبة و يليام الخطيرة في اختيار مطعم ذات‬
‫الأكل اللذيذ جبدة حق ًا ‪ ،‬الصلصة وملمس الطعام كانت كلها ممتازة ‪ ،‬ومد‬
‫وليام ذراعه أمامي ‪ ،‬مبتهجة بالذوق الذي ينتشر في فمي ‪ ،‬رأيت أنه تم وضع‬
‫شر يحة اللحم فوق الوعاء ‪.‬‬
‫" جولييت تبدو سعيدة حق ًا أثناء تناول الطعام "‬
‫عندما رفعت رأسي ابتسم بحرارة وتحدث إلي ‪ ،‬كانت عيناه التي نظرت إليَّ‬
‫أحلى من أي طعام أكلته اليوم ‪ ،‬أومأت برأسي وقطعت طبق السمك إلى‬
‫شرائح ‪ ،‬وسلمت القطعة إلى و يليام ‪.‬‬
‫" أوه ؟"‬
‫أمال و يليام برأسه نحوي ‪ ،‬ومن ثم ‪ ،‬بطبيعة الحال ‪ ،‬مددت الطعام له ‪،‬‬
‫بالطبع ‪ ،‬ظننت أنه سيأخذها بشوكة ‪ ،‬ولكن خرج مني صوت مذعور عندما‬
‫تناول من شوكتي ‪ ،‬عندها فقط تراجع و يليام ‪ ،‬كما لو كان يدرك أفعاله ‪ ،‬فلقد‬
‫كان طعام في فمه قبل أن يعرف ذلك ‪.‬‬
‫لم يكن من غير المألوف أن يتناول الزوجان بنفس الشوكة عندما يتواعدون ‪،‬‬
‫لكننا لم نكن زوجين ‪ ،‬لقد كان ' هذا ' أعتقاد و يليام ‪ ،‬فوليام ‪ ،‬رجل ساذج‬
‫يرتدي ملابس حديدية ولا يلاحظ حتى مشاعره حول الموضوع المكتوب على‬
‫وجهه‪.‬‬
‫" آسف آسف ‪ ،‬لم أقصد ذلك "‬
‫بدا و يليام محرج ًا واعتذر لي ‪ ،‬لم أستطع تحمل السخر ية منه ‪ ،‬هو الذي كان‬
‫في حيرة مما كان يفعله ‪ ،‬لا ‪ ،‬في الحقيقة ‪ ،‬لم أكن أعرف حتى أنني شعرت‬
‫بالحرج ‪.‬‬
‫وانتهت الوجبة بقليل من الحرارة ‪.‬‬
‫أنت ذاهبة الآن ؟"‬
‫" هل يمكنني سماع إلى أين ِ‬
‫سأل و يليام بينما كان يشرب قهوته الأخيرة ‪ ،‬نظرت إلى وجهه المتورد‬
‫قليلا ً ‪ ،‬ربما بسبب وجبة الغداء المرضية ‪ ،‬كان وجهه واضحًا كما كان دائمًا ‪،‬‬
‫الآن كل شيء جاهز ‪.‬‬
‫" أرجو أن تبارك لي "‬
‫في الملاحظة المفاجئة ‪ ،‬نظر و يليام إلي بوجه مرتبك ‪ ،‬كان هذا الوجه بريًئا‬
‫إلى حد ما ‪ ،‬مما أثار الشعور بالذنب ‪ ،‬لكنني قدمت التزامي بالفعل ‪.‬‬
‫" أنا سأخطب اليوم ‪ ،‬وأريد أن يكون و يليام شاهدًا "‬
‫تظاهرت بأنني سعيدة ‪ ،‬لكن بطر يقة ما كان من الصعب مواجهة و يليام ‪،‬‬
‫لذا حدقت للتو في فنجان قهوتي ‪.‬‬
‫" مبارك "‬
‫اهتز إيماني القوي بكلماته ‪ ،‬إذا كنت تحبني ‪ ،‬فلا يمكنك أن تكون مرتاح ًا‬
‫هكذا ‪ ،‬هل كان هذا مجرد سوء فهمي ؟‪ ،‬ثم كيف لي أن أشرح ردة فعله‬
‫عندما رششت ' الشخص المحبوب '؟‬
‫اختفتى الارتباك في قلبي في لحظة عندما رفعت رأسي والتقيت بوجهه ‪.‬‬
‫ك حق ًا "‬
‫" مبارك ل ِ‬
‫كان هناك يأس عميق في عينيه ‪ ،‬لقد كان صوت ًا يرتجف بشكل رهيب هو‬
‫الذي جعل الأمر مضحك ًا أنني كدت أن أسيء فهم أنه قد يكون على ما يرام‬
‫‪ ،‬كانت العملية تسير بسلاسة ‪ ،‬لكن الغريب هو أنني شعرت بعدم الارتياح‬
‫أكثر مما شعرت به عندما اعتقدت أنني قد فشلت ‪ ،‬وابتسم بعيون متوترة‬
‫وخفض رأسه في النهاية ‪.‬‬
‫" اي نوع من الاشخاص هو ؟"‬
‫كان صوته أهدأ قليلا ً ‪ ،‬ربما لأنه أخفى وجهه ‪ ،‬لكن ما زلت أشعر‬
‫بأرتجاف صوت الخفيف ‪.‬‬
‫" أنه روميو "‬
‫" لكن ‪ ،‬ألم تقولي في المرة الأخيرة أنكِ بالتأكيد لن تواعدي روميو ؟"‬
‫سأل و يليام على عجل ‪ ،‬كان هذا السؤال أشبه بصراع يائس لعدم التخلي عن‬
‫الحبل الذي بالكاد يمسك به بدلا ً من احتجاجه ‪.‬‬
‫" متى كان زواجنا شيًئا يمكننا أن نقرره بأنفسنا ؟"‬
‫ربما كان بسبب ذلك ‪ ،‬ما أعددته وماذا خرجت الكلمات الأخرى ‪ ،‬كنت‬
‫أنوي الرد على أنني وقعت في حب روميو ‪ ،‬أليس هذا هو الحب في الأصل ؟‪،‬‬
‫أنا لم أقصد ذلك ‪ ،‬لكنني وقعت في غرامه في لحظة ‪ ،‬لكني لم أستطع تحمل‬
‫قول ذلك ‪ ،‬شعرت بالأسف الشديد لذلك الرجل الذي كان حزينًا فقط دون‬
‫معرفة سبب أن إيذائه أكثر كان عمدا ً ‪.‬‬
‫" حسنًا ‪ ...‬جوليت "‬
‫أخير ًا تحدث و يليام ‪ ،‬الذي ظل صامتًا لفترة طو يلة ‪ ،‬بكلمات الموافقة ‪،‬‬
‫لكن يمكنني القول دون النظر في عينيه أنه غير مقتنع على الإطلاق ‪.‬‬
‫" مبروك جولييت "‬
‫نظر و يليام أخير ًا في عيني وابتسم ‪ ،‬كان الوجه الذي وضعه مجبر ًا إلى حد ما‬
‫‪ ،‬قلت شكرا دون أن أتمكن من مقابلة عينيه ‪.‬‬
‫داخل العربة المتجهة إلى أطراف القر ية ‪ ،‬ساد الصمت تمام ًا ‪ ،‬حاولت أنا‬
‫ووليام التحدث عدة مرات ‪ ،‬لكن المحادثة لم تسر كما أردنا ‪ ،‬وفي النهاية ‪ ،‬كلانا‬
‫استسلم واختار الصمت ‪ ،‬استمر الصمت المزعج حتى أنزلتنا العربة ‪.‬‬
‫لم تكن الكاتدرائية كبيرة أو فاخرة ‪ ،‬لكن كان لها نكهة خاصة‪ ، .‬كان‬
‫اللبلاب الذي يمتد على طول الجدار متناغمًا مع المناظر الطبيعية المحيطة ‪ ،‬لم يكن‬
‫مزينًا بالجواهر البراقة ‪ ،‬لكن الزجاج الملون في النوافذ كان يتلألأ في الضوء ‪،‬‬
‫لقد نسيت الوضع الحالي للحظة وخرجت كلمات بأعجاب ‪.‬‬
‫" إنها كاتدرائية جميلة جدًا "‬
‫لم يكن هناك رد من وليام ‪ ،‬عندما استدرت ‪ ،‬قلقة من أن شيًئا ما قد‬
‫يؤذيه ‪ ،‬لقد كان فقط يحدق في الكاتدرائية دون أن يرمش ‪ ،‬حدق باهتمام في‬
‫المناظر الطبيعية أمام عينيه ‪ ،‬كان مظهره إلى حد ما كاللوحة ‪ ،‬لذلك حبست‬
‫أنفاسي عن غير قصد ‪.‬‬
‫" أنا أوافق ‪ ،‬إنها كاتدرائية تناسب جولييت جيدًا "‬
‫ابتسم و يليام بهدوء ‪ ،‬كانت أول أبتسامة حقيقية أراها منذ إعلان الخطوبة‬
‫‪ ،‬ذاب الصمت المحرج من وقت سابق في لحظة ‪ ،‬وبطر يقة ما ‪ ،‬هدأ ذهني ‪.‬‬
‫أنت هنا "‬
‫" جولييت ‪ِ ،‬‬
‫الجو الذي بالكاد كان رقيق ًا انعكس في لحظة ‪ ،‬لقد كان روميو ‪ ،‬إذا‬
‫نظرت إلى الوراء ‪ ،‬فلقد أصبح وجه و يليام متيبسًا مرة أخرى ‪.‬‬
‫" روميو !"‬
‫على عكس قلبي ‪ ،‬ركضت قدماي إلى روميو ‪ ،‬لقد كان عمل التحفة مثيرة‬
‫للاشمئزاز ‪ ،‬أضاء وجه روميو بالسعادة عندما رحب بي ‪ ،‬يمكنني القول دون‬
‫النظر في المرآة أنه سيكون لدي نفس التعبير ‪.‬‬
‫" كيف جاء السيد وليام معكِ ؟"‬
‫سأل روميو ‪ ،‬ونظر خلفي كما لو أنه وجد و يليام أخير ًا ‪.‬‬
‫" قررت أن أجعله شاهدًا لحفل خطوبتنا "‬
‫عندما أجبت على الكلمات التي أعدتها مسبق ًا ‪ ،‬أومأ روميو كما لو أنه وافق ‪،‬‬
‫واستقبل و يليام برفق ‪ ،‬ولف ذراعيه حول كتفي ‪ ،‬واستدار نحو الكنيسة ‪.‬‬
‫ما هو نوع الوجه الذي وضعه و يليام وراءه ؟‪ ،‬كنت أرغب في التحقق مرة‬
‫أخرى ‪ ،‬لكن جسدي تبع روميو في الكاتدرائية ‪ ،‬فقط صوت الخطوات‬
‫القادمة من الخلف أكد وجود و يليام ‪.‬‬
‫" فليرحمك الحاكم ‪ ،‬يا روميو ‪ ،‬لقد أتيت في الوقت المناسب "‬
‫" لا يمكن أن أكون متأخر ًا ‪ ،‬فهذا هو اليوم الذي كنت أنتظره أكثر من‬
‫غيره ‪ ،‬الأب لورانس ‪ ،‬هذه جولييت "‬
‫" أهلا أيها الأب "‬
‫عند دخول الكاتدرائية ‪ ،‬استقبلنا رجل في منتصف العمر لابد أن شعره‬
‫الرمادي قد بدأ للتو في النمو ‪.‬‬
‫الفصل الثالث عشر‬

‫تألق تعبير الأب لورانس عندما رآني ‪.‬‬


‫أتيت إلى هنا ‪ ،‬لا بد أنه لم يكن‬
‫ِ‬ ‫" مرحبا ‪ ،‬آنسة كابوليت ‪ ،‬أنا سعيد لأنكِ‬
‫خذت قرار ًا‬
‫من السهل أن تقرري الارتباط بروميو من عائلة المونتيغيو ‪ ،‬فلقد ات ِ‬
‫ك بقدر ما أستطيع "‬
‫صعبًا ‪ ،‬لذا سأساعد ِ‬
‫لقد فوجئت بالترحيب المفرط ‪ ،‬لكن سرعان ما وافقت ‪ ،‬كان الأب‬
‫لورانس أيضًا شخصً ا رحب بزواج روميو وجولييت في العمل الأصلي ‪ ،‬وأراد أن‬
‫يكون هذا الزواج فرصة للمصالحة بين الكابوليت والمونتيغيو ‪ ،‬على الرغم من أن‬
‫الواقع لم يذهب بالطر يقة التي يريدها ‪.‬‬
‫" من هذا الشخص ؟"‬
‫نظر الأب لورانس إلى و يليام وسأل ‪ ،‬أتيحت لي الفرصة أخير ًا للنظر إليه‬
‫بشكل طبيعي ‪.‬‬
‫" أنا و يليام شكسبير ‪ ،‬لقد طلبت مني جولييت أن أشهد الخطوبة "‬
‫استقبله و يليام بأدب ‪ ،‬قد يكون هذا وهمًا ‪ ،‬لكن للحظة ‪ ،‬بدا أن وجهه‬
‫أصبح ضعيف ًا ‪.‬‬
‫" هذا جيد ‪ ،‬كلما زاد عدد الشهود في القضية ‪ ،‬كان ذلك أفضل ‪ ،‬شكرًا‬
‫لك سيد شكسبير ‪ ،‬ومن ثم دعونا نبدأ الحفل "‬
‫أعطانا الأب لورانس ابتسامة كبيرة ودخلنا إلى الكنيسة ‪ ،‬كان بإمكاني‬
‫رؤ ية تمثال كبير للسيدة العذراء مريم خلف المنصة حيث كان القس يعظ ‪،‬‬
‫وكان الضوء القادم من الزجاج المعشق يتلألأ بألوان مختلفة ‪ ،‬فقط صوت‬
‫خطواتنا يتردد في الكنيسة الصامتة ‪ ،‬كان الأمر كما لو أن الوقت قد توقف‬
‫لكل شيء ما عدانا ‪ ،‬كانت جميلة وهادئة مثل الخارج ‪.‬‬
‫" الزوجان اللذان تزوجا أمام تمثال السيدة العذراء مريم لم يفترقا وعاشا مع ًا‬
‫في سعادة أبدية ‪ ،‬إذا كان لديك حفل زفاف في وقت لاحق ‪ ،‬أرجو أن‬
‫تعودوا إلي "‬
‫قال الأب لورانس بابتسامة فخور ‪ ،‬وبعد أن تحدث ‪ ،‬صعد مباشرة إلى‬
‫المنصة ‪ ،‬ليقف أمام المنصة ‪ ،‬كان لديه وجه مختلف تمام ًا عن الوجه الذي كان‬
‫عليه قبل لحظة ‪ ،‬كالعم في الحي ‪ ،‬ووقفت أنا وروميو بشكل طبيعي كالعريسان‬
‫‪ ،‬وو يليام ‪ ،‬الذي تردد قليلا ً ‪ ،‬جلس أيضًا في الكنيسة ‪.‬‬
‫" باركوا هذه الخطبة المقدسة ولا يطغى عليها الحزن "‬
‫فتح الأب لورانس فمه ‪ ،‬لقد كان خطاب تهنئة شائع ‪ ،‬لكنني شعرت حتى‬
‫ببعض القداسة غير المعروفة في الصدى الخافت الذي انتشر عبر الكاتدرائية ‪.‬‬
‫" آمين ‪ ،‬آمين !‪ ،‬لكن هل يمكن أن يقارن أي حزن بفرحة مواجهتها ؟‪،‬‬
‫إذا وحدتنا بهذه الخطبة ‪ ،‬فيمكننا التغلب على الموت "‬
‫كسر صوت روميو العاطفي الجو التقوى ‪ ،‬وكنت أشعر بالخجل من كل شيء‬
‫‪.‬‬
‫" هذه المشاعر الشديدة تنتهي دائمًا بشكل مأساوي ‪ ،‬الطعام الحلو جدًا ممل‬
‫و يجعلك تفقد شهيتك ‪ ،‬وببطء ‪ ،‬اصنعوا حبًا دائمًا "‬
‫قام الأب لورانس ‪ ،‬الذي بدا محرج ًا للحظة ‪ ،‬قام بتصفية صوته ونصح روميو‬
‫‪ ،‬لكن عندما رأى خديّ يغمرهما الخجل ‪ ،‬لم يستطع إلا أن يبتسم ‪ ،‬وشعرت‬
‫بالظلم الشديد لأنني شعرت بأنني عوملت كروميو العاشق ‪.‬‬
‫" يبدو أن قلوب الاثنين صلبة بالفعل ‪ ،‬فما فائدة العهد الطو يل ؟‪ ،‬أتمنى لهما‬
‫فرح ًا لا نهاية له وحبًا لا حدود له في المستقبل ‪ ،‬وأعلن أن زواجهما قد و ُعد به‬
‫أمام الحاكم "‬
‫أنهى الأب لورنس دعوته ‪ ،‬وأمسك روميو يدي بإحكام ‪ ،‬فرحة لم تكن لي‬
‫غارقة في داخلي ‪.‬‬
‫أنت لي ‪ ،‬وأنا خطيبكِ "‬
‫" الآن ِ‬
‫لمس روميو جبهتي برفق وقبلها ‪ ،‬كانت عيناه مليئة بالسعادة ‪ ،‬قد لا تكون‬
‫هذه مشاعره الخاصة ‪ ،‬ولكن لقد كان شعورا غريبا ‪.‬‬
‫نظرت في الاتجاه الذي كان يجلس فيه و يليام ‪ ،‬كان يتمتم بشيء كما لو كان‬
‫يحفظه وهو جالس في مقعده ‪.‬‬
‫" مبروك جولييت "‬
‫ثم جاء إلي وأخبرني بالكلمات التي كان يتدرب عليها عدة مرات ‪ ،‬بدا‬
‫وجهه المبتسم مؤلمًا ‪.‬‬
‫كان غريبًا حق ًا ‪ ،‬في هذا المكان الذي بدا مليًئا بالبهجة والبركات ‪ ،‬كان‬
‫الشعور الحقيقي الوحيد هو الأذى الذي تلقاه ‪.‬‬
‫في الكاتدرائية ‪ ،‬انفصلت عن روميو وركبت العربة مع و يليام ‪ ،‬أصر روميو‬
‫على أنني ‪ ،‬خطيبته ‪ ،‬وأنه سيأخذني ‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬نظرًا لأنه كان الضيف‬
‫الوحيد الذي حضر حفل خطوبتنا ‪ ،‬فقد وافق في النهاية على كلامي بأنه يريد‬
‫أن يكون مهذب ًا حتى النهاية ‪.‬‬
‫" شكرًا جز يلا ً لك على حضورك حفل خطوبتنا اليوم "‬
‫الكلمات التي خرجت بعد صمت طو يل كانت هذه في النهاية ‪ ،‬أعطاني‬
‫و يليام ابتسامة ودية بينما كنت أعض شفتي من الداخل لدرجة أنني خدشتها ‪.‬‬
‫" سأذهب إلى أي مكان تطلبه جولييت "‬
‫إذا قام شخص آخر بذلك ‪ ،‬لكنت قد سخرت منه ‪ ،‬لكن و يليام لم أستطع‬
‫ذلك ‪ ،‬وهذا لأنه قد أثبت بالفعل صحة ذلك ‪.‬‬
‫" عندما أفكر في الأمر ‪ ،‬في الآونة الأخيرة لم تتمكن من الكتابة لأنك كنت‬
‫تخرج معي ‪ ،‬أنا آسفة لإزعاجك ‪ ،‬اكت هل كتبت أكثر منذ أهر مرة ذهبت‬
‫لقراءة النص ؟"‬
‫شعرت بعدم الارتياح ‪ ،‬وسرعان ما غيرت الموضوع ‪ ،‬كانت كلمة متسرعة‬
‫‪ ،‬لكنها كانت أيضًا مسألة مهمة جدًا بالنسبة لي ‪.‬‬
‫" أنت ألهامي ‪ ،‬فدائمًا ما يكون اليوم الذي التقيت فيه بكِ جيدًا ‪ ،‬لقد‬
‫كتبت بالفعل السينار يو التالي ‪ ،‬من فضلك تعالي لتر يه في المرة القادمة إذا‬
‫كانت لديكِ فرصة "‬
‫أجاب و يليام بلطف ‪ ،‬لكن بعد سماع كلماته ‪ ،‬لم أستطع حتى التظاهر‬
‫بالابتسام بعد الآن ‪.‬‬
‫" هل كتبته ‪ ...‬بالفعل ؟"‬
‫كان خارج الحساب تماما ‪ ،‬إذا ماذا يحدث الان ؟‪ ،‬هل يمكن أن يكون‬
‫ماركيشيو قد مات بالفعل ؟‪ ،‬في لحظة ‪ ،‬كان ذهني مرتبك ًا ‪.‬‬
‫" لقد وصلنا بالفعل إلى القصر ‪ ،‬كوني حذرة عند الدخول ‪ ،‬جولييت "‬
‫توقفت العربة قبل أن أعرف ذلك ‪ ،‬وتفضل و يليام بإنزالني من العربة ‪،‬‬
‫على الرغم من مرافقته ‪ ،‬كدت أسقط مرتين لأنني كنت شاردة تمام ًا ‪.‬‬
‫" آنستي !‪ ،‬آنسة جولييت !"‬
‫بمجرد أن فتحت باب القصر ودخلت ‪ ،‬ناداني صوت عاجل ‪ ،‬عندما نزلت‬
‫المربية من الدرج ورأتني ‪ ،‬ركضت مسرعة ووقفت أمامي ‪.‬‬
‫" ماذا جرى ؟‪ ،‬هل حدث شيء كبير ؟"‬
‫عند سؤالي ‪ ،‬أخذت المربية نفسًا عميق ًا قبل أن تفتح فمها مرة أخرى ‪.‬‬
‫" آنستي !‪ ،‬السيد تبيالت !"‬
‫كلماتها التي تلت ذلك أدت إلى مزيد من التواء عقلي المتشابك ‪.‬‬
‫***‬
‫[ عدت إلى المنزل وذهبت مباشرة إلى الاستوديو ‪ ،‬على المنضدة كان المشهد‬
‫الأخير لشجار تيبالت وماركيشيو ‪ ،‬وقلبت صفحة أخرى إلى الوراء ‪ ،‬حفل‬
‫خطوبة جولييت وروميو ‪ ،‬كان مشهدًا مليًئا بالبركات والسعادة ‪ ،‬الواقع يختلف‬
‫عن السينار يو ‪ ،‬جولييت سعيدة ‪ ،‬جولييت ‪ ،‬جولييت ‪ ،‬لكني لم أكن أعلم بأنه‬
‫سيكون محطم ًا لقلبي هكذا ]‬
‫***‬
‫عندما ذكرت المربية اسم تبيالت ‪ ،‬انتظرت بشدة كلماتها التالية ‪.‬‬
‫" السيد تيبالت ‪ ،‬السيد تبيالت "‬
‫لكن بدت المربية مرتبكة ولم تستطع مواصلة الحديث ‪ ،‬إذا كانت مرتبكة‬
‫هكذا ‪ ،‬إذن ‪...‬‬
‫" هل قتل تيبالت شخصً ا ما ؟"‬
‫" السيد تيبالت أصيب بجروح خطيرة !"‬
‫قلت أنا والمربية في نفس الوقت ‪ ،‬ورت لحظة صمت ‪.‬‬
‫" إذن ‪ ،‬أصيب تيبالت فقط ؟‪ ،‬ألم يصاب وهو يقتل خصمه ؟"‬
‫" ما هي الأشياء القبيحة التي تتحدثين عنها !‪ ،‬تشاجر تيبالت مع ماركيشيو أبن‬
‫سيد الأقطاعية ‪ ،‬وبطر يقة ما تم تسو ية القتال ‪ ،‬لكن كلا الرجلين أصيبوا ‪ ،‬إنها‬
‫مشكلة كبيرة حق ًا "‬
‫عندما سألت بعناية ‪ ،‬قفزت المربية وأجبت ‪ ،‬أصيب كل من تيبالت‬
‫وماركيشيو ‪ ،‬ماركيشيو لم يمت ‪ ،‬لقد تقدمت القصة بشكل مختلف عن الأصل‬
‫‪ ،‬لأول مرة ‪ ،‬تم إجراء تغيير كبير بما يكفي للتأثير على القصة ‪ ،‬توجهت بسرعة‬
‫داخل القصر ‪ ،‬فلقد كنت بحاجة إلى تأكيد ‪.‬‬
‫" تبيالت ‪ ،‬ما هذا ؟"‬
‫كان جرح تيبالت أكثر خطورة مما كان متوقعا ‪ ،‬فلقد أصيب بجروح‬
‫خطيرة في كتفه وساقه اليمنى ‪ ،‬مما جعله شبه معاق ‪.‬‬
‫" كل هذا بسبب طفل المونتيغيو "‬
‫" من من المونتيغيو تقصد ؟‪ ،‬هل تتحدث عن روميو ؟‪ ،‬لكن ألم تتقاتل مع‬
‫ماركيشيو ؟"‬
‫الاسم الذي خرج من فم تيبالت كان غير متوقع ‪ ،‬لماذا يظهر اسم روميو‬
‫عندما يكون هناك شجار مع ماركيشيو ؟‪ ،‬هل شارك روميو في قتالهم كما في‬
‫القصة الأصلية ؟‪ ،‬علاوة على ذلك ‪ ،‬كان روميو قد أنهى لتوه حفل الخطوبة‬
‫معي ‪ ،‬هل كان يملك حتى سكينًا وقاتل تيبالت قبل أن أعرف ذلك ؟‬
‫" كيف تعرفين أنني تقاتلت مع ماركيشيو ؟"‬
‫" سمعت من الناس الذين يعملون في القصر ‪ ،‬تشاجر أخي تيبالت والسيد‬
‫ماركيشيو وأصيبا بجروح خطيرة ‪ ،‬ما حدق بحق خالق الجحيم ؟"‬
‫" نعم ‪ ،‬في البداية كان بالتأكيد ماركيشيو ‪ ،‬لأنه كان يتحدث عنك وعن‬
‫روميو ويتحدث عن أشياء غريبة "‬
‫إنها قصة غريبة ‪ ،‬عندما أفكر في في الأمر ‪ ،‬شهد ماركيشيو روميو يتشبث‬
‫بي مرتين ‪ ،‬إذا خرج اسمي من فمه ‪ ،‬فيجب أن يكون هذا النوع من القصص ‪.‬‬
‫ك ولروميو ببعضكما‬
‫" دعيني أتأكد من الأمر الآن ‪ ،‬بالتأكيد أنه لا علاقة ل ِ‬
‫البعض ؟"‬
‫" كلا ‪ ،‬عن ماذا تتحدث ؟"‬
‫تدفقت الأكاذيب بسلاسة بالغة ‪ ،‬في الواقع ‪ ،‬كان من الغامض أن نطلق‬
‫عليها كذبة ‪ ،‬بعد إزالة تحفة و يليام ‪ ،‬لم أكن أنا وروميو شيًئا ‪.‬‬
‫" حسنًا ‪ ،‬لا يمكنكِ فعل ذلك أبد ًا ‪ ،‬فتمام ًا كما كنت على وشك محاربة‬
‫ماركيشيو ‪ ،‬اقتحم روميو القتال ‪ ،‬ونظر إلينا بتعابير وجه مشوهة وقال لنا أن‬
‫نتوقف عن القتال ‪ ،‬لأنه رجل مرتبط "‬
‫نظرًا لأنه كان شجاعًا ‪ ،‬فلا بد أنها كانت بعد حفل الخطوبة معي ‪ ،‬إذا‬
‫كنت أعلم أن الأمور ستنتهي على هذا النحو ‪ ،‬فلن أمنع روميو من اصطحابي‬
‫إلى هنا ‪ ،‬إذا كان هذا هو الحال ‪ ،‬لما كان في مشكلة مع تيبالت ‪ ،‬لا ‪ ،‬إذا‬
‫كان هذا هو ما كتبه و يليام بالفعل ‪ ،‬فلن يتغير بغض النظر عما فعلته ‪ ،‬لكن‬
‫هل صحيح أن هذا حدث لأن و يليام كان كتبه ؟‬
‫القتال بين ماركيشيو وتيبالت صحيح بالتأكيد للقصة الأصلية ‪ ،‬ومع ذلك ‪،‬‬
‫في المعركة الأصلية ‪ ،‬فقد ماركيشيو حياته ‪ ،‬وطالما كان ماركيشيو على قيد‬
‫الحياة ‪ ،‬لا يمكن استبعاد احتمال أنها كانت معركة بسيطة وليس من تأثير‬
‫كتابات و يليام ‪.‬‬
‫" ضحكت على نكتته ‪ ،‬وفجأة صوب ماركيشيو السيف نحوي ‪ ،‬هيه ‪،‬‬
‫مستفيدا من التوقف في القتال لمباغثتي بالسيف ‪ ،‬هذا الرجل لا يعرف حتى‬
‫الفروسية ‪ ،‬بالطبع ‪ ،‬أنا لم أقع في خدعة ذلك اللقيط الجبان ‪ ،‬ومنعت سيفه‬
‫وقمت بهجوم مضاد على الفور ‪ ،‬هو بالتأكيد لن تكون قادر ًا على التحرك بشكل‬
‫صحيح الآن "‬
‫نظرت إلى تيبالت ‪ ،‬الذي تحدث بفخر ‪ ،‬مستلقي على السرير و يضحك على‬
‫الشخص الآخر لأنه لا يستطيع الحركة ‪ ،‬لا يبدو الأمر جيدًا على الإطلاق ‪.‬‬
‫)‬‫(احسني خقيت على تيبالت 🏻👈🏻👉‬
‫" إذن كيف أصبت يا تبيالت ؟"‬
‫تصلب وجه تيبالت المبتسم في الحال ‪.‬‬
‫" روميو ‪ ،‬ذلك الجبان !"‬
‫كان من البشع أن أراه يغضب هكذا ‪ ،‬تيبالت ‪ ،‬الذي كان على وشك‬
‫الاستيقاظ في نوبة غضب ‪ ،‬لم يستطع التغلب على الألم وانهار مرة أخرى ‪.‬‬
‫" أنتبه !"‬
‫دعمت جسده المتيبس وأعدته إلى السرير ‪ ،‬انتظر تيبالت أن يهدأ الألم قبل‬
‫التحدث مرة أخرى ‪.‬‬
‫" روميو هاجمني على الفور بعد أن هزمت ماركيشيو ‪ ،‬لهذا السبب حصلت‬
‫على هذه الندبة !‪ ،‬ضرب الظهر متظاهرًا بوقف القتال ياله من أمرًا جبان !"‬
‫أرتفع صوت تيبالت ‪ ،‬وخوفًا من أن ينفتح الجرح مرة أخرى ‪ ،‬هدأت‬
‫تيبالت وغادرت غرفته ‪.‬‬
‫***‬
‫صورة لخطوبة روميو وجولييت عند الكاهن لورانس ‪:‬‬
‫الفصل الرابع عشر‬

‫هزم تيبالت ماركيشيو ‪ ،‬وانتقم روميو من تيبالت ‪ ،‬إنه مشابه جدًا للقصة‬
‫الأصلية لتكون مجرد مصادفة ‪ ،‬لكن ربما بسبب التحفة لا يزال الرجلين على‬
‫قيد الحياة ‪ ،‬إذا استبدلت الإصابات بالموت ‪ ،‬فسيكون نفس الوضع تمام ًا‬
‫كالقصة الأصلية ‪.‬‬
‫كان الأمر محير ًا ‪ ،‬ولكني عرفت أبسط طر يقة لحلها ‪.‬‬
‫***‬
‫" جولييت ‪ ،‬ما الذي تفعله هنا فجأة ‪ ،‬هل هناك خطبًا ؟"‬
‫استقبلني و يليام في الردهة ‪ ،‬وكتب الذعر على وجهه ‪ ،‬كان له كل الحق في‬
‫أن يكون كذلك فعندما كانت الآنسة الشابة التي أخذها إلى منزلها في وقت‬
‫سابق تنتظره في صالونه الخاص ‪.‬‬
‫" أعتذر عن الظهور المفاجئ يا و يليام ‪ ،‬هل أزعجتك ؟"‬
‫ك ‪ ،‬فلقد‬
‫" بالطبع لا ‪ ،‬لقد كنت قلق فقط من أن شيًئا ما قد حدث ل ِ‬
‫ك"‬
‫تأخر الوقت قليلا ً لكي تتجول بمفرد ِ‬
‫هز و يليام رأسه بسرعة ‪ ،‬ووضعت أفضل ابتساماتي البريئة وفتحت فمي ‪.‬‬
‫" عندما أخبرتني بتكمله القصة عندما افترقنا لم أستطع تحمل التفكير فيها فقط‬
‫‪ ،‬ولم أدرك أن الوقت قد فات إلا بعد أن ركبت العربة "‬
‫كان هذا سخيف ًا ‪ ،‬كان الأمر أكثر سخافة بشكل خاص عندما يأتي هذا‬
‫الكلام من امرأة ناضجة ‪ ،‬والأسوء من هذا كله أن هذا لم يكن مجرد عذر ‪ ،‬لقد‬
‫كان حقيقة ‪.‬‬
‫" أنا أشعر بالأطراء "‬
‫بدا و يليام محرج ًا للحظة ‪ ،‬ثم ابتسم ‪ ،‬أردت أن أصدق أنه بسبب مزاجي لم‬
‫تبدو الابتسامة طبيعية كالمعتاد ‪ ،‬كان من القسوة التفكير في الأمر ‪ ،‬أن أتي‬
‫عمدًا في ليلة حفل الخطوبة ‪.‬‬
‫تبعت و يليام للاستوديو ‪ ،‬كان الضوء في الاستوديو مضاء ً ‪ ،‬كما لو كان هنا‬
‫منذ فترة ‪ ،‬كما كانت الملاحظات التي كتبها مبعثرة على المكتب ‪ ،‬لقد بدا حقا‬
‫وكأنه كان هناك عائق ‪ ،‬لكنني تظاهرت بعدم الانتباه ‪ ،‬وجلست وقرأت‬
‫الملاحظات ‪ ،‬في المقام الأول ‪ ،‬كان هدفي إعاقة كتابة و يليام ‪ ،‬والآن ‪ ،‬لم يكن‬
‫هناك شيء لأتردد مرة أخرى ‪.‬‬
‫انكشف مشهد المعركة بين تيبالت وماركيشيو ‪ ،‬تقابل تيبالت وماركيشيو ‪،‬‬
‫ودخل الاثنان في معركة ‪ ،‬روميو ‪ ،‬الذي اكتشف هذا ‪ ،‬أوقف الاثنين وطعن‬
‫تيبالت ماركيشيو ‪ ،‬وانتقم روميو من تيبالت ‪ ،‬ما كتبه و يليام هو بالضبط ما‬
‫وصفه تيبالت لي ‪ ،‬ولم يمت أحد ‪.‬‬
‫" لقد كانت إثارة رائعة ‪ ،‬عندما سحب تيبالت سيفه ‪ ،‬كنت قلقة حق ًا من‬
‫ألا يموت أحد "‬
‫سلمت الكلمات التي مرت ببالي ‪ ،‬واتسعت عيون و يليام في دهشة من‬
‫كلامي ‪.‬‬
‫" إنه مشهد قاسي ‪ ،‬ففي الواقع ‪ ،‬في هذا المشهد ‪ ،‬كان ماركيشيو سيموت "‬
‫بدت إجابة و يليام متوقعة وغير متوقعة ‪ ،‬لم يكن من غير المتوقع على‬
‫الإطلاق أن يحاول و يليام قتل ماركيشيو لأن القصة الأصلية تدفقت بهذه‬
‫الطر يقة في المقام الأول ‪.‬‬
‫" أوه ‪ ،‬إذن ‪ ،‬هل هناك أي سبب لتغيير رأيك ؟"‬
‫كانت هذه النقطة هي التي أزعجتني ‪ ،‬لماذا غير و يليام رأيه ؟‬
‫تفاجئ و يليام وخجل من سؤالي ‪ ،‬بالرغم من أنني لم أطرح أي سؤال محرج‬
‫أبد ًا ‪.‬‬
‫" الشكر لجولييت "‬
‫كانت إجابة غير متوقعة ‪ ،‬في هذه المرحلة ‪ ،‬لم أستطع فهم سبب ظهور‬
‫اسمي ‪.‬‬
‫" في المرة الأخير ‪ ،‬أخبرتني أن أتعامل مع الشخصيات الثمينة بمعاملة ثمينة ‪،‬‬
‫حتى الآن ‪ ،‬لا أتفق تمام ًا مع هذا البيان ‪ ،‬وأنا أعتز بكل الشخصيات في قصتي‬
‫‪ ،‬لكنني أعتقد أن الشيء الأكثر أهمية هو القصة نفسها "‬
‫إذا كان الأمر كذلك ‪ ،‬فلماذا غيرت التقدم ؟‪ ،‬انتظرت كلماته المستمرة ‪.‬‬
‫" لكن سماع ما قالته جولييت جعلني أفكر مرتين ‪ ،‬هل هذا الموت ضروري‬
‫؟‪ ،‬أتساءل عما إذا كان من الأفضل أن أستبدله بشيء آخر غير الموت ‪ ،‬و ‪"...‬‬
‫توقف و يليام للحظة ‪ ،‬وابتسم لي كانت ابتسامة نقية لا تضاهى بأي شيء‬
‫أجبر نفسه على ابتكارها ‪.‬‬
‫أنت بطلة القصة ‪ ،‬ولأنكِ تريدنها هكذا قمت بتغييرها "‬
‫" جولييت ‪ِ ،‬‬
‫حدقت في عينيه كما لو أنه لا يوجد شيء آخر سواه ‪ ،‬وعندما عدت إلى‬
‫صوابي ‪ ،‬كان هناك صمت محرج لبضع ثوان ‪.‬‬
‫" حسنًا ‪ ،‬عندما أفكر في الأمر ‪ ،‬حدث شيء كبير اليوم ‪ ،‬ابن عمي ‪،‬‬
‫تيبالت ‪ ،‬في الواقع دخل في معركة مع السيد ماركيشيو وأصيب ‪ ،‬وسمعت أن‬
‫السيد ماركيشيو أصيب أيضًا بجروح خطيرة "‬
‫" ماذا ؟‪ ،‬ما هذا بحق خالق الجحيم ؟"‬
‫شرحت كل شيء لوليام ‪ ،‬وتشدد وجه و يليام وتمتم بنبرة جادة ‪.‬‬
‫" هذا غريب ‪ ،‬يبدو الأمر كما لو أن كتابتي تحققت بالفعل ‪"...‬‬
‫كانت كلمات و يليام استجابة طبيعية جدًا ‪ ،‬فإذا حدث ما كتبه بالفعل ‪،‬‬
‫حتى لو كان شيًئا سيًئا ‪ ،‬فسيشعر الشخص بعدم الارتياح ‪.‬‬
‫لكنني شعرت بشعور غريب من التناقض في رد فعله ‪ ،‬وبينما كنت أفكر‬
‫فيما أفعله ‪ ،‬خطرت في بالي فكرة ‪.‬‬
‫" أيضًا وفق ًا لما كتبه و يليام أصبحت مخطوبة لروميو "‬
‫" حق ًا ؟‪ ،‬ربما ذلك مجرد مصادفة "‬
‫عند إجابتي ‪ ،‬يبدو أن و يليام لم يهتم ‪ ،‬بدا وكأنه وحيدًا بعض الشيء ‪ ،‬لكن‬
‫كان ذلك بسبب حفل خطوبتي ‪ ،‬وليس بسبب هذه المحادثة ‪ ،‬اكتشفت أخير ًا‬
‫السبب الدقيقة للانزعاج الذي شعرت به ‪ ،‬وفتحت فمي مرة أخرى ‪.‬‬
‫" كما كتب و يليام ‪ ،‬فإنها صدفة عظيمة أن يتشاجر تيبالت وماركيشيو "‬
‫" نعم ‪ ،‬هذا ليس خطأي ‪ ،‬ةلكني أشعر بعدم الارتياح "‬
‫توضح هذا الأمر الآن ‪ ،‬كانت حالة و يليام غريبة الآن ‪ ،‬لا ‪ ،‬لقد كان رد‬
‫فعله طبيعي جدًا ‪ ،‬لذلك كان ذلك غريبًا ‪.‬‬
‫حدثت أشياء كثيرة تمام ًا كما كتبها و يليام ‪ ،‬وهذه هي المرة الأولى التي‬
‫يلاحظ فيها ذلك ‪.‬‬
‫في الواقع ‪ ،‬لم أكن أهتم حق ًا برد فعل و يليام على ما حدث ؛ فلقد كان‬
‫سحرًا لم يسمح لي حتى بالقول إن كتاباته كانت من صنع تحفة سحر ية ‪ ،‬ولم‬
‫أستطع السماح له بملاحظة أن كتاباته تطابق ما كان يحدث في العالم الحقيقي ‪،‬‬
‫اعتقدت أنه يجب أن يكون هناك نوع من السحر في العمل ‪.‬‬
‫وإلى حد ما ‪ ،‬كنت على حق ‪ ،‬في الواقع ‪ ،‬لم يكن لدى و يليام أي قلق‬
‫بشأن خطبتي لروميو ‪ ،‬فلماذا الآن ‪ ،‬فجأة ً ‪.‬‬
‫" الآنسة كابوليت ‪ ،‬لديكِ زائر "‬
‫لقد أخرجني الصوت المفاجئ من خيالي ‪ ،‬خادم و يليام كان يناديني ‪.‬‬
‫" ضيف ؟‪ ،‬لأجلي ؟"‬
‫كان هذا منزل و يليام ‪ ،‬فماذا كان يفعل بحضور ضيف لي ؟‪ ،‬قبل أن أنهي‬
‫سؤالي ‪ ،‬ظهر وجه مألوف من خلف كبير الخدم ‪.‬‬
‫ذهبت كل هذا الطر يق إلى هنا في‬
‫ِ‬ ‫فأنت‬
‫ِ‬ ‫" آنستي ‪ ،‬لقد كنت قلقة عليكِ ‪،‬‬
‫هذه الساعة دون إخباري "‬
‫كانت المربية ‪ ،‬كان وجهها أبيض قليلا ً من ذعر من ذهابي دون سابق‬
‫إنذار ‪.‬‬
‫ك"‬
‫" أنا آسفة ‪ ،‬كنت في عجلة من أمري ونسيت إخبار ِ‬
‫" فلنرجع بسرعة ‪ ،‬فإذا اكتشف السيد ‪ ،‬فسنواجه مشكلة "‬
‫وخرجت مسرعة من منزل شكسبير ‪ ،‬غير قادرة على مقاومة إلحاح مربيتي ‪،‬‬
‫لم تصفي عربة النقل إلى المنزل رأسي ‪ ،‬في الواقع ‪ ،‬شعرت أن الأمر أكثر‬
‫وأكثر تعقيدًا ‪.‬‬
‫بدأ الواقع يختلف عن القصة الأصلية ‪ ،‬كانت قصة مليئة بالأمل ‪ ،‬ولا‬
‫يسعني إلا أن أشعر بشعور من الترقب لأنني أدركت أنه إذا تابعت القصة‬
‫الأصلية ‪ ،‬فإن الشيء الوحيد الذي سأواجهه هو الموت ‪ ،‬ربما كنت على بعد‬
‫خطوة واحدة من الموت ‪.‬‬
‫لكن بعبارة أخرى ‪ ،‬فقدت بوصلتي الموثوقة ‪ ،‬القصة التي عرفتها لم تعد‬
‫دليلي ‪ ،‬أنا لست مستاءة ً من وضعي الحالي ‪ ،‬في الحقيقة ‪ ،‬هذا بالضبط ما أردته‬
‫‪ ،‬لكن الآن كان علي أن أسير على أفكاري الخاصة وقوتي ‪.‬‬
‫ماذا سيحدث بعد ذلك ؟‪ ،‬شعرت بمزيج غريب من الترقب والقلق ‪.‬‬
‫" محاكمة ؟"‬
‫أومأت والدتي برأسها على سؤالي المتفاجئ ‪.‬‬
‫" إنه أمر طبيعي فقط ‪ ،‬حيث كان هناك طعن في الإقطاعية ‪ ،‬بالإضافة إلى‬
‫أن أحد الجرحى هو ابن سيد الأقطاعية "‬
‫كانت على حق ‪ ،‬وتذكرت أن روميو حوكم لقتل تيبالت في المسرحية الأصلية‬
‫‪ ،‬ولقد مات ماركيشيو وتيبالت ‪ ،‬لذلك تم طرد روميو ‪ ،‬الناجي الوحيد ‪ ،‬من‬
‫الدولة بسبب جرائمه ‪.‬‬
‫لكن هذه المرة ‪ ،‬نجا الجميع ‪ ،‬وهذا يعني أن تيبالت ‪ ،‬الذي أصاب‬
‫ماركيشيو ‪ ،‬لن يكون قادر ًا على الهروب من المسؤولية ‪.‬‬
‫" إذن ‪ ،‬ماذا سيحدث لعائلتنا ؟"‬
‫وخلف منزل المونتيغيو كان منزل كابوليت ‪ ،‬عرف الجميع أن هذه المعركة‬
‫كانت حق ًا حول الكابوليت والمونتيغيو ‪ ،‬عند سؤالي هزت أمي رأسها بتردد ‪.‬‬
‫" لا أعرف حتى الآن ‪ ،‬كان يجب على تيبالت أن يحافظ على أعصابه تحت‬
‫السيطرة ‪ ،‬ولا أرى سبب كل هذا العناء مع المونتيغيو ‪ ،‬على الرغم من أنني لا‬
‫أعتقد أن سيد الأقطاعية سيكون قادر ًا على معاقبة عائلة الكابوليت علانية ‪"...‬‬
‫تذمرت ‪ ،‬لكن وجه أمي كان مليًئا بالقلق ‪ ،‬كان المزاج السائد في القصر‬
‫هادًئا بشكل غريب ‪.‬‬
‫" متى تعتقدين أن المحاكمة ستعقد ؟‪ ،‬مع محدودية حركة السيد تيبو ‪ ،‬يجب‬
‫أن يكون لدينا بعض الوقت ‪ ،‬أليس كذلك ؟"‬
‫كنت سأفعل أي شيء في هذه الأثناء إذا كان لدي الوقت ‪ ،‬يمكنني على‬
‫الأقل جمع المعلومات ‪ ،‬لكنها هزت رأسها مرة أخرى ‪.‬‬
‫" في الوقت الحالي ‪ ،‬ستعقد المحاكمة هذا المساء ‪ ،‬لقد طلبوا من أي شخص‬
‫غير قادر على القدوم فيجب عليه إرسال ممثل ‪ ،‬يبدو أن السيد مستاء للغاية "‬
‫هذا المساء ‪ ،‬لم يكن هناك وقت لنضيعه ‪ ،‬كان الوقت قد مضى بالفعل ‪،‬‬
‫ولم يكن هناك ما يكفي من الوقت للاستعداد والمغادرة ‪.‬‬
‫" أنا ليس لدي الكثير من الوقت للاستعداد "‬
‫انت ذاهبة ايضا ؟"‬
‫" هل ِ‬
‫سألت والدتي في حيرة من كلامي ‪ ،‬وأومأت برأسه بقوة ‪ ،‬لم يعد بإمكاني‬
‫ترك القصة تدور بدوني بعد الآن ‪ ،‬حتى الآن ‪ ،‬كنت قادرة على اكتشاف ما‬
‫حدث دون أن أكون موجودة ‪ ،‬ولكن ليس بعد الآن ‪.‬‬
‫ك في وقت لاحق‬
‫أنت ووالد ِ‬
‫" ومن ثم يجب أن نسرع​​ونستعد ‪ ،‬وستغادرين ِ‬
‫"‬
‫" أبي ذاهب أيضا ؟"‬
‫أعطتني والدتي نظرة كما لو كنت أسأل عن ما هو واضح ‪.‬‬
‫ك هو سيد عائلة الكابوليت ‪ ،‬أليس كذلك ؟"‬
‫" لم تنسين أن والد ِ‬
‫كانت محقة ‪ ،‬إذا كان من المحتمل أن يعاقب السيد الكابوليت والمونتيغيو ‪،‬‬
‫بدلا ً من تيبالت وروميو ‪ ،‬فلا يمكنه تحمل تجاهل السيد ‪.‬‬
‫" لقد وافقت على حضور المحاكمة كممثلة لـتيبالت ‪ ،‬بطر يقة ما ‪ ،‬إنه لأمر‬
‫جيد أن تكون المحاكمة مستعجلة ‪ ،‬لأنها مطمئنة أكثر مما لو ذهب بنفسه ‪ ،‬إنه‬
‫ليس طفل ًا سيًئا ‪ ،‬لكنه يمكن أن يكون سر يع الغضب قليلا ً "‬
‫لقد كانت محقة تمام ًا ‪ ،‬وأومأت برأسي بقوة في الموافقة وذهبت إلى غرفتي‬
‫للاستعداد للمغادرة في الوقت المحدد ‪ ،‬كان علي الإسراع للاستعداد إذا أردت‬
‫المغادرة في الوقت المحدد ‪.‬‬
‫الفصل الخامس عشر‬

‫لقد مرت ‪ ٧‬سنوات منذ مجيئي إلى هنا ‪ ،‬لكنها كانت المرة الأولى التي أزور‬
‫فيها قاعة المحكمة ‪ ،‬كان من الطبيعي أن أعيش كمواطنة عادية ‪ ،‬إذا أضفت‬
‫شرط أن أكون ابنة لعائلة ثر ية إلى ذلك ‪ ،‬فلن يكون من المبالغة القول إنه‬
‫مكان لن أكون على علاقة به أبد ًا ‪.‬‬
‫لم تكن المحكمة كبيرة أو فاخرة مثل قصرنا ‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬كان هناك شعور‬
‫بالترهيب جاء من الاسم نفسه ‪ ،‬كما لو كنت مختبئة ‪ ،‬ذهبت وراء والدي إلى‬
‫قاعة المحكمة ‪ ،‬لحسن الحظ ‪ ،‬كان ظهر والدي واسع ًا بدرجة كافية ‪ ،‬على الرغم‬
‫من أنه لم يكن مألوفًا بالنسبة لي بالذهاب إلى قاعة المحكمة ‪.‬‬
‫كان والدي من النوع الذي أجد صعوبة في معرفة ما كان يفكر فيه ‪ ،‬إنه‬
‫صريح ولا يتحدث كثير ًا ‪ ،‬لكن في بعض الأحيان يتخذ قرارات جريئة‬
‫ستفاجئني ‪ ،‬على الرغم من أن والدتي قالت أن هذا شيء جيد ‪ ،‬ولكن مع‬
‫وجه مثل القناع الحديدي ‪ ،‬فإن حقيقة أن الشخص الذي أحبه أكثر هي‬
‫والدتي كان بمثابة تطور كبير بالنسبة لي ‪.‬‬
‫عند دخولي قاعة المحكمة ‪ ،‬وضعني والدي في مقعد المشاهدين ‪ ،‬ووقف أمام‬
‫سيد الأقطاعية كوكيل ‪ ،‬ورأيت روميو يقف بجانب والده ‪ ،‬وبدون إصابات‬
‫كان الوحيد الذي شارك في المحاكمة مباشرة بين أطراف القتال ‪ ،‬لسبب ما ‪،‬‬
‫كان قريب روميو ‪ ،‬بنفوليو ‪ ،‬بجانبه ‪ ،‬وكان وكيل ماركيشيو غريبًا ‪ ،‬لقد كان‬
‫على والده ‪ ،‬السيد ‪ ،‬أن يحضر كقاضي ‪ ،‬لذلك بدا أنه أرسل الشخص المناسب‬
‫بدلا ً من ذلك ‪.‬‬
‫السيد الواقف أمام المنصة نقر على المطرقة الخشبية ‪ ،‬في لحظة ‪ ،‬سكت‬
‫القاضي ‪.‬‬
‫" الشخص الذي سيشرح لي كل شيء يجب أن يتقدم "‬
‫حسب كلمات السيد ‪ ،‬خرج بنفوليو ‪.‬‬
‫" نعم‪ .‬لقد شاهدت الوضع برمته "‬
‫عندما كنت اتسائل عن سبب وجود بنفوليو هنا ‪ ،‬بدا أنه كان حاضر ًا‬
‫كشاهد ‪ ،‬عندما في الأمر ‪ ،‬حتى في العمل الأصلي ‪ ،‬كان بنفوليو حاضر ًا في‬
‫المشهد الذي كان يتقاتل فيه ماركيشيو وتيبالت ‪.‬‬
‫" ومن ثم سأسألك ‪ ،‬من طعن ماركيشيو ؟"‬
‫" هذا سيكون تيبالت ‪ ،‬فلق‪ .‬طعن سيف تيبالت ماركيشيو "‬
‫" إذن من طعن تيبالت ؟"‬
‫" هذا سيكون روميو ‪ ،‬روميو أراد فقط وقف القتال بين ماركيشيو وتيبالت‬
‫"‬
‫هل رأيت مثل هذا الشاهد المتحيز ؟‪ ،‬في المقام الأول ‪ ،‬كان بنفوليو قريب‬
‫دم روميو ‪ ،‬في العصر الحديث ‪ ،‬لم يكن ليتمكن من الوقوف على منصة الشهود‬
‫‪ ،‬إلى جانب ذلك ‪ ،‬القاضي هو والد أحد الطرفين ‪ ،‬لقد كانت تجربة سخيفة‬
‫حتى بالنسبة لي ‪ ،‬حيث درست القانون والمجتمع فقط في المدرسة الثانو ية ‪.‬‬
‫في هذا الموقف الغريب ‪ ،‬كان الأب صامتًا ببساطة ‪ ،‬بعد عدة جولات من‬
‫النقاش ‪ ،‬م ُنح الأب أخير ًا الحق في الكلام ‪.‬‬
‫" رئيس الكابوليت ‪ ،‬أخبرني برأيك "‬
‫ففتح الأب فمه ‪ ،‬الذي توقف للحظة عند كلام السيد ‪.‬‬
‫" على الرغم من أن الجرحى هم ماركيشيو وتيبالت ‪ ،‬إلا أنني أعتقد أنه لا‬
‫يوجد أحد لا يعرف أن بذرة هذا الشجار هي الخلاف بين الكابوليت والمونتيغيو‬
‫"‬
‫في لحظة ‪ ،‬كانت القاعة تطن ‪ ،‬كان بيان ًا غير مفهوم ‪ ،‬تمام ًا كما قال والدي‬
‫‪ ،‬لم يكن هناك أحد هنا لا يعرف شيًئا عن ذلك ‪ ،‬لكن السبب في عدم قول‬
‫الجميع ذلك هو أن الكابوليت والمونتيغيو كانا هنا ‪.‬‬
‫كان كلاهما من العائلات المعروفة ‪ ،‬وكانت ثرواتهما لا تُحصى ‪ ،‬حتى سيد‬
‫الإقطاعية كان متردد ًا في تحو يل عائلتين بتهور إلى أعداء في نفس الوقت ‪ ،‬إذا‬
‫لم يفتح الأب فمه ‪ ،‬فلن يجرؤ أحد هنا على إلقاء اللوم على الكابوليت والمونتيغيو ‪.‬‬
‫لذا ‪ ،‬ما قاله والدي الآن كان غير لائق لرب الأسرة ‪ ،‬وانتظر الجميع أن‬
‫تؤدي كلمات والدي لحل الشعور بالحيرة ‪ ،‬وكما لو لاحظهم الأب ‪ ،‬توقف‬
‫حتى يتركز الجميع أكثر ‪ ،‬ومن ثم فتح فمه مرة أخرى ‪.‬‬
‫" إذن ‪ ،‬ماذا عن قطع الجاني عن الجريمة من خلال المصالحة بين الكابوليت‬
‫والمونتيغيو ؟"‬
‫نما الضجيج أعلى مما كان عليه من قبل ‪ ،‬المصالحة بين الكابوليت والمونتيغيو ‪،‬‬
‫كان هذا شيًئا لم يتوقعه أحد هنا ‪.‬‬
‫ولكن إذا كان والدي يريد المصالحة ‪ ،‬فقد حان الوقت الآن ‪ ،‬الآن ‪،‬‬
‫كعضو في عائلة المونتيغيو ‪ ،‬كان روميو ‪ ،‬وليس عائلة المونتيغيو ‪ ،‬يقف بجوار‬
‫والده ‪ ،‬وكما يعرف والده ‪ ،‬كان روميو هو الشخص في العائلة الذي أراد‬
‫المصالحة مع الكابوليت ‪ ،‬والسبب ؟‪ ،‬بالطبع ‪ ،‬كان أنا ‪.‬‬
‫إلى جانب ذلك ‪ ،‬كان الشخص الذي يقف أمام والده الآن هو سيد‬
‫الإقطاعية بمجرد قبول روميو المصالحة هنا ‪ ،‬سيكون السيد هو الشاهد ‪.‬‬
‫إذا كان الأمر كذلك ‪ ،‬فبغض النظر عن حجم عائلة المونتيغيو ‪ ،‬فإذا لم‬
‫يستطيعيوا الوفاء بهذا الوعد ‪ ،‬ففي الوقت نفسه ‪ ،‬تمام ًا كما كان عبًئا على اللورد‬
‫للتعامل مع الكابوليت والمونتيغيو ‪ ،‬فلقد كانت مهمة شاقة للمونتيغيو للتعامل مع‬
‫السيد وعائلة الكابوليت في الحال ‪.‬‬
‫إذا اضطررت إلى الإشارة إلى سبب وجيه آخر الآن ‪ ،‬فهي مشكلة تيبالت‬
‫‪ ،‬فبسحب ورقة المصالحة هنا والآن ‪ ،‬يمكن أن يختفي عقاب تيبالت إلى الأبد‬
‫‪ ،‬كانت طر يقة لقتل عصفورين بحجر واحد ‪ ،‬وتحقيق ما يريده المرء ‪ ،‬وتجنب‬
‫العقاب ‪.‬‬
‫إذا كان هناك شيء واحد لم أفهمه ‪ ،‬فهذا هو سبب رغبة والدي في‬
‫المصالحة مع المونتيغيو ‪ ،‬لماذا أنت على استعداد فجأة للمصالحة ؟‬
‫" الكابوليت ‪ ،‬أنا أتفق تمام ًا مع هذه الفكرة ‪،‬أنا أيضًا أريد المصالحة مع‬
‫الكابوليت "‬
‫أشرقت عيون روميو من الفرح ‪ ،‬إذا لم يكن الكابوليت والمونتيغيو أعداء ‪،‬‬
‫فلن يكون هناك المزيد من الصعوبات بيننا ‪ ،‬في نفس الوقت نشأ في داخلي‬
‫أمل معين ‪ ،‬المصالحة بين الكابوليت والمونتيغيو ‪ ،‬هذا يعني أن سبب المأساة في‬
‫روميو وجولييت اختفى تمام ًا ‪.‬‬
‫" حسنا اذن "‬
‫أومأ سيد الإقطاعية وفتح فمه ‪ ،‬كانت مصالح الجميع متفقة ‪ ،‬روميو يريد‬
‫الزواج مني ‪ ،‬وعانى السيد من صداع بسبب القتال بين المونتيغيو والكابوليت ‪،‬‬
‫ولسبب ما يريد الأب المصالحة ‪.‬‬
‫رفع السيد المطرقة وفتح فمه ‪ ،‬عندما انتهى السيد من حكمه ‪ ،‬تحررت تمام ًا‬
‫من المأساة ‪ ،‬انتظرت بفارغ الصبر كلماته التالية ‪.‬‬
‫" كلام فارغ !"‬
‫ومن ثم سمعت صوت ًا غاضبًا خلفي ‪ ،‬نظرت إلى الوراء في حيرة ‪ ،‬كان وجها‬
‫رأيته من قبل ‪ ،‬سيد عائلة المونتيغيو ‪ ،‬لم ألاحظ أنه كان موجود ًا ‪ ،‬لكن بدا‬
‫أنه موجود هنا أيضًا ‪ ،‬حسنًا ‪ ،‬لقد كان أيضًا سيد الأسرة ‪ ،‬لذلك كان ذلك‬
‫طبيعيًا ‪.‬‬
‫" لن أراك تتصالح مع الكابوليت حتى أصبت بالعمى !‪ ،‬مستحيل حدوث‬
‫هذا !"‬
‫غضب الجمهور بسبب معارضته الشرسة ‪ ،‬بغض النظر عن مدى موافقة‬
‫روميو ‪ ،‬إذا كانت عائلة المونتيغيو هنا ‪ ،‬فمن الصحيح أن نواياه لها الأسبقية ‪،‬‬
‫عض روميو شفته في حرج ‪ ،‬وتصلب وجه سيد الإقطاعية ‪ ،‬وبدا والدي مستاء‬
‫ويبدو أنه كان يعلم بالفعل أن هذا سيحدث ‪.‬‬
‫ضرب السيد مطرقة الحكم بقوة ‪ ،‬سرعان ما أصبح المتفرجون الصاخبون‬
‫هادئين ‪ ،‬وكانت عيناه مليئة بالغضب ‪.‬‬
‫" وفق ًا لإرادة عائلة الكابوليت ‪ ،‬حاولنا استبدال العقوبة بالمصالحة بين‬
‫العائلتين ‪ ،‬لكن عائلة المونتيغيو تعارض ذلك ‪ ،‬لذلك لا يمكن القيام بذلك "‬
‫أومأ الأب برأسه كما لو أنه لا يستطيع مساعدته ‪ ،‬وابتسمت عائلة مونتاج‬
‫بسعادة ‪.‬‬
‫" إذا كان الأمر كذلك ‪ ،‬فسيتعين معاقبة العائلتين على الإخلال بأمن‬
‫المنطقة ‪ ،‬وقد اعترف سيد عائلة الكابولين بالفعل بالجريمة ‪ ،‬قائلا ً إن هذا‬
‫الحادث ناتج عن نزاع بين العائلتين ‪ ،‬لذلك يجب أن تقبلوا بالعقوبة التي يتم‬
‫إصدارها "‬
‫تشدد وجه عائلة المونتيغيو ‪ ،‬التي تم إطلاق سراحها ‪ ،‬في لحظة ‪ ،‬لقد كان‬
‫رجلا ً لا يعرف حق ًا ماذا يفعل ‪.‬‬
‫" قسموا الأراضي إلى قسمين مع وجود منزل شكسبير كحدود ‪ ،‬يُمنع كل‬
‫منهما من دخول أراضي الطرف الآخر ‪ ،‬هذا هو الحكم "‬
‫ودق المطرقة مرتين ‪ ،‬لقد كانت مضيعة ‪ ،‬ذهب أي بصيص أمل تماما ‪.‬‬
‫حاولت تهدئة قلبي واقتربت من والدي ‪ ،‬كان هناك العديد من الأشياء‬
‫الغريبة حول سلوك والدي اليوم ‪.‬‬
‫" أبي "‬
‫عند مناداتي ‪ ،‬اقترب مني والدي بوجهه المعتاد ‪ ،‬كان وكأن غضب سيد‬
‫الإقطاعية قبل لحظات شيًئا لم يحدث ‪ ،‬كما لو كان يتوقع أن هذا يمكن أن‬
‫يحدث ‪.‬‬
‫" يبدو أنكِ تعتقدين أنني كنت أتصرف بشكل غريب "‬
‫أنا فقط أومأت برأسي دون إجابة ‪ ،‬كما هو متوقع لابد أن والدي كان على‬
‫علم بإمكانية مثل هذه النهاية ‪.‬‬
‫" لماذا أدليت ببيان بدا أنه الكابوليت يعترفون بذنبهم ؟"‬
‫كان والدي رئيس الكابوليت ‪ ،‬وهذا يعني عدم القيام بأي شيء من شأنه‬
‫أن يضع الكابوليت في وضع غير موات ‪ ،‬لذا ‪ ،‬كان سلوك والدي هذه المرة‬
‫أكثر غموضًا ‪.‬‬
‫" ماذا تعتقدين أنه كان سيحدث لو لم أفعل ذلك ؟"‬
‫كان والدي أكثر ثرثرة من المعتاد ‪ ،‬لكنه لم يعطِ إجابة لطيفة ‪ ،‬في القصة‬
‫الأصلية ‪ ،‬انتهت المحاكمة بنفي روميو ‪ ،‬هذا لأن الجميع ماتوا باستثناء روميو ‪،‬‬
‫إذن ماذا يحدث الآن بعد أن كان تيبالت لا يزال على قيد الحياة ‪.‬‬
‫" هل سيقومون بنفي روميو وتيبالت ؟"‬
‫أومأ أبي برأسه كما لو كنت على حق ‪ ،‬هل كان لمنع نفي تيبالت ؟‪ ،‬كان‬
‫هناك شيء غريب في مكان ما ‪ ،‬وبينما كنت على وشك التعبير عن احتجاجي‬
‫‪ ،‬تحدث والدي مرة أخرى ‪.‬‬
‫" أعلم أنكِ تقابلين روميو "‬
‫تشدد جسدي عند الكلمات الغير متوقعة ‪ ،‬وتوقفت عما كنت سأقوله‬
‫ونظرت إلى وجه أبي ‪ ،‬كان والدي ينظر إلي بوجه خالي من التعبيرات كالعادة‬
‫‪.‬‬
‫" اعتقدت أنه إذا كان بإمكانكِ أن تكوني سعيدة ‪ ،‬فربما يمكنني أن أطلب‬
‫من المونتيغيو المصالحة أولا ً "‬
‫بعد كلامه ‪ ،‬لم يقدم الأب أي تفسير آخر ‪ ،‬لكن قلبه كان واضحا بما فيه‬
‫الكفاية ‪ ،‬كانت هناك زاو ية من قلبه دافئة ‪ ،‬كان من الأفضل لو لم يكن‬
‫هناك سوء فهم أنني أود روميو ‪ ،‬لا ‪ ،‬حتى لو كان سوء فهم ‪ ،‬فقد فعل ما هو‬
‫أفضل بالنسبة لي في هذه الحالة ‪ ،‬في الواقع ‪ ،‬إذا لم يكن الأمر كذلك لعائلة‬
‫المونتيغيو ‪ ،‬فربما نجوت من النهاية السيئة بأمان ‪.‬‬
‫أنت وروميو باللقاء وتكونوا‬
‫ك لكي تستمروا ِ‬
‫" لكنني لا أرى أي طر يقة ل ِ‬
‫سعداء بعد الآن "‬
‫قال والدي فجأة بوجه صارم ‪ ،‬وانتشر القلق ببطء في قلبي الدافئ قليلا ً ‪.‬‬
‫ك ‪ ،‬هذا هو قراري بصفتي رب الأسرة‬
‫" عاجلا ً أم آجلا ً سأحضر خطيبًا ل ِ‬
‫"‬
‫خطيب ‪ ،‬كان هناك اسم خطر على بالي فجأة ‪ ،‬الكونت باريس ‪ ،‬كانت‬
‫شخصية من القصة الأصلية ولم تظهر بعد ‪.‬‬
‫بعد الكلام ‪ ،‬ذهب الأب ‪ ،‬وقررت أن أركب العربة أولا ً وأمشي قليلا ً ‪.‬‬
‫عندما عدت إلى صوابي ‪ ،‬عادت القصة إلى القصة الأصلية ‪ ،‬روميو لم يعد‬
‫يأتيني ولدي خطيب جديد ‪ ،‬فهل سأموت هكذا ؟‬
‫كان الأمر أشبه بمشاهدة الأسطورة ‪ ،‬كلما كافحت أكثر للهروب من‬
‫مصيرك ‪ ،‬كلما اقتربت من مصيرك ‪ ،‬كنت مستاءة ً وخائف ًا ‪.‬‬
‫جلست في الزقاق خلف المحكمة ‪ ،‬كان هذا أول شيء فعلته بعد أن‬
‫أصبحت جولييت ‪ ،‬كان الفستان مبهرج ًا للغاية وغير مريح للجلوس في الشارع ‪،‬‬
‫لكن الآن بعد أن كنت أوشك على الموت ‪ ،‬ما المشكلة في الفستان وما الفائدة‬
‫من إظهار القليل من التنورة الداخلية ؟‪ ،‬جلست على ركبتيّ ودفنت وجهي في‬
‫ركبتيّ ‪.‬‬
‫" جولييت ؟"‬
‫تحدث معي شخص ما ورأسي كانت منحني إلى الأسفل ‪ ،‬عندما رفعت‬
‫رأسي على الصوت المألوف ‪ ،‬كان و يليام أمامي ‪.‬‬
‫" إنه الجاني "‬
‫عندما رأيت وجهه ‪ ،‬اندفعت الدموع دون أن ألاحظ ‪ ،‬بدون لحظة‬
‫للتوقف ‪ ،‬وتركت الكلمات التي أردت أن أقولها دائمًا لساني ‪ ،‬وهو لم يكن حتى‬
‫يعرف ما كنت أتحدث عنه ‪.‬‬
‫الفصل السادس عشر‬

‫بدا وجه و يليام مرتبك ًا ‪ ،‬حسنًا ‪ ،‬من وجهة نظره ‪ ،‬كان في وضع حيث أستاء‬
‫منه شخص يبكي فجأة ‪ ،‬ولهذا تجمد لأنه لم يتوقع بأن أبكي فهذا ليس من عادتي‬
‫‪.‬‬
‫حاولت التوقف واضطررت إلى ترتيب ملابسي وترتيب وجهي ‪،‬‬
‫واضطررت إلى النهوض من مقعدي والرد بلا خجل كما لو أنني لم أجلس أبد ًا ‪،‬‬
‫كان هذا هو السلوك الذي تعلمته على مر السنين كجولييت من عائلة الكابوليت ‪.‬‬
‫لكني لم أرغب في ذلك ‪ ،‬كان الأمر عقيم ًا ومخيف ًا ‪ ،‬لذلك أردت أن أبكي‬
‫بلا نهاية في مكان آمن ‪ ،‬ومن ثم لفت يد دافئة حول كتفي ‪ ،‬عندما رفعت‬
‫رأسي بدهشة ‪ ،‬ملأ وجهه مجال عيني ‪.‬‬
‫" لا تبكي "‬
‫كان صوت ًا ناعمًا مثل الهمس ‪ ،‬وغلفني صوته الهادئ بحرارة ‪.‬‬
‫ك أن تخبريني لماذا ‪ ،‬حتى أتمكن من‬
‫" كلا ‪ ،‬يمكنكِ البكاء ‪ ،‬ولكن أريد ِ‬
‫مساعدتكِ "‬
‫واصل و يليام التحدث معي ‪ ،‬لقد عزاني وهدأني ونادى باسمي ‪ ،‬كان صوته‬
‫‪ ،‬الذي بدا متوتر ًا بعض الشيء ‪ ،‬لطيف ًا لدرجة أنني شعرت بالارتياح قليلا ً ‪.‬‬
‫" اريد مساعدتكِ ‪ ،‬أريد أن أمنعكِ من البكاء "‬
‫كان غريبًا ‪ ،‬لقد حدث كل هذا بسبب و يليام ‪ ،‬واعتقدت أنه سيساعدني‬
‫مهما حدث ‪.‬‬
‫بكيت بين ذراعيه دون أن أجيب ‪ ،‬ربما لأنني شعرت بالارتياح ‪ ،‬وتسربت‬
‫القليل من الشهقات ‪ ،‬وربت و يليام على ظهري بلطف ‪ ،‬كان مكان ًا يمكنني أن‬
‫أجد فيه أخير ًا مكان ًا يمكنني أن أبكي فيه بسلام ‪.‬‬
‫بعد ذرف الدموع بين ذراعي و يليام ‪ ،‬تمكنت أخير ًا من العودة إلى شخصية‬
‫جولييت الأصلية ‪.‬‬
‫" اعذرني "‬
‫لقد أظهرت احترامي له من خلال ترتيب ملابسي وتعديل جلستي ‪ ،‬كان‬
‫و يليام منزعجًا من التغيير المفاجئ كما كان عندما رآني أبكي ‪ ،‬وتظاهرت بأنني لم‬
‫ألاحظ وابتسمت للتو ‪.‬‬
‫أنت بخير حق ًا ؟"‬
‫" جولييت ‪ ،‬هل ِ‬
‫" نعم ‪ ،‬لم يحدث شيًئا "‬
‫سألني و يليام ما إذا كنت بخير عدة مرات ‪ ،‬لكنني لم أتمكن من الإجابة‬
‫إلا بنعم ‪ ،‬بدا أنه قلق بشأن سبب بكائي ‪ ،‬لكنني تظاهرت بأنني لا أعرف ‪،‬‬
‫كان من المستحيل قول الحقيقة على أي حال ‪ ،‬لا يمكنني مخالفة التحفة هكذا ‪.‬‬
‫لقد هدأني إلى أقصى حد ممكن ‪ ،‬ومن ثم أرشدني إلى العربة دون أي تردد‬
‫لأنني كنت أرد عليه بأنني بخير ‪ ،‬لم تكن عربة الكابوليت التي تم إرسالها ‪،‬‬
‫ولكن عربة شكسبير ‪ ،‬عربته ‪ ،‬كما ينبغي أن تكون ‪ ،‬متوجهة إلى منزلنا ‪ ،‬لقد‬
‫كانت معروفا طبيعيا جدا‬
‫عندما وصلت إلى عائلة الكابوليت ‪ ،‬اصطحبني و يليام للنزول من العربة ‪.‬‬
‫كنت بحاجة إلى أي مساعدة ‪ ،‬فيرجى إبلاغي بذلك ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫" جولييت ‪ ،‬إذا‬
‫ك بالتأكيد في أي شيء "‬
‫سأساعد ِ‬
‫سأل و يليام وهو قلق ًا عليّ حتى النهاية ‪ ،‬وأومأت وابتسمت ‪ ،‬عندما رأيته‬
‫أكثر قلقا مما كنت عليه ‪ ،‬شعرت بأن قلبي بطر يقة ما بأن قد فُتح قليلا ‪ ،‬غدًا ‪،‬‬
‫سأقدم هدية شكر وسأذهب إلى منزله ‪.‬‬
‫***‬
‫[ لقد توقفت عن الكتابة لفترة وفكرت في ما حدث اليوم ‪ ،‬بدا وجه‬
‫جولييت المبتسم بعيدًا بشكل غريب ‪ ،‬ما الذي جعلها تبكي على الأرض ؟‪ ،‬هل‬
‫هذا لأنها لن ترى روميو مرة أخرى ؟‬
‫يبدو أن جولييت لم تلاحظ ذلك ‪ ،‬لكنني كنت أيضًا في قاعة المحكمة ‪ ،‬لقد‬
‫كنت قلق ًا بشأن الحادث الذي وقع بالضبط كما كتبته ‪.‬‬
‫لكن هذا كان جيدًا الآن ‪ ،‬في اللحظة التي صدر فيها الحكم ‪ ،‬تذكرت وجهها‬
‫الذي تحول إلى اللون الأبيض ‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬بدا الأمر كما لو أنها أقتربت من‬
‫رئيس عائلة الكابوليت وأجروا محادثة جادة ‪ ،‬وكانت تخفي وجهها ‪.‬‬
‫لم أرد أن تخفي جولييت ضعفها ‪ ،‬أردت أن أكون شخصً ا يمكنه مساعدتها ‪،‬‬
‫كنت أرغب في الاقتراب منها بما يكفي لأر يحها ‪.‬‬
‫نظرت إلى مكتبي ‪ ،‬ورأيت السينار يو الذي كتبته منذ فترة قصيرة ‪،‬‬
‫ومزقت الصفحة كاملة وبدأت في الكتابة مرة أخرى ‪ ،‬قصة ً أريد حق ًا أن‬
‫أكتبها ‪.‬‬
‫لقد كانت القصة التي كتبتها مرضية للغاية ‪ ،‬لكنها كانت أيضًا مقززة جدًا ]‬
‫***‬
‫" ألا يمكنك أن تريني النص ؟"‬
‫أقسم أنني لم أزور و يليام اليوم لقراءة السينار يو ‪ ،‬أردت أن أعبر عن امتناني‬
‫بقلب نقي ‪ ،‬وعندما وأعطيته المنديل الذي أعددته قبل مجيئي ‪ ،‬ابتسم و يليام‬
‫بخجل ‪ ،‬وعندما رأيته يعتز بالمنديل الذي تلقاه ووضعه في جيب صدره ‪،‬‬
‫احمررت خجلا ً ‪.‬‬
‫كانت الرغبة في قراءة المقال بعد ذلك دائمًا مز يجًا من الاثنين ‪ ،‬وكان‬
‫نصفها عادة ‪ ،‬وليام ‪ ،‬الذي أجاب ‪ ' ،‬بإنه أمر صعب '‪ ،‬والذي لم أتخيله أبد ًا ‪.‬‬
‫" حسنًا ‪ ،‬أعتقد أنني في حالة ركود بعض الشيء هذه الأيام ‪ ،‬وأشعر‬
‫بالخجل من إظهار ذلك "‬
‫أجاب و يليام كما لو كان مضطرب ًا حتى دون النظر إلى عيني ‪ ،‬بدا الأمر‬
‫مريبًا لأي شخص ‪.‬‬
‫" إذن ليس هناك ما يمكنني فعله حيال ذلك "‬
‫قررت فقط الاستسلام هنا ‪ ،‬نظرًا لأن قراءة النص لم تكن هدفي ‪ ،‬لم يكن‬
‫لدي أي شيء محدد أرغب في التحقق منه اليوم ‪ ،‬وعند رؤ ية رد فعل و يليام‬
‫المشكوك فيه ‪ ،‬قد يكون من الضروري التحقق من ذلك بين الحين والآخر ‪،‬‬
‫ولكن إذا استمر دون أي استراتيجية ‪ ،‬فلن يؤدي ذلك إلا إلى ز يادة يقظته ‪.‬‬
‫ارتاح و يليام كما لو كان مرتاح ًا لرد فعلي البريء ‪ ،‬لكنه لا يزال ينظر إلى‬
‫وجهي بحيرة ‪ ،‬الأمر الذي أثار فضولي ‪ ،‬لماذا ينظر إلي بهذا الوجه بحق خالق‬
‫الجحيم ؟‪ ،‬جاهدت لقطع المرفقات العالقة وتركت باب بيت شكسبير ‪.‬‬
‫شعرت وكأن شوكة عالقة في يدي ‪ ،‬إنه ليس مؤلمًا ‪ ،‬لكنه مزعج ولا يمكنني‬
‫تحو يل انتباهي إليه ‪ ،‬هذا هو بالضبط كيف تسير الأمور الآن ‪ ،‬لم أكن أعرف‬
‫ما إذا كان ما كتبه و يليام سيكون له تأثير سيء علي ‪.‬‬
‫بالنظر إلى أن الكتابة المثالية التي سيكتبها كانت موتي ‪ ،‬فإن الكتابة التي كان‬
‫يخجل من إظهارها قد تكون ذاتي السعيدة ‪ ،‬حسنًا ‪ ،‬سيكون من المحرج أن‬
‫يخجل و يليام من سعادتي ‪ ،‬على أي حال ‪ ،‬لم يكن هناك سبب اضطراري‬
‫لمراجعة نصه على الفور ‪.‬‬
‫القصة عادت بالفعل إلى الأصل ‪ ،‬هذا يعني أنه يمكنني بالفعل التنبؤ تقريبًا‬
‫بما سيحدث بعد ذلك ‪ ،‬حتى لو لم أتمكن من قراءة النص الآن ‪ ،‬يمكنني أن‬
‫أضمن أنه إذا توصلت إلى استراتيجية وقمت بز يارته مرة أخرى في غضون فترة‬
‫زمنية معقولة ‪ ،‬فلن يتمكن بالتأكيد من رفضي مرة أخرى ‪ ،‬ولن يكون قادر ًا‬
‫على تقديم عذر للركود إلى الأبد ‪ ،‬كانت هناك الكثير من الفرص ‪.‬‬
‫إنها مجرد مسألة مثيرة للقلق ‪ ،‬وكان الانزعاج الغريب الذي ظللت أشعر به‬
‫يجعلني أشعر بالرغبة في الصراخ أنني يجب أن أتحقق من المحتو يات على الفور ‪،‬‬
‫نظرت إلى باب بيت شكسبير بعيون مختلطة بالشوق ‪ ،‬لقد كان مغلق بإحكام ‪،‬‬
‫لم يكن هناك عذر جيد للعودة إلى حيث غادرنا للتو ‪ ،‬وتوجهت إلى المنزل دون‬
‫أي تردد ‪ ،‬ولكن كانت خطواتي ثقيلة للغاية ‪.‬‬
‫كنت ؟"‬
‫ِ‬ ‫" أين‬
‫عندما عدت إلى القصر ‪ ،‬سألتني أمي ‪ ،‬كانت جملة كنت أسمعها كثير ًا‬
‫عندما كنت أخرج بمفردي ‪ ،‬لكنني شعرت بالحدة مختبئة فيها ‪ ،‬يبدو أن أبي‬
‫أخبر أمي ‪.‬‬
‫" لقد ذهبت لز يارة و يليام "‬
‫" السيد وليام ؟‪ ،‬هل تشير بأي فرصة أن يكون السيد و يليام شكسبير ؟"‬
‫عندها فقط لاحظت والدتي خطئي ‪ ،‬كنت أعيش بشكل مريح لدرجة أنني‬
‫نسيت حتى الحد الأدنى من الإجراءات الشكلية ‪.‬‬
‫" أنا آسفة لكوني وقحة ‪ ،‬نعم هذا صحيح ‪ ،‬إنه السيد و يليام شكسبير "‬
‫أنت قريبة بما يكفي لمناداته بأسمه الأول ؟‪ ،‬لم أكن أعرف حتى أنكما‬
‫" هل ِ‬
‫تعرفان بعضكما البعض "‬
‫لم أحاول أبد ًا إخفاء ذلك ‪ ،‬لكن بالنظر إلى الوراء ‪ ،‬لم أقل شيًئا أبد ًا ‪،‬‬
‫أومأت برأسي وفتحت فمي ‪.‬‬
‫" شكسبير يكتب مسرحية تعتمد علي ‪ ،‬قد طلب إجراء مقابلة ‪ ،‬لذلك غالبًا‬
‫ما كنت أزوره وأساعده "‬
‫حاول و يليام قتلي ‪ ،‬لذا لم أستطع أن أشرح أنني كنت أحاول منعه ‪ ،‬لذلك‬
‫اختلقت كلامي ‪ ،‬رفعت أمي ذراعيها وعيناها مفتوحتان على مصراعيها ‪.‬‬
‫" السيد شكسبير يستخدمكِ كنموذج للكتابة ؟‪ ،‬يا إلهي ‪ ،‬يا له من شرف أن‬
‫تكوني الشخصية الرئيسية في مسرحية قد تتحول إلى تحفة سحر ية !"‬
‫أمي أن المسرحية هي بالفعل تحفة سحر ية ‪ ،‬حتى لو تم إكمالها بأمان ‪ ،‬فهي‬
‫تحفة سحر ية ستقتلني ‪ ،‬رائعة ‪ ،‬أليس كذلك ؟‪ ،‬في إحباطي من عدم قدرتي على‬
‫تقيؤ الحقيقة ‪ ،‬قمت بقضم خدي من الداخل وأظهرت فقط ابتسامة غامضة ‪،‬‬
‫إذا حكمنا من خلال الإثارة على وجه والدتي ‪ ،‬فقد تنتشر الشائعات حول العالم‬
‫بحلول الغد ‪.‬‬
‫" مع ذلك أما سعيدة لأنكِ تعرفينه بالفعل "‬
‫" حق ًا ؟"‬
‫عندما سألت مرة أخرى بسبب كلماتها الغريبة ‪ ،‬توقفت والدتي عن الكلام‬
‫وكأنها محرجة ‪ ،‬لكن ذلك كان لفترة قصيرة فقط ‪ ،‬وتحدثت مرة أخرى قريبًا‬
‫‪.‬‬
‫" أليس هو كاتب مسرحي رائع ؟‪ ،‬من الجيد أن يشتهر بكونه قريبًا من الفن‬
‫"‬
‫لقد كانت إجابة لا تشوبها شائبة ‪ ،‬لكن الغريب أنني شعرت أنني أفتقد‬
‫شيًئا ما ‪ ،‬تمام ًا كما عندما غادرت منزل و يليام ‪.‬‬
‫ك سيتناول العشاء معكِ اليوم بعد وقت طو يل ‪ ،‬أسرعي‬
‫" سمعت أن والد ِ‬
‫وغيري ملابسكِ "‬
‫)‬‫(تكفون ليه عندي أحساس أن أبوها بيخطبها لو يليام بدل باريس🙂‬
‫قبل أن أتمكن حتى من السؤال ‪ ،‬غيرت والدتي الموضوع ‪ ،‬على مضض ‪،‬‬
‫صعدت إلى غرفتي ‪ ،‬عندما غيرت ملابسي ونزلت إلى غرفة الطعام ‪ ،‬كان‬
‫والداي يجلسان بالفعل على الطاولة ‪ ،‬وحنيت رأسي برفق وجلست في مقعدي ‪.‬‬
‫كان والدي لا يزال لديه وجه لا يقرأ مشاعره ‪ ،‬شعرت بالعاطفة التي‬
‫أظهرها لي في ذلك اليوم وكأنها وهم ‪ ،‬عند رؤ ية نظراتي ‪ ،‬أطلق والدي سعال ًا‬
‫صغير ًا ‪ ،‬وعدت أخير ًا إلى صوابي وأدرت رأسي بعيدًا عن والدي ‪.‬‬
‫كما هو الحال دائمًا مع والدي ‪ ،‬كان وقت الطعام هادًئا ‪ ،‬على العكس من‬
‫ذلك ‪ ،‬بدا الأمر صاخبًا أكثر عندما كنا نأكل ‪.‬‬
‫وسط صوت الشوك والسكاكين فقط ‪ ،‬اقترحت والدتي شيًئا على والدي ‪،‬‬
‫ورد والدي في إجابة قصيرة ‪ ،‬ومن ثم ابتسمت والدتي بلطف وسكبت له الماء‬
‫أو الخمر ‪ ،‬ورفع الأب زوايا شفتيه بشكل غير واضح وشكرها ‪.‬‬
‫كانت أمسية هادئة وودية ‪ ،‬المودة التي تلقيتها لم تكن كذبة ولا وهمًا ‪ ،‬لقد‬
‫استمتعت بهدوء بالدفء ‪ ،‬بعد الوجبة ‪ ،‬أحضر الخادم الحلوى ‪ ،‬وانتشر طعم‬
‫سوفليه الجبن الطري في فمي ‪ ،‬كنت أستمتع حق ًا بالمساء ‪ ،‬الذي كان مز يجًا من‬
‫الهدوء والود والدفء والعذوبة ‪.‬‬
‫كان القليل من السلام لم أشعر به منذ ظهور شكسبير ‪ ،‬على الرغم من أنني‬
‫سأقاتل من أجل البقاء على قيد الحياة مرة أخرى قريبًا ‪ ،‬إلا أنني سوف أنسى‬
‫كل شيء الآن وأستمتع بهذه اللحظة ‪.‬‬
‫في اللحظة التي وضعت فيها ملعقة أخرى من السوفليه في فمي ‪ ،‬صدى والدي‬
‫صوته فجأة ‪ ،‬وتحولت نظرة أمي إلى والدي ‪.‬‬
‫" لقد تم تحديد مرشح لخطيبكِ ‪ ،‬إذا لم يرفض الشخص الآخر ‪ ،‬فسوف‬
‫أزوجكِ له عاجلا ً أم آجلا ً "‬
‫قال الأب بصوت حازم ‪ ،‬كانت القصة تعود إلى المسار الصحيح بسرعة ‪.‬‬
‫" حسنًا "‬
‫أجبت بهدوء ‪ ،‬حتى لو تمردت هنا ‪ ،‬فلن يتغير شيء ‪ ،‬يستطيع و يليام فقط‬
‫تغيير القصة التي تسير وفق ًا للقصة الأصلية ‪.‬‬
‫" ألن تسألين عن من هو الخطيب ؟"‬
‫)‬‫(تكفى يالأب القوي الحلو قل و يليام 🥹‬
‫" ما أهمية معرفته ؟"‬
‫إذا استمرت الأمور على هذا النحو ‪ ،‬فكل ما تبقى لي هو الموت ‪ ،‬علاوة على‬
‫ذلك ‪ ،‬كنت أعرف بالفعل من هو خطيبي ‪ ،‬الكونت باريس ‪ ،‬لقد كان‬
‫خطيب جولييت الوحيد هو ‪.‬‬
‫" حتى لو لم يعجبكِ ‪ ،‬فقد تقرر بالفعل"‬
‫لكن يبدو أن والدي أخذ كلماتي بطر يقة مختلفة قليلا ً ‪ ،‬الأب الذي أنهى‬
‫حديثه بصوت لا يستمع إلى الخلافات ‪ ،‬لم يعد يفتح فمه ‪.‬‬
‫عندها فقط أدركت أن كلماتي يمكن أن تبدو مثل ' أنا لا أهتم بمن هو مالم‬
‫يكن روميو ' كان سوء فهم مثير للاشمئزاز ‪ ،‬أخذت ملعقة أخرى من السوفليه‬
‫أمامي ‪ ،‬ولم يعد حلو ًا كما كان من قبل ‪.‬‬
‫الفصل السابع عشر‬

‫سيكون غدًا أسبوعًا منذ آخر ز يارة لي لمنزل و يليام ‪ ،‬كان أيضًا اليوم الذي‬
‫قررت فيه الذهاب إلى و يليام مرة أخرى ‪.‬‬
‫كان الأسبوع قصير ًا بما يكفي للتعافي من الركود ‪ ،‬لكنه لم يكن بالقدر‬
‫الكافي الانتظار هنا ‪ ،‬كنت بحاجة أيضًا إلى تأكيد ما إذا كان حق ًا في حالة‬
‫ركود ‪.‬‬
‫ومع ذلك ‪ ،‬لم يكن هناك عذر مقبول ‪ ،‬فبعد أن سمعت أنه لا يريد إظهار‬
‫كتاباته بسبب ركوده ‪ ،‬فقول ' لقد جئت لأرى النص ' كان وقحاً إلى حد ما ‪،‬‬
‫لحسن الحظ ‪ ،‬تم حل هذه المشكلة بسهولة أيضًا ‪ ،‬كان ذلك بفضل والدي‬
‫الذي أعطاني هدية ً ضخمة تسمى خطوبتي ‪.‬‬
‫كان و يليام الضيف الوحيد في حفل خطوبة روميو وأنا ‪ ،‬فإذا كنت أرغب‬
‫في مناقشة خطوبة غير مرغوب فيها ‪ ،‬فمن الممكن القيام بز يارة طبيعية ‪،‬‬
‫بالإضافة إلى ذلك ‪ ،‬إذا قلت شيًئا مثل ' أريد أن أراني أنا وروميو سعداء في‬
‫النص '‪ ،‬فلن يتمكن و يليام بسهولة من رفض اقتراحي لقراءة الكتابة ‪ ،‬ذهبت إلى‬
‫غرفة الملابس وأخذت الملابس ليوم الغد ‪.‬‬
‫" إلى أين ستذهبين ؟"‬
‫بينما كنت أختار الملابس لفترة ‪ ،‬وجدتني أمي ‪ ،‬وسألتني والدتي ‪ ،‬وهي‬
‫عابسة ‪.‬‬
‫" لا ‪ ،‬لقد كنت أشاهد فقط "‬
‫عندما أنكرت ذلك ‪ ،‬شعرت والدتي بالسعادة ‪.‬‬
‫" أوه هذا جيد ‪ ،‬ومن ثم فلتأتي لعشاء الليلة "‬
‫" حسنًا ‪ ،‬لكن ماذا حدث ؟"‬
‫بدت الأم وكأنها تفكر للحظة ‪ ،‬ومن ثم فتحت فمها ‪.‬‬
‫ك إحضار خطيبكِ "‬
‫" قرر والد ِ‬
‫لقد مر أقل من أسبوع منذ ظهور قصة الخطوبة ‪ ،‬لكنها مرت بسرعة كبيرة‬
‫‪.‬‬
‫حسنًا ‪ ،‬أليست قصة ' روميو وجولييت ' الأصلية هي قصة تدور أحداثها‬
‫من الحب إلى الموت مثل الفول المحمص بالبرق ؟‪ ،‬هذا لم يكن حتى شيًئا‬
‫توقعته على الإطلاق ‪.‬‬
‫(تقصد بالفول المحمص بالبرق بأنها مرت بسرعة شديدة كالبرق الي يحمص‬
‫الفول *الكور يين أمثالهم خايسة*)‬
‫بعد أن ذهبت والدتي ‪ ،‬عدت بهدوء إلى غرفتي ‪ ،‬حتى لو لم يكن من‬
‫الممكن مساعدتها ‪ ،‬فإن تقدم الخطوبة لم يكن ممتع ًا للغاية ‪ ،‬كان من الصعب‬
‫والمر دائمًا مشاهدة الوضع يسير وفق ًا للقصة الأصلية ‪ ،‬علاوة على ذلك ‪ ،‬كان‬
‫كونت باريس رجلا ً يكبرني بعشر سنوات ‪ ،‬ليس من غير المألوف في الز يجات‬
‫المدبرة ‪ ،‬لكن ما لم يعجبني هو ما لم يعجبني ‪.‬‬
‫فتحت باب الشرفة للحصول على بعض الهواء النقي ‪ ،‬كانت لدي ذكر يات‬
‫سيئة عن الشرفة ‪ ،‬لكن حتى روميو لم يراني لفترة من الوقت ‪ ،‬كان ذلك جزئيًا‬
‫بسبب شكسبير ‪ ،‬ولكن السبب الأكثر تأكيدًا كان العمل الأصلي ‪.‬‬
‫يلتقي روميو ‪ ،‬الذي تم نفيه في العمل الأصلي ‪ ،‬بجولييت بعد أن قابلت‬
‫جولييت الكونت باريس ‪ ،‬بالطبع ‪ ،‬لم يتم نفي روميو ‪ ،‬ولكن الآن بعد أن‬
‫عادت القصة بالفعل إلى مسارها الأصلي ‪ ،‬يمكنني التأكد من أنه لن يأتي بحثًا‬
‫عني ‪.‬‬
‫" أوه ؟"‬
‫أثناء النظر إلى المنظر الخارجي ‪ ،‬ظهر صوت متسائل مني دون علمي ‪ ،‬كان‬
‫ذلك لأنني وجدت شخصً ا مألوفًا لا يمكن أن يكون هنا ‪ ،‬وليام لذا قد قمت من‬
‫مقعدي ‪ ،‬كنت ذاهبة لز يارته غدًا ‪ ،‬لكن لم يكن من السيئ قدومه مبكرًا اليوم‬
‫‪.‬‬
‫أنت ذاهبة ؟"‬
‫" آنستي ‪ ،‬إلى أين ِ‬
‫كنت على وشك تبديل ملابسي عندما أوقفتني مربيتي ‪.‬‬
‫" سأحصل على بعض الهواء النقي في الحديقة "‬
‫ذهبت للخارج ‪ ،‬فسوف‬
‫ِ‬ ‫" قال لي السيد أن تبقي في المنزل اليوم ‪ ،‬إذا‬
‫يعاقبني "‬
‫على الرغم من أن المربية أوقفتني ‪ ،‬إلا أنها لم تستطع الاتصال معي بالعين‬
‫بسبب الشعور بالذنب ‪ ،‬كونها المربية التي قامت بتربية جولييت منذ الطفولة ‪ ،‬لم‬
‫يكن من السهل إيقافي ‪ ،‬لم أستطع أن أزعج مثل هذه المربية بعد الآن ‪ ،‬لذلك‬
‫عدت بهدوء إلى غرفتي ‪.‬‬
‫يمكن أن ألتقي و يليام غدًا ‪ ،‬كانت هذه هي الخطة من البداية ‪ ،‬ولكن من‬
‫أسفل ‪ ،‬تلاشى الاستياء ‪ ،‬لم يكن هناك شيء يسير في طر يقي ‪.‬‬
‫مر الوقت الكئيب على أي حال ‪ ،‬وكان وقت العشاء ‪ ،‬بعد أن ُأ جبرت على‬
‫ارتداء ملابس رائعة ‪ ،‬لم يعد بإمكاني التظاهر بالابتسام ‪ ،‬نظرت أمي إلي بوجه‬
‫صارم بينما كنت أعبر عن استيائي بشكل صارخ ‪.‬‬
‫" جولييت ‪ ،‬أرخي وجهكِ ‪ ،‬سيأتي خطيبكِ قريبًا ‪ ،‬ألا يجب أن تكوني‬
‫مهذبة في الاجتماع الأول ؟"‬
‫كان هذا صحيح ًا ‪ ،‬على أي حال ‪ ،‬كان الكونت باريس بريًئا ‪ ،‬على الأقل‬
‫كان لابد من إظهار المجاملة رفعت زوايا فمي بالقوة ‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬بمجرد أن‬
‫تخلت عن أقناعي ‪ ،‬عدت بسرعة إلى تعابيري ‪ ،‬لم يكن هناك ضحك على‬
‫الإطلاق ‪ ،‬لم تعد والدتي تجبرني ‪ ،‬بدلا ً من ذلك ‪ ،‬لفت يدها حولي كما لو‬
‫كانت تر يحني ‪.‬‬
‫وسرعان ما فتح باب غرفة الطعام ‪ ،‬نظرت إلى الأعلى ورأيت وجع أبي‬
‫والرجل الذي يتبعه ‪.‬‬
‫" ماذا ؟"‬
‫ق لدي أي روح للاعتذار عن‬
‫دون وعي ‪ ،‬خرج صوت مشوش ‪ ،‬لم يب َ‬
‫الوقاحة ‪ ،‬لم يكن الكونت باريس ‪ ،‬الذي لم يسبق لي رؤيته من قبل ‪ ،‬من‬
‫كان خلف والدي ‪.‬‬
‫" هذا هو السيد و يليام شكسبير ‪ ،‬الذي سيكون خطيبكِ "‬
‫قدمه الأب بصوت منخفض ‪ ،‬وندمت على عدم السؤال عن خطيبي في‬
‫وقت سابق ‪.‬‬
‫مر وقت العشاء بسرعة ‪ ،‬لم تكن كلمات الأب التي قدمت صوت و يليام‬
‫ولا تحية و يليام لي واضحة في رأسي ‪ ،‬بعد العشاء ‪ ،‬اقترح والداي أن نتمشى في‬
‫الحديقة ‪ ،‬وألقيت في الحديقة مع و يليام في ذهول تام ‪.‬‬
‫" لم أكن أتوقع أن أراك هكذا "‬
‫دون أن أدري ‪ ،‬خرجت نغمة حادة ‪ ،‬لم تكن الخطوبة مسألة ألقي اللوم‬
‫فيها عليه ‪ ،‬كان والدي قد قرر بالفعل خطبتي ‪ ،‬وبعد ذلك كنت سأكون‬
‫مخطوبة لأي شخص غير و يليام ‪ ،‬إلى جانب ذلك ‪ ،‬كنت مستعدة ً بالفعل‬
‫للخطوبة مع شخص آخر ‪ ،‬وكان من غير المعقول إلقاء اللوم عليه الآن ‪.‬‬
‫لكن إذا كان يعلم أنه سيصبح خطيبي ‪ ،‬ألم يتمكن من إخباري في الز يارة‬
‫الأخيرة ؟‪ ،‬ما أشعر به الآن هو أقرب إلى الخيانة والندم من الانزعاج ‪ ،‬بعد‬
‫القول في إنك إلى جانبي ومن ثم تتعاون مع والدي وراء الكواليس ‪.‬‬
‫" لم أكن أتخيل ذلك حتى أتيت إلى منزل كابوليت هذا الأسبوع ‪ ،‬لو‬
‫كنت أعرف ‪ ،‬لكنت أخبرتكِ مسبق ًا "‬
‫تحدث و يليام كما لو أنه قرأ حزني ‪ ،‬وكأنه يقدم عذر ًا ‪ ،‬وير يحني ‪.‬‬
‫" هذا الاسبوع ؟"‬
‫" نعم ‪ ،‬في اليوم التالي لز يارة جولييت ‪ ،‬جاء شخص ما من الكابوليت "‬
‫أنا في حيرة من الكلمات ‪ ،‬لم يمر أسبوع منذ أن علمت أنا وو يليام بخطوبتنا ‪،‬‬
‫كلا الطرفين مشابهين لبعضهم ‪ ،‬وخرج الضحك فقط ‪ ،‬والآن يمكنني التركيز‬
‫على شكوك هذه الخطوبة ‪.‬‬
‫لماذا أنا مخطوبة لوليام شكسبير ؟‬
‫كما كان على وشك أن أفقد نفسي في أفكاري ‪ ،‬فتح و يليام فمه ‪.‬‬
‫" جولييت ‪ ،‬هل تعرفين شيًئا ؟"‬
‫" ماذا تقصد ؟"‬
‫انا سألت ‪ ،‬ما زلت لم أعرف ما هو الوضع ‪ ،‬لم أكن أعرف حتى ما الذي‬
‫يعنيه سؤال و يليام المفاجئ ‪.‬‬
‫" إنها بالفعل المرة الثانية "‬
‫"وماذا في ذلك ؟"‬
‫حاولت ألا أكون متوترة بشأن استمرار استجوابه ‪ ،‬الشيء الذي لم أستطع‬
‫فهمه ‪ ،‬ماذا حدث للكونت باريس ؟‪ ،‬لماذا أصبح و يليام خطيبي ؟‪ ،‬هل يمكن‬
‫أن يكون والده قد وجد له خطيبة بالفعل قبل أن النظر للخطيبة التالية ؟‬
‫الأفكار التي تدور في رأسي لم يتم تسويتها بعد ‪ ،‬لم أكن في حالة جيدة‬
‫للاستماع إلى كلماته التي لا معنى لها ‪.‬‬
‫" قصة السينار يو الذي كتبته حدثت في الحياة الواقعية "‬
‫في تلك اللحظة ‪ ،‬توقفت كل الأفكار ‪ ،‬رفعت رأسي بهدوء ونظرت في عينيه‬
‫‪ ،‬شعرت عيناه الجادة بعدم الواقعية ‪.‬‬
‫طلبت عدة مرات أن‬
‫ِ‬ ‫ظللت ترغبين في التحقق من كتاباتي ‪ ،‬ولقد‬
‫ِ‬ ‫" لقد‬
‫عرفت شيًئا بالصدفة ؟"‬
‫ِ‬ ‫أكتب نهاية سعيدة ‪ ،‬هل‬
‫واصل الحديث معي أنا التي لم تجب ‪ ،‬وومضت عيناه في ارتباك ‪ ،‬ربما‬
‫تكون عيني التي تواجهه تهتز هكذا أيضًا ‪.‬‬
‫ك قولي لي "‬
‫كنت تعرفين أي شيء ‪ ،‬أرجو ِ‬
‫ِ‬ ‫" جولييت ‪ ،‬إذا‬
‫فتحت فمي ببطء ‪ ،‬حتى شفتاي بدتا مرتعشتين ‪ ،‬حتى في هذه اللحظة عندما‬
‫فتحت فمي ‪ ،‬لم أكن متأكدة ً مما إذا كنت سأتمكن من التحدث ‪.‬‬
‫" لأن كتاباتك هي تحفة سحر ية "‬
‫الكلمات التي كنت أرغب دائمًا في قولها ‪ ،‬لكن الكلمات التي لم أستطع‬
‫قولها ‪ ،‬تدفقت بسلاسة من فمي ‪ ،‬غطيت فمي بشكل لا إرادي ‪ ،‬ما زلت لا‬
‫أصدق الكلمات التي خرجت من فمي ‪ ،‬شعرت أنني على وشك البكاء ‪.‬‬
‫" تحفة ‪ ...‬سحر ية ؟"‬
‫سأل و يليام بغباء ‪ ،‬لم يكن ذلك لأنه لم يكن يعرف معنى التحفة ‪ ،‬ومع‬
‫ذلك ‪ ،‬لا يبدو أنه كان يعتقد أن الكتابة التي كتبها ستصبح تحفة سحر ية ‪ ،‬لقد‬
‫انتشرت الشائعات عنه في جميع أنحاء بيرنرك ‪ ،‬لكنه كان شخصً ا غير حساس ‪،‬‬
‫لقد نسيت الموقف وقمت بقمع الضحك الذي كان على وشك التسرب ‪.‬‬
‫أحب روميو ‪ ،‬ولم أكن واقعة ً بحب ّه من قبل لكن عندما أراه ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫" أنا لا‬
‫ينبض قلبي ‪ ،‬و يليام ‪ ،‬هذا لأنكِ كتبته هكذا "‬
‫اتسعت عينا و يليام ‪ ،‬اللتان كانتا ترتجفان في ذهول ‪ ،‬وكان الأمر أشبه‬
‫برؤ ية بصيص أمل في عينيه ‪.‬‬
‫" كانت هناك الكثير من الأشياء التي أردت إخبارك بها ‪ ،‬ويمكنني أن‬
‫أفعل ذلك في النهاية "‬
‫رويت القصة بأكملها ببطء ‪ ،‬وفجأة توقف جسدي عن الاستماع ‪ ،‬بالطبع ‪،‬‬
‫لم أخبره أنني كنت أحاول إغرائه ‪.‬‬
‫" عالم آخر ؟"‬
‫غمغم و يليام في صدمة ‪ ،‬في الواقع ‪ ،‬لم يكن لدي أي نية لإخبار أي شخص‬
‫بأنني من عالم آخر ‪ ،‬كنت قد اتخذت قراري بالفعل للعيش في بيرنرك منذ‬
‫وقت طو يل ‪ ،‬ولم أرغب في أن أعامل مثل مختلة ً عقلية من خلال التباهي‬
‫بذلك على الرغم من أنني لم أكن أنوي العودة ‪ ،‬لكن من أجل شرح كل‬
‫شيء ‪ ،‬كان علي أن أعترف بأنني من عالم آخر ‪.‬‬
‫" أعلم أنه سيكون من الصعب تصديق ذلك ‪ ،‬لكني أعرف كل شيء عما‬
‫تحاول كتابته ‪ ،‬من بين جميع الشخصيات ‪ ،‬كنت الشخص الوحيد الذي‬
‫أدركت أن جسدي لم يكن يتحرك بالطر يقة التي أريدها ‪ ،‬ألن يكون هذا دليل ًا‬
‫كافيًا ؟"‬
‫" أنا لا أشك في جولييت ‪ ،‬إنه فقط ‪ ،‬أنا محبط فقط ‪ ،‬النص الذي كنت‬
‫على وشك كتابته وقد اكتمل بالفعل في مكان ما ‪ ،‬و ‪"...‬‬
‫أنت مثل هذا الشخص البعيد ‪ ،‬تمتم و يليام خلف ظهره كما لو كان يتنهد ‪.‬‬
‫ِ‬
‫ك‬
‫ك أن تخبريني لأساعد ِ‬
‫" أنا لا أشك فيكِ ‪ ،‬مهما تكوني ‪ ،‬فأنا لقد قلت ل ِ‬
‫‪ ،‬أنا سعيد لأنكِ تحدثت أخير ًا "‬
‫كان صوت ًا ناعمًا ‪ ،‬مثل ذلك الذي أراحني في المحاكمة ‪ ،‬لا يسعني إلا أن‬
‫أقول شكرا ً بينما أحني رأسي على تلك الثقة اللطيفة ‪.‬‬
‫شعرت بالارتباك الشديد مرتين عندما كتبت شيًئا مختلف ًا عن‬
‫ِ‬ ‫" لهذا السبب‬
‫الحبكة الأولى "‬
‫قال و يليام وهو يتمتم في تلك الكلمات التي بدت وكأنها ملقاة ‪ ،‬وجدت شيًئا‬
‫أزعجني‪.‬‬
‫" مرتين ؟‪ ،‬عندما أفكر في الأمر ‪ ،‬هل قلت ذلك من قبل ؟"‬
‫أعرف أنه لمرة واحدة فقط كتب و يليام قصة مختلفة عن القصة الأصلية ‪،‬‬
‫فهو أنقذ تيبالت وماركيشيو ‪ ،‬لكن و يليام قال مرتين ‪ ،‬وتسلل شعور بالنذر إلى‬
‫عمودي الفقري ‪.‬‬
‫" وليام ‪ ،‬هل خطبتني بفعل التحفة السحر ية ؟"‬
‫تجمد وكأنه محرج ‪ ،‬وسرعان ما احترق وجهه ‪ ،‬لقد كان وجه ًا بدا أقرب‬
‫إلى ' الشعور بالخزي ' أكثر من كونه محرج ًا ‪.‬‬
‫الفصل الثامن عشر‬

‫بالطبع ‪ ،‬كان من المحرج للغاية أن يتم القبض عليك وأنت تكتب رواية‬
‫أحلامك مع فتاة تعرفها ‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬فإن الذنب المختبئ في وجهه الأحمر غير‬
‫معروف ‪.‬‬
‫" صحيح ‪ ،‬لقد كتبت القليل "‬
‫" لماذا ‪"...‬‬
‫توقفت عن طرح السؤال التي جاء من ردة فعلي ‪ ،‬كان هذا سؤال ًا ما كان‬
‫يجب أن أطرحه ‪ ،‬لقد عرفت بالفعل السبب ولم أستطع حتى إعطاء إجابة‬
‫جيدة لذلك ‪ ،‬أحنيت رأسي في حرج ‪ ،‬لا أريده أن يجيب على الأسئلة الغير‬
‫مكتملة ‪.‬‬
‫" لأني شخصً ا أناني "‬
‫رفعت رأسي إلى الإجابة الغير متوقعة ونظرت إلى وجهه ‪ ،‬وأنا في حيرة من‬
‫الكلام ‪ ،‬كان وجهه مشوه ًا بشكل رهيب بمزيج من الذنب والألم ‪ ،‬ومع ذلك لم‬
‫يستطع إخفاء بصيص أمل ‪.‬‬
‫" لأنني شخصً ا لا يعرف كيف يستسلم بلا خجل "‬
‫واصل و يليام ‪ ،‬الذي التقط أنفاسه وكأن أنفاسه ستنقطع ‪ ،‬وارتجف صوته‬
‫وكأنه يحجم عن شيء ‪ ،‬ودون علمي ‪ ،‬كدت أمسك يده ‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬فقد‬
‫عدت إلى رشدي وسرعان ما أغلقت يدي ‪ ،‬أردت أخبره أن يتوقف ‪ ،‬لكنني‬
‫لم أستطع حتى أن أخبره أن يتوقف ‪.‬‬
‫" لأنني شخصً ا مثير ًا للشفقة الذي لايزال يشتهيكِ حتى بعد أن كان شاهدًا‬
‫على خطوبتكِ مع روميو "‬
‫لم أتمكن من فتح فمي بسبب الألم الذي يخترقني بسبب كل كلمة ً ‪ ،‬لم أتوقع‬
‫إجابة ً كهذه ‪ ،‬لم أستطع حتى تخيل هذا النوع من الألم ‪ ،‬وهذا اللوم الذاتي ‪،‬‬
‫وفتح و يليام فمه مرة أخرى ‪.‬‬
‫" لأنني احب ّكِ "‬
‫***‬
‫استيقظت على ضوء الشمس الذي بدا وكأنه يخترق الستائر ‪ ،‬عندما نهضت‬
‫من السرير وفحصت الوقت ‪ ،‬كان الوقت قد فات بالفعل ‪ ،‬كنت أخطط‬
‫للذهاب إلى منزل و يليام اليوم ‪ ،‬لذا قمت بمسح الجدول الزمني الخاص بي ‪ ،‬لن‬
‫أتمكن من الذهاب لرؤيته اليوم رغم ذلك ‪ ،‬بفضل ذلك ‪ ،‬كان اليوم فارغًا ‪،‬‬
‫وبما أن اليوم فارغًا ‪ ،‬استلقيت على السرير مرة أخرى ‪ ،‬وعندما أغمضت عيني‬
‫‪ ،‬خطرت لي أحداث الأمس ‪.‬‬
‫عندما أنهى اعترافه ‪ ،‬خيم صمت شديد بيني وو يليام ‪ ،‬كنا في الصمت حيث‬
‫أردت الهرب ‪ ،‬وبالكاد فتحت فمي ‪.‬‬
‫" آسفة "‬
‫أنت شخصً ا لطيف ًا جدًا ‪ ،‬وأشكرك لكونك‬
‫حاولت أن أقول شيًئا أكثر ‪ِ ،‬‬
‫بجانبي دائمًا وتر يحني ‪ ،‬كانت هناك كلمات كثيرة تدور في رأسي ‪ ،‬ويبدو أن‬
‫أيا منها لم يريح و يليام ‪.‬‬
‫" أنا آسف لإزعاجكِ أيضًا "‬
‫كان و يليام ‪ ،‬الذي تم تصحيح وجهه المشوه قبل أن أعرف ‪ ،‬يبتسم‬
‫كالمعتاد ‪ ،‬وكانت عيناي تحرقاني ‪.‬‬
‫" لا تتأسف ‪ ،‬شكرًا لك على إعجابك بي ‪ ،‬أنا أعني ذلك "‬
‫لم أعد أريده أن يشعر بالأسف من أجلي بعد الآن ‪ ،‬كل الإجراءات التي‬
‫كان يأسف لها كانت كل الأشياء التي كنت أتمناها ‪ ،‬أردت أن يعجب بي‬
‫و يليام ‪ ،‬لذلك أردت تغيير الأصل ‪ ،‬ابتسم و يليام وأومأ برأسه ‪.‬‬
‫ك المرة القادمة "‬
‫" سيكون من الجيد العودة اليوم ‪ ،‬أرا ِ‬
‫لم أستطع تحمل القبض على و يليام العائد ‪ ،‬كل شيء سار بالطر يقة التي‬
‫أريدها ‪ ،‬لكن الغريب أن قلبي كان ينبض ‪.‬‬
‫نعم ‪ ،‬كل شيء سار بالطر يقة التي أريدها ‪ ،‬لنفكر بشكل إ يجابي ‪ ،‬لم أعد‬
‫مهددة بالموت ‪ ،‬عندما كتب و يليام ‪ ،‬الذي علم كل شيء ‪ ' ،‬انفصل روميو‬
‫وجولييت وعاشوا حياتهم بسعادة '‪ ،‬سينتهي كل شيء ‪.‬‬
‫سيكون و يليام سعيدًا للقيام بذلك ‪ ،‬حتى لو تخلى عن تحفته ‪ ،‬فلقد كنت‬
‫بأمان الآن ‪ ،‬ولكن لقد أصيب و يليام ‪.‬‬
‫الأفكار التي كانت تدور حوله عادت في النهاية إلى وجه و يليام الذي رأيته‬
‫بالأمس ‪ ،‬قفزت من أستلقائي ‪ ،‬كنت بحاجة إلى شيء لتصفية ذهني ‪.‬‬
‫تركت مقعدي على عجل ‪ ،‬لكن في النهاية كل ما يمكنني فعله هو المشي في‬
‫الحديقة ‪ ،‬كنت أرغب في الخروج إلى الشارع الرئيسي لأدفن وسط الضوضاء‬
‫‪ ،‬لكن المربية أمسكتني بوجه غريب بينما كنت على وشك المغادرة ‪.‬‬
‫أردت فقط معرفة ترتيب من كان ‪ ،‬هل كان يعتقد أنني سأهرب من‬
‫الحب مع روميو ؟‪ ،‬بالنظر إلى القصة الأصلية ‪ ،‬لم يكن هناك الكثير من الشك‬
‫‪ ،‬لكنني لم أستطع إلا أن أشعر بالضيق ‪ ،‬علاوة على ذلك ‪ ،‬فإن المشي في‬
‫الحديقة لم يفعل شيًئا لتصفية ذهني ‪ ،‬كيف يمكنني تصفية ذهني في هذه‬
‫الحديقة حيث اعترف و يليام بالأمس ‪.‬‬
‫لقد وعد أن يراني في المرة القادمة ‪ ،‬سيكون من الأدب الانتظار حتى‬
‫يجدني و يليام ‪ ،‬متى ستكون المرة القادمة التي سنتحدث فيها ؟‪ ،‬حتى أكثر مما‬
‫كنت عليه عندما كنت في الغرفة ‪ ،‬ظهر و يليام في رأسي ‪.‬‬
‫أنت ذا يا جولييت "‬
‫" ها ِ‬
‫نعم ‪ ،‬يبدو أن و يليام سيتحدث بهذه الطر يقة الآن ‪ ،‬تنهدت وفجأة تصلب‬
‫جسدي ‪ ،‬ماذا سمعت للتو ؟‪ ،‬أدرت رأسي ‪.‬‬
‫" هل يمكنني المشي معكِ ؟"‬
‫عندما استدرت ‪ ،‬كان هناك و يليام ‪ ،‬بابتسامته المعتادة ‪ ،‬كما لو أن كل ما‬
‫حدث بالأمس بدا وكأنه كذبة ‪.‬‬
‫" كيف أتيت لهنا ‪"...‬‬
‫دون علمي ‪ ،‬صرخت بكلماتي ‪ ،‬وأخرج و يليام دفتر ملاحظات مألوفًا من‬
‫صدره وأظهره ‪.‬‬
‫" هناك العديد من القصص التي يمكنني سردها من الآن فصاعدًا "‬
‫كانت ملاحظاته المسرحية ‪ ،‬حدقت فيه وفمي مفتوح على مصراعيه ‪ ،‬هل‬
‫الشخص الذي أمامي هو حق ًا الشخص الذي عانى كثير ًا بالأمس ؟‪ ،‬لقد‬
‫جعلني أتساءل عما إذا كنت أحلم أم لا ‪.‬‬
‫" دعينا نتمشى الآن "‬
‫مد وليام يده إلي ‪ ،‬ووضعت يدي فوق يدي الممدودة ونظرت إليه بريبة ‪،‬‬
‫لم يبدو مثل و يليام الذي عرفته ‪ ،‬تظاهر بأنه لا يعرف أي شيء وقادني إلى‬
‫الجناح في الحديقة ‪ ،‬لقد شعرت بالذهول عندما جلست مقابلته ‪ ،‬لم أتخيل أبد ًا‬
‫أن يأتي اليوم الذي يأتي فيه و يليام ‪.‬‬
‫" كيف وصلت إلى هنا ؟"‬
‫" الآن يمكنني ز يارة الكابوليت في أي وقت "‬
‫أجاب و يليام بهدوء على سؤالي عندما استعدت صوابي بالكاد ‪ ،‬في هذا‬
‫الهدوء ‪ ،‬لم أستطع إلا أن أضحك ‪ ،‬بالطبع ‪ ،‬لم يوقفه أحد في منزلي ‪ ،‬لقد كان‬
‫خطيبي الذي تعرف عليه والدي منذ الأمس ‪.‬‬
‫" بصراحة ‪ ،‬لم أعتقد أبد ًا أنك ستأتي اليوم "‬
‫بعد الضحك مرة ‪ ،‬شعرت براحة أكبر ‪ ،‬لقد عبرت عن مشاعري الصادقة‬
‫‪ ،‬ولم أكلف نفسي عناء إخفاء الراحة المخبأة في الداخل ‪.‬‬
‫كنت ستبحثين عني أولا ً "‬
‫ِ‬ ‫" لو لم أحضر ‪ ،‬لما‬
‫أجاب و يليام بهدوء ‪ ،‬كان هناك أيضًا شعور بالطعن من أجل لا شيء ‪،‬‬
‫لكن لم أجد أي تلميح لإلقاء اللوم علي في نبرة صوته ‪.‬‬
‫" لذلك جئت ‪ ،‬لأنني أردت رؤيتكِ "‬
‫هل الشخص الذي أمامي حق ًا و يليام ؟‪ ،‬كان لدي شكوك مرة أخرى ‪،‬‬
‫كانت النبرة اللطيفة والتعبير الناعم من كلمات و يليام ‪ ،‬ولكن كان من‬
‫الصعب تصديق أن محتو يات الكلمات هي ما كان يقوله على الإطلاق ‪.‬‬
‫ك بالأمس بكل أخطائي ‪ ،‬وجولييت ‪ ،‬لقد سامحتني "‬
‫" اعترفت ل ِ‬
‫واصل و يليام ‪ ،‬كنت أستمع للتو في ذهول ‪.‬‬
‫قلت أنكِ لا تحبين روميو ‪ ،‬أليس كذلك ؟"‬
‫" جولييت ‪ ،‬لقد ِ‬
‫وفجأة حدق و يليام ‪ ،‬الذي كان يتحدث بهدوء ‪ ،‬في عيني وقال ‪ ،‬لأول مرة‬
‫في محادثة طو يلة ‪ ،‬سألني عن إجابة ‪ ،‬عندما رأيت هذا التعبير الجاد ‪ ،‬شعرت‬
‫بالذهول وأومأت ‪.‬‬
‫" إذن لم أعد أتردد ‪ ،‬ومجرد معرفتي بأن ليس لدي سبب للتردد بعد الآن‬
‫يجعلني أكثر سعادة من ذي قبل ‪ ،‬فلم يكن هناك حق ًا سبب لعدم المجيء إلى‬
‫هنا "‬
‫ضحك و يليام ‪ ،‬وكان سعيدًا حق ًا ‪ ،‬وشعرت بارتفاع في درجة الحرارة في‬
‫وجهي ‪ ،‬فوضعت وجه ًا متجهم ًا بلا سبب ‪ ،‬ولكن واصل و يليام النظر إلي‬
‫وكأن شيًئا لم يحدث ‪ ،‬فقط نظر إلي ‪.‬‬
‫" ه‪-‬هذه هي ملاحظة الكتابة المسرحية التي أحضرتها اليوم ‪ ،‬أليس كذلك‬
‫؟"‬
‫" نعم ‪ ،‬لقد أحضرتها لأتحدث عما يجب فعله بعد ذلك "‬
‫حاولت بكل جهدي للتحدث ‪ ،‬وقبل و يليام كلامي بهدوء ‪ ،‬وكأنه لم يندم‬
‫‪.‬‬
‫ك ‪ ،‬ما الذي تعتقد أنه يجب كتابته‬
‫" أولا ‪ ،‬جولييت ‪ ،‬أريد أن أسمع أفكار ِ‬
‫في هذه المفكرة ؟"‬
‫كان سؤاله غير متوقع تمام ًا ‪ ،‬ماذا يعني أن أكتب الآن ؟‪ ،‬كما لو كان‬
‫يلاحظ أفكاري ‪ ،‬فتح و يليام دفتر ًا أمامي ‪ ،‬على الصفحة التي فتحها ‪ ،‬تم تنظيم‬
‫الوضع حتى الآن في إطار زمني موجز ‪.‬‬
‫" لقد رتبته بالأمس ‪ ،‬من الغريب أنني لم ألاحظ ذلك ‪ ،‬لذا فإن ما كتبته‬
‫وما حدث كانا متطابقين تمام ًا "‬
‫قام و يليام ‪ ،‬وهو يحمل قلمًا ‪ ،‬بفحص مكانين على الجدول الزمني ‪.‬‬
‫" وكما قلت في المرة السابقة ‪ ،‬لقد لاحظت أن الواقع والكتابة كانا متطابقتين‬
‫في هاتين المرتين "‬
‫كانت الأماكن التي فحصها هي بقاء تيبالت وماركيشيو أحياء ‪ ،‬وخطوبتي‬
‫أنا وو يليام ‪.‬‬
‫" وهذه أجزاء لا تتطابق مع القصة الأصلية "‬
‫لقد كانت حقيقة لاحظتها إلى حد ما من محادثة الأمس ‪ ،‬أومأ و يليام‬
‫برأسه ‪.‬‬
‫" نعم ‪ ،‬ولكن لماذا شعرت بشعور من التناقض فقط في النقطة التي لا‬
‫يتطابق فيها مع النص الأصلي ‪ ،‬من وجهة نظري ‪ ،‬مع المسودة ؟"‬
‫لقد كان سؤال ًا لم أفكر فيه مطلق ًا ‪ ،‬بالنسبة للسؤال ‪ ' ،‬كيف لاحظ و يليام‬
‫أن النص يتوافق مع الواقع ؟'‪ ،‬لم أفكر فيه بعمق منذ أن وجدت الإجابة ‪' ،‬‬
‫لأنه كتب شيًئا مختلف ًا عن النص الأصلي '‪ ،‬بمجرد أن وجدت السبب ‪ ،‬كنت‬
‫راضية بما فيه الكفاية عن ذلك ‪.‬‬
‫" أعتقد أن هذا الجزء يرجع إلى أن التحفة لم تعد تحفة يتم التعرف عليها "‬
‫" لأنها لم تعد تحفة ؟"‬
‫سألت في حيرة ‪ ،‬وأومأ برأسه ‪.‬‬
‫" في القصة التي تخيلتها لأول مرة ‪ ،‬كان من المفترض أن يموت تيبالت‬
‫وماركيشيو ‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬بما أنني غيرت القصة فجأة وحفظتها ‪ ،‬فمن الطبيعي أن‬
‫يكون الاحتمال أقل من الخطة الأصلية ‪ ،‬ناهيك عن ذكر خطوبتنا ‪ ،‬فأنا لم‬
‫أكن حتى شخصية في القصة من قبل "‬
‫" تقصد أنها فقدت تأثير التحفة لأنها فقدت طر يقها ولم تعد تحفة سحر ية "‬
‫كان سببًا منطقي ‪ ،‬لا ‪ ،‬كان هذا هو السبب الوحيد ‪ ،‬لو كان السحر قو يا ً ‪،‬‬
‫لما عرف و يليام الحقيقة المشتركة بين الواقع والكتابة ‪ ،‬فالتحف لا تتلف أبد ًا ‪.‬‬
‫" ومن ثم ‪ ،‬حتى لو واصلت الكتابة الآن ‪ ،‬فإن الكتابة التي تكتبها لن تحدث‬
‫في الواقع "‬
‫لم تكن النتيجة الأفضل لكنها كانت ثاني أفضل نتيجة ‪ ،‬لا يمكنني تحديد ما‬
‫حدث حتى الآن ‪ ،‬لكن لن يحدث شيء آخر في المستقبل ‪ ،‬لكن و يليام هز‬
‫رأسه مرة أخرى ‪.‬‬
‫" لا ‪ ،‬لقد جربتها مرة هذا الصباح "‬
‫فتح و يليام الصفحة الأخرى من دفتر الملاحظات الذي أحضره وناولها لي '‬
‫و يليام شكسبير يزور جولييت ' فتحت عيني على مصراعيها عندما رأيت الكلمات‬
‫مكتوبة على دفتر الملاحظات ‪.‬‬
‫" هذا ما كتبته هذا الصباح ‪ ،‬عندما أغلقت رف الكتب ‪ ،‬تحرك جسدي‬
‫بشكل غير متوقع وأخذني إليكِ "‬
‫كان جسدي يتحرك بعدم إراداتي كان شيًئا مررت به مرات لا تحصى ‪،‬‬
‫ووفق ًا له ‪ ،‬فإن ' روميو وجولييت ' لا يزالان يتمتعان بقوة التحفة السحر ية ‪.‬‬
‫" أعتقد أن التحفة السحر ية الحالية في حالة تصدع هنا وهناك ‪ ،‬ولكن لا‬
‫تزال تحتفظ بشكلها ‪ ،‬لكننا لا نعرف أبد ًا متى ستنكسر إذا أعطيناها أدنى تأثير‬
‫"‬
‫تحفة مكسورة ‪ ،‬بالطبع ‪ ،‬قد يتمكن الجميع من الابتعاد عن تأثير السحر‬
‫والعودة إلى حياتهم الأصلية‪ .‬لكن ‪...‬‬
‫قلت أنه عندما اصطدمت التحفتان ‪ ،‬فقد الشخص المعني‬
‫" جولييت ‪ِ ،‬‬
‫ذاكرته ؟"‬
‫أومأت ‪ ،‬أنا لا أستطيع أن أكون متفائلة ً للغاية ‪.‬‬
‫" ومن ثم ماذا يحدث للأشخاص المعنيين عندما يتم تدمير التحفة بالكامل ؟"‬
‫الفصل التاسع عشر‬

‫سلام حيث لا داعي للقلق بشأن ما سيحدث ‪ ،‬سلام حيث لا أضطر إلى‬
‫إرهاق عقلي لتذكر الحبكة التفصيلية لـ'روميو وجولييت' الذي لا تزال ذاكرتي‬
‫غامضة عنهم ‪.‬‬
‫كنت نصف نائمة ‪ ،‬غارقة في ماء الحمام الدافئ الذي جلبته مربية إلى الغرفة‬
‫‪ ،‬لقد كانت بالفعل الساعة الحادية عشرة تقريبًا ‪ ،‬بعد أن تحررت من التحفة ‪،‬‬
‫استمتعت بحياة حيث بقيت في غرفتي تحت عذر عدم رغبتي بالخروج ‪.‬‬
‫" آنستي ‪ ،‬يجب أن ترتدي ملابسكِ لتناول طعام الغداء قريبًا "‬
‫حثتني المربية ‪ ،‬وأنا كنت في حالة استرخاء على أكمل وجه ‪ ،‬على الأكثر ‪،‬‬
‫كنت أرتدي ملابسي لمدة ساعة في المنزل لتناول طعام الغداء ‪ ،‬لذا استيقظت‬
‫ببطء ‪.‬‬
‫" يبدو أن السيد و يليام معجب بكِ كثير ًا "‬
‫بدت والدتي ‪ ،‬التي كانت جالسة عبر الطاولة ‪ ،‬متحمسة بعض الشيء ‪ ،‬من‬
‫المستحيل أن والدتي لم تسمع أن و يليام قد زارني بالأمس ‪ ،‬حملت التنهيدة التي‬
‫كادت أن تتسرب وأومأت للتو ‪.‬‬
‫" أنا سعيدة لأنكِ لا تكرهينه أيضًا "‬
‫لكنني فوجئت بالكلمات التي أعقبت ذلك ‪ ،‬ولم يسعني إلا أن أنظر إلى‬
‫والدتي ‪ ،‬وكأنها لم تلاحظ تعبيري المحير ‪ ،‬فتحت والدتي فمها مرة أخرى ‪.‬‬
‫فعلت هذا وذاك ‪ ،‬أليس من أسلوبكِ أن تتحملين بصمت الأشياء‬
‫ِ‬ ‫" حتى لو‬
‫كنت تتسكعين مع روميو من‬
‫ِ‬ ‫كنت صغيرة ً جدًا ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫التي لا تحبينها ؟‪ ،‬عندما‬
‫قطعت العلاقة تمام ًا لأنكِ لم تحبينها ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫عائلة المونتيغيو ‪ ،‬أليس كذلك ؟‪ ،‬ومن ثم‬
‫بغض النظر عن عدد المرات التي زرتيه فيها ‪ ،‬إلا أنكِ لم تتظاهري حتى برؤيته‬
‫أمامكِ لشدة كرهكِ له ‪ ،‬حسنًا ‪ ،‬ما زلت أعتقد أنه كان شيًئا جيدًا "‬
‫بعد ذلك ‪ ،‬عندما تخليت عن عدم رضائي عن عائلة المونتيغيو ‪ ،‬وقعت في‬
‫التفكير ‪ ،‬من الواضح أنني لا أكره و يليام ‪ ،‬إذا تم سؤالي عما إذا كنت أكرهه‬
‫أم لا ‪ ،‬فستكون أجابتي هي أنني أقرب للأعجاب به بدلا ً من كرهه ‪ ،‬لأنه‬
‫رجل لطيف هكذا ‪ ،‬وفجأة ‪ ،‬خطرت في رأسي فكرة ‪ ،‬إذا لم يكتب و يليام أي‬
‫شيء بعد الآن ‪ ،‬فهل سأستمر في الزواج منه ؟‬
‫عندما كنت على وشك الوقوع في مشكلة خطيرة بفكرتي المفاجئة ‪ ،‬سمعت‬
‫صوت ًا مكتوم ًا من خارج غرفة الطعام ‪ ،‬وكأن شيًئا قد حدث بين الخدم ‪ ،‬لم‬
‫تهدأ الغمغمات وأرتفع صوتها تدر يجيًا ‪.‬‬
‫كان من النادر جدًا أن يثير الخدم ضجة في مكان يمكن لمالك المنزل المرور‬
‫منه ‪ ،‬طلبت مني والدتي رؤ ية ما يحدث ‪ ،‬وقمت وفتحت باب غرفة الطعام ‪.‬‬
‫" ما الخطب ؟"‬
‫توقفت الجلبة للحظة ‪ ،‬وكأنهم فوجئوا بمظهري المفاجئ ‪ ،‬نظرت حولي ببطء‬
‫‪ ،‬عدد قليل من الخادمات وعدد قليل من الفرسان الذين يديرون القصر ‪،‬‬
‫وأحاط بهما رجل وامرأة أحنوا رأسهما كالخطاة ‪.‬‬
‫كان موقف ًا لم أستطع فهمه مهما نظرت إليه ‪ ،‬حتى الرجل كان فارسًا من‬
‫عائلتنا ‪ ،‬لماذا يستحق الفارس أن يقف كمجرم ؟‪ ،‬كانت المرأة التي كانت تقف‬
‫بجانب الرجل ترتدي ملابس مدنية ‪ ،‬لكن وجهها مألوف ‪ ،‬هل هي أيضًا‬
‫خادمة في عائلتنا ؟‬
‫" هذه المرأة هي خادمة عائلة المونتيغيو !"‬
‫كسر أحد الفرسان الواقفين حول الرجل والمرأة جدار الصمت وفتح فمه ‪،‬‬
‫وبهذه الكلمات ‪ ،‬أدركت أين رأيت هذه المرأة ‪ ،‬كان ذلك عندما تسللت إلى‬
‫قصر المونتيغيو ‪ ،‬المرأة التي رأتني وأنا راشة ' شخص الجميل ' ونادت اسم فارس‬
‫في عائلتي ‪ ،‬لقد أدركت الوضع أخير ًا ‪ ،‬لقد أختبأت في منزل الكابوليت لرؤ ية‬
‫حبيبها وتم القبض عليها ‪.‬‬
‫" وكان هذا الفارس يتآمر مع خادمة عائلة المونتيغيو "‬
‫في الشرح الذي أعقب ذلك ‪ ،‬قمت بقمع ضحكة كانت على وشك الانفجار‬
‫‪ ،‬هل تعتقدون أننا نخوض حربا الآن ؟‪ ،‬كانت والدتي تقترب مني قبل أن‬
‫أعرف ذلك ‪.‬‬
‫" يُمنع منعا ً باتا ً بأمر من سيد الإقطاعية دخول أي شخص من عائلة المونتيغيو‬
‫إلى منطقة الكابوليت "‬
‫قامت الأم بمحو الابتسامة الدافئة التي كانت موجودة قبل لحظة دون أن‬
‫تترك أثر ًا ‪ ،‬وكان على وجهها تعبير صارم بشكل مرعب ‪ ،‬ودون أن أدرك ذلك‬
‫‪ ،‬اتخذت خطوة للخلف وتقدمت أمي ‪.‬‬
‫" خذوهم إلى سيد الإقطاعية واجعلوهم يدفعون ثمن مخالفتهم للأمر "‬
‫بعد الكلام ‪ ،‬غادرت الأم المكان ‪ ،‬وتركتني ورائها ‪ ،‬راقبت بصراحة بينما‬
‫كان يتم تسو ية الوضع ‪ ،‬وذرفت المرأة التي ُأ خذت أوامر والدي الدموع ولم‬
‫تنظر إلا إلى عشيقها ‪.‬‬
‫كانت أوامر والدتي معقولة لدرجة أنني لم أستطع حتى منعها ‪ ،‬كما تذرف‬
‫خادمة عائلة المونتيغيو الدموع كما لو كانت تعرف ذلك ‪ ،‬لكنها ردت بصمت‬
‫على اعتقال الفرسان ‪ ،‬و لاحظت ‪.‬‬
‫استعدت حذري ومع ذلك ‪ ،‬لم يتم حل أي من المشاكل التي سببها ' روميو‬
‫وجولييت '‪.‬‬
‫لم يمض وقت طو يل بعد أن هدأ الوضع حتى جاء و يليام إلى قصر الكابوليت‬
‫‪.‬‬
‫" وليام ‪ ،‬ما الخطب ؟"‬
‫عند ز يارته المفاجئة ‪ ،‬سألته بتعبير مرتبك ‪ ،‬كان من الغريب إلى حد ما أن‬
‫يأتي إلى منزلنا ‪ ،‬على الرغم من أن ذلك حدث عدة مرات بالفعل ‪.‬‬
‫" لقد أفتقدتكِ "‬
‫قال و يليام بابتسامة ودية ‪ ،‬لقد فوجئت بهذه الإجابة اللامبالية ‪ ،‬وبدا أنه‬
‫يستمتع بمنصبه كخطيبي ‪.‬‬
‫كنت دائما‬
‫ِ‬ ‫ك أكثر وأكثر مؤخر ًا ‪ ،‬عندما فكرت في السبب ‪ ،‬فلقد‬
‫" أفتقد ِ‬
‫ك"‬
‫تأتين لرؤيتي حتى قبل أن أفتقد ِ‬
‫جعلتني كلماته أشعر بالخجل من نواح كثيرة ‪ ،‬كلماته عن رغبته في رؤيتي ‪،‬‬
‫أنا التي أتت لرؤيته إلى ما لا نهاية ‪ ،‬ومن ثم توقفت فجأة عن ز يارته بمجرد حل‬
‫مشكلة التحفة ‪ ،‬ولكن لم يكن هناك شيء محرج ‪.‬‬
‫ك من الآن وصاعدًا "‬
‫" لذا سأتي وأرا ِ‬
‫كما كنت أفكر فيما إذا كان ينبغي علي الاعتذار ‪ ،‬تابع و يليام ‪ ،‬كان وجهه‬
‫دائمًا مليًئا بالدفء ‪ ،‬وبمجرد أن استعدت السلام وتوقفت عن الحذر ‪ ،‬توقفت‬
‫أيضًا عن محاولة إغواءه ‪ ،‬وكان و يليام رجلا ً لطيف ًا ورجل ًا وسيم ًا جدًا ‪ ،‬يمكنني‬
‫رؤ ية هذه الأشياء الآن ‪.‬‬
‫جلسنا مقابل بعضنا البعض في غرفة الأستقبال ‪ ،‬وسرعان ما قدمت‬
‫الخادمة الشاي ‪ ،‬تناولت رشفة من الشاي وأخبرت و يليام عن ذلك اليوم ‪.‬‬
‫قصة خادمة المونتيغيو التي تم جرها لسيد الإقطاعية ‪ ،‬من الواضح أن مأساة‬
‫خادمة المونتيغيو وفارس الكابوليت كانت بسبب التحفة ‪ ،‬لقد عرفت بالفعل‬
‫الكثير من الأشياء لكي لا أتجاهلها ‪.‬‬
‫" اعتقدت أنه كان من الضروري فقط منع وقوع مأساة بيني وبين روميو ‪،‬‬
‫لكن الأمر لم يكن بهذه البساطة كما اعتقدت "‬
‫حدق و يليام في وجهي بصراحة وأنا أتحدث بحسرة ‪ ،‬كان لديه وجه طفل‬
‫واجه بطر يقة ما حقيقة أراد تجاهلها ‪.‬‬
‫أنت تريدين حل هذه المشكلة "‬
‫" ِ‬
‫بناء ً على كلمات و يليام ‪ ،‬أومأت برأسي بهدوء ‪ ،‬لو أنهى و يليام القصة ‪،‬‬
‫لكان الكابوليت والمونتيغيو قد تصالحوا في النهاية ‪ ،‬ولكني لم أستطع أن أموت‬
‫بهدوء ‪ ،‬لكنني لم أشعر بأي إحساس بالمسؤولية على الإطلاق ‪ ،‬إذا كانت‬
‫هناك طر يقة لحلها دون أن أموت ‪ ،‬كنت أرغب في حلها ‪.‬‬
‫" كتابة قصة لا تتطابق مع العمل الأصلي قد تسبب مشاكل مع التحفة ‪،‬‬
‫لكن هذه مسألة احتمالية ‪ ،‬ربما يمكنني أن أجد سببًا للمصالحة ستوافق عليه‬
‫التحفة السحر ية بدون موتي "‬
‫ومع ذلك ‪ ،‬لا يزال لدى و يليام تعابير مشوشة على وجهه ‪ ،‬وفتح فمه بخفة ‪.‬‬
‫كنت تريدين حق ًا كتابة قصة جديدة ‪ ،‬فسأفعل ما تقولينه ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫" جولييت ‪ ،‬إذا‬
‫تسأبذل قصارى جهدي لتحقيق رغباتكِ "‬
‫مهما بدا الأمر جيدًا ‪ ،‬كان من الواضح أني لم أكن مستعدة ‪ ،‬وتارك ًا أسئلتي‬
‫ورائه ‪ ،‬تابع و يليام ‪.‬‬
‫" ولكن إذا سألتني كيف أريد أن أفعل ذلك ‪ ،‬فأنا لا أريد أن أكتب أي‬
‫شيء "‬
‫" هل لي بالسؤال لماذا ؟"‬
‫" لإنه أمر خطير للغاية "‬
‫كما لو كان ينتظر سؤالي ‪ ،‬أجابني بسرعة ‪ ،‬نظرت إلى و يليام غير مصدقة ً ‪.‬‬
‫" جولييت ‪ ،‬لا توجد سابقة في أي مكان في العالم لتدمير تحفة سحر ية ‪ ،‬لا‬
‫توجد سابقة تعني أنه لا أحد يعرف ما سيحدث ‪ ،‬ليس علي أن أخاطر ‪ ،‬ربما‬
‫لن يحدث شيء ‪ ،‬لكن يمكن أن تحدث أشياء فظيعة ‪ ،‬ربما يمكننا أن نجد سببًا‬
‫مناسبًا للمصالحة بين المونتيغيو والكابوليت ‪ ،‬لكن لا أحد يعرف ما إذا كان هذا‬
‫سيكون سببًا وجيهًا من منظور التحفة "‬
‫قال لي و يليام بلهفة ‪ ،‬لم يكن لدي إجابة ‪ ،‬كان هذا صحيح ًا ‪ ،‬فأنا لم أكن‬
‫مستعدة ً للمخاطرة بأي شيء فظيع ‪.‬‬
‫حتى بعد ذهاب و يليام ‪ ،‬لم أستطع تهدئة عقلي لفترة ‪ ،‬لم يكن لدي أي نية‬
‫للتضحية بحياتي من أجل أي شيء ‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬إذا تم تدمير التحفة ‪ ،‬فقد‬
‫يكون الثمن حياتي ‪ ،‬هل حقا ليس لدي خيار سوى الاستسلام ؟‪ ،‬كان عقلي‬
‫متشابك ًا في حالة من الفوضى ‪.‬‬
‫استلقيت ‪ ،‬لكن لم يكن من السهل أن أنام ‪ ،‬استيقظت من نوم خفيف‬
‫عدة مرات ‪ ،‬فاستسلمت وانتظرت شروق الشمس ‪ ،‬وعندما بدأت الشمس في‬
‫الظهور أخير ًا ‪ ،‬قرعت الجرس بأقصى ما أستطيع لاستدعاء المربية ‪ ،‬وكان وجه‬
‫المربية ‪ ،‬التي أرتدت ملابسها على عجل ‪ ،‬مليًئا بالحرج والقلق ‪.‬‬
‫" آنستي ‪ ،‬ماذا تفعلين ؟"‬
‫سألت المربية بفضول ‪ ،‬وأخبرتها بأمري بهدوء ‪.‬‬
‫" من فضلكِ استعدي للمغادرة "‬
‫" في هذا الصباح الباكر ؟"‬
‫سرعان ما امتلأت عيون المربية بالشك ‪ ،‬أنا فقط عرفت ما كنت تفكر فيه‬
‫‪.‬‬
‫" أنا لن أذهب إلى قصر المونتيغيو ‪ ،‬بل سأقابل السيد و يليام "‬
‫كانت كلمات و يليام صحيحة ‪ ،‬كان العبث بالتحفة أمرًا خطير ًا للغاية ‪ ،‬لا‬
‫أحد يعرف ما سيحدث في أي وقت أو في أي وقت ‪.‬‬
‫قد تكون احتمالات نجاحي في خطتي والتوفيق بين المونتيغيو وكابوليت‬
‫منخفضة للغاية ‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬إذا كنت قد استسلمت من الصعاب ‪ ،‬فهل‬
‫كنت سأتمكن من الفوز بالبقاء على قيد الحياة من روميو وجولييت ؟‬
‫إذا كانت القصة تجعلك تشك في أن التحفة قد تنكسر ‪ ،‬فلن يكون هناك‬
‫الكثير ‪ ،‬لكن ربما يمكنني العثور عليه ‪ ،‬سبب معقول للمصالحة حتى أن التحفة‬
‫ستعترف به ‪ ،‬حتى اكتشاف طر يقة لا يستحق المخاطرة ‪ ،‬كنت سأستسلم إذا‬
‫لم أتمكن من العثور عليه بغض النظر عن مدى تفكيري في الأمر ‪ ،‬لكنني‬
‫أردت تجربته قبل ذلك ‪.‬‬
‫" استعدي في أقرب وقت ممكن ‪ ،‬فأنا أريد أن أذهب الآن "‬
‫قال و يليام إنه سيأتي ليجدني الآن ‪ ،‬لكنني لا أعتقد أنني من النوع الذي‬
‫يمكنه الجلوس والانتظار ‪.‬‬
‫كان و يليام يجلس في الحديقة لسبب ما ‪ ،‬ونظرت إليه بشعور من الحيرة‬
‫قليلا ً ‪ ،‬لم أكن أنوي القيام بذلك في حديقة شخص آخر ‪ ،‬لكن كان الوقت‬
‫مبكرًا للتنزة الآن ‪ ،‬هو كان ينظر خارج السياج ولا يفعل شيًئا ‪ ،‬لذا اقتربت منه‬
‫بحذر ‪.‬‬
‫" و يليام ‪ ،‬ماذا تفعل هنا ؟"‬
‫نظر و يليام ‪ ،‬الذي لم يلاحظني وأنا أقترب ‪ ،‬إلي بدهشة ‪ ،‬ورمش كأنه لم‬
‫يفهم الوضع ‪.‬‬
‫أتيت في هذا الوقت ‪"...‬‬
‫ِ‬ ‫" جولييت ؟‪ ،‬كيف‬
‫ابتسمت قليلا بخجل ‪ ،‬لم يكن هذا هو الوقت المناسب لز يارة منزل شخص‬
‫آخر مهما نظر إليه بتساهل ‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬نظرًا لأنني قررت بعد السهر طوال‬
‫الليل ‪ ،‬كنت أرغب في التحدث إليه في أقرب وقت ممكن ‪.‬‬
‫" دعنا نحاول "‬
‫بدا و يليام مندهشًا من كلماتي الغير مترابطة ‪ ،‬لكنه أدرك بعد ذلك ما‬
‫كنت أتحدث عنه وأصبح وجهه جاد ًا وجهه ‪.‬‬
‫الفصل العشرين‬

‫قلت أنكِ ستفعلين ذلك مهما حدث ‪ ،‬فأنا أتفهم ‪ ،‬لكن جولييت ‪،‬‬
‫" إذا ِ‬
‫ك فلتفكري مرة أخرى "‬
‫أرجو ِ‬
‫كانت إجابة و يليام هي نفسها كما بالأمس ‪ ،‬نظرت بهدوء في عينيه ‪ ،‬هناك‬
‫شيء كنت أفكر فيه منذ أمس ‪.‬‬
‫' روميو وجولييت ' كانت تحفة سحر ية مصنوعة بالكامل بيد و يليام ‪ ،‬لابد أن‬
‫و يليام شعر بالمسؤولية عدة مرات أكثر مما شعرت به ‪.‬‬
‫بالطبع ‪ ،‬سيكون هناك أشخاص يعتقدون أنني يجب أن أكون آمنة بغض‬
‫النظر عما يفعله الآخرون ‪ ،‬لكن و يليام الذي عرفته لم يكن كذلك ‪.‬‬
‫على الرغم من قوة قناعاته ككاتب ‪ ،‬لا بد أنه شعر بإحساس لا مفر منه‬
‫بالمسؤولية عن الموقف الذي أحدثته كتاباته ‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬فإن كلماته وأفعاله لم‬
‫تتطابق مع ' و يليام الذي عرفته '‪.‬‬
‫" لسوء الحظ ‪ ،‬لماذا يتجول الناس من منزل الكابوليت في الصباح ؟"‬
‫فجأة رفعت رأسي ونظرت من فوق السياج إلى الصوت المفاجئ بالخارج ‪،‬‬
‫اعتقدت أنه كان يتحدث معي ‪ ،‬لكن يبدو أنه لم يكن كذلك ‪ ،‬على الطر يق‬
‫ليس بعيدًا عن منزل و يليام ‪ ،‬كان رجلان في العشرينات أو الثلاثينيات من‬
‫العمر يحدقان في بعضهما البعض ‪.‬‬
‫" لا أعتقد أن هذا ما سيقوله شخصً ا من المونتيغيو ؟"‬
‫لقد كانت معركة بلا سبب ‪ ،‬ورفعوا أصواتهم وتجادلوا ‪ ،‬وبدأوا بالشجار مع‬
‫بعضهم ‪ ،‬ونظرت إليهم باشمئزاز وفجأة نظرت إلى و يليام ‪.‬‬
‫كان لديه تعبير عن ناجم عن العجز ‪ ،‬بدا خائف ًا وبدا وكأنه لا يستطيع‬
‫إخفاء حزنه ‪ ،‬أدركت أخير ًا سبب وجوده في الحديقة منذ الصباح ‪.‬‬
‫يقع قصر شكسبير في منتصف الطر يق بين قصر الكابوليت وقصر المونتيغيو‬
‫لذت هو يرغب برؤ ية نتائج كتابته ‪ ،‬عندها أمسكت بيد و يليام ‪.‬‬
‫" جولييت ؟"‬
‫نظر إليّ و يليام بدهشة ‪ ،‬وسألته دون أنتظار إجابة ‪.‬‬
‫" و يليام ‪ ،‬لماذا تقول أنك تكره الكتابة كثير ًا؟ "‬
‫لم أستمع إلى رد و يليام ‪ ،‬ففتحت فمي مرة أخرى ‪.‬‬
‫" أعلم أنه أمر خطير ‪ ،‬لكن ألا تستحق المحاولة ؟‪ ،‬أتعتقد أنه عليك التعامل‬
‫مع هذا الموقف بطر يقة ما "‬
‫في كلماتي التالية ‪ ،‬عض و يليام شفته ‪ ،‬ومن ثم فتح فمه بصعوبة ‪.‬‬
‫لست مضطرة ً‬
‫ِ‬ ‫" جولييت ‪ ،‬كل هذا خطأي ‪ ،‬لقد حدث هذا بسببي ‪،‬‬
‫للمخاطرة بسبب خطأي "‬
‫" كيف يمكنك التأكد من أنها خطيرة ؟‪ ،‬قد يتم كسر التحفة وقد يعود‬
‫كل شيء إلى طبيعته ‪ ،‬حتى لو حدث شيء سيء ‪ ،‬فقد ينتهي بك الأمر‬
‫بفقدان ذاكرتك "‬
‫لم يكن لديه نية لكسر التعويذة ‪ ،‬لكن كلماني خرجت من الإحباط ‪ ،‬وفي‬
‫مواجهة و يليام ‪ ،‬كان وجهه مشوه ًا كما لو كان على وشك أن ينفجر في البكاء ‪.‬‬
‫" أنا أخشى ذلك يا جولييت "‬
‫كنت في حيرة من الكلمات عند كلماته ‪ ،‬وتحدث و يليام بصوت مختنق ‪.‬‬
‫" إذا انكسر السحر واختفت ذاكرتكِ معها ‪ ،‬هل ستتذكريني يا جولييت ؟"‬
‫عندها فقط أدركت شيًئا ‪ ،‬لم يكن الأمر كذلك إلا بعد أن أصبح‬
‫ااكابوليت والمونتيغيو أعداء ‪ ،‬أي عندما بدأ روميو وجولييت ‪ ،‬عندها عرفت‬
‫و يليام ‪ ،‬إذا اختفت جميع الذكر يات المتعلقة بـالتحفة السحر ية ‪ ،‬فسوف أنسى‬
‫و يليام ‪ ،‬ولكن سيتذكرني و يليام ‪ ،‬الذي بدأ كتابة روميو وجولييت بعد رؤيتي ‪.‬‬
‫ك أن تنسيني "‬
‫" جولييت ‪ ،‬لا أريد ِ‬
‫في هذا الاعتراف المثير للشفقة ‪ ،‬لففت ذراعيّ حول كتفيه ‪.‬‬
‫" و يليام ‪ ،‬لكنك لن تكون سعيدًا إذا لم تكتب شيًئا كهذا ‪ ،‬ربما لن تكون‬
‫قادر ًا على العيش بسعادة مثلي ‪ ،‬ولكن نحن نعلم بالفعل المشكلات التي تحدث‬
‫من حولنا وربما لا توجد طر يقة لحلها ‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬إذا لم تفعل أي شيء ‪،‬‬
‫فسيتعين عليك العيش مع الشعور بالذنب في قلبك ‪ ،‬وأنا لا أريد ذلك لك "‬
‫في كلامي ‪ ،‬الذي احتوى على معنى استخدام التحفة ‪ ،‬برزت لمحة من‬
‫اليأس في عيون و يليام ‪.‬‬
‫" لكنني لن أفعل أي شيء يجعلني أنسى ‪ ،‬أعدك ‪ ،‬لن أفعل أي شيء‬
‫ينطوي على مخاطرة كبيرة ‪ ،‬في الواقع ‪ ،‬ليس لدي حتى الإرادة للقيام بذلك "‬
‫رفع و يليام رأسه ببطء ونظر إلي ‪.‬‬
‫" ومع ذلك ‪ ،‬أليس من الممكن إ يجاد طر يقة ببط ؟‪ ،‬ربما يمكنك الخروج‬
‫بقصة يمكن لأي شخص أن يفهمها ‪ ،‬لا تكتب قصة طو يلة أبد ًا "‬
‫" ‪" ...‬‬
‫" لقد انزعجت سابق ًا وقلت إنه لا يوجد خطر ‪ ،‬لكن كيف يمكنه أن لا‬
‫يكون خطرًا عندما لا يعرف أحد ما سيحدث ‪ ،‬عندما يتم تدمير التحفة ‪ ،‬يتم‬
‫تدمير جميع المعنيين أيضًا ‪ ،‬وليس هناك ما يضمن عدم حدوث نفس الشيء ‪،‬‬
‫أشعر بالأسف لأولئك الذين أصبحوا أعداء دون معرفة أي شيء ‪ ،‬ولكن‬
‫سيكون من الأفضل لهم أن يعيشوا قتال ًا على أن يموتوا "‬
‫لقد قمت بفك الذراع التي كانت تعانقه ورجعت خطوة إلى الوراء ‪،‬‬
‫وأمسكت بكلتا يديه ‪.‬‬
‫" و يليام ‪ ،‬دعنا نحاول كثير ًا "‬
‫أخذ و يليام يدي ببطء ‪ ،‬وظهرت ابتسامة خافتة على وجهه ‪.‬‬
‫ك جولييت "‬
‫" شكرًا ل ِ‬
‫جلست أنا ووليام وجه ًا لوجه يوم ًا بعد يوم ‪ ،‬نبتكر قصة ‪ ،‬في غضون ذلك ‪،‬‬
‫فكرت في العديد من القصص ‪ ،‬لكنني لم أتمكن من إيماء رأسي بسهولة للسؤال‬
‫‪ ' ،‬هل التحفة السحر ية أيضًا ستقدر هذه الرواية ؟'‬
‫في أحسن الأحوال هذا هو !‪ ،‬حتى لو أخبرته القصة التي توصلت إليها ‪ ،‬فقد‬
‫ألتقط و يليام الثغرات ورفضها بالكامل ‪ ،‬لم يكن لدي الموهبة للتغلب على‬
‫حكواتي نادر ‪.‬‬
‫" في المقام الأول ‪ ،‬حاولوا المصالحة فقط عندما مات أطفال كلتا العائلتين‬
‫‪ ،‬ولكن لا توجد طر يقة يمكنهم من خلالها التوفيق بينهم بسهولة "‬
‫اليوم ‪ ،‬جلست مقابل و يليام في حديقة منزل شكسبير وتنهدت بعمق ‪،‬‬
‫بغض النظر عن مقدار نقر قلمي ‪ ،‬لم يخرج أي شيء يستحق الكتابة ‪ ،‬انتهى بي‬
‫الأمر إلى السقوط على الطاولة ‪.‬‬
‫التفكير في قصة واحدة لأيام متتالية كان ‪ ،‬بصراحة ‪ ،‬ممل ًا للغاية ‪ ،‬كان‬
‫الأمر أكثر من ذلك في حالة لا توجد فيها إجابة صحيحة ولا يوجد حد زمني ‪.‬‬
‫ك لا تفكري حتى في الموت "‬
‫" أرجو ِ‬
‫قال و يليام بصوت ناعم ‪ ،‬هو ‪ ،‬أيضًا ‪ ،‬كان الآن مستقرًا بما يكفي للمزاح‬
‫مثل هذا ‪ ،‬لا ‪ ،‬في كل مرة أشعر بالإحباط لأنني لا أستطيع التوصل إلى‬
‫الحل الصحيح ‪ ،‬يبدو أنه أصبح أكثر استقرار ًا ‪.‬‬
‫في النهاية ‪ ،‬وافقني ‪ ،‬لكن كان من الواضح أنه لم يكن حر يصً ا جدًا على ذلك‬
‫‪ ،‬لكن لم يسعني إلا أن أكون منزعجة ‪ ،‬لذلك نظرت إليه بعيون غير راضية ‪.‬‬
‫" لحسن الحظ ‪ ،‬والدي على استعداد للمصالحة ‪ ،‬إلى الحد الذي اقترح فيه‬
‫المصالحة أولا ً في يوم المحاكمة ‪ ،‬إذا كان بإمكان رئيس عائلة المونتيغيو فقط تغيير‬
‫رأيه ‪ ،‬فلن تحدث المصالحة في أي وقت من الأوقات "‬
‫ومع ذلك ‪ ،‬كانت المشكلة أنني لم أتمكن من التوصل إلى طر يقة جيدة‬
‫لإقناع رئيس عائلة المونتيغيو ‪ ،‬التقطت قلمي مرة أخرى ونظرت إلى الورقة‬
‫أمامي ‪ ،‬تم رسم الدوائر والمثلثات والمربعات بجميع الأحجام على الورق ‪.‬‬
‫علي أن أكتب رسالة ‪ ،‬تظاهرت بأنني قو ية ‪ ،‬لكن حقيقة أنه لا توجد‬
‫طر يقة أخرى فلقد بقيت كما هي ‪ ،‬تنهدت وأضفت دائرة أخرى إلى ركن من‬
‫أركان الورقة ‪.‬‬
‫" جولييت !"‬
‫ل‬
‫كنت أقوم بالخربشة لبعض الوقت عندما نادى أحدهم باسمي بصوت عا ٍ‬
‫‪ ،‬لم يكن صوت ًا من داخل الحديقة ‪ ،‬ونظرت بشكل انعكاسي خارج السياج ‪.‬‬
‫" روميو ؟"‬
‫في المكان الذي تم فيه توجيه نظراتنا ‪ ،‬كان روميو يقف ممسك ًا بسياج‬
‫الحديقة ‪ ،‬لماذا هذا الأحمق هناك ؟‬
‫" جولييت ‪ ،‬لقد اشتقت إليكِ "‬
‫كان روميو ‪ ،‬الذي كان أنحف مما رأيته من قبل ‪ ،‬يحدق في بعيون مشتاقه‬
‫‪ ،‬حاولت تجنب بصره لأن قلبي سوف ينبض إذا ألتقت أعيننا ‪ ،‬لولا التحفة ‪،‬‬
‫لكان بإمكاني تجاهل هذا القلب النابض والابتعاد عنه ‪.‬‬
‫ك انظري إلي "‬
‫" جولييت ‪ ،‬أرجو ِ‬
‫ناداني روميو عدة مرات ‪ ،‬لكنني تجاهلت مناداته وقمت ‪ ،‬في النهاية ‪ ،‬قام‬
‫شخص من المونتيغيو بجر ‪ ،‬روميو الذي ظهر بعد فترة وجيزة ‪ ،‬كان من حسن‬
‫الحظ أنه لم يكن من الكابوليت ‪ ،‬فلو رأت عائلتي روميو يتحدث معي ‪ ،‬لكانوا‬
‫سيقتلونه و يأخذوني إلى المحكمة ‪.‬‬
‫" إذا لم أستطع مقابلتكِ ‪ ،‬أفضل أن أموت هكذا !"‬
‫نادى علي حتى النهاية ‪ ،‬ولم أتمكن من العودة إلى مقعدي إلا بعد أن اختفى‬
‫صوته تمام ًا ‪.‬‬
‫" من الغير مريح حق ًا اللعب بعقلك وجسمك دون أرادتك "‬
‫استرخى وجه و يليام ‪ ،‬الذي كان متيبسًا بسبب النحيب المؤذي ‪ ،‬لم أكن‬
‫خارةج السحر تمام ًا أيضًا ‪ ،‬في العادة ‪ ،‬لم يكن هناك شيء خطأ ‪ ،‬ولكن كلما‬
‫واجهت روميو ‪ ،‬كان جسدي كله يتفاعل معه ‪ ،‬مع العلم أن هذه كانت‬
‫مزحة التحفة ‪ ،‬كنت كذلك أيضًا ‪ ،‬حتى أفهم موقف روميو ‪ ،‬ووضع روميو ‪،‬‬
‫وفجأة جاء إلى ذهني افتراض مخيف ‪ ،‬ماذا لو مات حق ًا ؟‬
‫ندمت فجأة على تجاهله في وقت سابق ‪ ،‬لقد كان رجلا ً يمكن أن يموت من‬
‫التشاؤم على حب بعيد المنال ‪ ،‬وكان هذا هو دوره ‪.‬‬
‫روميو يموت ‪ ،‬بينما كنت أفكر في هذا الاحتمال ‪ ،‬خطرت في بالي فكرة ‪.‬‬
‫" هذا هو كل شيء !"‬
‫أطلقت تعجبًا بشكل لا إرادي ‪ ،‬نظر إليّ و يليام بدهشة ‪ ،‬كانت عيناه مليئة‬
‫بالفضول ‪ ،‬وبتجاهل نظرته ‪ ،‬أعدت فحص الحل الذي توصلت إليه للتو في جميع‬
‫الاتجاهات ‪ ،‬وتعذرت العثور على ثغرة ‪ ،‬بغض النظر عن عدد المرات التي‬
‫فكرت فيها ‪ ،‬كانت الفكرة المثالية ‪ ،‬وفتحت فمي بفرح ‪.‬‬
‫" كل ما كان علي فعله هو قتل روميو !"‬
‫***‬
‫أهتزت العربة إلى ضواحي المدينة بعنف ‪ ،‬كنت في طر يقي إلى كنيسة‬
‫الأب لورانس مع روميو ‪ ،‬في عربة رثة لدرجة أنك لا تستطيع أن تتخيل أن‬
‫فرد ًا من المونتيغيو والكابوليت كانا يركبانها ‪ ،‬كان اسم هذه الرحلة القصيرة '‬
‫هروب الحب '‪.‬‬
‫قبل و يليام عرضي ‪ ،‬وكما وعدت ‪ ،‬أستخدم التحفة ‪ ،‬وفي اليوم التالي جاء‬
‫روميو لز يارتي ‪ ،‬على الشرفة التي همس فيها بالحب ‪ ،‬ودعاني للهروب ‪ ،‬كان‬
‫يضع وجه ًا متوترا نادرا ما رأيته عليه ‪ ،‬وكان هذا طبيعي ‪.‬‬
‫كنت أعرف بالفعل نهاية هذا الهروب ‪ ،‬لكن بالنسبة له كان قرار ًا بالتخلي‬
‫عن كل ما لديه ‪ ،‬وأمسكت بيد روميو المرتعشة كما كتب و يليام ‪ ،‬لذلك ‪ ،‬في‬
‫هذه العربة القديمة ‪ ،‬ذهبنا لز يارة الأب لورانس ‪.‬‬
‫وسرعان ما توقفت العربة ‪ ،‬التي كانت تتحرك لبعض الوقت ‪ ،‬بالقرب من‬
‫الكاتدرائية ‪ ،‬كان حفل الزفاف على قدم وساق في الكاتدرائية ‪ ،‬كما لو أن قصة‬
‫تمثال العذراء مريم ‪ ،‬الذي يجلب السعادة الأبدية ‪ ،‬التي تحدث عنها الأب‬
‫لورانس في المرة الأخيرة لم تكن مبالغة ‪ ،‬فقد كان زوجان يبدو أنهما زوج ًا‬
‫وزوجة يصليان أمامها ‪.‬‬
‫سيكون رائع ًا حق ًا إذا لم ينفصل عدد لا يحصى من الأزواج الذين كانوا‬
‫سيقيمون حفلات زفافهم أمامي وأحبوا بعضهم البعض إلى الأبد ‪.‬‬
‫ك بالأبدية أمامها "‬
‫" أردت أن أقسم ل ِ‬
‫تمتم روميو ‪ ،‬وكان هناك ألم خفيف في صوته ‪ ،‬مع العلم أن كل هذا كان‬
‫كذبة جعلتني أشعر بالأسف الشديد لألمه ‪ ،‬حتى لو نجحت العملية وتصالح‬
‫المونتيغيو وكابوليت ‪ ،‬فهو سيظل يحبني ‪ ،‬فهل عليه أن يعاني لبقية حياته ؟‪ ،‬لقد‬
‫كان حلو ًا ومرًا أكثر لأنني كنت أتوقع الإجابة على السؤال إلى حد ما ‪.‬‬
‫" دعينا نذهب بهذا الطر يق "‬
‫جرني روميو باتجاه الباب الخلفي للكاتدرائية ‪ ،‬على أي حال ‪ ،‬نظرًا لأننا كنا‬
‫في حالة هروب ‪ ،‬فلم يكن من الجيد رؤيتنا ‪ ،‬لذا تبعته إلى مؤخرة الكاتدرائية ‪.‬‬
‫الفصل الواحد والعشرين‬

‫تسللنا إلى الكاتدرائية ‪ ،‬وانتظرنا بفارغ الصبر أن يجدنا الأب لورانس ‪ ،‬نظرًا لأن‬
‫الاحتفال كان لا يزال على قدم وساق ‪ ،‬يبدو أن الأمر سيستغرق بعض‬
‫الوقت حتى يجدنا الكاهن ‪ ،‬خدرت ساقاي من القرفصاء والاختباء ‪ ،‬ودون‬
‫أن أدرك ذلك ‪ ،‬تسربت تنهيدة ‪.‬‬
‫كان الأب لورنس جزءًا لا يتجزأ من هذه الخطة ‪ ،‬لأن الأب لورانس هو‬
‫الوحيد الذي كان لديه ' السم ' الذي يمكن أن يقتل روميو ‪ ،‬ومرة أخرى ‪،‬‬
‫تذكرت ما حدث عندما كنت أضع هذه الخطة ‪.‬‬
‫" هل تقصدين قتل روميو ؟"‬
‫تلألأت عيون و يليام الزرقاء بالحيرة ‪ ،‬بدا وجهه الأبيض الطبيعي أكثر‬
‫شحوب ًا ‪ ،‬ماذا حدث فجأة ؟‪ ،‬واصلت الشرح على الرغم من أن لديّ عقل‬
‫فضولي ‪.‬‬
‫" في العمل الأصلي ‪ ،‬كان موت روميو وجولييت هو الذي جعل العائلتين‬
‫تقرران المصالحة ‪ ،‬لكن والدي كان بالفعل مع المصالحة‪ .‬كل ما احتاجه هو‬
‫تغيير رأي المونتيغيو‪ ،‬في القصة الأصلية ‪ ،‬هل قررت عائلة المونتيغيو التصالح‬
‫بسبب موتي ؟‪ ،‬كلا إذا مات روميو فقط ‪ ،‬لكان قد غير رأيه "‬
‫بدا أن و يليام يفهم تفسيري ‪ ،‬لكنه لا يزال يهز رأسه بوجه محير ‪.‬‬
‫" لكن هذا لا يعني أنه لا يمكنكِ قتل الناس فقط ‪"...‬‬
‫"يا لا بأس ‪ ،‬فأنا سأستخدم السم "‬
‫بعد أن أدركت ما كان يقلق و يليام ‪ ،‬أضفت بخفة ‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬أصبح‬
‫وجه و يليام أكثر فأكثر مثل البكاء ‪.‬‬
‫" الأمر نفسه سواء قتلته بالسم أو قتلته بسكين "‬
‫أجاب و يليام بضعف ‪ ،‬عندها فقط أدركت أنني تركت الكلمة الأكثر‬
‫أهمية ‪.‬‬
‫" أوه ‪ ،‬السم الذي كنت أتحدث عنه ليس حقا سم ‪ ،‬إنه السم الذي شربته‬
‫جولييت في القصة الأصلية "‬
‫" آه !"‬
‫لقد فهم و يليام أخير ًا ما كنت أتحدث عنه وأطلق علامة تأوه صغير ‪.‬‬
‫" بعد أن تشربه مباشرة ‪ ،‬تصبح مثل شخص ميت ‪ ،‬ولكن بعد فترة ‪ ،‬تعود‬
‫إلى الحياة كما لو أنك لم تفعل ذلك من قبل ‪ ،‬يمكن أن يتصالح المونتيغيو‬
‫وكابوليت بينما مات روميو ‪ ،‬الذي شرب السم ‪ ،‬بعد ذلك ‪ ،‬إذا نجا روميو ‪،‬‬
‫فسيتمتع الجميع بنهاية سعيدة ‪ ،‬أليس كذلك ؟"‬
‫بالإضافة إلى ذلك ‪ ،‬لم يكن هناك شيء تقريبًا في هذا السينار يو يتعارض مع‬
‫القصة الأصلية ‪ ،‬كان العقار المميت الحي بالتأكيد عقار ًا موجود ًا في القصة‬
‫الأصلية ‪ ،‬والسبب في أن عائلة المونتيغيو قررت التصالح مع كابوليت كان هو‬
‫نفسه كما في القصة الأصلية ‪ ،‬كان هذا يعني أن خطر حدوث خطأ ما في‬
‫التحفة كان منخفضًا للغاية ‪ ،‬في الواقع ‪ ،‬يبدو أن و يليام لم يجد أي سبب‬
‫للاعتراض هذه المرة ‪ ،‬بعد التفكير لبعض الوقت ‪ ،‬أومأ برأسه ‪.‬‬
‫" بالتأكيد ‪ ،‬فرص المشاكل تظهر منخفضة "‬
‫لا يزال وجهه يبدو غير مستقر ‪ ،‬لكنها كانت أول علامة جيدة قدمها ‪،‬‬
‫وفتح فمه عدة مرات لكنه ابتلع كلماته في النهاية ‪ ،‬يمكنني أن أقول على الفور ما‬
‫يريد أن يقوله ‪ ،‬لكنني تظاهرت أنني لا أعرف أيضًا ‪.‬‬
‫لم يكن هناك جدوى من مناقشة الاحتمالات والأخطار المحتملة الآن ‪ ،‬لا‬
‫توجد أي قصص على الإطلاق اعتقدت أنها غير قابلة للتصديق ‪ ،‬ومع ذلك ‪،‬‬
‫إذا فكرت في الأمر بما فيه الكفاية ولديك قصة مقنعة ‪ ،‬فلا تتردد ‪ ،‬كان مثل‬
‫هذا الوعد من البداية ‪.‬‬
‫" ومن ثم و يليام ‪ ،‬من فضلك اكتب قصة ' روميو وجولييت ' "‬
‫***‬
‫" روميو ؟‪ ،‬ما الذي تفعله هنا ؟"‬
‫بينما كنت ضائعة ً في أفكاري لفترة ‪ ،‬صوت ترحيبي نده لروميو ‪.‬‬
‫" يا أبتي ‪ ،‬أنا بحاجة إلى المساعدة "‬
‫قس ّى الأب لورانس وجهه بصوت روميو الجاد ‪ ،‬بدا وكأنه يشعر أن شيًئا‬
‫خطير ًا كان يحدث ‪.‬‬
‫" بهذا المعدل ‪ ،‬سوف تتزوج جولييت من رجل آخر ‪ ،‬ساعدنا في حفظ‬
‫القسم الذي قطعناه أمامك "‬
‫"يبدو أنه لا يمكنك الفوز في القتال بين العائلتين بعد كل شيء "‬
‫تنهد الأب لورانس ‪ ،‬من المستحيل أن الأب لورانس لم يسمع بهذا الموقف‬
‫الذي انقسم فيه بيرنرك إلى نصفين ‪.‬‬
‫" والدي يحاول تزو يجي من رجل آخر ‪ ،‬إذا لم أتمكن من الوفاء بالوعد‬
‫الذي أقسمته للحاكم وتزوجت من رجل آخر غير روميو ‪ ،‬فسوف أموت على‬
‫هذا النحو "‬
‫كان شيًئا لا يمكنني فعله بعقلّي المجرد ‪ ،‬في مثل هذه الأوقات ‪ ،‬كنت‬
‫محظوظة ً جدًا لامتلاك السحر لجسدي ‪ ،‬حتى لو لم أحاول التصرف ‪ ،‬فإن‬
‫الكلمات تخرج من فمي بمفردي ‪.‬‬
‫" جولييت !"‬
‫" لا تقولي ذلك "‬
‫أوقفني روميو والأب لورانس في نفس الوقت ‪ ،‬عندما نظرت إليهم بإرادة‬
‫حازمة ‪ ،‬بدا أن الأب لورانس يفكر للحظة ‪ ،‬ومن ثم فتح فمه كما لو أنه لا‬
‫يستطيع مساعدته ‪.‬‬
‫" الآنسة كابوليت ‪ ،‬إذا كانت الآنسة كابوليت مستعدة بالفعل للمخاطرة‬
‫بحياتها ‪ ،‬فهناك خيار واحد ‪ ،‬لكن هذه الطر يقة قريبة جدًا من الموت ‪ ،‬هل‬
‫أنت مستعدة ً حق ًا للمخاطرة بالموت ؟"‬
‫ِ‬
‫" أنا مستعدة ً لفعل أي شيء "‬
‫عند إجابتي ‪ ،‬فتح الأب لورانس أخير ًا الدرج وأخرج زجاجة دواء ‪.‬‬
‫تناولت هذا الدواء ‪ ،‬فسوف تنتشر الجرعة عبر الدم في جميع أنحاء‬
‫ِ‬ ‫" إذا‬
‫جسمكِ ‪ ،‬وتوقف نبضات القلب وتبرد درجة حرارة جسمكِ ‪ ،‬ويتوقف‬
‫ك وتصبحين مثل الجثة ‪ ،‬كل ما يثبت أنك على‬
‫تنفسكِ و يختفي الدم من جسد ِ‬
‫قيد الحياة سيختفي مؤقتًا ‪ ،‬وبعد ‪ ٤٨‬ساعة في هذه الحالة ‪ ،‬ستفتحين عينيكِ‬
‫كنت تستيقظين من نوم ًا طو يل ‪ ،‬وعندما تفتحين عينيكِ ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫مرة أخرى كما لو‬
‫ستكوني بالفعل في التابوت "‬
‫حبس روميو أنفاسه عند كلمات الأب لورانس ‪.‬‬
‫" الجميع سيعتقد أنكِ ميتة ً ‪ ،‬لا يمكنكِ حتى أن تهتمي بالأشخاص الذين يأتون‬
‫ويذهبون لأن الجنازة لن تشتت انتباهك ‪ ،‬يمكن لروميو إخراجك من التابوت‬
‫والهرب ‪ ،‬وستغادرون بيرنرك وتذهبون بعيدًا بعيدًا ‪ ،‬آنسة كابوليت ‪ ،‬هل‬
‫يمكنكِ فعل ذلك ؟"‬
‫" أنا أستطيع ‪ ،‬فأنا لن أكذب وأقول بأنني سأفعل أي شيء ومن ثم‬
‫أنسحب "‬
‫حتى هذه النقطة ‪ ،‬كان الأمر وفق ًا للقصة الأصلية ‪ ،‬لكن العملية تفشل‬
‫فقط عندما أتناول الدواء ‪.‬‬
‫" لا يمكنك أن تجعل جولييت تفعل ذلك !"‬
‫من هنا فصاعدًا ‪ ،‬كانت قصة كتبت بيد و يليام ‪.‬‬
‫" سوف أتناول الدواء ‪ ،‬سأتظاهر بأني ميت وأخرج حالما أستيقظ لأجد‬
‫جولييت "‬
‫" عندها ستكون الآنسة كابوليت مضغوطة من أجل الوقت أكثر بكثير من‬
‫تناول الدواء "‬
‫" ومن ثم سوف أتحرك بشكل أسرع "‬
‫في عملية تغيير القصة لجعل روميو يأخذ الدواء ‪ ،‬سألت و يليام عدة مرات ‪،‬‬
‫ألن تكون مشكلة إذا غيرنا القصة ؟‪ ،‬هل سيكون الأمر بخير حق ًا ؟‪ ،‬وأومأ‬
‫و يليام بتأكيد نادر‪. .‬‬
‫" سبب تناول جولييت الدواء هو أن روميو لم يكن معها في القصة الأصلية‬
‫"‬
‫" لأنه لم يكن بجانبها ؟"‬
‫" لا يمكن لأي رجل أن يشاهد المرأة التي يحبها وهي تدخل التابوت بسببه "‬
‫" لن تستطع جولييت حتى للحظة أن تفقد أنفاسها أمامي"‬
‫قال روميو بحزم ‪ ،‬هل هو بسبب كلامه خطرت تلك الفكرة ببالي ؟‪ ،‬بدت‬
‫كلماته وكأن و يليام يتحدث معي ‪ ،‬وكان قلبي ينبض بسرعة ‪ ،‬لم أكن متأكدة‬
‫مما إذا كان هذا النبض من التحفة أو وجه و يليام الذي ظهر بعقلي للتو ‪.‬‬
‫***‬
‫" جولييت !"‬
‫وقف و يليام أمام منزل الكابوليت ‪ ،‬وعندمت عدت بعد فراقي مع روميو ‪،‬‬
‫كان وجهه مليئا بالقلق ‪.‬‬
‫" لم يحدث أي شيء ؟‪ ،‬أنا متأكد من أنه لن يحدث ‪ ،‬لكنني أخشى أنني‬
‫كنت مخطًئا "‬
‫تسربت ابتسامة مني عندما رأيت و يليام يفحصني بعناية ‪ ،‬شعرت بلطف‬
‫غريب لأنه كان ينتظرني دون أن يتمكن من التخلص من مخاوفه حتى بعد‬
‫التأكد من ذلك ‪.‬‬
‫" لقد عدت "‬
‫قلت ذلك ‪ ،‬وفجأة ظهرت ابتسامة على وجهه ‪ ،‬وتوقف و يليام عن قلقه‬
‫وواجهني ‪.‬‬
‫" مرحبا ً بعودتكِ "‬
‫كان وجه و يليام ‪ ،‬الذي يواجهني ‪ ،‬يبتسم أيضًا بينما رد بصوت خافت ‪.‬‬
‫في اليوم التالي ‪ ،‬انتشر نعي روميو مونتيغيو في جميع أنحاء بيرنرك ‪ ،‬عائلة‬
‫المونتيغيو التي قدمت خبر النعي ‪ ،‬حتى والدتي لم تستطع تحمل تجاهله بعيدًا ‪ ،‬قبل‬
‫أن يكونوا أعداء الأسرة ‪ ،‬كانوا والدين لطفلا ً ‪ ،‬ما الذي يمكنها أن تجرؤ على‬
‫قوله أمام حزن الوالدين الذين مات طفلهم أولا ً ‪ ،‬أمي ‪ ،‬التي شربت كوب ًا من‬
‫الماء ‪ ،‬فتحت فمها كأنها تتنهد فقط بعد أن غادر الضيوف مقاعدهم تمام ًا ‪.‬‬
‫" لا أعرف ما إذا كان بإمكاننا الذهاب حق ًا ‪ ،‬أتساءل عما إذا زرتهم فأنهم‬
‫سيشعر بالضيق بالفعل وستزيد الأجواء سوءًا "‬
‫" أنا متأكدة من أنكِ دعوتيني لأنكِ أردتني أن آتي معكِ ‪ ،‬فصر المونتيغيو‬
‫مكان ًا سيء ‪ ،‬لذا سأتي معكِ وأر يحكِ "‬
‫لقد عزيت والدتي ‪ ،‬ولا أعرف ما إذا كان المونتيغيو يريدون حق ًا مواساتنا‬
‫‪ ،‬كانت أمي تغمغم بقلق لعدم قدرتها على تجاهر الأمر ‪ ،‬في الواقع ‪ ،‬لو كان‬
‫الأمر طبيعيًا ‪ ،‬لكانت الأم على حق ‪.‬‬
‫كان من الصواب اعتبار دعوة المونتيغيو إلى الكابوليت دعوة مجاملة أو‬
‫مبارزة متنكرة في هيئة دعوة ‪ ،‬كانت خيارات الكابوليت المدعوين إما تجاهل‬
‫الدعوة أو الاستعداد للمعركة والحضور ‪.‬‬
‫ولكن هذه المرة كان مختلفا ‪ ،‬أراد المونتيغيو بصدق حضور الكابوليت ‪ ،‬لأنه‬
‫سيكتب اسمي في وصية روميو ‪.‬‬
‫أنا وأمي وأبي نرتدي ملابس حداد وتوجهنا إلى قصر المونتيغيو ‪ ،‬كان الهدوء‬
‫داخل العربة ‪ ،‬كان أبي صامتًا كالمعتاد ‪ ،‬وبدت أمي مشوشة بين التعاطف مع‬
‫الوالدين الثكلى والعداء للمونتيغيو وفي النهاية مرت عربة كابوليت عبر بوابات‬
‫المونتيغيو كانت الخطوة الأولى نحو المصالحة ‪.‬‬
‫كان قصر المونتيغيو مليًئا بالناس ‪ ،‬يبدو أن جميع سكان بيرنرك مجتمعون هنا‬
‫‪ ،‬في الواقع ‪ ،‬كانت جنازة عائلة مشهورة هي التي قسمت المنطقة ‪ ،‬وأعجبت‬
‫قليلا من الداخل ‪.‬‬
‫" جولييت "‬
‫سمعت صوت ينادي اسمي ‪ ،‬لقد كان صوت ًا اعتدت على معرفته دون حتى‬
‫الألتفات ‪ ،‬وأومأت برأسي إلى و يليام وأكملت طر يقي مرة أخرى ‪.‬‬
‫لم يكن اختيار ًا جيدًا أن أكون ودودة ً مع و يليام في موقف لا أعرف فيه‬
‫متى قد تجدني عائلة المونتيغيو ‪ ،‬فوصية روميو مكتوب عليها اسمي ‪ ،‬لنكون أكثر‬
‫دقة ‪ '،‬الحياة التي لا يمكن عيشها مع جولييت لا تستحق العيش بعد الآن '‬
‫تمت كتابتها في وصيته بكلمات قاسية إلى حد ما ‪.‬‬
‫في ظل هذا الظرف ‪ ،‬إذا رأى أحدهم جولييت تغازل رجل ًا آخر ‪ ،‬فلن‬
‫يميل رئيس العائلو كثير ًا للتصالح مع الكابوليت ‪ ،‬حتى لو كانت رغبة ابنه ‪.‬‬
‫كما لو كان يفهم المعنى ‪ ،‬غادر و يليام على الفور ‪ ،‬ولكن ‪ ،‬مثل الجرو‬
‫المهجور ‪ ،‬يمكن الشعور بطاقة متجهمه خلف ظهره ‪ ،‬وخرج من فمي شيء‬
‫غريب بين الضحك والتنهد ‪ ،‬سأضطر إلى مواساته لاحق ًا ‪.‬‬
‫في الوقت الذي حاولت فيه تعديل تعبيري ‪ ،‬ظهرت عائلة المونتيغيو أخير ًا‬
‫أمام الحشد ‪ ،‬كان مظهره والد روميو شاحبًا لدرجة أنه كان من المستحيل‬
‫تخيل أنه هو نفس الشخص غريب الأطوار الذي رأيته في قاعة المحكمة قبل‬
‫بضعة أيام ‪.‬‬
‫الفصل الثاني والعشرين‬

‫بعد أن قام بتوديع روميو وشكر المعزين ‪ ،‬توقف للحظة ‪ ،‬تم تثبيت عيون رئيس‬
‫المونتيغيو علي ‪ ،‬كان واضحًا على وجهه أنه لا يريد رؤيتي ‪ ،‬كانت عيناه مليئة‬
‫كاف لتغطية كل ذلك ‪ ،‬لكنه لم يرفع عينيه‬
‫ٍ‬ ‫بالاستياء تجاهي وشعوره بالذنب‬
‫عني ‪ ،‬وفتح فمه ببطء ‪.‬‬
‫" موت روميو جاء بسببي "‬
‫على حد تعبير رئيس عائلة المونتيغيو ‪ ،‬تمتم المعزين بصوت ًا عالي ‪ ،‬ولكن‬
‫واصل رئيس عائلة المونتيغيو دون تفسير ‪.‬‬
‫" حدثت وفاة ابني بسبب الخلاف بين المونتيغيو والكابوليت ‪ ،‬ولقد أتيحت‬
‫لي الفرصة للتصالح مع اقتراح رئيس عائلة الكابوليت ‪ ،‬لكنني المسؤول الأكبر‬
‫عن رفضها في النهاية "‬
‫بدا أن المعزين يتساءلون عن سبب وفاة روميو بسبب عداء بين العائلتين ‪،‬‬
‫لكن لم يستطع أحد سؤاله ‪ ،‬فقط أبي قسى وجهه كما لو أنه لاحظ شيًئا ‪.‬‬
‫" أطلب بكل احترام المصالحة مع رئيس عائلة الكابوليت هنا "‬
‫ركض وخز في عمودي الفقري ‪ ،‬كانت العملية ناجحة ‪ ،‬كان ذلك أول‬
‫طعم لي للنجاح الكامل منذ أن بدأت التحفة ‪ ،‬أدرت رأسي بعيدًا عن رئيس‬
‫عائلة المونتيغيو ‪ ،‬وشعرت أنني على وشك الضحك ‪ ،‬لكن هذا كان خطأ ‪،‬‬
‫عندما أدرت رأسي ‪ ،‬علق مشهد في مجال رؤيتي ‪.‬‬
‫امرأة جميلة ملفوفة في ثوب حداد أسود ‪ ،‬وتعض شفتها وتحدق إلى الأمام‬
‫مباشرة ‪ ،‬ملأت الدموع عينيها لكنها لم تتدفق ‪ ،‬لقد كانت روزالين ‪ ،‬عاشقة‬
‫روميو الحقيقية ‪.‬‬
‫بطر يقة ما شعرت بالرغبة في الهروب ‪ ،‬وأخير ًا أحنيت رأسي ‪ ،‬ولم يعد‬
‫هناك المزيد من الشعور بالضحك ‪.‬‬
‫" سأقبل المصالحة "‬
‫انتشر صوت الأب المنخفض بكامل المكان ‪ ،‬هذه هي الطر يقة التي انتهى‬
‫بها الخلاف بين الكابوليت والمونتيغيو ‪.‬‬
‫***‬
‫كان الجو في المنزل ثقيل ًا ‪ ،‬بعد أن ذهبت إلى الجنازة أمس ‪ ،‬بدا أن والدتي‬
‫لاحظت العلاقة بيني وبين روميو ‪ ،‬فلقد كنت أجذب انتباه الجميع كقنبلة‬
‫موقوتة لا تعرف متى تنفجر ‪.‬‬
‫لقد أغلقت على نفسي في غرفتي لتجنب عيون الناس الحزينة ‪ ،‬ولكن على‬
‫العكس من ذلك ‪ ،‬بدا أنني أحمل المزيد من التعاطف ‪ ،‬فأنتحار عاشقي بعد‬
‫الانفصال بسبب معارضة الأسرة ‪ ،‬كان هناك سبب وجيه للشفقة علي ‪ ،‬لكن‬
‫هذا انتهى طالما استمر حتى اليوم ‪.‬‬
‫الليلة ‪ ،‬روميو سيعود إلى الحياة ‪ ،‬بينما كنت آمل أن تأتي النهاية عاجلا ً ‪،‬‬
‫شعرت بنفاد صبر مع مرور الوقت ‪ ،‬روميو المُقام سينتظرني في المكان الموعود ‪،‬‬
‫ولن أخرج لأنني لم يكن لدي قلب لأفعل شيًئا مع روميو والهروب لأجل‬
‫الحب ‪.‬‬
‫لكن لا يسعني إلا القلق ‪ ،‬فخيانة الشخص الآخر الذي أعتقدت بأنه عاشق ًا‬
‫لك لدرجة موافقتك للدخول والخروج من التابوت لأجله ليست شيًئا جيدًا ‪،‬‬
‫وشعرت وكأنني أصبحت بشكل غير متوقع شريرة ً نادرة ً ‪.‬‬
‫أنت بخير ؟"‬
‫" آنستي ‪ ،‬هل ِ‬
‫المربية ‪ ،‬التي كانت تراقبني بقلق ‪ ،‬فتحت فمها بحذر ‪ ،‬وابتسمت لها‬
‫وأومأت برأسي ‪.‬‬
‫" هل يمكنكِ إحضار كوب ًا من الشاي ؟"‬
‫نظرت المربية إلى وجهي حتى النهاية وغادرت ‪ ،‬كان الليل قد حل بالفعل ‪،‬‬
‫حتى لو ذهبت الآن ‪ ،‬فلن أتمكن من الوصول على الوقت الذي وعدت به مع‬
‫روميو ‪.‬‬
‫حاولت تهدئة جسدي الذي ظل ينظر نحو نافذة الشرفة ‪ ،‬قبل مرور فترة‬
‫طو يلة ‪ ،‬أحضرت المربية الشاي ‪ ،‬وتناولت رشفة ً من الشاي ‪ ،‬كان لا مفر منه‬
‫‪ ،‬كان روميو مهم ًا للتوفيق بين العائلتين ‪ ،‬لكنني لم أحب ّه ‪ ،‬كان وعدًا وكل شيء‬
‫كان كذبة من البداية ‪.‬‬
‫" مربيتي ‪ ،‬هل يمكنكِ إحضار بعض الوجبات الخفيفة ؟"‬
‫" ليس من الجيد تناول الحلو يات في هذا الوقت "‬
‫غادرت المربية الغرفة وهي توبيخني ‪ ،‬بمجرد أن أغلقت المربية الباب ‪ ،‬قمت‬
‫من مكاني ‪ ،‬ومن ثم حزمت معطفي وخرجت إلى الشرفة ‪.‬‬
‫لم أكن أعرف حتى ما كنت أفكر فيه ‪ ،‬لم يكن لدي أي نية لترك روميو‬
‫وبيرنرك ‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬على الأقل أردت أن أعتذر ‪.‬‬
‫مزقت الستارة وربطتها بدرابزين الشرفة ‪ ،‬تمسكت بالستائر ‪ ،‬وقفزت من‬
‫فوق الدرابزين ‪ ،‬وبهذه الطر يقة ‪ ،‬نزلت على قدمي ‪ ،‬نملت أصابع قدمي ‪،‬‬
‫حاولت رفع جفوني التي كانت مغلقة من تلقاء نفسها ‪ ،‬ونزلت بعناية ‪ ،‬وأخير ًا‬
‫لمست الأرض بقدمي ‪ ،‬وبدأت في الجري ‪.‬‬
‫لم أستطع إخباره بكل شيء ‪ ،‬حتى لو اعتذرت ‪ ،‬فسيتم تغطيتها بأكاذيب‬
‫على أي حال ‪ ،‬لكن ما زلت أريد أن أقول إنني آسفة ‪ ،‬كان هذا الحد الأدنى‬
‫من المجاملة لشخص وقع في حبي دون معرفة أي شيء ‪.‬‬
‫لم أستطع قول الحقيقة ‪ ،‬لكن كان علي أن أخبره أنني غيرت رأيي وأنني لا‬
‫أستطيع أن أتبعه ‪ ،‬وأرسله إلى المنزل ‪ ،‬لا يمكنني أن جعله ينتظر طوال اليوم‬
‫عندما لم أكن قادمة ً ‪ ،‬حتى لو كانت المشاعر الكاذبة هي التي تحركه ‪،‬‬
‫وركضت دون توقف ‪ ،‬وأخيرا ً ‪ ،‬رأيت روميو ينتظرني‬
‫" روميو "‬
‫حبست أنفاسي وصرخت باسمه ‪ ،‬ابتسم روميو بشكل مشرق واستدار نحوي‬
‫‪ ،‬دفعته بعيدًا عندما حاول معانقي ‪ ،‬وقلت له ما أردت ‪ ،‬فأنا لم أعد أحبه ولا‬
‫يمكنني الذهاب معه واختفت ابتسامة روميو في لحظة ‪.‬‬
‫" اذهب للمنزل "‬
‫وأدرت ظهري له فهو لن يغادر ما لم أغادر أولا ً ‪.‬‬
‫" جولييت ‪ ،‬أنا ما زلت أحب ّكِ "‬
‫جاءت إجابة روميو من الخلف ‪ ،‬وكان حزينًا جدًا ‪.‬‬
‫***‬
‫انتشرت قيامة روميو في جميع أنحاء بيرنرك أسرع من وفاته ‪ ،‬لحسن الحظ ‪،‬‬
‫لم تفعل عائلة المونتيغيو أي شيء تافه للتراجع عن المصالحة لمجرد قيام ابنهم ‪،‬‬
‫كان من حسن الحظ ‪ ،‬وتناولت رشفة من الشاي وتمتمت بكلمات الراحة‬
‫لنفسي ‪.‬‬
‫كان وقت الشاي مع و يليام ‪ ،‬الذي زار الكابوليت كخيطبي ‪ ،‬على قدم‬
‫وساق ‪.‬‬
‫" لقد انتهى الأمر حق ًا الآن ‪:‬‬
‫قال و يليام وهو يتمتم ‪ ،‬ربما كان مرتاح ًا أكثر مما كنت عليه في هذه اللحظة ‪،‬‬
‫لأن المشكلة التي كتبتها في النص قد تم حلها أخير ًا ‪.‬‬
‫" آنستي ‪ ،‬رب الأسرة يناديكِ "‬
‫كنت أستمتع بوقتي الذي طال انتظاره ‪ ،‬لكن مربية أسرعت لتجدني ‪،‬‬
‫ونظرت إليها بتعبير مرتبك ‪.‬‬
‫ك بمناداتي على الرغم من علمه بوجود ضيف ؟"‬
‫" أبي ؟‪ ،‬هل أخبر ِ‬
‫" نعم ‪ ،‬لقد طلب منكِ الحضور في أسرع وقت ممكن "‬
‫لم أفهم تمام ًا ‪ ،‬لكنني أومأت برأسي ‪ ،‬كان و يليام ‪ ،‬الذي كان يستمع إلى‬
‫القصة ‪ ،‬يستعد للعودة ‪.‬‬
‫" و يليام ‪ ،‬أنا آسفة ‪ ،‬سأراك في المرة القادمة "‬
‫" سأتي في يوم ًا آخر "‬
‫أجاب و يليام بابتسامة ‪ ،‬وأنا أيضا ابتسمت قليلا ‪ ،‬في مرحلة ما ‪ ،‬أصبح‬
‫من الطبيعي أن يزورني ‪ ،‬هل سأتزوج منه هكذا ؟‪ ،‬أسئلة غير متوقعة ملأت‬
‫رأسي ‪.‬‬
‫" لقد أحضرت الآنسة "‬
‫قبل أن أعرف ذلك ‪ ،‬كنت أمام مكتب والدي ‪ ،‬دخلت الغرفة بحذر ‪،‬‬
‫ورآني والدي ووضع القلم جانبا ً ‪.‬‬
‫كنت تقابلين و يليام شكسبير ؟‪:‬‬
‫ِ‬ ‫" جولييت ‪ ،‬هل‬
‫سأل والدي سؤالا غير متوقع ‪.‬‬
‫" نعم ‪ ،‬لأنه خطيبي "‬
‫عند إجابتي ‪ ،‬نظر إليّ والدي بتعبير قاتم ‪ ،‬ومن ثم فتح فمه بتردد ‪ ،‬أن أبي‬
‫كان متردد ًا ‪،‬كنت غير قادرة بشكل متزايد على التنبؤ بما سيقوله والدي ‪.‬‬
‫كنت ترغبين في ذلك ‪ ،‬فسوف أقطع خطوبتكِ مع وليام شكسبير "‬
‫ِ‬ ‫" إذا‬
‫" ماذا ؟"‬
‫بعد تردد طو يل ‪ ،‬ما قاله والدي كان شيًئا لم أفكر فيه من قبل ‪ ،‬واستمر‬
‫والدي في تجاهل ردة فعلي المفاجئة ‪.‬‬
‫" بعد أن تصالح المونتيغيو وااكابوليت ‪ ،‬يمكنكِ الآن أن تتزوجي من تريدين‬
‫"‬
‫بعد قليل أدركت ما كان والدي يحاول قوله ‪.‬‬
‫أردت ‪ ،‬يمكنكِ الزواج من روميو كما تريدين "‬
‫ِ‬ ‫" إذا‬
‫لم يتم حل ' كل ' المشكلة بعد ‪.‬‬
‫***‬
‫" التحفة موجودة "‬
‫جاءت الإجابة ‪ ،‬التي كانت متوقعة إلى حد ما ‪ ،‬بعزم أكبر بكثير مما كان‬
‫متوقعا ‪.‬‬
‫حب روميو لجولييت هو مقدمة المسرحية بأكملها ‪ ،‬إذا قمت بتغييره كما‬
‫ّ‬ ‫"‬
‫أشاء ‪ ،‬فسنواجه بالتأكيد مشاكل "‬
‫حب‬
‫يبدو أنه لا توجد طر يقة سهلة للذهاب ‪ ،‬كانت كتابة ' روميو لا ي ّ‬
‫جولييت ' على التحفة هي أفضل طر يقة لفك الزواج ‪ ،‬لكنها كانت أيضًا‬
‫واحدة لم أكن أتوقع أن تنجح فيها ‪.‬‬
‫" إذا أخبرت والدي أنني لن أتزوجه ‪ ،‬فلن يجبرني على ذلك ‪ ...‬لكن‬
‫المصالحة بين الكابوليت والمونتيغيو ‪ ،‬والتي تم تحقيقها في أحسن الأحوال ‪،‬‬
‫ستعود أيضًا كما كانت "‬
‫إذا كانت المرأة التي أحب ّت ابنه لدرجة أنه قضى على حياته قد ركلت ابنه‬
‫برفق ‪ ،‬فلن يتمكن من النظر إلي بعيون جيدة ‪ ،‬وغني عن القول ‪ ،‬أن رجل ًا‬
‫شديد الغضب مثل رئيس عائلة المونتيغيو ‪ ،‬فسيلغي المصالحة ‪.‬‬
‫" ألا يوجد حق ًا خيار سوى الزواج ؟"‬
‫عند كلماتي التي خرجت وكأنها متذمرة ‪ ،‬أوقف و يليام كل حركاته ‪.‬‬
‫" على أي حال ‪ ،‬لم أعد في خطر الموت ‪ ،‬وسيكون من الأسهل بالنسبة لي‬
‫الزواج من تقسيم المنطقة بأكملها إلى نصفين والقتال ‪ ،‬إذا كنت أفكر في الأمر‬
‫عادة على أنه زواج مرتب ‪ ،‬فلا شيء مميز "‬
‫" نعم ‪ ...‬إنه كذلك "‬
‫عبس و يليام كما لو كان يحاول الفهم ‪ ،‬لكنه بعد ذلك قام بتصويب وجهه‬
‫ونظر في عيني ‪ ،‬كانت نظرة حازمة ‪ ،‬كما لو أنه قرر شيًئا ما ‪.‬‬
‫" ولكن أتمنى ألا تفعلين "‬
‫في بعض الأحيان ‪ ،‬عندما نظر إلي و يليام مباشرة بهذه الطر يقة ‪ ،‬شعرت‬
‫دائمًا بالحرج إلى حد ما ‪ ،‬هذه المرة لم تكن استثناء ' ليس بيدي حيله ' أو '‬
‫هل هناك طر يقة أخرى ؟' ‪ ،‬إلخ ‪ ،‬على الرغم من أن هناك جبل ًا من الأشياء‬
‫لأقولها تتبادر إلى ذهني ‪ ،‬إلا أنني لم أستطع قولها ‪.‬‬
‫" أنا أيضًا لا أرغب في الزواج من روميو ‪ ،‬لذلك سأحاول "‬
‫أخير ًا قدمت إجابة غامضة إلى و يليام ‪ ،‬الذي كان ينتظر بصمت إجابتي ‪،‬‬
‫ض عن ذلك‪، .‬وفي النهاية ‪ ،‬شعرت بالرضا قليلا ً‬
‫وابتسم و يليام بخفة ‪ ،‬وكأنه را ٍ‬
‫عن تلك الابتسامة الجميلة ‪.‬‬
‫لقد كانت نزهة فريدة من نوعها ‪ ،‬حررتني قيامة روميو من هموم عائلتي ‪،‬‬
‫واستعدت أخير ًا الحر ية الكاملة ‪ ،‬ولم تعد مربيتي تنظر إلي بعيون قلقة ‪ ،‬ولم‬
‫يسألني أحد عن وجهتي في كل مرة أخرج فيها ‪.‬‬
‫كنت أتجول بلا هدف ‪ ،‬مستمتعة ً بصخب الشوارع ‪ ،‬عندما استمعت إلى‬
‫الأصوات الحية التي لا علاقة لي بها ‪ ،‬شعرت كما لو أن رأسي ‪ ،‬الذي كان‬
‫ملتوي ًا بشكل معقد ‪ ،‬أصبح أخف بكثير ‪.‬‬
‫" اختر هذه للعشاء ‪ ،‬فتكريمًا للمصالحة بين عائلة المونتيغيو وعائلة الكابوليت ‪،‬‬
‫سأقدم لك صفقة ‪ ،‬هل تصدق أنني سأبيعه لك بسعر رخيص جدًا ؟"‬
‫" الجو في الشوارع هذه الأيام جيد جدًا ‪ ،‬أنت لا تعرف كم هو سلمي لأنه‬
‫لا يوجد قتال صاخب "‬
‫وسط صخب الباعة الجائلين ‪ ،‬سمعت كلمات لطيفة ‪ ،‬يمكنني بالتأكيد أن‬
‫أشعر بما حققته في محادثات الناس ‪ ،‬قمت دون علمي بإمساك زاو ية فمي محاولا ً‬
‫منه الأبتسانة واقتربت من أحد الأكشاك ‪.‬‬
‫" الآنسة كابوليت ؟"‬
‫وعندما كنت على وشك الشراء من الكشك دعا أحدهم اسمي ‪.‬‬
‫الفصل الثالث والعشرين‬

‫" الأب لورانس ‪"...‬‬


‫لقد كان شخصً ا لم أتوقع رؤيته هنا ‪ ،‬حسنًا ‪ ،‬بغض النظر عن بُعد الكنيسة‬
‫في ضواحيها ‪ ،‬لم يكن هناك أي طر يقة لعدم توقف الكاهن عن ز يارة القر ية‬
‫على الإطلاق ‪.‬‬
‫ك"‬
‫" هكذا أرا ِ‬
‫ظل الأب لورانس يتحدث معي بنبرة معتدلة ‪ ،‬لكنه لم يخف مشاعره‬
‫المعقدة وأظهرها على وجهه ‪ ،‬بضمير مذنب ‪ ،‬أحنيت رأسي ‪.‬‬
‫" سمعت عنكِ من روميو "‬
‫" آسفة يا أبتي "‬
‫لم أكن أنوي الزواج من روميو أبد ًا ‪ ،‬لكن بالنسبة للأب لورانس قد أبدو‬
‫مجنونة ً ‪ ،‬لأنني تظاهرت بأنني سيموت إذا لم أستطع الزواج من روميو ‪ ،‬وخنته‬
‫بعد أن تم حل كل شيء ‪.‬‬
‫" ماذا حدث بحق خالق الجحيم ؟"‬
‫لكنه نظر إلي بقلق إلى حد ما ربما لم يكن ليتخيل أنني كنت سأرفض‬
‫روميو بمحض إرادتي ‪ ،‬ووخز ضميري ‪ ،‬كيف يمكنني خداع مثل هذا الشخص‬
‫اللطيف ؟‬
‫" كل ما في الأمر أنني غيرت رأيي ‪ ،‬آسفة "‬
‫اعتذرت مرة أخرى ‪ ،‬لم يكن هناك شيء لا يمكنني فعله لتقديم الأعذار‬
‫لهذا وذاك ‪ ،‬لكنني لم أرغب في الكذب بدون سبب ‪ ،‬كان هذا الحد الأدنى‬
‫من المجاملة تجاه الشخص الذي خدعته ‪.‬‬
‫نظر إليّ الأب لورانس في صمت للحظة ‪ ،‬بعد فترة وجيزة ‪ ،‬خفض رأسه‬
‫وتحدث معي بصوت ودود ‪.‬‬
‫" هل يمكن أن يكون كل شيء على ما يرام لبعض الوقت ؟"‬
‫أومأت ‪ ،‬إذا استمتعت بالثناء على ما فعلته ‪ ،‬فقد استحق توبيخ ما فعلته ‪.‬‬
‫أحضرني الأب لورانس إلى الكاتدرائية ‪ ،‬ربما كان يظن أنني سأقدم إجابة‬
‫صادقة في الكاتدرائية ‪ ،‬لكن لم يكن هناك شيء لأكون صادقة بشأنه ‪ ،‬أنا لا‬
‫أحب روميو ‪ ،‬كانت هذهالحقيقة ‪ ،‬لا شيء لأضيفه أو لأنقص منه ‪.‬‬
‫كان يوم ًا لا توجد فيه خدمة ‪ ،‬لذلك كانت الكنيسة فارغة ‪ ،‬خرجت من‬
‫الكاتدرائية الفارغة وأجرى الأب لورانس محادثة طو يلة ‪ ،‬في نهاية تلك المحادثة ‪،‬‬
‫أومأ الأب لورانس أخير ًا بالموافقة ‪.‬‬
‫" إنه شيء لا يمكن مساعدته في العلاقات الإنسانية "‬
‫كان وجهه لا يزال مليًئا بالمرارة ‪ ،‬لكنني حاولت أن أنظر بعيدًا ‪.‬‬
‫" فلتعودي إذن ‪:‬‬
‫في اللحظة التي كنت على وشك النهوض من مقعدي بعد المحادثة ‪ ،‬انفتح‬
‫باب الكاتدرائية ‪ ،‬عبست في ضوء التدفق المفاجئ ‪.‬‬
‫" جئت لأقدم الشكر "‬
‫قبل أن أتمكن حتى من فتح عينيّ العابستين ‪ ،‬سمعت صوت ًا مألوفًا وجلست‬
‫على الكرسي ‪ ،‬نصف واقفة ‪ ،‬ومن ثم أدرت رأسي بعيدًا عن الباب حتى لا‬
‫أرى وجهه ‪ ،‬عدم الاختباء تحت الكرسي كان أقصى درجات المجاملة التي‬
‫يمكنني إظهارها ‪.‬‬
‫" اعذرني ‪ ،‬جاءت الآنسة كابوليت في المقاعد الأولى "‬
‫بالطبع ‪ ،‬لم يكن الأمر أنها لم تتعرف علي حتى لو أدرت رأسي بعيدًا ‪ ،‬في‬
‫تحيتها المهذبة ‪ ،‬رفعت جسدي من على الكرسي ورحبت بها ‪.‬‬
‫" مرحبا آنسة روزالين "‬
‫إذا كنت سأعطي عنوان ًا لمذكرات اليوم ‪ ،‬فهل سيكون ' الموت من الشعور‬
‫بالذنب ' ؟‪ ،‬بدا أن التشنج يأتي من الابتسامة على وجهي ‪.‬‬
‫في الواقع ‪ ،‬لم أفعل شيًئا خاطًئا مع الآنسة روزالين ‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬لم تكن‬
‫العواطف منظمة بإحكام ‪.‬‬
‫كان وجه روزالين الذي رأيته في الجنازة لا يزال محفورا ً في ذهني ‪ ،‬إلى‬
‫جانب ذلك ‪ ،‬قالت إنها أتت لتقديم الشكر ‪ ،‬في هذه المرحلة ‪ ،‬كان من الواضح‬
‫أنها ستتلو صلاة الشكر ‪.‬‬
‫" كنت على وشك المغادرة ‪ ،‬إذن "‬
‫في كلامي ‪ ،‬أصبح تعبيرها أكثر راحة ‪ ،‬رؤيتي لأبتسامة روزالين جعلتني‬
‫أشعر بعدم الارتياح ‪ ،‬غادرت الكاتدرائية ببطء ‪ ،‬من خلال الفتحة الموجودة‬
‫في الباب المغلق ‪ ،‬استطعت أن أرى روزالين راكعة تحت تمثال السيدة العذراء‬
‫وهي تصلي ‪.‬‬
‫أضاءها الضوء المنعكس على الزجاج الملون وهي تضع يديها مع ًا في الصلاة ‪،‬‬
‫كان مشهد جميل ‪ ،‬ومن تلك النظرة رأيت احتمال ًا ‪.‬‬
‫" أنا أعرف ما الذي طلبته يا جولييت "‬
‫قبلت بسرعة الأوراق القليلة التي أعطاني إياها و يليام والتفت إلى و يليام‬
‫بابتسامة خجولة لأنني أصبحت خاطفة ً لسرقة الأوراق من يده ‪.‬‬
‫" شكرا لك و يليام ‪ ،‬كنت في حاجة إليها حق ًا ‪ ،‬لكنني لم أستطع أن أطلب‬
‫ذلك "‬
‫ك في أي‬
‫ك أنني سأساعد ِ‬
‫" لم يكن الأمر حتى مشكلة كبيرة ‪ ،‬فلقد قلت ل ِ‬
‫شيء "‬
‫" حتى لو لم تتمكن من كتابة تحفة سحر ية "‬
‫حسب كلماتي ‪ ،‬أعطاني و يليام على الفور تعبير ًا محير ًا ‪ ،‬و يليام لقد كان‬
‫رجلا ً يستحق المضايقة ‪.‬‬
‫" إذا كنت لن تستخدمها الآن ‪ ،‬أتمنى أنك لم تستخدمها من البداية "‬
‫)‬ ‫(للي ما فهم جولييت قاعدة تمازح و يليام وتلومه على كتابة النص 😂‬
‫" جولييت ‪ ،‬أنا آسف حق ًا "‬
‫كاد و يليام أن يبكي الآن ‪ ،‬وكبتت الضحك الذي كان على وشك أن يخرج‬
‫‪.‬‬
‫ك ؟"‬
‫" كيف لي أن أعتذر ل ِ‬
‫بينما قمت بقمع ضحكي ‪ ،‬أصبح و يليام يائس ًا أكثر فأكثر ‪ ،‬وعندما رأيته يبدو‬
‫وكأنه جرو ًا خائف ‪ ،‬انفجرت في الضحك ‪ ،‬كان علي أن أتوقف عن اللعب ‪،‬‬
‫فقد يبكي حقا بعد الآن ‪.‬‬
‫" إنها مجرد مزحة "‬
‫" ماذا ؟"‬
‫نظر إلي ‪ ،‬أنا التي انفجرت فجأة في الضحك ‪ ،‬في حيرة ‪ ،‬وسأل بصوت محير‬
‫‪.‬‬
‫" إنها مزحة ‪ ،‬لو لم يكتب و يليام التحفة ‪ ،‬لما عرفت أن والدي فكر بي بهذه‬
‫الطر يقة ‪ ،‬ولم أكن لأتمكن من حل أدنى خلاف بين المونتيغيو والكابوليت ‪،‬‬
‫حسنًا ‪ ،‬لا أعتقد أن هناك شعور ًا بحل المشاكل التافهة بعد تضخيمها كثير ًا "‬
‫و يليام ‪ ،‬الذي استعاد قوته ببطء عند كلماتي ‪ ،‬حزن مرة أخرى ‪ ،‬حق ًا ‪،‬‬
‫يجب أن أتوقف عن مضايقته ‪.‬‬
‫" ولو لم تكن هناك تحفة ‪ ،‬ألمك نكن لنلتقي قط ؟"‬
‫بعد كلامي ‪ ،‬نظر و يليام إلي ‪ ،‬وعلقت ابتسامة باهتة على وجهه ‪.‬‬
‫" قد تعتقدين أنه أمر مخجل ‪ ،‬لكن من أجل ذلك ‪ ،‬أنا أقدر حق ًا التحفة "‬
‫شعرت وكأنني أتعرض للهجوم في لحظة ‪ ،‬ودفنت رأسي في الورقة التي‬
‫أعطاني إياها لإخفاء خرجي ‪.‬‬
‫" ومن ثم سألتفت للحظة وأقرأ هذا "‬
‫حتى بعد أن انتهيت من الحديث ‪ ،‬لم أستطع رؤ ية الكتابة جيدًا ‪ ،‬في النهاية ‪،‬‬
‫كان علي إعادة قراءة السطر الأول ست مرات قبل أن أتمكن من التركيز على‬
‫الورقة ‪ ،‬وعندما ركزت على بضع أوراق ‪ ،‬تمكنت من القراءة حتى الصفحة‬
‫الأخيرة ‪ ،‬وابتسمت ببطء ‪ ،‬فالورقة التي أعطاني إياها أعطتني المعلومات التي‬
‫توقعتها وأريدها ‪.‬‬
‫" انه حقا عظيم بنسبة مئة في المئة ‪ ،‬أنا حق ًا فخور جدًا بذلك ‪ ،‬ولم يكن من‬
‫الصعب كتابته ‪ ،‬في الواقع ‪ ،‬كانت النتائج التي توصلت إليها هي نفسها التي قالها‬
‫الكاهن "‬
‫عندما تركت الورقة ‪ ،‬تحدث و يليام كما لو كان ينتظر ‪.‬‬
‫" شكرا ً جز يلا ً ‪ ،‬الآن يمكنني أن أفعل ما قررت القيام به "‬
‫" ماذا تحاولين أن تفعلي ؟"‬
‫نظر و يليام إلي وسألني بفضول ‪ ،‬عندما أفكر في الأمر ‪ ،‬لم يشرح و يليام‬
‫بالضبط ما كان سيفعله أيضًا ‪ ،‬اذا ابتسمت وأجبت ‪.‬‬
‫" سأرى الآنسة روزالين "‬
‫***‬
‫أمام قصر الآنسة روزالين ‪ ،‬أخذت نفسًا عميق ًا ‪ ،‬اليوم كنت سأفعل شيًئا‬
‫أقل من الفطرة السليمة هنا ‪ ،‬شعرت بأطراف أصابعي تبرد ‪ ،‬والتقطت أنفاسي‬
‫مرة أخرى وندهت لخادم القصر ‪ ،‬بدا الخادم متفاجًئا من الزائر الغير متوقع ‪،‬‬
‫لكنه سرعان ما قادني إلى القصر ‪.‬‬
‫" الآنسة جولييت ؟"‬
‫استقبلتني روزالين عندما أتيت بشكل غير متوقع ‪ ،‬وفتحت عينيها على‬
‫مصراعيها بدهشة ‪ ،‬لكنها بدت وكأنها عادت إلى رشدها بعد فترة وجيزة ‪،‬‬
‫ووفق ًا لقواعد السلوك ‪ ،‬جلستني على كرسي في غرفة الأستقبال ودعت الخادمة‬
‫لتقدم لي بعض الشاي ‪ ،‬لقد تأثرت قليلا ً بموقفها الطبيعي ‪ ،‬مثل تدفق المياه ‪،‬‬
‫ولكن كانت أيضًا مضيعة للوقت بالنسبة لروميو ‪.‬‬
‫" ماذا تفعلين هنا ؟"‬
‫عندما قدمت الخادمة الشاي ‪ ،‬فتحت روزالين فمها بحذر ‪ ،‬كانت نظرة من‬
‫عدم الراحة واضحة على وجهها ‪ ،‬وعضضت اللحم الرقيق داخل فمي ‪.‬‬
‫" جئت لأن لدي طلبًا "‬
‫حتى أنني اعتقدت أنه كان بيان ًا وقحاً ‪ ،‬مجرد استضافتي في منزلها هو كرم‬
‫عظيم ‪ ،‬ولكن لأتجرأ بأن أطلب منها خدمة ‪.‬‬
‫" ما هو طلبكِ ؟"‬
‫سألت روزالين بهدوء مفاجئ ‪ ،‬لم يكن هناك شيء مميز بشأن الطر يقة التي‬
‫كانت تشعر بها بعدم الارتياح معي ‪ ،‬لكنه على الأقل لم ترفضني أو تغضب مني‬
‫‪ ،‬بالنظر إلى الابتسامة القسر ية والكلام الجليل ‪ ،‬بدا أنها كانت تحاول معاملتي‬
‫بأقصى درجات اللباقة ‪ ،‬ابتلعت وفتحت فمي ‪.‬‬
‫ك فلتتزوجي من روميو "‬
‫" أرجو ِ‬
‫في لحظة ‪ ،‬بدا أن درجة الحرارة في الغرفة تنخفض ‪ ،‬واختفت الابتسامة من‬
‫وجه روزالين ‪.‬‬
‫ك من وقحة "‬
‫" يال ِ‬
‫قالت بصوت بارد ‪ ،‬وبدا أن وجهي يسخن ‪ ،‬كنت على دراية بمدى‬
‫وقاحتي ‪ ،‬لكن روزالين كانت الوحيدة القادرة على حل الوضع ‪.‬‬
‫" تعرفين أن روميو يحب ّكِ ‪ ،‬لذا هل تحاولين اللعب بعقلي ؟‪ ،‬حتى لو لم يكن‬
‫الأمر كذلك ‪ ،‬لا أعتقد أننا نمتلك علاقة تستحقين فيها التدخل في زواجي "‬
‫كان الشيء الصحيح للإشارة إلى أي مكان ‪ ،‬وهدأت كلماتها الهادئة قلبي‬
‫المرتعش مرة أخرى ‪ ،‬ما سأقوله هو أكثر وقاحة بكثير مما قلته من قبل ‪.‬‬
‫" لقد رفضت بالفعل روميو ‪ ،‬روميو مجرد وهم الآن "‬
‫أخرجت الأشياء التي أعددتها مسبق ًا ‪ ،‬كانت زجاجة عطر صغيرة ‪.‬‬
‫وضعت هذا العطر ‪ ،‬سيرى روميو فيكِ الشخص الذي يحب ّه أكثر من‬
‫ِ‬ ‫" إذا‬
‫غيره ‪ ،‬لذا ‪ ،‬سأذهب معكِ إلى الحفل دون تردد "‬
‫أنت ؟"‬
‫" هل تخبريني أن أخدعه لكي يتزوجني ‪ ،‬متظاهرة ً بأنني ِ‬
‫ارتجف صوت روزالين ‪ ،‬وتسلل الغضب على وجهها بينما تحطم القناع‬
‫البارد ‪.‬‬
‫" أرجو ان ترحلي "‬
‫" آنسة روزالين ‪ ،‬استمعي إلي "‬
‫حدقت روزالين في وجهي ‪،‬ل تنهمر الدموع في تلك العيون المليئة بالكراهية‬
‫الشديدة ‪.‬‬
‫" هل تحاولين إهانتي ؟"‬
‫هززت رأسي ‪ ،‬كان علي إقناعها بطر يقة ما ‪.‬‬
‫"الأمر ليس كذلك يا روزالين‪ .‬روميو لا يحبني‪ .‬لقد قبض عليه نوع من‬
‫اللعنة "‪.‬‬
‫ك مضحكة ً ؟"‬
‫" كلامكِ غير منطقي ‪ ،‬هل أبدو ل ِ‬
‫قصة التحفة ما زالت لم تخرج من فمي ‪ ،‬كنت أتساءل عما إذا كان بإمكاني‬
‫التحدث عن التحفة معها ‪ ،‬يبدو أنني لا أزال غير قادرة ً على التحدث إلى‬
‫الأشخاص الذين لم يدركوا السحر بمفردهم ‪ ،‬ولم أتمكن من إخبارها بأهم قصة‬
‫‪ ،‬لذلك استمررت الكذبات في الانتشار ‪.‬‬
‫ك بشيء‬
‫ك بكل شيء الآن ‪ ،‬لكني أعد ِ‬
‫" آنسة روزالين ‪ ،‬لا يمكنني إخبار ِ‬
‫واحد ‪ ،‬بعد الزفاف ‪ ،‬روميو لن يحبني بعد الآن ‪ ،‬وسوف ينسى كل ذكر يات‬
‫الاقتراب مني وسيعود لكونه روميو الخاص بكِ ‪ ،‬حق ًا "‬
‫ما زالت روزالين تنظر إلي بارتياب ‪ ،‬وبتردد فتحت فمها وسألتني ‪.‬‬
‫" هل يمكنكِ أن تقسمي ؟"‬
‫" بالطبع "‬
‫أومأت برأسي بحزم ‪ ،‬إذا سارت الأمور على ما يرام ‪ ،‬فسيعود كل شيء إلى‬
‫طبيعته ‪ ،‬أخذت روزالين نفسا عميقا ومن ثم واجهتني مباشرة ‪.‬‬
‫" إذا كان هذا البيان خاطًئا ‪ ،‬فسأفعل كل ما يلزم لأجعلكِ تدفعين مقابل‬
‫ذلك ‪ ،‬وعرضكِ لإهانة كهذه ‪ ،‬وسيكون من المخزي جدًا عدم الامتثال لها "‬
‫أكدت ‪ ،‬وأومأت لها برأسي ‪ ،‬حتى لو فكرت في الأمر ‪ ،‬فهذا اقتراح أقل‬
‫من الفطرة السليمة حق ًا ‪.‬‬
‫الفصل الرابع والعشرين‬

‫أرادت روزالين البحث في مكان آخر للحظة ‪ ،‬ومن ثم تابعت ‪.‬‬


‫تمكنت من تحمل العار وتحمل‬
‫ِ‬ ‫" لقد اعتقدت فقط أنه كان تبادل ًا مفيدًا إذا‬
‫الإهانات مرة واحدة وسيكون لي "‬
‫ارتجفت عيناها بشكل يرثى له ‪ ،‬ولم أستطع فعل ذلك حق ًا ‪ ،‬وحنيت رأسي‬
‫لها بصدق ‪.‬‬
‫" آنسة روزالين ‪ ،‬شكرا ً جز يلا ً ل ِ‬
‫ك ‪ ،‬وأنا أعتذر بصدق عن الكلمات الوقحة ‪،‬‬
‫عندما ينتهي كل شيء ‪ ،‬سيستيقظ روميو من الوهم ‪ ،‬سيعود إليكِ ‪ ،‬متناسيًا‬
‫أنه حتى أحب ّني "‬
‫" يجب أن يكون الأمر كذلك "‬
‫قالت روزالين ببرود ‪ ،‬كما لو أنها ما زالت لا تصدقني ‪ ،‬وابتسمت بمرارة‬
‫وأومأت برأسي ‪.‬‬
‫" سأتصل بكِ مرة أخرى بمجرد تحديد الوقت ‪ ،‬وسأترك هذه الزجاجة هنا "‬
‫قمت بوضع زجاجة العطر على المنضدة ‪ ،‬وغني عن القول أن العطر كان‬
‫التحفة ' الشخص المحبوب '‬
‫غادرت قصر روزالين وتوجهت مباشرة إلى منزل و يليام ‪ ،‬بعد القيام‬
‫بأصعب نقطة ‪ ،‬اضطررت إلى تنسيق بقية العمل ‪.‬‬
‫" مرحبًا آنسة جولييت "‬
‫استقبلني و يليام بشكل طبيعي وعدت بعد فترة وجيزة من انفصالنا ‪ ،‬لكن لم‬
‫يكن هناك أي بوادر مفاجأة ‪ ،‬حسنًا ‪ ،‬لم أعد غير معتادة ً على رؤيته عدة‬
‫مرات في اليوم ‪.‬‬
‫" هل سارت الأمور على ما يرام ؟"‬
‫" نعم ‪ ،‬الآن تم حل أكبر شيء ‪ ،‬كل ما تبقى هو السيطرة على المشاكل‬
‫الصغيرة "‬
‫" المشاكل الصغيرة ؟"‬
‫سأل و يليام بوجه فضولي ‪ ،‬وأومأت برأسي وأجبت ‪.‬‬
‫" نعم ‪ ،‬لهذا السبب ‪ ،‬أريد أن أطلب المساعدة من و يليام "‬
‫" ما الخطب ؟"‬
‫" أخبر روميو أنني أريد لقاًئا سري ًا معه "‬
‫اتسعت عيون و يليام لقد تحدثت دون تأخير ‪.‬‬
‫" وأريد أن يعتني و يليام بهذا اللقاء ‪ ،‬أي عذر سيكون جيد ‪ ،‬منذ أن قابلت‬
‫الأب لورانس آخر مرة ‪ ،‬يمكنك القول إنني ما زلت أشعر بالخجل من مقابلته‬
‫بسبب المحادثة التي أجريناها في ذلك الوقت ‪ ،‬إذا قلت إني محرجة لأنني كنت‬
‫متقلبة المزاج جدًا ‪ ،‬فسوف يتفهمون ذلك "‬
‫نظر إليّ و يليام كما لو أنه لا يستطيع فهم ما قلته ‪.‬‬
‫" روميو ‪ ،‬هل تنوين الزواج منه ؟"‬
‫" مستحيل "‬
‫في إجابتي الحاسمة ‪ ،‬وضع و يليام تعبيرا محيرا ‪ ،‬وفتحت فمي بابتسامة ‪.‬‬
‫" و يليام ‪ ،‬أليس احتمال المئة بالمئة مذهل ًا ؟"‬
‫" هل تتحدثين عن عمل الكاتدرائية ؟‪ ،‬إنه بالتأكيد أنجاز لا يصدق "‬
‫حتى عندما تغير الموضوع فجأة ‪ ،‬أجاب بثبات ‪ ،‬وأومأت ‪.‬‬
‫" نعم ‪ ،‬لذلك لا أريد أن أصدق ذلك ‪ ،‬لا يوجد شيء اسمه احتمال المئة‬
‫بالمئة "‬
‫" ماذا ؟"‬
‫" إذا كان هناك شيء مثل مئة بالمئة ‪ ،‬فإنه لم يعد احتمال ًا ‪ ،‬انه سحرًا "‬
‫" التحفة ‪"!...‬‬
‫فتح و يليام عينيه على اتساعهما ‪ ،‬كما لو أنه لاحظ ما كنت أقوله ‪.‬‬
‫قبل الذهاب إلى روزالين ‪ ،‬طلبت من و يليام التحقيق ‪ ،‬كم عدد الأزواج‬
‫الذين تزوجوا في كنيسة خارج القر ية منذ ‪ ٥٠‬عام ًا ولم ينفصلوا ؟‪ ،‬فعل و يليام‬
‫كما طلبت وفحص سجلات الزواج المحفوظة في الكاتدرائية ‪ ،‬والمثير للدهشة أن‬
‫النتيجة هي ‪ ١٠٠‬بالمئة ‪ ،‬وأصبحت الشكوك مؤكدة ‪.‬‬
‫" صحيح ‪ ،‬إن تمثال السيدة العذراء في الكاتدرائية هو بالتأكيد تحفة سحر ية "‬
‫عندما رأيت روزالين تصلي تحت تمثال العذراء ‪ ،‬تذكرت ما قاله الأب‬
‫لورانس ذات مرة ‪.‬‬
‫" لم يفترق الزوجان أمام تمثال السيدة العذراء مريم وعاشوا مع ًا في سعادة‬
‫أبدية "‬
‫إذا لم تكن مثل أسطورة بسيطة ‪ ،‬فقد كانت شيًئا غريبًا لقد مرت ‪ ٥٠‬عام ًا‬
‫على إحضار تمثال السيدة العذراء إلى الكاتدرائية ‪ ،‬قد تعتقد أنه ليس وقتًا‬
‫طو يلا ً ‪ ،‬ولكن حتى لو تزوج ‪ ٥‬أزواج فقط في شهر واحد ‪ ،‬و‪ ٦٠‬زوج ًا في‬
‫عام واحد ‪ ،‬و‪ ٦٠٠‬زوج ًا في ‪ ١٠‬سنوات ‪ ،‬و‪ ٣٠٠٠‬زوج ًا في ‪ ٥٠‬عام ًا ‪،‬‬
‫حتى لو لم يكن هذا هو نية الشخص ‪ ،‬كان هناك العديد من المتغيرات التي‬
‫يمكن أن تؤدي إلى تفكك الزوجين ‪ ،‬مثل سقوط العائلة أو نقل الميراث ‪ ،‬فألم‬
‫يتم محاولة إخراجي أنا وروميو من المنزل على الفور ؟‪ ،‬لقد كان احتمال ًا سخيف ًا‬
‫حق ًا أن يكون ‪ ٣٠٠٠‬زوج ًا مع ًا دون انفصالهم ‪.‬‬
‫" سأزوج روميو والآنسة روزالين أمام تمثال العذراء ذاك "‬
‫أنت تهدفين إلى نفس التأثير كما في ' الصداقة ' !"‬
‫" ِ‬
‫قال و يليام بصوت هائج قليلا ً ‪ ،‬وكانت الإجابة صحيحة ‪.‬‬
‫" روميو وجولييت هم الذين جعلوه يحب ّني ‪ ،‬مريم العذراء هي التي ستجعله‬
‫حب الآنسة روزالين ‪ ،‬عندما تصطدم التحفتان ‪ ،‬فإنهما بالتأكيد سوف‬
‫ي ّ‬
‫يكسران التعويذة ‪ ،‬لقد حصلت للتو على تعاون الآنسة روزالين ‪ ،‬الآنسة روزالين‬
‫‪ ،‬ستتنك ّرة بزيّ ستقسم على روميو بالحب الأبدي ‪ ،‬أمام تمثال العذراء "‬
‫كانت الخطة مثالية ‪ ،‬أثبتت عيون و يليام البراقة ذلك ‪ ،‬كان أعظم كاتب‬
‫مسرحي في عصره ‪ ،‬لم يكن هناك من طر يقة يمكن أن يكوم متحمسًا جدًا‬
‫لسينار يو معين ‪.‬‬
‫" هل يمكنني تحديد موعد مع روميو الآن ؟‪ ،‬فهو يحتاج إلى الخروج من‬
‫هذه التحفة بسرعة "‬
‫***‬
‫ك على تغيير رأيكِ ‪ ،‬عندما سمعت أنكِ تريدين‬
‫" جولييت ‪ ،‬شكرًا جز يلا ً ل ِ‬
‫الزواج مني ‪ ،‬شكرت الحاكم حق ًا ‪ ،‬أكثر من لحظة عودتي للحياة "‬
‫تردد صدى صوت روميو في العربة ذات الخشخشة ‪ ،‬تلا ذلك صمت قصير‬
‫قبل أن ينهي كلماته ‪ ،‬لمس روزالين التي كانت تجلس بجواري ‪ ،‬وكانت‬
‫روزالين ‪ ،‬وليست أنا ‪ ،‬هي التي اضطرت للإجابة على روميو ‪ ،‬نظرت إليها قليلا‬
‫بعصبية ‪ ،‬الشخص المحبوب لا يمكنه حتى تغيير صوتها ‪ ،‬كان على روزالين نفسها‬
‫أن تقوم بتعديل الصوت ‪.‬‬
‫" أنا آسفة لكوني متقلبة ‪ ،‬كان سبب رفضي لك من قبل لأنني لم أكن‬
‫مستعدة ً ‪ ،‬وليس لأنني لم أكن أحب ّك أبد ًا "‬
‫لقد كان تقليدًا صوتيًا مثاليًا بحيث لم يكن هناك ما يدعو للقلق ‪ ،‬وقامت‬
‫روزالين بقضم شفتها للحظة قبل أن تصدِّب إجابة ً رائعة ‪ ،‬ليس الأمر أنني لم‬
‫أكن أحب ّك من قبل ‪ ،‬لكن هذه الكلمات يجب أن تكون صادقة دون كذبة‬
‫واحدة ‪ ،‬نظر روميو إلى روزالين بعينين متحركتين وأخذ يديها ‪ ،‬عبست روزالين‬
‫للحظة ‪ ،‬كما لو كانت غير مرتاحة للوضع ‪ ،‬لكنها لم تترك يده ‪.‬‬
‫جلست في عربة ذات أربعة مقاعد مليئة بالأشخاص ‪ ،‬شعرت بالاختناق ‪،‬‬
‫وجلس و يليام ‪ ،‬الذي كان من المقرر أن يرأس ‪ ،‬بجانب روميو ‪ ،‬وجلست‬
‫بجانب روزالين ‪ ،‬بالطبع ‪ ،‬لقد تنكرت في زي خادمة روزالين حتى لا يتعرف‬
‫علي روميو ‪ ،‬في عينيه ‪ ،‬ستبدو روزالين مثلي ‪ ،‬لذا ما لم أرتكب خطأ فادح ًا ‪،‬‬
‫فلن أكون مكشوفة ً ‪.‬‬
‫حسنًا ‪ ،‬لحسن الحظ ‪ ،‬يبدو أن تأثير ' الشخص المحبوب ' تم تطبيقه بأمان‬
‫على روميو ‪ ،‬حدقت في روزالين التي كانت تجلس بجواري ‪ ،‬بالنسبة لي ‪،‬‬
‫كانت تبدو مثل روزالين فقط ‪.‬‬
‫لم يكن الأمر كذلك منذ البداية ‪ ،‬هذا الصباح ‪ ،‬عندما قامت برش '‬
‫الشخص المحبوب ' أمامي ‪ ،‬بدت بالتأكيد مثل روميو ‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬فإن صورة‬
‫روميو التي انعكست في عيني سرعان ما اهتزت واختفت مثل الضباب ‪.‬‬
‫وظهرت صورة ظلية غامضة ‪ ،‬كانت نفس الظاهرة التي رأيتها في دار المزاد‬
‫‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬اختفت الصورة الظلية أيضًا بعد فترة وجيزة ‪ ،‬بعد ذلك ‪ ،‬الشيء‬
‫الوحيد الذي يمكن أن تراه عيني هو وجه روزالين ‪.‬‬
‫" أنا مدين للسيد شكسبير بعد حفل الخطوبة ‪ ،‬شكرًا لك "‬
‫كان روميو هو الذي تحدث مرة أخرى ‪ ،‬كنت عصبيا بعض الشيء ‪،‬‬
‫لأكون صر يحة ً ‪ ،‬لم يكن لدي حتى شعرة من مهارات و يليام في التمثيل ‪.‬‬
‫" إنه لشرف لي أن أشارك في الاحتفال "‬
‫لقد فوجئت بالكلمات البليغة بشكل غير متوقع ‪ ،‬إلى أي مدى يمكن أن‬
‫يبرع الكاتب المسرحي بالتمثيل ؟‪ ،‬دون أن أدرك ذلك ‪ ،‬رفعت رأسي ونظرت‬
‫إلى وجهه ‪ ،‬وكدت أضحك ‪ ،‬وأدرت رأسي بسرعة لإخفاء وجهي ‪.‬‬
‫كم هو محظوظ روميو بالجلوس بجانب و يليام بدلا ً من الجلوس أمامه ‪ ،‬فلن‬
‫أكون قادرة ً على مواجهة هذا الوجه المتصلب ‪.‬‬
‫لاحظ و يليام نظري على ما يبدو ‪ ،‬ونظر أيضًا في اتجاهي ‪ ،‬ومن ثم ‪ ،‬لسبب‬
‫ما ‪ ،‬قام بتعبير محرج ‪ ،‬ومن ثم أدار رأسه مرة أخرى وظهر على وجهه الاحراج‬
‫الشديد ‪ ،‬لقد كان موقف ًا غريبًا بالنسبة لموضوع من شأنه أن يحرج الناس عادة ً‬
‫بالتحديق فيهم بهذه الطر يقة ‪.‬‬
‫حدقت فيه بنظرة ساخط ‪ ،‬لكنه لم يوجه رأسه نحوي أبد ًا حتى وصلنا إلى‬
‫الكنيسة ‪.‬‬
‫عندما وصلت العربة إلى الكنيسة ‪ ،‬مد روميو ‪ ،‬الذي كان أول من خرج‬
‫من العربة ‪ ،‬يده إلى روزالين ‪ ،‬وضعت روزالين يدها على يده وكأنها معتادة‬
‫عليها ونزلت من العربة ‪ ،‬بعد أن داس على الأرض ‪ ،‬استدار و يليام بشكل‬
‫طبيعي ‪.‬‬
‫بعد أن أدركت ما كان على وشك القيام به ‪ ،‬قمت برسم ‪ X‬بأصابعي بشكل‬
‫يائس لإبقاء روميو بعيدًا عن الأنظار ‪ ،‬هل هناك أي قانون في العالم لمرافقة‬
‫خادمة باحترام ؟‬
‫إذا لم يتقدم روميو إلى الأمام ‪ ،‬لكان عليه أن ينزل أولا ً و يأخذ روزالين ‪،‬‬
‫لاحظ و يليام إشارتي اليائسة واستدار مرة أخرى ‪ ،‬ونظر إليه روميو بفضول ‪.‬‬
‫" لقد أسقطت منديلي ‪ ،‬هاها "‬
‫أردت أن أضحك بشدة ‪ ،‬وأخرج و يليام منديل ًا لم يخرج من جيبه أبد ًا‬
‫بشكل محرج ‪.‬‬
‫" هاهاهاها ‪ ،‬لديك جانب أضعف مما أعتقد "‬
‫ضحك روميو كما لو أنه لم يلاحظ أي شيء ‪ ،‬هاهاهاهاها ‪ ،‬البهجة ‪ ،‬أو‬
‫التظاهر بالبهجة ‪ ،‬تردد صدى ضحك و يليام ‪.‬‬
‫هززت رأسي بحماس ‪ ،‬وبالمثل ‪ ،‬كان الأمر كما لو أن أعيني التقتا بروزالين ‪،‬‬
‫التي كانت تقدم تعبير ًا معقدًا ‪ ،‬حولت نظرتي إلى و يليام ‪ ،‬الذي كان لا يزال‬
‫يصحك بشكل غريب ‪ ،‬لسبب ما ‪ ،‬انتشرت ابتسامة على وجهي ‪.‬‬
‫" من الأفضل أن ندخل الكنيسة قريبًا "‬
‫كما لو أنه سئم من الضحك القسري ‪ ،‬غير و يليام كلماته على عجل ‪ ،‬وأومأ‬
‫روميو برأسه بقوة ‪.‬‬
‫" صحيح ‪ ،‬لا يمكنني تأجيل زواجي من جولييت أكثر من ذلك "‬
‫في تلك اللحظة ‪ ،‬كان الجميع باستثناء تعبير روميو مشوه ًا بعض الشيء ‪ ،‬لكن‬
‫لم يكن هناك من يظهر الكراهية ‪ ،‬وقاد روميو الطر يق ‪ ،‬وسارت روزالين بجانبه‬
‫‪ ،‬وتواكبه ‪ ،‬وتابعت عن كثب وراء روزالين ‪.‬‬
‫عند رؤ ية هذا ‪ ،‬بدا و يليام ‪ ،‬لسبب ما ‪ ،‬مرعوب ًا مرة أخرى وأدار رأسه‬
‫بعيدًا ‪ ،‬ونظرت إلى الأمام ‪ ،‬كان روميو وروزالين بالفعل في عالمهما الخاص ‪،‬‬
‫لا يوجد شيء يمكن الإمساك بهم ‪ ،‬وانزلقت بعيدًا عنهم واقتربت من و يليام ‪.‬‬
‫" لماذا تستمر في تجنبي؟"‬
‫بغض النظر عن مدى انغماس الاثنين في عوالم مختلفة ‪ ،‬لم يكن هناك أي‬
‫طر يقة لروميو أن يعتقد أنه من الغريب أن تترك خادمة مالكتها بمفردها لفترة‬
‫طو يلة ‪ ،‬وسألت وأنا أمشي إلى الأمام مباشرة ‪.‬‬
‫" أنا ؟"‬
‫سأل و يليام كما لو كان يتحدث عن شيء ما ‪ ،‬لقد وضع تعابير محيرة ‪ ،‬لكنه‬
‫بالتأكيد لم يتجنبني الآن بدلا من ذلك ‪ ،‬كالعادة ‪ ،‬كان ينظر إلي مثل جرو‬
‫يبحث عن الطعام ‪.‬‬
‫ما الفرق بين هذا الموقف والان ؟‪ ،‬نظرت إلى و يليام كشخص مشبوه ‪،‬‬
‫لكنه كان لديه وجه شخص لم يفهم ‪.‬‬
‫" بالتأكيد ليس الآن ‪ ،‬في العربة ‪ ،‬عندما مشيت للتو خلف روزالين ‪،‬‬
‫أدرت رأسك بعيدًا مثل شخص رأى الشيء الخطأ "‬
‫" آه ‪ ،‬هذا ‪:‬‬
‫كان و يليام على وشك أن يقول شيًئا ‪ ،‬كما لو أنه فهم أخير ًا ‪ ،‬لكنه سرعان‬
‫ما أغلق فمه مرة أخرى ‪ ،‬ومن ثم ‪ ،‬لسبب ما ‪ ،‬كان وجهه أحمر ‪ ،‬شيًئا فشيًئا لم‬
‫أستطع فهمه ‪.‬‬
‫" ما الخطب ؟"‬
‫" هذا ‪"...‬‬
‫أصبح وجه و يليام باللون الأحمر ‪ ،‬لكن سرعان ما فتح فمه ‪ ،‬كما لو أنه اتخذ‬
‫قراره ‪.‬‬
‫" روزالين رشت ' الشخص المحبوب '‪ ،‬لذلك عندما أكون مع الآنسة‬
‫روزالين ‪ ،‬يبدو أن أمامي الأثنين من جولييت ‪ ،‬لذلك لا تتفاجأي "‬
‫بعد تردده كثيرا ‪ ،‬بدأ يتحدث دون تردد ‪.‬‬
‫الفصل الخامس والعشرين (نهاية القصة الرئيسية)‬

‫كان ينظر إلي بعيون حر يصة ‪ ،‬وجه متورد وعيون حر يصة ‪ ،‬في كل مكان‬
‫نظرت إليه ‪ ،‬كان يبدو وكأنه أمير ‪ ،‬لكنني لم أستطع رؤ ية أي شيء سوى جرو‬
‫يحمله طفل ًا رضيع ًا ‪ ،‬لذلك انفجرت في الضحك دون أن أدرك ذلك ‪.‬‬
‫نظر إلي بوجه مصدوم ‪ ،‬لم يعجبني هذا المظهر الغبي ‪ ،‬ولكني لم أكره‬
‫الطر يقة التي اعتنى بها بي أولا ً ‪ ،‬متناسية ً الاستراتيجية ‪ ،‬ووليام ‪ ،‬الذي كان‬
‫يعتني بي دائمًا حتى لو لم يكن هناك سحر ‪ ،‬كانت جيدة ‪.‬‬
‫" بعد ذلك ‪ ،‬سوف أعد حفل الزواج "‬
‫كانت الكنيسة ‪ ،‬كما طلب مسبق ًا ‪ ،‬فارغة ‪ ،‬أنهى و يليام حديثه وتوجه‬
‫مباشرة إلى غرفة الكاهن ‪ ،‬في الأصل ‪ ،‬كان هذا هو المكان الذي بقي فيه‬
‫الأب لورانس دائمًا ‪ ،‬ولكن اليوم فقط ‪ ،‬كان و يليام يحل محله ‪.‬‬
‫" سأغير ملابسي وأعود ‪ ،‬روميو ‪ ،‬أعتقد أنه يمكنك استخدام غرفة الانتظار‬
‫هناك "‬
‫" أنا أأسف للمغادرتكِ ولو للحظة ‪ ،‬ولكن من أجل الزواج بكِ ‪ ،‬علي أن‬
‫أتحمل ‪ ،‬لذل سأنتظر منكِ أن تعودي جميلة ً كالعادة "‬
‫تركت تنهيدة صغيرة عندما رأيت روميو يتحدث عن انفصال استمر أقل من‬
‫ساعة كما لو كان عام ًا أو عامين ‪ ،‬قامت روزالين بتهدئته بلطف قبل المضي قدم ًا‬
‫‪ ،‬كما أنني تابعتُها إلى غرفة الانتظار ‪.‬‬
‫" هل هذا سيعيد كل شيء إلى طبيعته مع هذا الزفاف ؟"‬
‫جلست روزالين على كرسي في غرفة الانتظار وسألتني ‪ ،‬لقد كان لديها‬
‫وجه ًا متعبًا ‪.‬‬
‫" بالطبع ‪ ،‬نحن فقط بحاجة لإنهاء هذا الزفاف بأمان "‬
‫أجبتها بحزم ‪ ،‬وأومأت روزالين برأسها ‪.‬‬
‫" هذا يكفي ‪ ،‬في الحقيقة ‪ ،‬تمثيل شخصية الآنسة كابوليت أمام الآنسة‬
‫كابوليت ‪ ...‬الأمر ليس ممتع ًا للغاية ‪ ،‬ولكن يبدو أنه تجاوز الأمر "‬
‫بعد التحدث ‪ ،‬بدأت روزالين في الاستعداد بسرعة ‪ ،‬فستان زفاف أبيض‬
‫من الريش ‪ ،‬حجاب يغطي وجهها ‪ ،‬وإكليل حيوي مصنوع من أزهار بر ية‬
‫مختلفة ‪ ،‬وأخذت مظهر العروس واحدا تلو الآخر ‪ ،‬وكانت روزالين ‪ ،‬التي‬
‫كانت مستعدة ‪ ،‬جميلة ‪ ،‬جميلة ً ‪ ،‬لا توجد طر يقة أخرى لوصفها بخلاف تلك‬
‫الكلمة الواحدة ‪.‬‬
‫كان فستان الزفاف يتماشى مع بشرتها البيضاء كما لو كانوا جسدًا واحدًا ‪،‬‬
‫والصورة الظلية التي تم رؤيتها من خلال الحجاب جعلتني أشعر بالفضول بشأن‬
‫الوجه بداخله ‪ ،‬يبدو أن الزهور البر ية في إكليل الزهور قد أزهرت فيها منذ‬
‫البداية ‪.‬‬
‫كانت حقا عروسًا جميلة ً ‪ ،‬وربما بالنسبة لشخص ما ‪ ،‬ستكون أغلى عروس‬
‫في العالم ‪ ،‬كان لابد من تحرير روميو من السحر ‪ ،‬لأجل لعروسه الوحيدة ‪.‬‬
‫" هل نخرج قريبًا ؟"‬
‫لم يكن لدي ما أفعله ‪ ،‬لدرجة أنني شعرت بالحرج من التظاهر بأنني خادمة‬
‫‪ ،‬وروزالين ‪ ،‬التي أنهت تحضيرها نفسها ‪ ،‬اقتربت مني ومدت يدها ‪ ،‬أمسكت‬
‫بيدها برفق ورافقتها ‪ ،‬بصفتي الآنسة الوحيدة التي رافقت العروس ‪ ،‬كانت‬
‫وظيفتي هي اصطحاب العروس إلى المكان الذي التقت فيه بالعريس ‪.‬‬
‫عندما غادرت غرفة الانتظار ‪ ،‬رأيت ظهر روميو يقف بالفعل أمام تمثال‬
‫مريم العذراء ‪ ،‬كان و يليام ينتظرنا أيضًا على طاولة المكتب ‪ ،‬وأحضرت‬
‫روزالين بأمان بجوار روميو وذهبت على الجانب ‪ ،‬بدأ الزفاف ‪.‬‬
‫" هل يقسم روميو العريس أن يحب العروس التي بجانبه إلى الأبد ؟"‬
‫وأخير ًا ‪ ،‬حانت اللحظة التي كنا ننتظرها ‪ ،‬كان هذا أيضًا السبب الذي دفع‬
‫و يليام إلى تولي منصب رسمي ‪ ،‬إذا قال الأب لورانس ' الآنسة جولييت '‪،‬‬
‫فسيكون مثل روميو يقسم حبه لي أمام تمثال العذراء مريم ‪ ،‬وكان لا بد من‬
‫تجنب هذا الأمر ‪.‬‬
‫" نعم انا اقسم "‬
‫رد روميو بنبرة واثقة وكانت إجابة بدا من المستحيل تخيلها بخلاف ذلك ‪،‬‬
‫في تلك اللحظة ‪ ،‬ترنح روميو بشكل كبير وجلس في مقعده ‪.‬‬
‫" روميو !"‬
‫نادت روزالين اسمه في حرج ‪ ،‬بدا و يليام أيضًا مندهشًا بعض الشيء ‪ ،‬لقد‬
‫أخبرتك مسبق ًا أنه قد يفقد وعيه إذا اصطدمت التحف ببعضها البعض ‪ ،‬ولكن‬
‫عندما واجهنا روميو بالفعل ‪ ،‬يبدو أنني قد فوجئت ‪ ،‬فلقد كنت الوحيدة التي‬
‫كانت بخير ‪ ،‬بعد أن رأيت هذا للمرة الثانية ‪.‬‬
‫بعد فترة وجيزة ‪ ،‬فتح روميو عينيه بسرعة مرة أخرى ‪ ،‬ومن ثم ‪ ،‬في حيرة‬
‫من أمره ‪ ،‬نظر حوله ‪ ،‬وعندما رأى المرأة في ثوب الزفاف واقفة بجانبه وهو في‬
‫بدلة رسمية ‪ ،‬اهتزت عيناه بلا رحمة ‪.‬‬
‫" ما هذا ‪"...‬‬
‫قبل أن يستعيد روميو رباطة جأشه ‪ ،‬فتح و يليام فمه ‪.‬‬
‫" ليرفع العريس الحجاب و يفحص وجه العروس "‬
‫ترنح روميو من مقعده وامتثل لطلب و يليام ‪ ،‬عندما أز يل الحجاب الأبيض ‪،‬‬
‫انكشف وجه روزالين المتوتر ‪ ،‬وكانت تنظر إلى روميو بفارغ الصبر ‪.‬‬
‫" روزالين ‪"...‬‬
‫وخرج اسمها من فم روميو ‪ ،‬اسم ' الشخص الذي يحبه أكثر من غيره '‪،‬‬
‫واغرورقت الدموع في عيني روزالين ‪.‬‬
‫حب روزالين العروس إلى الأبد ؟"‬
‫" هل يقسم روميو العريس أن ي ّ‬
‫وأجاب روميو ‪.‬‬
‫" أقسم "‬
‫حدقت عيناه في روزالين دون تردد ‪ ،‬لقد أدركت شيًئا واحدًا ‪ ،‬حتى‬
‫عندما رأيت روميو يعترف بحب ّه لروزالين ‪ ،‬لم يتأذى قلبي على الإطلاق ‪ ،‬بعد‬
‫ذلك ‪ ،‬تغير وجه روزالين ببطء إلى وجه شخص آخر ‪ ،‬في اللحظة التي رأيت فيها‬
‫هذا الوجه ‪ ،‬قفز قلبي بشكل لا إرادي ‪.‬‬
‫وتركت الكنيسة بهدوء ‪ ،‬ومن ثم تجولت ببطء حول الكنيسة ‪ ،‬لقد كنت‬
‫هنا ‪ ،‬في أنتظار شخص معين ‪.‬‬
‫" جولييت !"‬
‫أخير ًا ‪ ،‬جاء الشخص الذي كنت أنتظره يركض وهو ينادي اسمي ‪ ،‬كان‬
‫يرتدي زي الكاهن ‪ ،‬على ما يبدو في عجلة من أمره ‪.‬‬
‫" و يليام ‪ ،‬كنت في انتظارك "‬
‫عند إجابتي ‪ ،‬نظر و يليام إلي بعيون قلقة نوعًا ما ‪.‬‬
‫" هل هذا لألغاء خطبتنا ؟"‬
‫" ماذا ؟"‬
‫لقد فوجئت بالسؤال الغير متوقع ‪ ،‬وتمتم دون اتصال بالعين معي ‪.‬‬
‫" الآن ‪ ،‬تم حل جميع المشاكل التي جلبتها التحفة ‪ ،‬ماعداي أنا الذي أصبح‬
‫خطيبكِ "‬
‫اهتزت عيون و يليام بقلق ‪ ،‬ونظر إلي مباشرة بعيونه مهتزة ‪.‬‬
‫" المونتيغيو والكابوليت تصالحا بأمان ‪ ،‬وتم أرتباط روميو وروزالين أيضًا مرة‬
‫أخرى ‪ ،‬الآن المشكلة الوحيدة التي عليكِ حلها هي أنا "‬
‫فهمت أخير ًا ما كان يتحدث عنه ‪ ،‬وتحدث بصعوبة ‪.‬‬
‫أنت لا تعرفين كم كان علي أن أتحمل كل يوم ‪ ،‬من أجل‬
‫" جولييت ‪ِ ،‬‬
‫حماية كبر يائي ككاتب ‪ ،‬أو في الواقع ‪ ،‬فقط لكي لا أتخطى حدودي‬
‫كشخص ‪ ،‬كان علي المثابرة ‪ ،‬جولييت ‪ ،‬منذ أن اكتشفت أن نصي هو تحفة ‪،‬‬
‫أردت دائمًا كتابة قصة ً عن وقوعكِ في حب ّي "‬
‫كافح و يليام للاعتراف ‪ ،‬وشعرت كل كلمة بثقلها لدرجة أنني استمعت إليه‬
‫بشعور أن قلبي يؤلمني بطر يقة ما ‪.‬‬
‫" كما يقول الناس ‪ ،‬إذا كنت أمتلك الموهبة في كتابة النصوص ‪ ،‬فقد‬
‫أردت خلق احتمالية أنكِ ستحب ّيني حتى لو ضغطت على كل قدراتي ‪،‬‬
‫وبطر يقة ما منعت نفسي من كتابة تلك الجملة التي تحبيني فيها ‪ ،‬اعتقدت أنه‬
‫سيكون من الرائع أن تكون هذه هي الجملة الأخيرة التي أكتبها "‬
‫كل حرف كان مليئا بالإخلاص ‪ ،‬لدرجة أنها تشعرني أنها ثقيلة بعض‬
‫الشيء ‪ ،‬لقد كان اعترافًا بكل قوته ‪ ،‬وفتح فمه للمرة الأخيرة وكأنه خارج عن‬
‫قوته ‪.‬‬
‫" أنا أحب ّكِ يا جولييت "‬
‫بعد أن تحدث ‪ ،‬أنزل و يليام رأسه كما لو أنه لم يعد قادر ًا على مواجهتي ‪،‬‬
‫ومدت يده وغطى وجهه ‪.‬‬
‫" انظر إلي ‪ ،‬و يليام "‬
‫بعد يديه ‪ ،‬ورفع رأسه ببطء ‪ ،‬وبدأت أتحدث بصوت صارم قليلا ً ‪.‬‬
‫" إذا كتبت أنني أحب ّك على التحفة السحر ية ‪ ،‬فلن تكون سعيدًا أبد ًا "‬
‫" أنا آسف جولييت ‪ ،‬أنا ‪"...‬‬
‫أغلق و يليام عيونه عند كلماتي ‪ ،‬والتي ربما بدت باردة إلى حد ما ‪ ،‬وحاول‬
‫أن يرد علي بسرعة ‪ ،‬لكنني لم أستمع واستمريت في كلامي ‪.‬‬
‫" و يليام ‪ ،‬إذا أخبرتك أنني أحب ّك ‪ ،‬هل ستصدق ذلك ؟‪ ،‬بل سوف تشك‬
‫في ذلك ‪ ،‬وستصاب بالإحباط لأنه ليس ً‬
‫حب ّا حقيقيًا ‪ ،‬لذا لا تفعل ذلك "‬
‫" نعم جولييت ‪ ،‬لن أكتبه أبد ًا "‬
‫أجاب و يليام بوجه حزين ‪ ،‬وابتسمت وأضفت جملة ‪.‬‬
‫" ولم تعد مضطرًا إلى ذلك بعد الآن "‬
‫" لم أعد مضطرًا ؟"‬
‫" لقد أدركت شيًئا واحدًا أثناء مشاهدة حفل زفاف روميو وروزالين "‬
‫نظر إليّ و يليام كما لو كان مرتبك ًا من القصة التي قفزت فجأة بعيدًا عن‬
‫الطر يق ‪ ،‬لكنه انتظر بصمت كلماتي التالية ‪.‬‬
‫" عندما رأيت روميو يتزوج امرأة أخرى ‪ ،‬لم يتأذى قلبي على الإطلاق ‪،‬‬
‫حتى عندما يقول لي أشياء حلوة ‪ ،‬في وقت ما ينبض قلبي أقل فأقل "‬
‫أخرجت زجاجة عطر من جيبي ‪ ،‬لقد كانت ' الشخص المحبوب ' كنت‬
‫قلقة ً من أن السحر الذي ألقيتخ على روزالين سينكسر في المنتصف لذا أحضرتها‬
‫معي ‪ ،‬ورششتُ العطر على و يليام دون تردد ‪ ،‬وأمام عيني ‪ ،‬انعكس شخص‬
‫واحد فقط ‪.‬‬
‫" الآن أنا أرى وجه و يليام شكسبير في عيني "‬
‫لم تكن هناك حاجة لمزيد من الكلمات ‪ ،‬فوضعت يدي على وجهه وشددته‬
‫نحوي ‪ ،‬وقبّلت شفتيه ‪ ،‬وانتشر الدفء على شفتينا ‪.‬‬
‫" أحب ّك يا و يليام "‬
‫بعد قبلة قصيرة اعترفت له ‪ ،‬كان و يليام خارج وعيه ‪ ،‬كما لو أنه لا يستطيع‬
‫قبول الموقف ‪ ،‬وسرعان ما تحول وجهه إلى اللون الأحمر ‪ ،‬وكان أكثر وجه‬
‫أحمر رأيته في حياتي ‪.‬‬
‫أنت جادة ؟"‬
‫" جولييت ؟‪ ،‬هل ِ‬
‫نظر و يليام إليّ وهو غير مصدق ‪ ،‬وابتسمت دون رد وعانقته ‪ ،‬وببطء ‪،‬‬
‫ولف ذراعيه حولي ‪ ،‬رفعت رأسي أثناء العناق ‪ ،‬وظهر وجه أحمر لامع أمامي‬
‫‪ ،‬كان وجه أجمل شخص لي ‪.‬‬
‫ك على قبولي بإخلاص "‬
‫" أحب ّكِ ‪ ،‬أنا أحب ّكِ حق ًا ‪ ،‬شكرًا ل ِ‬
‫سكب و يليام مشاعره تجاهي بشكل غير مترابط ‪ ،‬ولقد قبلتهم جميع ًا بقلب‬
‫سعيد ‪ ،‬بعد عناق طو يل ‪ ،‬فتحت فمي مرة أخرى ‪.‬‬
‫" و يليام ‪ ،‬هل يمكنكِ أن تعدني بشيء واحد ؟"‬
‫" وعد ؟"‬
‫كان فم و يليام يطلب مني سؤال ‪ ،‬لكن عينيه كانتا تقولان نعم بالفعل ‪،‬‬
‫كان صر يحًا لدرجة أنني كنت قلقة ً بشأنه ‪ ،‬لذا ابتلعت ابتسامة مريرة وواصلت‬
‫‪.‬‬
‫" نعم ‪ ،‬في المستقبل ‪ ،‬لن تكتب أبد ًا عن أشياء لم تحدث في التحفة بعد‬
‫الآن "‬
‫كان نص و يليام ' روميو وجولييت ' لا يزال على قيد الحياة وينتظر نهاية‬
‫القصة ‪ ،‬ولقد وجدت طر يقة لإنهاء القصة ‪.‬‬
‫" بدلا ً من ذلك ‪ ،‬أكتب أشياء من الماضي ‪ ،‬اليوم هو ما فعلناه بالأمس‬
‫وغدا هو ما قلته اليوم ‪ ،‬طالما حدث ذلك بالفعل ‪ ،‬فإن التحفة السحر ية لن‬
‫تكون قادرة على التصرف كما يحلو لها ‪ ،‬قائلة ً إنه أمر محتمل "‬
‫" شيء من الماضي ‪"...‬‬
‫" دعنا نجعل قصتنا التي ستستمر في المستقبل إلى تحفة سحر ية "‬
‫فتح و يليام عينيه على مصراعيه وعانقني بشدة ‪ ،‬كما أنني أضفت قوة على‬
‫الذراعين اللتين كانتا تلتفان حوله ‪ ،‬وازدهر الدفء بين الأجساد التي تلامس‬
‫بعضها البعض ‪.‬‬
‫" نعم جولييت ‪ ،‬سأجعلها بالتأكيد أروع قصة في حياتي "‬
‫" أنت لن تفعل ذلك بمفردك ‪ ،‬بل سنفعل ذلك مع ًا "‬
‫انتشرت ابتسامة على وجهي كما قلت ‪ ،‬لقد كانت هذه بداية قصة جديدة ‪.‬‬
‫***‬
‫بكذا أكون أنهيت القصة الرئيسية لرواية جولييت وشكسبير الحلوة ‪ ،‬وأن شاء‬
‫الله بالمستقبل القريب بلقاكم بالفصول الجانبية الثلاث والي يمكن أترجمها اليوم‬
‫بعد ما أنشر فصول الروايات الثانية ‪ ،‬ركزوا على يمكن ‪.‬‬

You might also like