You are on page 1of 8

‫اليمن بين الوحدة والفيدرالية‬

‫ما بين استنكار من قبل البعض وترحيب من قبل اآلخرين في الداخل والخارج‪ ،‬جاء قرار مؤتمر الحوار الوطني اليمني الذي تشكل بناءا‬
‫على ضغط الشارع وبناءا على المبادرة الخليجية (‪ )2011/11/23‬التي تخلى بموجبها الرئيس السابق على عبد هللا صالح عن السلطة‪،‬‬
‫باتباع نظام حكم فيدرالي سعيا منه لتأطير تبعات المناطقية والجهوية والوصول إلى حل وسط ما بين التقسيم والوحدة في إطار الدولة‬
‫المركزية وربما لتدعيم أسس تلك الدولة وتوسيع دوائر صنع السياسة‪ ،‬وجاء قرار الرئيس عبد ربه منصور هادي رقم ‪ 2‬لسنة ‪2014‬‬
‫بتشكيل لجنة تحديد‬

‫األقاليم‬

‫وبينما تتفاوت تقديرات الكتاب والباحثين لمدي سيطرة القبيلة على السياسة اليمنية ويجتمع معظمهم على أن القبيلة والجيش‬
‫يلعبان الدور األكبر في السياسة اليمنية إال أن فريق عمل الحكم الرشيد في مؤتمر الحوار الوطني الذي أنهى أعماله آخر‬
‫الشهر الماضي شدد على ضرورة وضع قواعد وأسس قانونية تحول دون تدخل القبيلة في سلطات الدولة واختصاصاتها من‬
‫أجل الوصول إلى الدولة المدنية القائمة على مبدأ سيادة القانون‪.‬‬

‫أوردت وثيقة الحوار الوطني الشامل ثالثة عشر سببا حقوقيا وقانونيا وخمسة عشر سببا اقتصاديا قويا‪ ،‬وستة عشر عنصرا‬
‫ثقافيا واجتماعيا كانت كافية لتفجير القضية الجنوبية من وقت آلخر عبر محطات مختلفة بدئا من استقالل الجنوب في‬
‫الثالثين من نوفمبر عام ‪ ،1967‬وصوال إلى مشروع الوحدة االندماجية عام ‪ 1990‬بكافة مساوئها وتأجيلها لألسس الحقيقية‬
‫للصراع‪ ،‬ثم انفجار األزمة ثانية في حرب العام ‪ 1994‬بين الشمال والجنوب والسياسات االقتصادية واالجتماعية الخاطئة‬
‫بعدها والتي أدت إلى تأجيج الحراك الجنوبي بقوة في عام ‪ ،2007‬فبرغم صدور قانون السلطة المحلية عام ‪ 2000‬م إال أن‬
‫عدم تخصيص موارد تتناسب والصالحيات‬

‫التي نقلها القانون من المركز إلى الوحدة اإلدارية وكذلك غياب الرقابة زادت من سوء اإلدارة وسوء الجانب االقتصادي للمواطنين وخاصة في‬
‫المحافظات الجنوبية‪ ،‬وليس الحديث عن الوحدة والفيدرالية مقتصرا على القضية الجنوبية إذ تدخل محافظة صعده وقضية الحوثيين النقطة الساخنة‬
‫على امتداد التاريخ اليمني ‪ -‬على الخط في الحديث عن الوحدة والفيدرالية ومن ثم رأى الفريق المصغر للقضية الجنوبية بمؤتمر الحوار الوطني أن‬
‫الفيدرالية هي الحل للقضية الجنوبية والقضايا الجهوية والقبلية األخرى‪.‬‬
‫ويثير قرار تبني الفيدرالية في اليمن مخاوف وشكوك البعض من أنصار الوحدة بشكلها التقليدي في الداخل وفي بعض الدول العربية‬
‫المجاورة وغير المجاورة خاصة بعد التجربتين العراقية التي آلت إلى ما يشبه الدويالت‪ ،‬كما يثير إبقاء الوضع على ما هو عليه مخاوف‬
‫وشكوك أنصار الحل الفيدرالي في إطار الوحدة والذي تقره وثيقة الحوار الوطني الشامل‪ -‬من المصير السوداني‪ ،‬وكال وجهتي النظر‬
‫لها وجاهتها‪ ،‬لكن ثمة فروقا جوهرية في بنية الدولة ما بين اليمن وكل من العراق والسودان إذ أن التقسيم في كال البلدين وخيارات‬
‫الفيدرالية أو االنفصال جاءا بعد احتالل للعراق وتدخالت وضغوط دولية كثيفة في الحالة السودانية بينما خيار الفيدرالية في اليمن يمكن‬
‫اعتباره قرارا وطنيا باألساس وهو قد جاء بعد ثورة وفي طيات عملية تحول ديمقراطي قادها الداخل اليمني باألساس وإن كان للمحيط‬
‫العربي السعودي والخليجي تأثير فيها فهو نتاج لعملية الحراك الثوري في الشارع وألهمية اليمن الستقرار المنطقة برمتها‪.‬‬
‫فقد جرب العراق والسودان خيار الوحدة والدولة المركزية التي تفرض وجودها بالقوة ال بالمساواة في الحقوق والواجبات على أساس‬
‫المواطنة والتوزيع العادل للسلطة والثروة بناءا على نظام محلي قوي يضمن ديمقراطية تشاركية تتفادى عيوب وأخطاء الديمقراطية‬
‫التمثيلية التي تتهاوى‪ ،‬وسرعان ما هوت التجربتين بمجرد الدخول في أول اختبار حقيقي الختيارات الناس وبغض النظر عن مآل‬
‫التجربتين فإن الوحدة ال يمكن فرضها بالقوة‪ ،‬كما أن دول مجلس التعاون الخليجي المجاورة لليمن شهدت تجربة فيدرالية ناجحة في‬
‫دولة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬إال أن ثمة ظروفا اقتصادية واجتماعية وسكانية تكاد تكون مختلفة في التجربة اإلماراتية عنها في اليمن‬
‫الدولة الخليجية األكبر عددا بعد السعودية التي تتخوف من اشتعال الصراع في اليمن من جديد كما يتخوف جناح فيها من إمكانية نجاح‬
‫التجربة اليمنية في التحول الديمقراطي على المدى المتوسط‬

‫واعتبارها نموذجا من قبل بعض بلدان الخليج الذي كان يسير في ركاب السعودية ولم تعد قادرة على تسييره‬
‫بمفردها دون األخذ في االعتبار التطورات المحلية واإلقليمية والدولية في التعامل مع كل من بلدانه الستة‪.‬‬
‫ويثور لدي البعض تساؤالت حول مستقبل مشايخ القبائل الذين تعج بهم دواوين عموم المحافظات اليمنية اإلحدى والعشرين‬
‫والمقننة أوضاعهم في إطار مصلحة شئون القبائل‪-‬حال تطبيق الفيدرالية ويحلم هؤالء بأن تكون الفيدرالية مخرجا الزمات‬
‫البالد لفتح آفاق جديدة للنهوض بالبلد من الوضع الراهن بعيدا عن كوابيس الفساد من المشايخ والمتنفذين الن الشعب قد سئم‬
‫هذا‬
‫الحال‬
‫كما أن الشارع اليمني نفسه وإن كان منقسما حول نظام الدولة الفيدرالية االتحادية ذات األقاليم المتعددة من منطلق الخوف‬
‫من التمييز بين األقاليم على أساس الثروات الطبيعية الموجودة في كل إقليم أو عدد سكانه أو حتى تخوفات من إعادة تقسيم‬
‫اليمن تحت مسمى األقاليم ‪ ،‬إال أن الجميع يتفقون على أن نظام يتجاوز هذه المخاوف ويحقق قدرا من الالمركزية هو نظام‬
‫يعبر عن روح ثورة الحادي عشر من فبراير ‪2011‬‬
‫ففي التحليل األخير فإن استقرار الرأي في مؤتمر الحوار الوطني على تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم أربعة منها في الشمال‬
‫وهي ‪( :‬إقليم الجند ويضم واليتي تعز واب وهما اكبر كتلة سكانية في البالد واقليم تهامة ويضم والية الحديدة وريمة‬
‫والمحويت ‪،‬وحجة إقليم سبأ ويضم محافظات ذمار والبيضاء ومأرب والجوف‪ ،‬وإقليم صنعاء ويضم صنعاء وريفها‬
‫ومحافظتي عمران‬
‫وصعدة)‪.‬‬
‫واثنان في الجنوب هما (اإلقليم الشرقي ويضم واليات حضرموت والمهرة وسقطرى‪ ،‬وإقليم عدن ويضم واليات عدن وأبين ولحج‬
‫والضالع في الجنوب) وهو ما سيضمن لليمن ومستقبله حياة كريمة هادئة مستقرة ناهيك أن الخريطة السياسية للدولة اليمنية االتحادية‬
‫ستتغير تماما خالل تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم جديدة تتمتع كل منها بدرجة كبيرة من االستقاللية في إطار نظام اتحادي قوي وسيمثل هذا‬
‫النظام الجديد نقلة نوعية في حياة اليمن الجديد يمن فبراير ‪2011/‬م يمن الثورة الشبابية والحرية والعدالة االجتماعية واالستقالل‪.‬‬

‫قد تكون الفيدرالية حال للنزاعات القبلية والمناطقية والمذهبية التي أرهقت الدولة اليمنية الموحدة والتي لم تستطع تجاوزها‬
‫على مدار قرابة عشرين عاما من الوحدة‪ ،‬لكن هذه الفيدرالية تظل حبرا على ورق ما لم توسع من حريات المواطنين‬
‫وتطبق مفهوم الالمركزية والمواطنة والديمقراطية التشاركية الذي نصت عليه وثيقة الحوار الوطني الشامل ووضعت أسسا‬
‫منطقية وموضوعية لكل اإلجراءات والمؤسسات التي سوف تنبني على قرار الفيدرالية‪ ،‬بل إنها قد تؤدي إلى منزلقات‬
‫اخطر من تلك التي في العراق والسودان ما لم تفعل كل البنود والمبادئ الواردة في وثيقة الحوار تلك وما لم تستلهم تجارب‬
‫الدول األخرى ذات الظروف المشابهة سواء في المنطقة العربية أو‬
‫حتى في األقاليم المختلفة من العالم‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬ماهية النظام الفيدرالي‬


‫ا مفهوم الفيدرالية هي كلمة مشتقه‬
‫من‬
‫‪federation‬‬
‫ومعناها االتفاق أو المعاهدة أو التحالف أو النظام االتحادي‪ ،‬والفيدرالية هي اتحاد وحدات سياسية تتنازل عن سيادتها الفردية للسلطة المركزية‪،‬‬
‫ولكنها تحتفظ بسلطات حكومية محدودة‪ ،‬كما تعني الفيدرالية عملية توزيع السلطة بين حكومة مركزية‪ ،‬وعدد من الوحدات اإلقليمية من خالل اعتماد‬
‫الصالحيات المتفق عليها في الدستور‬
‫)‪(2‬‬
‫ب ‪ -‬دواعي تأسيس النظم الفيدرالية‬
‫تنشا الدول ‪ ،‬واالتحادات الفيدرالية نتيجة التحاد دول و كيانات‪ ،‬وقوميات مختلفة ‪ ،‬او في حاله تفكك دول موحدة‪ ,‬قد تكون ألسباب تعدد القوميات‬
‫واألديان واللغات بحيث يصعب ادارتها مركزيا االمر الذي يتطلب االنتقال الي النظام الفيدرالي ‪ ،‬وتعد الواليات المتحدة األمريكية أول دولة فيدرالية‬
‫معاصرة على مستوى العالم حيث نشأت عام ‪1787‬م‪ ، .‬وهناك حوالي ‪ 25‬دولة فيدرالية في العالم تضم أكثر من ‪ %40‬من مجموع سكان العالم‪،‬‬
‫وتتكوّ ن الدولة الفيدرالية من حكومة اتحادية مركزية وحكومات محلية أخرى تتشكل في األقاليم الفيدرالية المكوّ نة ضمن إطار دولة واحدة‪ ،‬وتتنظم‬
‫وفقا ً لدستور موحد يضمن وحدة الدولة تحدد فيه صالحيات الحكومة المركزية‪ ،‬وحكومات األقاليم التي ال تتعارض مع الدستور االتحادي‪ ،‬ويكتسب‬
‫النظام الفيدرالي أهمية بالغة لما يتمتع به من مرونة و واستجابة الحتياجات وخصائص المجتمعات المحلية‪.‬‬
‫ج ‪ -‬خصائص النظام الفيدرالي للنظام الفيدرالي العديد من الخصائص منها (‪:)4‬‬
‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫)‪(3‬‬
‫ً‬
‫استجابة ألسباب وعوامــــل مـوضـــوعية او سياسية أو اقتصادية أو ثقافية‪.‬‬ ‫انه تنظيم إداري للدولة ينشأ في أي بلد‬
‫ان السلطة ُتو ّزع بين مستويات إدارية متعددة وال يحتكرها المركز‪.‬‬
‫النظام الفيدرالي نمط من أنماط الوحدة‪ ،‬يهدف إلى توزيع السلطة والثروة بين الوحدات االدارية وفقا ً للدستور‪.‬‬
‫‪ 2‬شؤرش حسن عمر خصائص النظام الفيدرالي ‪ -‬دراسة مقارنة المركز العربي‪ :‬بغداد ‪2018:‬م ص‪.8‬‬
‫‪ . 3‬شاهر إسماعيل الشاهر ‪ ،‬تصنيف األقاليم السياسية‪ ،‬دراسة منشورة ‪ ،‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬تاريخ الزيارة‬

‫الرابط ‪https://democraticac.de/?p=48667‬‬
‫جورج أندرسون‪ :‬مقدمة عن الفيدرالية‪ ،‬ترجمة مها تكال كندا منتدى األنظمة الفيدرالية‪ ،2007 ،‬ص‪.18‬‬
‫مجلة األندلس‬
‫‪159‬‬
‫العدد (‪ )43‬المجلد (‪ )8‬إبريل ‪ -‬يونيو ‪2021‬م‬
‫للعلوم اإلنسانية واالجتماعية‬

‫يكون االتحاد الفيدرالي بإحدى صيغتين‪ :‬األولى ‪ :‬تتم بين عدة دول مستقلة اتفقت طوعا ً على أن تتوحد العتبارات سياسية‪ ،‬أو اقتصادية أو غير ذلك‪.‬‬
‫الصيغة الثانية ‪ :‬أن تقرر دولة ما إعادة صياغة نمط وحدتها باالنتقال من الدولة البسيطة إلى الدولة الفيدرالية؛ وذلك لمعالجة مشاكل قائمة أو رغبة‬
‫في تحقيق مزيد من التطور والنماء‪ ،‬كما حدث‬
‫في تجارب بعض الدول ومنها ‪ :‬البرازيل‪ ،‬وبلجيكا‪ ،‬واسبانيا‪ ،‬وماليزيا‪ ،‬وسويسرا‪ .‬ان النظام الفيدرالي يختلف من دولة ألخرى ‪ ،‬وفقا لخصائص تلك‬
‫الدولة ‪ ،‬وما يتناسب ومجتمعها ‪ ،‬فهناك دول فيدرالية كبيرة من حيث المساحة وعدد السكان‪ ،‬مثل‪ :‬الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬وروسيا وغيرهما‪،‬‬
‫وفي المقابل هناك دول فيدرالية صغيرة من حيث المساحة‪ ،‬وعدد السكان‪ ،‬مثل‪ :‬سويسرا‪ ،‬واإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬كما أن هناك دول فيدرالية‬
‫تتميز بالتعدد والتنوع المجتمعي وتضم أجناسا ً وأعراقا ً ‪ ،‬واثنيات متعددة‪ ،‬مثل‪ :‬الهند وماليزيا‪ ،‬وفي المقابل هناك دول فيدرالية ال توجد فيها أجناس‬
‫وأعراق واثنيات متعددة‪ ،‬كاإلمارات‪ ،‬وألمانيا‪.)5( .‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬خلفية تاريخيه عن النظام الفيدرالي في اليمن‪:‬‬
‫أ‪ -‬الفيدرالية في التاريخ القديم‬
‫تأسست الدولة اليمنية القديمة من اتحاد قبائلي وفق مفهوم القبيلة المستقرة الزراعية وليس القبيلة البدوية المتنقلة ‪ ،‬وكانت للقبيلة في اليمن خصوصية‬
‫تنفرد بها قائمة على المصالح الدنيوية المشتركة ألبنائها ‪ ،‬وانعكس كل ذلك على شكل نظام الحكم السياسي ‪ ،‬والتنظيم اإلداري للدولة في اليمن منذ‬
‫القدم ‪ ،‬وال يزال تأثيره قائما ً حتى الوقت الحاضر وساد في الدول اليمنية القديمة نظام الحكم الملكي ‪ ،‬وكانت سلطة الملك مقيده يشاركه في إدارة‬
‫شؤون الحكم مجلس يسمى (األقيال) ‪ ،‬ويتكون من زعماء القبائل وكبار المالك ‪ ،‬ويشاركونه في إصدار التشريعات والقوانين الخاصة بالتملك‬
‫والضرائب وغيرها ‪ ،‬وهو نظام كان سائد في معظمـ الدول اليمنية القديمة خالفا ً لما كان سائد في الدول المعاصرةـ ‪ ،‬وهو نظام قائم على الشورى او‬
‫أشبه ما يكون بنظام شبة ديمقراطي مقارنة بحكم الملوك الذين حكموا في تلك الحقبة من الزمن كآشور ‪ ،‬وبابل ومصر وإيران‪ )6(،.‬يقول تعالى ‪:‬‬
‫ُون) (‪ ) 7‬واما التنظيم اإلداري للدولة فكانت الممالك اليمنية القديمة تقوم على‬ ‫ت يَا َأ ُّيهَا ْال َمُأَل َأ ْف ُتونِي فِي َأ ْم ِري مَا ُك ُ‬
‫نت َقاطِ عَ ًة َأ ْمرً ا حتى َت ْش َهد ِ‬ ‫( َقالَ ْ‬
‫أساس اتحادي‪ ،‬حيث ساد (نظام) القيالة) ‪ ،‬وهو نظام حكم محلي‬
‫(‪ )4‬الفيدرالية‪-‬السويد ‪ :‬المؤسسة الدولية للديمقراطية واالنتخابات‬
‫السويد ‪ ، IDEA ،2015 :‬ص‪.‬‬
‫‪ ) 6‬عيبان محمد السامعي الفيدرالية في اليمن ماضيا وحاضرا ‪ ،‬موقع الحوار المتمدن تاريخ الزيارة ‪2020/3/17‬‬
‫الرابط ‪https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid‬‬
‫‪ ) 7‬القرآن الكريم‪ ،‬سورة النمل اية رقم ‪.32‬‬

‫يقوم على أساس اتحادي أو شبه اتحادي يتمتع فيه األمراء المحليون باستقالل ذاتي‪ ،‬وكان يُطلق على هؤالء األمراء لقب األقيال ويتولى القيل تدبير‬
‫شؤون المخالف الذي يتواله ؛ أما المستوى األعلى فيتعلق بالمهامـ السيادية ‪ ،‬وبشكل عام فان التقسيم اإلداري للدولة‪ ،‬وتوزيع السلطة في اليمن القديم‬
‫يشبه إلى حد كبير النظام الفيدرالي المعاصر (‪. )8‬‬
‫ب الفيدرالية في التاريخ اإلسالمي‪:‬‬
‫تشير المصادر التاريخية إلى أنه وبعد انتشار اإلسالم في ربوع اليمن قُ سمت إلى ثالثة مخاليف وهي‪ :‬مخالف الجند ‪ ،‬وكان مركزهـ مدينة الجند ‪،‬‬
‫ومخالف صنعاء وكان مركزه مدينة صنعاء‪ ،‬ومخالف حضرموت ‪ ،‬وكان مركزه حضرموت‪،‬‬
‫وقد عيّن الرسول (علية افضل الصالة والسالم وعلى اله والة على تلك المخاليف‪ ،‬حيث عيّن باذان واليا ً على مخالف صنعاء؟‪ ،‬وزياد‬
‫بن لبيد البياضي واليا ً على مخالف حضرموت‪ ،‬والصحابي الجليل معاذ بن جبل واليا ً على إقليم الجند باإلضافة إلى تعيينه واليا ً عاما ً‬
‫على اليمن (‪ )9‬واستمر هذا التقسيم في زمن الخلفاء‪ ،‬قبل أن يتحوّ ل الحكم إلى ملك وراثي ارستقراطي بقيام الدولة األموية‪ ،‬حيث‬
‫دخلت اليمن في نفق مظلم ونشأت دويالت صغيرة خاضت حروبا ً بينية لردح طويل من الزمن(‪ )10‬وظلت اليمن‬
‫خارجة عن السيطرة الفعلية لإلمبراطوريات اإلسالمية المتعاقبة طوال قرون من الزمن‪ ،‬إذ بقيت تتمتع بما يشبه الحكم الذاتي نظراً لبعدها الجغرافي‬
‫عن عواصم تلك الدول‪ ،‬وفي النصف الثاني من القرن السادس عشر الميالدي خضعت اليمن للسيطرة العثمانية ‪ ،‬ولم يستقر الوضع للعثمانيين‬
‫طويالً‪ ،‬فقد‬
‫واجهوا مقاومة كبيرة من اليمنيين اضطرتهم لمغادرة اليمن عام ‪1635‬م ‪ ،‬ثم عادوا مرة أخرى عام ‪1872‬م‪ ،‬ولقد عمل العثمانيون على إعادة تقسيم‬
‫المناطق التي يسيطرون عليها إلى وحدات إدارية تبدأ باأللوية (مفردها ‪ :‬اللواء) ‪ ،‬وهي المدن الكبرى صنعاء‪ ،‬وتعز‪ ،‬وإب‪ ،‬والحديدة‪ ،‬ثم يليها قضاء‬
‫وهي المديرية‪ ،‬وتمتعت هذه الوحدات بصالحيات إدارية واسعة‪ ،‬إلى أن تم عقد اتفاق "صلح دعان" عام ‪1911‬م بين أحمد عزت باشا مندوب‬
‫السلطان العثماني ‪ ،‬وبين اإلمام يحيى حميد الدين‪ ،‬وبموجبه خرج العثمانيون بصورة نهائية من اليمن واستمر التقسيم اإلداري في اليمن كما هو أيام‬
‫العثمانيون ‪ ،‬اما في جنوب اليمن‬
‫‪6‬‬
‫‪(11).‬‬
‫‪6‬‬
‫فقد خضع للسيطرة البريطانية ابتدا ًء من احتالل عدن عام‬
‫‪ 1839‬م‪ ،‬وشرعت سلطة االحتالل البريطانية في عقد اتفاقيات ومعاهدات مع السلطنات والمشيخات‬
‫(‪ )8‬عيبان محمد السامعي‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ )9‬عيبان محمد السامعي‪ ،‬الفيدرالية في اليمن ماضيا وحاضرا‪ ،‬مرجع سابق‬
‫‪ ) 10‬رياض االحمدي‪ ،‬الفيدرالية في اليمن تاريخ الفكرة ومؤشرات الفشل‪ ،‬صنعاء ‪ :‬مركز نشوان الحميري ‪2014‬م‪،‬‬
‫ص ‪.17‬‬
‫‪ )11‬الفيدرالية في اليمن‪ ،‬موقع نشوان نيوز ‪ ،‬الرابط ‪ https://nashwannews‬تاریخ الزيارة ‪2019/12/7‬م‬
‫التي كانت قائمة آنذاك ‪ ،‬فيما يسمى اتحاد شكلي سمي بمحميات عدن و في ال ‪ 30‬نوفمبر ‪1967‬م‬
‫تحقق االستقالل و رحلت بريطانيا من جنوب اليمن‬
‫ج الفيدرالية بعد إعادة تحقيق الوحدة ‪1990‬م‬
‫)‪(12‬‬
‫بقيام دولة الوحدة ( الجمهورية اليمنية ) في ‪ / 22‬مايو ‪1990‬م ‪ ،‬احتلت المركزية الحكم المحلي أهمية خاصة حيث تضمن دستور ‪1991‬م‬
‫الالمركزية اإلدارية والمالية في إطار الدولة البسيطة‪ ،‬وانتخاب المجالس المحليّة بكامل هيئاتها‪ ،‬بما في ذلك انتخاب المحافظين ومدراء المديريات‪،‬‬
‫ومنحت‬
‫هذه المجالس صالحية إدارة الشأن المحلي كسلطة مستقلة (‪ ، )13‬ولكن ذلك كان سببا رئيسا ً من أسباب الخالف بين طرفي الوحدة‬
‫حزب المؤتمر الشعبي العام والحزب االشتراكي اليمني آنذاك ‪ ،‬فطرح الحزب االشتراكي فكرة الفيدرالية كحالً للصراع‪ ،‬وأسفر‬
‫الخالف حول هذه المسألة ومسائل أخرى تتعلق بالحكم الى حدوث أزمة سياسية حادة في اليمن عام ‪1993‬م ‪ ،‬مما دفع ع الطرفين‬
‫للبحث عن حلّ ‪ ،‬وتم على إثر ذلك التوصل الى اتفاق بين طرفي الوحدة الحزب االشتراكي وحزب المؤتمر الشعبي العام التفاق سمي‬
‫( بوثيقة العهد واالتفاق) تم توقيعه في األردن ‪ ،‬وبموجبة ُمنحت المجالس المحلية‬
‫)‪(14‬‬
‫المنتخبة صالحيات واسعة وبعد عام ‪ 1994‬م لم يتم العمل بذلك ‪ ،‬وجاء بعد ذلك قانون السلطة المحلية الذي تم إصداره في العام ‪2000‬م ‪ ،‬إذ منح‬
‫القانون السلطة التنفيذية خيارين‪ ،‬هما‪ :‬تعيين رؤساء المجالس المحلية‪ ،‬كالمحافظين ومدراء المديريات‪ ،‬أو يتم انتخابهم من المواطنين‪ ،‬ويتم منح‬
‫المجالس المحلية صالحيات وفقا لما هو منصوص في الدستور‪ ،‬وفي عام ‪2008‬م تم انتخاب المحافظين من قبل أعضاء المجالس المحلية‪ ،‬إال أن‬
‫أغلبية أعضاء تلك المجالس كانوا موالين للسلطة المركزية‪ ،‬مما يؤدي حُكما ً إلى تنصيب المحافظين الذين يقع عليهم خيار رئيس الجمهورية| (‪.)15‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬خلفيه عن قرار التقسيم لألقاليم‬
‫بعد دخول اليمن في ازمة سياسيه ابان ثورات الربيع العربي ‪ ،‬و قيام ثورة ‪/11‬فبراير‪2011 /‬م‪ ،‬وتوقيع المبادرة الخليجية لتنظم االنتقال السلمي‬
‫للسلطة في اليمن ‪ ،‬والتي كان من بنودها عقد مؤتمر للحوار الوطني ‪ ،‬حيث تم عقد مؤتمر الحوار الوطني خالل الفترة من ‪2013/3/25‬م الى‬
‫‪2014/3/25‬م‬
‫(‪ )12‬رياض االحمدي‪ ،‬مرجع سابق ص‪.24‬‬
‫‪ ) 1‬احمد محمد علي التغيير ‪ -‬اإلصالح الديمقراطي في اليمن ضروراته ومعوقاته‪ ،‬صنعاء ‪ :‬االفاق للطباعة والنشر ‪2011‬م ص‪18.‬‬
‫‪ ) 14‬علي عبد القوي الغفاري الوحدة اليمنية ‪ :‬الواقع والمستقبل‪ ،‬صنعاء ‪ :‬مؤسسة الكتاب المدرسي ‪1997‬م‪ ،‬ص‪ )15( .27‬مشير العثماني‪ ،‬الفيدرالية‬
‫في اليمن المأزق ومقترحات الحل المنظمة العربية للقانون الدستوري‪ ،‬تونس‪ :‬نوفمبر‬
‫‪2020‬م ص‪.18‬‬

‫وكان من ضمن القضايا المطروحة في المؤتمر القضية الجنوبية ‪ ،‬وقضية صعده‪،‬ـ ومن ضمن الحلول التي طرحت لحل القضية الجنوبية تقسيم اليمن‬
‫الى أقاليم ‪ ،‬ولكن المؤتمر انقضى دون التوصل الى اتفاق حول موضوع تقسيم األقاليم ‪ ،‬وعددها ‪ ،‬وكان من ضمن مخرجات المؤتمر صدور وثيقة‬
‫الحل للقضية الجنوبية الصادرة بتاريخ ‪2013/12/23‬م ‪ ،‬التي اكدت على ضرورة تحول نظام الحكم في اليمن من النظام المركزيـ البسيط الى‬
‫النظام االتحادي الفيدرالي ‪ ،‬وفوضت مكونات مؤتمر الحوار الوطني رئيس الجمهورية آنذاك‪ ،‬ورئيس مؤتمر الحوار الوطني ( عبدربه منصور‬
‫هادي لتشكيل‬
‫‪،‬‬
‫لجنه برئاسته لدراسة االنتقال من نظام الحكم المركزيـ البسيط الى نظام فيدرالي اتحادي وكانت بعض القوى السياسية قد طرحت عدة خيارات‬
‫لتوزيع األقاليم في اليمن ما بين ستة اقاليم وأربعه اقاليم في الشمال‪ ,‬واثنان في الجنوب ‪ ،‬وهذا الطرح تبناه حزب اإلصالح وحزب المؤتمر الشعبي‬
‫العام وخيار االقليمين إقليم في الشمال ‪ ،‬واخر في الجنوب تبناه الحزب االشتراكي ‪ ،‬وبعض فصائل الحراك الجنوبي المعتدلة ) او اي خيار ما بين‬
‫هذه الخيارات والخروج بقرار ويكون قرار اللجنة نافذا ‪ ،‬وقد قام رئيس الجمهورية (هادي) بتشكيل لجنه في اواخر شهر يناير ‪2014‬م ‪ ،‬وقد بدأت‬
‫اللجنة اولى اجتماعاتها بتاريخ ‪/29‬يناير‪ 2014/‬م ‪ ،‬و اختتمت اعمالها بصدور قرار التقسيم المعلن بتاريخ وقد تم تقسيم اليمن الى ستة أقاليم (‬
‫‪)18‬على النحو التالي‪:‬‬
‫‪/10‬فبراير‪2014/‬م‬
‫)‪(17‬‬
‫)‪(16‬‬
‫‪ -1-‬إقليم أزال‪ ،‬ويضم كال من محافظات صعدهـ ‪ ،‬صنعاء‪ ،‬ذمار‪ ،‬عمران)‪ - 2 .‬إقليم سبأ‪ ،‬ويضم كالً من محافظات (مأرب الجوف‪ ،‬البيضاء)‪-3 .‬‬
‫إقليم عدن ‪ ،‬ويضم كال من محافظات (عدن ‪ ،‬ابين‪ ،‬الضالع ‪ ،‬لحج) ‪ -4‬إقليم حضرموت‪ ،‬ويضم كال من محافظات (حضرموت‪ ،‬شبوة‪ ،‬المهرة‬
‫وسقطرة ‪ -5‬إقليم الجند ‪ ،‬ويضم كال من محافظات (تعز واب)‬
‫‪ -6‬إقليم تهامة‪ ،‬ويضم كال من محافظات الحديدة‪ ،‬المحويت‪ ،‬وريمه وحجه)‬
‫‪ 16‬عدنان المقطري‪ ،‬خيار الدولة االتحادية في اليمن الخلفيات والمبررات وتحديات االنتقال مجلة سياسات عربية العدد‬
‫(‪ )33‬يوليو ‪ 2018‬ص‪.18‬‬
‫‪ )17‬مشير العثماني ‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.25‬‬
‫‪18‬‬
‫) انظر جدول توزيع األقاليم ص‪.7‬‬
‫أوالً‪ :‬الفيدرالية في مؤتمر الحوار ومسودة الدستور‪.‬‬
‫طرح تغيير شكل الدولة في اليمن ضمن مداوالت مؤتمر الحوار الوطني الشامل (‪ )18‬مارس‪/‬آذار‬
‫‪ 25 - 2013‬يناير‪/‬كانون الثاني ‪ ، 2014‬ووضع مقترح «الشكل االتحادي» على طاولة النقاش ضمن‬
‫حزمة معالجات للقضية الجنوبية‪ ،‬وقد حظي الشكل االتحادي من حيث المبدأ بالقبول العام (‪ ،)3‬باعتباره‬
‫الشكل الوحيد الذي يقدم حال وسطا بين قطبين متنافرين؛ الوحدة االندماجية واالنفصال الناجز‪.‬‬

‫ومصادقة لقول شهير الشيطان يكمن في التفاصيل»‪ ،‬فقد ظهرت معضلة تباين مواقف القوى المشاركة في مؤتمر‬
‫الحوار بشأن التفاصيل التي ينبغي األخذ بها ضمن ترتيبات االنتقال إلى الشكل االتحادي‪.‬‬
‫وتصدرت إشكالية تعيين الحدود واجهة النزاع فحجبت ما دونها من قضايا خالفية في أروقة مؤتمر الحوار‪،‬‬
‫وتركز الجدل على عدد األقاليم وحدودها أي) الواليات التي سيتكون منها كل إقليم‪ ،‬وأصر الحراك الجنوبي أن‬
‫يكون الجنوب إقلي ًما واحدًا ضمن حدود ما كانت تُعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ( حدود ما قبل ‪22‬‬
‫مايو‪/‬أيار ‪ ،)1990‬بينما أغلبية مكونات مؤتمر الحوار طالبت بدولة اتحادية متعددة األقاليم‪ ،‬خشية أن يأخذ مطلب‬
‫الطرف اآلخر مسا ًرا يفضي إلى االنفصال‪ ،‬خاصةً وأن الحراك الجنوبي وضع ضمن رؤيته أن يكون الشكل‬
‫الفيدرالي مجرد مرحلة انتقالية محطة ترانزيت لمدة ثالث أو خمس سنوات‪ ،‬يعقبها‬

‫استفتاء في الجنوب على تقرير المصير‪.‬‬

‫‪ .1‬لجنة تحديد األقاليم ومخرجاتها‬

‫عجز مؤتمر الحوار عن إيجاد مخرج إلشكالية تعيين الحدود‪ ،‬ومن ورائها القضية الجنوبية التي ُمنحت اهتما ًما‬
‫وتدلياًل مفرطَيْن استنزفا مسار العملية االنتقالية على حساب القضايا الرئيسية األخرى (‪ ، )4‬وقد أقرت وثيقة حل‬
‫القضية الجنوبية في ‪ 23‬ديسمبر‪/‬كانون األول ‪ 2013‬تفويض رئيس الجمهورية بتشكيل لجنة تحديد األقاليم»‪،‬‬
‫وفي ‪ 28‬يناير‪/‬كانون الثاني ‪ ،2014‬أصدر رئيس الجمهورية القرار رقم ‪ 2‬لعام ‪ 2014‬بتشكيل اللجنة برئاسته‬
‫مكونة من ‪ 22‬عضوا‪ ،‬وحدد مهامها بموجب تفويض مؤتمر الحوار بدراسة خيار ستة أقاليم (أربعـة فـي الشمال‪،‬‬
‫واثنان في الجنوب) وخيار إقليمين‪ ،‬وأي خيار ما بين هذين الخيارين يحقق التوافق‪ ،‬وأن يُثبت ما تقرره اللجنة في‬
‫مسودة الدستور‪.‬‬

‫وفي ‪ 10‬فبراير‪/‬شباط ‪ ، 2014‬اعتمدت اللجنة خيار الستة األقاليم إقليمـان في الجنوب‪ ،‬وأربعة في الشمال»‪،‬‬
‫وفق ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬إقليم حضرموت ويضم والیات حضرموت المهرة‪ ،‬شبوه‪ ،‬سقطرى‪.‬‬

‫‪ -‬إقليم عدن ويضم واليات عدن‪ ،‬لحج‪ ،‬أبين‪ ،‬الضالع‪.‬‬

‫‪ -‬إقليم سبأ‪ ،‬ويضم واليات مأرب‪ ،‬الجوف‪ ،‬البيضاء‪ - .‬إقليم الجند‪ ،‬ويضم واليتي‪ :‬تعز‪ ،‬إب‪.‬‬

‫‪ -‬إقليم آزال ويضم والیات صنعاء عمران صعده ذمار‬

‫‪ -‬إقليم تهامة‪ ،‬ويضم واليات الحديدة‪ ،‬ريمة حجة‪ ،‬المحويت‪.‬‬

‫وأن تكون مدينة صنعاء عاصمة اتحادية غير خاضعة لسلطة أي إقليم‪ ،‬ويتم وضع ترتيبات خاصة بها في‬
‫الدستور لضمان حياديتها واستقالليتها‪ ،‬وتكون عدن مدينة إدارية واقتصادية وذات وضع خاص في إطار إقليم‬
‫عدن‪ ،‬وتتمتع بسلطات تشريعية وتنفيذية مستقلة‪ .‬واعترض الحراك الجنوبي على عدد األقاليم‪ ،‬ألنه شطر الجنوب‬
‫إلى إقليمين‪ ،‬بينما اعترض أنصار هللا على حدود األقاليم بسبب ضم صعدة مسقط رأس أسرة (الحوثي إلى إقليم‬
‫آزال المفتقر للثروات والمنفذ إلى البحر (‪ ، )5‬فضال عن تحفظات تتوارى خلف اعتبارات سياسية يستعصي معها‬
‫على أنصار هللا تحقيق نفوذ سياسي أو انتخابي ضمن إقليم يمتلك المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني لإلصالح‬
‫فيه حضورًا قويا آنذاك‪.‬‬

‫وأثيرت هواجس أخرى من قبيل أنه قرار يمهد لالنفصال حين أخذ بتصنيف الشمال والجنوب‪ ،‬ومنح فرصة‬
‫إلعادة مراجعة هذه الحدود على نحو قد ال يخدم تماسك هياكل الدولة وبنيتها الوطنية والترابية‪ ،‬وأنها حدود تقسم‬
‫اليمن إلى أغنياء في إقليمي سبأ وحضرموت‪ ،‬وفقراء في بقية األقاليم ‪ ،‬باإلضافة إلى ما اعتبرت نوايا ُمريبة‬
‫الستحداث صراع طائفي حين جمعت الزيدية في إقليم واحد (آزال)‪ ،‬والشافعية في بقية األقاليم‪.‬‬

‫ومع‬
‫ذلك فقد تس َّك نت جدة مثل هذه االعتراضات بعد مساومات ووعود أن تأتى الصياغة الدستورية بتوافقات تعالج مثل هذه‬
‫اإلشكاليات‪.‬‬

You might also like